عَنْ قَوْله تَعَالَى {إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ. هَلْ ذَلِكَ عَامٌّ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ أَمْ يَرَاهُمْ بَعْضُ النَّاسِ دُونَ بَعْضٍ؟ وَهَلْ الْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ جِنْسٌ وَاحِدٌ وَلَدُ إبْلِيسَ أَمْ جِنْسَيْنِ: وَلَدُ إبْلِيسَ وَغَيْرُ وَلَدِهِ؟.
فَأَجَابَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ آمِينَ - فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ الْإِنْسَ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُمْ الْإِنْسُ وَهَذَا حَقٌّ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ يَرَوْنَ الْإِنْسَ فِي حَالٍ لَا يَرَاهُمْ الْإِنْسُ فِيهَا وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُمْ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ مِنْ الْإِنْسِ بِحَالِ؛ بَلْ قَدْ يَرَاهُمْ الصَّالِحُونَ وَغَيْرُ الصَّالِحِينَ أَيْضًا؛ لَكِنْ لَا يَرَوْنَهُمْ فِي كُلِّ حَالٍ وَالشَّيَاطِينُ هُمْ مَرَدَةُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَجَمِيعُ الْجِنِّ وَلَدُ إبْلِيسَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
الخوارق (ما وراء النفس)
مسألة: ما هي الأحوال التي تحصل للنفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 278)
يَجِبُ الْفَرْقُ بَيْنَ الْأَحْوَالِ الْإِيمَانِيَّةِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ النَّفْسَانِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ.
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 443)
إِنَّ الْأَحْوَالَ تَنْقَسِمُ إلَى: حَالٍ رَحْمَانِيٍّ وَحَالٍ شَيْطَانِيٍّ
مسألة: هل من ظهرت له أحوال يتبع؟
مجموع الفتاوى - (ج 25 / ص 314)
اتَّفَقَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ وَالتَّحْقِيقِ أَنَّ الرَّجُلَ لَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ لَمْ يُتَّبَعْ إلَّا أَنْ يَكُونَ مُوَافِقًا لِأَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ رَأَى مِنْ رَجُلٍ مُكَاشَفَةً أَوْ تَأْثِيرًا فَاتَّبَعَهُ فِي خِلَافِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَانَ مِنْ جِنْسِ أَتْبَاعِ الدَّجَّالِ فَإِنَّ الدَّجَّالَ يَقُولُ لِلسَّمَاءِ: أَمْطِرِي فَتُمْطِرُ وَيَقُولُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي فَتُنْبِتُ وَيَقُولُ لِلْخَرِبَةِ أَخْرِجِي كُنُوزَك فَيَخْرُجُ مَعَهُ كُنُوزُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَيَقْتُلُ رَجُلًا ثُمَّ يَأْمُرُهُ أَنْ يَقُومَ فَيَقُومُ وَهُوَ مَعَ هَذَا كَافِرٌ مَلْعُونٌ عَدُوٌّ لِلَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا مِنْ نَبِيٍّ إلَّا قَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ: وَأَنَا أُنْذِرُكُمُوهُ إنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٌ وَغَيْرُ قَارِئٍ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَرَى رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ}. وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ}. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ يُحَدِّثُونَكُمْ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ}. وَهَؤُلَاءِ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ وَتُوحِي إلَيْهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} وَمِنْ أَوَّلِ مَنْ ظَهَرَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُ. وَمَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَالْأَحْوَالِ الرَّحْمَانِيَّةِ: كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ سَوَّى بَيْنَ مُحَمَّدِ رَسُولِ اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَيْنَ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّ مُسَيْلِمَةَ كَانَ لَهُ شَيْطَانٌ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَيُوحِي إلَيْهِ.
وَمِنْ عَلَامَاتِ هَؤُلَاءِ أَنَّ الْأَحْوَالَ إذَا تَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمْ وَقْتَ سَمَاعِ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ أَزْبَدُوا وَأَرْعَدُوا - كَالْمَصْرُوعِ - وَتَكَلَّمُوا بِكَلَامِ لَا يُفْقَهُ مَعْنَاهُ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَتَكَلَّمُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِ الْمَصْرُوعِ. وَالْأَصْلُ فِي هَذَا الْبَابِ: أَنْ يَعْلَمَ الرَّجُلُ أَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ هُمْ الَّذِينَ نَعَتَهُمْ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ: {أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} فَكُلُّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا تَقِيًّا كَانَ لِلَّهِ وَلِيًّا. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ وَلَمْ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. فَبِي يَسْمَعُ وَبِي يُبْصِرُ وَبِي يَبْطِشُ وَبِي يَمْشِي وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ و لَإِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنهُ وَمَا تَرَدَّدْت فِي شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي فِي قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ. وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْهُ}.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 666)
وَلِهَذَا قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالدِّينِ - كَأَبِي يَزِيدَ البسطامي وَغَيْرِهِ -: لَوْ رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ أَوْ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا وُقُوفَهُ عِنْدَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْ رَأَيْتُمْ صَاحِبَ بِدْعَةٍ يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ. فَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ هُمْ الْمُتَّبِعُونَ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وَطَرِيقُهُمْ طَرِيقُ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ الْمُرْسَلِينَ وَأَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ وَحِزْبِ اللَّهِ الْمُفْلِحِينَ. وَأَمَّا أَهْلُ الشِّرْكِ وَالْبِدَعِ وَالْفُجُورِ فَأَحْوَالُهُمْ مِنْ جِنْسِ أَحْوَالِ " مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ " وَ " الْأَسْوَدِ العنسي " الَّذِينَ ادَّعَيَا النُّبُوَّةَ فِي آخِرِ أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِكُلِّ مِنْهُمَا شَيَاطِينُ تُخْبِرُهُ وَتُعِينُهُ. وَكَانَ " العنسي " قَدْ اسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِ الْيَمَنِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَتَلَهُ اللَّهُ عَلَى أَيْدِي عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ قَدْ طَلَبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الخولاني أَنْ يُتَابِعَهُ فَامْتَنَعَ فَأَلْقَاهُ فِي النَّارِ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا جَرَى لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَذَلِكَ مَعَ صَلَاتِهِ وَذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ لِلَّهِ مَعَ سَكِينَةٍ وَوَقَارٍ. وَهَؤُلَاءِ أَصْحَابُ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ لَا تَصِيرُ النَّارُ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا. بَلْ قَدْ يَطْفُونَهَا كَمَا يطفيها النَّاسُ وَذَلِكَ فِي حَالِ اخْتِلَاطِ عُقُولِهِمْ وَهَيْجِ شَيَاطِينِهِمْ وَارْتِفَاعِ أَصْوَاتِهِمْ هَذَا إنْ كَانَ لِأَحَدِهِمْ حَالٌ شَيْطَانِيٌّ. وَإِلَّا فَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَا يَحْصُلُ لَهُ ذَلِكَ؛ بَلْ يَدْخُلُ فِي نَوْعٍ مِنْ الْمَكْرِ وَالْمُحَالِ فَيَتَّخِذُ حَجَرَ الطَّلَقِ أَوْ دُهْنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الضَّفَادِعِ وَأَنْوَاعًا مِنْ الْأَدْوِيَةِ. كَمَا يَصْنَعُونَ مِنْ جِنْسِ مَا تَصْنَعُهُ الْمُشَعْبِذُونَ إخْفَاءَ اللَّاذَنِ وَالسُّكَّرِ فِي يَدِ أَحَدِهِمْ فَإِنَّهُمْ نَوْعَانِ: خَاصَّتُهُمْ أَهْلُ حَالٍ شَيْطَانِيٍّ وَعَامَّتُهُمْ أَهْلُ مُحَالٍ بهتاني.
مسألة كيف يستطيع أصحاب الأحوال الشيطانية خرق العادة؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 459)
أَنَا مَا امْتَحَنْت هَؤُلَاءِ لَكِنْ هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ لَهُمْ أَحْوَالًا يَدْخُلُونَ بِهَا النَّارَ وَأَنَّ أَهْلَ الشَّرِيعَةِ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَيَقُولُونَ لَنَا هَذِهِ الْأَحْوَالُ الَّتِي يَعْجَزُ عَنْهَا أَهْلُ الشَّرْعِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْتَرِضُوا عَلَيْنَا بَلْ يُسَلَّمُ إلَيْنَا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ - سَوَاءٌ وَافَقَ الشَّرْعَ أَوْ خَالَفَهُ - وَأَنَا قَدْ اسْتَخَرْت اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ إنْ دَخَلُوا النَّارَ أَدْخُلُ أَنَا وَهُمْ وَمَنْ احْتَرَقَ مِنَّا وَمِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَكَانَ مَغْلُوبًا وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ نَغْسِلَ جُسُومَنَا بِالْخَلِّ وَالْمَاءِ الْحَارِّ. فَقَالَ الْأَمِيرُ وَلِمَ ذَاكَ؟ قُلْت: لِأَنَّهُمْ يَطْلُونَ جُسُومَهُمْ بِأَدْوِيَةِ يَصْنَعُونَهَا مِنْ دُهْنِ الضَّفَادِعِ وَبَاطِنِ قِشْرِ النَّارِنْجِ وَحَجَرِ الطَّلْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْحِيَلِ الْمَعْرُوفَةِ لَهُمْ وَأَنَا لَا أَطْلِي جِلْدِي بِشَيْءِ فَإِذَا اغْتَسَلْت أَنَا وَهُمْ بِالْخَلِّ وَالْمَاءِ الْحَارِّ بَطَلَتْ الْحِيلَةُ وَظَهَرَ الْحَقُّ فَاسْتَعْظَمَ الْأَمِيرُ هُجُومِي عَلَى النَّارِ وَقَالَ: أَتَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَقُلْت لَهُ: نَعَمْ قَدْ اسْتَخَرْت اللَّهَ فِي ذَلِكَ وَأَلْقَى فِي قَلْبِي أَنْ أَفْعَلَهُ وَنَحْنُ لَا نَرَى هَذَا وَأَمْثَالَهُ ابْتِدَاءً؛ فَإِنَّ خَوَارِقَ الْعَادَاتِ إنَّمَا تَكُونُ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَّبِعِينَ لَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا لِحُجَّةِ أَوْ حَاجَةٍ فَالْحُجَّةُ لِإِقَامَةِ دِينِ اللَّهِ وَالْحَاجَةُ لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ مِنْ النَّصْرِ وَالرِّزْقِ الَّذِي بِهِ يَقُومُ دِينُ اللَّهِ وَهَؤُلَاءِ إذَا أَظْهَرُوا مَا يُسَمُّونَهُ إشَارَاتِهِمْ وَبَرَاهِينَهُمْ الَّتِي يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تُبْطِلُ دِينَ اللَّهِ وَشَرْعَهُ وَجَبَ عَلَيْنَا أَنْ نَنْصُرَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَقُومَ فِي نَصْرِ دِينِ اللَّهِ وَشَرِيعَتِهِ بِمَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ أَرْوَاحِنَا وَجُسُومِنَا وَأَمْوَالِنَا فَلَنَا حِينَئِذٍ أَنْ نُعَارِضَ مَا يُظْهِرُونَهُ مِنْ هَذِهِ المخاريق بِمَا يُؤَيِّدُنَا اللَّهُ بِهِ مِنْ الْآيَاتِ. وَلِيُعْلَمَ أَنَّ هَذَا مِثْلُ مُعَارَضَةِ مُوسَى لِلسَّحَرَةِ لَمَّا أَظْهَرُوا سِحْرَهُمْ أَيَّدَ اللَّهُ مُوسَى بِالْعَصَا الَّتِي ابْتَلَعَتْ سِحْرَهُمْ.
مسألة و إذا ادعوا الأحوال الخارقة؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 465)
قُلْت - وَرَفَعْت صَوْتِي وَغَضِبْت - أَنَا أُخَاطِبُ كُلَّ أَحْمَدِيٍّ مِنْ مَشْرِقِ الْأَرْضِ إلَى مَغْرِبِهَا أَيُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي النَّارِ فَأَنَا أَصْنَعُ مِثْلَ مَا تَصْنَعُونَ وَمَنْ احْتَرَقَ فَهُوَ مَغْلُوبٌ؛ وَرُبَّمَا قُلْت فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ؛ وَلَكِنْ بَعْدَ أَنْ نَغْسِلَ جُسُومَنَا بِالْخَلِّ وَالْمَاءِ الْحَارِّ؛ فَسَأَلَنِي الْأُمَرَاءُ وَالنَّاسُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقُلْت: لِأَنَّ لَهُمْ حِيَلًا فِي الِاتِّصَالِ بِالنَّارِ يَصْنَعُونَهَا مِنْ أَشْيَاءَ: مِنْ دُهْنِ الضَّفَادِعِ. وَقِشْرِ النَّارِنْجِ. وَحَجَرِ الطَّلَقِ. فَضَجَّ النَّاسُ بِذَلِكَ فَأَخَذَ يُظْهِرُ الْقُدْرَةَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: أَنَا وَأَنْتَ نُلَفُّ فِي بَارِيَةٍ بَعْدَ أَنْ تُطْلَى جُسُومُنَا بِالْكِبْرِيتِ. (فَقُلْت فَقُمْ؛ وَأَخَذْت أُكَرِّرُ عَلَيْهِ فِي الْقِيَامِ إلَى ذَلِكَ فَمَدَّ يَدَهُ يُظْهِرُ خَلْعَ الْقَمِيصِ فَقُلْت: لَا حَتَّى تَغْتَسِلَ فِي الْمَاءِ الْحَارِّ وَالْخَلِّ فَأَظْهَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْوَهْمَ عَلَى عَادَتِهِمْ فَقَالَ مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْأَمِيرَ فَلْيُحْضِرْ خَشَبًا أَوْ قَالَ حُزْمَةً حَطَب. فَقُلْت هَذَا تَطْوِيلٌ وَتَفْرِيقٌ لِلْجَمْعِ؛ وَلَا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودٌ؛ بَلْ قِنْدِيلٌ يُوقَدُ وَأُدْخِلُ إصْبَعِي وَإِصْبَعَك فِيهِ بَعْدَ الْغَسْلِ؛ وَمَنْ احْتَرَقَتْ إصْبَعُهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ؛ أَوْ قُلْت: فَهُوَ مَغْلُوبٌ. فَلَمَّا قُلْت ذَلِكَ تَغَيَّرَ وَذَلَّ. وَذُكِرَ لِي أَنَّ وَجْهَهُ اصْفَرَّ. ثُمَّ قُلْت لَهُمْ: وَمَعَ هَذَا فَلَوْ دَخَلْتُمْ النَّارَ وَخَرَجْتُمْ مِنْهَا سَالِمِينَ حَقِيقَةً وَلَوْ طِرْتُمْ فِي الْهَوَاءِ؛ وَمَشَيْتُمْ عَلَى الْمَاءِ؛ وَلَوْ فَعَلْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا تَدَّعُونَهُ مِنْ مُخَالَفَةِ الشَّرْعِ. وَلَا عَلَى إبْطَالِ الشَّرْعِ؛ فَإِنَّ الدَّجَّالَ الْأَكْبَرَ يَقُولُ لِلسَّمَاءِ أَمْطِرِي فَتُمْطِرُ؛ وَلِلْأَرْضِ أَنْبِتِي فَتُنْبِتُ وَلِلْخَرِبَةِ أَخْرِجِي كُنُوزَك فَتُخْرِجُ كُنُوزَهَا تَتَّبِعُهُ؛ وَيَقْتُلُ رَجُلًا ثُمَّ يَمْشِي بَيْنَ شِقَّيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ قُمْ فَيَقُومُ وَمَعَ هَذَا فَهُوَ دَجَّالٌ كَذَّابٌ مَلْعُونٌ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَفَعْت صَوْتِي بِذَلِكَ فَكَانَ لِذَلِكَ وَقْعٌ عَظِيمٌ فِي الْقُلُوبِ. وَذَكَرْت قَوْلَ أَبِي يَزِيدَ البسطامي: لَوْ رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ وَيَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا كَيْفَ وُقُوفُهُ عِنْدَ الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَذَكَرْت عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى أَنَّهُ قَالَ لِلشَّافِعِيِّ أَتَدْرِي مَا قَالَ صَاحِبُنَا يَعْنِي اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ؟ قَالَ: لَوْ رَأَيْت صَاحِبَ هَوًى يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلَا تَغْتَرَّ بِهِ. فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَقَدْ قَصَرَ اللَّيْثُ لَوْ رَأَيْت صَاحِبَ هَوًى يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرَّ بِهِ؛ وَتَكَلَّمْت فِي هَذَا وَنَحْوِهِ بِكَلَامِ بَعُدَ عَهْدِي بِهِ. وَمَشَايِخُهُمْ الْكِبَارُ يَتَضَرَّعُونَ عِنْدَ الْأَمِيرِ فِي طَلَبِ الصُّلْحِ وَجَعَلْت أُلِحُّ عَلَيْهِ فِي إظْهَارِ مَا أَدْعُوهُ مِنْ النَّارِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يُجِيبُونَ وَقَدْ اجْتَمَعَ عَامَّةُ مَشَايِخِهِمْ الَّذِينَ فِي الْبَلَدِ وَالْفُقَرَاءُ الْمُوَلَّهُونَ مِنْهُمْ وَهُمْ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَالنَّاسُ يَضِجُّونَ فِي الْمَيْدَانِ وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَشْيَاءَ لَا أَضْبِطُهَا. فَذَكَرَ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ أَنَّ النَّاسَ قَالُوا مَا مَضْمُونُهُ: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ} وَذَكَرُوا
أَيْضًا أَنَّ هَذَا الشَّيْخَ يُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ الْكَذَّابَ. وَأَنَّهُ الَّذِي قَصَدَك مَرَّةً فَأَعْطَيْته ثَلَاثِينَ دِرْهَمًا فَقُلْت: ظَهَرَ لِي حِينَ أَخَذَ الدَّرَاهِمَ وَذَهَبَ أَنَّهُ مُلْبَسٌ وَكَانَ قَدْ حَكَى حِكَايَةً عَنْ نَفْسِهِ مَضْمُونُهَا أَنَّهُ أَدْخَلَ النَّارَ فِي لِحْيَتِهِ قُدَّامَ صَاحِبِ حَمَاة وَلَمَّا فَارَقَنِي وَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّ لِحْيَتَهُ مَدْهُونَةٌ. وَأَنَّهُ دَخَلَ إلَى الرُّومِ وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ. فَلَمَّا ظَهَرَ لِلْحَاضِرِينَ عَجْزُهُمْ وَكَذِبُهُمْ وَتَلْبِيسُهُمْ وَتَبَيَّنَ لِلْأُمَرَاءِ الَّذِينَ كَانُوا يَشُدُّونَ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ مُبْطِلُونَ رَجَعُوا وَتَخَاطَبَ الْحَاجُّ بِهَادِرِ وَنَائِبُ السُّلْطَانِ وَغَيْرُهُمَا بِصُورَةِ الْحَالِ وَعَرَفُوا حَقِيقَةَ الْمُحَالِ
مسألة: الذين يعملون النار و الإشارات مثل النبل و الزعفران و غير ذلك هل هم أولياء؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 608)
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَّا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ " الْإِشَارَاتِ " كَالنَّبْلِ وَالزَّعْفَرَانِ وَالْمِسْكِ وَالنَّارِ وَالْجُبَّةِ. فَلَيْسُوا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ؛ بَلْ هُمْ مِنْ أَحْزَابِ الشَّيَاطِينِ وَأَحْوَالُهُمْ شَيْطَانِيَّةٌ لَيْسَتْ مِنْ كَرَامَاتِ الصَّالِحِينَ وَهُمْ يُفْسِدُونَ الْعُقُولَ وَالْأَدْيَانَ وَالْأَعْرَاضَ وَالنِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ. وَلَا يُحْسِنُ الظَّنَّ بِهِمْ إلَّا جَاهِلٌ عَظِيمُ الْجَهَالَةِ أَوْ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّهُمْ مِنْ جِنْسِ التتر الْمُحَارِبِينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة: الذي يأكل الثعابين هل هو صاحب كرامة؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 609)
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَكْلُ الْخَبَائِثِ وَأَكْلُ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ. فَمَنْ أَكَلَهَا مُسْتَحِلًّا لِذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ. وَمَنْ اعْتَقَدَ التَّحْرِيمَ وَأَكَلَهَا فَإِنَّهُ فَاسِقٌ عَاصٍ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فَكَيْفَ يَكُونُ رَجُلًا صَالِحًا وَلَوْ ذَكَّى الْحَيَّةَ لَكَانَ أَكْلُهَا بَعْدَ ذَلِكَ حَرَامًا عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْحِدَأَةُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ.} فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ ذَلِكَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ وَسَمَّاهُنَّ فَوَاسِقَ؛ لِأَنَّهُنَّ يَفْسُقْنَ: أَيْ يَخْرُجْنَ عَلَى النَّاسِ وَيَعْتَدِينَ عَلَيْهِمْ فَلَا يُمْكِنُ الِاحْتِرَازُ مِنْهُنَّ كَمَا لَا يُحْتَرَزُ مِنْ السِّبَاعِ الْعَادِيَةِ فَيَكُونُ عُدْوَانُ هَذَا أَعْظَمَ مِنْ عُدْوَانِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَهُنَّ أَخْبَثُ وأحرم. وَأَمَّا الَّذِينَ يَأْكُلُونَ وَيَجْعَلُونَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ " كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ " فَهُمْ أَشَرُّ حَالًا مِمَّنْ يَأْكُلُهَا مِنْ الْفُسَّاقِ؛ لِأَنَّ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ لَا تَكُونُ بِمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ مِنْ أَكْلِ الْخَبَائِثِ كَمَا لَا تَكُونُ بِتَرْكِ الْوَاجِبَاتِ وَإِنَّمَا هَذِهِ المخاريق الَّتِي يَفْعَلُهَا هَؤُلَاءِ الْمُبْتَدِعُونَ: مِنْ الدُّخُولِ فِي النَّارِ وَأَخْذِ الْحَيَّاتِ وَإِخْرَاجِ اللَّاذَنِ وَالسُّكَّرِ وَالدَّمِ وَمَاءِ الْوَرْدِ. هِيَ نَوْعَانِ: " أَحَدُهُمَا " أَنْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِحِيَلِ طَبْعِيَّةٍ. مِثْلِ أَدْهَانٍ مَعْرُوفَةٍ يَذْهَبُونَ وَيَمْشُونَ فِي النَّارِ وَمِثْلُ مَا يَشْرَبُهُ أَحَدُهُمْ مِمَّا يَمْنَعُ سُمَّ الْحَيَّةِ: مِثْلُ أَنْ يُمْسِكَهَا بعنقصتها حَتَّى لَا تَضُرَّهُ وَمِثْلُ أَنْ يُمْسِكَ الْحَيَّةَ الْمَائِيَّةَ وَمِثْلُ أَنْ يَسْلُخَ جِلْدَ الْحَيَّةِ وَيَحْشُوَهُ طَعَامًا وَكَمْ قَتَلَتْ الْحَيَّاتُ مِنْ أَتْبَاعِ هَؤُلَاءِ وَمِثْلُ أَنْ يَمْسَحَ جِلْدَهُ بِدَمِ أَخَوَيْنِ؛ فَإِذَا عَرِقَ فِي السَّمَاعِ ظَهَرَ مِنْهُ مَا يُشْبِهُ الدَّمَ وَيَصْنَعُ لَهُمْ أَنْوَاعًا مِنْ الْحِيَلِ وَالْمُخَادَعَاتِ. " النَّوْعُ الثَّانِي " وَهُمْ أَعْظَمُ: عِنْدَهُمْ أَحْوَالٌ شَيْطَانِيَّةٌ تَعْتَرِيهِمْ عِنْدَ السَّمَاعِ الشَّيْطَانِيِّ فَتَنْزِلُ الشَّيَاطِينُ عَلَيْهِمْ كَمَا تَدْخُلُ فِي بَدَنِ الْمَصْرُوعِ وَيَزِيدُ أَحَدُهُمْ كَمَا يَزِيدُ الْمَصْرُوعُ وَحِينَئِذٍ يُبَاشِرُ النَّارَ وَالْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَيَكُونُ الشَّيْطَانُ هُوَ الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ تَقْتَرِنُ بِهِمْ الشَّيَاطِينُ مِنْ إخْوَانِهِمْ الَّذِينَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ الطَّائِفَةِ الَّتِي تَطْلُبُهُمْ النَّاسُ لِعِلَاجِ الْمَصْرُوعِ وَهُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ عِنْدَ النَّاسِ فَإِذَا طَلَبُوا تَحَلَّوْا بِحِلْيَةِ الْمُقَاتِلَةِ وَيَدْخُلُ فِيهِمْ الْجِنُّ فَيُحَارِبُ مِثْلَ الْجِنِّ الدَّاخِلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي الْمَصْرُوعِ وَيَسْمَعُ النَّاسُ أَصْوَاتًا وَيَرَوْنَ حِجَارَةً يُرْمَى بِهَا وَلَا يَرَوْنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيَرَى الْإِنْسِيَّ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الرُّمْحِ الطَّوِيلِ. وَإِنَّمَا الْوَاقِفُ هُوَ الشَّيْطَانُ وَيَرَى النَّاسُ نَارًا تُحْمَى. وَيَضَعُ فِيهَا الْفُؤُوسَ وَالْمَسَاحِيَ ثُمَّ إنَّ الْإِنْسِيَّ يَلْحَسُهَا بِلِسَانِهِ وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ وَيَرَى النَّاسُ هَؤُلَاءِ يُبَاشِرُونَ الْحَيَّاتِ وَالْأَفَاعِيَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَيَفْعَلُونَ مِنْ الْأُمُورِ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِمَّا يَفْعَلُهُ هَؤُلَاءِ الْمُبْتَدِعُونَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ الْمُلَبِّسُونَ الَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَإِنَّمَا هُمْ مِنْ أَعَادِيهِ الْمُضَيِّعِينَ لِفَرَائِضِهِ الْمُتَعَدِّينَ لِحُدُودِهِ. وَالْجُهَّالِ لِأَجْلِ هَذِهِ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَالطَّبِيعِيَّةِ يَظُنُّوهُمْ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ؛ وَإِنَّمَا هَذِهِ الْأَحْوَالُ مِنْ جِنْسِ أَحْوَالِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْكَافِرِينَ وَالْفَاسِقِينَ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَى تَرْكِ الْمَأْمُورِ وَلَا فِعْلِ الْمَحْظُورِ وَلَا إقَامَةِ مَشْيَخَةٍ تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَلَا أَنْ يُعْطِيَ رِزْقَهُ عَلَى مَشْيَخَةٍ يَخْرُجُ بِهَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّمَا يُعَانُ بِالْأَرْزَاقِ مَنْ قَامَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَدَعَا إلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة: هل السماع يؤثر في النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 594)
لَمَّا كَانَ هَذَا السَّمَاعُ لَا يُعْطِي بِنَفْسِهِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْأَحْوَالِ وَالْمَعَارِفِ بَلْ قَدْ يَصُدُّ عَنْ ذَلِكَ وَيُعْطِي مَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ وَلَا سَلَفُ الْأُمَّةِ وَلَا أَعْيَانُ مَشَايِخهَا. وَمِنْ نُكَتِهِ أَنَّ الصَّوْتَ يُؤَثِّرُ فِي النَّفْسِ بِحُسْنِهِ: فَتَارَةً يَفْرَحُ وَتَارَةً يَحْزَنُ وَتَارَةً يَغْضَبُ وَتَارَةً يَرْضَى وَإِذَا قَوِيَ أَسْكَرَ الرُّوحَ فَتَصِيرُ فِي لَذَّةٍ مُطْرِبَةٍ مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ. كَمَا يَحْصُلُ لِلنَّفْسِ إذَا سَكِرَتْ بِالرَّقْصِ وَلِلْجَسَدِ أَيْضًا إذَا سَكِرَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَإِنَّ السُّكْرَ هُوَ الطَّرَبُ الَّذِي يُؤَثِّرُ لَذَّةً بِلَا عَقْلٍ فَلَا تَقُومُ مَنْفَعَتُهُ بِتِلْكَ اللَّذَّةِ بِمَا يَحْصُلُ مِنْ غَيْبَةِ الْعَقْلِ الَّتِي صَدَّتْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ وَأَوْقَعَتْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ. وَ " بِالْجُمْلَةِ " فَعَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَعْلَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا يُقَرِّبُ إلَى الْجَنَّةِ إلَّا وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ وَلَا شَيْئًا يُبْعِدُ عَنْ النَّارِ إلَّا وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ وَأَنَّ هَذَا السَّمَاعَ لَوْ كَانَ مَصْلَحَةً لَشَرَعَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وَإِذَا وَجَدَ فِيهِ مَنْفَعَةً لِقَلْبِهِ وَلَمْ يَجِدْ شَاهِدَ ذَلِكَ لَا مِنْ الْكِتَابِ وَلَا مِنْ السُّنَّةِ لَمْ يَلْتَفِتْ إلَيْهِ. قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التستري: كُلُّ وَجْدٍ لَا يَشْهَدُ لَهُ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَهُوَ بَاطِلٌ. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الداراني: إنَّهُ لَتَلُمُّ بِقَلْبِي النُّكْتَةُ مِنْ نُكَتِ الْقَوْمِ فَلَا أَقْبَلُهَا إلَّا بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ: الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ أَيْضًا: لَيْسَ لِمَنْ أُلْهِمَ شَيْئًا مِنْ الْخَيْرِ أَنْ يَفْعَلَهُ حَتَّى يَجِدَ فِيهِ أَثَرًا فَإِذَا وَجَدَ فِيهِ أَثَرًا كَانَ نُورًا عَلَى نُورٍ. وَقَالَ الْجُنَيْد بْنُ مُحَمَّدٍ: عِلْمُنَا
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا مُقَيَّدٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَمَنْ لَمْ يَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَكْتُبْ الْحَدِيثَ لَا يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي عِلْمِنَا. وَ " أَيْضًا " فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي الْكِتَابِ {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} قَالَ السَّلَفُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ: " الْمُكَاءُ " كَالصَّفِيرِ وَنَحْوِهِ مِنْ التَّصْوِيتِ مِثْلِ الْغِنَاءِ. وَ " التَّصْدِيَةِ ": التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ. فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَ التَّصْدِيَةَ وَالْغِنَاءَ لَهُمْ صَلَاةً وَعِبَادَةً وَقُرْبَةً يعتاضون بِهِ عَنْ الصَّلَاةِ الَّتِي شَرَعَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَأَمَّا الْمُسْلِمُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ: فَصَلَاتُهُمْ وَعِبَادَتُهُمْ الْقُرْآنُ وَاسْتِمَاعُهُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ وَذِكْرُ اللَّهِ وَدُعَاؤُهُ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَمَنْ اتَّخَذَ الْغِنَاءَ وَالتَّصْفِيقَ عِبَادَةً وَقُرْبَةً فَقَدْ ضَاهَى الْمُشْرِكِينَ فِي ذَلِكَ وَشَابَهَهُمْ فِيمَا لَيْسَ مِنْ فِعْلِ الْمُؤْمِنِينَ: الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. فَإِنْ كَانَ يَفْعَلُهُ فِي بُيُوتِ اللَّهِ فَقَدْ زَادَ فِي مُشَابَهَتِهِ أَكْبَرَ وَأَكْبَرَ وَاشْتَغَلَ بِهِ عَنْ الصَّلَاةِ وَذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ فَقَدْ عَظُمَتْ مُشَابَهَتُهُ لَهُمْ. وَصَارَ لَهُ كِفْلٌ عَظِيمٌ مِنْ الذَّمِّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} لَكِنْ قَدْ يُغْفَرُ لَهُ ذَلِكَ لِاجْتِهَادِهِ أَوْ لِحَسَنَاتِ مَاحِيَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. فِيمَا يُفَرِّقُ فِيهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْكَافِرِ. لَكِنْ مُفَارَقَتُهُ لِلْمُشْرِكِينَ فِي غَيْرِ هَذَا لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ مَذْمُومًا خَارِجًا عَنْ الشَّرِيعَةِ دَاخِلًا فِي الْبِدْعَةِ الَّتِي ضَاهَى بِهَا الْمُشْرِكِينَ فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَتَفَطَّنَ لَهُ لِهَذَا وَيُفَرِّقَ بَيْنَ سَمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَسَمَاعِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِي نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ.
مسألة: كيف تحصل الأحوال الشيطانية مثلما حصل للحلاج؟
مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 111)
قَدْ جَزِعَ وَقْتَ الْقَتْلِ وَأَظْهَرَ التَّوْبَةَ وَالسُّنَّةَ فَلَمْ يُقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ. وَلَوْ عَاشَ افْتَتَنَ بِهِ كَثِيرٌ مِنْ الْجُهَّالِ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ خُزَعْبَلَاتِ بهتانية وَأَحْوَالٍ شَيْطَانِيَّةٍ. وَلِهَذَا إنَّمَا يُعَظِّمُهُ مَنْ يُعَظِّمُ الْأَحْوَالَ الشَّيْطَانِيَّةَ والنفسانية والبهتانية. وَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْعَالِمُونَ بِحَالِ الْحَلَّاجِ فَلَيْسَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ يُعَظِّمُهُ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرْهُ القشيري فِي مَشَايِخِ رِسَالَتِهِ؛ وَإِنْ كَانَ قَدْ ذَكَرَ مِنْ كَلَامِهِ كَلِمَاتٍ اسْتَحْسَنَهَا. وَكَانَ الشَّيْخُ أَبُو يَعْقُوبَ النهرجوري قَدّ زَوَّجَهُ بِابْنَتِهِ فَلَمَّا اطَّلَعَ عَلَى زَنْدَقَتِهِ نَزَعَهَا مِنْهُ. وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ كَافِرٌ وَيَقُولُ: كُنْت مَعَهُ فَسَمِعَ قَارِئًا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَقَالَ: أَقْدِرُ أَنْ أُصَنِّفَ مِثْلَ هَذَا الْقُرْآنَ. أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنْ الْكَلَامِ. وَكَانَ يُظْهِرُ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ مَا يَسْتَجْلِبُهُمْ بِهِ إلَى تَعْظِيمِهِ؛ فَيُظْهِرُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّهُ سُنِّيٌّ وَعِنْدَ أَهْلِ الشِّيعَةِ أَنَّهُ شِيعِيٌّ وَيَلْبَسُ لِبَاسَ الزُّهَّادِ تَارَةً وَلِبَاسَ الْأَجْنَادِ تَارَةً. وَكَانَ مِنْ " مخاريقه " أَنَّهُ بَعَثَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ إلَى مَكَانٍ فِي الْبَرِيَّةِ يُخَبِّئُ فِيهِ شَيْئًا مِنْ الْفَاكِهَةِ وَالْحَلْوَى ثُمَّ يَجِيءُ بِجَمَاعَةِ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا إلَى قَرِيبٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ فَيَقُولُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَهُمْ: مَا تَشْتَهُونَ أَنْ آتِيَكُمْ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْبَرِيَّةِ؟ فَيَشْتَهِي أَحَدُهُمْ فَاكِهَةً أَوْ حَلَاوَةً فَيَقُولُ: اُمْكُثُوا؛ ثُمَّ يَذْهَبُ إلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ وَيَأْتِي بِمَا خَبَّأَ أَوْ بِبَعْضِهِ فَيَظُنُّ الْحَاضِرُونَ أَنَّ هَذِهِ كَرَامَةٌ لَهُ وَكَانَ صَاحِبُ سِيمَا وَشَيَاطِينَ تَخْدِمُهُ أَحْيَانًا كَانُوا مَعَهُ عَلَى جَبَل أَبِي قبيس فَطَلَبُوا مِنْهُ حَلَاوَةً فَذَهَبَ إلَى مَكَانٍ قَرِيبٍ مِنْهُمْ وَجَاءَ بِصَحْنِ حَلْوَى فَكَشَفُوا الْأَمْرَ فَوَجَدُوا ذَلِكَ قَدْ سُرِقَ مِنْ دُكَّانِ حلاوي بِالْيَمَنِ حَمَلَهُ شَيْطَانٌ مِنْ تِلْكَ الْبُقْعَةِ. وَمِثْلُ هَذَا يَحْصُلُ كَثِيرًا لِغَيْرِ الْحَلَّاجِ مِمَّنْ لَهُ حَالٌ شَيْطَانِيٌّ وَنَحْنُ نَعْرِفُ كَثِيرًا مِنْ هَؤُلَاءِ فِي زَمَانِنَا وَغَيْرِ زَمَانِنَا: مِثْلَ شَخْصٍ هُوَ الْآنَ بِدِمَشْقَ كَانَ الشَّيْطَانُ يَحْمِلُهُ مِنْ جَبَلِ الصالحية إلَى قَرْيَةٍ حَوْلَ دِمَشْقَ فَيَجِيءُ مِنْ الْهَوَى إلَى طَاقَةِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ النَّاسُ فَيَدْخُلُ وَهُمْ يَرَوْنَهُ. وَيَجِيءُ بِاللَّيْلِ إلَى " بَابِ الصَّغِيرِ " فَيَعْبُرُ مِنْهُ هُوَ وَرُفْقَتُهُ وَهُوَ مِنْ أَفْجَرِ النَّاسِ. وَآخَرُ كَانَ بالشويك فِي قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: " الشَّاهِدَةُ " يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ إلَى رَأْسِ الْجَبَلِ وَالنَّاسُ يَرَوْنَهُ وَكَانَ شَيْطَانٌ يَحْمِلُهُ وَكَانَ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ. وَأَكْثَرُهُمْ شُيُوخُ الشَّرِّ يُقَالُ لِأَحَدِهِمْ " الْبَوَّيْ " أَيْ الْمُخْبَثُ يَنْصِبُونَ لَهُ حَرَكَاتٍ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ وَيَصْنَعُونَ خُبْزًا عَلَى سَبِيلِ الْقُرُبَاتِ فَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُمْ مَنْ يَذْكُرُ اللَّهَ وَلَا كِتَابٌ فِيهِ ذِكْرُ اللَّهِ؛ ثُمَّ يَصْعَدُ ذَلِكَ الْبَوَاء فِي الْهَوَى وَهُمْ يَرَوْنَهُ. وَيَسْمَعُونَ خِطَابَهُ لِلشَّيْطَانِ وَخِطَابَ الشَّيْطَانِ لَهُ وَمَنْ ضَحِكَ أَوْ شَرَقَ بِالْخُبْزِ ضَرَبَهُ الدُّفُّ. وَلَا يَرَوْنَ مَنْ يَضْرِبُ بِهِ. ثُمَّ إنَّ الشَّيْطَانَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ مَا يَسْأَلُونَهُ عَنْهُ وَيَأْمُرُهُمْ بِأَنْ يُقَرِّبُوا لَهُ بَقَرًا وَخَيْلًا وَغَيْرَ ذَلِكَ وَأَنْ يَخْنُقُوهَا خَنْقًا وَلَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فَإِذَا فَعَلُوا قَضَى حَاجَتَهُمْ. وَشَيْخٌ آخَرُ أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ كَانَ يَزْنِي بِالنِّسَاءِ ويتلوط بِالصِّبْيَانِ الَّذِينَ يُقَالُ لَهُمْ " الْحِوَارَات " وَكَانَ يَقُولُ: يَأْتِينِي كَلْبٌ أَسْوَدُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُكْتَتَانِ بَيْضَاوَانِ فَيَقُولُ لِي: فُلَانٌ إنَّ فُلَانًا نَذَرَ لَك نَذْرًا وَغَدًا يَأْتِيك بِهِ وَأَنَا قَضَيْت حَاجَتَهُ لِأَجْلِك فَيُصْبِحُ ذَلِكَ الشَّخْصُ يَأْتِيهِ بِذَلِكَ النَّذْرِ؛ وَيُكَاشِفُهُ هَذَا الشَّيْخُ الْكَافِرُ. قَالَ: وَكُنْت إذَا طَلَبَ مِنِّي تَغْيِيرَ مِثْلِ اللَّاذَنِ أَقُولُ حَتَّى أَغِيبَ عَنْ عَقْلِي؛ وَإِذْ بِاللَّاذَنِ فِي يَدِي أَوْ فِي فَمِي وَأَنَا لَا أَدْرِي مَنْ وَضَعَهُ قَالَ: وَكُنْت أَمْشِي وَبَيْنَ يَدَيَّ عَمُودٌ أَسْوَدُ عَلَيْهِ نُورٌ. فَلَمَّا تَابَ هَذَا الشَّيْخُ وَصَارَ يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَجْتَنِبُ الْمَحَارِمَ: ذَهَبَ الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ وَذَهَبَ التَّغْيِيرُ؛ فَلَا يُؤْتَى بِلَاذَنِ وَلَا غَيْرِهِ. وَشَيْخٌ آخَرُ كَانَ لَهُ شَيَاطِينُ يُرْسِلُهُمْ يَصْرَعُونَ بَعْضَ النَّاسِ فَيَأْتِي أَهْلُ ذَلِكَ الْمَصْرُوعِ إلَى الشَّيْخِ يَطْلُبُونَ مِنْهُ إبْرَاءَهُ فَيُرْسِلُ إلَى أَتْبَاعِهِ فَيُفَارِقُونَ ذَلِكَ الْمَصْرُوعَ وَيُعْطُونَ ذَلِكَ الشَّيْخَ دَرَاهِمَ كَثِيرَةً. وَكَانَ أَحْيَانًا تَأْتِيهِ الْجِنُّ بِدَرَاهِمَ وَطَعَامٍ تَسْرِقُهُ مِنْ النَّاسِ حَتَّى إنَّ بَعْضَ النَّاسِ كَانَ لَهُ تِينٌ فِي كوارة فَيَطْلُبُ الشَّيْخُ مِنْ شَيَاطِينِهِ تِينًا فَيُحْضِرُونَهُ لَهُ فَيَطْلُبُ أَصْحَابُ الْكُوَّارَةِ التِّينَ فَوَجَدُوهُ قَدْ ذَهَبَ. وَآخَرُ كَانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُشْتَغِلًا بِالْعِلْمِ وَالْقِرَاءَةِ فَجَاءَتْهُ الشَّيَاطِينُ أَغْرَتْهُ وَقَالُوا لَهُ: نَحْنُ نُسْقِطُ عَنْك الصَّلَاةَ وَنُحْضِرُ لَك مَا تُرِيدُ. فَكَانُوا يَأْتُونَهُ بِالْحَلْوَى وَالْفَاكِهَةِ حَتَّى حَضَرَ عِنْدَ بَعْضِ الشُّيُوخِ الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ فَاسْتَتَابَهُ وَأَعْطَى أَهْلَ الْحَلَاوَةِ ثَمَنَ حَلَاوَتِهِمْ الَّتِي أَكَلَهَا ذَلِكَ الْمَفْتُونُ بِالشَّيْطَانِ. فَكُلٌّ مَنْ خَرَجَ عَنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَانَ لَهُ حَالٌ: مِنْ مُكَاشَفَةٍ أَوْ تَأْثِيرٍ؛ فَإِنَّهُ صَاحِبُ حَالٍ نَفْسَانِيٍّ؛ أَوْ شَيْطَانِيٍّ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَالٌ بَلْ هُوَ يَتَشَبَّهُ بِأَصْحَابِ الْأَحْوَالِ فَهُوَ صَاحِبُ حَالٍ بهتاني. وَعَامَّةُ أَصْحَابِ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ يَجْمَعُونَ بَيْنَ الْحَالِ الشَّيْطَانِيِّ وَالْحَالِ البهتاني كَمَا قَالَ تَعَالَى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}. و " الْحَلَّاجُ " كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ هَؤُلَاءِ: أَهْلُ الْحَالِ الشَّيْطَانِيِّ وَالْحَالِ البهتاني. وَهَؤُلَاءِ طَوَائِفُ كَثِيرَةٌ.
فَأَئِمَّةُ هَؤُلَاءِ هُمْ شُيُوخُ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ مِثْلَ الْكُهَّانِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ كَانُوا لِلْعَرَبِ الْمُشْرِكِينَ وَمِثْلَ الْكُهَّانِ الَّذِينَ هُمْ بِأَرْضِ الْهِنْدِ وَالتُّرْكِ وَغَيْرِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ إذَا مَاتَ لَهُمْ مَيِّتٌ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ يَجِيءُ بَعْدَ الْمَوْتِ؛ فَيُكَلِّمُهُمْ وَيَقْضِي دُيُونَهُ وَيَرُدُّ وَدَائِعَهُ وَيُوصِيهِمْ بِوَصَايَا فَإِنَّهُمْ تَأْتِيهِمْ تِلْكَ الصُّورَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي الْحَيَاةِ وَهُوَ شَيْطَانٌ يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِهِ؛ فَيَظُنُّونَهُ إيَّاهُ. وَكَثِيرٌ مِمَّنْ يَسْتَغِيثُ بِالْمَشَايِخِ فَيَقُولُ: يَا سَيِّدِي فُلَانٌ أَوْ يَا شَيْخُ فُلَانٍ اقْضِ حَاجَتِي. فَيَرَى صُورَةَ ذَلِكَ الشَّيْخِ تُخَاطِبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا أَقْضِي حَاجَتَك وَأُطَيِّبُ قَلْبَك فَيَقْضِي حَاجَتَهُ أَوْ يَدْفَعُ عَنْهُ عَدُوَّهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ شَيْطَانًا قَدْ تَمَثَّلَ فِي صُورَتِهِ لَمَّا أَشْرَكَ بِاَللَّهِ فَدَعَا غَيْرَهُ. وَأَنَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا وَقَائِعُ مُتَعَدِّدَةٌ؛ حَتَّى إنَّ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِي ذَكَرُوا أَنَّهُمْ اسْتَغَاثُوا بِي فِي شَدَائِدَ أَصَابَتْهُمْ. أَحَدُهُمْ كَانَ خَائِفًا مِنْ الْأَرْمَنِ وَالْآخَرُ كَانَ خَائِفًا مِنْ التتر: فَذَكَرَ كُلٌّ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَمَّا اسْتَغَاثَ بِي رَآنِي فِي الْهَوَاءِ وَقَدْ دَفَعْت عَنْهُ عَدُوَّهُ. فَأَخْبَرْتهمْ أَنِّي لَمْ أَشْعُرْ بِهَذَا وَلَا دَفَعْت عَنْكُمْ شَيْئًا؛ وَإِنَّمَا هَذَا الشَّيْطَانُ تَمَثَّلَ لِأَحَدِهِمْ فَأَغْوَاهُ لَمَّا أَشْرَكَ بِاَللَّهِ تَعَالَى.
مسألة: ما هي الأرواح التي تخاطبهم؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 238)
هَؤُلَاءِ تَأْتِيهِمْ أَرْوَاحٌ تُخَاطِبُهُمْ وَتَتَمَثَّلُ لَهُمْ وَهِيَ جِنٌّ وَشَيَاطِينُ فَيَظُنُّونَهَا مَلَائِكَةً كَالْأَرْوَاحِ الَّتِي تُخَاطِبُ مَنْ يَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ وَالْأَصْنَامَ وَكَانَ مِنْ أَوَّلِ مَا ظَهَرَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي الْإِسْلَامِ: الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " {سَيَكُونُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ} " وَكَانَ الْكَذَّابُ: الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ وَالْمُبِيرُ: الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ. فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّ الْمُخْتَارَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَنْزِلُ إلَيْهِ فَقَالَا: صَدَقَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيم}
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ الْآخَرُ وَقِيلَ لَهُ إنَّ الْمُخْتَارَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إلَيْهِ فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ}. وَهَذِهِ الْأَرْوَاحُ الشَّيْطَانِيَّةُ هِيَ الرُّوحُ الَّذِي يَزْعُمُ صَاحِبُ " الْفُتُوحَاتِ " أَنَّهُ أُلْقِيَ إلَيْهِ ذَلِكَ الْكِتَابُ؛ وَلِهَذَا يَذْكُرُ أَنْوَاعًا مِنْ الْخَلَوَاتِ بِطَعَامِ مُعَيَّنٍ وَشَيْءٍ مُعَيَّنٍ وَهَذِهِ مِمَّا تَفْتَحُ لِصَاحِبِهَا اتِّصَالًا بِالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ فَيَظُنُّونَ ذَلِكَ مِنْ كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَأَعْرِفُ مِنْ هَؤُلَاءِ عَدَدًا وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَحْمِلُ فِي الْهَوَاءِ إلَى مَكَانٍ بَعِيدٍ وَيَعُودُ وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُؤْتَى بِمَالِ مَسْرُوقٍ تَسْرِقُهُ الشَّيَاطِينُ وَتَأْتِيه بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَتْ تَدُلُّهُ عَلَى السَّرِقَاتِ بِجُعْلِ يَحْصُلُ لَهُ مِنْ النَّاسِ أَوْ بِعَطَاءِ يعطونه إذَا دَلَّهُمْ عَلَى سَرِقَاتِهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلَمَّا كَانَتْ أَحْوَالُ هَؤُلَاءِ شَيْطَانِيَّةً كَانُوا مُنَاقِضِينَ لِلرُّسُلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ تَعَالَى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ كَمَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ صَاحِبِ " الْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ " وَ " الْفُصُوصِ " وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ يَمْدَحُ الْكُفَّارُ مِثْلَ قَوْمِ نُوحٍ وَهُودٍ وَفِرْعَوْنَ وَغَيْرِهِمْ وَيَتَنَقَّصُ الْأَنْبِيَاءُ: كَنُوحِ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَيَذُمُّ شُيُوخَ الْمُسْلِمِينَ الْمَحْمُودِينَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ: كالْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَيَمْدَحُ الْمَذْمُومِينَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ: كَالْحَلَّاجِ وَنَحْوِهِ كَمَا ذَكَرَهُ فِي تَجَلِّيَاتِهِ الْخَيَالِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ
مسألة: كيف يخبرون بالمغيبات؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 283)
الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ مِثْلُ حَالِ {عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيَّادٍ الَّذِي ظَهَرَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ قَدْ ظَنَّ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ الدَّجَّالُ وَتَوَقَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرِهِ حَتَّى تَبَيَّنَ لَهُ فِيمَا بَعْدُ أَنَّهُ لَيْسَ هُوَ الدَّجَّالُ؛ لَكِنَّهُ كَانَ مِنْ جِنْسِ الْكُهَّانِ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَبَّأْت لَك خَبْئًا قَالَ: الدُّخُّ الدُّخُّ. وَقَدْ كَانَ خَبَّأَ لَهُ سُورَةَ الدُّخَانِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَك} " يَعْنِي إنَّمَا أَنْتَ مِنْ إخْوَانِ الْكُهَّانِ؛ وَالْكُهَّانُ كَانَ يَكُونُ لِأَحَدِهِمْ الْقَرِينُ مِنْ الشَّيَاطِينِ يُخْبِرُهُ بِكَثِيرِ مِنْ الْمُغَيَّبَاتِ بِمَا يَسْتَرِقُهُ مِنْ السَّمْعِ وَكَانُوا يَخْلِطُونَ الصِّدْقَ بِالْكَذِبِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قَالَ: إنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ وَهُوَ السَّحَابُ فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتُوحِيه إلَى الْكُهَّانِ فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كِذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} "
وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: " {بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَنْصَارِ إذْ رُمِيَ بِنَجْمِ فَاسْتَنَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِمِثْلِ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إذَا رَأَيْتُمُوهُ؟ قَالُوا كُنَّا نَقُولُ يَمُوتُ عَظِيمٌ أَوْ يُولَدُ عَظِيمٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ؛ وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَعَالَى إذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ ثُمَّ يَسْأَلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ حَمَلَةَ الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّنَا؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ ثُمَّ يَسْتَخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَتَخْطَفُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَيَرْمُونَ فَيَقْذِفُونَهُ إلَى أَوْلِيَائِهِمْ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَلَكِنَّهُمْ يَزِيدُونَ} ". وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ مُعَمَّرٌ قُلْت لِلزُّهْرِيِّ: أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنَّهَا غَلُظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَ " الْأَسْوَدُ العنسي " الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ كَانَ لَهُ مِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يُخْبِرُهُ بِبَعْضِ الْأُمُورِ الْمُغَيَّبَةِ فَلَمَّا قَاتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ كَانُوا يَخَافُونَ مِنْ الشَّيَاطِينِ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِمَا يَقُولُونَ فِيهِ: حَتَّى أَعَانَتْهُمْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهَا كُفْرُهُ فَقَتَلُوهُ.
وَكَذَلِكَ " مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ " كَانَ مَعَهُ مِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يُخْبِرُهُ. بِالْمُغَيَّبَاتِ وَيُعِينُهُ عَلَى بَعْضِ الْأُمُورِ وَأَمْثَالُ هَؤُلَاءِ كَثِيرُونَ مِثْلُ: الْحَارِثِ الدِّمَشْقِيِّ " الَّذِي خَرَجَ بِالشَّامِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَادَّعَى النُّبُوَّةَ وَكَانَتْ الشَّيَاطِينُ يُخْرِجُونَ رِجْلَيْهِ مِنْ الْقَيْدِ وَتَمْنَعُ السِّلَاحَ أَنْ يَنْفُذَ فِيهِ وَتُسَبِّحُ الرَّخَامَةُ إذَا مَسَحَهَا بِيَدِهِ وَكَانَ يَرَى النَّاسَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا عَلَى خَيْلٍ فِي الْهَوَاءِ وَيَقُولُ: هِيَ الْمَلَائِكَةُ وَإِنَّمَا كَانُوا جِنًّا وَلَمَّا أَمْسَكَهُ الْمُسْلِمُونَ لِيَقْتُلُوهُ طَعَنَهُ الطَّاعِنُ بِالرُّمْحِ فَلَمْ يَنْفُذْ فِيهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: إنَّك لَمْ تُسَمِّ اللَّهَ فَسَمَّى اللَّهَ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ.
مسألة: ما سبب الأحوال الشيطانية؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 287)
الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ " سَبَبُهَا مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَالْقَوْلُ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَالشِّرْكُ وَالظُّلْمُ وَالْفَوَاحِشُ قَدْ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ فَلَا تَكُونُ سَبَبًا لِكَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْكَرَامَاتِ عَلَيْهَا فَإِذَا كَانَتْ لَا تَحْصُلُ بِالصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بَلْ تَحْصُلُ بِمَا يُحِبُّهُ الشَّيْطَانُ وَبِالْأُمُورِ الَّتِي فِيهَا شِرْكٌ كَالِاسْتِغَاثَةِ بِالْمَخْلُوقَاتِ أَوْ كَانَتْ مِمَّا يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى ظُلْمِ الْخَلْقِ وَفِعْلِ الْفَوَاحِشِ فَهِيَ مِنْ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ لَا مِنْ الْكَرَامَاتِ الرَّحْمَانِيَّةِ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ إذَا حَضَرَ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ يَتَنَزَّلُ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ حَتَّى يَحْمِلَهُ فِي الْهَوَاءِ وَيُخْرِجَهُ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ فَإِذَا حَصَلَ رَجُلٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى طَرْدَ شَيْطَانِهِ فَيَسْقُطُ كَمَا جَرَى هَذَا لِغَيْرِ وَاحِدٍ.
مسألة: ما حكم ما يعطى لهم في الحال الشيطاني؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 418)
(يُتْبَعُ)
(/)
بِتْنَا بِمَكَانِ وَأَرَادُوا أَنْ يُقِيمُوا سَمَاعًا وَأَنْ أَحْضُرَ مَعَهُمْ فَامْتَنَعْت مِنْ ذَلِكَ فَجَعَلُوا لِي مَكَانًا مُنْفَرِدًا قَعَدْت فِيهِ فَلَمَّا سَمِعُوا وَحَصَلَ الْوَجْدُ وَالْحَالُ صَارَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ يَهْتِفُ بِي فِي حَالِ وَجْدِهِ وَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ جَاءَك نَصِيبٌ عَظِيمٌ تَعَالَ خُذْ نَصِيبَك فَقُلْت فِي نَفْسِي ثُمَّ أَظْهَرْته لَهُمْ لَمَّا اجْتَمَعْنَا: أَنْتُمْ فِي حِلٍّ مِنْ هَذَا النَّصِيبِ فَكُلُّ نَصِيبٍ لَا يَأْتِي عَنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ شَيْئًا. وَتَبَيَّنَ لِبَعْضِ مَنْ كَانَ فِيهِمْ مِمَّنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَعِلْمٌ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ الشَّيَاطِينُ وَكَانَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ سَكْرَانُ بِالْخَمْرِ. وَاَلَّذِي قُلْته مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا النَّصِيبَ وَهَذِهِ الْعَطِيَّةَ وَالْمَوْهِبَةَ وَالْحَالَ سَبَبُهَا غَيْرُ شَرْعِيٍّ لَيْسَ هُوَ طَاعَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَلَا شَرَعَهَا الرَّسُولُ فَهُوَ مِثْلُ مَنْ يَقُولُ: تَعَالَ اشْرَبْ مَعَنَا الْخَمْرَ وَنَحْنُ نُعْطِيك هَذَا الْمَالَ أَوْ عَظِّمْ هَذَا الصَّنَمَ وَنَحْنُ نُوَلِّيك هَذِهِ الْوِلَايَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَقَدْ يَكُونُ سَبَبُهُ نَذْرًا لِغَيْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: مِثْلَ أَنْ يَنْذِرَ لِصَنَمِ أَوْ كَنِيسَةٍ أَوْ قَبْرٍ أَوْ نَجْمٍ أَوْ شَيْخٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ النُّذُورِ الَّتِي فِيهَا شِرْكٌ فَإِذَا أَشْرَكَ بِالنَّذْرِ فَقَدْ يُعْطِيهِ الشَّيْطَانُ بَعْضَ حَوَائِجِهِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي السِّحْرِ.
مسألة: هل هم مكلفون حال زوال عقلهم؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 442)
إنْ كَانَ زَوَالُ عَقْلِهِ بِسَبَبِ مُحَرَّمٍ: كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَأَكْلِ الْحَشِيشَةِ أَوْ كَانَ يَحْضُرُ السَّمَاعَ الْمُلَحَّنَ فَيَسْتَمِعُ حَتَّى يَغِيبَ عَقْلُهُ أَوْ الَّذِي يَتَعَبَّدُ بِعِبَادَاتِ بِدْعِيَّةٍ حَتَّى يَقْتَرِنَ بِهِ بَعْضُ الشَّيَاطِينِ فَيُغَيِّرُوا عَقْلَهُ أَوْ يَأْكُلُ بَنْجًا يُزِيلُ عَقْلَهُ فَهَؤُلَاءِ يَسْتَحِقُّونَ الذَّمَّ وَالْعِقَابَ عَلَى مَا أَزَالُوا بِهِ الْعُقُولَ. وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَسْتَجْلِبُ الْحَالَ الشَّيْطَانِيَّ بِأَنْ يَفْعَلَ مَا يُحِبُّهُ فَيَرْقُصَ رَقْصًا عَظِيمًا حَتَّى يَغِيبَ عَقْلُهُ أَوْ يَغُطَّ وَيَخُورَ حَتَّى يَجِيئَهُ الْحَالُ الشَّيْطَانِيُّ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَقْصِدُ التَّوَلُّهَ حَتَّى يَصِيرَ مُولَهًا. فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مِنْ حِزْبِ الشَّيْطَانِ وَهَذَا مَعْرُوفٌ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ هَلْ هُمْ " مُكَلَّفُونَ " فِي حَالِ زَوَالِ عَقْلِهِمْ؟ وَالْأَصْلُ " مَسْأَلَةُ السَّكْرَانِ " وَالْمَنْصُوصُ عَنْ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمَا أَنَّهُ مُكَلَّفٌ حَالَ زَوَالِ عَقْلِهِ. وَقَالَ كَثِيرٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ لَيْسَ مُكَلَّفًا وَهُوَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد أَنَّ طَلَاقَ السَّكْرَانِ لَا يَقَعُ وَهَذَا أَظْهَرُ الْقَوْلَيْنِ. وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ زَالَ عَقْلُهُمْ بِمِثْلِ هَذَا يَكُونُونَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُوَحِّدِينَ الْمُقَرَّبِينَ وَحِزْبِهِ الْمُفْلِحِينَ. وَمَنْ ذَكَرَهُ الْعُلَمَاءُ مِنْ عُقَلَاءِ الْمَجَانِينِ الَّذِينَ ذَكَرُوهُمْ بِخَيْرِ فَهُمْ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ الَّذِينَ كَانَ فِيهِمْ خَيْرٌ ثُمَّ زَالَتْ عُقُولُهُمْ.
مسألة: أصحاب شهود القدر هل خرقهم للعادة شيطاني؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 499)
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْهُمْ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ الْوُقُوفَ مَعَ إرَادَةِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ يَكُونُ فِي السُّلُوكِ وَالْبِدَايَةِ وَأَمَّا فِي النِّهَايَةِ فَلَا تَبْقَى إلَّا إرَادَةُ الْقَدَرِ وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ قَوْلٌ بِسُقُوطِ الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ؛ فَإِنَّ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ وَالطَّاعَةَ لَهُ وَلِرَسُولِهِ إنَّمَا تَكُونُ فِي امْتِثَالِ الْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ لَا فِي الْجَرْيِ مَعَ الْمَقْدُورِ وَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ فَسُوقًا أَوْ عِصْيَانًا وَمِنْ هُنَا صَارَ كَثِيرٌ مِنْ السَّالِكِينَ مِنْ أَعْوَانِ الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ وَخُفَرَائِهِمْ حَيْثُ شَهِدُوا الْقَدَرَ مَعَهُمْ؛ وَلَمْ يَشْهَدُوا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ الشَّرْعِيَّيْنِ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ: مَنْ شَهِدَ الْقَدَرَ سَقَطَ عَنْهُ الْمُلَامُ. وَيَقُولُونَ إنَّ الْخَضِرَ إنَّمَا سَقَطَ عَنْهُ الْمُلَامُ لَمَّا شَهِدَ الْقَدَرَ. وَأَصْحَابُ شُهُودِ الْقَدَرِ قَدْ يُؤْتَى أَحَدُهُمْ مُلْكًا مِنْ جِهَةِ خَرْقِ الْعَادَةِ بِالْكَشْفِ وَالتَّصَرُّفِ فَيَظُنُّ ذَلِكَ كَمَالًا فِي الْوِلَايَةِ؛ وَتَكُونُ تِلْكَ " الْخَوَارِقُ " إنَّمَا حَصَلَتْ بِأَسْبَابِ شَيْطَانِيَّةٍ وَأَهْوَاءٍ نَفْسَانِيَّةٍ
مسألة: متى تنصرف عنهم الأحوال الشيطانية؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 285)
أَهْلُ " الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ " تَنْصَرِفُ عَنْهُمْ شَيَاطِينُهُمْ إذَا ذُكِرَ عِنْدَهُمْ مَا يَطْرُدُهَا مِثْلُ آيَةِ الْكُرْسِيِّ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {لَمَّا وَكَّلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ الْفِطْرِ فَسَرَقَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يُمْسِكُهُ فَيَتُوبَ فَيُطْلِقَهُ فَيَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلَ أَسِيرُك الْبَارِحَةَ فَيَقُولُ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَعُودُ فَيَقُولُ كَذَبَك وَإِنَّهُ سَيَعُودُ فَلَمَّا كَانَ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ. قَالَ: دَعْنِي حَتَّى أُعَلِّمَك مَا يَنْفَعُك: إذَا أَوَيْت إلَى فِرَاشِك فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إلَى آخِرِهَا فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْك مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُك شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَلَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَدَقَك وَهُوَ كَذُوبٌ} " وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ شَيْطَانٌ. وَلِهَذَا إذَا قَرَأَهَا الْإِنْسَانُ عِنْدَ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ بِصِدْقِ أَبْطَلَتْهَا مِثْلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ بِحَالِ شَيْطَانِيٍّ أَوْ يَحْضُرُ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ فَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ وَتَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِهِ كَلَامًا لَا يُعْلَمُ وَرُبَّمَا لَا يُفْقَهُ وَرُبَّمَا كَاشَفَ بَعْضُ الْحَاضِرِينَ بِمَا فِي قَلْبِهِ وَرُبَّمَا تَكَلَّمَ بِأَلْسِنَةِ مُخْتَلِفَةٍ كَمَا يَتَكَلَّمُ الْجِنِّيُّ عَلَى لِسَانِ الْمَصْرُوعِ وَالْإِنْسَانُ الَّذِي حَصَلَ لَهُ الْحَالُ لَا يَدْرِي بِذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْمَصْرُوعِ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ وَلَبِسَهُ وَتَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِهِ فَإِذَا أَفَاقَ لَمْ يَشْعُرْ بِشَيْءِ مِمَّا قَالَ وَلِهَذَا قَدْ يُضْرَبُ الْمَصْرُوعُ وَذَلِكَ الضَّرْبُ لَا يُؤَثِّرُ فِي الْإِنْسِيِّ وَيُخْبِرُ إذَا أَفَاقَ أَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِشَيْءِ لِأَنَّ الضَّرْبَ كَانَ عَلَى الْجِنِّيِّ الَّذِي لَبِسَهُ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَأْتِيه الشَّيْطَانُ بِأَطْعِمَةِ وَفَوَاكِهَ وَحَلْوَى وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَطِيرُ بِهِمْ الْجِنِّيُّ إلَى مَكَّةَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَوْ غَيْرِهِمَا وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْمِلُهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ثُمَّ يُعِيدُهُ مِنْ لَيْلَتِهِ فَلَا يَحُجُّ حَجًّا شَرْعِيًّا؛ بَلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَذْهَبُ بِثِيَابِهِ وَلَا يُحْرِمُ إذَا حَاذَى الْمِيقَاتَ وَلَا يُلَبِّي وَلَا يَقِفُ بمزدلفة وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ؛ وَلَا يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَا يَرْمِي الْجِمَارَ بَلْ يَقِفُ بِعَرَفَةَ بِثِيَابِهِ ثُمَّ يَرْجِعُ مِنْ لَيْلَتِهِ وَهَذَا لَيْسَ بِحَجِّ وَلِهَذَا رَأَى بَعْضُ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةَ تَكْتُبُ الْحُجَّاجَ فَقَالَ أَلَا تَكْتُبُونِي؟ فَقَالُوا لَسْت مِنْ الْحُجَّاجِ. يَعْنِي حَجًّا شَرْعِيًّا.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 470)
بِأَيِّ شَيْءٍ تَبْطُلُ هَذِهِ الْأَحْوَالُ. فَقُلْت: بِهَذِهِ السِّيَاطِ الشَّرْعِيَّةِ. فَأُعْجِبَ الْأَمِيرُ وَضَحِكَ وَقَالَ: أَيْ وَاَللَّهِ بِالسِّيَاطِ الشَّرْعِيَّةِ تَبْطُلُ هَذِهِ الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ كَمَا قَدْ جَرَى مِثْلُ ذَلِكَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ وَمَنْ لَمْ يُجِبْ إلَى الدِّينِ بِالسِّيَاطِ الشَّرْعِيَّةِ فَبِالسُّيُوفِ الْمُحَمَّدِيَّةِ.
مسألة: هل يجب نهيهم؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 668)
هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ وَالْغَيِّ الَّذِينَ يَجِبُ نَهْيُهُمْ وَاسْتِتَابَتُهُمْ وَمَنْعُهُمْ مِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ وَالشِّرْكِ وَالْبِدَعِ وَالْفُجُورِ وَأَمْرِهِمْ بِمَاَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَاتِّبَاعِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلَا يَجُوزُ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَخَافَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:20]ـ
مسألة: ما هي المعجزة؟ و ما صحة جعل المعجزة للنبي و الكرامة للولي؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 311)
اسْمُ " الْمُعْجِزَةِ " يَعُمُّ كُلَّ خَارِقٍ لِلْعَادَةِ فِي اللُّغَةِ وَعُرْفِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَالْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ - وَيُسَمُّونَهَا: الْآيَاتِ - لَكِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ يُفَرِّقُ فِي اللَّفْظِ بَيْنَهُمَا فَيَجْعَلُ " الْمُعْجِزَةَ " لِلنَّبِيِّ وَ " الْكَرَامَةَ " لِلْوَلِيِّ وَجِمَاعُهُمَا الْأَمْرُ الْخَارِقُ لِلْعَادَةِ.
مسألة: إلام ترجع صفات الكمال؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 312)
نَقُولُ: صِفَاتُ الْكَمَالِ تَرْجِعُ إلَى " ثَلَاثَةٍ ": الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَالْغِنَى. وَإِنْ شِئْت أَنْ تَقُولَ: الْعِلْمُ وَالْقُدْرَةُ. وَالْقُدْرَةُ إمَّا عَلَى الْفِعْلِ وَهُوَ التَّأْثِيرُ وَإِمَّا عَلَى التَّرْكِ وَهُوَ الْغِنَى وَالْأَوَّلُ أَجْوَدُ. وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ لَا تَصْلُحُ عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ إلَّا لِلَّهِ وَحْدَهُ؛ فَإِنَّهُ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ. وَقَدْ أَمَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْرَأَ مِنْ دَعْوَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ بِقَوْلِهِ: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلَّا مَا يُوحَى إلَيَّ} وَكَذَلِكَ قَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ. فَهَذَا أَوَّلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أُولِي الْعَزْمِ وَأَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. وَهَذَا خَاتَمُ الرُّسُلِ وَخَاتَمُ أُولِي الْعَزْمِ كِلَاهُمَا يَتَبَرَّأُ مِنْ ذَلِكَ. وَهَذَا لِأَنَّهُمْ يُطَالِبُونَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَارَةً بِعِلْمِ الْغَيْبِ كَقَوْلِهِ: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} وَتَارَةً بِالتَّأْثِيرِ كَقَوْلِهِ: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا} {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} إلَى قَوْلِهِ {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إلَّا بَشَرًا رَسُولًا} وَتَارَةً يَعِيبُونَ عَلَيْهِ الْحَاجَةَ الْبَشَرِيَّةَ كَقَوْلِهِ: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} {أَوْ يُلْقَى إلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا}. فَأَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا يَمْلِكُ خَزَائِنَ اللَّهِ وَلَا هُوَ مَلَكٌ غَنِيٌّ عَنْ الْأَكْلِ وَالْمَالِ إنْ هُوَ إلَّا مُتَّبِعٌ لِمَا أُوحِيَ إلَيْهِ وَاتِّبَاعُ مَا أُوحِيَ إلَيْهِ هُوَ الدِّينُ وَهُوَ طَاعَةُ اللَّهِ وَعِبَادَتُهُ عِلْمًا وَعَمَلًا بِالْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ
مسألة هل ينال العبد من صفة العلم التي الخارق للعادة؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 313)
إِنَّمَا يَنَالُ مِنْ تِلْكَ الثَّلَاثَةِ بِقَدْرِ مَا يُعْطِيه اللَّهُ تَعَالَى فَيَعْلَمُ مِنْهُ مَا عَلَّمَهُ إيَّاهُ وَيَقْدِرُ مِنْهُ عَلَى مَا أَقْدَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْنِي عَمَّا أَغْنَاهُ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ الْأُمُورِ الْمُخَالِفَةِ لِلْعَادَةِ الْمُطَّرِدَةِ أَوْ لِعَادَةِ غَالِبِ النَّاسِ. فَمَا كَانَ مِنْ الْخَوَارِقِ مِنْ " بَابِ الْعِلْمِ " فَتَارَةً بِأَنْ يُسْمِعَ الْعَبْدَ مَا لَا يَسْمَعُهُ غَيْرُهُ. وَتَارَةً بِأَنْ يَرَى مَا لَا يَرَاهُ غَيْرُهُ يَقَظَةً وَمَنَامًا. وَتَارَةً بِأَنْ يَعْلَمَ مَا لَا يَعْلَمُ غَيْرُهُ وَحْيًا وَإِلْهَامًا أَوْ إنْزَالُ عِلْمٍ ضَرُورِيٍّ أَوْ فِرَاسَةٍ صَادِقَةٍ وَيُسَمَّى كَشْفًا وَمُشَاهَدَاتٍ وَمُكَاشَفَاتٍ وَمُخَاطَبَاتٍ: فَالسَّمَاعُ مُخَاطَبَاتٌ وَالرُّؤْيَةُ مُشَاهَدَاتٌ وَالْعِلْمُ مُكَاشَفَةٌ وَيُسَمَّى ذَلِكَ كُلُّهُ " كَشْفًا " وَ " مُكَاشَفَةً " أَيْ كَشَفَ لَهُ عَنْهُ.
مسألة: ما أقسام هذا السماع و الرؤية الخارقة للعادة؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 636)
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
فَصْلٌ:
قَدْ كَتَبْت فِيمَا تَقَدَّمَ: الْكَلَامَ فِي " الْمُكَاشَفَاتِ وَالْمُشَاهَدَاتِ " وَأَنَّهَا عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ " فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ. وَكَذَلِكَ " السَّمَاعُ وَالْمُخَاطَبَاتُ وَالْمُحَادَثَاتُ " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: فِي الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ. فَإِنَّ " السَّامِعَ " إمَّا أَنْ يَسْمَعَ نَفْسَ الصَّوْتِ الَّذِي هُوَ كَلَامُ الْمُتَكَلِّمِ الصَّوْتِيُّ أَوْ غَيْرُ كَلَامِهِ. كَمَا تَرَى عَيْنُهُ وَإِمَّا أَنْ يَسْمَعَ صَدَى الصَّوْتِ وَرَجْعَهُ كَمَا يَرَى تِمْثَالَهُ فِي مَاءٍ أَوْ مِرْآةٍ فَهَذِهِ رُؤْيَةٌ مُقَيَّدَةٌ وَسَمَاعٌ مُقَيَّدٌ كَمَا يُقَالُ: رَأَيْته فِي الْمِرْآةِ لَكِنَّ السَّمْعَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصُّورَتَيْنِ. وَإِمَّا أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ: يَعْنِي كَلَامَهُ فِي أَصْوَاتٍ مَسْمُوعَةٍ كَمَا يَتَمَثَّلُ لَهُ فِي صُورَةٍ فَيَرَاهَا. مِثْلُ أَنْ يَنْقُرَ بِيَدِهِ نَقَرَاتٍ أَوْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ أَوْتَارًا أَوْ يُظْهِرَ أَصْوَاتًا مُنْفَصِلَةً عَنْهُ يُبَيِّنُ فِيهَا مَقْصُودَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ فِي الْبَاطِنِ: إمَّا أَنْ يَسْمَعَ فِي الْمَنَامِ أَوْ فِي الْيَقَظَةِ نَفْسَ كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِ. مِثْلُ الْمَلَائِكَةِ مَثَلًا كَمَا يَرَى بِقَلْبِهِ عَيْنَ مَا يُكْشَفُ لَهُ فِي الْمَنَامِ وَالْيَقَظَةِ. وَإِمَّا أَنْ يَسْمَعَ مِثَالَ كَلَامِهِ فِي نَفْسِهِ كَمَا يَرَى مِثَالَهُ فِي نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الرُّؤْيَا الَّتِي يَكُونُ تَعْبِيرُهَا عَيْنَ مَا رُئِيَ وَإِمَّا أَنْ تَتَمَثَّلَ لَهُ الْمَعَانِي فِي صُورَةِ كَلَامٍ مَسْمُوعٍ يَحْتَاجُ إلَى تَعْبِيرٍ. كَمَا تَتَمَثَّلُ لَهُ الْأَعْيَانُ فِي صُورَةِ أَشْخَاصٍ مَرْئِيَّةٍ تَحْتَاجُ إلَى تَعْبِيرٍ. وَهَذَا غَالِبُ مَا يُرَى وَيُسْمَعُ فِي الْمَنَامِ. فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إلَى تَأْوِيلٍ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الِاسْتِعَارَةِ وَالْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ. فَهَذَا هَذَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
فَصْلٌ:
فِي الْكَوْنِ يَقَظَةً وَمَنَامًا: لَمَّا كَانَتْ الرُّؤْيَةُ بِالْعَيْنِ لِلْأَشْيَاءِ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: رُؤْيَةُ الْعَيْنِ الشَّيْءَ بِلَا وَاسِطَةٍ وَهِيَ الرُّؤْيَةُ الْمُطْلَقَةُ. مِثْلُ رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} " وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ هَلْ الرُّؤْيَةُ انْطِبَاعُ الْمَرْئِيِّ فِي الْعَيْنِ أَوْ لِانْعِكَاسِ شُعَاعِ الْبَصَرِ أَوْ لَا لِوَاحِدِ مِنْهُمَا. عَلَى أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ.
وَالثَّانِي: رُؤْيَةُ الْمِثَالِ؛ وَهِيَ الرُّؤْيَةُ فِي مَاءٍ وَمِرْآةٍ وَنَحْوِهِمَا. وَهِيَ رُؤْيَةٌ مُقَيَّدَةٌ وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ لَوْ حَلَفَ لَا رَأَيْت زَيْدًا؛ فَرَأَى صُورَتَهُ فِي مَاءٍ أَوْ مِرْآةٍ لَمْ يَحْنَثْ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ مُطْلَقِ الرُّؤْيَةِ وَهَذَا فِي الرُّؤْيَةِ. كَسَمَاعِ الصَّدَى فِي السَّمْعِ فَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَرَى مَا يَمُرُّ وَرَاءَهُ مِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ الَّتِي تُوَاجِهُهُ فَتَنْجَلِي لَهُ فِيهَا حَقَائِقُ مَا وَرَاءَهُ فَمِنْ هَذِهِ الرُّؤْيَا قَدْ يَرَى بَيَانَ الْحَقِيقَةِ وَقَدْ تَتَمَثَّلُ لَهُ الْحَقِيقَةُ بِمِثَالِ يَحْتَاجُ إلَى تَحْقِيقٍ. كَمَا تَمَثَّلَ جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ الْبَشَرِ وَهَكَذَا الْقَلْبُ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُبْصِرَ فَإِنَّ بَصَرَهُ هُوَ الْبَصَرُ وَعَمَاهُ هُوَ الْعَمَى. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. فَتَارَةً يَرَى الشَّيْءَ نَفْسَهُ إذَا كُشِفَ لَهُ عَنْهُ وَتَارَةً يَرَاهُ مُتَمَثِّلًا فِي قَلْبِهِ الَّذِي هُوَ مِرْآتُهُ وَالْقَلْبُ هُوَ الرَّائِي أَيْضًا. وَهَذَا يَكُونُ يَقَظَةً وَيَكُونُ مَنَامًا كَالرَّجُلِ يَرَى الشَّيْءَ فِي الْمَنَامِ ثُمَّ يَكُونُ إيَّاهُ فِي الْيَقَظَةِ مِنْ غَيْرِ تَغَيُّرٍ. وَلِلْقَلْبِ " حَالٌ ثَالِثَةٌ " كَمَا لِلْعَيْنِ نَظَرٌ فِي الْمَنَامِ: وَهِيَ الَّتِي تَقَعُ لِغَالِبِ الْخَلْقِ. أَنْ يَرَى الرُّؤْيَا مَثَلًا مَضْرُوبًا لِلْحَقِيقَةِ لَا يَضْبُطُ رُؤْيَةَ الْحَقِيقَةِ بِنَفْسِهَا وَلَا بِوَاسِطَةِ مِرْآةِ قَلْبِهِ. وَلَكِنْ يَرَى مَا لَهُ تَعْبِيرٌ فَيَعْتَبِرُ بِهِ وَ " عِبَارَةُ الرُّؤْيَا " هُوَ الْعُبُورُ مِنْ الشَّيْءِ إلَى مِثَالِهِ وَنَظِيرِهِ وَهُوَ حَقِيقَةُ الْمُقَايَسَةِ وَالِاعْتِبَارِ؛ فَإِنَّ إدْرَاكَ الشَّيْءِ بِالْقِيَاسِ وَالِاعْتِبَارِ الَّذِي أَلِفَهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَادَهُ أَيْسَرُ مِنْ إدْرَاكِ شَيْءٍ عَلَى الْبَدِيهَةِ مِنْ غَيْرِ مِثَالٍ مَعْرُوفٍ. ثُمَّ الْمَرْئِيُّ فِي هَذَا الْوَجْهِ: فِي هَذِهِ الْحَالِ؛ وَفِي الْحَالِ الَّتِي قَبْلَهَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ وَنَفْسِهِ وَإِنْ كَانَ مَثَلًا لِلْحَقِيقَةِ وَوَاسِطَةً لَهَا. وَالْمَرْئِيُّ فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ: هُوَ عَيْنُ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَا مَرْئِيٌّ فِي الْقَلْبِ وَمِنْ الْعَامَّةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ مَنْ يَزْعُمُ: أَنَّ مَا يَسْمَعُهُ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ الْكَلَامِ وَيَرَوْنَهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إنَّمَا وُجُودُهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَذَلِكَ مَبْلَغُ هَؤُلَاءِ مِنْ الْعِلْمِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ غَايَةُ مَا وَجَدُوهُ وَرَأَوْهُ مِنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِمْ فَظَنُّوا أَنْ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ غَايَةٌ. وَقَدْ يُعَارِضُهُمْ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ مَا يُسْمَعُ وَيُرَى لَا يَكُونُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ بَلْ جَمِيعُهُ مِنْ الْخَارِجِ. وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ؛ بَلْ مِنْهُ مَا يَكُونُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ: مِثْلُ مَا يَرَاهُ وَيَسْمَعُهُ فِي الْمَنَامِ إمَّا مِثَالًا لَا تَعْبِيرَ لَهُ أَوْ لَهُ تَعْبِيرٌ. وَمِنْهُ مَا يَكُونُ فِي الْخَارِجِ: مِثْلُ رُؤْيَةِ مَرْيَمَ لِلرَّسُولِ إذْ تَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا وَرُؤْيَةِ الصَّحَابَةِ لِجِبْرِيلَ فِي صُورَةِ الْأَعْرَابِيِّ. فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ رُؤْيَةَ الْحَقَائِقِ بِالْعَيْنِ تُطَابِقُ لِرُؤْيَاهَا بِالْقَلْبِ كُلٌّ مِنْهُمَا " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " إدْرَاكُ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ بِعَيْنِهِ وَإِدْرَاكُهُ بِوَاسِطَةِ تَمَثُّلِهِ فِي مِرْآةٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ وَإِدْرَاكُهُ مُتَمَثِّلًا فِي غَيْرِ صُورَتِهِ إمَّا بَاطِنًا فِي الْقَلْبِ وَإِمَّا ظَاهِرًا فِي الْعَيْنِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ. فَالْقِيَاسُ فِي الْحِسِّيَّاتِ كَالْقِيَاسِ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَهَذَا الَّذِي كَتَبْته فِي الْمُكَاشَفَاتِ يَجِيءُ مِثْلُهُ فِي الْمُخَاطَبَاتِ فَإِنَّ الْبَصَرَ وَالسَّمْعَ يُظْهِرَانِ مَا يَتْلُوهُ.
مسألة: و ماذا عن صفة القدرة؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 314)
وَمَا كَانَ مِنْ " بَابِ الْقُدْرَةِ " فَهُوَ التَّأْثِيرُ وَقَدْ يَكُونُ هِمَّةً وَصِدْقًا وَدَعْوَةً مُجَابَةً وَقَدْ يَكُونُ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ الَّذِي لَا تَأْثِيرَ لَهُ فِيهِ بِحَالِ مِثْلُ هَلَاكِ عَدُوِّهِ بِغَيْرِ أَثَرٍ مِنْهُ كَقَوْلِهِ {مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ وَإِنِّي لَأَثْأَرُ لِأَوْلِيَائِي كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ}. وَمِثْلُ تَذْلِيلِ النُّفُوسِ لَهُ وَمَحَبَّتِهَا إيَّاهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ " بَابِ الْعِلْمِ وَالْكَشْفِ ". قَدْ يُكْشَفُ لِغَيْرِهِ مِنْ حَالِهِ بَعْضُ أُمُورٍ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُبَشِّرَاتِ: {هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ} وَكَمَا قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ}.
مسألة: هل الكشف و التأثير يكون قائماً بنفسه؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 314)
وَكُلُّ وَاحِدٍ " مِنْ الْكَشْفِ وَالتَّأْثِيرِ " قَدْ يَكُونُ قَائِمًا بِهِ وَقَدْ لَا يَكُونُ قَائِمًا بِهِ بَلْ يَكْشِفُ اللَّهُ حَالَهُ وَيَصْنَعُ لَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: " مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ إلَّا صَنَعَ لَهُ " وَقَالَ: أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ " لَوْ وُضِعَ الصِّدْقُ عَلَى جُرْحٍ لَبَرَأَ " لَكِنْ مَنْ قَامَ بِغَيْرِهِ لَهُ مِنْ الْكَشْفِ وَالتَّأْثِيرِ فَهُوَ سَبَبُهُ أَيْضًا وَإِنْ كَانَ خَرْقَ عَادَةٍ فِي ذَلِكَ الْغَيْرِ
مسألة: هل معجزات الأنبياء تدخل في ذلك؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 314)
مُعْجِزَاتُ الْأَنْبِيَاءِ وَأَعْلَامُهُمْ وَدَلَائِلُ نُبُوَّتِهِمْ تَدْخُلُ فِي ذَلِكَ.
مسألة: ماذا جمع الله لنبينا من أنواع المعجزات و الخوارق؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 275)
(يُتْبَعُ)
(/)
مِثْلُ انْشِقَاقُ الْقَمَرِ وَتَسْبِيحِ الْحَصَا فِي كَفِّهِ وَإِتْيَانِ الشَّجَرِ إلَيْهِ وَحَنِينِ الْجِذْعِ إلَيْهِ وَإِخْبَارِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ بِصِفَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِخْبَارِهِ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَإِتْيَانِهِ بِالْكِتَابِ الْعَزِيزِ وَتَكْثِيرِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً كَمَا أَشْبَعَ فِي الْخَنْدَقِ الْعَسْكَرَ مِنْ قِدْرِ طَعَامٍ وَهُوَ لَمْ يَنْقُصْ فِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ الْمَشْهُورِ وَأَرْوَى الْعَسْكَرَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ مِنْ مَزَادَةِ مَاءٍ وَلَمْ تَنْقُصْ وَمَلَأ أَوْعِيَةَ الْعَسْكَرِ عَامَ تَبُوكَ مِنْ طَعَامٍ قَلِيلٍ وَلَمْ يَنْقُصْ وَهُمْ نَحْوُ ثَلَاثِينَ أَلْفًا وَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً حَتَّى كَفَى النَّاسَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ كَمَا كَانُوا فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةَ نَحْوُ أَلْفٍ وَأَرْبَعُمِائَةٍ أَوْ خَمْسُمِائَةٍ وَرَدِّهِ لِعَيْنِ أَبِي قتادة حِينَ سَالَتْ عَلَى خَدِّهِ فَرَجَعَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ [وَلَمَّا أَرْسَلَ مُحَمَّدَ بْنَ مسلمة لِقَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَوَقَعَ وَانْكَسَرَتْ رِجْلُهُ فَمَسَحَهَا فَبَرِئَتْ] (*) وَأَطْعَمَ مِنْ شِوَاءٍ مِائَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا كُلًّا مِنْهُمْ حَزَّ لَهُ قِطْعَةً وَجَعَلَ مِنْهَا قِطْعَتَيْنِ فَأَكَلُوا مِنْهَا جَمِيعُهُمْ ثُمَّ فَضَلَ فَضْلَةٌ وَدَيْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي جَابِرٍ لِلْيَهُودِيِّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ وَسْقًا. قَالَ جَابِرٌ: فَأَمَرَ صَاحِبَ الدَّيْنِ أَنْ يَأْخُذَ التَّمْرَ جَمِيعَهُ بِاَلَّذِي كَانَ لَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ فَمَشَى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لِجَابِرِ جُدْ لَهُ فَوَفَّاهُ الثَّلَاثِينَ وَسْقًا وَفَضَلَ سَبْعَةَ عَشَرَ وَسْقًا وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ قَدْ جَمَعْت نَحْوَ أَلْفِ مُعْجِزَةٍ.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 315)
وَقَدْ جُمِعَ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعُ أَنْوَاعِ " الْمُعْجِزَاتِ وَالْخَوَارِقِ ": أَمَّا الْعِلْمُ وَالْأَخْبَارُ الْغَيْبِيَّةُ وَالسَّمَاعُ وَالرُّؤْيَةُ فَمِثْلُ أَخْبَارِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَأُمَمِهِمْ وَمُخَاطَبَاتِهِ لَهُمْ وَأَحْوَالِهِ مَعَهُمْ وَغَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الْأَوْلِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ بِمَا يُوَافِقُ مَا عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ وَرِثُوهُ بِالتَّوَاتُرِ أَوْ بِغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ تَعَلُّمٍ لَهُ مِنْهُمْ وَكَذَلِكَ إخْبَارُهُ عَنْ أُمُورِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ بِمَا يُوَافِقُ الْأَنْبِيَاءَ قَبْلَهُ مِنْ غَيْرِ تَعَلُّمٍ مِنْهُمْ وَيَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ مُوَافِقٌ لِنُقُولِ الْأَنْبِيَاءِ تَارَةً بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ الْكُتُبِ الظَّاهِرَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ النَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ وَتَارَةً بِمَا يَعْلَمُهُ الْخَاصَّةُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَفِي مِثْلِ هَذَا قَدْ يَسْتَشْهِدُ أَهْلُ الْكِتَابِ وَهُوَ مِنْ حِكْمَةِ إبْقَائِهِمْ بِالْجِزْيَةِ وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 318)
وَفِي الْجُمْلَةِ لَمْ يَكُنْ الْمَقْصُودُ هُنَا ذِكْرُ الْمُعْجِزَاتِ النَّبَوِيَّةِ بِخُصُوصِهَا وَإِنَّمَا الْغَرَضُ التَّمْثِيلُ بِهَا.
مسألة: ما هي المؤلفات التي ذكرت فيها؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 315)
" كُتُبِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ " وَ " سِيرَةِ الرَّسُولِ " وَ " فَضَائِلِهِ " وَ " كُتُبِ التَّفْسِيرِ " وَ " الْحَدِيثِ " وَ " الْمَغَازِي " مِثْلُ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ وَالْبَيْهَقِي وَسِيرَةِ ابْنِ إسْحَاقَ وَكُتُبِ الْأَحَادِيثِ الْمُسْنَدَةِ كَمَسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد وَالْمُدَوَّنَةِ كَصَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ
مسألة: و ما معجزات موسى و عيسى؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 317)
(يُتْبَعُ)
(/)
كَذَلِكَ مِنْ بَابِ " الْقُدْرَةِ " عَصَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَلْقُ الْبَحْرِ وَالْقُمَّلُ وَالضَّفَادِعُ وَالدَّمُ وَنَاقَةُ صَالِحٍ وَإِبْرَاءُ الْأَكْمَهِ وَالْأَبْرَصِ وَإِحْيَاءُ الْمَوْتَى لِعِيسَى كَمَا أَنَّ مِنْ بَابِ الْعِلْمِ إخْبَارَهُمْ بِمَا يَأْكُلُون وَمَا يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ.
مسألة: و ماذا حصل من الكرامات للصحابة و التابعين و الصالحين؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 276)
وَكَرَامَاتُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ وَسَائِرِ الصَّالِحِينَ كَثِيرَةٌ جِدًّا: مِثْلُ مَا كَانَ " أسيد بْنُ حضير " يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ فَنَزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ وَهِيَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ لِقِرَاءَتِهِ وَكَانَتْ الْمَلَائِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَى عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ وَكَانَ سَلْمَانُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يَأْكُلَانِ فِي صَحْفَةٍ فَسَبَّحَتْ الصَّحْفَةُ أَوْ سَبَّحَ مَا فِيهَا وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ وأسيد بْنُ حضير خَرَجَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ فَأَضَاءَ لَهُمَا نُورٌ مِثْلُ طَرَفِ السَّوْطِ فَلَمَّا افْتَرَقَا افْتَرَقَ الضَّوْءُ مَعَهُمَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقِصَّةُ {الصِّدِّيقِ فِي الصَّحِيحَيْنِ لَمَّا ذَهَبَ بِثَلَاثَةِ أَضْيَافٍ مَعَهُ إلَى بَيْتِهِ وَجَعَلَ لَا يَأْكُلُ لُقْمَةً إلَّا رَبَّى مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا فَشَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا هِيَ قَبْلَ ذَلِكَ فَنَظَرَ إلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ وَامْرَأَتُهُ فَإِذَا هِيَ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَتْ فَرَفَعَهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَ إلَيْهِ أَقْوَامٌ كَثِيرُونَ فَأَكَلُوا مِنْهَا وَشَبِعُوا}. وَ " خبيب بْنُ عَدِيٍّ " كَانَ أَسِيرًا عِنْدَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَكَانَ يُؤْتَى بِعِنَبِ يَأْكُلُهُ وَلَيْسَ بِمَكَّةَ عِنَبَةٌ. وَ " عَامِرُ بْنُ فهيرة: قُتِلَ شَهِيدًا فَالْتَمَسُوا جَسَدَهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَكَانَ لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ فَرَآهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَقَدْ رُفِعَ وَقَالَ: عُرْوَةُ: فَيَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ رَفَعَتْهُ. وَخَرَجَتْ " أُمُّ أَيْمَنَ " مُهَاجِرَةً وَلَيْسَ مَعَهَا زَادٌ وَلَا مَاءٌ فَكَادَتْ تَمُوتُ مِنْ الْعَطَشِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْفِطْرِ وَكَانَتْ صَائِمَةً سَمِعَتْ حِسًّا عَلَى رَأْسِهَا فَرَفَعَتْهُ فَإِذَا دَلْوٌ مُعَلَّقٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ حَتَّى رُوِيَتْ وَمَا عَطِشَتْ بَقِيَّةَ عُمْرِهَا. وَ " سَفِينَةُ " مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ الْأَسَدَ بِأَنَّهُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَشَى مَعَهُ الْأَسَدُ حَتَّى أَوْصَلَهُ مَقْصِدَهُ. وَ " الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ " كَانَ إذَا أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَبَرَّ قَسَمَهُ وَكَانَ الْحَرْبُ إذَا اشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي الْجِهَادِ يَقُولُونَ: يَا بَرَاءُ أَقْسِمْ عَلَى رَبِّك فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَقْسَمْت عَلَيْك لَمَا مَنَحْتنَا أَكْتَافَهُمْ فَيُهْزَمُ الْعَدُوُّ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ " الْقَادِسِيَّةِ " قَالَ: أَقْسَمْت عَلَيْك يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتنَا أَكْتَافَهُمْ وَجَعَلْتنِي أَوَّلَ شَهِيدٍ فَمُنِحُوا أَكْتَافَهُمْ وَقُتِلَ الْبَرَاءُ شَهِيدًا. وَ " خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ " حَاصَرَ حِصْنًا مَنِيعًا فَقَالُوا لَا نُسْلِمُ حَتَّى تَشْرَبَ السُّمَّ فَشَرِبَهُ فَلَمْ يَضُرَّهُ. وَ " سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ " كَانَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ مَا دَعَا قَطُّ إلَّا اُسْتُجِيبَ لَهُ وَهُوَ الَّذِي هَزَمَ جُنُودَ كِسْرَى وَفَتَحَ الْعِرَاقَ. وَ " عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " لَمَّا أَرْسَلَ جَيْشًا أَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يُسَمَّى " سَارِيَةَ " فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَخْطُبُ فَجَعَلَ يَصِيحُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ يَا
(يُتْبَعُ)
(/)
سَارِيَةَ الْجَبَلَ فَقَدِمَ رَسُولُ الْجَيْشِ فَسَأَلَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقِينَا عَدُوًّا فَهَزَمُونَا فَإِذَا بِصَائِحِ: يَا سَارِيَةَ الْجَبَلَ يَا سَارِيَةَ الْجَبَلَ فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا بِالْجَبَلِ فَهَزَمَهُمْ اللَّهُ. وَلَمَّا عُذِّبَتْ " الزَّبِيرَةُ " عَلَى الْإِسْلَامِ فِي اللَّهِ فَأَبَتْ إلَّا الْإِسْلَامَ وَذَهَبَ بَصَرُهَا قَالَ الْمُشْرِكُونَ أَصَابَ بَصَرَهَا اللَّاتَ وَالْعُزَّى قَالَتْ كَلَّا وَاَللَّهِ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بَصَرَهَا. وَدَعَا " سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ " عَلَى أَرْوَى بِنْتِ الْحَكَمِ فَأُعْمِيَ بَصَرُهَا لَمَّا كَذَبْت عَلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا فَعَمِيَتْ وَوَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ مِنْ أَرْضِهَا فَمَاتَتْ. " وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ " كَانَ عَامِلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: يَا عَلِيمُ يَا حَلِيمُ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ فَيُسْتَجَابُ لَهُ وَدَعَا اللَّهَ بِأَنْ يُسْقُوا وَيَتَوَضَّئُوا لَمَّا عَدِمُوا الْمَاءَ وَالْإِسْقَاءَ لِمَا بَعْدَهُمْ فَأُجِيبَ وَدَعَا اللَّهَ لَمَّا اعْتَرَضَهُمْ الْبَحْرُ وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْمُرُورِ بِخُيُولِهِمْ فَمَرُّوا كُلُّهُمْ عَلَى الْمَاءِ مَا ابْتَلَّتْ سُرُوجُ خُيُولِهِمْ؛ وَدَعَا اللَّهَ أَنْ لَا يَرَوْا جَسَدَهُ إذَا مَاتَ فَلَمْ يَجِدُوهُ فِي اللَّحْدِ. وَجَرَى مِثْلُ ذَلِكَ " لِأَبِي مُسْلِمٍ الخولاني " الَّذِي أُلْقِيَ فِي النَّارِ فَإِنَّهُ مَشَى هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْعَسْكَرِ عَلَى دِجْلَةَ وَهِيَ تُرْمَى بِالْخَشَبِ مِنْ مَدِّهَا ثُمَّ الْتَفَتَ إلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: تَفْقِدُونَ مِنْ مَتَاعِكُمْ شَيْئًا حَتَّى أَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَقَدْت مِخْلَاةً فَقَالَ اتْبَعْنِي فَتَبِعَهُ فَوَجَدَهَا قَدْ تَعَلَّقَتْ بِشَيْءِ فَأَخَذَهَا وَطَلَبَهُ الْأَسْوَدُ العنسي لَمَّا ادَّعَى النُّبُوَّةَ فَقَالَ لَهُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ مَا أَسْمَعُ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ نَعَمْ فَأَمَرَ بِنَارِ فَأُلْقِيَ فِيهَا فَوَجَدُوهُ قَائِمًا يُصَلِّي فِيهَا وَقَدْ صَارَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا؛ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجْلَسَهُ عُمَرُ بَيْنَهُ وَبَيْن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَى مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ. وَوَضَعَتْ لَهُ جَارِيَةٌ السُّمَّ فِي طَعَامِهِ فَلَمْ يَضُرَّهُ. وَخَبَّبَتْ امْرَأَةٌ عَلَيْهِ زَوْجَتَهُ فَدَعَا عَلَيْهَا فَعَمِيَتْ وَجَاءَتْ وَتَابَتْ فَدَعَا لَهَا فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بَصَرَهَا. وَكَانَ " عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ " يَأْخُذُ عَطَاءَهُ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ فِي كُمِّهِ وَمَا يَلْقَاهُ سَائِلٌ فِي طَرِيقِهِ إلَّا أَعْطَاهُ بِغَيْرِ عَدَدٍ ثُمَّ يَجِيءُ إلَى بَيْتِهِ فَلَا يَتَغَيَّرُ عَدَدُهَا وَلَا وَزْنُهَا. وَمَرَّ بِقَافِلَةٍ قَدْ حَبَسَهُمْ الْأَسَدُ فَجَاءَ حَتَّى مَسَّ بِثِيَابِهِ الْأَسَدَ ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِهِ وَقَالَ: إنَّمَا أَنْتَ كَلْبٌ مِنْ كِلَابِ الرَّحْمَنِ وَإِنِّي أَسْتَحِي أَنْ أَخَافَ شَيْئًا غَيْرَهُ وَمَرَّتْ الْقَافِلَةُ وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ وَدَعَا رَبَّهُ أَنْ يَمْنَعَ قَلْبَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ. وَتَغَيَّبَ " الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ " عَنْ الْحَجَّاجِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ سِتَّ مَرَّاتٍ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمْ يَرَوْهُ وَدَعَا عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
بَعْضِ الْخَوَارِجِ كَانَ يُؤْذِيه فَخَرَّ مَيِّتًا. وَ " صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ " مَاتَ فَرَسُهُ وَهُوَ فِي الْغَزْوِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِمَخْلُوقِ عَلَيَّ مِنَّةً وَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَحْيَا لَهُ فَرَسَهُ. فَلَمَّا وَصَلَ إلَى بَيْتِهِ قَالَ يَا بُنَيَّ خُذْ سَرْجَ الْفَرَسِ فَإِنَّهُ عَارِيَةٌ فَأَخَذَ سَرْجَهُ فَمَاتَ الْفَرَسُ وَجَاعَ مَرَّةً بِالْأَهْوَازِ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَطْعَمَهُ فَوَقَعَتْ خَلْفَهُ دَوْخَلَةِ رُطَبٍ فِي ثَوْبِ حَرِيرٍ فَأَكَلَ التَّمْرَ وَبَقِيَ الثَّوْبُ عِنْدَ زَوْجَتِهِ زَمَانًا. وَجَاءَ الْأَسَدُ وَهُوَ يُصَلِّي فِي غَيْضَةٍ بِاللَّيْلِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ لَهُ اُطْلُبْ الرِّزْقَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَوَلَّى الْأَسَدُ وَلَهُ زَئِيرٌ. وَكَانَ " سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ " فِي أَيَّامِ الْحَرَّةِ يَسْمَعُ الْأَذَانَ مِنْ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْقَاتَ الصَّلَوَاتِ وَكَانَ الْمَسْجِدُ قَدْ خَلَا فَلَمْ يَبْقَ غَيْرُهُ. وَرَجُلٌ مِنْ " النَّخْعِ " كَانَ لَهُ حِمَارٌ فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ هَلُمَّ نَتَوَزَّعُ مَتَاعَك عَلَى رِحَالِنَا فَقَالَ لَهُمْ: أَمْهِلُونِي هُنَيْهَةً ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَأَحْيَا لَهُ حِمَارَهُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ مَتَاعَهُ. وَلَمَّا مَاتَ " أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ " وَجَدُوا فِي ثِيَابِهِ أَكْفَانًا لَمْ تَكُنْ مَعَهُ قَبْلُ وَوَجَدُوا لَهُ قَبْرًا مَحْفُورًا فِيهِ لَحْدٌ فِي صَخْرَةٍ فَدَفَنُوهُ فِيهِ وَكَفَّنُوهُ فِي تِلْكَ الْأَثْوَابِ. وَكَانَ " عَمْرُو بْنُ عُقْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ " يُصَلِّي يَوْمًا فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَأَظَلَّتْهُ غَمَامَةٌ وَكَانَ السَّبْعُ يَحْمِيه وَهُوَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِطُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي الْغَزْوِ أَنَّهُ يَخْدِمُهُمْ. وَكَانَ " مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير " إذَا دَخَلَ بَيْتَهُ سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَتُهُ وَكَانَ هُوَ وَصَاحِبٌ لَهُ يَسِيرَانِ فِي ظُلْمَةٍ فَأَضَاءَ لَهُمَا طَرَفُ السَّوْطِ. وَلَمَّا مَاتَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَقَعَتْ قَلَنْسُوَةُ رَجُلٍ فِي قَبْرِهِ فَأَهْوَى لِيَأْخُذَهَا فَوَجَدَ الْقَبْرَ قَدْ فُسِحَ فِيهِ مَدَّ الْبَصَرِ. وَكَانَ " إبْرَاهِيمُ التيمي " يُقِيمُ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ لَا يَأْكُلُ شَيْئًا وَخَرَجَ يَمْتَارُ لِأَهْلِهِ طَعَامًا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَمَرَّ بِسَهْلَةِ حَمْرَاءَ فَأَخَذَ مِنْهَا ثُمَّ رَجَعَ إلَى أَهْلِهِ فَفَتَحَهَا فَإِذَا هِيَ حِنْطَةٌ حَمْرَاءُ فَكَانَ إذَا زَرَعَ مِنْهَا تَخْرُجُ السُّنْبُلَةُ مِنْ أَصْلِهَا إلَى فَرْعِهَا حَبًّا مُتَرَاكِبًا. وَكَانَ " عتبة الْغُلَامُ " سَأَلَ رَبَّهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ صَوْتًا حَسَنًا وَدَمْعًا غَزِيرًا وَطَعَامًا مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ. فَكَانَ إذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى وَدُمُوعُهُ جَارِيَةٌ دَهْرَهُ وَكَانَ يَأْوِي إلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ فِيهِ قُوتَهُ وَلَا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ يَأْتِيه. وَكَانَ " عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ " أَصَابَهُ الْفَالِجُ فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُطْلِقَ لَهُ أَعْضَاءَهُ وَقْتَ الْوُضُوءِ فَكَانَ وَقْتَ الْوُضُوءِ تُطْلَقُ لَهُ أَعْضَاؤُهُ ثُمَّ تَعُودُ بَعْدَهُ. وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ قَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَأَمَّا مَا نَعْرِفُهُ عَنْ أَعْيَانٍ وَنَعْرِفُهُ فِي هَذَا الزَّمَانِ فَكَثِيرٌ.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 666)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَانَ " العنسي " قَدْ اسْتَوْلَى عَلَى أَرْضِ الْيَمَنِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَتَلَهُ اللَّهُ عَلَى أَيْدِي عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ قَدْ طَلَبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الخولاني أَنْ يُتَابِعَهُ فَامْتَنَعَ فَأَلْقَاهُ فِي النَّارِ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا جَرَى لِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَذَلِكَ مَعَ صَلَاتِهِ وَذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ لِلَّهِ مَعَ سَكِينَةٍ وَوَقَارٍ.
مسألة: ما هي أقسام الخوارق؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 323)
الْأَقْسَامُ ثَلَاثَةٌ: إمَّا أَنْ يَتَعَلَّقَ بِالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ أَوْ بِالدِّينِ فَقَطْ أَوْ بِالْكَوْنِ فَقَطْ.
فَالْأَوَّلُ كَمَا قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} فَإِنَّ السُّلْطَانَ النَّصِيرَ يَجْمَعُ الْحُجَّةَ وَالْمَنْزِلَةَ عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ كَلِمَاتُهُ الدِّينِيَّةُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالْكَوْنِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ بِكَلِمَاتِهِ الْكَوْنِيَّاتِ وَمُعْجِزَاتُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ تَجْمَعُ الْأَمْرَيْنِ فَإِنَّهَا حُجَّةٌ عَلَى النُّبُوَّةِ مِنْ اللَّهِ وَهِيَ قَدَرِيَّةٌ. وَأَبْلَغَ ذَلِكَ الْقُرْآنُ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ هُوَ شَرْعُ اللَّهِ وَكَلِمَاتُهُ الدِّينِيَّاتُ وَهُوَ حُجَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نُبُوَّتِهِ وَمَجِيئِهِ مِنْ الْخَوَارِقِ لِلْعَادَاتِ فَهُوَ الدَّعْوَةُ وَهُوَ الْحُجَّةُ وَالْمُعْجِزَةُ.
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي فَمِثْلُ مَنْ يَعْلَمُ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ خَبَرًا وَأَمْرًا وَيَعْمَلُ بِهِ وَيَأْمُرُ بِهِ النَّاسَ وَيَعْلَمُ بِوَقْتِ نُزُولِ الْمَطَرِ وَتَغَيُّرِ السِّعْرِ وَشِفَاءِ الْمَرِيضِ وَقُدُومِ الْغَائِبِ وَلِقَاءِ الْعَدُوِّ وَلَهُ تَأْثِيرٌ إمَّا فِي الْأَنَاسِيِّ وَإِمَّا فِي غَيْرِهِمْ بِإِصْحَاحِ وَإِسْقَامٍ وَإِهْلَاكٍ أَوْ وِلَادَةٍ أَوْ وِلَايَةٍ أَوْ عَزْلٍ. وَجِمَاعُ التَّأْثِيرِ إمَّا جَلْبُ مَنْفَعَةٍ كَالْمَالِ وَالرِّيَاسَةِ؛ وَإِمَّا دَفْعُ مَضَرَّةٍ كَالْعَدُوِّ وَالْمَرَضِ أَوْ لَا وَاحِدَ مِنْهُمَا مِثْلُ رُكُوبِ أَسَدٍ بِلَا فَائِدَةٍ؛ أَوْ إطْفَاءِ نَارٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَأَمَّا الثَّالِثُ فَمَنْ يَجْتَمِعُ لَهُ الْأَمْرَانِ؛ بِأَنْ يُؤْتَى مِنْ الْكَشْفِ وَالتَّأْثِيرِ الْكَوْنِيِّ مَا يُؤَيِّدُ بِهِ الْكَشْفَ وَالتَّأْثِيرَ الشَّرْعِيَّ. وَهُوَ عِلْمُ الدِّينِ وَالْعَمَلُ بِهِ وَالْأَمْرُ بِهِ وَيُؤْتَى مِنْ عِلْمِ الدِّينِ وَالْعَمَلِ بِهِ مَا يَسْتَعْمِلُ بِهِ الْكَشْفَ وَالتَّأْثِيرَ الْكَوْنِيَّ؛ بِحَيْثُ تَقَعُ الْخَوَارِقُ الْكَوْنِيَّةُ تَابِعَةً لِلْأَوَامِرِ الدِّينِيَّةِ أَوْ أَنْ تُخْرَقَ لَهُ الْعَادَةُ فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ؛ بِحَيْثُ يَنَالُ مِنْ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ وَمِنْ الْعَمَلِ بِهَا وَمِنْ الْأَمْرِ بِهَا وَمِنْ طَاعَةِ الْخَلْقِ فِيهَا مَا لَمْ يَنَلْهُ غَيْرُهُ فِي مُطَّرِدِ الْعَادَةِ فَهَذِهِ أَعْظَمُ الْكَرَامَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ وَهُوَ حَالُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ وَكُلِّ الْمُسْلِمِينَ. فَهَذَا الْقِسْمُ الثَّالِثُ هُوَ مُقْتَضَى {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} إذْ الْأَوَّلُ هُوَ الْعِبَادَةُ وَالثَّانِي هُوَ الِاسْتِعَانَةُ وَهُوَ حَالُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخَوَاصِّ مِنْ أُمَّتِهِ الْمُتَمَسِّكِينَ بِشِرْعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَإِنَّ كَرَامَاتِهِمْ كَمُعْجِزَاتِهِ لَمْ يُخْرِجْهَا إلَّا لِحُجَّةِ أَوْ حَاجَةٍ فَالْحُجَّةُ لِيَظْهَرَ بِهَا دِينُ اللَّهِ لِيُؤْمِنَ الْكَافِرُ وَيَخْلُصَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُنَافِقُ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إيمَانًا فَكَانَتْ فَائِدَتُهَا اتِّبَاعَ دِينِ اللَّهِ عِلْمًا وَعَمَلًا كَالْمَقْصُودِ بِالْجِهَادِ. وَالْحَاجَةُ كَجَلْبِ مَنْفَعَةٍ يَحْتَاجُونَ إلَيْهَا كَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَقْتَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ أَوْ دَفْعِ مَضَرَّةٍ عَنْهُمْ كَكَسْرِ الْعَدُوِّ بِالْحَصَى الَّذِي رَمَاهُمْ بِهِ فَقِيلَ لَهُ: {وَمَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}. وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ يَعُودُ إلَى مَنْفَعَةِ الدِّينِ كَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَقِتَالِ الْعَدُوِّ وَالصَّدَقَةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الدِّينِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ. وَأَمَّا " الْقِسْمُ الْأَوَّلُ " وَهُوَ الْمُتَعَلِّقُ بِالدِّينِ فَقَطْ فَيَكُونُ مِنْهُ مَا لَا يَحْتَاجُ إلَى الثَّانِي وَلَا لَهُ فِيهِ مَنْفَعَةٌ كَحَالِ كَثِيرٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَصَالِحِي الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَائِهِمْ وَعُبَّادِهِمْ مَعَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ حَاجَةٌ أَوْ انْتِفَاعٌ بِشَيْءِ مِنْ الْخَوَارِقِ وَقَدْ يَكُونُ مِنْهُمْ مَنْ لَا يَسْتَعْمِلُ أَسْبَابَ الْكَوْنِيَّاتِ وَلَا عَمَلَ بِهَا فَانْتِفَاءُ الْخَارِقِ الْكَوْنِيِّ فِي حَقِّهِ إمَّا لِانْتِفَاءِ سَبَبِهِ وَإِمَّا لِانْتِفَاءِ فَائِدَتِهِ وَانْتِفَاؤُهُ لِانْتِفَاءِ فَائِدَتِهِ لَا يَكُونُ نَقْصًا وَأَمَّا انْتِفَاؤُهُ لِانْتِفَاءِ سَبَبِهِ فَقَدْ يَكُونُ نَقْصًا وَقَدْ لَا يَكُونُ نَقْصًا فَإِنْ كَانَ لِإِخْلَالِهِ بِفِعْلِ وَاجِبٍ وَتَرْكِ مُحَرَّمٍ كَانَ عَدَمُ الْخَارِقِ نَقْصًا وَهُوَ سَبَبُ الضَّرَرِ وَإِنْ كَانَ لِإِخْلَالِهِ بالمستحبات فَهُوَ نَقْصٌ عَنْ رُتْبَةِ الْمُقَرَّبِينَ السَّابِقِينَ وَلَيْسَ هُوَ نَقْصًا عَنْ رُتْبَةِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ الْمُقْتَصِدِينَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ بَلْ لِعَدَمِ اشْتِغَالِهِ بِسَبَبِ بِالْكَوْنِيَّاتِ الَّتِي لَا يَكُونُ عَدَمُهَا نَاقِصًا لِثَوَابِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ نَقْصًا مِثْلُ مَنْ يَمْرَضُ وَلَدُهُ وَيَذْهَبُ مَالُهُ فَلَا يَدْعُو لِيُعَافَى أَوْ يَجِيءُ مَالُهُ أَوْ يَظْلِمُهُ ظَالِمٌ فَلَا يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ لِيَنْتَصِرَ عَلَيْهِ. وَأَمَّا " الْقِسْمُ الثَّانِي " وَهُوَ صَاحِبُ الْكَشْفِ وَالتَّأْثِيرِ الْكَوْنِيِّ فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ تَارَةً يَكُونُ زِيَادَةً فِي دِينِهِ وَتَارَةً يَكُونُ نَقْصًا وَتَارَةً لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وَهَذَا غَالِبُ حَالِ أَهْلِ الِاسْتِعَانَةِ كَمَا أَنَّ الْأَوَّلَ غَالِبُ حَالِ أَهْلِ الْعِبَادَةِ وَهَذَا الثَّانِي بِمَنْزِلَةِ الْمَلِكِ وَالسُّلْطَانِ الَّذِي قَدْ يَكُونُ صَاحِبُهُ خَلِيفَةً نَبِيًّا فَيَكُونُ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَقَدْ يَكُونُ ظَالِمًا مِنْ شَرِّ النَّاسِ وَقَدْ يَكُونُ مَلِكًا عَادِلًا فَيَكُونُ مِنْ أَوْسَاطِ النَّاسِ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ بِالْكَوْنِيَّاتِ وَالْقُدْرَةَ عَلَى التَّأْثِيرِ فِيهَا بِالْحَالِ وَالْقَلْبِ كَالْعِلْمِ بِأَحْوَالِهَا وَالتَّأْثِيرِ فِيهَا بِالْمُلْكِ وَأَسْبَابِهِ فَسُلْطَانُ الْحَالِ وَالْقَلْبِ كَسُلْطَانِ الْمُلْكِ وَالْيَدِ إلَّا أَنَّ أَسْبَابَ هَذَا بَاطِنَةٌ رُوحَانِيَّةٌ وَأَسْبَابَ هَذَا ظَاهِرَةٌ جُثْمَانِيَّةٌ. وَبِهَذَا تَبَيَّنَ لَك أَنَّ الْقِسْمَ الْأَوَّلَ إذَا صَحَّ فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا الْقِسْمِ وَخَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ الْمُؤْمِنِينَ الْعُقَلَاءِ. وَذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا أَنَّ عِلْمَ الدِّينِ طَلَبًا وَخَبَرًا لَا يُنَالُ إلَّا مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا الْعِلْمُ بِالْكَوْنِيَّاتِ فَأَسْبَابُهُ مُتَعَدِّدَةٌ وَمَا اخْتَصَّ بِهِ الرُّسُلُ وَوَرَثَتُهُمْ أَفْضَلُ مِمَّا شَرَكَهُمْ فِيهِ بَقِيَّةُ النَّاسِ فَلَا يَنَالُ عِلْمَهُ إلَّا هُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ وَلَا يَعْلَمُهُ إلَّا هُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثَّانِي أَنَّ الدِّينَ لَا يَعْمَلُ بِهِ إلَّا الْمُؤْمِنُونَ الصَّالِحُونَ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَأَحْبَابُ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ وَأَحِبَّاؤُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَلَا يَأْمُرُ بِهِ إلَّا هُمْ.
وَأَمَّا " التَّأْثِيرُ الْكَوْنِيُّ " فَقَدْ يَقَعُ مِنْ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ وَفَاجِرٍ تَأْثِيرُهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي غَيْرِهِ كَالْأَحْوَالِ الْفَاسِدَةِ وَالْعَيْنِ وَالسِّحْرِ وَكَالْمُلُوكِ وَالْجَبَابِرَةِ الْمُسَلَّطِينَ وَالسَّلَاطِينِ الْجَبَابِرَةِ وَمَا كَانَ مِنْ الْعِلْمِ مُخْتَصًّا بِالصَّالِحِينَ أَفْضَلُ مِمَّا يَشْتَرِكُ فِيهِ الْمُصْلِحُونَ وَالْمُفْسِدُونَ.
الثَّالِثُ أَنَّ الْعِلْمَ بِالدِّينِ وَالْعَمَلِ بِهِ يَنْفَعُ صَاحِبَهُ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يَضُرُّهُ. وَأَمَّا الْكَشْفُ وَالتَّأْثِيرُ فَقَدْ لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ بَلْ قَدْ يَضُرُّهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
الرَّابِعُ أَنَّ الْكَشْفَ وَالتَّأْثِيرَ إمَّا أَنْ يَكُونَ فِيهِ فَائِدَةٌ أَوْ لَا يَكُونَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَائِدَةٌ؛ كَالِاطِّلَاعِ عَلَى سَيِّئَاتِ الْعِبَادِ وَرُكُوبِ السِّبَاعِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ وَالِاجْتِمَاعِ بِالْجِنِّ لِغَيْرِ فَائِدَةٍ وَالْمَشْيِ عَلَى الْمَاءِ مَعَ إمْكَانِ الْعُبُورِ عَلَى الْجِسْرِ؛ فَهَذَا لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْعَبَثِ وَاللَّعِبِ وَإِنَّمَا يَسْتَعْظِمُ هَذَا مَنْ لَمْ يَنَلْهُ. وَهُوَ تَحْتُ الْقُدْرَةِ وَالسُّلْطَانِ فِي الْكَوْنِ مِثْلُ مَنْ يَسْتَعْظِمُ الْمَلِكُ أَوْ طَاعَةَ الْمُلُوكِ لِشَخْصِ وَقِيَامِ الْحَالَةِ عِنْدَ النَّاسِ بِلَا فَائِدَةٍ فَهُوَ يَسْتَعْظِمُهُ مِنْ جِهَةِ سَبَبِهِ لَا مِنْ جِهَةِ مَنْفَعَتِهِ كَالْمَالِ وَالرِّيَاسَةِ وَدَفْعِ مَضَرَّةٍ كَالْعَدُوِّ وَالْمَرَضِ؛ فَهَذِهِ الْمَنْفَعَةُ تُنَالُ غَالِبًا بِغَيْرِ الْخَوَارِقِ أَكْثَرُ مِمَّا تُنَالُ بِالْخَوَارِقِ وَلَا يَحْصُلُ بِالْخَوَارِقِ مِنْهَا إلَّا الْقَلِيلُ وَلَا تَدُومُ إلَّا بِأَسْبَابِ أُخْرَى.
وَأَمَّا الْآخَرُ أَيْضًا فَلَا يَحْصُلُ بِالْخَوَارِقِ إلَّا مَعَ الدِّينِ. وَالدِّينُ وَحْدَهُ مُوجِبٌ لِلْآخِرَةِ بِلَا خَارِقٍ بَلْ الْخَوَارِقُ الدِّينِيَّةُ الْكَوْنِيَّةُ أَبْلَغُ مِنْ تَحْصِيلِ الْآخِرَةِ كَحَالِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَلِكَ الْمَالُ وَالرِّيَاسَةُ الَّتِي تَحْصُلُ لِأَهْلِ الدِّينِ بِالْخَوَارِقِ إنَّمَا هُوَ مَعَ الدِّينِ وَإِلَّا فَالْخَوَارِقُ وَحْدَهَا لَا تُؤَثِّرُ فِي الدُّنْيَا إلَّا أَثَرًا ضَعِيفًا. فَإِنْ قِيلَ: مُجَرَّدُ الْخَوَارِقِ إنْ لَمْ تَحْصُلْ بِنَفْسِهَا مَنْفَعَةٌ لَا فِي الدِّينِ وَلَا فِي الدُّنْيَا فَهِيَ عَلَامَةُ طَاعَةِ النُّفُوسِ لَهُ فَهُوَ مُوجِبُ الرِّيَاسَةِ وَالسُّلْطَانِ ثُمَّ يَتَوَسَّطُ ذَلِكَ فَتُجْتَلَبُ الْمَنَافِعُ الدِّينِيَّةُ وَالدُّنْيَوِيَّةُ وَتُدْفَعُ الْمَضَارُّ الدِّينِيَّةُ وَالدُّنْيَوِيَّةُ. قُلْت: نَحْنُ لَمْ نَتَكَلَّمْ إلَّا فِي مَنْفَعَةِ الدِّينِ أَوْ الْخَارِقِ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ فِعْلِ النَّاسِ. وَأَمَّا إنْ تَكَلَّمْنَا فِيمَا يَحْصُلُ بِسَبَبِهَا مِنْ فِعْلِ النَّاسِ فَنَقُولُ أَوَّلًا: الدِّينُ الصَّحِيحُ أَوْجَبَ لِطَاعَةِ النُّفُوسِ وَحُصُولِ الرِّيَاسَةِ مِنْ الْخَارِقِ الْمُجَرَّدِ كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ فَإِنَّهُ لَا نِسْبَةَ لِطَاعَةِ مَنْ أُطِيعَ لِدِينِهِ إلَى طَاعَةِ مَنْ أُطِيعَ لِتَأْثِيرِهِ إذْ طَاعَةُ الْأَوَّلِ أَعَمُّ وَأَكْثَرُ وَالْمُطِيعُ بِهَا خِيَارُ بَنِي آدَمَ عَقْلًا وَدِينًا وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَلَا تَدُومُ وَلَا تَكْثُرُ وَلَا يَدْخُلُ فِيهَا إلَّا جُهَّالُ النَّاسِ كَأَصْحَابِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وطليحة الأسدي وَنَحْوِهِمْ وَأَهْلِ الْبَوَادِي وَالْجِبَالِ وَنَحْوِهِمْ مِمَّنْ لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
عَقْلَ لَهُ وَلَا دِينَ.
مسألة: ما هي أقسام أهل الكرامات في استعمالهم للخارق؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 499)
الْكَمَالُ فِي الْوِلَايَةِ أَنْ يُسْتَعْمَلَ خَرْقُ الْعَادَاتِ فِي إقَامَةِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ مَعَ حُصُولِهِمَا بِفِعْلِ الْمَأْمُورِ وَتَرْكِ الْمَحْظُورِ فَإِذَا حَصَلَتْ بِغَيْرِ الْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ فَهِيَ مَذْمُومَةٌ وَإِنْ حَصَلَتْ بِالْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ لَكِنْ اُسْتُعْمِلَتْ لِيُتَوَصَّلَ بِهَا إلَى مُحَرَّمٍ كانت مَذْمُومَةً وَإِنْ تَوَصَّلَ بِهَا إلَى مُبَاحٍ لَا يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى طَاعَةٍ كَانَتْ لِلْأَبْرَارِ دُونَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَمَّا إنْ حَصَلَتْ بِالسَّبَبِ الشَّرْعِيِّ وَاسْتُعِينَ بِهَا عَلَى فِعْلِ الْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ: فَهَذِهِ خَوَارِقُ الْمُقَرَّبِينَ السَّابِقِينَ.
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 30)
النَّاسُ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ":
قِسْمٌ تَرْتَفِعُ دَرَجَاتُهُمْ بِخَرْقِ الْعَادَةِ إذَا اسْتَعْمَلُوهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ. وَقَوْمٌ يَتَعَرَّضُونَ بِهَا لِعَذَابِ اللَّهِ إذَا اسْتَعْمَلُوهَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ كبلعام وَغَيْرِهِ. وَقَوْمٌ تَكُونُ فِي حَقِّهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُبَاحَاتِ.
وَالْقِسْمُ الْأَوَّلُ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا الْمُتَّبِعُونَ لِنَبِيِّهِمْ سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ الَّذِي إنَّمَا كَانَتْ خَوَارِقُهُ لِحُجَّةِ يُقِيمُ بِهَا دِينَ اللَّهِ أَوْ لِحَاجَةِ يَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 298)
الْخَوَارِقَ مِنْهَا مَا هُوَ مِنْ جِنْسِ الْعِلْمِ كَالْمُكَاشَفَاتِ وَمِنْهَا مَا هُوَ مِنْ جِنْسِ الْقُدْرَةِ وَالْمُلْكِ كَالتَّصَرُّفَاتِ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَاتِ وَمِنْهَا مَا هُوَ مِنْ جِنْسِ الْغِنَى عَنْ جِنْسِ مَا يُعْطَاهُ النَّاسُ فِي الظَّاهِرِ مِنْ الْعِلْمِ وَالسُّلْطَانِ وَالْمَالِ وَالْغِنَى. وَجَمِيعُ مَا يُؤْتِيه اللَّهُ لِعَبْدِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ إنْ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ وَيُقَرِّبُهُ إلَيْهِ وَيَرْفَعُ دَرَجَتَهُ وَيَأْمُرُهُ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ازْدَادَ بِذَلِكَ رِفْعَةً وَقُرْبًا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعَلَتْ دَرَجَتُهُ وَإِنْ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ كَالشِّرْكِ وَالظُّلْمِ وَالْفَوَاحِشِ اسْتَحَقَّ بِذَلِكَ الذَّمَّ وَالْعِقَابَ فَإِنْ لَمْ يَتَدَارَكْهُ اللَّهُ تَعَالَى بِتَوْبَةِ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ وَإِلَّا كَانَ كَأَمْثَالِهِ مِنْ الْمُذْنِبِينَ؛ وَلِهَذَا كَثِيرًا مَا يُعَاقَبُ أَصْحَابُ الْخَوَارِقِ تَارَةً بِسَلْبِهَا كَمَا يُعْزَلُ الْمَلِكُ عَنْ مُلْكِهِ وَيُسْلَبُ الْعَالِمُ عِلْمَهُ. وَتَارَةً بِسَلْبِ التَّطَوُّعَاتِ فَيُنْقَلُ مِنْ الْوِلَايَةِ الْخَاصَّةِ إلَى الْعَامَّةِ وَتَارَةً يَنْزِلُ إلَى دَرَجَةِ الْفُسَّاقِ وَتَارَةً يَرْتَدُّ عَنْ الْإِسْلَامِ. وَهَذَا يَكُونُ فِيمَنْ لَهُ خَوَارِقُ شَيْطَانِيَّةٌ؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ هَؤُلَاءِ يَرْتَدُّ عَنْ الْإِسْلَامِ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَا يَعْرِفُ أَنَّ هَذِهِ شَيْطَانِيَّةٌ بَلْ يَظُنُّهَا مِنْ كَرَامَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَيَظُنُّ مَنْ يَظُنُّ مِنْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إذَا أَعْطَى عَبْدًا خَرْقَ عَادَةٍ لَمْ يُحَاسِبْهُ عَلَى ذَلِكَ كَمَنْ يَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ إذَا أَعْطَى عَبْدًا مُلْكًا وَمَالًا وَتَصَرُّفًا لَمْ يُحَاسِبْهُ عَلَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَعِينُ بِالْخَوَارِقِ عَلَى أُمُورٍ مُبَاحَةٍ لَا مَأْمُورًا بِهَا وَلَا مَنْهِيًّا عَنْهَا فَهَذَا يَكُونُ مِنْ عُمُومِ الْأَوْلِيَاءِ وَهُمْ الْأَبْرَارُ الْمُقْتَصِدُونَ وَأَمَّا السَّابِقُونَ الْمُقَرَّبُونَ فَأَعْلَى مِنْ هَؤُلَاءِ كَمَا أَنَّ الْعَبْدَ الرَّسُولَ أَعْلَى مِنْ النَّبِيِّ الْمَلِكِ. وَلَمَّا كَانَتْ الْخَوَارِقُ كَثِيرًا مَا تَنْقُصُ بِهَا دَرَجَةُ الرَّجُلِ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ الصَّالِحِينَ يَتُوبُ مِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِثْلِ ذَلِكَ وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى كَمَا يَتُوبُ مِنْ الذُّنُوبِ: كَالزِّنَا وَالسَّرِقَةِ وَتَعْرِضُ عَلَى بَعْضِهِمْ فَيَسْأَلُ اللَّهَ زَوَالَهَا وَكُلُّهُمْ يَأْمُرُ الْمُرِيدَ السَّالِكَ أَنْ لَا يَقِفَ عِنْدَهَا وَلَا يَجْعَلَهَا هِمَّتَهُ وَلَا يَتَبَجَّحَ بِهَا؛ مَعَ ظَنِّهِمْ أَنَّهَا كَرَامَاتٌ فَكَيْفَ إذَا كَانَتْ بِالْحَقِيقَةِ مِنْ الشَّيَاطِينِ تُغْوِيهِمْ بِهَا فَإِنِّي أَعْرِفُ مَنْ تُخَاطِبُهُ النَّبَاتَاتُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْمَنَافِعِ وَإِنَّمَا يُخَاطِبُهُ الشَّيْطَانُ الَّذِي دَخَلَ فِيهَا وَأَعْرِفُ مَنْ يُخَاطِبُهُمْ الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ وَتَقُولُ: هَنِيئًا لَك يَا وَلِيَّ اللَّهِ فَيَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فَيَذْهَبُ ذَلِكَ. وَأَعْرِفُ مَنْ يَقْصِدُ صَيْدَ الطَّيْرِ فَتُخَاطِبُهُ الْعَصَافِيرُ وَغَيْرُهَا وَتَقُولُ: خُذْنِي حَتَّى يَأْكُلَنِي الْفُقَرَاءُ وَيَكُونُ الشَّيْطَانُ قَدْ دَخَلَ فِيهَا كَمَا يَدْخُلُ فِي الْإِنْسِ وَيُخَاطِبُهُ بِذَلِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَهُوَ مُغْلَقٌ فَيَرَى نَفْسَهُ خَارِجَهُ وَهُوَ لَمْ يَفْتَحْ وَبِالْعَكْسِ وَكَذَلِكَ فِي أَبْوَابِ الْمَدِينَةِ وَتَكُونُ الْجِنُّ قَدْ أَدْخَلَتْهُ وَأَخْرَجَتْهُ بِسُرْعَةِ أَوْ تَمُرُّ بِهِ أَنْوَارٌ أَوْ تَحْضُرُ عِنْدَهُ مَنْ يَطْلُبُهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ الشَّيَاطِينِ يَتَصَوَّرُونَ بِصُورَةِ صَاحِبِهِ فَإِذَا قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ذَهَبَ ذَلِكَ كُلُّهُ. وَأَعْرِفُ مَنْ يُخَاطِبُهُ مُخَاطِبٌ وَيَقُولُ لَهُ أَنَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَيَعِدُهُ بِأَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَظْهَرُ لَهُ الْخَوَارِقُ مِثْلُ أَنْ يَخْطُرَ بِقَلْبِهِ تَصَرُّفٌ فِي الطَّيْرِ وَالْجَرَادِ فِي الْهَوَاءِ؛ فَإِذَا خَطَرَ بِقَلْبِهِ ذَهَابُ الطَّيْرِ أَوْ الْجَرَادِ يَمِينًا أَوْ شَمَالًا ذَهَبَ حَيْثُ أَرَادَ وَإِذَا خَطَرَ بِقَلْبِهِ قِيَامُ بَعْضِ الْمَوَاشِي أَوْ نَوْمُهُ أَوْ ذَهَابُهُ حَصَلَ لَهُ مَا أَرَادَ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةٍ مِنْهُ فِي الظَّاهِرِ وَتَحْمِلُهُ إلَى مَكَّةَ وَتَأْتِي بِهِ وَتَأْتِيه بِأَشْخَاصِ فِي صُورَةٍ جَمِيلَةٍ وَتَقُولُ لَهُ هَذِهِ الْمَلَائِكَةُ الكروبيون أَرَادُوا زِيَارَتَك فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: كَيْفَ تَصَوَّرُوا بِصُورَةِ المردان فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَجِدُهُمْ بِلِحَى وَيَقُولُ لَهُ عَلَامَةُ إنَّك أَنْتَ الْمَهْدِيُّ إنَّك تَنْبُتُ فِي جَسَدِك شَامَةٌ فَتَنْبُتُ وَيَرَاهَا وَغَيْرُ ذَلِكَ وَكُلُّهُ مِنْ مَكْرِ الشَّيْطَانِ.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:22]ـ
مسألة: ما سبب قلة الخوارق للصحابة و كثرتها لمن بعدهم؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 335)
لِهَذَا لِمَا كَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مُسْتَغْنِينَ فِي عِلْمِهِمْ بِدِينِهِمْ وَعَمَلِهِمْ بِهِ عَنْ الْآيَاتِ بِمَا رَأَوْهُ مَنْ حَالِ الرَّسُولِ وَنَالُوهُ مِنْ عِلْمٍ صَارَ كُلُّ مَنْ كَانَ عَنْهُمْ أَبْعَدَ مَعَ صِحَّةِ طَرِيقَتِهِ يَحْتَاجُ إلَى مَا عِنْدَهُمْ فِي عِلْمِ دِينِهِ وَعَمَلِهِ. فَيَظْهَرُ مَعَ الْأَفْرَادِ فِي أَوْقَاتِ الْفَتَرَاتِ وَأَمَاكِنِ الْفَتَرَاتِ مِنْ الْخَوَارِقِ مَا لَا يَظْهَرُ لَهُمْ وَلَا لِغَيْرِهِمْ مِنْ حَالِ ظُهُورِ النُّبُوَّةِ وَالدَّعْوَةِ.
مسألة: من لم تحصل له خوارق هل يقتضي ذلك نقص رتبته؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 323)
عَدَمَ الْخَوَارِقِ عِلْمًا وَقُدْرَةً لَا تَضُرُّ الْمُسْلِمَ فِي دِينِهِ فَمَنْ لَمْ يَنْكَشِفْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ الْمُغَيَّبَاتِ وَلَمْ يُسَخَّرْ لَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَوْنِيَّاتِ لَا يَنْقُصُهُ ذَلِكَ فِي مَرْتَبَتِهِ عِنْدَ اللَّهِ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ عَدَمُ ذَلِكَ أَنْفَعَ لَهُ فِي دِينِهِ إذَا لَمْ يَكُنْ وُجُودُ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ مَأْمُورًا بِهِ أَمْرَ إيجَابٍ وَلَا اسْتِحْبَابٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
مسألة: ما الحكمة في أن المشتغلين بالفكر و الذكر يجعل لهم من الكرامات ما لا يجعل للمشتغلين بالعلم؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 397)
النَّاسُ إنَّمَا يَغْلَطُونَ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ؛ لِأَنَّهُمْ يَفْهَمُونَ مُسَمَّيَاتِ الْأَسْمَاءِ الْوَارِدَةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلَا يَعْرِفُونَ حَقَائِقَ الْأُمُورِ الْمَوْجُودَةِ فَرُبَّ رَجُلٍ يَحْفَظُ حُرُوفَ الْعِلْمِ الَّتِي أَعْظَمُهَا حِفْظُ حُرُوفِ الْقُرْآنِ وَلَا يَكُونُ لَهُ مِنْ الْفَهْمِ؛ بَلْ وَلَا مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَتَمَيَّزُ بِهِ عَلَى مَنْ أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ حِفْظَ حُرُوفِ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ {مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ: مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ: كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ. وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا}. فَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ حَافِظًا لِحُرُوفِ الْقُرْآنِ وَسُوَرِهِ وَلَا يَكُونُ مُؤْمِنًا بَلْ يَكُونُ مُنَافِقًا. فَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَحْفَظُ حُرُوفَهُ وَسُوَرَهُ خَيْرٌ مِنْهُ. وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْمُنَافِقُ يَنْتَفِعُ بِهِ الْغَيْرُ كَمَا يُنْتَفَعُ بِالرَّيْحَانِ. وَأَمَّا الَّذِي أُوتِيَ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ عَلِيمٌ فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الْعِلْمِ مِثْلَ اشْتِرَاكِهِمَا فِي الْإِيمَانِ؛ فَهَذَا أَصْلٌ تَجِبُ مَعْرِفَتُهُ. وَهَهُنَا " أَصْلٌ آخَرُ ": وَهُوَ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ عَمَلٍ أَوْرَثَ كُشُوفًا أَوْ تَصَرُّفًا فِي الْكَوْنِ يَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ الْعَمَلِ الَّذِي لَا يُورِثُ كَشْفًا وَتَصَرُّفًا؛ فَإِنَّ الْكَشْفَ وَالتَّصَرُّفَ إنْ لَمْ يَكُنْ مِمَّا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَإِلَّا كَانَ مِنْ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. وَقَدْ يَحْصُلُ ذَلِكَ لِلْكُفَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ؟ وَإِنْ لَمْ يَحْصُلْ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ؛ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ.
فَفَضَائِلُ الْأَعْمَالِ وَدَرَجَاتِهَا لَا تُتَلَقَّى مِنْ مِثْلِ هَذَا؛ وَإِنَّمَا تُتَلَقَّى مِنْ دَلَالَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ وَلِهَذَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْ الْأَعْمَالِ يَحْصُلُ لِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا رِئَاسَةٌ وَمَالٌ فَأَكْرَمُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ. وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَقَدْ أَفْسَدَ أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُ وَإِنْ حَصَلَ لَهُ كَشْفٌ وَتَصَرُّفٌ؛ وَإِنْ اقْتَدَى بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ الْعَامَّةِ؛ وَقَدْ بَسَطْنَا الْكَلَامَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي مَوَاضِعِهِ؟ فَهَذَا " أَصْلٌ ثَانٍ ". وَ " أَصْلٌ ثَالِثٌ " إنَّ تَفْضِيلَ الْعَمَلِ عَلَى الْعَمَلِ قَدْ يَكُونُ مُطْلَقًا مِثْلُ تَفْضِيلِ أَصْلِ الدِّينِ عَلَى فَرْعِهِ وَقَدْ يَكُونُ مُقَيَّدًا. فَقَدْ يَكُونُ أَحَدُ الْعَمَلَيْنِ فِي حَقِّ زَيْدٍ أَفْضَلَ مِنْ الْآخَرِ وَالْآخَرُ فِي حَقِّ عَمْرٍو أَفْضَلَ وَقَدْ يَكُونَانِ مُتَمَاثِلَيْنِ فِي حَقِّ الشَّخْصِ وَقَدْ يَكُونُ الْمَفْضُولُ فِي وَقْتٍ أَفْضَلَ مِنْ الْفَاضِلِ؛ وَقَدْ يَكُونُ الْمَفْضُولُ فِي حَقِّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيَنْتَفِعُ بِهِ أَفْضَلَ مِنْ الْفَاضِلِ فِي حَقِّ مَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ. مِثَالُ ذَلِكَ أَنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ أَفْضَلُ مِنْ مُجَرَّدِ الذِّكْرِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ - وَلَا اعْتِبَارَ بِمَنْ يُخَالِفُ ذَلِكَ مِنْ جُهَّالِ الْعِبَادِ - ثُمَّ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ يُنْهَى فِيهِ عَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَيُؤْمَرُ فِيهِ بِالذِّكْرِ وَكَذَلِكَ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ فِي الطَّوَافِ وَعَرَفَةَ وَنَحْوِهِمَا أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَكَذَلِكَ الْأَذْكَارُ الْمَشْرُوعَةُ: مِثْلُ مَا يُقَالُ عِنْدَ سَمَاعِ النِّدَاءِ وَدُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْمَنْزِلِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُمَا وَعِنْدَ سَمَاعِ الدِّيَكَةِ وَالْحُمُرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ وَأَيْضًا فَأَكْثَرُ السَّالِكِينَ إذَا قَرَءُوا الْقُرْآنَ لَا يَفْهَمُونَهُ. وَهُمْ بَعْدُ لَمْ يَذُوقُوا حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ الَّذِي يَزِيدُهُمْ بِهَا الْقُرْآنُ إيمَانًا فَإِذَا أَقْبَلُوا عَلَى الذِّكْرِ أَعْطَاهُمْ الذِّكْرُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَجِدُونَ حَلَاوَتَهُ وَلَذَّتَهُ فَيَكُونُ الذِّكْرُ أَنْفَعَ لَهُمْ حِينَئِذٍ مِنْ قِرَاءَةٍ لَا يَفْهَمُونَهَا وَلَا مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ مَا يَزْدَادُ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَمَّا إذَا أُوتِيَ الرَّجُلُ الْإِيمَانَ فَالْقُرْآنُ يَزِيدُهُ مِنْ الْإِيمَانِ مَا لَا يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ الذِّكْرِ فَهَذَا " أَصْلٌ ثَالِثٌ " وَ " أَصْلٌ رَابِعٌ ": وَهُوَ أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَأْتِي بِالْعَمَلِ الْفَاضِلِ مِنْ غَيْرِ قِيَامٍ بِشُرُوطِهِ وَلَا إخْلَاصٍ فِيهِ فَيَكُونُ بِتَفْوِيتِ شَرَائِطِهِ دُونَ مَنْ أَتَى بِالْمَفْضُولِ الْمُكَمِّلِ. فَهَذِهِ الْأُصُولُ وَنَحْوُهَا تُبَيِّنُ جَوَابَ هَذَا السَّائِلِ وَإِنْ كَانَ تَفْصِيلُ ذَلِكَ لَا تَتَّسِعُ لَهُ الْوَرَقَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة: ما سبب الأحوال الإيمانية؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 287)
كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ " سَبَبُهَا الْإِيمَانُ وَالتَّقْوَى وَ " الْأَحْوَالُ الشَّيْطَانِيَّةُ " سَبَبُهَا مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَالْقَوْلُ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَالشِّرْكُ وَالظُّلْمُ وَالْفَوَاحِشُ قَدْ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ فَلَا تَكُونُ سَبَبًا لِكَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْكَرَامَاتِ عَلَيْهَا فَإِذَا كَانَتْ لَا تَحْصُلُ بِالصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بَلْ تَحْصُلُ بِمَا يُحِبُّهُ الشَّيْطَانُ وَبِالْأُمُورِ الَّتِي فِيهَا شِرْكٌ كَالِاسْتِغَاثَةِ بِالْمَخْلُوقَاتِ أَوْ كَانَتْ مِمَّا يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى ظُلْمِ الْخَلْقِ وَفِعْلِ الْفَوَاحِشِ فَهِيَ مِنْ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ لَا مِنْ الْكَرَامَاتِ الرَّحْمَانِيَّةِ.
مسألة: ما الوسط في الأمور الكشفية؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 338)
طُرُقَ الْعِلْمِ وَالظَّنِّ وَمَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَيْهِمَا مِنْ دَلِيلٍ أَوْ مُشَاهَدَةٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ عَامٌّ أَوْ خَاصٌّ فَقَدْ تَنَازَعَ فِيهِ بَنُو آدَمَ تَنَازُعًا كَثِيرًا. وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ قَدْ يَنْفِي حُصُولَ الْعِلْمِ لِأَحَدِ بِغَيْرِ الطَّرِيقِ الَّتِي يَعْرِفُهَا حَتَّى يَنْفِيَ أَكْثَرَ الدَّلَالَاتِ الْعَقْلِيَّةِ مِنْ غَيْرِ حُجَّةٍ عَلَى ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ الْأُمُورُ الْكَشْفِيَّةُ الَّتِي لِلْأَوْلِيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ مَنْ يُنْكِرُهَا وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ يَغْلُو فِيهَا وَخِيَارُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا.
الطب النبوي (النفسي)
مسألة: ما أصل أخذ الطب؟
مجموع الفتاوى - (ج 35 / ص 181 (
(يُتْبَعُ)
(/)
الْحِسَابُ فَهُوَ مَعْرِفَةُ أَقْدَارِ الْأَفْلَاكِ وَالْكَوَاكِبِ. وَصِفَاتِهَا وَمَقَادِيرِ حَرَكَاتِهَا وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ فَهَذَا فِي الْأَصْلِ عِلْمٌ صَحِيحٌ لَا رَيْبَ فِيهِ كَمَعْرِفَةِ الْأَرْضِ وَصِفَتِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ لَكِنَّ جُمْهُورَ التَّدْقِيقِ مِنْهُ كَثِيرُ التَّعَبِ قَلِيلُ الْفَائِدَةِ؛ كَالْعَالِمِ مَثَلًا بِمَقَادِيرِ الدَّقَائِقِ وَالثَّوَانِي وَالثَّوَالِثِ فِي حَرَكَاتِ السَّبْعَةِ الْمُتَحَيِّرَةِ {بِالْخُنَّسِ} {الْجَوَارِي الْكُنَّسِ}. فَإِنْ كَانَ أَصْلُ هَذَا مَأْخُوذًا عَنْ إدْرِيسَ فَهَذَا مُمْكِنٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ ذَلِكَ كَمَا يَقُولُ نَاسٌ إنَّ أَصْلَ الطِّبِّ مَأْخُوذٌ عَنْ بَعْضِ الْأَنْبِيَاءِ
مسألة: كيف وصل إلى المسلمين؟
مجموع الفتاوى - (ج 2 / ص 84 (
عَرَّبَ بَعْضَ كُتُبِ الْأَعَاجِمِ الْفَلَاسِفَةُ مِنْ الرُّومِ وَالْفُرْسِ وَالْهِنْدِ فِي أَثْنَاءِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. ثُمَّ طُلِبَتْ كُتُبُهُمْ فِي دَوْلَةِ الْمَأْمُونِ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ فَعُرِّبَتْ وَدَرَسَهَا النَّاسُ وَظَهَرَ بِسَبَبِ ذَلِكَ مِنْ الْبِدَعِ مَا ظَهَرَ وَكَانَ أَكْثَرُ مَا ظَهَرَ مِنْ عُلُومِهِمْ الرِّيَاضِيَّةُ كَالْحِسَابِ وَالْهَيْئَةِ أَوْ الطَّبِيعَةِ كَالطِّبِّ أَوْ الْمَنْطِقِيَّةِ
مسألة: ما حكم أخذ الطب عن المشركين و أهل الكتاب؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 114 (
ذَكَرَ مَا لَا يَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ مِثْلَ مَسَائِلِ " الطِّبِّ " وَ " الْحِسَابِ " الْمَحْضِ الَّتِي يَذْكُرُونَ فِيهَا ذَلِكَ وَكَتَبَ مَنْ أَخَذَ عَنْهُمْ مِثْلُ: مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الرَّازِي وَابْنُ سِينَا وَنَحْوِهِمَا مِنْ الزَّنَادِقَةِ الْأَطِبَّاءِ مَا غَايَتُهُ: انْتِفَاعٌ بِآثَارِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا فَهَذَا جَائِزٌ. كَمَا يَجُوزُ السُّكْنَى فِي دِيَارِهِمْ وَلُبْسُ ثِيَابِهِمْ وَسِلَاحِهِمْ وَكَمَا تَجُوزُ مُعَامَلَتُهُمْ عَلَى الْأَرْضِ كَمَا عَامَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ خَيْبَرَ وَكَمَا اسْتَأْجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ لَمَّا خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرَيْنِ " ابْنَ أريقط " - رَجُلًا مِنْ بَنِي الديل - هَادِيًا خِرِّيتًا وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ وَائْتَمَنَاهُ عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَدَوَابِّهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرِ صُبْحَ ثَالِثَةٍ وَكَانَتْ خُزَاعَةُ عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْلِمُهُمْ وَكَافِرُهُمْ وَكَانَ يَقْبَلُ نُصْحَهُمْ. وَكُلُّ هَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يَنْصُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَذُبُّ عَنْهُ مَعَ شِرْكِهِ وَهَذَا كَثِيرٌ. فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ فِيهِمْ الْمُؤْتَمَنُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إلَيْكَ إلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} وَلِهَذَا جَازَ ائْتِمَانُ أَحَدِهِمْ عَلَى الْمَالِ وَجَازَ أَنْ يَسْتَطِبَّ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ إذَا كَانَ ثِقَةً نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الْأَئِمَّةُ كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ إذْ ذَلِكَ مِنْ قَبُولِ خَبَرِهِمْ فِيمَا يَعْلَمُونَهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَائْتِمَانٌ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ جَائِزٌ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَفْسَدَةٌ رَاجِحَةٌ مِثْلُ وِلَايَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَعُلُوِّهِ عَلَيْهِمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَأُخِذَ عِلْمُ الطِّبِّ مِنْ كُتُبِهِمْ مِثْلُ الِاسْتِدْلَالِ بِالْكَافِرِ عَلَى الطَّرِيقِ وَاسْتِطْبَابُهُ بَلْ هَذَا أَحْسَنُ. لِأَنَّ كُتُبَهُمْ لَمْ يَكْتُبُوهَا لِمُعَيَّنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَدْخُلَ فِيهَا الْخِيَانَةُ لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَةٌ إلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ بِالْخِيَانَةِ بَلْ هِيَ مُجَرَّدُ انْتِفَاعٍ بِآثَارِهِمْ كَالْمَلَابِسِ وَالْمَسَاكِنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْمَزَارِعِ وَالسِّلَاحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَإِنْ ذَكَرُوا مَا يَتَعَلَّقُ " بِالدِّينِ " فَإِنْ نَقَلُوهُ عَنْ الْأَنْبِيَاءِ كَانُوا فِيهِ كَأَهْلِ الْكِتَابِ وَأَسْوَأِ حَالًا وَإِنْ أَحَالُوا مَعْرِفَتَهُ عَلَى الْقِيَاسِ الْعَقْلِيِّ فَإِنْ وَافَقَ مَا فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ وَإِنْ خَالَفَهُ فَفِي الْقُرْآنِ بَيَانُ بُطْلَانِهِ بِالْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فَفِي الْقُرْآنِ الْحَقُّ وَالْقِيَاسُ الْبَيِّنُ الَّذِي يُبَيِّنُ بُطْلَانَ مَا جَاءُوا بِهِ مِنْ الْقِيَاسِ وَإِنْ كَانَ مَا يَذْكُرُونَهُ مُجْمَلًا فِيهِ الْحَقُّ - وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى الصَّابِئَةِ الْمُبَدِّلِينَ مِثْلُ " أَرِسْطُو " وَأَتْبَاعِهِ وَعَلَى مَنْ اتَّبَعَهُمْ مِنْ الْآخَرِينَ - قَبْلَ الْحَقِّ وَرَدِّ الْبَاطِلِ وَالْحَقُّ مِنْ ذَلِكَ لَا يَكُونُ بَيَانُ صِفَةِ الْحَقِّ فِيهِ كَبَيَانِ صِفَةِ الْحَقِّ فِي الْقُرْآنِ. فَالْأَمْرُ فِي هَذَا مَوْقُوفٌ عَلَى مَعْرِفَةِ الْقُرْآنِ وَمَعَانِيهِ وَتَفْسِيرِهِ وَتَرْجَمَتِهِ.
مسألة: من هو الطبيب؟
مجموع الفتاوى - (ج 2 / ص 87 (
الطَّبِيبَ إنَّمَا هُوَ طَبِيبٌ يَنْظُرُ فِي بَدَنِ الْحَيَوَانِ وَأَخْلَاطِهِ وَأَعْضَائِهِ لِيَحْفَظَهُ صِحَّتَهُ إنْ كَانَتْ مَوْجُودَةً وَيُعِيدُهَا إلَيْهِ إنْ كَانَتْ مَفْقُودَةً وَبَدَنُ الْحَيَوَانِ جُزْءٌ مِنْ الْمُوَلِّدَاتِ فِي الْأَرْضِ وَكَذَلِكَ أَخْلَاطُهُ
مسألة: كيف تحفظ الصحة و يدفع المرض في القلب؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 136 (
وَهَكَذَا أَمْرَاضُ الْأَبْدَانِ: الصِّحَّةَ تُحْفَظُ بِالْمِثْلِ وَالْمَرَضُ يُدْفَعُ بِالضِّدِّ فَصِحَّةُ الْقَلْبِ بِالْإِيمَانِ تُحْفَظُ بِالْمِثْلِ وَهُوَ مَا يُورِثُ الْقَلْبَ إيمَانًا مِنْ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَتِلْكَ أَغْذِيَةٌ لَهُ كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا {إنَّ كُلَّ آدِبٍ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَأْدُبَتُهُ وَأَنَّ مَأْدُبَةَ اللَّهِ هِيَ الْقُرْآنُ} وَالْآدِبُ الْمُضِيفُ فَهُوَ ضِيَافَةُ اللَّهِ لِعِبَادِهِ. . .
مِثْلُ آخِرِ اللَّيْلِ وَأَوْقَاتِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ وَفِي سُجُودِهِ وَفِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ وَيُضَمُّ إلَى ذَلِكَ الِاسْتِغْفَارُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ثُمَّ تَابَ إلَيْهِ مَتَّعَهُ مَتَاعًا حَسَنًا إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَلْيَتَّخِذْ وِرْدًا مِنْ " الْأَذْكَارِ " فِي النَّهَارِ وَوَقْتِ النَّوْمِ وَلْيَصْبِرْ عَلَى مَا يَعْرِضُ لَهُ مِنْ الْمَوَانِعِ والصوارف فَإِنَّهُ لَا يَلْبَثُ أَنْ يُؤَيِّدَهُ اللَّهُ بِرُوحِ مِنْهُ وَيَكْتُبَ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ. وَلْيَحْرِصْ عَلَى إكْمَالِ الْفَرَائِضِ مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بَاطِنَةً وَظَاهِرَةً فَإِنَّهَا عَمُودُ الدِّينِ وَلْيَكُنْ هَجِيرَاهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ فَإِنَّهَا بِهَا تُحْمَلُ الْأَثْقَالُ وَتُكَابَدُ الْأَهْوَالُ وَيُنَالُ رَفِيعُ الْأَحْوَالِ. وَلَا يَسْأَمُ مِنْ الدُّعَاءِ وَالطَّلَبِ فَإِنَّ الْعَبْدَ يُسْتَجَابُ لَهُ مَا لَمْ يُعَجِّلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْت وَدَعَوْت فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي وَلْيَعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وَلَمْ يَنَلْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ خَتْمِ الْخَيْرِ نَبِيٌّ فَمَنْ دُونَهُ إلَّا بِالصَّبْرِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ حَمْدًا يُكَافِئُ نِعَمَهُ الظَّاهِرَةَ وَالْبَاطِنَةَ وَكَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلَالِهِ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ إلَى يَوْمِ الدِّينِ. وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
مسألة: كيف يحصل المرض و بم يدفع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 91)
مَرَضِ الْقُلُوبِ وَشِفَائِهَا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} وَقَالَ تَعَالَى: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} وَقَالَ: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا} وَقَالَ: {وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} وَقَالَ تَعَالَى: {قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلَّا خَسَارًا} وَقَالَ: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}.
وَ " مَرَضُ الْبَدَنِ " خِلَافُ صِحَّتِهِ وَصَلَاحِهِ وَهُوَ فَسَادٌ يَكُونُ فِيهِ يَفْسُدُ بِهِ إدْرَاكُهُ وَحَرَكَتُهُ الطَّبِيعِيَّةُ فَإِدْرَاكُهُ إمَّا أَنْ يَذْهَبَ كَالْعَمَى وَالصَّمَمِ. وَإِمَّا أَنْ يُدْرِكَ الْأَشْيَاءَ عَلَى خِلَافِ مَا هِيَ عَلَيْهِ كَمَا يُدْرِكُ الْحُلْوَ مُرًّا وَكَمَا يُخَيِّلُ إلَيْهِ أَشْيَاءَ لَا حَقِيقَةَ لَهَا فِي الْخَارِجِ. وَأَمَّا فَسَادُ حَرَكَتِهِ الطَّبِيعِيَّةِ فَمِثْلُ أَنْ تَضْعُفَ قُوَّتُهُ عَنْ الْهَضْمِ أَوْ مِثْلُ أَنْ يُبْغِضَ الْأَغْذِيَةَ الَّتِي يَحْتَاجُ إلَيْهَا وَيُحِبَّ الْأَشْيَاءَ الَّتِي تَضُرُّهُ وَيَحْصُلُ لَهُ مِنْ الْآلَامِ بِحَسَبِ ذَلِكَ؛ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ الْمَرَضِ لَمْ يَمُتْ وَلَمْ يَهْلَكْ؛ بَلْ فِيهِ نَوْعُ قُوَّةٍ عَلَى إدْرَاكِ الْحَرَكَةِ الْإِرَادِيَّةِ فِي الْجُمْلَةِ فَيَتَوَلَّدُ مِنْ ذَلِكَ أَلَمٌ يَحْصُلُ فِي الْبَدَنِ إمَّا بِسَبَبِ فَسَادِ الْكَمِّيَّةِ أَوْ الْكَيْفِيَّةِ: فَالْأَوَّلُ أَمَّا نَقْصُ الْمَادَّةِ فَيَحْتَاجُ إلَى غِذَاءٍ وَأَمَّا بِسَبَبِ زِيَادَاتِهَا فَيَحْتَاجُ إلَى اسْتِفْرَاغٍ.
وَالثَّانِي كَقُوَّةِ فِي الْحَرَارَةِ وَالْبُرُودَةِ خَارِجٍ عَنْ الِاعْتِدَالِ فَيُدَاوَى.
مسألة: ما الغذاء المختار لحفظ الصحة؟
مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 418)
كَانُوا يَخْتَارُونَ فِي الْحَرِّ مِنْ الْمَأْكَلِ الْخَفِيفِ وَالْفَاكِهَةِ مَا يَخِفُّ هَضْمُهُ لِبَرْدِ بَوَاطِنِهِمْ وَضَعْفِ الْقُوَى الْهَاضِمَةِ وَفِي الشِّتَاءِ وَالْبِلَادِ الْبَارِدَةِ. يَخْتَارُونَ مِنْ الْمَآكِلِ الْغَلِيظَةِ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ لِقُوَّةِ الْحَرَارَةِ الْهَاضِمَةِ فِي بَوَاطِنِهِمْ أَوْ كَانَ زَمَنَ الشِّتَاءِ تَسْخُنُ فِيهِ الْأَجْوَافُ وَتَبْرُدُ الظَّوَاهِرُ مِنْ الْجَمَادِ وَالْحَيَوَانِ وَالشَّجَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ لِكَوْنِ الْهَوَاءِ يَبْرُدُ فِي الشِّتَاءِ وَشَبِيهُ الشَّيْءِ مُنْجَذِبٌ إلَيْهِ فَيَنْجَذِبُ إلَيْهِ الْبَرْدُ فَتَسْخُنُ الْأَجْوَافُ وَفِي الْحَرِّ يَسْخُنُ الْهَوَاءُ فَتَنْجَذِبُ إلَيْهِ الْحَرَارَةُ فَتَبْرُدُ الْأَجْوَافُ فَتَكُونُ الْيَنَابِيعُ فِي الصَّيْفِ بَارِدَةً لِبَرْدِ جَوْفِ الْأَرْضِ وَفِي الشِّتَاءِ تَسْخُنُ لِسُخُونَةِ جَوْفِ الْأَرْضِ.
مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 486)
(يُتْبَعُ)
(/)
لِقُوَّةِ الْحَرَارَةِ فِي بَاطِنِ الْإِنْسَانِ يَأْكُلُ فِي الشِّتَاءِ وَفِي الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَأْكُلُ فِي الصَّيْفِ وَفِي الْبِلَادِ الْحَارَّةِ؛ لِأَنَّ الْحَرَارَةَ تَطْبُخُ الطَّعَامَ وَتُصَرِّفُهُ وَيَكُونُ الْمَاءُ النَّابِعُ فِي الشِّتَاءِ سُخْنًا لِسُخُونَةِ جَوْفِ الْأَرْضِ وَالدَّمُ سُخْنٌ فَيَكُونُ فِي جَوْفِ الْعُرُوقِ لَا فِي سَطْحِ الْجِلْدِ فَلَوْ احْتَجَمَ لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ بَلْ قَدْ يَضُرُّهُ وَفِي الصَّيْف وَالْبِلَادِ الْحَارَّةِ تَسْخَنُ الظَّوَاهِرُ فَتَكُونُ الْبَوَاطِنُ بَارِدَةً فَلَا يَنْهَضِمُ الطَّعَامُ فِيهَا كَمَا يَنْهَضِمُ فِي الشِّتَاءِ وَيَكُونُ الْمَاءُ النَّابِعُ بَارِدًا لِبُرُودَةِ بَاطِنِ الْأَرْضِ وَتَظْهَرُ الْحَيَوَانَاتُ إلَى الْبَرَارِي لِسُخُونَةِ الْهَوَاءِ
مسألة: كيف يكون مرض الجسم و القلب؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 143)
مَرَضُ الْجِسْمِ يَكُونُ بِخُرُوجِ الشَّهْوَةِ وَالنَّفْرَةِ الطَّبِيعِيَّةِ عَنْ الِاعْتِدَالِ: أَمَّا شَهْوَةُ مَا لَا يَحْصُلُ أَوْ يَفْقِدُ الشَّهْوَةَ النَّافِعَةَ وَيَنْفِرُ بِهِ عَمَّا يَصْلُحُ وَيَفْقِدُ النَّفْرَةَ عَمَّا يَضُرُّ وَيَكُونُ بِضَعْفِ قُوَّةِ الْإِدْرَاكِ وَالْحَرَكَةِ كَذَلِكَ مَرَضُ الْقَلْبِ يَكُونُ بِالْحُبِّ وَالْبُغْضِ الْخَارِجَيْنِ عَنْ الِاعْتِدَالِ وَهِيَ الْأَهْوَاءُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ فِيهَا: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}. وَقَالَ: {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}. كَمَا يَكُونُ الْجَسَدُ خَارِجًا عَنْ الِاعْتِدَالِ إذَا فَعَلَ مَا يَشْتَهِيهِ الْجِسْمُ بِلَا قَوْلِ الطَّبِيبِ وَيَكُونُ لِضَعْفِ إدْرَاكِ الْقَلْبِ وَقُوَّتِهِ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ أَنْ يَعْلَمَ وَيُرِيدَ مَا يَنْفَعُهُ وَيَصْلُحُ لَهُ
مسألة ما حكم التداوي؟
مجموع الفتاوى - (ج 18 / ص 12)
التَّحْقِيقُ: أَنَّ مِنْهُ مَا هُوَ مُحَرَّمٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مَكْرُوهٌ وَمِنْهُ مَا هُوَ مُبَاحٌ؛ وَمِنْهُ مَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ وَقَدْ يَكُونُ مِنْهُ مَا هُوَ وَاجِبٌ وَهُوَ: مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ يَحْصُلُ بِهِ بَقَاءُ النَّفْسِ لَا بِغَيْرِهِ كَمَا يَجِبُ أَكْلُ الْمَيْتَةِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ فَإِنَّهُ وَاجِبٌ عِنْد الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَجُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَقَدْ قَالَ مَسْرُوقٌ. مَنْ اُضْطُرَّ إلَى أَكْلِ الْمَيْتَةِ فَلَمْ يَأْكُلْ حَتَّى مَاتَ دَخَلَ النَّارَ فَقَدْ يَحْصُلُ أَحْيَانًا لِلْإِنْسَانِ إذَا اسْتَحَرَّ الْمَرَضَ مَا إنْ لَمْ يَتَعَالَجْ مَعَهُ مَاتَ وَالْعِلَاجُ الْمُعْتَادُ تَحْصُلُ مَعَهُ الْحَيَاةُ كَالتَّغْذِيَةِ لِلضَّعِيفِ وَكَاسْتِخْرَاجِ الدَّمِ أَحْيَانًا.
