تصورات العلماء العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين للإسلام
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 07:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
سيكون هذا - بإذن الله - فصلاً جديداً في كتابي "نقض معتقد الخوارج الجدد" .. وأظنه فصلاً هاماً في هذه القضية، حتى نزيل الإشكال الذي يعتري الأذهان.
وحيث إننا قد سبق وتكلمنا أن موانع التكفير الشرعية لا تؤخذ إلا بالنص .. لا بالعقل المجرّد .. لذلك فإن ما يستنكره العقل قد يقبله هؤلاء لأنهم متبعون للدليل الشرعي ..
وحيث إننا قلنا إن الإكراه كمانع من موانع التكفير عذر لا يقبله العقل .. إذ أن فيه أن المرء يكفر لسلامة دنياه .. ولكن النص الشرعي جاء على أنه مانع .. فحيث لم يقبله العقل، قبله صاحب الدليل ..
لذلك قلنا .. كما أن الإكراه ثبت عذراً بالدليل وليس بالعقل .. فكذلك هؤلاء يقولون في الجهل كعذر من الأعذار الشرعية ..
هذا ما ذكرته سابقاً في كتابي .. والآن أذكر لكم تصورات هؤلاء العلماء في الواقعين في الشرك الأكبر .. وسترون كيف أن هذه التصورات قد يصح فيها العذر بالجهل.
فأولى هذه التصورات .. رجل ذبح لرجل آخر، إكراماً له ..
الذبح لغير الله شرك أكبر كما هو معلوم .. ولكن في مسألتنا هذه، هناك تصوّر يجيز فيه الجهل في صاحب هذا الشرك.
فلو كان الذابح لغير الله لا يعلم أن الذبح عبادة اختصها الله لنفسه - سبحانه وتعالى -، وهذا العلم بطبيعة الحال يحتاج إلى دليل شرعي.
فهو أولاً: جهل كون هذا الفعل عبادة، إذ لم يصله الدليل في ذلك.
وثانياً: قصد بهذا الفعل إكرام الضيف، وليس عبادته .. كما لو أنه أكرمه بغير ذلك ..
ففي هذا التصور .. الرجل لم يقصد عبادة غير الله .. بل قصد معنى صالحاً مندوباً في نفس الأمر، وهو: إكرام الضيف.
ولم يعلم أن الذبح لغير الله عبادة .. وهذا العلم لا يتحصّل إلا بالحجة الرسالية ..
فعليه: هذا الرجل معذور بالجهل .. بحسب ما قرره هؤلاء العلماء .. ولا يكفر إلا إن أقيمت عليه الحجة التي تبيّن له أن الذبح لغير الله عبادة لا تجوز إلا له - سبحانه وتعالى -.
-----------------------
تصور آخر للمسألة:
لو أن رجلاً ظنّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - له القدرة على الخلق وعلى إحياء الموتى (وهي أمور يختص بها الله - عز وجل-) .. فهذا لا شكّ في كفره ..
ولكن لو أنه ظنّ أن الله - عز وجل - جعل هذه القدرة في نبيه - صلى الله عليه وسلم - بإذنه وبأمره، كما جعلها في عيسى - عليه السلام - .. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ذلك لا يملك من أمره شيئاً، بل هو عبد لله تعالى، لا يضاهيه في شيء ولا يماثله، وكل ما يعتقده فيه إنما هو بإذن من الله وأمره .. فهذا لا يكفر عند هؤلاء العلماء حتى تقام عليه الحجة.
وإن رتّب على هذا المعتقد أن يسأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته أن يشفي مريضه، ظاناً منه أن الله - عز وجل - جعل فيه القدرة على ذلك وهو في قبره، وأنه لا ينفك أن يكون عبداً رسولاً .. ولكن ذلك بأمر الله .. فهذا عندهم لا يكفر حتى تقام عليه الحجة.
هذا هو تصوّر هؤلاء العلماء لهذه المسألة، وهو قول قوي معتبر، فإن هذا المشرك لم يُخرج الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن أمر الله وسلطانه، ولم يُخرجه عن كونه عبداً له، وليس حاله كحال عبدة الأوثان التي جعلها أصحابها ذوات شفاعات لازمة موجبة على الله تعالى، بحيث يكون الله - سبحانه وتعالى - ملزماً مكرهاً على طاعة هذه الأوثان، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ..
فهذا هو تصورهم، وبغض النظر عن كونه صحيحاً أو باطلاً، فإنه تصوّر معتبر.ليكون اجتهاداً.
ثم هم لم يعذروا من كان الأصل عنده عبادة غير الله تعالى .. بحيث يقرّ بالألوهية لغير الله تعالى .. بحيث يجعلهم خارج سلطان الله .. أو أحد شركاء الله في الملك أو التدبير .. أو أحد الواسطات اللازمة المجبرة لله تعالى ..
فإن كان منهم من يقرّ بشيء من ذلك، حتى لو لم يسمّه إلهاً .. فهذا لا شكّ في كفره، وفي كفر من لم يكفّره.
ولكن، وكما ذكرت آنفاً، فإن مسائل الأعذار الشرعية مستقاها الشرع وليس العقل المجرد .. لذلك فإن ما ينتفي عقلاً وعند صاحبه يصح نقلاً، لا يحكم عليه بالكفر إن قصد اتباع الحق.
هذا، والله أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 07:39]ـ
أخي الكريم أبو شعيب بارك الله فيك.
سوف أضيف على ما سبق تصور أخر للمسألة:
الذين عذروا بالجهل في باب - دعاء الموتى من دون الله - قالوا: أن هذا الداعي مسلم في الأصل يعتقد أن الله عزوجل هو المستحق للعبادة دون من سواه من الخلق لا يشك في ذلك .. ولكنه نظر في بعض النصوص الشرعية فتوهم منها أنه كما يجوز له أن يطلب الدعاء من الرسل والأنبياء في وقت حياتهم ويتبرك بهم .. يجوز له أن يطلبه منهم بعد موتهم أيضاً .. وتمسكوا في هذا الفهم الخاطئ بمسألة شرعية وقع النزاع بين الأمة فيها وهي: (هل يسمع الموتى في قبورهم أم لا يسمعون) وقد ألف العلامة الأولوسي في هذه المسألة كتابه (الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب السادات الأحناف) وتعرض للخلاف الواقع في المسألة فليراجعه من أراد .. فقالوا: إنهم يعتقدون أن الأموات من الرسل والأنبياء والأولياء هم أحياء في قبورهم ويسمعون من يخاطبهم فنحن نقصدهم ونطلبهم أن يدعوا الله لنا وهم في قبورهم .. ولكن إذا قيل لهم أن عوامكم لا يطلبون من صاحب القبر أن يدعو الله لهم بل يدعون صاحب القبر بذاته
قالوا: هذا خطأ في التعبير يقع من العوام يجب أن ينبهوا عليه.
فقال أصحاب العذر بالجهل هذه شبهة قوية توجب علينا عذرهم بالجهالة وعدم تكفيرهم إلا بعد قيام الحجة.
هذا تصورهم للمسألة وبغض النظر عن كونه صحيحاً أو فاسداً هذا أمر أخر ... ولكن هل يكفر هؤلاء بسبب أنهم تصوروا العذر في أؤلئك القوم بسبب هذه الشبهة؟؟؟
نسمع الجواب من الإخوان
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 07:44]ـ
المسألة كما صورتها ليست من الاجتهاد في شئ
فالموانع لا تُفترض
إنما يُنظر في حال (الذابح) حال الذبح
فان ظهر مانع مُعتبر فلا يكفر
و إن لم يظهر شئ وجب تكفيره
المثال الذي ذكرته يصلح للرد على من يُكفر و لو عند اشتباه الحال
كأن يكون هذا الذابح من قوم لا يعرفون الذبح لغير الله
و عُرف عنهم الذبح للضيف مثلاً
فمن كَفَر بمثل هذا فقد أبان عن جهله
أما من يَعذر هذا الذابح و لو مع اشتهار أو معرفة أنه يُعرف بالذبح لغير الله أو أن هذا حال قومه أو أشباه ذلك ... فهو يَحكم لمن ظاهره الشرك بالاسلام. و هذا هدم للاسلام من أساسه.
فيمكن بعد ذلك أن يَعذر من يعبد الوثن بحجة أنه لا يدري هل هو يعبد الوثن أو يعبد الله
وطرد هذا المنطق لا يُبقي على وجه الأرض كافراً و لا حتى مسلم
و هذه زندقة
فالموانع بحسب ما يظهر لا بحسب التخيُل
و مثالك كما ذكرت لك عند اشتباه الحال
و الشبهة المعتبرة مانع من الاحكام و الحدود
فوجب وضع مثالك في موضعه.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:00]ـ
أنت رائع في انتقاء الشبهات ...
الذين تسميهم الخوارج الجدد .. لم يخرجوا بحمد لله إلا على الطواغيت
ولم يكفروا المشركين إلأا بشركيات أنت تعلمها
ولم يكفروا إلا الطواغيت وجنود الطاغواغيت ومن تحاكم اليها ومن انتخبها ومن لم يكفر بالطواغيت
أتراهم وافقوا الخوارج بالتكفير بالمعاصي والكبائر ..
فهم يكفروا الطواغيت ..
ويكفروا جند الطواغيت
ويكفروا المتحاكمين للطواغيت
ويكفروا من انتخبهم .. ودان بديمقراطيتهم
ويكفروا عباد الفبور والدساتير الوضعية
ويكفروا من لم يكفر بالاصناف السابقة ..
هذا واقعياً .. ويكفروا كل من عبد غير الله على الاطلاق
ما الذي يضرك في ذلك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:04]ـ
محل النزاع في هذه المسألة هو هل الشرك يعرف قبحه قبل الرسالة أولا
فهذا الذي ذبح لغير الله عند السلف يعرف قبح فعله هذا قبل الرسالة فيسمى مشركاً و إنما لا يعذب حتى تبلغه الرسالة
أما عند الأشاعرة فلا يسمى مشركاً لأنه لا يعرف قبح الشرك قبل الرسالة
أما المعتزلة فيقولون يعرف قبح الشرك عقلاً و يعذب قبل الرسالة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:46]ـ
(الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً .. هذا من التصورات التي تخرج حقيقة الفعل عن كونه من الشرك الأكبر إلى الأصغر ..
فإن دعاء النبي أن يدعو الله تعالى .. هذا في حقيقة الأمر شرك أصغر، لأنه لم يطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لا يقدر عليه إلا الله .. وقد وقع النزاع في ذلك قديماً وحديثاً .. وليس هذا موضع بسطه.
فهؤلاء العلماء بهذه التصورات .. أخرجوا فاعل الشرك من كونه مشركاً .. مع أن حقيقة فعله هو عبادة، لا ينبغي أن تصرف لغير الله تعالى ..
وبعض الذين أرادوا الخروج من التناقض، وقعوا فيما نفروا منه .. فقالوا هذا من اشتباه الحال ..
فيقال له: أي اشتباه حال؟ .. اشتباه الحال أن يكون للفعل معنيان، كحال السجود .. فإن له معنى التحية ومعنى العبادة ..
وكحال من يذبح عند القبر .. فقد يذبح لله عند القبر، ولا يطلب سوى البركة.
وكحال من يطوف بالقبر .. فقط يطوف بالقبر لله .. ولا يقصد بالطواف إلا التبرك بالقبر، لا عبادته ..
هذه هي مسائل اشتباه الحال ..
أما أن يصرف حقيقة الفعل إلى غير الله تعالى .. فهذا شرك أكبر .. ولم يرد في أي نص أن الذبح لغير الله يمكن أن يكون تحية!! فهو عبادة في كل أحوالها ..
ولكن هؤلاء العلماء بتصورهم أخرجوا صاحب هذا الفعل عن كونه مشركاً لأنه لم يبلغه النص في كون هذا الفعل عبادة ..
ثم يُقال لهؤلاء الذين وقعوا في التناقض .. متى يكون هذا الرجل مشركاً وهو يفعل فعل الشرك؟
سيقولون: إذا علم أن ما يفعله شرك ..
نقول: وإن أصرّ على أنه يفعله تحية؟
قالوا: فبعدها يكفر، ولا تنفعه نيّته وهو يعلم أن هذا الفعل عبادة لا يجوز صرفها إلا لله.
فعندها وقعوا في المحذور، واشترطوا لتكفيره إقامة الحجة (أي علمه بأن ما يفعله عبادة) .. وهو عين ما حذّروا منه، وكفّروا به أصحاب هذا القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك رأيت أنّ أبا محمد السنجقي لم يسعه سوى التهرب من الإجابة عندما طرحنا عليه هذه المسألة .. لأنه فطن إلى أنها ستنقض أساس مذهبه.
ثم يقول بعض من وقعوا في ما حذّروا منه أن هذا لا ينطبق على من انتسب إلى قوم عُرف عنهم الذبح لغير الله .. قالوا ذلك حتى يخرجوا من مأزق التناقض الذي وقعوا فيه.
فيقال: إن كان أحد التصورات أعذر فاعل الشرك بالجهل حتى يعلم أن فعله عبادة لا يجوز صرفها إلا لله .. فإنه يمكن له أن يعذر به طوائف أخرى تنتسب إلى الإسلام ولا ترى عبادة غير الله، ولا تقصد بهذا الذبح إلا إكرام الوليّ المقبور مثلاً .. كحال الذين يُزيّنون القبور بالزيت والشموع والسرج ..
وقد لا يعلم هؤلاء أن الذبح لا يجوز إلا لله .. بل وقد لا يعلمون أنه عبادة أصلاً .. ويظنون - لفرط جهلهم - أن الله شرعه حتى يأكلوا منه .. وليس غير .. فمتى نبّهوا وبُيّن لهم أنه عبادة، امتنعوا عنه وتابوا إلى الله ..
هذا تصوّر آخر ..
وفي تصوّر آخر يرى البعض أن هؤلاء أقيمت عليهم الحجة .. والبعض الآخر يرى أن الحجة قائمة - في هذه الأمور - بالفهم وليس فقط بالبيان .. كحال تلامذة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذين لم يفرّقوا بين قيام الحجة وفهم الحجة ..
فخلاصة القول في هذه المسألة هو:
- إن من التصورات ما يخرج الشرك الأكبر إلى الشرك الأصغر .. كحال مسألة دعاء المقبور ليدعو الله تعالى .. وكحال لبس الصليب (على أقوال بعض فقهاء الشافعية).
- ومن التصورات ما يخرج الفاعل من كونه مشركاً مع أنه مقارف لفعل الشرك .. كحال مسألتنا هذه.
- ومن التصورات ما تضيف موانع جديدة في التكفير، تخرج فاعل الشرك من كونه مشركاً .. كمن جعل السُّكر أو شدة الغضب من موانع التكفير في سبّ الله تعالى .. أو قول الشرك .. بل حتى فعله (في حالة السكر) .. أو من نسب إلى الإكراه أحوالاً أخرى.
- ومن التصورات ما تكون قاصرة، يقصد بها العالم طرفاً من الحق، ويغيب عنه طرفه الآخر .. كما قال ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 12/ 180 - 181]:
فَـ " التَّكْفِيرُ " يَخْتَلِفُ بِحَسَبِ اخْتِلَافِ حَالِ الشَّخْصِ. فَلَيْسَ كُلُّ مُخْطِئٍ وَلَا مُبْتَدَعٍ وَلَا جَاهِلٍ وَلَا ضَالٍّ يَكُونُ كَافِرًا؛ بَلْ وَلَا فَاسِقًا، بَلْ وَلَا عَاصِيًا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ " مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ ". وَقَدْ غَلِطَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ أَئِمَّةِ الطَّوَائِفِ الْمَعْرُوفِينَ عِنْدَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ. وَغَالِبُهُمْ يَقْصِدُ وَجْهًا مِنْ الْحَقِّ فَيَتَّبِعُهُ، وَيَعْزُبُ عَنْهُ وَجْهٌ آخَرُ لَا يُحَقِّقُهُ، فَيَبْقَى عَارِفًا بِبَعْضِ الْحَقِّ جَاهِلًا بِبَعْضِهِ؛ بَلْ مُنْكِرًا لَهُ
وكل هذا، وهم لا يعذرون إلا من كان الأصل فيهم ظاهراً التوحيد (أي: ينتسبون إلى الإسلام وينطقون بالشهادتين ويدّعون متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -) .. فتلبسوا ببعض مظاهر الشرك.
مع أنهم يقولون: من تحققت فيه الشروط، وانتفت فيه الموانع، فهو كافر عيناً ..
فهم ليسوا من الذين يقولون: الفعل كفر ولكن الفاعل لا يكفر بحال، وأمره إلى الله!!!
فالتكفير - كما ذكرت سابقاً - من الأحكام القضائية، التي يلزم منها علم بفقه الواقع وتصوّره .. كما قيل: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
ويلزم منها علم بشروط التكفير وموانعه ..
وكل هذه العلوم من علوم القضاء، التي لا يُطالب بها الجهال كي يدخلوا الإسلام ..
مع إعادة التنبيه على أننا نتكلم عمّن ينتسب إلى الإسلام، أي الأصل فيه ظاهراً هو التوحيد، حتى يظهر خلاف ذلك.
ولا نتكلم عمّن انتفت جميع الأعذار بحقه، عند الجاهل والعالم .. كمن هو صراحة على غير دين الإسلام ..
هذا، والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:51]ـ
محل النزاع في هذه المسألة هو هل الشرك يعرف قبحه قبل الرسالة أولا
فهذا الذي ذبح لغير الله عند السلف يعرف قبح فعله هذا قبل الرسالة فيسمى مشركاً و إنما لا يعذب حتى تبلغه الرسالة
أما عند الأشاعرة فلا يسمى مشركاً لأنه لا يعرف قبح الشرك قبل الرسالة
أما المعتزلة فيقولون يعرف قبح الشرك عقلاً و يعذب قبل الرسالة
يقول هؤلاء العلماء أن أصل الشرك (عبادة غير الله تعالى) هو ما يُعرف بالفطرة .. أما مظاهره، والتي حددتها الشريعة، فهي لا تُعرف إلا بالرسالة.
فقد يفعل الشرك وهو ينوي به أمراً صالحاً في ذاته (كحال الذابح لغير الله الذي ذكرته في أصل الموضوع) ..
فمثل هذا الجاهل الذي يعتقد بوحدانية الله تعالى وتنزيهه عن الشريك، ولا يرى في أي من عباد الله أي خاصية من خصائص الألوهية أو الربوبية .. فقصد بفعله هذا معنى صالحاً في ذاته .. أو حتى معنى فاسداً ليس بعبادة .. فهذا، عند هؤلاء العلماء، معذور ..
فعند هؤلاء، أصل الشرك (عبادة غير الله) هو المعروف بطلانه بالفطرة .. أما مظاهره فلا تُعرف إلا بالحجة الرسالية .. اللهم إلا إن عنى بهذا المظهر فعل أصل الشرك .. فهذا له شأن آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 08:55]ـ
مع أنك تقصدني في بعض ما قلت
فلن أعلق على ما قلته
لأنك خلطت المواضيع بعضها ببعض
ورددت على الكل جملة
فالرد على كل ما كتبته يطول جداً و هذا غير متاح
ثم أن الكلام بهذه الطريقة و حول هذه النقاط
إبتعاد عن لب الخلاف
فالخلاف بكل بساطة و صراحة
أن من الناس من عذر بعض المشركين من ديمقراطيين و علماء طواغيت وروافض و متحاكمين لغير شرع الله ...
فجاء من كفر هؤلاء العاذرين بحجة أنهم لم يكفروا المشركين
فلما لا تُناقش هذه المواضيع مباشرة؟!
و بخاصة عذر الديمقراطيين و الروافض و المتحاكمين لغير شرع الله إذا اعتبرنا أن موضوع العلماء لا يُسمح به.
صحيح أن قضية عبادة الأموات و الذبح والدعاء تشبه المواضيع التي ذكرتها
لكنها لا تطابقها و تختلف عنها في أمور كثيرة و لا يمكن سحب أحكامها على كل شرك.
فحتى إن صار الأمر إلى وفاق بالنسبة للمواضيع المطروحة الآن
فهذا قد لا يُنهي الخلاف لوجود الفوارق فيضيع الوقت و الجهد
مع أنه لا مانع من مواصلة الحوار في المواضيع الحالية
و الله أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 11:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتك تتحفنا بأسماء هؤلاء العلماء الذين تصوروا هذه التصورات.
سأتكلم عن أول صورة،وهي صورة الذبح بشكل عام وليس خاصا بمثالك الذي أوردت
علينا أولا أن نعرف هذا الشخص أهو مقيم بين المسلمين أم مقيم في أدغال إفريقيا فلم يجد وسيلة لرفع هذا الجهل عنه هذا أولا" مع أن هذه الحالة من المستحيل وجودها في وقتنا الراهن "
ثانيا هل هذا الرجل دخل الإسلام حديثا أم العكس؟
الرد على هذين السؤالين مهم جدا للحكم على هذا الشخص فإن توفر أحد هذين الشرطين فالرجل معذور
ولكني أظن أنك تتكلم عمن يقيم في بلد الإسلام بين المسلمين وعليه:-
لماذا لم يتعلم لماذا لم يحاول رفع الجهل عنه؟ لو كان الدين يهمه في شيء لحاول معرفته ولكن تفريطه في هذا الأمر هو ما جنى عليه، ولأتكلم عن مصر وبالذات عن الإسكندرية في الحي الواحد تجد قرابة ست مساجد تقام في الواحد منها دورات لتعليم وتحفيظ القرآن للرجال والنساء، دروس في الفقه والتفسير وأحيانا دروس عامة تشمل جميع المواضيع وهذا طيلة الأسبوع، فهل يمكن لمثل من يعيش في هذا الوسط أن يجهل أصول دينه؟! إلا إذا كان مفرطا فيه لا غير.هذا ما عدا المكتبات المنتشرة والأشرطة ومحلات الأنترنت وغيرها.طبعا كلامي هنا بشكل عام عن الذبح وغيره من المسائل الظاهرة أو مما هو معلوم بالإضطرار من دين الإسلام.
نأتي إلى المثال الذي ذكرته
ما هي العلة في كون هذه الصورة من صور الذبح لغير الله؟!
المثال ليس فيه شرك ولا غيره فالذبح هنا وقع من أجل إكرام الضيف وهذا من الواجبات إلا إذا كان الرجل الذابح سمى باسم ضيفه عند الذبح وهذا ما لم تذكره في كلامك.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 01:04]ـ
فقد يفعل الشرك وهو ينوي به أمراً صالحاً في ذاته (كحال الذابح لغير الله الذي ذكرته في أصل الموضوع) ..
فمثل هذا الجاهل الذي يعتقد بوحدانية الله تعالى وتنزيهه عن الشريك، ولا يرى في أي من عباد الله أي خاصية من خصائص الألوهية أو الربوبية .. فقصد بفعله هذا معنى صالحاً في ذاته .. أو حتى معنى فاسداً ليس بعبادة .. فهذا، عند هؤلاء العلماء، معذور ..
فعند هؤلاء، أصل الشرك (عبادة غير الله) هو المعروف بطلانه بالفطرة .. أما مظاهره فلا تُعرف إلا بالحجة الرسالية .. اللهم إلا إن عنى بهذا المظهر فعل أصل الشرك .. فهذا له شأن آخر.
النية الحسنة لا تبرر العمل الفاسد
قال تعالى:-" وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ".
و قوله تعالى: "وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ "
فمن أشرك بالله سمي مشركاً وإن كان جاهلا وإن كان يقصد ما يقصد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا "
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 05:07]ـ
أخي أبا شعيب، قلت-حفظك الله و رعاك-:
فعند هؤلاء، أصل الشرك (عبادة غير الله) هو المعروف بطلانه بالفطرة .. أما مظاهره فلا تُعرف إلا بالحجة الرسالية .. اللهم إلا إن عنى بهذا المظهر فعل أصل الشرك .. فهذا له شأن آخر.
فماذا تقصد بأصل الشرك و ما ضابطه وفقك الله؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 08:32]ـ
يقول هؤلاء العلماء أن أصل الشرك (عبادة غير الله تعالى) هو ما يُعرف بالفطرة .. أما مظاهره، والتي حددتها الشريعة، فهي لا تُعرف إلا بالرسالة.
فقد يفعل الشرك وهو ينوي به أمراً صالحاً في ذاته (كحال الذابح لغير الله الذي ذكرته في أصل الموضوع) ..
فمثل هذا الجاهل الذي يعتقد بوحدانية الله تعالى وتنزيهه عن الشريك، ولا يرى في أي من عباد الله أي خاصية من خصائص الألوهية أو الربوبية .. فقصد بفعله هذا معنى صالحاً في ذاته .. أو حتى معنى فاسداً ليس بعبادة .. فهذا، عند هؤلاء العلماء، معذور ..
فعند هؤلاء، أصل الشرك (عبادة غير الله) هو المعروف بطلانه بالفطرة .. أما مظاهره فلا تُعرف إلا بالحجة الرسالية .. اللهم إلا إن عنى بهذا المظهر فعل أصل الشرك .. فهذا له شأن آخر.
كل تعبد (و هو ما اجتمع فيه ركني العبادة الذل و الحب) لغير الله فالفطرة تنكره مهما كان مظهره و لا يوجد مظهر للشرك ليس فيه أصل الشرك، فمن نوى التعبد لغير الله و لو لم يعمل شيئاً فقد أشرك، و إن كان هذا الذي قلت إنما نوى إكرام الضيف فلماذا لم يذبح ذبيحته لله ثم أكرم بها الضيف لماذا اختار أن تكون لغير الله ثم يكرم بها الضيف، أما لو كان ذبحه لمجرد إطعام الضيف فهذه ليست عبادة أصلاً لا لله و لا لغيره فلا يصلح هذا مثالاً للعذر بالجهل في الشرك لأنه لم يفعل الشرك أصلاً و إن كان العلماء المذكورين تصوروها هكذا فهم لم يتصوروا المسألة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:29]ـ
أما لو كان ذبحه لمجرد إطعام الضيف فهذه ليست عبادة أصلاً لا لله و لا لغيره فلا يصلح هذا مثالاً للعذر بالجهل في الشرك لأنه لم يفعل الشرك أصلاً و إن كان العلماء المذكورين تصوروها هكذا فهم لم يتصوروا المسألة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أختلف معك في هذه الجزئية بارك الله فيك، لأن الذبح من أجل إكرام الضيف يعتبر عبادة لله عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " فهذا واجب وهو عبادة لله سبحانه وتعالى والله أعلم.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:25]ـ
بحيث يقرّ بالألوهية لغير الله تعالى .. بحيث يجعلهم خارج سلطان الله .. أو أحد شركاء الله في الملك أو التدبير .. أو أحد الواسطات اللازمة المجبرة لله تعالى ..
فإن كان منهم من يقرّ بشيء من ذلك، حتى لو لم يسمّه إلهاً .. فهذا لا شكّ في كفره، وفي كفر من لم يكفّره.
هل يعني هذا ان من يقول بالاقطاب من المتصوفة لا يشترط في تكفيره اقامة الحجة حتى اذا كان من العوام؟
انا اسأل لاتعلم منكم فما سجلت في هذا المجلس الطيب الا لاتعلم
بارك الله فييكم مشايخنا الكرام
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أختلف معك في هذه الجزئية بارك الله فيك، لأن الذبح من أجل إكرام الضيف يعتبر عبادة لله عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " فهذا واجب وهو عبادة لله سبحانه وتعالى والله أعلم.
نعم الذبح بنية إكرام الضيف تقرباً إلى الله عبادة
لكن الصورة محل البحث لم يتضح منها على أي و جه أوقع الذابح ذبحه
فصار من الأفعال المحتملة الدلالة لامكانية وقوعه على أوجه مختلفة
و هذا بخلاف الأفعال أو الأقوال التى لا تقع إلا على وجه واحد
كمن وجد يصلي في كنيسة مثلا مع النصارى
فهذا فعل واضح الدلالة
و ما كان النقاش فيه من مدة هو حكم من أعذر المشرك في شرك واضح الدلالة
فاذا بالأمثلة تأتي في أمور ربما يحتاج العلماء لتأملها ملياً قبل إصدار الحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا أدري لما التمثيل بهذه الأمثلة و الخلاف ليس في أمثالها!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:30]ـ
فماذا تقصد بأصل الشرك و ما ضابطه وفقك الله؟
أصل الشرك هو أن ينسب إلى غير الله شيئاً من خصائص الربوبية أو الألوهية ..
ثم إن رتّب على ذلك فعلاً يدلل على هذا الأصل .. فقد وقع في عبادة غير الله.
لذلك .. فإن من انتفى عنه هذا الأصل .. فإن هذا المظهر قد يدلل على أمر غيره .. كاحترام أو إكرام أو محبة جزئية قد تكون شركاً أصغر ..
-----------
كل تعبد (و هو ما اجتمع فيه ركني العبادة الذل و الحب) لغير الله فالفطرة تنكره مهما كان مظهره و لا يوجد مظهر للشرك ليس فيه أصل الشرك، فمن نوى التعبد لغير الله و لو لم يعمل شيئاً فقد أشرك، و إن كان هذا الذي قلت إنما نوى إكرام الضيف فلماذا لم يذبح ذبيحته لله ثم أكرم بها الضيف لماذا اختار أن تكون لغير الله ثم يكرم بها الضيف، أما لو كان ذبحه لمجرد إطعام الضيف فهذه ليست عبادة أصلاً لا لله و لا لغيره فلا يصلح هذا مثالاً للعذر بالجهل في الشرك لأنه لم يفعل الشرك أصلاً و إن كان العلماء المذكورين تصوروها هكذا فهم لم يتصوروا المسألة
لقد ذكرت في أصل الموضوع أن هذا التصور هو في حق من لا يعلم أن هذا الفعل عبادة .. بل ولا يعلم أنه لا يجوز صرفه لغير الله ..
فسؤالك: لماذا لم يعمله لله تعالى .. كيف يعمله له وهو لا يعلم أنه عبادة؟؟ .. وهذا لا يُعرف إلا بالدليل الشرعي .. أم أنك تريده أن يعبد الله بما يستحسنه ويبتدعه له عقله دون دليل؟؟
وأما قولك: كل مظهر للشرك فيه أصل العبادة .. فهذا غير لازم ..
فإن هذا الرجل (الذي لم يصله الدليل الشرعي أن الذبح عبادة تصرف لله) انتفى عنه هذا الأصل في قلبه، وقام فيه أمر مندوب شرعاً .. وهو إكرام الضيف .. وهو لا يحب الضيف كحب الله .. ولا يذل للضيف كما يذل لله .. بل غاية ما يفعله هو من الإكرام المندوب إليه شرعاً وطبعاً.
فمثل هذا، يلزم إقامة الحجة عليه ويُعرّف أن الذبح عبادة لا تجوز إلا لله تعالى (حيث إن هذا الفعل لا يعرف إلا بالدليل الشرعي) .. فإن هو عرف، ثم فعله، فهذا يُحكم عليه بالشرك والخروج من الدين.
---------
ولكن، على أي حال .. ليس هذا محور جدالنا .. محور الجدال هو أن بعض العلماء من يقوم في عقلهم تصورات للمسألة قد تنفي عن المرء حكم الكفر أو الشرك .. مع أنه يقارف الكفر الأكبر والشرك الأكبر ..
وقد تكون هذه التصورات صحيحة .. وقد تكون قاصرة، يرى فيها الفقيه وجهاً من الحق يتبعه، ويغيب عن ذهنه الوجه الآخر .. فيخطئ الحكم.
أن من الناس من عذر بعض المشركين من ديمقراطيين و علماء طواغيت وروافض و متحاكمين لغير شرع الله ...
فجاء من كفر هؤلاء العاذرين بحجة أنهم لم يكفروا المشركين
فلما لا تُناقش هذه المواضيع مباشرة؟!
إذا وعيت أن هذه من المسائل التي تعوزها التصورات .. كما قيل: الحكم على الشيء فرع عن تصوره ..
وإذا رأيت أن بعض هذا التصورات - إن كانت معتبرة - قد تكون شبهة قوية في درء حدّ الكفر أو الشرك عن صاحبه، مع اعتراف الحاكم أن الفعل شرك وكفر.
وإذا علمت أن بعض التصورات قد تكون خاطئة، لضعف فهم الحاكم .. وهو يطلب فيها وجهاً من الحق ويغيب عنه الوجه الآخر ..
خلصت إلى أنه لا يمكن أن يُلجأ إلى تكفير هؤلاء العاذرين لبعض أفراد الطواغيت أو عبيدهم، من المنتسبين إلى الإسلام، حتى يُسألوا عن تصوّرهم للمسألة .. الذي أفضى بهم إلى إعذارهم .. وهذا هو الغرض من هذا الموضوع ..
وقد تدخل في هذه التصورات شبهات الأعذار الشرعية .. كشبهة الإكراه أو شبهة انتفاء القصد أو غير ذلك .. وكل ذلك يرجع إلى تصور الحاكم للمسألة .. وقد يكون فهمه أو تصوّره ضعيفاً .. وقد تغيب عنه حقائق .. وتعزب عنه جوانب من المسألة ..
كل هذا راجع إلى علم القضاء الشرعي .. مع بقاء الأصل في جميع هذه المسائل ثابتاً.
----------------
ثم أريد أن أفهم أمراً .. ما العلة في كون عدم تكفير بعض أعيان المشركين كفراً؟؟
تارة تقولون موالاته وموالاة كفره .. وقلنا لكم إن هذا باطل .. وهو يلزم منكم قطعاً تكفير كل من ترونه لا يكفّر من تكفّرونه ..
فإن كنتم تكفّرون تارك الصلاة .. يلزم منكم قطعاً تكفير من لم يكفّره .. لأنه قد والاه ووالى كفره .. والعبرة بالحقائق والمسميات لا بالأسماء ..
فحقيقة من لا يرى كفر تارك الصلاة أنه يواليه ويوالي كفره (بحسب ما تقولون) .. لأن تارك الصلاة عندكم كافر.
إلا إن رأيتم أن موالاة الكافر يداخلها التأويل .. وهذا نقض لجانب آخر من مذهبكم ..
فأقل ما يمكن أن يُقال في الذي لا يكفّر تارك الصلاة أنه كافر ظاهراً .. بحسب الآية: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} ..
ثم حتى تخرجوا من هذا المأزق .. قلتم مسائل أصل الدين .. فوقعتم في مأزق آخر .. حيث نجد بعض العلماء اختلفوا في بعض الأفعال .. فهناك من يقول إنها شرك أكبر .. وهناك من يقول إنها شرك أصغر .. فهل عليهم أن يكفروا بعضهم؟
ثم حتى تخرجوا من ذلك قلتم: المجمع عليه .. فحصرتم المسألة في الإجماع .. وهذه أبسط حجة يمكن نقضها .. فيُقال: إن مخالف الإجماع لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .. هذا لو كان الإجماع قطعياً وورد فيه الدليل، بحيث يرتقي إلى النص الشرعي.
ثم قلتم: ردّ حكم الله .. فإن هؤلاء لم يردّوا حكم الله .. بل آمنوا به واعتقدوه .. ولكن أخطأوا في تنزيله ..
وليست أحكام الله العامة في مسائل التكفير كأحكامه الخاصة على أعيان محددين ..
وقد تكلمنا في هذه الأمور كثيراً .. ولا أرى أن لديكم أي جديد تقولونه ..
ولو كان عند أي أخ إشكال في كلامي .. فليسألني .. لعلي أوضح له .. فإنا قد استيأسنا من البعض .. وما زلنا نأمل في الغير.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:42]ـ
نعم الذبح بنية إكرام الضيف تقرباً إلى الله عبادة
لكن الصورة محل البحث لم يتضح منها على أي و جه أوقع الذابح ذبحه
فصار من الأفعال المحتملة الدلالة لامكانية وقوعه على أوجه مختلفة
و هذا بخلاف الأفعال أو الأقوال التى لا تقع إلا على وجه واحد
كمن وجد يصلي في كنيسة مثلا مع النصارى
فهذا فعل واضح الدلالة
و ما كان النقاش فيه من مدة هو حكم من أعذر المشرك في شرك واضح الدلالة
فاذا بالأمثلة تأتي في أمور ربما يحتاج العلماء لتأملها ملياً قبل إصدار الحكم
فلا أدري لما التمثيل بهذه الأمثلة و الخلاف ليس في أمثالها!
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {لعن الله من ذبح لغير الله} ..
الصورة المطروحة هنا هي الصورة التي لعن فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاعله .. بحيث لا ينوي أن يكون الذبح لله .. بل يكون للضيف .. لا على وجه العبادة، بل على وجه التكريم ..
من العجب أن البعض يصعب عليه فهم الكلام .. أو أنه يفهم ولكنه متورط.
ثم أعجب من ذلك أنني ذكرت أمثلة في دعاء الأموات .. والتي هي شرك أكبر بلا خلاف .. وذكرت تصوراً يخرج فاعله - عند هؤلاء العلماء - من كونه مشركاً ..
بل الأعجب أنني ذكرت في عنوان الموضوع أن هذه الأفعال من الشرك الأكبر!!!!!
فكلامي أظنه واضح ومفهوم .. فحديثنا كله عن الشرك الأكبر .. وليس عن أن رجلاً ذبح لله من أجل إكرام الضيف .. فهذا من ضعف الفهم وضحالة العقل أن يُرى ذلك من كلامي في هذا الموضع.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:46]ـ
هل يعني هذا ان من يقول بالاقطاب من المتصوفة لا يشترط في تكفيره اقامة الحجة حتى اذا كان من العوام؟
انا اسأل لاتعلم منكم فما سجلت في هذا المجلس الطيب الا لاتعلم
بارك الله فييكم مشايخنا الكرام
إن كان يرى أن هذا القطب خارج سلطان الله .. أو أنه يفعل هذه الأمور بغير أمر الله .. فهذا لا يعذر بجهل أو غيره .. بل هو كافر .. ومن لم يكفره فهو كافر ..
أما إن كان يرى أن كل قدراته الخارقة للعادة إنما هي بأمر الله وكرامته لأوليائه، ولم يخرجه عن أن يكون عبداً لله .. كما كان عيسى - عليه السلام - يخلق ويحيي الموتى ويشفي المرضى، كل ذلك بأمر الله .. فهذا لا يكفر - عند طائفة من العلماء - حتى تقام عليه الحجة.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
يقول الشيخ علي الخضير - فك الله أسره - في رسالته: الوجازة:
الذبح للسلطان والأمير تعظيماً، وللعظماء والكبراء تعظيماً لهم لأنهم كبراء، أو تقرباً لهم كي ينفعوك في مال أو منصب ونحو ذلك، وهذا من الشرك الأكبر لمفهوم قوله تعالى: ? فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ? مفهوم المخالفة، ونقل الشيخ سليمان الحفيد في تيسر العزيز الحميد عن علماء بخارى أن الذبح عند طلعة السلطان أنه مما أهل به لغير الله. وهي مثل لو انتظروا حتى إذا دخل أو طلع السلطان سجدوا له، وصورتها أن تؤخذ الذبيحة فتذبح إذا نزل من الطائرة، أو إذا دخل من الباب أو قاعة، أو عند قدومه أو عند طلعته، وعلامة ذلك: أن تذبح في وجوههم ولا يهمك بعد ذلك لحم هذه الذبيحة، فيهمك أن يعلموا أن الذبح لهم، أما لو ذبحت لهم في مكان آخر كالمسلخ مثلاً، ثم أتيت باللحم لأكله من باب الضيافة فهذا جائز في الأصل، وقد يكون محرماً إن كان فيه إسراف، وقد يكون مستحباً إذا كان من باب إكرام الضيف، لورود أحاديث تحث على ذلك كقوله عليه الصلاة والسلام: {ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه} في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:58]ـ
الذبح للسلطان والأمير تعظيماً، وللعظماء والكبراء تعظيماً لهم لأنهم كبراء، أو تقرباً لهم كي ينفعوك في مال أو منصب ونحو ذلك، وهذا من الشرك الأكبر لمفهوم قوله تعالى: ? فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ? مفهوم المخالفة، ونقل الشيخ سليمان الحفيد في تيسر العزيز الحميد عن علماء بخارى أن الذبح عند طلعة السلطان أنه مما أهل به لغير الله. وهي مثل لو انتظروا حتى إذا دخل أو طلع السلطان سجدوا له، وصورتها أن تؤخذ الذبيحة فتذبح إذا نزل من الطائرة، أو إذا دخل من الباب أو قاعة، أو عند قدومه أو عند طلعته، وعلامة ذلك: أن تذبح في وجوههم ولا يهمك بعد ذلك لحم هذه الذبيحة، فيهمك أن يعلموا أن الذبح لهم، أما لو ذبحت لهم في مكان آخر كالمسلخ مثلاً، ثم أتيت باللحم لأكله من باب الضيافة فهذا جائز في الأصل، وقد يكون محرماً إن كان فيه إسراف، وقد يكون مستحباً إذا كان من باب إكرام الضيف، لورود أحاديث تحث على ذلك كقوله عليه الصلاة والسلام: {ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه} في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:07]ـ
يقول الإمام النووي في مسألة الذبح: ( .. وذكر الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا أن ما يذبح عند استقبال السلطان تقرباً، أفتى أهل بخاري بتحريمه؛ لأنه مما أهل به لغير الله تعالى، قال الرافعي هذا إنما يذبحونه استبشاراً بقدومه كذبح العقيقة لولادة المولود، وقيل هذا لا يوجب التحريم، والله أعلم) إهـ صحيح مسلم بشرح النووي 13/ 141
وقال العلامة الميلي معلقاً على كلام النووي رحمهما الله تعالى: - (ونقله عن الرافعي غير مخالف لفتوى أهل بخارى إلا بالقصد، فهو خلاف في حال. فمن قصد التقرب إلى الأمير، صدقت عليه الفتوى، ومن قصد مجرد السرور أفتى بقول الرافعي) إهـ رسالة الشرك ومظاهرة ص 253.
وقال سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب معلقاً على هذه المسألة:- " إن كانوا يذبحونه استبشاراً كما ذكر الرافعي فلا يدخل في ذلك، وإن كانوا يذبحونه تقرباً إليه، فهو داخل في الحديث يعني حديث لعن الله من ذبح لغير الله) إهـ تيسير العزيز الحميد ص 192
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:16]ـ
للعلم .. فالمسألة المطروحة عند من يفهم هي: أن رجلاً ذبح لرجل آخر .. ولم ينو بهذا الذبح أن يكون لله .. بل غاية ما فيه أنه للرجل ..
طيب، حتى تتوضح المسألة أكثر عند البعض ..
رجل ذبح باسم رجل آخر .. لا يعلم أن هذا عبادة، ولم ينو به عبادة غير الله .. ولكن هو ما جرت عليه التقاليد .. ونوى بذلك الإكرام والضيافة .. ولو علم أنه حرام في دين الله .. لما أقدم عليه .. ولما صرفه لغير الله ..
وكما هو معلوم، مظاهر العبادات هي مما تأتي به الشريعة .. ولا تعرف إلا بالدليل الشرعي ..
فهل هذا الذي ذكر اسم الرجل على الذبيحة، ظناً منه أنه بذلك يحترمه، وهو ما جرت به العادة، لفرط جهله وحمقه .. ولا يقصد به إلا إكرام الضيف .. لا عبادته، ولا تعظيمه كما يعظم الله، ولا غير ذلك ..
فهذا عند طائفة من العلماء معذور بالجهل .. فهل نقول: إن هؤلاء العلماء بهذا التصور كفروا، لأنهم لم يكفروا المشركين؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إمام الدهلوي - بارك الله فيك - علينا أن نحدد المسألة أولا وهي ليست مطابقة لمسألة الذبح تعظيما للسلطان إلى آخر هذه الصورة فهذا لا خلاف فيه بيننا.
الصورة كما ذكر صاحبك هي رجل ذبح لرجل آخر، إكراماً له.
هذه هي الصورة المحددة في الموضوع بدون زيادة أو نقصان.
فهل يوجد في هذه الصورة ما يدل على وقوع شرك أو بدعة أو مكروه أو قل ما شئت!! والكلام الذي أورده عن الخضير يرد عليه هذا، فكيف يريد منا أن نفهم من كلامه أنها شرك وليس فيها أدنى مدلول له؟!!
والعجيب أنه ينقل الكلام ويترك الصورة المتكلم عنها في الموضوع ويلون مسألة أخرى هي خارج تماما عما تكلم عنه!
اللهم إن كان يعتبر هذا كفرا فحينئذ يكون قد وقع فيما اتهم غيره به وهو الغلو في التكفير
هات صورا شركية في الأول، لنفهم تصور علمائك.
وعليك أن تفرح لأنه وجد من يصوب لك،فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي.
هذا الرد كتبته قبل أن أرى رد صاحب الموضوع الأخير والذي تراجع فيه عن خطئه دون شكر من صوبه بل كالعادة اتهمهم بسوء الفهم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:15]ـ
أنا أختلف معك في هذه الجزئية بارك الله فيك، لأن الذبح من أجل إكرام الضيف يعتبر عبادة لله عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " فهذا واجب وهو عبادة لله سبحانه وتعالى والله أعلم.
هل هذا يعني ان من ذبح لاجل اطعام الضيف فقد وقع في الشرك؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:37]ـ
قد تهت بينكم
طيب ببساطة
أليس نبي الله ابراهيم قد جاء الى ضيوفه بعجل حنيذ؟
فهل يقال انه - حاشاه هذا ذبح لغير الله - ام اكراما لهم؟
لا خلاف في ان من ذبح تعظيما للقادم قد وقع في الشرك
ولكن اريد جواب على سؤالي بارك الله فيكم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 03:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أختلف معك في هذه الجزئية بارك الله فيك، لأن الذبح من أجل إكرام الضيف يعتبر عبادة لله عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " فهذا واجب وهو عبادة لله سبحانه وتعالى والله أعلم.
يعتبر عبادة مع النية و هذا الشخص المسؤول عنه لم تبلغه الرسالة و لم يبلغه هذا الحديث
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 03:25]ـ
للعلم .. فالمسألة المطروحة عند من يفهم هي: أن رجلاً ذبح لرجل آخر .. ولم ينو بهذا الذبح أن يكون لله .. بل غاية ما فيه أنه للرجل ..
طيب، حتى تتوضح المسألة أكثر عند البعض ..
رجل ذبح باسم رجل آخر .. لا يعلم أن هذا عبادة، ولم ينو به عبادة غير الله .. ولكن هو ما جرت عليه التقاليد .. ونوى بذلك الإكرام والضيافة .. ولو علم أنه حرام في دين الله .. لما أقدم عليه .. ولما صرفه لغير الله ..
وكما هو معلوم، مظاهر العبادات هي مما تأتي به الشريعة .. ولا تعرف إلا بالدليل الشرعي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل هذا الذي ذكر اسم الرجل على الذبيحة، ظناً منه أنه بذلك يحترمه، وهو ما جرت به العادة، لفرط جهله وحمقه .. ولا يقصد به إلا إكرام الضيف .. لا عبادته، ولا تعظيمه كما يعظم الله، ولا غير ذلك ..
فهذا عند طائفة من العلماء معذور بالجهل .. فهل نقول: إن هؤلاء العلماء بهذا التصور كفروا، لأنهم لم يكفروا المشركين؟؟
هذا مشرك و لكنه لا يعذب عند أهل السنة لأن التسمية بالمشرك كما قال ابن تيمية هي من أسماء ذم الأفعال سواء علم أنها شرك أو لم يعلم و لا يلزم أن من لم يكفره كفر و إنما ذلك في الكافر الذي بلغته الرسالة و ردها
فلا داعي أن تصفنا بضحالة الفهم و ضعف العقل!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 05:49]ـ
أنا لم أعن أحداً تحديداً .. بل - سبحان الله - كنت أنت أحد الذين فهموا .. لهذا تكلمتَ في صلب الموضوع ..
متى يكون الذبح شركاً أكبر؟
1 - إذا لم يذبح لله .. بل ذبح لغيره .. وهذا (الغير) هو الضيف - مثلاً - .. وأظن أن من يقرأ الموضوع بتمعن يعلم أنني أتكلم عن الشرك الأكبر .. ولا أحد يقول إن الذبح لله من أجل الضيف هذا شرك أكبر.
وهذا كقوله تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} .. وكقوله: {فصل لربك وانحر} .. وكقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لعن الله من ذبح لغير الله}.
أريد من كل صاحب إنصاف أن يقرأ .. هل يُفهم من قول الله تعالى - كما يفهم البعض - من أن هذه الآيات تعني: الذبح لأجل إكرام الضيف؟؟ ..
وأنا أوردت هذه القضية في باب الشرك الأكبر .. فكان على جميع من يقرأ الكلام ويتدبره أن يفهم أنني أعني أنه لم يذبح لله في نفس الأمر .. بل جعل هذا الذبح لدون الله .. بنية الإكرام (حسب عادتهم).
2 - للتوضيح - وليس مراجعة - ذكرت شرطاً آخر زائداً، وهو: ذكر اسم الضيف على الذبيحة .. حتى يفهم الجميع.
----------
ثم إن المسألة ليست في حكم هذا الرجل .. ولم أفتح هذا الموضوع من أجل بحث ذلك ..
إنما المسألة المطروحة هنا هي: هل يكفر هؤلاء العلماء بهذا التصور الذي أخرج صاحبه عن وصف المشرك (عندهم)، مع بقاء حكم فعله أنه شرك؟
إن كان الجواب بالنفي .. فقد حققنا المبتغى .. وإن كان الجواب بالإيجاب .. فالله المستعان.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 05:52]ـ
قد تهت بينكم
طيب ببساطة
أليس نبي الله ابراهيم قد جاء الى ضيوفه بعجل حنيذ؟
فهل يقال انه - حاشاه هذا ذبح لغير الله - ام اكراما لهم؟
لا خلاف في ان من ذبح تعظيما للقادم قد وقع في الشرك
ولكن اريد جواب على سؤالي بارك الله فيكم
هو ذبح لله إكراماً للضيوف .. وليست هي مسألتنا ..
إنما مسألتنا هي: ذبح للضيوف من أجل الضيوف .. ولم ينو بهذا الذبح الله.
ونعم .. النوع الثاني من الذبح، الذي هو "تعظيم" .. فعله الرجل "إكراماً" بذات الفعل، بحيث يرى هذا الضيف أن الدماء تراق من أجله إكراماً وتحية وتوقيراً ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:09]ـ
إنما المسألة المطروحة هنا هي: هل يكفر هؤلاء العلماء بهذا التصور الذي أخرج صاحبه عن وصف المشرك (عندهم)، مع بقاء حكم فعله أنه شرك؟
عند العلماء أنهم لا يكفرون و الله أعلم لكنهم مبتدعون
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 09:09]ـ
يعتبر عبادة مع النية و هذا الشخص المسؤول عنه لم تبلغه الرسالة و لم يبلغه هذا الحديث
نعم من المفروض أن يكون كذلك فالذي يجهل أصلا من أصول الدين الأولى به أن يجهل ما هو دونه ولكن هذا عكس ما ورد في أصل الصورة حيث قال صاحبها
الرجل لم يقصد عبادة غير الله .. بل قصد معنى صالحاً مندوباً في نفس الأمر، وهو: إكرام الضيف.
كما يجب أن ننتبه أن الصورة فيمن يعيش بين المسلمين ولكنه جهل مسألة الذبح فقط وهذا على حسب ما يظهر.
باعث الخير لو قرأت كلامي أيها الفاضل لعلمت أن تعليقك هو نفس كلامي الذي اقتبسته - بارك الله فيك -
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:49]ـ
أخي أبو شعيب
أرى أن تلحق بهذا الفصل في بحثك القادم إن شاء الله أقوال علماء السلف الذين تصوروا العذر بالجهل أو التأويل أو الخطأ في بعض أفعال الشرك والكفر الأكبر كأقوال شيخ الإسلام في عذره للجاهل بصفة القدرة أو بعض علماء نجد في حادثة ذات أنواط أو أقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى عن بعض بني إسرائيل: (إجعل لنا إلهاً كما لهم آلهةً) أو أقوال ابن حزم في مسالة الحكم و التحاكم وأقواله في صفة القدرة وفي حكم الجاهل الطاعن في رسول الله بالتكذيب وغيرها من الأقوال حتى تتم الفائدة بشكل أكبر.
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 06:23]ـ
هناك الكثير من الملحقات التي سأتبعها في هذا البحث، في طبعته الثانية .. إن شاء الله .. وسيكون أصل هذا الموضوع في البحث، والتفصيل سيكون كملحق به.
--------------------
هذا تصور آخر لمسائل الكفر ..
جاء في [روضة الطالبين: 10/ 69] في كتاب الردة:
ولو شد الزنار على وسطه كفر، واختلفوا فيمن وضع قلنسوة المجوس على رأسه، والصحيح أنه لا يكفر، ولو شد على وسطه حبلاً، فسئل عنه، فقال: هذا زنّار؛ فالأكثرون على أنه يكفر.
ولو شد على وسطه زناراً ودخل دار الحرب للتجارة كفر، وإن دخل لتخليص الأسارى، لم يكفر
هل صار تخليص الأسارى عذراً شرعياً في الكفر؟؟ .. وهل صار وضع قلنسوة المجوس غير كفر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 09:21]ـ
وهذا تصور أخر في اختلاف العلماء حول تكفير من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (السنة الثالثة عشرة ما رويناه من حديث أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال حدثنا يحيي بن عبد الحميد الحماني حدثنا على بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم: بلغه أن رجلاً قال لقوم أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أمرني أن أحكم فيكم برأيي وفي أموالكم كذا وكذا وكان خطب امرأة منهم في الجاهلية فأبوا أن يزوجوه ثم ذهب حتى نزل على المرأة فبعث القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كذب عدو الله، ثم أرسل رجلاً فقال: إن وجدته حيًا فاقتله وإن أنت وجدته ميتًا فحرِّقه بالنار» فانطلق فوجده قد لدغ فمات فحرَّقه بالنار فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».
ورواه أبو أحمد بن عدي في كتابه ”الكامل“. قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عنبر حدثنا حجاج بن يوسف الشاعر حدثنا زكريا بن عدي حدثنا على بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريده عن أبيه قال كان حي من بني ليث من المدينة على ميلين وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه فأتاهم وعليه حُلة فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني هذه الحلة وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم ثم انطلق فنزل على تلك المرأة التي كان يحبها فأرسل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كذب عدو الله، ثم أرسل رجلاً فقال: إن وجدته حيًا وما أراك تجده حيًا فاضرب عنقه، وإن وجدته ميتًا فأحرقه بالنار». فقال: فذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» هذا إسناده صحيح على شرط الصحيح لا نعلم له علة.
وللناس في هذا الحديث قولان:
أحدهما: الأخذ بظاهره في قتل من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء من قال: يكفر بذلك؛ قاله جماعة منهم أبو محمد الجُوَيْنِي حتى قال ابن عقيل عن شيخه أبي الفضل الهمداني: "مبتدعة الإسلام والكذابون والواضعون للحديث أشد من الملحدين؛ لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل، فهم كأهل بلدٍ سعوا في فساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من خارج فالدخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له".
ووجه هذا القول: أن الكذب عليه كذبٌ على الله، ولهذا قال: "إِنَّ كَذِباً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدِكُمْ" فإن ما أمر به الرسول فقد أمر الله به يجب اتباعه كوجوب اتباع أمر الله، وما أخبر به وجب تصديقه كما يجب تصديق ما أخبر الله به.
ومن كذَّبه في خبره أو امتنع من التزام أمره فهو كمن كذب خبر الله و امتنع من التزام أمره، ومعلوم أن من كذب على الله بأن زعم أنه رسول الله أو نبيه أو أخبر عن الله خبراً كَذَبَ فيه كمسيلمة والعَنْسِي ونحوهما من المتنبئين فإنه كافر حلال الدم، فكذلك من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبين ذلك أن الكذب عليه بمنزلة التكذيب له، ولهذا جمع الله بينهما بقوله تعالى: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لمَّا جَاءهُ " بل ربما كان الكاذب عليه أعظم إثماً من المكذِّب له، ولهذا بدأ الله به، كما أن الصادق عليه أعظمُ درجة من المصدِّق بخبره، فإذا كان الكاذب مثل المكذِّب أو أعظم، والكاذب على الله كالمكذب له، فالكاذب على الرسول كالمكذب له.
يوضح ذلك أن تكذيبه نوع من الكذب؛ فإن مضمون تكذيبه الإخبار عن خبره أنه ليس بصدق، وذلك إبطال لدين الله، ولا فرق بين تكذيبه في خبر واحد أو في جميع الأخبار، وإنما صار كافراً لما تضمنه من إبطال رسالة الله ودينه. والكاذب عليه يُدخِِل في دينه ما ليس منه عمداً، ويزعم أنه يجب على الأمة التصديق بهذا الخبر وامتثال هذا الأمر لأنَّهُ دين الله، مع العلم بأنه ليس لله بدين.
و الزيادة في الدين كالنقص منه، ولا فرق بين مَن يكذب بآية من القرآن أو يضيف كلاماً ويزعم أنه سورة من القرآن عامداً لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أيضاً، فإن تعمد الكذب عليه استهزاء به واستخفاف؛ لأنه يزعم أنه أمر بأشياء ليست مما أمر به، بل وقد لا يجوز الأمر بها، وهذه نسبة له إلى السَّفَه، أو أنه يخبر بأشياء باطلة، وهذه نسبة له إلى الكذب، وهو كفر صريح.
وأيضاً، فإن الكاذب عليه لا بد أن يشينه بالكذب عليه وتنقصه بذلك، ومعلوم أنه لو كذب عليه كما كذب عليه ابن أبي سرح في قوله: "كان يتعلم مني" أو رماه ببعض الفواحش الموبقة أو الأقوال الخبيثة؛ كفر بذلك، فكذلك الكاذب عليه؛ لأنَّهُ إما أن يَأْثُر عنه أمراً أو خبراً أو فعلاً، فإن أثر عنه أمراً لم يأمر به فقد زاد في شريعته، وذلك الفعل لا يجوز أن يكون مما يأمر به، لأنه لو كان كذلك لأمر به صلى الله عليه وسلم، لقوله: "مَا تَرَكْتُ مِن شَيءٍ يُقَرِّبُكُمْ إِلى الجَنَّةِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلاَ مِن شيءٍ يُبعدُكُمْ عَنِ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ" فإذا لم يأمر به فالأمر به غير جائز منه، فمن روى عنه أنه قد أمر به فقد نسبه إلى الأمر بما لا يجوز له الأمر به، وذلك نسبة له إلى السفه.
وكذلك إن يقل عنه خبراً، فلو كان ذلك الخبر مما ينبغي له الإخبار به لأخبر به؛ لأن الله تعالى قد أكمل الدين، فإذا لم يخبر به فليس هو مما ينبغي له أن يخبر به، وكذلك الفعل الذي ينقله عنه كاذباً فيه لو كان مما ينبغي فعله وترجح لَفَعَلَه، فإذا لم يفعله فتركه أولى.
فحاصله أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل البشر في جميع أحواله، فما تركه من القول والفعل فتركه أولى من فعله، وما فَعَله ففِعْله أكمل من تركه، فإذا كذب الرجل عليه متعمداً أو أخبر بما لم يكن فذلك الذي أخبر به عنه نقص بالنسبة إليه؛ إذ لو كان كمالاً لوجد منه، ومن انتقص الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كفر.
واعلم أن هذا القول في غاية القوة كما تراه، لكن يتوجه أن يفرق بين الذي يكذب عليه مشافهةً وبين الذي يكذب عليه بواسطةٍ، مثل أن يقول: حدثني فلان بن فلان عنه بكذا فإن هذا إنما كذب على ذلك الرجل، ونسب إليه ذلك الحديث، فأما إن قال: "هذا الحديث صحيح" أو ثبت عنه أنه قال ذلك عالماً بأنه كذب، فهذا قد كذب عليه، وأما إذا افتراه ورواه روايةً ساذجة ففيه نظر، لا سيما والصحابة عدول بتعديل الله لهم.
فالكذب لو وقع من أحدٍ ممن يدخل فيهم لعظم ضرره في الدين، فأراد صلى الله عليه وسلم قَتل من كذب عليه و عَجَّل عقوبته ليكون ذلك عاصماً من أن يدخل في العدول مَن ليس منهم من المنافقين ونحوهم.
وأما من روى حديثاً يعلم أنه كذب فهذا حرام، كما صح عنه أنه قال: "مِنْ رَوَى عَنِّي حَدِيْثاً يَعْلَم أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِين" لكن لا يكفر إلا أن ينضم إلى روايته ما يوجب الكفر؛ لأنه صادق في أن شيخه حدثه به، لكن لعلمه بأن شيخه كَذَبَ فيه لم تكن تحلُّ له الرواية، فصار بمنزلة أن يشهد على إقرار أو شهادةٍ أو عقدٍ وهو يعلم أن ذلك باطل، فهذه الشهادة حرام، لكنه ليس بشاهد زور.
وعلى هذا القول فمن سبه فهو أولى بالقتل ممن كذب عليه، فإن الكاذب عليه قد زاد في الدين ما ليس منه، وهذا قد طعن في الدين بالكلية وحينئذ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الذي كذب عليه من غير استتابة، فكذلك الساب له وأولى.
فإن قيل: الكذب عليه فيه مفسدة وهو أن يصدق في خبره فيزاد في الدين ما ليس منه أو ينتقص منه ما هو منه و الطاعن عليه قد علم بطلان كلامه بما أظهر الله من آيات النبوة.
قيل: والمحدث عنه لا يقبل خبره إن لم يكن عدلاً ضابطاً، فليس كل من حدث عنه قبل خبره، لكن قد يظن عدلاً و ليس كذلك، والطاعن عليه قد يُؤثر طعنه في نفوس كثير من الناس، ويُسقِط حرمته من كثير من القلوب، فهو أوكد على أن الحديث عنه له دلائل يميز بها بين الكذب والصدق.
القول الثاني: أن الكاذب عليه تُغلظ عقوبته، لكن لا يكفر ولا يجوز قتله؛ لأن موجبات الكفر والقتل معلومة، وليس هذا منها، فلا يجوز أن يثبت ما لا أصل له، ومن قال هذا فلا بد أن يقيد قوله بأن لم يكن الكذب عليه متضمنا لعيب ظاهر، فأما إن أخبر أنه سمعه يقول كلاماً يدل على نقصه وعيبه دلالةً ظاهرةً مثل حديث عَرَق الخيل ونحوه من التُّرَّهَاتِ فهذا مستهزئ به استهزاء ظاهراً، ولا ريب أنه كافر حلال الدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أجاب من ذهب إلى هذا القول عن الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه كان منافقاً فقتله لذلك، لا للكذب.
وهذا الجواب ليس بشيء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من سنته أنه يقتل أحداً من المنافقين الذين أخبر الثقة عنهم بالنفاق أو الذين نزل القرآن بنفاقهم فكيف يقتل رجلاً بمجرد علمه بنفاقه؟ ثم إنه سمى خلقاً من المنافقين لحذيفة وغيره، ولم يقتل منهم أحداً.
وأيضاً، فالسبب المذكور في الحديث إنما هو كذبه على النبي صلى الله عليه وسلم كذباً له فيه غرض، وعليه رتب القتل، فلا يجوز إضافة القتل إلى سبب آخر، وأيضاً، فإن الرجل إنما قصد بالكذب نيل شهوته، ومثل هذا قد يصدر من الفساق كما يصدر من الكفار.
و أيضاً، فإما أن يكون نفاقه لهذه الكذبة أو لسببٍ ماضٍ فإن كان لهذه فقد ثبت أن الكذب عليه نفاق، والمنافق كافر، وإن كان النفاقُ متقدماً وهو المقتضي للقتل لا غيره، فعلام تأخير الأمر بقتله إلى هذا الحين؟ وعلام لم يؤاخذه الله بذلك النفاق حتى فعل ما فعل؟
وأيضاً، فإن القوم أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله، فقال: "كَذَبَ عَدُوُّ الله" ثم أمر بقتله إن وجد حياً، وقال: "ما أراكَ تجده حَيّاً" لعلمه صلى الله عليه وسلم بأن ذنبه يوجب تعجيل العقوبة.
والنبي صلى الله عليه وسلم إذا أمر بالقتل أو غيره من العقوبات والكفارات عقب فعل وُصِف له صالح لترتيب ذلك الجزاء عليه كان ذلك الفعل هو المقتضي لذلك الجزاء لا غيره، كما أن الأعرابي لما وصف له الجماع في رمضان أمره بالكفارة، ولما أقر عنده ماعز والغامدية وغيرهما بالزنى أمر بالرجم، وهذا مما لا خلاف فيه بين الناس نعلمه، نعم قد يختلفون في نفس الموجب هل هو مجموع تلك الأوصاف أو بعضها؛ وهو نوع من تنقيح المناط، فأما أن يجعل ذلك الفعل عديم التأثير والموجب لتلك العقوبة غير الذي لم يذكر، وهذا فاسد بالضرورة، لكن يمكن أن يقال فيه ما هو أقرب من هذا، وهو أن هذا الرجل كذب على النبي صلى الله عليه وسلم كذباً يتضمن انتقاصه وعيبه؛ لأنه زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم حكّمه في دمائهم و أموالهم، وأذِنَ له أن يبيت حيث شاء من بيوتهم، ومقصودُه بذلك أن يبيت عند تلك المرأة ليفجر بها، ولا يمكنهم الإنكار عليه إذا كان محكماً في الدماء والأموال.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحلِّلُ الحرام، ومن زعم أنه أحل المحرمات من الدماء والأموال والفواحش فقد انتقصه وعابه، ونسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه يأذن له أن يبيت عند امرأة أجنبية خالياً بها، أو أنه يحكم بما شاء في قومٍ مسلمين، طَعْنٌ على النبي صلى الله عليه وسلم، وعَيْبٌ له، وعلى هذا التقدير فقد أمر بقتل من عابه وطعن عليه من غير استتابة، وهو المقصود في هذا المكان؛ فثبت أن الحديث نص في قتل الطاعن عليه من غير استتابة على كلا القولين.
ومما يؤيد القول الأول أن القوم لو ظهر لهم أن هذا الكلام سب وطعن لبادروا إلى الإنكار عليه، ويمكن أن يقال: رَابَهُمْ أمره، فتوقَّفُوا حتى استثبتوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، لما تعارض وجوبُ طاعة الرسول و عظم ما أتاهم به هذا اللعينُ، ومن نصر القول الأول قال: كُلُّ كذب عليه فإنه متضمن للطعن عليه كما تقدم، ثم إن هذا الرجل لم يذكر في الحديث أنه قصد الطعن والإزراء، وإنما قصد تحصيل شهوته بالكذب عليه، وهذا شأن كل من تعمد الكذب عليه، فإنه إنما يقصد تحصيل غرضٍ له إن لم يقصد الاستهزاء به، والأغراض في الغالب إما مالٌ أو شَرفٌ، كما أن المتنبي إنما يقصد ـ إذا لم يقصد مجرد الإضلال ـ إما الرياسة بنفاذ الأمر وحصول التعظيم، أو تحصيل الشهوات الظاهرة، وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفْرٌ كَفَرَ بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافراً؛ إذ لا يكاد يقصد الكفر أحدٌ إلا ما شاء الله.) إهـ الصارم المسلول (ص 146 - 147.).
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 05:41]ـ
وهذا تصور أخر لمسالة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( .. ولا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه عدلاً من غير اتباع لما أنزل الله فهو كافر، فإنه ما من أمة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل، وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم، بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله كسواليف البادية، وكأوامر المطاعين فيهم، ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة، وهذا هو الكفر.
فإن كثيراً من الناس أسلموا، ولكن مع هذا لا يحكمون إلا بالعادات الجارية لهم التي يأمر بها المطاعون، فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم إلا بما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً.) إهـ منهاج السنة النبوية 5/ 130
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 06:04]ـ
صرتم الآن على مذهب الحلبي؟!!
لا حول و لا قوة الا بالله
افتحوا موضوعاً آخراً و ليكن تحت عنوان " تصحيح أثر ابن عباس كفر دون كفر"
حتى تكتمل الصورة
ـ[مع الحق]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 06:53]ـ
عند اخونا ابو شعيب الكل معذور ما عدى الحكام يا ترى وش السبب؟
ليتك تفهمنا
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 06:59]ـ
أبو شعيب يعلم أن هدا النقل ليس على ما يظنه ناقله
لكن لا أظنه سينكره على مريده
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:00]ـ
(مع الحق)،
لو كنت طالباً للحق لكنت بيّنت ذلك بالدليل الشرعي .. أما أسلوب الاستهزاء والسخرية هذا من منهج المجرمين أهل الباطل ..
قال الله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [109] فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ [110]} (سورة المؤمنون).
وهذا فقط ما عندكم على أية حال .. فهل ترى أنك بذلك ستقنع الناس بكلامك؟ .. أو أنك تنصر الحق بذلك؟
والحمد لله، من يقرأ ويتابع يرى من الذي يورد الحجج، ومن الذي لا شغل له سوى الاستهزاء والسخرية، دون ردّ بالدليل الشرعي.
ـ[مع الحق]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:11]ـ
ابو شعيب انا سالتك ولم اقرر شيئا حتى تطالبني بالادلة الشرعية بالعربي جاوب على السؤال
فالمتابع لك يراك تعذر الجميع ما عدى الحكام لماذا؟
ما خليت كافر الا ولقيتله عذر ... طيب خلك منصف واعذر الحكام ولا هم ما عندهم خاطر عندك
وبعدين وينك انت كل ما كلمتك وصفتني بالنفاق والاجرام اش السالفة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:30]ـ
ما سألته خارج عن أصل الموضوع .. والذي هو: تصورات العلماء في إعذار الواقعين في الشرك الأكبر .. والأمثلة المضروبة إنما القصد منها التوضيح وليس الحصر ..
والمقصود من هذا الموضوع هو: أنه قد يرد على العالم تصوّر للمسألة، تُخرج فاعل الشرك من كونه مشركاً، حتى تقام عليه الحجة ..
وقد يكون هذا التصور قاصراً .. وقد يكون باطلاً، ولكن لم يرد على تصور هذا العالم وجه البطلان ..
فخلاصة القول هنا هي: لا ينبغي أن نحكم على هؤلاء العلماء بالكفر قبل أن نتبيّن سبب امتناعهم عن التكفير، وإقامة الحجة عليهم، بحيث يتضح لهم الحق فيردونه، عندها يكفرون.
ثم أنت الآن تسألني عن مذهبي في هؤلاء الحكام الواقعين في الشرك الأكبر .. وأنا ما فتحت الموضوع من أجل هذا.
ثم أنا ما وصفتك بالإجرام أو النفاق .. قلت: إن منهجك هو منهج المجرمين والمنافقين في هذه المسألة .. وبين هذا وذاك فرق.
وسأقول لك أمراً .. اصدق مع الله، واصدق مع نفسك .. ينر الله بصيرتك للحق ويهدك سبيل الرشاد ..
أما أساليب الاستهزاء والغمز واللمز، فوالله لن تفيدك، بل لا تجني من ورائها سوى الخسران المبين.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:55]ـ
ثم أنا ما وصفتك بالإجرام أو النفاق .. قلت: إن منهجك هو منهج المجرمين والمنافقين في هذه المسألة .. وبين هذا وذاك فرق.
وسأقول لك أمراً .. اصدق مع الله، واصدق مع نفسك .. ينر الله بصيرتك للحق ويهدك سبيل الرشاد ..
أما أساليب الاستهزاء والغمز واللمز، فوالله لن تفيدك، بل لا تجني من ورائها سوى الخسران المبين.
مثال عن احترام أبي شعيب لمن يخالفونه الرأي
قال أبو شعيب:
"قبل سنوات خلت، كنت أشاهد أحد البرامج الدينية الموجهة لتمييع عقيدة المسلمين، وكان ضيف الحلقة هو المدعو محمد العوضي .. هذا الإخواني المرجئ الكويتي ..
سأله الناس عن أحداث سبتمبر وعن نصرة المجاهدين وأحوالهم .. فبعد أن تكلم في ذلك، أتى على ذكر الإخوة في الطالبان، وقال: ظهر رجل من الطالبان على قناة الجزيرة يحمل الكلاشنكوف في يده، وقال: كما هزمنا الروس بهذا الكلاشنكوف، فسنهزم الأمريكان.
قال العوضي معقباً: قلت: مسكين .. عندما كنتم تحاربون الروس كانت أمريكا وباكستان معكم .. الآن لا أحد معكم ..
ثم قال: هؤلاء الشباب المسكين مغرر به .. وما إلى ذلك من الترهات وفارغ الكلام.
عند مشاهدتي لهذا، تمنيت حنيها لو أني استطعت أن أصفعه على وجهه وأتفل عليه .. قلت في نفسي: لو لم يكن أحد معهم، فإن الله معهم يا مرجف ويا متخاذل.
الآن .. وبعد سنوات .. فضح الله - عز وجل - هذا الدعيّ، وها هي بشائر النصر تلوح في سماء أفغانستان، حتى لم يستطع العدو إخفاءها والتغطية عليها .. بل صار يعترف بنفسه بقرب هزيمته.
هذه صفعة إلى كل متخاذل ومرجف وجبان وعبد للدنيا والنسوان .. هذه صفعة إلى كل من ترك ثغور الإسلام ورضي بثغور النساء ..
صفعة أوجهها لكم جميعاً يا أعوان الطواغيت .. "
ما زاد الرجل عن ابداء رأيه كما قرأتم
فنكل به صاحبنا أشد تنكيل
ثم نتسائل
لما لا يمكن للعوضي أن يكون له تصورات يُعدر بها
أم لا حق له في التصور!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مع الحق]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
ابو شعيب سؤالي في صلب الموضوع فلا تتهرب من فضلك
انا اتكلم عن الحكم بغير ما انزل الله الذي هو من الشرك الاكبر ... اريد ان تعطيني سبب يخليك ما تعذر الحاكمين بغير ما انزل الله وما تعذر يلي يعذرهم بعد مثل ما تعذر الآخرين ..... اعتبرني اقتنعت بكلامك وورد في ذهني هذا السؤال
اما بالنسبة للنفاق والاجرام في منهجي فانا ساسامحك هذه المرة ....... بس لا تعيدها
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 11:20]ـ
أنا لا أتهرب، ولكن لا أشاء حرف الموضوع عن أصله.
لكن إن كان سؤالك هذا طلباً للحق وبياناً للصواب (أرجو أن يكون كذلك)، فسأجيبك، إن شاء الله ..
حكام هذا الزمان قد قامت عليهم الحجة، سواء بوجود القرآن بين ظهرانيهم، وفيه الآيات البينات الصريحات الكثيرات أن الله لا يرضى إلا الحكم بشريعته ..
وإن كانوا لا يقرأون القرآن .. فقد بلغهم البيان .. فإن الخطباء والمشايخ والدعاة ما فتئوا يظهرون هذه المسألة في كثير من المواضع والمقامات .. بوجوب تحكيم الشريعة، وبطلان الحكم بما سواها ..
والاستفاضة حجة عند العلماء ..
لذلك، من كان في بلد اشتهر فيها الأحكام الشرعية .. كحرمة الخمر مثلاً .. ثم جاء أحدهم وأنكر حرمته، فهذا كافر، والحجة قائمة عليه.
ولكن إن كان في بلد نائية، ولا يعلم أهل بلده حرمة الخمر، فباستحلاله لها لا يكفر إلا إن بلغته الحجة.
-----------
أما العلماء الذين يعذرونهم، فهؤلاء لم أقل يوماً بكفرهم، اللهم إلا إن تولوهم على كفرهم .. فهؤلاء قد كفروا ..
وسبب إعذاري للعلماء هو مسألة التصور هذه الذي فتحت هذا الموضوع من أجلها.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 11:35]ـ
وهذا مثال أخر على تصور العلماء للعذر في هذا الباب.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وكذلك النجاشى هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام
بل إنما دخل معه نفر منهم، ولهذا لما مات لم يكن هناك أحد يصلى عليه فصلى عليه النبى بالمدينة خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفاً وصلى عليه وأخبرهم بموته يوم مات وقال: إن أخاً لكم صالحاً من أهل الحبشة مات "، وكثير من شرائع الاسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج البيت، بل قد روى أنه لم يصل الصلوات الخمس ولا يصوم شهر رمضان ولا يؤدى الزكاة الشرعية لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعاً أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله اليه
وهذا مثل الحكم فى الزنا للمحصن بحد الرجم وفى الديات بالعدل والتسوية فى الدماء بين الشريف والوضيع النفس بالنفس والعين بالعين وغير ذلك
والنجاشى ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن فإن قومه لا يقرونه على ذلك، وكثيراً ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً بل وإماماً وفى نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفسا ألا وسعها ... فالنجاشى وأمثاله سعداء فى الجنة وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الاسلام مالايقدرون على التزامه بل كانوا يحكمون بالأحكام التى يمكنهم الحكم بها) إهـ مجموع الفتاوى (19/ 218).
ـ[مع الحق]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 11:38]ـ
الموضوع ما راح ينحرف عن اصله .. ان شاء الله ... لاني اتكلم في اصل الموضوع يلي هو الشرك الاكبر والعذر فيه
وسؤالي هو التالي ما الفرق بين الذي يحكم بغير ما انزل الله وبين الذين اشركوا بالله في اعمال اخرى ...... كالذبح والدعاء وغيرها
ليش الحجة بالتفصيل يلي ذكرته بتكون قائمة على الحكام وما نها قائمة على العوام؟
وسؤال آخر انت تقول ان الحجة قائمة على الحكام طيب يلي يعذرهم ما هي حجته في هذا العذر؟ يعني ممكن تعطيني تصور الذين يعذرون الحكام مع كون الحجة قائمة عليهم
واشكرك على تفضلك بالرد
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 12:25]ـ
مع الحق
العذر بالتصورات فضلا عن كونه اختراع لا دليل عليه و لا وجود له حتى في خيال أصحابه
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنه انتقائي لا قاعدة له ... يستفيد منه قوم و يحرم منه آخرون
اللهم إلا قاعدة "حمل البندقية" فهي مطبقة بحذافيرها
بل و من أجل أهلها اخترع هذا العذر و في الأمثلة التي سبق أن سقتها خير دليل
و البقية تأتي بعون الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 08:14]ـ
وسؤالي هو التالي ما الفرق بين الذي يحكم بغير ما انزل الله وبين الذين اشركوا بالله في اعمال اخرى ...... كالذبح والدعاء وغيرها
حيث إننا نتكلم في موضوع الشرك الأكبر، فالظاهر من كلامك أن تعني الحكم بغير ما أنزل الله بمعانه الشركي، المخرج من الملة، وهو الحكم بالتشريع .. وأظنك تتفق أن الحكم بالهوى مع بقاء أصل التشريع للكتاب والسنة هو من الكفر الأصغر الغير مخرج من الملة ..
فقط أحببت التوضيح لا أكثر حتى يعلم المتابع حقيقة ما نتكلم فيه.
فالجواب عن سؤالك هو: لا فرق بينهم .. فالجميع واقع في الشرك الأكبر.
ليش الحجة بالتفصيل يلي ذكرته بتكون قائمة على الحكام وما نها قائمة على العوام؟
عندما ذكرت مسائل الذبح والدعاء لغير الله تعالى .. ذكرت مسألة "العذر بالجهل" .. وأن العلماء الذين أعذروهم بالجهل لم يعذروهم في أصل الدين (والذي هو توحيد الله تعالى بالقلب)، إنما أعذروهم في الأفعال الظاهرة الشركية، التي لا يقصدون من ورائها عبادة غير الله، أو جعل الأنداد لله تعالى.
فمن كان معتقده في الله صحيحاً .. أنه هو الخالق الرازق المدبّر، وغيره إنما هو عبد مخلوق لا يملك من أمره شيئاً، وأن الله - تعالى - هو المستحق للعبادة لا غيره .. فلا يحب أحداً كحبه لله .. ولا يعظّم أحداً كتعظيمه لله .. بل الله عنده هو المحبوب الأوحد، والمعظّم المتفرد.
ثم هذا الرجل وقع في فعل الشرك .. كأن يذبح لغير الله تعالى .. وهو يقصد بهذا الذبح معنى صالحاً في نفسه (كإكرام الضيف وتشريفه مثلاً) لا ينقض أصل الدين في قلبه، من محبة الله وتعظيمه .. فهذا أخطأ الفعل، ويجب أن يُبيّن له أن الذبح عبادة لا تجوز إلا لله تعالى .. وأن هذا الفعل، وإن كان القصد منه التشريف والتكريم، هو باطل .. وقد جعله الله عبادة له وحده.
وحيث إن العبادات لا تُعرف إلا بالدليل الشرعي .. فيكون هذا الرجل بهذا الفعل لا يكفر حتى يصله الدليل الشرعي.
وكذلك الحال في دعاء غير الله تعالى .. كما بيّنته في أصل الموضوع ..
فإن ظن البعض أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد شرع لهم الاستغاثة به، وهم مع هذا يعتقدون أن قدرة الإغاثة إنما هي من عند الله تعالى، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينفك أن يكون عبداً ذليلاً لله تعالى .. ليس من أمره من شيء .. وليس هو بخارج سلطان الله تعالى .. ولا له نفوذ فارض على الله تعالى، كما كان يعتقد كفار قريش في آلهتهم، أن الله تعالى يخشاها ويخشى غضبها .. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ..
أقول: فلو كان أصل الدين موجوداً عنده في قلبه .. من اعتقاد أن الله هو الخالق الرازق المدبر، لا معبود ولا محبوب ولا معظّم إلا هو، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما وُهب قدرة الاستغاثة من عند الله تعالى، وبإذنه وأمره، وليس من عند نفسه، بحيث لا ينفك أن يكون عبداً رسولاً .. كما جعل الله قدرة الخلق وإحياء الموتى في عيسى - عليه السلام -، ولم تجعله هذه القدرة إلهاً .. ولم يعتقد أتباعه فيه الألوهية، مع اعتقادهم بهذه القدرة فيه.
فهؤلاء لا يكفرون - عند هؤلاء العلماء - إلا إن علموا أن الله - عز وجل - لم يشرّع ولم يأمر بالذي يفعلونه، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يهبه الله تعالى هذه القدرات الخارقة .. ثم بعدها إن هم أصروا واستكبروا، كفروا وخرجوا من الدين.
فكل هؤلاء، إن كانوا في جاهلية جهلاء، بحيث يظنون أن الله تعالى شرع لهم هذه الأمور، وأنها مندوبة مستحبة بأمره - سبحانه وتعالى -، مع اعتقادهم الجازم أن غير الله إنما هو عبد مخلوق، لا يملك من أمره شيئاً .. فهؤلاء لا يكفرون - عند هؤلاء العلماء - إلا بعد إقامة الحجة عليهم ..
-------------
والآن نأتي إلى مسألتنا، وهي: الحكم بغير ما أنزل الله بصورته الشركية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنجعل هذا الحاكم في جاهلية جهلاء، هو وشعبه .. لم يصلهم من القرآن شيء .. أو قل، هم أعاجم لا يفقهون العربية، وعُدم من يعلّمهم، ولا يستطيعون لطلب العلم سبيلاً .. وحالهم كحال الذين جاء ذكرهم في الحديث: «يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة. وليُسرى على كتاب الله - عز وجل - في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية. وتبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير، والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها. فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة، ولا صيام، ولا نسك، ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة. ثم ردها عليه ثلاثاً، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار، ثلاثاً»
ولم يصلهم حدّ الزنى، ولا حدّ شرب الخمر، ولا حدّ السرقة .. وغير ذلك .. ولم يعلموا - لفرط جهلهم - أن الله تعالى شرع هذه الأمور وجعلها من دينه .. وظنوا أنهم مخيّرون في ذلك، كما هم مخيّرون في القوانين الإدارية.
ويقولون: نحن نعتقد أن دين الله هو الحق، وهو الواجب الاتباع .. ولو بلغنا خلاف ما نحن عليه، لتركناه واتبعنا حكم الله تعالى .. فإن الله تعالى لا معقب لحكمه، ولا يحلّ لأحد مخالفة أمره ..
فهم بهذا المعتقد وحّدوا الله بالتشريع .. ولم يقصدوا بعمل هذه القوانين مخالفة أمر الله تعالى، ولا قصدوا تبديل حكمه أو إبطاله .. ولكن هذا ما بلغهم من العلم في أحكام الله تعالى ..
فمع كون فعلهم شركاً أكبر .. فإنهم - عند هؤلاء العلماء - معذورون بالجهل حتى يبلغهم حكم الله تعالى، فإن هم ردّوه وأصروا على الحكم بقانونهم، فهم كفّار ..
---------
وحتى تتوضح لك الصورة أكثر في هذه المسألة، سأبيّن لك بمزيد إسهاب .. إن شاء الله.
يقول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى: 21]
وكل بدعة في الدين هي تشريع لم يأذن به الله تعالى .. وهذا معلوم عند كل أحد.
ولكن .. من ابتدع في دين الله تعالى قاصداً اتباع الحق، ولا يقصد مخالفة أمر الله تعالى .. فهذا لا يكفر، بل وقد لا يفسق (بحسب حاله)، حتى تقام عليه الحجة. [مع أن فعله شرك أكبر، وهو تشريع ما لم يأذن به الله]
ومن ابتدع في الدين عالماً بمخالفة بدعته لأمر الله .. فهذا كافر طاغوت ..
وكذلك الحال في من استحل الحرام أو حرّم الحلال .. وهو جاهل في ذلك، غير عالم بحكم الله تعالى ..
فإن التحليل والتحريم هو حق لله تعالى لا غير، وهو تشريع .. ولكن من حلل الحرام ظناً منه أن الله أذن به .. أو حرّم الحلال ظناً منه أن الله منعه .. لفرط جهله وقلة علمه .. فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ..
============
هذه مقدمة ضرورية حتى تحيط بالمسألة من جوانبها، وإن عرض لك إشكال، فلا مانع من التحاور فيه، إن شاء الله ..
فجواب سؤالك هو:
لقد ذكرت الجهل مانعاً لهؤلاء .. والجهل هو ما كان ملجئاً معجزاً، بحيث تنقطع عنه سبل المعرفة ..
فهل هؤلاء الحكام يعيشون في مثل هذه البيئة التي تمنعهم عن طلب العلم ومعرفة الحكم الشرعي؟
وهل هم خالفوا في مسائل اجتهادية أو مسائل يصح فيها التأويل؟ أم خالفوا في أمر مجمع عليه عند العامة والخاصة؟
وهل هذه الأحكام الوضعية التي جاءوا بها مشهور بطلانها عند الناس، أم لا؟
فإن كانت هذه المسائل مشهورة، وقد وصلت إلى حد الاستفاضة، بل إن دعوات الناس الكثيرة لم تنته في وجوب تحكيم الشريعة، وهؤلاء الحكام يعرضون عن ذلك ويضربون .. فكيف يكون هؤلاء معذورين؟
الجميع يعلم حدّ الله في الزنى .. وحد الله في الربا .. وحد الله في الخمر .. وحد الله في السرقة، وغير ذلك .. هذه أمور مستفيضة مجمع عليها .. خاصة وأن القرآن بين ظهرانيهم وبلغتهم، ونصوص وجوب التحاكم إلى شرع الله كثيرة واضحة بيّنة.
لذلك فهم غير معذورين ..
أما إن تحقق فيهم عذر الجهل الملجئ المعجز .. فهؤلاء معذرون إن لم يقصدوا مخالفة أمر الله تعالى ..
وسؤال آخر انت تقول ان الحجة قائمة على الحكام طيب يلي يعذرهم ما هي حجته في هذا العذر؟ يعني ممكن تعطيني تصور الذين يعذرون الحكام مع كون الحجة قائمة عليهم
يمكن لهؤلاء العلماء أن يكون تصورهم قاصر للمسألة .. وليس كل تصور صحيح بالضرورة ..
بل قد يكون بعض التصورات قاصرة، وبعضها يكون باطل .. ولا يقصد العالم بذلك اتباع الهوى، بل اتباع الحق ..
فمن هذه التصورات أن يقول مثلاً أن هذا الحاكم عنده جهل شديد في أحكام الدين .. ولا نستطيع تكفيره حتى نتأكد أنه يعرف حكم الله، ثم هو بعدها ردّه ..
فاختلطت عنده المسائل .. ولم يضبط مسألة العذر بالجهل جيداً ..
ومن هذه التصورات أن يقول: إن الحاكم يظن في نفسه الإكراه .. لأن الكافرين يهددونه بالقتل إن هو حكم بالشريعة .. فظنّ هذا الحاكم نفسه كحال النجاشي الذي لم يكن يستطيع الحكم بالشريعة ..
فيقول هذا العالم: يجب علينا أن نقيم عليه الحجة ونبيّن له أنه غير مكره .. وقياسه على مسألة النجاشي باطل .. فإن عاند وأصرّ، فهو كافر ..
وهكذا .. تصورات قاصرة، أو حتى باطلة .. لم يقصد بها العلماء الباطل، بل قصدوا اتباع الحق .. فكيف نكفّرهم بهذه الاجتهادات، وإن كانت باطلة؟ .. خاصة إن عُلم عنهم أنهم لا يرضون بتحكيم شريعة الشيطان .. وهم بريئون مما تفعله حكوماتهم .. ولا يوالون الحاكم في كفره، ولا يناصرونه على الإسلام والمسلمين .. بل والكثير منهم يقول إنه من استطاع عزله وخلعه فليفعل، إن كانت المصالح تفوق المفاسد .. وغير ذلك.
هذا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مع الحق]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 01:57]ـ
شوف ابو شعيب ترى انا قريت ردك مرة وثنين وثلاثة واربع بس ما لقيت الجواب
انت فصلت متى يعذر مرتكب الشرك الاكبر ومتى لا يعذر وهذا ليس سؤالي بالرغم من اختلافي الشديد معك فيما قلته بالنسبة لانك تجعل اصل الدين في القلب مع ان اصل الدين قول وعمل واعتقاد وكذا انك تشترط العلم والقصد .. بس هذا موموضوعنا
انا سالتك بناءا على اعتقادك انت لانك ترى ان الحكام غير معذورين لانهم يعيشون في بيئة ينتشر فيها العلم الخ ........
طيب العوام الذين يعيشون في نفس البيئة ليش معذورين؟ اريد جوابا في جملة بسيطة دون اللجوء الى التفاصيل
بالنسبة لجوابك الثاني اظنك لم تركز على السؤال الذي كان بناءا على قولك ايضا بان الحجة قائمة على الحكام وانت اعطيتني مثالا على كون الحجة غير قائمة عليهم .... وانا لا اتكلم عن هذا لاننا لوقلنا ان الحجة غير قائمة لزال الاشكال ولدخل الجميع تحت مظلة العذر .....
راح اصيغلك السؤال بشكل ثاني حتى اقربلك الفكرة
فانت تقول ان الحكام قامت عليهم الحجة ..... طيب كيف يمكن ان يكونوا معذورين؟
وانت تعترف ان ممكن التصورات تكون باطلة او قاصرة بمعنى انهم يعذرون من اجل الاعذار ليس الا ...... فهل هذا جائز ... والا يعتبر هذا دليلا على اتباع الهوى ..... رجل كافر ... وانا اعرف ان الحجة قائمة عليه .... فابدا ادور له على اعذار ........ ايش اسمي هذا؟
ـ[الموحده]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 04:11]ـ
ابو شعيب حسب ما تقول في مثالك هذا الذي اصلت تجعلني اعتقد ان الجازر ان ذبج لبيع اللحم فقد وقع كما في مثالك والذي خرج للصيد كذلك وهلما جرا
هل دين الله عز وجل بتلك الصعوبه وبهذه الطريقه
ـ[الموحده]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 04:24]ـ
الحديث عن العذر و عن الحجه وقيامها ومن يقوم بها امر طويل وشرحه يطول ولكن المتتبع لهذا الامر علي امرين والكل في النهايه بناءا علي تصوراتهم يجب ان يحكموا علي اليهودي بالاسلام والا فلا انصاف في المسأله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 04:54]ـ
(مع الحق)،
دعنا نكن على بيّنة من الأمر حتى نختصر الطريق .. إن شاء الله.
قل لي ما تعتقد في حكام بلاد المسلمين .. هل تراهم على الإسلام أم تراهم كفاراً؟
فإن كنت تراهم مسلمين فاسقين .. فهذا الموضوع يجب أن تكون أول من يؤيدني فيه.
وإن كنت تراهم كفرة مشركين .. فلماذا حكمت عليهم بالكفر؟ .. وهل تحكم على من يعذرهم بالتصورات الخاطئة بالكفر كذلك؟
أجبني حتى أكون على بيّنة من أمرك، ثم سنواصل الحوار، إن شاء الله.
أما مسألة أصل الدين، فقد كثر الحديث حولها .. لكن خذ هذا الكلام المختصر:
قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 10/ 15]:
[--وَلِهَذَا كَانَ رَأْسُ الْإِسْلَامِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَهِيَ مُتَضَمِّنَةٌ عِبَادَةَ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَتَرْكَ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ الْعَامُّ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ الْأَوَّلِينَ والآخرين دِينًا سِوَاهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [18] إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ أَصْلَ الدِّينِ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْأُمُورُ الْبَاطِنَةُ مِنْ الْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ، وَأَنَّ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ لَا تَنْفَعُ بِدُونِهَا. كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد فِي مُسْنَدِهِ: {الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ} --]
وقال في [مجموع الفتاوى: 18/ 272]:
[-- وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ}. فَلَمَّا ذَكَرَهُمَا جَمِيعًا، ذَكَرَ أَنَّ الْإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ، وَالْإِسْلَامِ مَا يَظْهَرُ مِنْ الْأَعْمَالِ. وَإِذَا أَفْرَدَ الْإِيمَانَ، أَدْخَلَ فِيهِ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ، لِأَنَّهَا لَوَازِمُ مَا فِي الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ مَتَى ثَبَتَ الْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ، وَالتَّصْدِيقُ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ، وَجَبَ حُصُولُ مُقْتَضى ذَلِكَ ضَرُورَةً؛ فَإِنَّهُ مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إلَّا أَبْدَاهَا اللَّهُ عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ، وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ. فَإِذَا ثَبَتَ التَّصْدِيقُ فِي الْقَلْبِ، لَمْ يَتَخَلَّفْ الْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهُ الْبَتَّةَ، فَلَا تَسْتَقِرُّ مَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ، وَمَحَبَّةٌ صَحِيحَةٌ، وَلَا يَكُونُ لَهَا أَثَرٌ فِي الظَّاهِرِ. وَلِهَذَا يَنْفِي اللَّهُ الْإِيمَانَ عَمَّنْ انْتَفَتْ عَنْهُ لَوَازِمُهُ؛ فَإِنَّ انْتِفَاءَ اللَّازِمِ يَقْتَضِي انْتِفَاءَ الْمَلْزُومِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ} وَقَوْلِهِ: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الْآيَةَ، وَنَحْوَهَا --]
ولكن كما قلت .. فهذا ليس موضوعنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 04:59]ـ
ابو شعيب حسب ما تقول في مثالك هذا الذي اصلت تجعلني اعتقد ان الجازر ان ذبج لبيع اللحم فقد وقع كما في مثالك والذي خرج للصيد كذلك وهلما جرا
هل دين الله عز وجل بتلك الصعوبه وبهذه الطريقه
قال البربهاري - رحمه الله - في كتابه [شرح السنة رقم 49]:
[-- ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله - عز وجل -، أو يرد شيئاً من آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو يذبح لغير الله، أو يصلي لغير الله؛ وإذا فعل شيئاً من ذلك، فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام، وإذا لم يفعل شيئاً من ذلك، فهو مؤمن مسلم بالاسم لا بالحقيقة --] اهـ
ثم هذا الإشكال الذي أوردته قد تكلمنا عليه ووضحته في مشاركة رقم #28، على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=150638&postcount=28
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 05:05]ـ
ابو شعيب حسب ما تقول في مثالك هذا الذي اصلت تجعلني اعتقد ان الجازر ان ذبج لبيع اللحم فقد وقع كما في مثالك والذي خرج للصيد كذلك وهلما جرا
هل دين الله عز وجل بتلك الصعوبه وبهذه الطريقه
هذا ليس بدين الله قطعاً
فدين الله لا فلسفة فيه
و الذابح من أجل إكرام ضيفه مأجور أتى بخصلة من خصال الايمان
فلا يكون مشركاً إلا إذا قصد تعظيم الضيف بالدم الذي يريقه (و هذا لم يُذكر في المثال)
فهذا الفعل محتمل الدلالة تُعرف دلالته من خلال تصريح صاحبه أو القرائن
و كذا مثال الدعاء
و بما أن فهم دلالة المتشابه يختلف من شخص لآخر
يُقبل الاختلاف أو التوقف في الحكم على الُمعين قبل الجزم في الدلالة
و هل كل عمل شركي بهذه الصفة (مشتبه الدلالة) حتى نختار هذا المثال؟؟
فالواجب في مثل هذه الحالات التبين كما دل عليه الشرع
لا أن نجعل من الشيهة قاعدة!
فإن كان العذر يختص بالشبهة (التي تمنع من الحكم و الحد) فهذا صحيح
و إن كان القصد استعمال المتشابه من الفعل لتقرير قاعدة فهذا من أمراض القلوب
و من التلبيس على الناس.
و هذا سبق و أن بيناه مراراً
ثم جعل التصور (الذي هو التأويل و لا أدري سبب العزوف عن استعمال مصطلحات أهل العلم و اختراع مصطلحات جديدة) خاصاً بالعلماء دون العوام قلبٌ للحقائق!
فالعالم من المفروض أن يكون أضبط لمسائل العذر و الاشتباه ... من العوام و إلا كان عامياً و بالتالي فإن فرض العذر يضيق في حقه
فإن كان العالم معذوراً فالعامي أولى
و بهذا صار العذر عاماً
من حيث المُكلفين
و من حيث مسائل العذر كذلك
فإذا قُبل العذر في كبار المسائل و أوضحها
فالعذر فيما دونها أولى
فيتحصل أن ليس لله حجة على أحد
و هذه زندقة
و ما عذرنا به العالم يصلح لعذر العامي
و ما عذرنا به المحكوم يصلح لعذر الحاكم ...
أما إن كان الأمر خاصاً بمتشابه الدلالة
فهذا لم يعترض عليه أحد
ثم إن أبا شعيب قرر أكثر من مرة أن الأعذار تثبت بالنص (و هي لا تُفترض أيضا) و لا مدخل للعقل فيها
فأين النص على العذر بالتصور؟؟!
النصوص الشرعية تفيد العكس
و لهذا لم يكن في جعبته أكثر من الأمثلة التي ضربها و أقوال أهل العلم التي وضعها في غير موضعها
و هذا من الفلسفة المحضة و الجدل العقيم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 08:00]ـ
هذه إضافة جديدة للموضوع .. تشرح القاعدة الأصولية: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره):
جاء في كتاب [شرح الكوكب المنير]:
[-- ويستمد علم أصول الفقه من ثلاثة أشياء: من أصول الدين، ومن العربية، ومن تصور الأحكام. ووجه الحصر: الاستقراء. وأيضاً: فالتوقف إما أن يكون من جهة ثبوت حجية الأدلة، فهو أصول الدين. وإما أن يكون التوقف من جهة دلالة الألفاظ على الأحكام، فهو العربية بأنواعها. وإما أن يكون التوقف من جهة تصور ما يدل به عليه، فهو تصور الأحكام.
أما توقفه من جهة ثبوت حجية الأدلة: فلتوقف معرفة كون الأدلة الكلية حجة شرعاً على معرفة الله تعالى بصفاته، وصدق رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به عنه. ويتوقف صدقه على دلالة المعجزة. أما توقفه من جهة دلالة الألفاظ على الأحكام: فلتوقف فهم ما يتعلق بها من الكتاب والسنة وغيرهما على العربية. فإن كان من حيث المدلول: فهو علم اللغة، أو من أحكام تركيبها: فعلم النحو. أو من أحكام أفرادها: فعلم التصريف. أو من جهة مطابقته لمقتضى الحال، وسلامته من التعقيد، ووجوه الحسن: فعلم البيان بأنواعه الثلاثة.
وأما توقفه من جهة تصور ما يدل به عليه، من تصور أحكام التكليف: فإنه إن لم يتصورها لم يتمكن من إثباتها، ولا من نفيها. لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. --]
ـ[مع الحق]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:07]ـ
ابو شعيب انا يلي سالت بالاول فلا تجاوبني بسؤال
واذا ما فهمت سؤالي راح اوضحلك اكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 01:05]ـ
هذه إضافة جديدة للموضوع .. تشرح القاعدة الأصولية: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره):
جاء في كتاب [شرح الكوكب المنير]:
[-- ويستمد علم أصول الفقه من ثلاثة أشياء: من أصول الدين، ومن العربية، ومن تصور الأحكام. ووجه الحصر: الاستقراء. وأيضاً: فالتوقف إما أن يكون من جهة ثبوت حجية الأدلة، فهو أصول الدين. وإما أن يكون التوقف من جهة دلالة الألفاظ على الأحكام، فهو العربية بأنواعها. وإما أن يكون التوقف من جهة تصور ما يدل به عليه، فهو تصور الأحكام.
أما توقفه من جهة ثبوت حجية الأدلة: فلتوقف معرفة كون الأدلة الكلية حجة شرعاً على معرفة الله تعالى بصفاته، وصدق رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به عنه. ويتوقف صدقه على دلالة المعجزة. أما توقفه من جهة دلالة الألفاظ على الأحكام: فلتوقف فهم ما يتعلق بها من الكتاب والسنة وغيرهما على العربية. فإن كان من حيث المدلول: فهو علم اللغة، أو من أحكام تركيبها: فعلم النحو. أو من أحكام أفرادها: فعلم التصريف. أو من جهة مطابقته لمقتضى الحال، وسلامته من التعقيد، ووجوه الحسن: فعلم البيان بأنواعه الثلاثة.
وأما توقفه من جهة تصور ما يدل به عليه، من تصور أحكام التكليف: فإنه إن لم يتصورها لم يتمكن من إثباتها، ولا من نفيها. لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. --]
الإعتراض ليس على ضرورة تصور المسائل الشرعية قبل البث فيها
هذا مُسلم و لا يخالف فيه أحد
الاعتراض المقصود هو إعتبار (التصور) مانع من موانع التكفير
فأنا لا أعلم هذا المانع لا من كتاب و لا سنة و لا من أقوال السلف
إن كان هذا المانع هو التأويل فعد إلا مصطلحات أهل العلم
و إن كان غيره فأفدنا
و أنت القائل أن الأعذار لا تثبت إلا بالنصوص الشرعية و لا مدخل للعقل فيها
فأين النصوص الشرعية بخصوص هذا المانع الجديد (بالنسبة لي)؟
و من من أهل العلم استعمل هذا المصطلح (التصور)؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 01:22]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضاً، ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون وسبب ذلك أن أحدهم قد يظن ما ليس بكفر كفراًوقد يكون كفراً لأنه تبين له أنه تكذيب للرسول وسب للخالق والآخر لم يتبين له ذلك فلا يلزم إذا كان هذا العالم بحاله يكفر إذا قاله أن يكفر من لم يعلم بحاله
والناس لهم فيما يجعلونه كفرا طرق متعددة فمنهم من يقول الكفر تكذيب ما علم بالإضطرار من دين الرسول ثم الناس متفاوتون في العلم الضروري بذلك
ومنهم من يقول الكفر هو الجهل بالله تعالى ثم قد يجعل الجهل بالصفة كالجهل بالموصوف وقد لا يجعلها وهم مختلفون في الصفات نفيا وإثباتا
ومنهم من لا يحده بحد بل كل ما تبين أنه تكذيب لما جاء به الرسول من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر جعله كفرا إلى طرق أخر
ولا ريب أن الكفر متعلق بالرسالة فتكذيب الرسول كفر وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة العلم وسائر الطوائف إلا الجهم ومن وافقه كالصالحي والأشعري وغيرهم فإنهم قالوا هذا كفر في الظاهر وأما في الباطن فلا يكون كفرا إلا إذا استلزم الجهل بحيث لا يبقى في القلب شيء من التصديق بالرب وهذا بناء على أن الإيمان في القلب لا يتفاضل ولا يكون في القلب بعض من الإيمان وهو خلاف النصوص الصريحة وخلاف الواقع) إهـ منهاج السنة النبوية.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 02:28]ـ
عجيب أمر بعض الناس
زيادة على كونهم أبطال قص و لزق
فهم يدلسون!!
أنظر أيها القارئ إلى ما سبق الفقرة المنقولة من كلام إبن تيمية
و إلى الفقرة التي بعدها
و أدع الله أن يحفظك من التدليس
بداية كلام إبن تيمية:
"وأيضا فصاحب البدعة يبقى صاحب هوى يعمل لهواه لا ديانة ويصدر عن الحق الذي يخالفه هواه فهذا يعاقبه الله على هواه ومثل هذا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة ومن فسق من السلف الخوارج ونحوهم كما روي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال فيهم قوله تعالى وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون سورة البقرة 26 27 فقد يكون هذا قصده لا سيما إذا تفرق الناس فكان ممن يطلب الرياسة له ولأصحابه
وإذا كان المسلم الذي يقاتل الكفار قد يقاتلهم شجاعة وحمية ورياء وذلك ليس في سبيل الله فكيف بأهل البدع الذين يخاصمون ويقاتلون عليها فإنهم يفعلون ذلك شجاعة وحمية وربما يعاقبون لما اتبعوا أهواءهم بغير هدى من الله لا لمجرد الخطأ الذي اجتهدوا فيه
ولهذا قال الشافعي لأن أتكلم في علم يقال لي فيه أخطأت أحب إلي من أن أتكلم في علم يقال لي فيه كفرت " </ SPAN>
هذا كله أُهمل!
و بدأ القص بعد هذه الفقرة مباشرة
الآن سنرى كلام ابن تيمية مباشرة بعد القص
قال: "والمقصود هنا أن كل من تاب من أهل البدع تاب الله عليه وإذا كان الذنب متعلقا بالله ورسوله فهو حق محض لله فيجب أن يكون الإنسان في هذا الباب قاصدا لوجه الله متبعا لرسوله ليكون عمله خالصا صوابا ... "
و هذا كذلك أهمل مع كونه خلاصة الكلام!
لا أجد ما أُعلق به على هذا لوضوح الأمر
قارنوا فقط بين عنوان الموضوع و ما لونته من كلام إبن تيمية
المصدر: (منهاج السنة النبوية ج5/ص250)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 05:07]ـ
وهذا مثال أخر على تصورات العلماء لمسألة العذر في هذا الباب
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق عرشه لما وقعت محنتهم، أنا لو وافقتكم كنت كافراً، لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وكان هذا خطاباً لعلمائهم وقضاتهم وشيوخهم وأمرائهم، أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا) إهـ الرد على البكري (1/ 383).
فانظر كيف تصور شيخ الإسلام رحمه الله العذر بالجهل في هؤلاءالقوم بسبب الشبهات التي عرضت لهم مع أن هذه المسألة ليست من المسائل التي يرد فيها العذر بالجهل كما هو معلوم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 06:32]ـ
(مع الحق)،
أنت من الذين لا يكفرون الحكومات .. وأنا أعلم ذلك .. وهذا الموضوع أصلاً ينفي الكفر عن أمثالك وغيرك من الذين أخطأوا في إعذار المشركين .. وليس كما يقول الغلاة أن من توقف في تكفير هؤلاء الحكام فهو كافر دون إقامة حجة.
ولعلي أنتهي عند هذا الحد معك.
-------------------
(الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً .. لقد ذكّرتني بكلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في الدرر السنية [كتاب حكم المرتد] ..
يقول في [الدرر السنية: 10/ 365 - 357]
فكلامه ظاهر في التفرقة بين الأمور المكفرة الخفية، كالجهل ببعض الصفات ونحوها، فلا يكفر بها الجاهل، كقوله للجهمية: أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وقال فيمن ارتكب بعض أنواع الشرك جهلاً: لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل: لم يمكن تكفيرهم لأنهم جهال، كما قال في المنكر لبعض الصفات جهلاً؛ بل قال [1]: لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم ينتهوا، أو إن كانوا جهالاً.
[1]: لعله تصحيف، والصواب: ولا قال.
مع أن قول الشيخ - رحمه الله -، في عدم تكفير الجهمية ونحوهم، خلاف المشهور في المذهب؛ فإن الصحيح من المذهب: تكفير المجتهد الداعي إلى القول بخلق القرآن، ونفي الرؤية، ونحو ذلك.
قال المجد - رحمه الله -: الصحيح: أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نفسق المقلد فيها، كمن يقول بخلق القرآن، أو أن علم الله سبحانه مخلوق، أو أسماءه مخلوقة، أو أنه لا يرى في الآخرة، أو يسب الصحابة، أو أن الإيمان مجرد الاعتقاد، ونحو ذلك؛ فمن كان عالماً في شيء من هذه البدع، يدعو إليه، ويناظر عليه، فهو محكوم بكفره، نص أحمد على ذلك في مواضع، انتهى.
فتبين: أن الصحيح من المذهب تكفيره، ولم يعذرهم بالجهل
فابن تيمية - رحمه الله - تصوّر الجهل مانعاً من تكفير دعاة أهل البدع .. وغيره لم يتصور ذلك ..
وهنا مسألة هامة جداً في فهم كلام أهل العلم، الذي يحاول هؤلاء حرفه عن مقصده ..
انظر إلى ما يقول الشيخ محمد - رحمه الله - كما نقلته في الأعلى:
كقوله للجهمية: أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وقال فيمن ارتكب بعض أنواع الشرك جهلاً: لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقل: لم يمكن تكفيرهم لأنهم جهال، كما قال في المنكر لبعض الصفات جهلاً
فعندما يقول العلماء: لم يمكن تكفيرهم لجهلهم .. فهم يعنون: الكفر المخرج من الإسلام .. كما قال ابن تيمية في من أنكر بعض الصفات.
وعندما يقولون: لم يمكن تكفيرهم حتى يُبيّن لهم الحق، فهم يعنون: الكفر المصاحب للحجة. (إن صحّ في ذلك مذهب الشيخ محمد في هذه المسألة)
وهذا من أبلغ ما يمكن أن يُردّ على كلام هؤلاء الغلاة الضلال الذي حرفوا نصوص العلماء عن مواضعها ..
فخذها قاعدة شرعية في تفسير أقوال العلماء، حتى لا يلتبس عليك زيغ هؤلاء وتحريفهم.
ويواصل الشيخ محمد - رحمه الله - بيان هذه المسألة، فيقول في [الدرر السنية: 10/ 357 - 359]:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يوضح المسألة: ما هو معلوم من حكم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم في المرتد، أنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتلوه، ولم يتوقفوا في قتله حتى تتحقق منه المعاندة؛ وكذلك العلماء في المذاهب، ذكروا حكم من كانت ردته بإنكار ما يمكن جهله به، أنه يُعرّف ذلك، فإن أصر قتل، ولم يعتبروا تحقق العناد منه، كما قالوا فيمن جحد تحريم الخمر ونحوه، أو شك فيه ومثله لا يجهله، كفر، وإن كان مثله يجهله عُرّف، فإن أصر بعد التعريف كفر وقُتل، ولم يعتبروا المعاندة.
وأيضا، فقد دل القرآن على أن الشك في الجملة كفر، كما في قوله تعالى في الكفار: {قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}، وغير ذلك من الآيات الصريحة؛ والشك غير العناد، وهذا ظاهر بحمد الله تعالى.
ومما يبين لك مراد الشيخ تقي الدين - رحمه الله -، ما ذكره في بعض كتبه، بقوله: من اعتقد أن زيارة أهل الذمة كنائسهم قربة إلى الله فهو مرتد، وإن جهل أن ذلك الأمر محرم عُرّف ذلك، فإن أصر صار مرتداً؛ وقال: من سب الصحابة، أو واحداً منهم، واقترن بسبه دعوى أن علياً إله أو نبي، أو أن جبريل غلط، فلا نشك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.
وقال أيضاً: من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر، أو أنهم فسقوا، فلا ريب في كفر قائل ذلك، بل من شك في كفره فهو كافر. انتهى.
فانظر تكفيره الشاك، مع القطع بأن سبب الشك هو الجهل، وأطلق على من ذكر، مع العلم القاطع بأن أكثر هؤلاء، أو كلهم جهال، لم يعلموا أن ما قالوه كفر.
وقال أيضاً: فكل من غلا في نبي، أو رجل صالح، وجعل فيه نوعاً من الإلهية، مثل أن يدعوه من دون الله، مثل أن يقول: يا فلان أغثني، أو ارحمني، أو انصرني، أو اجبرني، أو توكلت عليك، أو أنا في حسبك، أو أنت في حسبي، ونحو هذه الأقوال، التي هي من خصائص الربوبية، التي لا تصلح إلا لله، فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل. انتهى.
ولم يخص القتل بمن تحقق منه العناد، ولم يقل في هؤلاء ونحوهم: لم يكفروا لأنهم جهال، كما قال في الجهمية، وهذا كثير في كلامه - رحمه الله -.
وقال أيضاً: لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين، الخمر، كقدامة وأصحابه، وظنوا أنها تباح لمن آمن وعمل صالحاً، على ما فهموا من آية المائدة، اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما، على أنهم يستتابون، فإن أصروا على الاستحلال كفروا، وإن أقروا به جلدوا؛ فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء، لأجل الشبهة، حتى يُبين لهم الحق، فإن أصروا كفروا. انتهى.
فانظر كيف حكم الصحابة بكفرهم لو أصروا بعد الاستتابة، ولم يعذروهم بعد المعرفة، وبعد التعريف، فأوضح مما ذكرناه ضلالاً من لم يكفر من ارتكب ما هو كفر، إلا إذا كان معانداً، وأن هذا مخالف للكتاب والسنة، وإجماع الأمة.
فراع ذلك حتى تفهم جيداً أقوال العلماء ولا يلتبس عليك شبهات هؤلاء القوم وتحريفاتهم.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 08:37]ـ
فشل ذريع في الاستدلال على المقصود
يعني مسائل الشرك الأكبر و عبادة غير الله
وهذا من فضل الله
و القوم تحولوا إلى ما يمكن تسميته بشبه الدرجة الثانية
و هو كلام اهل العلم في المبتدعة و الخلاف في إكفارهم
و صار بعضهم يرد على بعض!
فكلام الشيخ محمد واضح حينما يقول:"فكلامه (ابن تيمية) ظاهر في التفرقة بين الأمور المكفرة الخفية، كالجهل ببعض الصفات ونحوها ... "
فلست أدري لما تحول الكلام في الصفات و أهل البدع؟!
و هل استعمالهم لنفس شبه أعداء الدعوة النجدية من تشابه القلوب؟
(مع الحق)
أُكلتَ يوم أُكلَ الثور الأبيض (إبتسامة)
لقد سبق أن ذكرت لي أن سبب عدم ردهم على أسئلتي
هو أنها تفضحهم و تُحرجهم
لذلك كان عليك أن لا تفعل مثلي لو أردت فعلاً مواصلة الحوار
فانت السبب مع الأسف
و القوم معذورون لانهم لم يُخفوا يوماً القاعدة التي تحكم حواراتهم
و التي تقول: (الموافقة أو المفارقة)
و عندما يقولون لك:
(مع الحق)،
أنت من الذين لا يكفرون الحكومات .. وأنا أعلم ذلك .. وهذا الموضوع أصلاً ينفي الكفر عن أمثالك وغيرك من الذين أخطأوا في إعذار المشركين .. وليس كما يقول الغلاة أن من توقف في تكفير هؤلاء الحكام فهو كافر دون إقامة حجة."
فمعنى ذلك انهم يتفضلون عليك بدفاعهم عنك ضد "غلاة المكفرة" الذين يكفرونك (لا أدري إن كنت تعلم هذا قبل اليوم) لأنك لا تُكفر الحكام (لا أدري لماذا لم يستعمل هنا كلمة طواغيت كما هي عادته بدل كلمة الحكام) و أنا في شك كبير لما ينسبون هذه العقائد للناس لكثرة افترائهم.
فلا تجحد فضلهم عليك!
لا أدري متى يقبلون بمحاورة الناس الذين يختلفون معهم
مع أن العقلاء لا يُحاورون من يُوافقهم
و مع الأسف هذا هو حالهم
هداهم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 10:36]ـ
أبو شعيب وفقك الله
ونعم هذه قاعدة مفيدة جداً
فجزاك الله خيراً على التنبيه.
ـ[مع الحق]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:51]ـ
(مع الحق)،
أنت من الذين لا يكفرون الحكومات .. وأنا أعلم ذلك .. وهذا الموضوع أصلاً ينفي الكفر عن أمثالك وغيرك من الذين أخطأوا في إعذار المشركين .. وليس كما يقول الغلاة أن من توقف في تكفير هؤلاء الحكام فهو كافر دون إقامة حجة.
ولعلي أنتهي عند هذا الحد معك.
ايه والله يا ابو عبد الرحمن شوف الرجال وش يقول لي؟
ابو شعيب من اين لك اني لا اكفر الحكومات؟ لا وتقول انك تعلم بعد؟
يعني كل هذا التعب والكتابة عل الكيبورد الي قصمت ظهري من اجل ان استيقظ صباحا لاجد هذه الكليمات؟
ولماذا تريد ان تنهي المشوار؟ ماذا اذنبت وماذا فعلت لك ما هو جرمي وماهي خطيئتي اجبني ولا تدعني
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:53]ـ
ذكرت في عنوانك الموضوع أن محل حديثك الواقعين في الشرك الأكبر
وبدأ مشوار التلبيس ...
فذكرت الكفر الناتج عن الخلاف الفقهي .. ككفر تارك الصلاه
وبعدها ذكرن وتوسعت في كفر الفرق المبتدعة
واراك مسرورا في آراء العلماء العاذرين لمن أخطأ في الصفات .. (الله المستعان .. )
هل ترى العلماء اختلفوا في كفر من أشرك بالله شركاٌ أكبر؟؟!!
هل اختلفوا فيمن عبد غير الله؟
هب أن أحد سب الرسول أو سب الذات الاهية أو سجد لصنم أو ذبح للقبر أو طاف حول القبر
هل اختلف موحدان في كفر فاعل تلك الأفعال
التزم بما عنونت وتحدث عن الشرك الأكبر ودعك من الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة في الصفات ودعك من الكفر في المسائل الفقهية
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 12:01]ـ
(مع الحق)،
لو كنت تكفّرها لكنت ذكرت ذلك في جوابك الأخير حتى تقطع الشك باليقين.
أما من أين لي أنك لا تكفر الحكومات، فمن يتابع جميع مشاركاتك في المواضيع الأخرى يجد الدليل ..
ثم انظر هداني الله وإياك .. قد ذكرت لك المسألة باختصار.
إن كنت تكفر الحكومات .. فهل تكفّر من لا يكفرها؟ (حتى نكون في صلب الموضوع).
وإن كنت لا تكفرها .. فالموضوع منته معك، لأن هذا الموضوع إنما هو في إعذار من لا يكفر الحكومات (وأنت منهم).
ـ[مع الحق]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 12:08]ـ
انا الآن اطالبك بالدليل على اني لا اكفر الحكومات ..
ثم لماذا تحاول قلب الموضوع الى ما اعتقده ... الكلام على ما تعتقده انت ....... انت طرحت مسائل هنا وتريد ان تبين لنا انها الصواب فلا بد الا يتحول الكلام الى راي الآخرين بل نظل في رايك انت ..... لما اطرح انا موضوع خاص فيني عن اعتقادي انا عندها يجوز لك ان تسالني هذه الاسئلة ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 06:33]ـ
انا الآن اطالبك بالدليل على اني لا اكفر الحكومات ..
ثم لماذا تحاول قلب الموضوع الى ما اعتقده ... الكلام على ما تعتقده انت ....... انت طرحت مسائل هنا وتريد ان تبين لنا انها الصواب فلا بد الا يتحول الكلام الى راي الآخرين بل نظل في رايك انت ..... لما اطرح انا موضوع خاص فيني عن اعتقادي انا عندها يجوز لك ان تسالني هذه الاسئلة ..
مع الحق
يعني أنت تريد إجابة لكل سؤال
و غاب عنك أن بعض الاسئلة لا جواب لها
كالافتراءات
فهو يعلم أنك لا تكفر الحكومات
و ما عليك إلا التسليم
فعليك من الآن أن تعتقد بعدم كفرهم
و علينا أن نعتقد ذلك فيك
أما الدليل على ذلك
فليس كل ما يُعلم يقال
خاصة ان الأمر لا يتعلق بشخصك
فلا تطلب الأدلة فيما لا يَخصك وعليك بخاصة نفسك
و لا تكثر من الاسئلة
و اقنع بما يقال لك و إن لم تكن مقتنعاً!
و صاحبنا أعلم منك بنفسك
و حتى لا تستوحش و تظن أنك الوحيد المفترى عليه فانظر هنا و ردد (إذا عمت خفت):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21669
ويكفيك أن القوم يدافعون عنك ضد "غلاة المكفرة"
و لو مر ذلك عن طريق الافتراء عليك
فهو يهون بجانب الدفاع عنك!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 08:47]ـ
هنا توجد جميع الروابط المتعلقة بنفس الموضوع:
الرابط الأول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21292
الرابط الثاني:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21070
الرابط الثالث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20946
الرابط الرابع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21669
الرابط الخامس:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 11:51]ـ
للمتابعة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:05]ـ
وهذا مثال أخر على تصورات العلماء للعذر في هذا الباب.
يقول القاضي السبكي رحمه الله تعالى: (قد علم أن لبس زي الكفار وذكر كلمة الكفر من غير إكراه كفر؛ فلو مصلحة المسلمين إلى ذلك واشتدت حاجتهم إلى من يفعله فالذي يظهر أنه يصير كالإكراه.
وقد اتفق مثل ذلك للسلطان صلاح الدين؛ فإنه لما صعب عليه أمر ملك صيدا وحصل للمسلمين به من الضرر الزائد ما ذكره المؤرخون ألبس السلطان صلاح الدين اثنين من المسلمين لبس النصارى وأذن لهما في التوجه إلى صيدا على أنهما راهبان وكانا في الباطن مجهزان لقتل ذلك اللعين غيلة؛ ففعلا ذلك وتوجها إليه وأقاما عنده على أنهما راهبان، ولا بد أن يتلفظا عنده بكلمة الكفر وما برحا حتى اغتالاه وأراحا المسلمين منه ولو لم يفعلا ذلك لتعب المسلمون تعبًا مفرطًا ولم يكونوا على يقين من النصرة عليه.
ومما يدل على هذا قصة محمد بن مسلمة في كعب بن الأشرف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشراف فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي؟ فأذن له فأقول: قال: قد فعلت.) إهـ (كتاب الأشباه والنظائر الجزء الثاني) للقاضي السبكي.
فهل سوف تكفرون هؤلاء العلماء الذين عذروا بهذا التصور كما تكفرون المعاصرين الذين قالوا بمثله؟!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:23]ـ
هل هذا هو دليلكم على ما تذهبون إليه؟
لن تجيبا قطعاً
ـ[أبو موسى]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:39]ـ
هل هذا هو دليلكم على ما تذهبون إليه؟
لن تجيبا قطعاً
العضو (أبو عبد الرحمن المغربي)
طبعا هذا ليس دليلهم
ولكن نريد أن نعرف: هل الشيخ أبو مريم يكفر السبكي والشوكاني (لأنه لم يكفر الصنعاني رغم أنه نقل عنه أنه لا يرى كفر عباد القبور)؟
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:51]ـ
أشكرك على إجابتك بدل المعني بالأمر
ولو كنت تعلم لهم دليلا فقل لنا ما هو
فهم يتكلمون في كل شئ إلا في هذا
أما عقيدة أبي مريم فيسأل هو عنها
و عنوان بريده الالكتروني على موقعه
فإن لم تتمكن من الوصول إليه
أعلمني أرسله إليك
_________
قُلتَ:"ولكن نريد أن نعرف: هل الشيخ أبو مريم يكفر السبكي والشوكاني (لأنه لم يكفر الصنعاني رغم أنه نقل عنه أنه لا يرى كفر عباد القبور)؟ "
لم أفهم عبارتك وضح لو سمحت
هل تقصد ان الصنعاني لا يُكفر عباد القبور؟
ـ[أبو موسى]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 02:33]ـ
أشكرك على إجابتك بدل المعني بالأمر
ولو كنت تعلم لهم دليلا فقل لنا ما هو
فهم يتكلمون في كل شئ إلا في هذا
أما عقيدة أبي مريم فيسأل هو عنها
و عنوان بريده الالكتروني على موقعه
فإن لم تتمكن من الوصول إليه
أعلمني أرسله إليك
_________
قُلتَ:"ولكن نريد أن نعرف: هل الشيخ أبو مريم يكفر السبكي والشوكاني (لأنه لم يكفر الصنعاني رغم أنه نقل عنه أنه لا يرى كفر عباد القبور)؟ "
لم أفهم عبارتك وضح لو سمحت
هل تقصد ان الصنعاني لا يُكفر عباد القبور؟
جزاك الله خيرا ...
يحكى أن الصنعاني رجع عن تكفيره لعباد القبور وقد ذكر ذلك الشوكاني في الدر النضيد ولا أدري ما صحة هذا القول
أما عن دليلهم فهو عموم قوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 06:05]ـ
أخي (أبو موسى)،
جزاك الله خيراً .. فوالله كنت أعلم الجواب بهذه الآية، بل وكلام الأئمة الكثير في مسألة الخطأ .. سواء من ناحية الخطأ في إثبات الدليل .. أم الخطأ في الاستدلال .. أم الخطأ في التصور .. لكنني امتنعت عن ذكرها لأنني أعرف طبيعة من أتحاور معه .. الآن سيقول لك، وما الدليل أن الخطأ في التصور داخل في عموم هذه الآية؟ والله المستعان.
لكنني أقول، تحاور معه .. لعلّ الله يجعل هدايته على يديك .. من يدري؟
يقول الشوكاني - رحمه الله - في الدر النضيد:
ومن جملة الشبه التي عرضت لبعض أهل العلم: ما جزم به السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير - رحمه الله تعالى - في شرحه لأبياته التي قال في أولها:
رجعت عن النظم الذي قلته في نجدي
فإنه قال: إن كفر هؤلاء المعتقدين للأموات هو من الكفر العملي لا الكفر الجحودي، ونقل ما ورد في كفر تارك الصلاة، كما ورد في الأحاديث الصحيحة، وكفر تارك الحج في قوله تعالى: {فإن الله غني عن العالمين} .. وكفر من لم يحكم بما أنزل الله، كما في قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} .. ونحو ذلك من الأدلة الواردة فيمن زنى، ومن سرق، ومن أتى امرأة حائضاً، أو امرأة في دبرها، أو أتى كاهناً، أو عرافاً، أو قال لأخيه يا كافر. قال: فهذه الأنواع من الكفر، وإن أطلقها الشارع على فعل هذه الكبائر فإنه لا يخرج به العبد عن الإيمان ويفارق به الملة، ويباح به دمه وماله وأهله كما ظنه من لم يفرّق بين الكفرين، ولم يتميّز بين الأمرين، وذكر ما عقده البخاري في صحيحه من كتاب الإيمان (في كفر دون كفر). وما قاله العلامة ابن القيم: أن الحكم بغير ما أنزل الله، وترك الصلاة، من الكفر العملي. وتحقيقه أن الكفر: كفر عمر، وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً، فهذا يضاد الإيمان من كل وجه، وأما كفر العمل فهو نوعان، نوع يضاد الإيمان ونوع لا يضاده، ثم نقل عن ابن القيم كلاماً في هذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال السيد المذكور: قلت: ومن هذا - يعني الكفر العملي - من يدعو الأولياء، ويهتف بهم عند الشدائد، ويطوف بقبورهم، ويقبل جدرانها، وينذر لها بشيء من ماله، فإنه كفر عملي، لا اعتقادي، فإنه مؤمن بالله وبرسوله - صلى الله عليه وسلم - وباليوم الآخر، لكن زيّن له الشيطان أن هؤلاء عباد الله الصالحين ينفعون ويشفعون ويضرّون، فاعتقدوا ذلك، كما اعتقد ذلك أهل الجاهلية في الأصنام، لكن هؤلاء مثبتون للتوحيد لله، لا يجعلون الأولياء آلهة، كما قاله الكفار إنكاراً على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لما دعاهم إلى كلمة التوحيد: أجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ .. فهؤلاء جعلوا لله شركاء حقيقة، فقالوا في التلبية: لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك.
فأثبتوا للأصنام شركة مع رب الأنام، وإن كانت عباراتهم الضالة قد أفادت أنه لا شريك له، لأنه إذا كان يملكه وما ملك، فليس شريك له تعالى، بل مملوك.
فعبّاد الأصنام الذين جعلوا لله أنداداً واتخذوا من دونه شركاء، وتارة يقولون شفعاء يقربونهم إلى الله زلفى، بخلاف جهلة المسلمين الذين اعتقدوا في أوليائهم النفع والضر، فإنهم مقرون لله بالوحدانية، وإفراده بالإلهية، وصدّقوا رسله، فالذي أتوه من تعظيم الأولياء كفر عمل لا اعتقاد، فالواجب وعظهم، وتعريفهم لجهلهم، وزجرهم ولو بالتعزير، كما أمرنا بحد الزاني والشارب والسارق من أهل الكفر العملي. . إلى أن قال. . فهذه كلها قبائح محرّمة من أعمال الجاهلية، فهو من الكفر العملي، وقد ثبت أن هذه الأمة تفعل أموراً من أمور الجاهلية هي من الكفر العملي، كحديث: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري. فهذه من الكفر العملي لا تخرج به الأمة عن الملة، بل هم مع إيتانهم بهذه الخصلة الجاهلية، أضافهم إلى نفسه، فقال: في أمتي.
فإن قلت: أهل الجاهلية تقول في أصنامها أنهم يقربونهم إلى الله زلفى كما يقوله القبوريون ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، كما يقول القبوريون.
قلت: لا سواء. فإن القبوريين مثبتون للتوحيد لله، قائلون أنه لا إله إلا هو، ولو ضربت عنقه على أن يقول إن الولي إله مع الله لما قالها، بل عنده اعتقاد جهل أن الولي لما أطاع الله، كان له بطاعته عنده تعالى جاه به تقبل شفاعته، ويرجى نفعه، لأن أنه إله مع الله، بخلاف الوثني فإن امتنع عن قول: لا إله إلا الله، حتى ضربت عنقه، زاعماً أن وثنه إله مع الله، ويسميه رباً وإلهاً. قال يوسف - عليه السلام: {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} .. سماهم أرباباً لأنهم كانوا يسمونهم بذلك،كما قال الخليل: {هذا ربي} في الثلاث الآيات، مستفهماً لهم، مبكتاً، متكلماً على خطابهم، حيث يسمون الكواكب أرباباً، وقالوا: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً}، وقال قوم إبراهيم: {من فعل هذا بآلهتنا}. {أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم}. وقال إبراهيم: {أإفكاً آلهة دون الله تريدون}. ومن هنا يعلم أن الكفار غير مقرين بتوحيد الإلهية والربوبية، كما توهمه من توهم من قوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله}، {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم}، {قل من يرزقكم من السماء والأرض -إلى قوله- فسيقولن الله}. فهذا إقرار بتوحيد الخالقية والرازقية ونحوهما، لا أنه إقرار بتوحيده الإلهية، لأنهم يجعلون أوثانهم أرباباً كما عرفت، فهذا الكفر الجاهلية كفر اعتقاد ومن لازمه كفر العمل، بخلاف من اعتقد في الأولياء النفع والضر مع توحيد الله، والإيمان به وبرسوله وباليوم الآخر، فإنه كفر عمل، فهذا تحقيق بالغ، وإيضاح لما هو الحق، من غير إفراط ولا تفريط ..
انتهى كلام السيد المذكور، رحمه الله تعالى.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 09:47]ـ
الأخ أبو موسى تقول: ( .. يحكى أن الصنعاني رجع عن تكفيره لعباد القبور وقد ذكر ذلك الشوكاني في الدر النضيد ولا أدري ما صحة هذا القول) إهـ
أقول: هذا القول أكده الإمام الشوكاني رحمه الله في رده على الصنعاني كما نقل لك أخونا أبو شعيب في مشاركته السابقة
وقد رأي الشيخ ابن سحمان رحمه الله في كتابه (تبرئة الشيخين الإمامين) أن الصنعاني رحمه الله لم يتراجع، ولكن الشوكاني في رسالته (الدر النضيد) يؤكد أنه تراجع و أنه شرح قصيدته التي تراجع فيها، ولعل رأيه أقرب بحكم معرفته لعلماء بلده والله أعلم.
ذكرت هذا للتنبيه جزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
(أبو موسى)
إن كنت ترى صلاحية الاستدلال بعموم الآية فأعلمني حتى أجيبك
أما قضية الصنعاني فلا يمكن إلزام المخالف بها لعدم ثبوت نسبة القول له.
هذا إن لم نعلم له قولاً يناقض ما نقله الشوكاني فكيف الحال و مذهب الصنعاني مسطور في كتبه يُناقض ما نُسب إليه
أنتظر ردك بالنسبة للاستدلال بالآية حتى لا نخرج عن الموضوع
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 07:31]ـ
ولكن الشوكاني في رسالته (الدر النضيد) يؤكد أنه تراجع و أنه شرح قصيدته التي تراجع فيها، ولعل رأيه أقرب بحكم معرفته لعلماء بلده والله أعلم.
ذكرت هذا للتنبيه جزاك الله خيراً.
أخي، بارك الله فيك .. هذا ليس رأيه .. بل هو نقل كلام الصنعاني في شرحه لأبياته .. ولم يقل: هذا ما فهمته من كلامه .. أو هذا ما سمعت عنه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 07:59]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
كلامك صحيح .. وما قاله الشوكاني رحمه الله قد قاله غيره من أهل العلم منهم العلامة صديق حسن خان القنوجي رحمه الله في كتابه (أبجد العلوم) وكذلك البسام في كتابه (علماء نجد).
وأنا لا أقصد بكلمة (رأي) مجرد الدعوى .. بل أقصد بها أن هذا هو القول الصحيح بدليل أني قلت بعد ذلك أن رأي الشوكاني رحمه الله هو الأقرب لأنه أعرف بعلماء بلده .. وهو كما تفضلت فقد نقل الشوكاني رحمه الله كلام الصنعاني ونقضه في رسالته (الدر النضيد) مما يؤكد أن الشوكاني رحمه الله يعرف عن ماذا يتكلم .. وإنما ذكرت قول الشيخ ابن سحمان رحمه الله حتى يتفطن الأخ أبو موسى إلى ذلك فقط ..
وبارك الله فيك على التنبيه.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 08:18]ـ
وكل هؤلاء العلماء الذين نقلوا كلام الصنعاني ولم يحكموا بكفره، كانوا جهلة، ولم يعرفوا أن من لم يكفّر المشركين فهو كافر .. وإنما عرف هذا الحكم أصحاب التوحيد "الحقيقي!! " في هذا الزمان.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 08:43]ـ
كان لي اعتراض قديم على أبي شعيب يشبه المسألة التي نحن بصددها
فقد قلت له:" ... مع كون هذا الكلام غير مسند لا نعلم مصدره و لا يخفى عليك أن مثل هذا لا يصلح للاستدلال حتى فيما هو دون ما نحن فيه.
فدونك الروايات المسندة لعلك تفيدنا بما تجده فيها
وفقك الله"
فأجاب:"الأخ (أبو عبد الرحمن المغربي)،
لم أجد سنداً لهذه الرواية .. وصدقت في ذلك، فالاستدلال بها ساقط حتى تثبت."
فسبحان مغير الأحوال!.
أين سند الشوكاني إلى الصنعاني و هو الذي لم يلقه و أين المصدر؟!!
أم تريدون منا أن نخرق قواعد العلم و نهمل كلام الشخص الثابت عليه و نعتمد على ما ينسبه إليه غيره مما يُناقضه صراحة.
كل هذا مع هشاشة الاستدلال
فلو سلمنا أن القصيدة من نظم الصنعاني فهو يقول فيها:
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي .... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ..... تجاريك في سفك الدما ليس من قصدي
وتكفير أهل الأرض لست أقوله ..... كما قلته لا عن دليل به تهدي
فما أنكره الصنعاني لو ثبت هو القتل و تكفير أهل الأرض (قيل أن هذا ما نقله بعض الوشاه عن الشيخ محمد للصنعاني) أما غيره فصرح أنه لم يرجع عنه
فهل لنا أن نصدق النظم أم الشرح؟!
و للعلم ليس بن سحمان فقط الذي أنكر نسبة القصيدة للصنعاني بل غيره كذلك منهم جامع ديوان الصنعاني الشعري (لا أذكر اسمه الآن).
فالخلاف ثابت و قديم
و هناك تفصيلات أخرى لا مجال لذكرها كلها توهن هذا الاستدلال
و تضعه على الأقل في حيز المختلف فيه.
هذا و الله أعلم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 08:43]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
أنظر معي إلى العذر بهذا التصور.
يقول القاضي السبكي رحمه الله تعالى: (قد علم أن لبس زي الكفار وذكر كلمة الكفر من غير إكراه كفر؛ فلو مصلحة المسلمين إلى ذلك واشتدت حاجتهم إلى من يفعله فالذي يظهر أنه يصير كالإكراه.وقد اتفق مثل ذلك للسلطان صلاح الدين؛ فإنه لما صعب عليه أمر ملك صيدا وحصل للمسلمين به من الضرر الزائد ما ذكره المؤرخون ألبس السلطان صلاح الدين اثنين من المسلمين لبس النصارى وأذن لهما في التوجه إلى صيدا على أنهما راهبان وكانا في الباطن مجهزان لقتل ذلك اللعين غيلة؛ ففعلا ذلك وتوجها إليه وأقاما عنده على أنهما راهبان، ولا بد أن يتلفظا عنده بكلمة الكفر وما برحا حتى اغتالاه وأراحا المسلمين منه ولو لم يفعلا ذلك لتعب المسلمون تعبًا مفرطًا ولم يكونوا على يقين من النصرة عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على هذا قصة محمد بن مسلمة في كعب بن الأشرف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشراف فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي؟ فأذن له فأقول: قال: قد فعلت.) إهـ (كتاب الأشباه والنظائر الجزء الثاني) للقاضي السبكي.
ومن المعلوم أن المخالفين لا يعذرون من قال بمثل هذا التصور من المعاصرين فهل سوف يكفرون السلف الذين قالوا بمثله أم أن التكفير عندهم لا يقع على من يعظمونهم ... يا ليتك أخي تعلق على هذا الكلام.
وسوف آتيكم بأقوالهم يكفرون فيها من قال بمثل هذا التصور وتكفير من لم يكفره أيضاً من المعاصرين.
-------------------------------------
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا "، ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده وهو من البدع المخالفه للسنة فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر في من يعظمه هو من أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك من المتأخرين لكثرة الإشتباه و الإضطراب وبُعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والاتياب، ولهذا تجد كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها فيقولون القول الموافق للسنة وينفون ما هو من لوازمه غير ظانيين أنه من لوازمه ويقولون ما ينافيه غير ظانيين أنه ينافيه ويقولون بملزومات القول المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته فيكون مضمون قولهم أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين ويوجد في الحالين لإختلاف نظر واجتهاده، وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجمله التي يظن الظان أن لا يدخل فيها إلا الحق وقد دخل فيها الحق والباطل فمن لم ينقب عنها أويستفصل المتكلم بها كما كان السلف والأئمة يفعلون صار متناقضا أو مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر، وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك كانوا يظنون أنهم ينصرون الاسلام بهذه الطريقة وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم فإن البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلاً ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيه إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس ولكن تشتمل على حق وباطل فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل إما مخطئا غالطا وإما متعمدا لنفاق فيه والحاد) إهـ كتاب درء تعارض العقل والنقل.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:19]ـ
(الامام الدهلوي)
لو أعلم أنه بإمكانك مخالفة شيخك لذكرت لك ما ينسف استدلالك من أساسه
و من الكتب التي رفعتها أنت في هذا المنتدى
لكنك أسلمت قيادك لغيرك
و يوم يغير شيخك رأيه ستغيره كما درجت على ذلك
و ما لنا و لأهل البدع حتى تنقل الكلام عنهم؟!
حاول قبل اللصق أن تقرأ عنوان الموضوع الذي تريد المشاركة فيه
هداك الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:38]ـ
أخي الدهلوي،
جزاك الله خيراً .. صدقت أخي .. فإن بعض العلماء أدرج في الإكراه ما ليس بإكراه عند الآخرين .. فهل هم عندهم كفار؟؟ .. والله المستعان.
وأريد أن أنبّه القارئ على مسألة ثبوت هذا النقل عن الصنعاني من عدمه .. مع كون الشك في ذلك مبرره ضعيف جداً، لتقارب الزمان الشديد بين الرجلين، ولعيشهم في بلد واحد .. فاحتمال خطأ النقل ضعيف جداً.
ولكن، على فرض أن النقل خاطئ .. فهذه ليست قضيتنا هنا ..
إنما القضية هي: أن ما تقرر عند الشوكاني من أمر الصنعاني أنه لا يكفّر عبّاد القبور، ويرى أنهم مثبتون للتوحيد (كما جاء في النقل)، ولكنه وقعوا في كفر عملي غير مخرج من الملة.
هذا ما تقرر عند الشوكاني من أمر الصنعاني .. ومع هذا، فهو لم يكفّره، بل ترحّم عليه وعدّه مسلماً .. وقد أنكر عليه كلامه وجعله متناقضاً ومضطرباً .. ومع كل هذا، ما زال يعتقد بإسلامه ..
ثم يجيء بعض من يدّعي العلم ويكفّر من امتنع كبار العلماء عن تكفيره .. والله المستعان ..
وقد صدق الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - إذ قال في الجهلة الذين يتجرأون على التكفير كما في [الدرر السنية: 10/ 375]:
ومن العجب أن أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة، أو البيع ونحوهما، لم يفت بمجرد فهمه واستحسان عقله، بل يبحث عن كلام العلماء، ويفتي بما قالوه؛ فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم، الذي هو أعظم أمور الدين وأشده خطراً، على مجرد فهمه واستحسانه؟ فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين ومحنته من تينك البليتين!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:45]ـ
أفهم من كلامك أنك لم تجد ما تستدل به على معتقدك إلا الالزام بكلام الشوكاني
و هذا يناقض مذهبك الذي يقول: أن اللازم لا يلزم صاحبه إلا إذا التزمه صراحة
أم أن هذه القاعدة خاصة بمن هم على هواك؟!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:08]ـ
(أبو عبد الرحمن المغربي)
أنا أعرف أنه قد أسقط في يدك ولا تستطيع أن تٌطرد أصول مذهبك لأنك تعرف ما يلزمك من الشناعة والعياذ بالله.
صحيح أن التكفير عندكم صار على الهوى واللعب وكأنه خصومات شخصية .. تكفرون الأكابر من علماء الأمة ومجاهديها بأقوال قال مثلها كثير من السلف الذين لا تجرأون على تكفيرهم.
وأنا على قناعة تامة أن الكلام معك لا يجدي نفعاً لأنك لا تستطيع أن تقدم بين يدي شيخك أبو مريم الكويتي .. ويوم يتراجع سوف نراك تتراجع معه
وكأني بك تقول:
وما أنا إلا من غزية
إن غوت غويت
وإن ترشد غزية أرشد
وقد أعجبني قولك: (و ما لنا و لأهل البدع حتى تنقل الكلام عنهم؟!)
يعني هؤلاء عندك أهل بدع فقط ليسوا كفار ... ألم أقل لك أنه قد أسقط في يدك.
وكان الله في عونك.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:28]ـ
نعم مبتدعة و ليسوا مشركين
و كلام ابن تيمية يدل على ذلك
فإن كنت تراهم مشركين
فأنت من الغلاة
فضلا على أنك تستدل بعكس مذهبك
و أبو مريم الكويتي ليس بشيخ لي
و سبق أن ذكرت أني رددت عليه في أكثر من موضوع
لكن هذا لا يعني أن أرض حينما تفترون عليه
فلقد شنعتم عليه بالباطل و كفرتموه
و عندما أُلزمتم بنقل أقواله
نكصتم
و نقلتم بعد ذلك عكس ما نسبتموه إليه
و للخروج من الورطة قلتم أنكم على مذهبه!!
و هذا كله ثابت عليكم في هذا المنتدى
و ما ذنب الرجل إلا تعرضه لمن تقدسون
و متابعتك لشيخك في كل شئ ثابته أيضا
فهون عليك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:45]ـ
أخي (الإمام الدهلوي)،
لو أن عندك المزيد من النصوص فهاتها، لأنني سأدرجها جميعاً - إن شاء الله - في ملحق خاص بالبحث، قبل إرساله للشيخ المقدسي - حفظه الله - ..
بارك الله في جهودك، وأسأل الله أن يتقبل عملك.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:00]ـ
يقول أبو عبد الرحمن المغربي: (نعم مبتدعة و ليسوا مشركين .. وكلام ابن تيمية يدل على ذلك .. فإن كنت تراهم مشركين فأنت من الغلاة) إهـ
أرأيتم أخواني كيف يكون التكفير عندهم على الهوى.
يقول الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ)
ويا ليتك تكرمنا بكلام شيخ الإسلام رحمه الله .. والأن أصبحت تتبرأ من الدعي أبو مريم الكويتي و تزعم أنه ليس بشيخك .. بل كتبت ردود عليه .. يا ليتك تطلعنا على هذه الردود .. بل تدعي أننا نفتري الكذب عليه .. هل عندما قلنا أنه يكفر العلماء والمجاهدين قد كذبنا عليه!! .. والله عجيب أمر هذا الرجل يا أخوان.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 11:04]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى:
أبشر إن شاء الله سوف نضيف أقوال أخرى في هذه المسالة حتى يستفيد منها الأخوان
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 02:04]ـ
الحمد لله الذي جعلنا على نهج ثابت
و هذه مشاركة لي قبل سبعة أشهر من الآن
لما بدأ الهجوم على هذا الشخص
و الذي أشهد أنه مهما خالف لا يُؤذي و لا يتعدى (و الله حسيبه)
فما رميتني به يا دهلوي زيادة في الافتراء عوض أن تتوب لله
قلتُ في تلك المشاركة:
"
السلام عليكم
القضية و ما فيها أخي المغيرة أن هذا السب و الشتم و الافتراء [لأن أبا مريم تبرأ مما نسب له و كتاباته موجودة لمن أراد الانصاف] كان مباشرة بعد أن تبرأ أبو مريم من نهج بن لادن و الظواهري و إلا فالقوم كانوا ينشرون كلامه و يمدحونه.
و هناك عدة أسئلة تطرح في هذا المقام و أكتفي بسؤال بالتالي:
ما السر في عدم نقل كلام أبي مريم من كتاباته عند الرد عليه؟
هل يمكن لهذه الردود أن تكون ذات مصداقية حتى عند كتابها؟
ما السر في عدم اكتراث من يحنق على هذا الرجل عندما يرون تبرئه مما ينسب إليه؟
ثم أقول:
ألا يمكن أن يكون الحق مع أبي مريم في بعض ما يقوله و لو بنسبة ضعيفة؟ إذا كان الأمر كذلك فلما لا يحذر من يفتري عليه أن يحرمه الله من الهدايه فالله لا يهدي القوم الظالمين
المفارقة الكبيرة أن من يشنع على هذا الرجل- بعد أن نسبه للجهل - يعذر من عبد غير الله جاهلا!! أذنب أبي مريم أعظم من عبادة غير الله؟!
الكل يقول: الانصاف عزيز
لكن أين ذهب المنصفون؟
ملاحظة هامة: لست ممن يوافق أبا مريم في كل ما يذهب إليه و لقد ناقشته مرارا
وشهادة لله: الرجل قمة في الأدب "
أما طلبك للمناقشة التي دارت بيني و بينه
فأجيبك بما أجبت به العضو (أبو موسى) حينها لما طلب نفس الطلب
قلت:
"لم أحتفظ بكلامي معه و لذلك آسف لعدم مقدرتي تلبية طلبك"
و هذا رابط الموضوع بداية من المشاركة (45)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13426&highlight=%C7%E1%C3%CF%C8 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13426&highlight=%C7%E1%C3%CF%C8)
أما قولك:"
يقول أبو عبد الرحمن المغربي: (نعم مبتدعة و ليسوا مشركين .. وكلام ابن تيمية يدل على ذلك .. فإن كنت تراهم مشركين فأنت من الغلاة) إهـ
أرأيتم أخواني كيف يكون التكفير عندهم على الهوى."
أتريدني أن أكفر المبتدعة رغماً عني حتى تثبت أني من الغلاة؟!
فالناقش في المشرك لا في المبتدع فافهم!
أما إن كنت ترى أن المبتدع مُشرك فشأنك
و هو من الغلو الذي تتبجحون بمحاربته
فلا تحاول الاصطياد يادهلوي
و لا تشغب بأن تقول أن افتراءكم على الرجل هو قولكم أنه يُكفر أحباركم
ولقد سبق أن أقررت بتكفيره لهم لا أدري كم مرة
لكنك تتشبث بما لا يصح حتى عندك
و تعلم جيداً أين هو الافتراء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 10:32]ـ
اقرأ أخواني كلامي المغربي هداه الله تعالى فقد قال: (أتريدني أن أكفر المبتدعة رغماً عني حتى تثبت أني من الغلاة؟! .. فالناقش في المشرك لا في المبتدع فافهم! .. أما إن كنت ترى أن المبتدع مُشرك فشأنك .. و هو من الغلو الذي تتبجحون بمحاربته .. فلا تحاول الاصطياد يادهلوي) إهـ
.. اسألكم بالله العظيم هل يعرف هذا الرجل عن ماذا يتكلم.
قال الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ)
بل انظروا أخواني ماذا قال أيضاً: (لما بدأ الهجوم على هذا الشخص .. و الذي أشهد أنه مهما خالف لا يُؤذي و لا يتعدى" و الله حسيبه") إهـ
أقول: هذا ليس هجوم!! نحن لم نعادي هؤلاء القوم على أمور شخصية كما تدعي .. بل هو نقض لكلام هذا الرجل المفتري الكذب على دين الله عزوجل ومن معهم من حمقى التكفير.
بل اقرأوا أخواني هذا الهذيان: (و لا تشغب بأن تقول أن افتراءكم على الرجل هو قولكم أنه يُكفر أحباركم .. ولقد سبق أن أقررت بتكفيره لهم لا أدري كم مرة) إهـ
أقول: هؤلاء بفضل الله ومنته هم من المجاهدين في سبيل الله عزوجل إن أرغم أنف أبو مريم الكويتي ومقلديه فقل يا ربي لا ترغم أنوفاً سواها .. ثم هذا الدعي أبو مريم الكويتي لم يسلم من تكفيره لعباد الله أحد .. فأهل الجهاد عنده كفار .. وعوام المسلمين لا يجوز الدفاع عن أراضيهم لأنها ديار كفر .. وأهل العلم هم كفار ومن لم يكفرهم فقد كفر .. ولعلك تريد كلامه في الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ناهيك عن غيرهما من أهل العلم والمجاهدين فسوف نأتيك به حتى لا تمرر علينا هذه البضاعة الكاسدة.
فانظر جيداً حتى تعرف عن ماذا تتكلم .. ومازلنا في انتظر كلام شيخ الإسلام رحمه الله لم تأتينا به.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 04:24]ـ
سبق و أن ذكرت لك أن كل من ذكرت غير معصومين
يجوز عليهم الكفر و الفسق ... فمن كفرهم يطلب منه دليله
لا يُشتم
ثم من جاهد كذلك
جهاده لا يعصمه عن الكفر
والرجل كنتم تتمتدحون علمه
و تقولون أن له كتابات مفيدة
ثم بين ليلة و ضحاها صار جاهلاً!!
ألا تخشون الله؟
ثم إن الجاهل عندكم معذور إذا أخطأ في التكفير
فلما حرمتم الرجل من كرم أعذاركم
هذا لا يصدر إلا من متعصب حانق
و لا تحاول إستثارة القراء بذكرك الشيخين إبن باز و إبن عثيمين
فليس من أجلهما أعلنتم الحرب على الرجل
و عجبي من تمسككم بمنهج هذين الشيخين
و تمسككم بمنهج من يشجع التفجير في أرض الجزيرة
لم تتركوا تناقضاً إلا و تلبستم به(/)
محاضرة للشيخ ناصر العمر يوم الجمعة 17/ 10/1429هـ
ـ[أبوطلحة]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 12:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحيه أجمعين وبعد،،،
بمشيئة الله تعالى وفي يوم الجمعة الموافق 17/ 10/1429هـ بجامع خالد بن الوليد بجدة ستكون هناك محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر بعنوان (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
موقع الجامع / جدة - حي البساتين - غرب كوبري الصالة الملكية)(/)
اثبات صفة العلم لله سبحانه
ـ[أبو عمر الأنصاري]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اتصاف الله سبحانه وتعالى بالعلم من أبين وأوضح الصفات فهو سبحانه السميع العليم ذكرت في القرآن في أكثر من موضع
فإنه من المستحيل إيجاد الأشياء مع الجهل، فالعلم واجب له سبحانه وهي الصفة الثالثة التي بها يتم إيجاد الاشياء، فالإيجاد يحتاج إرادة وقدرة، والإرادة تستلزم العلم بالمراد، كما قال سبحانه:"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، (فإيجاد أي شيء يحتاج إلى إرادة وقدرة وعلم: وعلى سبيل المثال لو أراد شخص صناعة مزهرية فيجب أولا أن تكون عنده الإرادة ثم القدرة عليها بأن تكون عندك المواد الأولية ثم العلم بطريقة صناعتها)، ثم إن ما في جسد المرء من إبداع واتقان واتفاق يشهد بعلم الفاعل لها لامتناع صدور ذلك في العادة من غير ذي علم، وعلى سبيل المثال: رائد الفضاء الذي يصعد للقمر أو يخرج عن نطاق الأرض نجده يرتدي ذاك اللباس –لباس الفضائيين- ليضمن له التنفس والضغط المناسب، فهل نستطيع أن نقول لصانع ذاك الزي أنه إنسان جاهل بتركيبة الفضاء الخارجي وجاهل بمكوناته!!!!!
بل على العكس فهو عالم بأن الفضاء الخارجي لا يحتوي على هواء و أوكسجين ولا يحتوي على الضروف الملائمة لحياة الإنسان لذلك صنع ذاك الزي بمواصفات خاصة.
نفس المثال نسقطه على حالة الجنين الذي يعيش في بطن أمه 9 أشهر والذي يظل كل هذه المدة يتنفس عن طريق الحبل السري المرتبط بأمه، فكيف علم أنه بمجرد خروجه من بطن أمه سيجد أوكسجين وسيضطر لاستخدام أنفه ورئتيه، إنه عِلم الله عز وجل الذي علم أن هذا الجنين في بطن أمه لن يحتاج لأنفه ورئتيه ولن يحتاج لعينيه .... ولكن حال خروجه من بطن أمه إلى رحاب أمه الثانية (الأرض) سيحتاج إلى رئتيه بل إن بقاءه على قيد الحياة رهين بسلامة عمل رئتيه في أول دفعة أوكسجين تدخل إليهما.
بالإضافة إلى أن الله يتصف بصفات الكمال، والعلم من صفات الكمال، والعلم صفة يتصف بها البشر فكيف برب البشر، وأستحضر الابيات التالية لصاحبها حجة الإسلام ابن القيم حيث يقول:
وهو العليم بما يكون غذا وما قد كان والمعلوم ذا الآن
وبكل شيء لم يكن لو كان كيف يكون موجودا لذي الأعيان(/)
نصوص في التوراة والإنجيل تدعوا لتوحيد الألوهية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:03]ـ
نصوص في التوراة والإنجيل تدعوا لتوحيد الألوهية
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد.
ومعنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع , وهذا بينه الله تعالى في كتابه في كثير من الآيات قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
والمتأمل الناظر في كتب العهد القديم والجديد يرى نصوصا كثيرة فيها النص والتقرير لتوحيد الألوهية والعبادة وفيها الأمر بصرف العبادات لله تعالى من سجود وصلاة ودعاء وذبح ونذر إلى غير ذلك من العبادات؛ والذي فيه الحجة على أهل الكتاب من كتبهم وأسفارهم.
وقد شجعني على جمع هذه النصوص أن الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى أشار إلى بعض هذه النصوص في كتابه " إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات" فقمت بحول الله وقوته باستقراء كتب العهد القديم والجديد وملحقاتها بالإضافة لإنجيل برنابا , واستخراج تلك النصوص المتعلقة بتوحيد الألوهية , وهي كثيرة جدا , وقد اقتصرت في بعض الأسفار بذكر بعضها لكثرة تكررها ,وقد تبين لي أن النصوص التي تدعو إلى توحيد الألوهية في العهد القديم كثيرة جدا بعكس العهد الجديد التي قلت فيه مثل هذه النصوص , والله المرجو أن يعفو عنا الزلل والخطأ ومنه نستمد الحول والقوة.
اختلاف العلماء في مسألة التبديل والتحريف في كتب التوراة والإنجيل على أربعة أقوال:
1 - أنها بدلت كلها.
2 - أن التبديل وقع ولكن في معظمها.
3 - أن التبديل وقع في اليسير منها ومعظمها باق على حاله ونصر هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية.
4 - أن التبديل وقع في المعاني أي في شرح ألفاظها وليس في نفس اللفظ وقد نصره البخاري في صحيحه.
قال ابن حجر رحمه الله عند قول البخاري في صحيحه:" وليس أحد يزيل لفظ كتاب الله من كتب الله عز وجل ولكنهم يحرفونه: يتأولونه عن غير تأويله".
قال: "اختلف في هذه المسألة على أقوال أحدها أنها بدلت كلها وهو مقتضى القول المحكي بجواز الامتهان , وهو إفراط وينبغي حمل إطلاق من أطلقه على الأكثر وإلا فهي مكابرة والآيات والأخبار كثيرة في أنه بقي منها أشياء كثيرة لم تبدل من ذلك قوله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} الآية , ومن ذلك قصة رجم اليهوديين؛ وفيه وجود آية الرجم , ويؤيده قوله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
ثانيها: أن التبديل وقع ولكن في معظمها ,وأدلته كثيرة وينبغي حمل الأول عليه.
ثالثها: وقع في اليسير منها ومعظمها باق على حاله ونصره الشيخ تقي الدين بن تيمية في كتابه الرد الصحيح على من بدل دين المسيح.
رابعها: إنما وقع التبديل والتغيير في المعاني لا في الألفاظ وهو المذكور هنا وقد سئل ابن تيمية عن هذه المسألة مجردا فأجاب في فتاويه أن للعلماء في ذلك قولين واحتج للثاني من أوجه كثيرة .... الفتح (13|533)
وهذا الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أشار إليه في في كتبه.
قال رحمه الله: ثم من هؤلاء من زعم أن كثيرا مما في التوراة أو الإنجيل باطل ليس من كلام الله , ومنهم من قال بل ذلك قليل , وقيل لم يحرف أحد شيئا من حروف الكتب وإنما حرفوا معانيها بالتأويل؛وهذان القولان قال كلا منهما كثير من المسلمين , والصحيح القول الثالث: وهو أن في الأرض نسخا صحيحة وبقيت إلى عهد النبي ونسخا كثيرة محرفة , ومن قال أنه لم يحرف شيء من النسخ فقد قال ما لا يمكنه نفيه , ومن قال جميع النسخ بعد النبي حرفت فقد قال ما يعلم أنه خطأ , والقرآن يأمرهم أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة والإنجيل ويخبر أن فيهما حكمه , وليس
(يُتْبَعُ)
(/)
في القرآن خبر أنهم غيروا جميع النسخ.
مجموع الفتاوى (13|104)
وقال أيضا رحمه الله: والقرآن والسنة المتواترة يدلان على أن التوراة والإنجيل الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيهما ما أنزله الله عز وجل والجزم بتبديل ذلك في جميع النسخ التي في العالم متعذر ,ولا حاجة بنا إلى ذكره ولا علم لنا بذلك ولا يمكن أحدا من أهل الكتاب أن يدعي أن كل نسخة في العالم بجميع الألسنة من الكتب متفقة على لفظ واحد؛فإن هذا مما لا يمكن أحدا من البشر أن يعرفه باختباره وامتحانه ,وإنما يعلم مثل هذا بالوحي؛وإلا فلا يمكن أحدا من البشر أن يقابل كل نسخة موجودة في العالم بكل نسخة من جميع الألسنة بالكتب الأربعة والعشرين ,وقد رأيناها مختلفة في الألفاظ اختلافا بينا والتوراة هي أصح الكتب وأشهرها عند اليهود والنصارى؛ومع هذا فنسخة السامرة مخالفة لنسخة اليهود والنصارى حتى في نفس الكلمات العشر؛ ذكر في نسخة السامرة منها من أمر استقبال الطور ما ليس في نسخة اليهود والنصارى ,وهذا مما يبين أن التبديل وقع في كثير من نسخ هذه الكتب؛فإن عند السامرة نسخا متعددة , وكذلك رأينا في الزبور نسخا متعددة تخالف بعضها بعضا مخالفة كثيرة في كثير من الألفاظ والمعاني يقطع من رآها أن كثيرا منها كذب على زبور داود عليه السلام وأما الأناجيل فالاضطراب فيها أعظم منه في التوراة.
فإن قيل فإذا كانت الكتب المتقدمة منسوخة؛فلماذا ذم أهل الكتاب على ترك الحكم بما أنزل الله منها؟
قيل النسخ لم يقع إلا في قليل من الشرائع وإلا فالإخبار عن الله وعن اليوم الآخر وغير ذلك لا نسخ فيه.
وكذلك الدين الجامع والشرائع الكلية لا نسخ فيها وهو سبحانه ذمهم على ترك إتباع الكتاب الأول لأن أهل الكتاب كفروا من وجهين من جهة تبديلهم الكتاب الأول وترك الإيمان والعمل ببعضه ومن جهة تكذيبهم بالكتاب الثاني وهو القرآن كما قال تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين}
فبين أنهم كفروا قبل مبعثه بما أنزل عليهم وقتلوا الأنبياء ...