مسألة: ماحكم التداوي بالمحرمات؟
مجموع الفتاوى - (ج 21 / ص 82)
مَا حُرِّمَ لِخُبْثِ جِنْسِهِ أَشَدُّ مِمَّا حُرِّمَ لِمَا فِيهِ مِنْ السَّرَفِ وَالْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ؛ فَإِنَّ هَذَا يُحَرِّمُ الْقَدْرَ الَّذِي يَقْتَضِي ذَلِكَ مِنْهُ وَيُبَاحُ لِلْحَاجَةِ؛ كَمَا أُبِيحَ لِلنِّسَاءِ لُبْسُ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ لِحَاجَتِهِنَّ إلَى التَّزَيُّنِ؛ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ وَأُبِيحَ لِلرَّجُلِ مِنْ ذَلِكَ الْيَسِيرُ كَالْعِلْمِ؛ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا ثَبَتَ فِي السُّنَّةِ؛ وَلِهَذَا كَانَ الصَّحِيحُ مِنْ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ جَوَازُ التَّدَاوِي بِهَذَا الضَّرْبِ دُونَ الْأَوَّلِ كَمَا {رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ وَطَلْحَةَ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ مِنْ حَكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا}. وَنَهَى عَنْ التَّدَاوِي بِالْخَمْرِ وَقَالَ: {إنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءِ} وَنَهَى عَنْ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ؛ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الضُّفْدَعِ لِأَجْلِ التَّدَاوِي بِهَا وَقَالَ: {إنَّ نَقْنَقَتَهَا تَسْبِيحٌ} وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حُرِّمَ عَلَيْهَا} وَلِهَذَا اُسْتُدِلَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِإِذْنِهِ للعرنيين فِي التَّدَاوِي بِأَبْوَالِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ الْخَبَائِثِ الْمُحَرَّمَةِ النَّجِسَةِ
مسألة: ما الذي أخبر صلى الله عليه و سلم أنه شفاء أمته؟
مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 486)
قَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {شِفَاءُ أُمَّتِي فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارِ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ} كَانَ مَعْلُومًا أَنَّ الْمَقْصُودَ بِالْحِجَامَةِ إخْرَاجُ الدَّمِ الزَّائِدِ الَّذِي يَضُرُّ الْبَدَنَ فَهَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ وَخَصَّ الْحِجَامَةَ لِأَنَّ الْبِلَادَ الْحَارَّةَ يَخْرُجُ الدَّمُ فِيهَا إلَى سَطْحِ الْبَدَنِ فَيَخْرُجُ بِالْحِجَامَةِ فَلِهَذَا كَانَتْ الْحِجَامَةُ فِي الْحِجَازِ وَنَحْوِهِ مِنْ الْبِلَادِ الْحَارَّةِ يَحْصُلُ بِهَا مَقْصُودُ اسْتِفْرَاغِ الدَّمِ وَأَمَّا الْبِلَادُ الْبَارِدَةُ فَالدَّمُ يَغُورُ فِيهَا إلَى الْعُرُوقِ فَيَحْتَاجُونَ إلَى قَطْعِ الْعُرُوقِ بِالْفِصَادِ وَهَذَا أَمْرٌ مَعْرُوفٌ بِالْحِسِّ وَالتَّجْرِبَةِ فَإِنَّهُ فِي زَمَانِ الْبَرْدِ تَسْخَنُ الْأَجْوَافُ وَتَبْرُدُ الظَّوَاهِرُ لِأَنَّ شَبِيهَ الشَّيْءِ مُنْجَذِبٌ إلَيْهِ فَإِذَا بَرَدَ الْهَوَاءُ بَرَدَ مَا يُلَاقِيهِ مِنْ الْأَبْدَانِ وَالْأَرْضِ فَيَهْرُبُ الْحَرُّ الَّذِي فِيهَا مِنْ الْبَرْدِ الْمُضَادِّ لَهُ إلَى الْأَجْوَافِ فَيَسْخَنُ بَاطِنُ الْأَرْضِ. وَأَجْوَافُ الْحَيَوَانِ وَيَأْوِي الْحَيَوَانُ إلَى الْأَكْنَانِ الدَّافِئَةِ. وَلِقُوَّةِ الْحَرَارَةِ فِي بَاطِنِ الْإِنْسَانِ يَأْكُلُ فِي الشِّتَاءِ وَفِي الْبِلَادِ الْبَارِدَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَأْكُلُ فِي الصَّيْفِ وَفِي الْبِلَادِ الْحَارَّةِ؛ لِأَنَّ الْحَرَارَةَ تَطْبُخُ الطَّعَامَ وَتُصَرِّفُهُ وَيَكُونُ الْمَاءُ النَّابِعُ فِي الشِّتَاءِ سُخْنًا لِسُخُونَةِ جَوْفِ الْأَرْضِ وَالدَّمُ سُخْنٌ فَيَكُونُ فِي جَوْفِ الْعُرُوقِ لَا فِي سَطْحِ الْجِلْدِ فَلَوْ احْتَجَمَ لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ بَلْ قَدْ يَضُرُّهُ وَفِي الصَّيْفِ وَالْبِلَادِ الْحَارَّةِ تَسْخَنُ الظَّوَاهِرُ فَتَكُونُ الْبَوَاطِنُ بَارِدَةً فَلَا يَنْهَضِمُ الطَّعَامُ فِيهَا كَمَا يَنْهَضِمُ فِي الشِّتَاءِ وَيَكُونُ الْمَاءُ النَّابِعُ بَارِدًا لِبُرُودَةِ بَاطِنِ الْأَرْضِ وَتَظْهَرُ الْحَيَوَانَاتُ إلَى الْبَرَارِي لِسُخُونَةِ الْهَوَاءِ فَهَؤُلَاءِ قَدْ لَا يَنْفَعُهُمْ الْفِصَادُ بَلْ قَدْ يَضُرُّهُمْ وَالْحِجَامَةُ أَنْفَعُ لَهُمْ. وَقَوْلُهُ: " شِفَاءُ أُمَّتِي " إشَارَةٌ إلَى مَنْ كَانَ حِينَئِذٍ مِنْ أُمَّتِهِ وَهُمْ كَانُوا بِالْحِجَازِ
مسألة: ما حكم التداوي بمرارة المذبوح؟
مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 265)
وَسُئِلَ: عَنْ مَرَارَةِ مَا يُذْبَحُ وَغَيْرُهُ مِمَّا يَحِلُّ أَكْلُهُ أَوْ يَحْرُمُ هَلْ يَجُوزُ التَّدَاوِي بِمَرَارَتِهِ؟ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:الْحَمْدُ لِلَّهِ، إنْ كَانَ الْمَذْبُوحُ مِمَّا يُبَاحُ أَكْلُهُ جَازَ التَّدَاوِي بِمَرَارَتِهِ وَإِلَّا فَلَا.
مسألة: ما حكم التداوي بالتلطخ بشحم الخنزير؟
مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 270 (
وَسُئِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:عَنْ رَجُلٍ وُصِفَ لَهُ شَحْمُ الْخِنْزِيرِ لِمَرَضٍ بِهِ: هَلْ يَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ؟ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ: وَأَمَّا التَّدَاوِي بِأَكْلِ شَحْمِ الْخِنْزِيرِ فَلَا يَجُوزُ. وَأَمَّا التَّدَاوِي بِالتَّلَطُّخِ بِهِ ثُمَّ يَغْسِلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَهَذَا يَنْبَنِي عَلَى جَوَازِ مُبَاشَرَةِ النَّجَاسَةِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ، وَفِيهِ نِزَاعٌ مَشْهُورٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاجَةِ. كَمَا يَجُوزُ اسْتِنْجَاءُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَإِزَالَةُ النَّجَاسَةِ بِيَدِهِ. وَمَا أُبِيحَ لِلْحَاجَةِ جَازَ التَّدَاوِي بِهِ. كَمَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِلُبْسِ الْحَرِيرِ عَلَى أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ وَمَا أُبِيحَ لِلضَّرُورَةِ كَالْمَطَاعِمِ الْخَبِيثَةِ فَلَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِهَا. كَمَا لَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِشُرْبِ الْخَمْرِ لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
سِيَّمَا عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: إنَّهُمْ كَانُوا يَنْتَفِعُونَ بِشُحُومِ الْمَيْتَةِ فِي طَلْيِ السُّفُنِ وَدَهْنِ الْجُلُودِ وَالِاسْتِصْبَاحِ بِهِ وَأَقَرَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ. وَإِنَّمَا نَهَاهُمْ عَنْ ثَمَنِهِ. وَلِهَذَا رَخَّصَ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِطَهَارَةِ جُلُودِ الْمَيْتَةِ بِالدِّبَاغِ فِي الِانْتِفَاعِ بِهَا فِي الْيَابِسَاتِ فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ وَفِي الْمَائِعَاتِ الَّتِي لَا تُنَجِّسُهَا.
مسألة: ما حكم التداوي بأكل لحمه؟
مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 271 (
وَسُئِلَ: عَمَّنْ يَتَدَاوَى بِالْخَمْرِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمُحَرَّمَاتِ: هَلْ يُبَاحُ لِلضَّرُورَةِ أَمْ لَا؟ وَهَلْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إلَيْهِ} فِي إبَاحَةِ مَا ذُكِرَ؟ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ: لَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِذَلِكَ بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ {عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الْخَمْرِ يُتَدَاوَى بِهَا فَقَالَ: إنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءِ} وَفِي السُّنَنِ {عَنْهُ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الدَّوَاءِ بِالْخَبِيثِ وَقَالَ: إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا}. وَلَيْسَ ذَلِكَ بِضَرُورَةِ فَإِنَّهُ لَا يُتَيَقَّنُ الشِّفَاءُ بِهَا كَمَا يُتَيَقَّنُ الشِّبَعُ بِاللَّحْمِ الْمُحَرَّمِ؛ وَلِأَنَّ الشِّفَاءَ لَا يَتَعَيَّنُ لَهُ طَرِيقٌ بَلْ يَحْصُلُ بِأَنْوَاعِ مِنْ الْأَدْوِيَةِ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ بِخِلَافِ الْمَخْمَصَةِ فَإِنَّهَا لَا تَزُولُ إلَّا بِالْأَكْلِ.
مسألة: هل الدم قيل ظهوره نجس؟
مجموع الفتاوى - (ج 21 / ص 598)
لَا نُسَلِّمُ أَنَّ الدَّمَ قَبْلَ ظُهُورِهِ وَبُرُوزِهِ يَكُونُ نَجِسًا فَلَا بُدَّ مِنْ الدَّلِيلِ عَلَى تَنْجِيسِهِ وَلَا يُغْنِي الْقِيَاسُ عَلَيْهِ إذَا ظَهَرَ وَبَرَزَ بِاتِّفَاقِ الْحَقِيقَةِ؛ لِأَنَّا نَقُولُ لِلدَّلِيلِ عَلَى طَهَارَتِهِ وُجُوهٌ: أَحَدُهَا: أَنَّ النَّجِسَ هُوَ الْمُسْتَقْذَرُ الْمُسْتَخْبَثُ وَهَذَا الْوَصْفُ لَا يَثْبُتُ لِهَذِهِ الْأَجْنَاسِ إلَّا بَعْدَ مُفَارَقَتِهَا مَوَاضِعَ خَلْقِهَا فَوَصْفُهَا بِالنَّجَاسَةِ فِيهَا وَصْفٌ بِمَا لَا تَتَّصِفُ بِهِ. وَثَانِيهَا: أَنَّ خَاصَّةَ النَّجِسِ وُجُوبُ مُجَانَبَتِهِ فِي الصَّلَاةِ. وَهَذَا مَفْقُودٌ فِيهَا فِي الْبَدَنِ مِنْ الدِّمَاءِ وَغَيْرِهَا. أَلَا تَرَى أَنَّ مَنْ صَلَّى حَامِلًا وِعَاءً مَسْدُودًا قَدْ أُوعِيَ دَمًا لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ فَلَئِنْ قُلْت: عُفِيَ عَنْهُ لِمَشَقَّةِ الِاحْتِرَازِ. قُلْت: بَلْ جُعِلَ طَاهِرًا لِمَشَقَّةِ الِاحْتِرَازِ. فَمَا الْمَانِعُ مِنْهُ وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّلُ طَهَارَةَ الْهِرَّةِ بِمَشَقَّةِ الِاحْتِرَازِ حَيْثُ يَقُولُ: {إنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجِسَةٍ إنَّهَا مِنْ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ}؟. بَلْ أَقُولُ: قَدْ رَأَيْنَا جِنْسَ الْمَشَقَّةِ فِي الِاحْتِرَازِ مُؤَثِّرًا فِي جِنْسِ التَّخْفِيفِ. فَإِنْ كَانَ الِاحْتِرَازُ مِنْ جَمِيعِ الْجِنْسِ مشقا عُفِيَ عَنْ جَمِيعِهِ فَحُكِمَ بِالطَّهَارَةِ. وَإِنْ كَانَ مِنْ بَعْضِهِ عُفِيَ عَنْ الْقَدْرِ المشق وَهُنَا يَشُقُّ الِاحْتِرَازُ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي دَاخِلِ الْأَبْدَانِ فَيُحْكَمُ لِنَوْعِهِ بِالطَّهَارَةِ كَالْهِرِّ وَمَا دُونَهَا وَهَذَا وَجْهٌ ثَالِثٌ. الْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّ الدِّمَاءَ الْمُسْتَخْبَثَةَ فِي الْأَبْدَانِ وَغَيْرِهَا هِيَ أَحَدُ أَرْكَانِ الْحَيَوَانِ الَّتِي لَا تَقُومُ حَيَاتُهُ إلَّا بِهَا حَتَّى سُمِّيَتْ نَفْسًا فَالْحُكْمُ بِأَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ أَحَدَ أَرْكَانِ عِبَادِهِ مِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ نَوْعًا نَجِسًا فِي غَايَةِ الْبُعْدِ. الْوَجْهُ الْخَامِسُ: أَنَّ الْأَصْلَ الطَّهَارَةُ فَلَا تَثْبُتُ النَّجَاسَةُ إلَّا بِدَلِيلِ وَلَيْسَ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذِهِ الدِّمَاءِ الْمُسْتَخْبَثَةِ شَيْءٌ مِنْ أَدِلَّةِ النَّجَاسَةِ وَخَصَائِصِهَا. الْوَجْهُ السَّادِسُ: أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا الْأَعْيَانَ تَفْتَرِقُ حَالُهَا: بَيْنَ مَا إذَا كَانَتْ فِي مَوْضِعِ عَمَلِهَا وَمَنْفَعَتِهَا وَبَيْنَ مَا إذَا فَارَقَتْ ذَلِكَ. فَالْمَاءُ الْمُسْتَعْمَلُ مَا دَامَ جَارِيًا فِي أَعْضَاءِ الْمُتَطَهِّرِ فَهُوَ طَهُورٌ فَإِذَا انْفَصَلَ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ. وَالْمَاءُ فِي الْمَحَلِّ النَّجِسِ مَا دَامَ عَلَيْهِ فَعَمَلُهُ بَاقٍ وَتَطْهِيرُهُ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إلَّا لِأَنَّهُ طَاهِرٌ مُطَهِّرٌ فَإِذَا فَارَقَ مَحَلَّ عَمَلِهِ فَهُوَ إمَّا نَجِسٌ أَوْ غَيْرُ مُطَهِّرٍ؛ وَهَذَا مَعَ تَغَيُّرِ الْأَمْوَاهِ فِي مَوَارِدِ التَّطْهِيرِ تَارَةً بِالطَّاهِرَاتِ وَتَارَةً بِالنَّجَاسَاتِ فَإِذَا كَانَتْ الْمُخَالَطَةُ الَّتِي هِيَ أَشَدُّ أَسْبَابِ التَّغْيِيرِ لَا تُؤَثِّرُ فِي مَحَلِّ عَمَلِنَا وَانْتِفَاعِنَا فَمَا ظَنُّك بِالْجِسْمِ الْمُفْرَدِ فِي مَحَلِّ عَمَلِهِ بِخَلْقِ اللَّهِ وَتَدْبِيرِهِ فَافْهَمْ هَذَا فَإِنَّهُ لُبَابُ الْفِقْهِ. الْوَجْهُ الثَّالِثُ عَنْ أَصْلِ الدَّلِيلِ: أَنَّا لَوْ سَلَّمْنَا أَنَّ الدَّمَ نَجِسٌ فَإِنَّهُ قَدْ اسْتَحَالَ وَتَبَدَّلَ. وَقَوْلُهُمْ: الِاسْتِحَالَةُ لَا تُطَهِّرُ. قُلْنَا: مَنْ أَفْتَى بِهَذِهِ الْفَتْوَى الطَّوِيلَةِ الْعَرِيضَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلْإِجْمَاعِ
مسألة: إذا قال الطبيب للمريض ما لك دواء إلا لحكم الكلب أو الخنزير؟
مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 272)
وَسُئِلَ: عَنْ الْمَرِيضِ إذَا قَالَتْ لَهُ الْأَطِبَّاءُ: مَا لَك دَوَاءٌ غَيْرَ أَكْلِ لَحْمِ الْكَلْبِ أَوْ الْخِنْزِيرِ. فَهَلْ يَجُوزُ لَهُ أَكْلُهُ مَعَ قَوْله تَعَالَى {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهَا}؟ وَإِذَا وَصَفَ لَهُ الْخَمْرَ أَوْ النَّبِيذَ: هَلْ يَجُوزُ شُرْبُهُ مَعَ هَذِهِ النُّصُوصِ؟ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ: لَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِالْخَمْرِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْخَبَائِثِ لِمَا رَوَاهُ وَائِلُ بْنُ حجر {أَنَّ طَارِقَ بْنَ سويد الجعفي. سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ عَنْهَا فَقَالَ: إنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ فَقَالَ: إنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءِ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ} رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَد وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ. وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّوَاءَ وَأَنْزَلَ الدَّاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَتَدَاوَوْا بِحَرَامِ}. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: {نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الدَّوَاءِ بِالْخَبِيثِ} وَفِي لَفْظٍ يَعْنِي السُّمَّ رَوَاهُ أَحْمَد وَابْنُ مَاجَه وَالتِّرْمِذِي. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: {ذَكَرَ طَبِيبٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَوَاءً وَذَكَرَ الضُّفْدَعَ تُجْعَلُ فِيهِ فَنَهَى رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهِ عَنْ قَتْلِ الضُّفْدَعِ} رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِي. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي السُّكْرِ: " إنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ " ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مَرْفُوعًا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَذِهِ النُّصُوصُ وَأَمْثَالُهَا صَرِيحَةٌ فِي النَّهْيِ عَنْ التَّدَاوِي بِالْخَبَائِثِ مُصَرِّحَةٌ بِتَحْرِيمِ التَّدَاوِي بِالْخَمْرِ إذْ هِيَ أُمُّ الْخَبَائِثِ وَجِمَاعُ كُلِّ إثْمٍ. وَالْخَمْرُ اسْمٌ لِكُلِّ مُسْكِرٍ كَمَا ثَبَتَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِالنُّصُوصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ} وَفِي رِوَايَةٍ {كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ {عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي شَرَابَيْنِ كُنَّا نَصْنَعُهُمَا بِالْيَمَنِ: الْبِتْعِ وَهُوَ مِنْ الْعَسَلِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ وَالْمِزْرِ: وَهُوَ مِنْ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ يُنْبَذُ حَتَّى يَشْتَدَّ؟ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُعْطِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ}. وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ {عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبِتْعِ. وَهُوَ نَبِيذُ الْعَسَلِ - وَكَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَشْرَبُونَهُ فَقَالَ: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ} وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَالنَّسَائِي وَغَيْرُهُمَا: عَنْ جَابِرٍ {أَنَّ رَجُلًا مِنْ حُبْشَانَ مِنْ الْيَمَنِ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنْ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ فَقَالَ: أَمُسْكِرٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إنَّ عَلَى اللَّهِ عَهْدًا لِمَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ} الْحَدِيثَ. فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمُسْتَفِيضَةُ صَرِيحَةٌ بِأَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَأَنَّهُ خَمْرٌ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ وَلَا يَجُوزُ التَّدَاوِي بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُ الْأَطِبَّاءِ: إنَّهُ لَا يَبْرَأُ مِنْ هَذَا الْمَرَضِ إلَّا بِهَذَا الدَّوَاءِ الْمُعَيَّنِ. فَهَذَا قَوْلُ جَاهِلٍ لَا يَقُولُهُ مَنْ يَعْلَمُ الطِّبَّ أَصْلًا فَضْلًا عَمَّنْ يَعْرِفُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ الشِّفَاءَ لَيْسَ فِي سَبَبٍ مُعَيَّنٍ يُوجِبُهُ فِي الْعَادَةِ كَمَا لِلشِّبَعِ سَبَبٌ مُعَيَّنٌ يُوجِبُهُ فِي الْعَادَةِ إذْ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْفِيهِ اللَّهُ بِلَا دَوَاءٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَشْفِيهِ اللَّهُ بِالْأَدْوِيَةِ الْجُثْمَانِيَّةِ حَلَالِهَا وَحَرَامِهَا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فَلَا يَحْصُلُ الشِّفَاءُ لِفَوَاتِ شَرْطٍ أَوْ لِوُجُودِ مَانِعٍ وَهَذَا بِخِلَافِ الْأَكْلِ فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِلشِّبَعِ؛ وَلِهَذَا أَبَاحَ اللَّهُ لِلْمُضْطَرِّ الْخَبَائِثَ أَنْ يَأْكُلَهَا عِنْدَ الِاضْطِرَارِ إلَيْهَا فِي الْمَخْمَصَةِ فَإِنَّ الْجُوعَ يَزُولُ بِهَا وَلَا يَزُولُ بِغَيْرِهَا بَلْ يَمُوتُ أَوْ يَمْرَضُ مِنْ الْجُوعِ فَلَمَّا تَعَيَّنَتْ طَرِيقًا إلَى الْمَقْصُودِ أَبَاحَهَا اللَّهُ بِخِلَافِ الْأَدْوِيَةِ الْخَبِيثَةِ. بَلْ قَدْ قِيلَ: مَنْ اسْتَشْفَى بِالْأَدْوِيَةِ الْخَبِيثَةِ كَانَ دَلِيلًا عَلَى مَرَضٍ فِي قَلْبِهِ وَذَلِكَ فِي إيمَانِهِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْمُؤْمِنِينَ لَمَا جَعَلَ اللَّهُ شِفَاءَهُ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ وَلِهَذَا إذَا اُضْطُرَّ إلَى الْمَيْتَةِ وَنَحْوِهَا وَجَبَ عَلَيْهِ الْأَكْلُ فِي الْمَشْهُورِ مِنْ مَذَاهِبِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَأَمَّا التَّدَاوِي فَلَا يَجِبُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ بِالْحَلَالِ وَتَنَازَعُوا: هَلْ الْأَفْضَلُ فِعْلُهُ؟ أَوْ تَرْكُهُ عَلَى طَرِيقِ التَّوَكُّلِ؟. وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَغَيْرَهَا لَمْ يُبِحْ ذَلِكَ إلَّا لِمَنْ اُضْطُرَّ إلَيْهَا غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُتَدَاوِيَ غَيْرُ مُضْطَرٍّ إلَيْهَا فَعُلِمَ أَنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لَهُ. وَأَمَّا مَا أُبِيحَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلْحَاجَةِ لَا لِمُجَرَّدِ الضَّرُورَةِ: كَلِبَاسِ الْحَرِيرِ، فَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحَكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا} وَهَذَا جَائِزٌ عَلَى أَصَحِّ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ؛ لِأَنَّ لُبْسَ الْحَرِيرِ إنَّمَا حُرِّمَ عِنْدَ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ، وَلِهَذَا أُبِيحَ لِلنِّسَاءِ لِحَاجَتِهِنَّ إلَى التَّزَيُّنِ بِهِ وَأُبِيحَ لَهُنَّ التَّسَتُّرُ بِهِ مُطْلَقًا فَالْحَاجَةُ إلَى التَّدَاوِي بِهِ كَذَلِكَ بَلْ أَوْلَى وَهَذِهِ حُرِّمَتْ لِمَا فِيهَا مِنْ السَّرَفِ وَالْخُيَلَاءِ وَالْفَخْرِ وَذَلِكَ مُنْتَفٍ إذَا اُحْتِيجَ إلَيْهِ وَكَذَلِكَ لُبْسُهَا لِلْبَرْدِ: أَوْ إذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ غَيْرُهَا.
مسألة: ما الذي يجوز من الرقى و ما الذي لا يجوز؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 13)
الْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ جَمِيعَ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ يُقِرُّونَ بِوُجُودِ الْجِنِّ وَكَذَلِكَ جُمْهُورُ الْكُفَّارِ كَعَامَّةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَكَذَلِكَ عَامَّةُ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَوْلَادِ الهذيل وَالْهِنْدِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَوْلَادِ حَامٍ وَكَذَلِكَ جُمْهُورُ الْكَنْعَانِيِّينَ واليونانيين وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَوْلَادِ يافث. فَجَمَاهِيرُ الطَّوَائِفِ تُقِرُّ بِوُجُودِ الْجِنِّ بَلْ يُقِرُّونَ بِمَا يَسْتَجْلِبُونَ بِهِ مُعَاوَنَةَ الْجِنِّ مِنْ الْعَزَائِمِ وَالطَّلَاسِمِ سَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ سَائِغًا عِنْدَ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَوْ كَانَ شِرْكًا فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ يَقْرَءُونَ مِنْ الْعَزَائِمِ وَالطَّلَاسِمِ وَالرُّقَى مَا فِيهِ عِبَادَةٌ لِلْجِنِّ وَتَعْظِيمٌ لَهُمْ وَعَامَّةُ مَا بِأَيْدِي النَّاسِ مِنْ الْعَزَائِمِ وَالطَّلَاسِمِ وَالرُّقَى الَّتِي لَا تُفْقَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِيهَا مَا هُوَ شِرْكٌ بِالْجِنِّ. وَلِهَذَا نَهَى عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ الرُّقَى الَّتِي لَا يُفْقَهُ مَعْنَاهَا؛ لِأَنَّهَا مَظِنَّةُ الشِّرْكِ وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ الرَّاقِي أَنَّهَا شِرْكٌ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ {عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأشجعي. قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ}. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَيْضًا عَنْ جَابِرٍ قَالَ: {نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَبِ وَإِنَّك نَهَيْت عَنْ الرُّقَى قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا أَرَى بَأْسًا مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ}
مسألة ما حكم الرقى المكتوبة التي تغسل ويسقاها المريض؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 64)
فَصْلٌ:
وَيَجُوزُ أَنْ يَكْتُبَ لِلْمُصَابِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمَرْضَى شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَذِكْرُهُ بِالْمِدَادِ الْمُبَاحِ وَيُغْسَلُ وَيُسْقَى كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد: قَرَأْت عَلَى أَبِي ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ؛ ثَنَا سُفْيَانُ؛ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وِلَادَتُهَا فَلْيَكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}. قَالَ أَبِي: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ بِإِسْنَادِهِ بِمَعْنَاهُ وَقَالَ: يُكْتَبُ فِي إنَاءٍ نَظِيفٍ فَيُسْقَى قَالَ أَبِي: وَزَادَ فِيهِ وَكِيعٌ فَتُسْقَى وَيُنْضَحُ مَا دُونَ سُرَّتِهَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: رَأَيْت أَبِي يَكْتُبُ لِلْمَرْأَةِ فِي جَامٍ أَوْ شَيْءٍ نَظِيفٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَمْدَانَ الحيري: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ النسوي؛ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ شبوية؛ ثنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ؛ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ؛ عَنْ سُفْيَانَ؛ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ عَنْ الْحَكَمِ؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ؛ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إذَا عَسِرَ عَلَى الْمَرْأَةِ وِلَادُهَا فَلْيَكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ؛ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ؛ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}. قَالَ عَلِيٌّ: يُكْتَبُ فِي كاغدة فَيُعَلَّقُ عَلَى عَضُدِ الْمَرْأَةِ قَالَ عَلِيٌّ: وَقَدْ جَرَّبْنَاهُ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا أَعْجَبَ مِنْهُ فَإِذَا وَضَعَتْ تُحِلُّهُ سَرِيعًا ثُمَّ تَجْعَلُهُ فِي خِرْقَةٍ أَوْ تُحْرِقُهُ.
مسألة: هل تدخل الجن بدن المصروع؟
مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 276)
وُجُودُ الْجِنِّ ثَابِتٌ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَاتِّفَاقِ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا. وَكَذَلِكَ دُخُولُ الْجِنِّيِّ فِي بَدَنِ الْإِنْسَانِ ثَابِتٌ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ}. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ قُلْت لِأَبِي: إنَّ أَقْوَامًا يَقُولُونَ: إنَّ الْجِنِّيَّ لَا يَدْخُلُ فِي بَدَنِ الْمَصْرُوعِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ يَكْذِبُونَ هَذَا يَتَكَلَّمُ عَلَى لِسَانِهِ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ أَمْرٌ مَشْهُورٌ فَإِنَّهُ يَصْرَعُ الرَّجُلَ فَيَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لَا يَعْرِف مَعْنَاهُ وَيُضْرَبُ عَلَى بَدَنِهِ ضَرْبًا عَظِيمًا لَوْ ضُرِبَ بِهِ جَمَلٌ لَأَثَّرَ بِهِ أَثَرًا عَظِيمًا. وَالْمَصْرُوعُ مَعَ هَذَا لَا يُحِسُّ بِالضَّرْبِ وَلَا بِالْكَلَامِ الَّذِي يَقُولُهُ وَقَدْ يَجُرُّ الْمَصْرُوعَ وَغَيْرَ الْمَصْرُوعِ وَيَجُرُّ الْبِسَاطَ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ وَيُحَوِّلُ آلَاتٍ وَيَنْقُلُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ وَيُجْرِي غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْأُمُورِ مَنْ شَاهَدَهَا أَفَادَتْهُ عِلْمًا ضَرُورِيًّا بِأَنَّ النَّاطِقَ عَلَى لِسَانِ الْإِنْسِيِّ وَالْمُحَرِّكَ لِهَذِهِ الْأَجْسَامِ جِنْسٌ آخَرُ غَيْرُ الْإِنْسَانِ. وَلَيْسَ فِي أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يُنْكِرُ دُخُولَ الْجِنِّيِّ فِي بَدَنِ الْمَصْرُوعِ وَغَيْرِهِ وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَادَّعَى أَنَّ الشَّرْعَ يُكَذِّبُ ذَلِكَ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى الشَّرْعِ وَلَيْسَ فِي الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ مَا يَنْفِي ذَلِكَ.
مسألة: ما أسباب صرع الجن للإنس؟
مجموع الفتاوى - (ج 13 / ص 82 (
(يُتْبَعُ)
(/)
صَرْعُ الْجِنِّ لِلْإِنْسِ هُوَ لِأَسْبَابِ ثَلَاثَةٍ: تَارَةً يَكُونُ الْجِنِّيُّ يُحِبُّ الْمَصْرُوعَ فَيَصْرَعُهُ لِيَتَمَتَّعَ بِهِ وَهَذَا الصَّرْعُ يَكُونُ أَرْفَقَ مِنْ غَيْرِهِ وَأَسْهَلَ وَتَارَةً يَكُونُ الْإِنْسِيُّ آذَاهُمْ إذَا بَالَ عَلَيْهِمْ أَوْ صَبَّ عَلَيْهِمْ مَاءً حَارًّا أَوْ يَكُونُ قَتَلَ بَعْضَهُمْ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَذَى وَهَذَا أَشَدُّ الصَّرْعِ وَكَثِيرًا مَا يَقْتُلُونَ الْمَصْرُوعَ وَتَارَةً يَكُونُ بِطَرِيقِ الْعَبَثِ بِهِ كَمَا يَعْبَثُ سُفَهَاءُ الْإِنْسِ بِأَبْنَاءِ السَّبِيلِ.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:22]ـ
مسألة: كيف يعالج المصروع؟
مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 277 (
وَأَمَّا مُعَالَجَةُ الْمَصْرُوعِ بِالرُّقَى وَالتَّعَوُّذَاتِ فَهَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ: فَإِنْ كَانَتْ الرُّقَى وَالتَّعَاوِيذُ مِمَّا يُعْرَفُ مَعْنَاهَا وَمِمَّا يَجُوزُ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا الرَّجُلُ دَاعِيًا اللَّهَ ذَاكِرًا لَهُ وَمُخَاطِبًا لِخَلْقِهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُرْقَى بِهَا الْمَصْرُوعُ وَيُعَوَّذَ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّهُ أَذِنَ فِي الرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا}. {وَقَالَ: مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ}. وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ كَلِمَاتٌ مُحَرَّمَةٌ مِثْلَ أَنْ يَكُونَ فِيهَا شِرْكٌ أَوْ كَانَتْ مَجْهُولَةَ الْمَعْنَى يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِيهَا كُفْرٌ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْقِيَ بِهَا وَلَا يُعَزِّمَ وَلَا يُقْسِمَ وَإِنْ كَانَ الْجِنِّيُّ قَدْ يَنْصَرِفُ عَنْ الْمَصْرُوعِ بِهَا فَإِنَّ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ضَرَرُهُ أَكْثَرُ مِنْ نَفْعِهِ كَالسِّيمَيا وَغَيْرِهَا مِنْ أَنْوَاعِ السِّحْرِ فَإِنَّ السَّاحِرَ السيماوي وَإِنْ كَانَ يَنَالُ بِذَلِكَ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ كَمَا يَنَالُ السَّارِقُ بِالسَّرِقَةِ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ وَكَمَا يَنَالُ الْكَاذِبُ بِكَذِبِهِ وَبِالْخِيَانَةِ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ وَكَمَا يَنَالُ الْمُشْرِكُ بِشِرْكِهِ وَكُفْرِهِ بَعْضَ أَغْرَاضِهِ وَهَؤُلَاءِ وَإِنْ نَالُوا بَعْضَ أَغْرَاضِهِمْ بِهَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ فَإِنَّهَا تَعْقُبُهُمْ مِنْ الضَّرَرِ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَعْظَمُ مِمَّا حَصَّلُوهُ مِنْ أَغْرَاضِهِمْ. فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ الرُّسُلَ بِتَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا فَكُلُّ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ فَمَصْلَحَتُهُ رَاجِحَةٌ عَلَى مَفْسَدَتِهِ وَمَنْفَعَتُهُ رَاجِحَةٌ عَلَى الْمَضَرَّةِ. وَإِنْ كَرِهَتْهُ النُّفُوسُ. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} الْآيَةَ. فَأَمَرَ بِالْجِهَادِ وَهُوَ مَكْرُوهٌ لِلنُّفُوسِ لَكِنَّ مَصْلَحَتَهُ وَمَنْفَعَتَهُ رَاجِحَةٌ عَلَى مَا يَحْصُلُ لِلنُّفُوسِ مِنْ أَلَمِهِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَشْرَبُ الدَّوَاءَ الْكَرِيهَ لِتَحْصُلَ لَهُ الْعَافِيَةُ فَإِنَّ مَصْلَحَةَ حُصُولِ الْعَافِيَةِ لَهُ رَاجِحَةٌ عَلَى أَلَمِ شُرْبِ الدَّوَاءِ. وَكَذَلِكَ التَّاجِرُ الَّذِي يَتَغَرَّبُ عَنْ وَطَنِهِ وَيَسْهَرُ وَيَخَافُ وَيَتَحَمَّلُ هَذِهِ الْمَكْرُوهَاتِ مَصْلَحَةُ الرِّبْحِ الَّذِي يَحْصُلُ لَهُ رَاجِحَةٌ عَلَى هَذِهِ الْمَكَارِهِ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ}. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ السَّاحِرِ: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} - إلَى قَوْلِهِ - {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ يَعْلَمُونَ أَنَّ السَّاحِرَ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ. وَإِنَّمَا يَطْلُبُونَ بِذَلِكَ بَعْضَ أَغْرَاضِهِمْ فِي الدُّنْيَا {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} آمَنُوا وَاتَّقَوْا بِفِعْلِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَتَرْكِ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ لَكَانَ مَا يَأْتِيهِمْ بِهِ عَلَى ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ خَيْرٌ لَهُمْ مِمَّا يَحْصُلُ لَهُمْ بِالسِّحْرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}. وَقَالَ: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}. وَقَالَ: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}
الْآيَتَيْنِ. وَقَالَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا}. وَالْأَحَادِيثُ فِيمَا يُثِيبُ اللَّهُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ كَثِيرَةٌ جِدًّا وَلَيْسَ لِلْعَبْدِ أَنْ يَدْفَعَ كُلَّ ضَرَرٍ بِمَا شَاءَ وَلَا يَجْلِبُ كُلَّ نَفْعٍ بِمَا شَاءَ بَلْ لَا يَجْلِبُ النَّفْعَ إلَّا بِمَا فِيهِ تَقْوَى اللَّهِ وَلَا يَدْفَعُ الضَّرَرَ إلَّا بِمَا فِيهِ تَقْوَى اللَّهِ فَإِنْ كَانَ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ الْعَزَائِمِ وَالْأَقْسَامِ وَالدُّعَاءِ وَالْخَلْوَةِ وَالسَّهَرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلَا بَأْسَ بِهِ وَإِنْ كَانَ مِمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ لَمْ يَفْعَلْهُ. فَمَنْ كَذَّبَ بِمَا هُوَ مَوْجُودٌ مِنْ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ وَالسِّحْرِ وَمَا يَأْتُونَ بِهِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِ - كَدُعَاءِ الْكَوَاكِبِ وَتَخْرِيجِ الْقُوَى الْفَعَّالَةِ السَّمَاوِيَّةِ بِالْقُوَى الْمُنْفَعِلَةِ الْأَرْضِيَّةِ وَمَا يَنْزِلُ مِنْ الشَّيَاطِينِ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ فَالشَّيَاطِينُ الَّتِي تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ وَيُسَمُّونَهَا رُوحَانِيَّةَ الْكَوَاكِبِ - وَأَنْكَرُوا دُخُولَ الْجِنِّ فِي أَبْدَانِ الْإِنْسِ وَحُضُورَهَا بِمَا يَسْتَحْضِرُونَ بِهِ مِنْ الْعَزَائِمِ وَالْأَقْسَامِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ كَمَا هُوَ مَوْجُودٌ فَقَدْ كَذَّبَ بِمَا لَمْ يُحِطْ بِهِ عِلْمًا. وَمَنْ جَوَّزَ أَنْ يَفْعَلَ الْإِنْسَانُ بِمَا رَآهُ مُؤَثِّرًا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِنَ ذَلِكَ بِشَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ - فَيَفْعَلُ مَا أَبَاحَهُ اللَّهُ وَيَتْرُكُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ - وَقَدْ دَخَلَ فِيمَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ إمَّا مِنْ الْكُفْرِ وَإِمَّا مِنْ الْفُسُوقِ وَإِمَّا الْعِصْيَانِ بَلْ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَيَتْرُكَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ. وَمِمَّا شَرَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ التَّعَوُّذِ؛ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ إذَا أَوَى إلَى فِرَاشِهِ لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ. وَلَمْ يَقْرَبْهُ شَيْطَانٌ حَتَّى يُصْبِحَ} وَفِي السُّنَنِ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: {أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ}. {وَلَمَّا جَاءَتْهُ الشَّيَاطِينُ بِلَهَبٍ مِنْ نَارٍ أَمَرَ بِهَذَا التَّعَوُّذِ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ}. فَقَدْ جَمَعَ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ الَّتِي يَقُولُهَا الْعَبْدُ إذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى وَإِذَا نَامَ وَإِذَا خَافَ شَيْئًا وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ مَا فِيهِ بَلَاغٌ. فَمَنْ سَلَكَ مِثْلَ هَذِهِ السَّبِيلِ فَقَدْ سَلَكَ سَبِيلَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وَمَنْ دَخَلَ فِي سَبِيلِ أَهْلِ الْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ الدَّاخِلَةِ فِي الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ فَقَدْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ وَبِذَلِكَ ذَمَّ اللَّهُ مَنْ ذَمَّهُ مِنْ مُبَدِّلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ. حَيْثُ قَالَ: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى} - إلَى قَوْلِهِ - {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
مسألة: إذا احتيج إلى ضرب المصروع ما لم يفق فهل يضرب؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 60 (
قَدْ يَحْتَاجُ فِي إبْرَاءِ الْمَصْرُوعِ وَدَفْعِ الْجِنِّ عَنْهُ إلَى الضَّرْبِ فَيُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا جِدًّا وَالضَّرْبُ إنَّمَا يَقَعُ عَلَى الْجِنِّيِّ وَلَا يَحُسُّ بِهِ الْمَصْرُوعُ حَتَّى يَفِيقَ الْمَصْرُوعُ وَيُخْبِرَ أَنَّهُ لَمْ يَحُسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يُؤَثِّرُ فِي بَدَنِهِ وَيَكُونُ قَدْ ضُرِبَ بِعَصَا قَوِيَّةٍ عَلَى رِجْلَيْهِ نَحْوَ ثَلَاثِمِائَةٍ أَوْ أَرْبَعِمِائَةِ ضَرْبَةً وَأَكْثَرَ وَأَقَلَّ بِحَيْثُ لَوْ كَانَ عَلَى الْإِنْسِيِّ لَقَتَلَهُ وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الْجِنِّيِّ وَالْجِنِّيُّ يَصِيحُ وَيَصْرُخُ وَيُحَدِّثُ الْحَاضِرِينَ بِأُمُورٍ مُتَعَدِّدَةٍ كَمَا قَدْ فَعَلْنَا نَحْنُ هَذَا وَجَرَّبْنَاهُ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً يَطُولُ وَصْفُهَا بِحَضْرَةِ خَلْقٍ كَثِيرِينَ.
مسألة: من الذي يعالج المصروع بالأحوال الشيطانية؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 611)
يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ تَقْتَرِنُ بِهِمْ الشَّيَاطِينُ مِنْ إخْوَانِهِمْ الَّذِينَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ الطَّائِفَةِ الَّتِي تَطْلُبُهُمْ النَّاسُ لِعِلَاجِ الْمَصْرُوعِ وَهُمْ مِنْ شَرِّ الْخَلْقِ عِنْدَ النَّاسِ فَإِذَا طَلَبُوا تَحَلَّوْا بِحِلْيَةِ الْمُقَاتِلَةِ وَيَدْخُلُ فِيهِمْ الْجِنُّ فَيُحَارِبُ مِثْلَ الْجِنِّ الدَّاخِلِ فِي الْمَصْرُوعِ وَيَسْمَعُ النَّاسُ أَصْوَاتًا وَيَرَوْنَ حِجَارَةً يُرْمَى بِهَا وَلَا يَرَوْنَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيَرَى الْإِنْسِيَّ وَاقِفًا عَلَى رَأْسِ الرُّمْحِ الطَّوِيلِ. وَإِنَّمَا الْوَاقِفُ هُوَ الشَّيْطَانُ وَيَرَى النَّاسُ نَارًا تُحْمَى. وَيَضَعُ فِيهَا الْفُؤُوسَ وَالْمَسَاحِيَ ثُمَّ إنَّ الْإِنْسِيَّ يَلْحَسُهَا بِلِسَانِهِ وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ وَيَرَى النَّاسُ هَؤُلَاءِ يُبَاشِرُونَ الْحَيَّاتِ وَالْأَفَاعِيَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَيَفْعَلُونَ مِنْ الْأُمُورِ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِمَّا يَفْعَلُهُ هَؤُلَاءِ الْمُبْتَدِعُونَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ الْمُلَبِّسُونَ الَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَإِنَّمَا هُمْ مِنْ أَعَادِيهِ الْمُضَيِّعِينَ لِفَرَائِضِهِ الْمُتَعَدِّينَ لِحُدُودِهِ. وَالْجُهَّالِ لِأَجْلِ هَذِهِ الْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَالطَّبِيعِيَّةِ يَظُنُّوهُمْ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ؛ وَإِنَّمَا هَذِهِ الْأَحْوَالُ مِنْ جِنْسِ أَحْوَالِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْكَافِرِينَ وَالْفَاسِقِينَ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُعَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ عَلَى تَرْكِ الْمَأْمُورِ وَلَا فِعْلِ الْمَحْظُورِ وَلَا إقَامَةِ مَشْيَخَةٍ تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَلَا أَنْ يُعْطِيَ رِزْقَهُ عَلَى مَشْيَخَةٍ يَخْرُجُ بِهَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنَّمَا يُعَانُ بِالْأَرْزَاقِ مَنْ قَامَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَدَعَا إلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[أسماء]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء على جهدك القيم بارك الله فيك
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19898
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 12:27]ـ
وإياك(/)
العظمة الحقيقية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:21]ـ
يخطئ من الناس رجلان:
أما الأول: فالذي يطلب الكمال في الناس، ويرجو منهم العصمة من الخطأ والزلل يُقر نظرياً بألا عصمة لأحد من البشر، ويقع عملياً في معاملة الناس بمقتضى العصمة فتزول ألفة قلبه للمؤمنين بمجرد خطأهم وزللهم، وتراه يتمعر وجهه وينقبض قلبه انقباضاً وتمعراً يفوق الحد المشروع=إن رأى مخطئاً أو أبصر مذنباً ..
وأما الثاني: فالذي يقوده فقد الكمال في الناس ووقوع الذنوب منهم وصدور الأخطاء عنهم =إلى تضييع حقوق الخلق وإهدار حرمهم وترك إعذارهم .. فيجور بغضه لهم ولذنوبهم على محبته لهم لإيمانهم وباقي صوابهم ..
وقد نقلتُ عن شيخ الإسلام في هذا الباب كثيراً ..
واليوم قرأتُ لسيد قطب ما يُقارب هذا فأحببتُ إفادة إخواني به ..
قال: ((إن العظمة الحقيقية أن نخالط الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطأهم، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم،ورفعهم إلى آفاقنا العليا، وليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا ومثلنا السامية أو نتملقهم ونثني على رذائلهم، بل إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر هو العظمة الحقيقية .. )).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 03:26]ـ
للفائدة
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:12]ـ
مهمة جدا ... نعرفها ونغفل عنها بسرعة ... فما السبب؟
أحسن الله إليك يا شيخنا الفاضل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 06:33]ـ
وهل أبواب الخير وأصول الحق التي نهيمة سعرفها ونغفل عنها = قليلة؟؟
يا مولانا .. الغفلة من أعظم عُدد إبليس وإذا استولت على قلب العبد = أضحى هو والبهيمة سواء
ـ[الهاجرية]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 07:26]ـ
وفقكم الله جزيتم خيرا على هذا الكلام النفيس شيخنا الفاضل
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 11:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد
فجزاكم الله خيرا أخوتي على تلك الدرر التي تتحفوننا بها جعلها الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة ونفع الله بعلمكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 01:36]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء وأوفاه ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 06:12]ـ
درر ثمينة حقاً!
و قد ذكرني هذا بشيء كنت قرأته للأستاذ النورسي و لكن في مقام أرقى و هو معاملة الدعاة أنفسهم لا الناس العاديين ... بحثت عنه الآن فلم أظفر به ... فإذا وجدته نقلته لكم بإذن الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 06:35]ـ
......
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 08:51]ـ
الله اكبر فائدة تكتب بماء العين كما نحن بحاجة إلى من يذكرنا بها من فترة إلى اخرى
جزاك الله كل خير يا ابا فهرة وبارك فيك ورحم الله ابن تيمية وسيد قطب
ـ[قلب طيب]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:48]ـ
من يعي و يطبق!!!!!!!
لله الأمر من قبل و من بعد.
ـ[الكَلِمُ الطيب]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:54]ـ
جزاكم الله خيرا شيخينا أبا فهر وبارك فيكم(/)
بشرى أحث بها ساكنات الرياض ومن عنده اخوات وقريبات يحرص على نفعهن
ـ[عُبُودِيَّة]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 05:25]ـ
بشرى لساكنات مدينة الرياض
وفرصة نادرة
وحلمٌ ليس بالسهولة تحقيقة
إلاّ
لصاحبات العزم والنية الراشدة
أحث به الفتيات ومن عنده أخوات وقريبات أن يوصيهن
ويحرص على نفعهن
برنامج
"تاج السمو"
الذي تقدمه دار السمو النسائية
لتحفيظ القرآن الكريم
كل يوم في الفترة الصباحية
من الساعة 7 وحتى 11
يضم ثلاث باقات مميزة للمعتنيات
بكتاب الله تعالى
وإليكم التفاصيل:
ـــــــــــــ
باقة:
حياتي مع القرآن
(حفظ القرآن الكريم بالتدبّر)
كوني كالصحابيات .. حياتهن مع القرآن .. علم وعمل و تدبر واعتبار
باقة: حياتي مع القرآن .. تمنحك الفرصة لتعيشي حياة الصحابيات
في حفظهن لكتاب الله ,
لا يجاوزن عشر آيات حتى يتعلمن ما فيهن من العلم والعمل.
مع باقة حياتي مع القرآن .. إيمانك يزداد .. وعلمك يسمو ....
ــــــــــــ
باقة:
رفقة الأملاك
تعلمي القرآن الكريم وأتمي تلاوته بمهارة .. لتكوني مع السفرة الكرام البررة أصبح بإمكانك ختم القرآن الكريم كاملاً وفق منهجية وعلى مسافة زمنية قصيرة عبر مضمارين:
المضمار الذهبي:
ختم القرآن الكريم في سنة واحدة.
المضمار الفضي:
ختم القرآن الكريم في سنتين.
ــــــــــــــ
باقة:
همتي بحفظي
الآن يمكنك ضبط أحكام التجويد المتقدمة مع حفظ القرآن الكريم ...
باقة همتي بحفظي .. تمنحك الحرية في تحديد مقدار حفظك اليومي حسب همتك وطاقتك ..
همتي بحفظي .. ميدان جديد يمنحك قدرة أعلى لحفظ القرآن الكريم ..
******
* أهداف البرنامج العامة:
1) امتثال أمر الله عز وجل بتدبر القرآن الكريم.
2) إحياء سنة تدبر القرآن الكريم.
3) ربط الطالبة بالقرآن الكريم لتطبيقه في جميع جوانب حياتها.
4) اعتماد طرق متنوعة في تفسير القرآن الكريم.
5) تخريج حافظات متقنات للقرآن الكريم.
6) تأهيل خاتمات القرآن الكريم علمياً.
ــــــــــــــــ
* مميزات الباقات:
1) حفظ القرآن الكريم وإتقانه في مدة محددة.
2) حفظ القرآن الكريم على منهج السلف الصالح تدبراً علماً وعملاً.
3) دراسة منهج التجويد كاملاً.
4) تأهيل الملتحقات علمياً برعاية علماء وأساتذة جامعات.
5) مدرسات البرنامج حائزات على إجازة في القراءات.
6) الحصول على شهادة الإتقان المعتمدة من الجمعية.
7) الحصول على شهادة الحضور للدورات العلمية المصاحبة.
8) الحصول على دورات تدريبية تطويرية مجانية بشهادات معتمدة.
9) ترشيح المتقنات لدورة الإجازة.
10) توفر الحضانة والروضة ووسائل النقل.
* ضيوف الدورة العلمية الدائمين:
1) فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن ناصر البراك.
2) فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري.
3) د. أسماء بنت راشد الرويشد.
4) أ. إيمان بنت سليمان العبيد.
ــــــــــــــــــــ
* شروط الانضمام:
1) اجتياز اختبار القبول.
2) لا يقل الحفظ عن 10 أجزاء لمن ترغب في ختم القرآن الكريم كاملا
في سنة واحدة.
الرسوم للفصل الدراسي:
التسجيل – 200 ريال لجميع الباقات
ماعدا المضمار الذهبي 300 ريال
رسوم المواصلات – 300 ريال
* جوائز خاتمات القرآن الكريم في سنة واحدة:
1) الأولى: 5000 ريال.
2) الثانية: 4500 ريال
3) الثالثة: 4000 ريال
4) من الرابعة وحتى السادسة: 3500 ريال.
5) من السابعة وحتى التاسعة: 3000 ريال.
6) من العاشرة وحتى الثانية عشر: 2500 ريال.
7) من الثالثة عشر وحتى الخامسة عشر: 2000 ريال.
* شروط نيل الجائزة:
1) المشاركة في مسابقة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم السنوية.
2) المشاركة في مسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز السنوية.
3) اجتياز الاختبار النهائي بمعدل لا يقل عن 90%.
4) المواظبة على الحضور.
5) عدم الارتباط مع أي مدرسة أخرى طوال فترة البرنامج.
آلية التسجيل:
o يكون التسجيل بإرسال رسالة تحتوي على:
(الاسم الثلاثي – العمر-الحي السكني - رقم الهاتف – مسمى الباقة
– مقدار الحفظ)
على
: جوال: 0557707738
أو بريد:
dar-alsumo@hotmail.com
أو بالحضور الشخصي يوم الاثنين الموافق 6/ 10/1429هـ صباحاً.
o تبدأ المقابلات يوم السبت 11/ 10/1429هـ
إلى الأربعاء 15/ 10/1429هـ صباحاً
o يبدأ البرنامج يوم السبت 18/ 10/1429هـ.
o البرنامج في الفترة الصباحية من الساعة 7 وحتى 11 صباحاً
من السبت إلى الأربعاء.
فلله در فتاة حازت السبق في مضمار أهل القرآن
وفقني الله وإياكم
لما يرضي الله ويدني من محبته
http://www.up-00.com/bzfiles/vl897778.jpg (http://www.up-00.com/)
http://www.up-00.com/bzfiles/vl897778.jpg
http://www.up-00.com/bzfiles/BHX97778.jpg (http://www.up-00.com/)
http://www.up-00.com/bzfiles/BHX97778.jpg
http://www.up-00.com/bzfiles/aRf97778.jpg (http://www.up-00.com/)
http://www.up-00.com/bzfiles/aRf97778.jpg
...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 05:48]ـ
إستضافة الشيخ البراك فرصة كبيرة لتتلمذ لتستفيد منه الأخوات(/)
قاعدة في أن الأحكام الشرعية تُناط بالمعاني والصفات لا بالأشخاص والذوات ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 05:52]ـ
وهذه القاعدة شريفة جليلة ويُنفى بها زعم من زعم اختصاص حكم شرعي بشخص غير النبي (ص) .. كمن زعم اختصاص سالم بالرضاع، وعائشة بتكرار العمرة ...
قال شيخ الإسلام في ((الفتاوى)): ((وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ: إنَّ هَذَا فِي شَخْصٍ بِعَيْنِهِ فَفِي غَايَةِ الْفَسَادِ لَفْظًا وَمَعْنًى. ثُمَّ أَنَّ اللَّهَ إنَّمَا يَخُصُّ الشَّيْءَ الْمُعَيَّنَ بِحُكْمِ يَخُصُّهُ لِمَعْنَى يَخْتَصُّ بِهكَمَا {قَالَ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ - وَكَانَ قَدْ ذَبَحَ فِي الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ - قَبْلَ أَنْ يُشَرِّعَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الذَّبْحَ يَكُونُ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَلَمَّا قَالَ النَّبِيُّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَذْبَحُ فَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ فَإِنَّمَا هِيَ شَاةُ لَحْمٍ قَدَّمَهَا لِأَهْلِهِ ذَكَرَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ أَنَّهُ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ وَذَكَرَ لَهُ أَنَّ عِنْدَهُ عَنَاقًا خَيْرًا مِنْ جَذَعَةٍ فَقَالَ: تُجْزِئُ عَنْك وَلَا تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَك} فَخَصَّهُ بِهَذَا الْحُكْمِ لِأَنَّهُ كَانَ مَعْذُورًا فِي ذَبْحِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ؛ إذْ فَعَلَ ذَلِكَ قَبْلَ شَرْعِ الْحُكْمِ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الذَّبْحُ مَنْهِيًّا عَنْهُ بَعْدُ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلَّا هَذَا السِّنُّ وَأَمَّا أَمْرُهُ لِامْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عتبة أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا مَوْلَاهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ لِيَصِيرَ لَهَا مُحَرَّمًا فَهَذَا مِمَّا تَنَازَعَ فِيهِ السَّلَفُ: هَلْ هُوَ مُخْتَصٌّ أَوْ مُشْتَرَكٌ؟ وَإِذَا قِيلَ هَذَا لِمَنْ يَحْتَاجُ إلَى ذَلِكَ - كَمَا احْتَاجَتْ هِيَ إلَيْهِ - كَانَ فِي ذَلِكَ جَمَعَ بَيْنَ الْأَدِلَّة وَبِالْجُمْلَةِ فَالشَّارِعُ حَكِيمٌ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُتَمَاثِلَيْنِ إلَّا لِاخْتِصَاصِ أَحَدِهِمَا بِمَا يُوجِبُ الِاخْتِصَاصَ وَلَا يُسَوِّي بَيْنَ مُخْتَلِفَيْنِ غَيْرِ مُتَسَاوِيَيْنِ بَلْ قَدْ أَنْكَرَ سُبْحَانَهُ عَلَى مَنْ نَسَبَهُ إلَى ذَلِكَ وَقَبَّحَ مَنْ يَحْكُمُ بِذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} وَقَالَ تَعَالَى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}. وَإِنَّمَا يَكُونُ الِاعْتِبَارُ إذَا سَوَّى بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ وَأَمَّا إذَا قِيلَ: لَيْسَ الْوَاقِعُ كَذَلِكَ فَلَا اعْتِبَارَ. وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي هَذَا الْأَصْلِ وَهُوَ أَنَّهُ هَلْ يَخُصُّ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ مَا يَخُصُّهُ لَا لِسَبَبِ وَلَا لِحِكْمَةِ قَطُّ بَلْ مُجَرَّدُ تَخْصِيصِ أَحَدِ الْمُتَمَاثِلَيْنِ عَلَى الْآخَرِ؟ فَقَالَ بِذَلِكَ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ الْجَبْرِيَّةِ وَوَافَقَهُمْ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ. وَأَمَّا السَّلَفُ وَأَئِمَّةُ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالتَّصَوُّفِ وَأَكْثَرِ طَوَائِفِ الْكَلَامِ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ كالكرامية وَغَيْرِهِمْ وَنَفُتْهُ كَالْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ فَلَا يَقُولُونَ بِهَذَا الْأَصْلِ بَلْ يَقُولُونَ: هُوَ سُبْحَانَهُ يَخُصُّ مَا يَخُصُّ مِنْ خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ لِأَسْبَابِ وَلِحِكْمَةِ لَهُ فِي التَّخْصِيصِ كَمَا بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ فِي مَوَاضِعَ)).
وقال في ((المنهاج)): ((وهو صلى الله عليه و سلم امره شامل عام لكل مؤمن شهده أو غاب عنه في حياته وبعد موته وليس هذا لأحد من الأئمة ولا يستفاد هذا بالإمامة حتى أنه صلى الله عليه و سلم إذا أمر ناسا معينين بأمور وحكم في أعيان معينة بأحكام لم يكن حكمه وأمره مختصا بتلك المعينات بل كان ثابتا في نظائرها وأمثاله إلى يوم القيامة فقوله صلى الله عليه و سلم لمن شهده لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود هو حكم ثابت لكل مأموم بإمام أن لا يسبقه بالركوع ولا بالسجود وقوله لمن قال لم اشعر فحلقت قبل أن أرمى قال أرم ولا حرج ولمن قال نحرت قبل أن أحلق .. قال احلق ولا حرج أمر لمن كان مثله وكذلك قوله لعائشة رضي الله عنها لما حاضت وهي معتمرة اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت وأمثال هذا كثير بخلاف الإمام إذا أطيع ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 02:34]ـ
للفائدة ...(/)
من درر الإمام المجتهد عز الدين ابن عبدالسلام
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:25]ـ
قال رضى الله عنه " إذا بلغك أن أحدا من الأئمة شدد النكير على أحد من أقرانه فإنما ذلك خوفا على أحد أن يفهم من كلامه خلاف مراده، لا سيما علم العقائد فإن الكلام فى ذلك أشد"
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 09:38]ـ
ولذلك حذر منه الإمام الجهبذ ابن تيمية فوجب قبول نصيحته .... خاصة وان للرجل شطحيات عقدية مهولة ... والله يغفر له.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:42]ـ
بارك الله فيك أخى عبدالرحمن من الذى له شطحات عقدية عز الدين بن عبدالسلام، أين قرات هذا الكلام، أنتظر ردك
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 02:29]ـ
وليس ابن تيمية من أقران العز(/)
تقريظ وشهادة حق من الحافظ ابن دقيق العيد لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:31]ـ
سئل العلامة الحافظ تقى الدين بن دقيق العيد عن شيخ الإسلام ابن تيمية بعد اجتماعه به كيف رأيته؟ قال: " رأيت رجلا سائر العلوم بين عينيه، يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء، فقيل له: فلم لا تتناظران؟ قال: لأنه يحب الكلام وأحب السكوت"(/)
مشاركة حول من ضرب واضطهد من العلماء الكبار
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:41]ـ
هذه مشاركة أطرحها بين الأخوة على أن يزيدوا فيما أضعه، وسأبدأ بعدد من العلماء الذين تعرضوا للضرب والاضطهاد، ولن أحصى طبعا من وقع عليه الضرب من العلماء، وأنتظر مشاركات إخواننا لإثراء الموضوع:
1 - عبدالرحمن بن أبى ليلى ضربه الحجاج بن يوسف أربعمائة سوط ثم قتله
2 - سعيدبن المسيب ضربه عبدالملك بن مروان مائة سوط وصب عليه جرة ماء فى يوم شات وألبسه جبة صوف
3 - خبيب بن عبدالله بن الزبير ضربه عمر بن عبدالعزيز بأمر الوليد بن عبدالملك مائة سوط، وذلك أنه حدث عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال " غذا بلغ بنو أبى العاصى ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا ومال الله دولا" فكان عمر إذا قيل له أبشر قال كيف بخبيب على الطريق.
4 - الإمام موسى الكاظم سجن حتى مات.
5 - الإمام أبوحنيفة توفى فى السجن بعد أن ضرب.
6 - الإمام مالك بن أنس ضربه الوالى أيضا سبعين سوطا فى يمين المكره وكان مالك يقول لا يلزمه اليمين
7 - الإمام أحمد بن حنبل امتحن وسجن وضرب فى أيام بنى العباس
8 - ابن حزم امتحن وسجن واعتقل وضرب.
9 - ابن تيمية سجن بالقلعة وامتحن كثيرا
هناك علماء كثيرون وقع عليهم الاضطهاد والضرب أرجو من الأخوة المشاركة ومن أراد الاستفاضة فليفعل بخصوص واقعة الاضطهاد فحسب أما أن يعرض ترجمة العالم فلا يكتفى بالتعريف به فقط فى كلمات بسيطة
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 09:09]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل:
كذلك لا يفوتني أن أذكر: القرشي وابن الجائي والحسباني والناسوفي
جاء في كتاب إنباء الغمر بأبناء العمر في رسالة كتبها السلطان:
وفي المرسوم أيضاً بلغنا أن جماعة بدمشق ينتحلون مذهب ابن حزم وداود ويدعون إليه، منهم القرشي وابن الجائي والحسباني والناسوفي، فتقدم بطلبهم فإن ثبت عليهم منه شيء عمل بمقتضاه من ضرب ونفي وقطع معلوم، ويقرر في وظائفهم غيرهم من أهل السنة والجماعة وفيه وبلغنا أن جماعة من الشافعية والحنابلة والمالكية يظهرون البدع ومذهب ابن تيمية فذكر نحو ما تقدم في الظاهرية
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 09:18]ـ
كذلك الشيخ الإمام ابن سعدون الظاهري (ابن برهان) كان صاحب الإمام سعيد السحولي الظاهري ... تبعه خلق كثير في خراسان والشام وغيرهما ... حبسه الظاهر برقوق في الأغلال مع جماعة من أصحابه ووبخه وضرب أصحابه بالمقارع ....
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 07:34]ـ
وفيكم بارك ياصاحب الأفكار النيرة ن بارك الله فيك يا عبدالرحمن، وأكثر من أمثالك، دائما تخرج علينا بدررك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:29]ـ
الشهيد سيد قطب .. أعدم
الشهيد عبد القادر عودة .. أعدم
الشيخ عبد الحميد كشك .. سجن في ترع ..
الشيخ الألباني سجن .. في ظل النظام السوري ..
الشيخ الغماري سجن في مصر
الشيخ العلامة المجاهد القاضي برهون أبتلي كثيرا في عهد الحسن الثاني
العلامة حسن الكتاني ابتلي ولازال مبتلى في السجن ..
العلامة أبو الفضل الحدوشي كذلك
العلامة شيخنا الحبيب أبوحفص محمد رفيقي عبد الوهاب كذلك ...
الشيخ المجاهد الفزازي كذلك ..
واعذرني اخي أني ذكرت معاصرين حتى لايقال أن الاضطهاد والابتلاء كان للأقدمين ... بل هي سنة من السنن التي اشترك فيها الصادقون
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:36]ـ
بارك الله فيك يا إمام ولا حرمنا الله من مشاركاتك
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:04]ـ
والقاضى عياض اليحصبى المالكى، وكذا القاضى أبوبكر بن العربى المالكى قتلا على يد الموحدين قيل بالسم، وقيل غير ذالك، هل من مزيد ن أنا أحاول المداخلة فحسب حتى لا يقال أننى كتبت المشاركة والردود
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 09:19]ـ
وكذا القاضى أبوبكر بن العربى المالكى قتلا على يد الموحدين قيل بالسم
لم يحدث هذا بل حاصره بعض خصومه ومناوئيه في داره ثم مات فيها والخلافات بينه وبينهم كانت دنيوية حسب ما أذكر وأظنه ذكر ذلك في العواصم من القواصم.
ومعذرة لا أستطيع توثيق القصة لأنى مسافر وبعيد عن كتبي.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
بارك الله فيك يا أخى العمرى سابسطها نيابة عنك حسب ماهو متعارف بين أهل التاريخ وحسب الاختلاف فى الأقوال
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:09]ـ
ذكر النباهى فى كتابه تاريخ قضاة الأندلس أو المرقبة العليا ص 95 أن ابن العربى المالكى كان ضمن وفد إشبيلية الذى وفد على عبدالمؤمن بن على لمبايعته، وأن الموحدين احتبسوا الوفد نحو العم، ثمأطلق سراحهم، فساروا حتى قاربوا مدينة فاس توفى ابن العربى، وقيل مات مسموما.
وذكر النباهى فى كتابه ص95 أيضا أن القاضى عياض مات خنقا
على عودة إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حرملة]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:52]ـ
في كتب الرجال والتاريخ من قتلى أئمة القرّاء والعلماء من خيرة التابعين في دير الجماجم الكثير الكثير، أتذكّر منهم:
• أوس بن خالد الربعي.
• عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي
• زر بن حبيش بن خباشة
• بن أبي ليلى
• أبو البخترى الطائي
• سعيد بن جبير: قتله الججّاج -قاتله الله- بسبب حضوره تلك المعركة.
• الإمام مالك: ضربه أحد الولاة
• الإمام أبو عبد الرحمن النسائي: ضربته بعض ناصبة أهل دمشق ودقّقوا خصيته! قال الدارقطني: فتوفي بمكة مقتولا شهيدا مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره.
• ابن رشد الحفيد: اتّهم من قبل مبغضيه بالكفر والضلال فنكّبه أبو يوسف المنصور الموحّديّ وضربه.
• أبو المحاسن الروياني: قتلته الباطنية بمدينة "آمل" بعد فراغه من الإملاء.
• ابن الجوزي: أوغروا صدر الخليفة الناصر فيه، فأمر بتسليمه إلى أحد الدّجّاجلة، فشتمه وأهانه وختم على داره وشتت عياله، ثم حُبس وبقي يغسل ثوبه ويطبخ، ودام على ذلك خمس سنين وما دخل فيها حماما.
• أحمد بن نصر الخزاعي: قتله الخليفة الواثق بنفسه بتحريض من الجهمي ابن أبي دؤاد.
• عباس بن عبد العظيم العنبري: عذبوه في محنة خلق القرآن.
• يوسف بن يحيى البويطي: مات في قيده في محنة خلق القرآن.
• يعقوب ابن أبي إسحاق بن راهويه: قتلته القرامطة
• أبو حاتم محمد بن حبان البستي: أثناء إلقائه لأحد الدروس في نيسابور سئل عن النبوة فقال: النبوة "العلم والعمل" فألّب عليه الجهال الناس، فآذوه أشد الإيذاء.
هل نضيف إلى ذلك وُثوب إسحاق بن راهويه على شيخ الظاهريّة داؤود بن علي الأصبهاني وضربه لما سمع منه كلمة منكرة!
بيد أنّها تأديب، لا اضطهاد! (ابتسامة)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 01:05]ـ
هل نضيف إلى ذلك وُثوب إسحاق بن راهويه على شيخ الظاهريّة داؤود بن علي الأصبهاني وضربه لما سمع منه كلمة منكرة!
بيد أنّها تأديب، لا اضطهاد! (ابتسامة)
ما مصدر هذا الكلام؟!!!
ـ[حرملة]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 01:59]ـ
السير 13/ 103
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:44]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للفائدة هذه سلسلة يكتبها الأستاذ شريف عبد العزيز
بعنوان سلسلة ترويض المحن
محنة الإمام ابن الجوزي ( http://www.islammemo.cc/2008/10/09/70736.html)
محنة الإمام الطرطوشي ( http://www.islammemo.cc/2008/10/03/70389.html)
محنة الخطيب البغدادي ( http://www.islammemo.cc/2008/09/23/69958.html)
محنة القاضي عياض ( http://www.islammemo.cc/2008/09/16/69584.html)
محنة الإمام ابن حِبَّان ( http://www.islammemo.cc/2008/09/07/69172.html)
محنة الإمام النسائي ( http://www.islammemo.cc/2008/09/01/68874.html)
محنة الإمام ابن خزيمة ( http://www.islammemo.cc/2008/08/21/68359.html)
محنة الإمام الطبري ( http://www.islammemo.cc/2008/08/14/68007.html)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:01]ـ
بارك الله فيك يا ابا شهاب، وفيك بارك الله يا حرملة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:04]ـ
ما قصدناه من هذه المشاركة هو ما تعرض له العلماء من ضرب واضطهاد نتيجة للاستبداد، أما ما يقع بين العلماء بعضهم البعض فهذا له موضع آخر لعلنا نفرد له موضوعا، وكنت قد شرعت فى كتاب بعنوان منافرات علماء الإسلام، لعلى أضع عنه مشاركة على مجلسنا هذا إن شاء الله(/)
هل الزمخشري لا يُكفّر من لم يعتقد الكفر وإن أرتكب الكفر؟؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام وجدت هذا القول وأريد التأكد من صحته.
يقول العلامة ابن الوزير اليماني رحمه الله (وقد بالغ الشيخ أبو هاشم وأصحابه وغيرهم فقالوا: هذه الآية تدل على أن من لم يعتقد الكفر ونطق بصريح الكفر وبسب الرسل أجمعين وبالبراءة منهم وبتكذيبهم من غير إكراه وهو يعلم أن ذلك كفر أنه لا يكفر وهو ظاهر اختيار الزمخشري في كشافه فإنه فسَّر شرح الصدر بطيب النفس بالكفر وباعتقاده معًا وهذا كله ممنوع لأمرين:
أحدهما: معارضة قولهم بقوله تعالى: " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ".
فنصَّ بكفر من قال ذلك بغير شرط فخرج المكره بالنص والإجماع وبقي غيره، فلو قال مكلف مختار غير مكره بمقالة النصاري التي نصَّ القرآن على أنها كفر ولم يعتقد صحة ما قال لم يُكَفِّرُوه مع أنه لعلمه بقبح قوله يجب أن يكون أعظم إثمًا من بعض الوجوه لقوله تعالى: " وهم يعلمون " فعكسوا وجعلوا الجاهل بذنبه كافرًا والعالم الجاحد بلسانه مع علمه مسلمًا.
الأمر الثاني: أن حجتهم دائرة بين دلالتين ظنيتين قد اختلف فيهما في الفروع الظنية:
إحداهما: قياس العامد على المكره والقطع على أن الإكراه وصف ملغي مثل كون القائل بالثلاثة نصرانيًا وهذا نازل جدًا ومثله لا يقبل في الفروع الظنية.
وثانيتهما: عموم المفهوم " ولكن من شرح بالكفر صدراً ".
فإنه لا حجة لهم في منطوقها قطعًا وفاقًا، وفي المفهوم خلاف مشهور هل هو حجة ظنية مع الإتفاق على أنه هنا ليس بحجة قطعية ثم في إثبات عموم له خلاف، وحجتهم هنا من عمومه أيضًا وهو أضعف منه، بيانه أن مفهوم الآية: ومن لم يشرح بالكفر صدرًا فهو بخلاف ذلك سواء قال كلمة الكفر بغير إكراه أو قالها مع إكراه فاحتمل أن لا يدخل المختار بل رجَّح أن لا يدخل لأن سبب النزول في المكره والعموم المنطوق يضعف شموله بذلك ويختلف فيه فضعف ذلك في الظنيات من ثلاث جهات: من كونه مفهومًا، وكونه عموم مفهوم وكونه على سبب مضاد لمقصودهم.
قال قتادة: نزلت في عمَّار بن ياسر ذكره الذهبي في ترجمته من النبلاء ورواه الواحدي عن ابن عباس فكيف يقدم مع ذلك كله على منطوق " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ") إهـ إيثار الحق على الخلق (437).
فما صحة ما نسبه إلى الزمخشري .. وبارك الله فيكم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 10:24]ـ
أخي الكريم،
الزمخشري معتزلي العقيدة حنفي المذهب .. لذلك تجد في أقواله في الكفر والإيمان ما يوافق الجهمية والأشاعرة ..
والله اعلم(/)
معاملة الرجل لزوجته قبل الزفاف
ـ[كمال يسين]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 11:14]ـ
السلام عليكم
عندي سؤالين:
السؤال الأول:
إذا تحققت أركان النكاح من إيجاب و قبول و شهود ,ماهي حدود معاملة الرجل لزوجته,
مع العلم أن الزوجة مازالت في بيت أبيها, و الزوج اقام وليمة صغيرة للأقارب فقط
السؤال الثاني:
هل الوليمة واجبة أم مستحبة و هل تكون قبل أو بعد البناء
ـ[كمال يسين]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:32]ـ
ما لكم لا تردون
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 06:02]ـ
اما بالنسبة للسؤال الأول
(وما جعل عليكم في الدين من حرج)
(والله لا يستحي من الحق)
فالذي يظهر لي ان له ما دون الجماع من تقبيل وعناق ونحوه فإن المرأة في الشرع والعرف تعد له زوجه ولكن لم يدخل بها
وقد جعل الله رب العالمين لها نصف المهر فلماذا؟؟
وفي الحديث ولها عليه المهر بما استحل من فرجها
فالمهر من اجل الإستحلال ولكن لما لم يستحل فرجها كان لها نصف المهر بما كان من نحو ما سبق ذكره
ولكن ما ينبغي التوسع في هذا حتى لا نقع فيما لا يحمد
وقد رأتيت في ذلك أمورا عجيبة
فهذا رجل توسع في ذلك جدا حتى وقع على المرأة فحملت ثم مات قبل ان يشهر البناء ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:25]ـ
(وما جعل عليكم في الدين من حرج)
ما وجه الاستدلال؟
فالذي يظهر لي ان له ما دون الجماع ...........
الأخ صاحب الموضوع إما مستفتٍ، فلا قيمة لإجابة يأخذها من مجهول يكتب باسم مستعار!
وإما مدارس، فمن شاركه يأتِ بالأدلة ويناقش على طريقة طلبة العلم ..
أما (الذي يظهر لي) أو ما شابهها، فلا محل لها من الاعتبار ..
نصيحة أخ محب فقط؛ فاحملها على وجهها ..
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:44]ـ
ما وجه الاستدلال؟
الأصل الأخذ بعموم اللفظ
قوله من حرج نكرة في سياق النفي تفيد العموم
فيعم عموم الحرج سواء كان بمشقة أو بغيرها وفقكم الله
الأخ صاحب الموضوع إما مستفتٍ، فلا قيمة لإجابة يأخذها من مجهول يكتب باسم مستعار!
!!! وفقكم الله
وإما مدارس، فمن شاركه يأتِ بالأدلة ويناقش على طريقة طلبة العلم ..
أما (الذي يظهر لي) أو ما شابهها، فلا محل لها من الاعتبار ..
وما الذي فعلت؟؟!!!!
هل المناقش لا يسمح له بقول الذي يظهر لي ونحو ذلك من (عندي كذا) و (الذي أراه) ... وما أشبه؟
نصيحة أخ محب فقط؛ فاحملها على وجهها ..
قد فعلت
ولك على مثل ما قدمتَ لي فأقدمه لك فاقبل كما قبلتُ
فنرجوا مراعاة الطريقة فهي أدعى للقبول
وفقكم الله وسدد على الحق خطاكم
ـ[كمال يسين]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:12]ـ
الأخ أبو زياد أشكرك على مشاركتك و بارك الله فيك
الأخ عبد الملك أنا مستفت و لكن أريد إجابة بالأدلة و أصارحك إن قلت لك لا يهمني من يجيب و إنما الذي يهمني استدلالات المجيب
أما (الذي يظهر لي) أظن أن هذا الأسلوب استعمله العلماء بل و حتى الصحابة , فالعيب ليس بقول الذي يظهر لي و إنما العيب فيمن ينسب الذي ظهر له للشرع, و بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:43]ـ
من عقد على امرأة فإنه يحل له منها كل شيء، فهي زوجه، يحل له أن يخلو بها، وأن يمسها، وإن مات أحدهما ورث الآخر، إلى غير ذلك.
وأما الجماع فيمنَع منه قبل الزفاف، لا لحرمته، بل مراعاة للعُرف، ونفياً للنزاع، وتجنباً للمفاسد. وبالله التوفيق.
وللتوثيق: انظر السؤال رقم 75026 من فتاوى موقع: الإسلام سؤال وجواب.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:55]ـ
وأما الوليمة -في العرس- فهي سنة مؤكدة للقادر عليها عند الجمهور، وقد قال النبي (ص) لابن عوف: (أولِم ولو بشاة)، وقد ورد أن النبي (ص) أولم على بعض نسائه بمدين من شعير، وأولم على صفية -رضي الله عنها- بتمر وسمن وأقط، وأولم على أم سلمة -رضي الله عنها- بأقل من شاة، وأولم بشاة على زينب.
وهل تكون قبل البناء أو بعده؟ محل خلاف.
فمنهم من قال عند العقد، ومنهم من قال بعد الدخول، ومنهم من وسع فيها من ابتداء العقد إلى انتهاء الدخول. وقد ثبت في الصحيح أن النبي (ص) دعا القوم بعد الدخول بزينب رضي الله عنها. وبالله التوفيق.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:03]ـ
ما وجه الاستدلال؟
الأخ صاحب الموضوع إما مستفتٍ، فلا قيمة لإجابة يأخذها من مجهول يكتب باسم مستعار!
وإما مدارس، فمن شاركه يأتِ بالأدلة ويناقش على طريقة طلبة العلم ..
أما (الذي يظهر لي) أو ما شابهها، فلا محل لها من الاعتبار ..
نصيحة أخ محب فقط؛ فاحملها على وجهها ..
سلام الله عليكم .....
أرجو من كانت عنده نصيحة لا يبديها علانية .....
أخي أبا زياد، أخونا عبد الملك لايرضى لك سوى الخير، فاحمل كلامه محمل الحسن ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:47]ـ
الأخ أبو زياد أشكرك على مشاركتك و بارك الله فيك
الأخ عبد الملك أنا مستفت و لكن أريد إجابة بالأدلة و أصارحك إن قلت لك لا يهمني من يجيب و إنما الذي يهمني استدلالات المجيب
أما (الذي يظهر لي) أظن أن هذا الأسلوب استعمله العلماء بل و حتى الصحابة , فالعيب ليس بقول الذي يظهر لي و إنما العيب فيمن ينسب الذي ظهر له للشرع, و بارك الله فيك أخي الكريم
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخي الحبيب ورفع الله قدرك وزادك أدبا وعلما
سلام الله عليكم .....
أرجو من كانت عنده نصيحة لا يبديها علانية .....
أخي أبا زياد، أخونا عبد الملك لايرضى لك سوى الخير، فاحمل كلامه محمل الحسن ....
والله هذا ما فعلت أخي الحبيب
وقلت إن حقه علي أن اقدم له مثل الذي قدم لي أي من النصح
فنصحته ان يراعي طريقة النصح حتى يقبل المنصوح ولا يكابر والعياذ بالله
هذا ما حدث بارك الله فيك لا أظن باخي إلا الخير
وجزاك الله خيرا حبيب قلبي المبارك
تنبيه: (المبارك) عائدة عليك حبيبي لا على القلب (ابتسامة)
دمت حبيب القلب في حفظ الرب
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:54]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخي الحبيب ورفع الله قدرك وزادك أدبا وعلما
والله هذا ما فعلت أخي الحبيب
وقلت إن حقه علي أن اقدم له مثل الذي قدم لي أي من النصح
فنصحته ان يراعي طريقة النصح حتى يقبل المنصوح ولا يكابر والعياذ بالله
هذا ما حدث بارك الله فيك لا أظن باخي إلا الخير
وجزاك الله خيرا حبيب قلبي المبارك
تنبيه: (المبارك) عائدة عليك حبيبي لا على القلب (ابتسامة)
دمت حبيب القلب في حفظ الرب
أحسن الله إليك أخي الحبيب ....
دمت مباركا أينما كنت .....(/)
سبب أشتغال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بمسائل الأصول أكثر من مسائل الفروع؟؟.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعرف لماذا أهتم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بالتأليف في أمور العقائد والأصول بشكل واسع جداً أكثر من غيره من المسائل الشريعة ... هذا هو الجواب.
يقول العلامة البزارعن شيخه ابن تيمية رحمهما الله تعالى: (ولقد أكثر رضي الله عنه التصنيف في الأصول فضلاً عن غيره من بقية العلوم، فسألته عن سبب ذلك والتمست منه تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته، ليكون عمدة في الإفتاء، فقال لي ما معناه: الفروع أمرها قريب ومن قلد المسلم فيها أحد العلماء المقلدين: جاز له العمل بقوله، مالم يتيقن خطأه، وأما الأصول: فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء: كالمتفلسفة، والباطنية، والنصرية، والجهمية، والحلولية، والمعطلة، والمجسمة، والمشبهة، والراوندية، والكلآبية، والسليمية، وغيرهم من أهل البدع: قد تجاذلوا فيها بأزمة الضلال، وبان لي أن كثيراً منهم: إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية ... إلى أن قال: فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي: أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم، وقطع حجتهم وأضاليلهم، أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم، ويزيف دلائلهم، ذباً عن الملة الحنيفية والسنة الصحيحة الجليّة) إهـ. الأعلام العلية (صـ35).
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 03:16]ـ
لكن هذه الأيام حتى الفقه كذلك امتلأ بالبدع
فبعض الناس عنده شيوعية في الإسلام و بعضهم عنده رأسمالية في الإسلام في باب المعاملات و في السياسة الشرعية بعض الناس عنده ديموقراطية في الإسلام و بعضهم عنده ثورية في الإسلام
و ما إلى ذلك، فالعالم لو بذل عمره كله في إنكار البدع لم يكن كثيراً(/)
الثبات الثبات ... قبل الفوات وقبل الممات
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:41]ـ
الثبات الثبات ... قبل الفوات وقبل الممات
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
أيها الأحبة: دخلت أحد المساجد في صلاة الظهر أول أيام عيد الفطر المبارك , فما وجدت فيه من كنت أراهم وعلى طوال شهر كامل , صليت السنة الراتبة ثم جلست أفكر ... أين الناس؟!!! ما الذي دهاهم؟!!! ماذا حصل لهم؟!!! فكان هذا الموقف هو الدافع لأن أكتب هذا الموضوع والذي عنونته ب "الثبات الثبات ... قبل الفوات وقبل الممات " وأسأل الله التوفيق في القول والعمل لي ولكم , اللهم آميين.
أعظم النعم على الإطلاق
إن أعظم نعمة أنعمها الله على الإنسان والجان هي نعمة الهداية والتوفيق لطاعة رب العالمين - سبحانه وتعالى – ومع ذلك فإنك ترى كثيرا من الناس يفرط في هذه النعمة , ولا يقدرها قدرها , ولا يوفيها حقها , بل هو يستهين بها ولا يكترث بفقدانها , في الوقت ذاته الذي لا يفرط في نعم هي أدون منها شأنا , وهذا هو حال من وفقه الله للطاعة في رمضان ثم هو ينكص على عقبيه , ويعود إلى ما كان عليه قبل رمضان وإلى الله المشتكى , وحول نعمة الهداية يقول الله تعالى:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".
لماذا نثبت على طاعة الله تعالى؟
لماذا نثبت على طاعة الله تعالى؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في هذه الآونة , والجواب: نثبت على طاعة الله تعالى , لأنه وصية الله لنا, قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران:102).
لماذا نثبت على طاعة الله تعالى؟
والجواب: لأن الثبات هو علامة صدقك في انتسابك وانتمائك لهذا الدين , قال الله تعالى:" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" (الأحزاب: 23).
لماذا نثبت على طاعة الله تعالى؟
والجواب: لأنها الطريق إلى محبة الله وعصمته لنا من الخطأ والزلل , والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته"
لماذا نثبت على طاعة الله تعالى؟
والجواب: لأنها الطريق إلى حفظ الله لنا في أموالنا وأبداننا وأولادنا وديننا , والدليل على ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عباس أنه قال:" يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف " , والمعنى: احفظ الله بالمداومة على طاعته يحفظك في مالك واهلك وبدنك ونفسك.
هل كان السلف يخافون على أنفسهم من الضلالة وفقدان الهداية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها الأحبة: إن السلف مع رقي إيمانهم وعلو منزلتهم عند الله , كانوا يخافون على أنفسهم من الغواية والضلالة , ويدل على هذا قوله تعالى:" رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران:8) , بل إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يخاف على نفسه وعلى أصحابه من الغواية والضلالة والدليل على ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت: يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء. وعند ابن ماجه من حديث عبد الله بن سرجس: أن النبي كان يتعوذ إذا سافر من الحور بعد الكور , أي أنه – صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من الضلالة بعد الهداية. قال ابن مليكة: "شاهدت اكثر من ثلاثين من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – كلهم يخاف النفاق على نفسه".
الدعاء وأثره في الثبات على طاعة الله تعالى
أيها الإخوة: إن من أهم الوسائل التي تعين على الثبات على دين الله تعالى , طلب المساعدة والمعونة من الله في الثبات على دينه وطاعته , وهذا يعرفه كل من تأمل نصوص الكتاب والسنة , فنحن نطلب الهداية من الله تعالى في اليوم الواحد أكثر من سبعة عشرة مرة , ونحن نقرأ سورة سورة الفاتحة , ألا يدل ذلك على أهمية الدعاء في الثبات على طاعة الله , وعند مسلم من حديث عبد الله بن عمروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعوا يقول: " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى." وعند أبي داوود من حديث الحسن بن علي قال: علمني جدي أن أقول في دعاء الوتر:" اللهم اهدني فيمن هديت " , وعند البخاري من حديث أبي هريرة فيما يرويه الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن ربه – عز وجل – أنه يقول: " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم " , وعند أحمد في مسنده من حديث معاذ أنه قال: أن رسول الله قال له: "يا معاذ إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ذكر الله وأثره في الثبات على دين الله تعالى
إن ذكر الله له كبير الأثر في جميع ميادين الصراع مع أعداء الله , ويدل على هذا الفهم قول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال:45) , وأدعك أيها القارئ الأريب تتأمل سر جمع الله في الآية الكريمة بين الثبات "فاثبتوا" وبين ذكر الله "واذكروا" , وإن ذكر الله يزيد أيمان صاحبه ومن زاد إيمانه لا يخشى عليه من الضلالة , وإنما تخشى الضلالة على من ينقص إيمانه , قال الله تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (الأنفال:2) , وإن الذكر يدمر مسبب الضلالة ألا وهو الشيطان , وإنما تنقطع الأشياء بانقطاع مسبباتها , وإن بلالا لم يجد أفضل من الذكر ليثبت على دين الله في مقابل تعذيب الكافرين له فكان يقول: أحد أحد.
العقيدة الصيحة وأثرها في الثبات على طاعة الله
إن من أعظم الوسائل التي تثبت المسلم على طاعة الله معرفة العقيدة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمل بشروطها واجتناب نواقضها , قال الله تعالى:"ومن يؤمن بالله يهد قلبه " (التغابن:11) , وإن الله لا يضل إلا كافرا ظالما أراد لنفسه الضلالة , وأما رجل العقيدة فالله يثبته على التوحيد والإيمان , قال الله تعالى:" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" (إبراهيم:27).وعند البخاري من حديث ابن عباس وفي الحوار الذي دار بين أبي سفيان وهرقل ... قال هرقل لأبي سفيان:وهل يرتد منهم أحد سخطة على دينه؟ فقال أبو سفيان: لا , فقال هرقل له: وهكذا بشاشة الإيمان إذا خالطت القلوب. قال السلف:" ما عرفت سوء الخاتمة لإنسان مستقيم في عقيدته".
(يُتْبَعُ)
(/)
أثر الاتباع في الثبات على طاعة الله تعالى
أيها الأحبة: إن الاتباع إنما يعني أن تعمل بكل ما جاء به محمد من عند ربه , إن كان في قرآن أو في سنة , فإن ارعويت لهذا فاعلم أنك مكافؤ من قبل ربك بأن يوفقك لتثبت على دينه وطاعته , قال الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ... وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ... وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا" (النساء:68,67,66) , وقال جل في علاه:" قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ " (سبأ:50) , ولك أخي القارئ أن تتأمل مرة أخرى في قوله: " وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي " ويوضح هذا ويجليه بصورة أكبر قوله تعالى: " واتبعوه لعلكم تهتدون " (الأعراف:158).
طلب العلم والعمل به وأثره في الثبات على طاعة الله
معلوم أيها الأحبة أن العلم يورث الخشية من الله , والخشية من الله هي صمام الأمان الذي يقيك من أن تقع في الغواية , فمن خاف الله تحاشى مخالفته وثبت على طاعته , قال الله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌغَفُورٌ" (فاطر:28) , وقال الله تعالى:" أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر:9) , قال على بن أبي طالب - رضي الله عنه -: الناس ثلاثة: عالم رباني , ومتعلم على سبيل النجاة , وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا بنور الكتاب والسنة " والمعنى من هذا الإيراد: أن الضلالة والتفريط في الهداية إنما يأتي بسبب الجهل , فتبا للجهل ماذا يفعل بأصحابه , ولقد أغوى إبليس ألف عابد جاهل يسألهم: هل يستطيع ربكم أن يضع هذا الكون في بيضة؟ فينظرون حولهم في عظمة السموات والأرض , فيجيبون بالنفي فيضلون , ولكنه لما سأل عالما , أجابه بالإيجاب وقال له: وفي أصغر من بيضة إذا شاء , إن الله على كل شئ قدير. وإن إنسانا لم يذق مر التعلم ساعة تجرع كأس الجهل والذل طوال حياته.
الصحبة الصالحة وأثرها في الثبات على دين الله
قيل في الزمان السابق: الصاحب ساحب , إما أن يسحبك إلى خير وإما إلى شر , والرسول - صلى الله عليه وسلم – قال كما عند أبي داوود من حديث أبي هريرة: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ,وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ". وإنني تمر بي أحوال أكاد فيها أن أضل فيسخر الله لي بمنه وكرمه أصدقاء السعادة ويمدون أيديهم إلى ويخرجونني من مستنقع الضلالة , وهناك من الأصحاب من يأخذون بأيدي أصحابهم إلى الضلالة فإياك وإياهم فقد أخرج الترمذي في سننه من حديث أبي سعيد أن رسول الله قال: " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ".
قصص الصالحين وأثرها في الثبات على طاعة الله
إن الله تعالى كان يثبت رسوله بسرد قصص إخوانه من الأنبياء ليتأسى بهم وليحذو حذوهم ويسير على طريقتهم , قال الله تعالى:" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" (هود:120).
أيها الإخوة: لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يثبت على طاعة ربه , ولا يتلكأ في تأديتها والقيام بها فكونوا مثله , أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال:" اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل وكان إذا عمل عملا أثبته". وفي الحديث دليل على أن التشدد وتحميل النفس فوق ما حملها الله من أهم أسباب الانقطاع عن الطاعة , فاعقلوا هذا يا بارككم الله , بل لقد كان الرسول إذا فاته قيام الليل قضاه من النهار اثنتي عشرة ركعة.
وأخيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله والثبات على طاعته , فإن السعيد من وعظ بنفسه واتقى ربه واستمسك بشرعه ولم يبدل تبديلا , قال تعالى:" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " (الأحزاب:23).
- إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الحكم]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم
مقال جميل جدا جزاك الله خيرا
أثر الاتباع في الثبات على طاعة الله تعالى
أيها الأحبة: إن الاتباع إنما يعني أن تعمل بكل ما جاء به محمد من عند ربه , إن كان في قرآن أو في سنة , فإن ارعويت لهذا فاعلم أنك مكافؤ من قبل ربك بأن يوفقك لتثبت على دينه وطاعته , قال الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ... وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ... وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا" (النساء:68,67,66) , وقال جل في علاه:" قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ "
بل إن الذي ثبت الامام أحمد بن حنبل في محنته اتباعه للمنهج في كل صغيرة وكبيرة وهكذا هو حال العلماء الربانيين
أما اليوم فتجد الشخص يدعي اتباعه للمنهج السلفي وهو ازهد مايكون في تطبيق السنة ورضي بأن يفعل الجائز أو المكروه أو المختلف فيه هل هو جائز أم حرام ,,, أما أن يفعل المستحب فهذا ناذر إلا إن وافق هواه ..... إلا من رحم ربي
والسلام عليكم(/)
حكم التداوي بزيت الحية وبيعها (الشيخ محمد علي فركوس)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 07:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ حكم التداوي بزيت الحية وبيعها ‘‘
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -
السؤال:
تباع في السوق زيتٌ، تُسمَّى بزيت الحية، وتستعمل للتداوي من الصلع أو سقوط الشعر، فما حكم هذه المادة؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإذا كانت الزيت مستخرجةً من الحية حقيقة، فإنَّ الحية كالفأرة والحشرات معدودةٌ من الحيوانات المستخبثة المستقذرة يحرم أكلها بالإجماع، وكذا التداوي بها، لقوله - تعالى -: ? وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ? [الأعراف: 157]، جريًا على قاعدة: «التَّحْرِيمُ يَتْبَعُ الخُبْثَ وَالضَّرَرَ»، قال ابن تيمية - رحمه الله -: «أكل الخبائث وأكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين، فمن أكلها مستحلاًّ لذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ومن اعتقد التحريم وأكلها فإنه فاسق عاص لله ورسوله» (1).
هذا، وإذا ما حُرِّم ملابسته كالنجاسات حُرِّم أكله والانتفاع به بالدُّهن والتداوي، و «إِذَا حَرَّمَ اللهُ الانْتِفَاعَ بِشَيْءٍ حَرَّمَ الاعْتِيَاضَ عَنْ تِلْكَ المَنْفَعَةِ» (2)، لقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ، إِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ» (3).
أمَّا إذا أضيفت الزيت إلى الحية من باب التسمية لا الحقيقة بأن تكون مستخرجةً من عموم الطيِّبات كالزيوت النباتية أو الحيوانية الطاهرة التي لا مضرَّة فيها فيجوز الانتفاع بها في التغذية والتداوي والادهان والبيع، لقوله - تعالى -: ? يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ? [المائدة: 4]، ويجوز الاستعانة بها على الطاعة دون المعصية، لقوله - تعالى -: ? لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ? [المائدة: 93]، مع الشكر عليها لقوله - تعالى -: ? ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ? [التكاثر: 8]، أي: عن الشكر عليه.
والعلمُ عند اللهِ - تعالى -، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 2 رمضان 1429 ه / الموافق ل: 2 سبتمبر 2008 م
====
الهوامش:
(1) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (11/ 609).
(2) «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية: (3/ 125)، «إعلام الموقعين» لابن القيم: (3/ 146).
(3) أخرجه بهذا اللفظ: أبو داود في «سننه» كتاب الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة: (3488)، وأحمد في «مسنده»: (2673)، وابن حبان في «صحيحه» (4938)، والدارقطني في «سننه»: (2852)، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند الإمام أحمد»: (4/ 347)، والألباني في «غاية المرام»: (318).
المصدر:
http://www.ferkous.com/rep/Bl15.php
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم الاخ الكريم و د/الفاضل فركوس السلام عليكم و رحمة الله و بعد ألا تتذكرني لقد زرتكم لما كنت أبحث عن نسخة من مخطوط الحاقظ ابن القطان الفاسي الاقناع في الاجماع و أخبرتني أن عكاشة قد يسبقني الى ذلك فقد سبقني فعلا الا أنني أكملت كتابي الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماخ و هو أفضل يقينا من كتابه و الله أعلم أما فيما يخص بنازلتك ألا ترى أنها تصحيف للحبة السوداء لأن زيت الحبة السوداء شائع بين الناس و حديثه متفق عليه كما هو معلوم عندكم و الله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الحبيب فريدا: جزاك الله خيرا، لكن لعل جواز الاستفادة والانتفاع بما حرم شربه أو أكله في غير الأكل والشرب هو الأقرب للصواب، وقد اختلف الشراح في معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أرأيت شحوم الميتة فإنه تُطلى بها السفن؟) في حديث جابر –رضي الله عنه – المعروف المتفق عليه:
(أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام. فقيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة؟ فإنه تطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس؟ فقال لا هو حرام. ثم قال عند ذلك قاتل الله اليهود إن الله لما حرم شحومها أجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه).
قال الشيخ العلامة العثيمين في (شرح البلوغ):
[ماذا نقدر الفاعل؟
قال بعض العلماء: التقدير أن نقول: أيحل هذا فيها؟ يعني: أن تطْلى بها السفن، ويستصبح بها الناس وتدهن بها الجلود، أو يكون التقدير أيحل بيعها؟ فقد اختلف العلماء – رحمهم الله تعالى – ماذا يقدر الفاعل؟ أهو البيع أو هذه المنافع؟
الصحيح: أنه البيع، لأن السياق في البيع، ولأنّ هذه الأشياء التي سألوها ما تحدث عنها النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى يقال: أرأيت هذا هل يحل؟ وهو لم يتحدث عن تحريم المنافع إطلاقا، إنما كان يتحدث عن البيع، لكن لما رأوا هذه المنافع ظنوا أن هذه المنافع تقتضي حِل بيعها، كما أن المنافع في الإذخر اقتضت حل حشه في الحرم ........ هذا هو الصواب المتعين في الحديث أن المسؤول عنه ليست هذه المنافع، وإنما هو بيعها الذي تقتضي هذه المنافع حلَّه] اهـ.
السؤال:
ما حكم التداوي بدهن الورل؟
الجواب:
[أولاً: الورل من الذي سوف يصيده؟
السائل: صيده سهل.
الشيخ: وهل نزل قرآن أو ثبت بالتجارب أن دهنه مفيد؟
السائل: نعم.
الشيخ: إذاً: لا بأس به، لكن إذا أردت الصلاة فاغسله، فإذا قال قائل: (إن الله لم يجعل شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها)؟ نقول: إن الله ما حرم علينا أن ندهن به، حرم علينا أكله أو شرب دهنه أو ما أشبه ذلك، أما أن نمسح به أجسادنا ونحن قد جربنا ذلك ونفع فلا بأس، لكن عند الصلاة يجب التطهر منه.
سائل: ما هو الورل؟
الشيخ: الورل هذه دويبة يقولون: إنها شريرة تعض الإنسان فلا أدري تهلكه أو تؤلمه .. حدّث إخوانك عن الورل.
السائل: الورل: دابة قريبة الشبه من الضب، لكن يستكرهها الناس ولا تؤكل، أو أنها نجسة أيضاً .. !
الشيخ: لا. هذا غلط، يستكرهها الناس، هناك من يستكره الضب؟ وهناك من يستكره الجراد؟ فليس سبباً للتحريم كراهة الناس، ولهذا بعض العرب يأكل كل ما هب ودب إلا الخنفساء، ولهذا يهنئ بعض الناس الخنفس، ويقولون: هنيئاً لها إن العرب لا تبيحها فلا تقتلها. أنا سمعت أن الورل هذا شرير، يعدو على الإنسان ويعضه، ولا يمكن أن يطلقه حتى يقطع منه اللحم.
أحد الحضور: يرضع البهائم أيضا ..
الشيخ: يرضع البهائم أيضا؟!!
.. فيؤذيها.
الشيخ: هذه أيضا مشكلة، هذا سبب.
على كل حال هو دويبة خبيثة] اهـ من (لقاء الباب المفتوح) شريط (183).
السؤال: ما حكم التداوي بدم بعض الطيور وهو ما يسمى بالغرنوق؟
حيث يصاد بسرعة ويذبح بعد ذلك، ويُعطى دمه للطفل المصاب.
الجواب:
[أولا: لا يجوز أن يتداوى الإنسان بالدم شربا لأن الله تعالى حرمه بالكتاب: (حرمت عليكم الميتة والدم)، وأما مسحا من خارج الجلد، فإن ثبت أنه نافع فلا بأس، لكنه عند الصلاة يغسله، وإن لم يثبت أنه نافع فلا يجوز] اهـ أسئلة ملحقة بالشريط (78) من (لقاء الباب المفتوح).
ـ[محمد آل بن ناصر]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 12:14]ـ
مذهب المالكية في أكل الحيات والعقارب هو الجواز
قال الشيخ خليل في مختصره " باب المباح طعام طاهر والبحري وإن ميتا وطير ولو جلالة وذا مخلب ونعم ووحش لم يفترس كيربوع وخلد ووبر وأرنب وقنفد وضربوب وحية أمن سمها وخشاش أرض (كعقرب) وعصير ... "
قال الشيخ أحمد الدردير في أقرب المسالك:" المباح ما عملت فيه الذكاة من نعم وطير ولو جلالة وذا مخلب ووحش كحمار وغزال ويربوع وفأر ووبر وقنفد وحية أمن سمها إلا المفترس ووطواط وجراد وخشاش أرض كعقرب وخنفساء ... "
وذكر ابن رشد الحفيد في بداية المجتهد أن إباحة أكل الحيات والعقارب هو مذهب مالك وأبي حنيفة وجمهور أصحابهما.
وينبي على إباحتها جواز الانتفاع بزيتها
وبالتالي تنتقض حكاية الإجاع والله الموفق والسلام.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:18]ـ
مختصر الشيخ خليل لا يجوز الفتيا بظاهره الا اذا كنا لحيانيين نسبة الى اللحياني الذي قال نحن خليليون ان ضل خليل ضللنا قال سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم في كتابه طرد الضوال والهمل عن الكور في حياض مسائل العمل بأنه لا يجوز الفتيا بظاهره و قال بأنه معول هذه البلاد يعني بلاد شنقيط ومن ذلك قوله وكره أنها البيض يعني صيام ثلاثة أيام من كل شهر و كذلك الضجعة بعد الرغيبة و القائمة طويلة مما ناقض فيها خليل السنة الصحيحة الصريحة ثم ان الاجماع الذي ذكره ابن تيمية لا ينتقض بنص خليل لأنه معاصر له و حكم الحية في مشهور المذهب المالكي الكراهة ومن تتبع جهود المعتنين بالاجماع يعلم انهم يحكمون على المسألة بالاجمع اذا كانت مترددة بين الكراهة التنزيهية والتحريمية عند كل فقهاء الأمصار و الامام مالك لا ينقل عنه الا عبارة أكرهه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 09:27]ـ
الأخ الكريم مصطفي ولد ادوم أحمد غالي: لا أظن أن في الأمر تصحيفاً، فزيت الحية موجود ويباع وعليه رسم للأفعى!!!، حفظك الله ورعاك، (تنبيه: أنا نقلتُ الفتوى من موقع الشيخ فركوس وليس لي علاقة مباشرة بفضيلته، فيمكنك التواصل معه - إن أردت ذلك - عبر موقعه على الشبكة: http://www.ferkous.com/rep/contact.php ) ،،،
===
الأخ الحبيب علي الفضلي: جزاك الله خيراً على إضافتة القيمة، وأنا ما نقلتُ فتوى إلا لإثارة النقاش حولها، فلا حرمنا الله فوائدك،،،
===
الأخ الكريم محمد آل بن ناصر: بارك الله فيك على إضافتك، والمسألة - عندي - لا تزال مجال بحث، والله الموفق،،،
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 12:05]ـ
حكم استخدام زيت الحية كعلاج
إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد
تاريخ الإضافة: 20/ 04/2008 م - 15/ 4/1429 ه
السؤال:
ما حكم استخدام زيت الحية كعلاج لفروة الرأس؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا الضابِط الشَّرعِيَّ للعقاقير الطِّبيَّة، وأنه ينبغي أن تُصنَّع من أشياء مُباحَة - غير مُحرَّمة ولا نَجِسة، ولا مُسكِرة ولا مفسدة وألا يُؤدِّي استعمالها إلى ضَرَر مُعْتَبَر شرعًا، في فتوى بعُنوان " الضابط الشرعي للعقاقير الطبية " فليرجع إليها.
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?CategoryID=1 28&FatwaID=1903
وحيثُ إنَّ الحيَّة من الحيوانات الزاحفة التي يَحرُم أكلها - في قول الجمهور ومنهم: أبو حنيفة والشافعي وأحمد وابن حزم - للسُمِّ الموجود فيها؛ والذي يُلحِق الضَّررَ بآكِله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا ضَرر ولا ضِرار))، رواه ابن ماجه، بل قد يؤدي إلى قتله، وقد قال - تعالى -: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء: 29].
ولأنها من جملة الخبائث فتدخل في عموم قوله - تعالى -: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157].
ولنجاستها سواء ذُكِيت أو ماتت؛ لأن ما يحرم أكله لا تجري فيه التذكية.
وشَحمُ الحيَّة يُلحَق بلحمها؛ لأنه جزء من المَيْتة، فيكون نَجِسًا يجب اجتنابه ولا يحِلِّ الانتفاع والتداوي به، بِخلاف الجلد بَعد دَبْغه؛ لأنه خرَج بِنصٍّ خاص، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دُبِغ الإهاب، فقد طَهُر))، رواه مسلم عن عبد الله بن عباس. فلا يُلحَق به غيره إلا بدليل.
وخالَف المالكيَّةُ فقالوا بجواز أكل الحية إذا أُمِن السُّمُّ الذي فيها، وتَذكِيتُها بقَطع الحُلْقوم والوَدَجَين من أمام العُنق، بِنيَّة وتَسميَة، قال مالك في " المُدَونة ": " وإذا ذُكيَّت الحيَّات في مَوْضع ذَكاتها فلا بأس بأكلها، لمن احتاج إليها "، وهو ما دَرَج عليه العلامة خليل بن إسحاق المالكي في " المختصر "، فقال عاطِفًا على الأشياء المباح أكلُها: " وحَيَّة أُمِن سُمُّها ".
فعلى قولهم يجوز التداوي بشَحْم الحية، وكذلك أجاز الشافعية التَّداوي بالمُحرَّم والنجس ما عدا الخمر.
والذي يظهر هو رجحان قَول الجمهور وهو عدم جواز التداوي بدُهن الحيَّة؛ لما سبق بيانه، ولعموم النهي عن الانتفاع بالميتة، إلا ما خَصَّصته السُّنَّة من الانتفاع بالجلد بعد دَبْغه؛ قال ابن قُدامة في " المغني ": " مَسْأَلَةٌ: قالَ: (ولا يُؤْكَل التِّرْيَاقُ؛ لأنَّه يَقَع فيهِ لحوم الحَيَّاتِ). التِّرْياقُ: دواءٌ يُتَعالَج به مِن السُّمِّ، ويُجْعَل فيهِ مِن لحوم الحيَّاتِ؛ فَلا يُباحُ أَكلُُه، ولا شُربه؛ لأنَّ لحم الحيَّةِ حرامٌ. وممَّن كَرِهه الحسنُ، وابن سيرينَ، ورَخَّص فيه الشَّعبِي، ومالكٌ؛ لأنَّه يَرى إباحَةَ لحوم الحيَّاتِ، ويَقتَضِيْه مَذهب الشافعيِّ؛ لإباحته التَّداوِيَ ببعض المحَُرَّماتِ. ولنا أنَّ لحم الحيَّات حرامٌ، بما قد ذَكَرناه فيما مَضى. ولا يَجوز التَّداوِي بمُحرَّم؛ لقول النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله لم يَجعَل شِفاءَ أمَّتي فيما حَرَّم عليها)) ". اهـ، والله أعلم.
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2773
ـ[محمد آل بن ناصر]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبين بعد سؤال المختصين في مجال الطب أنه لا ضرر في تناول لحوم الحيات على الإطلاق، والله أعلم.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن المالكية كما ذكر عنهم يبيحون أ كل الحيات إذا لم يسر السم في لحمها، وقد ذكر القرافي طريقة تذكيتها في الذخيرة وقال أن تذكيتها لا يستطيعها إلا المهرة، ذلك أنه يجب قطع ذيلها ورأسها في آن واحد، ومسألة التداوي بسمها مبينة على نجاسة الحية أو طهارتها، وما دامو أجمعوا على أن الأمر للسم، فما المانع من التداوي بزيتها إذا أمن سريان سمها في اللحم والشحم؟ فليست العلة في نجاسة لحمها، وبالتالي نجاسة زيتها، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:01]ـ
بارك الله فيكم جميعا،،،
وهذا رابط الموضوع في (مُلْتَقَى أَهْلِ الْحَدِيْثِ)؛ ففيه فوائد زوائد:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149780
ـ[محمد آل بن ناصر]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
بارك الله فيكم جميعا،،،
وهذا رابط الموضوع في (مُلْتَقَى أَهْلِ الْحَدِيْثِ)؛ ففيه فوائد زوائد:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149780
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ فريد المرادي بارك الله فيك.
ـ[الجليس الصالح]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 08:54]ـ
الجواب:
فإذا كانت الزيت مستخرجةً من الحية حقيقة، فإنَّ الحية كالفأرة والحشرات معدودةٌ من الحيوانات المستخبثة المستقذرة يحرم أكلها بالإجماع، وكذا التداوي بها ...
هذا، وإذا ما حُرِّم ملابسته كالنجاسات حُرِّم أكله والانتفاع به بالدُّهن والتداوي، و «إِذَا حَرَّمَ اللهُ الانْتِفَاعَ بِشَيْءٍ حَرَّمَ الاعْتِيَاضَ عَنْ تِلْكَ المَنْفَعَةِ» (2)، لقوله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ، إِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ» (3).
أمَّا إذا أضيفت الزيت إلى الحية من باب التسمية لا الحقيقة بأن تكون مستخرجةً من عموم الطيِّبات كالزيوت النباتية أو الحيوانية الطاهرة التي لا مضرَّة فيها فيجوز الانتفاع بها في التغذية والتداوي والادهان والبيع
نعم .. هذا هو
وقد رأيت هذا الزيت في أحد محلات العطارة الكبرى، ورأيت صورة الحية على الغلاف الخارجي،ولكن العلبة غير مسجل عليها أنها قد صنعت من الحية، وسألت العطار - وهو حاذق - عن سبب التسمية العجيب هذا، فأجاب لأن هذا الزيت يجعل الشعر ملمسه كملمس الحية في النعومة
فمن كان عنده مزيد من العمل بهذا فليخبرنا به
والله أعلم بالصواب
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 10:30]ـ
" حكم استعمال زيت الحية في إصلاح الشعر "
خالد بن سعود البليهد
السؤال:
فضيلة الشيخ ما حكم استخدام زيت الحية في معالجة تقصف الشعر وسقوطه ومن اجل تقويته وتنعيمه؟
الجواب:
الحمد لله. إذا كان هذا الدهن المستعمل في إصلاح الشعر وإنباته مستخلص من أجزاء الحية نفسها فالكلام في حكمه ينبني على مسألة حكم أكل الحية وطهارتها وقد اختلف الفقهاء في ذلك فمن أباحها رخص في استعمال أجزائها وآثارها ومن حرمها منع من استعمالها. والذي عليه الجمهور تحريم أكل الحيات واستخباثها لدخولها في قوله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث). ودخولها في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى عن كل ذي ناب من السباع). رواه مسلم. وهي ذو ناب تفترس به. ولأنها من الفواسق التي أمر الشرع بقتلها في الحل والحرم كما ثبت في الصحيح. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلها في الصلاة وقرنها بالعقرب لما فيها من الضرر لكونها من ذوات السموم بقوله: (اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب). رواه أصحاب السنن. وكل ما أمر الشرع بقتله حرم أكله لأن الشرع نهى عن إضاعة المال فلو كان محترما يحل نفعه لما أمر بقتله. فهذه الأدلة والمآخذ بمجموعها تدل على تحريم الحية واستخباثها والنهي عن الانتفاع بها. ولم يرد في الشرع ما يدل على إباحة أكل الحية وتذكيتها أو أن الذكاة تؤثر في حلها ولم يؤثر في ذلك شيء فيما أعلم عن أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم مع كثرة وجودها في زمانهم وشدة أحوالهم وقلة طعامهم في كثير من الأحيان فلو كانت حلالا لأكلوها وأذنوا في أكلها. وانفرد الإمام مالك رحمه الله فأباح أكل الحيات إذا ذكيت ولم يتابعه أحد على ذلك وهذا القول ضعيف مخالف للأدلة والنظر الصحيح والصواب ما ذهب إليه الجمهور من القول بالتحريم.
والقاعدة أن كل ما حرم الشرع أكله حرم الانتفاع به بوجه من الوجوه فأجزاء الميتة وما نتج منها واستخلص ميتة نجس لا يحل تعاطيه ومباشرته سواء كان لغرض التداوي أو لغيره وسواء كان مطعوما أو سعوطا أو مرهما يدهن به لأن الشارع عمم حكم الميتة التي لا تحلها الذكاة ولم يستثن منها شيء قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ). هذا وإذا أخذنا بالاعتبار أيضا أن كثيرا من الشركات والمراكز اليوم لا تراعي اشتراط التذكية في استخدام الحية والانتفاع من أجزائها.
فعلى هذا لا يجوز استعمال دهن الحية في استصلاح الشعر وعلاجه والتداوي به بوجه من الوجوه لأنه في حكم الميتة النجسة. وقد تكلم الفقهاء في صورة قريبة من هذه المسألة حكم شرب الترياق وهو مادة مستحضرة من أجزاء الحية وقرروا تحريم تعاطيه قال الشافعي في الأم: (ولا يجوز أكل الترياق المعمول بلحوم الحيات).
أما إذا كان هذا الدهن المراد استعماله مسمى بدهن الحية لكنه في الحقيقة ليس مستخلصا منها إنما هو مستخلص من أعشاب وأمور أخرى فالأصل فيه الإباحة إلا إذا ثبت عند المختصين اشتماله على الضرر فيمنع من هذا الوجه لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار). رواه ابن ماجه.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
09/04/1430.
http://saaid.net/Doat/binbulihed/f/249.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 11:03]ـ
الحشرات مباحة عند المالكية حتى في المدونة و هو قول الامام مالك فلا وجود لهذا الاجماع الذي نقله الشيخ
قال القرطبي في تفسيره:
روى عمرو بن دينار ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=16666) عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء، فبعث الله نبيه عليه السلام وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه ; فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو، وتلا هذه الآية قل لا أجد ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&ID=1371#docu) الآية. يعني ما لم يبين تحريمه فهو مباح بظاهر هذه الآية. وروى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس أنه قرأ قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&ID=1371#docu) قال: إنما حرم من الميتة أكلها، ما يؤكل منها وهو اللحم ; فأما الجلد والعظم والصوف والشعر فحلال. وروى أبو داود عن ملقام بن تلب عن أبيه قال: صحبت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أسمع لحشرة الأرض تحريما ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&ID=1371#docu). الحشرة: صغار دواب الأرض كاليرابيع والضباب والقنافذ. ونحوها ; قال الشاعر:
أكلنا الربى يا أم عمرو ومن يكن غريبا لديكم يأكل الحشرات
أي ما دب ودرج. والربى جمع ربية وهي الفأرة. قال الخطابي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=14228): وليس في قوله " لم أسمع لها تحريما " دليل على أنها مباحة ; لجواز أن يكون غيره قد سمعه. وقد اختلف الناس في اليربوع والوبر والجمع وبار ونحوهما من الحشرات ; فرخص في اليربوع عروة وعطاء ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=16568) والشافع ي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=13790) وأبو ثور ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=11956). قال الشافعي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=13790): لا بأس بالوبر وكرهه ابن سيرين والحكم وحماد وأصحاب الرأي. وكره أصحاب الرأي القنفذ. وسئل عنه مالك بن أنس فقال: لا أدري. وحكى أبو عمرو: وقال مالك لا بأس بأكل القنفذ. وكان أبو ثور لا يرى به بأسا ; وحكاه عن الشافعي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=13790). وسئل عنه ابن عمر فتلا قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&ID=1371#docu) الآية ; فقال شيخ عنده سمعت أبا هريرة ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=3) يقول: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خبيثة من الخبائث. فقال ابن عمر: إن كان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فهو كما قال. ذكره أبو داود. وقال مالك: لا بأس بأكل الضب واليربوع والورل. وجائز عنده أكل الحيات إذا ذكيت ; وهو قول ابن أبي ليلى ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12526) والأوزا عي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=13760). وكذلك الأفاعي والعقارب والفأر والعظاية والقنفذ والضفدع. وقال ابن القاسم: ولا بأس بأكل خشاش الأرض وعقاربها ودودها في قول مالك ; لأنه قال: موته في الماء لا يفسده. وقال مالك: لا بأس بأكل فراخ النحل ودود الجبن والتمر ونحوه. والحجة له حديث ملقام بن تلب، وقول ابن عباس وأبي الدرداء ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=4): ما أحل الله فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو. وقالت عائشة في الفأرة: ما هي بحرام، وقرأت قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما ( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&ID=1371#docu). ومن علماء أهل المدينة جماعة لا يجيزون أكل كل شيء من خشاش الأرض وهوامها ; مثل الحيات والأوزاغ والفأر وما أشبهه. وكل ما يجوز قتله فلا يجوز عند هؤلاء أكله، ولا تعمل الذكاة عندهم فيه. وهو قول ابن شهاب وعروة والشافعي ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=13790) وأبي حنيفة ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=11990) وأصحابه وغيرهم.اهـ
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:25]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 12:17]ـ
سال الامام مالك رحمه الله عن التداوي بحليب الاتان (انثى الحمار) وكذا الحية فقال:لا رواه ابن وهب
الاحكام للابهري
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 12:33]ـ
سال الامام مالك رحمه الله عن التداوي بحليب الاتان (انثى الحمار) وكذا الحية فقال:لا رواه ابن وهب
الاحكام للابهري
العبرة بما اقره علماء المالكية و هم ادرى بقول امامهم
وذكر الحطاب في مواهب الجليل عن ابن رشد عن مالك: إنه لا بأس بالتداوي بلبن الأتان مراعاة للخلاف في جواز أكلها حكى ذلك ابن حبيب عن مالك وسعيد بن المسيب والقاسم وعطاء وروى إباحة التداوي بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى إجازة ذلك ذهب ابن المواز انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 01:14]ـ
هذا ان رءوا جواز اكلها؟؟؟؟؟؟ و اضن ان ابن وهب اعلى درجة لمالك من ابن رشد وكذا في اتصال السندوقول المتقدمين مهل ابن عبد البر في التمهيد
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 01:25]ـ
هذا ان رءوا جواز اكلها؟؟؟؟؟؟ و اضن ان ابن وهب اعلى درجة لمالك من ابن رشد وكذا في اتصال السندوقول المتقدمين مهل ابن عبد البر في التمهيد
العبرة بما اقره محققي المالكية اخي و محققيهم القرافي و خليل و بن رشد من اكبر محققيهم فتنبه لذلك فهم ادرى بمذهبهم.
و لا نحدثك عن المعتمد في المذهب
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 02:29]ـ
وكيف لا نرجح المعتمد والاقرب للنصوص و نذهب الى غيره
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 02:48]ـ
وكيف لا نرجح المعتمد والاقرب للنصوص و نذهب الى غيره
الترجيح في الادلة لا في قول الامام مالك، لا تنسب للامام مالك الا ما قرر نسبه له محققوا المذهب هذه هي القاعدة
اما اذا اردت الترجيح من ناحية الدليل فهذا شيئ اخر و لا تُقَوِّل الامام مالك ما لم يقله.
اظنك تعرف ما هي الاقوال المشهورة في المذهب التي يمكنك نسبها للامام و الاقوال التي لا يمكنك نسبها له.
هذا نجده كثير في المذاهب عند الامام مالك و الشافعي و احمد روايات عن الائمة بعضها قوية و بعضها ضعيف و المحققون يرجحون في هذه الاقوال و ليس نحن من نرجح ماذا قال الامام و من نحن حتى نفعل ذلك!!!
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 07:53]ـ
قال ابن وهب:قال مالك في البان الاتان و ابوال الصبيان ومرارة السبع قال بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيى عن اكل لحوم الحمر الاهلية و اكل كل ذي ناب من السباع و لا ارى ان يشرب ابوال الصبيان الجامع للابهري ص 56
فهل تراني نسبت قولا للامام لم يقله يا اخي.؟ فهذا اراه اتهام(/)
سؤال للإخوة الحنابلة: لماذا الأرش الذي يأخذه المشتري يختلف عن الأرش الذي يأخذه البائع؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 08:09]ـ
سؤال للإخوة الحنابلة:
قال ابن قدامة في المغني:
" فمعنى أرش العيب أن يقوم المبيع صحيحا ثم يقوم معيبا فيؤخذ قسط ما بينهما من الثمن فنسبته إلى الثمن نسبة النقصان بالعيب من القيمة مثاله أن يقوم المعيب صحيحا بعشرة ومعيبا بتسعة والثمن خمسة عشر فقد نقصه العيب عشر قيمته فيرجع على البائع بعشر الثمن وهو درهم ونصف وعلة ذلك أن المبيع مضمون على المشتري بثمنه ففوات جزء منه يسقط عنه ضمان ما قابله من الثمن أيضا ولأننا لو ضمناه نقص القيمة افضى إلى إجتماع الثمن والمثمن للمشتري فيما إذا اشترى شيئا بنصف قيمته فوجد به عيبا ينقصه نصف قيمته "
ثم قال:
" قال وإن كانت بكرا فأراد ردها كان عليه ما نقصها يعني الأمة البكر إذا وطئها المشتري ثم ظهر على عيب فردها كان عليه أن يرد معها أرش النقص وعن أحمد في جواز ردها روايتان إحداهما لا يردها ويأخذ أرش العيب وبه قال ابن سيرين والزهري والثوري والشافعي وأبو حنيفة وإسحاق قال ابن أبي موسى وهو الصحيح عن أحمد والرواية الثانية يردها ويرد معها شيئا وبه قال شريح وسعيد بن المسيب والنخعي والشعبي ومالك وابن أبي ليلى وأبو ثور والواجب رد ما نقص قيمتها بالوطء فإذا كانت قيمتها بكرا عشرة وثيبا ثمانية رد دينارين لأنه بفسخ العقد يصير مضمونا عليه بقيمته بخلاف أرش العيب الذي يأخذه المشتري وهذا قول مالك وأبي ثور وقال شريح والنخعي يرد عشر ثمنها"
والسؤال:
لماذا الأرش الذي يأخذه المشتري يختلف عن الأرش الذي يأخذه البائع؟؟
وقد يجتمع عند البائع أيضا الثمن والمثمن أيضا
فلماذا عند فسخ العقد يصير الضمان والأرش بالقيمة وعند أخذ المشتري الأرش يكون الأرش مرتبط بالثمن؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:44]ـ
لا يمكن أن يجتمع الثمن والمثمن عند البائع؛ لأن الضمان عليه بالقيمة الحالية لا بثمن البيع.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
نعم أخي الفاضل
لكن يمكن تصحيح عبارتي فأقول قد تجتمع القيمة والسلعة عند البائع إذن , فلم التفريق؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:54]ـ
الإشكال إنما يقع في صورة واحدة، وهي: إذا كان الذي دفعه المشتري ابتداء من حقه، وكذلك تكون السلعة من حقه، فهذا فيه إشكال؛ لأن حاصله أن يأخذ المشتري السلعة بغير مقابل، وهو ممنوع.
أما أن ترجع السلعة إلى البائع وكذلك قيمتها وقت الرد فلا إشكال فيه؛ لأن هذه القيمة هي الأرش مقابل الفساد الذي أحدثه المشتري في السلعة.
ولكن الذي لا يمكن حصوله: أن ترجع السلعة إلى البائع ومعها قيمتها التي باعها بها ابتداء، فهذا لو افترضنا وجوده لكان ممنوعا مثل الصورة الأولى، ولكنه لا يمكن حصوله أصلا.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:21]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:52]ـ
أخي أبو مالك، هنا استفهام، وهو: هل المراد بالقيمة، قيمة حين اشتراهما أم قيمتها بعد التثمين؟ إن كان الثاني فربما ذهب البائع بالجارية وثمنها، وذلك إذا اشتراها المشتري بعشرة سليمة، وعندما اطلع على البيع وأراد ردها قومت بعشرين غير موطوئة وبعشرة موطوئة، فإن صححنا الرد مع رد الإرش رد الجارية ولم يبق له شيء بسبب وطئه، فيذهب البائع بالجارية والثمن.
وإن كان المراد بالقيمة الثمن وقت العقد، فعليه إشكالين: الأول: أنا لو أوجبنا الإرش بالقيمة في الصورتين لم يكن هناك إشكال أصلاً، فَلِمَ قصرتم الإرش بالقيمة على ما إذا فسخنا العقد دون ما إذا ردها المشتري بالعيب المقارن أو السابق للعقد؟
الثاني: بعد قبض المشتري فإن السلعة من ضمانه، والزيادة فيها له لقوله صلى الله عليه وسلم "الخراج بالضمان" فإذا زادت قيمة السلعة عند المشتري كانت الزيادة له، فلو ردها بالقيمة حين اشتراها سقط حقه في الزيادة، وهذا مخالف للحديث، وإذا ردها بالثمن إذا قوم عند اطلاعه على العيب لربما ذهب البائع بالجارية والثمن معاً كما قدمناه مثالاً.
فإن كنت تصورت المسألة تصوراً خاطئاً فبينوا لي بارك الله فيكم، وإن كان تصوري صحيحاً فكيف ندفع الإشكال؟
بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:00]ـ
أخي أبو مالك، هنا استفهام، وهو: هل المراد بالقيمة، قيمة حين اشتراهما أم قيمتها بعد التثمين؟ إن كان الثاني فربما ذهب البائع بالجارية وثمنها، وذلك إذا اشتراها المشتري بعشرة سليمة، وعندما اطلع على البيع وأراد ردها قومت بعشرين غير موطوئة وبعشرة موطوئة، فإن صححنا الرد مع رد الإرش رد الجارية ولم يبق له شيء بسبب وطئه، فيذهب البائع بالجارية والثمن.
هو الثاني، ويبدو أن المسألة لم تتضح لك؛ لأن المشتري هنا قد استفاد بالوطء ودفع ثمنه وهو الأرش، والبائع لم يستفد شيئا لأن النقص في الجارية بعد وطئها في مقابل الأرش، فهذا هو العدل.
بخلاف المسألة الأولى الممنوعة؛ فإن البائع فيها يخسر كل شيء ولا يستفيد شيئا مطلقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 05:38]ـ
يا أخي هذا الذي جعلته عدلاً غريب علي! كيف لم يستفد البائع شيئاَ وهو يأخذ الجارية فوق الثمن الذي كان عوضاً عنها من غير مقابل لها ولو ناقصاً من أجل الوطئ. بيانه أن نقول: لو رضي المشتري بالعيب وأمسك الجارية، فإن البائع لم يخسر شيئاً لحصول ثمنها في يده، فإن لم يكن خاسراً قبل رد الجارية فكيف لا يكون مستفيداً بعد قبضها من دون عوض.
ثانياً: أرئيت إن عمل المشتري معها ما رفع من قيمتها، بأن يكون أخذها أمية لا تعرف صنعة تتكسب بها، كثيرة النمش والكلف، بعشرة، ثم علمها الكتابة والحياكة وعالجها بما يزيل النمش والكلف من وجهها حتى ظهر جمالها وارتفع سعرها إلى مائة، ثم اطلع على عيب فيها فأراد أن يردها به، فقيل له، إنك وظئتها وثمنها قبل الوطئ مائة وبعده عشرة، فتقولون: إن أردت يمكنك أن تمسكها بعيبها ولا شيء لك على البائع أو ردها وكمل له المائة.
ثم يكون هذا هو العدل، والبائع ليس مستفيداً شيئاً لأن المشتري وطئها! هذا غريب.
لعلك توضح لي أكثر بارك الله فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 07:27]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
أولا: نحن نتكلم عن مسألة بعينها، والمقصود بيان وجه التفريق في كلام ابن قدامة، وليس المقصود مناقشة مسائل الباب كافة.
ثانيا: لإيضاح المسألة نضرب مثالا عليها فنقول: الجارية مثلا تساوي مائتي دينار، فباعها البائع بمائة، ثم وجد المشتري فيها عيبا، فقوم هذا العيب فوجد أنه يساوي نصف الجارية، وقومت الجارية بمائتين، أي أن العيب يساوي مائة، فعلى هذا يرجع المشتري على البائع بهذه المائة فيأخذها منه، فيكون حاصل المسألة أن البائع لم يأخذ شيئا على الإطلاق، والمشتري قد أخذ الجارية وأخذ كذلك الثمن الذي دفعه ابتداء، وهذا ممنوع؛ فمن أجل ذلك قالوا: يضمن البائع القيمة لا الثمن، من أجل أن تضمينه الثمن يؤدي إلى هذا الباطل، وما أدى إلى باطل فهو باطل.
يا أخي هذا الذي جعلته عدلاً غريب علي! كيف لم يستفد البائع شيئاَ وهو يأخذ الجارية فوق الثمن الذي كان عوضاً عنها من غير مقابل لها ولو ناقصاً من أجل الوطئ. بيانه أن نقول: لو رضي المشتري بالعيب وأمسك الجارية، فإن البائع لم يخسر شيئاً لحصول ثمنها في يده، فإن لم يكن خاسراً قبل رد الجارية فكيف لا يكون مستفيداً بعد قبضها من دون عوض.
وفقك الله
حتى لو قلنا إن البائع قد استفاد، فهذا ليس سببا للمنع؛ لأن المشتري أيضا قد استفاد، والممنوع هو حصول الفائدة لأحدهما دون الآخر.
ثانياً: أرئيت إن عمل المشتري معها ما رفع من قيمتها، بأن يكون أخذها أمية لا تعرف صنعة تتكسب بها، كثيرة النمش والكلف، بعشرة، ثم علمها الكتابة والحياكة وعالجها بما يزيل النمش والكلف من وجهها حتى ظهر جمالها وارتفع سعرها إلى مائة، ثم اطلع على عيب فيها فأراد أن يردها به، فقيل له، إنك وظئتها وثمنها قبل الوطئ مائة وبعده عشرة، فتقولون: إن أردت يمكنك أن تمسكها بعيبها ولا شيء لك على البائع أو ردها وكمل له المائة.
ثم يكون هذا هو العدل، والبائع ليس مستفيداً شيئاً لأن المشتري وطئها! هذا غريب.
لعلك توضح لي أكثر بارك الله فيك.
وفقك الله
من قال: إنه يمسكها ولا شيء له على البائع؟ بل له أرش هذا العيب.
أما إن أراد أن يردها إلى البائع فهذه مسألة أخرى، وكلامنا الآن في أرش البائع والمشتري.
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 03:54]ـ
بارك الله فيك، قولك: "من قال: إنه يمسكها ولا شيء له على البائع؟ بل له أرش هذا العيب" جزاك الله خيراً
أما قولك: "أما إن أراد أن يردها إلى البائع فهذه مسألة أخرى، وكلامنا الآن في أرش البائع والمشتري" فهذا لذي جعلته مسألة أخرى هو أرش البائع على المشتري أذا رد البيع، فإن قلنا: يردها المشتري ويرد معها ما نقص من ثمنها بوطئه ـ وهو إرش البائع على المشتري كما قدمنا ـ وُجِدَت الإشكالية المذكورة.
وهنا أمر: لو رضي البائع بالرد ولم يرضَ بدفع الإرش هل يجوز له ذلك؟
بارك الله فيك وغفر لي ولك ولوالدينا. اللهم آمين
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
وهنا أمر آخر: أخي أريد أعرف كيف تعمل الاقتباس؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:23]ـ
كيف تعمل الاقتباس: بالضغط على الزر الموجود بأسفل كل مشاركة يسارا (رد باقتباس).
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:26]ـ
كيف تعمل الاقتباس: بالضغط على الزر الموجود بأسفل كل مشاركة يسارا (رد باقتباس).
جزاك الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:41]ـ
فإن قلنا: يردها المشتري ويرد معها ما نقص من ثمنها بوطئه ـ وهو إرش البائع على المشتري كما قدمنا ـ وُجِدَت الإشكالية المذكورة.
وفقك الله وسدد خطاك
أرجو أن توضح كيف توجد هذه الإشكالية بمثال.
وتذكر أن الإشكال هو في استفادة أحد الطرفين بكل شيء دون الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 04:44]ـ
ثانياً: أرئيت إن عمل المشتري معها ما رفع من قيمتها
إذا حصل ذلك فهذه كالزيادة المتصلة، فله أن يطالب البائع بقيمة هذه الزيادة، ولكن ليس له أن يجبره على ذلك؛ لأنه هو الذي يريد الرد بالعيب، فكأنه متبرع بهذا لأنه مختار.
هذا إن قلنا إن له الرد وأخذ الزيادة جائز، وفيه خلاف.
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:03]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
أرجو أن توضح كيف توجد هذه الإشكالية بمثال.
وتذكر أن الإشكال هو في استفادة أحد الطرفين بكل شيء دون الآخر.
السلام عليكم ورحمة الله
يا أخي أنا لم أقل أن الإشكالية في أن أحد البائعين استفاد كل شيء دون صاحبه، وليس شرط الإشكال ذلك حتى يلزمني أن أذكر مثال توجد فيه هذه الإشكالة بهذه الصورة.
الإشكالية أن الزيادة حصلت في ملك المشتري وضمانه، فكان أولى بها من البائع، ولو كان للبائع نصيب منها مقابل الإرش فعلى الأقل لا ينفرد بها ونقول مثلاً إن حدث في الجارية عيب في يد المشتري وكانت قيمتها بلا عيب مائة وبالعيب ثمانين فيردها البائع وخمس قيمتها، وبذلك لا يفقد المشتري كل الزيادة الحادثة في ملكه وضمانه، ولا يضيع على البائع إرش نقصان الجارية بالوطئ أو غيره من العيوب.
ولعل الصواب قول من منع من رد الجارية لنقصان عينها كما هو قول الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد. والله أعلم.
والآن بارك الله فيك تزيدنا وتعلمنا كيف أعمل اقتباس متكرر لأني ما عفت كيف أسويه رغم أننا ضغت على الزر؟
والسلام عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:10]ـ
يا أخي أنا لم أقل أن الإشكالية في أن أحد البائعين استفاد كل شيء دون صاحبه، وليس شرط الإشكال ذلك حتى يلزمني أن أذكر مثال توجد فيه هذه الإشكالة بهذه الصورة.
وفقك الله وسدد خطاك
أنا أقصد أن هذا مقصود ابن قدامة، وكلامنا في بيان معنى كلامه، لا في مناقشة المسألة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:13]ـ
يمكنك عمل تعدد الاقتباسات عن طريق (النسخ) و (اللصق)، يعني بعد أن تضغط (رد باقتباس) تعلم على النص كله وتنسخه ثم تلصقه تحت، وتحذف منه ما تريد.
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:16]ـ
غفر الله لي ولك وتاب علي وعليك
اللهم آمين(/)
مشاركة حول خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:00]ـ
هذه مشاركة أضعها عن صحابى جليل خال المؤمنين، وكاتب الوحى لسيد المرسلين، ومؤمن من المؤمنين بنص حديث النبى صلى الله عليه وسلم لما حمل الحسن بن على وقال " إن ابنى هذا سيد وسوف يصلح الله به بين فئتين مؤمنتين" أى فئة على رضى الله عنه، وفئة معاوية
غالى فى هذا الصحابى الجليل الشيعة الرافضة أذلهم الله، وأناس للأسف من أهل السنة، وقد قابلت بعضهم وجادلت أحدهم، وكان يسب فى معوية سبا شديدا، والحمد للله هداه الله إلى الحق
إلى المغالين فى كره خال المؤمنين، وإلى الرافضة نضع هذه المشاركة وارجو من الأخوة ان يدلى كل بدلوه
واضعين نصب الأعين أن هناك أحاديث كثيرة وردت فى ذك معاوية وكلها لا تصح وقدأوردها الحافظان ابن كثير فى بدايته، وابن عساكر فى تاريخ دمشق
ثانيا: أن معاوية ارتضاه النبى لكتابة الوحى واستأمنه على ذلك أفلا نستأمنه نحن على الدنيا بعد أن استأمنه النبى على الدين
رجاء المشاركة من الأخوة الفضلاء
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:33]ـ
أليس من محب لمعاوية رضى الله عنه حتى يشارك فى هذه المشاركة حول أفضلية معاوية وجهاده فى الإسلام ورد الموجة الشيعية القذرة التى نالت ولا تزال تنال منه
وحسبه أن الزهرى وغيره لما سئل ايهما أفضل عمر بن عبدالعزيز أم معاوية بن أبى سفيان قال " لمخاط فى أنف معاوية أفضل من ملىء الأرض من مثل عمر بن عبدالعزيز"
وحقا إنها الصحبة لرسول الله، وما أدركم بالصحبة ومقامها
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 02:07]ـ
قال عنه الحبيب المصطفى:"اللهم اجعله هاديا مهديا" أظن الحديث في مسند الإمام أحمد
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:03]ـ
أعجبني هذا اللقب: " خال المؤمنين "!
جزاك الله خيرا.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 01:10]ـ
بارك الله فى الأخوين إمام الأندلس، وخلوصى
ومما ورد فى فضله أن النبى صلى الله عليه وسلم كما أخرج مسلم قال "أول جيش يغزون القسطنطينية مغفور لهم" وكان معاوية هو الذى جهز هذا الجيش وجعل إمرته لابنه يزيد
ـ[فريد سعيد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:15]ـ
إليكم هذا الرابط من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113023)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:41]ـ
بارك الله فيك أخى فريد على حرصك لتعريف الناس بهذا الصحابى الجليل رضى الله عنه وعن أبيه وأخته وأمه وأخيه يزيد
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 11:59]ـ
ومن فضائله أنه لما وقعت الحرب بينه وبين على بن أبى طالب أغار ملك الروم على أطراف الدولة الإسلامية فأرسل إليه معاوية قائلا أما بعد فإن لم تنته عن الإغارة فسأصطلحن مع ابن عمى ولننكلن بك الأرض
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 12:01]ـ
ومن فضائله تأسيس الأسطول الإسلامى،وغزو جزيرة قبرص ورودس(/)
إبطال شبهة بحق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
من الشبه التى روجها المتحاملون على شيخ الإسلام أنه من المجسمة والمشبهة،واعتمدوا فى هذه التهمة على ما أورده ابن بطوطة فى رحلته حيث زعم أن ابنتيمية قال " أن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولى هذا" ونزل من على درجة المنبر.
وهذا باطل من وجوه:
أولا: أن كتب ورسائل ابن تيمية ملئت ببيان مذهب السلف الصالح وليس فيها تشبيه ولا تجسيم.
ثانيا: أن ابن تيمية لم يكن يخطب على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة بل كان يجلس على كرسى يعظ الناس، ويكون المجلس غاصا بأهله، فلماذا لم يعلن أحد ممن كان فى المجلس ما أعلنه ابن بطوطة.
ثالثا: أن ابن بطوطة لميسمع من ابن تيمية ولم يلقه ن إذ كان وصول ابن بطوطة إلى دمشق 9 رمضان 726هـ،وكان سجن شيخ الإسلام فى قلعة دمشق أول شعبان من نفس العام وظل مسجونا رحمه الله إلى 20 من ذى القعدة سنة 728هـ، فكيف يكون ابن بطوطة قد رآه على المنبر كما زعم، فلا منبر رآه عليه، ولا على كرسى شاهده.
رجاء من الأخوة أن يأتوا بالمزيد إن كان فى جعبتهم المزيد، ها أنا قد بدات بنفسى، وأنتظر المزيد من الأخوة لعلهم يحفزوننى على المزيد
والله الهادىإلى سواء السبيل
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:37]ـ
يقول الشيخ الدكتور مصطفى حلمي: ( ... وأما القول المنسوب إليه بواسطة ابن بطوطة وهو: " أن الله ينزل إلى الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة " فقد أثبت التحقيق العلمي أنه من الرواة الذين يطلقون الروايات على عواهنها دون تحيق أو ضبط، فضلاً عما أثبته الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه " حياة شيخ الإسلام ابن تيمية " من تهافت هذه الواقعة بل اختلافها، لعدة أسباب، منها أنه لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به إذ كان في السجن عند وصول ابن بطوطة إلى دمشق، ومرجحاً أن نصراً المنبجي هو الذي أشاع مسألة النزول عن الدرج وكذلك حققها عبد الصمد شرف الدين في مقدمة كتاي " مجموعة تفسير ".
ومن العجب أن دائرة المعارف الإسلامية قد أشارت إلى الموضوع، ولم تفحصه كما ينبغي، فإذا وجدنا العذر في طبعتها الأولى، فإننا لا نجد سبباً يبرر إعادة نفس المادة في طبعتها الجديدة، بعد أن نبه الدارسان المشار إليهما إلى ذلك.
ونود أن ننقل هنا القول الفصل لابن تيمية في هذه المسألة التي كثر حولها الشكوك وها هي كلماته بالحرف الواحد (والذي يجب القطع به أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يصف به نفسه، فمن وصفه صفات المخلوقين في شيء من الأشياء فهو مخطئ قطعاً، كمن يظن أنه ينزل فيتحول كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار كقول من يقول إنه يخلو من العرش، فيكون نزوله تفريغاً لمكان وشغلاً لآخر، فهذا باطل يجب تنزيه الرب عنه كما تقدم، وهذا هو الذي تقوم على نفيه وتنزيه الرب عنه الأدلة الشرعية والعقلية) شرح حديث النزول (224).
إن ما يشفع لنا في نقل هذه العبارة ـ على طولها ـ رغبتنا في توضيح القول الفصل في هذه الفرية المنسوبة لابن تيمية.
وليس هذا فحسب، بل يضيف إلى ذلك قوله: (وحينئذ فلفظ النزول ونحوه يُتأول قطعاً، إذ ليس شيء يتصور منه النزول) شرح حديث النزول (224).
وهو يقصد بقوله: " لفظ النزول ونحوه " الأمور الأختيارية الأخرى كالغضب والرضا والفرح، والدنو والقرب والإستواء والنزول، بل الأفعال المتعدية كالخلق والإحسان وغيره.
من أجل هذا، وغيره مما أسلفنا توضيحه ـ كنا نود من صاحب كتاب " ابن تيمية ليس سلفياً " أن يختط منهجاً مغايراً لما خطه لنفسه في هذا البحث، فإن إلقاء نظرة على مصادره توضح لنا أنه لم يرجع إلى مصدر واحد لشيوخ السلف ... إلى أخره) إهـ كتاب: معرفة الله عزوجل وطريق الوصول إليه عند ابن تيمية (83/ 84) للشيخ مصطفى حلمي.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 11:40]ـ
بارك الله فيكم .. ،
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:11]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيكم بارك، وكما قلت سلفا فكتب الشيخ المطبوعة يا إخوانى خير دليل على إبطال هذه الشبهة، وغيرها مما روج لها، ولعلى أضع مشاركات أخرى عن شيخ الإسلام إن أنسا الله لنا فى العمر
على أمل بعودة إن شاء الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن سرد الإختلاف في مسألة النزول: (والقول الثالث: وهو الصواب، وهو المأثور عن سلف الأمة وأئمتها: أنه لا يزال فوق العرش، وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض بحيث يبقى السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك) إهـ شرح حديث النزول (232).
وقال رحمه الله في موضع أخر: (ومن هنا يظهر الجواب عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر).
فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل، إذ لا يزال في الأرض ليل. قالوا أو لا يزال نازلاً وصاعداً وهو جمع بين الضدين.
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم،
وهذا عين التمثيل، ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه.وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يوم القيامة كل منهم يراه مخلياً به ويناجيه، لا يرى أنه متخلياً لغيره ولا مخاطب لغيره.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال: " العبد " الحمد لله رب العالمين " يقول الله حمدني عبدي، وإذا قال: " الرحمن الرحيم " قال الله: أثنى علي عبدي ".
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن، وذلك كما قيل لابن عباس: كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة؟، فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة.
ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية، فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.
يقال لهؤلاء: أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف، ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم وغاربة عن آخرين، وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين، فيكون عند قوم عنها ليل، وعند قوم نهار، وعند قوم شتاء، وعند قوم صيف، وعند قوم حر، وعند قوم برد، فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين، وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين، فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثاً عند هؤلاء، وفجرا عند هؤلاء، يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا، فسبحان الله الواحد القهار " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ".
ويقال لهؤلاء كما قيل للرازي وأمثاله: هل حكم الحس والخيال والعقل الذي به تعلم الجسمانيات مقبول في الربوبية أم مردود؟.
فإن كان مقبولا بطل قوله كله حيث أثبت حياً عالماً قادراً لا يتحرك ولا يسكن ولا يقرب ولا يبعد ولا يفعل بنفسه فعلا، وزعمت مع ذلك أنه غير عاجز ولا مقيد ولا ممنوع، وإن كان مردوداً بطل ما ضربته من الأمثال في رد حقيقة ما أخبر به عنه الصادق المصدوق الذي هو أعلم به منك ومن أمثالك) إهـ بيان تلبيس الجهمية (4/ 54) للإمام ابن تيمية.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: أحكام الشتاء في السنة المطهرة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحكام الشتاء في السنة المطهرة للشيخ علي حسن عبد الحميد (أنصح باقتنائه و قراءته)
- لم ترد كلمة الشتاء في القرآن الكريم سوى مرة واحدة , و ذلك في قوله تعالى (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء و الصيف ... ) ص 7
- قال الإمام مالك: الشتاء نصف السنة و الصيف نصفها , و قال قوم: الزمان أربعة أقسام: شتاء , و ربيع , و صيف , وخريف!
و قال قوم: هو شتاء , وصيف , و قيظ و خريف!
قال القاضي أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (4/ 1982) (و الذي قال مالك أصح , لأجل قسمة الله الزمان قسمين , و لم يجعل لهما ثالثا) ص 7
- الصحيح: أنه يحرم نسبة ذلك - أي المطر - إلى النجم و لو على طريق المجاز , فقد صرّح ابن مفلح في (الفروع) بأنه يحرم قول مطرنا بنوء كذا و جزم في (الإنصاف) بتحريمه و لو على طريق المجاز ولم يذكر خلافا ص 9
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 09:49]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
بإنتظار البقية ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:57]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إن تنبؤات الطقس هي دراسات علمية متطورة تقوم في مجملها على إلتقاط صور الغيوم و سمكها مع معرفة حركة الرياح و اتجاهاتها و سرعتها , ثم على ضوء ذلك توقع الحالة الجوية المستقبلية لمدة يوم أو أكثر من حيث درجات الحرارة , و كميات الأمطار , و نحو ذلك ..... , و هذا كله من الناحية الشرعية جائز و مشروع , بل يدل عليه عموم قوله تعالى (و هو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات .... ).
و لكن لابد هنا من تنبيهين مهمين:
الأول: وجوب ربط هذا التوقع أو ذاك بالمشيئة الإلهية , لأن حالات كثيرة وقعت في كثير من البلاد جرى فيها خلاف المتوقع , و عكس ما ذكرته الأرصاد الجوية , فحصل ما لا يحمد عقباه.
الثاني: أن هذه التوقعات ليست من علم الغيب في شيء إنما هي توقعات مبنية على مقدمات تتبعها نتائج فلا يجوز إصدارها بصورة القطع , و لا يجوز - أيضا - تلقيها بصورة الجزم , و إنما هي نافعة للحيطة و الحذر ص 9
- بعض الناس يتساهلون في أيام البرد في الوضوء كثيرا: لا أقول: لا يسبغون!! و إنما لا يأتون بالقدر الواجب , حتى إنّ بعضهم يكاد يمسح مسحا!! وهذا لا يجوز و لا ينبغي , بل قد يكون ذلك من مبطلات الضوء ص 17
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- بعض الناس يتحرجون من تسخين الماء للوضوء! و ليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك , قال الإمام ابن المنذر في الأوسط (1/ 250): (فالماء المسخّن داخل في جملة المياه التي أمر الناس أن يتطهّروا بها).
و ما روي عن مجاهد من كراهته لذلك كما في (مصنف ابن أبي شيبة 1/ 25) فلا يصح , لأنه من رواية ليث بن أبي سليم , و هو ضعيف!.
و روى مسلم في صحيحه (251) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا , و يرفع به الدّرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله , قال: إسباغ الوضوء على المكاره .. )
قال القرطبي في (المفهم 2/ 593) (أي تكميله و إيعابه مع شدّة البرد و ألم الجسم و نحوه) , و قال الأبيّ في (إكمال إكمال المعلم 2/ 54): (تسخين الماء لدفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور).
قال الشيخ علي حسن: و بهذا يندفع إشكال يتوهمه البعض حول معنى المكاره الوارد في هذا الحديث , و هذا كلّه لا يمنع من الوضوء بالماء البارد لمن قدر عليه و لم يتضرر به ص 17
- يتحرّج بعض الناس من تنشيف أعضاء الوضوء في البرد , إمّا لغلبة عادتهم أيّام الحرّ , و إمّا تأثما فيما يظنّون , و ليس لذلك أصل البتّة , بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان له خرقة يتنشّف بها بعد الوضوء و هذا عامّ الدهر كله , دونما تخصيص بصيف أو شتاء ص 18
- الوحل - بفتح الحاء - هذه هي اللغة الصحيحة , و لغة سكون - الحاء - ضعيفة. ص 20
- لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين , لأن الأصل فيه الطهارة , و قد روى عبد الرزاق في (المصنف) عن عدّة من التابعين (أنّهم كانوا يخوضون الماء و الطين في المطر , ثمّ يدخلون المسجد فيصلّون) ص 20
- قال الإمام ابن دقيق العيد في (الإحكام 1/ 113): (و قد اشتهر جواز المسح على الخفين عند علماء الشريعة , حتى عد شعارا لأهل السنة , و عدّ إنكاره شعارا لأهل البدع) ص 22
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال العلامة ابن القيم في (زاد المعاد 1/ 199) (و مسح صلى الله عليه و سلم على العمامة مقتصرا عليها , و مع الناصية , و ثبت عنه ذلك فعلا و أمرا في عدّة أحاديث , لكن في قضايا أعيان يحتمل أن تكون خاصّة بحال الحاجة و الضرورة , و يحتمل العموم كالخفين , وهو الأظهر)
و قال ابن حزم في (المحلى 2/ 58) (و ككل ما لبس على الرأس من عمامة او خمار أو قلنسوة أو بيضة أو مغفر - أو غير ذلك - أجزأ المسح عليها , المرأة و الرجل سواء في ذلك لعلّة أو غير علة) , ثم ساق أحاديث متعددو في المسح على العمامة و الخمار و أورد - بعدها - آثارا عدّة في المسح على القلنسوة , منها عن سفيان الثوري قال (القلنسوة بمنزلة العمامة).
ثم قال ابن حزم (و هو قول الأوزاعي و أحمد بن حنبل , و إسحاق بن راهويه , و أبي ثور و داود بن علي , و غيرهم. و قال الشافعي: إن صحّ الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فبه أقول , والخبر - و لله الحمد - قد صحّ , فهو قوله).
ثم رجح - رحمه الله تعالى - بدلائل وافيه جواز المسح على العمامة , سواء لبست على طهارة أم لا , و أنه لا توقيت لها و لا تحديد ص 26
- هل يشترط سبق النية للمسح أو لمدة المسح؟
قال الشيخ ابن عثيمين (النية هنا غير واجبة , لأن هذا عمل علّق الحكم على مجرّد وجوده , فلايحتاج إلى نيّة , كما لو لبس الثوب , فإنّه لا يشترط أن ينوي به ستر عورته في صلاته مثلا , فلا يشترط في لبس الخفين أن ينوي أنه سيمسح عليهما , و لا كذلك نيّة المدة , بل إن كان مسافرا فله ثلاثة أياّم نواها أم لم ينوها , و إن كان مقيما فله يوم وليلة نواها أم لم ينوها). ص 39
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 01:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- روى البخاري في صحيحه (901) ومسلم (699) عن ابن عباس أنه قال لمؤذنه في يوم مطير (إذا قلت: أشهد أن محمدا رسول الله , فلا تقل: حي على الصلاة , قل صلّوا في بيوتكم , فكأنّ الناس استنكروها قال: فعله من هو خير مني إنّ الجمعة عزمة , و إنّي كرهت أن أخرجكم فتمشون في الطين و الدّحض).
و روى البخاري في صحيحه (623) و مسلم (697) عن نافع قال: (أذّن ابن عمر في ليلة بضجنان - إسم جبل قريب من مكة - ثم قال: صلّوا في رحالكم , فأخبرنا أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر مؤذنا يؤذن , ثم يقول على إثره: ألا صلّوا في الرحال , في الليلة الباردة , أو المطيرة في السّفر).
ورى أحمد (5/ 74 و 75) و أبو داود (1057) و صحّحه ابن خزيمة (1658) و ابن حبان (2083) عن أسامة بن عمير قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية , وأصابنا مطر لم يبلّ أسافل نعالنا , فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن (صلّوا في رحالكم) ص 41
- قال ابن بطال: (أجمع العلماء أنّ التخلف عن الجماعة في شدة المطر - قال الشيخ علي حسن: و حديث أسامة بن عمير يردّ تقييد الجواز بشدّة المطر - و الريح و ما أشبه ذلك مباح) ص 42
- المؤذن - حين العذر - يبدل قوله: (حيّ على الصلاة) بقوله (صلوا في رحالكم) أو ( ... بيوتكم) و قد وردت روايات أخرى صحيحة بجواز قولها بعد الحيعلتين , و كذا بعد الإنتهاء من الأذان كلّه .... و الأمر واسع إن شاء الله تعالى. ص 43
- لا فرق في جواز التخلّف عن الجماعة حين العذر , سواء قال المؤذن: (صلوا في الرحال) أم لم يقل ص 43
- أن الصلاة في البيوت - حين العذر - على التخيير , و ليست على الوجوب , لذلك بوّب البخاري في صحيحه (كتاب الأذان: باب 40) (باب الرخصة في المطر و العلّة أن يصلّي في رحله) ص 43
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 08:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أخرج مسلم في صحيحه (705) (57) عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس بالبصرة يوما بعد العصر حتّى غربت الشمس , و بدت النجوم , و جعل الناس يقولون: الصلاة! الصلاة! , قال: فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر و لا ينثني: الصلاة! الصلاة! ,فقال ابن عباس: أتعلّمني السنة لا أم لك!؟ ثم قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء).
قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شيء! فأتيت أبا هريرة فسألته , فصدّق مقالته ص 46
- قال النووي في شرح مسلم (5/ 219): (و ذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة , و هو قول ابن سيرين و أشهب من أصحاب مالك , و حكاه الخطّابي عن القفّال الشاشيّ الكبير من أصحاب الشافعي , و عن أبي إسحاق المروزيّ عن جماعة من أصحاب الحديث , و اختاره ابن المنذر).
و كذا قال الحافظ في الفتح (2/ 24) و الزّرقانيّ في شرح الموطأ (1/ 294) ص 48
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (24/ 77) معلّقا على حديث عبد الله بن شقيق , عن ابن عباس (فهذا ابن عباس لم يكن في سفر و لا في مطر , و قد استدلّ بما رواه على ما فعله , فعلم أنّ الجمع الذي رواه لم يكن في مطر , و لكن كان ابن عباس في أمر مهمّ من أمور المسلمين يخطبهم فيما يحتاجون إلى معرفته , و رأى أنّه إن قطعه و نزل فاتت مصلحته , فكان ذلك عنده من الحاجات التي يجوز فيها الجمع , فإنّ النبي صلى الله عليه و سلم كان يجمع بالمدينة لغير خوف و لا مطر , بل للحاجة تعرض له , كما قال أراد أن لا يحرج أمته) ص 49
- المعلوم أنّ جمع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة و مزدلفة لم يكن لخوف و لا مطر و لا لسفر أيضا. ص 49
- شرح الشوكاني في نيل الأوطار (3/ 245) تعليل ابن عباس للجمع المذكور بقوله (إنّما فعل ذلك لئلاّ يشق عليهم , و يثقل فقصد إلى التخفيف) , (و لم يعلّله بمرض و لا غير) , و (و إنّما شرع الجمع لئلاّ يحرج المسلمون) كما قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (25/ 231) ص 49
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- أحكام المسبوق عند الجمع: و له أربع صور:
1 - من جاء أثناء صلاة الظهر - عند الجمع بين الظهر و العصر - له أن يتم صلاته , ثم يلحق بصلاة العصر , و مثل ذلك من جاء أثناء صلاة المغرب عند الجمع بين المغرب و العشاء.
2 - من جاء عقب انتهاء صلاة الظهر , يدخل مع مصلي العصر بنية الظهر , و لمّا لم يدرك شيئا من الصلاة الأولى فإنّ الجمع يكون قد فاته.
3 - من جاء في أول الصلاة المجموعة - و هي العشاء - و لم يصلّ المغرب , ماذا يفعل؟ قال شيخنا الألباني: هذا الرجل يقتدي بالإمام الذي يصلّي العشاء , و ينوي هو صلاة المغرب , فإذا قام الإمام إلى الركعة الرابعة , نوى هذا المأموم المفارقة بنية الإمام ثم جلس و تشهّد , و أتمّ صلاته وحده , فله - و الحالة هذه - أن يقوم بعد فراغه من الصلاة الأولى ليلحق الإمام بجزء من صلاة العشاء المجموعة , ثم يتمّ ما فاته , كالوضع الطبيعي المعتاد.
4 - من جاء بعد انتهاء الركعة الأولى - فما فوق - من صلاة العشاء - و هي المجموعة - , لا يجوز له الجمع , لأنه لم يدرك إلاّ ما يسع الصلاة الأولى , و أمّا الصلاة المجموعة فلم يدرك منها شيء. ص 56
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 02:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الجمع في غير المسجد: و هو على قسمين:
الأول: البيت و المصلى: قال الإمام الشافعي في الأم (1/ 95) (و لا يجمع أحد في بيته , لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المسجد , و المصلي في بيته مخالف المصلي في المسجد).
و الوجه في ذلك أن الخروج إلى المسجد مظنّة المشقّة بينما من كان في بيته أو في مصلى ملحق بعمله أو مدرسته , فإنّ مظنّة المشقة منفية عنه , و ليس تمّت عليه حرج في ذلك.
الثاني: المتفرد و الجماعة: فالكلام فيه متعلّق بنوعين من الجمع:
1 - عذر المطر و البرد و نحوهما
2 - العذر الشخصي , كالمرض و الأذى و الحرج الخاص , و نحو ذلك.
أما الأول , فلا يجوز إلا في جماعة - كما تقدم - لكونه عذرا عاما , و أما الثاني , فإنه جائز لكونه متعلقا بالمشقة التي تلحق المصلّي الفرد , و مقدارها , والضابط في هذا العذر أنّ الإنسان حسيب نفسه كما قال تعالى (بل الإنسان على نفسه بصيرة و لو ألقى معاذيره) ص 57
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- صلاة السنن عند الجمع:
قال النووي في روضة الطالبين (و الصواب الذي قاله المحققون: إنه يصلي سنة الظهر التي قبلها , ثم يصلي الظهر ثم العصر , ثم سنة الظهر التي بعدها , ثم سنة العصر) , و قد خالف بعض أهل العلم في ذلك , بحجة الأحاديث الورادة في النهي عن الصلاة بعد العصر , و هذا كلام غير صحيح وبيانه من وجهين: 1 - أن الوقت الحقيقي للعصر لم يدخل , وإنّما قدّم وقت العصر إلى الظهر , فالوقت الموجود - حقيقة - هو وقت الظهر , و لا نهي عن الصلاة في هذا الوقت , 2 - روى أحمد وأبوداود و الطيالسي و البيهقي و صحّحه ابن حزيمة و ابن حبّان وابن حزم والعراقيّ و ابن حجر , عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة).
و روى أبو يعلى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا عند طلوع الشمس و لا عند غروبها , فإنّها تطلع و تغرب على قرن شيطان , وصلّوا بين ذلك ما شئتم) و إسناده حسن.
قال شيخنا في السلسلة الصحيحة (1/ 561) معقّبا (و في هذين الحديثين دليل على أنّ ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد العصر مطلقا - و لو كانت الشمس مرتفعة نقية - مخالف لصريح هذين الحديثين , و حجّتهم في ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقا , غير أن الحديثين المذكورين يقيّدان تلك الأحاديث , فاعلمه).
قلت: و تبويب ابن خزيمة و ابن حبان دالّ على ما قال - حفظه الله و نفع به - , رحمه الله تعالى.
و عليه: فلا غضاضة على من أدّى صلاة السنن عقب جمعه صلاتي النهار - الظهر والعصر - , و لا حرج - أيضا - على من صلّى السنن مع الوتر عقب صلاتي الليل - المغرب والعشاء - حتى ولو لم يدخل الوقت الحقيقي للصلاة الثانية المجموعة , لكن:
لبعض أهل العلم وجه آخر غير جميع ما سبق , و هو أنّهم يقولون: عند الجمع لا تصلى السنن البتّة! و حجّتهم في ذلك أنّه لم تنقل صلاة السنن عند الجمع بين الفريقين , كما نقل الجمع نفسه , و لا شرع إلاّ بنص ..... ,
و هي حجة متماسكة , لكن من الممكن أن تعكس على قائليها , فيقال لهم: الأصل في الصلاة ما هو معروف عنها أساسا بفرضها و رواتبها و ترتيبها , و لم يتغيّر شيء من ذلك إلاّ تقديم الفرض أو تأخيره - وهو الذي نقل - , أما السنن فباقية على حالها , و لا تحتاج إلى نقل جديد , اكتفاء بما هو معروف عنها في الأصل , و لطالما قدّم الفرض للعذر , فالسنّة من باب أولى , و عندي - والكلام طبعا للشيخ علي حسن - أن الأمر واسع , و لكل وجهة هو مولّيها , وليس من دليل يقطع الخلاف إلى أحد الرأيين سوى هذين العمومين .... و الله تعالى أعلم ص 59 إلى ص 62
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- القول المرضي عند جماهير العلماء أنه يجمع بمزدلفة و عرفة من كان أهله على مسافة القصر , و من لم يكن أهله كذلك , فإن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا صلّى صلّى معه جميع المسلمين , أهل مكة و غيرهم , و لم يأمر أحدا منهم بتأخير العصر , و لا بتقديم المغرب ص 72
- أوسع المذاهب في الجمع بين الصلاتين مذهب الإمام أحمد , فإنه نص على أنه يجوز الجمع للحرج و الشغل , بحديث روي في ذلك - لعله يشير إلى حديث ابن عباس و هو متفق على صحته - ص 74
- الصلاة جمعا في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع كمالك والشافعي و أحمد و الله تعالى أعلى و أعلم ص 75
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- لا يشترط للجمع و لا للقصر نيّة , و هو قول الجمهور من العلماء كمالك و أبي حنيفة و غيرهما , بل قد نصّ أحمد على أنّ المسافر له أن يصلي العشاء قبل مغيب الشفق , و علل ذلك أنّه يجوز له الجمع , و الصحيح أنه لا تشترط أيضا الموالاة بحال لا في وقت الأولى , و لا في وقت الثانية , فإنّه ليس لذلك حدّ في الشرع , و لأنّ مراعاة ذلك يسقط مقصود الرخصة ص 76
- قال الشيخ محمد شقرة في رسالته إرشاد الساري إلى عبادة الباري: (يجوز الجمع مطلقا , سواء أكان جمع تقديم أو جمع تأخير , و سواء أكان في سفر أم في حضر , و سواء أكان في مطر أم في صحو , و سواء أكان في صحّة أم في سقم , و ذلكم إذا خشي المسلم فوت أمر أو مصلحة حضرته , يتحقق فيها النفع , و ينتفي منها الحرام , و شبهة الحرام , و سواء أكانت هذه المصلحة خاصة أم عامة , و ذلك صريح قوله عليه السلام , فيما رواه ابن عمر رضي الله عنه (إذا حضر أحدكم الأمر يخشى فوته , فليصلّ هذه الصلاة , يعني الجمع بين الصلاتين) السلسلة الصحيحة , و تقدير فوت هذا الأمر يعود إلى من يحضره , و هو يضع نصب عينيه تقوى الله سبحانه) ص 81
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 08:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال السفاريني في شرح ثلاثيات المسند: الأفضل في الجمع الأرفق , كما فعل صلى الله عليه وسلم في أنّه كان يجمع تقديما حيث يكون مقيما في وقت الثانية فإذا دخل وقت الأولى في حال سيره أخّرها إلى وقت الثانية , فتكون الفضيلة بحسب المصلحة والحاجة , فإن استويا فالتأخير أفضل خروجا من خلاف من منع التقديم ص 81
- سبب الجدب والقحط ارتكاب المخالفات , كما أن الطاعة سبب البركات , قال تعالى (و لو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) و قال تعالى (و ألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) ص 95
- قال النووي في شرحه (6/ 187 - 188): أجمع العلماء على أن الإستسقاء سنة , و كذا في التمهيد (17/ 172) لابن عبد البر.
و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 492) (و قد اتفق فقهاء الأمصار على مشروعية صلاة الإستسقاء , و أنها ركعتان .. ) ص 96
- قال النووي (6/ 188) شارحا الحديث: (فيه استحباب الخروج للإستسقاء إلى الصحراء لأنه أبلغ في الإتقار و التواضع , و لأنها أوسع على الناس) ص 96
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- صلاة الإستسقاء يجهر بها كما رواه البخاري (1024) عن عبد الله بن زيد و الخطبة فيها واحدة كما في حديث عائشة , و هي ركعتان كصلاة العيد , أما تعيين سور معينة فيها لم يصح , كما بينه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله تعالى في تمام المنّة (ص 264) ص 98
- الجمهور على أن تحويل الرداء يكون للنّاس - أيضا - كما هو للإمام , و السنة في التحويل جعل ما على الأيمن على الأيسر و عكسه كما قال أستاذنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في تعليقه على فتح الباري (1/ 498) و هو ما ذكره ابن عبد البر في الإستذكار (7/ 138) و أشار إلى أنه قول جمهور الفقهاء ص 98 و 99
- صلاة الإستسقاء ليس لها وقت معين يخرج فيه , و لكنها لا تفعل في أوقات النهي لعموم الأدلة كما في المغني (2/ 432) و غيره ص 99
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 506 - 507): (و فيه إدخال - أي حديث الرجل الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم و هو على المنبر يخطب للجمعة - دعاء الإستسقاء في خطبة الجمعة و الدعاء به على المنبر , و لا تحويل فيه و لا استقبال , و الإجتزاء بصلاة الجمعة عن صلاة الإستسقاء).
و في هذا الدعاء الخاص بالإستسقاء صحّ رفع الأيدي في الدعاء للإمام و المأمومين ص 100
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه نهى عن السّدل في الصلاة) - مشكاة المصابيح 764 - و قد اختلف أهل العلم في معنى السّدل , و الذي يترجّح عندي - و الله أعلم - ما قاله الإمام ابن الأثير في النهاية (3/ 74) (هو أن يلتحف بثوبه , و يدخل يديه من داخل , و يركع و يسجد و هو كذلك , و هذا مطّرد في القميص و غيره من الثياب) و اختار صدّيق حسن خان في الروضة النديّة (1/ 82).
و المعنى ظاهر و هو وضع الملابس - كالمعطف و نحوه - على الكتفين دون إدخال الأيدي في الأكمال.
و لكن روى مسلم في صحيحه (401) عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - (أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل في الصلاة كبّر , ثم التحف بثوبه , ثم وضع يده اليمنى على اليسرى , فلّما أراد أن يركع أخرج يده من الثوب ثم رفعها ... ).
و الجمع بين المعنيين الواردين في الحديثين ينضبط بما قاله الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث (3/ 482) (السّدل: هو إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه فإن ضمّه فليس بسدل) ص 103
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- روى البخاري (367) عن أبي سعيد الخدري أنّه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشتمال الصّمّاء) قال ابن قتيبة: سمّيت صمّاء لأنه يسد المنافذ كلّها فتصير كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق.
قال الشيخ علي حسن: أي ليس فيها أكمام , و لا منافذ , كالبرنس يلبس على الجسد كله , و الطيسان يلبس فوق الكتفين , و كلاهما دون أكمام ص 105
- النهي عن السّدل و اشتمال الصماء نهي عام في الأوقات كلها صيفا و شتاءا , و يكثر - كما هو ظاهر - في الشتاء , فهذا لا يجيز فعله .. و لكن: روى أبو داود بسند صحيح (في سننه 727) من حديث وائل بن حجر في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم , قال في آخره ( .... ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد شديد , فرأيت الناس عليهم جلّ الثياب تحرك أيديهم تحت الثياب) فهذا تخصيص بالبرد الشديد لضرورة فتنبه ص 105
- نصّ أهل العلم رحمهم الله تعالى على كراهة استقبال الشمع والنار في الصلاة , و إن كان المصلّي لا يقصد ذلك , كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد صلاة الفجر و صلاة العصر لأنه وقت سجود المشركين للشمس ص 107
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 12:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الصلاة على الراحلة أو السيارة خشية الضرر:
قال ابن تيمية في (الإختيارات العلمية ص 75): (و تصح صلاة الفرض على الراحلة خشية الإنقطاع عن الرّفقة , أو حصول ضرر بالمشي)
قال ابن قدامة في المغني (2/ 323): (و إن تضرر بالسجود و خاف من تلوث يديه و ثيابه بالطين و البلل , فله الصلاة على دابته , و يومئ بالسجود) قال الترمذي في سننه (2/ 268): (و العمل على هذا عند أهل العلم و به يقول أحمد و إسحاق) ص 111
- الإمام هو سيّد الموقف - في مسألة الجمع في الصلاة - و هو الذي يتحمّل مسؤولية فعله بينه و بين ربّه , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الإمام ضامن فإن أحسن فله و لهم , و إن أساء - يعني - فعليه و لهم) أنظر السلسلة الصحيحة (1767) , فمن رضي بجمعه فليجمع , و من لم يرضى , و لم تطمئن نفسه به , فله أن يصلّي معه بنيّة النفل و التطوّع , أو أن ينصرف صامتا هادئا ص 114
- إقامة الصلاة في وقتها الأصلي بعد الجمع في المساجد: و هذا صنيع لا يتعارض مع الجمع , لأن من النّاس من لم يدركوا الجمع ففاتهم و منهم من لم يشهده أصلا لعمل أو علّة , فالمسجد المجموع فيه يؤذّن فيه في أوقات الصلاة المعتادة , و تقام فيه الصلاة على الوجه الطبيعي للسبب المذكور بقاءا على الأصل , و ليس يوجد نصّ يخالف ما ذكرت , و لا ريبة تعارض ما قررت و الله تعالى أعلم ص 115
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس:
روى البخاري (1959) عن أسماء بنت أبي بكر قالت: (أفطرنا يوما من رمضان في غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ طلعت الشمس)
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (25/ 231 - 232): (و هذا يدل على شيئين:1 - على أنه لا يستحب مع الغيم التأخير إلى أن يتيقن الغروب , فإنهم لم يفعلوا ذلك , و لم يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم , و الصحابة مع نبيّهم أعلم و أطوع لله و لرسوله ممّن جاء بعدهم.
2 - لا يجب القضاء , فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم لو أمرهم بالقضاء لشاع ذلك كما نقل فطرهم , فلمّا لم ينقل ذلك دلّ على أنّه لم يأمرهم به) ص 118
- الدعاء مطلقا - عند المطر - مستحب لما رواه الشافعي في الأم (1/ 235) - و من طريقه البيهقي في المعرفة (7326) - مرسلا عن مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش , و إقامة الصلاة و نزول الغيث) و هو - على إرساله - فيه إبهام ضعيف , لكنه ينجبر بما له من شواهد , ذكرها المنذري في الترغيب (1/ 116) , و ابن القيم في زاد المعاد (1/ 416).
و جزم شيخنا الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1469) بحسنه ص 128
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خَالِد]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 02:07]ـ
جزيت خيرا ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 12:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* التنبيه على الأحاديث الضعيفة التي لها صلة بموضوع هذا الكتاب:
(1)
حديث: (الشتاء ربيع المؤمن)
رواه أحمد (3/ 75) , و البيهقي (4/ 297) و أبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 325) و ابن الجوزي في الواهيات (501) و ابن عدي في الكامل (3/ 981) من طريق درّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد , به.
قال ابن الجوزي: (قال الدارقطني: تفرّد به عمرو بن درّاج , قال أحمد: أحاديث درّاج منكرة)
و به تعرف خطأ من حسنه , كالهيثمي في المجمع (3/ 200) و المناوي في فيض القدير (4/ 172)!
ص 137
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(2)
حديث (أصل كل داء البرد)
رواه ابن عدي في الكامل (3/ 981) بالسند السابق , وقال: (باطل).
و له طرق و ألفاظ كلها تدور على هذا المعنى بأسانيد مظلمة , فانظر لسان الميزان (3/ 1670) و المجروحين (1/ 202). ص 137
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 07:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(3)
عن أبي هريرة أنه أصابهم مطر في يوم عيد , فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد.
رواه الحاكم (1/ 295) و أبوداود (1160) و ابن ماجه (1313) و البيهقي (3/ 210) و صححه الحاكم ووافقه الذهبي و صححه النووي في المجموع
قال شيخنا الألباني في رسالته اللطيفة (صلاة العيدين ص 29): (و في هذا التصحيح نظر بيّن , فإن مداره على عيسى بن عبد الأعلى عن أبي يحيى عبيد الله التيمي , .. فهذا إسناد ضعيف مجهول ... وقال الذهبي في (مهذب سنن البيهقي) (1/ 160/1): (عبيد الله ضعيف).
و ضعّفه الحافظ ابن حرج في (التلخيص الحبير) (2/ 83) , و (بلوغ المرام ص 85) و الصنعاني في (سبل السلام) (2/ 502).
ص 138
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(4)
(لولا شباب خشع , و شيوخ ركع , و أطفال رضع , و بهائم رتع , لصب عليكم العذاب صبا).
ذكره غير واحد في أبواب الإستسقاء!!
رواه أبو يعلى (6402) و البيهقي (3/ 345) و البزار (3212 - زوائده) , و الخطيب في (تاريخه) (6/ 64) و الطبراني في الأوسط (5084 - زوائده) عن أبي هريرة.
و في إسناده إبراهيم بن خثيم بن عراك , قال ابن معين: (لا شيء , ليس بثقة و لا مأمون).
و قال السّاجي: (ضعيف ابن ضعيف).
و تركه النسائي.
و به أعلّه الذهبي في الميزان (1/ 30) و الحافظ ابن حجر في اللسان (1/ 53) , و التلخيص الحبير (2/ 97) , و السّخاوي في المقاصد (341) , و الهيثمي في المجمع (10/ 227) و ابن التركماني في الجوهر النقي (3/ 345) و العجلوني في كشف الخفاء (2/ 163) و غيرهم. ص 138
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 10:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(5)
(اللهم سقيا رحمة , لا سقيا عذاب).
رواه الشافعي في الأم (1/ 251) و من طريقة البيهقي في سننه (3/ 356) و في معرفة السنن و الآثار (7209) عن المطّلب بن حنطب مرسلا.
و سكت عنه البيهقي في المعرفة! و أعلّه في السنن بقوله (هذا مرسل).
قال شيخنا في تمام المنّة (ص 26): (و هو إعلال قاصر , لأنّ (فيه) إبراهيم بن محمد - و هو ابن أبي يحيى الأسلميّ المدني - متروك متّهم بالكذب). ص 139
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 02:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(6)
(كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في أيام الشتاء و ما ندري ما مضى من النهار أكثر أو ما بقي).
رواه أحمد (3/ 135 و 160) عن أنس.
و قال الهيثمي في المجمع (1/ 307): (رواه أحمد من رواية موسى أبي العلاء و لم أجد من ترجمه)!
قلت: هو مترجم في الجرح و التعديل (8/ 169) , لكن دون جرح و لا تعديل!! فهو في عداد المجاهيل ..
ص 140
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(7)
(إتقوا البرد , فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء):
أورده السخاوي في (المقاصد الحسنة , 19) و قال: (لا أعرفه , فإن كان واردا فيحتاج إلى تأويل و فإن أبا الدرداء عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم دهرا).
قلت: ليس هو واردا البتة! و التأويل فرع التصحيح!!
و أما كون أبي الدرداء رضي الله عنه مات بعد النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا من أدلة بطلانه.
و ما تؤوّل به فليس بقائم!
ص 140
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(8)
(خذها من عمّك)
يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله لأنس لمّا ذكر له أن أبا طلحة كأن يأكل البرد - هذا القدر منه صحيح , ولكن المرفوع منه " فقط " لم يثب - و هو صائم.
رواه الطحاوي في المشكل (1864) , وأبو يعلى في مسنده (1424) و (3999) والبزّار (1021) عن أنس.
و زاد شيخنا العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (63) نسبته للسّلفي في الطيوريات (7/ 2001) و ابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 313/2) ثم قال: (و هذا سند ضعيف , و علي بن زيد بن جدعان ضعيف .... ).
ص 140
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(9)
(لا تقولوا: قوس قزح , فإن قزح شيطان , و لكن قولوا: قوس الله عز وجل , فهو أمان لأهل الأرض من الغرق).
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 309) , و الخطيب في تاريخه (8/ 452) و من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 144) حاكما عليه بالوضع ..
و انظر تنزيه الشريعة (1/ 191) و الفتوحات الربانية (7/ 115) و الفوائد المجموعة (1/ 191) و النكت البديعات على الموضوعات (240) و اللآلئ المصنوعة (1/ 87) و المقاصد الحسنة (1297) و الدرر المنتثرة (445) و معجم المناهي اللفظية (ص 265).
و طوّل في الكلام عليه و نقده شيخنا محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - في السلسلة الضعيفة (876) فليراجع.
ص 141
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 04:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(10)
كان إذا سمع صوت الرعد و الصواعق قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك , و لا تهلكنا بعذابك , و عافنا قبل ذلك).
أخرجه الترمذي في سننه (3446) , و النسائي في عمل اليوم و الليلة (927) و (928) , و ابن السني (298) , وأحمد (2/ 100 - 101) و البخاري في الأدب المفرد (271) , و الحاكم (4/ 286) - و صححه! ووافقه الذهبي! - و البيهقي (2/ 362) , و الدّولابي في الكنى (2/ 117) , و الطبراني في الكبير (13230) من طريق أبي مطر عن سالم عن أبيه مرفوعا.
و قال الترمذي: (حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه).
أي: ضعيف.
و ضعّفه النووي في الأذكار (4/ 284 - بشرحه).
و علّته أبو مطر هذا , فإنّه (لا يدرى من هو) , كما قال الذهبي في ميزان الإعتدال (4/ 574).
و انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة (1042) لشيخنا العلامة المحقق محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.
ص 142
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 06:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(11)
(قال ربكم: لو أنّ عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل , و أطلعت عليهم الشمس بالنهار , و لما أسمعتهم صوت الرّعد).
أخرجه الطيالسي (2586) و أحمد (2/ 359) و الحاكم (2/ 349 (4/ 256) و البزار (664 - زوائده) و البيهقي في الزهد الكبير (713) من طريق صدقة بن موسى الدّقيقي عن محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة مرفوعا.
و صحّحه الحاكم!
و تعقّبه الذهبيّ في تلخيصه بقوله (صدقة ضعّفوه).
و أورد - هو - هذا الحديث من منكرات صدقة في ميزان الإعتدال (2/ 312 - 313).
و ضعّفه الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 211).
و خالف صدقة في روايته عبد المؤمن العبسي , فجعله من مسند أبي سعيد الخدري!
رواه هكذا البيهقي - ثم رجح رواية صدقه - على ضعفه - عليه - في الزهد الكبير (712)
و عبد المؤمن مجهول , كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 67) و الذهبي في الميزان (2/ 670) و ابن حجر في اللسان (4/ 76).
و قال العقيلي في الضعفاء (1067): (حديثه غير محفوظ).
ص 142
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 03:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(12)
(إذا نشأت بحرية , ثم استحالت شامية , فهو أمطر لها).
و هو حديث شديد الضعف , تكلمت عليه مفصلا - رواية و دراية - في تعليقي على (مفتاح دار السعادة " 1/ 498 - نشر دار ابن عفان) للإمام ابن القيم , و انظر التمهيد (24/ 377) لابن عبد البر.
ص 143
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 07:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(13)
(قلوب بني آدم تلين في الشتاء , و ذلك أن الله خلق آدم من طين , و الطين يلين في الشتاء).
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 216) عن معاذ بن جبل مرفوعا , و من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 152).
و قال أبو نعيم: (تفرّد برفعه عن شعبة عمر بن يحيى , و هو متروك الحديث , و صحيحه من قول خالد , حدّث به ابن أبي داود , عن ابن زكريا).
و حكم بوضعه الذهبي في الميزان (3/ 230).
ص 144
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 05:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(14)
(أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب و العشاء في ليلة مطيرة).
ذكره الشيخ سيّد سابق في فقه السنة (1/ 290) و عزاه للبخاري! و كذا صنع الشيخ أبو بكر الجزائري في منهاج المسلم (ص 263)!!
قال شيخنا الألباني في تمام المنّة (ص 320): (عزوه للبخاري خطأ لا ريب فيه , بل أشك أن يكون له أصل في شيء من كتب السنة المتداولة اليوم).
قلت: و (البخاري) عندهما محرّف من (النجّاد) , فقد عزاه له ابن قدامة في المغني (2/ 274) و ابن ضويّان في منار السبيل (1/ 137).
و هو حديث ضعيف جدا - و معناه من حيث الدلالة الفقهية صحيح جدا - , كما بيّنه بتفصيل حسن شيخنا اللباني في إرواء الغليل (581) فلينظر.
ص 144
انتهت السلسلة و الحمد لله تعالى(/)
العلم والعمل حتى عند السلف كلام لابن الجوزي
ـ[ابو عبد الحكم]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر
"ولقد سبرت السلف كلهم فأردت أن أستخرج منهم من جمع بين العلم حتى صار من المجتهدين, وبين العمل حتى صار قدوة للعابدين, فلم أر أكثر من ثلاثة: أولهم الحسن البصري, وثانيهم سفيان الثوري, وثالثهم أحمد بن حنبل.
وقد أفردت لأخبار كل واحد منهم كتابا, وماأنكر علي من ربَّعهم بسعيد بن المسيب.
وإن كان في السلف سادات إلا أن أكثرهم غلب عليه فن ,فنقص من الآخر, فمنهم من غلب عليه العلم ,ومنهم من غلب عليه العمل ,وكل هؤلاء كان له الحظ الوافر من العلم, والنصيب الاوفى من المعاملة والمعرفة"
فالله الله في العمل بما تعلم ياطالب العلم(/)
هل سفر المرأة في هذه الحالة يدخل في اتباع الجنازة؟ أفيدونا أفادكم الله
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد الإخوة توفي أبو زوجته، و قد أوصى الأب قبل الوفاة بأن يجتمع الأبناء بعد وفاته، و سيبعث الأب إلى بلده الأصلي ليدفن، فقرر الأبناء أن يسافروا جميعا ليشاركوا في جنازته و تدفينه.
فالسؤال هل سفر المرأة إلى بلادها في هذه الحالة يدخل في اتباع الجنازة علما أنها لن تتبعها إن شاء الله إلى المقبرة؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:08]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
ورد في حديث أم عطية رضى الله عنها نهانا رسول الله عن اتباع الجنائز وقالت ولم يعزم علينا
فهذا الأثر يدل على أن حكم اتباع الجنائز هو الكراهة
والكراهة ترفع للحاجة
ثانيا لبد من الإعتبار بالعلل فلو نظرنا في الأحاديث التي جائت في شأن النساء مع المقابر والجنائز
فنرى النبي صلى الله عليه وسلم منع النساء من اتباع الجنائز بينما لم نراه منعهن من زيارة القبور بل أذن لهن في ذلك
بما يدل على أتباع الجنائز للنساء منع لعة النياحة وشق الجيوب ونحو ذلك من هذه الأفعال المحرمة لأن حال المرأة يكون اشد مرارة في بداية الأمر على خلاف ما إن ذهبت لزيارة القبور بعد فترة من الزمان
فعليه إن أمنت هذه المحذورات في سفر تلك المرأة فلا بأس
هذا والله تعالى اعلى واعلم وبالله التوفيق
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:18]ـ
جزاك الله خيرا
و هل هذه الصورة داخلة في اتباع الجناءز أم أنها تختلف عنها؟
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:38]ـ
جزاك الله خيرا
و هل هذه الصورة داخلة في اتباع الجناءز أم أنها تختلف عنها؟
أنا الأن أفكر في هذا السؤال
وقد يكون الجواب عنه بتحرير النية
فهل النية معتبرة هنا
بمعنى أنها ليست في نيتها وقصدها اتباع الجنائز وإنما هي مسافرة إلى اهلها مع إخوتها
فهل النية هنا معتبرة
والذي يظهر لي إلى الأن أنها لا تدخل في معنى إتباع الجنائز إعتبارا بنيتها وفي الحديث (إنما الأعمال بالنيات ... )
إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خيرا
هل من مزيد تحرير إذ السفر بعد يومين؟ أفيدونا أفادكم الله
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 02:21]ـ
للمتابعة
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 02:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
اتباع الجنازة: هو المشي معها إلى حيث يُصلّى عليها، أو حيث تُدفَن.
فإن كانت المرأة ستسافر إلى بلدها دون المشي مع الجنازة. فليست بمتّبعة للجنازة.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 02:51]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 03:13]ـ
الذي يظهر ان هذه الصورة ليس داخله في اتباع الجنائز
وذلك للاعتبار بالنية فالمراة مسافرة إلى أهلها وليست مسافره وراء الجنازة كما لو ان مثلا جنازة مسافرة في قطار هذا القطار فيه نساء هل يصدق عليهن أنهن متباعت للجنازة
الجواب لا لأنهن لسن ذاهبات للجنازة كذلك هذه المراة هي لن تسافر من اجل الجنازة وليس ذا لها بمقصد
فلا تدخل وكذلك كما قال اخونا (حمد)
والله أعلم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 04:02]ـ
جزاك الله خيرا أخي أخي الكريم
ـ[أبو الوليد خالد]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 11:58]ـ
جزاك الله خيرا وأشكر الإخوة الكرام الذين داخلوا قبلي ولكن لدي تعليق على من أجاز زيارة القبور
للنساء فهذا غير صحيح فالنص بخلاف ما ذكر الأخ الكريم (لعن الله زائرات القبور) وليس هناك ما يخصص هذا النص
أو ينسخه. وبإمكانك أخي مراجعة فتح المجيد شر كتاب التوحيد بشكل اوسع في هذه المسألة والله أعلم.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 06:16]ـ
جزاك الله خيرا ابا الوليد على هذه المشاركة الطيبة واسمح لي أن اجيب على تعليقك
أقول مستعين بخير معين:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
في المسألة خلاف ما بين اهل العلم على ثلاثة أقوال هي كما يلي:
القول الاول استحباب زيارة القبور للنساء، وهو لأكثر علماء الحنفية ووجه عند المالكية ورواية عن أحمد، واستدلوا عليه:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم من حديث بريدة كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور إلا فزوروها .... ) وهذا خطاب عام للأمة وهو يشمل الرجال والنساء معا
فإن قيل: بأن الخطاب قد خرج بضمير الذكور وقد يحتمل ذلك تخصيصا للرجال دون النساء
نقول:
أولا: إن ضمير الذكور غالب في الخطاب وان النساء تدخل في الخطاب بفحواه وهذا معروف ملموس في الشرعية جدا كما قال طلب العلم فريضة على كل مسلم
وقوله (خذوا عني مناسككم) فالنساء داخلت في هذا الخطاب بفحواه
ثاينا: أن الاصل ان النساء شقائق الرجال فما كلف به الرجال كلفت به النساء هذا هو الأصل
ثالثا قال الشيخ الألباني:
والنساء كالرجال في استحباب زيارة القبور، لوجوه: الاول: عموم قوله (صلى الله عليه وسلم) ( .. فزوروا القبور) فيدخل فيه النساء.
وبيانه: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما نهى عن زيارة القبور في أول الامر.
فلا شك أن النهي كان شاملا للرجال والنساء معا، فلما قال (كنت نهيتكم عن زيارة القبور) كان مفهوما أنه كان يعني الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الامر من نهي الجنسين، فإذا كان الامر كذلك، كان لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله: (فزوروها) إنما أراد به الجنسين أيضا) ا. هـ
رابعا: ما ذكر من علة الجواز بقوله فإنها تذكركم الأخرة وهذه علة مشتركة بين الرجال والنساء فمن أخرج النساء فعليه الدليل
الدليل الثاني حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم توجه إلى البقيع ليلا ...... ثم قالت عائشة فماذا أقول لهم يا رسول الله؟ قال قولي: السلام عليكم اهل الديار .... ) وهذا التعليم لها يدل على مشرعية زيارة القبور لها وقوله قولي لهم اي عند زيارتها لهم وهو صريح الدلالة
وفي الحديث ان السيدة عائشة خرجت ودخلت المقابر خلف رسول الله فلو كان لا يجوز دخلو النساء المقابر لما سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
فإن قيل بان هذا قبل النهي:
نقول: ولا دليل على هذا الإحتمال و التاريخ
وهذا يرده ما ورد عنها بعد وسياتي من زيارتها المقابر وهي الاعلم بالقصة والرواية
الدليل الثالث: عن عبد الله بن أبي مليكة: (أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر، فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم: ثم أذن)
وهذا صريح الدلالة
وهو حديث صحيح رواه الحاكم والبيهقي وقال البوصير في الزوائد رجاله ثقات لأن بسطام بن مسلم وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود وباقي رجاله على شرط مسلم وقد رواه الترمذي وقال المباركفوري رجاله ثقات إلا ابن جريج مدلس وقد رواه عن عبد الله معنعن لكن صرح ابن جريج في رواية عبد الرزاق بالسماع فقال سمعت ابن أبي مليكة فزالت شبهة التدليس
وقد صححه الالباني عليه الرحمة وانظر الإرواء (3/ 234)
الدليل الرابع:حديث المرأة التي مات لها ولدها فجلست تبكي عند القبر فمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اتقي الله واصبري .... ) وهذا إقرار من النبي لها على الزيارة فلوكانت محرمة لأنكر عليها وردها
فإن قيل: إن النبي أنكر عليها ولم يقرها كما تزعمون وذلك من قوله: (اتق الله) فنهاها عن وجودها عند القبر.
نقول: قوله: (اتق الله) جاء تفسيره بالذي بعده من قوله (واصبري)
فدل على انه طالبها بتقوى الله في مسألة الصبر وهذا يرد هذا الإشكال
الدليل الخامس النظر الصحيح من ذلك ما يترتب على زيارة النساء للمقابر من مصلحة شرعية وهى رقة قلوبهن بل لعل النساء في ذلك أحوج من الرجال (وترقق القلوب) وهذه العلة مشتركة
المذهب الثاني: كراهة زيارة النساء المقابر
وهو وجه عند الأحناف ووجه عند المالكية ووجه عند الشافعية بل أكثرهم ووجه عند الحنابلة واستدلوا عليه:
حديث أم عطية نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
فقالوا: ولما نهى النبي عن اتباع الجنائز كان من باب اولى نهي عن زيارتها بجامع العلة وهي دخول المقابر
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت وجوابه:
ان نص ام عطية على اتباع الجنائز هو عدم نص على غيره كما هو معلوم ان النص على شئ عدم نص على غيره
ثم إن هذا قياس فاسد من وجوه
أولا انه قياس في مقابل نص والقياس في مقابل نص قياس فاسد بل من افسدها
ثاينا انه قياس مع الفارق لأن امر الجنائز يفارق أمر المقابر فهو لا ينفك عن عويل بخلاف دخول المقابر فموقف الجنائز أشد
وهذا من المفهوم في مقابل المنطوق (الا فزورها) والمنطوق مقدم على المفهوم شرعا
الدليل الثاني عندهم: الحديث (أما انك لو بلغتي معهم الكدى لم تدخلي الجنة حتى يدخل جد أبيك)
قالوا وفيه نهي صريح عن دخول المقابر لعظيم إنكاره عليها وما يترتب عليه من عقوبة
الجواب
قلت: وهذا الحديث ضعيف رواه ابو داود والنسائي وقال النسائي ربيعة ضعيف والحديث ضعفه الالباني في ضعيف سنن النسائي وضعيف أبي داود
ولو فرضنا صحته فهو نهي عن اتباع الجنائز لا زيارة القبور وذلك من قولها انها خرجت لتعزية اهل بيت ميتهم
ويحمل بادلة الجواز السابقة على أنه قبل الإذن بالزيارة
ولكن التأويل فرع التصحيح والحديث ضعيف
الدليل الثالث عندهم: قولهم: ما يكون من طبع النساء من مفاسد شرعية من العويل والصراخ فيكفي هذا في منعها
قلت جوابه: ان هذا من الرأى في مقابل النص ومتى حضر الإثر بطل النظر
وان هذا اللازم الذي ألزموه ليس بلازم
المذهب الثالث: التحريم وهو وجه عند الأحناف والمالكية والشافعية وقال به أكثر الحنابلة ونصره جدا شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمة الله عيهم جميعا واستدلوا عليه:
حديث ابن عباس (لعن الله زائرات القبور والمتخذات عليها السرج)
فقالوا وهذا صريح في التحريم من لعن النبي صلى الله عليه وسلم
الجواب: قلت وهذا حديث ضعيف لضعف صالح باذام ويقال له باذن وهو موالى أم هانئ بنت ابي طالب وهو صاحب محمد بن السائب الكلبي ضعفه جمهور اهل العلم ولم يوثقه إلا العجلي وحده ووصفه الحافظ في التقريب بالضعف والتدليس
واحاديث الجواز اقوى منه سندا واصرح دلالة
الدليل الثاني لهم: حديث أبي هريرة (لعن الله زورات القبور والمتخذين عليها السرج)
وهذا حديث حسن وهو كسابقه في وجه الدلالة على التحريم
وجوابه أن غيره أقوى منه والقاعده تقديم ما في الصحيحين على غيرهما
وأن الحديث يحمل على كثرة الزيارة من قوله زوارات وهذا يدل بمفهوم المخالفة على جواز ذات الزيارة
ان من جمع احاديث النهي مع أحاديث الجواز ظهر له ان المحرم هو الفعل المركب من كثرة الزيارة مع ما يقترن بها من مخالفات شرعية
الترجيح:
وعلبه يترجح القول باستحباب زيارة النساء المقابر للمرجحات الأتية:
أن أدلة الجواز أقوى سندا واصرح دلالة
انه امكن توجيه ادلة المخالف إما بالضعف او التأويل
ان القول الأول تنصره قواعد عامة في الشريعة من ذلك ان النساء شقائق الرجال
هذا والله تعالى اعلى وأعلم وبالله التوفيق وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحه وسلم
جزيت خيرا ابا الوليد(/)
أقلام الأعلام وأقلام الأقزام ... !!
ـ[أحمد عامر]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 08:11]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
وبعد:
فليس كل من يكتب يُجيد الكتابة، ولذلك كان ينبغي على طالب العلم أن يقرأ للمبدعين؛ طلباً للفائدة المرُكّزة واختصاراً للوقت ....
وأقلام الأعلام قد تميزت بميزات انطبعت على كتابتهم، فمن هذه الميزات:
- ارتباطهم بالكتاب والسنة استدلالاً واستشهاداً.
- اللمسة الأدبية العالية التي تأسر القلب وتأخذ باللُبّ.
- الإبداع في الطرح والخروج عن النمطية والتقليد.
- الواقعية في الطرح والبعد عن الأحلام المثالية.
هذه بعض الميزات التي حضرتني فينبغي على طالب العلم الانتباه لها والأخذ بها حتى تنمو عنده ملكة الكتابة.
ومن هؤلاء الأعلام المعاصرين على سبيل المثال لا الحصر:
فضيلة الشيخ/ بكر بن عبد الله أبوزيد.
فضيلة الشيخ / عبد الكريم بكار.
فضيلة الشيخ/ محمد بن إسماعيل المقدم.
فضيلة الشيخ/ عمر بن سليمان الأشقر.
فضيلة الشيخ/ محمد بن موسى الشريف.
فضيلة الشيخ/ سيد بن حسين العفاني.
الأديب الشريف والطود المنيف/ سيد قطب.
حفظ الله أحيائهم ورحم أمواتهم ...
وما ذكرته هو في الجملة وإن كان على بعضهم مؤاخذات فلا تقدح في الاستفادة منهم!!!
ولا يلزم أن يكون الأعلام كلهم من العلماء بل منهم العالم الأريب والمفكر الأديب والداعية اللبيب.
وأما أقلام الأقزام فعلى العكس مما ذكرتُ فهي أقلام ينبغي أن تُكسر ومداد ينبغي أن يُوفّر!!
ولن نعكر مزاجك بذكر نماذجهم فما أكثرهم!
دع عنك الكتابة لستَ منها *****ولو سودت وجهك بالمداد!(/)
سؤال عن درجة أحاديث
ـ[أم عاصم]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 09:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج مساعدة لمعرفة درجة هذه الأحاديث وتخريجها للأهمية
- (أكرموا حملة القرآن فمن أكرمهم فقد أكرم الله ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم فإنهم من الله بمكان كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنه لا يوحى إليهم)
- (إن بيوتات المؤمنين لمصابيح إلى العرش يعرفها مقربوا السموات السبع يقولون هذا النور من بيوتات المؤمنين التي يتلى فيها القرآن)
- (يا علي تعلم القرآن وعلمه الناس فلك بكل حرف عشر حسنات فإن مت مت شهيداً يا علي تعلم القرآن وعلمه الناس فإن مت حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج الناس إلى بيت الله العتيق)
وللسرعة في استقبال الجواب أرجو أن يكون الرد أيضاً على بريدي LMAS253@HOTMAIL.COM
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 11:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
http://209.85.135.104/search?q=cache:T8_PttJLxkcJ:ww w.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp%3FBID%3D143%26CID% 3D15+%22%D9%83%D8%A7%D8%AF+%D8 %AD%D9%85%D9%84%D8%A9+%D8%A7%D 9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%2 2&hl=ar&ct=clnk&cd=2&gl=sa
507 - أكرموا حملة القرآن، فمن أكرمهم فقد أكرمني ومن أكرمني فقد أكرم الله عز وجل.
قال السخاوي رواه الوائلي في الإبانة والديلمي عن عبد الله ابن عمرو بلفظ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، وزاد الديلمي ألا فلا تنقصوا حملة القرآن حقوقهم، فإنهم من الله بمكان كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنهم لا يوحى إليهم، وقال: غريب جدا من رواية الأكابر عن الأصاغر، قال السخاوي: وفيه من لا يعرف، وأحسبه غير صحيح.
ـ[أم عاصم]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:32]ـ
جزاك الله خيرا وحبذا لو تجد تخريج باقي الأحاديث(/)
ما هو البرزخ؟ وهل اختلف العلماء فيه؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
منذ مدة وأنا أرغب في معرفة الجواب على هذا السؤال
هل هو عالم منفصل؟ يعني مكان اسمه البرزخ
أم هو حياة بين الدنيا والآخر وأن هناك حجاب بيننا نخن الأحياء في هذه الدنيا وبين أرواح الأموات في البرزخ، فلا نراهم ولا يروننا
وإذا كانت روح الإنسان في قبره فهو ما زال في البرزخ لأنها حياة وليس مكانا اسمه برزخ.
وكانت تظهر لي الآدلة بأنها الثانية لكن أردت التأكد والإطمئنان
ونسيت بخصوص الموضوع حتى طرأ شيء ذكرني به فبدأت البحث عن معلومات متعلقة بهذا الأمر فوجدت كلاما للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة السفارينية:
- البرزخ: معناه (الفاصل بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة) هذا البرزخ
البرزخ ما هو اسم مكان البرزخ معناه (الشيء الفاصل)،
- الآن الأرواح موجودة في الجنة الآن، الآن الأرواح موجودة في الجنة الآن،
السؤال: الذين في القبر ما تكون الأرواح معهم؟
الجواب: ما تكون معهم، لكن تعاد إليهم عند الفتنة فتنة القبر،
وفي موضع آخر من نفس الكتاب:
((قوله: (فتنة البرزخ والقبور): البرزخ: (الحاجز بين الشيئين) [59]،
والمراد به ما بين موت الإنسان إلى قيام الساعة [60]،
وعطف القبور عليه من باب عطف الخاص على العام،
لأن البرزخ أعم من القبور قد يموت الإنسان ويُلقى على وجه الأرض فتأكله السباع فهل كان في قبر؟ لا ولكنه في برزخ فكل ميت فهو في برزخ وكل مقبور فهو في برزخ،
فعطف القبور على البرزخ من باب عطف الخاص على العام،))
ولكن أحتاج إلى آثار من السلف أو أقوال من العلماء المتقدمين في هذه المسألة.
ولا مانع في نقل كلام للعلماء المتأخرين أيضا.
وسؤال: هل اختلف علماء الإسلام في هذا؟
أم هم متفقون على أن البرزخ حياة فاصلة بين جياة الدنيا والآخرة، فلا علاقة بمكان الروح بكونها في البرزخ أم لا، فهي في البرزخ أينما كانت في هذا العالم، سواءا في السماوات أو في الأرض، أو في القبر أو خارجه؟
ـ[الصادق]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 03:18]ـ
أختي الكريمة كأنك تسألين عن مستقر الأرواح بعد الموت.
فقد أختلف الناس في مستقر الأرواح مابين الموت إلى قيام الساعة.
فقيل: أرواح المؤمنين في الجنة , وأرواح الكافرين في النار.
وقيل: إن أرواح الؤمنين بفناء الجنة على بابها , يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها
وقيل على أفنية قبورهم ,
وقال مالك: بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت
وقال كعب: أرواح الؤمنين في عليين في السماء السابعة , وأرواح الكافرين في سجين في الأرض
السابعة تحت خد إبليس!
وقال ابن حزم وغيره:مستقرها حيث كانت قبل أجسادها
وقال ابن عبد البر: أرواح الشهداء في الجنة , وأرواح عامة المؤمنين على أفنية قبورهم.
ولكل منهم دليله , والصحيح عند كثير من أهل العلم والموافق للأدلة هو أن الأرواح في البرزخ
متفاوتة أعظم تفاوت.
فمنها أرواح في أعلى عليين , في الملأ الأعلى , وهي أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم متفاوتون في منازلهم.
ومنها أرواح في حواصل طير خضر , تسرح في الجنة حيث شاءت , وهي أرواح بعض الشهداء
لأن بعض الشهداء تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه كما جاء في مسند الإمام أحمد عن
محمد بن عبد الله بن جحش عن أبيه: أن رجلا جاء إلى النبي (ص) فقال: يارسول الله: مالي إن
قتلت في سبيل الله؟ قال (الجنة) فلما ولى , قال (إلا الدين سارني جبرائيل آنفا)
ومن الأرواح من يكون محبوسا على باب الجنة , كما في الحديث الذي قال فيه رسول الله (ص)
(رأيت صاحبكم محبوسا على باب الجنة).
ومنها من يكون محبوسا على قبره , ومنهم من يكون في الأرض.
ومنها أرواح تكون في تنور الزناة والزواني , وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة , وكل
ذلك مما تشهد له السنة , والله أعلم.وأنصحكي بمراجعة كتاب الروح لإبن القيم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 06:04]ـ
جزاك الله خيرا
ومنها من يكون محبوسا على قبره , ومنهم من يكون في الأرض
ما معنى أن "يكون في الأرض"؟ يعني تحت الأرض أم شيئا آخر؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
تفضلى أختى هذا الكتاب
لعل هذا الكتاب يفي بالمسئلة
(يُتْبَعُ)
(/)
http://saaid.net/book/open.php?cat=81&book=2991
ـ[الصادق]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 01:24]ـ
بيان ابن القيم بنفيس عباراته لمستقر الأرواح:
قال ابن القيم رحمه الله: الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظمَ تفاوت.
فمنها أرواح: في أعلى عليين في الملا الأعلى، وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي ليلة الإسراء.
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت، وهي أرواح بعض الشهداء، لا جميعهم بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة، لدين عليه أو غيره.
ومنهم: من يكون محبوساً على باب الجنة.
ومنهم: من يكون محبوساً في قبره.
ومنهم: من يكون مقره باب الجنة.
ومنهم: من يكون محبوساً في الأرض لم تعل روحهُ إلى الملأ الأعلى، فإنها كانت روحاً سفلية أرضية، فإن الأنفس الأرضية، لا تجامع الأنفس السماوية،كما لا تجامعها في الدنيا، والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفةَ ربها، ومحبتَه، وذكرَه، والأنسَ به، والتقربَ إليه، بل هي أرضية سفلية، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك، كما أن النفس العلوية التي كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله، وذكره، والقرب إليه، والأنس به، تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها، فالمرء مع من احب في البرزخ، ويوم القيامة والله تعالى يزوج النفوس بعضَها ببعضٍ في البرزخ، ويوم المعاد، ويجعل روحه - يعنى المؤمن - مع النَسْم الطيب - أي الأرواحِ الطيبةِ المشاكلة - فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها، وأخواتها، وأصحاب عملها، فتكون معهم هناك.
ومنها: أرواح تكون في تنور الزناة، والزواني.
ومنها: أرواح في نهر الدم تسبح فيه، وتلقم الحجارة.
فليس للأرواح سعيدِها، وشقِيها مستقر واحد، بل روح في أعلى عليين، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض، وأنت إذا تأملت السنن والآثار في هذا الباب، وكان لك بها فضل اعتناء، عرفت حجة ذلك، ولا تظن أن بين الآثار الصحيحة في هذا الباب تعارضاً، فإنها كلها حق يصدق بعضها بعضاً، لكن الشأن في فهمها، ومعرفة النفس، وأحكامها، وأن لها شاناً غير شأن البدن، وأنها مع كونها في الجنة، فهي في السماء، وتتصل بفناء القبر وبالبدن فيه، وهي أسرع شيء حركة، وانتقالاً، وصعوداً، وهبوطاً، وأنها تنقسم إلى:-
مرسلةٍ ومحبوسةٍ، وعلويةٍ، وسفليةٍ، ولها بعد المفارقة صحةٌ، ومرضٌ، ولذةٌ، ونعيمٌ، وألمٌ، أعظم مما كان لها حالَ اتصالها بالبدن بكثير، فهنالك الحبسَ، والألمَ، والعذابَ، والمرضَ، والحسرةَ، وهنالك اللذةَ، والراحةَ، والنعيمَ، والإطلاقَ، وما أشبَه حالِها في هذا البدن، بحال ولد في بطن أمه، وحالها بعد المفارقة، بحاله بعد خروجه من البطن إلى هذه الدار، فلهذه الأنفسِ أربع دور، كل دار أعظم من التي قبلها:
الدار الأولى: في بطن الأم، وذلك الحصر، والضيق، والغم، والظلمات الثلاث.
والدار الثانية: هي الدار التي نشأت فيها، والفتها واكتسبت فيها الخير والشر، وأسباب السعادة، والشقاوة.
والدار الثالثة: دار البرزخ، وهي أوسع من هذه الدار، وأعظم، بل نسبتها إليه، كنسبة هذه الدار إلى الأولى.
والدار الرابعة: دار القرار، وهي الجنة، أو النار فلا دار بعدها.
ـ[الصادق]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 01:30]ـ
جزاك الله خيرا
ما معنى أن "يكون في الأرض"؟ يعني تحت الأرض أم شيئا آخر؟
لم أقف على ما استدلوا به , حتى أفهم مقصدهم بالضبط.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 09:02]ـ
في معنى البرزخ قال القرطبي:
" برزخ " أي حاجز بين الموت والبعث
قاله الضحاك ومجاهد وابن زيد.
وعن مجاهد أيضا أن البرزخ هو:
الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا. وعن الضحاك: هو ما بين الدنيا والآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عباس. حجاب. السدي: أجل. قتادة: بقية الدنيا. وقيل: الإمهال إلى يوم القيامة ; حكاه ابن عيسى. الكلبي: هو الأجل ما بين النفختين , وبينهما أربعون سنة. وهذه الأقوال متقاربة. وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ. قال الجوهري: البرزخ الحاجز بين الشيئين. والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث ; فمن مات فقد دخل في البرز. وقال رجل بحضرة الشعبي: رحم الله فلانا فقد صار من أهل الآخرة! فقال: لم يصر من أهل الآخرة , ولكنه صار من أهل البرزخ , وليس من الدنيا ولا من الآخرة. وأضيف " يوم " إلى " يبعثون " لأنه ظرف زمان , والمراد بالإضافة المصدر. إهـ
بالنسبة لاستقرار الروح بعد الموت
تشير الاخبار إلى أنها ترد للميت عند الحساب و ربما كتب الله له أن يصلي من الصلاة ما شاء و ورد أن أرواح المؤمنين تصعد إلى عليين في السماء السابعة و أرواح الكفار في سجين في الارض السابعة و قيل مكان في حضرموت و في كليهما لها تعلق بالبدن قد ترد إليه من وقت لآخر إلى أن يشاء الله فقد ثبت وقوع النعيم و العذاب على البدن جميعا
روى ابن حبان في صحيحه و الطبراني في الأوسط
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة الآية وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبا خائفا فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول أي رجل ولا يهتدي لاسمه فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ويقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
الحديث حسنه الألباني (صحيح الترغيب و الترهيب 3561)
نسأل الله أن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة آمين
فإن صح الحديث يستفاد منه أمور:
أولا: وقوع النعيم أو العذاب على البدن و الروح جميعا لقوله "حتى تختلف فيه أضلاعه"
ثانيا: أن الروح ترد في الجسد في هذا الوقت و ذلك يفهم من قوله "فيقال له اجلس فيجلس" و إن كان قد ورد لفظ مشابه في الصحيحين و هو "فأقعداه" ففي كلا الحديثين أن الميت سيجلس و هو يحاسب إلا أن اللفظ هنا صريح بأنه سيجلس بنفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
و روى الإمام أحمد في مسنده قال حدثنا أبو معاوية، قال حدثنا الأعمش، عن منهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب، قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة
الحديث حسنه الألباني (مشكاة المصابيح: 1630)
وأما انفراد الروح وحدها فقد ورد بذلك أحاديث أيضا منها:
- عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه إلى جسده يوم يبعثه"
رواه النسائي ورواه مالك والشافعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
- روى حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث القبر بطوله في حق المؤمن قال: " ويعاد الجسد إلى ما بدىء منه وتجعل روحه في نسيم طير يعلق في شجر الجنة ". خرجه الطبراني وغيره، وخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق معتمر عن محمد بن عمرو به ولفظه، وتجعل نسمته في النسيم الطيب وهو طير يعلق في الجنة، وقد سبق أن غيرهما رواه عن محمد بن عمرو فوقفه على أبي هريرة
- خرج ابن منده أيضاً من رواية عيسى بن موسى عن سفيان الثوري عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أرواح المؤمنين كالزرازير تأكل من ثمر الجنة "
ثم قال ابن منده رواه جماعة عن الثوري موقوفاً، يعني علي عبد الله بن عمرو والصواب وقفه.
- وقد سبق أن الإمام ذكره في رواية ابنه عبد الله موقوفاً وكذا رواه وكيع عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال:
أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر كالزرازير يتعارفون فيها ويرزقون من ثمرها. أخرجه الخلال. وخرج أيضاً من حديث أبي هشام عن أبي إسحاق عن الأحوص عن عبد الله بن مسعود فذكر احتضار المؤمن وأن روحه تعاد إلى جسده عند سؤاله في القبر ثم ترفع روحه فتجعل في أعلا عليين. ثم تلا عبد الله الآية {إن كتاب الأبرار لفي عليين. وما أدراك ما عليون. كتاب مرقوم} قال السماء السابعة وأما الكفار فذكر الكلام وتلا (إن كتاب الفجار لفي سجين. وما أدراك ما سجين)
قال: الأرض، وروي مثل هذا المعنى عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو، وذكره ابن عبد البر. وروى سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن عبد الله بن عمرو كان يقول: سجين هي الأرض السفلى فيها أرواح الكفار.
- وروى ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن منصور بن أبي منصور حدثه قال سألت عبد الله بن عمرو عن أرواح المسلمين حين يموتون قال: ما تقولون يا جهال العراق؟ قلت: لا أدري. قال: فإنها صور طير بيض في ظل العرش.
فتبين من ذلك أن هناك أحاديث تثبت النعيم و العذاب للبدن و الروح معا و أخرى تثبتها للروح فقط
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر - إذا شاء الله - وإنما تنعم في الجنة وحدها وكلاهما حق. وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت عن مالك بن أنس قال: " بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت " وهذا يوافق ما روي: " أن الروح قد تكون على أفنية القبور " كما قال مجاهد: إن الأرواح تدوم على القبور سبعة أيام يوم يدفن الميت لا تفارق ذلك وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة " كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما من رجل يمر بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام}.
ثم قال أيضا:
وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ولكن لا يجب ذلك أن يكون دائما على البدن في كل وقت ; بل يجوز أن يكون في حال دون حال. إنتهى كلامه
(مجموع فتاوى ابن تيمية - العقيدة - كتاب مفصل اعتقاد السلف - العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا – ص 296/ 297)
و الله تعالى أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:51]ـ
هذه كلها أمور غيبية لا ينبغي أن يعتمد قول فيها إلا إذا كان بنص من القرآن أو نص متفق على صحته الى المعصوم صلى الله عليه وسلم، وليس كل ماروي عن أحد من السلف أو المفسرين أو علماء المسلمين يعتمد فيقال: وقيل كذا ... وقيل كذا، وقال مجاهد كذا ..... وروى ابن أبي الدنيا كذا.
ففي البدء ينبغي جمع ما ذكر في القرآن مما يخص هذه الأمور ثم ما ورد في السنة مما صح وتحاكم كل الآراء والأقوال بعد ذلك وتوزن بميزان هذه النصوص.
وموضوع التقاء الروح بالجسد قد ثبت يقيناً أنه يحدث مرتين فقط
"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون "
" قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا "
فينبغي تأويل وفهم أي قول آخر في ظل هذه الحقيقة القرآنية
وهكذا.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 08:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه كلها أمور غيبية لا ينبغي أن يعتمد قول فيها إلا إذا كان بنص من القرآن أو نص متفق على صحته الى المعصوم صلى الله عليه وسلم، وليس كل ماروي عن أحد من السلف أو المفسرين أو علماء المسلمين يعتمد فيقال: وقيل كذا ... وقيل كذا، وقال مجاهد كذا ..... وروى ابن أبي الدنيا كذا.
.
معلموم أنها أمور غيبية مثلها مثل غالب أمور الشرع و لا أعلم إن كنت قرأت أصلا ما كتبته أم لا لأنك إن قرأت جيدا ستجد أني بدأت بنصوص من السنة الحديث الأول أخرجه ابن حبان في صحيحه و الطبراني
و الثاني أخرجه الإمام أحمد في مسنده
ثم استشهدث بأحاديث أخرى لا تقل عن رتبة الحسن منها ما رواه النسائي و الشافعي و مالك و ابن منده
فالعجب بعد كل هذه الأحاديث أن تقول "وليس كل ماروي عن أحد من السلف أو المفسرين أو علماء المسلمين يعتمد فيقال: وقيل كذا ... وقيل كذا، وقال مجاهد كذا ..... وروى ابن أبي الدنيا كذا " متجاهلا بذلك كل هذه الأحاديث
و أما رواية ابن أبي الدنيا و قول مجاهد أولا ما جئت بها إلا بعد أن إستشهد بها شيخ الاسلام ثانيا هي ليست أصل في المسألة إنما أوردتها للجمع بين أحاديث الباب الأصلية لأن بعض الأحاديث جاء فيها وقوع النعيم و العذاب على الجسد و بعضها على الروح فهي مجرد أقوال تفسيرية مستندة إلى أصل من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم و ذكر شيخ الاسلام حديث منها عند ذكر قول مجاهد و هو الذي صححه ابن عبد البر و الصحابة و كبار التابعين أمثال مجاهد الذي أخذ العلم عن ابن عباس لا يتصور أن يقول شيئا في الغيبيات برأيه إلا أن يكون مستندا إلى أصل و مع ذلك هذا كان مجرد تفسير للجمع فقط بين النصوص أما موضوع البحث الأصلي فأوردت فيه أحاديث نبوية ما بين صحيح و حسن
ففي البدء ينبغي جمع ما ذكر في القرآن مما يخص هذه الأمور ثم ما ورد في السنة مما صح وتحاكم كل الآراء والأقوال بعد ذلك وتوزن بميزان هذه النصوص.
وموضوع التقاء الروح بالجسد قد ثبت يقيناً أنه يحدث مرتين فقط
"كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون "
" قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا "
فينبغي تأويل وفهم أي قول آخر في ظل هذه الحقيقة القرآنية
وهكذا.
لو وضعت هذا في صيغة سؤال لكان أفضل لأن الذي ثبت يقينا في الايات هو الموتتان و الحياتان
و أما هل رد الروح إلى الجسد في القبر في الحساب أو غيره واحد من هاتين الحياتين أم لا هذا مبحث آخر للعلماء فيه أقوال
و رد الروح للجسد بعد الموت للحساب ثابت بأحاديث كثيرة منها ما ذكر آنفا و منها أيضا حديث رد الروح للنبي صلى الله عليه و سلم ليرد السلام على من سلم عليه فقد روى أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه" السلام" ورواته ثقات
و في الجمع بين الآيات و الأحاديث:
قال بعض أهل العلم بأن المقصود في الآية الحياتان الكاملتان و هما حياة الدنياو حياة الأخره أما إحياء الميت في القبر فهي ليست حياة كاملة يقوم فيها الميت بكل ما يقوم به في الدنيا إنما هي حياة لأغراض محددة كالحساب و هو قول نفيس
و قال آخرون أن الإحياء الأول هو في القبر ثم يميتهم ثم الإحياء الثاني يوم القيامه قاله الثوري عن السدي عن أبي صالح " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون" قال يحييكم في القبر ثم يميتكم
(تفسير ابن كثير لقوله تعالى "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون")
ورد في الصحيحين عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا"
روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
"مررت - و في رواية أتيت - على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره"
رواه أيضا أحمد و النسائي
(يُتْبَعُ)
(/)
و قوله "قائم" يثبت أنه كان يصلي بجسده و ليس فقط بالروح فلو كانت بالروح فقط لكان المفهوم أن يقال
"و هو يصلي في قبره" و لما كان للفظ "قائم" فائدة
فالنبي صلى الله عليه و سلم لا يخاطب الناس إلا بما يفهمونه و لذلك فقوله "و هو قائم يصلي في قبره"
دل على أن ذلك كان بالجسد و بالتالي على أن الروح قد ردت إلى الجسد في هذا الوقت.
هدانا الله و إياك
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:10]ـ
أما دعاؤك لي بالهداية فلا أجد ما استطيع أن اكافئك به عليه
###
يا أخي - الجسد بعد مفارقة النفس له بالموت يبلى ويفنى ويتلاشى وهو واقع يعلمه كل أحد ولا ينفيه إلا مكابر - الجسد كالثوب تلبسه النفس ثم تخلعه فهو ليس بشيء
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك ولا تنكره
ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) البخاري باب يوم ينفخ في الصور ورواه مسلم أيضاً.
وفي البخاري أيضاً " قال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " ولم ينكر النبي قول عمر بأنها أجساد لا أرواح لها ولكن أخبره بسمعهم وهذا لا ينافي ذلك.
فالسماع لهذه الانفس بكيفية تغيب عنا، وكذلك سؤال القبر وعذابه أو نعيمه هو للأنفس منفصلة عن الاجساد ونحن لا نملك أي علم عن حقيقة الانفس وكنهها وطبيعتها، أما الاجساد فهي تبلى بعد الموت ونراها بأعيننا
قال ابن حزم رحمه الله: مَسْأَلَةٌ: وَأَنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ وَمُسَاءَلَةَ الأَرْوَاحِ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ وَلا يَحْيَا أَحَدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ غُنْدَرٌ - ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ": {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّي اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ ". وَبِهِ إلَى مُسْلِمٍ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثنا بُدَيْلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " إذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا، وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ، فَيَنْطَلِقُوا بِهِ إلَى رَبِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ إلَى آخِرِ الأَجَلِ. قَالَ: وَإِنَّ الْكَافِرَ إذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ يَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ فَيُقَالُ انْطَلِقُوا بِهِ إلَى آخِرِ الأَجَلِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَيْطَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} فَصَحَّ أَنَّهُمَا حَيَاتَانِ وَمَوْتَانِ فَقَطْ، وَلا تُرَدُّ الرُّوحُ إلا لِمَنْ كَانَ ذَلِكَ آيَةً، كَمَنْ أَحْيَاهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكُلُّ مَنْ جَاءَ فِيهِ بِذَلِكَ نَصٌّ، وَهُوَ قَوْلُ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ مِنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبَاتٍ ثنا إسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا عِيسَى بْنُ حَبِيبٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ " دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَسْجِدَ فَأَبْصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ مَطْرُوحًا قَبْلَ أَنْ يُصْلَبَ، فَقِيلَ لَهُ هَذِهِ أَسْمَاءُ، فَمَالَ إلَيْهَا وَعَزَّاهَا وَقَالَ: إنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ وَإِنَّ الأَرْوَاحَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إلَى بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَمْ يَرْوِ أَحَدٌ أَنَّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ رَدَّ الرُّوحِ إلَى الْجَسَدِ إلا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد البيه]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:33]ـ
أما دعاؤك لي بالهداية فلا أجد ما استطيع أن اكافئك به عليه
اترك التقليد قليلا - أنصفني من نفسك.
يا أخي - الجسد بعد مفارقة النفس له بالموت يبلى ويفنى ويتلاشى وهو واقع يعلمه كل أحد ولا ينفيه إلا مكابر - الجسد كالثوب تلبسه النفس ثم تخلعه فهو ليس بشيء
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد ذلك ولا تنكره
ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) البخاري باب يوم ينفخ في الصور ورواه مسلم أيضاً.
وفي البخاري أيضاً " قال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " ولم ينكر النبي قول عمر بأنها أجساد لا أرواح لها ولكن أخبره بسمعهم وهذا لا ينافي ذلك.
فالسماع لهذه الانفس بكيفية تغيب عنا، وكذلك سؤال القبر وعذابه أو نعيمه هو للأنفس منفصلة عن الاجساد ونحن لا نملك أي علم عن حقيقة الانفس وكنهها وطبيعتها، أما الاجساد فهي تبلى بعد الموت ونراها بأعيننا
قال ابن حزم رحمه الله: مَسْأَلَةٌ: وَأَنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ وَمُسَاءَلَةَ الأَرْوَاحِ بَعْدَ الْمَوْتِ حَقٌّ وَلا يَحْيَا أَحَدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ غُنْدَرٌ - ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ": {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّي اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ ". وَبِهِ إلَى مُسْلِمٍ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثنا بُدَيْلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " إذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا، وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ، فَيَنْطَلِقُوا بِهِ إلَى رَبِّهِ ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ إلَى آخِرِ الأَجَلِ. قَالَ: وَإِنَّ الْكَافِرَ إذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ يَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ فَيُقَالُ انْطَلِقُوا بِهِ إلَى آخِرِ الأَجَلِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَيْطَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ
وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} فَصَحَّ أَنَّهُمَا حَيَاتَانِ وَمَوْتَانِ فَقَطْ، وَلا تُرَدُّ الرُّوحُ إلا لِمَنْ كَانَ ذَلِكَ آيَةً، كَمَنْ أَحْيَاهُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكُلُّ مَنْ جَاءَ فِيهِ بِذَلِكَ نَصٌّ، وَهُوَ قَوْلُ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ مِنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نَبَاتٍ ثنا إسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا عِيسَى بْنُ حَبِيبٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ " دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ الْمَسْجِدَ فَأَبْصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ مَطْرُوحًا قَبْلَ أَنْ يُصْلَبَ، فَقِيلَ لَهُ هَذِهِ أَسْمَاءُ، فَمَالَ إلَيْهَا وَعَزَّاهَا وَقَالَ: إنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ وَإِنَّ الأَرْوَاحَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: وَمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إلَى بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَمْ يَرْوِ أَحَدٌ أَنَّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ رَدَّ الرُّوحِ إلَى الْجَسَدِ إلا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. أ. هـ.
يبدوا أنك في العلم من الهواه و لست من طلابه
و كأنه لم يعلم أحد من العلماء و السلف و التابعين أن الجسد بعد مفارقة النفس له بالموت يبلى ويفنى ويتلاشى حتى إكتشفت أنت هذه الحقيقة التي غابت عن الجميع لذلك دعوت لك بالهداية لأن من آفة المتطفل على العلم التسرع في الرد و تخطئ غيره و الظن أن ما يعرفه من البديهيات قد غاب عن الاخرين
أيضا يبدوا مقدار التجاهل و عدم القراءة جيدا أني آتيك بالاحاديث الصحيحة و تقول لي دع التقليد!!!
كذلك قولك "وَلَمْ يَرْوِ أَحَدٌ أَنَّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ رَدَّ الرُّوحِ إلَى الْجَسَدِ إلا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ"
و لا أعلم من أين أتيت بهذا؟
أولا المنهال بن عمرو من رجال البخاري له أحاديث في صحيحه و قد وثقه من كبار المحدثين يحيى بن سعيد و النسائي و العجلي
ثانيا لم ينفرد المنهال بن عمرو بأحاديث رد الروح للجسد فجاء عند الطبراني و ابن حبان من طريق آخر عن أبي هربرة و بنفس المعنى حديث آخر عن محمد بن قدامة الجوهرى عن بن عيسى القزاز عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبى هريرة و أحاديث الصحيحبن في إجلاس الميت و غيرها
و الايات تم توضيح الجمع بينها و بين الأحاديث فيما ذكرته لا داعي للتكرار
بالنسبة لحديث مخاطبة قتلى بدر في القليب
أولا: لم يقل أحد و لم أقل أنا أن الروح تلازم الجسد بعد الموت إلى يوم القيامه حتى تستشهد بهذا الحديث و لا داعي لأن أكرر ما قلت فالكلام مكتوب أعلاه و يمكن لأي ذي لب أن يفهمه
ما قلته أنها تفارق الجسد بعد الموت لكنها تتصل به عند الحساب وفي بعض أوقات أخرى للأحاديث الدالة على أن الجسد أيضا يقع عليه نصيب من النعيم أو العذاب مثل قوله "حتى تختلف فيه أضلاعه" و ذلك لزمن يعلمه الله إلى أن يشاء الله و أما سوى ذلك فالروح منفصلة عنه
و رد الروح في هذه الحالة ليس بالضرورة ردا كاملا أو حياة كاملة فليس عندنا مقياس نقيس به لكن الذي يقال أن لها إتصال به أثبتته الاحاديث بها يسمع و يحاسب و يجلس و ينعم جسده أو يعذب
ثانيا: تفسيرك الفذ بأن النبي صلى الله عليه و سلم لم ينكر على عمر سؤاله و أن هذا معناه أن الارواح كانت مفارقة للأجساد
فإذا كان النبي صلى الله عليه و سلم وافق عمر في قوله "ما تكلم من أجساد " معنى هذا أنه كان يكلم الأجساد و و بالتالي يكون السماع واقع على الأجساد و بالطبع الجسد لا يسمع إلا إذا كان فيه شئ من الروح
فالدليل الذي سقته عليك , و أما إذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يخاطب الأرواح فقط دون الأجساد فمعنى هذا أن قول عمر "تكلم من أجساد" غير صحيح و النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يوافقه على ذلك
إذن في كلتا الحالتين كلامك غير صحيح
على أي حال أنا أجبت الأخت السائلة و إن كان لها مزيد من الاستفسار فمرحبا و عدا ذلك فحسب الموضوع ما بينته فيه بحول الله و قوته و وقتي لا يسمح بالدخول في مجادلات من هذا النوع
و الله المستعان
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 11:24]ـ
الكلام عن المنهال بن عمرو ليس كلامي ولكن كلام الامام ابن حزم رحمه الله - فمن الذي لا يقرأ الكلام جيداً؟؟
ثم إنه .. هل من الانصاف أن تذكر من وثق راوياً وتترك ذكر من جرحه؟؟ هل هذه هي الامانة العلمية؟؟
لماذا لم تذكر أن الامام أحمد ضعفه وذكر أن شعبة ترك حديث المنهال عن عمد؟
ولماذا لم تذكر قول الحاكم فيه أنه قد غمزه يحيى القطان؟
ولماذا لم تذكر قول ابن حجر الذي يعتمد العلماء قوله ويعتبرونه ملخصاً لأقوال أئمة الجرح والتعديل حيث قال " صدوق ربما وهم "
والقول ما قال ابن حزم في أنه - أي المنهال بن عمرو - هو الذي تفرد بذكر رد الروح في الجسد، ومثله لا يقبل تفرده في مثل هذه الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما باقي الروايات التي تذكر الاقعاد أو الاجلاس أو غيره فليس من شرط أن تستلزم رد الروح في الجسد فما المانع أن يكون ذلك كله للنفس البشرية التي لا ندرك كنهها والتي انفصلت عن الجسد، الذي نراه أمامنا لا يقعد ولا يجلس ويتحلل ويذوب في التراب حتى يأذن الله ببعثه، وهو ظاهر قوله تعالى " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون "
والآية واضحة في أنهما حياتان وموتتان، والذي قلتُه في الآية هو ما استقر عليه أقوال المفسرين.
أما أنت فانتقيت قولين عجيبين ذكرهما ابن كثير بعد ما ذكر قول ابن عباس وابن مسعود والتابعين ولم تعزهما الى أحد فقلت "بعض أهل العلم " واستكمالاً لمسلسل الأمانة العلمية! لم تذكر أن ابن كثير استنكرهما بعدما ذكرهما، واليك والى المنصفين كلام ابن كثير كاملاً:
" يقول تعالى محتجًا على وجوده وقدرته، وأنه الخالق المتصرف في عباده: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} أي: كيف تجحدون وجوده أو تعبدون معه غيره! {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} أي: قد كنتم عدمًا فأخرجكم إلى الوجود، كما قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36]، وقال {هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1] والآيات في هذا كثيرة.
وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} [غافر: 11] قال: هي التي في البقرة: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}
وقال ابن جُريج (1)، عن عطاء، عن ابن عباس: {كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} أمواتا في أصلاب آبائكم، لم تكونوا شيئًا حتى خلقكم، ثم يميتكم موتة الحق، ثم يحييكم حين يبعثكم. قال: وهي مثل قوله: {[رَبَّنَا] (2) أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ}.
وقال الضحاك، عن ابن عباس في قوله: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} قال: كنتم ترابًا قبل أن يخلقكم، فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى. فهذه ميتتان وحياتان، فهو كقوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}
وهكذا روي عن السدي بسنده، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس -
وعن مرة، عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة
-وعن أبي العالية والحسن البصري ومجاهد وقتادة وأبي صالح والضحاك وعطاء الخراساني نَحْوُ ذلك.
وقال الثوري، عن السدي عن أبي صالح: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} قال: يحييكم في القبر، ثم يميتكم.
وقال ابن جرير عن يونس، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ خلقهم في ظهر آدم ثم أخذ عليهم الميثاق، ثم أماتهم ثم خلقهم في الأرحام، ثم أماتهم، ثم أحياهم يوم القيامة. وذلك كقول الله تعالى: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ}
وهذا غريب والذي قبله - والصحيح ما تقدم عن ابن مسعود وابن عباس، وأولئك الجماعة من التابعين،
وهو كقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}. [وعبر عن الحال قبل الوجود بالموت بجامع ما يشتركان فيه من عدم الإحساس، كما قال في الأصنام: {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} [النحل: 21]، وقال {وَآيَةٌ لَهُمُ الأرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس: 33] أ. هـ.
ذكرتُ الآن قول الله عز وجل " تجعلونه قراطيس ... تبدونها وتخفون كثيراً " الانعام آية 91
ولا حول وقوة الا بالله العلي العظيم.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 05:07]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن المنهال ابن عمرو فيكفي أنه من رجال صحيح البخاري أصدق كتاب بعد كتاب الله تعالى و خرج له أصحاب السنن الأربعة و أحمد بن حنبل في مسنده و وثقه أئمة أهل الجرح و التعديل المعتبرين يحيى بن معين و النسائي المعروف بالتشدد في قبول الرواة و العجلي وقال الدار قطني صدوق وذكره بن حبان في الثقات والامام أحمد أيضا انظر ماذا قال: أبو بشر أحب إلي من المنهال و أوثق
و هذا توثيق له لأن عبارة "أوثق" تقتضي الاشتراك في أصل التوثيق غاية ما فيه أن أبا بشر عنده أعلى رتبة و أئمة الجرح و التعديل لا يقارنون بين قوي و ضعيف.
فهل تترك كل هؤلاء لقول الحاكم فيه أنه قد غمزه يحيى القطان؟؟؟ و هل "غمزه" هذه لفظ تجريح معتبر عند أهل الحديث؟
فهل مجرد تضعيف ابن حزم له يبطل قول كل هؤلاء و ينزله من الموثقين إلى الضعفاء؟ إن قلت ذلك فأنت لا تعرف شئ في علم الحديث البته , فما من راوي إلا و ستجد شخص هنا أو هناك يقول فيه شئ فعلى طريقتك هذه لن يسلم أحد و لن يكون هناك أي راوي ثقة , البخاري و مسلم هناك من يضعفهما فقد ترك أبو زرعة و أبو حاتم رواية البخاري كما نص عليه الإمام ابن أبي حاتم الرازي في الجرح و التعديل فما قولك الان؟ هل البخاري ليس بقوي أيضا لأن هناك من يضعفه؟
أرأيت الان أنك لست مؤهل للكلام في الحديث
نصيحتي لك أن تدخل إلى العلم من أبوابه و ليس من نوافذه و تتعلم على يد شيوخ و تقرأ كثيرا قبل أن يخط قلمك حتى لا تأتي بعجائب.
و أما الآية الكريمة فأنا إعتمدت و أيدت نفس القول الذي إعتمده ابن كثير و قلت مرارا أن مجرد إتصال الروح بالجسد في القبر عند الحساب ليس بحياة كاملة كحياة الدنيا و الاخرة و لا تدخل في الحياة المقصودة في الاية و قلت بالحرف كما هو مبين أعلاه:
قال بعض أهل العلم بأن المقصود في الآية الحياتان الكاملتان و هما حياة الدنياو حياة الأخره أما إحياء الميت في القبر فهي ليست حياة كاملة يقوم فيها الميت بكل ما يقوم به في الدنيا إنما هي حياة لأغراض محددة كالحساب و هو قول نفيس
فهذا القول يؤيد ما ذكره ابن كثير و اعتمده و هي الاراء و الروايات التي ذكرتها مشكورا و هو نفسه الذي ذكرته أنا و أيدته و ذكرت الجمع بينه و بين أحاديث رد الروح ثم ذكرت القول الثاني من باب العلم فقط و لم أقل أن ابن كثير قال بهذا الرأي أنا ذكرت تفسير ابن كثير أنه المصدر الذي نقلت منه و ليس المصحح للقول و هناك فرق كبير يدركه ذوي الألباب
أما من يريد المعاندة و رد الأحاديث الصحيحة لا لشئ إلا للجهل بفهمها أو لاتباع الهوى فهذا شئ معتاد عند أهل المراء
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
طالب الحق يكفيه دليل و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل , الجاهل يتعلم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 07:32]ـ
أيضا قد روى ابن عبد البر في "الاستذكار"
[أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فسلم إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام]
الحديث صححه ابن عبد البر كما ذكرت سابقا فهذه إعادة الروح إلى الجسد أيضا غير الإعادة المألوفة في الدنيا لأجل رد السلام و لا يلزم من ذلك أن يحيا الحياة المعروفة.
و إن كان المراد أن الميت لا يحيا في قبره الحياة المعهودة في الدنيا التي يقوم فيها الروح بالبدن و تدبره و تصرفه و يحتاج معها إلى الطعام و الشراب و اللباس فهذا صحيح يشهد العقل بصحة ذلك و إن كان المراد نفي حياة أخرى غير هذه الحياة و نفي أن تعاد الروح إلى الجسد لأجل المسألة و الامتحان فخطأ بين و قادح في الأحاديث و النصوص الواردة بذلك.
و قول ابن حزم: الحديث لا يصح لتفرد المنهال بن عمرو به فهذه مجازفة فإن ما قيل فيه قال أحمد تركه شعبة هذا مضمون ما ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الكلام على الرجال ولم يذكر أن أحدا رد شهادته و قد بينت توثيق أهل الحديث للمنهال في الفقرة السابقة.
و الحديث رواه عن البراء بن عازب جماعة غير المنهال بن عمرو منهم عدي بن ثابت و محمد بن عقبة و مجاهد و غيرهم
و الحديث صححه الألباني إمام المحدثين في عصره (أنظر الجامع الصغير 2556 و صحيح الترغيب والترهيب 3558 و مشكاة المصابيح
1630)
قال العلامة بن القيم ـ رحمه الله: الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام:
أحدهما: تعلقها به في بطن الأم
الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض
الثالث: تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه و مفارقة من وجه
الرابع: تعلقها به في البرزخ فإنها و إن فارقته و تجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها التفات إليه بل تعاد إليه وقت المسألة و ترد إليه أيضا وقت سلام المسلم و هذا الرد إعادة خاصة لا يوجب إعادة البدن قبل القيامة
الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد و هو أكمل تعلقها به و لا نسبة لما قبله من أنواع التعلق البتة إذ هو تعلق لا يقبل البدن موتا و لا نوما و لا فسادا و الله أعلم انتهى كلامه
فهذا العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ قد كفانا مؤنة الرد بلا تكلف
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن وقت السؤال و سؤال البدن بلا روح قول طائفة من الناس و أنكره الجمهور و قابلهم آخرون فقالوا: السؤال للروح بلا بدن و هذا قاله ابن مسرة و ابن حزم و كلاهما غلط و الأحاديث الصحيحة ترده و الله أعلم انتهى كلامه
و إن لم يكن هناك استفهام من الاخت السائلة فهذا آخر تعليق لي في هذا الموضوع فقد ذكرت ما فيه كفاية و زيادة لمن أراد الحق أما من اتبع هواه و رد الاحاديث الصحيحة التي اعتمدها أهل العلم فليس لنا عليه سبيل
و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 09:53]ـ
أيضا قد روى ابن عبد البر في "الاستذكار"
[أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فسلم إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام]
الحديث صححه ابن عبد البر
هناك طامات:
الأولى: أن ابن عبد البر قد رواه فقط بإسناده ولم يصححه، ومعلوم أن مجرد الرواية لا تقتضي تصحيحاً أو تضعيفا.
الثانية: أن الحديث ليس فيه " رد الله عليه روحه " فهي زيادة ليست في الحديث أصلاً، بل إن نص الحديث كما رواه ابن عبد البر قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد قراءة مني عليه سنة تسعين وثلاثمائة في ربيع الأول قال: أملت علينا فاطمة بنت الريان المستملي في دارها بمصر في شوال سنة إثنتين وأربعين وثلاث مئة قالت حدثنا: الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي قال حدثنا: بشر بن بكير، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن بن عباس قال: قال رسول الله (ص)، ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلاّّ عرفه ورد عليه.
الثالثة: أن الحديث - حتى وبدون الزيادة المفتراة - ضعيف لا تقوم به حجة وقد بين ذلك الشيخ الألباني - إمام المحدثين في عصره - في السلسلة الضعيفة رقم.4493.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 06:19]ـ
أكثر من مصدر للحديث فيه اللفظ الذي ذكرته "إلا رد عليه روحه" و تصحيح ابن عبد البر له
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=6926
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=353&CID=19
مسألة (307)
و الألباني إنما ضعف الصيغة التي وردت في الرد أعلاه بالأحمر و التي لم أذكرها أنا أصلا و لم يضعف هذا الحديث الذي ذكرته
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 12:28]ـ
سبحان الله العظيم
أنت قلت روى ابن عبد البر في الاستذكار فأتيتك بنص كلامه في الاستذكار كاملاً (طبع - لصق)، فتحيلني الى مواقع ذكرت هذا الكلام عنه؟
هل هذه هي قواعد البحث العلمي عندك؟ أن نترك الأصول ونبحث عن من روى أو نقل عنها؟
هب أنهم وهموا أو أخطأوا أفيكون ذلك حجة علي أنا الذي رجعت الى الأصل؟
هل تجيز لي أن أقول لك عن رواية أن البخاري قد رواها، ثم تبحث عنها ولا تجدها في كتاب البخاري
فترجع الي فأقول لك إن بعض المواقع ذكر أن البخاري رواها؟
إني لا أجد مثلاً لك في موقفك هذا إلا ما حكاه الله عن اليهود حين حرموا ما لم تحرمه التوراة فقال الله لهم " قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين؟
وأنا أقول لك: قل فأت بالاستذكار ج1 ص 185 فاتله - فعل أمر من التلاوة - إن كنت من الصادقين.
ـ[يس الحاج]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 01:54]ـ
كنت أتمنى أن يكون طلبة العلم أفضل من هذا سلوكا
تذكروا لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
أرجوا أن يكون طلبكم للعلم في سبيل الله
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 03:33]ـ
(152) وسئل فضيلة الشيخ: ما المراد بالقبر هل هو مدفن الميت أو البرزخ؟
فأجاب: أصل القبر مدفن الميت قال الله -تعالى -: (ثم أماته فأقبره) قال ابن عباس: أي أكرمه بدفنه. وقد يراد به البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة وإن لم يدفن كما قال - تعالى -: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) يعني من وراء الذين ماتوا لأن أول الآية يدل على هذا (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون. لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
ولكن هل الداعي إذا دعا "أعوذ بالله من عذاب القبر" يريد عذاب مدفن الموتى، أو من عذاب البرزخ الذي بين موته وبين قيام الساعة؟
الجواب: يريد الثاني لأن الإنسان في الحقيقة لا يدري هل يموت ويدفن أو يموت وتأكله السباع، أو يحترق ويكون رماداً ما يدري (وما تدري نفس بأي أرض تموت) فاستحضر أنك إذا قلت: من عذاب القبر أي من العذاب الذي يكون للإنسان بعد موته إلى قيام الساعة.
(مجموع فتاوى ورسائل العلامة العثيمين رحمه الله)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قال العلامة الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الواسطية:
(إذا قيل فتنة القبر فإن المقصود به فتنة البرزخ وذلك لأن الفتنة واقعة لما بعد الموت وما بعد الموت هو الحياة البرزخية وإنما سمي ذلك بفتنة القبر لأن غالب الناس يُقْبَرون ولكن لا يخص ذلك من قُبِرَ دون من أُحْرِقَ مثلا وذُرَّ أو من فُتِّتت عظامه أو نحو ذلك الكل يقع عليهم الافتتان ويأتيهم الملكان والله جل وعلا قادر على كل شيء.
قال العلماء سمي ذلك فتنة القبر لأن معظم الناس يُقْبَرون وأما غير المقبور فإنها حالات خاصة فأطلق هذا الاسم باعتبار الغالب).(/)
الثوم والفوم بقلم: أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 02:18]ـ
قال أبو عبد الرحمن ـ عفا الله عنه ـ: في هذه المقالة بحث شرعي , وبحث لغوي , وبحث طبي لست من أهله إلا أن أكونه منذ أصبحت موضوعا للتطبب.
وخليق أن ابدأ باللغة لأن المعنى اللغوي جزء من التصور , وخليق أن يليه المعنى الطبي لكون الناس إليه أحوج في دنياهم.
وإنما بدأت بالناحية الشرعية لشرفها , ولأن الشرع هو المنطلق في حياة المسلم
1ـ أكل الثوم شرعا:
صح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ـ في صحيح مسلم وسنن أبي داوود ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ببدر (وهو طبق مستدير كالبدر) فيه خضرات من بقول.
فوجد عليه الصلاة والسلام لها ريحا , فأخبر بما فيها من البقول , فقال قربوها ـ يعني إلى بعض أصحابه ـ فلما رأه كره أكلها قال: كل فإني أناجي من لا تناجي.
فهذا نص بالإباحة.
وفي حديث أبي أيوب رضي الله عنه.أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أحرام هو؟.
فقال عليه الصلاة والسلام: لا ولكني أكرهه.
وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند مسلم: فلا يقربنا ولا يصلي معنا. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم: فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم.
وفي حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها , فقال: من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس.
وفي الرواية الأخرى عند مسلم: وليقعد في بيته.
ولا يتعجل متعجل فيقول: نَهْي الرسول صلى الله عليه وسلم أكل الثوم عن غشيان المسجد وارد بعد النهي عن أكل الثوم فيكون مؤكدا لتحريمه ويكون حرمان الأكل من المسجد زيادة عقوبة.
قال أبو عبد ارحمن: يمنع من هذا الوهم التفصيل الوارد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند مسلم قال: لم نَعْدُ أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد , فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد.
فقال الناس حرمت فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس: إنه ليس لي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها.
وقد يقول قائل: ما لنا نحب شيئا كرهه رسول الله صله الله عليه وسلم؟.
فجوابه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سبب الكراهة في حديث جابر بأنه يناجي من لا نناجي.
وبيَّن هذه المناجاة في حديث أبي بأنه يأتيه الوحي.
قال أبو عبد الرحمن: وليس بعد رسول الله عليه وسلم من يأتيه الوحي فيكره الثوم في حقه.
وقد يقول قائل: هذا الثوم الذي أباحه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطبوخ فلعل النيء ليس كذلك لا سيما مع قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فمن أكلهما فليمتهما طبخا , وصح ذلك عن أنس رضي الله عنه.
قال أبو عبد الرحمن: والجواب من وجوه:
أولها: ليس حديث جابر نص على أنها مطبوخة.
وثانيها: قد يشعر حديث أبي أيوب أن الثوم مطبوخ في طعام.
قال أبو عبد الرحمن: إلا أن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم معلق بالرائحة لا بالنيء أو المطبوخ , وفي حديث أبي أيوب عند مسلم: ولكني اكرهه من أجل ريحه.
وثالثها: أمر عمر رضي الله عنه بإماتتهما طبخا من أجل إذهاب ريحهما من أجل المسجد , وليس تقييداً لإباحة أكلهما مطلقا.
2ـ هل العزلة عن المسجد فقط وعن الثوم؟.
قال أبو محمد ابن حزم عن أكل الثوم: وله الجلوس في الأسواق والجماعات والأعراس وحيث شاء إلا المساجد لأن النص لم يأت إلا فيها (1).
ولما ذكر أبو محمد النصوص في منع أكل الثوم والبصل والكراث من المسجد عقب بقوله: لم يمنع عليه السلام من حضور المساجد أحدا غير من ذكرنا (وما ينطق عن الهوى).
(وما كان ربك نسيا) (2).
وذهب إلى عكس مذهب ابن حزم النووي فقال: " قال العلماء: ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ماله رائحة كريهة من المأكولات وغيرها.
قال القاضي: ويلحق به من أكل فجلاً وكان يتجشأ.
قال: وقال ابن المرابط ويلحق به من بخر في فيه أوبه جرح له رائحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاضي: وقاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها.
ولا يلتحق بها الأسواق " (2).
قال أبو عبد الرحمن: أميل إلى ما ذكره النووي إلا أن ذلك ليس قياسا بل هو نص لأنه في الحالة الأولى ـ وهي الأماكن التي يعتزلها أكل الثوم ـ قال صلى الله عليه وسلم: فلا يقربنا.
وقال: ولا يؤذينا.
وقال: وليقعد في بيته.
فهذا يقتضي اعتزال تجمعات المسلمين.
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في صحيح مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله وسلم مر على زراعة بصل هو وأصحابه رضي الله عنهم فنزل ناس منهم فأكلوا منه ولم يأكل آخرون.
قال أبو سعيد: فرحنا إليه فدعا الذين لم يأكلوا البصل وأخر الآخرين حتى ذهب ريحها.
فليس في هذا الحديث نص على أنه عزلهم عن المسجد فحسب , بل الحديث عام لعزلهم حضور مجلسه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الرحمن: ويختلف المسجد عن بقية المجمعات لأن الإخراج من المسجد واجب من أجل تأذٍّي الملائكة عليهم السلام فذلك حقهم ولا نملك نحن البشر إسقاطه.
أما التجمعات فالحق فيها للبشر فإذا رضي أصحاب التجمع بحضور أكل الثوم فلا بأس لأن ذلك حقهم وقد أسقطوه.
ولا أعلم مسوغا لا ستثناء السوق إلا الضرورة إذا وجدت , فإذا كان مضطرا لحضور السوق لحاجة ماسة فله ذلك بقدر ضرورته.
وأما الحالة الثانية وهي الروائح الكريهة غير الثوم والبصل والكراث فإن في النص إيماء إليها وذلك هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر بصحيح مسلم: فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإ نس.
كما أن الأذى للإنس والملائكة يمنع منه ويزال.
ولكن ليست كل رائحة تفوّت بها الجماعة وتقتضي اعتزال المسجد , بل تزول بالغسل والسواك والطيب في وقت وجيز قبل حلول الفريضة.
ومن أقبح الروائح في المسجد رائحة من بلي بدخان أو مسكر فهذا يتعهد نفسه بالتوبة حتى يقلع , ويتعهد فمه وأنامله وما عرق عليه جلده من لباس فيغسله ويطيبه ويستاك
3ـ التعارض بين المباح والواجب:
قال أبو عبدالرحمن: صلاة الجماعة واجبة، بل هي شرط عند أهل الظاهر.
وأكل الثوم مباح، ويترتب على أكله المباح ترك الجماعة الواجبة إلى أن تذهب ريحه.
والواجب مقدم على المباح.
وبهذا التقديم تتحدد إباحة كل الثوم في التالي:
1ـ في حالة يكون فيها من أهل الأعذار المباح لهم التخلف عن الجماعة.
ومن كان معذوراً عن شهود الجماعة ظهرا ويزول عذره بعد العصر فهو غير معذور بأكل الثوم لأن ريحه لا تذهب بعد العصر.
2ـ أن يكون معذوراً بأكله الثوم تطبباً.
أما من يرتب أكل الثوم يومياً وقاية من دون أن يوجبه له طبيب فهذا عازم إما على ترك الجماعة إلى الأبد وإما عازم على ارتكاب النهي إن صلى في المساجد جماعة.
3ـ أن يميت الثوم طبخاً، أو توجد حيلة عملية في إذهاب رائحته بإطلاق، أو توجد حيلة في إذهاب رائحته في وقت قصير كما بين العشاء إلى الفجر، لأن غاية التحريم ذهاب رائحته.
وقد ذكر المختصون طرقا لإذهاب الرائحة لم أجربها كلها بعد.
4ـ أن يكون مضطرا إلى أكله من جوع.
ومدار الأمر إما على كونه معذورا عن شهود الجماعة , وإما على كونه معذورا في أكل الثوم
4ـ ظواهر محرجة:
عزا القرطبي إلى بعض أهل الظاهر تحريم أصل البصل والثوم , لأن ما منع من إتيان الفرض والقيام به فحرام عمله والتشاغل به , ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بالخبث والله عز وجل قد وصف نبيه عليه السلام بأنه يحرم الخبائث.
ورد عليهم القرطبي بالأدلة على إباحته , وهي النصوص التي ذكرتها آنفا (4).
ولم يناقش استدلالهم أنفسهم.
قال أبو عبد الرجمن: ليس هذا مذهب جميع أهل الظاهر , وقد نص ابن حزم في كتاب الأطعمة أن الثوم والبصل والكراث حلال (5).
فلعل الخلاف الذي ذكره القرطبي عن واحد منهم من أهل الظاهر في المشرق قبل ابن حزم، أو من أهل الظاهر في المغرب الذين جاؤوا بعده في دولة الموحدين (6).
وقد ذكر أبو محمد التحريم عن غير أهل الظاهر فقال:
وروينا عن علي بن أبي طالب وشريك بن حنبل من التابعين تحريم الثوم النيء (7).
ثم قال أبو محمد: ليس حراماً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أباحه في الأخبار المذكورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبدالرحمن: الأخبار المذكورة هي قوله صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه الشجرة ـ يعني الثوم ـ فلا يقربن المساجد.
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراج من وجد منه ريح البصل والثوم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم (8).
قال أبو عبد الرحمن: ليس في هذه النصوص إباحة للثوم والبصل تنسجم مع أصول أبي محمد في الأخذ بالنصوص بالظاهر.
وإنما نصوص الإباحة المناسبة لظاهريته رحمه الله نصوص أخرى لم يذكرها وأسلفت الحديث عنها آنفا.
وأما استدلال من حكي القرطبي قولهم من أهل الظاهر بأن ما منع من إتيان الفرض فحرام عمله فهو استدلال بأصل صحيح في ذاته ولولا ورود البراهين الأخرى بإباحة أكل الثوم لكان محرماً على كل من وجبت عليه الصلاة جماعة في المسجد.
وأما الاستدلال بتحريم الخبائث وأن الثوم من الخبائث فليس على إطلاقه في الثوم لأنه ورد النص بأن الخبيث رائحته فحسب , وورد في النص " المنتنة " في وصف شجرة الثوم بدل الوصف بالخبيثة , وورد النص بأن المحرم رائحة الثوم في المسجد فحسب.
ومن الظواهر قول أبي محمد ابن حزم عن أكل الثوم والبصل: فإن صلى في المسجد كذلك فلا صلاة له (9).
قال أبو عبد الرحمن: ولم يذكر أبو محمد له دليلا على بطلان الصلاة , وإبطاله رحمه الله للصلاة زيادة منه على النص , لأن الوارد في النص إنما هو النهي عن دخول أكل الثوم والبصل في المسجد , والأمر بإخراجه , وأنه أساء إلى ملائكة الرحمان بما يتأذون منه وكل هذه أحكام غير حكم إبطال الصلاة , فعلى من قال ببطلانها الدليل.
قال أبو عبد الرحمن: ولا يشغبن شاغب فيقول أليست الملائكة في البيت ومع المصلي وحده في بيته؟
فالجواب أن الشرع فرق لا نسوي بآرائنا , ولا يعلم كنه الملائكة وكيفية حضورهم في المساجد والبيوت إلا الله ثم من أعلمه الله بكنههم
فلعل لهم في المساجد خصوصية حضور يتأذون بها , أو لعل من يحضرون المساجد من الملائكة لهم خصوصية خلقة فلا نقف ما ليس لنا به علم.
ومن الظواهر أن أبا محمد سيحمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " فلا يقربن مسجدنا " على مسجده النبوي بالمدينة لو قال: مسجدنا هذا (10).
ولكنه لما قال مسجدنا كان مخبرا عن المسلمين (11).
قال أبو عبد الرحمن: لو قال " مسجدنا هذا " لوجب حمله على الخصوص كما قال أبو محمد ما لم يقم دليل آخر ينفي الخصوص.
وقد ورد ما ينفي الخصوص وهو قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح مسلم: فلا يقربن المساجد.
5 ـ حواشي:
(1) المحلى 6/ 120 دار الكتب العلمية.
(2) المحلى 2/ 368.
(3) شرح النووي لمسلم 5/ 48
(4) تفسير القرطبي 1/ 426.
(5) المحلى 6/ 120.
(6) من العجيب ـ وهو عدم تحقيق ـ أن القاضي عزا ذلك لجميع أهل الظاهر كما في شرح النووي لمسلم ص 5/ 48.
(7) في مجمع الزوائد 5/ 49: سئل أبو الدرداء رضي الله عنه عن الكراث والبصل فقال: لست أكلا بصلا بعدما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وأبو حاتم وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.
(8) المحلى 2/ 368.
(9) المحلى 2 367
(10) حكى القاضي عياض ـ كما في شرح النووي 5/ 18 ـ عن بعض العلماء أن النهي خاص بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
(11) ـ المحلى 2/ 368.
وكتبه لكم:
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 02:19]ـ
قال أبو عبد الرحمن: ولم يذكر أبو محمد له دليلا على بطلان الصلاة , وإبطاله رحمه الله للصلاة زيادة منه على النص , لأن الوارد في النص إنما هو النهي عن دخول أكل الثوم والبصل في المسجد , والأمر بإخراجه , وأنه أساء إلى ملائكة الرحمان بما يتأذون منه وكل هذه أحكام غير حكم إبطال الصلاة , فعلى من قال ببطلانها الدليل.
أظن أن بطلانها لأنه صلى خلاف ما أمر وعليه فإن من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد .. والله أعلم
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 05:14]ـ
أين نُشرت هذه المقالة؟ وهل هي موجودة pdf ?
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 08:54]ـ
أظن أن بطلانها لأنه صلى خلاف ما أمر وعليه فإن من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد .. والله أعلم
أمر لا يصح فيه اجتهادك أبدا
و استشهادك بالحديث فى غير موضعه بالمرة
و ابن حزم له كثير مخالفات و ليس من فقيه إلا و له مخالفات ـ و ليس بتلك الطريقة نرجح بين الفتاوى
حفظكم الله(/)
حوار عن معركة القرضاوي مع صديقي السلفي
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 09:13]ـ
حوار عن معركة القرضاوي مع صديقي السلفي
عبد العزيز محمد قاسم
جريدة المصريون 6 - 10 - 1429هـ / 6 - 10 - 2008م
لي صديق مفكر، محسوب على التيار الشرعي في السعودية، وقريب جدا إلى نفسي، ولطالما شاكسته في مسائل عدة بروح أخوية ودودة، وعندما أختلف معه أهاذره وأدعوه بالوهابي العتيق، ويدعوني بالصوفي المبتدع أو العصراني المميع، بيد أنها في جو أخوي خلاق.
وجرت بيننا مراسلات حيال معركة الشيخ يوسف القرضاوي الأخيرة مع أخوتنا الشيعة، وعندما أبلغته بحيرتي عن سبب هذا التحول والانقلاب المفاجيء في موقف القرضاوي، وهو الرجل الذي تحمس للتقارب وبدأ مشروعها فعليا منذ أكثر من أربعة عقود، أجابني برؤيته للقضية برمتها، واستأذنته في نشرها كما وردتني لأنها إطلالة -بزعمي- للمعركة من وجهة نظر سلفية صرفة، تستحق قراءتها والتمعن فيها، بل وتحليلها ونقدها موافقة أو اعتراضا، وليس لي في هذه المقالة سوى هذه المقدمة لأنني سأترككم مع سطور صديقي السلفي الجميل، بحرفيتها كما جاءتني:
أخي عبد العزيز: معركة الشيخ القرضاوي -في تقديري- لم يكن ناتجةً عن مبادرةٍ قرضاوية، بل هي ثمرة خطأ استراتيجي كبيرٍ وقع فيه (الروافض)، حين أخطئوا حساباتهم، فبادروا بالهجوم الشخصي على الشيخ يوسف مخالفين بذلك منهجهم العام والفعَّال في تحييد أمثال الشيخ القرضاوي، وإبعاده عن ساحة الجدل حول أصول المذهب الشيعي عن طريق إغراقه في وهمٍ كبيرٍ اسمه (الاتحاد في وجه العدو المشترك)، ذلك الاتحاد الذي لا وجود له إلا على منصات المؤتمرات والمهرجانات الخطابية والمقالات الصحفية السطحية التي تخدم مآلاتها المذهب الشيعي وتهدم المذهب السني شعر أصحابها بذلك أو لم يشعروا.
ولتوضيح ذلك دعني أشرح وأقول:
إن المفاهيم الشرعية السنية السلفية تتميز بالوضوح وموافقة الفطر والعقول الصحيحة، علاوةً على استفاضة الدلالات المؤيدة لها من القرآن والسنة، فهذه المزية هي سر قوة المذهب السني طيلة القرون الماضية، ولأجل هذه المزية فإن أي نزالٍ فكري مباشر وعادل بين تلك المفاهيم وبين المفاهيم الشيعية الخرافية الغارقة في الأساطير والمضحكات، فإن النتيجة محسومة -سلفاً- لصالح المفاهيم السنية السلفية.
واعتبر ذلك بما يجري كل عامٍ في حوارات (قناة المستقلة) فالوجوه تتغير، لكن النتيجة واحدة: غلبة ساحقة للمذهب السني، وفضيحة مجلجلة للشيعة، حتى وصل الأمر لصدور فتاوى من مراجع كبار بتحريم مشاهدة القناة.
ولأجل ضعف بنيان المذهب الشيعي، فإن شيوخه دائمًا لا يحبذون المواجهة العلنية والجدل العقدي مع من يعرف أصول المذهب الشيعي، ويفضلون بدلاً من ذلك تخدير أهل السنة ورموزهم بالمؤتمرات الخطابية والمناسبات الرسمية عن الوحدة الإسلامية ونبذ الطائفية والاتحاد في وجه العدو المشترك.
وفي حين يغرق كثيرٌ من رموز السنة في تلك المفاهيم المخدرة ينشط الشيعة على الأرض في نشر التشيع عبر وسيلتين فعالتين: (المال) , و (الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي الإيراني)، فحققوا بهاتين الوسيلتين نجاحاتٍ في مناطق مختلفة من بلاد المسلمين.
وقد كان أكبر إنجازٍ حققه الشيعة في خصومتهم مع أهل السنة، نجاحهم في ترسيخ فكرةٍ مخادعةٍ مضللةٍ في (الوعي السني)، خلاصتها أن (مناقشة المعتقد الشيعي تعني تأجيج الطائفية)؛ فبعد أن كانت مواجهة الانحرافات العقدية والفكرية من أهم واجبات علماء الشريعة، تمَّ استثناءُ الانحرافات الرافضية من هذا الأصل، فصار كثيرٌ من الرموز السنية يسيرون في اتجاه معاكس، وغدا همهم الأكبر المنع والتحذير من أي بحثٍ علني في المعتقدات الشيعية، حرصًا على وحدةٍ إسلاميةٍ لا وجودَ لها.
وحين سرت هذه القناعة لدى شريحةٍ واسعةٍ من الرموز العلمية التي من المفترض أن تكون واعيةً بخطر الانحراف العقدي، كان من الطبعي أن ينتقل الداء بصورة أوسع وأخطر للساحة الإعلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فصحفنا اليوم -مثلاً- بات من المعتاد أن ترى فيها نقدًا للسلفية أو الوهابية أو الصحوة، أو هجومًا على داعيةٍ أو عالمٍ سني، فكل هذا ينظر له على أنه نقدٌ بناء يهدف للتصحيح؛ فالتراث ليس معصومًا، ولا أحد فوق النقد الحر، لكن أي حديث عن المعتقد الشيعي ورموزه، فإنه يفسر مباشرةً بأنه (طائفية مقيتة)!!
وقد رأينا في قصة الشيخ القرضاوي كيف حرصت جريدة الرياض على نشر الاعتذار العلني البارز بعد نشرها تصريحات الشيخ التي نقلتها وسائل الإعلام في كل مكانٍ، ولم تعتذر عن نشرها سوى صحيفة محلية سعودية!!
وأعجب من هذا أن قسمًا متخصصًا مثل (قسم العقيدة) بجامعة الإمام محمد بن سعود بات من العسير أن يسجل فيه بحث علمي يتعلق بالمعتقد الشيعي، مع أن مثل هذا الموضوع يمكن أن يطرح في أي جامعة عالمية.
ولو كان هذا الموقف ناشئًا من توجيه رسمي أو قرار سياسي لهان الأمر، لكنه في كثير من الأحيان يكون ناتجًا عن تلك القناعة التي تسربت لبعض العقول، حين صار البحث العقدي يعني دعوةً للطائفية والاحتراب الداخلي.
والعجيب أن أصحاب هذه القناعة من أهل السنة يشتكون (سرًّا) من تمدد المذهب الشيعي مع تهافت بنيانه الفكري، لكن لا يسألون أنفسهم عن سبب هذا التمدد والانتشار.
ولو راجعوا أنفسهم فسوف يدركون أن سر ذلك يرجع لذلك الموقف المتخاذل الذي نجح الشيعة في إقناعهم به.
فالشيعة حين أقنعوا الرموز السنية بتحاشي البحث والنقد العقدي، فإنهم بذلك نجحوا في نزع وتنحية أمضى سلاح يملكه أهل السنة (سلاح الحجة والبرهان والفطرة والعقل)، فصار رموز أهل السنة يتحاشون الحديث عن (التشيع)، ويتشاغلون عوضًا عن ذلك بالحديث عن الوحدة واحترام المعتقدات (الانحرافات) الشيعية، في حين ينشط الشيعة على الأرض بمالهم وسياستهم في تشييع المناطق السنية.
وفي غفلة من أهل السنة، تم في العقدين الماضيين ابتلاع أربع عواصم سنية (بغداد، بيروت، دمشق، جزر القمر)، والعاصمة الرابعة في الطريق وهي (المنامة) في البحرين، والتي لم يبق أمام الشيعة وابتلاعها سوى أن يتحركوا، ولولا تعجل (الحوثي) في ثورته باليمن، لتحقق له تشييع صنعاء أيضًا، وكلما أحكم الشيعة قبضتهم على بلدٍ أو تمكنوا من اختراق منطقة سنية، استفاق نخبها ومثقفوها على واقعهم بعد فوات الأوان.
في ضوء هذا كله يمكن فهم موقف الشيخ القرضاوي، فهو من الشخصيات التي طالما تم تخديرها من قبل الشيعة منذ زمن، وقد أجهد نفسه كثيرًا في الكتابة والحديث والتعلق بسراب التقارب والتحذير من الطائفية.
لأجل هذا تعجَّب الناس من تصريحاته الأخيرة التي لا تتفق مع منهجه المعروف، وتساءل كثيرٌ منهم: ما الذي طرأ، وما الذي أصاب داعية التقارب؟
الجديد -يا أبا أسامة- هو أن النار وصلت إلى: (مصر).
وإذا كان المال اليوم هو الداعم الرئيس لنشر التشيع، فإن المال في مصر يصنع ما يعجز عن صنعه في أي بلد آخر، فالعقول والأقلام التي لم تحركها عنتريات نصر الله، حركتها الأموال الإيرانية المتدفقة.
والشيخ القرضاوي -غفر الله له- استشعر هذا الخطر، حين زار مصر بعد حرب اليهود الأخيرة على لبنان، فرأى هناك ما صعقه من مظاهر رفضٍ لم يعهدها في مصر، حيث وصل الحال لدرجة شتم عائشة وعمر بن الخطاب في الصحافة المصرية وفي عناوين بارزة، وكانت سيارات الأجرة في الشوارع تحمل ملصقات لحزب الله، وصورًا لحسن نصر الله.
حينذاك تكلم الشيخ القرضاوي لإحدى الصحف المصرية معبرًا عن معارضته لنشر التشيع في مصر السنية، بحجة أن ذلك سيؤدي لانقسام المجتمع المصري. وقد علق على كلامه آنذاك المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، لكن كان تعليقه هادئًا ودبلوماسيًّا، ومرت تصريحات الشيخ القرضاوي بهدوء ونسيها الناس، وعاد الشيعة لنشاطهم.
ثم بعد قرابة السنتين، وقبل بضعة أسابيع أجرت صحيفة مصرية مقابلة مع الشيخ، فكرر كلامه الأول، وانتقد نشاط الشيعة في مصر. وقد كان بالإمكان نسيان هذا التصريح ودفنه كما دفن التصريح الأول، لكن الخطأ هنا جاء من الشيعة، حين خرجوا عن إستراتيجيتهم (وتقيتهم) ومنهجهم المعروف في امتصاص مثل هذه المواقف، فجاء ردهم هذه المرة عنيفًا ومستفزًّا.
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأت وكالة (مهر) الإيرانية للأنباء، فهاجمت الشيخ ورمته بالعمالة للصهيونية والماسونية, وأن الوهابية اشتروا ذمته، ثم جاء تصريح آخر شديد من فضل الله، وثالث من التسخيري، وهنا تحولت المسألة عند القرضاوي إلى قضية شخصية، حين وجد نفسه مضطرًّا للدفاع عن نفسه، فأصدر بيانه المعروف، ثم تتابعت بعض المقالات في تأييده، وأخرى في معارضته.
وأيا كان دافع القرضاوي، فإن تأييده في موقفه فرض متعين على أهل السنة، وبخاصةٍ من أولئك الذين يشاركونه في القناعات الحالمة، من مدمني (هيروين) التقارب و (بنج) تأجيل الخلافات، وقد اتصلتُ ببعضهم وطلبت منه مناصرة الشيخ، لكن لم أر ولم أكن أتوقع أن أرى لهم شيئًا، فالتعرض للشيعة مركبٌ صعبٌ بالنسبة للشخصيات الهاوية للموضات الفكرية العصرية، والحريصة على صورتها الإعلامية التي يجب أن تكون صورةً (متسامحة) بعيدة عن الجدل (الطائفي) الذي لا يليق بالمجددين ودعاة الانفتاح.
على أن موقف القرضاوي –وإن كان قويًّا من جهة ثقل الشيخ الإعلامي- إلا أنه ضعيف من جهة الحجة والبرهان؛ ذلك لأنه سبق أن أسقط سلاحه الأمضى حين التزم منذ زمن تجنب الجدل العقدي مع الشيعة.
فحجته التي يرفعها الآن هي: (لماذا ينشر الشيعة مذهبهم في مصر وهي بيئة سنية صرفة، قد يؤدي نشر التشيع فيها إلى انقسام المجتمع المصري).
وقد قرأت له تصريحًا في كلمةٍ ألقاها بمؤتمر حوار المذاهب الإسلامية المنعقد بالدوحة مطلع (2007م)، فكان مما قاله: "لا يجوز أن يحاول مذهب نشر مذهبه في البلاد الخالصة للمذهب الآخر".
وكما ترى -أيها الفاضل- فهذا كلامٌ غريبٌ وحجةٌ ضعيفةٌ؛ فإذا كان الشيخ القرضاوي يتحاشى الجدل المذهبي، ويكره التشاغل بالرد على الشيعة، فإن الشيعي سوف يبقى معتقدًا أن دينه حق وصواب وأنه هو الدين الحق، فبأي برهان أو حجة يمنعه القرضاوي من نشر دينه ومذهبه بطريقة سلمية؟! فليتشيع من يتشيع، وليتسنن من يتسنن، وليتعايش الجميع في (تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات)، فهذا هو المنهج الذي طالما رسمه الشيخ يوسف للأمة، فما باله اليوم يخالفه؟!
ثم إن مقتضى كلام الشيخ القرضاوي أنه لا يجوز لأحد الدعوة للسنة في إيران!!
وأن من مصلحة إيران أن تبقى شيعية رافضيةً!
وحسب هذا المنطق فإن بقاء أهل السنة هناك على مذهبهم خطر يهدد وحدة إيران!
وأن من الخير لإيران أن يتشيع من بقي فيها على المذهب السني!
ومن يحاول نشر السنة هناك، فهو داعيةٌ للفتنة والانقسام!!
فهل هذا كلامٌ مقبول؟
وبأي شيء سيجيب الشيخ -عافاه الله- لو حدثه الشيعة بهذا المنطق؟
هذا الموقف الضعيف الذي وقفه القرضاوي سببه ما شرحته في بداية كلامي، وهو (أن القرضاوي ألقى سلاحه الأمضى والأقوى: سلاح الحجة و البرهان). فهو فيما مضى كان يكره أن يقول: مذهب أهل السنة هو دين الإسلام، والتشيع مذهب منحرف يجب على أهله البحث عن الحق، هو لا يريد الحديث بهذه اللغة (القديمة!)، ولا يريد أن يشغل نفسه بإقامة الحجج والبراهين في إبطال المذهب الشيعي، لأن هذا (جدل مذهبي لا فائدة منه!).
والآن حين ابتدأ بنقد الشيعة، رأيناه يتحدث عن مناطق نفوذ، فهو يريد أن يبقى الشيعة شيعة، والسنة سنة، من غير أن ينشط أحد من مناطق نفوذ الآخر، (وهذا مسلك لن يوافق عليه لا الشيعة ولا السنة).
لأجل هذا جاءت ردود الشيعة عليه منطقية متفقة مع الأصل الذي اشترك معهم في بنائه؛ ففضل الله يقول له: ما الذي يزعجك في أن يتشيع سني، أو يتسنن شيعي، وهم كلهم مسلمون؟! وهل هناك حجر على أحد أن يختار المذهب الذي يقتنع به؟
هنا عاد القرضاوي مضطرًّا للغة (القديمة!)، وأكد أن التشيع مذهب مبتَدَع،
لكن طلابه وأصحابه الذين رباهم على تحاشي هذه اللغة (العتيقة!) بادروا بانتقاده، ووصفوا تصريحاته بأنها تؤجج الطائفية.
ومن يدري فقد نسمع من بعض أولئك الطلاب -بعد عقود أخرى من الاستغفال- هجومًا على الشيعة، لكن بعد فوات الأوان، وقد نرى حينها من طلابهم من يرد عليهم ويصف كلامهم بالطائفية والتعصب .... ويا ليل ما أطولك ...
Azizkasem1400@yahoo.com
http://www.albainah.net/index.aspx?function=Item&Id=24419
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 09:49]ـ
جزاك الله خيرا .. مقال جيد ..
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
مقال جد جد جد رائع. و تحليل و لا أروع.
ـ[عبدالله سمير]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم .. والله ِ ما رأيت أفضل من هذا التفصيل والتمحيص في هذا المقال الثري الدسم بالمعلومات الدقيقة
والله المستعان
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 01:13]ـ
بارك الله فيك أخي؛
مقال جبد، وطرح رائع،وأسلوب مِؤدب
موفق أخي
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 11:10]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تحليل جيد
ولكن هل يجيز ذلك تخاذل الكثير من العلماء السلفيين عن نصرة الشيخ القرضاوي في معركته مع الشيعة وتركه غرضاً لسبهم وتطاولهم!!؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فؤاد بن يحيى بن هاشم]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:55]ـ
تعليقة
هذه الفتوى القيمة تسجل لصالح الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله
لاسيما إذا أخذنا بالاعتبار موقفه المتوسع في اعتبار الاجتماع الشرعي للطوائف، وموقفه المتسامح في التقريب مع الشيعة،
ولاسيما أن اشتباكه كان مع اثنين من أبرز دعاة الشيعة المتسامحين والمعروفين بالاتجاه التصحيحي لمذهب الشيعة.
ناهيك عن حساسية القضية فكرياً وإعلاميا بل وسياسيا ....
ومع هذا كله نجده يتجاوز كل هذه الحسابات المعقدة فيظهر في هذه الفتوى يزأر كالأسد بما يعتقده دينا قويما.
بل يصرح أن الشيعة طائفة مبتدعة ومنحرفة وأنها ليست من الفرقة الناجية في شيء
وهذا يؤكد أيضا أن الشيخ صاحب مبادئ راسية وليس هو من أصحاب المواقف أو الاتجاهات التي يمليها ظرف ما أو سبب ما.
وإنما يقول بما يعتقده، متميزا بشخصيته، وتكوينه العلمي والديني، لا تجده يذوب في الوقائع، ولا يتقلب مع الأمواج المتصارعة.
أما تفسير الكاتب - غفر الله له - لبيان القرضاوي على أنه موقف شخصي فإني أربأ بأخي من الخوض والتنقيب في قلب الشيخ يوسف القرضاوي وإحالة موقفه البطولي إلى قضية شخصية تتعلق بالإساءة إلى شخصه اضطرَّ إليها في لحظة ما
فأحدكما سيسأل أمام الله عز وجل، أنت أم القرضاوي، هب أنه تورَّط؛ فمالك ونفسك تقحمها معه! فإنا في كنا في مأمن من هذا.
وللشيخ القرضاوي مواقف مشهودة مع الشيعة:
ويكفي له وقفته الحكيمة في مناظرته أمام رفسنجاني، فقد كان القرضاوي على هيئة الشيخ الجليل الذي حار بصره وثارت بلابله وبح صوته حرصا على أمته، بينما كان رفسنجاني بابتساماته المتوالية على هيئة السياسي الماكر المراوغ لا يسقطه شيء إلا أن تكون إحدى ابتسامات الـ د. حسن الترابي.
فحاج رفسنجانيُّ القرضاويَّ سياسيا، بينما حاجه القرضاوي صدقا وعدلا وحقا.
كما كان القرضاوي أرفع صوتا، فقد سمعه الناس وهو يبدي ويعيد في النيل من الشيعة لما اجترحوا من الكلام في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وللقرضاوي أيضا موقف بارز، فهو من ثارت حميته على دماء أهل السنة في العراق، كرر ذلك في خطبة الجمعة وفي برنامج الجزيرة وفي مؤتمر التقارب مع الشيعة وفي مواطن كثيرة.
ثم يقال هنا: قضية شخصية! اضطر إليها في لحظة ما؛ رب كلمة قالت لصاحبها دعني.
ثانياً:
موقف القرضاوي من قضية المد الشيعي هي من الحكمة بمكان فالحاصل هو مدي شيعي كما استفاض بذلك الكاتب، حتى عدد مما وصله لوث هذا المد عواصم من الدول العربية
ولاسيما أن التبشير الشيعي مدعوم سياسيا، فقد قامت ثورة إيران على تصدير ثورتها، بخلاف دعوة أهل السنة للشيعة فإنها قائمة على الجهد التطوعي، فكان من المناسب أن يعول على قضية التبشير الشيعي ولو خسرنا بسبب ذلك بعض المواقع الدعوية، ولاسيما أيضا أن الشيعة أنفسهم قد وافقوا القرضاوي ولو نظريا على خطر التبشير المتبادل، فناسب أن يشهدهم على أنفسهم بما اجترحت أيديهم.
وأخيراً:
فإني لا أرمي أبدا مما ذكرتُ تقويم موقف الشيخ يوسف القرضاوي، وكونه صوابا أو خطأ، وإنما قصدت بالأصالة أمرين اثنين:
1 - بيان خطأ تفسير موقف القرضاوي الحازم تجاه الشيعة بأنه مجرد موقف شخصي يتعلق بالإساءة إلى شخصه لا في حقيقة موقفه تجاه الشيعة، بمعنى آخر لم يكن الدافع للقرضاوي لغضبته المضرية سوى الدفاع عن سبيل نفسه، وإلا نفض الغبار الذي علق بعباءته العتيقة.
2 - بيان النكتة من دعوة القرضاوي إلى عدم التبشير بين الطائفتين، فإن موقفه هذا قد يكون صوابا وقد لا يكون كذلك، وهو محل اجتهاد ونظر.
لكن ليس هو كما وهم الكاتب من استلزام دعوته لإعاقة الدعوة إلى الله وإنما هو موقف اقتضاه ظرف ما وأملته عليه مصلحة ما؛ وهو إيقاف المد الشيعي الذي وصل إلى مداه حتى بلغ مصر حيث عقر دار القرضاوي، فأدهشه فأعاد بسببه بعض حساباته.
فمن أراد أن يستدرك على الشيخ القرضاوي في هذا الموقف فليناقشه بهذا الاعتبار، وليزنه بهذا الميزان، لا أن يناقش أصل الدعوة إلى الله، فإن هذا من البداهة بمكان
والفرق بين القرضاوي والكاتب في النظر إلى هذه القضية:
هو أن القرضاوي نظر إلى الموقف بملابساته، ولكن الكاتب جرَّد نظره لأصل الدعوة إلى الله وكأن القرضاوي في معزل عن العلم بها وهو الذي يحفظ القرآن عن ظهر قلب منذ نعومة أظفاره وقبل أن يجاوز العشر حجج، وله في الحض عليها المؤلفات والمحاضرات والندوات.
ولقد دفعتني هذه الطرائق من التزام التفسير السلبي لمواقف القرضاوي حتى فيما اتفقنا معه فيه إلى التفكير جديا للتصديق بمقالة الشيخ عبد السلام البسيوني فإنه قال خلال تقدمته لكتاب الشيخ أكرم كساب الموسوم بـ "المنهج الدعوي عند القرضاوي" (ص 9، 10 (:
فدون القرضاوي الفخيم حجب عديدة تحول بين بعض معاصريه وبين إدراك قيمته الحقيقية، ومنزلته التي هو جدير بها.
بينهم وبين القرضاوي حجاب المعاصرة:
والرسام يحب دائما أن ترى الصورة عن بعد، لا أن يلتصق المتفرج بها ليرى ضربات الفرشاة، وخطوط اللون على النسيج.
وبينهم وبين القرضاوي حجاب العصبية:
الذي يجعلهم لا ينظرون إليه بعين الرضا، مهما رأوا من الخير منه، ومهما فعل ما يعجز غيره عنه، ومهما وقف ومهما أبدى، ومهما تصدى!
فإقدامه عند بعضهم تظاهر، وعلمه تساهل، ومواقفه استعراض، واجتهاده ثورة على الثوابت وانتقاض! ......
وبينهم وبينه حجاب التربص والإرصاد:
الذي يجعلهم يقلبون خيره شرا، ويجعلون حسنته سيئة، وسبقه تأخرا، واجتهاده هباء منثورا!
وبينهم وبينه حجاب الأحكام المسبقة:
والآراء المستنسخة، وغياب المحاكم العقلية، والضعف عن قراءة الواقع، والإدراك الكلي للأشياء! "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 08:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم .. والله ِ ما رأيت أفضل من هذا التفصيل والتمحيص في هذا المقال الثري الدسم بالمعلومات الدقيقة
والله المستعان
...
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:17]ـ
الجواب لمن سأل: (ماذا تنقمون من الدكتور يوسف القرضاوي؟):
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17589
المشاركات رقم: 2، 6، من 10 إلى 14
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 12:10]ـ
لكن القاريء لبيان القرضاوي يرى أنه ما زال كعهدنا به لا يغار على التوحيد -وخاصة عقيدة الولاء والبراء-, فلا يزال يرى أن الروافض من الأمة!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 01:13]ـ
وجرت بيننا مراسلات حيال معركة الشيخ يوسف القرضاوي الأخيرة مع أخوتنا الشيعة،
لا والله ليسوا بإخوة لنا ولا كرامة لهم.
أما القرضاوي: فأسأل الله تعالى أن يهديه ويرده للصواب، ما زال يحوص حول المنهج الإخواني التقريبي، وصدق أخونا حينما قال:
إن المفاهيم الشرعية السنية السلفية تتميز بالوضوح وموافقة الفطر والعقول الصحيحة، علاوةً على استفاضة الدلالات المؤيدة لها من القرآن والسنة، فهذه المزية هي سر قوة المذهب السني طيلة القرون الماضية
وأصل دعوة الإخوان قائمة على التقريب البدني الخالي من التقريب والتصفية العقدية، ومن المعلوم أن أصل دعوات الأنبياء والمرسلين هي العقيدة والتوحيد، والعقيدة والتوحيد هي المجهر الذي يجلي عفن الشرك والبدع والخرافات، ولذلك لما فقدت كثير من الجماعات هذا الأصل النبوي الذي يقوم على الولاء والبراء، انطلق حزب التحرير وأمثاله إلى الخميني ممجدين لثورته العفنة، وحثوه على تطبيق الكتاب والسنة!!!!!!!! ألا تعرفون عقيدة الرجل؟!!!!!!! أي كتاب محرف (عنده) هو؟!!! وأي صحابة مرتدين (عنده)؟!!!! نقلوا هذه السنة المزعومة!!! (عنده)، فهؤلاء التحريريون وأمثالهم ممن زار إيران للتقريب فقدوا هذا المجهر العظيم ألا وهو العقيدة الصحيحة التي من لوازمها عقيدة الولاء والبراء، ولهذا فإنك ترى هذه الجماعات (ما عدا جماعة الحق السلفية) تراها تخبط خبط عشوا، لا تعرف عدوها من صديقها من أخيها!! فتارة نصر اللات بطل إسلامي!! وتارة الخميني بطل الثورة الإسلامية، وتارة وتارة!
وأما المنهج السلفي الرصين القائم على الكتاب والسنة وفهم سلفنا الصالح من الصحابة وتابعيهم، فإنه والحمدلله يعرف عدوه من أخيه، يعرف عدو الماضي تمام المعرفة، ويعرف عدو الغد تمام المعرفة، وإنما كان ذلك كذلك بنور الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:53]ـ
الأخ فؤاد بن يحيى بن هاشم
بارك الله فيك وجزاك خيراً
فتعليقك فوق الممتاز شكلاً ومضموناً، لفظاً ومعنى، كما يوحي بقيمة الانصاف عندك ونجاتك من دواعي التعصب والتقليد - أعاذنا الله منها.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم .. والله ِ ما رأيت أفضل من هذا التفصيل والتمحيص في هذا المقال الثري الدسم بالمعلومات الدقيقة
والله المستعان
*****
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:36]ـ
بارك الله فيك أخى مقال ينبىء بخير، إذ إن شيخنا القرضاوى أطال الله بقاءه فى حاجة لدعم السنة جميعا فى معركته مع هؤلاء الخونة الروافض، وللأسف هناك بعض الرموز السنية نجدها تتقاعس عن مؤازرته بحجة أنه لم يكفر الشيعة ولم ولم، هذا موقف تاريخى للشيخ الذى افنى نصف عمره يدعو للتقارب ثم ها هو ينفر الناس من الشيعة، ويقول إنهم من أهل البدع، أن لا يكفى هذا فى تحول موقف الرجل على الأقل بداية ونقبل من الرجل لعله يزيد
نسأل الله التوفيق والسداد
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:11]ـ
منقول من "أنا المسلم":
الأزمة القرضاوية الرافضية::: إعلان وبيان واقتراح:::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد ............. ،
إخواني الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوسف القرضاوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ما السبب الحقيقي لتصدع علاقته بالروافض؟
هل ينطلق فعلا من موقف عقدي؟ أم أنه محض ألعوبة
سياسية جديدة؟ وإذا كان موقفا عقديا فكيف نفسر تأخره
كل هذا الوقت؟ هل كان تأخره عن علم بحقيقته وخطورته؟
ولماذا هون من شأن الخلاف بيننا وبينهم في قضايا من صلب
الدين جعلها من فروعه؟ الله النبي القرآن الصحابة
هل هذه فروع الدين؟ وهل يحل الاستهانة بمثل هذه
الخلافات وتخطيها بل تعظيم شأن أهلها
أم كان تأخره لجهل بحقيقة الموقف العقدي منهم؟
فهل يصلح لعالم وإمام متبوع يتصدي للتقريب بين الأمة أن
يجهل مقالاتها؟ أم كان تأخره عن فقه وموازنة كما يدعي؟
وإذا كان كذلك فكيف لم يظهر في أوج الفتن الطائفية التي
قادها الشيعة في العراق أو في بيروت حتى تكلم بعدما
هدأت وتيرة تلك النزاعات في العراق ولبنان واليمن بينما
سكت أيام اشتعالها فأين الحكمة وفقه الواقع والموازنات؟
ألا يطرح ذلك علامات استفهام كثيرة حول هذا الموقف ودوافعه؟
وما هو التعويض المعنوي والفكري الذي يقدمه القرضاوي
للدعاة والعلماء الذين ما سكتوا أبدا عن المد الجعفري الشيعي
منذ ثورة الهالك الخميني بينما كان وتلامذته يمتدحون أكابر مجرمي هذه
النحلة وينشدون فيهم قصائد المديح سواء مجرمي حزب الأبالسة
أو أصحاب العمائم السوداء في إيران والعراق وغيرها
فقام القرضاوي بنعت أولئك الدعاة بضيق الأفق والتحجر والسطحية
وعدم فقه الواقع وخذلهم أمام العامة حتى لم يجعل بيننا وبينهم إلا أمورا فرعية
وحتى سارت المسيرات ترفع راياتهم وتعلنهم أبطالا وأئمة للأمة؟
هل يجب علي هؤلاء الأئمة اليوم أيضا أن يقفوا خلفه ويسيروا من ورائه
فيما سفههم فيه من قبل؟!
وإذا لم يكن الموقف عقديا وإنما كان موقفا سياسيا فهل
سيتمكن من أخذ دور إمام أهل السنة بعد هذه السجالات وبعدما تيقن
أن الشيعة لا يمكنهم أبدا أن يتخذوه وليا من دون أصحاب العمائم
والقلوب السوداء في الحوزات؟
وما الواجب على أهل السنة تجاهه؟
هل سيغامرون باعتباره رأس الحربة التي يلقون بها الروافض
في حين قد ترتد الحربة عليهم إذا تبدل موقفه ويكون هو سبب
في تدمير عقائد المسلمين في حرب باردة مع الروافض تحت مسمى نبذ الطائفية؟
وهل حينها سيظل القرضاوي إماما للمسلمين وقائدا لأهل السنة
بعدما فشلت قيادته للروافض؟
وإذا كان هذا موقف القرضاوي ممن جعلهم أئمة وعلماء للمسلمين
ونوابا في تجمعه العالمي لمن سماهم علماء للمسلمين
فيا ترى ما هو تأثير هذه المناوشات على مستقبل هذا التجمع العجيب؟
=========
وبعد ذلك كله بل قبله نقول
إذا كان هذا الموقف ممن الشيعة الروافض الذين يذكر القرضاوي
أنهم من أهل لا إله إلا الله فمتى سيحين الشقاق بينه وبين
إخوانه اليهود والنصارى الذين ذكر أنهم
مؤمنون وأن مصائرنا واحدة ولا عداء بيننا وبينهم إلا عند نزع
الأرض منا فقط؟.
وهل ساعتها سيتوجب على الجميع اعتباره إماما للمسلمين
عندما يذكر جرائمهم وكفرهم وعداءهم الطبعي والديني لكل ما هو مسلم
وهل ساعتها سيتوجب علينا ألا نقول للنصارى أنهم إخوانه _ غير الكفار طبعا _؟!!
وهل ساعتها سيكون سيرجع الاعتبار للسادة الدعاة والعلماء الذين كانوا
يذكرون الناس بكفر اليهود والنصارى وبغضهم للمسلمين ونواياهم الخبيثة
ضدهم بينما كان القرضاوي يصفهم بالجهل وعدم الفقه وأن فتاواهم
تخرج وفيها رائحة القبور؟
أم أنهم يجب عليهم أيضا أن يحاولوا أن يجدوا لأنفسهم موطئ قدم في الصفوف
الخلفية أمام إمام الأمة الذي يعرف الحكمة والواقع وبيده معرفة وقت
إظهار أحكام الشرع ووقت إخفائها؟
======
كثيرة هي الأسئلة التي تدور في أذهان أبناء الأمة الإسلامية المتابعين
للحركة الدعوية والثقافية والفكرية هذه الأيام ويكثر حولها الجدل
وتكون سببا للمصادمات بين الكثيرين من الشباب المسلم
======
لا أدعي أنني أردت سرد الإجابة على تلك الأسئلة
ولكن الذي أردته هو عرض تستطيعون الإجابة عليه من خلاله
ومن بين سطوره ومن فحواه
وهو كذلك تلخيص لأكثر أبعاد القضية فيما أعتقد
ولكن الذي أردته هو محض إعلان وبيان واقتراح
======
أما الإعلان
فهو أن القرضاوي لا يصلح إماما للمسلمين خاصة في هذه المسألة
لأنه لم يبين الموقف الشرعي الواضح من تلك الفرقة المارقة ودلس في
حقيقة خلافها مع المسلمين عامة
(يُتْبَعُ)
(/)
وغلب على ذلك فلسفته الفارغة وعلمه المزعوم بالواقع
هذا إن أحسنا الظن به ولم نتدخل في طموحاته الشخصية ولم نتهمه
بالتبعية لأحد يملي عليه ما يفعل
ولأنه أضر بالأمة في هذا المجال على مدار سنين طويلة وربى تلامذته
وأضل الشريحة المتعلقة به والمتمسكة بفتواه حتى دخل الرفض فيهم
ووجد دعاته متنفسا بينهم
======
وأما البيان
ونقسمه إلى قسمين
الأول:: هو أن الشقاق الحاصل بين القرضاوي وبين الشيعة يركز على نقطة
بارزة تكاد تكون هي النقطة الفاصلة وهي قضية نشر التشيع في المجتمعات السنية
وهذه وإن كان لها جذورها الشرعية لكن الأصل فيها أنها قضية سياسية بالدرجة الأولى
وإلا فإنه لا مشكلة عند القرضاوي في أن يتشيع السني ليست هذه هي القضية
وكيف تكون هذه قضية عنده أصلا وهو يترك حد الردة لمن انتقل من الإسلام إلى النصرانية
ولا يعترف به أصلا وإنما يعتبر أن حد الرد فيمن ارتد وحار أو دل على المسلمين
وإلا فحرية الانتقال عن الدين مكفولة وإن كان يرى أن الإسلام هو الحق وأن السنة هي الصدق
لكن عمدة القضية التي أثارها القرضاوي هي قضية سياسية عامة وقضية طائفية
مثل الذي يحصل في العراق واليمن وبيروت من ممارسات
لذلك لا تجد حملة القرضاوي تركز على الخلافات الجوهرية بيننا وبينهم
في الله ورسوله وكتابه وصحابة نبيه وآل بيته .. فلينتبه لذلك
والثاني:: نوجهه لبعض من جهل المجهود الكبير الذي بذله ويبذله أئمة ودعاة وعلماء المسلمين
ممن ينتسبون إلى السنة في تبيين حقيقة هذه النحلة الدخيلة والملة الشريرة
سواء كان هذا البيان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا قبل الأزمات وبعدها وفي أثنائها
بينما لم يكن للقرضاوي وأتباعه إلا صوت الإشادة ببطولات حزب إبليس عليهم من الله ما يستحقون
وقد لاقى العلماء والأئمة من ذلك عنتا كبيرا من صحافة بلادهم والمنظمات الشيعية
والأمثلة على ذلك لا تحصى كثرة سواء كان ذلك من أيام ثورة الهالك أو هذه الأيام
فنقول لهم
يكفيكم أن تطلعوا على حجم المؤلفات المكتوبة والمواد المسموعة والمرئية التي
تبين بجلاء يقظة أهل السنة لهذا الخطر الداهم بينما كان القرضاوي حيث تعرفون
ويكفيكم الحملات التي يتعرض لها العلماء والدعاة من الشيعة بسبب ذلك
سواء في الخليج أو أرض الحرمين
=======
وأما الاقتراح
فهو التصعيد من حملات أهل السنة لتوعية المسلمين بخطر الشيعة والتي كانت
وما تزال عاملة بحمد الله لكن دون الاستنداد إلى القرضاوي أو تلميع صورته أو
التعويل عليه في هذه القضية أمام العامة
وإني لأدعو جميع من تصله كلمتي من أهل الإسلام
وخاصة أهل العلم وطلبته الأفاضل أن يتجاهلوا القرضاوي تماما
فإن أفضى أمره إلى خير فلعل الله يكفر عنه تدليسه على المسلمين زمنا في شأنهم
وإن انقلب على عقبه فلن يضرنا شيئا ولن يكون يكون لنا إماما
ولن يكون علينا حجة أمام العامة ولا الخاصة
======
هذا وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
والحمد لله رب العالمين
كتبه
أخوكم الداعي لكم بالخيرات
أبو ضياء الدين
المصري
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1944069#post1 944069(/)
فائدتي من مناظرة المخالفين و الموافقين
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 12:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
أما بعد:
ما أرى من العيش غير تتبع النفو ... س هواها فمخطئا أو مصيبا
إن العبد خلقه الرب - تبارك وتعالى - ناطقا مفكرا فاهما، تتوارد عليه الأفكار و الخواطر من حين إلى آخر، مما يجعله مدفوعا - بالضرورة - إلى الإفضاء بها و الإفصاح عنها، وتشتد أكثر في مواطن الحجاج و المناظرة، فإذا أردت أن تعرف حال رجل ومنهجه ومدى تدينه، فعليك بمناظرته، فحتكاك المناظرة وقوتها بين الخصمين موافقة كانت أو مخالفة فيها العديد من الحكم و النكت ....
و أنا ولله الحمد كله لازلت أناظر طلاب العلم كلهم ومن في حكمهم، ولا أزداد في ذلك إلا بصيرة وزكاء .....
هذه هي الفائدة التي أستنبطها {كل يوم} من المناظرة .....
فالحمد لله ....
******
هذه ليست سوى خاطرة .....
مناسبتها ....
قرائتي لبعض الموضوعات في غير هذا المنتدى ....
جزى الله الإخوة خير الجزاء ....
و الله المستعان(/)
أيها المباركون في هذا المنتدى {هذه أخلاقنا من اليوم فصاعدا} ......
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 12:57]ـ
قال الله تعالى
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
فهذه هي صفات المؤمنين والمؤمنات، وهذه هي أخلاقهم، بعضهم أولياء بعض لا حقد ولا حسد ولا نميمة، ولا غش ولا خداع ولا خيانة ولا تنابز بالألقاب، ولا غير ذلك مما يؤذي المسلم أو المسلمة مما يسبب الشحناء والبغضاء والعداوة والفرقة. بل هم أولياء يتحابون في الله ويتناصحون بكل خير، ولذلك هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيما بينهم , وبهذا تصلح مجتمعاتهم وتستقيم أحوالهم
******
تنبيه
هذا الكلام مقتبس من كلام أخونا الدكتور ماهر بن ياسين الفحل
جزاه الله خيرا
محبكم دائما
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 09:24]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل.
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:27]ـ
و كيف لا تكون هذه الدعوة مباركة ... ؟!
و هي بطبعها مباركة ..
و موجهة لإخوة مباركين - طلاب علم -
و من مبارك ..
و ابن مبارك .. ؟!:):)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله فى الدكتور ماهر الفحل، وفى الأخ فيصل المبارك أبوحزم، واسال الله تعالى ان يرزقنا العمل بما سلف
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:22]ـ
و كيف لا تكون هذه الدعوة مباركة ... ؟!
و هي بطبعها مباركة ..
و موجهة لإخوة مباركين - طلاب علم -
و من مبارك ..
و ابن مبارك .. ؟! ابتسامة
حقا قلت وصدقا كتبت خلوصي الخير
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 05:17]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 11:53]ـ
بارك الله في الشيخ الدكتور ماهر على هذه الكلمات المضيئة جعلها الله في ميزان حسناته.
وشكرًا لك أخي فيصل على الاقتباس.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 01:58]ـ
شكرا اخي الكريم بارك الله في الكاتب والناقل.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:55]ـ
نعم!
هكذا فلترفع هذه العوالي دوماً حتى تثبّت!
ويحكم ..
ويحكم أيها المشرفون!!
كيف لم تثبتوه إلى الآن؟!:):):)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 02:08]ـ
أحسن الله إليكم أخي العزيز و الذهب الإبريز {خلوصي}:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:14]ـ
أحسن الله إليكم أخي العزيز و الذهب الإبريز {خلوصي}:)
بل الترابَ قلْ يا أيها العزيز ...
نعم!
فقد " مسّنا و أهلنا الضر " في العالمين .. ؟
و بدون هذه الأخلاق لا رجعة للمسلمين ... ؟!
و فوقها سيحاسبنا الإنسان أمام رب العالمين ..... !
سيقول: يا ربّ: هؤلاء عبادك الذين عرّفتهم بك ... لم يعرّفونا.!!
بل بأخلاقهم ... حتى فيما بينهم ..... عن دينك نفّرونا!!
....
فيا حسرةً يومئذ .... !
...
........
............
نعم ... ؟
لذا يرفع للتثبيت!!
لا تقولوا: أنت تتجاوز حدودك!!
" المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض " ...
ابتسامات بعدد المشرفين و المديرين!
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 02:16]ـ
يا رجل!
دعوتهم للمحبة فقط فثبتوا الموضوع ... !؟
فكيف لا يثبتون هذا الموضوع و هو أشمل و لا مقارنة .. !؟؟
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 09:17]ـ
مشكور اخي ابو حزم على الموضوع الجميل ..
في ميزان حسناتك ان شآء الله.(/)
هل ثبت الإجماع الذي ذكره القرطبي في مسألة انتفاع المُحرِم بالصيد؟
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 02:59]ـ
تفسير القرطبي ج6/ص321
لإجماع العلماء على أنه لا يجوز للمحرم قبول صيد وهب له ولا يجوز له شراؤه ولا اصطياده ولا استحداث ملكه بوجه من الوجوه ولا خلاف بين علماء المسلمين في ذلك؛ لعموم قوله تعالى ((وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما))، ولحديث الصعب بن جثامة على ما يأتي.
السؤال: هل ثبت الإجماع في المسائل التي لوّنتها؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:54]ـ
نعم أخي العزيز (حمد) وقد نقله الإمام أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى.(/)
استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استشكال البيروني صيام عاشوراء والرد على العطار
قال أبو تراب رحمه الله:
كان صديقنا الأستاذ أحمد عبد الغفور يتحف القراء في رمضان 1401 هـ بمقالاته في جريدة عكاظ، ومما أثار من الموضوعات رده على جاكوب الألماني الذي زعم أن صيام المسلمين مأخوذ من الصابئة.
ودلل على ذلك بما جاء في التوفيقات الإلهامية لمحمد مختار باشا، وأن الحساب الصحيح يكذب هذا المزعم الباطل، ثم تعرض الأستاذ لليهودية وصوم عاشوراء، وأنه كان حين قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس عن البخاري.
وظاهره مضطرب؛ لأنه قدم في ربيع الأول، وعاشوراء في المحرم، ونقل كلام الحافظ في إزالة الاضطراب، أنه كان الأمر به في السنة الثانية، وبهذا يستقيم.
وأجاب الأستاذ العطار:
بأن أكثر الناس يظنون هكذا؛ لأنهم يعتقدون أن صيام يهود يوافق يوم عاشوراء: العاشر من المحرم، وقال: بل هو وهم، وليس الأمر كذلك، فما كان اليهود يصومون عاشوراء، ولكنه يقع في اليوم العاشر من الشهر السابع من السنة العبرية، قال: ولذلك التبس الأمر على شراح الحديث، فظنوا أن صيام اليهود وقع يوم عاشوراء، ولم يقع ذلك، ودلل على ذلك بالنص الذي في سفر اللاويين 16/ 19 وسفر العدد 29/ 7 وبتحديد محمود باشا الفلكي المصري يوم صيام اليهود حسب تقويمهم.
وسبق موسى نوح إلى صيامه يوم رسو السفينة على الجودي، فصامه عليه السلام يوم العاشر من المحرم؛ لأنه أحق بنوح وموسى عليها السلام، وقال: ودخل عليه السلام المدينة يوم الأثنين المصادف يوم صيام اليهود، وهو اليوم العاشر من تشرين الذي قابل في ذلك السنة يوم العشرين من سبتمبر سنة 622 م، وهو اليوم العاشر من تشرين سنة 4383 عبرية كما في حساب محمود باشا، ونقله العقاد في كتاب (الإسلام دعوة عالمية).
قال أبو تراب:
وقد رأيت بعض من رد على الأستاذ العطار بما ورد في الشروح من أن صيام عاشوراء هو في المحرم، وهكذا كانت اليهود تصومه، ولذلك همّ عليه السلام بمخالفتهم بصيام تاسوعاء وعاشوراء إلى آخر ما قال.
ولا يحضرني الآن من كلام هذا الذي رد على العطار إلا هذه الخلاصة، ولم أجد فسحة من الوقت للتذنيب والتذييل إلا يومي هذا، فأقول وبالله التوفيق:
سبق أني ذكرت في إحدى يومياتي في جريدة المدينة في 16/ 1/88 هـ () أن العلامة الفلكي أبا الريحان البيروني استشكل هذا في كتابه (الآثار الباقية) صفحة 330 حيث قال:
(وهذه الرواية غير صحيحة؛ لأن الامتحان يشهد عليها، وذلك أن أول المحرم كان سنة الهجرة يوم الجمعة السادس عشر من تمور سنة ثلاث وثلاثين وتسعمئة للاسكندر، فإذا حسبنا أول سنة اليهود في تلك السنة كان يوم الأحد الثاني عشر من أيلول، ويوافقه اليوم التاسع والعشرون من صفر، ويكون صوم عاشوراء يوم الثلاثاء من شهر ربيع الأول) قال: (وكانت الهجرة يوم الأثنين كما ورد في جوابه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم اختلف في أي الأثانين كانت الهجرة، فزعم بعضهم أنها في اليوم الثاني، وزعم بعضهم أنها في اليوم الثامن، وزعم بعضهم أنها في اليوم الثاني عشر، والمتفق عليه أنها في الثامن منه، ولا يجوز أن يكون الثاني، ولا الثاني عشر لأنهما ليسا بيوم اثنين، من أجل أن أول ربيع الأول في تلك السنة كان يوم الأثنين، فيكون على ما ذكرنا قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة قبل عاشوراء بيوم واحد، وليس بتفق وقوعه في المحرم إلا قبل تلك السنة ببضع سنين، أو بعدها بنيف وعشرين سنة).
قال: (فكيف يجوز أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صام عاشوراء لاتفاقه مع العاشر من تلك السنة إلا بعد أن ينقل من أول شهور اليهود إلى أول شهور العرب نقلاً لاتفاق معه، وكذلك في السنة الثانية من الهجرة كان العاشور يوم السبت من أيلول، والتاسع من ربيع الأول، فما ذكروه من اتفاقهما حينئذ محال على كل حال، أما قولهم أن الله أغرق فرعون فيه فقد نطقت التوراة بخلافه، وقد كان غرقه يوم الحادي والعشرين من نيسان، وهو اليوم السابع من أيام الفطير، وكان أول فصح اليهود بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من آذار سنة ثلاث وثلاثين وتسعمئة للأسكندر، ووافقه اليوم السابع عشر من شهر رمضان، فإذن ليس لما رووه وجه ألبتة).
وقد أجاب عن ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج4 ص 214 قال:
(وقد استشكل ظاهر الخبر لاقتضائه أنه صلى الله عليه وسلم حين قدومه المدينة وجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، وإنما قدم المدينة في ربيع الأول، والجواب عن ذلك أن المراد أن أول علمه بذلك، وسؤاله عنه كان بعد أن قدم المدينة، لا أنه قبل أن يقدمها علم ذلك، وغايته أن في الكلام حذفاً، وتقديره: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأقام إلى يوم عاشوراء، فوجد اليهود فيه صياماً).
قال أبو تراب:
وهذا من محاورات العرب، يقولون: جاء فلان إلى موضع كذا، فوجد كذا، ولا يعنون أنه وجد ما وجد في حين القدوم مباشرة دون تراخ، بل المقصود حصل العلم بعد الحلول ولو تراخى الوقت.
والمبحث يقتضي فهم لغة العرب، فإذا فهمت المحاورة مع الممارسة بطل كل ما استشكله البيروني وغيره، وقد خدعه علمه بالحساب حتى وقع في استشكال كهذا، ولا تناقض عند علماء الإسلام بعد أن تثبت الرواية في الصحاح لا يرقى إليها الشك قطعاً، ولا جدال فيها لمجادل يرفض النصوص التي ندين بها.
ولو لم يكن عاشوراء المحرم هو يوم نجاة موسى عليه السلام فما وجه تخصيصه بالصوم وإثبات الأحقية به، ثم مخالفتهم بالتاسوعاء معه، وليس فيه موافقة لليهود، لأن العبادات لله وحده.
كتاب (لجام الأقلام) لأبي تراب الظاهري، الطبعة الأولى، سنة النشر 1402 هـ - 1982 م جدة، الكتاب العربي السعودي.
صفحة 96 - 98
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:20]ـ
جزاك الله خيرا.
ويا ليتك تهتم بنشر كتب الشيخ أبي تراب رحمه الله أيضا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 11:17]ـ
وجزاكم أخى الكريم
للأسف كتب الشيخ أبي تراب والشيخ ابن عقيل الظاهريان صارت كالمخطوطات في ندرتها وخاصة كتب أبي تراب وذلك في بلادنا مصر وربما في بلاد أحرى.
وإن شاء الله أنشر كل ما تقع في يداي منها.
وبالمناسبة توجد كتب عديدة للشيخ أبي تراب في النادى الأدبي بجدة.
وشيخاي الكريمان عبد العزيز الحنوط وابن تميم الظاهري لديهما العديد منها وإن شاء الله نستطيع نشر أكبر قدر منها قريباً.
وفق الله الجميع.(/)
(دفع الصائل على أهل السنة بالباطل).الدكتور الشيخ حمد العثمان. (رد على الرافضي)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:52]ـ
(دفع الصائل على أهل السنة بالباطل)
الشيخ حمد العثمان.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد اطلعت على المقالات التي خطها خليل حيدر ضد دعوة أهل السنة والجماعة عموما، ودعوة شيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله خصوصاً، وكنت كتبت من قبل رداً مختصراً عليه بشأن الدولة السعودية، وأوردت بالحقائق الدامغة ما يظهر للقارئ أن خليل حيدر أسس نقده لدعوة أهل السنة والجماعة والدولة السعودية بالظلم فحاص عن الحقائق التي أوردتها عليه، والتفت عما أوردناه، والحيدة شأن المنقطع، فانتقل إلى مسائل أخرى ليفرج بها مضايق انقطاعه وليلبس على الجهال، فأوجب ذلك أن ندفع باطله وأن نشير إلى تهافت نقده.
ما وراء هذا العدوان
واضح جدا للعيان أن البعض اهتزت نفوسهم لتنامي القوة الإيرانية في المنطقة، كما أنه واضح جداً أن دولة الخميني تأسست على قاعدة تصدير الثورة، ولذلك تناصر معهم من اجتذبه شعور الانتماء لإيران فصار يمتدح دولة الثورة الخمينية ويشن الغارة على الدولة السعودية لتكون محصلة هذا العمل تكريس الهيمنة الإيرانية في المنطقة، ومحاولة إضعاف الدولة السعودية، وهذا عجيب جداً أن يصدر من مواطن كويتي يفترض أن يكون ولاءه لوطنه الكويت ولحمته الخليجية، فعجيب جداً أن ينصب مواطن خليجي نفسه مدافعاً عن إيران ومحارباً لأشقائنا السعوديين.
يقول خليل حيدر منتقدا أهل الكويت والسعودية فيما يذكرونه من تكفير حكومة إيران لأهل السنة: «وهذه بلا شك تهمة غير صحيحة»، ونقول لخليل حيدر: هذه أوضح معالم حكومة ملالي إيران، إذ يقول مؤسسها عن أهل السنة ناعتا إياهم بالناصبة: «الأقوى إلحاق الناصب -يعني السني- بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان!!!»، تحرير الوسيلة «1/ 352»،
فواضح عند مؤسسي دولة إيران أن السني مباح الدم والمال حيث سنحت لهم الفرصة، وهنا لابد لنا من استحضار جهود إيران الخبيثة لزعزعة أمن الشقيقة السعودية، وهذا واضح من خلال إيواء إيران لعناصر القاعدة وتوفير الحماية لهم والأرضية المريحة التي تسمح لهم بترتيب صفوفهم وتنسيق خططهم وتنفيذ اعتداءاتهم وتفجيراتهم في الشقيقة السعودية.
ولعلنا هنا نذكر بما ذكره رئيس المركز العربي للدراسات الإيرانية في لندن د. علي نوري زادة أن إيران تدعم التيارات السنية الراديكالية، وتريد تجنيد بعض مواطني الخليج لضرب المصالح الأميركية في المنطقة، انظر صحيفة السياسة عدد 13304 تاريخ 26/ 11/2005م، وفوق هذا فقد أنشأت إيران «فيلق مكة» جنوب العراق على مقربة من الحدود مع السعودية لنقل الفوضى والاضطرابات للسعودية وزعزعة أمنها. انظر صحيفة السياسة عدد 13713، تاريخ 9/ 1/2007م.
وما تخفي صدورهم أكبر
الهجوم الشنيع الذي شنه خليل حيدر على دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ما هو إلا غيض من فيض ونظير ذلك ما فعله أشباهه من أهل الحنق مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث بادر هؤلاء في صحيفتهم في أول أعدادها في الطعن والنيل من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكذلك فعل شيخ الإحساء الصفار حيث قال مفاخراً: «نحن الذين قتلنا عثمان بن عفان رضي الله عنه!!!!!»، فإذا كان هذا حنقهم ضد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرة خلق الله، فماذا سيكون حالنا معهم إذا صارت لهم الدولة؟!
خباثة في قالب إنصاف
حاول خليل حيدر أن يتحذلق ويتدثر بدثار العدل والإنصاف وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ قال: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» رواه البخاري، فكان من مظاهر الخبث الذي قدمه للقراء في قالب العدل والإنصاف محاولة اصطناع التجرد بنقد علماء أهل السنة وأهل البدع سواء فيقول: «مشايخ نجد وقم» هكذا يوهم القراء بأنه ناقد للجميع، مع أن جُلّ أو كُلّ غضبه وطعونه إنما كانت لأهل السنة خصوصا علماء نجد ولا يلتبس على عارف بالشرع المنزل من السماء الفرق بين علماء نجد علماء أهل السنة، وبين شيوخ قم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين من جرد التوحيد خالصاً لله ممن استغاث بغير الله وسأل غير الله مالا يقدر عليه إلا الله من النصر والرزق وسؤال الذرية وشفاء الأسقام؟!!
وأين من تولى الصحابة والآل جميعا، ممن سب الصحابة وكفّرهم؟!
إلى غير ذلك مما نرى أن مجرد المقارنة انتقاص لمشايخنا، كما قال الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
الكفار أعدل من حيدر
من قرأ المقالات التي سطرها خليل حيدر ضد دعوة أهل السنة، يعرف أن حقيقة الحنق الذي يحمله يفوق في شدته ما يحمله بعض الكفار الأصليين من أهل الكتاب لأهل السنة والجماعة، بل وجدنا من أهل الكتاب من أنصف دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وحكم عليها بما يوافق الواقع دون شطط ولا وكس، فهذا «ديفيد كوبر» أحد المستشرقين يقول عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: «لم يكن في دعوة الشيخ جديد لأنه كان يرى علاج المشكلات جميعا في العودة إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من السلف الصالح».
travelers Accounts AS asource for the study of nineteenth century wahhabism
محض افتراء
لما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة محجة بيضاء أساسها الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين أعيت الحجة خليل حيدر أن يظهر أي مضادة للسلفيين للكتاب والسنة، ففزع إلى الفرية ليفرج بها مضايق عجزه عن محاجة أهل السنة، فكان مما افتراه قوله: «وقد قمع السلفيون في الجزيرة العربية كما هو معروف بقية المذاهب الإسلامية السنية وغير السنية، وعادوا على نحو خاص مذهب أهل الرأي أي الأحناف، وفسحوا المجال واسعا لمذهب أهل الحديث والحنابلة»، فهذا إفك مفترى فهذا العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من علماء المذهب المالكي من دولة موريتانيا منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يدرس في المسجد النبوي والجامعة الإسلامية، وكذلك الشيخ عطية سالم رحمه الله من مصر منحته الدولة السعودية الجنسية، وجعلته يُدرس في المسجد النبوي موطأ الإمام مالك رحمه الله، وكذلك علامة باكستان الشيخ بديع الدين الراشدي السندي رحمه الله جعلته الدولة السعودية يدرس صحيح البخاري في الحرم المكي، والكل يعرف أن أحمد بن حنبل رحمه الله تلميذ الشافعي رحمه الله وأفاد الشافعي أيضا في علم الحديث، والشافعي تلميذ مالك، فكيف يقول خليل حيدر ان السلفيين يحاربون سائر المذاهب؟!
هذا إن دل فإنه يدل على جهل فاضح لم يحسن معه خليل حيدر صناعة الافتراء على وجه يمكن رواجه.
الحق لا يُطلب من خصوم الامام ابن عبد الوهاب
خليل حيدر نقد دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بما اورده من النقد لخصوم أهل السنة والجماعة، وعلى رأس أولئك الذين استعان بأراجيفهم «البوطي» فأنى لخليل حيدر ان يهتدي للحق وينصف دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب وقد جعل اعداءها عياراً عليها.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: «إنّ الإنسان إنْ لم يتعمد أن يلوي لسانه بالكذب أو يكتم بعض ما يقوله غيره، لكن المذهب الذي يقصد الانسان افساده لايكون في قلبه من المحبة له ما يدعو إلى صوغ أدلته على الوجه الأحسن حتى ينظمها نظما ينتصر به، فكيف إذا كان مبغضا لذلك» نقض تأسيس الجهمية «2/ 344».
إذا عرف السبب بطل العجب
دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عالمية تلقاها المنصفون بالقبول، فالإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كتب أصول دعوته وعقيدته في وثيقة وأودعها في مكة وأقرها علماء المذاهب جميعا في مكة والمدينة وقتها، وهذه الوثيقة مطبوعة ضمن «الدرر السنية «1/ 314 - 317»، ومازالت تحتفظ بها الدولة السعودية، ولعل خليل حيدر أن ينسق مع السفارة السعودية ليتسنى له زيارة المملكة العربية السعودية للاطلاع على الوثيقة، وحسبي هنا أن أنقل كلام الأستاذ خير الدين الزركلي -وهو ليس سعوديا! - وهو يتحدث عن عالمية دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وتلقي علماء الامصار لها بالقبول حيث قال: «محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي زعيم النهضة الدينية الإصلاحية الحديثة في جزيرة العرب، وكانت دعوته، وقد جهر بها سنة 1143هـ – 1730م، الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله، إذ تأثر بها رجال الإصلاح في الهند، ومصر، والعراق، والشام، وغيرها» الأعلام «6/ 257».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال علامة العراق محمود الآلوسي -رحمه الله- مبينا عقيدة أهل نجد عموماً وعقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب خصوصاً: «وجميع أهل نجد على اختلافهم في القبائل كما أنهم يعتقدون ما سبق كذلك يعتقدون في الآل والأصحاب ما وردت به السنة والكتاب، ويؤمنون بما ورد في شأنهم من الفضائل، وما روي عنهم من الشمائل، غير أنهم طووا بساط المماراة في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتركوا العصبية التي هي من أوكار الباطل وأطنابه، فأولئك الآل الكرام هم الذين يتميز بحبهم المرء من نفاقه، والذين ورثوا النور المبين عمن خصه الله بإشراقه، فالصلاة بهم تمامها وبالصلاة عليهم ختامها، ورحمهم موصولة برحم المكارم، وذمامها، وأولئك السادات من الأصحاب الذين خلطهم بجلدته، وألظّ بهم في شدته، أحبوا فيه وبغضوا، وأنفقوا له واقرضوا، وفرض عليهم الصبر معه على البأساء فما أعرضوا، ولكل من هذين الفريقين مقام معلوم، وسهم في السبق والفضيلة غير مسهوم، ولم يزل أمراؤهم وعلماؤهم يأمرون بالأخذ على ألسنة السفهاء من الخوض فيما شجر بين آل النبي وأصحابه، وإظهار العصبية التي تزحزح الحق عن نصابه، وترجعه على أعقابه، وليس مستندها إلا مغالاة ذوي الجهل، وربما نشأ منها فتنة، والفتنة أشد من القتل، فأولئك السادات هم النجوم الذين كان بهم الاقتداء، وبهم كان الاهتداء، وقصارى المسلم في هذا الزمان أن يتعلق منهم سببا، ويأخذ عنهم دينا وأدبا، لا يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه ولو أنفق مثل أحد ذهبا، نعم: لا يغالون في حبهم فذلك الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا اقتضته الرسالة». تاريخ نجد للآلوسي ص 88 - 89.
فإذا عرفت هذا، فاعلم أن استدلال خليل حيدر بطعون الصوفية في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، ما هو إلا نظير الجهود الإيرانية التي دأبت على الاستثمار المعنوي للصوفية للغلو في القبور والمزارات واختراق أهل السنة من خلال جامع البدعة بينهما كما صنعوا بشكل واضح في سوريا ومصر والسودان، وانظر الدراسة التفصيلية لذلك في الدراسة التي أعدها الاستاذ محمد أبو الفضل في صحيفة السياسة بتاريخ 8/ 1/2007م، ص 39.
خذ الصياح بصياح تسلم
خليل حيدر عجز عن الإجابة عن سؤالنا الذي كررنا إيراده عليه وعلى زملائه، وهو أن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ولي الخلافة ست سنوات فائتونا بالدليل على أنه أظهر دينا غير الدين الذين كان عليه الخلفاء الراشدون الثلاثة قبله؟ وأنى لهم أن يأتوا بذلك؟!! بل قد قام الدليل على أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر الناس بلزوم سنة الخلفاء الثلاثة قبله، حيث قال رضي الله عنه: «اقضوا كما كنتم تقضون فأني أكره الخلاف» رواه البخاري.
وقصدنا بإيراد هذا السؤال بيان أنهم لا يأتمون بآل البيت المتقدمين، فتحذلق خليل حيدر وأراد أن يجارينا في ذلك وزعم أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والسلفيين غير متوارثة عن الأولين، وهذا جهل صارخ إنما يفزع إليه من لا يعرف حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فهذا أشهر كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب كتاب «التوحيد» شاهد بلزومه عقيدة الصحابة وآل البيت المتقدمين، فمثلا في باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد استدل بآثار آل البيت المتقدمين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا، فقد ذكر عن علي بن الحسين رحمه الله أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم». رواه الضياء المقدسي في «المختارة».
وفي باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين استدل بقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا} قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت»، رواه البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي باب من الشرك لبس الحلقة والخيط استدل الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بأثر حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله تعالى {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}.
وهذا غيض من فيض من لزوم الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لدين السابقين الأولين.
ثم إن خليل حيدر نفسه متناقض فتراه حينا يستدل بكلام البوطي في الفرية على الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في زعمه أن دعوته محدثة غير موصولة بالسابقين الأولين، وفي موضع آخر ينقم على الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وأهل السنة رد الرأي المذموم مستدلين بزجر الصحابة والتابعين عن ذلك كما نقل عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما، والشعبي رحمه الله وغيره، كما أنه وصف أهل السنة بأن عقيدتهم ودعوتهم متوارثة عن أهل الحديث كما في مقاله في صحيفة «الوطن» بتاريخ 29/ 7/2008م، وفي مقاله بتاريخ 12/ 8/2008 ذكر عن أهل السنة تمسكهم بمأثورات السنة وطرائق السلف فيبدو أن خليل حيدر لا يدري ماذا يخرج من رأسه، ويهرف بما لا يعرف فهكذا الجهل يورد صاحبه موارد التناقض والظلم، عافانا الله.
الجاهل المرتاب لا يكون حكما على أهل السنة
من المعلوم أن المرتاب الذي لا يعرف الحقائق وجاهل بالعلم الشرعي لا يجوز له أن يطلق لسانه بنقد أهل السنة وعلمائها، لأن الشهادة لا تكون إلا بعلم كما قال تعالى «إلا من شهد بالحق وهم يعلمون»، وكما قال تعالى «فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك».
فخليل حيدر جاهل جهلا مركبا بآكد أحكام الشريعة وأهم مهمات العقيدة فما كان له ولأمثاله أن يطلقوا العنان لأقلامهم في نقد دعوة أهل السنة وعلمائها، ومجازفته في النقد دليل الهوى، وإلا فإن متين الإيمان لا يتكلم بما ليس له به علم كما قال تعالى «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا».
قال أبو الوليد الباجي رحمه الله: «وقد نطق الكتاب المنع من الجدل لمن لا علم له والحظر على من لا تحقيق عنده، فقال تعالى «ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم» «آل عمران:66»، المنهاج بترتيب الحجاج ص8.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «والرد على من خالف أمر الله ورسوله لا يُتلقّى إلا عمن عرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وخبره خبرة تامة»، الحكم الجديرة بالإذاعة ص38 - 39.