الجواب الصحيح (2|449)
نصوص في التوراة والإنجيل تدعوا لتوحيد الألوهية
العهد القديم
التوراة
فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
التكوين:14
فَصَلَّى إِبْرَاهِيمُ إِلَى اللهِ، فَشَفَى اللهُ أَبِيمَالِكَ وَامْرَأَتَهُ وَجَوَارِيَهُ فَوَلَدْنَ.
التكوين:20
وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَنَّ أَبِيمَالِكَ وَفِيكُولَ رَئِيسَ جَيْشِهِ كَلَّمَا إِبْرَاهِيمَ قَائِلَيْنِ: «اللهُ مَعَكَ فِي كُلِّ مَا أَنْتَ صَانِعٌ. فَالآنَ احْلِفْ لِي بِاللهِ ههُنَا أَنَّكَ لاَ تَغْدُرُ بِي وَلاَ بِنَسْلِي وَذُرِّيَّتِي، كَالْمَعْرُوفِ الَّذِي صَنَعْتُ إِلَيْكَ تَصْنَعُ إِلَيَّ وَإِلَى الأَرْضِ الَّتِي تَغَرَّبْتَ فِيهَا». فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «أَنَا أَحْلِفُ».
التكوين:21
وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلهِ السَّمَاءِ وَإِلهِ الأَرْضِ أَنْ لاَ تَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ.
التكوين:24
ثُمَّ أَخَذَ الْعَبْدُ عَشَرَةَ جِمَال مِنْ جِمَالِ مَوْلاَهُ، وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. وَأَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، وَقْتَ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ. وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، يَسِّرْ لِي الْيَوْمَ وَاصْنَعْ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً.
التكوين:24
(يُتْبَعُ)
(/)
فَخَرَّ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ، وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي الطَّرِيقِ، هَدَانِي الرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي.
التكوين:24
فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ، وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ. وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.
التكوين:28
وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا.
التكوين:28
وَقَالَ يَعْقُوبُ: «يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ، الرَّبَّ.
التكوين:32
ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ». فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.
التكوين:35
وَقَالَ لَهُ اللهُ: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أَثْمِرْ وَاكْثُرْ. أُمَّةٌ وَجَمَاعَةُ أُمَمٍ تَكُونُ مِنْكَ، وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.
التكوين:35
وَاللهُ الْقَدِيرُ يُعْطِيكُمْ رَحْمَةً أَمَامَ الرَّجُلِ حَتَّى يُطْلِقَ لَكُمْ أَخَاكُمُ الآخَرَ وَبَنْيَامِينَ. وَأَنَا إِذَا عَدِمْتُ الأَوْلاَدَ عَدِمْتُهُمْ».
التكوين:43
فَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ، لاَ تَخَافُوا. إِلهُكُمْ وَإِلهُ أَبِيكُمْ أَعْطَاكُمْ كَنْزًا فِي عِدَالِكُمْ. فِضَّتُكُمْ وَصَلَتْ إِلَيَّ».
التكوين:43
فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ بَنْيَامِينَ أَخَاهُ ابْنَ أُمِّهِ، وَقَالَ: «أَهذَا أَخُوكُمُ الصَّغِيرُ الَّذِي قُلْتُمْ لِي عَنْهُ؟» ثُمَّ قَالَ: «اللهُ يُنْعِمُ عَلَيْكَ يَا ابْنِي».
التكوين:43
فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.
التكوين:44
وَقَالَ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ: «اللهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
التكوين:48
وَرَأَى إِسْرَائِيلُ ابْنَيْ يُوسُفَ فَقَالَ: «مَنْ هذَانِ؟». فَقَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ: «هُمَا ابْنَايَ اللَّذَانِ أَعْطَانِيَ اللهُ ههُنَا».
التكوين:48
وَبَارَكَ يُوسُفَ وَقَالَ: «اللهُ الَّذِي سَارَ أَمَامَهُ أَبَوَايَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ، اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هذَا الْيَوْمِ، الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ، يُبَارِكُ الْغُلاَمَيْنِ. وَلْيُدْعَ عَلَيْهِمَا اسْمِي وَاسْمُ أَبَوَيَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ، وَلْيَكْثُرَا كَثِيرًا فِي الأَرْضِ».
التكوين:48
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «هَا أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ سَيَكُونُ مَعَكُمْ وَيَرُدُّكُمْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكُمْ. وَأَنَا قَدْ وَهَبْتُ لَكَ سَهْمًا وَاحِدًا فَوْقَ إِخْوَتِكَ، أَخَذْتُهُ مِنْ يَدِ الأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي».
التكوين:48
مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.
التكوين:49
فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا.
التكوين:50
وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ». وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «اللهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا».
التكوين:50
ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ».
الخروج:3
فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ». فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ».
وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ.
الخروج:3
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا». فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصًا فِي يَدِهِ. «لِكَيْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِهِمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ».
الخروج:3
وَبَعْدَ ذلِكَ دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَقَالاَ لِفِرْعَوْنَ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي الْبَرِّيَّةِ».
الخروج:5
ثُمَّ كَلَّمَ اللهُ مُوسَى وَقَالَ لَهُ: «أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ. وَأَيْضًا أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا. وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي. لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ، وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا، وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًا. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ. وَأُدْخِلُكُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي أَنْ أُعْطِيَهَا لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. وَأُعْطِيَكُمْ إِيَّاهَا مِيرَاثًا. أَنَا الرَّبُّ». فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ هكَذَا، وَلكِنْ لَمْ يَسْمَعُوا لِمُوسَى مِنْ صِغَرِ النَّفْسِ، وَمِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْقَاسِيَةِ.
الخروج:6
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي.
الخروج:8
فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ: «اذْهَبُوا اذْبَحُوا لإِلهِكُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ». فَقَالَ مُوسَى: «لاَ يَصْلَحُ أَنْ نَفْعَلَ هكَذَا، لأَنَّنَا إِنَّمَا نَذْبَحُ رِجْسَ الْمِصْرِيِّينَ لِلرَّبِّ إِلهِنَا. إِنْ ذَبَحْنَا رِجْسَ الْمِصْرِيِّينَ أَمَامَ عُيُونِهِمْ أَفَلاَ يَرْجُمُونَنَا؟ نَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا يَقُولُ لَنَا». فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «أَنَا أُطْلِقُكُمْ لِتَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَلكِنْ لاَ تَذْهَبُوا بَعِيدًا. صَلِّيَا لأَجْلِي». فَقَالَ مُوسَى: «هَا أَنَا أَخْرُجُ مِنْ لَدُنْكَ وَأُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ، فَتَرْتَفِعُ الذُّبَّانُ عَنْ فِرْعَوْنَ وَعَبِيدِهِ وَشَعْبِهِ غَدًا. وَلكِنْ لاَ يَعُدْ فِرْعَوْنُ يُخَاتِلُ حَتَّى لاَ يُطْلِقَ الشَّعْبَ لِيَذْبَحَ لِلرَّبِّ».
الخروج:8
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ نَحْوَ السَّمَاءِ لِيَكُونَ بَرَدٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ: عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ عُشْبِ الْحَقْلِ فِي أَرْضِ مِصْرَ».
الخروج:9
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ وَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ لَهُمَا: «أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ. صَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ، وَكَفَى حُدُوثُ رُعُودِ اللهِ وَالْبَرَدُ، فَأُطْلِقَكُمْ وَلاَ تَعُودُوا تَلْبَثُونَ». فَقَالَ لَهُ مُوسَى: «عِنْدَ خُرُوجِي مِنَ الْمَدِينَةِ أَبْسِطُ يَدَيَّ إِلَى الرَّبِّ، فَتَنْقَطِعُ الرُّعُودُ وَلاَ يَكُونُ الْبَرَدُ أَيْضًا، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ. وَأَمَّا أَنْتَ وَعَبِيدُكَ فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَمْ تَخْشَوْا بَعْدُ مِنَ الرَّبِّ الإِلهِ.
الخروج:9
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لِكَيْ أَصْنَعَ آيَاتِي هذِهِ بَيْنَهُمْ. وَلِكَيْ تُخْبِرَ فِي مَسَامِعِ ابْنِكَ وَابْنِ ابْنِكَ بِمَا فَعَلْتُهُ فِي مِصْرَ، وَبِآيَاتِي الَّتِي صَنَعْتُهَا بَيْنَهُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
الخروج:10
ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُدَّ يَدَكَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ لأَجْلِ الْجَرَادِ، لِيَصْعَدَ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ وَيَأْكُلَ كُلَّ عُشْبِ الأَرْضِ، كُلَّ مَا تَرَكَهُ الْبَرَدُ».
الخروج:10
فَدَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ مُسْرِعًا وَقَالَ: «أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمَا وَإِلَيْكُمَا. وَالآنَ اصْفَحَا عَنْ خَطِيَّتِي هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ، وَصَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمَا لِيَرْفَعَ عَنِّي هذَا الْمَوْتَ فَقَطْ». فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ.
الخروج:10
وَرَأَى إِسْرَائِيلُ الْفَِعْلَ الْعَظِيمَ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ بِالْمِصْرِيِّينَ، فَخَافَ الشَّعْبُ الرَّبَّ وَآمَنُوا بِالرَّبِّ وَبِعَبْدِهِ مُوسَى.
الخروج:14
فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «سَمِعْتُ تَذَمُّرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. كَلِّمْهُمْ قَائِلاً: فِي الْعَشِيَّةِ تَأْكُلُونَ لَحْمًا، وَفِي الصَّبَاحِ تَشْبَعُونَ خُبْزًا، وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».
الخروج:16
ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
الخروج:20
فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ أَنَّنِي مِنَ السَّمَاءِ تَكَلَّمْتُ مَعَكُمْ. لاَ تَصْنَعُوا مَعِي آلِهَةَ فِضَّةٍ، وَلاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةَ ذَهَبٍ. مَذْبَحًا مِنْ تُرَابٍ تَصْنَعُ لِي وَتَذْبَحُ عَلَيْهِ مُحْرَقَاتِكَ وَذَبَائِحَ سَلاَمَتِكَ، غَنَمَكَ وَبَقَرَكَ. فِي كُلِّ الأَمَاكِنِ الَّتِي فِيهَا أَصْنَعُ لاسْمِي ذِكْرًا آتِي إِلَيْكَ وَأُبَارِكُكَ.
الخروج:20
فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ.
الخروج:32
فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ». فَقَالَ: «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ».
الخروج:33
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا. أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ، وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 5 فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ.
اللاويين:18
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «كَلِّمْ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلهُكُمْ. تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ، وَتَحْفَظُونَ سُبُوتِي. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 4 لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ، وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا.
اللاويين:19
«لاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ. وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.
اللاويين:19
لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. وَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمْ.
اللاويين:20
«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَانًا، وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا أَوْ نَصَبًا، وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَرًا مُصَوَّرًا لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ.
اللاويين:26
وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: «كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هكَذَا تُبَارِكُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ لَهُمْ: يُبَارِكُكَ الرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ. 25 يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلاَمًا. 27 فَيَجْعَلُونَ اسْمِي عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنَا أُبَارِكُهُمْ».
العدد:6
فَقَالَ مُوسَى: «بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأَعْمَلَ كُلَّ هذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نَفْسِي.
العدد:16
فَنَذَرَ إِسْرَائِيلُ نَذْرًا لِلرَّبِّ.
العدد:21
لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ الَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ».
العدد:22
هذِهِ تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ فِي مَوَاسِمِكُمْ، فَضْلاً عَنْ نُذُورِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ مِنْ مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ وَسَكَائِبِكُمْ وَذَبَائِحِ سَلاَمَتِكُمْ». 40 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى.
العدد: 29
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَلَّمَ مُوسَى رُؤُوسَ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «هذَا مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ: إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْرًا لِلرَّبِّ، أَوْ أَقْسَمَ قَسَمًا أَنْ يُلْزِمَ نَفْسَهُ بِلاَزِمٍ، فَلاَ يَنْقُضْ كَلاَمَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ.
العدد:30
«وَكَلَّمْتُكُمْ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: لاَ أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَكُمْ. اَلرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ كَثَّرَكُمْ. وَهُوَذَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ. الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يَزِيدُ عَلَيْكُمْ مِثْلَكُمْ أَلْفَ مَرَّةٍ، وَيُبَارِكُكُمْ كَمَا كَلَّمَكُمْ.
التثنية:1
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ بَارَكَكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، عَارِفًا مَسِيرَكَ فِي هذَا الْقَفْرِ الْعَظِيمِ. اَلآنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ مَعَكَ، لَمْ يَنْقُصْ عَنْكَ شَيْءٌ.
التثنية:2
«وَتَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، أَنْتَ قَدِ ابْتَدَأْتَ تُرِي عَبْدَكَ عَظَمَتَكَ وَيَدَكَ الشَّدِيدَةَ. فَإِنَّهُ أَيُّ إِلهٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ يَعْمَلُ كَأَعْمَالِكَ وَكَجَبَرُوتِكَ.
التثنية:3
كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟
التثنية:4
فَاعْلَمِ الْيَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلْبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ.
التثنية:4
فَقَالَ: أَنَا هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا صُورَةً مَّا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَنِي، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ. لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً.
التثنية:5
«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.
التثنية:6
الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.
التثنية:6
فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل، وَالْمُجَازِي الَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لاَ يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ.
التثنية:7
وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ، وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ، عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ. وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ. وَتَأْكُلُ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ. لاَ تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ، لأَنَّ ذلِكَ شَرَكٌ لَكَ. إِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: هؤُلاَءِ الشُّعُوبُ أَكْثَرُ مِنِّي. كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ أَطْرُدَهُمْ؟ فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَعَلَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ. التَّجَارِبَ الْعَظِيمَةَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ، وَالآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ وَالْيَدَ الشَّدِيدَةَ وَالذِّرَاعَ الرَّفِيعَةَ الَّتِي بِهَا أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هكَذَا يَفْعَلُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي أَنْتَ خَائِفٌ مِنْ وَجْهِهَا.
التثنية:7
اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ وَلاَ تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ. لِئَلاَّ إِذَا أَكَلْتَ وَشَبِعْتَ وَبَنَيْتَ بُيُوتًا جَيِّدَةً وَسَكَنْتَ، وَكَثُرَتْ بَقَرُكَ وَغَنَمُكَ، وَكَثُرَتْ لَكَ الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ، وَكَثُرَ كُلُّ مَا لَكَ، يَرْتَفِعُ قَلْبُكَ وَتَنْسَى الرَّبَّ إِلهَكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ. الَّذِي أَطْعَمَكَ فِي الْبَرِّيَّةِ الْمَنَّ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُكَ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ، لِكَيْ يُحْسِنَ إِلَيْكَ فِي آخِرَتِكَ. وَلِئَلاَّ تَقُولَ فِي قَلْبِكَ: قُوَّتِي وَقُدْرَةُ يَدِيَ اصْطَنَعَتْ لِي هذِهِ الثَّرْوَةَ. بَلِ اذْكُرِ الرَّبَّ إِلهَكَ، أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُعْطِيكَ قُوَّةً لاصْطِنَاعِ الثَّرْوَةِ، لِكَيْ يَفِيَ بِعَهْدِهِ الَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ. وَإِنْ نَسِيتَ الرَّبَّ إِلهَكَ، وَذَهَبْتَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدْتَهَا وَسَجَدْتَ لَهَا، أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ لاَ مَحَالَةَ. كَالشُّعُوبِ الَّذِينَ يُبِيدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكُمْ كَذلِكَ تَبِيدُونَ، لأَجْلِ أَنَّكُمْ لَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ.
التثنية:8
«فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ، مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لِخَيْرِكَ. هُوَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكَ السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا.
التثنية:10
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ.
التثنية:10
الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي. إِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِهِ تَلْتَصِقُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ. هُوَ فَخْرُكَ، وَهُوَ إِلهُكَ الَّذِي صَنَعَ مَعَكَ تِلْكَ الْعَظَائِمَ وَالْمَخَاوِفَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ.
التثنية:10
«فَأَحْبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ وَاحْفَظْ حُقُوقَهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ وَوَصَايَاهُ كُلَّ الأَيَّامِ. وَاعْلَمُوا الْيَوْمَ أَنِّي لَسْتُ أُرِيدُ بَنِيكُمُ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا وَلاَ رَأَوْا تَأْدِيبَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ، عَظَمَتَهُ وَيَدَهُ الشَّدِيدَةَ وَذِرَاعَهُ الرَّفِيعَةَ وَآيَاتِهِ وَصَنَائِعَهُ الَّتِي عَمِلَهَا فِي مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَبِكُلِّ أَرْضِهِ.
التثنية:11
«هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ لِتَمْتَلِكَهَا؛ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي تَحْيَوْنَ عَلَى الأَرْضِ: تُخْرِبُونَ جَمِيعَ الأَمَاكِنِ حَيْثُ عَبَدَتِ الأُمَمُ الَّتِي تَرِثُونَهَا آلِهَتَهَا عَلَى الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ، وَعَلَى التِّلاَلِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. وَتَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ سَوَارِيَهُمْ بِالنَّارِ، وَتُقَطِّعُونَ تَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ، وَتَمْحُونَ اسْمَهُمْ مِنْ ذلِكَ الْمَكَانِ. لاَ تَفْعَلُوا هكَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ. بَلِ الْمَكَانُ الَّذِي
(يُتْبَعُ)
(/)
يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِكُمْ لِيَضَعَ اسْمَهُ فِيهِ، سُكْنَاهُ تَطْلُبُونَ وَإِلَى هُنَاكَ تَأْتُونَ، وَتُقَدِّمُونَ إِلَى هُنَاكَ: مُحْرَقَاتِكُمْ وَذَبَائِحَكُمْ وَعُشُورَكُمْ وَرَفَائِعَ أَيْدِيكُمْ وَنُذُورَكُمْ وَنَوَافِلَكُمْ وَأَبْكَارَ بَقَرِكُمْ وَغَنَمِكُمْ.
التثنية:12
أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.
التثنية:18
«إِذَا نَذَرْتَ نَذْرًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَلاَ تُؤَخِّرْ وَفَاءَهُ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَطْلُبُهُ مِنْكَ فَتَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. وَلكِنْ إِذَا امْتَنَعْتَ أَنْ تَنْذُرَ لاَ تَكُونُ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيْكَ احْفَظْ وَاعْمَلْ، كَمَا نَذَرْتَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَبَرُّعًا، كَمَا تَكَلَّمَ فَمُكَ.
التثنية:23
وَيَقُولُ جَمِيعُ الأُمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ هكَذَا بِهذِهِ الأَرْضِ؟ لِمَاذَا حُمُوُّ هذَا الْغَضَبِ الْعَظِيمِ؟ فَيَقُولُونَ: لأَنَّهُمْ تَرَكُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَذَهَبُوا وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. آلِهَةً لَمْ يَعْرِفُوهَا وَلاَ قُسِمَتْ لَهُمْ. فَاشْتَعَلَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى تِلْكَ الأَرْضِ حَتَّى جَلَبَ عَلَيْهَا كُلَّ اللَّعَنَاتِ الْمَكْتُوبَةِ فِي هذَا السِّفْرِ.
التثنية:29
«حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، نَصَبَ تُخُومًا لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
التثنية:32
فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.
التثنية:34
الأسفار التاريخية
«اذْكُرُوا الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ قَائِلاً: الرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ أَرَاحَكُمْ وَأَعْطَاكُمْ هذِهِ الأَرْضَ.
يشوع:1
فَالآنَ احْلِفَا لِي بِالرَّبِّ وَأَعْطِيَانِي عَلاَمَةَ أَمَانَةٍ. لأَنِّي قَدْ عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفًا. بِأَنْ تَعْمَلاَ أَنْتُمَا أَيْضًا مَعَ بَيْتِ أَبِي مَعْرُوفًا.
يشوع:2
جَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: «إِنَّنَا قَدْ حَلَفْنَا لَهُمْ بِالرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ لاَ نَتَمَكَّنُ مِنْ مَسِّهِمْ. هذَا نَصْنَعُهُ لَهُمْ وَنَسْتَحْيِيهِمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْنَا سَخَطٌ مِنْ أَجْلِ الْحَلْفِ الَّذِي حَلَفْنَا لَهُمْ».
يشوع:9
فَالآنَ اخْشَوْا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِكَمَال وَأَمَانَةٍ، وَانْزِعُوا الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمْ فِي عَِبْرِ النَّهْرِ وَفِي مِصْرَ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ. وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ».
فَأَجَابَ الشَّعْبُ وَقَالُوا: «حَاشَا لَنَا أَنْ نَتْرُكَ الرَّبَّ لِنَعْبُدَ آلِهَةً أُخْرَى، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا هُوَ الَّذِي أَصْعَدَنَا وَآبَاءَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، وَالَّذِي عَمِلَ أَمَامَ أَعْيُنِنَا تِلْكَ الآيَاتِ الْعَظِيمَةَ، وَحَفِظَنَا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا وَفِي جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَبَرْنَا فِي وَسَطِهِمْ. وَطَرَدَ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِنَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ، وَالأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِينَ الأَرْضَ. فَنَحْنُ أَيْضًا نَعْبُدُ الرَّبَّ لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا». فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ إِلهٌ قُدُّوسٌ وَإِلهٌ غَيُورٌ هُوَ. لاَ يَغْفِرُ ذُنُوبَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ. وَإِذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
تَرَكْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً غَرِيبَةً يَرْجعُ فَيُسِيءُ إِلَيْكُمْ وَيُفْنِيكُمْ بَعْدَ أَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكُمْ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «لاَ. بَلِ الرَّبَّ نَعْبُدُ». فَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ قَدِ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمُ الرَّبَّ لِتَعْبُدُوهُ». فَقَالُوا: «نَحْنُ شُهُودٌ». «فَالآنَ انْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِكُمْ وَأَمِيلُوا قُلُوبَكُمْ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ».
يشوع:24
وَلَمْ يَذْكُرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّبَّ إِلهَهُمُ الَّذِي أَنْقَذَهُمْ مِنْ يَدِ جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ مِنْ حَوْلِهِمْ.
القضاة:8
فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ، وَبَكَتْ بُكَاءً، وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى».
صموئيل الأول:1
الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ، وَالأَشْرَارُ فِي الظَّلاَمِ يَصْمُتُونَ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ. مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ».
صموئيل الأول:2
وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ.
صموئيل الأول:8
وَاسْتَدْعَى صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ إِلَى الرَّبِّ إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَقَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي أَصْعَدْتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذْتُكُمْ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ جَمِيعِ الْمَمَالِكِ الَّتِي ضَايَقَتْكُمْ. وَأَنْتُمْ قَدْ رَفَضْتُمُ الْيَوْمَ إِلهَكُمُ الَّذِي هُوَ مُخَلِّصُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيُضَايِقُونَكُمْ، وَقُلْتُمْ لَهُ: بَلْ تَجْعَلُ عَلَيْنَا مَلِكًا. فَالآنَ امْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ حَسَبَ أَسْبَاطِكُمْ وَأُلُوفِكُمْ».
صموئيل الأول:10
إِنِ اتَّقَيْتُمُ الرَّبَّ وَعَبَدْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ وَلَمْ تَعْصُوا قَوْلَ الرَّبِّ، وَكُنْتُمْ أَنْتُمْ وَالْمَلِكُ أَيْضًا الَّذِي يَمْلِكُ عَلَيْكُمْ وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا صَوْتَ الرَّبِّ بَلْ عَصَيْتُمْ قَوْلَ الرَّبِّ، تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ.
صموئيل الأول:12
فَقَالَ شَاوُلُ لِدَاوُدَ: «اذْهَبْ وَلْيَكُنِ الرَّبُّ مَعَكَ».
صموئيل الأول:17
فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. 46 هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هذِهِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ الرَّبُّ، لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا».
صموئيل الأول:17
فَاحْلِفْ لِي الآنَ بِالرَّبِّ إِنَّكَ لاَ تَقْطَعُ نَسْلِي مِنْ بَعْدِي، وَلاَ تُبِيدُ اسْمِي مِنْ بَيْتِ أَبِي.
صموئيل الأول:24
(يُتْبَعُ)
(/)
فَحَلَفَ لَهَا شَاوُلُ بِالرَّبِّ قَائِلاً: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ لاَ يَلْحَقُكِ إِثْمٌ فِي هذَا الأَمْر.ِ
صموئيل الأول:28
إِنَّهُ كَمَا حَلَفْتُ لَكِ بِالرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي، وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي عِوَضًا عَنِّي، كَذلِكَ أَفْعَلُ هذَا الْيَوْمَ.
الملوك الأول:1
وَحَلَفَ سُلَيْمَانُ الْمَلِكُ بِالرَّبِّ.
الملوك الأول:2
«إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّهِ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ، وَصَلَّوْا إِلَى الرَّبِّ نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَهَا وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُهُ لاسْمِكَ، فَاسْمَعْ مِنَ السَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ. إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ، وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ، سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً، فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا. وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمُِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ، وَصَلَّوْا إِلَيْكَ نَحْوَ أَرْضِهِمُِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِهِمْ، نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَ وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ لاسْمِكَ، فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ. لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ نَحْوَ تَضَرُّعِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُصْغِيَ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَا يَدْعُونَكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ مِيرَاثًا مِنْ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ، كَمَا تَكَلَّمْتَ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِكَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرَ يَاسَيِّدِي الرَّبَّ».
وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ هذِهِ الصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ، أَنَّهُ نَهَضَ مِنْ أَمَامِ مَذْبَحِ الرَّبِّ، مِنَ الْجُثُوِّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ نَحْوَ السَّمَاءِ.
الملوك الأول:8
وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي.
الملوك الأول:17
وَقَالُوا: «الرَّبُّ هُوَ اللهُ! الرَّبُّ هُوَ اللهُ!».
الملوك الأول:18
وَخَافَ دَاوُدُ اللهَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً:
أخبار الأيام الأول:13
حِينَئِذٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَوَّلاً جَعَلَ دَاوُدُ يَحْمَدُ الرَّبَّ بِيَدِ آسَافَ وَإِخْوَتِهِ:
«اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. أَخْبِرُوا فِي الشُّعُوبِ بِأَعْمَالِهِ. غَنُّوا لَهُ. تَرَنَّمُوا لَهُ. تَحَادَثُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. افْتَخِرُوا بِاسْمِ قُدْسِهِ. تَفْرَحُ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ. اطْلُبُوا الرَّبَّ وَعِزَّهُ. الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِمًا
أخبار الأيام الأول:16
وَقَالَ دَاوُدُ لِسُلَيْمَانَ ابْنِهِ: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ وَاعْمَلْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ إِلهِي مَعَكَ. لاَ يَخْذُلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ حَتَّى تُكَمِّلَ كُلَّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.
أخبار الأيام الأول:28
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ. وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ. وَالآنَ، يَا إِلهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ.
أخبار الأيام الأول:29
وَبَعْدَهُمْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ وَجَّهُوا قُلُوبَهُمْ إِلَى طَلَبِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِيَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ.
أخبار الأيام الثاني:11
رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى شَمْعِيَا قَائِلاً: «قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلاً مِنَ النَّجَاةِ.
أخبار الأيام الثاني:12
وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْغَنِيمَةِ الَّتِي جَلَبُوا سَبْعَ مِئَةٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الضَّأْنِ. وَدَخَلُوا فِي عَهْدٍ أَنْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ. حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. وَحَلَفُوا لِلرَّبِّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَهُتَافٍ وَبِأَبْوَاق وَقُرُونٍ. وَفَرِحَ كُلُّ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ الْحَلْفِ، لأَنَّهُمْ حَلَفُوا بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ، وَطَلَبُوهُ بِكُلِّ رِضَاهُمْ فَوُجِدَ لَهُمْ.
أخبار الأيام الثاني:15
وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟
أخبار الأيام الثاني:20
فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ الرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ.
أخبار الأيام الثاني:20
«احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ».
أخبار الأيام الثاني:20
وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدًّا أَمَامَ إِلهِ آبَائِهِ، وَصَلَّى إِلَيْهِ فَاسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ.
أخبار الأيام الثاني:33
وَبِمِثْلِ هذَا الْجَوَابِ جَاوَبُوا قَائِلِينَ: نَحْنُ عَبِيدُ إِلهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
عزرا:5
فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: «مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟» فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ.
نحميا:2
فَأَجَبْتُهُمْ وَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنَّ إِلهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي.
نحميا:2
«قُومُوا بَارِكُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَتَبَارَكِ اسْمُ جَلاَلِكَ الْمُتَعَالِي عَلَى كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ. أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا، وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ. أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ الإِلهُ الَّذِي اخْتَرْتَ أَبْرَامَ وَأَخْرَجْتَهُ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَجَعَلْتَ اسْمَهُ إِبْرَاهِيمَ. وَوَجَدْتَ قَلْبَهُ أَمِينًا أَمَامَكَ، وَقَطَعْتَ مَعَهُ الْعَهْدَ أَنْ تُعْطِيَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَتُعْطِيَهَا لِنَسْلِهِ. وَقَدْ أَنْجَزْتَ وَعْدَكَ لأَنَّكَ صَادِقٌ.
نحميا:9
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:04]ـ
أسفار الحكمة الشعرية
«لكِنْ كُنْتُ أَطْلُبُ إِلَى اللهِ، وَعَلَى اللهِ أَجْعَلُ أَمْرِي. الْفَاعِلِ عَظَائِمَ لاَ تُفْحَصُ وَعَجَائِبَ لاَ تُعَدُّ. الْمُنْزِلِ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَالْمُرْسِلِ الْمِيَاهَ عَلَى الْبَرَارِيِّ. الْجَاعِلِ الْمُتَوَاضِعِينَ فِي الْعُلَى، فَيَرْتَفِعُ الْمَحْزُونُونَ إِلَى أَمْنٍ. الْمُبْطِلِ أَفْكَارَ الْمُحْتَالِينَ، فَلاَ تُجْرِي أَيْدِيهِمْ قَصْدًا.
أيوب:5
«هُوَذَا اللهُ فِي عُلُوِّ السَّمَاوَاتِ.
أيوب:22
عِنْدَ دُعَائِيَ اسْتَجِبْ لِي يَا إِلهَ بِرِّي. فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي. تَرَاءَفْ عَلَيَّ وَاسْمَعْ صَلاَتِي.
المزامير:4
لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. 2 اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي.
المزامير:5
يَا رَبُّ إِلهِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
المزامير:7
اِرْحَمْنِي يَا رَبُّ.
المزامير:9
اِحْفَظْنِي يَا اَللهُ لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ.
المزامير:16
أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اَللهُ.
المزامير:17
أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي. أَدْعُو الرَّبَّ الْحَمِيدَ، فَأَتَخَلَّصُ مِنْ أَعْدَائِي.
المزامير:18
مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي.
المزامير:25
اِسْتَمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي.
المزامير:27
طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.
المزامير:34
اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا. لِذلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ، وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ.
المزامير:46
اَللَّهُمَّ، بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي، وَبِقُوَّتِكَ احْكُمْ لِي. اسْمَعْ يَا اَللهُ صَلاَتِي. اصْغَ إِلَى كَلاَمِ فَمِي.
المزامير:54
أَمَّا أَنَا فَإِلَى اللهِ أَصْرُخُ، وَالرَّبُّ يُخَلِّصُنِي. مَسَاءً وَصَبَاحًا وَظُهْرًا أَشْكُو وَأَنُوحُ، فَيَسْمَعُ صَوْتِي.
المزامير:55
أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ.
المزامير:69
اُنْذُرُوا وَأَوْفُوا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ.
المزامير:76
أَمَّا هُوَ فَرَؤُوفٌ.
المزامير:78
اِصْغَ يَا رَبُّ إِلَى صَلاَتِي، وَأَنْصِتْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي. فِي يَوْمِ ضِيقِيْ أَدْعُوكَ، لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي. لاَ مِثْلَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ، وَلاَ مِثْلَ أَعْمَالِكَ. كُلُّ الأُمَمِ الَّذِينَ صَنَعْتَهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ يَا رَبُّ، وَيُمَجِّدُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ.
المزامير:86
هَلُمَّ نَسْجُدُ وَنَرْكَعُ وَنَجْثُو أَمَامَ الرَّبِّ خَالِقِنَا، لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا.
المزامير:95
اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِأَعْمَالِهِ. غَنُّوا لَهُ. رَنِّمُوا لَهُ. أَنْشِدُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. افْتَخِرُوا بِاسْمِهِ الْقُدُّوسِ.
المزامير:105
الرَّبُّ عَال فَوْقَ كُلِّ الأُمَمِ. فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ. مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي؟ النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ.
المزامير:113
الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ. الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.
المزامير:122
لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا».
المزامير:124
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ إِلهِي». أَصْغِ يَا رَبُّ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
المزامير:140
عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي. أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي يَا رَبُّ. إِلَيْكَ الْتَجَأْتُ. عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي.
المزامير:144
اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ. يَحْمَدُكَ يَا رَبُّ كُلُّ أَعْمَالِكَ، وَيُبَارِكُكَ أَتْقِيَاؤُكَ. بِمَجْدِ مُلْكِكَ يَنْطِقُونَ، وَبِجَبَرُوتِكَ يَتَكَلَّمُونَ، لِيُعَرِّفُوا بَنِي آدَمَ قُدْرَتَكَ وَمَجْدَ جَلاَلِ مُلْكِكَ. مُلْكُكَ مُلْكُ كُلِّ الدُّهُورِ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ.
اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ. أَعْيُنُ الْكُلِّ إِيَّاكَ تَتَرَجَّى، وَأَنْتَ تُعْطِيهِمْ طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ. تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبعُ كُلَّ حَيٍّ رِضًى. الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ. الرَّبُّ قَرِيبٌ لِكُلِّ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ، الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِالْحَقِّ. يَعْمَلُ رِضَى خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ، فَيُخَلِّصُهُمْ. يَحْفَظُ الرَّبُّ كُلَّ مُحِبِّيهِ، وَيُهْلِكُ جَمِيعَ الأَشْرَارِ. بِتَسْبِيحِ الرَّبِّ يَنْطِقُ فَمِي، وَلِْيُبَارِكْ كُلُّ بَشَرٍ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
المزامير:145
تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.
لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ.
الأمثال:3
أسفار الأنبياء الكبار
هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِِهَا.
إشعياء:42
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.
إشعياء:45
«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا.
إشعياء:48
هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ.
إرميا:17
أسفار الأنبياء الصغار
أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ اسْمُ اللهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ. وَهُوَ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكًا وَيُنَصِّبُ مُلُوكًا. يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً، وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْمًا. هُوَ يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ وَالأَسْرَارَ. يَعْلَمُ مَا هُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَعِنْدَهُ يَسْكُنُ النُّورُ. إِيَّاكَ يَا إِلهَ آبَائِي أَحْمَدُ، وَأُسَبِّحُ الَّذِي أَعْطَانِي الْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَأَعْلَمَنِي الآنَ مَا طَلَبْنَاهُ مِنْكَ، لأَنَّكَ أَعْلَمْتَنَا أَمْرَ الْمَلِكِ».
دانيال:2
فَأَجَابَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ وَقَالُوا لِلمَلِكِ: «يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ. هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. وَإِلاَّ فَلِْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ».
دانيال:3
فَأَجَابَ نَبُوخَذْنَصَّرُ وَقَالَ: «تَبَارَكَ إِلهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، الَّذِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ وَغَيَّرُوا كَلِمَةَ الْمَلِكِ وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْلاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلهٍ غَيْرِ إِلهِهِمْ.
دانيال:3
فَالآنَ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ.
دانيال:4
وَبَيْنَمَا أَنَا أَتَكَلَّمُ وَأُصَلِّي وَأَعْتَرِفُ بِخَطِيَّتِي وَخَطِيَّةِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَأَطْرَحُ تَضَرُّعِي أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِي.
دانيال:9
بَعْدَ ذلِكَ يَعُودُ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَطْلُبُونَ الرَّبَّ إِلهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ، وَيَفْزَعُونَ إِلَى الرَّبِّ وَإِلَى جُودِهِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ.
هوشع:3
«وَأَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَإِلهًا سُِوَايَ لَسْتَ تَعْرِفُ، وَلاَ مُخَلِّصَ غَيْرِي. أَنَا عَرَفْتُكَ فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ الْعَطَشِ.
هوشع:13
«وَلكِنِ الآنَ، يَقُولُ الرَّبُّ، ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ. وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ». وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأَنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.
يوئيل:2
و بعدما فرغوا من ذلك اقاموا صلاة عامة سائلين الرب الرحيم ان يعود فيتوب على عبيده.
المكابيين الثاني:8
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:04]ـ
العهد الجديد
الإنجيل
ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
11متى:4
فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.
متى:5
«أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.
متى:5
«اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، 4 لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
متى:6
فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ.
متى:6
«وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ، لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.
متى:6
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
متى:6
وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
متى:19
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ».
متى:22
وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَبًا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
متى:23
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.
مرقس:10
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأَمْوَاتِ إِنَّهُمْ يَقُومُونَ: أَفَمَا قَرَأْتُمْ فِي كِتَابِ مُوسَى، فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ، كَيْفَ كَلَّمَهُ اللهُ قَائِلاً: أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ. فَأَنْتُمْ إِذًا تَضِلُّونَ كَثِيرًا!».
فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ، فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا، سَأَلَهُ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ.
مرقس:12
اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.
«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلاَ الابْنُ، إِلاَّ الآبُ. اُنْظُرُوا! اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ الْوَقْتُ.
مرقس:13
ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
لوقا:4
فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.
لوقا:11
وَأَمَّا أَنَّ الْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضًا فِي أَمْرِ الْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ: اَلرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. وَلَيْسَ هُوَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ، لأَنَّ الْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ».
لوقا:20
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
يوحنا:13
(يُتْبَعُ)
(/)
«وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً، ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ لِيَتَطَلَّعَ، صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ الرَّبِّ: أَنَا إِلهُ آبَائِكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ.
أعمال الرسل:7
وَكَانَ فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ، قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ الْكَتِيبَةِ الَّتِي تُدْعَى الإِيطَالِيَّةَ. وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ، يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ، وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ.
أعمال الرسل:10
فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا، لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ، وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ: «لإِلهٍ مَجْهُول». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، هذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ. الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ، هذَا، إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي، وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ. وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا.
أعمال الرسل:17
لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ».
رومية:14
فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.
كورنثوس الأولى:10
وَأَمَّا الْوَسِيطُ فَلاَ يَكُونُ لِوَاحِدٍ. وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ.
غلاطية:3
وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَالشُّيُوخِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا ِللهِ قَائِلِينَ: «آمِينَ! الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!».
رؤيا يوحنا:7
وَالْمَلاَكُ الَّذِي رَأَيْتُهُ وَاقِفًا عَلَى الْبَحْرِ وَعَلَى الأَرْضِ، رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ وَمَا فِيهَا وَالْبَحْرَ وَمَا فِيهِ.
رؤيا يوحنا:10
ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ».
رؤيا يوحنا:14
وَهُمْ يُرَتِّلُونَ تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفِ قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَق هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ! مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ».
رؤيا يوحنا:15
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 07:05]ـ
إنجيل برنابا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى.
برنابا: الفصل التاسع
فأجاب يسوع: ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب وألام.
برنابا: الفصل التاسع
ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها: أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها. فلما سمعت مريم هذا أجابت: (يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس). ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية.
برنابا: الفصل العاشر
ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي، فتضرع إليه باكيا قائلا: يا يسوع بن داود ارحمني، فأجاب يسوع: ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك، فأجاب الأبرص:
يا سيدي أعطني صحة، فوبخه يسوع قائلا: إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأنني رجل نظيرك، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة، فتنهد يسوع وقال: أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل.
برنابا: الفصل الحادي عشر
ولما مضت بعض أيام وكان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد إلى جبل الزيتون ليصلي، وبعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع في الصباح قائلا: يارب إني عالم أن الكتبة يبغضونني، والكهنة مصممون
على قتلي أنا عبدك، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم اسمع برحمه صلوات عبدك، وأنقذني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي، وأنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يارب وكلمتك أتكلم، لأن كلمتك حق هي تدوم إلى الأبد.
برنابا: الفصل الثالث عشر
فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا: أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي، وماذا أعطيك يارب مقابل ما أحسنت به إليّ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع واذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد إسماعيل ذبيحة لله ليتم كلمات الله، فلما لم تقو المدية على ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله، فأجابه يسوع سمعا وطاعة، ولكن أين أجد الحمل وليس معي نقود ولا تجوز سرقته، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا ومسبحا لله الممجد إلى الأبد.
برنابا: الفصل الثالث عشر
فقال لهم يسوع: باسم الله اسقوا المدعوين.
برنابا: الفصل الخامس عشر
وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا: عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب.
برنابا: الفصل السادس عشر
ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس: إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله، لأن أشعيا النبي قال: (حقا إنك لإله محتجب)، وقال الله لموسى عبده (أنا الذي هو أنا) أجاب يسوع: يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح، إن الله موجود بدونه لاوجود، إن الله حياة بدونها لا أحياء، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان، هو وحده لا ند له، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية، لا أب و لا أم له، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له، .... لا يأكل ولا ينام ولا يموت ... ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري.
برنابا: الفصل السابع عشر
ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد: يا يسوع ابن داود ارحمنا، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم: ماذا تريدون مني أيها الأخوة؟ فصرخوا جميعهم: أعطنا صحة، أجاب يسوع: أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا: أعطنا صحة، ألا ترون أني إنسان نظيركم؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم، فأجاب البرص بدموع: إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله ليشفينا، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا: أيها الرب الإله القدير الرحيم، أرحم وأصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم رجاء هؤلاء الرجال، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
برنابا: الفصل التاسع عشر
ثم رفع يديه إلى السماء وصلى لله ثم قال: أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام، فانصرفت المرأة ولما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله، لذلك قالت المرأة: حقا لا إله إلا إله إسرائيل، فانضم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى.
برنابا: الفصل الحادي والعشرون
لأن من يحب الله كان الله له، ومن كان الله له كان له كل شيء، أجاب بطرس: قل لنا يا معلم كيف يجب على الإنسان أن يحب الله محبة خالصة،فأجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يبغض أباه وأمه وحياته وأولاده وامرأته لأجل محبة الله فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله.
برنابا:النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه
أجاب يسوع: كل كلمة من كلماتي صادقة، لأنها ليست مني بل من الله الذي أرسلني إلى بيت إسرائيل.
برنابا: النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه
أجاب يسوع: كان إبراهيم ابن سبع سنين لما ابتدأ أن يطلب الله، فقال يوما لأبيه: (يا أبتاه من صنع الإنسان؟ أجاب الوالد الغبي: (الإنسان، لأني أنا صنعتك وأبي صنعني)، فأجاب إبراهيم: (يا أبي ليس الأمر كذلك، لأني سمعت شيخا ينتحب ويقول: ((يا إلهي لماذا لم تعطني أولادا)). أجاب أبوه: (حقا يابني الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا ولكنه لا يضع يده فيه، فلا يلزم الإنسان إلا أن يتقدم ويضرع إلى إلهه ويقدم له حملانا وغنما يساعده إلهه، أجاب إبراهيم: (كم إلها هنالك يا أبي؟)، أجاب الشيخ: (لا عدد لهم يابني)، فحينئذ أجاب إبراهيم: (ماذا أفعل يا أبي إذا خدمت إلها وأراد بي الآخر شرا لأني لا أخدمه؟، ومهما يكن من الأمر فانه يحصل بينهما شقاق ويقع الخصام بين الآلهة ولكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شر إلهي فماذا افعل؟، من المؤكد انه يقتلني أنا أيضا؟)، فأجاب الشيخ ضاحكا: (لا تخف يابني لأنه لا يخاصم إله إلها، كلا فإن في الهيكل الكبير ألوفا من الآلهة مع الإله الكبير بعل، وقد بلغت الآن سبعين سنة من العمر ومع ذلك فاني لم أر قط إلها ضرب إلها آخر ومن المؤكد إن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا، بل يعبد واحد إلها وآخر آخر)، أجاب إبراهيم: (فإذا يوجد وفاق بينهم؟)، أجاب أبوه: (نعم يوجد)، فقال حينئذ إبراهيم: (يا أبي أي شيء تشبه الآلهة؟) و أجاب الشيخ: (يا غبي إني كل يوم اصنع إلها أبيعه لآخرين لأشتري خبزا وأنت لاتعلم كيف تكون الآلهة!)، وكان في تلك الدقيقة يصنع تمثالا، فقال (هذا من أخشب النخل وذاك من الزيتون وذلك التمثال الصغير من العاج، انظر ما أجمله ألا يظهر كأنه حي، حقا لا يعوزه إلا النفس)، أجاب إبراهيم: (إذا يا أبي ليس للآلهة نفس فكيف يهبون الأنفاس؟، ولما لم تكن لهم حياة فكيف يعطون إذا الحياة، فمن المؤكد يا أبي أن هؤلاء ليسوا هم الله؟)، فحنق الشيخ لهذا الكلام قائلا: (لو كنت بالغا من العمر ما تتمكن معه من الإدراك لشججت رأسك بهذه الفأس، ولكن اصمت إذ ليس لك إدراك)، أجاب إبراهيم: (يا أبي إن كانت الآلهة تساعد على صنع الإنسان فكيف يتأتى للإنسان أن يصنع آلهة؟، وإذا كانت الآلهة مصنوعة من خشب فان إحراق الخشب خطيئة كبرى، ولكن قل لي يا أبت كيف وأنت قد صنعت آلهة هذا عديدها لم تساعدك الآلهة لتصنع أولادا كثيرين فتصير أقوى رجل في العالم؟)، فحنق الأب لما سمع ابنه يتكلم هكذا، فأكمل الابن قائلا: (يا أبت هل وجد العالم حينا من الدهر بدون بشر؟) أجاب الشيخ: (نعم ولماذا؟)، قال إبراهيم: (لأني أحب أن أعرف من صنع الإله الأول) فقال الشيخ: انصرف الآن من بيتي ودعني أصنع هذه الإله سريعا ولا تكلمني كلاما، فمتى كنت جائعا فانك تشتهي خبزا لا كلاما)، فقال إبراهيم: (إنه لإله عظيم فإنك تقطعه كما تريد وهو لا يدافع عن نفسه) فغضب الشيخ وقال: (إن العالم بأسره يقول انه إله وأنت أيها الغلام الغبي تقول كلا؟ فو آلهتي لو كنت رجلا لقتلتك، ولما قال هذا ضرب إبراهيم ورفسه وطرده من البيت.
برنابا: النزاع العجيب بين إبراهيم وأبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
فهرع إلى هناك نحو عشرة آلاف رجل مع الكهنة وسألوا إبراهيم عن السبب الذي لأجله حطم آلهتهم، أجاب إبراهيم: (إنكم لأغبياء، أيقتل الإنسان الله، إن الذي قتلها إنما هو الإله الكبير، ألا ترون الفأس التي له عند قدميه، إنه لا يبتغي له أندادا) فوصل حينئذ أبو إبراهيم الذي ذكر أحاديث إبراهيم في آلهتهم، وعرف الفأس التي حطم بها إبراهيم الأصنام، فصرخ: إنما قتل آلهتنا ابني الخائن هذا لأن هذه الفأس فأسي.
برنابا: الفصل الثامن والعشرون
فتكلم الله قائلا: (أنا الله أحد، ولا إله غيري، أضرب وأشفى، أميت وأحي، أنزل الجحيم وأخرج منه، ولا يقدر أحد أن ينقذ نفسه من يدي).
برنابا: الفصل التاسع والعشرون
أجاب يسوع: كيف كتب في الناموس؟ أجاب قائلا: أحب الرب إلهك وقريبك، أحب إلهك فوق كل شيء بكل قلبك وعقلك.
برنابا: الفصل الثلاثون
فعلم الرجل انه لما قال يسوع (ليرحمك الرب إله إسرائيل) استرد ابنه صحته، لذلك آمن الرجل بإلهنا، ولما دخل بيته حطم كل آلهته تحطيما قائلا: ليس الإله الحقيقي الحي سوى إله إسرائيل، لذلك قال: (لا يأكل خبزي أحد لم يعبد إله إسرائيل.
برنابا: الفصل الحادي والثلاثون ثم قال يسوع حقا إن كل ما يحبه الإنسان ويترك لأجله كل شيء سواه فهو إلهه.
برنابا: الفصل الثالث والثلاثون
ولذلك أقول إن عبادة الأصنام أعظم خطيئة، فوقف الجميع مبهوتين من حديث يسوع لأنهم علموا انه لايمكن الرد عليه مطلقا، ثم أتم يسوع: تذكروا ما تكلم الله به وما كتبه موسى ويشوع في الناموس فتعلموا ما أعظم هذه الخطيئة، قال الله مخاطبا إسرائيل: لا تصنع لك تمثالا مما في السماء ولا مما تحت السماء، ولا تصنعه مما فوق الأرض ولا مما تحت الأرض، ولا مما فوق الماء ولا مما تحت الماء، إني أنا إلهك قوي وغيور ينتقم لهذه الخطيئة من الآباء وأبنائهم حتى الجيل الرابع، فاذكروا كيف لما صنع آباؤنا العجل وعبدوه أخذ يشوع وسبط لاوى السيف بأمر الله وقتلوا مئة ألف وعشرين ألفا من أولئك الذين لم يطلبوا رحمة من الله، ما أشد دينونة الله على عبدة الأوثان.
برنابا: الفصل الثالث والثلاثون
وكان أمام الباب واحد كانت يده اليمنى متيبسة إلى حد لم يتمكن معه من استعمالها، فوجه يسوع قلبه لله وصلى ثم قال: لتعلموا أن كلماتي حق أقول باسم الله امدد يا رجل يدك المريضة، فمدها صحيحة كأن لم تصبها علة، حينئذ ابتدءوا يأكلون بخوف الله.
برنابا: الفصل الرابع والثلاثون
وكانت الملائكة كلها ترنم: (اللهم ربنا تبارك اسمك القدوس) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها ((لا إله إلا الله ومحمد رسول الله)).
برنابا: الفصل التاسع والثلاثون
فألقى يسوع يده على كل منهم قائلا: يا إله إسرائيل باسمك القدوس أعط صحة لهذا العليل، فبرئوا جميعهم.
برنابا: الفصل الثامن والأربعون
أجاب الله: يا يسوع أنظر فإني أصفح عنه، فحمله على أن يقول فقط (أيها الرب إلهي لقد أخطأت فارحمني، فأصفح عنه وأعيده إلى حاله الأولى).
برنابا: الفصل الحادي والخمسون
فبكى تلاميذه بصوت عال ورفعوا أصواتهم قائلين: اصفح أيها الرب الإله وارحم خادمك البريء، فأجاب يسوع آمين آمين.
برنابا: الفصل الثاني والخمسون
فسقط التلاميذ عند هذه الكلمات كأموات، فأنهضهم يسوع قائلا: لنخف الله الآن إذا أردنا أن لا نراع في ذلك اليوم.
برنابا: الفصل الثالث والخمسون
إن رسول الله وحده لا يتهيب هذه المناظر لأنه لا يخاف إلا الله وحده.
برنابا: الفصل الرابع والخمسون
فيذهب خوفه ويتقدم إلى العرش بمحبة واحترام والملائكة ترنم: (تبارك اسمك القدوس يا الله إلهنا) ومتى صار على مقربة من العرش يفتح الله لرسوله كخليل لخليله بعد طول الأمد على اللقاء، ويبدأ رسول الله بالكلام أولا فيقول: (إني أعبدك وأحبك يا إلهي، وأشكرك من كل قلبي ونفسي، لأنك أردت فخلقتني لأكون عبدك، وخلقت كل شيء حبا في لأحبك لأجل كل شيء وفي كل شيء وفوق كل شيء، فليحمدك كل خلائقك يا إلهي) حينئذ تقول كل مخلوقات الله (نشكرك يا رب وتبارك اسمك القدوس).
برنابا: الفصل الخامس والخمسون
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجيب رسول الله: (يا رب أذكر أنك لما خلقتني قلت أنك أردت أن تخلق العالم والجنة والملائكة والناس حبا في ليمجدوك بي أنا عبدك، لذلك أضرع إليك أيها الرب الإله الرحيم العادل أن تذكر وعدك لعبدك).
برنابا: الفصل الخامس والخمسون
وبعد أن يتكلم هكذا يعطي الله رسوله كتابا مكتوب فيه أسماء كل مختاري الله، لذلك يسجد كل مخلوق لله قائلا: (لك وحدك اللهم المجد والإكرام لأنك وهبتنا لرسولك).
برنابا: الفصل الخامس والخمسون
فرأى يسوع مقعدا كان له هناك ثماني وثلاثين سنة مريضا بمرض عضال، فلما كان يسوع عالما بذلك بالهام إلهي تحنن على المريض وقال له: أتريد أن تبرأ، أجاب المقعد: يا سيد ليس لي أحد يضعني في الماء متى حركه الملاك بل عندما آتى ينزل قبلي آخر ويدخله، حينئذ رفع يسوع عينيه نحو السماء وقال: أيها الرب إلهنا إله آبائنا ارحم هذا المقعد، ولما قال يسوع هذا: قال ((باسم الله ابرأ أيها الأخ قم واحمل فراشك)) فحينئذ قام المقعد حامدا لله.
برنابا: الفصل الخامس والستون
ولما أكمل هذا يسوع جيء برجل فيه شيطان وهو لا يتكلم ولا يبصر ولا يسمع، فلما رأى يسوع إيمانهم رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الرب إله آبائنا ارحم هذا المريض وأعطه صحة ليعلم هذا الشعب انك أرسلتني، ولما قال يسوع هذا أمر الروح أن ينصرف قائلا: بقوة اسم الله ربنا انصرف أيها الشرير عن الرجل، فانصرف الروح وتكلم الأخرس وأبصر بعينيه.
برنابا: الفصل التاسع والستون
تعلمون أن الله قد خلق بكلمة واحدة كل شيء من العدم وان منشأ البشر جميعهم من كتلة طين؟، فكيف إذا يكون الله شبيها بالإنسان؟، ويل للذين يدَعون الشيطان يخدعهم، ولما قال يسوع هذا ضرع إلى الله لأجل بطرس والأحد عشر وبطرس يبكون ويقولون: ليكن كذلك أيها الرب المبارك إلهنا.
برنابا: الفصل السبعون
وكان الجمع غفيرا جدا حتى إن غنيا مصابا بالشلل لما لم يمكن إدخاله في الباب حمل إلى سطح البيت الذي كان فيه يسوع وأمر القوم برفع السقف ودلى على ملاء أمام يسوع، فتردد يسوع دقيقة ثم قال: لا تخف أيها الأخ لأن خطاياك قد غُفرت لك، فاستاء كل أحد لسماع هذا وقالوا: من هذا الذي يغفر الخطايا؟، فقال حينئذ يسوع: لعمر الله إني لست بقادر على غفران الخطايا ولا أحد آخر ولكن الله وحده يغفر، ولكن كخادم لله أقدر أن أتوسل إليه لأجل خطايا الآخرين، لهذا توسلت إليه لأجل هذا المريض واني موقن بأن الله قد استجاب دعائي، ولكي تعلموا الحق أقول لهذا الإنسان: باسم إله آبائنا إله إبراهيم وأبنائه قم معافى، ولما قال يسوع هذا قام المريض معافى ومجد الله، حينئذ توسل العامة إلى يسوع ليتوسل إلى الله لأجل المرضى الذين كانوا خارجا، فخرج حينئذ يسوع إليهم ثم رفع يديه وقال: أيها الرب إله الجنود الإله الحي الإله الحقيقي الإله القدوس الذي لا يموت ألا فارحمهم، فأجاب كل أحد: آمين، وبعد أن قيل هذا وضع يسوع يديه على المرضى فنالوا جميعهم صحتهم، فحينئذ مجدوا الله قائلين: لقد افتقدنا الله بنبيه فإن الله أرسل لنا نبيا عظيما.
برنابا: الفصل الحادي والسبعون
أجاب يسوع: لا تضطرب قلوبكم ولا تخافوا، لأني لست أنا الذي خلقكم بل الله الذي خلقكم يحميكم، أما من خصوصي فاني قد أتيت لأهيِّء الطريق لرسول الله الذي سيأتي بخلاص العالم، ولكن احذروا أن تغشوا لأنه سيأتي أنبياء كذبة كثيرون يأخذون كلامي وينجسون إنجيلي.
برنابا: الفصل الثاني والسبعون
ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان رحمته.
برنابا: الفصل الثاني والثمانون
أجاب يسوع: قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد.
برنابا: الفصل التاسع والثمانون
ولما قال يسوع هذا عاد فقال: إني أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض إني بريء من كل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر، لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام، لعمر الله الذي تقف نفسي بحضرته انك أيها الكاهن قد أخطأت خطيئة عظيمة بالقول الذي قلته، ليلطف الله بهذه المدينة المقدسة حتى لا تحل بها نقمة عظيمة لهذه الخطيئة.
برنابا: الفصل الرابع والتسعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال: قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكينا لامتنا، أجاب يسوع: أنا يسوع بن مريم من نسل داود بشر سيموت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا الله.
برنابا: الفصل السادس والتسعون
ولما قال يسوع هذا شكر الله وصلى لخلاص شعبنا وكل منا يقول: آمين
برنابا: الفصل الخامس بعد المائة
فقال حينئذ الضرير باكيا: (أغفر لي يا نبي الله الطاهر لأني قد أخطأت إليك في الكلام واني لو أبصرتك لما كنت أخطأت)، فأجاب إيليا: (ليغفر لك إلهنا أيها الأخ، لأني أعلم أنك فيما يخصني قد قلت الصدق، لأني كلما ازددت بغضا لنفسي ازددت محبة لله، لو رأيتني لخمدت رغبتك التي ليست مرضية لله، لان إيليا ليس هو خالقك بل الله).
برنابا: الفصل السابع عشر بعد المائة
فقال يسوع: يجب أن ننقطع مدة هذه العشرين يوما للصوم والصلاة لأن الله سيرحمكم.
برنابا: الفصل الثامن والثلاثون بعد المائة
أجاب يسوع: إن كانت قادرة على كل شيء كما تقولون فعفوا لأني سأعبدها، ففرح الجنود لما سمعوا هذا وأخذوا يمجدون أصنامهم، فقال حينئذ يسوع: لا حاجة بنا هنا إلى الكلام بل إلى الأعمال، فاطلبوا لذلك من آلهتكم أن تخلق ذبابة واحدة فأعبدها، فراع الجنود سماع هذا ولم يدروا ما يقولون، فقال من ثم يسوع: إذا كانت لا تقدر أن تصنع ذبابة واحدة جديدة فاني لا أترك لأجلها ذلك الإله الذي خلق كل شيء بكلمة واحدة.
برنابا: الفصل الثاني والخمسون بعد المئة
ومتى أراد عوبديا أن يعلم أحدا كيف يصلي دعا حجي وقال: اتل الآن صلاتك ليسمع كل أحد كلامك، فيقول حجي: (أيها الرب إله إسرائيل أنظر إلى عبدك الذي يدعوك لأنك قد خلقته، أيها الرب الإله البار أذكر برك وقاص خطايا عبدك لكي لا أنجس عملك، أبي وإلهي إني لا أقدر أن أسألك المسرات التي تهبها لعبيدك المخلصين لأني لا أفعل شيئا إلا الخطايا، فإذا أنزلت يا رب بأحد عبيدك سقما فاذكرني أنا).
برنابا: الفصل السادس والثمانون بعد المئة
وحدث أن تلميذ أحد الأنبياء المجاورين أحب أن يذهب إلى أورشليم ولم يكن له رداء، فلما سمع بتصدق هوشع ذهب ليراه وقال له: (أيها الأخ إني أريد أن أذهب إلى أورشليم لأقوم بتقديم ذبيحة لإلهنا.
برنابا: الفصل السابع والثمانون بعد المئة
ثم رفع يسوع يديه إلى السماء وقال: أيها الرب إله إبراهيم وإسماعيل واسحق واله آبائنا أرحم مصاب هاتين المرأتين وأعط مجدا لاسمك المقدس، ولما أجاب كل واحد: آمين.
برنابا: الفصل الثالث والتسعون بعد المئة
أجاب يسوع: لا البتة لم أنس، لأن هذا هو الاعتراف الذي أشهد به أمام كرسي دينونة الله يوم الدينونة، لأن كل ما كتب في كتاب موسى صحيح كل الصحة فان الله خالقنا أحد وأنا عبد الله.
برنابا: الفصل السادس بعد المئتين
ثم رفع يديه إلى الرب وصلى قائلا: أيها الرب إلهنا إله إبراهيم وإله إسماعيل وإسحق إله آبائنا ارحم من أعطيتني وخلصهم من العالم، لا أقول خذهم من العالم لأنه الضروري أن يشهدوا على الذين يفسدون إنجيلي، ولكن أضرع إليك أن تحفظهم من الشرير، حتى يحضروا معي يوم الدينونة يشهدوا على العالم وعلى بيت إسرائيل الذي أفسد عهدك، أيها الرب الإله القدير الغيور الذي ينتقم في عبادة الأصنام من أبناء الآباء عبدة الأصنام.
برنابا: الفصل الثاني عشر بعد المئتين
وبعد ان تكلم يسوع بهذا قال: انك لعادل أيها الرب إلهنا لأن لك وحدك الإكرام والمجد بدون نهاية.
برنابا: الفصل العشرون بعد المئتين
هذا آخر ما جمعت من النصوص في بيان تقرير توحيد الألوهية من العهد القديم والجديد وملحقاتها مع إنجيل برنابا والحمد لله أولا وآخرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 12:37]ـ
فقمت بحول الله وقوته باستقراء كتب العهد القديم والجديد وملحقاتها بالإضافة لإنجيل برنابا , واستخراج تلك النصوص المتعلقة بتوحيد الألوهية , وهي كثيرة جدا , وقد اقتصرت في بعض الأسفار بذكر بعضها لكثرة تكررها ,وقد تبين لي أن النصوص التي تدعو إلى توحيد الألوهية في العهد القديم كثيرة جدا بعكس العهد الجديد التي قلت فيه مثل هذه النصوص , والله المرجو أن يعفو عنا الزلل والخطأ ومنه نستمد الحول والقوة.
الله يقويك ... و ينفع بجهدك!!
أظن هذا عملاً جديدا يستحق النشر و الشكر.
بارك الله فيكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 01:30]ـ
لقد جمع الإمام الشوكاني رحمه الله كثير من هذه النصوص سواء من التوارة أو الإنجيل أو غيرهما في رسالة لطيفة أسماها: (إرشاد الثقات على اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات)
وهي رسالة نافعة جداً، وقد رفعتها إلى هذا المنتدى.
تفضل هذا هو الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21128&highlight=%C5%D1%D4%C7%CF+%C7% E1%CB%DE%C7%CA
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 04:59]ـ
جزاك الله خيرا وقد أشرت إلى ذلك في المقدمة(/)
ضبط الرأي و الانفعال ... ؟ ... على ما للشرع من مقال.
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 04:22]ـ
هذا عنوان قديم كان قد عنّ لي للكتابة فيه ... بعد المعاناة .. ؟ .. و لكنه ظل عنوانا فحسب!
فلما دخلت عصر الشبكة ثم المنتديات و خلعت عني شيئا من " تخلفي " وجدت في هذه البيئة خاصة في أمثال الألوكة الجميلة ما ينهز النفس و ينشط الذهن لطرح كثير من المواضيع المفيدة بإذن الله ... بين هؤلاء " الإخوة الأعداء ":):).
و ما شجعني الآن أكثر هو أنه يكفي أن تطرح الفكرة ثم يثريها الإخوة فيوفرون عليك الوقت و الجهد .. ! فلتكن كتب الوقت و المستقبل هكذا .. ! خاصة لمن وفّقه الله عز و جلّ لأمور أخرى يثقل بها ميزانه بإذن الله!؟
السؤال الأول:
(عفواً: لنتذكر جميعا العنوان! ضبط .... النفس ..... الشرع .. )
ما حكم ما يجري اليوم على وسائل الإعلام و الشبكة من الردود و الجدالات و السباب و الاتهامات التي تهيج المسلمين بكافة طوائفهم على بعضهم بعضاً؟؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 08:24]ـ
يا ويحهم .. :)
يتناقشون في مسائل كثيرة فرعية جدا .... و يتركون حكم هذه المسألة الخطيرة جدا؟!!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 03:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من أسباب الخلاف السائدة المنتشرة بين الناس في هذا الزمان ما يحصل من التقاطع والتدابر؛ بسبب آراء يمكن أن يجلس لها الناس على سواء فيحلون الخلاف فيها، فتشتهر اليوم كتب الردود وأشرطة الردود، والمطابع تشتغل بطبع الردود التي شغلت المكتبات وشغلت الناس وبذل فيها المال والجهد والوقت، وكان بالإمكان ألا يكون لهذه المسألة وجود أصلاً.
فالذي تخالفه وتريد أن ترد عليه لماذا لا تذهب إليه وتجلس معه على سواء وتناقشه في المسألة؟ حتى إذا اقتنع برأيك فالحمد لله وإن لم يقتنع به اقتنعت أنت؛ لأنك لا تستطيع إقناعه؛ لأنه هو متمسك بدليل أيضاً، ومن هنا فستعذره.
إذا اتسع علم الإنسان فهو مدعاة لسعة إنصافه للناس، وما من أحد يتسع علماً إلا اتسع صدره للخلاف، واستطاع أن يدرك أن الآخرين لهم متمسكات.
وقد قال الشيخ محمد أنس اللُبّ حفظه الله وشفاه وعافاه أنه يرى أن قوة العلم تشبه قوة الجهل، يقول: من وصل إلى مستوى رفيع من العلم يصل إلى إنصاف مثل إنصاف الجاهل المطلق.
لأن الجاهل المطلق الذي لا يعرف شيئاً وليس لديه دليل في أية مسألة، لا يتهجم على القائل بها، والعالم الذي يعرف كثيراً من المسائل لا يرى أحداً يأخذ بقول في مسألة إلا عرف مأخذه وعرف دليله فعرفه وسكت عنه أيضاً، فيقول: إن قوة العلم تشبه قوة الجهل وبينهما تناسق.
وشيخ الإسلام يقول: من كثر فقهه قل اعتراضه.
ولذلك إنما يقع التعصب من نقص العلم، أما إذا كان الإنسان صاحب اطلاع وسعة علم فإنه لابد أن ينصف الآخرين، وأن يعرف مآخذهم، وأن يعلم أنهم جميعاً لهم عقول قسمها الله بينهم، وهذه العقول هم متفاوتون فيها لا من خلقتهم ولا من تدبيرهم، بل بأمر الله سبحانه وتعالى الحي القيوم الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
وقد أعطى الله كل إنسان حظاً من الفهم والعقل لم يعطه الآخر، وما من أحد إلا وهو راض عن الله في عقله، وأقلهم عقلاً أرضاهم به.
فأقل الناس عقلاً يرى أنه أعقل الناس، ومن هنا فيمكن أن يفهم فهماً، وهذا الذي يراه وهذا الذي أداه إليه اجتهاده فهو معذور فيه، ولو بعث يوم القيامة على ذلك الفهم وهو يعبد الله به لكان معذوراً، لأنه أقر بالكتاب والسنة في رأيه هو، وسلك طريق النجاة في رأيه فهو معذور.
والآخر الذي يخالفه أيضاً أخذ بمقتضى عقله وفهمه ومستواه، ولكل حظه ونصيبه.
ثم إن علينا كذلك أن نعلم أن حصول الخلاف في مثل هذه الأمور الاجتهادية سواء كانت فقهية أو دعوية، ينبغي أن يعلم أن الشيطان يزيده، ويجعل من الحبة قبة، وينفخ فيه نفخاً؛ لأن الشيطان يحب البغضاء ويحب الشحناء بين الناس.
فهو يسعى دائماً إذا حصل أي خلاف في أية مسألة أن ينفخ في ذلك الخلاف حتى تتأجج ناره؛ لأنه لا يرضى أن يكون المسلمون على قلب رجل واحد.
وقد شعر بذلك مالك رحمه الله حين كانت المكاتبة بينه وبين الليث بن سعد رحمه الله في مسائل اختلفوا فيها، فكتب إليه مالك: أنه وجد عمل أهل المدينة على تلك المسائل، وأنه لن يعدل عن قولهم، فكتب إليه الليث: أن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرق به أصحابه في الآفاق، وأن أصحابه لم يكونوا كلهم في المدينة، فكتب إليه مالك في الأخير: أن الخلاف في هذه الأمور لا يفسد للود قضية.
فودنا كما هو موصول ورحم العلم موصول بيننا، وكلنا يقدر الآخر ويحترمه، وخلافنا في هذه المسائل لا يفسد للود قضية!
وهذا من العقل والتدبير ولذلك ينبغي أن نلاحظه، وأن يستشعر كل إنسان منا أنه كثيراً ما يدخل الشيطان في القضية، يريده أن ينتصر لنفسه أو أن يتعصب لرأيه.
وقد كان الشافعي رحمه الله يقول: ما ناظرت أحداً إلا سألت الله أن يظهر الحق على لسانه، فإن ظهر على لساني خشيت أن أفتن، وإن ظهر على لسان خصمي عرفت الحق ولم أفتن.
فالمهم أن نعرف الحق وليس المهم أن تكون أنت منتصراً على الآخر، فهذا من الانتصار للنفس وهو من عمل الشيطان.
ومن الأمور التي تحل الخلاف: أن نعلم أن الناس جعلهم الله عز وجل مراتب ودرجات في العلم، فإذا كنت يا أخي تستشعر أن أخاك لديه من العلم ما ليس لديك، وأنه ائتمنه الله على ما لم يأتمنك عليه، فلابد أن تقدر على الأقل ائتمان الله له، وأن الله اختاره أميناً على الوحي فجعل ذلك تحت يده، فكيف (تغبطه) أنت على ذلك؟!
فالخلاف مذموم، والله أمرنا بالاعتصام جميعا بحبله وذم تفرقنا.
لكن أسئلة هنا ملحة ينبغي أن تطرح:
علام نجتمع يا خلوصي؟
وما مرجعيتنا حال اختلافنا، لنؤوب إليها عند كل نزاع، شريطة أن تكون عند الجميع مرضية؟
وإذا خُيّرنا بين من يدعو إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع قلة أدبه - أي الداعي- وإنصافه، وبين من يدعو إلى بدع ومحدثات مع لين عريكته ودماثة أخلاقه، فأيهما خير أو أقل شرا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 04:24]ـ
"فأقل الناس عقلاً يرى أنه أعقل الناس، ومن هنا فيمكن أن يفهم فهماً، وهذا الذي يراه وهذا الذي أداه إليه اجتهاده فهو معذور فيه، ولو بعث يوم القيامة على ذلك الفهم وهو يعبد الله به لكان معذوراً، لأنه أقر بالكتاب والسنة في رأيه هو، وسلك طريق النجاة في رأيه فهو معذور."
أخانا الفاضل، هذا الكلام فيه تفصيل ضروري كما أرجو ألا يخفى عليك، والا لجاء كل واحد يقول أنا هكذا أفهم ديني فهذا ما أنا به مكلف ولا يلزمني فهم غيري في شيء، حتى وان كان غيره هؤلاء هم الصحابة الذين تلقوا الدين بالسماع من نبينا صلى الله عليه وسلم، والذين هم أعلم بمراد نبيهم من كلامه ممن جاء بعدهم!! ولو أطلقنا كلامك هذا بلا قيد لاستوى المتسنن بالمبتدع في الاعذار مطلقا، وفي سائر أقسام الدين أصولا كانت أو فروعا، ولن تجد مبتدعا الا وعنده منطق يستدل به على باطله ويسوغه له عقله وفهمه، فانتبه لضرورة تقييد هذا الكلام، أكرمك الله ...
وقضية انصاف المخالف لا تعارض لها مع اطلاق الحكم عليه وعلى مخالفته بحسبها - اذا دعت المصلحة الشرعية الى ذلك -، بل حتى وأنت تحذر الناس من دعاة البدع فانك يجب عليك العدل والانصاف في ذلك عملا بقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [المائدة: 8]
ولكن هل من العدل والانصاف أن تميع البدع والضلالات ويمنع الكلام فيها ويمنع بيان الحق للناس وتحذيرهم من أهل الانحراف وما يبثونه فيهم، بدعوى أن هذا ليس في مصلحة المسلمين وأنه هو ما يريده له عدوهم و ... ؟؟ سبحان الله! ان لم يكن على الحق، فعلى أي شيء يراد لهم أن يجتمعوا اذا؟؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 05:02]ـ
"فأقل الناس عقلاً يرى أنه أعقل الناس، ومن هنا فيمكن أن يفهم فهماً، وهذا الذي يراه وهذا الذي أداه إليه اجتهاده فهو معذور فيه، ولو بعث يوم القيامة على ذلك الفهم وهو يعبد الله به لكان معذوراً، لأنه أقر بالكتاب والسنة في رأيه هو، وسلك طريق النجاة في رأيه فهو معذور."
أخانا الفاضل، هذا الكلام فيه تفصيل ضروري كما أرجو ألا يخفى عليك، والا لجاء كل واحد يقول أنا هكذا أفهم ديني فهذا ما أنا به مكلف ولا يلزمني فهم غيري في شيء، حتى وان كان غيره هؤلاء هم الصحابة الذين تلقوا الدين بالسماع من نبينا صلى الله عليه وسلم، والذين هم أعلم بمراد نبيهم من كلامه ممن جاء بعدهم!! ولو أطلقنا كلامك هذا بلا قيد لاستوى المتسنن بالمبتدع في الاعذار مطلقا، وفي سائر أقسام الدين أصولا كانت أو فروعا، ولن تجد مبتدعا الا وعنده منطق يستدل به على باطله ويسوغه له عقله وفهمه، فانتبه لضرورة تقييد هذا الكلام، أكرمك الله ...
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لكن لعل اللبس وقع في قولي:
فأقل الناس عقلاً يرى أنه أعقل الناس، ومن هنا فيمكن أن يفهم فهماً، وهذا الذي يراه وهذا الذي أداه إليه اجتهاده فهو معذور فيه، ولو بعث يوم القيامة على ذلك الفهم وهو يعبد الله به لكان معذوراً، لأنه أقر بالكتاب والسنة في رأيه هو، وسلك طريق النجاة في رأيه فهو معذور
من فهمك أنني أقصد بهذا الكلام العوام، ولعل ما يزيد ذلك إيهاما أنه مرادي ارتباط الكلام بقولي:
فأقل الناس عقلاً يرى أنه أعقل الناس،
وإنما أنا أقصد المجتهد الذي ملك أدوات الاجتهاد ففهم فهما، فهو يعبد الله به يرى أنه الحق.
ومعك حق فعبارتي موهمة، والتعديل كذا:
فأقل الناس عقلاً يرى أنه أعقل الناس.
ومن هنا فيمكن أن يفهم الإنسان (المجتهد المالك لأدات الاجتهاد) فهماً، وهذا الذي يراه وهذا الذي أداه إليه اجتهاده فهو معذور فيه، ولو بعث يوم القيامة على ذلك الفهم وهو يعبد الله به لكان معذوراً، لأنه أقر بالكتاب والسنة في رأيه هو، وسلك طريق النجاة في رأيه فهو معذور.
أما قولك:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقضية انصاف المخالف لا تعارض لها مع اطلاق الحكم عليه وعلى مخالفته بحسبها - اذا دعت المصلحة الشرعية الى ذلك -، بل حتى وأنت تحذر الناس من دعاة البدع فانك يجب عليك العدل والانصاف في ذلك عملا بقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)) [المائدة: 8]
ولكن هل من العدل والانصاف أن تميع البدع والضلالات ويمنع الكلام فيها ويمنع بيان الحق للناس وتحذيرهم من أهل الانحراف وما يبثونه فيهم، بدعوى أن هذا ليس في مصلحة المسلمين وأنه هو ما يريده له عدوهم و ... ؟؟
فهذا ما دندنت أنا حوله، والأمر كل الأمر في تلك المصلحة الشرعية، ما توصيفها؟
وأما قولك: تمييع البدع و الضلالات، فما أظنك تعني أخاك بهذا، وليس في كلامي ما يحتمله، ولا حتى بدلالة الالتزام. (ابتسامة)
ثم فرق بعيد أخي الكريم بين تحذير المسلمين مما يبث فيهم من البدع و الضلالات، وبين الحرب القائمة فيما يسمى بكتب الردود في مسائل فرعية.
وما أظنه خافيا على أحد الإقبال الهائل على كتب الردود، الذي لو كان عشر معشاره في الكتب العلمية التأصيلية، لكان الحال غير الحال.
وما أظنه خافيا أن كثيرا من طلبة العلم يأخذون دينهم من كتب الردود.
وما هو بخاف على أحد، أن المال و الوقت و الجهد الضائع في كثير من هذه الكتب و الأشرطة و الدروس، إن لم يكن ضائعا أصلا فهو على الأقل خلاف الأولى.
فهل تجد مثلا في كتب المتقدمين من أهل العلم كتبا للرد على المجتهدين في الفروع، بله كتب الإسقاط، وفن السب و الشتم والطعن و الجرح.!
أم أن العلماء الأولين ما كان منهم إلا أن يبينوا ما يعتقدونه من الحق، مع عذر من خالفهم؟
ثم لا يخفى على مثلك أخي الكريم، أن كلامي هنا يحتاج إلى ضميمة مهمة، وهي الإجابة الصحيحة عن الأسئلة التي ذيلت بها مشاركتي، فتأملها.
وليس بيننا بحمد الله فيما يظهر خلاف أصلا، سوى تقصيري الأول في تبيين مرادي الذي نبهتني عليه بارك الله لك و فيك.
فالحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 05:27]ـ
أكرمك الله أيها الفاضل .. وكل كلامي بداية من قولي: "وقضية انصاف المخالف ... " وحتى آخر المشاركة، لم أكن أقصدك أنت به وانما قصدت وضعه بين يدي المناقشة في الموضوع اثراءا له، والا فجميع ما ذكرته أنت في تعقيبك لا أخالفك فيه، بارك الله فيك.
وان كنت أرى أن باب الرد والرد على الرد من حيث الأصل لا ضرر فيه، ما دام بين قوم يحسنون صنعة العلم ويحسنون - وهو أصل ضروري هنا - تقدير المسألة بقدرها الصحيح، فلا ينبني ولاء وبراء عندهم على خلاف اجتهادي في مسألة قد وسع الذين من قبلنا الخلاف فيها وفي مثلها .. وما أذمها من نزعة تجدها في بعض المنتسبين الى العلم والى منهج السلف في زماننا أن تراهم يصنفون الردود على مخالفيهم في مسائل فرعية ويكيلون الاتهام والتجريح والسب والنكال بمخالفهم فيها - وهو من أهل السنة مثلهم معلوم عنه ذلك - حتى تجد عناوين الكتب من مثل "السيل الجرار في اقتلاع بدعة فلان الفلاني" أو "السيف البتار على رقبة فلان الفلاني" ونحو ذلك، في مسائل قد يكون الخلاف فيها عند التحقيق سائغا أصلا، وكأنهم يردون على مبتدع من دعاة الضلالة ولا حول ولا قوة الا بالله! ناقشت ذات يوم واحدا من طلبة تلك المدرسة السوداء كان يتهم واحدا من أئمة السنة في زماننا بأنه تكفيري وارهابي وكذا وكذا، فلما أحرجته وأثبت له أن الرجل يبرأ من تلك التهمة براءة واضحة، وأنه - هذا المسكين - ليس على شيء الا تقليد من قلده بلا دراية ولا تحقيق ولا علم، وجدته يرد علي بالدعاء بنحو قوله: "أسأل الله أن يقصم ظهرك أنت وفلان المبتدع هذا الذي تدافع عنه"!!! لدرجة أن الشيخ نفسه المتهم بهذه التهمة لما راح أحدهم يمتحنه في عقيدته وأجاب بالجواب الصحيح، رجع الى شيخه صاحب الاتهام والتجريح ليقول له وجدته يقول كذا وكذا، فما قولك، قال هذه تقية!!!!
فالقصد أن هذه الطائفة المريضة نحن نبرأ الى الله منها، ونعدها من أهل الانحراف المنهجي الخطير ونحذر المسلمين منهم، وطلبتهم من أظلم طلبة العلم نفوسا ومن أضيقهم عقولا وأذمهم تقليدا .. أسأل الله أن يصرف شرورهم عن المسلمين، آمين!
والحاصل أن ما كان من هذا الصنف من تصانيف الردود الفاحشة فهو مذموم، ولو أننا حشونا مكتبات المسلمين بأكوام من ورق الجرائد لربما كان أنفع لهم من أكوام من مثل هذا والله المستعان!!
أما ان كان الرد على النظير المخالف من أهل السنة ردا علميا تقدر فيه المسألة بقدرها الصحيح وتصان فيه حرمة المردود عليه ومنزلته ويحفظ فيه الود والرحمة بينهما وتستصحب فيها دواعي حسن الظن والمحمل الحسن، من غير تبديع بلا محمل ولا وجه، ولا تقريع بفحش وتفحش وغلو وفجور في العبارة، فأحسن بمثل هذا من مادة لاثراء الوسط العلمي وتنشيطه بين أهله!
والمشكلة أيها الفاضل أنه كما غلا قوم في هذا الاتجاه، فقد غلا آخرون في الاتجاه المقابل، وعدوا كل الرد والحوار والجدال شرا مستطيرا من حيث الأصل، أيا كانت مادته وأيا كان حال المتناظرين فيه ونظر كل منهم الى الآخر وتقديره لحجم المسألة وموقعها من بنيان الدين، وما يترتب على الحوار والجدال عند كل منهما ازاء الآخر من مواقف، فنظروا الى حرص حماة السنة على الذب عنها وعلى ابطال فرى وأكاذيب أعدائها من دعاة الضلالة على أنه مساو في مذمته لصنيع تلك الطائفة السوداء التي لا فرق فيها بين متسنن ومبتدع، وبين داعية هداية وداعية ضلالة، فالله نسأل أن يرقنا بصيرة العلم التي نميز بها الوسط الحق الذي هو دين الله، بلا افراط ولا تفريط، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 05:52]ـ
أحسنت أحسن الله إليك يا أبا الفداء
وأنتظر جواب أخينا خلوصي عما طرحته من أسئلة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 09:11]ـ
أحسنت أحسن الله إليك يا أبا الفداء
وأنتظر جواب أخينا خلوصي عما طرحته من أسئلة.
حسنا سيدي أجيبك بإذن الله ... و لكنني و الله ذاهب الآن مضطراً .. !
و لكن لا تقل للفاضل أبي الفداء .. ؟!
بعدين بيساويلي مشاكل:):):)
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 04:07]ـ
........................
إذا اتسع علم الإنسان فهو مدعاة لسعة إنصافه للناس، وما من أحد يتسع علماً إلا اتسع صدره للخلاف، واستطاع أن يدرك أن الآخرين لهم متمسكات.
وقد قال الشيخ محمد أنس اللُبّ حفظه الله وشفاه وعافاه أنه يرى أن قوة العلم تشبه قوة الجهل، يقول: من وصل إلى مستوى رفيع من العلم يصل إلى إنصاف مثل إنصاف الجاهل المطلق.
.............................. .............................
وشيخ الإسلام يقول: من كثر فقهه قل اعتراضه.
ولذلك إنما يقع التعصب من نقص العلم، أما إذا كان الإنسان صاحب اطلاع وسعة علم فإنه لابد أن ينصف الآخرين، وأن يعرف مآخذهم، ...................
.................
لأنه أقر بالكتاب والسنة في رأيه هو، وسلك طريق النجاة في رأيه فهو معذور.
........
ينبغي أن يعلم أن الشيطان يزيده، ويجعل من الحبة قبة، وينفخ فيه نفخاً؛ لأن الشيطان يحب البغضاء ويحب الشحناء بين الناس.
......
وقد شعر بذلك مالك رحمه الله حين كانت المكاتبة بينه وبين الليث بن سعد رحمه الله في مسائل اختلفوا فيها، فكتب إليه مالك: أنه وجد عمل أهل المدينة على تلك المسائل، وأنه لن يعدل عن قولهم، فكتب إليه الليث: أن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرق به أصحابه في الآفاق، وأن أصحابه لم يكونوا كلهم في المدينة، فكتب إليه مالك في الأخير: أن الخلاف في هذه الأمور لا يفسد للود قضية.
فودنا كما هو موصول ورحم العلم موصول بيننا، وكلنا يقدر الآخر ويحترمه، وخلافنا في هذه المسائل لا يفسد للود قضية!
...............
وقد كان الشافعي رحمه الله يقول: ما ناظرت أحداً إلا سألت الله أن يظهر الحق على لسانه، فإن ظهر على لساني خشيت أن أفتن، وإن ظهر على لسان خصمي عرفت الحق ولم أفتن.
..............
لكن أسئلة هنا ملحة ينبغي أن تطرح:
علام نجتمع يا خلوصي؟
وما مرجعيتنا حال اختلافنا، لنؤوب إليها عند كل نزاع، شريطة أن تكون عند الجميع مرضية؟
وإذا خُيّرنا بين من يدعو إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع قلة أدبه - أي الداعي- وإنصافه، وبين من يدعو إلى بدع ومحدثات مع لين عريكته ودماثة أخلاقه، فأيهما خير أو أقل شرا؟
بارك الله فيك أخي الكريم أبا جهاد على هذا الإثراء بهذه العقلية و النفسية التي نحتاجها كثيرا اليوم ....
أما عن أسئلتكم:
فنجتمع على ألا نجتمع يا سيدي؟!
أي نجتمع في صف واحد للذب عن الأمّة و لو لم تتحد الكلمة العلمية .. بل حتى أنه نجنّد في هذا الصف معنا من الألمان و الطليان و الإسبان من أطبائهم و مهندسيهم و ....... !
أما مرجعيتنا فدوما و أبدا الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة على ما نقله الأئمّة العظام ... لا فهمنا الآن الذي أودى بنا في وديان العجائب من فهوم عجيبة تدخل الولاء و البراء في التعامل المصلحي الفقهي ال؟ على حد تعبير أستاذنا ابن الرومية!!
مع التنبيه على أن هذه المرجعية لا تكون إلا عبر أجلّة العلماء لا عبرنا نحن طلاب العلم و العوام .. !!!
أما التخيير فلا يكون إلا بين ما عند هؤلاء و ما عند أولئك ... لا بين هؤلاء و أولئك ...
و شكر الله اهتمامك و غيرتك.
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 07:19]ـ
أين جواب السؤال الأول؟ يا شباب:)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 04:15]ـ
" أشدّ ما يراوغ النفس هو ذلك الأخفى؟! ... فمهما تشخّص بالمجاهدة ...... تخفّى!! خلوصي
بعيدا عن الموضوع شيخنا الكريم و في ظل الظروف الحالية ... أود شكرك على العبارة الجديدة فقبل قليل كنت أجادل انسانا في بر والديه و ان كانا مخطئين و أناه ترفض .. حتى انتهى الموقف بغضب من الطرفين و دخلت هنا فاذا بي أقع على عبارتكم .. و كأنها تجسد الموقف الذي يتكرر من لدن آدم الى يومنا في كل المستويات و الأصعدة ... ففعلا كم نصبح عميانا عن الفروق مهما زاد علمنا ان عمينا عن ملاحظة هذا الأخفى .... و الأكثر اصابة بالعمى ان غفلنا عن أن الخالق فادر على ملاحظة السر و أخفى ... -و هو بلا شك ما غفل عنه ابليس وان كان على علم أن الله به عليم- .. و لا شك أن هذا هو السر في حشر المعرض عن آيات الله و ذكره أعمى .....
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Jan-2009, صباحاً 04:42]ـ
بعيدا عن الموضوع شيخنا الكريم و في ظل الظروف الحالية ... أود شكرك على العبارة الجديدة فقبل قليل كنت أجادل انسانا في بر والديه و ان كانا مخطئين و أناه ترفض .. حتى انتهى الموقف بغضب من الطرفين و دخلت هنا فاذا بي أقع على عبارتكم .. و كأنها تجسد الموقف الذي يتكرر من لدن آدم الى يومنا في كل المستويات و الأصعدة ....
أصبت الكبد أستاذنا بهذه العبارة ....
و قد أثرتم شجوني .. ! فالبحث الذي أشرت إليه ذات يوم عن الأخفى يبرز تلك المستويات كافة من البيت إلى العلاقة في الجماعة الواحدة إلى العلاقة بين الجماعات ... ثم الحضارات ... و المواقف من الآراء و العقائد و التصورات ... حتى لا يترك أي منشط فيه للإنسان وجود؟!!؟
و لكن البحث كان على قرص مرن!! أرأيت متخلفا أكثر مني؟! و خرب القرص! فإلى أن يبث الله عز و جل الإرادة في نفس أهلي مرة أخرى في صفه على الحاسب ....
و المقولة الجديدة هذه مقطع صغير من قطعة أكبر كتبتها منذ أيام فقط عن معاناة و ألم ... و لكنني خفت من إملال القراء بها عن الأخفى فتريّثت في إضافتها إلى المقولات!
و بارك الله فيكم يا أستاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 04:51]ـ
و فيكم بارك الله شيخنا الكريم أنا عن نفسي متابع لاستنباطاتكم من الكتاب والسنة و الواقع و محتاج اليها وقاني الله و اياكم شرور أنفسنا
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 09:36]ـ
تخجلني دوما بتواضعك أستاذنا
و تفرحني بانطباعاتك التي أحتاجها للتشجيع شرط ألا تتركوا الدعاء أن يقيني الله عز و جل و إياكم شرور أنفسنا ... اللهم احفظ سيدي ابن الرومية هذا الجميل.
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 03:09]ـ
عزيزي خلوصي.
أتذكر أحد أساتذتي ونحن صغار ينهرنا ويصرخ في وجوهنا ويقول: كونوا بشوشين!
ـ[الروض الباسم]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 04:08]ـ
س: ما حكم ما يجري اليوم على وسائل الإعلام و الشبكة من الردود و الجدالات و السباب و الاتهامات التي تهيج المسلمين بكافة طوائفهم على بعضهم بعضاً؟
ج: 1 - إن كان ما يجري بين أهل السنة مع المبتدعة فهو جهاد.
2 - وإن كان مع أهل السنة بعضهم البعض فهو بغي فوجب على كل واحد منهم تقديم بينته ومن كانت بينته موافقة للكتاب والسنة وجب على الآخر إتباعه.
فالحل الأمثل لإنتهاء ما يجري هو جعل الكتاب والسنة حكمين بين الناس، لا قول فلان وعلان
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[10 - Jan-2009, صباحاً 11:56]ـ
السؤال الأول:
ما حكم ما يجري اليوم على وسائل الإعلام و الشبكة من الردود و الجدالات و السباب و الاتهامات التي تهيج المسلمين بكافة طوائفهم على بعضهم بعضاً؟؟؟ [/ center]
أهلاً خلوصي. جواب سؤالك هذا موجود في القرآن ياعزيزي. وهو أن الاختلاف في الدين علاجه الرد إلى الله والرسول، وبيانها بالعلم والدليل والحجة والبرهان والصبر على ذلك، وليس الصمت عن هذه الاختلافات والاشتغال بشؤونك الشخصية –كما يتوهم بعض الطيبين- فهذا من الفرار يوم الزحف ومن خذلان الله ورسوله، وغاية مايمكن أن يقال إن الصمت عن المحدثات رخصة لمن عجز عن البيان لا أنه مطلوب محبوب شرعاً!! فانظر كيف تحولت الرخصة إلى واجب، هذا كمن حول أكل الميتة إلى واجب على من يجد الطيبات!
قال تعالى:
(فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)
ولم يقل فإن تنازعتم فاسكتوا وليشتغل كل برأيه.
وقال سبحانه:
(ومَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)
ولم يقل فليبق كل على حكمه.
وقال سبحانه:
(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)
ولم يقل فلينشر كل شخص رأيه الخاص بلا اعتراض من غيره.
وقال سبحانه:
(فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)
ولم يقل حتى يستقل كلٌ شخص برأيه فيما شجربينهم.
والمجادلة بالعلم للذب عن الوحي مطلب شرعي، وقد كان الرسل يكثرون منه كما قال تعالى عن نوح:
(قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا)
وقد بين تعالى أن الاختلاف في الدين سيقع، وبين أن طائفة واحدة فقط هي التي ستتبع الحق كما قال تعالى:
(فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ)
وهذا الجدال بالعلم من أجل الرد إلى الله ورسوله يتحقق به مقصود الشارع العظيم وهو إظهار الهدى ودين الحق على الدين كله، كما قال تعالى في ثلاثة مواضع في القرآن:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [التوبة، الفتح، الصف]
والله سبحانه وتعالى يختبرنا ويمتحننا هل ننصره ورسله ونذب عنهم أم نخذلهم في هذه القضايا، كما قال تعالى:
(وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ)
هذا هو حكم الله؛ إن كنا فعلاً ننقاد ونخضع ونسلم وننصاع لحكم الله ورسوله، وليس لما تهواه نفوسنا من الاستراحة إلى الروحانيات الشخصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
منهج القرآن ليس الصمت عن الاختلافات في الدين تسرح وتمرح، بل تحكيم الوحي في هذه الاختلافات، وبيانها بالعلم والبرهان والحجة، والصبر على ذلك.
والله يرعاك.
أشعث الساقة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 11:37]ـ
يا ايها العزيز مسنا و أهلنا الضر!!
أنت تفترض إذن أن من يقوم الآن بمثل ما تدعو إليه من البيان هم أهل لذلك فكرا و فقها و قلبا و تربية!؟
خذ يا سيدي هذه الدساتير العلمية الفكرية التربوية من قلب مستبصر بالبصيرة الربانية لتعلم أن الجهاد القتالي نفسه متوقف على تحقق شروط أدناها ألا تلقي بجيشك إلى التهلكة!؟
جاء في رسالة الأخوة:
...........
.......
^ الدستور الاول:
عندما تعلم انك على حق في سلوكك وافكارك يجوز لك ان تقول: ((ان مسلكي حق او هو افضل)) ولكن لا يجوز لك ان تقول: ((ان الحق هو مسلكي انا فحسب)). لان نظرك الساخط وفكرك الكليل لن يكونا محكاً ولا حكماً يقضي على بطلان المسالك الاخرى، وقديماً قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا (1)
^ الدستور الثاني:
((عليك أن تقول الحق في كل ما تقول، ولكن ليس لك ان تذيع كل الحقائق. وعليك أن تصدق في كل ما تتكلمه، ولكن ليس صواباً ان تقول كل صدق)).
لان من كان على نية غير خالصة ـ مثلك ـ يحتمل ان يثير المقابل بنصائحه فيحصل عكس المراد.
^ الدستور الثالث:
ان كنت تريد ان تعادي احداً فعاد ما في قلبك من العداوة، واجتهد في اطفاء نارها واستئصال شأفتها. وحاول ان تعادي من هو اعدى عدوك واشد ضرراً عليك، تلك هي نفسك التي بين جنبيك. فقاوم هواها، واسع الى اصلاحها، ولا تعاد المؤمنين لاجلها. وان كنت تريد العداء ايضاً فعاد الكفار والزنادقة، فهم كثيرون. واعلم ان صفة المحبة محبوبة بذاتها جديرة بالمحبة، كما ان خصلة العداوة تستحق العداء قبل أي شئ آخر.
وان اردت أن تغلب خصمك فادفع سيئته بالحسنة، فبه تخمد نار الخصومة. اما اذا قابلت اساءته بمثلها فالخصومة تزداد. حتى لو اصبح مغلوباً ـ ظاهراً ـ فقلبه يمتلئ غيظاً عليك، فالعداء يدوم والشحناء تستمر. بينما مقابلته بالاحسان تسوقه الى الندم، وقد يكون صديقاً حميماً لك، اذ ان من شأن المؤمن ان يكون كريماً، فان اكرمته فقد ملكته وجعلته اخاً لك، حتى لو كان لئيماً ـ ظاهراً ـ الا انه كريم من حيث الايمان، وقد قال الشاعر:
اذا انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا (2)
نعم، ان الواقع يشهد: ان مخاطبة الفاسد بقولك له: ((انك صالح، انك فاضل .. )). ربما يدفعه الى الصلاح وكذا مخاطبة الصالح: ((انك طالح، انك فاسد ... )). ربما يسوقه الى الفساد، لذا استمع بأذن القلب الى قوله تعالى:
} وَاِذَا مَرّوُا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً {(الفرقان: 72).
} وَاِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتغْفِروُا فَاِنَّ الله غَفُورٌ رَحيمٌ {(التغابن: 14)
وامثالها من الدساتير القرآنية المقدسة، ففيها التوفيق والنجاح والسعادة والامان.
فهل ترى في هؤلاء المتصدين لمسائل الأمة الكبار انقيادا إلى شيء منها!؟؟
ـ[أشعث الساقة]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 02:43]ـ
الدستور الاول:
عندما تعلم انك على حق في سلوكك وافكارك يجوز لك ان تقول: ((ان مسلكي حق او هو افضل)) ولكن لا يجوز لك ان تقول: ((ان الحق هو مسلكي انا فحسب)).
حسناً عزيزي خلوصي .. لنقرأ هذا الكلام بهدوء .. ولنحاول أن نحلل نتيجته بمنطقية:
مؤدى هذا الكلام أنه يجوز أن تقول في نفسك: أن إيماني بوجوب إفراد الله في العبادة، وإثبات أسمائه وصفاته، وأن كل عبادة لم يقرها النبي فهي محدثة مذمومة، ووجوب تعظيم أصحاب النبي والكف عنهم، وأن الدعوة لفصل الشريعة عن السياسة باطل، وأن الحرية المطلقة عن قيود الشريعة باطلة، الخ يجوز لي أن أقول إن إيماني بهذه الحقائق كلها هو حق.
لكن لايجوز لي أن أقول إن المسلك الآخر الذي يعطل الصفات، أو يتعبد بالمحدثات، أو يسب الصحابة، أو يدعو للعلمانية والليبرالية الغربية، أنه على باطل وأنه على خلاف الحق.
هذا هو مؤدى الدستور الذي ذكرته، فهل تقر هذه النتيجة ياعزيزي؟
وفقك الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Jan-2009, مساء 09:14]ـ
إنه أيها العزيز يتكلم عن الجماعات الإسلامية السنية
في ساحة الحرب غير المرئية
و الزمن زمن استضعاف الأمة الإسلامية
و قد تداعت عليها الأمم الكفرية الحربية
..... ؟!؟
فما رأيكم بالاسس الاخرى الذهبية يا اشعث الساقة يا غريب الاسم ... يا طيب الطوية؟!(/)
أمانة عالم وشذوذ مجلس!!
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 05:35]ـ
http://img91.imageshack.us/img91/7438/supportxg4.gif (http://www.nousra.net/istibyan/index.php)
..:: اضغط هُنا للتوقيع في دفتر المُطالبة بفتح دور القرآن:: .. ( http://www.nousra.net/istibyan/index.php)
( عدد دور القرآن التي أُغلقت منذ العشر الأواخر من شهر رمضان لحد الآن 60 داراً)
.. :: دور القرآن المُغلقة:: .. ( http://www.nousra.net/wp/liste)
-------------------------------------
أمانة عالة وشذوذ مجلس
الحمدلله ناصر عِباده المستضعفين، وصلى الله وسلم على الصادق الأمين، محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأصحابه البررة الغر الميامين، ومن اقتفى أثرهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين، وبعد:
لقد فوجئ العاملون في حقل الدعوة إلى الله تعالي في العالم بالحملة الظالمة التي بدأها المجلس العلمي في المغرب على العالِم الرباني الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي والتي كانت مقدمة لإغلاق مؤسساته التعليمية والدعوية حيث اتهموا فضيلته بالشذوذ والإنحراف في قوله بجواز تزويج الآباء بناتهم الغير البالغات بضوابط شرعية. والحقيقة المرة أن هذا الهجوم على الشيخ هو طعن في الشريعة وعدالتها، باعتبار أن هذا الحكم ليس فتوى شاذة للشيخ، وإنما هو حكم شرعي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، ولم يخالف فيه أحد من علماء مذاهب أهل السنة المعروفة بما فيهم المالكية التي يتبجح هذا المجلس بالانتماء إليهم، والعجيب من أمر هذا المجلس أنه لم يقف عند حد الاعتراض على تزوبج غير البالغات، وإنما تجاوز إلى منع زواج البالغات قبل سن الثامنة عشر، وهذا مخالف للشرع القويم والمنطق السليم والفطرة الإنسانية، ويفتح باب الفتنة بين الجنسين على مصراعيه، حيث من المعلوم فطريا أن الشهوة تثور لدى الجنسين قبل هذا السن بسنوات طويلة، وسد باب الزواج الشرعي قبل هذا السن للقادرين ماديا وجسديا يعني تمهيد الطريق للإنحراف السلوكي والأخلاقي. والذين سنوا هذا القانون في بلادهم من غير المسلمين يُدركون هذه الحقيقة ولكنهم لا يُمانعون من ارتكاب الفاحشة وممارسة الرذيلة بين الجنسين إذا كان بالتراضي، بينما الإسلام يحرم ذلك ويجرم الفاعلين، ففي الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) فعلق الزواج بالقدرة وليس بالسن. ومثل هذا الحكم الشرعي الثابت بنصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة لا تمتلك أي جهة سياسية أو دينية حق العبث فيه وإجماعها على تغييره لا يكسبه أي شرعية عند الله تعالى، بل يدخل تحت قوله تعالى {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ}، ويشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم (ألا وإن كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع) رواه مسلم.
وإذا كانت مجتمعاتنا اليوم تعانى من انحراف بعض الآباء في تطبيق هذا الحكم الشرعي واستغلاله بطريقة خاطئة كتزويج صغيرات السن ممن بلغ من الكبر عتيا لأغراض مادية فإن من حق المحاكم الشرعية التدخل وحماية حقوق البنات وتأديب هؤلاء الآباء وفق الشريعة الإسلامية، كما أن ارتفاع نسب الطلاق في العالم الإسلامي لا يرجع إلى تزويج البالغات دون سن الثامنة عشر، وإنما إلى كثرة الفساد الأخلاقي الذي تروج له كثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وشيوع الاختلاط المستهتر وانتشاره بين الجنسين في المؤسسات التعليمية والثقافية وأماكن العمل، وقد رأينا في الأيام الماضية ما صنعته بعض المسلسلات التركية الهابطة التي عرضتها بعض الفضائيات العربية والتي تقوم على الإباحية المطلقة والترويج للفاحشة والرذيلة والتهوين من شأنها، فكم أفسدت من نفوس وكم شتت من أسر وكم تسببت في حالات طلاق كثيرة من المحيط إلى الخليج. فإذا أراد القائمون على شؤون المسلمين الحد من التشتت الأسري والانهيار الخلقي فليبدأوا بإصلاح المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية على ضوء الكتاب والسنة لتبدأ مسيرة الإصلاح الحقيقية في المجتمعات الإسلامية وليس بإغلاق المؤسسات والجمعيات الدعوية والتربوية الإيمانية وإفساح المجال لفلول الشيوعيين وشراذم العلمانية بالعبث بأحكام الشريعة الإسلامية والقفز فوق ثوابتها فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخلل والإضطراب. قال تعالى: {َأنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} وقال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، أما الشيخ المغراوي -حفظه الله- فما عهدناه إلا عالما ربانيا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ملتزما بهدي الكتاب معتصما بالسنة النبوية مقتفيا أثر سلف هذه الأمة من خير القرون، ويستحق من المسلمين كل حب وتقدير واحترام، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، وقال عليه الصلاة والسلام: (ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه). وعلى المجلس العلمي أن يثوب إلى رشده ويتوب إلى ربه ويعلن إعتذاره الصريح عما بدر منه من اساءات اتجاه فضيلة الشيخ المغراوي.
ونتمنى أن تكون هذه المحنة حافزا لهذا العالم الجليل على مزيد من الصبر والثبات والصدع بالحق. وفي الختام لا يسعني إلا أن أدعوا الله تعالى أن يوفق حكام المسلمين للعمل بشريعته وإقامة العدل بين شعوبهم وأن يهدي علمائنا سواء السبيل ويثبتهم على الحق المبين. قال تعالى {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}.
كتبه الشيخ أبو عبادة فواز جنيد
الخميس 10 شوال 1429
09 أكتوبر 2008
لاهاي - هولندا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 06:45]ـ
المجلس العلمي في المغرب كومة من المنافقين إلا من رحم الله ...
أين هي فتواهم في ابن والي كلميم الذي ساق سيارته سكرانا في نهار رمضان وقتل مواطنا .. وقبل أيام تم الافراج عنه بعد مسرحية مضحكة مبكية في المحكمة ...
أين هي فتوى هذا المجلس المنافق في اليعقوبي صهر الملك .. الذي أطلق الرصاص على شرطي مرور طلب منه وثائقه وأوراقه .. فماكان منه إلا أن يسبه ويسب الشعب المغربي وقال له أنتم غي بخوش=حشرات .....
تبا لمجلس منافق لايتحرك إلا إذا حركه بنو علمان من أبناء فرنسا ..
أين هي فتاواهم وأقوالهم في مؤتمرات الشذوذ والدعارة في مراكش وأكادير وتيفنيت .. والصويرة ...
تبا لكم ولماتعبدون من دون الله .. أف لكم .. ياأوغاد .. حرمتم عشرات الالاف من الشباب الصغار من دور تحفظ كتاب ربنا وسنة نبينا .. حرمتم الالاف من النساء اللائي كن يتعلمن مبادئ الدين ويتعلمن القراءة والكتابة ..
أف لكم .. فوالله إن طفلا صغيرا من دار القران أشرف منكم ومن أزلامكم ..
لماذا لم تطالبوا ايها الاوغاد بإغلاق الحانات والملاهي الليلية وبيوت الدعارة التي ملئت مراكش. وأكادير والدار البيضاء وجل المدن المغربية .... لماذا لم تطالبوا بإغلاق دور النشر التي تطبع كتبا تسب الإمام البخاري وأئمة الاسلام قديما وحديثا .. صحف وجرائد تلوك أعراض أئمتنا وعلمائنا ليل ونهار فما نسمع لكم شيئا ..
تدعون أنكم على مذهب الإمام مالك .. كذبتم وخسأتم أيها الأوغاد .. الإمام مالك كان معظما للقران يامغلقي دور القران ... الإمام مالك كان معظما للسنة ياعلماء السلاطين وعلماء البلاط .... والله أنتم أحقر من أن ينسب إليكم شيء من العلم أو الفقه .. بل أنتم إلى العهر الفكري والتسول الديني أقرب ...
نفثة مصدور من أخيكم إمام الأندلس الذي تربى في دار القران وعرف الاسلام من دار القران ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 06:50]ـ
دعوني أفجر مافي قلبي من غيظ فوالله أكتب والدماء تغلي في عروقي ..
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 07:14]ـ
اللههم عليك بالكافرين و الظالمين.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 08:28]ـ
نسأل الله جل وعلا أن يكشف الكربة ويرفع الغمة عن أهل السنة في المغرب ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 08:36]ـ
نسأل الله جل وعلا أن يكشف الكربة ويرفع الغمة عن أهل السنة في المغرب ...
آمين
لاحول ولاقوة الا بالله
# حذف المشرفُ الرابط# لعلك تستبدله بغيره ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
آمين
لاحول ولاقوة الا بالله
# حذف المشرفُ الرابط# لعلك تستبدله بغيره ..
أبكيتني وأدميت قلبي غفر الله لك ..
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:16]ـ
واياك يااخي والله لااحدمن اهل الحق سلم من الغبن والتهميش والسبب ارتفاع اسهم هؤلاء الرويبضه في سوق العماله والتبعيه لغير الله
وهذا احدهم لاحظ كيف يؤول اكاذيبه ويحرض على الحق
http://www.truveo.com/%D8%A7%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%88 %D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%83%D8%B0%D8%A8-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%81 %D9%89/id/2291452139
ـ[باعث الخير]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:22]ـ
تدعون أنكم على مذهب الإمام مالك .. كذبتم وخسأتم أيها الأوغاد .. الإمام مالك كان معظما للقران يامغلقي دور القران ... الإمام مالك كان معظما للسنة ياعلماء السلاطين وعلماء البلاط .... والله أنتم أحقر من أن ينسب إليكم شيء من العلم أو الفقه .. بل أنتم إلى العهر الفكري والتسول الديني أقرب ...
صدقت والله
يبدوا ان بلاد المسلمين كلها قد ابتليت بأمثال هؤلاء فعندنا في مصر اصبح التضيق على المساجد والعلماء في حين فتح المجال لعباد الصليب
وغير هذا كثير
اللهم عليك بالطغاة والمنافقين
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:33]ـ
حبذا لو كان العنوان ... أمانة عالم .. ونذالة مجلس ..(/)
فقه الجهاد
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 06:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع تدرج لمواضيع أخرى قادمة أظهر فيها ماأتبناه من فكر حتى يرد علىّ فيما أخطىء
فسأجمع أقوال العلماء التى بناءاً عليها أرى أن تنظيم القاعدة كما شبه أحد الإخوة رجالها لو كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيننا لكانوا أحبابه وصحابته،
النقطة الأولى وأعتقد لا خلاف فيها ولكن للتدرج حول جهاد المرأة ..
هل يجوز للمرأة أن تجاهد مثل الرجل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما جهاد المرأة فالأصل أنه غير واجب، لأن من شروط وجوبه الذكورة، قال خليل: وسقط بمرض وصباً وجنون وعمى وعرج وأنوثة ...
وقد يجب الجهاد على المرأة إذا فاجأ العدو القوم، ولم يستطيعوا الدفاع دون مشاركة النساء، قال خليل: وتعين بفجء العدو وإن على امرأة ...
وأما عن مطلق جوازه للنساء فإنه مباح لهن، فقد ثبت أن نسيبة أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها شاركت في القتال يوم أحد دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب، وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم.
ولا شك أن هذا الفعل جهاد.
ولكن لا يتصور أن المرأة في الجهاد ستكون مثل الرجل في كل شيء لما تحتاجه هي من زيادة الستر والابتعاد عن إثارة الفتنة ونحو ذلك.
والله أعلم.
ما دور المرأة في الجهاد في سبيل الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الجهاد يكون بالحجة والبرهان، ويكون بالمال، ويكون بالنفس، فأما الجهاد بالحجة والبرهان وبالمال فإن المرأة فيه مثل الرجل، فعليها أن تدعو إلى الله تعالى، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة والحسنة. قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) [التوبة:71] وقال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) [آل عمرآن:110] وقال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) [يوسف:108] وهذا عام في الرجال والنساء.
وكذا على المرأة أن تنفق من مالها في سبيل الله تعالى على الجهاد والمجاهدين، وقد حصل من ذلك الكثير في جهاد سلف هذه الأمة، ومن ذلك ما حصل عندما حضَّ النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك على الجهاد ورغب فيه، وأمر بالصدقة ورغب الأغنياء في ذلك، فحملت إليه صدقات كثيرة، وأتت النساء بنصيبهن من ذلك. وأما الجهاد بالنفس فتارة يكون فرض عين. وتارة يكون فرض كفاية، فيكون فرض عين إذا هجم العدو على المسلمين في ديارهم أو احتل جزاءً من بلادهم، أو حصل استنفار عام من إمام المسلمين أو ولي أمرهم، ويكون فرض كفاية فيما سوى ذلك من الحالات العادية.
فإن كان الجهاد واجباً وجوباً عينياً وجب على المرأة المشاركة فيه، والقيام بأقصى ما تستطيعه من هجوم ودفاع وأعمال أخرى. ولا يقتصر دورها فيه على شيء معين، ولا تتوقف مشاركتها فيه على إذن الزوج لأن فروض الأعيان -مثل الصلاة المفروضة وصيام رمضان- لا يملك الزوج منع الزوجة منها.
وإن كان الجهاد واجباً وجوباً كفائياً فلا يجب على المرأة المشاركة فيه، وإن خرجت له جاز لها ذلك وتثاب عليه، ويكون دورها هو القيام بخدمة المجاهدين، وصنع الطعام، لهم ومداواة مريضهم، وإسعاف جريحهم ونحو ذلك. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج بالنساء في غزواته لهذا الغرض.
ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين بالماء، ويداوين الجرحى.
وفيه أيضاً عن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي صحيح البخاري عن الربيع بنت معوذ قالت: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ونخدمهم، ونردُّ الجرحى والقتلى إلى المدينة. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة. وعصر الصحابة حافل بمثل هذه الوقائع.
ويجوز للمرأة في هذه الحالة حمل السلاح دفاعاً عن نفسها لوهجم العدو عليها، ففي صحيح مسلم أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجراً فكان معها، فرآها أبو طلحة فقال يا رسول الله: هذه أم سليم معها خنجر. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما هذا الخنجر؟ "فقالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضحك.
ثم إن قتلت المرأة أو ماتت في الجهاد فهي شهيدة - إن شاء الله تعالى- مثل الرجل لعموم الأدلة.
والله أعلم.
هل يجوز للنساء المشاركة في القتال باستخدام الأسلحة، فهل هذا كان معهوداً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو التابعين أو أتباعهم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لمشاركة النساء في القتال حالتين:
الأولى: أن يدهم العدو ديار المسلمين، ويهاجمهم في عقر دارهم، ففي هذه الحالة يجب على كل أحد قادر على حمل السلاح -كبيراً كان أو صغيراً ذكراً كان أو أنثى- أن يحمل السلاح، ويدافع عن حوزة المسلمين، ويقاتل عدوهم. وكذلك من لم يقدر على حمل السلاح، وقدر على أمر آخر مما يعين على دفع العدو، وصد هجومهم فعليه أن يقوم بما قدر عليه.
الحالة الثانية: أن يغزو المسلمون عدوَّهم، وفي هذه الحالة يجوز للنساء أن يخرجن مع الجيش الكبير الذي لا يخشى أن يقهرهم عدوهم، ويسبوا من معهم من النساء.
قال ابن عبد البر: وخروجهن مع الرجال في الغزو مباح إذا كان العسكر كثيراً تؤمن عليه الغلبة. وهذا قول عامة أهل العلم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الحديث الصحيح، فقد خرج بنسائه ونساء المؤمنين في غزوات عدةٍ، واستمر العمل على ذلك في جيوش المسلمين. وكان النساء يقتصر دورهن ـ في الغالب ـ على مداواة الجرحى والمرضى، ومناولة الطعام والشراب، وإذا احتيج إليهنَّ لحمل السلاح والقتال فعلن ذلك، خصوصاً في هذا العصر، الذي تطورت فيه آلة الحرب، وأصبح بإمكان المرأة أن تقاتل العدو وهي في بلدها.
لكن إن خرجت ففي حدود ما يلائم طبيعتها، ويحتاج إليها، كما فعلت أم عمارة نسبية بنت كعب الأنصارية النجارية يوم أحد أمام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي قتال مسيلمة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، ويروى أنها جرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقطعت يدها.
فالمدار على الحاجة، وعلى أمانهن من السبي والأسر. والأصل أن الحرب من شئون الرجال وواجباتهم، وليس على النساء جهاد، إلا جهاداً لا قتال فيه كالحج والعمرة، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من تكريم الإسلام للمرأة، والاحتياط في صيانتها. ولتتفرغ لتربية الأجيال وتنشئة الأبطال. وبغير تبادل هذه الأدوار تفسد الحياة، وتنتقض مقاصد الشرع.
والله أعلم.
مركز الفتوى
للموضوع بقية ونمازج ونظر فى مسائل فقهية
يتبع بإذن الله
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 06:41]ـ
سؤال
هل يجوز للمرأة القيام بعمليات إستشهادية؟؟
بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الجهاد يصبح واجبا إذا دخل العدو أرضا للإسلام على الرجل والمرأة، وعلى الصغير والكبير، وعلى كل طوائف البلد حتى تتحرر أرض الإسلام ممن اغتصبها،ولا فرق في ذلك بين رجل وامرأة،والعمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون هي نوع من الجهاد، بل هي من أعلى درجاته، والمرأة المسلمة التي تقدم على مثل هذا الفعل لها نفس الثواب الذي للرجل، فثواب الأعمال الصالحة يتساوى فيه الرجل والمرأة، وعلى هذا فالعمليات الاستشهادية النسائية نوع من الجهاد في سبيل الله.
يقول الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر:
يجب أن يعلم الجميع فى مشارق الأرض ومغاربها أنه إذا وطئ العدو أرضا من أراضى المسلمين ولو شبرًا واحدًا لاحتلاله واغتصابه، أصبح الجهاد فرض عين على الرجل والمرأة والعبد والسيد، فتخرج هنا المرأة بدون إذن زوجها والعبد بدون إذن سيده، حتى المدين يخرج بدون إذن دائنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعمليات الاستشهادية النسائية عمل مشروع، ولا خلاف فيها بما أوجبه الإسلام على المرأة وتوافرت فيه شروط فرضيته بالنسبة للمرأة أو الرجل على السواء.
وموت المرأة فى المعركة شهادة فى سبيل الله، وتنال ثواب المجاهدين الشهداء من الرجال.
وإذا انتهكت الأعراض وسلبت الأرض فماذا تنتظر المرأة؟! هل تسكت، لكى يأتى عليها الدور فى الانتهاك؟ كما أن نساء المسلمين فى العهود الأولى كن يجاهدن فى الأمور التى تسند إليهن مثل التمريض وتقديم العون للرجال فى الحرب وأحيانًا كن يقمن بالجهاد مثل الرجل، فعمة الرسول صلى الله عليه وسلم نزلت من حصنها وقاتلت رجلاً من الكافرين كان قد تسلق حصن النساء وقتلته لكنها التزمت بآداب الإسلام فى عدم الكشف عن الرجل، وتعريته ونزع سلاحه وطلبت من حسان بن ثابت ان يذهب وينزع سلاح هذا الكافر.
وأسماء بنت يزيد السكن شاركت فى إحدى المعارك ضد الروم، وقتلت بعمود خيمتها رجالاً من الروم.
فهذه نماذج نقدمها مع هذه الشهيدة الفلسطينية للعالم أجمع وللفتيات المسلمات، ليعلموا أن المرأة المسلمة دورها هام وكبير فى مسألة الجهاد ضد المعتدين المغتصبين.
ويقول الشيخ السيد وفا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر:
إذا داهم الأعداء بلادنا وجب الجهاد على الرجال والنساء، وتخرج المرأة بدون إذن وليها وهذا عذر عام للمرأة أن تخرج فيه للجهاد دون إذن أحد.
وقد سجل التاريخ الإسلامى مواقف مجيدة لكثير من النساء المسلمات المجاهدات، وجهاد المرأة قد يكون ماديًا وقد يكون معنويًا، ونفسيًا، بل لقد اشتركت بعض النساء المسلمات فى ميدان المعارك المسلحة أمثال: السيدة عائشة زوجة الرسول وأم سليم والربيع بنت معوذ وأم عطية الأنصارية ونسيبة بنت كعب.
فقد ورد عن أنس (رضى الله عنه) لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولقد رأيت عائشة بنت أبى بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها فى أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفر غانها فى أفواه القوم.
وتقول أم عطية الأنصارية "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم وأصنع لهم الطعام، وأداوى الجرحى.
وما قامت به هذه الفتاة المسلمة المجاهدة من عمل استشهادى يعد رسالة خطيرة وجديدة للإسرائيليين بأن المسلمين مستمرون فى جهادهم حتى استرداد الأرض حتى لو قتل الرجال فسوف تقوم النساء بما يقوم به أعتى الرجال.
ويقول الشيخ محمد الجزار عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف:
إن هناك صفحات ناصعة من تاريخ الجهاد النسائى تبرهن على مدى مشروعية العمل البطولى الذى قامت به هذه الفتاة.
فعن الربيع بنت معوذ قالت: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقى القوم ونخدمهم ونداوي الجرحى والقتلى إلى المدينة.
ووقفت نسيبة بنت كعب بجانب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهى تحمل السلاح وتحارب الأعداء حين انهزم المسلمون بسبب مخالفتهم الخطة التى رسمها الرسول وكان لصمود الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعدد من المسلمين ونسيبة الفضل فى عودة المسلمين إلى ميدان المعركة.
ومن قبل قامت أسماء بنت أبى بكر بدور الفدائية والبطولة فقد كانت تراقب الكفار أثناء هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم يرافقه أبوها. وقد شقت خمارها نصفين، فكانت تضع فى أحد النصفين الطعام للرسول ولأبيها وتقوم بتوصيله لهما ولذلك سميت بذات النطاقين.
وقامت خولة بنت الأزور بأدوار بطولية فدائية تحت قيادة خالد بن الوليد فى حرب الروم. فقد قامت بعمل فدائى رائع حينما أنقذت شقيقها (ضرار) من أسر الروم، ومما يؤثر عنها أنها حاربت فى إحدى المعارك وهى ملثمة وأبلت بلاءً حسنًا فى القتال، فأعجب خالد بشجاعتها وبعد انتهاء المعركة طلبها وهو يعتقد أنها رجل وأخذ يسأله من يكون فأنكرت ولما رفع اللثام عن وجهها عرف أنها امرأة.
وهذا يؤكد أن خولة كانت تجاهد فى سبيل الله ولنصرة المسلمين، وإعزاز الإسلام لا طلبًا للشهرة والفخر ولا الوصول
على مراكز القيادة، ولا للحصول على الأوسمة والنياشين.
ونذكر عنصرًا جديدًا من عناصر الجهاد النسائى وهى زوجة سيف الدين قطز سلطان مصر، حيث ذهبت معه لملاقاة العدو، وكانت تحرس زوجها بقلبها وعقلها وعينيها، وبينما كان زوجها يقاتل الأعداء فى شجاعة وبسالة أدركت بحسها وبذكائها أن التتار يدبرون مؤامرة لقتل زوجها فقذفت بنفسها أمام زوجها لتحميه ممن يشددون عليه لقتله شخصيًا كى يضعف عزيمة المسلمين بقتل قائدهم الشجاع فأصابتها الطعنات فسقطت وهى تسبح فى دمائها وماتت شهيدة وقد أفدت زوجها والجيش الإسلامى بحياتها.
وهذه نماذج حية من جهاد المسلمات ضد أعداء الإسلام والمغتصبين لأرض المسلمين ونحن بدورنا ندعو كل بيت فى فلسطين أن يفتخر بهذه الشهيدة التى تحدت قوى الطغيان فى العالم.
والحمد لله، أن دماء المسلمين مازالت دفاقة، والإسلام مازال يغذى الروح والحمية فى نفوس الشباب وفتيات الأمة، اللهم أجمعنا معها فى جنات النعيم.
والله أعلم
يتبع بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 06:42]ـ
ماحكم سفر المرأة للجهاد؟
روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت:قلت يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم جهاد لا قتال فيه - الحج والعمرة).
هذا معناه أن الجهاد ليس فرضا على المرأة إلا إذا أصبح عينا عليها وواجب وسبق فى الفتاوى بيان صور ذلك واستشهاد بصور للصحابيات رضى الله عنهن ..
عندما يكون الجهاد فرض كفاية، يعذر في ترك الجهاد من يلي:
1 - المرأة لا تخرج بدون إذن زوجها.
2 - العبد لا يخرج بدون إذن سيده.
3 - الولد لا يخرج بدون إذن والديه.
4 - المدين لا يخرج بدون إذن دائنه.
أما الحالة الأولى وهي المرأة، فالأصل أنه لا جهاد عليها، وإن أرادت الجهاد عليها أن تستأذن زوجها في ذلك، فإن أبى فلا تخرج بدون إذنه. وبالطبع لا تسافر وحدها. هذا في حالة ما إذا كان الجهاد فرض كفاية. أما إذا تعين الجهاد، وكانت أرض الجهاد في نفس بلد المرأة، فتخرج دون إذن زوجها. لأن الجهاد وقتها يكون فرض عين وطاعة الزوج فرض عين، أما نفع الجهاد فعام ونفع طاعة الزوج خاصة فيقدم الخاص على العام، فتخرج بدون إذن زوجها.
يفهم من ذلك إن كان فرض كفاية وأرادت السفر لابد من إذن المحرم وسفر محرم معها.
وكذلك إن كان فرض عين على بلد للدفع عن بلد آخر تخرج مع ذى محرم
أما إذا كان فرض عين على أهل البلد للمرأة فتخرج بدون إذن وتدفع وهذا تم توضيحه
هنا فى جهاد الدفع يجب التفريق بين أمرين
متى يكون فرض كفاية ومتى فرض عين
فإذا داهم العدو بلدا إسلاميا، أو قاتل العدو إحدى البلاد الإسلامية، فالجهاد حينئذ واجب، فإن قامت الكفاية بأهل تلك البلاد، فَبِها ونِعْمَت، فالبقية يساندونهم بالمال والدعاء، وإن لم تقم الكفاية بأهل تلك البلاد، وجب على من قرب منهم أن يقوم معهم، كلٌّ على قدر طاقته، فهذا بماله، وهذا بلسانه، وهذا بنفسه وسلاحه.
إن كان الجهاد واجباً وجوباً عينياً وجب على المرأة المشاركة فيه، والقيام بأقصى ما تستطيعه من هجوم ودفاع وأعمال أخرى. ولا يقتصر دورها فيه على شيء معين، ولا تتوقف مشاركتها فيه على إذن الزوج لأن فروض الأعيان -مثل الصلاة المفروضة وصيام رمضان- لا يملك الزوج منع الزوجة منها. هذا بالنسبة للمرأة فى نفس البلد
وسيأتى ذكر السبب
وإن كان الجهاد واجباً وجوباً كفائياً فلا يجب على المرأة المشاركة فيه، وإن خرجت له جاز لها ذلك وتثاب عليه، ويكون دورها هو القيام بخدمة المجاهدين، وصنع الطعام، لهم ومداواة مريضهم، وإسعاف جريحهم ونحو ذلك.
وفى حالة أنه تعين على بلد دفع مع بلد آخر أصبح كفائيا فحال المرأة هنا غير حال المرأة فى البلد المعتدى عليه فعلا
قال القرطبي: إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار أو بحلوله بالعقر فإذا وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً، شباناً وشيوخاً، كل على قدر طاقته من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم وعلم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضاً الخروج إليهم فالمسلمون كلهم يد على من سواهم ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلها لزمهم أيضاً الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ولا خلاف في ذلك
**
حكم ما لو تسلط الكفار على بلد من بلاد المسلمين واستقر أمرهم على ذلك فصار من بها من المسلمين في حكم الأسرى فلابد هنا من النظر في توقع استخلاص البلد وأهله من عدم ذلك وذلك لأن مسارعة الآحاد مع شوكة الكفار لا تغنى فلا ينطبق حينئذ كلام الفقهاء على قتال الدفع من خروج المرأة بغير إذن زوجها والعبد بغير إذن سيده ونحوه إذ ذلك حال نزول الكفار لا حال استقرار شوكتهم
بمعنى وقت أن يصبح الجهاد عينا على المصريين مثلا وهذا الحاصل للدفع مع الفلسطينيين لا تخرج المرأة إلا لو مع محرم لكن خروجها بمفردها لا طائل منه والأهم بغير محرم لا يجوز ...
وهذا نص جميل من موقع الشيخ الحوالى يرد على سائل
يقول: 'اتفق السلف والخلف وجميع الفقهاء والمحدثين في جميع العصور الإسلامية، أنه إذا اعتدي على شبر من أراضي المسلمين؛ أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، بحيث يخرج الولد دون إذن والده، والمرأة دون إذن زوجها'.
هذا الكلام غير صحيح، وإذا أردتم أن ننقضه، وأن نبين أن هذا غير صحيح فمن نفس الكتاب، وليس من أي كتاب آخر، فهذا الكلام من صفحة (6)، فلننظر إلى صفحة (11)، فقد أتى فيها بكلام الشيخ عبد الله علوان، وكرره ص22 من نفس الكتاب.
يقول: 'قال ابن عابدين من فقهاء الحنفية: وفرض عين إن هجم العدو على ثغر من ثغور الإسلام، فيصير فرض عين على من قرب منهم -تأملوا ما قال! فقد قال: على من قرب منهم، ولم يقل: على كل مسلم ومسلمة، فهو كلام مختلف، ثم قال:- فأما من كان وراءهم على بعدٍ من العدو فهو فرض كفاية إذا لم يحتج إليهم، فإن احتيج إليهم بأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة، أو لم يعجزوا عنهم، لكن تكاسلوا ولم يجاهدوا، فإنه يفترض على من يليهم '.
يتبع بذكر نمازج للصحابيات ..
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 06:47]ـ
وقد كانت الصحابيات الجليلات يخرجن للجهاد في سبيل الله! فهذه نسيبة بنت كعب بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني. ذكره ابن سعد في الطبقات.
وهذه أم سليم كان معها خنجر يوم حنين وهي حامل تدافع به عن نفسها.
وكن يخرجن لطلب العلم ويجتمعن لذلك، وكان لهن يوم يأتيهن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظهن ويسألنه فيه عن أمور دينهن، وكذلك كن يخرجن للعمل في أمور دنياهن، فهذه خالة جابر رضي الله عنه كانت تخرج لتجدَّ نخلها فزجرها رجل لأنها كانت في عدة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بَلَىَ. فَجُدّي نَخْلَكِ، فَإِنّكِ عَسَىَ أَنْ تَصَدّقِي أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفاً. أخرجه مسلم.
أما المرأة التي ولاها عمر حسبة السوق فهي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس العدوية القرشية. قال ابن عبد البر: وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئاً من أمر السوق. انظر الإصابه المجلد الرابع 342، والاستيعاب 4/ 340.
والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أم عمارة نَسيبة بنت كعب المازنية النجارية الأنصارية .. إحدى نساء الصحابة الجليلات، ومن أسرة عريقة في المجد والإسلام، قال ابن حجر في الإصابة: شهدت بيعة العقبة مع زوجها وابنيها وأختها، وزوجها صحابي جليل زيد بن عاصم، وابنها حبيب هو الذي قطعه مسيلمة الكذاب عضواً عضواً، عندما جاءه يحمل رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منه أن يشهد له بالرسالة فرفض، فقطعه عضواً عضواً، فأقسمت نسيبة لتنتقمن منه، وابنها عبد الله بن زيد هو الذي روى لنا كيفية وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شهدت نسيبة مع زوجها وابنيها موقعة أحد، وكانوا من القلائل الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودافعوا عنه دفاع الأبطال، دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بارك الله فيكم من أهل بيت. وفي رواية: رحمكم الله من أهل بيت.
قالت نسيبة للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن نرافقك في الجنة. فقال: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة. قالت نسيبة: ما أبالي ما أصابني بعد ذلك في الدنيا. ذكر هذا الذهبي في سير أعلام النبلاء.
وشهدت نسيبة بيعة الرضوان يوم الحديبية، كما شهدت يوم حنين، ويوم اليمامة مع جيش خالد بن الوليد وفي ذلك اليوم قَتل ابنُها عبد الله مسيلمة الكذاب. قال الذهبي: جرحت يوم اليمامة اثني عشر جرحاً وقُطعت يدها، وكان أبو بكر يسأل عنها وهو خليفة، وعندما عادت إلى المدينة كان يزورها.
ونسيبة من أهل بيت وهبوا حياتهم وكل ما يملكون لله ولرسوله، ولهذا الدين العظيم رضي الله عنهم أجمعين.
قال صاحب الغزوات: وعاشت بعد ذلك ويدها شلاء لا تمسح بها على مريض إلا شفاه الله.
أما قصة استهزاء المرأة بها فلم نقف عليها، ولمزيد من أخبارها يمكنك الرجوع إلى سير أعلام النبلاء، والإصابة في تمييز الصحابة، وأسد الغابة، والاستيعاب.
والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حضر عدد من النساء غزوة أحد، وقد اشترك بعضهن في القتال والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بعد ما انكشف المسلمون، ومن هؤلاء أم سليط، وأم عمارة رضي الله عنهما، قال الحافظ في الفتح: يقول عمر لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:- عن أم سليط - ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني.
وأما أم عمارة نسيبة بنت كعب النجارية رضي الله عنها فقصتها أشهر، تجدها مفصلة في كتب السيرة والأخبار، يقول عنها صاحب الغزوات وعن قتالها يوم أحد ودفاعها عن النبي صلى الله عليه وسلم:
وثبتت نسيبة المبايعة .... قبل وعن خير الورى مدافعة
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/F...%C8&Option=All
ماسبق جهاد دفع لما تعين الجهاد
أما السفر فمعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين زوجاته ويخرج معه من وقعت عليها القرعة ومعه تخرج ومع الجيش وتساعد الجيش والجرحى ..
انتهى وبالله التوفيق
فقط جمع وترتيب بإشارات بسيطة تؤكد ماأفهمه.
الخلاصة الجهاد ليس فرضا على المرأة إلا إذا تعين عليها
يجوز لها القيام بعمليات إستشهادية
يجوز لى السفر مثلا كمصرية للجهاد ولكن بإذن ومع محرم.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكرر منى كتابة نماذج بصورة خاطئة
المهم أنى رفعته تواكبا مع الموضوع الذى اسأل فيه
جزاكم الله خيراً ..(/)
العلماء الجَوعَى، والفقهاء العَطشَى!!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه سلسلة حلقات أكتبها بعنوان (العلماء الجَوعَى، والفقهاء العَطشَى!!) ولعلي أُفردها في تأليف خاص إن شاء الله .. ودونكم الحلقة الأولى:
(الحافظ أبو عليِّ الوخشي: لا يجد ما يأكله سوى شَمِّ رائحةِ الخُبز!!):
نقل الحافظ السمعاني عن الإمام الحافظ الرَّحَّال أبي علي الحسن بن علي بن محمد الوخشي أنه قال يحكي عن نفسه: (سمعتُ ورحلتُ وقاسيت المشاق والذل!! ورجعت إلى وخش- وهي مدينة مشهورة بخرسان - وما عرف أحد قدرى!! ولا فهم ما حصَّلتُه!! فقلت:أموتُ ولا ينتشر ذكري!! ولا يترحَّم أحد علىَّ!! فسهَّل اللهُ ووفَّق نِظَامَ الملك حتى بني هذه المدرسة- يعني المدرسة النظامية - وأجلسنى فيها حتى أُحدِّث، لقد كنتُ بعسقلان أسمع من ابن مصحح - وهو شيخ محدِّث - وغيره، فضاقت علىَّ النفقة،وبقيتُ أياما بلا أكل!! فأخذتُ لأكتب فعجزت!! -يعني من الجوع- فذهبتُ إلى دكان خبَّاز، وقعدتُ بقُربه لأشمَّ رائحة الخبز، وأتقوَّى بها!! ثم فتح الله تعالى علىَّ) نقله الحافظ الذهبي في ترجمته من تذكرة الحفاظ [3/ 1173] ...
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:06]ـ
جزاك الله خيرا .. وقد أفردهم الشيخ العلامة عبد الفتاح أبوغدة رحمه الله في كتابه صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل في مباحث جيدة ..
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 08:15]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بوركتم شيخنا الكريم.
مودّتي.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[04 - Mar-2010, صباحاً 11:35]ـ
بارك الله فيكم
ولكن لما توقفتم أبا المظفر
إن كانت مثل هذه الحكايات لتعين المرء، وترفع من همته!.
ـ[احمدعلي شهاب]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 10:46]ـ
بارك الله فيك(/)
حول مشروعية التلقيح الصناعي وعلاج الكلاب والقطط
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام
لي تساؤلات تخص مجال دراستي - الطب البيطري - وقد سألني بعض زملائي في الدراسة فيها فأرجوا بارك الله فيكم ان تفيدونا
اولا
قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الفحل لكن هناك الان ما يسمة بالتلقيح الاصطناعي
فما مشروعية ثمنه أي هل يجوز للطبيب البيطري ان يأخذ ثمن هذه التلقيحات وهي قيمة معلومة - انبوب صغير به عدد من الحيوانات المنوية يتم ضخه في رحم الانثى من الابقار او الجاموس -
علما اني قد سمعت العلامه عبد المحسن العباد في شرحه على سنن الترمذي يجيز هذا النوع فما رأيكم؟
ثانيا
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب ولكن ما مشروعية ثمن علاج الكلب
وعندنا في مصر هناك عيادات خاصة للكلاب والقطط - وانا لله وانا اليه راجعون - وقد يطلب الطبيب من صاحب الحالة - كلب او قطة - ان تحجز الحالة في العيادة يوم او يومين واليوم بسعر معين - مثل حجز المريض في المستشفي اعزكم الله - فما حكم اخذ المال في هذه الحالة؟
الثالث
هل لعاب الكلب فقط هو ما يوجب غسل اليد سبع مرت احداهن بالتراب ام يدخل في هذا دمه وبوله وعرقه؟
وحبذا لو ذكرت لنا ادلة بارك الله فيكم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 07:15]ـ
للرفع بارك الله فيكم ورفع قدركم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 07:29]ـ
مازلت انتظر اراء مشايخنا الافاضل
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:33]ـ
اولا
قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الفحل لكن هناك الان ما يسمة بالتلقيح الاصطناعي
فما مشروعية ثمنه أي هل يجوز للطبيب البيطري ان يأخذ ثمن هذه التلقيحات وهي قيمة معلومة - انبوب صغير به عدد من الحيوانات المنوية يتم ضخه في رحم الانثى من الابقار او الجاموس -
علما اني قد سمعت العلامه عبد المحسن العباد في شرحه على سنن الترمذي يجيز هذا النوع فما رأيكم؟
النهي الوارد هو عن بيع عسب الفحل و تأجيره كذلك على قول البعض.
أما الحالة التي تتحدث عنها ليس فيها أنه بيع عسب الفحل و إليك فتوى بخصوص هذا العمل عموما.
التلقيح الصناعي بين الحيوانات
السؤال س: سأعرض لفضيلتكم ثلاث صور مما يسمى بالتلقيح الصناعي بين الحيوانات وبخاصة الخيل:
الصورة الأولى: تتمثل في نقل الحيوان المنوي من ذكر الخيل ووضعه في رحم أنثى الخيل لتلقيحها.
الصورة الثانية: نقل البويضة من رحم أنثى الخيل بعد تلقيحها لوضعها في رحم فرس أخرى لتنمو وتتكامل خلقتها فيها.
الصورة الثالثة: أن تؤخذ البويضة من رحم الفرس والحيوان المنوي من الذكر، ويتم تلقيح تلك البويضة بذلك الحيوان في أنبوب صناعي ثم يعاد وضعها بعد ذلك في رحم الفرس.
كل ذلك يتم حرصًا على تحسين النسل بين الخيول، أفتونا عن حكم ذلك مأجورين.
الاجابة الأصل والمعروف أن ينزو الذكر على الأنثى، سواءً من الخيل أو البقر أو غيرها، ويتم عادة الحمل المعتاد ويحصل التناسل، فأما هذه الصور فهي شيء جديد لم يتعرض له العلماء، ولا أذكر أن أحدًا من الفقهاء نص على حكمه منعًا أو إباحة، وحيث إن هذا أصبح شيئًا معتادًا معمولًا به، وأنه مفيد يحصل به التناسل، فنرى أنه يكون مباحًا، وإن كان في النفس منه شيء لأنه يستلزم مس عورات هذه الدواب وإدخال الأيدي أو الآلات في أرحام الإناث وما أشبه ذلك، مما تشمئز منه النفوس والله أعلم.
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
لكن هل سيشتري ماء الفحل هذا الطبيب أو يأجره؟
إن كان كذلك فهو يدخل في النهي و التحريم.
و إليك فتوى مجلس الإفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم ما حكم دفع المال لصاحب الحصان أو الثور أو التيس أو الجمل مقابل تلقيح الإناث من جنسه؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
يعرف هذا الأمر في الفقه الإسلامي بعسب الفحل.
تعريفه:
العسب هو: طرق الفحل: أي ضرابه , يقال: عسب الفحل الناقة يعسبها.
وفي القاموس: العسب: ضراب الفحل أو ماؤه أو نسله والولد. وإعطاء الكراء على الضراب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفحل لغة: الذكر من الحيوان , فرساً كان أو جملاً أو تيساً أو غير ذلك. أنظر: [لسان العرب 1/ 598 , القاموس المحيط 1/ 108 , تاج العروس 1/ 380 , النهاية في غريب الحديث 3/ 211].
حكمه:
اتفق الفقهاء على عدم جواز بيع عسب الفحل وهو ثمن ضرابه للنهي عنه كما في الأحاديث ومنها:
- عن ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن عسب الفحل). [البخاري (2284)].
- عن جابر رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع ضراب الفحل). [مسلم (1565)].
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام وعن ثمن الكلب وعن عسب الفحل). [النسائي (7/ 310)].
قال ابن حجر: وعلى كل فبيعه وإجارته حرام لأنه غير متقوم ولا معلوم ولا مقدور على تسليمه. [فتح الباري 4/ 538].
وقال في كشاف القناع (3/ 191): ولا يصح بيع ما في أصلاب الفحول ولا بيع عسب الفحل وهو ضرابه للنهي عنه في حديث ابن عمر.
وقال في الروضة الندية (2/ 94): ولا يجوز بيع عسب الفحل وهو ماء الفحل يكريه صاحبه لينزى به.
وعلل العلماء عدم الجواز: بان من شروط المبيع أن يكون معلوماً للبائع والمشتري برؤية تحصل بها معرفته عند العقد أو قبله بزمن لا يتغير فيه المبيع يقيناً أو ظاهراً.
وعلل الكاساني النهي بأن عسب الفحل ضرابه وهو عند العقد معدوم. [الموسوعة الفقهية 30/ 93].
وقال الشوكاني: لأنه غير متقوم ولا معلوم ولا مقدور على تسليمه. [نيل الأوطار 5/ 146].
إجارة الفحل:
جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة والحسن وابن سيرين ذهبوا إلى عدم جواز استئجار الفحل للضراب , لأن المقصود منه النسل بإنزال الماء وهو عين , وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم: (نهى عن عسب الفحل) , وللأحاديث السابقة.
قال الكاساني: قد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن عسب الفحل , ولا يمكن حمل النهي عن نفس العسب وهو الضراب لأن ذلك جائز بالإعارة فيحمل على البيع والإجارة إلا أنه حذف ذلك وأضمره فيه.
قال ابن قيم: وقد علل التحريم بعدة علل
1 - أنه لا يقدر على تسليم المعقود عليه , فأشبه إجارة الآبق فإن ذلك متعلق باختيار الفحل وشهوته.
2 - إن المقصود هو الماء وهو مما لا يجوز إفراده بالعقد.
3 - إن ماء الفحل لا قيمة له ولا هو مما يعاوض عليه.
4 - حرمت الشريعة هذه المعاوضة على ضرابه ليتناوله الناس بينهم مجاناً لما فيه من تكثير النسل المحتاج إليه من غير إضرار بصاحب الفحل.
أنظر: [الموسوعة الفقهية (30/ 93) , (1/ 287) , رد المحتار (9/ 75) , البدائع (4/ 89) , مغني المحتاج (2/ 335) , غاية المنتهى (2/ 197) , نيل الأوطار (5/ 146) , الفقه الإسلامي وأدلته (4/ 733) , زاد المعاد (5/ 770)].
الخلاصة:
لا يجوز أخذ الثمن على عسب الفحل للأحاديث الصريحة الواضحة فيه لا بيعاً ولا إجارة , وأما إذا لم يكن هناك شرط مسبق على بيع ماء الفحل أو أخذ الأجرة عليه , فأهدى صاحب الإناث لصاحب الفحل شيئاً يكرمه به فلا بأس في ذلك , كما ذهب إلى ذلك جماعة من العلماء مستدلين بحديث أنس رضي الله عنه: (أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل فنهاه , فقال: يا رسول الله إنا نطرق الفحل فنُكرم , فرخص له في الكرامة). [أخرجه الترمذي (1274) وقال: حديث حسن غريب , وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 22): صحيح].
قال الشوكاني (5/ 146): فيه دليل على أن المعير إذا أهدى إليه المستعير هدية بغير شرط حلت له.
وقال في الروضة الندية (2/ 94): ورخص في الكرامة وهي ما يعطى على عسب الفحل من غير شرط عليه كذا في الحجة البالغة.
وقال البغوي في شرح السنة (8/ 139): أما إعارة الفحل وإطراقه فلا بأس به , ثم لو أكرمه المستعير بشيء فيجوز له قبول كرامته.
وبهذا أفتى الأستاذ الدكتور حسام الدين عفانة. [يسألونك 121].
وأما إذا لم يجد من يطرق له فرسه إلا أن يأخذ على ذلك أجرة فله دفع الأجرة مضطراً له. قال ابن القيم: ويحرم على الآخذ أجرة ضرابه ولا يحرم على المعطي لأنه بذل ماله في تحصيل مباح يحتاج إليه. [زاد المعاد (5/ 769)]. وبه قال المالكية. [بداية المجتهد 2/ 322].
ونذكر أن من محاسن الشريعة أنها دعت إلى إيجاب بذل هذا مجاناً كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن من حقها إطراق فحلها وإعارة دلوها ... ). [مسلم (988)].
قال ابن القيم (5/ 770): فهذه حقوق يضر بالناس منعها إلا بالمعاوضة فأوجبت الشريعة بذلها مجاناً.
وفي الحديث: (من أطرق فرساً فأعقب كان له كأجر سبعين فرساً ... ). [أخرجه ابن حبان في صحيحه (1637) , وأحمد (4/ 231) وإسناده صحيح].
والله تعالى أعلم
المجلس الإسلامي للإفتاء
و الله تعالى أعلم.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 07:15]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ابا البراء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:31]ـ
و إياك أخي الكريم
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 09:09]ـ
لكن هل سيشتري ماء الفحل هذا الطبيب أو يأجره؟
إن كان كذلك فهو يدخل في النهي و التحريم.
إن كان بيع الماء -بغير ضراب- داخلاً في النهي، فما الفرق إذاً بينه وبين لقاح النخل؟
المسألة تحتاج إلى تحرير.
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 02:03]ـ
إن كان بيع الماء -بغير ضراب- داخلاً في النهي، فما الفرق إذاً بينه وبين لقاح النخل؟
أجازه الشيخ عبد المحسن العباد؛ لأنه مقدور على تسليمه -بخلاف الضراب-، ولعدم الجهالة.
زال الإشكال، الحمد لله.
عندي سؤال آخر متعلق بالموضوع يا إخوة:
ما حكم الشرع في بيع ما منفعته غير متحققة؟
مثل: بيع ماء الفحل، حيث أنّ المشتري لا يدري. هل يكتب الله الولد بذلك أم لا.(/)
شهود العيان علي شرعية الختان
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 01:03]ـ
الحمد لله وبه أستعن
هذه اولي مشاركاتي معكم أخواني وليس لي كثير جديد في تصانيف فقد عجت الدنيا بتصانيف أهل العلم المباركة النافعة التي تكاد الا تكون قد تركت تصنيفا الا وفيه العشرات من التصانيف النافعة المباركة لكن هو جمع جمعته في وقت الحاجة اليه في حين يحتاج الناس الي التكرار وزيادة والله المستعان.
واليكم بضاعتي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه رسالة كنت قد جمعتها في حين قد اذن للعفاف ان يرحل وللدنس والخبث ان يظهر وان يحضر ولكن هيهات هيهات وقد سخر الله لامثالنا من يحفظ لنا ديينا فها انا انقل لكم شيئا من اقوال اهل العلم في شرعية الختان وانه شرعي لا حرام كما يقول اهل الجهل والاجرام وكل شئ بقدر فالي نص الرسالة والي الله المشتكي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد واله وصحبه أجمعين’’’’’’’’ ثم اما بعد
فهذا سفر جمعته وهو من قليل البضاعة لتبيين شرعية الختان دون التطرق الي مناقشة أقوال العلماء في قضية وجوب أواستحسان العلماء للختان وهو الذي لم يشذ عنه مذهب من المذاهب فهو دائر بين الوجوب والاستحسان سواء علي الذكور أو الاناث ولم أقصد فيه الاستقصاء في الأدلة فهي لاتحصي ولكن أردت فيه الآكتفاء لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد فجاء السفر قليلا صفحاته عظيما قدره وليس لذاته ولكن تباركا بما فيه من أيات بينات واضحات وادلة من السنة قويات جليلات وفهم السلف الصالح لكلام رب البريات وسنة النبي (صلي الله عليه وسلم) وأسال الله تبارك وتعالي ان يجعله خالصا لوجه والا يكون فيه لغيره نصيب وان يكون موافقا لشريعته (صلي الله عليه وسلم) انه ولي ذلك والقادر عليه ,
وستحتوي المادة علي:
1 - معني الختان
2 - دلائل من الكتاب علي شرعيته
3 - دلائل من السنة علي شرعيته
4 - كلام المذاهب في الختان
5 - فتوي مفتي الديار الأسبق في الختان للشيخ علي جاد الحق
6 - لماذا اشاعوا تحريم الختان
7 - كلمة لله عز وجل
الان مع مادة السفر:
أولا معني الختان:
قال الامام النووي:
الختان مصدر (ختن) أي قطع والختن: قطع الجلدة التي تغطي الحشفة من الذكر وقطع الجلدة التي في أعلي فرج الأنثي.
(المجموع (1/ 301)
وقال الامام ابن القيم:
الختان اسم لفعل الخاتن وهو مصدر كالنزال والقتال وسمي به موضع الختن أيضا ,,,,,,,
وقال (ويسمي في حق الأنثي خفضا يقال ختنت ختنا وخفضت الجارية خفضا ويسمي في الذكر اعذارا ,,,,,,,,)
(تحفة المودود (109)
قلت: ويعني ان الختان قد يستعمل في حق الذكر والانثي ولكن الأظهر ان اسم الختان معروف انه للذكر ولفظ الخفض معروف انه للأنثي وهو الأشهر ولذلك قال ابن سيده في كتابه (المحكم والمحيط الآعظم (2/ 290):
(وخفض الجارية يخفضها خفضا وهو كالختان للغلام وقيل خفض الصبي خفضا ختنته فاستعمل في الرجل والأعرف أن الخفض للمرأة والختان للصبي)
قلت: اذا فهي اسماء لمسمي واحد أي فعل واحد فهي اختلاف في الالفاظ والفعل لكليهما واحد والله أعلم.
ثانيا: دلائل من الكتاب:
قال تعالي: (
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)
) (النحل 123)
قلت: ومن ملة ابراهيم (عليه السلام) انه اختتن والذي يؤكد اهمية الاختتان انه اختتن (عليه السلام) عندما مر عليه ثمانون سنة ولم يتركها رغم مروره كل هذا العمر وهو قليل بالنسبة لأعمارهم ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: (اختتن ابراهيم خليل الرحمن عندما أتت عليه ثمانون سنة) البخاري (6298) , مسلم (370).
وفي هذا النص دلائل أو فوائد وسنقتصر علي الشاهد:
• أن الختان سنة من سنن الأنبياء
فنحن مأمورون باتباع الأنبياء جمعيا ما اقره النبي (صلي الله عليه وسلم) ولم يكن في شرعنا منسوخا وهو امر لازم بدوره
للذكور والاناث فليس ثمة امر يدل علي نسخ يفيد أن الامرها هنا مختص بالذكور دون الاناث.
• مدي اهمية الختان عند خليل الرحمن والذي دفعه الي عدم ترك الختان حتي بعد بلوغه ثمانين سنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قص النبي (صلي الله عليه وسلم) الخبر والذي يدل علي ان في الامر سنة والا ماكان لقصه ذاك حينئذ فائدة وهو معصوم من العبث فضلا علي انه اخبر انه من الفطرة والذي سيأتي تعريفه (ان شاء الله)
• تشريع الختان في حق الذكور والاناث وهذا يظهر من سياق النص لما فعله ابراهيم (عليه السلام) والذي أمرنا الله تعالي ان نتبعه والخطاب يشمل الذكور والاناث والله اعلم.
ومن ادلة الكتاب ايضا:
قوله تعالي"
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
" (البقرة 124)
قال الامام ابن كثير"
" وقد اختلف في تعيين الكلمات التي اختبر الله بها ابراهيم (عليه السلام) فروي عن ابن عباس في ذلك روايات , فروي عنه: ابتلاه الله بالمناسك , ابتلاه الله بالطهارة , خمس في الرأس وخمس في الجسد , قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الآبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء"
قلت: الحديث قد رواه الطبري في تفسيره (1910) والحاكم في مستدركه (2/ 266) وقال صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (رحمهما الله)
وقال رحمه الله (اي ابن كثير):
وروي ابن أبي حاتم عن ابن عباس: أنه كان يقول في هذه الأية: قال: عشر , ست في الإنسان , حلق العانه ونتف –
الإبط والختان ,,,,,,,,)
انظرمختصرابن كثير تحقيق العلامة أحمد شاكر (1/ 154و155)
فانظر اخي الكريم كلام السلف الصالح يقول ابن عباس ان الختان مما قد ابتلي الله به ادم (عليه السلام) اي امره بها مختبرا له بها اي يطيع ام يعصي فأتمهن اي فعل ما امره الله به فهلا اطعناه ... ؟
وقال النووي في المجموع (1/ 298):
(فان قيل لا دلالة في الآية علي وجوب الختان لانا امرنا بالتدين بدينه فما فعله معتقدا وجوبه فعلناه معتقدين وجوبه وما فعله ندبا فعلناه ندبا ولم يعلم انه كان يعتقده واجبا: فالجواب ان الآية صريحة في اتباعه فيما فعله وهذا يقتضي ايجاب كل فعل فعله الا ما قام دليل علي انه سنة في حقنا كالسواك ونحوه
ومن ذلك ايضا قوله تعالي:
"
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
" (الروم 20)
قلت وقد عرف العلماء معني الفطرة بشئ واضح ومن ذلك:
ما يقول شارح سنن ابن ماجة تحت حديث الفطرة خمس:
" وهي السنة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقت عليها الشرائع فكانها امر جبلي فطروا عليه "
وانظر حاشية السندي (1/ 19) ونيل الأوطار (1/ 19) وعمدة القاري للعيني (22/ 45)
قال صاحب الفواكه الدواني علي رسالة ابي زيد القيرواني (8/ 182):
(بَابٌ فِي) تَفْسِيرِ (الْفِطْرَةِ) مِنْ قَوْله تَعَالَى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} فَإِنَّ الشُّيُوخَ اخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهَا بِالسُّنَّةِ الْقَدِيمَةِ الَّتِي اخْتَارَهَا لِأَنْبِيَائِهِ وَاتَّفَقَتْ عَلَيْهَا الشَّرَائِعُ حَتَّى صَارَتْ كَأَنَّهَا أَمْرٌ جِبِلِّيٌّ فُطِرُوا عَلَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهَا بِالْخِصَالِ الَّتِي يَتَكَمَّلُ بِهَا الْإِنْسَانُ بِحَيْثُ يَصِيرُ بِهَا عَلَى أَشْرَفِ الْأَوْصَافِ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهَا بِالدِّينِ وَرُبَّمَا يَدُلُّ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ}.)
قلت: ومن الفطرة التي فطر الله الناس عليها الختان واما من فسرها بالاسلام فهو يشمل ما نقول وزيادة وليس في ذلك ثمة مناقضة والحمد لله والذي يدل علي ذلك ما جاء في الحديث الذي اخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) ان النبي (صلي الله عليه وسلم) قال " الفطرة خمس (وفي رواية مسلم عشر من الفطرة) الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الأباط "
البخاري (5891) , مسلم (257)
وقد بينا معني الفطرة وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
لها مقصود هاهنا وهي الخصال التي اذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحشرهم عليها واستحبها لهم لييكونوا علي اكمل الصفات واشرف صورة) صحيح فقه السنة (1/ 97)
قلت: ولما كان الختان من الفطرة التي خلق الله الناس عليها كما نص الحديث كان هذا دليلا واضحا من الكتاب وبينته السنة علي مشروعية الختان واستحبابه سواء للذكر أو للأنثي لما في دخوله في قضية الفطرة والذي يؤيد ذلك ان الله تعالي قال عقب قوله (فطرة الله التي فطرالناس عليها) قال (لا تبديل لخلق الله) يعني ان هذا الفعل ارتضاه لهم وان تغيرهم له اصبح تغييرا لخلق الله وان شئت فقل لدين الله لان الله تعالي قد نهي ان يغير خلقه سواء بقليل او كثير ولذلك قال الأمام ابن كثير:
وقوله: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} قال بعضهم: معناه لا تبدلوا خلق الله، فتغيروا الناس عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها. فيكون خبرا بمعنى الطلب، كقوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97]، وهذا معنى حسن صحيح.
وقال آخرون: هو خبر على بابه، ومعناه: أنه تعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة، لا يولد أحد إلا على ذلك، ولا تفاوت بين الناس في ذلك؛ ولهذا قال ابن عباس، وإبراهيم النَّخَعي، وسعيد بن جُبَيْر، ومجاهد، وعِكْرِمة، وقتادة، والضحاك، وابن زيد (3) في قوله: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} أي: لدين الله.
وقال البخاري: قوله: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}: لدين الله، خَلْقُ الأولين: [دين الأولين]، (4) والدين والفطرة: الإسلام.
تفسير ابن كثير (6/ 314)
ولذلك أعقب الله تعالي قوله (لا تبديل لخلق الله) بقوله تعالي:
" ذلك الدين القيم " وهو واضح الدلالة انه يريد بذلك الفطرة عامة يقول ابن كثير:
وقوله تعالى: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} أي: التمسك بالشريعة (5) والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} أي: فلهذا لا يعرفه أكثر الناس، فهم عنه ناكبون، كما قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]، {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآية [الأنعام: 116].
تفسير ابن كثير (6/ 407)
والامر اوضح من ان يبين لذوي الألباب والله المستعان
ثانيا دلائل من السنة
1_عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ (الموطأ حديث 92) وصححه العلامة الألباني
قال صاحب كتاب المنتقي شرح الموطأ: عقب هذا الحديث"
: قَوْلُهُ إِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ يُرِيدُ خِتَانَ الْفَرْجِ وَخِتَانَ الذَّكَرِ وَلَا يَتَمَاسَّانِ إِلَّا بِالْإِيلَاجِ قَالَهُ ابْنُ حَبِيبٍ وَرَوَاهُ عَنْ مُطَرِّفٍ وَابْنِ الْمَاجِشُونِ عَنْ مَالِكٍ وَهُوَ مُوجِبٌ لِلْغُسْلِ عِنْدَ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ
(المنتقي 1/ 105)
وقال في الموطأ:
- و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ
إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ
والحديث في اقصي درجات الصحة فهو اصح اسناد الي ابن عمر والله اعلم
قال صاحب المنتقي:
قَوْلُهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ يَدُلُّ عَلَى تَكَرُّرِ هَذَا الْقَوْلِ عَنْهُ وَاعْتِقَادِهِ لَهُ وَأَخْذِهِ بِهِ)
(المنتقي 1/ 109)
قلت:
وفي هذا دلالة علي انه كان يعتاد القول به كما سلفه النبي (صلي الله عليه وسلم) وليس كان يقولها تحرجا منعا من التصريح بلفظ اخر يفيد به فرج المرأة وكأن النبي صلي الله عليه وسلم لايستطيع ان يأتي بكلمة تفيد بهذا القول والذي قال في حق نفسه (أوتيت جوامع الكلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
فها هو يصرح نافع رحمة الله ان ابن عمر كان يقول وهي تفيد الاستمرار كما فهم ذلك ايضا صاحب كتاب المنتقي وهو من علماء المالكية ان ابن عمر كان يقول اذا جاوز الختان الختان فسمي فرج المرأة الختان اي موضع الختن اي مكان فعله وليس الفعل نفسه فالعرب يطلقون اسم الفعل علي موضعه وهذا من جنسه وليس كما يقول بعض الذين ليس لهم نصيب من العلم في هذا ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يقولها تحرجا او انه يقولها تأدبا ولكن كان ينبغي ان يقول كما قال بعض أهل العلم انه قال الختان هاهنا علي فرج المرأة للتغليب أو المشاكلة يعني بين الذكر والأنثي مع انه نفس الفعل ولذلك قال صاحب كتاب تنوير الحوالك علي موطأ مالك
(إذا مس الختان الختان قال أهل اللغة ختان المرأة إنما يسمى خفاضا فذكره هنا بلفظ الختان للمشاكلة) تنوير الحوالك (1/ 66)
وقد بوب الأمام البخاري في صحيحه بابا في ذلك مشيرا الي هذا فقال:
بَاب إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ
ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح تعقيبا علي هذا التبويب:
قَوْله: (بَاب إِذَا اِلْتَقَى الْخِتَانَانِ)
الْمُرَاد بِهَذِهِ التَّثْنِيَةِ خِتَان الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالْخَتْن قَطْع جِلْدَة كَمَرَتِهِ وَخِفَاض الْمَرْأَة وَالْخَفْض قَطْع جُلَيْدَة فِي أَعْلَى فَرْجِهَا تُشْبِهُ عُرْفَ الدِّيكِ بَيْنَهَا وَبَيْن مَدْخَل الذَّكَر جِلْدَة رَقِيقَة وَإِنَّمَا ثُنِّيَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ تَغْلِيبًا وَلَهُ نَظَائِرُ وَقَاعِدَته رَدّ الْأَثْقَل إِلَى الْأَخَفِّ وَالْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى.