وسأضرب مثالين صريحين يظهر من خلالهما نقد خليل حيدر لأهل السنة بالجهل والظلم، وإنما هو ناقل لكلام البوطي دون تحقيق أو تمحيص:
المثال الأول: يقول خليل حيدر في صحيفة «الوطن» بتاريخ 16 رمضان 1429 هـ مستدلا بالبوطي «إن ابن تيمية وحده هو الذي فرق بين التوسل بالأنبياء والصالحين في حال حياتهم والتوسل بهم بعد موتهم فأجاز ذلك بهم في الحالة الأولى وحرمه في الحالة الثانية، ولا ندري لهذا التفريق أي مستند يرجع إلى عصر السلف، بل إننا – في زعمه طبعا – لم نعثر على أي بحث أو نقاش أو خلاف بين علماء السلف في هذه المسألة»، انتهى كلام حيدر والبوطي.
وهذا الكلام وحده كاف في الدلالة على جهل خليل حيدر والبوطي، وهو كاف في إسقاط نقده كله إذ أساسه الجهل والعدوان والقول بغير علم.
فإن منع الاستغاثة بالموتى والاستسقاء بهم هو إجماع الصحابة وآل البيت المتقدمين، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم دفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ولم يدخل أحد من الصحابة وآل البيت المتقدمين إلى حجرة قبره للاستسقاء به أو الاستغاثة به أو طلب الرزق والذرية والشفاء من الأسقام.
وهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لما فتحوا «تستر» وهي مدينة بإقليم خوزستان فتحها أبو موسى الأشعري رضي الله عنه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووجد أبو موسى وسائر الصحابة رضي الله عنهم الذين معه أهل تستر يستسقون بنعش فيه رجل ميت صالح وقيل هو نبي اسمه «دانيال»، فحفر الصحابة بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة، ودفنوه بالليل وسووا القبور كلها لتعمية قبر دانيال على الناس حتى لا يستسقوا به، قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: «إسناده صحيح».
(يُتْبَعُ)
(/)
والمثال الثاني: في صحيفة «الوطن» بتاريخ 26 أغسطس 2008 عاب خليل حيدر متأسيا بـ «البوطي» على أهل السنة والجماعة خصوصا السلفية والوهابية تبديع فرق المسلمين وأنهم جعلوا الناس شطرين: سلفيا وبدعيا، وكأن هذا ليس من صميم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو أن أهل السنة يبدعون من ليس بمبتدع.
وهذا طبعا كلام جاهل من خليل حيدر، ومحاولة فاشلة من «البوطي» لإيهام القراء أن أهل السنة والجماعة الذين نعتهم البوطي بالسلفية والوهابية لا يأتمون بالكتاب والسنة وأنهم مقطوعون عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
والبوطي وخليل حيدر لم يحسنا اصطناع الفرية فهذا الأمر الذي رموا به أهل السنة هو من آكد وأصح علاماتهم على الائتمام بالكتاب والسنة، قال تعالى «ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد»، رواه مسلم.
وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم»، رواه الدارمي.
وقال حذيفة رضي الله عنه: «استقيموا معشر القراء، فإن أخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا»، رواه البخاري.
والعمل على إبراز السنة وصيانتها ورد البدع وتصنيفهم بما ابتدعوه حتى يغتر بهم المسلمون ولا يفسد الشرع ولا يتغير ولا يتبدل هو إجماع الصحابة والتابعين، فقد قام السلف بذلك من حين نجم ناجم البدعة، فقد صاح السلف بالخوارج أول ما ظهروا من حين ما خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصاحوا بالرافضة من حين أظهروا السب للصحابة والطعن فيهم، وصاحوا بالناصبة من حين ما أظهروا سب آل البيت المتقدمين، وصاحوا بالمعتزلة من حين ما كفّروا صاحب الكبيرة لما اعتزل عمرو بن عبيد المبتدع مجلس التابعي الجليل الحسن البصري، وأنكروا على الكلابية والأشاعرة من حين حرفوا صفات الله لما أظهر ذلك ابن فورك وابن كلاب حتى رجع أبو الحسن الأشعري رحمه الله إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
فما يقوم به أهل السنة هو واجب حفظ الدين وصيانته من تحريف الجاهلين وتغيير المبتدعين، وهو واجب النصيحة لعموم المسلمين كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الدين النصيحة، (قال الصحابة): لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وخاصتهم»، رواه مسلم
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: «ومن أنواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله وهو ما يختص بالعلماء رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة»، جامع العلوم والحكم ص58.
فالشمس يا «حيدر» لا يحجبها غبار الذين فرقوا الجماعة بمضادة السابقين الأولين كما قال تعالى «ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا»، وقال تعالى «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء»، «الأنعام:159»، قال البغوي، رحمه الله: «هم أهل البدع والأهواء»، شرح السنة «1/ 210»، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «البدعة مقرونة بالفُرقة، كما أن السنة مقرونة بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، كما يقال: أهل البدعة والفُرقة»، الاستقامة «1/ 42».
الاستدلال بسليمان بن عبدالوهاب
شنع خليل حيدر على دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بما نقله من معارضة أخيه سليمان بن عبد الوهاب،
وهذا الجواب عنه من وجوه:
أولاً: لابد لكل إمامٍ عالمٍ من معارض من أهل الباطل، وهذا شأن النبيين عليهم السلام جميعا وورثتهم كما قال تعالى «وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا»، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ما كان بدعا من الرسل، فسيرة الأنبياء عليهم السلام معلومة للجميع فمنهم من عارضه والده ومنهم من عارضه زوجه ومنهم من عارضه قومه، فلا يضر الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله معارضة أخيه سليمان له، لاسيما وقد أقر الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على دعوته علماء المذاهب جميعا كما أشرت ..
ثانياً: أئمة الدعوة وعلماء نجد أعلم بما جرى بينهم من خليل حيدر، فسليمان بن عبد الوهاب نفسه تراجع عن معارضة أخيه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأقر على نفسه بالخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورسالة إقرار سليمان بن عبد الوهاب على نفسه بالخطأ موجودة محفوظة ذكرها العلامة المجدد عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله في كتابه «مصباح الظلام» ص105 ــ 108، حيث جاء فيها: «من سليمان بن عبد الوهاب إلى الإخوين: حمد بن محمد التويجري، وأحمد ومحمد ابني عثمان بن شبانة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته «وبعد»: .. ، ولكن يا إخواني معلومكم ما جرى منا من مخالفة الحق، واتباعنا سبل الشيطان، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبل الهدى.
والآن معلومكم لم يبق من أعمارنا إلا اليسير والأيام معدودة، والأنفاس محبوسة، والمأمول منا أن نقوم لله ونفعل مع الهدى أكثر مما فعلنا مع الضلال، وأن يكون ذلك لله وحده لا شريك له، لا لما سواه، لعل الله يمحو عنا سيئات ما مضى وسيئات ما بقي .. الخ الرسالة».
وقد جاءه الجواب من الشيخين حمد التويجري وأحمد بن عثمان الشبانة على النحو الآتي: «الأخ سليمان بن عبد الوهاب، زادنا الله وإياه من التقوى والإيمان، وأعاذنا من نزغات الشيطان.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد إبلاغ الشيخ وعياله وعبدالله وإخوانه السلام.
وبعد: فوصل إلينا نصيحتكم جعلكم الله من الأئمة الذين يهدون بأمره، الداعين إليه وإلى دين نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنحمد الله الذي فتح علينا وهدانا لدينه .. ، إلى أن قالا: فالمأمول والمبغي منا ومنكم ومن جميع إخواننا التبيين الكامل الواضح، لئلا يغتر بأفعالنا الماضية من يقتدي بجهلنا، وأن نتمسك بما اتضح وابلولج من نور الإسلام، وما بين الشيخ محمد رحمه الله من شريعة النبي صلى الله عليه وسلم». مصباح الظلام ص108 ــ 112.
ثالثا: لو قُدر أن سليمان بن عبد الوهاب لم يتراجع، فإن نقده للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يجب أن يوزن بموازين الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وإذا فعلنا ذلك تبين خطأ سليمان بن عبد الوهاب وصواب الإمام محمد بن عبد الوهاب ولزومه للكتاب والسنة وإجماع الأمة.
ولنضرب لذلك بمثل مما استدل به خليل حيدر.
ففي صحيفة «الوطن» بتاريخ 30 رمضان 1429 هـ، نقل خليل حيدر عن سليمان بن عبد الوهاب قوله: "إن أهل البدع الذين قالوا بـ «خلق القرآن»، رد عليهم العلماء وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة، ولكن ما كفروهم".
فهذا برهان واضح على خطأ سليمان بن عبدالوهاب، وأن الحق في جهة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهو دليل على جهل خليل حيدر بمقالات المذاهب وحقائقها ومقالات العلماء فيها.
فالقرآن كلام الله، وكلام الله صفته، فالقائل: بأن القرآن مخلوق حقيقة قوله إن الله مخلوق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وحقيقته إلغاء الدين كله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «القول بأن كلام الله مخلوق منفصل عنه قول باطل، وهو شعار الجهمية، وهو في الحقيقة تكذيب للرسل».
الاستقامة «1/ 137».
وأما الإجماع بتكفير القائل بخلق القرآن فلا يجهله إلا خليل حيدر، قال عمرو بن دينار رحمه الله: «أدركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر» أصول أهل السنة «2/ 252» وهذا النقل عن هذا القدر من الصحابة لأن بدعة خلق القرآن ظهرت في آخر عهدهم.
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله: «سمعت الناس منذ تسعة وأربعين عاما يقولون: من قال القرآن مخلوق فامرأته طالق ثلاثا بتة، لأن امرأته مسلمة، والمسلمة لا تكون تحت كافر». أصول أهل السنة «2/ 270».
قال اللالكائي رحمه الله: «فأي إجماع أقوى من هذا».
وقال أبو محمد يحيي بن خلف المقري: كنت عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالله ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ قال كافر زنديق. شرح أصول اعتقاد أهل السنة «2/ 275».
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهو كافر». شرح أصول اعتقاد أهل السنة «2/ 240».
وقال خلف بن هشام البزار المقري رحمه الله: «من قال: إن أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس». أصول أهل السنة «2/ 232».
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «من قال القرآن مخلوق فهو كافر». أصول أهل السنة «2/ 279».
والإمام أبو القاسم اللالكائي رحمه الله بعد أن نقل أقوال مئات من العلماء في تكفير القائل بخلق القرآن ختم بقوله: «فهؤلاء خمسمئة وخمسون نفسا أو أكثر من التابعين وأتباع التابعين والأئمة المرضيين سوى الصحابة الخيرين على اختلاف الأعصار ومضي السنين والأعوام، وفيهم نحو من مئة إمام ممن أخذ الناس بقولهم وتدينوا بمذاهبهم، ولو اشتغلت بنقل أقوال المحدثين لبلغت أسماؤهم ألوفا كثيرة، لكن اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار ونقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر لا ينكر عليهم منكر، ومن أنكر قولهم استتابوه، أو أمروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه».
شرح أصول أهل السنة «2/ 344».
وبهذا يتبين أن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله موافق للإجماع، وأن سليمان بن عبدالوهاب وخليل حيدر منابذون للجماعة.
فعقيدة أهل السنة وأئمتهم كشيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبدالوهاب رحمهم الله محجة بيضاء، والتفت يا حيدر إلى طامات الخميني وورثته كأحمدي نجاد فإن لك في البدع شغلا، فإن لم تفعل فسنظهر لك طاماتهم.
والحمد لله رب العالمين.(/)
60 فائدة من ألفاظ التحيات (التشهد الأول) ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 08:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هناك أذكار يكررها المسلم قد يغيب أحيانا أن فيها من الأسرار التربوية،
والفوائد الإيمانية الشيء الكثير، ومن ذلك: (ألفاظ التحيات) والمعروف ب (التشهد الأول) ولهذا:
يطيب لي اطلاعكم على مقالي الجديد بعنوان:
60 فائدة من ألفاظ التحيات (التشهد الأول) على الموقع:
http://www.islamtoday.net/questions/...02&artid=14345
سائلا الله التوفيق والسداد والرشاد.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
بحث متين ومفيد، وكذلك البحث السابق (80 فائدة من حديث الذي جامع امرأته في نهار رمضان)
وفقك الله(/)
تثنية الإقامة (دراسة حديثية فقهية تاريخية عقدية) للشيخ عيد فهمي حفظه الله
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:34]ـ
تثنية الإقامة
(دراسة حديثية فقهية تاريخية عقدية)
للشيخ عيد فهمي حفظه الله
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ?
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَّاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا? ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا?
أما بعد
فهذه دراسة لمسألة تثنية الإقامة تناولتها من أربعة جوانب: الحديثي والفقهي والتاريخي والعقدي.
وسبب هذه الدراسة أني كنت في أحد المساجد التي تسير على المنهج السلفي، وعند إقامة الصلاة قام أحد الفضلاء ممن يظهر عليهم سمت العلم فثنّى الإقامة على خلاف ما هو معهود في جميع المساجد عندنا في مصر، وقد سبّب ذلك لغطًا كثيرًا بعد الصلاة، فقام ذلك الفاضل خطيبًا في الناس وبيّن لهم أنّ تثنية الإقامة من السنن المهجورة التي ينبغي أنّ نأتي بها أحيانًا.
وبعد أن أنهى كلمته ناقشته في ذلك، وسألته كيف تكون سنّة ولا يُعمل بها في عموم مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ وبيّنتُ ه أنّ الأمّة معصومة أن تُجمع على بدعة وكذلك أن تُجمع على ترك سنّة، ثم سألته: ما سبب إعراض المسلمين عن هذه السُّنّة إن صحّت؟ هل هو سياسي أم عقدي؟
ثم سألته: مَن كان يفعل هذه السُّنّة قبل أن تُهجر؟ فلا شكّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم لم يؤذن والثابت عن مؤذنه بلال رضي الله عنه أنه كان يُوتر الإقامة كما روى أنس رضي الله عنه وحديثه في الصحيحين وغيرهما.
وكذلك أبو محذورة في المسجد الحرام وسعد القرظ في المسجد النبوي بعد بلال، كلاهما كان يوتر الإقامة وظلّ ذلك كذلك في أبنائهما يتوارثونه كما ذكر ذلك الإمامان مالك والشافعي رحمهما الله.
لكن لم أجد عنده جوابًا شافيًا غير عزوه هذا القول لأحد أهل العلم والفضل، فعلمتُ أنّه مجرد مقلّد لا جدوى من مجادلته.
ثمّ سمعتُ أنّ هذا الأمر تكرّر في واحد من أكبر مساجد السلفيين في العاصمة المصرية القاهرة؛ ألا وهو مسجد العزيز بالله بدعوة من أحد الدعاة تحت مسمّى السنن المهجورة!
فحفزني ذلك لدراسة الأمر وأنا أظنّ أنّ هذا لا وجود له في مساجد المسلمين، وخشيتي أن يكون من مَيلِ النفوس إلى كل غريب وجديد حتى التقيت بأحد العراقيين المهاجرين إلى مصر من أهل السنّة بعد احتلال العراق، فسألته هل سبق له أن سمع تثنية الإقامة في مسجد بالعراق وأنا أكاد أجزم أنّ سيجيب بالنفي، إنما سألته ليطمئنّ قلبي أنّ الأمر واحد غي داخل مصر وخارجها لأني في الحقيقة لم أسافر إلى أي بلد خارج مصر حتى لحظتي هذه، فوجدتُ ردّه خلافا لما كنت أظنّه بل كان بمثابة الصّاعقة لي؛ إذ ذكر أنّ ذلك مشهور عندهم لكنّه خاصّ بمساجد الشيعة دون غيرهم!
فتعجّبتُ لذلك، وقلتُ: منذ متى يحرص السلفيون على نشر سنن يختصّ بها الشيعة دون غيرهم؟ وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنّ مصلحة التميز عن أهل البدع -وخصوصًا الرافضة- لأجل هجراتهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة الإتيان ببعض المستحبات إذا صارت شعارًا لهم.
فزاد عزمي على إتمام هذه الدراسة، وتوصّلت منها لنتيجة لعلّها تنفع من يقرؤها فلا ينساني من دعوة صالحة بظهر الغيب.
فما كان فيها من صواب فهو من توفيق الله وما كان فيها من خطأ أو زلل فهو من نفسي.
واللهَ أسأل أن يغفر لي ذنبي، وهزلي وجدي، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي.
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:37]ـ
الدراسة الحديثية
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي محذورة رضي الله عنه:» أنَّ النبي صلَّىَ اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ عَلَّمَه الأذانَ تسْعَ عشْرةَ كلمةً، والإقامةَ سبْعَ عشْرةَ كلمةً «
هكذا أخرجه الترمذي (192) -واللفظ له- والنسائي (630)، وفي الكبرى (1594)، وأبو داود الطيالسي (1354)، والدارمي (1197)، والدارقطني (1/ 238/ح7)، والطبراني في الكبير (6730)، والأوسط (3091)، وفي مسند الشاميين (2162، 3559)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (792)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (767)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 147) وغيرهم.
زاد الدارقطني في روايته: «بعد فتح مكة»
وزاد النسائي في روايته: «عدهن أبو محذورة تسع عشرة وسبع عشرة»
وأخرجه أبو داود (502) -وهذا لفظه-، وابن ماجه (709)، وأحمد (15418)، وابن حبان (1681)، وابن الجارود في المنتقى (162)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (765)، وغيرهم -مطولا مفسرًا-:» أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً؛
الْأَذَانُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
وَالْإِقَامَةُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ «.
وأخرجه أحمد (27293)، والدارمي (1196)، والسراج في مسنده (46)، وابن خزيمة (377)، والدارقطني (1/ 237/ح3) والطبراني في الكبير (6728) وفي مسند الشاميين (2160) والبيهقي في الكبرى (1822)، ((وقال: هكذا رواه وأجمعوا على أن الإقامة ليست كالأذان في عدد الكلمات إذا كان بالترجيع فدل على أن المراد به جنس الكلمات وان تفسيرها وقع من بعض الرواة وقد روى هشام بن أبي عبد الله الدستوائي هذا الحديث عن عامر الأحول دون ذكر الإقامة فيه وذلك المقدار أخرجه مسلم بن الحجاج في الصحيح كما تقدم ذكرنا له ولعله ترك رواية همام بن يحيى للشك في سند الإقامة المذكورة فيه والله أعلم.)) والطحاوي في شرح معاني الآثار (764، 766)، وغيرهم فذكر الأذان سواء مثل رواية أبي داود وقال بعده: «والإقامة مثنى مثنى». ولم يذكر ألفاظها
أخرجوه جميعًا من طرق عن همام بن يحيى عن عامر الأحول عن مكحول عن ابن محيريز عن أبي محذورة به.
والحديث صححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والمزني وابن المنذر والطحاوي وابن الجوزي وابن تيمية والذهبي والحازمي وابن القطان وابن السكن وابن دقيق العيد والزيلعي والهيثمي وابن حجر والبوصيري وأحمد شاكر والألباني.
قلت: تفرد به عامر الأحول عن مكحول، ولم يروه عنه غير همام بن يحيى.
وعامر بن عبد الواحد الأحول وإن كان من رجال مسلم فإنه متكلم فيه؛ قال أحمد بن حنبل: ليس بقوي، ضعيف الحديث. وقال أيضًا: ليس حديثه بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي، فمثله لا يقبل من حديثه إلا ما وافق الثقات.
وقد تفرد بذكر تثنية الإقامة عنه همام بن يحيى، وهو مع ثقته ربما وهم.
وقد روى هذا الحديث هشامٌ الدستوائي الثقة الثبت عن عامر فلم يذكر فيه تثنية الإقامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما أخرجه مسلم (379)، وأبو داود (503، 505)، والنسائي (631)، وفي الكبرى (1595)، وأبو عوانة (964)، وابن حبان (1682)، وابن الجارود (162)، والدارقطني (1/ 243/ ح43)، والطبراني (6729، 6732، 6733)، والطحاوي (744، 745، 746)، والبيهقي (1317)، وغيرهم من طريق هشام الدستوائي عن عامر الأحول عن مكحول عن ابن محيريز أبي محذورةَ رضي الله عنه «أنَّ نبيَّ اللهِ - صلَّىَ اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ- عَلَّمَه هذا الأذانَ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ. [اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ.] أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ. أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ. أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ.» ثم يعود فيقول: «أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ. أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ. أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. حَيَّ على الصلاةِ. مرتين. حَيَّ على الفلاحِ. مرتين. اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ. لا إلهَ إلا اللهُ.»
وهذا لفظ مسلم والزيادة عند أبي داود وغيره.
ولذلك فقد تكلّم بعض أهل العلم في حديث همام بن يحيى:
قال أبو عوانة في المستخرج: بيان الدليل على أن الإقامة -إقامة بلال- وتر لم ينسخ إذ لم يصح في حديث أبي محذورة تثنية الإقامة في رواية إلا وحديث أنس في الإفراد أصح منه، فإذا تعارض الخبران وأحدهما أصح كان الأخذ به أولى.
ثم ذكر حديث أبي محذورة من طريق هشام الدستوائي ثم قال بعده: وزاد همام في حديثه ذكر الإقامة فتركته؛ لأن هشامًا أحفظ وأتقن منه، ولأن إجماع أهل الحرمين على خلاف زيادته.
قال البيهقي في معرفة السنن والآثار: رواه همام بن يحيى عن عامر الأحول واختلف عليه في لفظه في الإقامة، فقيل عنه: والإقامة مثنى مثنى، وقيل عنه: والإقامة مثل ذلك، وقيل عنه مفسرا تثنية الإقامة وأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة، ودوام أبي محذورة وأولاده على إفراد الإقامة يضعف هذه الرواية.
وقال أيضًا: وفي بقاء أبي محذورة وأولاده على إفراد الإقامة دلالة ظاهرة على وهم وقع فيما روي في حديث أبي محذورة من تثنية الإقامة، وأن الحديث في تثنية كلمة التكبير وكلمة الإقامة فقط، فحملها بعض الرواة على جميع كلماتها.
وقال في السنن الكبرى: جاء في أكثر روايات الحديث -يعني حديث همام-: «والإقامة مثل ذلك» هكذا رواه، وأجمعوا على أن الإقامة ليست كالأذان في عدد الكلمات إذا كان بالترجيع، فدل على أن المراد به جنس الكلمات وأن تفسيرها وقع من بعض الرواة.
وقال –ردا على تصحيح ابن خزيمة لهذا الحديث-: وفي صحة التثنية في كلمات الإقامة سوى التكبير وكلمتي الإقامة نظر؛ ففي اختلاف الروايات ما يوهم أن يكون الأمر بالتثنية عاد إلى كلمتي الإقامة، وفي دوام أبي محذورة وأولاده على ترجيع الأذان وإفراد الإقامة ما يوجب ضعف رواية من روى تثنيتهما ويقتضي أن الأمر صار إلى ما بقي عليه هو وأولاده، وسعد القرظ وأولاده في حرم الله تعالى وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن وقع التغيير في أيام المصريين () والله أعلم.
وقال أيضا: ولعله -أي: مسلم- ترك رواية همام بن يحيى للشك في سند الإقامة المذكورة فيه والله أعلم.
وقال ابن التركماني في الجوهر النقي: يجوز أن يكون مسلم ترك حديث همام؛ لاعتقاده أنه غير محفوظ لمخالفته عمل أهل الحجاز، ولأن هشاما أتقن منه.
وقال النووي في المجموع: الأخذ بالإفراد أولى؛ لأنه الموافق لباقي الروايات والأحاديث الصحيحة كحديث أنس وغيره.
وقال الزيلعي في نصب الراية: جماعة من الحفاظ ذهبوا إلى أن هذه اللفظة في تثنية الإقامة غير محفوظة، ونقل عن البيهقي قوله: وهذا الخبر عندي غير محفوظ لوجوه:
أحدها: أن مسلما لم يخرجه ولو كان محفوظا لما تركه مسلم.
الثاني: أن أبا محذورة قد رُوي عنه خلافه.
الثالث: أن هذا الخبر لم يدُم عليه أبو محذورة ولا أولاده، ولو كان هذا حكما ثابتا لما فعلوا بخلافه.
وأجاب ابن دقيق العيد في الإمام عن ذلك:
بأن عدم تخريج مسلم له ليس بمقتض لعدم صحته؛ لأنه لم يلتزم إخراج كل الصحيح.
وما أخرجه البيهقي من روايات ولد أبي محذورة فلم يقع لها في الصحيح ذكر.
ثم إن لحديث همام ترجيحات:
أحدها: أن رجاله رجال الصحيح وأن أولاد أبي محذورة لم يخرج لهم في الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن فيه ذكر الكلمات تسع عشر، وسبع عشر، وهذا ينفي الغلط في العدد بخلاف غيره من الروايات فإنه قد يقع فيها اختلاف وإسقاط.
الثالث: أنه قد وجد متابعة لهمام في روايته عن عامر كما أخرجه الطبراني عن سعيد بن أبي عروبة عن عامر بن عبد الواحد عن مكحول عن عبد الله بن أبي محيريز عن أبي محذورة قال: علمني النبي صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشر كلمة والإقامة سبع عشر كلمة.
ثم إنه معارض بتصحيح الترمذي له.
وقول البيهقي: إن هذا لم يدم عليه أبو محذورة. فهذا داخل في باب الترجيح لا في باب التضعيف ... وإذا آل الأمر إلى الترجيح فقد تختلف الناس فيه. هذا كله كلام ابن دقيق العيد.
وقال ابن التركماني في الجوهر النقي: دوامهم على ذلك بعد صحته يقتضى الترجيح لا ضعف رواية من روى تثنيتهما؛ إذ ترك العمل بالحديث لوجود ما هو أرجح منه لا يلزمه تضعيفه، ألا ترى أن الأحاديث المنسوخة كلها إذا كانت رواتها عدولا حكمنا بصحتها ولم يعمل بها لوجود الناسخ.
قلت: قول ابن دقيق العيد إن عدم تخريج مسلم له ليس بمقتض لعدم صحته؛ لأنه لم يلتزم إخراج كل الصحيح. إنما يقبل إذا كان مسلم لم يخرج الحديث أصلا، أما إخراجه للحديث مع إعراضه عن هذه الزيادة وهي على شرطه فهو يؤيد ما ذهب إليه البيهقي.
وأما قوله: روايات ولد أبي محذورة لم يقع لها في الصحيح ذكر، فمعارض بأن رواية عامر وهمام ليس لها وجود عند البخاري، وأعرض مسلم عنها هنا كما مرَّ.
وأما قوله: ذكر الكلمات تسع عشر، وسبع عشر، ينفي الغلط في العدد بخلاف غيره من الروايات فإنه قد يقع فيها اختلاف وإسقاط. فهذا يقال إذا ذكر العدد من يوثق بحفظه، وهذا محل الاعتراض.
وأما المتابعة التي ذكرها عند الطبراني من طريق سعيد بن أبي عروبة عن عامر بن عبد الواحد عن مكحول عن عبد الله بن أبي محيريز عن أبي محذورة قال: علمني النبي صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشر كلمة والإقامة سبع عشر كلمة. فإن سندها واهٍ بمرة، لم يروه عن سعيد إلا عبدة بن سليمان، ولا عن عبدة إلا عمرو بن هاشم البيروتي، تفرد به بكر بن سهل الدمياطي. وبكر هذا شيخ الطبراني، ترجم له ابن حجر في اللسان، ضعفه النسائي ورُمي بوضع الحديث، وشيخه عمرو، قال محمد بن مسلم: ليس بذاك، وقال العقيلي: مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه.
ودعواه هو وابن التركماني: أن هذا من باب الترجيح لا التضعيف تسلم إذا كانا حديثين مختلفين مخرجًا، أما إذا كان الحديث واحدًا ومخرجه واحدًا، فترجيح أحد طريقيه يقتضي تضعيف الآخر، وإلا فما هو حدّ الشاذّ والمنكر عندهما؟ ولماذا أدخل أهل العلم المخالفة في باب التضعيف لا الترجيح؟
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:40]ـ
وقد ذكروا لتثنية الإقامة شواهد مرفوعة وآثار موقوفة ومقطوعة.
أما الأحاديث المرفوعة:
1 - فأخرج الترمذي من طريق ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: كان أذانُ رسولِ اللهِ - صلَّىَ اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ- شَفعًا شَفعًا، في الأذانِ والإقامةِ.
2 - وأخرج أبو داود من طريق ابن جريج عن عثمان بن السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة وفيه: وعلمني الإقامة مرتين مرتين ثم ذكرها مفسرة. وقال الحازمي: حديث حسن على شرط أبي داود والترمذي والنسائي.
3 - وأخرج الطحاوي من طريق شريك عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة قال: سمعت بلالا يؤذن مثنى ويقيم مثنى
4 - وأخرج عبد الرزاق في مصنفه من طريق حماد عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد أن بلالا كان يثني الأذان ويثني الإقامة.
5 - وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط والدارقطني في سننه من طريق زياد بن عبد الله البكائي عن إدريس الأودي عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن بلالا كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى ويقيم مثنى مثنى. وقال الهيثمي في المجمع: رجاله ثقات
6 - وأخرج الطبراني في مسند الشاميين من طريق إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن بلال أنه كان يجعل الأذان والإقامة مثنى مثنى
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - وروى أبو حنيفة في مسنده عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه أن رجلا من الأنصار رأى في منامه أن قائلا قال له: مُرْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر بلالا بالأذان: الله أكبر مرتين أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. ثم علمه الإقامة كذلك، ثم قال: قد قامت الصلاة مرتين كأذان الناس وإقامتهم
8 - وأخرج الطحاوي من طريق شريك عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت أبا محذورة يؤذن مثنى مثنى ويقيم مثنى مثنى.
9 - وأخرج ابن قانع في معجم الصحابة والخطيب في تاريخ بغداد من طريق محمد بن جابر عن أبي إسحاق السبيعي عن الأسود بن يزيد قال: قلتُ لأبي محذورةَ: كيفَ كنتَ تُؤَذِّنُ لرسولِ اللهِ صلَّىَ اللَّهُ علَيْه وسَلَّمَ؟ قال: كنتُ أُثَنِّي الإقامةَ كما أُثَنِّي الأذانَ.
10 - وأخرج البيهقي في الخلافيات من طريق أبي العميس قال سمعت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري يحدث عن أبيه عن جده: أنه أري الأذان مثنى مثنى والإقامة مثنى مثنى قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: علمهن بلالا. قال: فتقدمت فأمرني أن أقيم. قال الحافظ في الدراية: إسناده صحيح.
11 - وأخرج أبو عوانة في صحيحه من طريق المغيرة بن مقسم عن الشعبي عن عبد الله بن زيد الأنصاري سمعت أذان رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان أذانه وإقامته مثنى مثنى.
أما الآثار:
1 - فقد أخرج ابن أبي شيبة من حديث علي بن أبي طالب أنه كان يقول: الأذان والإقامة مثنى، وأتى على مؤذن يقيم مرة مرة، فقال: ألا جعلتها مثنى لا أم لك
2 - وروى ابن أبي شيبة في المصنف عن وكيع عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية عن عبيد مولى سلمة بن الأكوع أن سلمة بن الأكوع كان يثني الإقامة
3 - وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار من حديث حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم قال: كان ثوبان يؤذن مثنى ويقيم مثنى.
4 - وروى الطحاوي أيضًا من حديث فطر بن خليفة عن مجاهد قال -في الإقامة مرة مرة-: إنما هذا شيء قد استخفته الأمراء، الإقامة مرتين مرتين.
5 - وروى البيهقي في الخلافيات من طريق ابن إسحاق الحنظلي السمرقندي عن محمد بن أبان عن حماد عن إبراهيم قال: أول من نقض الإمامة معاوية بن أبى سفيان.
6 - وروى ابن أبي شيبة في المصنف من حديث ابن أبي ليلى عن الحكم عن إبراهيم قال: لا تدع أن تثنى الإقامة.
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:42]ـ
بيان حال الشواهد المذكورة:
أما الشواهد المرفوعة التي ذكروها:
فالشاهد الأول: تفرد به ابن أبي ليلى عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد به.
قال الترمذي: «وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن زيد رأى الأذان في المنام. وهذا أصح من حديث ابن أبي ليلى. وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد.»
وقال ابن حبان: «هذا خبر مرسل؛ لا أصل لرفعه.»
وقال الدارقطني: «ابن أبي ليلى هو القاضي محمد بن عبد الرحمن ضعيف الحديث سيئ الحفظ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لا يثبت سماعه من عبد الله بن زيد، والصواب ما رواه الثوري وشعبة عن عمرو بن مرة وحسين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى مرسلا»
قلت: فيتحصل من كلامهم أن للحديث ثلاثَ عللٍ:
الأولى: ضعف ابن أبي ليلى الابن؛ لسوء حفظه. قاله الدارقطني
الثانية: الانقطاع؛ لأن ابن أبي ليلى الأب لم يسمع من عبد الله بن زيد. قاله الترمذي والدارقطني.
الثالثة: المخالفة في الإسناد؛ فقد روى الحديث الثوري وشعبة عن عمرو بن مرة وحسين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى مرسلا. قاله الترمذي وابن حبان والدارقطني
وأما الشاهد الثاني: فقد تفرد به عثمان بن السائب عن أبيه وأم عبد الملك بن أبي محذورة، وعثمان بن السائب لا أعلم روى عنه غير ابن جريج، وقال ابن القطان: غير معروف، وأبوه السائب، لم يرو عنه غير ابنه، وقال الذهبي: لا يعرف، وأم عبد الملك مثله، وهذا سند مجهول، فلا تغتر بقول الحازمي فيه: وهذا حديث حسن على شرط أبي داود والترمذي والنسائي!.
وقال الترمذي: وقد رُوِي عن أبي محذورة أنه كان يفرد الإقامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: رواه الدارقطني من طريق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثني عبد الملك بن أبي محذورة أنه سمع أباه أبا محذورة يحدث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة.
وهذا أصح، فإن إبراهيم هذا من آل أبي محذورة، وكان قد ورث الأذان عنهم، وهو أعلم بحديث أبائه من عثمان بن السائب، وأدركه الشافعي وابن راهوية والحميدي وغيرهم، ورووا عنه إفراد الإقامة، وذكروا أنه كان يؤذن هكذا في المسجد الحرام، ويحكي أن آباءه كانوا يؤذنون هكذا؛ قال الحميدي عن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك قال: أدركت جدي وأبي وأهلي يقيمون فيقولون: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر لا إله إلا الله. ولا يتصور أن يغير في الأذان أو ينقص منه-وهو من أهل الورع كما وصفه ابن حبان في المشاهير- خاصة وهو يؤذن على رءوس الناس في المسجد الحرام، ولذلك قال البخاري في ترجمته في التاريخ: إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة القرشي المكي أبو إسماعيل سمع جده عبد الملك سمع أبا محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الآذان مثنى مثنى والإقامة مرة مرة. وتابعه جماعة عن أبيه منهم عمَّاه محمد وعبد العزيز وابن عمه إبراهيم بن إسماعيل وغيرهم، فمنهم من يقتصر على ذكر الأذان فقط، ومنهم من يذكر الإقامة مفردة، مما يؤكد أن تثنية الإقامة وهم من بعض الرواة.
وله شاهد أخرجه الحاكم والدارقطني من حديث كامل بن العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا محذورة أن يشفع الأذان و يوتر الإقامة. وأبو العلاء كامل بن العلاء، وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وشيخه أبو صالح ذكره ابن حبان في الثقات. فهذا يُقَوِّي ذاك ويَقْوَى به.
وأما الشاهد الثالث: فقد تفرد به شريك عن عمران بن مسلم، وشريك سيئ الحفظ كما سبق، واعترضه الحاكم أيضا بأن سويد بن غفلة لم يدرك بلالا، وأذانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
وردَّه ابن الدقيق العيد في الإمام بقوله: وكون سويد بن غفلة لم يدرك أذان بلال في عهده عليه الصلاة والسلام صحيح؛ لأنه لم يَرَ النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه أدرك الجاهلية وأدَّى الزكاة لمصدقه عليه السلام، وأما أبو بكر ففيه نظر؛ إذ لا مانع منه، فقد رُوي أن خروج بلال إلى الشام كان في زمن عمر، كما رواه حفص بن عمر بن سعد القرظ قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بلال إلى أبي بكر فقال: يا خليقة رسول الله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله" وإني أريد أن أربط نفسي في سبيل الله حتى أموت. فقال له أبو بكر: أنشدك الله وحقي وحرمتي فقد كبر سني واقترب أجلي. فقام بلال مع أبي بكر حتى هلك، فلما هلك أبو بكر أتى عمر فقال له: مثل ذلك. فقال له عمر: أنشدك الله وحقي وحبي أبا بكر وحبه إياي. فقال بلال: ما أنا بفاعل. فقال: إلى من يدفع الأذان؟ فقال: إلى سعد.
قال: وكذلك روى ابن أبي شيبة عن حسين بن علي عن شيخ يقال له: الحفص عن أبيه عن جده قال: أذن بلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أذن لأبي بكر حياته ولم يؤذن في زمان عمر. فهذان الخبران يقتضيان استمرار أذان بلال حياة أبي بكر.
قلت: هذا الأثر ضعيف تفرد به حفص بن عمر بن سعد القرظ وهو مجهول الحال، ورواه مرة عن آبائه عن أجداده، ومرة عن عمومته عن أجداده، ومرة عن أبيه عن جده، وهذا سند مجهول، قال ابن معين: ليس بشيء، ولذلك ضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وقد روى أبو داود وغيره من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب: أن بلالا كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات عليه الصلاة والسلام أراد أن يخرج إلى الشام، فقال أبو بكر: تكون عندي. فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحتبسني، وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله. فقال: اذهب. فذهب إلى الشام فكان بها حتى مات. لكن قال ابن حجر في التلخيص الحبير: مرسل وفي إسناده عطاء الخراساني وهو مدلس.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لكن هذا هو المشهور عند أهل السير، أن بلالا لم يؤذن لغير النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تواتر أيضا أن بلالا كان يوتر الإقامة، ذكره أنس بن مالك وسعد القرظ وابن عمر وجابر وأبو جحيفة وأبو رافع وأبو هريرة وبريدة وعبد الله بن زيد وسلمة بن الأكوع وغيرهم، فأقل أحوال هذا الأثر أن يكون شاذًّا -إن لم نقل منكرًا-؛ لمخالفته رواية الثقات الأثبات، والله أعلم.
وأما الشاهد الرابع: ففيه نظر من وجوه:
أولا: تفرد حماد وهو ابن أبي سليمان به عن إبراهيم، وحماد وإن كان من أهل الصدق ففيه كلام معروف، قال شعبة: كان حماد بن أبى سليمان لا يحفظ، وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج بحديثه، ولذلك قال فيه ابن حجر: صدوق له أوهام ورُمي بالإرجاء.
ثانيا: احتمال تدليسه أو خطئه، فمع شهرة حماد بالرواية عن إبراهيم، لكن قال حماد بن سلمة: كنت أقول له: قل: سمعت إبراهيم. فكان يقول: إن العهد قد طال بإبراهيم، وقال حبيب بن أبى ثابت: كان حماد يقول: قال إبراهيم. فقلت: والله إنك لتكذب على إبراهيم، أو إن إبراهيم ليخطئ، وذكر الشافعي أن شعبة حدث بحديث عن حماد عن إبراهيم قال: فقلت لحماد: سمعته من إبراهيم؟ قال: لا، أخبرني به مغيرة بن مقسم عنه.
ثم وجدت متابعا له وهو أبو معشر، أخرجه عبد الرزاق عن الثوري عنه، وأبو معشر ثقة؛ لكن قال أحمد: كانوا يرون أن عامة حديث أبى معشر عن حماد، وسئل عن حديث أبي معشر عن إبراهيم فقال: يقولون كان يأخذه عن حماد. فرجع الحديث مرة أخرى إلى حماد بن سليمان وفيه ما فيه.
وقد خولفا في ذلك فرُوِيَ هذا الأثر عن إبراهيم عن بلال ليس فيه الأسود، وهو أصح، قال البيهقي: وإبراهيم عن بلال مرسل.
ثالثا: الأسود بن يزيد تابعي مخضرم ثقة جليل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلما ولم يره، لكن قال البيهقي: والأسود بن يزيد لم يدرك أذان بلال، وقال ابن الجوزي في "التحقيق": والأسود لم يدرك بلالا، ورده صاحب "التنقيح" بقوله: وفيما قاله نظر وقد روى النسائي للأسود عن بلال حديثا.
قلت: لكن بلال لم يؤذن لغير النبي صلى الله عليه وسلم -على الراجح-، وقد مضى قريبا، فأقل أحوال هذا الأثر أيضا أن يكون شاذًّا؛ لمخالفته رواية الثقات الأثبات، وجزم ابن حبان أن بلالا ما أقام مثنى مثنى قط إنما كانت إقامته فرادى، وهو الحق؛ فيكون الأثر منكرًا، والله أعلم.
وأما الشاهد الخامس: فقد تفرد به زياد البكائي عن إدريس الأودي عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه، وزياد ثقة في المغازي وفي مغازي ابن إسحاق خاصة، وأما في غيرها ففيه كلام، قال يحيى بن معين: لا بأس به في المغازي، وأما في غيره فلا، وقال أيضًا: ليس بشيء، و كان عندي في المغازي لا بأس به، وقال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يقول: زياد البكائي في ابن إسحاق ثقة، كأنه يضعفه في غيره.
وخبره هذا غير ثابت؛ قال ابن حبان في المجروحين: وهذا خبر باطل، ما أقام بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى قط، إنما كانت إقامته فرادى، وهذا الخبر رواه الثوري والناس عن عون بن أبى جحيفة بطوله ولم يذكروا فيه تثنية الإقامة. وإنما قالوا خرج بلال فأذن فقط.
قلت: وقد ذكره البيهقي في المعرفة من طريق محمد بن إسحاق، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: «كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثنى مثنى، والإقامة فرادى» وتابعه الثوري وغيره عن عون كما قال ابن حبان.
وهذا أصح من حديث زياد البكائي، وهو ما يؤكد نكارته.
وأما الشاهد السادس: فقد تفرد به إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي أمية عن بلال، وعبد العزيز بن عبيد الله، قال يحيى بن معين: ضعيف، لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش، وقال أبو حاتم: لم يرو عنه أحد غير إسماعيل بن عياش، ضعيف منكر الحديث، وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث، وقال الجوزجاني: غير محمود في الحديث، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: حمصي متروك, والحديث ضعفه البخاري وابن حجر والشوكاني وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الشاهد السابع: فقد رواه الطبراني من طريق أبي حنيفة وقال: لم يروه عن علقمة بن مرثد إلا أبو حنيفة، وأبو حنيفة فقيه مشهور، لكنه في الحديث ضعيف باتفاقهم، ثم الحديث ليس فيه تصريح بتثنية الإقامة، وإنما فيه: "ثم علمه الإقامة كذلك" فمن الممكن أن تحمل المثلية على الصفة لا العدد؛ خاصة وقد رُوي عن أبي حنيفة ما يوافق الرواية المحفوظة، رواه ابن حبان في المجروحين من طريق أبي حنيفة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة وسنده ضعيف أيضًا.
وأما الشاهد الثامن: فقد تفرد به شريك عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي محذورة. وقد ذكر البيهقي عن الحاكم أن عبد العزيز لم يدرك أذان أبي محذورة؛ لأنه ولد بعد ذلك بسنتين، ويؤيد قول الحاكم أن ابن أبي شيبة روى هذا الحديث عن أبي الأحوص عن ابن رفيع عن قائد أبي محذورة، وليس عن أبي محذورة، لكن ابن التركماني رد كلام الحاكم في الجوهر النقي وقال: يحمل على أنه أذّن بعد النبي عليه السلام فسمعه عبد العزيز، وما قاله ابن التركماني له ما يؤيده، فقد أخرج ابن أبي شيبة وغيره بسند صحيح عن ابن رفيع قال: رأيت أبا محذورة جاء وقد أذّن إنسان فأذن هو وأقام، فابن رفيع سمع أذان أبي محذورة لا محالة.
قلت: لكن تبقى علة الحديث الحقيقية، وهي تفرد شريك عن عبد العزيز بن رفيع وهو سيئ الحفظ لا يحتمل تفرده؛ خاصة إذا خالفه من هو أرجح منه، فقد روى ابن أبي شيبة عن جرير وأبي الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي محذورة أن إقامته كانت واحدة، وهو إسناد صحيح، ثم ابن رفيع لم ينفرد بروايته عنه، فقد تابعه عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت أبا محذورة يقول في آخر أذانه: إن أذانه كان مثنى وأن إقامته كانت واحدة، مثله سواء، أخرجه ابن أبي شيبة عن غندر عن شعبة عنه، وحسبك بهذا السند، فالحديث بهذه المتابعة صحيح غاية. وهذا يؤكد نكارة ما انفرد به شريك.
وأما الشاهد التاسع: فهو منكر؛ تفرد به محمد بن جابر عن أبي إسحاق السبيعي، قال أحمد: كان محمد بن جابر ربما ألحق في كتابه أو يلحق في كتابه يعنى الحديث، وقال يحيى بن معين: محمد بن جابر كان أعمى واختلط عليه حديثه، وكان كوفيا فانتقل إلى اليمامة، وهو ضعيف، وقال أبو زرعة: محمد بن جابر ساقط الحديث عند أهل العلم، وروى ابن حبان من طريق إسحاق بن عيسى قال: ذاكرت محمد بن جابر ذات يوم بحديث لشريك عن أبي إسحاق فرأيته في كتابه قد ألحقه بين السطرين كتابا طريا.
وأما الشاهد العاشر: فذكر تثنية الإقامة فيه غير محفوظ؛ فقد تفرد به أبو أسامة عن أبي العميس، قال البيهقي: وقد رواه عبد السلام بن حرب عن أبي العميس فلم يذكر فيه تثنية الإقامة، وعبد السلام أعلم الكوفيين بحديث أبي العميس وأكثرهم عنه رواية.
وأما الشاهد الحادي عشر: ففي إسناده انقطاع؛ لأن الشعبي لم يثبت سماعه من عبد الله بن زيد، والمغيرة بن مقسم مدلس وروى هذا الحديث عن الشعبي بالعنعنة.
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:53]ـ
الدراسة الفقهية
بعد أنّ بيّنّا ضعف الأحاديث الواردة في تثنية الإقامة نذكر باختصار مذاهب الفقهاء في ذلك ونصدّر هذه الدراسة بكلمة أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي حيث قال: أرى فقهاء أصحاب الحديث قد أجمعوا على إفراد الإقامة.
قلت: وكلامه قاب قوسين أو أدنى من الصواب؛ فإفراد الإقامة هو مذهب مالك وأهل المدينة، والأوزاعي وأهل الشام، وابن عيينة والحميدي وأهل مكة والحجاز، والليث والشافعي وابن القاسم وأهل مصر والمغرب، وأحمد وأبو ثور ويزيد بن زريع من وافقهم من أهل العراق، والذهلي ويحيى بن يحيى وابن راهوية وأهل خراسان، ومروي بالأسانيد الصحاح والحسان عن الخلفاء الأربعة أنه كان يقام لهم مرة، وعن أنس ومعاذ وجابر وابن عمر وابن عباس وسعد القرظ وأبي محذورة وعبد الله بن زيد وسلمة بن الأكوع وأبي جحيفة وبريدة وجمع غفير من الصحابة رضوان الله عليهم، وعن بكير بن عبد الله الأشج وعبد الرحمن بن أبي ليلى والقرظي، وفقهاء المدينة السبعة: سعيد بن المسيب و أبي بكر بن عبد الرحمن والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وخارجه بن زيد وعبيد الله بن عبد الله وعروة بن الزبير، وعن عمر بن عبد العزيز والحسن البصري ومحمد بن سيرين وسالم
(يُتْبَعُ)
(/)
والزهري وخالد بن معدان ومكحول وإبراهيم النخعي في خلق كثير من التابعين رضي الله عنهم.
ولم يخالف في ذلك إلا الثوري وابن المبارك والحسن بن صالح بن حي وابن أبي شيبة فكأن المروزي لم يقف على خلافهم أو لم يثبت عنده، وكذلك أبو حنيفة وأصحابه من أهل الرأي، فكأنه لم يعتد بخلافهم؛ لأنهم ليسوا من أهل الحديث، ومن عادتهم رد السنن بآرائهم على خلاف مذهب أهل الأثر، فمن ذلك قولهم هنا: إن حديث أبي محذورة ناسخ لحديث أنس "أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة" قالوا: وحديث بلال إنما كان أول ما شرع الأذان كما دلّ عليه حديث أنس المذكور، وحديث أبي محذورة كان عام حنين وبينهما مدة مديدة.
قال الحازمي: وخالفهم في ذلك أكثر أهل العلم، وحديث أبي محذورة لا يصلح أن يكون ناسخا لهذا؛ لأن من شرط الناسخ أن يكون أصح سندًا وأقوى من جميع جهات الترجيح على ما تقدم وحديث أبي محذورة لا يوازي حديث أنس من جهة واحدة.
واعترض ابن دقيق العيد في الإمام قول الحازمي: "من شرط الناسخ أن يكون أصح سندا وأقوى من جميع جهات الترجيح" فقال: لا نسلم إن من شرط الناسخ ما ذكر بل يكفي فيه أن يكون صحيحا متأخرا معارضا غير ممكن الجمع بينه وبين معارضه فلو فرضناهما متساويين في الصحة ووجد ما ذكرناه من الشروط لثبت النسخ وأما أنه يشترط أن يكون أرجح من المعارض في الصحة فلا نسلم نعم لو كان دونه في الصحة ففيه نظر.
قلت: وهذا من تكثير الكلام الذي لا طائل من وراءه، ومع ذلك فقد رد هذه الحجة –على فرض صحتها- إمام أهل السنة والجماعة:
قال الأثرم: قيل لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-: أليس حديث أبي محذورة بعد حديث عبد الله بن زيد؛ لأن حديث أبي محذورة بعد فتح مكة؟ فقال الإمام: أليس قد رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأقرَّ بلالا على أذان عبد الله بن زيد؟
وقد أخذه الحازمي فقال: لو سلمنا أن هذه الزيادة محفوظة، وأن الحديث ثابت، لقلنا بأنه منسوخ، فإن أذان بلال هو آخر الأذانين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من حنين، ورجع إلى المدينة، أقرَّ بلالا على أذانه وإقامته.
ونقل ابن المنذر وابن عبد البر وابن رجب وغيرهم اختلاف أهل العلم في تثنية الإقامة وإفرادها، وحاصل قولهم: أن العلماء اختلفوا في ذلك على ثلاثة أقوال:
الأول: إفراد الإقامة، وهو مذهب مالك وأهل الحجاز، والأوزاعي وأهل الشام، والليث وأهل مصر، والشافعي وأصحابه، ويحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبي ثور، وروي عن ابن عمر وسلمة بن الأكوع وعطاء وعمر بن عبد العزيز وعروة بن الزبير والحسن البصري وخالد بن معدان والأوزاعي، ومكحول والزهري وقالا: مضت السنة بذلك. وقال بكير بن الأشج: أدركت أهل المدينة على ذلك.
والثاني: الأذان والإقامة مثنى مثنى، هذا مذهب أبي حنيفة وأصحاب الرأي، وروي عن سلمة بن الأكوع وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري والحسن بن صالح بن حي وابن المبارك،، وذكره حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن أصحاب علي وابن مسعود.
والثالث: يجوز تثنية الإقامة وإفرادها، والإفراد أفضل، وهو القول الثاني لأحمد وإسحاق وداود الظاهري وجماعة من فقهاء أهل الحديث واختاره ابن تيمية.
وهذا القول إنّما بناه أصحابه على صحّة الأحاديث الواردة في تثنية الإقامة، فأجازوا العمل بالأمرين معًا لذلك؛ ولكن بعد أنْ بيّنّا ضعف هذه الأحاديث لم يعُدْ لهذا القول مستندٌ يعتمد عليه، ويبقى الإجماع الذي نقله محمد بن نصر المروزي، وقول مَنْ خالفه يعتبر شذوذًا خاصة إذا علمنا أنّه لم يعمل به أحدٌ من أهل العلم، وهو ما سنبيّنه في الدراسة التاريخية.
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:01]ـ
الدراسة التاريخية
كان إفراد الإقامة هو المعمول به على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قَالَ: «أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَأَنْ يُوتِرَ الْإِقَامَةَ» متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر: وَهَذَا الْحَدِيث حُجَّة عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِقَامَة مَثْنَى مِثْلُ الْأَذَان.
وظل إفراد الإقامة هو المعمول به في عهد الخلفاء الراشدين وعهد الأمويين وأوائل عهد العباسيين:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام مالك: أذّن سعد القرظ في هذا المسجد في زمان عمر بن الخطاب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون فيه فلم ينكره أحد منهم، فكان سعد وبنوه يؤذنون بأذانه إلى اليوم ولو كان والٍ يسمع مني لرأيت أن يجمع هذه الأمة على أذانهم. فقيل لمالك: فكيف كان أذانهم قال: الأذان مثنى مثنى والإقامة مرة مرة.
وقال الإمام الشافعي: الرواية فيه -أي تثنية الأذان وإفراد الإقامة- تكلّف الأذان خمس مرات في اليوم والليلة في المسجدين على رءوس الأنصار والمهاجرين. ومؤذنو مكة آل أبي محذورة وقد أذَّن أبو محذورة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه الأذان ثم ولاه بمكة، وأذَّن آل سعد القرظ منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وزمن أبي بكر رضي الله عنه، كلهم يحكون الأذان والإقامة والتثويب وقت الفجر كما قلنا، فإن جاز أن يكون هذا غلطا من جماعتهم والناس بحضرتهم، ويأتينا من طرف الأرض من يعلمنا، جاز له أن يسألنا عن عَرَفَة وعن مِنَى ثم يخالفنا، ولو خالفنا في المواقيت كان أجوز له في خلافنا من هذا الأمر الظاهر المعمول به.
وظل الحال على ما هو عليه من إفراد الإقامة في مساجد المسلمين جميعًا إلى منتصف القرن الرابع الهجري تقريبًا وبالتحديد يوم الثلاثاء الثاني عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة حين استولى جوهر الصقلي على مصر من قِبَل مولاه المعز لدين الله أبي تميم معد العبيدي الفاطميّ ادّعاءً، وأنشأ أوّل دولة شيعيّة رافضيّة في العالم الإسلامي، وهي التي عُرفت في التاريخ باسم الدّولة الفاطميّة نسبة لفاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهي نسبة زورٍ وبهتانٍ كما هو معلوم لكلّ ذي لبّ
وقد رصد لنا ذلك الإمام البيهقي المولود في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة -أي بعد ستة وعشرين عاما من استيلاء الفاطميين على مصر- حيث قال في السنن الكبرى:
وفي دوام أبي محذورة وأولاده على ترجيع الأذان وإفراد الإقامة ما يوجب ضعف رواية من روى تثنيتهما ويقتضي أن الأمر صار إلى ما بقي عليه هو وأولاده، وسعد القرظ وأولاده في حرم الله تعالى وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن وقع التغيير في أيام المصريين والله أعلم.
ويقصِد بالمصريين هنا العبيديين الفاطميين.
وقد صار ذلك شعارًا لهؤلاء الروافض في كلّ بلدٍ يتملّكون عليه:
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية في أحداث سنة ستين وثلاثمائة: قال ابن عساكر في ترجمة جعفر بن فلاح نائب دمشق: وهو أول من تأمر بها عن الفاطميين، أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال: قال أبو بكر أحمد بن محمد بن شرام: وفي يوم الخميس لخمس خلون من صفر من سنة ستين وثلاثمائة أعلن المؤذنون في الجامع بدمشق وسائر مآذن البلد، وسائر المساجد بـ «حي على خير العمل» بعد «حي على الفلاح»، أمرهم بذلك جعفر بن فلاح، ولم يقدروا على مخالفته، ولا وجدوا من المسارعة إلى طاعته بدًّا. وفي يوم الجمعة الثامن من جمادى الآخرة أمر المؤذنون أن يثنّوا الأذان والتكبير في الإقامة مثنى مثنى. وأن يقولوا في الإقامة: «حي على خير العمل» فاستعظم الناس ذلك وصبروا على حكم الله تعالى.
ثمّ صار ذلك شعارًا للشيعة أينما حلّوا؟، يحرصون عليه كحرصهم على: «حي على خير العمل» سواءً بسواء:
قال القاضي عياض في ترتيب المدارك وتقريب المسالك في ترجمة جبلة بن حمود بن عبد الرحمن بن جبلة الصدفي رحمه الله: قال الفقيه ابن سعدون القروي: لما دخل عبيد الله الشيعي القيروان، وخطب أول جمعة، وجبلة حاضر، فلما سمع كفرهم قام قائمًا. وكشف على رأسه، حتى رآه الناس، وخرج يمشي إلى آخر الجامع، ويقول: قطعوها قطعهم الله. فما حضرها أحد من أهل العلم بعد هذا. ولما ولي الصديني القضاء -أيام أحمد بن الأغلب- كان جبلة يصلي الظهر أربعًا بأذان وإقامة ... وجاء صاحب الحرس، فقال له: يقول لك الأمير، كرّر الإقامة. وسلّم من اثنتين، ولا تقنت. فقال له جبلة: الأمير لا يعلّمنا أمر ديننا. وجاءه آخر من قِبَل القاضي بمثل ذلك. وبقراءة «بسم الله الرحمن الرحيم» وبزيادة «حيّ على خير العمل» في الأذان. فقال له جبلة: قم قبّحك الله، وقبّح من أرسلك.
واستقرّ ذلك وارتبط بالشيعة في ملكهم بل وفي كتبهم، فلا تجد كتابًا واحدًا مصنّفًا على أي مذهب من مذاهب الشيعة إلا ويذكر حي على خير العمل في الأذان وتثنية الإقامة:
قال زين الدين بن علي العاملي الجبعي في كتابه الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (وهو من كتب الفقه الإمامية الشيعية): والإقامة مثنى في جميع فصولها وهي فصول الأذان إلا ما يخرجه، ويزيد بعد حي على خير العمل: قد قامت الصلاة مرتين. ويهلل في آخرها مرة واحدة. ففصولها سبعة عشر تنقص عن الأذان ثلاثة ويزيد اثنين، فهذه جملة الفصول المنقولة شرعا.
وقال جعفر بن الحسن الهذلي في كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال (وهو من كتب الفقه الإمامية الشيعية): والأذان على الأشهر ثمانية عشر فصلا: التكبير أربع، والشهادة بالتوحيد، ثم بالرسالة، ثم يقول: حي على الصلاة، ثم حي على الفلاح ثم حي على خير العمل، والتكبير بعده، ثم التهليل. كل فصل مرتان. والإقامة فصولها مثنى مثنى، ويزاد فيها قد قامت الصلاة مرتين، ويسقط من التهليل في آخره مرة واحدة.
وقال أحمد بن يحيى بن المرتضى في كتابه التاج المذهب لأحكام المذهب (وهو من كتب الفقه الزيدية الشيعية): الأذان والإقامة مثنى إلا التهليل في آخرهما فإنه مرة واحدة (ومنهما حي على خير العمل) يعني أن من جملة ألفاظ الأذان والإقامة حي على خير العمل بعد حي على الفلاح.
فإذا ثبت لنا تاريخيًّا ارتباط نشأة تثنية الإقامة بنشأة دولة الشيعة وجب أخذ الحذر في تناول هذه المسألة لأن الخلاف فيها لم يعدْ مجرّد خلاف فقهي بل أصبحت المسألة تتعلّق بالعقيدة، وهو ما سنبيّنه في الدراسة العقديّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:03]ـ
الدراسة العقديّة
من المعروف أنّ تقسيم الدين إلى أصول وفروع وتخصيص الأصول بمسائل الاعتقاد والفروع بمسائل المعاملات هو أمر محدث؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (ولم يفرق أحد من السلف والأئمة بين أصول وفروع، بل جعل الدين قسمين أصولا وفروعا لم يكن معروفا في الصحابة والتابعين)
ومع ذلك فقد ذكر كثير من أهل السنة بعض المسائل التي اتفق عليها الأصوليون أنها من مسائل الفروع ذكروها في كتب الاعتقاد لمّا صارت شعارًا لبعض طوائف أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من شأن المصنفين في العقائد المختصرة على مذهب أهل السنة والجماعة أن يذكروا ما يتميّز به أهل السنة عن الكفار والمبتدعين)
من ذلك تقرير الإمام الطحاوي لمشروعية المسح على الخفين في عقيدته المشهورة حيث قال: (ونرى المسح على الخفين، في السفر والحضر، كما جاء في الأثر)
وقال الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف في رسالته: «مسائل الفروع الواردة في مسائل العقيدة»: (ومن أقدم الأئمة الذين قرروا تلك المسألة: الإمام سفيان الثوري في عقيدته حيث قال -مخاطباً من سأله عن معتقده-: يا شعيب بن حرب، لا ينفعك ما كتبت لك حتى ترى المسح على الخفين دون خلعهما أعدل عندك من غسل قديمك.
بل قال سفيان الثوري: من لم يسمح على الخفين فاتهموه على دينكم.
وعدّ سهل بن عبد الله التستري المسح على الخفين من خصال أهل السنة.
كما قرر أبو حنيفة وأبو الحسن الأشعري في كتابه الإنابة والطحاوي في عقيدته وابن بطة في الإنابة الصغرى، والبربهاري في شرح السنة، وابن خفيف في عقيدته، وأبو عمرو الداني في الرسالة الوافية.
ووجه إيراد مسألة المسح على الخفين ضمن كتب الاعتقاد: مخالفة الروافض والخوارج الذين لا يجيزون المسح على الخفين، وكما قال الإمام محمد بن نصر المروزي: وقد أنكر طوائف من أهل الأهواء والبدع من الخوارج والروافض المسحَ على الخفين.
وقال الإمام النووي: أجمع من يُعتد به في الإجماع على جواز المسح على الخفين في السفر والحضر سواء كان لحاجة أو لغيرها ... وإنما أنكرته الشيعة والخوارج ولا يعتد بخلافهم
وجاء عن الإمام الشعبي أنه قال: واليهود لا يرون المسح على الخفين، وكذلك الرافضة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وقد تواترت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمسح على الخفين، وبغسل الرجلين، والرافضة تخالف هذه السنة المتواترة، كما تخالف الخوارج نحو ذلك.
وقال في موضع آخر: وكان سفيان الثوري يذكر من السنة المسح على الخفين؛ لأن هذا كان شعاراً للرافضة) أ. هـ.
والمسح على الخفين من مسائل الفروع اتفاقا
بل كان أئمة السلف يتركون بعض مسائل مذهبهم إذا صارت شعارًا لأهل البدع، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: (ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من الكوفيين كسفيان الثوري أنهم يذكرون من السنة المسح على الخفين وترك الجهر بالبسملة كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر ونحو ذلك لأن هذا كان من شعار الرافضة. ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة -أحد الأئمة من أصحاب الشافعي- إلى ترك الجهر بها قال: لأن الجهر بها صار من شعار المخالفين، كما ذهب من ذهب من أصحاب الشافعي إلى تسنمة القبور؛ لأن التسطيح صار من شعار أهل البدع)
وبعضهم ترك ما هو مشروع بل ما هو مستحب أحيانًا لعلّة المخالفة نفسها:
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية: (وهذا القول يقوله سائر الأئمة فإنه إذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا، ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارًا لهم فلا يتميز السنى من الرافضي، ومصلحة التميز عنهم لأجل هجراتهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب)
فكيف بمسألة أصبحت شعارًا لهؤلاء الروافض منذ نشأتهم، وليست من المستحبات، بل وفي ادّعاء مشروعيتها نظر لعدم ثبوت الأحاديث الواردة فيها كما بيّنّاه بفضل الله وحده؟
فإذا كان ذلك كذلك، كانت الدّعوة؟ إلى تثنية الإقامة أحيانًا كما نادى به البعض بدعة منكرة تردّ على قائلها كائنًا من كان، ولا ينبغي له أن يستدلّ بمثل قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (كل هذا ثابت عن الصحابة، كما ثبت عنهم أن منهم من كان يرجع في الأذان ومنهم من لم يرجع فيه ومنهم من كان يوتر الإقامة ومنهم من كان يشفعها وكلاهما ثابت عن النبي) لأنه بناه على ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلّم، وقد أثبتنا بالحجة والبرهان عدم ثبوته، ولو ثبت عنه صلى الله عليه وسلّم لقلنا به حتى لو كان شعارًا للرافضة، كما قال الإمام أحمد لسلمة بن شبيب لما قال له: يا أبا عبد الله قويت قلوب الرافضة لما أفتيت أهل خراسان بالمتعة -يعني متعة الحج-. فقال: يا سلمة كان يبلغني عنك أنك أحمق وكنت أدفع عنك والآن فقد ثبت عندي أنك أحمق، عندي أحد عشر حديثا صحاحا عن النبي صلى الله عليه و سلم أتركها لقولك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:06]ـ
شبهة و ردّها
هنا شبهة تقول:
لماذا لم تعملوا قاعدة علماء الحديث في تقوية الحديث إذا لم يشتدّ ضعفه بالطرق والآثار؟
ونجيب عن ذلك بقولنا:
لابد عند إعمال هذه القاعدة من مراعاة قيد عدم مخالفة الحديث للأحاديث الصحيحة، وهو غير متحقق هنا حيث صحّت الأحاديث بل تواترت على إفراد الإقامة.
كذلك فإن هذه القاعدة ليست عامّة في كلّ مسألة، بل المسائل العامّة لا يصلح تطبيق هذه القاعدة فيها يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (الأحكام التي تحتاج الأمة إلى معرفتها لابد أن يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا عاما ولابد أن تنقلها الأمة)
والأذان والإقامة من أظهر الأمور بل هما شعار الإسلام على مرّ السنين، فلا يتصوّر أن تتهاون الأمّة في نقل كيفية ثابتة لأحدهما أوكلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا تصل إلينا إلا من الطرق الضعيفة التي لا يعتمد على مثلها إذا انفردت.
أضف إلى ذلك اتفاق الأمّة على عدم العمل بذلك في القرون الفاضلة حتى أظهره الشيعة حين تملّكوا على مصر، والأمّة كما لا تجمع على فعل بدعة فهي أيضًا لا تجمع على ترك سنّة أبدًا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (ويمتنع انعقاد الإجماع على خلاف سنة)
وقد نقل ذلك الإجماع مَن لا يشكّ عاقل في صحة نقلهم:
قال الإمام مالك: أذّن سعد القرظ في هذا المسجد في زمان عمر بن الخطاب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون فيه فلم ينكره أحد منهم، فكان سعد وبنوه يؤذنون بأذانه إلى اليوم ولو كان والٍ يسمع مني لرأيت أن يجمع هذه الأمة على أذانهم. فقيل لمالك: فكيف كان أذانهم قال: الأذان مثنى مثنى والإقامة مرة مرة.
وقال الإمام الشافعي: الرواية فيه -أي تثنية الأذان وإفراد الإقامة- تكلّف الأذان خمس مرات في اليوم والليلة في المسجدين على رءوس الأنصار والمهاجرين. ومؤذنو مكة آل أبي محذورة وقد أذَّن أبو محذورة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه الأذان ثم ولاه بمكة، وأذَّن آل سعد القرظ منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وزمن أبي بكر رضي الله عنه، كلهم يحكون الأذان والإقامة والتثويب وقت الفجر كما قلنا، فإن جاز أن يكون هذا غلطا من جماعتهم والناس بحضرتهم، ويأتينا من طرف الأرض من يعلمنا، جاز له أن يسألنا عن عَرَفَة وعن مِنَى ثم يخالفنا، ولو خالفنا في المواقيت كان أجوز له في خلافنا من هذا الأمر الظاهر المعمول به.
وقال محمد بن نصر المروزي: أرى فقهاء أصحاب الحديث قد أجمعوا على إفراد الإقامة.
شبهة على الشبهة
وأورد هنا مسألة هي محل اتفاق يمكن القياس عليها:
اتفق أهل السنّة على عدم جواز زيادة: «حي على خير العمل» في الأذان، واعتبروه بدعة منكرة لأنه شعار الشيعة، فمن أظهره في بلاد الإسلام كان داعيًا إلى بدعة هؤلاء ولابد.
والسؤال الآن: مِن أين أتى الشيعة بهذا الأمر؟
وسآتيك بالجواب من كتب الحديث لا من غيرها:
قال ابن أبي شيبة في المصنف (2241) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله عن نافع قال: «كان ابن عمر زاد في أذانه: حي على خير العمل»
وهذا إسناد صحيح غاية:
أبو أسامة هو حماد بن أسامة؛ ثقة ثبت
وعبيد الله هو ابن عمر العمري؛ ثقة ثبت
ونافع هو مولى ابن عمر، ثقة ثبت فقيه مشهور، من أئمة التابعين وأعلامهم.
ولم ينفرد به عبيد الله العمري عن نافع؛ بل تابعه عليه أئمة حفّاظ؛ منهم:
1 - ابن جريج:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1797) عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر نحوه.
2 - الليث بن سعد:
قال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 424): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق حدثنا بشر بن موسى حدثنا موسى بن داود حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر نحوه.
3 - ابن عجلان:
قال ابن أبي شيبة في المصنف (2240) حدثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر نحوه.
4 - مالك بن أنس:
قال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 424): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر نحوه
ولم ينفرد به عبد الوهاب عن مالك
(يُتْبَعُ)
(/)
تابعه محمد بن الحسن في الموطأ (92) قال: أخبرنا مالك أخبرنا نافع عن ابن عمر نحوه
وقال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 424)
ورواه محمد بن سيرين عن ابن عمر أنه كان يقول ذلك في أذانه وكذلك رواه نسير بن ذعلوق عن ابن عمر.
وقد رُوي ذلك مرسلا من الحديث الإمام علي بن الحسين رحمه الله:
قال ابن أبي شيبة في المصنف (2239) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه ومسلم بن أبي مريم أن علي بن حسين كان يؤذن فإذا بلغ حي على الفلاح قال: حي على خير العمل. ويقول: هو الأذان الأوّل.
وحاتم بن إسماعيل ثقة من رجال الشيخين.
وجعفر هو ابن محمد بن علي بن الحسين ثقة فقيه إمام
وأبوه محمد بن علي بن الحسين ثقة من أعلام التابعين
ومتابعه مسلم بن أبي مريم ثقة من رجال الشيخين
وعلي بن الحسين زين العابدين ثقة ثبت من أئمة التابعين
وقال البيهقي في السنن الكبرى: وروي ذلك عن أبي أمامة.
وقال ابن حزم في المحلى: وقد صح عن ابن عمر وأبي أمامة بن سهل بن حنيف أنهم كانوا يقولون في أذانهم حي على خير العمل.
فلو قال قائل:
قد صحّ ذلك موقوفا من قول عبد الله بن عمر وأبي أمامة سهل بن حنيف رضي الله عنهم، وهو مما لا يُقال بالرأي فيكون مرفوع حكمًا، يتقوى به مرسل علي بن الحسين فيصبح الحديث حسنًا بشواهده، وتكون زيادة: «حي على خير العمل» مما يستحب الإتيان به أحيانًا لعدم هجر هذه السنّة!
فكيف يمكن أن يجاب على شبهته هذه؟
لا أرى عندي جوابًا غير ما ذكرته في مسألة تثنية الإقامة حيث قلتُ -نصًّا- كما مضى:
لابد عند إعمال هذه القاعدة من مراعاة قيد عدم مخالفة الحديث للأحاديث الصحيحة، وهو غير متحقق هنا حيث صحّت الأحاديث بل تواترت على عدم ذكر «حي على خير العمل» في الأذان
كذلك فإن هذه القاعدة ليست عامّة في كلّ مسألة، بل المسائل العامّة لا يصلح تطبيق هذه القاعدة فيها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (الأحكام التي تحتاج الأمة إلى معرفتها لابد أن يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم بيانا عاما ولابد أن تنقلها الأمة)
والأذان والإقامة من أظهر الأمور بل هما شعار الإسلام على مرّ السنين، فلا يتصوّر أن تتهاون الأمّة في نقل كيفية ثابتة لأحدهما أو كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا تصل إلينا إلا من الطرق الضعيفة التي لا يعتمد على مثلها إذا انفردت.
أضف إلى ذلك اتفاق الأمّة على عدم العمل بذلك في القرون الفاضلة حتى أظهره الشيعة حين تملّكوا على مصر، والأمّة كما لا تجمع على فعل بدعة فهي أيضًا لا تجمع على ترك سنّة أبدًا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (ويمتنع انعقاد الإجماع على خلاف سنة)
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه
راجي عفو ربه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي
الحسيني الهاشمي
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 06:38]ـ
يا شيخ عيد! شكرا لك ... بارك الله فيك ...
قسوت فلِنْ قليلا!
أنت تقول أنك لم تخرج من مصر ولم تسافر! فكيف تحكم هكذا على العالم كله؟
اسأل من سافر إلى بلدان الشرق وأخص الباكستان والهند وبنغلادش والجمهوريات المستقلة وهؤلاء جميعا يزيد عدد المسمين منهم على 250 مليون نسمة! كلهم يثنون الإقامة في مساجدهم!!!
وكذا الإخوة المهاجرين منهم إلى أوربا وكذا في دول جنوب شرق إفريقيا ... !!
هل هؤلاء كلهم على ضلال وتشيع ...
قف وتأمل!!
ثم قولكم: ولم يخالف في ذلك إلا الثوري وابن المبارك والحسن بن صالح بن حي وابن أبي شيبة فكأن المروزي لم يقف على خلافهم أو لم يثبت عنده، وكذلك أبو حنيفة وأصحابه من أهل الرأي، فكأنه لم يعتد بخلافهم؛ لأنهم ليسوا من أهل الحديث، ومن عادتهم رد السنن بآرائهم على خلاف مذهب أهل الأثر، ... وهذا كلام قاس جدا!!!
وأقول ألا يسعكم ما وسع هؤلاء:
والثاني: الأذان والإقامة مثنى مثنى، هذا مذهب أبي حنيفة وأصحاب الرأي، وروي عن سلمة بن الأكوع وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري والحسن بن صالح بن حي وابن المبارك،، وذكره حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن أصحاب علي وابن مسعود.
والثالث: يجوز تثنية الإقامة وإفرادها، والإفراد أفضل، وهو القول الثاني لأحمد وإسحاق وداود الظاهري وجماعة من فقهاء أهل الحديث واختاره ابن تيمية.
- تأملوا لفظ: عن أصحاب علي وابن مسعود ثم تأملوا قول أحمد واختيار ابن تيمية وأنتم تعرفون موقفه من الرافضة فهل خفي عليه هذا!!!!!
- ثم تأملوا واعلموا أن هذا معروف ومشهور بين أتباع أبي حنيفة.
- والخطأ ليس خطأ من ثنى، وإنما خطأ من أغرب على الناس وأتاهم بما لا يعرفون بدعوى إحياء السنة المهجورة!!
- ولو أفردت الإقامة فيما ذكرت لكم من البلدان لألفت الرسائل والردود وبدأ أمر التبديع والتفسيق ... والله المستعان
- دعوا الناس وما يعرفون وما تعاهدوه ولا تغربوا ولا تفرقوا من أجل أمر فيه سعة وجواز ... !!
- ثم هل كل أمر من أمور الشيعة ومذهبهم نحن مطالبون بتركه ولو وافقونا عليه .... !!
على أن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر وبحث آخر لعلنا نعود إليه
ويشاركنا الإخوة الكرام فيه(/)
محط نظر الرب .. ومحط نظر الناس
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:37]ـ
كل الناس –إلا ما رحم ربي-إنما يعتني بمحط أنظار الناس .. في غالب شأنه
وبعضهم-وقليل ماهم- لا يكاد يهتم إلا بمحط نظر الرب جل وعز
ولو حلّت هذه العُقدة لتغير وجه الأرض في التو .. وانفتحت صفحة قشيبة
من صفحات تاريخ العز .. موصولة بتلك التي كان أجدادنا يرفلون فيها بثياب الفخار والمنعة والتمكين
إي والله .. ولست من أرباب المبالغات
وحيث كان تعلق الناس جل الناس هو العناية البالغة في إبراز مكنونات ما حوته جلدة الرأس .. إبرازها للناس .. سواء كانت هذه المكنونات كامنة حقا هناك .. أو كان صاحبها دعيّا .. وكان محط نظر الله جل وعلا هو إلى المضغة الصغيرة .. التي إن صلحت صلح الجسد كله (هكذا!) وإذا فسدت ....
لما كان ذلك كذلك .. قال تعالى"لهم قلوب لا يعقلون بها"!
قال لي بعض الأغبياء من المعجبين بكانت وأبيقور وديكارت وأضرابهم: كيف يصف الله-سبحانه وتعالى"والتسبيح مني! "- القلوب بالعقلانية .. وهي كتلة من العواطف الساذجة التي لا معنى لها في عالم البرهان والمنطق؟!
قلت: قد تكفل الله بإجابة أمثالك "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فإذا عميت القلوب .. حجبت العقول عن التفكير ..
تأملت فينا معشر طلبة العلم فوجدتنا نتفنن في إظهار قدراتنا الإبداعية .. لا لشيء سوى أن يقول قائل أصلُه نطفة: ماشاء الله .. وبوركت .. وعظيم .. وما أحسن هذا .. "ولقد خلقنا الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين"
وإن العجب ليأخذ بتلابيبي كيف يغفل أحدنا عن مراقبة قلبه وهو محط نظر ربه خالق هذا الكون الواسع الممتد إلى مالا يعلمه إلا هذا الخالق نفسه! .. ولا يغفل هو عينه عن مراقبة قلمه الرشيق الأنيق الذي يغرف مداده من تجاعيد دماغه المهتريء .. بشيء من المعلومات جمعها من هنا وهناك .. "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
ومن يتصور هذا المعنى .. يدرك بحق "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي" ..
فإذا قرأت ما تقدم .. تدبر "وما قدروا الله حق قدره" .. وافزع أن تكون من أهلها .. لا سيما وأنت تحمل وظيفة وراثة النبوة .. والتوقيع عن رب العالمين .. فإن أبيت فدع عنك العلم ومؤنته .. فإنك لن تزداد به حينئذ إلا جهلا(/)
متن أصول الفقه للمبتدئين؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:43]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
ماهي المتون المناسبة للمبتدئين في أصول الفقه
مع شروحاتها المسموعة والمقروءة
وياحبذا وضع روابط الشروحات المسموعة؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:10]ـ
لعل ينصح للمبتدئين بمتن الورقات
وهذه مجموعة من شروحه المقروءة
http://www.saaid.net/book/search.php?do=title&u=%E6%D1%DE%C7%CA
و هذه مجموعة من شروحه الصوتية
عبد الكريم الخضير
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1724
عطية سالم
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=148
محمد بن صالح العثيمين
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=444
عبد العزيز القاسم
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=818
وليد المنيسي
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2707
و ينصح أيضا بهذه الكتب
كتاب الواضح في أصول الفقه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17299
تيسير أصول الفقه للمبتدئين {مجموعة دروس صوتية للشيخ محمد حسن عبد الغفار}
audio.islam ... .net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=179756
و الله تعالى أعلم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
شرح كتاب الورقات لشيخنا الشيخ الوالد عبد الكريم الخضير - حفظه المولى تعالى -
http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw...series_id=1724(/)
ضوابط تعامل المرأة مع الرجل الأجنبي {للمناقشة العلمية}
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:44]ـ
الإخوة الأفاضل في هذا الموضوع نريد مناقشة كيفية و ضوابط معاملة المرأة للرجل الأجنبي أو العكس.
و لإثراء هذا الموضوع نرى طرح بعض الأسئلة و الإشكاليات في الموضوع
هل يجوز للمرأة مخاطبة الرجل الأجنبي؟ إن كان نعم ماهي الضوابط في ذلك.
الإختلاط ماهو المباح منه و ماهو المحرم؟
حكم مخاطبة الرجل المرأة عن طريق الهاتف أو المسنجر هل تعتبر خلوة؟
وما هي حدود الخلوة المحرمة؟ هل بالرؤية فقط تنتفي الخلوة؟ أم لا بد من الرؤية و من سماع الكلام الذي يدور بين الرجل و المرأة؟
نرجو من جميع الإخوة التزام الأدب في الحوار و التعصب للدليل الشرعي لا للعلماء و العواطف.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 01:36]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم لطرح هذا الموضوع الجد مهم للمناقشة. و كأني كنت قد هممت لطلب هاته المناقشة. و هاهي قد أتت من عندكم. نرجو من المشايخ الكرام التفاعل في هذا الموضوع لأنه موضوع الساعة. لأن كل مسلم في حياته اليومية قد تعترضه جل أو كل النقاط التي ذكرتموها. وفق الله الجميع لكل ما يحبه و يرضاه. دمتم سالمين.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 02:48]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الحبيب موضوع هااااام فعلا
وإن شاء الله ساشارك معكم
ولكن لا أحب ان آخذ ضربت البداية
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 08:20]ـ
هناك رسالة ماجستير قيمة في هذا الموضوع بعنوان " التعامل المشروع للمرأة مع الرجل الأجنبي في ضوء السنة " تأليف / نبيلة بنت زيد الحلبية، وقدم لها فضيلة الدكتور / عبدالله بن ناصر الشقاري الأستاذ المشارك في قسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود.وطبعت بمكتبة الرشد.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 08:00]ـ
هذه مشاركة بذكر نصوص في الباب
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب/53]
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا [الأحزاب/32]
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب/33]
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 08:33]ـ
بارك الله في الجميع
هذه بعض الأحاديث في الخلوة و ذكر الإجماع على تحريمها
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ {البخاري و مسلم}
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ الْحَمْوُ الْمَوْتُ {الترمذي و البخاري و مسلم}
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
خَطَبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَحْلَفُ وَيَشْهَدَ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ {الترمذي}
قال ابن حجر _فتح الباري_
فِيهِ مَنْع الْخَلْوَة بِالْأَجْنَبِيَّةِ وَهُوَ إِجْمَاع
قال النووي _شرح صحيح مسلم_
وَفِي هَذَا الْحَدِيث وَالْأَحَادِيث بَعْده تَحْرِيم الْخَلْوَة بِالْأَجْنَبِيَّةِ، وَإِبَاحَة الْخَلْوَة بِمَحَارِمِهَا، وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ مُجْمَع عَلَيْهِمَا
قال الشوكاني _نيل الأوطار_
والخلوة بالأجنبية مجمع على تحريمها كما حكى ذلك الحافظ في الفتح
تبين لنا بعد هذه الأدلة أن الخلوة بالأجنبية {و ذلك أن يكونا في مكان لوحدهما لا يراهما أحد و لا يسمعهما أحد} محرمة بالإتفاق بين أهل العلم.
و الله تعالى أعلم.
نأمل من الإخوة المشاركة في الموضوع و إثراءه بالأدلة الشرعية.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 08:54]ـ
جزاكم الله خيرا يا صاحب النقب على ايرادكم تلك الآيات في الباب فان خير الكلام كلام الله عز وجل.
بالنسبة للآية الأولى لو كان ممكن أن تفسرو لنا معناها أو مرادها أو أحد الإخوة يقوم بذلك.
بالنسبة للآية الثانية فأنا أرى أنها تبيح للنساء الكلام مع الرجال لكن بشرط وهو أن لا يخضعن بالقول و أن يقلن قولا معروفا.
بالنسبة للآية الثالثة كذلك تحتاج الى تفسير لأنه يفهم منها أن تقر المرأة في بيتها و لا تخرج. و اذا خرجت فعليها أن لا تخرج متبرجة كتبرج الجاهلية و انما أن تخرج متحجبة متجلببة باللباس الشرعي و هذا رأيي.
نرجو و نريد و نطلب من المشايخ الكرام أن يؤصّلو لنا هذا الموضوع تأصيلا علميا. لان هذه أشياء مشاهدة و تعتري المسلم في حياته اليومية. فأرجوكم أيها الشيوخ بارك الله فيكم أن تعطو لهذا الموضوع أهمية كبيرة و لا تهملوه. فهو لا يقل شأنا عن تلك المواضيع التي تعالج مسائل التكفير و الحكم بما أنزل الله و و .....
ارشدونا بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:00]ـ
جزاكم الله خيرا عن تبيان مسألة الخلوة يا أندلسي.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 10:37]ـ
هل يمكن أن أقول أن الأصل في كلام المرأة مع الرجل الأاجنبي مباح؟ إلا ما استثني من خضوع بالقول و فتنة وريبة.
و يكفي للدلالة على هذا القول البراءة الأصلية, و إلا الأدلة من الكتاب و السنة كثيرة في بيان هذا.
أرجو من الإخوة إبداء ملاحظاتهم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:09]ـ
هذه بعض أقوال العلماء في (حكم صوت المرأة) وهم يرون أن صوت المرأة عورة.
ومن هؤلاء على حسب مذاهبهم الفقهية ما يلي:
أئمة فقهاء الحنابلة: الإمام ابن تيمية، والإمام ابن القيم.
ومن أئمة فقهاء الشافعية: الإمام الماوردي صاحب [الحاوي الكبير].
ومن أئمة فقهاء المالكية: الإمام أبو بكر بن يونس (451هـ) صاحب [الجامع لمسائل المدونة]، والإمام أبو الوليد الباجي (474هـ) صاحب [المنتقى شرح الموطأ]، والقاضي أبو بكر بن العربي (468 - 543هـ) صاحب [أحكام القرآن]، والإمام القرطبي (671هـ) صاحب التفسير المشهور [الجامع لأحكام القرآن]، والإمام شهاب الدين القرافي (684هـ) صاحب [الذخيرة في الفقه المالكي]، والعلَّامة ابن الحاج (737هـ) صاحب [المدخل]، والعلامة برهان الدين ابن فرحون (799هـ) صاحب [تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام]، والحطَّاب الرُّعيني (954هـ) صاحب [مواهب الجليل لشرح مختصر خليل]، وشهاب الدين ابن سالم النفراوي (1044 - 1126هـ) صاحب [الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني].
ومن أئمة فقهاء الحنفية: العلَّامة برهان الدين ابن مازه (551 – 616هـ) صاحب [المحيط البرهاني في الفقه]، والإمام أبو البركات حافظ الدين النسفي (710هـ) صاحب المختصر الفقهي المشهور [كنز الدقائق]، وفخر الدين الزيلعي (743هـ) صاحب [تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق]، و بدر الدين العيني (762 - 855هـ) صاحب [عمدة القاري شرح صحيح البخاري]، وزين الدين ابن نجيم (970هـ) صاحب [البحر الرائق شرح كَنْزَ الدَّقَائِقِ]، وغيرهم.
وإليكم أقوالهم في المسألة:
أولا: أئمة فقهاء الحنابلة:
قال الإمام ابن تيمية (661 - 728هـ) في [شرح العمدة، (4/ 102)]:
(المرأة ليست أهلًا لرفع الصوت؛ فإن ذلك عورة منها؛ ولذلك لا ترفع صوتها بالتلبية). انتهى
وقال الإمام ابن القيم (691 - 751هـ) في حاشيته على [سُنَنِ أَبِي دَاودَ]:
(قَوْله: [التَّصْفِيق لِلنِّسَاءِ] .. فَالْمَرْأَة لَمَّا كَانَ صَوْتهَا عَوْرَة مُنِعَتْ مِنْ التَّسْبِيح). انتهى
ثانيا: أئمة فقهاء الشافعية:
قال الإمام الماوردي (364 - 450هـ) في موسوعته الفقهية [الحاوي الكبير، (2/ 162)]:
(صَوْتَهُنَّ عَوْرَةٌ، وَرُبَّمَا افْتَتَنَ سَامِعُهُ). انتهى
ثالثا: أئمة فقهاء المالكية:
قال الإمام أبو الوليد الباجي (403 - 474 هـ) في [المنتقى شرح موطأ مالك]:
(فَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَتُسْمِعُ نَفْسَهَا وَلَا تُسْمِعُ غَيْرَهَا فِي قِرَاءَةٍ وَلَا تَلْبِيَةٍ؛ لِأَنَّ صَوْتَهَا عَوْرَةٌ). إنتهى.
وقال القاضي أبو بكر ابن العربي (468 - 543هـ) في كتابه [أحكام القرآن] في تفسير سورة الأحزاب [آية 53]:
(الْمَرْأَةُ كُلُّهَا عَوْرَةٌ؛ بَدَنُهَا وَصَوْتُهَا، فَلَا يَجُوزُ كَشْفُ ذَلِكَ إلَّا لِضَرُورَةٍ أَوْ لِحَاجَةٍ، كَالشَّهَادَةِ عَلَيْهَا، أَوْ دَاءٍ يَكُونُ بِبَدَنِهَا، أَوْ سُؤَالِهَا عَمَّا يَعِنُّ وَيَعْرِضُ عِنْدَهَا). انتهى
قال الإمام القرطبي (600 - 671هـ) في تفسيره [الجامع لأحكام القرآن] في تفسير سورة الأحزاب [آية 53]:
(اللَّه تَعَالَى أَذِنَ فِي مَسْأَلَتهنَّ مِنْ وَرَاء حِجَاب .. وَيَدْخُل فِي ذَلِكَ جَمِيع النِّسَاء بِالْمَعْنَى , وَبِمَا تَضَمَّنَتْهُ أُصُول الشَّرِيعَة مِنْ أَنَّ الْمَرْأَة كُلّهَا عَوْرَة , بَدَنهَا وَصَوْتهَا). انتهى
وقال الإمام شهاب الدين القرافي (المتوفى: 684هـ) في موسوعته الفقهية [الذخيرة، (2/ 208)]:
(والمرأة تأتي بأقل مراتب الجهر؛ لأن صوتها عورة). انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو عبد الله العبدري الفاسي المالكي الشهير بـ[ابن الحاج] (المتوفى737هـ) في كتابه [الْمَدْخَلِ إلَى تَنْمِيَةِ الْأَعْمَالِ بِتَحْسِينِ النِّيَّاتِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَى بَعْضِ الْبِدَعِ وَالْعَوَائِدِ الَّتِي اُنْتُحِلَتْ وَبَيَانِ شَنَاعَتِهَا وَقُبْحِهَا]:
(أَصْوَاتُهُنَّ عَوْرَةٌ). انتهى
وقال شمس الدين الْحَطَّابُ الرُّعيني (المتوفى954هـ) في كتابه [مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل، (1/ 435)] في الفقه المالكي
وقال ابن فرحون: وأما الأذان فممنوع في حقهن. قاله اللخمي؛ لأن صوتها عورة ..
قلت: وقوله: [لأن صوتها عورة]، نحوه لابن يونس). انتهى كلام الْحَطَّاب الرُّعيني.
وقال في موضع آخر: (ولا يجوز أن تكون هي المقيمة للجماعة لأن صوتها عورة). انتهى
وقال شهاب الدين النفراوي المالكي (1044 - 1126 هـ) في كتابه [الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، (1/ 199)]:
(فلَا يُسَنُّ فِي حَقِّهَا الْجَهْرُ بَلْ تُنْهَى عَنْهُ؛ لِأَنَّ صَوْتَهَا عَوْرَةٌ). انتهى
رابعا: أئمة فقها الحنفية:
قال برهان الدين ابن مازه البخاري (551 – 616هـ) في موسوعته الفقهية [المحيط البرهاني في الفقه النعماني، كتاب الاستحسان والكراهية]:
(المرأة إذا أرادت تَعَلُّم القرآن من الأعمى جاز، ولكن التعلم من المرأة أَوْلَى؛ لأن صوتها عورة). انتهى
وقال الإمام أبو البركات حافظ الدين النسفي (المتوفى 710هـ) في موسوعته الفقهية [الكافي في شرح الوافي في الفروع]:
(َلَا تُلَبِّي جَهْرًا ; لِأَنَّ صَوْتَهَا عَوْرَةٌ). انتهى
وقال فخر الدين الزيلعي (المتوفى 743هـ) في موسوعته الفقهية [تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، (1/ 227 - 228)]:
(الْمَرْأَةُ تُخَافِتُ بِالتَّكْبِيرِ؛ لِأَنَّ صَوْتَهَا عَوْرَةٌ) انتهى
وقال بدر الدين العيني (762 - 855 هـ) في [عمدة القاري شرح صحيح البخاري، (8/ 11)] عن المرأة:
(لا ترفع صوتها؛ لأن صوتها عورة). انتهى
وقال الإمام زين الدين ابن نجيم (المتوفى970هـ) في موسوعته الفقهية [البحر الرائق شرح كَنْزَ الدَّقَائِقِ، (2/ 179 - 180)]:
(الْمَرْأَةُ تُخَافِتُ بِالتَّكْبِيرِ ; لِأَنَّ صَوْتَهَا عَوْرَةٌ). انتهى
فهذه بعض أقوال كبار علماء السلف المعتبرين على اختلاف مذاهبهم رأوا أن صوت المرأة عورة.
ومن الطريف بهذه المناسبة أن المدعو يوسف القرضاوي يقول في كتابه المسمّى (فتاوي المرأة المسلمة) عن هذه المسألة في صفحة (74): ((أما ما قيل من أن صوت المرأة عورة، فلا أجد له وجهًا، ولم يَقُل به إمام معتبر. كيف والله تعالى يقول في شأن نساء النبي: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}؟).) إهـ.
وهذا الكلام من القرضاوي كذب على أهل العلم وتدليس على عموم المسلمين ... فهذا القول أعني أن صوت المرأة عورة معروف عند السلف وقد قال به كبار أهل العلم المعتبرين إلا إذا كان القرضاوي لا يرى أؤلئك العلماء الذين سبقت أقوالهم أنهم من العلماء المعتبرين؟؟؟!!!!.
نعوذ
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:28]ـ
هل يمكن أن أقول أن الأصل في كلام المرأة مع الرجل الأاجنبي مباح؟ إلا ما استثني من خضوع بالقول و فتنة وريبة.
أجل يمكن القول أن الاصل في كلام المرأة مع الرجل الاجنبي مباح الاّ ما استثني من خضوع بالقول الذي يؤدّي الى الفتنة و الريبة فالآية جد واضحة فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا
و بعد موافقتكم (صاحب الموضوع) أرى أن تتم المناقشة نقطة نقطة حسب ذلك الترتيب الذي وضعتموه للأسئلة التمهيدية حتى لا يتشعب الموضوع. لا ننتقل الى النقطة الموالية الا بعد الإنتهاء من النقطة الأولية.
أحسب أن نقطة
هل يجوز للمرأة مخاطبة الرجل الأجنبي؟ إن كان نعم ماهي الضوابط في ذلك.
تمت الإجابة عنها الا اذا كانت هناك اضافة من أحد الإخوة فليتفضل مشكورا.
و بالنسبة لمسألة الخلوة
حكم مخاطبة الرجل المرأة عن طريق الهاتف أو المسنجر هل تعتبر خلوة؟
وما هي حدود الخلوة المحرمة؟ هل بالرؤية فقط تنتفي الخلوة؟ أم لا بد من الرؤية و من سماع الكلام الذي يدور بين الرجل و المرأة؟
أرى أن يتم ارجائها لما تحتويه من عدة أسئلة.
أنتقل لمسألة
الإختلاط ماهو المباح منه و ماهو المحرم؟
حسب اطلاعي فان الإختلاط هو الإحتكاك و الملامسة بين الرجال و النساء. و العمدة في هاته المسألة و الله أعلم هو قوله صلى الله عليه و سلم لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. فمتى انتفى الإحتكاك و التماس بين الجنسين انتفى الإختلاط بالمفهوم الذي يقدمه العلماء لأنني أصلا لا أدري في الباب من أين أتى مصطلح الإختلاط من الكتاب أو من السنة و على أي لا مشاحة في الالفاظ و الله أعلم.
أرجو من الإخوة التعليق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:33]ـ
عذراً أخواني لقد حصل خطأ في أثناء الكتابة ونزلت المشاركة قبل أن أنتهي تماماً
وسوف أكمل ما بقي هنا
قلنا أن القرضاوي زعم أنه لا يوجد إمام معتبر قال أن صوت المرأة عورة وقد ظهر تدليس القرضاوي بما نقلناه من أقوال العلماء الكبار في هذه المسألة.
ولكن ما نريد أن نذكر هنا أن القرضاوي لما أراد أن يرضي الكفار من اليهود والنصارى في أمريكا وأروبا في مساواة المرأة والرجل في الدِّيَة – لم يجد أحدًا من الصحابة ومن بعدهم من أهل السنة قال بذلك، بل وجدهم جميعا أجمعوا على أن دية المرأة نصف دية الرجل .. وللخروج من هذا المأزق حتى يرضي الكفار زَعَمَ هذا الدعي القرضاوي أن الأصم وتلميذه ابن عُلَيَّةَ من فقهاء السلف!! ... وهم يقولون بذلك
وإليكم قول القرضاوي من كتابه [ملامح المجتمع المسلم]، ص (327).
قال عامله الله بما يستحق: (ذهب ابن علية والأصم - من فقهاء السَّلَف - إلى التسوية بين الرجل والمرأة في الدِّيَة). انتهى كلام الدكتور القرضاوي من كتابه [ملامح المجتمع المسلم]، ص (327).
وعندما أراد الإباحية تحت ستار [فقه التيسير] زعم أنه لا يوجد إمام معتبر قال بأن صوت المرأة عورة، وأغمض عينيه عن تصريحات كل الأئمة الفقهاء الكبار الذين ذكرناهم، وعلى رأسهم الإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم.
وهكذا نجد أن الغاية الأساسية عند الدكتور القرضاوي هي الإباحية ومساواة المرأة بالرجل كما تريد أمريكا وأذيالها.
فإن لم يجد – لتحقيق هذه الغاية – إلا قول الأصم، فسيكون الأصم – حينئذ - من فقهاء السلف!!
وإن كانت تصريحات كبار أئمة فقهاء الإسلام – كابن تيمية وابن القيم والقرطبي وغيرهم - لا تخدم هذا الهدف، فسيغمض عينيه عن تصريحاتهم، ويقول: (لم يقل بذلك إمام معتبر)!! إهـ.
من أن الأَصَمّ وابن عُلَيَّة هما من رؤساء الضَّلالة وأهل البدع المعتزلة.
قال الإمام الذهبي في موسوعته التاريخية [سير أعلام النبلاء، 10/ 441 - 442]:
وَمِمَّنْ كَانَ بَعْدَ المائَتَيْنِ مِنْ رُؤُوْسِ المُتَكَلِّمِيْنَ وَالمُعْتَزِلَةِ: بِشْرُ بنُ غِيَاثٍ المَرِيْسِيُّ العَدَوِيُّ .. وَابْنُ كَيْسَانَ الأَصَمُّ، .. وَآخَرُوْنَ. نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ البِدَعِ). انتهى
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (10/ 555 - 556):
وَمِنْ رُؤُوْسِ المُعْتَزِلَةِ البَغْدَادِيِّيْنَ: العَلاَّمَةُ أَبُو مُوْسَى الفَرَّاءُ .. وَمِنْهُم: ابْنُ كَيْسَانَ الأَصَمُّ، قَدِيْمٌ، تَخَرَّجَ بِهِ إِبْرَاهِيْمُ ابْنُ عُلَيَّةَ فِي الكَلاَمِ). انتهى
وقال الإمام ابن تيمية في [مجموع الفتاوى، (13/ 356 - 359)]:
فَاَلَّذِينَ أَخْطَئُوا فِي الدَّلِيلِ وَالْمَدْلُولِ - مِثْلُ طَوَائِفَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ .. وَعَمَدُوا إلَى الْقُرْآنِ فَتَأَوَّلُوهُ عَلَى آرَائِهِمْ .. يُحَرِّفُونَ بِهِ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ فِرَقُ الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَالْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْمُرْجِئَةِ وَغَيْرِهِمْ. وَهَذَا كَالْمُعْتَزِلَةِ مَثَلًا .. وَقَدْ صَنَّفُوا تَفَاسِيرَ عَلَى أُصُولِ مَذْهَبِهِمْ؛ مِثْلِ تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كيسان الْأَصَمِّ شَيْخِ إبْرَاهِيمَ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ) إهـ.
ويقول الإمام أبو عبد الله العُكْبَرِيُّ (304 - 387 هـ) المعروف بـ[ابن بَطَّة] في خاتمة كتابه [الشرح والإبانة على أصول السُّنَّة والديانة
وَمِنْ اَلسُّنَّةِ وَتَمَامِ اَلْإِيمَانِ وَكَمَالِهِ: اَلْبَرَاءَةُ مِنْ كُلِّ اِسْمٍ خَالَفَ اَلسُّنَّةَ وَخَرَجَ مِنْ إِجْمَاعِ اَلْأُمَّةِ .. وَلِهَذِهِ اَلْمَقَالَاتِ وَالْمَذَاهِب رُؤَسَاءُ مِنْ أَهْلِ اَلضَّلَالِ وَمُتَقَدِّمُونَ فِي اَلْكُفْرِ وَسُوءِ اَلْمَقَالِ، يَقُولُونَ عَلَى اَللَّهِ مَا لَا يعلمون .. فَمِنْ رُؤَسَائِهِمْ اَلْمُتَقَدِّمِينَ فِي اَلضَّلَالِ مِنْهُمْ: اَلْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ اَلضَّالُّ .. وَمِنْ أَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ: بِشْرٌ اَلْمَرِيسِي وَالْمِرْدَارُ، وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ .. فِي جَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ مِنْ اَلضُّلَّالِ، وَكُلُّ اَلْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ فِيمَنْ سَمَّيْنَاهُمْ: إِنَّهُمْ أَئِمَّةُ
(يُتْبَعُ)
(/)
اَلْكُفْرِ وَرُؤَسَاءُ اَلضَّلَالَةِ .. بَلْ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَوْا فِي كِتَابٍ أَوْ يُحْوَوْا بِخِطَابٍ. ذَكَرْتُ طَرَفًا مِنْ أَئِمَّتِهِمْ لِيتَجَنَّبَ اَلْحَدَثُ وَمَنْ لَا عِلْمَ لَهُ- ذِكْرَهُمْ وَمُجَالَسَةَ مَنْ يَسْتَشْهِدُ بِقَوْلِهِمْ وَيُنَاظِرُ بِكُتُبِهِمْ
وَمِنْ خُبَثَائِهِمْ وَمَنْ يَظْهَرُ فِي كَلَامِهِ اَلذَّبُّ عَنْ اَلسُّنَّةِ وَالنُّصْرَةُ لَهَا وَقَوْلُهُ أَخْبَثُ اَلْقَوْلِ: اِبْنِ كُلَّابٍ وَحُسَيْنٌ اَلنَّجَّارُ، وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ، وابن عُلَيَّةَ. أعاذنا الله وإياك من مقالتهم). انتهى.
وَكُلُّ اَلْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ فِيمَنْ سَمَّيْنَاهُمْ: إِنَّهُمْ أَئِمَّةُ اَلْكُفْرِ وَرُؤَسَاءُ اَلضَّلَالَةِ .. ذَكَرْتُ طَرَفًا مِنْ أَئِمَّتِهِمْ لِيتَجَنَّبَ اَلْحَدَثُ وَمَنْ لَا عِلْمَ لَهُ- ذِكْرَهُمْ وَمُجَالَسَةَ مَنْ يَسْتَشْهِدُ بِقَوْلِهِمْ وَيُنَاظِرُ بِكُتُبِهِمْ
ومن المؤسف أن الدكتور القرضاوي قد وقع فيما حَذَّر منه أهل العلم، فها هو الآن يستشهد بكلام اثنين من رؤساء فرقة المعتزلة المبتدعة الضالة: الأَصَمّ، وابن عُلَيَّة!!
بل إن القرضاوي يضلل المسلمين؛ حيث زعم أن الأصَمّ وابن عُلَيَّة من [فقهاء السلف]!!
يقول الإمام أبو بكر ابن العربي في [أحكام القرآن (1/ 283)]:
فَإِنْ كَانَتْ أَمَةً فَتَعْتَدُّ نِصْفَ عِدَّةِ الْحُرَّةِ إجْمَاعًا، وَإِلَّا مَا يُحْكَى عَنْ الْأَصَمِّ فَإِنَّهُ سَوَّى فِيهِ بَيْنَ الْحُرَّةِ وَالْأَمَةِ، وَقَدْ سَبَقَهُ الْإِجْمَاعُ، لَكِنْ لِصَمَمِهِ لَمْ يَسْمَعْ بِهِ) إهـ
وقال أيضا في نفس الكتاب عن الإجارة في أحكام القرآن (3/ 65):
(وَأَنْكَرَهَا الْأَصَمُّ، وَهُوَ عَنْ الشَّرِيعَةِ أَصَمُّ؛ فَقَدْ فَعَلَ النَّبِيُّ @ الْإِجَارَةَ، وَفَعَلَهَا الصَّحَابَةُ) إهـ.
قال الخطيب البغداد ي في [تاريخ بغداد (6/ 20)]:
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم؛ أبو إسحاق البصري الأسدي؛ المعروف بابن علية، كان أحد المتكلمين، وممن يقول بخلق القرآن) إهـ
ويقول الإمام الذهبي في موسوعته التاريخية [تاريخ الإسلام (15/ 22)]:
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّةَ .. المتكلم الجهمي .. كان الإمام أحمد يقول: ضالٌّ مُضِلٌّ
وقال الإمام الذهبي أيضا في [المغني في الضعفاء (1/ 10)]:
إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّةَ: جهميٌّ هالِكٌ) إهـ.
وقال الإمام الذهبي عنه أيضًا في سير أعلام النبلاء (9/ 113):
جَهْمِيٌّ شَيْطَانٌ، اسْمُهُ: إِبْرَاهِيْمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، كَانَ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَيُنَاظِرُ) إهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في [لسان الميزان (1/ 34)]:
ونقل عن أبي الحسن العجلي قال: إبراهيم بن عُلَيَّةَ جهميٌّ خبيثٌ ملعونٌ).
وقال الحافظ ابن حجر في [فتح الباري]:
إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن عُلَيَّةَ الَّذِي قَالَ الشَّافِعِيّ فِي حَقِّهِ: [إِبْرَاهِيم ضَالّ، جَلَسَ فِي بَابِ الضَّوَالّ يُضِلّ النَّاس) إهـ
هذه أقوال العلماء في الأصم وابن علية ومع هذا القرضاوي يقول عنهم أنهم من السلف ويتحتج بضلالالهم ويخرق أجماع المسلمين حتى يرضي الكفار عامله الله بما يستحق.
وهذا إجماع فقهاء المسلمين على أن دية المرأة نصف دية الرجل لا كما زعم القرضاوي عامله الله بما يستحق
وقال الإمام أبو بكر بن المنذر (242 - 319 هـ) في كتابه [الإجماع (ص116
وأجمعوا على أن دية الرجل مائة من الإبل، وأجمعوا على أن دية المرأة نصف دية الرجل) إهـ
وهذا الإجماع معلوم أشهر من أن يذكر
وبهذا أختم مشاركتي ...
تنبيه أصل هذه المشاركة كانت لأحد الأخوة الأفاضل في المنتدى وهو الأخ (أبو أسلام عبد ربه) وقد قمت بنقل الأقوال منه مع بعض الإضافة والترتيب في التأخير والتقديم ... فجزى الله أخونا أبو إسلام خير الجزاء
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 11:55]ـ
الأخ الدهلوي بارك الله فيك على المناقشة في الموضوع و لكن أراك قد خرجت نوعا ما عن الموضوع بنقد القرضاوي في مسألة تسويته الرجل بالمرأة و ما تبعها من ذكر أهل البدع كالأصم و ابن علية, و لكن لا بأس أخي الكريم.
المهم أرجو من الإخوة أن لا يخرجوا عن الموضوع مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بالنسبة لمسألة صوت المرأة, فهو ليس بعورة إلا ما كان فيه خضوع بالقول و فتنة و هذه المسألة أظنها تتبع مسألة مخاطبة الرجل الأجنبي للمرأة في جانب, فلو قلنا أن صوتها عورة مطلقا فلا داعي حينها لطرح مسألة المحادثة بينها و بين الرجل, المهم أن الأدلة النقلية كثيرة و كثيرة جدا في بيان جواز محادثة المرأة للرجل و بيان أن المرأة صوتها ليس بعورة إلا ما خصه الدليل الشرعي من خضوع بالقول ...
و الله تعالى أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 06:43]ـ
مخاطبة المرأة للأجنبي حسب ما أعرف من أقوال العلماء و استدلالهم لها صور تختلف باختلافها
1 - مخاطبته لها مباشرة و هي في بيتها مثل أن تخاطبه من وراء الباب
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب/53]
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا [الأحزاب/32]
2 - أن تخاطبه مباشرة و هي معه في مقر عارض مثل أن تخاطبه في السوق للبيع و الشراء
3 - أن تخاطبه مباشرة و هي معه في مقر دائم مثل مقرات العمل التي فيها اختلاط
4 - أن تخاطبه و هي معه في خلوة مثل أن تخلو معه في سيارة
5 - أن تخاطبه و هي متبرجة
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب/33]
هذه الآية عامة في تحريم الحالات الأربع لكن 2 تستثنى فيه الحاجة، و 3 لا يستثنى إلا الضرورة مثل أن تضطر لدخول مستشفى مختلط بعد إصابتها بحادث، و 4 مثل أن تكون مصابة في حادث فينقذها شخص بسيارته و لا يوجد غيره و 5 لا تجوز و لا حاجة لها و لا ضرورة
و الوسائل الحديثة لا أظنها تخرج عن هذه الحالات الأربع هذا مختصر جداً مما فهمته من كلام العلماء
وفق الله الجميع
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:28]ـ
بارك الله فيك أخي صاحب النقب لتوجيهك أقوال أهل العلم حسب رأيك و اجتهادك, و لكن ألا يمكن أن نقول أن الأصل في مخاطبة الرجل مع المرأة الأجنبية مباحة؟ إلا ما استثناه الدليل الشرعي؟
فإن قال قائل الأصل في المخاطبة التحريم إلا ما دل عليه الدليل الشرعي قلنا له هات برهانك.
ثم قولك في الحالة الخامسة أنه لا يجوز مخاطبة الأجنبية {المتبرجة} لا لحاجة و لا ضرورة أظنه سهوا منك, لأنك قد تكون في موقف وحدك كرجل و تنقذ حياة متبرجة من الهلاك, وهي عاصية و لم تخرج من دائرة الإيمان, أرى أنها ضرورة كغيرها.
و الله تعالى أعلم.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:57]ـ
ثم قولك في الحالة الخامسة أنه لا يجوز مخاطبة الأجنبية {المتبرجة} لا لحاجة و لا ضرورة أظنه سهوا منك, لأنك قد تكون في موقف وحدك كرجل و تنقذ حياة متبرجة من الهلاك, وهي عاصية و لم تخرج من دائرة الإيمان, أرى أنها ضرورة كغيرها.
و الله تعالى أعلم.
جزاك الله خيراً أعني أنها هي لا يجوز أن تتبرج بدعوى الضرورة و الحاجة، أما ما ذكرت من أن الرجل هو الذي قد يحتاج أن ينقذ متبرجة فصحيح بارك الله فيك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 09:49]ـ
ألا يمكن أن نقول أن الأصل في مخاطبة الرجل مع المرأة الأجنبية مباحة؟ إلا ما استثناه الدليل الشرعي؟ فإن قال قائل الأصل في المخاطبة التحريم إلا ما دل عليه الدليل الشرعي قلنا له هات برهانك ..
خذ بارك الله فيك تفسير الشيخ السعدي للآية التي ذكرت و استدلال الشيخ بها
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا [الأحزاب: 53]
(يُتْبَعُ)
(/)
يأمر تعالى عباده المؤمنين، بالتأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في دخول بيوته فقال: {يَـ??أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ ?لنَّبِىِّ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى? طَعَامٍ} أي: لا تدخلوها بغير إذن للدخول فيها، لأجل الطعام. وأيضاً {غَيْرَ نَـ?ظِرِينَ إِنَـ?هُ} أي: منتظرين استواءه، ومتحينين نضجه، أو سعة صدر بعد الفراغ منه.
والمعنى: إنكم لا تدخلوا بيوت النبي إلا بشرطين: الإِذن لكم بالدخول، وأن يكون جلوسكم بمقدار الحاجة، ولهذا قال: {وَلَـ?كِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَ?دْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَ?نتَشِرُوا وَ لا مُسْتَأنِسِينَ لِحَدِيثٍ} أي: قبل الطعام وبعده.
ثم بيَّن حكمة النهي وفائدته فقال: {إِنَّ ذَ?لِكُمْ} أي: انتظاركم الزائد على الحاجة. {كَانَ يُؤْذِى ?لنَّبِىَّ} أي: يتكلف منه ويشق عليه حبسكم إياه عن شؤون بيته، وإشغاله فيه {فَيَسْتَحْىِ مِنكُمْ} أن يقول لكم: «اخرجوا» كما هو جاري العادة، أن الناس ـ وخصوصاً أهل الكرم منهم ـ يستحيون أن يخرجوا الناس من مساكنهم.
{و} لكن {وَ?للَّهُ لا يَسْتَحْىِ مِنَ ?لْحَقِّ}.
فالأمر الشرعي، ولو كان يتوهم أن في تركه أدباً وحياءً، فإن الحزم كل الحزم، اتباع الأمر الشرعي، وأن يجزم أن ما خالفه، ليس من الأدب في شيء. والله تعالى لا يستحي أن يأمركم، بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائناً ما كان.
فهذا أدبهم في الدخول في بيوته. وأما أدبهم معه في خطاب زوجاته، فإنه إما أن يحتاج إلى ذلك، أو لا يحتاج إليه. فإن لم يحتج إليه، فلا حاجة إليه، والأدب تركه. وإن احتيج إليه، كأن يسألهن متاعاً، أو غيره من أواني البيت أو نحوها، فإنهن يسألن {مِن وَرَآءِ حِجَابٍ} أي: يكون بينكم وبينهن ستر، يستر عن النظر، لعدم الحاجة إليه.
فصار النظر إليهن ممنوعاً بكل حال، وكلامهن فيه التفصيل الذي ذكره الله. ثم ذكر حكمة ذلك بقوله: {ذَ?لِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} أنه أبعد عن الريبة. وكلما بعد الإِنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأطهر لقلبه. فلهذا، من الأمور الشرعية التي بيَّن الله كثيراً من تفاصيلها، أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته، ممنوعة، وأنه مشروع البعد عنها، بكل طريق.
قلت لهذا الدليل فإن خطاب الرجل للمرأة حسب قول الشيخ مخصوص بالحاجة و بشروط أيضاً، لأن الله سبحانه اشترط الشروط مع الحاجة فدل أنه عند عدم الحاجة لا يجوز حتى لو توفرت الشروط
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 08:20]ـ
هل النظر الى وجه زوجة الأخ (بشكل خاص) أو النساء بشكل عام جائز؟؟
وكيف نفعل مع من يقول لك لا يختلي رجل مع امرأة إلا مع ذو محرم على تحليل الاختلاط,
فيقول المرأة مع محرم, انتهى الاشكال.
لأنني لست متزوجا وبوادر المشاكل أحس بها إن تزوجت مع العائلة,,, حيث المخطوبة مخمرة,
في حين نساء أخوتي لسن كذلك (ولا حتى جلباب) ,
وكيف نخاطب نساء الأخوات أو بنات العم يا مشايخ؟
كل هذه الجوانب تؤرقني,
وكيف الحال عند الأغلبية الملتزمة, لعلنا نقتدي(/)
الشيخ العبيكان يتراجع عن فتواه التي أجاز فيها النظر للمخطوبة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 01:06]ـ
بيان توضيحي حول الفتوى التي أجاز فيها النظر عبر الماسنجر
الشيخ العبيكان يتراجع عن فتواه التي أجاز فيها النظر للمخطوبة
تركي العوين من الرياض: أصدر الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار القضائي في وزارة العدل السعودية بياناً توضيحياً حول الفتوى السابقة التي أصدرها وأجاز فيها النظر للمخطوبة عبر الماسنجر. وقال الشيخ عبد المحسن العبيكان بأنه تلقى استفسارات عديدة وأسئلة حول الفتوى السابقة وكذلك تبين له إمكانية تعرض أجهزة الحاسب وبرامج الماسنجر للاختراق وأنه بالإمكان حفظ الصور واستغلالها لأغراض أخرى فأراد أن يوضح أن الشروط منتفية ولا يمكن تطبيقها.
وكان الشيخ العبيكان قد أجاز النظر للمخطوبة عن طريق الماسنجر وجهاز الحاسب في خبر نشره موقع العربية، إلا أن الشيخ العبيكان استدرك ما قاله سابقا ً قائلا ً: وقد أخبرني بعض الأخوة بعد ذلك أنه يمكن حفظ صورة المرأة واستغلالها من بعض ضعاف النفوس عند عدم تمام العقد , وأنه يمكن أيضاً اختراق الجهاز , وبما أنني اشترطت في فتواي ما ذكرته من الشروط فإنه متى ما كان هذا الكلام صحيحاً , فإنه بموجب ذلك لا يصح النظر إلى المخطوبة بهذه الوسيلة حيث إن ما اشترطه لا يمكن تطبيقه حسب ما أفادوا به. ونشر موقع الشيخ عبدالمحسن العبيكان البيان التوضيحي على صفحاته وفيما يلي نص البيان كماورد في الموقع: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .... أما بعد:
سألني بعض الصحافيين عن حكم مشاهدة المخطوبة عن طريق الماسنجر , فأجبته بأن رؤية المخطوبة من السنة فقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إِذَاخَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَإِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَافَلْيَفْعَلْ) (سنن أبي داود برقم 2083ومسند أحمد ج3/ 334و360 وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي.
وروى سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ألقي في قلب امريء خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها) (أخرجه سعيد ابن منصور في سننه برقم:519 وعبدالرزاق في المصنف برقم:10338 وابن ماجه برقم:1864 و زوائد ابن حبان برقم:1235)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم , فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنظرت إليها؟ " قال: لا. قال: " فاذهب فانظر إليها. فإن في أعين الأنصار شيئا ". أخرجه مسلم في "صحيحه " (ج4/ 142) و (النسائي ج2 ص73).
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما". (الترمذي ج1 ص202 والنسائي ج2 ص73 وابن ماجه برقم 1866) وزاد أحمد (ج4/ 144 - 245/ 246) والبيهقي ج7/ 84): " فأتيتها وعندها أبوها وهي في خدرها قال فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر إليها قال فسكتا قال فرفعت الجارية جانب الخدر فقالت أحرج عليك إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر لما نظرت وإن كان رسول الله b لم يأمرك أن تنظر فلا تنظر قال فنظرت إليها ثم تزوجتها فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها ولقد تزوجت سبعين أو بضعا وسبعين امرأة ".
قال في زاد المستقنع وشرحه الروض المربع مع حاشية ابن قاسم:"ويباح لمن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجابته نظر ما يظهر غالباً كوجه ورقبه ويد وقدم مراراً أي يكرر النظر بلا خلوة إن أمن ثوران الشهوة ولا يحتاج إلى إذنها , وقيل يسن النظر إلى المخطوبة وصوبه في الإنصاف وظاهر الحديث استحبابه "انتهى بتصرف (ج6ص 232 - 234).
قلت: إذا كان النظر إليها مباشرة مسنون فمن باب أولى النظر إليها عن طريق هذه الوسيلة , بشرط أن يكون بعد الخطبة , وأن لا يراها سواه , وقد أخبرني بعض الأخوة بعد ذلك أنه يمكن حفظ صورة المرأة واستغلالها من بعض ضعاف النفوس عند عدم تمام العقد , وأنه يمكن أيضاً اختراق الجهاز , وبما أنني اشترطت في فتواي ما ذكرته من الشروط فإنه متى ما كان هذا الكلام صحيحاً , فإنه بموجب ذلك لا يصح النظر إلى المخطوبة بهذه الوسيلة حيث إن ما اشترطه لا يمكن تطبيقه حسب ما أفادوا به , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
فائدة: يستفاد من الأحاديث المتقدمة التي أمر فيها النبي bبالنظر إلى المخطوبة ,وجوب تغطية الوجه وجميع بدن المرأة عن الأجانب عنها لأنه لو كان الحجاب هو تغطية الرأس دون الوجه فلا فائدة من الأمر بالنظر إليها وربما الاختباء مادامت تخرج إلى الطرقات كاشفة الوجه وهذا ملحظ دقيق لم أجد أحداً تطرق إليه في تقرير مسألة كشف الوجه ,والله أعلم.(/)
حاشية .. على متن الطائرة!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:00]ـ
أخذت موقعي في أقصى الذيل .. وشرعَت محرّكات الطائرة تهدر .. ولها أزيز
يتعاظم .. شيئا فشيئا .. كأنه يؤذن بالرحيل من الدنيا كلها ..
و بلغَت عتبةَ الطيران حسب قانون الله تعالى .. فانفصل جسمها عن الأرض .. وشرعتُ أرى الأشياء ..
تتصاغر أما الناس .. فاختفوا .. وأما البيوت فكانت أشبه بالذر ..
ومازلنا في علْوٍ إثر علو .. و غدا كل شيء حقيرا .. صغيرا .. لا يرى .. حتى الأضواء التي لا ترى الأشياء إلا
بها لم تعد شيئا مذكورا .. بل خفتت وخفتت .. ثم اختفت
تذكرت ساعتئذ وأنا في جو السماء .. أنظر من علو .. ورأيت الناس يتقاتلون على حطام الدنيا ..
يتصارعون .. ويهجر بعضهم بعضا .. ويصل بهم السخف إلى أن تكون اهتماماتهم .. حقيرة ..
حقيرة كحجمهم كما بدوا لي وأنا هنالك .. بين السحب ..
تذكرت قول سيد قطب -رحمه الله- .. في مقدمة ظلاله الجليلة" وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة. . أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال. . كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال. . وأعجب. . ما بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟ "
هذا الاستعلاء الإيماني الذي فاضت به مشاعر الشهيد .. حين سما به إيمانه
هو ما لاح بخاطري وقد نظرت من طرف النافذة .. حين لمحت كل شيء من تحتي ..
لا يعدو أن يكون كالذر .. وأدركت كيف يريد الله لعبده أن يسمو عن الدنايا .. وكيف يكون
التعلق بالرب .. تحليقا في السماء .. تسمو به الروح .. والنفس .. ويزكو به العقل والقلب .. جميعا
فيمر بلغو الناس مرور الكرام .. ويعلم أنه ليس بحاجة من ودهم إلا إلى شيء قليل .. جدا
أشبه بشربة الماء .. التي يُسدّ بها الرمق .. ثم يمضي محلقا .. لا يصده عن ذلك .. شيء
وإلا يفعلْ .. يرتكس في حمأة المستنقعات الوسِخة .. التي لا تجعله مختلفا كثيرا عن البهائم .. أو الأطفال .. في أحسن الأحوال .. وهو في حركة سيره الدؤوبة .. التي لا تفتر ولا يمكن لها أن تفتر .. مادام حيا ..
فإما أن تكون محلقة في جو السماء .. أو موحلة في طين الأرض ..
ولا شيء ثالث
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:35]ـ
هكذا يا أبا القاسم ...
حلّق بنا دوماً!
حتى و إن لم تركب الطائرة!!:)(/)
شيخُ (دارِ السلامِ) وزاهدُها ووليُّها يهددني بالسِّحرِ ويخبرني بدُنوِّ الأجل (!)
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 04:41]ـ
الحمدُ للهِ على نعمةِ التوحيد ..
لم أكنْ على درايةٍ بما يجري من هذه الاتصالات، وظننتُ أنني الوحيد الذي اتُصِلَ به ..
رنَّ جوَّالي - وكان الرقمُ مغربيّاً - ثم فصل، ظننتُ لأول وهلةٍ أنه أحد أحبابنا المغاربة، أراد التأكدَ هل أنا نائمٌ أو يقظان؛ ليهنئني بالعيد!
اتصلتُ؛ فإذا بالمجيبِ يتفاصح تفاصح العجمِ، وقال لي:
أنا الشيخُ إبراهيم بن عبد الله، من دار السلام بين موريتانيا والسنغال!
فقلتُ: أهلاً ..
قال: كنتُ في خلوةٍ مع ربِّي، أصلي الاستخارة، فظهرَ لي رقمُ هاتفك أمامَ عيني، وكُشِفَ لي عن حالك، وأنك في السعوديَّة، طيِّب القلب، مخلص النيَّة (!)، ورأيتُك في أحسن حالٍ!
فأيقنتُ بخبثِ القوم؛ لكنني أردتُ الاسترسال معه؛ لأعلم آخر أمره، وأحمد الله على التوحيد ..
قلتُ: ثم ماذا؟
قال: دبَّر لسحرك رجلٌ وامرأتان، وذهبوا لأكبر ساحرٍ في الهندِ، والسحر الآن تحتَ قبرٍ، وفي بحرِ الشرقيَّة، وجسدك مصابٌ بكثير من السحر، لكننا ساعدناك وأنجيناك (!)، وإن لم تحافظ على الأذكار - ثم علمني بها، وصدقني وهو من أكذب الكاذبين -؛ فستصاب بسوءٍ ومصيبةٍ بعد يومين، وستموت بعد شهر (!) ..
لكننا نحب مساعدتَك ..
فإن أردتَ أيَّ مساعدةٍ؛ فأخبرني ..
فقلتُ له: أشكركَ على ما بذلتَ، وأريد أن أطلبَ منك شيئاً، وأخشى أن تردَّني.
فقال: اطلب!
فقلتُ: أريد أن أتخذكَ إلهاً من دونِ الله، أصلي لك، وأحج إليك، وأذبح لك، وتكشف عني الضراء، وتمنحني السراء!!
فقال: أتعقل ما تقول؟!!
قلتُ: نعم!
فقال: لماذا؟
فقلتُ له: لأنني لا أعلم أحداً يعلم الغيبَ إلاَّ الله، ثم عرفتُك تدعي مشاركة الله في ربوبيته وإلهيته وصفاته، وقد عبدت ربي سنين عدداً .. فبقيت أنت لم تُعبَد!!
فقال لي: ما ينبغي هذا!
فقلتُ له: إذن؛ عليكَ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، عليكَ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، عليكَ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.! (لو كان فيهما آلهةٌ إلاَّ الله لفسدتا).
فغضب وقال: واللهِ سيصيبك السحر وستموت قريباً .. !
فقلتُ له: لن يصيبنا إلاَّ ما كتب الله لي .. أنتم منافقون، من أعداء الله ورسوله، والنار موعدكم إن لم تتوبوا وتصلحوا وتؤمنوا!
...
إيهٍ أيها (المرتزقة!): فاتكم أنَّ الله منَّ علينا برضاع نقاء التوحيد خيرَ رضاع، وصفاء المعتقد من أصل نبعه فما ضاع ..
رَضعاتٌ مباركات؛ أنبتت في القلبِ صدقَ الإيمان، وحسن التوكل، وأنشزت فيه عِظامَ الحصانة من الكفريات العظام، والشركيَّات الجسام ..
أمَّا أنتم؛ فإن أحسنتم؛ فمصَّة مشوبة بالفرثِ والدم، وإن صفتْ - مرَّةً -؛ فالمصَّة والمصَّتان لا تُحَرِّم! .. ا. هـ.
فلكم الله يا دُعاة التوحيد .. ما أعظكم من رِجال!
... خليلُ الفوائدِ
.. سحر الإثنين 6/ 10 / 1429 هـ.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 05:13]ـ
بوركت أخي الحبيب خليل الفوائد .. موقف طريف ظريف فيه مواقف وعبر ..
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 04:22]ـ
.
وقعت مثل هذه القصة لأحد إخواننا المصريين في المدينة؛ منذ سنتين تقريبا؛
وأيضا الشيخ إبراهيم من السنغال؛
فالظاهر رجعنا تاني للشيخ أحمد خادم المسجد النبوي ومنامه!!!!
.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 08:01]ـ
كنت أظن أن مثل هذه الاتصالات ولّت من غير رجعة.
كم هو جميل الشعور بأثر التوحيد على العبد ورؤية الشياطين وهي تولي خائبة.
أحسن الله إليك يا خليل!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 04:15]ـ
حقا: الحمد لله على نعمة التوحيد ..
ـ[الحافظة]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 05:13]ـ
ماشاء الله .. ردكم عليه كان موفقا وفقكم الله لكل خير وزادكم من فضله وعسى أن تؤثر فيه هذه الكلمات بإذن الله فيتوب ..
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 02:13]ـ
إيهٍ أيها (المرتزقة!): فاتكم أنَّ الله منَّ علينا برضاع نقاء التوحيد خيرَ رضاع، وصفاء المعتقد من أصل نبعه فما ضاع ..
رَضعاتٌ مباركات؛ أنبتت في القلبِ صدقَ الإيمان، وحسن التوكل، وأنشزت فيه عِظامَ الحصانة من الكفريات العظام، والشركيَّات الجسام ..
أمَّا أنتم؛ فإن أحسنتم؛ فمصَّة مشوبة بالفرثِ والدم، وإن صفتْ - مرَّةً -؛ فالمصَّة والمصَّتان لا تُحَرِّم! .. ا. هـ.
بارك الله فيك، وقد استمعتُ باستعمالكم الاقتباس والتضمين، كاستمتاعي بردِّكم الموجع على السحرة والمشعوذين.
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيرا كلمات بسيطه تعلمنا منها اشياء كثيره بل هى من اعظم ماتتعلم
فقد بولينا بهذا الداء كثيرا فى بلدنا وبحكم عملى وانا اعمل عطار يأتنى ولا ابالغ ان قلت كل يوم من يريد شراء البخور وادوات السحر فانا بحكم خبرتى فى هذا المجال اعلم الساحر من الاشياء التى يطلبها
نسأل الله العافيه ونعوذ به ان نشرك به شيأ(/)
سؤال حول كتاب ومؤلفه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 09:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام أود أن أعرف رأيكم في كتاب (الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية)
تأليف أحمد رضا خان البريلوي.
ما رأيكم في هذا الكتاب
وجزاكم الله خيراً.(/)
درس جديد للشيخ عبدالرحمن البراك في شرح (الحموية) مغرب كل سبت ابتداء من 18/ 10
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 07:15]ـ
هذا إعلان لدرس جديد لفضيلة الشيخ العلاّمة / عبدالرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله-
في شرح كتاب
(الفتوى الحموية الكبرى)
لشيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-
و ذلك مغرب كل سبت
في مسجده (مسجد الخليفي) بحي الفاروق
http://img396.imageshack.us/img396/8444/24278365vz7.gif
آمل من الجميع الإحتساب في نشر هذا الإعلان ..
و الله اسأل أن يرزق الجميع العلم النافع و العمل الصالح ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 07:55]ـ
الأخ عادل جزاك الله خيراً هل تعرف إلى أين بلغ الشيخ في شرح النونية؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
كم أتمنى أن أكون بالرياض لأحضر دروس أهل العلم ..
الله المستعان
والله إني لأغبط من يسكن الرياض .. وأذكرهم بهذه النعم التي لا بد من شكرها .. ألا وهي الجلوس بين يدي العلماء والأخذ منهم ..
فهي من أهم ما يثبت المرء على دينه في زمن يتلطخ بأنواع الشبهات والشهوات ..
اللهم احفظ علمائنا ومشايخنا بحفظك .. واصرف عنهم كل سوء .. ووفقهم وسددهم ..
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ عادل ممكن توضح كروكي موقع المسجد لانه غير واضح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:42]ـ
الأخ القزلان
و أنت على الدائري الشرقي تأخذ مخرج 16 غرب حتى تأتيك إشارة تنعطف يساراً ثم من تحت الكبري يساراً ثم أول منعطف يميناً ثم يساراً ثم يميناً حتى تصل مسجد الشيخ
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:42]ـ
تدخل من مخرج 16 على الدائري غرب (يعني وأنت متجه شمالاً على الدائري تدخل من المخرج يسار) ..
أنت الآن في طريق علي بن أبي طالب
ستجد أمامك أول إشارة تتقاطع مع شارع الأمير عبدالرحمن
من الإشارة اذهب يسار (يكون اتجاهك جنوب)
تجد أمامك جسر (المسمى جسر القطار)
لا ترقى هذا الجسر
بل خذ يمينه
سيأخذك الطريق يساراً (أي ستقطع الجسر وهو فوقك واتجاهك سيكون شرقاً)
ثم سيواجهك تقاطع مع شارع - به هذا الشارع أعمدة إضائة -
اذهب الآن يميناً
تجد المسجد يمينك من الداخل
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 01:36]ـ
الأخ عادل جزاك الله خيراً هل تعرف إلى أين بلغ الشيخ في شرح النونية؟
و أنت جزاك الله خيرا أخي صاحب النقب ..
للأسف لا أعلم بالتحديد أين بلغ الشيخ في شرح النونيّة ..
شكر الله لك مرورك الكريم و متابعتك
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 01:38]ـ
كم أتمنى أن أكون بالرياض لأحضر دروس أهل العلم ..
الله المستعان
والله إني لأغبط من يسكن الرياض .. وأذكرهم بهذه النعم التي لا بد من شكرها .. ألا وهي الجلوس بين يدي العلماء والأخذ منهم ..
فهي من أهم ما يثبت المرء على دينه في زمن يتلطخ بأنواع الشبهات والشهوات ..
اللهم احفظ علمائنا ومشايخنا بحفظك .. واصرف عنهم كل سوء .. ووفقهم وسددهم ..
أخي الكريم أنس
شكرك على هذه المشاعر الطيبة وتذكيرك الكريم و الله نسأل أن يعيننا على طلب العلم ..
شكر الله لك أخي الكريم و بارك الله فيك و بإمكانك متابعة الدرس عبر موقع البث المباشر ..
و إرسال اسئلتك أثناء الدرس من خلاله ..
بارك الله فيك و شكر الله لك
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ عادل ممكن توضح كروكي موقع المسجد لانه غير واضح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
شكر الله لك حرصك أخي الكريم ..
لعلّ الإخوان سبقوني -جزاهم الله خيرا- في الجواب ..
بارك الله فيك و نفع الله بك أخي الكريم القزلان
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 10:16]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ... وجزآكم الله خير
ـ[الإصطرلاب]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 11:18]ـ
عادل آل موسى
غفر الله لك ..
(الدال على الخير كفاعله)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 03:13]ـ
آمين .. و إياك أخي الاصطرلاب
بارك الله فيك و نفع الله بك
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 04:28]ـ
أثبت الله لك الأجر
لقد عزمت على الحضور بإذن الله , ففي ظني أن الشيخ - مد الله في عمره على طاعته- خير من يدرس عقيدة السلف في هذا الزمن.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:08]ـ
أحسن اللَّهُ إليكُم،
ونفع بالعلَّامة الشَّيخِ المُحقق عَبدِ الرَّحمنِ بن نَاصِرٍ البَرَّاك.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 09:32]ـ
أثبت الله لك الأجر
لقد عزمت على الحضور بإذن الله , ففي ظني أن الشيخ - مد الله في عمره على طاعته- خير من يدرس عقيدة السلف في هذا الزمن.
شكر الله لك أخي معن النظر
بارك الله فيك
و نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:50]ـ
أحسن اللَّهُ إليكُم،
ونفع بالعلَّامة الشَّيخِ المُحقق عَبدِ الرَّحمنِ بن نَاصِرٍ البَرَّاك.
شكر الله لك أخي سلمان مرورك و ردك الكريم
بارك الله فيك وشكر الله مسعاك
ـ[ولد محمد]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 09:46]ـ
أثبت الله لك الأجر
لقد عزمت على الحضور بإذن الله , ففي ظني أن الشيخ - مد الله في عمره على طاعته- خير من يدرس عقيدة السلف في هذا الزمن.
وأنا أيضا قد عزمت أسأل الله الإعانة
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 04:32]ـ
وفقك الله أخي ولد محمد
و رزقنا الله و إياك العلم النافع و العمل الصالح(/)
أحتاج محاضرة " ولا تقربوا الزنا " للشيخ عبد العزيز الفوزان
ـ[القرشي]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 07:57]ـ
وأتمنى أن تكون مفرغة
ـ[القرشي]ــــــــ[09 - Jan-2009, مساء 02:30]ـ
رب يسر ولا تعسر(/)
حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها (1)
ـ[علي سليم]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 09:43]ـ
الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد ..
و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم ...
أما بعد:
فمن قرأ سير الصالحين و الصالحات ليجد من نفسه نصيباً منها و لو بشقٍ أو جوانب, ففيها القاتل التائب و السارق مقطوع اليد و الزاني المرجوم كما أنّه فيها المفترى عليه و ما شابه ذه الأمثال ...
ففي قصصهم عبرة و عظة كما انّه فيها تثبيتاً للفؤاد و الأخذ به حيث الأمن و الأمان, و استوقفتني كثيراً حداثة الإفك فتألمت لألم عائشة رضي الله عنها و أخذتْ نفسي القاصرة تروادني أن أواسي أمّنا و لو بعد حينٍ ... لو بعد التنزيل, إذ هنّ كثيرات منْ أصابهنّ ما أصابها و لن يجدنَ براءتنّ حتى من أذنٍ صاغية ...
فعندها كانت رسالتي عسى الله تعالى أن يجعلها بلسماً شافيا و علاجاً واقياً لمنْ أصيبت في مقتلها ... في عرضها ... في عفتها.
مدخل:
قالت عائشة رضي الله عنها تروي حداثة الافك و ما تعرضت اليه من أمور تزول الجبال عند ذكرها فثبتها الله في موطنٍ يعجر الرجال الثبات عنده ...
و الحديث عند البخاري رحمه الله تعالى ...
قالت:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه , فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه،))
و هذا من عدله صلى الله عليه و سلم و القرعة امر شرعه الله تعالى ...
و خرج كفيل مريم عليها السلام بقرعة كما في سورة ال عمران قال تعال \ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك و ما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم و ما كنت لديهم اذ يختصمون\44
كما خرج يونس عليه السلام الى البحر ليلتقمه الحوت بقرعة و الأمثلة على هذا كثيرة لا داعي لسردها ...
فأقرع بيننا في غزاة غزاها))))
و هي غزوة مريسع سنة ست للهجرة ...
،)) فخرج سهمي فخرجت معه))
فاصابتها القرعة و وقع اسمها للخروج في هذه الغزوة ...
بعد ما أنزل الحجاب،))))
الظاهر انه اول غزوة لعائشة بعد نزول فرضية الحجاب ...
هذا الحجاب الذي تركه غالب نسوة عصرنا ... و باتت احداهنّ _اقصد من التزمته_ كالقابضة على الجمر, و ما إن تلتزم فتاة ما به تسقط عليها وابلاً من التّهم فلا تكاد تسلم من غمز الغامزين و لا من صفير الفاسدين ...
و بالمقابل تحظى من أظهرت جسدها كالمجاهر بسلعته التنافس في تقديم الخدمات لها و توقيرها ...
و هذا عين المسخ!!!
ثم لا يخفى بعض من تعتقد انّها و بوضعها طرحة على رأسها تكن في ميزان الله مع المحجبات الحجاب الشرعيّ!!!
شتان بينهنّ!! و هل يستوي الاعمى و البصير ....
فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه)))
حجابٌ دونه حجاب ... رحم الله تلك القرون الفاضلة بأهلها ...
كما رحم الله أيام كانت تمشي الفتاة على استحياء كزوج موسى عليه السلام (فجاءت احداهنّ تمشي على استحياء ... ) الاية
حتى كان صلى الله عليه و سلم يُوصف عند حيائه كالمرأة في خدرها ... فيا ليت شعري بمنْ يُوصف الرجل الحييّ بنساء عصرنا!!! و لن اكون مبالغاً إن قلتُ أنّ المرأة ذات الحياء باتت تُوصف بزيد أو عمرو من الرجال!!!
أين تلك المرأة الذي قال صلى الله عليه و سلم فيها ... اذنها صماتها ...
أمّا هذا فكبّر عليه تسعاً .. فتجدها هي من تُعرض نفسها على الخاطب!! بله تجادل في أمور جنسية بحتة بله أكثر من ذلك و الله المستعان
فتراهنّ يظهرن ما تستحي المرأة العفيفة مع بدوّ زواجها اظاهره لزوجها ...
فالمرأة عند الغرب تمشي من دون ريشٍ يستر سوآتها ليس هذا داخل حجرتها و انما في مجالس الناس و نواديهم و الله المستعان ...
و المرأة العربية حذو القذّة بالقذّة و بعد ذا العرض المؤلم تسأل النساء عن سبب قوله صلى الله عليه و سلم (أريت النّار فاذا اكثر أهلها النّساء ... )!!
أسال الله تعالى أن يحفظ نساء المسلمين و أن يثبّت الحياء عند حديثهم و عند ذهابهنّ و ايابهنّ .... فهنّ القدوة و عليهنّ نضع الأمل ...
و بعد ذا العرض فلا يعني أن التعميم يشمل جميع نون النسوة و إنما الغالب له الغلبة, أصلح الله حالنا إنه وليّ ذلك و القادر عليه سبحانه.
عود على بدء:
كانت عائشة رضي الله عنها تُوضع على هودج و تسير الجمال به ..
و الهودج كناية عن بيتٍ يُوضع على ظهر الجمال يسير مع الجمل غدوة و روحة ...
فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل)))
اي انتهى صلى الله عليه و سلم من مهام تلك الغزوة و اراد أن يعود بالجيش حيث كان ... قفل
اي رجع ...
((ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني))
لقضاء حاجتها فابتعدت عن الجيش بحثاً عن الستر .. الله .. الله ..
كم مرة غضضنا الطرف عن رجل يبول أمام العامة على الطرقات فأبشر هداك الله بعذابٍ في القبر, إذ عامة عذاب القبر ممّنْ كان لا يتنّزه عن بوله ...
و عند الغرب المرأة تنافس الرجل حتى في هذه و لا حول و لا قوة الا بالله ...
((أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع،)
أضاعت زينة لها ... عقدٌ مكانه العنق و يتدلّى الى الصدر ...
((فرجعت فالتمست))
((عقدي فحبسني ابتغاؤه))
فحبسها اللحاق بالجيش البحث عنه ..
فأقبل الذين يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم يحسبون اني فيه))
حملوا الهودج و وضعوه على بعيرها و ذهبوا يظنون انّ عائشة رضي الله عنها بداخله ...
يتبع في رسالة أخرى بمشيئة الله تعالى ...(/)
هل ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام أذن؟ ولم لم يؤذن؟ وأيهما أفضل الأذان أم الإمامة؟
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 12:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام أذن؟ ولماذا لم يؤذن؟ وأيهما أفضل الأذان أم الإمامة؟ أرجو الإفادة في ذلك لأني في أمس الحاجة إلى معرفة أجوبة هذه الأسئلة, بارك الله فيكم ونفع بكم 0
ـ[حمد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 01:23]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2040&highlight=%C3%D0%E4
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 02:21]ـ
في الفتوى رقم 112669 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/112669) من موقع الإسلام سؤال وجواب:
السؤال: أيها أفضل: الإمامة في الصلاة أم الأذان والإقامة؟
الجواب:
الحمد لله
اختلف أهل العلم في المفاضلة بين الإمامة والأذان، فاختار بعضهم تفضيل الإمامة لأنها مقام النبي صلى الله عليه وسلم، واختار بعضهم تفضيل الأذان لأن الأحاديث الواردة في فضله أعظم.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (32/ 157 - 158):
" اختلف الفقهاء في أنه هل الأذان أفضل أم الإمامة؟
فذهب الحنفية في المعتمد وهو المشهور عند المالكية , وهو قول عند بعض أصحاب الشافعي , ورواية عند أحمد , إلى أن الإمامة أفضل من الأذان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم تولاها بنفسه , وكذلك خلفاؤه الراشدون , ولم يتولوا الأذان , وهم لا يختارون إلا الأفضل , ولأن الإمامة يختار لها من هو أكمل حالا وأفضل.
وذهب الشافعية والحنابلة في الراجح عندهما , وهو قول عند الحنفية والمالكية إلى أن الأذان أفضل من الإمامة , لقوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِل صَالِحًا) فصلت/33، قالت عائشة رضي الله عنها: نزلت في المؤذنين.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) أخرجه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة) أخرجه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن , اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين) أخرجه الترمذي.
والأمانة أعلى وأحسن من الضمان , والمغفرة أعلى من الإرشاد , قالوا: كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بمهمة الأذان ولا خلفاؤه الراشدون يعود السبب فيه لضيق وقتهم عنه , لانشغالهم بمصالح المسلمين التي لا يقوم بها غيرهم , فلم يتفرغوا للأذان , ومراعاة أوقاته , قال الموَّاق: إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأذان لأنه لو قال حي على الصلاة , ولم يعجلوا لحقتهم العقوبة , لقوله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور/63 وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لولا الخلافة لأذَّنتُ.
وفي قول عند الحنفية والشافعية والمالكية أنهما سواء في الفضل.
وفي قول آخر عند كل من المالكية والشافعية أنه إن علم من نفسه القيام بحقوق الإمامة وجميع خصالها فهي أفضل , وإلا فالأذان أفضل " انتهى.
انظر: "حاشية ابن عابدين" (1/ 260، 370)، "مواهب الجليل" (1/ 422)، "المجموع" للنووي (3/ 78)، "كشاف القناع" (1/ 231)، "المغني" لابن قدامة (1/ 403)
وقد رجح بعض مشايخنا المعاصرين القول بتفضيل الأذان على الإمامة.
فقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: أيهما أفضل الأذان أم الإمامة؟
فأجاب:
"هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، والصحيح أن الأذان أفضل من الإمامة، لورود الأحاديث الدالة على فضله، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا).
وكقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة).
فإن قال قائل: الإمامة ربطت بأوصاف شرعية مثل: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، ومعلوم أن الأقرأ أفضل، فقرنها بأقرأ يدل على أفضليتها.
فالجواب: أننا لا نقول لا أفضلية في الإمامة، بل الإمامة ولاية شرعية ذات فضل، ولكننا نقول: إن الأذان أفضل من الإمامة لما فيه من إعلان ذكر الله تعالى، وتنبيه الناس على سبيل العموم، ولأن الأذان أشق من الإمامة، وإنما لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون؛ لأنهم اشتغلوا بأهم من المهم، لأن الإمام يتعلق به جميع الناس فلو تفرغ لمراقبة الوقت لانشغل عن مهمات المسلمين" انتهى.
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (12/سؤال رقم/78).
ولكننا ننبه إلى أن الواجب دائما هو إخلاص العمل وإتقانه، فهو الميزان الحقيقي للمفاضلة، فرُبَّ عملٍ مفضول يرتفع به صاحبه عند الله تعالى درجات في الجنة، ورب عمل فاضل يذهب هباء على صاحبه بسبب ريائه وعدم إخلاصه لله.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلام الهروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 04:21]ـ
وقال غيره: لو أذن وقال: أشهد أن محمدا رسول الله لتوهم أن هناك نبيا غيره
وكان يقول في التشهد اشهد ان محمد رسول الله!!!!
الحكمة في كونه صلى الله عليه وسلم كان يؤم ولا يؤذن أنه لو أذن لكان من تخلف عن الإجابة كافرا
كيف وهل يكفر من عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ من الاشياء غير مصر من قلبه؟!!
وقال أيضا: ولأنه كان داعيا فلم يجز أن يشهد لنفسه.
كيف استفسارا وقد قال صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب؟!!!
وأيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الإمام ضامن والمؤذن أمين
وهل هناك اكثر من امانة الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟!!
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 05:07]ـ
بارك الله فيكم على توضيح المسألة.(/)
هل من البدعة نصب "مفتي الديار"؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 09:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول العلامة عبدالقادر بن بدران الدمشقي الحنبلي 1346هـ: (ومما ابتُدع في زماننا أنهم يجمعون أهل العمائم، فينتخبون مفتياً ويسمونه رئيس العلماء، ثم تقرره الحكومة مفتياً ويحصرون الفتوى فيه .. إلى أن يقول: ... على أن اختصاص واحد بمنصب الإفتاء لايقبل الحاكم الفتوى إلا منه لم يكن معروفاً في القرون الأولى، وإنما كان الإفتاء موكولاً إلى العلماء الأعلام، واستمر ذلك إلى أن دخل السلطان سليم العثماني دمشق سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة من الهجرة 922 هـ وامتلكها، فرأى كثرة المشاغبات بين المدّعين للعلم، خصَّص إفتاء كل مذهب برجل ٍ من علمائه الأفاضل قطعاً للمشاغبات، ثم طال الزمن فتولى هذا المنصب الجليل كثير ممن لايدري ماهى الأصول وماهى الفروع فوسِّد الأمر إلى غير أهله وأُعطِيَ القوس غير باريها) إهـ كتاب المدخل إلى مذهب الإمام أحمد) لابن بدران صـ 391.
نريد أن تفيدونا في هذه المسألة وجزاكم الله خيراً.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:15]ـ
كأني قرأت للشيخ بكر أبو زيد تعليقاً على هذا الكلام في المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد لما تعرض لمدخل ابن بدران
و الظاهر أن ابن بدران يريد تخصيص شخص بالفتوى و منع من سواه من العلماء سواء بالنسبة للناس عموماً أو بالنسبة للحاكم فلا يأخذ إلا منه و يرد أقوال غيره من العلماء حتى لو كان الدليل معها
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 10:54]ـ
أخي الكريم أذكر أن الشيخ عبد القادر عبد العزيز ذكر هذه المسألة في كتابه الماتع {الجامع في طلب العلم الشريف} و نقل كلام ابن بدران, كما أن الشيخ الفزازي فك الله أسره نقل هذا الكلام في أشرطته ردا على مرجئة العصر و استحسنه و أيده.
و الله تعالى أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:09]ـ
/// وجود مفتي معين لطائفة أومذهب أوناحية ما موجود قبل ابن بدران بقرون، وهاك كتب التراجم فانظرها.
/// وترتيب الفتوى "الرسمية" وتنظيمها وإقامة الحسبة على المخلطين فيها فهو معمول به أيضًا من قرون، ولا مانع منه؛ إذ هو ترتيب.
/// ولعل المقصود من ذلك حصر الفتوى مطلقًا فيه دون غيره.(/)
معارك قلمية بين السيوطى والسخاوى
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
السيوطى والسخاوى علمان من أعلام المذهب الشافعى العتيد، وكلاهما تتلمذ على الحافظ ابن حجر العسقلانى، وإن كان الأخير أكثر ملازمة لشيخه وارتبط به كارتباط ابن القيم بابن تيمية، والحميدى بابن حزم، وهكذا
وقد وقع بين الاثنين منافرات شديدة وصفت من قبل كتاب التراجم بالمعارك القلمية، وقد أفردت ما دار بين السخاوى والسيوطى فى كتابنا السخاوى وجهوده التاريخية، وكذا بسط الموضوع أستاذنا المرحوم محمد عبدالله عنان، فى دراساته هن تاريخ مصر الإسلامية
فالسخاوى كان مؤرخا بارزا وكذا كان ذو شأن عال فى الحديث، وكذا كان السيوطى لغويا مؤرخا مفسرا محدثا، فكلاهما من الكبار
ومن ثم ما وقع بينهما شغل عصرهما ومن بعدهما، من جراء قول أحدهما فى الآخر
فالسخاوى عير السيوطى بأنه لم يبر أمه، وانتقده نقدا مبرحا، والسيوطى رد على السخاوى برسالة أسماها الكاوى على تاريخ السخاوى انتقد فيها كتاب السخاوى الشهير الضوء اللامع، وتحزب لكلاهما الططلبة والأتباع ن وصار الأمر حقا معركة بل معارك قلمية
رجاء من الأخوة المشاركة فى هذا الموضوع وإثرائه لعلنا نخرج بفائدة من خلال التعرف على جانب عظيم من جوانب النقد بين العلماء، ثم التعرف على كثير من الكتب للمصنفين وكيف صنفت
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:59]ـ
و ان كان الخلاف يصنف في خانة خلاف الأقران ... الا أن كثيرا مما نقده السخاوي على الامام السيوطي من كثرة الجمع و الانتحال في مؤلفاته صحيح .. و كثيير مما أخذه السيوطي على الامام السخاوي في تاريخه صحيح أيضا أشار اليه غيرما مؤرخ بعدهما كما قال ابن اياس أن في تاريخه ذكر لكثير من الناس بالمساوئ دون الموازنة ... كما تراه في ترجمة البقاعي مثلا ... و لا أدري أستاذي ان كان يصح وصف السيوطي بالتتلمذ على ابن حجر ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:20]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدكتور عبد الباقي
------------
وسبب الخلاف بين السخاوي و السيوطي ان الثاني ادعى الإحتهادالمطلق في كتابه (حسن المناظرة) والاول ممن يرعى انقطاع الإجتهاد كما ذكر في هذا الكتاب.
ولا يقدح ماقاله السخاوي في ماقاله السيوطي ولا ماقاله فيه لان المعاصرة توجب المنافرة والغتحاد في الصفة يغير من كل المتعاصرين طبعه.
وقد ورد أن عدو من يعمل بعمله وذلك لشدة حرص الإنسان على الانفراد وفسحة امله.
ولقد أنصف الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في تقويم الشيخين حيث قال (الحق ان السيوطي ضاحب فنون وإمام في كثير منها وهو أحفظ للمتون من السخاوي وابصر باستنباط الاحكام الشرعية وله الباع الطويل في اللغة العربية و التفسير بالمأثور وجمع المتون والاطلاع على كثير من المؤلفات التي لم يطلع عليها علماء عصره وقد وقع في بعض مؤلفاته الحديثية بعض التسامح و التناقض.
اما السخاوي فهو في علم الحديث وعلوم الإسناد وما يتعلق بالرجال و العلل و التاريخ إمام لا يشاركه فيها أحد.
ويعتبر صاحب فن واحد ولذا يرجح قوله قوله في الحديث وعلومه على السيوطي ومؤلفاته في ذلك مرجع المحقيقين وهو وارث شيخه ابن حجر.
(1/ 91)
المصدر.
فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للحافظ السخاوي.
دراسة وتحقيق.
د/ عبد الكريم الخضير.
د/ فهيد بن عبد الله آل فهيد.
مكتبة المنهاج للنشر و التوزيع.
المملكة العربية السعودية الطبعة الاولى: 1426ه.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 03:58]ـ
أخى ابن الرومية صحيح ما ذكرته بخصوص تاريخ السخاوى، وقد أخطا السخاوى أيضا فى المقريزى فى كتاباته وأطلق لسانه فيه، واتهمه بأنه سرق كتابه الخطط المقريزية من واحد يدعى الأوحدى، إذ كانت مسودة وزاد عليها زيادات
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 04:05]ـ
أما بخصوص تلمذة السيوطى على ابن حجر فتلمذته لم تكن تلمذة لقاء إن لم يحمل إليه وهو صغير، ومن ثم أطلق عبارته عن ابن حجر بقوله شيخنا، فلعله تتلمذ على كتبه ن أو على من تتلمذ علي ابن حجر، إذ ابن حجر مات رحمه الله عام 852هـ، والسيوطى ولد سنة 849هـ فلم يدرك السيوطى من ابن حجر سوى ثلاث سنوات، فإما أن يكون جالسه وهو فىهذه السن ومن ثم قال عنه شيخنا، أو أنه تتلمذ كما قلت على كتبه بعد ذلك أو على من تتلمذ على ابن حجر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:36]ـ
أما بخصوص تلمذة السيوطى على ابن حجر فتلمذته لم تكن تلمذة لقاء إن لم يحمل إليه وهو صغير، ومن ثم أطلق عبارته عن ابن حجر بقوله شيخنا، فلعله تتلمذ على كتبه ن أو على من تتلمذ علي ابن حجر، إذ ابن حجر مات رحمه الله عام 852هـ، والسيوطى ولد سنة 849هـ فلم يدرك السيوطى من ابن حجر سوى ثلاث سنوات، فإما أن يكون جالسه وهو فىهذه السن ومن ثم قال عنه شيخنا، أو أنه تتلمذ كما قلت على كتبه بعد ذلك أو على من تتلمذ على ابن حجر
كان والده يحمله معه وهو يحضر مجالس الحافظ ابن حجر، وقد جرت عادة المتأخرين على اعتبار هذا في باب الرواية فلذلك يقول عنه شيخنا.
ولو رجعت إلى ترجمة السيوطي لوجدت ذلك بدلا من التخمين.
ولا يصح أن يقول: شيخنا، وقد تتلمذ على كتبه، فهذا تدليس معيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:55]ـ
فالسخاوى عير السيوطى بأنه لم يبر أمه، وانتقده نقدا مبرحا، والسيوطى رد على السخاوى برسالة أسماها الكاوى على تاريخ السخاوى انتقد فيها كتاب السخاوى الشهير الضوء اللامع، وتحزب لكلاهما الططلبة والأتباع ن وصار الأمر حقا معركة بل معارك قلمية
السخاوي والسيوطي علمان بارزان، وهما كما نقل الأخ فيصل أبوحزم: (الحق ان السيوطي صاحب فنون وإمام في كثير منها وهو أحفظ للمتون من السخاوي وابصر باستنباط الاحكام الشرعية وله الباع الطويل في اللغة العربية و التفسير بالمأثور وجمع المتون والاطلاع على كثير من المؤلفات التي لم يطلع عليها علماء عصره وقد وقع في بعض مؤلفاته الحديثية بعض التسامح و التناقض.
اما السخاوي فهو في علم الحديث وعلوم الإسناد وما يتعلق بالرجال و العلل و التاريخ إمام لا يشاركه فيها أحد،ويعتبر صاحب فن واحد ولذا يرجح قوله قوله في الحديث وعلومه على السيوطي ومؤلفاته في ذلك مرجع المحقيقين وهو وارث شيخه ابن حجر) ...
أما أن يعير أحدهما الآخر بأمه فهذا ليس من خلق العلماء، وكان على الآخر أن يرد عليه بما ينقض كلامه لا بنشر تاريخه وتاريخ أجداده ... ولذا مما عِيب على أبي محمد الإمام ابن حزم رحمه الله سلاطة لسانه على مخالفيه بما لا يليق ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:55]ـ
بارك الله فيك أخى العوضى، وجزاك الله خيرا على التوضيح وحل الإشكال، فأنا منذ أكثر من عشر سنين وأنا لم أعد إلى الكتاب الذى صنفته بهذا الخصوص، والمعلومات كانت عندى على التخمين ومن ثم ما أردت إلا التنبيه، بما فى عقلى لأننى كنت بعيدا عن كتب الحافظ السيوطى بل عن الكتاب الذى صنفته نفسه، ولا عليك يا سيدى إن أخطات خطا فكل ابن آدم خطاء، ولكن هون عليك يا أخى فوالله لقد انزعجت من اللهجة التى خاطبتنى بها، وكأنك تقبح شخصا على مصيبة ارتكبها، فالرحمة واللين من وراء قبول النصح، والشدة تدعو الإنسان إلى المكابرة، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتبعون الحق، ولا يكابرون
جزاك الله خيرا يا أخى على نصيحتك، على أمل بعودة لأننى فى عجلة من امرى، ولكن أحببت توضيح الأمر فحسب.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:01]ـ
ألا لا ترى يا أخى أن المشاركة حول السيوطى والسخاوى فما دخل الحافظابن حزم، وعموما أن لا تعلم أن أول من أطلق عبارة لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين هو الصوفى ابن العريف، وكان عنده من المصائب ما أنت يا أخى أدرى به، ثم رأينا كل الناس يمسكون فى هذه العبارة، ويقولون ابن حزم أطلق لسانه فى أناس وأئمة، فهلا قيل عنه أنه القائل وأما الأئمةة السابقون فهم النصحة للأئمة ووجب علينا توقيرهم واحترامهم، وهو القائل عن الشافعى إمام فى اللغة والدين وهكذا، لم نلجا إلى التسفيه
يا إخوانى وودت لو أننا نعلى من منار أئمتنا وعلمائنا
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:07]ـ
ألا لا ترى يا أخى أن المشاركة حول السيوطى والسخاوى فما دخل الحافظابن حزم، وعموما أن لا تعلم أن أول من أطلق عبارة لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين هو الصوفى ابن العريف، وكان عنده من المصائب ما أنت يا أخى أدرى به، ثم رأينا كل الناس يمسكون فى هذه العبارة، ويقولون ابن حزم أطلق لسانه فى أناس وأئمة، فهلا قيل عنه أنه القائل وأما الأئمةة السابقون فهم النصحة للأئمة ووجب علينا توقيرهم واحترامهم، وهو القائل عن الشافعى إمام فى اللغة والدين وهكذا، لم نلجا إلى التسفيه
يا إخوانى وودت لو أننا نعلى من منار أئمتنا وعلمائنا
أين قال السيوطي عن ابن حجر (شيخنا)؟ برجاء ذكر ذلك إن وجد!!
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيك أخى فيصل صحيح ما ذكرته وقد رد الحافظ السيوطى على الحافظ السخاوى فى كتاب أسماه " الرد على من أخلد إلى الأرض وأنكر أن الاجتهاد في كل عصر فرض"
ومما قاله فيه ص 143 " ما زال السلف والخلف يأمرون بالاجتهاد ويحضون عليه، وينهون عن التقليد ويذمونه ويكرهونه، وقد صنف في ذم التقليد كالمزني وابن حزم وابن عبد البر وأبي شامة وابن قيم الجوزية وصاحب البحر المحيط "
قلت: ومن العظام ممن صنف فى ذم التقليد أيضا العلامة الشوكانى فىرسالته الفريدة القول المبين فىأدلة الاجتهاد والتقليد
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:32]ـ
كتاب السيوطى الذى ادعى فيه الاجتهاد المطلق اسمه حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة طبع فى جزءين، وطبع طبعة فى مجلد واحد
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيك أخى فيصل صحيح ما ذكرته وقد رد الحافظ السيوطى على الحافظ السخاوى فى كتاب أسماه " الرد على من أخلد إلى الأرض وأنكر أن الاجتهاد في كل عصر فرض"
ومما قاله فيه ص 143 " ما زال السلف والخلف يأمرون بالاجتهاد ويحضون عليه، وينهون عن التقليد ويذمونه ويكرهونه، وقد صنف في ذم التقليد كالمزني وابن حزم وابن عبد البر وأبي شامة وابن قيم الجوزية وصاحب البحر المحيط "
قلت: ومن العظام ممن صنف فى ذم التقليد أيضا العلامة الشوكانى فىرسالته الفريدة القول المبين فىأدلة الاجتهاد والتقليد
يا أخانا عبد الباقي: أين قال السيوطي عن ابن حجر (شيخنا)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:15]ـ
أخى النورانى بارك الله فيك ومعذرة فوالله أنا متعب جدا ومرهق وربى يعلم بحالى، فلوانتظرت على حتى أفيق أخبرتك أما الآن فلا عقل ولا ذاكرة تسعفنى حتى وأنا فى مكتبى
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
كان والده يحمله معه وهو يحضر مجالس الحافظ ابن حجر، وقد جرت عادة المتأخرين على اعتبار هذا في باب الرواية فلذلك يقول عنه شيخنا.
ولو رجعت إلى ترجمة السيوطي لوجدت ذلك بدلا من التخمين.
ولا يصح أن يقول: شيخنا، وقد تتلمذ على كتبه، فهذا تدليس معيب.
و هل صديق حسن خان مدلس ......... :)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 03:17]ـ
و هل صديق حسن خان مدلس ........ ؟
وفقك الله
ماذا تقصد، أرجو التوضيح؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 04:27]ـ
قد كان الشيخ صديق يقول عن العلامة الشوكاني" شيخنا" و انما تتلمذ على كتبه .. أعني ان الأمر كان يصح في عهد التحمل و الرواية لكن بعده تساهل الناس في أمور أكبر ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 04:31]ـ
وفقك الله
هذا لا يشتبه؛ لأنه لم يقابله قط، كما يقول أصحاب الطوائف عن أئمتهم، يقول بعض الحنفية مثلا عن أبي حنيفة: شيخنا.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:54]ـ
انتقد الشوكاني رحمه الله في كتابه البدر الطالع كلام السخاوي في الضوء اللامع وأعطى الشيخين حقهما وأثنى عليهما وعظم كتبهما وذكر أن كلام الأقران في بعضهم لا يقبل (وهذا عين الإنصاف)
ـ[التبريزي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 09:04]ـ
انتقد الشوكاني رحمه الله في كتابه البدر الطالع كلام السخاوي في الضوء اللامع وأعطى الشيخين حقهما وأثنى عليهما وعظم كتبهما وذكر أن كلام الأقران في بعضهم لا يقبل (وهذا عين الإنصاف)
بارك الله فيك، ورحم الله الإمام العلامة المجتهد الفقيه الأصولي المفسر الشوكاني، وقد جاء بالإنصاف كما ذكرت يا أبا أحمد .. (وهذا عين الإنصاف) ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:44]ـ
بارك الله فيك أخى العجمى وفيك يا اخانا التبريزى وجمعنا الله فى مستقر رحمته(/)
الرد على شبهات من قسم البدعة إلى حسنة وسيئة
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 01:18]ـ
الرد على شبهات من قسم البدعة إلى حسنة وسيئة
ٍ
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
بسم الله الرحمان الرحيم
مازلنا وإياكم في سلسلة الرد على دعاة الباطل وكشف حججهم الواهية التي يخدعون بها عوام المسلمون ليتسنى لهم تمرير باطلهم على قالب حق إلا أنه يأبى الله إلا أن يتم نوره ففي الحين الذي نرى فيه دعاة الباطل من كل أصنافهم ونحلهم إجتمعوا ضد هذه الدعوة المباركة نجد هناك من الشباب من وقف ضد هذه الحملات الإعلامية الشرسة وغيرها سائلين المولى عز وجل السداد التوفيق والعصمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن تلكم الحجج الوهابية التي قد تبدوا للقارئ هينا وهي عند الله عظيمة تقسيمهم للبدعة إلى حسنة وسيئة مستدلين بخيوط أوهي من بيت العنكبوت ليتمكنوا بذلك فتح المجال لكل بدعة بحجة أنها حسنة والله المستعان.
?ولمناقشة هذه المسألة أتطرق إلى عدة نقاط:
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
أولا:تعريف البدعة
قال الشاطبي: (طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصَد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه) (1)
قال ابن رجب: (والمراد بالبدعة ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة) (2)
قال السيوطي: (البدعة عبارة عن فعلةٍ تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان) (3)
قال ابن تيمية: (البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب، فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر به بالأدلة الشرعية فهو من الدين الذي شرعه الله، وإن تنازع أولو الأمر في بعض ذلك، وسواء كان هذا مفعولاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يكن" (4)
قلت: وكل هذه التعاريف لها نفس المدلول ولا يوجد إختلاف فيها.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
ثانيا: أنواع البدع:
قال فضيلة الشيخ صالح بن الفوزان الفوزان-كتاب عقيدة التوحيد-:
البدعة في الدين نوعان:
النوع الأول: بدعة قوليّة اعتقاديّة، كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة، وسائر الفرق الضّالّة، واعتقاداتهم.
النوع الثاني: بدعة في العبادات، كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها، وهي أقسام:
القسم الأول: ما يكون في أصل العبادة: بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع أصلًا، أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها.
القسم الثاني: ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا.
القسم الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة، وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
القسم الرابع: ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام، فإن أصل الصيام والقيام مشروع، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
ثالثا:الأدلة على عدم وجود بدعة حسنة
قال الله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا "
سورة المائدة:3
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/ 188 ـ 189) من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/ 592) بدون ذكر: ((وكل ضلالة في النار)) من حديث جابر بن عبد الله. وللفائدة انظر: "كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة رحمه الله تعالى (ص93) وما بعدها].
ويقول الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنه: {كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة} [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وفي هذا النص دلالة قاطعة على فساد هذا التقسيم الجديد
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام مالك -رحمه الله تعالى-: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا). .
وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: (أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء وترك البدع وكل بدعة فهي ضلال).
وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: (عليك بالأثر وطريق السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة)،
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
رابعا: وقفة منهجية عند أثر الصحابي الجليل ابن مسعود
هذا ابن مسعود -رضي الله عنه- ينكر على جماعة من المسلمين كانوا قد جلسوا يذكرون الله بذكر على غير الهيئة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى الدارمي في سننه أن رجلا أخبر عبد الله بن مسعود أن قوما يجلسون في المسجد بعد المغرب فيهم رجل يقول كبروا الله كذا وكذا. وسبحوا الله كذا وكذا. واحمدوا الله كذا وكذا.
قال عبد الله: فإذا رأيتهم فعلوا ذلك فأتني فأخبرني بمجلسهم، فأتاهم فجلس فلما سمع ما يقولون قام فأتى ابن مسعود فجاء وكان رجلا حديدا، فقال: أنا عبد الله بن مسعود، والله الذي لا إله غيره لقد جئتم ببدعة ظلما ولقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما.
فقال عمرو بن عتبة: أستغفر الله. فقال: عليكم بالطريق فالزموه ولئن أخذتم يمينا وشمالا لتضلن ضلالا بعيدا
فإذا كان ابن مسعود -رضي الله عنه- قد أنكر هذه الهيئة التي يذكرون الله بها رغم أن الذكر الوارد فيها مشروع بيد أنه أنكر عليهم الشكل والصفة وتخصيص هذا الوقت بالذات للذكر فكيف لو اطلع ابن مسعود على هذه الأذكار التي يذكر بها المسلمون اليوم وهي لا تمت إلى ذكر الله بصلة مما ابتدعه أصحاب الطرق الصوفية وغيرهم من الأذكار الإبليسية التي زينها لهم الشيطان منها ما يرددونه بصوت واحد من قولهم (هو هو) أو (حي حي) وغير ذلك من ألوان الهذيان الذي يرددونه ويزعمون أنه ذكر لله في الوقت الذي لو سمعتهم وهم يترنمون بهذه الأذكار التي لا يفهم منها شيء في كثير من الأحيان لخيل إليك أن أمامك سباعا تتعاوى وتتهارش على فريسة بل تحولت أذكار كثير ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم إلى أنواع من الرقصات المختلفة فضلا عما يصحب ذلك من آلات الطرب والمعازف واختلاط الرجال بالنساء وشرب المسكرات وغير ذلك من أنواع الفساد التي يمليها عليهم الشيطان، فيا ليت شعري، ماذا سيقول هذا الصحابي الجليل لو اطلع على هذه المناظر أو سمع تلك الأصوات المنكرة " إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ".
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504191940258bb30d67.gif
خامسا: الرد على شبهات المقسمين للبدعة إلى حسنة وسيئة:
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
الشبهة الأولى: إستدلالهم بحديث مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسَنَةً فَلَهُ أجرُها وأجرُ مَن عَمِلَ بها بعدَهُ مِن غير أن يَنْقُصَ من أجُورِهم شَىءٌ، ومَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيّئةً كانَ عليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بِها مِنْ بَعْدِه مِن غَيرِ أن يَنْقُصَ مِن أَوزَارِهم شَىءٌ" رَواهُ مسلمٌ.
الجواب:
(هذا الحديث لا يدل على ما يقوله هؤلاء؛ لأن الرسول لم يقل من ابتدع بدعة حسنة، وإنما قال: "من سن سنة حسنة"، والسنة غير البدعة، السنة هي ما كان موافقًا للكتاب والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة التي دل عليها الكتاب والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؛ يعني: من أحيا هذه السنة وعلمها للناس وبينها للناس وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر مثل أجورهم، وسبب الحديث معروف، وهو أنه لما جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، عند ذلك رق لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث عليها، فقام رجل من الصحابة وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس وتصدقوا اقتداءً به؛ لأنه بدأ لهم الطريق، عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها"؛ فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين، والصدقة ليست
(يُتْبَعُ)
(/)
بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة، فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.) (5)
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
الشبهة الثانية: إستدلالهم بقول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه" [رواه البخاري في "صحيحه" (2/ 252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري]
الجواب:
المراد بذلك البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية؛ لأن عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاة التراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلف عنهم خشية أن تفرض عليهم [انظر: "صحيح البخاري" (2/ 252) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وبقي الناس يصلونها فرادى وجماعات متفرقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيا عمر تلك السنة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيعتبر فعله هذا بدعة لغوية لا شرعية؛ لأن البدعة الشرعية محرمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع. (6)
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
الشبهة الثالثة: إستدلالهم ببعض أعمال الصحابة رضوان الله عليهم كجمع المصحاف وغيرها
الرد:
يقول فقه الجزائر أحمد حماني رحمه الله:
فليس في البدع مستحسن لا يقبحه الشرع, بل كل بدعة فهي مقبوحة.
وأما جمع المصاحف والعلوم الشرعية والمساعدة على خدمة الشريعة فلا يصدق عليها تعريف البدعة.
بل يصدق على جمع المصاحف وكتابته أنه سنة أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بإلتزامها وحث عليها في قوله صلى الله عليه وسلم (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) وجمع المصاحف مما أجمع عليه الخلفاء الأربعة, شرع فيه أبو بكر وعمر وأكمله عثمان وصرح أنه لو لم يفعله قبله لفعله ,فتسميته بدعة -إذا صحت-تسمية مجازية ,كذلك جمع عمر الناس في صلاة التراويح على قارئ واحد سماه بدعة مجازا, وإلا هي سنة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ,وبفعله وتركها النبي صلى الله عليه وسلم شفقة على أمته أن تفرض عليهم فلما أمن الفرض أمر بها عمر, وكذلك وضع علم النحور ,فقد كان بأمر من علي بن أبي طالب لأبي الأسود الدؤلي كما هو مذكور في تاريخ النحو ,ومثل النحو غيره من العلوم العربية ,وكذلك علم أصول الدين, وعلم أصول الفقه, كل هذه لا يصدق عليها انها بدع.
فإن البدعة (عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه).
فالبدعة خاصتها انها خارجة عما رسمه الشارع, وبهذه الخاصة ينفصل عنها كل ما يظهر لبادئ الرأي أنه مخترع مما هو متعلق بالدين ,فعلم النحو ,والصرف, واللغة, وأصول الفقه, وأصول الدين وكل العلوم الخادمة للشريعة ان لم توجد في الزمان الأول, فان أصولها موجودة ,فالنحو يتوصل للنطق الصحيح لألفاظ القرآن, وبعلوم اللسان يهتدي إلى الصواب في الكتاب والسنة, وبأصول الفقه يمكن استقراء كليات الأدلة لتكون نصب عين المجتهد والطالب.
وتصنيفها على الوجه الذي صنفت عليه مخترع خقا, ولكن في الحديث ما يدل على جواز الإقدام وحتى لو سلم انه لا دليل عليه بالخصوص, فالمصلحة المرسلة تقتضيه والشرع -بجملته يدل على إعتباره- فليس ببدعة ألبتة) من كتاب الصراع بين السنة والبدعة
ٍ http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
الشبهة الرابعة: إستدلالهم بقوله تعالى"وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" سورة الحديد 27
الرد:
إن الآية المذكورة لا تعتبر مدحا للنصارى لبدعته l إنما ذما من وجهين الاول الإبتداع والثاني عدم الإلتزام وفي هذا يقول الإمام ابن كثير في تفسيره (وهذا ذم لهم من وجهين (أحدهما) ـ الابتداع في دين الله مالم يأمر به الله و (الثاني) ـ في عدم قيامهم بماالتزموا مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله عز وجل) اه
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل قوله تعالى " فما رعوها حق رعايتها " .. يدل على أنهم لو رعوها حق رعايتها لكانوا ممدوحين .. قيل ليس في الكلام ما يدل على ذلك بل يدل على أنهم مع عدم الرعاية يستحقون من الذم ما لا يستحقونه بدون ذلك فيكون ذم من ابتدع البدعة ولم يرعها حق رعايتها أعظم من ذم من رعاها وإن لم يكن واحد منهما محمودا بل مذموما مثل نصارى بني تغلب ونحوهم ممن دخل في النصرانية ولم يقوموا بواجباتها بل أخذوا منها ما وافق أهواءهم فكان كفرهم وذمهم أغلظ ممن هو أقل شرا منهم والنار دركات كما أن الجنة درجات.
http://www3.0zz0.com/2007/10/03/15/64744553.gif
الشبهة الخامسة: إستدلالهم ببعض أقوال أهل العلم كقول الإمام الشافعي:"المحدثات من الأمور ضربان: ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة ضلالة، وما أحدث لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة، قد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان "نعمت البدعة هذه"، يعني إنها محدثة لم تكن، وإن كانت فليس فيها رد لما مضى". (ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 97).
الرد:
الإمام الشافعي أو غيره من اهل السنة يقصدون البدعة في اللغة، وليس الإحداث في الدين، ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول: "وهذا يدل على أنه ليس لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال، إلى أن قال: ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق". (الرسالة 504).
وفي هذا يقول ابن رجب: "فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه، فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية. فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لمّا جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد، وخرج ورآهم يصلون كذلك، فقال: "نعمت البدعة هذه ". (جامع العلوم والحكم ص 252).
وقال الشاطبي في معرض رده على المستحسن للبدع بقول عمر رضي الله عنه، فقال: "إنما سماها بدعة باعتبار ظاهر الحال من حيث تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق أن لم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه، لأنها بدعة في المعنى" (الاعتصام 1/ 195
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله: "كل ما لم يشرع من الدين فهو ضلالة، وما سمي بدعة، وثبت حسنه، بأدلة الشرع فأحد الأمرين فيه لازم، إما أن يقال ليس ببدعة في الدين، وإن كان يسمى بدعة من حيث اللغة كما قال نعمت البدعة هذه". (مجموع الفتاوى 10/ 471 ـ 22/ 234).
وبهذا يتم الرد على شبهات القوم ولله الحمد والمنة.
---------------------------------
(1) الاعتصام (1/ 37).
(2) جامع العلوم والحكم (ص 265).
(3) الأمر بالاتباع (ص 88).
(4) مجموع الفتاوى (4/ 107 - 108).
(5) المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/ 173، رقم الفتوى في مصدرها: 96.
(6) المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، 1/ 171، رقم الفتوى في مصدرها: 94.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 02:01]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على الإفادة
و لكن أود الإشارة إلى شيء أن بعض أهل العلم ذكروا تقسيما للبدعة خمسة أقسام وهم يعنون بذلك البدعة في اللغة أي أشمل من البدعة في ذات الدين {أي التعبد لله بما لم يشرع الله أو التعبد لله بما لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه و سلم}
قال الحافظ ابن حجر _فتح الباري_
وَقَالَ اِبْن عَبْد السَّلَام: فِي أَوَاخِر " الْقَوَاعِد " الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام " فَالْوَاجِبَة " كَالِاشْتِغَالِ بِالنَّحْوِ الَّذِي يُفْهَم بِهِ كَلَام اللَّه وَرَسُوله لِأَنَّ حِفْظ الشَّرِيعَة وَاجِب، وَلَا يَتَأَتَّى إِلَّا بِذَلِكَ فَيَكُون مِنْ مُقَدَّمَة الْوَاجِب، وَكَذَا شَرْح الْغَرِيب وَتَدْوِين أُصُول الْفِقْه وَالتَّوَصُّل إِلَى تَمْيِيز الصَّحِيح وَالسَّقِيم " وَالْمُحَرَّمَة " مَا رَتَّبَهُ مَنْ خَالَفَ السُّنَّة مِنْ الْقَدَرِيَّة وَالْمُرْجِئَة وَالْمُشَبِّهَة " وَالْمَنْدُوبَة " كُلّ إِحْسَان لَمْ يُعْهَد عَيْنُهُ فِي الْعَهْد النَّبَوِيّ كَالِاجْتِمَاعِ عَلَى التَّرَاوِيح وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبَط وَالْكَلَام فِي التَّصَوُّف الْمَحْمُود وَعَقْد مَجَالِس الْمُنَاظَرَة إِنْ أُرِيدَ بِذَلِكَ وَجْه اللَّه " وَالْمُبَاحَة " كَالْمُصَافَحَةِ عَقِب صَلَاة الصُّبْح وَالْعَصْر {و في هذه نظر و الله أعلم}، وَالتَّوَسُّع فِي الْمُسْتَلَذَّات مِنْ أَكْل وَشُرْب وَمَلْبَس وَمَسْكَن. وَقَدْ يَكُون بَعْض ذَلِكَ مَكْرُوهًا أَوْ خِلَاف الْأَوْلَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قال النووي _شرح صحيح مسلم_
قَالَ الْعُلَمَاء: الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة، وَمَكْرُوهَة، وَمُبَاحَة. فَمِنْ الْوَاجِبَة: نَظْم أَدِلَّة الْمُتَكَلِّمِينَ لِلرَّدِّ عَلَى الْمَلَاحِدَة وَالْمُبْتَدِعِينَ وَشِبْه ذَلِكَ. وَمِنْ الْمَنْدُوبَة: تَصْنِيف كُتُب الْعِلْم، وَبِنَاء الْمَدَارِس وَالرُّبُط وَغَيْر ذَلِكَ. وَمِنْ الْمُبَاح: التَّبَسُّط فِي أَلْوَان الْأَطْعِمَة وَغَيْر ذَلِكَ. وَالْحَرَام وَالْمَكْرُوه ظَاهِرَانِ
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:06]ـ
لسم الله و الصلاة على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم الأخ الكريم لقد اخترت أن تكتب في موضوع شائك كالبحر الهائج المتلاطم بامواج و أنت لا تحسن فن السباحة فسقطت في صدمات غواصه و ذلك لأنك دبشت ما كتبه كل من ينتسب الى العلم و لم تفتش و لم تميز ما كتبه المبتدعة من هؤلاء العلماء فخرجت بطبخة غير مستوية فيها الغث و السمين و لقد أحسست بذلك منذ البداية عندما استدللت بتعريف السيوطي للبدعة و ذلك لأن السيوطي عالم صوفي فلو قرأت كتابه الحاوي للفتاوي و رده على تاج الدين اللخمي في نهيه عن الاحتفال بعيد المولد لعلمت علم اليقين موقفه من البدعة و لماذا قسمها هو و ابن عبد السلام و النووي الى أقسام الشرع الخمسة فذلك لحاجة في نفس يعقوب قضاها فهذه الجماعة متصوفة تدعو الى كثير من البدع و تبررها و تمررها علميا فعلى الباحث الراغب في الأجر اذا أراد نقاش مسألة علمية أن يميز المدارس و المشارب و هذا ما يسمونه الحكم على الشيء جزء تصوره فنحن الآن لو اتبعناك في بحثك و اتبعنا جماعة المتصوفة التي ذكرت لنا لسلمنا ما يدعون اليه من بدع جسيمة و ان كانت محل خلاف و السلام عليكم أما ما أتيت به من أحاديث و كلام الأئمة فهذا الذي كان ينبغي عليك أن تلتزم به و لا تتوسع الى أقوال الآخرين الا اذا لم تكن تعرف مشاربهم فاحذر منهجهم في البحث فانه جذاب و قد تنجرف كما فعلت الآن من حيث لا تشعر فالرسول صلى الله عليه و سلم لم يقسم البدعة فتقسيم البدعة بدعة(/)
ما حكم كلمة (الإعدام) في الشريعة الإسلامية؟
ـ[القاموس]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 03:18]ـ
الحمد لله: مر بي وأنا أقرأ في هذا المنتدى المبارك من خلال بعض المشاركات كلمة (الإعدام) وكذلك وجدت في بعض كلام العلماء من المعاصرين!
وأعني بكلمة (الإعدام) المراد بها القتل؟ فما حكم هذه الكلمة في الإسلام؟
أقول: ذكر الشيخ العلامة بكر أبو زيد في كتابه الماتع (معجم المناهي اللفظية) 418و423 (ط. الثالثة) في مبحث ذكر أمثلة لتغيير المصطلحات في الديار الإسلامية؛ قال: 5 - (إعدام المجرم): هذا من أساليب المحدثين [بضم الميم وإسكان الحاء المهملة وفتح الدال المهملة] في العقوبات الشرعية لقاء الجناية على النفس .... . قال: والوضع اللغوي لا يساعد على ذلك الاصطلاح، إضافة إلى أنه أجنبي عن المواضعات المعهودة لدى الفقهاء نحو (القصاص من القاتل) و (قتل المحارب) وهكذا. انتهى
قلت: وقد سمعت شيخنا الشيخ ناصر العقل يقول كلاماً معناه: إنه لا ينبغي أن تطلق هذه الكلمة؛ لأنها تدل على العدم بعد الموت، الذي يعتقده الدهريون. والله أعلم
(الموضوع مطروح للنقاش للاستفادة من الإخوة الفضلاء)
ـ[حرملة]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 01:30]ـ
أخي، الألفاظ والمصطلحات وحتى الأفكار الغربية تملأ ديار المسلمين دونما إدراك لجلها!! فالمغلوب يحب تقليد الغالب كما قرره ابن خلدون. فالله المستعان
ـ[القاموس]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 06:23]ـ
شكراً يا أخي (حرملة) على المرور والتفاعل؟
لكن يا أخي لو عمت هذه الألفاظ والمصطلحات عامة المسلمين، فلا ينبغي أن تمرّر بين طلبة العلم وتكون بديلاً عن الألفاظ الشرعية؟ فالمقصود هنا أهل العلم أولاً!
ـ[نور الدرب]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 05:14]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 12:41]ـ
وقد سمعت شيخنا الشيخ ناصر العقل يقول كلاماً معناه: إنه لا ينبغي أن تطلق هذه الكلمة؛ لأنها تدل على العدم بعد الموت، الذي يعتقده الدهريون. والله أعلم
الإعدام في العربية هو الفقر، قال المتنبي:
لَقَدْ أَمِنَتْ بِكَ الإِعَدَامَ نَفْسٌ ** تَعُدُّ رَجَاءَهَا إِيَّاكَ مَالَا
وقال:
أَيُّهَا المُشْتَكِي إِذَا رَقَدَ الإِعْـ ** ـدَامَ لَا رَقْدَةٌ مَعَ الإِعْدَامِ(/)
يا أئمة المساجد اتقوا الله ..
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 11:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير، ونشكر لكم الجهود الموفقة التي تنشر في الجزيرة دائماً حول قضايا المسلمين عموماً ورمضان المنصرم خصوصاً، والتي أفاد منها الكثير وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالمساجد، فأنا واحد من المتابعين لكل ما يكتب حولها. لقد مر شهر رمضان على الناس، وحمل معه تلك الصفحات التي دوّن الناس فيها أعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وكل سيلقى ما قدمت يداه، شهد الناس عجباً في رمضان في المساجد: إقبال على أنواع من الطاعات ما بين قائم وراكع وساجد ومرتل للقرآن وذاكر لله، وهذا كثير ولله الحمد، وفي الجانب الآخر شهد الناس في رمضان في بعض المساجد ومن أئمة المساجد ما يجب أن تصان عنه بيوت الله فضلاً عن أن يجلب إليها وتحدث فيها هذه المخالفات بحجة أو بأخرى، أذكر من هذا القبيل ما ييسر الله راجياً أن ينفع الله به ثلاثة أمور تصدرت هذه المخالفات: أجهزة مكبرات الصوت، التكلف في الدعاء والمخالفات فيه، اتباع الغرائب المخالفة لما عليه سائر المجتمع.
أولا: مكبرات الصوت: هذه نعمة من الله، ولكن حوّلها بعض أئمة المساجد إلى مصيبة ونقمة، شعر بذلك أو لم يشعر. لقد شُرع رفع الصوت في بعض العبادات التي تكون في المسجد فجاءت النصوص الشرعية بها وهي: الأذان، والإقامة، وخطبة الجمعة وما في معناها، وما سوى ذلك فمن يقوم برفعه على مكبر الصوت فهو مطالب بالدليل، فإن أتى به وإلا فما أحرى أن ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). رفع الصلاة على مكبرات الصوت الخارجية ليس لمن يفعل ذلك مستند - إن سلّمنا بحسن النية - إلا الاستحسان وما يردده العوام من عباراتهم الحماسية التي لا تمتّ للدين بصلة (وليسمح لي القارئ الكريم أن أنقل هذه العبارات بالكلام العامي كما هو الحاصل) يقول بعضهم: هذا أحسن خل الشياطين تروح، خل القرآن يسمعه الناس، خل الخير ينتشر، كل الناس يفعلون هذا، هذا أنشط للناس على العبادة، جماعة المسجد موافقون على هذا .. ونحو ذلك مما هو معلوم. ومن العجيب المضحك المبكي أني سمعت من بعضهم من يستدل بالحرمين الشريفين، ويريد أن يقارن بين مسجد حيه الذي لا يتجاوز عدد المصلين فيه عشرة أشخاص بحال الحرمين! أيّ مستوى وصلت إليه عقول بعض بني جلدتنا؟ وهذا الكلام لا يخفى ما فيه، فلو كان الدين باستحسانات العقول وآراء الناس فقد يرضى البعض ويخالف البعض، ولكن الدين كتاب وسنة بفهم سلف الأمة، فالعبادات مبناها على التوقيف إلا بدليل، فهل يفقه بعض أئمة المساجد هذه القاعدة؟ ثم لو سلمنا جدلاً بأن هذا جائز - أي رفع الصلاة على مكبرات الصوت خارج المسجد - فما الذي يجيز رفع دعاء القنوت على مكبرات الصوت خارج المسجد {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} إن هذه المخالفة التي أصبحت ظاهرة اليوم لها من السلبيات الشيء الكثير؛ فمن هذه السلبيات: إنه أقرب إلى الإحداث في الدين ما ليس منه، وأمر المحدثات في الدين لا يخفى؛ فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، فإن القراءة في الصلاة الجهرية شرعت لإسماع المأمومين داخل المسجد، فما بال مَن بالشوارع والبيوت والمصلين في المساجد المجاورة يقحمون في ذلك؟ إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجهر أحد على أحد في القرآن، روى مالك في الموطأ عن البياضي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقرآن، فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. ونهى أن يرفع المسلم صوته بالدعاء فقال: أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً. بل قال الله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، بل لو قيل إن رفع الدعاء على مكبرات الصوت خارج المسجد من الاعتداء في الدعاء لكان له وجه. ومنها: أي من السلبيات و المفاسد: إنه إيذاء للمرضى ولكبار وصغار السن ومن عذرهم الله عن الصلاة في المسجد، والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}، ثم إن من الأمراض العصرية اليوم ما أثبت الطب من الصخب واللجاجة، وكثرة الأصوات وتزيد فيها، فبأي حق يفعل ذلك إمام المسجد بهؤلاء؟ فهذا ضرر والضرر يُزال شرعاً.
ومنها: ارتكاب الإثم في مخالفة أمر ولي الأمر الذي قضى بمنع رفع الصلاة خارج محيط المسجد؛ فالله الذي أمرنا بأركان الإسلام والإيمان وغيرها هو الذي أمرنا بطاعة ولي الأمر، فهذا الأمر من الإسلام، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً}، ونهانا أن نأخذ بعض الدين ونترك البعض. ومنها: إنه فتح باب ومدخل لمن أراد النَّيل من أئمة المساجد، حيث وجد من قضى رمضان خارج البلاد متذرعاً بهذه الأخطاء، ونحن أحوج ما نكون لإغلاق منافذ المتربصين، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة.
وأما عن الدعاء فقد خالف هؤلاء آدابه فجهروا فيه برفع الصوت، ورتلوه كترتيل القرآن بمدوده وإدغامه وإظهاره، وأطالوا فيه مع التكرار حتى وصل الأمر ببعض المأمومين أن يؤمن وهو يتمنى أن ينتهي الإمام من الدعاء، فذهب الخشوع والرغب والرهب عند المؤمِّن، وقد قال بعض أهل العلم إن من لم يكن في دعائه تضرع وخفية فقد اعتدى في الدعاء لأنه خالف أمر الله {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، واعتدى البعض فدعا على أشخاص ودول، والنبي صلى الله عليه وسلم لما دعا على المشركين يوم أُحد نهاه الله وقال له {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ .. } الآية.
وأما عن اتباع الغرائب والمخالفات فقد وُجد من يقتصر على أحد عشر ركعة طيلة شهر رمضان بحجة التمسك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر كذلك وإنما ليتحدث الناس، وكذلك إنكار ختمة القرآن وتسميتها بدعة وهذه لها أصل من عمل الصحابة وعليها عمل المسلمون، ولكن ليس بهم إلا حب الإغراب والمخالفات.
وهناك أشياء وأشياء، مَن سبر واقع الناس اليوم رأى العجب العجاب.
قلة الفقه في أحكام المساجد، وحب الظهور، والأمن من المساءلة، ومحاكاة ما في نفوس الناس وعواطفهم غير المنضبطة، وحب تجميع الناس وصرفهم إلى بعض الأئمة، وغير ذلك كثير هو الذي جعل هذه الأمور تحصل. والمرجو ممن له من الأمر شيء حسم هذه الأمور، ورد الناس إلى نصاب الحق، وعدم ترك مساجد المسلمين ألعوبة في يد من لا علم ولا فقه له، وإن كان هذا الحاصل قليلاً بالنسبة للخير والصلاح ولله الحمد والمنة، إلا أن الخوف على الأجيال القادمة من الجرأة على الاجتهادات الفردية والاستحسانات المخالفة للحق؛ فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ما سيحصل في آخر الزمان من هذه المصائب، روى الإمام أحمد في المسند عن رجل من أصحاب النبي، قال يزيد لا أعلمه إلا عبسا الغفاري، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... (وذكر كلاماً) ثم قال: ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم وإن كان أقل منهم فقهاً.
وروى أبو داود في حديث طويل عن معاذ بن جبل جاء فيه قوله: إنَّ من ورائكم فتناً يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة .. الحديث.
وقال عليه الصلاة والسلام (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد). ولا شك أن من التباهي في المساجد هذه الأخطاء.
نايف بن حمود الرضيمان
معلم العلوم الشرعية في ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بحائل
جريدة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/208751/rv1.htm(/)
قصة عن أقباط مصر يحكيها الإمام الشوكاني في كتابه (البدر الطالع)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 02:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله في كتابه الماتع (البدر الطالع) عند ترجمة علي بن يعقوب بن جبريل نور الدين المصري الشافعي ولد سنة (643 هـ) ثلاث وسبعين وستمائة واشتغل بالفقه والأصول وقرأ بنفسه على ست الوزراء وجرت له محنة بسبب القبط، وهي أنه لما كان في النصف من محرم سنة (714 هـ) بلغه أن النصارى قد استعاروا من قناديل جامع عمرو بن العاص بمصر شيئاً وعلقوه بكنيسة فأخذ معه طائفة كثيرة من الناس، وهاجم الكنيسة، ونكل النصارى، وبلغ منهم مبلغاً عظيماً وعاد إلى الجامع وأهان من فعل ذلك وكثرمن الوقيعة في خطيبه فبلغ السلطان، فأمر بإحضار القضاة وفيهم ابن الوكيل وأحضر صاحب الترجمة فتكلم ووعظ وذكر آيات من القرآن وأحاديث واتفق أنه أغلظ في عبارة السلطان. ثم قال: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
فاشتد غضب السلطان وقال له: أنا جائر قال: نعم أنت سلطت الأقباط على المسلمين وقويت أمرهم، فلم يتمالك السلطان أن أخذ السيف وهمّ بالقيام ليضربه، فبادر بعض الأمراء، وأمسك يده فالتفت إلى قاضي المالكية وقال: يا قاضي تجرأ عليّ هذا ما الذي يجب عليه فقال القاضي لم يقل شيئاً يوجب العقوبة فصاح السلطان بصاحب الترجمة وقال أخرج عني فقام وخرج فقال ابن جماعة: قد تجرأ وما بقي إلا أن يزاحم السلطان فانزعج السلطان. وقال: اقطعوا لسانه فبادر الأمراء ليفعلوا به ذلك وأحضروا صاحب الترجمة فارتعد، وصاح واستغاث بالأمراء، فرقوا له وألحوا على السلطان في الشفاعة ودخل ابن الوكيل وهو ينتحب ويبكي فظن السلطان أنه أصابه شئ فقال له: خير خير؟.
فقال: هذا رجل عالم صالح لكنه ناشف الدماغ. قال: صدقت وسكن غضبه.
فانظر ما فعله ابن جماعة بكلمته الحمقاء وما فعله صدر الدين بن الوكيل رحمه الله من التوصل إلى سلامة هذا المسكين، وهكذا ينبغي لمن كان له قبول عند السلطان أن يتحيل عليهم في منافع المسلمين وحقن دمائهم بما أمكنه، فإن صاحب الترجمة لم يكن ناشف الدماغ ولكنه كان في هذه الوسيلة سلامته من تلك البلية ومات في شهر ربيع الآخر سنة (743 هـ) أربع وعشرين وسبعمائة) إهـ كتاب البدر الطالع (1/ 343).
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
اللهم ارزقنا امتنا امثال ابن يعقوب وابن الوكيل
بارك الله فيك اخي الكريم(/)
«هدي النَّبي في التّعامل مع النَّاس،لشيخنا ابن جبرين،تعليق المفتي 1429 هـ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:04]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّهِ وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكُم بكلّ خير:
«هدي النَّبي صلى اللَّهُ عليه وسلّم في التّعامل مع النَّاس،
لِسَمَاحَةِ شَيْخِنَا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،ورَعَاهُ ـ.»
تفضل سَماحَةُ المُفتي الشَّيْخ العَلَّامة / عبد العزيز بن عبد اللَّه آل الشيخ بالتَّعليقِ على المحاضرةِ والإجابةِ على الأسئلةِ.
وصلة المحاضرة:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=55898
أَخُوكُم المحبّ
سَلمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ، ولِمَشَايخِهِ، ولجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ
ـ[الخالدي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 08:06]ـ
جزيت خيرا على نقلك محاضرة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:21]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا،وباركَ فيكُم.(/)
(وصف الخميني بمؤسس التجديد الديني)، الشيخ: فيحان الجرمان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 09:27]ـ
ردا على مقال وصف الخميني بمؤسس التجديد الديني، فيحان الجرمان:الخميني شرد مخالفيه فى الرأى وأتى ببدعة ولاية الفقيه، واعتبر الإيرانيين أفضل من الصحابة وأن الجنة ليست إلا للشيعة، وبعثته عزلت أهل السنة فى إيران
07:17:44 ص
09/ 06/2008
عالم اليوم
الخميني بين السطور
كتب فيحان الجرمان
الحمد لله رب العالمين وبعد
اطلعت على جريدة «عالم اليوم» يوم الأربعاء 4 6 2008 فوجدت مقالا لأحد الكتاب قد عنون لمقاله عنوانا بقوله «في ذكرى ارتحال مؤسس التجديد الديني» وقد خالف الحقيقة وبالغ في الطرح وأبعد النجعة حيث قال في مقاله: (تسعة عشر عاما مضت على ارتحال الإمام الخميني رضوان الله عليه ومازالت نظرياته العميقة في التجديد في الفكر الإسلامي ... الخ) وقال الكاتب أيضا (ربما عانى الإمام من الجسم الديني في حركته التجديدية ... لعودة الفكر الإسلامي إلى الحياة اليومية.)
أقول: لا يجوز إطلاق كلمة الفكر الإسلامي على الإسلام لأن هذه الكلمة المركبة تعني أن الإسلام عبارة عن أفكار، قد تصح وقد لا تصح، وقد يفهم أيضا من هذه الكلمة المركبة (الفكر الإسلامي) أن الإسلام مجرد أفكار قابلة للأخذ والرد، وهذه الكلمة دخيلة على الإسلام.
أما كلمة المفكر الإسلامي فلا بأس بها.
قال تعالى عن الإسلام وأحكامه (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) فالإسلام ليس مجرد فكر، بل هو وحي فلا جور في أحكامه ولا كذب في أخباره.
قال الكاتب: (ولقد أرسى الإمام الخميني أهم نظريات التصحيح الديني واستطاع باقتدار أن يعيد التوأمة بين الدين والسياسة كما كانت موجودة من أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخلافة الإسلامية).
يا أيها الكاتب: لقد أبعدت النجعة وأتيت بالدهشة وأنّى له ذلك؟!! وكتبه وواقعه يشهدان خلاف ما ذكره الكاتب؛
أما من ناحية السياسة الداخلية، فقد عاث في إيران -بعد ما آل إليه زمام الحكم- القتل والتشريد، فقتل الكثير من الجنرالات ممن عنده حسن السياسة والتدبير في الحرب والقتال، وشرد الكثير ممن خالف رأيه، وأتى ببدعة ولاية الفقيه العامة، وقد عارضه الكثير من علماء الشيعة حتى أنه زج البعض منهم في السجن بسبب المعارضة وانتشر الفقر والأمراض المزمنة.
قال حسين الخميني وهو حفيده في جريدة «الشرق الأوسط» عدد 9015 بتاريخ 4/ 8/2003م (معتبرا الحكم الديني القائم في إيران أسوأ دكتاتوريات العالم).
وقد ألف الدكتور الشيعي موسى الموسوي كتاب أسماه (الثورة البائسة) وأنصح القارئ بقراءته، حيث إن المؤلف تطرق إلى عدة مواضيع مثل الخميني في الميزان والنظام الإيراني الإسرائيلي والإرهاب باسم الله وتصدير الثورة.
وأما من ناحية السياسة الخارجية فقد زج دولة إيران في حرب ظلت عدة سنوات بعدما قتل جنرالاته ذوي الخبرة في فنون القتال، وحل محل هؤلاء الجهلة فقادوا البلاد إلى الهاوية والتخلف، بعدما كانت الدولة في مصاف الدول الكبرى.
وقد حصلت اضطرابات في الدول الإسلامية بسبب الفكر الذي جاء به الخميني ففي تاريخ 1986 احتجزت السعودية طائرة إيرانية والتي تحمل حوالي 110 حجاج إيرانيين وكانت بحوزتهم متفجرات!!.
وفي العام نفسه وقعت اضطرابات وشغب في مكة المكرمة من قبل الحجاج الإيرانيين، وهم يرفعون شعارات الموت لإسرائيل والموت لأميركا! وهم يقومون بأعمال إرهابية في مكة المكرمة! وإسرائيل وأميركا سالمتان من هذا كله!!.
وفي سنة 1987م قام الحجاج الإيرانيون بالهجوم على الكعبة بتحريض من الحكومة الإيرانية، فقُتل الكثير من الحجاج بسبب ثورتهم.
الخميني يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحقق الحكومة على الوجه الأكمل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخميني (إني كثير من الأحيان أتأسف من أمرين أحدهما يؤسف عليه أكثر من الآخر: الأول: هو أنه ومنذ صدور الإسلام والنبوة وما تلاه لم يدعوا أن تظهر إلى الوجود حكومة كما يريدها الإسلام!!!، ففي زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونتيجة لكل لتلك المشاكل من حروب ومعارضة لم تحقق الحكومة بالشكل الذي يريده صلى الله عليه وآله وسلم). انتهى كلامه خطاب الخميني يوم الخميس 9/ 8/1984م راجع كتاب مختارات من حديث وخطابات الإمام الخميني.
وقال أيضا في الكتاب نفسه: (إن قضية غيبة الإمام هي قضية مهمة يتبين لنا أمورا (كذا) من بينها أنه لم يكن لإنجاز عمل عظيم كهذا – وهو تطبق العدالة بمعناها الحقيقي في العالم بأسره – في جميع بني الإنسان أحد سوى المهدي المنتظر سلام الله عليه الذي ادخره الله تبارك وتعالى للبشر. فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم، لكنه لم ينجح!!، وحتى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة، فإنه هو أيضا لم يوفق!!! ... الخ)
أحوال أهل السنة في إيران
ازداد الحقد الفارسي ببعثة الخميني، وأقصد ببعثة الخميني بأن أميركا هي التي أتت به، فلم تكثر اضطرابات في الدول الإسلامية إلا بعد توليه الحكم، والناظر إلى أهل السنة في إيران يجدهم في عزلة تامة فلا مناصب لهم في الدولة ولا مساجد لهم لاسيما في طهران وقم، ولا يسمح لهم بأن يمارسوا شعائر دينهم علنا ومن يفعل ذلك يلقى العذاب الشديد.
الخميني يرى أن الإيرانيين أفضل من الصحابة:
قال الخميني: (أنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! .. الخ) كتاب الوصية السياسية للإمام الخميني ص 27.
الخميني ومظاهر الشرك:
إن الناظر في إيران يجد أن معظم الناس يطوفون حول القبور، وينادون الأموات ويدعونهم من دون الله، ويستغيثون بهم، وتشد الرحال إليهم لتقديم أعظم القربات، ولا يوجد أحد سواء من الحكومة أو غير ذلك أنكر هذه المظاهر المنافية للتوحيد، ويوجد قبر أبي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- محترما! ويطاف حوله! ويبكون عنده! ولم نجد إنكارا وتغييرا من الخميني بل نجد عكس ذلك فهل هذا مما جاء به الإسلام؟!
الخميني والتحريف:
قال الخميني: (وهذه إحدى معاني التحريف التي وقعت في جميع الكتب الإلهية والقرآن الشريف!! وجميع الآيات الشريفة، وقد وضعت في متناول البشر بعد تحريفات عديدة! ... الخ) راجع كتاب القرآن باب معرفة الله للخميني.
الخميني وتفسيره للقرآن:
قال الخميني: عند قوله تعالى (يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) أي ربكم الذي هو الإمام!!!.
منزلة الأئمة:
قال الخميني: (لا أحد يصل لمرتبة الأئمة لا ملك مقربا ولا نبي مرسلا). انظر إلى كتاب الحكومة الإسلامية للخميني.
صحائف الأعمال:
قال الخميني: (إن صحائف أعمالنا تعرض على الإمام صاحب الزمان سلام الله عليه مرتين في الأسبوع بحسب الرواية!!!) انظر إلى كتاب الميعاد في نظر الإمام الخميني إعداد وتنظيم لجنة إحياء آثار الإمام الخميني.
الناس ويوم القيامة:
قال الخميني: إن الناس يوم القيامة محرومون من الدخول في رحمة الله والجنة إلا الشيعة!!!
فقد قال الخميني نصا: (ومن المعلوم أن هذا الأمر يختص بشيعة أهل البيت، ويحرم عنه الناس الآخرون، لأن الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين بل لا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية) انظر كتاب الأربعين حديثا للإمام الخميني.
مبطلات الصلاة:
قال الخميني: (ومن مبطلات الصلاة التكفير، وهو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يصنعه غيرنا!! وهو مبطل عمدا على الأقوى، لا سهوا، وإن كان الأحوط فيه الإعادة! ولا بأس به حال التقية!!). انظر كتاب تحرير الوسيلة للخميني المجلد الثاني ص166.
هذا غيض من فيض.
فهل بعد ذلك يتجرأ الكاتب أن يقول لقد أرسى الإمام الخميني أهم نظريات التصحيح الديني!! واستطاع باقتدار أن يعيد التوأمة بين الدين والسياسة كما كانت موجودة من أيام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والخلافة الإسلامية!!
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:32]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل،هل صحيح أن الشيخ ناصر -رحمه الله -يكفر هذا الزنديق؟
أو بالأحرى من هن علماء السنة كفر الخميني؟
ـ[السمرقندي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أخي الفاضل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:53]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل،هل صحيح أن الشيخ ناصر -رحمه الله -يكفر هذا الزنديق؟
أو بالأحرى من هن علماء السنة كفر الخميني؟
وإياكم أخي الفاضل.
نعم، الشيخ العلامة الألباني يكفر هذا الهالك، ففي بعض أشرطته سئل - على ما أذكر - عن عبارته الخبيثة التي أشار لها أخونا الجرمان هنا: (إن لأئمتنا منزلة لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل).
فقال الشيخ - على ما أذكر -: (إلى جهنم وبئس المصير).
وممن كفّره العلامة الوادعي، وكذا العلامة الشيخ الوالد ابن باز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أخي الفاضل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وإياكم أخي الكريم السمرقندي.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:52]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:13]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل،هل صحيح أن الشيخ ناصر -رحمه الله -يكفر هذا الزنديق؟
أو بالأحرى من هن علماء السنة كفر الخميني؟
الروافض ليسوا مسلمين.
وأخرجهم كثير من الأئمة من الإسلام وكان ابن حزم عندما يناظر أهل الكتاب بالأندلس ويحتجون عليه بمقالات الروافض في زعمهم تغيير شئ من القرآن كان يرد عليهم بأن الروافض ليسوا مسلمين أصلاً.
ومن المعاصرين قال ابن باز والألبانى علماؤهم كفار بالتعيين ...
وعوامهم قال ابن باز عنهم كفار وقال الألبانى هم كفار كفر نوع لا عين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:02]ـ
وقال الألبانى هم كفار كفر نوع لا عين.
بارك الله فيك.
لكن أين قال ذلك المُحَدّث الألباني؟!(/)
المقريزى المؤرخ العظيم بين الحنفية والشافعية والظاهرية
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:29]ـ
مشاركة حول العلامة المقريزى، الذى بدا حياته حنفيا مقلدا لجده، ثم فى العشرين منعمره تحول شافعيا، ثمإنه تحول ظاهريا، وأكب على مذهب أهل الظاهر، وعلى كتب ابن حزم، حتى اتهم بذلك
هل من مشارك فى هذا الموضوع
للمساعدة الرجوع
إلى كتاب المنهل الصافى، وكتاب النجوم الزاهرة، وكتاب التبر المسبوك، والضوء الامع، والدرر الكامنة لابن حجر وغيرها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم
ذكر الدكتور توفيق الغلبزورى الكثير عن الأمر في كتابه المدرسة الظاهرية في المغرب والأندلس ورجح بما لا يدع مجالاً للشك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:42]ـ
و ماذا عن دفاعه الغريب عن الباطنية من العبيديين؟؟:)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 11:43]ـ
و ماذا عن دفاعه الغريب عن الباطنية من العبيديين؟؟:)
لا أعلم عنه شيئاً ..
فأين نجده؟!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:32]ـ
في عامة كتبه يصحح نسبهم على خلاف المشهورين من ثقات المؤرخين كالذهبي و ابن كثير و ابن خلكان و أبي شامة و هو ثالث ثلاثة لا أعرف لهم رابعا يصححون نسبهم من مؤرخي أهل السنة و ألف فيهم كتابا سماهم فيه بالخلفاء .... و ان كان هذا لا يعني أنه يبرر فظائعهم ففي نفس كتابه الخطط ينص على التبرؤ منهم و من بدعهم
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:38]ـ
في عامة كتبه يصحح نسبهم على خلاف المشهورين من ثقات المؤرخين كالذهبي و ابن كثير و ابن خلكان و أبي شامة و هو ثالث ثلاثة لا أعرف لهم رابعا يصححون نسبهم من مؤرخي أهل السنة و ألف فيهم كتابا سماهم فيه بالخلفاء .... و ان كان هذا لا يعني أنه يبرر فظائعهم ففي نفس كتابه الخطط ينص على التبرؤ منهم و من بدعهم
من أنت يا ابن الرومية .. ؟!
قل لي من أنت؟
فإنني أرى لك في كل واد إبلاً!!:):):)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:39]ـ
و هذا رابط في الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19259
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:41]ـ
من أنت يا ابن الرومية .. ؟!
قل لي من أنت؟
فإنني أرى لك في كل واد إبلاً!!:):):)
أنا الراعي شيخنا:)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:46]ـ
في عامة كتبه يصحح نسبهم على خلاف المشهورين من ثقات المؤرخين كالذهبي و ابن كثير و ابن خلكان و أبي شامة و هو ثالث ثلاثة لا أعرف لهم رابعا يصححون نسبهم من مؤرخي أهل السنة و ألف فيهم كتابا سماهم فيه بالخلفاء .... و ان كان هذا لا يعني أنه يبرر فظائعهم ففي نفس كتابه الخطط ينص على التبرؤ منهم و من بدعهم
إذن الأمر يحتاج إلى جمع كلامه كله فيهم لنخرج بموقف واضح عن موقفه منهم.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:25]ـ
نعم شيخنا و كل من قرأت له ممن تناول هذا الموقف الغريب من المقريزي يعزو ذلك الى نسبه الفاطمي كما ترى بعض المعاصرين مثلا من المعروفين بالاعتقاد السلفي و مع ذلك يستفرغون الجهد في المنافحة عن ما اشتهر به بعض ذويهم من الباطنية سواء صح عنهم أم لا:)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 06:45]ـ
بارك الله فى الأخوة جميعا وأنافىعجلة من أمرى فإن شاء الله بعد عودتى سأفصل الإشكال بخصوص موقف المقريزى من نسب العبيديين، فشأنه كشأن ابنخلدون، وقد تناولت هذا الأمر منذ عشر سنوات تقريبا ن فأنتم أيها الإخوة الكرام تذكرونى بعقد فات منعمرى أيام كونى كنت متخصصافى مدرسة مصر والشام، قبل أن أغير تخصصى إلى المغرب والأندلس
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 07:33]ـ
قال الحافظ ابن حجر _إنباء الغمر_ عن المقريزي
وحفظ كتاباً في مذهب أبي حنيفة تبعاً لجده لأمه الشيخ شمس الدين بن الصائغ الأديب المشهور، ثم لما ترعرع وجاوز العشرين ومات أبوه سنة ست وثمانين تحول شافعياً، وأحب إتباع - الحديث فواظب على ذلك حتى كان يتهم بمذهب ابن حزم ولكنه كان لا يعرف به ... محباً لأهل السنة يميل إلى الحديث والعمل به حتى نسب إلى الظاهر
فهل من أحد يوثق لنا و يأكد لنا انه تحول إلى الظاهرية؟ و ليس أنه اتهم بذلك أو نسب {مع العلم أن الظاهرية ليست تهمة و لكن مذهب كغيره من المذاهب يأخذ منه و يرد}.
ـ[حرملة]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 11:48]ـ
مال الرجل في كتابيه: "اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا" و"البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب" إلى تصحيح نسب العبيديين لفاطمة رضي الله عنها! مع اشتهار محضر كبار الأئمة في شأنهم، على عادة بعض المؤرّخين في التهويل والمبالغات التاريخيّة، فقد مدح سلوك بعض خلفائهم ابن الأثير وابن إياس، بيد أن المقريزيّ لم ينتسب إليهم قال الزّين عبد الباسط في النّيل: "وكان بعض الناس ينسبه إلى الفاطميّين بني عبيد خلفاء مصر، ويصع نفسه أنصاريّاً، وأنكر هو ذلك" انتهى.
قلت: (حرملة) ممن نسبه إليهم ابن تغري بردي.
أمّا كونه ظاهريّا فليس بظاهر إلا إذا كانت ظاهريّة عصرنا تظاهر هذا الظاهر بباطن الظاهر. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:45]ـ
أخى حرملة بارك الله فيك / ولم هذا الاستفزاز هههههههههههه
أنا أحلت الإخوة إلى كتب بعينها لنخرج تصور فانا ظاهرى وأعلم من هو الظاهرى من غيره، وأهل مكه أدرى بشعابها
ومن ثم فما قررته هنا هو ضرب من التسرع لأمور
أولا: كان قديما الذى يعرف عنه أنه ظاهرى يتهم بهذا، فهذا طبيعة الفكر قديما، بل حتى حديثا، ان لا تعلم ان المالكية على عهد ابن رشد الجد عدوا الظاهرية بدعة مع أنها مذهب إسلامى أصيل، وكذا بعد هذا العصر، ولقد قر ابن حجر نفسه أنه كان يتهم بمذهب ابن حزم.
ثانيا: معروف ان الظاهرية مذهب حديثى وكان داوود رحمه الله محبا للآثار معظما لها، وجمع منها الكثير، وكانت كل كتبه تفيض بالسنن والآثار، ومن ثم فكل ظاهرى يجعل جل اهتمامه السنن والآثار، هذا للعلم فلا ظاهرى إلا ويكون صاحب حديث أو فهم فى الحديث، وهذا كان شأن المقريزى رحمه الله، وهو ما ذكره عنه ابن حجر.
ثالثا: أن ابن تغرى بردى قرر فى المنهل الصافى ج1 ص396 قوله التالى عن المقريزى " كان كثير التعصب على السادة الحنفية وغيرهم لميله إلى مذهب الظاهر" فما قولك يا حرملة فى هذا.
رابعا: أن ابن تغرى بردى أيضا قرر فى حوادث الدهور قوله عن المقريزى " وكان ينسبه بعض الناس إلى الميل لمذهب الظاهر لأنه كان يعظم ابنحزم المغربى إلى الغاية، وليس فى ذلك ما يعاب لأن ابن حزم كان رجلا حافظا عالما، ولوكان ظاهريا لم ينكر فضله" هذا قول ابن تغرى،والمقريزى لعله تستر بعض الشىء بمذهبه الظاهرى لما كان يثار حول الظاهرية وقتها من اتهامات وتبديع، لكن الرجل أعلن حبه لابن حزم ولمصنفاته، ومن ثم قال ابن تغرى بردى لو كان ظاهريا ن وليس الأمر نفيا لظاهريته
ومن ثم قرر ابن حجر اتهامه بمذهب ابن حزم
وأنتظر ردك يا حرملة لنتحاور فهذا بعض ما فى الموضوع على أن نستمر مع بداية كلامك وردك
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:38]ـ
أخى ابن الرومية ليس معنى أن المقريزى يثبت نسب الفاطميين إلى فاطمة وعلى انه يساند الباطنية، الرجل كان مؤرخا عظيما، وما يراه بناء على الوثائق التى وقعت تحت يديه كان يثبته، وهو قد وقعت وثيقة تحت يديه تثبت نسب الفاطميين،ومن ثم أثبته فى كتابه إتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا، وفى الخطط المقريزية، وفى المقفى الكبير
وقد كان المقريزى فى ذلك كابن خلدون الذى أثبت هوالآخر نسب الفاطميين، وليس معنى ذلك انهما وغيرهما ممن أثبت النسب الفاطمى لعلى وفاطمة إقرار لهم بالاستقامة والخير بل هذا شانتاريخى
على أمل بعودة لمشاغل عنت لى
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 03:21]ـ
هو ذاك أستاذي ما قصدت أنه يدافع عن الباطنية فالرجل حسب ما سطره في كتبه يعرف الفرق تماما بين عقائد السلف و عقائد غيرهم فأحرى ان لا تلتبس عليه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 07:04]ـ
بارك الله فيك أخى ابن الرومية وكفى الرجل فخرا مدح شيخه ابن حج له، وكذا مدح السخاوى له ولعلمه وضبطه، رغم أنه انتقده واتهمه تهمة شنيعة الله أعلم ببراءته منها، ولعلنا نضعها فى مشاركة جديدة للطرح
ـ[حرملة]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
أخي الظاهريّ الفاضل
اسمح لي أن أعيد نفس عبارتي السابقة (ابتسامة)
"أمّا كونه ظاهريّا فليس بظاهر"
لأنّ ما استدللت به على أن المقريزيّ ظاهريّ يدور حول نقطتين "نقل الاتهام" و "الميل" وكلتاهما لا تساعدك فيما ترمي إليه.
أوّلا: ليس فيما ذكره الحافظ وغيره من اتهام الرجل بمذهب ابن حزم دلالة نجزم بها على ظاهرية الرجل! سيما وأنّهم لم يتهموه بذاك، ولا يحسن تفسير ذلك بقصص الاضطهاد والاتهامات المذهبيّة، و إلا فلم ذكر الحافظ وغيره رجالاً بأنهم ظاهريّة! بصريح العبارة دون أن يقولوا "اتُهموا"!!
ثانيا: لا يكفي ذكرُهم ميلَ الرّجل إلى مذهب الظاهر في الجزم بأنه "ظاهري" وليس كل من مال إلى مذهبٍ أو طائفة يقال إنه منها!
فكم في كتب التراجم والسير (كان يميل إلى مذهب كذا .. ) مع أنّ المترجَم له ليس من المتمذهبين به أو المنتمين إلى تلك الطائفة.
قف معي قليلاً وانظر ممعناً ومتأمّلاً إلى نقطتين اثنتين:
1 - ذكر المؤرّخون أن المقريزى تفقّه حنفيّاً على مذهب جدّه لأمه، وبعد أن جاوز العشرين تحوّل شافعيّاً (هكذا وصفوه بمذهبه بلفظ صريح واضح) ثم تجدهم يقولون " الظاهريّ فيما قيل عنه" " وقيل ظاهر لمذهب الظاهريّة" "ولوكان ظاهريا لم ينكر فضله" " مائل إلى الظاهر" " كان يُتّهم بمذهب ابن حزم" ونحوها من صيغ تمريضٍ وعبارات خجولة!! ولا يحتاج العاقل إلى مداواتها بتأويلات وتفسيرات أشبه بتفسيرات إخوان الصفا، بل عليه أن يبحث عن قول صريح غير مستدرك!
2 - القول الصحيح هو: أنّه شافعيّ كان يميل إلى الظاهر، قال الحافظ السخاوي في الضوء الّلامع بعد أن ذكر تفقّهه على مذهب أبي حنيفة: " تحوّل شافعيّاً واستقرّ عليه أمره، لكنّه كان مائلا إلى الظاهر" ثم نقل قول شيخه الحافظ " أحب الحديث فواظب علي ذلك حتّى كان يتهم بمذهب ابن حزم ولكنّه كان لا يعرفه!!
هذا رأيي فمن عنده أولى منه فليأتنا به.
وما أحسن بيتين تمثّل بهما العلامة المؤرّخ الشافعي المقريزي
في مقدّمة الخطط
وما أبرّئ نفسيَ إنّني بشر ... أسهو وأخطئ مالم يحمني قدر
وماتري عذرا أولي بذي زلل ... من أن يقول مقرّاً إنني بشر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:18]ـ
بارك الله فيك يا حرملة
يا حرملة الحوار ليس حربا ومحاولة كل طرف أن يظفر بالآخر يا أخى هل شممت من مشاركاتى أننى أفرض رأيي انا لما وضعت المشاركة قلت المقريزى بين الحنفية والشافعية والظاهرية فلم أحكم حكما مسبقا على المشاركة وإلا لما اصبح لها فائدة ما دمت قدمت حكما
ثم يا أخى أنت تقول هل من دليل هل تعلم ان فترة المقريزى وقبله فترة سيطرة كاملة للمذاهب الأربعة واتفق أهل التواريخ على أن غير المذاهب الأربعة لم يقم لهم قائمة، وكانوا يتهمون بمذهبهم، وهذا ما حدا بكتاب التراجم ليس ابن حجر وحده أن يقولوا اتهم بمذهب ابن حزم فالأمر إذا اشتهر يا أخى، ثم لم تركت كلام ابن تغرى بردى وكان مؤرخا عظيما لما قال كان معظما لابن حزم، وقال كان بعض الناس ينسبونه لأهل الظاهر، ليس هذا تمريض، ومصطلحات الحديث لا تطبق على التاريخ فكل علم بعد استقلاله يا أخى صار له أربابه الذى يفهمونه فلا نطبق مبادىء الحديث على التاريخ ولا العكس فى كل شىء
فبعض الناس عندنا كمؤرخين تمنحنا جديدا وتعطينا كشفا جديدا وليست صيغة تمريض، على نظر المحدثين هكذا نقرأ بعين التاريخ، وفى الحديث نقرا بعين المحدثين
ثم هل تناسيت ان أتباع المذاهب الأربعة إذا ما كتبوا عن غيرهم نسبوهم لمذاهبهم فماذا تريد من الأحناف يصنفون المقريزى عندهم وكذا الشافعية ن أما الظاهرية فلأنها لم تقم لها قائمة فلم تفعل واكتفت بالتستر إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا
ألم يصنف داود بن على الظاهرى فى طبقات الشافعية هل هو شافعى أم ظاهرى ومؤسس المذهب انتبه ياأخى والحوار كما قلت المهم فيه الوصول للحق لا الجدل المذموم هكذا تربيت وتعلمت ونشأت ولن أغير فكرة حق تعلمتها إلا بأدلة تنقضها
ثم ما المنتظر من السخاوى الشافعى إلا أن ينسبه للشافعيةباعتباره فعلا كان شافعيا ن كان ابن حزم أيضا شافعيا ومن قبل مالكيا ثم انتهى الأمر به ظاهريا
وانظر إلى قول السخاوى الذى احتججت أنت به ففيه لكنّه كان مائلا إلى الظاهر، والميل إلى الظاهر مع الاستقرار على الشافعية لا يسفر إلا عن ظاهرية يا عزيزى فالشافعية يعظمون النصوص والميل للظاهرية ما جاء إلا من خلال تعظيم الشافعية للنصوص ومن ثم مال المقريزى لأهل الظاهر، وميله هذا يجعله ظاهريا
ثم إن إقباله على الحديث وهو المؤرخ كان بدافع ظاهرى إذ أراد أن ينتصر للدليل وللنص من خلال إقباله على الحديث، وهذاشأن كل ظاهرى
ثم عندك كلام ابن تغرى بردى الذى تغاضيت عنه هل قدمت لك جديدأخى أم كاننى لم أقل شىء لا أدرى
ـ[حرملة]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
أخي الكريم
لو أمعنت في كلامي لوجدت أنني لم أغفل عما دار عليه قول ابن تغري بردي من ميل الرجل إلى الظاهر ولكنني لا أرى أبدا أنّ ذلك وحده كافٍ في تمذهبه بذاك المذهب! و إلا التزمتَ أن كل من مال إلى شخص أو مذهب وُصف به! وقيل إنه بذاك المذهب يذهب!.
الحافط السخاوي إمام جليل قرّر بصريح العبارة أنه: تحوّل شافعيّاً واستقرّ عليه أمره" فهلا أوردتَ لنا قولا واحدا صريحا في ظاهرية الرجل يبطل قوله:"واستقرّ عليه أمره"؟! دون السّرد الإنشائي الذي يحسنه كل أحد! ألا تلاحظ خطأ قولك البيّن: "والميل إلى الظاهر مع الاستقرار على الشافعية لا يسفر إلا عن ظاهرية "!!!!
وقولك: " إن إقباله على الحديث وهو المؤرخ كان بدافع ظاهرى إذ أراد أن ينتصر للدليل وللنص من خلال إقباله على الحديث، وهذاشأن كل ظاهرى"
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 04:09]ـ
أخى حرملة ليست الأمور بالإنشاء يا عزيزى وأما قولك " ألا تلاحظ خطأ قولك البيّن: "والميل إلى الظاهر مع الاستقرار على الشافعية لا يسفر إلا عن ظاهرية "!!!!
وقولك: " إن إقباله على الحديث وهو المؤرخ كان بدافع ظاهرى إذ أراد أن ينتصر للدليل وللنص من خلال إقباله على الحديث، وهذاشأن كل ظاهرى"
يا عزيزى انا لست ممن يعتمد على الإنشاء انا قلت لك انا مؤرخ أحتكم لأقوال ونصوص هذه هى صنعتى، ومن ثم فاقوال المؤرخين عنه لا تفيد غلا ما ذهبت إليه أما قولك اننى أخطأت خطا بينا فى قولى " والميل إلى الظاهر مع الاستقرار على الشافعية لا يسفر إلا عن ظاهرية "!!!! يبدو أنك لم تقف عليه جيدا ما قصدته من كلامى أن كل ظاهرى مال إلى الظاهر مؤخرا كان مستقرا على الشافعية بداية يا اخى الكريم، فداوود طلب الشافعية ودرسها وصنف فىمدح الشافعى كتابان وترجم له فى طبقات الشافعية وعد شافعيا عندهم، فما قولك هل نقول بقول من عده من الشافعية خلال فترة وقالوا استقر على كذا وكذا ن أم أنه صار ظاهريا، وكذا ابن حزم درس الشافعى واستقر عليه عشر سنوات ثم مال للظاهر ولو أنت دققت كلام المؤرخين جيدا لعلمت انهم ما قصدوا من قولهم مال إلى كذا إلا إقباله على المذهب ذاته، وليس الأمر كما ظننت أن الميل مجرد إعجاب، يا أخى للمؤرخين مصطلحات ليست كمصطلحات غيرهم، ولكل فن أربابه، وتراجم الاندلسيين كلها مليئة بقولهم مال إلى الدليل ويكون من أهل الحديث أصلا، مال إلى داود ويكون ظاهريا أصلا، مال إلى كذا وهكذا هذا شأنهم
واعلم يا أخى أنه ما من ظاهرى أبدا وأنا أدرى الناس بمنهجى يستقر على الشافعية فترة من الزمن ويميل إلى الظاهريةإلا ويتقن الحديث ويحسنه لأن أصل المذهب قائما على النصوص
ولكن يا أخى قلى أنت بم علل وتفسر اتهام الناس له بالظاهرية ألا يستوقفك هذا أم أن الأمر جدل فحسب ن ثم ماذا عن تعظيمه لابن حزم يحبه هكذا حبا كحب أى شخص آخر وهذا الحب الذى دعاه إلى التعصب لكتب انب حزن وقراءتها أيضا لا شأن له ولا أهمية له على إثبات ظاهريته
وما قولكعلى رده بتعصب على الحنفية بعد ان كان واحدا منهم ألا تعلم لم يا اخى لأنهم أصحاب راى وقياس وأكثر مدارس الفقه استخداما لذلك وهو كواحد متعصب لابن حزم ومائل للظاهرية كما تريد ان تقول لابد ان يوضح أن ميله اصبح ظاهريا فنقد معارضيه، هل رأيت شافعيا انتقد الأحناف بتعصب، ومن الذى ينتقد الأحناف بتعصب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 05:23]ـ
إعادة الرد
أخى حرملة ليست الأمور بالإنشاء يا عزيزى انا لست ممن يعتمد على الإنشاء انا قلت لك انا أحتكم لأقوال ونصوص هذه هى صنعتى، ومن ثم فاقوال المؤرخين عنه لا تفيد إلا ما ذهبت إليه من أنه ظاهرى كما قلت وواضح من كتب المقريزى ذاته نهجه الظاهرى إن لم يقل حتى عنه المؤرخين شيئا، فكيف إذا كانت هناك أقوال من أهل العلم، وهناك نهج ومنهج فى فهم الأقوال، يا عزيزى أنا قلت أن المذهب الظاهرى كان محجورا عليه فى ذلك الوقت ومن ثم كان من يتمذهب بالظاهرية وبالطبع ما دام تمذهب فإنه يظهر منه ميل لها أقول من يتمذهب بالظاهرية كان يتهم بذلك، وكفى باتهام أهل عصره له بالظاهرية ونقل المؤرخين لذلك دليلا على ظاهريته، هل تريد من قوم ينقمون على الظاهرية أن يقولوا عن ظاهرى خاصة وأنه رجل كبير مر على الحنفية وعلى الشافعية ثم مال إلى الظاهرية أى تحول ظاهريا كما سياتى وأوضح لك يا أخى بمصطلحات المؤرخين هل تريدهم يقولون اصبح ظاهريا بلا اتهام وبلا وبلا كلا
ماذا فعل فى تاريخ الدولة الأموية فى عهد العباسيين ومن قبل العلويين هل كتبوا تاريخ الدولة بإنصاف والعيب ليس عيب المؤرخين إنما من يحدثهم ووظيفة المؤرخ أن ينتقى من الأقوال ويختار ويرد ويطرح، وفى النهاية المؤخ ابن بيئته التى تربى فيها وهذا أمر يعرفه كل واحد.
ولذا نجد عند المؤرخين العظام أخطاء كبيرة حسب ظروف العصر الذى درجوا فيه ألم يخرج علينا أعلام كبار ويقولون بحياة الخضر فى حين يرفض اناس آخرون، من أين جىء بهذا من تأثير الفكر الصوفى وتأثير بعض أهل العلم الذين تأثروا بظروف مجتمعهم،أنا لا أريد أن أسرف فى الموضوع ما أردت أن أقوله أظن أنه اتضح، فالأمر ليس اتهام مؤرخين بعدم الأمانة، ولكنه رضوخ لظروف مجتمع، وقديما قال ابوهريرة رضى الله عنه " حملت وعاءين عن الرسول فبثثت أحدهما ولو بثثت الآخر لقطع هذا البلعوم" يعنى لو حدثت بأمور عن بنى أمية أو خاصة بالحكم لقتلونى.
أما قولك اننى أخطأت خطا بينا فى قولى " والميل إلى الظاهر مع الاستقرار على الشافعية لا يسفر إلا عن ظاهرية "!!!! يبدو أنك لم تقف عليه جيدا ما قصدته من كلامى أن كل ظاهرى مال إلى الظاهر مؤخرا كان مستقرا على الشافعية بداية يا اخى الكريم، فداوود طلب الشافعية ودرسها وصنف فى مدح الشافعى كتابان وترجم له فى طبقات الشافعية وعد شافعيا عندهم، فما قولك هل نقول بقول من عده من الشافعية خلال فترة وقالوا استقر على كذا وكذا أم أنه صار ظاهريا، وكذا ابن حزم درس الشافعى واستقر عليه عشر سنوات ثم مال للظاهر ولو أنت دققت كلام المؤرخين جيدا لعلمت انهم ما قصدوا من قولهم مال إلى كذا إلا إقباله على المذهب ذاته أى الذى مال إليه، وليس الأمر كما ظننت أن الميل مجرد إعجاب، يا أخى للمؤرخين مصطلحات ليست كمصطلحات غيرهم، ولكل فن أربابه، وتراجم الاندلسيين كلها مليئة بقولهم مال إلى الدليل ويكون من أهل الحديث أصلا، مال إلى داود ويكون ظاهريا أصلا، مال إلى كذا وهكذا هذا شأنهم
واعلم يا أخى أنه ما من ظاهرى أبدا - وأنا أدرى الناس بمنهجى - يستقر على الشافعية فترة من الزمن ويميل إلى الظاهرية إلا ويتقن الحديث ويحسنه لأن أصل المذهب قائما على النصوص
ولكن يا أخى قل لى أنت بم تعلل وتفسر اتهام الناس له بالظاهرية ألا يستوقفك هذا أم أن الأمر جدل فحسب
ثم ماذا عن تعظيمه لابن حزم يحبه هكذا حبا كحب أى شخص آخر وهذا الحب الذى دعاه إلى التعصب لكتب ابن حزم وقراءتها أيضا لا شأن له ولا أهمية له على إثبات ظاهريته، وهل علمت أن محبى ابن حزم عرفوا بالحزمية وهم أيضا ظاهرية، ومدرستهم مدرسة ظاهرية صرفة، ولكن كل ما فيها أنهم شديدى الإعجاب بعقل وفكر ابن حزم.
وهل تعلم يا أخى أن أهل العلم حديثا من المشتغلين بابن حزم وغيرهم قالوا أن عالم ابن حزم من دخله فمن الصعب أن يخرج منه إلا وهو متبع ابن حزم، وأنا قبل ان ابدا أطروحتى للماجستير وكانت عن ابن حزم، وكذا أطروحتى للدكتوراة عن الظاهرية والمالكية قيل لى قولهم هذا الكلام الآنف الذكر.
فهل حب المقريزى لابن حزم كان لمجرد الحب أم أنه قرأ كتبه وتعصب لها وعظمها وعظم صاحبه، ومن ثم صار ظاهريا وإن لم يظهر كتاب التراجم ذلك جليا رغم انه واضح لأن الأمر منهجا وليس قولا.
وابن نباتة الظاهرى قالوا عنه أى كتاب التراجم كان مالكيا درس المذهب المالكى على يد ابن زرقون ثم مال للظاهرية، هل هذا عندك يعنى أنه لم يصبح ظاهريا، وأهل العلم جميعا يعلمون أنه ظاهرى الظاهرى منهم وغيرهم.
ثم يا أخى ما قولك على ردالمقريزى بتعصب على الحنفية بعد ان كان واحدا منهم ألا تعلم لم يا اخى لأنهم أصحاب راى وقياس وأكثر مدارس الفقه استخداما لذلك وهو كواحد متعصب لابن حزم ومائل للظاهرية كما تريد ان تقول لابد ان يوضح أن ميله اصبح ظاهريا فنقد معارضيه، هل رأيت شافعيا انتقد الأحناف بتعصب، ومن الذى ينتقد الأحناف بتعصب!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وللحديث بقية لأننى فى عجلة من أمرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حرملة]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:52]ـ
هل تريد من قوم ينقمون على الظاهرية ..
أخي ليس لك دليل على ظاهرية الرجل إلا التهويل والتهويش!
وينبغي على طالب العلم ألا يقول إلا من حيث يعلم
ويمسك من سرد آرائه في مواطن الاحتجاج وطلب المصادر
سامحني الله وإيّاك
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 03:45]ـ
آمين سامحنا الله وإياك، ولكن يا حرملة هلا استحيت من ترك كل ما طرحته وسطرته من تبيين قولة مال إلى أهل الظاهر من كتاب التراجم وتوضيحها ثم تنتقل إلى أمر لا دخل له بالحوار وتتهمنى بالتهويل
والله يا أخى لست ممن يهول
واساتذتى وتلاميذى يعرفون ذلك جيدا عنى
ولو قرات انت بإنصاف لعرفت ذلك
ولكن يبدو انك ما تريد حقا
لأنك لوأردت الحق لتعرفت على ما سطرته وهو الأمر الذى كنت تتمسك به مسألة مال إلى أهل الظاهر
غفر الله لى ولك
الحديث إن لم يسفر عن خير واحترام ونصح وإرشاد وتوصل للحق فلا اتمه الله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 03:56]ـ
واعلم يا حرملة اننى بحمد الله تعالى ما أقول شيئا لا أعلمه، ولوكنت لا أعلم ما قلت فى الموضوع ولا تنسى اننى دكتور فى التاريخ والحضارة الإسلامية فلست بمن يخدع بمثل هذه المقولات أويتأثر بها بل انا الذى أعلمها لطلبة العلم!!!!!!!!!!!!!!
وما قلته هذا كشف اكتشفته إن كان لك فى ذلك كما كشفت عن غيره وكتب أحد أساتذتى عن ما أقوم به فى أكثر من كتاب وتحدث عنه فى ندوة بالجزائر هذا ما يقوم به أهل العلم وأعلامه؛
ومن ثحدث فى غير فنه أتى بالعجائب
ومن جهل شيئا عاداه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 04:04]ـ
يا حرملة هل تعرف أن العلم رحم بين اهله، فإن كنت من أهل العلم فلا تستفز غيرك أكبر منك أوأصغر أعلم منك أم أجهل
هل الاستفزاز ستؤجر عليه ام انك به تفسد الأجر الذى ربما تحصل عليه
يا ليتك تتخلى عن نبرة الاستفزاز خصوصا وانك تتحدث مع أستاذ جامعى وليس مع رجل بتاع سمك لبن تمر هندى لا يعرف حاله، ويتستر عن الدنيا
نسأل الله الهداية وكشف الغمة
وليت الحجج والأدلة التى نطرحها تقرا
وليت الجدل يترك
فلقد سئمنا الجدل، ولكن لا حيلة لنا غيره إذ هو السبيل لرد الافتراءات
ليت الأدلة التى نطرحها تؤثر فى العقول التى ربما كانت أعقل من أساتذة الجامعات العتيدة فى العالم العربى
فأساتذة الجامعات يقبلون الحجج والأدلة ويقولون أدلة محترمة، وأصحاب العقول يقولون ليست بادلة
لعلهم أعلم وأعقل وأفهم
هههههههههههه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:38]ـ
وما ذهبنا إليه من أن توجه المقريزى للاستزادة من علم الحديث كان بتوجه من قبل منهجه الظاهرى يؤكده الحافظ ابن حجر بقوله " كان إماما بارعا مفننا متقنا ضابطا خيرا محبا لأهل السنة يميل إلى الحديث والعمل به حتى نسب إلى الظاهر ... "
هل هناك أجلى من ذلك فى تأكيد أحكامنا التى قررناها بعلم بحمد الله وتوفيقه، وليس الأمر تهويل ولا تهويش كما ذهب البعض
غفر الله لنا ولهم وللأخة جميعا وهدانا إلى سواء السبيل
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 12:06]ـ
وبخصوص اضطهاد أهل الظاهر وتعذيبهم فلينظر الأخوة الأفاضل لابن حجر فى إنباء الغمر بأبناء العمر في رسالة كتبها السلطان:
وهو يقول " وفي المرسوم أيضاً بلغنا أن جماعة بدمشق ينتحلون مذهب ابن حزم وداود ويدعون إليه، منهم القرشي وابن الجائي والحسباني والناسوفي، فتقدم بطلبهم فإن ثبت عليهم منه شيء عمل بمقتضاه من ضرب ونفي وقطع معلوم، ويقرر في وظائفهم غيرهم من أهل السنة "
فهل هؤلاء كانوا يعذبون ام ينعمون
ولينظر الأخوة كذلك إلى عصر المماليك أيضا الذى كان فيه العلامة المقريزى كيف كان حال الظاهرية
فقد كان الإمام ابن سعدون الظاهري (ابن برهان) صاحب الإمام سعيد السحولي الظاهري ... قد تبعه خلق كثير في خراسان والشام وغيرهما ... فحبسه الظاهر برقوق في الأغلال مع جماعة من أصحابه ووبخه وضرب أصحابه بالمقارع ....
هذا ما كنت قد حققته أخى الكريم، فلعل هذه النقول تؤكد ما توصلنا إليه واننا لسنا من أهل التهويل والإنشاء(/)
رسالة في إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجل (الدكتور عبد الباقي الظاهري)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:48]ـ
قمت فقط بترقيم الهوامش
رسالة
فى
إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال
تأليف
عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى
باحث دكتوراة
كلية الآداب – جامعة عين شمس
1426هـ/2005م
تقديم:
الحمد لله حمدا يليق بكماله وجلاله، والصلاة والسلام على السيد الصادق، المخترق به السبع الطرائق، الذى أراه ربه ما أودعه من الآيات والحقائق، محمد صلى الله عليه وسلم صاحب النور الأجلى، والمورد العذب الأحلى، وبعد:
فى جمعة من شهر صفر 1426هـ/ مارس 2005م خرجت علينا سيدة مسلمة تدعى أمينة ودود (1)، خطبت الجمعة وأمت الرجال فى قاعة معرض سندارام تاجور، والذى أسس عام 2000م، لتحقيق الحوار بين الثقافات والتقريب بين الخلفيات الثقافية المختلفة والحضارتين الشرقية والغربية.
الأغرب من ذلك أن الرجال تراصوا بجوار النساء، وكانت المؤذنة عارية الرأس، وقد عرضت قناة العربية مشاهد لهذا الموضوع المأسوى، الذى ما تم إلا بتحريك أمريكى.
ادعت الدكتورة سالفة الذكر أن من حق المرأة أن تكون إماما للرجال والنساء فى كل الصلوات، وأنه لا يوجد نص فى الدين الإسلامى يحرم أو يمنع إمامتها للرجال، محتجة أن الرسول أقر امرأة تؤم الرجال، وقالت إن المفهوم السائد لدى المسلمين على مدار التاريخ من أن المرأة لا يجوز لها أن تكون إماما فى الصلاة للرجال والنساء مفهوم غير صحيح ويرجع إلى عادات وتقاليد بالية
والواقع أن الاحتجاج على جواز إمامة المرأة للرجال بعدم ورود نص شرعى يمنع المرأة من ذلك، لا ينم إلا عن عدم علم وفهم للفقه وأصوله، إذ من المعلوم أن الأصل فى العبادات التحريم حتى يأتى نص بالإباحة (2)، وذلك عكس الأمور الدنيوية الأصل فيها الإباحة حتى يأتى أمر بالتحريم، ومن ثم على هؤلاء الذين لا يحسنون مبادىء الفقه التى يحسنها الطلبة الصغار، أن لا يتكلموا عن مثل هذه الأمور، حتى يحيطوا على الأقل بها لا أقول بالدين كلية.
ثم إن الاحتجاج بحديث إقرار الرسول لامرأة أن تؤم الرجال، ليس فى موضعه فلو أن هؤلاء القوم لديهم علم وفهم بعلوم الشريعة وتفريعاتها، لوقفوا على هذا الحديث وهو حديث أم ورقة وفيه مقال فى سنده على ما سيتضح فى هذه الرسالة، ومن ثم لا يصلح للاحتجاج، ولو فرضنا صحته فليس فيه أن المرأة أمت النساء والرجال بل فيه أن الرسول أذن لها أن تؤم أهل بيتها، وقد روى الدارقطنى هذا الحديث بزيادة جاء فيها (إنما أذن لها أن تؤم نساء أهل دارها) وهذه زيادة يجب قبولها (3)
إن ما فعلته هذه الدكتورة ما هو إلا متابعة منها لغزالة الشبيبية الخارجية تلك المرأة التى كانت فى عهد الحجاج بن يوسف الثقفى وأفتت بجواز إمامة المرأة الرجال، ومن ثم فهى بفعلتها هذه ترتبط بمذهب الخوارج الذى طالما كفر المسلمين وأطفالهم واستحل أموالهم، أكثر مما تريده من تجديد وتطوير للفقه والخطاب الدينى حسب زعمهم (4)
لقد أحدثت هذه الفعلة النكراء بلبلة فكرية وسط جموع المسلمين فى العالم، إذ إن تاريخ الإسلام قاطبة لم يعرف أن امرأة أمت النساء والرجال وخطبت الجمعة، لقد تولت شجرة الدر (5) الحكم فى مصر فما تجاسرت أن تدعى لنفسها حق إمامة الرجال فى الصلاة، ولا حق خطبة الجمعة، مع كونها حاكمة.
سارع الجميع من الفقهاء وأصحاب القدم الراسخة فى الفتيا بمعارضة هذه الفعلة، وأفتوا ببطلانها، وراح الشباب المسلم المختص بالدعوة إلى الله بالبحث والتنقيب فى التراث الفقهى والحديثى عن هذا الموضوع للوقوف على وجه الحقيقة، خاصة بعد إثارة الضجة حول حديث أم ورقة السابق، والذى ورد عند أبى داوود وابن خزيمة وأبونعيم والحاكم وغيرهم كما عرضنا له فى أطروحتنا هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أكد أستاذنا الدكتور القرضاوى أطال الله بقاءه على اتفاق المذاهب الثمانية (6) على أن المرأة لا تؤم الرجل فى الفرائض ... ، وأكد أن تاريخ الإسلام لم يعرف أن امرأة أمت الرجال قط، وهذا إجماع يقينى، كما أكد أن الأصل فى الإمامة فى الصلاة أنها للرجال، والصلاة فى الإسلام لها مقوماتها وخصائصها فليست مجرد ابتهال ودعاء بل فيها حركات وقيام وقعود وركوع وسجود وهذه الحركات لا يحسن أن تقوم بها امرأة بين يدى الرجال فى عبادة يتطلب فيها خشوع القلب وسكينة النفس وتركيز الفكر فى مناجاة الله، وتجنبا لأى فتنة وسدا للذريعة جعل الشرع الإمامة والأذان والإقامة للرجال وجعل صفوف النساء خلف صفوف الرجال، وجعل خير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها انتهى كلامه.
وقال الدكتور عبدالمعطى بيومى أستاذ العقيدة والفلسفة وعميد كلية أصول الدين السابق، إن الإجماع جرى على ألا تتولى المرأة إمامة الرجال فى الصلاة ... لا بد أن نلتزم فى العبادات بما ورد عن الرسول حيث قال (صلوا كما رأيتمونى أصلى) فالسنة العملية للرسول تؤكد عدم جواز إمامة المرأة للرجال.
وقال الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين إن المطالبة بإمامة المرأة للرجال ليست بدعة جديدة فى الإسلام فقط بل تعد بدعة فى الأديان كلها بصفة عامة، حيث إن كل الأديان تقر بإمامة الرجال فى العبادات فنرى الحاخام اليهودى والقسيس فى المسيحية ولم نسمع عن امرأة طالبت بتقلد هذه المناصب فى الكنائس أو المعابد اليهودية.
وقال إن من يصلى وراء امرأة من الرجال فإن صلاته ستكون باطلة بل إنه سيكون مشاركا فى الإثم لأنه بذلك يسعى فى إحداث تغيير فى الدين ويخترع صلاة غير مشروعة وهو ذنب كبير، ولذلك فقد دعا الدكتور إلى امتناع الرجال عن الصلاة وراء أمينة ودود .. وقال إن إمامة المرأة للرجال هى إنكار للسنة النبوية .. مؤكدا أن خطبة المرأة للرجال فى العيد أو الجمعة هى أمر محظور وممنوع، وقد أرجع ما يحدث إلى وجود بعض الجماعات والجمعيات الأمريكية التى تسعى لمحاربة الأديان والتحريف فيها.
ووصفت الدكتورة آمنة نصير بجامعة الأزهر هذه المحاولة بأنها تدخل ضمن مخطط لهدم الإسلام، ودعت إلى مواجهتها بكل قوة وردع، وأنه لابد أن يصدر بيان من شيخ الأزهر يحمل توضيحا وردعا لمثل هذه الافتراءات، والذى فتح شهيتها هو التراخى فى الرد عليها.
وتساءلت الدكتورة قائلة: كيف تؤم المرأة الرجال وتسجد وتركع أمامهم وهو أمر مخالف للفطرة وغير جائز (7)
إزاء هذه البلبلة التى حدثت، خاصة وأن الأمر قد تعدى أمريكا إلى أوربا وغيرها من دول العالم، باتخاذ أئمة من النساء، وجدت نفسى مندفعا للمشاركة فى هذا الموضوع بما منحنى الله من علم وفقه، متأسيا بالنبى صلى الله عليه وسلم فى تبيينه وتوضيحه الدين فعليا، وقوليا بقوله (بلغوا عنى ولو آية).
كما أنه قد أشار إلى من لا يسعنى مخالفتهم، ولا يمكننى إلا موافقتهم، بتوضيح حكم إمامة المرأة للرجال، وما مدى صحة حديث أم ورقة الذى يحتج به المجيزون، وهل يجوز للمرأة أن تؤم الرجال وتتأخر عنهم على قول بعض الحنابلة، فشمرت عن ساعد الجد مبادرا لتحقيق رغبتهم، آملا أن أنال الحظوة والزلفى عند ربى غدا، واستعنت بالله ونظرت فى كتب الحديث والفقه، فوجدت مادة تعين على تلبية مطلبهم، وترد على من تبجح ورفع عقيرته قائلا (إن فى السنة والتراث الفقهى ما يجيز للمرأة أن تؤم الرجال).
فنظرت ما وقعت عليه عينى من كلام الأئمة وأقوالهم، فجاءت على ستة مذاهب هى: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية والشيعة الزيدية، ووجدت فيها كفاية لتوضيح المسألة، ومن ثم لم أشا أن أتزيد عن ذلك، حتى لا يمل القارىء الكريم، والله أسأله القبول وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه إنه ولى ذلك والقادر عليه.
عبدالباقى السيد عبدالهادى
مسألة: ولا تحل إمامة النساء للرجال أصلا، لا متقدمة عليهم، ولا متأخرة عنهم، برهان ذلك ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الحديث واضح الدلالة على عدم تقدم المرأة على الرجال، بل وصف الصف الأول من النساء والذى يلى الأخير من صفوف الرجال بالشر، ووصف الأخير من النساء بالخير لبعده عن الرجال، فكيف بالمرأة إذا وقفت مكان الإمام، وكانت محط أنظار الرجال جميعا.
ودليل ثان وهو الإجماع إذ انعقد الإجماع من لدن النبى صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا بعدم جواز إمامة المرأة للرجال، والقاعدة الفقهية تقول الأصل فى العبادات التحريم حتى يأتى نص بالإباحة، ولم يرد عندنا نص صحيح صريح يجيز إمامة المرأة للرجال، أما حديث أم ورقة فليس بصحيح وسنورد القول فيه لاحقا، وهو الذى احتج به كل من أبى ثور والمزنى والطبرى على جواز إمامة المرأة للرجال.
وها هو نصه:
قال أبوداود حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا غَزَا بَدْرًا (9) قَالَتْ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَهَادَةً قَالَ قَرِّي فِي بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ قَالَ فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةُ قَالَ وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتْ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَتَّخِذَ فِي دَارِهَا مُؤَذِّنًا فَأَذِنَ لَهَا قَالَ وَكَانَتْ قَدْ دَبَّرَتْ (10) غُلَامًا لَهَا وَجَارِيَةً فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ فَغَمَّاهَا (11) بِقَطِيفَةٍ (12) لَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَذَهَبَا فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَالْأَوَّلُ أَتَمُّ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا فِي بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا (13)
ورواه ابن خزيمة فقال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا نصر بن علي نا عبد الله بن داود عن الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك عن أبيها وعن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة ثم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة وأذن لها ان تؤذن لها وأن تؤم أهل دارها في الفريضة وكانت قد جمعت القرآن (14)
ورواه ابن الجارود فقال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال ثنا وكيع عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن جدته وعن بن خلاد عن أم ورقة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت له ثم يا رسول الله أغزو معك فأمرض مرضاكم لعل الله يرزقني شهادة قال قري في بيتك فإن الله سيرزقك شهادة قال وكانت تسمى الشهيدة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في الجمع فكان يقول أذهبوا بنا إلى الشهيدة وكانت قد قرأت القرآن واستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في أن يجعل في دارها مؤذنا فتصلي فأذن لها (15)
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه أبونعيم فقال حدثنا أبو علي محمد بن احمد بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن جميع حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة بنت عبد الله ابن الحارث الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها يسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا بدرا قالت له إئذن لي فأخرج معك وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي إلى الشهادة قال إن الله عز وجل مهد لك الشهادة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها حتى عدا عليها جارية وغلام لها كانت قد دبرتهما فقتلاها في امارة عمر رضي الله تعالى عنه فقيل له إن أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها فقال عمر رضي الله تعالى عنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا فزوروا ا لشهيدة رواه وكيع وعبد الله بن جميع مثله (16)
ورواه الحاكم وقال احتج مسلم بالوليد بن جميع وهذه سنة غريبة لا أعرف في الباب حديثا مسندا غيرهذا (17).
قلت هذا الحديث لا حجة فيه فقد رواه الجميع من طريق الوليد بن عبدالله بن جميع (18)، وعبدالرحمن بن خلاد تكلم فيهما أهل الجرح والتعديل.
قال ابن القطان الوليد بن جميع وعبد الرحمن بن خلاد لا يعرف حالهما.
وقال حال عبد الرحمن بن خلاد مجهول.
وقال الوليد بن عبد الله لا يعرف أصلا.
وقد أخرج له مسلم ووثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم وروى عنه الكبار يحيى وأبو نعيم وغيرهم (19)
وقال المنذري: الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري الكوفي وفيه مقال , وقد أخرج له مسلم.
قال ابن حجر وقد حسن الدارقطني حديث أم ورقة في كتاب السنن وأشار أبو حاتم في العلل إلى جودته وأخرجه بن خزيمة في صحيحه (20)
وقال ابن حجر عن هذا الحديث رواه أبو داود والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت يا رسول الله ايذن لي في الغزو معك الحديث وفيه وأمرها أن تؤم أهل دارها وفيه قصة وأنها كانت تسمى الشهيدة وفي إسناده عبد الرحمن بن خلاد وفيه جهالة (21)
وقال ابن الجوزى الوليد بن جميع ضعيف و أمه مجهولة قال ابن حبان لا يحتج بالوليد بن جميع (22)
قلت: ولو فرضنا صحة الحديث فليس فيه أن أم ورقة أمت الرجال من أهل بيتها، والقائلون بذلك يلزمهم أن يأتوا بقرينة توضح ذلك، وإلا لكانوا متقولين على الرسول بما لم يقل.
وقال بعض الحنابلة يجوز أن تؤم الرجال في التراويح وتكون وراءهم لما روي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها قالوا وهذا عام في الرجال والنساء (23)
قلت لا حجة فى كلامهم من وجوه:
الأول: أن حديث أم ورقة لا يصح.
الثانى: أننا لو فرضنا صحته فقد رواه الدارقطنى بزيادة جاء فيها (إنما أذن لها أن تؤم نساء أهل دارها) وهذه زيادة يجب قبولها (24)
الثالث: أن الإمامة في اللغة تعنى مطلق التقدم وأما في الشرع فتنقسم أربعة أقسام أحدها إمامة عبادة وهي صفة حكيمة توجب لموصوفها كونه متبوعا لا تابعا (25) فهل المرأة إذا تأخرت كانت إمامة لغة وشرعا.
الرابع: أن هذا القول لا برهان عليه لا من قرآن ولا سنة صحيحة، ولا قول أحد من الصحابة ولا عقل ولا رأى سديد أصلا، بل إن حديث أم ورقة نفسه الذى يحتجون به ليس فيه أنها كانت تؤم أهل بيتها وكانت تتأخر، وقد بينا سابقا معنى الإمامة لغة وشرعا.
وممن قال بعدم جواز إمامة المرأة للرجال فقهاء المدينة السبعة والتابعون، وأبوحنيفة ومالك والشافعى وأحمد بن حنبل، وداود بن على الظاهرى وأتباعهم، وسفيان الثورى، والهادوية من الشيعة، والبيهقى وابن المنذر وابن حزم وابن مفلح وأبوحامد الغزالى، وابن قدامة الحنبلى،وابن رشد الحفيد والقرطبى والنفراوى والعبدرى من المالكية، والنووى وابن تيمية، والبهوتى والقفال وزين بن إبراهيم، ومرعى بن يوسف، وابن ضويان والمرداوى، والشوكانى، وظاهر كلام الصنعانى وجماهير الفقهاء، وهو قول كل فقهاء عصرنا من الأزهريين وغيرهم من المفكرين والمنظرين وعلى رأسهم أستاذنا الدكتور يوسف القرضاوى أطال الله بقاءه وأستاذنا الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، ولم أسمع بأحد ممن له قدم فى الفقه أفتى بخلاف ذلك سوى رجل واحد
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأزاهرة، وقد انتقده وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق قائلا إن رأيه خاص به، ولا يعبر عن الأزهر، ويخالف ما اتفق عليه علماء الأزهر.
قول العلماء فى إمامة المرأة للرجال:
قال ابن المنذر والشافعي يوجب الإعادة على من صلى من الرجال خلف المرأة.
وقال القرطبى قال علماؤنا لا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء (26)
قلت: أما قول القرطبى نقلا عن بعض العلماء بعدم جواز إمامة المرأة النساء، فسيتضح بطلانه لاحقا.
واحتج من يرى عدم جواز إمامة المرأة للرجال بما رواه ابن ماجه قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ أَبُو جَنَّابٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ الْجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا فِي يَوْمِي هَذَا فِي شَهْرِي هَذَا مِنْ عَامِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ اسْتِخْفَافًا بِهَا أَوْ جُحُودًا لَهَا فَلَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ وَلَا زَكَاةَ لَهُ وَلَا حَجَّ لَهُ وَلَا صَوْمَ لَهُ وَلَا بِرَّ لَهُ حَتَّى يَتُوبَ فَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَلَا لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا وَلَا يَؤُمَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا وَلَا يَؤُمَّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا إِلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَيْفَهُ وَسَوْطَهُ) قال الصنعانى إسناده واه.
فيه عبد الله بن محمد العدوي (27) عن علي بن زيد بن جدعان (28) والعدوي اتهمه وكيع بوضع الحديث وشيخه ضعيف وله طرق أخرى فيها عبد الملك ابن حبيب (29) وهو متهم بسرقة الحديث وتخليط الأسانيد.
قال الصنعانى: وهو يدل على أن المرأة لا تؤم الرجل وهو مذهب الهادوية والحنفية والشافعية وغيرهم وأجاز المزني وأبو ثور إمامة المرأة.
وأجاز الطبري إمامتها في التراويح إذا لم يحضر من يحفظ القرآن وحجتهم حديث أم ورقة ويحملون هذا النهي على التنزيه أو يقولون الحديث ضعيف (30)
وقال ابن قدامة: وأما المرأة فلا يصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافلة في قول عامة الفقهاء.
وقال أبو ثور لا إعادة على من صلى خلفها وهو قياس قول المزني (31)
وقال ابن قدامة: ولا تصح إمامة المرأة بالرجال ومن به سلس البول والأمي الذي لا يحسن الفاتحة أو يخل بحرف منها إلا بمثلهم (32)
وقال ابن رشد الحفيد: اختلفوا في إمامة المرأة فالجمهور على أنه لا يجوز أن تؤم الرجال واختلفوا في إمامتها النساء فأجاز ذلك الشافعي ومنع ذلك مالك وشذ أبو ثور والطبري فأجازا إمامتها على الإطلاق وإنما اتفق الجمهور على منعها أن تؤم الرجال لأنه لو كان جائزا لنقل ذلك عن الصدرالأول ولأنه أيضا لما كانت سنتهن في الصلاة التأخير عن الرجال علم أنه ليس يجوز لهن التقدم عليهم لقوله عليه الصلاة والسلام أخروهن حيث أخرهن الله ولذلك أجاز بعضهم إمامتها النساء إذ كن متساويات في المرتبة في الصلاة مع أنه أيضا نقل ذلك عن بعض الصدر الأول ومن أجاز إمامتها فإنما ذهب إلى ما رواه أبو داود من حديث أم ورقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها (33)
وقال ابن مفلح: ولا تصح إمامة المرأة والخنثى للرجال ولا للخناثى لا يصح أن يأتم رجل بامرأة في الصحيح من المذهب وهو قول عامتهم قال البيهقي وعليه الفقهاء السبعة والتابعون لما روى ابن ماجه عن جابر مرفوعا (لا تؤمن امرأة رجلا) ولأنها لا تؤذن للرجال فلم يجن أن تؤمهم كالمجنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا لا تصح إمامتها بالخنثى لاحتمال أن يكون رجلا وظاهره لا فرق بين الفرض والنفل على الصحيح وأنه لو صلى خلفها وهو لا يعلم لا تصح وعليه الإعادة ذكره السامري وغيره وعنه تصح في النفل وعنه في التراويح قدمه في التخليص وجزم به ابن هبيرة وخص بعض أصحابنا الجواز بذي الرحم وبعضهم بكونها عجوزا وبعضهم بأن تكون أقرأ من الرجل (34)
وقال مرعى بن يوسف: ولا تصح إمامة المرأة بالرجال (35)
وقال ابن تيمية: لا تصح إمامة الصبي في الفرض وفي النفل روايتان .. ولا تصح إمامة المرأة ولا الخنثى إلا بالنساء ولا تصح إمامة كافر (36)
قال المرداوى: قوله ولا تصح إمامة المرأة للرجل هذا المذهب مطلقا قال في المستوعب هذا الصحيح من المذهب ونصره المصنف واختاره أبو الخطاب في تذكرته وجزم به في الكافي والمحرر والوجيز والمنور والمنتخب وتجريد العناية والإفادات وقدمه في الفروع والرعايتين والحاويين والنظم ومجمع البحرين وإدراك الغاية وغيرهم وهو ظاهر كلام الخرقي وعنه تصح في النفل وأطلقهما ابن تميم وعنه تصح في التراويح نص عليه وهو الأشهر ثم المتقدمين.
قال أبو الخطاب وقال أصحابنا تصح في التراويح قال في مجمع البحرين اختاره أكثر الأصحاب.
قال الزركشي منصوص أحمد واختيار عامة الأصحاب يجوز أن يؤمهم في صلاة التراويح انتهى وهو الذي ذكره ابن هبيرة عن أحمد وجزم به في الفصول والمذهب والبلغة وقدمه في التلخيص وغيره وهو من المفردات ويأتي كلامه في الفروع قال القاضي في المجرد ولا يجوز التراويح. فعلى هذه الرواية قيل يصح إن كانت قارئة وهم أميون جزم به في وابن تميم والحاويين.
قال الزركشي وقدمه ناظم المفردات والرعاية الكبرى وقيل إن كانت أقرأ من الرجال وقيل إن كانت أقرأ وذا رحم وجزم به في المستوعب وقيل إن كانت ذا رحم أو عجوز واختار القاضي يصح إن كانت عجوزا قال في الفروع واختار الأكثر صحة إمامتها في الجملة لخبر أم ورقة العام والخاص والجواب عن الخاص رواه المروذي بإسناد يمنع الصحة وإن صح فيتوجه حمله على النفل جمعا بينه وبين النهي ويتوجه احتمال في الفرض والنهي تصح مع الكراهة انتهى (37)
وقال ابن ضويان: ولا تصح إمامة المرأة بالرجل (38)
وقال البهوتى: ولا تصح إمامة امرأة برجال لما روى ابن ماجه عن جابر مرفوعا لا تؤمن امرأة رجلا ولأنها لا تؤذن للرجال فلم يجز أن تؤمهم كالمجنون ولا بخناثى لاحتمال كونهم رجالا ولا إمامة خنثى مشكل برجال لاحتمال كونه امرأة ولا إمامة الخنثى بخناثى مشكلين لاحتمال أن يكون امرأة وهم رجال وعلى المذهب لا فرق بين الفرض والتراويح وغيرها (39)
وقال القفال: ولا تصح إمامة المرأة للرجال وحكي عن أبي ثور وابن جرير الطبري أنه يجوز إمامتها في صلاة التراويح إذا لم يكن هناك قارىء غيرها ... فإن صلى رجل خلف خنثى مشكل ولم يعلم بحاله حتى فرغ من الصلاة وجب عليه الإعادة فإن لم يعد حتى زال زال الإشكال لم تسقط عنه الإعادة على الصحيح من المذهب (40)
وقال الشافعي رحمه الله: وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة وصلاة الرجال والصبيان مجزئة لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهن عن أن يكن أولياء وغير ذلك ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبدا وهكذا لو كان ممن صلى مع المرأة خنثى مشكل لم تجزه صلاته معها ولو صلى معها خنثى مشكل ولم يقض صلاته حتى بان أنه امرأة أحببت له أن يعيد الصلاة وحسبت أنه لا تجزئه صلاته لأنه لم يكن حين صلى معها ممن يجوز له أن يأتم بها (41)
قال النووى: واتفق أصحابنا على أنه لا تجوز صلاة رجل ولا صبي خلف امرأة حكاه عنهم القاضي أبو الطيب و العبدري ولا خنثى خلف امرأة ولا خنثى ... وتصح صلاة المرأة خلف الخنثى، وسواء في منع إمامة المرأة للرجال صلاة الفرض والتراويح وسائر النوافل، هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف رحمهم الله، وحكاه البيهقي عن الفقهاء السبعة فقهاء المدينة التابعين، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وسفيان وأحمد وداود.
وقال أبو ثور والمزني وابن جرير- لطبرى- تصح صلاة الرجال وراءها، حكاه عنهم القاضي أبو الطيب والعبدري.
وقال الشيخ أبو حامد – الغزالى- مذهب الفقهاء كافة أنه لا تصح صلاة الرجال وراءها إلا أبا ثور والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أصحابنا فإن صلى خلف المرأة ولم يعلم أنها امرأة ثم علم لزمه الإعادة بلا خلاف ... وإن صلى رجل خلف خنثى أو خنثى خلف خنثى ولم يعلم أنه خنثى ثم علم لزمه الإعادة، فإن لم يعيد حتى بان الخنثى الإمام رجلاً فهل تسقط الإعادة؟ فيه قولان مشهوران عن الخراسانيين أصحهما عندهم لا تسقط الإعادة، وهو مقتضى كلام العراقيين، قالوا ويجرى القولان فيما لو اقتدى خنثى بخنثى فبان المأموم امرأة، وفيما لو اقتدى خنثى بامرأة فبان الخنثى امرأةً ولو بان في أثناء الصلاة ذكورة الخنثى الإمام أو أنوثة الخنثى المصلى خلف امرأة أو خنثى ففي بطلان صلاته وجواز اتمامها القولان، كما وحكى الرافعي وجهاً شاذا أنه لو صلى رجل خلف من ظنه رجلاً فبان خنثى لا إعادة عليه، والمشهور القطع بوجوب الإعادة.
إذا صلت المرأة بالرجل أو الرجال فإنما تبطل صلاة الرجال، وأما صلاتها وصلاة من وراءها من النساء فصحيحة في جميع الصلوات إلا إذا صلت بهم الجمعة فإن فيها وجهين حكاهما القاضي أبو الطيب وغيره أصحهما صلاتها والثاني ظهراً وتجزئها، وهو قول الشيخ أبي حامد، وليس بشيء والله أعلم (42)
وقال زين بن إبراهيم: واستثنى في السراج الوهاج مسألة وهي ما لو استخلف الإمام امرأة وخلفه رجال ونساء فسدت صلاة الرجال والنساء والإمام والمقدمة في قول أصحابنا الثلاثة خلافا لزفر أما فساد صلاة الرجال فظاهر وأما فساد صلاة النساء فلأنهم دخلوا في تحريمة كاملة فإذا انتقلوا إلى تحريمة ناقصة لم يجز كأنهم خرجوا من فرض إلى فرض آخر قوله فإن فعلن تقف وسطهن كالعراة لأن عائشة رضي الله عنها فعلت كذلك ... وأفاد بالتعبير بقوله تقف أنه واجب فلو تقدمت أثمت كما صرح به في فتح القدير والصلاة صحيحة .... وإنما أرشدوا إلى التوسط لأنه أقل كراهية من التقدم كذا في السراج الوهاج ولو تأخرت لم يصح الاقتداء بها عندنا لعدم شرطه وهو عدم التأخر عن المأموم ... والإمام من يؤتم به أي يقتدى به ذكرا كان أو أنثى (43)
وقال العبدرى المالكى:لا تصح إمامة المرأة عندنا وليعد صلاته من صلى وراءها وإن خرج الوقت قاله ابن حبيب (44)
وقال النفراوى: باب في بيان حكم الإمامة وهي في اللغة مطلق التقدم وأما في الشرع فتنقسم أربعة أقسام إمامة وحي أي حصلت بسبب الوحي وهي النبوة وإمامة وراثة أي حصلت بسبب الإرث لأن العلماء ورثة الأنبياء وهي العلم وإمامة مصلحة وهي الخلافة العظمي ويقال لها الإمامة الكبرى وإمامة عبادة وهي صفة حكيمة توجب لموصوفها كونه متبوعا لا تابعا ..... ولا يصح أن تؤم المرأة في فريضة ولا نافلة لا رجالا ولا نساء لخبر لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة وسواء عدمت الرجال أو وجدت لأن الإمامة خطة شريفة في الدين ومن شرائع المسلمين واعلم أن الإمامة لها شروط صحة وشروط كمال فشروط صحتها ثلاثة عشر أولها الذكورة المحققة فلا تصح إمامة المرأة ولا الخنثى المشكل وتبطل صلاة المأموم دون الأنثى التي صلت إماما (45).
قلت: أما قوله بعدم جواز إمامة المرأة النساء، فباطل بما ثبت من نصوص وأقوال وردت عن الصحابة والتابعين تجوز إمامتها للنساء على ما سيتضح.
وقال ابن حزم الظاهرى: أما منعهن من إمامة الرجال فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن المرأة تقطع صلاة الرجل وأن موقفها في الصلاة خلف الرجال والإمام لا بد له من التقدم أمام المؤتمين أو من الوقوف عن يسار المأموم إذا لم يكن معه غيره فلو تقدمت المرأة أمام الرجل لقطعت صلاته وصلاتها وكذلك لو صلت إلى جنبه لتعديها المكان الذي أمرت به فقد صلت بخلاف ما أمرت (46)
وقال أيضا: لا يجوز أن تؤم المرأة الرجل ولا الرجال وهذا ما لا خلاف فيه.
وأيضا فإن النص قد جاء بأن المرأة تقطع صلاة الرجل إذا فاتت أمامه ... مع قوله عليه السلام (الإمام جنة) وحكمه عليه السلام بأن تكون وراء الرجل ولا بد في الصلاة وأن الإمام يقف أمام المأمومين ولا بد أو مع المأموم في صف واحد ... ومن هذه النصوص يثبت بطلان إمامة المرأة للرجل وللرجال يقينا الرجال (47)
وقال الشوكانى قوله (لا تؤمن امرأة رجلا) (48) فيه أن المرأة لا تؤم الرجل وقد ذهب إلى ذلك العترة والحنفية والشافعية وغيرهم وأجاز المزني وأبو ثور والطبري إمامتها في التراويح إذا لم يحضر من يحفظ القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستدل للجواز بحديث أم ورقة ... فالظاهر أنها كانت تصلي ويأتم بها مؤذنها وغلامها (49)
قلت: ليس فى الحديث أن مؤذنها وغلامها كانا يصليان خلفها، بل لو صح الحديث يحتمل أن يكون أن مؤذنها كان يؤذن لها، ثم ينصرف للصلاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
وقال الشوكانى: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جواز إمامة المرأة بالرجل أو الرجال شيء ولا وقع في آلاف ولا في عصر الصحابة والتابعين من ذلك شيء وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفوفهن بعد صفوف الرجال وذلك لأنهن عورات وائتمام الرجل بالمرأة خلاف ما يفيده هذا ولا يقال الأصل الصحة لأنا نقول قد ورد ما يدل على أنهن لا يصلحن لتولي شيء من الأمور وهذا من جملة الأمور بل هو أعلاها وأشرفها فعموم قوله لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كما في الصحيحين وغيرهما يفيد منعهن من أن يكون لهن منصب الإمامة في الصلاة للرجال (50)
وقال أيضا: وأما عدم صحة إمامة المرأة بالرجل فلأنها عورة وناقصة عقل ودين والرجال قوامون على النساء ولن يفلح قوم لوا أمرهم امرأة كما ثبت في الصحيح ومن ائتم بالمرأة فقد ولاها أمر صلاته (51)
مسألة ويجوز للمرأة أن تؤم النساء وتقف وسطهن، برهان ذلك ما صح من أن السيدة عائشة كانت تؤم النساء وتقف وسطهن، وكذا السيدة أم سلمة، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وجماعة من الصحابة لا يعرف لهم مخالف.
قال الشافعي رحمه الله تعالى أخبرنا سفيان عن عمار الدهنى عن امرأة من قومه يقال لها حجيرة أن أم سلمة أمتهن فقامت وسطا.
قال الشافعي روى الليث عن عطاء عن عائشة أنه صلت بنسوة العصر فقامت في وسطهن.
وعن الشافعي قال أخبرنا إباهيم عن صفوان قال إن من السنة أن تصلى المرأة بالنساء تقوم في وسطهن قال الشافعي وكان على ابن الحسين يأمر جارية له تقوم بأهله في شهر رمضان وكانت عمرة تأمر المرأة أن تقوم للنساء في شهر رمضان قال الشافعي وتؤم المرأة النساء في المكتوبة وغيرها وآمرها أن تقوم في وسط الصف وإن كان معها نساء كثير أمرت أن يقوم الصف الثاني خلف صفها وكذلك الصفوف وتصفهن صفوف الرجال إذا كثرن لا يخالفن الرجال في شيء من صفوفهن إلا أن تقوم المرأة وسطا وتخفض صوتها بالتكبير والذكر الذي يجهر به في الصلاة من القرآن وغيره فإن قامت المرأة أمام النساء فصلاتها وصلاة من خلفها مجزئة عنهن (52)
وقال صاحب عون المعبود ثبت من هذا الحديث (حديث أم ورقة) أن إمامة النساء وجماعتهن صحيحه ثابتة من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد أمت النساء عائشة رضي الله عنها وأم سلمة رضي الله عنها في الفرض والتروايح (53)
قال الحافظ في تلخيص الحبير: حديث عائشة أنها أمت نساء فقامت وسطهن رواه عبد الرزاق ومن طريقه الدارقطني والبيهقي من حديث أبي حازم عن رائطة الحنفية عن عائشة أنها أمتهن فكانت بينهن في صلاة مكتوبة. وروى ابن أبي شيبة ثم الحاكم من طريق ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة أنها كانت تؤم النساء فتقوم معهن في الصف.
وحديث أم سلمة أنها أمت نساء فقامت وسطهن.
رواه الشافعي وابن أبي شيبة وعبد الزراق ثلاثتهم عن ابن عيينة عن عمار الدهني عن امرأة من قومه يقال لها هجيرة عن أم سلمة أنها أمتهن فقامت وسطا ولفظ عبد الرزاق " أمتنا أم سلمة في صلاة العصر فقامت بيننا.
وقال الحافظ في الدارية: وأخرج محمد بن الحسن من رواية إبراهيم النخعي عن عائشة " أنها كانت تؤم النساء في شهر رمضان فتقوم وسطا ".
قلت: وظهر من هذه الأحاديث أن المرأة إذا تؤم النساء تقوم وسطهن ولا تتقدمهن.
قال في السبل – سبل السلام-: والحديث دليل على صحة إمامة المرأة أهل دارها وإن كان فيهم الرجل فإنه كان لها مؤذنا وكان شيخا كما في الرواية , والظاهر أنها كانت تؤمه وغلامها وجاريتها , وذهب إلى صحة ذلك أبو ثور والمزني والطبري , وخالف ذلك الجماهير.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال " تؤم المرأة النساء تقوم في وسطهن ".
وروى ابن أيمن جواز إمامتها للنساء (54)
وقال القرطبى قال علماؤنا لا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء (55)
قلت لا حجة فى قول من نقل عنهم القرطبى من العلماء بعدم جواز إمامة المرأة للنساء، لأن النصوص الواردة بخصوص هذا الشأن حجة عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حزم: فإن صلين - النساء- جماعة وأمتهن امرأة منهن فحسن من ذلك ولا يقطع بعضهن صلاة بعض لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف النساء آخرها ... عن ريطة الحنفية أن عائشة أم المؤمنين أمتهن في صلاة الفريضة .. عن تميمة بنت سلمة عن عائشة أم المؤمنين أنها أمت نساء في الفريضة في المغرب وقامت وسطهن وجهرت بالقراءة.
وعن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عمار الدهني عن حجيرة بنت حصين قالت أمتنا أم سلمة أم المؤمنين في صلاة العصر وقامت بيننا.
وعن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أم الحسن بن أبي الحسن وهي خيرة هو عدا ثقة مشهورة حدثتهم أن أم سلمة أم المؤمنين كانت تؤمهن في رمضان وتقوم معهن في الصف.
وعن عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري أن عائشة أم المؤمنين كانت تؤم النساء في التطوع وتقوم وسطهن في الصف.
وعن عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال تؤم المرأة النساء في التطوع تقوم وسطهن وروى عن ابن عمر أنه كان يأمر جارية له تؤم نساءه في ليالي رمضان.
ومن التابعين روينا عن ابن جريج عن عطاء وعن ابن مجاهد عن أبيه عن سفيان الثوري عن إبراهيم النخعي والشعبي وعن وكيع عن الربيع عن الحسن البصري قالوا كلهم بإجازة إمامة المرأة للنساء وتقوم وسطهن.
قال عطاء ومجاهد والحسن في الفريضة والتطوع ولم يمنع من ذلك غيرهم.
وهو قول قتادة والأوزاعي وسفيان الثوري وإسحاق وأبي ثور وجمهور أصحاب الحديث.
وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وداود وأصحابهم.
وقال سليمان بن يسار ومالك بن أنس لا تؤم المرأة النساء في فرض ولا نافلة وهذا قول لا دليل على صحته وخلاف لطائفة من الصحابة لا يعلم لهم من الصحابة رضي الله عنهم مخالف وهم يشيعون هذا إذا وافق تقليدهم.
بل صلاة المرأة بالنساء داخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة فإن قيل فهلا جعلتم ذلك فرضا بقوله عليه السلام إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكبركم قلنا لو كان هذا لكان جائزا أن تؤمنا وهذا محال وهذا خطاب منه عليه السلام لا يتوجه ألبتة إلى نساء لا رجل معهن لأنه لحن فى العربية متيقن، ومن المحال الممتنع أن يكون عليه السلام يلحن (56)
وقال أيضا: وأما إمامتها النساء فإن المرأة لا تقطع صلاة المرأة إذا صلت أمامها أو إلى جنبها ولم يأت بالمنع من ذلك قرآن ولا سنة وهو فعل خير وقد قال تعالى
(وافعلوا الخير) وهو تعاون على البر والتقوى وكذلك إن أذن وأقمن فهو حسن لما ذكرنا ... عن ريطة الحنفية أن عائشة أم المؤمنين أمتهن في الفريضة.
عن تميمة بنت سلمة عن عائشة أم المؤمنين أنها أمت النساء في صلاة المغرب فقامت وسطهن وجهرت بالقراءة.
وعن قتادة أن أم الحسن بن أبي الحسن حدثتهم أن أم سلمة أم المؤمنين كانت تؤمهن في رمضان وتقوم معهن في الصف قال علي هي خيرة ثقة الثقات قال ابن حزم وهذا إسناد كالذهب.
عن عطاء قال تقيم المرأة لنفسها.
وقال طاوس كانت عائشة أم المؤمنين تؤذن وتقيم.
عن حجيرة بنت حصين قالت أمتنا أم سلمة أم المؤمنين في صلاة العصر وقامت بيننا وعن ابن عباس تؤم المرأة النساء وتقوم وسطهن.
وعن ابن عمر أنه كان يأمر جارية له تؤم نساءه في رمضان.
وعن عطاء ومجاهد والحسن جواز إمامة المرأة للنساء في الفريضة والتطوع وتقوم وسطهن في الصف.
وعن النخعي والشعبي لا بأس بأن تصلي المرأة بالنساء في رمضان وتقوم وسطهن وقال الأوزاعي وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وأبو ثور يستحب أن تؤم المرأة النساء وتقوم وسطهن.
قال ابن حزم: ما نعلم لمنعها من التقدم – لإمامة النساء- حجة أصلا وحكمها عندنا التقدم أمام النساء وما نعلم لمن منع من إمامتها النساء حجة أصلا لا سيما وهو قول جماعة من الصحابة كما أوردنا لا مخالف لهم يعرف من الصحابة رضي الله عنهم أصلا وهم يعظمون هذا إذا وافق أهواءهم ويرونه خلافا للإجماع وهو سهل عليهم خلافهم إذا لم يوافق أهواءهم وبالله تعالى التوفيق (57)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن قدامة الحنبلى وإن صلت امرأة بالنساء قامت معهن في الصف وسطا اختلفت الرواية هل يستحب أن تصلي المرأة بالنساء جماعة فروي أن ذلك مستحب وممن روي عنه أن المرأة تؤم النساء عائشة وأم سلمة وعطاء والثوري والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور.
وروي عن أحمد رحمه الله أن مستحب وكرهه أصحاب الرأي وإن فعلت أجزأهن وقال الشعبي والنخعي وقتادة لهن ذلك في التطوع دون المكتوبة.
وقال الحسن وسليم بن يسار لا تؤم في فريضة ولا نافلة وقال مالك لا ينبغي للمرأة أن تؤم أحدا لأنه يكره لها الأذان وهو دعاء الجماعة فكره لها ما يراد الأذان له قال ابن قدامة ولنا حديث أم ورقة (سبق أن بينا حال الحديث) ولأنهن من أهل الفرض (أمرن بأداء فرض الصلاة وغيرها) فأشبهن الرجال وإنما كره لهن الأذان لما فيه من رفع الصوت ولسن من أهله إذا ثبت هذا فإنها إذا صلت بهن في وسطهن لا نعلم فيه خلافا بين من رأى لها أن تؤمهن ولأن المرأة يستحب لها التستر ولذلك لا يستحب لها التجافي وكونها في وسط الصف أستر لها لأنها تستتر بهن من جانبيها فاستحب لها ذلك كالعريان فإن صلت بين أيديهن احتمل أن يصح لأنه موقف في الجملة ولهذا كان موقفا للرجل واحتمل أن لا يصح لأنها خالفت موقفها أشبه ما لو خالف الرجل موقفه (58)
مسألة: ويجوز للرجل أن يؤم النساء وحدهن، برهان ذلك ما رواه عبد الله بن أحمد من حديث أبي بن كعب " أنه جاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله عملت الليلة عملا. قال: ما هو؟ قال: نسوة معي في الدار قلن إنك تقرؤ ولا نقرؤ فصل بنا فصليت ثمانيا والوتر , فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال: فرأينا أن سكوته رضا " قال الهيثمي في إسناده من لم يسم، ورواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وإسناده حسن (59).
وقد منع قوم من ذلك وكفانا العلامة الشوكانى الرد عليهم بقوله: ليس في صلاة النساء خلف الرجل مع الرجال نزاع وإنما الخلاف في صلاة الرجل بالنساء فقط ومن زعم أن ذلك لايصح فعليه الدليل (60)
وقال أيضا وأما كون الرجل يؤم المرأة وحدها فلم يرد ما يدل على المنع من ذلك وقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر النساء بحضور المساجد والدخول في جماعة الرجال وإذا جاز ذلك مع الرجال جاز أن يؤم الرجل بمرأة واحدة من محارمه ومن يجوز له النظر إليه.
ـــــــــــــ
هوامش
(1) هى أمريكية من أصل أفريقى، أستاذة للدراسات الإسلامية بقسم الفلسفة والدراسات الدينية بجامعة فرجينيا الأمريكية، أصبح اسمها معروفا فى الأوساط الأمريكية بعد نشر كتابها (القرآن والمرأة) الذى طالبت فيه بحق المرأة المسلمة فى ممارسة التكاليف الدينية ومنها مسألة الإمامة أنظر الأسبوع، عدد 417.
(2) تقصينا هذه القاعدة بالشرح فى كتابنا الطرق السوية فى شرح عشرين قاعدة فقهية، نسأل الله أن يعين على إتمامه.
(3) ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
(4) أفتى الترابى وهو أحد الأعلام السياسيين والدينيين فى السودان بجواز إمامة المرأة الرجال، وازداد شططه فى أمور الدين حتى أفتى بجواز زواج المرأة المسلمة من يهودى أو مسيحى فنسأل الله السلامة والعصمة
(5) كانت جارية للسلطان نجم الدين أيوب، وهى أرمينية الأصل، وقيل تركية، أحبها نجم الدين وتزوجها، وكانت غاية فى الجمال والذكاء، أنجبت منه خليل مات صغيرا، بعد وفاة توران شاه ابن زوجها، تولت حكم مصر، مدة ثلاثة أشهر، ثم ملك مصر عز الدين أيبك وتزوجها، وغارت عليه لما بلغها أنه يريد الزواج بابنة صاحب الموصل، فعملت على قتله، فتمالأ عليها مماليك أيبك فقتلوها، ودفنت بالقرب من قبر السيدة نفيسة سنة 655هـ أنظر ابن كثير، البداية والنهاية، مجلد 7 ص 182.
(6) المعترف بها فى الأزهر وهى الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والظاهرية والشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والخوارج الأباضية.
(7) تقصينا هذه الأقوال فى كتابنا الكبير عن تاريخ العالم والموسوم بـ (البحر المسجور فى تاريخ الأحداث والدهور) فى الجزء الخاص بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والله نسأله أن يعيننا على إتمامه بحوله وقوته.
(يُتْبَعُ)
(/)
(8) مسلم، كتاب الصلاة من صحيحة، 664، والترمذى، كتاب الصلاة، رقم 208، النسائى، الإمامة، رقم 811، أبوداود، الصلاة، 580، ابن ماجة، إقامة الصلاة، 990، أحمد، باقى مسند المكثرين، 7058، الدارمى، الصلاة، 1240.
(9) هي قرية عامرة بين مكة والمدينة وهو إلى المدينة أقرب , ويقال هو منها على ثمانية وعشرين فرسخا على منتصف الطريق تقريبا , وبدر بئر كانت لرجل يسمى بدرا.
(10) أي علقت عتقهما على موتها من التدبير , وهو أن يقول السيد لعبده: أنت حر بعد موتي أو إذا مت فأنت حر
(11) من الغم وهو تغطية الوجه فلا يخرج الغم ولا يدخل الهواء فيموت
(12) هي كساء له خمل أي غطا وجه أم ورقة بقطيفة لها حتى ماتت.
(13) أبوداود، السنن، 1/ 161.
(14) صحيح ابن خزيمة، 3/ 89، 1676.
(15) ابن الجارود، المنتقى، 1/ 91، رقم 333
(16) أبونعيم، حلية الأولياء، 2/ 63.
(17) المستدرك، 1/ 320، ورواه النسائى، السنن الصغرى، 1/ 342. والبيهقى فى السنن الكبرى، 3/ 130، سنن الدارقطنى، 1/ 279،403، 3/ 114، ومصنف ابن أبى شيبة، 6/ 538، 7/ 257، مسند إسحاق بن راهوية، 1/ 234،235، مسند أحمد، 6/ 405، أبوبكر الشيبانى، الآحاد والمثانى، 6/ 139، ومعجم الطبرانى الكبير، 25/ 134، 135.
(18) الذهبى، ميزان الاعتدال، 8/ 144، 145، ابن حجر، تهذيب التهذيب، 6/ 153.
(19) ابن حجر، تهذيب التهذيب، 2/ 96.
(20) ابن حجر، تلخيص الحبير، 2/ 26.
(21) ابن الجوزى، التحقيق فى أحاديث الخلاق، 1/ 313
(22) ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17، وانظر المرداوى، الإنصاف، 2/ 263 - 265.
(23) ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
(24) النفراوى المالكى، الفواكه الدوانى، 1/ 205
(25) تفسير القرطبى، 1/ 356.
(26) قلت: أما العدوى فقد قال فيه البخارى، و أبو حاتم: منكر الحديث.
زاد أبو حاتم: شيخ مجهول.
وقال الدارقطنى: متروك.
وقال أبو أحمد بن عدى: له من الحديث شىء يسير.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 6/ 21:
قال البخارى: لا يتابع على حديثه.
وقال وكيع: يضع الحديث.
وقال ابن حبان:لا يحل الاحتجاج بخبره.
وقال الدارقطنى: منكر الحديث.
وقال ابن عبد البر: جماعة أهل العلم بالحديث يقولون إن هذا الحديث ـ يعنى الذى أخرجه له ابن ماجة ـ من وضع عبد الله بن محمد العدوى، و هو عندهم موسوم بالكذب. اهـ.
(27) وابن جدعان قال فيه ابن سعد كان كثير الحديث، و فيه ضعف، و لا يحتج به.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ليس بالقوى، و قد روى الناس عنه.
وقال أيوب بن إسحاق بن سافرى: سألت أحمد عن على بن زيد، فقال: ليس بشىء.
وقال حنبل بن إسحاق بن حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: على بن زيد ضعيف الحديث.
وقال عثمان بن سعيد الدارمى، عن يحيى بن معين: ليس بذاك القوى.
وقال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن يحيى بن معين: ليس بذاك.
وقال مرة أخرى: ضعيف فى كل شىء.
وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس بشىء.
وقال فى موضع آخر: ليس بحجة.
وقال فى موضع آخر: على بن زيد أحب إلى من ابن عقيل، و من عاصم بن عبيد الله
وقال أحمد بن عبد الله العجلى: يكتب حديثه، و ليس بالقوى.
وقال فى موضع آخر: كان يتشيع، لا بأس به.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، صالح الحديث، و إلى اللين ما هو.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: واهى الحديث، ضعيف، فيه ميل عن القصد،لا يحتج بحديثه.
وقال أبو زرعة: ليس بقوى.
وقال أبو حاتم: ليس بقوى، يكتب حديثه، و لا يحتج به، و هو أحب إلى من يزيد
ابن أبى زياد، و كان ضريرا، و كان يتشيع.
وقال الترمذى: صدوق إلا أنه ربما رفع الشىء الذى (يوقفه) غيره.
وقال النسائى: ضعيف.
وقال أبو بكر بن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.
وقال أبو أحمد بن عدى: لم أر أحدا من البصريين، و غيرهم امتنعوا من الرواية
عنه، و كان يغلى فى التشيع فى جملة أهل البصرة، و مع ضعفه يكتب حديثه.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم.
وقال الدارقطنى: أنا أقف فيه، لا يزال عندى فيه لين.
وقال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد: حدثنا على بن زيد، و كان يقلب الأحاديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى رواية: كان على بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا، فكأنه ليسذاك.
وقال أبو معمر القطيعى: كان ابن عيينة يضعف ابن عقيل، و عاصم بن عبيد الله، وعلى بن زيد.
وقال محمد بن المنهال سمعت يزيد بن زريع يقول لقد رأيت على بن زيد، و لم أحمل عنه، فإنه كان رافضيا.
و قال ابن حبان: يهم و يخطىء، فكثر ذلك منه فاستحق الترك.
(28) قال ابن الفرضى: كان حافظا للفقه نبيلا، إلا أنه لم يكن له علم بالحديث،ولا يعرف صحيحه من سقيمه.
وقال أبو محمد بن حزم: روايته ساقطة مطرحة.
و قال أبو بكر بن أبى شيبة: ضعفه غير واحد، و بعضهم اتهمه بالكذب.
و فى " تاريخ أحمد بن سعيد بن حزم الصدفى " توهينه، فإنه كان صحفيا لا يدرى ما الحديث.
(29) الصنعانى، سبل السلام، 2/ 29،30.
(30) ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
(31) ابن قدامة، عمدة الفقه، ص23.
(32) ابن رشد، بداية المجتهد، 1/ 105.
(33) ابن مفلح، المبدع، 2/ 72.
(34) مرعى بن يوسف الحنبلى، 46.
(35) ابن تيمية، المحرر فى الفقه، 1/ 103.
(36) المرداوى، الإنصاف، 2/ 263 - 265.
(37) ابن ضويان، منار السبيل، 1/ 125.
(38) البهوتى، كشف القناع، 1/ 479.
(39) القفال، حلية العلماء، 2/ 170.
(40) الشافعى، الأم، 1/ 164.
(41) النووى، المجموع، 4/ 223.
(42) زين بن إبراهيم، البحر الرائق، 1/ 372،373.
(43) العبدرى، التاج والإكليل، 2/ 92.
(44) النفراوى المالكى، الفواكه الدوانى، 1/ 205.
(45) ابن حزم، المحلى، 4/ 219،220.
(46) ابن حزم، المحلى، 3/ 125 - 128.
(47) الحديث الذى رواه ابن ماجة.
(48) الشوكانى، نيل الأوطار، 3/ 201.
(49) الشوكانى، السيل الجرار، 1/ 250.
(50) الشوكانى، الدرارى المضية، 1/ 134.
(51) الشافعى، الأم، 1/ 164.
(52) محمد شمس الحق العظيم آبادى، عون المعبود، 2/ 212.
(53) نقلا عن تفسير القرطبى، 1/ 356.
(54) تفسير القرطبى، 1/ 356.
(55) ابن حزم، المحلى، 3/ 125 - 128، وعن الروايات التى وردت بشأن إمامة المرأة النساء انظر: الزيلعى، نصب الراية، 2/ 31،32
(56) ابن حزم، المحلى، 4/ 219،220.
(57) ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
(58) الهيثمى، مجمع الزوائد، 2/ 74. ورواه أحمد فى مسنده، برقم (21136).
(59) الدرارى المضية، 1/ 134.
(60) الشوكانى، السيل الجرار، 1/ 250.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 10:56]ـ
بارك الله فيك ياأبا محمد، وجزيت خيرا، على مجهودك فى وضع الهوامش(/)
كلام عجيب للعلامة الحوالي حول الدور المفترض لهيئة الامر بالمعروف في الإسلام!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 12:45]ـ
كلام عجيب جدا للعلامة الحوالي حفظه الله
حول الدور الحقبقي المفترض لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في الاسلام
وماهي الصلاحيات المخولة لها
الهيئات الحكومية التي تقابل ديوان الحسبة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: نظام الحسبة في الإسلام
بقي أن نقول: ما هي الهيئات والإدارات الحكومية في عصرنا الحاضر التي تقابل ديوان الحسبة، بحيث إذا أنشئ ديوان للحسبة وأعطيت صلاحيات لهذا الديوان على الحقيقة، فما هي الإدارات التي يمكن أن تندرج ضمنه أو تتفرع عنه؟
بعد أن رأينا ما كتب الفقهاء، وما هي أقسام الدواوين الأربعة -كما ذكرنا- نجد أشياء قد لا تتخيلونها.
الرقابة العامة
منها على سبيل المثال: كثير من اختصاصات ديوان المراقبة العامة، كهيئة الرقابة، وهيئة التحقيق، وهيئة التأديب، وهذه الهيئات بدرجة وزارة، ولها صلاحيات في الرقابة المالية، وفي التحقيق، وفي التأديب إلى غير ذلك، وهذه في واقعنا الحالي كأنه لا علاقة لها بالأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر، هي إدارية بحتة، وربما كان كثير من أنظمتها مأخوذ من القوانين أو الأنظمة المستوردة مع أنها من ضمن ما يدخل في ولاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الحسبة.
ولكم أن تتصوروا لو أن هذه الوظائف فعلاً أدرجت على أنها وظائف دينية احتسابية، وأنها عملٌ يراد به وجه الله، كيف سيكون حالها وحال الأمة التي تكون فيها هذه الوظائف جزء من ولاية من ولاياتها؛ وهي ولاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الحسبة؟!
الشرطة وإدارة الحقوق المدنية
وكذلك بعض اختصاصات إدارات الشرطة في عصرنا الحاضر، وبالذات ما يسمى بإدارة الحقوق المدنية؛ لأن الأصل في وظيفة الإدارة المدنية هو الحقوق الثابتة لا الحقوق المتخاصم عليها.
فالحق الثابت الذي يلزم صاحبه أن يؤديه هو من اختصاصات المحتسب، فكيف لو ضمت هذه الإدارات وضم رجال الشرطة الذين يقومون بها إلى ديوان الحسبة، وأصبحوا تابعين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصبح عملهم ليس مجرد أي عمل إداري، وإنما عمل ديني احتسابي يقومون به وفق النظم والضوابط الشرعية الفقهية، وتحت ولاية الإفتاء وما يفتي به العلماء.
كيف تتخيلون أن تكون حالة الأمن؟ من المؤكد أنه سيعم ويسود الأمن، وتقل الجرائم أو تنعدم -بإذن الله تعالى- لأن رهبة الناس من التداعي ستزول، وأي إنسان له حق ثابت سيذهب مطمئناً إلى رجال الحسبة فيعطى حقه، وأي إنسان مماطل فإنه سيخاف، وقد نص العلماء في كل الكتب -تقريباً- على أن من عمل المحتسب أخذ الحق من الغني المماطل.
هذا الذي تقوم به الآن إدارات الحقوق المدنية -وهذه تسمية مستوردة- والقضية ليست قضية الأسماء، فالحق أن هذا من عمل وديوان الحسبة.
البلديات
عندنا البلديات والتي تشرف على الجسور، والطرق، والرقابة على الأسواق، وكل هذه في الحقيقة تتبع الحسبة، فالإدارات التي تتبع البلدية الآن وهي في كل حي، لو أنها تتبع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتخضع للإفتاء وللضوابط الشرعية الفقهية، لرأيتم حال الأمة كيف يتغير إلى الصلاح والخير، ورأيت أن ذلك أردع وأبعد عن الرشاوى وعن المشكلات التي لا نريد الدخول في تفاصيلها، فكل واحد منا يعلمها.
ع، فما تقوم به البلديات من إصلاح الطرق والجسور، ومنع التعديات، ومراقبة البضائع، وإتلاف المغشوش، هو مما نص الفقهاء على أنه من ديوان الحسبة.
وزارة التجارة
كذلك وزارة التجارة، وما يتبعها من إدارات كإدارة مكافحة الغش التجاري، والتفتيش على المحلات من الناحية التجارية، كله داخل -كما رأينا في كلام الفقهاء- ضمن عمل الحسبة، فلو ضممنا فروع التجارة، وجعلناها تحت ولاية الحسبة، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وأدرجت ضمن الولايات الشرعية وتحت الأحكام الشرعية، فسوف تضبط هذه الأمور ويكون فيها الخير والصلاح بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لا يعني أنه لا يوجد في البلديات، أو الشرطة، أو في الحقوق، أو في التجارة من هو على خير وعلى صلاح، ومن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ولا يرتشي، ولا يغش، فالحمد لله بعضها فيها خير كثير، ولكن المقصود من هذا الكلام ليس الأفراد، بل المقصود أصل الولاية.
وفرق بين أن أشعر أني في الهيئة، فأرى أنني أمثل الشرع، وأمثل الدين في حركتي، وكلامي، وفي ذهابي إلى عملي، وأتقيد في أعمالي كلها بأحكام الشرع، وبين أن أشعر أني مجرد موظف إداري، أعمل طبق ما يأتيني من تعليمات، وأخالف فيها ولا أرى أنني آثم، وأزيد عليها ولا أرى أيضاً أنني قمت بما لا يجب، ولهذا بدأنا الموضوع ببيان أن المقصود من الولايات -كلها- أن يكون الدين كله لله، وأن يؤمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر.
الدفاع المدني
الدفاع المدني بجميع فروعه نص الفقهاء في كل كتب الأحكام السلطانية على أنه من اختصاص الحسبة، فالدفاع المدني يفتش المحلات حتى لا يندلع حريق، ويفتش على أسلاك الكهرباء، على الطفايات -مثلاً- وهذه مذكورة بحسب عصرها من ضمن ولاية المحتسب، فإذا حولنا هذه الطاقات وما يتبعها من المعدات والسيارات إلى الهيئة!!
فبعض محلات الدفاع المدني تمر شهور -والحمد لله- لا حريق ولا شيء، فترى الجنود والموظفين جالسين إما للعب أو لذكر الله إن كانوا ممن يذكرون الله، والهيئة تحتاج إلى الجندي الواحد فلا تجده!!
لماذا لا نجعل هذا الشخص العاطل عن العمل في هذه الجهات أو الذي عمله شبه ضعيف، لماذا لا نجعله في جهاز عامل يحتاج إلى طاقة؟ ورواتبهم إنما هي من أموال المسلمين فلا فرق.
وعندما نأخذ بطبيعة التقسيم الشرعي إلى ولايات، نجد أن هذا يريحنا من أمور كثيرة جداً، وتستقيم أحوال الناس وما يتعلق بشأن الدفاع المدني من الإنقاذ، ومن مكافحة الحرائق، ودرء أسباب الدمار والخراب، كل هذا يقوم به ديوان الحسبة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوضع الطبيعي الصحيح للدولة الإسلامية.
مكافحة المخدرات
كذلك مكافحة المخدرات، والمخدرات كانت معروفة كالحشيش، لكن الآن الفرق أن الصناعة الآن أمريكية متحضرة!! والمفسدة كانت واقعة وموجودة، وكانت بطبيعة الحال من اختصاص رجال الحسبة، فأيضاً تدرج مكافحة المخدرات بأجهزتها ومكافحتها ضمن الهيئة في ديوان الحسبة، فتنقلب -أيضاً- إلى جهاز أكثر نفعاً، وأكثر عملاً، وأجدى في المكافحة، وأردع وأجدر عند الناس؛ لأنها أصبحت ولاية شرعية تتبع الأحكام الشرعية، وتتبع ما يقوله العلماء وتقوم بواجبها خير قيام.
وزارة الأوقاف
بعض صلاحيات وزارة الأوقاف كما يسمى حالياً منصوص عليه في كتب الأحكام أنه من صلاحيات رجال الحسبة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ومن أهم ذلك أن الإمام المبتدع لا يولى إمامة المسجد، فيحتسب رجال الحسبة ويبعدون هذا الإمام المبتدع أو الزنديق ويؤتى بالإمام الصالح.
وكذلك الوعظ فهو -أيضاً- جانب وعمل من جوانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بناء المساجد والاهتمام بها ورعايتها فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور:36] أي: ترفع حساً ومعنىً، ترفع معنىً في قلوب الناس، فترتفع وتصبح أقدس ما عند الناس، وأعظم ما عندهم، وأهم ما في الحي المسجد، فما نريد العشرات من الفلل الفخمة تحيط بمسجد متهدم مكسر، دورة المياه فيه لا يستطيع أحد أن يتوضأ فيها!! فهذا المسجد ما رفع حساً ولا معنىً، أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور:36] حقيقة ومعنىً، وكذلك حساً؛ بأن ترفع فلا تعلوها هذه البنايات الشاهقة، وأسوأ من ذلك أن تعلوها بنايات مما حرم الله،
وكذلك حفظ الأوقاف من تعدي الناس عليها، والاهتمام بها، ومراعاتها، كل هذا يدخل ويندرج شرعاً وعملاً -خلال القرون الإسلامية- تحت ولاية المحتسب وديوان الحسبة.
الشئون الصحية
نص العلماء على أن من عمل ديوان الحسبة، مراقبة الأطباء ومعرفة الخبير من غير الخبير، ومنع الذي لا يجيد الطب من التطبيب، حتى القوابل للولادة والتنبيه عليهن، وفصل الرجال عن النساء، وكل ما نعتبره الآن نحن من الرقابة الطبية فقد تكلم فيه العلماء وجعلوه ضمن ولاية المحتسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك منع التطبيب بالسحر والشعوذة والكهانة، هذه من أعمال المحتسب، فيبحث، ويستمع، وإذا رأى أن الناس يذهبون إلى رجل فيتتبع ذلك الموضوع؛ فإن كان ساحراً فيقام عليه الحد.
وكل هذه مندرجة تحت ولاية المحتسب، فجانب من جوانب الشئون الصحية في أيامنا الحاضرة هو من اختصاص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الوضع الطبيعي في الدولة الإسلامية.
الشئون التعليمية
كذلك يراقب رجل الحسبة وضع التعليم، فيذهب إلى المدارس ويتتبع ويرى ماذا يفعل المعلمون، حتى قال العلماء: إذا كان بعض المعلمين يأخذ أجراً أكثر على غير فائدة أو من غير تعليم فإنه يعاقب، وإذا كان يضرب التلاميذ أكثر مما ينبغي، فإنه يعاقب ويعزر، المهم: أن يكون وضع التعليم تحت إشراف الحسبة.
ونحن لا نقول: كل وزارة المعارف تنتقل، لكن جانباً مهماً يظل خاضعاً لها، وهم الآن إذا أريد إلقاء محاضرة، قالوا: لا نقدر أن نسمح بمحاضرة في المدارس، سبحان الله! لماذا كلما أريد فتح توعية إسلامية في المدارس، يقولون: لا نستطيع، ولا نقدر، والوقت لا يسمح؟!
فجزء عظيم من صلاحية إدارة التعليم، هو أصلاً خاضع للهيئة، وعندما تعطى هذا الصلاحية للهيئة التي هي ديوان الحسبة، ويخضع التعليم لرقابتها فإننا نرى أن التعليم يصلح بإذن الله.
كيف لا وقد وصلت الأمور إلى حد أن بعض المدرسين -والعياذ بالله- قد يرتكبون الفاحشة مع الطلاب في المدارس، ويفعلون أموراً أخرى، ويتكلمون بألفاظ بذيئة، ولا أحد إلا وهو يعرف هذا، ولا نحتاج إلى أن ندخل في هذه الموضوعات، فمن يعالجها ومن يصلح الأمور؟! أليس هذا من عمل الحسبة، ولا بد أن يقوم به رجال الحسبة؟!
- مدرس يأتي المدرسة سكران، ماذا يقول له المدير، يقيم عليه الحد، أو يحوله إلى الشرطة؟! هذا من عمل الحسبة أيضاً.
- مناهج فيها بدع وضلالات وخرافات، تحال للحسبة، وهذا من صلاحيات واختصاصات ديوان الحسبة، ولا نكاد الآن نشعر أنها من صلاحياتها، فعمل الهيئة عندنا الآن هو المناداة للصلاة فقط، وما عدا ذلك فكأنه ليس من عملها،
وهذا الكلام كما قلت: مضغوط وموجز، لكن لو أردت دليلاً على كل شيء فعليك بكلام العلماء في الأحكام السلطانية وكتب الفقه ومنها ما ذكره شَيْخ الإِسْلامِ في قاعدة في الحسبة.
ـ[العرب]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 03:17]ـ
رائع وحفظ الله الشيخ وسدده
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 05:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 09:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 04:26]ـ
و بارك الله فيكم ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 02:30]ـ
اختيار نفيس
وكلام تأصيلي نادر
شكرالك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 01:55]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو فراس]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 03:54]ـ
بالفعل نحتاج لوزارة جديدة تسمى وزارة الحسبة تجمع كل هذه الإدارات مع الهيئة في وزارة واحدة تعطى صلاحيات واسعة وقوة مقاربة لقوة وزارة الداخلية ويكون هناك تنسيق كبير بينهما حينها ستتغير كثير من الأمور وتزول الكثير من السلبيات
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 01:55]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[طارق جابر]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:22]ـ
الله أكبر
درة من درر الشيخ حفظه الله
وما أكثر درره.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:42]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 03:36]ـ
الغريب ان احد المواقع نشر قبل فترة كلاما لاحدهم =ممن كان يظن فيه مناصرة الدعوة وانه من دعاة الاصلاح =
يتناقض تماما مع كلام الشيخ العلامة الحوالي حفظه الله هنا
ويطالب بالغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا البلد وطالب بتوزيع مهامها على عدد من الجهات ويصف الهيئات بانها جهاز قمع فانظروا الى الانتكاسة وسلوا الله الثبات والهداية وان يرده وامثاله الى الصواب(/)
توجيه كلام شيخ الإسلام في القول بالأصول والفروع
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد، فهذا قول للشيخ يوسف الغفيص-حفظه الله - حول توجيه فهم موقف شيخ الإسلام من تقسيم الدين إلى أصول وإلى فروع،هذا التقسيم الذي ذمه علماء كثير حتى قالو أنه مبتدع و أول من قال به هم المعتزلة،هذا نقل مع تصرف يسير بحكم الناسخ الإلكتروني الذي يحذف بعض الكلمات المتشابهة
قال الشيخ -حفظه الله-
القول في باب الأسماء والصفات من القول في مسائل أصول الدين، أي: أن القول في أوصاف الرب سبحانه وتعالى وأسمائه هو من القول في باب أصول الدين. ويشار هنا إلى مسألة، وهي: أن المصنف -رحمه الله -قد ذكر في غير محل من كتبه أن تقسيم الدين إلى أصول وفروع على ما حده كثير من المتكلمين وأهل الأصول والفقهاء إنما هو بدعة لم يتكلم بها السلف، وهذا المعنى الذي ذكره المصنف في بعض الموارد من كتبه لا يشكل مع ما يوجد كثيراً في كلام شيخ الإسلام من تعيينه لبعض المسائل والأبواب بأنها من مسائل أصول الدين؛ وذلك لأن جميع المسلمين -بما في ذلك السلف رحمهم الله- قد أجمعوا على أن في دين الإسلام ما هو من أصول الدين، وما هو دونها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم -كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما-: (بني الإسلام على خمس) وفي حديث أبي هريرة و عمر بن الخطاب لما جاء جبريل يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان والإسلام أجابه بخمس في الإسلام وبست في الإيمان، مع أن الإيمان لا يختص بهذا التعيين، وإن كانت سائر المسائل والشرائع تعود إلى هذا التعيين إما بطريق التضمن أو بطريق اللزوم، وكذلك ما قيل في الإسلام. إذاً: تعيين مسائل بأنها من مسائل أصول الدين هذا لا إشكال فيه ألبتة، وليس هو من محال النزاع لا بين السلف ولا غيرهم، وإنما الذي عني شيخ الإسلام رحمه الله برده هو ما استعمله كثير من المتكلمين ومن قلدهم في هذا من أهل الأصول من جهة اعتبار الحد فيه، فإن المتكلمين ومن وافقهم إذا ذكروا التقسيم إلى أصول وفروع اعتبروا الأصول باعتبارات، وقد يختلف حدهم في هذا، فمنهم من يقول: إن أصول الدين هي المسائل المعلومة بالعقل والسمع، والفروع هي المسائل المعلومة بالسمع وحده -أي: بالدلائل السمعية القرآنية والنبوية-. ولا شك أن هذا الحد حد فاسد؛ لأن ثمة مسائل بإجماع السلف أنها من مسائل أصول الدين، ومع ذلك هي ليست مما يقال فيه بالدليل العقلي، وإن كان الدليل العقلي لا يدل على مخالفة شيء جاءت به الشريعة سواء كان ذلك في العلميات أو في العمليات. فمن أمثلة المسائل العلمية التي لم يدل عليها العقل: القول في كتابة الرب سبحانه وتعالى لأفعال العباد، فإن من أخص أصول القدر عند أهل السنة والجماعة أن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، وهذه الكتابة ليست هي أصل العلم؛ فإن الله علم ما كان وما سيكون، وقد كان السلف رحمهم الله يرون أن من غلط في هذا الأصل -أعني: أصل العلم- يكون كافراً كما نص على ذلك الإمام مالك و عبد الرحمن بن مهدي و الشافعي و أحمد وغيرهم؛ لأنه أصل يعلم بالضرورة الشرعية والعقلية والفطرية. وأما أصل الكتابة فهذا ليس لازماً للعلم، ولكن لما جاء في خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن الله كتب وجب الإيمان بما أخبر به. فهذا الأصل لا يدل عليه العقل ابتداءً قبل ورود الشرع؛ مما يدل على أن قول طائفة من المتكلمين بأن أصول الدين: هي ما دل عليه السمع والعقل، والفروع ما دل عليه السمع وحده غلط من هذا الوجه وغيره. ومن المتكلمين -ومن يوافقهم من الفقهاء والأصوليين- من قال بأن أصول الدين: هي المسائل العلمية، وأن الفروع: هي المسائل العملية. وهذا الحد قد اشتهر عند كثير من أصحاب الأئمة الأربعة. وهذا الحد وإن كان اشتغال الفقهاء به أكثر من الحد السابق إلا أنه ليس صواباً؛ فإن ثمة مسائل هي مسائل علمية أي: محلها العلم القلبي وليست من مسائل أعمال الجوارح والأعمال الظاهرة، ومع ذلك لا يقال بأنها من أصول الدين. قال شيخ الإسلام رحمه الله: وذلك كالقول في رؤية الكفار لربهم في عرصات القيامة؛ فإن هذه مسألة علمية، ومع ذلك لم يُحفظ عن
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحابة فيها قول، وظواهر النصوص فيها بعض التردد أي: من جهة نظر المجتهد فيها؛ ولهذا اختلف أهل السنة في رؤية الكفار لربهم في عرصات القيامة على ثلاثة أقوال، وربما ذكر بعض المتأخرين قولاً رابعاً. وهذا بخلاف مسألة رؤية المؤمنين لربهم في عرصات القيامة وفي الجنة؛ فهي وإن كانت رؤية كما أن مسألة الكفار رؤية إلا أن القول في رؤية المؤمنين يعد من القول في أصول الدين؛ لأن الدلائل الشرعية من الكتاب والسنة متواترة في أن المؤمنين يرون ربهم في عرصات القيامة وفي الجنة، وقد جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث متواترة بلغ رواتها من الصحابة نحواً من ثمانية وعشرين صحابياً. ومما يبين أن المخالفين للسلف من أئمة الكلام وغيرهم هم من أجهل الناس بالسنن والآثار، كلام بعض أئمة الاعتزال، حيث نرى القاضي عبد الجبار بن أحمد، وهو عمدة المتأخرين من المعتزلة، لما تكلم عن مسألة الرؤية قال: وأما الأحاديث المروية في السنة فهي آحاد، فإنه لم يروها عن النبي إلا جرير بن عبد الله البجلي. وهذا جهل علمي محض، فإن هذه الأحاديث قد رواها -كما تقدم- ما يقارب الثلاثين من الصحابة، فكيف يقع له -وهو عمدة من كبار أئمتهم- أن يقول: إنه لم ترد إلا من طريق جرير بن عبد الله؟! ثم طعن في الطريق الذي رواه جرير بن عبد الله مع أنه في البخاري، فهو يبطلها من أوجه يعلم بالضرورة أنها من محال الغلط. وكذلك ثمة مسائل علمية هي من الأصول: فإن الصلاة من المسائل العملية، ومع ذلك قد أجمع المسلمون على أن الصلاة ركن من أركان الإسلام، فكيف يقال: إن الفروع هي المسائل العملية؟ إذاً: هذه الحدود التي يستعملها من يستعملها من المتكلمين ومن يوافقهم للتفريق بين أصول الدين وفروعه، هي ما أراد شيخ الإسلام رده وإبطاله. أما القول في مسائل الصفات، ومسائل القدر، ومسائل الإيمان، ومسائل الصلاة -أي: من جهة وجوبها وركنيتها- وأمثال ذلك فإن هذا لا شك أنه من القول في أصول الدين، وهذا ليس محل نزاع بين السلف، بل ولا محل نزاع بين سائر طوائف المسلمين. هذه هي المسألة الأولى التي قصد التنبيه إليها؛ لأنه يقع في كلام شيخ الإسلام رحمه الله ما هو تارةً من الذم لهذا التقسيم، فينبغي أن يفهم على وجهه. ......
شرح الحموية:للشيخ يوسف-حفظه الله-(/)
افيدونى بارك الله فيكم
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز اخراج زكاة الفطر مال ومن فال ذلك
والرد على من يفولون بجواز اخراجها مال عند الضروره
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 02:58]ـ
أخي الحبيب أبا إسحاق
هناك خانتَين (للبحث) في أعلى الصفحة.
اضغط عليها واكتب في الفراغ: زكاة الفطر
وستجد ما يسرك إن شاء الله.
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 03:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك جزاك خيرا واعذرنى على جهلى
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 06:16]ـ
ينظر:
أحكام زكاة الفطر للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
http://alukah.net/articles/1/710.aspx?highlight=%D8%B2%D9%8 3%D8%A7%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9% 81%D8%B7%D8%B1&soption=0
فتوتان للشيخ خالد الرفاعي في موقع الألوكة:
http://alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2333&highlight=%D8%B2%D9%83%D8%A7%D 8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7% D8%B1&soption=0
http://alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2147&highlight=%D8%B2%D9%83%D8%A7%D 8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7% D8%B1&soption=0(/)
مسألة للبحث: ضبط مسألة أصل الدين، وهل تكفير المشركين ركن فيه، أم من لوازمه؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 06:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
أطرح هذه المسألة للبحث والحوار .. ويا ليت من يتكلم فيها يؤصّل لهذه المسألة من الكتاب والسنة، ولا يذكر أقوال العلماء إلا استئناساً وليس استدلالاً .. فعليه لا يملأ الصفحات بأقوال كثيرة للعلماء، يكفيه قول أو قولين حتى يدلل لمذهبه .. لأن ما يهمنا في هذه القضية هو أدلة الكتاب والسنة.
وأرجو من جميع المتحاورين التزام أدب الحوار حتى نخرج من ذلك بنتيجة.
وحيث إنني طارح هذه المسألة، فسأبيّن أصل الدين باختصار شديد .. وقد بسطت الأدلة في غير هذا الموضع ..
أصل الدين هو: أن تعبد الله وحده لا شريك له، وتكفر بكل معبود سواه .. هذا ما دلّ عليه الكتاب والسنة .. كقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} .. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: {من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله}.
وفي دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لقومه، لم يطلب منهم إلا ذلك .. لم يطلب منهم سوى عبادة الله، وخلع الأنداد ..
وحيث إن عبادة الله دين وشريعة .. وإن الإسلام هو دين عبادة الله وحده .. فقد دخل الاعتقاد بدين الإسلام في أصل الدين.
وحيث إن عبادة الطاغوت دين وشريعة .. وإن دين الكفر هو دين عبادة الطاغوت .. فقد دخل الاعتقاد بالبراءة من دين الطاغوت في أصل الدين.
فيستحيل عقلاً وشرعاً أن يؤمن أحد بالله، وأنه هو الحق .. ويرى دين الطاغوت القائم على عبادته حقاً .. هذا لا يمكن.
لذلك يقول ابن حزم - رحمه الله - في [الفصل: 4/ 35]:
[-- وقال سائر أهل الإسلام: كل من اعتقد بقلبه اعتقاداً لا يشك فيه، وقال بلسانه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن كل ما جاء به حق، وبريء من كل دين سوى دين محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإنه مسلم مؤمن، ليس عليه غير ذلك --]
ومن اعتقد بالله رباً .. وبالإسلام ديناً .. لا بد أن يعتقد أن من عبد الله وحده، ودان بدين الإسلام فهو مسلم موحد .. وإلا فإنه كاذب في دعوى الإيمان .. إذ كيف تعتقد بوحدانية الله، وتعتقد بأن الإسلام حق .. ثم تعتقد أن من عبد الله واتبع دينه على باطل؟؟ .. هذا ممنوع عقلاً وشرعاً ..
ومن كفر بالطاغوت .. وكفر بدينه .. لا بد أن يعتقد أن من عبد الطاغوت، ودان بغير دين الإسلام، فهو مشرك كافر .. وإلا فإنه كاذب في دعوى الكفر بالطاغوت .. لنفس العلة السابقة.
وكما يُلاحظ في هذه المسألة .. أن الله - عز وجل - أمر بعبادته وحده لا شريك له ابتداء .. وهو ما طلبه الرسل جميعاً من الناس ابتداء ..
قال ابن تيمية في [مجموع الفتاوى: 3/ 397]:
[-- وَعِبَادَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ: هِيَ أَصْلُ الدِّينِ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ بِهِ الْكُتُبَ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} --]
وقال في [مجموع الفتاوى: 15/ 438]:
[-- وَأَصْلُ الدِّينِ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ، الَّذِي أَصْلُهُ الْحُبُّ وَالْإِنَابَةُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ، وَهُوَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ عَلَيْهَا النَّاسَ. --]
إذا عُلم ذلك، تحقق لنا أن عبادة الله وحده لا شريك له هي الأصل في المسألة .. وأن الباقي مما ذكرت هو من لوازمها القطعية.
هل من مخالف لي في هذا القول؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 08:53]ـ
هذا موضوع هام يحتاج إلى توضيح، نرجوا من الأخوان المشاركة والألتزام بأداب الحوار حتى لا يغلق الموضوع من قبل الإدارة كسابقه بارك الله فيكم
وعندي سؤال بسيط وأريد جواب واضح عليه
هل تكفير المشركين من أصل الدين أو لوازمه، وهل هناك فرق بين بينهما؟؟
وإن شاء الله بعد أن أقرأ الجواب سوف أرجع وأعلق عليه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, صباحاً 09:09]ـ
أخي أبو شعيب هذا قول المخالفين في المسألة ونريد ان تعلق عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أحدهم في بعض رسائله: ( ... بالنسبة للاعتبار الرابع: وهو القول بأن تكفير المشركين ليس من معاني كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) حيث أن معناه: لا معبود بحق إلا الله وهذا المعنى – في زعمهم لا يشتمل على تكفير المشركين أو البراءة منهم ويرون أن تكفير المشركين هم من لوازمها فهو أمر خارج عنها ويقولون في ذلك: (فليس من المعاني اللغوية أو الشرعية لـ (لا إله إلا الله) – التي هي أصل الدين – تكفير المشركين، فمعناها كما قال العلماء: لا معبود بحق إلا الله، ثم يكون تكفير المشركين لازم من لوازمها وليس من معناها، فهذا اللازم لا يلزم إلا بعد إقامة الحجة) ثم يصل بهم الضلال والإضلال فيقولون: (فعلى من قال أن تكفير المشركين من أصل الدين أن يأتي بالحجة على ما يقول، وإلا فهو صاحب هوى وبدعة.)
والجواب عن هذا لتحريف والمسلك المشين فالجواب من وجوه:
الأول: أن شهادة التوحيد وهي (لا إله إلا الله) وكما ذكر أهل العلم أنها تتضمن النفي والإثبات لمن قالها بحقها وأن هذا النفي يعبر عنه بـ (لا إله) أي نفي الشركة والشريك عن الله تبارك وتعالى والمتضمن نفي المشركين أيضاً حيث هم صانعي الشرك وعاملوه، فما من شرك إلا من صناعة مشرك وما من كفر إلا من صناعة كافر فيقول المولى تبارك وتعالى في هذا: (أتعبدون ما تنحتون) الصافات: 95.
ويقول: (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) النجم: 23.
ثم الإثبات في شهادة التوحيد في القول (إلا الله).
حيث إثبات العبادة كلها لله وحده بعدما خالفنا كل ما عبد من دونه وبعد البراءة من الشرك وأهله وصانعيه وعابديه.
هذا من جانب ومن جانب آخر:
ثانياً: أن الآيات الكثيرة في تفسير كلمة التوحيد هذه والتي تعلم البشرية ما كان عليه صاحب الملة الحنيفية ومن معه من الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم بإحسان والتي قال المولى تبارك وتعالى فيها:
(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) البقرة:130.
وقال فيها:
(فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً) آل عمران: 95.
فسرها المولى تبارك وتعالى في سورة الممتحنة بقوله:
(قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) الممتحنة: 4.
فقد جعل المولى تبارك وتعالى فيما كان عليه إبراهيم عليه السلام هو الأسوة الحسنة أي الطريق الذي ينبغي أن يتبعه كل من أراد أن يكون على ملة إبراهيم وهو الأمر نفسه الذي كان عليه محمداً عليه الصلاة والسلام والذي بعث بملة إبراهيم ولذا كان قوله تعالى:
(قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون) وقوله تعالى (قل هو الله أحد) وهما سورتا الإخلاص.
وكما هو ظاهر من الآيات اشتمالها على البراءة من المشركين وبنفس الوضوح والقوة والدلالة في وجوب البراءة من الشرك لا فرق بينهم بل إن هذا الإلزام والقضاء في بيان ملة إبراهيم ووجوب اتباعها قد تكرر كثيراً في القرآن العظيم وكما ورد في كثير من المواضع كقوله تعالى في سورة الشعراء:
(قال افرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) الشعراء:75/ 77.
وقوله: (قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين) الأنبياء:54.
والآيات تدل في سهولة ويسر على وجوب البراءة من الشرك وأهله وأن البراءة من المشركين كالبراءة من الشرك تماماً وأنهما معاً على إثبات الوحدانية لله تبارك وتعالى هو أصل هذا الدين العظيم.
ولو تتبعنا الآيات المثبتة لذلك لطال النقل ولكن عليك بالقرآن الكريم تقرأه بقلب سليم وإلا (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) النور: 40.
هذا وقد قال أهل العلم في بيان هذا المعنى الذي نص عليه القرآن الكريم في دقة وإحكام ووضوح قالوا كلاماً مفيداً أحببنا أن ننقله للإستئناس به وإلا فالقرآن وحده قد كفانا والله مولانا.
فمن ذلك ما قاله الشيخ حمد بن عتيق: (وها هنا نكتة بديعة في قوله تعالى: (إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله) الممتحنة 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي أن الله تعالى قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله على البراءة من الأوثان المعبودة من دون الله لأن الأول أهم من الثاني، فإنه يتبرأ من الأوثان ولا يتبرأ ممن عبدها، فلا يكون آتياً بالواجب عليه وأما إذا تبرأ من المشركين فإن هذا يستلزم البراءة من معبوداتهم. وهذا كقوله تعالى:
(واعتزلكم وما تعبدون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) مريم 48.
فقدم اعتزالهم على اعتزال معبوداتهم.