(الفتح 1/ 456)
كما ان العرب كانوا معروفين بالختان وأقر ذلك النبي صلي الله عليه وسلم بل جعله من الفطرة
فضلا علي ذلك ان هرقل لما احب ان يستفسر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال اذهبوا فانظروا امختتن هو أم لا فاذا هو مختتن صلي الله عليه وسلم والذي يدل علي ذلك ما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) وفيه (قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ الْخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالُوا لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا الْيَهُودُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ مُلْكِكَ فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنْ الْيَهُودِ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لَا فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ وَسَأَلَهُ عَنْ الْعَرَبِ فَقَالَ هُمْ يَخْتَتِنُونَ فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ)
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْفِطْرَةُ خَمْسٌ الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَنَتْفُ الْإِبْطِ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ
البخاري حديث (5823)
قال صاحب فيض القدير (3/ 606):
(قال الشافعي: وهو واجب دون بقية الخمس ولا مانع من أن يراد بالفطرة القدر المشترك الذي يجمع الوجوب والندب وهو الطلب المؤكد كما مر)
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ
مُخَفَّفَةً قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ وَقَالَ بِالْقَدُّومِ وَهُوَ مَوْضِعٌ مُشَدَّدٌ
البخاري (4285)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِثْلُ مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ قَالَ وَكَانُوا لَا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا خَتِينٌ
البخاري (6824
قال الحافظ في الفتح:
(قَوْله: (مُلْك الْخِتَان)
بِضَمِّ الْمِيم وَإِسْكَان اللَّام، ولِلْكُشْمِيهَنِيّ بِفَتْحِ الْمِيم وَكَسْر اللَّام.
قَوْله: (قَدْ ظَهَرَ)
أَيْ: غَلَبَ، يَعْنِي دَلَّهُ نَظَره فِي حُكْم النُّجُوم عَلَى أَنَّ مُلْك الْخِتَان قَدْ غَلَبَ، وَهُوَ كَمَا قَالَ؛ لِأَنَّ فِي تِلْكَ الْأَيَّام كَانَ اِبْتِدَاء ظُهُور النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
وقال رحمه الله (قَوْله: (مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة)
أَيْ: مِنْ أَهْل هَذَا الْعَصْر، وَإِطْلَاق الْأُمَّة عَلَى أَهْل الْعَصْر كُلّهمْ فِيهِ تَجَوُّز، وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْله بَعْد هَذَا مُلْك هَذِهِ الْأُمَّة قَدْ ظَهَرَ، فَإِنَّ مُرَاده بِهِ الْعَرَب خَاصَّة، وَالْحَصْر فِي قَوْلهمْ إِلَّا الْيَهُود هُوَ بِمُقْتَضَى عِلْمهمْ؛ لِأَنَّ الْيَهُود كَانُوا بِإِيلِيَاء وَهِيَ بَيْت الْمَقْدِس كَثِيرِينَ تَحْت الذِّلَّة مَعَ الرُّوم، بِخِلَافِ الْعَرَب فَإِنَّهُمْ وَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ تَحْت طَاعَة مَلِك الرُّوم كَآلِ غَسَّان لَكِنَّهُمْ كَانُوا مُلُوكًا بِرَأْسِهِمْ.) انظر الفتح (1/ 6)
ويدل ايضا علي انه كان من أمر العرب الموافق للفطرة بل انهم كانوا يخصصون له امراة لختان الاناث ويدل علي ذلك ماجاء عند الطبراني من حديث أنس (رضي الله عنه):
(أن النبي صلي الله عليه وسلم قال للخافضة (أي التي تختن الآناث) قال أشمي ولا تنهكي فانه أحظي للزوج وأسري للوجه) والحديث أورده الهيثمي في المجمع (5/ 75) وقال رواه الطبراني في الأوسط واسناده حسن , قلت وقد حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ح722) وقد ضعفه بعض أهل العلم وهذا للأمانة العلمية والله أعلم.
وقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث جعفر بن عمرو الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي ,,,,,,,,,,,,,,الي ان قال (قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ) البخاري (11/ 405)
والشاهد من هذا قوله رضي الله عنه يابن ام أنمار مقطعة البظور أي يابن الخاتنة هذا مما يدل علي اشتهار هذا الامر عند العرب كما بينا انفا وان كان قد قالها له في معرض الذم لانه قال له يابن مقطعة البظور بدلا من الخاتنة وهو الاسم الصحيح لفعل الخاتنة ولكن قالها له ذاما لسباع الذي لم يكن حينئذ مسلما ولذلك قال الحافظ رحمه الله (قَوْله: (مُقَطِّعَة الْبُظُور)
بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَة جَمْع بَظْر وَهِيَ اللَّحْمَة الَّتِي تُقْطَع مِنْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ عِنْدَ الْخِتَانِ، قَالَ اِبْن إِسْحَاق: كَانَتْ أُمّه خَتَّانَة بِمَكَّة تَخْتِنُ النِّسَاءَ ا ه. وَالْعَرَب تُطْلِقُ هَذَا اللَّفْظ فِي مَعْرِض الذَّمِّ، وَإِلَّا قَالُوا خَاتِنَة وَذَكَرَ عُمَر بْن شَبَّة فِي " كِتَابِ مَكَّةَ " عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن الْمُطَّلِبِ أَنَّهَا أُمّ سِبَاع وَعَبْد الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ أَمَة وَهِيَ وَالِدَة خَبَّاب بْن الْأَرَتّ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور.)
وقال ايضا في مقدمة الفتح (1/ 87):
(فصل ب ظ قوله بظر اللات بفتح أوله وإسكان ثانيه ما يقطع من فرج المرأة عند الختان ومنه قول حمزة يا بن مقطعة البظور)
وقال في المقدمة ايضا (1/ 108):
(الختان هو الموضع الذي يقطع من الفرج ثم استعمل للفعل قوله ختنه بالتحريك أي صهره)
وقال ايضا (وَالْبَظْر بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة قِطْعَة تَبْقَى بَعْد الْخِتَان فِي فَرْج الْمَرْأَة،)
الفتح (8/ 283)
(يُتْبَعُ)
(/)
بل انهم كانوا يسمون التي لاتختتن بالمتكاء ففي الفتح يقول الحافظ رحمه الله:
وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ: الْمُتَّكَأ مَا تُبْقِيه الْخَاتِنَة بَعْدَ الْخِتَان مِنْ الْمَرْأَة، وَالْمَتْكَاء الَّتِي لَمْ تُخْتَن، وَعَنْ الْأَخْفَش الْمُتَّكَأ الْأُتْرُجّ)
بل ان الفقهاء كانوا يعدونه (أي الختان) من علامات الاسلام وشعائره فقد قال الامام ابن بطال في شرحه علي البخاري (17/ 80):
(والختان علامة لمن دخل فى الإسلام، فهى من شعائر المسلمين)
وعن أبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ، عليه السَّلام، بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ». مُخَفَّفَةً.
وَقَالَ الْمُغِيرَةُ: عَنْ أَبِى الزِّنَادِ، وَقَالَ: «بِالْقَدُّومِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ مُشَدَّدٌ. وروى الحديث الأول بالتخفيف شعيب، عن أبى الزناد.
(1) /62 - وفيه: ابْن عَبَّاس، سُئل مَنْ أَنْتَ حِينَ قُبِضَ النَّبِى عليه السَّلام؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ مَخْتُونٌ، وَكَانُوا لا يَخْتِنُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يُدْرِكَ.
قال: ابن بطال في شرحه:
قال ابن القصار: الختان سنة عند مالك والكوفيين، وقال الشافعى: هى فرض، والدليل لقول مالك والكوفيين قوله عليه السلام: «الفطرة خمس» فذكر الختان فى ذلك، والفطرة السنة، لأنه جعلها من جملة السنن فأضافها إليها، ولما أسلم سلمان لم يأمره النبى - عليه السلام - بالإختان، ولو كان فرضًا لم يترك أمره بذلك.
واحتج الشافعى بقوله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفًا} وكان فى ملته الإختان، لأنه ختن نفسه بالقدوم.
قيل له: أصل المله الشريعة والتوحيد، وقد ثبت أن فى ملة ابراهيم فرائض وسننًا فأمر أن يتبع ماكان فرضًا ففرضًا، وما كان سنة فسنة، وهذا هو الاتباع، فيجوز أن يكون اختتان ابراهيم من السنن.
وقد روى عن النبى - عليه السلام - أنه قال: «الإختتان سنة للرجال، ومكرمة للنساء» والختان علامة لمن دخل فى الإسلام، فهى من شعائر المسلمين.
واختلفوا فى وقت الختان، فقال الليث: الختان للغلام مابين السبع سنين إلى العشر.
وقال مالك: عامة ما رأيت الختان ببلدنا إذا أثغر وقال مكحول: ان ابراهيم خليل الرحمن ختن ابنه إسحاق لسبعة أيام وختن ابنه إسماعيل لثلاث عشرة سنة. (أخرجه البخارى (6299)
وللأمانة العلمية ان حديث أن الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء قد رواه الخلال بسندضعيف َقَالَ الْحَافِظ فِي تَلْخِيص الْحَبِير: حَدِيث الْخِتَان سُنَّة فِي الرِّجَال مَكْرُمَة فِي النِّسَاء أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث الْحَجَّاج بْن أَرْطَاة عَنْ أَبِي الْمَلِيح بْن أُسَامَة عَنْ أَبِيهِ بِهِ، وَالْحَجَّاج مُدَلِّس، وَقَدْ اِضْطَرَبَ فِيهِ، فَتَارَة رَوَاهُ كَذَا، وَتَارَة رَوَاهُ بِزِيَادَةِ شَدَّاد بْن أَوْس بَعْد وَالِد أَبِي الْمَلِيح، أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَابْن أَبِي حَاتِم فِي الْعِلَل، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِير، وَتَارَة
اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا،ثم قال: وَضَعَّفَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَن، وَقَالَ فِي الْمَعْرِفَة: لَا يَصِحّ رَفْعُهُ
قلت ومعني قوله مكرمة للنساء انه مستحب كماقال صاحب الفواكه الدواني (8/ 186):
(وَالْخِفَاضُ) وَهُوَ قَطْعُ مَا عَلَى فَرْجِ الْأُنْثَى كَعُرْفِ الدِّيكِ (لِلنِّسَاءِ) وَحُكْمُهُ أَنَّهُ (مَكْرُمَةٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْمِيمِ أَيْ كَرَامَةٌ بِمَعْنَى مُسْتَحَبٌّ لِأَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهِ السَّتْرُ بِحَيْثُ لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ غَيْرُ الْفَاعِلَةِ وَالْمَفْعُولِ بِهَا وَلِذَلِكَ لَا يُصْنَعُ لِلْخِفَاضِ طَعَامٌ، بِخِلَافِ الْخِتَانِ فَيَجُوزُ أَنْ يُشْهَرَ وَيُدْعَى إلَيْهِ النَّاسُ
وقد قال صاحب فيض القدير (3/ 370):
((الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء) أخذ بظاهره أبو حنيفة ومالك فقالا: هو سنة مطلقا وقال أحمد: واجب على الذكر سنة للأنثى وأوجبه الشافعي في الذكور والإناث وأول الخبر بأن
المراد بالسنة الطريقة لا ضد الواجب)
انظر عون المعبود (11/ 304)
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر أخي رحمك الله كيف كان الامر بين أهل العلم وخاصته هو بين الفرض والسنة كما انهم كانوا يجعلونه من شعائر الاسلام كما تقدم وسيأتي ان شاء الله عند حكاية اقوال الفقهاء والله المستعان.
فضلا علي ذلك ان النبي صلي الله عليه وسلم جعله من الفطرة وقد تقدم الكلام عليه ولا بأس بالتذكرة فقد أورده البخاري في صحيحه وكذا مسلم
(1) /61 فعن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ النَّبِىّ، عليه السَّلام: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ» وفي رواية (عشر من الفطرة
وأخرجه أيضا أخرجه الحميدى (936) وهو صحيح.
قال الامام ابن بطال (وَأَمَّا الْفِطْرَة؛ فَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِهَا هُنَا؛ فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيُّ: ذَهَبَ أَكْثَر الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّهَا السُّنَّة، وَكَذَا ذَكَرَهُ جَمَاعَة غَيْر الْخَطَّابِيّ قَالُوا: وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا مِنْ سُنَن الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: هِيَ الدِّين، ثُمَّ إِنَّ مُعْظَم هَذِهِ الْخِصَال لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ عَنْد الْعُلَمَاء، وَفِي بَعْضهَا خِلَاف فِي وُجُوبه كَالْخِتَانِ وَالْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق،) شرح ابن بطال علي البخاري (1/ 414)
هناك احاديث تحث عليه كثيرة وان كان فيها ضعف ولكن استدل بها بعض الفقهاء علي وجوب الختان وليس هذا قصدنا ولكن سنذكر شيئا منها للآستئناس منها ماجاء عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ
أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَخْتِنُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ
قَالَ أَبُو دَاوُد رُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بِمَعْنَاهُ (11/ 304) سنن أبي داود
قلت:هو ضعيف لما فيه من ارسال وجهالة ولذلك قال أبو داود عقب هذا الحديث:
(لَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيِّ وَقَدْ رُوِيَ مُرْسَلًا قَالَ أَبُو دَاوُد وَمُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ مَجْهُولٌ وَهَذَا الْحَدِيثُ ضَعِيفٌ)
ولا شك ان كل ماهو من الفطرة لابد وان تكون فيه خير كثير لما انها من الشارع الحكيم كما ان الختان ليس قطعا للشهوة ولا لزيادتها ولكن للتوسط فهو دين الوسطية في كل شئ ولذلك قال الإمام الرازي: إن الحشفة قوية الحس فما دامت مستورة بالقلفة تقوي اللذة عند المباشرة وإذا قطعت صلبت الحشفة فضعفت اللذة وهو اللائق بشرعنا تقليلا للذة لا قطعا لها توسيطا بين الإفراط والتفريط (كما قال صاحب كتاب فيض القدير 3/ 370)
وقد قيل ان اول امرأة اختتنت هي هاجر رضي الله عنها كما نقل صاحب كتاب فيض القدير (30/ 370):
(قال السهيلي أول امرأة خفضت من النساء وثقبت آذانها وجرت ذيلها هاجر وذلك أن سارة غضبت عليها فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء فأمرها إبراهيم عليه السلام أن تبر قسمها بثقب آذنيها وخفاضها فصارت سنة في النساء كذا في الروض عن نوادر أبي زيد (حم) من حديث الحجاج بن أرطاة (عن والد أبي المليح) قا الذهبي: وحجاج ضعيف لا يحتج به (طب عن شداد بن أوس وابن عباس) رمز المصنف لحسنه قال البيهقي: ضعيف منقطع وأقره الذهبي وقال الحافظ العراقي: في سنده ضعيف وقال ابن حجر فيه الحجاج بن أرطاة مدلس وقد اضطرب فيه قتادة وقال أبو حاتم: هذا خطأ من حجاج أو الراوي.) وهذا ما استطعت جمعه والله المستعان.
ثالثا اقوال المذاهب في الختان:
اولا ماجاء في فقه ابي حنيفة:
قال ابن عابدين في حاشية رد المحتار (2/ 217):
(وفيها أن علامة المسلمون أربعة: الختان، والخضاب، ولبس السواد، وحلق العانة اه.
قلت: في زماننا لبس السواد لم يبق علامة للمسلمين.)
وقال ايضا: (قوله: (وختان المرأة) الصواب خفاض لانه لا يقال في حق المرأة ختان وإنما يقال: خفاض ..
قوله: (بل مكرمة للرجال) لانه ألذ في الجماع. زيلعي.
وقال (وفي كتاب الطهارة من السراج الوهاج: اعلم أن الختان سنة عندنا للرجال والنساء.
وقال الشافعي: واجب.
وقال بعضهم: سنة للرجال مستحب للنساء لقوله عليه الصلاة والسلام: ختان الرجال سنة، وختان النساء مكرمة.)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت بل ان عندهم لو ان اهل بلدة اجتمعوا علي ترك الختان فقد وجب علي الامام قتالهم وذلك لانه من شرائع الاسلام وفي ذلك يقول صاحب كتاب تكملة رد المحتار (الاصل أن (الختان سنة) كما جار في الخبر (وهو من شعائر الاسلام) وخصائصه (فلو اجتمع أهل بلدة على تركه حاربهم) الامام، فلا يترك إلا لعذر وعذر شيخ لا يطيقه ظاهر (ووقته) غير معلوم، وقيل: (سبع) سنين. كذا في الملتقى.)
قلت وعندهم ان من استشكل عليه ميت لدفنه اهو مسلم ام لا فان الختان يعتبر من الدلائل علي اسلامه وفي ذلك يقول شمس الدين السرخسي:
(وَإِذَا وُجِدَ مَيِّتٌ لَا يُدْرَى أَمُسْلِمٌ هُوَ أَمْ كَافِرٌ فَإِنْ كَانَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مُسْلِمٌ فَيُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أَهْلِ الشِّرْكِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْهُمْ فَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ إلَّا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ سِيمَا الْمُسْلِمِينَ فَحِينَئِذٍ يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَسِيمَا الْمُسْلِمِينَ الْخِتَانُ وَالْخِضَابُ وَلَيْسَ السَّوَادُ وَمَا تَعَذَّرَ الْوُقُوفُ عَلَى حَقِيقَتِهِ يُعْتَبَرُ فِيهِ الْعَلَامَةُ وَالسِّيمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} وَقَالَ {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} (المبسوط2/ 411)
بل ان عند الاحناف ان للرجل ان ينظر الي موضع الرجل للختان وللمراة ان تنظر الي موضع عورة المراة وهو في الاصل محرم ولكن جاز ذلك عندهم في الختان لدلالة ذلك علي أهمية الختان عند اهل العلم قال الأمام السرخسي فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْخَاتِنَ يَنْظُرُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ وَالْخَافِضَةُ كَذَلِكَ تَنْظُرُ لِأَنَّ الْخِتَانَ سُنَّةٌ وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْفِطْرَةِ فِي حَقِّ الرِّجَالِ لَا يُمْكِنُ تَرْكُهُ وَهُوَ مَكْرُمَةٌ فِي حَقِّ النِّسَاءِ أَيْضًا وَمِنْ ذَلِكَ عِنْدَ الْوِلَادَةِ الْمَرْأَةُ تَنْظُرُ إلَى مَوْضِعِ الْفَرْجِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمَرْأَةِ) المبسوط (12/ 377)
وفي مذهب المالكية
قال صاحب كتاب التاج والأكليل
(نْظُرْ لَمْ يَذْكُرْ حُكْمَ الْخِتَانِ وَهُوَ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَاجِبٌ وَعِنْدَ مَالِكٍ سُنَّةٌ)
التاج والأكليل (4/ 422)
وفي شرح مختصر الخليل للخرشي:
((قَوْلُهُ وَالِاسْتِحْبَابُ) أَيْ وَحُكْمُ الْخِتَانِ الِاسْتِحْبَابُ فِي النِّسَاءِ وَقَوْلُهُ وَيُسَمَّى أَيْ الْخِتَانُ فِي النِّسَاءِ الْخِفَاضُ هَذَا مُفَادُهُ وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ الْخِتَانَ قَاصِرٌ عَلَى الذَّكَرِ وَاَلَّذِي لِلْأُنْثَى الْخِفَاضُ
شرح مختصر الخليل (9/ 110)
كما انه عند المالكية انه من تركها بغير عذر لا تقبل شهادته ويسمي بالأغلف قال صاحب كتاب الفواكه الدواني (4/ 382):
((سُنَّةٌ وَاجِبَةٌ) أَيْ مُؤَكَّدَةٌ مَنْ تَرَكَهَا لِغَيْرِ عُذْرٍ لَمْ تَجُزْ إمَامَتُهُ، وَلَا شَهَادَتُهُ، بَلْ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَا يَتِمُّ الْإِسْلَامُ إلَّا بِالْخِتَانِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى سُنِّيَّتِهِ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظَافِرِ وَنَتْفُ الْإِبْطِ} وَزَمَنُ الْخِتَانِ الْمُسْتَحَبُّ عِنْدَ مَالِكٍ الْإِثْغَارُ، وَهُوَ زَمَنُ الْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ وَيُكْرَهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَأَحْرَى يَوْمُ الْوِلَادَةِ؛ لِأَنَّهُ مِنْ بَابِ فِعْلِ الْيَهُودِ إلَّا إذَا كَانَ يَخَافُ عَلَى الصَّبِيِّ مِنْهُ عِنْدَ تَأَخُّرِهِ لِزَمَنِ الْأَمْرِ بِالصَّلَاةِ،)
قلت بل يقولون باستحباب امرار الموسي اذا ما ولد الطفل مختونا وهو قول بعضهم قال في الفواكه الدواني شرح رسالة ابي زيد القيرواني:
(وَاخْتُلِفَ فِيمَنْ وُلِدَ مَخْتُونًا هَلْ يَجْرِي عَلَيْهِ الْمُوسَى أَوْ لَا؟ وَانْظُرْ لِمَ لَمْ يَجْزِمْ بِإِجْرَائِهَا كَمَا قِيلَ فِيمَنْ تَحَلَّلَ مِنْ الْإِحْرَامِ فَإِنَّهُ يُمِرُّ الْمُوسَى عَلَى مَحَلِّ الشَّعْرِ إلَّا أَنْ يُفَرَّقَ بِوُجُوبِ الْحِلَاقِ عِنْدَ الْإِحْلَالِ دُونَ الْخِتَانِ.)
(يُتْبَعُ)
(/)
حتي ان بعضهم حكي الخلاف في ختان الخنثي ايختن واذا كان من يختنه الرجل ام المرأة وهما وجهان للشافعية وسكت البعض عنها وقيل يختن الخنثي نفسه ليتم اسلامه قال في رسالته:
((خَاتِمَةٌ) سَكَتَ الْمُصَنِّفُ عَنْ بَيَانِ حَالِ الْخُنْثَى الَّذِي لَهُ ذَكَرٌ، وَلَهُ فَرْجٌ هَلْ يُخْتَنُ أَوْ يُخْفَضُ؟ قَالَ الْفَاكِهَانِيُّ: لَمْ أَرَ فِي ذَلِكَ لِأَصْحَابِنَا نَصًّا، وَلِلشَّافِعِيَّةِ فِي ذَلِكَ قَوْلَانِ: يُخْتَنُ بَعْدَ الْبُلُوغِ وَيَنْظُرُ حِينَئِذٍ مَنْ يَتَوَلَّى خِتَانَهُ قَبْلَ اتِّضَاحِهِ، وَقِيلَ لَا حَتَّى يَتَبَيَّنَ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ عِنْدَهُمْ، ابْنُ نَاجِي: لَا يُخْتَنُ لِمَا عَلِمْت مِنْ قَاعِدَةِ تَغْلِيبِ الْحَظْرِ عَلَى الْإِبَاحَةِ أَيْ؛ لِأَنَّ الْخِتَانَ سُنَّةٌ، وَالنَّظَرُ لِعَوْرَةِ الْكَبِيرِ الْمُرَاهِقِ أَوْ الْبَالِغِ حَرَامٌ لِقَوْلِ اللَّخْمِيِّ: الْمُرَاهِقُ كَكَبِيرٍ، وَلَا يُرْتَكَبُ مُحَرَّمٌ لِفِعْلِ سُنَّةٍ، وَيَظْهَرُ لِي أَنَّهُ يُؤْمَرُ بِخَتْنِ نَفْسِهِ؛ لِأَنَّ الْمُكَلَّفَ مَأْمُورٌ بِفِعْلِ مَا يَكْمُلُ بِهِ إسْلَامُهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ بِهِ كَمَالَ الْإِسْلَامِ، وَيُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ فِيمَنْ اشْتَرَى رَقِيقًا بَعْدَ بُلُوغِهِ أَوْ مُرَاهِقَةً؛ لِأَنَّهَا سُنَّةٌ يُمْكِنُ الْمُكَلَّفُ تَحْصِيلُهَا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ تَقْتَضِي إسْقَاطَهَا وَحَرَّرَ ذَلِكَ، فَإِنِّي لَمْ أَرَهُ لَكِنَّ الْقَوَاعِدَ تَقْتَضِيهِ، وَسَكَتَ أَيْضًا عَنْ الْخَاتِنِ وَالْخَافِضِ لِوُضُوحِ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ، فَفِي الْمُدَوَّنَةِ: يَخْتِنُ الرِّجَالُ الصِّبْيَانَ) الفواكه الدواني (4/ 384)
ما جاء في مذهب الشافعية في الختان
يعد بعض علماء الشافعية ان عدم اختتان الكبار يعتبر عيبا والمقصد بالعيب اي عند النكاح والله اعلم: قال النووي في روضة المحبين:
(قلت: كذا أطلق أكثر الأصحاب أو كثيرون منهم جواز الختان من غير فرق بين الصغير والكبير وصرح المتولي والشيخ نصر بأنه لا فرق وقال صاحب المهذب ومن تابعه يمنع من ختان الكبير دون الصغير لخوف التلف وهذا ظاهر نصه في الأم والمختصر ويؤيده أنهم عدوا عدم الختان عيباً في الكبير دون الصغير كما سبق والله أعلم.) (روضة المحبين2/ 19)
وقد ذهب الأمام النووي الي ان القول بوجوب الختان لللرجال والنساء هو الاصوب والمعروف وقال به رحمه الله كقولا محققا للشافعية قال في روضة المحبين (3/ 487):
(الثالثة الختان واجب في حق الرجال والنساء وقيل سنة وقيل واجب في الرجل سنة في المرأة والصحيح المعروف هو الأول وختان الرجل قطع الجلدة التي تغطي الحشفة حتى تنكشف جميع الحشفة ويقال لتلك الجلدة القلفة قال الإمام فلو بقي مقدار ينبسط على سطح الحشفة وجب قطعه حتى لا يبقى جلد متجاف هذا هو الصحيح المعروف للأصحاب وقال ابن كج عندي يكفي قطع شيء من الحشفة وإن قل بشرط أن يستوعب القطع تدوير رأسها وأما من المرأة فتقطع من اللحمة التي في أعلق الفرج فوق مخرج البول وتشبه تلك اللحمة عرف الديك فإذا قطعت بقي أصلها كالنواة ويكفي أن يقطع ما يقع عليه الاسم قال الأصحاب وإنما يجب الختان بعد البلوغ ويستحب أن يختن في السابع من ولادته إلا أن يكون ضعيفاً لا يحتمله فيؤخر حتى يحتمله قال الإمام ولو كان الرجل ضعيف الخلقة بحيث لو ختن خيف عليه لم يجز أن يختن بل ينتظر حتى يصير بحيث يغلب على الظن سلامته)
وقال ايضا:
((فرع) الختان واجب على الرجال والنساء عندنا وبه قال كثيرون من السلف كذا حكاه الخطابي وممن أوجبه أحمد وقال مالك وابو حنيفة سنة في حق الجميع وحكاه الرافعى وجها لنا: وحكي وجها ثالثا انه يجب على الرجل وسنة في المرأة: وهذان الوجهان شاذان: والمذهب الصحيح المشهور الذى نص عليه الشافعي رحمه الله وقطع به الجمهور انه واجب على الرجال والنساء: ودليلنا ما سبق فان احتج القائلون بأنه سنة بحديث الفطرة عشر ومنها الختان فجوابه قد سبق عند ذكرنا تفسير الفطرة والله أعلم) المجموع (1/ 300)
وقال صاحب فتح المعين:
((ووجب ختان) للمرأة والرجل حيث لم يولدا مختونين لقوله تعالى: * (أن اتبع ملة إبراهيم) * ومنها الختان،) فتح المعين (4/ 197)
(يُتْبَعُ)
(/)
ماجاء في مذهب الحنابلة
قال ابن قدامة في المغني:
((مسألة) قال (ويجب الختان ما لم يخفه على نفسه) وجملة ذلك أن الختان واجب على الرجال ومكرمة للنساء وليس بواجب عليهن وهذا قول كثير من أهل العلم قال أحمد والرجل أشد وذلك أنه إذا لم يختتن فتلك الجلدة مدلاة على الكمرة فلا ينقى ماثم والمرأة أهون، وفيه رواية أخرى أنه يجب على المرأة كالرجل.
قال أبو عبد الله وكان ابن عباس يشدد في أمره، وروي عنه لا حج له ولا صلاة يعني إذا لم يختتن.
المغني (1/ 109)
وقال رحمه الله ايضا:
((فصل) * وإن وجد ميت فلم يعلم أمسلم هو أم كافر؟ نظر إلى العلامات من الختان والثياب والخضاب فان لم يكن عليه علامة وكان في دار الاسلام غسل وصلي عليه، وإن كان في دار الكفر لم يغسل ولم يصل عليه، نص عليه أحمد لان الاصل أن من كان في دار فهو من أهلها يثبت له حكمهم ما لم يقم على خلافه دليل.) المغني (2/ 358)
وقال ابن مفلح في الفروع:
(وَيَجِبُ الْخِتَانُ (هـ) وَعَنْهُ عَلَى غَيْرِ امْرَأَةٍ، وَعَنْهُ يُسْتَحَبُّ، قَالَ شَيْخُنَا: يَجِبُ إذَا وَجَبَتْ الطَّهَارَةُ وَالصَّلَاةُ.الفروع لابن مفلح (1/ 98)
بل وعندهم ان للرجل ان يجبر زوجته علي الختان قال صاحب كشاف القناع:
(وَحَيْثُ تَقَرَّرَ وُجُوبُ الْخِتَانِ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى (فَخَتْنُ ذَكَرِ خُنْثَى مُشْكِلٍ وَفَرْجِهِ) احْتِيَاطًا (وَلِلرَّجُلِ إجْبَارُ زَوْجَتِهِ الْمُسْلِمَةِ عَلَيْهِ) كَالصَّلَاةِ (وَ) الْخِتَانُ (زَمَنَ صِغَرٍ أَفْضَلُ إلَى التَّمْيِيزِ) لِأَنَّهُ أَسْرَعُ بَرْءًا لِيَنْشَأَ عَلَى أَكْمَلِ الْأَحْوَالِ وَخِتَانُ الذَّكَرِ (بِأَخْذِ جِلْدَةِ حَشَفَةِ ذَكَرٍ) وَيُقَالُ لَهَا الْقُلْفَةُ وَالْغُرْلَةُ (فَإِنْ اقْتَصَرَ عَلَى) أَخْذِ (أَكْثَرِهَا جَازَ) نَقَلَهُ الْمَيْمُونِيُّ وَجَزَمَ بِهِ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ وَغَيْرُهُ (وَ) خَفْضُ الْجَارِيَةِ (أَخْذُ جِلْدَةِ أُنْثَى فَوْقَ مَحِلِّ الْإِيلَاجِ تُشْبِهُ عُرْفَ الدِّيكِ).)
كشاف القناع (1/ 222)
قال صاحب مطالب اولي النهي الشرح:
(وَ) يَجِبُ (خِتَانُ أُنْثَى، وَتُجْبَرُ) زَوْجَةٌ مُسْلِمَةٌ عَلَى الْخِتَانِ إنْ أَبَتْ (بِأَخْذِ جِلْدَةٍ فَوْقَ مَحَلِّ الْإِيلَاجِ، تُشْبِهُ عُرْفَ دِيكٍ، وَسُنَّ أَنْ لَا تُؤْخَذَ كُلُّهَا) نَصًّا، لِحَدِيثِ {اخْفِضِي وَلَا تَنْهَكِي فَإِنَّهُ أَنْضَرُ لِلْوَجْهِ وَأَحْظَى عِنْدَ الزَّوْجِ} رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ مَرْفُوعًا.
وَمَعْنَى اخْفِضِي، أَيْ: اخْتَتِنِي، وَلَا تَنْهَكِي، أَيْ: وَلَا تَأْخُذِيهَا كُلَّهَا، وَدَلِيلُ وُجُوبِهِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ {أَلْقِ عَنْكَ شَعْرَ الْكُفْرِ وَاخْتَتِنْ} رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَفِي الْحَدِيثِ {اخْتَتَنَ إبْرَاهِيمُ بَعْدَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَلَفْظُهُ لِلْبُخَارِيِّ.
وَقَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} وَلِأَنَّهُ مِنْ شِعَارِ الْمُسْلِمِينَ.
وَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَجَبَ الْغُسْلُ} دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَخْتَتِنَّ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُشَدِّدُ فِي أَمْرِهِ حَتَّى إنَّهُ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ قَالَ: لَا حَجَّ لَهُ وَلَا صَلَاةَ.)
(مطالب اولي النهي شرح غاية المنتهي (1/ 201)
هذا مايسر الله لي جمعه بحوله وقوته والله علي كل شئ قدير
خامسا: فتوي مفتي الديار الأسبق في الختان للشيخ علي جاد الحق
هذه الفتوي إخوتي في الله صادره عن دار الإفتاء المصرية
أنقلها لكم سؤال و جواب فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق رحمه الله
شيخ الأزهر الأسبق
السؤال
بالطلب المقدم من السيد: ... قال فيه: إن له بنتين صغيرتين، إحداهما ست سنوات والأخرى سنتان، وأنه قد سأل بعض الأطباء المسلمين عن ختان البنات، فأجمعوا على أنه ضار بهن نفسياً وبديناً، فهل أمر الإسلام بختانهن أو أن هذا عادة متوارثة عن الأقدمين فقط؟
و هذه الفتوي مسلسلة برقم فتوي في دار
(يُتْبَعُ)
(/)
الإفتاء
الرقم المسلسل: 709
الموضوع: (1202) ختان البنات.
التاريخ: 29/ 01/1981م.
المفتي: فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق.
المراجع:
1 - اتفق الفقهاء على أن الختان في حق الرجال والخفاض في حق الإناث مشروع، ثم اختلفوا في كونه سنة أو واجباً.
2 - الختان للرجال والنساء من صفات الفطرة التي دعا إليها الإسلام وحث على الالتزام بها.
الجواب:
قال الله تعالى: {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} [النحل: 123]، وفى الحديث الشريف (متفق عليه - البخاري في كتاب بدء الخلق وفى باب الختان في كتاب الاستئذان - ومسلم في باب فضائل ابراهيم - في كتاب الفضائل): "اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة".
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر" (متفق عليه - شرح السنة للبغوى ج - 12 ص 109 باب الختان)، وقد تحدث الإمام النووى الشافعى في المجموع (جـ1 ص 284 في تفسير الفطرة بأن أصلها الخلقة)، قال الله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها} [الروم: 30]، واختلف في تفسيرها في الحديث قال الشيرازي والماوردي وغيرهما: هي الدين، وقال الإمام أبو سليمان الخطابي: فسرها أكثر العلماء في الحديث بالسنة، ثم عقب النووي بعد سرد هذه الأقوال وغيرها بقوله قلت تفسير الفطرة هنا بالنسبة هو الصواب.
ففي صحيح البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من السنة قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر"، وأصح ما فسر به غريب الحديث تفسيره بما جاء في رواية أخرى، لاسيما في صحيح البخاري.
وقد اختلف أئمة المذاهب وفقهاؤها في حكم الختان: قال ابن القيم (هامش شرح السنة للبغوى ج - 2 ص 110 في باب الختان) في كتابه (تحفة المودود): اختلف الفقهاء في ذلك.
فقال الشعبي وربيعة والأوزاعي ويحيى بن سعيد الأنصاري ومالك والشافعي وأحمد هو واجب، وشدد فيه مالك حتى قال: من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته، ونقل كثير من الفقهاء عن مالك، أنه سنة، حتى قال القاضي عياض: الاختتان عند مالك وعامة العلماء سنة، ولكن السنة عندهم يأثم تاركها، فهم يطلقونها على مرتبة بين الفرض والندب، وقال الحسن البصرى وأبو حنيفة لا يجب بل هو سنة.
وفى فقه الإمام أبى حنيفة (الاختيار شرح المختار للموصلي ج - 2 ص 121 في كتاب الكراهية) إن الختان للرجال سنة، وهو من الفطرة، وللنساء مكرمة، فلو اجتمع أهل مصر (بلد) على ترك الختان قاتلهم الإمام، لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه.
والمشهور في فقه الإمام مالك في حكم الختان للرجال والنساء كحكمه في فقه الإمام أبى حنيفة.
وفقه الإمام الشافعي (ج - 1 ص 297 من المهذب للشيرازي وشرحه المجموع للنووي) إن الختان واجب على الرجال والنساء.
وفقه الإمام أحمد بن حنبل (المغنى لابن قدامة ج - 1 ص 70 مع الشرح الكبيرة) إن الختان واجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن، وفي رواية أخرى عنه أنه واجب على الرجال والنساء كمذهب الإمام الشافعي.
وخلاصة هذه (الافصاح عن معاني الصحاح ليحيى بن هبيرة الحنبلي ج - 1 ص 206) الأقوال إن الفقهاء اتفقوا على أن الختان في حق الرجال والخفاض في حق الإناث مشروع، ثم اختلفوا في وجوبه، فقال الإمامان أبو حنيفة ومالك هو مسنون في حقهما وليس بواجب وجوب فرض ولكن يأثم بتركه تاركه، وقال الإمام الشافعي هو فرض على الذكور والإناث، وقال الإمام أحمد هو واجب في حق الرجال، وفى النساء عنه روايتان أظهرهما الوجوب.
والختان في شأن الرجال قطع الجلدة التي تغطى الحشفة، بحيث تنكشف الحشفة كلها، وفى شأن النساء قطع الجلدة التي فوق مخرج البول دون مبالغة في قطعها ودون استئصالها، وسمى بالنسبة لهن (خفاضاً).
وقد استدل الفقهاء على خفاض النساء بحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: إن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنهكى، فإن ذلك أحظى للزوج، وأسرى للوجه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء ذلك مفصلاً في رواية أخرى تقول: (إنه عندما هاجر النساء كان فيهن أم حبيبة، وقد عرفت بختان الجوارى، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا أم حبيبة هل الذى كان في يدل، هو في يدك اليوم"، فقالت: نعم يا رسول الله، إلا أن يكون حراماً فتنهانى عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل هو حلال، فادني منى حتى أعلمك"، فدنت منه، فقال: "يا أم حبيبة، إذا أنت فعلت فلا تنهكى، فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج"، ومعنى: "لا تنهكي" لا تبالغي في القطع والخفض، ويؤكد هذا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "يا نساء الأنصار اختفضن (أى اختتن) ولا تنهكن" (ألا تبالغن في الخفاض)، وهذا الحديث جاء مرفوعاً (نيل الأوطار للشوكانى جـ1 ص113) برواية أخرى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وهذه الروايات وغيرها تحمل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ختان النساء ونهيه عن الاستئصال.
وقد علل هذا في إيجاز وإعجاز، حيث أوتى جوامع الكلم فقال: "فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج".
وهذا التوجيه النبوى إنما هو لضبط ميزان الحس الجنسي عند الفتاة، فأمر بخفض الجزء الذي يعلو مخرج البول، لضبط الاشتهاء، والإبقاء على لذات النساء، واستمتاعهن مع أزواجهن، ونهى عن إبادة مصدر هذا الحسن واستئصاله، وبذلك يكون الاعتدال فلم يعدم المرأة مصدر الاستمتاع والاستجابة، ولم يبقها دون خفض فيدفعها إلى الاستهتار، وعدم القدرة على التحكم في نفسها عند الإثارة.
لما كان ذلك كان المستفاد من النصوص الشرعية، ومن أقوال الفقهاء على النحو المبين والثابت في كتب السنة والفقة أن الختان للرجال والنساء من صفات الفطرة التي دعا إليها الإسلام وحث على الالتزام بها على ما يشير إليه تعليم رسول الله كيفية الختان، وتعبيره في بعض الروايات بالخفض، مما يدل على القدر المطلوب في ختانهن.
قال الإمام البيضاوى إن حديث: "خمس من الفطرة" عام في ختان الذكر والأنثى، وقال (جـ1 ص113) الشوكاني في نيل الأوطار: إن تفسير الفطرة بالسنة لا يراد به السنة الاصطلاحية المقابلة للفرض والواجب والمندوب، وإنما يراد بها الطريقة، أى طريقة الإسلام، لأن لفظ السنة في لسان الشارع أعم من السنة في اصطلاح الأصوليين.
ومن هنا اتفقت كلمة فقهاء المذاهب على أن الختان للرجال والنساء من فطرة الإسلام وشعائره، وأنه أمر محمود، ولم ينقل عن أحد من فقهاء المسلمين فيما طالعنا من كتبهم التي بين أيدينا - القول بمنع الختان للرجال أو النساء، أو عدم جوازه أو إضراره بالأنثى، إذا هو تم على الوجه الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة في الرواية المنقولة آنفاً.
أما الاختلاف في وصف حكمه، بين واجب وسنة ومكرمة، فيكاد يكون اختلافاً في الاصطلاح الذي يندرج تحته الحكم.
يشير إلى هذا ما نقل في فقه (الاختيار شرح المختار ص 121 ج - 2) الإمام أبى حنيفة من أنه لو اجتمع أهل مصر على ترك الختان، قاتلهم الإمام (ولى الأمر) لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه، كما يشير أليه أيضاً أن مصدر تشريع الختان هو اتباع ملة إبراهيم، وقد اختتن، وكان الختان من شريعته، ثم عده الرسول صلى الله عليه وسلم من خصال الفطرة، وأميل إلى تفسيرها بما فسرها به الشوكاني - حسبما سبق - بأنها السنة التي هي طريقة الإسلام ومن شعائره وخصائصه، كما جاء في فقه الحنفيين.
وإذاً: قد استبان مما تقدم أن ختان البنات المسئول عنه من فطرة الإسلام وطريقته على الوجه الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يصح أن يترك توجيهه وتعليمه إلى قول غيره ولو كان طبيبا، لأن الطب علم والعلم متطور، تتحرك نظرته ونظرياته دائما، ولذلك نجد أن قول الأطباء في هذا الأمر مختلف. فمنهم من يرى ترك ختان النساء، وآخرون يرون ختانهن، لأن هذا يهذب كثيراً من إثارة الجنس لاسيما في سن المراهقة التي هي أخطر مراحل حياة الفتاة، ولعل تعبير بعض روايات الحديث الشريف في ختان النساء بأنه مكرمة يهدينا إلى أن فيه الصون، وأنه طريق للعفة، فوق أنه يقطع تلك الإفرازات الدهنية التي تؤدى إلى التهابات مجرى البول وموضع التناسل، والتعرض بذلك للأمراض الخبيثة، هذا ما قاله الأطباء المؤيدون لختان النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضافوا أن الفتاة التي تعرض عن الختان تنشأ من صغرها وفى مراهقتها حادة المزاج سيئة الطبع، وهذا أمر قد يصوره لنا ما صرنا إليه في عصرنا من تداخل وتزاحم، بل وتلاحم بين الرجال والنساء في مجالات الملاصقة والزحام التي لا تخفى على أحد، فلو لم تقم الفتاة بالاختتان لتعرضت لمثيرات عديدة تؤدى بها - مع موجبات أخرى، تذخر بها حياة العصر، وانكماش الضوابط فيه - إلى الانحراف والفساد.
وإذا كان ذلك فما وقت الختان شرعاً اختلف الفقهاء في وقت الختان فقيل حتى يبلغ الطفل، وقيل إذا بلغ تسع سنين.
وقيل عشرا، وقيل متى كان يطيق ألم الختان وإلا فلا (المراجع السابقة) والظاهر من هذا أنه لم يرد نص صريح صحيح من السنة بتحديد وقت للختان، وأنه متروك لولى أمر الطفل بعد الولادة - صبيا أو صبية - فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم ختن الحسن والحسين رضي الله عنهما يوم السابع من ولادتيهما، فيفوض أمر تحديد الوقت للولي، بمراعاة طاقة المختون ومصلحته.
لمّا كان ذلك: ففى واقعة السؤال قد بان أن ختان البنات من سنن الإسلام وطريقته لا ينبغى إهمالهما بقول أحد، بل يجب الحرص على ختانهن بالطريقة والوصف الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة، ولعلنا في هذا نسترشد بما قالت حين حوارها مع الرسول: هل هو حرام فتنهاني عنه؟ فكان جوابه عليه الصلاة والسلام وهو الصادق الأمين: "بل هو حلال".
كل ما هنالك ينبغى البعد عن الخاتنات اللاتى لا يحسن هذا العمل ويجب أن يجرى الختان على هذا الوجه المشروع. ولا يترك ما دعا إليه الإسلام يقول فرد أو أفراد من الأطباء لم يصل قولهم إلى مرتبة الحقيقة العلمية أو الواقع التجريبى، بل خالفهم نفر كبير من الأطباء أيضاً، وقطعوا بأن ما أمر به الإسلام له دواعيه الصحيحة وفوائده الجمة نفسياً وجسدياً.
هذا وقد وكل الله سبحانه أمر الصغار إلى آبائهم وأولياء أمورهم وشرع لهم الدين وبينه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أعرض عنه كان مضيعاً للأمانة التي وكلت إليه على نحو ما جاء في الحديث الشريف فيما روى البخاري ومسلم (زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم ج - 1 ص 302) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، والله سبحانه وتعالى أعلم.
هذا هو نص الفتوي دون زيادة أو نقصان وللعلم نحن نقلناه دون تحقيق الكلام او النصوص لكن قد سبق التكلم عن نصوصه تحقيقا ولا داعي للتكرار
هذه الفتوي مستفادة من موقع صوت القرآن الحكيم http://quran.maktoob.com/vb/quran24913/
سادسا: لماذا أشاعوا تحريم الختان؟
هذه أخوتي في الله كلمات واضحات بينات جليات ولسن هن بكلمات علي أهل الفضل والخير غريبات وما اردت الي زيادة تذكرة وإلا فالمقصود قد قتل بحثا ولكنا في زمن نحتاج
فيه الي التكرار والاعادة لما قد يحصل لذوي الافهام من ذلك افادة خاصة وقد أطلق العلم عن كل ماسوي العلوم الشرعية وأصبح الآغبياء اذكياء وعديموا العلم والاجهلاء هم العلماء الفضلاء واصبح الاجلاء في نظر هؤلاء الاغبياء جهلاء وليس هذا بالحق الذي يدركه ويعرفه اهل الخير عامتهم وخاصتهم ولكنه واقع مرير في قلوب اهل الضلال دون اهل الفضل جدير وبه يعملون فياليتهم عنه يعقلون ولكن يبقي ها هنا السؤال ,,,,,,,,,,,,,,,,
لماذا أشاعوا تحريم الختان؟ وان شئت فقل لماذا المراءة بالذات؟
أتظنني ساجيبك؟ لا لن اجيبك لانه من المعلوم جواز السكوت عن المعلوم في اللغة ويقول ابن مالك في الفيته وحذف ما يعلم جائز , لكني اريد منك الاجابة.
لماذا الحرب علي النقاب؟ قولوا انه فرض قولوا انه سنة او مكرمة او فضيلة فكل سبق به اهل الفضل والخير ولكن لماذا كل هذه الحروب علي المراءة؟
ولكن لعلي افكر معك بصوت عال اراني كنت افكر بها منذ وقت ليس ببعيد
لماذا المراءة؟
لعل المراءة حين انتقابها ستخفي جمالها ويحرم منه هؤلاء,,,,معقول!!!
لا ليس هذا بشئ يحتاج الي شن كل هذه الحروب ولكن لماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل به يحصل شافة لاهل الفضل والخير والذي بدوره يقطع شافة هؤلاء لقلة علمهم بهذا الطريق؟ لعلي عجزت عن الوصول الي سبب الله اعلم بحالهم
ولكن لماذا الختان اذن؟
هل الطب حقيقة اثبت ان هذا ضار بجميع النساء؟
هل الواقع اقر بهذه الحقيقة المزعومة بان كل من اختتن من النساء كان بهن ضارا حتي انتشر؟
واذا كان هذا بالفعل هو السبب لماذا لم ينتشر القول به الا الان؟
هل هؤلاء مجبورون علي القول به لقرار سياسي خارجي من الدول الطاغية؟
واذا كان هذا لماذا يجبروننا عليه وما المصلحة في ذلك لدول الفجر والجبروت؟
أم اننا مقتنعون ان كل ما ياتي من دول الغرب انه تحضر حتي ولو كانت دولا تشيع فيهم الزنا الفجر والفسوق؟
ام انه فعلا يدفع الي زيادة الاثارة عند النساء فعلا ام انه يمنع وجوده؟
هل هم راوا الغرب منعوا الختان وبالتالي اصبح الغرب ليس فيه مجون وليس فيه قطع لهذه الاثارة بحيث اصبحت طبيعية؟
لعلي عجزت عن معرفة السبب الي ان كتبت هذه الكلمة
كلمة لله عز وجل
قد رأيتم اخوتي ان الامر لا يخرج عن الوجوب أو الاستحسان وهذا دأب العلماء في عدم الخروج عن منهج الحق ولكن لا يسلم امر من خلاف ولو ان احدهم اجتهد ولم يصب فيه فقد يؤجر لذلك الاجتهاد ففي الحديث اذا حكم الحاكم فأصاب فله اجران واذا اخطأ فله اجر ‘كما اخرجه البخاري بمعناه ولكن هناك وقفة لله عزوجل وملخصها في كلمات قليلات اعرف الحق تعرب اهله وان الحق لايعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون باتباعهم الحق وليس بعد الحق الا الضلال
ولا تظنن اخي الكريم انه اخر ما يحارب من هذا الدين القويم ولسنا اخر من يتشرف بالانتساب الي الحق رزقني الله واياك الحق اينما كان لكن انها مسالة دين فاياك ان تقول ما يقوله اهل الجهل والغباء الغرب صعد القمر ونحن نتكلم عن دخول الخلاء باليسار ام باليمين انه دين واياك ان تسمع لمن يطعن في دينك ويريد ان يسلب دينك منك شيئا فشيئا حسدا وعدوا وطغيانا وأخيرا ساترجم لك ما اقول في كلمات بينات واضحات من كلام رب البريات قال تعالي:
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) *) سورة النساء الايات من (26:28)
أُخي اخيتي اراكما تعقلان ما اقول وحسبنا الله ونعم الوكيل
وصلي الله علي محمد واله وصحبه وسلم
كتبه الفقير الي عفو ربه
ابوصهيب الاثري
في يوم 7/ 2/2008
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا صهيب و نفع بك
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 09:38]ـ
جزى الله أخي خير الجزاء
همة عالية وكتابات مثراة
كذلك نحسبكم والله حسيبكم
أثابكم الله وأعطانا نصيبا مما أعطاكم(/)
تناقض لدعاة التقريب بين الفرق
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 05:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
كان علمائنا قبل سنين يحذرون من التقريب من الرافضة و أنه وهم لكن دعاة التقريب بين المذاهب أو بالأصح التمييع مع الفرق الضالة كانوا يتهمون علماء أهل السنة بأنهم متطرفون متعصبون يريدون الفرقة بين الأمة الواحدة!!
و كان من ضمن هؤلاء القرضاوي عفا الله عنه فبمراجعتي لأرشيفه السابق و كلامه الحالي وجدت التناقض و هذا نتيجة من يسير على منهج يخالف منهج و عقيدة سلفنا الصالح فهاهم في النهاية عرفوا بأن الحق مع علمائنا الذين حذروا من هذا التمييع.
و هاكم مثال على هذا التناقض الواضح فمثلاً حديث افتراق الأمة الى ثلاث و سبعين فرقة كان القرضاوي يضعفه كما قال في برنامجه الشريعة و الحياة و السؤال كان كالتالي:
ماهر عبد الله: الأخ عبد العظيم المراغي يقول: كيف يكون .. على الإنترنت يسأل: كيف يكون التقارب بين المذاهب، والرسول -صلى الله عليه وسلم- وضح في حديثه أن الدين سينقسم إلى بضع وسبعين شعبة، واحدة فقط هي على الصواب والباقي ليس .. فكيف يكون التقارب بينهم؟
فماذا كان جواب القرضاوي:!
د. يوسف القرضاوي: أولاً: أنا يعني لست ممن يُصَحِّح هذا الحديث، يعني الحديث دا هناك من العلماء من رده ومنهم الإمام ابن الوزير الذي يعني رد هذا الحديث وخصوصاً الزيادة التي تقول يعني "كلها في النار إلا واحدة"، قال احذر هذه الزيادة فإنها من دسيس الملاحدة. لأنه بيجعل كل الفرق في النار، إنما على كل حال حتى الذين أقروا بهذا الحديث وحسَّنوه أو ربما بعضهم صححه، يعني قالوا إن كل هذه الفرق من الأمة .. قال: "ستفترق أمتي" .. تفترق أمتي، فكلهم يعني فروع من هذه الأمة، وبعدين الرسول لم يحدد أي هذه الفرق، ما كل فرقة بتدعي هي إنها الفرقة الناجية، وبعدين الخلاف .. يعني فإحنا في هذه الأشياء إحنا بنقول إن هناك أشياء متفق عليها وأشياء مختلف فيها، فإحنا نركز على نقاط الاتفاق، ونقاط الاتفاق تتعلق بأن محمد رسول الله .. لا إله إلا الله محمد رسول الله، القرآن كتاب الله، الإيمان بالآخرة، ......... الخ
http://www.aljazeera.net/Channel/archive/archive?ArchiveId=92328#L5
و الآن ماهو رأي القرضاوي في الحديث:
وقال القرضاوي في بيانه إن هناك هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها "الناجية، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال. ونحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات"
http://www.alarabiya.net/articles/2008/10/14/58227.html#002
لا أجد تفسيراً لهذا الأمر الا بأن القرضاوي لايوجد لديه منهج ثابت انما يغلِّب جانب" المصلحة" المتوهمة حتى و لو كان ذلك على حساب حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم!!!!(/)
الخضر بين النبوة والولاية والموت والحياة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 05:41]ـ
هذه مشاركة أضعها للتعريف بحقيقة أمر سيدنا الخضرهل كان نبيا أم وليا، وهل هو من الأحياء ام أنه من الأموات، فقد اختلف أهل العلم فى ذلك اختلافا بينا حتى من كتب عنه
فابن عباس رضى الله عنهما ووهب بن منبه قالا إنه كان نبيا غير مرسل
وقال إسماعيل بن أبى زياد الكوفى قاضى الموصل ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة التى عرفت بسيرة ابن هشام قالا أرسل إلى قومه فاستجابوا له
ونصر هذا القول الرمانى وابن الجوزى
وقال الثعلبى هو نبى على جميع الأقوال معمر محجوب عن الأبصار
وقال أبوحيان فى تفسيره " والجمهور على أنه نبى وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه ... "
وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفية
وبهذا القول قال ابوعلى ابن أبى موسى من الحنابلة، وأبوبكر بن الأنبارى
وقال القشيرى فى رسالته لم يكن الخضر نبيا وإنما كان وليا
وحكى الماوردى أنه ملك من الملائكة فى صور الآدميين مغيرا ذاتا
وقال ابن دحية الظاهرى لا ندرى هوملك أو نبى أو عبد صالح
وأخرج الطبرانى فى معجمه الكبير حديثا يفيد نبوته قال عنه الحافظ ابن حجر: سند هذا الحديث حسن لولا عنعنة بقية ولو ثبت لكان نصا ان الخضر نبى لحكاية النبى قول الرجل للخضر يا نبى الله وتقريره على ذلك "
وقال ابن كثير فى البداية والنهاية هذا حديث رفعه خطا والأشبه ان يكون موقوفا وفى رجاله من لا يعرف
وقال الهيثمى رجاله موثقون إلا أن بقية مدلس
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 06:18]ـ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ
إِنَّ نَوْفًا الْبَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ بِهِ فَقِيلَ لَهُ احْمِلْ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَحَمَلَا حُوتًا فِي مِكْتَلٍ حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا فَانْسَلَّ الْحُوتُ مِنْ الْمِكْتَلِ
{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}
وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ
{آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}
وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنْ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ
{أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ}
قَالَ مُوسَى
{ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}
فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ أَوْ قَالَ تَسَجَّى بِثَوْبِهِ فَسَلَّمَ مُوسَى فَقَالَ الْخَضِرُ وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ فَقَالَ أَنَا مُوسَى فَقَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا}
قَالَ
{إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لَا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لَا أَعْلَمُهُ
{قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}
(يُتْبَعُ)
(/)
فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا فَعُرِفَ الْخَضِرُ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ الْخَضِرُ يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْرِ فَعَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ فَقَالَ مُوسَى قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}
فَكَانَتْ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا فَانْطَلَقَا فَإِذَا غُلَامٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلَاهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ مُوسَى
{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ}
{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَهَذَا أَوْكَدُ
{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ}
قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى
{لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا
استدل العلماء بهذا الحديث على نبوة الخضر و بقوله {ما فعلته عن أمري}.
قال النووي _المنهاج شرح صحيح مسلم_
جُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهُ حَيٌّ مَوْجُودٌ بَيْن أَظْهُرِنَا، وَذَلِكَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْد الصُّوفِيَّةِ، وَأَهْل الصَّلَاح وَالْمَعْرِفَة، وَحِكَايَاتهمْ فِي رُؤْيَته وَالِاجْتِمَاع بِهِ وَالْأَخْذ عَنْهُ وَسُؤَاله وَجَوَابه وَوُجُوده فِي الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة وَمَوَاطِن الْخَيْر أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَرَ، وَأَشْهَر مِنْ أَنْ يُسْتَرَ. قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح هُوَ حَيٌّ عِنْد جَمَاهِير الْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ. وَالْعَامَّة مَعَهُمْ فِي ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنَّمَا شَذَّ بِإِنْكَارِهِ بَعْض الْمُحَدِّثِينَ قَالَ الْحِبْرِيّ الْمُفَسِّرُ وَأَبُو عَمْرو: هُوَ نَبِيٌّ. وَاخْتَلَفُوا فِي كَوْنِهِ مُرْسَلًا. وَقَالَ الْقُشَيْرِيُّ وَكَثِيرُونَ: هُوَ وَلِيٌّ وَحَكَى الْمَاوَرْدِيّ فِي تَفْسِيره ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحَدهَا نَبِيّ، وَالثَّانِي وَلِيّ، وَالثَّالِثُ أَنَّهُ مِنْ الْمَلَائِكَة وَهَذَا غَرِيب بَاطِل. قَالَ الْمَازِرِيّ: اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْخَضِر هَلْ هُوَ نَبِيّ أَوْ وَلِيّ؟ قَالَ: وَاحْتَجَّ مَنْ قَالَ بِنُبُوَّتِهِ بِقَوْلِهِ: {وَمَا فَعَلْته عَنْ أَمْرِي} فَدَلَّ عَلَى إِنَّهُ نَبِيّ أُوحِيَ إِلَيْهِ، وَبِأَنَّهُ أَعْلَم مِنْ مُوسَى، وَيَبْعُد أَنْ يَكُون وَلِيّ أَعْلَم مِنْ نَبِيٍّ. وَأَجَابَ الْآخَرُونَ بِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْحَى اللَّه إِلَى نَبِيٍّ فِي ذَلِكَ الْعَصْر أَنْ يَأْمُرَ الْخَضِرَ بِذَلِكَ. وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ الْمُفَسِّر: الْخَضِر نَبِيّ مُعَمَّر عَلَى جَمِيع الْأَقْوَال، مَحْجُوب عَنْ الْأَبْصَار، يَعْنِي عَنْ أَبْصَار أَكْثَر النَّاس. قَالَ: وَقِيلَ: إِنَّهُ لَا يَمُوتُ إِلَّا فِي آخِر الزَّمَان حِين يُرْفَعُ الْقُرْآن، وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيّ ثَلَاثَة أَقْوَال فِي أَنَّ الْخَضِر كَانَ مِنْ زَمَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ أَمْ بِكَثِيرٍ. كُنْيَة الْخَضِر أَبُو الْعَبَّاس، وَاسْمه (بَلْيَا) بِمُوَحَّدَةٍ مَفْتُوحَة ثُمَّ لَام سَاكِنَة ثُمَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُثَنَّاة تَحْتُ، اِبْن (مَلْكَان) بِفَتْحِ الْمِيم وَإِسْكَان اللَّام، وَقِيلَ: (كَلْيَان). قَالَ اِبْن قُتَيْبَة فِي الْمَعَارِف: قَالَ وَهْب بْن مَنْبَه: اِسْم الْخَضِر (بَلْيَا بْن مَلْكَان بْن فَالِغ بْن عَابِر بْن شالخ بْن أرفخشد بْن سَام بْن نُوح). قَالُوا: وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ الْمُلُوك. وَاخْتَلَفُوا فِي لَقَبه الْخَضِر، فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ: لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَة بَيْضَاء، فَصَارَتْ خَضْرَاء، وَالْفَرْوَة وَجْه الْأَرْض. وَقِيلَ: لِأَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى اِخْضَرَّ مَا حَوْله وَالصَّوَاب الْأَوَّل، فَقَدْ صَحَّ فِي الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِر لِأَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَة فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاء " وَبَسَطْت أَحْوَاله فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَاللُّغَات وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قال ابن حزم _المحلى_
والنبوة هي الوحي من الله تعالى بأن يعلم الموحى إليه بأمرما يعلمه لم يكن يعلمه قبل.
والرسالة هي النبوة وزيادة وهى بعثته إلى خلق ما بأمرما - هذا ما لا خلاف فيه - والخضر عليه السلام نبى قد مات ومحمد صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده قال الله عزوجل حاكيا عن الخضر (وما فعلته عن أمرى) فصحت نبوته وقال تعالى (ولكن رسول الله وخاتم النبيين)
و في الفتاوى لابن تيمية
وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ " الْخَضِرِ " وَ " إلْيَاسَ ": هَلْ هُمَا مُعَمَّرَانِ؟ بَيِّنُوا لَنَا رَحِمَكُمْ اللَّهُ تَعَالَى.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: - إنَّهُمَا لَيْسَا فِي الْأَحْيَاءِ؛ وَلَا مُعَمَّرَانِ؛ وَقَدْ سَأَلَ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ تَعْمِيرِ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ وَأَنَّهُمَا بَاقِيَانِ يَرَيَانِ وَيُرْوَى عَنْهُمَا فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: مَنْ أَحَالَ عَلَى غَائِبٍ لَمْ يُنْصِفْ مِنْهُ؛ وَمَا أَلْقَى هَذَا إلَّا شَيْطَانٌ. وَسُئِلَ " الْبُخَارِيُّ " عَنْ الْخَضِرِ وَإِلْيَاسَ: هَلْ هُمَا فِي الْأَحْيَاءِ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا يَبْقَى عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِمَّنْ هُوَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ} "؟ وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: قَوْله تَعَالَى {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} وَلَيْسَ هُمَا فِي الْأَحْيَاءِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
و الله تعالى أعلم.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:34]ـ
بارك الله فيك أخى ابا البراء ودمت دوما متتبعا للحق وللدليل، وهذا شان أهل العلم اصحاب العقول، لا جعلنااللهمن أصحاب العقول الكليلة وأدام علينا ما نحن فيه من الخير
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:58]ـ
هذا الموضوع شائق ذو شجون!؟
بارك الله فيكم أستاذنا الدكتور الظاهري ...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 03:32]ـ
وفيكم بارك يا أخانا خلوصى
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 08:24]ـ
قال النووي _المنهاج شرح صحيح مسلم_
جُمْهُور الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّهُ حَيٌّ مَوْجُودٌ بَيْن أَظْهُرِنَا، وَذَلِكَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْد الصُّوفِيَّةِ، وَأَهْل الصَّلَاح وَالْمَعْرِفَة، وَحِكَايَاتهمْ فِي رُؤْيَته وَالِاجْتِمَاع بِهِ وَالْأَخْذ عَنْهُ وَسُؤَاله وَجَوَابه وَوُجُوده فِي الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة وَمَوَاطِن الْخَيْر أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَرَ، وَأَشْهَر مِنْ أَنْ يُسْتَرَ. قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بْن الصَّلَاح هُوَ حَيٌّ عِنْد جَمَاهِير الْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ. وَالْعَامَّة مَعَهُمْ فِي ذَلِكَ.
و لو قلت اليوم هذا الكلام لهجم عليك الناس بأنواع الهجوم التسفيهي ... !!؟ و لهجروك .... و هجروا كل كتاب يقرر هذا .. كما حدث مع صهري الذي رمى من يديه كتابا جليلا يربي القلوب على الإيمان التحقيقي بما فتح الله على مؤلفه ... فقط لأنه قرر هذا الأمر!! فإنا لله و إنا إليه راجعون.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 08:34]ـ
و فيك بارك الله أخي الدكتور الظاهري
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:09]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=19206&postcount=29
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=58907&postcount=55
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14892
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7253&highlight=%C7%E1%CE%D6%D1
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8570&highlight=%C7%E1%CE%D6%D1
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5299&highlight=%C7%E1%CE%D6%D1
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14532&highlight=%C7%E1%FA%CE%F3%D6%F 6%D1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:31]ـ
يا أخي الكريم و مشرفنا العزيز:
ليس محل البحث فيما كتبتُه ترجيح أي الرأيين أصح .. ؟!
بل في تسفيه المنكر لبقائه حيا حياة خاصة للذي يعتقد بها ... و وصمه بالخرافية و الصوفية و ما تعلمون من بقية اللائحة " الإرهابية الفكرية " ...
شكرا جزيلا لكم أخي الكريم.(/)
[قواعد تأهل الفرد المسلم للعلم الشرعي] للشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان-حفظه الله-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:21]ـ
قواعد تأهل الفرد المسلم للعلم الشرعي [1]
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان
-حفظه الله تعالى-
[بسم الله الرحمن الرحيم]
تأهيل الفرد المسلم للعلم الشرعي يكون أولاً: بتكوين اتجاه إيجابي فعال نحو أهمية هذا العلم للفرد و للأمة و تكوين الشعور بالتذوق العلمي وروح التضحية من أجل العلم و الاستمرار في طلبه خدمة للأمة و رفعا لمكانتها ثم بتكوين الطموح في البحث في أغوار هذا العلم و الوقوف على أسرار الكون و تكوين روح الالتزام بالعلم و يكوين الشعور بالمسؤولية العلمية بحيث لا يقوم المسلم بشيء إلا وهو على بينة و علم به ولا يتعلم شيئا إلا و ينزع إلى العمل به مصداقاً لقول الحق تبارك و تعالى: {ولا تقف ما لي ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} (الإسراء:36).
فلا بد أن يستشعر المسلم أنه مسؤول عن تعلم دينه وتربية نفسه بتزكيتها وتطهيرها من الرذائل ثم بعد ذلك هو مسؤول إذا أصبح أبا عن تربية أولاده وأهله ومسؤول عن تربية أهله وتعليم جيرانه ومجتمعه بقدر الاستطاعة فالإسلام يريد من التربية الذاتية للمسلم أن يصوغه صياغة إيجابية حية فلا يسكت عن ضيم يصيبه ولا يرضى بمنكر في ساحته ولا يتغاضى عن الخنا في داره يشغل وقته آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر يرمق من حوله فيتأثرون به ويؤثرون فيه صلاحاً وإصلاحاً كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم-في إصلاح الرعيل الأول: حين عين لهم الهدف وتركهم يرشدون الناس بل والبشرية قاطبة.
لهذا يجب أن يترجم العلم الشرعي إلى منهج فكر و أسلوب حياة و نظام تنشئة و رعاية شريعة و رؤية صادقة لعلاقة الإنسان بخالقه و علاقته بأخيه الإنسان وعلاقته بالكون و الحياة إنه عملية توجيه و رعاية وتنمية للإنسان يصبح في عقيدته و فكره و علمه وجشمه و سلوكه بعامة تجاه نفسه و غيره وتجاه ما سخره الله له في الكون نابع من شريعة الله التي أنزلها مقتديا بسنة النبي صلى الله عليه و سلم.
إن الله تعالى إنما خلق السموات و الأرض ونزل الأمر لنعلم أنه على كل شيء قدير و أنه قد أحاط بكل شيء علما فيكون هذا دليلا على معرفته و معرفة صفاته كما قال تعالى: {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله قد أحاط بكل شيء علما} (الطلاق:12).
إذا كانت العلوم تنقسم من حيث إفادتها إلى نافع و ضار فالمسلم مطالب بالاستفادة و الاستزادة من العلم النافع وهو المعني بقول الله تعالى: {وقل رب زدني علما} (طه:114).
وللعلوم النافعة أسس و ركائز يجب أن نعيها عند تأهيل الفرد المسلم للعلوم الشرعية منها:
- موافقتها للكتاب و السنة و عدم معارضتها أو محادتها بالشرع في كل جزء من جزئياتها.
- العمل بها فيما يعود بالخير على الفرد و المجتمع نشرا و تعليما و منهجا و فكرا.
- يجب الإخلاص فيها و تقديم النية الصالحة و البعد عن الهوى و المقاصد السيئة.
- ربط السلم التعليمي بمنهج السلف معيارا لضبط قواعد التعليم و التعلم على هديهم الرشيد.
- مراعاة الظروف و المتغيرات و المستجدات على المجتمع الإسلامي و الاستفادة من استخدام الوسائل التعليمية الحديثة التي تساعد على تعلم العلم الشرعي حفظا وفهما و تأصيلا و تلقينا.
- يعد التدرج من أهم وسائل تلقي العلوم الشرعية و إحدى دعائم تحقيق الأهداف التربوية ... ولو رجعنا إلى تاريخ التعليم في الإسلام لوجدنا الأصول و القواعد التي كان السلف الصالح يتبعونها في منهج التلقي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من حيث الإطاقة و التدرج في التكليف و التعليم وفهم المواقف و المناسبات المختلفة و المتابعة و السؤال و الحوار و المناقشة و استخدام كل وسيلة ممكنة لتوضيح المواقف التعليمية وغير ذلك كثير مما لا يتسع له المقام.
فتلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدرج شيئا فشيئا وقليلا قليلا، فيلقي عليه أولا مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب و يقرب له شرحها على سبيل الإجمال، ويراعي في ذلك قوة عقله و استعداده لقبول ما يرد عليه حين ينتهي إلى آخر الفن وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم.
فعلى العلماء و المربين أن ينتبهوا إلى هذا المر فيربوا طلابهم بالتدرج و الترقي من صغار العلم إلى كبار و تحميلهم منهم ما يطيقون، كما يفعل الأب بولده الطفل في إيصال الغذاء إليه فإن أرواح البشر بالنسبة إلى الأنبياء و الرسل كالأطفال بالنسبة إلى آبائهم بل دون هذه النسبة بكثير.
إنه يجب أن يبتدئوا بالأهم فالمهم مراعين التدرج فإنه سنة الله في الكون، يجب أن يبدأ التعليم الشرعي بكتاب الله أولا ثم بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم ثم بعلم التفسير و سائر علوم القرآن ثم بالحديث وعلومه، ثم بالأصول من علم الفقه، ثم بفروعه وهو علم مذهب من علم الفقه دون الخلاف، ثم بأصول الفقه وهكذا إلى بقية العلوم على ما يتسع له العمر و يساعد فيه الوقت، وليقتر من شائع علم اللغة على مال يفهمون منه كلام العرب دون التعمق بل بما يتعلق بفهم الكتاب و السنة.
فالعلم الشرعي بناء متكامل لشخصية الإنسان المؤمن بحيث تجعلنا لا تقف عند صلاح عقيدته في الفكر فحسب بل نمتد بالإصلاح إلى عقله واستقامة منهجه بالبحث و التكامل و طلب الدليل و مسلكه و تعامله و تحليه بالآداب الشرعية و النظم المرعية و اتزانه العاطفي وتوجهاته و كل حركاته و سكاناته.
-----------------
الحاشية:
[1]: أنظر في هذا الموضوع: معالم نظرية التربية الإسلامية لمقداد يالجن ص80، والمحور الأول ص13 - 122، والمحور الثالث ص113، وحديث أبي الدرداء في طلب العلم، ص40 - 41 - 54 - 55.
-----------------
المصدر: مجلة ((الأصالة)) الأردنية، العدد:21، السنة الرابعة، بتاريخ:15ربيع الآخر1420هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:54]ـ
بارك الله فيك جزاك الله خيرا
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 10:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 02:26]ـ
بارك الله فيك جزاك الله خيرا
الأخ الكريم" ولد البرق" وفيكم بارك الله ...
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 02:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيكم بارك الله .......(/)
تلببيةلرغبة الكثير: المقدمة الرائعة للعلامة بوخبزة الحسني لكتاب دم الأشاعرة
ـ[أبو عبيدة الأثري]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 09:34]ـ
تقديم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن الأمين بوخبزة الحسني لكتاب دم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة من كلام أحمد بن الصديق الغماري، لمؤلفة صادق بن سليم صادق، طبعة دار التوحيد بالرياض
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. بين يديَّ الساعة، كتاب (ذم الأشاعرة والمتكلمين والفلاسفة)، تأليف الأخ بظهر الغيب، الأستاذ الفاضل، الناقد الخبير، الدكتور: صادق بن سليم صادق، وقد أرسله إلي منذ مدة، وشغلت عنه، إلى أن يسر الله العودة إليه، فقرأته كله؛ معجبا باطلاعه؛ مستغربا الاقتصار على آثار الشيخ أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري، واستخراج نقد منهاج الأشاعرة والمتكلمين وأسلافهم الفلاسفة منها، ولعلَّ للمؤلف ـ وفقه الله ـ هدفا من رواء ذلك، وإلا فنقد مناهج الأشاعرة والماتردية، ومن وراءهم المتكلمين والفلاسفة؛ معروف متداول في أوضاع الدارسين والباحثين، وقد وقفت على أبحاث قيمة في ذلك.
ورأيت المؤلف موفقا أحاط ـ تقريبا ـ بآراء الشيخ الغماري، وشقيقه عبد الله، ومواقفهما من مذهب الأشعري، وكيف افترقا ولم يتفقا؛ مع اتحاد المنشأ والبيئة والتربية؛ فاتخذ أبو الفيض لنفسه مذهبا خاصا؛ عُرف به، كسائر مذاهبه في السلوك، والأخلاق، والفقه وأصول الحديث، وعلم الرجال، والتصوف، وكان في المغرب أمة وحده في شذوذه، وآراءه وسلوكه، ويعرف هذا من اتصل به وخالطه، وسبر أفكاره، وقرأ كتبه.
فهو في توحيد الأسماء والصفات ينحو نحو ابن تيمية وتلاميذه، ويشيد بهم، ويصرح بأن ما هم عليه من الحق، وأن ما أخطأوا فيه قليل، كذرة بالنسبة لجبل، على حد تعبيره في كتاب منه إليَّ، ثم هو ينافرهم ويخالفهم بعناد وإصرار في توحيد الربوبية، والإلهية والعبادة، والقصد، فتراه يعتقد تصرف أولياءه في الكون، في حياتهم وبعد مماتهم، وأن لهم ديوانا يعقد بغار حراء بمكة المكرمة، يحضره القطب الذي يسير دفة الكون، ولا يقع شيء من الأشياء إلا بإذنه وإشرافه، حتى إن شيخه الكتاني يقول: (لا يعتدي قط على فأر بمدينة فاس إلا بإذنه المولى إدريس دفين فاس)! وله من هذا بلايا وفضائح، مما هو طعن صريح في توحيد الربوبية ـ ولا شك أن الأخ صادقاً على ذُكر من اعتقاده وزعمه ـ أن أولياءه كانوا يحيون الموتى، وقد سجل هذا بقلمه في كتابه الموبوء (البرهان الجلي)، في قصص مما عملت أيديهم.
وأما توحيد الإلهية والعبادة فقد برَّر استغاثة الناس بالشيخ عبد السلام بن مشيش، وهتافهم باسمه دائما عند ضريحه، الذي يلجأون إليه ويطوفون به، وينحرون عنده تقربا وتعبدا، وحتى ما شاع بين الناس من الحلف باسمه، وقول بعضهم: وحقِّ مولاي عبد السلام الذي خلق الدنيا والدين! وبعيدا عنه، وكذلك: أضرحة المولى إدريس الأول بمدينة زرهون، وابنه إدريس الثاني باني مدينة فاس ـ عاصمة العلم والقرويين ـ! وضريح أبي يعزي بمدينة تادلا، وأضرحة الرجال السبعة بمدينة مراكش، والشيخ أبو الفيض ووالده وجده ومشايخ القرويين وأرباب الزوايا، والطرق التي تفوق المائة في المغرب: يرون هذا، ويفرحون له، ويسعون في بقائه وازدياده، لأنه مصدر عيشهم! وقد قال الشيخ في رسالته الضالة (إحياء المقبور بأدلة استحباب اتخاذ المساجد والقباب على القبور) ـ بعد أن حكى بعض ما تقدم من جهالة العامة وأشباههم في غلوهم في الشيخ ابن مشيش ـ ما معناه: أنهم رغم ذلك كله يعتقدون أن الله هو الخالق البارئ المصور؛ وهذا وحده كاف للحكم بإيمانهم!
وهكذا برهن الشيخ أنه جاهل بتوحيد العبادة والقصد، ولا غرو؛ فإنه كان ينكر تقسيم التوحيد، وعنه بالواسطة، وعن شقيقه عبد الله، أخذ السَّخاف: حسن السَّقاف، ورصيفه وعدوه في نفس الوقت: محمود سعيد: إنكارَ التقسيم الذي هو ضروري لمن يقرأ القرآن، ويعي ما ذكره عن الإيمان، والتوحيد والشرك، ويدخل في هذا الباب صنيع الدجال: عبد الله الكرفطي، المدعو: التليدي، في رسالة (الصارم المبيد لما زعمه المبتدع العنيد من الضلالات في شرح كلمة التوحيد)، التي كتب كثيرا من فصولها الشيخ أبو الفيض! وسمَّاها وطبعها على نفقته، بغضا وكراهية، وعنادا لشقيقه الشيخ: محمد الزمزمي [الغماري]، وهي
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول مشوهة، وأفهام مريضة، من مثل كتاب (شواهد الحق) ليوسف النبهاني، و (الرد المحكم المتين) لعبد الله [الغماري]، والقصد منها الدعوة إلى الشرك في العبادة، وحث المسلمين على الاستغاثة بالأموات، ودعائهم في النوازل والأزمات، في ما لا يقدر عليه إلا الله.
ومن العجيب أن الشيخ عبد الله كان كشيخه وشقيقه أبي الفيض؛ لا يعرف توحيد الإلهية، بدليل أنه ذكر في رسالته (إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء) ص/19، طبعة تطوان، ما نصه: (في هذين الحديثين ـ يعني حديث: «إن لله ملائكة في الأرض ... » وحديث: «إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا ... »، وكلا الحديثين ضعيف! ـ دلالة على أمرين: الأول: جواز الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق؛ فيما يقدر عليه [!]، خلافا للوهابية الذين يجعلون كل استعانة واستغاثة شركا ... ).
وهذا كذب وبهتان عليهم، ولا يمكن لعاقل أن ينكر هذا النوع من الاستغاثة، لأنه داخل في باب الأسباب.
وقد ناظرت الشيخ عبد الله في هذا بتطوان، بعد عودته من مصر.
والغريب أنه احتج لجواز الاستغاثة مطلقا بقوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه)، وناقشته في هذا الاستدلال، فإذا به لا يفرق بين الاستغاثتين، كما لا يفرق بين التوسل والاستغاثة، مع وضوح الفرق بينهما! وتراه هنا يقول: (أما ما لا يدخل في قدرة المخلوق؛ فلا يستعان فيه إلا بالله، ولا يستغاث إلا به؛ وهذا بإجماع المسلمين)!
وبهذا الكلام هدم ما تعب فيه من قبل ومن بعد؛ مما زعمه ردا على الوهابية ومن قبلهم من مشايخ العلم الصحيح والدين المتين، كابن تيمية وتلاميذه الأبرار، وهو لم يفهم كلامهم.
نعم! هو يسرع الخطى للإيمان بالخرافات والانتصار لها والدعوة إليها، كما تراه في رسالته المشار إليها في صفحة 32، من وصف السيدة نفيسة ـ دفينة القاهرة ـ: (خفيرة ديار مصر)؛ أي حارستها، كما يعتقد العامة وأشباهم، بالمغرب وغيره؛ أن لكل مدينة وقرية وليًّا يحميها، ويحوطها بعنايته.
وهم وإن كانوا يرون الواقع خلاف هذا: لا ينفكون عن هذه الموبقات، بل تأييدهم لهم قولا وعملا، كما تراهم بالقرويين، على رمية بحجر من الضريح الإدريسي. وبهذا تتحقق غربة الإسلام بين أهله، التي أنذر بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومع هذا: فإن من أهداف الشيخ عبد الله بعد قدومه إلى المغرب: محاربة الوهابية، وهو ضرب في حديد بارد! لأنهم في المغرب قلة، ولو ألهم رشده لجعل من أهدافه: محاربة الزوايا والمتصوفة، الذين أهلكوا الحرث والنسل ـ على حد تعبير شقيقه الشيخ الزمزمي ـ.
كما أنني ضحكت بملء فيَّ حينما سمعته يقول عن الأزهريين، أنهم كانوا يلقبونه: (الخرافي رقم 1)! وقد صدقوا والله.
هذا ما يتعلق بعبد الله.
أما أبو الفيض فهو كما شرحت: لا سلفي ولا خلفي، فهو ضد الأشاعرة والماتردية، وبالتالي: المتكلمين والفلاسفة، ولا يقول بمذهب الجمهورـ والصواب معهم ـ أن الشيخ أبا الحسن الأشعري انتهى به المطاف إلى التوبة إعلانها، على منبر جامع البصرة، وأنه على مذهب الإمام المبجل: أحمد بن حنبل، كما سجل بقلمه في كتابه (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)، وكتابه (الإبانة عن أصول الديانة)؛ فإن الشيخ ضرب بهذا عرض الحائط، وأصر على أن الأشعري لم يتب، وأنه مازال مصرا على التأويل، وما معه إلا الصفات السبعة، واعتمد في هذا على رسالة الأشعري (اللمع في الرد على أهل الأهواء والبدع)، ولم يلتفت إلى غيرها، ومنها: شنَّ الغارة عليه، وسلقه بلسانه الحاد، ولم يفرق بينه وبين الأشاعرة الزاعمين أنهم على مذهبه.
والعجيب أننا لم نر واحدا من متقدميهم ومتأخريهم يشير على حال أبي الحسن وتوبته رحمه الله.
ومن فواقر أبي الفيض: أنه أعلن الحرب على السلف والخلف في مسألة المعية، مصرا على أن تفسيرها بالعلم؛ كما فسرها الله تعالى في آية العلم؛ وهو قوله تعالى: (ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض. ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)، [إلى أن قال تعالى]: (إن الله بكل شيء عليم)، فختمها ربنا تعالى بالعلم، كما افتتحها به، وهي محكمة، فيجب رد المتشابه إليها ـ إن كان هناك متشابه! ـ فإن أئمة السلف مطبقون على أن معيته تعالى بالعلم، ولكن أبا الفيض ـ لحاجة في نفسه ـ يصر على أنها بالذات؛ ليتدرج إلى الحلول ثم إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدة الوجود ـ والعياذ بالله ـ.
وللشيخ هنات وهنات لا يتسع المجال لتناولها، وقد جمعت منها عشرين موبقة في عشرين فصلا، سميتها: (صحيفة سوابق وجريدة بوائق)؛ محتجا لها بأقوال الشيخ، ناقلا عن خطه في رسائله إلي، التي ناهزن المائة، والتي سطا عليها الدجال عبد الله الكرفطي ـ المدعو: التليدي ـ وضمن أكثر من عشرين من عيونها كتابه (درّ الغمام الرقيق)، ولم يستأذني كما هو مقتضى الأمانة العلمية، بله أن يشكرني عليها، وهي ملكي، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
وليته اقتصر على هذا، بل أشار إلي في المقدمة، وهددني في ما يدخل في الإرهاب الفكري الصوفي؛ بأنني سألقى جزائي كاملا! وأنا واثق ـ بفضل الله ـ أنه سيجازيني على هدم الهياكل التي لا أساس لها، والجهاد في سبيل الله، بكشف الزيف والباطل، وتعرية الضلال والزندقة وأهلها؛ نصحا لله وديني، والتحذير ممن يقول بإيمان فرعون ـ عدو الله المتربب ـ محادة لله ورسوله، ويرجح قول من يزعم فناء النار، ويدعو إلى الاستغاثة بالمخلوق، والتعلق بالأموات، ودعائهم لتفريج الكربات، والمصيبة العظمى: اعتقاد وحدة الوجود؛ وأن الخلق هو الخالق، وأن ليس إلا ما ترى، وأن من لم يعتقد هذه الوحدة فإن إيمانه مدخول، وأن السماع الصوفي والرقص اليهودي؛ من شعائر التصوف، ولم يزل يمارسه ويدعو إليه إلى وفاته، وما زال إلى الآن في زاوية أبيه بطنجة، وبزاوية ذنبه ووارث (شرِّه): التليدي، كل جمعة، والطعن على عدد من الصحابة، واعتقاد كفرهم، ونفاق أغلب الصحابة ـ كما يعتقد مشايخه الروافض ـ.
وشرح هذا بأدلته وحججه في رسالتي المشار إليها (صحيفة سوابق)، أعان الله على إكمالها.
وبالمناسبة: أسجل هنا لله تعالى وللتاريخ، ودفعا لما أُعيَّر به إلى الآن، من أوباش الطريقة، وأنعام الخليقة، أنني كنت صوفيا درقاويا من تلاميذ الشيخ أبي الفيض، وأني مدحته بقصائد، ورثيته بعد موته بمرثيتين، ألقيت إحداهما على منبر الزاوية بطنجة.
وأنا لا أنكر هذا، مع أنني أعترف بفضل الشيخ علي، وانتفاعي به، إلا أن الحقيقة التي لا يعرفها هؤلاء ولا يقبلونها: أنني أسلمت لله رب العالمين، وأعلنت توبتي غير مرة من التصوف والزوايا، جملة وتفصيلا، كما وقع لشيخي الدكتور الهلالي، وقبله الشيخ النتيفي البيضاوي، وغير هؤلاء، ومن آخرهم: ربيب الزاوية وابنها، وشقيق أبي الفيض، وهو: الشيخ محمد الزمزمي بن الصديق الغماري ـ رحمهم الله ـ.
وقد سبق لي أن أعلنت هذا في رائية نشرت بأول كتاب (تنبيه القاري إلى فضائح أحمد الغماري)، لمؤلفه: مصطفى أبو سفيان، وهو مطبوع بعنوان: (لدرقاوي تائب)، والكتاب مازال قذى في أعين الغماريين، وشجا في حلوقهم، وسفودا في أكبادهم وأكباد أذنابهم، كالكرفطي، وهذا الإمعة الرقيع الجهول الوقح، الذي ألف بمساعدة شيخه التليدي كتابا؛ حاول فيه نقضه بالصدر، والجحود والتوقح.
والمهم أنني لم أكن قرأت لأبي الفيض كتابين من كتبه، أحدهما طبع بعد موته بمصر، وهو المسمى (البرهان الجلي)، والآخر مازال مخطوطا، ويسمى (الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد)، وهو ـ والله ـ عبث بكتاب الله، وتفسير له بالرأي الفائل، ولم يقع بيدي كاملا إلا بعد موت الشيخ، فقرأته كما قرأت البرهان، وبهما تبين لي بما لا يدع مجالا للشك: أن أبا الفيض عدو لله ورسوله، فنفضت يديَّ منه، وتبرأت من صحبته وموالاته، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه (فلا تبيَّن له أنه عدوٌّ لله تبرأ منه)، صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين.
تطوان في 10 شوال عام 1427 هـ
محمد بن الأمين أبو خبزة الحسني عفا الله عنه
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 01:13]ـ
إته لمجاهد حفظه الله(/)
هل البلد الحاكم بغير ما أنزل الله دار حرب؟ <<جواب العلامة البراك
ـ[ابن رشد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 08:37]ـ
فتاوى
العنوان هل البلد الحاكم بغير ما أنزل الله دار حرب؟
المجيب العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار
التاريخ 16/ 10/1429هـ
السؤال
أعرف بعض الناس يعتقدون أن البلد التي تحكم بغير شرع الله هي دار حرب، والأصل في أهلها الكفر، فهل هذا صحيح؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
البلد التي تحكمها دولة كافرة وشعبها مسلم بلد مزدوجة، دار كفر من وجه، ودار إسلام من وجه .. ودار الحرب هي دار الكفار المحاربين للمسلمين، أي الذين لا عهد بينهم وبين المسلمين، ومن أنواع الكفر جعل القوانين الوضعية بدلاً عن شرع الله، بحيث تُحكم القوانين المخالفة لأحكام الله القطعية، وتفرض على الناس، ويمنع الحكم بالشريعة المنزلة، ويعاقب من يحكم بها بدلاً عن القانون.
نسأل الله العفو والعافية، وأن يقيم للمسلمين دولة تحكم فيهم بشرع الله، وتجاهد بهم أعداء الله، وتنشر دين الله في بلاد الله وبين عباده.
إنه تعالى على كل شيء قدير.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 58373
ـ[التبريزي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:06]ـ
[
البلد التي تحكمها دولة كافرة وشعبها مسلم بلد مزدوجة، دار كفر من وجه، ودار إسلام من وجه ..
-------
ومن أنواع الكفر جعل القوانين الوضعية بدلاً عن شرع الله، بحيث تُحكم القوانين المخالفة لأحكام الله القطعية، وتفرض على الناس، ويمنع الحكم بالشريعة المنزلة، ويعاقب من يحكم بها بدلاً عن القانون.
البلد المسلم الذي تحكمه دولة كافرة أو حكومة كافرة لتحكيمها القوانين الوضعية بدل الشريعة هو دار كفر من وجه .... ما هو التكييف العقدي والفقهي لهذا الكلام؟
بارك الله فيك
ـ[ولد برق]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
و جزا الله العلامة البراك خيرا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:11]ـ
شكرا للمرور
ولي عودة
ـ[أبومنصور]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 08:49]ـ
سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن بلد (ماردين) هل هي دار حرب أو بلد سلم؟ وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟ وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر، وساعد أعداء المسلمين بنفسه وماله، هل يأثم في ذلك؟ وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه أم لا؟
فأجاب: الحمد لله. دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ماردين أو غيرها. وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة سواء كانوا أهل ماردين أو غيرهم. والمقيم بها إن كان عاجزاً عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه. وإلا استحبت ولم تجب.
ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم، ويجب عليهم الامتناع من ذلك بأي طريقة أمكنتهم. من تغيب أو تعريض أو مصانعة، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت.
ولا يحل سبهم عموماً ورميهم بالنفاق، بل السب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة فيدخل فيها بعض أهل ماردين وغيرهم.
وأما كونها دار حرب أو سلم فهي مركبة فيها المعنيان، ليست بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، وليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام بكون جندها مسلمين ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه)
الفتاوى: 28/ 240 ـ 241
ـ[محمد س]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم اخوتي فتوى لابن العثيمين والالباني رحمهما الله تعالى في الحكم على البلد بالاسلام أو خلافه
القاعدة الفقهية في التفريق بين البلد المسلم والبلد الكافر
السؤال
فضيلة الشيخ: السفر لبلاد الكفار لا يجوز إلا لضرورة، فما هو الضابط لمعرفة أن هذا البلد بلد كفار أم لا، هل على وجود المسلمين أم ماذا؟
الجواب
هذا يشكل عليك يا أخي؟ ماذا تقول في أمريكا بلد كفار أو بلد إسلام؟
السائل: بلد كفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ: مع أن فيها كثيراً من المسلمين، ماذا تقول في روسيا؟ في فرنسا؟ في بريطانيا؟ في اليابان؟ هذه واضح أنها بلاد كفر.
الشيخ: وأنا أقول مثلاً في البلاد الأخرى كباكستان و سوريا و الكويت وما أشبهها، نقول: بلد إسلام.
السؤال: هناك دولة إسلامية ومع ذلك لا يرفع فيها النداء للصلاة؟ الجواب: لا أدري ما أظن هذا ما أظن أنه لا يرفع فيها النداء للصلاة، ثم لو فرض أنهم منعوا من رفع الأذان فهؤلاء مكرهين، فإذا كانوا مكرهين فهو كالذي يترك الواجبات إكراهاً.
السائل: ضابط القاعدة.
الشيخ: القاعدة هي: ما كانت تقام فيها شعائر الإسلام فهي بلد إسلام، حتى لو فرض أن نفس الحكومة كافرة، وهذه البلاد تقام فيها شعائر الإسلام فهي بلد إسلام.
من دروس الباب المفتوح لقاء 166
· وسُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين في شوال (1414هـ) عمَّا يأتي:
وهل كذلك أنكم قلتم باستمرار المواجهة ضد النظام بالجزائر؟
فأجاب: ((ما قلنا بشيء من ذلك!)).
قال السائل: في اشتداد هذه المضايقات هل تُشرَع الهجرة إلى بلاد الكفر؟
قال: ((الواجبُ الصبر؛ لأن البلاد بلاد إسلام، يُنادَى بها للصلوات وتقام فيها الجمعة والجماعات، فالواجب الصبر حتى يأتي الله بأمره)).
من شريط سمعي بعنوان: ((فتاوى الأكابر في نازلة الجزائر)).
الشيخ الالباني يعرف بلاد الاسلام وبلاد الكفر وبلاد الحرب
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال التالي:ما هو تعريف بلاد الإسلام وبلاد الكفر وبلاد الحرب؟
قال الشيخ العلامة الألباني-رحمه الله-:هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء قديما. والذي أراه -والله اعلم -أنها مسألة اجتهادية وليس عليها أدلة نبوية صريحة في الموضوع ... دار الإسلام هي التي يحكمها ويقطنها و يسكنها المسلمون أكثريتهم .... ودار الكفر على العكس من ذلك أن يكون سكانهاكفار وان كان فيهم بعض المسلمين ..... ودار الحرب هي دار الكفر التي قد أعلن المسلمون الحرب عليها وحينئذ فلا يجوز للمسلمين أن يتعاملون معها بل يجب عليهم أن يقاتلوا أهل تلك البلاد وان يدعوهم إلى الإسلام حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وليس من شرط البلاد الإسلامية أن يكون الحاكم فيها يحكم بالإسلام. فقد تُغلب بعض البلاد على أمرها كما وقع في قديم الزمان بالنسبة لبلاد فلسطين وبالنسبة لبعض البلاد كسوريا مثلا والأردن وغيرها فيما مضى حُكمت بالاستعمار الانجليزي أو الفرنسي فلم تخرج تلك البلاد عن كونها بلادا إسلامية وان كان الحاكم هو الكافر المستعمر و على ذلك فحكم المستعمر قصرا لتلك البلاد لا يجعلها بلادا غير إسلامية ... ولكن على المسلمين كما هو الشأن في أفغانستان أن يجتمعوا ليخرجوا هذا المستعمر من بلاد الإسلام حتى تعود الأحكام في بلاد الإسلامية إسلامية كما كانت قبل غزو الاستعمار الكافرهذا ما أمكن قوله في هذا السؤال .... انتهى كلامه
الشريط رقم 26 الوجه ب من فتاوى جدة
تسجيلات الرغائب و النفائس الجزائر
واليكم وصلة لكتاب فقة السياسة الشرعية لخالد العنبري فقد خصص حفظه الله فصلا كاملا لهذه المسألة المهمة والخطيرة
و أورد فيها كلام لأهل العلم في القديم والحديث في هذه المسألة .... فهو بحث عزيز أنصح به اخواني طالبي العلم
اليكم الوصلة لتحميل كتاب
اضغط هنا ( http://islamancient.com/books,item,64.html)
وشكرا
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:13]ـ
اخي ابن رشد بارك الله فيك,
ممكن توضح لي الفتوى لوسمحت؟
هل الشيخ-حفظه الله- يرى ان الدولة التي لا تحكم بغير ما انزل الله تعد دار حرب؟
لان العنوان الذي وضعته يوحي الى ذلك!
مع ان كلام الشيخ الواضح الجلي هو ان (دار الحرب هي دار الكفار المحاربين للمسلمين)
والتي (لا عهد بينهم وبين المسلمين)
فتخرج من ذلك الدولة الكافرة التي معها عهد ولا تحارب المسلمين,
فلو كانت كافرة وليس بينها عهد وتقاتل المسلمين كانت دارب حرب.
ومن باب اولى ان يخرج (البلد التي تحكمها دولة كافرة وشعبها مسلم بلد مزدوجة، دار كفر من وجه، ودار إسلام من وجه) وهي التي عناها الشيخ بقوله:
(ومن أنواع الكفر جعل القوانين الوضعية بدلاً عن شرع الله) وطبعا الشيخ عالم لا يكفر الا اذا توفرت الشروط وانتفت الموانع.
فتلخص لدي من كلام الشيخ ان دار الحرب هي بهذه الشروط (مع ان الفتوى مختصرة):
1 - كفار
2 - محاربين للمسلمين
3 - ليس بينهم عهد
_فالدولة الاسلامية -التي غالب اهلها مسلمين -التي تحكمها حكومة كافرة ليست داخلة اصلا لانها مزدوجة.
-اما قول الشيخ (ومن أنواع الكفر جعل القوانين الوضعية بدلاً عن شرع الله، بحيث تُحكم القوانين المخالفة لأحكام الله القطعية، وتفرض على الناس، ويمنع الحكم بالشريعة المنزلة، ويعاقب من يحكم بها بدلاً عن القانون)
قال:- (من انواع الكفر) -,فعده الشيخ من انواع الكفر,
والكفر انواع منه ما يخرج من الملة وهو الاكبر ومنه ما لا يخرج من الملة وهو الاصغر.
ومرد هذا الكلام الى هل كل من حكم القوانين الوضعية كافر كفر اكبر يخرج من الملة؟
طبعا لا, لان التكفير له شروط وموانع لانه حكم شرعي_كما بين ذلك العلماء امثال الامام ابن باز والالباني والعثيمين وغيرهم رحمهم الله, وللفائد توجد رسالة قيمة للشيخ ابراهيم الرحيلي باسم ضوابط التكفير-
وكلام ابن عباس-رضي الله عنه-في هذه المسالة معروف وهو قوله (كفر دون كفر)
ودرج السلف على ذلك, وما خالف ذلك الا اهل البدع!
والله تعالى اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 03:55]ـ
من باب الفائدة:
توجد رسالة قيمة لشيخ الاسلام ابن تيمية باسم-قاعدة مختصرة في قتال الكفار ومهادنتهم وتحريم قتلهم لمجرد كفرهم-,حققها الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله آل حمد.
ـ[الموحده]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 10:02]ـ
سبحان الله قرأت الموضوع والردود كامله ولم اري من احد سواء الشيخ او السائل او من رد او غيره أيه او حديث يعضد اي حكم او قول ضحابي او ما شابه ذلك انا لله وانا اليه راجعون
ـ[الموحده]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 10:09]ـ
عندنا بامريكا ياذن للصلاه وعندنا اذاعه عربيه يوم الاحد وعندنا يوم مفتوح يجتمع فيه المصلين تحت حمايه البوليس وعي مسمع ومرأي من وسائل الاعلان التي احيانا ما تذيع الصلاه والخطبه وعندنا ايضا مراكز اسلاميه ويزورها بوش الكافر وعندنا خطبه الجمعه ويتكلم فيها عن احكام الكفر ويجههر فيها الخطيب بمساوء الحكم وعدم تطبيق الشريعه كفر ووجوب حكم الله واقامه الحدود المعطله وما شابه ذلك
السؤال هل تعد امريكا أسلاميه رغم هذا ورغم كل الحريات التي لا توجد في البلاد المسماه اسلاميه
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:43]ـ
بعض الاخوة دائما يريد ان يظهر عضلاته وان كان الكلام لا داعي له ويؤول كلام العالم مهما كان الامر ولو كان بينا جليا واضحا
كالاخ عبد الرزاق الحيدر نعرف ما ذكرته وكلام الشيخ واضح فلا داعي لتلك التعليقات
ثانيا ما ذكرته في الحكم بغير ما ازل الله فكلام الشيخ ابن العثيمين غير كلام اشليخ الالباني وغير كلام اشليخ ابن باز رحمهم الله فلا تحاول ان توحي من كلامك انهم اتفقوا في المسالة
اما كلام ابن عباس كفر دون كفر وان صح عنه فليس كلامه عمن حكم القوانين الوضعية وجعلها مكان الشريعة وعطلها بالكلية وحمل الناس بالقوة على التحاكم الى هذه القوانين وكلام ابن عباس ما سبب وروده
و لا اردي ان اطيل في الموضوع لاني رايت سبحان الله كلما قرا احدهم فتوى لعالم من العلماء الا اراد ان يحولها الى مراده وفهمه الا سالت الشيخ ماذا تقصد بكلامك هذا؟
السلام عليكم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:44]ـ
من باب الفائدة:
توجد رسالة قيمة لشيخ الاسلام ابن تيمية باسم-قاعدة مختصرة في قتال الكفار ومهادنتهم وتحريم قتلهم لمجرد كفرهم-,حققها الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله آل حمد.
أخي الكريم هذه الرسالة يقال أنها منسوبة إلى شيخ الإسلام رحمه الله كما أشار إلى ذلك كثير من أهل العلم ويمكن أن تراجع هذا الرسالة (أقوال العلماء في الرسالة المنسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية في الجهاد) للشيخ سليمان بن صالح الخراشي.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 11:46]ـ
وهذا رابط رسالة: (أقوال العلماء في الرسالة المنسوبة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية في الجهاد) للشيخ سليمان بن صالح الخراشي.
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=84&book=678
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 09:28]ـ
قال السراج البلقيني في محاسن الاصطلاح ص176:
" لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "
منقول
الاخ ابو قتادة وفقك الله,
قلت بارك الله فيك:
(بعض الاخوة دائما يريد ان يظهر عضلاته وان كان الكلام لا داعي له ويؤول كلام العالم مهما كان الامر ولو كان بينا جليا واضحا)
-سؤال: ما الذي فهمته انت من كلام الشيخ, ممكن تبين لي لو سمحت؟
(كالاخ عبد الرزاق الحيدر!؟ نعرف ما ذكرته وكلام الشيخ واضح فلا داعي لتلك التعليقات)
-هل تعلقي خطأ؟ ممكن تبين ذلك, اكون شاكرا لك؟
(ثانيا ما ذكرته في الحكم بغير ما ازل الله فكلام الشيخ ابن العثيمين غير كلام اشليخ الالباني وغير كلام اشليخ ابن باز رحمهم الله فلا تحاول ان توحي من كلامك انهم اتفقوا في المسالة)
-كلام الشيخ ابن عثيمين مثل كلام الشيخ الالباني وابن باز-رحمهم الله-, وكلهم متفقون على نفس الشروط والتفصيل!؟
-كلام الشيخ ابن عثيمين تجده- بارك الله فيك- في كتاب (الحكم بغير ما انزل الله .. -ويليه التحرير في مسألة التكفير, وهي الفتوى المتأخرة للامام ابن عثيمين"رحمه الله"-تطبع لاول مرة-تأليف أبي عبدالرحمن بندر بن نايف العتيبي-تقديم فضيلة الشيخ محمد بن حسن بن عبدالرحمن آل الشيخ-عضو الافتاء واللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء) "حقوق الطبع محفوظة"!
وكلام الامام ابن باز موجود في مجموع فتاوى الشيخ ومعروف لدى طلبة العلم, والالباني في كتاب-تفريغ شريط-فتنة التكفير, تعليق الامام ابن باز والامام ابن عثيمين.
(اما كلام ابن عباس كفر دون كفر وان صح عنه)
- ابشرك هو ثابت عنه ولله الحمد, انظر كتاب الشيخ سليم الهلالي-قرة العيون في تصحيح تفسير عبدالله بن عباس رضي الله عنهما-طبعة مكتبة الفرقان.
-قال الامام الالباني رحمه الله (وهذا, اي-اثر ابن عباس-قاصمة ظهر جماعة التكفير وأمثالهم من الغلاة)."السلسلة الصحيحة (7/ 135).
-قال العلامة محمد بن صالح العثيمين: (لكن لما كان هذا<الاثر> لا يرضي هؤلاء المفتونين بالتكفير, صارو يقولون .... (انظر الكلام بتمامه في كتاب قرة العيون-صفحة94).
منقول من كتاب قرة العيون.
(فليس كلامه عمن حكم القوانين الوضعية وجعلها مكان الشريعة وعطلها بالكلية وحمل الناس بالقوة على التحاكم الى هذه القوانين وكلام ابن عباس ما سبب وروده)
-ارجع الى المصادر التي ذكرتها لك فستعرف ان شاء الله سبب الورود,
وبالاخص كتاب (فتنة التكفير- للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني-مع تعليقات الامام ابن باز والامام ابن عثيمين)
(و لا اردي ان اطيل في الموضوع)
-والله وانا كذلك, لان لدي اختبارات! لذلك احلتك على المصادر ولم اكتب!
(لاني رايت سبحان الله كلما قرا احدهم فتوى لعالم من العلماء الا اراد ان يحولها الى مراده وفهمه الا سالت الشيخ ماذا تقصد بكلامك هذا؟)
-انا ارجو منك ان تساله وتوضح ما التبس علي, ولك جزيل الشكر.
(السلام عليكم)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 10:06]ـ
الاخ الدهلوي وفقك الله,
هل قرأت الرسالة التي بتحقيق الدكتور عبدالعزيز آل حمد؟!
لان الشيخ الخراشي الذي فهمته من كلامه انه يثبتها, ولكن يرد على من اخذ بكلام شيخ الاسلام المختصر المجمل في رد جهاد الطلب! ويترك كلامه الواضح المفصل في تقرير جهاد الطلب في كتبه الاخرى!
قال الشيخ الخراشي في الرسالة التي وضعت رابطها:
(ولعله الراجح؛ لتوافقها مع رسائله الأخرى –كما سيأتي- ووضوح نَفَس شيخ الإسلام فيها. لكن مع ملاحظة ما اعتراها من تصرف واختصار جعل بعض عباراتها مضطربة. وهذا يميل إليه بعض العلماء والباحثين –كما سيأتي-.)
واعتماد الشيخ الخراشي والعلماء-رحمهم الله واسكنهم الفردوس الاعلى- على النسخة التي بتحقيق العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله!
ولم ينظرو في تحقيق الشيخ الدكتور عبدالعزيز آل حمد الذي اثبت الرسالة واتى بشواهد من كلام شيخ الاسلام وتلمذه ابن القيم مما يغني عن الرسالة , سواء صحت او لو لم تصح!
-رايتك تقول (هذه الرسالة يقال أنها منسوبة إلى شيخ الإسلام رحمه الله) بصيغة الاحتمال وهي اقرب الى التضعيف!
فهل انت مقر بصحت نسبة الكتاب؟(/)
نداء لطلبة العلم بمدينة الرياض
ـ[الشريف عبدالله]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 04:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ماهي المتون التي يقوم بشرحها كل من المشايخ الفضلاء
الشيخ / خالد الهويسين
الشيخ / عبدالله السعد
الشيخ / سعد الحميد
الشيخ / عبدالمحسن الزامل
الشيخ / عبدالله الغديان
الشيخ / يوسف الغفيص
مع بيان وقت الدروس وفي اي مسجد
وجزاكم الله خيرا
ـ[القاموس]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:44]ـ
مرحبا بك يا أخي العزيز / الشريف عبدالله.
أما بالنسبة للشيخ / سعد الحميد، فالمتون التي يشرحها كالآتي:
1 - العلل لابن أبي حاتم
2 - تهذيب التهذيب، لابن حجر
3 - رسالة للصنعاني عنوانها: اختلاف ألفاظ الحديث النبوي.
4 - اختصار علوم الحديث، لابن كثير.
أسأل الله لك الهداية والسداد.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:48]ـ
أخي الفاضل " القاموس "
هل تنقل على الإنترنت هذه الدروس؟ وما هي مواعيدها؟
جزاك الله خيراً
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:35]ـ
بدأ الشيخ عبد الله الغديان حفظه الله بشرح الموافقات للشاطبي في جامع الراجحي الجديد بحي الجزيزة بالرياض , وذلك بعد صلاة العشاء من كل يوم ثلاثاء ,
ولكن:
ما لبث أن توقف الدرس فلا أدري هل سيعود أم لا ... آمل لمن وفقه الله للقرب من الشيخ أن يتحفنا ...
كان آخر درس له في تاريخ 4 - 5 - 1428هـ , بناءً على بحثي في موقع البث المباشر (انظر هنا) ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=36904),
وللعلم فإن الشيخ حفظه الله وأمد الله في عمره لخدمة الإسلام والمسلمين من أكبر المشايخ سناً , فقد ولد عام 1345هـ , تجد (هنا) شئاً من ترجمته ( http://www.liveislam.net/browsecv.php?sid=&id=8).
بارك الله فيكم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
دروس الشيخ الغديان بعد العشاء
لجمعة ليلة السبت: أضواء البيان و المصباح المنير في اختصار ابن كثير و أحكام القرآن للشافعي جمع البيهقي و تفسير ابن جرير و الطرق الحكمية و تقويم الأدلة و قواعد النفسير للسبت في مسجد فيصل بن فهد في الملقا
الأثنين ليلة الثلاثاء: الأسبوع الأول و الثالث من الشهر: الموافقات و الكوكب المنير شرح مختصر التحرير و أصول السرخسي و التمهيد في تخريج الفروع للأسنوي و الإشارات الإلهية في المباحث الأصولية للطوفي و الفروق للقرافي الأسبوع الثاني و الرابع من الشهر: قواعد ابن رجب و قواعد العز بن عبد السلام و المنثور للزركشي و القواعد للمقري و المنهاج في ترتيب الحجاج.جامع عبد الله بن عبد الرحمن في المعذر
الثلاثاء ليلة الأربعاء: الموافقات و القواعد الكبرى الأسبوعين الأول و الثاني والفروق و إملاء في أسباب الخلاف الأسبوع الثالث و الرابع في جامع الراجحي الجديد
و الدرس لم يتوقف إلا قبيل الإجازة لما أصيب الشيخ بحادث ثم جاءت الاختبارات و الإجازة فتوقف و أعلن جامع الراجحي أنه سيبدأ إن شاء الله
الشيخ عبد الله السعد دروسه متوقفة حالياً
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:24]ـ
جزاك الله خيراً .. أخي " من صاحب النقب " , وجزى الله الشيخ خيراً ونفعنا بعلمه , وحمداً لله على سلامته ,
/// هل تنقل دروس الشيخ على الشبكة؟ وعلى أي موقع؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 05:21]ـ
درس جامع الراجحي ينقل على البث الإسلامي و أظن على موقع جامع الراجحي
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 06:22]ـ
هناك درس للشيخ عبدالله السعد عصر كل أحد في عمدة الأحكام بمسجد علي بن المديني بحي الروضة والشيخ لم يزل في أول الكتاب.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 06:25]ـ
الأخ ممعن النظر هل أنت متأكد أن هذا الدرس لم يتوقف
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 08:13]ـ
صحيح ينقل درس الشيخ الغديان حفظه الله على:
موقع جامع الراجحي (هنا) ( http://www.grajhi.com/)
جزاكم الله خيراً
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 01:25]ـ
يا اخوة
الشيخ سعد الحميد اين يقيم دروسه؟
ـ[القاموس]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 07:18]ـ
الإخوة الأعزاء: بالنسبة لشيخنا المحدث / سعد الحميد، فدروسه كالآتي:
أولاً: دروسه في بيته الواقع بحي السويدي.
ثانياً: مواعيد الدروس كالآتي:
1 - شرح اختصار علوم الحديث، مغرب يوم السبت بجامع القاضي.
2 - شرح رسالة الصنعاني في بيته، وستنقل عبر الإنترنت، أظنه في موقع الألوكة أو البث الإسلامي والأول أرجح.
3 - شرح علل ابن أبي حاتم، في بيته.
4 - تهذيب التهذيب، في بيته.
وفقكم الله لكل خير وجعلنا وإياكم من المهتدين المسددين.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:29]ـ
أحبتي ,, للشيخ حساب في موقع البث المباشر لأن له دروساً في الأرشيف
فلا حرمكم الأجر نتمنى أن نرى دروسه منقولة لنستفيد منها فإني كنت أحضر درس التهذيب عندما كنت أسكن الرياض , وطلبة العلم هنا في غزة يتمنوا مثل أمنيتي ..
أرجو رجاءً حاراً أن يصل طلبي هذا للشيخ ...
والدال على الخير كفاعله(/)
الشيخ صالح الفوزان: لا تجوز مخالفة ولي الأمر في الحج بدون تصريح.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 07:31]ـ
السؤال
ذكر الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-: أن معصية ولي الأمر من الكبائر، ولكن بعض الناس يحجون بدون تصاريح، وفي ذلك مخالفة للأمر، ويقول: بعضهم أن هذا تنظيم إداري؟
الجواب:
لا يجوز مخالفة ولي الأمر بالتنظيم الإداري، لأن هذا معصية لولي الأمر، ومعصية ولي الأمر حرام، وتعدي في الحج، وفي غيره، الحج من باب أولى، لأنه عبادة، والعبادة لا يعمل فيها اعتداء، أو فيها تعدي العبادة لا يكون فيها تعدي، أو مخالفة للنظام، اللي يريد الأجر لا يحج حتى يؤذن له، لأن هذا من صالح الجميع بسبب كثرة الزحام، والشقاق، والفتنة التي تحصل في دوس الأقدام، والخطر الذي يحصل، فالنظام هذا للمصلحة، لمصلحة الجميع، فالذي يريد الأجر لا يحج.
المصدر:
http://saif29.al-daawah.net/index.php?pg=fatwa_desc&f_id=45
ـ[يونس ضيف]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 07:49]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي هشيم على هذا النقل. وليت الناس، وخصوصا الشباب الملتزم، يعملون بهذه الطاعة، سواء في الحج أو غيره
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:02]ـ
هل تنطبق هذه الفتوى على بلد اخر غير السعودية؟ (تساؤل)
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 07:58]ـ
والله كان من الاولا ان يصدر فتوة في منع الرافضة من الحج لكي يخف الزحام!
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:06]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي هشيم على هذا النقل. وليت الناس، وخصوصا الشباب الملتزم، يعملون بهذه الطاعة، سواء في الحج أو غيره
وجزاك الله خير يا اخي الكريم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 04:41]ـ
فتوى وكلام الشيخ الفوزان على العين والرأس
ولكن أخشى أن يساء استغلالها في تثبيت قرارات البعض بفرض حصة لكل دولة في الحج بنسبة من عدد السكان المسلمين فيها ونصل في النهاية إلى سعودة الحج (ابتسامة)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 10:53]ـ
للفائدة.
ـ[الآجري]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 11:09]ـ
العنوان أخي الفاضل موهم!
فلم يقل أحد: (لا يجوز الحج بدون أذن ولي الأمر)
ولم ير فقيه استئذانه قبل الحج
ونقطع أنَّ هذا بعيد عن مراد الشيخ وعن فهمك أيضاً ولكنك - برأيي - أخطأت في العنونة
(لا تجوز مخالفة ولي الأمر بالحج)
عنوان مقترح!
أقول هذا لأن كثيرين لا يقرأون المواضيع، بل يكتفون بالعناوين، وربما رأوا فيها ملخصاً، وأذاعوا ما فيها أو فهموه خطأ.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 02:21]ـ
هل تنطبق هذه الفتوى على بلد اخر غير السعودية؟ (تساؤل)
نعم والفتوى عامه.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 02:55]ـ
للفائدة.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
والله كان من الاولا ان يصدر فتوة في منع الرافضة من الحج لكي يخف الزحام!
اضحك الله سنك يا ابا البراء
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:41]ـ
العنوان تحريف لفتوى الشيخ سواء كان مقصوداً أو غير مقصود فافرضوا أن هذا التنظيم ألغي هل يكون الحج لا يجوز لأن ولي الأمر لم يأذن
ـ[مع الحق]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:27]ـ
انا مع صاحب النقب العنوان لا ينطبق مع فحوى الفتوى ابدا ابدا ابدا
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 09:00]ـ
للفائدة لقرب موسم الحج.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 10:41]ـ
فعلا العنوان موهم .. وصاحب الموضوع مصر على رفع الموضوع وتعميم الفتوى.
والحج إذا لم يترتب عليه مفسدة جاز للمستطيع سواء رضي ولي الأمر أو لم يرض َ.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 08:18]ـ
العنوان أخي الفاضل موهم!
فلم يقل أحد: (لا يجوز الحج بدون أذن ولي الأمر)
ولم ير فقيه استئذانه قبل الحج
ونقطع أنَّ هذا بعيد عن مراد الشيخ وعن فهمك أيضاً ولكنك - برأيي - أخطأت في العنونة
(لا تجوز مخالفة ولي الأمر بالحج)
عنوان مقترح!
أقول هذا لأن كثيرين لا يقرأون المواضيع، بل يكتفون بالعناوين، وربما رأوا فيها ملخصاً، وأذاعوا ما فيها أو فهموه خطأ.
صدقت يااخي الكريم
وصدق اخونا صاحب النقب
وبعيدا عن فتوى العلامه الفوزان فان هناك اناسا ابتلوا بفوبيا طاعة ولي الامر حتى وان كانت هذه الولاية سقطت عنه
نسأل الله العفو والعافية
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 09:34]ـ
ملاحظة للمشرفين: نأمل تغيير العنوان إلى عدم جواز مخالفة ولي الأمر في التنظيم الإداري
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 11:06]ـ
هذه القضية تعرض لي إشكالا:
معلومٌ أنه لا يسمح بالحج إلا بعد خمس سنوات؛ فلم نرى بعض العلماء والمشايخ يحج كل سنة؟!
هل يختلف عن بقية المسلمين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهلا]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الفتوى لا تشمل حج الفريضة. بل ولاة الأمر أنفسهم لا يمانعون في حج الفريضة.
وأذكر أني سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه يقول في تأصيل المسألة:
طاعة ولي الأمر واجبة، وتكرار الحج نافلة، والواجب مقدم على النافلة.
هذا هو الفقه ودعك من كلام جهلة الناس.
هداكم الله إلى طريق الحق
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 01:09]ـ
حكم الحجِّ بدون تصريح
إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد
تاريخ الإضافة: 17/ 11/2008 ميلادي - 20/ 11/1429 هجري
زيارة: 25
السؤال:
أحسن الله إليْكم، وبارك في علمكم، يشهد الله على حبي لكم في الله.
نسأل - يا سماحة الشَّيخ - عن حكم الحجِّ بدون تصريح.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ حُكْمَ الحجِّ بدون تصريح يتوقَّف على كوْنِه فريضةً أو نافلة:
فإن كان حجَّ فريضةٍ، وكان الشخصُ قادرًا مستطيعًا لأداء تلك الفريضة، ولكنَّه عجز عن استِخْراج التَّصريح لأي سببٍ - جاز له أداءُ الحجِّ بدون تصريح؛ لأنَّ الله قد افترض عليه الحجَّ، ولا يجوز لأيِّ جهة بعد ذلك - فردًا أو جماعةً أو غيرَهما - منعُه من أداء تلك الفريضة، فإن مُنِعَ منها فلا تَجب عليه الطاعة؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا طاعةَ في معصية الله، إنَّما الطاعة في المعروف))؛ أخرجاه في الصحيحينِ عن ابن عمر، وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((السمعُ والطاعة على المرء المسلم، فيما أَحَبَّ وكَرِهَ؛ ما لم يُؤمَرْ بمعصية، فإذا أُمر بمعصية، فلا سمعَ ولا طاعةَ)).
ولأنَّ الرَّاجح: أنَّ الحجَّ فرضٌ على الفوْر، كما هو مذهب الجمهور خلافًا للشافي، ويَجب في أوَّل أوقات التَّمكين، وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - بلَّل اللهُ ثراه، وجعل الجنَّة مثوانا ومثواه - عن حُكم حجِّ مَن ذهب إلى الحجِّ، ولم يأخُذْ تصريحًا، فقال: "لو أنَّ الحكومة قالتْ لمن لم يحجَّ فرضًا: لا تحجَّ مع تَمام الشروط، فهنا لا طاعةَ لها؛ لأنَّ هذه معصية، اللهُ أوجبه عليَّ على الفور، وهذا يقول: لا تحجَّ، أمَّا النافلة، فليستْ واجبة، وطاعة ولي الأمر - فيما لم يتضمَّن تركَ واجبٍ أو فِعْلَ مُحرَّم – واجبة". اهـ كلامه رحمه الله.
أمَّا إن كان حجَّ نافلةٍ، فإنَّ طاعة ولي الأمر - في هذه الحالة - أوجبُ من حجِّ النَّافلة، ولا شكَّ أنَّ إصدار هذه القوانين المنظمة للحج، فيها من المصالح العامَّة للحجَّاج ما لا يخفى، ومن أهمِّ تلك المصالح: معالجةُ الزِّحام وخطورته، وما يترتَّب عليه من آثار سيِّئة.
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "لا شَكَّ أنَّ تَكرار الحجِّ فيه فضلٌ عظيم للرِّجال والنِّساء، ولكن بالنَّظر إلى الزِّحام الكثير في هذه السنين الأخيرة؛ بسبب تيسير المواصلات، واتِّساع الدنيا على الناس، وتوفُّر الأمن، واختِلاط الرِّجال بالنساء في الطَّواف وأماكن العبادة، وعدم تحرُّز الكثير منهنَّ عن أسباب الفِتنة، نرى أنَّ عدم تَكرارِهنَّ الحجَّ أفضل لهنَّ، وأسْلَم لدينهنَّ، وأبعد عن المَضَرَّة على المجتمع الذي قد يفتن ببعضهنَّ، وهكذا الرِّجال إذا أمكن ترْك الاستِكْثار من الحجِّ؛ لقصد التَّوْسعة على الحُجَّاج، وتَخفيف الزِّحام عنهم، فنَرجُو أن يكون أجرُه في التَّرك أعظمَ من أجْرِه في الحجِّ إذا كان تركه له؛ بسبب هذا القصْد الطيِّب، ولا سيَّما إذا كان حجُّه يترتَّب عليه حج أتباعٍ له، قد يحصل بحجِّهم ضررٌ كثير على بعض الحجَّاج؛ لِجَهْلِهِم، أو عدم رِفْقِهم وقتَ الطَّواف والرَّمْي، وغيرهما من العِبَادات التي يكون فيها ازدحام، والشريعة الإسلامية الكاملة مبنيَّة على أصلينِ عَظِيمَيْنِ:
أحدهما: العناية بتحْصيل المصالح الإسلاميَّة وتكميلها، ورعايتها حسب الإمكان.
والثاني: العِنَاية بِدَرْء المفاسد كلِّها أو تقليلِها.
وأعمال المصلحينَ والدُّعاة إلى الحقِّ، وعلى رأسهم الرُّسل - عليْهم الصلاة والسلام - تدُور بين هذَينِ الأصْلَينِ، وعلى حسب علم العبْد بشريعة الله - سبحانه - وأسرارِها ومقاصدها، وتَحَرِّيه لِمَا يرضي الله، ويقرِّب لديه، واجتهاده في ذلك - يكون توفيق الله له - سبحانه - وتَسْدِيده إيَّاه في أقواله وأعماله، وأسأل اللهَ - عزَّ وجلَّ - أنْ يوفِّقَنا وإيَّاكم، وسائرَ المسلمينَ لكلِّ ما فيه رِضَاه، وصلاح أمْرِ الدِّين والدنيا، إنَّه سميعٌ قريبٌ". اهـ.
والحاصل: أنَّ المسلم إن استطاع أن يحجَّ نافلة بدون أخْذِ تصريح؛ امتثالاً لِما وَردَ من أحاديث صحيحة في التَّرغيبِ في الحج والمتابعة بينه، ولمْ يَتَرَتَّب على ذلك كَذِبٌ، ولا رِشْوَة، ولا احتِيَال، ولا ارْتِكابِ محظُور من إيذاء أحد - فحجُّه صحيح - إن شاء الله - ونرجو له عدم الإثم، وأمَّا إن وقع الشخص في أيِّ محظور شرْعي؛ لكي يتمكَّن من حجِّ النافلة - فإنَّ حجَّته صحيحة، مع وقوعه في الإثْم،، والله أعلم.
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=3208
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:31]ـ
لم يزل إشكالي بعد ..
هل يحق للمشايخ أن يحجوا كل سنة، مع أن ذلك في حقهم فرض؟!
وهناك من يسد محلهم في التعليم.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 07:21]ـ
لم يزل إشكالي بعد ..
هل يحق للمشايخ أن يحجوا كل سنة، مع أن ذلك في حقهم فرض؟!
وهناك من يسد محلهم في التعليم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا ليس إشكالا!!!
ولتعرف أيها المستشكل المسكين أن هؤلاء المشايخ الذين تقصدهم مؤسسة حكومية كباقي المؤسسات يعني حتى يزول إشكالك مثل الأمن والصحة والبلدية ووووووو
ألا تعلم أن كل أجهزة الدولة تستنفر في وقت الحج لخدمة الجاج وتعليمهم.
ثم إن هؤلاء المشايخ يحجون بموافقة ولي الأمر وهو موطن الإشكال، ويحجون بصفتهم موظفين في الحج لتعليم الناس وليس بصفتهم الشخصية، أما من يحج منهم بصفته الشخصية فهو داخل في الحكم الذي نتكلم عنه هنا.
أخي اترك إثارة الفتنة على المشايخ واتق الله في عملك ودع أعمال الآخرين هداك الله.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 06:47]ـ
أصلحك الله يا رجل ..
أي فتنة أثيرها؟!
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ليتك هدأت أثناء كتابة الرد، واستصحبت حسن الظن.
أنا قصدت هؤلاء:
أما من يحج منهم بصفته الشخصية فهو داخل في الحكم الذي نتكلم عنه هنا.
ليتك اتخذت النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في تعليمك، ارجع للسيرة وتأملْ؛ هل فعل مثل هذا أم لا؟!
والله المستعان.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 08:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي آسف إن فهمت شيئا لم أقصده فقد كنت في قمة الهدوء وأنا أكتب الرد السابق،
أما هذا الرد فأنا أكتبه وأنا مبتسم لأنك ذكرتني بالأطرش والزفة،
عن ماذا نتكلم من أول الصفحة؟؟؟؟؟
عذراً عذراً هذه مزحة أرجوك أحسن الظن واهدأ قبل أن ترد علي ولو ما ترد أحسن لأني خلاص فهمت قصدك (ابتسامة)
أشكرك أخي على هذا المرح.
ـ[المسروحي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:26]ـ
لكل زمان فتنة والفتنة التي أبتلي بها أهل زماننا هي فتنة (طاعة ولي الأمر)
والناس فيها طرفان ووسط فمنهم الغالي الذي جعل ولي الأمر بمنزلة المشرع وطاعته مطلقة حتى وإن قال بلسانه غير ذلك
وأيضاً هذا الطرف لايفرق بين ولاة أمور المسلمين فكلهم عنده سواء التقي منهم والفاسق والمسلم منهم والذي يقول بالكفر
والطرف الآخر عكس الأول فهو لايلقي لهم بالاً ولا طاعة لهم عنده لابمعروف ولابغيره فمواصفات ولي أمره مواصفات مثالية قد لاتوجد حتى في الخلفاء الراشدين
وخيرهما الوسط وهو منهج سلفنا الصالح الذين فصلوا في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل ومن أراد أن يبحث فسوف يجد بغيته
أما من أراد التقليد فسيجد من علماء الطرفين الكثير ولن يجد من علماء الوسط الا القليل
وما دمنا في زمن فتنة فعليكم الحذر كل الحذر ولاتغرنكم شهرة العلماء ومناصبهم فقد يخفى عليهم الحق وليسو معصومين من الخطأ فخذوا الحق والخير من العلماء وأحذروا زلاتهم فلكل عالم زلة.
فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 08:06]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل على من يطعن في أهل العلم ويلمزهم ويغتابهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء الخوارج والمتأثرين بفكرهم العفن.
ـ[الماجد]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 06:30]ـ
وما دمنا في زمن فتنة فعليكم الحذر كل الحذر ولاتغرنكم شهرة العلماء ومناصبهم فقد يخفى عليهم الحق وليسو معصومين من الخطأ فخذوا الحق والخير من العلماء وأحذروا زلاتهم فلكل عالم زلة.
فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
ومثل هذا الإنشاء ينطبق على علماء (الوسط) في نظرك ..
فما جئت بجديد بورك فيك وماحللت إشكالا (ابتسامة)
ـ[ابو عبدالرحمن المصرى]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 04:28]ـ
اخى الكريم
جزاك الله خيرا على هذا النفل المبارك و لكن شيخنا الشيخ ياسر برهامى له رأى اخر فى هذه المسالة و هو ير ان لولى الامر تقييد المباح و هذا ليس كذلك
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 03:09]ـ
الحج بدون تصريح صحيح.
وإذا كان ولي الأمر لم يوفر تصاريح إلا بحملات الحج الذين لا يطيقون أسعارها ذوو الدخل المحدود؛ فلا سمعا ولا طاعة له!
واعرف إحدى قريباتي حجت هذا العام، وسألت الشيخ المطلق وهو قريب لها فأجابها: بأن حجها من دون تصريح صحيح لكنها آثمة.
وأنا أقول ليست آثمة ما دام إن ولي الأمر جعل التصاريح مرتبطة بالحملات المكلفة ماديا.
ولي الأمر بإمكانه توفير حملات لذوي الدخل المحدود والفقراء بأسعار مناسبة 2000ريال للشخص الواحد.
أما أنه يرفع سعر الحملات ويمنع التصاريح إلا بها فلا أظن أن له الحق في هذا التعسف والظلم.
ـ[المسروحي]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 10:55]ـ
أنا أنصحكم في بحث المسألة وهي مسألة طاعة ولي الأمر والحق أحق أن يتبع ولاداعي للكلام في النيات
لأني أخشى أن يستجد حوادث يكون فيها فتنة للناس وأنا على منهج السلف ولله الحمد في هذه المسألة وفي غيرها
وأنا أطيع ولي الأمر وأدعو له وطاعتي له في المعروف فهل هذا هو منهج الخوارج؟ يا أخي هشيم بن بشير هداك الله
أم لأني لاأعظم أحداً من البشر سواءاً من العلماء أو من غيرهم علماً اني أحترم العلماء وأقدر لهم قدرهم وهم يتفاوتون في علمهم
ويتفاوقون أيضاً وعلماء المسلمين ولله الحمد يملأون العالم كله والعلم ليس محتكراً على بلد أو اقليم أو منصب بل قد يكون المنصب فتنة للعالم أعاذنا الله من الفتن
وأنا أكرر الطلب بأن نبحث المسألة وأن نبتعد عن القول الذي نهواه بقولنا العالم الفلاني يفتي بكذا أو قال كذا
ويمكن أن نطلع غلى بعض الكتب التي بسطت الموضوع مثل
الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة
وطاعة ولي الأمر للطريقي
وكتاب الحرية أو الطوفان لحاكم المطيري وهذا الكتاب أثنى عليه الشيخ سلمان العودة في أح لقائاته في ال mbc
علماً أن هذه الكتب موجودة على النت ولكم جزيل الشكر
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 01:24]ـ
أخي الأمل الراحل
هل أنت متأكد من نقلك عن الشيخ ابن باز رحمه الله
هل ثبت أن ابن باز قال هذا:
يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: "لا شَكَّ أنَّ تَكرار الحجِّ فيه فضلٌ عظيم للرِّجال والنِّساء، ولكن بالنَّظر إلى الزِّحام الكثير في هذه السنين الأخيرة؛ بسبب تيسير المواصلات، واتِّساع الدنيا على الناس، وتوفُّر الأمن، واختِلاط الرِّجال بالنساء في الطَّواف وأماكن العبادة، وعدم تحرُّز الكثير منهنَّ عن أسباب الفِتنة، نرى أنَّ عدم تَكرارِهنَّ الحجَّ أفضل لهنَّ، وأسْلَم لدينهنَّ، وأبعد عن المَضَرَّة على المجتمع الذي قد يفتن ببعضهنَّ، وهكذا الرِّجال إذا أمكن ترْك الاستِكْثار من الحجِّ؛ لقصد التَّوْسعة على الحُجَّاج، وتَخفيف الزِّحام عنهم، فنَرجُو أن يكون أجرُه في التَّرك أعظمَ من أجْرِه في الحجِّ إذا كان تركه له؛ بسبب هذا القصْد الطيِّب، ولا سيَّما إذا كان حجُّه يترتَّب عليه حج أتباعٍ له، قد يحصل بحجِّهم ضررٌ كثير على بعض الحجَّاج؛ لِجَهْلِهِم، أو عدم رِفْقِهم وقتَ الطَّواف والرَّمْي، وغيرهما من العِبَادات التي يكون فيها ازدحام، والشريعة الإسلامية الكاملة مبنيَّة على أصلينِ عَظِيمَيْنِ:
أحدهما: العناية بتحْصيل المصالح الإسلاميَّة وتكميلها، ورعايتها حسب الإمكان.
والثاني: العِنَاية بِدَرْء المفاسد كلِّها أو تقليلِها.
وأعمال المصلحينَ والدُّعاة إلى الحقِّ، وعلى رأسهم الرُّسل - عليْهم الصلاة والسلام - تدُور بين هذَينِ الأصْلَينِ، وعلى حسب علم العبْد بشريعة الله - سبحانه - وأسرارِها ومقاصدها، وتَحَرِّيه لِمَا يرضي الله، ويقرِّب لديه، واجتهاده في ذلك - يكون توفيق الله له - سبحانه - وتَسْدِيده إيَّاه في أقواله وأعماله، وأسأل اللهَ - عزَّ وجلَّ - أنْ يوفِّقَنا وإيَّاكم، وسائرَ المسلمينَ لكلِّ ما فيه رِضَاه، وصلاح أمْرِ الدِّين والدنيا، إنَّه سميعٌ قريبٌ". اهـ.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حبذا المصدر
ـ[مستور الحال]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 01:37]ـ
والله كان من الاولا ان يصدر فتوة في منع الرافضة من الحج لكي يخف الزحام!
أخي لا تكلفهم ما لا يطيقون! في قول.
وفي قول آخر: لا تكلفهم ما ليس من اختصاصهم!
وفي قول ثالث: لا تكلفهم ما يكون سبباً في إثارة الفتنة عليهم!
هذه القضية تعرض لي إشكالا:
معلومٌ أنه لا يسمح بالحج إلا بعد خمس سنوات؛ فلم نرى بعض العلماء والمشايخ يحج كل سنة؟!
هل يختلف عن بقية المسلمين؟
طبعاً لا يمكن هذا لأنهم صاروا محسوبين على أصحاب الحملات فأسماءهم مقرونة باسم الحملة، فهم مجرد دعاية للحملة أن فيها المشايخ التالية أسماءهم ... ، واثنان يكفيان.
ولعلم عذرهم واضح في قرارة أنفسهم فلماذا؟ ولمصلحة من؟ يمنعون أنفسهم الفضل الكبير، ولديهم مبرر وهو تعليم الناس الخير، وثواب الحج.
ولي الأمر بإمكانه توفير حملات لذوي الدخل المحدود والفقراء بأسعار مناسبة 2000ريال للشخص الواحد.
يعني ذوي الدخل المحدود يبيتون في عرفة أو العزيزية.
ـ[عضو جدة]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 10:02]ـ
لكل زمان فتنة والفتنة التي أبتلي بها أهل زماننا هي فتنة (طاعة ولي الأمر)
والناس فيها طرفان ووسط فمنهم الغالي الذي جعل ولي الأمر بمنزلة المشرع وطاعته مطلقة حتى وإن قال بلسانه غير ذلك
وأيضاً هذا الطرف لايفرق بين ولاة أمور المسلمين فكلهم عنده سواء التقي منهم والفاسق والمسلم منهم والذي يقول بالكفر
والطرف الآخر عكس الأول فهو لايلقي لهم بالاً ولا طاعة لهم عنده لابمعروف ولابغيره فمواصفات ولي أمره مواصفات مثالية قد لاتوجد حتى في الخلفاء الراشدين
وخيرهما الوسط وهو منهج سلفنا الصالح الذين فصلوا في هذه المسألة وفي غيرها من المسائل ومن أراد أن يبحث فسوف يجد بغيته
أما من أراد التقليد فسيجد من علماء الطرفين الكثير ولن يجد من علماء الوسط الا القليل
وما دمنا في زمن فتنة فعليكم الحذر كل الحذر ولاتغرنكم شهرة العلماء ومناصبهم فقد يخفى عليهم الحق وليسو معصومين من الخطأ فخذوا الحق والخير من العلماء وأحذروا زلاتهم فلكل عالم زلة.
فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
صدقت ..
وأقول وأنصح هؤلاء الذين انحرفوا عن المنهج الحق القويم وغلو في طاعة ولاة الأمور ومنهجهم معروووووف ولا حاجة للكلام عنه.
أن يتقوا الله عز وجل وأن يراجعوا أنفسهم ومنهجهم.
وأرجوا من المشايخ الصادقين أن يناقشوا هذه المسألة وتبين الحق فيها.
وجزاكم الله خير.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 01:01]ـ
الحمدلله، هناك الكثير من حجاج الداخل تمكن من الحج من دون تصاريح ..
فلتهنأ الدولة بتصاريحها. .
وليت بعض المتعالمين الذين يدعون الدفاع عن ولي الأمر، لدرجة تقديسه ورفعه فوق منزلته، يتحفونا بسكوتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[08 - Dec-2008, صباحاً 01:14]ـ
الحمدلله، هناك الكثير من حجاج الداخل تمكن من الحج من دون تصاريح ..
فلتهنأ الدولة بتصاريحها. .
وليت بعض المتعالمين الذين يدعون الدفاع عن ولي الأمر، لدرجة تقديسه ورفعه فوق منزلته، يتحفونا بسكوتهم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت لديه نصيحة لذي سلطان فلا يبده علانية " صححه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر "
والنبي صلى الله عليه وسلم قال " عند " اذهبي لولي الأمر عندكم وقولى له أنت ظالم وجائر ومتعسف!!
أما إنك تشنعي عليه من فوق المنابر والمنتديات في سنه لقوانين تنظم الحج فهذا خطأ شرعاً، لأنه مسلم.
--------------
وأنا ما يهمني ولي أمر من ولاة أمر المسلمين في شىء أصلاً من أولهم لآخرهم ولله الحمد.
أنا يهمني فقط سماحة الشيخ الوالد العلامة " صالح الفوزن " محنة المرجئة - عدو الخوارج - طامس الصور - فاضح أهل الضلال - بقية السلف الصالح. حفظه الله تعالى وشفاه.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 01:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المسروحي أعجبني قولك (وأنا على منهج السلف ولله الحمد في هذه المسألة وفي غيرها. وأنا أطيع ولي الأمر وأدعو له وطاعتي له في المعروف)
نعم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن تنظيم الحج ليس معصية؟؟؟
وأعجبني قولك (لا أعظم أحداً من البشر سواءً من العلماء أو من غيرهم علماً إني أحترم العلماء وأقدر لهم قدرهم وهم يتفاوتون في علمهم ويتفاوقون أيضاً وعلماء المسلمين ولله الحمد يملؤون العالم كله والعلم ليس محتكراً على بلد أو إقليم أو منصب بل قد يكون المنصب فتنة للعالم أعاذنا الله من الفتن)
ولكني لا أعلم حتى الآن مناسبة هذا الكلام هنا في هذا الموضع؟؟؟
وأوافقك على قولك (وأنا أكرر الطلب بأن نبحث المسألة وأن نبتعد عن القول الذي نهواه بقولنا العالم الفلاني يفتي بكذا أو قال كذا)
وأقول لك: فلتكن أنت أول من يطبق قوله وكلامه في بحث المسألة بعيدا عن هواه وعن أسماء العلماء، وإنما على منهج السلف الذي تذكر أنك عليه ثم اعرضه هنا في هذه الصفحة لنهتدي ونعود إلى منهج السلف.
أخي نحن بانتظار بحثك في هذه الصفحة أو في صفحة جديدة كما تحب ولكن على منهج السلف الصالح المعصومين منهم.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الأمل (القادم) تقولين: (الحج بدون تصريح صحيح)
ليتك أكملت فتوى الشيخ المطلق التي أتيت بها أعني (ولكن مع الإثم)!!! سبحان الله شخص يريد أن يحج حجة واحدة في العمر افترضها الله عليه فتكون من أولها مع الإثم!!! عجباً لهذا الفقه!!!
إن المرء يحج ويبذل جهده من أجل التخلص من الذنوب والآثام. وتأتي أختنا الأمل الراحل وتقول ما في مشكلة حجكم صحيح ولكن مع الإثم.
وهل ذهبنا للحج لنقع في الإثم أم لنتخلص منه!!!!
وتقولين: (وإذا كان ولي الأمر لم يوفر تصاريح إلا بحملات الحج الذين لا يطيقون أسعارها ذوو الدخل المحدود؛ فلا سمعا ولا طاعة له!)
أضحك الله سنك ذكرتيني بأيام الحارة والمضاربات ..... لأن كلامك بدون دليل مجرد مضاربة
أختي يقول عز وجل (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) والرسول ? يقول (تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) وأنت تقولين (لا سمعا ولا طاعة له) عجباً أشد العجب، ثم إن الحج لمن استطاع وأنت هنا غير مستطيعة. هداك الله للحق.
وتقولين أختي (ولي الأمر بإمكانه توفير حملات لذوي الدخل المحدود والفقراء بأسعار مناسبة 2000ريال للشخص الواحد)
الله يزيدك هذا السعر مناسب لك!!! وترين نفسك من أصحاب الدخل المحدود طيب أنا وأمثالي إيش نقول!!!!!
طيب لو ولي الأمر وفر حملات بهذا السعر المناسب لك وجاء واحد ثاني وقال مثل كلامك (وإذا كان ولي الأمر لم يوفر تصاريح إلا بحملات الحج الذين لا يطيقون أسعارها ذوو الدخل المحدود؛ فلا سمعا ولا طاعة له!) فماذا ستردين عليه؟؟؟؟؟
أختي ما فيش حل إلا كلام الرسول ? السابق.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي (مستور الحال) الله يسترني وإياك في الدنيا والآخرة، أخي ليتك سترت حالك ولم تقع في لمز ولاة الأمر من الحكام والعلماء لأن لحومهم مسمومة.
أخي (عضو جدة) تقول (وأنصح هؤلاء الذين انحرفوا عن المنهج الحق القويم وغلو في طاعة ولاة الأمور ومنهجهم معروووووف ولا حاجة للكلام عنه)
أستحلفك بالله أخي أن تدلني على المنهج الحق القويم، لأن الذي أعرفه هو أن طاعة ولاة الأمور واجبة في غير معصية الله فهل هذا المنهج الذي تقصده، أما قولك (منهجهم معروووووف ولا حاجة للكلام عنه) فإنه لا يكفي في الدلالة، بل هناك حاجة في الكلام عن كل منهج خرج عن الحق فالساكت عن الحق ..... ؟؟؟؟؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 02:15]ـ
ليتك أكملت فتوى الشيخ المطلق التي أتيت بها أعني (ولكن مع الإثم)!!! سبحان الله شخص يريد أن يحج حجة واحدة في العمر افترضها الله عليه فتكون من أولها مع الإثم!!! عجباً لهذا الفقه!!!
إن المرء يحج ويبذل جهده من أجل التخلص من الذنوب والآثام. وتأتي أختنا الأمل الراحل وتقول ما في مشكلة حجكم صحيح ولكن مع الإثم.
وتقولين: (وإذا كان ولي الأمر لم يوفر تصاريح إلا بحملات الحج الذين لا يطيقون أسعارها ذوو الدخل المحدود؛ فلا سمعا ولا طاعة له!)
أضحك الله سنك ذكرتيني بأيام الحارة والمضاربات ..... لأن كلامك بدون دليل مجرد مضاربة
.
كلامي واضح، وقد نقلتُ لك كلام الشيخ المطلق بل وازيدك من الشعر بيتا إنه طمأن قريبتي بصحة حجها!! فلذا لا تقل: تأتي الأمل وتقول ما في مشكلة ... إلخ فالفتوى من الشيخ المطلق.
مثل المراة التي تحج من دون محرم فحجها صحيح وتبقى آثمة (لسفرها من دون محرم) .. لكن ولو .. ادت فرضها والحمدلله وعسى الله يتقبل منها.
وأما باقي ردك فيا حبذا تحسن أسلوبك .. ومضاربات الحارة تركناها للعرابجة.
سبحان الله الواحد منكم ما يعرف يرد .. وزيادة على كذا يكذب .. أعوذ بالله منكم.
ولازلتُ على كلامي بأن ولي الأمر لا يحق له منع الحج، وحكره على التجار والأسر الصغيرة التي تستطيع الحج مع حملة تكلفتها فوق 4000آلاف ريال.
وليحج كل على ما يناسبه: حملة أو سيارة خاصة.
ملحوظة / أنا الحمدلله أديت الحج من زمان الله يتقبل.(/)
مفاسد عمل المراة للعلامة الحوالي حفظه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:58]ـ
قال العلامة الحوالي حفظه الله
ما الذي ينتج إذا عملت المرأة كما هو واضح؟
إذا عملت المرأة
أولاً تنافس الرجال في الوظائف، الدولة التي عندها عشرة آلاف وظيفة مثلاً، وتخرج عشرة آلاف خريج وعشرة آلاف خريجة، إنها ستعطي خمسة آلاف منهن خمسة آلاف وظيفة؛ فيتعطل خمسة آلاف شاب فيتحولون إلى مجرمين، وإلى لصوص، وإلى مدمني مخدرات، وإلى ما لا يحتاج إلى أن يذكر لمعرفته في الإحصائيات العالمية. أما الخمسة آلاف اللاتي توظفن ما الذي يحصل؟ تحتاج إجازة ولادة، وفترة الحمل، والوحم، وفترة الدورة الشهرية تكون متوترة عصبياً؛ ويكون الإنتاج قليلاً. ثانياً: إن تزوجت تحتاج إلى خادمة -قد تكون كافرة- حتى تربي الأولاد، تحتاج إلى سائق، ثم ما بقي من الراتب بعد أن تعطي الخادم والسائق والمربية أين يذهب؟ يذهب على مشاغل الخياطة، وعلى دور الأزياء التي ترجع في النهاية إلى الشركات اليهودية، وأباطرة المال هم اليهود في العالم؛ لأنها مفتونة بالتزين، مفطورة على ذلك. ثم بعد سنوات تقدم الاستقالة أو تضيع الأسرة، أو يطلقها الزوج، ثم جاءت المصيبة الأخرى، لو قال الزوج: يا زوجتي! أنت تعملين، والأطفال ضائعون، وأنا لا أريد الخدامة، أريد أن أتزوج زوجة ثانية بالحلال؛ تقوم الدنيا ولا تقعد! وتؤيدها في ذلك الصحافة وأمثالها: كيف تتزوج اثنتين .. ؟ كأن -عياذاً بالله- مبدأ النصارى المنحرف أصبح هو مبدأنا، كيف يتزوج فلان؟ كيف يتزوج عليها؟ فتصيح وتضج، حتى أصبح بعضهن عياذاً بالله يفضلن أن يذهب أزواجهن إلى أماكن الفساد -بانكوك، مانيلا - شهر شهرين ولا يتزوج عليها! سبحان الله! كيف وصل الأمر إلى هذا الوضع المؤلم؟ فلو تزوج انشقت العائلة، وصارت الفتنة، وقد تستقيل، وإذا استقالت عطلنا هذه الوظيفة، وعطلنا العمل الذي كانت فيه، ولم تنجب الأمة الأطفال .. من كل ناحية نجد مفاسد عديدة! لكن لو أعطيت الوظيفة للخريج، وتزوج تلك الفتاة خريجة أو غير ذلك، وبنى أسرة، هو رجل يعمل ويكدح وهي في البيت تربي الأجيال، وهو أقدر منها على التصرف بالمال بحكمة، وليس كل أحد، ولكن في الجملة الرجل أحسن تصرفاً ولا سيما فيما يتعلق بالزينة وبما اشتهى.
في الاتحاد السوفيتي، الدولة الشيوعية الكافرة الفاجرة، المرأة التي تنجب عشرة أطفال من حلال أو حرام، المهم أنها تثبت أنها أنجبت من رحمها عشرة أطفال تعطى وساماً تعلقه على صدرها، وتقدم لها تسهيلات في الركوب، وتركب أي مكان وتنزل في أي مكان، وتعطى شيئاً من الحصانة؛ لأنها استطاعت أن تنجب عشرة أطفال، طبعاً هذا غير المسلمات، لأنها أنجبت عشرة أطفال اشتراكيين عماليين.
إذا جئنا إلى واقع المرأة من هذه الزاوية وأخذنا مثالاً: المرأة التي تتزوج وهي في الثامنة عشرة -وفي مجتمعنا كانت الفتاة تتزوج وهي في الخامسة عشرة على الأقل- هذه المرأة إذا تزوجت وهي في الثامنة عشرة مثلاً إذا وصلت إلى الأربعين كم نتوقع أن يكون عندها من الأطفال؟ في العادة في مجتمعنا هذا قد يصلون إلى ستة، فلنفرض أنهم خمسة فقط مع أن هذا قليل جداً،
ولنفترض أن الطفل الأول ولد وهي في سن الثامنة عشرة أو العشرين، عندما يكون عمرها أربعين سنة كم يكون عمر الطفل الأول؟ عشرون سنة، إذاً: شاب قوي، ما شاء الله! والذي بعده ثماني عشرة سنة، شاب قوي، والذي بعده خمس عشرة سنة أيضاً الحمد لله شاب، وكذلك وإن كانت فتاةً، الثاني أو الثالث أيضاً في سن الزواج. إذاً: هذه الأمة بعد جيلين أو ثلاثة يتضاعف عدد سكانها، وتبقى أمةً شابة، الشباب فيها متجدد،
لكن لو أن المرأة توظفت وعملت ولم تتزوج -كما يقال أحياناً في زوايا المجلات- فضلت واختارت العمل على الزواج ..
بئس الاختيار والله! اختارت العمل على الزواج. حسناً: عندما يصير عمرها أربعين سنةً تصبح عجوز، مجهدة، منهكة، محطمة نفسياً لأنها لم تتزوج، لا تستطيع أن تستمر في العمل لكبر السن وللعوامل النفسية والطبيعية والصحية ... إلخ،
ثم قد لا تتزوج إلى الأبد، وإن تزوجت وهي في الأربعين فأي إنسان يأتي مهما كانت الشروط ترضى وتأخذ، ثم مرت عليها هذه العشرون سنة لم تعطي العطاء الصحيح أثناء العمل، ومع ذلك فهي هرمة، والأخرى تلك نجد نفسيتها أفضل، صحتها أحسن، تعيش في بيت وفي أسرة مطمئنة،
وفي هذا البيت هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم من العشرين إلى الثمانية عشرة إلى الخامسة عشرة إلى الثانية عشرة إلى العشر سنوات ... إذاً: انظروا كم قد قدمت هذه للأمة من خدمة، لو نظرنا بالحسابات المادية المجردة: أيهما التي قدمت خدمة أفضل لأمتها: هذه التي لديها هذا العدد -ما شاء الله! - من الشباب،
أم تلك الهرمة التي لا تملك شيئاً إلا نفسيةً محطمةً تفرزها على المجتمع نقمةً وسخطاً وكآبة ومطالبات لأمور لا يحق لها أن تطالب بها؟
أقول: من هذا المثال يتبين لنا أن الأمة كلها لو سارت على نهج الإسلام، وتزوجت الفتيات في سن الزواج، وانصرفن إلى الوظيفة العظمى وهي الأمومة وما يتعلق بها، وكان العمل محدوداً في مجال وميدان المرأة، ومحكوماً بالأسس والأحكام الشرعية الواضحة التفصيلية، وترك المجال للشباب كيف تكون حال هذه الأمة؟
وبالمقابل: كيف لو أن الأمة انساقت وراء هؤلاء الهدامين، وفضلت نساؤها العمل على الزواج، وتركن إنجاب الأطفال، وبقيت العمالة الوافدة بمفاسدها وبما فيها من شرور، وأصبحت الأمة أمةً هرمةً، أمةً لا تملك الشباب، وهم القوة التي تحرص كل أمة عليها .......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايمان نور]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ورفع قدرك فى الدارين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
وانت جزاك الله خيرا ووفقك لكل خير
ورفع الله قدر العلامة الحوالي فى الدارين
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 03:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الهام
فمشكلة البطاله بين الشباب اصبحت سبب اتجاههم الى المعاصى واكل الحرام وهذا كله بسبب مزاحمة النساء للرجال على فرص العمل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 06:32]ـ
وانت جزاك الله خيرا ووفقك لكل خير
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:54]ـ
واليوم نرى في بعض المجتمعات العربية المرأة تنافس الرجال في الوضائف التي لا تستطيع المرأة أن تشتغل فيهم: من مثل: الأمن،الدرك الوطني،الحرس،برتوكولات الوزراء .... الخ
وهذه هي ضريبة: تقليد الغرب الكافر، إنا لله وإنا إليه راجعون
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:09]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك لكل خير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 06:52]ـ
يرفع للفائدة(/)
مسابقة: من يأتيني بقول ثابت صريح قديم في إجازة المعازف؟
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمع كثيرا ممن يقول أن مسألة المعازف مسالة خلافية فأسألهم طالباً لعلم ما جهلت من قال بجوازها قبل القرن الخامس مع إثبات ذلك فيأتيني بقول في الغناء أو نقل سقيم في المعازف أو كلام في الدف مما استثني من المعازف ولا أجد إلا اللف والدوران وارجع لكتاب فلان و علان وعندما نرجع لا نجد شيئاً.
وكم أزعجني أن يأتي باحث يريد أن يثبت ذلك فيركم كومة من النقول خالطاً فيها الكلام عن الغناء وعن الدف كي يتيه فيها القارئ ويغسل دماغه فيعتقد واهماً أنه أثبت أن مسألة حرمة المعازف خلافية.
فهنا نريد الجواب مختصراً مركزاً
1 - قائل في القرون الثلاثة الأولى ولا مانع من الرابع.
2 - له قول ثابت نقلاً.
3 - صريح في إجازة المعازف.
4 - كلها لا بعضها.
فليذكر القائل ثم القول ثم السند.
والجائزة مجموعة كتب يختارها بألف ريال من مكتبة الرشد بالرياض (توفيراً للمواصلات!) تصله حيث كان.
وأرجو عدم الخروج عن الموضوع إلى مواضيع أخرى كحجية الإجماع أو وسائل ثبوته، فالمقصود بهذا الموضوع من يثبت أن هناك خلافاً.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:42]ـ
هذا مما طرحته فى كتابنا أطروحات فقهية "
حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد اللّه بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً ويصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه.
وقال إمام الحرمين في النهاية وابن أبي الدم نقل الأثبات من المؤرخين أن عبد اللّه بن الزبير كان له جوار عوادات وأن ابن عمر دخل عليه وإلى جنبه عود فقال ما هذا يا صاحب رسول اللّه فناوله إياه فتأمله ابن عمر فقال هذا ميزان شامي قال ابن الزبير: يوزن به العقول.
وروى إمامنا العظيم أبو محمد ابن حزم في رسالته في السماع أن رجلاً قدم المدينة بجوار فنزل على عبد اللّه بن عمر وفيهن جارية تضرب فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئاً قال انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعاً من هذا قال من هو قال عبد اللّه بن جعفر فعرضهن عليه فأمر جارية منهن فقال لها خذي العود فأخذته فإنت فبايعه
وقال ابن عبدالبر الفقيه المالكى الأندلسى العظيم صاحب إمامنا ابن حزم فى الاستيعاب عن عبدالله بن جعفر فى ترجمته (وكان أى ابن جعفر لا يره بسماع الغناء بأسا)
وروى أن عبدالله بن جعفر كان إذا قدم على معاوية أنزله داره وأظهر له من بره وإكرامه ما يستحقه، فكان ذلك يغيظ فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبدمناف زوجة معاوية، فسمعت ليلة غناء عند عبدالله بن جعفر فجاءت معاوية وقالت: هلم فاسمع ما فى منزل هذا الرجل الذى جعلته بين لحمك ودمك فجاء معاوية فسمع وانصرف فلما كان فى آخر الليل سمع معاوية قراءة عبدالله بن جعفر فجاء فأنبه فاختة فقال: اسمعى مكان ما أسمعتنى
وروى صاحب العقد الفريد العلامة الأديب أبو عمرابن عبدربه الأندلسي أن عبد اللّه بن عمر دخل على ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود ثم قال لابن عمر هل ترى بذلك بأساً قال لا بأس بهذا وحكى الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص أنهما سمعا العود عند ابن جعفر.
وروى أبو الفرج الأصبهاني أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء بالمزهر بشعر من شعره.
وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك والمزهر عند أهل اللغة العود
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:52]ـ
وقد ثبت عن إبراهيم بن سعد الزهرى (كان فى عهد الرشيد) وهو إمام من أئمة الحديث أخرج له البخارى ومسلم ثبت عنه أنه هو وأبوه القاضى كانا يبيحان استماع الأوتار
وصحعن إبراهيم بن سعد هذا أنه قال كنت فى بنى يربوع وهم يومئذ جلة ومالك أقلهم فى فقهه وقدره ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
وقال الحافظ ابن القيسرانى صح عن سائر الفقهاء أن سماع الأوتار مذهب لأهل المدينة
أنظر ابن القيسرانى، كتاب السماع، ص66،65.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:25]ـ
وثبت عن سعيد بن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يغنى بالعود
أنظر ابن حزم، المحلى، ج7 ص571.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:30]ـ
وحكى الرويانى عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف وهى الآلات الشاملة للعود وغيره
وحكى أبومنصور والفورانى المروزى فى العمدة عن مالك جواز العود
وذكر أبوطالب المكى فى قوت القلوب أنه سمع طنبورا فى بيت المنهال بن عمرو المحدث المشهور
وقال ابن طاهر فى مؤلفه عن السماع لا خلاف بين أهل المدينة فى إباحة العود وقال وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة
وقال الأدفوى لم تختلف النقلة فى نسبة الضرب بالعود إلى إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن بن عوف
وحكى الماوردى إباحة العود عن بعض الشافعية
وحكى ابن طاهر أن أبا إسحاق الشيرازى كان يبيحه
واباحه الماوردى العود
واباحه الرويانى
والعز بن عبدالسلام
والقاضى المالكى أبوبكر بن العربى
أنظر تفصيل ذلك فى إبطال دعوى الإجماع، للشوكانى، ص24 - 26.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 09:18]ـ
أخي الكريم هل طبقت الشروط الأربعة عل ما نقلت؟ أرجو التركيز على المطلوب يا دكتورنا الكريم.
والطريقة المطلوبة هي أن تاتي بنقل واحد في كل مشاركة لتمحيصه ولكي تسهل الإشارة لها برقم المشاركة ولا نريد تكويم النقول التي وجدت بعضها لا يتكلم عن المعازف أساساً ويندر ما أسند منها وبعضها في القرن الخامس وبعده.
ولكن فلننظر في النقل الأول
حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد اللّه بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً ويصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه.
نرتبها كالتالي
القائل: عبد الله بن جعفر (من أهل القرن الأول فاستوفى الشرط الأول)
الشاهد من النص: (ويسمعها منهن على أوتاره) (نص ظاهر في استباحة ذلك والأوتار هي من المعازف غير المستثناة من الإجماع فانطبق الشرط الثالث والرابع)
السند: حكاية أبي منصور البغدادي في مؤلفه عنه (لم يتم ذكر المصدر فمن الواضح أنك لم تقرأه في كتاب أبي منصور بنفسك ثم أنه بذلك معضل شديد الإعضال لما بين أبي منصور وعبد الله من القرون)
فعلى ذلك هذا النقل مرفوض لا يثبت أن في المسألة خلافاً.
ولم يكن يخفى عليك عدم وجود سند له فلذلك أعود وأقول لا تذكر شيئاً قبل عرضه على الشروط الأربعة.
بارك الله فيك.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 11:10]ـ
أخي الكريم هل طبقت الشروط الأربعة عل ما نقلت؟ أرجو التركيز على المطلوب يا دكتورنا الكريم.
والطريقة المطلوبة هي أن تاتي بنقل واحد في كل مشاركة لتمحيصه ولكي تسهل الإشارة لها برقم المشاركة ولا نريد تكويم النقول التي وجدت بعضها لا يتكلم عن المعازف أساساً ويندر ما أسند منها وبعضها في القرن الخامس وبعده.
ولكن فلننظر في النقل الأول
حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد اللّه بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً ويصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه.
نرتبها كالتالي
القائل: عبد الله بن جعفر (من أهل القرن الأول فاستوفى الشرط الأول)
الشاهد من النص: (ويسمعها منهن على أوتاره) (نص ظاهر في استباحة ذلك والأوتار هي من المعازف غير المستثناة من الإجماع فانطبق الشرط الثالث والرابع)
السند: حكاية أبي منصور البغدادي في مؤلفه عنه (لم يتم ذكر المصدر فمن الواضح أنك لم تقرأه في كتاب أبي منصور بنفسك ثم أنه بذلك معضل شديد الإعضال لما بين أبي منصور وعبد الله من القرون)
فعلى ذلك هذا النقل مرفوض لا يثبت أن في المسألة خلافاً.
ولم يكن يخفى عليك عدم وجود سند له فلذلك أعود وأقول لا تذكر شيئاً قبل عرضه على الشروط الأربعة.
بارك الله فيك.
أحسنت ... فالروايات التي لا خطم لها ولا أزمة لا تكون مما يحتج فيه وتثبت بها الأحكام الشرعية أو تنفيها ... ولابد أن يعلم أن التثبت في النقولات واجب عن النبي عليه الصلاة والسلام أو غيره من الصحابة رضوان الله عليهم أو من جاء بعدهم اذا كان هذا النقل مؤثراً في حكم شرعي.
والله تعالى أعلم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيك أخى عبدالله، سأنظر فى الشروط الأربعةإن شاء الله، ولكن اعلم ان شرطا مما وضعته وهو أن يكون النص شاملا لكل المعزف أظنك لن تجده عند أحد أبدا، وأظن أن إجازة بعض المعازف هو إجازة لبعضها، لأن من يجيز بعضا فمن المحال أن يكون عنده حديث المعازف صحيحا ويجيزه، فمنأجاز فإجازته يكون لهم فهم آخر لحديث المعازف إما من ناحية المتن أو السند
وإلا لو نقلنا كل شىء مضبوط فسيأتى هذا الشرط وينفى كل ما نطرحه ومن ثم فلا حاجة لنا بان نتعب أنفسنا إن ظل هذا الشرط قائما.