وكذا قوله: (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله) مريم 49.
وقوله: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله) الكهف:16.
فعليك بهذه النكت، فإنها تفتح باباً إلى عداوة أعداء الله فكم من إنسان لا يقع منه الشرك، ولكنه لا يعادي أهله، فلا يكون مسلماً بذلك إذ ترك دين جميع المرسلين.) أ. هـ (1)
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (أصل دين الإسلام وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه، وتكفير من فعله، فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا)
ويقول شارح كلمات الشيخ في الأمر الأول:
(قلت: وأدلة هذا في القرآن أكثر من أن تحصر .. ) ويقول:
(فيجب اعتزال الشرك وأهله بالبراءة منهما كما صرح به قوله تعالى:
(قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) أ. هـ
ويذكر الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله:
(في ذكر جوابات عن إيرادات أوردها بعض المسلمين على أولاد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، فأجابوا عنها رحمهم الله وعفا عنهم فمن ذلك: ما قولكم في رجل دخل هذا الدين وأحبه، لكن لا يعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم، أو قال: أنا مسلم ولكن لا أستطيع أن أكفر أهل لا إله إلا الله ولو لم يعرفوا معناها؟ ورجل دخل هذا الدين وأحبه، ولكن يقول: لا أتعرض القباب وأعلم أنها لا تنفع ولا تضر ولكن لا أتعرضها؟.
فالجواب: أن الرجل لا يكون مسلما إلا إذا عرف التوحيد، ودان به وعمل بموجبه، وصدّق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما نهى عنه وأمر به، وآمن به وبما جاء به. فمن قال: لا أعادي المشركين، أو عاداهم ولم يكفرهم. أو قال: لا أتعرض القباب، فهذا لا يكون مسلماً، بل هم ممن قال الله:
(ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا. أولئك هم الكافرون حقاً اعتدنا للكافرين عذاباً مهينا) المجادلة:22.
والله سبحانه وتعالى أوجب معاداة المشركين،ومنابذتهم وتكفيرهم فقال:
(لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانو آباؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) النساء 150 - 151.
وقوله تعالى:
(ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة: 51.
وقال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفرا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول) الممتحنة:1. الآيات. والله أعلم) أ. هـ (2
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
(فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره وأسه ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كنت بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنه أو لم يكفرهم أو قال ما علي منهم أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلفه الله تعالى بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم و أولادهم. فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً. اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين) أ. هـ (1)
فقد تناول علماء الأصول شرح موضوعاً رئيسيا بعنوان:
(الصحة والبطلان والفساد)
وقالوا أن الأقوال والأعمال على قسمين: صحيحة وغير صحيحة.
وأن الصحيح منها .. ما استوفى الأركان الأساسية له وشروط الصحة.
وسواء كان ذلك في العبادات أو المعاملات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن غير الصحيح منها .. ما وقع الخلل في أركانه الأساسية أو في شروط صحته. ولكنهم فرقوا بين العبادات والمعاملات في هذا.
ففي العبادات: تكون العبادة باطلة إذا وقع الخلل بتخلف أي ركن من الأركان الأساسية أو أي من شروط صحتها (2) وضربوا لذلك أمثلة من ذلك الصلاة كعبادة فلكي تكون صحيحة ينبغي أن تستوفى أركانها الأساسية من النية، وتكبيرة الإحرام، والفاتحة، والركوع والسجود، والتشهد والتسليمة الأولى.
كما ينبغي أن تتوافر فيها شروط الصحة من وضوء وستر العورة واستقبال القبلة. وأنه بتخلف أي من الأركان الأساسية فالصلاة باطلة وكذا إذا تخلف أي من شروط صحتها فالصلاة باطلة أيضاً.
وفي المعاملات:
فالجمهور على بطلانها أيضاً إذا ما تخلف شيئاً من الأركان الأساسية أو شروط الصحة.
أما أبو حنيفة فيفرق في المعاملات بين وقوع الخلل أو التخلف في الأركان الأساسية، فيكون العمل باطلاً، وأما في شروط صحته فيكون العمل أو العقد فاسداً (3)
وإذا استوعبنا ذلك. فنحن نسأل المنحرفين والمجادل عن المشركين ممن يقولون أن تكفير المشركين ليس من معاني لا إله إلا الله ولكنه من لوازمها. نسألهم. وما الفرق؟.
ومن قال أن العبادات إذا تخلف ما يتعلق بلوازمها أو شروط صحتها فإن حكمها يختلف عن تخلف بعض معانيها.
(إيتوني بكتاب من قبل هذا أو آثارة من علم إن كنتم صادقين)
وها هو علم أصول الفقه يقرر أن في العبادات لا فرق بين الأركان الأساسية أو الشروط فينبغي أن يكون جميعها مستوفاة في العبادة كي تعتبر صحيحة. وهل شهادة التوحيد من العبادات بعد هذا أم من المعاملات.
ولكن الزائغين بعدت عليهم الشقة ورغبوا في الفتنة. فنعوذ بالله من مضلات الفتن.
والطريف أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب سئل في ذلك وكما ورد بمجموعة التوحيد:
(ما قولكم في الموالاة والمعاداة هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟
الجواب: أن يقال والله أعلم: حسب المسلم أن يعلم أن الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم وأوجب عليهم محبة المؤمنين وموالاتهم.
وأخبر أن ذلك من شروط الإيمان، ونفى الإيمان عمن يواد من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباؤهم أو أبناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم.
وأما كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو من لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، وإنما كلفنا بمعرفة أن الله فرض ذلك وأوجبه وأوجب العمل به، فهذا الفرض والحتم الذي لا شك فيه ومن عرف أن ذلك من معناها أو من لوازمها، فهو حسن وزيادة خير، ومن لم يعرف فلم يكلف بمعرفته، لا سيما إذا كان الجدال في ذلك والمنازعة فيه مما يفضي إلى شر واختلاف ووقوع فرقة بين المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله، وعادوا المشركين، ووالوا المسلمين، والسكوت عن ذلك متعين (1). وهذا ما ظهر لي على أن الاختلاف قريب من جهة المعنى والله أعلم) أ. هـ
هذا ما عليه أهل العلم المبصرين بالتوحيد وحقيقته العاملين بما أوجبه الله.
وبهذا يتبين أن ما ذكره صاحب الإنكار في هذا الضابط باطل بطلاناً مبيناً فلا عبرة به.) إنتهى كلامه بحرفه
أقول: هذا هو توجيه القوم للمسألة وهذه هي أدلتهم فما عساك ترد عليها
نسمع منك الجواب جزاك الله خيراً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:00]ـ
هل تكفير المشركين من أصل الدين أو لوازمه، وهل هناك فرق بين بينهما؟؟
وإن شاء الله بعد أن أقرأ الجواب سوف أرجع وأعلق عليه.
نعم، هناك فرق بينهما .. فاللوازم مترتبة على الأصل، وليست ركناً من الأصل في ذاتها.
لذلك كان الأنبياء دائماً ما يدعون أقوامهم ابتداء إلى عبادة الله وحده لا شريك له .. ولم يُعهد عن أحد منهم أنه قال لأي كافر بداية دعوته: كفّروا المشركين وتبرأوا منهم وعادوهم .. بل حسبهم القول: لا إله إلا الله.
وهذا أيضاً ما دلّت عليه النصوص المستفيضة في القرآن والسنة النبوية.
أما مشاركتك الثانية .. فمن أعجب ما يكون كاتبها .. يأتي بكلام الخصوم، ثم هو لا يثبت ما ينقضه ..
الخصم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة للاعتبار الرابع: وهو القول بأن تكفير المشركين ليس من معاني كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) حيث أن معناه: لا معبود بحق إلا الله وهذا المعنى – في زعمهم لا يشتمل على تكفير المشركين أو البراءة منهم ويرون أن تكفير المشركين هم من لوازمها فهو أمر خارج عنها ويقولون في ذلك: (فليس من المعاني اللغوية أو الشرعية لـ (لا إله إلا الله) – التي هي أصل الدين – تكفير المشركين، فمعناها كما قال العلماء: لا معبود بحق إلا الله، ثم يكون تكفير المشركين لازم من لوازمها وليس من معناها، فهذا اللازم لا يلزم إلا بعد إقامة الحجة) ثم يصل بهم الضلال والإضلال فيقولون: (فعلى من قال أن تكفير المشركين من أصل الدين أن يأتي بالحجة على ما يقول، وإلا فهو صاحب هوى وبدعة
فالمعنى اللغوي لكلمة الشهادة لا تتضمن تكفير المشركين .. هذه حجة الخصم الأولى.
والمعنى الشرعي الذي استفاضت به الأدلة لا يتضمن تكفير المشركين كذلك ..
فإن أصل الدين يجب أن يُبيّن ويؤخذ من المرء حين إسلامه بصراحة وجلاء .. هذا هو أصل الدين ..
يعني تصور الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو كفار قريش قائلاً لهم: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) .. وتصور أن ضمام بن ثعلبة سأله عن أصل الدين .. ولم يزد في ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقل له: وعليك أن تكفر المشركين.
وإن كان لهؤلاء دليل واحد على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ من الداخلين في الإسلام هذا الأمر، وهو تكفير المشركين، وإلا ما دخلوا الإسلام .. فليأتوا به .. ولن يجدوا دليلاً واحداً.
فإن سألتهم عن ذلك قالوا .. هذه تقتضيها الإقرار بوحدانية الله .. (جعلوا هذه المسألة من مقتضياتها) .. فعندئذ وقعوا في التناقض .. وأخرجوا المسألة عن أصل الدين إلى لازمه.
أما باقي أدلتهم، فليست لهم حجة فيها ..
كاستدلالهم بقوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة .. الآية} .. فأين الدليل أنها من أصل الدين؟؟ .. وغاية ما يقال إنها من أصول الدين ومن الشريعة.
واستدلالهم بقوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون .. الآيات} .. فأين الدليل أنها من أصل الدين؟؟ .. وغاية ما يقال إنها من أصول الدين ومن الشريعة.
لماذا لم يطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكفار تكفير المشركين وإلا لم يصح إسلامهم؟؟ .. لماذا اكتفى بقوله: قولوا لا إله إلا الله؟؟
ثم هم في هذا يشددون ويتخرصون .. ثم لو سألتهم .. وهل أسلمة الموحدين من أصل الدين؟ .. أسقط في أيديهم ولم يحيروا جواباً ..
هذا مع أن أسلمة الموحدين أدلته أوضح وأجلى من أدلة تكفير الكافرين ..
يكفيهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر». [رواه أبو داود بسند صحيح].
وقال: «ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها: إن كان كافراً، وإلا كفر بتكفيره» [رواه ابن حبان بسند صحيح]
هذه نصوص صريحة جليّة في أن من يكفّر المسلمين كافر ..
أما أدلتهم على كفر من لم يكفّر المشركين، فكلها استنباطات فقهية .. ولا يوجد لهم دليل صريح واضح، كهذه الأدلة .. (مع قولي بكفر من لم يكفر المشركين).
ولكنهم علموا أن إقرارهم بأن أسلمة الموحدين من أصل الدين سينقض أصل مذهبهم في تكفير العلماء وصالحي الأمة الذين امتنعوا عن تكفير بعض أنواع المشركين المنتسبين إلى الإسلام .. لذلك تراهم يتخبطون.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:46]ـ
القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الناس (عند دعوتهم) تكفير المشركين افتراء عليه
و هذا يرجع لعدم ضبط المسألة و من قبيل الاعتقاد ثم الاستدلال
و لا أدري ما الفائدة من فتح نقاش تكون فيه الاجابة على المخالف بالطريقة التالية
:" أما باقي أدلتهم، فليست لهم حجة فيها ..
كاستدلالهم بقوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة .. الآية} .. فأين الدليل أنها من أصل الدين؟؟ .. وغاية ما يقال إنها من أصول الدين ومن الشريعة.
واستدلالهم بقوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون .. الآيات} .. فأين الدليل أنها من أصل الدين؟؟ .. وغاية ما يقال إنها من أصول الدين ومن الشريعة."
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 04:05]ـ
القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الناس (عند دعوتهم) تكفير المشركين افتراء عليه
ننتظر أدلتك .. لماذا لم يطلبه من ضمام بن ثعلبة؟ .. لماذا لم يرد عنه نص واحد يطلب فيه ممن يريد الدخول في الإسلام أن يكفّر المشركين .. بل غاية ما يطلب منه هو قول: لا إله إلا الله ..
والمشرك الكافر يُخاطب بما يفهم من لغته .. ففي اللغة لا إله إلا الله تعني عبادة الله وحده لا شريك له .. بل إن الله تعالى ذكر ذلك في أكثر من موضع .. والرسول - صلى الله عليه وسلم - كذلك ..
فإذا صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يطلب من الكافرين ابتداءً إلا عبادة الله وحده لا شريك له، ونزع الأوثان والأنداد .. ولم يزد على ذلك .. صح أن تكفير المشركين من لوازم أصل الدين، وليس ركناً فيه.
جاء في حديث ضمام بن ثعلبة، رضي الله عنه، في ما رواه الإمام أحمد بسند صحيح: «قال فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئاً، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال: اللهم نعم» .. ولم يقل له: وتكفر المشركين.
ولماذا لا تتكلم عن أسلمة الموحدين؟ .. أم أن هذه لا علاقة لها بأصل الدين؟
أما قولك:
و لا أدري ما الفائدة من فتح نقاش تكون فيه الاجابة على المخالف بالطريقة التالية
يسأل مخالفكم فيقول:
فأين الدليل أنها من أصل الدين؟؟
حتى السؤال يُمنع منه المرء؟
يمكنني أن أستدل بنفس أدلتكم وأقول .. إظهار العداوة والبغضاء من أصل الدين .. ومن لم يفعله فهو كافر .. والدليل قول الله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 04:51]ـ
يمكنني أن أستدل بنفس أدلتكم وأقول .. إظهار العداوة والبغضاء من أصل الدين .. ومن لم يفعله فهو كافر .. والدليل قول الله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}
على هذا -وعلى حسب ما هو مكتوب أمامي وعلى حسب مقتضى اللغة العربية التي تكتب بها وأقرؤها الآن - فأنت لا تعترف بأصل الولاء والبراء في الدين.
ما تفسيرك لقوله تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"
وماذا تعني بأسلمة الموحدين؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 05:06]ـ
على هذا -وعلى حسب ما هو مكتوب أمامي وعلى حسب مقتضى اللغة العربية التي تكتب بها وأقرؤها الآن - فأنت لا تعترف بأصل الولاء والبراء في الدين.
الجواب:
يمكنني أن أستدل بنفس أدلتكم وأقول .. إظهار العداوة والبغضاء من أصل الدين
إذا قلت إن الصلاة ليست من أصل الدين .. فمعناه أنني لا أعترف بالصلاة؟
ثم إنني قلت "إظهار" العداوة والبغضاء، بحسب نص الآية .. ولم أقل "أصل العداوة والبغضاء".
يقول ابن تيمية - رحمه الله -[كتاب النبوات صـ 319]:
ويوسف - رضي الله عنه - دعا أهل مصر، لكن بغير معاداة لمن لم يؤمن، ولا إظهار مناوأة بالذم والعيب والطعن لما هم عليه، كما كان نبينا أول ما أنزل عليه الوحي، وكانت قريش إذ ذاك تقره ولا يُنكَر عليه، إلى أن أظهر عيب آلهتهم ودينهم وعيب ما كانت عليه آباؤهم وسفه أحلامهم فهنالك عادوه وآذوه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 06:16]ـ
أختي أبو معاذة
المقصود بأسلمة الموحدين هو: الحكم لهم بالإسلام أو الإيمان وما يتريب عليه من محبتهم وموالاتهم ونصرتهم.
فالمخالفين يقولون أن تكفير المشركين من أصل الدين.
لأن كلمة التوحيد تقوم على ركن النفي والإثبات:
فلا بد من نفي الشرك والمشركين معاً .. فمن أخطأ في الأخير يحكمون عليه بالكفر لأنه نقض أصل دينه بعدم تكفيره للمشركين و لا يعذرونه بأي مانع إلا بالإكراه وزاد بعضهم انتفاء القصد.
ولكنه إذا قيل لهم إذا كانت كلمة التوحيد تقوم على ركن النفي والإثبات
فليزم منه أن عبادة الله تقتضي موالاة المسلمين وهي من أصل الدين فمن أخطأ في تكفير المسلم فقد نقض أصل دينه ولا يعذر بأي حال من الأحوال إلا بالإكراه أو انتفاء القصد!!
عندها أسقط في أيديهم ولم يجدوا جواباً صريحاً.
فلماذا فرقوا بين الخطأ في ركن النفي والإثبات وهما من أصل الدين عندهم؟؟!!.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 07:22]ـ
أصل الدين إن كان يقصد به الإخوة, كل قول أو فعل أو اعتقاد إذا انعدم, ينعدم به الدين كله, فهو يدخل فيه جميع الأعمال التي صاحبها يكفر بفعلها.
فالأسماء و الصفات من أصل الدين, لأن من تأول أو عطل أو شبه شيء من صفات الله و أسمائه كفر {مع انتفاء لشروط و الموانع} ,و من خالف في القدر كفر {كالقدرية و الجبرية} ,و من والى المشركين و ظاهرهم على المسلمين كفر, و من ترك الصلاة {على قول من يكفر تاركها} كفر, و بالتالي وجود هذه الأشياء ضرورية لوجود أصل الدين و لكي يطلق على صاحبها مسلم.
و من جملة ما يكفر به المرء عدم تكفيره للمشركين و الكفار أو تصحيح مذهبهم ,فهذا من أصل الدين {مع إعمال موانع التكفير}.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 07:30]ـ
وهذه أحاديث يظهر فيها ماذا يطلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ابتداء من كل كافر حتى يدخل الإسلام ..
ومما هو معلوم أن الناس منهم الذكي ومنهم الغبي، ومنهم الفطن ومنهم الأحمق .. ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - اكتفى منهم فقط بالإقرار بوحدانية الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن علمنا أن الدلالة اللغوية لكلمة (لا إله إلا الله) هي: لا معبود بحق إلا الله .. ولا دلالة لغوية غيرها .. فعليه يكون تكفير المشركين من مقتضيات هذه الكلمة ولوازمها، وليست من أصلها.
وهذا ما فهمه أبو سفيان - رضي الله عنه - عندما كان مشركاً ..
- جاء في صحيح البخاري أن هرقل سأله فقال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
هذا ما أمرهم به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بداية دعوته .. وقد أُثر عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يغشى الناس في مجالسهم وأسواقهم يقول لهم: «قولوا لا إله إلا الله تفلحوا».
- وفي صحيح البخاري عن أنس - رضي الله عنه - أن غلاماً يهودياً كان يضع للنبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءه، ويُناوله نعليه، فمرض، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا فلان قل لا إله إلا الله». فنظر إلى أبيه، فسكت أبوه، فأعاد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم. فقال الغلام: (أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله)، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «الحمد لله الذي أخرجه بي من النار».
- وجاء في صحيح مسلم: «يا معاذ! أتدري ماحق الله على العباد؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أن تعبد الله ولا يشرك به شيئاً». قال: «أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟» فقال: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذبهم».
- وفي البخاري أيضاً أن أعرابيا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: دلني على عمل، إذا عملته دخلت الجنة. قال: «تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان». قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا. فلما ولىّ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا».
هذا أعرابي جاهل، لا يفقه شيئاً .. لم يطلب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى ذلك ..
- وجاء في [فتح الباري] لابن رجب، عن ابن سيرين، بسند صحيح: نبئت أن أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – كانا يعلمان الناس الإسلام: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة التي افترض الله لمواقيتها، فإن في تفريطها الهلكة.
- وجاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن وفد عبدالقيس لما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أحدهم: يا نبي الله! إنا حي من ربيعة. وبيننا وبينك كفار مضر. ولا نقدر عليك إلا في أشهر الحرم، فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا، وندخل به الجنة، إذا نحن أخذنا به. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «آمركم بأربع. وأنهاكم عن أربع. اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً. وأقيموا الصلاة. وآتوا الزكاة. وصوموا رمضان. وأعطوا الخمس من الغنائم. وأنهاكم عن أربع. عن الدباء. والحنتم. والمزفت والنقير».
هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلب من الوفود القادمة إليه أن يقولوا لا إله إلا الله .. ثم ذكر لهم ما دون أصل الإسلام من صلاة وزكاة وما إلى ذلك .. فهل بيان الصلاة والزكاة أهم من أصل الدين (إن كان تكفير المشركين من أصل الدين)؟
- وجاء عن النسائي بسند صحيح عن أميمة بنت رقيقة - رضي الله عنها - قالت: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نسوة من الأنصار نبايعه، فقلنا: يا رسول الله! نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا، وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف! قال: «فيما استطعتن وأطقتن». قالت: قلنا: الله ورسوله أرحم بنا، هلم نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة، كقولي لامرأة واحدة - أو مثل قولي - لامرأة واحدة».
(يُتْبَعُ)
(/)
- وجاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافداً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدم عليه، وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عقله، ثم دخل المسجد، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في أصحابه. وكان ضمام رجلاً جلداً أشعر ذا غديرتين. فأقبل حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا ابن عبد المطلب». قال: محمد؟ قال: «نعم». فقال: ابن عبد المطلب! إني سائلك ومغلظ في المسألة، فلا تجدن في نفسك. قال: «لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك». قال: أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك؛ آلله بعثك إلينا رسولاً؟ فقال: «اللهم نعم». قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك؛ آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبده وحده لا نشرك به شيئاً، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت آباؤنا يعبدون معه؟ قال: «اللهم نعم». قال: فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك آلله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس قال: «اللهم نعم» قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها، يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. قال: ثم انصرف راجعاً إلى بعيره. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ولى: «إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة». قال: فأتى إلى بعيره، فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى. قالوا: مه يا ضمام؟ اتق البرص والجذام، اتق الجنون! قال: ويلكم، إنهما - والله - لا يضران ولا ينفعان، إن الله - عز وجل - قد بعث رسولاً، وأنزل عليه كتاباً، استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. قال: فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلماً. قال: يقول ابن عباس: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.
فهذا ضمام، وهؤلاء قومه، كانوا جهلة .. ولم يطلب منهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - سوى عبادة الله وحده لا شريك له .. بما يُفهم من معنى لا إله إلا الله .. ثم دعا قومه بها ..
- وجاء في صحيح البخاري: لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن، قال له: «إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى - وفي رواية: إلى عبادة الله -، فإذا عرفوا ذلك، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا، فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم، تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس».
============================== =======
هذا ما كان يطلبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من جميع الناس، ذكيهم وغبيهم، فطنهم وأحمقهم .. ولم يرد عنه يوماً أنه قال: اعبد الله وحده لا شريك له، وكفّر المشركين وأخرجهم من الدين ..
فأنى لهؤلاء المبتدعة أن يجعلوا ذلك من أصل الدين؟؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 08:11]ـ
أظن أن الإخوة المشاركين في المذاكرة يقرون بأن الشرك لا يعذر فيه بالجهل و أن الكفر يعذر فيه بالجهل
كذلك البراءة من المشركين لا يعذر فيها بالجهل و البراءة من الكافرين يعذر فيها بالجهل
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:03]ـ
لا أظن ذلك ..
فإن الولاء للكافر حكمه كالولاء للمشرك .. وهم جعلوا العلة في كفر من لم يكفر المشرك: موالاته وموالاة شركه.
فإن كان المنع من التكفير يقتضي موالاة الباطل .. فعليه من امتنع عن تكفير الكافر فقد والى باطله ..
وننتظر من هؤلاء الذين يقحمون مسألة التكفير في أصل الدين أن يأتونا بدليل صريح من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. فإن لم يجدوا، وأنى لهم أن يجدوا، فقد بان فساد معتقدهم وافتراؤهم على الدين.
وإن تعجب فعجب قولهم إن مسألة تكفير المشركين من أصل الدين، ثم لا يُستدل لها إلا بالاستنباطات الفقهية!!! .. ولا يوجد دليل صريح عليها .. هذا والله هو العجب.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:45]ـ
توضيح كلامي السابق:
التكفير حكم شرعي لا يعرف إلا بعد الرسالة، وما لا يعرف إلا بعد الرسالة يعذر فيه بالجهل من لم تبلغه الرسالة
أما البراءة من المشركين فتكون قبل الرسالة و تصح لأنها مما يعلم بالفطرة
و شيخ الإسلام (لما وضح مذهب أهل السنة أن المشرك يسمى مشركاً قبل الرسالة لكنه لا يعذب)
بين أن المخالف في هذا طائفتين:
طائفة الأشاعرة الذين عذروا بالجهل في الشرك و هم جفاة في هذا الباب
طائفة المعتزلة الذي لم يعذروا بالجهل و قالوا بتعذيب الجاهل و هم غلاة في هذا الباب
فينبغي على الإخوة عدم العذر بالجهل في الشرك و العذر بالجهل في الكفر و التكفير و ألا يشابهوا الأشاعرة و المعتزلة
فالبراءة من المشرك الجاهل لا يشترط فيها تكفيره كما أننا نتبرأ من مشركي أهل الفترة و لا نكفرهم
و الله أعلم و وفق الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:14]ـ
وهذه بعض الروايات الأخرى تضاف إلى الأحاديث السابقة توضح ماذا كان يطلب رسول الله - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ابتداء من كل كافر حتى يدخل الإسلام وعصم دمه وماله.
أولاً:
أخرج مسلم ومالك في الموطأ وأبوداود والنسائي من حديث معاوية بن الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجارية أراد معاوية بن الحكم أن يعتقها عن كفارة: أين الله؟ فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ قالت أنت رسول الله؟ فقال: أعتقها.
وأخرج أبو داود والنسائي من حديث الشريد بن سويد الثقفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجارية: من ربك؟ قالت: الله، قال: فمن أنا؟ قالت: رسول الله. قال أعتقها فإنها مؤمنة.
ثانياً:
قصة إسلام أبو بكر رضي الله عنه، جاء في السيرة أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: أحق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك آلهتنا وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آباءنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى إني رسول الله ونبيه، وبعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته، وقرأ عليه القرآن. فأسلم وكفر بالإصنام وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام ورجع أبو بكر، وهو مؤمن مصدق) إهـ السيرة النبوية للإمام ابن كثير (1/ 433).
وهذا الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أبا بكر إنما هو في حقيقته الشهادتان أصل الدين.
ثالثاً: قصة إسلام خالد بن سعيد رضي الله عنه، فقد جاء في السيرة أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بأجياد، فقال: يا محمد، إلام تدعو؟ قال: أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يضر، ولا يدري من عبده ممن لايعبده. قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله. فسررسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه) إهـ السيرة النبوية للحافظ ابن كثير (1/ 445).
فهذا هو القدر الذي كان يطلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل من أراد أن يدخل الإسلام ويعصم دمه وماله إن أقر بذلك .. والله أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 09:57]ـ
الجواب:
إذا قلت إن الصلاة ليست من أصل الدين .. فمعناه أنني لا أعترف بالصلاة؟
وأنا لم أقل هذا أنا قلت أنك لا تعترف بأصل الولاء والبراء ولم أقل أنك لا تعترف بالولاء والبراء.
ثم إنني قلت "إظهار" العداوة والبغضاء، بحسب نص الآية .. ولم أقل "أصل العداوة والبغضاء".
وعليه أطرح عليك السؤال بالصيغة المحددة في ردك السابق
هل إظهار الولاء والبراء ليس من أصل الدين؟
وهذا نص كلامك المنقول عن ابن تيمية
ويوسف - رضي الله عنه - دعا أهل مصر، لكن بغير معاداة لمن لم يؤمن، ولا إظهار مناوأة بالذم والعيب والطعن لما هم عليه، كما كان نبينا أول ما أنزل عليه الوحي، وكانت قريش إذ ذاك تقره ولا يُنكَر عليه، إلى أن أظهر عيب آلهتهم ودينهم وعيب ما كانت عليه آباؤهم وسفه أحلامهم فهنالك عادوه وآذوه
فالحالة هنا إسثنائية وهي حالة الضعف التي كان فيها المسلمون في مكة ولا أعرف لماذا لم تلون الباقي باللون الاحمر؟!
ولم تجبني عن تفسيرك للآية التي وضعتها لك في ردي السابق فردك يهمني.
ألا بالمناسبة ما هو تعريفك للإسلام؟
وإن تعجب فعجب قولك لماذا لم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الناس حالة دعوتهم إلى الإسلام تكفير المشركين!! وأقول وهل بين الرسول صلى الله عليه وسلم للناس آنذاك ما معنى لا إله إلا الله التي هي لا معبود بحق إلا الله وهل بين لهم ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله؟!!
الجواب لا ولكن الناس كانوا أفهم لهذه الكلمة من المتخرصين في وقتنا الحالي الذين قال فيهم الشيخ محمد رحمه الله "أن كفار قريش كانوا أعلم منهم لهذه الكلمة" والتي فهموا منها عبادة الله وحده ونبذ ما سواه والبراءة منه ومن أهله.
ثم تطالب غيرك بالأدلة وإذا ما أتوك بالأدلة نسفتها بفلسفة ليس لها قبل ولا بعد.
ماذا عسانا أن نفعل لك إذا كنت متعصبا لما أنت عليه؟!
فمشكلتك أنك على عقيدة تريد أنم تستدل لها وهذا هو مبنع الضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام الدهلوي هل ممكن أن تمثل لي بمثال عن الخطأ الذي يرد في تكفير الكفار؟
وأرجو منك إحالتي على المصدر الذي نقلت منه نصك السابق في ثاني مشاركة لك هنا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 10:39]ـ
جزاك الله خيراً أخي (الإمام الدهلوي)،
ذهبت إلى كتبهم لأرى استدلالاتهم .. فما وجدتهم يستدلون إلا بأقوال المشايخ .. وليتهم فهموها حق الفهم قبل أن يستدلوا بها ..
ولكن الشاهد هو: أنهم وقعوا في الذي ينكرونه علينا .. يقولون: أنتم تعبدون المشايخ .. وهم وقعوا في نفس الأمر، عبدوا المشايخ، فكان قول الشيخ بمنزلة الوحي عندهم.
وعندما ندعوهم إلى الكتاب والسنة، يُسقط في أيديهم، ويستدلون بأدلة تفضح جهلهم بالدين وبالاستدلالات الشرعية.
يستدلون مثلاً بآية: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه .. الآية} .. ولا أدري كيف جعلوها من أصل الدين .. هل في الآية ما يثبت ذلك؟ .. ولكن هذه الآية تثبت أن غاية ما يقال في هذه الأمور أنها من واجبات الدين، إلا ما حدده النص من كونه أصل الدين، بما دلّت عليه أدلة الكتاب والسنة.
وما يُثبت ذلك أمور:
- قوله تعالى: {إذ قالوا لقومهم} .. أن يقول الرجل لقومه هذه الأمور ليس من أصل الدين .. وهو ما دعانا الله إليه.
- قوله تعالى: {بدا بيننا وبينكم} .. وإبداء العداوة والبغضاء ليس من أصل الدين.
- قوله تعالى: {إلا قول إبراهيم لأبيه} .. قاصمة ظهر لهم .. فهم ما فتئوا يقولون إن "الأسوة الحسنة" هنا هي أصل الدين .. وها هو الاستثناء من هذه الأسوة الحسنة (والاستثناء في اللغة خارج عن حكم المستثنى منه) .. يعني هل نقول إن إبراهيم - عليه السلام - نقض أصل الدين باستغفاره لأبيه، لأن فعله هذا مخالف لـ "الأسوة الحسنة" (أي: أصل الدين عندهم)؟
لكن هؤلاء القوم - كما ذكرت لك - جهلهم بالعربية صارخ، ويبنون على هذا الجهل أموراً من نسج مخيلتهم حتى يحققوا أغراضاً في نفوسهم.
ثم يُقال: هذه السورة (ومن ضمنها هذه الآية) نزلت في المدينة .. فسقط الاستدلال بها منفردة في بيان أصل الدين.
---------------
ويستدلون بسورة الكافرون .. وأين دليلهم أنها داخلة في أصل الدين إلا ما حدده الشرع من ذلك؟
يقول الله تعالى: {قل يا أيها الكافرون} .. والجهر بتكفير الكافرين ليس من أصل الدين .. بل لم يلجأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أظهر الكافرون العداوة والبغضاء لدين الله تعالى.
أما الباقي فهو من أصل الدين، لورود النصوص الشرعية في ذلك.
--------------
ثم يقال: السنة تفسّر القرآن، فأين نجد في السنّة اشتراط النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكافرين تكفير المشركين ابتداء حتى يدخلوا في الدين؟؟
لماذا يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الناس لأفهامهم، وهو يعلم أن منهم الذكي والغبي، والفطن والأحمق، ولا يشرح لهم أصل الدين بتمامه حتى تقام عليهم الحجة؟
لماذا لم يصرّح الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوماً بأركان أصل الدين، ولم يطلبه من أي كافر قبل دخوله الإسلام؟ أم أن أصل الدين هو قائم على الفهم والاستنباط؟
فإذا كانت مسألة تكفير المشركين قائمة على الاستنتاج والاستنباط .. فعليه، يصحّ أن يخطئ فيها المرء .. لا أقول في أصل المسألة .. فإن كل مسلم يؤمن أن عابد غير الله مشرك .. هذا كحكم عام .. ولكن الخطأ يقع في تنزيل هذا الحكم على الواقع.
وبهذا ننتهي من عرض الأدلة والرد على المخالف ..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 11:11]ـ
الإنكار على عباد المشايخ من فرائض الاسلام
و يتأكد الفرض على من اشتغل بالعلم الشرعي
و شرط بديهي و أولي في من يتصدى لهذا الانكار
أن لا يكون متلبساً بهذا الداء
و عليه
نطرح السؤال التالي على من يُنكر عبادة المشايخ:
ما حكم من يعذر من يعتقد بتحريف القرآن و يقول أنه لا يكفر إلا بعد الحجة!!!
(لا تسألوني بماذا سيقيم عليه الحجة بما أن القرآن محرف عنده فليس عندي جواب)
فإن عذرتموه (و لا أظنكم تفعلون) طلبنا منكم إعذار من تسمونهم خوارج غلاة مكفرة
و لا سبيل لعدم إعذارهم عند من أنصف
و إن لم تعذروه و هو ما يقتضيه مذهبكم
علمنا أنكم من أهل الانصاف
(يُتْبَعُ)
(/)
و حاورناكم بعلم فيما نخالفكم فيه
ودعونا الله أن يظهر لنا الحق على أيديكم
و على من تفضل بالاجابة ألا ينقلنا لموضوع آخر كمناقشة حكم من قال بتحريف القرآن و من هو و من قال بكفره و من لم يقل ...
نريد قوله هو ومذهبه هو.
فلقد مللنا من هذا التحوير و التفلت
بعد هذا نعلم من من الناس يعبد المشايخ و من يحق له أن يتهم غيره بهذا
فعلى من يرمي الناس بهذه العظيمه أن يثبت أنه غير متلبس بها
و إلا فمن يسمع لقوله!
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 11:30]ـ
والله يا أم معاذة لا أدري من هو المتعصب، أهو أنا أم أنت .. ولا أدري من الذي لا يفهم كلام الآخر، أنا أم أنت.
وأنا لم أقل هذا أنا قلت أنك لا تعترف بأصل الولاء والبراء ولم أقل أنك لا تعترف بالولاء والبراء.
لو جاء رجل قال: أنت لا تعترف بأصل الإسلام .. ولكن تعترف بالإسلام .. ماذا سيقول الناس عنه؟
ولو جاء آخر وقال: أنت لا تعترف بأصل الصلاة .. ولكن تعترف بالصلاة .. ماذا سيقول الناس عنه؟
أرجو من القارئين أن يفهموني معنى هذا الكلام، فأنا للأسف ضعيف الفهم.
---------
هل إظهار الولاء والبراء ليس من أصل الدين؟
ليس من أصل الدين .. بل حتى غلاة المكفرة يقولون إنه ليس من أصل الدين.
هل تعرفين حقاً معنى "أصل الدين"؟؟ .. معناه: ما لا يصح إسلام المرء إلا به، ومتى ما لم يأت به فهو كافر، ولا يُعذر بجهل أو تأويل أو استضعاف أو غيره ..
قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 10/ 15]:
[-- ولهذا كان رأس الإسلام {شهادة أن لا إله إلا الله}؛ وهي متضمنة عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين ديناً سواه، كما قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (*) إن الدين عند الله الإسلام}. وهذا الذي ذكرناه مما يبين أن أصل الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال، وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها --]
فالحالة هنا إسثنائية وهي حالة الضعف التي كان فيها المسلمون في مكة ولا أعرف لماذا لم تلون الباقي باللون الاحمر؟!
يعني في الحالة الاستثنائية (وهي الاستضعاف)، لم يكن عند المسلمين أصل الدين؟ .. ويوسف - عليه السلام - أصل الدين عنده مخالف لأصل الدين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ .. لذلك كان من شريعته عدم إظهار العداوة والبغضاء للكافرين.
ولم تجبني عن تفسيرك للآية التي وضعتها لك في ردي السابق فردك يهمني.
لأنه لا علاقة لها بالذي نتكلم فيه .. فأنا أتكلم عن إظهار العداوة والبغضاء (والذي محله الجوارح) .. وأنت تتكلمين عن أصل العداوة والبغضاء (الذي محله القلب) .. وهذا لا يدخل الإسلام أحد إلا به.
ألا بالمناسبة ما هو تعريفك للإسلام؟
هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، واتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - دون حياد أو مخالفة.
وإن تعجب فعجب قولك لماذا لم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من الناس حالة دعوتهم إلى الإسلام تكفير المشركين!! وأقول وهل بين الرسول صلى الله عليه وسلم للناس آنذاك ما معنى لا إله إلا الله التي هي لا معبود بحق إلا الله وهل بين لهم ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله؟!!
الجواب لا ولكن الناس كانوا أفهم لهذه الكلمة من المتخرصين في وقتنا الحالي الذين قال فيهم الشيخ محمد رحمه الله "أن كفار قريش كانوا أعلم منهم لهذه الكلمة" والتي فهموا منها عبادة الله وحده ونبذ ما سواه والبراءة منه ومن أهله.
ليتك قرأت كلامي في أصل الموضوع بتمعن أكثر .. فستجدين الجواب عن كل ذلك.
لقد قلت:
إذا عُلم ذلك، تحقق لنا أن عبادة الله وحده لا شريك له هي الأصل في المسألة .. وأن الباقي مما ذكرت هو من لوازمها القطعية.
وقلت في موضع آخر في أصل الموضوع:
ومن كفر بالطاغوت .. وكفر بدينه .. لا بد أن يعتقد أن من عبد الطاغوت، ودان بغير دين الإسلام، فهو مشرك كافر .. وإلا فإنه كاذب في دعوى الكفر بالطاغوت .. لنفس العلة السابقة.
وقلت في مشاركة رقم #4:
نعم، هناك فرق بينهما .. فاللوازم مترتبة على الأصل، وليست ركناً من الأصل في ذاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكونهم فهموا لوازم هذه الكلمة .. لا يعني أنها من أصلها أو ركن فيها ..
ودليل ذلك أن المدلول اللغوي لكلمة التوحيد، تعني: لا معبود بحق إلا الله .. وهذا بإجماع العلماء .. وليس فيها ذكر للمشركين.
ولكن البراءة من المشركين وتكفيرهم من الأمور المترتبة على هذا الأصل .. بمعنى أنهما من مقتضيات هذه الكلمة ولوازمها.
وما دام جميع الكفار، ذكيهم وغبيهم، وفطنهم وأحمقهم .. يعلمون حقيقة دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فلماذا يطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - الإقرار بوحدانية الله، والشهادة للنبي بالرسالة؟؟
لماذا لم يقل لجميع الكفار: قولوا: محمد على الحق .. وهكذا تدخلون الإسلام؟؟
ما داموا كما تقولين "يعلمون معنى هذه الكلمة جيداً" .. فيكفي حينها أن يكون دخولهم للإسلام بأن يقولوا: "محمد على الحق".
ولكنه طلب منهم أن يُقرّوا بالوحدانية لله تعالى على ألسنتهم .. مع علمهم أنه يدعو إلى ذلك.
وطلب منهم أن يُقروا بالرسالة له .. مع علمهم أنه يدعو إلى ذلك.
ولم يطلب منهم إقراراً إلا بهذين .. بما يدلّ أن هذين الأمرين هما أصل الدين .. وما كان خارجاً عنهما، فهو من لوازمهما ومقتضياتهما.
جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس؛ أن ضمادا قدم مكة. كان من أزد شنوءة. وكان يرقي من هذه الريح. فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمداً مجنون. فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي. قال فلقيه. فقال: يا محمد! إني أرقي من هذه الريح. وإن الله يشفي على يدي من يشاء. فهل لك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الحمد لله. نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأن محمداً عبده ورسوله. أما بعد». قال فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء. فأعادهن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثلاث مرات. قال فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء. فما سمعت مثل كلمات هؤلاء. ولقد بلغن ناعوس البحر. قال فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام. قال فبايعه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وعلى قومك». قال: وعلى قومي. قال فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فمروا بقومه. فقال صاحب السرية للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة. فقال: ردوها. فإن هؤلاء قوم ضماد.
فهذا ضماد كان جاهلاً بما يدعو إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - .. وأسلم بمجرد أن نطق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بكلمة التوحيد ..
يعني هذا الجاهل الذي لم يعرف حقيقة الدعوة، ولم يعرف ما يقوم به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تكفير المشركين .. أسلم، وصحّ إسلامه، بمجرّد نطقه بالشهادتين ..
لماذا لم يُلزمه النبي - صلى الله عليه وسلم - بتكفير المشركين، ويأخذ منه الإقرار حين النطق بالشهادتين؟؟
لماذا يُلزَم المرء بالإقرار بوحدانية الله، ولا يُلزم بالإقرار بتكفير المشركين؟؟
هذه كلها أدلة تفيد أن تكفير المشركين ليس من أصل الدين، ولكن من مترتبات ولوازم ومقتضيات أصل الدين.
ثم تطالب غيرك بالأدلة وإذا ما أتوك بالأدلة نسفتها بفلسفة ليس لها قبل ولا بعد.
ماذا عسانا أن نفعل لك إذا كنت متعصبا لما أنت عليه؟!
لا تعليق.
فمشكلتك أنك على عقيدة تريد أنم تستدل لها وهذا هو مبنع الضلال.
أحمد الله - عز وجل - أن كلامي يقرأه الكثير غيرك، ويصلني على بريدي - بحمد الله - رسائل شكر على ما أقوم بتوضيحه في العقيدة .. وهذا ما يسليني بعد رضى الله تعالى.
ولو كان الأمر محصوراً بيني وبينك، لما تكلفت هذه الردود وأنا أعلم أنك لن تقنعي بنصف كلمة من كلامي.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:47]ـ
سؤال/ لماذا لم يقبل ابو بكر الصديق رضي الله عنه توبة بني حنيفة حتى يشهدوا على قتلاهم بالنار وقتلى جيش الصديق بلجنة?
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:06]ـ
كان الأولى أن تسأل: لماذا لم يطلب ذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - من كفار قريش أو أي كافر يدخل الإسلام، إن كانت هذه حجتك في المسألة.
والأمر الآخر هو: لماذا لم يقل لهم "اشهدوا على قتلاكم بالكفر، وعلى قتلانا بالإيمان"؟ .. بل اكتفى بشهادتههم لهم بالنار، مع أن النار قد تكون للمسلم الفاجر، كقتلى الخوارج مثلاً ..
بل لماذا لم يقل: اشهدوا على مسيلمة، نبيّكم المزعوم، بالكفر .. وتبرأوا منه ..
هل صارت الشهادة على قتلاهم بالنار أولى من التبرؤ من مسيلمة ومن دين مسيلمة؟
ولكن قد يُجاب عن هذا كلّه أن الشهادة لهم بالنار دليل على بطلان ما قاتلوا عليه .. وهو دين مسيلمة ..
فاكتفى منهم بذلك، أن يعترفوا أن ما قاتلوا عليه باطل .. وأن ما كانوا عليه باطل .. وأن المسلمين على حق ..
كما أن شهادة أن لا إله إلا الله دليل على بطلان دين المشركين .. فاكتفى منهم بذلك ..
فتوبة الزنديق أو المرتد في جانب من جوانب الدين، ليست كتوبة الكافر الأصلي .. وهذا معلوم.
ثم يُقال .. لو فهمت من هذا النص أن تكفير المشركين من أصل الدين .. فهذا النص كذلك يدلّ على أن أسلمة المسلمين من أصل الدين.
فإن أقررت بهذا، فلماذا لا يكفر من يكفّر بعض المسلمين بالشبهات .. كالخوارج مثلاً؟ ..
هذا، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:21]ـ
وننتظر من هؤلاء الذين يقحمون مسألة التكفير في أصل الدين أن يأتونا بدليل صريح من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. فإن لم يجدوا، وأنى لهم أن يجدوا، فقد بان فساد معتقدهم وافتراؤهم على الدين.
وإن تعجب فعجب قولهم إن مسألة تكفير المشركين من أصل الدين، ثم لا يُستدل لها إلا بالاستنباطات الفقهية!!! .. ولا يوجد دليل صريح عليها .. هذا والله هو العجب.
ما هذه الإفتراء
هل فهمك الواسع الأفق فهمت أن الرسول عليه الصلاة والسلام قبل اسلام المشركين بمجرد النطق بالشهادتين؟
إليك الدليل من القرآن على أن تكفير الكافر من أصل الدين ...
في قوله جل جلاله:- "?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
وإن لم تفهم من هذه الاية أن تكفير الكافرين من أصل الدين إلك ابن كثير رحمه الله ليفهمك ...
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
وإن كانت اللغة والشرع تقولان بأن البراءة من المشركين من مقتضيات لا إله إلا الله كما وضح ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
أرأيت ما معنى لا إله إلا الله ... ؟؟؟؟؟
وقوله صلى الله عليه وسلم:-"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله "
الله يهديك ويريحك من فلسفة الشبهات التي تتمتع بها وتدعي أنك لا تستدل إلا من الكتاب والسنة
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:34]ـ
ثم يُقال .. لو فهمت من هذا النص أن تكفير المشركين من أصل الدين .. فهذا النص كذلك يدلّ على أن أسلمة المسلمين من أصل الدين.
فإن أقررت بهذا، فلماذا لا يكفر من يكفّر بعض المسلمين بالشبهات .. كالخوارج مثلاً؟ ..
هذا، والله أعلم.
اتق الله وكاف تلبيسا .. لم يقل أحد من الموحدين بأن تكفير المشركين تطلق على كل شرك
وقد سبق أن وضح لك أنها تعمل في الكفار الأصليين والكفر المجمع عليه .. كمن سب الذات الإلاهية وكمن تحاكم لغير الله أو عبد غير الله ... ولا تقاس عند من يريد الحق الكفر المختلف فيه ككفر تارك الصلاة أو الخوارج ...
واريد أن أسألك وأرجو ان تجيبني ببساطة وحسب ما تعتقد وبدون استفاضة؟؟!!
ما حكم من لم يكفر من سب الذات الالاهية؟
وما حكم من لم يكفر من تحاكم للطاغوت؟
وما حكم من لم يكفر جند الطاغوت؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:58]ـ
أحمد الغزي،
والله لو رأيت عبارة واحدة من كلامك لم أجب عنها، لكنت تكلفت في الرد عليك ..
أما وأنه يبدو أنك لا تمعن النظر في كلامي .. فلا حاجة لي في إعادته.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
صدقت أخي أبو شعيب
(يُتْبَعُ)
(/)
الظاهر أن الأخ أحمد الغزي لا يقرأ الردود ... فكل الكلام الذي قاله سبق الرد عليه.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:14]ـ
أخي أبو شعيب هناك نقطة تحتاج إلى توضيخ ذلك أننا إذا قلنا للمخالفين أن تكفير المشركين من لوازم كلمة التوحيد وليس من معانيها الأصلية
قالوا: سواء كانت من اللوازم أو الأركان فإن المحصلة واحدة وهي أن من لا يكفر المشركين هو كافر لا يعذر إلا بمانع الإكراه أو انتفاء القصد
ويستدلوا على قولهم بمسألة أصولية وهو ما يذكره علماء أصول الفقه في باب: (الصحة والبطلان والفساد)
وقالوا أن الأقوال والأعمال على قسمين: صحيحة وغير صحيحة.
وأن الصحيح منها .. ما استوفى الأركان الأساسية له وشروط الصحة.
وسواء كان ذلك في العبادات أو المعاملات.
وأن غير الصحيح منها .. ما وقع الخلل في أركانه الأساسية أو في شروط صحته. ولكنهم فرقوا بين العبادات والمعاملات في هذا.
ففي العبادات: تكون العبادة باطلة إذا وقع الخلل بتخلف أي ركن من الأركان الأساسية أو أي من شروط صحتها وضربوا لذلك أمثلة من ذلك الصلاة كعبادة فلكي تكون صحيحة ينبغي أن تستوفى أركانها الأساسية من النية، وتكبيرة الإحرام، والفاتحة، والركوع والسجود، والتشهد والتسليمة الأولى.
كما ينبغي أن تتوافر فيها شروط الصحة من وضوء وستر العورة واستقبال القبلة. وأنه بتخلف أي من الأركان الأساسية فالصلاة باطلة وكذا إذا تخلف أي من شروط صحتها فالصلاة باطلة أيضاً.
وفي المعاملات:
فالجمهور على بطلانها أيضاً إذا ما تخلف شيئاً من الأركان الأساسية أو شروط الصحة.
أما أبو حنيفة فيفرق في المعاملات بين وقوع الخلل أو التخلف في الأركان الأساسية، فيكون العمل باطلاً، وأما في شروط صحته فيكون العمل أو العقد فاسداً
وإذا استوعبنا ذلك.
فنحن نسأل المنحرفين والمجادل عن المشركين ممن يقولون أن تكفير المشركين ليس من معاني لا إله إلا الله ولكنه من لوازمها. نسألهم. وما الفرق؟.
ومن قال أن العبادات إذا تخلف ما يتعلق بلوازمها أو شروط صحتها فإن حكمها يختلف عن تخلف بعض معانيها.
(إيتوني بكتاب من قبل هذا أو آثارة من علم إن كنتم صادقين)
وها هو علم أصول الفقه يقرر أن في العبادات لا فرق بين الأركان الأساسية أو الشروط فينبغي أن يكون جميعها مستوفاة في العبادة كي تعتبر صحيحة. وهل شهادة التوحيد من العبادات بعد هذا أم من المعاملات.
ولكن الزائغين بعدت عليهم الشقة ورغبوا في الفتنة. فنعوذ بالله من مضلات الفتن.
والطريف أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب سئل في ذلك وكما ورد بمجموعة التوحيد:
(ما قولكم في الموالاة والمعاداة هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟
الجواب: أن يقال والله أعلم: حسب المسلم أن يعلم أن الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم وأوجب عليهم محبة المؤمنين وموالاتهم.
وأخبر أن ذلك من شروط الإيمان، ونفى الإيمان عمن يواد من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباؤهم أو أبناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم.
وأما كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو من لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، وإنما كلفنا بمعرفة أن الله فرض ذلك وأوجبه وأوجب العمل به، فهذا الفرض والحتم الذي لا شك فيه ومن عرف أن ذلك من معناها أو من لوازمها، فهو حسن وزيادة خير، ومن لم يعرف فلم يكلف بمعرفته، لا سيما إذا كان الجدال في ذلك والمنازعة فيه مما يفضي إلى شر واختلاف ووقوع فرقة بين المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله، وعادوا المشركين، ووالوا المسلمين، والسكوت عن ذلك متعين وهذا ما ظهر لي على أن الاختلاف قريب من جهة المعنى والله أعلم) أ. هـ
أقول أخي الكريم هذا الكلام منهم يحتاج إلى توضيح ونسمع منك الرد المفصل بارك الله فيك
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:17]ـ
هل تعرفين حقاً معنى "أصل الدين"؟؟ .. معناه: ما لا يصح إسلام المرء إلا به، ومتى ما لم يأت به فهو كافر، ولا يُعذر بجهل أو تأويل أو استضعاف أو غيره ..
قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 10/ 15]:
[-- ولهذا كان رأس الإسلام {شهادة أن لا إله إلا الله}؛ وهي متضمنة عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين ديناً سواه، كما قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (*) إن الدين عند الله الإسلام}. وهذا الذي ذكرناه مما يبين أن أصل الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال، وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها --].
الآن فهمت أصل الدين أخي الكريم لأني سألت عن معناه عندكم فلم تجبني.
و لكن الإخوة المعترضون ما ذا يقولون؟
هل يقولون أن من لم يكفر الكافر الكافر أو المشرك لا يعذر بجهل و لا تأويل ... ؟
أي يسوون هذه المسألة بمسألة الشرك في العبادة؟
أرجو الإجابة عن هذا السؤال أخي أبا شعيب.
و من يتزعم هذا القول في الوقت الحاضر من العلماء أو أدعياء العلم؟ {أخبرني على الملأ ا, على الخاص إن أردت}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:42]ـ
قرأت الردود فلم أجد منها ما يرد ما كتبت
هنيئاً لك الحيدة ...
ما هذه الإفتراء
هل فهمك الواسع الأفق فهمت أن الرسول عليه الصلاة والسلام قبل اسلام المشركين بمجرد النطق بالشهادتين؟
إليك الدليل من القرآن على أن تكفير الكافر من أصل الدين ...
في قوله جل جلاله:- "?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
وإن لم تفهم من هذه الاية أن تكفير الكافرين من أصل الدين إلك ابن كثير رحمه الله ليفهمك ...
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
" يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
وإن كانت اللغة والشرع تقولان بأن البراءة من المشركين من مقتضيات لا إله إلا الله كما وضح ذلك الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان"
أرأيت ما معنى لا إله إلا الله ... ؟؟؟؟؟
وقوله صلى الله عليه وسلم:-"من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله "
الله يهديك ويريحك من فلسفة الشبهات التي تتمتع بها وتدعي أنك لا تستدل إلا من الكتاب والسنة
إنت سميها عدم تكليف في الرد ...
أما أنا وأنت فنعلم ما حقيقتها ...
أنتظر غيرك أن يجيب على أسئلتي
واريد أن أسألك وأرجو ان تجيبني ببساطة وحسب ما تعتقد وبدون استفاضة؟؟!!
ما حكم من لم يكفر من سب الذات الالاهية؟
وما حكم من لم يكفر من تحاكم للطاغوت؟
وما حكم من لم يكفر جند الطاغوت؟
إتق الله ... واترك طريق الشبهات وكفاك تلافب بأقوال العلماء
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
قالوا: سواء كانت من اللوازم أو الأركان فإن المحصلة واحدة وهي أن من لا يكفر المشركين هو كافر لا يعذر إلا بمانع الإكراه أو انتفاء القصد
لا، ليست واحدة .. وأنى لها أن تكون واحدة؟
فإن اللوازم تترتب على الأصل .. وليست داخلة فيه .. مع إمكان وجود الأصل إن اختل شيء من هذه اللوازم ..
مثاله:
قال الله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} ..
فلازم محبة الله - سبحانه وتعالى - القطعية: اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. ولكن المرء قد يخالف الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يتبعه في بعض الجزئيات .. مع بقاء أصل محبته لله تعالى، وأصل اتباعه للرسول - صلى الله عليه وسلم - ..
كحال الصحابي الذي شرب الخمر، فلعنه أحدهم، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله) .. هذا مع كونه عاصياً لله، مستحقاً لعقوبته .. ولكن هذا لم ينقض أصل المحبة التي في قلبه.
فمن كان عنده أصل المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -، والذي هو لازم قطعي لمحبة الله - تعالى - .. فهذا عنده أصل المحبة لله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن انتفى عنه أصل المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم - .. انتفى عنه أصل المحبة.
لذلك، فقد قلت في أكثر من موضع أن تكفير المشركين، واعتقاد أن من عبد غير الله فهو كافر .. هذا يعتقده كل مسلم على وجه الأرض، ولم يخالف فيه أحد .. وهو من اللوازم القطعية الضرورية لكلمة التوحيد.
فمن قال: إن عابد غير الله مسلم .. فهذا كافر .. ويستحيل عقلاً وشرعاً، حتى عند أغبى الناس، ممن عرفوا أن دين الله قائم على التوحيد .. ثم هو يقول عمّن انتفى عنه هذا التوحيد: هذا مسلم موحّد؟؟
ولكن عندما نجعلها من اللوازم .. فهذا يعني أنه يُمكن للمخالف في بعض جزئياتها أن يُعذر بالجهل أو التأويل .. مع بقاء أصل المسألة عنده، وهو: أن من عبد غير الله فهو كافر مشرك.
فقد يُخالف المرء ويرى الشرك الأكبر أصغر .. لتضارب الأدلة عنده .. مع بقاء أصل المسألة عنده وهو: من أشرك بالله فهو كافر.
فهذا خالف في جزئية متأولاً .. طالباً اتباع الحق، ولكن تضاربت الأدلة عنده .. فكيف يكفر مثل هذا؟؟
ثم هؤلاء الغلاة، حتى يخرجوا من هذه الورطة، جعلوا في ذلك شرطاً آخر، فقالوا: الكفر المجمع عليه .. فربطوا المسألة بالإجماع، وليس بأصلها .. وهذا أسهل من أن يردّ عليه .. فيقال إن مخالف الإجماع هو رادّ للنصوص .. وهذا لا يُحكم عليه بالكفر -بإجماع الأمة - إلا بعد قيام الحجة.
أما قولهم عن الصلوات وباقي الفرائض، فهذه ضحكة .. وهي تكشف مدى جهلهم الصارخ باللغة وبالشرع ..
فهل للصلاة لازم؟؟ .. الجواب: نعم ..
لازم الصلاة هو: النهي عن الفحشاء والمنكر .. كما قال تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ..
ولازمها: قرب العبد من الله
ولازمها: رضى الله عن العبد
وغير ذلك كثير مما لا يدخل في أركانها وشروطها
فمن لم تنهه صلاته عن مطلق الفحشاء والمنكر .. فصلاته مردودة عليه .. وأعظم المنكر كما هو معلوم الشرك بالله وعدم تعظيمه.
ومن لم تقرّبه الصلاة من الله تعالى .. بمعنى: أن تحكم له بالإسلام (حيث إن المسلم لديه قرب من الله) .. فصلاته باطلة.
ومن لم تُرضِ صلاته الله عنه .. ولو جزئياً، بحيث تسقط عنه إن أدّاها .. فصلاته باطلة ..
مع إمكان المخالفة في بعض جزئيات هذه المسألة مما لا ينقض أصل هذه اللوازم.
ثم ما شأن الركوع والسجود والتسليم في مسألتنا؟؟ وما شأن أركان الصلاة وشروطها في مسألتنا؟؟ .. والله المستعان.
وما ذلك إلا لأنهم لا يفقهون الحديث .. ولا يعلمون أصلاً معنى كلمة "لازم" .. ورتبوا على ضحالة فهمهم ردوداً لا علاقة لها بالموضوع.
إنما هم أوردوا ذلك حتى يلبّسوا على العامي الجهال، فعندما يقرأ مسائل فقهية لهم، سيقول: ما شاء الله، هؤلاء علماء ضليعون في الفقه، ويعلمون أقوال السلف والخلف ..
ثم انظر إلى فقه الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - .. وسعة علمه .. وإلى حمق هؤلاء الغلاة ..
فإذ يشتد نكير هؤلاء الغلاة على من يقول إن هذه المسألة اللوازم .. ويصمونه بالانحراف والضلال .. نرى الشيخ محمد - رحمه الله - يتساهل في المسألة .. ويقول: يكفي الجميع أن يعتقدوا أنه فرض وواجب ..
هل تعلم معنى كلامه؟؟
معنى كلامه أن من يعتقد أن الولاء لازم .. فهو لا يُكفّر في جزئياته ما دام أصل الولاء والبراء عنده .. ولا يُنكر عليه الشيخ محمد - رحمه الله -، وليس هو الحال عند هؤلاء الغلاة.
وتساهل الشيخ محمد - رحمه الله - في المسألة يبيّن أن غاية ما في الأمر أن الخلاف لفظي .. ويكفي الناس أن تعتقد بوجوب ذلك.
أرجو أن تكون المسألة قد توضّحت لك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:42]ـ
الآن فهمت أصل الدين أخي الكريم لأني سألت عن معناه عندكم فلم تجبني.
و لكن الإخوة المعترضون ما ذا يقولون؟
هل يقولون أن من لم يكفر الكافر الكافر أو المشرك لا يعذر بجهل و لا تأويل ... ؟
أي يسوون هذه المسألة بمسألة الشرك في العبادة؟
أرجو الإجابة عن هذا السؤال أخي أبا شعيب.
و من يتزعم هذا القول في الوقت الحاضر من العلماء أو أدعياء العلم؟ {أخبرني على الملأ ا, على الخاص إن أردت}.
اعذرني أخي الفاضل .. فمع غمرة الردود وانشغالي بها، قد أغفل عن بعضها .. وقد أصابك ذلك مني.
هؤلاء هم أتباع أبي مريم الكويتي .. وأهل دار التوحيد، ومن سار على نهجهم ..
يقولون: من أعذر المنتسب للإسلام بالجهل، حتى لو تأوّل أن الجهل مانع من موانع التكفير .. فهذا كافر تعييناً، وخارج من الإسلام من فوره ..
ويقولون: إن من لم يكفر الكافر فقد والاه ووالى باطله ..
فعندهم: أن الإنسان، وإن كان جاهلاً، إن اعتقد أن الجهل مانع من موانع تكفير المشرك .. سواء جهلاً أو تأويلاً .. فهذا كافر تعييناً، دون إقامة حجة ..
فجعلوا العلم بموانع التكفير وضبطها من أصل الدين الذي لا يُعذر فيه أحد .. ومن زاد فيه فهو كافر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:51]ـ
الآن عرفت القوم
هؤلاء من يكفر القاعدة و المجاهدين. كما أخبرني أحد الإخوة هنا.
على العموم بارك الله فيك أخي ابا شعيب على مشاركاتك القيمة في هذا الموضوع, و قد كنت اظنك في أول الأمر لا تعتبر أن عدم تكفير الكفار كفر, و لكن الحمد لله قرأت كلامك ووجدتك تقرر عكس هذا و تفند حجة الغلاة في المسألة.
واصل أخي الكريم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:53]ـ
جزاك الله خير أخي أبو شعيب:
وسوف أسرد لك كل مرة بعض أقوال القوم حتى تُناقش هن، ا أمام الملأ .. وقصدي من وراء ذلك هو أن يرى القوم كلامهم ورد مخالفيهم هل فهمت قصدي الأن .. وسوف أنقل كلامهم من رسائلهم وأبحاثهم فهي موجودة عندي
فاصبر علي قليلاً بارك الله فيك.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 05:50]ـ
نعم أخي أبا البراء .. هم القوم، فها قد عرفتَهم!! أصحاب الشهادة الجديدة: لا مانع في الشرك إلا الإكراه وانتفاء القصد.
وفيك بارك الله .. أسأل الله أن يعينني على ما أنا فيه ويوفقنا جميعاً لكل خير، آمين.
------
(الإمام الدهلوي)،
جزاك الله خيراً على ما تبذله، فإن ذلك يُثري هذه المسألة المطروحة، وسأدرج كلّ ذلك في كتابي في طبعته الثانية، إن شاء الله .. وإن كان قد بقيت لديهم أي شبهة متعلقة بهذا الموضوع، فهات نقرأها .. ونسأل الله التيسيير.
==========
وفي شأن الردّ الأخير، لعلّي أزيد قولاً وهو:
أن العلماء قالوا: ما بطل لازمه بطل أصله .. لذلك فهم يستدلون على فساد الأقوال بفساد لازمها ..
فعليه أقول: من بطل عنده اللازم (وهو تكفير المشركين) .. فقد بطل أصل توحيده .. وهذا بالتفصيل الذي ذكرته سابقاً
وقد بيّنت ذلك في مسألة الصلاة ..
هذا، والله أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 11:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أعتذر عن الخطأ في لعبارة التي كتبتها والتي يفهم منها أنك لا تعترف بالولاء والبراء وكان الأجدر والأولى أن اكتب بالولاء والبراء كأصل.
ثانيا يبدو لي يا أبا شعيب أنك لا تعلم ما معنى الولاء والبراء بالمرة،وربما يكون الخطأ في فهمي فمن يدري!! فأرجو منك أن تعرفه لي تعريفا شاملا مانعا تكون فيه كلمتك الأخيرة.
ثالثا دائما تردد وزميلك الخطأ التأويل الشبهة في تكفير الكافر و الذي هو من أصل الدين في عقيدتي وأنا طلبت من زميلك أن يمثل لي بذلك وإلى الساعة لم يفعل على حسب ما رأيت، ومن يدري؟! ربما كتب والعتب على بصري كل شيء جائز.
رابعا أود منك أن تشرح لي عبارة شيخ الإسلام التي نقلتها والتي قال فيها أن. وهذا الذي ذكرناه مما يبين أن أصل الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال، وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها
أريد منك أن تشرحها لي شرحا شاملا مانعا كذلك،باعتبارك ناقل العبارة طبعا.
خامسا لقد عرفت الإسلام عندك وأريد منك رأيك وقولك في هذا التعريف " الإسلام هو الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله "وهل هو موافق لتعريفك أنت أم يختلف أم بينهما عموم وخصوص أم ماذا ... ؟
سادسا أريد منك أن تعرف لي غلاة المكفرة وكذلك أريده تعريفا شاملا مانعا،طبعا باعتبار أن ردك هذا عليهم.
سابعا ماذا تعني بأنهم عبدوا المشايخ من هم ومن هم مشايخهم؟
لا مانع في الشرك إلا الإكراه وانتفاء القصد.
هل قصدهم أنه لا عذر بالجهل والتأويل والشبهة والخطأ في مسائل الشرك الأكبر إلا المكره والذي لم يقصد الشرك؟
طلب بسيط أريد الإجابات هنا وليس على رابط آخر لو سمحت
ملاحظة أرجو أن ترد على السؤالات دون تشنج -بارك الله فيك- فأنت قلت أن هذه مسألة للبحث وليس تقريرا لعقيدة ما أو ردا على مخالف ما، فنحن هنا نسأل - وهذا من حقنا- حتى نفهم عقيدتك فأنت من طرحت الموضوع فأجبهم بروح علمية أكثر.
هذه نصيحة قبلت بها فبها ونعمت لم تقبل بها فأنت حر.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 11:55]ـ
أختي أبو معاذة
.
الصواب أن يقال أخي أبو معاذة أو أختي أم معاذة
أما أن يكون الذكر أختا لك فغير وارد ذكرت هذا للتنبيه والتصحيح فقط.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أختي في الله أعتذر على هذا الخطأ .. وهو سبق قلم كما يقال .. وقد تفطنت له ولكن بعد تنزيل المشاركة
وعلى كل حال أنا أعتذر على الخطأ غير مقصود
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 04:01]ـ
للإفادة أكثر في هذا الموضوع
قال الشيخ علي الخضير _جزء أصل الدين_ {الأدلة الشرعية ضمن كلام الشيخ فلا يقول قائل يستدل بكلام الشيخ}
كيف يُعرف أصل الإسلام
بالأمور التالية:
1 - يُعرف أصل الإسلام باتفاق الأديان عليه، قال تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) وقال تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) وقال نوح (وأمرت أن أكون من المسلمين) وعن إبراهيم (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) ووصى إبراهيم ويعقوب أبناءهما (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) وعن موسى (يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) والحواريون يقولون لعيسى (آمنا واشهد بانا مسلمون). قال ابن تيمية: والإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من الأمم كما أخبر الله بنحو ذلك في غير موضع من كتابه فأخبر عن نوح وإبراهيم وإسرائيل عليهم السلام أنهم كانوا مسلمين وكذلك اتباع موسى وعيسى عليهما السلام وغيرهم، والإسلام هو أن يستسلم لله لا لغيره فيعبد الله ولا يشرك به شيئا ويتوكل عليه وحده ويرجوه ويخافه وحده ويحب الله المحبة التامة لا يحب مخلوقا كحبه لله .... فمن استكبر عن عبادة الله لم يكن مسلما، ومن عبد مع الله غيره لم يكن مسلما) كتاب النبوات ص 127.
2 - ويعرف بأنه أول واجب لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله - وفي رواية: إلى أن يوحدوا الله) أخرجاه.
3 - وأنه أول ما يطلب من الشخص لحديث: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... الحديث.
ويُعرف أصل الإسلام بما كان أول الإسلام قال تعالى (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر)
4 - وبأنه ما كان في العهد المكي، وأنه ما كان عليه أهل هجرة الحبشة. قال ابن تيمية: واتفقت الأنبياء على أنهم لا يأمرون بالفواحش ولا الظلم ولا الشرك ولا القول على الله بغير علم اهـ كتاب النبوات ص 430. وقال أيضا في الفتاوى 14/ 470 - 471: (إن المحرمات منها ما يُقطع بأن الشرع لم يُبح منه شيئا لا لضرورة ولا غير ضرورة كالشرك والفواحش والقول على الله بغير علم والظلم المحض، وهي الأربعة المذكورة في قوله تعالى (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) فهذه الأشياء محرمة في جميع الشرائع وبتحريمها بعث الله جميع الرسل ولم يُبح منها شيئا قط ولا في حال من الأحوال ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية). بل جلس رسول الله يدعو إلى التوحيد في مكة عشر سنين بإجماع أهل السير وغيرهم. وأيضا كل السور المكية مذكور فيها أصل الإسلام. (التوحيد والرسالة).
5 - وما يُسأل عنه في القبر فعن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت قال نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك فيقول ربي الله ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. أخرجاه.
6 - وأنه مما يستحيل ولا يمكن أن يشرعه الله قال تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا). وما لا يمكن فهذا لم يستفد من الشرع فقط بل هو قبيح فيه وفي الفطرة والعقول ويمتنع أن تأتي به شريعة. المنهاج ص 276.295.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
أخي الكريم أبو شعيب وفقك الله تعالى
و يا حبذا تفتح موضوع جديد يكون عنوانه كالتالي:
(مسألة للبحث: ضبط مسألة أصل الدين، وهل أسلمة الموحدين ركن فيه، أم من لوازمه؟)
نريد أن نتكلم في هذه المسألة كما تكلمنا عن مسألة (تكفير المشركين)
وسوف يشارك المخالفين في الحوار إن شاء الله تعالى
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:10]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أبشر أخي الكريم .. فسوف يتم ذلك بإذن الله ..
وكما تساقطت حججهم هنا، ولم يأتوا بدليل، ولا بنصف دليل على أنه من أصل الدين .. بل غاية ما يقال إنه من لوازمه القطعية .. فعندئذ أرى أن الموضوع انتهى بحثه عند هذا الحد ..
---------
أخي أبا البراء الأندلسي،
جزاك الله خيراً على الإفادة .. لعلّ بعض من أشكل عليه مصطلح أصل الدين يعلم ذلك ..
============
وهذه إضافة أنهي بها الموضوع، حتى لا يدعي أحد أننا نأتي ببدع من القول .. وحتى يتبيّن أن المسألة خلافية، أثبتنا - والحمد لله - أن الراجح فيه ما نقول به:
يقول الشيخ عبدالرحمن الحفيد في [الدرر السنية:2/ 205 – 206]:
ووسم تعالى أهل الشرك بالكفر فيما لا يحصى من الآيات؛ فلا بد من تكفيرهم أيضاً، وهذا هو مقتضى: لا إله إلا الله، كلمة الإخلاص، فلا يتم معناها، إلا بتكفير من جعل لله شريكاً في عبادته
تأمل كيف جعل تكفير المشركين من مقتضيات لا إله إلا الله .. ولم يجعله من أصل معناها ..
والشيخ عبد الرحمن بن حسن عند ذكره لشروط لا إله إلا الله قال في [الدرر السنية: 2/ 359 - 360]:
السادس: الانقياد المنافي للترك؛ لأن من الناس من يقولها وهو يعرف معناها، لكنه لا ينقاد للإتيان بحقوقها ولوازمها من الولاء والبراء، والعمل بشرائع الإسلام، ولا يلائمه إلا ما وافق هواه، أو تحصيل دنياه؛ وهذه حال كثير من الناس.
بل إن الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ احتار فيها!!! ولم يعلم الصواب .. قال:
المسألة السادسة: في الموالاة والمعاداة، هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟
الجواب: أن يقال: الله أعلم، لكن بحسب المسلم أن يعلم: أن الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم، وأوجب عليه محبة المؤمنين وموالاتهم، وأخبر أن ذلك من شروط الإيمان، ونفى الإيمان عمن يواد من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم، أو إخوانهم أو عشيرتهم. وأما كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، إنما كلفنا بمعرفة أن الله فرض ذلك وأوجبه، وأوجب العمل به، فهذا هو الفرض والحتم الذي لا شك فيه، ومن عرف أن ذلك من معناها، أو من لازمها، فهو حسن، وزيادة خير، ومن لم يعرفه فلم يكلف بمعرفته، لا سيما إذا كان الجدال والمنازعة فيه، مما يفضي إلى شر واختلاف، ووقوع فرقة بين المؤمنين، الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله، وعادوا المشركين، ووالوا المسلمين، فالسكوت عن ذلك متعين، وهذا ما ظهر لي، على أن الاختلاف قريب من جهة المعنى، والله أعلم.
مع أن في كلامه مقالاً .. لكن الشاهد فيه أنه قد وقع الخلاف، وهو لا يعلم الحق في هذا الخلاف ..
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:11]ـ
. وحتى يتبيّن أن المسألة خلافية، أثبتنا - والحمد لله - أن الراجح فيه ما نقول به:
.
طيب وبما أن المسألة خلافية لماذا هذا العداء في ردودك ولماذا وصفتهم بالغلاة ولماذا هذه الشدة وهل كل ما ترجح عندك أو عند غيرك يعتبر صوابا؟!!
كل هذا من أجل أن تثبت أنها خلافية وأن قولك هو الراجح فيها؟!!
ثم إكمالا للتلبيس تشكر أبا البراء على نقله لمعنى أصل الدين مع أنه ضد ما قلته تماما حيث أنك تجعل أصل الدين في القلب فقط
هل تعرفين حقاً معنى "أصل الدين"؟؟ .. معناه: ما لا يصح إسلام المرء إلا به، ومتى ما لم يأت به فهو كافر، ولا يُعذر بجهل أو تأويل أو استضعاف أو غيره ..
طبعا أنا هنا استغربت كيف يكون هذا كلام من يقول بأن العذر في مسائل من أصول الدين يعتبر مذهبا من المذاهب المعتبرة عند السلف ولكن زال استغرابي حين فهمت قصدك من خلال ما نقلته عن شيخ الاسلام والذي لونته بالأحمر
قال شيخ الإسلام في [مجموع الفتاوى: 10/ 15]:
(يُتْبَعُ)
(/)
[-- ولهذا كان رأس الإسلام {شهادة أن لا إله إلا الله}؛ وهي متضمنة عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين ديناً سواه، كما قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (*) إن الدين عند الله الإسلام}. وهذا الذي ذكرناه مما يبين أن أصل الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال، وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها --]
.
الله المستعان
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 05:44]ـ
السلام عليكم
أصل الدين هو التوحيد معناه ولوازمه معًا، فالمعنى يدل عليه مباشرة لفظ الشهادة واللوازم هي ما لا يقوم المعنى إلا بها، وليست اللوازم هي الشرائع التفصيلية، لأن تأخرها لا يبطل التوحيد كما هو معلوم، وتعريف اللازم هو ما لا يتم الملزوم إلا به، مثل قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).
فالنبي (ص) لما دعا الناس لعبادة الله وحده وخلع ما دونه من الأنداد لم يكن يشرح لهم أن من لم يفعل هذا فليس بمسلم، فكانوا يفهمون هذا مباشرة دون تلقين، كما تدعو اليوم نصرانيا فيفهم مباشرة أنه ليس بمسلم حتى يتبع دين التوحيد، فالنبي (ص) لم يكن يذكر كل اللوازم التي لا داعي لذكرها ما دام المدعوون ليس لهم فيها شبهة، فالدعوة دعوة إلى ما ينقص الناس، وليس عدم بسطها دليلا على عدم دخولها في أصل الدين، ولكن الدليل على عدم دخولها في أصل الدين إذا أظهروا له خلافها فسكت أو لم يكفّرهم.
أنظر مثلا إلى الإلتزام الإجمالي بكل الشرائع والأخبار على الغيب قبل معرفتها الذي يدخل في معنى قوله (ويؤمنوا بي وبما جئت به) هذا لا يكون الإنسان مسلما حتى يحققه ولم يكن يذكره لكل الناس لأنه متقرر في أذهانهم مسبقا أن من يدخل في هذا الدين يقر إجمالا بكل ما سيؤمر به وما سينهى عنه وما سيخبر به، وشيء آخر جدير بالإهتمام هو أن الناس في ذلك الزمان لم يكونوا يفرقون بين الشعائر التعبدية والشرائع العامة التي تنظم المجتمع، لم يكن العلمانيون قد لعبوا بعقولهم بعد، ولذلك تجد بعض النصارى العلمانيين عندما يعلنون عن الدخول في الإسلام يبقى مقررا في أذهانهم أن الإسلام لا يخالف العلمانية، وإنما هم يعتقدون أن المسيح بشر ويصدقون بنبوة محمد صلى الله عليهما وسلم، لأن الدعاة لا يفقهون من الإسلام إلا هذا ولا من الكفر إلا هذا.
أما التفريق بين المسلم والكافر فقد بينه لمن أرادوا المزج بين الإسلام والكفر والمسلمين والكفار فقالوا: نعبد إلهك عاما وتعبد آلهتنا عاما، فنزلت: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين}.
وبيّنه يوم كان يخوض الصراع مع أهل الكتاب الذين يدّعون أنهم على دين الله {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}.
ولقد فهم الجميع ممن أسلم أو لم يسلم أن من عبد الله وحده فهو المسلم ومن أخل به وعبد غيره فهو الكافر، فكما عرفوا صفة المسلم الأساسية عرفوا صفة غير المسلم الأساسية، ولذلك فلم يسع أحدا جهل هذا وجهله هو جهل للإسلام.
أما اليوم فالدعاة يدعون الناس للصلاة والسنة ولذلك ظنوا أنهم مسلمون بصلاتهم على ما هم عليه من صور الكفر ولو دعوهم إلى التوحيد لميّزوا مباشرة المسلم من غير المسلم ولعرفوا أنهم لم يكونوا مسلمين، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.
إذا دعوت العوام إلى التوحيد الحق تجد عندهم فهما عجيبا لم يفهمه حتى دعاتهم فيعترفون مباشرة بأنهم لم يكونوا مسلمين فهم لا يفلسفون الأمور حتى تخرج عن نطاقها ولا يبحثون عن الشبهات حتى يلتبس الحق بالباطل كما يحدث اليوم في كثير من المجالس التي تسمى بالعلمية.
نسأل الله الهداية وأن يبين لنا الحق حقا ويرزقنا اتباعه فالإسلام بين واضح يفهمه العامي البسيط إذا تجرد من الواقع المنحرف ولا يحتاج لهذا الكم الهائل من الشبهات التي تتدفق هنا بل ينفر منها إلى الأبسط والأقرب إلى العقل والمنطق ولا فرق بين هذا ودين الله، كما لم يجد ورقة بن نوفل أي شبهة في تكفير كل قومه لما رآهم يشركون بالله ولم يقرأ قرأنا ومن يسمع لنبي لأن الإسلام مجموعة من البديهيات وإلا لما وسع البسطاء من الناس فهمه وتطبيقه.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 06:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 07:44]ـ
البيان الإسلامي،
جزاك الله خيراً على ما أديته .. وإن كنت أقول بأكثر ما تقول .. ولعلّك تعي كلمة لك في هذا المقام إذ قلت:
ولقد فهم الجميع ممن أسلم أو لم يسلم أن من عبد الله وحده فهو المسلم ومن أخل به وعبد غيره فهو الكافر، فكما عرفوا صفة المسلم الأساسية عرفوا صفة غير المسلم الأساسية، ولذلك فلم يسع أحدا جهل هذا وجهله هو جهل للإسلام.
من الجميل أنك وعيت ذلك ..
فعليه انظر - هدانا الله وإياك - .. لماذا لم يجعل العلماء تكفير المسلمين بغير وجه حق ناقضاً لأصل الدين في نفسه؟
إن وعيت ذلك، عرفت ما أدعو إليه .. وعرفت معنى اللازم ومعنى الأصل ..
وقد ذكرت معناهما، وبيّنت ما يترتب على الأصل واللازم من أحكام ..
فالأصل إن اختل بعضه انتقض كله ..
واللازم إن اختل بعضه، لم ينتقض أصله ابتداء.
وبيّنت ذلك في مسألة حب الله تعالى، وما يلزم منه من متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته ..
فمن أخل ببعض حب الله تعالى، فهذا كافر من فوره ..
ومن أخل ببعض متابعة الرسول وطاعته، مع بقاء أصل المتابعة، فهذا لا يكفر من فوره، وهو على أحوال.
هذا، والله أعلم.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 10:22]ـ
أبشر أخي الكريم .. فسوف يتم ذلك بإذن الله ..
وكما تساقطت حججهم هنا، ولم يأتوا بدليل، ولا بنصف دليل على أنه من أصل الدين .. بل غاية ما يقال إنه من لوازمه القطعية .. فعندئذ أرى أن الموضوع انتهى بحثه عند هذا الحد ..
---------
وهذه إضافة أنهي بها الموضوع، حتى لا يدعي أحد أننا نأتي ببدع من القول .. وحتى يتبيّن أن المسألة خلافية، أثبتنا - والحمد لله - أن الراجح فيه ما نقول به.
اتق الله وكفاك افتراءات وتلبيسات
ألا ترى في قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم دليلا على أن تكفير المشركين من أصل الدين ....
إلك الأدلة التي تثبت أن تكفير المشركين من أصل الدين وليس مسألة خلافية (وجهة نظر .. )
الدليل الأول:- قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
أما إن لم نفهم من الآية الكريمة أن تكفير المشركين من أصل الدين فهذا ابن كثير يوضح لك .. :_ " يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
الدليل الثاني:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.
وإليك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليتضح الموضوع ولنستأنس بها ...
القول الأول:-" أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
القول الثاني للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم "
القول الثالث للشيخ محمد بن عبد الوهاب:-
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ... "
القول الرابع للشيخ رحمه الله:-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وإنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه: ? إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? .. "
القول الخامس للشيخ رحمه الله:-
ولو يقول رجل: أنا إتبع النبي ? وهو على الحق، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله، ماعلي منهم، لم يصح إسلامه
بل ثبت بالادلة القطعية من الكتاب والسنة أنها من اصل الدين
أما أنت فأولت أقوال العلماء بما يوافق هواك ولم تستدل بدليل واحد من الكتاب والسنة
الحمد لله هذا أصل ديننا وصميم اعتقادنا .. نعبد الله وحده ونبرأ من الشرك والمشركين
أنتظر ردك على ما نقلت لك أم أنك مازلت لاترى فيه دليلا على أن تكفير الكافر وجهة نظر .. ؟؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 12:53]ـ
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة:
«أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما؛ إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه». [رواه مسلم].
وقال: «من دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه».
وقال: «أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر». [رواه أبو داود بسند صحيح].
وقال: «ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها: إن كان كافراً، وإلا كفر بتكفيره» [رواه ابن حبان بسند صحيح]
---------
كل هذه الأحاديث لا تثبت عند البعض أن أسلمة الموحدين من أصل الدين (إن كانوا يعتبرون أن تكفير الكافرين منه) ..
ولكن إن قال ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله .. فكلامه في ذلك قطعي لازم لا محيد عنه، ومن خالف فهو كافر ..
ثم بعدها يتهموننا بعبادة العلماء!!! عجب والله!!
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:09]ـ
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصحيحة:
«أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما؛ إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه». [رواه مسلم].
وقال: «من دعا رجلاً بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه».
وقال: «أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً، فإن كان كافراً، وإلا كان هو الكافر». [رواه أبو داود بسند صحيح].
وقال: «ما أكفر رجلٌ رجلاً إلا باء أحدهما بها: إن كان كافراً، وإلا كفر بتكفيره» [رواه ابن حبان بسند صحيح]
---------
كل هذه الأحاديث لا تثبت عند البعض أن أسلمة الموحدين من أصل الدين (إن كانوا يعتبرون أن تكفير الكافرين منه) ..
أجل ... عجب والله كل العجب
تسأل وتيجب وتحيد كما تشاء وتدعي انك صاحب حق
أولا:- أنا أتحدث عن أن تكفير الكافر من أصل الدين (وهذا ما تنكره أنت .. وتجعله وجهة نظر) قد نقلت لك الأدلة من الكتاب والسنة مستأنسا بكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وأنت رددت برد لا علاقة له به ... وتدعي أنك رددت على النقل!!! هذا هو العجب
ثانيا:- من قال لك أن هذه الأحاديث غير صحيحة .. فنحن نشهد للمسلمين بالاسلام كما نشهد على الكافرين بالكفر
لأن الشهادة بالاسلام يترتب عليها الولاء كما الحكم بالكفريترتب عليه البراءة .. وهذه عقيدة الولاء والبراء
هل فهمك دلك على أن الاحاديث التي ذكرت دليل قطعي على أن تكفير الكافر ليس من أصل الدين؟؟؟؟ .. الله المستعان
أبشرك أنك لن تستطيع أن تثبت افتراءك فالقرآن لا يتناقض_ والعياذ بالله _ فلن تجد من القرآن ولا من السنة ما يدعم شبهتك في انكار أن تكفير الكافر من اصل الدين ... بعد أن ثبت أنه من أصل الدين
ولكن إن قال ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله .. فكلامه في ذلك قطعي لازم لا محيد عنه، ومن خالف فهو كافر ..
ثم بعدها يتهموننا بعبادة العلماء!!! عجب والله!!
أجل عجباً كل العجب ... رأيت أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولم ترى قبلها قول الله تعالى وقول الرسول عليه الصلاة والسلام؟؟
وما يضرك بقول الشيخ وهو يوافق الكتاب والسنة؟
إن كنت لم ترى الدليل على أن تكفير الكافر من اصل الدين فارجع ستجده من الكتاب والسنة قبل أقوال الشيخ رحمه الله في مشاركتي السابقة ...
وإن كنت لست ممن يتتبع اقوال العلماء ويؤولها .. أنتظر منك إقرارا بأن تكفير الكافر من أصل الدين أو دلايلا من الكتاب والسنة على ادعاءك
لم أقل بأن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو القطعي ... بل قلت (الأدلة القطعية من الكتاب والسنة وذكرت الآية والحديث واستأنست بكلام الشيخ)
أسأل الله أن يهديك ويشرح قلبك ..
ملاحظة:- فهمت من كلامك أنك تعترض على منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ هل لك ان توضح لي مقصدك من قولك:-
ولكن إن قال ذلك الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله .. فكلامه في ذلك قطعي لازم لا محيد عنه، ومن خالف فهو كافر ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:24]ـ
أبا شعيب
من ممن تسميهم "خوارج, غلاة مكفرة" تكلم في إعذار من عبد القبور أو دعى الأموات أو ذبح للضيف ...
إن كان لهم كلامٌ في هذا فأخرجه لنا
فإن لم تجد فما يمنعك من مناقشة ما يُكفرون به؟!!
أم تريد أن تناقشهم في مسائل أخرى و تلزمهم بنتائجها و هم ما تكلموا فيها أصلاً
لقد قلت في ديباجة بحثك أن هؤلاء " الخوارج " زادوا في أصل الدين
و نتج عن ذلك تكفيرهم لبعض " المشايخ الفضلاء" أو كلاماً في هذا المعنى
فهلم بنا نناقش ما كفروا به الناس فهو أولى بالنقاش
أما غير هذا
فهو من قبيل مطاعنة طوحين الهواء
و القتال في غير عدو
و لقد عرضت عليك هذا العرض من قبل فأهملته
فما السر في إحجامك عن مناقشة القضايا التي يُكفر بها القوم و القفز إلى أمور أخرى؟؟
و هب أن أحد " الغلاة " طلب منك ان تبين له غلوه و خارجيته
بشرط أن تناقشه فيما يُكفر به لا في غيره
فهل ظلم؟؟
أم أنك ستقول له
لا نقاش معك إلا في المسائل التي لم تُكفر بها ... أم غيرها فلا!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 04:00]ـ
أولا:- أنا أتحدث عن أن تكفير الكافر من أصل الدين (وهذا ما تنكره أنت .. وتجعله وجهة نظر) قد نقلت لك الأدلة من الكتاب والسنة مستأنسا بكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وأنت رددت برد لا علاقة له به ... وتدعي أنك رددت على النقل!!! هذا هو العجب
أولاً .. مسألة كونها من أصل الدين، حتى أئمة الدعوة النجدية اختلفوا فيها .. فأن تجعلها قولاً قطعياً .. فهذا من أبطل الباطل ..
ثم قولي إنها من لوازم الدين، لا يعني أنه يسع المرء جهله، بل يجب أن يأتي به المرء كي يتحقق إيمانه .. وقد بينت ذلك في مواضع كثيرة جداً ..
ولكن قلت إنه إن كان من لوازم الدين .. فالخطأ فيه لا ينقض أصل الدين، ما دام أصل هذا اللازم موجوداً ..
بعكس ما لو كان من أصل الدين .. فأي خطأ فيه ينقضه.
وقد شرحت ذلك كثيراً .. ولم نجد منكم ولا نصف تعليق.
ثانيا:- من قال لك أن هذه الأحاديث غير صحيحة .. فنحن نشهد للمسلمين بالاسلام كما نشهد على الكافرين بالكفر
لأن الشهادة بالاسلام يترتب عليها الولاء كما الحكم بالكفريترتب عليه البراءة .. وهذه عقيدة الولاء والبراء
الآن أرجو ألا تتهرب كما يفعل البعض ..
ما دمت تقرّ أن أسلمة الموحدين من أصل الدين، مما لا يسع المرء الجهل به أو الخطأ فيه ..
فلماذا لا تكفّر من أخطأ في تكفير المسلمين بأدلة واهية؟ .. كالخوارج مثلاً؟؟
أنت تقول: إن من أعذر المشركين بالجهل فهو كافر، وغير معذور بالجهل أو التأويل أو غيره.
فهل من كفّر المسلمين بغير وجه حق، بأمر أجمعت الأمة على بطلان كونه كفراً، فهل هذا كافر عندك؟؟ .. أم معذور بالجهل أو التأويل؟؟
مثاله: أسامة بن زيد، قتل ذلك الرجل الذي قال لا إله إلا الله .. وجعل شرطاً زائداً باطلاً لقبول إيمانه، وأجمعت الأمة على بطلانه .. وقد أغلظ عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعاتبه ..
فلماذا لم يكفر؟؟
ولماذا لم يكفر الخوارج بتكفيرهم من اتفقت الأمة وأجمعت على صلاحه وتقواه؟؟ .. بل وقد وردت في بعضهم أحاديث توجب لهم الجنة، كعليّ وعثمان وطلحة والزبير ..
ولكن عليّاً - رضي الله عنه - لم يكفّرهم، ولا ورد عن أحد من الصحابة تكفيرهم .. بل إن ابن عمر - رضي الله عنه - صلىّ خلف نجدة الحروري، الغالي في التكفير .. ولم يقل بكفره!!!!
لماذا لا تقولون عن الخوارج إنهم نقضوا أصل الدين؟؟
هذا سؤال لم يجبني عنه أحد .. مع كثرة إثارته أمامكم ..
وباختصار شديد ..
هؤلاء العلماء أحجموا عن تكفير بعض المشركين لظنهم أن الجهل عذر شرعي يمنع من لحوق الكفر بهم ..
وهؤلاء الخوارج كفّروا من أجمعت الأمة على صلاحه وتقواه، بل وأجمعت على الشهادة لهم بالجنة .. لظنهم أن ما فعلوه كفر ..
ما الفرق بينهما؟
أجبني بتعقل .. وبالدليل الشرعي ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 04:14]ـ
من ممن تسميهم "خوارج, غلاة مكفرة" تكلم في إعذار من عبد القبور أو دعى الأموات أو ذبح للضيف ...
إن كان لهم كلامٌ في هذا فأخرجه لنا
أنت قبل أي أحد يعلم أنهم لا يعذرونهم .. ولم أقل يوماً إنهم قالوا إن من عبد القبر معذور .. فلا أرى لسؤالك معنى ولا مغزى.
فإن لم تجد فما يمنعك من مناقشة ما يُكفرون به؟!!
وما الذي كنت أفعله طوال هذا الوقت؟ سبحان الله ..
هم قالوا: إن من أعذر المشرك العابد لغير الله بالجهل، فهو كافر من فوره، وعلى التعيين .. أوليس كان هذا محور النقاش؟؟
فسألتك: هل معرفة موانع التكفير وشروطه من أصل الدين؟؟ .. لم تجبني ..
وسألتك: لو أن رجلاً التبست عليه الأدلة، وزاد في موانع التكفير مانعاً آخر .. وبناء عليه أعذر المشركين بالجهل .. فهل يكفر؟؟
قلت نعم ..
قلت لك: إذن فإن معرفة موانع التكفير من أصل الدين الذي من خالف فيها كفر .. فلم تجبني ..
لا أدري صراحة من الذي يراوغ ويتهرب ..
و لقد عرضت عليك هذا العرض من قبل فأهملته
فما السر في إحجامك عن مناقشة القضايا التي يُكفر بها القوم و القفز إلى أمور أخرى؟؟
وهل كل الذي تكلمت فيه خارج عن محور الحديث؟؟
ثم عند مناظرة أصحاب منهج ما .. تكون المناظرة في قواعد هذا المنهج وأصوله .. ففساد الفروع نتاج فساد الأصول .. كما نص على ذلك العلماء ..
فكيف نتكلم في الفروع وهم أصولهم فاسدة؟؟
عندهم أصل واحد ينطلقون منه: من أعذر المشركين بغير الإكراه وانتفاء القصد فهم كفّار تعييناً، ولا يُعذرون بجهل أو تأويل، إلا بالإكراه وانتفاء القصد ..
هذا هو أصل منهجهم .. فلماذا نترك هذه القاعدة الشرعية التي ينطلقون منها، ونتكلم عن تطبيقاتها على الواقع؟؟
فهذا مضيعة للوقت .. ولن يأتي بنتيجة تذكر ..
و هب أن أحد " الغلاة " طلب منك ان تبين له غلوه و خارجيته
بشرط أن تناقشه فيما يُكفر به لا في غيره
فهل ظلم؟؟
أم أنك ستقول له
لا نقاش معك إلا في المسائل التي لم تُكفر بها ... أم غيرها فلا!!!
بل سأقول له .. أناقشك في المنطلق الذي كفّرت به .. أي القاعدة الشرعية التي استندت عليها في إصدارك لهذا الحكم ..
فإن بان فساد الأصل .. تعرّى باطله .. وإلا، فالحوار مضعية للوقت.
ثم إنني مستعد أن أتحاور في هذه المسائل، لا مانع عندي .. بشرط أن ننتهي أولاً من الحوار في القاعدة الشرعية التي يتكئون عليها .. ثم بعد الانتهاء، نتكلم في غير ذلك .. إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:10]ـ
الاجابة التي أطلقتها على لساني لم أقل بها
و لعلك تفتش في ما كتبته فتخرج لي ما زعمت
وقع سقط من بعض الكلام الذي سطرته في المشاركة السابقة عند قولي:"من ممن تسميهم "خوارج, غلاة مكفرة" تكلم في إعذار من عبد القبور أو دعى الأموات أو ذبح للضيف ... "
و الصواب:"من ممن تسميهم "خوارج, غلاة مكفرة" تكلم في إعذار أو تكفير من لم يكفر من عبد القبور أو دعى الأموات أو ذبح للضيف ... "
و أظنك فهمت المعنى حتى مع السقط
لا أحد يمنعك من مناقشة منهجهم
لكن عند ضرب الأمثال لا تذكر لنا أمثلة لم يثبت عليهم أنهم يكفرون بها
و كنت طلبت منك كلامهم في القضايا التي تُمثل بها
فلم تأتي بشئ
و لو كان لهم كلام في ذلك لكنت ذكرته
فثبت أنك تناقشهم بما لم يثبت عليهم بخصوص أعيان القضايا التي تطرحها
إلا ان يكون من لازم المذهب الذي تُنكر أنت على من يقول به
قولك:"ثم عند مناظرة أصحاب منهج ما .. تكون المناظرة في قواعد هذا المنهج وأصوله .. ففساد الفروع نتاج فساد الأصول .. كما نص على ذلك العلماء ..
فكيف نتكلم في الفروع وهم أصولهم فاسدة؟؟
عندهم أصل واحد ينطلقون منه: من أعذر المشركين بغير الإكراه وانتفاء القصد فهم كفّار تعييناً، ولا يُعذرون بجهل أو تأويل، إلا بالإكراه وانتفاء القصد ..
هذا هو أصل منهجهم .. فلماذا نترك هذه القاعدة الشرعية التي ينطلقون منها، ونتكلم عن تطبيقاتها على الواقع؟؟
فهذا مضيعة للوقت .. ولن يأتي بنتيجة تذكر ..
الجواب: (و دعنا نُكرره حتى يرسخ)
من الذي يمنعك من مناقشة الأصل؟؟
إنكاري عليك هو أنك لما تأتي لبيان بعض النقاط الفرعية تضرب أمثلة لا صلة لهابما يذهب إليه القوم.
أما قولك:"بل سأقول له .. أناقشك في المنطلق الذي كفّرت به .. أي القاعدة الشرعية التي استندت عليها في إصدارك لهذا الحكم ..
فإن بان فساد الأصل .. تعرّى باطله .. وإلا، فالحوار مضعية للوقت."
هو تكرار
و الجواب سيكون تكراراً أيضا:
ناقشه في المنطلق الذي كفر به ... هذا مطلوب و من صميم الموضوع و لا أحد يعترض عليه.
لكن عند ضرب المثال لا تذهب بعيداً
أم أن ما يكفرون به تحديداً لا يصلح للمثال
قل لنا بربك:
من يقول مثلا: أن من لا يُكفر الديمقراطيين أو بعضهم فهوكافر
لأنه يحكم لأهل ملة لا علاقة لها بالاسلام (عقيدة و شريعة) بالاسلام
لما تُناقشه تضرب له الأمثال بمن يذبح لغير الله أو من يدعوا غير الله!!!
هل يُعقل هذا؟!
فإن قلت هذا يُشبه ذاك و دللت بأوجه التشابه
جئناك بأضعافها من أوجه الخلاف
فإن أردت مناقشته في أصله من غير ضرب مثال فلك ذلك
أما إن إحتجت لضرب المثال فدونك الموضوع الذي يُكفر به
و لا حاجة لغيره
و إن كنت ترى أن مناقشته في الفرع الذي يُكفر به مضيعة للوقت
فهل مناقشته في غيره من الحفاظ على الوقت!!
قولك:"ثم إنني مستعد أن أتحاور في هذه المسائل، لا مانع عندي .. بشرط أن ننتهي أولاً من الحوار في القاعدة الشرعية التي يتكئون عليها .. ثم بعد الانتهاء، نتكلم في غير ذلك .. إن شاء الله. "
قلت لك فيما سبق أنه لا مانع من أن تواصل ما بدأته ثم إن كلامك لا يتوقف عند مناقشة القواعد
و في انتظار أن تطرح ما له علاقة مباشرة بالموضوع
فهذا ما يحفظ الجهد و الوقت فعلاً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:24]ـ
أولاً .. مسألة كونها من أصل الدين، حتى أئمة الدعوة النجدية اختلفوا فيها .. فأن تجعلها قولاً قطعياً .. فهذا من أبطل الباطل ..
ثم قولي إنها من لوازم الدين، لا يعني أنه يسع المرء جهله، بل يجب أن يأتي به المرء كي يتحقق إيمانه .. وقد بينت ذلك في مواضع كثيرة جداً ..
ولكن قلت إنه إن كان من لوازم الدين .. فالخطأ فيه لا ينقض أصل الدين، ما دام أصل هذا اللازم موجوداً ..
بعكس ما لو كان من أصل الدين .. فأي خطأ فيه ينقضه.
وقد شرحت ذلك كثيراً .. ولم نجد منكم ولا نصف تعليق.
كنت قد قرأت لك أن هذا من لوازم أصل الدين القطعية و ها أنا أقرأ لك عكس ذلك!!!
ستقول أني لم أفهم كلامك
طيب
نريد أن نفهم
تفضل .....
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:58]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بشأن مشاركتك السابقة، فسأجيب عنها لاحقاً - بإذن الله -، حتى أجمع أقوالهم في المسألة، فلا أكون من المفترين .. مع أن بعض هذه الأقوال لم يدوّنوها .. لكن يكون خيراً إن شاء الله.
---------
أما عن هذه المشاركة (الأخيرة)، فالعجب أنك لم تفهم .. ولا أدري لماذا أحتاج إلى أن أبيّن مقصدي من كل عبارة وكل كلمة، وهي مبيّنة بدلالة السياق وقرائن اللفظ ..
أولاً .. مسألة كونها من أصل الدين، حتى أئمة الدعوة النجدية اختلفوا فيها .. فأن تجعلها قولاً قطعياً .. فهذا من أبطل الباطل ..
ذكرت اختلافهم فيها .. وقد ذكرت فيما مضى وجه اختلافهم (مشاركة رقم #39)، في كونها من الأصل أم لازماً له ..
ثم قلت: أن تجعلها قولاً قطعياً .. لم أقل (مسألة قطعية) .. بل قلت: قولاً قطعياً .. أي: مجمعاً عليه لا يسع أحد الخروج عنه .. وهذا بدلالة السابق من الكلام إذ قلت: (حتى أئمة الدعوة النجدية اختلفوا فيها) ..
فكان القول القطعي هنا هو: عدم الاختلاف والإجماع فيه .. الذي يحاول (أحمد الغزي) تأطيرنا عليه، وإلزامنا به كقول قطعي لا يصح فيه الخلاف ..
فإنه ما فتئ يقول إنه من أصل الدين .. وينكر علينا ويشنع قولنا أنه من لوازمه .. هذا مع اختلاف أئمة الدعوة في ذلك ..
فدلالة السياق، وقرائن الألفاظ، ومقام هذه العبارة .. كل ذلك يوحي بالمعنى الصحيح .. فكيف بعد هذا يعتاص عليك فهمها؟
--------
أما قولي:
ثم قولي إنها من لوازم الدين، لا يعني أنه يسع المرء جهله، بل يجب أن يأتي به المرء كي يتحقق إيمانه .. وقد بينت ذلك في مواضع كثيرة جداً ..
وعدم فهمك له .. فهذا أكبر دليل على أنك تقرأ كلامي ولا تعيه .. بل وتظن فيه خلاف المعنى ..
وقد ذكرت ما أعني في مواضع كثيرة جداً ..
أولاً .. في هذا القول أعلاه .. قلت: (ثم قولي إنها من لوازم الدين) .. فهنا أقرر أنني ما زلت عند قولي إنها من لوازم الدين .. والمقصود بالدين هنا هو أصله.
ثم قلت: (لا يعني أنه يسع المرء جهله، بل يجب أن يأتي به المرء كي يتحقق إيمانه) .. وقد شرحت ذلك كثيراً في مواضع عند تفريقي بين اللازم وبين الأصل ..
فقلت إن المرء يكفيه أن يكون عنده أصل اللازم (وإن خالف في بعض جوانبه وجزئياته) .. حتى يكون مسلماً .. وإن نقض هذا الأصل فهو كافر ..
وقلت إن المخالفة الجزئية لا تنقض هذا الأصل .. بل قد تضعفه .. وقد لا تؤثر فيه إن كان عن تأويل.
وقلت: والمرء غير معذور في الإخلال بجانب أو جزئية من أصل الدين .. فمن فعل ذلك كفر من فوره ..
وضربت الأمثلة على ذلك وبيّنته أوضح بيان في مشاركات كثيرة ..
فلا أدري من الذي لا يعي كلام الآخر .. مع أنني كررته وبأسلوب وصياغة مختلفة في كل مرة .. وضربت على ذلك الأمثال .. بل وإن سياق الحديث، ودلالة الألفاظ توحي بجلاء ما أعنيه ..
فإن كانت هذه حالك .. فالحوار معك صعب، إن لم يكن متعذراً.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 07:34]ـ
أولاً .. مسألة كونها من أصل الدين، حتى أئمة الدعوة النجدية اختلفوا فيها .. فأن تجعلها قولاً قطعياً .. فهذا من أبطل الباطل ..
ثم قولي إنها من لوازم الدين، لا يعني أنه يسع المرء جهله، بل يجب أن يأتي به المرء كي يتحقق إيمانه .. وقد بينت ذلك في مواضع كثيرة جداً ..
ولكن قلت إنه إن كان من لوازم الدين .. فالخطأ فيه لا ينقض أصل الدين، ما دام أصل هذا اللازم موجوداً ..
بعكس ما لو كان من أصل الدين .. فأي خطأ فيه ينقضه.
وقد شرحت ذلك كثيراً .. ولم نجد منكم ولا نصف تعليق.
الآن أرجو ألا تتهرب كما يفعل البعض ..
..
ألم أقل لك أنك تجيد التلاعب والتهرب وتتهم به الآخرين ...
الأدلى المذكورة تثبت أن تكفير الكافر من أصل الدين ...
وتدعي أنك شرحت ذلك فلستُ ملزم بالتزام رأيك رغم مخالفته لأهل العلم ..
عندما تُقر ما ثبت في الدليل القطعي أن تكفير الكافر من أصل الدين ...
حينها أتأمل من الحديث معك نتيجة ولكن ما دمت على هذا الحال .. فلا استطيع ان اجاريك باسلوب التلاعب
عندنا تُثبت أنك تريد الحق وتلتزم بالدليل الشرعي حينها يمكن الحديث معك
اتق الله يا رجل الأدلة تتزاحم على اثبات كفر من لم يُكفر الكافر ...
وأنت لا يعجبك ذلك وتريد أن تأتي بمنهج جديد ...
أعدك عندنا تُقر بما ثبت بالادلة القطعية .. وتتراجع عن شذوذك أن نستكمل النقطة التي فرحت لأنك وصلت لها ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 07:56]ـ
اللهم ارزقنا الصبر
لعلك تصبر علي و لن أشق عليك بإذن الله
قولك في مشاركة سابقة:"لذلك، فقد قلت في أكثر من موضع أن تكفير المشركين، واعتقاد أن من عبد غير الله فهو كافر .. هذا يعتقده كل مسلم على وجه الأرض، ولم يخالف فيه أحد .. وهو من اللوازم القطعية الضرورية لكلمة التوحيد ".
أفهم منه أن تكفير المشرك من لوازم أصل الدين القطعية الضروريه.
و أن هذا أمر مجمع عليه.
أريد ان تشرح لي معنى هذا الكلام (لوازم قطعية ضرورية) لو تكرمت و هل ما فهمته من كلامك هو حقيقة قولك
(بانتظار الرد على مشاركتي السابقة و لو على الشطر الذي لا يتطلب منك نقل الأقوال التي وعدت بها)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:34]ـ
(أحمد الغزي)،
وقع منك ما كان متوقعاً .. أنا ممتنع عن أي خطاب إليك بعد ذلك .. فإن الحديث معك لا يجدي نفعاً.
------------------
(أبو عبد الرحمن المغربي)،
تقول:
أفهم منه أن تكفير المشرك من لوازم أصل الدين القطعية الضروريه.
و أن هذا أمر مجمع عليه.
نعم .. هو كذلك .. وقد ذكرت ذلك وبينته في مواضع كثيرة ..
أريد ان تشرح لي معنى هذا الكلام (لوازم قطعية ضرورية) لو تكرمت و هل ما فهمته من كلامك هو حقيقة قولك
شرحت لك ذلك في آخر جواب لي إليك .. وبيّنت لك معنى اللازم ومعنى الأصل .. ولا أمانع من إعادة صياغة العبارة وإعادة ضرب الأمثال ..
أصل الدين: هو ما يُبنى عليه إيمان المرء (لذلك سُمي أصلاً) .. ويجب أن يكون تاماً مكتملاً، غير مختل ولا ناقص .. فمن أخلّ بشيء منه، قلّ أو كثر، فهو كافر من فوره .. ولا يُسمى مسلماً بحال ..
لازم أصل الدين: هو ما يقتضيه أصل الدين ويترتب عليه .. وقد يخالف المرء في بعض جوانب هذا اللازم، مع بقاء أصله، فلا ينتقض ..
وذهاب أصل اللازم هو ذهاب للأصل الذي بُني عليه (أي أصل الدين) ..
ومثاله:
حب الله من أصل الدين .. وهو يستلزم لزوماً قطعياً طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. فمن ادعى حب الله ولم يطع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهذا كاذب في دعواه ..
قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [31] قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}.
فانظر هنا ..
الأصل هو: حب الله تعالى .. واللازم القطعي هنا هو: متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
فمن انتفى عنه أصل المتابعة (أو جنسها) .. فهذا كافر .. وهو كاذب في دعواه حب الله تعالى.
ولكن قد يُخالف المرء في بعض المتابعة .. بتأويل أو بجهل أو بغير ذلك .. مع بقاء أصلها .. فلا يقال عنه كافر، وهو على أحوال بين التأويل والعصيان ..
وفي قضيتنا هنا:
الأصل هو: إفراد الله - عز وجل - بالألوهية .. ويقتضي ذلك: تكفير كل من ليس على هذا الأصل، وهذا التكفير هو اللازم.
فمن خالف في إفراد الله - عز وجل - بالألوهية، في أي جانب .. فهو كافر من فوره .. ولا يُعذر بتأويل أو جهل.
ومن خالف في بعض اللازم، لتأويل أو جهل .. مع بقاء أصله عنده (وهو اعتقاده اليقيني بأن من أشرك بالله فهو كافر) .. فهذا يتردد حاله بين التأويل والضلال ..
وتجدر الإشارة في هذه المسألة إلى أمر وهو:
إنتفاء اللازم دليل قطعي على انتفاء الأصل.
لذلك قلت: إن من لا يؤمن بكفر المشركين فهو كافر، ولا يُعذر بالجهل .. لأن اللازم انتفى في حقه، فانتقض الأصل.
أرجو أن تكون المسألة قد توضحت ..
أما ما ورد في مشاركتك السابقة، فسآتي عليها لاحقاً - إن شاء الله - .. فأمهلني.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 11:10]ـ
و أظنك فهمت المعنى حتى مع السقط
فطنت إلى المعنى ولكنني لم أستيقنه .. فلا أستطيع أن أقطع بالمعنى وظاهر الكلام مخالف له ..
لا أحد يمنعك من مناقشة منهجهم
لكن عند ضرب الأمثال لا تذكر لنا أمثلة لم يثبت عليهم أنهم يكفرون بها
لقد تصفحت كتبهم، ورأيتهم يذكرون قواعد عامة، مثل: من أعذر المشركين بالجهل، فهذا كافر تعييناً ..
ثم ذكروا في مواضع من مقالاتهم: (الكفر الأكبر المجمع عليه) .. ولم يحصروا هذه القاعدة بقضية معينة أو بمثال معيّن .. بل إن غاية ما عندهم هو: أن يكون الفعل مجمعاً عليه في كونه كفراً أكبر ناقض في نفسه لأصل الدين .. ولا يعذرون بذلك أحداً توقف في تكفيره.
هذا ما يدندنون عليه في كل كتاباتهم في هذه المسألة، كقاعدة شرعية عامة .. وقد ذكروا بعض التطبيقات كـ عبدة القبور، والديموقراطيين والبرلمانيين .. لا على سبيل الحصر، بل على سبيل الإيضاح.
ثم هم يكفّرون بهذه الأفعال التي ضربتها لك .. ولكن لا أدري ما حالهم في من أخرج بتصوراته الفاعل من كونه مشركاً .. إن لم يتطرقوا لذلك، فهذا يعني أن مباحثهم ناقصة .. ولم أجد عندهم شيئاً من ذلك على أية حال.
(يُتْبَعُ)
(/)
و كنت طلبت منك كلامهم في القضايا التي تُمثل بها
فلم تأتي بشئ
و لو كان لهم كلام في ذلك لكنت ذكرته
فثبت أنك تناقشهم بما لم يثبت عليهم بخصوص أعيان القضايا التي تطرحها
هم لم يتطرقوا إلى التصورات .. لأنها لم ترد في بالهم أصلاً .. وغاية ما ذكروه كقاعدة شرعية أنه لا يُعذر هؤلاء بحكمهم على إسلام الواقعين في الشرك الأكبر بجهل أو بتأويل ..
وقد كان بعضهم يكفّر الشيخ أبا بصير الطرطوسي لقوله إن بعض الباكستانيين الذين يلقون الزهور في أحد الأنهر لجلب البركة، هؤلاء لا يكفرون إلا بعد إقامة الحجة ..
وهذا الحكم استقوه من قاعدتهم الشرعية المعمول بها عندهم ..
ناقشه في المنطلق الذي كفر به ... هذا مطلوب و من صميم الموضوع و لا أحد يعترض عليه.
لكن عند ضرب المثال لا تذهب بعيداً
أم أن ما يكفرون به تحديداً لا يصلح للمثال
إما أنك تتكلم عن نفسك، أو تتكلم عن غيرك ..
فإن كنت تتكلم عن غيرك، فيستحيل عليك الإحاطة بجميع أقوالهم .. وإن كنت تتكلم عن نفسك، فقل لنا بم تُكفّر، وهل هذه الأمثلة المطروحة خارجة عن أصل القاعدة الشرعية المعمول بها عندك أم لا؟
قل لنا بربك:
من يقول مثلا: أن من لا يُكفر الديمقراطيين أو بعضهم فهوكافر
لأنه يحكم لأهل ملة لا علاقة لها بالاسلام (عقيدة و شريعة) بالاسلام
لما تُناقشه تضرب له الأمثال بمن يذبح لغير الله أو من يدعوا غير الله!!!
هل يُعقل هذا؟!
نعم يعقل .. لأنه انطلق من قاعدة شرعية يدخل فيها الذبح لغير الله أو دعاء غير الله .. بل وباعترافهم .. فبذلك أنا لم أبعد النجعة ..
وإنما أضرب الأمثال في غير ما طرحوه لبساطتها ووضوح الاستدلال بها .. فمتى ما ثبت أمر من خلال هذه الأمثال (وهو أن ضعف التصور عذر يمنع لحوق الكفر بصاحبه) .. سهل علينا جرّ هذا الحكم على باقي الأفعال ..
وكما ذكرت لك، فإنهم ضربوا هذا المثل تدليلاً على القاعدة الشرعية المعمول بها عندهم .. وليس لكونه أصلاً في المسألة.
فإن قلت هذا يُشبه ذاك و دللت بأوجه التشابه
جئناك بأضعافها من أوجه الخلاف
لم أقل هذا يشبه هذا وذاك .. بل قلت: إن أصل هذه الأمثلة واحد، وهو: إعذار الواقعين في الشرك الأكبر بغير إكراه وانتفاء قصد ..
ثم هذه الأمثلة المضروبة هي من التي يكفّر بها هؤلاء .. فهم يقولون: من يعذر الذابح لغير الله بالجهل فهو كافر .. ومن يعذر داعي غير الله بالجهل فهو كافر ..
ولو أنك تابعت حواري مع السنجقي، لرأيت أنه يقول بهذا القول، وفي هذه الأمثلة ..
فلم أخرج لا عن أصلهم ولا عن أمثلتهم .. وإنما أشكل عليك إغفالهم للتصورات المطروحة والتي تخرج فاعل الشرك من كونه مشركاً، مع بقاء حكم فعله أنه شرك، والتي تصحّ عذراً لهؤلاء العلماء في هذه المسائل .. وهذا يدلّ على مجازفتهم في أحكام التكفير وإلقائها اعتباطاً دون إحاطة بجوانبها ..
فتظن أنهم بإغفالهم لهذه التصورات، فإنهم لا يقولون بكفر من يعذر أصحاب هذه الأفعال بالجهل .. وهذا غير صحيح، وأقوالهم في ذلك كثيرة لمن يتابع أحوالهم ..
فهذه الأمثلة لم تخرج عن أصل القاعدة الشرعية .. ولا هي مخالفة لما يدعون إليه ..
فإن أردت مناقشته في أصله من غير ضرب مثال فلك ذلك
أما إن إحتجت لضرب المثال فدونك الموضوع الذي يُكفر به
و لا حاجة لغيره
إن كنت تتكلم عن مجهول .. فإن هذا المجهول يكفّر بهذه الأمور (مع إغفال هذه التصورات التي لم ترد على باله أصلاً) .. وإن كنت تتكلم عن نفسك، فأخبرني إن كنت تعذر هؤلاء العلماء أم لا ..
و إن كنت ترى أن مناقشته في الفرع الذي يُكفر به مضيعة للوقت
فهل مناقشته في غيره من الحفاظ على الوقت!!
غير الفرع = الأصل ..
إن كان المناقشة في الفرع مضيعة للوقت، فإن المناقشة في الأصل هو أساس حفظ الوقت ..
قلت لك فيما سبق أنه لا مانع من أن تواصل ما بدأته ثم إن كلامك لا يتوقف عند مناقشة القواعد
و في انتظار أن تطرح ما له علاقة مباشرة بالموضوع
فهذا ما يحفظ الجهد و الوقت فعلاً.
أقول لك أمراً؟ .. هذا الموضوع يتكلم عن قضية محددة، وهي: هل تكفير المشركين من أصل الدين أم من لوازمه .. إن اتفقت معي أنه من لوازمه، انتهى هذا الموضوع على وفاق .. وإن لم تتفق معي، فدونك كلامي ادحضه وبين وجه الخطأ فيه.
أما هذه المسائل فكلها تتعلق بموضوعي: تصورات العلماء ...
ـ[مع الحق]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 01:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبو شعيب كان بالامكان الاستغناء عن كل هذا الجدل بعبارة موجزة تبين فيها قصدك وهو ان من قال ان المشركين لا يكفرون حتى تقام عليهم الحجة ليس بكافر ولا احد يقول هذا ولكن نقول ان لديهم شبهة لا بد من ازالتها وان اصروا فهم على ضلالة
وكفى الله المؤمنين القتال وبهذا يتضح انه لا اختلاف بينك وبين من تحاورهم الا في اطلاق المصطلحات وضرب الامثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:13]ـ
ولكن هؤلاء يقولون بأنه من يشترط إقامة الحجة على المشرك قبل الحكم عليه بالخروج من الإسلام فهو كافر تعييناً ومن فوره، لأنه نقض أصل الدين ..
ـ[مع الحق]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:58]ـ
انا قرات ما كان في الحوار ولم اجد من قال انهم كفار وانما كان الكلام عن [هل تكفير الكافر من اصل الدين ام لا] ورايت ان الاختلاف بينكم هو اختلاف الفاظ لا اختلاف معنى
هل ممكن ان تاتي باقوالهم في ان من عذر المشركين بالجهل يكفر مباشرة دون بيان ......
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:31]ـ
انا قرات ما كان في الحوار ولم اجد من قال انهم كفار وانما كان الكلام عن [هل تكفير الكافر من اصل الدين ام لا] ورايت ان الاختلاف بينكم هو اختلاف الفاظ لا اختلاف معنى
هل ممكن ان تاتي باقوالهم في ان من عذر المشركين بالجهل يكفر مباشرة دون بيان ......
الحوار يدور حول نقطتين ..
الأولى:- هل تكفير الكافر من أصل الدين أم من لوازم اصل الدين؟؟
والحمد لله ثبت بالادلة القطعية من الكتب والسنة مؤكدا بأقوال العلماء أن تكفير الكافر من أصل الدين وذلك في المشاركة رقم 44 من نفس الموضوع
فليس المسألة مسألة ألفاظ كما تفضلت .. ولكنها مثبتة بأدلة من الكتاب والسنة ودلت عليها عقيدة السلف
النقطة الثانية:- حكم من عذر المشركين بجهلهم .. ؟؟!!
هذا الذي عذر المشركين بشركهم ورقع لهم شركهم .. نقض التوحيد من عدة نواحي
أولها أنه نقض أصل دينه وهو تكفير المشركين
ثانيها انه رد حكم الله في هذا المشرك وسماه مسلماً
ثالثها أنه يترتب على عدم تكفير المشرك مولاته ومحبته وهذا شرك (موالاة المشركين).
هذه هو الموضوع باختصار ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 08:38]ـ
(مع الحق)،
جاءك الجواب من حيث لم تحتسب (ابتسامة).
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:11]ـ
[ quote= أحمد الغزي; الحوار يدور حول نقطتين ..
الأولى:- هل تكفير الكافر من أصل الدين أم من لوازم اصل الدين؟؟
والحمد لله ثبت بالادلة القطعية من الكتب والسنة مؤكدا بأقوال العلماء أن تكفير الكافر من أصل الدين وذلك في المشاركة رقم 44 من نفس الموضوع
فليس المسألة مسألة ألفاظ كما تفضلت .. ولكنها مثبتة بأدلة من الكتاب والسنة ودلت عليها عقيدة السلف
أقول هذا قولك وقد سبق الرد على بالتفصيل لو كنت تفقه أو تقرأ ما يُكتب
وكل من يتابع الحوار يعرف هذا حيداً فلا تهرف بما لا تعقل.
النقطة الثانية:- حكم من عذر المشركين بجهلهم .. ؟؟!!
هذا الذي عذر المشركين بشركهم ورقع لهم شركهم .. نقض التوحيد من عدة نواحي
أولها أنه نقض أصل دينه وهو تكفير المشركين
ثانيها انه رد حكم الله في هذا المشرك وسماه مسلماً
ثالثها أنه يترتب على عدم تكفير المشرك مولاته ومحبته وهذا شرك (موالاة المشركين).
هذه هو الموضوع باختصار .. [/ quote]
أقول: تمام ولكن نسيت أن تضيف على كلامك السابق بيان حكم من أخطأ في على ركن الإثبات في كلمة الشهادة وهو (أسلمة الموحدين) أو الولاء.
فإن من أخطأ فحكم على المسلم بالكفر هو قد كفر أيضاً ولا يعذر بالجهل أو التأويل أو الخطأ حاشا الإكراه أو انتفاء القصد فقط
وهذا الذي كفر المسلمين من باب الخطأ وسمى إسلامهم كفراً نقض التوحيد من عدة نواحي:
أولها أنه نقض أصل دينه وهو تكفيره أهل الإيمان.
ثانيها انه رد حكم الله في هذا المسلم وسماه مشركاً.
ثالثها أنه يترتب على تكفير المسلم البرأة منه وبغضه وعداوته واستحلال دمه وماله وحرمته وهذا كفر شرك (البرأة من الموحدين).
هذه هو الموضوع باختصار ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 09:32]ـ
أضحك الله سنك أخي الدهلوي .. حقاً .. هذا هو الموضوع باختصار!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 10:18]ـ
نعم و الله أضحك الله أضراسكما أنتما الإثنين ... !!؟؟
يعني بعد كل هذا العناء يأتي الإمام ليختصر الأمر في اسطر ثم يتبسم الأستاذ متعجبا من ذلك .. ! بسمة.
ـ[عابد عزي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 01:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
باب: وجوب البراءة من المشركين مفهوم لازم من لا إله إلا الله لا ينفكّ عنها, وبيان أن من حكم للمشرك بالإسلام فإنه ليس بمسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد هنا أن البراءة ممن يفعل الشرك لازم لمعنى الشهادة لا ينفكّ عنها. ولما كانت الأدلة من كتاب الله على كفر من تولى المشرك وحكَم له بالإسلام أدلةً على وجوب البراءة مِن باب أولى جعلتُ بيان الأمرين في باب واحد. فانتبه أيها القارئ جيدا إلى الفرق بين الأمرين وإلى أن بيان الأمرين يأتي هنا في باب واحد للفائدة المذكورة مما يحتاج إلى شيء من التدبر فتدبر وبالله التوفيق. فهنا بيان وجوب البراءة من المشركين التي لا يتمّ الإسلام إلا بها, وهذا يفهم من لا إله إلا الله, وكذلك بيان أن من يرى المشركين على دينه أنه يستحيل أن يكون مسلما وهذا يفهم من سائر نصوص الكتاب والسنة:
• فإذا فهم المرء الشهادة, ورأى من عبد غير الله, وأشرك به شيئا, لا بد أن يقول فورا "هذا ليس على ديني, إنه ليس على دين الإسلام, دينِ إخلاص العبادة لله وحده, ليس على الملة الحنيفية, ملةِ إبراهيم". ولو لم يفكّر في ذلك, ولم يتصوره, فإنه إذاً لم يفكّر في الحقيقة في معنى لا إله إلا الله ولم يتصوره, ومن كان كذلك فإنه لا يعرف الإسلام, ولا بدّ.
كل من بلغته لا إله إلا الله يفهم ذلك بعقله. فهذا الذي ذكرته الآن هو من دلالة العقل على المراد أي هذا دليل عقلي.
• ومن دلالة العقل أيضا: أن المرء إذا عرف قبح الشرك وأبغضه وتركه أي تبرأ منه فيلزم مِن ذلك أن يبغض مَن فعل هذا الشرك وأن يتبرأ منه, لأن الشرك لا يقوم بنفسه. فلو لم يوجد الشخص الذي يفعل الشرك لما كان هناك وجود للشرك أصلا. فمَن علِم أنّ الشرك مخالف لدين الإسلام تماما فإنه متيقن من أن المشرك مخالف لدين الإسلام لا يكون منه أبدا. فإذا ما تبرأ المسلم مِن الشرك بمعرفة بطلانه وبغضه وتركه وإنكاره, يتيقّن أنّ من فعل هذا الشرك أنه على باطل, ويبغضه ويشهد أنه على دين آخر.
فإذا كان الأمر كما وصفناه وفهمناه بعقولنا, أنّ مَن علِم أن لا إله إلا الله لا بدّ مِن أنْ يعلم 1 - أنّ الفاعل للشرك أي المشرك ليس على دينه بل على دين آخر و2 - أن الحكم عليهم بأنهم مشركون واجب وأن الحكم عليهم بالإسلام محرم و3 - أن بغضهم بالقلب واجب وأن حبهم بالقلب محرم, أي: إن صحّ ما دلت عليه عقولنا بوضوح, فإنه لا بدّ ثُمّ لا بدّ أن يدلّ السمع أي الدليل من القرآن أو السنة على كل ذلك بوضوح تام يفهمه كل الناس على تفاوت عقولهم. فهذا أصل الدين الذي يجب على كل مسلم أن يعلمه وأن يحققه, ومن جهله جهِل الإسلام, ومن ترك العمل به ترك العمل بالإسلام. وإذا كان الأمر هكذا لا يمكن قطعا أن يُترك للعقول فحسب دون أن يدلّ الشرع عليه, لأن وجوب الشيء وجوبا يترتب على مخالفته العقابُ, لا يَثبت إلا بالخبر مِن الله. هذا أمر ثابت عند أهل السنة والجماعة ولا يخالفه إلا مبتدع.
وعندما ننظر الآن في القرآن والسنة نجد هذه الأدلة كثيرة وواضحة جدا. فدلت الأدلة الواضحة الكثيرة من القرآن والسنة على كفر المشرك ووجوب بغضه ووجوب البراءة منه, كما دلت على إسلام المسلم ووجوب محبته ووجوب موالاته. فهذا شأن أصل الإسلام, لا بد أن يثبت بأدلة واضحة متكررة يفهمها الذكي والبليد. ولو لم يكن هكذا لما كان أبدا مِن أصل الدين الذي يلزم كلَّ أفراد المسلمين. وهذا سيتضح أكثر إن شاء الله.
• إن الأنبياء جاءوا أقوامهم وكان أول ما فعلوا أن أظهروا لهم البراءة كما دل عليه ظاهر آية الممتحنة أنّ إبراهيم عليه السلام تبرّأ منهم قبل أن تبرأ مِن آلهتهم. وتقديم البراءة من العابدين على المعبودات تأكيد شديد لوجوب البراءة من المشركين ولأهميتها وشدة تعلقها بلا إله إلا الله. "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) " الممتحنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما فعله جميع الأنبياء مع أقوامهم كما دل عليه "والذين معه" في هذه الآية أي الأنبياء. ولو اعترض أحد بأن "الذين معه" في الآية هم الأنبياء في رأيٍ, لكن هناك رأيٌ آخرُ أنهم قومُه, أقول: هذا الاعتراض من الجهل. لأن مَن فسَّر الآية بأنَّ المراد بالذين معه قوم إبراهيم, لم يقل بأن الرأي الآخر فاسد, ولم يقل "كيف تقول هذه البراءة دين جميع الأنبياء, هذا فقط دين إبراهيم". ذلك لأن البراءة المذكورة في الآية هي بإجماع العلماء دين جميع الأنبياء, سواء أاسْتُفيد هذا من هذه الآية أو غيرها.
فإذا كان أوّلُ ما أفهَمَه إبراهيمُ قومَه أنه بريء منهم, فكيف يمكن لقومه أن يجهلوا وجوبَ البراءةِ مِن المشركين؟
ثم بيّن الله تعالى أنّ المرء إن كان يرجو الله واليوم الآخر فلا بد أن يتأسّى بهذه الأسوة الحسنة, أما مَن كان لا يرجو الله واليوم الآخر وتولى فذلك هو الكافر والله غني عنه "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) " وفي كل ذلك دلالة واضحة على كفر من لم يكفر المشركين.
• ثم تدبر أن المذكور في الآية إنما هو ملة إبراهيم, الملة الحنيفية, وهو دين جميع الأنبياء بلا خلاف. فمن لم يعلم ملة إبراهيم كما بُيِّنت في الآية, أي أنها توجب البراءة من المشركين, فكيف يكون مسلما؟ وهذا في الحقيقة من أعظم الأدلة على المراد لمن وفّقه الله إلى فهمه, ولذلك سأبين هذا بتفصيل:
دين إبراهيم أن يعبد الله وحده, فإذا فعل ذلك وخلص من الشرك فهو على دين إبراهيم. فهؤلاء الحنفاء وخاصة الذين عاشوا في زمن الفترة أي في زمن اشتد فيه الجهل بالإسلام, كانوا لا يعرفون إلا أن الآلهة باطلة. فهؤلاء بلغهم أن دين إبراهيم أن لا يُعبد إلا الله. فالذي وجب عليهم علمه والعمل به هو وجوب ترك الشرك ووجوب البراءة من المشرك, لأنه على دين آخر, ليس على دين إبراهيم. وكذلك نجده في الأحاديث التي تروي لنا ما فهِمه الناس قبل البعثة مِن دين إبراهيم, أنه تركُ الشرك. فقال اليهودي وكذلك النصراني لزيد بن عمرو بن نفيل "قَالَ زَيْدٌ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ". فمَن فهِم معنى الشهادة عرف ماذا فهِمه الحنيف مِن هذا الذي بلغه من الرسالة, وليس بين يديه آية واحدة من القرآن! فثبت أن هذا هو أصل الدين, لأن الرجل من أهل الفترة الذي لم يبلغه إلا الإسلام العامّ أي معنى لا إله إلا الله عرَف ذلك! أما ما يزيد على ذلك, فإنه ليس من أصل الدين, ولا يثبت إلا بالسمع, وأنى لهؤلاء الدليل عليه إن لم يسمعوه من الخبر الثابت عن الله ورسله؟
• وكذلك من الأدلة الواضحة الدلالة على أن دين جميع الأنبياء لا بد فيه من البراءة من المشركين أن الله تعالى عدة مرات في القرآن بيّن دين إبراهيم وختمه دائما بوصف إبراهيم بمثل "وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". ولم يقل ولا مرة وما كان مشركا أو مثل ذلك. ومعنى ذلك في لغة العرب كما بيّن إمام المفسرين الطبري رحم الله في الآية 108 من سورة يونس ""وما أنا من المشركين"، يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به، لست منهم ولا هم منّي."
ثم أمر الله تعالى نبينا محمدا ? باتباع ملة إبراهيم. وكان يكفي ذلك في بيان أننا أُمرنا أن لا نكون من المشركين, لكنّ الله تعالى بيّن ذلك تصريحا, فأمر نبيَّنا محمدا ? أن يقول ذلك القولَ كما قاله إبراهيم ?. وكذلك كان يكفي لذلك أن يبينه فقط مِن كلام نبينا ? وأن يأمره باتباع ملة إبراهيم, فيُعرف أنّ دينَ إبراهيمَ عليه السلام هو أنْ لا يكون من المشركين كما قاله محمد ?, لكنه بين الأمرين تصريحا. فبين دين إبراهيم عليه السلام وبين دين محمد ? وبيّن دينَ كلِّ واحدٍ منهما بالآخر لمّا أمر أحدَهما باتباع ملة الآخر, وهذا تأكيد شديد وبيان واضح لمن وفقه الله إليه, فالحمد لله. وهذه الآيات المذكورة يأتي ذكرها قريبا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
• إن الله تعالى قد كفّر مَن يتولّى المشركين في عدّة مواضع من كتابه الكريم, وأصل الموالاة هو أن تحكم للمرء بالإسلام. لأنك إذا ما حكمت له بالإسلام وجبت موالاته وتحقّق أصل الموالاة, فيجب عليك أن تحبّه وأن تنصره وأن تدافع عنه لأنه مِن دينِك ومِن جملة المسلمين. فمن حكم للمشرك بالإسلام فإنه قد تولاه لا محالة, فتصير كل هذه الآيات المتكلّمة على هذه الموالاة أدلةً على المقصود, وهي كثيرة جدا في كتاب الله معروفةٌ سأذكر بعضها. وكثرتها نفسُها من أدلّ الدلائل على عظمة الأمر وأهميته في الدين وأنه من أصله. وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله كما جاء في الحديث وقد أشار إليه البخاري في ترجمة كتاب الإيمان وفي أول الكتاب وهذا كله مبين في موضعه في كتب أهل العلم.
"لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) " المجادلة
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) " المائدة
"لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) " آل عمران. وليس من التقية أن يعتبرهم مسلمين على دينه كما يحب أن يفهمه بعض الضُلال, فمن انتفى بغض الكافرين من قلبه فإنه كافر بلا شك وبلا خلاف.
• سورة الكافرون: بسم الله الرحمن الرحيم "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) " فمن تأمّل هذه السورة عرَف أنّ البراءة مِن المشرك مِن أشدِّ الأمور تأكيدا في القرآن مطلقا. فهل هناك تأكيد وتكرار مثل هذا؟ وقد أفاد ابن تيمية رحمه الله في بيان هذا التأكيد وأجاد عند تفسيره لهذه السورة. ويجب التنبيه إلى أن الله تعالى, لم يذكر هذا فحسْبُ, بل أمَرَ النبيَّ ? والمسلمين أن يقولوه للكافرين أنفسهم. فهذا أمر من الله للمسلمين أن يعلموا المشركين, بل أن يؤكّدوا لهم أنهم برآء منهم, وأنهم ليسوا على دين واحد أبدا.
• وهذا السابق مِن أمْرِ اللهِ تعالى المؤمنين بأنْ يصرِّحوا للمشركين أنهم على دين آخر وأن المسلم منهم بريء يتكرر في القرآن. قال تعالى: "إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) " الأنبياء. والقرآن كله يصرِّح لهم بهذا ويأمر بتصريحه, وهكذا يتحقق علم المسلم بأن المشرك مخالف لدينه وبأن البراءة من المشرك من أوجب الواجبات عليه.
وبذلك يتبين أن من حكم على من عبد غير الله بأنه على دين الإسلام أنه لم يعلم معنى الإسلام أو علمه ولم يعمل به أو كلاهما معا.
• وتدبّر حديثَ عمرو بن عبسةَ الحنيفِ الآتيَ قريبا, فإنه لم يكن يعلم أن الإسلام هو إخلاص العبادة علما نظريا فحسب, بل كان يعلم جيدا كغيره من الحنفاء من هو على دينه ومن هو ليس على دينه. لذا قال "أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ".
(يُتْبَعُ)
(/)
• وأخرج البخاري "عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ يَسْأَلُ عَنْ الدِّينِ وَيَتْبَعُهُ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ الْيَهُودِ فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ فَقَالَ إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ فَأَخْبِرْنِي فَقَالَ لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ قَالَ زَيْدٌ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُهُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ قَالَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا قَالَ زَيْدٌ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنْ النَّصَارَى فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَقَالَ لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ قَالَ مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا أَحْمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ وَلَا مِنْ غَضَبِهِ شَيْئًا أَبَدًا وَأَنَّى أَسْتَطِيعُ فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ قَالَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا قَالَ وَمَا الْحَنِيفُ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قَوْلَهُمْ فِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام خَرَجَ فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ اللَّيْثُ كَتَبَ إِلَيَّ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ لَا تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيكَهَا مَئُونَتَهَا فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا"
فمن علم أن الشهادة تقتضي البراءة التامة ممن عبد غير الله, فإنه لا يصير مسلما حتى يعمل بذلك, وهذا بديهي, ولذلك حكم الله بكفر مَن يتولّى المشركين في عدة آيات من كتابه الكريم.
باختصار من رسالة اسمها الاسلام بأدلته من الكتاب و السنة, و الله أعلى و أعلم و الحمد لله الذي بنعمته تتم تاصالحات و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا
ـ[عابد عزي]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 02:05]ـ
السلام عليكم
أقدم لكم رسالة للشيخ أبو عبد الرحمن الغريب المدني اسمها:تذكير الأبرار بحكم من يكتم ايمانه بين الكفار و رسالة للشيخ أحمد عبد الله بن عبد السلام اسمها: رفع الالتباس في قضية الحكم على الناس عسى الله أن ينفعنا بالرسالتين و يعلمنا ما جهلنا انه على كل شيئ قدير.
لتحميل الرسالتين اذهب الى الرابط:
www.filaty.com/f/810/62478/Tadhkir_abrar.doc.html
www.filaty.com/f/810/97254/rafe_etbaase.doc.html
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 07:47]ـ
بعث إليّ أحد الإخوة بتعقيب الشيخ مدحت آل فراج على هذا القول:
ونقل ابن حجر الهيتمي عن طائفة من الشافعية، أنهم صرحوا بكفره إذا لم يتأول، فنقل عن المتولي أنه قال: إذا قال لمسلم: يا كافر، بلا تأويل كفر، قال: وتبعه على ذلك جماعة. واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال الرجل لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما ".، والذي رماه به مسلم، فيكون هو كافراً، قالوا: لأنه سمى الإسلام كفراً؛ وتعقب (1) بعضهم هذا التعليل، وهو قولهم: إنه سمى الإسلام كفراً، فقال: هذا المعنى لا يفهم من لفظه، ولا هو مراده، إنما مراده ومعنى لفظه: إنك لست على دين الإسلام، الذي هو حق، وإنما أنت كافر، دينك غير الإسلام، وأنا على دين الإسلام، وهذا مراده بلا شك، لأنه إنما وصف بالكفر الشخص، لا دين الإسلام، فنفى عنه كونه على دين الإسلام، فلا يكفر بهذا القول، وإنما يعزر بهذا السب الفاحش بما يليق به؛ ويلزم على ما قالوه أن من قال لعابد: يا فاسق، كفر، لأنه سمى العبادة فسقاً، ولا أحسب أحدا يقوله، وإنما يريد: إنك تفسق، وتفعل مع عبادتك ما هو فسق، لا أن عبادتك فسق.
(1) قال الشيخ مدحت آل فراج - وفقه الله - تعليقاً على هذا الكلام:
وهذا التعقيب، يرد أيضاً على من كفّر من حكم بالإسلام على المشركين، بحجة أنه سمى الشرك: إسلاماً.
فهو إنما سمى نطق المشرك بالشهادتين، والتزامه ببعض الفرائض: إسلاماً، دون ما أحدثه من الشرك، ولكن لو سمى شركه إسلاماً، كفر بلا ريب، كما لو سمى التوحيد كفراً، و الله تعالى أعلى وأعلم
المصدر: [فتاوى الأئمة النجدية: 3/ 270]- مكتبة الرشد
وكلام الشيخ يدلّ على أن تكفير الكافر المظهر لشعائر الإسلام ليس من أصل الدين ..
وهذا الكلام أورده على سبيل الاستئناس وليس الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عابد عزي]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 01:36]ـ
الله يهدينا و يهديك يا أبو شعيب و الله يفهنا و يفهمك دينه بدون تعصب و بدون اتباع أقوال العلماء فيما يقولون لأنهم قد يخطئون و نحن أيضا نخطأ الا النبي صلى الله عليه و سلم الذي لا يخطأ
و أنا أعتقد اعتقادا جازما و ادين الله به و هو أن تكفير الكافر من اصل الدين
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:56]ـ
قال أبو مريم الكويتي - هداه الله - في رسالته: " أجوبة الشيخ لأحد طلابه فيما استشكله من كلام الخالدي ":
هناك فرق بين الكفر بالطاغوت وتكفيره. فمن حقق الكفر بالطاغوت، وهو اعتقاد بطلان عبادته، وبغضه، وهذا هو أصل الكفر بالطاغوت. ولوازمه: إظهار عداوته، والبراءة منه، وتكفيره، وتكفير أهله، وقتالهم. ولوازم الكفر بالطاغوت منها ما يعذر من تركه بالعجز، كمن لم يستطع إظهار العداوة و البراءة، إذا وجد أصل العداوة في قلبه. قال الشيخ عبداللطيف آل الشيخ: (ومسألة إظهار العداوة غير مسألة وجود العداوة. فالأول: يعذر به مع العجز والخوف، لقوله تعالى: ? إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً ? [آل عمران: 82].
والثاني: لا بد منه، لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حب الله ورسوله تلازم كلي، لا ينفك عنه المؤمن؛ فمن عصى الله بترك إظهار العداوة، فهو عاص لله. فإذا كان أصل العداوة في قلبه، فله حكم أمثاله من العصاة).
أما مسألة التكفير؛ فهي مسألة أخرى غير الكفر بالطاغوت، وهي من لوازم الكفر بالطاغوت، لا من أصله. فتكفير من وقع في الكفر الأكبر المخرج من الملة واجب بإجماع الأمة، وترك تكفير من كفره الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - هو تكذيب لله ولرسوله، ومخالفة لسبيل المؤمنين. فمن تحقق منه أصل الكفر بالطاغوت، وهو اعتقاد بطلان عبادة الطاغوت وبغضه، ينظر بعدها في لوازم الكفر بالطاغوت. ومرادنا هنا: التكفير، وهي عينها مسألة تكفير من لم يكفر الكافر، التي أجمع العلماء عليها، ولها تفصيل بحسب المسألة المكفر بها، وحسب حال المعين، وهذا هو الإشكال الثاني الذي ذكره الشيخ عمن توقف في كفر من لم يحكم بما أنزل الله تعالى.
والشيخ - فك الله أسره - لم يفرق هنا بين الأمرين، فمن تحقق عنده أصل الكفر بالطاغوت، وهو اعتقاد بطلانه، وبغضه، ثم توقف مثلا في كفر من لم يحكم بما أنزل الله، يُنظر في حاله. بخلاف ما لو قال بجواز الحكم بغير ما أنزل الله مثلاً، كمن قال بجواز الحكم بالقوانين، أو لم يبغض الحكم ?ا، فهذا لم يحقق أصل الكفر بالطاغوت. وكذلك من تحاكم إلى الطواغيت، أو استغاث بغير الله، ودعاه من دون الله، فهذا لم يكفر بالطاغوت، لأنه إما أنه لم يعتقد بطلان عبادة الطاغوت فعبده، أو أنه لم يبغضه فلم يترك عبادته؛ كما قال تعالى: ? وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ? [النحل: 36]
وقال: ? وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ? [الزمر: 17]
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:58]ـ
الله يهدينا و يهديك يا أبو شعيب و الله يفهنا و يفهمك دينه بدون تعصب و بدون اتباع أقوال العلماء فيما يقولون لأنهم قد يخطئون و نحن أيضا نخطأ الا النبي صلى الله عليه و سلم الذي لا يخطأ
و أنا أعتقد اعتقادا جازما و ادين الله به و هو أن تكفير الكافر من اصل الدين
آمين .. وجميع المسلمين.
إن كنت تعتقد أن تكفير الكافر من أصل الدين .. حاله كحال عبادة الله وحده .. فالمخالف في جزئية منه كافر .. كما أن المخالف في جزئية من جزئيات التوحيد كافر.
فهل تقول بهذا؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 09:43]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
هذا الكلام من أبو مريم يتفق مع الموضوع المطروح من أساسه
فالرجل يفرق بين الكفر بالطاغوت الذي هو اجتناب عبادة غير الله ويجعل ذلك هو أصل الدين
أما تكفير الكافر فقال أن هذا لازم أصل الدين وليس من معاني كلمة التوحيد.
وقد قال أبو مريم بعد ذلك: (والشيخ - فك الله أسره - لم يفرق هنا بين الأمرين، فمن تحقق عنده أصل الكفر بالطاغوت، وهو اعتقاد بطلانه، وبغضه، ثم توقف مثلا في كفر من لم يحكم بما أنزل الله، يُنظر في حاله. بخلاف ما لو قال بجواز الحكم بغير ما أنزل الله مثلاً، كمن قال بجواز الحكم بالقوانين، أو لم يبغض الحكم ?ا، فهذا لم يحقق أصل الكفر بالطاغوت. وكذلك من تحاكم إلى الطواغيت، أو استغاث بغير الله، ودعاه من دون الله، فهذا لم يكفر بالطاغوت، لأنه إما أنه لم يعتقد بطلان عبادة الطاغوت فعبده، أو أنه لم يبغضه فلم يترك عبادته) إهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:05]ـ
نعم هو كذلك
و ما كان من وصف أبي شعيب له في "بحثه" بالغلو .... ليس إلا افتراءَ على الرجل
و كنت حذرته من ذلك
و لهذا نقل كلامه في مشاركته السابقة و لم يُعلق عليه بحرف
لأن التعليق الوحيد الذي يمكنه كتابته
أن يقول: فعلا لقد افتريت عليه!
و لقد افترى عليه في أمور أخرى أتمنى أن يذكرها كذلك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:42]ـ
أخي الإمام الدهلوي،
نعم هذا صحيح، بارك الله فيك .. فليقرأ المتعالمون من أتباعه ما يقول شيخهم .. وهم يأبون إلا أن يجعلوها من أصل الدين .. وأظنهم الآن سيقنعون، لأن القائل هو أبو مريم .. أما عندما نورد لهم الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله، فهذه لا تقوم عندهم مقام الدليل .. حتى "يزكي" هذه الأدلة أبو مريم .. والعياذ بالله.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:44]ـ
نعم هو كذلك
و ما كان من وصف أبي شعيب له في "بحثه" بالغلو .... ليس إلا افتراءَ على الرجل
و كنت حذرته من ذلك
و لهذا نقل كلامه في مشاركته السابقة و لم يُعلق عليه بحرف
لأن التعليق الوحيد الذي يمكنه كتابته
أن يقول: فعلا لقد افتريت عليه!
و لقد افترى عليه في أمور أخرى أتمنى أن يذكرها كذلك
ما نقله أبو شعيب حق لم يفتر على أحد، إلا أن ما نقل مذهب الشيخ أبي مريم-هداه الله- القديم ... و للعلم و من أجل توكيد صحة النقل فقط ... فإن أخاكم العبد لفقير هو صاحب الاشكالات و السؤال ... و الله على ما أقول شهيد
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:53]ـ
إن كان له مذهب جديد كما تزعم
فنسبة المذهب القديم له افتراء كذلك
إلا إن كان من باب الخطأ
و ليس الأمر كذلك فيما أظن
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:56]ـ
الأخ المكرم عبد الله الجنوبي وفقك الله تعالى
أنا أعرف أن أبو مريم لا يثبت على قول .. و هذا القول المنقول ليس مذهبه القديم قبل أن يكفر كل مخالفيه بل يمكن أن يوصف إن صح التعبير بأنه مذهبه الثاني الذي أنتقل إليه بعد أن كفر بعض المشائخ كأبي بصير وغيره ثم أنتقل بعد ذلك المذهب الثالث الذي استقر حاله عليه الأن والذي كفر فيه كل مخالفيه بلا استثناء.
ولكن لا أدري خلال مراحل أنتقاله هل حكم على نفسه بالكفر ثم دخل الإسلام الأن أو لا؟؟
وعلى فكرة فالرجل نتابع كلامه أول بأول وكل ما يكتبه موجود عندنا.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:05]ـ
أخي الإمام الدهلوي،
نعم هذا صحيح، بارك الله فيك .. فليقرأ المتعالمون من أتباعه ما يقول شيخهم .. وهم يأبون إلا أن يجعلوها من أصل الدين .. وأظنهم الآن سيقنعون، لأن القائل هو أبو مريم .. أما عندما نورد لهم الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله، فهذه لا تقوم عندهم مقام الدليل .. حتى "يزكي" هذه الأدلة أبو مريم .. والعياذ بالله.
بغض النظر عن موقف "أتباعه " من هذا الكلام
ما موقفك أنت مما شنعت به عليه من قبل
و ما نسبته له من مذهب لا يقول به أو يقول بضده؟!
زيادة على أن هناك ادعاءالآن أن هذا مذهبه القديم
فإن لم تكن مفترياً في البداية فأنت مفتر الآن
أعانك الله على هواك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:15]ـ
ما نقله أبو شعيب حق لم يفتر على أحد، إلا أن ما نقل مذهب الشيخ أبي مريم-هداه الله- القديم ... و للعلم و من أجل توكيد صحة النقل فقط ... فإن أخاكم العبد لفقير هو صاحب الاشكالات و السؤال ... و الله على ما أقول شهيد
ما شاء الله أخي .. لم أكن أعلم أنك أنت صاحب السؤال ..
أبو مريم بدأ بمقدمة صحيحة جداً، وقد أعجبتني صراحة .. ثم بدأ يتخبط عندما أتى على مسألة من لا يكفر الطواغيت .. وقال أشياء تنقض ما بدأ به ..
هذا ذكّرني ببعض المشايخ المشهورين .. قال: إن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .. ولكن عندما يعرّف مسائل الكفر، يقول: لا كفر إلا باستحلال .. فنقض هذا أساس قوله .. مما يدل على أن اتفاقه مع أهل السنة في تعريف الإيمان إنما هو صوري، وليس معنوي ..
وهذا هو حال أبي مريم هنا .. وإنما استشهدت بكلامه لأدلل أن تأصيله صحيح لهذه المسألة تحديداً .. ثم بدأ التخبط عنده يظهر عند تنزيل الأحكام.
ففي هذه الرسالة قال: إن من لا يكفّر الطاغوت الحاكم بغير ما أنزل الله، فقد كذّب الله ورسوله .. وهذه شبهة أبسط من أن يرد عليها طالب علم فضلاً عن عالم ..
ثم تغيّر الرجل عندما رأى أن حجته داحضة، فقال في رسائل أخرى .. من لم يكفّر الطاغوت فقد والاه ووالى كفره ..
وعندما رأى أن هذه علّة لا تستقيم .. قال: من لا يكفّر الطاغوت فلم يعلم معنى لا إله إلا الله ..
وهذه الأقوال المتعددة ذكرها في كتبه .. فهو لا يعلم كيف يضبط علّة التكفير .. فكلما ذكر علّة ما، وجد الأدلة بخلافها .. والله المستعان.
لعلي أبدأ بكتابة بعض الردود على كتبه، بدءاً بهذه الرسالة .. لكن بعد انتهائي من النسخة الثاني من كتابي، إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:20]ـ
الأخ المكرم عبد الله الجنوبي وفقك الله تعالى
أنا أعرف أن أبو مريم لا يثبت على قول .. و هذا القول المنقول ليس مذهبه القديم قبل أن يكفر كل مخالفيه بل يمكن أن يوصف إن صح التعبير بأنه مذهبه الثاني الذي أنتقل إليه بعد أن كفر بعض المشائخ كأبي بصير وغيره ثم أنتقل بعد ذلك المذهب الثالث الذي استقر حاله عليه الأن والذي كفر فيه كل مخالفيه بلا استثناء.
ولكن لا أدري خلال مراحل أنتقاله هل حكم على نفسه بالكفر ثم دخل الإسلام الأن أو لا؟؟
وعلى فكرة فالرجل نتابع كلامه أول بأول وكل ما يكتبه موجود عندنا.
للأمانة أخي، أبو مريم لا يكفّر كل مخالفيه .. إنما يكفّر فقط من توقف في كفر من وقع في الشرك الأكبر المجمع عليه .. لذلك ذكرت في بحثي أنه أقل هذه الطوائف بدعة.
ولا أدري ما سبب إصراره الشديد على تكفير من لا يكفّر الطواغيت لشبهة أو ضعف تصوّر أو حتى حمق، مع تحقيقه لأصل الدين، الذي أقرّ معناه بنفسه ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:35]ـ
الأخ المكرم عبد الله الجنوبي وفقك الله تعالى
أنا أعرف أن أبو مريم لا يثبت على قول .. و هذا القول المنقول ليس مذهبه القديم قبل أن يكفر كل مخالفيه بل يمكن أن يوصف إن صح التعبير بأنه مذهبه الثاني الذي أنتقل إليه بعد أن كفر بعض المشائخ كأبي بصير وغيره ثم أنتقل بعد ذلك المذهب الثالث الذي استقر حاله عليه الأن والذي كفر فيه كل مخالفيه بلا استثناء.
ولكن لا أدري خلال مراحل أنتقاله هل حكم على نفسه بالكفر ثم دخل الإسلام الأن أو لا؟؟
وعلى فكرة فالرجل نتابع كلامه أول بأول وكل ما يكتبه موجود عندنا.
ما تنقمون على الرجل هو تكفيره لبعض أحباركم لا غير
و قبل أن يعتقد ذلك كنتم تُغالون في مدحه
و مقالاته كانت إلى وقت قريب على موقع المقدسي
فالمشكلة معه أنه مس ما هو مقدس عندكم
فكان من الطبيعي أن تعلنو عليه الحرب
فعقيدة الولاء و البراء عندكم اختزلتموها في بضعة أشخاص
أكثرهم جهال و بقيتهم متلونون
تتورطون في كل مرة حين الدفاع عليهم
و تغيرون من معتقداتكم بحسب مواقف هؤلاء الأحبار
و ليتهم كانوا على وفاق فيما بينهم ...
فلهذا كان معتقدكم هجين لا يُعرف له ضبط
و آخر تقليعات أبي شعيب بسبب إخضاع عقيدته لأهواء الرجال
هو أن الحكم على بابا الفتكان بالكفر يخضع للاجتهاد و قد يُعذر من يقول بإسلامه!!! (أنتظر أن تكذبني في هذا حتى أعطي الدليل عليه)
أتمنى أن لا أقرأ يوماً دفاعاً عمن يرى إسلام إبليس
نسأل الله العافية
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 07:50]ـ
للأمانة أخي، أبو مريم لا يكفّر كل مخالفيه .. إنما يكفّر فقط من توقف في كفر من وقع في الشرك الأكبر المجمع عليه .. لذلك ذكرت في بحثي أنه أقل هذه الطوائف بدعة.
ولا أدري ما سبب إصراره الشديد على تكفير من لا يكفّر الطواغيت لشبهة أو ضعف تصوّر أو حتى حمق، مع تحقيقه لأصل الدين، الذي أقرّ معناه بنفسه ..
ما شاء الله على الأمانة!!!!
لولا أن من يقرأ لكم يصادف مثل هذه الطُرف
لكان الاشتغال بالرد عليكم أمرٌ لا يُطاق
أين كانت الأمانة لما حشرت الرجل مع من يقولون باستحلال أموال المنتسبين إلى الاسلام و هو يقول بضده بل و يُشنع على من يقول به؟!
يا سلام على الأمانة
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 09:58]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
صحيح كلامك أن أبو مريم لا يكفر كل من خالفه وهذا حق، وأنا أخطأت التعبير فكنت أريد أن أقول أنه يكفر كل من خالف في هذه المسألة التي نتكلم عنها الأن .. ومع هذا من باب الإنصاف أنا أعتذر عن خطأ كلامي أمام الجميع
وجزاكم الله خيراً على التنبيه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 10:30]ـ
هذا من الترف الفكري والعبث بالزمان الثمين ..
فمن لم يكن مسلما كان اسمه كافرا بالاتفاق ..
وأما إعذاره عند الله فمسألة أخرى ..
وأما تكفير الكافر .. فسواء قلت من أصل الدين أو جعلته من لوزامه الضرورية ..
فلا ثمرة لهذا الفرق إلا التقعر
وكلمة التوحيد ذاتها تحمل مدلول الكفر بالطاغوت وتكفيره .. قبل أن تدل على عبادة الله وحده
فقوله "لا إله" كفر بالطاغوت .. وتكفير له .. وقوله "إلا الله" إثبات للتوحيد
وقال تعالى"ولقد في بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا واجتنبوا الطاغوت"
ويبدو أن الأخ أبا شعيب لا يفرق بين العقد وناقضه .. فإن العقد قد يكون قائما بأصول .. ثم ينتقض بالكلية بأمر لم يذكر في الأصول .. فانتفاء هذا الناقض لسلامة العقد أصل بهذا الاعتبار ..
كالصلاة .. أصولها هي أركانها .. فمن لم يتوضأ أو أحدث أثناء صلاته بطلت صلاته .. وانتقضت بالكلية
فإذا جاء إنسان وقال: هل عدم الإحداث أثناء الصلاة من أصولها أم من لوازم صحتها ..
قلنا لا فرق في الثمرة .. وعبر بما شئت
كما أن تكفير مخالف الحق من البداهة بمكان بحيث لا يطالب بها المدعو .. وفهم المشركين لمعنى التوحيد
جعلهم ينكرونه ويحاربونه لتضمنه تكفير ما عداه وإلا لوكان فيه السماح بقبول دين الآخر أو السكوت عن تكفيره وتسفيهه والكفر به .. لآمنوا كلهم أو جلهم .. ولهذا رد الله عليهم لما اقترحوا"قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون *ولا أنتم عابدون ما أعبد"
وأما الاستدلال بضمام .. فإن سلوك ضمام مع أهله حين رجع ومع قومه .. يبين بجلاء أنه عرف أن إيمانه بالذي آمن به لا يكون له وجود حتى يكفر بالأنداد ..
وأما التوقف في تكفير الكافر البين المجمع على كفره لشبهة ونحوه فينسحب عليها ما ينسحب على تكفير المعين ..
وإلا فجنس هذا التوقف كفر بلا شك كمن يتوقف في تكفير اليهودي .. أو في تكفير من يسب الله
.. بقطع النظر عن آحاد المسائل الجزئية .. المستثناة
ولهذا أمرنا الله بالائتساء بالخليل عليه السلام"قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة"
وأنصحك أن تجعل أبحاثك في ترقيق القلوب وطاعة الله ومجاهدة النفس والتقوى والرد على المرجئة كما ترد على من تسميهم غلاة
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:00]ـ
(أبا القاسم)
كلامك متين و رائق ...
و هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء
و مع هذا فأنا في شك من أن يستفيد منه المعني به
لأن مشكلته ليست عدم فهمه لما أورته له أنت الآن
و لا في فهم ما قيل له في السابق
مشكلته أن في ذهنه ثوايت لا مجال للتنازل عنها
و لا حتى مناقشتها
و هذه الثوابت لا علاقة لها بالتأصيل كما يزعم
أو أنه متضايق من الغلو
أو من الذين "زادوا في أصل الدين "
فالغلو موجود في كل الطوائف
و الزيادة في أصل الدين موجودة عند كثير من الناس
فمنهم من يزيد في أصل الدين طاعة الحاكم في كل ما يقول
و منهم من يزيد فيه متابعة المشايخ في كل ما قالوه
و كل هؤلاء و غيرهم في راحة منه
مشكلة صاحبنا مع من يصفهم بالغلو
تعصب مقيت لبعض الاشحاص
فهو عندما يفلت منه لسانه يُصرح بهذا
مثل قوله:"فهم يرون أن الشيخ أيمن الظواهري كافر لأنه لا يكفر حماس ..
ويرون الشيخ أبا بصير الطرطوسي كافراً لنفس العلة، ولأنه لا يكفر المتحاكمين إلى الطاغوت.
فكيف لهم ألا يكونوا أهل ضلال؟؟ "
هذا هو المقياس!
و هذا الذي أورده المهالك
كأنهم معصومون
و هو يرفض بشدة مناقشة هذه الأمور حتى نعرف حجته فيها
و يُشغب بأمور لا علاقة لها بمشكلته
و لافتقاده لما يلزم المُتكلم في الشرع و في نقد الأفراد و الجماعات
من العلم و العدل
تراه يتخبط التخبط الشديد
و يلجأ في كل مرة للافتراء و الشتم و التشنيع
و من يعترض عليه
فإما أن يكون عميلاً للكفار مشكوك في إسلامه!
أو أحمق مُغفل ... على أقل تقدير
و إلا فما الفرق عند التحقيق و التطبيق
بين القول بأن الشيء من أصل الدين
أو من لوازمه القطعية الضرورية كما عبر هو بذلك
و لقد أجدتَ في بيان ألا ثمرة عملية في هذا التفريق (و من قبلك بعض العلماء) و القضية لا تعدو الاصطلاح
و لقد شغل نفسه و غيره بهذا دهراً
بدل الاشتغال بما هو أنفع
نسأل الله لنا و له و لمن يزين له ما هو فيه الهداية و السداد
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 08:28]ـ
أبا القاسم،
لو أنك قرأت تفريقي بين الأصل واللازم لفهمت المقصود ..
وهؤلاء لا يفرّقون لغرض في نفوسهم .. فوقعوا في التناقض .. ولا نعرف لهم منهجاً محدداً ..
فهذا زعيمهم يتخبط، ولا يعلم تحديد العلّة الصحيحة في الإمتناع عن التكفير ..
تارة يزعم أنه التكذيب .. فأدرج جميع الأعذار تحت هذا الباب، فقال: من أعذر الطواغيت بالجهل أو الإكراه أو التأويل أو الاستحلال، فهو مكذّب لله ورسوله، ولا يُعذر إلا إن كان في بادية بعيدة .. أو لم يعلم حال هؤلاء الطواغيت ..
فجعل مسائل الإعذار هذه من المعلوم قطعاً وضرورة في دين الله عز وجل .. فمن زاد فيها لتأويل رآه، فهو كافر، لأنه خرق إجماع الأمة المحكم المتعارف عليه من لدن الصحابة إلى عصرنا هذا!! .. بل وجعل ذلك من المعلوم ضرورة في دين الله.
ثم لم نعد نقرأ له هذه العلة، بل أتى بعلة أخرى وهي: أن من لا يكفر الطاغوت فقد والاه ووالى كفره .. وهذه ضحكة، وهي أظهر من أن يردّ عليها جاهل فضلاً عن عالم.
ثم قال في علة أخرى: أن من لا يكفر هؤلاء الطواغيت، فهو لم يعلم معنى لا إله إلا الله ..
هذه هي حيلته ..
وبنفس هذه العلل كفّره أهل دار التوحيد وحكموا بردته ..
فحكموا بكفره لأنه أجاز الموافقة على عقود استعمال البرامج المتضمنة صراحة التحاكم إلى الطاغوت .. فقالوا: هو أجاز الموافقة على الشرائط الكفرية وهو يعلم أنها كفر .. فهو كافر ..
وحكموا بكفره عندما قال إن حكم مباريات كرة القدم إن كان كافراً، فهذا لا يجعل اللاعبين كفرة .. فقالوا: هذا لا يكفّر من جعل الولاية لكافر .. ولا يكفّر من تحاكم إلى الكافر .. إذن فهو كافر ..
هكذا .. بكل بساطة صار التكفير أسهل ما يكون على المرء، بل ويتصدى له أجهل خلق الله بدعوى: تحقيق أصل الدين ..
وغفلوا أن موالاة المؤمنين والحكم بإسلامهم هو من آكد الأصول في دين الله تعالى .. (هذه صعبة عليهم).
ومن طرائف هؤلاء المبتدعة أنهم مع تشديدهم في التكفير، إلا أنهم أبعد الناس عن الجهاد .. بل ولا يخطر ببالهم، وحجتهم ببساطة هي: لا دولة إسلامية، فلا جهاد .. وانتهينا.
على أي حال .. سيصدر قريباً - إن شاء الله - بعض الكتب في دحض بدعة هذا الرجل، وسيبين مدى تخبطه وخلطه ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 09:07]ـ
ألم أقل لكم أن من لا يُوافق
فهو لا يفهم!!
هذا في أحسن الأحوال
و من أول تعقيب
فهذا عضو آخر من الذين لا يفهمون
و لو يُعقب أبو القاسم مرة أخرى (و لا أظنه يفعل)
سيستحق الدرجة التالية
و هي أحمق أو مغفل ...
حتى يصل إلى أعلى السلم
يعني دسيسة عميل للكفار دعي توحيد
مروراً بخارجي ... من غلاة المكفرة
زيادة على الافتراء عليه (لزوم التلبيس)
أما عن الجهاد
فتجاهد من و مع من؟!!
ستقول:أجاهد الكفار
ممتاز
أنت القائل:"أما فيما يخص الشعوب .. فكل هذا المنتدى يعلم أنني أقول بكفر الشعوب المحكومة بغير ما أنزل الله .. مع تفصيل ذكرته ليس هذا موضعه."
بمن ستبدأ و كيف؟!
من شرط الذي لا تقاتله أن لا يكون تحت حكم القانون الوضعي
و هم جل سكان الأرض
قل لنا كيف ستفعل
سؤال أخير:
متى ستقاتل "غلاة المكفرة" فهم خوارج و في قتالهم أجر
بعد أن تفرغ من الكفار
أم أنهم أولى بالقتال من الكفار؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 10:45]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
هؤلاء القوم يتلاعبون بالأحكام الشرعية عندما يتأول الشيخ الطرطوسي فيعذر من يتحاكم إلى الطاغوت في أحوال معينة يتصور فيها عذر الإكراه أو الجهل أو غيره .. قالوا: الطرطوسي كافر ومن لا يكفره كافر ولا عذر في هذا الباب.
ولكن عندما يخطئ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ويتأول وينسب إلى النجاشي الكفر ثم يتصور له العذر بالإكراه فلا يتجرأ أحدهم على تكفيره ويهدم بذلك أصول دينه المزعوة ..
بل أبلغ من هذا عندما يتأول الإمام ابن حزم رحمه الله ويتصور العذر بالجهل في المتحاكمين إلى الطاغوت صراحة فلا يجرأ أحدهم على تكفيره ويهدم أصول دينه المزعوم.
بل عندما يخطئ الإمام مالك و أبو حنيقة ويتصور كلاهما العذر في المتحاكم إلى الطاغوت تجد القوم خنسوا ولا يجرأون على تكفيرهما
ولكن الظواهري عندما يتأول ويعذر بعض الأعيان لأنه تصور فيهم عذر الإكراه أو غيره قالوا الظواهري كافر ومن لم يكفره فهو كافر ... وهكذا يتلاعبون بالأحكام الشرعية حتى أن من لم يستسيغ هذا البعث منهم كفروا بعضهم البعض لأن المخالف منهم ألزمهم أن يكفروا الإمام ابن حزم أو شيخ الإسلام أو العلامة أبو بطين أو الشوكاني أو غيرهم وإلا كفروا فوراً.
وقالوا لهم ما الفرق في تكفير الظواهري والطرطوسي وعدم تكفير ابن تيمية أو ابن حزم أو مالك أو الشوكاني.
لذلك تجدهم متضاربون متناقضون في أعذراهم.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 11:10]ـ
عبادة البشر لا حيلة معها
شفاكم الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 11:34]ـ
بارك الله فيك أخي .. ألم أقل لك إنهم حمقى؟ (ابتسامة) ..
عندما سألنا بعضهم: ما حكم من يشك في قدرة الله وعلم الله؟ .. قالوا كافر .. قلنا: فما حكم من يعذرهم بالجهل؟ .. قالوا كافر .. فعندما أوردنا قول ابن تيمية - رحمه الله - .. هربوا ولم ينبسوا ببنت شفة.
وعندما قلنا: ما حكم من يتحاكم إلى الطاغوت؟ قالوا كافر .. ومن يعذرهم بالجهل؟ .. قالوا كافر .. فعندما أوردنا قول ابن حزم - رحمه الله - .. تأولوه على معان مضحكة .. قال زعيمهم أبو مريم: إنه يعني بالمتحاكمين إلى الطاغوت هؤلاء الذين يريدون اتباع حكم الله، ولكن أخطأوا في التحاكم ..
يصدقه الحمقى والأغبياء .. ولكن هذا كلام لا يروج على من عنده مسكة من عقل ويرى صراحة أن ابن حزم يعذر المنافقين الذين نزلت فيهم آيات التحاكم.
وعندما سألناهم: ما حكم من يقول: إن المسلم إن مات أحد أبويه النصرانيين، فإنه يُحكم له بالميراث وفق شريعة النصارى ..
عندها أسقط في أيديهم، وتهربوا ..
هؤلاء أقوام جهلة أتباع هوى .. يستثنون من التكفير من يستعظمونه، ويأتون له بأعذار أوهى من بيوت العنكبوت، حتى لا يحكموا بكفره.
والحمد لله .. منهجنا واضح في إعذار المتأولين .. ولسنا نستخف بعقول القرّاء، كما يفعل زعماء هؤلاء .. كما قال الله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54]
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 12:55]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله
أنظر معي إلى هذا الكلام الذي كتبه أبو مريم الكويتي حول مسألة ذات أنواط
يقول أبو مريم في رسالته (عدم العذر بالجهل في أصل الدين)
( ... فهذا الحديث يفهم الحكم منه بعد تصور فعل الصحابة رضوان الله عليهم و هو لا يخرج عن أمرين
الأول: أنهم لم يطلبوا الشرك و عبادة غير الله و الدليل على ذلك أنهم يعرفون حقيقة العبادة و ما يناقضها و ليس المسألة متعلقه بأنه يجب أن يعلموا جميع أنواع العبادات حتى لا يقعوا بمخالفتها و لكنه متعلق بمعرفة حقيقة عبادة الله تعالى حتى لا يقعوا في مخالفتها و هذا لا يحتاج إلى معرفة كل عبادة فكل عبادة تصرف لغير الله بغض النظر عن مشروعيتها هو جعل لله ندا في خالص حقه و مثل هذا علمه الصحابة حتى قبل دخولهم الإسلام كما بينا سابقا فالعبادة هي كمال الذل و الخضوع و كمال المحبة لله تعالى فمن خضع و ذل لغير الله كما يخضع و يذل لله تعالى فقد جعل شريكا لله في عبادته فإن قلنا بان الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا الشرك الأكبر أي أنهم طلبوا الذل و الخضوع لغير الله و مثل هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الطلب لا بد أن يشعروا بمناقضته لأصل دينهم قبل أن يطلبوه لأنهم علموا قبل دخولهم الإسلام حقيقة العبادة فهؤلاء ليسوا منافقين و إنما كانوا مخلصين يريدون وجه الله تعالى فأي موحد يعرف أصل دينه لا بد أن يقع عنده هذا التناقض بين طلب الخضوع و الذل لله تعالى و بين الخضوع و الذل لغيره فإن كان مخلصا لله تعالى مريدا لوجه لا يمكنه أن يقدم الذل و الخضوع لغير الله فإذا كان أحاد الموحدين لا يمكنهم أن يتركوا توحيدهم عند التناقض فمن باب أولى أن لا يفعل الصحابة رضوان الله عليهم هذا و في الصحيح عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ ِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِى الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِى النَّارِ».
ففي الحديث ليس فيه ذكر أن الصحابة طلبوا عبادة الشجرة و إنما طلبوا أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم و هذا ما فهمه شيخ الإسلام و الشاطبي رحمهما الله و هذا ليس فيه شرك إنما فيه تشبه بهم و التشبه بالكفار فيما ليس بكفر ليس بكفر فمجرد جعل شجرة ينوطون بها أسلحتهم في أصله ليس بشرك و لا محرم و لكن حرم لأن المشركين فعلوا هذا فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا الطلب و شدد في ذلك لأنه ذريعة إلى حب الكفار و التعلق بهم خاصة مع قرب العهد بالكفر.
الثاني: أنهم طلبوا عبادة غير الله و هذا و لا شك شرك أكبر مخرج من الملة كما طلب قوم موسى عليه السلام فرد عليهم موسى عليه السلام و بين لهم أنه لا يمكنه أن يجعل هذا لهم فإنه عبادة لغير الله ? قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ? [الأعراف: 140]
أي كيف أجعل لكم إلها غيره و هو تفضل عليكم و جعلكم أفضل الناس و ذلك في عصرهم فدل على أنهم طلبوا الشرك و عبادة غير الله و لو قيل بأن الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا الشرك كذلك لجهلهم فإنه يحكم عليهم بهذا الطلب أنهم مشركون لأن طلب الشرك شرك و لكن لم يكفرهم النبي صلى الله عليه و سلم لأنهم كانوا حديثي عهد بكفر فلما بين لهم رجعوا و لو أصروا على شركهم لكفروا و قتلوا و هذا القول قد يقول به بعضهم و يحتج بأن النبي صلى الله عليه و سلم شبه طلبهم بطلب قوم موسى عليه السلام (فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) و قد يستدل على هذا أن طلبهم كان بحسب ما رأوه من فعل المشركين و كان فعل المشركين أنهم كانوا يعكفون عندها و كانوا ينوطون بها أسلحتهم و إن كان هذا الإحتمال موجود و لكن ضعيف.
و قد يقال أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يحكم بأنهم مشركون فعذرهم بجهلهم قيل لا يشترط أن يحكم النبي صلى الله عليه و سلم بشركهم فإن المطلوب حينها بيان أن ما طلبتموه هو الشرك الأكبر فعليكم أن تتبرؤوا من هذا الطلب فإن سبب خروجهم من الإسلام حينها إن صح هذا القول هو طلبهم الشرك فإذا أقروا بخطأهم و تركوا هذا الطلب فهذا يكفي في دخولهم الإسلام و هم أقروا بهذا بدليل أول الحديث فإن الصحابي أبا واقد الليثي يحكي هذه القصة مبينا خطأهم في هذا و السبب أنهم حدثاء عهد بكفر قال أبو واقد الليثي رضي الله عنه: "خرجنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر) فبين أبو واقد رضي الله عنه أن سبب قولهم الباطل هذا أنهم حدثاء عهد بكفر ثم إنهم لو أصروا على قولهم و لم يتراجعوا عنه لما تركهم النبي صلى الله عليه و سلم و لقتلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فسكوت النبي صلى الله عليه و سلم لا يدل على أنه لا يحكم بشركهم و لا يدل كذلك أنه يحكم بشركهم و إن كان الحكم بشركهم يعلم ضرورة من ثبوت الفعل عليهم فمن علم الأصول العامة في هذه المسألة جزم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحكم بشركهم و لكن نقول هذا من باب بيان أن لا حجة في هذا الحديث لمن يقول بأن وقع في الشرك لا يحكم بأنه مشرك إذا لم يكن لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يصرح بأنهم باقون على الإسلام مع وقوعهم في الشرك فليس هذا نص و لا ظاهر من الحديث فلا يحتج به إذا و يسقط الإستدلال به هذا على قول من يقول بأنهم وقعوا في الشرك الأكبر.
ثم يقال لهم لو فرض أن هذا الحديث في الشرك الأكبر و أنهم معذورون بالجهل و أنهم مسلمون حتى مع شركهم لو أنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه و سلم عبادة اللات و العزى و مناة هل يكفرون أم لا؟
أو أنهم قالوا بأن الله ثالث ثلاثة أو أن عيسى هو ابن الله أو أنهم شكوا في نبوة محمد صلى الله عليه و سلم أو أنهم شكوا في البعث هل يكفرون أم لا؟
فإن قلتم لا يكفرون فقد خالفتم ما علم بالإضطرار من دين الإسلام على كفر من وقع به و كفر من لم يكفره و إن قلتم يكفرون فما الفرق هذا الشرك الذي أرادوه هو عينه شرك المشركين فإنهم يرون المشركين يفعلونه و مع ذلك طلبوه من النبي صلى الله عليه و سلم فلم تعذرونهم و لا تعذرون من طلب عبادة اللات و العزى و مناة و لا فرق بينهما إلا الأسماء.
و القول الفصل في هذه المسألة أنه على صحة القول بأنهم طلبوا الشرك فإن الحديث مختلف في فهمه بين أهل العلم بعض أهل العلم بل من كبار أهل السنة و الجماعة فهم أنه ليس في الشرك الأكبر و إنما هو في التشبه و هو قول شيخ الإسلام و بعضهم فهمه أنه في الشرك الأكبر و لكنهم لم يكفروا لأنهم حدثاء عهد بكفر و الدليل إذا تطرق الإحتمال إليه بمثل هذه الصورة أصبح من المتشابه فلا يجعل أصلا في رد نصوص الكتاب و السنة و إجماع الأمة بل يفهم بما يوافق المحكم لا أن يتمسك به و يجعل دليلا ينقض به المحكم.) إهـ
لاحظ هنا كيف أن أبو مريم يقول أن الحديث قد تأوله البعض على أنه عذر في باب الشرك وأنهم قد عذروا بالجهالة ... ولكنه لم يتعرض إلى حكم أصحاب هذا التأويل فهو بلا شك يكفر من يقول بمثل هذا القول من المعاصرين ولكنه لأنه يعلم أن هذا التأويل قد قاله بعض أئمة الدعوة النجدية وقد هاب من تكفيرهم سكت عن حكم المتأولين لهذا الحديث الحاملين له على الشرك الأكبر والعذر فيه
فالرجل يتلاعب بالأحكام الشرعية كما قلت لك وإلا فإن مجرد توقف عن تكفير أصحاب هذا التأويل هو كفر مجرد على مذهبه.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 05:35]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
هؤلاء القوم يتلاعبون بالأحكام الشرعية عندما يتأول الشيخ الطرطوسي فيعذر من يتحاكم إلى الطاغوت في أحوال معينة يتصور فيها عذر الإكراه أو الجهل أو غيره .. قالوا: الطرطوسي كافر ومن لا يكفره كافر ولا عذر في هذا الباب.
ولكن عندما يخطئ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ويتأول وينسب إلى النجاشي الكفر ثم يتصور له العذر بالإكراه فلا يتجرأ أحدهم على تكفيره ويهدم بذلك أصول دينه المزعوة ..
بل أبلغ من هذا عندما يتأول الإمام ابن حزم رحمه الله ويتصور العذر بالجهل في المتحاكمين إلى الطاغوت صراحة فلا يجرأ أحدهم على تكفيره ويهدم أصول دينه المزعوم.
بل عندما يخطئ الإمام مالك و أبو حنيقة ويتصور كلاهما العذر في المتحاكم إلى الطاغوت تجد القوم خنسوا ولا يجرأون على تكفيرهما
ولكن الظواهري عندما يتأول ويعذر بعض الأعيان لأنه تصور فيهم عذر الإكراه أو غيره قالوا الظواهري كافر ومن لم يكفره فهو كافر ... وهكذا يتلاعبون بالأحكام الشرعية حتى أن من لم يستسيغ هذا البعث منهم كفروا بعضهم البعض لأن المخالف منهم ألزمهم أن يكفروا الإمام ابن حزم أو شيخ الإسلام أو العلامة أبو بطين أو الشوكاني أو غيرهم وإلا كفروا فوراً.
وقالوا لهم ما الفرق في تكفير الظواهري والطرطوسي وعدم تكفير ابن تيمية أو ابن حزم أو مالك أو الشوكاني.
لذلك تجدهم متضاربون متناقضون في أعذراهم.
مع انه لا مجال للمقارنه
فالفرق بين الطرسوسي و ابن تيمية أن ابن تيمية لو افترضنا جدلاً أنه أخطأ في قضية التحاكم
فلن تجده عند محاكم الطواغيت
أما من يقول أن التحاكم للطاعوت يجوز للضرورة ثم يضرب المثل بمن سُرق تلفازه
على أنه في ضرورة و يجوزله فهذا هو المتلاعب بالشرع.
ثم يرفع قضية على جاره إلى السلطات البريطانية (صديقه السابق و بلديه) بسبب أن إبن الجار كسر زجاج نافذته و القصة صارت مشهورة هناك.
إبن تيمية لو فرضنا أنه أخطأ في تقرير مسألة التحاكم من أجل الحصول على حق اللجوء السياسي ....
فلن تجده أبداً في طابور من يطلب هذا اللجوء
فلا تعبثوا بعقول القراء و اعرفوا لأحباركم منازلهم
و من الطريف أن يتهم أبو شعيب أبا مريم الكويتي بالعمالة للامريكان
و شيخه الطرسوسي لولا أن ملكة بريطانيا تدفع له إجار مسكنه
لوجد نفسه دون مأوى
فهى التي تدفع له الاجار و تصرف عليه و على أولاده
و لعلكم تبايعونه لقيادة الجيش الذي سيفتح لندن!
فمن أولى الناس بالوصف بالعمالة الآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 05:59]ـ
والحمد لله .. منهجنا واضح في إعذار المتأولين .. ولسنا نستخف بعقول القرّاء، كما يفعل زعماء هؤلاء .. كما قال الله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54]
كلا
منهجكم خاضع للأهواء
فأنت تعذر حتى من يعتقد بإسلام بابا الفتيكان!!
لكنك عندما تحقد على شخص
فإنك تغلق عليه كل أبواب العذر
فالنأخذ عينه
و ليكن الشيخ محمد حسان
فهو تلقى دعوة من حاكم ليبيا لإلقاء محاضرات هناك
فأجاب
متأولاً بأن هذا يفيد الدعوة ....
فكيف تعامل معه أبو شعيب
هل التمس له العذر؟!
(مع أن محمد حسان تحدى من يُثبت عليه كلمة و احدة في مدح حاكم ليبيا)
لقد سلقه بألسنة حداد و ألمح إلى كفره
و هذا ما قاله فيه:
"
لو كان على الحق لما رضي به مسيلمة الكذاب في أرضه.
قال الله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل: 56]
وقال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]
وقال ورقة بن نوفل - رحمه الله -: ((ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي}} ..
فأين العداوة يا محمد حسان؟؟ أم أن هذا فقط حبر على ورق؟
وهل مكسب الدين أن تعلم الناس القرآن وتنسيهم معنى الإيمان، حتى اتخذوا الطاغوت القذافي ولياً؟؟
جاء عند ابن حبان بسند صحيح عن جندب - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن فتيان حزاورة، فكان يعلمنا الإيمان قبل أن يعلمنا القرآن، ثم علمنا القرآن فازددنا به إيماناً ..
محمد حسان منهجه كالإخوان المفلسين في هذه القضية
فإن كان الطاغوت القذافي، عدو الإسلام والمسلمين، أثنى على محمد حسان، وقال: إنه جدد في بلده الإيمان .. فليهنأ محمد حسان بثناء أعداء الله عليه وبتجديد الإيمان الذي يرضاه هذا الطاغوت، ولا يرضى بالإيمان الحق الذي هو من عند الله.
وإن هذا الفعل القبيح من محمد حسان يوحي بأن القذافي ولي أمر شرعي، واجب على المسلمين طاعته .. ويوحي بأنه مع القذافي على وفاق ..
بئست وبئس مسعاك في كنف الطاغوت يا محمد حسان". اهـ
فالعذر مختص بمشايخكم
و الباقون لا حظ لهم فيه
و القاعدة الوحيدة التي تحكم هذا الاعذار
هي الهوى
فمحمد حسان ذنبه أنه لا يحمل بندقية
و إلا لدخل في عداد المعذورين
و هو أحسن حالاً من حكومة حماس التي تُجبر الناس على التحاكم لقانون الكفر
و مع ذلك تجدون لها كل الأعذار
الحمد لله الذي سهل فضحكم و بيان ضلالكم من كلامكم نفسه.
ـ[مع الحق]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 09:04]ـ
من حق ابو شعيب ومن معه تجاهلك وتجاهل ردودك اتعرف لماذا؟
لانك تفضحهم يوما بعد يوم وتبين تناقضهم المقرف
وهذا ما استنتجته من خلال اطلاعي على حواركم
لا هنت ولا هان مسعاك
اردت فقط ان اشد من ازرك واعلمك ان هناك من يستفيد مما تكتب
ـ[مع الحق]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 09:07]ـ
هذا من الترف الفكري والعبث بالزمان الثمين ..
فمن لم يكن مسلما كان اسمه كافرا بالاتفاق ..
وأما إعذاره عند الله فمسألة أخرى ..
وأما تكفير الكافر .. فسواء قلت من أصل الدين أو جعلته من لوزامه الضرورية ..
فلا ثمرة لهذا الفرق إلا التقعر
وكلمة التوحيد ذاتها تحمل مدلول الكفر بالطاغوت وتكفيره .. قبل أن تدل على عبادة الله وحده
فقوله "لا إله" كفر بالطاغوت .. وتكفير له .. وقوله "إلا الله" إثبات للتوحيد
وقال تعالى"ولقد في بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا واجتنبوا الطاغوت"
ويبدو أن الأخ أبا شعيب لا يفرق بين العقد وناقضه .. فإن العقد قد يكون قائما بأصول .. ثم ينتقض بالكلية بأمر لم يذكر في الأصول .. فانتفاء هذا الناقض لسلامة العقد أصل بهذا الاعتبار ..
كالصلاة .. أصولها هي أركانها .. فمن لم يتوضأ أو أحدث أثناء صلاته بطلت صلاته .. وانتقضت بالكلية
فإذا جاء إنسان وقال: هل عدم الإحداث أثناء الصلاة من أصولها أم من لوازم صحتها ..
قلنا لا فرق في الثمرة .. وعبر بما شئت
كما أن تكفير مخالف الحق من البداهة بمكان بحيث لا يطالب بها المدعو .. وفهم المشركين لمعنى التوحيد
جعلهم ينكرونه ويحاربونه لتضمنه تكفير ما عداه وإلا لوكان فيه السماح بقبول دين الآخر أو السكوت عن تكفيره وتسفيهه والكفر به .. لآمنوا كلهم أو جلهم .. ولهذا رد الله عليهم لما اقترحوا"قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون *ولا أنتم عابدون ما أعبد"
وأما الاستدلال بضمام .. فإن سلوك ضمام مع أهله حين رجع ومع قومه .. يبين بجلاء أنه عرف أن إيمانه بالذي آمن به لا يكون له وجود حتى يكفر بالأنداد ..
وأما التوقف في تكفير الكافر البين المجمع على كفره لشبهة ونحوه فينسحب عليها ما ينسحب على تكفير المعين ..
وإلا فجنس هذا التوقف كفر بلا شك كمن يتوقف في تكفير اليهودي .. أو في تكفير من يسب الله
.. بقطع النظر عن آحاد المسائل الجزئية .. المستثناة
ولهذا أمرنا الله بالائتساء بالخليل عليه السلام"قد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة"
وأنصحك أن تجعل أبحاثك في ترقيق القلوب وطاعة الله ومجاهدة النفس والتقوى والرد على المرجئة كما ترد على من تسميهم غلاة
والله المستعان
***********************
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
من حق ابو شعيب ومن معه تجاهلك وتجاهل ردودك اتعرف لماذا؟
لانك تفضحهم يوما بعد يوم وتبين تناقضهم المقرف
وهذا ما استنتجته من خلال اطلاعي على حواركم
لا هنت ولا هان مسعاك
اردت فقط ان اشد من ازرك واعلمك ان هناك من يستفيد مما تكتب
يقول الله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45]
ولا عجب أن يشمئز الناس من الحق .. فإن قلوبهم لم تعتد إلا على الباطل ..
سنواصل فضحكم وفضح منهجكم ..
والحمد لله .. تصلني أخبار وبشائر ممن ضلوا واتبعوا منهجكم، أنهم بدأوا يشكون في حقيقة ما هم عليه .. وبدأت مقالاتي تنتشر بينهم، والبعض ترك منهجكم الغالي الخارجي إلى منهج أهل الحق، والحمد لله .. وسيتم ترجمة كتابي في طبعته الثانية، إن شاء الله، إلى لغات متعددة .. بعد اطلاع الشيخ المقدسي - حفظه الله - عليه، وشيخ آخر.
ولا يضير السحاب نبح الكلاب.
وشعار المجاهدين في سبيل الله دوماً هو: القافلة تسير، والكلاب تنبح.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
(مع الحق)
جعلك الله دوماً مع الحق حيثما كان.
أبو شعيب يجعل من نفسه و من مشيخته معياراً للحق- و هذا سبق و أن أثبته بحمد الله-
بمعنى أن كل من خالفه و لو في أبسط الاشياء كالمصطلاحات فهو مُبطل
بليد لا يفهم ....
و هذه هي المصادرة
و أنظر إلى هذا التعميم عندما يقول:"ولا عجب أن يشمئز الناس من الحق .. فإن قلوبهم لم تعتد إلا على الباطل .. "
فما عليه الناس هو الباطل هكذا بإطلاق
و هذا دليل أنه أهلك الناس
و من الذين يُهلكونهم
و الرجل لا استعداد عنده لمراجعة نفسه
و لا يدري أن الله لا يهدي القوم الظالمين
فثلبه للناس بالباطل و بالافتراء
هو ما يحول بينه و بين أن يستفيق من غيه
و لي عودة لبيان بعض المراحل التي مر بها
و التي سببت له هذه العقدة النفسية
و هذا من كلامه كما جرت العادة
و تجاهله لكلامي شيء منتظر
وهل يملك غير هذا؟!
على كل حال
كل ما أجاب تورط أكثر
فسكوته أفضل
و ما أكتب له بالأصالة
فالهدف هو فضح باطله
أما رجوعه فهو مما يجب أن تُغسل منه الأيدي
إلا أن يشاء الله.
أما عن الجهاد
فقد سبق أن ذكرت أنه لا يُقاتل إلا طواحين الهواء
و لقد نصحه من قبل (أبو القاسم) بمجاهدة هواه
فلم يلتفت لنصيحته و لم يرفع بها رأساً
أما ما سيكتبه أو ينشره
فلن يعدو ان يكون فضيحة أخرى
تصلح لأن تكون مرجعاً في الرد عليه و بيان باطله
هدانا الله و إياه
ـ[مع الحق]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 12:33]ـ
ابو شعيب الحمد لله قلبي لم يشمئز من الحق وانما اشمأز من الباطل الذي تريد فرضه بالقوة من اجل سواد عيون من تتبعهم
تابعت كل حوارك ولم اجد لك طريقا محددا سوى انك تريد ان تصل الى ان تكفير الكافر ليس من اصل الدين ... انت وخويك مكونين هني الثنائي المرح ... فكل موضوع نشوفكم داشين مع بعض سؤال وجواب وكاننا في سنة اولى حضانة ...
يا معوذ لا تكفر وما حدا جبرك انك تكفر خليك مع اخوانك اخوان الباباوات والاحبار.
قال القافلة تسير ... اي قافلة؟ ليكون قصدك قافلة السيرك
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 05:30]ـ
أبو مريم نفسه يقول إنه من لوازم أصل الدين (اقرأ مشاركة رقم #69) ..
وعندما نقول بنفس تأصيله، ونفس كلامه .. نجدهم يتألبون علينا.
هذا الموضوع كله قائم على مسألة واحدة: هل التكفير من أصل الدين أم من لوازمه؟ .. ولم أتطرق في أصل الموضوع لمسألة أخرى.
أنا أقول إنه من لوازمه، وأبو مريم يقول بذلك ..
فإن كان تأصيلي لهذه المسألة باطل، فشيخكم أولى به ..
فلا أدري حقيقة بأي منطلق تنطلقون .. تنكرون عليّ ما يقول به شيخكم!!
لكن أقول لك أمراً .. أسأل الله لي ولك الهداية ونبذ التعصب للهوى، واتباع الحق الذي جاء به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين، ولجميع الأمة، آمين ..
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 09:35]ـ
للمتابعة، وسدد الله الجميع إلى الحق
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 09:44]ـ
إذا كان مذهبك هو مذهب أبو مريم كما تدعي
فأنت من غلاة المكفرة خارجي دعي توحيد
أم أنك لم تصفه بذلك بخصوص هذه المسألة؟!
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 10:10]ـ
هنا توجد جميع الروابط المتعلقة بنفس الموضوع
الرابط الأول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21292
الرابط الثاني:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21222
الرابط الثالث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20946
الرابط الرابع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21669
الرابط الخامس:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 12:06]ـ
زيادة في الإسهاب في الفرق بين الأصل واللازم ..
ذكرنا في ذلك مثالاً، وقلنا: إن حبّ الله تعالى أصل .. ولازمه: متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته، بدليل قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [31] قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ [32]}
وهذا كلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذه المسألة، مسألة الأصل واللازم ..
قال في [مجموع الفتاوى: 7/ 198]:
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: إنَّ اللَّهَ فَرَّقَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ فِي مَوَاضِعَ فَهَذَا صَحِيحٌ. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الْإِيمَانَ إذَا أُطْلِقَ أَدْخَلَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فِيهِ الْأَعْمَالَ الْمَأْمُورَ بِهَا. وَقَدْ يُقْرَنُ بِهِ الْأَعْمَالُ، وَذَكَرْنَا نَظَائِرَ لِذَلِكَ كَثِيرَةً. وَذَلِكَ لِأَنَّ أَصْلَ الْإِيمَانِ هُوَ مَا فِي الْقَلْبِ، وَالْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لَازِمَةٌ لِذَلِكَ. لَا يُتَصَوَّرُ وُجُودُ إيمَانِ الْقَلْبِ الْوَاجِبِ مَعَ عَدَمِ جَمِيعِ أَعْمَالِ الْجَوَارِحِ، بَلْ مَتَى نَقَصَتْ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ كَانَ لِنَقْصِ الْإِيمَانِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ؛ فَصَارَ الْإِيمَانُ مُتَنَاوِلًا لِلْمَلْزُومِ وَاللَّازِمِ وَإِنْ كَانَ أَصْلُهُ مَا فِي الْقَلْبِ؛ وَحَيْثُ عُطِفَتْ عَلَيْهِ الْأَعْمَالُ فَإِنَّهُ أُرِيدَ أَنَّهُ لَا يَكْتَفِي بِإِيمَانِ الْقَلْبِ بَلْ لَا بُدَّ مَعَهُ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.
فقد جعل أصل الإيمان في القلب .. وجعل لازمه هو الأعمال الظاهرة .. ثم قال: إن عدمت جميع الأعمال الظاهرة (ولم يقل بعضها، بل حدد جنسها)، فقد انتفى الإيمان في القلب.
وقال في [مجموع الفتاوى: 7/ 202] عن أحد أقوال أهل السنة، والذي يوافق قول ابن تيمية:
بَلْ الْأَعْمَالُ فِي الْأَصْلِ لَيْسَتْ مِنْ الْإِيمَانِ؛ فَإِنَّ أَصْلَ الْإِيمَانِ هُوَ مَا فِي الْقَلْبِ، وَلَكِنْ هِيَ لَازِمَةٌ لَهُ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْهَا كَانَ إيمَانُهُ مُنْتَفِيًا؛ لِأَنَّ انْتِفَاءَ اللَّازِمِ يَقْتَضِي انْتِفَاءَ الْمَلْزُومِ، لَكِنْ صَارَتْ بِعُرْفِ الشَّارِعِ دَاخِلَةً فِي اسْمِ الْإِيمَانِ إذَا أُطْلِقَ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي كَلَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَإِذَا عُطِفَتْ عَلَيْهِ ذُكِرَتْ، لِئَلَّا يَظُنَّ الظَّانُّ أَنَّ مُجَرَّدَ إيمَانِهِ بِدُونِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ اللَّازِمَةِ لِلْإِيمَانِ يُوجِبُ الْوَعْدَ؛ فَكَانَ ذِكْرُهَا تَخْصِيصًا وَتَنْصِيصًا، لِيَعْلَمَ أَنَّ الثَّوَابَ الْمَوْعُودَ بِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ الْجَنَّةُ بِلَا عَذَابٍ، لَا يَكُونُ إلَّا لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا؛ لَا يَكُونُ لِمَنْ ادَّعَى الْإِيمَانَ وَلَمْ يَعْمَلْ. وَقَدْ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الصَّادِقَ فِي قَوْلِهِ: آمَنْت، لَا بُدَّ أَنْ يَقُومَ بِالْوَاجِبِ، وَحَصْرُ الْإِيمَانِ فِي هَؤُلَاءِ يَدُلُّ عَلَى انْتِفَائِهِ عَمَّنْ سِوَاهُمْ.
وقال في [مجموع الفتاوى: 7/ 294]:
وَقَوْلُهُ: لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي، يَعْنِي الْكَلَامَ. وَقَوْلُهُ: بِالتَّحَلِّي. يَعْنِي: أَنْ يَصِيرَ حِلْيَةً ظَاهِرَةً لَهُ، فَيُظْهِرُهُ مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةٍ مِنْ قَلْبِهِ. وَمَعْنَاهُ لَيْسَ هُوَ مَا يَظْهَرُ مِنْ الْقَوْلِ، وَلَا مِنْ الْحِلْيَةِ الظَّاهِرَةِ، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ. فَالْعَمَلُ يُصَدِّقُ أَنَّ فِي الْقَلْبِ إيمَانًا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ كَذَّبَ أَنَّ فِي قَلْبِهِ إيمَانًا، لِأَنَّ مَا فِي الْقَلْبِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْعَمَلِ الظَّاهِرِ. وَانْتِفَاءُ اللَّازِمِ يَدُلُّ عَلَى انْتِفَاءِ الْمَلْزُومِ.
وقال في [مجموع الفتاوى: 18/ 272]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ}. فَلَمَّا ذَكَرَهُمَا جَمِيعًا، ذَكَرَ أَنَّ الْإِيمَانَ فِي الْقَلْبِ، وَالْإِسْلَامِ مَا يَظْهَرُ مِنْ الْأَعْمَالِ. وَإِذَا أَفْرَدَ الْإِيمَانَ، أَدْخَلَ فِيهِ الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ، لِأَنَّهَا لَوَازِمُ مَا فِي الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ مَتَى ثَبَتَ الْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ، وَالتَّصْدِيقُ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ، وَجَبَ حُصُولُ مُقْتَضى ذَلِكَ ضَرُورَةً؛ فَإِنَّهُ مَا أَسَرَّ أَحَدٌ سَرِيرَةً إلَّا أَبْدَاهَا اللَّهُ عَلَى صَفَحَاتِ وَجْهِهِ، وَفَلَتَاتِ لِسَانِهِ. فَإِذَا ثَبَتَ التَّصْدِيقُ فِي الْقَلْبِ، لَمْ يَتَخَلَّفْ الْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهُ الْبَتَّةَ، فَلَا تَسْتَقِرُّ مَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ، وَمَحَبَّةٌ صَحِيحَةٌ، وَلَا يَكُونُ لَهَا أَثَرٌ فِي الظَّاهِرِ. وَلِهَذَا يَنْفِي اللَّهُ الْإِيمَانَ عَمَّنْ انْتَفَتْ عَنْهُ لَوَازِمُهُ؛ فَإِنَّ انْتِفَاءَ اللَّازِمِ يَقْتَضِي انْتِفَاءَ الْمَلْزُومِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ} وَقَوْلِهِ: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الْآيَةَ، وَنَحْوَهَا.
وقال في [مجموع الفتاوى: 7/ 221]:
وَالْقُرْآنُ يُبَيِّنُ أَنَّ إيمَانَ الْقَلْبِ يَسْتَلْزِمُ الْعَمَلَ الظَّاهِرَ بِحَسَبِهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ [47] وَإِذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ [48] وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إلَيْهِ مُذْعِنِينَ [49]} إلَى قَوْلِهِ: {إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [51]}. فَنَفَى الْإِيمَانَ عَمَّنْ تَوَلَّى عَنْ طَاعَةِ الرَّسُولِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إذَا دُعُوا إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ سَمِعُوا وَأَطَاعُوا؛ فَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ.
وأرى في ذلك كفاية في التوضيح ..
فعليه .. من أبغض شيئاً - ولو يسيراً -، من أوامر الله تعالى وشرائعه، فهو كافر من فوره، وقد نقض أصل المحبة في القلب ..
ومن خالف في اللازم (أي الطاعة والمتابعة)، فعصى الله تعالى، وهو مقرّ بخطئه .. أو خالف لتأويل، فظن أن المعصية هي ما أمر الله به، أو غير ذلك .. فإن ذلك لا ينقض أصل المحبة في القلب ..
لذلك في الحديث، أن بعض الصحابة عندما لعنوا حماراً، شارب الخمر، قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لا تلعنه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله}
فمن انتفى عنه أصل اللازم (أي أصل الطاعة والمتابعة، وهو جنس العمل)، انتفى عنه حب الله تعالى، وهو الإيمان.
هذا، والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 11:48]ـ
أبو شعيب جزاك الله خير على هذه النقول الهامة
وهل تريد أن تقول بناءً على ما سبق أن من كان لديه أصل البراء من الكافرين، وأصل الولاء للمؤمنين .. ثم هو خالف في بعض جزئيات هذه المسألة، دون نقض الأصل، فهذا لا يخرجه من الإسلام أم ماذا ... يا ليتك توضح لنا هذا الامر بشكل أكثر.
بارك الله فيك ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 11:13]ـ
نعم .. هو كذلك ..
والخلاف يكون في تنزيل الأحكام، لا أكثر .. وليس في أصل الحكم الشرعي ..
فإن أصل البراء هو: اعتقاد بطلان الفعل، وضلال الفاعل .. وهذا في جميع الأفعال ..
أما التسمية وما يترتب عليها من أحكام، فهو فضلة زائدة عن أصل الدين يصحّ فيها العذر ..
وسأكتب قريباً - إن شاء الله - في الحدّ الأدنى من الولاء والبراء الواجب على المكلف لتحقيقه أصل الدين .. إن شاء الله
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 01:04]ـ
والخلاف يكون في تنزيل الأحكام، لا أكثر .. وليس في أصل الحكم الشرعي ..
فإن أصل البراء هو: اعتقاد بطلان الفعل، وضلال الفاعل .. وهذا في جميع الأفعال ..
أما التسمية وما يترتب عليها من أحكام، فهو فضلة زائدة عن أصل الدين يصحّ فيها العذر ..
لو أنك تعي ما يترتب على التسمية من أحكام _أنت اعتبرتها افتراءاً_ زائدة لما تجرأت على قول هذا .. ولكن .. !!
إذَا تَبَيَّنَ ذَلِكَ فَاعْلَمْ أَنَّ مَسَائِلَ التَّكْفِيرِ وَالتَّفْسِيقِ هِيَ مِنْ مَسَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، وَتَتَعَلَّقُ بِهَا الْمُوَالَاةُ وَالْمُعَادَاةُ وَالْقَتْلُ وَالْعِصْمَةُ وَغَيْرُ ذَلِكَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ - سُبْحَانَهُ - أَوْجَبَ الْجَنَّةَ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَحَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَهَذَا مِنْ الْأَحْكَامِ الْكُلِّيَّةِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ.
[مجموع الفتاوى: 12/ 466 - 468]:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:11]ـ
(أحمد الغزي)
صاحبنا يريد القول أن محبة الله تعالى مثلاً من أصل الدين
ومن لوازمها عدم سبه
فمن سبه يمكن أن يكون مسلماً
فلعله يجيب قائلاً: لا ... الذي يسب نقطع بكفره و لا مجال لعذره .. إذ لا يمكن اجتماع الحب مع السب.
و هذ التفسير صحيح و هو ما نقول به في الفعل أو القول الكفري الذي لا يقبل إلا معن واحد و الذي يصادم التوحيد من كل وجه و هو محل إجماع.
و لقد سبق و أن ذكرت له هذا مراراً لكنها المكابرة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 09:51]ـ
الحمد لله الذي حفظ عقولنا من الحمق والسفاهة ..
قال: محبة الله من لوازمها عدم بغضه (وهو السب) .. ولا يعلم هؤلاء أن معنى المحبة هو بانتفاء البغض.
كما قد يقول بعض الحمقى: إن من لوازم التوحيد ترك الشرك!!! سبحان الله، وأليس ترك الشرك هو معنى التوحيد؟
فانتفاء البغض يعني المحبة .. والمحبة يعني انتفاء البغض ..
قال ابن القيم في [الهدي 4/ 203]: (وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر)
فإن انتفى البغض .. حصلت المحبة .. وإن انتفت المحبة .. حصل البغض.
فانتفاء الشيء هو معنى حلول نقيضه.
لذلك عندما قال الله تعالى: {فإن الله لا يحب الكافرين} .. أي: فإن الله يبغض الكافرين.
وعندما قال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} .. أي: الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر يبغضون من حاد الله ورسوله.
لعل القارئ يعلم الآن لماذا تركت الردّ على أمثال هؤلاء.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[05 - Nov-2008, مساء 10:09]ـ
لن أسبك كما فعلت أنت.
إنما أقول لك هداك الله
و ما قلته جوابه بسيط
وهو:
كما أن البغض ينافي المحبة فإن الشرك ينافي التوحيد
فإذا حل الشرك غاب التوحيد
هذا هو منطقك
لكن الهوى غلاب
ودع عنك التوتر و التشنج
فأنت في حالتك الطبيعية لا تعي ما تكتب
فلا تزد حالتك سوءاً
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 12:13]ـ
يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمهم الله تعالى: (وقد رأيت سنة أربع وستين رجلين من أشباهكم المارقين بالأحساء قد اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفّرا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم، يقولون: أهل الأحساء يجالسون ابن فيروز، ويخالطونه هو وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده الذي رد دعوة الشيخ محمد ولم يقبلها وعاداها. قالا: ومن لم يصرح بكفره فهو كافر بالله لم يكفر بالطاغوت، ومن جالسه فهو مثله. ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام، حتى تركوا رد السلام، فرفع إلي أمرهم؛ فأحضرتهم وهددتهم، وأغلظت لهم القول. فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن رسائله عندهم؛ فكشفت شبهتهم وأدحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس، وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها، بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر، كتكفير من عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية. وهذا مجمع عليه عند أهل العلم والإيمان، وكل طائفة من أهل المذاهب المقلدة يفردون هذه المسألة بباب عظيم يذكرون فيه حكمها، وما يوجب الردة ويقتضيها، وينصون على الشرك الأكبر. وقد أفرد ابن حجر هذه المسألة بكتاب سماه (الإعلام بقواطع الإسلام). وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما أن الحق ظهر لهما، ثم لحقا بالساحل، وعادا إلى تلك المقالة؛ وبلغنا عنهم تكفير أئمة المسلمين، بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، ونعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور.
وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب. ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب. والكلام في هذا يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية لا يجوز الكلام في هذا الباب وفي غيره لمن جهلها وأعرض عنها وعن تفاصيلها؛ فإن الإجمال والإطلاق، وعدم العلم بمعرفة مواقع الخطاب وتفاصيله، يحصل به من اللبس والخطأ وعدم الفقه عن الله ما يفسد الأديان، ويشتت الأذهان، ويحول بينها وبين فهم القرآن.
وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها من مكفرات أهل الإسلام، فهذا مذهب الحرورية المارقين الخارجين على علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومن معه من الصحابة) إهـ الدررالسنية في الأجوبة النجدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[06 - Nov-2008, صباحاً 12:28]ـ
الحمد لله الذي حفظ عقولنا من الحمق والسفاهة ..
قال: محبة الله من لوازمها عدم بغضه (وهو السب) .. ولا يعلم هؤلاء أن معنى المحبة هو بانتفاء البغض.
كما قد يقول بعض الحمقى: إن من لوازم التوحيد ترك الشرك!!! سبحان الله، وأليس ترك الشرك هو معنى التوحيد؟
فانتفاء البغض يعني المحبة .. والمحبة يعني انتفاء البغض ..
قال ابن القيم في [الهدي 4/ 203]: (وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر)
فإن انتفى البغض .. حصلت المحبة .. وإن انتفت المحبة .. حصل البغض.
فانتفاء الشيء هو معنى حلول نقيضه.
لذلك عندما قال الله تعالى: {فإن الله لا يحب الكافرين} .. أي: فإن الله يبغض الكافرين.
وعندما قال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} .. أي: الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر يبغضون من حاد الله ورسوله.
لعل القارئ يعلم الآن لماذا تركت الردّ على أمثال هؤلاء.
تجيد التناقض ..
وتجيد السباب والشتائم
وتجيد الحيدة
نقلت عن ابن القيم قوله:- (وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر).
ولكن منهجك الجمع بين النقيضين .. بل التناقضات ..
لم نأت بما هو غريب فقلنا أنه لا يجمتع الاسلام والكفر في قلب رجل واحد
وقلنا لا يجتمع حب الله وحب من اشرك به في قلب رجل واحد
وأنت قلت بأنه يجتمع ... أليس هذا تناقضاً؟؟!!
قلنا أن تكفير المشركين من أصل عقيدة الأنبياء (الولاء والبراء .. ) وقلت أنه مجرد وجهة نظر فمن شهد باسلام المشركين ومن كفرهم عندك سواء بل ربما تنكر على من كفر المشركين
وكأنك تأخذ راتباً شهرياً وربنا يومياً من أجل تمييع عقيدة الولاء والبراء والدفاع عمن تولى المشركين
اتقِ الله يا رجل وكفاك ضلالا وإضلالاً
ومن هنا أدعوك لمناظرة على الماسنجر تُنشر هنا بعد الانتهاء لنضمن عدم تهربك من الأدلة
ولنرى إن كان تكفير المشركين من أصل الدين أم وجهة نظر كما تدعي
وشروط المناظرة هي الشروط التي اشترطتها في بداية الموضوع ولكنك أول من تنصل منها
أن يكون الاستدلال من الكتاب والسنة بفهم السلف لا بفهمك واقوال العلماء للإستئناس لا للإستدلال
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[12 - Nov-2008, صباحاً 12:52]ـ
???????
ـ[عابد عزي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي أبا عبد الرحمن و يا أخي مع الحق بارك الله فيكما و نفع بكما وجعلكما الله من حزبه و هدى الله بكما أبا شعيب و خويه آمين. و لكن قل لي يا أبا عبد الرحمن ألا تظن كما أظن أنا أن أبا شعيب و الامام الدهلوي هما نفس الشخص و يتظاهران أنهما شخصين كل له اسمه و شخصيته كما أشعرني بذلك احد الاخوة فالله أعلم أنهما شخص واحد و لكن يريد تكثير السواد أم اني مخطأ, على كل حال ليس هذا هو الموضوع الوحيد الذي يخالفان فيه فهناك موضوع اعذار العلماء بعضهم بعضهم و لم يكفروا بعضهم بعضا عندما عذروا المشرك بجهله, موضوع حكم أولاد المشركين المنتسبين الى الاسلام, أسلمة الموحدين من أصل الدين او ركن فيه, كل هذه المسائل يخالفون فيها المسلمين لكون أن مخالفيهم لم يتبعوهم على قولهم و هم أهل غلو و تكفير و هجرة, على كل حال واصل أنت و أخوانك حتى يتم الأمر بأن يهتدي الأخوان أبا شعيب و الدهلوي, و نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[17 - Nov-2008, مساء 11:41]ـ
للمتابعة
ـ[النيل]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 10:04]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... بعد اطلاعي على المسالة التي طرحت من قبل الشيخ (ابو شعيب) طافت بذهني حادثة مضت عليها سنين عددا فرأيت أن أرويها قبل تعليقي على راي ابوشعيب الذي اخالفه تماما" فيما ذهب اليه.والحادثة انه ... (كان هناك اعرابيا" في قريتنا يحترف تربية الدواجن وبالقرية مدرسة وفي احد الايام فؤجئ مدير المدرسة بدخول مربي الدواجن الى مكتبه طالبا" منه تدريسه مادة (الحساب) قبل المدير الطلب على مضض وبدات الدراسة وقد كان مربي الدواجن لايخلو من ذكاء فقد حفظ وفهم كل الدروس فقرر المدير ان يمتحنه الامتحان الاخير فاعطاه مسالة ضرب الأعداد ثم اعطاه مسالة في القسمة ثم اعطاه اخرى في الجمع كانت الاجابات صحيحة في كل المسائل الثلاث فقال له المدير تبقت لك مسالة
(يُتْبَعُ)
(/)
الطرح وكان السؤال: هب ان لك 17 أرنب داخل القفص فقزت واحدة خارج القفص كم يكون الباقي من الارانب داخل القفص؟ ولدهشة المدير جأت الاجابة الباقي=0 فقال له المدير كيف يكون هذا؟ 17 - 1 =0؟ قال نعم اذا قفزت ارنب واحدة من القفص فان جميع الارانب يقفزن خلفها واذا طارطائر واحد من القفص فان جميع الطيور سوف تتبعه ايها المدير هذا هو حسابي في المزرعة الذي تعلمته من صغري ولايمكن ان يكون الان خطئا" .. ) الكارثة ليست في منطق المزارع مربي الدواجن ولكن اذا قرر مربي الدواجن ان يكون معلما" لمادة الحساب .. قال: (ابو شعيب) ننتظر أدلتك .. لماذا لم يطلبه من ضمام بن ثعلبة؟ .. لماذا لم يرد عنه نص واحد يطلب فيه ممن يريد الدخول في الإسلام أن يكفّر المشركين .. بل غاية ما يطلب منه هو قول: لا إله إلا الله ..
فاقول:وبالله التوفيق والسداد , ماحكم ضمامة بن ثعلبة على نفسه قبل أن يقول لا اله الا الله؟ فنحن مانراه حقا" هو ان ضمامة رضي الله عنه قد حكم على نفسه بالكفر في ماضيه بشهادته بلا اله الا الله .. وكل كافر يريد الاسلام يقول بكفر نفسه قبل ان يدخل الاسلام وذلك بقوله لا اله الا الله ومن لم يقول بكفر نفسه قبل قوله لا اله الا الله لا يكون مسلما",ومن كفر نفسه قبل قوله لا اله الا الله لايسال من تكفير غيره ممن خرج من دينهم ,لان النفس اولى من الصاحب, اذا كان ضمامة لم يكفر نفسه قبل قوله لا اله الا الله فكيف يكون مسلما"؟ اذا انتفي تكفير ضمامة رضي الله عنه لنفسه فقد انتفي خروجه من ملة الكفر ودخوله الى ملة الاسلام. الشيخ: (ابو شعيب) انت رائع ... فقد نجحت في نصب وتفخيخ الشبهات وسوق المحاورين لمجارتك بعد ان خدعتهم فتجاوزا أكبر الرباهين والادلة التي تدل ان تكفير المشركين من معني لا اله الا الله .. الشيخ: (ابو شعيب) اسال الله لي ولك الهداية وارجو ان لا اكون قد خرجت عن ادب الحوار معك .. وان وقع شيئا من ذلك فارجو المسامحة .. والحمد لله اولا"واخرا" ..
ـ[عابد عزي]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي (النيل) بارك الله فيك على الرد فأنك ان شاء الله وفقت الى الصواب و لكن كما قلت نسال الله لنا و لأبي شعيب الهداية
و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم كثيرا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 06:07]ـ
أعتذر للإخوان .. لأنهم للأسف لا يقرأون الحوار ولا يميزون بين أصل الدين وبين لوازمه .. ويظنون أن قولنا إنه من اللوازم يعني يسع المرء انتفاؤه عنه .. ولا يعون أن انتفاء اللازم يعني انتفاء الملزوم .. شرحنا هذا مراراً وتكراراً .. ولكن للأسف يأتي من لم يقرأ الحوار ويسأل نفس الأسئلة التي سألها غيره.
يقول ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 3/ 75]:
فَإِنَّ ثُبُوتَ الْمَلْزُومِ يَقْتَضِي ثُبُوتَ اللَّازِمِ
ويقول في [مجموع الفتاوى: 7/ 122]:
وَالرَّابِعُ: أَنْ يُقَالَ: وَإِنْ كَانَ هُوَ التَّصْدِيقَ؛ فَالتَّصْدِيقُ التَّامُّ الْقَائِمُ بِالْقَلْبِ مُسْتَلْزِمٌ لِمَا وَجَبَ مِنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ، فَإِنَّ هَذِهِ لَوَازِمُ الْإِيمَانِ التَّامِّ، وَانْتِفَاءُ اللَّازِمِ دَلِيلٌ عَلَى انْتِفَاءِ الْمَلْزُومِ، وَنَقُولُ: إنَّ هَذِهِ اللَّوَازِمَ تَدْخُلُ فِي مُسَمَّى اللَّفْظِ تَارَةً وَتَخْرُجُ عَنْهُ أُخْرَى.
وأعتذر للجميع عن عدم مشاركتي في أيّ من هذه الحوارات مستقبلاً .. فقد أفضنا الكلام في ذلك حتى لم نعد نحسن سوى التكرار.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 10:00]ـ
أبو شعيب وفقك الله تعالى
وقدأحسنت الكلام وفصلت لكل عاقل يريد أن يفهم .. ونحن نتفهم أعتذارك عن ترك الرد على بعض المشاركات المضحكة .. وانا معك أن القوم عندهم حماقات سخيفة جداً لا ينبغي أن نشغل أنفسنا بها أصلاً.
ونحن في انتظار صدور كتابك بعد أن يطلع على المسائخ الأفاضل.
وجزاك الله خيراً.
ـ[عابد عزي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 10:42]ـ
نسأل الله ان يهديكم لدين الاسلام و ان كنت ترى أن هته الردود على المشاركات مضحكة فهذا هو العجب كيف تطرح مشكلة و عندما يردون عليك و لمخالفتك لهم تتهمهم بأن ردودهم مضحكة و تتهمهم بالحماقة و أنك تدعي أنك لا تشغل بالك بها فاذا كنت لا تشغل بالك بتكفير المشركين التي فصلها الله في كلامه في عدة آيات و جعلها من أصل الدين تأتي أنت تقول انها ردود مضحكة لأن القوم رأيتهم يردون عليك منذ أكثر من شهر بآيات و احاديث و كلام أهل العلم ثم تنسى و تقول بأنه لا يجب علينا أن نلتفت الى هته السخافات فانك اذن اما أنك لم تفهم الاسلام او أنك غير مكلف و من المجانين لأن المجنون هو الذي يعتبر كلام مخالفيه اضحوكات و سخافات نسأل الله أن يهديك لدين الاسلام و ينور قلبك و يثبت فوءادك و يقوي يقينك و اخلاصك و الواجب علينا جميعا في هذه العشر من ذي الحجة أن نذكر الله كثيرا و نتأدب معه و لا نقول ما يغضبه و نتضرع اليه كي ينور قلوبنا و يعلمنا ما جهلنا من الكتاب و السنة و يميتنا على التوحيد الخالص و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النيل]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 07:35]ـ
الشيخ (الدهلوي) أسال الله لي ولك الهداية وأن يزيل عن عينيك الغشاوة وأن يريك الحق حقا" ويرزقك اتباعه .... اما بعد ... جاء في التاريخ أن يهوديا"جاء بغداد في أيام بنو العباس وكانت بغداد يومئذ حاضرة الدنيا جاء طالبا" للنقاش والحوار فرحب به علماء المسلمون وقالوا له: نقبل الحوار معك فاطرح ماتراه وسوف نرد عليك بالحسنى فقال: لقد انصفتموني .. من المحاور؟ فقال احد المشائخ انا احاورك فقال اليهودي: من تعبدون؟ قال الشيخ: نعبد الله وحده لاشريك لله, فقال اليهودي: ماأعظم صفات معبودكم؟ فقال الشيخ: هو خالق كل شئ, قال اليهودي:اتقصد انه على كل شئ قدير؟ قال الشيخ:نعم ,قال اليهودي: فهل يستطيع أن يخلق مثله؟ قال الشيخ:سبحان الله, والله انك لكافر وهذا لمنهج أهل البدع وأن اصحابنا قد نهوا عن ذلك, فقال اليهودي: ومن يكونوا اصحابك هؤلا؟ قال: مشائخي, قال اليهودي: ايها الشيخ تنحى ... هل من محاور اخر؟ واستمر الحوار على هذا المنوال مع شيخ آخر وآخر حتى سمع كل اهل المنطقة بالخبر فجاء خلق كثير لحضور النقاش وكان ضمنهم صبي لم يبلغ الحلم فتقدم وقال لليهودي:أنا احاورك فسأل ما شئت, وكان كثير من الحضور يستغرب لجرئة الصبي, فقال له اليهودي: هل معبودك قادر؟ قال الصبي: نعم انه على كل شئ قدير, قال اليهودي: وهل يستطيع أن يخلق مثله؟ قال الصبي: ان ماتقوله لهو المحال عقلا" فسأل عن المعقول أجيبك, فبهت اليهودي ولم يجد جوابا" فنكث رأسه خجلا" .. الصبي لم يكثر حديثا" ولكن قدم اجابة لا أظن بانها مضضضحكة .. الشيخ (الدهلوي) هداك الله .. وصفت ماكتبته بانه مضحك أرجو أن لاتكون من الذين قال فيهم الله عزوجل (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) كنت أود بعد انسحاب الشيخ (ابو شعيب) من الحوار أن تواصل انت الحوار بدلا" من دور المشجع المتعصب الذي يناصر فريقه في كل الأحوال .. على العموم اسأل الله لي ولكم الهداية .. وان قررتم طرح الباطل مرة اخرى فانا على استعداد باذن الله لنصرة الحق .. والحمد لله اولا" واخرا" ...
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 01:52]ـ
الأدلة التي تثبت أن تكفير المشركين من أصل الدين وليس مسألة خلافية (وجهة نظر .. )
الدليل الأول:- قوله تعالى:?قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ?
أما إن لم نفهم من الآية الكريمة أن تكفير المشركين من أصل الدين فهذا ابن كثير يوضح لك .. :_ " يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبرئ منهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أي: أتباعه والذين آمنوا به، (إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ) أي: تبرأنا منكم، (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ)، أي: بدينكم وطريقكم، (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً)،يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم، (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد " أهـ
الدليل الثاني:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-"بُني الإسلام على خمس: على أن يُعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" متفق عليه.
وإليك أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليتضح الموضوع ولنستأنس بها ...
القول الأول:-" أصل دين الإسلام وقاعدته أمرأن:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار من الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله ".
القول الثاني للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
" أما صفة الكفر بالطاغوت، أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها، وتكفر أهلها وتعاديهم "
القول الثالث للشيخ محمد بن عبد الوهاب:-
" ومعنى الكفر بالطاغوت، أن تتبرأ من كل مايعتقد فيه غير الله من جني، أو أنسي، أو شجرة، أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه، ولو كان أنه أبوك وأخوك، فأما من قال: أنا لا أعبد إلا الله وأنا لاأتعرض للسادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت ... "
القول الرابع للشيخ رحمه الله:-
وأنت يامن منّ الله عليه بالإسلام وعرف أن مامن إله إلا الله، لاتظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وإنا تارك ما سواه، لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئاً، لاتظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم والذين معه: ? إنا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ? .. "
القول الخامس للشيخ رحمه الله:-
ولو يقول رجل: أنا إتبع النبي ? وهو على الحق، لكن لاأتعرض للات والعزى ولاأتعرض أبا جهل وأمثاله، ماعلي منهم، لم يصح إسلامه
بل ثبت بالادلة القطعية من الكتاب والسنة أنها من اصل الدين
أما أنت فأولت أقوال العلماء بما يوافق هواك ولم تستدل بدليل واحد من الكتاب والسنة
الحمد لله هذا أصل ديننا وصميم اعتقادنا .. نعبد الله وحده ونبرأ من الشرك والمشركين
أنتظر ردك على ما نقلت لك أم أنك مازلت لاترى فيه دليلا على أن تكفير الكافر وجهة نظر .. ؟؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المغيرة]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 07:14]ـ
الاخوة: (عابد عزى) (واحمد العزي) (النيل) جزاكم الله خيرا" فالمسالة بحمد الله جلية واضحة ومهما حاول أعداء الاسلام أن يشككوا المسلمون في دينهم ويرقعوا للمشركين في شركهم فلن يستطيعوا .. : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 03:24]ـ
رائع
ـ[ام الزبير]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 07:30]ـ
[ right] ان الحمد لله نحمده ونستعينه وانستغفره واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من ادى الامانة وبلغ الرسالة ونصح الامة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين ونحن على ذلك من الشاهدين ..
يقول تعالى فاذا تنازعنتم في شيء فردوه الى الله ورسوله ان كنتم مؤمنين .. وعلى هذا الطريق مشى الصحب الامين ففتحت لهم مشارق الارض ومغاربها واخلصوا لله وصدقوا فلم يكن لهم هم سوى رضا الله عز وجل والدخول الى الجنة ولو كان الثمن مخالفة دين الاباء والاجداد وتكفيرهم والتبرؤ منهم فلا يوالون الا من والى الله ولا يعادون الا من عادى الله فهذه عقيدة تدرك بالعقل والفطرة .. ولا يقول بخلاف هذا ولا يجادل عنه الا ضال او هو الخوف من ترك الشيوخ وتكفيرهم او او .. فالله وحده يعلم ما تكن الصدور وما تخفي فيا سبحان الله متى كان الدين منقسم الى اصل وفروع فهذا التقسيم لم يعرف الى في اواخر هذه القرون بغية تبسيط الدين للناس ليس الا فما فالامر ما حكم به الله عز وجل من اعتقد او قال او فعل ما حكم به المولى عز وجل بالكفر هو كفروهذا كان منهج الصاحبة والتابعين اذا اشكل عليهم امر ما يردونه الى حكم الله فلا يزد عن ردهم عن سطر او سطرين ولكن العجي في هذا الزمان انه من لم يكتب اكثر من خمسة اسطر لا ياخذ منه ..
واشكر كل الاخوة الغيورين على دينهم وعقيدتهم وعلى رددوهم الشافية والكافية ولكن ما عاساكم ان تفعلوا اذا طمس الله على بصيرتهم واعمى قلوبهم عن الحق .. صم بكم عمي فهم لا يعقلون والاخوة ردوا ردا شرعيا فلم يتقبلوه فهنيئا لك اخي النيل بردك لعل اسلوبك ينفع معهم كي يرجعوا الى الحق باذن الله ولا يهمكم قولهم غلاة او او فقد قيل ذلك لمن هو خير منا وخير منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كاهن قالوا ساحر فقولوا ما شئتم فما يهمنا قول الله فينا عسى الله ان يهدينا ويهديكم ويجمع شمل المسلمين ولكن اعلموا انه لابد من الصدق الصدق مع الله اظن تفهمون ما اعني ..
وكي لا اخرج عن الموضوع ازد شيئا عن ما قاله اخي النيل حينما قال انه لا ينفع اسلام المرء حتى يكفر نفسه ابتداءا فعلا هذا هو الحق فعقيدة الولاء والبراء هي قلب وصميم لا اله الا الله وهي عقيدة تدرك بالعقل والفطرة .. الا ترون قول عمرو بن زيد بن نفيل رضي الله عنه حينما وحد الله بدون رسول وحده بعقله وفطرته لان التوحيد يدرك بالعقل والفطرة ولذلك لا من الجاهل للتوحيد قبل قيام الحجة ولكن لا يكفر التكفير المستلزم للعقوبة الا بعد قيام الحجة وهذا موضوع اخر .. المهم ان زيد رضي الله قد كفر قومه وتبرا منهم وقال قوله الشهير والله لا اعرف احدا على وجه الارض على دين ابراهيم غيري ... اي انه كفر كل من علم منهم الشرك والذي لا يكفر المشرك لم يعرف حقيقة لا اله الا الله لان المشرك يكفر من باب انه يذبح لغير الله او ينذر لغير الله او او فهذا الذي لا يكفره اما انه جاهل ان ذلك كفر فيكون بذلك هو كافر اصلا او انه رد حكم الله عز وجل في تكفير ذلك المشرك فاما مسلما او كافرا والذي لم يكفر الكافر رد حكم الله من جهة وتساوى عنده الايمان والكفر من جهة اخرى ..
وايضا اقول للذين يقولون بكفر من قال لاخيه يا كافر اما خطا او او هل كفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما كفر حاطب وهل كفر الصحابة حينما كفروا الصحابي الجليل عندما دافع عن حلفائه من اليهود وهل وهل؟؟
هداني الله ةاياكم الى الطريق المستقيم(/)
انصروا إخواننا أهل السنة في المغرب .. قد أغلقت دور القرآن!
ـ[أبو عبيدة الأثري]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 02:15]ـ
أغلقت دور القرآن في المغرب التي بإشراف الشيخ أبي سهل المغراوي حفظه الله!!!
بمؤامرة علمانية صوفية، فادخلوا موقع نصرة دور القرآن والمطالبة بفتحها:
http://www.nousra.net/wp/
جاء في الصفحة الرئيسة للموقع:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرم أمتنا الإسلامية بالقرآن الكريم وجعل عزتها منوطة بالتمسك به وبرعايته.
وإن من إجلال الله وتعظيمه إكرام كتابه، وإن من إكرام كتابه إكرام حملته وحفظته، فشرف التالي بشرف المتلو ..
وإن أهل القرآن هم أهل الله، قال رسولنا صلى الله عليه وسلم:“إن لله أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته” صحيح الجامع، وقال: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” صحيح البخاري.
وسعيا في تحقيق هذه الخيرية أنشئت جمعيات كثيرة تعنى بتحفيظ كتاب الله وتدريس علومه، ففتحت دورا للقرآن في مختلف مدن المغرب وجهاته، فأبلت البلاء الحسن في تعليم وتربية النشء المسلم ذكورا وإناثا على اتباع الهدي النبوي في كل أمور الحياة، فخرجت الآلاف من حفظة كتاب الله ومن الدعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان لها الأثر الطيب في المجتمع المغربي العريق .. واستمرت في أداء رسالتها سنين عديدة ..
وفي العشر الأواخر من شهر رمضان 1429هـ فوجئت بقرار توقيفها وإغلاقها في وجه روادها وطلبتها ظلما وبدون حجة…
ومن هذا المنبر الإعلامي نهيب بكل غيور على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضم صوته للمطالبة بإعادة فتح هذه الدور المباركة لتتمكن من أداء واجبها نحو دينها وبلدها .. ولا خير في أمة ضيعت كتاب ربها ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 05:30]ـ
ومن هذا المنبر الإعلامي نهيب بكل غيور على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضم صوته للمطالبة بإعادة فتح هذه الدور المباركة لتتمكن من أداء واجبها نحو دينها وبلدها .. ولا خير في أمة ضيعت كتاب ربها ..
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
شهادة عمل للمحدث عبدالحق الهاشمي من دار الحديث
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:24]ـ
هذه شهادة عمل لأبي محمد عبدالحق الهاشمي العلامة المحدث المسند مجيز غالب كبار علماء نجد، وهذه الشهادة كتبت له بعد وفاته وهي من دار الحديث بمكة المكرمة.
وهذا نص شهادة العمل:
((شهادة عمل)
المملكة العربية السعودية
الجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة
تقرر إدارة دار الحديث بمكة المكرمة أن فضيلة الشيخ أبو محمد عبدالحق بن عبدالواحد الهاشمي
رحمه الله كان قد عمل في التدريس لها منذ عام 1370 حتى وافته المنية وانتقل إلى رحمة الله تعالى
عام 1392 هـ: وفضيلته رحمه الله كان مثالاً للعالم الصالح خلقاً ومواظبة وإستقامة وحباً في
نشر العلم حرصاً على إفادة الطلبة حتى نفع الله وتخرج على يديه طلبة علم لهم الآن شأن عظيم
وقدم صدق في خدمة العلم وطلابه فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل في ذريته
وتلاميذه خير خلف لخير سلف آمين.
واعطيت لذريته هذه حسب طلبهم، والله الموفق .. ،،،،
مدير دار الحديث المكية
محمد عمر عبدالهادي
ختم الدار
8 - 1 - 1397 هـ)
رحم الله الشيخ وغفر له وأقر عيون أهل الحديث بخروج تراثه الحديثي.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 01:07]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وبانتظار خروج ترجمتكم للشيخ عبد الحق.
بارك الله في وقتكم وجهدكم.(/)
دروس وعبر من حياة شيخنا العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمة الله عليه -
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 12:06]ـ
مواقف وعبر من حياة العلامة المحقق بكر أبو زيد -رحمة الله عليه- للشيخ عبد العزيز السدحان
ترجمة فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله -
أعدها الشيخ عبد الله بن بكر أبو زيد، القاضي بديوان المظالم.
نسبه:
بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد، ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى، وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي، من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم، وعالية نجد، وفيها ولد عام 1365 هـ.
حياته العلمية:
درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي، ثم انتقل إلى الرياض عام 1375 هـ، وفيه واصل دراسته الابتدائية، ثم المعهد العلمي، ثم كلية الشريعة، حتى تخرج عام 87 هـ / 88 هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا، وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384 هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق، وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري، وكان- رحمه الله- يحفظها، وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي، كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج، من [المنتقى] للمجد ابن تيمية، في حج عام 1385 هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان، فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة، وإجازة في المُد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في [فتح الباري] و [بلوغ المرام]، وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته، إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين، منذ انتقل إلى المدينة المنورة، حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره [أضواء البيان] ورسالته [آداب البحث والمناظرة]، وانفرد بأخذ علم النسب عنه، فقرأ عليه [القصد والأمم] لابن عبد البر، وبعض [الإنباه] لابن عبد البر أيضا. وقرأ عليه بعض الرسائل، وله معه مباحثات واستفادات، ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها، وقد جمعها في ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ / 1400 هـ، درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا، فنال شهادة العالمية (الماجستير)، وفي عام 1403 هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
حياته العملية:
وفي عام 87 هـ / 88 هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة، فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1390 هـ عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف، فاستقر حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1391 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف، فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ.
وفي عام 1400 هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل، فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك، واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ، وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة، عضوا في لجنة الفتوى، وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405 هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، واختير رئيسا للمجمع.
وفى عام 1406هـ عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، ودرس في المعهد العالي للقضاء، وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.
مؤلفاته:
وله مشاركة في التأليف في: الحديث والفقه واللغة والمعارف العامة، طبع منها ما يأتي:
أولا-
في الفقه:
(1 - 15) فقه القضايا المعاصرة: [فقه النوازل] ثلاثة مجلدات فيها خمس عشرة قضية فقهية مستجدة في خمس عشرة رسالة:
1 -
التقنين والإلزام.
2 -
(يُتْبَعُ)
(/)
[المواضعة في الاصطلاح].
3 -
[أجهزة الإنعاش وعلامة الوفاة].
4 -
[طفل الأنابيب].
5 -
[خطاب الضمان البنكي].
6 -
[الحساب الفلكي].
7 -
[البوصلة].
8 -
[التأمين].
9 -
[التشريع وزراعة الأعضاء].
10 -
[تغريب الألقاب العلمية].
11 -
-[بطاقة الائتمان].
12 -
[بطاقة التخفيض].
13 -
[اليوبيل].
14 -
[المثامنة في العقار].
15 -
[التمثيل].
16 -
[التقريب لعلوم ابن القيم] مجلد.
17 -
[الحدود والتعزيرات] مجلد.
18 -
[الجناية على النفس وما دونها] مجلد.
19 -
[اختيارات ابن تيمية] للبرهان ابن القيم، تحقيق.
20 -
[حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية] مجلد.
21 -
[معجم المناهي اللفظية] مجلد.
22 -
[لا جديد في أحكام الصلاة].
23 -
[تصنيف الناس بين الظن واليقين].
24 -
[التعالم].
25 -
[حلية طالب العلم].
26 -
[آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب].
27 -
[الرقابة على التراث].
28 -
[تسمية المولود].
29 -
[أدب الهاتف].
30 -
[الفرق بين حد الثوب والأزرة].
31 -
[أذكار طرفي النهار].
32 -
[المدخل المفصل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل] مجلدان.
33 -
[البلغة في فقه الإمام أحمد بن حنبل] للفخر ابن تيمية، مجلد، تحقيق.
34 -
[فتوى السن، عن مهمات المسائل].
ثانيا-
في الحديث وعلومه:
35 -
[التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل]. ثلاثة مجلدات، طبع منها الأول.
36 -
[معرفة النسخ والصحف الحديثة].
37 -
[التحديث بما لا يصح فيه حديث].
38 -
[الجد الحثيث في معرفة ما ليس بحديث] للغزي، تحقيق.
(39 - 43) [الأجزاء الحديثية] مجلد، فيه خمس رسائل هي:
39 -
[مرويات دعاء ختم القرآن الكريم] جزء.
40 -
[نصوص الحوالة] جزء.
41 -
[زيارة النساء للقبور] جزء.
42 -
[مسح الوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء] جزء.
43 -
[ضعف حديث العجن] جزء.
ثالثا-
في المعارف العامة:
(44 - 47) [النظائر] مجلد، ويحتوي على أربع رسائل:
44 -
[العزاب من العلماء وغيرهم].
45 -
[التحول المذهبي].
46 -
[التراجم الذاتية].
47 -
[لطائف الكلم في العلم].
48 -
[طبقات النسابين] مجلد.
49 -
[ابن القيم: حياته، آثاره، موارده] مجلد.
(50 - 54) [الردود] مجلد، ويحتوي على خمس رسائل هي:
50 -
[الرد على المخالف].
51 -
[تحريف النصوص].
52 -
[براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة].
53 -
[عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها].
54 -
[التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير].
55 -
[بدع القراء] رسالة.
56 -
[خصائص جزيرة العرب].
57 -
[السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة]، 3 مجلدات، للشيخ محمد بن عبد الله بن حميد مفتي الحنابلة بمكة ت سنة 1296 هـ- رحمه الله تعالى- تحقيق بالاشتراك.
58 -
[تسهيل السابلة إلى معرفة علماء الحنابلة] للشيخ / صالح بن عبد العزيز بن عثيمين المكي- رحمه الله تعالى- تحقيق في مجلدين.
59 -
[علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري]، مجلد على طريقة: [الأعلام] للزركلي.
60 -
[دعاء القنوت].
61 -
[فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد] للشيخ حامد بن محمد الشارقي- رحمه الله تعالى- مجلد، تحقيق.
62 -
[نظرية الخلط بين الإسلام وغيره من الأديان].
63 -
[تقريب آداب البحث والمناظرة].
64 -
[جبل إلال بعرفات]، تحقيقات تاريخية وشرعية.
65 -
[مدينة النبي صلى الله عليه وسلم رأي العين].
66 -
[قبة الصخرة، تحقيقات في تاريخ عمارتها وترميمها].
رابط استماع المحاظرة
http://www.islamhouse.com/p/80143
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 02:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله شخينا رحمة واسعه واسكنه الفردوس الاعلى
وجزاك الله خيرا
ـ[العرب]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 06:40]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[طالب مبتدئ]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 01:38]ـ
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته
اللهم آآآمين
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[20 - Nov-2008, مساء 09:48]ـ
اللهم يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وكل المسلمين.
وبارك اللهم فيما تركه من علم.(/)
مقتطفات من اصحاب الدعوات1
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 08:16]ـ
وابن مسعود رضي الله عنه يقول: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم، وأوّله وأُسّه ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوها، وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم، ولو كانوا بعيدين منكم نسباً واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوهم، وأبغضوا من أحبهم. أو جادل عنهم أو لم يكفرهم، أو قال ما عليّ منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى إثماً مبيناً، فقد كلّف الله كل مسلم ببغض الكفار، وافترض عليه عداوتهم، وتكفيرهم والبراءة منهم، ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم، فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً" أهـ. من مجموعة التوحيد
قال ابن القيم رحمه الله: (وأيّ خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تُضَاع ودينه يُتْرَك وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرْغَبُ عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس! كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق. وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مُبَالاة بما جرى على الدين؟! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نُوزِعَ في بعض ما فيه غَضَاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذَّل وجَدَّ واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وُسْعِهِ.
وهؤلاء - مع سقوطهم من عينِ الله ومَقْتِ الله لهم - قد بُلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون) [إعلام الموقعين].
قال ابن سحمان رحمه الله معلقاً على هذه الآية: (الفتنة هي الكفر فلو اقتتلت الحاضرة والبادية حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتاً يحكم بخلاف شريعة الله).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فمن ترك القتال الذي أمر الله به لئلا تكون فتنة فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ريب قلبه ومرض فؤاده، وتركه ما أمر الله به من الجهاد) [مجموعة الفتاوى (14/ 361)]
قال ابن النحاس رحمه الله: (أطلق نفسك من أسرها قبل أن يعسر الفكاك وانهض على قدم التوفيق والسعادة عسى الله أن يرزقك من فضله الشهادة، ولا يقعدك عن هذا الثواب سبب من الأسباب، فذو الحزم السديد من جرّد العزم الشديد، وذو الرأي المصيب من كان له في الجهاد نصيب، ومن أخلد إلى الكسل وغرّه الأمل زلت منه القدم، وندم حيث لا ينفع الندم، وقرع السن على ما فرط وفات، إذا شاهد الشهداء في أعلى الغرفات {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} [الأحزاب: 4]، و {حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173]،) [مشارع الأشواق 1/ 132].(/)
ابتسم مع الإمام أحمد .. (الإمام الثوري هرب ولم يدفع الإيجار!)
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 12:43]ـ
مسألة تأجير رباع مكة وأنها لا تباع ولا تؤجر ..
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني:
فصل: واختلفت الرواية في بيع رباع مكة وإجارة دورها فروي أن ذلك غير جائز وهو قول أبي حنيفة و مالك و الثوري و أبي عبيد وكرهه إسحاق لما روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة: لا يباع رباعها ولا تكرى بيوتها] رواه الأثرم بإسناده.
وعن مجاهد [عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مكة حرام بيع رباعها حرام إجارتها] وهذا نص رواه سعيد بن منصور في سننه وروي أنها كانت تدعى السوائب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره مسدد في مسنده ولأنه فتحت عنوة ولم تقسم فكانت موقوفة فلم يجز بيعها كسائر الأرض التي فتحها المسلمون عنوة ولم يقسموها والدليل على أنها فتحت عنوة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وإنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار] متفق عليه ..
والمسالة خلافية بين السلف والراجح ما اختاره ابن قدامه وهو الجواز والله تعالى أعلم.
لكن انظر إلى الإمام الكبير الذي لم يكن يقدم عليه الإمام ابن المبارك في عصره أحد لورعه وتقواه وهو الإمام سفيان الثوري رحمه الله في عمله بالعلم صغيره وكبيره.
قال ابن قدامه: وقد روي أن سفيان سكن في بعض رباع مكة وهرب ولم يعطهم أجرة فأدركوه فأخذوها منه، وذكر لأحمد فعل سفيان فتبسم فظاهر هذا أنه أعجبه.
رحم الله الجميع وحشرنا في زمرتهم مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
لكن لا تنسوا دفع الإيجار وإلا سيغضب علينا أهل مكة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 01:25]ـ
:):):):):):):):)
من أجمل ما قرأت!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 01:44]ـ
نوقشت هذه المسألة، وأشيرَ إلى أن الخلاف في المسألة لعله انتهى، فلا يعلم اليوم من يقول بذلك.
وينظر هنا:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=2059&postcount=12
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:14]ـ
نوقشت هذه المسألة، وأشيرَ إلى أن الخلاف في المسألة لعله انتهى، فلا يعلم اليوم من يقول بذلك.
لعل نديم الخاطر يقول بذلك اليوم لكنه آثر جس النبض!!:) وقصة الإمام سفيان الثوري رحمه الله قصة عجيبة ومعها تبسم الإمام أحمد ...
والله ضحكت بعد أن تخيلت سفيان الثوري وهو يطالع يمنة ويسرة كي يهرب ولا يراه أحد، وتخيلت المشهد يوم قبضوا عليه وقالوا أهل مكة:
يا:) شيخ سفيان!! بلا بهلله!! وين الإيجار؟ ناوي تهرب؟ ثم تكملة المشهد وسفيان رحمه الله قد أعطاهم الإيجار وهو يتبسم ضاحكا من فعلته ...
رحم الله سفيان الثوري رحمة واسعة
ـ[نديم الخاطر]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:21]ـ
فكرت يوم من الأيام إني "أحط رجلي" كما فعل الإمام الثوري، لأنه كما تعرفون أوضاع الإيجارات في مكة في هذا الوقت، ولكن تذكرت اثبات الهوية والإبلاغ والتعميم .. والقبض علي ليس كالقبض على الإمام المتبوع سفيان رحمه الله.
ـ[التبريزي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:21]ـ
فكرت يوم من الأيام إني "أحط رجلي" كما فعل الإمام الثوري، لأنه كما تعرفون أوضاع الإيجارات في مكة في هذا الوقت، ولكن تذكرت اثبات الهوية والإبلاغ والتعميم .. والقبض علي ليس كالقبض على الإمام المتبوع سفيان رحمه الله.
معروف عن الإمام سفيان الثوري رحمه الله ورعه الشديد، وكان العلماء والأئمة إذا ذُكر الثوري يقر له بالإمامة علما وزهدا وورعا وتقى!! لذا فإن القصة في جاجة إلى تدقيقها سندا ومتنا والله أعلم ...(/)
فائدة من كلام الألباني ينقلها الشيخ صالح آل الشيخ
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:02]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ:
والنبي - صلى الله عليه وسلم - بُعث للناس أجمعين، قد قال عليه الصلاة والسلام «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا أدخله الله النار» وسمعتُ من كلام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أنه قال في شرح هذا الحديث -سمعتُ منه مشافهة- أنه قال: (لا يسمع بي أحد من هذه الأمة) هذا كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من رآني في المنام فقد رآني»، ذلك أنه يعني في تفسير حديث المنام أنه من رآه على صورته التي خلقه الله جل وعلا عليها، وقوله في الحديث (لا يسمع بي) يعني بي على ما بعثني الله جل وعلا عليه، فإذا كان هناك سماع محرّف، سماع ليس فيه وصف لما جاء به النبي جل وعلا على ما جاء به النبي فهو من جنس رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - على غير صورته، فلا يكفي ذلك في معرفة الحق. وهذا من الشيخ كلام نفيس فيما أحسب.
(شرح مسائل الجاهليّة - الشريط الرابع)
من موقع×××××××
منقول من ملتقى (الخير) أهل الحديث
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:15]ـ
ماشاء الله،لازال العلماء يسمع بعضهم بعضا، والشيخ صالح من محبي الشيخ ناصر -رحمه الله-فقد سمع له الكثير،حتى انه يستدل بأقواله مرات عديدة،وهذا يكون لمن عرف قدر علم الشيخ
بارك الله فيك أخي الحبيب(/)
الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الأغاني
ـ[السمرقندي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 02:47]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله التقي الأمين، وعلى آله وأصحابه الغُر الميامين ن ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد
فإن الله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم هُدى للناس، وبينَ لهُمْ الحلالَ مِنَ الحرامِ بلا التباس، وأرشدهم عند التنازعِ بالرجوعِ إليهِ، وحذرهمْ مِنَ التفرقِ والاختلافِ عليهِ.
وهناكَ بينَ الحلالِ والحرامِ مُشتبهاتٌ لا يَعلمهُنَّ كَثيرٌ مِنَ الناسِ، من اتقاها فقد استبرأ لِدينهِ وعِرضهِ، ومَن وقعَ فيها فقد وقَع فِي الحَرام.
فيجب على المسلم أن يكون وقَّافاً عندَ كتابِ اللهِ تعالى وسُنةِ نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لا يتجاوزهما ولا يخالفهما، ولا يحرف النصوص عما دلت عليه، و يُبادِر بتقديمها، ويُلزمُ نفسَهُ الامتثالَ بها.
وسأتكلم هنا عن حكم (الغناء) وأقوال أهلِ العلمِ الراسخينَ فيهِ، إبراءً للذمةِ، وأدَاءً للأمانةِ، وتَنبيهاً للأمةِ.
فأقول مستعينا بالله:
حتى تُفهم هذه المسألة، لا بُدَ من التفريق بين الكلام الذي اشتمل على كلامٍ منثورٍ أو مَنظومٍ مَوزونٍ - سواءً اشتملَ على معاني مُبَاحةٍ أو مُحرَّمةٍ - وبينَ المزامير ِ والمَعازفِ.
والتفريق بينهما مهم جداً؛ لأنه قد يشتبه على بعض الناس كلام أهل العلم، وما قصدوه في كلامهم على هذه المسألة، فقد يََعنون بالغناء المعنى الأول، وقد يَعنون به ما خالطَتهُ المَعازف والمزامير.والله الموفق.
المبحث الأول: بيان معنى الغناء في اللغة
1 - قد يطلق ويُراد به صوت صاحب الغناء.
قال الإمام ابن فارس: " غِنَى: الغين والنون والميم والحرف المعتل أصلان صحيحان، أحدهُما يدل على الكِفاية، والآخرُ صوتٌ ... والأصل: الغِناءُ من الصوت، والأُغنِيَةُ: اللونُ من الغِنَاءِ ". (1)
قال الإمام النووي: " والغِناءُ بالكسر أيضاً وبالمد: هو الصوتُ المعروف ". (2)
2 - وقد يطلق ويُراد به السماع. أي سماع ذلك الصوت.
قال الإمام الجوهري: " والأغنِيَة ُ: الغِنَاءُ والجمعُ الأغَانِي، تقولُ مِنهُ: تَغَنَّى، وغَنَّى.
والغِنَاءُ بالكَسرِ: مِنَ السَّمَاع ". (3)
ولذلك سمَّى جمعٌ من أهل العلم الغناء وما يتعلق به من آلا ت لهو من معازف ومزامير واستماع له بمسألة: السماع.
المبحث الثاني: الكلام المجرد عن آلات اللهو من معازف ومزامير ونحوها.
بعض العلماءِ يُسمي هذا النوعَ أيضاً غِناءً، وبعضهم حُداءً، وبعضهم زهديات وإنشاد ونحوها.
قال الإمام محمد السَّفَّارِينِي في كلامه عن الغِناءِ: " وهو مَقسومٌ إلى قِسمينِ: مفهومٍ كالأشعارِ، وغيرِ مفهومٍ كأصواتِ الجماداتِ وهي المزاميرِ كالشَّبَابَةِ والأوتارِ، والثاني لا شك في حرمتهِ على المذهبِ المُعتَمد ". (4)
وسأتكلم هنا عن النوع الأول الذي ذكرهُ الإمام السَّفَّاريني والذي سماه بالمفهوم كالشعر ونحوه.
1 - إذا كان الكلام شعراً أو نثراً مشتملاً على تشبيب بالنساء ووصف لهن والتغزل فيهن وفي المُردانِ والخَمرِ ونحو ذلك، فهذا تحريمه معلومٌ ومُجمعٌ عليه بين أهل العلم.
قال الإمام ابن رجب: " والمراد بالغِناء المحرم: ما كان من الشعر الرقيق الذي فيه تشبيب بالنساء ونحوه مما توصفُ فيهِ محاسنُ من تَهيجُ الطباعُ بسماعِ وَصفِ مَحاسِنهِ فهذا هو الغناءُ المَنهِيُّ عَنهُ، وبذلك فسرَّهُ الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الأئمة ". (5)
وقال الإمام طاهر الطبري: " إنشاد الشعر إذا لم يكُن فيهِ تشبيبٌ وتطريب بامرأة فإنه مُباحٌ ". (6)
وقال الإمام القرطبي: " مِنَ الغِناءِ ما ينتهي سمَاعُهُ إلى التحريم، وذلك كالأشعَارِ التي توصَفُ فيها الصورُ المستحسناتُ والخمر وغير ذلك مما يُحرك الطباع ويُخرجها عن الاعتدال، أو يُثيرُ كامِناً من حُبِّ اللهو ... لا سيما إذا اقترنَ بذلكَ شبَّابَات وطارات مثل ما يُفعلُ اليوم في هذه الأزمانِ ". (7)
2 - وأما إذا لم يشتمل الشعرُ أو النثرُ على شيءٍ مِن ذلكَ، وإنما هو قصائد في الزهد والوعظ المرققة للقلوب فهناك خِلاف بين أهل العلم في حُكمهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول: الإباحة. وقال به جمعٌ من أهل العلم منهم الإمام أبو بكر الخلال الحنبلي، وأبو بكر غلام خليل الحنبلي.
قال الإمام ابن رجب: " فأما ما لم يكن فيه شيءٌ من ذلك فإنهُ ليس بمُحرَّمٍ وإن سُمِّىَ غِنَاءً، وعلى هذا حَملَ الإمامُ أحمدُ حَديثَ عائشةَ رضي الله عنها في الرُّخصَةِ في غِناءِ الأنصارِ، وقال: هو غِنَاءُ الرُّكبَانِ " أتيناكم أتيناكم ". وعلى مِثلِ ذلكَ حمَلَ طوائفُ من العلماءِ قولُ من رخَّصَ في الغِناءِ من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، وقالوا: إنما أرادوا الأشعار التي لا تتضمنُ ما يُهيجُ الطباعَ إلى الهوى، وقريبٌ من ذلك الحُداءُ، وليس في شيء من ذلك ما يُحرِّكُ النفُوسَ إلى شهواتها المحرمة ". (8)
قال الإمام ابن الجوزي: " كان الغناء في زمانه إنشادَ قصائدَ الزهدِ إلا أنهم كانوا يُلحِّنونها ". (9)
وقال ابن رجب: " وحُكي عنه – أي الإمام أحمد – روايةٌ أخرى في الرخصة في سماع القصائد المُجردة ".
وقال أيضاً: " وذكروا أن الإمام أحمد سمعَ في منزلهِ من وراء الباب مُنشداً يُنشدُ أبياتاً من هذه الزهديات ولم يُنكر ذلكَ، لكن لم يكُن مع إنشادها تغبيرٌ ولا ضربٌ بقضيبٍ ولا غيرهُ ". (10)
وقال الإمام طاهر الطبري: " إنشاد الشعر إذا لم يكُن فيهِ تشبِيبٌ وتطريبٌ بامرأة فإنه مباحٌ ... وإذا جاز ذلك بكلامٍ منثور جاز بكلامٍ منظُومٍ موزونٍ وهو الشعرُ ولا فرق بينهما ". (11)
وقال الإمام محمد السَّفَّارِينِي: " لأن الغناءَ إنما هو عبارَةٌ عن الأصوات الحَسَنة والنغماتُ المُطربةُ يَصدُرُ عنها كلامٌ مَوزونٌ مَفهومٌ، فالوصفُ الأعَمُّ فيهِ إنما هو الصوتُ الحَسَنُ والنَّغْمةُ الطَّيِّبةُ ". (12)
والأمثلة على هذا السماع المُباح: سماع القصائد والأشعار التي لا محظور فيها، فقد سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شعر حسان بن ثابت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكعب بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكعب بن زهير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيرهم رضي الله عنهم، و سمع - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حادي يحدوا في السفر يٌقال له أنجشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
و سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شعر أمية بن أبي الصلت الثقفي، فقال عنه: (آمن لسانه ولم يؤمن قلبه).
وسمع كذلك عليه الصلاة والسلام شعر النابغة الجعدي ودعا له فقال: (لا يُفضض الله فاك يا أبا ليلى) فعاش مائة سنة لم تسقط له سن.
وروى الإمام أحمد وابن ماجه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أهديتم الجارية إلى بيتها) قالت: نعم. قال: (فهلا بعثتم معها من يُغنيهم يقول: أتيناكم أتيناكم فحيونا نحيكم). (13)
وسمع النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حُدَاءَ عامرِ بنِ الأكوعِ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو يقول:
اللهُمَّ لولا أنتَ ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنْ سكينةً علينا ... وثبتِ الأقدَامَ إنْ لاقينا
إنَّا إذا صِيْحَ بِنَا أتَيْنَا ... وبالصِّيَاحِ عوَّلوا علينَا
فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من هذا السائق؟) قالوا: عامرُ بنُ الأكوعِ. قال: (يرحمُهُ اللهُ). (14)
تنبيه: هذا القول إنما هو في الترخيص في التغني بالشعر والقصائد الزهدية المُرقِّقة دون المشتملة على آلات اللهو والمعازف والمزامير.
قال الإمام ابن رجب: " إنما أرادوا سماع هذه القصائدِ الزُّهدِيةِ المُرَّقِّقةِ، لم يُرخِّصوا في أكثرَ مِن ذلكَ ". (15)
القول الثاني: يُباحُ مع الكراهة.
قال الإمام ابن الجوزي: " الروايتين عن الإمام أحمد في الكراهة وعدمها تتعلق بالزهديات المُلحَّنة، فأما الغِناءُ المعروف اليوم فمحظور عِندهُ كيف ولو علمَ ما أحدث الناسُ من الزيادات ". (16)
وهناك شروط اشترطها بعض أهل العلم في هذا النوع وهي: الاستتارُ في بَيتهِ، وعَدمُ الإكثارِ والزيادة مِنهُ، وأن يكون متخفياً، لم يتخذ الغِناءَ صِناعةً لهُ، وكان غِناءُهُ يسيراً. وقال بهذا القاضي أبو يعلى الحنبلي.
قال الإمام ابن عبدالقوي في منضومة الآداب:
(يُتْبَعُ)
(/)
وحَظْرُ الغِنَاءِ الأكثرُونَ قَضَوا بهِ ... وَعَنْ أبَوَي بَكْرٍ إمَامٍ ومُقتَدِ
إباحتُهُ لا كُرهُهُ وأبَاحَهُ الـ ... إمامُ أبو يعلى مَعَ الكُرهِ فَاشْهَدِ
فمَنْ يَسْتَتِرْ في بَيتِهِ لِسمَاعهِ الـ ... غِناءَ ولم يُكثْرْ ولَمْ يَتَزَيَّدِ
وَغَنَّى يَسِيْراً فِي خَفَاءٍ لِنَفْسِهِ ... فَلا بَأسَ وَاقْبَلْ إنْ يُرَجِّعْ وَيُنْشدِ
قال السَّفَّارِينِي شارحاً للمنظومة: " فعلى المذهب من يستتر منَ الرجال والنساءِ في بيتهِ لأجلِ سماعِ الغناء ولم يُكثر من ذلكَ ولم يتزيد منهُ، ولم يقترن بآلة لهوٍ، ولم يكُن المُغني امرأة أجنبيةٌ لِحُرمةِ التلذذ بصوتها، بل غَنَّى غِناءً غَيرَ كَثيرٍ، فإن أكثرَ مِنهُ رُدَّت شهَادتُهُ؛ لأنه سَفَاهَة ٌ ودَناءَةٌ يُسقِطُ المُروءةَ، وأما إن غَنَّى يَسيراً في حَالِ خَفاءٍ لِنفسِهِ ولم يَتخذهُ صِناعَةً يُداومْهُ على ما مَرَّ فلا بأسَ ولا حرج ولا حُرمة ". (17)
المبحث الثالث: الغناء المحرم.
إن الغِناء المحرم هو ما اشتمل على الكلام المحرم سواءً صاحبَهُ آلاتُ اللهو أم لا، وأما آلات اللهو فهي محرمة بالإجماع، وقد بين العلماء رحمهم الله تعالى حرمة هذا الغناءَ والذي أصبح ذلك الاسم علماً عليه.
قال الإمام ابن الجوزي: " وقد أخرجوا لهذه الأغاني ألحاناً مختلفةً كُلها تُخرجُ سامعها عن حَيزِ الاعتدالِ وتُثير حُبَّ الهوى .. وقد أضافوا إلى ذلك ضرب القضيب والإيقاع به على وفق الإنشاد والدفِّ بالجَلاجِلِ، والشَّبَابةِ النائة عن الزمر، فهذا الغناء المعروف اليوم ". (18)
* قال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " الغِناءُ يُنبت النفاق في القلب كما يُبتُ الماءُ الزرعَ ". (19)
* وكتب الخليفةُ العادل عُمرُ بن عبدالعزيز إلى مؤدب ولده: " وليُكن أولَ ما يعتقدونَ من أدبكَ بُغضُ الملاهي التي بدؤها من الشيطان ن وعاقبتها سَخطُ الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حُضُورَ المعازفِ واستماعُ الأغاني، واللهَجُ بهما يُنبتُ النفاق في القلب كما يُنبتُ العُشبَ الماءُ ". (20)
* وسُئل الإمامُ الفقيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن الغِناء؟ فقال: " أنهاكَ عنهُ وأكرهُهُ لكَ. قال: أحرامٌ هو؟ قال: انظر يا ابن أخي إذا ميز اللهُ الحقَّ مِن الباطلِ في أيهِمَا يُجعلُ الغِناءُ؟ ". (21)
* وقال يزيد بن الوليد الأموي: " يا بني أمية: إياكم والغِناءَ؛ فإنه يُنقصُ الحياءَ، ويَزيدُ الشهوةَ ن ويهدمُ المروءةَ، وإنهُ لينُوبُ عن الخمرِ، ويفعلُ ما يفعلُهُ السُّكرُ، فإن كنتُم لا بُدَّ فاعلينَ فجنِّبوهُ النساءَ، فإن الغناء رقية الزنا ". (22)
* وقال الشَّعبِي: " لعنَ اللهُ المُغنِّي والمُغنَّى لهُ ". (23)
* وقال الحكُم: " حُبُّ السَّماعِ يُنبتُ النفاق في القلب ". (24)
* وقال الفُضيلُ بنُ عِياضٍ: " الغِناءُ رُقيةُ الزِّنا ". (25)
* وقال الضحَّاك: " الغِناءُ مفسدةٌ للقلبِ مسخطةٌ للرب ". (26)
* وأما الإمامُ أبو حنيفةً: فإنه يكره الغناء ويجعل سماعَ الغِناءِ من الذنوب، وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة، وسُفيان الثوري، وحماد، وإبراهيم النخعي، والشعبي وغيرهم، لا اختلافَ بينهم في ذلك ن ولا يُعرفُ أيضاً بين أهل البصرة خِلافاً في كراهية ذلك والمنع منهُ ". (27)
وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة – في دارٍ يُسمعُ منها صوتُ المَعازفِ والمَلاهي -: " اُدخُلْ عَليهم بغير إذنِهم؛ لأن النهي عن المُنكر فرضٌ، لو لم يَجُزْ الدخولُ بغير إذنٍ لامْتَنَعَ الناسُ من إقَامَةِ الفَرضِ ".
قال الإمام ابن القيم: " مذهبُ أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقولهُ فيه أغلظ الأقوال، وقد صرَّح أصحابهُ بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضربَ بالقضيبِ، وصرحوا بأنه معصيةٌ يوجبُ الفِسقَ وتُردُّ به الشهادةُ، وأبلغُ من ذلكَ أنهم قالوا إن السماعَ فِسقٌ والتلذذُ بهِ كُفرٌ ". (28)
* وقال إسحاق بنُ عيسى الطَّباع سألتُ مالكَ بن أنس عن ما يترخصُ فيه أهل المدينة من الغِناء؟ فقال: " إنما يفعلهُ عِندنا الفُسَّاقُ ". (29)
(يُتْبَعُ)
(/)
* ونهى الإمام مالك عن الغِناء وعن استماعه وقال: " إذا اشترى جاريةً مغنيةً كان لهُ ردُّها بالعيبِ ". (30)
* وقال الإمام الشافعي: " الغِناءُ لهوٌ مكروه يُشبهُ الباطل ومن استكثرَ مِنهُ فهو سفيه تُرد شهادته ". (31)
وقال أيضاً: " صاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيهٌ تُردُّ شهادتهُ ".
وقال أيضاً: " هو دِياثةٌ ".
قال الإمام طاهر الطبري: " وإنما جعل صاحبها سفيهاً؛ لأنه دعا الناس إلى الباطل فكانَ سَفيهاً فاسقاً ". (32)
* وقال الشافعي أيضاً: " خَلَّفتُ بالعراقِ شيئاً أحدثَهُ الزنادقة يُسمونهُ التَّغْبِيْر، يُشغلونَ به الناس عن القرآن ". (33)
* قال الإمام ابن رجب: " سماع القصائد الرقيقة المتضمنة للزهد والتخويف والتشويق، فكان كثير من أهل السلوك والعبادة يستمعون ذلك وربما أنشدوه بنوعٍ من الألحان استجلاباً لترقيق القلب بها، ثم صار منهم من يضرب مع إنشادها على جلدٍ ونحوهِ بقضيبٍ وكانوا يُسمون ذلك التَّغبِير ". (34)
* وقال الشافعي: " لا يجوز الغناءُ ولا سماعُهُ ولا الضرب بالقضيب ". (35)
* قال الإمام البيهقي: " الرجلُ يُغَنِّي فيَتخِذِ الغِنَاءَ صِنَاعةً لهُ يُؤتى عليهِ ويُؤتى لهُ ويكونُ مَنسوباً إليهِ مَشهوراً بهِ مَعروفاً أو المرأة، قال الشافعي: " لا يجوز شهادةُ واحدٍ منهما؛ لأنهُ من اللهو المكروه الذي يُشبهُ البَاطلَ، فإن من فعلَ هذا كانَ منسوباً إلى السَّفَهِ، ومَن رضيَ هذا لِنفسِهِ كانَ مُستَخِفَّاً ". (36)
* قال ابن الجوزي: " وقد كان رؤساءُ أصحاب الشافعي رضي الله عنهم يُنكرون السماع، وأما قُدماءُهم فلا يُعرف بينهُم خِلافٌ، وأما أكابر المتأخرين فعلى الإنكار قال القاضي أبو بكر الشامي الشافعي: " لا يجوز الغناء ولا سماعه ولا الضربُ بالقضيب، ومن أضاف إلى الشافعي هذا فقد كذب عليه " فهذا قولُ عُلماء الشافعية وأهل التدين منهم، وإنما رخَّصَ في ذلكَ من متأخريهم من قلَّ عِلمُهُ وغلبهُ هواهُ ". (37)
* وقد سُئلَ إمامُ الشافعيةِ في زمانهِ العزُّ بنُ عبدالسلام سؤالاً هذه صُورتُهُ: " هل بين العلماءِ رضي الله عنهم خِلافٌ
في أن مجموع (هذه الآلات) الدفَّ المجلجلِ، والشَّبابةَِ، والغِناءَ المتضمنَ تشبيباً من شخص أمرد جميلِ الشكل محرم منهي عنه مُعاقب عليه أم؟ ".
فأجاب: " لا يُقدمُ على هذا السماع إلا غَبيٌّ فاجِرٌ قد غَلبَهُ هواهُ وعصى مولاهُ ". (38)
* وقال الإمام أحمد: " الغِناءُ يُنبتُ النفاق في القلب لا يُعجبني ".
وقال أيضاً: " التغبير بدعةٌ " فقيل له إنه يرقق القلب. فقال: هو بدعةٌ ". (39)
* وسُئل الإمامُ أحمدُ عن رجلٍ ماتَ وتركَ ولداً وجاريةً مغنيةً، فاحتاج الصبي إلى بيعها. فقال: " لا تُباع على أنها مُغنيةٌ " فقيل له: إنها تُساوي ثلاثين ألفَ دِرهم، ولعلها إذا بيعت ساذجة تُساوي عشرين ديناراً. فقال: " لا تُباع إلا على أنها ساذجة ". (40)
قال ابن الجوزي: " وهذا دليلٌ على أن الغِناءَ محظورٌ؛ إذ لو لم يكُن محظوراً ما أجاز تفويتَ المالَ على اليتيم ". (41)
* وذكر الإمام الآجُرِّيُّ إجماع العلماء على تحريم الغِناء. (42)
* وقال الإمام الحكيم الترمذي: " الغِناءُ مُهيِّجٌ للنفُوسِ الأمَّارةِ بالسوءِ، الدَّاعيةِ إلى ركونِ الدنيا وشَهَواتِها، المُلهيةِ عن ذِكرِ اللهِ، وعَن ذِكرِ ما أعدَّهُ ". (43)
* وقال الإمام ابن الصلاح: " فليُعلم أن الدفَّ والشَّبَابةَ والغِناءَ إذا اجتمعتْ فاستماع ذلك حرامٌ عِندَ أئمة المذاهبِ وغيرهم من علماء المسلمينَ، ولم يثبُت عن أحد ممن يُعتدُّ بقولهِ في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع ... ومَن نسَبَ إباحتَهُ إلى أحدٍ يجوزُ الاقتداءُ بهِ في الدين فقد أخطأ ". (44)
* وقال الإمام ابن القطان الفاسي: " والغناء الذي يتغنَّى بهِ الفُسَّاق وهو الغِناءُ المَنهي عنهُ مذموم عند الجميع ". (45)
(يُتْبَعُ)
(/)
* قال الإمام ابن الجوزي: " اعلم أن سماعَ الغِناءِ يجمعُ شيئينِ: أحدهما: أنهُ يُلهي القلبَ عن التفكُّر في عظمةِ اللهِ سبحانَهُ والقيام بخدمتهِ، والثاني: أنهُ يُميلُهُ إلى اللذاتِ العاجِلَةِ التي تدعوا إلى استيفائها مِن جَميعِ الشهواتِ الحِسِّيةِ ومُعظمها النكاحُ وليسَ تَمامُ لذَّتِهِ إلا في المُتجدِّدات، ولا سبيل إلى كثرة المُتجدِّداتِ مِنَ الحِلِّ؛ فلذلكَ يَحُثُّ على الزنا، فبينَ الغِناءِ والزنا تناسبٌ من جهة أن الغِناءَ لذةُ الروحِ، والزِّنا أكبرُ لذاتِ النفسِ، ولهذا جاء في الحديث: الغِناءُ رُقيةُ الزنا ". (46)
* وقال ابن تيمية: " قد عُلمَ بالاضطرار من دين الإسلام أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعُبَّادِهم وزهَّادِهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات المُلحنة، مع ضرب بالأكف أو ضربٍ بالقضيبِ أو الدفِّ، كما لم يُبح أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره لا لِعامِّيٍّ ولا لِخاصٍّ ". (47)
* قال الإمام ابن رجب: " الثابتُ عن الصحابة رضي الله عنهم ذمَّ الغِناء وآلات اللهو، وقَد رُويَ ما يُوهِمُ الرُّخصةَ عَن بَعضِهِم وليسَ بمُخالِفٍ لهذا فإنَّ الرُّخصةَ إنما ورَدَت عنهُم في إنشَادِ أشعَارِ الأعرابِ عَن طريقِ الحُداء ونحوهِ مما لا محذُورَ فيهِ ". (48)
وقد أحسنَ القائلُ:
تُليَ الكِتابُ فأطرقوا لا خيفةً ... لكنَّهُ إطراقُ ساهٍ لاهِيْ
وأتى الغِناءُ فكالحَميْرِ تنَاهَقوا ... واللهِ مَا رَقَصوا لأجلِ اللهِ
دُفٌّ ومِزمَارٌ ونَغمَةُ شَادِنٍ ... فمتى رأيتَ عِبَادَةً بمَلاهِيْ
ثَقُلَ الكِتَابُ عَليْهُمُ لمَّا رأوا ... تَقييدَهُ بأوامرٍ ونواهِيْ
سَمِعُوا لهُ رَعْداً وبَرقَاً إذ حوى ... زجْراً وتَخْوِيفاً بِفِعْلِ مَنَاهِيْ
وراوهُ أعظَمَ قَاطِعٍ للنَّفسِ عَن ... شَهَواتِهَا يَا ذبحهَا المُتَنَاهِيْ
وأتى السَّمَاعُ مُوافِقاً اغرَاضَهَا ... فلأجلِ ذاكَ غّدَا عَظِيْمَ الجَاهِ
وقال آخر:
برئنا إلى الله من مَعشَرٍ ... بهِم مَرَضٌ مِنْ سَمَاعِ الغِنَا
وَكَمْ قُلتُ يا قَومِي أنتُمْ عَلى ... شَفَا جُرُفٍ مَا لَهُ مِنْ بِنَا
شَفَا جُرُفٍ تَحتَهُ هُوَّةً ... إلى دَرَكٍ كَمْ بهِ مِنْ عَنَا
وتِكرارُ ذا النُّصحِ مِنَّا لَهُمْ ... لِنُعذرَ فيهِمْ إلى رَبِّنَا
فلمَّا استَهَانُوا بتَنبِيْهِنَا ... رَجعنَا إلى اللهِ في أمرِنَا
فَعِشنَا على سُنَّةِ المُصطَفى ... ومَاتوا على تَنتَنَا
وما أحسن ما قاله بعض العلماء وقد شاهدَ هذا وأفعالهم:
ألاَ قُلْ لهُم قَولَ عَبدٍ نَصُوحْ ... وَحَقُّ النَّصِيحَةِ أنْ تُستَمَعْ
مَتى عَلِمَ النَّاسُ في دِينِنَا ... بأنَّ الغِنا سُنَّةٌ تُتَّبَعْ
وأنْ يَأكُل المَرءُ أكلَ الحِمَار ... وَيَسقُطَ في الجَمعِ حَتَّى يَقَعْ
وقالوا سَكِرنَا بحُبِّ الإلهِ ... ومَا أسْكَرَ القَومَ إلا القِصَعْ
كَذاكَ البهائمُُ إنْ أُشْبِعَت ... ْيُرقِّصُهَا رِيُّهَا والشِّبَعْ
ويُسكِرُهُ النَّايُ ثمَّ الغِنَا ... و (يَسٌ) لو تُلِيَتْ ما انصَدَعْ
فيا لِلعُقُولِ ويا لِلنُّهى ... ألا مُنْكِرٌ مِنكُمُ للبِدَعْ
وقال الآخر:
فدَعْ صَاحِبَ المِزمَارِ والدُّفِ والغِنَا ... ومَا اختَارَهُ عَن طاعةِ الله مَذهبَا
ودَعْهُ يَعِشْ في غَيِّهِ وضَلالهِ ... على تَنتَنَا يَحيَا ويُبعَثُ أشيَبَا
وفي تَنتَنَا يَومَ المَعَادِ نجَاتُهُ ... إلى الجنَّةِ الحَمراءِ يُدعَى مُقرَّبَا
سَيَعلمُ يَومَ العَرضِ أيُّ بضَاعَةٍ ... أضَاعَ وعِندَ الوَزنِ مَا خَفَّ أو رَبَا
ويَعلمُ مَا قد كَانَ فيهِ حَياتُهُ ... إذا حَصَلتْ أعمَالُهُ كُلَّها هَبَا
دَعَاهُ الهُدَى والغَيُّ من ذا يُجِيبُهُ؟ ... فقالَ لِدَاعِيْ الغَيِّ أهلاَ ومَرحَبَا
وأعرضَ عن دَاعي الهُدى قائلاً لَهُ: ... هَوَايَ إلى صوتِ المعَازِفِ قَد صَبَا
وقَد ذكرَ الإمامُ ابن القيم للغناء أربَعةَ عَشَر اسماً قبيحاً وبيَّنَ كل واحد منها في فصل خاص ذكرَ فيهِ أدلة كل اسم منها ومعناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال رحمه الله: " هذا السَّمَاعُ الشيطاني المُضادُّ للسَّمَاعِ الرَّحماني. لهُ بِضعَة عَشرَ اسماً: اللهو، واللغو، والباطل، والزور، والمُكاء، والتصدية، ورُقية الزنَا، وقُرآن الشيطان، ومَنبَتُ النفاقِ في القلب، والصوتُ الأحمق، والصوتُ الفاجر، وصوت الشيطان، ومَزمُر الشيطان، والسُّمُود ".
أسماؤهُ دّلَّتْ عَلى أوصَافِهِ ... قُبحَاً لِذيْ الأسمَاءِ والأوصَافِ
فنذكُرُ مَخَازيَ هذه الأسمَاء، ووقوعُها عليهِ في كلامِ اللهِ وكَلامِ رَسُولهِ، والصَّحَابَةُ، ليَعلمَ أصحَابُهُ وأهلُهُ بما بهِ ظَفَروا، وأيُّ تِجَارَةٍ رَابِحَةٍ خَسِرُوا ". (49)
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:" وكم قد فَتنَتْ الأصواتُ بالغِنَاء مِن عَابِدٍ وزاهِدٍ وقد ذكرنَا جُملَةً مِن أخبارِهِم في كِتَابِنَا المُسمَّى بذَمِّ الهَوَى ". (50)
إذا كان هذا فعلها بالعابد والزاهد فكيف بمن أقل منهم عبادةً وزهداً، هذا في ذلك الزمن الذي بيننا وبينه أكثر من 1000 سنة، فماذا نقول عن الناس في زمننا هذا؟؟
قال الإمام العلامة محمد بن أبي بكر الطرطوشي المالكي في وَصفِ الغِنَاء وآثاره القبيحة السيئة: " فأنهُ صِنْوُ الخَمرِ، ورضِيعُهُ، وحَليفُهُ، ونَائبُهُ، وهو جاسُوسُ القُلوبِ، وسَارقُ المرؤةِ والعُقُولِ، يتغَلغَلُ في مَكَامِنِ القُلوبِ، ويَطلعُ على سَرائرِ الأفئدةِ، ويَدُبُّ إلى التَّخَيُّلِ فيُثيرُ ما غُرَزَ فِيهَا من الهَوى والشهوةِ والسَّخَافةِ والرُّعُونةِ ... فيستحسِنُ مَا كَانَ قبلَ السَّمَاعِ يَستقبِحُهُ، ويُبدِي مِن أسراره ما كان يَكتُمُهُ وينتقِلُ مِن بهَاءِ السُّكُونِ إلى كثرةِ الكلامِ والكذبِ والزَّهْزَهةِ والفَرقعَةِ بالأصابعِ فيميلُ برأسهِ ويّهُزُّ بمَنكِبيهِ، ويَدُّقُّ الأرضَ برجليهِ، وهكذا تفعلُ الخَمرَةُ إذا مالت بشاربها ". (51)
أدلة تحريم الغِناءِ من كتاب الله تعالى:
الدليل الأول:
قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليُضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهُم عذاب مُهين) [سورة لقمان آية 6].
قيل إنها نزلت في رجل مِن قُريش اشترى جاريةً مُغنيةً فشُغل الناسُ بِلَهْوِهَا عن استماع النبي صلى الله عليه وسلم. (52)
وروى ابن جرير الطبري بسنده إلى ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في قوله: (ليُضلَّ عن سبيلِ اللهِ) قال: " سبيل الله: قراءة القرآن وذكر الله إذا ذكره، وهو رجلٌ مِن قُريش اشترى جارية مغنية ". (53)
وعن أبي أمامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (لا يَحِلُّ بَيعُ المُغنِّياتِ ولا شراؤهنَّ ولا التِّجارةُ فيهنَّ، ولا أثمَانِهِنَّ، وفيهنَّ نزلتْ هذه الآية). (54)
وقد فسِّرَ جمعٌ من أهل العلم قوله: (لهو الحديث) بأنه الغناء والاستماع له.
* قال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " هو الغناء، والله الذي لا إله إلا هو " يرددها ثلاث مرات. (55)
* وقال أبو الصهباء: " سألت ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن قول الله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) فقال: هو الغِناءُ والاستماعُ إليهِ ". (56)
* ونقل القرطبي عن عبدالله بن عُمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن قال: " الغناء ". (57)
* وقال ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " هو الغِناءُ وأشبَاهُهُ ". وفي رواية عنه: " هو الغِناءُ الاستماعُ إليهِ ".
(58)
* وقال جابر بن عبدالله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " هو الغِناءُ والاستماعُ إليهِ ". (59)
* وقال مجاهد: " الغناء ". (60)
* وقال محكول: " من اشترى جاريةً ضَرَّابةً ليمسكها لِغِنائها وضَربِها مقيماً عليه حتى يموت لم أُصَلِّ عليه؛ لأن الله يقول: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ... ) الآية ". (61)
* وقال عكرمة: " الغناء ". (62)
* وقال عطاء الخُراساني: " الغناء والباطل ". (63)
* وقال قتادة: " هو الغناء ". (64)
* قال الإمام البغوي: " وعن سعيد بن جُبير قال: " لهو الحديث هو الغناءُ والآية نزلت فيه ". (65)
* وقال الحسن البصري: " نزلت هذه الآية: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) في الغناء والمزامير ". (66)
(يُتْبَعُ)
(/)
* ونقل القرطبي عن ميمون بن مهران أنه قال: " الغناء ". (67)
* ونقل ابن كثير عن عمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة أنهما قالا: " الغناء ". (68)
* وقال الإمام ابن العربي المالكي: " هو الغِناءُ وما اتصل به ". (69)
* وقال الإمام ابن عطية: " ولهو الحديث كل ما يُلهي من غِناءٍ وخَنَىً ونحوِهِ ". (70)
وأما معنى الآية:
فقال شيخ المفسرين الإمام الطبري في تفسيره: " عَنَى بهِ كُلَّ ما كَانَ مِن لهوِ الحديثِ مُلهياً عَن سَبيلِ اللهِ، مِمَّا نَهى اللهُ عَن استماعِهِ أو رسولُهُ لأن الله تعالى عَمَّ بقولهِ: (لَهوَ الحَديثِ) ولم يُخصص بعضاً دونَ بَعضٍ، فذلكَ على عُمومِهِ حتى يأتي ما يدل على خُصُوصِهِ، والغِناءُ والشركُ من ذلك ". (71)
وقال الإمام البغوي: " ومعنى قوله: (يشتري لهو الحديث) أي: يستبدلُ ويختارُ الغِناءَ والمزاميرَ والمعازفَ على القرآن ". (72)
وقال الإمام الحكيم الترمذي: " فإذا كان الغِناءُ لهواً يُضلُّ عن سبيل الله، فتعليم الصبيان فسادٌ لهُم، وكذلك المُغنية، وإنَّما تُعلَّمُ ليرتفع ثمنهُا عند أهل الريب والفساد؛ لأنهم يبغونَ بها نَصيبَ النفس ". (73)
وقال الإمام أبو عُمر البغدادي المشهور بغلام ثعلب: " لهوَ الحدِيثِ: أي غناءُ المُغنيات ". (74)
وقال الإمام القرطبي: " ولهو الحديث الغناء .. وهذا أعلى ما قيل في هذه الآية ". (75)
الدليل الثاني:
قوله تعالى لإبليس: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك ... ) الآية. [سورة الإسراء 64]
قال جمع من أهل العلم بالتفسير، إنَّ المرادَ بقولهِ: (بصوتك) اللهوُ والغِناءُ والمَعازفُ والمَزاميرُ.
* روي عن مجاهد أنه قال: " باللهوِ والغِناءِ ". (76)
ورويَ عنه أيضاً أنه قال: " استَنزِلْ مَن استطعتَ مِنهم بالغِناءِ والمَزاميرِ واللهوِ والبَاطلِ ". (77)
* ورويَ عن الضحاك أنه قال: " صوت المزمار ". (78)
* ورويَ عن الحسن البصري أنه قال: " هو الدُّفُ والمِزمَارُ ". (79)
ومعنى الآية:
* قال الإمام ابن عطية: " والصوتُ هنا: قيل هو الغناءُ والمزاميرُ والملاهي؛ لأنها أصواتٌ كُلُّها مُختصةٌ بالمعاصي فهي مُضافةٌ إلى الشيطانِ ". (80)
* وقال الإمام القرطبي: " في الآية ما يدُلُّ على تحريم المزامير والغناء واللهو ... وما كان من صوتِ الشيطانِ أو فِعلهِ وما يستحسنُهُ فواجبٌ التنزهُ عنهُ ". (81)
* وقال الإمام محمد الأمين الشنقيطي: " أي استخِفَّ من استطعت أن تستخِفَّهُ منهم باللهو والغناء والمزامير ". (82)
الدليل الثالث:
قوله تعالى: (والذين لا يَشهدُونَ الزورَ وإذا مرُّوا باللغو مرُّوا كِرامَاً) [سورة الفرقان آية 72]
ذكر جمعٌ من أهل العلم أن المراد (بالزور) هو الغِناءُ.
قال مجاهد: " لا يسمعون الغناء ". (83)
وقال محمد بن الحنفية: " اللهو والغِناء ".
وقال أبو الجحاف: " إنه الغِناء ". (84)
وأما المعنى:
فقال الإمام ابن جرير الطبري: " وأصل الزور تحسينُ الشيءِ ووصفهُ بخلافِ صِفَتِهِ حتَّى يُخيَّلُ إلى مَن يَسمعُهُ أو يَراهُ أنَّهُ خِلافُ مَا هو بهِ، والشرك قد يَدخُلُ في ذلكَ؛ لأنهُ مُحَسَّنٌ لأهلهِ حتى قد ظنُّوا أنهُ حَقٌّ وهو باطِلٌ، ويَخُلُ فيهِ الغِناءُ؛ لأنهُ أيضاً مما يُحسِّنُهُ تَرجيعُ الصوتِ حتى يستحلي سَامِعُهُ سَمَاعَهُ،والكَذِبُ قد يدخُلُ فيهِ لِتَحسينِ صَاحِبُهُ إياهُ حتى يظنُّ صاحِبُهُ أنهُ حَقٌّ، فكُلُّ ذلكَ مما يدخُلُ في معنى الزُّورِ.
فإذا كانَ كذلكَ فإن أولى الأقوال بالصوابِ في تأويلهِ أن يُقالَ: والذين لا يشهدونَ شيئاً من الباطلِ لا شركاً ولا غِناءً ولا كذبَاً وكلَّ ما لزمهُ اسم الزُّور ". (85)
الدليل الرابع:
قوله تعالى: (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون) [سورة النجم آية 61]
قوله: (سامدون) فسَّرَه بعضُ الأئمةِ باللهو والغِناء، فقال أي: مغنون من السُّمُودِ وهو الغِناءُ.
قال ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " لاهون "، وقال أيضاً: " هي يمانية اُسْمُِد تَغّنَّ لنا ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: " هو الغِناء، وهي يمانية، يقولون: اُسْمُد لنا: تغنَّ لنا ". وقال: " السَّامِدُونَ المغنون بالحميرية ". (86)
وقال مُجاهد: " السُّمودُ هو الغِناءُ بلُغةِ حِمْيَر، يقولون: يا جارية اُسْمُدِي لنا: أي غَنِّي ". (87)
وقال عكرمة: " هو الغِناءُ بالحميرية ". (88)
وقال أبو عُبيدة: " هو الغِناءُ، كانوا إذا سمعوا القرآن تّغَنَّوا، وهي لُغة حِمْيَر ". (89)
وقال الضحاك: " السُّمُود: اللهو واللعب ". (90)
أما معنى الآية:
فقال ابن جرير الطبري: " يقولُ تعالى ذِكرُهُ لِمُشركي قُريش: أفِمن هذا القُرآن أيها الناسُ تَعجبونَ أنْ نَزَلَ على مًحمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وتضحكونَ مِنهُ استهزاءً، ولا تبكونَ مما فيهِ مِنَ الوعيدِ لأهلِ معاصي اللهِ وأنتم من أهلِ معاصيهِ (وأنتم سامدون) يقول: وأنتم لاهون عما فيه مِنَ العِبر والذكر مُعرضونَ عن آياتهِ، يُقال للرجلِ: دَعْ عنَّا سُمُودَكَ، يُرادُ بهِ: دَعْ عنَّا لهوكَ، يُقال مِنهُ: سَمَدَ فلانٌ يَسْمُدُ سُمُوداً. وبنحو الذي قُلنا قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة، فقال بعضهم: غافلون، وقال بعضهُم: مُغّنُّون، وقال بعضُهم: مبرطمون ". (91)
وقال الإمام ابن عطية: " والسَّامِدُ: اللاعبُ اللاهِي، وبهذا فسره ابن عباس وغيره من المفسرين، وقال الشاعر:
قِيلَ قُمْ فانظرْ إليهِم ... ثمَّ دَعْ عنكَ السُّمُودَ
وسَمَدَ بِلُغةِ حِمْيَرْ غّنَّى، وهو معنىً كُلُّهُ قريبٌ مِن بعضٍ ". (92)
المبحث الرابع: آلات اللهو من المعازف والمزامير والطبول ونحوها.
أجمع كُلُّ من يُعتَدُّ بقولهِ مِن أهل العلم الراسخين أن آلات اللهو من المعازف والمزامير والطبول ونحوها من المحرمات، ومِن أساب الفساد والهلاك المستوجبة للعذاب.
قال ابن حجر: " الكَبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون، والخمسون والحادية والخمسون بعد الأربعمائةِ: ضربُ وَتَرٍ واستمَاعُهُ، وزَمْرٍ بمزمَارٍ واستماعُهُ، وضَربٌ بكُبةٍ واستماعها "
وقال أيضاً: " يَحرمُ ضربَ واستماعَ كُلَّ مُطْربٍ كطنبُورٍ وعُودٍ وربَابٍ وجَنْكٍ وكمنجةٍ ودريج وصَنجٍ ومِزمَارٍ عراقي ويَراعٍ وهو الشَّبابَةُ وكُوبةٍ، وغيرِ ذلكَ مِنَ الأوتَارِ والمعَازفِ ". (93)
فانظر أخي المسلم كيفَ كانت هذه الأفعال القبيحة – من الغناء وآلات اللهو - كل واحدة منها كبيرة من كبائر الذنوب.
قال الإمام الواحدي في قوله تعالى: (لهو الحديث): " ويدخُل في هذا كُلُّ مَن اختار اللهو، والغِناء، والمَزاميرَ والمعازفَ على القرآن، وإن كان اللفظ قد وردَ بالشراء، فلفظُ الشراء يُذكرُ في الاستبدال والاختيار، وهو كثيرٌ في القرآن، ويدلُّ على هذا ما قالهُ قتادةُ في هذه الآية: لعَلَّهُ أن لا يكونَ أنفقَ مالاً. وبِحَسبِ المرءِ مِن الضلالةِ أن يختَارَ حَديثَ البَاطِلِ على حديث الحقِّ ". (94)
فانظر يا أخي كيف بين هؤلاء العلماء الراسخين أن أهل الغِناء قد اختاروا الباطلَ والضلالة على الحق والهدى من كتاب الله تعالى وسُنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم، فكفاهم ذلك شراً وخُسراناً.
وقال الإمام أبو العباس القرطبي: " أمَّا المَزامِيرُ والأوتَارُ والكُوبةُ فلا يُختَلِفُ في تحريمِ استماعِهَا، ولَم أسمع عَن أحدٍ مِمَّن يُعتَبرُ قولُهُ مِنَ السَّلفِ وأئمةِ الخَلَفِ مَن يُبيحُ ذلكَ، وكيفَ لا يَحرمُ وهو شِعَارُ أهلِ الخُمورِ والفُسُوقِ ومُهيِّجِ الشَّهَواتِ والفَسَادِ والمُجُونِ؟ ومَا كَانَ كَذلِكَ لَمْ يُشَك في تَحريِمهِ ولا تَفسقِ فاعِلهِ وتأثيمِهِ ". (95)
الأدلة على ذلك باختصار:
الدليل الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما رواهُ أبو عامر – أو أبو مالك – الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (ليكونَنَّ أقوامٌ من أمتي يَستحلِّونَ الحِرَّ والحَريرَ والخَمرَ والمعَازفَ، ولينزلنَّ أقوامٌ إلى جَنبِ علمٍ يروحُ عليهِم بسارحةٍ لهُم يأتيهِم لحَاجَةٍ، فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيُبيِّتُهمُ اللهُ ويَضعُ العَلمَ ويَمسخُ آخرينَ قِردَةً وخنَازيرَ إلى يوم القيامة) أخرجه البخاري والبيهقي وأبو داوود وغيرهم. (96)
الدليل الثاني:
ما رواه أبو مالك الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (لَيشرَبنَّ ناسٌ مِن أمَّتي الخَمرَ يُسمُّونها بغير اسمهِا يُعزَفُ على رؤوسهم بالمعَازفِ والمُغنِّياتِ، يخسِفُ الله بهِمُ الأرضَ ويَجعلُ مِنهمُ القردَةَ والخنازير) أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبَّان وأبو داود مختصراً. (97)
قال ابن القيم عن هذا الحديث: " هذا إسنادٌ صحيح " وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة. (98)
الدليل الثالث:
ما رواهُ أبو أمامةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (تَبيتُ طائفةٌ مِن أمَّتي على أكلٍ ولهوٍ وشُربٍ، ثمَّ يُصبحونَ قِردةً وخنازيرَ، وتُبعثُ على حَيٍّ مِن أحيائهمْ رِيحٌ فَتَنسِفُهُمْ كمَا تَنسِفُ مَن قبلَهُم باستحلالهم الخمورِ، وضربهم بالدُّفوفِ واتخاذهِمُ القيِنَاتِ) أخرجه الإمام أحمد والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. (99)
الدليل الرابع:
ما رواه ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال لوفد عبد القيس: (إن الله حَرَّمَ على أو حَرَّمَ الخَمرَ والمَيسرَ والكُوبَةَ) رواه الإمام أحمد وأبو داود. (100)
ورواه أيضاً عبدالله بن عَمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (أن نبيَّ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى عن الخَمرِ والمَيسرِ والكُوبةِ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود. (101)
والكوبةُ هي الطبل.
الدليل الخامس:
ما رواهُ جابر بن عبدالله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: (إنما نُهيتُ عَن صَوتينِ أحمَقينِ فاجِرَينِ: صوتُ عِندَ نَغمَةِ لَهوٍ وَلَعبٍ ومَزاميرِ الشيطانِ، وصوتُ مُصيبةٍ لَطم الخُدودِ وَشّقُّ الجُيوبِ ودُعَاءٍ بِدعوى الجاهليةِ) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن. (102)
ولقد قال الحسن بن علي بن أبي طالبٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " صوتان ملعونان: مِزمارٌ عند نغمةٍ، ورنةٌ عِندَ مُصيبةٍ. وقال: وذكرَ الهُ المؤمِنينَ فقال: (وفي أموالهم حقٌّ مَعلومٌ للسَّائلِ والمحروم) وجعَلتُم أنتم في أموالِكُم حقَّاً معلوماً للمُغنِّيةِ عندَ النغمةِ، وللنائحةِ عِندَ فاجرينَ عِندَ المُصيبةِ ". أخرجه ابن أبي الدنيا. (103)
الدليل السادس:
ما رواه نافعٌ قال: " كُنا معَ ابنِ عُمرَ في سَفرٍ فسَمِعَ صوتَ زامِرٍ، فوضعَ إصبَعيهِِ في أذنَيهِ وعَدلَ عنِ الطريقِ، ثم قالَ: " يا نافعُ أتسمعُ؟ " فأقولُ: نعم، حتى قلتُ: لا " فرفع يديهِ وأعادَ راحِلتَهُ إلى الطريقِ ثمَّ قالَ: (هكذا رأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود. (104)
قال الإمام ابن رجب: " هذا الحديث يرويهِ سُليمان بن موسى الفقيه الدمشقي، عن نافع، وقد اختلفوا في سُليمان فوثقهُ قومٌ وتكلَّمَ فيهِ آخرون، وتابعهُ عليه المُطعمُ بنُ المِقدام فرواه عن نافع أيضاً، خرج حديثه أبو داود، والمُطعم هذا ثقةٌ جليل، وتابعهما أيضاً ميمون بنُ مهران، عن نافعٍ، خرَّجَ حديثَهُ أبو داود أيضاً ". (105)
الدليل السابع:
ما رواه أبو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه قال: (نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن ثمنِ الكَلبِ وكَسب الزمَّارَة) رواه البغوى وحَسَّنه. (106)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام التوربشتي: " قال أبو عُبيد: إنها الزانية، ونقل الهَروي عن الزُّهري أنه قال: نهىَ عَن كَسب المرأة المُغنية، يُقال: غِنَاءٌ زَمِيرٌ: أي حَسنٌ، ويُقال: زَمَرَ إذا غَنَّى، وزمَرَ الرَّجُلُ: إذا ضَرَبَ المِزمَارَ فهو زَمَّار، ويُقال للمرأةِ: زَمَّارةٌ، ويُحتَملُ أن يكونَ تَسمِيةُ الزانيةِ زمَّارةٌ؛ لأنَّ الغَالبَ على الزَّواني اللاتي اشْتَهرنَ بذلك العمل الفاحِشِ واتَّخَذنَهُ حِرفَةً كُونُهُنَّ مُغَنِّيات ". (107)
الدليل الثامن:
ما رواهُ أبو هُريرةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (الجَرسُ مَزامِيرُ الشيطانِ) أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. (108)
وعنه أيضاً 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لا تَصحًبُ الملائكةُ رُفقةً فيها كلبٌ أو جَرسٌ) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي. (109)
وفي روايةٍ أم المؤمنينَ أم سلمةَ رضي الله عنهُا قالَت: سَمعتُ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (لا تَدخلُ الملائكةُ بيتَاً فيهٍ جَرسٌ ولا تَصحًبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جَرسٌ) رواه النَّسائي. (110)
فإذا كان الجرسُ مِزمَارَ الشيطان، فكذلكَ المعازفُ وآلاتُ اللهوِ والطربِ التي هي أعظم منه من أعظم مزامير الشيطان كما بين ذلك العُلماء.
وإذا كانت الملائكةُ لا تدخل بيتاً فيه جرس، ولا تصحبُ رِفقةً فيها جَرس، فالمعَازف وآلات الطربِ واللهوِ التي هي أشد وأعظم كذلك.
وقد عَدَّ الأمامُ محيي الدين ابن النحاس الشافعي سماع ذلك من الكبائر في كتابه تنبيه الغافلين في فصل ما اختارهُ جماعةٌ مِنَ العُلماءِ من الكبائر حيث قال: " ومنها سماعُ الأوتارِ والمعازف ".
وقال أيضاً: " فصلٌ في ذكرِ شيءٍ مما يقعُ في النكاحِ، وبَعدَهُ من البدَعِ والمُنكراتِ: ومنها ما يفعله أهل ديار مصر ويُسَمُّونهُ الشطورَ: وهو بدعةٌ يشتملُ على جُملةٍ مِنَ المُنكراتِ ... وحضورِ الأغاني بالآلاتِ المُحرمة ".
وقال أيضاً: " فصلٌ في ذكر بعضِ ما ابتُدعَ في المَواسِمِ والأعيادِ، قال ابن الحاج: ومِن جُملة ما أحدثوهُ مِن البدعِ – مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات – ما يفعلونهُ في المولد وقد احتوى ذلكَ على بِدعٍ ومُحرَّماتٍ منها: استعمَالُهم الأغاني وآلات الطرب وحُضور المردان والشَّبَّابَاتِ ... ". (111)
وقد استحبَّ الإمام أحمد كسر آلات الطرب والمعازف إذا تأكد الإنسان من وجودها وقدرَ على كسرها
سُئل الإمام أحمد: " عن الرجُلِ يَرى الطنبُورَ أو الطبلَ مُغطىً أيَكسِرْهُ؟ فقال: إذا كان يُثبتْهُ أن طنبُورٌ أو طَبلٌ كَسرَهُ ". (112)
وبين الإمام أحمد أيضاً أن من كسر تلك الآلات فإنَّ لهُ فضلٌ ومأجور في ذلك، ولو آذاهُ السلطان بمكروه فإنه يغبِطه على ذلك.
ففي سؤالات الإمام أبي داوود قال: " سمعتُ أحمدَ سُئل عن الطنبُورِ أو الطبلِ أو نحو ذلكَ واجِبٌ تغييرُهُ؟ قال: " ما أدري ما واجبٌ، إن غَيَّرَ فَلَهُ فََضْلٌ " قيل لأحمد: فإن أصابَهُ مِن قِبَلِ السلطانُ في ذلكَ مكروهٌ ترجوا أنْ يؤجَرَ؟ فرأى لهُ فضلاً، تكَلَّمَ بشيءٍ كأنَّهُ يَغبطهُ ". (113)
فيا من اختار السماع الشيطاني من الأغاني وآلات اللهو المعازف وترك السماع الرحماني من القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين، لقد اخترت الفاني على الباقي، وفضلت الأدنى على الذي هو خير وأعلى. فيا لخسارتك في الدنيا والآخرة. واعلم أنه لا يجتمعُ في قلبِ المسلمِ حبُّ القرآنِ وحُبُّ الغِناءِ. واعلم أن في الجنة غناءً ليس كغِناء أهل الدنيا المحرم، كما أن فيها خَمراً ليس كخمر الدنيا، فإن أردت سماع غناء الحور في الجنة فَنَزِّهْ سَماعكَ عَن غِناءِ أهلِ الدنيا الذي هو سبب للفساد وهجرٌ للقرآنِ وبُعدٌ عَن ذكرِ اللهِ تعالى.
قال الإمام الحَبرُ أبو بكر ابن القيم رحمه الله في نونيته العظيمة: (114)
نَزِّهْ سَمَاعَكَ إنْ أردتَّ سَمَاعَ ذيَّـ ... ـاكَ الغِنا عَن هذهِ الألحانِ
لا تُؤثِرِ الأدنى على الأعلى فتُحْـ ... ـرَمُ ذا وذا يَا ذِلَّةَ الحِرمَانِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ اختيارَكَ للسَّمَاعِ النَّازِلِ الـ ... ـأدنى على الأعلى مِنَ النُّقصَانِ
واللهِ إنَّ سَمَاعَهُم في القلبِ والـ ... ـإيمَانِ مِثلَ السُّمِّ في الأبدَانِ
واللهِ ما انفَكَّ الذي هوَ دَأبُهُ ... أبداً مِنَ الإشراكِ بالرحمَنِ
فالقلبُ بيتُ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُهُ ... حُبَّاً وإخلاصاً مَعَ الإحسَانِ
فإذا تَعلَّقَ بالسماعِ أصارَهُ ... عَبداً لكُلِّ فُلانَةٍ وفُلانِ
حُبُّ الكِتابِ وحُبّ ألحَانِ الغِنا ... في قَلبِ عَبدٍ ليسَ يجتمِعَانِ
ثَقُلَ الكِتابُ عَليهِمُ لمَّا رأوا ... تقييدهُ بشَرَائعِ الإيمانِ
واللهْو خّفَّ عَليهِمُ لمَّا رأوا ... ما فيهِ مِن طَربٍ ومِن ألحَانِ
قُوتُ النُّفُوسِ وإنَّمَا القُرآنُ قُـ ... ـوتُ القَلبِ أنَّى يَستوي القُوتَانِ
يا لذَّةَ الفُسَّاقِ لستِ كلذَّةِ ... الأبرارِ في عَقلٍ ولا قُرآنِ
أسأل الله تعالى أن يعصمَنا مِن الزلل، ويوفقنا لخير القول والعمل، ويثبت قلوبنا على دينه، وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الحاشية
(1) معجم مقاييس اللغة للإمام أحمد بن فارس ج 4 ص 397 – 398
(2) تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي ج 3 ص 245
(3) الصحاح للإمام أبي نصر الجوهري ج 2 ص 1779
(4) غذاءُ الألبابِ شرح منظومة الآداب للإمام محمد السَّفَّارِيني ج 1 ص 157
(5) نُزهة الأسماع في مسألة السماع للإمام ابن رجب ص 35
(6) الرد على من يحب السماع ص 54
(7) تفسير القرطبي ج 13 ص 78
(8) نُزهة الأسماع في مسألة السماع للإمام ابن رجب ص 35 - 38 باختصار
(9) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 176
(10) نُزهة الأسماع في مسألة السماع للإمام ابن رجب ص 86 - 87 باختصار
(11) الرد على من يحب السماع ص 54 باختصار
(12) غذاءُ الألبابِ شرح منظومة الآداب للإمام محمد السَّفَّارِيني ج 1 ص 157
(13) رواه الإمام أحمد في مسنده ج 3 ص 391 وابن ماجه في سننه: كتاب النكاح: باب الغناء والدف رقم 1900
(14) رواه البخاري: باب غزوة خيبر ج 5 ص 166 ومسلم: كتاب الجهاد والسير: باب غزوة خيبر ج 3 ص 1427
(15) نُزهة الأسماع لابن رجب ص 87
(16) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 176
(17) غذاءُ الألبابِ شرح منظومة الآداب للإمام محمد السَّفَّارِيني ج 1 ص 159
(18) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 175
(19) أخرجه أبو داود: كتاب الأدب: باب كراهية الغِناءِ والزَّمْرِ ج 4 ص 282، والبيهقي في السنن الكبرى: كتاب الشهادات ج 10 ص 223، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ص 73
(20) أخرجه ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص 181، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي ص 75، والطبري في الرد على من يحب السماع ص 49
(21) ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ص 74
(22) الرد على من يحب السماع للطبري ص 50
(23) ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ص 74
(24) الرد على من يحب السماع للطبري ص 49
(25) ذم الملاهي لابن أبي الدنيا ص 74، والرد على من يحب السماع للطبري ص 49
(26) الرد على من يحب السماع للطبري ص 49
(27) المصدر السابق للطبري ص 31
(28) إغاثة اللهفان لابن القيم ص 231 – 232 باختصار
(29) كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مسائل الإمام أحمد للخلال ص 32، وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص 177
(30) الرد على من يحب السماع للطبري ص 29 - 30
(31) كتاب الأم للشافعي: كتاب الأقضية: باب شهادة القاذف ج 6 ص 514 – 515، والرد على من يحب السماع للطبري ص 27، وسنن البيهقي: كتاب الشهادات: باب الرجل يتخذ الغلام والجارية المغنيين ويجمع عليهما ويغنيان ج 11 ص 225
(32) انظر الرد على من يحب السماع للإمام طاهر الطبري ص 28
(33) أخرجه ابن الجوزي في تلبيس إبليس ص 177، وأبو نعيم في الحلية ج 9 ص 146، والبيهقي في مناقب الشافعي ج 1 ص 283
(34) نزهة الأسماع للحافظ ابن رجب ص 86
(35) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 178
(36) السُنن الكبرى للبيهقي ج 10 ص 223
(37) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 178، وانظر نُزهة الأسماع لابن رجب ص 80 - 81
(38) الفتاوى الموصلية للعز بن عبدالسلام ص 84 – 85 باختصار
(39) انظر تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 176
(يُتْبَعُ)
(/)
(40) انظر غذاء الألباب للسَّفَّاريني ج 1 ص 163، وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص 176
(41) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 176
(42) تحريم النرد والشطرنج والملاهي للآجُرِّي ص 39
(43) كتاب المنهيات للحكيم الترمذي ص 107
(44) فتاوى الإمام ابن الصلاح ص 300 باختصار
(45) الإقناع في مسائل الإجماع ج 2 ص 304 رقم الإجماع 3989
(46) تلبيس إبليس لابن الجوزي ص 171
(47) رسالة السماع والرقص لابن تيمية ص 25
(48) نزهة الأسماع لابن رجب ص 70
(49) إغاثة اللهفان لابن القيم ص 241 - 261
(50) تلبيس إبليس ص 181
(51) انظر كتاب تحريم السماع والغناء ص 197، وذكره العلامة السَّفَّاريني في شرح ثُلاثيات مسند الإمام أحمد ج 1 ص 819
(52) تفسير أحكام القرآن للإمام ابن العربي المالكي ج 3 ص وتفسير المحرر الوجيز لابن عطية ج 9 ص 9 526
(53) أخرجه الطبري في تفسيره ج 11 ص 68 رقم 21374
(54) أخرجه الإمام أحمد ج 5 ص 252، 257، 264، 268 والترمذي: كتاب تفسير القرآن باب 32 ج 5 رقم 3195 وابن جرير في تفسيره ج 11 ص 64 رقم 21358 واللفظ له، و البغوي في تفسيره ج 3 ص 506، والحكيم الترمذي في كتاب المنهيات ص 113، والواحدي في أسباب النزول ص 356 رقم 678
(55) أخرجه الطبري في تفسيره ج 11 ص 66 رقم 21361 والحاكم: كتاب التفسير: باب تفسير سورة لقمان ج 2 ص 411 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة في مصنفه ج 6 ص 309
(56) أخرجه الحاكم في مستدركه ج 2 ص 411 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبري في تفسيره ج 11 ص 66
(57) تفسير القرطبي ج 14 ص 48
(58) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ج 6 ص 309 وابن جرير في تفسيره ج 11 ص 66 رقم 21363
(59) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 11 ص 67 رقم 21364
(60) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 11 ص 67 رقم 21366
(61) أخرجه البغوي في تفسيره ج 3 ص 506، وانظر تفسير الدر المنثور ج 6 ص 505
(62) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ج 11 ص 68 رقم 21367
(63) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ج 9 ص 3096 رقم 17525
(64) ذكره الإمام ابن رجب في نزهة الأسماع ص 40
(65) ذكره البغوي في تفسيره ج 3 ص 506
(66) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ج 9 ص 3069 رقم 17526
(67) تفسير القرطبي ج 14 ص 48
(68) انظر تفسيره ج 3 ص 426
(69) تفسير أحكام القرآن للإمام ابن العربي المالكي ج 3 ص 525
(70) انظر تفسيره المحرر الوجيز ج 9 ص 9
(71) انظر تفسيره ج 11 ص 68
(72) انظر تفسيره ج 3 ص 506
(73) كتاب المنهيات للحكيم الترمذي ص 113
(74) انظر كتابه ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن ص 405
(75) انظر تفسيره ج 14 ص 48 باختصار
(76) أخرجه الطبري في تفسيره ج 9 ص 133 رقم 16952
(77) تفسير ابن أبي حاتم ج 10 ص 2337 رقم 13335
(78) تفسير القرطبي ج 10 ص 250
(79) تفسير الإمام ابن أبي زمنين المالكي ج 3 ص 30
(80) تفسير المحرر الوجيز لابن عطية ج 10 ص 319
(81) انظر تفسيره أحكام القرآن ج 10 ص 252
(82) تفسير أضواء البيان للإمام الشنقيطي ج 3 ص 607
(83) أخرجه الطبري في تفسيره ج 11 ص 55 رقم 20149
(84) أخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره ج 8 ص 2737 رقم 15450
(85) انظر تفسير الطبري ج 11 ص 55
(86) أخرجه الطبري في تفسيره ج 13 ص 95 - 96 رقم 25281 و 25286
(87) تفسير الإمام أبي المظفر السمعاني ج 5 ص 305
(88) أخرجه الطبري في تفسيره ج 13 ص 95 رقم 25284، وتفسير زاد المسير لابن الجوزي ج 6 ص 86
(89) تفسير الإمام الماوردي المسمى النُّكَتْ والعُيون ج 5 ص 407
(90) أخرجه الطبري في تفسيره ج 13 ص 96 رقم 25288
(91) تفسير الطبري ج 13 ص 96 رقم 25288
(92) تفسير المحرر الوجيز لابن عطية ج 12 ص 289
(93) الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي ج 2 ص 902 - 903
(94) نقله عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان ص 242
(95) نقله عنه في الزواجر ج 2 ص 903
(يُتْبَعُ)
(/)
(96) أخرجه البخاري: كتاب الأشربة: باب ما جاء فيمن يستحِلُّ الخَمرَ ويُسميهِ بغير اسمهِ ج 6 ص 243، والبيهقي في سننه الكبرى: كتاب الشهادات: باب ما جاءَ في ذم الملاهي من المعازف والمزامير ونحوها ج 10 ص 221، وأبو داوود مختصرا في كتاب اللباس: باب ما جاءَ في الخَزِّ ج 4 ص 46
(97) أخرجه ابن ماجه: كتاب الفتن: باب العقوبات ج 2 ص 1333 رقم 4020، وابن حبان في صحيحه كما في موارد الضمآن: كتاب الأشربة: باب فيمن يستحل الخمرَ ص 336، وأبو داود: كتاب الأشربة: باب في الداذي ج 3 ص 329 رقم 3688 و 3689
(98) انظر إغاثة اللهفان لابن القيم ص 263، والسلسلة الصحيحة للألباني 90 و 415
(99) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 5 ص 259 و 329
(100) أخرجه الإمام أحمد ج 1 ص 274 و 289 و 350، وأبو داود: كتاب الأشربة: باب في الأوعية ج 3 ص 331 رقم 3696
(101) أخرجه الإمام أحمد ج 2 ص 158 و 165 و 167 و 171 و 172، وأبو داود: كتاب الأشربة: باب النهي عن المُسكر ج 3 ص 328 رقم 3685
(102) أخرجه الترمذي: كتاب الجنائز: باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ج 3 ص 319
(103) أخرجه ابن الدنيا في ذم الملاهي ص 77
(104) أخرجه الإمام أحمد ج 2 ص 8 و 38، وأبو داود: كتاب الأدب: بابُ كراهية الغِناءِ والزَّمرِ ج 4 ص 281 رقم 4924 و 4925 و 4926
(105) انظر نُزهةُ الأسماعِ لإمام ابن رجب ص 62 - 63
(106) في مصابيح السنة مع شرحه لأبي عبدالله التوربشي ج 2 ص 661 رقم 1961
(107) المُيسَّر في شرح مصابيح السُّنة لأبي عبدالله التوربشتي ج 2 ص 661
(108) أخرجه مسلم في صحيحه رقم 2113، وأبو داود في سننه رقم 2556، والنسائي في الكبري رقم 8812.
(109) أخرجه مسلم في صحيحه رقم 2113 وأبو داود في سننه رقم 2555، والترمذي في سننه رقم 1703
(110) أخرجه النسائي في سننهِ ج 8 ص 180
(111) تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين لابن النحَّاس ص 303 و 473 و 499
(112) مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية ابن هانئ ج 2 ص 174 رقم المسألة 1956
(113) مسائل الأمام أحمد رواية الإمام أبي داود السجستاني صاحب السنن ص 371 رقم المسألة 1798
(114) نونية ابن القيم المسمَّاةُ بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية ص 366 الأبيات 5158 – 5171 باختصار
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:34]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم أنت في هذه النقلة أيها الأخ الكريم الفاضل بعيد من ظاهرية ابن حزم و الحميدي لأنك ذهبت الى تحريم ما أحلوه و ادعيت الاجماع على تحريمه بينما ادعى الشوكاني الاجماع على جواز أكثريته و الغريب أنك تخفي من الخلاف ما تعلمه و من الأمانة في النقل أن تبين حجة خصمك ثم تبين هشاشة أدلتها لتبين أن ما تقوله هو الراجح الا أنني أرى شخصيا أن الراجح بخلاف رأيك لذلك اخترت هذه الطريق ألم تقرأ الشوكاني في نيل الأوطار و البحث الذي اتى به حول المسألة لماذا تتجاهله و الحقيقة أنه عند التحقيق و بعيدا عن التعصب سنجد ان لأحاديث المجيزة للغناء أصح و تلك المحرمة له اكثر بكثير الا أنها أضعف بحيث صرح ابن حزم أنه لم يصح منها الا اثرا موقوفا على ابن مسعود و هو تفسيره لقوله تعالى: ومن الناس من يشري لهو الحديث
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:39]ـ
كثير من الفقهاء يقولون ان الغناء محرم بدلالة الكتاب والسنة،ولا إجماع على تحريمه، ويعتبرون القول بإباحته قول شاذ مخالف للنصوص الكثيرة جدا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:23]ـ
............ صرح ابن حزم أنه لم يصح منها الا اثرا موقوفا على ابن مسعود و هو تفسيره لقوله تعالى: ومن الناس من يشري لهو الحديث
الأخ الكريم مصطفى
يذهب الكثير من أهل الظاهر المعاصرين إلى التحريم.
وابن حزم ذكر تحريم سماع الرجل لنغمة المرأة الأجنبية .. فما يجيزه ابن حزم أو يكرهه من الغناء هو بخلاف ما يراه المرء من أغانى العصر الماجنة الفاحشة
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
عموما لا يشك عاقل أن الغناء الموجود في هذا العصر حرام حتى على قول الإمام ابن حزم حيث أنه يحرض على الفاحشة و المحرمات, و فيه اعتراض على القدر و كفر و غير ذلك من الآثام ...
أما ادعاء الإجماع على تحريم الغناء و المعازف فهو ما أنكره الشوكاني في رسالة له طبعت في الفتح الرباني.
أما عن الصحيح في مسألة فهو التحريم بلا شك لأدلة ذكرها أخونا السمرقندي {و إن كان في بعضها ضعف}.
و الله تعالى أعلم.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:20]ـ
بارك الله فى الأخوة جميعا، وللأسف نحن أمام مشكلة كبيرة فى نقل الإجماعات يقولوننقل ابن الصلاح ونقل الآجرى ونقل فلان وعلان، فاى إجماع أيها السادة الذى تقصدونه ن هل هو إجماع داخل مذهب أو إجماع عصر ن أو إجماع فئةمن الناس تتفق على فكرة، أنا لا أددرى من اين أتت هذه الإجماعات المتعددة بتحريم الغناء هل تغفل من نقل الإجماع ومن ينقله عنه أن هناك طوائف من العلماء من لدن الصحابة حتى عصرنا يقولون بإباحة الغناء، وقد أحصيت جمعا غفيرا منهم فى أطروحتنا الموسومة بإمتاع الإسماع بحكم الإسلام فى السماع، وقد فصل العلامة ابن حزم ذلك فى كتابه المحلى وفى رسالته الشهيرة التى وسمها " الغناء الملهى أمباح هو أم محظور"، وهه الرسالة حتى لا يتقول أحد ويقول ابن حزم كذا وكذا حملت هذه الرسالة إلى العلامة ابن عبدالبر الذى ادعى أناس أنه أعلم من ابن حزم فى الحديث -ايا ما كان - حملت إليه لينظر ما فيها فبقيت عنده شهر ثم ذهب تلميذه فقال له يا شيخنا ماذا وجدت فيها قال له ابن عبدالبر " وجدتها فلم أجد ما أزيد عليها"
ثم طوائف كثيرة من الناس كتبوا فى هذا الموضوع حتى أن الشوكانى بعيدا عن ما كتبه فى النيل خص الموضوع برسالته الشهيرة العظيمة " إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع"
يا ليت الأخوة الذين يعرضون الأقوال يلتزمون الحياد فى النقل ويناقشون وجهات النظر المتعددة، لقد سئمت مما يروج له حتى أننى وجدت مطوية نقل فيه عن الشافعى كذبا وتدليسا انه قال " الغناء لهو حرام يشبه الباطل "، وما قال الشافعى هذا " وإنما قال ط الغناء لهو يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه" لمصلحة من أن نفترى على العلماء لكى نحرم أو نحل ليتنا نفهم حقيقة العلم، ولعلى أضع مشاركة عن الغناء وأشفعها بمن قالوا بإباحتى إن شاء الله
ثم إن كلام ابنحزم أو غيره ممن أحل الغناء لا يعنى أن ما هو فى هذه الايام من غناء يسمع له أو يتردد على مجالسه كلا وربى فلا يقول بهذا إلا فاسق، فغالب مجالس الغناء اليوم تشتمل على الفسق والفجور، ومن ثم وضعنا شروطا لمن أراد أن يستمع إلا الغناء، لعلها غير متوفرة فى الموجود حاليا
والله الهادى إلى سواء السبيل
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:00]ـ
أخي الدكتور عبد الباقي أعرض لنا أدلتك و ناقش مناقشة علمية, فنحسبك على خير إن شاء الله تحب الدليل الشرعي و تنتصر للحق مع أي كان {كما عرفناك في مشاركاتك}.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
بارك الله فيك أخى ابا البراء، وأحسن الله إليك كما تحسن الظن بعبد فقير ذليل لله تعالى ن نسال الله تعالى السداد والتوفيق وأن يلهمنا رشدنا
هل تريدنى أنأضعها هنا أمأفرد موضوعا جديدا أنتظر الرد،وبارك الله فيك ودمت مناقشا ومحاورا وباحثا عن الحق وطالبا للدليل اينما كان
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:56]ـ
أرى أن تضعها هنا أخي الكريم لكي يكون موضوعا متكاملا متناسقا فيه الشبهات و الردود.
و أرجو من جميع الإخوة اجتناب السباب و الشتائم في مثل هذا الموضوع, لأنه المتعارف عليه في مثل هذه المواضيع تكثر الألقاب المنفرة كالإنحلال و التميع و غير ذلك, فأخونا عبد الباقي السيد من من عرف بسلامة المنهج عموما, وهذا ظاهر من مشاركاته و كل أخ عرف بمثل هذا يجب علينا أن نتعامل معه كأخ لنا في الدين و إن أخطأ في بعض المسائل و نصحه و نبين له خطأه و نوجهه, وهذا هو الواجب علينا مع كل أخ في الله.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 12:29]ـ
ننتظر بشغف بحث الدكتور: عبد الباقي
وفقكم الله
ـ[السمرقندي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 12:07]ـ
* وقد سُئلَ إمامُ الشافعيةِ في زمانهِ العزُّ بنُ عبدالسلام سؤالاً هذه صُورتُهُ: " هل بين العلماءِ رضي الله عنهم خِلافٌ
في أن مجموع (هذه الآلات) الدفَّ المجلجلِ، والشَّبابةَِ، والغِناءَ المتضمنَ تشبيباً من شخص أمرد جميلِ الشكل محرم منهي عنه مُعاقب عليه أم؟ ".
فأجاب: " لا يُقدمُ على هذا السماع إلا غَبيٌّ فاجِرٌ قد غَلبَهُ هواهُ وعصى مولاهُ ".
* وقال الإمام أحمد: " الغِناءُ يُنبتُ النفاق في القلب لا يُعجبني ".
وقال أيضاً: " التغبير بدعةٌ " فقيل له إنه يرقق القلب. فقال: هو بدعةٌ ".
* وسُئل الإمامُ أحمدُ عن رجلٍ ماتَ وتركَ ولداً وجاريةً مغنيةً، فاحتاج الصبي إلى بيعها. فقال: " لا تُباع على أنها مُغنيةٌ " فقيل له: إنها تُساوي ثلاثين ألفَ دِرهم، ولعلها إذا بيعت ساذجة تُساوي عشرين ديناراً. فقال: " لا تُباع إلا على أنها ساذجة ".
قال ابن الجوزي: " وهذا دليلٌ على أن الغِناءَ محظورٌ؛ إذ لو لم يكُن محظوراً ما أجاز تفويتَ المالَ على اليتيم ".
* وذكر الإمام الآجُرِّيُّ إجماع العلماء على تحريم الغِناء.
ولا يجوز احداث الخلاف بعد اجماع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:17]ـ
أخى السمرقندى بارك الله فيك وجعلك للحق متبعا، هل تحققتمن كل ما كتبته وخرجت الأقوال، هل وصلك أن الإمام أحمد رضى الله عنه طلع عليه ابنه ووجده على سطح الدار يغنى ويطرب بكلمات حسنة، وهذه صحيحة الإسناد للإمام
ثم يا أخى هل تعلم متى نقل الإجماع بحرمة الغناء حتى تقول لا يجوز إحداث الخلاف بعد الإجماع، يا أخى إن الصحابة أنفسهم اختلفوا فى هذه المسألة، فالخلاف بدا من المنشا، وومعنى ذلك أنه لا إجماع أصلا، وعلى العموم أنا سابدا فى طرح بحثى فى المسألة وكنت قد كتبته منذ ست سنين، وأرجو من الأخوة كما سبق وأن نبه أخونا أبوالبراء أن نلتزم الاحترام فى التعامل مع المتحدثين باسم العلم، فما أحرانا أن نقارع الحجة بالحجة
وبالله تعالى نتأيد
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، هذه أطروحتى عن الغناء أضعها كاملة على مراحل وأسأل الله السداد والتوفيق
إمتاع الأسماع
بحكم الإسلام
فى
السماع
صورة لمجالس الغناء والطرب:-
هذا مبحث نصف فيه مجالس الغناء والموسيقى فى عهد النبوة وبعدها، وقبل الوصف لابد أن نطرح عدة إشكاليات أظن أن البحث عالجها بالتفصيل وهى:-
هل الغناء كان حكرا على النساء دون الرجال فى عصر النبوة وبعدها، أم أن هناك من الصحابة والتابعين والزهاد والفقهاء والأئمة من سمع وتغنى.
وهل القينات والمغنيات كن معروفات فى ذلك العصر.أم أنهن كن جوارى صغيرات.
وهل كثرة الأحاديث التى تحرم الغناء مع شدة ضعفها ينطبق عليها القاعدة الحديثية التى تنص على صحة الحديث أو حسنه بمجموع طرقه وكثرة رواياته، أم أن هذه الكثرة لا تدل إلا على تدليس هذه الأحاديث وبثها بين الناس، لكثرة العربدة ومجالس الدعارة والخمر التى كانت تشتمل على القينات الداعارات والمعازف.
وهل حديث البخارى المروى عن هشام بن عمار يثبت حرمة الغناء والمعازف. أم أنه إن صح خاص بفئة معينة ومجالس معينة تحوى ما ذكره الحديث من زنا على الحرير، وقت شرب الخمور والعزف على الرؤس بالعازف.
وهل الآيات التى احتج بها المحرمون، وخاصة آية لقمان وآية النجم تثبتان تحريما للغناء، أم أن فيهما ما يثبت تناقض المحرمين.
وهل الأقوال التى نقلها المحرمون عن الأئمة وخاصة الأربعة لم يرد غيرها.أم ورد عنهم ما يغايرها.
أما عن مجالس الغناء فى العصر النبوى فقد أخرج البخارى عَنَّ عَلِيًّ أنه قَالَ كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنْ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِي (أدخل) َ بِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا فِي بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنْ الصَّوَّاغِينَ فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي فَبَيْنمَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مِنْ الْأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ وَشَارِفَايَ مُنَاخَانِ إلى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَارِفَيَّ قَدْ أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهَا وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ الْمَنْظَرَ قُلْتُ مَنْ فَعَلَ هَذَا قَالُوا فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنْ الْأَنْصَارِ عِنْدَهُ قَيْنَةٌ (مغنية) وَأَصْحَابُهُ فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا:-
أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ.
فَوَثَبَ حَمْزَةُ إلى السَّيْفِ فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا وَأَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا نص صحيح يوضح لنا أن مجلس الغناء كان معروفا فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام بالمدينة، وكانت القينة تغنى ويجتمع حولها الرجال، يعاقرون الخمر ويخرجون من مجلسهم لا يدرون شيئا ولا يعون ما يفعلون، ومن ثم فإن حديث البخارى الذى جاء فيه ذكر المعازف. إن صح فإنه يشير إلى تحريم المجلس بعينه باعتباره يضم الخمر والبغاة وغير ذلك من المحرمات.
وبعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم كان مجلس الغناء يحتوى على الجوارى المغنيات اللائى يجدن العزف على العود لا سيما مجلس ابن الزبير، وعبد الله بن جعفر رضى الله عنهم على ما سيتضح بعد ذلك.