أنتظر ردك اخى الكريم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 05:53]ـ
ذكرت كلامى هذا يا أخى وأعترف اننى أخطأت فى حشد الأقوال وبعضها تعدى الفترة المحددة كابن العربى والعز بن عبدالسلام وغيرهما وهذه إن كانت اسانيدها صحيحة لكنها حقا خارج المشاركة لكنى طرحت ضمن ما طرحت أقوالا صحيحة وثابتة، ولعلى أجعلها تشتمل الشروط ولكن بعد أن ترد على مشاركتى، وإلا سنكون كمن يدور فى الرحى.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل ابن سفران
هذا الموضوع خطأ من بدايته
فالأصل في الأشياء الإباحة
وأنت عليك دليل التحريم ... فإن صح حديث المعازف المعلق بالبخاري فالحكم التحريم كما قال ابن حزم
وإلا عدنا إلى الأصل وهو الإباحة.
وهناك نقطة أخرى
لماذا تشترط نص في جميع أنواع المعازف؟
ألا يكفي نص في أحدها بخلاف الدف؟ وأنتم أصحاب قياس ... (ابتسامة)
** ذكرت ذلك من باب المناقشة فلا ينسب إلى أحد القول بالإباحة أو غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:47]ـ
هاك ما تريد يا عبد الله: (ولا تنس الجائزة!!)
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه [رقم 3399 / طبعة مكتبة الفاروق]: (سَمِعْتُ يَحْيَى يقول: كنا نأتي يُوسُف الماجشون فيُحدِّثنا في بيته وجواريه في بيتٍ آخر له يضربن بمعزفة!!)
وهذا أثر تتوفر فيه شروطك جميعا!! وهي قولك:
-1 - قائل في القرون الثلاثة الأولى ولا مانع من الرابع.
2 - له قول ثابت نقلاً.
3 - صريح في إجازة المعازف.
4 - كلها لا بعضها.
أما الأول: فظاهر، ويوسف الماجشون هو: يوسف بن يعقوب بن أبى سلمة الماجشون، أبو سلمة المدنى الإمام الثقة الفقيه، وهو من رجال الشيخين، ونص ابن حبان على تاريخ وفاته فقال: (مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة) ...
وأما الثاني: فالإسناد إليه صحيح حجة!! يرويه أحمد بن زهير عن أبي زكريا الغطفاني؟ عنه به .......
وأما الثالث: فهو صريح في إباحته المعازف كما ترى؟ والمعازف: هي كل ما يعزف به من عود أو طنبور أو قيثارة وما شابهها ...
فإن قلتَ: بل هو غير صريح في ذلك!! فما يدرينا؟ فلعل الرجل كان لا يعلم بما يفعله جواريه في الحجرة المجاورة لحجرة تحديثه!! أو ربما لم يسمع صوت هاتيك المعازف!! وربما سمع إلا أنه منعه من الإنكار عليهن: شغله بمجلس التحديث الذي يحضره أمثال ابن معين وهؤلاء الكبار!! فلعه يكون قد أدَّبهن بعد انصراف ضيوفه!! ثم هذا احتجاج بالسكوت!! وفيه ما فيه!!!
قلتُ: قد كان يجوز مثل تلك الاحتمالات - على تكلُّفها - لو ما يأتينا عن الرجل ما نعرف به مذهبه في الغناء!!
فكيف وهذا الأمر - يعني سماع المعازف والألحان - قد اشتهر به البيت الماجشوني بأسره!! لا سيما هذا الإمام منهم ..
فقد قال الحافظ الخليلي في (الإرشاد) عقب ما سبق عن ابن معين: (وهو و إخوته يرخصون فى السماع، و هم فى الحديث ثقات) نقله عنه الحافظ في (التهذيب) وهذه العبارة بنحوها ثابتة في منتخب الإرشاد المطبوع [1/ 310]
وقال ابن عبد البر في الانتقاء [ص / 57]: في ترجمة صاحبنا: (وكان مولعا بسماع الغناء ارتحالا وغير ارتحال قال احمد بن حنبل قدم علينا ومعه من يغنيه!!)
ولستُ أحتج بقول أحمد، لكوني لم أظفر به مسندا!! ولا أدري صحته!! ويكفي قول ابن معين السابق ... فالحاصل: أن الرجل كان معروفا بإحته المعازف والألحان بشهادة من ذكرنا آنفا ..
فإذا كان الخبر الماضي: ليس صريحا في ذلك!! فإنه يصير صريحا بما عُلم من حال الرجل بشهادة العدول ..
وأما عن الشرط الرابع: فمتوفر أيضا على تعنُّته الشديد!! فإن المعازف التي سُمِعت في بيت الرجل: اسم جامع لكل ما يُعزف به من الآلآت كما مضى، ومن أباح فردا من أفرادها: لزمه إباحة الباقي، وإلا كان متناقضا!! ولم يثبت هذا التناقض عن يوسف الماجشون أصلا!! ...
وهذا جواب: المسابقة التي عقدها الأخ الفاضل (عبد الله بن سفران)
والمنتظر منه: الوفاء بما وعد من الجائزة مشكورا!!
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:05]ـ
نقل الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه (نيل الأوطار) عن 30 من علماء الإسلام قولهم بجواز المعازف.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدنا وسددنا
ما ورد عن السلف في الترخيص في السماع فالمقصود به الحُداء الملحّن خلوا من أي آلة طربيّة
ومن لم يتفطن لهذا فقد عده ابن قدامة ليس أهلا للفتيا وقد نقل الإجماع على تحريمه علماء كثر ..
منهم ابن عبد البر وابن القيم والقرطبي والبزازي وابن تيمية وابن رجب والسبكي وغيرهم جماعة كثر
بل صرح بعضهم بتكفير مستحله كالقاضي عياض وغيره
وقد كنت ممن تلوث سجله وانهدر زمانه بدراسة الموسيقا! .. فعرفت حق اليقين أن القول بإباحة المعازف يقدح في فقه صاحبه
فإن لسريان التقاطيع الموسيقية في الأذن تأثيرا عجيبا يفسد القلب وينبت النفاق حقا كما قال ومالك وأحمد وغيرهما
وإني أتحدى أي شخص يسمع مقطوعة يطرب لها فيهيم بها .. ثم يخشع في الصلاة .. بل يفتر إيمانه وتضعف همته بحسب ما يسمع
وحسبك بهذا سببا للتحريم .. لأن الشريعة الحكيمة جاءت بسد الذرائع المفضية للشر
وهذا ولله الحمد مركوز في الفطر السليمة .. فترى الرجل العربيد وهو يسمع معزوفة يسارع لإسكاتها طواعية حين يسمع الأذان .. لعلمه الفطري بالتضاد بين صوت الحق وصوت الباطل
وأما الادعاء بأن الأصل في الأشياء الإباحة .. فقد ورد في ذلك أحاديث وآثار صحاح من لدن رسول الله وصحابته الكرام ..
وقد رد على ابن حزم في تضعيفه الحديث علماء كثر جدا .. كلهم بينوا موطن غلطه وهو واضح جدا .. لمن يتبع الدليل ويذعن للبرهان .. وقد رمى بعض الأحاديث في البخاري بالوضع وعلل الكثير بجهالة الرواة .. يعني جهالتهم عنده (لا في نفس الأمر) .. بل قول أبي بكر الصديق في محضر من رسول الله "أمزمار الشيطان عند رسول الله" يدل دلالة قاطعة أن هذا متقرر عندهم .. وناهيك بأن النبي أقره على هذه العبارة
يقول ابن حجر الهيتمي: في "كف الرعاع "ومن حكى خلافاً في الغناء فإنه قد وهم وغلط، وغلب عليه هواه حتى أصمّه وأعماه)
وسأكتفي بحجة واحدة .. على وجه الاختصار:وهي أن ابن حزم أعل الحديث بقول البخاري قال .. فظن أن هذا تضعيف من البخاري .. وليس هذا هو الشأن .. إنما الشأن أن ابن حزم نفسه صحح أحاديث معلقة .. في البخاري فخالف قاعدته ..
وليس لما صححه أية مزية عن هذا بل هذا أصح من بعضها
فكان التعلق بقول ابن حزم والحالة هذه مع ما سلف من رد علماء الحديث كافة عليه .. تعصبا محضا وردا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وفي ظني لو علم الإمام ابن حزم بهؤلاء لجلدهم بدرة عمرية تناسب سفههم
قال الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري"كتبت مقالا فيما لا يسر فلما كنت بين يدي الشيخ ابن باز أخذ ينهرني ويردد:ما أعظم مصيبتك عند الله! ثم صار يبرم طرف شماغه ويدعو لي وقد اغرورغت عيناه,
فتمزق فؤادي حزنا لصدقه وقد فتح الله قلبي لنصحه وتقلص حب الغناء وتولدت لدي كراهيته"
وهذا كلام مجمل على وجه الاختصار ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:55]ـ
أحسنت ... فالروايات التي لا خطم لها ولا أزمة لا تكون مما يحتج فيه وتثبت بها الأحكام الشرعية أو تنفيها ... ولابد أن يعلم أن التثبت في النقولات واجب عن النبي عليه الصلاة والسلام أو غيره من الصحابة رضوان الله عليهم أو من جاء بعدهم اذا كان هذا النقل مؤثراً في حكم شرعي.
والله تعالى أعلم
حياك الله وشكراً على المشاركة.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:58]ـ
بارك الله فيك أخى عبدالله، سأنظر فى الشروط الأربعةإن شاء الله، ولكن اعلم ان شرطا مما وضعته وهو أن يكون النص شاملا لكل المعزف أظنك لن تجده عند أحد أبدا، وأظن أن إجازة بعض المعازف هو إجازة لبعضها، لأن من يجيز بعضا فمن المحال أن يكون عنده حديث المعازف صحيحا ويجيزه، فمنأجاز فإجازته يكون لهم فهم آخر لحديث المعازف إما من ناحية المتن أو السند
وإلا لو نقلنا كل شىء مضبوط فسيأتى هذا الشرط وينفى كل ما نطرحه ومن ثم فلا حاجة لنا بان نتعب أنفسنا إن ظل هذا الشرط قائما.
أنتظر ردك اخى الكريم
نعم أخي الكريم ملاحظتك في محلها، ولذلك سنعدل المطلوب إلى إباحة للآلات الوترية والنفخية أو أحد أنواعها، فهي لا يستثنى منها نوع، وإنما المستثنيات في الآلات القرعية.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:59]ـ
ذكرت كلامى هذا يا أخى وأعترف اننى أخطأت فى حشد الأقوال وبعضها تعدى الفترة المحددة كابن العربى والعز بن عبدالسلام وغيرهما وهذه إن كانت اسانيدها صحيحة لكنها حقا خارج المشاركة لكنى طرحت ضمن ما طرحت أقوالا صحيحة وثابتة، ولعلى أجعلها تشتمل الشروط ولكن بعد أن ترد على مشاركتى، وإلا سنكون كمن يدور فى الرحى.
بارك الله فيك من باحث خلوق، وأنتظر إكمالك لمشاركتك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ الفاضل ابن سفران
هذا الموضوع خطأ من بدايته
فالأصل في الأشياء الإباحة
وأنت عليك دليل التحريم ... فإن صح حديث المعازف المعلق بالبخاري فالحكم التحريم كما قال ابن حزم
وإلا عدنا إلى الأصل وهو الإباحة.
وهناك نقطة أخرى
لماذا تشترط نص في جميع أنواع المعازف؟
ألا يكفي نص في أحدها بخلاف الدف؟ وأنتم أصحاب قياس ... (ابتسامة)
** ذكرت ذلك من باب المناقشة فلا ينسب إلى أحد القول بالإباحة أو غيره.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم الموضوع هو سؤال لا خطأ في طرحه عن قائل قديم ثبت قوله الصريح في إجازة المعازف، وليس عن حكم المعازف وما الراجح فيه وما دليل ذلك، فإن كان لك إجابة فاذكرها، أما مشاركتك هذه فمكانها غير هذا الموضوع.
فلم أذكر في الموضوع رأيي في تحريم المعازف ولا أدلته كي تعقب بذلك.
ولكن لكي لا نفقد ابتسامتك أجيبك عن الإشكال الأخير، وهو أني ذكر جميع أنواع المعازف لأن بعض الشباب يجيبون على مثل هذا السؤال بآثار في الدف، وهو خارج محل النزاع فالمجمعون على تحريم المعازف متفقون تقريباً على استثناء الدف في بعض الحالات على الأقل.
وقد عدلت السؤال لما ذكره الدكتور عبد الباقي حفظه الله وإياك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:20]ـ
هاك ما تريد يا عبد الله: (ولا تنس الجائزة!!)
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه [رقم 3399 / طبعة مكتبة الفاروق]: (سَمِعْتُ يَحْيَى يقول: كنا نأتي يُوسُف الماجشون فيُحدِّثنا في بيته وجواريه في بيتٍ آخر له يضربن بمعزفة!!)
وهذا أثر تتوفر فيه شروطك جميعا!! وهي قولك:
-1 - قائل في القرون الثلاثة الأولى ولا مانع من الرابع.
2 - له قول ثابت نقلاً.
3 - صريح في إجازة المعازف.
4 - كلها لا بعضها.
أما الأول: فظاهر، ويوسف الماجشون هو: يوسف بن يعقوب بن أبى سلمة الماجشون، أبو سلمة المدنى الإمام الثقة الفقيه، وهو من رجال الشيخين، ونص ابن حبان على تاريخ وفاته فقال: (مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة) ...
وأما الثاني: فالإسناد إليه صحيح حجة!! يرويه أحمد بن زهير عن أبي زكريا الغطفاني؟ عنه به .......
وأما الثالث: فهو صريح في إباحته المعازف كما ترى؟ والمعازف: هي كل ما يعزف به من عود أو طنبور أو قيثارة وما شابهها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلتَ: بل هو غير صريح في ذلك!! فما يدرينا؟ فلعل الرجل كان لا يعلم بما يفعله جواريه في الحجرة المجاورة لحجرة تحديثه!! أو ربما لم يسمع صوت هاتيك المعازف!! وربما سمع إلا أنه منعه من الإنكار عليهن: شغله بمجلس التحديث الذي يحضره أمثال ابن معين وهؤلاء الكبار!! فلعه يكون قد أدَّبهن بعد انصراف ضيوفه!! ثم هذا احتجاج بالسكوت!! وفيه ما فيه!!!
قلتُ: قد كان يجوز مثل تلك الاحتمالات - على تكلُّفها - لو ما يأتينا عن الرجل ما نعرف به مذهبه في الغناء!!
فكيف وهذا الأمر - يعني سماع المعازف والألحان - قد اشتهر به البيت الماجشوني بأسره!! لا سيما هذا الإمام منهم ..
فقد قال الحافظ الخليلي في (الإرشاد) عقب ما سبق عن ابن معين: (وهو و إخوته يرخصون فى السماع، و هم فى الحديث ثقات) نقله عنه الحافظ في (التهذيب) وهذه العبارة بنحوها ثابتة في منتخب الإرشاد المطبوع [1/ 310]
وقال ابن عبد البر في الانتقاء [ص / 57]: في ترجمة صاحبنا: (وكان مولعا بسماع الغناء ارتحالا وغير ارتحال قال احمد بن حنبل قدم علينا ومعه من يغنيه!!)
ولستُ أحتج بقول أحمد، لكوني لم أظفر به مسندا!! ولا أدري صحته!! ويكفي قول ابن معين السابق ... فالحاصل: أن الرجل كان معروفا بإحته المعازف والألحان بشهادة من ذكرنا آنفا ..
فإذا كان الخبر الماضي: ليس صريحا في ذلك!! فإنه يصير صريحا بما عُلم من حال الرجل بشهادة العدول ..
وأما عن الشرط الرابع: فمتوفر أيضا على تعنُّته الشديد!! فإن المعازف التي سُمِعت في بيت الرجل: اسم جامع لكل ما يُعزف به من الآلآت كما مضى، ومن أباح فردا من أفرادها: لزمه إباحة الباقي، وإلا كان متناقضا!! ولم يثبت هذا التناقض عن يوسف الماجشون أصلا!! ...
وهذا جواب: المسابقة التي عقدها الأخ الفاضل (عبد الله بن سفران)
والمنتظر منه: الوفاء بما وعد من الجائزة مشكورا!!
حياك الله وبارك فيك
الشرط الأول: السند في غاية الصحة.
الشرط الثاني: القائل قديم.
الشرط الثالث: هو ظاهر في إقراره للجواري على فعلهن وإن لم يكن صريحاً ولكن هذا يكفيني.
الشرط الرابع: وقد خففت من تعنته لملاحظة أخي الدكتور عبد الباقي باشتراط أن يذكر ولو نوع واحد منى الآلات الوترية والنفخية، فما هو دليلك الصريح على أن المعزفة تلك آلة وترية أو نفخية وليست دفاً؟ فالنكرة في سياق الإثبات لا تعني العموم، فإذا قلت ركبت سيارة لا يعني ذلك أنني ركبت انواع السيارات كلها، وإذا قلنا أن الجواري كن يضربن بمعزفة فلا يعني أنهن ضربن بكل أنواع المعازف بل لا يكون ذلك لأنها معزفة واحدة كما في الخبر وليست معازفة كما ذكرت في كلامك.
فهل لديك دليل على أن تلك المعزفة لم تكن دفاً؟
وبالنسبة لما عززت به نقلك فهو في السماع، ونحن نتكلم عن المعازف.
أكمل هذه النقطة ثم أرسل قائمة الكتب التي تريدها تصلك فوراً!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
نقل الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه (نيل الأوطار) عن 30 من علماء الإسلام قولهم بجواز المعازف.
حياك الله أخي هشيم
أعطنا واحداً من هؤلاء الثلاثين تنطبق عليه الشروط المذكورة شاكراً لك مشاركتك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدنا وسددنا
ما ورد عن السلف في الترخيص في السماع فالمقصود به الحُداء الملحّن خلوا من أي آلة طربيّة
ومن لم يتفطن لهذا فقد عده ابن قدامة ليس أهلا للفتيا وقد نقل الإجماع على تحريمه علماء كثر ..
منهم ابن عبد البر وابن القيم والقرطبي والبزازي وابن تيمية وابن رجب والسبكي وغيرهم جماعة كثر
بل صرح بعضهم بتكفير مستحله كالقاضي عياض وغيره
وقد كنت ممن تلوث سجله وانهدر زمانه بدراسة الموسيقا! .. فعرفت حق اليقين أن القول بإباحة المعازف يقدح في فقه صاحبه
فإن لسريان التقاطيع الموسيقية في الأذن تأثيرا عجيبا يفسد القلب وينبت النفاق حقا كما قال ومالك وأحمد وغيرهما
وإني أتحدى أي شخص يسمع مقطوعة يطرب لها فيهيم بها .. ثم يخشع في الصلاة .. بل يفتر إيمانه وتضعف همته بحسب ما يسمع
وحسبك بهذا سببا للتحريم .. لأن الشريعة الحكيمة جاءت بسد الذرائع المفضية للشر
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ولله الحمد مركوز في الفطر السليمة .. فترى الرجل العربيد وهو يسمع معزوفة يسارع لإسكاتها طواعية حين يسمع الأذان .. لعلمه الفطري بالتضاد بين صوت الحق وصوت الباطل
وأما الادعاء بأن الأصل في الأشياء الإباحة .. فقد ورد في ذلك أحاديث وآثار صحاح من لدن رسول الله وصحابته الكرام ..
وقد رد على ابن حزم في تضعيفه الحديث علماء كثر جدا .. كلهم بينوا موطن غلطه وهو واضح جدا .. لمن يتبع الدليل ويذعن للبرهان .. وقد رمى بعض الأحاديث في البخاري بالوضع وعلل الكثير بجهالة الرواة .. يعني جهالتهم عنده (لا في نفس الأمر) .. بل قول أبي بكر الصديق في محضر من رسول الله "أمزمار الشيطان عند رسول الله" يدل دلالة قاطعة أن هذا متقرر عندهم .. وناهيك بأن النبي أقره على هذه العبارة
يقول ابن حجر الهيتمي: في "كف الرعاع "ومن حكى خلافاً في الغناء فإنه قد وهم وغلط، وغلب عليه هواه حتى أصمّه وأعماه)
وسأكتفي بحجة واحدة .. على وجه الاختصار:وهي أن ابن حزم أعل الحديث بقول البخاري قال .. فظن أن هذا تضعيف من البخاري .. وليس هذا هو الشأن .. إنما الشأن أن ابن حزم نفسه صحح أحاديث معلقة .. في البخاري فخالف قاعدته ..
وليس لما صححه أية مزية عن هذا بل هذا أصح من بعضها
فكان التعلق بقول ابن حزم والحالة هذه مع ما سلف من رد علماء الحديث كافة عليه .. تعصبا محضا وردا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وفي ظني لو علم الإمام ابن حزم بهؤلاء لجلدهم بدرة عمرية تناسب سفههم
قال الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري"كتبت مقالا فيما لا يسر فلما كنت بين يدي الشيخ ابن باز أخذ ينهرني ويردد:ما أعظم مصيبتك عند الله! ثم صار يبرم طرف شماغه ويدعو لي وقد اغرورغت عيناه,
فتمزق فؤادي حزنا لصدقه وقد فتح الله قلبي لنصحه وتقلص حب الغناء وتولدت لدي كراهيته"
وهذا كلام مجمل على وجه الاختصار ..
بارك الله فيك أخي أبا القاسم ولكن مشاركتك خارج الموضوع أيضاً.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:33]ـ
الأخ عبد الله أظنك تتحدى الإخوة في نقض الإجماع؟ {ابتسامة}
و لكن أخبرني عن رأيك في المسألة هل ترى التحريم أو الإباحة؟ {لعلك تكون لي سند في الموضوع الآخر (ابتسامة)}
بارك الله في الإخوة جميعا المشاركين و أسأل الله أن يجزيهم أجر أخلاقهم الحسنة.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
كنت قد ذكرت فى مشاركتى كما قلت أناسا أجازوا المعازف ولكن لم أستوفى الشروط فها أنا أعيد قولا مما ذكرته مستوفى الشروط إن شاء الله لا للجائزة، ولكن مشاركة لأخى عبدالله بن سفران وردا على سؤال وجهه لى أولا، واحتراما لأدبه وحسن محاورته.
قال الحافظ القيسرانى فى كتابه السماع ص65،66
أخبرنا أبوشجاع بن منصور الهمدانى، قال أخبرنا عبدالملك بن عبدالغفار الحافظ قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن عبدالله محمد الأنماطى قال حدثنا أبوبكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران الضرير الصغار قال حدثنا على بن الحسنبن خلف بن يزيد أبوالقاسم بمصر، قال حدثنا عبدالله (بن سعد) بن كثير بن عون عن أبيه قال:
قدم إبراهيم بن سعد الزهرى (العراق) سنة 184هـ فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزهرى فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريص على أن أسمع منك فأما الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا.
قال إذا لا أفقد إلا شخصك، على وعلى إن حدثت ببغداد حديثا ما أقمت حتى أغنى قبله، وشاعت هذه الحكاية ببغداد فبلغت الرشيد فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التى قطعها النبى فى سرقة الحلى، فدعا بعود فقال الرشيد أعود المجمر؟
لا ولكن عود الطرق.
فتبسم ففهمها إبراهيم بن سعد
فقال لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذى آذانى بالأمس وألجأنى إلى أن حلفت؟
قال نعم
ودعا الرشيد بعود فغناه
............
فقال الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع؟
فقال من ربط الله على قلبه.
قال فهل بلغك عن مالك فى هذا شىء
قال لا والله.
إلا أن أبى أخبرنى أنهم اجتمعوا فى مدعاة كانت فى بنى يربوع وهم يومئذ جلة، ومالك اقلهم فى فقهه وقدره ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم ............
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم.
أما الشرط الأول: قائل في القرون الثلاثة الأولى ولا مانع من الرابع، فهذا ابراهيم بن سعد من القرن الثانى الهجرى
والثانى له قول ثابت نقلاً فهذا القول ثابت نقلا بل ونقل المؤرخون الثقات عن ابراهيم ذلك
الثالث صريح في إجازة المعازف فهو صريح فيها كلها فى ذكره ذلك عن بنى يربوع وفيهم مالك، وفى العود عنه أى إبراهيم
الرابع كلها لا بعضها مستوفى أيضا وإن كنا قد أوضحنا تعليقا على هذا الشرط ووافقتنا عليه فى أدب حوار لا يوجد إلا عن أهل العلم حقا، لأن العلم رحم بين أهله
وإبراهيم بن سعد هذا
قال عنه يحيى بن معين أثبت من الوليد بن كثير، ومن إسحاق جميعا.
قال القيسرانى: وقد اجتمع الأئمة على ثقته وعدالته والرواية عنه واتفق البخارى ومسلم على إخراج حديثه فى الصحيح ولم تسقط عدالته بفعله عند أهل العلم
هذه مشاركة هى على عجلة منى أيضا وأنا فى انتظار ردك أخى عبدالله بن سفران للوصول معك إلى ماتريد ليس إلا
فإن كان فى هذا النقل شىء فأخبرنى لنتداركه، ونأتى بغيره إن شاء الله، وإن كان مستوفى للشروط فبها ونعمت ونكون قد حققنا لك ما تريد
والله تعالى نسأله التأييد والعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:05]ـ
الأخ عبد الله أظنك تتحدى الإخوة في نقض الإجماع؟ {ابتسامة}
و لكن أخبرني عن رأيك في المسألة هل ترى التحريم أو الإباحة؟ {لعلك تكون لي سند في الموضوع الآخر (ابتسامة)}
بارك الله في الإخوة جميعا المشاركين و أسأل الله أن يجزيهم أجر أخلاقهم الحسنة.
حياك الله أخي الكريم.
أتريدني أن ألغي الجائزة كي لا يكون تحدياً؟ (ابتسامة)
هدفي الأول من الموضوع أن أعلم إن كان هذا ثابتاً عن أحد أم لا، فلطالما سمعت بذلك ولم أجده، وكلما رأيت مثبتاً للخلاف سألته فلم يجبني إجابة محققة، كلها قال فلان أن فلاناً وثبت أن فلاناً، مع خلط المسألة بمسألة الغناء والدف، فلعل الجائزة تشد الهمة للتحقيق في ذلك.
أما مساندتك في الموضوع الآخر فضع رابطه وتحمل النتيجة قد أساندك أو أساند مخالفك!
أما هنا فالموضوع محدد، لو أجبتك بالتحريم لضاع الموضوع بردود المجيزين ولو أجبتك بالإباحة لتوالت ردود المحرمين ولخرجنا عن الموضوع أكثر من خروجنا الآن.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:12]ـ
أخى عبدالله مشاركتى ليست إلا لإثبات ما تريده فحسب، وما نحن بمغنين ولا محبين للغناء، ولا متكسبين به، حتى لو كان لنا راى بخصوص الغناء، ربما خالف بعض إخواننا، ولكن لكل رأيه ووجهته حسب فهمه للأدلة
أما بخصوص المشاركة ففيها أن إبراهيم بن سعد غنى بعود واستجازه، وفيها أن بنى يربوع كان معهم عيدان ومعازف إلى جانب الدفوف.
وهناك سند آخر إلى ابن جعفر صحيح ومستوفى ولكن أنظر هذا أولا
وأنتظر ردك
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
وأنا فى انتظار ردك أخى عبدالله بن سفران للوصول معك إلى ماتريد ليس إلا
أحب تنبيه الإخوة إلى أنني طرحت السؤال على الدكتور في موضوع آخر ثم طلبت منه الإجابة في هذا الموضوع منعاً لتشتيت الموضوع الأول فهو هنا لإجابة السؤال تكرماً منه فقط وليس رغبة في الجائزة كما أن أكثركم كذلك راغبون في الإفادة بالمعلومة.
ولي عودة لمشاركتك يا دكتور بارك الله فيك فلات حين قراءة.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 11:40]ـ
حياك الله وبارك فيك
الشرط الأول: السند في غاية الصحة.
الشرط الثاني: القائل قديم.
الشرط الثالث: هو ظاهر في إقراره للجواري على فعلهن وإن لم يكن صريحاً ولكن هذا يكفيني.
الشرط الرابع: وقد خففت من تعنته لملاحظة أخي الدكتور عبد الباقي باشتراط أن يذكر ولو نوع واحد منى الآلات الوترية والنفخية، فما هو دليلك الصريح على أن المعزفة تلك آلة وترية أو نفخية وليست دفاً؟ فالنكرة في سياق الإثبات لا تعني العموم، فإذا قلت ركبت سيارة لا يعني ذلك أنني ركبت انواع السيارات كلها، وإذا قلنا أن الجواري كن يضربن بمعزفة فلا يعني أنهن ضربن بكل أنواع المعازف بل لا يكون ذلك لأنها معزفة واحدة كما في الخبر وليست معازفة كما ذكرت في كلامك.
فهل لديك دليل على أن تلك المعزفة لم تكن دفاً؟
وبالنسبة لما عززت به نقلك فهو في السماع، ونحن نتكلم عن المعازف.
أكمل هذه النقطة ثم أرسل قائمة الكتب التي تريدها تصلك فوراً!
.
جزاك الله خيرا يا أخي: وقد كان الظن بك أنك لن تتعنّت في الوفاء بوعدك!! أو على الأقل: في الإقرار باستيفاء الشروط في ذلك الأثر الذي أتاك به أخوك!!
ومع هذا أجدني مضطرا: إلى جوابك عن تلك النقطة التي تريدها، فأقول:
قال المجد اللغوي في (قاموسه): (المَعازِفُ: المَلاهي كالعودِ والطُّنْبُورِ .... والعازِفُ: اللاعبُ بها والمُغَنِّي ..... )
وقال صاحب (مختار الصحاح): (المعَازِفُ الملاهي، و العَازِفُ اللاعب بها والمغني .... )
وقال ابن خطيب الدهشة في (المصباح المنير): (عَزَفَ: (عَزْفًا) من باب ضرب و (عَزِيفًا) لعب (بِالمَعَازِفِ) وهي آلات يضرب بها الواحد (عَزْفٌ) مثل فلس على غير قياس قال الأزهري وهو نقل عن العرب قال وإذا قيل (المِعْزَفُ) بكسر الميم فهو نوع من الطنابير يتخذه أهل اليمن قال وغير الليث يجعل العود (مِعْزَفًا) وقال الجوهري (المَعَازِفُ) الملاهي .... )
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفاظ): (والمعازف اسم لكل ما يعزف به كالطنبور والزمر والشبابة وغير ذلك من آلات الملاهى .... )
وقال الحافظ في (الفتح): (والمعازف بالعين المهملة والزاي بعدها فاء جمع معزفة بفتح الزاي وهي آلات الملاهي ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف الغناء والذي في صحاحه أنها آلات اللهو وقيل أصوات الملاهي ..... )
قلتُ: والنقول كثيرة في هذا الصدد!!
فإن قلتَ: قد صح إطلاق (المعازف) على الدفوف أيضا!! وبرهان ذلك:
ما قاله ابن الأثير في (النهاية): (العزْفُ: اللَّعِب بالمعَازِف وهي الدُّفوف وغَيرها مما يُضْرَب .... )
وقال صاحب كتاب (العين): (العَزْفُ: من اللَّعِبِ بالدُّفِّ والطنابير ونحوه
والْمَعازِفُ: الملاعِبُ الّتي يُضْرَبُ به ..... )
وقال صاحب (لسان العرب): (زَفَ يَعْزفُ عَزْفاً لها والمَعازِفُ المَلاهي واحدها مِعْزَف ومِعْزَفة وعزف الرجل يَعزِفُ إذا أَقام في الأَكل والشرب وقيل واحد المعازِف عَزْفٌ على غير قياس ونظيره ملامحُ ومَشابِهُ في جمع شَبه ولمْحَة والمَلاعبُ التي يُضْرب بها يقولون للواحد عَزْف والجمع معازِفُ رواية عن العرب فإذا أُفرد المِعْزَفُ فهو ضَرْب من الطَّنابير ويتخذه أَهل اليمن وغيرُهم يجعل العُود مِعْزفاً وعَزْفُ الدُّفِّ صوتُه وفي حديث عمر أَنه مرَّ بعَزْف دُفٍّ فقال ما هذا؟ قالوا خِتان فسكت العَزْفُ اللَّعِبُ بالمَعازِف وهي الدُّفُوف وغيرها مما يُضرب .... )
وقال الحافظ في (الفتح): (وفي حواشي الدمياطي المعازف الدفوف وغيرها مما يضرب به ويطلق على الغناء عزف وعلى كل لعب عزف .... ) ...
قلتُ لك: القول كما قلتَ!! لكن لا يخفى عليك: أن الغالب في إطلاق: (المعازف) إنما يكون على تلك الآلآت الغنائية المعروفة، وبهذا اشتهر بين الخاص والعام ذلك الإطلاق، بحيث إذا أُطلق لفظ (المعازف) في لسان القوم: انصرف السمعُ إلى المذموم منها بلا ريب!! وما أراك تغفل عناوين الكتب التي تحمل هذا اللفظ في صدد تحريم الغناء والملاهي!!
ولهذا: ما علمتُ أحدا من العلماء: ذهب إلى تحريم الدفوف؛ احتجاجا بما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من قوله: (ليكونن في أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... )!!
وقد استقر الأمر: على إطلاق ذم المعازف حيث وردت في لسان الشريعة وكلام النقلة والعلماء وحملة الآثار قاطبة!!
إذا عرف الأخ الفاضل هذا: فلنعد إلى ما نحن بصدده مرة أخرى .. والعود أحمد!
الأخ الكريم يقول لي: (فما هو دليلك الصريح على أن المعزفة تلك آلة وترية أو نفخية وليست دفاً؟ فالنكرة في سياق الإثبات لا تعني العموم، فإذا قلت ركبت سيارة لا يعني ذلك أنني ركبت انواع السيارات كلها، وإذا قلنا أن الجواري كن يضربن بمعزفة فلا يعني أنهن ضربن بكل أنواع المعازف بل لا يكون ذلك لأنها معزفة واحدة كما في الخبر وليست معازفة كما ذكرت في كلامك.!! فهل لديك دليل على أن تلك المعزفة لم تكن دفاً؟)
والجواب عن هذا أن يقال: يبدو أن الفاضل لم يتأمَّل كلامي ومانقلتُه له!!
يا أخي: قد عرَّفتُكَ هناك: أن يوسف بن الماجشون هو وأهل بيته قد عُرفوا واشتهروا: بسماع المعازف والألحان!! وذكرتُ لك قول الحافظ الخليلي عنه: (وهو وإخوته يرخصون فى السماع .... ) ..
وكذا قول ابن عبد البر: (وكان مولعا بسماع الغناء ارتحالا وغير ارتحال قال احمد بن حنبل قدم علينا ومعه من يغنيه!!)
فإذا سلَّمتُ لك: أن الخبر الثابت عنه، ليس بصريح في ذلك!! فإنه يصير صريحا جدا بما عُرف من مذهب الرجل في القضية كلها!!
ثم إني لا أزال مصرّا على دعوتي: مِن صراحة الأثر الوارد عنه جدا في إباحته المعازف والألحان!!
فأنتَ ترى ابن معين يقول: (: كنا نأتي يُوسُف الماجشون فيُحدِّثنا في بيته وجواريه في بيتٍ آخر له يضربن بمعزفة!!) فلو كانت تلك الجواري إنما يضربن بالدف!! فما وجه عدول ابن معين عن مثل قوله: (يضربن بالدف!!) إلى قوله الصريح: (يضربن بمعزفة!!)
وهل في الضرب بالدف: ما يلام عليه الرجل؟ أو يحسن بمثل ابن معين أن يحكيه عنه؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وما فائدة هذا وذاك!؟ اللهم إلا إذا كان ابن معين: من مذهبه تحريم الدف أيضا!! فلذلك استباح لنفسه: أن يصفه: (بالمعزفة!!) ولا أعلم قائلا بهذا!!
ثم أزيد هنا شيئا آخرا: وهو أن القول بإباحة السماع بالمعازف والألحان: قد عُرف به أهل المدينة وذاع عنهم!! ولذلك صح عن غير واحد من الأئمة: التحذير من هذا الخطب!! واعتباره: هفوة وزلة لا أسوة فيها!!
فقال حافظ المغرب أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد [10 - 151]: (وقد كان العلماء قديما وحديثا يحذرون الناس من مذهب المكيين أصحاب ابن عباس ومن سلك سبيلهم في المتعة والصرف ويحذرون الناس من مذهب الكوفيين أصحاب ابن مسعود ومن سلك سبيلهم في النبيذ الشديد ويحذرون الناس من مذهب أهل المدينة في الغناء)!!
قلتُ: يؤيد هذا: ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه [1/ 361] من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال (: ينبغي للناس أن يدعوا من حديث أهل المدينة حديثين ومن حديث أهل مكة حديثين ومن حديث أهل العراق حديثين ومن حديث أهل الشام حديثين فأما حديثا أهل المدينة فالسماع والقيان، وأما حديثا أهل مكة: فالصرف والمتعة، وأما حديثا أهل العراق: فالنبيذ والسحور، وأما حديثا أهل الشام: فالطلاء والطاعة) ..
وأخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث [ص /251/طبعة دار ابن حزم] وابن عساكر في (تاريخه) من طرق متعددة عن الأوزاعي أنه قال (: يجتنب أو يترك من قول أهل العراق خمس ومن قول أهل الحجاز خمس: من قول أهل العراق شرب المسكر والأكل عند الفجر في رمضان ولا جمعة إلا في سبعة أمصار وتأخير صلاة العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله والفرار يوم الزحف ومن قول أهل الحجاز استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر والمتعة بالنساء والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين يدا بيد وإتيان النساء في أدبارهن) ...
وأخرج ابن عساكر أيضا [59/ 419] من طريق عبد الرزاق قال: قال معمر: (لو أن رجلا أخذ بقول أهل الكوفة في النبيذ وبقول أهل مكة في المتعة والصرف وبقول أهل المدينة والسماع كانت أخيب الناس) ..
فالحاصل: أن إباحة السماع بالألحان والمعازف: هو شيئ محفوظ عن أهل المدينة!! وإن كان إثبات ذلك عن بعض أفرادها: فيه ما فيه؟!! إلا أنه ليس معدوما!! وقد جئنا به هنا -ولله الحمد - عن يوسف بن الماجشون: أحد فقهاء المدينة وعالميها ..
ومحاولة التملُّص من صريح ما ثبت عنه في خبر ابن معين: يكون تجاهلا – لا مبرِّر له – بشأن مذهب الرجل وأهل بيته في القضية برُمَّتها!!
وأما قول الأخ الفاضل لي: (وبالنسبة لما عززت به نقلك فهو في السماع، ونحن نتكلم عن المعازف)!!
فأجيب على هذا بقوله هو نفسه عن ذلك الخبر: (هو ظاهر في إقراره للجواري على فعلهن وإن لم يكن صريحاً ولكن هذا يكفيني!!)
وأزيد عليه قائلا: قد طال عجبي وتعجبي!! وهل في الإقرار على سماع المعازف: إلا القول بالإباحة التي ليس لها تأويل سائغ!! إلا الاضطرار أو الاضطهاد؟!!
والرجل كان في بيته: يسمع كما سمع ابن معين!! ولو كانت جواريه يعلمن منه: النهي عن الضرب بالمعازف جملة!! لما فعلن في قعر بيته ما لا يرضاه صاحبه!! أو تحايلن على الإخفات من صوت تلك المعزفة جهدهن!! حتى لا يصل رنِينُها إلى ربِّ البيت وضيوفه من هؤلاء الأفاضل!! ..
والله يحب الإنصاف يا أخي: (عبد الله بن سفران)!! وما يُضيرك لو صحَّ مثل هذا الخبر الفرد عن رجل واحد من رجالات الصدر الأول؟!!
ثم أنا أُطمئن قلبك: بكوني قد غربلتُ الآثار والأخبار: للوقوف على صحة ما ينسب إلى أفراد المتقدمين في إباحة المعازف والألحان: فما استطعتُ!!
فما صح ذلك عن (عبد الله بن جعفر) ولا (ابن عمر) ولا (مالك بن أنس) ولا (إبراهيم بن سعد الزهري) ولا غيرهم ممن ورد عنهم في هذا الشأن: عدة أخبار!! فكلها غير ثابتة عنهم أصلا!! يعرف ذلك من له أدنى مشاركة في معرفة علل المتون والأسانيد!!
وأنا بهذا القول: أُقصِّر الطريق على الأخ: (عبد الباقي السيد) وغيره ممن يسعون لإثبات ما دونه خرط القتاد!! وتكفي الروايات العامة: في إثبات جواز ذلك عن طائفة من أهل المدينة مثلا!! دون النظر في صحة ذلك عن أفراد هذه الطائفة!! فإنه يكون عسرا للغاية!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأراني قد أطلتُ المقام بما لعلَّه يكون مقنعا – بعض الشيئ – لرغبة الأخ الفاضل: (عبد الله بن سفران)
فإن كان كل هذا لا يكفي لنيل (جائزته)!! فلا أقل من أن أنال دعائه الصالح لي!! فأنا بحاجة إليه في تلك الأيام المتجهِّمة، والأوقات العصيبة التي دهمتني!! حيث لا كاشف لها إلا الله وحده، ثم ابتهالات إخوتي لي عند ربي وربهم .. والله المستعان لا رب سواه ...
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 03:59]ـ
لسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم القائل و ما أوتيتم من العلم الا قليلا الأخ الكريم منذ أسبوع لم أشارككم فاذا بكم تقدمتم و وصلتم الى الجوائز المحفزة و ما عند الله خير و أبقى أقول و ما توفيقي الا بالله نعم عندنا أدلة لمن لا يريد المكابرة بل يبحث عن العلم و العلم النافع فقط فقد أخرجنا في المجلد الثالث من كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع ما يلي: انطلق المجوزون للغناء من أحاديث لا مطعن في صحتها و لا في دلالتها 1/عن بريدة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت:يا رسول الله اني كنت نذرت ان ردك الله صالحا أن أضرب بين يديك بالدف و أتغنى ,قال لها: ان كنت نذرت فاضربي و الا فلا ,فجعلت تضرب ,فدخل أبو بكر و هي تضرب ثم دخل علي و هي تضرب ثم دخل عثمان و هي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت أستها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ان الشيطان ليخاف منك يا عمر ,اني كنت جالسا و هي تضرب فدخل أبو بكر و هي تضرب ثم دخل علي و هي تضرب ثم دخل عثمان و هي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف>أخرجه أحمد و الترمذي و ابن حبان و في الباب عن ابن عمرو عند أبي داود و عن عائشة عند الفاكهاني في تاريخ مكة و عن عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترني و أنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد متفق عليه و عنها أيضا قالت: دخل علي أبو بكر و عندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيانني بما تقاولت الأنصار يوم بعاث و ليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذلك في يوم عيد ,فقال: يا أبا بكر لكل قوم عيد و هذا عيدنا, وفي رواية قال: انهن قي يوم عيد>>متفق عليه قلت و نقل الشوكاني في كتابه نيل الأوطار في كتاب الجهاد و السير باب ما جاء في آلة اللهو عن أبي منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأسا و يصوغ الألحان لجواريه و يسمعها منهن على أوتاره و كان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه و حكى أبو منصور ذلك عن القاضي شريح و سعيد بن المسيب و عطاء بن أبي رباح و محمد بن شهاب الزهري و الشعبي و نقل عن امام الحرمين في النهاية و ابن أبي الدم نقل الأثبات من المؤرخين أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات و أن ابن عمر دخل عليه و الى جنبه عود فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله فناوله اياه فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي فقال ابن الزبير: يوزن به العقل و نقل عن الحافظ ابن حزم في رسالته في السماع لسنده الى ابن سيرين قال: ان رجلا قدم المدينة بجوار فنزل على عبد الله بن عمر و فيهن جارية تضرب فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئا قال: انطلق الى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا ,قال و من هو, قال: عبدالله بن جعفر فعرضهن عليه فأمر جارية منهن فقال لها: خذي العود فأخذته فغنت فبايعه ثم جاء الى ابن عمر و للمزيد من التفاصيل انظر آخر المجلد الثالث من كتابنا المذكور أو كتاب المغازي من نيل الأوطار للشوكاني و الله الموفق
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 04:22]ـ
أنبه الإخوة الكرام أن هذا المنتدى الطيب يدخله طلاب العلم وعوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل في بعض المسائل الدقيقة فترى الواحد منهم يطير فرحا بما يكتب -كما كتب أحدهم أن المسالة خلافية في الغناء -فتراه يؤيد مقرراته ببعض ما كتب بعض الإخوة فلننتبه يا أخوة الإسلام،لأن الغناء اليوم صار: كلام شركي،كلام بذيء،كلام فحش .... الخ
ليس كل الحقيقة تقال وليس كل العلم يقال خاصة في مثل ما نحن عليه اليوم من الخذلان.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 05:36]ـ
اود ان اوضح بعض الأمور:
اولاً: انا لا اقول بجواز المعازف بل أنا ارى حرمتها.
ثانياً: الذي يجب عندما نتكلم عن بعض المسائل الخلافيه ان نحترم رأي أهل العلم الذين خالفونا .. فالمخالفين علماء اجلاء لهم قدرهم ومنزلتهم وهذه لا ينكرها إلا جاهل او مكابر.
ثالثاً: من أفضل المصنفات التي اطلعت عليها واحتوت على جميع ما ورد في هذه المسألة كتاب الشيخ المحدث عبدالله بن يوسف الجديع (الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام) ... إلا انني لا اوافق الشيخ الفاضل في ترجيحه لجواز الغناء ... إلا ان الكتاب احتوى على درر ونقل كل ما ورد عن السلف في هذه المسألة وقد امتدح العلامه الألباني رحمه الله كتاب الشيخ (للشيخ كتاب سابق جمع فيع الآثار الوارده في المعازف مع تخرجها والحكم عليها) ومنهجه في البحث والكتابه.
رابعاً: ليس في المسألة إجماعاً كما ذكرة الأخوة الأفاضل .. فالمعروف ان اهل المدينه والظاهريه وجماعه من اهل الكوفه قد رخصوا في سماع المعازف .... إلا ان الأصح ان يقال: رأينا هو ان المعازف حرام وإن رأى بعض العلماء جوازها إلا اننا لا نوفقهم في رأيهم هذا.
والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 07:00]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم كان من الأفضل لما عرفت أن المسألة محل خلاف منذ عهد الصحابة أن لا تثيرها بشكل تحد و تعصب و على كل فمن قواعد الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن تكون المسألة التي تأمر بها أو تنهى عنها محل اجماع أما اذا كانت محل خلاف فيتغير السلوك و الخطاب فينبغي أن تقتصر على أن الأورع كذا أو الأرجح كذا بدلا من التحدي و المكابرة والله أغ علم و أستغفر الله العظيم لي و لكم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:41]ـ
الذي قال بجواز الغناء نوادر من العلماء ولا تعتبر المسألة خلافية،بل الخلاف فيها شاذ كما صرح بهذا جماهير السلف والخلف
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:49]ـ
أخى النورانى بارك الله فيك هلا بينت لى يا أخى عدم صحة ما نسب لإبراهيم بن سعد من إجازته السماع بالعود بالأدلة والبراهين، فما عندى من نقل المؤرخين الأثبات وكذا المحدثين أنه صح عنه ذلك فهلا أوضحت لى خطا هذا القول
اما بخصوص ما نقل عن ابن جعفر وابن الزبير وابن عبدالله فأنا سأرجىء الحديث عنهم حتى توضح لى مسألة إبراهيم بن سعد
والله نسألة السداد والتوفيق والرضوخ للحق
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:56]ـ
أخى حمدان بارك الله فيك، ولكن كما قال الأخ عبدالله بن سفران لسنا هنا بصدد القول بحل ولا حرمة الغناء، وإنما نحن نتناقش حول مسألة رغب الأخ عبدالله أن يتوصل فيها لخبر صحيح
وإن كنا نحن أنصار النص والدليل لا نركن إلا لنصوص معتبرة من صاحب الشريعة، إذ لا حجة لأحد دونه صلى الله عليه وسلم، ولكنا شاركنا من باب خفض جناحنا لإخواننا المؤمنين، وليس الأمر مرتبط بإباحة أوتحريم
أما قولك ياأخى أن نوادر العلماء هم الذين قالوا بجواز الغناء فهذا لا يسلم به أخى الكريم، إذ من أجاز كثرة كثيرة،من لدن الصحابة إلى وقتنا هذا، والخلاف فى الأمر واضح ومعروف، ولسنا فى حاجة للمناقشة بخصوص الحل والحرمة، فالواحد منا يستفتى قلبه وإن افتاه الناس، غير ان ما أردت أقوله اخى نصحا لا جدلا ان من صنف فى الإباحة ربما كان أكثر ممن صنف فى التحريم، وايا ما كان الأمر أخى الكريم فالناس ليست فى حاجة لمن يحرم ومن يجيز فمن مضى من العلماء ممن حرم واجاز فيهم الكفاية
والله الهادى إلى سواء السبيل
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 02:51]ـ
الأمر ليس تحديا فيما يبدو بل هي مبادرة جميلة من الشيخ عبد الله أفرزت نقاشات علمية أجمل لربما لو طلبت بطلب مجرد لم تكن لتدر علينا كل هذه المنافسة الشيقة و ما قد يتبعها من تحقيقات شكر الله للمشاركين جميعا جهودهم و هنيئا للفائز مقدما:)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 08:55]ـ
أخى النورانى بارك الله فيك هلا بينت لى يا أخى عدم صحة ما نسب لإبراهيم بن سعد من إجازته السماع بالعود بالأدلة والبراهين، فما عندى من نقل المؤرخين الأثبات وكذا المحدثين أنه صح عنه ذلك فهلا أوضحت لى خطا هذا القول
اما بخصوص ما نقل عن ابن جعفر وابن الزبير وابن عبدالله فأنا سأرجىء الحديث عنهم حتى توضح لى مسألة إبراهيم بن سعد
والله نسألة السداد والتوفيق والرضوخ للحق
السلام عليك أخي: لا تغضب إذا قلتُ لك: بأنك المطالبُ بإبداء الأدلة والبراهين على صحة ما نُسب إلى (إبراهيم بن سعد الزهري!!) دوني!!
بل أنا أُطالب بهذا أهل الأرض قاطبة ولا أستثني!!
والحقيقة: أنه لم يثبت عنه إباحة السماع بالعود ولا غيره أصلا!! وكل الأخبار الواردة عنه بشأن هذا الأمر: أسانيدها مدخولة جدا!! فيها الساقط والمهجور والمجهول وما لا تقوم الحجة بروايته عند أهل النقد البتة!!
فإن قلتَ: قد نسب إليه ذلك جماعة من ثقات العلماء والمؤرخين؟!!
قلتُ: فكان ماذا؟!! والنسبة: تحتاج الدليل القائم على المطلوب، وأين هو يا عبد الله؟!!
وكم نُسِبَ - بلسان جماعة من ثقات المؤرخين وغيرهم - إلى كثير من الناس: أشياء لم تثبت عنهم أصلا!! ومع ذلك: فقد ثُلمت بها أعراضهم، وأُبيحت دماءهم!! ونقصت بها أقدارهم عند دهماء العباد!!
ولعلَّك لن تحوجني إلى ذكر الأمثلة على هذا الخطب!! فإني لا أراك تغفل: ما جرى لإمامك: أبي محمد الفارسي الفقيه العَلََمِ الحجة؟! مما نِيلَ به من عرضه بغيا وعدوانا!! والله حسيبه ..
ثم أعودُ وأقولُ لك: أقصر من جهدك يا أخي، وهوِّن على نفسك بشأن ما تريد كتابته بعد ذلك!! فقد كفاك أخوك مؤنة العناء في غربلة أسانيد الأخبار الواردة عن بعض السادة فيما نحن بصدده!! وهو قد قال لك سابقا: (فما صح ذلك عن (عبد الله بن جعفر) ولا (ابن عمر) ولا (مالك بن أنس) ولا (إبراهيم بن سعد الزهري) ولا غيرهم ممن ورد عنهم في هذا الشأن!! .. )
وإن أبيتَ إلا معاناة التكلف، لترقيع أثواب بالية عَفَىَ عليها الزمن!! فنفسك أجهدتَ، وجسمك أضنيتَ، وعينيك أسهرتَ، ووقتك أضعتَ، وشريف أنفاسك أذهبتَ!! ولن ترجع من سفرك إلا بالغنيمة الباردة!! وعند الصباح يحمد القوم السُّرى!! وسَتُردُّ إلينا فَتعلَم؟!!
وبعد اللَّتيا والَّتي: فأنا قد عثرتُ -بفضل الله - على أثر صحيح كالشمس، لا شك فيه ولا لبس!! فيه ثبوت إباحة المعازف عن شيخ جليل من أهل المدينة، وهو: (يوسف بن يعقوب بن أبى سلمة الماجشون، أبو سلمة المدنى الإمام الثقة الفقيه) وهو من رجال الشيخين ...
وهذا الأثر كافٍ: على جواب الأخ (عبد الله بن سفران) بشأن مسابقته!!
كما أنه كافٍ: في الظفر بجائزته!! لو كان مازال يَنبضُ في قلب الدنيا عِرقُ إنصاف!!
وقد قلتُ فيما مضى: (وتكفي الروايات العامة: في إثبات جواز ذلك عن طائفة من أهل المدينة مثلا!! دون النظر في صحة ذلك عن أفراد هذه الطائفة!! فإنه يكون عسرا للغاية!!) ...
وكتبه أخوك: أبو المظفر سعيد بن محمد السِّنَّاري القاهري .. الموسوم بـ (النوراني) سامحه الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 11:02]ـ
هل قرأ الأخ الفاضل الكتب التي ألفت في السماع و هل ميز منها ما هو ثابت بالأسانيد الجياد أم أنه يمهد للرد على ابن حزم و غيره ممن ألفوا في الموضوع
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:17]ـ
هل قرأ الأخ الفاضل الكتب التي ألفت في السماع و هل ميز منها ما هو ثابت بالأسانيد الجياد أم أنه يمهد للرد على ابن حزم و غيره ممن ألفوا في الموضوع
نعم: يا عبد الله: ######## حرره المشرف #######
وكنتُ قد تعرضتُ لتلك القضية قديما: عندما شرعتُ في تحقيق كتاب (السماع) لابن القيسراني الحافظ، إلا أنني توقفتُ عنه لأمور أخرى ...
وما مثلي: ممن يستطيع التمهيد للرد على إمام الدنيا: أبي محمد الفارسي، بمثل نفي لصحة تلك الأخبار التي أوردها أبو محمد وغيره: بشأن إثبات إباحة السماع بالألحان عن طائفة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم!! لعلمي: بكون أبي محمد ما كان يسوق تلك الأنباء مساق الاحتجاج بها في المسألة أصلا!! إنما كان يذكرها؛ لتجلية مذاهب السلف فيها وحسب!!
فمن ظن: أنه بتضعييفه تلك الأخبار الموقوفة والمقطوعة وما دونها؛ يكون قد هدم أدلة أبي محمد ومن نهج نهجه على إباحة السماع!! فقد شهد على نفسه بالجهل الفاضح!! والعجز الواضح!!
بل يكون: تامَّ الفقر بمذهب خصومه في هذا الباب البتة!!
وهل يضرُّ أبا محمد: مخالفةُ أهل الدنيا له في مسألة يعتصم فيها بالكتاب والسنة دونهم!!
وهل من يرتاب في هذا: يكون على معرفة بمناهج الاستدلال عند علي بن أحمد الأموي؟!!
والحاصل: أن كل ما في الأمر: أني أريد من إخواني هنا: التريُّثَ طويلا، بشأن ما يأتون به من حكايات ليس لها خُطُم ولا أزمَّة عن طائفة من رجال الصدر الأول: فيها ما يدل على إباحتهم السماع والمعازف!! إذ لم يصح منها إلا نذرا يسيرا لم يقفوا هم عليه أيضا!!
وقد جئنا به: في مشاركتنا الأولى ولله الحمد ... والرجاء النظر في ما كتبتُه كله جيدا .. والله المستعان .. وعليه التُكلان ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:00]ـ
إمام الدنيا: أبي محمد الفارسي
......
علي بن أحمد الأموي؟!!
هلا قلت أخى الحبيب: ابن حزم لئلا يلتبس الأمر على العوام أو غيرهم. (ابتسامة)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:38]ـ
أستغفر الله العظيم من التعصب و الغلو انما نحن تبع لصرح علمي شيده جهابذة قبلنا و بيتوا الخلاف الواقع في المسألة و أكرر كما بدأت بأن أحاديث المجوزين أصح لكنها أقل أما أحاديث المانعين فهي أكثر الا أنها أضعف بحيث لم يصح منها الا الحديث الموقوف على ابن مسعود أو حديث البخاري الذي طعن في صحته أهل الصنعة منذ ابن منده الذي رمى البخاري بالتدليس بسببه ثم الدارقطني و ابن حزم و الحميدي و القائمة قد تطول و ما دام الأمر في المسألة الخلاف منذ عهد الصحابة فالمعروف عند الأصوليين أن في الأمر سعة فالأفضل عدم التشنج و التطاول على من لا تعرف هل هو أيضا شرق و غرب و رحل و دار و جال بحثا عن الحق و التحقيق و لنا في الشافعي الأسوة الحسنة عندما قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي خصمي خطأ يحتمل الصواب و ما دام الأمر محل خلاف منذ عهد الصحابة فانه لا يعد منكرا لأن المنكر ما كان محل اجماع لك أن تبين موقف مذهبك و لكن ليس لك أن تفرضه قال تعالى: و ان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم و قال تعالى:و ما أكثر الناس و لو حرصت بمومنين فحكم على أن المؤمنين قلة و على أن من صفاتهم الأساسية أن لا يبغي أحدهم على أحد في وقت التخاصم و قد بين الحديث أنها من صفة المنافق جنبنا الله و اياكم خصال النفاق الأربعة أما الخطم و الأزمة في أيامنا فيكفي منها العزو و تصحيح من سبقنا من الجهابذة أهل الصنعة و المثبت مقدم عند الأصوليين و لكن هون على نفسك و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و أستغفر الله أولا و أخيرا و اعلم وفقني الله و اياك لما يحب و يرضي أنني تجاوزت الخمسين و أنني منذ ربع قرن و أنا أترحل في غرب افريقيا بما تعلمته من العلم و جل كتبي ألفتها أثناء هذا الترحال و قد امتنعت عن الرواتب بحثا عن ما عند الله و لا أستمع الى الغناء و لا الى المزامير و انما أدعو الى سلوك فقه الاختلاف و لما كانت المسائل المجمع عليها لا تزيد على الألف مسألة و كانت مسائل الخلاف تربو على عشرين ألفا فأدعو الاخوة الى سعة الصدر لما رأيته من خلافات في المغرب العربي أدت الى التدابر قبل سفك دماء المسلمين علما بأن زوال الدنيا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم و تزودوا فان خير الزاد التقوى و اعلموا أن ما عند الله خير و أبقى و الله أستغفره و أتوب اليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 04:48]ـ
بارك الله فيك يا أخي: لكن أراك فهمتَ من كلامي غير ما أقصد!!
وعلى كل حال: كلامك كله على رأسي وعيني، وما أخالفك في مجمله قيد أُنملة!!
وأنا مثلك: أُنكر الشقاق ومُرِّ الجدال في مسائل الخلاف!!
وإن كنتُ أسأتُ في العبارة، أو أغلظتُ حروف الكلمات!! فأنا معتذر من كل هذا، آسف عليه متندم!!
وأراكم فوقي: عِلما وأدبا وكل شيئ .. أحسبكم كذلك .. والله حسيبنا وحسيبكم ...
وأخيرا: ألا ترى يا أخي أني أحق القوم بجائزة الأخ ابن سفران؟!! (ابتسامة)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 07:50]ـ
أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم أنسحب من النقاش و أترك الجائزة لمستحقها
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:24]ـ
أخى النورانى القاهرى المصرى بارك الله فيك، ومن أخيك عبدالباقى المصرى القليوبى - محافظة العلم والنجم الليث بن سعد- أقول لك ياأخى أنا لا اريد ان أجهد نفسى وأتعبها، جئت بالاثر الذى جئت به ام لا، ولكنى أريد منك أن تثبت قولا قلته، فلقد صحح الحافظ القيسرانى الرواية عن إبراهيم بن سعد وهو من هو فى جلالته، وأثبت عن إبراهيم بن سعد جماعة من الفقهاء الثقات ولست بحاجة لذكرهم الآن إلا بعد أن تخبرنى بما يبطل كلامى هذا، فأنت الذى رددت وقلت لا يصح عن إبراهيم ذلك ن ومهما شغلت نفسك اخى الكريم بتفحيص وتمحيص الأسانيد ومهما قلت انت وانا وغيرنا فلا يقبل غلا الدليل والبرهان على ما قلت.
وأما قولك اننى أنا المطالب بالدليل فقد جئت بما طرحه الحافظ القيسرانى والذى قال عنه أنه صحيح ن فلو عندك أخى بارك الله فيك ما يبطل هذا فأخبرنا به ن والأمر يا أخى ليس جدلا كما أسلفت، وما أنا بالمجادل إنما انا سؤالى واضح ولهجتى يتضح فيها إن كنت أريد حقا أم جدلا
ما أريده منك أخى ان تخبرنى عن الدليل إن كنت وقفت عليه وإلا فليس أمامى إلا تصديق الحافظ القيسرانى وغيره من الحفاظ فهم أعلى كعبا وأعلم منى ومنك ومن الجميع
بارك الله فيك أخى
وأنتظر ردك
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:32]ـ
على بن أحمد الأموى هو العلامة ابن حزم الظاهرى الأندلسى
واسمه على بن أحمد بن سعيد بن حزم، وعرف بالأموى لولائه لبنى أمية بالأندلس
وكنيته أبومحمد رضى الله تعالى عنه وعن أئمتنا وعلمائنا جميعا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
أخى عبدالله بن سفران لم تجبنى حتى الآن، ما الأمر
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:40]ـ
كنت قد ذكرت فى مشاركتى كما قلت أناسا أجازوا المعازف ولكن لم أستوفى الشروط فها أنا أعيد قولا مما ذكرته مستوفى الشروط إن شاء الله لا للجائزة، ولكن مشاركة لأخى عبدالله بن سفران وردا على سؤال وجهه لى أولا، واحتراما لأدبه وحسن محاورته.
قال الحافظ القيسرانى فى كتابه السماع ص65،66
أخبرنا أبوشجاع بن منصور الهمدانى، قال أخبرنا عبدالملك بن عبدالغفار الحافظ قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن عبدالله محمد الأنماطى قال حدثنا أبوبكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران الضرير الصغار قال حدثنا على بن الحسنبن خلف بن يزيد أبوالقاسم بمصر، قال حدثنا عبدالله (بن سعد) بن كثير بن عون عن أبيه قال:
قدم إبراهيم بن سعد الزهرى (العراق) سنة 184هـ فأكرمه الرشيد وأظهر بره، وسئل عن الغناء فأفتى بتحليله وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزهرى فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريص على أن أسمع منك فأما الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا.
قال إذا لا أفقد إلا شخصك، على وعلى إن حدثت ببغداد حديثا ما أقمت حتى أغنى قبله، وشاعت هذه الحكاية ببغداد فبلغت الرشيد فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التى قطعها النبى فى سرقة الحلى، فدعا بعود فقال الرشيد أعود المجمر؟
لا ولكن عود الطرق.
فتبسم ففهمها إبراهيم بن سعد
فقال لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذى آذانى بالأمس وألجأنى إلى أن حلفت؟
قال نعم
ودعا الرشيد بعود فغناه
............
فقال الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع؟
فقال من ربط الله على قلبه.
قال فهل بلغك عن مالك فى هذا شىء
قال لا والله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن أبى أخبرنى أنهم اجتمعوا فى مدعاة كانت فى بنى يربوع وهم يومئذ جلة، ومالك اقلهم فى فقهه وقدره ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم ............
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم.
أما الشرط الأول: قائل في القرون الثلاثة الأولى ولا مانع من الرابع، فهذا ابراهيم بن سعد من القرن الثانى الهجرى
والثانى له قول ثابت نقلاً فهذا القول ثابت نقلا بل ونقل المؤرخون الثقات عن ابراهيم ذلك
الثالث صريح في إجازة المعازف فهو صريح فيها كلها فى ذكره ذلك عن بنى يربوع وفيهم مالك، وفى العود عنه أى إبراهيم
الرابع كلها لا بعضها مستوفى أيضا وإن كنا قد أوضحنا تعليقا على هذا الشرط ووافقتنا عليه فى أدب حوار لا يوجد إلا عن أهل العلم حقا، لأن العلم رحم بين أهله
وإبراهيم بن سعد هذا
قال عنه يحيى بن معين أثبت من الوليد بن كثير، ومن إسحاق جميعا.
قال القيسرانى: وقد اجتمع الأئمة على ثقته وعدالته والرواية عنه واتفق البخارى ومسلم على إخراج حديثه فى الصحيح ولم تسقط عدالته بفعله عند أهل العلم
هذه مشاركة هى على عجلة منى أيضا وأنا فى انتظار ردك أخى عبدالله بن سفران للوصول معك إلى ماتريد ليس إلا
فإن كان فى هذا النقل شىء فأخبرنى لنتداركه، ونأتى بغيره إن شاء الله، وإن كان مستوفى للشروط فبها ونعمت ونكون قد حققنا لك ما تريد
والله تعالى نسأله التأييد والعون
كل الشروط مستوفاة بقوة في نظري إلا شرط الثبوت.
وكلامي على السند الذي ذكرته أما إثبات المؤرخين لذلك فليس إثباتاً إذ لم تذكر من هو المؤرخ وسنده، ولعلك ذكرت ذلك تبعاً وإلا فعمدتك السند.
ويشترط لصحة الخبر اتصاله بنقل العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة.
فأما الاتصال فهو الظاهر من السند.
وأما العدالة والضبط فلنبدأ بأول رجلين في أعلى السند، فماهي مصادر ترجمتهما ومن وثقهما؟
علماً بأنني أظن أن هناك خطأ في الاسم فقد ورد الأثر في تاريخ بغداد باسم آخر قريب منه.
بارك الله فيك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:06]ـ
.
جزاك الله خيرا يا أخي: وقد كان الظن بك أنك لن تتعنّت في الوفاء بوعدك!! أو على الأقل: في الإقرار باستيفاء الشروط في ذلك الأثر الذي أتاك به أخوك!!
فإن كان كل هذا لا يكفي لنيل (جائزته)!! فلا أقل من أن أنال دعائه الصالح لي!! فأنا بحاجة إليه في تلك الأيام المتجهِّمة، والأوقات العصيبة التي دهمتني!! حيث لا كاشف لها إلا الله وحده، ثم ابتهالات إخوتي لي عند ربي وربهم .. والله المستعان لا رب سواه ...
لا أقول إلا عفا الله عنك وغفر لك، أحفظك أن طلبتك دليلاً على ما قلت فرميتني بالتعنت، ونسيت تنازلي عن الشرط وتعديله تسهيلاً للإخوة.
عموماً هناك باحث إسمه الشيخ عبد الله الجديع يرى جواز المعازف كلها وأنه لاإجماع على تحريمها، ومما استدل به الأثر الذي ذكرته أنت، ولا يخاف من الوفاء بالوعد كما وصمت أخاك، ومع ذلك يقول في كتابه ص 29:
(وواحد المعازف معزف ومعزفة والعزف اللعب بالمعازف، وهي الدفوف وغيرها مما يضرب)
وقال في نفس الصفحة:
(وقد ذكروا الدف كثيراً وعينوه بالتمثيل لكثرة استعماله وغلبته على ما كان موجوداً عند العرب من سائر الآلات، ولعل ذلك لسهولة اقتنائه وذلك صريح منهم أن الدف معزف وهو تصريح مطابق لما تقدم من تعريف المعازف، وبه تعلم خطأ من زعم أنه ليس منها فقوله خارج عن لغة العرب واستعمالها)
وقال في حاشية 2 من نفس الصفحة: (وسيأتي من حديث علي بن أبي طالب فيما هم به النبي صلى الله عليه وسلم من أمر الجاهلية أنه عليه الصلاة والسلام سمى الضرب بالدف عزفاً)
فهل إن سألتك عن دليل كون المعزفة ليست دفاً أو كونها معزفة نفخية أو وترية أكون متعنتاً؟
وأذكرك بالعنوان: من يأتيني بقول ثابت صريح قديم في إجازة المعازف؟ وباعترافك أن عدم إطلاق المعازف على الدفوف هو غالب وليس قطعياً، فأين الصراحة في ذلك إن سلمنا لك؟
نعود لدليك وتلخيصه:
1 - أن الدف لم يدخل في حديث تحريم المعازف
وجوابه أنه لم يدخل فيها لا لأنه لا يسمى معزفة أو معزفة، بل لأن هذا نص عام في المعازف خص بنصوص استخدام الدف، وهذا واضح.
2 - أن العلماء جرى على ألسنتهم ذم المعازف جملة، وهم لا يحرمون الدف.
وجوابه من وجهين:
الأول: أن ذلك يخرج مخرج الغالب، فإذا كانت معزفة واحدة جائزة وباقي المعازف على كثرتها محرم، فمن المعتاد أن يطلق الكل ويراد به الأكثر.
الثاني: أن العلماء أيضاً جرى على ألسنته استثناء الدف من المعازف بعد ذكر تحريمها، مما يدل على أنه معزفة وهذا كثير في كتب الفقه.
3 - أن بيت الماجشون معروف بذلك فهذا مما يدل على أنها من المعازف غير المستثناة.
فتش لي في مشاركتك الأولى والثانية وقد نبهتك بعد الأولى عن خبر صحيح عنه باستماع المعازف، إنما ما أوردته أنت هو في السماع والغناء، فلا تخلط الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:10]ـ
وعموماً أخي النوراني إذا كان يرضيك أن نجعل بيننا حكماً وليكن الحكم هو مشرفو المجلس الشرعي إن كان عددهم فردياً (للتصويت) فيطلعوا على نقاشنا ثم يقررون هلى الأثر الذي أوردته صريح في إجازة المعازف كلها لا الدف، أو أنه صريح في كونه ليس دفاً فلك على مضاعفة الجائزة لك خمس مرات.
فلست بخائف من إنجاز وعدي ولا أكثر منه.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:14]ـ
.
فإن قلتَ: قد صح إطلاق (المعازف) على الدفوف أيضا!! وبرهان ذلك:
ما قاله ابن الأثير في (النهاية): (العزْفُ: اللَّعِب بالمعَازِف وهي الدُّفوف وغَيرها مما يُضْرَب .... )
وقال صاحب كتاب (العين): (العَزْفُ: من اللَّعِبِ بالدُّفِّ والطنابير ونحوه
والْمَعازِفُ: الملاعِبُ الّتي يُضْرَبُ به ..... )
...
وانظر لهذا النقل عنى أهل اللغة مما نقلت كيف كان أول مثال للمعازف عندهم الدفوف! فكيف يكون الغالب عدم إطلاق المعازف على الدفوف؟
أم أم ترى أنهم مطالبون معي بالجائزة فلذلك تعنتوا؟ (ابتسامة عتاب)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:18]ـ
لسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم القائل و ما أوتيتم من العلم الا قليلا الأخ الكريم منذ أسبوع لم أشارككم فاذا بكم تقدمتم و وصلتم الى الجوائز المحفزة و ما عند الله خير و أبقى أقول و ما توفيقي الا بالله نعم عندنا أدلة لمن لا يريد المكابرة بل يبحث عن العلم و العلم النافع فقط فقد أخرجنا في المجلد الثالث من كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع ما يلي: انطلق المجوزون للغناء من أحاديث لا مطعن في صحتها و لا في دلالتها 1/عن بريدة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت:يا رسول الله اني كنت نذرت ان ردك الله صالحا أن أضرب بين يديك بالدف و أتغنى ,قال لها: ان كنت نذرت فاضربي و الا فلا ,فجعلت تضرب ,فدخل أبو بكر و هي تضرب ثم دخل علي و هي تضرب ثم دخل عثمان و هي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت أستها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ان الشيطان ليخاف منك يا عمر ,اني كنت جالسا و هي تضرب فدخل أبو بكر و هي تضرب ثم دخل علي و هي تضرب ثم دخل عثمان و هي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف>أخرجه أحمد و الترمذي و ابن حبان و في الباب عن ابن عمرو عند أبي داود و عن عائشة عند الفاكهاني في تاريخ مكة و عن عائشة رضي الله عنها قالت:كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترني و أنا أنظر الى الحبشة يلعبون في المسجد متفق عليه و عنها أيضا قالت: دخل علي أبو بكر و عندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيانني بما تقاولت الأنصار يوم بعاث و ليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذلك في يوم عيد ,فقال: يا أبا بكر لكل قوم عيد و هذا عيدنا, وفي رواية قال: انهن قي يوم عيد>>متفق عليه قلت و نقل الشوكاني في كتابه نيل الأوطار في كتاب الجهاد و السير باب ما جاء في آلة اللهو عن أبي منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأسا و يصوغ الألحان لجواريه و يسمعها منهن على أوتاره و كان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه و حكى أبو منصور ذلك عن القاضي شريح و سعيد بن المسيب و عطاء بن أبي رباح و محمد بن شهاب الزهري و الشعبي و نقل عن امام الحرمين في النهاية و ابن أبي الدم نقل الأثبات من المؤرخين أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات و أن ابن عمر دخل عليه و الى جنبه عود فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله فناوله اياه فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي فقال ابن الزبير: يوزن به العقل و نقل عن الحافظ ابن حزم في رسالته في السماع لسنده الى ابن سيرين قال: ان رجلا قدم المدينة بجوار فنزل على عبد الله بن عمر و فيهن جارية تضرب فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئا قال: انطلق الى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا ,قال و من هو, قال: عبدالله بن جعفر فعرضهن عليه فأمر جارية منهن فقال لها: خذي العود فأخذته فغنت فبايعه ثم جاء الى ابن عمر و للمزيد من التفاصيل انظر آخر المجلد الثالث من كتابنا المذكور أو كتاب المغازي من نيل الأوطار للشوكاني و الله الموفق
يا أخي الكريم ما بالك لا تقرأ ما يكتب؟
لا نريد كلاماً لا على الغناء ولا على الدف ولا عن حكم المعازف، ولا نريد نقولاً غير مسنده.
نريد قولاً ثابتا ً تتحمل عبء إثباته صريح عن عالم قديم قبل القرن الخامس في إباحته لأي معزفة نفخية أو وترية، ولا نريد كلاماً عن الدف ولا الغناء.
أرجو التركيز بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:20]ـ
أنبه الإخوة الكرام أن هذا المنتدى الطيب يدخله طلاب العلم وعوام الناس الذين يغلب عليهم الجهل في بعض المسائل الدقيقة فترى الواحد منهم يطير فرحا بما يكتب -كما كتب أحدهم أن المسالة خلافية في الغناء -فتراه يؤيد مقرراته ببعض ما كتب بعض الإخوة فلننتبه يا أخوة الإسلام،لأن الغناء اليوم صار: كلام شركي،كلام بذيء،كلام فحش .... الخ
ليس كل الحقيقة تقال وليس كل العلم يقال خاصة في مثل ما نحن عليه اليوم من الخذلان.
بارك الله فيك أخي الكريم والتنبه مطلوب ممن يذكر الإجماع وممن يذكر الخلاف على حد سواء.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:28]ـ
أخي هشيم كانت هذه مشاركتك السابقة
نقل الإمام الشوكاني رحمه الله في كتابه (نيل الأوطار) عن 30 من علماء الإسلام قولهم بجواز المعازف.
فقلت لك: (حياك الله أخي هشيم، أعطنا واحداً من هؤلاء الثلاثين تنطبق عليه الشروط المذكورة شاكراً لك مشاركتك) ولم أشأ أن أقول أن مشاركتك فيها خروج من الموضوع، فكانت مشاركتك التالية إيغالاً في الخروج من الموضوع.
اود ان اوضح بعض الأمور:
اولاً: انا لا اقول بجواز المعازف بل أنا ارى حرمتها.
ثانياً: الذي يجب عندما نتكلم عن بعض المسائل الخلافيه ان نحترم رأي أهل العلم الذين خالفونا .. فالمخالفين علماء اجلاء لهم قدرهم ومنزلتهم وهذه لا ينكرها إلا جاهل او مكابر.
ثالثاً: من أفضل المصنفات التي اطلعت عليها واحتوت على جميع ما ورد في هذه المسألة كتاب الشيخ المحدث عبدالله بن يوسف الجديع (الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام) ... إلا انني لا اوافق الشيخ الفاضل في ترجيحه لجواز الغناء ... إلا ان الكتاب احتوى على درر ونقل كل ما ورد عن السلف في هذه المسألة وقد امتدح العلامه الألباني رحمه الله كتاب الشيخ (للشيخ كتاب سابق جمع فيع الآثار الوارده في المعازف مع تخرجها والحكم عليها) ومنهجه في البحث والكتابه.
رابعاً: ليس في المسألة إجماعاً كما ذكرة الأخوة الأفاضل .. فالمعروف ان اهل المدينه والظاهريه وجماعه من اهل الكوفه قد رخصوا في سماع المعازف .... إلا ان الأصح ان يقال: رأينا هو ان المعازف حرام وإن رأى بعض العلماء جوازها إلا اننا لا نوفقهم في رأيهم هذا.
والله اعلم.
فليس السؤال عن رأيك في الإجماع المذكور، ولا عن رأيك في كتاب الجديع، ولا عن رأيك في حرمة المعازف السؤال واضح، فإن كان لديك القدرة على الخوض فيه والإتيان بأثر واحد مما جمعه الشيخ الجديع أو الشوكاني تنطبق عليه الشروط المذكورة وإلا فلا عليك أن تهمل الموضوع وتتركه لمن يتناقشون في صلبه.
وأنا أعرف الدافع النبيل وراء كتابتك هذه ولكنه لا يبرر ما تقوم به من الخروج عن الموضوع.
وفقك الله وبارك فيك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:35]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم كان من الأفضل لما عرفت أن المسألة محل خلاف منذ عهد الصحابة أن لا تثيرها بشكل تحد و تعصب و على كل فمن قواعد الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن تكون المسألة التي تأمر بها أو تنهى عنها محل اجماع أما اذا كانت محل خلاف فيتغير السلوك و الخطاب فينبغي أن تقتصر على أن الأورع كذا أو الأرجح كذا بدلا من التحدي و المكابرة والله أغ علم و أستغفر الله العظيم لي و لكم
يا أخي لاتجعل غيظك مما يعكر عليك اختيارك وترجيحك ومذهبك ترمي الناس بهذا بكلام لا تعقله، فلم أقل في الموضوع أن المعازف حرام فضلاً عن أن أنكر على من يقول ذلك.
سؤال أريد جوابه من قديم (أريد أن أحدد من أول من ثبت قوله بإجازة المعازف) ولا أجد من الشباب تعاوناً ولعلك ترى خروج كثير منهم من الموضوع فهذه جائزة تلهب الحماس للبحث وقد حصل ذلك والحمد لله.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:40]ـ
الذي قال بجواز الغناء نوادر من العلماء ولا تعتبر المسألة خلافية،بل الخلاف فيها شاذ كما صرح بهذا جماهير السلف والخلف
أخي الكريم الكلام هنا ليس في وجود إجماع من عدمه، ولكن الموضوع محدد بإثبات وجود مخالف قبل القرن الخامس صريح قوله في ذلك يستوي في ذلك أتعتد بقوله أم لا فليس هذا من السؤال.
فلعلك تذكر هؤلاء النوادر ممن استوفت الرواية عنهم الشروط.
بارك الله فيك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:42]ـ
الأمر ليس تحديا فيما يبدو بل هي مبادرة جميلة من الشيخ عبد الله أفرزت نقاشات علمية أجمل لربما لو طلبت بطلب مجرد لم تكن لتدر علينا كل هذه المنافسة الشيقة و ما قد يتبعها من تحقيقات شكر الله للمشاركين جميعا جهودهم و هنيئا للفائز مقدما:)
تستحق جائزة حسن الظن أخي الكريم، ولكنها من الله!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:50]ـ
وهذا الأثر كافٍ: على جواب الأخ (عبد الله بن سفران) بشأن مسابقته!!
كما أنه كافٍ: في الظفر بجائزته!! لو كان مازال يَنبضُ في قلب الدنيا عِرقُ إنصاف!!
وقد قلتُ فيما مضى: (وتكفي الروايات العامة: في إثبات جواز ذلك عن طائفة من أهل المدينة مثلا!! دون النظر في صحة ذلك عن أفراد هذه الطائفة!! فإنه يكون عسرا للغاية!!) ...
وكتبه أخوك: أبو المظفر سعيد بن محمد السِّنَّاري القاهري .. الموسوم بـ (النوراني) سامحه الله ...
بل قطرة دم إنصاف لمن يقرأ ما نقلته بنفسك عن اللغويين يرى أنك مجحف في كلامك أخي الكريم، والتحكيم بيننا.
وتهربك من إثبات استباحة المعازف عن أحد من أهل المدينة لعسره تهرب غير مقبول، ولكن تنزلاً معك ضع مشاركة خاصة في إثبات نقل مطلق عن بعض أهل المدينة لننظر فيه.
هداك الله وغفر لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:54]ـ
هل قرأ الأخ الفاضل الكتب التي ألفت في السماع و هل ميز منها ما هو ثابت بالأسانيد الجياد أم أنه يمهد للرد على ابن حزم و غيره ممن ألفوا في الموضوع
قرأت كتاب الجديع (بل درسته دراسة متفحصة) وابن حزم وما ذكره في المحلى وما ذكره الشوكاني في نيل الأوطار، فهلا تركت هذا السؤال وقرأتها أنت وأتيت بنقل واحد منها مطابق للشروط؟
وهل الخوف من أن أحداً يمهد للرد على ابن حزم وغيره هو مبرر غضبك؟ فاطمأن إذاً فلست أنوي ذلك.
وفقك الله وغفر لك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:59]ـ
أستغفر الله العظيم من التعصب و الغلو انما نحن تبع لصرح علمي شيده جهابذة قبلنا و بيتوا الخلاف الواقع في المسألة و أكرر كما بدأت بأن أحاديث المجوزين أصح لكنها أقل أما أحاديث المانعين فهي أكثر الا أنها أضعف بحيث لم يصح منها الا الحديث الموقوف على ابن مسعود أو حديث البخاري الذي طعن في صحته أهل الصنعة منذ ابن منده الذي رمى البخاري بالتدليس بسببه ثم الدارقطني و ابن حزم و الحميدي و القائمة قد تطول و ما دام الأمر في المسألة الخلاف منذ عهد الصحابة فالمعروف عند الأصوليين أن في الأمر سعة فالأفضل عدم التشنج و التطاول على من لا تعرف هل هو أيضا شرق و غرب و رحل و دار و جال بحثا عن الحق و التحقيق و لنا في الشافعي الأسوة الحسنة عندما قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي خصمي خطأ يحتمل الصواب و ما دام الأمر محل خلاف منذ عهد الصحابة فانه لا يعد منكرا لأن المنكر ما كان محل اجماع لك أن تبين موقف مذهبك و لكن ليس لك أن تفرضه قال تعالى: و ان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم و قال تعالى:و ما أكثر الناس و لو حرصت بمومنين فحكم على أن المؤمنين قلة و على أن من صفاتهم الأساسية أن لا يبغي أحدهم على أحد في وقت التخاصم و قد بين الحديث أنها من صفة المنافق جنبنا الله و اياكم خصال النفاق الأربعة أما الخطم و الأزمة في أيامنا فيكفي منها العزو و تصحيح من سبقنا من الجهابذة أهل الصنعة و المثبت مقدم عند الأصوليين و لكن هون على نفسك و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و أستغفر الله أولا و أخيرا و اعلم وفقني الله و اياك لما يحب و يرضي أنني تجاوزت الخمسين و أنني منذ ربع قرن و أنا أترحل في غرب افريقيا بما تعلمته من العلم و جل كتبي ألفتها أثناء هذا الترحال و قد امتنعت عن الرواتب بحثا عن ما عند الله و لا أستمع الى الغناء و لا الى المزامير و انما أدعو الى سلوك فقه الاختلاف و لما كانت المسائل المجمع عليها لا تزيد على الألف مسألة و كانت مسائل الخلاف تربو على عشرين ألفا فأدعو الاخوة الى سعة الصدر لما رأيته من خلافات في المغرب العربي أدت الى التدابر قبل سفك دماء المسلمين علما بأن زوال الدنيا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم و تزودوا فان خير الزاد التقوى و اعلموا أن ما عند الله خير و أبقى و الله أستغفره و أتوب اليه
أخي الكريم لعلك أنت أكثر من تشدد وغضب في هذا الموضوع من توم المخالفة فضلاً سمعها فعليك أنت بالتزام سعة الصدر.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:01]ـ
أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم أنسحب من النقاش و أترك الجائزة لمستحقها
لا بأس عليك أخي الكريم مرحباً بك مناقشاً ومرحباً بك قارئاً.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:03]ـ
أخى عبدالله بن سفران لم تجبنى حتى الآن، ما الأمر
أبداً أخي الكريم لا شيء ولكني لست أطالع الموضوع يومياً، وقد طالعته اليوم فكتبت حول الأثر سؤالاً.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:12]ـ
إذا بقي لدينا حالياً الأثر الذي ذكره الدكتور عبد الباقي وبقي دراسة سنده والبحث عن كونه شاذاً أومعلاً.
وبقي أيضاًالأثر الذي ذكره أخي النوراني الذي أقول أنه يحتمل كون المذكور فيه دفاً ولا ينكر هو هذا الاحتمال وإنما يجعله على خلاف الغالب، واستدللت عليه بما نقله عن علماء اللغة، ولإصراره على رأيه أطلب التحكيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن ثبت ما نقله الدكتور وحكم المحكمون بصراحة ما أورده النوراني فالجائزة للأسبق منهما. ولا يزال المجال مفتوحا إلى ذلك الوقت، فلعله لا يثبت لهما شيء فيكون من نصيب التالي.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 11:02]ـ
أخى النورانى القاهرى المصرى بارك الله فيك، ومن أخيك عبدالباقى المصرى القليوبى - محافظة العلم والنجم الليث بن سعد- أقول لك ياأخى أنا لا اريد ان أجهد نفسى وأتعبها، جئت بالاثر الذى جئت به ام لا، ولكنى أريد منك أن تثبت قولا قلته، فلقد صحح الحافظ القيسرانى الرواية عن إبراهيم بن سعد وهو من هو فى جلالته، وأثبت عن إبراهيم بن سعد جماعة من الفقهاء الثقات ولست بحاجة لذكرهم الآن إلا بعد أن تخبرنى بما يبطل كلامى هذا، فأنت الذى رددت وقلت لا يصح عن إبراهيم ذلك ن ومهما شغلت نفسك اخى الكريم بتفحيص وتمحيص الأسانيد ومهما قلت انت وانا وغيرنا فلا يقبل غلا الدليل والبرهان على ما قلت.
وأما قولك اننى أنا المطالب بالدليل فقد جئت بما طرحه الحافظ القيسرانى والذى قال عنه أنه صحيح ن فلو عندك أخى بارك الله فيك ما يبطل هذا فأخبرنا به ن والأمر يا أخى ليس جدلا كما أسلفت، وما أنا بالمجادل إنما انا سؤالى واضح ولهجتى يتضح فيها إن كنت أريد حقا أم جدلا
ما أريده منك أخى ان تخبرنى عن الدليل إن كنت وقفت عليه وإلا فليس أمامى إلا تصديق الحافظ القيسرانى وغيره من الحفاظ فهم أعلى كعبا وأعلم منى ومنك ومن الجميع
بارك الله فيك أخى
وأنتظر ردك
على الرأس والعينين يا أخي!! ودونك البيان:
هذا الإسناد الذي نقلتَه من كتاب (السماع) لابن القيسراني، قد وقع فيه تحريف وتصحيف في أسماء رجاله!!
وصوابه كما في تاريخ أبي بكر ابن ثابت الحافظ [6/ 83 - 84/ ترجمة إبراهيم بن سعد الزهري] عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران الصفار الضرير حدثنا علي بن الحسن بن خلف بن قديد أبو القاسم بمصر حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن أبيه قال .....
قلتُ: وهذا إسناد ساقط!! رجاله كلهم ثقات معروفون، سوى (عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير) وعنه يقول ابن حبان في (المجروحين) (يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات!! .... ) ثم ساق له طرفا من حديث باطل من روايته عن أبيه عن مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن بن أبي رباح عن بن عمر به مرفوعا .... !!
ثم قال ابن حبان عقبه: (فذكر حديثا طويلا ليس من حديث مالك ولا من حديث أبي سهيل ولا من حديث بن عمر!! ....... لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد) ...
وهذا الحديث المشار إليه: أورده أبو أحمد الجرجاني في ترجمة أبيه - يعني والد عبيد الله بن سعيد - من (كامله) ثم قال (وهذا لا أعرفه يرويه عن مالك إلا بن عفير عنه ولا عن بن عفير إلا ابنه!!) ثم ساق حديثا آخرا من رواية عبيد الله عن أبيه .... ثم قال (وكلا الحديثين يرويهما عنه ابنه عبيد الله ولعل البلاء من عبيد الله؛ لأني رأيت سعيد بن عفير عن كل من يروي عنهم إذا روى عن ثقة مستقيم صالح) ...
قلتُ: والحديث الأول: أشار أبو الحسن ابن مهدي إلى إعلاله بـ (عبيد الله بن سعيد) في كتابه (غرائب مالك) كما في ترجمة عبيد الله من اللسان [4/ 104] والله المستعان ..
فها قد أريتُك يا أخي: سقوط هذا الخبر الذي تتعلٌقُ بتصحيح ابن طاهر له!!
وقد بان لي فيه علة أخرى!!
وهي: أن (سعيد بن كثير بن عفير) لم يذكروا له رواية عن (إبراهيم بن سعد الزهري) أصلا!! فكأنه مُعلٌّ بالانقطاع أيضا!! وتكفي العلة الأولى في هدمه من أساسه!!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 01:34]ـ
لا أقول إلا عفا الله عنك وغفر لك، أحفظك أن طلبتك دليلاً على ما قلت فرميتني بالتعنت، ونسيت تنازلي عن الشرط وتعديله تسهيلاً للإخوة.
فهل إن سألتك عن دليل كون المعزفة ليست دفاً أو كونها معزفة نفخية أو وترية أكون متعنتاً؟
وأذكرك بالعنوان: من يأتيني بقول ثابت صريح قديم في إجازة المعازف؟ وباعترافك أن عدم إطلاق المعازف على الدفوف هو غالب وليس قطعياً، فأين الصراحة في ذلك إن سلمنا لك؟
.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتش لي في مشاركتك الأولى والثانية وقد نبهتك بعد الأولى عن خبر صحيح عنه باستماع المعازف، إنما ما أوردته أنت هو في السماع والغناء، فلا تخلط الأمور.
السلام عليك يا أخي: لعلك تكون محقا فيما يفهم من امتعاضك من جفاء كلامي!!
فأخبرك: أني ما كنتُ أقصد مساءتك أصلا!! وإنما جرى القلم على غير العادة!! وأنا ملوم لك على كل حال ...
بل وأسألك العفو عن هنات أخيك!! فيبدو أنني إلى كثير أدب: أحوجُ مني إلى قليل علم!! فلتطب نفسك، وتقرَّ عينك يا عبد الله .. هذا أولا ..
أما بشأن قضيتنا: فاسمح لي أن أقول لك:
إذا كنتَ تتفق معي في أن (المعازف) إذا أُطلقت في لسان القوم: فإن النظر ينصرف إلى المحذور عند الجماهير منها!! مع كونها ربما أُطلقت: وأريد منها: الضرب بالدفوف كما نص عليه أهل اللغة فيما سبق نقله عنهم ...
هذه النقطة: محل وفاق بيني وبينك إن شاء الله .. أليس كذلك؟!!
أما محل النزاع: فهو أنك لا تُسلِّم لي: صراحة الخبر الثابت عن ابن الماجشون في إباحته المعازف المحرمة عند الجماهير!! أليس كذلك؟!!
حَسَنٌ: فأنا أُجهدُ نفسي مرة ثالثة لإثبات تلك الصراحة إن شاء الله .. فأقول لك: بيان هذا يكون من وجوه:
1 - قول أبي زكريا الغطفاني: (: كنا نأتي يُوسُف الماجشون فيُحدِّثنا في بيته وجواريه في بيتٍ آخر له يضربن بمعزفة!!) تكلمنا سابقا: على أن إطلاق (المعازف) على (الدفوف)!! هو شيئ نادر الاستعمال في لسان الأئمة، وفقهاء الأمة، وإن كان معروفا مشهورا في لسان اللغويين، وأهل العربية وحدهم!! فالتعويل: يكون على غلبة استخدام لفظ (المعازف) في ممالك الإسلام، وأعراف الناس ...
فإذا تقرّر لك هذا: ألا ترى أن الأولى: أن يُحمل لفظ (المعزفة) في كلام ابن معين على ما تُنازعني فيه هنا؟!!
2 - ثم إن كان هناك احتمال قوي:على كون (المعزفة) في كلام ابن معين: المراد بها: (الدف)!! فلماذا عزف ابن معين عن ذلك اللفظ القاطع للنزاع – وهو الدف – إلى ذلك اللفظ المشكل – وهو المعزفة -؟!! فلتتأمل هذا جيدا ...
3 - هب: أن الخبر ليس بصريح كما تقول!! فإنه يصير صريحا: إذا عرفتَ أن يوسف بن الماجشون هذا: كان على مذهب أهل المدينة في إباحة السماع والغناء – دون المباح منه -!!
وقد كنتُ جئتُك بقول الحافظ الخليلي عنه: (و هو و إخوته يرخصون فى السماع!! و هم فى الحديث ثقات) كما نقله عنه الحافظ في ترجمة يوسف من (تهذيبه)
ولفظ الخليلي في كتابه (الإرشاد) المطبوع [1/ 310/ انتخاب الحافظ السلفي] بعد حكايته خبر ابن معين، قال: (وهو- يعني يوسف - وأخوته وابن عمه يُعرفون بذلك وهم في الحديث ثقات مخرجون في الصحاح) ..
وقال الذهبي أيضا في ترجمة يوسف من تاريخه [12/ 480/ طبعة دار الكتاب العربي] بعد أن نقل خبر ابن معين الماضي، قال: (قلت: أهل المدينة معروفون بالترخص في الغناء!!) ...
وقال أيضا: عقب ذلك الخبر في سير النبلاء [8/ 372]: (قلت: أهل المدينة يترخصون في الغناء، هم معروفون بالتسمح فيه!!) ..
قلتُ: هذا أمر لا يجادل فيه عارف إن شاء الله!!
ومَن صَرَفَ تَرَخُّصَ أهل المدينة في الغناء: إلى المباح منه!! فقد سقط معه الكلام جملة!!
وقد نقلنا قبلُ: كلمات بعض السلف في التحذير من الاقتداء بأهل المدينة في تلك الهفوة!! فليرجع إليه من شاء، متى شاء، ريثما يشاء!!
فإذا ثبت: أن السماع – المختلف فيه – كان مباحا عند أهل المدينة، أو عند الجماهير منهم، وعلمنا أن الإمام يوسف ابن الماجشون: كان مدنيا حتى النخاع!! فإنه يسهل علينا: أن نصرف ما ورد عنه من إباحته المعازف: إلى غير المتفق على جوازها بين القوم!!
وقد قلتُ سابقا: بأن البيت الماجشوني – خاصة – قد اشتهر عنهم هذا الأمر وذاع، حتى طرق الأسماع والبقاع!! ..
فهذا: يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة: ورد عنه في هذا الصدد ما ورد ..
وهذا: عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون، أبو مروان المدنى الفقيه، الإمام العلم: قال عنه ابن عبد البر في (الانتقاء): (كان مولعا بسماع الغناء ارتحالا وغير ارتحال!! قال أحمد بن حنبل: قدم علينا ومعه من يُغنيه!!) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا: عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون المدنى، الإمام الفقيه المشهور: قال عنه الحافظ الخليلي في (الإرشاد) [1/ 310/ انتخاب السلفي]: (يرى التسميع ويرخص في العود!!) ...
فهل عرفتَ الآن يا أخي (عبد الله بن سفران) كيف تكون الصراحة في خبر ابن معين؟!!
فإن لم يكن هذا الخبر صريحا بخصوصه لفظه، فهو صريح – ولا بد – بتلك القرائن التي ذكرتُها لك آنفا!!
بقي أمر أخير: ما زلتَ تُنازعني لأجله وتقول لي: (فتش لي في مشاركتك الأولى والثانية؟ وقد نبهتك بعد الأولى عن خبر صحيح عنه باستماع المعازف، إنما ما أوردته أنت هو في السماع والغناء، فلا تخلط الأمور!!) ..
فأقول لك: قد كنتُ تعرضتُ لكلامك هذا في المشاركة الثانية لي، ومن جملة ما قلتُه هناك قولي: (قد طال عجبي وتعجبي!! وهل في الإقرار على سماع المعازف: إلا القول بالإباحة التي ليس لها تأويل سائغ!! إلا الاضطرار أو الاضطهاد؟!! ... )
وقد سئمتُ من إيضاح هذا!!
فيا سبحان الله!! أيكون مثل ابن الماجشون: ممن يبيح لنفسه سماع أصوات هو يُحرِّم آلآتها؟!!
بل السماع: يستلزم إباحة الآلة التي يخرج منها ولا بد!! هذا على القول الظاهر بكونه كان يسمع صوت آلة من آلآت الغناء المختلف فيها!!
فإن كنتُ لا أزال مخطئا في هذا: فليتني أعرف الفرق الجوهري: بين (السماع) و: (المعازف)؟!! على حدِّ قولك لي: (وبالنسبة لما عززتَ به نقلك فهو في السماع، ونحن نتكلم عن المعازف)!! فهذه عبارة مشكلة لا أفهمها!! إلا بمثل ما أجبتُك به!!
اللهم إلا إن كنتَ تريد بـ (السماع) يعني سماع مثل (الدف) وغيره مما اتفقوا عليه!!
فإن كان هذا مرادك: ففيه شاححتُك!! ومن أجله باحثتُك!! وذكرتُ لك ما ذكرتُه من البراهين والقرائن الدالة على صراحة خبر ابن الماجشون على إباحته السماع والمعازف!! سواء الدف وغيره من آلآت اللهو والغناء!! كما هو مذهب أهل المدينة ...
وأرجو أن أكون قد وفِّقتُ فيما أنا بصدد بيانه ...
وإلا: فهي محاولة لن أعدم منها دعوة صالحة بظهر الغيب من إخواني هنا إن شاء الله ...
وقد كفيتُ الأخ (عبد الله بن سفران) مؤنة الكشف عن أسانيد تلك الأخبار الواردة عن مثل (ابن عمر) و (عبد الله بن جعفر) و (إبراهيم بن سعد الزهري) و (ومالك بن أنس) وغيرهم من مشاهير مَن ذِيعَ عنهم إباحة السماع والمعازف!! وقد انتهيتُ الآن من بيان الدَّخَل في ما يُحكى عن: (إبراهيم بن سعد الزهري) وأنا بصدد بيان وهاء ما ورد عن غيره إن شاء الله ...
وكتبه أخوكم: أبو المظفر سعيد بن محمد السّناري القاهري .. الموسوم بـ (النوراني) سامحه الله ...
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 03:48]ـ
أخى النورانى بارك الله فيك على ما قدمته، وحقا أن النقل الذى نقلته فيه تصحيف لكن يعلم الله أنه ليس منى، وإنما النسخة التى رجعت إليها أنا نقلت منها كما هى، واتضح لى أن التصحيف من النسخة فالقائمون عليها لم يكونوا من أهل الشأن واربابه، ومن ثم ظننت فيهم خيرا، وربما كان الامر من الطباعة، وعلى العموم فالطبعة التى اعتمدت عليها هى طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهى طبعة قديمة 1390هـ/1970م
هذا بخصوص النقل أما بخصوص السند فأنا أنظر فى الأسانيد أخى النورانى بعد ما لفت نظرنا إليه من تصحيف فيما نقلنا ثم على أمل بعودة بخصوص عبيد الله بن سعيد الذى تكلم فيه ابن حبان، وسكت عنه ابن يونس فلم يتكلم عنه بشىء، وروى عنه أبوعوانه فى صحيحه، فأنا سأنظر فيما قيل عنه إن شاء الله بحثا واستزادة لا جدلا أيضا فما نحن بالمجادلين إلا مع أهل الجدل فحسب.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 03:56]ـ
أما أنت يا أخى عبدالله بن سفران فبعدما قاله أخى النورانى فأرى أن نجعل إسناد الموضوع بشان إبراهيم بن سعد من رواية أبى بكر بن ثابت فى تاريخه، وبذلك نكون قد انتهينا من مشكلة كل من أبى شجاع الهمدانى، وعبدالملك بن عبدالغفار، وأبى الحسن أحمد بن عبدالله الأنماطى
على أن تكون الإجابة لك ولأخى النورانى عن السند الجديد، أقصد عن الخلاف حول عبيد الله بن سعيد
والله الموفق
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 05:12]ـ
أخى عبدالله بن سفران هذا ما ذكره الخطيب البغدادى بخصوص إبراهيم بن سعد وتغنيه بالأوتار، وما ذكره عن بنى يربوع ومالك بن أنس
قال الخطيب البغدادى أخبرنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران الصفار الضرير حدثنا علي بن الحسن بن خلف بن قديد أبو القاسم بمصر حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن أبيه قال قدم إبراهيم بن سعد الزهري العراق سنة أربع وثمانين ومائة فأكرمه الرشيد وأظهر بره وسئل عن الغناء فافتي بتحليله وأتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنى فقال لقد كنت حريصا على أن أسمع منك فاما الآن فلا سمعت منك حديثا أبدا فقال إذا لا أفقد الا شخصك علي وعلى أن حدثت ببغداد ما أقمت حديثا حتى أغني قبله وشاعت هذه عنه ببغداد فبلغت الرشيد فدعا به فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة الحلى فدعا بعود فقال الرشيد أعود المجمر قال لا ولكن عود الطرب فتبسم ففهمها إبراهيم بن سعد فقال لعله بلغك يا أمير المؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس وألجأني الى أن حلفت قال نعم ودعا له الرشيد بعود فغناه يا أم طلحة ان البين فد أفدا قل الثواء لئن كان الرحيل غدا فقال الرشيد من كان من فقهائكم يكره السماع قال من ربطه الله قال فهل بلغك عن مالك بن أنس في هذا شيء قال لا والله الا ان أبي أخبرني أنهم اجتمعوا في مدعاة كانت في بني يربوع وهم يومئذ جلة ومالك أقلهم من فقهه وقدره ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
سليمى أجمعت بينا فأين لقاؤها أينا
وقد قالت لأتراب لها زهر تلاقينا
تعالين فقد طاب لنا العيش تعالينا
فضحك الرشيد ووصله بمال عظيم أنظر تاريخ بغداد، 6/ 84،83
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:13]ـ
أخى عبدالله بن سفران هذا ما ذكره الخطيب البغدادى بخصوص إبراهيم بن سعد وتغنيه بالأوتار، وما ذكره عن بنى يربوع ومالك بن أنس
84،83
أخي الفاضل: هذا الإسناد هو نفسه الذي أجبتك عنه قبل ُ!! فما فائدة إعادته هنا؟!!
و (عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير) يدور حاله بين الضعف والترك!! لا ثالث لهما!! وأحلاهما مر!!
وذِكرُ أبي عوانة له في (صحيحه) لا ينفعه أصلا!! بعد ذلك الجرح المفسَّر فيه مِن قِبل أبي حاتم البُستي، وأبي أحمد الجرجاني!! مع إشارة أبي الحسن ابن مهدي لجرحه أيضا!!
وأصحاب (المستخرجات) ربما يتساهلون في شروط الصحة: لأمور معروفة عند أهل الفن؟!!
ولعلك يا أخي: لن تحوجني بعد ذلك إلى مناقشة هذا الأمر، اللهم إلا إذا جئتني بإسناد آخر عن (إبراهيم بن سعد الزهري) غير الذي هنا!! ولا أراك تجده إن شاء الله ...
وقد وقفتُ أنا -ولله الحمد - على سند آخر بالقصة مختصرا .. ولم أتحقق من عدالة رجاله بعد!!
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 07:50]ـ
بارك الله فيك أخى النورانى ولكن انا أطرح تساؤلا بخصوص عبيد الله
فقد روى من طريقه كل من ابن خزيمة فى صحيحه، والحاكم فى المستدرك، والبيهقى فى السنن الكبرى، وفى الزهد الكبير، وفى القراءة خلف الإمام، والقضاعى فى مسند الشهاب، وابن شاهين فى ناسخ الحديث ومنسوخه، والبغدادى فى الكفاية وفى غيرها، وابوبكر أحمد بن على بن ثابت فى الفصل للوصل المدرج، فهل رواية هؤلاء عنه أنه عندهم صالح
ثم إنى رأيت قول ابن حبان فيه ليس تجريحا واضحا فقد قال
يروي عن الثقات المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به
وقد تعقبه ابن حجر فقال روى عنه أبو عوانة في صحيحة انتهى
وقال بن حبان الغرماء أبا القاسم لا يشبه حديثه حديث الثقات وأورد بن عدي في الكامل في ترجمة أبيه حدثني من رواية أبيه ثم أحدهما عن مالك عن أبي سهيل عن عطاء بن أبي حاتم عن بن عمر ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أفضل قال احسنهم خلقا الحديث وأورده الدارقطني في الغرائب من هذا الوجه مطولا ثم قال بن عدي ما رواه عن مالك الا سعيد ولا عنه الا ابنه وقال الدارقطني تفرد به عبيد الله بن سعيد عن أبيه عن مالك وأورده بن حبان عن الحسين بن إسحاق الأصبهاني عنه وقال ليس هذا من حديث مالك ولا أبي سهيل ولا عطاء ولا بن عمر
ثم قال بن عدي سعيد بن عفير مستقيم الحديث فلعل البلاء فيهما من ابنه
وذكره بن يونس فلم يذكر فيه شيئا وذك كنيته وقال مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين أنظر ابن حجر، لسان الميزان، 4/ 104
وقال ابن حبان أيضا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير أبو القاسم المصري يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات روى عن أبيه عن مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن بن أبي رباح عن بن عمر قال قال رجل يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال أحسنهم خلقا قال يا رسول الله أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا أولئك الأكياس فذكر حديثا طويلا ليس من حديث مالك ولا من حديث أبي سهيل ولا من حديث بن عمر أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج قال حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد أنظر ابن حبان، المجروحين، 2/ 67
وقال ابن الجوزى عبيد الله بن سعيد بن كثير أبو القاسم المصري يروي عن أبيه قال ابن حبان لا يشبه حديثه حديث الثقات أنظر: الضعفاء والمتروكين، 2/ 163. فلم يات ابن الجوزى بجديد
وقال الذهبى عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري عن أبيه وعنه علي بن قديد والحسين بن إسحاق قال ابن حبان يروي عن الثقات المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به أنظر: ميزان الاعتدال، 5/ 12.
وقال الذهبى روى عنه أبو عوانة في صحيحه أنظر: ميزان الاعتدال، 5/ 12.
ما هو القول الفصل فى عبيد الله إذ لم نجد قولا إلا عند ابن حبان وكلامه ليس تجريحا واضحا إذ فيه أنه قال لا يشبه حديثه حديث الثقات
وابن عدى لم يات بدليل على أن البلاء من عبيد الله فى روايته عن أبيه كما سلف
فما المخرج، وأنا سأضح هذا الموضوع فى مشاركة أيضا
بارك الله فيك أخى النورانى
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 09:30]ـ
.
ما هو القول الفصل فى عبيد الله إذ لم نجد قولا إلا عند ابن حبان وكلامه ليس تجريحا واضحا إذ فيه أنه قال لا يشبه حديثه حديث الثقات
وابن عدى لم يات بدليل على أن البلاء من عبيد الله فى روايته عن أبيه كما سلف
فما المخرج، وأنا سأضح هذا الموضوع فى مشاركة أيضا
بارك الله فيك أخى النورانى
يالله العجب!! قد ذكرتُ لك المخرج سابقا، فإذا بك تضربُ عنه صفحا!!
وإذا كان كلام ابن حبان في هذا التالف!! ليس صريحا في جرحه!! فقد سقط الكلام جملة!!
وكلام أبي أحمد الجرجاني فيه صريح أيضا!! وكذا إشارة أبي الحسن ابن مهدي عند التأمل!!
وما ساقه له ابن عدي وابن حبان: فيه جنايته ولا بد!! إذ ليس في سناد ما رواه عن أبيه: مَن يحمل عليه فيه سواه!! فالذين فوقه ثقات، وكذا من دونه، فالتزقت التهمة به عند من شمَّ رائحة هذا العلم الذي صار المتقنون له: ربما لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة!!
والله يحب الإنصاف يا أخي!! فلتغسل يديك من هذا الخبر: بماء وأُشنان!! بل وكبِّر عليه أربعا!!
ولتبحث لنا عن خبر آخر: نأتي لك على بنيانه من القواعد بإذن الله!!
ولو أنك اكتفيت بما قلتُ لك قبلُ: من كون الأخبار الواردة في هذا الباب عن: (ابن عمر) و (عبد الله بن جعفر) و (ومالك بن أنس) وغيرهم لا تثبتُ عنهم أصلا!! لكنتَ أرحتَ واسترحتَ!! لكن ما أراك تأبى إلا إجهادك وإجهادي معك!! فالله المستعان لا رب سواه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 02:03]ـ
يا نورانى لم كل هذه الحمأة وأراك قد علاك الغضب، فما انا بضارب بكلامك عرض الحائط، ولو كنت كذلك لما قلت لك أضع مشاركة، ولما طلبت مساعدتك
أنا لما وجدت الذهبى وابن حجر قد عقبا على قول ابن حبان بحق عبيد الله قلت اضع مشاركة، وليس الأمر تحديا يا عزيزى، ولو أردت جدلا أو تحدى لما تحدثت بهذه اللهجة، وأظن أن مشاركاتى واضحة، ويتضح فيها ما إذا كنت أريد الحق وأطلبه، أم أريد غير ذلك
هدانا الله إلى الحق ويسر لنا الخير
وعلى العموم أيضا انت لم تجبنى عن ما طرحته فى المشاركة السابقة، وليس الأمر قاصرا على ما ذكرته بشأن ابن حبان، إنما أنا أقول هل ما طرحته أنا بخصوص من روى عن عبيد الله يصلح للطرح والاحتجاج ام لا
وأظنك تفهم من كلامى أخى النورانى ما أريد
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 12:27]ـ
أخى النورانى هشام بن عمار مثلا
قال عنه أبوداود حدثنى بأربعمائة حديث لا أصل لهم فى السنة
وقال عنه أحمد بن حنبل خفيف طياش
وقيل كان يحدث بأجر وما إلى غير ذلك
وقال النسائى لا بأس به
ومع ذلك خرج له البخارى واعتمد قول البخارى فيه
صحيح البخارى له شانه وانا لا أتحدث عن ذلك ولكن أقول هذا رجل جرح والجرح فيه ظاهر ومع ذلك أخذ بقول غير قول الجرح
فنحن أمام عبيد الله بن سعيد
مدار الأقوال كلها على ابن حبان
فماذا نفعل وهل يعتمد قوله هكذا ونرد رواية الرجل لذلك
هذا ما أريده أخى النورانى بالأدلة أكرمنا الله وإياك
وبارك الله فينا وفيك وأكثر من أمثالك
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 02:04]ـ
إلا الأخ عبد الله بن سفران كرمه الله.
أرى أن الأخ النوراني يستحق جائزتك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 09:07]ـ
إلى الأخ عبد الله بن سفران كرمه الله.
أرى أن الأخ النوراني يستحق جائزتك
جزاك الله خيرا أخي إسلام: ولكن من يسمع؟!!
وجائزتي بحق: هي الدعوة الصالحة لي بظهر الغيب، فتلك التي لا أعدل بها جوائز الدنيا بأسرها!!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 09:22]ـ
فنحن أمام عبيد الله بن سعيد
مدار الأقوال كلها على ابن حبان
فماذا نفعل وهل يعتمد قوله هكذا ونرد رواية الرجل لذلك
هذا ما أريده أخى النورانى بالأدلة أكرمنا الله وإياك
وبارك الله فينا وفيك وأكثر من أمثالك
حياك الله يا أخي: أراك ما زال كلامي يتعايا عليك!! ودعوتك الماضية عريضة جدا!! فلم ينفرد ابن حبان بالكلام في هذا التالف أصلا!! بل حمل عليه أبو أحمد الجرجاني في (كامله) ونحوه أبو الحسن ابن مهدي في (غرائب مالك) كما كنتُ قد ذكرتُ لك هذا كله!!
ولو لم يكن في هذا الباب إلا كلام أبي حاتم البستي وحده، لكفى برهانا على سقوط الرجل!!
والحقيقة: أن الخرق سَيتَّسِع جدا على كل مغامر يسعى لترقيع حال أمثال هذا (العبيد الله؟!!)
وكل عارف بألفاظ النقاد في الجرح والتعديل: إذا ما شَخَصَ ببصره نحو اسقراء أنباء الرجل من (لسان الميزان) مثلا، فيسدرك بجلاء: أنه بحاجة إلى دعامة!! إن هو لم يحتج بنيانا جديدا غير بنيانه المتداعى!! ألاَ فدع عنك التكلُّف والعناء، فقد برح لك الخفاء!! والله المستعان لا رب سواه ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:59]ـ
يا ريت يا شيخ عبد الله ما تنساش خناقة الدف والمعازف هذه لما أكلم معاك عن التغير الدلالي واختلاف الألسنة ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 09:25]ـ
يا ريت يا شيخ عبد الله ما تنساش خناقة الدف والمعازف هذه لما أكلم معاك عن التغير الدلالي واختلاف الألسنة ..
ما هذا العجز يا أخي!! هلاَّ برَّكتَ وقلتَ: ما شاء الله على تفاعل الإخوان، وجميل ما جاءوا به حول هذا الموضوع!!؟ فكأنك يا عبد الله: ما مقلت عيناك أبحاث إخوتك!! ولا أطربك عزف أبكار أدلتهم!! ولا مال قلبك إلى طريف مناقشتهم، وبديع محاورتهم!! مع أني أجزم لك: أن سواد جفونك لم يكتحل بمثل ما تراه حول هذا الموضوع إلا هنا!! فما أوحشك من الجدل العلمي؟ وما صدفك عن هذا الكلام الشرعي؟!! وأين تلك الخناقة التي جادت بها رأسك؟ و سمحت بالنطق بها قريحتك؟ وهل مثل تلك الأنفاس الشريفة: يصح لكل مغامر أن يجعلها (خناقة!!)
فيا لله العجب!! ويا فرح الشيطان بذلك التثبيط البارد!!
فإن قلتَ: أُراني قد شممتُ رائحة تلك: (الخناقة)!! من بعض كلمات المشاركين!!
فأقول لك: كأنك ما تُحسن التفريق بين الجدل العلمي - وإن كان فيه بعض غلظة - وبين المشاجرات بالسب والشتم والتجريح؟!! ومتى استويا هذان في ميزان قط؟!! فبأي لسان تتكلم سوى لسان العجلة؟ وبأي فهم تتبصر الأمور هنا سوى ذلك الفهم المدخول؟!!
وأنا أخبرك: أن تلك الخناقات، وتبادل اللطمات، مع تمزيق الشعور، وجر الذيول، وفرش الملاءة، وبسط لسان السخف والبذاءة: لن تجدها في هذا المنتدى إن شاء الله، إنما تراها هناك هناك، في تلك الأزقة الضيقة، والحارات المتضيقة، والشوارع المزدوجة، والأماكن المعتلجة، حيث الفحش والتفحش، والتوبيخ والتجريح، وكل قول قبيح!! عافانا الله وإياك، وهدانا وهداك ...
ووا لله ما أنصفتَ يا أبا فهر ولا قاربت!! وما حكمتَ بين الغرماء ولا عدلتَ!!
وهلاَّ إذ لم تشاركهم الفائدة، وتخوض معهم طريف تلكم التجربة: كنتَ قد أدلوتَ بدلوك، ونزلتَ برحلك، حكما عدلا بين الرابح منهم والمربوح!! والظافر بحلقة السبق فيهم وذلك المتحسِّر المجروح؟!! ولكن أنساك أبو مُرَّة أُولاها، فأمكن القارة من رماها!!
فسامحني الله وإياك، وجعل الجنة متقلَّبي ومثواك .. هذا وأنا المحب المخلص .. والله حسيبي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 10:08]ـ
شيخنا النوراني نفع الله بك
نثرت درك و جواهرك فاحسنت، كنتُ قبل أنا اقرأ كلام مستتقر في قلبي الإجماع على تحريم المعازف وأن الخلاف حادث في القرون، فخرمت هذا الإجماع بعلم وبرهان، فجزاكم الله خيرا
وإذا هبت رياحك فاغتنمها، وأني إن شاء الله افعل معك هنا فلعلي اظفر منك بغريمة باردة، يكتب لك ربي فيها الاجر والرفعة
وهي مسألة الطبل، فالذي اره أن يتوجه - وأنتم أعلم - أن لا فرق بينه وبين الدف، فهو في معنى الدف، وحديث الكوبة أراه صحيحا، لكن تفسير الكوبة فيه خلاف ونزاع بين أهل العلم - كما تعلم -
فهلا نثرت لي من فوائك في هذا الباب، وأما السائل فلا تنهر، واحسن إلينا كم أحسن الله إليك ونفع بعلمك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 04:35]ـ
شيخنا النوراني نفع الله بك
نثرت درك و جواهرك فاحسنت، كنتُ قبل أنا اقرأ كلام مستتقر في قلبي الإجماع على تحريم المعازف وأن الخلاف حادث في القرون، فخرمت هذا الإجماع بعلم وبرهان، فجزاكم الله خيرا
وإذا هبت رياحك فاغتنمها، وأني إن شاء الله افعل معك هنا فلعلي اظفر منك بغريمة باردة، يكتب لك ربي فيها الاجر والرفعة
وهي مسألة الطبل، فالذي اره أن يتوجه - وأنتم أعلم - أن لا فرق بينه وبين الدف، فهو في معنى الدف، وحديث الكوبة أراه صحيحا، لكن تفسير الكوبة فيه خلاف ونزاع بين أهل العلم - كما تعلم -
فهلا نثرت لي من فوائك في هذا الباب، وأما السائل فلا تنهر، واحسن إلينا كم أحسن الله إليك ونفع بعلمك
حياك الله وبياك يا أخي: وأستعيذ نفسي وإياك بالله من مشيخة قبل وقتها، ومن رياسة قبل حينها!!
إنما أنا أخوك وخادمك، ولك ولغيرك الأمر وعليَّ الامتثال!! بل أنا خادم المسلمين جميعا، وهذا شرف أنشره بين الخاص والعام، وأصيح به في سائر ممالك الإسلام .. ومن الله حسن الختام ..
وعود على بدء فأقول: لعلني أجيبك على مرادك ريثما ينتهي الحديث عن الموضوع هنا، فإنه أولى في نظري جدا!! ويظهر لك مدى أهميته: من شهادتك لي بكونك كان الإجماع عندك مستقرا في سويداء قلبك على تحريم المعازف!! وقد برح عنك الخفاء: بما قرأته لي ولله الحمد ..
لكن لا يزال هذا الإجماع الباطل!! رابضا في صدور الكثيرين!! وجاثما في حشايا بعض المؤمنين!!
مع كونه إجماعا يحتاج إلى إجماع!! ودعوة سخيفة تمجُّها الأسماع!! وإن نادى به النادي في كل واد!! وصارت صدقا عند أكثر العباد!! وما هي عندي إلا من قبيل تلك الدعاوي المنخنقة والموقوذة والمتردية!!
والحقيقة: أني تسامحتُ وأتيتُ بأثرٍ واحد يبطل هذه الدعوة، ويمزِّق إهاب تلك القولة!! وأخذتُ أشرع في إبراز دلائله الجسام، وأُفصح عما استغلق من بيانه على بعض الأفهام!! مع كون إباحة المعازف جملة: شيئ ثابت عن أهل المدينة كثبوت الشمس في رائعة النهار!! ولا يحتاج من مثلي مزيد إيضاح وإشهار!! لولا أن البعض يضطرني للخوض في تلك المخاضة، فأجدني مسترسلا في الجدال العلمي دون أيِّ غضاضة، مهما جرحني الجارحون، وغمزني الغامزون!! وما ذاك إلا لكوني طويلب علم ورائد حقيقة، وعينُ همتي لا تفتر أبدا بالاطلاع في كل وقت على كل عظيمة ودقيقة!! ومن جرَّب تجربتي، عرف مثل معرفتي!! والحمد لله على كل حال ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 06:50]ـ
وصف ابن الماجشون بأنه يرى السماع و الغناء أي الشعر الملحن لا المعازف و قد أباحه بعض العلماء في بعض الأوقات بشروط و يمكن أن يكون دليلهم إباحة الدف في بعض الأوقات فالسماع و الغناء أولى بشروطهم المعروفة كما أشار الأخ أبو القاسم
أما كون الجواري يضربن بمعزفة فبعض العلماء يسمي الدف معزفة و يقولون هو مستثنى من حديث تحريم المعازف ثم هذا عدم إنكار و ليس قولاً و ربما يكون السياق الذي ذكرت فيه الرواية يتبين منه أكثر ما هي المعزفة المرادة فلعل أحد الإخوة يراجع السياق و ليس هذا اتهاماً للأخ النوراني فالأخ نفسه لم يجزم ما هي المعزفة المرادة
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:02]ـ
وصف ابن الماجشون بأنه يرى السماع و الغناء أي الشعر الملحن لا المعازف و قد أباحه بعض العلماء في بعض الأوقات بشروط و يمكن أن يكون دليلهم إباحة الدف في بعض الأوقات فالسماع و الغناء أولى بشروطهم المعروفة كما أشار الأخ أبو القاسم
هذا كلام من لا يدري القضية أصلا!! بل ولم يتصور المسألة بعد!! وقد كدتُ أُعرض عن الرد على هذا الخيال أول ما وقع عليه بصري!! ثم خفتُ أن ينطلي فساده على البعض!!
###حرره المشرف####
والحق: أن الصدر يتميز غيظا من هذا الكلام الذي فاه به صاحب النقب!!
هكذا بجرَّة قلم!! يحاول أن يدفع عن ابن الماجشون - الذي لا يعرفه!! فضلا عن أن يعرف مذهبه -: صحيح ما ثبت عنه بشأن الألحان والمعازف!! ويا ليته بعلم تكلم!!
ووالله لقد صدق من قال (لو سكت من لا يعلم، لانقطع الخلاف!!)
وليسامحني الأخ على تلك الغلظة!! فما أجد ردا على تهافت كلامه إلا ذاك!! وليَعُدَّ هذا من قبيل نفثة المصدور!! والله المستعان على تلك العجائب التي نسمع، وهذه الطرائف التي تهدُّ وتصدع!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:41]ـ
أنا لا أعني ابن الماجشون وحده أنا أعني لفظ السماع و الغناء عند العلماء يراد به الشعر الملحن فإذا قالوا فلان يرى السماع و الغناء كما ذكرت في مشاركتك الأولى فالمراد به الشعر الملحن في عرفهم بغض النظر عن ابن الماجشون أو غيره و إذا كان يرى المعازف فسيقولون يرى المعازف
ـ[عبد وافتخر]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيكم جميعا كنت بكلم واحد على ان الاغانى حرام وجبتله الادله طبعا مش قصدى الاناشيد او الدف للنساء ليله عيد ولا جوارى صغار انا اقصد اغانى وموسيقى اليومين دول الى الشباب بيسمعوها ولكن اتى لى باكثر من شيخ بيقول ان الا غانى حلال وبعد كده لقيته حاطت على الموبيل بتاعه اغانى المطرب الفلانى وموسيقى متعرفوش شكلها ايه وبيقول انها حلال وياخذ راى العلماء الى قالوا الاغانى حلال بيخدوها على وجه العموم وهى فتنه رهيبه ارجو الاستفاده من النخبه المجتهدين الى موجودين معنا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
أخى النورانى بارك الله فيك وفى علمك، وبعيدا عن ما كنا نتناقش فيه،فأرى أن اتركه بعض الوقت ريثما أصل فيه لرأى فإن وجدت الأمر محسوما كما قلت فسأعلن ذلك جهار، فلا حاجة لنا إلا الحق ونشره بين الناس، ونعوذ بالله أن نكون ممن يستمع القول فلا يتبعه،ولكن ليطمئن قلبى
أما بخصوص أسانيد ابن عمر وابن جعفر وابن الزبير فأرى أن تبدأ فى طرحها وتذكر تعليقاتك عليها، فلعل ما أنا متمسك به يكون هو الخطأ وما توصلت إليه هو الصواب،وذلك فى إطار مناقشة علمية هادئة وهادفة
والله أسأل أن يرزقنا الفهم والعلم بحوله وقوته
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 12:59]ـ
تكملة و عذراً لتقطع الموضوع
أنا لم أتطرق أصلاً لمذهب ابن الماجشون بل لمن وصفه بأن يرى السماع و الغناء و أن هذا الوصف لا يلزم منه أنه يرى المعازف لأن العالم قد يرى السماع و الغناء و لا يرى المعازف
فسأعد هذا نفثة مصدور كما قلت مع أمنياتي أن يكون تبين ما أريد و سلم الصدر
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:46]ـ
تكملة و عذراً لتقطع الموضوع
أنا لم أتطرق أصلاً لمذهب ابن الماجشون بل لمن وصفه بأن يرى السماع و الغناء و أن هذا الوصف لا يلزم منه أنه يرى المعازف لأن العالم قد يرى السماع و الغناء و لا يرى المعازف
فسأعد هذا نفثة مصدور كما قلت مع أمنياتي أن يكون تبين ما أريد و سلم الصدر
حيَّاك الله يا أخي على تقبُّلك نفثة أخيك!!
لكن أعود وأقول لك: أنت لم تتأمل أول مشاركة لي جيدا!! هناك تجد الدليل والقرائن الثابتة على كون أهل المدينة: كانوا لا يرون بمطلق السماع بأسا!! سواء في هذا الغناء والألحان والمعازف!! وأبو سلمة ابن الماجشون: كان مدنيا حتى النخاع!! وقد ذكرتُ الدليل بخصوص إباحته سماع المعازف والألحان!! وهكذا كان ابن عمه عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون، وابنه عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون، وغيرهم من أهل البيت الماجشوني، فمحاولة صرف إباحة هؤلاء لصريح المعازف، إلى ذلك السماع الذي يكاد يكون الاتفاق على جوازه قائما!! ما هي إلا محاولة فاشلة جدا!! بل وتخديش في الرخام أيضا!!
والرجاء من كل من يريد أن يدلي بدلوه في هذا المكان: أن يقف طويلا عند المشاركات السابقة لهذا العبد الفقير الموسوم بـ (النوراني) حتى لا يصبح المتكلم ممن يهرف بما لا يعرف!! والله المستعان .. فإني والله قد سئمت!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ما هذا العجز يا أخي!! هلاَّ برَّكتَ وقلتَ: ما شاء الله على تفاعل الإخوان، وجميل ما جاءوا به حول هذا الموضوع!!؟ فكأنك يا عبد الله: ما مقلت عيناك أبحاث إخوتك!! ولا أطربك عزف أبكار أدلتهم!! ولا مال قلبك إلى طريف مناقشتهم، وبديع محاورتهم!! مع أني أجزم لك: أن سواد جفونك لم يكتحل بمثل ما تراه حول هذا الموضوع إلا هنا!! فما أوحشك من الجدل العلمي؟ وما صدفك عن هذا الكلام الشرعي؟!! وأين تلك الخناقة التي جادت بها رأسك؟ و سمحت بالنطق بها قريحتك؟ وهل مثل تلك الأنفاس الشريفة: يصح لكل مغامر أن يجعلها (خناقة!!)
فيا لله العجب!! ويا فرح الشيطان بذلك التثبيط البارد!!
فإن قلتَ: أُراني قد شممتُ رائحة تلك: (الخناقة)!! من بعض كلمات المشاركين!!
فأقول لك: كأنك ما تُحسن التفريق بين الجدل العلمي - وإن كان فيه بعض غلظة - وبين المشاجرات بالسب والشتم والتجريح؟!! ومتى استويا هذان في ميزان قط؟!! فبأي لسان تتكلم سوى لسان العجلة؟ وبأي فهم تتبصر الأمور هنا سوى ذلك الفهم المدخول؟!!
وأنا أخبرك: أن تلك الخناقات، وتبادل اللطمات، مع تمزيق الشعور، وجر الذيول، وفرش الملاءة، وبسط لسان السخف والبذاءة: لن تجدها في هذا المنتدى إن شاء الله، إنما تراها هناك هناك، في تلك الأزقة الضيقة، والحارات المتضيقة، والشوارع المزدوجة، والأماكن المعتلجة، حيث الفحش والتفحش، والتوبيخ والتجريح، وكل قول قبيح!! عافانا الله وإياك، وهدانا وهداك ...
ووا لله ما أنصفتَ يا أبا فهر ولا قاربت!! وما حكمتَ بين الغرماء ولا عدلتَ!!
وهلاَّ إذ لم تشاركهم الفائدة، وتخوض معهم طريف تلكم التجربة: كنتَ قد أدلوتَ بدلوك، ونزلتَ برحلك، حكما عدلا بين الرابح منهم والمربوح!! والظافر بحلقة السبق فيهم وذلك المتحسِّر المجروح؟!! ولكن أنساك أبو مُرَّة أُولاها، فأمكن القارة من رماها!!
فسامحني الله وإياك، وجعل الجنة متقلَّبي ومثواك .. هذا وأنا المحب المخلص .. والله حسيبي ..
الحمد لله وحده.
أما لفظ (الخناقة) فهو عامي في موضع (الشجار) و (الاشتجار) والجميع يطلق وييراد به -ذهناً- مطلق الخلاف ..
ثم يضاف هذا الذهني إلى خلاف معين .. فيكون (خناقة) (وشجار) و (اشتجار) باللفظ .. ويكون باليد .. ويكون بالسيف ..
وإنما حملت أنت لفظ (الخناقة) في كلامي على المعنى الذي حملتَه ولم أرده وإنما أردت خلاف الرأي (مما يشجر بين المؤمنين) فيوجب عليهم رد التنازع إلى الوحيين ..
وهذا الحملُ خطأ منك تتحمل أنت وحدك تبعنه، قادك إلى هذا الخطأ جريك على ظاهرية نكدة لم يسلم منها لا الظاهرية ولا عدد من أتباع المذاهب الأربعة ..
وتلك الظاهرية قد حذرنا من خطرها وضلالها عن الحق كثيراً=إذ تجعل مراد المتكلم هو عين ما تبادر إلى ذهن السامع وفق موروثه الذهني من اللغة .. وإن أحسن الناظر منهم =بحث بحثاً أعرجاً في كتب المعاجم .. واعتمد عليها
وطلب تفسير كلام المتكلم ليس هذا سبيله ...
وأصل كلامي كان مداعبة للشيخ ابن سفران أقصد به معهوداً ذهنياً بيني وبينه وما قصدتُ به مشاركتكم حواركم الشيق فضلاً عن أن أنصب نفسي حكماً بينكم ..
هذا فيما يتعلق بكلامك المعين ...
أمر آخر:
الذي يبدو لي أن لك اشتغال حسن بالعلم ... ومثلك قليل خاصة في مصر فأحب لك أن يكون هديك أحسن من هذا .. ولسانك أحسن من هذا ... ولو عمدت إلى نسخة مشكولة من صحيح البخاري فقرأت منها كل يوم عشر صفحات بصوت عال=لقربك هذا من بيان النبوة فوق ما يقربك هذا من رفق النبوة وحلاوة لسان النبي (ص) بعيداً عن تقمص شخصية ابن حزم في مخاطبة الناس (وقد رأيتُك مرة تحذر مخالفك من أن يصيبه سيل لفظ لسانك) ...
وفقتا الله وإياك إلى الخير ووصلك بالهدي الأول واللسان الأول والسمت الأول .. أحبك الله وختم لنا ولك بخير ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 11:49]ـ
...
أمر آخر:
الذي يبدو لي أن لك اشتغال حسن بالعلم ... ومثلك قليل خاصة في مصر فأحب لك أن يكون هديك أحسن من هذا .. ولسانك أحسن من هذا ... ولو عمدت إلى نسخة مشكولة من صحيح البخاري فقرأت منها كل يوم عشر صفحات بصوت عال=لقربك هذا من بيان النبوة فوق ما يقربك هذا من رفق النبوة وحلاوة لسان النبي (ص) بعيداً عن تقمص شخصية ابن حزم في مخاطبة الناس (وقد رأيتُك مرة تحذر مخالفك من أن يصيبه سيل لفظ لسانك) ...
وفقتا الله وإياك إلى الخير ووصلك بالهدي الأول واللسان الأول والسمت الأول .. أحبك الله وختم لنا ولك بخير ..
لا فُض فوك أبا فهر! ولا عدمتُ منك نصيحة قط!! ومع ما في كلامك مما لا يعجبني، فضلا عن أن يرضيني!! إلا أني أتقبل مجمله بطيب خاطر، ولست ممن يتجافى عن موعظة أخيه، بل أنا لك ولغيرك خادم خانع!! طالما دامت نصائحكم لي! وكم أنا بحاجة إلى تقويم ديني قبل تقويم لساني؟!
ولكن ما الحيلة وأنا المتعثِّر في أذيالي، والمتخبِّط في أقوالي وأفعالي!!
ووالله لقد طال الجزع، وتفاقم الندم: على أوقات مضت في غير طاعة الله، بل وانقصم الظهر، وعظم الأمر: على أزمنة ولَّت في معصية الله!! فيا ويلي وطول حزني، ووا أسفي وعظيم همي وغمي!! ومن يندب سوء حالي إن لم أندبه بلساني!! فاللهم غفرا غفرا .. وعفوا وكرما ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:51]ـ
يا ابا فهر لم ياأخى هذا التعصب وهذه الشدة تصف الظاهرية بأنها خطر وضلال عن الحق
ثم توصى النورانى بأن لا يتبع ابن حزم فى لسانه
فماذا عنك يا أخى وقد ضللت الظاهرية كلهم
هل لسانك بذلك عف عن السوء
يا اخى وودت لو ان التعصب ننحيه جانبا ولا نجعل الأحكام عامة ونطلقها هكذا
فأنا أظن أن أهل العلم يفهمون معنى هذا الكلام
يا أخى هل ابن حزم بقولك هذا من أهل الضلال
وهل داود ابن على
وهل المنذر بن سعيد البلوطى
وهل ابن دحية المحدث الكبير
وهل الحميدى تلميذ ابن حزم
وهل الوزير ابن العربى والد القاضى أبى بكر ابن العربى المالكى
وهل ابن مضاء
وهل أحمد بن بقى بن مخلد
وهل ابن نباته المحدث الشهير
وهل أبو حيان الغرناطى
وهل المقريزى
وهل وهل
هل كل هؤلاء كانوا على خطر وضلال عن الحق
ألم تستفد شيئا واحدا من واحد منهم
ألم تستفد من ابن حزم تعزيز النصوص
ألم تستفد حديثا واحدا من ابن دحية
ألم تنظر فى متب أبى حيات
ألم تقرأ الرد على النحاة لابن مضاء
هل الظاهرية ليس فيها إلا لسان ابن حزم الشديد
وماذا عن لسانك فقد ضللت القوم جميعا بجرة قلم وضلللتنى معهم وضللت كل ظاهرى
ولم تستثنى أحدا
يا أخى أمسك عليك لسانك فإن لحوم العلماء مسمومة ولن ينجو من بارز عالما بسوؤ فكيف وقد ضللت القوم كلهم ولم تستثنى منهم أحدا لمجرد لسان ابن حزم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 11:21]ـ
الفاضل النوراني: هذا ظني بك .... فاللهم بارك في عبدك هذا ووفقه لكل خير في الدنيا والآخرة وارزقه سداد القول والعمل ...
===================
الأستاذ عبد الباقي: ليس في وصف جماعة من الناس بأنهم ضلوا عن الحق في باب (وكلامنا عن باب معين وهو باب تفسير كلام المتكلم) =شئ يعيب رفق المرء أو سداد لسانه ..
وما من أحد من الناس مهما عظم شأنه أو جل من السلف أو من الخلف إلا ويقع له من الضلال عن الحق بحسب ما يشاء الله له .. ولا معصوم من هذا إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
ولو تأملتَ لعلمتَ أني وصفتُ بالضلال عن الحق في هذا الباب: الظاهرية وكثير من أتباع المذاهب الأربعة؛ فلم أخص الظاهرية بشئ ..
وليس لفظ الضلال ذاته بمستقبح إلا على التلقي الذهني العامي للألفاظ. وإلا فلفظ الضلال كلفظ الخطأ وقد أشار لهذا الشيخ ابن عثيمين، وهو أكثر في بيان القرآن للدلالة على الخطأ، وبسبب هذا التلقي العامي زعم بعضهم وقوع إخوة يوسف في الكفر ..
وإنما يُعاب الإنسان في هذا الباب بأمرين:
1 - أن يصف بالضلال عن الحق من ليس بضال عن الحق دون أن يكون قد استفرغ وسعه واجتهد حتى وصل إلى هذا فيكون بين الأجر والأجرين، أما أن يُشيع قالة السوء بالتخطئة هجوماً على البحث من غير روية أو امتلاك آلة أو تقليد =فهذا عندي هو العيب الأول.
2 - العيب الثاني أن يزعم الإنسان ضلال واحد من المسلمين عن الحق كله فلم يُصب منه شئ.
3 - العيب الثالث مما يُعاب على الإنسان في هذا الباب (وهو أخفاها) أن يقود المرءَ ما يجده من أخطاء وضلال عن الحق لابن حزم أو الشافعي أو غيرهما =إلى التقصير في طلب الأبواب الأخرى التي أصاب فيها أولئك الحقَ، أو أن يقوده بعض الضلال عن الحق في كلامهم إلى التعدي والبغي وعدم الإعذار،وذمهم والتعامل معهم كأنما خالفوا ثوابت وقطعيات من أصل الدين.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 07:46]ـ
بارك الله فيك أخى ابا فهر، واعلم انا بحمد الله لم نألو جهدا فى توضيح الحق أينما كان، ولسنا بمن يتعصب لأحد، إنما نحن ندعو المسلمين كما قلت إلى الوحيين عند التنازع
واعلم أيضا بأن أول عمل لى أيام كونى أعد أطروحة الماجستير وكانت عن ابن حزم أن طلب منى استاذى المشرف أن أعد له أطروحة حول المسائل الخلافية بين داود مؤسس المذهب وابن حزم
فجمعتها وذلك ليخرجنى من التأثر بابن حزم فى كل ما يقول، ولو اننى لم اكن أهلا لذلك أو اننى أريد غير الحق لما وافقت أستاذى ولما أعددت الأطروحة أصلا
كما أن إخوانى من الظاهرية وأنا أعرفهم جيدا نحسبهم على خير والله حسيبهم ما يبغون إلا الحق، ومنهم من صنف فى أخطاء ابن حزم تنزيها لابن حزم وللمذهب الظاهرى وطلبا للحق أو قل طلبا للحق أولا ثم رتب ما شئت بعد ذلك
وأنا كنت واحدا ممن اهم بالتصنيف فى ذلك طلبا للحق ليس إلا
ولم أنس أبدا نصائح اساتذنى عندما قررت خوض غمار عالم ابن حزم بقولهم لى " من دخل عالم ابن حزم لا يستطيع أن يخرج منه إلا حزميا ظاهريا" رغم أننى كنت بالفعل ظاهريا قبل أن أدرس ابن حزم فى أطروحتى للماجستير وكذا بعد ذلك فى الدكتوراة عندما شرعت فى دراسة الظاهرية والمالكية.
فكنت حريصا أن تكون لى شخصيتى وكيانى، وما حبى لابن حزم أو غيره من الظاهرية إلا حبا لتعزيز النصوص
فلسنا يا أخى ممن يقول قال ابن حزم ولا قال داود ومن ثم قلنا مرارا ان الظاهرية ليست مذهبا قدر ما هى منهجا فى التعامل مع النصوص
النس يا أخى لا يفهمون ما قلته وأنا واحد من المتخصصين انطلىعلىكلامك أصلا فكيف بالعامة، رجاء عند الحديث عن الأئمة أننوضح ما نريد بألفاظ محددة فرب قارىء يدخل فيرا ما هو مكتوب فيقول أهل الظاهر أو غيرهم أهل ضلال وفساد
فنكون بذلك أفسدنا أكثر مما أصلحنا رغم كوننا ما أردنا إلا الإصلاح
أرجو يا أخى أن تكون رسالتى وصلتك
والله نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل
علىأمل بعودة للتواصل حول الحق وليس ردا ودفاعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 11:06]ـ
أخى عبدالله بن سفران ما رأيك فى حال عبيد الله بن سعيد أراك كنت ترى توثيقه فما قولك
فى كلام ابن حبان فيه، وتعقيب كل من الذهبى وابن حجر، ورواية من روى من طريقة أن لا يستوقفنا هذا الأمر
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 04:57]ـ
بارك الله في اطلالاتك القليلة شيخنا أبا فهر ... مؤلم و دقيق
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 09:18]ـ
للمتابعة؛ وبارك الله في الجميع، وسددهم إلى الحق
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 06:18]ـ
- قائل في القرون الثلاثة الأولى ولا مانع من الرابع.
2 - له قول ثابت نقلاً.
3 - صريح في إجازة المعازف.
4 - كلها لا بعضها.
حصرتَ قولك في المعازف دون الغناء، والأقوال في إباحة الغناء دون نفي أو إثبات لوجود آلة مصاحبة له أكثر من الأقوال في إباحة الآلات [وهناك غناء دون آلة وغناء مصاحب لتلحين، والألحان لا تكون إلا معزوفة عبر الضرب بآلة لضبط الإيقاع والميزان، فالإشارات الجسدية للتطريب المروية (كتحريك الرأس أو الرجل) تكون في الغالب نتيجة إيقاع وميزان متناغمان صادران عن آلة] لكن الشرط الرابع شرط غير معقول، فالمعازف مختلف في معناها أولا و الآلات الموسيقية لم تظهر جملة واحدة وإنما تدرجت في الظهور عبر الأزمان والثقافات فجاء الكمان والبيانو والقيثارة وغيرها مما لم يعرفه أهل القرون الثلاثة، والمجيزون عندهم الأصل في الآلات الإباحة على خلاف المانعين الذين يقولون الأصل في الآلات التحريم .. فهنا يظهر من أين تستمد شرطك الرابع.
إن تخليتَ عن شرطك الرابع أتيتك بنصوص عن اهل القرون الأربعة علما بأن القرون اللاحقة (من الخامسة إلى آخره .. ) بها أقوال أكثر .. ويكفيك نص واحد صحيح صريح لينتهي هدف الرابط.
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 10:19]ـ
وكم أزعجني أن يأتي باحث يريد أن يثبت ذلك فيركم كومة من النقول خالطاً فيها الكلام عن الغناء وعن الدف كي يتيه فيها القارئ ويغسل دماغه فيعتقد واهماً أنه أثبت أن مسألة حرمة المعازف خلافية.
لا أعلم مطلقا باحثا من المجيزين استدل بآثار الغناء على المعازف، بل كل النقولات تضمنت الغناء أو المعازف أو كلاهما معا ... ولم يحدث إجماع قط في المسألة والعلماء الثقات حكوا الخلاف في ذلك ولهذا قال الإمام الشوكاني رحمه الله في رسالته في السماع ص 18:
"إن السماع بآلة وغيرها من مواطن الخلاف بين أهل العلم ومن المسائل التي لا ينبغي التشديد في النكير على فاعلها.
وهذا الغرض هو الذي حملنا على جمع هذه الرسالة لأن في الناس من يزعم لقلة عرفانه بعلوم الاستدلال وتعطل جوابه عن الدراية بالأقوال: إن تحريم الغناء بآلة وغيرها من القطعيات المجمع على تحريمها. وقد علمت أن هذه الفرية ما فيها مرية وجهالة لا محالة وقصر باع بغير نزاع.
فهذا هو الأمر الباعث على جمع هذه المباحث:
لما لا يخفى على عارف أن رمي من ذكرنا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وجماعة من أئمة المسلمين بارتكاب محرم قطعا من أشنع الشنع وأبدع البدع وأوحش الجهالات وأفحش الضلالات فقصدنا الذب عن أعراضهم الشريفة والدفع عن هذا الجناب للعقول السخيفة .. أ. هـ
ويقول ابن كنانة في شرح الخرشي على خليل (3/ 304): تجوز الزمارة والبوق التي لا تلهي كل اللهو.
ويقول الونشريسي في المعيار (11/ 108): لما سئل عن الضرب بالطار المزنج والأكف؟ هل ذلك مما يجوز سماعه أو هو مكروه أو محرم.
فأجاب: الطار المزنج والضرب بالأكف لا يقال في ذلك إنه حرام بمجرده إلا أن يقترن به محرم فيحرم بسبب ما صحبه لكن ضرب الأكف من باب اللهو يفتقر ذلك في العرس الذي أباح الشرع فيه بعض اللهو وأما في غير ذلك فهو لعب ولهو ولا يتعاطى ذلك مهتم بدينه أ. هـ
وقال مالك: إن اللهو الخفيف مثل الدف والكبر فإني أراه خفيفا. قاله ابن القاسم والخرشي على مختصر خليل (3/ 304) وانظر التمهيد لابن عبد البر (10/ 180).
ونقل الشوكاني عن القفال أن مالكا أباح الغناء والمعازف.
وحكى الإباحة عنه أبو القاسم القشيري والأستاذ أبو منصور وغيرهما.
ويقول الزبيدي في الإتحاف (7/ 575) بعد أن ذكر أنه سأل فضلاء المالكية عن نص عن مالك في الحرمة فأخبروه أنه لا يوجد فقال ما ملخصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالجملة: فإذا لم يكن له نص في المسألة فما استنبطوه غير متجه إذ هو محتمل وما نقل عنه بالإسناد أنه سئل عنه فقال: إنما يفعله عندنا الفساق محتمل وأنه لا يجوز: محمول على غناء يقترن به منكر ونحوه جمعا بين النقول التي قدمناها التي هي صريحة وأيضا فقوله: إنما يفعله عندنا الفساق محتمل أن الذين نعهدهم أو نعرفهم يسمعونه عندنا وصفهم كذا فلا يدل على التحريم كما إذا قلت: ما قولك في المتفرجين في البحر؟ فتقول: إنما يفعله عندنا أهل اللعب والفساد فلا دلالة على تحريم فرجة البحر.
ثم المسألة سهلة جدا، ويكفي أن نأتي لك برواية في آلة غير الدف حتى تسقط دعواك:
1 - عن موسى بن المغيرة الجمحي قال ختنني أبي فدعا عطاء بن أب رباح فدخل الوليمة وثم قوم يضربون بالعود ويغنون، قال: فلما رأوه أمسكوا، فقال عطاء: لا أجلس حتى تعودوا على ما كنتم عليه، قال: فعادوا، فجلس فتغذى. (أخرجه الحافظ الفاكهي في "أخبار مكة" 3/ 22)
2 - وعن غنيمة جارية سعيد بن المسيب، قالت: كانَ سَعيد لا يأذَنُ لابنَتِه في اللعب ببَناتِ العاج، وَكانَ يُرَخصُ لَها في الكَبَرِ، يعني الطبلَ. (أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 134 وإسناده صالح).
3 - وقصة الرشيد حين سأل إبراهيم بن سعد عن حديث المخزومية التي قطعها النبي (ص) في سرقة الحلي، فنادى إبراهيم بعود ... والقصة كاملة أخرجها الخطيب في تاريخه، وابن عساكر بإسناد صحيح.
4 - والمنهال بن عمرو الأسدي المحدث الثقة الذي احتج به البخاري في صحيحه ووثقه عدد من المحدثين، كان يضرب بالطنبور في قصة رواها الخطيب في الكفاية وابن عساكر في تاريخه بإسناد صحيح.
5 - أثبت الذهبي في السير (5/ 370) وتاريخ الإسلام (5/ 19) والمزي في تهذيب الكمال (3/ 1551) وابن حجر في تهذيب التهذيب (11/ 311) أنه إبان إمرة عمر بن عبد العزيز على المدينة كان يجالس ويأنس بيعقوب بن دينار الماجشون المشهور بتعليم الغناء واتخاذ القيان.
ومشهور عن الماجشون الضرب على المعازف، وقد أورد ابن خلكان بعض أسماء المعازف التي كان يستعملها ومنها الكبر والبربط.
والكلام طويل ذو شجون، ويكفي من العقد ما لف العنق.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 05:12]ـ
.
.304):
؟ 1 - عن موسى بن المغيرة الجمحي قال ختنني أبي فدعا عطاء بن أب رباح فدخل الوليمة وثم قوم يضربون بالعود ويغنون، قال: فلما رأوه أمسكوا، فقال عطاء: لا أجلس حتى تعودوا على ما كنتم عليه، قال: فعادوا، فجلس فتغذى. (أخرجه الحافظ الفاكهي في "أخبار مكة" 3/ 22)
2 - وعن غنيمة جارية سعيد بن المسيب، قالت: كانَ سَعيد لا يأذَنُ لابنَتِه في اللعب ببَناتِ العاج، وَكانَ يُرَخصُ لَها في الكَبَرِ، يعني الطبلَ. (أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 134 وإسناده صالح).
3 - وقصة الرشيد حين سأل إبراهيم بن سعد عن حديث المخزومية التي قطعها النبي (ص) في سرقة الحلي، فنادى إبراهيم بعود ... والقصة كاملة أخرجها الخطيب في تاريخه، وابن عساكر بإسناد صحيح.
4 - والمنهال بن عمرو الأسدي المحدث الثقة الذي احتج به البخاري في صحيحه ووثقه عدد من المحدثين، كان يضرب بالطنبور في قصة رواها الخطيب في الكفاية وابن عساكر في تاريخه بإسناد صحيح.
5 - أثبت الذهبي في السير (5/ 370) وتاريخ الإسلام (5/ 19) والمزي في تهذيب الكمال (3/ 1551) وابن حجر في تهذيب التهذيب (11/ 311) أنه إبان إمرة عمر بن عبد العزيز على المدينة كان يجالس ويأنس بيعقوب بن دينار الماجشون المشهور بتعليم الغناء واتخاذ القيان.
ومشهور عن الماجشون الضرب على المعازف، وقد أورد ابن خلكان بعض أسماء المعازف التي كان يستعملها ومنها الكبر والبربط.
والكلام طويل ذو شجون، ويكفي من العقد ما لف العنق.
مهلا يا عبد الله!! بل حنانيْك وهداديْك!! فكل ما ذكرته من تلك الآثار: لا يثبت منه شيئ إلى من نسبته إليه أصلا!! وتصْحِيْحُك لبعضها: مجازفة لا ريب فيها!! كأنك لم تقرأ ما سطرناه قبلك في هذا الموضوع البتة!! فما عليك إن تأمَّلْته ووقفتَ عنده قليلا، ثم عُدتَ إلينا مرة أخرى!!
وقد عانيتُ قبلك الخوض في غمار هذا الخطب: فما خرجتُ منه إلا بأثر صحيح صريح عن يوسف ابن الماجشون وحده!! فراجع مشاركاتي السابقة هناك؟! ثم انظر: ماذا ترى؟!!
#########
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 08:28]ـ
أعتذر للإخوان عن عدم تفاعلي مع الموضوع لانقطاعي عن النت.
والليلة وغدا أقرأ مشاركاتكم ثم إن كان لي قول قلته.
وأشكر لكم تفاعلكم مع الموضوع، كما أشد على أيديكم أن تحترموا بعضكم، وفقني الله وإياكم.
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 01:52]ـ
طيب ما رأيك -تفضلاً لا أمراً- أن تضع لنا الأسانيد يا أخ "النوراني" من الكتب التي استشهدتُ بها وتتحفنا بما تراه من علل في الآثار .. ونحن الآن لا نتناقش في مسألة الخلاف حول المعازف، فالخلاف مشهور معلوم صنف فيه من صنف ... وإنما عن هل الآثار التي جئتُ بها وسبقني في تصحيحها محدثون ثقاة هي صحيحة أم لا ...
الذي في النفس شك منه هو ما أخرجه الحافظ الفاكهي - من علماء القرن الثالث الهجري- في مصنفه أخبار مكة حيث قال:
وحدثني عبد الله بن أحمد، قال: ثنا محمد بن حسين الجمحي، عن موسى بن المغيرة الجمحي، قال: «ختنني أبي، فدعا عطاء بن أبي رباح، فدخل الوليمة، وثم قوم يضربون بالعود ويغنون قال: فلما رأوه أمسكوا، فقال عطاء: لا أجلس حتى تعودوا على ما كنتم عليه قال: فعادوا، فجلس، فتغدا»
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 02:15]ـ
هكذا فلتكن مجالس طلاب العلم
تحقيق وتنقيح ورد وجواب واستدلال ومناقشة وتوجيه واستطراد واستدراك وتعليم وتعلم وتذكير وسؤال وتربية ....
اشكر كل من شارك هنا ,ولصاحب الموضوع كذلك ,
يعجبني الطرح العلمي المؤصل على أصوله
اعذروني على المداخلة الاخوية
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - Nov-2008, صباحاً 02:24]ـ
هكذا فلتكن مجالس طلاب العلم
تحقيق وتنقيح ورد وجواب واستدلال ومناقشة وتوجيه واستطراد واستدراك وتعليم وتعلم وتذكير وسؤال وتربية ....
اشكر كل من شارك هنا ,ولصاحب الموضوع كذلك ,
يعجبني الطرح العلمي المؤصل على أصوله
اعذروني على المداخلة الاخوية
اضم صوتي ... تسجيل متابعة
ـ[شهاب الدين الإدريسي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 03:51]ـ
أخي النوراني، ما بال مشاركتك انقطعت على هذا الرابط نحسب أن المانع خير إن شاء الله، فصاحب المسابقة ذهب ولم يرجع بعد، ودخلتُ الرابط دون نية الفوز بها -يعلم الله- وإني متنازل عن جائزتها وإن اقتنع صاحب المسابقة بما كتبتُ ...
إنما كان غرضي هو تعرية ما خفي، وتبيان ان القول معتبر في المسألة وليس شاذا كما يقول البعض، فليس كل من انتحل اسم الفقه يعد فقياً، ولو أن زاعماً زعم أن أحدا لم يقل بالإباحة إلا ابن حزم أو ألصق ذلك بالظاهرية فقط لعلمتَ أنه ورسوخ العلم متخاصمان غير مجتمعان، وأن الله عز وجل أظهر الخلاف فيه من جديد، بعد ان خلت الساحة للرأي الواحد سويعات، وإني بحمد الله أضيف أثرا آخر عن تابعي كبير هو أبو عثمان النهدي حينما شبه صوت أبي موسى ولا يُشبَّه بمذموم حيث قال: "ماسمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة من حسن صوته" (صحيح أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد، وأبو نعيم في الحلية، وأبو عبيد في فضائل القرآن)
فلسان حال هذا التابعي يقول أنه سمع أحلى نغمات هذه الآلات فكان صوت أبي موسى بالقرآن أعذب منها.
وعندي بحمد الله تعالى مجموع من أقوال العلماء في المعازف من مختلف العصور تصل إلى العشرات، وقد يسر المولى عز وجل أن وقع تحت يدي صدفة قبل أيام كتاب قديم الطبعة يضم أربع رسائل لم أطالعها إلى الآن وهي:
* فرح الأسماع برخص السماع / لأبي المواهب التونسي المالكي.
* إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع / للشوكاني.
* بوارق الإلماع فى تكفير من يحرم مطلق السماع / أبي الفتوح أحمد الغزالي.
* رسالة في السماع / عيسى بن عبد الرحيم الكجراتي.
فهلاّ اعطيتني ادلتك في مسألة تضعيف بعض ماجئتُ به من آثار؟؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 10:36]ـ
أخي النوراني، ما بال مشاركتك انقطعت على هذا الرابط نحسب أن المانع خير إن شاء الله، فهلاّ اعطيتني ادلتك في مسألة تضعيف بعض ماجئتُ به من آثار؟؟
معذرة أيها الشهاب على انقطاعي دونك وأهل المنتدى جميعا!! فإن الخاطر متكدر، والبال متعكر!! وفي النفس تباريح لا أحب الجيشان بها مع كل أحد!!
وعل كل حال: فدونك ما تريد باقتضاب:
1 - أما أثر ابن المسيب: ففيه مولاته (غنيمة) وهي مغمورة لا تُعرف!! ونكرة لا تُتعرَّف!!
2 - وأما أثر عطاء: ففيه جهالة حال (موسى بن المغيرة)!! والراوي عنه لم أميزه بعد!!
3 - وأما أثر إبراهيم بن سعد الزهري: فباطل لا يثبت عنه أصلا!! كما شرحتُ ذلك سابقا ...
4 - وأما أثر المنهال: فصحيح عن شعبة أنه قال: (أتيت منزل منهال بن عمرو فسمعت منه صوت الطنبور فرجعت ولم أسأله!!) وهذا كما ترى: ليس فيه أنه الضارب بالطنبور!! أو أنه كان يسمعه أو أمر به!! ولهذا قال وهب بن جرير لما حكى له شعبة قوله الماضي قال (قلت: فهلا سألته عسى كان لا يعلم؟!!)
إذا عرفتَ هذا: عُلم أن قولك أيها الشهاب عن المنهال: (كان يضرب بالطنبور!!) زيادة من كيسك أيها الفاضل!!
5 - وأما أثر أبي عثمان النهدي: فثابت عنه، إلا أنه ليس صريح الدلالة في هذا الخطب!! ودوائر الاحتمال بشأنه تتخطفه من كل جانب!!
وليس يسلم لك أيها الشهاب: إلا ما ذكرته عن آل بيت ابن الماجشون وحسب!! وهذا ما سبقك العبد الفقير إليه؟! أعني: راقم تلك الكلمات هنا!! فانظر - غير مأمور - مشاركته الأولى في هذا الموضوع هناك ... والله يتولاك ...
وقد كنتُ دبجت موضوعا مفردا غاية!! بعنوان: (الجيْشُ الزَّاحِفْ!! لتقويض ِ دَعْوَى الإجْمَاعِ عَلَى تَحْريمِ المعازفْ!!) وبثثتُه على صفحة هذا المنتدى، ثم كان من حاله ما كان؟!! والله المستعان
وأخيرا:أُردِّدُ ما فاه به لسانك أيها الفاضل قائلا: (إنما كان غرضي هو تعرية ما خفي، وتبيان أن القول معتبر في المسألة وليس شاذا كما يقول البعض، فليس كل من انتحل اسم الفقه يعد فقياً، ولو أن زاعماً زعم أن أحدا لم يقل بالإباحة إلا ابن حزم أو ألصق ذلك بالظاهرية فقط، لعلمتَ أنه ورسوخَ العلم متخاصمان غير مجتمعين، وأن الله عز وجل أظهر الخلاف فيه من جديد!!)(/)
بخصوص الغرفة الصوتية لشيخنا سعد الحميد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:56]ـ
أرجو ذكر نبذة عن الرسالة التى سيشرحها شيخنا ورابط لها على النت
ـ[القاموس]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 07:26]ـ
الأخ / خالد المرسى، مرحباً بك:
أما عن الرسالة: فهي للصنعاني ويوضحها عنوانها، (اختلاف ألفاظ الحديث النبوي)، فالصنعاني رحمه الله سئل عن تعارض بعض الأحاديث وكيف السبيل إلى الجمع بينها، وذكر الصنعاني في جوابه أمثلة منها: حديث جابر وشراء النبي صلى الله عليه وسلم جمله [أي البعير] منه، فاختلفت الأحاديث في مقدار القيمة وغيرها. وكذلك الاختلاف في صلاة الكسوف ومقدار الركوعات فيها وغيرها، علماً أن الرسالة ستنزل أظنها هنا في هذا الموقع المبارك، والشيخ سعد الحميد سيشرحها ابتداءً من الخميس القادم، وشيخنا كما قيل (جذيلها المحكك وعُذيقُها المُرجّب) أسأل الله لي وله ولك وللإخوة جميعاً التوفيق والسداد.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:22]ـ
متى يبدأ الشرح بارك الله فيكم
ـ[القاموس]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:35]ـ
سيبدأ شرح رسالة الصنعاني يوم الخميس 24 من هذا الشهر (شوال).
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:03]ـ
رابط الغرفة بارك الله فيكم
ـ[رقاء]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.alukah.net/voiceroom/
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 08:41]ـ
فى الساعة كم بتوقيت مصر
ـ[الألوكة]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 12:57]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21456
أخي الكريم انظر الرابط أعلاه، لعل فيه فائدة.
والوقت حسب الإعلان بعد صلاة العشاء، بتوقيت السعودية - الرياض - لأن الشيخ يقيم هناك.
عليك مراعاة فارق التوقيت.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 02:47]ـ
وكم الفرق بين مصر والسعودية يعنى كم فى الوقت نوافقكم هنا
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 08:34]ـ
أخي خالد الفرق ساعة (ستون دقيقة)
أي
متأخرون
فإذا كانت الساعة الخامسة في مصر ففي السعودية تكون الساعة السادسة ,, وهكذا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:31]ـ
انا بصراحة لا أعرف أن أحسب هذا الحساب (بجد ولا أمزح) فقد أرهقت فى التفكير وما وصلت (ابتسامة)
قل لى متى سيكون ميعاد الدرس بالتوقيت المصرى
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:27]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 04:37]ـ
أذان العشاء 5.50 تقريباً ... في الرياض
وبين الأذان والإقامة 20 دقيقة , والدرس بعد الصلاة
يعني الدرس في حوالي الساعة 6.25
طبعاً كل هذا بتوقيت مصر وفلسطين
وبتوقيت مكة المكرمة تكون الساعة 7.25(/)
سؤال لأهل الاختصاص
ـ[المحاور]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيباني في الحجة: اخبرنا محمد بن ابان بن صالح عن هرير بن عبد الرحمن قال سمعت جدي رافع بن خديج قال: نشز بلال يؤذن للفجر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسفر أي بلال! قال فجلس ثم نشز الثانية ليؤذن فقال: أسفر أي بلال! فجلس ثم نشز .. قال: فتركه فأذن.
قال السيد مهدي حسن الكيلاني القادري معلقا:
قلت وهذه الطريق ترد تاويل الامام الشافعي وعنه الترمذي والبيهقي من معنى الاسفار بتحقيق الفجر ويشهد له رواية ابن ابي شيبة واسحاق وغيرهما كما في التلخيص بلفظ: ثوب بصلاة الصبح يا بلال حتى يبصر القوم بمواقع نبلهم من الاسفار , وحديث هرير بن عبد الرحمن صريح في ذلك لا يجري فيه ما زعموا من معنى الاسفار.
السؤال:
نرجو تخريجا وافيا للحديث السابق , وبيانا لصحة الاحتجاج به من عدمه , ثم ترجمة للسيد مهدي حسن عبد القادر وأعماله واقوال العلماء فيه , وتعقيبا على كلامه المذكور آنفا.
وجزاكم الله خيرا.(/)
استفسار ..... جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن يسري]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 06:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
جزى الله خيراً القائمين على المنتدى
يوجد عندي سوأل بخصوص خروج الزوجة من المنزل بدون إذن زوجها , هل إذا كان الخروج بغرض الذهاب للسوبر ماركت لشراء احياجات البيت. هل لابد من الاستئذان؟
وبخصوص سفر الزوجه بمحرم أو بدون محرم , أريد شرح الموضوع
وجزاكم الله خيراً , واعانكم على ما تقدمون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ايمان نور]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رابط مهم ناقش أدلة من أجازوا للمرأة السفر عند وجوب الحج والعمرة وثبت أنه لا يجوز للمرأة السفر بدون محرم ولو للحج أو العمرة أو الجهاد.
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=46251&Option=FatwaId
لكن اسأل معك مشايخنا الأفاضل كثيرا مانقرأ لا يجوز لها ذلك أى السفر إلا لضرورة ماسة شرعية؟
ماهى الضرورة إن لم تكن حجا وجهادا وعمرة؟
ولم أجاز متأخرى المالكية السفر مطلقا إذا أمنت الطريق؟
كيف هذا برجاء الشرح أهل الخير.
.أما الخروج إلى السوق فأعلم أنه لا يجوز إلا بإذن وبشرط أيضا أن يعلم الزوج أن السوق ليس مصدرا للفتنة فمعلوم أن أبغض البلاد إلى الله الأسواق لما فيها من شرور
ولكن العلماء يذكرون لنا مقولة إلا لضرورة ماسة ماهى تلك الضرورة؟
مثلا مرض ابن أو أب أو غير ذلك؟
وعلمت أن القصة الشهيرة التى يستشهد بها الكثير عن المرأة التى أبى زوجها أن تخرج لتمرض أبيها وبعد أن مات أت تصلى عليه ضعيفة وفى سندها متروك
ولكن نريد أمثلة متعددة للضرورة وهل يكفى الإذن العام للخروج المرأة أو الفتاة بمفردها؟
وجزاكم الله الجنة.
أعتذر أخى على التدخل رزقك الله رضاه والجنة وسخر لك بالخير عباده.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن يسري]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 09:11]ـ
جزاكي الله أختي
وللأسف الرابط لا يعمل
وننتظر رد باقي الأخوه جزاهم الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن يسري]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 10:20]ـ
في إنتظار الرد ....... جزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 11:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
http://www.google.com.sa/cse?cx=partner-pub-5610395403523893%3A15l8n332pn3&q=%D3%DD%D1+%C7%E1%E3%D1%C3%C9 +%E3%CD%D1%E3
الخروج بغرض الذهاب للسوبر ماركت لشراء احياجات البيت. هل لابد من الاستئذان؟
http://74.125.39.104/search?q=cache:H9bEFumRWF0J:is lamport.com/w/amm/ ... /1528/9068.htm+%22%D8%AE%D8%B1%D9%88 %D8%AC+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B 1%D8%A3%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D9% 88%D9%86+%D8%A5%D8%B0%D9%86%22&hl=ar&ct=clnk&cd=14&gl=sa(/)
ماذا تفهم من هذه الرسالة
ـ[محب ابن جبرين]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جائتك هذه الرسالة على جوالك ماذا تفهم منها
نص الرسالة"
عظة وعبرة:
نح نوح (نوح) ...
تحيا حياة (يحيى)!!
جزيتم خيرا ...
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:46]ـ
نُحْ نَوْحَ (نُوحٍ) ...
تَحْيَا حَيَاةَ (يَحْيَى)!(/)
إلى .. كافة الناس والخلق
ـ[السعيد شويل]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
****
الحمد لله
قد افتتح الله بحمده قرآنه العظيم وكتابه الحكيم فقال
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم 0 ِالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِين)
فالحمد لله الأول بلا ابتداء والحمد لله الآخر بلا انتهاء
والحمد لله الذى لانستفتح أو ننهى إلابحمده ولا
نستمنح النعم إلا بكرمه
والحمد لله علاّم الغيوب و المطلع على أسرار
وخفايا القلوب
*********
إعلم يا أخى الإنسان أن:
الله سبحانه وتعالى قد خلق الخلق لعبادته
وأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين
أرسلهم بالحق إلى مختلف الناس والخلق
ليأمرونهم بوحدانية الله وليبلغونهم رسالة الله بأن:
لاإله إلا الله لامعبود
ولا رب سواه
يقول الله جل علاه
لخاتم أنبياء ورسل الله سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ
لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)
*******
فجميع الأنبياء والمرسلين كانوا مبشرين ومنذرين
لكافة الإنس والجان على مر القرون والأزمان
ليقونهم المورد الوخيم والعذاب الأليم فى يوم الدين
وحتى لايأتون على الله محتجين
يقول رب العالمين
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ
حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُل)
*******
إلى أن بلغ دين الله أجله المعلوم
وبلغت رسالة الإسلام موعدها المحتوم
*****
إصطفى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
إصطفاه الله لأداء رسالته وحمل أمانته
واجتباه الله لينزل عليه كتابه فيكون هو آيته
****
لأنه قد حق ظهور دين الله فى الأجل المعلوم عند الله
وحق نزول كتاب الله على الأرض التى أراد الله بها الحياة
****
يقول من له الخلق والأمر
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ)
*******
فالهدى هو القرآن
ودين الحق هو الإسلام
والرسول هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
*****
ولقد كان مبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فى مكة أم القرى
إستجابة لدعاء خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام
حين ابتهل إلى الله ودعاه:
(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
******
فرسالته صلى الله عليه وسلم جاءت بعد تعاقب
الرسالات
ودينه جاء بعد تدرج الديانات
******
فالدين دين الله
والرسالة رسالة الهدى ودين الحق إلى كافة الناس
والخلق
******
وهذا الدين وتلك الرسالة
ليس لأمة بعينها ولكنه لجميع الأمم والعالمين منذ
مبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحتى يوم الدين
يقول الله جل سناه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيرا) ً
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعا)
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
*******
فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين
يقول رب العالمين
(رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين)
صلى الله عليه وسلم
هو الرسول والنذير لكافة عباد الله فى محياه
وسيظل هو الرسول والنذير لكافة خلق الله حتى
وهو فى مثواه .. فهو نذيرهم بكتاب الله
يقول الله جل علاه
(نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً)
****
ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى
كتاب الله
(أُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)
****
لذا:
فكل من بلغه القرآن
وكل من بلغه دين الإسلام
وكل من بلغه ذكر نبى الله عليه الصلاة والسلام:
فقد بلغه النذير من رب العالمين
****
فجميع الإنس والجان فى أى زمان أو مكان:
مخاطبون بالإيمان ومكلفون بالإسلام
****
وكافة الأمم التى خلقت ويخلقها الله:
منذ مبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحتى يوم أن نلقاه
هى أمة سيدنا رسول الله
فهو الرسول المرسل من الله لكافة عباد الله
******
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل من اتبع دينا غير دين الله:
الدين الذى أتى به سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم
فقد خالف أمرالله
لأن تعاقب الرسالات وتدرج الأديان قد اكتمل
ووصل إلى منتهاه
يقول سبحانه وتعالى
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)
****
فلا تحسبن
ياأخى الإنسان فى أى زمان كنت أو فى أى
مكان
أن يبلغك دين الله وذكر نبى الله صلى الله عليه وسلم
وتترك فيما أنت فيه .. لا تؤمر ولا تنهى!
*****
يقول رب العالمين لكافة الخلق أجمعين
(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً)
أحَسبتَ؟
أن يبلغك دين الله وهو الدين المرتضى من الله
وتبلغك رسالة خاتم أنبياء ورسل الله
وتترك هائما كالأنعام سائما كالأغنام
*****
كيف؟
ألا تعلم أنك عبد لله شئت أو شاء غيرك أم لا
يقول الله جل سناه
(أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)
*****
لقد ميزك الله بالعقل والبصيرة
لتبصر وتتبصر وتفقه وتتدبر ... لا لتشرك وعلى
ما أمرك الله به تتكبر
*****
أمامك كتاب الله
نذير لك ولغيرك ممن خلق ويخلق فى هذه الحياة
وجعله سبحانه وتعالى شرعاً لاينسخ وعقده عقداً
لايفسخ وأدامه حقاً لايدحض وقضى له بعز
المرافقين وذل الكفار والمنافقين
وتعهد الله بحفظه إلى يوم الدين
فقال العزيز الحكيم
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
*****
(لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)
*****
(صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ)
*****
(قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
*****
إن دين الإسلام هو دين الله:
إنه الدين الذى ارتضاه الله لكافة عباد الله
فهو تكليف
من الله لعباده بمجرد بلاغه أوإ بلاغه
*****
يقول الله جل علاه
(مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)
*****
(رَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)
*****
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)
*****
ألا تعلم ياأخى الإنسان
أن الله برأ البرايا صنوفاً وضروباً وقسمها فرقاً
وشعوباً
واختص سبحانه وتعالى منها بنى الإنسان
إختصهم بالألباب والأفهام وفضلهم على الجمادات
والأنعام
فخلق لهم: عقول وقلوب وأعين وآذان
يقول العزيز الرحمن
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا)
******
فلتعوا يا عباد الله
أن الله جل علاه لم يخلقكم فى ملكه ترتعون
وتنعمون
وبالدين الذى ارتضاه لكم تكفرون
يقول الله جل علاه
(َمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)
*****
(لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)
*****
(لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
*****
(لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ)
*****
(لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
******
ويقول مالك الملك والملكوت وصاحب العز
والجبروت
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
****************************** ******************
سعيد شويل
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 05:31]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أفضل شروح (للمبتدئين في الفنون)
ـ[االباحث]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
افضل الكتب التي اعتنت باصول الفنون كالورقات والآجرومية ومختصر الخرقي والاصول ال3 والواسطية للشارح الشيخ ابي عبد الله خالد الانصاري فانصح اخواني بالانتفاع بها واعتمد الشارح اسلوب التيسير اقرء وادع لي.(/)
سؤال بارك الله فيكم .. من بعض اخواننا من الجالية في بلاد الأندلس
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:11]ـ
سألني بعضهم ..
كان لهم جار في المغرب .. وطلب من والد السائل الذي يقيم في الاندلس أن يساعده للحصول على عقد عمل في الخارج .. وأعطاه مبلغا معينا مخصصا لذلك لكي يدفعه للناس المكلفين بذلك في اسبانيا .. لكن هذ الأخ المقيم في الخارج أخبره ان عقد العمل غير مضمون مئة بالمئة .. عموما .. حاول للمرة الأولى أن يدفع أوراقه .. فلم تقبل .. ثم المرة الثانية فلم يقبل .. وفي المرة الثالثة تم إلقاء القبض على الرجل المكلف ... بعقد العمل ....
المهم الوالد هنا الذي كان واسطة في هذا الأمر .. من اجل ايصال العمل يسأل ... هل عليه أن يعيد تلك الأموال للأخ في المغرب أم لا ...
نقلت السؤال بصيغتهم ..
أرجوا مساعدة إخوانكم ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:47]ـ
هل من مساعد؟
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 10:33]ـ
السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.
أخي إمام الأندلس؛ كان الأولى لك أن تطرح المسألة و قد أشكَلت عليك بارك اللّه فيك على أهل العِلم المعروفة أماكنهم و مواقعهم، أمّا إذا طرحتها تقصد بذلك تنشيط مباحثة أو مدارسة علمية فقهية فالأمر واسع على أن لا يأخذ القارئ الكلام في ذلك مأخذ الفتوى، فلا يخفى عليكم إمامنا أن إبداء الرأي مدارسةً غير إبدائِه فتوةً.
أمّا إذا اطّلع على سؤالك مَن هو أجدر بالجواب و له علم في ذلك، فلا يحرمنّنا مِن علمه.
أمّا مِن جهتي أخي فيمكن أن اقول لك مدارسةً لا فتوةً:
أنّ جواب المسألة ينبني على اساسين اثنين:
الأساس الأوّل: نوع العقد الّذي سُعي إليه.
الأساس الثّاني: طبيعة سعي الوالد.
و كلا الأمرين لم تذكرهما لنا أخانا إمام الأندلس.
فنجيبك على اساس إحتمالات ثلاث:
الإحتمال الأوّل: حِلّية عقد العمل في نفسه و تجرّد طبيعة سعي الوالد عن الحرام (كدفع الرّشوة لرئيس المعمل و نحوه):
فهنا لا أشكّ في جواز المعاملة و تحقّق ملكية المال (و هي من آثار العقد الصّحيح) للوالد الذي لا يجب عليه ردّه للمعطي بعد اتّفاقه معه على عدم ضمان النّتيجة، و هذا الاحتمال بعيد يؤكّد هذا وقوع السّاعي تحت القبض، فلو كان سعيه لم يشبه شيئ لما وقع في ما وقع، اللّهم إلاّ إذا كان مجرّد اتّهام بُرِّئ بعده.
الإحتمال الثّاني: حرمة عقد العمل في نفسه و حرمة طبيعة سعي الوالد:
فمثل هذا باتّفاق العلماء عقد باطل، و العقد الباطل لا تثبت به آثار العقد الصّحيح و الّتي من بينها ثبوت الملكية، فيجب عليه ردّ المال لصاحبه (المعطي).
الإحتمال الثّالث: حرمة عقد العمل في وصفه لا في نفسه:
و أقصد بـ: (في وصفه)؛ أنّ عقد العمل في حدّ ذاته جائز، لكن طريقة السّعي إلى تحصيله من طرف الوالد أثّرت فيه سلبا من حيث الصّفة، فلحقت الحرمة بالعقد من جهة الوسيلة لا من جهة الغاية، و مثل هذا عند الجمهور عقد باطل كذلك، أمّا عند الأحناف فعقد فاسد، مع العلم أنّ التعريف المشهور لدى الحنفية للعقد الفاسد أنّه ما كان مشروعا بأصله دون وصفه. لكن من حيث الثمرة التي هي عدم استحقاق المال المقبوض في هذه المعاملة هم متفقون مع الجمهور.
و خلاصة الجواب و اللّه أعلم (وهذا مني مدارسة كما قلت): على والد السّائل ردّ المال إلى جاره إذا كان أخذه مقابل سعيه في مصلحته بطريقة محرّمة (كدفع الرشوة أو مخالفة النظام العام الغير المخالف للإسلام في إسبانيا)، أو كان سعى له إلى تحصيل عقد عمل محرّم في نفسه (كبيع الخمر و نحو ذلك)، أما إن لم يكن هذا و لا ذاك فالمال قد استحقه و ليس عليه ردّه.
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا. و بارك اللّه فيك إمام الأندلس و لا تنسانا في دعواتك، و لا ينسونا الإخوة بالتعقيب علي أو تصويبي إذا كان ثمة هفوة أو خطأ، فإنّ ما قلته مدارسة علمية و ليس تعليما و بارك الله في الجميع.(/)
موقف السخاوى الشافعى من المقريزى المؤرخ العظيم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:37]ـ
السخاوى فحل من فحول الحديث، يعرف القاصى والدانى إمامته فىهذا الشان، وكيف لا وهو تلميذ الحافظ ابن حجر وحامل علمه، ومع ذلك فقد كان يتحامل فى ترجمته لأهل العلم خاصة من معاصريه تحاملا بينا، وربما وجه بعض الاتهامات لهم، وقد شاركنا من قبل بموضوع عن ما وقع بين السخاوى والسيوطى، بسبب ما كان يطرحه السخاوى من أحكامقاسية واتهامات ضد أقراه، ومنهم السيوطى
لقد تحدث السخاوى عن المقريزى واصفا إياه بالحفظ والضبط وخلافه ولكن مع ذلك وجه إليه تهمة شديدة وهى أنه سرق كتابه الخطط من مسودة لمؤرخ معاصر وهو شهاب الدين الأوحدى
وكرر هذه التهمة فى كتابه التبر المسبوك، ثم فى رسالته الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ
رجاء من الأخوة المشاركة فى هذا الموضوع إثراء للفكر أولا، وثانيا للوقوف على أحوال العلماء وسيرهم وكيفية التحقق من القيل والقال ن وهل كل ما ينقل صحيح ام فيه ما لا يقبل
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:36]ـ
هل من مشارك ايها الأخوة الفضلاء، هل من محب للسخاوى والمقريزى
أبسط الأمور اكثر طرح هذا الموضوع ايضا العلامة أستاذنا المرحوم محمد عبدالله عنان فىكتابه مؤرخو مصر الإسلامية، وفى كتابه تاريخ الخطط المصرية(/)
مكانة الخلفاء الراشدين الأربعة من النبي صلى الله عليه وسلم في النسب
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 08:26]ـ
مكانة الخلفاء الراشدين الأربعة من النبي صلى الله عليه وسلم في النسب
أبو بكر الصديق هو: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب وعدد آبائهما إلى مرة سواء.
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب وعدد ما بينهما من الآباء إلى كعب متفاوت بواحد فبين النبي صلى الله عليه وسلم وكعب سبعة آباء وبين عمر وبين كعب ثمانية.
عثمان بن عفان أبو عمرو القرشي بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف وعدد ما بينهما من الإباء متفاوت فالنبي صلى الله عليه وسلم من حيث العدد في درجة عفان كما وقع لعمر سواء.
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو الحسن وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيق أبيه واسمه عبد مناف على الصحيح ولد قبل البعثة بعشر سنين على الراجح وكان قد رباه النبي صلى الله عليه وسلم من صغره لقصة مذكورة في السيرة النبوية فلازمه من صغره فلم يفارقه إلى أن مات وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت ابنة عمة أبيه وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وقد أسلمت وصحبت وماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر 7/ 9، 44، 54، 71.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 01:10]ـ
بارك الله فيك أخى ابا عبدالله على هذه الفوائد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 06:39]ـ
جزاك الله خيراً(/)
المنظومة الدالية لابي الخطاب الكلوذاني
ـ[فارس ابن عامر]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: فلقد بحثت عن هذه القصية في الشبكة العنكبوتية ولم اجدها ... لذلك قلت اضعها لاخوة لينتفعوا بها ... والله الموفق:
دع عنك تذكار الخليط المنجد ... والشوق نحو الآنسات الخرد
والنوح فى اطلال سعدى انما ... تذكار سعدى شغل من لم يسعد
واسمع مقالى ان اردت تخلصا ... يوم الحساب وخذ بهديى تهتد
واقصد فانى قد قصدت موفقا ... نهج ابن حنبل الامام الاوحد
خير البرية بعد صحب محمد ... والتابعين امام كل موحد
ذى العلم والرأى الأصيل ومن حوى ... شرفا علا فوقا السها والفرقد
واعلم بأنى قد نظمت مسائلا ... لم آل فيها النصح غير مقلد
واجبت عن تسآل كل مهذب ... ذى صوله عند الجدال مسود
هجر الرقاد وبات ساهر ليله ... ذى همة لا يستلذ بمرقد
قوم طعا مهم دراسة علمهم ... يتسابقون الىالعلا والسودد
قالوا بماعرف المكلف ربه ... فأجبت بالنظر الصحيح المرشد
قالوا فهل رب الخلائق واحد ... قلت الكمال لربنا المتفرد
قالوا فهل لله عندك مشبه ... قلت المشبه في الجحيم الموصد
قالوا فهل تصف الاله ابن لنا ... قلت الصفات لذي الجلال السرمدي
قالوا فهل تلك الصفات قديمة ... كالذات قلت كذاك لم تتجدد
قالوا فأنت تراه جسما مثلنا ... قلت المجسم عندنا كالملحد
قالو فهل هو في الاماكن كلها ... فأجبت بل في العلو مذهب احمد
قالو فتزعم ان على العرش استوى ... قلت الصواب كذاك اخبر سيدي
قالوا فما معنى استواه ابن لنا ... فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
قالوا النزول فقلت ناقلة له ... قوم تمسكهم بشرع محمد
قالوا فيكف نزوله فأجبتهم ... لم ينقل التكييف لي في مسند
قالوا فينظر بالعيون ابن لنا ... فأجبت رؤيته لمن هو مهتدي
قالوا فهل لله علم قلت ما ... من عالم الا بعلم مرتدي
قالو فيصف انه متكلم ... قلت السكوت نقيصة المتوحد
قالوا فما القرآن قلت كلامه ... من غير ما حدث وغير تجدد
قالوا الذى نتلوه قلت كلامه ... لا ريب فيه عند كل مسدد
قالوا فأخال العباد فقلت ما ... من خالق غيرالاله الأمجد
قالوا فهل القبيح مراده ... قلت الاراده كلها للسيد
لو لم يرده لكان ذاك نقيصة ... سبحانه عن ان يعجز فى الردى
قالوا فما الايمان قلت مجاوبا ... عمل وتصديق بغير تبلد
قالوا فمن بعد النبى خليفة ... قلت الموحد قبل كل موحد
حاميه فى يوم العريش ومن له ... فى الغار مسعد ياله من مسعد
خير الصحابة والقرابة كلهم ... ذاك المؤيد قبل كل مؤيد
قالوا قمن صديق احمد قلت من ... تصديقه بين الورى لم يجحد
قالوا فمن تالى ابى بكر الرضا ... قلت الأمارة فى الأمام الأزهد
فاروق احمد والمهذب بعده ... نصر الشريعة باللسان وباليد
قالوا فثالثهم فقلت مارعا ... من بايع المختار عنه باليد
صهر النبى على ابنتيه ومن حوى ... فضلين فضل تلاوة وتهجيد
اعنى ابن عفان الشهيد ومن دعى ... فى الناس ذا النورين صهر محمد
قالوا فرابعهم فقلت مبادرا ... من حاز دونهم اخوة احمد
زوج البتول وخير من وطئ الحصى ... بعد الثلاثة والكريم المحتد
اعنى ابا الحسن الامام ومن له ... بين الانام فضائل لم تجحد
ولعم سيدنا النبى مناقب ... لو عددت لم تنحصر بتعدد
اعنى ابا الفضل الذى استسقى به ... عمر او ان الجدب بين الشهد
ذاك ا الهمام ابو الخلائف كلهم ... نسقا الى المستظهر بن المقتدى
صلى الا له عليه هبت صبا ... وعلى بنيه الراكعين السجد
وادام دولتهم علينا سر مدا ... ما حن فى الإسحار كل مغرد
قالوا ابان الكلودانى الهدى ... قلت الذى فوق السماء مؤيدى
ـــــ
هذه القصدية ذكرها ابن الجوزي في المنتظم وكذلك فيما اذكر انها في طبقات الحنابلة إن لم أخطاء ...
وسأذكر لكم إن شاء الله تعليقات الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك عليها وعلى ما وقع فيها من خطأ
والله الموفق
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 01:11]ـ
كتب الله اجرك شيخ فارس
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Apr-2010, صباحاً 01:56]ـ
تفضل أخي الكريم .. مخدومة مقابلة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25781
وهذه المنظومة (الحائية) أيضاً مخدومة مقابلة ..
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25747(/)
يَا نَشْء أَنْتَ رَجَاؤُنَا
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:21]ـ
يا نَشْء أَنْتَ رَجَاؤُنَا
أيّها الطّالب الحبيب -و الطّالب أقصد به الذّكر و الأنثى إطلاقا و تغليبا-؛ إنّي راوٍ لك قصّةً فتأمّلها و احفَظها، فإنّك قد لا تجدها عند غيري و لا أظنّ أنّك واجد، ذلك أنّ طريقها عزيز غريب، و راويها قد واراه مأوى كلّ غريب، حتّى تعلم أنّ جملة الإمام ابن باديس _رحمه اللّه_ الّتي جعلتُ صدرَها عنوانا لهذا المقال، ما خرجت على لسانه إلاّ بعدما اقْتاتَت مِن قلبه اقْتِياتا يَكشِف سرّ خلود الرّجل و كلماته، لتَعقِل بعد ذلك ضرورة إيجاد الجملة منزلةً في قلبك.
فضيلة الشّيخ لخضر جبروني _رحمه اللّه_؛ كان رجلا مِن روّاد مسجد حيّي و هو أحد تلامذة ابن باديس الّذين عاصرتُهم و اكْتَحَلتْ عيني برؤيتِهم، سُئل يوما مِن طرف شيخنا عبد الفتّاح زيراوي _العضو بإحدى فروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و المشرف العام على موقع ميراث السنّة_عن بعض مواقف الإمام، فأجابه بالحديث عمّا رآه بعينه فقال؛ جاء الإمام عبد الحميد بن باديس _رحمه اللّه_ إلى الجامع الأخضر بقسنطينة لإلقاء درسه المعتاد في تفسير القرآن الكريم و النّاس في الزّمان و المكان منتظرين، حتّى إذا وصل عند عَتَبَة باب الجامع وقف هُنَيَّةً، ينظر إلى ساحة الجامع و قد غَصَّت بالطلاّب و المتعلّمين ينتظرون الدّرس مُتزاحِمَةً رُكَبهم مُشرئِبَّةً أعناقهم، ثمّ يُجاوز الإمام العَتَبة قاصدا كرسيّ درسه متخطِّياً الجموع المتزاحمة، و هو يُردِِّد بصوت مسموع مُتهلِّلَ الوجه مُغْرَوْرِقَ العينين ذارِفَ الدّموع على الخدّين قائلا: "يا نشء أنت رَجاؤُنا و بك الصّباح قد اقترب".
رحمكَ اللّه أيّها الإمام و طيّب ثَراكَ و جَعَل الجنّة مُتقلَّبكَ و مَثْواكَ؛ فكم أحيَيْتَ مِن قلوب و حرَّرْت مِن عُقول، فجَعلتَ مِن أصحابها أنواراً للمهتدين و نيراناً على المعتدين.
رائِعة مِن روائع الشّيخ العلاّمة المُصلح الإمام عبد الحميد بن باديس -رحمه اللّه-، رَسَمَت هذا البيت و ما قبله و ما بعده، و إنّما انْتَقَيْتُه دون بقيّة الأبيات لقوّته و مباشرته الخطاب، وُجِّه للنّشء الّذي عاصر الإمام و لا يزال يُوَجَّه لكلّ ناشِئٍ مُمَيِِّزٍ عاقل، فكأنّما كُتب على لوحة سماوية تُظِلُّ مَن تحتها فلا يستطيع أحد لها مسحا و لا طَمْسا، بيت قد حَفظتَه أيّها النَّشء كما حَفظَه سابِقوك، بل رَسَخ في حافِظَتك و ذاكرتك رُسوخا قويّا لا يتَزعزع، فأنت المُردِّد و المُنشِد إيّاه رِدْحا مِن زَمَنٍ لا يزال يمضي بك على مقاعد الدّراسة.
فبارك اللّه في هذه الحافظة و الذّاكرة الّتي وَجَدَت فيها العلوم و الأنوار مُتَبَوَّئا، لكنّني أستسمحكَ أيّها الطّالب العزيز سائلا؛ هل وجَدَت تِلك الكلمات مع رُسوخها الذّهني مكانةً في قلبك و وعياً مِن عقلِك؟ أم هي مجرّد كلمات تُردّد و عبارات تُلفظ لا تكاد تُجاوز حنجرتك؟!.
و ليس لمِثلك بدينِك و جزائريّتِك أنْ يكون حظّه مِن البيت التَذكُّر على حساب التَدبُّر، و المَباني على حساب المَعاني، و التَّسْلِية على حساب التَّحْلِية، و ما هذا إلاّ لأنّ البيت قد خرج مَخْرَج الوصيّة للأبناء و الأحفاد، مُتجاوزا المعنى الضيّق للوصايا الّتي تراعي عادةً أمور الأموال و الأوقاف و المواريث ... ، بل هي وصيّة ذهبيّة مِن رَجل ربّاني إلى أجيال متعاقبة في أزمنة متلاحقة، قد جاءت لغتها سهلة العبارة واضحة المعنى؛ فالمُخاطَب هم الطلاّب و الشّباب الّذين ترجو منهم أمّتهم رفع الجهل عنها و الذلّ الّلذان يُشَبَّهان عادة باللّيل و الظّلام، فيكون اجتهادهم و سعيهم لتحقييق هذه الرّسالة النّبيلة صباحا يقترب فيبزغ فجره بعد ليل مُظلِم و يُضيءُ نوره بعد ظلام دامِس، يزداد اقتراباً كلّما قوي الاجتهاد و زاد السّعي حتّى يُؤسَّسُ لأسباب عِزَّة الأمّة و تمكينها.
فلا تجعل نفسَك أيّها الطّالب الغالي استثناءً مِن المُوصَى له و المُوصَى به، بل أنت المُخَصَّص و الأَولى بذلك ما توجَّه إليك الخِطاب قراءةً منك و استماعاً، فقد أضحى لغيرك خبراً و لك إنشاءً.
أيّها الطّالب البارّ؛ و اللّه لقد حَرَّك موقف الإمام في نفسي أشْجانا و استدرّ مِنّي دموعا، فهلاّ وَجَد ذلك مِنك على الأقلّ تأمّلا في كلماته و أخْذاً العبرةَ منها، فإنّها رسالة تنفعك أكثر مِن مئات الرّسائل، إذا كان لك قلب و ألقيت السّمع و أحسنت الوفاء.
و هذه بلادك الجزائر؛ قد خَلَت مِن المُسْتدمِرين بجُهد العلماء المصلحين و جهاد الأبطال المجاهدين بعد فضل اللّه سبحانه، فإذا بها أرض حُرَّة غَنَّاء تُكْرِم و تأوي أهلها بعدما سُقِيَت جنّاتها عَرَقا و دما، فحافظ أيّها الوَلَد على يوْمِها و غَدِها كما حَافظ أولئك على أَمْسِها، و ستجدها كريمَةً مِعطاءةً ما أكرمتَها و أعطيتَها تفكيركَ و جُهدك في تثبيت راية الإسلام و التّوحيد عليها، و تأسيس أسباب التفوّق الحضاري فيها.
و لا تُشغلنَّك سَفاسِف الأمور و هَنّات الطّريق عن الوصية و المُضي في تحقيقها، فَكُنْ كالعَلْياء و الجبل الشّامخ، و إيّاكَ أن تلتفت لنداء خبيث أو تُجيب دعوى مفرِّق أو تنظر إلى بريق مُغري.
فلا يزال الرّجاء مُعَلَّقٌ فيك بالقيام على ما يَحفظ دينك و ينهض بوطنك، حتّى يَكتب اللّه على يديك إشراقاً بعد ليلة ظَلْماء، و حياةً بعد موتٍ على الرَّمْضاء، و فَرَجاً بعد لأْواء.
كُن خير سلَفٍ لخير خَلَف، و إنّي داعٍ أنْ يحفظكَ اللّه سبحانه و يوفّقكَ إلى ما يُحبّ و يرضى، و يحَبِّب إليك الإيمان و يزَيِّنه في قلبك و يَجعلك مِن الرّاشدين، و أسأله الواحد الأحد أنْ يَقيك مِن الشّرور و الفِتن و يرفع بك الهموم و المِحن، و يقيم بك الدّين و يكتُب على يديك رجاء الأمّة.
أيّها الطّالب الحبيب العزيز الغالي ... ؛ يا نشء أنت رجاؤُنا و بك الصّباح قد اقترب ...
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
tarekzyad@gmail.com
الثّلاثاء 14 شوّال 1429هـ، الموافق لـ: 14 أكتوبر 2008م(/)
أقوال شيخ الإسلام في التفريق بين التابع والمتبوع
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 09:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام هذه بعض أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يدور حول حكم الانتساب إلى طائفة كفرية قد تختلف عقائد وأقوال وأفعال التابع عن المتبوع بسبب جهل التابع لما عليه المتبوع، وبالتالي لا يأخذ التابع حكم المتبوع دائمًا حتي نتأكد أن عقيدة التابع هي بنفسها عقيدة المتبوع، وأن التكييف الشرعي لما عليه كلاهما من الأقوال والأفعال والإعتقادات واحد.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر القائلين: بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسي بن جعفر وأولئك ملاحدة منافقون، والإمامية الاثني عشرية خير منهم بكثير، فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلقٌ مسلمون ظاهرًا وباطنًا ليسوا زنادقة منافقين، لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم.
وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعواهم الباطنية زنادقة منافقون، وأما عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونوا مسلمين) إهـ منهاج السنة النبوية (1/ 228).
ويقول في موضع أخر: (: (وأما المنتسبون الى الشيخ يونس فكثير منهم كافر بالله ورسوله لايقرون بوجوب الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان وحج البيت العتيق ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله بل لهم من الكلام فى سب الله ورسوله والقرآن والإسلام مايعرفه من عرفهم وأما من كان فيهم من عامتهم لايعرف أسرارهم وحقائقهم فهذا يكون معه إسلام عامة المسلمين الذى استفاده من سائر المسلمين لامنهم فإن خواصهم مثل الشيخ سلول وجهلان والصهبانى وغيرهم فهؤلاء لم يكونوا يوجبون الصلاة بل ولا يشهدون للنبى صلى الله عليه وسلم بالرسالة
وفى أشعارهم كشعر الكوجلى وغيره من سب النبى صلى الله عليه وسلم وسب القرآن والإسلام مالا يرضى به لا اليهود ولا النصارى ثم منهم من يقول هذا الشعر ليونس ومنهم من يقول هو مكذوب على يونس لكن من المعلوم المشاهد أنهم ينشدون الكفر ويتواجدون عليه ويبول أحدهم فى الطعام ويقول يشرح كبدى يونس أوماء ورد يونس ويستحلون الطعام الذى فيه البول ويرون ذلك بركة
وأما كفرياتهم مثل قولهم وأنا حميت الحمى وأنا سكنت فيه وأنا تركت الخلائق فى مجارى التيه موسى على الطور لما خر لى ناجا وصاحب أقرب انا جنبوه حتى جاء يوم القيامة يرى الخلائق أفواجا الى (نبيه) عيسى يقضى لهم حاجا
ويقولون تعالوا نخرب الجامع ونجعل منه جمارة ونكسر خشب المنبر ونعمل منه زنارة ونحرق ورق ونعمل منه طنبارة ننتف لحية القاضى ونعمل منه أوتاره أنا حملت على العرش حتى صج وأنا صرخت فى محمد حتى هج وأن البحار السبعة من هيبتى ترتج وأمور أخر أعظم من هذا وأعظم من أن تذكر لما فيها من الكفر الذى هو أعظم من قول الذين قالوا إن لله ولداً) إهـ مجموع الفتاوى (2/ 108)(/)
جديد 43 شريط صوتي في الرد على شبهات الرافضة للشيخ أبي الحسن المأربي
ـ[ولد برق]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:03]ـ
جديد 43 شريط صوتي في الرد على شبهات الرافضة للشيخ أبي الحسن المأربي
http://www.sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=182(/)
أصحاب الأصول الأزهرية من المشاركين بمنتدى المجلس العلمى
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 12:26]ـ
هذه مشاركة أضعها ليدلى كل أخ من المشاركين بالمجلس فيها بدلوه، وهى حول من من الإخوة المشاركين بمجلسنا هذا من ذوى أصول أزهرية أى له أب او جد أو جد جد أو أحد من عائلته درس بالأزهر وتخرج منه، أو اشتهر بالفتيا أو الفقه أو بحل معضلة، ولا يشترط أن يكون قد أنهى دراسته بالأزهر أو صار علما بارزا، المهم أن يكون درس بالأزهر وتأثر بالدراسة فى الأزهر
أظن أن كثيرا من المشاركين بمجلسنا من ذوى أصول أزهرية
بارك الله فى الأخوة جميعا
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 10:47]ـ
لم أدرك الفائدة المتوخاة من السؤال و التسلسل الذي طلبه السائل سيصل به حتما الي الفاطميين الذين أسسوا الجامع و الله أعلم و أستغفر الله من هذا التدخل
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:09]ـ
يا أخ مصطفى بارك الله فيك أراك متسرعا فى مشاركاتك
من أدراك ان الامر سيصل إلى ما قلت، إن الفاطميين من سلالة مجوسية يهودية عند جل المؤرخين، ولم يخرج بنسبهم عنهذا إلا قلة من المؤرخين منهم ابن خلدون المالكى والمقريزى رحمهما الله، ولكل منهما حججه التى ساقها ودللل بها على ما توصل إليه
وايا ما كان الأمر فلسنا نريد يا أخى أن نصل بالموضوع إلى هؤلاء العبيديين الرافضة الغلاة المجرمين ابدا
وهدفنا يا أخى حتى تحسن الظن بإخوانك هو
إظهار مكانة الأزهر ودوره فى التعليم بذكر من انتسب لأهل العلم من الأزهريين فربما اخرجنا من كان من البارزين الذين كانت لهم أدوار إسلامية وبطولية ووطنية فى الدفاع عن الإسلام والوطن والعلم، ومن ثم نحاول أن نتأسى بهم، فالولد يتاسى بابيه العالم أوبحده وهكذا
هذا ما أردته أخى الكريم
إضافة إلى تخليد من نترجم لهم من المؤمنين الذين نطرح تراجمهم إن وجد أصلا
وقد ورد فى الاثر حسب ما ذكر الحافظ السخاوى فى كتابه " الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" " من ورخ مؤمنا فكأنما أحياه"
بارك الله فيك أخى مصطفى وأنتظر منك ترجمة لأحد من آبائك أواقاربك إن كانوا ممن درس بالأزهر(/)
قال القرافي: فينبغي لذوي الهمم العلية .....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 02:01]ـ
قال العلامة شهاب الدين القرافي في كتابه العظيم [الفروق]
(( ...... وكم يخفى على الفقيه والحاكم الحق في المسائل الكثيرة بسبب الجهل بالحساب و الطب و الهندسة؛ فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الاطلاع على العلوم ما أمكنهم فلم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام)).
__________
قال الشاعر:
من أنكر الأشياء دون تثبت ............ وتيقن فمعاند مفتون
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 02:59]ـ
سبحان الله!
أول ما قرأت الموضوع قلت يلزم أبا مالك أن يبيّن العلوم التي شارك فيها القرافي واطّلع عليها من باب إتمام البحث - ابتسامة -
وبنظرة سريعة على ترجمة القرافي نجده أنه قال فالتزم رحمه الله. انظر: مقدمة محقق "الذخيرة" 1/ 14 - 15، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 03:04]ـ
لو فعلتُ ذلك لما استطعتُ أن أختبر فراستي في توقع تعقيبك (ابتسامة).
وهناك سبب آخر، لا أبوح به الآن، ولكن بيني وبينك ( .... من أجل محمد عمارة - ابتسامة).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 03:10]ـ
"كَمِيْن" يعني .. - ابتسامة -
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:23]ـ
د. محمد عمارة أوقع نفسه في ورطة لا قِبَل له بها!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 01:21]ـ
الحمد لله، وبعد: قد أوقفني الليلة أستاذنا أبو مالك العوضي على رأي د. محمد عمارة في إباحة صناعة التماثيل، ثم وقفت على مقاله، والذي يعنيني منه ما نسبه د. عمارة إلى الإمام القَرَافي رحمه الله من قوله بإباحة صناعة التماثيل! أولا: نص كلام الدكتور عمارة: (في كتب الأصول، وعند واحد من أئمة علم الأصول وفقهاء المذهب المالكي، عند الإمام أحمد بن إدريس القرافي وهو من تلاميذ العز بن عبد السلام وهو من علماء القرن السابع الهجري. يحكي الكرافي في كتابه "شرح المحصور" حل اقتناء التماثيل التي تُستخدم للزينة وليست للعبادة، ليس هذا فحسب بل إنه قام بصنع هذه التماثيل، أي أنه مارس النحت والتشكيل. يقول القرافي: بلغني أن الملك الكامل وُضع له شمعدان، وهو عمود طويل من نحاس، له مركز يوضع عليه الشمع للإنارة، كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه، وخرج منه شخص يقف في خدمة الملك، فإذا انقضت عشر ساعات أي حان وقت الفجر طلع الشخص على أعلى الشمعدان وإصبعه في أذنه وقال: صبّح الله السلطان بالسعادة، فيعلم السلطان أن الفجر طلع. نحن هنا أمام صنعة شمعدان فيه تماثيل وأشخاص وهذه التماثيل تتحرك في أوقات محددة فتمثل ساعة يُضبط بها وبحركتها الوقت، بل إن التمثال يتحرك عند وقت الفجر فيضع إصبعه على أذنه، كأنه يؤذن ويقول بالصوت للسلطان صبح الله السلطان بالسعادة. وبعد أن يحكي القرافي هذا الذي صُنع للملك الكامل يقول: وعملت أنا هذا الشمعدان، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها في كل ساعة: وأصبح الشمعدان أسدا تتحول عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد إلى الحمرة الشديدة، وفي كل ساعة لها لون. غير أن القرافي عجز عن صنعة الكلام للشخص الذي يصعد على أعلى الشمعدان وإصبعه في أذنه يشير إلى الأذان. أي أن القرافي صنع شمعدانًا ونحت تماثيل لأشخاص حية، وجعل منهم ساعة تحدد الزمان وتشير إلى وقت الأذان، كل هذه الإشارات تفصح عن أن حكم الإسلام في صناعة التماثيل هو حكم معلل بعلل، يدور مع هذه العلل حيث دارت بالحل والحرمة).انتهى. http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528611036 ثانيا: نص القرافي ورد في كتابه "نفائس الأصول في شرح المحصول" 1/ 441 - 442.ثالثا: المغالطات الواردة في كلام د. عمارة:- قوله سدّده الله: (يحكي القرافي في كتابه "شرح المحصول" حل اقتناء التماثيل التي تُستخدم للزينة وليست للعبادة).أقول: هذه مغالطة منه عفى الله عنه، بل إنّ مراد القرافي من هذه الحكاية أوضحه جليّا بقوله 1/ 441: (وبالجملة فاتفق العقلاء على أنّ الأصوات لا تفتقر للحياة ... ).إذا غرضه من إيراد هذه الحكاية التدليل على أنّ (الكلام قد يحصل من الجماد؛ فإنّ الأصوات والحروف لا يشترط فيها الحياة ... ). قرافي 1/ 439 - 440.- قوله سدّده الله: (بل إنه قام بصنع هذه التماثيل، أي أنه مارس النحت والتشكيل).أقول: هذا يُلقي في ذهن القاريء أنّ القرافي مارس صنعة التماثيل في كبره .. وهذه مغالطة قبيحة .. يأتي كشف زيفها .. - قوله سدّده الله: (أي أن القرافي صنع شمعدانًا ونحت تماثيل لأشخاص حية، وجعل منهم ساعة تحدد الزمان وتشير إلى وقت الأذان، كل هذه الإشارات تفصح عن أن حكم الإسلام في صناعة التماثيل هو حكم معلل بعلل، يدور مع هذه العلل حيث دارت بالحل والحرمة).أقول: لا يزال الدكتور وفقه الله ينسب القول بالإباحة إلى القرافي، بل ويسحب هذا القول إلى أنّه "حكم الإسلام" .. وينقض زعم الدكتور الفاضل أمران: الأول: أنّ هذه القصة وقعت للقرافي وهو ابن تسع سنين، فقد تُوفِّي الملك الكامل عام 635 كما في "الوافي"، ووُلِد القرافي عام 626 كما في "كشف الظنون" .. وسياق القرافي هذه القصة في "شرح المحصول" إنّما كان لمناسبتها - كما مرّ -، لا لإرادة بيان رأيه من قوله بالإباحة! الثاني: رأي القرافي في صناعة التماثيل أظهره جليّا واضحا، فقال في "الذخيرة" 13/ 285:في "المقدِّمات": "لا يجوز عمل التماثيل على صورة الإنسان أو شيء من الحيوان؛ لقوله: "إن أصحاب هذه الصور يعذَّبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم"، وقوله: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل". (يقول القرافي) والمحرّم من ذلك "بإجماع": ما له ظل قائم على صفة ما يَحيَى من الحيوان، وما سوى ذلك من الرسوم في الحيطان والرّقوم في السّتور التي تنشر أو البُسُط التي تفرش أو الوسائد التي يرتفق بها "مكروهة" وليس بحرام في صحيح الأقوال لتعارض الآثار. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:36]ـ
الأول: أنّ هذه القصة وقعت للقرافي وهو ابن تسع سنين، فقد تُوفِّي الملك الكامل عام 635 كما في "الوافي"، ووُلِد القرافي عام 626 كما في "كشف الظنون"
أرجو أن لا يكون كمينا فأكون اول الواقعين فيه و لكن شيخنا الكريم أين الدلالة من النص على أن الامام القرافي انما بلغه ذلك عن الكامل في حياته او وقت وفاته أو بعدها بحين؟؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 03:39]ـ
أخي الكريم (ابن الرومية)،أولا: لك منِّي تحيّة على القراءة النّاقدة .. ثانيا: قولك - نفع الله بك -: (أين الدلالة من النص على أن الامام القرافي انما بلغه ذلك عن الكامل في حياته او وقت وفاته أو بعدها بحين؟؟؟).أقول: أردت بقولي: (وقعت للقرافي وهو ابن تسع سنين)، أنّ القصّة بلغت القرافي خلال التسع سنوات، لا أنّها وقعت في السنة التاسعة على التعيين .. فلا يوجد دليل خاص فيما أعرف على هذه الجزئيّة بعينها .. ثالثا: القرافي عاصر الملك الكامل، فقد تُوِّفي الأخير وعمر الأول تسع سنوات - كما مرّ -، فقول القرافي: (بلغني أنّ الملك الكامل وُضِعَ له شمعدان .. ) إلى قوله (وعملت أنا هذا الشمعدان، وزدت) إلخ .. الأشبه أنّه بلغه في حياة الملك الكامل .. نعم يحتمل غير ذلك .. ولكنّا لمّا عَلِمنا رأي القرافي الصريح في حكم صناعة التماثيل، غلّبنا الجانب الذي تتلاءم معه النصوص، بما يحفظ مقام الإمام القرافي رحمه الله، لا أنْ نقول تعارضت، حرّم في موضع، ومارس في موضع آخر! .. أو نجتزيء، فنقول: أباح! ومارس! .. وهو من ذلك براء رحمه الله ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 07:09]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا على التوضيح و الفوائد التي تتحفنا بها من أسفاركم في الكتب .. و فعلا قد سبق و قرأت عن بعض الأئمة كابن العربي و غيره أنهم تعاطوا بعض الهوايات في حال الصبا و الشباب ثم تركوها في كهولتهم و ان تحدثوا بمعرفتها ما يقوي الظن بان الأمر نفسه حدث هنا مع الامام القرافي
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 02:13]ـ
indent][indent])... .. ولكنّا لمّا عَلِمنا رأي القرافي الصريح في حكم صناعة التماثيل، غلّبنا الجانب الذي تتلاءم معه النصوص، بما يحفظ مقام الإمام القرافي رحمه الله، لا أنْ نقول تعارضت، حرّم في موضع، ومارس في موضع آخر! .. أو نجتزيء، فنقول: أباح! ومارس! .. وهو من ذلك براء رحمه الله ..
ولماذا لا يقال: حرَّم في موضع، ثمَّ غفل وسها وصنع ما صنع!! وهل مثله معصوم من الغفلة فضلا عن الغفوة؟!! بله عن الكبوة والهفوة!! ولا حجة في أحد دون رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ثم دعونا من تعلّق أهل البدعة، بسقطات علماء الأمة!! فإنهم في واد، وهؤلاء في واد آخر!! والأظهر عندي: أن الشهاب القرافي ما صنع صنعته: إلا قبل تمكنه من العلوم، واشتداد عوده فيما يروم، كأنه ما كان يدري حرمة ما جنته يداه بعد!! نوّر الله قبره، وسقى مرقده ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:46]ـ
الأخ الكريم، القرافي نشأ نشأة علمية وتلقى العلم صغيرا وأخذ عن ابن الحاجب ت 646 يعني كان عمر القرافي 20 سنة وقت فاته .. وقد ذكروا في ترجمته أنه حرّر أحد عشر علما في ثمانية أشهر .. وأجمع المالكية والشافعية كما قال القائل أنه وابن دقيق وابن المنير أفضل علماء الديار المصرية في القرن السابع .. ولا شك في نبوغه وتجرّده .. ولا نقول بعصمته ولا بعصمة غيره من أهل العلم .. ولكن ما وقع منه رحمه الله الأشبه والأليق في مجموع الحال والمقال أنه وقع حال الصبا .. فهو من العفو ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 07:08]ـ
ولكن ما وقع منه رحمه الله الأشبه والأليق في مجموع الحال والمقال أنه وقع حال الصبا .. فهو من العفو ..
يا لله العجب!! هل يتهيأ لبعض الغلمان: صناعة مثل تلك الآلة العجيبة في ذلك الزمان!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 07:38]ـ
ومن الأمارات على أنّ هذه القصة إنّما وقعت للقرافي حال الصبا، أنه ذكرها في أحد مصنّفاته "شرح المحصول"، فلو وقعت له كبيرا مع تصريحه بالتحريم، لمَا ذكرها، بل ستر على نفسه؛ فإنّ [الشرع طلب السّتر] "الذخيرة" 11/ 325، بل هو [مأمور به] "الذخيرة" 12/ 104، وقد تقرّر أنّه [يستر على صاحب الزلّة] "الذخيرة" 12/ 206، بل [إذا تزوجت فجاءت بولد لستة أشهر جاز أن يكون من وطء قبل العقد وهو الغالب، أو من وطء بعده وهو النادر؛ فإنّ غالب الأجنّة لا توضع إلا لتسعة أشهر، وإنما يوضع في الستة سقطا في الغالب، ألغى الشرع حكم الغالب، وأثبت حكم النادر، جعله من الوطء بعد العقد لطفا بالعباد؛ لحصول الستر عليهم، وصون أعراضهم]. "الفروق" 4/ 240 - 241.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 07:44]ـ
ومن لحظة الرد على مغالطات د. عمارة سدّد الله قلمه ولسانه، أحببت استحضار وتصوّر ذلك الشمعدان المذكور، فراجعت كتاب "تاريخ الزخرفة" (المصوّر) لأظفر برسم شمعدان الملك الكامل، فما اهتديت إليه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 02:23]ـ
وليس من العجيب أن يخفى على الفقيه شيء من هذه العلوم، ولكن من أعجب العجب عندي أن يقال لهذا الفقيه في إحدى المسائل: إنك لم تحسن القول في هذه المسألة لخفاء وجهها عليك من جهة الفلك أو من جهة الحساب أو من جهة الطب، فيصر مع هذا على رأيه، ويركب مطية الهوى والتعصب، ويقول: هذه علوم كافرة لا فائدة فيها، وكلها ضلال في ضلال!!.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 02:26]ـ
وللفائدة ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84370
جاء في ترجمة ابن حبان التي ذكرها ابن بلبان في مقدمة ترتيبه لصحيحه:
(( ... أبو حاتم البستي كان من فقهاء الناس، وحفاظ الآثار، المشهورين في الأمصار والأقطار، عالما بالطب والنجوم، وفنون العلوم ... ))
والمقصود بعلم النجوم علم الفلك.
وفي تفسير القرطبي:
((وقال ابن خويز منداد: فأما مالك فيقال عنه: إنه كان عالما بالصناعة [يعني صناعة الغناء] وكان مذهبه تحريمها.))
وفي ترجمة الشافعي أنه كان عالما بالطب ويؤثر عنه قوله: العلم علمان: الفقه للأديان والطب للأبدان.
كمال الدين الدميري الفقيه الشافعي، كان عالما بالحيوان، وكتابه (حياة الحيوان الكبرى) مشهور
وفخر الدين الرازي كان عالما بالنجوم، وينسب له كتاب السر المختوم
والرماني من علماء النحو كان أيضا عالما بالنجوم
ويقال إن الجوهري صاحب الصحاح أيضا كان عالما بالنجوم
والصاحب بن عباد أيضا ينسب له العلم بالنجوم
ابن السيد البطليوسي كان عالما بالحساب والهندسة
بهاء الدين العاملي كان عالما بالحساب والهندسة والنجوم وغيرها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 03:42]ـ
للتوسّع حول هذا المبحث، انظر:
"مفتاح السعادة ومصباح السيادة" لأبي الخير طاش كبري زاده
"العلوم عند العرب: تبويب وتعاريف ونصوص" د. يوسف خوري
...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Nov-2008, صباحاً 11:21]ـ
جزاك الله خيرا. وقفت على هذا النص قديماً فأثر في تنوع اهتماماتي.
ترجمة: الحافظ أبي الوليد الوقّشي
((كان من أعلم الناس بالعربية (1) واللغة (2) والشعر (3) والخطابة (4) والحديث (5) والفقه والأحكام (6) والكلام (7) ... متوسعاً في ضروب المعارف (8: مع نهاية مفتوحة!!) متحققاً بالمنطق (9) والهندسة (10)، لا يفاضله عالم بالأنساب (11) والأخبار (12) والسير (13)))
وراجع "مشكلة" بعض الناس مع هذه العلوم هنا:
((مجلس الجامعة الإسلامية يعتمد إنشاء كليات للطب والعلوم والهندسة))
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17690
= = = == = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] معجم البلدان (5/ 438) وانظر: نفح الطيب (3/ 376): (( ... من أعلم الناس بالهندسة وآراء الحكماء)).(/)
هل الراياء يحبط جميع الاعمال
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 02:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول ثلاثه تسعر بهم النار (الحديث)
هل الرياء يحبط جميع الاعمال فيدخلون النار
ام يحبط العمل الذى فيه الرياء فيعذب للرياء؟
مثلا رجل يتصدق ليقال عنه متصدق لكنه يصوم ويقيم الليل لله فهل هذا يحبط عمله كله ام الصدقه فقط؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 01:14]ـ
السلام عليكم
ذكر ابن رجب أن العمل لغير الله على أقسام:
فتارة يكون رياء محضا لا يقصد به إلا مراءاة المخلوقين لتحصيل غرض دنيوي وهذا لا يكاد يصدر عن مؤمن ولا شك في أنه يحبط العمل وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.
وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فإن النصوص الصحيحة تدل على بطلانه وإن كان أصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء ودفعه صاحبه فإن ذلك لا يضره بغير خلاف وقد أختلف العلماء من السلف في الاسترسال في الرياء الطارىْ هل يحبط العمل أو لا يضر فاعله ويجازى على أصل نيته.(/)
ما هو ضابط التفريق بين عذر المخطئ في المسائل القطعية والظنية؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 10:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
هذا كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يتكلم فيه عن ضابط التفريق بين الخطأ في المسائل القطعية أو الظنية ونريد من الأخوان أن يشاركوا في توضيح هذه المسألة الشرعية الهامة وجزاكم الله خيراً
يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (إن الناس قد تكلموا في تصويب المجتهدين وتخطئتهم وتأثيمهم وعدم تأثيمهم في مسائل الفروع والأصول، ونحن نذكر أصولاً جامعة نافعة ..
إلى أن قال: والفرق بين مسائل الفروع والأصول إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام والمعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم، وانتقل هذا القول إلى أقوام تكلموا بذلك في أصول الفقه، ولم يعرفوا حقيقة هذا القول ولا غوره ... والفرق بين ذلك في مسائل الأصول والفروع، كما أنها محدثة في الإسلام لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا إجماع، بل ولا قالها أحد من السلف والأئمة، فهي باطلة عقلاً. فإن المفرقين بين ما جعلوه مسائل أصول ومسائل فروع لم يفرقوا بينهما بفرق صحيح يميز بين النوعين، بل ذكروا ثلاثة فروق أو أربعة كلها باطلة.
فمنهم من قال: مسائل الأصول هي العلمية الإعتقادية التي يطلب فيها العلم والإعتقاد فقط، ومسائل الفروع هي العملية التي يطلب فيها العمل. وهذا فرق باطل؛ فإن المسائل العملية فيها ما يكفر جاحده، مثل: وجوب الصلوات الخمس والزكاة وصوم شهر رمضان وتحريم الزنا والربا والظلم والفواحش؛ وفي المسائل العلمية ما لا يأثم المتنازعون فيه، كتنازع الصحابة: هل رأي محمد ربه؟ وكتنازعهم في بعض النصوص: هل قاله النبي صلى الله عليه وسلم، أم لا؟، وما أراد بمعناه؟، وكتنازعهم في بعض الكلمات: هل هي من القرآن، أم لا؟. وكتنازعهم في بعض معاني القرآن والسنة: هل أراد الله ورسوله كذا وكذا؟، وكتنازع الناس في دقيق الكلام، كمسألة الجَوْهَر الفَرْد وتماثل الأجسام وبقاء الأعراض، ونحو ذلك، فليس في هذا تكفير ولا تفسيق.
والمسائل العملية فيها عمل وعلم، فإذا كان الخطأ مغفورًا فيها، فالتي فيها علم بلا عمل أولي أن يكون الخطأ فيها مغفورًا ...
ومنهم من قال: المسائل الأصولية هي ما كان عليها دليل قطعي، والفرعية ما ليس عليها دليل قطعي ... وهذا الفرق خطأ أيضًا فإن كثيرًا من المسائل العملية عليها أدلة قطعية عند من عرفها وغيرهم لم يعرفها، وفيها ما هو قطعي بالإجماع، كتحريم المحرمات ووجوب الواجبات الظاهرة، ثم لو أنكرها الرجل بجهل وتأويل لم يكفر حتي تقام عليه الحجة، كما أن جماعة استحلوا شرب الخمر على عهد عمر منهم قُدَامَة، ورأوا أنها حلال لهم، ولم تكفرهم الصحابة حتي بينوا لهم خطأهم فتابوا ورجعوا .. وقول الله تعالى في القرآن: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا و أخطأنا " سورة البقرة الآية:286، قال الله تعالى: قد فعلت؛ ولم يفرق بين الخطأ القطعي في مسألة قطعية أو ظنية. والظني ما لا يجزم بأنه خطأ إلا إذا كان أخطأ قطعًا، قالوا: فمن قال: إن المخطئ في مسألة قطعية أو ظنية يأثم، فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم ..
وأيضًا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفًا للقول في نفسه؛ فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة، أو بالنقل المعلوم صدقه عنده، وغيره لا يعرف ذلك، لا قطعًا ولا ظنًا، وقد يكون الإنسان ذكيًا، قوي الذهن، سريع الإدراك، فيعرف من الحق، ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه، لا علمًا ولا ظنًا؛ فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة، وبحسب قدرته على الاستدلال، والناس يختلفون في هذا وهذا، فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه، حتي يقال: كل من خالفه قد خالف القطعي، بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد، وهذا مما يختلف فيه الناس، فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم من فرق بفرق ثالث وقال: المسائل الأصولية هي المعلومة بالعقل، فكل مسألة علمية استقل العقل بِدَرْكِهَا فهي من مسائل الأصول التي يكفر أو يفسق مخالفها. والمسائل الفروعية هي المعلومة بالشرع، قالوا: فالأول: كمسائل الصفات والقدر، والثاني: كمسائل الشفاعة وخروج أهل الكبائر من النار.
فيقال لهم: ما ذكرتموه بالضد أولي، فإن الكفر والفسق أحكام شرعية ليس ذلك من الأحكام التي يستقل بها العقل، إلى أن قال: وحينئذ فإن كان الخطأ في المسائل العقلية التي يقال: إنها أصول الدين كفرًا، فهؤلاء السالكون هذه الطرق الباطلة في العقل، المبتدعة في الشرع، هم الكفار لا من خالفهم، وإن لم يكن الخطأ فيها كفرًا فلا يكفر من خالفهم فيها، فثبت أنه ليس كافرًا في حكم الله ورسوله على التقديرين، ولكن من شأن أهل البدع أنهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لابد منه، ويكفرون من خالفهم فيها، ويستحلون دمه؛ كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة، وغيرهم.
وأهل السنة لا يبتدعون قولاً، ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ وإن كان مخالفًا لهم مستحلاً لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة الخوارج، مع تكفيرهم لعثمان وعلى ومن والاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم.
وكلام هؤلاء المتكلمين في هذه المسائل بالتصويب والتخطئة، والتأثيم ونفيه، والتكفير ونفيه؛ لكونهم بنوا على القولين المتقدمين في قول القدرية، الذين يجعلون كل مستدل قادرًا على معرفة الحق فيعذب كل من لم يعرفه، وقول الجهمية الجبرية الذين يقولون: لا قدرة للعبد على شيء أصلاً، بل الله يعذب بمحض المشيئة، فيعذب من لم يعمل ذنبًا قط، ويُنعِّمُ من كفر وفسق، وقد وافقهم على ذلك كثير من المتأخرين ...
ثم قال: وبهذا يظهر القول الثالث في هذا الأصل، وهو أنه ليس كل من اجتهد واستدل يتمكن من معرفة الحق، ولا يستحق الوعيد إلا من ترك مأمورًا أو فعل محظورًا، وهذا هو قول الفقهاء والأئمة، وهو القول المعروف عن سلف الأمة وقول جمهور المسلمين، وهذا القول يجمع الصواب من القولين.
فالصواب من القول الأول قول الجهمية، الذي وافقوا فيه السلف والجمهور، وهو أنه ليس كل من طلب واجتهد واستدل يتمكن من معرفة الحق فيه، بل استطاعة الناس في ذلك متفاوتة.
فدلت هذه النصوص على أنه لا يكلف نفسًا ما تعجز عنه، خلافًا للجهمية المجبرة، ودلت على أنه لا يؤاخذ المخطئ والناسي خلافًا للقدرية والمعتزلة.
وهذا فصل الخطاب في هذا الباب، فالمجتهد المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومُفْتٍ، وغير ذلك، إذا اجتهد واستدل فاتقي الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إياه، وهو مطيع لله مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله البتة خلافًا للجهمية المجبرة وهو مصيب، بمعني: أنه مطيع لله، لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه، خلافًا للقدرية والمعتزلة في قولهم: كل من استفرغ وسعه علم الحق، فإن هذا باطل كما تقدم، بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب) إهـ مجموع الفتاوى (19/ 217).
هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله وقد رد على القوم في ضوابطه الثلاثة التي وضعوها في التفريق بين المخطئ في المسائل القطعية أو الظنية المسائل القطعية والظنية دون تفرق بين الأمرين فهل يوجد هناك ضابط واضح يستطيع طالب العلم من خلاله أن يفرق بين حكم المخطئ في الظني أو القطعي وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 08:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الضابط هو بحسب حال الشخص ..
ففي المسائل القطعية، إن كان حديث عهد بإسلام، أو يعيش في بادية بعيدة، أو متأولاً في جزء من المسألة القطعية (كمن تأول في حلّ الخمر بشرط التقوى، مع إيمانهم بحرمة الخمر عموماً، وكما تأول بعض الصحابة، كأبي ذر، عدم جواز الصلاة وهو جنب في حال الضرورة، فبقي أياماً لا يصلي حتى التقى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فبيّن له خطأه) .. فهذا لا يكفر حتى تقام عليه الحجة ..
فالمتأول من هؤلاء لا يُحكم عليه بالضلال أو الفسوق، بل إن خطأه مغفور، بإذن الله، ما دام أصل هذه المسائل القطعية متحققة عنده .. حتى تقام عليه الحجة.
أما إن خالف في أصل المسألة القطعية، فهذا يترجّح حاله بين الكفر والضلال ..
هذا، والله أعلم.(/)
من فوائد وعوائد التصحيف والتحريف!!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 12:33]ـ
هذا من باب:
كم من شر فتح أبوابا إلى الخير
وكم من ذنب فتح أبوابا إلى التوبة والأوبة
وقفت على سبب تصنيفِ كتابٍ للعلامة المدقق شهاب الدين القرافي فكان عجبا ومحفزا لجمع نظائره
قال الأديب الأريب خليل الصفدي في الوافي (147/ 6) بعد أن ذكر من تفننه في العلوم:
"ومع هذه العلوم حكى لي بعضهم أنه رأى له مصنفا كاملا في قوله تعالى:"وما جعلناهم بشرا (1) لا يأكلون الطعام" فبنى هذا على الاستثناء وظن أن الآية:
"جسدا إلا يأكلون الطعام" وزاد ذلك ألفا فلما قيل له عن ذلك بعد أن خرج عن بلده اعتذر بأن الفقيه لقنه كذلك في الصغر ورأى الألف في "بشرا" (1) فلم يجعل باله إلى أنها ألف التنوين فسبحان من له الكمال"
******************
تنبيه: لا يعتمد على نسخة الشاملة من الوافي للصفدي وإن كانت موافقة للمطبوع وكذا كثير من كتب الشاملة كذلك وإن كتب عليها موافق للمطبوع
ذكرت ذلك _وإن كان واضحا فيما أظن_ لأن بعض الطلبة إذا قرأ في بطاقة الكتاب أنه موافق للمطبوع ظن أنه موافق له حتى في النص وليس كذلك بل المراد موافق له في الترقيم فقط على أنه مرّ معي وقوع خطأ في موافقة الترقيم أيضا.
*****************
(1) الصواب جسدا كما في المصحف(/)
إشارة .......
ـ[ايمان نور]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت أن أشير إلى نقطة قد تبدو بسيطة جدا
لى فترة حين أستخدم تلك الوجوه التعبيرية ^_^ أو:) أو غيرها من باب التآلف مع أخت أو سخرية من كافر مثلاً أشعر بضيق ورأيت أنها من ضمن التصوير المحرم والمضاهاة لخلق الله تعالى
هذا جزء من فتوى كان السائل يسأل عن رسم صور خيالية لشخص بأجنحة مثلا ولو تأملناها نجد تلك الصور التعبيرية تنطبق تماما على التصوير المحرم
" مدار التحريم في التصوير كونه تصويرا لذوات الأرواح سواء كان نحتا أم تلوينا في جدار أو قماش أو ورق أم كان نسيجا وسواء كان بريشة أم قلم أم بجهاز وسواء كان للشيء على طبيعته أم دخله الخيال فصغر أو كبر أو جمل أو شوه أو جعل خطوطا تمثل الهيكل العظمي.
فمناط التحريم كون ما صور من ذوات الأرواح،
________
ومنهج العلماء على التحريم سواء لها ظل أو لا،وتلك الوجوه تماما كصور الكاريكاتير التى نرفض نشرها فى المنتديات ولو كانت حتى فى سبيل الدعوة
أتمنى فعلا طمس تلك الصورة من مربع الإبتسامات ونطلب من إدارات المنتديات الإسلامية أن تفعل ذلك من باب وتعاونوا على البر والتقوى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
10 إضاءات إلى رجال الحسبة
ـ[عبد الرحمن السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 11:21]ـ
قال تعالى: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)) آل عمران110.
الإضاءة الأولى: أيها الحبيب الأريب .. أنت يا من شرَّفك الله بأعظم شرف، ومنَّ عليك بأعظم مهمة (مهمة الأنبياء والمرسلين)،؟ ألا تسير على منهاجهم؟ وتتخلَّق بأخلاقهم؟
الإضاءة الثانية: أيها المحتسب .. أتظن أن الطريق أمامك مفروشٌ بالورود والرياحين؟ أم تظن أن الطريق أمامك سهلٌ ويسير؟ كلا، ((وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا)) الأنعام34. فاصبر كما صبروا، تنل بذلك العزة والرفعة في الدنيا والآخرة.
الإضاءة الثالثة: يا رجُلَ الحسبة ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) النحل125.
الإضاءة الرابعة: قد تجد من يضايقك .. ومن يسُبُّك .. ومن ينهشُ في عِرضك .. فحسبك بهذا شرفاً ورفعة إذا علمت أن نبيك وحبيبك محمداً صلى الله عليه وسلم قد أوذي بأكثر من هذا.
الإضاءة الخامسة: إذا أصابك الفتور والإحباط واليأس فتذكر أعداء الأمة الذين يكيدون لها ويسعون لغوايتها ليلاً ونهاراً، حينها ستعلم أنك في جهادٍ عظيم، وأمرٍ جسيم، فشمِّر عن ساعدك – يا رعاك الله – وقل: يا نفسُ ذهبت الراحة فلا راحة، إنما المستراح هناك (عند أول قدمٍ تلِجُ بها باب الجنة).
الإضاءة السادسة: يا أيها المبارَك .. لا أُراك أنت إلا من حماة الإسلام، وحرَّاس الفضيلة، وقُطَّاع الطريق على أهل الفجور والشهوات، ومن المرابطين على ثغور الأعراض، فهيا إلى ساحات الاحتساب، وثِق بالله الذي هو ناصرك وحافظك وحاميك .. ألا ترضى به؟ قل: اللهمَّ نعم.
الإضاءة السابعة: اِعلم أن أعداء الفضيلة وبُغاة الرذيلة، لا يألون جُهداً في أن يصدُّوك عن مطلبك، ويبعدوك عن غايتك – تحقيقاً لرغباتٍ دنيئة يسعون إليها – فتنادَوْا وتواصَوْا على ذلك، فلا تترك لهم مجالاً، ولا تدَع لهم سبيلاً، فامضِ في طريقك، ولا تلتفِت وراءك، فإنهم مخذولون مدحورون عما قريبٍ – بإذن الله – وستذكرون ما أقول لكم.
الإضاءة الثامنة:
لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ
فأْتمرْ بما تَأمُر .. وانتهِ عما نهيتَ عنه .. واجعل تقوى الله شِعارُك .. وإياك أن تكون ممن قال الله فيهم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} البقرة 44
الإضاءة التاسعة: عليكَ بالاعتماد على الله، والالتجاء إليه، والاستعانة به أثناء سيرك في طريق الاحتساب، وأكثر من عبادته والتعلُّق به {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} البقرة 45، فإنه خيرُ معين، وأكرمُ من يُلتجأ به، وأعزُّ مَن تُفوَّض الأمور إليه.
الإضاءة العاشرة: اِعلم يا رجل الحسبة أنني أُحِبك، وأجِلُّك، فلا تنساني من دعوة صادقة في ظهر الغيب.
أسأل الله أن يقيني وإياك شرور الفِتن، وأن يبعد عنا سوء المِحَن، وأن يجعلني وإياك مباركين أينما كنا، إنه خير مأمول .. والله يرعاك.
محبك / عبد الرحمن بن محمد السيد
المدير التنفيذي لمؤسسة وموقع " ياله من دين "
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 12:20]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمن السيد]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 05:49]ـ
وفيك بارك الله أخيي ..(/)
يا نَشْء أَنْتَ رَجَاؤُنَا
ـ[ابو البراء]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:19]ـ
يا نَشْء أَنْتَ رَجَاؤُنَا
أيّها الطّالب الحبيب -و الطّالب أقصد به الذّكر و الأنثى إطلاقا و تغليبا-؛ إنّي راوٍ لك قصّةً فتأمّلها و احفَظها، فإنّك قد لا تجدها عند غيري و لا أظنّ أنّك واجد، ذلك أنّ طريقها عزيز غريب، و راويها قد واراه مأوى كلّ غريب، حتّى تعلم أنّ جملة الإمام ابن باديس _رحمه اللّه_ الّتي جعلتُ صدرَها عنوانا لهذا المقال، ما خرجت على لسانه إلاّ بعدما اقْتاتَت مِن قلبه اقْتِياتا يَكشِف سرّ خلود الرّجل و كلماته، لتَعقِل بعد ذلك ضرورة إيجاد الجملة منزلةً في قلبك.
فضيلة الشّيخ لخضر جبروني _رحمه اللّه_؛ كان رجلا مِن روّاد مسجد حيّي و هو أحد تلامذة ابن باديس الّذين عاصرتُهم و اكْتَحَلتْ عيني برؤيتِهم، سُئل يوما مِن طرف شيخنا عبد الفتّاح زيراوي _العضو بإحدى فروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و المشرف العام على موقع ميراث السنّة_عن بعض مواقف الإمام، فأجابه بالحديث عمّا رآه بعينه فقال؛ جاء الإمام عبد الحميد بن باديس _رحمه اللّه_ إلى الجامع الأخضر بقسنطينة لإلقاء درسه المعتاد في تفسير القرآن الكريم و النّاس في الزّمان و المكان منتظرين، حتّى إذا وصل عند عَتَبَة باب الجامع وقف هُنَيَّةً، ينظر إلى ساحة الجامع و قد غَصَّت بالطلاّب و المتعلّمين ينتظرون الدّرس مُتزاحِمَةً رُكَبهم مُشرئِبَّةً أعناقهم، ثمّ يُجاوز الإمام العَتَبة قاصدا كرسيّ درسه متخاطِّياً الجموع المتزاحمة، و هو يُردِِّد بصوت مسموع مُتهلِّلَ الوجه مُغْرَوْرِقَ العينين ذارِفَ الدّموع على الخدّين قائلا: "يا نشء أنت رَجاؤُنا و بك الصّباح قد اقترب".
رحمكَ اللّه أيّها الإمام و طيّب ثَراكَ و جَعَل الجنّة مُتقلَّبكَ و مَثْواكَ؛ فكم أحيَيْتَ مِن قلوب و حرَّرْت مِن عُقول، فجَعلتَ مِن أصحابها أنواراً للمهتدين و نيراناً على المعتدين.
رائِعة مِن روائع الشّيخ العلاّمة المُصلح الإمام عبد الحميد بن باديس -رحمه اللّه-، رَسَمَت هذا البيت و ما قبله و ما بعده، و إنّما انْتَقَيْتُه دون بقيّة الأبيات لقوّته و مباشرته الخطاب، وُجِّه للنّشء الّذي عاصر الإمام و لا يزال يُوَجَّه لكلّ ناشِئٍ مُمَيِِّزٍ عاقل، فكأنّما كُتب على لوحة سماوية تُظِلُّ مَن تحتها فلا يستطيع أحد لها مسحا و لا طَمْسا، بيت قد حَفظتَه أيّها النَّشء كما حَفظَه سابِقوك، بل رَسَخ في حافِظَتك و ذاكرتك رُسوخا قويّا لا يتَزعزع، فأنت المُردِّد و المُنشِد إيّاه رِدْحا مِن زَمَنٍ لا يزال يمضي بك على مقاعد الدّراسة.
فبارك اللّه في هذه الحافظة و الذّاكرة الّتي وَجَدَت فيها العلوم و الأنوار مُتَبَوَّئا، لكنّني أستسمحكَ أيّها الطّالب العزيز سائلا؛ هل وجَدَت تِلك الكلمات مع رُسوخها الذّهني مكانةً في قلبك و وعياً مِن عقلِك؟ أم هي مجرّد كلمات تُردّد و عبارات تُلفظ لا تكاد تُجاوز حنجرتك؟!.
و ليس لمِثلك بدينِك و جزائريّتِك أنْ يكون حظّه مِن البيت التَذكُّر على حساب التَدبُّر، و المَباني على حساب المَعاني، و التَّسْلِية على حساب التَّحْلِية، و ما هذا إلاّ لأنّ البيت قد خرج مَخْرَج الوصيّة للأبناء و الأحفاد، مُتجاوزا المعنى الضيّق للوصايا الّتي تراعي عادةً أمور الأموال و الأوقاف و المواريث ... ، بل هي وصيّة ذهبيّة مِن رَجل ربّاني إلى أجيال متعاقبة في أزمنة متلاحقة، قد جاءت لغتها سهلة العبارة واضحة المعنى؛ فالمُخاطَب هم الطلاّب و الشّباب الّذين ترجو منهم أمّتهم رفع الجهل عنها و الذلّ الّلذان يُشَبَّهان عادة باللّيل و الظّلام، فيكون اجتهادهم و سعيهم لتحقييق هذه الرّسالة النّبيلة صباحا يقترب فيبزغ فجره بعد ليل مُظلِم و يُضيءُ نوره بعد ظلام دامِس، يزداد اقتراباً كلّما قوي الاجتهاد و زاد السّعي حتّى يُؤسَّسُ لأسباب عِزَّة الأمّة و تمكينها.
فلا تجعل نفسَك أيّها الطّالب الغالي استثناءً مِن المُوصَى له و المُوصَى به، بل أنت المُخَصَّص و الأَولى بذلك ما توجَّه إليك الخِطاب قراءةً منك و استماعاً، فقد أضحى لغيرك خبراً و لك إنشاءً.
أيّها الطّالب البارّ؛ و اللّه لقد حَرَّك موقف الإمام في نفسي أشْجانا و استدرّ مِنّي دموعا، فهلاّ وَجَد ذلك مِنك على الأقلّ تأمّلا في كلماته و أخْذاً العبرةَ منها، فإنّها رسالة تنفعك أكثر مِن مئات الرّسائل، إذا كان لك قلب و ألقيت السّمع و أحسنت الوفاء.
و هذه بلادك الجزائر؛ قد خَلَت مِن المُسْتدمِرين بجُهد العلماء المصلحين و جهاد الأبطال المجاهدين بعد فضل اللّه سبحانه، فإذا بها أرض حُرَّة غَنَّاء تُكْرِم و تأوي أهلها بعدما سُقِيَت جنّاتها عَرَقا و دما، فحافظ أيّها الوَلَد على يوْمِها و غَدِها كما حَافظ أولئك على أَمْسِها، و ستجدها كريمَةً مِعطاءةً ما أكرمتَها و أعطيتَها تفكيركَ و جُهدك في تثبيت راية الإسلام و التّوحيد عليها، و تأسيس أسباب التفوّق الحضاري فيها.
و لا تُشغلنَّك سَفاسِف الأمور و هَنّات الطّريق عن الوصية و المُضي في تحقيقها، فَكُنْ كالعَلْياء و الجبل الشّامخ، و إيّاكَ أن تلتفت لنداء خبيث أو تُجيب دعوى مفرِّق أو تنظر إلى بريق مُغري.
فلا يزال الرّجاء مُعَلَّقٌ فيك بالقيام على ما يَحفظ دينك و ينهض بوطنك، حتّى يَكتب اللّه على يديك إشراقاً بعد ليلة ظَلْماء، و حياةً بعد موتٍ على الرَّمْضاء، و فَرَجاً بعد لأْواء.
كُن خير سلَفٍ لخير خَلَف، و إنّي داعٍ أنْ يحفظكَ اللّه سبحانه و يوفّقكَ إلى ما يُحبّ و يرضى، و يحَبِّب إليك الإيمان و يزَيِّنه في قلبك و يَجعلك مِن الرّاشدين، و أسأله الواحد الأحد أنْ يَقيك مِن الشّرور و الفِتن و يرفع بك الهموم و المِحن، و يقيم بك الدّين و يكتُب على يديك رجاء الأمّة.
أيّها الطّالب الحبيب العزيز الغالي ... ؛ يا نشء أنت رجاؤُنا و بك الصّباح قد اقترب ...
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
الثّلاثاء 14 شوّال 1429هـ، الموافق لـ: 14 أكتوبر 2008م
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1856(/)
هل يشارك أي شخص في أقسام كشف الفرق ومواجهتها في المنتديات؟
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 09:37]ـ
هل يشارك أي شخص في أقسام كشف الفرق ومواجهتها في المنتديات؟
د. سعد بن مطر العتيبي
السؤال:
سؤال يتردد كثيرا في ذهني
الكثير منا يشارك في عدد من المنتديات وبعض هذه المنتديات فيها أقسام لكشف الفرق ومواجهتها
مثلا قسم للرد على الروافض
نرى المواضيع والردود لكشفهم بأعداد كبيرة والأعضاء والزوار في مثل هذه الأقسام أعداهم كبيرة جدا هل يحق لكل شخص الكتابة في مثل هذه الأقسام والرد، حتى لو لم يكن ذا علم
كشخص يدخل يكتب رداً أو مثلا يجد مرئيات تكشف مثل هذه الفرق فيضعها في القسم حتى وإن كان ليس بذاك العلم
أم يجب علينا أن نبتعد عن مثل هذه الأقسام ... ؟
جزيتم خيرا
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
سبق جواب هذا السؤال، وأرى عدم المشاركة في تلك المواقع إلا من متخصص، لأمرين رئيسين:
الأول: منع تكثير سواد أهل الباطل في مواقعهم، وترديد مقولاتهم بنقلها أو رفعها بعد نزولها في المنتديات، فإن جواب الشبهات نوع من المعالجة، لا يصح أن تكون أصلا؛ وللعلامة ابن بطة رحمه الله كلام نفيس في هذا الباب يحسن الرجوع إليه، حيث بين - رحمه الله - أن الجاهل قد يتشبع بالشبهة ولا يستوعب الجواب لجهله بأصول العلميات وبلغة أهل العلم ومصطلحاتهم، مهما كان ذلك الجواب قويا داحضا حجة الباطل.
والثاني: توفير الوقت لنشر الحق، والانتفاع بإبلاغ الآية والحديث، بابتغاء الأجور العظيمة في نشر الحق، ولا سيما أن نشر الحق مأمون، ونشر الشبه غير مأمون، فليس كل قاريء يفقه ما يقرأ، ولا كل زائر يدرك جواب الشبهة، بخلاف تبليغ النص فهو آمن، ولو لم يفقهه ناشره ومبلغه (فرب مبلغ أوعى من سامع) كما قال الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه. والله تعالى أعلم.
على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/otibi/062.htm(/)
من يفيدني مأجورا مشكورا >> أين اجد هذا الاجماع؟
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 03:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من المسائل يدعى فيها الاجماع
قد يصح وقد لايصح
نقل الشيخ صالح الفوزان الاجماع على حرمة ذبائح الكفار
لكن ما أود أن اسأل عنه: هل هناك احد نقل هذا الاجماع في القرون السابقة - من القرون المفضلة وحتى القرن السابق -
جزى الله خيرا من أفادني بشيء من ذلك
ابو صالح الشمري
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 07:46]ـ
نعم أخي الكريم الإجماع منقول في هذه المسألة من عدة علماء و إن كان الشوكاني شكك في صدوره كما في السيل الجرار {أفادنا بهذا أخونا الإمام الدهلوي في إحدى المشاركات جازاه الله خيرا}
قال ابن قدامة _المغني_
أجمع أهل العلم على تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلاّ ما لا ذكاة له كالسمك والجراد
وقال ابن عبد البر _الإستذكار_
وأجمعوا أن المجوسي والوثني ولو سمّى الله لم تؤكل ذبيحته
وقال ابن تيمية _مجموع الفتاوى_
أما المشركون فاتفقت الأمة على تحريم نكاح نسائهم وطعامهم
قال القرطبي _أحكام القرآن_
ولا خلاف بين العلماء أن ما ذبحه المجوسي لناره، والوثني لوثنه لا يؤكل
راجع هذا الموضوع
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21281
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 01:31]ـ
أبو البراء
جزااك الله خير الجزااء
لكن في رأي الشوكاني: ماهو الذي نقض الاجمااع؟
أهو خلاف ابو ثور في المجوس
وعند تحرير محل النزاع تصبح مسألتنا محصورة في: الكافر غير الكتابي اذا اتى بشروط الذبح - من تسمية وقطع مايلزم قطعه وعدم الذبح على النصب وعدم ذكر غير اسم الله عليها -
التسمية: للاحاديث الموجبة وان كانت محل نزااع
قطع مايلزم: ادلته معروفه
عدم الذبح على النصب: اخرجته الاية
كذلك الاهلال لغير الله به
اما آية: (اليوم احل لكم الطيبات. . .)
فإن الاستدلال فيها بمفهوم المخالفة والقاعدة أن [المفهوم ليس له عموم] و [التنصيص لايقتضي التخصيص]
وأظن أنه مر علي كلام عن ابن المسيب لعله هو مانقض الاجماع -لكن لا اذكر محله -
للكلام بقية
وبانتظار مشائخنا وتعليقاتهم
* ممن قال بقول الشوكاني: الشيخ محمد صديق حسن خان، الشيخ محمد رشيد رضا، الشيخ عبد الرحمن المحمود مفتي قطر في زمنه
دمتم كما يحب الله
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 01:57]ـ
و إياك أخي الكريم
و أنا كذلك أنتظر نقض الإجماع من من زعم أنه لا يوجد إجماع, فالشوكاني لم يقدم المخالف للإجماع.
فمن كان لديه علم بذلك فلا يبخل علينا.
ـ[الموحده]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 02:45]ـ
:- كل الامور الاصل فيها الحل ومن اراد ان يحرم امرا من الامور فهو مطالب بالدليل على ما يقول (قاعدة فقهية)
فإن قاعدة (الأصل في الأشياء الإباحة) من القواعد الكبرى الشهيرة في الفقه الإسلامي، ومما يتفرع على هذه القاعدة: أن الأصل في التصرفات الإباحة إلا ما دل الدليل على تحريمه.
ومن مستثنيات القاعدة ما دلت عليه قاعدة: (الأصل في الأبضاع التحريم) وقاعدة (الأصل في العبادات المنع) وقاعدة: (الأصل في الذبائح التحريم) وقاعدة: (لا يصح التصرف في ملك الغير إلا بإذنه)
فالقاعدة الفقهية الشرعية تكون هكذا
(الأصل في الأشياء الإباحة؛ وفى الدماء والأعراض والذبائح التحريم وفى العبادات التوقف) وليست كما ذكر.
فالأصل في الذبائح التحريم للأدلة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك ,
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وإن وجدت مع كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل)) ()
منها: ((وإن وجدته غريقا فلا تأكله فإنك لا تدري الماء قتله أم سهمك؟))
وفي رواية: ((فإنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره)) ومنها قوله عليه الصلاة والسلام: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) ().
وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول (في المقتولة بالبندق (2) (تلك الموقوذة) (3)
وقال عبد الله بن مسعود (إذا رميت طيراً فوقع في ماء فلا تأكل فإني أخاف أن الماء قتله وإن رميت صيداً وهو على جبل فتردى فلا تأكله فإني أخاف أن التردي أهلكه) (4)
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (جاءه رجل فقال يابن عباس ما ترى رجل رمى طائراً يطير فوقع في ماء فأخذه الذي رماه فإذا هو ميت فقال لا تأكله) (5).
وعن نافع قال رميت صيد بحجر فأخذه ابن عمر فقال يابني إيتني بشيء أذبحه قال فأتيته بالقدوم فجعل بذبحه بحد القدوم فمات في يده فطرحه) (6)
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم: "قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((وإن وجدت مع كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل فإنك لا تدري أيهما قتله)) فيه بيان قاعدة مهمة، وهي: أنه إذا حصل الشك في الذكاة المبيحة للحيوان لم يحل، لأن الأصل تحريمه، وهذا لا خلاف فيه".
وقال ابن القيم - رحمه الله:
لما كان الأصل في الذبائح التحريم، وشك هل وجد الشرط المبيح أم لا، بقي الصيد على أصله في التحريم.
" إعلام الموقعين " (1/ 340)
وهذه قاعدة شرعية أشار إليها العلامة ابن سعدي في منظومة القواعد الفقهية.
والأصل في الأبضاع واللحوم
والنفس والأموال للمعصوم
تحريمها حتى يجيء الحل
فافهم هداك الله ما يُمل
ملحوظة هامة:- الأصل في اللحوم التحريم لا في الحيوان، الأصل في الحيوان الحل والأصل في اللحوم التحريم حتى نعلم أو يغلب على ظننا أنها مباحة.
يتبع
يعني: لو شككنا في هذا الحيوان هل هو حلال أو حرام؟ فهو حلال فنذكيه ونأكله، لكن لو شككنا في هذا اللحم هل هو مذكى أو ميتة؟ فالأصل التحريم، حتى يغلب على ظننا أنه حلال،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحده]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 02:47]ـ
وأما ادلة تحريم طعام غير أهل الكتاب من المجوس والوثنيين وغيرهم:
يدخل في هذا الصنف من غير أهل الكتاب من الكفار: المشركون والوثنييون والمجوس والملاحدة والصابئة وغيرهم.
هؤلاء أجمعت الأمة على تحريم ذبائحهم وأطعمتهم ممن المذبوحات بأيديهم. وقد نقل كثير من أئمة العلم هذا الإجماع.
قال ابن قدامة رحمه الله: " أجمع أهل العلم على تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلاّ ما لا زكاة له كالسمك والجراد" ([53]).
وقال ابن تيمية رحمه الله: " أما المشركون فاتفقت الأمة على تحريم نكاح نسائهم وطعامهم " ([54]).
وقال ابن عبد البر رحمه الله: " وأجمعوا أن المجوسي والوثني ولو سمّى الله لم تؤكل ذبيحته " ([55]).
دليل الاجماع:-
وقد استدل الناس على تحريم أطعمة الجوس والمشركين والوثنيين وغيرهم وذبائحهم من القرآن والسنة، وأدلتهم هي:
أولاً:- من القرآن فهو قوله تعالي:-: ? الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُم ? [المائدة:5].
فقد أخبرنا الله عز وجل بأن لحوم أهل الكتاب وذبائحهم حِلٌ لنا معشر المسلمين، وتخصيص أهل الكتاب في هذه الآية يدل على أن من سواهم من الكفار لا تحل لنا ذبائحهم، كما أن حصر الحِل في ذبائح أهل الكتاب على غيرهم من الطوائف يدل على أن تحليل ذبائح من سواهم من الكفار يحتاج إلى دليل.
قال ابن جرير الطبري شيخ المفسرين:- في تأويل قوله: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"اليوم أحل لكم الطيبات"، اليوم أحل لكم، أيها المؤمنون، الحلالُ من الذبائح والمطاعم دون الخبائث منها. وقوله:"وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌّ لكم"، وذبائحُ أهل الكتاب من
اليهود والنصارى = وهم الذين أوتوا التوراة والإنجيل وأنزل عليهم، فدانُوا بهما أو بأحدهما ="حل لكم" (1) يقول: حلالٌ لكم، أكله دون ذبائح سائر أهل الشرك الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب وعبدة الأوثان والأصنام. فإن من لم يكن منهم مِمَّن أقرَّ بتوحيد الله عزَّ ذكره ودان دين أهل الكتاب، فحرام عليكم ذبائحهم.
وقال ابن كثير:- في هذه الآية: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} فدل بمفهومه - مفهوم المخالفة- على أن طعام من عداهم من أهل الأديان لا يحل أهـ
وقال ابن قدامة في المغنى: أجمع أهل العلم على تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلا ما لا ذكاة له كالسمك والجراد، وقال: وأبو ثور أباح صيده وذبيحته، وهذا قول يخالف الإجماع فلا عبرة به، ثم نقله عن أحمد أنه قال: لا أعلم أحداً قال بخلافه أي بخلاف تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلا أن يكون صاحب بدعة ولأن الله تعالى قال: {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} فمفهومه تحريم طعام غيرهم من الكفار , ولأنهم لا كتاب لهم , فلم تحل ذبائحهم كأهل الأوثان.
وقد روى الإمام أحمد , بإسناده عن قيس بن سكن الأسدي , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنكم نزلتم بفارس من النبط , فإذا اشتريتم لحما , فإن كان من يهودي أو نصراني فكلوا , وإن كانت ذبيحة مجوسي فلا تأكلوا}. ولأن كفرهم مع كونهم غير أهل كتاب , يقتضي تحريم ذبائحهم ونسائهم , بدليل , سائر الكفار من غير أهل الكتاب , وإنما أخذت منهم الجزية ; لأن شبهة الكتاب تقتضي التحريم لدمائهم , فلما غلبت في التحريم لدمائهم , فيجب أن يغلب عدم الكتاب في تحريم الذبائح والنساء , احتياطا للتحريم في الموضعين , اهـ
قال: وحكم سائر الكفار من عبدة الأوثان والزنادقة وغيرهم حكم المجوس في تحريم ذبائحهم وصيدهم، لكن ما لا يشترط لحله الذكاة كالسمك والجراد فهو حلال من المسلمين وأهل الكتاب وغيرهم.
ثانياً:- ومن السنة حديث الحسن بن محمد بن الحنفية أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من المجوس وقال: (سنّوا بهم سنة أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم ولا آكلي ذبائحهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
(أصله عند مالك والشافعي والطبراني، الموطأ بشرح الزرقاني ج2ص 13 باب جزية أهل الكتاب والمجوس برقم 622، وقال ابن عبد البر في الاستذكار (9/ 298، فقرة 13382): " هذا مرسل. قال ابن تيمية: " مرسل عن خمسة من الصحابة توافقه ولم يعرف عنهم خلاف .. وقد عمل بهذا المرسل عوام أهل العلم .. ومثل هذا المرسل حجة باتفاق العلماء انظر: مجموع الفتاوى ج32 ص 188 - 189.).
[2] ما أخرجه ابن حزم عن الحسن بن محمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كتب إلى مجوس من أهل هجر يدعوهم إلى الإسلام فمن أسلم قُبل منه، ومن لم يسلم ضربت عليه الجزية، ولا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح منهم امرأة) المحلى بالآثار لابن حزم، ج6 ص 146، كتاب التذكية، المسألة 105 ..
وكلا الحديثين صريحان في أن ذبيحة المجوسي ـ ويلحق به كل من لا كتاب له ـ لا تؤكل.
[3] ما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله عن قيس بن سكن الأسدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم نزلتم بفارس من النبط؛ فإذا اشتريتم لحماً فإن كان من يهودي أو نصراني فكلوا، وإن كانت ذبيحة مجوسي فلا تأكلوا) عزاه ابن قدامة المقدسي في المغني إلى الإمام أحمد، المغني ج11 ص 39.
وقال ابن قدامة رحمه الله في هذا:"وحكم سائر الكفار من عبدة الأوثان والزنادقة وغيرهم حكم المجوس في تحريم ذبائحهم" (المغني مع الشرح الكبير، ج11 ص 40 فقرة 7753.
وما مر معنا من ادلة هي مناط اجماع أهل العلم جميعاً في حل ذبيحة الكتاب دون غيرهم من الكفار.
وأما الإجماع فقد حكى إجماع المسلمين على حل ذبائح أهل الكتاب دون غيرهم من الكفار؛ غير واحد من أهل العلم منهم صاحب المغني، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية قال: ومن المعلوم أن حل ذبائحهم ونسائهم ثبت بالكتاب والسنة والإجماع، وقال: ما زال المسلمون في كل عصر ومصر يأكلون ذبائحهم فمن خالف ذلك فقد أنكر إجماع المسلمين اهـ.
ونقل الإجماع ابن كثير في تفسيره المطبوع مع تفسير البغوي،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً: بل الصواب المقطوع به أن كون الرجل كتابياً أو غير كتابي هو حكم مستقل بنفسه لا بنسبه، وكل من تدين بدين أهل الكتاب فهو منهم سواء كان أبوه أو جده داخلاً في دينهم أو لم يدخل وسواء كان دخوله قبل النسخ والتبديل أو بعد ذلك، وهذا مذهب جمهور العلماء كأبى حنيفة ومالك والمنصوص الصريح عن أحمد - وإن كان بين أصحابه في ذلك نزاع معروف وهذا القول هو الثابت عن الصحابة رضي الله عنهم، ولا أعلم في ذلك بين الصحابة نزاعاً، وقد ذكر الطحاوي أن هذا إجماع قديم انتهى كلامه رحمه الله.
وبهذا تحدد المقام الأول: وهو حل ذبيحة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) بالكتاب والسنة والإجماع، فأما غيرهم من المجوس والمشركين وسائر أصناف الكفار فلا تحل ذبيحتهم لمفهوم قوله تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكاب حل لكم)، فإن مفهومها أن غير أهل الكتاب لا يحل لنا طعامهم أي: ذبائحهم، ولأن الصحابة رضي الله عنهم لما فتحوا الأمصار امتنعوا عن ذبائح المجوس،
والمجوس وإن أخذت منهم الجزية تبعاً لأهل الكتاب وإلحاقاً بهم، فإنهم لا تنكح نساؤهم ولا تؤكل ذبائحهم،
وأما ما يروى ((سنوا بهم سنة أهل الكتاب)) فلم يثبت بهذا اللفظ، على أنه لا دليل فيه، إذ المراد: سنوا بهم سنة أهل الكتاب فيما ذكر من أخذ الجزية منهم، ولو سلم بصحة هذا الحديث فعمومه مخصوص بمفهوم هذه الآية:] وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم [.
وفي رواية أخري: " غير ناكحي نسائهم ولا آكلي ذبائحهم" جاءت بسند ضعيف، لهذا لم يأخذ بها أبو ثور وابن حزم وغيرهما، فأجازوا أن يأكل المسلم ذبيحة الكتابي ومن كان عنده شبهة كتاب كالمجوسي.
ولما اشتهر قول أبى ثور بإباحتها أنكره عليه العلماء، فقال الإمام أحمد: أبو ثور كاسمه، وقال إبراهيم الحربى: خرق أبو ثور الإجماع، وكل قول لا يؤيده الدليل لا يعتبر.
وليس كل خلاف جاء معتبر حتى يكون له حظ من النظر.
ـ[الموحده]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 02:53]ـ
فالرد علي ما نقل من كلام الشوكاني:-
فالإجابة من وجهين:-
أولاً الاجابة من الوجه الأول:- فالإجابة علي ذلك نقول بفضل الله وبعونه.
فهذا الاستدلال – والله أعلم – في غير موضعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى نتجنب الانحراف في المعني يحتاج الباحث إلي الإحاطه بأمرين هامين:-
وذلك لأن الفتوى أو الحكم ينبغي أن يرتبط بأمرين
الأول:- العلم بالدليل الشرعي ويستدعي العلم والفقه عامة.
الثاني:- تحقيق مناط الحكم بالتعرف عليه " بواقع الأمر ويستدعي العلم بالأحوال السائدة.
ولذا فمن المعلوم أن ما ذكره العلماء يتعلق بواقع مجتمع يعيشون فيه ويتكلمون عنه.
وهذا المجتمع سماته:-
أنه كان مجتمع إسلامياً يحكم بشريعة الإسلام ويقوده حاكم مسلم ينصب القضاة والأئمة ويقيم الفرائض والحدود وهو أمر معلوم بالضرورة.
علي هذا فأن المرتد في تصور العلماء القدماء لا يمكن يرتد ويعيش بيين المسلمين بأمان ويذبح ويتناقش العلماء في حكم ذبيحته
وعلي ذلك فلا يوجد في نظر العلماء من هو هكذا حاله ويعيش بيين المسلمين؛
هذا لايكون قد ورد في تصور العلماء الأجلاء حيث لا مكان لمرتد في الدولة الإسلامية.
وعلي هذا كلام العلماء يدور حول اثنين لا ثلاث لهم.
جاء في كتاب الموالاة والمعادة في الشريعة الإسلامية لمحماس الجلعود: تحت عنوان موالاة المرتدين.
قال: وعلي هذا لم يتطرق الفقهاء إلي معاملة المرتدين في جوانب كثيرة؛ مثل الاستعانة بهم أو مصاحبتهم؛ أو صلتهم؛ أو التعامل معهم في مجال التجارة لأنه أساساً كان يجب أن لا يعيش بين المسلمين مرتد فإما الإسلام؛ وإما الموت ولذلك لا نستطيع أن نوجد صيغه في التعامل مع أناس كان يجب أن لا يعيشوا بدار المسلمين أصلاً. أ هـ
(قَالَ الشَّافِعِيُّ) رحمه الله تعالى: ذَبِيحَةُ الْمُرْتَدّ
لَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَةُ الْمُرْتَدِّ إلَى أَيِّ دِينٍ مَا ارْتَدَّ لِأَنَّهُ إنَّمَا رَخَّصَ فِي ذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُقِرُّونَ عَلَى أَدْيَانِهِمْ .... أهـ
. (وقال ابن قدامة) رحمه الله كِتَابُ الْمُرْتَدُّ:
(7099) مَسْأَلَةٌ: قَالَ: وَذَبِيحَةُ الْمُرْتَدِّ حَرَامٌ , وَإِنْ كَانَتْ رِدَّتُهُ إلَى دِينِ أَهْلِ الْكِتَابِ0 هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ , وَالشَّافِعِيِّ , وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ. وَقَالَ إسْحَاقُ: إنْ تَدَيَّنَ بِدِينِ أَهْلِ الْكِتَابِ , حَلَّتْ ذَبِيحَتُهُ. وَيُحْكَى ذَلِكَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ ; لِأَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه قَالَ: مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا فَهُوَ مِنْهُمْ. وَلَنَا , أَنَّهُ كَافِرٌ , لَا يُقَرُّ عَلَى دِينِهِ , فَلَمْ تَحِلَّ ذَبِيحَتُهُ , كَالْوَثَنِيِّ ; ... أهـ
وقال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه:
لا تؤكل ذبيحة المرتد وإن كان يهوديا أو نصرانيا لأنه ليس بمنزلته لا يترك المرتد حتى يقتل أو يسلم وقال الأوزاعي: معنى قول الفقهاء أن من تولى قوما فهو منهم وكان المسلمون إذا دخلوا أرض الحرب أكلوا ما وجدوا في بيوتهم من اللحم وغيره ودماؤهم حلال وقال أبو يوسف: طعام أهل الكتاب وأهل الذمة سواء لا بأس بذبائحهم كله فأما المرتد فليس يشبه أهل الكتاب في هذا وإن والاهم ألا ترى أني أقبل من أهل الكتاب جميعا ومن أهل الشرك الجزية ولا أقبل من المرتد الجزية والسنة في المرتد مخالفة للسنة في المشركين والحكم فيه مخالف للحكم فيهم ألا ترى أن امرأة لو ارتدت عن الإسلام إلى النصرانية فتزوجها مسلم لم يجز ذلك؟ وكذلك لو تزوجها نصراني لم يجز ذلك أيضا؟ ولو تزوج مسلم نصرانية جاز ذلك أخبرنا الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن ابن عباس عن علي رضي الله تعالى عنه أنه سئل عن ذبائح أهل الكتاب ومناكحتهم فكره نكاح نسائهم وقال: لا بأس بأكل ذبائحهم وقال أبو يوسف فالمرتد أشد من ذلك قال الشافعي رحمه الله تعالى: ولا تؤكل ذبيحة المرتد.أهـ
ويقول القرطبي في تفسير قوله تعالي {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل}
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول: السادسة - وأما ذبيحة نصارى بني تغلب وذبائح كل دخيل في اليهودية والنصرانية فكان علي رضي الله عنه ينهى عن ذبائح بني تغلب لأنهم عرب ويقول: إنهم لم يتمسكوا بشيء من النصرانية إلا بشرب الخمر وهو قول الشافعي وعلى هذا فليس ينهى عن ذبائح النصارى المحققين منهم وقال جمهور الأمة إن ذبيحة كل نصراني حلال سواء كان من بني تغلب أوغيرهم وكذلك اليهودي واحتج ابن عباس بقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} [المائدة: 51] فلو لم تكن بنو تغلب من النصارى إلا بتوليهم إياهم لأكلت ذبائحهم. أهـ
وقال الامام السيوطي في الأشباه والنظائر "" الكتاب السادس في أبواب متشابهة وما افترقت فيه ""
تحت عنوان ما افترق فيه المرتد والكافر الأصلي قال: ما افترق فيه المرتد والكافر الأصلي قال العلائي المرتد يفارق الكافر الأصلي في عشرين حكما لا يقر بالجزية ولا يمهل في الاستتابة ويؤخذ بأحكام المسلمين ومنها: قضاء الصلوات ولا يصح نكاحه ولا تحل ذبيحته ويهدر دمه ويوقف ملكه وتصرفاته وزوجته بعد الدخول ولا يسبى ولا يفدى ولا يمن عليه ولا يرث ولا يورث وولده مسلم في قول وفي استرقاق أولاده إذا قتل على الردة أوجه ويضمن ما أتلفه في الحرب في قول. أهـ.
وكذلك تفترق دار الردة ودار الحرب:-
يقول الإمام الماوردى في الأحكام السلطانية: فأما ما تفارق به دار الردة دار الحرب فمن أربعة أوجه:
أحدهم: أنه لا يجوز أن يهادنوا على الموادعة فى ديارهم ويجوز أن يهادن أهل الحرب.
و الثانى: أنه لا يجوز أن يصالحوا على مال يقرون به على ردتهم و يجوز أن يصالح أهل الحرب.
والثالث: أنه لا يجوز استرقاقهم ولا سبي نسائهم , ويجوز أن يسترق أهل الحرب وتسبى نساؤهم.
والرابع: أنه لا يملك الغانمون أموالهم , ويملكون ما غنموه من مال أهل الحرب وقال أبو حنيفة رضي الله عنه: قد صارت ديارهم بالردة دار حرب ويسبون ويغنمون وتكون أرضهم فيئا وهم عنده كعبدة الأوثان من العرب أ. هـ.
وأما ما تفارق به دار الإسلام فمن أربعة أوجه:
أحدها: وجوب قتالهم مقبلين ومدبرين كالمشركين.
والثاني: إباحة إمائهم أسرى وممتنعين.
والثالث: تصير أموالهم فيئا لكافة المسلمين.
والرابع: بطلان مناكحتهم بمضي العدة وإن اتفقوا على الردة. وقال أبو حنيفة: تبطل مناكحتهم بارتداد أحد الزوجين , ولا تبطل بارتدادهما معا.,أهـ
وكل هذا ليس الا لان كفر المرتد أغلظ واكبر من كفر أهل الكتاب كما بينا من قبل فلا يقر علي ما دخل فيه من دين أخر حتي لو كان ينتسب الي الاسلام أو اليهودية أو النصرانية وهو قول الجمهور. حيث أن هناك خلاف في هذه المسألة والراجح قول الجمهور.
أما من ارتد ولم ينتسب الي ملة فهذا لا خلاف فيه.
ثانياً:- الاجابة من الوجه الثاني علي اعتبار ما نقل كان عن المرتد وهذا غير صحيح.
فهذا من مسالك تتبع زلات العلماء.
ثم ما المانع أن يشذ قوم فيخرقون الإجماع
هل يترك الاجماع ويؤخذ بقولهم.
والاجماع قائم علي دليل شرعي وعلي المفهوم من الدليل الشرعي.
فهل لو لم يفهم واحد أو اثنين ما فهمه جل علماء الامة من عصر الصحابة الي ما بعد ذلك؛ يترك لعدم فهم عالم أو اثنين للدليل الشرعي
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "قد استقرأنا المسائل التي أجمعوا عليها فلم نجد إجماعاً لا يستند إلى نص".
وهذا الذي قاله الإمام ابن تيمية -رحمه الله- يدل على أن مستند الإجماع الصحيح هو النص من الكتاب والسنة، وليس الرأي المجرد، ويفيد أيضا أن الإجماع الصحيح المنقول إلينا نقلا صحيحا يستحيل أن يخالف النص أبدا، لأن الأمة يستحيل أن تجتمع على ضلالة، ولا شك أن مخالفة النص ضلالة، فإن وجد على الفرض نص يخالف إجماعا صحيحا فلا بد وأن يكون هناك نص آخر راجح على هذا النص، وهو مستند الإجماع، أو يكون معارض الإجماع هو الفهم الخاطئ للنص، وليس النص نفسه كما فهم أقوام كثيرون ما أجمعت عليه الأمة بأنه مخالف للنصوص، وعند التحقيق يتبين أن فهمهم للنص هو المخالف لإجماع الأمة وليس النص كما احتج الخوارج لقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله} (يوسف:40)، على أنه لا تحكيم للرجال فخالفوا إجماع الأمة على القبول بتحكيم أهل العلم فيما شجر من خلاف بين المسلمين، وكذلك ما ادعاه الشيعة في رفض إجماع المسلمين على خلافة الصديق والفاروق
(يُتْبَعُ)
(/)
رضي الله عنهما بأن هذا يخالف قوله صلى الله عليه وسلم: [أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى] (رواه البخاري (37076) ومسلم (2404) من حديث سعد بن أبي وقاص)
والصحيح أن النص صحيح ولكن فهمهم للنص خطأ، وهم خالفوا الإجماع بالفهم الخاطئ، وليس بالنص الصحيح.
الإجماع دليل شرعي، ومما يدل على أنه حجة الكتاب والسنة فمن الكتاب والسنة آيات كثيرة تؤيده أشهرها:
(أ) قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران:110)
فلما مدح الله المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بذلك علم يقينا أنهم يستحيل أن يجتمعوا على ضلالة، وأن يصدر من جميعهم في عصر ما يخالف الحق، ويجعلهم خارجين عن الدين، وخارجين عن هذه الخيرية، والآيات التي تدل على ما دلت عليه الآية السابقة كثيرة جدا.
(ب) قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} (النساء:115)
ولا شك أن مشاقة الرسول وحدها موجبة للعذاب فما دام أن الله جمع لذلك أيضا اتباع غير سبيل المؤمنين دل ذلك على أن هذا موجب للعذاب أيضا وإلا كان ذكره في الآية بغير فائدة.
(ج) وأما السنة فقد دلت أحاديث كثيرة على ذلك منها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه خطب الناس بالجابية فقال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا فقال: [أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها، ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد، فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فيلتزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، ومن كان منكم تسره حسنته، وتسوؤه سيئته فهو مؤمن]) (رواه أحمد (1/ 177)، وابن ماجه (2/ 64)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 45)،
ووجه الدلالة في هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإكرام أصحابه لما فيهم من الخير، والفضل والصدق، مثل هؤلاء لا يكون اتفاقهم على أمر من أمور الدين باطلاً حاشا وكلا ..
ولذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة، ومعلوم أن لزوم الجماعة لا يعني إلا لزوم رأيهم وكلمتهم، وهذا يعني أن من خالف رأي الجماعة هلك واتبع الشيطان.
- أهل الإجماع:
لا شك أن أهل الإجماع هم العلماء العاملون المجتهدون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأفضل هؤلاء على الإطلاق هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أثنى الله عليهم، وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول صلى الله عليه وسلم: [إن خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم] (متفق عليه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه)
ولا شك أنه لا يعتد في الإجماع بقول أهل الكذب والشقاق كالرافضة والخوارج الذين خرجوا عن إجماع الأمة وشقوا عصاها وإن كان مع بعضهم بعض علم، وكذلك لا يعتد في الإجماع بقول العامة والجهلة والمغلوب على عقولهم؛ لأن هؤلاء لا نظر لهم ولا فقه لهم بالدين فلا عبرة إذاً بخلافهم، ولا يؤخذ رأيهم.
هل يؤثر في الإجماع خلاف الرجل والرجلين؟
قلنا إن الإجماع حسب تعريف الأصوليين هو اتفاق جميع المجتهدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على مسألة ما ..
وهذا يعني في ظاهره أن يكون الاتفاق تاما، ولا يحدث هناك شذوذ مطلقاً والصحيح أن خلاف الرجل والرجلين أمام العدد الهائل لا يؤثر، لأنه يتعذر فعلا أن تجد أمرا ما من أمور الدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال فيه جميع العلماء برأي واحد واتفقوا فيه على قول واحد من جميع الوجوه.
وعندنا مثال صريح لما اشتهر قول أبى ثور بإباحة طعام المجوس أنكره عليه العلماء، فقال الإمام أحمد: أبو ثور كاسمه، وقال إبراهيم الحربى: خرق أبو ثور الإجماع، وكل قول لا يؤيده الدليل لا يعتبر.
ـ[الموحده]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 02:56]ـ
سئل الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ:
عن ذبيحة الكافر والمرتد، إذا ذبحت للحم وذكرا اسم الله عليه، فهل هناك نص بتحريمها غير الإجماع، ومفهوم قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} الآية [سورة المائدة آية: 5]؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب: الإجماع دليل شرعي بالاتفاق، ولا بد أن يستند الإجماع إلى دليل من الكتاب والسنة؛ وقد يخفى ذلك الدليل على بعض العلماء. فإن كان قد وقع الإجماع على تحريم ذبيحة الكافر والمشرك غير الكتابي، فحسبك به، ودلت الآية الكريمة على التحريم بمفهومها، كما قد عرفتم.
والجواب عن قوله: وذكرا اسم الله عليها، أن يقال: التسمية من الكافر الأصلي ومن المرتد، غير معتبرة، لبطلان أعمالهما، فوجودها كعدمها، كما أن التهليل إذا صدر منه حال استمراره على شركه غير معتبر، فيكون وجوده كعدمه؛ وإنما ينفع إذا قاله عالماً بمعناه، ملتزماً لمقتضاه، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة الزخرف آية: 86]؛ قال ابن جرير - كغيره -: وهم يعلمون حقيقة ما شهدوا به.
الخلاصة أنه ليس كل خلاف جاء معتبر حتى يكون له حظ من النظر.
ولذا فمن المعلوم انه إذا وقع الخلاف بين المسلمين – سواء كان انتسابهم إلي الإسلام حقا وصدقا أو ادعاء والله أعلم بالسرائر – في أن هذا الشيء:- بدعة أو غير بدعة أو مكروه أو غير مكروه أو محروم أو غير محروم أو غير ذلك فقد اتفق المسلمون:- سلفهم وخلفهم من عصر الصحابة إلي عصرنا هذا أن الواجب عند الاختلاف في أي أمر من أموار الدين هو الرد إلي كتاب الله تبارك تعالي وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم الناطق بذلك الكتاب العزيز قال تعالي:- " فان تنازعتم في شي فردوه إلي الله والرسول "
ومعني الرد إلي الله سبحانه وتعالي الرد إلي كتابه
ومعني الرد إلي رسول الله – صلي الله عليه وسلم – الرد إلي سنته بعد وفاته.
وهذا مما لا خلاف فيه بين جميع المسلمين
فإذا قال شخص:- هذا حلال، وقال الأخر:- هذا حرام.
فليس أحدهما أولي بالحق من الآخر وأن كان أكثر منه علما أو أكبر منه سنا. أو أقدم منه عصرأ،
لأن كل واحد منهما فرد من أفراد عباد الله ومتعبد بما في الشريعة المطهرة مما في كتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومطلوب منه ما طلب الله من غيره من العباد وكثرة علمه وبلوغه درجة الاجتهاد أو مجاوزته لها لا يسقط عنه شيئا من الشرائع التي شرعها الله لعبادة ولا يخرجه من جملة المكلفين من العباد
والجميع في سبيل ذلك ينبغي أن يتحلي بآداب وأصول تصل به إلي مراد الشارع وحكمه في سهولة ويسر ودون تكلف أو انحراف سواء في المسلك أو في المعني.
- ومجانبة الانحراف في المسلك يتمثل في عدم التقدم بين يدي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم
ومجانبة الانحراف في المعني تحتاج إلي إحاطة الباحث بأمرين هامين هما:-
1 - الدليل 2 - والواقع المخاطب بهذا الدليل. (المناط)
فإن الحق إذا لاح وتبين لم يحتج إلى شاهد يشهد به والقلب يبصر الحق كما تبصر العين الشمس فإذا رأى الرائي الشمس لم يحتج في علمه بها واعتقاده أنها طالعة إلى من يشهد بذلك ويوافقة عليه
ولقد سئل إسحاق بن راهويه عن مسألة فأجاب فقيل له إن أخاك أحمد بن حنبل يقول فيها بمثل ذلك فقال ما ظننت أن أحدا يوافقني عليها ولم يستوحش بعد ظهور الصواب له من عدم الموافقة.
فالبصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فتفرد العبد في طريق طلبه , دليل على صدق الطلب
وقد لخص ابن القيم رحمه الله كل ذلك في طريق الهجرتين
فقال:- بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق ونخالفها فيما معها من خلاف الحق
لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة ونرجو من الله أن نحيا على ذلك ونموت عليه ونلقى الله به ولا حول ولا قوة إلا بالله. أهـ
" فنحن مع الدليل أينما مال نميل "وعليك بقول الإمام علي
(إنما يعرف الرجال بالحق لاالحق بالرجال) (إعرف الحق تعرف أهله)
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 03:52]ـ
اختي الموحدة
خرجت بنا كثيرا عن المراد
اتمنى ان اجد مااللذي حمل الشوكاني على دعواه ان الاجماع منقوض
عسى ان يفيدنا احدهم بذلك
اما عن ماذكرتي فأكثره فيما قد سبق
او خارج محل النزاع
أما عن الاصل في اللحوم وأنه الحرمة
فهذه المسألة مشهور الخلاف فيها وأتمنى منك قرائتها بتمعن
فالأصل في كل شي الإباحة للآية (هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعا)
خرجت العبادات لأنها لابد فيها من إذن الشارع
أما ماعدا العبادات فالأصل فيه الحل، وما شرط الشارع لحله شروطا يبقى الاصل فيه الحل اذا توفرت شروطه
ولا نقول الاصل فيه الحرمة
والمسألة خلافية وقد أسهب فيها الشوكاني وغيره
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 07:07]ـ
أختي الموحده تقول: ( ... سئل الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ:
عن ذبيحة الكافر والمرتد، إذا ذبحت للحم وذكرا اسم الله عليه، فهل هناك نص بتحريمها غير الإجماع، ومفهوم قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} الآية [سورة المائدة آية: 5]؟
فأجاب: الإجماع دليل شرعي بالاتفاق، ولا بد أن يستند الإجماع إلى دليل من الكتاب والسنة؛ وقد يخفى ذلك الدليل على بعض العلماء. فإن كان قد وقع الإجماع على تحريم ذبيحة الكافر والمشرك غير الكتابي، فحسبك به، ودلت الآية الكريمة على التحريم بمفهومها، كما قد عرفتم.
والجواب عن قوله: وذكرا اسم الله عليها، أن يقال: التسمية من الكافر الأصلي ومن المرتد، غير معتبرة، لبطلان أعمالهما، فوجودها كعدمها، كما أن التهليل إذا صدر منه حال استمراره على شركه غير معتبر، فيكون وجوده كعدمه؛ وإنما ينفع إذا قاله عالماً بمعناه، ملتزماً لمقتضاه، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة الزخرف آية: 86]؛ قال ابن جرير - كغيره -: وهم يعلمون حقيقة ما شهدوا به.) إهـ
هل تستطيعي أن تأتي بنص كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن كاملاً من مصدره ننتظر منكم وجزاكم الله خيراً
أو على الأقل أن تذكر لنا مصدر الكلام وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:02]ـ
سأعرج على نقاشكما >> ولاتنسون نقاش مسألتي
في الفتوى عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن أن التسمية غير معتبرة من الكافر غير الكتابي لعدم العلم بمعناها والالتزام بمقتضاها
اقول: الكتابي غير ملتزم بمقتضاها فيسقط هذا الشرط
حفظكما الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 01:18]ـ
أخي الكريم وفقك الله تعالى
أنا أطالب بمصدر الكلام وليس شرحه بارك الله فيك
هل تستطيع أن تذكر لنا قول الشيخ عبد الرحمن من مصدره كاملاً وجزاك الله خيراً
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:19]ـ
الدهلوي
اسف لكن احببت الايضاح لمن يمر هنا
الى الآن بانتظار من أول من نقل الاجماع على حرمة لحوم مايذبحه الكفار غير الكتابيين
وأن يكون قبل زمن ابي ثور حتى لايدعى عدم صحة الاجماع لمخالفته
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:50]ـ
عسى فرج يكون عسى
الى الآن بانتظار من أول من نقل الاجماع على حرمة لحوم مايذبحه الكفار غير الكتابيين لغير آلهتهم
وأن يكون قبل زمن ابي ثور حتى لايدعى عدم صحة الاجماع لمخالفته
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 01:23]ـ
الأخ الكريم أبو ثور خرق الإجماع في المجوس فقط و لم يثبت عنه في غير ذلك حسب علمي,
قال ابن كثير _تفسير القرآن العظيم_
وأما المجوس، فإنهم وإن أخذت منهم الجزية تبعا وإلحاقا لأهل الكتاب فإنهم لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم، خلافا لأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، أحد الفقهاء من أصحاب الشافعي، وأحمد بن حنبل، ولما قال ذلك واشتهر عنه أنكر عليه الفقهاء ذلك، حتى قال عنه الإمام أحمد: أبو ثور كاسمه! يعني في هذه المسألة، وكأنه تمسك بعموم حديث روي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سُنوا بهم سنة أهل الكتاب"، ولكن لم يثبت بهذا اللفظ
هذا في المجوس فمن ينقض لنا الإجماع في المرتدين و المشركين.؟
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 10:42]ـ
أبو البراء حفظك الله
فرقٌ أن نقول أن الاجماع انعقد ثم خرقه أبا ثور
وأن نقول لم ينعقد أصلا لخلاف أبي ثور
هل يوجد من نقل الإجماع على ماذكرنا قبل زمن أبي ثور؟؟
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 11:45]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد لم ينفرد أبو ثور بل خالف سعيد بن المسيب و غيره فقد نقلنا في المجلد الأول من كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع باب الضجايا و الذبائح و الصيد
و العقيقة:1/عن ابن المنذر في كتاب الاجماع قال: و أجمعوا على أن ذبائح أهل الحرب حلال و انفرد مالك فقال: لا يؤكل كل شحم ذبيحة ذبحها يهودي و أجمعوا على أن ذبائح المجوس حرام لا تؤكل و انفرد سعيد بن المسيب و نقلنا عن ابن حزم في كتابه مراتب الاجماع أنه قال: و لا أعلم خلافا في جواز أكل ما ذبح النصراني الذي دان آباؤه بدين النصارى قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يكن عربيا اذا سموا الله عز و جل و لم يسموا غيره و لا ذبحوا لأعيادهم و لا أقطع على أنه اجماع و كأني أشك في وجود الخلاف و أما الخلاف في أكل شحم ما ذبحه اليهودي و لحوم ما لا يأكلونه و شحومه و في أكل ما ذبحه المجوسي أو صبائي فموجود معلوم و نقلنا عن ابن القطان الفاسي فى كتابه الاقناع نقلا عن ابن عبد البر في الاستذكار قال: ذكر صيد المجوسي و التصيد بكلبه و سلاحه:الاستذكار: و لا بأس بأكل الحيتان يصيدها المجوسي و عليه جمهور العلماء و على جواز صيد المسلم بكلب المجوسي و سلاحه جماعة السلف و الخلف و شذ عنهم من لزمته الحجة في الرجوع اليهم فلم يعد قوله خلافا و هو أبو ثور و قد أصلنا الأقوال في محلها و الله الموفق الى الجادة و الى الصواب و أستغفر الله العظيم لي و لكم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 12:24]ـ
لكن في رأي الشوكاني: ماهو الذي نقض الاجمااع؟
أهو خلاف ابو ثور في المجوس
الشوكاني رحمه الله لم يذكر ناقضًا للإجماع ولكنه لم يسلم بانعقاده، فقد قرر في السيل الجرار (4/ 64 - 65) أنه لا يشترط في الذابح الإسلامَ وقرر أن من ذبح لله وذكر اسم الله عليه فذبيحته حلال، ثم قال:
((وأمَّا ما يقال من حكاية الإجماع على عدم حل ذبيحة الكافر فدعوى الإجماع غير مسلمة، وعلى تقدير أن لها وجهَ صحةٍ فلا بد من حملها على ذبيحة كافر ذبح لغير الله، أو لم يذكر اسم الله)).
انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 04:52]ـ
الأخ السائل:هل تقرأ ما يكتب لك أم أنك تطلب الجواب من شخص معين فلا نتعب أنفسنا في تقديم لك الجواب على سؤالك ذلك أننا بينا لك أن الاجماع المذكور لما ذكره ابن المنذر قال ذكر ان ابن المسيب خالف فيه كما عززنا ذلك بقول ابن حزم في مراتب الاجماع حيث قال: و أما الخلاف في أكل شحم ما ذبحه اليهودي و لحوم ما لا يأكلونه و شحومه و في أكل ما ذبحه المجوسي أو صبائي فموجود معلوم أتريد خلافا فوق هذا و أما أبو ثور فالذي ذكر عنه ابن عبد البر فهو منعه التصيد بكلاب المجوس و غير ذلك و لما كان ابن المسيب يخالف الاجماع و غيره ممن اطلع عليهم ابن حزم غير أبي ثور و ابن المسيب و لا أستحضرهم الآن فهذا هو الذي انطلق منه الشوكاني في السيل الجرار و بني عليه قاعدة و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 02:03]ـ
الاخ مصطفى
الاخ علي
جزاكما الله عني خير الجزاء
أفدتما جعله الله في ميزان حسناتكما
والمعذرة ليس بقربي نت هذه الايام لاني على جناح سفر
أكرر شكري لكما
بارك الله في علمكما ونفع بكما
ـ[المغيرة]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 11:56]ـ
توضيحات وردود على بعض
المتشابهات في مسألة الذبائح
هناك بعض العمومات من الأدلة أوالخاصة بصنف معين من بني آدم والتي ربما أشكلت على بعض المسلمين فإعتبروها دليلا لأكل ذبائح غير المسلمين أو ذبائح أهل الكتاب المستثنين من جملة ملة الكفر .. لحكمة يعلمها العليم وسنورد بعون الله تعالى توضيح لما أشتبه من الأدلة وأقوال .. مما لايترك
مجالاً لإشتباه، وإظهارًا لما وفقنا الله إليه من الحق.
أولا ـ ردود على أقوال لصاحب كتاب (1)
الروضة الندية شرح الدرر البهية -
قوله: [فأمره صلى الله عليه وسلم باعادة التسمية مشعر بأن ذبيحة من لم يسمي سواء كان مسلماً أو غير مسلم حلال]. ا. هـ
الحمد لله .. قوله هذا غير مسّلم به بل هو باطل من عدة وجوه منها: أن الحديث (2) في أناس [حديثوا عهد بكفر] أي مسلمين في أول إسلامهم كما شرحه العلماء، وتقتضيه اللغة .. فكيف إستشعر من الحديث عموم المسلم والكافر؟! مع عدم وجود صيغة عامة تشملهم بل قد ذكر فيه أنهم مسلمون جدد.!
والحديث مشعراً فعلاً بعدم التنقيب على ذبيحة المسلم في دار الإسلام هل ذكر إسم الله على ذبيحته أم لا؟ ... بل قد إستنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة [إحسان الظن بالمسلمين] .. بل وجدنا أن بعض العلماء فهم من هذا الحديث أن التسمية على الذبيحة ليست شرط واجب بل مستحبة .. فأين هذا الفهم من هذا الأستشعار؟! ومن الذي قال به غيره؟!
ـــــــــــــــــ
(1"]) صاحب الكتاب إسمه: ابى الطيب صديق القنوجي البخاري .. وقد أشتبه هذا الأسم على البعض فظن أنه الإمام محمد بن إسماعيل البخارى مؤلف صحيح البخارى. لتشابه اللقب. وكذلك ظن البعض أن هذا الكتاب للامام الشوكانى .. وإنما هو شرح لكتاب الدرر البهية للشوكانى.
(2) الحديث هو حديث اللحمان عن عائشة رضى الله عنها. الذي ذكرناه في قسم أقوال الذابح ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ[/ COLOR]
قول صاحب الروضة: [فاللحم إذا سمي عليه الآكل عند الأكل والذابح كافر لم يسم يكون مما ذكر عليه إسم الله تعالى، وهذا من الوضوح بمكان].
نقول: [بل هو للأسف من الغبش بمكان!! فلفظ الكافر إذا كان المقصد بهم أهل الكتاب .. فهذا لاخلاف فيه وقد ساندت الأدلة ذلك .. أما إذا كان المقصد بالكافر هو غير أهل الكتاب كالمشركين ... فهذا قول باطل لم بسبق إليه أحد .. !
إذ كيف تجعل التسمية عند الأكل هى الأصل الوحيد في حل أو حرمة الذبيحة ومافائدة ذكر عقائد الناس في الأيات والأحاديث والإجماع وأقوال العلماء إذا كان الأمر معلق بتسمية الأكل نفسه مع العلم أن معظم كلام العلماء وإختلافاتهم في مسألة التسمية هى في هل كون الذابح مسلم أو كتابياً لم يذكر إسم الله ناسياً أم عامداً .. كما ذكرناه في هذا البحث ووضحناه جيدا.
قوله: [ولاعبرة بخصوص السبب وهو كون عائشة كان سؤالها عن اللحمان التي يأتي بها من المسلمين من كان حديث عهد بالجاهلية بل الإعتبار بعموم اللفظ.
نقول: [يقول الإمام القرطبي في تفسيره ج 7 - ] لا إشكال في صحة دعوى العموم فيما ذكره الشارع إبتدأ من صيغ العموم، أما ماذكره جواباً لسؤال ففيه تفصيل، على ماهو معروف في أصول الفقه] ا. هـ
وتفصيل ذلك أن النص إذا ورد جواباً غير مستقل بنفسه عن السؤال بأن كان الجواب نعم أو لا أو مافي معنى أحداهما بأنه يكون تابعاً للسؤال في عمومه وخصوصه ..
أما الجواب المستقل إذا ورد عاماً فهو عام ولاعبرة بخصوصيات سببه كما قوله صلى الله عليه وسلم [هو الطهور ماؤه الحل ميتته] عند إجابته للسائل.
وجواب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة في الحديث اللحمان لايدل على أن ذبيحة الكافر تجوز أو أن الجواب شمل الكافر بعموم من طريق النص أو الدلالة التي يعرف بها الحكم أو فحوى الخطاب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنص جاء في قوم مسلمين والدار كانت دار إسلام وهى المدينة وأهلها مسلمون وذميين [وهما عقيدتان تحل ذبيحة أصحابهما] فجاء السؤال لرفع الشك المتوهم من عدم ذكر إسم الله على الذبيحة من مسلم حديث عهد بالشرع وقد يكون لم يتعود بعد على التسمية عند الذبح .. فرفع الشك بحسن الظن بهم في التسمية والتأكيد بالتسمية عند الأكل .. في كونهم ربما ينسوا التسمية لعدم تعودهم أو لجهلهم بها ..
فأين هذا العموم الذي يفهم منه القصد العام للفظ في المسلمين والمشركين .. بل لو قيل نفهم من هذا السبب الخاص عموم: أي داخل في الإسلام. أو أي مسلم أو ذمي لكان أقرب للصواب .. بل هو الصواب.
نعم لو كان بداية الحدبث: إن قوماً لاندرى أمسلمين هم أم كفار يأتوننا باللحمان .. لكان للمقال مقام .. ولكن هيهات!
> وقوله: [والحق أن ذبيحة الكافر حلال إذا ذكرعليها إسم الله] ا.هـ
>> نقول: [إذا قصد بالكافر هنا [اليهود أو النصارى] فالأتفاق أورده العلماء على أهل ذبائح أهل الكتاب إذا ذكر إسم الله .. ولانختلف معه في هذا .. أما إذا قصد بالكافر [المشرك والملحد والمجوسي ... ] فقد جانب الصواب في المقال ولاحق فيه كما قال .. كيف وقد أجمع العلماء على تحريم ذبائح الكفار غير أهل الكتاب بل وقد أغلظوا القول على من قال بحل ذبائح المجوس متأولاً حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم [سنوا بهم سنة أهل الكتاب] على عمومه .. فماذا يكون القول فيمن أطلق القول في حل ذبائح الملل الأخرى بدون نص أو حديث أو إجماع إلا قولهم مشركين ولكنهم يسمون!
> قوله: [وأما ما يقال من حكاية الإجماع على عدم حل ذبيحة الكافر فدعوى غير مسلمة]. ا. هـ
>> نقول: المطلع على أقوال العلماء ونقل الإجماع عنهم يعلم يقيناً أن هناك إجماع وأتفاق .. وقد أثبتناه في هذا البحث من نقولات العلماء. وحتى في حالة عدم ثبوت الإجماع فتكون الحجة أنه لانعلم مخالفاً من العلماء المعتبرين .. ولادليل لعدم التسليم لحرمت ذبائح الكفار غير أهل الكتاب. بل الدليل للتسليم أقرب لما نُقل وثبت. والأولى أن لا يسلم لأكل ذبائح أهل الشرك وإن سموا كما نبه عليه الإمام الجصاص وغيره ..
وبهذا تزول شبهات أقوال صاحب الروضة الندية والحمد لله.
ثانياًـ الرد على من احتج برواية عن
سعيد بن المسيب رحمه الله.
* ذكرها الإمام القرطبي في تفسيره لأية (ماأهل لغير الله به)
قال لاخلاف بين العلماء أن ماذبحه المجوسي لناره والوثني لوثنه لايؤكل ...
ولاتؤكل ذبيحتهما عند مالك والشافعي وغيرهما، وإن لم يذبحا لناره ووثنه، وأجازها ابن المسيب وأبو ثور إذا ذبح لمسلم بأمره]. ا. هـ.
* ونقلها الإمام ابن حزم في المحلى ج 7 - مسألة 1058 -
قال: [عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن رجل مريض أمر مجوسياً أن يذبح ويسمي، ففعل ذلك. فقال سعيد لابأس بذلك وهو قول قتادة وأبو ثور]. ا. هـ
إليك ردود علماء السلف على هذه الرواية كي تكون منها على دراية ـ يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح المهذب ج 9 - ص 76 -
قال ابن المنذر: " روينا عن ابن المسيب أنه قال إذا كان المسلم مريضاً وأمر مجوسياً أن يذبح أجزاه، وقد أساء.
ـ ويقول الإمام ابن قدامة في كتابه المغني ج 8 - ص 570 -
أجمع أهل العلم على تحريم صيد المجوسي وذبيحته .. حتى قال: وأبو ثور أباح صيده وذبيحته لقول النبى صلى الله عليه وسلم [سنو بهم سنة أهل المتاب] ولأنهم يقرون بالجزية فيباح صيدهم وذبائحهم كاليهود والنصارى، واحتج برواية عن سعيد بن المسيب، وهذا قول يخالف الإجماع .. فلا عبرة له. قال إبراهيم الحربي خرق أبو ثور الإجماع .. وقال الإمام أحمد ههنا قوم لايرون بذبائح المجوس بأساً ماأعجب هؤلاء - يعرض بأبي ثور .. ولأن كفرهم مع كونهم غير أهل كتاب يقتض تحريم ذبائحهم ونسائهم .. لأن شبهة الكتاب تقتضي التحريم لدمائهم [الجزية] فيجب أن يغلب عدم الكتاب في تحريم الذبائح والنساء في الموضعين أحتياطاً للتحريم ولأنه إجماع فإنه قول من سمينا ولامخالف لهم في عصرهم ولافيمن بعدهم إلا رواية سعيد بن المسيب وروي عنه خلافها]. ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
* فهذه أقوال العلماء في هذه الرواية .. وحتى وإن فرضنا صحة هذه الرواية والفتوى فإنها تكون خاصة [بالمجوس] لتأويل الحديث الذي أخذ به بعض العلماء كأبى ثور وغيره ..
ولكن لايجوز بحال وضعها في غيرهم من الكفرة والمشركين وأخذها كدليل لأكل ذبائح المشركين. والله أعلم.
ثالثاً: الاحتجاج بقوله تعالى:
(قل لا أجد فيما أوحى الى محرماً)
أي أن هذه المحرمات المذكورة في الأية الكريمة هى فقط المحرم وماعداها فحلال.
يقول الإمام محمد جمال الدين القاسمي في تفسيره ج 1 ص 25 -
[ومنها رفع توهم الحصر. قال الشافعي ومامعناه في قوله تعالى (قل لأجد فيما أوحى إلى محرماً) إن الكفار لما حرموا ماأحل الله وكانوا على المضادة والمحادة فجأت الأية مناقضة لغرضهم فكأنه قال: [لاحلال إلا ماحرمتموه ولاحرام إلا ماأحللتموه] نازلاً منزلة من يقول لاتأكل اليوم حلاوة فنقول لآأكل اليوم إلا الحلاوة والغرض المضادة لاالنفي والاثبات على الحقيقة فكأنه تعالى قال: لاحرام إلا ماأحللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل لغير الله به ولم يقصد حل ماوراءه إذ القصد إثبات التحريم لاإثبات الحل .. ] ا. هـ
وكما نعلم أن هذه الأية مكية وقد جاءت بعدها آيات في سورة المائدة وأحاديث الصيد والنهي عن لحوم السباع والحمر الأهلية وكل ذى مخلب من الطيور ... فلا معنى للإقتصار على عموم هذه الآية وأخذها كدليل لأكل ذبائح المشركين خصوصاً بعد ورود الإجماع على تحريم ذبائحهم .. والله أعلم.
رابعاً: رد على فتوى لأبي الحسن*
علمنا إخوتي من خلال هذا البحث أن العلماء بنوا أصل فتواهم في الذبائح على دين الذابح ومعتقده مع إستيفاء الشروط الأخرى كالألة والذبيحة مع خلاف في التسمية هذا إلى جانب أن الذكاة تعتبر قربة تحتاج إلى دين ونية كما ذكره غير واحد من علماء السلف ..
وهذا بخلاف ماأورده بعض المتأخرين أمثال أبى الحسن في بناء أصل فتواه في الذبائح على التسمية وجعلها أساساً [أصلاً] في الذبيحة أو حرمتها وبالتالي جعل ذبيحة المشرك إذا سمى الله عليها جائزة!!
نعم من العلماء من جعل التسمية واجبة وشرط لحل الذبيحة لكن في [المسلم أو الكتابى] وهذا واضح جداً لمن إطلع على أقوالهم في الذبائح. منهم مثلاً الإمام ابن تيمية رحمه الله أوجب التسمية على الذبيحة كما نقلنا كلامه .. ومع هذا تجده قد أفتى بحرمة ذبائح النصيرية والقرامطة وغيرهم لخروجهم عن الدين ببدع مكفرة وهم في واقعهم مازالوا يتمسكون ببعض شعائر الإسلام الظاهرة .. وتجده قد نقل الإجماع على حرمة ذبائح المشركين (1) غير أهل الكتاب ..
فيتضح من ذلك أن وجوب التسمية في الذبائح عنده يقصد بها المسلمين أو أهل الكتاب إذا لم يسموا حرمت الذبيحة عنده وعند من يوجبون التسمية.
وهذا الأمر بين لم تأمله في كثير من فتاوى العلماء، حيث أهملوا جانب التسمية مع إختلاف الدين فتلاحظ قولهم [سموا أو لم يسموا] أو قولهم كما لاينفع الإسم في الشرك لايضر النسيان في الملة .. قاله ابن عباس، أو قولهم قد علمنا أن المشركين وإن سموا على ذبائحهم لم تؤكل
فهذا يبطل جملة ماأستند إليه وإستدل به - أي الحسن وغيره - من أن السلف أجمعوا على حرمة ذبائح الكفار من غير أهل الكتاب [لأنهم] أصلاً ماكانوا يعرفون التسمية ولايذكرونها .. !
وهذا التعليل منهم يحتاج إلى دليل، في حين نجد أن العلماء عند نقلهم للإجماع في الحرمة يطلقون القول بلفظ الكفر أو الشرك بدون تعليل إلا علة الإعتقاد فلا يعتبرون أقوال الذابح أو الألة أو الذبيحة ... فيقولون: [المشركون] ولأن كفرهم مع كونهم غير أهل الكتاب ...
ــــــــــــــ
* ابى الحسن: هوأبي الحسن السوداني - من المعاصرين السودانين -
(1) وهو قوله:أما المشركون فقد أتفقت الأمة على تحريم نكاح نسائهم وطعامهم. أي ذبائحهم
(مجموع الفتاوى - ابن تيمية).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
> أما تضعيفه لمفهوم المخالفة في الأية [وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم] بأن طعام غيرهم من الملل محرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
>> فإن مفهوم المخالفة أجازه جمهورالعلماء غير الأحناف، بشرط عام وهو أن يكون اللفظ لايحتمل مقصد آخر كالمبالغة أو أظهار الفضل أو الرد ... مثل قوله تعالى (إن تستغفر لهم سبعين مرة) فلاينبغى مفهوم المخالفة أن فوق السبعين سيغفر الله لهم ونحو هذا. أمافي أية الذبائح هذه فالمقصد هم أهل الكتاب والأخذ بمفهوم المخالفة هنا لابأس به ولو على وجه الإستئناس به.
ذلك أن الأصل في أدلة مسألة ذبائح المشركين هو إجماع العلماء على تحريمها .. وكون الدين والنية من شروط الذابح .. وعند الشك ترجع إلى أصل الحرمة في الذبائح .. وعندها يمكن العمل بمفهوم المخالفة ويستدل به.
وتجد العلماء قد أوردوه كدليل في تفاسيرهم لهذه الآية .. مما يدل على قوته في الأستدلال به في هذه المسألة .. نذكر منهم على سبيل المثال:
* الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله: [فدل بمفهومه مفهوم المخالفة على أن طعام من عداهم من أهل الأديان لايحل] ... تفسير القرآن العظيم.
* الإمام ابن تيمية رحمه الله: [لأنه لما أباح لنا طعام أهل الكتاب دل على أن طعام المشركين حرام] ... إقتضاء الصرط المستقيم.
* الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله: [(وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم) الأية فمفهومه تحريم طعام غيرهم من الكفار] .. المغني ج 8.
وهذا الذي أتضح لنا نحن كذلك والحمد لله .. لكن هذا لم يستحسنه أبو الحسن ليؤيد ماذهب إليه في فتواه فقال: إنه غير جيد!! فعجباً.
> أما أستدلاله بكون بعض [مشركي] هذا الزمان يذبحون تدينا ويتشدد في ذكر إسم الله على ذبائحهم - فبذلك تجوز.
>> فذلك باطل من وجوه أهمها:
(1) أنهم مشركون، وبالتالي أعمالهم محبطة ولايعتد بها شددوا أم أرتخوا
(2) أن العلماء أفتوا بحرمة ذبائح أهل البدع المكفرة مع كونهم يسمون على ذبائحهم وربما يتشددون في ذلك ..
(3) أن التسمية لاتنفع مع الكفر فغير الكتابي سمى أو لم يسمي لاتجوز، فصار كالمسمي على الخنزير عند ذبحه سواء .. غير أن الخنزير في الذبيحة نفسها وهذا في الذابح.
(4) أن هناك فتاوي وأضحة لاحفاد الشيخ أوردناها في هذا البحث في حرمة ذبائح المشركين في زمانهم القريب من زمننا مع إنتسابهم للاسلام .. وشرطوا في القصاب شروط أولها سلامة المعتقد ... فراجعه تستنير.
* ولنعلم أن فتاوي العلماء لاتتغير في كون المسلم مسلماً والمشرك مشركاً والكتابي كتابي .. غير أن أهل زماننا أشد كفراً وعناداً!
* ومعلوم أن الإجماع يخصص العام ويقيد المطلق وأن الإستدلال بالعموم مظنون والإجماع يفيد القطع. ومسألة الذبائح هذه فيها الإجماع على حرمة ذبائح المشركين.
والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
منقوووول من كتاب (الأقوال الصريحة في حكم الذابح والذبيحة) لعبد العليم ابو نخلة(/)
هل تحول أبوحيان الغرناطى الظاهرى إلى الشافعية بعد دخوله مصر
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 05:47]ـ
زعم البعض ان ابا حيان الغرناطى المفسر الشهير صاحب البحر المحيط، لما انتقل من الأندلس إلى مصر غير مذهبه من الظاهرى إلى الشافعى
ولنصغ إلى أبى حيان نفسه وهو يرد على هذا الزعم بنفسه
قال أبوحيان الغرناطى لما سئل هل تخليت عن مذهب الظاهرية بعد دخولك مصر فقال " محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه"
أنظر ابن حجر، الدرر الكامنة، 4/ 304.
وهذا الطرح إخوانى الكرام ليس من باب التحدى لأحد، ولا جدلا أو منازلة لأحد، إنما هو طرح للإجابة على البعض الذين سألونا عن هذا الأمر ليس إلا
والله الهادى إلى سواء السبيل(/)
درس جديد للشيخ صالح الفوزان
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:29]ـ
أعلن أن الشيخ سيبدأ في درس كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية مغرب يوم الأحد بعد الانتهاء من درس الفرقان في جامع الأمير متعب بن عبد العزيز في الملز
و الكتاب ينصح به الطالب المبتدئ الذي حصل المختصرات في الفقه مثل أخصر المختصرات الذي يشرحه الشيخ أو دليل الطالب(/)
ثعلبة بن حاطب الصحابى المفترى عليه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 09:25]ـ
هذه مشاركة حول صحابى جليل مفترى عليه هوثعلبة بن حاطب رضى الله تعالى عنه فقد أورد ابن كثير في (التفسير) 4/ 124 - 125، وابن أبي حاتم في سبب نزول قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين؛ فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) سورة التوبة الآيات 75 – 77.
كلاهما من طريق علي بن زيد، عن أبي عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، عن ثعلبة بن حاطب - رضي الله عنه -: (أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ادع الله أن يرزقني مالاً كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ويحك يا ثعلبة! قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ... ) الحديث بطوله؛ وفيه أنه عليه الصلاة والسلام دعا له، فرزق غنماً كثيرة نمت كما ينمو الدود ... وأنه لما نزلت فرائض الصدقة أبى ثعلبة أن يعطيها وقال: ما هذه إلا أخت الجزية (!)
ثم إن ثعلبة تاب وأراد أن يتصدق؛ فلم يقبلها منه رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولم يقبلها من بعده أبو بكر رضي الله عنه، ولم يقبلها عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهما حتى هلك ثعلبة في خلافة عثمان!
وهذه القصة نبه على بطلانها العلامة ابن حزم في (المحلى) 3/ 199 - 200 من جهة متنها؛ فقال: (ثعلبة بدري معروف ... إلى أن قال: فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ً؛ ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولابد ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافراً؛ فلا يقر في جزيرة العرب؛ فسقط هذا الأثر بلا شك).
وأما من جهة السند؛ فهي ضعيفة جداً - إن لم تكن موضوعة - فمدار القصة على:
علي بن يزيد الألهاني، وهو منكر الحديث جداً، كما قال ابن حبان في (المجروحين) 2/ 110، وقال البخاري: منكر الحديث
وقال النسائي: ليس بثقة
وقال الدارقطني: متروك
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. (تهذيب التهذيب) 3/ 199 - 200.
وقد ذكر ابن حزم تضعيفه للقصة السالفة أيضا فى كتابه جوامع السيرة، وقد اعتمدت على ذلك بما ذهبت إليه فى أطروحتى للماجستير بان ابن حزم سبق ابن خلدون فى فلسفة التاريخ إذ استخدم النص فى نقد النص أو الخبر كما يقولون
فشهود ثعلبة بدرا يمنعه أن يكون ممن بخل بماله عن الله، والرسول هو القائل فيما أخرجه البخارى " لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم إنى قد غفرت لكم"
والله الهادى إلى سواء السبيل
ـ[عبد_الرحيم]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه وللأسف الشديد لا زال الكثير من الخطباء (عن جهل) يذكرون هذه القصة عند الحديث عن إثم تارك الزكاة وهي عندهم كالمسلمات التي لا جدال فيها.(/)
ما حكم كشف المرأة قدميها أمام الرجال الأجانب
ـ[الغامدي1]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 11:33]ـ
أخوتي الكرام الذي أعرفه أن كشف المرأة لقدميها أمام الرجال الأجانب محرم بالإجماع فهل في المسألة خلاف بارك الله فيكم.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 03:47]ـ
القدمين ليستا بعورة عند أبي حنيفة.
و نسب النووي هذا القول إلى الثوري و المزني كما في المجموع.
أبو معاذ.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 05:46]ـ
هل من تفصيل أكثر في الموضوع أخواني للأهمية؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 02:14]ـ
بعض أقوال مذهب أبي حنيفة
قال الغنيمي الدمشقي (اللباب)
وبدن المرأة الحرة كله عورةٌ إلا وجهها وكفيها وقدميها
قال المرغيناني (الهداية)
وبدن الحرة كلها عورة إلا وجهها و كفيها لقوله عليه الصلاة و السلام المرأة عورة مستورة واستثناء العضوين للابتلا ء بلإبدائهما قال رضي الله عنه: وهذا تنصيص على أن القدم عورة ويروى أنها ليست بعورة وهو الأصح.
أبو معاذ.(/)
كلمات مضيئة ومشرقة لأبي محمد ـ رحمه الله تعالى ـ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 08:58]ـ
* اللهم إنك تعلم أنا لا نحكم أحداً إلا كلامك وكلام نبيك ـ الذي صليت عليه وسلمت ـ في كل شيء مما شجر بيننا، وفي كل ما تنازعنا فيه واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجاً مما قضى به نبيك، ولو اسخطنا بذلك جميع من في الأرض وخالفناهم، وصرنا دونهم حزباً، وعليهم حرباً، وأننا مسلمون لذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على خطأ عندك، وأنا على صواب لديك. اللهم فثبتنا على ذلك ولا تخالف بنا عنه. واسلك اللهم بابنائنا وأخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى ننقل جميعاً، ونحن مستمسكون بها إلى دار الجزاء. آمين بمنك يا أرحم الراحمين. (الإحكام: 1/ 99ـ 100).
* ثم بين تعالى أن قول المؤمنين إذا دعوا إلى كتاب الله تعالى، وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، ليحكم بينهم أن يقول سمعنا واطعنا، وهذا جواب أصحاب الحديث الذين شهد لهم الله تعالى ـ وقوله الحق ـ أنهم مؤمنون، وأنهم مفلحون، وأنهم الفائزون، اللهم فثبتنا فيهم، ولا تخالف بنا عنهم، واكتبنا في عدادهم، واحشرنا في سوادهم، آمين رب العالمين. (الإحكام: 1/ 103).
* وجملة الخير كله أن تلزموا ما نص عليكم ربكم في القرآن بلسان عربي مبين لم يفرط من شيء تبياناً لكل شيء، وما صح عن نبيكم صلى الله عليه وسلم برواية الثقاة من أئمة أصحاب الحديث رضي الله عنهم مسند إليه عليه السلام فهما طريقتان يوصلانكم إلى رضى ربكم عز وجل. (الفصل: 2/ 116ـ 117).
وقال في كتاب الإحكام (1/ 19):
{{وهكذا نقول نحن اتباعاً لربنا عز وجل بعد صحة مذاهبنا لا شكاً فيها ولا خوفاً من أن يأتينا أحد بما يفسدها, ولكن ثقة منا بأنه لا يأتي أحد بما يعارضها به أبداً, لأننا ولله الحمد أهل التخليص والبحث, وقطع العمر في طلب تصحيح الحجة واعتقاد الأدلة, قبل اعتقاد مدلولاتها, حتى وفقنا ولله نعالى الحمد على ما ثلج اليقين, وتركنا أهل الجهل والتقليد في ريبهم يترددون.
وكذلك نقول فيما لم يصح عندنا حتى الآن فنقول مجدين مقرين إن وجدنا ما هو أهدى منه اتبعناه, وتركنا ما نحن عليه}}.
* واعلموا رحمكم الله تعالى أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيراً، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين ويفرقون كلمة المؤمنين ويسلون السيف على أهل الدين ويسعون في الأرض مفسدين. أما الخوارج والشيعة فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره، وما توصلت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء منه إلى الكفر إلا على ألسنة الشيعة، وأما المرجئة فكذلك إلا أن الحارث بن سريح خرج بزعمه منكراً للجور ثم لحق بالترك فقادهم إلى أرض الإسلام فانهب الديار، وهتك الأستار، والمعتزلة في سبيل ذلك إلا أنه أبتلي بتقليد بعضهم المعتصم والواثق جهلاً وظناً أنهم على شيء، وكانت للمعتصم فتوحات محمودة كبابل، والمازيار وغيرهم. فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم ونحن نجمع لكم بعون الله الكلام في ذلك: الزموا القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما مضى عليه الصحابة رضي الله عنهم، والتابعون، وأصحاب الحديث عصراً عصراً الذين طلبوا الأثر فلزموا الأثر، ودعوا كل محدثة فكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. وبالله تعالى التوفيق. (الفصل: 4/ 227)(/)
حمل محاضرة الزرياب الابريز في وفاء النبي العزيز
ـ[كمال ابوري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 03:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منتدى طلاب وطالبات جامعة ام القرى انقل لكم احدث محاضرة
الزرياب الابريز في وفاء النبي العزيز
للشيخ علي بن عبد الخالق القرني
http://kamal.vemg.net/play.php?catsmktba=26
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
إباحية الإنترنت ... دراسة جامعية ... شارك برأيك
ـ[جداوي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 06:31]ـ
إباحية الإنترنت ... نمنع أم نرشد
شارك برأيك:)
يقوم باحث بدراسة جامعية
عن مخاطر الإنترنت الأخلاقية
وقد وضع الباحث استبانة الدراسة على الشبكة
ونظراً لظرف ضيق الوقت
فهذه دعوة عامة للمشاركة في هذه الدراسة
ويرجو الباحث من الجميع تعبئة الاستبانة
والمساهمة في نشر رابطها لأكبر شريحة ممكنة
لتعم الفائدة
ولخدمة الأمة من خلال نتائج الدراسة وتوصياتها
اضغط هنا للوصول إلى الاستبانة ( http://www.geocities.com/amsh123/)
:) :) :)
<<< فزعتكم >>>
<<< عبيها وانشرها لـ 100 من ربعك >>>
ـ[جداوي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 08:30]ـ
يرفع:) للمتابعة
ـ[جداوي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 09:00]ـ
يرفع:) للمتابعة
ـ[جداوي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 11:03]ـ
يرفع:) للمتابعة
ـ[جداوي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:14]ـ
يرفع للمتابعة
ـ[جداوي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 10:02]ـ
يرفع للمتابعة
ـ[جداوي]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 05:26]ـ
:):):)
مفاجأة
هدية فعلية لكل مشارك
في تعبئة الاستبانة
ـ[جداوي]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 04:22]ـ
:):):)
ـ[جداوي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 01:49]ـ
:):):)
ـ[جداوي]ــــــــ[03 - Jan-2009, صباحاً 09:16]ـ
إباحية الإنترنت ... دراسة جامعية ... شارك برأيك(/)
الآن في غرفة الألوكة درس للشيخ سعد بن عبد الله الحميد
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 07:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الآن (الساعة 7:50 مساءا بتوقيت السعودية) في غرفة الألوكة الصوتية درس للشيخ سعد بن عبد الله الحميد
في شرح (رسالةٌ في اختلاف ألفاظ الحديث النبوي) للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
رابط الغرفة: http://www.alukah.net/voiceroom/
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 07:27]ـ
بدأ درس الشيخ الآن في الغرفة(/)
لا أحد أصبر من الله) العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 10:02]ـ
(في بيان كون الله لا أصبر منه)
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
(لا أحَدَ أصبرُ من الله يجعلون له الولد وهو يعافيهم ويرزقهم).رواه مسلم بنحوه في صحيحه.
الكمال المطلق التام من جميع الوجوه ,ثابت لله تعالى نقلا و عقلا في جميع الأسماء والصفات والنعوت ,ومن أنواع الكمال الصبر.
وهذا الصبر الذي ذكره الرسول عن الله ,لا مثيل له من الصبر ,فهو صبرٌ من كامل القوة ,عظيم القدوة والبطش, في مقابلة غاية الإساءة والأذِيّة من الخلق الذين نواصيهم بيد الله ,وليس لهم خروج عن قدرته.
وأقواتهم وأرزاقهم وجميع ضروراتهم وحاجاتهم, متعلقة بالله ,ليس لشيء منها حصول إلا من جوده وخزائنه ,ومع ذلك فهو يعافيهم ويرزقهم ولا يقطع عنهم بِرَّهُ في جميع اللحظات.
ومع ذلك يفتح لهم أبواب التوبة ,ويسهل لهم طرقها ويدعوهم إليها ,ويخبرهم أنهم إن تابوا محا عنهم الخطايا العظيمة وأَدَّرَ عليهم النِّعَمَ الجسمة ,فسبحان الحليم الصبور.
(الفتاوى السعدية _ص29)(/)
وقفة تذكير ورسالة تهنئة من الشيخ السعدي رحمة الله
ـ[الرابية]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة مع آية مع الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله
(وقفة تذكير ورسالة تهنئة واصطفاء من الله)
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
قال الشيخ رحمه الله في تفسير قوله تعالى
{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}.
لما ذكر تبارك وتعالى، الأمر بالاستعانة بالصبر على جميع الأمور ذكر نموذجا مما يستعان بالصبر عليه، وهو الجهاد في سبيله، وهو أفضل الطاعات البدنية، وأشقها على النفوس، لمشقته في نفسه، ولكونه مؤديا للقتل، وعدم الحياة، التي إنما يرغب الراغبون في هذه الدنيا لحصول الحياة ولوازمها، فكل ما يتصرفون به، فإنه سعى لها، ودفع لما يضادها.
ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم، فأخبر تعالى: أن من قتل في سبيله، بأن قاتل في سبيل الله، لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه الظاهر، لا لغير ذلك من الأغراض، فإنه لم تفته الحياة المحبوبة، بل حصل له حياة أعظم وأكمل، مما تظنون وتحسبون.
فالشهداء {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
فهل أعظم من هذه الحياة المتضمنة للقرب من الله تعالى، وتمتعهم برزقه البدني في المأكولات والمشروبات اللذيذة، والرزق الروحي، وهو الفرح، والاستبشار وزوال كل خوف وحزن، وهذه حياة برزخية أكمل من الحياة الدنيا، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. وفي هذه الآية، أعظم حث على الجهاد في سبيل الله، وملازمة الصبر عليه، فلو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب لم يتخلف عنه أحد، ولكن عدم العلم اليقيني التام، هو الذي فتر العزائم، وزاد نوم النائم، وأفات الأجور العظيمة والغنائم، لم لا يكون كذلك والله تعالى قد: {اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}.
فوالله لو كان للإنسان ألف نفس، تذهب نفسا فنفسا في سبيل الله، لم يكن عظيما في جانب هذا الأجر العظيم، ولهذا لا يتمنى الشهداء بعدما عاينوا من ثواب الله وحسن جزائه إلا أن يردوا إلى الدنيا، حتى يقتلوا في سبيله مرة بعد مرة.) إنتها كلامه رحمه الله
(هنيئا لهم اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ورزقنا ما رزقتهم
آمين)(/)
يا نَشْء أَنْت َرَجَاؤُنَا
ـ[ابو البراء]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:00]ـ
يا نَشْء أَنْت َرَجَاؤُنَا
أيّها الطّالب الحبيب -و الطّالب أقصد به الذّكر و الأنثى إطلاقا و تغليبا-؛ إنّي راوٍ لك قصّةً فتأمّلها و احفَظها، فإنّك قد لا تجدها عند غيري و لا أظنّ أنّك واجد، ذلك أنّ طريقها عزيز غريب، و راويها قد واراه مأوى كلّ غريب، حتّى تعلم أنّ جملة الإمام ابن باديس _رحمه اللّه_ الّتي جعلتُ صدرَها عنوانا لهذا المقال، ما خرجت على لسانه إل اّبعدما اقْتاتَت مِن قلبه اقْتِياتا يَكشِف سرّ خلود الرّجل و كلماته، لتَعقِل بعد ذلك ضرورة إيجاد الجملة منزلةً في قلبك.
فضيلة الشّيخ لخضر جبروني _رحمه اللّه_؛ كان رجلا مِن روّاد مسجد حيّي و هو أحد تلامذة ابن باديس الّذين عاصرتُهم و اكْتَحَلتْ عيني برؤيتِهم، سُئل يوما مِن طرف شيخنا عبد الفتّاح زيراوي _العضو بإحدى فروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و المشرف العام على موقع ميراث السنّة_ عن بعض مواقف الإمام، فأجابه بالحديث عمّا رآه بعينه فقال؛ جاء الإمام عبد الحميد بن باديس _رحمه اللّه_ إلى الجامع الأخضر بقسنطينة لإلقاء درسه المعتاد في تفسير القرآن الكريم و النّاس في الزّمان و المكان منتظرين، حتّى إذا وصل عند عَتَبَة باب الجامع وقف هُنَيَّةً، ينظر إلى ساحة الجامع و قد غَصَّت بالطلاّب و المتعلّمين ينتظرون الدّرس مُتزاحِمَةً رُكَبهم مُشرئِبَّةً أعناقهم، ثمّ يُجاوز الإمام العَتَبة قاصدا كرسيّ درسه متخاطِّياً الجموع المتزاحمة، و هو يُردِِّد بصوت مسموع مُتهلِّلَ الوجه مُغْرَوْرِقَ العينين ذارِفَ الدّموع علىا لخدّين قائلا: "يا نشء أنت رَجاؤُنا و بك الصّباح قد اقترب".
رحمكَ اللّه أيّها الإمام و طيّب ثَراكَ و جَعَل الجنّة مُتقلَّبكَ و مَثْواكَ؛ فكم أحيَيْتَ مِن قلوب و حرَّرْت مِن عُقول، فجَعلتَ مِن أصحابها أنواراً للمهتدين و نيراناً على المعتدين.
رائِعة مِن روائع الشّيخ العلاّمة المُصلح الإمام عبد الحميد بن باديس -رحمه اللّه-، رَسَمَت هذا البيت و ما قبله و ما بعده، و إنّما انْتَقَيْتُه دون بقيّة الأبيات لقوّته ومباشرته الخطاب، وُجِّه للنّشء الّذي عاصر الإمام و لا يزال يُوَجَّه لكلّ ناشِئٍ مُمَيِِّزٍ عاقل، فكأنّما كُتب على لوحة سماوية تُظِلُّ مَن تحتها فلا يستطيع أحدلها مسحا و لا طَمْسا، بيت قد حَفظتَه أيّها النَّشء كما حَفظَه سابِقوك، بل رَسَخ في حافِظَتك و ذاكرتك رُسوخا قويّا لا يتَزعزع، فأنت المُردِّد و المُنشِد إيّاه رِدْحا مِن زَمَنٍ لا يزال يمضي بك على مقاعد الدّراسة.