وكانت مكة تنافس المدينة فى الغناء، وإن كانت نهضتها جاءت متأخرة، وكان لها فى ذلك شعراء كثيرون مثل عمر بن أبى ربيعة أكبر شاعر غنائى قصر نفسه على الغزل، واتخذ له مغنين ومغنيات يغنون شعره ويعيشون فى كنفه، ومنهم عروة بن أذينة وكان معدودا فى الفقهاء والمحدثين ومن أروع ما قال:-
بيضاء باكرها النعيم فصاغها
بلباقة فأدقها وأجلها
منعت تحيتها فقلت لصاحبى
ما كان أكثرها لنا وأقلها
ومنهم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أحد فقهاء المدينة السبعة ومن قوله:-
كتمت الهوى حتى أضر بك الكتم
ولامك أقوام ولومهم ظلم
أأترك إتيان الحبيب تأثما
ألا إن هجران الحبيب هو الظلم
فذق هجرها قد كنت تزعم أنه
رشاد ألا يار بما كذب الزعم
وفى عهد الدولة العباسية كان الخليفة أبو جعفرالمنصور لا يقرب مجلس الغناء من قصره ولم يظهر لمغنى ولا لنديم، وكان بينه وبين ستارة الغناء عشرون ذراعا وبين الستارة والندماء مثلها، وبعده ظل ابنه المهدى على هذه الحال سنة ثم انكشف للندماء قائلا إنما اللذة فى مشاهدة السرور، وفى الدنو ممن سرنى، ومن أشهر ندمائه مروان بن أبى حفصة.
وكان الهادى بن المهدى أخا الرشيد يستمع إلى الغناء ويجزل عليه العطاء، وكان الرشيد من أكثر الخلفاء شغفا بمجالس الغناء والطرب، وإلى جانبها كان موقرا للعلماء والفقهاء والقراء والقضاه والكتاب واجتمع إليه من هؤلاء ما لم يجتمع لغيره من الخلفاء.
وقد جعل الرشيد للمغنين مراتب وطبقات فكان إبراهيم الموصلى وابن جامع وزلزل فى الطبقة الأولى، وسليم بن سلام وعمرو الغزال فى الثانية، وأصحاب المعازف والطنابير فى الثالثة، وإذا أجاد أحد المغنين فى الأداء أمر الرشيد بترقيته إلى المرتبة التى تعلو مرتبته، فقد رقى برصوما الزامر من الطبقة الثانية إلى الأولى بعد أن أطربه.
وكان أبوالعتاهية الشاعر الزاهد من أبرز ندماء الرشيد، لا يفارقه فى سفر ولا حضر، إلا فى طريق الحج.
وذكر الأصبهانى فى كتابه الأغانى أن الخليفة الواثق بن المعتصم بن الرشيد كان يغنى فى حضرة أرباب صناعة الغناء وكانوا يستجديدون غناءه وصنع مائة صوت ما فيها صوت ساقط، ومن هذه الأصوات:-
هل تعلمين وراء الحب منزلة
تدنى إليك فإن الحب أقصانى
هذا كطتاب فتى طالت بليته
يقول يا مشتكى بثى وأحزانى
ولم يكن الناس يعلمون الجوارى الغناء صحيح أنهن كن يغنين ويجدن ولكن بدون تعليم، فأول من علمهن إبراهيم الموصلى، وممن اشتهر بالغناء من النساء بعض أميرات البيت العباسى مثل عليه بنت المهدى، وأمها أم ولد كانت مغنية، وإلى جانب ذلك ظهرت مغنيات أخريات مثل عاتكة التى بلغ من شهرتها وحسن غنائها أن المغنين فى مجلس الرشيد كانوا يغنون من ألحانها، وكانت تتقن الضرب بالعود، وكان لعاتكة مملوك - يدعى مخارق – علمته الغناء، ودربته على استعمال العود ثم باعته فانتقل من رجل إلى رجل حتى صار للرشيد وكان حسن الأداء طيب الصوت، ومن المغنيات مغنية تدعى متيم أخذت عن إسحاق الموصلى وأبيه إبراهيم، وعن المغنية المشهورة بزل، وبلغ من شهرتها بالغناء أن الخليفة المأمون كان يبعث إليها فتجيئه تغنيه، ولما انتقل المعتصم إلى سامراء أرسل إليها وأنزلها فى دار سميت الدمشقى (2)
وقد عرفت مجالس الغناء صورا من الفوضى والمجون ولذا تشدد من تشدد فى التحريم، ونحن نوافقهم على ذلك ولكن ليتهم قصروا فتواهم على ما هو محرم بل تعدوا ذلك إلى كل الغناء وحكموا بحرمته جملة وهو ما لا يمكن أن يقبله أحد قط، فالغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، ورحم الله القائل من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج، ومن لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال.
من هذه المجالس الفاضحة مجلس صوره ابن حزم رضى الله عنه فى كتابه الطوق فقال: " أذكر أنى كنت فى مجلس فيه إخوان لنا عند بعض مياسير أهل بلدنا، فرأيت بين بعض من حضر وبين من كان… من أهل صاحب المجلس أمرا أنكرته وغمزا استبشعته، وخلوات الحين بعد الحين، وصاحب المجلس كالغائب أو النائم، فنبهته بالتعريض فلم ينتبه وحركته بالتصريح فلم يتحرك، فجعلت أكرر عليه بيتين قديمين لعله يفطن وهما هذان:-
إن إخوانه المقيمين بالأمس
أتوا للزناة لا للغناء
قطعوا أمرهم وأنت حمار
موقر من بلادة وغباء
يقول: وأكثرت من إنشادهن حتى قال لى صاحب المجلس: قد أمللتنا من سماعهما فتفضل بتركهما وإنشاد غيرهما. فأمسكت وأنا لا أدرى أغافل هو أم متغافل، وما أذكر أنى عدت إلى ذلك المجلس بعدها (3).
هذه هى المجالس التى نهى عنها الأئمة والفقهاء وننهى عنها وينهى عنها كل من كان لديه مسكة عقل ولا يجيزها إلا فاسق ظاهر الفسق، أو جاهل سليب العلم بعيد عن موارده وأصوله.
أما ما دون ذلك فلا حرج من حضوره واستماع ما فيه ما دام لا يحوى محرما، ومن ثم فابن حزم نفسه هو القائل عن مجلس غناء آخر " وإنى أذكر أنى دعيت إلى مجلس فيه بعض من تستحسن الأبصار صورته وتألف القلوب أخلاقه… فسارعت إليه وكان سحرا" (4).
هوامش
ـــــــــــــــ
(1) أخرجه البخارى برقم ومسلم برقم3660 0
(2) انظر عصام عبدالرؤف: الدولة العباسية، مكتبة نهضة الشرق، القاهرة، ص186 - 194 0
(3) انظر طوق الحمامة، تحقيق سعد كريم الفقى، دار ابن خلدون، ص161 0
(4) انظر طوق الحمامة، تحقيق الطاهر مكى، دار الهلال، القاهرة، ص315 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:24]ـ
يتبع إن شاء الله،حيث أذكر بعد هذا المبحث أدلة المحرمين والرد عليها
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 02:00]ـ
ها نحن ننتظر دكتورنا الفاضل في بقية البحث وهو الأهم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:28]ـ
بارك الله فيك أخى ابا البراء نعم يتبع إن شاء الله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
أدلة المحرمين ومناقشتها:-
احتج المانعون من الغناء والموسيقى بعدد من الأدلة فى الكتاب والسنة منها قوله: (تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل اللّه) (1) قالوا لهو الحديث هو: الغناء وقد روى ذلك عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر.
وهذا لا حجة فيه من وجوه:-
الأول:-أن الآية فيها تقييد بصفتين من كانتا فيه كان مجرما زنديقا بلا شك وهما استخدام اللهو للإضلال عن سبيل الله وطريقه الحق، والاستهزاء من آيات القرآن العظيم بهذا اللهو وتالله فهذه الآية لا تصلح للاحتجاج على تحريمه على من يسمعه للاستجمام والترويح وإنما تشمل فئة أخرى ممن يحاربون الله ورسوله ويسعون بكل السبل لتحويل المسلمين عن دينهم.
الثانى:- أن هناك الكثير من الصحابة من استمع الغناء وأجازه على ما سيتضح بعد، ومن ثم فاللهو عندهم فى هذه الآية ليس كما فسره كل من ابن عباس وابن مسعود وابن عمر إن صحت نسبته إليهم، وإلا كانوا مخالفين لله تعالى عاصين له وحاشاهم من ذلك.
الثالث:- أن الحافظ ابن طاهر المشهور بابن القيسرانى قد تتبع الأسانيد إلى ابن عباس وابن عمر وابن مسعود فلم يجد طريقا يثبت إلى واحد من هؤلاء الصحابة سوى طريق واحد إلى ابن عباس ولا يخلو من ضعيف.
قلت ولو فرضنا صحته فلا حجة فيه لأن الآية كما أسلفنا خاصة بفئة معينة ثم إنه قول صاحب ولا حجة لصاحب خاصة فى وجود من يخالفه
الرابع:- أن اللهو المستحب كان معروفا بين الصحابة وحض عليه النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال لعائشة وكانت فى عرس أكان معكم من لهو على ما سيتضح فيما بعد.
واستدل ابن رشد وغيره على التحريم بقوله تعالى (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (2) وأي دليل في ذلك على تحريم الملاهي والغناء والمفسرين فيها أربعة أقوال:-
الأول:- أنها نزلت في قوم من اليهود أسلموا فكان اليهود يلقونهم بالسب والشتم ويعرضون عنهم.
الثاني:- أنهم اليهود الذين أسلموا كانوا إذا سمعوا ما حرفه اليهود من التوراة وبدلوا من نعت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وصفته أعرضوا عنه وذكروا الحق.
الثالث:- أنهم المسلمون وكانوا إذا سمعوا الباطل لم يلتفتوا إليه.
الرابع:- أنهم أناس من أهل الكتاب لم يكونوا يهوداً ولا نصارى وكانوا على دين اللّه كانوا ينتظرون بعث محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما سمعوا به بمكة أتوه فعرض عليهم القرآن فأسلموا وكان الكفار من قريش يقولون لهم أف لكم اتبعتم غلاماً كرهه قومه وهم أعلم به منكم، وهو قول ابن العربي في أحكام القرآن.
ويجاب بأن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب واللغو عام وهو في اللغة الباطل من الكلام الذي لا فائدة فيه والآية خارجة مخرج المدح لمن فعل ذلك وليس فيها دلالة على الوجوب.
ومن الحجج التى احتج بها المحرمون قوله تعالى (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا) (3) قالوا والسمود الغناء بلغة حمير، وهذا ليس بشىء لأن الآيات تخص أناس سخروا من القرآن وأعرضوا عنه بالضحك والغناء وهذه والله صفة الفجار الفسقة الذين لا خير فيهم قط، أما سماع الغناء كفعل لا حرج فيه ولا تشمل الآيات فاعله.
واحتجوا بقوله تعالى: (وما كان صلاتهم عند البيت إلامكاء وتصدية) (4) وهذه لا تحريم ولا نهى فيها عن الغناء إذ معنى المكاء الصفير والتصدية التصفيق، وهذه الآية أيضا تشمل أناسا كانوا يعارضون المؤمنين ويستهزؤن منهم ويشوشون على النبى صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته بالبيت صادين بذلك عن سبيل الله. هذا هو حكم الآية سواء للكفار الذين نزلت فيهم أو لغيرهم ممن يعمل بعملهم إلى قيام الساعة، أما سامع الغناء للترويح فليست هذه صفته، ثم إن الآية لم تتعرض للغناء ولا المغنين وإنما تعرضت للزنادقة الذين يحاربون الدين فى كل
(يُتْبَعُ)
(/)
زمان ومكان.
واحتجوا بقوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) (5) قالوا: قال محمد بن الحنفية الزور: هو اللغو والغناء وقاله ليث عن مجاهد.
قلت وهذا التفسير لا حجة فيه من وجهين:-
الأول:- أنه لا برهان عليه من قرآن أو سنة أو قول صاحب بل ورد ما يخالفه عن جمع من المفسرين قال أبوالعالية وطاووس وابن سيرين والضحاك والربيع بن أنس وغيرهم الزور هو أعياد المشركين، وقال عمرو بن قيس هى مجالس السوء والخنا، وقال مالك عن الزهرى شرب الخمر لا يحضرونه ولا يرغبون فيه، وقيل هو الشرك وعبادة الأصنام، وقيل الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل.
الثانى:- أن الزور هو الكذب والباطل وقد ورد فى الحديث الصحيح الذى أخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ) (6)
واحتجوا بقوله تعالى للشيطان وحزبه: (اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاءكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) (7).
قالوا: قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي أخبرنا يحيى بن المغيرة أخبرنا جرير عن ليث عن مجاهد (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) أى: استزل منهم من استطعت قال وصوته الغناء والباطل.
قالوا: وبهذا الإسناد إلى جرير عن منصور عن مجاهد قال صوته هو المزامير، ثم روى بإسناده عن الحسن البصري قال صوته هو الدف.
قلت وهذا التفسير لا حجة فيه كذلك من وجهين:-
أولا:- أنه لا دليل عليه من قرآن أو سنه أو قول صاحب، فضلا عن تضارب القول عن مجاهد فتارة يفسر صوت الشيطان بالغناء وتارة بالمزامير، وتفسير صوته بالمزامير ساقط ويكفى للتدليل على ذلك ما أخرجه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأحمد والدارمى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأبى موسى الأشعرى: (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) (8) فلو كان المزمار حراما أو صوتا للشيطان ما استجاز النبىصلى الله عليه وسلم أن يستخدمه فى الثناء على صوت أبى موسى.
أما تفسير الحسن البصرى للصوت بالدف فساقط بما ورد فى الصحيحين من إجازة الدف وضرب الجاريتين به فى حضرة النبى كما سيتضح بعد، وكذا ورد فى جامع الترمذى وقال حسن صحيح أن امرأة تغنت وضربت بالدف فى حضرة النبى صلى الله ليه وسلم على ما سيتضح.
الثانى:-أنه قد ورد ما يخالفه وهو أثبت وأقوى منه عن ابن عباس وقتادة ومحمد بن جرير الطبرى المفسر المشهور أن صوت إبليس كل داع دعا إلى معصية لله تعالى.
هوامش
ـــــــــــــ
(1) سورة لقمان آية6
2) سورة القصص آية55
(3) سورة النجم آية59 - 62
(4) الأنفال آية 35
(5) الفرقان آية 72
(6) انظر كتاب الشهادات من صحيح البخارى باب ما قيل فى شهادة الزور رقم2460
(7) الإسراء آية 63
(8) انظر كتاب فضائل القرآن من صحيح البخارى باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن رقم4660، وكتاب صلاة المسافرين وقصرها من صحيح مسلم باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن رقم1322، وكتاب المناقب من جامع الترمذى باب مناقب أبى موسى الأشعرى رقم3790، وكتاب الافتتاح من سنن النسائى باب تزيين القرآن بالصوت رقم1009، وكتاب باقى مسند الأنصار من مسند أحمد باب حديث بريدة الأسلمى رقم21955، وكتاب فضائل القرآن من سنن الدارمى باب التغنى بالقرآن رقم 3362 0
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:34]ـ
يتبع إن شاء الله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتجوا بما رواه الطبرانى فى المعجم الكبير برقم (11181) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا يحيى بن بكير حدثني يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد عن عمير عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال إبليس لربه يا رب قد أهبط آدم وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل فما كتابهم ورسلهم قال قال رسلهم الملائكة والنبيون منهم وكتبهم التوراة والزبور والأنجيل والفرقان قال فما كتابي قال كتابك الوشم وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك ما لا يذكر اسم الله عليه وشرابك كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصائدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق).
قلت: رواه كذلك كل من معمر بن راشد فى الجامع موقوفا على قتادة برقم2.511، والبيهقى فى شعب الإيمان برقم5.91 ولا حجة فى موقوف، أما رواية الطبرانى فهى وإن كانت مرفوعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم ففيها يحيى بن عثمان بن صالح متكلم فيه قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: كتبت عنه و كتب عنه أبى، و تكلموا فيه.
و قال أبو سعيد بن يونس: كان عالما بأخبار البلد و بموت العلماء، وكان حافظا للحديث، و حدث بما لم يكن يوجد عند غيره.
وقال مسلمة بن قاسم: يتشيع، و كان صاحب وراقة، يحدث من غير كتبه، فطعن فيه لأجل ذلك. اهـ.
وقال الذهبى حافظ أخبارى له ما ينكر.
وفيها يحيى بن صالح الأيلى ضعفه العقيلى.
ومن الحجج التى احتج بها المحرمون ما رواه البخارى عن عبد الرحمن بن غنم قال: (حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري سمع النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول: (ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) (1)
وفي لفظ ابن ماجه وقال عن أبي مالك الأشعري ولم يشك (ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف اللّه بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) (2) والمعازف هي آلات الملاهي ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف هى الغناء والذي في صحاحه أنها اللهو وقيل صوت الملاهي، وفي حواشي الدمياطي المعازف الدفوف وغيرها مما يضرب به ويطلق على الغناء عزف وعلى كل لعب عزف.
قلت أما رواية البخارى فمعلولة بعلل منها:-
أولا:-أنه شك فى الراوى هل هو أبو عامر أم أبومالك.
الثانى:- أنها من طريق هشام بن عمار وإن كان هناك جماعة من أهل الجرح والتعديل قد وثقوه فقد جرحه آخرين وكانت آفته أنه كان يتلقن فى آخر حياته فضلا عن روايته عن ابن لهيعه وهو ضعيف، فلعل حديث المعازف مما تلقنه هشام بن عمار ولم يكن عنده صحيحا، وهذه هى أقوال المحدثين فيه:-
قال عنه يحيى بن معين: ثقة، وفى رواية كيس كيس.
وقال فى رواية أخرى: حدثنا هشام بن عمار و ليس بالكذوب، فذكر عنه حديثا. وقال هشام بن عمار: أحب إلى من ابن أبى مالك.
وقال العجلى: ثقة، وقال فى موضع آخر: صدوق.
وقال النسائى: لا بأس به.
وقال الدارقطنى: صدوق، كبير المحل.
وقال عبدان بن أحمد الجواليقى، عن هشام بن عمار: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة، وقال فى موضع آخر: ما كان فى الدنيا مثله.
وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: هشام ابن عمار لما كبر تغير فكل ما دفع إليه قرأه، وكلما لقن تلقن، وكان قديما أصح، كان يقرأ من كتابه. وسئل أبى عنه، فقال: صدوق.
وقال أبو عبيد الآجرى، قال أبو داود أبو أيوب ـ يعنى سليمان ابن بنت شرحبيل ـ خير منه ـ يعنى من هشام ـ، حدث هشام بأرجح من أربع مائة حديث ليس لها أصل مسنده كلها، كان فضلك يدور على أحاديث أبى مسهر و غيره، يلقنها هشام بن عمار.
وقال أبوعبيد الآجرى: كان فضلك يدور بدمشق على أحاديث أبى مسهر، و أحاديث الشيوخ يلقنها هشام بن عمار، فيحدثه بها، وكنت أخشى أن يفتق فى الإسلام فتقا.
وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهانى: سمعت محمد بن مسلم بن وارة الرازى يقول: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث.
وقال صالح بن محمد الأسدى: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبوبكر الإسماعيلى عن عبد الله بن محمد بن سيار: كان هشام بن عمار يلقن، وكان يلقن كل شىء، ما كان من حديثه وكان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا، وقال الله تعالى: (فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه) (3) وكان يأخذ على كل ورقتين درهما و يشارط ويقول: إن كان الخط دقيقا فليس بينى و بين الدقيق عمل. وكان يقول: وذاك أنى قلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن، فاختلط من ذاك، وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لى بعد ساعة: إن كنت تشتهى أن تعلم فأدخل إسنادا فى شىء، فتفقدت الأسانيد التى فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنه فكان يمر فيها يعرفها.
وقال أبو على الأوزاعى، ليس بثقة فى النقل، وقد كنت أردت أن أطرح كلامه ثم أوردته وبينت حاله.
وذكره ابن حبان فى " الثقات "
وقال مسلمة: تكلم فيه، وهو جائز الحديث صدوق.
وقال القزاز: آفته أنه ربما لقن أحاديث فتلقنها.
وقال أحمد بن أبى الحوارى: إذا حدث فى بلد فيه مثل هشام فيجب للحيتى أن تحلق.
وقال هشام: نظر يحيى بن معين فى حديثى كله إلا حديث سويد بن عبد العزيز، فإنه قال: سويد ضعيف.
وقد حدث هشام بن عمار عن ابن لهيعة بالإجازة.
وقال أبو زرعة الرازى: من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل فى عشرة آلاف حديث.
وقال المروذى: ذكر أحمد هشاما فقال: طياش خفيف، و ذكر له قصة فى اللفظ بالقرآن، أنكر عليه أحمد حتى إنه قال: إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة.
الثالث:-أن الحديث مضطرب متنا فقد ذكر البخارى فى صحيحه لفظ يستحلون وفى التاريخ لم يذكرها، وورد عند أحمد بلفظ ليشربن أناس من أمتى الخمر يسمونها بغير اسمها (4)، ورواه أبوداود عن أبى عامر وأبى مالك الأشعرى بالشك أيضا كالبخارى ولم يذكر لفظ المعازف، حيث جاء فيه (ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الخز والحرير) (5).
ولو فرضنا أن الحديث صحيح فهو خاص بفئة كان ديدنها الزنا وشرب الخمر فى مجلس الغناء والمعازف فجاء التحريم باعتباره أحد الأشكال التى ترتبط بمجلس الخمر، خاصة وأن ألفاظه جاءت متتابعة العطف على الحر وهو الفرج أى استحلال فروج النساء وهو الزنا، ومن ثم فالتحريم لا يقع على كل واحد منها منفردا، خاصة وأن النهى عن الأمور المتعددة أو ترتيب الوعيد على مجموعها لا يدل على تحريم كل واحد منها بعينه، وليس أدل على ذلك من قوله تعالى: (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين) (6) ومن ذلك قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) (7) فجعل طاعة الله وطاعة الرسول مرتبطتين، وجعل طاعة أولى الأمر مرتبطة بطاعتهما فإن وافقت طاعتهما وافقناهم وإن خالفتهما خالفناهم، وذلك لأنه سبحانه وتعالى لم يقل وأطيعوا أولى الأمر، ولو كان كذلك لكانت طاعتهم فى كل شىء كطاعة الله والرسول ولكنه سبحانه فرق بذلك، فلو أن الحديث جاء بصيغة تفريق لكان كل واحد على حده منفردا ولكنه لم يأت كذلك وبالله تعالى التوفيق.
أما لفظ ابن ماجه فقد رواه من طريق مالك بن ابى مريم الحكمى الشامى، ولم يروى له هو وأبو داود سوى هذا الحديث، ومالك وإن كان ابن حبان قد ذكره فى الثقات فليس بتعديل له خاصة وأن ابن حبان قد ذكر فى ثقاته أناسا متهمون بالوضع كما هو معروف لدى علماء الحديث، فضلا عن أنه من المغمورين قال ابن حزم لايدرى من هو، وقال الذهبى لا يعرف، ولو فرضنا صحته فإنه لم يخص الغناء والموسيقى بتحريم، وإنما هو مفسر لما قلناه سابقا من أن الحرمة إنما تشمل مجلس الخمر وما يقع فيه لارتباط الغناء فى تلك الحالة بالخمر، وهكذا فإن الشىء ربما يكون حلالا أو مباحا فلو اختلط بمحرم خرج عن إطار الحل إلى الحرمة وبالله تعالى التوفيق.
ومما احتج به المحرمون ما رواه أحمد (أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع إصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق وهو يقول يا نافع أتسمع فأقول نعم فيمضي حتى قلت لا فرفع يده وعدل راحلته إلى الطريق وقال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سمع زمارة راع فصنع مثل هذا) (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه أبوداود فقال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ نَافِعٍ قَالَ سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ مِزْمَارًا قَالَ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَنَأَى عَنْ الطَّرِيقِ وَقَالَ لِي يَا نَافِعُ هَلْ تَسْمَعُ شَيْئًا قَالَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَرَفَعَ إِصْبَعَيْهِ مِنْ أُذُنَيْهِ وَقَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ مِثْلَ هَذَا فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْلُؤْلُؤِيُّ سَمِعْت أَبَا دَاوُد يَقُولُ هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُطْعِمُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ قَالَ كُنْتُ رِدْفَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ مَرَّ بِرَاعٍ يَزْمُرُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ أَبُو دَاوُد أُدْخِلَ بَيْنَ مُطْعِمٍ وَنَافِعٍ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَسَمِعَ صَوْتَ زَامِرٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ أَبُو دَاوُد وَهَذَا أَنْكَرُهَا (9).
وأخرجه ابن ماجة فقال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ (كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَسَمِعَ صَوْتَ طَبْلٍ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ثُمَّ تَنَحَّى حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (10)
قلت طريق ابن ماجة فيه ليث وهو ضعيف.
ولو فرضنا صحته فهو حجة على المانعين لا لهم لأنه لو كان سماع الغناء حراماً لما أباحه صلى اللّه عليه وآله وسلم لابن عمر ولا ابن عمر لنافع ولنهى عنه وأمر بكسر الآلة لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وأما سده صلى اللّه عليه وآله وسلم لسمعه فيحتمل أنه تجنبه كما كان يتجنب كثيراً من المباحات كما تجنب أن يبيت في بيته درهم أو دينار وأمثال ذلك.
واحتجوا بما رواه أحمد وأبو داود (أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (إن اللّه حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام). وفي لفظ لأحمد (إن اللّه حرم على أمتي الخمر والميسر والمزر والكوبة والقنين) (11)
والميسر هو القمار والكوبة قيل هي الطبل، والغبيراء اختلف في تفسيرها فقيل الطنبور وقيل العود وقيل البربط وقيل مزر يصنع من الذرة أو من القمح، والمزر هو نبيذ الشعير، والقنين هو لعبة للروم يقامرون بها وقيل هو الطنبور بالحبشية وقيل هو الضرب به.
وهذا الحديث لا حجة فيه ففي إسناده الوليد بن عبدة مختلف فيه وثقه البعض، وقال عنه أبو حاتم الرازي مجهول وقال المنذرى عن هذا الحديث أنه معلول، ولو فرضنا صحته فنحن نتساءل لما بدأ بذكر تحريم الخمر وانتهى بتحريم كل مسكر ذاكرا بعض أدوات العزف ضمن حديثه عن حرمة الخمر، فلا جواب إلا لأنها كانت مستعملة أثناء انعقاد مجلس الخمر لا لذاتها.
واحتجوا بما روى عن عمران بن حصين: (أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف فقال رجل من المسلمين يا رسول اللّه ومتى ذلك قال: إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور) رواه الترمذي وقال روى هذا الحديث عن الأعمش عن عبد الرحمن بن سابط عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسل وهذا حديث غريب (12)
قلت: فيه عبد الله بن عبدالقدوس وثقه ابن حبان وقال ربما أغرب.
وقال يحيى بن معين ليس بشىء رافضى خبيث.
وقال أبوداود ضعيف الحديث.
وقال النسائى ضعيف.
وقال الحاكم فى حديثه بعض المناكير.
والمرسل هو من سقط من سنده راو أو أكثر وقد عرفه البعض بأنه هو المنقطع أيضا، ولا حجة فى مرسل، قال مسلم المرسل فى أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة، وحكى ابن عبدالبر هذا القول عن جماعة من أصحاب الحديث، وهو قول ابن حزم وابن الصلاح، واستقر على ذلك آراء جماعة حفاظ الحديث ونقاد الأثر وتداولوه فى تصانيفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتجوا بما روى عن أبي هريرة قال: (قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (إذا اتخذ الفيء دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً وتعلم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع بعضه بعضاً). رواه الترمذي وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (13).
قلت فيه رميح الجذامى لم يروى له الترمذى سوى هذا الحديث وهو مجهول قال ابن القطان رميح لا يعرف.
واحتجوا بما رواه أحمد عن أبي أمامة: عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (تبيت طائفة من أمتي على أكل وشرب ولهو ولعب ثم يصبحون قردة وخنازير وتبعث على أحياء من أحيائهم ريح فتنسفهم كما نسف من كان قبلكم باستحلالهم الخمر وضربهم بالدفوف واتخاذهم القينات).
قلت في إسناده فرقد السبخي قال أحمد: ليس بقوي.
وقال ابن معين: هو ثقة.
وقال الترمذي: تكلم فيه يحيى بن سعيد وقد روى عنه الناس.
قلت ولو فرضنا صحته فهو إما شاذ أو منسوخ لمعارضته لما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم بإباحة الدف فى البخارى ومسلم وغيرهما على ما سيتضح بعد قليل، أضف إلى ذلك أن هذا الحديث يقوى ما ذهبنا إليه من أن التحريم لمجلس الغناء جاء لاحتوائه على شرب الخمر والرقص والتمايل من قبل داعرات كاسيات عاريات يجتمع الناس لمشاهدة أفعالهن الخبيثة، وإلا فلما جاء فى الحديث إن صح ولم يكن شاذا أو منسوخا تحريم الدف وقد أباحه الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه.
واحتجوا بما روى عن أبي هريرة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: (إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء وفيه وشربت الخمور ولبس الحرير واتخذت القيان والمعازف) رواه الترمذى وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه ولا نعلم أحداً رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه وقد روى عنه وكيع وغير واحد من الأئمة (14)
قلت وممن تكلم فى فرج بن فضالة يحيى بن معين قال فرج ضعيف. وقال ابن حبان فرج بن فضالة كان يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به، وقد استدل على قوله بهذا الحديث.
وقال عبد الرحمن بن مهدى أحاديث الفرج عن يحيى بن سعيد منكرة.
واحتجوا بما رواه أحمد قال حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْكَبَارَاتِ يَعْنِي الْبَرَابِطَ وَالْمَعَازِفَ وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَقْسَمَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدُسِ وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ لِلْمُغَنِّيَاتِ قَالَ يَزِيدُ الْكَبَارَاتِ الْبَرَابِطُ) (15)
قلت هذا الحديث فيه آفتان فرج بن فضالة وقد أنفنا القول عنه، وعلي بن يزيد قال البخارى عنه منكر الحديث ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل كأنه ضعفة.
وقال يحيى بم معين ضعيف.
وقال أبوزرعة الرازى ليس بالقوى.
وقال أبوحاتم الرازى ضعيف الحديث أحاديثة منكرة ليس بالقوى.
وقال النسائى ليس بثقة وقال مرة متروك الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتجوا بما روى عن أبى أمامة أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام) في مثل هذا أنزلت هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل اللّه} إلى آخر الآية).رواه الترمذي. ولأحمد معناه ولم يذكر نزول الآية فيه ورواه الحميدي في مسنده ولفظه: (لا يحل ثمن المغنية ولا بيعها ولا شراؤها ولا الاستماع إليها) (16)
قلت فى سنده على بن يزيد وقد سبق القول فيه.
واحتجوا بما روى عن أبى أمامة فى حديثه المتقدم وفيه زيادة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (والذى نفسى بيده، مار فع رجل عقيرته بغناء إلا ارتدف عند ذلك الشيطان على عاتقه حتى يسكت ".
قلت هذه الزيادة من طريق مسلمة بن على الحسينى الدمشقى، والقاسم بن عبد الرحمن، الأول قال عنه يحيى بن معين: ليس بشىء، وقال البخارى: منكر الحديث.
والثانى ذكر أبو حاتم أن روايته عن على، و ابن مسعود، و عائشة مرسلة.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبى، و ذكر القاسم أبا عبد الرحمن، فقال: قال بعض الناس: هذه الأحاديث المناكير التى يرويها عنه جعفر بن الزبير، و بشر بن نمير، ومطرح، فقال أبى: على بن يزيد من أهل دمشق حدث عنه مطرح، و لكن يقولون: هذه من قبل القاسم مناكير مما يرويها الثقات يقولون من قبل القاسم و قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله، و ذكر له حديث عن القاسم الشامى عن أبى أمامة: أن الدباغ طهور. فأنكره و حمل على القاسم، وقال: يروى على بن يزيد هذا عنه أعاجيب، وتكلم فيها، وقال: ما أرى هذا إلا من قبل القاسم: قال أبو عبد الله: إنما ذهبت رواية جعفر بن الزبير لأنه إنما كانت روايته عن القاسم.
قال أبو عبد الله: لما حدث بشر بن نمير عن القاسم، قال شعبة: ألحقوه به.
و قال جعفر بن محمد بن أبان الحرانى: سمعت أحمد بن حنبل ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية، قال: هو منكر لأحاديثه متعجبا منها، قال: و ما أرى البلاء إلا من القاسم.
و قال أبو زرعة الدمشقى: ذكرت لأبى عبد الله يعنى أحمد ابن حنبل حديثا حدثنا به محمد بن المبارك أملاه علينا فى سنة ثلاث عشرة ومئتين قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن عروة بن رويم، عن القاسم أبى عبد الرحمن، قال: قدم علينا سلمان الفارسى دمشق، فأنكره أحمد، و قال لى: كيف يكون له هذا اللقاء و هو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية؟ فذكرت لأحمد حديثا حدثنا به عبد الله بن صالح أن معاوية بن صالح حدثهم عن سليمان أبى الربيع عن القاسم أبى عبد الرحمن، قال: رأيت الناس مجتمعين على شيخ فقلت: من هذا؟ قال: سهل بن الحنظلية، فسكت أحمد و لم يرده كما رد لقى القاسم سلمان: فأخبرت عبد الرحمن بن إبراهيم بقول أبى عبد الله أن القاسم مولى لخالد بن يزيد، و أن من كان عنده مولى لخالد، يعنى: لا يصح له هذا اللقاء، فقال لى عبد الرحمن بن إبراهيم: كان القاسم مولى لجويرية بنت أبى سفيان، فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه فلذلك يقال: مولى بنى يزيد بن معاوية.
قال أبو زرعة: و ذلك أحب القولين إلى.
وقال العجلى: يكتب حديثه، و ليس بالقوى.
وقال أبو حاتم: حديث الثقات عنه مستقيم، لا بأس به، و إنما ينكر عنه
الضعفاء.
وقال الغلابى: منكر الحديث.
وقال يعقوب بن شيبة السدوسى: قد اختلف الناس فيه، فمنهم من يضعف روايته، و منهم من يوثقه.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" قال ابن حبان: كان يروى عن الصحابة المعضلات. وقال إبراهيم بن موسى الفراء: رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى النوم ـ أو قال: حدثنى من رآه ـ: عرضت عليه أحاديثا من أحاديث القاسم عن أبى أمامة، فأنكرها. وقال أبو إسحاق الحربى: كان من ثقات المسلمين. وذكر له العقيلى حديث: " لئن كنت خلقت للجنة لأن يطول عمرك و يحسن عملك، خير لك ". لا يعرف إلا به. اهـ.
واحتجوا بما روى عن ابن مسعود (الغناء ينبت النفاق في القلب).
قلت وهذا ليس بشىء إذ فيه شيخ لم يسم ورواه البيهقي موقوفاً، وقال ابن طاهر أصح الأسانيد في ذلك أنه من قول إبراهيم. (17)
قلت ولا حجة فى قول صاحب خاصة إذا وجد من يخالفه من الصحابة الذين سمعوا واستجازوا الغناء على ما سيتضح بعد قليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت وقد روى عن أبى هريرة مسندا، قال ابن القيسرانى: هو حديث عبد الرحمن بن عبد الله العمرى…وعبد الرحمن هذا قال عنه أحمد بن أحمد بن حنبل عبد الرحمن ليس يسوى حديثه شيئا حرقنا حديثه سمعت منه ثم تركناه، …أحاديثه مناكير، وكان كذابا، وقال النسائى: متروك الحديث. (18)
واحتجوا بما روى عن أنس: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (من قعد إلى قينة يسمع صب في أذنه الإنك) والإنك هو الرصاص المزاب، ولا حجة فى ذلك قال ابن حزم إنه بليه لأنه عن مجهولين، وقال ابن القيسرانى هو حديث رواه أبونعيم الحلبى عن عبد الله بن المبارك عن مالك عن محمد بن المنكدر عن أنس، وأبونعيم اسمه عبيد بن محمد من أهل حلب ضعيف ولم يبلغ عن ابن المبارك، والحديث عن مالك منكر جدا، وإنما يروى عن ابن المنكدر مرسلا.
قلت أبونعيم عند ابن حزم عبيد بن هاشم الحلبى، وقد رمز السيوطى لهذا بالضعف.
واحتجوا بما روى عن عائشة وأنس عند البزار والمقدسي وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي بلفظ: (صوتان ملعونان في الدنيا والأخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة).
قلت وقد ذكره الحافظ القيسرانى فى كتابه السماع وفيه (وصوت ندية عند مصيبة) بدلا من رنة، وهذا لا حجة فيه ففى سنده محمد بن زياد قال عنه أحمد بن حنبل أعور كذاب خبيث يضع الحديث، وقال يحيى بن معين أجمع الناس على طرح هؤلاء النفر ليس يذاكر بحديثهم ولا يعتد بهم منهم محمد بن زياد.
وقال البزار عن هذا الحديث لا نعلمه عن أنس إلا بهذا الإسناد، وفى سنده شبيب بن بشر على قلة حديثه يخطىء.
واستنكر ابن عدى فى الكامل محمد بن زياد اليشكرى.
واحتجوا بما روى عن علي أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم نهى عن ضرب الدف والطبل وصوت المزمار).
ولا حجة فيه ففى سنده عبد الله بن ميمون القداح منكر الحديث، وقطر بن سالم قال عنه ابن القيسرانى شبيه بالمجهول، وقال السيوطى فى الجامع الصغير أخرجه الخطيب البغدادى ورمز له بعلامة الضعيف، وقد ضعفه الشيخ الألبانى رحمه الله فى ضعيف الجامع برقم (6.71).
واحتجوا بما روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (النظر إلى المغنية حرام، وغناؤها حرام وثمنها حرام).
وهذا لا حجة فيه، قال ابن القيسرانى: وهو حديث رواه يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل النوفلى المدينى أبو خالد عن يزيد بن حصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره ويزيد الأول، قال أبو عبد الرحمن النسائى: متروك الحديث، وقال البخارى: يزيد بن عبد الملك النوفلى قال أحمد عنده مناكير، .. وقال يحيى بن معين ك يزيد بن عبد الملك ليس بذلك (19).
واحتجوا بما روى عن علي: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (بعثت بكسر المزامير الحديث).
قلت وهذا ليس شىء فيه محمد بن الفرات قال عنه يحيى بن معين: ليس بشىء.
وقال ابن أبى شيبة: كذاب.
وقال النسائى: متروك الحديث.
واحتجوا بما روى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال: (كسب المغني والمغنية حرام) وكذا رواه الطبراني من حديث عمر مرفوعاً: (ثمن القينة سحت وغناؤها حرام).
ولا حجة فيه فهو من طريق يزيد بن عبد الملك، قال عنه أحمد بن حنبل عنده مناكير.
وقد ضعف الشيخ الألبانى هذا الحديث فى ضعيف الجامع برقم (2617)
ومن جملة ما استدلوا به حديث: (كل لهو يلهو به المؤمن هو باطل إلا ثلاثة ملاعبة الرجل أهله وتأديبه فرسه ورميه عن قوسه).
ولا حجة فيه فقد قال عنه الحافظ العراقى فى تخريجه أحاديث الإحياء فيه اضطراب، ولو فرضنا صحته فليس الباطل فيه بمعنى الحرام.
قال الغزالي: قلنا قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم فهو باطل لا يدل على التحريم بل يدل على عدم الفائدة.
وليس أدل على ذلك من قول أبى الدرداء إنى لأستجم نفسى بالشىء من الباطل كراهية أن أحمل عليها من الحق ما يملها.
واحتجوا بما روى عن جابر أنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة وخمش وجه وشق جيب ورنة شيطان).
قلت وهذا لا حجة فيه، إذ فيه ابن أبى ليلى سىء الحفظ، قال عنه أبوحاتم بن حبان: كان ردىء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطا يروى الشىء على التوهم، ويحدث على الحسبان، وكثرت المناكير من حديثه فاستحق الترك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتركه كل من احمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
واحتجوا بما روى عن ابن مسعود: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم سمع رجلاً يتغنى من الليل فقال لا صلاة له لا صلاة له لا صلاة له).
قلت هذا الحديث أخرجه أبو نعيم فى الحلية فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني إبراهيم بن سعيد الطبري قال ثنا أبو اليمان عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستمع الله عز وجل من مسمع ولا مرائي ولا لاه ولا ملاعب وسمع رجلا يتغنى من الليل فقال لا صلاة له حتى يصلي مثلها ثلاث مرات) قال أبونعيم غريب من حديث الربيع ما كتبناه إلا بهذا الإسناد.
قلت سعيد بن سنان له غرائب وإفرادات وأوهام.
واحتجوا بما أخرجه عبدالرزاق عن صفوان بن أمية قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه عمرو بن فروة فقال: يانبى الله إن الله كتب على الشقوة، ولا أرانى أرزق إلا من دفى بكفى فتأذن لى فى الغناء من غير فاحشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا إذن ولا كرامة ولا نعمة).
قلت: فيه يحيى بن العلاء قال عنه يحيى بن معين: ليس بثقة.
وقال عمرو بن العلاء: متروك الحديث.
واحتجوا بما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن ثمن الكلب وكسب الزمارة).
قلت: وهذا لا حجة فيه من وجهين:-
الأول: أنه من طريق سليمان بن أبى سليمان قال عنه ابن القيسرانى متروك الحديث غير ثقه.
الثانى: الزمارة هى الزانية قال ابن الأثير فى النهاية: هى الزانية، وقيل هى بتقديم الراء على الزاى من الزمر، وهى الإشارة بالعين أو بالحاجب أو الشفه والزوانى يفعلن ذلك. قال ثعلب الزمارة هى البغى الحسناء، وقال الأزهرى يحتمل أن يكون أراد المغنية وزمر: إذا غنى.
قلت: الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، فلا حجة فى هذا التفسير.
واحتجوا بما رواه الديلمى عن أبى أمامة مرفوعا (إن الله يبغض صوت الخلخال كما يبغض الغناء).
وهذا لا حجة فيه أيضا فهو ضعيف.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال حدثنا هارون بن عبيد الله حدثنا يزيد بن هرون حدثنا أشرس أبو شيبان الهذلي قال قلت لفرقد السبخي أخبرني يا أبا يعقوب من تلك الغرائب التي قرأت في التوراة فقال يا أبا شيبان والله ما أكذب على ربي مرتين أو ثلاثا لقد قرأت في التوراة ليكونن مسخ وخسف وقذف في أمة محمد في أهل القبلة قال قلت يا أبا يعقوب ما أعمالهم قال باتخاذهم القينات وضربهم بالدفوف ولباسهم الحرير والذهب ولئن بقيت حتى ترى أعمالا ثلاثة فاستيقن واستعد واحذر قال قلت ما هي قال إذا تكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ورغبت العرب في آنية العجم فعند ذلك قلت له العرب خاصة قال لا بل أهل القبلة ثم قال والله ليقذفن رجال من السماء بحجارة يشدخون بها في طرقهم وقبائلهم كما فعل بقوم لوط وليمسخن آخرون قردة وخنازير كما فعل ببني إسرائيل وليخسفن بقوم كما خسف بقارون.
قلت لا حجة فى هذا إذ إنه من طريق فرقد السبخى متكلم فيه وليس بالقوى.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال حدثنا عبد الجبار بن عاصم قال حدثني المغيرة بن المغيرة عن صالح بن خالد رفع ذلك إلى النبي أنه قال ليستحلن ناس من أمتي الحرير والخمر والمعازف وليأتين الله على أهل حاضر منهم عظيم بجبل حتى ينبذه عليهم ويمسخ آخرون قردة وخنازير.
قلت وهذا مرسل ولا حجة فى مرسل.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد عن أبي العباس الهمداني عن عمارة بن راشد عن الغازي بن ربيعة رفع الحديث قال: ليمسخن قوم وهم على أريكتهم قردة وخنازير بشربهم الخمر وضربهم بالبرابط والقيان.
وهذا ليس بشىء فإلى جانب أنه مرسل، ففيه إسماعيل بن عياش كان إذا حدث عن غير الشاميين يخلط ويروى مناكير، ومن ثم فأحاديثه عن غير الشاميين فيها نظر على قول البخارى.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن أبان بن تغلب عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط قال قال رسول الله يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ قالوا فمتى ذاك يا رسول الله قال إذا أظهروا المعازف واستحلوا الخمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لا شىء إذ إنه من طريق إسحاق بن إسماعيل عن جرير وقد تكلم فى سماع إسحاق من جرير.
واحتجوا بما رواه ابن أبى الدنيا قال وأنبأنا أبو إسحق الأزدي حدثنا إسمعيل بن أبي أويس حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أحد ولد أنس بن مالك وعن غيره عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ليبيتن رجال على أكل وشرب وعزف فيصبحون على أرائكهم ممسوخين قردة وخنازير.
قلت: ولا حجة فى هذا فهو إلى جانب أن فى سنده من هو مجهول الحال، ففيه عبد الرجمن بن زيد وهو ضعيف.
قال عنه أحمد بن حنبل: ضعيف.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبى يضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقال: روى حديثا منكرا: " أحلت لنا ميتتان و دمان "
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس حديثه بشىء.
وقال البخارى، وأبو حاتم: ضعفه على ابن المدينى جدًا.
و قال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعيف، و أمثلهم عبد الله.
وقال النسائى: ضعيف.
وقال خالد بن خداش: قال لى الدراوردى، و معن، و عامة أهل المدينة: لا نريد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه كان لا يدرى ما يقول، و لكن عليك بعبد الله ابن زيد بن أسلم.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ليس بقوى فى الحديث، كان فى نفسه صالحا، وفى الحديث واهيا.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار و هو لا يعلم، حتى كثر ذلك فى روايته من رفع المراسيل، و إسناد الموقوف، فاستحق الترك.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ضعيفا جدا.
وقال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه، هو رجل صناعته العبادة و التقشف، ليس من أحلاس الحديث.
وقال الساجى: و هو منكر الحديث.
وقال الطحاوى: حديثه عند أهل العلم بالحديث فى النهاية من الضعف
وقال الحربى: غيره أوثق منه.
وقال الجوزجانى: أولاد زيد ضعفاء.
وقال الحاكم، و أبو نعيم: روى عن أبيه أحاديثًا موضوعة.
و قال ابن الجوزى: أجمعوا على ضعفه. اهـ.
وقال ابن حجر: ضعيف.
وقال الذهبى: ضعفوه.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو عمرو هرون بن عمر القرشي حدثنا الخصيب بن كثير عن أبي بكر الهذلي عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذاك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف).
قلت ولا حجة فيه ففيه أبى بكر الهذلى متروك.
قال عمرو بن على: سمعت يحيى بن سعيد و ذكر أبا بكرالهذلى، فلم يرضه، ولم أسمعه ولا عبد الرحمن يحدثان عنه بشىءٍ قط قال: وسمعت يزيد بن زريع يقول: عدلت عن أبى بكر الهذلى عمدًا.
وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس بشىء. وقال فى موضع آخر: ليس بثقة.
وقال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن يحيى بن معين: ليس بشىء. وقال أيضا عن يحيى: كان غندر يقول: كان أبو بكر الهذلى إمامنا و كان يكذب.
وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال أبو حاتم: لين الحديث، يكتب حديثه و لا يحتج به. وقال النسائى: ليس بثقة و لا يكتب حديثه.
وقال النسائى وعلى بن الجنيد: متروك الحديث.
وقال على بن عبد الله بن المدينى: ضعيف ليس بشىء. وقال مرة: ضعيف جدًا. وقال مرة: ضعيف ضعيف.
وقال الجوزجانى: يضعف حديثه، وكان من علماء الناس بأيامهم وقال البخارى: فى "الأوسط" و زكريا الساجى: ليس بالحافظ عندهم.
وقال الدارقطنى: منكر الحديث متروك.
وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف ليس حديثه بشىء.
وقال المروزى: كان أبو عبد الله يضعف أمره.
وقال ابن عمار: بصرى ضعيف.
وقال أبو إسحاق الحربى: ليس بحجة.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوى عندهم.
وقال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. اهـ.
واحتجوا بما رواه ابن أبى الدنيا قال حدثنا عبد الجبار بن عاصم قال حدثنا أبو طالب قال حدثنا اسمعيل بن عياش عن عبد الرحمن التميمي عن عباد بن أبي علي عن علي رضي الله عنه عن النبي أنه قال: (تمسخ طائفة من أمتي قردة وطائفة خنازير ويخسف بطائفة ويرسل على طائفة الريح العقيم بأنهم شربوا الخمر ولبسوا الحرير واتخذوا القيان وضربوا بالدفوف).
وهذا ليس بشىء ففيه إسماعيل بن عياش فيه نظر فى روايته عن غير الشاميي.
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال حدثنا الحسن بن محبوب حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف) قالت عائشة: يا رسول الله وهم يقولون لا إله إلا الله فقال: (إذا ظهرت القينات وظهر الزنا وشربت الخمر ولبس الحرير كان ذا عند ذا).
قلت ولا حجة فى هذا فهو مرسل عن محمد بن المنكدر إذ إنه لم يلق عائشة، ولم يسمع منها وروايته عنها مرسلة، ولا حجة فى مرسل.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال أخبرنا الهيثم بن خارجة حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله: (يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ) قيل: يا رسول الله متى؟ قال: (إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمرة).
قلت وهذا لا حجة فيه كذلك إذ فيه عبد الرحمن بن زيد وهو ضعيف وقد أنفنا القول عنه سابقا.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال حدثنا محمد بن ناصح حدثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الجهني حدثني أبو العلاء عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة رضي الله عنها ورجل معه فقال لها الرجل يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة فقال إذا استباحوا الزنى وشربوا الخمر وضربوا بالمعازف غار الله في سمائه فقال تزلزلي بهم فإن تابوا وفزعوا وإلا هدمتها عليهم قال: قلت يا أم المؤمنين أعذاب لهم قالت: بل موعظة ورحمة وبركة للمؤمنين ونكال وعذاب وسخط على الكافرين قال أنس: ما سمعت حديثا بعد رسول الله أنا أشد به فرحا مني بهذا الحديث.
قلت وهذا لا حجة فيه فهو إلى كونه موقوف على عائشة ففيه بقية بن الوليد كان يدلس عن الضعفاء ويروى عن غير الثقات والمجهولين، ومن ثم فقد قال النسائى إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقه وإذا قال عن فلان فلا يؤخذ عنه، وهذا الحديث لم يقل فيه قال أو أخبرنا وإنما قال عن يزيد بن عبد الله.
واحتجوا بما رواه ابن أبي الدنيا قال حدثنا عبد الله بن عمر الجشمي حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا فرقد السبخي حدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب قال حدثني عاصم بن عمرو والبجلي عن أبي أمامة عن رسول الله قال: (يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة بدار فلان خسف الليلة ببني فلان وليرسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور فيها وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا بشربهم الخمر وأكلهم الربا واتخاذهم القينات وقطيعتهم الرحم).
قلت وهذا لا حجة فيه إذ إنه من طريق فرقد السبخى وقد سبق معرفة حاله وأنه لا حجة فى مروياته.
واحتجوا بما رواه ابن أبى الدنيا قال وأخبرنا الحسين بن عبد الرحمن قال: قال أبو عبيدة معمر بن المثنى جاور الحطيئة قوما من بني كلب فمشى ذو الدين منهم بعضهم إلى بعض وقالوا يا قوم إنكم قد رميتم بداهية هذا الرجل شاعر والشاعر يظن فيحقق ولا يستأني فيتثبت ولا يأخذ الفضل فيعفو فأتوه وهو في فناء خبائه فقالوا يا أبا مليكة إنه قد عظم حقك علينا يتخطيك القبائل إلينا وقد أتيناك لنسألك عما تحب فنأتيه وعما تكره فنزدجر عنه فقال جنبوني ندي مجلسكم ولا تسمعوني أغاني شبيبتكم فإن الغناء رقية الزنى.
وهذا لا حجة فيه إذ إنه ليس من كلام النبوة بل هو من قول الحطيئة الشاعر ولا حجة فى أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واحتجوا بما هو مخرج فى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علىَّ النبي وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر رضي الله عنه فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند النبي فأقبل عليه رسول الله فقال: (دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا).
قالوا فلم ينكر رسول الله على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب وكان اليوم يوم عيد.
وهذا التعليل فاسد من وجوه:-
الأول:- أن قول النبى صلى الله عليه وسلم لأبى بكر دعهما فيه نسخ وإبطال لقول أبى بكر أن الغناء مزمور الشيطان، وإلا ما استجاز النبى صلى الله عليه وسلم إن كان الأمر كذلك أن يدع الجاريتين تغنيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانى:- أن قولهم بأن الجاريتين غير مكلفتين يبطله أن عائشة وكانت جارية صغيرة من سنهما كانت تصوم وتصلى وفرض عليها الحجاب وسائر فرائض الإسلام، فهل غير المكلف يفعل أفعال المكلفين.
ثم إن الجارية كانت تطلق كذلك على المرأة المملوكة، والنص ليس فيه أن الجاريتين كانتا صغيرتان.
الثالث:- أن النبى صلى الله عليه وسلم سمع الغناء من المرأة التى نذرت أن تغنى وتضرب إن رجع النبى منتصرا فى إحدى غزواته وكذا أبو بكر وعثمان وعلى، وهذا حديث صحيح سنعرض له لاحقا، فلم لم يمنع الرسول المرأة من الغناء إن كان مزمور الشيطان.
واحتجوا بما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه سمع صوتا، فقال: (انظروا من هذا؟ فإذا معاوية وعمرو يتغنيان) الحديث وفيه اللهم أركسهما فى الفتنة إركاسا.
قلت هذا حديث من توليد أهل الفسق والباطل فيه يزيد بن أبى زياد قال عنه الحافظ ابن القيسرانى: "كان الكذبة يلقنونه على وفق اعتقادهم فيتلقنها ويحدث بها ضعفة أئمة أهل النقل، قال: وقد روى هذا الحديث عن طريق آخر نسب فيه معاوي… عن شداد بن أوس قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع قائلا يقول: وذكر بيتا من الشعر فقال النبى صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقلت: هذا معاوية بن التابوت ورفاعة بن عمرو بن التابوت: فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (اللهم أركسهما فى الفتنة ركسا ودعهما إلى النار دعا)، هكذا رواه ابن عدى فى ذكر شعيب بن إبراهيم، وقال: أحاديثه منكرة وفيه تحامل على السلف، قال الشيخ: وهذا الحديث على وهنه أسقط لكذبه من الحديث الأول… ولقنوه ليزيد بن أبى زياد فحدث به على ما وضعوه فى كتابه، ولم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أحدا من الصحابة إلا بخير) (20).
قلت: ويكفى على سقوطه وكذبه ورود العديد من الأحاديث الصحيحة التى تثبت جواز سماع الشعر وقوله والتغنى به، والتى سنعرض لها بعد قليل.
واحتجوا بما روى عن ابن وهب قال أخبرني سليمان بن بلال عن كثير بن زيد أنه سمع عبيد الله يقول للقاسم بن محمد كيف ترى في الغناء فقال له القاسم هو باطل فقال: قد عرفت أنه باطل فكيف ترى فيه فقال القاسم: أرأيت الباطل أين هو قال: في النار قال: فهو ذاك.
قلت: ولا حجة فى هذا من وجهين:-
الأول:- أن هذا القول فى نسبته مقال إذ إنه من طريق كثير بن زيد مختلف فيه ضعفه البعض ووثقه آخرون، وكان يخطىء فى النقل. الثانى:- أنه ليس كل باطل فى النار، وليس أدل على ذلك من قول أبو الدرداء إنى لأستجم نفسى بالشىء من الباطل كراهية أن أحمل عليها من الحق ما يملها، فهل هذا الصاحب العظيم يستجيز باطلا يدخله النار أم هناك فرق كبير بين الباطل الذى يدخل النار، والباطل الذى تتلهى به النفس لتقوى على ممارسة الحياة.
واحتجوا بما روى عن على بن أبى طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات وله قينة فلا تصلوا عليه).
قلت: هذا من أسقط ما روى فى هذا الباب إذ يعارضه ما ثبت من أحاديث صحيحة تشير إلى امتلاك بعض الصحابة إلى قينات وعلم النبى بذلك دون نهى لهم، حتى أن المغنية كانت تعرف بقينة بنى فلان، وسنعرض لذلك لاحقا، أضف إلى ذلك أن هذا الحديث روى بإسناد مجهول عن خارجة بن مصعب، وخارجة نفسه متروك الحديث.
قال عنه أحمد بن حنبل: لا يكتب حديثه.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: نهانى أبى أن أكتب عن خارجة بن مصعب شيئا من الحديث.
وقال يحيى بن معين: ليس بشىء.
وقال فى موضع آخر: ليس بثقة.
وقال عباس الدورى عنه: كذاب.
وقال معاوية بن صالح عنه: ضعيف.
وقال المفضل بن غسان الغلابى، عن يحيى: ليس بثقة، و فى موضع آخر: ضعيف.
و قال الحسين بن محمد بن زياد القبانى: قال لى أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلى: أتدرى لم ترك حديث خارجة؟ فقلت: لمكان رأيه، أو كما قلت. قال: لا، و لكن كان أصحاب الرأى عمدوا إلى مسائل من مسائل أبى حنيفة فجعلوا لها أسانيد، عن يزيد بن أبى زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، فوضعوها فى كتبه، فكان يحدث بها.
وقال البخارى: تركه ابن المبارك، و وكيع.
وقال فى موضع آخر: قال يحيى بن يحيى: كان يدلس عن غياث بن إبراهيم، و غياث ذهب حديثه، ولا يعرف صحيح حديثه من غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى، و سئل عن خارجة بن مصعب، فقال: خارجة عندنا مستقيم الحديث، و لم نكن ننكر من حديثه إلا ما يدلس عن غياث، فإنا كنا قد عرفنا تلك الأحاديث فلا نعرض لها.
وقال النسائى: ضعيف.
وقال فى موضع آخر: ليس بثقة.
وفى موضع آخر: متروك الحديث.
وقال محمد بن سعد: اتقى الناس حديثه فتركوه.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: كان يرمى بالإرجاء.
وذكره يعقوب بن سفيان فى باب: ((من يرغب عن الرواية عنهم)): وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوى، يكتب حديثه و لا يحتج به، مثل مسلم بن خالد الزنجى، لم يكن محله محل الكذب.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، و الحاكم أبو أحمد: متروك الحديث.
وقال الدارقطنى: ضعيف، و أخوه على ضعيف.
وقال أبو أحمد بن عدى: له حديث كثير، و أصناف فيها مسند ومقاطيع، و حدث عنه أهل العراق، و أهل خراسان، و هو ممن يكتب حديثه، و عندى أنه إذا خالف فى الإسناد أو المتن فإنه يغلط و لا يتعمد، و إذا روى حديثا منكرا، فيكون البلاء ممن روى عنه، فيكون ضعيفا، و ليس هو ممن يتعمد الكذب.
وقال الذهبى: واه.
وقال الحافظ ابن حجر: فى "تهذيب التهذيب "وقال يعقوب بن شيبة: ترك ابن المبارك حديثه، و قال: رأيت منه سهولة فى أشياء فلم آمن أن يكون أخذه للحديث على ذلك.
وقال يعقوب: و هو ضعيف الحديث عند جميع أصحابنا.
ووهاه الفضل بن موسى السينانى.
وقال ابن المدينى: هو عندنا ضعيف.
وقال الآجرى، عن أبى داود: ضعيف.
و قال مرة: ليس بشىء. و قال أيضا عنه: خارجة أودع كتبه عند غياث بن إبراهيم فأفسدها عليه.
وقال ابن حبان: كان يدلس عن غياث بن إبراهيم و غيره، و يروى ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع فى حديثه الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
وذكره ابن الجارود و العقيلى و سعيد بن السكن و أبو زرعة الدمشقى وأبو العرب الصقلى و غيرهم فى " الضعفاء ". اهـ.
واحتجوا بما روى عن جابر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان إبليس أول من ناح وأول من تغنى).
قلت: هذا لا حجة فيه من وجهين:-
الأول: أنه لا أصل له قال الحافظ العراقى فى تخريج الإحياء "لم أجد له أصلا من حديث جابر، وذكره صاحب الفردوس من حديث على بن أبى طالب ولم يخرجه ولده فى مسنده".
الثانى: أن المحرم عندنا رفع الصوت بالبكاء ولطم الخدود أما النواح فليس بمحرم مادام مخفوض الصوت، وكذا الغناء فقد وردت نصوص بإجازته على ما سيتضح ومن ثم فلا اعتبار لما أثر عن إبليس إن صح.
واحتجوا بما روى عن رجل قال لابن عباس رضي الله عنهما ما تقول في الغناء أحلال هو أم حرام؟ فقال: لا أقول حراما إلا ما في كتاب الله فقال أفحلال هو؟، فقال ولا أقول ذلك، ثم قال له: أرأيت الحق والباطل؟ إذا جاءا يوم القيامة فأين يكون الغناء؟ فقال الرجل: يكون مع الباطل، فقال له ابن عباس اذهب فقد أفتيت نفسك.
قلت وهذا لا حجة فيه من وجوه:-
الأول:- أنه عن رجل لا يدرى من هو.
الثانى:- أنه من قول ابن عباس ولا حجة فى أحد دون رسول الله.
الثالث:-أننا أسلفنا أنه ليس كل باطل فى النار، وابن عباس نفسه لم يقل أن الباطل حرام فى هذا النص.
واحتجوا بما روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه مر بلهو فأعرض عنه فقال رسول الله: ((إن أصبح ابن مسعود لكريما)).
وهذا ليس بشىء إذ لو صح لما كان فيه أدنى إشارة إلى حرمة الغناء، فهناك لهو مباح يتلهى به المسلم، وآخر محرم يحظر على كل مسلم اقترافه، ولم يحدد الحديث أن هذا اللهو هو الغناء، والمفهوم منه إن صح أنه لهو محظور، ولو حكمنا بتحريم اللهو لكونه لهواً لكان جميع ما في الدنيا محرماً لأنه لهو لقوله تعالى: {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو} وبالله تعالى التوفيق.
واحتجوا بما روى عن أبي هريرة: أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: ((استماع الملاهي معصية والجلوس عليها فسق والتلذذ بها كفر)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الحديث قد بحثت عنه فى معظم كتب السنة المشهورة من صحاح ومصنفات ومعاجم وجوامع ومسانيد وغيرها فلم أعثر عليه قط، ولعله هو الحديث الذى احتج به بعض الحنفية على حرمة الغناء والملاهى ففسقوا سامعها وكفروا مستلزها، فإن كان هو فقد كفانا مؤنته ابن القيم وقال: لا يصح رفعه عند عرضه لرأى الحنفية فى الغناء، بكتابه الشهير إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
وقد صنف في جمع هذه الأحاديث جماعة من العلماء كابن حزم الظاهرى فى رسالته الغناء الملهى أمباح هو أم محظور (21) وابن طاهر المشهور بأن القيسرانى فى كتاب السماع (22) وابن أبي الدنيا ذم الملاهى (23، وابن حمدان الأربلي، والإدفوى الشافعى فى كتابه الإمتاع فى أحكام السماع والذهبي مختصر الإمتاع (24)، وأبوالطيب الطبرى الشافعى فى كتابه مصنف فى ذم الغناء والمنع منه، ذكره ابن الجوزى فى تلبيس إبليس، وابن تيمية فى فتاواه، وأبو الفتح أحمد بن محمد الغزالى فى كتابه بوارق الإلماع (25) وكتاب فرح الأسماع برخص السماع لمحمد الشاذلى التونسى، وابن تيمية فى كتابه السماع والرقص ضمن مجموعة الرسائل الكبرى، وابن حجر الهيثمى فى كتابه كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (26) وعبد الغنى النابلسى فى كتابه إيضاح الدلالات فى سماع الآلات (27)، وشيخنا واستاذنا العلامة الدكتور القرضاوى بعد أن صنفت رسالتى هذه وجدته أصدر كتابا ضخما اسمه فقه الغناء والموسيقى جاء فيه بما يذهب عقل اللبيب فكما عودنا دوما أتى بما هو جديد وفريد وتعجبت أشد الإعجاب من ذلك لما بصرت به فبارك الله فيه وأطال عمره.
قال الإدفوى: وقد ضعفها جماعة من الظاهرية والمالكية والحنابلة والشافعية، ولم يحتج بها الأئمة الأربعة، ولا داوود – يعنى داود الظاهرى- ولا سفيان – يعنى الثورى- وهم رؤس المجتهدين، وأصحاب المذاهب المتبعة (28)
و قال ابن حزم: ولا يصح في الباب حديث أبداً وكل ما فيه فموضوع، ووالله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ترددنا فى الأخذ به (29) ووافقه على ذلك أبو بكر ابن العربي في كتابه الأحكام وقال: لم يصح في التحريم شيء، وكذلك قال الغزالي وابن النحوي في العمدة، وهكذا قال ابن طاهر: إنه لم يصح منها حرف واحد والمراد ما هو مرفوع منها، وقال الفاكهاني: لم أعلم في كتاب اللّه ولا في السنة حديثاً صحيحاً صريحاً في تحريم الملاهي وإنما هي ظواهر وعمومات يتأنس بها لا أدلة قطعية.
ولما وجد المحرمون الأحاديث التى يحتجون بها كما بينا قالوا حرمه الأئمة فاحتجوا بما أثر عن الأئمة الأربعة وغيرهم من أقوال وقالوا حراما بناء على أقوالهم وهذه الأقوال هى:-
قال مالك: إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب.
وسئل مالك رحمه الله عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق.
وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم.
وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وقالوا إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه على قول ابن القيم.
وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض. قالوا ويتقدم إليه الإمام إذا سمع ذلك من داره فإن أصر حبسه أو ضربه سياطا وإن شاء أزعجه عن داره.
وأما الشافعي فقال في كتاب: (أدب القضاء) إن الغناء لهو مكروه يشبه الباطل والمحال ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته.
وقال رحمه الله وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته وأغلظ القول فيه، وقال هو دياثة فمن فعل ذلك كان ديوثا.
قال الشيخ أبو إسحق في التنبيه ولا تصح يعني الإجارة على منفعة محرمة كالغناء والزمر وحمل الخمر.
وقد تواتر عن الشافعي أنه قال خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن.
وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه سألت أبي عن الغناء فقال الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ثم ذكر قول مالك إنما يفعله عندنا الفساق (30)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت وهذه الحجة لا يمكن قبولها من وجهين:-
الأول:- أنه لم يأت نص صريح على التحريم، وأقوال العلماء لا حجة فيها وإنما الحجة فى الدليل.
الثانى:- أنه قد ورد عن بعض الأئمة وغيرهم سماع الغناء والترخيص فيه، بل ورد عن جمع من الصحابة وهو ما سنعرض له بعد قليل.
هوامش
ــــــــــــــــــ
(1) انظر كتاب الأشربة من صحيح البخارى باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه0
(2) انظر كتاب الفتن من سنن ابن ماجه باب العقوبات رقم4010 0
(3) سورة البقرة آية 181.
(4) انظر كتاب باقى مسند الأنصار من مسند أحمد باب حديث أبى مالك الأشعرى رقم21827 0
(5) انظر كتاب اللباس من سنن أبى داود باب ما جاء فى الخز رقم3521 0
(6) سورة الحاقة آية30 - 34
(7) سورة النساء آية 59
(8) انظر كتاب مسند المكثرين من الصحابة من المسند باب مسند عبد الله بن عمر رقم4307 0
(9) انظر كتاب: الأدب من سنن أبى داود، باب: كراهية الغناء والزمر رقم4278 0
(10) انظر كتاب: النكاح من سن ابن ماجه، باب: الغناء والدف رقم1891 0
(11) انظر كتاب: المكثرين من الصحابة بالمسند، باب مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رقم6303، 6260، وانظر كتاب: الأشربة من سنن أبى داود، باب: النهى عن المسكر رقم3200 0
(12) انظر كتاب الفتن من جامعه باب ما جاء فى علامة حلول السخ والفسخ رقم2138 0
(13) انظر كتاب الفتن باب ما جاء فى علامة حلول المسخ والخسف رقم 2137 0
(14) انظر كتاب الفتن من جامعه باب ما جاء فى علامة حلول المسخ والخسق رقم2136 0
(15) أنظر كتاب: باقى مسند الأنصار من المسند باب: حديث أبى أمامة رقم21190 0، والكبارات البرابط والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية).
(16) انظر كتاب البيوع من جامع الترمذى باب ما جاء فى كراهية بيع المغنيات رقم1203، وكتاب باقى مسند الأنصار من مسند أحمد باب أخبار عبادة بن الصامت رقم21725 0
(17انظر كتاب السماع، ص88 0
(18) انظر كتاب السماع، ص84 0
(19) انظر كتاب السماع، ص85 0
(20) انظر كتاب السماع، ص86 0
(21) نشر هذه الرسالة إحسان عباس فى الجزء الأول من رسائل ابن حزم الأندلسى، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت
(22) طبعه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية0
(23) نشره وحققه جيمس روبنسون بلندن، وترجمه إلى الإنجليزية 0
(24) تختص دار الحرمين بنشر هذين الكتابين0
(25) نشره روبنسون مع كتاب ابن أبى الدنيا السابق، وطبعته دار الحرمين بالقاهرة0
(26) نشر وطبع بالقاهرة0
(27) طبع بدمشق وبومبى0
(28) انظر: الشوكانى، إبطال دعوى الإجماع ن ص51،52 0
(29) انظر: المحلى، تحقيق عبد الغفار سليمان، دار الكتب العلمية، بيروت، 7/ 565 مسألة1566
(30) عن هذه الأقوال انظر ابن القيم: إغاثة اللهفان 0
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:52]ـ
ها نحن قد انتهينا من أدلة المحرمين ومناقشتها، وسنتبع هذا بأدلة المجيزين إن شاء الله
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:13]ـ
أدلة المحرمين ومناقشتها:-
احتج المانعون من الغناء والموسيقى بعدد من الأدلة فى الكتاب والسنة منها قوله: (تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل اللّه) (1) قالوا لهو الحديث هو: الغناء وقد روى ذلك عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر.
وهذا لا حجة فيه من وجوه:-
الأول:-أن الآية فيها تقييد بصفتين من كانتا فيه كان مجرما زنديقا بلا شك وهما استخدام اللهو للإضلال عن سبيل الله وطريقه الحق، والاستهزاء من آيات القرآن العظيم بهذا اللهو وتالله فهذه الآية لا تصلح للاحتجاج على تحريمه على من يسمعه للاستجمام والترويح وإنما تشمل فئة أخرى ممن يحاربون الله ورسوله ويسعون بكل السبل لتحويل المسلمين عن دينهم.
الثانى:- أن هناك الكثير من الصحابة من استمع الغناء وأجازه على ما سيتضح بعد، ومن ثم فاللهو عندهم فى هذه الآية ليس كما فسره كل من ابن عباس وابن مسعود وابن عمر إن صحت نسبته إليهم، وإلا كانوا مخالفين لله تعالى عاصين له وحاشاهم من ذلك.
الثالث:- أن الحافظ ابن طاهر المشهور بابن القيسرانى قد تتبع الأسانيد إلى ابن عباس وابن عمر وابن مسعود فلم يجد طريقا يثبت إلى واحد من هؤلاء الصحابة سوى طريق واحد إلى ابن عباس ولا يخلو من ضعيف.
قلت ولو فرضنا صحته فلا حجة فيه لأن الآية كما أسلفنا خاصة بفئة معينة ثم إنه قول صاحب ولا حجة لصاحب خاصة فى وجود من يخالفه
الرابع:- أن اللهو المستحب كان معروفا بين الصحابة وحض عليه النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال لعائشة وكانت فى عرس أكان معكم من لهو على ما سيتضح فيما بعد.
بالنسبة للآيات الأخرى لا دليل فيها على تحريم الغناء و الله تعالى أعلم.
و لكن نقاشي معك يكون في آية لقمان
قولك أن القيسراني ضعف الأسانيد فلا بد من نقل كلامه أخي الكريم لأن المناقشة عنا مناقشة علمية فلا بد من النقل للنقاش و التحاور في مضمون كل كلام, فإن كان القيسراني ضعف الأسانيد عدى أثر ابن عباس قلت صحح الأسانيد ابن حجر الحافظ و ابن القيم رحمه الله. فمن نتبع الآن؟
إذن لا بد أخي الكريم من النقل.
قول الصحابي في سبب النزول أخي الكريم حجة و هذا لا يخفاك فابن مسعود أقسم أنها في الغناء نزلت, فهل هذا ليس حجة؟
أما مخالفة الصحابة في المسألة فقبل كل شيء أثبت العرش ثم انقش, و هب أن بعضهم سمع الغناء فالمقدم من فسر كلام الله عز وجل أو ذكر سبب النزول على من سمع الغناء دون دليل مذكور, كما أن الإختلاف لم يقع في تفسير الآية فمن فسرها {لهو الحديث} حتى بالشرك هو من التابعين أما الصحابة الوارد عنهم في التفسير هم الغناء.
أخي ننتظر ردك إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيك أخى أبا البراء ورزقنا الله وإياك الفهم والإذعان للحق أينما كان، وأنا ساضع الكلام إن شاء الله كما قلت ن وسأضع ردى على هذه النقطة ولكن غدا إن شاء الله لأنى كنت بالعاصمة القاهرة وعدت بعد يوم دراسى حافل وأنا مجهد جدا، فليس لدى القدرة على الرد الآن
على أمل بعودة إن شاء الله للرد واستكمال الموضوع
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 12:44]ـ
أخي الدكتور عبد الباقي لا شك أن لدينا مشكلة في حكاية الإجماعات، ولكن لدينا مشكلة أيضاً في حكاية الخلافات.
أسمع كثيرا ممن يقول أن مسألة المعازف مسالة خلافية فأسألهم من قال بجوازها قبل قرن الخامس مع إثبات ذلك فيأتيني بقول في الغناء أو نقل سقيم في المعازف أو كلام في الدف مما استثني من المعازف ولا أجد إلا اللف والدوران وارجع لكتاب فلان و علان وعندما نرجع لا نجد شيئاً.
فهل لك أن تشفيني بنقل صحيح صريح عن أحد علماء القرن الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع في إباحة المعازف مطلقاً لا الغناء أو بعضها؟ باختصار جزاك الله خيراً، اذكر القائل والنص والسند.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:27]ـ
بارك الله فيك اخى عبدالله وجعلنا وإياك من المذعنين للحق
كنت ساضع أدلة المجيزين وفيها ما تريد غن شاء الله وبتفصيل شديد
ولكن فىعجالة ممن أجاز المعازف ابن عمر وابن الزبير وابن جعفر بن أبى طالب وقد صح عن ابن الزبير انه اشترى جارية تجيد العزف على العود، والذى سعى فى شرائها هو ابن عمر وهناك الكثير سأورده فى طرحى لأدلة المجيزين
وقد نقلت ذلك فى كتابنا أطروحات فقهية الجزء الأول من سلسلة الفقه التأصيلى الميسر، وطرح ابن حزم ذلك فى كتابه المحلى، وفى رسالته الغناء الملهى أمباح هو أم محظور، وكذا طرح طروحات قريبة من ذلك العلامة الشوكانى فى كتابه نيل الأوطار، وفى رسالته العظيمة رسالة فى إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع
هذا باختصار أخى الكريم
ـ[جارة الوادي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 02:55]ـ
اللهم لا تفتنا ... آمين ..
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 03:34]ـ
نسأل الله تعالى ذلك على ان تكون الدعوة بإخلاص لا باستهزاء
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 12:58]ـ
بارك الله فيك اخى عبدالله وجعلنا وإياك من المذعنين للحق
كنت ساضع أدلة المجيزين وفيها ما تريد غن شاء الله وبتفصيل شديد
ولكن فىعجالة ممن أجاز المعازف ابن عمر وابن الزبير وابن جعفر بن أبى طالب وقد صح عن ابن الزبير انه اشترى جارية تجيد العزف على العود، والذى سعى فى شرائها هو ابن عمر وهناك الكثير سأورده فى طرحى لأدلة المجيزين
وقد نقلت ذلك فى كتابنا أطروحات فقهية الجزء الأول من سلسلة الفقه التأصيلى الميسر، وطرح ابن حزم ذلك فى كتابه المحلى، وفى رسالته الغناء الملهى أمباح هو أم محظور، وكذا طرح طروحات قريبة من ذلك العلامة الشوكانى فى كتابه نيل الأوطار، وفى رسالته العظيمة رسالة فى إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع
هذا باختصار أخى الكريم
أشكرك دكتورنا الكريم على تجاوبك.
ولكن ليس هذا الاختصار الذي أريده.
الاختصار أن تذكر القائل ونص المقولة وسندها فقط وإلا فإن هذا الكلام قرأته مراراً وقد جردت كتاب الجديع في الغناء والموسيقى بحثاً عن بغتي ولم أجد رغم محاولته جمع كل ما ورد في الجواز وقرأت رسالة ابن حزم وقرأت ما ورد في نيل الأوطار وما وجدت شيئاً.
فلنقتصر على من ذكرتهم الآن.
ابن عمر ماهو النص الوارد عنه وما هو سنده ومصدره.
وكذلك ابن الزبير.
وابن جعفر.
بارك الله فيك.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:24]ـ
وفيكم بارك أخى عبدالله هل تنتظر حتى أضع أدلة المجيزين وفيها سيكون هذا الكلام أم تريدنى أن أضع لك ما تريده وحده كما تريد، مجردرأى حتى لا أعيد الكلام أكثر من مرة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:27]ـ
وعلى العموم هذا الكلام فى المحلى لابن حزم ونقلته فى كتابنا أطروحات فقهية، فإذا أردت أن أنقله فكما تريد
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:22]ـ
وفيكم بارك أخى عبدالله هل تنتظر حتى أضع أدلة المجيزين وفيها سيكون هذا الكلام أم تريدنى أن أضع لك ما تريده وحده كما تريد، مجردرأى حتى لا أعيد الكلام أكثر من مرة
بل لو فتحت - إن شئت - موضوعاً خاصاً بأن مسألة المعازف خلافية من القدم وليست إجماعية فتذكر فيه ما طلبت من القائلين بجواز المعازف قبل القرن الخامس، لأن المسألة كتب فيها كثيراً فمن حقها إفراد جزئياتها.
وهذا رجاء وليس إلزاماً.
أما بالنسبة لنقل كلام ابن حزم فقد بينت أني لا أريد ذلك لأني قرأته، بل أريد كلاماً محدداً اسم القائل القديم ونص قوله وسنده المقبول فقط، أما النقل بالجملة عن ابن حزم والشوكاني والجديع فليس هو مطلوبي.
وفقك الله لما تحب وترضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:45]ـ
فتحت موضوعاً خاصاً بسؤالي هنا فلعل إجابتك تكون فيه منعاً للتكرار كما قلت
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21361
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:26]ـ
أخى عبدالله بارك الله فيك انا ما قصدت نقل كلام ابن حزم جملة إنما قصدت أنقل لك ما ورد بشان المعازف الذى تريده أنت قبل القرن الخامس أليس هذا مرادك أم ماذا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:40]ـ
هذا مما طرحته فى كتابنا أطروحات فقهية نقلا عن رسالة الشوكانى فىإبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع ص21 - 23
حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد اللّه بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً ويصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه.
وحى أبومنصور أيضا مثل ذلك عن القاضى شريح وسعيد بن المسيب وعطاء بن ابى رباح والزهرى والشعبى
وقال إمام الحرمين في النهاية وابن أبي الدم نقل الأثبات من المؤرخين أن عبد اللّه بن الزبير كان له جوار عوادات وأن ابن عمر دخل عليه وإلى جنبه عود فقال ما هذا يا صاحب رسول اللّه فناوله إياه فتأمله ابن عمر فقال هذا ميزان شامي قال ابن الزبير: يوزن به العقول
وروى صاحب العقد الفريد العلامة الأديب أبو عمرابن عبدربه الأندلسي أن عبد اللّه بن عمر دخل على ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود ثم قال لابن عمر هل ترى بذلك بأساً قال لا بأس بهذا
وحكى الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص أنهما سمعا العود عند ابن جعفر.
وروى أبو الفرج الأصبهاني أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء بالمزهر بشعر من شعره.
وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك والمزهر عند أهل اللغة العود
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 01:54]ـ
وقد ثبت عن إبراهيم بن سعد الزهرى (كان فى عهد الرشيد) وهو إمام من أئمة الحديث أخرج له البخارى ومسلم ثبت عنه أنه هو وأبوه القاضى كانا يبيحان استماع الأوتار
وصحعن إبراهيم بن سعد هذا أنه قال كنت فى بنى يربوع وهم يومئذ جلة ومالك أقلهم فى فقهه وقدره ومعهم دفوف ومعازف وعيدان يغنون ويلعبون ومع مالك دف مربع وهو يغنيهم
وقال الحافظ ابن القيسرانى صح عن سائر الفقهاء أن سماع الأوتار مذهب لأهل المدينة
أنظر ابن القيسرانى، كتاب السماع، ص66،65.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:13]ـ
وحكى الرويانى عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف وهى الآلات الشاملة للعود وغيره
وحكى أبومنصور والفورانى المروزى فى العمدة عن مالك جواز العود
وذكر أبوطالب المكى فى قوت القلوب أنه سمع طنبورا فى بيت المنهال بن عمرو المحدث المشهور
وقال ابن طاهر فى مؤلفه عن السماع لا خلاف بين أهل المدينة فى إباحة العود وقال وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة
وقال الأدفوى لم تختلف النقلة فى نسبة الضرب بالعود إلى إبراهيم بن سعد بن عبدالرحمن بن عوف
وحكى الماوردى إباحة العود عن بعض الشافعية
وحكى ابن طاهر أن أبا إسحاق الشيرازى كان يبيحه
واباحه الماوردى العود
واباحه الرويانى
والعز بن عبدالسلام
والقاضى المالكى أبوبكر بن العربى
أنظر تفصيل ذلك فى إبطال دعوى الإجماع، للشوكانى، ص24 - 26.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:25]ـ
أرجو من الإخوة أن يلتزموا بالتدرج في الموضوع.
فإن كان بالإمكان مناقشة ما ورد في الآيات فلنبدأ بذلك, وأنا من ناحيتي ناقشت الدكتور في آية لقمان و أنتظر منه الرد.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 02:31]ـ
وثبت عن سعيد بن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يغنى بالعود
أنظر ابن حزم، المحلى، ج7 ص571.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 03:06]ـ
نعم أخى ابا البراء حقا ما قلت ولم أنس والله ولكن كانت مشاغل فقط وها هو ردى
قال الحافظ القيسرانى فى كتابه السماع ص 75 - 76
احتجوا بقول الله عز وجل " ومن الناس من يشترى لهو الحديث" وأوردوا فى ذلك عدةأسانيد إلى عبدالله بن عباس وابن مسعود وابن عمر فنظرت في جميعها فلم أر فيها طريقا يثبت إلى واحد من هؤلاء الصحابة إلا طريقا واحدا رواه يوسف بن موسى القطان عن جرير بن عبدالحميد عنعطاء بن السائب عن سعيدبن جبير عن ابن عباس أنه قال لهو الحديث الغناء والشبابة
قال القيسرانى وسائرهما لا يخلو من رواية ضعيف لا تقوم بروايته الحجة، قال ورايت فى بعضها رواية عطية العوفى عن ابن عباس من طريق غير ثابت أيضا ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال باطل الحديث هو الغناء ونحوه وهو رجل من قريش اشترى جارية معينة فنزلت فيه، قال وهذا .. لم يصح عندى الاحتجاج بسنده
ثم قال ابن القيسرانى بأنه قد ورد تفسير ثالث عن ابن عمر عن النبى أن اللهو هو اللعب والباطل ولكن لا حجة فيه أيضا لأنه من طريق الزعيزعه وهو ليس ممن يحتج به
هذا بخصوص كلام القيسرانى
أما بخصوص قسم ابن مسعود فهو قول صاحب ولا حجة فى قول الصاحب إن وجد من يخالفه
بل إن هناك أحاديث تشير إلى جواز الغناء صراحة فكيف يكون تفسير اللهو بالغناء
فالنبى يترك الجاريتين تغنيان بحضرته وبحضرة عائشة والصديق وهو فى الصحيح،
والمرأة التى نذرت أن تغنى وتضرب إن عاد النبى منتصرا قال لها النبىإن كنت نذرت فوفى وإلا فلا
فلو كان الغناء حراما أوهو المقصود فى الآية لما أجاز النبى المراة على الضرب وقد ضربت بالفعل والحديث عند الترمذى وقال حسن صحيح
وعلى العموم أنا سأطرح كل هذا مع أدلة المجيزين
لا يستقيم أن يصح عن الصحابة هذه الأقوال والنبى أجاز الغناء كما سبق
ولو صح فكلام النبى هوالحجة وهو المفسر
هذا والله أعلم
وأنتظر ردك أخى المبارك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 03:09]ـ
هذا الأمر بخصوص ما وردمن أن لهو الحديث هو الغناء دون المعازف، ومن ثم قلنا إن ما ثبت عن النبى إجازته أى الغناء أما المعازف فهى أمر آخر.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 08:19]ـ
أخى عبدالله بارك الله فيك انا ما قصدت نقل كلام ابن حزم جملة إنما قصدت أنقل لك ما ورد بشان المعازف الذى تريده أنت قبل القرن الخامس أليس هذا مرادك أم ماذا
إذا كنت تقصد رأي ابن حزم فهو من أهل القرن الخامس ورأيه معروف لا يحتاج لإثباته عنه.
أما إذا كنت ستنقل رواياته عن غيره فانقلها واحدة واحدة بسندها ولا تسرد كلامه هذا قصدي.
وعموماً ننتقل حول ذلك إلى الموضوع الذي فتحته وجزاك الله خيراً.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:10]ـ
إخوانى الكرام كان قد وقع خطا سهوا منى فى بداية طرحى لأدلة المحرمين وهو قوله: (تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل اللّه)
فجاءت كلمة تعالى داخل القوسين أى ضمن الآية،وقدنبهنى لهذا أحد الفضلاء على الخاص بارك الله فيه، وانشغلت عن تصحيح ذلك، ولكن ها أنا لما تذكرت قلت نصححها احتراما لكلام ربنا،ومنعا من وقوع تلبيس، وتلبية لنصيحة الأخ الفاضل
والصواب قال تعالى (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)
ـ[الزنتاني]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 09:11]ـ
أما بخصوص قسم ابن مسعود فهو قول صاحب ولا حجة فى قول الصاحب إن وجد من يخالفه
اقول قول ابن مسعود لايصح كما بينته في تعليقي علر رسالة الامام الشوكاني ابطال دعولى الاجماع فراجعه
ـ[أبوهلا]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 09:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى العجب في هذا النقاش حيث الآية هنا مقلوبة ولا تستند إلى أبسط أصول الحوار، وهو الانطلاق من الأصل في المسألة ثم يسأل من يخالف هذا الأصل عن الدليل.
والأصل في سماع الغناء والمعازف الإباحة كما يعرف كل من درس أصول الفقه، لذا كان المفترض أن يطالب المحرمين بالدليل على التحريم.
أما ما يفعله ابن سفران من مطالبة الدكتور بالدليل فهو قلب للآية.
رجاء الابتعاد عن أسماء الرجال والاكتفاء بالأدلة. حيث يقدم المحرمين أدلتهم كما فعل الأخ السمرقندي ثم يجيب المبيحين عن أدلة المحرمين كما فعل الدكتور، ثم يجيب المحرمين عن إشكالات المبيحين وهكذا حتى يصل النقاش إلى نتيجة عند إخلاص النوايا للحق.
أما عن موقفي فلم أتفرغ لبحث المسألة جيدا، ولعلي أستفيد من النقاش هنا.
ـ[الزنتاني]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 11:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الظاهري لم تات بجديد وانما تنقل وتعيد كلام الجديع وكلام الشوكاني وتزيد امامه قولك ثبت وصح نريد الاسناد والا فقل ماتريد ان كان هكذا فقط واستحي ان تنقل شيءا عن صحابة رسول الله كما فعلت هنا والاسناد لم يصح ولا تقل لي بربك قاله الشوكاني وقاله ابن حزم نريد النقد العلمي لا النقل الحاطبي وشكرا اعيد فاقول لك الاسناد وترجم لرجاله حتى نعرف الصحة من العف وما مدى مستواك العلمي في ذلك والا فادع عنك ماتكتب لاهله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 01:31]ـ
أخى الزنتانى بارك الله فيك
وما والله هكذا تكون النصيحة
وإن أردت أن تقيم علمى فلست أهلا لتقيمنى
حتى ولو كنت عالما
لأن العلم الخشية
وما رايته من مشاركتك لا ينم إلا عنتعال
وأنا أصلا انقطعت عن هذا الموقع وعن المشاركات إلا من المطالعة كما قلت أوتوضيح أمر فيه تهمة فقط
وإن شئت أن تقيم فكرى فأنا دكتور فى التاريخ والحضارة وأعمل فى حقل الفقه والحديث منذ أكثر من عشر سنوات
وولعلك لوتركت نبرة التعالى وأنت عضو جديد علمت من أنا ومن مستواى العلمى
وددت أننى لم أتحدث معك بهذا الخطاب ولكن أظن أن حكمك على شخص لا تعرفه بطريقتك هذه خطا بين
غفر الله لى ولك
ثم إن الموضوع نقل لمشاركة أخرى وهناك وضعت الأسانيد يا من تريد ان تقيمنى
وكان ذلك قبل ان أنقطع عن المشاركات
وللعلم لولا انقطاعى لشاركت وأريتك قدرى العلمى
ولكنى أحترم ما قلته واتوقف عنده
ـ[الزنتاني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اقول هذا يادكتور دفاعا عن اعراض اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولعلي لا اطيل معاك الا بهذين النقلين فقط وطبقهما ولا تقل لي بربك يادكتور انا ناقل واذا تركت الموقع فلما التشويش اولا.
أخرج الخلال في" الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "بسند صحيح عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: (سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: (إنما يفعله عندنا الفساق)).
وروى الإمام الخلال بسنده الصحيح عن إبراهيم بن المنذر المدني قال: وقد سئل فقيل له: أنتم ترخصون في الغناء فقال: (معاذ الله ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق).
وقال الامام ابن القيم في" كشف الغطاء " (68 - 69): (قال أبو الحسن ابن القصار- إمام المالكية - سئل مالك عن السماع فقال: (لايجوز قيل: فإن بالمدينة قوما يسمعون ذلك قال: إنما يسمع ذلك عندنا الفساق قال الله تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال}
أهو من الحق؟ فقال السائل: لا)).اهـ
وقال ص (89):
(وأما نقلك أي المخالف عن مالك بن أنس إباحتة وعن أهل الحجاز فهذا من أقبح الغلط وأفحشه فإن مالكا نفسه لم يختلف قوله وقول أصحابه في ذمه والمنع منه وكراهيته بل هو من المبالغين في ذلك الشاهد على أهله بالفسق ...
وقد ذكر محمد بن طاهر في"مسألة السماع" حكاية عن مالك أنه ضرب بطبل وأنشد أبياتا ومالك مالك.
فأجاب عن ذلك فقال: قد أعاذ الله مالكا وأصحابه من هذا البهتان والفرية ومالك أجل عند الله وعند أهل الإسلام من ذلك والكذب الفاحش على الأئمة المشهورين صفة الجهلة الكذابين فلو أن واضع هذه الحكاية نسبها إلى من هو ليس في الشهرة والإمامة والجلالة كمالك لأمكن أن يخفى ويروج على الجهال وأما على إمام دار الهجرة فسبحانك هذا بهتان عظيم).اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الزنتاني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعذرا وانما القصد الذب عن اعراض اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لاغير فكل نقولاتك عنهم باطل باطل باطل فاسالك بالله هل صح عندك سند عن احدهم بذلك اما هو النقولات التي لازمام لها فلا تغترن بغيرك ونريد اسنادك ونقدك كما فعلت في احاديث خصمك وهذا تحد لك ان تثبت بالسند الصحيح عن الصحابة او التابعين جوازه فاجب
ـ[الزنتاني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 12:33]ـ
واما من انا فطالب فقط وليس برد قولك اني جديد فلعلي قائم على موقع اخر وهنا جديد واثارني طرحك المنقطع عن الاسناد الصحيح
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الزنتاني الأصل في سماع الغناء والمعازف الإباحة فهل لديك أنت دليل شرعي يصرف الحكم من الإباحة إلى التحريم؟
دليل واحد يكفي وليكن أقوى دليل لديك.
ـ[الزنتاني]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقواها حديث البخاري المعلق عنده في الصحيح الموصول خارجه بالاسانيد الصحاح
وأخرج الخلال في" الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "بسند صحيح عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: (سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: (إنما يفعله عندنا الفساق)).
وروى الإمام الخلال بسنده الصحيح عن إبراهيم بن المنذر المدني قال: وقد سئل فقيل له: أنتم ترخصون في الغناء فقال: (معاذ الله ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق).
فقل بربك لماذا يتبرون منه ويصفون فاعله انه من الفساق هل لحله عندهم وقد لقوا من صاحب صحابة رسول الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بعد أن ذكر مذهب مالك ومقولته:
(وهذا معروف في كتاب أصحاب مالك وهم أعلم بمذهبه ومذهب أهل المدينة من طائفة في المشرق لاعلم لها بمذهب الفقهاء ومن ذكر عن مالك أنه ضرب بعود فقد افترى عليه).اهـ
فقل لي لماذا افترى عليه وهو يمارس الحل؟
ولكن صدق (طائفة في المشرق لاعلم لها بمذهب الفقهاء)
ثم اقول للدكتور خلافي الكبير معك هو
من الحجة يامن تحتج بعبدالله بن جعفروغيره؟. أليس من قواعدكم التي قد قعدتموها أنه لاحجة لأحد دون الله ورسوله-.
فماذا حدث هنا حتى خالفتم القواعد؟!!!
إن مثل هذه الأقوال العظيمة التي فيها الذم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن القول المستهجن العظيم الذي يقشعر له جلد المؤمن ويقف له شعره.
وابن عمر لايعرف العود.
ويسعى بالبيع بل ويسمع!! _ منكرات - فاضحات - بعضها فوق بعض-.
أهكذا تنسب الأقوال والأفعال من القبائح العظام لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسكت عنها دون تأمل! ونقد وتمحيص؟!
أعجز القلم!!.
أم ماذا؟ حسبنا الله.
ألا فليكسر القلم ولتلقى المحابر ولتهجر المساجد والمنابر ولتحرق الأوراق
إن كنا نكتب وننقل! – ساكتين – غير مدافعين عن أعرض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
خلافي بارك الله فيك اثبت هذا من فعل الصحابة والتابعين واترك لك المجال واعتقد ماشئت
بل اقول اذا كان الحل هل تستطيع القول بان رسول الله صلى الله عليه وسلم لو راى العود في زمانه ونحوها من الات المعازف التي تجيزونها لاستمع لها وضرب؟؟؟؟؟؟؟
اجب
ـ[الزنتاني]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 01:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم اعرف كيف يتم ارسال الرسالة على الخاص فعذرا ان وضعتها هنا وهي للدكتور الظاهري فقط
فاقول مازلت على ماقلت لك ولكن بشرط أن تكون الحجة كتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف وإبراز الاسانيد لا الاحالة - وهذا شرط مهم جدا عندي خاصة -.
ثم إن من أفلح ونجح - ولا اريد القول من غلب - فليكتب بذلك في الموقع وفي غيره ان كان كتب ويتراجع عما كان يبدو له أو يتراجع عما بدا له ضعفه وليحتج بالباقي.وأرى أن نبتدي ما راليك بنقد الاثار عن السلف الكرام فقد افرطت في ذلك.
وجزيت خيرا(/)
أبوتراب الظاهري وشيوخه في الإجازة وشهادته من رياض العلوم
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 03:38]ـ
أبوتراب الظاهري وشيوخه في الإجازة
الحمدلله وبعد:
في يوم الأحد 28/ 11 / 1420 هـ سألت شيخنا العلامة المحدث المسند العارف باللغة وتراجم الرجال عبدالجميل بن العلامة المحدث المسند عبدالحق الهاشمي الشهير بأبي تراب الظاهري رحمه الله، فقلت له من أجازكم من أهل العلم؟ فقال:
1 - الوالد عبدالحق الهاشمي
2 - عبدالتواب الملتاني
3 - عبدالحق الملتاني
4 - عبدالله بن عثمان اللكنوي
5 - عبدالمجيد السُودروي
6 - نور حسين قرجاكي
7 - عبدالرحمن المعلمي
8 - أحمد شاكر
9 - عبدالحي الكتاني
10 - عمر حمدان
11 - محمد ياسين الفاداني
12 - أحمد الدهلوي مؤسس دار الحديث بالمدينة
13 - ثناء الله الأمر سري
14 - إبراهيم السيالكوتي
15 - عبدالله بن حميد أجازة شفوية وهو والد الشيخ صالح إمام الحرم
16 - محمد العربي التباني المغربي
17 - لطف بن حسين المحفدي
18 - - حسن المشاط
19 - - محمد عبدالرزاق حمزة
20 - - الفوجاني
21 - حبيب الله قماني
22 - عناية الله الوزير أبادي
23 - محمد قودلوي
24 - محمد بهجة البيطار
25 - ى محمد راغب الطباخ
26 - عبدالعزيز أبو قرميز العباسي
27 - علوي مالكي
28 - والده عباس مالكي مشافهة
29 - محمد الأمين الشنقيطي المفسر صاحب أضواء البيان مشافهة
30 - عالم من السنغال إجازة خطية لاأذكر اسمه.
31 - عبدالقادر أحمد السقاف الذي في جدة. انتهى ما أملاه الشيخ.
وهذه الأسماء لاتعني الحصر لأن الشيخ أملاها علي من ذاكرته، وقد أجازه الشيخ العلامة السلفي عبدالسلام البستوي والشيخ العلامة عبدالرحمن الأفريقي والشيخ المسند محمد الشاطري وغيرهم.
وللتأكيد أعدت قراءة هذه الأسماء على الشيخ مرة أخرى يوم الإثنين 29 - 11 - 1420هـ
وهذه شهادة مقرونة بالإجازة لأبي تراب الظاهري حصل عليها بعد دراسته في المدرسة العربية رياض العلوم ببلدة دهلي، وأصلها عندي.
[سند التحصيل من المدرسة العربية رياض العلوم ببلدة دهلي]
بسم الله الرحمن الرحيم
(نحمدك يامن جعل العلماء العاملين ورثة الأنبياء ورفع مقامهم أعلاماً، فكانوا للشريعة والإهتداء نجوماً، وشغلهم بخدمة كتابه وحديث رسوله فبينوا أحكامه وكشفوا أسراره وأوضحوا حقائقه وقسموا علومه أقساماً، ووفقهم لعنايته فقاموا في خدمته بتفسيره وتأويله وتبيينه وتبليغه، وأجروا في ضبطه وكشف حقائقه اقلاماً.
والصلاة والسلام على محمد الذي أرسله بسند القرآن الحكيم وعلى آله وأصحابه وأتباعه المهديين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الطالب النجيب الأمجد والصالح الأرشد المولوي عبدالجميل بن عبدالحق الشهير بأبي تراب الظاهري قد ورد إلينا في بلدة الدهلي ودخل في مدرستنا رياض العلوم، وقرأ فيها التفسير والحديث و الفقه والمنطق والفلسفة والكلام والأدب والنحو والصرف والبلاغة والتاريخ وأصول الحديث و أصول الفقه، وإنا قد جربناه في الإمتحان مراراً فوجدناه فائزاً وحريصاً جيداً على اكتساب الكمالات في العلوم المذكورة، ولم يزل متصفاً بمكارم الأخلاق عندنا.
فنحن نعطيه هذه البطاقة سنداً فاضلاً مساوياً لدرجة فاضل، ونجيزه أن يروي عنا ويدرس بالشروط المعتبرة عند أئمة المحدثين.
ونوصيه بتقوى الله في السر والعلن والإعتصام بالكتاب والسنن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن لاينسانا بصالح دعواته.
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وأصحابه وأهل بيته أجمعين.
امضاء الأساتذة
عبدالسلام البستوي السلفي ختم المدرسة
9شعبان 1382 هـ)
ولأبي تراب من الإجازات غير ماذكرت وهي عند بعض أهل العلم، فلعل الفائدة تكون عامة
للمهتمين بالرواية فيذكروا مالديهم، ولهم الشكر.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:55]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 01:33]ـ
جزاكم الله خيرا على إفادتكم.
أعطاني الأخ المكرم الشيخ عبد الوهاب الزيد صفحتين أملاهما عليه مجيزنا العلامة أبو تراب رحمه الله سنة 1416، قال له إنه وُلد سنة 1343، وأملى فيها عددا من شيوخه بالإجازة، وهم:
1 - عبد التواب الملتاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - عبد الحق الطنافسي.
3 - ثناء الله الأمرتسري.
4 - عبد العزيز العباسي.
5 - عثمان اللكنوي (والد الشيخ يحيى المدرس)، قال: كلهم عن نذير حسين.
6 - محمد عبد الرزاق حمزة.
7 - أحمد الدهلوي (مؤسس دار الحديث المدنية).
8 - عبد الوهاب الدهلوي.
9 - ياسين الفاداني.
10 - محمد العربي التباني.
11 - عبد الستار الدهلوي.
12 - أحمد شاكر (وقال إنه سكن في بيته بمصر).
13 - عبد الرحمن المعلمي اليماني.
14 - حسنين مخلوف.
15 - شيخ الأزهر الباقوري
16 - نجيب المطيعي متمم المجموع.
17 - محمد المنتصر الكتاني.
18 - عبد الحي الكتاني، قال: بساحة الحرم، حدثنا وأجازنا.
19 - محمد الفاضل بن عاشور.
20 - يوسف البنوري، وقال: شارح الترمذي، وهو حنفي معتدل وليس بريلويا.
21 - محمد زبارة، قال: زارنا هنا.
22 - لطف حسين المحفدي.
وقال: وأجازني أيضا عباس المالكي جد محمد هذا، ولكن لا أروي عن المبتدعة، وكذلك كان والدي رحمه الله، فقد ترك نصف مشايخه من المبتدعة، وكان مشايخه حوالي 60 شيخا، ترك نصفهم المبتدعة.
وذكر أنه حضر درس حسن يماني، ولم يذكر إجازة في هذا الموضع.
وقال: الشيخ محمد بن إبراهيم يروي عن والدي، ولم أستجزه. وكذلك الشيخ ابن باز والشيخ ابن حميد أخذوا عن والدي.
هذا ما يتعلق فيها بشيوخ أبي تراب.
ولدى الشيخ عبد الله الشمراني فوائد كثيرة ووثائق عن أبي تراب في الرواية وغيرها.
----------------
وأخبرني الأخ الفاضل الشيخ هشام بن محمد السعيد وفقه الله:
سألت شيخنا أبو تراب يوم الأحد 13/ 5/1418 عن شيوخه في الإجازة، فقال: كثيرون، وأملى عليّ منهم: والده، والأمرتسري، وعبد الحق الطنافسي، وعبد التواب الملتاني، ومحمد بن علي التركي، ولطف بن حسين المحفدي، وعبد الحي الكتاني، وعمر حمدان، وعبد الرحمن المعلمي، وعبد الرزاق حمزة، وعبدالرزاق عفيفي، وعبدالواسع الواسعي، ومحمد أحمد زبارة.
----------------
وسبق أن طرح موضوع شيوخه الشيخ الرحلة صلاح الشلاحي الكويتي في ملتقى أهل الحديث، وذكر من شيوخه في الرواية:
والده عبدالحق
احمد شاكر
عبدالرحمن المعلمي
عبدالحق الملتاني
عبدالتواب الملتاني
ثناء الله الامرتسري
محمدعلي تركي
عبدالرزاق حمزة
عبدالحق الطنافسي
عبدالرحمن الافريقي
احمد الدهلوي المدني
عبدالوهاب الدهلوي
عمر حمدان
فضل الله الجيلاني
محمد العربي التباني
احمد عبدالله دحلان
يوسف البنوري
عبدالله غازي
محمود شويل
عبدالحي الكتاني
محمدزبارة
محمد المنتصر الكتاني
لطف بن حسين المحفظي
عبدالعزيز العباسي
عبدالله بن بليهد
عبدالله بن حسن ال الشيخ
* وزاد عليه الشيخ وليد المنيسي:
إبراهيم السيالكوتي
عبدالله الروبري
أبوبكر بن أحمد بن حسين الحبشي
حسن مشاط المالكي
ياسين بن محمد عيسى الفاداني
حسنين مخلوف
محمد حامد فقي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6312(/)
علي عليه الصلاة والسلام!!!!
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني العلماء وطلبة العلم
عندي سؤال لقد رأيت في كتاب الشوكاني منتقى الاخبار
مكتوب علي عليه الصلاة والسلام
فكيف هذا؟؟؟
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:27]ـ
وراجع البخاري أخي الكريم كتاب التفسير تفسير قول الله تعالى:"والذاريات ذروا ".
ولعلك تكتب في توقيعك الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم "واتباع محمدرسول الله"
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي جزآك الله خير تم تعديل
لكن مافهمت ماهو قصدك في الكتاب التفسير؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:50]ـ
اخواني إن اخطأت فصوبوني وفقكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 05:12]ـ
الامام الشوكاني رحمه الله كان عنده بعض التشيع، وهذا ليس مما ينتقص من قدره رحمه الله لأنه لم يكن من غلاة التشيع. وكان يعتبر بخلاف الزيدية وينظر فيما نسب الى العترة من أقوال .. ولهذا فانك ترى أنه يكثر في كتبه قول "عليه السلام" عند ذكر علي رضي الله عنه. والصواب والله أعلم هو ما اتفق عليه أهل السنة، من أن الصلاة والسلام تكون على الأنبياء قصدا وعلى أتباعهم تبعا، وان وقع ذلك التسليم على واحد من دون الأنبياء فلا بأس، لقوله عليه السلام "اللهم صل على آل أبي أوفى" ونحوه، ولكن قصده بذلك وتحري ألا يذكر اسمه الا وقد ألحق به "عليه الصلاة والسلام" فهذا ما لا يكون الا للأنبياء عليهم صلاة الله وسلامه دون غيرهم، أما الأصحاب والطبقة الأولى من آل البيت فالمتفق عليه الترضي عليهم، والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 07:41]ـ
الامام الشوكاني رحمه الله كان عنده بعض التشيع،
احترس من مثل هذه الكلمات أخى الكريم فقد يقرأها مبتدئ أو عامى فيظن بالإمام رحمه الله سوءاً.
وما نسب إليه من لعن معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنهما فهو من تحريف النساخ.
والرجل نشأ زيدياً بحسب البيئة ثم صار إلى رتبة الاجتهاد وتبحر في كتب الحديث كالبخاري ومسلم وغيرها ومن قرأ كتبه عرف عقيدته السليمة السنية.
ومن منا لم ينشأ صوفياً مثلاً ... المهم عرف الحق وانحاز للدليل لا تقليد الآباء.
أما إطلاق كلمة عليهم السلام بعد آل البيت ففيه خلاف معروف.
وهناك موضوع في ملتقى أهل الحديث عن هذه المسألة والخلاف فيها
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 07:46]ـ
وهذا موضوع منقول يتحدث عن اللعن المنسوب كذباً للشوكانى:
دأب أهل البدع على الأستشهاد بكلام منسوب للشوكاني - رحمه الله - يلعن فيه الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وابنه يزيد، ومع صدور الطبعة الجديدة من كتاب (نيل الأوطار) بتحقيق محمد صبحي حلاق تبين أن الأمر بخلاف ذلك! فقد أبطل حلاق هذه التهمة، بالرجوع إلى صور المخطوطات المعتمدة في التحقيق ومنها نسخة كُتبت بخط الشوكاني نفسه، ونسخة أخرى كُتبت بخط أحد تلاميذه – الدلواني - فتبين عدم وجود (اللعن) في هذه النسخ.
وهناك طبعة أخرى وقفت عليها ليس فيها (اللعن) وهي طبعة (دار الكلم الطيب - دمشق) وتوزيع (دار المغني - الرياض)
وقد أعتمد المحققون على نسختين خطيتين احداهما بخط المؤلف، والثانية تمثل نصف الكتاب.
صورة طبعة حلاق
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/8.jpg
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/9.jpg
صورة الطبعة الثانية
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/11.jpg
http://www.al-mahaja.org/jazmi/images/12.jpg
********* منقول********
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:58]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الامام الشوكاني علامة من اهل السنة و جهابذتها الا أنه و الحق يقال نشأ في بيئة زيدية و تربى فيها و تأثر بنظامها و فلسفتها و أثرت في كتبه بعض مصطلحاتها لذلك تجد هذه المصطلحات التي أشار اليها الأخ كما أنه يكثر من الاستدلال بفقه العترة و غيرهم ولذلك أصل مع معارضته بعض الفقه الزيدي عندما ألف كتابه: السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار لكنك اذا قرأت له: الرسائل السلفية لاحياء سنة خير البرية تجده علامة رسخت أقدامه الثقيلة في العلم الحق النافع ألا و هو اتباع سنة نبي الهدى و العض بالنواجذ عليها و رفض غيرها و دعه تغمده الله برحمته الواسعة هو و والدينا و كذلك نحن اذا صرنا مثلهم والسلام
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:06]ـ
اقرأوا هذا الكتاب الماتع (قطر الولي على حديث الولي) وهو من روائع الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى لتعرفوا سلفية وسنية هذا الإمام الجليل الذي بخل بمثله الزمان
رابط الكتاب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20787&highlight=%C7%E1%E6%E1%ED
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 09:20]ـ
وقع ما كنت أخشاه ..
يا اخوة بارك الله فيكم، لا تحملوا كلامي على الطعن في الامام الشوكاني رحمه الله، فالله يعلم أني ما تعلمت الفقه من كتاب كما تعلمته من كتابه نيل الأوطار، رحمه الله رحمة واسعة ورفع قدره في الفردوس الأعلى .. آمين .. وأرجو أن تفرقوا بين قول المتقدمين في واحد من أئمة العلم أن عنده "تشيع" وبين ما ينصرف اليه هذا المصطلح في زماننا نحن .. فلا علاقة لذلك الذي نسبته اليه بعقيدته ولا بسلفيته رحمه الله، وهو امام حبر من أئمة أهل السنة ولا مرية في ذلك، فلا داعي لأن يتحول الموضوع الى الدفاع عنه وكأن هناك من يهاجمه، بارك الله فيكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 10:02]ـ
أخي الحبيب أبو الفداء جزاك الله خير .. وهون من روعك
الكتاب وضع للرد على من يرمي الإمام الشوكاني بالتشيع هذا هو المقصود بارك الله فيك
لأن الكتاب يحتوي على ردود على الشيعة.
فإذا قرأنا الكتاب سوف نعرف هل الشوكاني سني خالص أم فيه نوع من التشيع
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
جزاكم الله خيرا ..
أيها الفاضل: هل هذه العبارة سليمة من الناحية الشرعية؟
لتعرفوا سلفية وسنية هذا الإمام الجليل الذي بخل بمثله الزمان
[
سددكم الله ..
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 12:31]ـ
أخي لست بدعاً من القول في هذه العبارة بل لي فيها سلف وهو الإمام الشوكاني رحمه الله كما في كتابه الماتع (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع) فقد ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ترجمة عظيمة تعرض من خلالها إلى محن شيخ الإسلام مع خصومه ذلك القاضي المالكي ابن مخلوف الذي أراد أن يسفك دم شيخ الإسلام ابن تيمية فسبه الشوكاني سباً عنيفاً وقال رحمه الله: (ولقد أحسن المترجَم له - ابن تيمية - رحمه الله بالتصميم على عدم الإجابة عند ذلك القاضي الجريء الجاهل الغبي، ولو وقعت منه الإجابة لم يبعد الحكم بإراقة دم هذا الإمام الذي سمح الزمان به، وهو بمثله بخيل ولا سيما هذا القاضي من المالكية الذي يقال له ابن مخلوف فإنه من شياطينهم المتجرئين على سفك دماء المسلمين بمجرد أكاذيب وكلمات ليس المراد بها ما يحملونها عليه وناهيك بقوله أن هذا الإمام قد استحق القتل وثبت لديه كفره ولا يساوى شعرة من شعراته بل لا يصلح لأن يكون شسعا لنعله وما زال هذا القاضي الشيطان يتطلب الفرص التي يتوصل بها إلى إراقة دم هذا الإمام فحجبه الله عنه وحال بينه وبينه والحمد لله رب العالمين) إهـ البدر الطالع.
ويظهر من الكلام الن الشوكاني رحمه الله كان في حال شديد من الغضب .. ابتسامة.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 10:56]ـ
السلام عليكم
بعد ما قرأت ما بينه الأخ الكريم ابو محمد العمري فيما يخص ما نسبه النساخ في كتاب نيل الأوطار, ذهبت لتأكد هل اللعن مثبت في الطبعة التي بحوزتي, فإذا هي موجودة
فلا أدري إن كانت أخطاء أخرى
فهل تنصحوني أن أشتري الكتاب مرة أخرى؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم
بعد ما قرأت ما بينه الأخ الكريم ابو محمد العمري فيما يخص ما نسبه النساخ في كتاب نيل الأوطار, ذهبت لتأكد هل اللعن مثبت في الطبعة التي بحوزتي, فإذا هي موجودة
فلا أدري إن كانت أخطاء أخرى
فهل تنصحوني أن أشتري الكتاب مرة أخرى؟
لا داعى لشراء طبعة أخرى إن لم يكن في طبعتك إلا ما ذكرت
ويكفيك أن تزيل المخالفة واللعن بمداد أسود
ثم راجع الطبعة مع الطبعات المصورة على الشبكة وهى موجودة في مواقع عديدة
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 12:43]ـ
بارك الله فى الإخوة جميعا، ولن يضر الإمام الشوكانى أن كان شيعيا زيديا ثم انقلب عليهم وصار إماما سنيا خالصا(/)
للمشاركة {ضع شريطا تنصح به إخوانك}
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 01:10]ـ
1:الفقهاء ومتطلبات العصر: للشيخ العلامة صالح آل الشيخ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=1472
2: الفتوى بين مطابقة الشرع ومسايرة الأهواء: للشيخ العلامة صالح آل الشيخ.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=4458
3 : الفكر و العلم: للشيخ العلامة صالح آل الشيخ.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...lesson_id=9928
4: المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة والرأي العام: للشيخ العلامة صالح آل الشيخ.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=24867
لي عودة بإذن الواحد الأحد
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 01:35]ـ
-الكفر بالطاغوت {بشر بن فهد البشر}
http://www.islamlight.net/sounds/save/albshr/Al-kofor_Bi6a31ot.rm
- هذا الطريق فأين الرجال؟ {سليمان العلوان}
http://islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=13802
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 02:08]ـ
الروابط التي وضعتها انا لا تعمل معي، هل تعمل معكم؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 02:14]ـ
نعم لم تعمل أخي الروابط تفتح صفحة الموقع و لا تجد المطلوب.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 02:22]ـ
لعل الإخوة تسعفهم العناوين فقط بدلا من الإحالة إلى الإستماع إليها مباشرة {لعطل ما} ....
أو يقم أحد الأسود {أسود الكمبيوتر} ويعطونا حلا لهذه المشكلة ....
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 02:35]ـ
الأخ الكريم قمت باستبدال الروابط وهي تعمل بإذن الله
_الفكر و العلم (صالح آل الشيخ)
http://live.islam ... .net/Lecturs/salshikh/23229.rm
- المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة والرأي العام (صالح آل الشيخ)
http://live.islam ... .net/Lecturs/salshikh/23228.rm
- الفقهاء ومتطلبات العصر (صالح آل الشيخ)
http://live.islam ... .net/Lecturs/salshikh/23228.rm
- الفتوى بين مطابقة الشرع ومسايرة الأهواء (صالح آل الشيخ)
http://live.islam ... .net/Lecturs/salshikh/23248.rm
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 02:39]ـ
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد ان وفقني للمشاركة في هذا المنتدى، وعرفني باناس من اهل الفضل و الجود و الخبرة
جزاك الله خيرا اخي العزيز و الذهب الإبريز الأندلسي
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 08:26]ـ
وشريط الثقافة التى نريد للدكتور محمد موسى الشريف
وشريط كيف تبنى ثقافتك الاسلامية لمحمد احمد الراشد
وشرح رسالة نحو الايمان لكاتبها وشارحها عبد المجيد الزندانى (حمله من موقع جامعة الايمان)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:07]ـ
1:إذا وقعت الواقعة
للشيخ الفاضل: صالح بن عواد المغامسي
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=193194
2: طالب العلم بين الترتيب و الفوضوية
للشيخ الدكتور
عبد العزيز السدحان
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=180655
3: العلماء هم الدعاة
لفضيلة شيخنا الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=2223
4: حوار مع الأحداث {مهم إلى الغاية} أرجو الدخول
لفضيلة شيخنا ناصر بن عبد الكريم العقل
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=98538
5: مصادر التلقي عند العقلانيين
لفضيلة شيخنا ناصر بن عبد الكريم العقل
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?
page=audioinfo&audioid=2504
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 01:34]ـ
: الشيخ الألباني ـ مواقف ودروس وعبر (الجزء الثاني)
عبدالعزيز بن محمد السدحان
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=48037
2: دروس وعبر من حياة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد (رحمه الله)
عبدالعزيز بن محمد السدحان
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46644
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 12:33]ـ
من يزيد منكم فيزيد في أجره ....
و الدال على الخير كفاعله
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 12:42]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9614
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=614
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=603
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=2085&scholar_id=63&series_id=921
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67744
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصح الجميع باستماع الآتي:
1 - التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام/ للإمام الألباني رحمه الله تعالى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6254
2- التحذير من البدع/ للعلامة ابن باز رحمه الله تعالى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4029
3- إلى متى هذا الخلاف؟ / للفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=526
4- العلمانية / للحوالي أمده الله بالصحة والعافية ونفع به الأمة الإسلامية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=583
5- العبادة في زمن الفتن/ للخضير أعزه الله وحفظه وبارك فيه وبعلمه
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=54539
6- هذا الطريق فأين الرجال؟ / للعلوان نصره المولى جل وعلا
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=13802
7- لماذا لا نطبق ما تعلمناه؟ / للمنجد أعزه الله تعالى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5033
والله أسأل أن يعيننا على طلب العلم وفهمه وتطبيقه والدعوة إليه.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 07:30]ـ
هكذا ربى القرآن أمهات المؤمنين للشيخ خالد السبت
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=46485(/)
انظر كيف نمق الأستاذ الزمخشري وجعل العقل هاديا وبصيرا وقدمه على النص و السمع
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 02:12]ـ
قال الحجة في البلاغة و النحو و اللغة و العروض و القوافي و البيان جار الله الزمخشري أبي القاسم وهو يعظم جانب العقل ويمجده، ويقدمه حيلة على النص و السمع:
يا أبا القاسم إن الذي خلقك فسواك وركب فيك عقلك وهواك، وهما في سبيل الخير و الشر دليلاك، وفي مراحل الرشد و الغي نزيلاك.
..... ليس من العدل أن تستحب الهوى على العقل، إن جانب العقل أبيض كطرة الفلق ..... فإن كان العقل فأحر به أن تلزمه التزام الصب وتعتلقه، و أن تجعل يديك له وشاحا وتعتنقه، وأن لاتخلي عنه وغن اشتجرت دونه الرماح، واخترطت بينك وبينه الصفاح ..... هواك أعمى فلا تجعله متبعا ... ولا يعتسف بك عن بيضاء مسلوكة
اتركه وامش على آثار عقلك .... محجة مثلها ليست بمتروكة
فالعقل هاد بصير لايزيغ إلى ... بصيرة عن سداد الرأي مأفوكة
ومن يقده هواه في خزامته .... فذاك بين ذوي الألباب أضحوكة؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
انتهى كلامه
هكذا المعتزلة، تقدم العقل وتجعله متبعا وإلى دونه مائل وصائل ولم يرزق المناهل و الفضائل من اختار غيره.
فإلى الله المشتكى(/)
إشكال و جوابه (حديث الفداء)
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 06:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إشكال و جوابه (حديث الفداء)
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، و الصلاة و السلام على نبينا محمد، و على آله و صحبه،و من تبعهم بإحسان، أما بعد:
فقد أخرج الإمام أحمد في "المسند" 4/ 391، 402، 407، 408، 410، و مسلم في صحيحه، كتاب: التوبة، باب: سعة رحمةِ الله على المؤمنين ... ، رقم 2767: عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم -: " إذا كان يوم القيامة دَفَعَ الله – عز و جل- إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقول: هذا فكاكك من النار ". و في لفظ: " لا يموت رجلٌ مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً ". و في لفظ آخرَ: " يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم، و يضعها على اليهود و النصارى ".
و الفكاكُ – بالفتح و الكسر، و الفتح أفصح و أشهر - هو الخلاص و الفداء.
و أخرج أحمد في "المسند" 4/ 408: عن أبي موسى – رضي الله عنه -: أنَّ النبي –صلى الله عليه و سلم – قال: " إنَّ هذه الأمة مرحومة: جَعَل الله عذابها بينها، فإذا كان يوم القيامة دُفع إلى كل امرئ منهم رجلٌ من أهل الأديان، فيقال: هذا يكون فداءك من النار ".
و أخرج ابن ماجه في سننه، كتاب: الزهد، باب: صفة أمة محمد – صلى الله عليه و سلم -، رقم 4292: عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – نحوه.
أما كون اليهودي أو النصراني فداءً للمسلم من النار: فقال القاضي عياض في: " إكمال المعلم بفوائد مسلم " 8/ 271: " ... معنى ذلك: أنَّ من استوجب النار لذنوبه من المؤمنين تفضل الله عليه برحمته، و غفر له ذنوبه، و عافاه من النار، و أنَّ من لم يكن أهلاً للعقوبة فهو معافى منها ابتداءً لفضل الله؛ فإنما يصلاها الأشقى – الذي كذَّب و تولى -، فهم أهلها، و عوَضُ هؤلاء الذين هم في النعيم.
فتسميتهم فكاكاً لذلك ". ا. هـ.
و ليس فيما ذَكر – رحمه الله - إيضاحٌ لكون الكافر فداءً للمسلم – كما قال الأبي في: " إكمال إكمال المعلم " 7/ 169 - .
و الأقرب تفسير ذلك بحديث أبي هريرة – رضي الله عنه - أنَّ النبي – صلى الله عليه و سلم – قال: " ما منكم من رجل إلا له منزلان: منزل في الجنة، و منزل في النار، فإن مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله "، قال: "فذلك قوله: " أولئك هم الوارثون " [المؤمنون: 10] أخرجه ابن ماجه في سننه، أبواب الزهد، باب: صفة الجنة، رقم 4397، و صحح إسناده الحافظ ابن حجر في: " فتح الباري " 11/ 442، و الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة "، رقم 2278، و حديثِ أبي هريرة – رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: " لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار – لو أساء -؛ ليزدد شكراً، و لا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة – لو أحسن -؛ ليكون عليه حسرة " أخرجه أحمد في "المسند" 2/ 514، و البخاري في صحيحه، كتاب: الرقاق، باب: صفة الجنة و النار، رقم 6341.
و بيان ذلك أن يقال: "إن الله – تعالى - جعل للجنة أهلاً، و للنار أهلاً، و كل إنسان معرض لدخول الجنة، و لدخول النار، فإذا دخل المؤمن الجنة خلفه الكافر في النار؛ لاستحقاقه ذلك بكفره، فصار في معنى الفكاك للمؤمن".
كذا قرره البيهقي في: " شعب الإيمان " 2/ 269 - 274، و النووي في: " شرح مسلم " 17/ 85، و الأبي في: " إكمال إكمال المعلم " 7/ 169، و السنوسي في: " مكمل إكمال الإكمال " 7/ 168، و القرطبي في: " المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " 7/ 201، و " التذكرة " ص 151، و المناوي في: " فيض القدير " 1/ 428.
و قد علل البخاري هذا الحديث في: " التاريخ الكبير " 1/ 35، و قال: " ... الخبر عن النبي – صلى الله عليه و سلم - في الشفاعة، و أنَّ قوماً يعذبون ثم يخرجون من النار: أكثر و أبْيَنُ " ا. هـ.
قال البيهقي في: " شعب الإيمان " 2/ 273: " ... و حديث أبي بردة ابن أبي موسى عن أبيه عن النبي – صلى الله عليه و سلم - قد صح عند مسلم بن الحجاج و غيره، - رحمهم الله -، ... و وجهه ما ذكرناه، و ذلك لا ينافي حديث الشفاعة؛ فإنَّ حديث الفداء – و إن ورد مورد العموم في كل مؤمن -: فيحتمل أنْ يكون المراد به كل مؤمن قد صارت ذنوبه مكفَّرةً بما أصابه من البلايا في حياته ... ، و حديث الشفاعة يكون فيمن لم تصِرْ ذنوبه مكفَّرةً في حياته، و يحتمل أنْ يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة، و الله أعلم ". ا. هـ.
و انظر: " فتح الباري " 11/ 405.
و أما قوله – صلى الله عليه و سلم -: " و يضعها على اليهود و النصارى ": فقال القرطبي في: " المفهم " 7/ 201: " ... أي: أنه يضاعف عليهم عذاب ذنوبهم حتى يكون عذابهم بقدر جرمهم و جُرْم مذنبي المسلمين – لو أخذوا بذلك -؛ و له – تعالى - أنْ يضاعف لمن يشاء العذاب، و يخففه عن مَنْ يشاء؛ بحكم إرادته العذاب و مشيئته؛ إذ لا يسأل عما يفعل و هم يسألون " ا. هـ، و هذا لا يصح؛ إذ هو مبنيٌّ على نفي الحِكَم و الأسباب و العلل.
و الأظهر ما قاله النووي في: " شرح مسلم " 17/ 85: " ... معناه: أن الله – تعالى - يغفر تلك الذنوب للمسلمين، و يسقطها عنهم، و يضع على اليهود و النصارى مثلها بكفرهم و ذنوبهم، فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين، و لابد من هذا التأويل؛ لقوله تعالى: " و لا تزر وازرة وزر أخرى " [الإسراء:15].
و قوله: " و يضعها " مجاز، و المراد: يضع عليهم مثلها بذنوبهم – كما ذكرناه -، لكن لما أسقط – سبحانه و تعالى - عن المسلمين سيئاتهم، و أبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمِّل إثم الفريقين؛ لكونهم حملوا الإثم الباقي – و هو إثمهم - " ا. هـ.
و الله ولي التوفيق .....
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=994(/)
هل عندكم البريد الإلكتروني اىُّ من العلماء لسؤال في العقيدة عاجل
ـ[العُمُدومي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل عندكم البريد الإلكتروني اىُّ من العلماء لسؤال في العقيدة عاجل
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 05:55]ـ
هذا رابط طلب الفتاوى من موقع الألوكة
وتقوم فيه لجنة علمية متخصصة في البحث الشرعي
يرجى مراسلتهم:
http://alukah.net/Fatawa/Post
السؤال
uestion.aspx(/)
شبهات الغلاة في التكفير (الحلقة الرابعة) للشيخ حاج عيسى الجزائري
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 04:18]ـ
شبهات الغلاة في التكفير (الحلقة الرابعة)
الشبهة العاشرة: دعوى الإجماع
ومن شبهات الغلاة دعوى إجماع السلف على عدم العذر بالجهل، على اختلاف مذاهبهم -إلا من قال منهم بكفر من يُحَكِّم الإجماع في دين الله تعالى، لأنه من تحكيم الرجال -، فالذين يقولون: بكفر من وقع في الكفر جهلا ويستبيحون قتله ويشهدون له بالنار يدعون الإجماع على قولهم، والذين يكفرونه ويستبيحون قتله ولا يشهدون له بالنار يحتجون بالإجماع
وكذلك الذين يكفرونه ويقولون لا قتال ولا عذاب في الآخرة حتى تقام عليه الحجة، وعمدتهم جميعا في نقل الإجماع قول ابن القيم في طريق الهجرتين (607 - 608):" اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم، إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة، وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين لا الصحابة ولا التابعين ولا من بعدهم، وإنما يعرف عن بعض أهل الكلام المحدث في الإسلام"، ثم قال:" والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل ".
الجواب:
أولا: أن كلام ابن القيم وارد في المشركين لا في من وقع في الشرك وأسباب الردة من المسلمين، وهو أيضا في من بلغته دعوة الإسلام منهم، بدليل قوله:" إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة"، وكلامنا هو في من لم تبلغه حقيقة الدعوة من المسلمين، إذن هذا الاتفاق خارج عن محل النزاع من وجهين: أنه في الكفار الذين بلغتهم الحجة، وكلامنا في المسلم الذي لم تبلغه الحجة.
وحكم من لم تبلغه الدعوة من الكفار عند ابن القيم أنه لا يعذب، قال ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 611): "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل".
ثانيا: أكثر المستندين إلى هذا الإجماع واقعون في التناقض لأنهم ينقلون عن بعض المتأخرين إجماعين أحدهما على التكفير والآخر على حمل العذر على عذاب الآخرة، مع إثبات الامتحان، وكلام ابن القيم المنقول صريح بأنهم كفار وفي النار، وهذا لا يقول به إلا الصنف الأكثر غلوا وإن مذهبهم أقيس من غيره كما ذكرنا قبل.
ثالثا: مما يؤكد لنا أن كلام ابن القيم السابق في الكفار الذين لم يدخلوا في الإسلام أصلا، هذا الكلام الذي يفرق فيه بين أحوال أهل البدع، وينص فيه على عدم تكفير الجاهل المقلد الذي عجز عن العلم، قال ابن القيم في الطرق الحكمية (255):" فأما أهل البدع الموافقون لأهل الإسلام ولكنهم مخالفون في بعض الأصول كالرافضة والقدرية والجهمية وغلاة المرجئة ونحوهم فهؤلاء أقسام:
أحدها: الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته إذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى وحكمه حكم "المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ".
القسم الثاني: المتمكن من السؤال وطلب الهداية ومعرفة الحق ولكن يترك ذلك اشتغالا بدنياه ورياسته ولذته ومعاشه وغير ذلك فهذا مفرط مستحق للوعيد آثم بترك ما وجب عليه من تقوى الله بحسب استطاعته، فهذا حكمه حكم أمثاله من تاركي بعض الواجبات فإن غلب ما فيه من البدعة والهوى على ما فيه من السنة والهدى ردت شهادته وإن غلب ما فيه من السنة والهدى قبلت شهادته.
القسم الثالث: أن يسأل ويطلب ويتبين له الهدى ويتركه تقليدا وتعصبا أو بغضا أو معاداة لأصحابه فهذا أقل درجاته أن يكون فاسقا وتكفيره محل اجتهاد وتفصيل ".
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: أن هذا الإجماع المتوهم معارض بإجماع قديم منقول على عذر المسلمين الواقعين في الشرك جهلا نقله ابن حزم رحمه الله، حيث قال في الفصل (3/ 253):" وبرهان ضروري لا خلاف فيه وهو أن الأمة مجمعة كلها، بلا خلاف من أحد منهم وهو أن كل من بدل آية من القرآن عامدا وهو يدري أنها في المصاحف بخلاف ذلك، أو أسقط كلمة عمدا كذلك أو زاد فيها كلمة عمدا، فإنه كافر بإجماع الأمة كلها، ثم إن المرء يخطئ في التلاوة فيزيد كلمة وينقص أخرى، ويبدل كلامه جاهلا مقدرا أنه مصيب، ويكابر في ذلك ويناظر قبل أن يتبين له الحق، ولا يكون بذلك عند أحد من الأمة كافرا ولا فاسقا ولا آثما، فإذا وقف على المصاحف أو أخبره بذلك من تقوم الحجة بخبره، فإن تمادى على خطئه فهو عند الأمة كافر بذلك لا محالة، وهذا هو الحكم الجاري في جميع الديانة".
خامسا: ومن أغرب ما قرأته لبعض الغلاة في تقرير هذا الإجماع أن الخلاف إنما أحدثه بعض المعاصرين من خريجي الكليات الشرعية وأصحاب الرسائل الجامعية وأنهم لبسوا على الناس هذا الأمر بكلام ابن تيمية وزعم صاحب "المجهر" (ص11) أن أصحاب هذه الرسائل انحرفوا عن المنهج العلمي وجعلوا النصوص محكومة بآراء العلماء.
والحقيقة أن من أهم الفروق بين أصحاب الدراسات الجامعية وأصحاب الكتابات الأخرى، أن أصحاب الدراسات الجامعية معروفة أعيانهم ويتمتعون باستقلالية في الفكر ويكتبون بطريقة منهجية تعصمهم من التناقض، وأصحاب الكتابات الأخرى مجهولون (أو يكتبون بأسماء مستعارة) وكتاباتهم متسمة بالتقليد وتسير على منهج "اعتقد ثم استدل" ولذلك يظهر الانحراف والتناقض فيها جليا، وربما التزم أصحابها لوازم شنيعة تبرأ منها الشريعة ومنها ما سبق بيانه في الشبهات السابقة.
ولو كنت بصدد نقد كتاب معين لبينت من تلك التناقضات والانحرافات المنهجية الشيء الكثير، وقد سبق بيان تحريفات صاحب الجواب المفيد وأبين في هذا المقام بعضا منها، وزعم صاحب المجهر في مقدمته (ص11) أنه لا ينقل إلا عن أهل السنة، ثم نقل في باب "الردة من كتب السلف" (205) عن أبي بكر الحصني الشافعي صاحب غاية الاختصار المشهور بعدائه للسنة وأهلها، ولا أدري لو اطلع على كتاباته في العقيدة هل كان يعذره أم لا؟ وفي الباب الرابع: قسم الفصل الأول: الذي خصصه لرد الشبه المستدل بها خطأ من القرآن إلى ثلاث شبهات وإلى ثلاثة مباحث على النحو الآتي: الشبهة الأولى، المبحث الأول، المبحث الثاني، الشبهة الثانية، الشبهة الثالثة، المبحث الثالث!! فلا الشبهات اندرجت تحت المباحث والمباحث اندرجت تحت الشبهات. والأمر نفسه كرره في الفصل الثاني. وجعل فصلا لتحقيق مذهب ابن تيمية وابن عبد الوهاب في العذر بالجهل، ولم يذكر من كلام ابن عبد الوهاب شيئا من نصوصه الآتي ذكرها إلا نصا واحدا هو حجة عليه (286) ومهمة من يقول الدراسة المجهرية وأنه يحقق كلام عالم من العلماء في المسألة أن يستوعب نصوصه أو على الأقل تلك التي يمسك بها من ينفي العذر بالجهل.
وذكر صاحب "عارض الجهل" فصلا عنوانه:" أدلة القرآن الكريم على عدم اعتبار الجهل والتقليد عذرا في مسائل التوحيد لمن بلغه القرآن "، وذكر أدلة كلها فيها نظر وجلها لا تنطبق على عنوان الفصل لأنه خص عدم العذر في العنوان لمن بلغه القرآن ثم أورد الأدلة التي يوردها غيره لإثبات كفر المشركين قبل بعثة النبي صلى الله عليه ولم! وأن ثبوت وصف الكفر لا يحتاج إلى إقامة حجة (أي بلوغ القرآن)، ومن تلك الأدلة قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:137) وبعضها يستدل به على كفر من تولى وأعرض كقوله: (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنبياء:24).
وعندما أراد أن ينقل كلام محمد بن عبد الوهاب (ص233) نقل كلاما من الدرر السنية (1/ 142) وهو كلام حسين وعبد الله ابنا الشيخ محمد كما في (10/ 142) فأخطأ في العزو وفي المعزو إليه. ونقل كلاما آخر من الدرر (10/ 333) وهو كلام حمد بن ناصر بن معمر كما في (10/ 336).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يشيعه بعض الناس في بعض البلاد أن العقيدة لابد أن تتلقى بالإسناد في إشارة منهم إلى إسناد معين في منطقة محددة ليست أرض الحجاز منها ولا الشام ولا مصر ولا العراق، وجواب هذا: إذا كان الإسناد المطلوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنعم المطلوب، وأما إذا كان إلى غيره فإنا نقول إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين وإن الله تعالى لم يبعث أحدا بعده والعلماء المجددون لا يختصون بعصر من العصور أو بلد من البلدان، وإن من أعظم الجهالة أن يفرض على أهل الدنيا أن يأخذوا العقيدة من أهل قرية واحدة سندهم لا يتصل وأهلها مختلفون.
الشبهة الحادية عشر: نسبة التكفير إلى ابن تيمية
من الشبهات التي يلبَّس بها على كثير من الناس نسبة القول بالتكفير إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، الإمام الثقة المحقق الذي كتب الله تعالى لكلامه القبول عبر العصور، وذكرنا من قبل أن بعض الغلاة اضطربوا لظهور الرسائل الجامعية التي جمعت شتات كلام ابن تيمية ووضحت منهجه بجلاء، وقد اضطربوا أيضا في تأويل كلامه وصرفه عن ظاهره، وقبل بيان فساد تلك التأويلات ننقل شيئا من كلامه في إثبات العذر بالجهل.
من نصوص ابن تيمية في العذر بالجهل
ينبغي أن يعلم أن كلام ابن تيمية في بيان العذر بالجهل ودلائله وأحواله كثير جدا لا يسعه مقال مختصر لكن نذكر ما يفهم به موقفه ويحصل به اليقين بإذن الله تعالى.
1 - قال ابن تيمية في الرد على البكري (2/ 494):"ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية و النفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم أن قولكم كفر و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال وكان هذا خطابا لعلمائهم و قضاتهم و شيوخهم وأمرائهم و أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا، فلهذا لم نقابل جهله وافتراءه بالتكفير بمثله".
2 - قال ابن تيمية في بغية المرتاد (311):" وبينا أن المؤمن الذي لا ريب في إيمانه قد يخطئ في بعض الأمور العلمية الاعتقادية فيغفر له كما يغفر له ما يخطئ فيه من الأمور العملية، وأن حكم الوعيد على الكفر لا يثبت في حق الشخص المعين حتى تقوم عليه حجة الله التي بعث بها رسله، كما قال تعالى:} وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا {وأن الأمكنة والأزمنة التي تفتر فيها النبوة لا يكون حكم من خفيت عليه آثار النبوة حتى أنكر ما جاءت به خطأ، كما يكون حكمه في الأمكنة والأزمنة التي ظهرت فيها آثار النبوة".
3 - قال بعد أن ذكر مقالات الباطنية في بغية المرتاد (1/ 353 - 354):" فهذه المقالات هي كفر لكن ثبوت التكفير في حق الشخص المعين موقوف على قيام الحجة التي يكفر تاركها وإن أطلق القول بتكفير من يقول ذلك فهو مثل إطلاق القول بنصوص الوعيد مع أن ثبوت حكم الوعيد في حق الشخص المعين موقوف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه، ولهذا أطلق الأئمة القول بالتكفير مع أنهم لم يحكموا في عين كل قائل بحكم الكفار بل الذين استمحنوهم وأمروهم بالقول بخلق القرآن وعاقبوا من لم يقل بذلك إما بالحبس والضرب والإخافة وقطع الرزق بل بالتكفير أيضا، لم يكفروا كل واحد منهم وأشهر الأئمة بذلك الإمام أحمد وكلامه في تكفير الجهمية مع معامتله مع الذين امتحنوه وحبسوه وضربوه مشهور معروف".
4 - قال في مجموع الفتاوى (11/ 401) وقد سئل عمن يزعم سقوط التكاليف الشرعية عنه:" لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه. وهو شر من قول اليهود والنصارى " وذكر رحمه الله تعالى ألوانا من الموبقات التي يستبيحها هؤلاء الناس ثم قال (11/ 406):"لكن من الناس من يكون جاهلا ببعض هذه الأحكام جهلا يعذر به فلا يحكم بكفر أحد حتى تقوم عليه الحجة من جهة بلاغ الرسالة كما قال تعالى: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وقال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية"
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 60 - 61):" أما كونه عند المستمع معلوما أو مظنونا أو مجهولا أو قطعيا أو ظنيا أو يجب قبوله أو يحرم أو يكفر جاحده أو لا يكفر؛ فهذه أحكام عملية تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. فإذا رأيت إماما قد غلظ على قائل مقالته أو كفره فيها فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه والتكفير له؛ فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية. وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت؛ لعدم بلوغ الحجة له؛ فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم؛ فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع ".
6 - قال في مجموع الفتاوى (12/ 466):" وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك؛ بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة" وكرر هذا المعنى (12/ 501).
7 - قال ابن تيمية مجموع الفتاوى (12/ 497): «فهذا الكلام يمهد أصلين عظيمين: " أحدهما " أن العلم والإيمان والهدى فيما جاء به الرسول وأن خلاف ذلك كفر على الإطلاق فنفي الصفات كفر والتكذيب بأن الله يرى في الآخرة أو أنه على العرش أو أن القرآن كلامه أو أنه كلم موسى أو أنه اتخذ إبراهيم خليلا كفر وكذلك ما كان في معنى ذلك وهذا معنى كلام أئمة السنة وأهل الحديث. و" الأصل الثاني " أن التكفير العام - كالوعيد العام - يجب القول بإطلاقه وعمومه. وأما الحكم على المعين بأنه كافر أو مشهود له بالنار: فهذا يقف على الدليل المعين فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه».
8 - وقال في الرد على البكري (1/ 413):" ومن أنكر ما ثبت بالتواتر والإجماع فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".
تأويلات المخالفين لكلام ابن تيمية
أولا: ومن أشهر التأويلات حمل مذهبه على العذر بالجهل في مسائل الصفات دون مسائل الشرك في العبادة، أو حمله على مسائل المسائل الخفية دون المسائل الظاهرة، وقد بينا في رد الشبهة التاسعة بطلان هذا التأويل، وأن هؤلاء المخالفين قد غفلوا عن أن الخفاء والظهور أمران نسبيان يختلفان باختلاف الزمان والمكان، وأوردنا هناك من نصوص ابن تيمية كلامه في الرد على البكري الذي يقضي على هذين الاحتمالين لأنه في الشرك الأكبر لا في الصفات ولا أظهر من مسائل التوحيد والشرك.
ومما يردها أيضا من النصوص المذكورة سابقا النص الثالث الذي ورد في معرض ذكر مقالات الباطنية التي هي كفر ظاهر بلا شك، والنص الرابع أيضا الوارد في الجواب عمن يعتقد سقوط الواجبات وعدم تحريم المحرمات البينة، والنص الثامن أيضا فيه إشارة إلى ذلك لأن القطع إنما يستفاد من الإجماع والتواتر.
ثانيا: من التأويلات الباردة التي أشهرت في وجه هذه النصوص المستشهد بها من كلام ابن تيمية الزعم أن ابن تيمية قال هذا:"سياسة" لا اعتقادا، لأنه كان مستضعفا وكان لابد له من مداراة حتى يزول الاستضعاف، ويكفي لرد هذا الزعم أنه تخرص لا دليل عليه ولا موجب له، بل هو افتراء على ابن تيمية رحمه الله، ومع ذلك نقول: لا ندري أكان من طريقة ابن تيمية المداهنة في أصل الدين؟ وما الذي يدفعه إلى مثل هذا هو الذي لم يداهن في قضايا أسهل من هذه دخل بسببها إلى السجن كمسألة الطلاق الثلاث ومسألة شد الرحال. وهو الذي يقول (14/ 476):" فإن الشرك والقول على الله بلا علم والفواحش ما ظهر منها وما بطن والظلم: لا يكون فيها شيء من المصلحة"، ويقول (35/ 372 - 374):" ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله، واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة، ... ولو ضرب وحبس وأوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره، كان مستحقا لعذاب الله ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو فرضنا أنه كان مكرها في حال لبين الحق في حال أخرى وصرح بأنه يحكم بالكفر على من لم تقم عليه الحجة ولو مرة في حياته، ولا حجة لمن تمسك بقوله في الرد على البكري:" لم نقابل جهله وافتراءه بالتكفير بمثله " للتدليل على هذا التأويل لأن معنى كلامه أني لم أقابل الجهل بالجهل والافتراء بالافتراء، ثم إن المكره والمداري لا يستدل ويطنب في الاستدلال لمسألة لا يعتقدها.
ثالثا: ومن التأويلات أن الكفر الذي ينفيه هو الكفر الذي يستحق صاحبه العقوبة في الدارين القتل في الدنيا والخلود في النيران في الآخرة دون اسم الكفر الذي تجري عليه بقية أحكام الدنيا كما في المجهر (278) وهذا لا مسنتد له في كلام ابن تيمية بل فيه ما يدل على ضده كقوله (11/ 406):" ولهذا لو أسلم رجل ولم يعلم أن الصلاة واجبة عليه؛ أو لم يعلم أن الخمر يحرم لم يكفر بعدم اعتقاد إيجاب هذا وتحريم هذا؛ بل ولم يعاقب حتى تبلغه الحجة النبوية"، وقوله (11/ 409):" وأدنى هذا أن يكون شاكا في المعاد وذلك كفر - إذا قامت حجة النبوة على منكره حكم بكفره - هو بين في عدم إيمانه بالله تعالى". وقوله في (12/ 497):"وأما الحكم على المعين بأنه كافر أو مشهود له بالنار: فهذا يقف على الدليل المعين فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه».
وأصحاب هذا التأويل دائما يرجعون إلى كلام ابن تيمية في الكفار الذين لم تبلغهم الحجة، ويتركون كلامه في أهل الإسلام الذين وقعوا في الكفر، وهذا تضليل وتحريف لا يجوز كقوله (20/ 38) وهو يتحدث عن عدم توقف قبح الأفعال على الشريعة –كما يقوله الأشاعرة-: «واسم المشرك ثبت قبل الرسالة» فلا يرى من تمسك بهذه الجملة وترك عشرات النصوص التي ربما استغرق بعضها الصفحات تفصيلا واستدلالا إلا متبعا لهواه.
رابعا: ومن التأويلات تخصيص كلامه بمن كان حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة.
والجواب أن ذلك يذكر على سبيل المثال لا التقييد، والمقصود هو بيان أحوال مظنة الجهل هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن تمثيله بالبادية البعيدة ليس المقصود به البعيدة المكان حصرا، بل البعيدة عن العلم، قال رحمه الله (11/ 407):" ولهذا اتفق الأئمة على أن من نشأ ببادية بعيدة عن أهل العلم والإيمان وكان حديث العهد بالإسلام فأنكر شيئا من هذه الأحكام الظاهرة المتواترة فإنه لا يحكم بكفره حتى يعرف ما جاء به الرسول ". وقال رحمه الله (13/ 118):"وأيضا فكون الشيء معلوما من الدين ضرورة أمر إضافي فحديث العهد بالإسلام ومن نشأ ببادية بعيدة قد لا يعلم هذا بالكلية فضلا عن كونه يعلمه بالضرورة"، وقال (3/ 240):"ومع هذا فقد يكثر أهل هذه الأهواء في بعض الأمكنة والأزمنة حتى يصير بسبب كثرة كلامهم مكافئا عند الجهال لكلام أهل العلم والسنة حتى يشتبه الأمر على من يتولى أمر هؤلاء فيحتاج حينئذ إلى من يقوم بإظهار حجة الله وتبيينها حتى تكون العقوبة بعد الحجة"
قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في مصباح الظلام (498):"وقد مثل العلماء هذا الصنف بمن نشأ ببادية أو ولد في بلاد الكفار ولم تبلغه الحجة الرسالية، ولذلك قال الشيخ: لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين، وقد صنف رسالة مستقلة في أن الشرائع لا تلزم قبل بلوغها ".
الشبهة الثانية عشر: نسبة التكفير إلى ابن عبد الوهاب
ومن الشبهات أيضا الاستدلال بعبارات لابن عبد الوهاب ظاهرها عدم العذر بالجهل، وقبل التعرض لهذه العبارات وتوجيه العلماء لها أو ردهم عليها، نسرد كلام ابن عبد الوهاب المتكرر في نفي التكفير بالعموم ونفي تكفير من لم تقم عليه الحجة الرسالية منقولا من "الدرر السنية في الأجوبة النجدية ".
نصوص ابن عبد الوهاب في عدم التكفير
1 - قال رحمه الله تعالى (1/ 63):"فإن قال قائلهم: إنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم؛ الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله، ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج ".
2 - وقال (1/ 73) (1/ 82):"وأما التكفير: فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعد ما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا: هو الذي أكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك".
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وقال أيضا (1/ 80):"فمنها: إشاعة البهتان، بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه ومنها: ما ذكرتم: أني أكفر جميع الناس، إلا من اتبعني، وأني أزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، فيا عجباً كيف يدخل هذا في عقل عاقل؟! وهل يقول هذا مسلم إني أبرأ إلى الله من هذا القول، الذي ما يصدر إلا عن مختل العقل، فاقد الإدراك؛ فقاتل الله أهل الأغراض الباطلة"
4 - وقال (1/ 100):" وأما القول: أنا نكفر بالعموم؟ فذلك من بهتان الأعداء، الذين يصدون به عن هذا الدين؛ ونقول: (سبحانك هذا بهتان عظيم) [النور:16] ".
5 - سئل الشيخ عما يقاتل عليه وعما يكفر الرجل به فأجاب بجواب مفصل (1/ 102 - 104) وجاء في أوله:"ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان، وأيضا نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر .. وجاء في آخره:" وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: إنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر، ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه؛ فكل هذا من الكذب والبهتان، الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا: لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله؟! إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل (سبحانك هذا بهتان عظيم) [النور:16]
6 - وقال (10/ 113):" وأما ما ذكر الأعداء عني، أني أُكَفِّر بالظن وبالموالاة، أو أكفّر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله".
7 - وقال (10/ 128):" وكذلك تمويه الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله فهو مسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفّر من أشرك بالله في إلهيته، بعدما نبين له الحجة، على بطلان الشرك، وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه، دون هذه المشاهد، التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها، وسعى في إزالتها؛ والله المستعان".
8 - وقال (10/ 131):"ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله، ثم عاداه وصد الناس عنه، وكذلك من عبد الأوثان، بعدما عرف أنها دين المشركين، وزينه للناس، فهذا الذي أكفره، وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجل معاند أو جاهل "
8 - قال (1/ 34) و (10/ 14) وهو يعد مسائل البهتان التي نسبها ابن سحيم إليه:"وقوله أني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق ". وقد قال في (2/ 111):"واعلم أن أشياء من الشرك الأكبر وقع فيه بعض المصنفين على جهالة لم يفطن له من ذلك قوله في البردة:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم".
النصوص التي يتمسك بها المخالفون
1 - قال ابن عبد الوهاب (1/ 71):" وأفادك أيضا الخوف العظيم فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل ". وهذه الرسالة تسمى كشف الشبهات.
2 - وذكر في كتاب التوحيد حديث الذي وضع حلقة فقال e :" انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا " وقال فيه مسائل:" الثالثة: أنه لم يعذره بالجهالة". (وهو حديث ضعيف).
التوفيق بين النصوص
القائلون بالتكفير أكثرهم يتجاهلون في مؤلفاتهم –غير الأكاديمية –أقوال ابن عبد الوهاب التي تدل على العذر ولا يسرد إلا النصوص العامة التي تدل على كفر النوع أو أحد النصين المذكورين، ومنهم من أشار إلى الاختلاف الظاهر وزعم أن ابن عبد الوهاب كان يداهن المخالفين في أول دعوته لمصلحة الدعوة، وهذا افتراء عليه كالافتراء على شيخ الإسلام ابن تيمية السابق ذكره، ونحن ندفع هذا التعارض بعد حسن الظن بهذا الإمام الناصح بأن أكثر فتاويه مقرونة بالقتال وهو لم يقاتل في أول دعوته، ومنها ما يصرح فيه بمضي عقود من الزمان على اشتهار دعوته كقوله –كما في الدرر (10/ 115) -:"إذا كانوا أكثر من عشرين سنة يقرون ليلا ونهارا سرا وجهارا: أن التوحيد الذي أظهر هذا الرجل هو دين الله ورسوله، لكن الناس لا يطيعوننا وأن الذي أنكره هو الشرك، وهو صادق في إنكاره " وقوله "هذا الرجل"إشارة إلى نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويزعم آخرون أنه يشترط إقامة الحجة للكفر المعذب عليه (القتال في الدنيا والخلود في النار يوم القيامة)، ومنهم من أيد كلامه النص رقم (7) بأنه لم يحكم بإسلام من وقع في الشرك ولم تقم عليه الحجة.
وجوابه أنه أيضا لم يحكم بكفره إذ خص الكفر بمن بينت له الحجة، وكلمة الكفر لها مدلول شرعي يتضمن أحكام الدنيا والآخرة، وليس في كلام ابن عبد الوهاب ما يوحي بأنه ثمة كفر معذب عليه، وكفر غير معذب عليه، وفي النص الخامس المنقول قد جمع ابن عبد الوهاب في كلامه بين من يكفر ومن يقاتل وصنفهم إلى أصناف ولم يذكر صنفا يكفره ولا يقاتله.
ومن أصح طرق الجمع بين هذه النصوص أن كلامه في كتاب التوحيد وكشف الشبهات محمول على كفر النوع، وكلامه في المواضع الأخرى محمول على تكفير المعين. كما في ضوابط التكفير لعبد الله القرني (231).
وأصح من هذه الطريقة أنه نفى العذر في حق المفرط والمعرض عن سماع الحجة كما قال الشيخ العثيمين معلقا على نص كشف الشبهات (46 - 47):" لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل، اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم، فهذا لا يعذر بالجهل، وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاما آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل عما يقاتل عليه وعما يكفر الرجل به فأجاب: وذكر الشيخ رسالة ابن عبد الوهاب كاملة الذي يصرح فيها بالعذر بالجهل وأنه لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية". وعلق رحمه الله تعالى على نص كتاب التوحيد (1/ 173):"هذا فيه نظر لأن قوله صلى الله عليه و سلم:"لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا " ليست بصريح أنه لو مات قبل العلم، بل ظاهره:"لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا "أي بعدما علمت وأمرت بنزعها، وهذه المسألة تحتاج إلى تفصيل، فنقول الجهل نوعان: جهل يعذر فيه الإنسان وجهل لا يعذر فيه، فما كان ناشئا عن تفريط وإهمال مع قيام المقتضي للتعلم، فإنه لا يعذر فيه، سواء في الكفر أو في المعاصي، وما كان ناشئا عن خلاف ذلك، أي أنه لم يهمل ولم يفرط، ولم يقم المقتضي للتعلم بأن كان لم يطرأ على باله أن هذا الشيء حرام فإنه يعذر فيه، فإن كان منتسبا للإسلام لم يضره، وإن كان منتسبا إلى الكفر فهو كافر في الدنيا لكن في الآخرة أمره إلى الله على القول الراجح يمتحن فإن أطاع دخل الجنة وإن عصى دخل النار ".
وإذا أصر المخالف على أن للشيخ قولين، قلنا قوله في موافقة الجماعة والدليل أولى من قوله في خلاف الجماعة والدليل.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
سبق و أن تكلمنا في الحلقات السابقة لهذا الموضوع و إن كان من إضافة فهي:
أن العذر بالجهل في الشرك الذي يدعو إليه الكاتب هو مذهب الأشاعرة لأنهم يربطون التحسين و التقبيح كله بالحجة الرسالية و قد نسبه الكاتب لابن القيم و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و هم من أعدى أعداء الأشاعرة، و أتى بأقوالهم في الكفر الذي يشترط فيه إقامة الحجة عند أهل السنة و جعلها في الشرك الذي لا يشترط فيه إقامة الحجة إلا عند الأشاعرة
قال ابن تيمية في مذاهب الناس في تقبيح الشرك قبل الرسالة:
والجمهور من السلف والخلف على أن ما كانوا فيه قبل مجيء الرسول من الشرك والجاهلية كان سيئا قبيحا وكان شرا لكن لا يستحقون العذاب إلا بعد مجيء الرسول ولهذا كان للناس في الشرك والظلم والكذب والفواحش ونحو ذلك ثلاثة أقوال:
قيل إن قبحها معلوم بالعقل وأنهم يستحقون العذاب على ذلك في الآخرة وإن لم يأتهم الرسول كما يقوله المعتزلة، وقيل لاقبح ولاحسن ولاشر فيهما قبل الخطاب كما تقوله الأشعرية ومن وافقهم وقيل إن ذلك سئ وشر وقبيح قبل مجيء الرسول لكن العقوبة إنما تستحق بمجيء الرسول وعلى هذا عامة السلف وأكثر المسلمين وعليه يدل الكتاب والسنة فإن فيهما بيان أن ما عليه الكفار هو شر وقبيح وسئ قبل الرسل وإن كانوا لا يستحقون العقوبة إلا بالرسل)
و قال في أن اسم المشرك يثبت عند أهل السنة قبل الرسالة و لا يثبت عند الأشاعرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ؛ لِقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا. وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} {فَكَذَّبَ وَعَصَى} وَقَالَ: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}
فلا يأت أحد يكذب على ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الوهاب و يأتي بعذرهم في الكفر و يجعلهم على مذهب الأشاعرة في أن المشرك لا يعد مشركاً إلا بعد بلوغ الحجة و أقول للإشراف كل الحلقات المذكور المسماة الرد على الغلاة في التكفير هي رد على أهل السنة فلا أدري ما وجه إبقائها
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 06:23]ـ
كلام لا طائل من ورائه
و هذا بحسب معتقد الكاتب و من على منهجه
فالكلام في هذا الموضوع نظري محض
ومن أنزله على الواقع و لو بشروطهم يعتبرونه من الخوارج التكفيريين
فمن تلفظ بالشهادة لن يكفر ممهما اقترف من كفر
وذلك بموانع عجيبة مخترعة
و إن كفر فهو كفر نوع
أما كفر الأعيان فهو بدعة ضلالة
ـ[أبو العباس الطرابسي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 10:14]ـ
المشكلة عند الإخوة في هذا الباب أنهم ينظرون إلى أفعال العلماء ويتغافلون عن تأصيلاتهم.
فالأفضل هو دراسة هذا الموضوع دراسة متقنة مبنية على الكتاب والسنة ثم بعد ذلك لا حرج من تنزيل الحكم على الأعيان فمن أخطأ فله أجر وخاصة إذا كان خطؤه في التكفير سببه الحرقة على الإسلام كما كان يحدث من بعض الصحابة رضي الله عنهم كفعل عمر مع حاطب وغيره رضي الله عنهم أجمعين.
ومن أصاب فله أجران لأن الحكم بالكفر على الأعيان يعتبر فتوى فيأخذ حكم الفتوى من ناحية شروط الفتوى والمفتي والمقلد والله أعلم
ـ[المغيرة]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 08:50]ـ
السلام عليكم ..
أين أجد الثلاث حلقات الأولي؟؟
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 10:15]ـ
قال بن جرير الطبري رحمه الله:
(إعلموا رحمكم الله أن كل معلومٍ للخلق من أمر الدين والدنيا أن تخرج من أحد معنيين:
أ - من أن يكون إما معلوماً لهم بإدراك حواسهم إياه.
ب - وإما معلوماً لهم بالاستدلال عليه بما أدركته حواسهم.
ثم لن يعدو جميع أمور الدين –الذي امتحن الله به عباده- معنيين: أحدهما: توحيد الله وعدله.
والآخر: شرائعه التي شرعها لخلقه من حلالٍ وحرامٍ وأقضيةٍ وأحكام.
أ- فأما توحيده وعدله: فمدركةٌ حقيقة علمه استدلالاً بما أدركته الحواس. ب- وأما شرائعه فمدركةٌ حقيقة علم بعضها حساً بالسمع، وعلم بعضها استدلالاً بما أدركته حاسة السمع.
- ثم القول فيما أدركت حقيقة علمه منه استدلالاً على وجهين:
أحدهما: معذورٌ فيه بالخطأ والمخطئ، ومأجورٌ فيه على الاجتهاد والفحص والطلب؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجرٌ).
وذلك الخطأ فيما كانت الأدلة على الصحيح من القول فيه مختلفةً غير مؤتلفةٍ، والأصول في الدلالة عليه مفترقةً غير متفقةٍ،
وإن كان لا يخلو من دليل على الصحيح من القول فيه، فميز بينه وبين السقيم منه، غير أنه يغمض بعضه غموضاً يخفى على كثير من طلابه، ويلتبس على كثيرٍ من بغاته.
والآخر منهما: غير معذورٍ بالخطأ فيه مكلفٌ قد بلغ حد الأمر والنهي، ومكفرٌ بالجهل به الجاهل، وذلك ما كانت الأدلة الدالة على صحته متفقةً غير مفترقة، ومؤتلفةً غير مختلفةٍ، وهي مع ذلك ظاهرةٌ للحواس) ا. هـ التبصير في معالم الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 02:29]ـ
سبق و أن تكلمنا في الحلقات السابقة لهذا الموضوع و إن كان من إضافة فهي:
أن العذر بالجهل في الشرك الذي يدعو إليه الكاتب هو مذهب الأشاعرة لأنهم يربطون التحسين و التقبيح كله بالحجة الرسالية و قد نسبه الكاتب لابن القيم و ابن تيمية و ابن عبد الوهاب و هم من أعدى أعداء الأشاعرة، و أتى بأقوالهم في الكفر الذي يشترط فيه إقامة الحجة عند أهل السنة و جعلها في الشرك الذي لا يشترط فيه إقامة الحجة إلا عند الأشاعرة
قال ابن تيمية في مذاهب الناس في تقبيح الشرك قبل الرسالة:
والجمهور من السلف والخلف على أن ما كانوا فيه قبل مجيء الرسول من الشرك والجاهلية كان سيئا قبيحا وكان شرا لكن لا يستحقون العذاب إلا بعد مجيء الرسول ولهذا كان للناس في الشرك والظلم والكذب والفواحش ونحو ذلك ثلاثة أقوال:
قيل إن قبحها معلوم بالعقل وأنهم يستحقون العذاب على ذلك في الآخرة وإن لم يأتهم الرسول كما يقوله المعتزلة، وقيل لاقبح ولاحسن ولاشر فيهما قبل الخطاب كما تقوله الأشعرية ومن وافقهم وقيل إن ذلك سئ وشر وقبيح قبل مجيء الرسول لكن العقوبة إنما تستحق بمجيء الرسول وعلى هذا عامة السلف وأكثر المسلمين وعليه يدل الكتاب والسنة فإن فيهما بيان أن ما عليه الكفار هو شر وقبيح وسئ قبل الرسل وإن كانوا لا يستحقون العقوبة إلا بالرسل)
و قال في أن اسم المشرك يثبت عند أهل السنة قبل الرسالة و لا يثبت عند الأشاعرة:
فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ؛ لِقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا. وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} {فَكَذَّبَ وَعَصَى} وَقَالَ: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}
فلا يأت أحد يكذب على ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الوهاب و يأتي بعذرهم في الكفر و يجعلهم على مذهب الأشاعرة في أن المشرك لا يعد مشركاً إلا بعد بلوغ الحجة و أقول للإشراف كل الحلقات المذكور المسماة الرد على الغلاة في التكفير هي رد على أهل السنة فلا أدري ما وجه إبقائها
حفظك الله يا صاحب النقب(/)