فبارك اللّه في هذه الحافظة و الذّاكرة الّتي وَجَدَت فيها العلوم و الأنوار مُتَبَوَّئا، لكنّني أستسمحكَ أيّها الطّالب العزيز سائلا؛ هل وجَدَت تِلك الكلمات مع رُسوخها الذّهني مكانةً في قلبك و وعياً مِن عقلِك؟ أم هي مجرّد كلمات تُردّد و عبارات تُلفظ لاتكاد تُجاوز حنجرتك؟!.
و ليس لمِثلك بدينِك و جزائريّتِك أنْ يكون حظّه مِن البيت التَذكُّر على حساب التَدبُّر، و المَباني على حساب المَعاني، و التَّسْلِية على حساب التَّحْلِية، و ما هذا إلاّ لأنّ البيت قد خرج مَخْرَج الوصيّة للأبناء و الأحفاد، مُتجاوزا المعنى الضيّق للوصايا الّتي تراعي عادةً أمور الأموال و الأوقاف و المواريث ... ، بل هي وصيّة ذهبيّة مِن رَجلربّاني إلى أجيال متعاقبة في أزمنة متلاحقة، قد جاءت لغتها سهلة العبارة واضحة المعنى؛ فالمُخاطَب هم الطلاّب و الشّباب الّذين ترجو منهم أمّتهم رفع الجهل عنها والذلّ الّلذان يُشَبَّهان عادة باللّيل و الظّلام، فيكون اجتهادهم و سعيهم لتحقييق هذه الرّسالة النّبيلة صباحا يقترب فيبزغ فجره بعد ليل مُظلِم و يُضيءُ نوره بعد ظلام دامِس، يزداد اقتراباً كلّما قوي الاجتهاد و زاد السّعي حتّى يُؤسَّسُ لأسباب عِزَّة الأمّة و تمكينها.
فلا تجعل نفسَك أيّها الطّالب الغالي استثناءً مِن المُوصَى له و المُوصَى به، بل أنت المُخَصَّص والأَولى بذلك ما توجَّه إليك الخِطاب قراءةً منك و استماعاً، فقد أضحى لغيرك خبراً و لك إنشاءً.
أيّها الطّالب البارّ؛ و اللّه لقد حَرَّك موقف الإمام في نفسي أشْجانا و استدرّ مِنّي دموعا، فهلاّ وَجَد ذلك مِنك على الأقلّ تأمّلا في كلماته و أخْذاً العبرةَ منها، فإنّهارسالة تنفعك أكثر مِن مئات الرّسائل، إذا كان لك قلب و ألقيت السّمع و أحسنت الوفاء.
و هذه بلادك الجزائر؛ قد خَلَت مِن المُسْتدمِرين بجُهد العلماء المصلحين و جهاد الأبطال المجاهدين بعد فضل اللّه سبحانه، فإذا بها أرض حُرَّة غَنَّاء تُكْرِم و تأوي أهلها بعدما سُقِيَت جنّاتها عَرَقا و دما، فحافظ أيّها الوَلَد على يوْمِها و غَدِها كما حَافظ أولئك على أَمْسِها، و ستجدها كريمَةً مِعطاءةً ما أكرمتَها و أعطيتَها تفكيركَ و جُهدك في تثبيت راية الإسلام و التّوحيد عليها، و تأسيس أسباب التفوّق الحضاري فيها.
و لا تُشغلنَّك سَفاسِف الأمور و هَنّات الطّريق عن الوصية و المُضي في تحقيقها، فَكُنْ كالعَلْياء و الجبل الشّامخ، و إيّاكَ أن تلتفت لنداء خبيث أو تُجيب دعوى مفرِّق أو تنظر إلى بريق مُغري.
فلا يزال الرّجاء مُعَلَّقٌ فيك بالقيام على ما يَحفظ دينك و ينهض بوطنك، حتّى يَكتب اللّه على يديك إشراقاً بعد ليلة ظَلْماء، و حياةً بعد موتٍ على الرَّمْضاء، و فَرَجاً بعد لأْواء.
كُن خير سلَفٍ لخيرخَلَف، و إنّي داعٍ أنْ يحفظكَ اللّه سبحانه و يوفّقكَ إلى ما يُحبّ و يرضى، ويحَبِّب إليك الإيمان و يزَيِّنه في قلبك و يَجعلك مِن الرّاشدين، و أسأله الواحد الأحد أنْ يَقيك مِن الشّرور و الفِتن و يرفع بك الهموم و المِحن، و يقيم بك الدّين و يكتُب على يديك رجاء الأمّة.
أيّها الطّالب الحبيب العزيز الغالي ... ؛ يا نشء أنت رجاؤُنا و بك الصّباح قد اقترب ...
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
الثّلاثاء 14 شوّال 1429هـ، الموافق لـ: 14 أكتوبر 2008م
من هنا نستقبل التعليقات ( http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1856)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:07]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن لا أدري هل العنوان صحيح؟ اذكر أنني قرأت في ذكريات العلامة حمد الجاسر، أنهم أدخل احد الاستاذة المصريين على الملك سعود رحمه الله، و قال فيه قصيدة، ومن ابياتها أنه قال (أنت رجاؤنا) فالفت الملك سعود لحمد الجاسر، وقال علم صاحبك التوحيد
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 11:07]ـ
جزاك الله خير(/)
للمناقشة .. " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 01:23]ـ
يمثل هذا الموضوع قضية خطيرة جدا ... و هي تغير معاني الكلمات حتى التي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديث الشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية؟!
أفتونا أيها الصديقون؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 11:49]ـ
أفتونا أيها الصديقون؟
وُلَك أفتونا قلنالكووون!! بسمات لجميع الإخوة بلا استثناءْ .... حتى منهم الأعداءْ
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:14]ـ
أين طلاب " العلم " الميامين؟؟
الموضوع خطيييييييييير جداً!!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 08:44]ـ
وُلَك أفتونا قلنالكووون!! بسمات لجميع الإخوة بلا استثناءْ .... حتى منهم الأعداءْ
وفقك الله
لا يوجد في المنتدى إخوة وأعداء!
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:48]ـ
وفقك الله
لا يوجد في المنتدى إخوة وأعداء!
ماذا يوجد أذن (ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 07:00]ـ
يمثل هذا الموضوع
قضية خطيرة جدا ...
و هي تغير معاني الكلمات حتى التي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديث الشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية؟!
أفتونا أيها الصديقون؟
أفتونا أيها الصديقون؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 08:18]ـ
هذا المعنى الذي في هذه الآية الكريمة أصل من الأصول التي يجمع عليها عقلاء الأرض جميعا ..
وسياقها الذي جاءت فيه لا يخصص معناها بوجه من الوجوه ...
لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون:
- في الفضل الدنيوي والمنزلة بين الخلق
- في ثمرة الرسالة السماوية نفسها: ما يتحصل لهم من ايمان وتقوى في الدنيا (فهذا لا يأتي الا من توطين القلب وتربيته على ما تعلمه المرء من الوحي)
- في ما يكون لهم من المنزلة عند ربهم ثم الجزاء في الآخرة ..
- .... في كل شيء!
وكما قال بعض السلف: ما عصي الله بذنب أقبح من الجهل!
فاذا وُجد العلم ووجدت سبل تحصيله، واستطاع المرء ذلك، فبأي حجة يلقى ربه وقد أذنب ما أذنب بسبب الجهل؟؟؟؟
نسأل الله الهداية وتعلم العلم الضروري لجميع المسلمين ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 10:53]ـ
هذا المعنى الذي في هذه الآية الكريمة أصل من الأصول التي يجمع عليها عقلاء الأرض جميعا ..
وسياقها الذي جاءت فيه لا يخصص معناها بوجه من الوجوه ...
لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون:
- في الفضل الدنيوي والمنزلة بين الخلق
- في ثمرة الرسالة السماوية نفسها: ما يتحصل لهم من ايمان وتقوى في الدنيا (فهذا لا يأتي الا من توطين القلب وتربيته على ما تعلمه المرء من الوحي)
- في ما يكون لهم من المنزلة عند ربهم ثم الجزاء في الآخرة ..
- .... في كل شيء!
وكما قال بعض السلف: ما عصي الله بذنب أقبح من الجهل!
فاذا وُجد العلم ووجدت سبل تحصيله، واستطاع المرء ذلك، فبأي حجة يلقى ربه وقد أذنب ما أذنب بسبب الجهل؟؟؟؟
نسأل الله الهداية وتعلم العلم الضروري لجميع المسلمين ..
سامحك الله يا استاذي الكريم ... و حبيبي القديم!!!
كنت أتمنى
- و على خلفية الواقع النفسي المزري لكثير جدا من طلاب العلم و العلماء الذين نزعت الخشية من قلوبهم و هجموا على المسائل الكبار للأمة و انغمسوا في حب الدنيا المهلك مرتين لأمثالهم .... و ..... و .... و مما تعلمه سيدي -
كنت أتمنى أن تذكر
السياق الأصلي الأهم و الأخطر ....... و المنسي تماما , و الذي يستشهد بالآية عليه خطأً ... و غفلة حقيقية عن السياق
ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد!!
إنما العلم الخشية سيدي
سامحك الله و غفر لك.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 11:19]ـ
سامحك الله يا استاذي الكريم ... و حبيبي القديم!!!
كنت أتمنى
- و على خلفية الواقع النفسي المزري لكثير جدا من طلاب العلم و العلماء الذين نزعت الخشية من قلوبهم و هجموا على المسائل الكبار للأمة و انغمسوا في حب الدنيا المهلك مرتين لأمثالهم .... و ..... و .... و مما تعلمه سيدي -
كنت أتمنى أن تذكر
(يُتْبَعُ)
(/)
السياق الأصلي الأهم و الأخطر ....... و المنسي تماما , و الذي يستشهد بالآية عليه خطأً ... و غفلة حقيقية عن السياق
ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد!!
إنما العلم الخشية سيدي
سامحك الله و غفر لك.
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج عن بن جريج حدثني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرج الناس عن أبي هريرة فقال له نأتل الشامي أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال وما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى قتلت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به ليعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها الا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فيسحب على وجهه حتى ألقى في النار - مسند الامام أحمد
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم
*****
من الحديث السابق يعلم أن العلم يتعلمه الصالح والطالح, والعلم على أطلاق يرفع الرجل ولو كان فاسداً, والعلم يرفع العالم فيه ولو كان العلم من العلوم الدنيا, وهذا كما ذكر الاخوة من قبل يتفق عليه جميع العقلاء بلا استثناء.
قال تعالى: " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير".
ففرق الله في الآية بين العالم والمؤمن, لعظم قدر العالم ومكان, فالعالم كالنجم يهتدى به, فعابد ليل منفعته قاصرة والعالم منفعته متعدية ولو كان ذلك في أمور الدنيا, وكما هو معروف أن التعلم في شتى العلوم هو فرض كفاية ما كان العلم مما يفيد الاسلام أو المجتمع الاسلامي.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 12:17]ـ
أخي خلوصي ...
اعلم وفقك الله أن الخشية لا تأتي الا الى قلب قد علم من دين الله ما به تتحقق الخشية في القلوب، فجاهد نفسه وغالبها كما تعلم ليغرس ذلك الغرس الطيب في قلبه ولتثمر فيه ذات الثمرة التي تعلمها الصحابة وتلقوها عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، علما وعملا .. أما طالب العلم الذي خلا قلبه من الخشية فهو رجل مريض، لم ينتفع بما تعلم، لا لتخلف العلم نفسه عن أداء الغاية منه، ولا لكون ذلك العلم لا ثمرة له من الايمان، وانما لتخلف الطالب عن تحقيق ما تعلمه في نفسه!! فهو اذ فقد الخشية فانما ابتلي بدرن علق بقلبه ونفسه لتخلفه عن تطبيق ما تعلم! والعلم انما يتعلم ليعمل به، والا كان وبالا على صاحبه ...
وأنت قد سألتنا عن سياق الآية الكريمة، فنحن نجيبك لطلبك بعون الله ..
هذا هو متن الآية الكريمة: ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)) [الزمر: 9]
وهذا متنها في سياقها بين سباقها ولحاقها .. أسوقه اليك من عدة آيات قبل وبعد ..
يقول الرب تبارك وتعالى:
{لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ /// خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ /// خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ /// إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ /// وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ /// أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ /// قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ /// قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ /// وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر:4 - 12]
فعند تأمل سياق الآيات الكريمة ترى أن الله تعالى يخبر عن بعض صفاته، يثبت لنفسه معن جهله الذين اتخذوا من بشر مثلهم ولدا له سبحانه وتعالى، ويحتج على الكفار بخلقه وقدرته وأفعاله التي يرونها، ثم يخبر البشر بأنه سبحانه غني عنهم وأنه لا يدعوهم الى عبادته وطاعته لحاجته سبحانه الى تلك العبادة وانما لحاجتهم هم .. فالكفار بجلهم قد يتصور الواحد منهم أن الله يحتاج الى عبادته، فالله يعلمهم بأن الأمر ليس كذلك .. ويلوم سائر بني آدم على أنهم لا يذكرون الذي في السماء الا عند الشدائد، بينما يغفلون عنه في ما سوى ذلك .. يقول تعالى في السباق المباشر للآية: ((ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ /// أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) فتأمل كيف بين سبحانه أن التوحيد، توحيد القصد والطلب، والذي اصطلح عليه العلماء بتوحيد الألوهية، لما تخلف في قلب الانسان، راح يرجو ويدعو غير الله من دونه .. فهذا هو الكافر الغوي الجاهل، الذي يتوعده الله بما في الآية .. ثم يتبع ذلك مباشرة بالثناء على الذي هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما، (وهي رؤوس العبادات والطاعات والتي لا تتحصل على مراد الرب منها الا بالعلم والتعلم من الوحي من مصادره ومظانه) وحذر الآخرة كذلك ما تحقق الا من حصيلة ذلك العلم والنور الذي ينشرح له صدر المؤمن فيتعلمه، ولهذا، جاء عقيب ذلك مباشرة الاستفهام الخبري الاستنكاري الذي يقرر به الملك جل وعلا أن الذين يعلمون والذين لا يعلمون لا يستوون أبدا! فالذي لا يعلم، لم يحقق لا خشية ولا حذرا ولا قياما ولا صلاة ولا سجودا ولا قنوتا ولا شيئا من ذلك، وانما من جهله وبغيه أشرك بالله جل وعلا ودعا من دونه أندادا!! وليت القارئ الفطن يتأمل ترتيب رب العزة جل وعلا في ذكره لصنوف العلم ومراتبه والتي لا يستوي العالم بها بالجاهل، فبدأ بالثناء على من أثنى عليه من بعد ذم الذي أشرك واتخذ مع الله أندادا، فقدم بذلك علوم التوحيد والتي يعرف بها أسماء الله وصفاته، والتي يعرف بها معنى توحيد القصد والطلب والارادة والمحبة والرجاء وسائر أعمال القلب والجوارح لله وحده جل في علاه ... والتي لا يتأتى شيء من مراتب الايمان الا تأسيسا عليها ...
فأردف بعد في الآية التالية بذكر صفات استحق بها الموحد - بعد كونه موحدا قاصدا الله وحده بالعبادة - من أنه يحذر الآخرة ويخشى الله ويتقرب اليه بشتى العبادات التي تعلم ما به يحسنها ويؤديها على نحو ما يريد منه ربه تبارك وتعالى ... ثم يتبع ذلك بمزيد من مراتب العلم في الآية التالية مباشرة اذ يقول جل في علاه: ((قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ))
فيأمر الذين آمنوا - وتأمل - بأن يتقوا ربهم، من بعد ما أثنى على الذين يعلمون، فدل على أنه يحثهم على تعلم ما به تزداد تقوى قلوبهم، ويزداد احسانهم وصبرهم، فيثقل عند الرب أجرهم .. وجماع ذلك كله ما أتى بعد ذلك من أمره سبحانه النبي عليه السلام أن يقول للمؤمنين أن شرط صحة العبادات جميعا، بعد أن تكون على نحو ما يريدها الرب جل وعلا، أن تكون مبنية على الاخلاص والصدق في قصد الرب وحده لا شريك له ....
فنعم ثمرة العلم ونعم الفروع التي تنمو من شجرة التوحيد والتي لا تكون الا فيمن فقه التوحيد وحققه حق التحقيق في قلبه وجوارحه، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - Nov-2008, صباحاً 02:04]ـ
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة، فقال: لا، فقتله فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة، فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة. قال قتادة: فقال الحسن: ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره).
#اين انت يا خلوصي من كتاباتك التي تطعن وتزهد الناس في العلماء!؟
هذه واحدة:
(و الله ياسيدي هذا العامي أفادني أكثر من عشرات المشايخ!! هذه هي الحقيقة المرة ... ماذا أفعل إن كانت هذه هي الحقيقة؟!!
-الله المستعان دليس على المسلمين من اجل الدعوة الى جماعة التبليغ الصوفية!
وقلت عن علماء امثال ابن ابراهيم وابن باز والفوزان:
(و أنا حزين جدا حقيقة أن يصدر هذا الكلام من علماء محترمين و ليس لديهم و لا حتى 10 % من التصور الصحيح عن هذا " الجهد " ... و أول خلل في التصور هو توهمهم وجود جماعة تسمى " التبليغ و الدعوة ")
وقلت عن جماعتك الصوفية: اكتشفت مدى حاجة علماء الأمة للتعلم منهم لا مدى ضرورة بعد الجاهل عنهم!!!
-وقد سببتنا وشتمت العلماء الكبار عندما فضحنا الاعيبك!؟
ادخل هذا الرابط وسترى العجب العجاب!؟
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20721
خذ هذه الهدية وارسلها الى جماعتك:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، خير معلم للبشرية لم تعرف البشرية معلماً قبله ولا بعده خيراً منه صلوات الله وسلامه عليه، ولا عرفت طلاب علم وهدى وحق مثل أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وصلى عليهم وعلى التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
سأتحدث -إن شاء الله تعالى- في هذا الموضوع عن أهمية طلب العلم، وعما أعده الله تبارك وتعالى للعالم ولطالب العلم من الفضل والأجر والخير العميم ....
أولاً: في العقيدة والتوحيد ومعرفة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهو أشرف العلوم.
وثانياً: في معرفة الحلال والحرام الذي به يعبدون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكم من عابد على جهالة!
وكم من مشرك أو متلبس بشرك يظن أنه على التوحيد!
وكم من مصلٍّ وصلاته باطلة؛ لأنه لا يقيمها ولا يحسنها!
وكم من حاج حجه باطل؛ لأنه لم يقم به وفق ما شرع الله تبارك وتعالى من الأحكام، وكما حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
وكيف نعرف ذلك كله؟ إنما نعرفه بالعلم، وبالفقه وبالتفقه في الدين.
والتفقه في الدين أمر شاق، ولكن أجره عظيم، والمتفقهون أو الراغبون في التفقه في الدين قليل؛ ولكنهم كالنجوم في السماء، وهم الذين يهتدى ويقتدى بهم {عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد} كما صح ذلك عن بعض السلف وروي عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا شك أن العلم فضله عظيم، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] لا يستويان أبداً؛ حتى في الحيوان لا يستوي المعلَّم وغير المعلَّم، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعل الكلاب نجسة، ومعروف أنه إذا ولغ الكلب في إناء أحدنا فإنه يغسله سبعاً إحداهن بالتراب، وما ذلك إلا لنجاسته؛ لكن هذا الحكم وهو النجاسة في لعابه وريقه إذا كان غير معلم، أما لو كان معلَّماً كان كما قال الله تبارك وتعالى: وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ [المائدة:4].
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصل ذلك لعدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه لما سأله، ففرق له بين ما إذا أرسل كلبه المعلم، وبين ما إذا أرسل كلبه غير المعلم -سبحان الله العظيم!
إذا كان العلم وهو العلم الصحيح النافع يحول الحيوان النجس إلى حيوان تؤكل فريسته التي يصطادها، فبدلاً من أن نغسله سبعاً أولاهن بالتراب, فإننا نأكله هنيئاً مريئاً، ونشكر الله الذي علمنا والذي سخر لنا هذا الحيوان.
فما بالكم بالعلم! كيف يغير في ابن آدم الذي هو أكرم ما خلق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ [الإسراء:70] أكرم ما خلق الله هو هذا الإنسان, وكرمه وشرفه بالعلم.
وأكرم من في بني آدم هم العلماء، لأن الأنبياء هم أفضل الخلق وهم أعلم الناس بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهذا العلم أشرف العلوم جميعاً، ثم من بعدهم كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث أبي الدرداء {ألا وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم}، فالعلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة} فكل ما يتركه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده من آنية أو سلاح أو أرض أو متاع فهو صدقة لا يورث، ما الذي ورّث؟ {وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر}.
لهذا فإن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه لما رأى الناس فتحت وتوسعت عليهم الدنيا، ورأى الانكماش في طلب العلم ذهب يصيح: [[أيها الناس! ميراث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم في المسجد]].
ففرحوا لمحبتهم لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كل واحد ترك بضاعته وشغله، وجاءوا يجرون, وكلٌ يريد أن يأخذ مما تبقى من أشيائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن كانت آنية أو أي شيء من سلاحه ولو من شعره، فهذا مما يتبرك به.
جاءوا وجلسوا وإذا به يقول: [[حدثني خليلي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .. , فقالوا: أين الميراث يا أبا هريرة؟! قال: هذا الميراث، ما ورث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هذا العلم .. وهذا الهدى .. وهذا النور، ونحن إليه أحوج من كل ميراث]].
وكما ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنه قد يعيش الناس بلا أطباء، ويتداووا بما يسر الله لهم من أعشاب أو مما تعارفوا عليه، والمهم أن يكون حلالاً، لكن هل يمكن أن يعيش الناس وتستقر وتهنأ وترغد حياتهم بلا علم أو بلا علماء؟!
لا يمكن؛ ولهذا بين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما في الحديث الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العلم قال: {إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً يأخذه من صدور العلماء، ولكن ينزعه بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا}.
ففي آخر الزمان حيث لا يذكر فيه الله، ولا يقال: لا إله إلا الله لقلة العلماء، ليس فيهم عالم يفقههم ويبين لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجاهلية التي كانت قبل بعثته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محاها الله ببعثته، محاها بالتوحيد وبالوحي والعلم الذي آتاه الله إياه، لكن لها عودة، فترات وتعود، أما الجاهلية المطلقة فإنها لا تعود بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبداً؛ لأن الله تعالى تكفل وتأذن أنه لابد أن تبقى وتظل طائفة قائمة على هذا الدين حتى يأتي أمر الله، وهو الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين قبيل قيام الساعة، ويبقى شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة، فلا يكون ذلك إلا بهلاك أو بذهاب أو باضمحلال أو فقد العلم الذي ينتفع به الناس.
ستظل طائفة على الحق؛ لكن الجاهلية تأتي على طوائف، وعلى مناطق، وعلى أمم، كما كان عندنا في جزيرة العرب، كانت جزيرة العرب قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- في ظلام؛ بل إنها رجعت إلى الجاهلية الأولى، حتى بعث الله عز وجل الرجل الذي يجدد هذا الدين -ولله الحمد والفضل والمنة- فيمكن أن تعود الجاهلية في أي مكان، ولكن سرعان ما ترتفع الجاهلية عن هذا المكان أو عن هؤلاء القوم بالعلم؛ لأنه الذي ينور الله تبارك وتعالى به القلوب يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11].
والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عندما بين لنا ولخلقه أجمعين أعظم قضية تهم الإنسان في الدنيا فيها أعظم شاهد وأعظم شهداء.
فما هي القضية؟ ومن الشاهد؟ ومن الذين استشهد بهم؟
قال الله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18] أعظم قضية في هذه الدنيا وفي الوجود كله هي: قضية التوحيد، وهي الشهادة لله تعالى بالوحدانية وأنه لا إله إلا هو، وأعظم شاهد هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولذلك بدأ بنفسه الكريمة -سبحان الله- قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ [آل عمران:18].
ثم ثنى بالملائكة ولا غرابة, فالملائكة عباده المكرمون لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6] فجعلهم الله تعالى شهداء.
والثالث: اختار من خلقه شهداء يشهدون معه -وهو أعظم شاهد- في أعظم قضية؛ فلا بد أن هؤلاء المختارين هم خير وأفضل الناس.
ولم يستشهد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالملوك ولا بأهل المناصب والجاه والدنيا، ولا بأهل الأموال، ولا بأهل الأحساب والأنساب الرفيعة؛ لكن قال: وَأُولُو الْعِلْمِ [آل عمران:18] فجعل أعظم الشهود معه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومع ملائكته الكرام هم أهل العلم، ولذلك قال: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرائيلَ [الشعراء:197]، وكل علماء بني إسرائيل يعلمون أن هذا الدين حق يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146].
لكن وجد منهم من أداها مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فقد أدى الشهادة وشهد أن هذا هو الرسول الذي كنا ننتظره, وشهد أن هذا هو الدين الحق.
منقول
- اهل البدع-ياخلوصي- لهم طرق في تفسير النصوص لتتفق مع مرادهم!؟
مثال:
(وله كتاب-أي الرازي- آخر اسمه (السر المكتوم في مخاطبة النجوم). وقد نقل عنه الحافظ-أي ابن كثير- أنه أوجب تعلم السحر، وعنده أن العلم شريف بذاته، ودليله قول الله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9]، والسحر علم، فيجب تعلمه، حتى لا يكون هناك علم مفقود. وما ذكره الرازي قول باطل، فإنه لا يجوز تعلم الكفر، وقد ذكر الله تعالى أن السحر كفر، قال تعالى عن الملكين: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ [البقرة:102]، ولكن الرازي تاب عن هذا القول في آخر حياته، وله وصية معروفة).
منقول بتصرف.
-فماذا تريد انت ياخلوصي من هذه الآية؟!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 03:43]ـ
عش رجبًا ترى عجبًا
http://muntada.islamtoday.net/t35213.html
لماذا لا تفصح لنا عن منهجك كما في الرابط أعلاه؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بحثت فوجدت أنه قد طرح الأخ خلوصي هذا الموضوع نفسه في ملتقى أهل التفسير، وكان مما وضعه من التعليقات هناك هذا الكلام:
"و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟!
فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ......
أقول ثمة دعاة هذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناس عنهم! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ... ! مع عظم حاجة الناس إلى هذا اللون من الناصحين الصادقين؟!! "
ثم وضع أحد الأعضاء هذا الرد:
"قال الإمام الرباني الحسن البصري:
" العلم علمان فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم،
وعلم في القلب فذلك العلم النافع "
فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7) "
وعقب عضو آخر بقوله:
"المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل"
فعقب خلوصي قائلا: "
و جزاكم الله خيرا على هذا الإثراء ... و لعلك تقصد أستاذي الكريم: العلم المقتضي للعمل في هذا السياق."
ثم جاء بهذا التعقيب، بعد ذلك مباشرة، حيث قال: "و هكذا أيها الإخوة و الباحثون و الأساتذة ... رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتى الأساسية منها ... !!
إلا أن ذلك خفي لا يظهر .. !؟ فعندما نقرأ هذه الآيات نفهمها في سياقها و لا نستشكل شيئا منها .... و عندما نتعامل مع مفهومها في الواقع و مع الاستشهاد بها و الاستدلال بها نرى كيف يلتبس الأمر على الناس و هم لا يشعرون .. !؟
فهل توافقون على المضي قدما في تجلية المسائل الأخرى .. ؟ و عندها يمكن تغيير العنوان أو يبقى كما هو؟
خادمكم ... الفقير العاجز: خلوصي."
ثم داخله أحد الاخوة بقوله: "نوافق علي تجلية المسائل الأخري
ولنبدأ بحكم من لايعمل لأنه لايعلم، أو من يعمل خطأ لأنه مقلد أو لا يعلم
ثم من يعلم ولا يعمل ولا يعلم الآخرين ما يعلم
وأيهما أفضل للمرء أن لا يعلم ولا يعمل .... فسينجو لأنه معذور بالجهل،أم الذي يعلم ولايعمل .... فسيدان لأنه علم، وهذه دعوة لعدم العلم!!!
..... الخ"
فرد خلوصي قائلا: " حسناً يا سيدي:
نبدأ بالذي بدأتم به:بحكم من لايعمل لأنه لايعلم؟!
سؤالي:
هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم؟
ثم المقدار من العلم الذي يكفيني؟
ثم صيغة هذا العلم: أيلزم أن يكون بحفظ الأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة؟
...
....... "
فداخل أحد الفضلاء بهذه المداخلة: "أخي الحبيب:
هذا الأمر ذو شعَبٍ لا ينبغي إجمالها أو اندراجها في جزئيةٍ واحدة ,فالآية عنوان الموضوع لم تأت بالثناء على الدعاة الذين وصفتهم ,ولا أحسب طالبَ علمٍ يصد عن سبيل الله بالتحذير ممن يوقظ توحيد الله الفطري في النفوس وتفاعلهم مع معاني ومدلولات أسماء الله الحسنى.!
لكن:
هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّ التحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلق حوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعية جمهوره.!
فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُوّام الذين تنتصب أقدامهم لله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين , لكننا أغنياء بالعلماء وطلبة العلم عن مهرّجي هذا العصر ممن أقْحِموا في الدعوة , وتكلموا في أمر العامة واقتحموا حياض الفتيا والتوجيه بلا علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأولاء أحسبُ أنهم ممن تجب مناصحته أن يرفق بنفسه ,خصوصاً إذا أقعدته الشهرة عن طلب العلم والسؤال عما يستقفل عليه من أمور دينه.
ولقد تسبب بعضهم في شماتة الأعداء بالدين والعلماء ,حين تأملوا وأذاعوا ونشروا مقاطع مسجلة من هذا التهريج الفاضح ,وخلعوا صفات وأفعال وسذاجة أولئك على كل العلماء والمربين في الأمة.!!
فمتى كان الداعيةُ يقلد أصوات الحيوانات والسيارات ليضحك الناس دعوةً إلى الله , ولماذا يصر صاحب تلك الموهبة على أن يكون "شيخاً" وأمامه مجالات التمثيل والإنشاد التي لا حرجَ في تنمية وإبراز تلك الموهب عبرها.
ومتى كان الداعية حين تطلبُ منه محاضرة يشترط على المضيفين المحسنين الظنّ به تذكرة سفر له ولمرافقيه على الدرجة الأولى ,ومأكولات بحريةً ,وفندق من نوع كذا وكذا, كما يصنع الممثلون واللاعبون تماماً ناسياً هذا الصنفُ أو جاهلاً بأن كتاب الله نقل عن أئمة الدعوة وهم رسل الله اجتماهم على مبدإ (لا أسألكم عليه أجراً).
متى كان الدعاة إلى الله طلبة العلمِ يجر بعضهم ثوب بعضٍ وينغزه في خاصرته ,ويعيّره بخلقته في نقل وبث حي ومباشر , أمام ملايين المشاهدين ,لتبقى تلك الصورة الشوهاء - التي حسبَ (ناسجها) أنها ستبين سماحة الإسلام ويسرَه - قابعةً في الأذهان وبرهاناً على عدم العناية بالتأصيل والتأسيس الذي لا يوجد إلا في مجالس العلماء وبين أيديهم.!
ولولا مخافة استغلال كلامي من قبل الباحثين عن العثرات واستعماله دليلاً من باب (وشهد شاهدٌ) لذكرتُ من عجائب هذه الفئة ما يندى له الجبين وتتقرح الأكباد ,فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا يعني ذلك حكر الدعوة والمساهمة في الدلالة إلى السبيل القويم على من بلغ رتبة الاجتهاد , فالدعوة مسؤولية الجميع كل بحسبه , ولكن بالإمكانيات المتاحة وعلى النهج القويم , بعيداً عن العفوية والارتجال المفضيين إلى التعثر والسقوط , والندم حين لا ينفع الندمُ."
ثم بعد مشاركة أخرى من أحد الاخوة يأتي أخونا خلوصي ويقول: "محل البحث هنا محدد: و هو استشهاد البعض بالآية في غير مفهوم العلم الوارد فيها .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجل الآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهم بالجهل المستتبع لمنعهم من قول: " يا قوم اتبعوا المرسلين " ... !!
أما ما قد يُرى على البعض من مآخذ فهذا شأن آخر ... و موضوع آخر .. !
بارك الله فيكم."
فيرد عليه أحد الاخوة قائلا: "مازال الأمر ملتبسا؛! سألك الأخوة أن توضح مطلبك من الحوار بلا حرج؛
من وصف هذا الرجل بالجهل؟!!
قد أشك في أنك تريد أن تصل أنه من دعي إلي اتباع العالم فلان يجب ألا يوصف بالجهل!!
وبالتالي حد العلم هو التقليد لمن تثق في علمه
... الخ؛ فحدد نقاط الحوار واضحة حتي نستفيد ونفيد
ودعني أوضح أن رجل آية يس كان عالما وأعتقد أنا أن الكل يجب أن يسعي أن يكون مثله فهو نموذج المؤمن العادي الذي يجب أن يمثل غالبية المجتمع
ما الذي جعله يجيء من أقصي المدبنة يسعي و يقول ما قال؟
لما قال القوم ماقالوا لرسلهم " .... لنرجمنكم .. " علم أنه وجب عليه أن يعذر نفسه؛ولعلهم يرجعون؛لأنه يعلم إذا مضي القوم في تهديدهم لرسلهم فسنة الله أن يؤخذوا بسنة شرعية فيهلكوا ويُنجي الله رسله والذين آمنوا؛وهو ماكان فقد هلك القوم بصيحة واحدة،
فمن يصفه بالجهل؟ ثم أنه يكفي ما قاله دليلا علي علمه؛ ثم يكفي بيانه لكي لا يقال نريد عبادا حتي ولو كان أحدهم لا يكاد يبين"
فيقول خلوصي معقبا: "محل البحث يا سادتي هو أكبر مظلوم اليوم في سير الحوار ... آه كم أشتاق لتأليف مجلدات كاملة عنه .. ؟!!! و لكني في شغل عنه أفضل إن شاء الله!؟ "
هاكم رابط الموضوع هناك:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13215
-------
أقول انا لله وانا اليه راجعون!
اذا فهذا هو منتهى النقاش معك في هذه الآية وتأويلها!!!!
بأي شيء يفهم العاقل كلامك هذا يا خلوصي الا على أنه صد صريح عن طلب العلم الشرعي؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
تدعي أن طلبة العلم المنضبطين المؤصلين في التوحيد والفقه وغيره من علوم الدين، ليست لديهم القدرة على تنزيل الكلام الى مستوى العامة ومخاطبتهم بما يفهمون، احياءا لفطرة الايمان في قلوبهم – على حد ألفاظك! – فماذا يكون هذا الزعم الا طعنا في العلم نفسه، وانتقاصا منه ومن أثره على قلوب حملته؟؟؟
قلت لك مرارا - ولا أمل من التكرار حتى تسمع وتعقل – أن العلم الشرعي فنون وأقسام اجتهد العلماء من القرون الأولى في تصنيفها وتقسيمها وجمعها بأدلتها، وكلها تتكامل في نفس المسلم، وكلها فيها قدر واجب على المسلمين على التعيين، يجب أن يتعلموه حتى يصح لهم دينهم، بداية من التوحيد والقصد والنية، ووصولا الى دقائق الأعمال التي يعملونها كل يوم!! هذا علم وهذا علم، علم القلوب وتزكيتها وتحقيق ثمرة الايمان والتوحيد فيها، هو شعبة من شعب علوم التوحيد، شئت أنت أم أبيت!! والجهل بها يشين صاحبه ولا شك، كما هو شأن الجهل بسائر علوم الدين!! والذي يخرج ليتكلم في العامة يدعوهم الى ربهم ان لم يكن ذلك الأمر منه على بصيرة (ولو رحت تخرط ذرات التراب خرطا فلن تأتي أبدا بتأويل للبصيرة هنا سوى العلم) فانه مضل لمن يدعوهم، سيما ان كان لا يحيلهم الى من هم أعلم منه ليتلقوا منه ما به تكون نجاتهم وصلاح دنياهم وآخرتهم!!
وأنا أعجب والله، ان لم يكن هذا المعنى هو ما يفهمه كل عاقل من تفسير تلك الآية الكريمة (محل البحث الذي لا تمل من ايهام محاوريك بأنهم قد خرجوا عنه كلما كتبوا لك ما لا يعجبك) فما الذي يفهمه بالضبط؟؟؟؟؟؟؟
أي دعوة تلك التي تعمل من أجلها يا خلوصي ان لم تكن دعوة الى الكتاب والسنة، بالكتاب والسنة لا بغيرهما؟؟ وكيف يحقق الداعية ذلك الا بطلب العلم في تلك "المسائل" التي "يسمونها بالفقه ونحوه"؟؟؟؟؟!!!! ما معنى الدعوة عندك أصلا وما مفهومها؟؟؟ أليست نداء الناس ليتبعوا الرسل؟؟؟ تأمل قوله تعالى: ((و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين)) فكيف يتبعون الرسل ان لم يكن بتعلم العلم الذي أورثه المرسلون لأتباعهم؟؟؟؟ ما أعجب كلامك عن هذا الرجل على أنه رجل جاهل، مثله في ذلك كمثل من تدافع عنهم، أو على الأقل أنه ليس ممن يمكن الاصطلاح عليهم بلقب (عالم) أو حتى (طالب علم)!!! يا أخي اتق الله ولا تكتب ما تهلك به نفسك!! والله ما كنت أحب أن أخاطبك بهذه الحدة ولكن هناك حدود للاحتمال يا خلوصي!! فالى أين أنت ذاهب بنا، هداك الله؟؟؟
الرجل المذكور في الآية الكريمة هذا رجل عالم ولا شك، أو على الأقل على ما يلزم من العلم للقيام بما يقوم به من الدعوة .. تأمل كيف أنه لم يدعهم الى النظر في السماء والأرض ليتبينوا أن الله هو الخالق وحسب، (فهذه عقيدة أكثر أهل الأرض، حتى النصارى يدندنون حولها)، وانما كانت دعواه أن يتبعوا المرسلين!! نعم وهذه غاية كل رسول، أن يقول للناس اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد! وماذا يكون اتباع المرسلين يا عبد الله الا توحيد الاتباع، الذي هو عين توحيد الألوهية والتعبد: ألا يعبد الله الا كما شرع على رسله وأنبيائه؟؟؟ وكيف يتحصل ذلك التوحيد وذلك الاتباع الصحيح الا بتلقي العلم عن المرسلين صافيها خاليا من البدع والتشوهات والضلالات، مأخذوا عمن أخذه عنهم من العلماء وطلبتهم، بالدليل والحجة البينة الثابتة؟؟؟؟ الرجل انما يدعوهم للتعلم أصلا، تعلم العلوم التي لا يصح للرجل اتباع ولا ايمان الا بها، وأنت تقول: " .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجل الآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهم بالجهل المستتبع لمنعهم من قول: " يا قوم اتبعوا المرسلين " ... !! " فمن من طلبة العلم الذي تأول آية سورة الزمر على نحو وصم به رجلا من مثل هذا الذي ذكره القرءان هنا، بأنه أقل علما من أن ينادي مثل ها النداء في الناس؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أي مفهوم خاص هذا الذي به يتأول بغض الناس هذه الآية؟؟؟ من الذي أوهمك يا عبد الله أن طلبة العلم على الكتاب والسنة وعلى فهم السلف رضي الله عنهم، يخصصون مفهوم العلم الشرعي، فلا يدخل فيه عندهم هذا الذي تدندن أنت حوله؟؟؟؟ من الذي أفهمك أنهم لا يتسع مفهوم العلم عندهم لما به يفقهون مرامي الدعوة ومقاصدها، وما به ينزلون الكلام في منازله ويكونون ربانيين في نقل العلم والفقه الى العامة، فيبدأون معهم بالأهم فالمهم، صغاره قبل كباره، يخاطبونهم بما يعقلون وعلى قدر عقولهم، لينتشلوهم من الظلمات الى النور على بصيرة وعلم بالدليل والبينة؟؟؟؟؟ من أولى الناس بأن ينطبق عليهم قوله تعالى مخاطبا رسوله: ((قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني))؟؟؟ من أولى الناس بفقه الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وهو فقه وفي اصطلاح العلماء اسمه فقه، أعجبكم هذا الاصطلاح أو لم يعجبكم!!) ان لم يكن أولئك الذين تعلموه علما صافيا محكما موروثا من لدن الصحابة والقرون الفاضلة، فكانوا طلبة لذلك العلم مع غيره من علوم الدين؟؟؟؟ من أولى الناس بحسن مخاطبة العامة وتقديم ما حقه التقديم وتأخير ما حقه التأخير، ان لم يكن أولئك الذين درسوا نهج الصحابة والسلف والأئمة في مخاطبة المتورطين في البدع والضلالات، لدعوتهم الى الحق انقاذا لهم مما هم فيه من المهالك؟؟؟ من أولى الناس ببيان سبيل المرسلين الذين يدعونهم الى اتباعه ان لم يكن طلبة العلم الشرعي الشريف، الذين لا يحققون حياة القلب لهم ولا لغيرهم من الخلق باذن ربهم الا بحسن العمل بهذا العلم الذي يطلبونه وينشرونه بين الناس؟؟؟؟
يا خلوصي، قولوا في دعواكم – أنت وجماعتك - للناس "يا قوم اتبعوا المرسلين" ما بدا لكم، وما أحسنه من قول وما أجملها من دعوة، يدعو بها كل مسلم ما وسعه ... ولكن ان لم تكونوا في ذلك على علم بدعوى المرسلين – أصلا – وبسبيلهم في بلاغها وايصالها ونشرها، وبسبيل العلماء الربانيين الذين لا تتلقى تلك الدعوى صافية خالصة الا عنهم، فالى أي شيء تدعون الناس على الحقيقة؟؟؟؟؟
تقول: " هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم؟
ثم المقدار من العلم الذي يكفيني؟
ثم صيغة هذا العلم: أيلزم أن يكون بحفظ الأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة؟ "
فجوابا عن سؤالك الأول أقول نعم، هي محررة ولا شك عند أهل العلم في تلك الأمة، وواجبك أن تبحث عنهم وأن تتلقى عنهم وألا تقلدهم، وانما تأخذ عنهم من حيث أخذوا، لتضبط منهجك كما ضبطوا منهجهم على الحق الذي لا محيد عنه، بالدليل والحجة لا بالهوى والتقليد! أما عن المقدار، فكل عمل يعمله الانسان فانه يجب عليه تحصيل العلم اللازم له، لأنه ما لا يصح الواجب الا بتعلمه فتعلمه واجب!! هذه قاعدة لا يماري فيها عاقل!! ويكفي أن تطردها في جميع ما أنت فاعل ليل نهار، ليتبين لك ما يلزمك – بالضرورة – أن تحصله من العلم الشرعي الذي تعلم به أأنت فيما تعمل سائر على مراد الله وعلى الصواب والحق سبيل المرسلين، أم على غير ذلك!!! أما صيغة العلم، فهل يضيرك حفظ الأدلة في شيء؟؟؟؟ سبحان الله! وهل تتصور داعيا ينهى الناس عن منكر من المنكرات فاذا ما سألوه وما دليلك على أن هذا حرام، لم يجد نصا محفوظا عنده يقيم به الحجة عليهم؟؟؟؟ أكاد أستشعر أن القضية باختصار أنك لا تريد أن تتحمل أنت وجماعتك مشقة التعلم والحفظ!!
فان كان كذلك فيا أخي أعيذك بالله من شر نفسك، ومن طلب الشيء من غير مظانه التي أجمع المسلمون على أنه لا يطلب الا منها! وأعيذك بالله من النفور – فضلا عن الصد والتنفير - مما يلزم لطلب العلم من جهد وتعب وصبر واحتساب! وأذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، وقوله: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ويا خلوصي لا يغرنك تفوق بعض الجهال في ابهار الناس وتحريك قلوبهم والتأثير فيهم بالوعظ والترهيب والترغيب ونحو ذلك .. قد تجد رجلا موهوبا عنده القدرة على اثارة مشاعر الخلق وعواطفهم بمعان فطرية في توحيد الخالق جل وعلا، ولكنه ومع ذلك غارق في البدع والخرافات، ولا يكاد يخلو منها كلامه – وما يدريه أنه على بدعة وهو جاهل أصلا ولا يدري أنه جاهل، فيظن البدعة سنة والسنة بدعة؟؟ - فاذا به يضع لهم في قلوبهم أمورا مهلكة وهو لا يرى نفسه الا ناصحا أمينا!!! ان القصد المراد من الدعوة الى الله انما هو حمل الناس على ابتاع المرسلين، توحيدا لذلك على مراد ربهم بالبينة والدليل!! وهذا ما يجعل الداعية – ولابد – داعيا الى ذلك العلم الشرعي الذي تستثقله نفسك – ولا حول ولا قوة الا بالله – وتكاد تنفر الخلق منه بكلامك هذا!!!! فهلا اتقيت الله في دعواك وفيمن تدعوهم؟؟
قال تعالى ((انما يخشى الله من عباده العلماء))
ومعلوم أن لفظة (انما) تفيد التوكيد والحصر، فلا يخشى الله الا العلماء .. ولا يجرمنك الشيطان على الظن بأني اذ أقول بهذا فانني أحصر الخشية في كبار العلماء الذين أدعو الناس الى التعلم منهم، هم بأعيانهم، فتدعي أني أزعم أن الخشية لا تكون الا في فلان وفلان - مثلا! كلا وأعوذ بالله من مثل هذا التألي على الله! انما المراد أن خشية الله لها علم لازم لتحصيلها في قلوب الناس! فلا تكون الا في قلب من تعلم ما يلزم الانسان أن يتعلمه حتى تتحقق فيه بحقها، فتكون صحيحة كما يريدها الله في قلوب عباده، بلا افراط ولا تفريط، وتتوجه اليه وحده لا شريك له خالصة صافية لا دخن في شيء منها، صحيحة على منهج الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، لا على منهج غيرهم!!
فان كنت تريد الخشية حقا، والتقوى بحقها، فاحن ظهرك واثن ركبتيك بين أيدي أهل العلم مخلصا في ذلك لله وحده، يؤتك الله مما آتاه ورثة المرسلين، فتعبده اذا عبدته على بصيرة، وتدعو من تدعوهم اليه على بصيرة، فلا تأخذهم من واد من وديان الهلكة الى ما هو أهلك منه وأنت تحسب أنك تحسن صنعا!!!
تأمل كيف تقفز الى قولك: " رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتى الأساسية منها"
فبالله عن أي خلل تتكلم؟؟؟ عن تحذير أهل العلم للعامة من اتباع بعض الجهال والمبتدعة الذين لا يحررون ما يتكلمون به وهم يستبيحون الكلام والتوقيع عن رب العالمين تحت راية الدعوة اليه؟؟؟ أهذا هو الخلل الذي يضيرك والذي من أجله تريد صد الناس عن هؤلاء العلماء؟؟؟ أي مفاهيم شرعية أساسية هذه التي أصابنا الخلل في فهمها؟؟؟ مفهوم العلم الشرعي؟؟؟
يا خلوصي دعني أكشف لك أين يكمن الخلل على الحقيقة! الخلل انما يقع هنا في قولك: " فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ...... "
فأنا أسألك بالله، أليس سبيل تحصيل الأداة التي تؤهل صاحبها للكلام في كل هذا الذي ذكرته، انما هو طلب تلك العلوم من مظانها وعلى أيدي حملتها الربانيين لا غيرهم؟؟؟ أم أن من الناس من يولد وفيه أسماء الله الحسنى مركبة في قلبه هي وفقهها ومقتضيات ذلك الفقه من القول والعمل وثوابت الايمان بالله وثوابه وعقابه ووعده ووعيده وما هو منقول من الأخبار في ذلك صحيحها من سقيمها وما الى ذلك، تركيبا فطريا، فلا يحتاج الى أن يسلك ذلك المسلك الذي يقال على كل من سلكه أنه "طالب علم"، حتى يتمكن من ايصال تلك المعاني بحقها وعلى وجهها الصحيح الى الناس؟؟؟؟
ما هذا الكلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام السهل الذي يوصل المعاني الى قلوب الناس أمر مطلوب قطعا والتنزل للعامة لتوصيل الكلام اليهم هو ركن من أركان فقه الدعوة ولا شك، وأدلته من الكتاب والسنة معلومة لمن تعلم وفقه ودرس – لا لمن زهد في العلم واستثقله وقال لا حاجة لي فيه - ولكن السؤال هو، أي معان هي تلك التي يوصلها الداعية الى الله بالكلام السهل ان لم تكن معان قد تعلمها وأتقنها من مصادرها الصحيحة، حتى يدعو الناس الى ما به يصلح لهم دينهم ويصح اتباعهم؟؟؟؟
تقول: " و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟! "
قلت ما هذا الخبط والخلط المبين؟؟؟؟ من الذي صار – اليوم – يقيس "مفهوم" العلم بهذا الذي ذكرته أنت الا أن يكون جاهلا غويا لم يتعلم ولا يريد أن يتعلم؟؟؟ ما أشبه كلامك هذا بكلام رجل جاهل سئم من دعوة الناس له الى حضور مجالس العلماء ولزومها، فراح كلما دعوه الى ذلك يقول لهم لا حاجة لي في هذا "الفقه" ولا الى الاستنباط ولا الى الاصطلاحات التي تطالبونني بها ليل نهار، ولا حاجة بي الى تلك الفتاوى التي تتكلمون بها ولا الى "التأصيل" هذا الذي تدعونني اليه، فأنا عندي من العلم ما يكفيني!!!
فبالله من أين جاء مثل هذا المسكين بما يسميه علما أصلا ان لم يكن من تلك الجملة الكبيرة من العلوم التي يصد الناس عنها بمثل كلامه هذا؟؟؟ وكيف يحاكم طلبة العلم جميعا الى هذا التصور الفاسد في رأسه هو، ثم يأتي ليدعي أنهم قد قصروا جميعا في فهم مراد الله من قوله ((ألذين يعلمون)) ويلومهم على اخراج قوم جهال منها ومنعهم اياهم من الكلام في العامة وتحذير العامة منهم حتى يضبطوا ما يقولون أولا؟؟؟
يا خلوصي قولك هذا: " مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم ""
انما يكشف عن خلل عظيم في فهمك أنت لحقيقة تلك الدراسة التي يدرسها أولئك الذين تراهم يلقبون بطلبة العلم!! ليس جميع المسلمين مكلفين بأن يتبحروا في العلوم وفنونها ولا شك، ولكن كلهم مطالبون – فرض عين عليهم – بتحصيل وطلب قدر واجب من العلم على كل واحد منهم ذكرا كان أو أنثى .. فما هو تصورك لهذا القدر وحجمه ومن أين تأتي به؟؟ وما دليلك عليه من الكتاب والسنة يا من تدعو الناس الى الكتاب والسنة؟؟؟
الله المستعان ...
أخي خلوصي: كنت ولا زلت أظن أن فيك الخير، والله حسيبك، وكنت ولا زلت لا أوافق اخواني الذين يهاجمونك، على استعمالهم الشدة معك في الخطاب! والله يعلم أني قد طلبت من الاخوة المشرفين – وفقهم الله – حذف احدى المشاركات التي كان فيها انتقاص لك وسوء أدب معك، فأجابوني الى ذلك مأجورين باذن الله ... وكنت ولا زلت حريصا على نصحك الى الخير ... فهو حق لك علي وعلى سائر اخوانك من المسلمين ...
ولكن يا أخي ان كانت لك عندي أخوة ومحبة، فمحبتي للحق أعظم من محبتي لك أو لأهلي أو للناس جميعا!!! ولا أحب أن أرى أحد اخواني مصرا على جهالة يراها وينافح عنها بلا دليل ولا أثارة من علم، مصرا على اتهام اخوانه الناصحين له، مصرا على التهرب من محاروتهم، مصرا على ايهام الخلق بأن الجهل بالدين ليس نقيصة لصاحبه، فضلا عن أن يكون مسبة في حق من انتصب للدعوة الى الله من رجال جماعته!!! ثم يتكلم بهذا الكلام الصارف عن سبيل العلم الذي لا صلاح للمسلمين الا به!!!
لا يا أخي لا والله ما أقبل بهذا أبدا، ولا أسكت عليه أبدا
أصلح تصورك أنت عن تلك العلوم الشرعية التي يطلبها طلبة العلم أولا، واسلك مع السالكين سبيلها كما سلك السلف من القرون الفاضلة، ثم تعال لتكلمنا بعد ذلك كما تحب عما وجدته في طلبة العلم من نقائص سببها- كما تدعي - هو الخلل فيما يتعلمون!!
هداني الله واياك والمسلمين الى ما يحب ويرضى، وأعاذني واياك من شرور أنفسنا، ومن صد الناس عن الخير ونحن نحسب أننا نحسن صنعا ...
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم!
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 07:31]ـ
أخي خلوصي: كنت ولا زلت أظن أن فيك الخير، والله حسيبك، وكنت ولا زلت لا أوافق اخواني الذين يهاجمونك، على استعمالهم الشدة معك في الخطاب! والله يعلم أني قد طلبت من الاخوة المشرفين – وفقهم الله – حذف احدى المشاركات التي كان فيها انتقاص لك وسوء أدب معك، فأجابوني الى ذلك مأجورين باذن الله ... وكنت ولا زلت حريصا على نصحك الى الخير ... فهو حق لك علي وعلى سائر اخوانك من المسلمين ...
ولكن يا أخي ان كانت لك عندي أخوة ومحبة، فمحبتي للحق أعظم من محبتي لك أو لأهلي أو للناس جميعا!!!
أقسم بالله العظيم أني أيضا مثلك يا أبا الفداء، كنت أحسن الظن به، وكم مرة أكتب ردا، ثم أحرره تلطفا معه واستمالة له للخير.
لكني بعد أن رأيت الرابط الذي ذكرته الأمل الراحل، فوجئت به، وعلمت أنه ربما يكون:
الجناح الإعلامي على الشبكة لجماعة التبليغ، لذلك فهو ينافح عنها بأي وسيلة أو طريقة
لا وفق الله في هذه الدعوة الخبيثة التي أساسها الجهل ودعوتها إلى الجهل ودينها الجهل
اللهم من أراد بدينك خيرا فوفقه لكل خير
ومن أراد نصرةً لنفسه ولجماعته على حساب دينك فأشغله في نفسه وكف شره عن عامة المسلمين
آمين يا رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:27]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الفداء كنت دائما متألقا بردودك الهادئة والدقيقة.
وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يرد أخانا خلوصي إلى الحق, ويجنبه التفرق والتشرذم والكلام على الله بلا علم, فإني أعظه بترك القول على الله بلا علم.
والزاهد في العلم لا يأتي بخير مهما حاول. لأن كتاب ربنا وسنة نبينا أكدا على العلم مرات ومرات.
ويأسفني أن أقول وبكل صراحة أن نية الأخ خلوصي هداه الله فاسدة تجاه أهل العلم وتجاه من يسميهم بالسلفية, فقد ادعى أنه كان سلفيا وكان من الطعانين بزعمه ثم اهتدى إلى مذهبه الجديد حيث الحب والدعوة وأشرف العلوم! نسأل الله العافية وترك الهوى.
وقد كتب موضوعا زعم فيه أني وجماعة سببناه وحقرناه وتكلمنا فيه بكلام فاسد, سبحانك ربي هذا بهتان عظيم, والله يشهد أني كنت منذ البداية محسنا الظن به _ ولي تجربة مع أمثاله _ لكنه أبطن البغض والكراهية لأمثالي والذنب أني وإخوتي رددنا عليه بكل أدب, والله المستعان.
وفي الأخير بعد نكسة إغلاق سلسلته انفجر غضبا وأظهر كراهيته دون أي شعور فسبحان من يعلم السر وأخفى.
وأقول في الأخير للأخ خلوصي لست أنت من تقرر من يرد عليك ومن لا يرد والله لهو العجب! وأذكرك بكلام أبي الفداء حفظه الله ورفع قدره:
أما عن الشرط نفسه، فمن الذي قال أن العضو هنا ان كتب موضوعا فله أن يمنع غيره من الأعضاء من مناقشته فيه مناقشة علمية محترمة أو أن يشترط عليهم تركه وشأنه فيه؟ يا أخي الكريم هذا منتدى طلبة علم، يجتمعون فيه للنقاش المثمر وتبادل العلوم والمعارف، وليس مجلة أو صحيفة ينشر الناشر فيها ما يريد ثم يشترط ألا يناقشه فيه أحد أو يعقب عليه أحد الا في مقال آخر مستقل!!!! والا فجرب أن تطلب من الاخوة المشرفين أن يغلقوا لك كل موضوع تضعه منعا لمناقشة المخالفين لك فيه، وانظر بم يجيبونك! المشرفون يحذفون المشاركات المبتذلة أو التي لا تثمر نفعا ولا فائدة .. ولكنهم يتركون ما يتوقعون منه الثمرة العلمية النافعة .. ولولا أنهم يريدون أن يروا الى أين هو ذاهب هذا النقاش الطويل معك لما تركوا الموضوع مفتوحا الى الآن، ولما تركوا المشاركات تصل فيه الى هذا العدد الكبير، وهذا ظني بهم وفقهم الله! فيا أخي قبل أن تشترط شرطا على اخوانك، وتعلق عليه دعاءك لهم، انظر أولا هل لك أن تطالب بذلك الشرط أصلا أم لا!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 06:25]ـ
سامحك الله يا استاذي الكريم ... و حبيبي القديم!!!
كنت أتمنى
- و على خلفية الواقع النفسي المزري لكثير جدا من طلاب العلم و العلماء الذين نزعت الخشية من قلوبهم و هجموا على المسائل الكبار للأمة و انغمسوا في حب الدنيا المهلك مرتين لأمثالهم .... و ..... و .... و مما تعلمه سيدي -
كنت أتمنى أن تذكر
السياق الأصلي الأهم و الأخطر ....... و المنسي تماما , و الذي يستشهد بالآية عليه خطأً ... و غفلة حقيقية عن السياق
ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد!!
إنما العلم الخشية سيدي
سامحك الله و غفر لك.
أين الأستاذ المحترم الحبيب ابن الرومية ليشهد بنفسه صدق من يقول " إن """" العلم """" قد غدا صنماً "!!!! ينافح عنه أصحابه بأشد من منافحة أصحاب أبي جهل عن اصنامهم .. !!!
اللهم ارزقنا جميعا
فقه الاستبصار.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 06:33]ـ
ثم تعرج على أفراد المعاني الأخرى و التي لا يخالف فيها احد!!
و الله ليس عندي أدنى وقت للدخول في جدال سقيم كهذا ...
و ليعلم الإخوة الأعضاء و الزوار أن هذا هو المانع لتوقفي:صرف الوقت إلى دعوة تكبير الله لا تكبير الأشخاص ... الجدال ... مع سوء الخلق الظاهر ... مع العصبية العمياء لما نشؤوا عليه .... مع ضعف الاستبصار العلمي النفسي .... مع ... مع ....
و لا أقول هذا إلا لكي يبحث الإخوة بأنفسهم عن الحق ... و لكن ليس عند المعاصرين .. !! بل عند من يثقون به هم أصلاً ممن زرعت بذورهم الأولى في أراضي قلوبهم و أذهانهم من أمثال الإمام ابن تيمية و ابن القيم نفسيهما!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 11:08]ـ
أصل منشأ الفتن في الدين ممن لم يرسخ في علم الشريعة
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تلمس العلل في داخل أمة الإسلام وإبرازها حتى ينكشف الأمر ويتجلى لمن يبحث عن الحقائق من أعظم أسباب العلاج لأمراض الأمة، وقد تكلم العلماء الراسخون وبينوا مواطن الخلل ومنابع العلل،، ومما بينوه: حال من لم يتمكن من تعلم الشريعة ولم يقتد بمن قد رسخ فيها بل ذهب يدعي الاستقلال في العلم وسبق العلماء في التصدي لأمور لو عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في "الصواعق" 2/ 411 - 413 وهو يتكلم عن الشبه والشكوك: (والناس في هذه الأشياء في الشرع على ثلاث مراتب: صنف لا يشعرون بالشكوك العارضة في هذا المعنى وخاصة متى تركت هذه الأشياء على ظاهرها في الشرع وهؤلاء هم الأكثر وهم الجمهور.
وصنف عرفوا حقيقة هذه الأشياء وهم العلماء الراسخون في العلم وهؤلاء هم الأقل من الناس.
وصنف عرضت لهم في هذه الأشياء شكوك ولم يقدروا على حلها وهؤلاء هم فوق العامة ودون العلماء، وهذا الصنف هم الذين يوجد في حقهم التشابه في الشرع وهم الذين ذمهم الله، وأما عند العلماء والجمهور فليس في الشرع تشابه ... وهم صنفا الناس في الحقيقة لأن هؤلاء هم الأصحاء، والغذاء الملائم إنما يوافق أبدان الأصحاء، وأما أولئك فمرضى، والمرضى هم الأقل، ولذلك قال الله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} آل عمران، وهؤلاء أهل الجدل والكلام، وأشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف أنهم تأولوا كثيرا مما ظنوه ليس على ظاهره وقالوا: (إن هذا التأويل هو المقصود به وإنما أتى الله به في صورة المتشابه ابتلاء لعباده واختبارا لهم ونعوذ بالله من هذا الظن بالله).
وقال الإمام الطرطوشي وهو يتحدث عن حديث قبض العلماء: (فتدبر هذا الحديث فإنه يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل أنه إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم [1]
وقال الإمام الشوكاني في "البدر الطالع" 1/ 473 في ترجمة علي بن قاسم حنش: (ومن محاسن كلامه الذي سمعته منه: الناس على طبقات ثلاث:
فالطبقة العالية: العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.
والطبقة السافلة: عامة على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به، إن كان محقا كانوا مثله وإن كان مبطلا كانوا كذلك.
والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوا حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول مالا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فوقوا إليه سهام التقريع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق).
ثم قال الشوكاني معقبا على كلامه: هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه وقد صدق فإن من تأمل ذلك وجده كذلك. وقال أيضا في المصدر نفسه 1/ 65: (وهذه قاعدة مطردة في كل عالم يتبحر في المعارف العلمية ويفوق أهل عصره ويدين بالكتاب والسنة فإنه لابد أن يستنكره المقصرون، ويقع له معهم محنة بعد محنة ثم يكون أمره الأعلى وقوله الأولى ويصير له بتلك الزلازل لسان صدق في الآخرين ويكون لعلمه حظ لا يكون لغيره ... ).
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله في كتابه "الأخلاق والسير" ص (91): (لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون).
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: (إنه قد تقدم أن البدع لا تقع من راسخ في العلم وإنما تقع ممن لم يبلغ مبلغ أهل الشريعة المتصرفين في أدلتها والشهادة بأن فلانا راسخ في العلم وفلانا غير راسخ في غاية الصعوبة فإن كل من خالف وانحاز إلى فرقة يزعم أنه راسخ وغيره قاصر النظر فإن فرض على ذلك المطلب علامة وقع النزاع إما في العلامة أو في مناطها) [2]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: (إن كل راسخ لا يبتدع أبدا وإنما يقع الابتداع في من لم يتمكن من العلم الذي ابتدع فيه حسب ما دل عليه الحديث ويأتي تقريره بحول الله فإنما يؤتى الناس من قبل جهالهم الذين يحسبون أنهم علماء، وإذا كان كذلك فاجتهاد من اجتهد منهي عنه إذ لم يستكمل شروط الاجتهاد فهو على أصل العمومية ... ) [3] وقال بعض العلماء: (لو سكت من لا يعلم حتى يتكلم من يعلم لانتهى الخلاف)
وقال علامة اليمن في عصره شيخنا مقبل الو ادعي رحمه الله وهو يتحدث عن الخلاف الحاصل بين أهل السنة وبما يزول فذكر أشياء يزول بها الخلاف ومنها سؤال أهل العلم ثم قال: (ولكن بعض طلبة العلم رضي بما عنده من العلم وأصبح يجادل به كل من يخالفه، وهذا سبب من أسباب الفرقة والاختلاف [4]
وقال صاحب "رسائل الإصلاح" 1/ 13: (إن فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون، فمن تحدث في العلم بغير أمانة فقد مس العلم بقرحة ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة).
وقال العلامة ابن الجوزي: (أفضل الأشياء التزيد من العلم فإن من اقتصر على ما يعلمه فظنه كافيا استبد برأيه وصار تعظيمه لنفسه مانعا من الاستفادة والمذاكرة تبين له خطؤه ... [5]
أخي القارئ تأمل رحمك الله كلام هؤلاء الأئمة وخذه بعين الاعتبار لتقف على بالغ الضرر بالشريعة وبالأمة بسبب وجود هذا الصنف المذكور آنفا حيث قالوا فيه: (أشد ما عرض على الشريعة من هذا الصنف) وقالوا: (هو منشأ الشر وأصل الفتنة) وقالوا فيه: (ولا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويقدرون أنهم يصلحون) وقالوا فيه أيضا: (فإنما يؤتى الناس من قبل جهالهم الذين يحسبون أنهم علماء، ولكن بعض طلبة العلم رضي بما عنده من العلم وأصبح يجادل كل من يخالفه، وهذا سبب من أسباب الفرقة والاختلاف).
وخلاصة ما سبق ذكره، ما يلي:
1 - كل علماء البدع والتحزب والضلالات داخلون دخولا أوليا في هذا الصنف الذي تكلم عليه أهل العلم لأن شرهم ظاهر حيث فرقوا أمة الإسلام ومزقوها وجلبوا عليها الويلات وأنواع الرزايا، كما تقدم ذكره في مضار الابتداع والتحزب ولا يغرنك أن تسمع من يقول في علماء الفتن إنهم نالوا الثقافة العليا أو محققون أو عارفون أو جمعوا بين المنقول والمعقول أو أنهم حجة الإسلام أو لسان الشرع أو سيف الملة إذ لو كانوا على قدم الرسوخ في العلم لما جرى منهم ما جرى من مخالفة الشرع.
2 - كثيرا ما يدخل أناس أنفسهم في زمرة العلماء أو يدخلهم غيرهم كذلك، وعلى سبيل المثال:
أ – القراء الذين يجيدون قراءة كتاب الله.
ب- الخطباء والوعاظ
جـ - المفكرون والكتاب، فهؤلاء مهما أحسنوا في فنهم فلن يكونوا في مقام علماء الأمة ومرجعيتها، فالحذر من الغلو فيهم بخلع الألقاب الضخمة عليهم ومزاحمة أهل العلم بهم.
3 - الراسخون في العلم هم الذين ورثوا الأنبياء في العلم والعمل: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء هم ئمة الهدى ومصابيح الدجى) "مجموع الفتاوى" 11/ 43 فالراسخون هم من عرفوا بحمل الشريعة قولا واعتقادا ودعوة وتعليما وإفتاء وعملا وسلوك طريق الأنبياء فلم يغيروا ولم يبدلوا قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} فهذه الآية أجمع الآيات في باب الرسوخ وقد قال غير واحد في قوله: (لما صبروا): عن الشبهات.
تنبيه: قد يفهم القارئ من كلام العلماء السابق أن المستفيدين من طلاب العلم الشرعي مذمومون عموما، وليس كذلك بل طلاب العلم هم سفراء أهل العلم إلى الناس،وإنما يذم منهم من سابق أهل العلم واستغنى عن توجيهاتهم ونصائحهم وتلقى العلم على أيديهم.
حكم الله ورسوله على علماء البدع والتحزب بأنهم أئمة ضلال
(يُتْبَعُ)
(/)
وكيف لا يكون علماء البدع والتحزب من علماء الضلال وقد قال فيهم الرسول r: (( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)) [6] وقد جاء عن ثوبان أنه قال: سمعت رسول الله r يقول: ((إنما أخاف على أمتي المضلين)) [7] وفي البخاري 1/ 194 رقم (100) ومسلم برقم (2673) عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله r: (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))
قال الطرطوشي: (فتدبر هذا الحديث فانه يدل على انه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل أنه إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم) "الحوادث والبدع" ص (77) وكيف يكون هؤلاء أئمة إسلام والرسول يسميهم أئمة ضلال ويحذر أمته من ضلالهم؟!
قال ابن عبد البر: (أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم [8] وقال الشافعي: (كل من تكلم بكلام في الدين أو في شيء من هذه الأهواء ليس له فيه إمام متقدم من النبي e وأصحابه فقد أحدث في الإسلام حدثا [9]
وقال ابن رجب: (وفي الجملة ففي هذه الأزمان الفاسدة إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالما عند الله أو لا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان عالما فان رضي بالأول فليكتفي بعلم الله فيه ومن كان بينه وبين الله معرفة اكتفى بمعرفة الله إياه، ومن لم يرض إلا بأن يكون عالما عند الناس دخل في قوله r: (( من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)) [10] وقال وهب ابن الورد: (رب عالم يقول له الناس: عالم، وهو معدود عند الله من الجاهلين [11]
وقال الحافظ الذهبي وهو يتحدث عن علماء السوء وأنهم ليس عندهم صدع بالحق: (لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ويقلبون لهم الباطل حقا قاتلهم الله، أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق [12]
وقال أيضا وهو يتكلم عن علماء السوء: (وبعضهم لم يتق الله في علمه بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار، وبعضهم اجترأ على الله ووضع الأحاديث فهتكه الله وذهب علمه وصار زاده إلى النار [13]
وقال أيضا وهو يتحدث عن أقسام طلب العلم: (ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} أي دسسها بالفجور والمعصية) [14] فعلماء الإسلام هم ورثة الأنبياء وهم أهل القرآن والسنة المقتدون بهما والسائرون على ما كان عليه السلف ومن تبعهم بإحسان والحمد لله.
خطورة شبه أهل الباطل على المسلمين ووجوب البعد عنها
إن دعاة البدع والتحزب يثيرون الشبه على الناس ويروجونها بينهم وتأثيرها خطير على من سمعها وسلم بها وقد حذر النبي r من قبول الشبه ممن عرف بها، روى البخاري رقم (4547) ومسلم رقم (2665) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (تلى رسول الله قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله: {أولو الألباب} قالت: قال رسول الله r: (( فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)) انظر إلى التوجيه النبوي (فاحذروهم). وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فإن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه صادق تبعه مما يبعث به من الشبهات)) [15]
ذكر الحافظ الذهبي في السير 7/ 261 عن الثوري أنه قال: (من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله وأوكله إلى نفسه)
قال الحافظ الذهبي: (قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن حديث ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ... )) فبين أن الجوف يمتلئ بالشعر، فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها والعلوم التي لا تنفع المفاكهات والمضحاكات والحكايات ونحوها وإذا امتلأ القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم يجد فيه فراغا للأول ولا قبولا [16]
وقال العلامة السعدي رحمه الله: (الشبه الباطلة والمقالات الفاسدة تختلف نتائجها وثمراتها باختلاف الناس فتحدث لأناس الجهل والضلال ولأناس الشك والارتياب ولأناس زيادة العلم واليقين، أما الذين تلتبس عليهم ويعتقدونها على علاتها أو يقلدون فيها غيرهم من غير معرفة بها بل يأخذونها مسلمة فهؤلاء يضلون ويبقون في جهلهم يعمهون وهم يظنون أنهم يعلمون ويتبعون الحق وما أكثر هذا الصنف فدهماء أهل الباطل كلهم من هذا الباب ضلال مقلدون وأما الذين تحدث لهم الشك فهم الحذاق ممن عرف الشبه وميز ما هي عليه من التناقض والفساد ولم يكن عنده من البصيرة في الحق ما يرجع إليه فإنهم يبقون في شك واضطراب يرون فسادها وتناقضها ولا يدرون أين يوجهون وأما الذين عندهم بصيرة وعلم بالحق فهؤلاء يزدادون علما ويقينا وبصيرة إذا رأوا ما عارض الحق من الشبه واتضح لهم فسادها ورأوا الحق محكما منتظما فإن الضد يظهر منه بضده ولهذا كانت معارضات أعداء الرسل وأتباعهم من أهل العلم والبصيرة لا تزيد الحق إلا يقينا وبصيرة [17]
وقال أيضا في نفس المصدر 232: (فالله قطع كل شبهة يتعلق بها المبطلون فالأحوال المختصة بالنبي r كلها متوفرة على صحة رسالته وعلى نفي الشبهات القريبة والبعيدة وهذا من رحمة الله بعباده لأن جمهور الخلق يخشى عليهم من كل شبهة تقال أو توجه إلى دعوة الرسل لعدم بصيرتهم).
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: ( ... والقلب يتوارده جيشان من الباطل جيش شهوات الغي وجيش شبهات الباطل فأيما قلب أصغى إليها وركن إليها تشربها وامتلأ بها فينضح لسانه وجوارحه بموجبها فإن أشرب شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشكوك والشبهات والإيرادات فيظن الجاهل أن ذلك لسعة علمه وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه وقال لي شيخ الإسلام وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقرا للشبهات. فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك، وإنما سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس فيعتقد صحتها ... وكل أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل ولا يغتر باللفظ كما قيل في هذا المعنى:
تقول هذا جني النحل تمدحه وإن تشأ قلت ذا قي الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبير
فإذا أردت الاطلاع على كنه المعنى هل هو حق أو باطل فجرده من لباس العبارة وجرد قلبك من النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظرا بعين الإنصاف، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ والناظر بعين المحبة عكسه وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق ... ) [18]
وقال العلامة ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/ 137 في قوله تعالى: {وخضتم كالذي خاضوا}: (إشارة إلى الشبهات وهو داء المبتدعة وأهل الأهواء والخصومات ... ).
وقال الإمام ابن بطة في "الإبانة": ( ... فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة واضطرهم إلى البدعة والشناعة وفتح باب البلية على أفئدتهم وحجب نور الحق عن بصيرتهم فوجدت ذلك من وجهين أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يغني ولا يضر العاقل جهله ولا ينفع المؤمن فهمه، والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته وتفسد القلوب صحبته) [19]
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس الخطر في الشبهات على العوام وطلاب العلم فحسب بل حتى على العلماء وكيف لا وأنت تجد من العلماء من وقع في شيء من الإرجاء ومنهم من وقع في شيء من القول بالقدر ومنهم من وقع في شيء من التشيع ومنهم من وقع في شيء من الاعتزال ومنهم من وقع في بعض التمشعر وهم كثر ومنهم من وقع في التصوف ومنهم من وقع في التحزب ومنهم ومنهم ... فلا سلامة للعلماء من ذلك إلا بكثرة اللجوء إلى الله بالدعاء المشهور (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وبقوله عليه الصلاة والسلام: " واهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) وبالسير على ما كان عليه السلف علما وعملا في مواجهة أهل البدع، وتجنب حضور مجالسهم وسماع شبههم، هذا وسأضرب أمثلة تثبت خطورة سماع شبه أهل البدع ومدى تأثيرها:
روى صاحب "الإبانة" 2/ 471 عن البتي قال: (كان عمران بن حطان من أهل السنة فقدم غلام من أهل عمان مثل البغل فقلبه في مقعد وصار عمران بن حطان من رؤوس الخوارج وهو مادح عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي المصدر نفسه 2/ 462 (قال مغيرة: قال محمد بن السائب: قوموا بنا إلى المرجئة نسمع كلامهم قال: فما رجع حتى عقله يعني: الإرجاء. وقال يونس: أدركت الحسن يعيب قول معبد ثم تلطف له معبد فألقى في نفسه ما ألقى [20] ولكن الحسن قد رجع عن ذلك كله.
وجاء عن الإمام الشافعي أنه قال: (كلمتني أم بعض أصحاب الكلام على أن أكلم ابنها ليكف عن الخوض في الكلام قال: فكلمته ليكف عن الكلام فدعاني إلى الكلام) [21]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وفي الحكاية المعروفة أن عمرو بن عبيد وهو رأس من رؤوس المعتزلة مر بمن كان يناجي سفيان الثوري ولم يعلم أنه سفيان فقال عمرو لذلك الرجل: من هذا؟ قال: هذا سفيان الثوري قال: من أهل الكوفة؟ قال: لو علمت بذلك لدعوته إلى رأيي ولكن ظننته من هؤلاء المدنيين الذين يجيؤونك من فوق [22]
وذكر الحافظ الذهبي في السير 15/ 559 قال إبراهيم بن أحمد الطبري سمعت الخلدي يقول: مضيت إلى عباس الدوري وأنا حدث فكتبت عنه مجلسا وخرجت فلقيني صوفي فقال: أيش هذا؟ فأريته، فقال: ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق ثم خرق الأوراق فدخل كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس).
وقال الحافظ الذهبي: (اهربوا بدينكم من شبه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة) [23]
وعلى كلٍ الشبه تعود على صاحبها بالشكوك والحيرة والاضطراب، بل تحول منهجه وعقيدته إلى الإنحراف حسب قوتها، فالشبه باب شر، وتجنبها أمر سهل على من سهله الله عليه وذلك أن تقبل أمرين اثنين وتحرص عليهما أشد الحرص وهما الكتاب والداعية، أما الكتاب فلا تقرأ كتابا إلا بعد عرضه على أهل العلم، وأما الداعية أو العالم فلا تتلقى عنه شيئا من دينك حتى تعلم صحة معتقده وسلامة منهجه، وذلك عن طريق شهادة أهل الحديث له بذلك.
تنبيه: من مستجدات عصرنا وجود الأشرطة وما تفرع عنها، فحكمها حكم ما سبق.
لا تغتر بظاهر رجوع أهل البدع:
إن أهل البدع إذا رأوا نفرة الناس عنهم وشعروا بسقوط مكانتهم أو لحقتهم المؤاذاة لهم بالسجن أو بالطرد وما أشبه ذلك تظاهر بعضهم بالرجوع عن بدعته وهم غير صادقين، وعلى سبيل المثال: غيلان الدمشقي أظهر الرجوع عن بدعة القدر عند الخليفة عمر بن عبد العزيز ثم بعد ذلك عاد يدعو إليها حتى قتل في عهد هشام بن عبد الملك.
وهذا أيوب السختياني قال: كان رجل يرى رأيا فرجع عنه فأتيت محمد بن سيرين فرحا بذلك أخبره فقلت: أشعرت أن فلانا ترك رأيه الذي كان يرى؟ فقال: انظر إلى مَ يتحول، إن آخر الحديث أشد عليهم من الأول، أوله: (يمرقون من الدين) وآخره: (ثم لا يعودون) [24]
فأهل البدع محتالون مخادعون ماكرون فإذا قام أحدهم يتوب فالمطلوب اعتبار الضوابط المعتبرة عند أهل العلم المتعلقة بتوبته فكم من تائب ظهر منه حسن التوبة والرجوع إلى الحق فرفعه الله وقبله أهل السنة ودافعوا عنه، وعلى سبيل المثال: رجوع أبي الحسن الأشعري فقد صدق في رجوعه بدليل إعلانه التوبة وتأليفه في نقض ما كان عليه نصرة للحق وتركا لبدعته كما هو معلوم.
حرمان الله أهل البدع غالبا من التوبة والرجوع إليه سبحانه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الغالب أن أهل البدع يخذلون فلا يتوبون إلى الله خصوصا الذين تأصلت فيهم البدع وأشربتها قلوبهم وإن كانوا مطالبين بالتوبة إلى الله قال رسول الله r: (( إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة)) [25] وقال الرسول r في الخوارج: ((يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ... )) [26] وهذا الحديث وإن كان في الخوارج نصا إلا أنه يدخل فيه أهل البدع عموما لأنهم يشتركون في الخروج من الإسلام شيئا فشيئا. وقال الرسول r: (( تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله)) [27] بل قال الله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} الكهف، وقال تعالى: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} فاطر، وقال تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم} محمد، وقال: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} الصف
قال الأوزاعي مخاطبا أهل البدع: (لا ترجعون من بدعة إلا تعلقتم بأخرى هي أضر منها) [28]
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: (الهوى عند من خالف السنة حق وإن ضربت فيه عنقه) [29]
وقال ابن سيرين: (ما أخذ رجل بدعة فراجع سنة) [30]
وقال ابن عون: (إذا غلب الهوى على القلب استحسن الرجل ما كان يستقبحه) [31]
وقال أبو عمرو الشيباني: (كان يقال يأبى الله لصاحب بدعة توبة وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها) [32]
وقال عامر بن عبد الله: (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى غدا بما ينكره اليوم) [33]
وقال الفضيل بن عياض: (لا يزال العبد مستورا حتى يرى قبيحه حسنا).
وقال الثوري: (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فالمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها) [34]
انظر أخي القارئ إلى خطر البدعة وشؤمها على صاحبها وكيف صارت حائلا بينه وبين أعظم ما يكرم الله ويرحم عبده به التوبة والمغفرة.
وقال شيخ الإسلام: (ولهذا قال طائفة من السلف منهم الثوري: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فالمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها، وهذا معنى ما روي عن طائفة أنهم قالوا: إن الله حجز التوبة على كل صاحب بدعة بمعنى: أنه لا يتوب منها لأنه يحسب أنه على هدى، ولو تاب لتاب الله عليه كما يتوب على الكافر. ومن قال إنه لا يقبل توبة مبتدع مطلقا فقد غلط غلطا منكرا، ومن قال: ما أذن الله لصاحب بدعة في توبة فمعناه: ما دام مبتدعا يراها حسنة لا يتوب منها، فأما إذا أراه الله أنها قبيحة فإنه يتوب منها كما يرى الكافر أنه على ضلال، وإلا فمعلوم أن كثيرا ممن كان على بدعة تبين له ضلالها وتاب الله عليه منها، وهؤلاء لا يحصيهم إلا الله) [35]
وقال الإمام الشاطبي: (وكل بدعة فللهوى فيها مدخل لأنها راجعة إلى نظر مخترعها لا إلى نظر الشارع فعلى حكم التبع لا بحكم الأصل مع ضميمة أخرى وهي أن المبتدع لابد له من تعلق بشبهة دليل ينسبها إلى الشارع ويدعي أن ما ذكره هو مقصود الشارع فصار هواه مقصودا بدليل شرعي في زعمه فكيف يمكنه الخروج عن ذلك وداعي الهوى مستمسك بحسن ما يتمسك به وهو الدليل الشرعي في الجملة) [36]
والذي يعول عليه في توبة المبتدع سواء كانت البدعة مغلظة أو غير مغلظة أن الله يقبل توبته إن تاب إليه إلا أن موانع توبة المبتدع أكثر سببا من توبة العاصي لأن المبتدع يحتاج إلى علم بأنه مبتدع واقتناع بذلك بخلاف العاصي. وقد لا يقبل العلم وإن قبله فلا يقنع بذلك، والذي يظهر أن الذين تابوا من أهل البدع التابع والمتبوع أقل من الذين لم يتوبوا وهذا يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ولا حول ولا قوة إلا بالله والله الهادي إلى سواء السبيل.
وجوب الرد على أهل البدع ومناظرتهم بالضوابط الشرعية
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ردود علماء أهل السنة على أهل البدع لها أهمية كبيرة وكيف لا وهي دفاع عن الحق وإظهار له وإزهاق للباطل وإحباط له والقرآن الكريم والسنة المطهرة كفيلان بمقاومة المفسدين قال الله تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} وقال تعالى: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين} ففيه الرد على كافة المبطلين من الدهريين والماديين والمعطلين والمشركين والمتمسكين بالأديان المبدلة والمحرفة والمنسوخة من يهودية ونصرانية وفيه المقاومة للعقلانيين والمنافقين. وقال تعالى:] َكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام55
والراد على أهل البدع بالطريقة المرضية شرعا يعد مجاهدا في سبيل الله قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد ... ) [37]
وقال العلامة ابن القيم وهو يتحدث عن أهل التأويل الفاسد: (فكشف عورات هؤلاء وبيان فضائحهم وفساد قواعدهم من أفضل الجهاد في سبيل الله ... ) [38]
وقال أيضا وهو يبين أنواع الأقلام: (القلم الثاني عشر: القلم الجامع وهو قلم الرد على المبطلين ورفع سنة المحقين وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها وبيان تناقضهم وتهافتهم وخروجهم عن الحق ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل المحاربون لأعدائهم وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل وعدو لكل مخالف للرسل) [39]
وقال أيضا: (ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان) [40]
وقال أيضا: (فما ذنب أهل السنة والحديث إذا نطقوا بما نطقت به النصوص وأمسكوا عما أمسكت عنه ... وردوا تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين الذين عقدوا ألوية الفتنة وأطلقوا أعنة المحنة وقالوا على الله وفي الله بغير علم فردوا باطلهم وبينوا زيفهم وكشفوا إفكهم ونافحوا عن الله ورسوله) [41]
والقاعدة المعروفة تقول: إذا وضح الحق وبان لم يبق للمعارضة العلمية والعملية محل، قال الله في كتابه: {فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون} الجاثية، وقال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} يونس، والآيات كثيرة تبين أن المحاجة لأهل الباطل والمناظرة لهم تجعل الحق يصير واضحا جليا وكل ما كان المبطلون يصولون بباطلهم ويفسدون في الأرض كانت دواعي المجادلة والمناظرة لهم آكد فالله الله في الدفاع عن الإسلام وأهله وضوابط المناظرة المحمودة المشروعة كالآتي:
1 - أن تكون مجادلة بالحق لدحض الباطل لأن الله ذم المجادلين بالباطل الداحضين للحق قال تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} غافر.
2 - أن يكون المناظر عالما فيما يناظر فيه فان الله قد ذم من يجادل بغير علم فقال: {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم} آل عمران قال شيخ الإسلام: (وكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور والطمأنينة في النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين) ا. هـ
3 - أن تكون المناظرة لقصد تعليم الجاهل بالحق لأن الله ذم المجادلة بعد بيان الحق وإيضاحه قال تعالى: {يجادلونك في الحق بعدما تبين} الأنفال.
4 - إخلاص النية لله لأن مناظرة أهل السنة القصد منها حراسة الدين ونصرة الحق ورد المبطل إلى حظيرة الحق.
5 - التزام المناظر بالأدلة الشرعية في مناظرته فلا يرد الخطأ بخطأ والباطل بباطل كأن يستدل بما هو مذموم في الشرع كالأحاديث الواهية والآراء الشاذة قال شيخ الإسلام: (ومن أراد أن يناظر مناظرة شرعية بالعقل الصريح فلا يلزم لفظا بدعيا ولا يخالف دليلا شرعيا ولا عقليا فإنه يسلك طريقة أهل السنة والحديث) ا. هـ
وقال الإمام الشاطبي: ( ... روينا أن الخصمين إما أن يتفقا على أصل يرجعان إليه أو لا فان لم يتفقا على شيء لم يقع بمناظرتهما فائدة بحال ... ) [42]
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 04:29]ـ
" " إن """" العلم """" قد غدا صنماً "!!!! ينافح عنه أصحابه بأشد من منافحة أصحاب أبي جهل عن اصنامهم .. !!! "
ما أقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل!
"و الله ليس عندي أدنى وقت للدخول في جدال سقيم كهذا .. "
سبحان الله! أتحسب اذا أننا نحن من يجد من الوقت الفيض الوافر ليضطر لقراءة ألغزاك وأحاجيك هذه يتنقل معها من موضوع الى موضوع، دون الوصول منها الى حقيقة دعواك ومرادك، بل دون حتى الوقوف على ما به يتحقق فهم عنوان الطرح نفسه في كل موضوع تكتبه؟؟؟؟ ثم يا أخي ألم تكن أنت من طرح الموضوع للنقاش ابتداءا، وسميته "للمناقشة"؟؟؟؟ فان لم يكن عندك وقت للمناقشة والاجابة عن كلام اخوانك، فلماذا أنت هنا أصلا؟؟؟ أم أنك يا خلوصي تريد أن تمطرنا بوابل من الكلام الموهم الغامض، ولا تريد منا الا أن نسلم به تسليما، فلا يسألك عنه أحد ولا يستدرك عليه أحد، فاذا ما عقبنا لم نضع من التعقيبات عليه الا ما يوافقك ويعجبك؟؟؟
عجبا لأمرك يا أخي والله!
هداك الله وأصلح بالك، وعافانا واياك من شرور أنفسنا ...
قل آمين.
"و ليعلم الإخوة الأعضاء و الزوار أن هذا هو المانع لتوقفي:صرف الوقت إلى دعوة تكبير الله لا تكبير الأشخاص"
يا أخي اتق الله، فرواد هذا المجلس وزوراه ليسوا مغفلين ولا عميانا!! وهل الذين يدعون الناس لهجر العلم والتزهد فيه، يقال عنهم أنهم يدعون الى تكبير الله؟؟؟ أم أنهم يدعون الى تكبير "جهد التبليغ" وجماعة التبليغ ودعاة التبليغ، ولو كان على حساب العلم الشرعي الشريف، وفقه السنة المباركة؟؟؟؟
ثم أين تجد في كلامنا ما فيه تكبير "لأشخاص"؟؟؟ أي أشخاص؟؟ يا أخي اتق الله! فأنت موقوف مسؤول عما تكتب! أخرج لي من كلامي ما فيه ذكر لاسم واحد من أسماء الأشخاص، أومأت في كلامي بتكبيره أو بتعظيمه أنا وغيري ممن حاوروك في هذه الصفحة، أو ظهر الكلام مني أو منهم وكأننا نحصر الحق فيه دون غيره، ذلك "الشخص" الذي عظمناه!!!
والله ما من شيء أبغض الى نفسي من رمي الكلام الأجوف هكذا في الهواء بلا بينة ولا دليل!!!
هداك الله وغفر لك!
"الجدال ... مع سوء الخلق الظاهر ... مع العصبية العمياء لما نشؤوا عليه .... مع ضعف الاستبصار العلمي النفسي .... مع ... مع .... "
انا لله وانا اليه راجعون!! أنا أتحداك يا خلوصي أن تخرج كلمة واحدة كتبها أي واحد من الاخوة في هذه الصفحة يصح شرعا أو عرفا أو لغة أن توصف بأنها مما تصفه أنت "بسوء الخلق" الظاهر في مخاطبتك!!!!
فبالله يا عقلاء، من منا الآن الذي أصبح كلامه طافحا بالعصبية العمياء وبالاتهامات الجوفاء والقعقعة المدوية التي لا حقيقة لها؟؟؟
ما هو هذا الذي "نشأنا عليه" يا خلوصي بخلاف ما نشأت أنت عليه، وترانا نتعصب له عصبية عمياء وندافع عنه بسوء خلق على حد زعمك؟؟؟ العلم الشرعي؟؟؟ نتعصب "للعلم الشرعي"؟؟؟ فما أحسنه اذا من تعصب! أنعم به من تعصب والله ما يكون لعلوم السنة وسبل الحق والخير، لمشكاة النبوة وميراث المرسلين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين!
أما ما تكثر رمي اخوانك به من "ضعف الاستبصار" والآن تزيد عليه قولك "العلمي النفسي" فلتصطنع لنفسك من المصطلحات ما يحلو لك ... فان كنت تقصد بالاستبصار مراقبة النفس ومحاسبتها بمخافة الله، فلا أظن فيمن أطالوا النفس في مناصحتك هنا وفي غير هذه الصفحة الا أنهم على علم بهذه العلوم، وأنهم قد تلقوها من حيث يتلقاها طلبة العلم جميعا، لا بالخروج مع الذين "عرفوا اليقين" كما هي دعواك، ولكن بالتلقي عمن درسوا هدي السنة المطهرة في شتى جوانب الحياة، بما فيها ما تسميه أنت بفقه الاستبصار واصلاح النفوس والقلوب، فيأخذونه طاهرا منقحا بالدليل من الكتاب والسنة من حيث يتلقى سائر الدين! ..
فأي علم هذا الذي تراه ينقصهم، وتستدل على ذلك النقص فيهم بايرادهم الاستشكالات على كلامك المبهم الغامض، ومطالبتهم لك المرة تلو المرة ببيان ما تريد وتوضيح المعاني والاجابة على أسئلتهم دونما مراوغة؟؟؟
"لا أقول هذا إلا لكي يبحث الإخوة بأنفسهم عن الحق ... و لكن ليس عند المعاصرين .. !! بل عند من يثقون به هم أصلاً ممن زرعت بذورهم الأولى في أراضي قلوبهم و أذهانهم من أمثال الإمام ابن تيمية و ابن القيم نفسيهما!!!!!!!!!!!!! "
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول وهذا والله هو عين ما ندعوك أنت اليه، أن تتجرد للحق بلا تعصب لجماعتك ورموزها، ولكنك لا تسمع الا لما تريد، ولا ترد الا على ما يعجبك! هداك الله وغفر لك!!!!!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Nov-2008, مساء 11:49]ـ
الآن فهمتك يا خلوصي!؟
تريد ان نفسر الآية بالتفسير الاشاري؟!
(والعلم الباطن هو الذي نجده في كلام الصوفية في تفسيرهم الذي يسمونه "التفسير الإشاري"، وفي إشاراتهم، وفي أقوالهم، وفي كتبهم، هذا العلم الباطن الذي هو تعبيرٌ آخر عن ما يسمَّى بالعلم اللدني، أو علم الحقيقة، ليس هو العلم الذي بين أيدينا، ليس هو البخاري، ولا مسند الإمام أحمد، ولا كتب الفقه المعروفة أبداً).
منقول
قال الإمام المفسر أبو الحسن الواحدي رحمه الله: ((صنف أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، ـ وهو تفسير على الطريقة الصوفية بما يعرف بالتفسير الإشاري ـ فإن كان يعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر)). (فتاوى ابن الصلاح: صفحة 29).
وقد نقل الشيخ محمد الذهبي المصري ـ في كتاب التفسير والمفسرون ـ في الاتجاهات المنحرفة كلاماً من تفسيراتهم الباطلة نقلها من السيوطي راجع 82: "فمن ذلك الهراء ما نقله وأورد السيوطي في كتابه الإتقان (2ـ184) عن أحد الصوفية أنه فسر قوله تعالى في الآية (255) من سورة البقرة {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} فقال: معناه: (من ذل) من الذل (ذي) إشارة النفس، (يشف) من الشفاء (ع) من الوعي)."
وقال المُناوي رحمه الله، في حديث "تسحروا فإن في السحور بركة": ((قال الغزالي: شذَّ جمعٌ ممن يدعي التصوف فصرف ألفاظ الشارع عن ظاهر المفهوم منها إلى أمورٍ باطنةٍ لا تسبق الأفهام إليها فقالوا أراد بالسحور الاستغفار، كما قالوا أراد في {اذهب إلى فرعون إنه طغى} أنه أشار إلى قلبه فهو الطاغي وفي {ألق عصاك} أي كل ما يتوكأ عليها مما سوى الله يلقيه، وهذه خرافات يحرِّفون بها الكتاب والسُّنة وبطلانه قطعي وكيف يحمل التسحُّر على الاستغفار، مع كون المصطفى صلى الله عليه وسلَّم كان يتسحّر بتناول الطعام في السّحر ويقول: تسحّروا)).
(فيض القدير: 3 ـ244).
ويقول ابن عطاء الله السكندري: ((سمعت شيخنا ـ يقصد المرسي أبو العباس ـ يقول في قوله عز وجل: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} أي: ما نذهب من ولي لله إلا ونأتِ بخير منه أو مثله.
(لطائف المنن صفحة: 63)
والحقيقة أن القول بالتفسير الإشاري عند الصوفية مبتدأ الضلال إلى القول بأن للقرآن ظاهر وباطن، كما ثبت هذا عن غلاة الصوفية والعياذ بالله.
منقول من الصوفية وهو من المواقع الجيدة في الرد على الصوفية:
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=919&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
قال الزرقاني (((والأدهى من ذلك أنهم يتخيّلون ويخيلون الى الناس، أنهم هم أهل الحقيقة الذين أدركوا الغاية، واتصلوا بالله اتصالا أسقط عنهم التكاليف، وسمل بهم عن حضيض الأخذ بالأسباب))!!!!!
منقول بتصرف من موقع ملتقى اهل التفسير:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=246
وفيه تفصيل جميل يفيد طلبة العلم للرد على الصوفية!!!
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 01:24]ـ
=خلوصي;163076] [ CENTER]!!
: صرف الوقت إلى دعوة تكبير الله لا تكبير الأشخاص ... الجدال ... مع سوء الخلق الظاهر ... مع العصبية العمياء لما نشؤوا عليه .... مع ضعف الاستبصار العلمي النفسي .... مع ... مع ....
رمتني بدائها وانسلت!
و لا أقول هذا إلا لكي يبحث الإخوة بأنفسهم عن الحق ...
أتدري من الحكم؟
هو الله تعالى.
ثم الإخوة الذين يتابعون سلسلتك ذات العناوين البراقة والمواضيع الفضفاضة,
والمشاهد ببصره وبصيرته يرى مشاركاتنا ولله الحمد وهي في منتهى البساطة وكتبت بأسهل الجمل وأيسر الألفاظ, فهل لك علينا حجة فتخرجها لنا؟
من أمثال الإمام ابن تيمية و ابن القيم نفسيهما!!!
هما إمامان من أئمة الهدى, خدموا الدين وجاهدوا في الله, ونفع اللهُ بهم العباد والبلاد, ولا نرفعهم على ما يستحقون قيد أنملة, ولا نقدس أقوالهم أبدا, بل الله وآياته وسنة رسوله.
وليسوا هم الزارعون, وإنما الزرع جاء من لدن رب العالمين زرع فينا فطرته وهدانا إلى الاسلام ووفقنا لاتباع سبيل الرشاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله لولا الله ما اهتدينا ..... ولا تصدقنا و لا صلينا
فانزل السكينة علينا ..... وثبت الأقدام إن لاقينا
اللهم ثبتنا على الحق واهد خلوصيا إلى سواء السبيل وأعنه على الالتحاق بركب العلم, واجعله وإيانا من ورثة جنة الفردوس.
آمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 08:30]ـ
سبحان الله!
لا أسمع الى الآن لأخينا خلوصي ردا ولا بيانا لمراده من كلامه، مع أننا قد بينا له أن كلامه صريح في صد العامة عن تعلم علوم الدين التي بها صلاحهم ونجاتهم وعلى رأسها علوم التوحيد!! فهل نفهم من ذلك أن هذا هو مغزى دعواه في هذا المجلس على الحقيقة ومنتهاها ومرماها؟؟؟
كنت أتصور أن غاية الأخ خلوصي أن يدافع عن "جهد" جماعة التبليغ، وهو الجهد الذي لا ينكره منصف، والهمة التي لو انضبطت على الكتاب والسنة لجاوز بها أصحابها الجوزاء! ولكن هو نفسه يعترف بأنهم ذوو بضاعة مزجاة في العلم الشرعي، وهو بنفسه ساق الينا الفتاوى التي فيها نهي من أهل العلم للعوام عن الخروج مع تلك الجماعة، ووصية لطلبة العلم بالخروج معهم، تعاونا معهم على الخير، وارشادا لهم وتصويبا لمسارهم ...
ولكن لو كانوا جميعا - سيما من ينشط منهم في غير المملكة - على هذا الصد والتنفير الواضح من تلك العلوم المباركة وممن يدعون الناس اليها، والتي هي دعوى المرسلين على الحقيقة، فما جدوى الخروج معهم وما جدوى هذا التعاون وهم لا يقبلون المنهج السلفي في الاعتقاد ولا يرون بالعوام حاجة الى ذلك التعلم أصلا؟؟؟؟ ما جدواه وهم يرون سبيل النجاة ماثلا في أمور أخرى غير ما به صلحت قلوب الصحابة والتابعين واستقام لهم دينهم وتواترت النقول عنهم به في كتب العلماء التي يصدون الناس عنها بكلامهم هذا؟؟؟
كنت أظن أن الأخ خلوصي يعترف بحاجة أفراد الجماعة الى ذلك العلم والى خروج طلبة العلم معهم لنشر العلم بينهم وتصويب مسارهم!! وكنت أتصور أنه لهذا الغرض سجل عضويته في مجالس طلبة العلم ومنتدياتهم وراح يكلمهم عن "جهد التبليغ" طلبا لتعاون مثمر بناء بينهم وبين الجماعة!! ولكن والله ما كنت أتصور أبدا أنه - على نفوره الواضح من منهج السلفيين، هداه الله - يدعو الناس الى هجر علوم التوحيد والسنة، هكذا، ويزهدهم فيها بدعوى أنها تفسد الفطرة وتشق الصف ونحو ذلك مما يدعون، ثم يسعى ليفهمهم أن الايمان له طرق أخرى لتحصيله قد تكون أولى وأهم، طرق لم يقف عليها طلبة العلم ولا يجدونها في كتبهم، وهي طرق ما يعرفها الا "العارفون" من عامة أصحابه، عرفوها دون تعلم ولا تلقي ولا سماع ولا شيء من ذلك!!!!
فكيف تصور الأخ خلوصي - هداه الله - أنه بمقدوره أن يأتي الى مجالس طلبة العلم لينشر عليها دعواه الى تزهيد الناس في العلم الشرعي نفسه؟؟ هذا ما لا أفهمه!!!!
يقول خلوصي في موضوع له في هذا المجلس ردا على طلبي له ببيان ما يقول وتوضيحه:
"أبشر أخي و لكن أكرمني أولا بأن تعود إلى مواضيعي التبليغية كلها و تحرر محل البحث الذي ضيعتموه ... و للأسف مع جماعة الجرح و التجريح التي لا تدري ما تقول فكنت لهم سندا ... و كنتُ أنا أربأ بنفسي عن الدخول في مهاتراتهم و تعصبهم لما نشؤوا عليه ... "
فأقول له: أنت من عليه بينة ما كتبته يداه يا خلوصي لا أنا .. وأنت من أبهم كلامه في موضوعاته جميعا لا في هذا الموضوع فقط!! وكلنا ها هنا ننتظر ما ستكتب لنفهم مرادك بشكل واضح لا لبس فيه، لا ما سيكتبه غيرك هنا أو في غير هذا المكان!!
فالموضوع موضوعك، والناس يسألونك ليفهموا منك ما تريد قوله حتى يستقيم لهم تصوره! فلا تطالب غيرك بأن يحرر لك ما تريد أنت بيانه!!
وبالله عليك أكرمنا أنت بألا تكتب من اليوم في هذا المجلس المبارك الا كلاما واضحا محررا لا غموض فيه ولا البتاس - ان كنت تحسن هذا، والا فلست من أهل الكتابة يا أخي أصلا! -، وبألا تمتنع عن اجابة من يسألك مستوضحا أو حتى مستنكرا، فلعل الحق أن يكون معك فتحرمه مما أوتيت من العلم بالامتناع عن اجابته، أو أن يكون معه هو فتفوت أنت على نفسك خيرا كثيرا أنت في أمس الحاجة اليه، والله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو أن كل عضو في هذا المجلس جعل شدة مخالفه في النقاش معه ذريعة له للانصراف عن المدارسة والمفاهمة، لما كان لمكثه في مثل هذا المكان من فائدة ولا قيمة، لا له ولا لاخوانه ولا للزوار ... وخير له اذا ألا يزاحمهم بالكتابة فيه أصلا!
والفرق كبير بين شدة اللهجة في الكلام وبين السخرية أو التنقص أو الاهانة أو سوء الخلق .. ولو طالعت سير السلف رضي الله عنهم والصحابة لتبين لك ذلك الفرق! ولكن الخلط عندك أنت كبير! فأنت ترمي محاوريك بسوء الخلق - سامحك الله - وأنا ما رأيت شيئا من ذلك وقع معك من أحد منهم الى الآن! ولو وقع لما تركه الاخوة المشرفون بلا حذف أو تحرير!! فما عذرك أنت يا خلوصي في ترك مناقشتهم والاعراض عنها؟؟؟؟
تقول الوقت وضيق الوقت! فكلنا ذلك الرجل والله! ووقتك أنت ليس بأثمن عليك من أوقاتنا علينا!! وأنا أقولها لك صراحة وبلا محاباة: ان كان وقتك لا يتسع الا لرمينا بكلام مبهم غامض لا بيان له ولا اجابة عما استشكله الاخوة عليه، فخير لك أن تقصر عنا وألا تكتب هذا الذي تكتبه ابتداءا!!! والا فأحذرك ونفسي من فتنة المسلمين ..
أما قولك: "و للأسف مع جماعة الجرح و التجريح التي لا تدري ما تقول فكنت لهم سندا"
فأقول أنا ما كنت في يوم من الأيام سندا لغلاة التجريح أبدا والله يعلم أني ما أراهم الا من شر الطوائف التي ابتليت بها أمتنا، هداهم الله! فأين رأيت واحدا من هؤلاء "الجراحين" أسانده أنا أو أؤيد كلامه؟؟؟ وما هو حدك ومفهومك للجراحين غلاة التجريح؟؟ أسألك عن ذلك لأني أذكر أنني قد وقفت لك على كلام في ملتقى أهل التفسير تتهجم فيه على الشيخ أبي اسحاق الحويني حفظه الله بطريقة فجة، لا تليق برجل عنده ولو أدنى قدر من الغيرة على السنة المباركة وعلى العلماء العاملين الذابين عن حياضها من أمثال ذلك الرجل حفظه الله!!! تصفه بتنقص واضح بقولك: "الباحث الحويني"، هكذا وكأنه ند لك في منزلتك ورتبتك، هداك الله وغفر لك!!! وقد انهالت ردود الاخوة هناك عليك فكفوا غيرهم مؤنة ذلك، وليس هذا موضوعنا، ولكن الشاهد والذي أصبح واضحا لي أنك لا ضبط عندك لما تقول، ولا تعرف للعلماء قدرهم، وترميهم من مكان بعيد!!!
فكلامك عن "جماعة الجرح والتجريح" والحال هكذا، لا عبرة به ولا يصح في ذات الأمر، ولا زلت تحتاج من العلم الى الكثير والكثير حتى تضبط حدود تلك المصطلحات التي تتكلم بها، وتفرق بين ما كان عليه السلف من رد وبيان ودفاع عن الحق، وما غلا به هؤلاء الغلاة الذين أوافقك في النكير عليهم! وحتى تكون أنت وأصحابك ممن يصح أن يوصفوا بأهل "الاستبصار"!!!
أما أنا ومحاوروك هؤلاء، فالذي رأيته - وما رأيت غيره: اخوة كراما فضلاء ينبهون لانحرافات لا يسعك انكار وجودها في صفوف التبليغيين، ولا يسعك أيضا انكار كونها ملازمة للأصل والمنشأ الذي نشأت منه تلكم الجماعة والمنهج الذي يتقلونه كابرا عن كابر!! وقد بينا لك مرارا أننا نوافق على التعاون معهم على الخير ولكن على شرط ألا يعلقوا الناس بالبدع وألا يصدوهم عن مجالس أهل العلم، وأن يقبلوا بضبط حركتهم تلك ونشاطهم هذا بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة!! أم أنك تريد منا أن نسلم لك بخلاف ما نراه من كون الجماعة فيها ما فيها من البدع والانحرافات التي تجب ازالتها وجوبا لا مرية فيه، وما نراه - ومعنا حجة ذلك ودليله، وقد صرنا نراه واضحا حتى في كلامك أنت نفسك - من كونهم ينفرون الناس من تعلم التوحيد ويصدونهم عن الاستزادة من العلم الشرعي ومن منهج السلف المستقيم، وكونهم يروننا نفرق الأمة ولا نوحدها بما ندعو الناس اليه؟؟؟
ليس يوجد ولله الحمد بين الاخوة الذين حاوروك في مجلسنا هذا من علمتُه من أصحاب الغلو في التجريح كما تدعي .. وانما لدينا طلبة علم كرام يريدون ضبط منهج الدعوة على نحو ما كانت عليه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدليل والحجة من الكتاب والسنة، لا بالمواجيد والفيوضات والتجليات وما يسميه المتصوفة بالحقائق!!! هذا ما نريد الخوض فيه معك نقاشا علميا موضوعيا، ولكنك تأبى الا اتهام الاخوة والتهرب منهم حتى بات الأمر لا يخفى على أحد من الأعضاء والزوار، والله المستعان!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي خلوصي ... أخوك من نصحك .. ولا أخفيك أني اذ بحثت عن آثارك على الشبكة وعلى غير مجلسنا هذا من المنتديات - بغية أن أتعرف عليك - فانني لم يعجبني كثير مما وجدت، وما رأيته الا نابعا من انحراف علمي واضح لا يمكن السكوت عليه، ولا يسع المتكلم به بحال من الأحوال أن يدعي أن تلك العلوم لا تلزمه هو وأصحابه!! لم يعجبني انتصارك للقائلين بجواز الاحتفال بالموالد والتعبد بتلك البدعة المنكرة، واعتبار قولهم داخلا في الخلاف السائغ الذي لا انكار فيه!! ولم يعجبني كلامك عن السلفيين وأفكارهم، وعن كونك قد فارقت منهجهم بسبب تجارب مررت بها على حد زعمك! ولم يعجبني خلطت في تلك "الحكم" التي تكتبها، في باب صفات الله وفي الكلام عليه، ولم يعجبني الغموض والتوهيم الصوفي الواضح فيها! ولم يعجبني تنقصك في الكلام على الشيخ الحويني حفظه الله ورفع قدره! ولم يعجبني ما صار واضحا في كلامك من تزهيد للناس في طلب العلم الشرعي وصد لهم عن سبيله، ومن تجهيل للعلماء ورفع للدهماء والجهلاء فوقهم على نحو ما تفعل!!!
فان كنت يا خلوصي من المتصوفة الطرقية الداعين الى ذلك السبيل المعوج، الساعين الى كسر ذلك الحاجز العلمي النفسي بين طلبة العلم السلفيين وبينه، فدعني أقصر عليك الطريق وأبشرك بأن بضاعتك لن تروج في هذا المجلس المبارك بحول الله وقوته ما دام فيه من فيه من أهل الحق، ولو مكثت تكتب في موضوعاتك هذه لسنوات أخرى وسنوات! وان كنت من التبليغيين المتعصبين للجماعة الذين لا يقبلون لها نقدا ولا مراجعة، والذين يصرون على تزهيد الناس في علوم السنة التي لا نجاة لهم الا بها، فاعلم أن طريقك الى ذلك الأمر ها هنا ولله الحمد مسدود أيضا لا محالة!!
فهلا كففت عن المراوغة والمماطلة، وبينت لنا بصراحة وبوضوح ما الذي يدور في خاطرك بالضبط وما هي غايتك من وضع أطروحاتك التبليغية تلك في هذا المجلس الكريم؟؟؟
لعلي الآن وقد قلت ما قلت وبينت ما بينت، مما يسوء صاحبنا خلوصي ولا يرضيه، فانه - وبدلا من أن يدفع ذلك الكلام عن نفسه، ويشهد بأنه لا يرى محيدا للمسلمين عن ضرورة تعلم التوحيد وعلوم السنة واصلاح المعتقد على منهج الأصحاب (السلف) رضي الله عنهم على نحو ما كان دأب القرون الفاضلة في ذلك، بل وضرورة أن يكون هو نفسه أول هؤلاء المتعلمين - سيأتي ليتهمني بالغلو في التجريح وبسوء الخلق، ويدعي أني أريد الدخول معه في جدال عقيم لا فائدة منه، وأنه عنده ما هو أهم وأولى لينشغل به، أو أنه سيأتي فيما بعد في يوم من الأيام بمصنف كبير ليتحفنا به ويدفع عنا تلك الاشكالات كلها جملة واحدة!!!
فما أقول الا: الأيام بيننا يا خلوصي! والى الله المشتكى!
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 11:58]ـ
"
أقول وهذا والله هو عين ما ندعوك أنت اليه، أن تتجرد للحق بلا تعصب لجماعتك ورموزها، ولكنك لا تسمع الا لما تريد، ولا ترد الا على ما يعجبك! هداك الله وغفر لك!!!!!
أين تعصبي للجماعة ... لقد حلفت ذات يوم للأستاذ القدير المنصف المحاورابن الرومية بأنني لست من جماعة التبليغ!!!
و لكن حسن إظهار الحقائق الغائبة عن كثير من الناس يجعلهم - و قد تعصبوا ضدها من قبل و تغذت أعصابهم به و أشربت قلوبهم به - يجعلهم يرمون المبين لتلك الحقائق ... مجرد البيان و لو مع إظهار حقيقة السحر الحلال المثبت بالواقع و اللآثار .... يرمونه بالتعصب لإخفاء تعصبهم المضاد!!!؟؟؟؟ خدعة أخفوية محكمة السبك في غيابة النفس!!
سبحان الله!
لا أسمع الى الآن لأخينا خلوصي ردا ولا بيانا لمراده من كلامه، مع أننا قد بينا له أن كلامه صريح في صد العامة عن تعلم علوم الدين التي بها صلاحهم ونجاتهم وعلى رأسها علوم التوحيد!! فهل نفهم من ذلك أن هذا هو مغزى دعواه في هذا المجلس على الحقيقة ومنتهاها ومرماها؟؟؟
كنت أتصور أن غاية الأخ خلوصي أن يدافع عن "جهد" جماعة التبليغ، وهو الجهد الذي لا ينكره منصف، والهمة التي لو انضبطت على الكتاب والسنة لجاوز بها أصحابها الجوزاء! ولكن هو نفسه يعترف بأنهم ذوو بضاعة مزجاة في العلم الشرعي، وهو بنفسه ساق الينا الفتاوى التي فيها نهي من أهل العلم للعوام عن الخروج مع تلك الجماعة، ووصية لطلبة العلم بالخروج معهم، تعاونا معهم على الخير، وارشادا لهم وتصويبا لمسارهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لو كانوا جميعا - سيما من ينشط منهم في غير المملكة - على هذا الصد والتنفير الواضح من تلك العلوم المباركة وممن يدعون الناس اليها، والتي هي دعوى المرسلين على الحقيقة، فما جدوى الخروج معهم وما جدوى هذا التعاون وهم لا يقبلون المنهج السلفي في الاعتقاد ولا يرون بالعوام حاجة الى ذلك التعلم أصلا؟؟؟؟ ما جدواه وهم يرون سبيل النجاة ماثلا في أمور أخرى غير ما به صلحت قلوب الصحابة والتابعين واستقام لهم دينهم وتواترت النقول عنهم به في كتب العلماء التي يصدون الناس عنها بكلامهم هذا؟؟؟
كنت أظن أن الأخ خلوصي يعترف بحاجة أفراد الجماعة الى ذلك العلم والى خروج طلبة العلم معهم لنشر العلم بينهم وتصويب مسارهم!! وكنت أتصور أنه لهذا الغرض سجل عضويته في مجالس طلبة العلم ومنتدياتهم وراح يكلمهم عن "جهد التبليغ" طلبا لتعاون مثمر بناء بينهم وبين الجماعة!! ولكن والله ما كنت أتصور أبدا أنه - على نفوره الواضح من منهج السلفيين، هداه الله - يدعو الناس الى هجر علوم التوحيد والسنة، هكذا، ويزهدهم فيها بدعوى أنها تفسد الفطرة وتشق الصف ونحو ذلك مما يدعون، ثم يسعى ليفهمهم أن الايمان له طرق أخرى لتحصيله قد تكون أولى وأهم، طرق لم يقف عليها طلبة العلم ولا يجدونها في كتبهم، وهي طرق ما يعرفها الا "العارفون" من عامة أصحابه، عرفوها دون تعلم ولا تلقي ولا سماع ولا شيء من ذلك!!!!
فكيف تصور الأخ خلوصي - هداه الله - أنه بمقدوره أن يأتي الى مجالس طلبة العلم لينشر عليها دعواه الى تزهيد الناس في العلم الشرعي نفسه؟؟ هذا ما لا أفهمه!!!!
يقول خلوصي في موضوع له في هذا المجلس ردا على طلبي له ببيان ما يقول وتوضيحه:
"أبشر أخي و لكن أكرمني أولا بأن تعود إلى مواضيعي التبليغية كلها و تحرر محل البحث الذي ضيعتموه ... و للأسف مع جماعة الجرح و التجريح التي لا تدري ما تقول فكنت لهم سندا ... و كنتُ أنا أربأ بنفسي عن الدخول في مهاتراتهم و تعصبهم لما نشؤوا عليه ... "
فأقول له: أنت من عليه بينة ما كتبته يداه يا خلوصي لا أنا .. وأنت من أبهم كلامه في موضوعاته جميعا لا في هذا الموضوع فقط!! وكلنا ها هنا ننتظر ما ستكتب لنفهم مرادك بشكل واضح لا لبس فيه، لا ما سيكتبه غيرك هنا أو في غير هذا المكان!!
فالموضوع موضوعك، والناس يسألونك ليفهموا منك ما تريد قوله حتى يستقيم لهم تصوره! فلا تطالب غيرك بأن يحرر لك ما تريد أنت بيانه!!
وبالله عليك أكرمنا أنت بألا تكتب من اليوم في هذا المجلس المبارك الا كلاما واضحا محررا لا غموض فيه ولا البتاس - ان كنت تحسن هذا، والا فلست من أهل الكتابة يا أخي أصلا! -، وبألا تمتنع عن اجابة من يسألك مستوضحا أو حتى مستنكرا، فلعل الحق أن يكون معك فتحرمه مما أوتيت من العلم بالامتناع عن اجابته، أو أن يكون معه هو فتفوت أنت على نفسك خيرا كثيرا أنت في أمس الحاجة اليه، والله المستعان!
ولو أن كل عضو في هذا المجلس جعل شدة مخالفه في النقاش معه ذريعة له للانصراف عن المدارسة والمفاهمة، لما كان لمكثه في مثل هذا المكان من فائدة ولا قيمة، لا له ولا لاخوانه ولا للزوار ... وخير له اذا ألا يزاحمهم بالكتابة فيه أصلا!
والفرق كبير بين شدة اللهجة في الكلام وبين السخرية أو التنقص أو الاهانة أو سوء الخلق .. ولو طالعت سير السلف رضي الله عنهم والصحابة لتبين لك ذلك الفرق! ولكن الخلط عندك أنت كبير! فأنت ترمي محاوريك بسوء الخلق - سامحك الله - وأنا ما رأيت شيئا من ذلك وقع معك من أحد منهم الى الآن! ولو وقع لما تركه الاخوة المشرفون بلا حذف أو تحرير!! فما عذرك أنت يا خلوصي في ترك مناقشتهم والاعراض عنها؟؟؟؟
تقول الوقت وضيق الوقت! فكلنا ذلك الرجل والله! ووقتك أنت ليس بأثمن عليك من أوقاتنا علينا!! وأنا أقولها لك صراحة وبلا محاباة: ان كان وقتك لا يتسع الا لرمينا بكلام مبهم غامض لا بيان له ولا اجابة عما استشكله الاخوة عليه، فخير لك أن تقصر عنا وألا تكتب هذا الذي تكتبه ابتداءا!!! والا فأحذرك ونفسي من فتنة المسلمين ..
أما قولك: "و للأسف مع جماعة الجرح و التجريح التي لا تدري ما تقول فكنت لهم سندا"
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول أنا ما كنت في يوم من الأيام سندا لغلاة التجريح أبدا والله يعلم أني ما أراهم الا من شر الطوائف التي ابتليت بها أمتنا، هداهم الله! فأين رأيت واحدا من هؤلاء "الجراحين" أسانده أنا أو أؤيد كلامه؟؟؟ وما هو حدك ومفهومك للجراحين غلاة التجريح؟؟ أسألك عن ذلك لأني أذكر أنني قد وقفت لك على كلام في ملتقى أهل التفسير تتهجم فيه على الشيخ أبي اسحاق الحويني حفظه الله بطريقة فجة، لا تليق برجل عنده ولو أدنى قدر من الغيرة على السنة المباركة وعلى العلماء العاملين الذابين عن حياضها من أمثال ذلك الرجل حفظه الله!!! تصفه بتنقص واضح بقولك: "الباحث الحويني"، هكذا وكأنه ند لك في منزلتك ورتبتك، هداك الله وغفر لك!!! وقد انهالت ردود الاخوة هناك عليك فكفوا غيرهم مؤنة ذلك، وليس هذا موضوعنا، ولكن الشاهد والذي أصبح واضحا لي أنك لا ضبط عندك لما تقول، ولا تعرف للعلماء قدرهم، وترميهم من مكان بعيد!!!
فكلامك عن "جماعة الجرح والتجريح" والحال هكذا، لا عبرة به ولا يصح في ذات الأمر، ولا زلت تحتاج من العلم الى الكثير والكثير حتى تضبط حدود تلك المصطلحات التي تتكلم بها، وتفرق بين ما كان عليه السلف من رد وبيان ودفاع عن الحق، وما غلا به هؤلاء الغلاة الذين أوافقك في النكير عليهم! وحتى تكون أنت وأصحابك ممن يصح أن يوصفوا بأهل "الاستبصار"!!!
أما أنا ومحاوروك هؤلاء، فالذي رأيته - وما رأيت غيره: اخوة كراما فضلاء ينبهون لانحرافات لا يسعك انكار وجودها في صفوف التبليغيين، ولا يسعك أيضا انكار كونها ملازمة للأصل والمنشأ الذي نشأت منه تلكم الجماعة والمنهج الذي يتقلونه كابرا عن كابر!! وقد بينا لك مرارا أننا نوافق على التعاون معهم على الخير ولكن على شرط ألا يعلقوا الناس بالبدع وألا يصدوهم عن مجالس أهل العلم، وأن يقبلوا بضبط حركتهم تلك ونشاطهم هذا بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة!! أم أنك تريد منا أن نسلم لك بخلاف ما نراه من كون الجماعة فيها ما فيها من البدع والانحرافات التي تجب ازالتها وجوبا لا مرية فيه، وما نراه - ومعنا حجة ذلك ودليله، وقد صرنا نراه واضحا حتى في كلامك أنت نفسك - من كونهم ينفرون الناس من تعلم التوحيد ويصدونهم عن الاستزادة من العلم الشرعي ومن منهج السلف المستقيم، وكونهم يروننا نفرق الأمة ولا نوحدها بما ندعو الناس اليه؟؟؟
ليس يوجد ولله الحمد بين الاخوة الذين حاوروك في مجلسنا هذا من علمتُه من أصحاب الغلو في التجريح كما تدعي .. وانما لدينا طلبة علم كرام يريدون ضبط منهج الدعوة على نحو ما كانت عليه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدليل والحجة من الكتاب والسنة، لا بالمواجيد والفيوضات والتجليات وما يسميه المتصوفة بالحقائق!!! هذا ما نريد الخوض فيه معك نقاشا علميا موضوعيا، ولكنك تأبى الا اتهام الاخوة والتهرب منهم حتى بات الأمر لا يخفى على أحد من الأعضاء والزوار، والله المستعان!!!
أخي خلوصي ... أخوك من نصحك .. ولا أخفيك أني اذ بحثت عن آثارك على الشبكة وعلى غير مجلسنا هذا من المنتديات - بغية أن أتعرف عليك - فانني لم يعجبني كثير مما وجدت، وما رأيته الا نابعا من انحراف علمي واضح لا يمكن السكوت عليه، ولا يسع المتكلم به بحال من الأحوال أن يدعي أن تلك العلوم لا تلزمه هو وأصحابه!! لم يعجبني انتصارك للقائلين بجواز الاحتفال بالموالد والتعبد بتلك البدعة المنكرة، واعتبار قولهم داخلا في الخلاف السائغ الذي لا انكار فيه!! ولم يعجبني كلامك عن السلفيين وأفكارهم، وعن كونك قد فارقت منهجهم بسبب تجارب مررت بها على حد زعمك! ولم يعجبني خلطت في تلك "الحكم" التي تكتبها، في باب صفات الله وفي الكلام عليه، ولم يعجبني الغموض والتوهيم الصوفي الواضح فيها! ولم يعجبني تنقصك في الكلام على الشيخ الحويني حفظه الله ورفع قدره! ولم يعجبني ما صار واضحا في كلامك من تزهيد للناس في طلب العلم الشرعي وصد لهم عن سبيله، ومن تجهيل للعلماء ورفع للدهماء والجهلاء فوقهم على نحو ما تفعل!!!
فان كنت يا خلوصي من المتصوفة الطرقية الداعين الى ذلك السبيل المعوج، الساعين الى كسر ذلك الحاجز العلمي النفسي بين طلبة العلم السلفيين وبينه، فدعني أقصر عليك الطريق وأبشرك بأن بضاعتك لن تروج في هذا المجلس المبارك بحول الله وقوته ما دام فيه من فيه من أهل الحق، ولو مكثت تكتب في موضوعاتك هذه لسنوات أخرى وسنوات! وان كنت من التبليغيين المتعصبين للجماعة الذين لا يقبلون لها نقدا ولا مراجعة، والذين يصرون على تزهيد الناس في علوم السنة التي لا نجاة لهم الا بها، فاعلم أن طريقك الى ذلك الأمر ها هنا ولله الحمد مسدود أيضا لا محالة!!
فهلا كففت عن المراوغة والمماطلة، وبينت لنا بصراحة وبوضوح ما الذي يدور في خاطرك بالضبط وما هي غايتك من وضع أطروحاتك التبليغية تلك في هذا المجلس الكريم؟؟؟
لعلي الآن وقد قلت ما قلت وبينت ما بينت، مما يسوء صاحبنا خلوصي ولا يرضيه، فانه - وبدلا من أن يدفع ذلك الكلام عن نفسه، ويشهد بأنه لا يرى محيدا للمسلمين عن ضرورة تعلم التوحيد وعلوم السنة واصلاح المعتقد على منهج الأصحاب (السلف) رضي الله عنهم على نحو ما كان دأب القرون الفاضلة في ذلك، بل وضرورة أن يكون هو نفسه أول هؤلاء المتعلمين - سيأتي ليتهمني بالغلو في التجريح وبسوء الخلق، ويدعي أني أريد الدخول معه في جدال عقيم لا فائدة منه، وأنه عنده ما هو أهم وأولى لينشغل به، أو أنه سيأتي فيما بعد في يوم من الأيام بمصنف كبير ليتحفنا به ويدفع عنا تلك الاشكالات كلها جملة واحدة!!!
فما أقول الا: الأيام بيننا يا خلوصي! والى الله المشتكى!
جزاك الله خيرا ... سيأتيك التعليق بإذن الله.
و لو راجعت المواضيع بتجرد لجاءتك الأجوبة شافية.
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 04:55]ـ
لا أحب أن انتقل في كلام الاخوان بين مقام و مقام و منتدى و منتدى لما لمسته من صواب أخذ الناس على ظواهرهم و الصبر عليها ... لكن شيخنا الخلوصي ما ذكرته في ملتقى التفسير مجانب للانصاف بمرة .... و للشيخ أبي الفداء تمام الحق في الغلظة عليك فيه فلم تبق المسألة مسألة ما ضيعه بعض عوام السلفيين من الايمان الأول و المعارف اللدنية و التربية النورانية ... ففي هذا الخط لن تعدم من الاخوة و أولهم الشيخ أبا الفداء من يقف بجانبك في ابتلاءك ... لأننا فعلا محتاجون الى اعادة هيكلة في هذا الجانب بعد ان ضيعه كثير من المربين بعد دخول الناس أفواجا في هذه الدعوة و فقدت بعض السيطرة و اختلط الناس .... و النقد البناء هنا سيكون له الغلبة بلا شك لاحتياج الدعوة اليه و كونه أحد أسباب بعض اخفاقاتها و كثير من نجاحاتها .... و ليس الخطر فيما ذكرته عن الشيخ الامام الحويني و غمطك لحقه مع انه من أكثر الدعاة تشبها بالسلف الماضين لهذه الدعوة و أكثرهم تركيزا على الجانب العرفاني بها حتى قد تحسبه متصوفا سالكا له السبق في ذلك بين اخوانه بعد وفاة الشيخ عمرو عبد اللطيف نحسبه كذلك و الله حسيبه ... هذا و حياته كلها أمضاها في الخروج السني ... فلا يتكلم في أمر العوام الا عن سابق تجربة ... المهم ليس الخطر فيما ذكرته عنه فلا يبقى الا مجرد شخص في هذه القافلة و القافلة تسير به او بدونه او بدوننا جميعا ... و انما كلامك عن خط سير القافلة كله هو الخطر الذي لا يسكت عليه ... فلا أحد منا سيقبل منك ان تعيدنا 600 سنة للوراء بالمذهبيات البغيضة و ما يريده الشيخ الكوثري رحمه الله و غيره من اعادة الأمة الى تفرقاتها السابقة و ضغائنها الجاهلية و شركها العفن الذي جعلنا نقدس من لا يسمع و لا يبصر و لا يستطيع نفعنا ... فما تدعو اليه شيخنا ان لم أسيءفهمك هو ما كان مسيطرا 4 قرون و أكثر حتى أتى الغرب الكافر الذي كان يهابنا فصفعنا على قفانا و أجرى علينا من الذل ما تعرف .. فان كان الشيخ الكوثري رحمه الله جعل اللامذهبية قنطرة لللادينية -مع أن دعوة أهل الحديث لم تدعو قط الى نبذ التقليد مطلقا بل هي فيه وسط كما فكل مسائلها-فما يدعو اليه هو و من تابعه حراس و سدنة القبور و شرك الأضرحة و فلاسفة الوجوديين هو الالحاد بعينه و ليس قنطرة اليه ... أي نعم قرون متطاولة في الأمد و عامتنا تعيش في الالحاد بعد الايمان و الظلمات بعد النور ... و العلاقة بينهما عندنا متبثة بدلائلها الرابطة بين أقوالهم و أقوال الالحاد بل مبينة لتطابقها فهي هي ... أما احتجاجهم هم فبالاستدلال فقط بالأشخاص و أن هذا الشخص ثار على المذهبية فأفضى به الأمر الى اللادينية .. ومع ما هو معلوم من عدم تلازم الأمرين لكون الشخص قد يفضي الى الضلال من قنطرة الحق ان لم يكن صادقا و لايزيده الحق آنذاك الا ضلالا و مع هذا ان طبقنا عليهم هم برهانهم هذا لوجدنا فيهم من الملاحدة دع عنك المنحلين و نباذ الشرائع الكثير الذي لا يقارن بالواحد او الاثنين من اهل الحديث ...... فخذها كلمة واحدة شيخنا ان لم نسيء فهمك ... لا ... و ألف لا ... ما دعوت اليه في ملتقى أهل التفسير من نقض منهج أهل الحديث لا يبرره أبدا ما رأيته في ماضيك السلفي من تعصب بعض المنتسبين اليهم و لا يبرره نقص التربية عن بعضهم الآخر و كلام نبينا صلى الله عليه وسلم واضح كالمحجة البيضاء في هذا لا يزيغ عنه الا هالك فقد بين صلى الله عليه و سلم طريق النجاة و حذرنا من وقوعنا في هذا الذل و كيف سنقع فيه و ما السبيل الى الخلاص منه .... فلا و الله ما لم تكن شهادة سلوكك ممهورة بختمي شاهدين عدلين من الكتاب و السنة فلاخطوة واحدة معك .. هذا مع أني ما زلت اتهم فهمي لكلامكم و الله وحده يعلم أني ارجو ان اكون المذنب ... والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 05:59]ـ
أحسنت يا ابن الرومية ... وهذا هو الظن بك أيها الفاضل ..
أما أنا فلا أتهم فهمي لكلام أخينا خلوصي، فلست وحدي في هذا!! .. وانما أتهم كلامه هو بالغموض والابهام في أغلبه كما هو واضح لكل أحد، فهذا ليس من شيم الدعاة الربانيين الذين يريدون بيان الحق للناس ... وكفى بها من فتنة!! .. وأما النذر اليسير الذي كان واضحا من كلامه هنا وفي ملتقى أهل التفسير وغيره، فأسأل الله ألا يصر على ما تبين لاخوانه منه، وألا يتجاهل كلامنا هذا كعادته أو يرجئ البيان والتوضيح والرد بعد كل هذا الى حين ميسرة!!
هداه الله وأصلحه!
هذا وان كان لي تعقب يسير على بعض ما تفضلت بذكره أيها الفاضل في معرض كلامك السابق من قولك: "فلم تبق المسألة مسألة ما ضيعه بعض عوام السلفيين من الايمان الأول و المعارف اللدنية و التربية النورانية" .. فكأنك توافقه على ما يصفه هو بأنه "الايمان الأول" (وحتى هذا لا يزال مبهما في كلامه لا ندري عن أي مصدر يتلقاه أو يدعونا الى تلقيه!!)! وكأنك توافق أرباب الصوفية على ما يطلقون عليه اصطلاح "المعارف اللدنية" و "التربية النورانية" كذلك! فلا أظنه يخفاك يا أخي الكريم ما يدخل تحت غطاء تلك المصطلحات الصوفية من الباطل والخرافة وهو ما وُلدت من أجله عند أصحابها بالأصالة، فتنبه بارك الله فيك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:02]ـ
يا سيدي و الله قصص الخروج عن محل البحث عجيبة ... و ما زلت أسحب الإخوة سحباً إلى المحل الأصلي و هم يجرونني إلى ما يريدون هم ...
و و الله كذلك قصص الاستشهاد بشيء أو عالم أو ..... فيخرج القاريء عن محل الاستشهاد إلى الرد على صاحب القول ... و الظن بأن صاحب النقل قد دخل بحثا آخر و هو تأييد فكر صاحب القول ... !!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ما لكم يا قوم؟؟
أما الباحث الحويني غفر الله له فله احترامه الشخصي مني .. أما قدره العلمي عندي فلي الحق كاملاً غير منقوص في ما قد توضح لدي و في أصحاب هذه المدرسة .. و ليست هي الحديثية بإطلاق كما بينت هناك ...
و ما كنت أريد الخوض لا هنا و لا هناك حتى يوفقني الله عز و جل لإثبات أن هذه المنهجية كانت أكبر خطر على العالم الإسلامي!!!!!! و الأمر مشروع كتاب من ألوف الصفحات و الله .. و لكنني مع ذلك متردد فيه!!!!!؟؟؟؟؟
لأن مناهج الإيمان علمتني أن:
نفس الإنسان تكون أمامه في بيئة الغفلة فترفض الحق ...
و تصبح خلفه في بيئة الإيمان فتطلبه بنفسها!!
فبالله عليكم كفى خروجا عن محل البحث يا إخوان ....
و كفى خروجا عن محل الاستشهاد يا خلان ...
و شكرا جزيلا لكم سيدي ابن الرومية على حسن ظنكم.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:46]ـ
يا خلوصي ألم تخرج بعد، منذ شهرين أو أكثر وأنت تدخل يوميا صباح مساء
ولما سألك بعض الإخوة قبل يومين قلتَ له بأنك ذاهب إلى وظيفتك
ثم بعد ساعتين أو ثلاث إذا بك تقفز إلى موضوع آخر ثم آخر ثم آخر
أما عندك ما تشتغل به إلا التشغيب على طلبة العلم وتضييع أوقاتهم في هذه الترهات والوعود الكاذبة
قد قالوا لك مرارا وتكرارا: أين محل البحث؟؟؟
فما كان جوابك: سأكتب فيه، سأوافيكم به، سأعطيكم ما تريدون ٍسأفعل سأفعل
يا أخي اتق الله، والله صدق الصادق الأمين حيث قال:
إذا لم تستح فاصنع ما شئت
مسكين والله أنت يا خلوصي
ــــــــــــــــــــ
قال ابن شوذب سمعت عبد الله بن القاسم وهو يقول: ما كان عبد على هوى فتركه إلا إلى ما هو شر منه، قال: فذكرت هذا الحديث لبعض أصحابنا، فقال: تصديقه في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون حتى يرجع السهم إلى فوقه
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 07:32]ـ
"يرمونه بالتعصب لإخفاء تعصبهم المضاد!!!؟؟؟؟ خدعة أخفوية محكمة السبك في غيابة النفس!! "
يا الله!!!! ألا تدري فيم تتكلم يا عبد الله؟؟ تتكلم في سرائر اخوانك! أي خدعة "أخفوية" تلك التي انكشفت لك في نفس العبد لله وغيره ممن يحاورونك؟؟ ان ادعيت أن قرائن الحال دلتك عليه، فأنا أكرر التحدي لك يا خلوصي ولكل الاخوة أن يخرجوا من كلامنا أنا والاخوة الذين يحاورونك هنا ما فيه ولو أدنى قدر من التعصب لأحد من الخلق أو لجماعة من الجماعات بعينها أيا ما كان ذلك!! أخرجه بالاقتباس والتعليق عليه لنفهم مأخذك المحدد الذي به حكمت علينا بالتعصب! فان لم تجد فأنت دعي كاذب، ترجُم بالغيب وتتكلم عن بواطن النفوس وكأنك قد كُشفت لك الحجب أو شقت لك الصدور شقا!!
ولا عجب فهذا دأب المتصوفة جميعا وعلمهم الحقاني النوراني اللدني الاستبصاري ... الى آخر ما تعلمون!! يدعون ما ليس لهم به علم، وينسبون أنفسهم الى علم باطني كشفي لا يعلمه أحد من الخلق!! فالله المستعان!!
أليس من حقنا ألا نفوت كلمة واحدة مما تتكلم به يا خلوصي حتى نتبين حقيقة مرادك منها؟؟؟؟
أم حسبت أنه بوسعك أن ترمينا في هذا المنتدى بعبارات فضفاضة عديدة الأوجه غامضة التأويل، دون أن يستوقفك أي منا على معناها وحقيقة مرادك منها؟؟
ثم تعاود اللف والدوران من جديد حول ذلك الأخفى الأبهم الأقصى عندك والذي تسميه "محل البحث" دون ملال، تظن أنك بذلك ستوهن محاوريك وتفقدهم الثقة في فهومهم، وتصرفهم عما صار جليا لهم من أمرك ومن أقوالك وأفكارك!! فكلا يا خلوصي ما عاد يجدي هذا الكلام ولا هذه الطريقة، وما عدنا نطيق هذا الأسلوب، فحسبنا الله ونعم الوكيل!!
ملحوظة: هذه الطريقة:
"!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! "
لا تقدم ولا تؤخر ولا تجيب ولا تحل اشكالا!! ولا نداؤك "يا قوم" ولا الصراخ ولا العويل ولا شيء من ذلك!! قد سمئناه كله يا خلوصي والله!!!
اما أنك تعي ما تقول حقيقة، وعندك ما تشرحه وتبينه هنا لاخوانك بالحجة والدليل وتنتصر له وتجيب به على تلك التساؤلات والاستفهامات الكثيرة عندهم حتى تندفع عنهم الشبهات وتتجلى لهم الغوامض والمبهمات، واما أن تذهب الى حيث تنتدي أنت واخوانك الذين يقبلون منك هذا الوهم الذي تتكلم به ولا تضيع وقتك وأوقاتنا فيما لا خير يرتجى منه ...
فوالله ما عاد بنا صبر على طول استفزازك هذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!!
أما كلامك عن الشيخ الحويني فيلفت نظري اصرارك على تجريده حتى من كلمة "شيخ" التي ربما لا تجد حرجا في اطلاقها هنا على بعض اخوانك ممن لا تعرف عنهم شيئا أصلا ... ولفت نظري قولك: "أما قدره العلمي عندي فلي الحق كاملاً غير منقوص في ما قد توضح لدي و في أصحاب هذه المدرسة" فأقول ما شاء الله!!! فلتعلمنا اذا يا مولانا يا علامة الزمان ولتنصحنا في أمر هذا الرجل لعلنا قد اغتررنا منه بما يضلنا!! فنحن نسألك علما عندك، به انحطت في نظرك منزلة رجل شهدت له الأنام بالعلم والمنزلة، واتبعه قوم كثيرون على ما يدعو اليه ... فهلا ناصحتهم لتردهم عن "ضلالهم" هذا؟؟؟ ها نحن نسألك علمك، فاحذر أن تدخل في وعيد كاتم العلم الذي لا أظن رجلا يقول مثل هذا الكلام في الشيخ الحويني الا وهو على دراية به!!!
وقبل أن تشخص مرضي كعادتك باحتقان "الأخفى النفسي" عندي، وبأنني أنتصر للشيخ بعصبية باطنية "أخفوية" لا يراها أحد الا أنت وغيرك من أرباب الحقائق والاستبصار الكشفي، فاني أذكرك بأنك الآن تتكلم بكل وضوح عن مدرسة منهجية كاملة تراها من أكبر الأخطار على الأمة، وهي التي ينتمي اليها الشيخ الحويني ويمثلها بزعمك ... !!
أما هذا المؤلف العملاق من آلاف الصفحات الذي لا زلت تلوح به في كل مقام، فلا يعنينا الآن في شيء! لا ندعوك لكتابة ألف صفحة، وانما الجواب بفقرة واحدة، حتى يتبين لنا حقيقة ما جئت لتدعو اخوانك اليه!!! ما هي تلك "المنهجية" التي تتمثل في الشيخ الحويني حفظه الله، والتي ترى أنت أنها تشكل أكبر خطر على الأمة؟؟؟؟ تأمل أنت الآن تتكلم عن منهجية، فلا ترمني بأني أدافع عن شخص بعينه ... فالكلام الآن واضح لكل ذي عينين!!!!
وان شئت يا خلوصي فتحنا لك موضوعا آخر خصيصا لتبين لنا فيه هذا الكلام عن تلك المنهجية التي ينتهجها الشيخ الحويني والتي تراها خطرا عظيما، تتكلم عنها هناك دونما لبس أو ابهام ... وحتى لا تكثر من التحجج بمحل البحث! فلنجعل ذاك هو محل البحث هناك على وجه التحديد!! تكلم بما عندك ... فمن يدري، ألا يمكن أن تكون فيه على خطأ وتحتاج الى من يرشدك ويصوب لك فهمك؟؟؟!! أم أنك لا تبالي برأينا فيما تعتقد، وترى نفسك فوق النقد وكل من يحاورونك هم دون أن يفهموا ما تريد، وهم كلهم مساكين يحتاجون الى تعلم تلك الألوف المؤلفة من الصحفات التي لا زلت تتردد في كتابتها، أو أن يخرسوا أفواههم جميعا ويفتحوا آذانهم للسماع لك والتلقي منك دونما استيقاف ولا استفهام ولا استدراك، لعلهم تطهر لهم نفوسهم من هذا الأخفى النفسي الذي لم ولن يفهموا حقيقته مهما شرحته الآن لهم؟؟؟؟؟؟؟
دعني يا خلوصي أنبئك أنا العبد الفقير بما انكشف الآن لي من "أخفً نفسي" مصاب أنت به، ولا زلت تصر على أن ترمي به سائر محاوريك من باب الاسقاط النفسي، هداك الله وأصلحك! وهو أمر ما استبطنته ولا طالعت الغيب من أجل معرفته ولا أتاني به الكشف والالهام ولا انكشفت لي كوة في صدرك لأراه، وانما دلتني عليه قرائن حالك والتي ما عدت أظن أن أحدا من الاخوة يخالفني فيها!!! أنت - هداني الله واياك - رجل متصوف جلد، مغتر بما تعلمته من شيوخك المتصوفة، ترى السلفيين جميعا قوما مرضى مساكين أهل غفلة، نفوسهم المريضة في نظرك هي التي توجههم وتعميهم عن تلك "الحقائق النورانية اللدنية الكبرى" التي تكشفت لك أنت وأتباع طريقتك!!! وتومن بأنك مهما جادلتهم أو خاطبتهم ومهما ناقشتهم فلا جدوى من ذلك لأنهم - المساكين - يفصلهم عنك - يا صاحب الاستبصار والاستنارة - ملايين الأميال من العلم اللدني النوراني الذي يفتقدونه هم، والذين لا سبيل أمامهم لتحصيله ما داموا يتكلمون في الكتب وأئمة العلم ومتون الحديث وأسانيده وعلله، وقضايا التوحيد والشرك والفرق الضالة، وقضايا العلم الشرعي وغير ذلك من العلوم التي تراهم منشغلين بها هنا وفي غير هذا المكان من محافلهم!!!!
فهلا غالبت أنت ذلك الأخفى النفسي عندك، وتنزلت من علياء سمائك الى حضيض أرضنا نحن أهل الغفلة المساكين، لتخاطبنا بما نعقل ونفهم، ولتتكلف اجابتنا بلساننا ولتبين لنا ما اتفقت كلمتنا على أننا لا نفهمه من كلامك؟؟؟؟؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 08:00]ـ
أتحداك أن ترجع
ثم أن تقدر بعد الرجوع
على تبيّن محل البحث عندي في كل مواضيعي التبليغية؟!!
ثم أن تقدر بعد تبينه عندك على تبيينه للناس ...
ثم بعد ذلك على أنك و أصحابك هؤلاء الذين شوشوا كل المواضيع بضعف التحقيق و الرغبة المسبقة في إبعاد " أهل البدعة " من أمثالي .... أنك و إياهم أن تعترفوا بأن بحثي في واد و أنكم في وديان ...
اقرأ فقط عن رأي الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في الطريقة الصوفية .... مسالة واحدة فقط!
ثم انطلق منها في تطبيقها على كل ما تلقيته من المعاصرين .... كم قد خدعوك فأخفوا عنك؟؟
أما عن نفسي فبعد أن رميت بجلباب التعصب الذي نشأت عليه صرت لا أئتمن كل المعاصرين على شيء؟
لن تستطيع يا صاحبي؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 08:28]ـ
الله أكبر ..
يتحداني خلوصي لأحرر له "محل البحث" الذي يوشك شعر رأسي أن يشيب في محاولة افهمامه أن هذا هو عين ما لا يظهر لنا ولهذا - ولهذا تحديدا - نطالبه ببيانه!!
فاللهم ألهمنا الصبر من عندك يا حليم ....
يقول: "ثم بعد ذلك على أنك و أصحابك هؤلاء الذين شوشوا كل المواضيع بضعف التحقيق و الرغبة المسبقة في إبعاد " أهل البدعة " من أمثالي .... أنك و إياهم أن تعترفوا بأن بحثي في واد و أنكم في وديان ... "
قلت الله المستعان! هل تنكر أنني كنت وحتى عهد قريب، من أحب الناس حديثا اليك، حتى دعوتني ذات مرة للخروج معك ومع جماعة التبليغ؟؟ فكيف أصبحت الآن وفي طرفة عين، أنا وأصحابي، من الذين كتبوا انطلاقا من رغبة مسبقة في ابعاد "أهل البدعة" أمثالك؟؟ والله لو أني علمتك من قبل من أهل البدعة المصرين عليها المنظرين لها الداعين اليها لما كان مني ما كان من قبل معك من لين في الخطاب، ولما رأيت مني ما رأيت!!
وعلى أي حال أقول: عجزنا يا مولانا عن تبين ذلك الوادي الذي وضعت بحثك فيه، وضللنا اليه الطريق في واد آخر، فهلا أرشدتنا؟؟؟
وليتأمل الاخوة القراء والزوار عدد المرات التي كررت فيها النداء له بأن يجيب على استشكالاتنا ويبين لنا حقيقة ما يسميه بمحل البحث، وليعتبروا من ذلك فهو والله آية لمن كان له بصر!
وهذه نغمة قد كررها كثيرا، أدعوه لبيانها حتى نفهمها على وجهها، اذ المقام لا يجوز فيه التعريض أو التورية: دعواه بنبذ من يسميهم "بالمعاصرين"!
فهل هذه هي المدرسة التي لا تعجبك؟ مدرسة "المعاصرين"؟؟ فمن هم المعاصرون هؤلاء يا ترى، وما منهجهم الذي لا يعجبك؟؟
من هؤلاء المعاصرون الذين تلقيت أنا عنهم ولم أدر "كم قد خدعوني فأخفوا عني"؟؟؟؟
وما هو هذا الذي أخفوه عني؟؟؟ هلا نصحتني بما علمك ربك؟؟؟؟
وتقول: "اقرأ فقط عن رأي الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في الطريقة الصوفية .... مسالة واحدة فقط! "
فليتك تأتيني بهذا الكلام منقولا عن الشيخ رحمه الله من محله! أخرج لنا رأي الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله فيما تسميه أنت "بالطريقة الصوفية" (وأنا أتساءل أي الطرق الصوفية تعني، فهي بالمئات كما تعلم!!) .. انقله من مصدره بنصه حتى أفهم عن أي شيء تتكلم بالضبط!
هات ما عندك ... فلن آتيك بكلام "معاصرين" ولا متقدمين، وانما سأناقشك ما وسعني بالكتاب والسنة ... ولكن أخرج لي حجة قولك ومذهبك الذي بدأت أخيرا - وبعد طول جذب ونزاع - في بيانه والافصاح عنه!!!
ولعلك أن تتفضل كذلك وتسمي لنا اسم تلك "الطريقة الصوفية" التي ترى أن سبيل السلفيين الى تحصيل اليقين وفقه الاستبصار والعلم اللدني النوراني لا يكون الا من خلالها ...
هداني الله واياك
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 09:04]ـ
أتحداك أن ترجع
ثم أن تقدر بعد الرجوع
على تبيّن محل البحث عندي في كل مواضيعي التبليغية؟!!
ثم أن تقدر بعد تبينه عندك على تبيينه للناس ...
ثم بعد ذلك على أنك و أصحابك هؤلاء الذين شوشوا كل المواضيع بضعف التحقيق و الرغبة المسبقة في إبعاد " أهل البدعة " من أمثالي .... أنك و إياهم أن تعترفوا بأن بحثي في واد و أنكم في وديان ...
اقرأ فقط عن رأي الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في الطريقة الصوفية .... مسالة واحدة فقط!
ثم انطلق منها في تطبيقها على كل ما تلقيته من المعاصرين .... كم قد خدعوك فأخفوا عنك؟؟
أما عن نفسي فبعد أن رميت بجلباب التعصب الذي نشأت عليه صرت لا أئتمن كل المعاصرين على شيء؟
لن تستطيع يا صاحبي؟!
لطفا لطفا يا أخ خلوصي هداك الله؛
أين الحلم الذي تتغنى به؟
والحلم والمسامحة؟؟
تريد التحدي أنا أعرف أنك لا تستطيع ولا تقدر على البوح بحقيقة جماعتك, ولن تجيب على أي سؤال يوجه إليك أبدا مادمت تمشي على طريقتك.
سألتك عن فحوى البيعة التي يقومون بها الخروجيون _ عرب وعجم _ في راوند وطريقة البيعة بكلتي يديه فلم تجب.
سألتك عن عقيدة وحدة الوجود التي يعتقدونها دون أن يعلموا بمخاطرها فلم تجب.
سألتك عن أسباب العمل على تمييع الدين بإصدار تراخيص للمنخرطين في جماعتكم باتباع أي عقيدة وأي فرقة كانت معتزلية أو اباضية أو شيعية أو حتى قرمطية فلم تجب.
سألتك عن دليلكم على تقسيم العلم إلى علمين مسائل وفضائل فلم تجب, وسألتك عن سبب ترككم لدراسة التوحيد وتمسككم بعلم الفضائل فلم تجب.
سألتك عن سبب بغضكم للعلم وتزهيد الناس في العلماء وطلب العلم فلم تجب.
وأزيدك واحدة فلا تجيب وأنا على يقين: ما سر قولكم بأن الذهاب إلى الخروج أولا أحسن من البداية بالحج ففي الخروج يزداد اليقين؟!!!
لقد بلغ السيل الزبى
اسمع أنت لست في موقع من مواقع التبليغ أو مجلة أو تلفزيون, أنت في منتدى وضع للنقاش في مسائل الشرع ومدارستها علميا لا بجهل ولا بعواطف ولا بقصص خرافية.
وإن أردت إعادة سلسلتك فلك أن تفعلها في مواقع التصوف والفنون والأدبيات وما أكثرها.
وسلسلتك هذه لم يستفد منها أحد إلا من يهوى التصوف والفنون والشطحات وعلم الباطن والحقيقة والأسرار , ومن ويستهين بعلم الظاهر _الشريعة _ والتوحيد و _حدثنا_.
يا أخي خلوصي؛
أنظر إلى الأسفل! لقد سقط القناع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 11:37]ـ
خلوصي عود على بدء
لا تخاطبني ولا تخاطب أبا الفداء ولا أبا المنذر ولا الفضلي ولا عبد الرزاق ولا ابن الرومية ولا ولا
خاطب من كان صافي السريرة غير متعصب!!! وهم كثر ممن يرون هذه المحاورات في كل العالم
خاطبهم وبين لهم ما تريده مع تنزل في الأسلوب إلى مستوى فهوهم لأنهم عوام
خاطبهم لكي يفهموا، لا تستملهم بطرق الدراويش وأرباب الزوايا، وسدنتها، بأن تبين لهم الورع البارد والأدب المصطنع
لقد طفح الكيل وكشرت عن أنيابك وهتكت الستر وكشفت القناع
ذكرناك بالله وبالرسول، فلم يجد ذلك نفعا واتهمتنا بأننا لم نفهم مرادك ونحن بعيدون عن إدراك الحقائق
أتيناك بكلام الأئمة الذين تدندن حولهم ابن تيمية وابن القيم فقلت بأنك ستأتي بنقيض فهمنا لكلامهم، لكن لا شيء
أتيتنا بكلام الشيخ ابن جبرين في تزكية جماعة التبليغ وكذلك كلام محتمل للشيخ ابن باز، ثم جعلتهم في زمرة المتعصبة المعاصرين أي أنك تستعملهم فيما تريد ثم تردهم جملة في باقي الأمور
وفي الأخير تتهمنا بالتعصب
أسألك بالله يا خلوصي، أنا مثلا متعصب لمن؟؟؟؟؟
قل لي لمن أنا متعصب؟؟؟؟
أنتظر إجابة صريحة
وإن كنت لا تريد محادثتي ومحاورتي كما صرحت سابقا
فأنا أقول لك بأننا والحمد لله ذوي منزلة في أهلنا وقومنا، لكن ديننا ومنهجنا علمنا الذل لله ولرسوله
مهما سببتني أو شتمتني أو طردتني فإني لسنة نبينا ناصر بإذن الله ومنك محذر ما لم تتب مما أنت فيه
ــــــــــــــــــــــــ
من تواضع لله رفعه
و لا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا
ـ[خلوصي]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 03:22]ـ
و هذه هي المرة الأخيرة التي أخاطب فيها الأخ العزيز أبا الفداء كذلك مباشرة في سياق الحوار ... لأنني أدركت أن الأمر يؤول معه كذلك إلى الجدل المذموم ....
و ليعرض كل ما عنده ثم يمضي لحال سبيله ...
و الناس ليست ساذجة ...
و الأمر الأكبر هو أن نبين لبعضنا و للناس ثم كل واحد يأخذ ما يدين به أمام الله عز و جل ...
و أن لا نسمح للشيطان بأن يرغمنا على الانتهاء إلى نتيجة واحدة؟؟!!
لأن هذا المنزع عند البعض إنما هو كذلك خطة أخفوية لا شعورية لئلا يواجه نفسه بعد ذلك بما ظهر له و لو كان قليلا - لا يزال - أمام النفس الأمارة بالسوء ... ؟؟!!
أتحداك أن ترجع
ثم أن تقدر بعد الرجوع
على تبيّن محل البحث عندي في كل مواضيعي التبليغية؟!!
ثم أن تقدر بعد تبينه عندك على تبيينه للناس ...
ثم بعد ذلك على أنك و أصحابك هؤلاء الذين شوشوا كل المواضيع بضعف التحقيق و الرغبة المسبقة في إبعاد " أهل البدعة " من أمثالي .... أنك و إياهم أن تعترفوا بأن بحثي في واد و أنكم في وديان ...
اقرأ فقط عن رأي الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في الطريقة الصوفية .... مسالة واحدة فقط!
ثم انطلق منها في تطبيقها على كل ما تلقيته من المعاصرين ...
أما عن نفسي فبعد أن رميت بجلباب التعصب الذي نشأت عليه صرت لا أئتمن كل المعاصرين على شيء؟
لن تستطيع يا صاحبي؟!
ابحث بنفسك يا أخي ... و لتكن لوحدك ليس بينك و بين نفسك أحد ممن يؤازر أخفاه أخفاك ... أو أخفاك أخفاه؟؟!!
نعم!!
لأن:
" الهوى شر إله عبد في الأرض " كما قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنه ....
و أرجو أن لا يأتي أحدهم ليبدعني كما فعل من قبل .... على كلمة سيدنا؟!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 08:54]ـ
الله المستعان!!
الآن ترميني بالهوى .. فهذا اذا هو الأخفى الأخفى الذي تدندن حوله ليل نهار ...
عافاني الله واياك يا خلوصي من الأهواء وأهلها!
تقول: "و ليعرض كل ما عنده ثم يمضي لحال سبيله ...
و الناس ليست ساذجة ...
و الأمر الأكبر هو أن نبين لبعضنا و للناس ثم كل واحد يأخذ ما يدين به أمام الله عز و جل ...
و أن لا نسمح للشيطان بأن يرغمنا على الانتهاء إلى نتيجة واحدة؟؟!! "
الناس ليست ساذجة ولكن الناس تطالبك ولا تزال ببيان هذا الذي عندك بوضوح!!!!!
دعك من تلك العبارات المولدة العجيبة "الأخفي الأخفوي" ونحوها، وكلمنا بلساننا لنفهم هذا الذي عندك، ان كنت حقا قد جئت الى هذا المكان لنصحهم ودعوتهم الى ما ينفعهم!! لا أريد منك مراءا ولا جدالا، وما كنت أحب ذلك أصلا!! ولكن أنت من دفع بالأمر الى هذا الطريق!!! تريد أن تضع الكلام غامضا مبهما حتى في اصطلاحاته، ولا تريد من الناس ان تستوقفك وتسألك عنه، ثم تقول الناس ليسوا "سذجا"؟؟؟؟؟؟ ما هذا الأسلوب؟؟؟
أي شيء هذا الذي تحسب أنك قد بينته للناس وعرضته عليهم حتى يقبل منهم من يشاء أن يقبل ويرد من يشاء أن يرد؟؟؟؟
وهل تحسب أني اذ أريد أن أتفق معك وأوحد رأيي ورأيك على قول واحد: أن الشيطان هو الذي يدعوني الى ذلك؟؟؟ سبحان الملك!
متى كانت ارادة توحيد الكلمة على قول واحد، القول الحق، مما يذم أصحابه أو ينسب دافعهم الى وسوسة الشيطان؟؟؟؟ ومتى كان حوارهم في سبيل ذلك مما يقال عنه أنه جدل مذموم خير للناس أن يفروا منه ولا يتعرضوا له؟؟؟؟
ثم يا أخي أنا لم أصل بعد الى محاولة الاتفاق معك أو تقرير الاختلاف وحجمه وطبيعته - هل هو مما يسوغ للمسلمين الخلاف فيه أم لا! - لأنك أصلا ما زلت تتهرب ولا تريد الاجابة عما نسألك عنه، وهي أسئلة في عين وصلب وجوهر أطروحاتك وفي أكثر موضوعاتك!!!!
ثم تتهمني "بالأخفى الأخفى المتخفي" في نفسي (!!!)، وبطبقات من الهوى عندي وعند اخواني هي التي تحملني على ما أكتب ... فما أسهل هذا يا خلوصي .. ما أسهله ردا وجوابا!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 01:03]ـ
قال ابن عربي- الصوفي- الهالك:
(وهؤلاء الأولياء لا يلزمهم إقامة الدليل على صدقهم بل يجب عليهم الكتم لمقامهم ولايردون على علماء الرسوم فيما ثبت عندهم مع علمهم بأن ذلك خطأ في نفس الأمر)
"منقول من كتاب-تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي, صفحة1/ 435 - نقلا عن كتاب الفتوحات"(/)
سؤال لمن عنده علم بكتاب واقعنا المعاصر
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 01:15]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
قد قرات كتاب واقعنا المعاصر لكاتبه محمد قطب و هو بالحق كتاب ممتع و شيق جدا .. أظنه يستحق القراءة أكثر من مرة حتى أستخلص منه الفوائد
و لكن وددت لو أن بعض الاخوة الذين لديهم علم بالكتاب و بمنهج الشيخ لو يوضحوا لنا ما هى القضايا التى خالف فيها الشيخ منهج اهل السنة .. حيث أنى قرأت و سمعت من بعض الأخوة ان الكتاب لا يخلوا من بعض الأخظاء العقدية و قضايا الإيمان
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 03:12]ـ
هذا عند متصيدي الأخطاء بالمنقاش ولو لم تكن ثمّ
فدعك منهم يا أخي .. والكتاب بل عامة كتب الشيخ المفكر محمد قطب رائقة ورائعة ..
وقد حباك الله عقلا تميز به بين الحق والباطل ..
فلا تلتفت لكل من أجلب .. فهذه بنيات الطريق تغتال عليك وقتك
وتصرفك عن المسير
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 03:40]ـ
جزاك الله خيرا ..(/)
لا يُحتَج بسياق المصنّف أو المؤلّف على فهم الخبر أو القول ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 05:37]ـ
لا يُحتَج بسياق المصنّف أو المؤلّف في فهم ما يورده من أخبار أو أقوال لأهل العلم .. نعم يُستأنس به .. ولكن لا يُحتَج به .. فإنّ المصنّف قد يُخطيء في فهْم الخبر أو القول .. فيورده في غير مورده، ويضعه في غير موضعه .. ولكي نتجرّد من "سيطرة السياق"يجب إخراج النص من هذا السياق، واستعمال وسائل أخرى أكثر انضباطا في فهم الخبر أو القول .. وخير ما يُفسّر به الخبر أو القول أن يرد من جهة أخرى مبيّنا مفسّرا أو يُفسّر بالنظر إلى مجموع القرائن المحتفّة به .. أو بتفسير خبير .. وكلّما كان الخبير عالي الطبقة من الخبر أو القول كان التفسير أسلم وأحكم .. أو باللجوء إلى اللغة .. على أنّها غير عاصمة من الوقوع في الزلل في الفهم في بعض الأحيان المشكلة والمشتبهة .. يبقى السياق له فائدة كبيرة في استظهار المراد .. ولكن هذا المراد غير مقطوع بصحّته .. ويمكن الاستدلال على خطأه أو صوابه .. * * * * *ومثل ذلك يقال في تراجم أهل العلم على الأخبار .. وقد نبّه إليه الشيخ بكر رحمه الله في مقدمة "لا جديد في أحكام الصلاة" .. والله أعلم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 06:17]ـ
ما فهمت يا شيخ المقصود و لو مثلت بأمثلة لتبين المراد لأنه ان كان المقصود أن سياق المؤلف للخبر مفسرا له على غير وجهه ومحتجا به على مذهبه مع انعدام الدلالة فيه فليس هذا هو المقصود من استعمال السياق كأداة حاسمة لفهم النصوص و هو واضح جدا لهذا و من كان يحتج بايراد أئمة لنصوص في كتبهم و تضمينها لها و يستدلون بذلك على احتجاجهم بها لم يكن ذلك احتجاجا منهم بالسياق و انما بجلالة مرتبة المضمن في سياق البحث عمن قال بالقول المتنازع فيه أو نفاه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 07:33]ـ
أخي الكريم (ابن الرومية)،
بارك الله فيك
أنا حديثي أصالة عن "سياق المصنّف أو المؤلّف" يَحتج به البعض على "تفسير النص" .. ليس لهم من دليل إلا سياق المصنّف أو المؤلّف (فقط) .. فيذهبون - مثلا - إلى تقييد النص (وهو مطلق) بدعوى أنّ المصنف أورده في باب كذا .. ويذهبون إلى أنّ قول فلان (المشتبه) يراد به كذا؛ لأنّ المصنّف أورده في باب كذا أو في معرض كذا ..
وهنا يُقال: إيراد المصنف النص الفلاني في سياق كذا أو في معرض كذا ليس بحجة على النص .. بل لابد من الوقوف على القرائن الداخلية والخارجية المحيطة به .. أما سياق المصنف فهو أجنبي عن النص أصلا .. فلا يحتج به عليه ..
فأين الإشكال؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
أجد في بعض الأحيان بعض أهل العلم يلجأ إلى تفسير نص لعالم معيّن بنص آخر لعالم آخر .. وهذا مسلك غير دقيق .. وقد يصح له باعتبارات معينة وضوابط .. إلا أنه خلاف الأصل ..(/)
عودة أمينة ودود لإمامة النساء فى صلاة الجمعة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 07:37]ـ
هذه رسالة كنت قد صنفتها استجابة لرغبة بعض إخواننا من طلبة العلم، ورد على المدعوة أمينة ودود التى تجرأت ورفعت عقيرتها وادعت جواز إمامة المرأة للرجال فى الصلاة، وقيامها بخطبة الجمعة، وها قد انتهى الموضوع وظننا كلنا ذلك، لكن ها هى نفس المرأة نراها فى الجمعة قبل الماضية 17 شوال 1429هـ/17 أكتوبر 2008م تعيد نفس الفعل، فقلنا نعيد طرح هذا الموضوع الذى أطل علينا ثانية لعل الله أن يأجرنا ويتقبله منا بحوله تعالى وقوته
وهذا هو رابط الرسالة على المجلس العلمى
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21042&highlight=%C5%E3%C7%E3%C9+%C7% E1%E3%D1%C3%C9
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 03:41]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم اكفنا شر هذه المرأة ومن يقف وراءها
اللهم اكفنا شر أصحاب الرأي والأهواء الفاسدة.(/)
التأصيل العلمي
ـ[القاموس]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 07:38]ـ
السلام عليكم:
أما بعد: فلن أُطيل الكلام في هذا المقام، ولكن كما ثبت في الحديث المتفق عليه: (وإذا أُتبع أحدكم على مليء فليتبع)!
فهذا الموضوع قد تطرق له الشيخ الدكتور / أحمد بن علي القرني، في محاضرة له عام 1411 هـ وقد سجلت في ثلاثة أشرطة عنوانها (التأصيل العلمي)، وكثير من طلبة العلم لا يعرف عنها شيئاً.
وهي في الحقيقة من أروع وأبدع ما سمعت في هذا الباب، وأُوصي بها إخواني من طلبة العلم، وسيجدون فيها رسماً عجيباً للتأصيل العلمي. وقد قال الشيخ في بداية الموضوع:
(قال ابن عبد ربه:
الحمد لله على التمام أشكره ربّي على الدوام
يا طالب العلم والمناج قد كثُرت من دونه الفجاج
وكل علم فلَهُ فنون وكل فنٍ فلَه عيونُ
فالحقيقة أن المنهاج غير واضح، وأن الفجاج قد كثرت، ومسالك العلوم قد تشعّبت، والطالب في حقيقة أمره يحتاج ولا بد إلى تأصيل منهجي يُضيء له الطريق، ويرسُم له المعالم، ويُبيّن له المسالك.
وشيخ الإسلام له عبارة في هذا لطيفة، فهو كأنه يحث على رسم مناهج لطلاب العلم حيث يقول: (وكذلك أهل العلم الذين يحفظون على الأمة الكتاب والسنة صورة ومعنى، مع أن حفظ ذلك واجب على الأمة عموماً - إلى أن قال -: وقد يتعيّن عليهم لقدرتهم عليه وعجز غيرهم، ويدخل في القدرة استعداد العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطريق الموصلة إليه من الكتب المصنّفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيره. اهـ) انتهى
وحتى تتضح خلاصة الموضوع، فهذا فهرس لهذا الموضوع من هذه المحاضرة القيمة:
المقدمة
أهمية الموضوع
المسلك في هذا الموضوع
المراجع في هذا الموضوع بين أمرين
ضرورة التأصيل العلمي
أهمية تراجم العلماء
مناهج المتقدمين
أنواع العلوم:
الأول: علم المقاصد
الثاني: علم الوسائل
الثالث: العلوم المساعدة
طرق تحصيل العلم
الحفظ
أهمية الحفظ في مقتبل العمر
وسائل التربية المعاصرة تزاحم الحفظ
سب استصعاب الحفظ
- الأشياء التي ينبغي أن تحفظ
- الأشياء التي تدعوا إلى عدم الحفظ
أولاً: عدم معرفة الطريقة الصحيحة للحفظ
ثانياً: الاعتقاد أن وقت الحفظ مقصور على الصغر
اختلاف الناس في الحفظ والفهم
لا تلازم بين الحفظ والفهم
ثالثا: عدم مراعاة الناحية النفسية في الحفظ
طريقة المتقدمين في الحفظ
طريقة الخلايا والخلوات عند المغاربة
(سأكمل الموضوع إن شاء الله لا حقاً، ولا أنسى أن أشكر الأخ / ابن رشد، الذي كان سبباً في فتح هذا الباب، والله أعلم).
ـ[القاموس]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
أقسام العلوم:
أولاً: علوم متطورة
ثانياً: علوم ثابتة الأصول
ثالثاً: علوم ثابتة لا تتطور
العلوم التي لا تحفظ
العلوم التي تحفظ
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
أهمية علوم الآلة
أنواع المحفوظات
الأول: حفظ النثر
ثانياً: حفظ النظم والشعر
القرآن [وتحته عناصر]
السنة [وتحتها عناصر]
كتب السنة التي ينصح بالإدمان على قراءتها
المنظومات [وتحته عناصر]
قواعد ينبغي مراعاتها في حفظ المتون [وتحته عناصر ثمانية]
أشهر المنظومات في مصطلح الحديث
الموازنة بين ألفية العراقي وألفية السيوطي
أشهر المنظومات في أصول الفقه
أشهر المنظومات في علم النحو
أشهر المنظومات في علم الصرف
أشهر المنظومات في علم العروض
أشهر المنظومات في علم البلاغة
أشهر المنظومات في علم المنطق
أشهر المنظومات في علم القراءات
المنظومات في القواعد الفقهية
أشهر المنظومات في العقيدة
الشعر
كيف يهضم الإنسان علماً من العلوم [وتحته خمسة عناصر]
قواعد في الاستعانة بالمشائخ واختيارهم [وتحته ثلاث عشرة قاعدة]
علم التفسير
علم الفقه
طالب العلم والقراءة
المعاجم
أنواع القراءة
أنواع التسجيل
مدارس القراءة
محاذير ينبغي لطالب العلم تجنبها
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:33]ـ
ألا توجد هذه الأشرطة مفرغة؟
ـ[القاموس]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:41]ـ
لا، لا يوجد، لكن عندي تفريغ خاص بي.(/)
فوائد من مجالس شيخِنا العلَّامةِ بَكر أَبُوْ زَيْدٍ،للشَّيخِ عبد اللَّه الهدلق
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 08:26]ـ
فَوَائِد مِن مَجَالِس شَيخِنا العلَّامةِ
بَكرِ بْنِ عبدِ اللَّه أَبُوْ زَيْدٍ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ
للشَّيخِ عبد اللَّهِ بنِ عبد العزيز الهدلق ـ وفَّقهُ اللَّهُ تَعالى ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تاللَّهِ تفتأُ تذكرُ الشَّيْخَ بَكرًا ..
نعم، ومالي لا أذكره، و ? إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ? [سورة يوسف، الآية: 86]
من فقده. أمّة يموت فيها العالم ثم لا يخلفه فيها غيره؛ ليست تسير على سواءٍ من أمرها ..
وإن كان عزاء، فإنما هو في أن هذا الموت يحيا به أقوام، وليس أحد أحق بأن يكون له
من معنى موته حياةٌ دونها الحياة؛ كعالمٍ ربّاني ..
لَن أترجم للشيْخِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُوْ زَيْدٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ فِي هَذا المَدخلِ فما كتبت لهذا، لكني سأتحسس بقلمي «شيئًا يسيرًا» من مكامن شخصيته، على أني أحاذر من أمرين لا يكاد يسلم منهما من يكتب عمن يعرف من العُلماءِ:
1ـ أحاذر ـ ما استطعت ـ أن أجعل كتابتي عَن الشَّيْخِ ذريعة للحديث عن نفسي.
2ـ ثُمَّ أحاذر ـ ثانيةً ـ أن أصف الشَّيْخِ بسبعة عشر وصفًا تصلح كلّها لكلّ عَالمٍ، ثُمَّ لا ترى فيها واحدًا منهم. إن سيرة بعض العلماء مخجلة!
ألقِ دينارًا في غَيابة تاريخٍ من تواريخنا؛ ثم ابتعد وانظر كم عمامة تسقط عليه؟
حين تتبين هذا تعرف قدر الشَّيْخِ يوم قَالَ لي مرةً:
حضر عندي قبل أيام أحد كبار النّاشرين ... ثم ذكر الشَّيْخ كلامًا قال في آخره: يريدون أن يجعلوا مني مطيةً لدنياهم، هيهات ...
كان الشَّيْخُ في عينيه قَدْحٌ من ذكاء الفطرة، يخيل إلي معه أن لو نشأ نشأة مدنيّة لعُدَّ في دهاة أهل السّياسة. الغَيرة حليةٌ جبل الشَّيْخ عليها، ومن لا غيرة عنده لا فضيلة فيه، هو غيور على دين الله أن يجترأ عليه، غيور على عقيدة السلف أن تمس، غيور على محارم المسلمين أن ينال منها، غيور على هذا العلم أن يتسوره من ليس من أهله. كان مهيباً لا يجسر محدثه على أن يحدق إليه، فإذا أنس بمحدثه تبسط له، فربما رأيته تهزه النادرة فيضحك لها حتى يكاد يخرج عن وقاره. تملَّكه معنى عزة العالم وصيانة العلم، وإنك لتستطيع ـ غير غالط ـ أن ترد أكثر ما كان فيه الشَّيْخ من نأي عن مخالطة النَّاس، وبعد عن غشيان محافل العامة إلى شيء من هذا .. بل ربما أسرف فيه ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ فخرج به إلى بعض ما تنكره نفس من لقيهُ أول مرة .. وما به إلا هذا المعنى: «رأى بعض أهل العلم أذال علمه فمقت نفسه أن يراها في صورته».
لا أذكر أن أحداً ممن عرفت من أهل العلم؛ تشدّه الفاردة اللطيفة، وتستهويه الشاردة الفاذّة؛ ما رأيت منه، نعم ومن شيخنا العلَّامة صَالِح بن عبد العزيز آل الشَّيخ أمدّ اللَّهُ في عمره على الخَيْر.
ذكرتُ للشَّيخِ بَكْرٍ مرة أن كرد علي قال في مذكراته: «ابن تيمية للإسلام كمارتن لوثر للنصرانية»؛ فدهش .. واستعاد الكلمة مني، ثم أخذ وجهه يتهلل في جَلالٍ من أَلَقٍ آخَذٍ لم أره في وجهِ فاترِ الذهن قط.
قال ابن حزم: «لذة العالم بعلمه».
جمعتني بالشَّيْخِ عدة مجالس في بيته، ودارت بيننا أحاديث كثيرة عن العلم وأهله .. لم أكن من خاصة تلاميذه، ولا من خلّص أصفيائه، وإنما كنت ـ ولا أزال ـ طويلب علم صغيراً أنِس به الشيخ لشيء راه فيه، ثم إن هذا الطّويلب عاد فأخلف ظن الأستاذ!
فيالله ماذا الأيام وما الذي تصنعه مآلات الأمور بنا؟
كنت ألقاه في الشَّهرين والثَّلاثة مرة أو نحوها مدة أربع سنوات، فلما مرض ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ انقطعت أسبابي عن أسبابه فما رأيته قبل وفاته بثماني سنين.
وهذا الّذي أذكره هُنا «شيءٌ» من فوائد تلك المجالس، ما كنت علّقت منه حرفًا في حياة الشَّيْخِ، لكن نبهني عليه وحثني على تقييده أخونا الشَّيْخُ البحاثة جديع الجديع ذخر اللَّهُ له كلّ خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكتبته في هذه الأيام ضنًا به على الأيام أن تطويه، ولأن العقاد كان يقول: «الذاكرة مَلَكة مستبدة، تحفظ وتنسى على غير قانون ثابت»، فما في هذه الفوائد مما يلوح أنه على غير وجهه فالشَّيْخ بريء منه، وإنما تبعته على هذه الملكة المستبدة، وإن شئت فقل: أو على صاحبها.
ثَم إني سقت هذه الفوائد هكذا عفو الخاطر كيف اتفق، فلم أرتبها على بابات العلم بابة بابة ... ليكون أروح لنفس قارئها، ولم أعلق على ما ورد فيها إلا يسيرًا، حتى تكون أدخل في فطرة العلم منها في صنعته، إذ كانت تلك المجالس مع الشَّيْخِ على هذا المثال:
1ـ قال لي الشَّيخ رحمه اللَّهُ: ما ندمت على شيء في شبابي ندمي على كتابين فرطت فيهما:
أ ـ كتاب «الزهد» للإمام أحمدَ رحمه الله .. كنت في مكة فمررت في طريقي على كتبي فإذا به قد عرض نسخاً من كتاب «الزُّهد» هذا طبع الهند، وكان إذ ذاك نادراً .. فسألته عن ثمنه فكأن الثمن كان مرتفعاً فتركته، فقال لي الكتبي: خذ نسخة منه ولا تتركه فهو نادر وستندم على تركه فإنما وجدناه في أحد المستودعات، قال الشيخ: فلم آخذ نسخة منه، وذهبت بعد كلامه هذا مباشرة لزيارة سَماحَة الشَّيْخِ عَبدِ العَزِيزِ ابْنِ بَازٍ ـ وقد كان يعرف محبتي للكُتُبِ ويسألني عما رأيته منها في المكتبات ـ فأخبرته عن كتاب «الزُّهد» فقال: وما اشتريت منه شيئًا؟ فقلتُ: لا، فقال: سبحان اللَّهِ، كتاب «الزُّهد» للإِمامِ أَحْمدَ تركته وما اشتريت منه شيئًا، هذا عجيب، قال الشَّيْخُ فأحسست عندها بتفريطي، فقال لي سَماحَةُ الشَّيْخِ: اذهب الآن إلى الكتبي واشتر منه الكمية كلها، قال: فنزلت مسرعاً، فلما وافيت الكتبي لم أر عنده نسخة واحدة، فسألته: أين كتاب «الزهد»؟ فقال: بعته كله ولم يبق منه شيء، وعاتبني قال: ألم أقل لك خذ نسخة منه فهو نادر. قال الشَّيْخُ: لم يكن بين تركي له في المرة الأولى وعودتي إليه إلا زمن يسير باع فيه الكتاب كله، وندمت على فوات هذا الكتاب ندماً شديداً، ثم إن الكتاب طبع بعد ذلك وكثرت نسخه بأيدي طلبة العلم.
ب ـ قالَ الشَّيْخُ: وأما الكتاب الثاني: فكتاب «غرائب الاغتراب» رحلة الألوسي المفسر .. رأيته في شبابي عند بعض الكتبيين أخرجه من خزانة خاصة في المتجر، وقلّبته فسألته عن ثمنه فإذا مبالغ فيه جداً، قال الكتبي: خذه فهو نادر ولعلك لا تجده بعد هذه المرة، فطلبت منه خفض ثمنه بعض الشيء فلم يوافق فتركته .. ثم أني لم أجده بعدها ولم أره في يوم من أيام حياتي على كثرة ما رأيت من الكتب ..
قال الشَّيْخُ: حتى إني حين قلّبت الكتاب عند الكتبي علقت في ذهني مسألة من مسائله، فذكرتها في أحد كتبي وأحلت إلى الكتاب دون ذكر الصفحة هكذا من الذاكرة.
قلت: رأيت في مرض الشَّيْخِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ نسخة من هذا الكتاب، هي نسخة جمال الدِّين القَاسميّ، وعليها تعليق بخطه في نصف صفحة فيه: أن الشَّيْخَ زكريا الأنصاريّ كان إذا مرض استشفى بمطالعة كُتُب أهلِ العِلمِ!
2 ـ قال الشَّيْخُ: لا أحب الإطالة في النزهة، وليس من عادتي الخروج إلى الصحراء وقت الربيع إلا في القليل .. وإذا خرجت فلتناول الغداء ونحوه، ثم أعود.
3 ـ قلت للشَّيخِ: سمعت من عالم الجزيرة الشَّيْخ حمد الجاسر أن بعض علماء شقراء رأى تلميذًا له قد أقبل وعليه خاتم، فقال يمازحه: ألا قل لبعض الناس مثل محمد متى كان دين اللَّهِ لبس الخواتم ثم إن الشَّيْخَ ابن سحمان بلغه هذا البيت فرد عليه بقصيدة يسفّه فيها قائله ويذكر أن لبس الخاتم سنة ..
قلت للشَّيْخِ: قرأت أن سماحةَ الشَّيْخِ ابْنِ بَازٍ يرى أن لبس الخاتم ليس بسنة، فقال: نعم، ليس لبسه سنة.
4 ـ قالَ الشَّيخُُ: أكثرت في الآونة الأخيرة من كتابة المقدمات لطلبة العلم، أكثرت، وليس للعالم أن يبتذل قلمه هكذا، لا بد للعالم من أن يصون قلمه، لابد للعالم من أن يصون قلمه ..
فقلت له: إن العقاد قلما قدم كتاباً، لكنه إن قدم لكتاب فإنه لا يذكر صاحب الكتاب بكلمة في الغالب، وإنما يتكلم على موضوع الكتاب ويطيل ويستدرك، لذا ربما كانت مقدمته أعلى قيمة من الكتاب فأضرت بمؤلفه، فابتسم الشَّيْخ وقال: والله جيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ قالَ الشَّيْخُ: يؤلمني ويعصر قلبي حين أرى بعض كتابنا ـ وأشد ما يؤذيني حين أسمع خطيبًا على المنبر ـ يكثر من الاستشهاد بأقوال الغربيين في مدح الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أو الثناء على الإسلام، بلغنا من الهوان أن احتاج دين اللَّه إلى أقوال هؤلاء ثني بها عليه. نعم، تذكر مثل هذه الأقوال لكن في أضيق الحدود.
6 ـ قال الشَّيْخُ: زرت مع بعض الرفاق ـ أظنه قال وقت الشباب ـ أحد علماء الشّناقطة في المدينة، فلما دخلنا عليه وجدناه مضطجعاً وقد جعل وجهه تجاه الجدار، وكنا نسأله ويجيبنا وهو على هذه الحالة! قال: فلما طال بنا المجلس التفت إلينا وقال لي: أسئلتك هذه أسئلة رجل من أهل العلم.
7 ـ قالَ الشَّيْخُ: هل ضاق دين اللَّه حتى لا يبدأ المسلم الطّواف إلا بوجود هذا الخط ..
8ـ قال الشَّيْخُ: كَان يكتب في الأعداد الأولى من مجلة مجمع اللغة العربية بمصر فحول الكتاب، انتفعت بكتاباتهم كثيراً، لا يوجد مثلهم في مجلات المجامع الأخرى، ولا في هذه المجلة نفسها بعد ذلك.
9ـ قالَ الشَّيْخُ: فتاوى شَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تيميَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ هي أعظم عمل علمي تفاخر به بلادنا.
10ـ قالَ الشَّيْخُ: قرأتُ في كتاب «بلوغ الأرب» لمحمود شكري الألوسيّ كلامًا يقع في صفحة كاملة استكثرته على متأخر .. فتبين لي بعد ذلك أنه نقل بتمامه من مقدمة ابن خلدون دون أن يشير إلى ذلك.
قلت: أفاد الألوسي في أحد كتبه من كتاب لأحمد فارس الشدياق كثيراً، لكنه لم يشر له في موضع واحد.
11 ـ قالَ الشَّيْخُ: لما زرت الأردن سألني طلبة العلم هناك عن الشَّيْخِ الأَلبَانِيِّ، فقلتُ لَهُم: هو صاحب فن، فسرّهم جوابي، فقالوا: والشَّيْخ مُحمَّد الأمين الشَّنْقِيطيّ؟
قال: فَقُلتُ لَهُم: هو صاحب فنون!
12ـ قالَ لي الشَّيْخُ في ليلة من الليالي: لو رأيتني البارحة في هذا المجلس وأشار ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ إلى مجلس مجاور .. قال: لو رأيتني وأنا أقرأ سيرة شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ، وقد غلبني البكاء لشدة ما أثّرت فيّ حياة هذا الشَّيْخ .. ثم قال: هذه هي الحياة، أين نحن منهم.
13ـ قلتُ للشَّيْخِ: قرأتُ في أحد الكتب التي أُلفت عن الشَّاعر أحمد شوقي؛ أنه كان يستغرب من قلة ذكر شعراء العرب للنخلة في شعرهم ..
فقالَ الشَّيْخُ: العرب كانت ترى أن من العيب غرس النخل وتربية البقر، ولازال هذا في الأعراب إلى يومنا هذا، قالَ: وقد سمعتُ من شَيخِنا مُحمَّد الأمين الشَّنقِيطِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ بيتًا من الشِّعر ينشده لأحد الشعراء يمدح فيه قوماً يقول فيه: لا يغرسون فسيل النخل حولهم ولا تخاور في مشتاهم البقر
قلت: هذا البيت في جملة أبيات للعباس بن مرداس السلمي يمدح بها قومه، سمعت الشَّيْخ الشَّنْقِيطِيِّ ينشدها في أحد الأشرطة المسجلة من مجالسه في التَّفْسِير.
14 ـ قالَ الشَّيْخُ: لما ألفت كتابي «طبقات النّسابين» انتشر في العراق انتشارًا عجيبًا لم ينتشر مثله في بلد آخر.
15ـ قلتُ للشَّيْخِ: إن الحافِظَ السُّيُوطيَّ ثار به صوفية الخانقاه التي كان يتولى نظارتها لأنه قال: إنكم لستم على شرط الواقف، فثاروا به وحملوه وألقوه في فسقية الماء هكذا بجبته وعمامته .. ذكر ذلك تلميذه ابن إياس في «بدائع الزّهور»، وأنه خرج من الماء وأصلح ثيابه ثم توجه إلى روضة المقياس فسكن هناك، وأغلق النافذة التي تجاه النيل، وألف كتابه «تأخير الظلامة إلى يوم القيامة»، وانقطع بعدها هناك إلى التأليف حتى وفاته.
.
فقال الشَّيْخُ ما معناه: ليتني أستطيع أن أنقطع إلى العِلمِ لا يشغلني عنه شيء.
16ـ قالَ الشَّيْخُ: المغاربة لهم أنظارٌ ومدارك في العِلمِ ليست عندنا نحن المشارقة.
17ـ قالَ الشَّيْخُ: لو كتبتَ اسم شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ على ورقة بيضاء لاشتراها الناس .. وسألته: هل ذكر شَيْخ الإسْلامِ في شيء من كتبه أنه عربي النّسب؟ فقال: لا أعرف هذا، ما أبعد شيخ الإسلام عن ذكر مثل هذه الأمور! قال: لكنه عربي من بني نمير، قلت: وابن القيم: قال: لا، لم يكن ذا أصل عربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
18ـ قلتُ للشَّيخِ: حين زرتُ الدُّكتور محمود الطناحي في مصر، أخبرته أنكم ذكرتكم في بعض كتبكم أن الزركليّ لم يترجم في أعلامه لأحد من سلاطين آل عثمانَ لعصبيته العربية، وأنكم لم تروا من نبه على هذا قبلكم، وأن الطناحيّ قال لي: سلم على الشَّيْخِ بَكْرٍ وقُل لَهُ: بلى، نبه عليه أحد الكتاب، ثم قام وأحضر كتابه وأراني الموضع، وهو كان طبع قبل الكتاب الذي ذكرتم فيه ما ذكرتم، فقالَ الشَّيْخُ وكأنه ضاق صدره بعض الشيء: واللَّه ما قرأت هذه المعلومة لأحد، وإنما هو شيء توصلت إليه ابتداءً.
قلت: سلاطين آل عثمانَ ليسوا على شرط الزّركليّ؛ إلا أن يكون مُحمَّد الفاتح.
19ـ قالَ الشَّيْخُ: كان أحمد حسن الزّيات صاحب الرِّسالة يكتب بالفرجار والمسطرة .. وكان الشَّيْخُ معجبًا بأسلوبه،
قال: له مقدمات للرّسالة من أرقى الكتابات، إذا أردت أن تعرف قيمتها فاقرأ المقدمات التي يكتبها غيره للرّسالة في بعض الأحيان.
قال الشَّيْخُ: ألقيت كلمة في أحد المحافل أفدت فيها من بعض مقدمات الزيات هذه.
20ـ قالَ الشَّيْخُ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ: قالَ لي سَماحةُ الشَّيْخِ عبد اللَّهِ ابن حُمَيْد لما رأى توافري على دراسة تراث ابن القَيِّم: ما أظن إلا أن اللَّه سبحانه قد ادّخر لك هذا الخير حين صرف كثيرًا من أهل العلم عن خدمة علمه وهيأ ذلك لك. للوراق المشهور في وقته زكي مجاهد ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ مؤلف عرف به عنوانه «الأعلام الشرقية» هو متداول بين القراء .. لكن له مؤلف آخر قَلتْ نسخه بين أهل العلم فهو يعد في نوادر المكتبة العربية عنوانه «الأخبار التاريخية في السيرة الزكية»، ذكر فيه طرفًا من ترجمته، وتاريخ عائلته، وأسفاره، ومن لقيه من الأعلام، جاء في الصفحة الثّانية والخمسين منه هذا النّص:
«الرّحلة الحجازية: وهي رحلة العمرة في مكَّةَ المكرَّمة وزيارة المدينة المنورة .. سافرت على بركة اللَّهِ من منزلي بشارع نجيب شنودة شبرا مصر القاهرة في شهر رمضانَ المُبارك سنة 1392هـ 1972 م .. وصلنا بالسَّلامة المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام .. وفي ثاني يوم ذهبت إلى المحكمة الشّرعية بجوار المسجد النبويّ لزيارة قاضي المدينة الأستاذ بكر أبو زيد، وهو شاب عالم جليل واسع الاطلاع، ومِن المُشتغلينَ بالعِلْمِ وجمع كتب الحديث النبويّ والدينية، وكان زارني في مكتبتي بالقاهرة، وسلمت عليه وأهديته الجزء الرابع من كتابي «الأعلام الشرقية» ... ».
ّأشعرتَ كيف غدا الأستاذ الشَّاب ـ بعد ذلك ـ الشَّيْخ العَلَّامة ...
المصدر: موقع الإسلام اليوم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 12:30]ـ
يرفع للفائدة
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 01:04]ـ
يرفع للفائدة
يُرْفَع؟ أم يَرفَع؟
وفقنا الله وإياك ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 01:26]ـ
إنّ مَن يقرأ مثل هذا الكلام ليشعر أنه يَرْفَع، للفائدة التي تضمّنها؛ بل للفوائد ...
جزى الله ملهمه، وكاتبه، وناقله خير الجزاء.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 06:03]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وبارَكَ فِيكُم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[19 - Jan-2009, صباحاً 09:29]ـ
رحم الله شيخنا العلام بكر أبو زيد، وقد جمعني به مجلس قديم وذكر كلاما لا أذكره تفصيلا، وإنما نعى على من جعل الولاء والبراء على مسائل فقهية، وأن الذي يصوم السبت ليس بسلفي! والذي يصلي التروايح أكثر من 11 ركعة كذلك.
وقد صدق - رحمه الله - فالولاء والبراء أصبح معقودا بكثير من المسائل الفقهية. وقد كنتُ اتصل به احيانا رحمه الله في بعض المسائل الفقهية، وكانت أكثر اجابته رحمه الله احالات على كتب أهل العلم.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 10:38]ـ
رحم الله الشيخ بكرا،،،
وبارك في الكاتب الفاضل عبد الله الهدلق،،،
وجزى أخانا الغالي سلمان أبو زيد كل خير،،،
ـ[أبو هياء]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 01:01]ـ
قدس الله روح الشيخ بكر، وأخلف على الأمة خيراً، وجزى الله الأخ عبدالله الهدلق خيراً.
ـ[أم مها]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 01:44]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الناقل افدتمونا بهذه الفوائد .. رحم الله العلامة بكر ابو زيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن اول مرة اسمع عن الشيخ الهدلق فهل هو شيخ في المدينة؟ هل هناك ترجمة للشيخ
بارك الله فيكم؟
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 11:11]ـ
رحمه الله
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[12 - Aug-2009, صباحاً 06:40]ـ
أحسن الله إليكم
ونسأل الله أن يرحم الشيخ وأن يرفع درجته في عليين
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 12:31]ـ
ذكرتُ للشَّيخِ بَكْرٍ مرة أن كرد علي قال في مذكراته: «ابن تيمية للإسلام كمارتن لوثر للنصرانية»؛ فدهش .. واستعاد الكلمة مني، ثم أخذ وجهه يتهلل في جَلالٍ من أَلَقٍ آخَذٍ لم أره في وجهِ فاترِ الذهن قط.
قال ابن حزم: «لذة العالم بعلمه».
..........
حبذا تجلية وجه الشبه .. هل هو رد زيادات الدين المبتدعة .. كرفض الصليب من قبل مارتن لوثر؟! لأن الآن بعض من يحارب الإسلام من الداخل يدعو لحركة " تجديدية إحيائية " على طراز نهج لوثر في النصرانية!
16ـ قالَ الشَّيْخُ: المغاربة لهم أنظارٌ ومدارك في العِلمِ ليست عندنا نحن المشارقة.
شهادة من قاريء حاذق فَهِم تؤكد مقولة أن المشارقة أحذق وأعلى كعباً في البيان وأن المغاربة أكثر تميزاً في البرهان , أو هكذا فهمت أنا.
لكن مقولة العلامة الشيخ بكر أبو زيد عليه رحمة الله تشهد لهم بتميزهم في الفهم وحدة الذهن على أقرانهم المشارقة.
17ـ قالَ الشَّيْخُ: لو كتبتَ اسم شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ على ورقة بيضاء لاشتراها الناس ..
فسبحان من يجلي الحق وينصره في ومن أصحابه الرافعين لوائه وبعد أزمانهم , هذا ومؤلفات شيخ الإسلام قدس الله روحه يتخفيها أصحابه حينذاك.
ورحم الله " ابن رشيق ": حيث قال ما معناه: والله ليقيضن الله لنشر هذا العلم وفهمه رجالاً هم الآن في أصلاب آبائهم. ولا أظن الشيخ بكر أبو زيد إلا أحد تلاميذ شيخ الإسلام بواسطة كتبه الذين بثوا علمه المبارك.
.للوراق المشهور في وقته زكي مجاهد ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ مؤلف عرف به عنوانه «الأعلام الشرقية» هو متداول بين القراء .. لكن له مؤلف آخر قَلتْ نسخه بين أهل العلم فهو يعد في نوادر المكتبة العربية عنوانه «الأخبار التاريخية في السيرة الزكية»، ذكر فيه طرفًا من ترجمته، وتاريخ عائلته، وأسفاره، ومن لقيه من الأعلام، جاء في الصفحة الثّانية والخمسين منه هذا النّص:
«الرّحلة الحجازية: وهي رحلة العمرة في مكَّةَ المكرَّمة وزيارة المدينة المنورة .. سافرت على بركة اللَّهِ من منزلي بشارع نجيب شنودة شبرا مصر القاهرة في شهر رمضانَ المُبارك سنة 1392هـ 1972 م .. وصلنا بالسَّلامة المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام .. وفي ثاني يوم ذهبت إلى المحكمة الشّرعية بجوار المسجد النبويّ لزيارة قاضي المدينة الأستاذ بكر أبو زيد، وهو شاب عالم جليل واسع الاطلاع، ومِن المُشتغلينَ بالعِلْمِ وجمع كتب الحديث النبويّ والدينية، وكان زارني في مكتبتي بالقاهرة، وسلمت عليه وأهديته الجزء الرابع من كتابي «الأعلام الشرقية» ... ».
ّأشعرتَ كيف غدا الأستاذ الشَّاب ـ بعد ذلك ـ الشَّيْخ العَلَّامة ...
إنها مثافنة الأشياخ ومسك الدفاتر والتعطر برحيق المحبرة , وكبر الهمة , وتوفيق المولى
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
المصدر: موقع الإسلام اليوم.
لكن: هل هذا التلميذ النجيب هل مؤلف: الهادي والهاذي (الكتاب الماتع النافع)
ففيه من متعة الأسلوب وثراء الفكر وشدة العارضة والاطلاع الواسع ما يبعث على الابتهاج وانبلاج أسرة الوجه!
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 12:33]ـ
أخي سلمان:
ما أطيب ما نتقيت ..
بورك فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 05:40]ـ
جَزَاكُم اللَّهُ خَيرًا جميعًا ـ أيُّها الأَحْبَابُ ـ،وَرَحِمَ اللَّهُ شَيْخَنا بَكْرًا.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 03:51]ـ
12ـ قالَ لي الشَّيْخُ في ليلة من الليالي: لو رأيتني البارحة في هذا المجلس وأشار ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ إلى مجلس مجاور .. قال: لو رأيتني وأنا أقرأ سيرة شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ، وقد غلبني البكاء لشدة ما أثّرت فيّ حياة هذا الشَّيْخ .. ثم قال: هذه هي الحياة، أين نحن منهم.
وفاء .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سويد بن قيس]ــــــــ[16 - Jan-2010, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك ورحم الشيخ
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 10:47]ـ
جزاكم الله خيرا
نسأل الله أن يرحم الشيخ ويدخله جنة الفردوس
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 04:36]ـ
شاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمان أبو زيد http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=153727#post15 3727) ذكرتُ للشَّيخِ بَكْرٍ مرة أن كرد علي قال في مذكراته: «ابن تيمية للإسلام كمارتن لوثر للنصرانية»؛ فدهش .. واستعاد الكلمة مني، ثم أخذ وجهه يتهلل في جَلالٍ من أَلَقٍ آخَذٍ لم أره في وجهِ فاترِ الذهن قط.
قال ابن حزم: «لذة العالم بعلمه».
..........
حبذا تجلية وجه الشبه .. هل هو رد زيادات الدين المبتدعة .. كرفض الصليب من قبل مارتن لوثر؟! لأن الآن بعض من يحارب الإسلام من الداخل يدعو لحركة " تجديدية إحيائية " على طراز نهج لوثر في النصرانية!
______________________________ _________________________
6ـ قالَ الشَّيْخُ: المغاربة لهم أنظارٌ ومدارك في العِلمِ ليست عندنا نحن المشارقة.
شهادة من قاريء حاذق فَهِم تؤكد مقولة أن المشارقة أحذق وأعلى كعباً في البيان وأن المغاربة أكثر تميزاً في البرهان , أو هكذا فهمت أنا.
لكن مقولة العلامة الشيخ بكر أبو زيد عليه رحمة الله تشهد لهم بتميزهم في الفهم وحدة الذهن على أقرانهم المشارقة.
والتميز في الجانب النقدي الأدبي شاهد.
______________________________ ___________________
7ـ قالَ الشَّيْخُ: لو كتبتَ اسم شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ على ورقة بيضاء لاشتراها الناس ..
فسبحان من يجلي الحق وينصره في ومن أصحابه الرافعين لوائه وبعد أزمانهم , هذا ومؤلفات شيخ الإسلام قدس الله روحه يتخفيها أصحابه حينذاك.
ورحم الله " ابن رشيق ": حيث قال ما معناه: والله ليقيضن الله لنشر هذا العلم وفهمه رجالاً هم الآن في أصلاب آبائهم. ولا أظن الشيخ بكر أبو زيد إلا أحد تلاميذ شيخ الإسلام بواسطة كتبه الذين بثوا علمه المبارك.
______________________________ __________________________
.للوراق المشهور في وقته زكي مجاهد ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ مؤلف عرف به عنوانه «الأعلام الشرقية» هو متداول بين القراء .. لكن له مؤلف آخر قَلتْ نسخه بين أهل العلم فهو يعد في نوادر المكتبة العربية عنوانه «الأخبار التاريخية في السيرة الزكية»، ذكر فيه طرفًا من ترجمته، وتاريخ عائلته، وأسفاره، ومن لقيه من الأعلام، جاء في الصفحة الثّانية والخمسين منه هذا النّص:
«الرّحلة الحجازية: وهي رحلة العمرة في مكَّةَ المكرَّمة وزيارة المدينة المنورة .. سافرت على بركة اللَّهِ من منزلي بشارع نجيب شنودة شبرا مصر القاهرة في شهر رمضانَ المُبارك سنة 1392هـ 1972 م .. وصلنا بالسَّلامة المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام .. وفي ثاني يوم ذهبت إلى المحكمة الشّرعية بجوار المسجد النبويّ لزيارة قاضي المدينة الأستاذ بكر أبو زيد، وهو شاب عالم جليل واسع الاطلاع، ومِن المُشتغلينَ بالعِلْمِ وجمع كتب الحديث النبويّ والدينية، وكان زارني في مكتبتي بالقاهرة، وسلمت عليه وأهديته الجزء الرابع من كتابي «الأعلام الشرقية» ... ».
ّأشعرتَ كيف غدا الأستاذ الشَّاب ـ بعد ذلك ـ الشَّيْخ العَلَّامة ...
إنها مثافنة الأشياخ ومسك الدفاتر والتعطر برحيق المحبرة , وكبر الهمة , وتوفيق المولى
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
_________________________
تمييز للخطوط .. ومحاولة لفهم بعض الكلام!
ـ[محمد ناصر السنه المصرى]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 10:15]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 08:27]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وبارَكَ فِيكُم.
ـ[سجال]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 09:54]ـ
عالم لم يعط حقه كما أعطي بعض طلاب العلم منازل تعلو بهم و لا يعلو بها
اللهم احمه و الله إني أحببته من كتبه و ما عرفناه لا صوتا ولا صورة لكنها كان روحا تسري في كتبه فاللهم اجمعنا و إياه في الجنة و جميع المسلمين
آمين
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 11:54]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:53]ـ
بارك الله في الشيخ الهدلق، ورحم الله العلامة بكرا.
19ـ قالَ الشَّيْخُ: كان أحمد حسن الزّيات صاحب الرِّسالة يكتب بالفرجار والمسطرة ..
لو تشرحون المقصود بهذه الفائدة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 07:52]ـ
لعل الشيخ يقصد ما هو ملحوظ في أسلوب صاحب الرسالة من التأنق الزائد في البيان، ورص الألفاظ والتراكيب بحساب موزون، فتلمس بوضوح أن هذه مقالة أعاد فيها صاحبها النظر مراراً حتى صارت كأنها رسم هندسي محسوب النقاط ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 07:25]ـ
لعل الشيخ يقصد ما هو ملحوظ في أسلوب صاحب الرسالة من التأنق الزائد في البيان، ورص الألفاظ والتراكيب بحساب موزون، فتلمس بوضوح أن هذه مقالة أعاد فيها صاحبها النظر مراراً حتى صارت كأنها رسم هندسي محسوب النقاط ..
يعني كأنّه عبّر بالمجاز:)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 09:57]ـ
رَحِمَهُ اللَّهُ شيخَنا العلَّامة الكبير بَكرًا أبُو زَيْدٍ، وَسَقَاهُ مِن سَلْسَبِيل الجَنَّة.آمين ـ
ـ[أبو معاذ السني]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 12:48]ـ
رحم الله الشيخ بكر رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى, والله من أحب العلماء المعاصرين إلى قلبي أسأل الله أن يجمعنا به على حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو معاذ السني]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 12:51]ـ
كتب ابن قيم العصر .. العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله على رابط واحد للتحميل
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60796
وهذا هو الرابط المباشر للتحميل
http://www.mediafire.com/?ndognirhmio (http://www.mediafire.com/?ndognirhmio)(/)
درء التعارض ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 08:57]ـ
(درء التعارض
محمد الحبر يوسف
التخصص في الجزئيات سمة من سمات عصرنا، ذلك لأن المعارف التي كانت بالأمس فنا واحدا، غدت اليوم شُعَبا كثيرة وأقساما شتى يأخذ منها كل مريد بطرف. ولذلك فلا عجب أن يقل فينا من يمكن أن يصفه الناس بأنه عالم متبحر أو متقن متفنن.
والتخصص الذي يؤثره أهل زماننا لا بأس به، إذا كان مصحوبا بسعة أفق، وإلمام عام، وإلا استحال داء تتحجر بسببه العقول، وتتبلد الأذهان. وقد رأينا أناسا كثيرين قصروا معارفهم على جزء ضئيل من أجزاء المعرفة لا يحسنون غيره، ولا يهتدون لسواه، فخرجوا من هذه الدنيا دون أن يسمع بهم أحد.
والصيغة المثلى التي ينبغي أن نعززها في مناهج تفكيرنا، هي أن يكون التخصص في العلم أو العمل أمرا مرغبا فيه، على أن لا يعني ذلك إلغاء الآخر أو الاستخفاف به.كما أن التخصص المعرفي لا يعني أن تقدم المعارف للناس وكأنها أمور متعارضة. فالمعرفة الصحيحة تتكامل ولا تتناقض، وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابه الذائع درء تعارض العقل والنقل، وأبان فيه أن العقل لا يكمل إلا بالوحي، وأن الوحي لا يفهم إلا بالعقل.
ولا شك أن المشكلة التي عالجها ابن تيمية قديما لا تزال مشكلة من أعقد مشكلات العقل الإسلامي المعاصر الذي انقسم حول كثير من القضايا والمفاهيم انقساما حادا.
وقد شهدت الساحة الإسلامية منذ أمة صراعا بين مدارس إسلامية كان الأولى بها أن تتعانق لتكتمل الحلقة المفقودة، وينهض البناء المنشود، ولكنها آثرت الصراع حول مفاهيم كان يمكن أن تؤلف بينها بقليل من الحوار الهادئ، فهناك صراع شهدناه في باب الفقه بين أهل (المقاصد) وأصحاب (الفروع)، وصراع في أسبقيات العمل بين رجال (السياسة) ومشايخ (التربية)، وصراع في المرجعيات بين دعاة (التجديد)، أهل (الأثر)،وصراع في الفهم بين (الأصالة) و (المعاصرة).
والحقيقة أن هذه الأجزاء التي تتصارع -أو يراد لها ذلك- مأخوذة كلها من الإسلام، ويستطيع كل فريق أن ينتصر لرأيه بحجة يستند عليها، فلا معنى إذا أن تتحول الروافد التي تنبع من أصل واحد وتتجه إلى مصب واحد إلى دعوات تفرق القلوب وتبلبل الأفكار.
إن درء التعارض بين الأجزاء التي تكمل الصورة،أمر مطلوب في حياة الأمة، ذلك لأن هداية الله لا تتم لها إلا بذلك، والأمة المسلمة ينقص رشدها بقدر نقصها من الصفات التي يجب أن تتمثلها في حياتها، ولربما قادها هذا النقص في الرشد إلى حالة ارتداد والعياذ بالله، وقد قال تعالى- في سورة المائدة- محذرا المؤمنين من هذه العاقبة السيئة (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم. إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) ..(/)
هل يمكن تعلم الطب والهندسة وغيرهما في هذا العصر بلا جامعات؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 02:39]ـ
المقصود قدر معين من هذه العلوم
إما قدر يوقف المتعلم على أساسيات هذا العلم وما يحتاج إليه بحيث يقال عنه طبيب أو مهندس أو فلكي
أو قدر ينفع طلاب العلم الشرعي في تخصصهم بحيث يكثِّر من إصابته في بحثه للمسائل إذ معلوم عند أهل الشريعة تعلق كثير من علوم الشرع بهذه العلوم الدنيوية
فعلى قدر علمه بها تكون إصابته في تلك العلوم الشرعية
ونظرا لصعوبة الالتحاق بالجامعات لدراسة هذه العلوم إما لكبر السن أو تدني مجموع العلامات في الثانوية العامة
أو لأن الملتحق بهذه الجامعات لا يحصل على القدر المطلوب من هذه العلوم مع إجباره تعلم ما لا يحتاج إليه
ففيه بذل لكثير من الجهد مع قلة الثمرة والجدوى
بل إن بعض المهندسين أخبرني أن النظام الذي يدرسونه في الجامعات قديم ألغي منذ سنين وقرر في الجامعات المتقدمة نطام آخر أحدث منه وعليه يجري التقدم العلمي الحديث أما القديم فقد نسي
هذا بالنسبة لهندسة الكمبيوتر ولا أدري عن غيرها كالمدنية والكهربية
فالسؤال المطروح الآن:
/// هل تعلم هذه العلوم من غير جامعات ممكن؟
/// وما هو القدر المعين أو النوع المعين من هذه العلوم يحتاجه المتخصص الشرعي
/// وهل يمكن الوصول إلى الدرجة العلمية التي وصلها المتخرج من الجامعات في هذه العلوم من طرق أخرى غير الطريق التي سلكها
يعني بعيدا عن المعادلات والمسائل المقررة عليهم في الدراسة الأكادمية
أو صياغتها وطرحها بصورة أخرى وتكون الثمرة واحدة
/// وكيف يمكن الاستفادة من علوم الأوائل ومؤلفاتهم في هذه العلوم فإني أراها بعيدة عن الهندسة الحديثة والطب الحديث والفلك الحديث
أم هو هو ولكن صيغ بعبارة أخرى ورسم برسوم أخرى مع زيادات وتطورات
وعليه يمكن لمن نظر في هذه الكتب ويتقنها أن يصل إلى نفس الثمرة التي وصلها من درس هذه العلوم بعد تحديثها أو إلى نصفها ثم يكمل عليها ما استجد ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
طلاب العلم الآوائل حسب علمي لا يتوسعون في هذه العلوم بل بقدر ما يحتاج لأن العلم الشرعي لا يتوقف على هذه العلوم توقف وجود بل حتى توقف الكمال لا يحتاج فيه إلى قدر كبير من هذه العلوم
فمثلاً كان الطلاب قبل وجود المدارس المعاصرة يتعلمون
الحساب في متون قصيرة لأنه ينفع في علم الفرائض و قد رأيت مصورة منظومة للأخضري مختصرة في الحساب
و في الفلك يتعلمون ما يستفاد منه معرقة مواقيت العبادات مثل الصلاة و الصوم و الحج و هناك منظومات في المواقيت و الفلك ينصح بها بعض طلاب العلم مثل منظومة الشيخ خليفة النبهاني في منازل القمر
و في الطب هناك الطب النبوي و فيه كتب مشهورة و هو روحي أكاد أجزم أنه معدوم في الطب المعاصر و إن وجد فهو سحر و شعوذة و ليس نبوياً و طبيعي مختصر حيث غالب الدواء الطبيعي منه مفرد و ليس مركباً
و الله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 03:03]ـ
بارك الله فيك
لا باس
قد قلتُ:
فعلى قدر علمه بها تكون إصابته في تلك العلوم الشرعية
والعلم درجات قال الإمام المطلبي:
"والناس في العلم طبقات موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه والصبر على كل عارض دون طلبه وإخلاص النية لله في استدراك علمه نصا واستنباطا والرغبة إلى الله في العون عليه فإنه لا يدرك خير إلا بعونه"
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 06:22]ـ
و فيك يبارك
و لا شك أن العلوم النافعة يشرع تعلمها لكن مقصودي بالذي يكتفي فيها بالمختصرات طلاب العلم الشرعي حتى لا تشغلهم عن مقصودهم الأصلي و هو العلم الشرعي
أما الطلاب المتخصصون في هذه العلوم فيتوسعون فيها و أظن أنه يمكن تعلمها بملازمة أهلها و القراءة عليهم و ما احتاج منها إلى مختبر أو مرصد ممكن أن يتدبر أمره في الدروس العملية
لكن الشهادة لشخص بالعلم يصعب قبولها من الناس ما لم تكن موثقة من الحاكم
وفقك الله
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 09:23]ـ
تعلم هذه العلوم من غير جامعة مستحيل.
أما الطب القديم فهو لا يجاري الطب الحديث لا من قريب ولا من بعيد. قد يعترض قائل ويقول: هناك من العلاجات ما أثبتت نجاعتها تجاه أمراض مختلفة، فما الجواب على ذلك.
جوابه أن العلاجات القديمة عن طريق النباتات الفعالة مثلا قد تم إدماج الكثير منها في الطب الحديث بحيث تصنع منها الأدوية.
وأهم من هذا كله أنه لابد من مزكي ومجيز في هذا العلم. ونظام الإجازة قديم من عهد الحضارات القديمة إلى يومنا هذا. وأطباءنا كأبي بكر (الرازي) وغيره كانوا لا يتركون أحدا يمارس مهنة الطب بغير إجازة. لأن ليس هناك ضامن يضمن إتقان وفهم الإنسان لتلك العلوم خاصة وأنها قد تعقدت بشكل رهيب.
وأخيرا مع احترامي للأخ أمجد فلا أرى أن السؤال يستحق الطرح أصلا.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:34]ـ
أليس من الواجب أن نعرف أولًا ما المقصود بعلوم الطب والهندسة والفلك عند سلفنا؟ وهل المقصود بها ما يدرس اليوم في الجامعات والمعاهد؟
فهناك الكثير من كبار السن اليوم من لا يُستخسر في حقه أن يقال له طبيب أو مهندس أو فلكي؛ ومع ذلك لو أدخل الجامعة لخرج من بابها الخلفي.
وما طرحته من الأسئلة أخي الفاضل لعل إجابته متوقفة على معرفة إجابة ما سألتُ عنه؟
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 02:54]ـ
شيخنا الفاضل " أمجد الفلسطيني " .. لا شك أن تعلم الطب من دون جامعة مستحيل ... و ذلك لعدة أسباب:
أولا: كأغلب العلوم لا بد من تلقي علم الطب مشافهة عن طريق حضور دروسه و محاضراته بمختلف فروعها و تخصصاتها. و لا يمكن أبدا الاكتفاء بقراءة الكتب حتى لو أفترضنا إلمام القارئ باللغة الإنجليزية و المصطلحات اللاتينية المستخدمة. فبدون وجود " الشيخ " أو المعلم فلن يفهم الطالب ما يقرأه , أو سيفهمه فهما خاطئا مشوشا في أفضل الأحوال.
ثانيا: تسمى كليات الطب و الهندسة بالكليات العملية , و ما ذلك إلا لأن الجانب العملي فيها يماثل الجانب النظري أو يفوقه أهمية. و هذا الجانب العملي لا يمكن تحصيله إلا بالتدريب في معامل الجامعة (في السنوات الثلاث الأولى) و مستشفياتها (في باقي سنوات الدراسة). فكيف يمكن تعويض مثل هذا بالقراءة في الكتب فقط؟!!
/// أما بالنسبة لعلوم الأوائل و مؤلفاتهم: فلا فائدة تذكر أو ترجى من الانشغال بها. فأغلب ما فيها قد تخطاه العلم بكثير جدا. كما أن اعتماد كثير منها على مؤلفات اليونان , و بالتالي على المنطق الأرسطي يجعلها مصادمة بشدة لما أثبته العلم الحديث (القائم على التجربة لا على المنطق الأرسطي).
طبعا هذا باختصار مخل , و إلا فلو أردنا الإسهاب فلن تكفينا عدة صفحات ...
أما بالنسبة لمجال الهندسة: فأظن أيضا أن هذا صعب جدا أو مستحيل ... و إن كنت أترك الحديث عنها لمن هو أقدر , و هذا لتخصصي في الطب و عدم تخصصي في الهندسة ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 03:27]ـ
الأخ المكرم أمجد .. وفقه الله تعالى
البرمجة ممكن .. والرياضيات والحساب .. ممكن .. ونحوهما من الأمور النظرية
أما الطب والهندسة والصيدلة والفيزياء وكل ما يتطلب مخابر وأمورا عملية فمحال .. ومن يزعم غير ذلك فهو لا يعرف لا الطب ولا الهندسة ..
والهندسة كلما كانت ألصق بما تُوصّل إليه في القرون المتأخرة كالكهرباء والإلكترونيات والاتصالات ..
كانت استحالة ذلك أكثر
وقد أجبتك بناءا على دراستي الأصلية:الهندسة
فإن كان المقصود فهم بعض المباديء الأولية فهذا ممكن في جميع العلوم حتى في الفيزياء النووية
والله أعلم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 04:11]ـ
موضوع مهم و مبدع يبدو أن الشيخ أمجد قد أثر فيه ايما تأثير موضوع الشيخ أبي مالك العوضي عن مقولة الامام القرافي:)
و كرأي قريب يبدو لي فعلا أن المواد العلمية التي تحتاج الى حصص تطبيقية تحصيلها متفردا صعب المنال و لكن مستحيل ............. أظن ان الهمم العالية دائما ما تبرهن على ان اعتقاد الناس بعض الأمور مستحيلا هو ما يجعلها تحققه واقعا في النهاية:)(/)
ما حكم قول فلان بركة أو فلان ولي؟!
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ...
أما بعد ...
ما حكم بالقول فلان بركة أو فلان ولي بعينة؟
جزاكم الله خيرا
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
في انتظار الاجابة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 11:38]ـ
لا بأس أن يقال فلان بركة أو مبارك .. أو هذه من بركاتك
بدليل قول أسيد بن حضير كما في البخاري"ما هي بأول بركاتكم يا آل أبي بكر"
لكن لو قال: هذا من بركات الله وبركاتك .. حرم ذلك .. مع أنه ذكر الله!
لتضمنه معنى الشرك
أما الحكم بالولاية لإنسان .. فيقال: نحسبه كذلك .. ولا يجزم
والله أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:37]ـ
والشيخ ناصر العقل لايراه لأن البركة لا تثبت الا بدليل
ويجوز قولها للآم لأنها يثبت لها البركة بدليل فان الجنة عند أقدامهن
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:57]ـ
التبرك هو الذي لا يثبت إلا بدليل ..
أما مطلق البركة فمعناها أوسع من ذلك ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 05:07]ـ
السؤال كان عن حكم قولنا لفلان يا بركة
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 11:39]ـ
بارك الله فيكم
نعم السؤال لفلان .. يعني في تحديد لشخص في عينة
على سبيل المثال ..
الشيخ محمد بركة، ولي
ولي من اولياء الله!
ارجو السؤال صار واضح الآن
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 12:02]ـ
لا بأس بذلك على سبيل غلبة الظن ..
مادام عليه قرائن ..
والله أعلم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 12:34]ـ
باب التزكية والمدح فيه هدي نبوي على صاحبه الصلاة والسلام
يتجنب أن يكون في حضرة الممدوح
أن يقول أحسبه كذلك ولاأزكي على الله أحدا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 08:38]ـ
سئل فضيلة الشيخ في المناهي اللفظية: عن قول العامة (تباركت علينا؟) (زارتنا البركة؟).
فأجاب قائلا: قول العامة (تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله – عز وجل – وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان، قال أسيد بن حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها قال: " ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر ".
وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله – تعالى -: (وهذا كتاب أنزلناه مباركاً) (24) فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت.
الأمر الثاني: أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أسيد ابن حبير (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر) فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر.
وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يزعمه الدجالون أن فلاناً الميت الذي يزعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه بركة باطلة لا أثر لها، وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدو أن تكون آثاراً حسية بحيث أن الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة.
أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة؟
فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما لا يحصل لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى باطل فإن بركته موهومة، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله.
ـ[شامل باسييف]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 12:54]ـ
يعنى يا اخ بندر نقلك موافق لنقلى ام مالفرق؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 12:48]ـ
يعنى يا اخ بندر نقلك موافق لنقلى ام مالفرق؟
عفوا المفتي الذي نقلت عنه الشيخ ابن عثيمين.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 04:42]ـ
انا اعرف انه الشيخ
لكن اسأل هل كلام الشيخ ناصر وكلام الشيخ العثيمين واحد ام فيه خلاف(/)
كلام الإمام أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله في مسألة التبرك
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فائدة من كلام الشاطبي رحمه الله في مسألة التبرك.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله بعد ذكر نصوص التبرك بالنبيّ صلى الله عليه وسلم: (فالظاهر في مثل هذا النوع أن يكون مشروعًا في حق من ثبتت ولايته واتباعه لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يتبرك بفضل وضوئه ويتدلك بنخامته ويستشفي بآثاره كلها ويُرجي نحو مما كان في آثار المتبوع، إلا أنه عارضنا في ذلك أصل مقطوع به في متنه مشكل في تنزيله وهو أن الصحابة رضي الله عنهم بعد موته عليه السلام لم يقع من أحدٍ منهم شيء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه إذ لم يترك النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهو كان خليفته ولم يفعل به شيء من ذلك ولا عمر رضى الله عنهما وهو كان أفضل الأمة بعده ثم كذلك عثمان ثم عليّ ثم سائر الصحابة الذين لا أحد أفضل منهم في الأمة، ثم لم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح معروف أن متبركًا تبرك به على أحد تلك الوجوه أو نحوها بل اقتصروا فيهم على الاقتداء بالأفعال والأقوال والسير التي اتبعوا فيها النبيَّ صلى الله عليه وسلم فهو إذًا إجماع منهم على ترك تلك الأشياء. وبقي النظر في وجه ترك ما تركوا منه ويحتمل وجهين: أحدهما: أن يعتقدوا فيه الاختصاص وأن مرتبة النبوة يسع فيها ذلك كله للقطع بوجود ما التمسوا من البركة والخير، لأنه عليه السلام كان نورًا كله في ظاهره وباطنه فمن التمس فيه نورًا وجده على أي جهة التمسه. بخلاف غيره من الأمة ـ وإن حصل له من نور الاقتداء به والاهتداء بهديه ما شاء الله ـ لا يبلغ مبلغه على حال توازيه في مرتبته، ولا تقاربه، فصار هذا النوع مختصًا به كاختصاصه بنكاح ما زاد على الأربع، وإحلال بضع الواهبة نفسها له، وعدم وجوب القسم على الزوجات وشبه ذلك. فعلي هذا المَأْخذ لا يصح لمن بعده الاقتداء به في التبرك على أحد تلك الوجوه ونحوها، ومن اقتدى به كان اقتداؤه بدعة، كما كان الاقتداء به في الزيادة على أربع نسوة بدعة. الثاني: أن لا يعتقدوا الاختصاص ولكنهم تركوا ذلك من باب سد الذرائع خوفًا من أن يجعل ذلك سنة كما تقدم ذكره في اتباع الآثار والنهي عن ذلك أو لأن العامة لا تقتصر في ذلك على حد بل تتجاوز فيه الحدود وتبالغ بجهلها في التماس البركة حتى يداخلها للمتبرك به تعظيم يخرج به عن الحد، فربما اعتقد في المتبرك به ما ليس فيه وهذا التبرك هو أصل العبادة ولأجله قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو كان أصل عبادة الأوثان في الأمم الخالية ـ حسبما ذكره أهل السير ـ فخاف عمر رضي الله عنه أن يتمادي الحال في الصلاة إلى تلك الشجرة حتى تعبد من دون الله، فكذلك يتفق عند التوغل في التعظيم. ولقد حكي الفرغاني مذيل تاريخ الطبري عن الحلاج أن أصحابه بالغوا في التبرك به حتى كانوا يتمسحون ببوله ويتبخرون بعذرته حتى ادعوا فيه الإلهية تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، ولأن الولاية وإن ظهر لها في الظاهر آثار فقد يخفي أمرها لأنها في الحقيقة راجعة إلى أمر باطن لا يعلمه إلا الله فربما ادعيت الولاية لمن ليس بولي أو ادعاها هو لنفسه أو أظهر خارقة من خوارق العادات هى من باب الشعوذة لا من باب الكرامة أو من باب السحر أو الخواص أو غير ذلك والجمهور لا يعرف الفرق بين الكرامة والسحر فيعظمون من ليس بعظيم ويقتدون بمن لا قدوة فيه ـ وهو الضلال البعيد ـ إلى غير ذلك من المفاسد، فتركوا العمل بما تقدم وإن كان له أصل بما يلزم عليه من الفساد في الدين. وقد يظهر بأول وهلة أن هذا الوجه الثاني أرجح لما ثبت في الأصول العلمية أن كل قربة أعطيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لأمته أنموذجًا منها ما لم يدل دليل على الاختصاص إلا أن الوجه الأول أيضًا راجح من جهة أخرى وهو إطباقهم على الترك؛ إذ لو كان اعتقادهم التشريع لعمل به بعضهم بعده أو عملوا به ولو في بعض الأحوال إما وقوفًا على أصل المشروعية وإما بناء على اعتقاد انتفاء العلة الموجبة للإمتناع.
وقد خرج ابن وهب في جامعه من حديث يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني رجلٌ من الأنصار أن رسول الله كان إذا توضأ أو تنخم ابتدر من حوله من المسلمين وضوءه ونخامته فشربوه ومسحوا به جلودهم فلما رآهم يصنعون ذلك سألهم لما تفعلون هذا؟ قالوا: نلتمس الطهور والبركة بذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان منكم يحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة ولا يؤذِ جاره» فإذا صحَّ هذا النقل فهو مشعر بأن الأولي تركه، وأن يتحري ما هو الآكد والأحري من وظائف التكليف، ولا يلزم الإنسان في خاصة نفسه ولم يثبت من ذلك كله إلا ما كان من قبيل الرقية وما يتبعها أو دعاء الرجل لغيره على وجه سيأتي بحول الله) إهـ الاعتصام، ج2، ص 8 - 11.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 02:36]ـ
بارك الله فيك(/)
هل حديث (الثلث والثلث كثير) يشمل الرجل والمرأة؟
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 09:26]ـ
هذه امرأة اوقفت كل مالها لله وهو عقار ولها بنت فقط هل يجوز فغلها
هل وتوقف الثلث فقط وهل هناك فرق بين الرجل والمرأة في الوقف من حيث انها لا يلزمها نفقت ابنتها
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:39]ـ
كم يتحفنا بعلمه
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 11:24]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم أخي الكريم سؤالك محل اجماع و الا فأهل العلم علي أنه لا ينفذ من وصيتها الا الثلث فقد بينا في كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع المجلد الثالث ما يلي: الدليل على الاجماع القائل بأن الوصايا مقصورة بها على ثلث مال العبد كما في الاجماع لابن المنذر و مراتب الاجماع لابن حزم: عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه و سلم يعودني و أنا بمكة و هو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال: يرحم الله ابن عفراء قلت: يا رسول الله أوصي بمالي كله؟ قال: لا قلت: فالشطر؟ فال: لا قلت: فالثلث؟ قال: الثلث و الثلث كثير انك ان تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم انك مهما أنفقت من نفقة فانها صدقة حتى اللقمة ترفعها الى في امرأتك و عسى الله أن يرفعك فينتفع بك ناس و يضرب بك آخرون و لم يكن له يومئذ الا ابنة أخرجه مالك و الطيالسي و البخاري و مسلم و الأربعة و الطحاوي و ابن الجارود و البيهقي و في رواية أن سعد قال: يا رسول الله قد بلغ مني الوجع ما ترى و أنا ذو مال و لا يرثني الا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي؟ الحديث أخرجه مالك و الطيالسي و أحمد و الدارمي و الستة و غيرهم و أخرج البخاري في باب الوصية بالثلث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لو غض الناس الى الربع لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: الثلث و الثلث كثير أو كبير و أخرج مسلم مثله ....... قلت و لهذا قال ابن عبد البر في الاستذكار ج7ص272:و أجمع علماء المسلمين أن الوصية لا تجوز بأكثر من الثلث الا أن يجيزها الورثة و على هذا جماعة جمهور الفقهاء بالعراق و الحجاز و و المغرب و الشام و شذت طائفة منهم عبد الرحمن بن كيسان فلم يجيزوا الوصية بأكثر من الثلث و ان أجازها الورثة و قالوا: ليس لهم أن يجيزوا للموصي ذلك و الله أعلم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيك
وهل الرجل كالمرأة في هذا
وسؤال ايضا هل للعبد ان يتصرف بماله كيف يشاء في حياته
ام الوصية لها صفه خاصه
ثم اليس ابو بكر الصديق تصدف بماله كله
ارجوا التوضيح وبورك فيكم ونفع بعلمكم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 01:45]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم يبدو أن تذكيرك الأخ الفاضل بين المحبرة و الكاغد بتعريف الوصية اصبح ضروريا للتمييز بين العطايا و الهبات من جهة و الوصايا من جهة أخرى قال ابن قدامة في المجلد السابع من كتابه المغني شرح الخرقي الحنبلي:الوصايا جمع الوصية مثل العطايا حمع العطية و الوصية بالمال هي التبرع به بعد الموت و الأصل فيها الكتاب و السنة و الاجماع قلت و الظاهر عند الجميع أن المرأة كالرجل في الوصية قال ابن قدامة: و ان أسقط عن وارثه دينا أو أوصى بقضاء دينه أو اسقطت المرأة صداقها عن زوجها الخ .... أما العبد فقد قال ابن قدامة في حقه: و ان وصى عبد او مكاتب أو مدبر أو أم ولد وصية ثم ماتوا على الرق فلا وصية لهم لأنه لا مال لهم و أما فيما يخص بفعل أبي بكر الصديق و الفاروق عمر بن الخصاب فلا تعتبر وصية عند الفقهاء بل هي هبة أو عطية أو هدية و للمرء أن يتصرف في ماله كيف يشاء ما لم يتضح سفه فيحجر عليه و قد قال بعضهم انطلاقا من فعل الشيخين بأن من أنفق حميع ماله في سبيل الله و خدمة شرعه فلا يعتبر سفيها بينما من أنفق فلسا في معصية الله و مخالفة شرعه يعتبر سفها مع أن تحديد السفه و الحجر اختلفوا فيه و الله الموفق
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 05:18]ـ
بورك فيك ايها الشيخ الفاضل ونفع بك
اذا الوصيه هي ماكان بعد الموت
لكن الوقف في الحياه او تبرعه ببيت له لله في حياته لا يعد وصيه اليس كذلك
وعلى هذا يجوز من قيد بالثلث
بورك فيك
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:35]ـ
الظاهر و الله أعلم ان لم يكن مريضا و ليس محجورا عليه و ما تبرع به في مباح و من عادة بلده أنه يفعل فماله ما قدم و مال وارثه ما ترك و الله أعلم
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 11:09]ـ
هل ثبت الاجماع في جواز تصدق صاحب المال بأي شيئا من مله ولو كله وهو حي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 06:28]ـ
هل من دليل من يمنع هبه الرجل لبنته اي شي من عقار او غيره
بنيه خوفه عليها من الورثه
لكن ليست وصيه انما في حياته
هل تؤثر النيه في ذبلك(/)
كيف تسدد ديونك بأسهل طرق دون ذهاب الى المكان
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 01:32]ـ
عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فأذا هو برجل من
الانصار يقال له ابو أمامه جالس فيه فقال:يا ابا امامه مالي اراك جالسا في المسجد في غير صلاه؟ قال هموم لزمتني
وديون يا رسول الله قال: افلا اعلمك كلاما اذا قلته اذهب الله تعالى همك وقضى دينك قل: اذا اصبحت واذا امسيت اللهم
اني اعوذ بك من الهم والحزن واعوذبك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل واعوذ بك من غلبه الدين وقهر
الرجال قال ففعلت ذللك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني
رواه ابو داود عن ابي سعيد رضي الله عنه
حبيت اشارك بهذا الموضوع لكي تعم الفائده لان اغلب الناس المديونه لا يعرف كيف يسدد الدين الذي عليه فقلت نقدم هذه النصيحه عسى ان تعم الفائده
والله من ورأ القصد
منقولبسم الله الرحمن الرحيم
ـ[الغُندر]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 09:03]ـ
الحديث لا يصح
فيه غسان بن عوف البصري ضعيف وسئل ابو داود عن هذا الحديث فقال غريب
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 12:41]ـ
لقد لقيت الاجابة على موقع http://arabic.islamic ... .com/Books/albani.asp?id=8628
كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني
رقم الحديث 333
المرجع ضعيف أبي داود
الصفحة 151
الموضوع الرئيسي الصلاة والأذان والمساجد
الموضوع الثانوي
الموضوع الفرعي
نوع الحديث ضعيف
نص الحديث 1330 حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني أخبرنا غسان بن عوف أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك قال قلت بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني * (ضعيف).
الكتاب ضعيف سنن أبي داود
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر المكتب الإسلامي
الطبعة الطبعة الأولى
تاريخ الطبعة 1412 هـ - 1991 م
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 01:59]ـ
لكن الدعاء الذي في الحديث اصله في الصحيحين
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 09:30]ـ
لكن الدعاء الذي في الحديث اصله في الصحيحين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي يعني هل يجوز العمل به اذا كان ضعيف
وهل الضعيف يعمل به؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:10]ـ
اين الرد؟؟(/)
ماحكم امرأة خانت زوجها عن طريق الهاتف؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:08]ـ
س- ما حكم امرأة خانت زوجها عن طريق الهاتف, بالكلام مع رجل اجنبي!! واعترفت بذلك ,
واعترفت كذلك بحصول عدة مقابلات معه ولكن لم يحدث اي شيء!!
وهل يحق للزوج ان يسقط النفقة عنها وعن عيالها وان يسترجع المهر منها؟
ارجو من الاخوة المشاركة في هذا الموضوع.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 04:36]ـ
الله المستعان اسأل الله يهديها ويصلحها
أما المهر فلا سبيل إلى إرجاعه لأنه قد استمتع بها سنين مضت، وأما الأبناء فعليه كفالتهم فهم فرعه، وأما نفقة الزوجة فهي لازمة له ما دامت ليست بناشز، ويستمتع بها استمتاع الأزواج. ذكرت هذا للمدارسة. نفع الله بكم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل يجوز لرجل أن يمسك زوجة كهذه؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل يجوز لرجل أن يمسك زوجة كهذه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما من ناحية الحكم الشرعي فنعم، لحديث: ((زوجتي لا ترد يد لامس)).
وأما مراعاة الورع والديانة فعلى المسلم صاحب الدين أن يفارق مثل هذه المرأة، إذا لم يأنس فيها رغبة في التوبة، وأما من قارفت من هذه الذنوب شيئًا ثم تابت وتأكد الزوج من توبتها فيستحب له إمساكها وإعانتها على الاستمرار في التوبة، وإن طلقها بعد التوبة فيجوز له ذلك.
والمرأة المذكورة في السؤال فكما هو واضح أنها خانت زوجها بما هو دون الزنا وذلك بالحديث والمواعدة واللقاء ولا شك أن كل ذلك لا يجوز وأنه محرم، تستحق عليه التعزير.
وأكثر الرجال لا تطيب نفسه بمصاحبة مثل هذه المرأة، لكن من ابتلي بشيء من هذا - نسأل الله العافية لنا ولنسائنا وجميع المسلمين - وظن أن أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر بالضوابط الشرعية، وهجرها وضربها إن لزم الأمر أدعى لتوبتها ورجوعها عن هذه المعصية فإن ذلك يكون أنفع إن شاء الله، خصوصًا مع وجود الأولاد والتعلق القلبي ونحوه. والله أعلم
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:38]ـ
نعم القول قولكم يا شيخ علي
جزاكم الله خيرا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 11:50]ـ
بارك الله فيكم
فهل يجوز للرجل أن يمسك زوجة خانته بالزنا؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيكم
فهل يجوز للرجل أن يمسك زوجة خانته بالزنا؟
اجيب شرعا وطبعا
شرعا التوبة تجب ماقبلها ويطبق عليها كل ماقاله اخونا على فى مادون الزنا
اما طبعا
هذا يختلف من انسان لآخر هناك من يستر ويعفوا ويساعدها على الصلاح
وهناك من لايطيق ان يسمع اسمها وحتى لو صارت من الاولياء ولسان حاله يقول
توبتها فيما بينها وبين الله هذا شىء يخصها هى اما معاودة العشرة فالمستحيل نفسه
حفظ الله نساءنا اجمعين
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:33]ـ
بارك الله فيكم
فهل يجوز للرجل أن يمسك زوجة خانته بالزنا؟
أشد من ذلك أن يقال: هل يجوز للرجل أن يتزوج بامرأة يعلم أنها زانية؟
والجواب / لا يجوز للرجل أن ينكح امرأة زانية وهو يعلم عنها هذا، والظاهر أنه إن فعل فنكاحه صحيح وعليه الإثم.
وأما إن تابت فالقول في ذلك ما أسلفت ذكره أنه إن قصد بذلك إعانتها على التوبة والطاعة فهو مأجور.
وأما من يمسك زوجته وهو يعلم أنها زانية فله حالان: الأول: أن يكون راضيًا فعلها فهذا لا خلاف في إثمه وعدم جواز ذلك له.
الثاني: أنه لم يرضه لكن غُلب على حبها وتعلق بها قلبه أو منعه من طلاقها مانع مع كراهيته لما صنعت، فهذا - فيما أرى - يتوقف حكمه على المانع الذي منعه من طلاقها فإن كان معتبرًا شرعًا فلا إثم عليه.
لكن في الحالتين الزواج صحيح ولا ينفسخ عقد النكاح بوقوع أحد الزوجين في الزنا. والله أعلم.
ـ[القاموس]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:41]ـ
تنبيه [/ B] : حديث: (إن زوجتي لا ترد يد لا مس) حديث معلول أعله كبار الأئمة النقاد كالنسائي وغيره، وضعفه الإمام أحمد، بل نقل العراقي عنه أنه قال: منكر! ونقل تضعيفه كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:47]ـ
قال الامام ابن قدامة رحمه الله في المغني مانصه (
((وإذا زنت المرأة لم يحل لمن يعلم ذلك نكاحها إلا بشرطين أحدهما انقضاء عدتها , فإن حملت من الزنى فقضاء عدتها بوضعه ولا يحل نكاحها قبل وضعه
وبهذا قال مالك وأبو يوسف وهو إحدى الروايتين عن أبي حنيفة
وفي الأخرى قال: يحل نكاحها ويصح وهو مذهب الشافعي لأنه وطء لا يلحق به النسب فلم يحرم النكاح , كما لو لم تحمل
ثم رجح رحمه الله القول الاول بعدم الجواز فقال
ولنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقى ماءه زرع غيره)) يعني وطء الحوامل
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا توطأ حامل حتى تضع)) صحيح , وهو عام
وروي عن سعيد بن المسيب ((أن رجلا تزوج امرأة فلما أصابها وجدها حبلى , فرفع ذلك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ففرق بينهما وجعل لها الصداق وجلدها مائة)) رواه سعيد ((ورأى النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأة مجحا على باب فسطاط , فقال: لعله يريد أن يلم بها؟ قالوا: نعم قال: لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يستخدمه وهو لا يحل له؟ أم كيف يورثه وهو لا يحل له؟)) أخرجه مسلم
ولأنها حامل من غيره فحرم عليه نكاحها , كسائر الحوامل
وإذا ثبت هذا لزمتها العدة وحرم عليها النكاح فيها لأنها في الأصل لمعرفة براءة الرحم ولأنها قبل العدة يحتمل أن تكون حاملا ,
فيكون نكاحها باطلا فلم يصح كالموطوءة بشبهة))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أفلااطون]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 12:55]ـ
الصحيح الذي تتظافر عليه الأدلة أن إمساك الزوجة الزانية لا حرج فيه , للآية ولما ورد في خطبة الوداع ولحديث (لا ترد يد لامس) , ومن درس إسناده وطرقه علم أنه صحيح بلا ريب.
وقد آن لمثل هذه المسائل أن تؤصل تأصيلها الشرعي الذي تكاد تفتقره , دون الوقوع تجت ضغط سلطان المجتمع , ومتناثر العادات.
تحياتي للكل.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 01:00]ـ
الموضوع انتهى بتوبة المرأة وعفو الزوج عنها, والحمد لله على كل حال.
-وللفائدة في موضوع زواج المرأة الزانية انظر: كتاب اضواء البيان للامين الشنقيطي عند تفسير قوله تعالى (الزاني لا ينكح الا زانية ... الآية) , وكتاب اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم , وفتاوى الشيخ ابن عثيمين, رحم الله الجميع.
ـ[القاموس]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 01:04]ـ
الأخ أفلااطون: أمرك عجيب أنقل لك كلام الأئمة النقاد ثم تقول: (صحيح بلا ريب)!!!
وكم من حديث له عشرات الطرق ضعفها الأئمة ولم يغرهم كثرة طرقها، بل قال بعض مشائخنا الفضلاء من أهل الحديث: إن كثرة الطرق قد تكون دليلاً على ضعف الحديث ونكارته!!
وأقرب مثال: حديث الطير، والسلام.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 01:05]ـ
تنبيه [/ B] : حديث: (إن زوجتي لا ترد يد لا مس) حديث معلول أعله كبار الأئمة النقاد كالنسائي وغيره، وضعفه الإمام أحمد، بل نقل العراقي عنه أنه قال: منكر! ونقل تضعيفه كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
كان يحضرني تصحيح الشيخ الألباني لسنده ولم يحضرني هذا الإعلال له.
جزاك الله خيرًا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 07:16]ـ
وسئل الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى
ـ عمن طلع الى بيته ووجد عند امراته رجلاً اجنبيا، فوفاها حقها، وطلقها، ثم رجع وصالحها، وسمع انها وجدت بجنب اجنبي؟
فاجاب:
في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (ان الله ـ سبحانه وتعالى ـ لما خلق الجنة قال: وعزتي وجلالي لا يدخلك بخيل، ولا كذاب، ولا ديوث)، والديوث: الذي لا غيرة له. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان المؤمن يغار، وان الله يغار، وغيرة الله ان ياتي العبد ما حرم عليه)، وقد قال تعالى: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ الَّا زَانِيَةً اَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا اِلَّا زَانٍ اَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3]؛ ولهذا كان الصحيح من قولي العلماء: ان الزانية لا يجوز تزويجها الا بعد التوبة، وكذلك اذا كانت المراة تزني لم يكن له ان يمسكها على تلك الحال، بل يفارقها والا كان ديوثًا
وسئل ـ رحمه الله حذف التشكيل ـ عن حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال له رجل: يارسول الله، ان امراتي لا ترد كف لامس، فهل هو ما ترد نفسها عن احد؟ او ما ترد يدها في العطاء عن احد؟ وهل هو الصحيح ام لا؟
/فاجاب:
الحمد لله رب العالمين، هذا الحديث قد ضعفه احمد وغيره، وقد تاوله بعض الناس على انها لا ترد طالب مال، لكن ظاهر الحديث وسياقه يدل على خلاف ذلك ومن الناس من اعتقد ثبوته، وان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يمسكها مع كونها لا تمنع الرجال، وهذا مما انكره غير واحد من الائمة، فان الله قال في كتابه العزيز: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ الَّا زَانِيَةً اَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا اِلَّا زَانٍ اَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3]. وفي سنن ابي داود وغيره: ان رجلاً كان له في الجاهلية قرينة من البغايا يقال لها: عناق، وانه سال النبي صلى الله عليه وسلم عن تزوجها، فانزل الله هذه الاية. وقد قال سبحانه وتعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً اَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ اَعْلَمُ بِاِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِاِذْنِ اَهْلِهِنَّ وَاتُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ اَخْدَانٍ} [النساء: 25]، فانما اباح الله نكاح الاماء في حال
(يُتْبَعُ)
(/)
كونهن غير مسافحات ولا متخذات اخدان. والمسافحة التي تسافح مع كل احد. والمتخذات الخدن التي يكون لها صديق واحد. فاذا كان من هذه حالها، لا تنكح فكيف بمن لا ترد يد لامس؛ بل تسافح من اتفق؟! واذا كان من هذه حالها في الاماء، فكيف بالحرائر. وقد قال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ اُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ اِذَا اتَيْتُمُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي اَخْدَانٍ} [المائدة: 5]. فاشترط هذه الشروط في الرجال هنا / كما اشترطه في النساء هناك. وهذا يوافق ما ذكره في سورة النور من قوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ الَّا زَانِيَةً اَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا اِلَّا زَانٍ اَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3]؛ لانه من تزوج زانية تزاني مع غيره، لم يكن ماؤه مصونًا محفوظًا، فكان ماؤه مختلطًا بماء غيره. والفرج الذي يطاه مشتركًا وهذا هو الزنا.
والمراة اذا كان زوجها يزني بغيرها لا يميز بين الحلال والحرام كان وطؤه لها من جنس وطئ الزاني للمراة التي يزني بها وان لم يطاها غيره. وان من صور الزنا اتخاذ الاخدان.
والعلماء قد تنازعوا في جواز نكاح الزانية قبل توبتها على قولين مشهورين. لكن الكتاب والسنة والاعتبار يدل على ان ذلك لا يجوز. ومن تاول اية النور بالعقد وجعل ذلك منسوخًَا فبطلان قوله ظاهر من وجوه. ثم المسلمون متفقون على ذم الدياثة. ومن تزوج بغيا كان ديوثًا بالاتفاق. وفي الحديث: (لا يدخل الجنة بخيل ولا كذاب ولا ديوث) قال تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26]، اي الرجال الطيبون للنساء الطيبات، والرجال الخبيثون للنساء الخبيثات، وكذلك في النساء. فاذا كانت المراة خبيثة كان قرينها خبيثًا، واذا كان قرينها خبيثًا كانت خبيثة.
وبهذا عظم القول فيمن قذف عائشة ونحوها من امهات المؤمنين، ولولا ما على الزوج في ذلك من العيب ما حصل هذا التغليظ؛ ولهذا قال السلف: ما بغت امراة نبي قط، ولو كان تزوج البغي جائزًا لوجب تنزيه / الانبياء عما يباح. كيف وفي نساء الانبياء من هي، كافرة كما في ازواج المؤمنات من هو كافر؟! كما قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَاَةَ نُوحٍ وَاِمْرَاَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شيء ا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ امَنُوا اِمْرَاَةَ فِرْعَوْنَ اِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم: 10، 11]. واما البغايا فليس في الانبياء ولا الصالحين من تزوج بغيا؛ لان البغاء يفسد فراشه؛ ولهذا ابيح للمسلم ان يتزوج الكتابية اليهودية والنصرانية، اذا كان محصنًا غير مسافح ولا متخذ خدن، فعلم ان تزوج الكافرة قد يجوز، وتزوج البغي لا يجوز؛ لان ضرر دينها لا يتعدى اليه. واما ضرر البغايا فيتعدي اليه. والله اعلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 07:57]ـ
للفائدة:
قال ابن القيم رحمه الله (روضة المحبين):
وشكى إليه رجل أن امرأته لا ترد يد لامس فقال طلقها فقال إني أخاف أن تتبعها نفسي فقال استمتع بها ذكره الإمام أحمد والنسائي قال بعض أهل العلم راعى النبي دفع أعلى المفسدتين بأدناهما فإنه لما شكى إليه أنها لا ترد يد لامس أمره بطلاقها فلما أخبره عن حبها وأنه يخاف أن لا يصبر عنها ولعل حبه لها يدعوه إلى معصية أمره أن يمسكها مداواة لقلبه ودفعا للمفسدة التي يخافها باحتمال المفسدة التي شكا منها وأجاب أبو عبيدة عنه بأنها كانت لا ترد يد لامس يطلب منها العطاء فكانت لا ترد يد من سألها شيئا من مال الزوج ورد عليه هذا التأويل بأنه لا يقال لطالب العطاء لامس وإنما يقال له ملتمس وأجابت طائفة أخرى عنه بأن طرآن المعصية على النكاح لا توجب فساده وقال النسائي هذا الحديث منكر وعندي أن له وجها غير هذا كله فإن الرجل لم يشك من المرأة أنها تزني بكل من اراد ذلك منها ولو سأل عن ذلك لما أقره رسول الله على أن يقيم مع بغي ويكون زوج بغي ديوثا وإنما شكى إليه أنها لا تجذب نفسها ممن لاعبها ووضع يده عليها أو جذب ثوبها ونحو ذلك فإن من النساء من تلين عند الحديث واللعب ونحوه وهي حصان عفيفة إذا أريد منها الزنى وهذا كان عادة كثير من نساء العرب ولا يعدون ذلك عيبا بل كانوا في الجاهلية يرون للزوج النصف الأسفل وللعشيق النصف الأعلى
فللحب ما ضمت عليه نقابها ... وللبعل ما ضمت عليه المآزر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 08:25]ـ
ومن كانت تخون زوجها عبر شبكة الأنترنت .. وتكلم الرجال .. وربطت معهم علاقة عاطفية والعياذ بالله .. فقط عبر الأسلاك .. هل ينبغي لها أن تخبر زوجها بمافعلت؟ ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[23 - Dec-2008, صباحاً 11:41]ـ
ومن كانت تخون زوجها عبر شبكة الأنترنت .. وتكلم الرجال .. وربطت معهم علاقة عاطفية والعياذ بالله .. فقط عبر الأسلاك .. هل ينبغي لها أن تخبر زوجها بمافعلت؟ ...
الحمد لله
أخي الفاضل هذه المرأة يجب عليها أن تستتر بستر الله عليها ولا تخبر أحداً بذلك زوجاً أو غيره فليس في إخبار الزوج بذلك مصلحة ترجى بل شقاق ونزاع وفساد وانفصام عرى الزواج
وعليها أن تتوب إلى الله من هذا الإثم البين وتنيب إليه سبحانه وتجتهد في حسن التبعل لزوجها
عسى الله أن يعفو عنها ويصفح
والله أسأل لنا ولأزواجنا وأولادنا الصلاح والفلاح
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 03:04]ـ
قابلته مرات ولم يحدث شيء!!!!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:23]ـ
تنبيه [/ B] : حديث: (إن زوجتي لا ترد يد لا مس) حديث معلول أعله كبار الأئمة النقاد كالنسائي وغيره، وضعفه الإمام أحمد، بل نقل العراقي عنه أنه قال: منكر! ونقل تضعيفه كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
بارك الله بك(/)
أصول الفقه في سطور مع تطبيقات عقدية و فقهية
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:41]ـ
لاشك أن علم أصول الفقه فائدته ليست فقط فهم مراد الله و مراد رسوله صلى الله عليه وسلم و معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها بل تتعدى فائدته لفهم العقيدة فهما صحيحا و القدرة على الرد على المبتدعة و القدرة على مناقشة الأقوال الفقهية والعقدية الخاطئة بطرق علمية لذلك كان هذا الجهد المقل مني في شرح أصول الفقه مع كثرة التطبيقات عليه في الحياة الفقهية، و أقصد بالحياة الفقهية الحياة الفقهية بالمعنى الذي كان عليه الصدر الأول لا و هو فهم الدين فهم العقيدة وفهم الأحكام الشرعية العملية و فهم الأحكام التهذيبية و الله الموفق
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:42]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فهذه دروس مبسطة لعلم أصول الفقه لمن يرغب في تعلمه حتى يكون الطالب على دراية لا بأس بها بهذا العلم العظيم فيستعمله في حياته الفقهية فأسأل الله التوفيق والسداد.
أخوتاه الليلة سندرس إن شاء الله مقدمة عن أصول الفقه فهيا نحيا في رحاب هذه المقدمة مكونة من تعريف المقدمة ثم تعريف أصول الفقه ثم موضوعات أصول الفقه ثم أهميته ثم واضع هذا العلم ثم حكم تعلمه حتي يكون الطالب على دراية مبدئية بهذا العلم.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:43]ـ
أخوتاه بداية ماذا تعني كلمة مقدمة؟
الكل يقرأ كلمة مقدمة ولا يدري آش معناها و أنتم طبعا طلبة علم لابد أن تفترقوا عن العوام فكيف يليق بنا طلبة العلم ألا نعرف معنى المقدمة؟
تريد أن تعرفها اسمع المقدِمة – بكسر الدال – هي القسم من الجيش الذي يتقدمه، فهي مقدِمةً له، وممهدةً لبقية جحافله. وإذا فتحت الدال [مقدَمة] فتعني المتقدمة في الترتيب على غيرها عرفت الآن معناها الحمد لله أنك عرفت.
ركز الآن بعدما عرفت معنى المقدمة فاعلم أن المقدمة اثنتان مقدمة علمٍ، ومقدمة كتاب فمقدمة العلم عبارة عن تعريف بسيط بهذا العلم ما هو؟ ما موضوعاته؟ ما أهميته؟ من واضعه أي من منشيء هذا العلم أو من أول من دون هذا العلم؟ وما حكم تعلمه؟ هذا عن مقدمة العلم أما مقدمة الكتاب فهي بيان المؤلف سبب كتابة الكتاب (البحث) و ما النتائج التي حصل عليها و طريقة تقسيم الكتاب وهذا ما فعلناه عند كتابة المقدمة بينا سبب كتابة البحث نتيجته المرجوة و مما سيتكون.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
أخوتاه بعد أن عرفنا معنى كلمة مقدمة هيا نعرف ما هو أصول الفقه أي تعريف أصول الفقه
والتعريف هو معلومات تصورية يراد بها إزالة الخفاء من المعرَّف أي ما تصور أصول الفقه في الذهن كي نعرفه بعدما كنا نجهله؟
وبداية لابد أن تلاحظ أن العلماء يذكرون للكلمة تعريفان تعريف في اللغة وتعريف فيما بينهم أي بين اهل هذا العلم، ويسمى تعريف اصطلاحي.
طبعا ستسأل لماذا يذكر العلماء تعريفان للكلمة؟ أقول لك: العلماء يذكرون المعنى اللغوي للكلمة مع المعنى الاصطلاحي لأجل أن نعرف الارتباط بين المعنى الشرعي المعنى اللغوي حتى يتبين لنا أن المصطلحات الشرعية لم تكن خارجة عن نطاق المعاني اللغوية خروجا كاملا بل هناك ارتباط،ولهذا تجد الفقهاء رحمهم الله كلما أرادوا أن يعرفوا شيئا قالوا: هو في اللغة كذا وفي الاصطلاح كذا؛ ليبين لك الارتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي
والعلماء أتوا ليعرفوا أصول فقه فوجدوه مكون من كلمتين: كلمة أصول وكلمة فقط ماذا يعني هذا؟ أقول هذا يعني أن أصول الفقه لفظ مركب،واللفظ المركب معرفته تستلزم معرفة معنى ما ركب منه،وهذا يسمى تعريف العلم باعتباره مركب إضافي أي تعريف المركب بمفرداته أي تعريف المركب بتعريف كل كلمة فيه،أي تعرف كلمة أصول وتعرف كلمة فقه وهناك تعريف ثاني يسمى التعريف اللقبي باعتبار اللفظ إسماً علماً مكوناً من مجموع تلك المفردات فمثلاً .. اسم (عبد الله) نعرفه بشرح كلمة: عبد، وكلمة: الله، ولكن هذا التركيب بمجموعه يكون له معنى آخر غير معنى مفرداته منفصلة، كأن يسمى به شخص معين يختلف عن باقي الأشخاص، ويرتسم في
(يُتْبَعُ)
(/)
الذهن ذلك الشخص بمجرد ذكر المركب فكلمة عبد الرحمن باعتباره مركب إضافي سيكون معناه عبد لله (الرحمن) أي صفة له أي صفته أنه عبد لله لكن لو عرفنا عبد الرحمن الكلمة المركبة كلها ينصرف ذهننا لشخص معين اسمه عبد الرحمن أي الذهن يتخيل عبد الرحمن نفسه هذا الشخص المعروف أفهمت ما أقول؟
إذن هيا نعرف أصول الفقه باعتبار مفرداته فنقول كلمة أصول لغة جمع أصل،والأصل هو ما ينبنيعليه غيره فأصول الفقه إذاً هو ما ينبني عليه الفقه و كلمة الأصل اصطلاحا قد تطلق أحيانا بمعنى يعني القاعدة المستمرة، كما نقول مثلا يعني: أكل الميتة للمضطر نقول على خلاف الأصل، وجاء المقصود بالأصل في هذه الجملة يعني خلاف القاعدة المستمرة وهي تحريم أكل الميتة. وقد يطلق الأصل على ما يقابل الفرع في القياس فنقول: الأصل الذي هو الحكم الثابت في النص والفرع، هو المسألة المراد إلحاقها لكن المقصود هنا في موضوعنا هنا الأصل هنا ما يبنى عليه غيره.
أما كلمة الفقه فالفقه لغة هو الفهم قال تعالى: ? قَالُواْيَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ ? (سورة هود من الاية 91) أي ما نفهم كثيراً مماتقول، والفقه اصطلاحاً هو معرفةالأحكام الشرعية العملية المستفادة من أدلتها التفصيلية قلنا معرفة، ولم نقل العلم؛ لأن كلمة معرفة تشمل معرفة الشيء على حقيقته " (العلم) أو على غير حقيقته (الوهم) وعلى حقيقته مع احتمال مرجوح (الظن) أو على حقيقته مع احتمال مساو (الشك) والأحكام الفقهية أو الأحكام الشرعية العملية منها اليقيني ومنها الظني أي ليستكل مسائل الفقه قطعية أي ليست كلها تعرف على حقيقتها؛ لذلك من الخطأ القول بأنالفقه هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، وقلناالأحكام الشرعية أي المنسوبة إلى الشرع المنزل من عند الله فالأحكام منها الأحكامالشرعية والأحكام غير الشرعية، والأحكام غير الشرعية كالأحكام العقلية البديهيةالتي تعرف بالعقل كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين،وكالأحكام الحسية التي تعرف بالحسكالعلم بأن الشخص له رجلان ويدان ورأس فهذا علم عن طريق الحس أي بالحواس، وقلناالأحكام الشرعية العملية؛ لأن الشرع هو ما أنزله الله من الأحكام علمية أو عمليةأو تهذيبية الأحكام العلمية هي الأحكام التي تختص بما يجب العلم به عن اللهوملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر وهذا يختص به علم العقيدة،والأحكام العملية هي التي تختص بالعبادات كالصلاة والصوم، والمعاملات كالبيعوالشراء والنكاح، ويختص بمعرفة العبادات والمعاملات علم الفقه، و الأحكامالتهذيبية سلوك الفرد مع نفسه ومع غيره، ويختص بدراستها علم الأخلاق أو الآداب،وقلنا المستفادة لتفريق بين علم الفقيه الذي من الأدلة كتاب أو سنة أو ما يرجعإليهما وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الذي من الوحي مباشرة، وقلنا الأدلة التفصيلية أي الأدلة التيفي أعيان المسائل التي لكل مسألة على حدة خلافا للأدلة العامة أو الإجمالية التيينطوي تحتها عدة مسائل فمثلاً قولنا الخمر حرام؛ لأن الله قال: ? وَيُحِلُّلَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ? (سورة الأعراف من الآية 157) والخمر من الخبائثإذاً الخمر محرمة فهذا دليل عام؛لأن الخمر واحدة من الخبائث والخبائث كثيرة فأيشيء من الخبائث يقال أنه محرم؛ لأنه من الخبائث أما لو قيل الخمر محرمة؛ لأن اللهيقول: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُوَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? (سورة المائدة من الآية 90) فهذا دليل في عين المسألة أي دليل تفصيلي عرفنا هكذاأصول الفقه من ناحية مفرداته، والآن نعرفه باعتباره علم على علم مخصوص وباعتبارالمركب كله أي كلمة اصول الفقه كلها، وهو أن أصول الفقه هو العلم الذي يختص بكيفيةاستنباط الأحكام الشرعية العملية المستفادة من أدلتها التفصيلية.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:54]ـ
أخوتاه
بعد أن عرفنا أصول الفقه نريد أن نعرف موضوعاته أي فيما يتكلم هذا العلم
أقول لك
انظر لتعريف أصول الفقه فستعرف موضوعاته
إذن ما هو تعريف أصول الفقه تذكر التعريف سمعتك تقول
أصول الفقه
هو العلم الذي يختص بكيفية استنباط الأحكام الشرعية العملية المستفادة من أدلتها التفصيلية نظرة عابرة بما يختص هذا العلم؟
ستقول كيفية استنباط الأحكام إذن من هذه الجملة نعرف أن أصول الفقه يتحدث عن استباط الحكم الشرعي فهناك استنباط (يختص به باب طرق استنباط الأحكام)
وشخص يستنبط (مجتهد يختص به باب الاجتهاد)
وشيء مستنبط (الحكم الشرعي العملي يختص به باب الحكم الشرعي) آش تركناه من التعريف؟
نعم أحسنت تركنا جملة: (من أدلتها التفصيلية)
أي إجابة سؤال من أين تستنبط الحكم الشرعي؟ طبعا من الأدلة وهذا يختص به باب أدلة الأحكام إذن من التعريف أصول الفقه يدور حول أربعه أبواب:
باب طرق استنباط الأحكام
وباب الاجتهاد
وباب الحكم الشرعي
وباب أدلة الأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:57]ـ
أخوتاه
بعد أن عرفنا موضوعات أصول الفقه نريد أن نعرف أهمية أصول الفقه لماذا ندرس أصول؟
من يجاوب؟
تذكر التعريف وسوف تجاوب بإذن الله
تذكرت؟
قل أحسنت بما أن التعريف هو أن أصول الفقه هو العلم الذي يختص بكيفية استنباط الأحكام الشرعية العملية المستفادة من أدلتها التفصيلية إذن هدف وثمرة تعلم أصول الفقه استنباط الحكم الشرعي أي علم أصول يعلمك كيف تستخرج الحكم الشرعي من الكتاب والسنة وما يرجع إليهما من إجماع أو القياس يعني باختصار علم أصول الفقه يعرفك مراد الله ومراد رسوله صلي الله عليه وسلم،وكفى بهذه فائدة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 02:59]ـ
أخوتاه
بعد أن عرفنا أهمية أصول الفقه نريد أن نعرف من وضع علم أصول الفقه؟
هل من مجاوب؟
نعم أحسنت
الإمام الشافعي رحمه الله هو أول من دون أصول الفقه،
وصنف له كتاب الرسالة
و كتاب جماع العلم
وكتاب إبطال الاستحسان
و كتاب اختلاف الحديث
وكتاب أحكام القرآن
، وهنا وقفة فانتبه
الشافعي أول من كتب في أصول الفقه هل يعني هذا أن علم أصول الفقه لم يكن موجودا قبلما يكتبه الشافعي؟
نقول لا
ففرق بين تدوين العلم وبين جود العلم
فالعلم موجود في أذهان العلماء، وقد يدون، وقد لا يدون، والتدوين يكشف عن وجود العلم لا موجد لعلم
فالصحابة رحمهم الله كانوا يعملون بمقتضى أصول الفقه في معرفة الأحكام الفقهية، ولكنهم لم يدونوه فهم لم يقولوا بالحقيقة والمجاز وبدلالة العبارة ودلالة الإشارة وغيرها من مسائل أصول الفقه لكنهم كانوا يعملون بمقتضى الحقيقة والمجاز ودلالة العبارة ودلالة الإشارة
فعلم أصول الفقه كان مستقرا في أذهان الصحابة، ولكنهم لم يدونوه.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 03:20]ـ
أخواتاه
بعد أن عرفنا واضع علم أصول الفقه
نأتي لسؤال مهم جدا من خلال حفظك لتعريف أصول الفقه سوف تجاوبه وهو
ما حكم تعلم أصول الفقه؟
اعقلها في رأسك أنت عارف أن أصول الفقه هو أساس الفقه
إذن بداهة نستفيد من هذا أن تعلم أصول الفقه فرض عين على كل من يفتي الناس.
وتذكر أخي طالب العلم بأن العلمَ بالمذاكرة ....
والدرسِ والفكرةِ والمناظرةِ والعلم يحتاج لهمة عالية ونفوس واعية وقلوب مخلصة لرضا الله راجية وليس العلم ما نقل في الدفاتر ولكن العلم ما ثبت في الخواطر.
إلى اللقاء في الدرس القادم إن شاء الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 03:30]ـ
أصول الفقه في سطور الدرس الأول ( http://www.4shared.com/file/44832347/d84b7654/_____.html?dirPwdVerified=56e0 6db9)
لمتابعة كل درس على حدة اضغط على هذا الرابط:
دروس أصول الفقه منتديات طريق الهداية ( http://www.hidyaway.com/vb/forumdisplay.php?f=105)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 03:56]ـ
أصول الفقه في سطور الدرس الثاني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فهذه دروس مبسطة لعلم أصول الفقه لمن يرغب في تعلمه حتى يكون الطالب على دراية لا بأس بها بهذا العلم العظيم فيستعمله في حياته الفقهية فأسأل الله التوفيق والسداد.
أخوتاه
الليلة سندرس إن شاء الله الحكم الشرعي تعريفه وأنواعه ثم الحكم الشرعي العملي وأقسامه فهيا نحيا في رحاب هذا الدرس نستقي منه علما ينفعنا في الدنيا والآخرة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 03:58]ـ
أخوتاه
الكل يقرأ في كتب الفقه والعقيدة والأخلاق كلمة حكم شرعي نريد أن نعرف ما هو الحكم الشرعي كي نفترق عن فهم الناس العادية.
عندنا كلمة حكم وكلمة شرعي نعرف أولا كلمة حكم وعندنا بالطبع تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي فنقول
الحكم لغة هو إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه، ويعني أيضاً القضاء والإلزام والمنع.
قال جرير:
ابني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا ويقال أحكمت فلاناً أي منعته، وبه سمى الحاكم حاكماً لأنه يمنع الظالم، وحكمت السفيه وأحكمته إذا أخذت على يده،وحكمة اللجام ما أحاط بحنكي الدابة [1]،
والحكم اصطلاحاً هو ما يثبت للمكلف من اعتقاد أو سلوك أو عمل
مثلا القول بأن الله متصف بصفات الكمال والجلال آش هذا الحكم؟
الجواب:
هذا حكم شرعي عقدي
سؤال:
لماذا قلنا حكم شرعي عقدي (علمي)؟
الجواب:
لأنه يختص بالعلم بصفات الله،والعلم بصفات الله لابد أن يكون علما جازما لا شك فيه. جميل جدا.
مثال آخر
القول بتحلى المسلم بالصدق والوفاء والعدل آش هذا الحكم؟
الجواب:
هذا حكم شرعي سلوكي (أخلاقي / آدابي)
سؤال:
لماذا قلنا هذا حكم شرعي سلوك؟
الجواب:
لأنه يختص بسلوك الفرد وأخلاقه. جميل جدا.
مثال آخر القول بوجوب الصلاة آش هذا الحكم؟
الجواب:
هذا حكم شرعي عملي
سؤال:
لماذا قلنا حكم شرعي عملي (فقهي)؟
الجواب:
لأنه يختص بفعل الإنسان. جميل جدا.
بعد أن عرفنا كلمة حكم سنعرف الآن كلمة شرعي فشرعي نسبة للشرع،
و الشرع في اللغة هو المذهب والطريق،
واصطلاحاً ما جعله الله طريقاً إلى محبته ورضاه من أحكام علمية أو عملية أو سلوكية،و سمى شرع الله بهذا الاسم؛ لأن أحكام الله واضحة ظاهرة كشراع السفينة أوضح شيء يرى في السفينة من بعد. جميل جدا.
[1]- لسان العرب لابن منظورمادة حكم (12/ 144)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 04:01]ـ
بعد أن عرفنا الحكم الشرعي باعتبار مفرداته سنعرفه الآن باعتبار أنه اسم لشيء معين (شيء مخصوص)
أي نعرف الحكم الشرعي ككل فنقول:
الحكم الشرعي هو:
خطاب الله المتعلق باعتقاد أو أفعال أو سلوك العباد،وخطاب الله أي كلام الله الموجه لنا عن طريق القرآن وما يرجع إليه سنة أو إجماع أو قياس.
الحمد لله عرفنا الآن آش الحكم الشرعي نعلى درجة ونقول:
ما هي أنواع الحكم الشرعي؟
تذكر التعريف وجاوبني، تقول تعريف الحكم الشرعي أنه خطاب الله المتعلق باعتقاد أو أفعال أو سلوك العباد. ومن التعريف
يتضح أن الحكم الشرعى ثلاثة أنواع:
هم الحكم الشرعى العلمى (اعتقاد المكلفين)
و الحكم الشرعى العملى (فعل المكلفين)
و الحكم الشرعى التهذيبى (سلوك المكلفين).
الحكم الشرعى العلمى:
خطاب الله المتعلق بكيفية اعتقاد العباد من علم بالله وملائكته وكتبه ورسله ... ،ويختص به علم العقيدة.
الحكم الشرعى العملى:
خطاب الله المتعلق بعمل العباد من صلاة وصوم وزكاة وبيوع وجنايات،وغير ذلك طلباً أو تخييراً أو وضعاً ويختص به علم الفقه.
الحكم الشرعى التهذيبى:
خطاب الله المتعلق بخلق العباد مع أنفسهم أومع غيرهم،ويختص به علم السلوك أو الأخلاق.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 04:03]ـ
أخوتاه
موضوعنا الأساسي هو الحكم الشرعى العملى نعيد تعريفه مرة أخرى فالتكرار يثبت الأفكار،و نقول الحكم الشرعى العملى هو خطاب الله المتعلق بعمل العباد من صلاة وصوم وزكاة وبيوع وجنايات،وغير ذلك طلباً أو تخييراً أو وضعاً ويختص به علم الفقه.
فمعنى خطاب الله أى الكلام الذى وجهه الله للعباد.
من أين عرفنا هذا الكلام؟
عرفنا هذا الكلام من القرآن أو ما يعود إليه.
ما معنى ما يعود إليه؟
أى دليل جعله الله وسيلة لمعرفة أو لبيان أو لإظهار حكمه غير القرآن.
وقولنا:
عمل العباد خرج بذلك خطاب الله الذي لا يتعلق بأفعال العباد كأسماء الله وصفاته والغيب والآخرة فهذه تتعلق باعتقاد العباد.
و قولنا:
(طلباً) أي ما طلب من العباد فعله أو الكف عنه، وما طلب الله فعله ينقسم إلى واجب ومستحب، وما طلب الكف عنه ينقسم إلى قسمين أيضاً، حرام ومكروه.
وقولنا:
(أو تخييراً) أى ما خير فيه العبد بين الفعل والترك وهو المباح.
وقولنا:
(أو وضعاً) أى ما وضعه الشرع شرطاً لحكم ما، أو مانعاً منه، أو سببا ً أو علامة لصحته أو فساده،ويدخل فيه الحكم الذي وزضعه الله ابتداءا (العزيمة)،
والحكم الذي وضعه الله استثناءا (الرخصة).
مثال:
ستر العورة في الصلاة علامة لوجود الصلاة وعدم ستر العورة يمنع الصلاة،و وجود ستر العورة لا يستلزم الصلاة فالصلاة تتوقف عليه آش هذا الحكم؟
الجواب:
حكم شرعي عملي وضعي ونوعه سبب. لماذا قلنا شرعي؟ الجواب: لأنه أمر يختص بشيء في الشرع،وهو ستر العورة في الصلاة.
لماذا قلنا عملي؟
الجواب:
لأنه يختص بعمل شيء،وهو ستر العورة.
لماذا قلنا وضعي؟
الجواب:
لأن الشرع وضعة كعلامة لوجود الحكم.
لماذا قلنا أنه شرط؟
الجواب:
لأن الشرع جعل الحكم موقوف عليه بحيث ينعدم الحكم بعدمه ولا يستلزم وجوده وجود الحكم أي الحكم يتوقف عليه لكن وجوده لا يستلزم وجود الحكم.
مثال آخر:
الحيض يمنع الصلاة آش هذا الحكم؟
الجواب:
حكم شرعي عملي وضعي ونوعه مانع. لماذا قلنا شرعي؟ الجواب: لأنه أمر يختص بشيء في الشرع،وهو الصلاة.
لماذا قلنا عملي؟
الجواب:
لأنه يختص بعمل شيء، منع الصلاة.
لماذا قلنا وضعي؟
الجواب:
لأن الشرع وضعة كعلامة لمنع الحكم أي منع مشروعية الصلاة سواء أكانت صلاة واجبة أو مستحبة.
لماذا قلنا أنه مانع؟
الجواب:
لأن الشرع جعل وجوده مانعا للحكم وعدم وجوده لا يستلزم الحكم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:10]ـ
أخوتاه
بعد أن عرفنا الحكم الشرعي العملي نريد أن نعرف أنواعه،
فما أنواع الحكم الشرعي؟
تذكر انظر للتعريف ستعرف الأنواع سمعني التعريف تعريف الحكم الشرعي العملي هو خطاب الله المتعلق بعمل العباد من صلاة وصوم وزكاة وبيوع وجنايات،وغير ذلك طلباً أو تخييراً أو وضعاً
إذن أنواع الحكم الشرعي العملي اثنان:
حكم تكليفي (طلب أو تخيير)
وحكم وضعي.
الحكم التكليفي:
هو الحكم الذي يقتضى طلب فعل أو طلب ترك أو التخيير بين الفعل والترك.
الحكم الوضعى:
ما وضعه الشرع شرطاً لحكم ما، أو مانعاً منه، أو سببا ً له أو علامة لصحته أو علامة لفساده،ويدخل فيه الحكم الذي وضعه الله ابتداءا (العزيمة)،والحكم الذي وضعه الله استثناءا (الرخصة).
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:15]ـ
أخوتاه
ينقسم الحكم الشرعي التكليفي إلى خمسة أقسام هي:
(الإيجاب، والندب، والإباحة، والكراهة، والتحريم) وهي طرفان وواسطة.
فالطرف الأول:
هو المطلوب من المكلف الإتيان به، وهو الواجب والمندوب فالإيجاب هو ما طلب فعله على وجه الإلزام، بحيث يثاب فاعله امتثالاً،ويستحق العقاب تاركه،والندب ما طلب فعله على وجه الندب والاستحباب لا على وجه الإلزام بحيث يثاب فاعله امتثالاً،ولا يعاقب تاركه.
أما الطرف الثاني:
فهو المطلوب منا تركه،والكف عنه وهو التحريم والكراهة، فالتحريم مطلوب منا الكف عنه إلزاماً بحيث يثاب تاركه امتثالاً،ويستحق العقاب فاعله، والكراهة ما طلب منا الكف عنه تنزيهاً فقط دون الإلزام بحيث يثاب تاركه امتثالاً ولا يعاقب فاعله.
وأما الواسطة:
فهى الإباحة،وهى ما لا يتعلق به أمر،ولا نهي لذاته كالأكل في رمضان ليلاً.
أخوتاه
ينقسم الحكم الوضعي إلى سبعة أقسام: (السبب والشرط و المانع والصحة والفساد والرخصة والعزيمة).
وتذكر أخي طالب العلم بأن العلمَ بالمذاكرة ...
. والدرسِ والفكرةِ والمناظرةِ والعلم يحتاج لهمة عالية ونفوس واعية وقلوب مخلصة لرضا الله راجية و ليس العلم ما نقل في الدفاتر،ولكن العلم ما ثبت في الخواطر. إلى اللقاء في الدرس القادم إن شاء الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:22]ـ
أصول الفقه في سطور الدرس الثاني ( http://www.4shared.com/file/44834048/6fd98a40/_____.html)
دروس أصول الفقه منتديات طريق الهداية ( http://www.hidyaway.com/vb/forumdisplay.php?f=105)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:35]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فهذه دروس مبسطة لعلم أصول الفقه لمن يرغب في تعلمه حتى يكون الطالب على دراية لا بأس بها بهذا العلم العظيم فيستعمله في حياته الفقهية فأسأل الله التوفيق والسداد.
أخوتاه الليلة سندرس إن شاء الله أركان الحكم الشرعي وهي الحاكم والحكم والمحكوم عليه والمحكوم فيه فهيا نحيا في رحاب هذا الدرس نستقي منه علما ينفعنا في الدنيا والآخرة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:37]ـ
أخوتاه بعد أن عرفنا الحكم الشرعي العملي في اللقاء السابق نحب أن نعرف أركانه،الكل يقول كلمة ركن فيقولون كذا ركن في كذا،و كذا ركن في كذا إذن ما معنى كلمة ركن؟
الجواب: ركن الشيء هو جانبه، وهذا يعني أن الركن جزء من حقيقة الشيء فنقول مثلاً قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، وكذلك الركوع والسجود والاعتدال من الركوع والقيام هذه أركان للصلاة،أفهمت معنى كلمة ركن
إذن سؤال ما هي أركان الحكم الشرعي؟ انظر للتعريف وجاوبني تقول خطاب الله المتعلق بعمل العباد من صلاة وصوم وزكاة وبيوع وجنايات،وغير ذلك طلباً أو تخييراً أو وضعاً إذن أركان الحكم الشرعي العملي هي: الحاكم (مشرع الحكم وهو الله سبحانه وتعالى) والحكم (تكليفي أو وضعي) والمحكوم عليه (المكلف الذي شرع الله له الحكم) والمحكوم فيه (فعل المكلف الذي تعلق به الحكم).
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:40]ـ
أولا الحاكم:
أخوتاه الحكم في كل أمر وشأن هو لله تعالى وحده قال تعالى: ((إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)) [1] فهو الذي له الحق أن يأمر وينهى هو الله سبحانه وتعالى وحده؛ لأنه خالق الخلق ورب العالمين، وفاطر السموات والأرض، قال تعالى: ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) [2]
فكما أنه الخالق وحده، فهو الآمر سبحانه، والواجب طاعة أمره. وإفراد الله سبحانه بالتشريع من التوحيد،وأنتبه لهذه المسألة العقدية المهمة،وهي مسألة التشريع من دون الله فقد أخطأ فيها بعض المعاصرين مع أن المسألة مجمع عليها فقد أجمع العلماء أن من يشرع من دون الله يعتبر كافرا كفر مخرج من الملة سواء أكان مستحلا للفعل أو غير مستحل مثلها مثل مسألة سب الدين لا فرق بين من يسب استحلالا ومن يسب دون استحلال.
[1]- الأنعام الآية57
[2]- الأعراف:54
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:42]ـ
بداية عرف التوحيد وستعرف أن إفراد الله بالتشريع من التوحيد ستقول التوحيد هو إفراد الله سبحانه بما اختص به. جميل جدا وأقول لك و الله سبحانه وتعالى قد اختص بأشياء منها العبادة ومنها الخلق والرزق والتدبير، ومنها الحكم والتشريع،وترك العمل بالتوحيد هو العمل بضده،
وهو الشرك الأكبر الذي هو مساواة العبد غير الله بالله فيما اختص به الله، فمن صرف شيئاً اختص الله به لغيره فقد أشرك شركاً أكبر، كالذي يعبد غير الله أو يدعي علم الغيب من دون الله، أو يشرع من دون الله. أفهمت الآن المسألة واضحة لك أن تسأل من من المعاصرين قال بهذا؟ أقول منهم الشنقيطي فقد قال في أضواء البيان: ((الإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته)) [1]،وقال العلامة ابن عثيمين: ((إن الذي يحكمون القوانين الآن ويتركون ورائهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما هم بمؤمنين ... ، وهؤلاء المحكمون للقوانين لا يحكمونها في قضية معينة خالفوا فيها الكتاب والسنة، لهوى أو لظلم، ولكنهم استبدلوا الدين بهذه القوانين، جعلوا هذا القانون يحل محل الشريعة وهذا كفر حتى لو صلوا وصاموا وتصدقوا وحجوا، هم كفار ما داموا عدلوا عن حكم الله – وهم يعلمون بحكم الله - إلى هذه القوانين المخالفة له ... فلا تستغرب إذا قلنا: إن من استبدل شريعة الله بغيرها من القوانين فإنه يكفر ولو صام وصلى)) [2]. وبالطبع تريد أن تعرف من نقل الإجماع في المسألة أقول لك قد نقل ابن كثير الإجماع على كفر من يتحاكم لغير شرع الله فقال: ((فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا،وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين))، وممن نقل الإجماع أيضاً الإمام إسحاق بن راهويه نقله عنه ابن عبد البر في التمهيد حيث قال: ((وقد أجمع العلماء أن من سب الله عز وجل، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من الأنبياء، وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله أنه كافر)) [4]
[1]- أضواء البيان للشنقيطى (7/ 162)
[2]- شرح رياض الصالحين لابن عثيمين: (3/ 311 - 312)
[3]- البداية والنهاية لابن كثير (13/ 128)
[4]- التمهيد لابن عبد البر (4/ 226)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:47]ـ
ثانيا: الحكم:
أخوتاه الحكم إما حكم تكليفي أو حكم وضعي،و ينقسم الحكم الشرعي التكليفي إلى خمسة أقسام هي: (الإيجاب، والندب، والإباحة، والكراهة، والتحريم)،و ينقسم الحكم الشرعي الوضعي إلى سبعة أقسام هي: (السبب والشرط و المانع والصحة والفساد والرخصة والعزيمة).
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:50]ـ
ثالثا: المحكوم عليه (المكلف):
أخوتاه المحكوم عليه هو منفذ الحكم الشرعى أو الشخص الذى تعلق خطاب الله بفعله، ويسمى المكلف فهو الذي يدخل في الخطاب بالأمر والنهي، و هو البالغ العاقل،فخرج بقولنا: (البالغ)؛ الصغير، وذلك أن الصغير جاهل غير مدرك ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل) [1] فلا يكلف بالأمر والنهي تكليفاً مساوياً لتكليف البالغ، ولكنه يؤمر بالعبادات بعد التمييز تمريناً له على الطاعة، ويمنع من المعاصي؛ ليعتاد الكف عنها،ولا ينافي رفع التكليف عن هؤلاء أن يكون أولياؤهم مأمورين بحسن تربيتهم وتعليمهم وتوجيههم تمهيداً لدخولهم تحت مناط التكليف،وخرج بقولنا: (العاقل)؛ المجنون فلا يكلف بالأمر والنهي، ولكنه يمنع مما يكون فيه تعد على غيره أو إفساد، ولو فعل المأمور به لم يصح منه الفعل لعدم قصد الامتثال منه. ولا يرد على هذا إيجاب الزكاة والحقوق المالية في مال الصغير والمجنون، لأن إيجاب هذه مربوط بأسباب معينة متى وجدت ثبت الحكم فهي منظور فيها إلى السبب لا إلى الفاعل،ولا ينافي ذلك أيضاً أن يكون الصغير مأجوراً على عمله الحسن، وهذا من رحمة الله وواسع إحسانه ويدل على هذا الحديث الآتي: عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلاً بالروحاء فقال: من القوم؟ قالوا: المسلمون، فقالوا: من أنت؟ قال: رسول الله، فرفعت إليه امرأة صبياً فقالت: الهذا حج؟ قال: نعم ولك أجر) [2]
[1]- رواه أحمد 1/ 116 وأبو داود 4403 والترمذي 1423 وحسنه ابن ماجه 2042 وابن خزيمة 1003 في صحيحه وصححه الألباني في الإرواء 297
[2]- رواه مسلم 1336
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:53]ـ
و التكليف بالأمر والنهي شامل للمسلمين والكفار لكن الكافر لا يصح منه فعل المأمور به حال كفره؛ لقوله تعالى: ? وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِه? [1]. فالكافر مطالب من حيث الجملة بهذه الأمور كلها، ولكن العبادة لا تصح منه دون الإسلام،
فالإسلام شرط لصحة الصلاة والصيام والزكاة والحج:لأن شرط قبول العمل الصالح عند الله سبحانه وتعالىولحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله عبدالله بن جدعان كان يطعم الحاج في الجاهلية فهل ينفعه ذلك عند الله يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين) [2]. وانتبه لهذه المسألة العقدية وهي حكم أهل الفترة فقد دل هذا الحديث مع النصوص التي فيها عدم تعذيب من لم يرسل الله له رسول كقوله تعالى: ? وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ? [3] والأحاديث التي فيها امتحان أهل الفترة على أن أهل الفترة نوعان: نوع بلغته نذارة الرسل فلا عذر له،ونوع لم تبلغه نذارة الرسل فهذا الذي يمتحن يوم القيامة فعن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة. فأما الأصم فيقول ربِّ لقد جاء الإسلام ولم أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، والصبيان يحذفونني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام ولم أعقل شيئاً. وأما الذي مات في الفترة. فيقول: رب ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنَّه، فيرسل إليهم: أن ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها سحب إليها) [4].
[1]- التوبة: من الآية54
[2]- رواه مسلم
[3]- الإسراء من الآية 15
[4]- رواه أحمد، وابن حبان، صحيح الجامع الصغير: 881.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:55]ـ
و الكافر لا يؤمر بقضاء المأمور به إذا أسلم؛ لقوله تعالى: ? قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ? [1] و الكافرمطالب بترك المحرمات معاقب على فعلها في الآخرة عقاباً زائداً على عقوبة الكفر،و قال تعالى: ? الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ? [2].
[1]- الأنفال: من الآية38
[2]- النحل:88
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 03:57]ـ
المحكوم فيه: هو ما تعلق به خطاب الله أو هو فعل المكلف الذى تعلق به التكليف كالصلاة والصوم وقد يكون هذا الفعل واجباً أو مستحباً أو محرماً أو مكروهاً أو مباحاً
والمحكوم فيه لا يكون إلا فعلاً معلوما للمكلف مقدوراً عليه يستطيع أن يفعله الإنسان غير مستحيل عقلاً.
وتذكر أخي طالب العلم بأن العلمَ بالمذاكرة .... والدرسِ والفكرةِ والمناظرةِ والعلم يحتاج لهمة عالية ونفوس واعية وقلوب مخلصة لرضا الله راجية و ليس العلم ما نقل في الدفاتر،ولكن العلم ما ثبت في الخواطر. إلى اللقاء في الدرس القادم إن شاء الله سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 04:33]ـ
أصول الفقه في سطور الدرس الثالث ( http://www.4shared.com/file/44834556/97b154ed/_____.html?dirPwdVerified=56e0 6db9)
دروس أصول الفقه منتديات طريق الهداية ( http://www.hidyaway.com/vb/forumdisplay.php?f=105)(/)
زكاة المال (هل يجوز صرفها في بناء المساجد)
ـ[السائرة]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز صرف الزكاة في بناء مسجد في حال تعذر أصناف الزكاة الثمانية؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 11:11]ـ
الصحيح والله أعلم أنه لا يجوز ذلك .. لأن "في سبيل الله" تعني في وجوه الجهاد
وعلى هذا عرف القرآن حين تُطلق .. وإلا لو كانت عامة .. لكان ذكر هذا المصرف من باب العام على الخاص ..
فكل الوجوه المذكورة في آية الصدقات هي في حقيقة الأمر في سبيل الله ..
لكن لو كان المسجد .. مما يُنوى فيه أن يكون مدرسة لتخريج الدعاة وطلبة العلم .. لا مجرد بناء تؤدى فيه الصلوات الخمس
فلعله أن يكون في الأمر سعة حينئذ
وهذه على أية حال قضية خلافية ..
والله أعلم
ـ[السائرة]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 07:48]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل تحب أن تصوم السنة مرتين؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 12:20]ـ
اخي الكريم هل تحب أن تصوم السنة مرتين؟؟
تعال الى هذا الامر اليسير على من يسره الله عليه
صم رمضان واتبعه بست من شوال لما ورد في الصحيح
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر).
رواه مسلم
صم رمضان وثلاثة ايام من كل شهر لما ورد في الصحيح
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر).
رواه مسلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 05:42]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبومروة]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:25]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.roro44.com/ramadan/Ramadan/Roro44-Ramadan-31.gif
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 03:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
من صنف من العلماء وعمره دون العشرين!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 03:33]ـ
قرأت كتاب شرح (التصريف العزي للزنجاني) للعلامة محمود بن عمر التفتازاني.
وأعجبني ما فيه من الفوائد والنفائس والتنبيهات.
ثم تعجبت عندما عرفت أنه صنفه وله من العمر ست عشرة سنة!
ثم خطر على بالي هذا الموضوع، وهو مَن مِن العلماء وضع بعض تصانيفه وهو دون العشرين من العمر؟
وإنما قلت دون العشرين؛ لأن العادة الغالبة أن طالب العلم لا ينال قسطا مناسبا من العلم وهو دون العشرين، إلا ما كان نادرا، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية الذي جلس في مجلس أبيه وهو في العشرين، ومثل أبي المعالي الجويني الذي جلس أيضا مجلس أبيه وهو في العشرين، ومثل علامة شنقيط الشيخ عدود حفظه الله وبارك في عمره ونفع بعلمه، الذي قال: ما ازددت من أصول العلوم شيئا بعد التاسعة عشرة من عمري!!
هذا بخلاف نوابغ المتقدمين؛ من أمثال الشافعي الذي أفتى وهو دون العشرين.
ويحضرني ممن ألف وهو دون العشرين:
- أحد شراح مائة المعاني والبيان لابن الشحنة، وضعه في السادسة عشرة، ولا أذكر اسمه.
- البدر العيني، له شرح على مراح الأرواح في الصرف، وضعه في التاسعة عشرة.
- ابن الجزري، له كتاب التمهيد في التجويد، صنفه في السابعة عشرة.
- السيوطي رحمه الله؛ وضع تصنيفا عن الاستعاذة والبسملة وهو في الرابعة عشرة.
- العلامة عبد السلام هارون، صدر أول تحقيق له وعمره ست عشرة سنة.
فأرجو من الإخوة الأكارم إفادتنا بما عندهم في هذا الباب.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 05:39]ـ
الشيخ عبد العزيز الطريفي ألف زوائد سنن أبي داود وهو في السابعة عشرة ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:16]ـ
بارك الله فيكم
هناك علماء شرعوا في التصنيف وهم دون العشرين لكن إتمام هذا التصنيف كان بعد العشرين وهم كثر كالبخاري مثلا
***********
- اللكنوي صنف:
امتحان الطلبة في الصيغ المشكلة وهو أول تصانيفه
والتبيان في شرح الميزان كلاهما في علم الصرف صنفهما في أيام الصبا
وتصانيفه تبلغ 108 مصنف وتوفي عن 39 سنة رحمه الله
_ الألباني رحمه الله له رسالة في صفة نطق الضاد وتعليق على المغني عن حمل الأسفار للعراقي وهو دون العشرين
- البخاري ظاهر كلامه أنه صنف التاريخ عندما طعن في الثامنة عشر، أيام سماعه من عبيد الله بن موسى من أكابر شيوخه وأعلاهم سندا
ويؤيده أن قال: صنفت التاريخ ثلاث مرات فلعل هذه هي المرة الأولى انظر السير 400/ 12
_ الامام الهادي عز الدين بن الحسن بن المؤيد ت900هـ قال الشوكاني في البدر الطالع: صنف وهو دون العشرين
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:56]ـ
من العلماء المعاصرين الذين ألفوا في سن مبكرة العلامة الشيخ محمد المكي الناصري رحمه الله فقد ألف كتابه "إظهار الحقيقة " و هو في السادسة عشر من عمره
ومن القدماء أبو جعفر أحمد بن عبد الصمد ابن عبد الحق الخزرجي القرطبي المتوفى بفاس سنة 582 هـ فقد جاء في مقدمة كتابه " مقامع الصلبان في الرد على عبدة الأوتان " أنه:
"صبي من آل عبد الحق الخزرجي " وقال هو نفسه:"على أني بائن القصور لصغر السن "
وتجدر الإشارة إلى أن سبب تأليف الكتاب هو أنه " لما نفذ القضاء من الله تعالى على قرطبة بانتثار سلكها و تفرق أهلها لتتابع ضنكها ألحق منهم بطليطلة صبي من آل عبد الحق يوصف بالذكاء و كان بها قس نسبه من الغوط يكثر من الاعتراض في الدين على نفر كانوا يألفون له من المسلمين فجعلوا يرفعون سؤالاتهم إلى الصبي فيجاوبهم الصبي عليها فيرجعون بذلك إلى القس فأنكر جوابهم لعلمه أنهم ليسوا من أهل الذكر .... " وهو من أهم الردود المؤلفة في الجدل الديني بالغرب الإسلامي و قد نقل عنه ابن القيم رحمه الله في هداية الحيارى
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 05:03]ـ
العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب الأضواء (نظم ألفيةً في النسب) قبل البلوغ , ثمّ أحرقها بعد ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 06:50]ـ
وممن شرع في التصنيف دون العشرين شيخ الإسلام ابن تيمية، ينظر الجامع لسيرة شيخ الإسلام (664).
ولم يذكروا التصنيف المقصود بذلك، ويحتمل كذلك أن يكون المراد الشروع دون الانتهاء.
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:30]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وممَّن شرع في التأليف دون العشرين: أبو إسحاق إبراهيم بن سنان بن ثابت بن قرّة الصابي الحرَّاني، المتوفى سنة: 335 هـ. قال عنه صاحب "إخبار العلماء بأخيار الحكماء":
" كَانَ ذكيا، عاقلا، فَهِماً، عالماً بأنواع الحكمة. والغالب عَلَيْهِ فن الهندسة، وهو مقدَّم في ذلك، ولم يُرَ أذكى منه. وله مصنفات حسان ... "
إلى أن قال: " (ومن تصانيفه) كتاب سمَّاه "كتاب آلات الظلال" (أو الإظلال)، كان بدأ بعمله في السنة السادسة عشر أو السابعة عشر منذ أول عمره. وأطال فيه إطالة كرهها بعد ذلك، فخفَّفها وقرَّرها على ثلاث مقالات، وصححه في السنة الخامسة والعشرين من عمره."!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:34]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب الأضواء (نظم ألفيةً في النسب) قبل البلوغ , ثمّ أحرقها بعد ذلك.
قبل البلوغ؟!!!
ما هو سن البلوغ عندكم، أخانا أبا زيد، رعاك الله؟ (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:35]ـ
لا تتعجب يا أخي الكريم، فهؤلاء القوم يحفظون ألفية ابن مالك في الثالثة!!
كما حكي نحو ذلك عن الشيخ محمد الحسن الددو.
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:38]ـ
لعله قصد "في الثالثة (بعد البلوغ)! (ابتسامة) ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:40]ـ
يقول الشيخ الددو (بالنص): لا أذكر متى حفظت ألفية ابن مالك؛ لأني كنت صغيرا جدا!
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:42]ـ
أن يحفظ الصبي شيء، وأن ينظم شيء آخر ..
ثم أن ينظم ألفية (حتة وحدة) شيء من الأشياء التي يحق للعاقل التساؤل عن مدى صحتها ..
أمّا أن يكون النظم قبل البلوغ، وأن تكون المنظومة ألفية، ثم تكون هذه الألفية في الأنساب، فهذا حقا من الأشياء الخارقة!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:45]ـ
نعم كلامك صحيح جدا، ولذلك ينبغي التثبت في هذا الخبر.
ولكن بتقدير صحته يمكن توجيهه بما يلي:
لو افترضنا أن الشيخ بدأ الطلب على عادة الشناقطة في عمر صغير جدا، ولنقل أربع أو خمس سنوات، ولو فرضنا كذلك أن بلوغه تأخر إلى الخامسة عشرة (وهذا ليس بعيدا؛ بل هو ثابت عن ابن عمر رضي الله عنه) فنستطيع أن نقول: إنه كان رحمه الله في الرابعة عشرة من عمره قبل البلوغ، وكان في هذه السن كذلك له عشر سنوات في طلب العلم، والإنسان الذي له عشر سنوات في طلب العلم لا يمتنع أن يستطيع نظم ألفية، ولو قلنا كذلك إن هذه الألفية مجرد عقد لكتاب ابن عبد البر أو نحو ذلك سهل علينا تصور الأمر.
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 07:52]ـ
تقدير وجيه، حفظك الله!
وننتظر "إضاءة" من الفاضل أبي زيد حول محتوى المنظومة .. ولعل في حرق الشيخ لها إيماء إلى عدم رضاه عنها ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 08:06]ـ
والموضوع قد يقودنا إلى الحديث عن الذين أحرقوا كتبهم أو دفنوها ..
وقد يقودنا أيضا إلى الحديث عن الذين ألّفوا كتبا في ظرف قصير جدا ..
وهما موضوعان لا أقوى الآن على افتتاحهما، وأرجو أن تتفضل –شيخنا الفاضل- "بوضعهما على السكة"، جزاك الله خيراً ..
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 12:51]ـ
الشيخ عبد العزيز الطريفي ألف زوائد سنن أبي داود وهو في السابعة عشرة ..
لعل عمر الشيخ كان 20 أو 21. وفقنا الله وشيخنا العالم الجليل.
ـ[أبوصخر]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
إن لم أكن مخطئاً، فقد صنّف العلامة ابن أبي زيد القيراني رسالته الفقهية على مذهب الامام مالك و هو في السابعة عشرة من عمره و الله أعلم ..
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا مالك العوضي على ما تتحفونا به من مواضيع شيّقة و فوائد ماتعة فريدة .. نفع الله بكم و بارك لكم في وقتكم و علمكم ..
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 04:30]ـ
كذلك الشيخ حافظ حكمي رحمه الله نظم أرجوزة سلم الوصول وعمره تسعة عشر عاماً بعد أن طالبه شيخه عبدالله القرعاوي رحمه الله بذلك قال الشيخ حافظ في مقدمة المنظومة:
وبعد هذا النظم في الأصولِ لمن أراد منهج الرسولِ
سألني إياه من لابد لي من امتثال سؤله الممتثلِ
فقلت مع عجزي ومع إشفاقي معتمداً على القدير الباقي
.............................. . .........................
وأتم شرحه الماتع على المنظومة والمسمى بـ (معارج القبول) وعمره أربع وعشرون عاماً.
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 06:14]ـ
حسنا سأحشر نفسي بين المؤلفين تبركاً بهم ... :)
فقد ألفت الثلاثين أو الأربعين صفحة الأولى من كتاب " على حافّات الأبدية " عن عوالم الموت و ما بعدها ... و أنا في السابعة أو السادسة عشرة ... !!؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:24]ـ
الدكتور شوقي ضيف رحمه الله تعالى ألف كتابًا في النحو لخص فيه "قطر الندى" لابن هشام وهو لم يتم بعد دراسته الابتدائية.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيكم، الشيخ عبد السلام البرجس - رحمه الله - صنف كتابه عن حكم التمثيل وهو في 16 من عمره ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 04:41]ـ
حفظ كتب الكتب السته بأسانيدها
نحن في القرن الخامس عشر ... :):)
ـ[القاموس]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 01:21]ـ
أعجب من هذا كله، أذكر أنه مر بي في كتاب (الإبداع العلمي) أن السيوطي ألف رسالة في البسملة وله من العمر ثمان سنوات!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 01:29]ـ
أعجب من هذا كله، أذكر أنه مر بي في كتاب (الإبداع العلمي) أن السيوطي ألف رسالة في البسملة وله من العمر ثمان سنوات!!
هذا خطأ واضح، فقد ذكر السيوطي نفسه في (حسن المحاضرة) أنه ألف هذه الرسالة سنة 866.
ومعلوم أن السيوطي قد ولد سنة 849.
وأما (أربع عشرة) التي ذكرتها في مشاركتي الأول فخطأ، والصواب (سبع عشرة).
ـ[أفلااطون]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 01:41]ـ
لا أرى فائدة تذكر لطرح مثل هذا الموضوع للمناقشة , وهو أقل من أن يصنف ولو ضمن ملح العلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 01:54]ـ
إذا كان الموضوع لا فائدة له تذكر فإن قولك عنه لا فائدة منه أقل فائدة إذ لم تذكر دليلك وغيرك ممن شارك ولم يشارك يخالفك ولو ذهبت تستدل لقولك أنه لا فائدة من الموضوع وذهبوا يستدلون لخرج بنا الكلام إلى ما لا فائدة منه أو إلى ما فائدته أقل من الموضوع فوقعت فيما نهيت عنه
ولو أنك احتفظت برأيك لنفسك لكان ألزق بأدب الطلب والمجالسة والمنادمة والمذاكرة والتواضع
على أن الموضوع لم يطرح للمناقشة بل هو من ملح العلم على ما فيه من فوائد
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 02:04]ـ
بل له فائدة .... أو فوائد
وأعظم شيء فيها: شحذ الهمة التي يحتاجها طالب العلم في كل أحيانه لا سيما إذا دب الفتور
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 05:11]ـ
رب كلمة يكون السكوت خيرا منها.
والمرء مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلم ظهر.
ـ[القاموس]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 12:18]ـ
الأخ أبو مالك والأخ أمجد بارك الله فيكما على ما تقدم.
ومما يجدر التنبيه عليه هنا - وهو معروف لدى الجميع - أن التأليف في مقتبل العمر غالباً إن لم يكن كله لا يكون متيناً كما هو الشأن عندما يتمكن الإنسان ويتقدم به العمر.
وهذا يدعونا _ يا أبا مالك وباقي الإخوة - إلى ذكر العلماء الذين لم يرضوا عن مصنفاتهم التي صنفوها في مقبل العمر، وهذا في ظني أكثر فائدة مما سبق وفي كل خير.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:07]ـ
وننتظر "إضاءة" من الفاضل أبي زيد حول محتوى المنظومة .. ولعل في حرق الشيخ لها إيماء إلى عدم رضاه عنها ...
حتى يجيء أبو زيد: الشيخ كما قرأتُ في إحدى ترجماته مزق المنظومة أو أحرقها لأنه خشي ألا يكون ابتغى بنظمها وجه الله أو يكون داخلها الرياء، وفيه أن بعض أهله أو مشايخه لامه على صنيعه محتجاً بأن النية يمكن تصحيحها، مع التوبة من الرياء. ولعل أبا زيد يوضح الأمر، وهل كانت منظومة قصيرة أو ألفية، فليس بين يدي مرجعي ذاك الذي أشرتُ إليه.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
إن لم أكن مخطئاً، فقد صنّف العلامة ابن أبي زيد القيراني رسالته الفقهية على مذهب الامام مالك و هو في السابعة عشرة من عمره و الله أعلم ..
هكذا يروى عنه، لكن العلامة عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله فند هذا القول بالتواريخ في مقدمة تحقيقه لعقيدة رسالة ابن أبي زيد، وليست بين يدي الساعة.
....
لا يُمتَرَى في فائدة هذا الموضوع وطرافته وشحذه للهمم، وأقترح أن يُفتح موضوع يعاكس هذا الموضوع، وهوفي مَن طلبوا العلم بعد كبر السن كالإمام ابن عبد البر (انظر ترجمته في السِّير).
وفقك الله يا أبا مالك وجزاك أحسن الجزاء.
#######
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 01:09]ـ
العلامة المحقق الكبير الأستاذ السيد أحمد صقر حمه الله تعالى شرح ديوان علقمة وهو دون العشرين.
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 06:00]ـ
يا إخواني .. بعد تحية الإسلام لكم جميعا.
أقول انتبهوا إلى الإخلاص، أشد الانتباه، فلا يدفعنكم تأليف من سبق من العلماء إلى أن تتعجلوا ذلك، فإن التأليف فتنة عظيمة في الصغر لا ينجو منها إلا من أراد الله له النجاة، فتريثوا ولا يفتننكم الشيطان.
ولا تجعلوا التأليف في الصغر للعلماء علامة على نبوغهم مبكرا بل إن أكثر العلماء ممن ألف في الصغر تمنى لو لم يتعجل ذلك وكثير منهم يتغير قوله بازدياد علمه وأكثر العلماء كان طلبهم للعلم في الصغر ومع ذلك لم يبادر الأكثرية إلى ذلك رغم أني أقطع بأنهم كانوا قادرين على التأليف ولكنهم خشوا من الفتنة فاخشوها مثلهم.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 08:13]ـ
سبحان الله ...
نسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً
ـ[صحابة وبس]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 11:16]ـ
آمين
وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 02:28]ـ
(عبد الله النديم) كتب رسالة (لواء النصر في أدباء العصر) وعمره ست عشرة سنة.
وله رسائل أخرى كتبها أيضا دون العشرين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:32]ـ
نحن في القرن الخامس عشر ... :):)
هذا أنتم يا سيدي:):):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Jan-2009, صباحاً 04:17]ـ
نعم شيخنا الكريم:) هذا أنا الذي في هذا القرن و لا يستطيع حتى ضبط القرآن و لكن يا شيخنا الكريم أستبعد جدا أن يكون في عصرنا من يقدر على مثل ما ذكر الأخ الكريم فحتى كبار المشتغلين بالحديث ممن عايناهم و انتشر عنهم أنهم يحفظون الصحيحين فقط دع عنك غيرهما بأسانيدهما و عند المعاينة تبخر كل ذلك و أقواهم هو من يعرف الأسانيد دون أن يصل الى درجة حفظها و القدرة على سردها من حفظه ...
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 03:33]ـ
إخوتي الأفاضل:
استمتعت كثيرا بهذا الموضوع، فجزاكم الله خيرا.
ولكن اسمحوا لي برأي مخالف، إذ أن مقياس الجودة وما يرتجى من فائدة في المُصَنَّف لا يقاس بعمر المُصَنِّف، بل بمقدار جودته وإتقانه.
وغالبا ما تترافق الجودة والاتقان مع النضج، فكلما كان النضج أكثر كلما كانت الخبرة وما يصاحبها وينتج عنها أكبر وأفضل.
وهاكم النابغة فما إطلق عليه لقبه إلا بعد أن كبر ونبغ.
وأحسن من هذا فما يبعث النبي إلا على رأس الأربعين، ولو كان محمودا بعثته صغيرا لوجدنا المطلع العليم قد بعث الكثير ممن تجاوز عددهم الثلاثمائة ألف من أنبيائه وأصفيائه في تلك السن.
والمهم في كل ذلك، وهو مقصد موضوعكم الشيق، فيما تعلق بتحفيز الهمم؛ فعلى العكس أرى أنه محبط للهمم، إذ الغالبية الكبرى ممن يطلع على مثل هذه الملحة يكون قد تجاوز العشرين، والكثير ناف على الأربعين، فتكون ردة الفعل النفسية عكسية، ولعلها كبيرة الإحباط، ونتيجتها- ربما- العزوف عن طلب العلم، أو لنقل قلة الرغبة فيه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 03:42]ـ
إخوتي الأفاضل:
استمتعت كثيرا بهذا الموضوع، فجزاكم الله خيرا.
ولكن اسمحوا لي برأي مخالف، إذ أن مقياس الجودة وما يرتجى من فائدة في المُصَنَّف لا يقاس بعمر المُصَنِّف، بل بمقدار جودته وإتقانه.
وفقك الله وسدد خطاك، ومن قال إننا نخالف رأيك؟!
كلامك هذا لا نزاع فيه إن شاء الله.
وأحسن من هذا فما يبعث النبي إلا على رأس الأربعين، ولو كان محمودا بعثته صغيرا لوجدنا المطلع العليم قد بعث الكثير ممن تجاوز عددهم الثلاثمائة ألف من أنبيائه وأصفيائه في تلك السن.
وفقك الله، الأنبياء خارج الموضوع تماما؛ لأن النبوة لا تنال بالاكتساب
ولا تنال رتبة النبوة ............... بالكسب والتهذيب والفتوة
ولكن انظر إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكثير منهم كان عالما وهو في حدود العشرين.
وكان عمر يدخل ابن عباس مع كبار الصحابة في الشورى.
والمهم في كل ذلك، وهو مقصد موضوعكم الشيق، فيما تعلق بتحفيز الهمم؛ فعلى العكس أرى أنه محبط للهمم، إذ الغالبية الكبرى ممن يطلع على مثل هذه الملحة يكون قد تجاوز العشرين، والكثير ناف على الأربعين، فتكون ردة الفعل النفسية عكسية، ولعلها كبيرة الإحباط، ونتيجتها- ربما- العزوف عن طلب العلم، أو لنقل قلة الرغبة فيه.
لا أرى رأيك يا أخي الفاضل، وإلا لما كان هناك مجال مطلقا لتحفيز الهمم؛ لأنه ما من شيء يحفز الهمم إلا وقد يرد عليه مثل هذا أو نحوه.
ثم إن المقصود بهذا الموضوع ليس تحفيز الهمم أصلا، ولكن المقصود به: ضم النظير إلى النظائر من الفوائد المقتبسة من الدفاتر.
لأن الفوائد إذا كانت مجموعة في محل واحد سهل استحضارها.
وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 06:20]ـ
لا أرى رأيك يا أخي الفاضل، وإلا لما كان هناك مجال مطلقا لتحفيز الهمم؛ لأنه ما من شيء يحفز الهمم إلا وقد يرد عليه مثل هذا أو نحوه.
ثم إن المقصود بهذا الموضوع ليس تحفيز الهمم أصلا، ولكن المقصود به: ضم النظير إلى النظائر من الفوائد المقتبسة من الدفاتر.
لأن الفوائد إذا كانت مجموعة في محل واحد سهل استحضارها.
وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
آمين، وأنتم أعلم وأحكم.
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 12:40]ـ
أعرف مشاركا في هذا المنتدى المبارك وقد ألف في السابعة عشرة رسالة في "اختلاف المذاهب في مسالك العلة وتحقيق القول في كل مسلك" , وفي التاسعة عشرة ألف رسالة في "الترجيح فيما انتقده الدارقطني على الصحيح" ...... وهما فيما أعلم كتابان محرران غاية التحرير , وعرضهما بعد الثلاثين على بعض أهل الاختصاص فأثنوا عليهما ثناء عاطرا , بل وصفها بعضهم بقوله: هذا من عمل العلماء.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 02:14]ـ
ومن عجائب الدنيا! ما نقله صاحب (الشهب المحرقة) عن العلامة ابن مرزوق أنه نظم: (جُمَل الخونجي) في المنطق، وكان له من العمر نحو الست سنين وحسب!!!
وقد أشار هو إلى ذلك في أول منظومته فقال:
وإنْ ترى تقصيره يُحتَمل ... فلابن نحو السِّتِّ عذرٌ يُقبلُ!
ولا أدري ما هذا؟ لكن فضل الله واسع يؤتيه من يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 09:21]ـ
الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
نظم "منطومة القواعد الفقهية" قبل العشرين , ثم عدل الكسور فيها بعد ذلك.
وما زالت إلى يومنا تحوي شيئا من الهنات العروضية!.
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 03:01]ـ
جزاكم الله خيرا، وهل يدخل الإمام الشوكاني في هذا الباب خاصة أنه كان يفتي وهو في حدود العشرين؟
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 07:08]ـ
ومن عجائب الدنيا! ما نقله صاحب (الشهب المحرقة) عن العلامة ابن مرزوق أنه نظم: (جُمَل الخونجي) في المنطق، وكان له من العمر نحووحسب!!!
وقد أشار هو إلى ذلك في أول منظومته فقال:
وإنْ ترى تقصيره يُحتَمل ... فلابن نحو السِّتِّ عذرٌ يُقبلُ!
ولا أدري ما هذا؟ لكن فضل الله واسع يؤتيه من يشاء.
هذه أعجبُ ما قرأت في هذا الموضوع!!
هل بالإمكان ذكر طرف من سيرة ابن مرزوق رحمه الله ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 07:32]ـ
هذه أعجبُ ما قرأت في هذا الموضوع!!
..
بلى! وأخوك للعجائب به غرام!
هل بالإمكان ذكر طرف من سيرة ابن مرزوق رحمه الله
نعم: لعلني آتيك بذلك إن شاء الله
وقد وقفتُ على أسماء جماعة: ممن صنَّف وألَّف وهو دون العشرين من الأعمار.
وبالمناسبة: فإن العبد الفقير - راقم تلك الكلمات - كان وهو في شَرْخِ العشرين من الأعوام قد صنَّف كتابًا يظنه فريدًا في بابه! وسمَّاه: (فصل المقال فيما خالف الصحابة ما رووه من الأقوال والأفعال!) وقد قطع فيه شوطًا لا بأس به، وأوقف عليه الشيخ الفاضل أبا عائش عبد المنعم إبراهيم المصري - صاحب التحقيقات الكثيرة - لينظر فيه، ويكشف له عن محاسنه ومساويه! وما يزال هذا الكتاب عند الشيخ حتى الآن! والله المستعان.
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 01:57]ـ
بارك الله فيكم، الإمام السيوطي - رحمه الله - ألف نصيبه من تفسير الجلالين في 40 يوما وكان له من العمر 21 سنة ...
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 02:56]ـ
/// بارك الله فيكم.
/// للشيخ علي العِمران -حفظه الله- كتاب بعنوان: تذكرة الطالبين بمن تصدَّر للإفتاء والقضاء والتدريس قبل العشرين، لكنه لم يطبعْ بعدُ.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 04:10]ـ
الغماري أحمد بن الصديق
صنف كتابه رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه وهو دون العشرين
ذكر ذلك مترجموه(/)
فتوى في جواز الإسبال لغير الخيلاء للشيخ خالد المصلح.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 03:30]ـ
قرأت فتوى في الموقع الرسمي للشيخ خالد عبدا لله المصلح وهو أحد كبار كبار طلاب الشيخ العثيمين وزوج ابنته (وهو الذي خلف الشيخ في الدروس والفتوى في الجامع الكبير بعنيزة وهو استاذ بكلية الشريعه في القصيم ويعد من ابرز أهل العلم في المنطقه) عن حكم الإسبال لغير الخيلاء وأنه جائز ليس بحرام وهذا نص الفتوى برابطها فهل يحق لأحد أن ينكر على كل من أسبل لغير خيلاء بعد هذه الفتوى علما بأن الأمر ليس رأي خالد المصلح وحده وإنما هو رأي جمهور العلماء من المذاهب الأربعة ورأي شيخ الإسلام بن تيمية كما سترون.
حكم الاسبال
السؤال:
فضيلة الشيخ ما حكم الإسبال و هل يدخل في البنطال و هل صحيح أن الجمهور على جوازه أو كراهته لغير خيلاء وجزاكم الله خيرا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسبال في اللغة هو إرسال الشيء من علو إلى أسفل والمراد به هنا إطالة الثياب وإرخاؤها وقد جاءت النصوص فيه على نحوين:
الأول: ما جاء فيه تحريم الإسبال خيلاء وبطراً. ومنها ما في البخاري (5784) ومسلم (2085) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)). وكذلك ما رواه البخاري (3485) وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة. وكذلك مافي البخاري (5788) ومسلم (2087) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً)).
الثاني: ما جاء فيه تحريم الإسبال مطلقاً من غير تقييد بخيلاء أو بطر. ومن ذلك ما في البخاري (5787) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار)) ومنها ما في مسلم (106) من حديث أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)) ولما وردت النصوص على هذين الوجهين اختلف أهل العلم في حكم الإسبال من غير خيلاء. فذهب جمهور العلماء من المالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة (3) وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء والبطر أما ما كان لغير ذلك فمنهم من قال بكراهته ومنهم من قال بإباحته وحملوا ما ورد النهي فيه عن الإسبال مطلقاً على المقيد، قال شيخ الإسلام في شرح العمدة (ص 366): " ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة " واحتج هؤلاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لما قال يا رسول الله إن احد شقي إزاري يسترخي إلا أني أتعاهد ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لست ممن يصنعه خيلاء)) وكذلك ما جاء أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يسبل إزاره فلما قيل له في ذلك قال: "إن لساقي حموشة، وأنا أؤم الناس". رواه ابن أبي شيبة وقال عنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 264): بسند جيد.
وذهب جماعة من العلماء إلى أن الإسبال محرم مطلقاً سواء كان للخيلاء أو لغير الخيلاء عملاً بالمقيد والمطلق من النصوص والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه الجمهور أقرب للصواب. وما جاء من النصوص في الإسبال لا يختص الإزار بل يشمل كل ما يلبس الإنسان من الثياب ويشهد لهذا أن محارب بن دثار راوي حديث ابن عمر "من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة" سأله شعبة كما في صحيح البخاري (5791): أذكر إزاره؟ قال محارب: ما خص إزاراً ولا قميصاً. فأفاد ذلك بأن التعبير بالثوب يشمل الإزار وغيره. وقد جاء في ذلك عدة أحاديث منها ما رواه أصحاب السنن: أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عمر مرفوعاً: " الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " وهو من رواية عبدالعزيز بن أبي رواد عن سالم عن أبيه وفي عبدالعزيز مقال كما قال الحافظ في الفتح (10/ 262) وقد استغربه أبوبكر بن أبي شيبة وقد حسن الحديث النووي وروى أبوداود عن ابن عمر موقوفاً عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص وقد نقل الحافظ ابن حجر عن الطبري أن ذكر الإزار مبني على أنه غالب لباسهم فلما لبس الناس القميص والدراريع كان حكمها حكم الإزار في النهي قال ابن بطال: هذا قياس صحيح لو لم يأت النص بالثوب فإنه يشمل جميع ذلك قال في الفروع عن إطالة ذؤابة العمامة (1/ 356): قال شيخنا يعني شيخ الإسلام ابن تيمية: إطالتها كثيراً من الإسبال. وعلى هذا فإسبال البنطال من ذلك. والله أعلم.
أخوكم/
خالد بن عبدالله المصلح
17/ 12/1424 هـ
----------------------------------
(1) المنتقى للباجي 7/ 226، الفواكه الدواني 2/ 310.
(2) أسنى المطالب 1/ 278، المجموع شرح الهذب 4/ 338.
(3) كشاف القناع 1/ 277، مطالب أولي النهى 1/ 348.
المصدر:
موقع الشيخ الرسمي
http://www.almosleh.com/publish/article_839.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا يقدم جمع شيخه للنصوص؛ فهو أوضح وأولى من جمعه، فقد قال -رحمه الله-:
أن الخيلاء يدخل في باب الكبائر؛ لأن فيه وعيد.
وأما مجرد الإسبال فهو محرم.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا يقدم جمع شيخه للنصوص؛ فهو أوضح وأولى من جمعه، فقد قال -رحمه الله-:
أن الخيلاء يدخل في باب الكبائر؛ لأن فيه وعيد.
وأما مجرد الإسبال فهو محرم.
جزاك الله خير على ردك ... فأقول ان الشيخ ذكر قول شيخ الإسلام وقول جمهور علماء الأمة ... فالمسألة قطعاً من مسائل الإجتهاد والقاعدة الشرعيه تقول (لا يجوز الإنكار في مسائل الإجتهاد).
فليت الأخوة الذين اشغلو الأمة وارادوا عسف الناس للأخذ برأيهم ان يعرفوا اقول اهل العلم في المسألة قبل ان ينكروا ....
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 04:28]ـ
ولماذ أنت تريد عسف الناس على رأيك
أم هو فوق النقد
والمسألة ليست اجتهاد؛ فلا اجتهاد مع النص.
لعلك تريد أن تقول مسألة خلاف.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 04:49]ـ
ولماذ أنت تريد عسف الناس على رأيك
أم هو فوق النقد
والمسألة ليست اجتهاد؛ فلا اجتهاد مع النص.
لعلك تريد أن تقول مسألة خلاف.
لم اعسف احداً لى رأيي اصلحك الله ولكني اقول انه يجب عدم الإنكار على من اخذ برأي الجمهور ونص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيد (بالخيلاء) فارجع واقرأ الأحاديث في الموضوع ..
وكنت سأقول مسألة خلافيه فنسيت كتابتها.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 05:14]ـ
[
السؤال
UOTE= هشيم بن بشير;154673] قرأت فتوى في الموقع الرسمي للشيخ خالد عبدا لله المصلح وهو أحد كبار كبار طلاب الشيخ العثيمين وزوج ابنته (وهو الذي خلف الشيخ في الدروس والفتوى في الجامع الكبير بعنيزة وهو استاذ بكلية الشريعه في القصيم ويعد من ابرز أهل العلم في المنطقه)
للتصحيح ليس الشيخ خالد مما خلف شيخنا ابن عثمين رحمه في الدروس وحده فقط
بل معه الشيخ سامي الصقير والشيخ الدهش حفظهم الله
والذي خلقه في درس الفقه وشهد له الشيخ بالفقه وخلفه في الامامه وزوج ابنته ايضا هو الشيخ سامي الصقير حفظه الله
ـ[هاشم الجزائري]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 05:23]ـ
أحسن الله إليكم لماذا الإنتقال من المسألة الى السائل و من المعلومة الى العالم؟
ليس الشيخ المصلح أول من قال بهذا و لا آخر من سيقول به.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 06:10]ـ
شيخ الإسلام في كلامه في العمدة يسوق الآراء و آخر كلامه يبين أن الخلاف إنما هو في من عرف عنه أنه يفعله لغير خيلاء و إلا الغالب و المظنون أنه خيلاء ويتكر قال:
ومن لم ير بذلك باسا احتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر انك لست ممن يفعل ذلك خيلاء وعن أبي وائل إن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل إزاره فقال له ارفع فقال له الرجل وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك فقال عبد الله إني لست مثلك أن لساقي حموشة وأنا أؤم الناس فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فاقبل على الرجل ضربا بالدرة وقال أترد على ابن مسعود أترد على ابن مسعود ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة وإنما كلامنا فيمن يتفق عنه عدم ذلك
شرح العمدة ج 4 ص 366
أي من عرف عنه أنه أسبل لحاجة مثل ابن مسعود أو من غير قصد مثل أبي بكر أو نحوه و إلا فالغالب و المظنون في من أسبل أنه خيلاء و ينكر عليه حتى يعرف له عذر مقبول مثلهما هذا هو الذي فيه الخلاف
و بعيداً عن موضوع الإسبال ما أكثر ما ينقل المعاصرون الخلاف عن السلف و هم لا يفهمونه بل يوسعونه أشد توسعة و إذا أنكر عليهم قالوا تلزمون الأمة برأيكم و الله المستعان فقد دخل في العلم من ليس من أهله
ـ[الرابية]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 06:29]ـ
أخي العزيز صاحب النقب
جزاك الله خيرا على مانقلت
لكن عندي أن ينظر في المسألة بحيث يبحث كلام شيخ الاسلام في غيرشرح العمدة لأن النقل عن العمدةفقط وجعله رأي شيخ الإسلام من غير الرجوع إلى كتبه الاخرى قصور في البحث لان العمدة من أوائل شروح الشيخ يوم كان شاب
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 06:38]ـ
أنا ما اعتمدت على العمدة إلا لأن هذا النص ورد في الفتوى بدون اللفظ الأخير الملون بالأحمر
ـ[الرابية]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 06:52]ـ
أخي الفاضل صاحب النقب لست مستدركنا عليك
وإنما منبها لفائدة
جزاك الله خيرا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 07:25]ـ
و إياك و بارك الله فيك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 07:36]ـ
من يطيل ثوبه لأن هذا " يبدو أجمل " ..
أو لأجل ألا يبدو مختلفا عن من حوله ..
هل هذا تعدونه خيلاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 07:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن القول بالجواز أقعد والقول بالتحريم أحوط.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن القول بالجواز لغير الخيلاء أقعد والقول بالتحريم أحوط.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 08:50]ـ
شيخه العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أن هذه المسألة من المسائل التي يُنكر فيها على المخالف؛ لأن النصوص فيها واضحة. فليته كان خير خلَف لخير سلَف ..
وهنا تعقيب على من هوّن هذا المحرّم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13044
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 08:54]ـ
لما اننا اتينا بالمطلق والمقيد لماذا لا نتقيد بقول جماهير علماء الاصول
ونطبق شروط حمل المطلق على المقيد
ومن الشروط اتحاد السبب وفهذه المسأله لم تحد السبب
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
كلمة جميلة للشيخ الحمادي:
((أضيق الناس صدراً أجهلهم بالخلاف))
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 10:44]ـ
و أوسع الناس صدراً على المخالف من لا يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً
و قد أفادني نقل الشيخ سليمان عن الشيخ بكر توضيح كلام ابن تيمية الذي استدل به المفتي و الذي كنت أكملته من قبل من مرجعه لأبين أن المراد بعدم الخيلاء عند ابن تيمية أن يكون ذلك فيمن يتفق عنه عدم ذلك
و للأسف أن كلام ابن تيمية في الفتوى ناقص هكذا " ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه وما سوى ذلك فهو باق على الإباحة وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة "
و باقيه: " وإنما كلامنا فيمن يتفق عنه عدم ذلك " و لم يذكر هذا في الفتوى فحتى لو حمل المطلق على المقيد فلا يباح إلا لمن له عذر كما ذكر ابن تيمية
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 10:52]ـ
و من الشيوخ المعاصرين الذين يقولون بجواز الإسبال الشيخ سليمان الماجد
س: شيخنا الفاضل .. هل تنطبق قاعدة حمل المطلق على المقيد على النصوص الواردة في النهي عن الإسبال، فيحرم منه ما كان على وجه الخيلاء دون غيره؟ أم أنه من اختلاف الحكم والسبب؟
ج: قيل: بحمل هذا على اختلاف الحكم باختلاف السبب؛ فمن أسبله فله النار؛ لحديث: (ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)، ومن فعل ذلك خيلاء فلا ينظر الله إليه ولا يزكيه؛ للحديث الآخر، وقيل: بحمل المطلق على المقيد؛ فلا يحرم إلا على من أراد الخيلاء، والأقرب: هو حمل المطلق على المقيد، وهي إحدى الروايتين عن أحمد، وقول جماهير العلماء، وجمع من المحققين منهم ابن تيمية والصنعاني والشوكاني، ووجهه: أن قيد الخيلاء معتبر، ولم يورد في الحديث إلا لمعنى، واعتبر الفقهاء التقييد بالوصف في مثل هذه الأحوال؛ كوصف السائمة في زكاة المواشي، وغيره من الأوصاف كثير، وهذه هي دلالة مفهوم المخالفة التي يقول بها جماهير الفقهاء والأصوليين، وعند التأمل لا تجد أن هناك عقوبتين مختلفتين حتى نجمع بتعدد الأسباب؛ فعقوبتا صرف النظر والنار عقوبة واحدة جنساً لعمل واحد هو الإسبال خيلاء، ومما يؤكد ذلك أنه صلى الله عليه وسلم ذكر عقوبة النار لمن جره خيلاء في قوله: (من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار) رواه أحمد من حديث هُبيب بن مغفل، وهو صحيح؛ ما يعني أنهما عقوبتان لعمل واحد، ثم إن العقوبتين متلازمتان؛ فمن دخل النار لم ينظر الله إليه، ومن صُرف عنه نظر الباري سبحانه دخل النار، وإنما نُوعت لمزيد الزجر والوعيد. ويُقال من وجه آخر: جاءت عقوبة ثالثة في قوله صلى الله عليه وسلم: (من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام) رواه أبو داود، وهو صحيح؛ فهل نبحث عن سبب آخر يناسب هذه العقوبة؟
وقد تأيد هذا بالهدي العملي له صلى الله عليه وسلم حين قال لأبي بكر رضي الله عنه: (إنك لست ممن يفعله خيلاء)، ولا يمكن أن يُوجه هذا بكونه خاصاً بأبي بكر رضي الله عنه، ولا لأن الإسبال كان عارضاً وأنه يتعاهده؛ فالخصوصية تحتاج إلى دليل، أما التوجيه بكون استرخاء الإزار عارضاً؛ ففيه نظر؛ لأن المناسب للحال أن يقول: لا حرج عليك؛ لكونه استرخاءً عارضاً، وأنت تتعاهده، ولهذا لم يعدل صلى الله عليه وسلم عن ذكر هذين السببين إلى ذكر وصف الخيلاء إلا لإرادة ما دل عليه اللفظ من مفهوم، وأنه علة يدور معها الحكم وجوداً وعدماً، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليرضى لأبي بكر بالنار اكتفاء ببقاء نظر الله تعالى له. فإن قيل: ما سبب إطلاق العقوبة من قيد الخيلاء في نصوص كثيرة؟ يقال: أجاب عن ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله بقوله: ( .. لأن الإسبال مَظِنَّة الخيلاء فكُرِه؛ كما كُرِهت مظان سائر المحرمات).
ولهذا فإن الأرجح دليلاً وتعليلاً أنه يُحرم من الإسبال ما كان لخيلاء، ولا يحرم ما كان لغير ذلك، وهو قول الجمهور كما تقدم.
وليس المقصود من هذا هو مجرد التسهيل، ولا أن نبادىء الناس بذكر ذلك، ولكنها موقظة لطالب العلم المتخصص أن يجعل الأمر في نصابه، بأن يوطن نفسه على أن المسألة اجتهادية يسيرة من حيث دلالة النصوص؛ فلا يُقسم الخلق بناء عليها إلى صالح وطالح، ولا إلى تقي وشقي، وأن يعلم أنه يحصل بجعل القضية معيار الالتزام أو عدمه، وتفرقة الناس بناء على القول فيها أو العمل يحصل من المفسدة أضعاف ما نرجو من مصلحة حمل الناس على ما نراه راجحاً، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في نحو هذا المعنى في "مجموع الفتاوى" (35/ 74): ( .. ما يكرهون في الجماعة خير مما يجمعون من الفرقة). والله أعلم.
من موقع الشيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 11:41]ـ
قال الشيخ عبد الله البسام في التوضيح 3/ 127: وهذا القول أي القول بالتحريم أحوط وأما القول الأول فهو أصح من حيث الدليل وأجود من حيث التأصيل.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 12:20]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم لقد فاجأتني فتيا المصلح أصلحنا الله جميعا و جعلنا هداة مصلحين و لن نكون كذلك الا اذا اتبعنا سنة الرسول صلى الله عليه و سلم فقد قال: فمن رغب عن سنتي فليس مني و قال: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد و أظن أن الشيخ ابن باز رحمه الله ان لم تخني الذاكرة له ما يخالف فتوى الشيخ المصلح و على كل فلنا بحث ينطلق من اجماع و أحاديث تواترت عن رسول الله صلى الله غليه و سلم في النهي عن الاسبال و أن حجة ابن مسعود في الاسبال ان ثبتت تعارض صريح السنة أولا فيما يخص بالاحماع فقد نقلت في المجلد الأول من كتابي الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع عن الحافظ ابن القطان الفاسي الذي نقله عن الحافظ ابن عبد البر الاجماع على أن من السنة الصلاة في ثوب يصل نصف الساق و أصلته في كتابي في الاجماع و في كتابي:تنوير كل قول حالك ينفي القبض في الفرض عند مالك قائلا و بالله التوفيق: الدليل على الاجماع القائل بفضل الصلاة في ثوب يصل الى نصف الساقين قوله صلى الله عليه و سلم: أزرة المسلم الى نصف ساقيه فما أسفل من الكعبين ففي النار و هو في الصحيحين و قوله صلى الله عليه و سلم: لا صلاة لمسبل يعني لمسبل ازاره تحت الكعبة حديث صححه النووي تبعا للمزي من رواية و ضعفه الألباني و الأرنؤوط تبعا للمنذري انطلاقا من رواية أبي داودو لكن أخرجه أحمد في مسنده بسند صححه الهيثمي تبعا للحافظ المزي الذي عزاه للنسائي و قال الهيثمي لعله في الكبرى قلت و له شواهد كثيرة منها ما أخرجه أحمد و الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: دخلت على النبي صلى الله عليه و سلم و علي ازار يتقعقع فقال: من هذا؟ قلت عبد الله قال: ان كنت عبد الله فارفع ازارك فرفعت ازاري الى نصف الساقين فلم تزل ازرته حتى مات و أخرجه الهيثمي في المجمع من كتاب اللباس و صححه و وافقه الألباني و أخرج الامام أحمد و النسائي و الترمذي و ابن ماجه و ابن حبان و الحميدي عن حذيفة بن اليماني رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله ساقي فقال: هذا موضع الازار فان أبيت فأسفل فان أبيت فلا حق للازار بما دون الكعبين قلت و أخرج الهيثمي مثله عن أبي زرارة فان احتج أحدهم بما قاله النبي صلى الله عليه و سلم لأبي بكر الصديق:لست منهم يعني من يجرون ثيابهم خيلاء قلنا هذه تزكية خاصة لأبي الصديق دون غيره من الصحابة و ذلك لنهيه لكاتم سره حذيفة و لابن عمر و أبي زرارة و غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم و قد تواترت تواترا معنويا قلنا من ذلك:1/عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى أعرابيا قد أسبل ازاره فقال: المسبل ازاره في الصلاة ليس من الله في حل و لا حرام رواه الطبراني و عنه الهيثمي و هو شاهد لحديث لا صلاة لمسبل 2/و عن سمرة بن فاتك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمته و شمر عن مئزره ففعل ذلك أخذ من لمته و شمر عن مئزره رواه أحمد بسند جيد عند الهيثمي 3/عن خريم بن فاتك رواه الطبراني في المعاجم الثلاثة بسند فيه ضعف و رواه أحمد بسند أقوى 4/عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما تحت الكعبة من الازار ففي النار أخرجه أحمد بسند جيد و أصله في الصحيح 5/عن عمرو بن زرارة الأنصاري قال بينما هو يمشي اذ أسبل ازاره اذ لحقه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد أخذ بناصية نفسه و هو يقول: اللهم عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك فقال عمرو فقلت يا رسول الله اني رجل حمش الساقين فقال: صنع الله كله حسن أخرجه أحمد6/عن الشريد قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يجر ازاره قال: ارفع ازارك و أبق الله قال لكني أحنف تصتك ركبتاي قال: ارفع ازارك فكل خلق الله حسن قال فما رئي ذلك الرجل الا يصيب أنصاف ساقيه أخرجه أحمد و الطبراني و 7/عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ما أسفل من الكعبين من الازار في النار أخرجه
(يُتْبَعُ)
(/)
البزار بسند جيد كما في مجمع الزوائد 8/و عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: كل شيء جاوز الكعبين من الازار في النار أخرجه الهيثمي في المجمع 9/عن الحسين بن علي قال: ما أسفل الكعبين في النار أخرجه الطبراني 10/عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ازرة المؤمن الى نصف الساق و ليس عليه حرج بينه و بين الكعبين و ما أسفل من ذلك ففي النار أخرجه الطبراني بسند ضعيف لكن يشهد له ما في الصحيحين 11/و عن عطاء بن يسار عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لرجل و هو يصلي: اذهب فتوضأ قال فذهب و توضأ ثم جاء فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم اذهب فتوضأ ثم جاء فقال يا رسول الله أمرته أن يتوضأ ثم سكت فقال: انه كان مسبل ازاره ان الله تبارك و تعالى لا يقبل صلاة عبد مسبل ازاره أخرجه الهيثمي ثم قال: عزاه صاحب الأطراف الى النسائي و لم أجده في نسختي فلعله في الكبرى و قال رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح قلت و كذلك رواه النووي في رياض الصالحين لأبي داود و قال:صحيح رجاله رجال الصحيح و ذلك وهم منه الا أن الأرنؤوط و الألباني ضعفاه بأبي جعفر تبعا للمنذري في الترغيب و الترهيب لكن من دون أن يتطرقا الى اسناد أحمد و اسناد النسائي 12/و عن أبي اسحاق قال: رأيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتزرون على أنصاف سوقهم فذكر ابن عمر و زيد بن أرقم و أسامة بن زيد و البراء بن عازب رواه الطبراني و قال الهيثمي رجاله ثقات 13/و عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ائتزروا كما رأيت الملئكة قالوا يا رسول الله كيف رأيت؟ قال: الى أنصاف الساقين رواه الطبراني بسند ضعيف الا أنه يشهد له ما تقدم14/و عن عبد الله بن عمر و قد تقدم حديثه و تصحيح الهيثمي و الألباني له 15/حديث حذيفة بن اليماني و قد تقدم تصحيح الهيثمي و الألباني له فتبين بهذه النصوص أن النهي عن اسبال الثوب تحت الكعبة تواتر تواترا معنويا فسارعنا الى تخريجه كما أن الحافظ ابن عبد البر قال في كتابيه الاستذكار و التمهيد: و أجمعوا أن التشمير للرجال و أن الاسبال للنساء و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
و أوسع الناس صدراً على المخالف من لا يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً
يا سلام عليك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 06:36]ـ
أخي العزيز صاحب النقب
جزاك الله خيرا على مانقلت
لكن عندي أن ينظر في المسألة بحيث يبحث كلام شيخ الاسلام في غيرشرح العمدة لأن النقل عن العمدةفقط وجعله رأي شيخ الإسلام من غير الرجوع إلى كتبه الاخرى قصور في البحث لان العمدة من أوائل شروح الشيخ يوم كان شابالأخ الكريم، أولا: جزمتَ بأنّ كتاب "شرح العمدة": "من أوائل شروح الشيخ يوم كان شاب"، وهذا لم أره لعالمٍ متقدّم، سواء أكان من ذوي الاختصاص بشيخ الإسلام، أو ممّن ترجمَ له. ثمّ إنّ مجرّد الدّعوى دون إثبات تاريخ أو نص أو قرائن معتبرة، أمر غير مرضي، ولا يكفي لإقامة الدّعوى في مثل هذا الأمر: إثبات نوع تغاير في الفتيا أو الترجيح؛ فإنّ الحديث حديث فقه، بل فقه حنبليّ ... ثانيا: ألزمتَ الأخ الفاضل بمنهج التحقيق في مسألة علميّة، وأنا معك في هذا، غير أنه كان يلزمك أنت أولا قبل الاستدراك على مَن اعتمد قول شيخ الإسلام في "شرح العمدة"، وأنّ اعتماده يدلّ على: "قصور في البحث"، أن تثبت أنتَ خلاف ما ذَكر واعتمد، بأن تذكر قول شيخ الإسلام المخالف من كتبه الأخرى المتأخّرة على "شرح العمدة"، مع إثبات التأخّر .. ثالثا: هذه هديّتي لك، قال ابنُ مفلح في "الآداب الشرعيّة": (واختار الشّيخ تقي الدِّين رحمه الله عدم تحريمه، ولم يتعرّض لكراهة ولا عدمها).
ـ[الرابية]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 10:15]ـ
أولا: جزمتَ بأنّ كتاب "شرح العمدة": "من أوائل شروح الشيخ يوم كان شاب"، وهذا لم أره لعالمٍ متقدّم، سواء أكان من ذوي الاختصاص بشيخ الإسلام، أو ممّن ترجمَ له.
ثم إنّ مجرّد الدّعوى دون إثبات تاريخ أو نص أو قرائن معتبرة، أمر غير مرضي، ولا يكفي لإقامة الدّعوى في مثل هذا الأمر: إثبات نوع تغاير في الفتيا أو الترجيح؛ فإنّ الحديث حديث فقه، بل فقه حنبليّ ...
أخي الفاضل أشرف محمد جزاك الله خيرا على الإستدراك
ولعلك تعترض على أن الكتاب هو من أوائل كتب الشيخ لاكلمت (شاب) فهي مدرجةوأرجع عنها
أما مااعترضت عليه فلك أن تراجع كلام الشيخ الخضير في شرحه على اللامية مايدل فحو كلامه حفظه الله على ماذكرت لك
حيث وصف شرحه للعمدة بأنه متقدم
وكذا مانقله أحد الثقات عن الشيخ عبد العزيز القاسم حفظه الله
فهل أحلتك على ملي
ثانيا: ألزمتَ الأخ الفاضل بمنهج التحقيق في مسألة علميّة، وأنا معك في هذا، غير أنه كان يلزمك أنت أولا قبل الاستدراك على مَن اعتمد قول شيخ الإسلام في "شرح العمدة"، وأنّ اعتماده يدلّ على: "قصور في البحث"، أن تثبت أنتَ خلاف ما ذَكر واعتمد، بأن تذكر قول شيخ الإسلام المخالف من كتبه الأخرى المتأخّرة على "شرح العمدة"، مع إثبات التأخّر ..
أخي الفاضل لم أرد على الرأي وإنما أردت أن لا يكون الإعتمات في معرفت رأي شيخ الإسلام على العمدة فقط
وقد ذكرت هذا للفائدة
ثالثا: هذه هديّتي لك، قال ابنُ مفلح في "الآداب الشرعيّة": (واختار الشّيخ تقي الدِّين رحمه الله عدم تحريمه، ولم يتعرّض لكراهة ولا عدمها).
هدية مقبولة
(ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 12:24]ـ
من يطيل ثوبه لأن هذا " يبدو أجمل " ..
أو لأجل ألا يبدو مختلفا عن من حوله ..
هل هذا تعدونه خيلاء؟
لطلب الجواب ..
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 01:09]ـ
لسم الله و الصلاة على رسول الله و بعد لماذا طرح المسائل الشرعية اذا كان الاجماع و الأحاديث المستفيضة و المتواترة يقدم عليها رأي عمرو أو زيد الذي قد يصيب أو يخطئ ذلك لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لما نهى حذيفة و ابن عمر و أبا زرارة و وصلت اللائحة أكثر من العشرة من الصحابة و جاءت أحاديث بالنهي بصيغة العموم فعلى الأقل ينبغي أن توصلوا شيوخكم ما يعارض أقوالهم خاصة اذا كانت تدعي الاجماع المنبني على الأحاديث المتواترة أو المستفيضة فالحق أحق أن يتبع و الحق ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم المبلغ عن الله أما أقوال ابن تيمية بل و أحمد انما يستأنس بها و ينظر في دليلها و الله الموفق للصواب
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 02:51]ـ
الأخ الكريم الرابية،
كأنّك لم تُحسِن قراءة مشاركتي أو لم تتأمّلها جيدا ..
بارك الله فيك، ونفع بك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
و أوسع الناس صدراً على المخالف من لا يعرف معروفاً و لا ينكر منكراً
[/ COLOR]
ماشاء الله، رائعة ..
غفل عنها السلف وحذاق الخلف
((ذهب جمهور العلماء من المالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة (3) وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء))
وهؤلاء كلهم ماذا نقول فيهم؟!!
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 04:04]ـ
قال ابن عبد البر و أجمعوا أن التشمير للرجال و أن الاسبال للنساء و قد نهى النبي صلى الله عليه و سلم حذيفة و ابن عمر و ابا زرارة و سمرة بن فاتك و خريم و أنصاري لم يسم و جاءت في نهيه مطلقا أحاديث تعضد نهيه الخاص لهؤلاء الصحابة الفضلاء و ليس منا من يبلغ مد أحدهم و لا نصيفه و الحق أحق أن يتبع و الله الموفق
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 05:32]ـ
سؤال ما هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاوار
هل ثبت انه مسبل او هل ثبت الى نصف الساق
هذا هو المطلوب بحث والعمل به ولا تلتف الى قول اي احد بعده
ثم خلاف العلماء في الخيلاء وغيرها هل يلغى السنه برفع الازار
فلماذا الاشياخ القدوه التزموا الاسبال بحجه الجواز وهم غي نزاع فيه
وابتعدوا عن السنه وهي مطلب كل محب لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:05]ـ
اللهم فقهنا في الدين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 06:13]ـ
مسألتنا هنا ليست في الأكمل والأفضل
مسألتنا هل يلحق الإثم بمن أسبل لغير خيلاء أو لا؟
وإلا فلا شك أن اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يصبو إليه المسلم، وفيه الرفعة والكمال.وهو دليل الاستقامة على الحق.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:29]ـ
ماشاء الله، رائعة ..
غفل عنها السلف وحذاق الخلف
((ذهب جمهور العلماء من المالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة (3) وغيرهم إلى أن المحرم من الإسبال ما كان للخيلاء))
وهؤلاء كلهم ماذا نقول فيهم؟!!
نقول افهم قولهم جيداً و إذا رأوا شخصاً مسبلاً هل يقولون لا بد من الإطلاع على قلبه لمعرفة هل هو خيلاء أو كما قال ابن تيمية أحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة وإنما كلامنا فيمن يتفق عنه عدم ذلك
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 09:16]ـ
لسم الله و الصلاة على رسول الله و لا حول و لا قوة الا بالله أؤكد على أن الاجماع ملزم للمجتهدين من أهل العلم و أؤكد أن مسألتنا ثبت فيها و قد نقلناه في كتابنا الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع عن ابن القطان الفاسي الذي نقله من الانباه على استنباط الأحكام من كتاب الله لأبي الحكم منذر بن سعيد البلوطي حيث قال: و الاتفاق أن لباس النبي صلى الله عليه و سلم كان الى أنصاف ساقيه كما نقلنا عن ابن عبد البر في الاستذكار أنه قال: و أجمعوا على أن التشمير للرجال و أن الاسبال للنساء و قد بينا أن الصحابة أمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم برفع اثوابهم عن كعابهم و أن ما تحت الكعبة في النار و قد استفاضت و تواترت الأخبار بذلك و ما كان هذا حاله يكون واجبا على المسلمين العلم و العلم و التقيد به سواء تفاوتوا في ذلك فمنهم من يقول التشمير مندوب اليه كما هو الحال بالنسبة للأئمة أصحاب المذاهب أو الوجوب كما هو بالنسبة لبعض الصحابة و انكار الرسول صلى الله غليه و سلم يجعلنا ننكر على كل من أسبل ثيابه سواء مخيلة أو غير خيلاء الا أن الذي يسبله خيلاء لا ينظر الله اليه و أما الذي يسبله لغير مخيلة فان ما تحت الكعبة في النار و من جعل يوم القيامة في ضخضاخ من النار يغلي منه دماغه ما أظنه مفلحا في تقليده لعمرو أو زيد لأن الرسول قد بين و حذر قائلا: ما تحت الكعبة في النار و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 09:39]ـ
نقول افهم قولهم جيداً و إذا رأوا شخصاً مسبلاً هل يقولون لا بد من الإطلاع على قلبه لمعرفة هل هو خيلاء أو كما قال ابن تيمية أحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة وإنما كلامنا فيمن يتفق عنه عدم ذلك
بارك الله فيك
ولعلك توجه هذه النصيحة لكل من جوّز الإسبال بغير خيلاء
ومنهم الشيخ القاضي سليمان الماجد والشيخ خالد المصلح وغيرهما وهم كثير.
ـ[الغُندر]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 12:48]ـ
ما الجواب على ما رواه ابو داود وغيره وصححه الترمذي والنووي وغيرهما من حديث ابي تميمة الهجيمي عن ابي جري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياك واسبال الازار فانه من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 02:35]ـ
مَن هو ابن مفلح؟ وما مدى اختصاصه بشيخ الإسلام ابن تيميّة (أحمد بن عبد الحليم، ابن تيميّة، النُّمَيري، الحَرَّاني، تقيّ الدّين، أبو العبّاس، ت: 728)؟ - ابن مفلح: محمد بن مفلح بن محمد، شمس الدِّين، المقدسي ثم الصالحي الراميني، أبو عبد الله، شيخ الحنابلة في وقته، (ت: 763). له: "الفروع"، و"الآداب الشرعية"، وغيرها. قال له شيخ الإسلام: ما أنت ابن مفلح، أنت مفلح.- كان ابن مفلح رحمه الله من أخبر الناس بمسائل واختيارات شيخ الإسلام، حتى أنّ ابن القيّم كان يراجعه في ذلك. انظر: مصادر ترجمة ابن مفلح ...
قال ابنُ مفلح في "الآداب الشرعيّة": (واختار الشّيخ تقي الدِّين رحمه الله عدم تحريمه، ولم يتعرّض لكراهة ولا عدمها).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 02:46]ـ
الذي يعرفه كل من له اختصاص بشيخ الإسلام =أن شرحه على العمدة من كتبه القديمة ولو تتبعنا اختيارات الشيخ التي تخالف ما في شرح العمدة لبلغت مجلداً ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
المسألة خلافية، والخلاف فيها قوي ومعتبر، وسيبقى الخلاف فيها إلى يوم الدين، فلا غرابة أن يخالف التلميذ فيها شيخه،،،،
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 02:06]ـ
إذا نظرنا لإنكار الإسبال فالكل ينكره سواء قال لأنه محرم أو قال لأنه مظنة المحرم (أي الخيلاء) و إنما لا ينكر على المعذور أي من وقع منه الاسبال اتفاقاً بلا خيلاء حسب كلام ابن تيمية
ـ[أبو عبدالرحمن الدوسي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 03:53]ـ
وجدت لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22/ 144) ما نصه: " وَسُئِلَ:
عَنْ طُولِ السَّرَاوِيلِ إذَا تَعَدَّى عَنْ الْكَعْبِ هَلْ يَجُوزُ؟.
فَأَجَابَ:
طُولُ الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ وَسَائِرِ اللِّبَاسِ إذَا تَعَدَّى لَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ. كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الثَّابِتَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:: {الْإِسْبَالُ فِي السَّرَاوِيلِ وَالْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ} يَعْنِي نَهَى عَنْ الْإِسْبَالِ "
وقال في الإقتضاء (130) ما نصه: " وأما ما ذكره أبو الحسن الآمدي وابن عقيل من أن السدل هو إسبال الثوب بحيث ينزل عن قدميه يجره فيكون هو إسبال الثوب وجره المنهي عنه فغلط مخالف لعامة العلماء وإن كان الإسبال والجر منهيا عنه بالاتفاق والأحاديث فيه أكثر وهو محرم على الصحيح لكن ليس هو السدل "
هذا والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن الدوسي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 03:56]ـ
وقال الألباني في أحد دروسه المفرغة:
" وهنا شبهة ترد كثيراً وكثيراً في مثل هذه المناسبة، يقولون: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث السابق: (من جر إزاره خيلاء)، فنحن اليوم سواءً كنا شباباً أو شيوخاً، لا نجر الثياب تحت الكعبين خيلاء، وإنما هو عادة و (موضة) ويحتج أولئك بما جاء في صحيح البخاري: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الوعيد الشديد لمن يجر إزاره خيلاء قال: (يا رسول الله! فإن ثوبي يقع، فقال له عليه السلام: إنك لا تفعله خيلاء)، فيتمسك أولئك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام هذا لـ أبي بكر، ويحتجون به على أن إطالة الثوب تحت الكعبين إنما يكون ممنوعاً إذا اقترن بهذا القصد السيئ، ألا وهو: الخيلاء والتكبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن أقول: جوابي على هذا من وجهين اثنين: الأول: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يقل: أنا حينما أُفَصِّل ثوبي أجعله طويلاً تحت الكعبين لا أقصد بذلك الخيلاء، وإنما قال: يقع! وهذا يعرفه الذين اعتادوا أن يلبسوا العباءة، فقد تكون العباءة مُفَصَّلة حسب السنة، أي فوق الكعبين؛ لكن مع الانطلاق والسير والعمل والصلاة تصبح العباءة متدلية إلى الخلف فتنزل إلى ما تحت الكعبين هذا هو الذي أشار إليه أبو بكر في سؤاله، وقال له الرسول صلوات الله وسلامه عليه: (إنك لا تفعله خيلاء).
أما أن يأتي الرجل فيُفَصِّل الثوب -أيَّ ثوبٍ كان مما سبقت الإشارة إليه- طويلاً خلافاً للشرع، ويبرر ذلك بأنه لا يفعل ذلك خيلاء، فهذا من تلبيسات الشيطان على بني الإنسان.
وبعد هذا نقول في الجواب عن هذه الشبهة، بعد أن أوضحنا أن حديث أبي بكر الصديق إنَّما يعني الثوب الذي يستطيل بدون قصد صاحبه، ما لَمْ يُوْصِلُه صاحبه ويفصِّله طويلاً تحت الكعبين، ويدَّعي أنه إنما يفعل ذلك بغير قصد الخيلاء، نقول: ليس من المفروض في المجتمع الإسلامي الصحيح أن يعمل المسلم -فضلاًَ عن جماهير المسلمين- عملاً يحتاج كل منهم إلى أن يبرر هذا العمل بحسن النية، فهذا الأمر لا يكاد ينتهي، وهذا يخالف نصوصاً من الأحاديث الصحيحة التي تربي المسلم على ألاَّ يعمل عملاً، وألاَّ يتكلم كلاماً، وألاَّ يقول قولاً يحتاج بعد ذلك كله إلى أن يقدم له عذراً، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لا تَكَلَّمَنَّ بكلام تعتذر به عند الناس) هذا خاص بالكلام؛ لكن يأتي الحديث الآخر يشمله ويشمل غيره من الأعمال، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (إياك وما يُعْتَذَرُ منه!).
فمن يطيل ثوبه تحت الكعبين، فيُنْكِرُه عليه العارف بالسنة، فيقول: يا أخي! أنا لا أفعل ذلك خيلاءً، -كما قال أبو بكر الصديق -.
فأولاً: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف أبا بكر الصديق، وعرف تواضعه، وأنه قد تبرأ من الكِبْر ولو ذرة منه، فقال وشهد له بأنه لا يفعل ذلك خيلاء، فليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد يستطيع أن يشهد مثل هذه الشهادة لإنسان آخر، لا سيما في مثل هذه المجتمعات الفاسدة.
وثانياً: قد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ... ) هذا الحديث يضع لك منهجاً عملياً يجب أن تلتزمه، دون أن تبرر مخالفتك إياه بحجة أنك لا تفعل تلك المخالفة خيلاء، حيث يقول: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار).
فهنا لا يُسْمَعُ مِن أحد يطيل ثوبه إلى ما تحت الكعبين أنه لا يفعل ذلك خيلاءً؛ لأننا نقول: إنك تفعل ذلك مخالفة لهذا النهج النبوي، وانتهى الأمر، أما إن انضمَّ إلى ذلك أنك فعلتَه خيلاءً فقد استحققت ذلك الوعيد الشديد، ألاَّ ينظر الله تبارك وتعالى إليك يوم القيامة نظرةَ رحمة.
ذلك هو ما ابتلي به شباب اليوم، لاسيما وهم يتخذون ذلك من باب اتباع التقاليد الأوروبية والموضة الغربية، من إطالة السروال -أعني: البنطلون- حتى يكاد يتهرَّى من أسفل بسبب اتصاله بالأرض، فهذا محرم لا يجوز؛ سواءً قصد لابسُه الخيلاء أو لم يقصده، وهي في الأصل ابتُدِعَت من هناك تكبراً وخيلاء، لا شك في هذا ولا وريب؛ لأن الكفار لا يهمهم في هذه الدنيا إلا التمسك بحب الظهور والتكبر على الناس ونحو ذلك، وما دام أن هذه الأزياء إنما تأتينا من تلك البلاد فهي لم يُقْصَد بها قطعاً وجه الله تبارك وتعالى، إنما قُصِد بها وجه الشيطان.
وهذا الكلام يشمل كل الأزياء التي تَرِد إلى هذه البلاد الإسلامية؛ سواء ما كان منها متعلقاً بأزياء الرجال أو بأزياء النساء، فكيف ما كان منها مخالفاً لمثل ذلك الحديث الصريح الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (أَزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار)؟! هذا مما يجب على كل مسلم يغار على دينه ويهتم به أن يكون بعيداً عن غضب ربه تبارك وتعالى عليه، ولا نقول: هو حريص على اتباع السنة؛ لأن السنة مراتب، قد تدخل تحتها الأمور المستحبة، نحن الآن نتكلم عن الأمور الواجبة، انظر الحديث السابق: (أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق ... ) هذا هو المستحب؛ لكن إذا أطاله إلى الكعبين فهذا جائز وليس بمحرم؛ لكن إن زاد في الإطالة حتى تحت الكعبين فهذا محرم وصاحبه في النار، وينبغي أن يُفْهم من قوله عليه السلام: (وما طال ففي النار) أنه لا يعني: الثوب؛ لأن الثوب ليس مكلفاً ولا يحاسَب! وهذا له أمثلة كثيرة في الشريعة، منها ما نفتتح به خُطَبَنا ودروسَنا من قوله عليه السلام: (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) أي: كل بدعة في النار، فما هي البدعة؟! هي شيء معنوي وليس شيئاً مُجَسَّماً؛ لكن معنى قوله: (وكل ضلالة في النار) أي: صاحبها في النار.
وكذلك الإزار الذي يطيله صاحبه إلى أسفل الكعبين، صاحبه في النار.
هذه تذكرة أردتُ أن أوجهها إليكم؛ لإرشاد من كان يريد منكم أن يكون تحت رحمة ربه عز وجل يوم يُحْشَر الناس {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88 - 89] "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 10:28]ـ
الأخ الكريم (أبو عبد الرحمن الدوسي) أما النص الأول لشيخ الإسلام .. فليس فيه القول الفصل .. وأما النص الثاني، فالذي يظهر لي (والله أعلم) أن قول شيخ الإسلام (محرم على الصحيح) يعني: على الصحيح من المذهب. أو: بشرط الخيلاء .. هذا ما فهمته من سياق النص الثاني .. ومن مجموع الحال والمقال .. ولا أستطيع أن أدع القواعد لنصوص محتملة مشتبهة .. ها هو ابن مفلح، الخبير بابن تيمية، وله اطلاع على "اقتضاء الصراط المستقيم" لم يَفهَم من نص "الاقتضاء" ما أظنه قد فهمته أنت منه .. وها هي نصوص شيخ الإسلام المفصّلة في المواضع الأخرى من كتبه .. أين نذهب بهذا .. وكتاب "شرح العمدة" تعامل معه التلاميذ وأئمة المذهب على أنه كتاب معتمد في نقل فقه المذهب واختيارات الشيخ تقي الدين .. ولم يحكموا عند الاختلاف بين ما في "شرح العمدة" وبين ما في غيره بإعمال الناسخ والمنسوخ .. وهذا متقدم وذاك متأخر .. هذا ما ظهر لي، والعلم عند الله .. وأما قول أحد المشايخ أن طريقة ابن تيمية في "شرح العمدة" فيها من الاهتمام بتحقيق الروايات .. إلخ ما يدل على أنه كتب الشرح في أوائل عمره وأن روح التقليد ظاهرة .. فقد رأى غيره غير ما رأى .. والرأي أن شيخ الإسلام تمتع في "شرح العمدة" "بالروح الأكاديمية" فهو يتناول شرح متن حنبلي .. ولذلك فإن المطلوب منه الاستفراغ في بيان المذهب والروايات وإلى آخر ما يلزم .. لا أنه ينصرف عن تحقيق المذهب إلى مكان بعيد .. ثم إنه قد جاء في مقدمة "شرح العمدة" أن الشيخ ألّفه تحت رغبة بعض "الأصحاب" .. فأرجو أن نتأمل في هذه .. والله أعلى وأعلم، والخطأ عليّ وارد .. وما أبرىء نفسي .. والله أعلم.
وأنا في الحقيقة أتحفظ من الخوض في هذا الموضوع .. ولكني قد استدرجت إليه استدراجا .. ومشاركتي تدور حول نقطة بحث وحيدة .. ولا تدور في أصل الموضوع .. والله أعلم
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 11:30]ـ
وجدت لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22/ 144) ما نصه: " وَسُئِلَ:
عَنْ طُولِ السَّرَاوِيلِ إذَا تَعَدَّى عَنْ الْكَعْبِ هَلْ يَجُوزُ؟.
فَأَجَابَ:
طُولُ الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ وَسَائِرِ اللِّبَاسِ إذَا تَعَدَّى لَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ. كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الثَّابِتَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:: {الْإِسْبَالُ فِي السَّرَاوِيلِ وَالْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ} يَعْنِي نَهَى عَنْ الْإِسْبَالِ "
وقال في الإقتضاء (130) ما نصه: " وأما ما ذكره أبو الحسن الآمدي وابن عقيل من أن السدل هو إسبال الثوب بحيث ينزل عن قدميه يجره فيكون هو إسبال الثوب وجره المنهي عنه فغلط مخالف لعامة العلماء وإن كان الإسبال والجر منهيا عنه بالاتفاق والأحاديث فيه أكثر وهو محرم على الصحيح لكن ليس هو السدل "
هذا والله تعالى أعلم
أما قول شيخ الإسلام (لَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ) قطعي في ذهابه إلى التحريم , فلا يقال ليس له كذا في الكراهة.
وقد أكده بقوله (نهى عن الإسبال) ولو أنه ذاهب للتقييد لوجب عليه ذكره في هذا الموطن.
وقد قال رحمه الله كما في (مجموع الفتاوى 22/ 147):
فإن النساء على عهده كن يلبسن ثياب طويلات الذيل بحيث ينجر خلف المرأة إذا خرجت والرجل مأمور بأن يشمر ذيله حتى لا يبلغ الكعبين ولهذا لما نهى النبى الرجال عن إسبال الإزار وقيل له فالنساء قال يرخين شبرا.اهـ المقصود
وترجيحه في الإقتضاء يؤكد هذا , لاسيما أنه فرّق بين الجر والإسبال , وقال هو محرم على الصحيح ويقصد الإسبال للإجماع على تحريم الجر كما هو معلوم والله أعلم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 11:41]ـ
يقول محمد تقي العثماني (تكملة فتح الملهم4/ 74):
أن العلة الأصلية من وراء تحريم الإسبال هي الخيلاء , كما صرح به الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الباب , ولكن تحقق الخيلاء أمر مخفيّ ربما لا يطلع عليه من ابتلي به , فأقيم سببه مقام العلة , وهو الإسبال , وهذا كالقصر في السفر , فإن علته هي المشقة , ولكن المشقة أمر مجمل لا ينضبط بضوابط , فأقيم سببها مقام العلة , وهو السفر , وعلى هذا , كلما تحقق الإسبال تحت الكعبين جاء المنع, إلا في غير حالة الإختيار , فإن انتفاء الخيلاء أمر متيقن , لأن الخيلاء لا تتحقق بفعل لا قصد للعبد فيه , ومن هذه الجهة أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسبال لأبي بكر رضي الله عنه وقال له ((لست ممن يصنعه خيلاء)) , وبهذا تنطبق الروايات , والله سبحانه أعلم.أهـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
قال الحافظ (10/ 217) عقب رواية أحمد: " فكأن شده كان ينحل إذا تحرك بمشي أو غيره بغير اختياره، فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي، لأنه كلما كاد يسترخي شده ". ثم ذكر أن في بعض الروايات أنه كان نحيفا.
قلت (الألباني القائل): فهل يجوز الاستدلال بهذا و الفرق ظاهر كالشمس بين ما كان يقع من أبي بكر بغير قصد، و بين من يجعل ثوبه مسبلا دائما قصدا! نسأل الله العصمة من الهوى.انتهى
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
ولا يجوز أن يظن أن المنع من الإسبال مقيد بقصد الخيلاء .... فمراده صلى الله عليه وسلم أن من يتعاهد ملابسه إذا استرخت حتى يرفعها لا يعد ممن يجر ثيابه خيلاء لكونه لم يسبلها، وإنما قد تسترخي عليه فيرفعها ويتعاهدها ولا شك أن هذا معذور، أما من يتعمد إرخاءها سواء كانت بشتا أو سراويل أو إزارا أو قميصا فهو داخل في الوعيد وليس معذورا في إسباله ملابسه، لأن الأحاديث الصحيحة المانعة من الإسبال تعمه بمنطوقها وبمعناها ومقاصدها.اهـ
هذه الفوائد وغيرها منقولة من هذا الرابط
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=356885&page=2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 09:43]ـ
الأخ الكريم (القضاعي)، سلام، أمّا بعد:
الوقت أنفس من أن يضيع في تكرار المعاني، وهي قريبة مبثوثة ..
[الخلاصة] نصوص شيخ الإسلام في مسألة "الإسبال" على قسمين:
1 - نصوص مجملة.
2 - نصوص مبيّنة مفصّلة.
الواجب: حمل المجمل على المبيّن.
ومن باب (ولكن ليطمئن قلبي): نتلمّس اختياره في أقوال تلامذته المبثوثة:
أ - في كتب "الاختيارات".
ب - في كتبهم الأخرى.
ثم: إنْ كان الحافظ ابن قيِّم الجوزية تلميذ شيخ الإسلام، كان يراجع ابن مفلح في اختيارات الشيخ، فأولَى بنا فَأَولَى، ثم أَوْلَى بنا فأولى ..
[فائدة] طائفة من الفقهاء يقولون: إنّ الجر والإسبال "للخيلاء": مكروه، غير محرّم. "مجموع الفتاوى"20/ 277.
ـ[القضاعي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 10:22]ـ
[فائدة] طائفة من الفقهاء يقولون: إنّ الجر والإسبال "للخيلاء": مكروه، غير محرّم. "مجموع الفتاوى"20/ 277.
عفا الله عني وعنك
إنما ذكر هذا القول شيخ الإسلام على سبيل الإنكار لا الإقرار خلال عرضه لمسألة عدم خلو المسائل من خلاف وإن كنت من القطعيات فتنبه.
وأما ابن مفلح فكأنه نقل عن شرح العمدة ولعله لم يطّلع على هذا القول عن شيخ الإسلام كما عرفناه في الفتاوى , والإحاطة ليست لبشر فتأمل.
والمهم النظر في الأقوال وليس في قائليها بارك الله فيك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 10:42]ـ
الأخ الكريم (القضاعي) بارك الله فيكأولا: لعلك لم تلحظ كلمة [فائدة] .. وإلا فأنا منتبه، ولله الحمد، فتنبّه! ثانيا: تقول: (فكأنه ... ولعله ... )، ثم تستدرك على ابن مفلح بقولك: (كما عرفناه في الفتاوى). الله أكبر! عرفتَ أنت ولم يَعرف ابن مفلح! أحطتَ أنت ولم يُحط ابن مفلح! فهمتَ أنت وغاب عن ابن مفلح! .. ثم نصوص مبيّنة تضربها بنصوص أخرى مجملة! أهكذا التحقيق في المسائل؟! ثالثا: ثم إذا ما جنّبنا الهوى والميل في دراسة المسائل: ما الذي يجعلك تغض الطرف عن: النصوص البيّنة المبيّنة في "شرح العمدة"، والنص الصريح الواضح لابن مفلح في "اختيار شيخ الإسلام"، وتتمسك بالنصوص المجملة المحتملة المشتبهة في الكتب الأخرى .. خاصة عند عدم العلم بتاريخ هذه المصنفات .. ؟! أخيرا: انظر: المشاركة: 47 وآخر سطر من المشاركة: 44.
ـ[القضاعي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:42]ـ
وفيك بارك وغفر الله لي ولك ولمن يقرأ
فها أنا جنبت الهوى المظنون جانباً كما أمرت وأقول:
التحقيق رحمك الله بأن نقول أن لشيخ الإسلام أقوال متعارضة في حكم شرعي من أحكام الشريعة.
ولاشك من أن تلاميذ الشيخ أخبر بشيخهم من غيرهم.
ولكن يقال ذلك عندما ينقل لنا العلامة ابن مفلح القولين لشيخ الإسلام ثم ينص على اختياره لاحدهما.
ولا اظنك ستقول أن أقوال شيخ الإسلام في مسألة الإسبال ليست متعارضة!
وأما قولك (الله أكبر! عرفتَ أنت ولم يَعرف ابن مفلح! أحطتَ أنت ولم يُحط ابن مفلح! فهمتَ أنت وغاب عن ابن مفلح! .. )!!!
فلن تجد في مقالي لو تأملت تقليلا لشأن العلامة ابن مفلح وابرأ بك أن تتابع المقلدة في قولهم (لن يخفى على الإمام ما ظهر لكم)؟!!!
وعلى العموم يجب أن نعلم أن قول شيخ الإسلام هو قول من أقوال أهل العلم سواء كان راجحاً أو مرجوحاً ولا يجوز أن نجعله مرجحاً لا سيما والمسألة فقهية وليست عقدية والله الموفق.
ـ[القضاعي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 01:45]ـ
وأخيرا من باب بذل العلم:
فلو تفيدنا وفقك الله وتبين لي المجمل من المبين من أقوال شيخ الإسلام في هذه المسألة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 02:24]ـ
الأخ الكريم (القضاعي)
ليست متعارضة قولا واحدا
وعلى سبيل التنزّل؛ فإنّه إن كان ثمّة تعارض فيما يبدو للناظر؛ فإنّ القول قول ابن مفلح القاطع للنزاع في هذه المسألة ..
ترميني بعد ذلك بالتقليد .. تصفني بكيت وكيت .. فاعلم رحمك الله أنه لن يتغير من الأمر شيء ..
وتقليد يعصم من الزلل .. خير من اجتهاد يودي إلى الشطط والغلط ..
ومع ذلك فإنّي من التقليد (المذموم) أفر .. ولكن كل شيء بقدر وميزان ..
ولا تَلزمني خطبتك الأخيرة الواردة في آخر سطر مشاركتك، برقم: 50 .. ذلك، لو تأملت آخر سطر مشاركتي، برقم: 44 ..
وأكتفي بهذا القدر .. فقد دبّ في نفسي الملل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أيو يزيد]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 01:41]ـ
منقول
رأي الذهبي وابن حجر في إسبال الثياب.
بادي ذي بدء هناك رواية في الصحيحين تبين أن الإسبال في كل شيء وليس خاصا في الإزار وتغني عما سواها وهي:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء) متفق عليه
قال الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء ج3/ص233 - 234:
أخبرنا إسحاق الأسدي أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن قزعة قال رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة أو جشبة فقلت له إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيناي أن أراه عليك قال أرنيه فلمسه وقال أحرير هذا قلت لا إنه من قطن قال إني أخاف أن ألبسه أخاف أكون مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور قلت كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين ولو كان من غير ذهب ولا حرير فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بفرو من أثمان أربع مئة درهم ونحوها والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر فإن نصحته ولمته برفق كابر وقال ما في خيلاء ولا فخر وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه وقيل له قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار يقول إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء وأنا لا أفعل خيلاء فتراه يكابر ويبرى ء نفسه الحمقاء ويعمد إلى نص مستقل عام فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء ويترخص بقول الصديق إنه يا رسول الله يسترخي إزاري فقال لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء فقلنا أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا بل كان يشده فوق الكعب ثم فيما بعد يسترخي وقد قال عليه السلام إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيا لكعابه ومنه طول الأكمام زائدا وتطويل العذبة وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس وقد يعذر الواحد منهم بالجهل والعالم لا عذر له في تركه الإنكار على الجهلة فإن خلع على رئيس خلعة سيراء من ذهب وحرير وقندس يحرمه ما ورد في النهي عن جلود السباع ولبسها الشخص يسحبها ويختال فيها ويخطر بيده ويغضب ممن لا يهنيه بهذه المحرمات ولا سيما إن كانت خلعة وزارة وظلم ونظر مكس أو ولاية شرطة فليتهيأ للمقت وللعزل والإهانة والضرب وفي الآخرة أشد عذابا وتنكيلا فرضي الله عن ابن عمر وأبيه وأين مثل ابن عمر في دينه وورعه وعلمه وتألهه وخوفه من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها والقضاء من مثل عثمان فيرده ونيابة الشام لعلي فيهرب منه فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب أهـ
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: ج10/ص259
ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء قال النووي ظواهر الأحاديث في تقييدها بالجر خيلاء يقتضي أن التحريم مختص بالخيلاء ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال من أجل ستر العورة لأن جميع قدمها عورة فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها إلا أنه بين لها أنه عام مخصوص لتفرقته في الجواب بين الرجال والنساء في الإسبال وتبيينه القدر الذي يمنع ما بعده في حقهن كما بين ذلك في حق الرجال والحاصل أن للرجال حالين حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق وحال جواز وهو إلى الكعبين وكذلك للنساء حالان حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر وحال جواز بقدر ذراع.
فتح الباري ج10/ص263:
فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما ان كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر وان كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول وقد صحح الحاكم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبسه المرأة وقد يتجه المنع فيه من جهة أن لابسه لا يأمن من تعلق النجاسة به.
فتح الباري ج10/ص264:
قال بن العربي لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبة ويقول لا أجره خيلاء لأن النهي قد تناوله لفظا ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول لا أمتثله لأن تلك العلة ليست في فإنها دعوى غير مسلمة بل إطالته ذيله دالة على تكبره اه ملخصا وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء. انتهى
فتوى لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ج22/ص144
وسئل عن طول السراويل إذا تعدى عن الكعب هل يجوز؟
فأجاب:
طول القميص والسراويل وسائر اللباس إذا تعدى ليس له أن يجعل ذلك أسفل من الكعبين كما جاءت بذلك الأحاديث الثابتة عن النبى وقال الإسبال فى السراويل والأزار والقميص يعنى نهى عن الإسبال.
قال أبوداود رحمه الله تعالى:
حدثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه".
وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110712
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبد الغني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 06:53]ـ
وإنما كلامنا فيمن يتفق عنه عدم ذلك
شرح العمدة ج 4 ص 366
أي من عرف عنه أنه أسبل لحاجة مثل ابن مسعود أو من غير قصد مثل أبي بكر أو نحوه و إلا فالغالب و المظنون في من أسبل أنه خيلاء و ينكر عليه حتى يعرف له عذر مقبول مثلهما هذا هو الذي فيه الخلاف
كيف نتّهم من أسبل ثوبه ونجزم أنه خيلاء (مع انه مرض قلبي لايعلم به الا الله) وننكر عليه مع ان الاصل حسن الظن بالناس وبراءة الذمة ....
ـ[باحث أكاديمي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 07:02]ـ
لا تخلطوا بين الانكار على العامي المسبل ثوبه وبين الانكار على المخالف المجتهد الذي يرى بجواز الاسبال ان لم يكن بخيلاء.
فرقوا هداكم الله.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 08:33]ـ
كيف نتّهم من أسبل ثوبه ونجزم أنه خيلاء (مع انه مرض قلبي لايعلم به الا الله) وننكر عليه مع ان الاصل حسن الظن بالناس وبراءة الذمة ....
لا نجزم لكنه مظنة خيلاء كما في كلام ابن تيمية و الفقهاء أحياناً يقيمون المظنة مقام المئنة و لهذا قال ابن تيمية أن من قال إنه لا يحرم الإسبال لغير خيلاء أن مراده في من يتفق عنه عدم ذلك فلا يكون خيلاء و لا مظنة خيلاء و عندها لا ينكر عليه
ـ[علاء السيوطى]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 08:36]ـ
فليت الأخوة الذين اشغلو الأمة وارادوا عسف الناس للأخذ برأيهم ان يعرفوا اقول اهل العلم في المسألة قبل ان ينكروا ....
جزاك الله خيرا فالمسألة خلاف مشهور قديما وحديثا عند اهل العلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:15]ـ
لا نجزم لكنه مظنة خيلاء كما في كلام ابن تيمية و الفقهاء أحياناً يقيمون المظنة مقام المئنة و لهذا قال ابن تيمية أن من قال إنه لا يحرم الإسبال لغير خيلاء أن مراده في من يتفق عنه عدم ذلك فلا يكون خيلاء و لا مظنة خيلاء و عندها لا ينكر عليه
هذا لا ينضبط
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 02:40]ـ
هذا لا ينضبط
ملاحظة: الأخ أمجد ممكن أن يكون المراد و الله أعلم عند شيخ الإسلام
أن ما كان مظنة المحرم يباح للحاجة أما من قال أنه محرم لذاته و ليس لأنه مظنة فلا يباح إلا لضرورة
و هذا مثل الخلاف في كشف الوجه للمرأة و لا نريد تحويل الموضوع له
فمن قال إنه عورة فكشفه محرم لذاته و لا يباح إلا لضرورة كالحنابلة
أما من قال محرم لأنه مظنة الفتنة فيقول يجوز كشفه للحاجة مثل الحنفية و المالكية و الشافعية
و لا أحد منهم يقول بكشفه دائماً
و لعل الإسبال مثل ذلك كما حكى شيخ الإسلام الخلاف فيه
من قال إنه محرم لذاته لأنه خيلاء قال لا يجوز إلا لضرورة
و من قال أنه محرم لأنه مظنة الخيلاء قال يباح للحاجة
و لا يقولون بإباحته مطلقاً، فمرادهم بالاباحة لغير الخيلاء من يتفق عنه عدم ذلك أي عدم الخيلاء
و الله أعلم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 02:49]ـ
في الحقيقة؛ إن المرء ليستغرب من (غالب) الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع؛ إذ قد استعرضوا أقوال أهل العلم (فقط)!. ولكن أين أقوال النبي (ص) منهم؟!
هل غفلوا عن مثل قوله (ص):
«1 - إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ
_2 - وَلا حَرَجَ أَوْ لا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ
_3 - مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ
_4 - وَمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ»
___أخرجه مالك، وأحمد، والحميدي، وأبو داود، وابن ماجة، والطياليسي، وابن حبان، وغيرهم كثير؛ جميعهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري نحوه.
___والحديث (بهذا لإسناد) صححه النووي في «رياض الصالحين»، وقال الحافظ العراقي في "المغني": «قال محمد بن يحيى الذهلي: كلا الحديثين محفوظ [يقصد حديث أبي هريرة، وحديث أبي سعيد]» لهـ، وصححه الشيخ الألباني في "المشكاة"، و"صحيح الترغيب والترهيب"، و"صحيح أبي داود"، وغيرها.
? والشاهد من الحديث (ظاهر)؛ أن النبي (ص) ذكر الأمرين معًا:
__1 - الإسبال مجردًا عن الخيلاء؛ حيث توعد فاعله بالنار؛ فقال: «مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ».
__2 - الإسبال بطرًا (=خيلاء)؛ حيث توعد فاعله بإعراض الله عنه، وأنه لا ينظر إليه بالرحمة؛ فقال: «وَمَنْ جَرَّ
_____إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ».
فَذِكْرُ الأمرين معًا؛ يقتضى التغاير -قطعًا- بينهما؛ مما يرجح قول من ذهب إلى التحريم.
___وهذا الحديث؛ يجزم بخروج المسألة من دائرة الاجتهاد، والخلاف (المعتبر)؛ لثبوت النص القاطع بذلك. أما المجتهدون الذين قالوا بقول الجمهور؛ وقد خفي عليهم هذا الحديث؛ فلهم أجر واحد، ولا تثريب عليهم. وأما من وقف على هذا الحديث، ثم أراد أن يتشبث بقول الجمهور، ويقول بوجود الخلاف (المعتبر) في هذه المسألة؛ فلا أظنه بين الأجر والأجرين بحال؛ بل ليس له إلا الإثم؛ والله ورسوله أعلم.
هذه خلاصة ما أعتقده في هذه المسألة؛ كتبتها على عجالة؛ وإلا فأنا لم أقصد الاستيعاب فيما أكتب.
فأسأل الله للجميع الهداية والسداد؛ إنه ولي ذلك، وهو رب العباد.
? تنبيه هام:
_____على اعتبار عدم وجود هذا الحديث؛ فوجوه الرد على قول الجمهور كثيرة جدًا؛ تكاد تصل إلى القطع بخطأهم فيما ذهبوا إليه؛ مما يخرج المسألة -على الراجح- من دائرة الخلاف (المعتبر). وقد استفاض الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني في الرد على من جوز الإسبال بغير خيلاء في غير كتاب له وشريط. ولو أذن الله لي؛ فسوف أشير إلى هذه المواضع؛ لأثري الموضوع؛ والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير حراسيس]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 04:31]ـ
{ولا يجرمنّكم شتئان قوم على أن لاتعدلوأ اعدلوا هو أقرب للتقوى}
المسألة قديمو وهي مسألة خلافية، ولا ضير في ذلك. دون إنكار من أحد الطرفين على الآخر.
ثم على طالب العلم دائماً في هكذا مسائل عليه أن ينظر إلى مناط الحكم.
ثم يتبين أن من الواضح في المسألة أن المناط هنا (الخيلاء والكبر)، سواء كان إزار أم قميص أو أي نوع من الثياب وما يمت إليها، وهذا رأي الجمهور. فالمسألة واضحة وضوح الشمس في طالعة النهار فلندع التنطع ولندع صفة إضفاء الإبهام والإشكال على المسائل الواضحة.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 06:14]ـ
{ولا يجرمنّكم شنئان قوم على أن لاتعدلوأ اعدلوا هو أقرب للتقوى}
لا أدري -والله- ما وجه إيرادك لهذه الآية؛ فهل نحن نكره علماءنا؛ حتى تستدل علينا بهذه الآية {ولا يجرمنّكم شنئان قوم}؟!
فطالما أنك اقتطعت الآية، ولم توردها من أولها؛ فكان يكفيك هذا الجزء فقط: {اعدلوا هو أقرب للتقوى}.
ثم أين الظلم في قولنا؟!
هلا أثبته لنا بـ ((الدليل)) من الكتاب والسنة، وبينت لنا موضعه؟!
فنحن إنما قلنا أن المسألة لا يجوز فيها الخلاف؛ لوضوح النص -الذي خفي على (بعض) الأولين- فيها.
فإن أردت رد كلامنا؛ فلترد ذلك بـ ((الدليل)) -والدليل فقط- كما فعلنا؛ وإلا فلترح، ولتسترح!.
فإن أبيت إلا معارضة قول رسول الله (ص) بكلام البشر!!؛ فأنت الظالم الحقيقي -حينئذٍ-، وليس نحن!.
المسألة قديمة وهي مسألة خلافية، ولا ضير في ذلك. دون إنكار من أحد الطرفين على الآخر.
• أما كون الخلاف قديمًا؛ فنعم، هو كذلك؛ وهذا مما لا ينكره من له أدنى اطلاع على كتب الفقه.
• وأما كون الخلاف فيها معتبرًا؛ فهذا هو محل الخلاف بيننا.
• ولكن (يجب) أن تعلم يا أخانا؛ أنه: ليس كل مسألة اختلف فيها العلماء؛ تعد من مسائل الخلاف (المعتبر)؛ وإن كان الخلاف مفروضًا فيها بطبيعة الواقع!. وهذا مما لا يماري فيه مسلم؛ فضلاً عن كونه طالب علم!!. فالمسائل التي اختلف فيها أهل العلم، وليست من الخلاف المعتبر؛ أكثر من أن نضرب لها الأمثال.
ثم على طالب العلم دائماً في هكذا مسائل عليه أن ينظر إلى مناط الحكم. ثم يتبين أن من الواضح في المسألة أن المناط هنا (الخيلاء والكبر)
يبدو أن الأخ «حراسيس»! لا يدري شيئًا عن مبادئ علم الأصول!.
إذ لو كان كذلك؛ لعلم -يقينًا- أن المناط لا يستخرج من الدليل الواحد في المسألة، ولا الدليلين؛ بل يشترط أن تجمع كل الأدلة في المسألة الواحدة أولاً، ثم يستخرج مناط الحكم ثانيًا.
أما أن يستخرج المناط من بعض الأدلة -في المسألة الواحدة- دون اعتبار الأدلة الأخرى؛ فذلك هو الجهل الذي ذَرَّ قرنُه!!.
وهذا رأي الجمهور.
العبرة يا أخي ليست برأي الجمهور أو غيرهم؛ بل العبرة بما جاء في قوله تعالى:
{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ:
? إِلَى اللّهِ
? وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}
ولم يقل الله تعالى: فردوه إلى الجمهور!!.
والرسول (ص) -كما مر معنا- قد نهى عن الأمرين ((معًا)) في ((حديث واحد))؛ فقال:
«1 - مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ فِي النَّارِ ??? إسبال بلا خيلاء.
_2 - وَمَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ» ??? إسبال بخيلاء.
فدل على أن الأمرين متغايران. إذ لو كانا أمرًا واحدًا؛ لكان في قوله (ص) تكرار!؛ وحاشاه عن ذلك؛ فهو أبلغ البلغاء، ومعلم الفصحاء. فإن الأصل في الكلام -كما يعلمه المبتدئون في علم الأصول! - التأسيس؛ لا التأكيد.
فكيف يُتَمَسَّكُ -بعد ذلك- برأي الجمهور بعد وضوح النص في المسألة؟!
ألا {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ! أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ!!}.
فالمسألة واضحة وضوح الشمس في طالعة النهار
أضحك الله سنك!!
هل لو كانت المسألة بمثل هذا الوضوح -عند من تكلم فيها-؛ تراهم كانوا سيختلفون؟!
نعم؛ إن قصدت أنها واضحة بالنسبة للحديث الذي أوردتُّه؛ فصحيح.
أما أنها واضحة لما ترمي إليه!؛ فمحال. وإلا فأثبت لنا هذا الوضوح المزعوم!؛ ودونكه خرط القتاد!.
فلندع التنطع ولندع صفة إضفاء الإبهام والإشكال على المسائل الواضحة.
سامحك الله على أسلوبك!! يا أخانا.
ولكن أحب أن أخبرك أن التنطع -كل التنطع!! -؛ إنما يكون بمخالفة الأدلة الواضحة كالشمس في رابعة النهار، وبالتمسك بأقوال من هم دون ذلك!.
فهم -أي الأئمة-؛ وإن كانوا معذورين بمخالفتهم؛ لكون الدليل قد خفي عليهم -أو لأمر غير ذلك-؛ فاجتهدوا؛ فأخطأوا، ولكن من أتى بعدهم!! ممن عرف الدليل؛ لن يكون سعيد الحظ مثلهم؛ إذ قد عرف الدليل الصريح، وحاد عنه متمسكًا بأقوالهم!!؛ وهم أول من سيتبرأ منه بين يدي الله عز وجل.
ولله در القائل:
__________ بِذِكْرِ (النصِ) يُدْفَعُ كلُّ (زَيْفٍ)!! ??? وَيَدْنُو الحَقُّ مِمَّنْ يَرْتَجِيهِ
__________وَلَكِن أينَ مَنْ يَصْغَى وَيَدْرِى؟! ??? حَقِيقَةَ ما أَقُولُ وَمَنْ يَعيهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الخير]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 10:23]ـ
أخي أبا رقية سلمك الله من كل شر
أشكر مداخلتك الجميلة، لكن لدي استفسار:
هل يجب علينا الآن إنكار الشيخ خالد المصلح لقوله بهذا القول بناء على اجتهاده؟ وهل اجتهاده في مثل ذلك مشروع أم ممنوع؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 09:31]ـ
أشكر مداخلتك الجميلة، لكن لدي استفسار:
هل يجب علينا الآن إنكار الشيخ خالد المصلح لقوله بهذا القول بناء على اجتهاده؟ وهل اجتهاده في مثل ذلك مشروع أم ممنوع؟
الأخ طالب الخير -بارك الله فيه-
? أولاً:
الاجتهاد في أي مسألة شرعية ليس ممنوعًا على الإطلاق. ولكن الذي يُمنع إنما هو الاجتهاد الذي يتعارض معارضة (صريحة) مع النص؛ فلا نجد له تأويلاً (سائغًا) ولا توجيهًا (معتبرًا) ليتوافق مع ذلك الاجتهاد.
وفي نظري أن الاجتهاد مع هذا النص الذي أوردناه؛ يدخل في النطاق الممنوع؛ لأن حجة الجمهور؛ إنما كانت حمل الأحاديث على بعضها؛ لكونها جاءت في روايات متعددة. أما في حديثنا؛ فقد جاء النص على الأمرين ((معًا)) في ((حديث واحد))؛ فكيف يصح الحمل -والحال كذلك-؟!. والقاعدة المعروفة: «أن الأشياء المشتركة في المعاني؛ تتنوع في معناها إذا اجتمعت، وتتحد إذا انفردت»؛ فبطلت حجة الجمهور بهذا الحديث -الذي هو نص في المسألة-؛ إذ قد اجتمع فيه المشتركان (=الإسبال بخيلاء، وبلا خيلاء). والله ورسوله أعلم.
? ثانيًا:
يا أخي؛ لا يجب الإنكار على كل أحد؛ فلا يجب إلا على من وهبه الله علمًا يميز به بين الراجح والمرجوح، وبين الحق والباطل. أما المقلد!؛ فلا شيء عليه من ذلك!؛ كما قال شيخ الإسلام: «فالمقلد لا ينكر القول الذي يخالف متبوعه إنكار من يقول هو باطل فإنه لا يعلم أنه باطل؛ فضلا عن أن يحرم القول به ويوجب القول بقول سلفه ... فمن خرج عن حد التقليد السائغ والاجتهاد كان فيه شبه من الذين {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} وكان من اتبع هواه بغير هدى من الله». ويقول كذلك: «من كان مقلدا لزم حكم التقليد؛ فَلَمْ يُرَجِّحْ؛ وَلَمْ يُزَيِّفْ؛ وَلَمْ يُصَوِّبْ؛ وَلَمْ يُخَطِّئْ، ومن كان عنده من العلم والبيان ما يقوله سُمِعَ ذَلِكَ منه فَقُبِلَ مَا تَبَيَّنَ أنه حق وَرُدَّ مَا تَبَيَّنَ أنه باطل وَوُقِّفَ مَا لَمْ يَتَبَيَّنْ فيه أحد الأمرين ... وهذه المسألة ونحوها فيها من أغوار الفقه وحقائقه ما لا يعرفه إلا من عرف أقاويل العلماء ومآخذهم فأما من لم يعرف إلا قول عالم واحد وحجته دون قول العالم الآخر وحجته فإنه من العوام المقلدين؛ لا من العلماء الذين يُرَجِّحُون وَيُزَيِّفُون. والله تعالى يهدينا وإخواننا لما يحبه ويرضاه، وبالله التوفيق، والله أعلم» انتهى قوله رحمه الله.
? ثانيًا:
بالنسبة للطالب المميز، أو العالم؛ كيف ينكر على من أخطأ في مسألة لا يصح فيها الخلاف -كمسألتنا هذه-؟!. فإن ذلك يكون بالطرق الآتية (مجتمعة):
1 - بتبيين الصواب للناس في المسألة؛ وذلك بأدلتها الشرعية.
2 - بالرد على سائر شبه المخالفين في المسألة، ويا حبذا لو كانت الردود علمية؛ قوية؛ موضوعية محضة؛ بعيدة عن الشخصنة! (=تناول الأشخاص).
3 - بتبيين موقف الأئمة من هذه المسألة، وكيف أنهم أجتهدوا؛ فأخطأوا، وأنهم معذورون، وأنهم بين الأجر والأجرين.
4 - ببيان أن من اتبع الأئمة على ذلك الخطإ -مع معرفته للدليل بعد-؛ أنه ليس في مثل مرتبتهم من العذر؛ بل هو واقع في دائرة الإثم.
5 - ((بتعميم)) إثم وتأثيم من خالف في هذه المسألة ((دون التعيين))؛ فكما أن لتكفير المعين شروطًا وموانعًا؛ فكذلك تفسيقه؛ • قال شيخ الإسلام: «القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين: أنهم لا يكفرون، ولا يفسقون، ولا يؤثمون أحدًا من المجتهدين ((المخطئين)) لا في مسألة عملية ولا علمية .. »، • وقال كذلك: «هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: (وذلك يعم الخطأ في=) المسائل الخبرية القولية و (=المسائل العملية). وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية»، • ويقول: «فإن نصوص الوعيد التي في الكتاب والسنة ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع»، ويقول: «فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق؛ ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له» انتهت أقواله رحمه الله.
6 - أما (التعيين في التأثيم)؛ فلا سبيل إليه قبل إقامة الحجة؛ فإن كان المخالف عالمًا بالنص، وكان له وجهة (معتبرة) يحتملها النص؛ فلا سبيل أيضًا لتأثيمه. والأمر في الأول والآخر؛ مرجعه إلى العلماء؛ إذ بهم يضبط؛ لا إلى الطلبة!؛ فضلا عن المقلدين!!.
7 - أن (يعين) الشيخ بمجانبته للصواب في المسألة؛ وذلك ((بأدب جم))، وعبارات طيبة؛ لا تمس بذات الشيخ أو كرامته. لأن التحذير من الخطإ، وممن قال به؛ واجب في حق العلماء؛ إذ قد أخذ الله عليهم العهد بذلك {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}. وحتى لا يغتر الناس وطلبة العلم بمثل هذه الفتاوى، والتي قد تصدر من (كبير). والله أعلم.
هكذا -والله أعلم- تكون سبل الإنكار (المشروعة). أما أن يضلل الشيخ، ويجهر بتأثيمه (بعينه)، ويشغب عليه؛ كما يفعل بعض الأغبياء!؛ فهذا ليس من الدين في شيء؛ والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني أحمد الله إليكم، وبعد:
فأعتذر إلى الأخ الفاضل «سمير حراسيس»؛ فلربما كان أسلوبي قاسيًا عليه، وعنيفًا معه بعض الشيء.
فأسأل الله أن يغفر لي وله، ويسدد الجميع إلى الحق.
أخوكم
أبو رقية الذهبي
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت الفتوى وقرأت الردود كلها , ورأيت أن في الأمر مندوحة عن تفسيق الناس واتهامهم بمخالفة السنة لمجرد أن يبلغ ثوب الواحد منهم تحت الكعبين , أو أن يبلغ أخمص القدمين ..
لكن استوقفني ملياً الهجوم العنيف من الشيخ الخراشي حيث قال:شيخه العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أن هذه المسألة من المسائل التي يُنكر فيها على المخالف؛ لأن النصوص فيها واضحة. فليته كان خير خلَف لخير سلَف .. , ولكن لم أتعجب من جرأته على غيره من العلماء فهذا مأثور عنه مشتهر به .. فلا يجوز له أن يرمي الشيخ المصلح بهذا الكلام لمجرد أن خالفه الرأي ..
والله تعالى أعلم , فأهل العلم وأتباع السنة الحقيقيين لا يقولون هذا ولا يفعلونه ..
يغفر الله لنا وله ولسائر المسلمين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 10:25]ـ
لكن استوقفني ملياً الهجوم العنيف من الشيخ الخراشي حيث قال:شيخه العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أن هذه المسألة من المسائل التي يُنكر فيها على المخالف؛ لأن النصوص فيها واضحة. فليته كان خير خلَف لخير سلَف .. , ولكن لم أتعجب من جرأته على غيره من العلماء فهذا مأثور عنه مشتهر به .. فلا يجوز له أن يرمي الشيخ المصلح بهذا الكلام لمجرد أن خالفه الرأي ..
رد الشيخ الخراشي ليس فيه عنف، ولا أدري لم هذه الحساسية لديكم تجاه (ليت)
ثم أرجو أن تذكر لنا أمثلة لجرأته على غيره من العلماء!!
وهل الرد بعلم - أو الجراة في قول الحق - يُعد جرأة غير محمودة؟
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:36]ـ
الأخ القضاعي والأخ أبو رقية والأخ أبو يزيد,
بارك الله فيكم فالأحاديث صريحة في تحريم الاسبال سواء أكان بخيلاء أو بلا خيلاء, وقد سمعت خطبة للإمام ابن عثمين في مسألة الاسبال وهي حقيقة خطبة قيمة تقطع كل شك, وليس هناك مجال للاجتهاد لما وُجدت النصوص الصريحة من خير البشر صلوات الله وسلامه عليه ومن خيرة الناس بعد الرسل.
ومن أراد أن يحمل المسألة محملا غير محمود وبالتالي يدوس على نصوص الشرع ويفضل عليها أقوال مشايخ ليس لهم عصمة فهذا من اتباع الهوى.
ومن جوز مثل هذه الألبسة وخاصة البنطلونات فهو من المتشبهين بالكفار, على الأقل يحرم لبسها اتقاء لدينه ومخالفة للكفار, لأن الزي الاسلامي موجود وخير من تلك المستوردة من الكفار تحت عناوين براقة ... موضة وتقدم وثقافة ووو ...
أما الذي يسبل قميصه فما كان قصده إلا التباهي والخيلاء ومن باب الموضة, لا شك في ذلك ولا ريب, ثم إن المسبل يعرض ثوبه للنجاسات وما أشبه ذلك.
وهنالك أثر عن عمر ابن الخطاب يوم طعنه المجوسي, لما زاره أحد شباب الأنصار وهو في الفراش, فلما تولى الشاب رآه أمير المؤمنين وهو مسبل ثوبه فقال له ما معناه: إرفع ثوبك فإنه اطهر لثوبك وأتقى لدينك.
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 11:38]ـ
وسئل عن حديث عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبي سعيد قال النبي e إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ما أسفل الكعبين في النار ولا ينظر الله إلى من جر إزاره
فقال يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد حدث به عنه عبيد الله بن عمر وابن جرير وابن عيينة ومحمد بن إسحاق وورقاء ويزيد بن أبي حبيب ومحمد بن عجلان ومالك بن أنس وغيرهم
واختلف عن شعبة فرواه أبو زيد الهروي عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وغيره يرويه عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي سعيد وهو الصواب
أخبرنا إسماعيل الصفار وحمزة بن محمد قالا ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا علي ابن المديني ثنا سفيان ثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الجهني عن أبيه قال سألت أبا سعيد قلت أخبرني هل سمعت من رسول الله e شيئا في الإزار وذكر علي الحديث قال علي قال سفيان أرأيت كما يقول زايدة ليس في هذا مثل هذا الإسناد قال سفيان فأنا أقول ليس في الإزار مثل هذا
(العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني 11/ 277)
فالحديث المذكور مختلف في تصحيحه فلا نستطيع أن نقطع بقول دون الآخر وأنه النص الذي لامحيد عنه
بل هي من الخلاف المعتبر الذي لاينكر كلا الفريقين فيه على الآخر لأن مستند كل قول إلى الظن وكل واحد يرجح
الظن الذي عنده بناءا على أدلة غير قطعية.
ـ[سمير حراسيس]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 12:20]ـ
أخي أبا رقية غفر الله له
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عفا الله تعالى عنك وسامحك. عندما قرأت ردّك الأول استغربت لما كان يحمل في طياته من بيان لعدم علمي ومعرفتي وقصوري الفقهي، فعزمت على عدم الردّ.
ولما قرأت ردّك الثاني فها أنا قد أجبت، فسامحك الله وجزاك كل خير وجعل كل ما تتكلم به في هذا المنتدى مقصوده الباري عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Nov-2008, صباحاً 11:21]ـ
بل هي من الخلاف المعتبر الذي لاينكر كلا الفريقين فيه على الآخر لأن مستند كل قول إلى الظن وكل واحد يرجح
الظن الذي عنده بناءا على أدلة غير قطعية.
هذا كلام خطير يا أبا سلمان إن كنت تعي ما تقول!!
وهذه الطريقة القرضاوية ليست على جادة أهل العلم والتقى من السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.
فلن تجد سلف لك وللقرضاوي ولكل من يشترط شرطك هذا إلا المعتزلة ومن تأثر بهم من الأشاعرة المتكلمين والعقلانية العصرية التي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فاحذر سلمك الله من هذا المنهج الخطير على دينك.
فالظن الغالب هو من العلم الذي اُمرنا باتباعه والجزم به في كل أمور الشريعة.
وانبهك إلى أن القرضاوي قريباًُ ذهب إلى إنكار علامة من علامات الساعة وهي خروج المهدي أخر الزمان بهذه الحجة التي احتججت بها.
فهل تقول بقوله وتنكر أمر معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة بحجة أن الدليل ظني وليس بقطعي؟
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 12:49]ـ
هذا كلام خطير يا أبا سلمان إن كنت تعي ما تقول!!
وهذه الطريقة القرضاوية ليست على جادة أهل العلم والتقى من السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان.
فلن تجد سلف لك وللقرضاوي ولكل من يشترط شرطك هذا إلا المعتزلة ومن تأثر بهم من الأشاعرة المتكلمين والعقلانية العصرية التي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فاحذر سلمك الله من هذا المنهج الخطير على دينك.
فالظن الغالب هو من العلم الذي اُمرنا باتباعه والجزم به في كل أمور الشريعة.
وانبهك إلى أن القرضاوي قريباًُ ذهب إلى إنكار علامة من علامات الساعة وهي خروج المهدي أخر الزمان بهذه الحجة التي احتججت بها.
فهل تقول بقوله وتنكر أمر معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة بحجة أن الدليل ظني وليس بقطعي؟
أخي القضاعي:
ارجوا أن تتأمل فكلامي مقصور على مسألة الإسبال فليس فيه دليل قطعي لا يمكن مخالفته
ونصيحة أخ اتمنى أن تحسن الظن بإخوانك وأن تتثبت قبل أن أن تقول شيء.
ـ[القضاعي]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 01:53]ـ
سبحان الله!
يعني أنت تشترط القطعية في مسألة الإسبال فقط؟
تنزلاً معك وهل هناك دليل قطعي على صرف التحريم إلى الكراهة في الإسبال بدون خيلاء؟!
ـ[أبو سلمان المسلم]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 10:57]ـ
لعلك ذهلت أخي الكريم:
أن المدارك العقلية كما قسمها علماء أصول الفقه تنقسم إلى خمسة أقسام وهي:
1/ العلم:وهو إدراك الشيء على ماهو عليه إدراكا جازما قطعيا
2/ الظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح (وهو مرادي من الظن)
3/ الشك: إدراك الشي مع احتمال ضد مساوي
4/ الوهم إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح
5/ الجهل وهو عدم إدراك الشيء بالكلية.
ولك أن ترجع إلى الأصول في علم الأصول لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وأن اردت التوسع أكثر فارجع إلى كتاب (القطع والظن عند الأصولين للدكتور سعد الشثري ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ)
وأنا لم أقل بأن الإسبال لغير خيلاء جائز أو محرم وإنما قلت كلا القولين له اعتباره ولا ينكر مجتهد
على مجتهد هذا ما أردت تقريره.
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجيب فعل بعض الإخوة كل ما ذكرت هذه المسألة يذكرون القرضاوي في طيتها.
السؤال هو ما دخل القرضاوي في هذه المناقشة.
أرجو من الإخوة حسن الظن بي فلا أنا لا أدافع عن إنسان مكشوف أمره هذا مجرد تنبيه.
ثانيا أرجوا من الأخ أبا رقية الإجابة على ما أورده الأخ المسلم حول صحة الحديث من عدمه.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[21 - Nov-2008, مساء 08:25]ـ
أرجوا من الأخ أبا رقية الإجابة على ما أورده الأخ المسلم حول صحة الحديث من عدمه.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأعتذر إليكم أخي الكريم على تأخري في تلبية طلبك، ولكني شُغِلْتُ جدًا بأشياء مهمة قد حالت بيني وبين ذلك.
وأطمئنك أني كنت متابعًا للموضوع، وكنت أطالع ما كان يكتبه! الأخ (أبو سلمان المسلم)؛ ولكني كنت أرى كلامه في غاية الوهاء!؛ فكنت لا أهتم بذلك، وأقول في نفسي: سيكفيني الرد عليه أحد غيري؛ فبطلان كلامه (ظاهر) للجميع، ويعلم بطلانه صغار! الطلبة.
ولكن لما رأيته تمادى في الأمر، وأن أحدًا لم يرد عليه (كما ينبغي)؛ قررت -بإذن الله- أن أكتب ردًا موجزًا على ما كتبه حول حديث أبي سعيد؛ وقد شرعت في ذلك بالفعل؛ ولكني شُغِلْتُ عنه لأشياء عرضت لي؛ فتوقفت عن التحرير.
فالله أسأل أن يعينني، وأن يبارك في وقتي لأتمم ما بدأته، ثم أطرحه عليكم في أقرب وقت إن شاء الله.
أخوكم ومحبكم
أبو رقية الذهبي
عفا الله عنه
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 10:57]ـ
السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته
المسألة علمية بحتة؛ و لست هنا بصدد إضافة أشياء حول موضوع قد أفاض فيه الإخوة و أجادوا.
لكن شدّتني بعض الكلمات الّتي خرجت عن موضوع النّقاش و ما ينبغي يتّسم به مِن الرّوح السّمحة و الموضوعية في التّناول؛ فلا يُعجبني مثلا: قول بعض الإخوة: "وهذه الطريقة القرضاوية ليست على جادة أهل العلم ... "، و قول الآخر في ردّه عليه: "أرجو من الإخوة حسن الظن بي فلا أنا لا أدافع عن إنسان مكشوف أمره ... " (يقصد القرضاوي)؛ فدعونا مِن الإثم و قول السّوء أيّها الإخوة الأكارم عصمكم اللّه و إيانا من الآثام، إذا كان ثمّة خطأ علمي صدر مِن شيخ أو عالم فليُناقش في الحدود الّتي خرج منها -الحدود العلمية-.
أمّا أن تتناول أشخاص العلماء أنفسهم بالكلام فهذا ممّا أعيذ به نفسي و إخواني منه، و إلاّ حُرمنا بركة العلم و مكارم الأخلاق الّتي ينبغي أن يتّصف بها طلبة العلم قبل غيرهم.
و تذكّروا أنّ لحوم العلماء مسمومة و أنّ عادة اللّه في هتك أستار منتقصيها معلومة.
هذا ما أحببت ذكره في خضمّ هذا النّقاش، أمّا الموضوع (الإسبال) فكما قلت: لقد أغناني عن الإضافة ثراء النّقاش.
حفظكم اللّه و وبصّرنا جميعا بالهدى و هدانا إلى الحقّ و علّمنا ما ينفعنا و نفعنا بما علّمنا.
ربّنا اغفر لاخواننا اللّذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاّ للّذين آمنوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 11:43]ـ
محمّد حدّاد الجزائري
جزاك الله خير يا أخي الكريم .. وياليت الأخوة يقرأون كلامك ويفهمونه ..
فـ (العلم رحمة بين أهله) كما قال الإمام الشافعي رحمه الله.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 08:04]ـ
لعلك ذهلت أخي الكريم:
أن المدارك العقلية كما قسمها علماء أصول الفقه تنقسم إلى خمسة أقسام وهي:
1/ العلم:وهو إدراك الشيء على ماهو عليه إدراكا جازما قطعيا
2/ الظن: إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح (وهو مرادي من الظن)
3/ الشك: إدراك الشي مع احتمال ضد مساوي
4/ الوهم إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح
5/ الجهل وهو عدم إدراك الشيء بالكلية.
ولك أن ترجع إلى الأصول في علم الأصول لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وأن اردت التوسع أكثر فارجع إلى كتاب (القطع والظن عند الأصولين للدكتور سعد الشثري ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ)
وأنا لم أقل بأن الإسبال لغير خيلاء جائز أو محرم وإنما قلت كلا القولين له اعتباره ولا ينكر مجتهد
على مجتهد هذا ما أردت تقريره.
جزاك الله خير يا أخي الكريم على هذه الفائدة.
ـ[مغترب]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 09:31]ـ
كلام الشيخ الماجد جميل جدا
الشكر للجميع على ما طرحوه
تحياتي
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:44]ـ
السؤال: ما حكم إسبال الإزار؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فالمراد بالإسبال هو إطالة الثوب إلى ما تحت الكعبين، وهو غير جائز شرعًا على الرجال مطلقًا ويشتدُّ الإثم إذا قصد الخيلاء، فالإسبال يستلزم جرّ الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصده اللابس (?) لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ" (2)، وعليه فإنَّ ماهو دون نصف الساق فلا حرج على فاعله إلى الكعبين، أمّا دون الكعبين يحرم لما فيه من التوعد بالنار، ويؤيد عدم جواز الإسبال مطلقًا حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنّه قال: "بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ لحَِقَنَا عَمْرُو بْنُ زرَارَةَ الأَنْصَارِي فِي حلَة إِزَارٍ وَرِدَاءٍ قَدْ أَسْبَلَ، فَجَعَلَ النَبِي صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ بِنَاحِيِةِ ثَوْبِهِ وَيَتَوَاضَعُ للهِ وَيَقُولُ: عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَأَمَتِكَ، حَتَى سَمِعَهَا عَمْرُو فَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ إِنِّي حَمْشُ السَّاقَيْنِ، فَقَالَ: يَا عَمْرُو إِنَّ الله قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلَقَهُ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْبِلَ" (3)، ولا يقال أنه يحمل المطلق على المقيد لأنّه لا يتصور تواردهما في جانب النفي والنهي وإنما شرط حمل المطلق على المقيد دخوله في باب الأوامر والإثبات دون المنافي والمناهي، لأنّه يلزم الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي وهو غير سائغ (4).
أما قصة أبي بكر رضي الله عنه في قوله:" إنَّ أحد شقي إزاري يسترخي إلاَّ أن أتعاهد ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلاَءَ" (5) فليس فيه دليل على أنه يطيل ثوبه، بل غاية ما في الأمر أنه كان يسترخي بغير تقصد منه قال ابن حجر:" فكأن شده كان ينحل إذا تحرك بمشي، أو بغيره بغير اختياره، فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي، لأنه كلما كان يسترخي شده (6).
فالحاصل أنَّ الثوب الزائد على قدر لابسه ممنوع شرعًا قَصَد به الخيلاء، أو لم يقصد، لأنَّ النهي قد تناوله لفظًا، فضلاً عن أنَّ الزائد من ثوب المسبل مسرف فيه، ومتشبه بالنساء.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 28 من ذي الحجة 1426ه
الموافق ل: 28 يناير 2006م
?- سبل السلام للصنعاني: 4/ 308.
2 - أخرجه البخاري في اللباس (5787)، والنسائي في الزينة (5348)، وأحمد (9558)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1205)، وفي المعجم الكبير (7835)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات"، انظر السلسلة الصحيحة: 6/ 406.
4 - إرشاد الفحول للشوكاني: 166.
5 - أخرجه البخاري في اللباس (5748)، وأحمد (6347)، والبيهقي (3442)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
6 - فتح الباري لابن حجر: 10/ 255.
http://www.ferkous.com/rep/Bn3.php
في تجلية تَنْزِيل قاعدة حمل المطلق على المقيد
إن كانا نهيين على مسألة إسبال الإزار
السؤال:
أرجو من شيخنا أن يوافيَنَا بتحريرِ مسألةِ حمل المطلق على المقيّد إن كانا نَهيين، فإنه التبس علينا ما ذكرتموه في مسألة حكم إسبال الإزار، من حيث إنّه لا ينطبق على القاعدة السالفة، وبعد مراجعة أكثرَ من أربعةِ مصادرَ في الأصول ما وجدتُ لكلامكم -حفظكم الله- وجهًا، فأرجو منكم توضيحَ المسألة؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد جاءت روايةُ النهيِ عن الإسبال إلى ما دون الكعبين المتضمّنة للتوعّد بالنار مطلقةً عن تقييدٍ في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ» (1 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار: (5787)، والنسائي في «الزينة»، باب ما تحت الكعبين من الإزار: (5348)، وأحمد: (9558)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، ويؤيّد صيغةَ النهيِ حديثُ حذيفةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «وَلاَ حَقَّ لِلَكَعْبَيْنِ فِي الإِزَارِ» (2 - أخرجه الترمذي في «اللباس»، باب في مبلغ الإزار: (1783)، والنسائي في «الزينة»، باب موضع الإزار: (5329)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3572)، وأحمد: (22847)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده»: (425)، قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2366): معلّقًا على قول الترمذي عن الحديث «حسن صحيح»: «وهو كما قال»)، ومن جهة أخرى جاء النهيُ مقيّدًا بالخُيَلاَءِ والبَطَرِ فيما صحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ» (3 - أخرجه البخاري في «اللباس»: (5446)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء: (5453)، وأبو داود في «اللباس»، باب ما جاء في إسبال الإزار: (4085)، والترمذي في «اللباس»، باب ما جاء في كراهية جر الإزار: (1730)، وأحمد: (6115)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما)، وفي حديث: «لاَ يَنْظُرُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا» (4 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب من جر ثوبه من الخيلاء: (5451)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز: (5463)، ومالك في «الموطإ»: (1629)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود في «اللباس»، باب في قدر موضع الإزار: (4093)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3573)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه).
وقد اشترط الآمديُّ وابنُ الحاجبِ أن يكون حَمْلُ المطلقِ على المقيَّد في باب الأوامر والإثبات، أمّا جانب النفي والنهي فلا يصحُّ؛ لأنه يلزم منه الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي، وقالا: لا خلافَ في العمل بمدلولهما، والجمع بينهما لعدم التعذّر، فلو قال: لا تَعْتِقْ مُكاتبًا، ثمّ قال: لا تعتقْ مكاتبًا كافرًا، لم يجزه أن يعتقَ مكاتبًا لا كافرًا ولا مسلمًا. واختار الشوكاني هذا المذهبَ وقال: والحقّ عدم الحمل في النفي والنهي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وقد يكون من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامّ وبه قال الزركشي، فلو قال: «لا تُسبِلْ إزارك» وقال: «لا تسبل إزارك خيلاء» فصار الإسبال خيلاء من قبيل التنصيص على أفراد بعض مدلول العامِّ الذي يؤكّد العامَّ في خصوصه ولا ينافيه أو يعارضه في عمومه، ولا موجب لتخصيص العموم بالمفهوم، ويؤيّد هذا المعنى أنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أوضح موضعَ الإزار في حديث عمرو بن فلان الأنصاري، فقال: «يَا عَمْرُو هَذَا مَوْضِعُ الإِزَارِ» (5 - أخرجه أحمد: (17328)، من حديث عمرو الأنصاري رضي الله تعالى عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (5/ 216): «رجله ثقات»، وقال نفس العبارة الحافظ في «الفتح»: (11/ 429)، وحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (6/ 405))، فإنّه ظاهرٌ في عدم جوازِ تجاوُزِهِ، وهو عامٌّ للخيلاء ولغيره، وهو معنى حديث أبي أمامة رضي الله عنه: «إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ المُسْبِلَ» (6 - أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين»: (1205)، وفي «المعجم الكبير»: (7835)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات"، وانظر السلسلة الصحيحة: (6/ 406))، فهو عامٌّ شاملٌ للخيلاء وغيرِه، وإنما يشتدُّ الإثم إن قصد الخيلاء.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 جمادى 1428ه
الموافق ل: 28 مايو 2007م
1 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار: (5787)، والنسائي في «الزينة»، باب ما تحت الكعبين من الإزار: (5348)، وأحمد: (9558)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2 - أخرجه الترمذي في «اللباس»، باب في مبلغ الإزار: (1783)، والنسائي في «الزينة»، باب موضع الإزار: (5329)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3572)، وأحمد: (22847)، وأبو داود الطيالسي في «مسنده»: (425)، قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2366): معلّقًا على قول الترمذي عن الحديث «حسن صحيح»: «وهو كما قال».
3 - أخرجه البخاري في «اللباس»: (5446)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء: (5453)، وأبو داود في «اللباس»، باب ما جاء في إسبال الإزار: (4085)، والترمذي في «اللباس»، باب ما جاء في كراهية جر الإزار: (1730)، وأحمد: (6115)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
4 - أخرجه البخاري في «اللباس»، باب من جر ثوبه من الخيلاء: (5451)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز: (5463)، ومالك في «الموطإ»: (1629)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود في «اللباس»، باب في قدر موضع الإزار: (4093)، وابن ماجه في «اللباس»، باب موضع الإزار أين هو: (3573)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
5 - أخرجه أحمد: (17328)، من حديث عمرو الأنصاري رضي الله تعالى عنه. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (5/ 216): «رجله ثقات»، وقال نفس العبارة الحافظ في «الفتح»: (11/ 429)، وحسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (6/ 405).
6 - أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين»: (1205)، وفي «المعجم الكبير»: (7835)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. قال الهيثمي: "رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدها ثقات"، وانظر السلسلة الصحيحة: (6/ 406).
http://www.ferkous.com/rep/Bn10.php
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من الاخوة الذين يرون جواز الاسبال من غير خيلاء ان يرجعو الى هذه الكتب:
1 - لباس الرجل احكامه وضوابطه-للدكتور ناصر الغامدي, رسالة علمية فريدة.
2 - احكام اللباس-للشيخ سعد الخثلان- رسالة علمية.
3 - استيفاء الاستدلال في تحريم الاسبال-للامير الصنعاني-تحقيق الكمالي, دار البشائر.
4 - المطلق والمقيد واثرهما في اختلاف الفقهاء-للشيخ الدكتور حمد بن حمدي الصاعدي-رسالة علمية فريدة.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 09:07]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أحببت أن أنقل لكم كلام العلامة مشهور حسن سلمان حفظه الله تعالى الذي ذكره أثناء تعليقه على كتاب الكبائر للإمام الذهبي رحمه الله (صفحة 396): عند تعليقهً على حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة)) فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: يا رسول الله! إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده, فقال: ((إنك لست ممن يفعله خيلاء)) رواه البخاري
قال حفظه الله: ومن الأمور المهمة التي يجب ذكرها بهذه المناسبة ويكثر احتجاج العامة بها قولهم: إننا لسنا ممن يجر ثوبه خيلاء فنحن كأبي بكر في هذه الحادثة!
وهذا الكلام ليس بصواب من وجوه متعددة هي:
أولاً: ما ذكره ابن حجر في الفتح (10/ 255): أن سبب الإسترخاء الوارد في الحديث: نحافة جسم أبي بكر -رضي الله عنه-
ثانياً: أن أبا بكر كان محافظاً عليه لا يسترخي لأنه كلما كاد يسترخي شده.
ثالثاً: أننا لسنا معنا شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كشهادته لأبي بكر.
رابعاً: قال الحافظ ابن حجر: ((وفي الأحاديث: أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة, وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الحديث تحريمه -أيضاً-)).
خامساً: وكذا قال ابن عبدالبر, والإمام النووي, كما نقل الحافظ ذلك عنهم, غير أن الإمام النووي قال بالكراهة لغير الخيلاء.
سادساً: قال ابن العربي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه, ويقول: لا أجُرُّه خيلاء, لأن النهي قد تناوله لفظاً ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكماً أن يقول: لا أمتثله لأن تلك العلة ليست فيَّ فإنها دعوى غير مسلَّمة بل إطالة ذيله دالة على تكبره ... اهـ من الفتح.
سابعاً: وأفاد شيخنا الألباني -رحمه الله- في بعض (مجالسه) أنه لا يجوز للمسلم أن يتعمد إطالة ثوب بدعوى أنه لا يفعل ذلك خيلاء وذلك لسببين اثنين:
السبب الأول: وهو الذي يتعلق بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ((إنك لا تفعل ذلك خيلاء)) أن أبا بكر -رضي الله عنه- لم يتخذ ثوباً طويلاً وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنك لا تفعل ذلك خيلاء)) وإنما كان قوله صلى الله عليه وسلم جواباً لقوله بأنه يسقط الثوب عنه فيصبح كما لو أطال ذيله, فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذا أمر لا تؤاخذ عليه لأنك لا تفعله قصداً ولا تفعله خيلاء.
فلذلك لا يجوز أن نلحق بأبي بكر ناساً يتعمدون إطالة الذيول, ثم يقولون: نحن لا نفعل ذلك خيلاء. فحادثة أبي بكر لا تشهد لهؤلاء مطلقاً.
السبب الآخر: هو أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع نظاماً للمسلم في ثوبه ومقدار ما يجوز أن يطيل منه, قال صلى الله عليه وسلم: ((إزرة المؤمن إلا عضلة ساقيه, ثم إلى الكعبين فما كان أسفل من ذلك ففي النار.
فهنا, لا يوجد العلة التي جاء ذكرها في الحديث الصحيح: ((من جرَّ إزاره خيلاء لا ينظر الله -عز وجل- إليه يوم القيامة))
فهذا وزره أشد من وزر من يطيل إزاره تحت ساقيه بمعنى: أن إطالة الإزار تحت الساقين عمداً بغض النظر, هل فعل ذلك خيلاء أولا؟ فهو مؤاخذ عليه صاحبه وهو في النار, لكن إن اقترن مع هذه المخالفة لهذا النظام النبوي إلى نصف الساقين, فإن طال فإلى ما فوق الكعبين, فإن طال ففي النار, فإن اقترن مع هذه المخالفة لهذا النظام أن يفعل ذلك خيلاء فهو الذي يستحق وعيد فقده لرحمة ربه, وتوجه ربنا -عز وجل- بالنظرة الرحمة إليه يوم القيامة, لذلك لا ينبغي أن نأخذ من أبي بكر جواز الإطالة بدون قصد الخيلاء, لأن هذا يخالف نظام الحديث السابق, وهذا واضح انشاء الله ... اهـ.
ثامناً: من المعلوم أن فضل الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- لا يخفى على أحد, ويكفيه فخراً أن إيمانه أثقل في الميزان من إيمان الأمة, ومع ذلك خاف من عقاب الله عندما كان إزاره يسترخي في بعض الأحيان فيلامس الأرض دون قصد منه, وكان يتعاهده, فهل هذا يتساوى ويتفق مع من يذهب إلى الخياط ويأخذ مقاسه ويوصيه بأن يكون الثوب طويلاً يلامس الأرض, فهذا متعمد وعاصٍ على بصيرة وبينة, بل -للأسف- عندما نقول للشباب ارفع ثوبك, فيقول كلمة خطيرة, وهي بزعمه أن الصحابة كانوا فقراء, وكان لا يوجد عندهم من القماش أو الملابس تكفيهم لإطالة ثيابهم, وهذا جهل فاضح بحياة الصحابة, بل قد يصل يصل الأمر إلى الاستهزاء والتنقص منهم, وهذا أمر يقدح في إيمان وعقيدة المسلم.
تاسعاً: الذي يطيل ثوبه أسفل الكعبين متشبه بالنساء لأن إطالة الثوب من فعل النساء, وهذا أمر واجب في حقهن, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: ((يرخين شبراً)) , قالت: إذن تنكشف أقدامهن! قال: ((فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه)).
وفي رواية: رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمهات المؤمنين شبراً ثم استزدنه فزادهن شبراً, فكنّ يرسلن إليها فنذرع لهن ذراعاً.
قال الحافظ في (الفتح): (( ... فهمت أم سلمة الزجر عن الإسبال مطلقاً, سواء كان عن مخيلة أم لا, فسألت عن حكم النساء في ذلك, لاحتياجهن إلى الإسبال من أجل ستر العورة, لأن جميع قدمها عورة, فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط .. ثم قال الحافظ: والحاصل أن للرجال حالين: ... )) الخ ما نقلناه عنه قريباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وهران]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 01:00]ـ
السلام عليكم
أظن أن مسألة الاسبال مسألة مقطوع فيها الحكم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكلام الشيخ فركوس حفظه الله تعالى حجة ولا يقبل النقاش
ولا يكابر إلا من في قلبه هوى
وقول الشيخ فيما نقل عنه الأخ الجزائري في غاية الدقة وهو:
ولا يقال أنه يحمل المطلق على المقيد لأنّه لا يتصور تواردهما في جانب النفي والنهي وإنما شرط حمل المطلق على المقيد دخوله في باب الأوامر والإثبات دون المنافي والمناهي، لأنّه يلزم الإخلال باللفظ المطلق مع تناول النفي والنهي وهو غير سائغ
وأتعجب ممن يرى أن قول أو فعل الصحابي ليس بحجة ثم يناقض قوله ويحتج بأفعال الصحابة ولا يراعي نهي النبي صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 08:55]ـ
السلام عليكم
أظن أن مسألة الاسبال مسألة مقطوع فيها الحكم من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكلام الشيخ فركوس حفظه الله تعالى حجة ولا يقبل النقاش
ولا يكابر إلا من في قلبه هوى
وقول الشيخ فيما نقل عنه الأخ الجزائري في غاية الدقة وهو:
وأتعجب ممن يرى أن قول أو فعل الصحابي ليس بحجة ثم يناقض قوله ويحتج بأفعال الصحابة ولا يراعي نهي النبي صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم
وعليكم السلام
أخي وهران أرجو أن تقرأ ادلة المخالفين وبعض المواضيع عن المسألة في الملتقى وتقرأ كلام العلماء عن أنواع الخلاف والفرق بين المسائل الاجتهادية والخلافية وليكن كلام الشاطبي في الموافقات منها
طلبت منك ذلك لأني سأعلق على مشاركتك بكلام لا يفهم مراد صاحبه _لا أقول يوافقه_ إلا من اطلع على ما ذكرتُ من مراجع
**********
أقول كلام أخي وهران دليل على أن الفرق بين الخلاف السائغ دون غيره غير متحرر نظريا وتطبيقيا عند كثير من الطلبة اليوم
وإن قرؤوا أن ما خالف نصا أو إجماعا فخلاف غير معتبر وإلا فنعم
فإنهم لم يفهموا مراد العلماء من مخالفة النص؟ وماذا يريدون بالنص؟ وهل هو ما كان قطعي الدلالة أو ظنيه؟ ومن الذي يقرر أن دلالته قطعية أم لا؟ وهل إذا عارضه نص صحيح مثله يبقى الأول نص لا يسوغ خلافه أم لا؟ وما حقيقة هذا المعارض؟ وماذا لو كان المعارض صحابي أو إجماع سكوتي؟ أو جمهور العلماء؟ أو قاعدة كلية؟ ثم ما هو الفرق بين الخلاف غير المعتبر وزلة العالم الموضوعة على خلاف الشريعة؟ ... الخ
وكلام أخونا وما ماثله يدل أيضا على أن الحكم على الخلاف في مسألة معينة بأنه سائغ أو غير سائغ لا يصح تفويضه لكثير من الطلبة
وذلك أن إصدار هذا الحكم مبني على معرفة أصول الأدلة التي انطلق منها المخالف لا يكفي النظر في أدلته
وهذا ما لا يستطيعه كثير من الطلبة
فترى كثيرا منهم يخفى عليه وجه مصير المخالف إلى ترك العمل بظاهر الحديث وهذا كثير
لذلك أشار الشاطبي في الموافقات إلى أن هذا من خصائص أهل الاجتهاد والعلماء ثم ذكر ضابطا تقريبيا لمن دونهم لمعرفة الفرق بين الخلافين فقال إذا لم يكن القول معدودا عند العلماء غلطا على الشريعة أو من الزلات فهو خلاف معتبر وإلا فلا
فأنصح نفسي أولا وإخواني أن لا يقولوا قولا إلا من حيث علموا والله الموفق
ـ[ابن خالد]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:05]ـ
هذا رأي الشيخ خالد ...
ــــــــــــــــ
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
البخاري-الجامع الصحيح-5787
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:23]ـ
هذا رأي الشيخ خالد ...
ــــــــــــــــ
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
البخاري-الجامع الصحيح-5787
هذا رأي جمهور العلماء والمحققين من أهل العلم ابن مسعود وأيوب السختياني وأبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والبخاري والنووي وابن تيمية وو ...
وكل هؤلاء خالفوا الحديث المذكور من غير عذر سائغ فخلافهم شذوذ
ضعيف
لا بل ساقط غير معتبر!!!!!!
هكذا فليكن العلم والتحقيق والتدقيق ....
أما الحديث فنعم لم يعارضه حديث صحيح مثله هو الوحيد في المسألة لا يوجد سواه البتة؟ نعم هذا هو التحقيق العلمي
وحديث غسل يوم الجمعة واجب الخلاف فيه معتبر!!!
أي تناقض هذا؟؟!!
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:30]ـ
وكلام الشيخ فركوس حفظه الله تعالى حجة ولا يقبل النقاش
مال الدليل من القرآن أو من صحيح السنه النبويه ان كلام الشيخ فركوس لا يقبل النقاش؟
هل كلام فركوس قرآن (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) نسأل الله العافيه والسلامه؟
فإن قال قائل هذا الكلام فهذا من الكذب على الله والقول على الله بغير علم وهو الأمور الخطيرة العظيمة عند الله .. واعلم ان ليس لأحد من البشر العصمه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 05:56]ـ
شيخنا أمجد مثل هذا الكلام لهم بسبب الضعف العلمى فأصبح كل أحد يتكلم فى المسائل الشرعية بما شاء وبسبب آخر هو أنهم حين يطلبون العلم يطلبونه على غير طريقة العلماء السابقين بل يعتمدون فى الغالب على مذكرات مختصرة من بعض المعاصرين ولو نظروا إلى فقه البخارى بتأمل لوجدوا شفافية استنباطه من حديث جر النبى صلى الله عليه وسلم إزارفى الخسوف فمثل هذا الدليل يقيد عند البخارى الأدلة الأخرى بالخيلاء ولكنها فى الأغلب عدم فهم حجة المخالف بدقة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 12:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و الله انه لمن العجب العجاب ما يقرأه العوام في هذا الموضوع. و أنتم من أنتم طلبة العلم. لا حول و لا قوة الا بالله.
كيف تجرؤون على الكلام و ما بقي هناك كلام أصلا بعد أن ثبت حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
و الله انني لحزين جدا لما .... و الله المستعان.
جزاك الله خيرا و نفع بك و بعلمك و بعقلك يا أيها الشيخ الكريم أبا رقية الذهبي. (حقا ذهبي). راجعو مشاركته #60. فبها تم فصل الخطاب و لا أقول لمن كان له علم بل لمن كان له أدنى عقل. لا أدري كيف يستطيع المرء أن يلقي كلام رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم وراء ظهره و بجادل و يقول الجمهور ما الجمهور ......... الله المستعان.
على أي فأنا لست الا عامّي من الذين يريدون رضى الله عز وجل. و لا حاجة لكم لأن تردّو عليّ. من أراد أن يردّ عليّ فليردّ على رسول الله (أي الحديث) و لا حول و لا قوة الا بالله. ذلك لأنني اقتبست ذلك الحديث من موقع الدرر السنية ( http://dorar.net/) الذي وضعه الشيخ المكرم حتى لا يقول أحد بأن الحديث ضعيف. هاكموه.
151235 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج، - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4093
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
129278 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: النووي - المصدر: المجموع شرح المهذب - الصفحة أو الرقم: 4/ 457
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
57803 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: النووي - المصدر: رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم: 314
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
4480 - إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 3/ 521
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
45054 - إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج، - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4093
خلاصة الدرجة: صحيح
83703 - إزرة المؤمن إلى نصف الساق، و لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 921
خلاصة الدرجة: صحيح
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 04:34]ـ
لا أدري كيف يستطيع المرء أن يلقي كلام رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم وراء ظهره و بجادل و يقول الجمهور ما الجمهور ......... الله المستعان.
بارك الله فيك
لم يرد أحد حديث رسول الله ولو رده لسقطت عدالته
ولكنه رد فهمك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني فهمت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم غير فهمك
أخي الحبيب قليلا من العلم وسعة الأفق
اسمع ما يقول لك السواد الأعظم من علماء الأمة ومحققيها
الذين هم أتقى وأورع من أن يردوا قول النبي الكريم الذي أفنوا حياتهم في الذب عن سنته
يقولون لك:
نحن لا نرد الحديث الذي ذكرت ومعاذ الله من أن نلقي بأحاديث رسول الله وراء ظهورنا
ولكنا فهمنا من الحديث غير الفهم الذي فهمته
فنحن وأنت متفقون على وجوب الأخذ بالحديث وشل الله عقولنا وقطع ألسنتنا إن لم نتفق على وجوب طاعته بأبينا هو وأمنا
ولكن اختلفنا في فهم الحديث لا أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
لما رأينا أكثر الأحاديث مقيدة بالخيلاء حملنا ما أطلق منها على ما قيد
ولما تدبرنا في حديث جر النبي صلى الله عليه وسلم رداءه
وتدبرنا فعل أبي بكر رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم له إنك لا تفعله خيلاء
ووجدنا بعض الآثار عن الصحابة والتابعين تؤيد هذا الفهم
ثم رأينا السواد الأعظم من العلماء قبلنا فهموا هذا الفهم
أخذنا بهذا الفهم ورجحناه ولم نأخذ بفهمك أنت وقلة من العلماء قبلك
فهل علينا من حرج أن تركنا فهمك وأخذنا بفهم السواد الأعظم من علماء الأمة اتباعا لا تقليدا
أم أن فهمك سنة قاطعة لا تجوز مخالفتها
لماذا _وأنت أعلم منا وأوسع دائرة في العلوم وأعلم بالأصول من الشافعي وبالفقه من أبي حنيفة وبعمل السلف من مالك وبالآثار من أحمد وأتقى وأورع من النووي وأشمل معرفة وأحد ذهنا من ابن تيمية_ تجعل مخالفة فهمك للحديث مخالفة للحديث نفسه
أم لم تفرق بعد بين فهمك للحديث والحديث نفسه
أم لم تفرق بعد بين السنة _التي هي حكم ثبت عن الشارع بمجموع النقل أو بأفراده لكن لم يختلف فيه_ وبين الحديث الفرد
ألم تفرق بعد بين الظاهر والنص والمشكل والخفي أم لم تسمع بهذا من قبل
هل ابن مسعود رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبره حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا إعتكاف إلا في المساجد الثلاثة؟
أم بدا له فهم آخر غير فهم حذيفة للحديث لأدلة منفصلة
هل جعل ابن مسعود وابن عباس وغيرهم من الصحابة والتابعين حديث رسولهم وراء ظهرهم لما قالوا غسل الجمعة غير واجب أو غير محتوم أو سنة وحكاه أبو عمر إجماعا وأن من قال من السلف بوجوبه فإنما أراد وجوب سنة أي تأكيدها وأقره الزين ابن رجب على هذا
أم فهموا من الحديث فهما آخر لأدلة متصلة ومنفصلة
لم يردوا الحديث ولكن جمعوا بينه وبين باقي الأحاديث التي ظاهرها يعارض الأول فظفروا بالفهم الصحيح ومراد الشارع
فمن أسعد نحن أم أنتم في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم؟؟!!
المشكلة في فهم الحديث لا في العمل بالحديث
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 06:24]ـ
بارك الله فيكم و أحسن الله اليكم.
أنوهكم شيخنا الكريم أنني كما قلت آنفا لست بطالب علم و العلوم الشرعية ليست من اختصاصي و انما عامي يتردد على هذا المنتدى المبارك لكي يبحث عن رضى الله و معرفة دينه و عبادة الله عن علم.
ولما تدبرنا في حديث جر النبي صلى الله عليه وسلم رداءه
هذا الحديث لا أعرفه. و على فرض صحته فهو ليس بحجة لأنه يمكن أن يكون قبل التكلم عن مسألة الإسبال. اللهم ان أثبتتم أنه جاء بعد الحديث إزرة المؤمن إلى نصف الساق، و لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه
فحينئذ سأستفهمكم عن شيء آخر.
وتدبرنا فعل أبي بكر رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم له إنك لا تفعله خيلاء
نسيتم الا أن أتعاهده بارك الله فيكم!!!!
ووجدنا بعض الآثار عن الصحابة والتابعين تؤيد هذا الفهم
هاته تسلّم على ما قبلها.
فهل علينا من حرج أن تركنا فهمك وأخذنا بفهم السواد الأعظم من علماء الأمة اتباعا لا تقليدا
أم أن فهمك سنة قاطعة لا تجوز مخالفتها
عليكم الحرج اذ تبين لكم (الحديث). و لا أريد أن أقول لكم أنكم أوهمتم القارئ أو أوهمتني على أن السواد الأعظم عرف (الحديث) لكنه فهمه على النحو الذي أنتم أوردتموه.
و هنا يأتي السؤال. اين ورد الحديث عند السواد الأعظم و فهموه على غير نحو ما فهمت به أنا الحديث بلسان عربي مبين؟؟؟؟
ملاحظات:
- السؤال باعثه هو أنني لا أعرف هل السواد الأعظم أدرج الحديث ضمن حججه. بحيث على حسب ما اطلعت عليه في المسألة هو أنهم ما دندنو حول الحديث انما كانو يدندنون حول تلك الأحاديث العامة و الخاصة أو ما تسموه مطلقة و مقيدة. و أرجو أن اصحح
- الحديث أعني به هذا الحديث تفاديا للتكرار
إزرة المؤمن إلى نصف الساق، و لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و جزاكم الله خيرا شيخنا لمتابعتكم. دمتم بودّ.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 09:17]ـ
ظاهرية شديدة وكلام بدون تحقيق فالله المستعان على زمان قل فيه العلم التأصيلى وحل مكانه الوجبات السريعة فى طلب العلم بارك الله فى الأخ أمجد الفلسطينى
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 11:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ عامي هداه الله.
أنت تدعي أنك عامي و تقول حسب ما اطلعت عليه يا أخي ما اطلاعك أمام اطلاع أهل العلم بشيء.
عجيب هذا الشخص كيف يدعي أنه عامي ثم يأتي يناقش في الأدلة.
نرجو من حضرتك تعريفا و لو خفيفا للمطلق و المقيد و الخاص و العام مع ضرب مثال فقط فإن أتيت به نناقشك و إلا أنصحك أخي بطلب العلم و ترك الجدل فيما لا يعنيك في شيء و كما قيل من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه و قيل أيضا من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
و الله يا أخي عبد فقير حتى الظاهرية تتبرأ من شخص كهذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 12:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ عامي هداه الله.
جزاكم الله عني خيرا أخي الحبيب لدعائكم لي. فانه و الله لخير دعاء أتمناه من اخوتي الكرام.
أنت تدعي أنك عامي و تقول حسب ما اطلعت عليه يا أخي ما اطلاعك أمام اطلاع أهل العلم بشيء.
نعم على حسب اطلاعي لموضوعين مختلفين يتكلمان عن نفس المحور بهذا المنتدى المبارك.
عجيب هذا الشخص كيف يدعي أنه عامي ثم يأتي يناقش في الأدلة.
لا أدري كيف جعلتم مشاركاتي السابقة شيخي الحبيب عبارة عن مناقشة للأدلّة و ما هي الاّ استفسارات و وضع للنقاط على الحروف مما فهمته و اقتنعت به لا سيما تلك المشاركة #60. فتأمّلو.
نرجو من حضرتك تعريفا و لو خفيفا للمطلق و المقيد و الخاص و العام مع ضرب مثال فقط
أستسمحكم عذرا شيخي الكريم. قال تعالى:ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا.
و إلا أنصحك أخي بطلب العلم
جزاكم الله عني خيرا لنصيحتكم الغالية على قلبي. و أبشركم شيخي الفاضل أنني بدأت في ذلك (أقصد العلم العيني: التوحيد و فقه الصلاة و فقه الصوم).
و ترك الجدل فيما لا يعنيك في شيء و كما قيل من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه و قيل أيضا من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
و ترك الجدل. ما كنت أعلم أن استفساراتي تعدّ من الجدل. و لذلك أطلب منكم شيخي الكريم أن تحيلوني عن معنى الجدل حتّى أجتنبه و جزاكم الله عني خيرا. على أيّ أظنكم شيخي الكريم نسيتم قوله عز وجل: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
و الله يا أخي عبد فقير حتى الظاهرية تتبرأ من شخص كهذا.
و الله العظيم لانكم قد أصبتم القول. فحقا شيخي الحبيب أنا لا أعرف ما هي الظاهرية و ما هي أصولها. و قد كنت سألت عنها في احدى المشاركات لما تم ذكرها فبعث الي أحدهم جزاه الله عني كل الخير رابطا عن الظاهرية في الخاص لكن الى الآن لم يسنح لي الوقت لأستعلم عنها. فجزاكم الله عني خيرا شيخي الحبيب لتذكيري.
دمتم بودّ
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:12]ـ
أعني به هذا الحديث تفاديا للتكرار
إزرة المؤمن إلى نصف الساق، و لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
و جزاكم الله خيرا شيخنا لمتابعتكم. دمتم بودّ.
أخي الفاضل .. هل تعرف الفرق بين الإزار والثوب؟
الإزار هو مثل الذي يلبسه المحرم وهو في حالاته الطبيعيه يكون الى نصف الساق .. اما الثوب او القميص فالحكم فيه مختلف.
ويجب عليك اخي الكريم ان لا تتعصب لما ألفته من الاقوال والآراء الفقهيه ونحن متفقون على الأخذ بالأحاديث الصحيحه ولكن يجب ان يكون ذلك بفهم المحققين من اهل العلم .. واعلم ان المخالفين لك في فهمك للأحاديث هم علماء اجلاء وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
لعلك تراجع كتب اهل العلم في هذا الموضوع واخص بالذكر شرح العمده لشيخ الإسلام ابن تيميه.
وفقني الله واياك للصواب.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما الثوب او القميص فالحكم فيه مختلف
كلاّ شيخي الحبيب. ان لهم نفس الحكم و ذلك لقوله صلى الله عليه و سلم: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئاً خيلاء لا ينظر الله إليه يوم القيامة) رواه أبو داود رقم 4085 والنسائي رقم 5334 بإسناد صحيح.
ويجب عليك اخي الكريم ان لا تتعصب لما ألفته من الاقوال والآراء الفقهيه ونحن متفقون على الأخذ بالأحاديث الصحيحه.
و الله يا شخي الكريم انني لا أتعصب لرأي أو لأي شيء آخر. و انما أتعصب لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم. فالقاعدة التي تعلمناها منكم هي: اذا صح الحديث فهو مذهبي.
ولكن يجب ان يكون ذلك بفهم المحققين من اهل العلم .. واعلم ان المخالفين لك في فهمك للأحاديث هم علماء اجلاء وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
ابن تيمية و لا مؤاخذة على الرّأس و العين. لكن الله عز و جلّ يقول: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا.
لعلك تراجع كتب اهل العلم في هذا الموضوع واخص بالذكر شرح العمده لشيخ الإسلام ابن تيميه
انشاء الله تعالى.
وفقني الله واياك للصواب.
اللهمّ آمين. و سائر المسلمين.
دمتم بودّ.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 02:22]ـ
الحديث المذكور ضعفه ابن أبى شيبة والله أعلم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 02:26]ـ
الحديث المذكور ضعفه ابن أبى شيبة والله أعلم
الحديث صحيح بارك الله فيك. صحّحه غير واحد من أهل العلم. نذكر منهم أبو داود, المنذري, النووي, ابن العراقي, ابن حجر العسقلاني و الألباني. و ان أردت المصادر أحيلك عليها. تقبل مروري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 04:48]ـ
لا لم يصححه أبو داود واعلم أنه إذا اختلف أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين فالعبرة بما عليه المتقدمون
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 03:31]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لا لم يصححه أبو داود
عجيب أمرك يا أخي. كيف لا لم يصححه؟؟!!! و هو القائل في رسالته لأهل مكّة ما سكتت عنه فهو صالح. و نحن هنا لسنا في مقام غربلة قولته هاته. و لا نريد أن نحيد أكثر عن الموضوع. أما يكفيك أن أكثر من تكلم عن تلك المقولة من العلماء المتأخرين هو شيخنا الألباني رحمه الله و تجده هو نفسه يتابع الحديث و يصحّحه في كتابه صحيح ابي داوود. أمّا و هذا الذي أستبعده. هو أنك اذا كنت لا تقبل تصحيح الشيخ الألباني و ألائك العلماء الذين ذكرتهم فحينئذ انتهت المسألة و قضي الأمر الذي كنا فيه نستفتي. و اللبيب من الإشارة يفهم.
واعلم أنه إذا اختلف أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين فالعبرة بما عليه المتقدمون
عن أيّ اختلاف تتكلم؟؟!!
وفّقني الله و اياك الى الحقّ.
دمتم بودّ.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 07:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كم أتمنى من الاخوة أن يلتزموا أدب الخلاف وأن يراعي بعضهم بعضاً في الرد فالكلمة الطيبة صدقة وتذكروا أنه ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))
-------------------------
فِعلاً ((((___ الإنسان عدو ما جهل ___)))
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 10:40]ـ
أورد الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما هذا الخبر:
(عن قزعة، قال: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة أو جشبة، فقلت له: إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان، وتقر عيناي أن أراه عليك. قال: أرنيه، فلمسه، وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا، إنه من قطن.
قال: إني أخاف أن ألبسه، أخاف أكون مختالا فخورا، والله لا يحب كل مختال فخور.)
ثم قال الذهبي رحمه الله معلقاً: (قلت: كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين، ولو كان من غير ذهب ولا حرير.
فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية [الفرجية: ثوب واسع طويل الاكمام، بتخذ من قطن أو حرير أو صوف.] الصوف بفرو من أثمان أربع مئة درهم ونحوها، والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر، وقال: ما في خيلاء ولا فخر.
وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه.
وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أسفل من الكعبين من الازار ففي النار "، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء.
فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري، فقال: " لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء "
فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعب، ثم فيما بعد يسترخي.
وقد قال عليه السلام: " إزرة المؤمن إلى أنصاب ساقيه، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ". ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيا لكعابه.
ومنه طول الأكمام زائدا، وتطويل العذبة.
وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس.
وقد يعذر الواحد منهم بالجهل، والعالم لا عذر له في تركه الإنكار على الجهلة.) انتهى.
ـ[وهران]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:32]ـ
كلام حميل أخي أبو مجاهد جزاك الله خيرا
ونقل من عالم كبير وناقد وحافظ مثل الذهبي الذي رد على من حاول التخفي بالتحاكم لأصول الفقه وقواعد الرأي ومن ثمة رد الحديث وزعمهم أن الحديث لا نرده وإنما نفهمه بما لم تفهمونه وأن فهمه يتحقق بعد جمع النصوص ... مع أن النصوص لا يوجد فيها موهم التعارض وإنما مسألتان منفصلتان وهي نهي الاسبال إلى ما تحت الكعبين ومسألة جر الثوب خيلاء. وسأذكر حديثا في آخر مشاركتي يرفع اللبس عمن ادعى أنه فهم الحديث أكثر مما فهمه من هو دونه ...
وقد رد على مثل هذه الدعاوي الإمام ابن عثيمين والألباني وأجادا رحمهما الله ووافقا جمع من أهل العلم المتقدمين من بينهم ابن حجر والذهبي وغيرهما رحمهم الله أجمعين
وأقول للأخ أمجد ومن عاتبني: لست ممن يتعصب للعلماء ولا ممن يدعي أن العصمة لهم وإنما قلت أن كلام الشيخ فركوس في مسألة أصولية -معينة- حجة وقد نقلت كلمته لا أن أقدمه على الكتاب والسنة فتنبهوا, وأنا ممن ينتقد الشيخ في بعض ما ذهب.
أما دراستي لأقوال المخالفين فقد درستها مرات وكرات ولا جديد يذكر إلا محاولة اتباع الهوى للأسف الشديد
وقد قلت كلمة ألتمس منها جوابا ممن يرد اجتهاد الصحابة ولا يراه حجة بينما يناقض نفسه ويحتج بها في مسائل كمسألة الاسبال وأخذ اللحية إلى ما دون القبضة
فهل من جواب؟؟
وما قولكم بارك الله فيكم في هذا الحديث: ""وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله""
وهو طرف من حديث رواه البخاري في الأدب المفرد عن سليم بن جابر وصححه الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الروقي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 07:57]ـ
ما هي العلة في النهي عن الإسبال؟
أرجو أن تجيبوا عليه ثم تخرجوا بالنقاش إلى طريقة الجمع بين الأدلة النبوية.
أذكر في درس للشيخ الدكتور صالح المغامسي حفظه الله سئل عن هذا الأمر .. فأجاب بهدوء ..
وساق الأدلة حتى وصل إلى أن حكم الإسبال في بادئ الزمن كان مربوطا بمن فعله كبرا وخيلاء، ولما جاء الزمن القريب انتقل
حكمه إلى التحريم بلا شرط. (ولم يذكر رأيه حيال ذلك حفظه الله)
هذا الكلام من درس له حضرته وكنت بجانبه لما تكلم بهذا الكلام.
أبو بكر رضي الله عن كان مسبلا إزاره. وكذلك ابن مسعود. إذا وضعناهم على شرط القائلين بمطلق التحريم.
كيف سيكون رد هؤلاء القائلين بمطلق التحريم. لا أدري.
بعض طلبة العلم أراهم يقولون (أبو بكر رضي الله عنه) زكاه الله ونحن لا نملك الزكاة من الله لذلك الإسبال حرام بلا قيد.
في الحقيقة جميع علماء الإسلام يلتمسون الأدلة وكلهم مريد الخير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ما من شك في ذلك أولهم وآخرهم ويجب أن نحترمهم جميعا في ذلك ولا يجب تسفيه آرائهم.
والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 05:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله استأذنكم في اضافة رد بسيط و انبه الاخوة ان اغلب الكلام منقول من رسالة الشيخ عبد الوهاب مهية
ورد في الاسبال عدة احاديث هي
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة متفق عليه وهو من حديث عبد الله بن عمر (ر) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وكذا مالك وأحمد من طرق كثيرة عن ابن عمر به وقال الترمذي حديث حسن صحيح وزاد البخاري والنسائي وأحمد في رواية لهم (قال أبو بكر يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي (ص) لست ممن يصنعه خيلاء وزاد أحمد في رواية من طريق نافع قال وأخبرني سليمان بن يسار أن أم سلمة ذكرت النساء فقال ترخي شبرا قالت إذن تنكشف قال فذراعا لايزدن عليه.
قال الرسول صلي الله عليه و سلم:
" من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة "البخاري
وقال صلي الله عليه وسلم:
"لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار "رواه البخاري و غيره. راجع الصحيحة: 2037
إزرة المؤمن إلي عضلة ساقيه. ثم إلي الكعبين.فما كان أسفل من ذلك ففي النار " انظر صحيح الجامع
إزرة المؤمن إلي نصف الساق. ولا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين. ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار. من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه " انظر صحيح الجامع
"إن الله لا ينظر إلي مسبل الإزار "انظر الصحيحة: 1656
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 6592
قال جابر بن سليم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) صححه الترمذي رقم 2722
حديث ايضا ما رواه أبي بكرة رضي الله عنه عند البخاري 5785 قال:
خسفت الشمس و نحن عند النبي صلي الله عليه وسلم. فقام يجر ثوبه مستعجلا حتي أتي المسجد. و ثاب الناس (أي رجعوا إلي المسجد بعد أن كانوا خرجوا منه ء الفتح) فصلي ركعتين. فجلي عنها. ثم أقبل علينا و قال:
" إن الشمس و القمر آيتين من آيات الله. فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا و ادعوا الله حتي يكشفها "
(من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام) رواه أبو داود، وهو صحيح
المناقشة:
كل الخلاف يدور حول حمل المطلق على المقيد فلننظر ادن حديث ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
و حديث من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
الحكم واحد في كلتا الحالتين ادن يدل ان الخيلاء قيد معتبر و ان الاسبال محمول على الخيلاء
ننظر للحديثين الان "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا " البخاري
حديث أبي ذر رضي الله عنه:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال:"المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". رواه مسلم برقم (106).
من قال ان الله لا ينظر اليه عقوبة نقول له كذلك لا يكلمه الله عقوبة لان النظر و الكلام صفتان ادن حسب من قال انه لا يحمل المطلق على المقيد لان الحكم يختلف فالاسبال هنا ليس هو الاسبال للخيلاء و هذا باطل قطعا و منه نفهم ان كلا الاسبالين خيلاء و انه سواء ما تحت قدميه في النار او ان الله لا ينظر اليه و لا يكلمه فهو امر واحد و من قال نفرق لان الحكم ليس واحد الزمناه كذلك باعتبار عدم تكليم الله له حكما جديدا و لا شك ان هذا القول فاسد
حديث من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام
هل سنعتبر ايضا ان قوله عليه الصلاة و السلام فليس من الله في حل ولا حرام حكم اخر!!!!
من هنا يتبين فساد قول من لم يحمل المطلق على المقيد
انبه الاخوة على خطأ كبير و هو ان قاعدة حمل المطلق على المقيد لها شروط ان توفرت حملناه و ان لم تتوفر ??? هذا لا يعني اننا لا نحمله فلم يقل واحد من اهل العلم انه ان لم يتحد الحكم لا نحمل المطلق على المقيد في كل الحالات قطعا انما قالوا لا نطبق قاعدة حمل المطلق على المقيد لكنه قد يقيد الحكم لقرائن او لاسباب اخرى و قولهم اننا نحمله ان اتحد الحكم لا يستفاد منه الضد, قد يحمل ليس حسب القاعدة انما لقرائن كما سنبينه بعد قليل.
و نزيد حديث إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
هذا دليل ان المخيلة هي المقصودة من التحريم , هذا يدل ان الصفة خرجت مخرج الغالب ادن لم يقصد التفريق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء اد ان المظنة واحدة في ذلك العصر.
و نزيد دليل اخر قوله عليه الصلاة و السلام لابي بكر الصديق لست ممن يصنعه خيلاء.
القاعدة ان العبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب ادن كون الصديق يتعاهده او لا فلا يغير ذلك في اللفظ انه لا يفعله خيلاء و لو لم يكن للخيلاء دور في التحريم لما استقام لفظ الحديث اد انه لو كان يوجد فرق بين الاسبال و الاسبال للخيلاء لكان جواب رسول الله عليه الصلاة و السلام بمعنى ان ابا بكر لا يفعله عمدا لكن الحاق ذالك بالخيلاء رغم ان سقوط ثوبه واضح انه لغير خيلاء لزم ان مناط الحكم هو الخيلاء.
من قال من العلماء بان الاسبال المحرم هو الاسبال للخيلاء ?
جاء في (كشاف القناع للبهوتي 1/ 277):
قال أحمد في رواية حنبل:" جر الإزار وإسبال الرداء في الصلاة إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس"
و في (المجموع) شرح (المهذب) للنووي رحمه الله:
" يحرم اطالة الثوب والإزار والسراويل على الكعبين للخيلاء، ويكره لغير الخيلاء، نص عليه الشافعي في (البويطي) وصرح به الأصحاب."
جاء في (الآداب الشرعية) لابن مفلح الحنبلي، في فصل (في مقدار طول الثوب للرجل والمرأة وجر الذيول)؛ قال صاحب 'المحيط ‘ من الحنفية:" وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار، وكان يجره على الأرض فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم ".
(يُتْبَعُ)
(/)
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. وقال أبو بكر عبد العزيز: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين وإلى شراك النعل وهو الذي في المستوعب , قال أبو بكر: وطول الإزار إلى مد الساقين , قال وقيل إلى الكعبين. اهـ
و قال ابن عبد البر رحمه الله في (التمهيد3/ 244):
الخيلاء: التكبر، وهي الخيلاء، والمخيلة. يقال منه: رجل خال ومختال شديد الخيلاء، وكل ذلك من البطر والكبر والله لا يحب المتكبرين، ولا يحب كل مختال فخور.
وهذا الحديث يدل على أن من جرّ إزاره من غير خيلاء ولا بطر، أنه لا يلحقه الوعيد المذكور. غير أن جرّ الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال. وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد.
وجاء في (شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله 2/ 116):
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" المسبل إزاره " فمعناه المرخى له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسرا فى الحديث الآخر" لا ينظر الله الى من يجر ثوبه خيلاء "، والخيلاء الكبر وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل ازاره ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء. وقد رخص النبىّ صلى الله عليه وسلم فى ذلك لأبي بكر الصديق رضى الله عنه وقال:" لست منهم "، إذ كان جره لغير الخيلاء "
و قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138):
والفعل الواحد فى الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة. وضرب عدة أمثلة ثم قال: وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر، ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما، ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله وإستعانة على طاعة الله كان مأجورا، ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما، فإن الله لا يحب كل مختال فخور. ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه " فقال أبوبكر: يا رسول الله إن طرف إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال:" يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء ". وفى الصحيحين عن النبى أنه قال:" بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ". فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم وإعتقادهم.اهـ (أي بحسب نياتهم و مقاصدهم).
وقال رحمه الله في (شرح العمدة 4/ 363):
وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة. ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة. اهـ
و قال الذهبي رحمه الله في (الكبائر ص215): الكبيرة الخامسة والخمسون: إسبال الإزار والثوب واللباس والسراويل تعززا وعجبا وفخرا وخيلاء. قال الله تعالى (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور).اهـ
و قال الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار):
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد.اهـ
و الشوكاني كما تعلمون ضليع في اصول الفقه و لا تخفى عليه قاعدة المطلق و المقيد.
و قال الصنعاني رحمه الله في (سبل السلام4/ 158):
والمراد: جر الثوب على الأرض، وهو الذي يدل له حديث البخاري " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار". وتقييد الحديث بالخيلاء دال بمفهومه أنه لا يكون من جره غير خيلاء داخلا في الوعيد. وقد صرح به ما أخرج البخاري وأبو داود والنسائي أنه قال أبو بكر رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث: إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم:"إنك لست ممن يفعله خيلاء"، وهو دليل على اعتبار المفاهيم من هذا النوع. اهـ
و جاء في (طرح التثريب) للحافظ أبي زرعة العراقي رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
التقييد بالخيلاء يخرج ما إذا جره بغير هذا القصد , ويقتضي أنه لا تحريم فيه وقد تقدم من صحيح البخاري وغيره قول أبي بكر رضي الله عنه:" إن أحد شقي ثوبي يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست تصنع ذلك خيلاء " وبوب البخاري في صحيحه باب: من جر إزاره من غير خيلاء , وأورد فيه هذا الحديث وحديث أبي بكرة:" خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ... الحديث".اهـ
و قال الباجي رحمه الله في (المنتقى7/ 226):
قوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يريد كبرا. وقال عيسى بن دينار عن ابن القاسم: الخيلاء الذي يتبختر في مشيه , ويختال فيه ويطيل ثيابه بطرا من غير حاجة إلى أن يطيلها ولو اقتصد في ثيابه ومشيه لكان أفضل له , قال الله عز وجل (والله لا يحب كل مختال فخور). وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرخص في الخيلاء في الحرب , وقال:" إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ". ومعنى ذلك والله أعلم لما فيه من التعاظم على أهل الكفر والاستحقار لهم والتصغير لشأنهم.
و قال: وقوله صلى الله عليه وسلم " الذي يجر ثوبه خيلاء " يقتضي تعلق هذا الحكم بمن جره خيلاء أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره أو عذر من الأعذار فإنه لا يتناوله الوعيد. وقد روي " أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سمع هذا الحديث قال: يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لست ممن يصنعه خيلاء ". وروى الحسن بن أبي الحسن البصري عن أبي بكرة: " خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام يجر ثوبه مستعجلا حتى أتى المسجد ".اهـ
وجاء في (فيض القدير للمناوي رحمه الله 5/ 420):
أي محل الإزار " ففي النار " حيث أسبله تكبرا كما أفهمه خبر " لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء " فكنى بالثوب عن بدن لابسه ومعناه: أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم ما جاوره أو حل فيه.
و فيه أيضا: (المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء. اهـ
و قال السيوطي رحمه الله في (تنوير الحوالك 1/ 217):
" ما أسفل من ذلك "، (ما) موصولة و (أسفل) بالنصب خبر كان محذوفة والجملة صلة. ويجوزكون (ما) شرطية و (أسفل) فعل ماض. (ففي النار) أي محله من الرجل وذلك خاص بمن قصد به الخيلاء.
و في (الديباج 1/ 121):
" المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء "، وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء."
وقال السندي في حاشيته على (سنن النسائي) في شرح حديث" ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل": "المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
و في حاشيته على (البخاري4/ 24) قال معلقًا على حديث " ما أسفل من الكعبين فهو في النار": أي إذا كان ذلك خيلاء.
و هو اختيار البخاري رحمه الله في جامعه الصحيح حيث عقد بابًا و ترجم له: من جر إزاره من غير خيلاء. و ذكر تحته حديثين؛
أحدهما عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و الآخر عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا ".
(يُتْبَعُ)
(/)
و أورد أبو عوانة في مسنده الصحيح حديث ابن عمر رضي الله عنهما و خرجه من وجوه و أردفه بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" إزرة المؤمن ... " و ترجم عليها: (الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة).
و ذكر ابن حبان في صحيحه: باب: ذكر الزجر عن إسبال المرء إزاره إذ الله جل وعلا لا ينظر إلى فاعله، وذكرحديث المغيرة بن شعبة قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين". (رقم5442)
ثم ذكر بعده (باب): ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل، و ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ". رقم (5443)
وكان قد ذكر في موطن آخر من صحيحه (2/ 281) حديث أبي جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: " لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله".
قال أبو حاتم (ابن حبان): الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم. اهـ
ومما يدل على أن قوله "ما أسفل الكعبين .. " داخلة في معنى "من جرّ ثوبه ... "؛ أن الصحابة الذين رووا اللفظ الأول كانوا يحتجّون على المسبلين باللفظ الثاني. فعن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة ورأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب الأرض برجله وهو أمير على البحرين، وهو يقول: جاء الأمير، جاء الأمير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله لا ينظر إلى من يجر إزاره بطرًا " رواه الشيخان و اللفظ لمسلم.
فالواضح ان احتجاج ابي هريرة باللفظ الثاني يدل على ان الخيلاء قيد و لو كان يوجد فرق بين الاسبال من غير خيلاء او لا في العقوبة لاستدل بحديث اسفل القدمين اد ان الاصل في المسلم براءة الذمة و نحسن الظن به فلا نتهمه بالخيلاء من دون دليل ادن فغضب ابي هريرة يدل على ان الغالب في ذلك الزمان ان الاسبال لا يكون الا لخيلاء لذلك كان نهي رسول الله عليه الصلاة و السلام و غضب ابي هريرة فان كان بلد الناس فيه لا تسبل نعم منع الاسبال لكثرة المظنة ان المسبل لا يفعلها لا للخيلاء لكن ببلد يسبلون من غير خيلاء فالظاهر انه لا مشكل في ذلك و الله اعلم
و قد أُشكل على بعض الأفاضل كون الأمرين وردا جميعًا في حديث واحد؛ و هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه و بين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار. لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ". و هذا لفظ الإمام مالك رحمه الله في الموطأ، و هو أصحها. و زعم بعضهم أن الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما.
و الجواب: أن قوله " لا ينظر الله يوم القيامة ... " في الحديث هو تذييل لتقرير حكم و تعليله. و لذلك لم تعطف على ما قبلها، كما في الرواية السابقة، و إن كان قد أثبت بعضهم حرف العطف و لكن هذه أرجح. و المعنى: أن من أسبل ثوبه خيلاء وكبرًا، حق له أن يطأ في النار إلى كعبيه، لأن الله لا يرحمه يوم القيامة بل يمقته. و هذا ما فهمه الإمام مالك من الحديث، حيث أورده في (باب) ما جاء في إسبال الرجل ثوبه.
و الدليل " ما أسفل الكعبين " يراد به الإسبال، حديث جابر بن سليم رضي الله عنه الطويل وفيه:" وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيتَ فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة " رواه أحمد (4/ 64) و أبو داود (4084) و ابن حبان في صحيحه (521) و غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و نظيره حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ". رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و أبو داود (4094) والنسائي (8/ 208) وابن ماجة (3576) وغيرهم من طريق عبد العزيز بن أبي رواد.
فقد أجمل الإسبال المنهي عنه ثم بيّن المقصود بالنهي. فهل يصلح أن يقال: أنّ فيه حكمين؛ الإسبال مطلقًا، و الجر خيلاء؟؟؟ لا يمكن ذلك و لا يستقيم، لأنك أنّى توجهت وجدت الإسبال مرادفًا للجرّ و مقيّدًا بالمخيلة.
و من العلماء من قال: أن الوصف بالخيلاء خرج مخرج الغالب، والقيد إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له عند عامة الأصوليين - كما قال الشيخ بكر أبو زيد - كما في قوله: (و ربائبكم اللاتي في حجوركم)، فبنت المرأة محرمة على زوجها، ربيبة كانت عنده أم لا، ونحو قوله: (ولا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة)، فالربا قليلُه وكثيرُه حرام.
و الجواب: أن إلحاق هذه المسألة بما ذكر لا يستقيم لوجود الفارق؛ ذلك لأن دليل القيد بالخيلاء ليس بالمفهوم و إنما هو بالمنطوق و هو قوله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر رضي الله عنه: " إنك لست ممن يفعله خيلاء ".
و يقطع كلَّ تأويل حديثُ ابن عمر رضي الله عنهما الذي فيه:" من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة " رواه مسلم (2085) و أبو عوانة (8585) و غيرهما.
و هو نص صريح في أن الإسبال لا يحرم إلا إذا قُصد به الإختيال، و فيه أيضًا رد على من يزعم أن الإختيال يحصل بمجرد الإسبال و لو لم يخطر ببال المسبل.
و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بحرمة الإسبال مطلقًا، حديث ابن عمر رضي الله عنهما من رواية نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرًا. فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه." رواه النسائي (5336) و الترمذي (1731) و قال: حسن صحيح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الفتح 10/ 259): ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال أن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء ... ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان عن مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال، من أجل ستر العورة، لأن جميع قدمها عورة. فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط. وقد نقل عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء ومراده منع الإسبال لتقريره صلى الله عليه وسلم أم سلمة على فهمها زاهـ
و قد اغتر بهذا الكلام صاحب (القول المبين في أخطاء المصلين) فقال (ص31): و يستفاد من كلمة "رخص" و من سؤال أم سلمة السابق " فكيف يصنع النساء بذيولهن " بعد سماعها وعيد جر الثوب، التعقب على من قال:-إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء. و وجه التعقب: أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا، سواء كان عن مخيلة أم لا ... اهـ
قال عبد الوهاب مهية و هذا لعمري أمر عجيب، و أعجب منه صدوره عن الحافظ رحمه الله، فهل يعقل أن يعترض بمثل هذا و صدرُ الحديث نصّ في تقييد الإسبال بالخيلاء؟ كيف استُسيغ مثل هذا التعقب، و مناسبة سؤال أم سلمة إنما هو قوله صلى الله عليه و سلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، يقول "خيلاء"، و الحديث واحد فكيف يعارض أوله بآخره؟؟؟ و من أين لهذا المتعقب أنّ أم سلمة رضي الله عنها فهمت الإطلاق في الزجر عن الإسبال؟ و سياق الحديث يأبى ذلك. و كل ما فيه: أنها سألت عمن وقعت من النساء بين الأمرين؛ أعني بين الإسبال المحرم بقيده و بين وجوب ستر القدمين، فأذن لهن بالإسبال على أيّة حال لتأكد التستر في حقهن. و يبيّن ذلك رواية " رخّص"، أي حتى مع وجود هاجس الخيلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة: قال الباجي رحمه الله في (المنتقى 7/ 226):- و هذا يقتضي أن نساء العرب لم يكن من زيهن خفّ و لا جورب. كنّ يلبسن النعال أو يمشين بغير شيء، و يقتصرن من ستر أرجلهن على إرخاء الذيل.اهـ
و قال عبد الوهاب مهية و من الأدلة التي تعلق بها القائلون بالتحريم على الإطلاق، بعض الأحاديث التي يأمر فيها النبي صلى الله عليه و سلم بعض أصحابه بالتشمير، قال بعضهم: ويكفيك أن تأتي بأي حديث مما صح فيه احتساب النبي ء صلى الله عليه وسلم ء على صحابي قد أطال ثوبه فأمره ء صلى الله عليه وسلم ء بتشميره ليسقط هذا التفريق الذي يذهب إليه جماهير العلماء من فقهاء وشراح للأحاديث، وذلك لأن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يستفصل منه، وتركُ الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال كما تعلمون، وبه يتبين أن النبي – صلى الله عليه وسلم ء لم يكن يفرق بين من يفعله خيلاء أو بغيره في وجوب تشمير الثوب فوق الكعبين.اهـ
و الجواب: أن تلك الأحاديث هي من قبيل وقائع الأعيان و الأحوال التي لا تفيد العموم، وترك الإستفصال فيها لظهور الحال. فأنت إذا رأيت شخصًا يمشي المطيطاء و يلتفت إلى عطفيه شامخًا بأنفه، فلا تحتاج إلى أن تسأله إن كان يتخايل أم لا؟؟؟
و من أقوى الدلائل على أن تلك الوقائع لا تفيد العموم؛ حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الإمام أحمد (6340) بسند رجاله رجال الصحيح، يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار يتقعقع، يعني جديدًا، فقال: من هذا؟ فقلت: أنا عبد الله. فقال: إن كنت عبد الله فارفع إزارك. قال: فرفعته، قال: زد؟ قال: فرفعته حتى بلغ نصف الساق. قال: ثم التفت إلى أبي بكر فقال: من جرّ ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر: إنه يسترخي إزاري أحيانًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم."
فهذا الحديث نص صريح في إناطة الحكم بعلة المخيلة، فإن قيل: لِم أمر ابن عمر بالتشمير و لم يستفصل؟ فالجواب: أن حال ابن عمر كانت تغني عن الإستفصال؛ شاب حدث، عليه لباس جديد، يتقعقع أي يحدث صوتًا عند تحريكه، قد أسبله، فما ظنك به و هو في مجتمع قد تواطأ على اعتبار مثل تلك المظاهر؟ .. و لذلك بالغ النبي صلى الله عليه و سلم في أمره بالتشمير، و كان يكفيه أن يأمره برفعه إلى الكعبين. و الظاهر أن ابن عمر رضي الله عنهما قد كان في نفسه بعض تلك المعاني، لأنه لم يعتذر بشيء بعد سماعه رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من جر ثوبه من الخيلاء " كما اعتذر الصديق رضي الله عنه.
و على هذا الوجه يُنزَل حديث عمر رضي الله عنه مع الشاب الذي قال له: " (يا غلام ارفع إزارك فإنه أتقى لربك و أنقى لثوبك "
و منه كذلك، ما وقع لسالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ قال جرير بن يزيد: كنت جالسًا إلى سالم بن عبد الله على باب داره، فمر به شاب من قريش يسحب إزاره، فصاح به سالم وقال: ارفع إزارك؟ وجعل الشاب يعتذر من استرخاء إزاره، ثم أقبل عليّ سالم فقال: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بينما رجل يمشي في حلة له معجب به نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". رواه أحمد (9053) و أبو عوانة (8559) و النسائي (9679).
و كذلك كان فهم السلف؛ إنما ينكرون على من ظنوا به العجب و المخيلة بسبب مظهره، ولم يكن إنكارهم على إطلاقه كما يفهم البعض. اهـ
قد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فعل ذلك للسبب ذاته.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (24816) بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه " أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال: إني رجل حمش الساقين ". لكن قال الحافظ في الفتح (10/ 264): (هو محمول على أنه أسبله زيادة على المستحب، وهو أن يكون إلى نصف الساق، ولا يظن به أنه جاوز به الكعبين! والتعليل يرشد إليه، ومع ذلك فلعله لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة.) اهـ
قلت حمله على المستحب دعوى تحتاج دليلا اولا و ثانيا لو كان كذلك لما انكره عليه الناس و ثالثا الاسبال هنا لفظ عام لا يجوز اخراجه عن ظاهره الا بقرينة فمن اين للحافظ انه محمول على الزيادة فوق المستحب فهل الزيادة فوق المستحب تسمى اسبالا!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الوهاب مهية الإسبال عند الإطلاق يراد به الإرخاء إلى ما دون الكعبين، و الأصل إبقاء الخبر على ظاهره، هذا من جهة. و من جهة أخرى، فإنه حتى لو لم تبلغه قصة عمرو بن زرارة، فهل يعقل أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم واحدًا من عامة الناس و لا يأمر صاحب وسادته و نعله، و من هو معه صباح مساء، يلازمه و يخدمه حتى أن الغريب ليحسب أنه من أهل البيت؟ اهـ.
روى أبو داود (4096) و ابن أبي شيبة (24831) و البيهقي في الشعب (6147) عن عكرمة قال: رأيت ابن عباس إذا اتزر أرخى مقدم إزاره حتى يقع حاشيته على ظهر قدميه، ويرفع الإزار مما وراءه، فقلت:لم تأتزر هكذا؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزر هذه الإزرة " وصححه الألباني رحمه الله في الصحيحة (1238).
عن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر. قال الهيثمي (9/ 285):رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: رواه الطبراني في الكبير (10572) و أبو بكر الشيباني في الأحاد و المثاني (390).
و أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال: " كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك "
و أخرج ابن أبي شيبة في (المصَنَّفِ) (رقم 24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: " كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم ". إسناده صحيحٌ، و ابراهيم هو ابن يزيد النخعي إمام الكوفة.
و أخرج الإمام أحمد في (العلل) – رواية ابنه عبد الله – (رقم 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: " أمرَنِي أيّوب (السختياني) أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً ". وإِسنادٌه صحيحٌ
و قبل الختام ...
تذكَّرْ أنَّ الأحاديث الواردة في الإسبال على ثلاثة أقسام؛
قسم مطلق، مثل قوله " ما أسفل الكعبين في النار "، و قوله في حديث المغيرة رضي الله عنه: " رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بحجزة سفيان بن أبى سهل فقال: يا سفيان لا تسبل إزارك فان الله لا يحب المسبلين" رواه أحمد و النسائي في الكبرى (9704) و ابن ماجة (3574) و ابن حبان فى صحيحه و هو حديث حسن و له شواهد.
الألف و اللام في (المسبلين) للعهد الذهني، و يعني بهم المختالين. و يؤيده رواية ابن حبان الماضية أول البحث بلفظ:" يا سفيان لا تسبل إزارك، فإن الله لا ينظر إلى المسبلين " و قد مرّ آنفًا بيان مَنْ لا ينظر الله إليهم.
و منه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "بينما رجل يصلي مسبل إزاره، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب فتوضأ ". فذهب فتوضأ ثم جاء فقال: " اذهب فتوضأ "، فقال له رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال:" إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل".
رواه أحمد (4/ 67) و أبو داود (6380 و 4086)
أعله المنذري فقال: فيه أبو جعفر رجل من المدينة لا يعرف. و قال الحافظ في (التقريب 1/ 628):" أبو جعفر المؤذن الأنصاري المدني مقبول من الثالثة ومن زعم أنه محمد بن علي ابن الحسين فقد وهم ".
و قوله " مقبول " يعني عند المتابعة، و لا متابع له في قوله " وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل ". بل الحديث كله على مداره. فالعجب كيف يحكم على صلاة امرئ مسلم و وضوءه بالبطلان بمثل هذه الرواية؟؟؟
و قد روى ابن خزيمة في صحيحه (781) عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرًا ". قال ابن خزيمة: قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم عن عبد الله بن عمر. اهـ
و يستفاد من هذا الحديث تقييد الجر بالبطر و هو الكبر و الخيلاء. ومنه حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " من أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حلّ و لا حرام " رواه أبو داود (637)
و قسم مقيِّد بالجر و الخيلاء، و قد ذكرنا طرفًا منه. و بيّنّا بالدليل اتحاد محل العقوبة و مورد الحكم و مقتضى ذلك شرعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
من اراد الاجابة فلينقد الادلة دليلا دليلا و ارجوا من الاخوة ان لا يجيبوا اجابات ناقصة او خارجة عن ادب النقاش و ارجوا ان لا تستدلوا بكلام مجمل لا اعتراض فيه او فتاوي فلان و علان.
فهل من القائلين بالتحريم من ينشط لذلك و الله المستعان و السلام عليكم
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 10:57]ـ
اسوق هذا الدليل الجديد الذي هداني الله اليه بعد كتابة المقال:
قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. البقرة 174
قال بن جرير الطبري في تفسيره الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْكِتَاب} أَحْبَار الْيَهُود الَّذِينَ كَتَمُوا النَّاس أَمْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُبُوَّته.
و قال وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة} يَقُول: وَلَا يُكَلِّمهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَيَشْتَهُونَ , فَأَمَّا بِمَا يَسُوءهُمْ وَيَكْرَهُونَ فَإِنَّهُ سَيُكَلِّمُهُمْ ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ إذَا قَالُوا: {رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} 23 107: 108 لِآيَتَيْنِ.
و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ال عمران 77
قال بن جرير {أُولَئِكَ لَا خَلَاق لَهُمْ فِي الْآخِرَة} يَقُول: فَإِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ لَا حَظّ لَهُمْ فِي خَيْرَات الْآخِرَة , وَلَا نَصِيب لَهُمْ مِنْ نَعِيم الْجَنَّة , وَمَا أَعَدَّ اللَّه لِأَهْلِهَا فِيهَا. دُون غَيْرهمْ. وَقَدْ بَيَّنَّا اِخْتِلَاف أَهْل التَّأْوِيل فِيمَا مَضَى فِي مَعْنَى الْخَلَاق , وَدَلَّلْنَا عَلَى أَوْلَى أَقْوَالهمْ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ بِمَا فِيهِ الْكِفَايَة. وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه} فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه بِمَا يَسُرّهُمْ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ , يَقُول: وَلَا يَعْطِف عَلَيْهِمْ بِخَيْرٍ مَقْتًا مِنْ اللَّه لَهُمْ كَقَوْلِ الْقَائِل لِآخَرَ: اُنْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ اللَّه إِلَيْك , بِمَعْنَى: تَعَطَّفْ عَلَيَّ تَعَطَّفَ اللَّه عَلَيْك بِخَيْرٍ وَرَحْمَة , وَكَمَا يُقَال لِلرَّجُلِ: لَا سَمِعَ اللَّه لَك دُعَاءَك , يُرَاد: لَا اِسْتَجَابَ اللَّه لَك , وَاَللَّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة , وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: دَعَوْت اللَّه حَتَّى خِفْت أَنْ لَا يَكُون اللَّه يَسْمَع مَا أَقُول وَقَوْله {وَلَا يُزَكِّيهِمْ} يَعْنِي: وَلَا يُطَهِّرهُمْ مِنْ دَنَس ذُنُوبهمْ وَكُفْرهمْ , {وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم} يَعْنِي: وَلَهُمْ عَذَاب مُوجِع. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَة , وَمَنْ عُنِيَ بِهَا؟ فَقَالَ بَعْضهمْ: نَزَلَتْ فِي أَحْبَار مِنْ أَحْبَار الْيَهُود اهـ
ادن كما ترون اخوتي ان, الايتين في اليهود و ان زيادة و لا ينظر الله اليه في الثانية ليست بعقوبة جديدة و تفسير الطبري يدل عليها و من جعلها عقوبة جديدة غير النار فقد خالف ما جاء به القرآن الكريم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 01:15]ـ
ادن كما ترون اخوتي ان, الايتين في اليهود و ان زيادة و لا ينظر الله اليه في الثانية ليست بعقوبة جديدة و تفسير الطبري يدل عليها و من جعلها عقوبة جديدة غير النار فقد خالف ما جاء به القرآن الكريم
أحسن الله إليك أخي الكريم .. هلا بينت وجه الدلالة لأخيك إذ هو لم يفهم ما فهمت خصوصا وقد وردت الزيادة في سياق مختلف (راجع ما تقدم من مشاركات الإخوة)! ذلك أن قياس ترتيب العقوبة على مناطين مختلفين في سياق واحد على تفصيل العقوبات في سياقات مختلفة هو قياس مع الفارق فما قولك؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:06]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك
وهذا مع ما تقدم في أكثر من موضع اكبر دليل أن المسألة من مسائل الاجتهاد السائغ ولا ينكر فيها على المخالف
بل الإنكار على من خالف السواد الأعظم من الأمة في هذه المسألة أولى
وفيه أن هذا السواد الأعظم من العلماء لم يذهبوا إلى القول بالتقييد عن هوى أو ضعف نظر أو نحوه
بل عند التحقيق والنظر يظهر قوة مأخذهم وضعف مأخذ غيرهم ممن اغتر بظاهر الأحاديث وذهيب يجمع بينها بضرب من التأويل مستكره ومستبعد
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:48]ـ
شيخه العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أن هذه المسألة من المسائل التي يُنكر فيها على المخالف؛ لأن النصوص فيها واضحة. فليته كان خير خلَف لخير سلَف ..
وهنا تعقيب على من هوّن هذا المحرّم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13044
يا لها من سوءة!!!
والناظر في هذا الحوار يدرك مدى الجهل الذي تتكبده هذه الأمة, ولقد أحسن من قال:
وما ضرّ قول ابن تيمية رحمه الله ثبت أو لم يثبت
الخلاف ثابت شاء من شاء وأبى من أبى
وإن تعجب فعجب من ينكر على من يقول بقول قاله به عامة أهل العلم أو جمهورهم على الأقل, ولا ينكر قول من يقول بقول يخالف إجماعات أو إجماعا منقولا, أو قول عامة أهل العلم, بل لا تكاد تجد لقوله سلفا, ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 02:52]ـ
القول هو: وقد تكلم فى كثير من العلم من لو سكت عنه كان أنفع له.
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 03:50]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم .. هلا بينت وجه الدلالة لأخيك إذ هو لم يفهم ما فهمت خصوصا وقد وردت الزيادة في سياق مختلف (راجع ما تقدم من مشاركات الإخوة)! ذلك أن قياس ترتيب العقوبة على مناطين مختلفين في سياق واحد على تفصيل العقوبات في سياقات مختلفة هو قياس مع الفارق فما قولك؟
السلام عليكم اخي العاصمي
اظن انني بينت وجه الدلالة و هذا ليس من القياس كما ذكرت انما هو في اعتبار عدم نظر الله له عقوبة جديدة غير ما اسفل الكعبين في النار و ذلك باطل من اوجه و سالخص لك ما كتبته في كلتا المشاركتين:
اولها من وطئ على إزار خيلاء وطئه في النار.صحيح صححه الالباني في صحيح الجامع برقم 65
ادن كما ترى ذكر في هذا الحديث النار و كما قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (التخويف من النار 1/ 118): وفي مسند الإمام أحمد عن هبيب بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" من وطئ إزاره خيلاء وطئه في النار" وهو يبين معنى ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار "، أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معا وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدنيا خيلاء.اهـ
هذا الحديث اولا لم يذكر عدم النظر و منه ان الامر تحصيل حاصل و ان عدم النظر يقصد به ان الله لا يرحمه و هذا قول بن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ال عمران 77
قال الطبري وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه} فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه بِمَا يَسُرّهُمْ وَلَا يَنْظُر إِلَيْهِمْ , يَقُول: وَلَا يَعْطِف عَلَيْهِمْ بِخَيْرٍ مَقْتًا مِنْ اللَّه لَهُمْ كَقَوْلِ الْقَائِل لِآخَرَ: اُنْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ اللَّه إِلَيْك , بِمَعْنَى: تَعَطَّفْ عَلَيَّ تَعَطَّفَ اللَّه عَلَيْك بِخَيْرٍ وَرَحْمَة , وَكَمَا يُقَال لِلرَّجُلِ: لَا سَمِعَ اللَّه لَك دُعَاءَك , يُرَاد: لَا اِسْتَجَابَ اللَّه لَك , وَاَللَّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة , وَكَمَا قَالَ الشَّاعِر: دَعَوْت اللَّه حَتَّى خِفْت أَنْ لَا يَكُون اللَّه يَسْمَع مَا أَقُول اهـ
و قال في تفسير الاية الثانية إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. البقرة 174
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الطبري و قال وَأَمَّا قَوْله: {وَلَا يُكَلِّمهُمْ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة} يَقُول: وَلَا يُكَلِّمهُمْ بِمَا يُحِبُّونَ وَيَشْتَهُونَ , فَأَمَّا بِمَا يَسُوءهُمْ وَيَكْرَهُونَ فَإِنَّهُ سَيُكَلِّمُهُمْ ; لِأَنَّهُ قَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى ذِكْره أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ إذَا قَالُوا: {رَبّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} قَالَ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} 23 107: 108 لِآيَتَيْنِ. اهـ
و كما تعلم انه من يدخله النار في الحالتين لن يعطف عليه و يرحمه و كلتا الايتين هي في العهد و هذا يدل على استواء العقوبتين
ثانيا لو سلمنا ان عدم نظر الله عقوبة مخالفة لدخول النار او ما تحت القدمين في النار فيلزمنا ايضا ان نقول ان عدم تكليم الله لهم عقوبة ثالثة و كما تعلم لو فعلنا هذا لوقعنا في تناقض لاننا بهذا سنصل لاربع حالات حسب الاحاديث هي
الاسبال و حكمه ما تحت القدمين في النار
الخيلاء و حكمه لا ينظر الله اليه
الاسبال و حكمه لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و لا يزكيه و له عداب اليم
الخيلاء و حكمه وطئه في النار
فتمعين جيدا و النكتة هنا ان قاعدة حمل المطلق على المقيد تقول نحمل المطلق على المقيد متى اتحد الحكم لكن لا تقول لا تحمل ابدا ان لم يتحد الحكم و اقرب لك ذلك بهذا المثال
ان كان لون الثوب ابيض فعكسه ليس معناه لونه اسود انما معناه لونه غير ابيض
اذن القاعدة تجزم انه نحمل المطلق على المقيد ان اتحد الحكم لكن لا تقول انه يجب ان لا نقيد ابدا ان لم يتحدا فتمعن ذلك و لا يوجد دليل على ذلك انما هو من باب التجوز نقول لا نحمل المطلق على المقد لكن الاصح ان نقول لا نطبق القاعدة و هذا يعني انه قد نقيد الحكم او السبب بطريقة اخرى او بقرائن
ادن ان اعتبرت ان الحكمين مختلفان لا تطبق القاعدة لكن لا تقول انه لا نقيد اد لا دليل لك على ذلك شرعا او اصوليا فراجع المطلق و المقيد
و في حالتنا هنا انظر كم من حالة وصلنا
الاسبال و حكمه ما تحت القدمين في النار
الخيلاء و حكمه لا ينظر الله اليه
الاسبال و حكمه لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و لا يزكيه و له عداب اليم
الخيلاء و حكمه وطئه في النار
و من حديث أسبل إزاره في صلاته خيلاء فليس من الله في حل ولا حرام نزيد حكما خامسا و هو
الاسبال في الصلاة و حكمه ليس من الله في حل و لا حرام
و من الاحكام الخمسة يتبين لك فساد قول من قال لا نقيد ادن انه مجبر ايضا ان لا يقيد بين الاحكام
الخيلاء و حكمه لا ينظر الله اليه
الاسبال و حكمه لا ينظر الله اليه و لا يكلمه و لا يزكيه و له عداب اليم
الخيلاء و حكمه وطئه في النار
ادن هنا لا نجد نفس الاحكام قطعا ان طبقنا قاعدته لان الثاني به اكثر من عقوبة اي عدم تكليم الله له فان قلنا ان الحكم اختلف مع عدم النظر له اصبحنا في تناقض صارخ و من هنا قال الشوكاني و هو عالم اصولي كبير يدرك جيدا هذه القاعدة لا بد من التقيد لان الاسبال يقصد به الخيلاء في هذه الاحاديث و ما يؤيد ذالك قوله عليه الصلاة و السلام
إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة.
و هنا تجد قطعا انه الحق الاسبال بالمخيلة و لم يفرقها و يعضض ذلك قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم.
و ان زدنا حديث ابي بكر الصديق انك لا تفعله خيلاء قطعنا قول كل محرم اطلاقا و لو تمعنت كل هذه الحاديث لوجدت قول من حرم من الشذوذ بمكان لا تنهض به حجة بل كل الاحاديث كما ترى فسرناها تفسيرا متماسكا و من دون تأول لو لاحظت لا نحتاج اي تأول بل هي واضحة وضوح الشمس و فعل الصحابة يثبتها فكلهم ينكرون الخيلاء و انظر اثارهم و اذا رأينا كذلك اثر عبد الله بن مسعود و قول جمهور علماء المسلمين و احرصهم على السنة عمر بن عبد العزيز و ابي حنيفة و البخاري و بن عبد البر لم يبقى كلام يقال
و انظر كلام المحرمين تجده مملوء ا بالتأويلات يحاولون التفريق بين العقوبات و قد لاحظت معي اين نصل لو اتبعنا منهجهم
يؤولون حديث عبد الله بن مسعود و هو ظاهر ظهور الشمس
يعللون حديث ابي بكر و هو ظاهر ظهور الشمس
بل كل كلامهم تأويلات فقط لا تنهض به حجة و لو كان في كلامهم شيئ من الصحة لما فات محققا اصوليا كبيرا مثل الشوكاني و غيره من فطاحلة الاصوليين
و ان زدنا ان الصنعاني استدل بنفس استدلالهم و ان الشوكاني اطلع على رسالته و رد عليه فهمنا ان استدلالهم ضعيف و لذلك لم يفت الشوكاني و لم يتأخر عن نقضه و مخالفته
و الله الهادي الى الصواب و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:46]ـ
شيخه العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أن هذه المسألة من المسائل التي يُنكر فيها على المخالف؛ لأن النصوص فيها واضحة. فليته كان خير خلَف لخير سلَف ..
وهنا تعقيب على من هوّن هذا المحرّم:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13044
الإخوة القائمين على هذا الموقع, إذا كنت ترون في مشاركتي إساءة فلا أظن هذه المشاركة تخلو من ذلك, فكان الواجب أولا مسحها؛ لأن فيها إساءة لهذا الشيخ الفاضل, وهذا بيّن واضح لا امتراء.
(يُتْبَعُ)
(/)