على التحقق بالقيام - يعني - بالعبودية لله والاستسلام لله والعمل بشرائع الإسلام أن يكون الرزق هكذا كفافا، وجاء عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا.
والخصلة الثالثة: وقنعه الله بما آتاه كان الرزق كفافا لكن ما تتم الفائدة من قول الرزق كفافا إلا إذا اقترن بالقناعة.
القناعة: هي غنى النفس، باختصار: هي غنى النفس، يكون راضيا عن ربه، لا ينظر إلى ما لدى الآخرين، يرى ما هو فيه، يعني يرى نفسه أنه في بحبوحة السعادة والخير، في بيت متوسط هادئ ما ينظر لهذه القصور والمفاخر، عنده سيارة على قد حاله ما ينظر إلى أصحاب المراكب الفارهة - ما عنده أبدا - مطمئن النفس وقنعه الله هذه منحة، ما من شيء أنت تفعله في نفسك هذا أمر موهبة ربانية من الله سبحانه وتعالى وقنعه الله بما آتاه فمن توفرت له هذه الثلاثة فقد أفلح، هذه النتيجة إسلام ورزق كاف وقناعة، ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس.
الله أكبر، هذه الأحاديث ينبغي للمسلم أن يحفظها ويتذكرها حتى يقاوم ما يجد في نفسه من التطلعات والمنافسات، الرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول للأنصار لما جاءوا يتعرضون له يطلبون - يعني - شيئا من العطاء مما جاء به أبو عبيدة قال: والذي نفسي بيده ما الفقر أخشى عليكم وإنما أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كانوا قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم فكم إنسان فقير أو إنسان رزقه كفافا ولكنه في بحبوحة من السرور ومنبسط وفيه سعادة ومرتاح البال وما عنده هموم، وكم من إنسان عنده من الدنيا ما يفوق به أكثر الناس ثروات عنده من المراكب والمساكن وأنواع المتاع والذهب والفضة وغير الذهب والفضة والأرصدة ومع ذلك هو في قلق دائم، تحسر على - يعني - ما يفوت من الصدقات، تحسر على ما يقع من الضربات والخسارات، وهذا ما له حل لو كان لابن آدم واد من ذهب لطلب ثانيا ولو كان له واديان لطلب ثالثا طلب طلب، وقنعه الله بما آتاه غنى النفس ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس.
شرح الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
جامع شيخ الاسلام ابن تيمية(/)
عدتُ والحمد لله على فضله
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 06:04]ـ
أيها الإخوة والأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى أن يبارك لنا جميعًا في شهرنا هذا، وأسأله تعالى أن يجعلنا في المقبولين
وأسأله تباركت أسماؤه أن يثبتنا بقوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يفرغ علينا صبرا
بعد هذا الانقطاع الذي قُدّر عليّ، سأعود إن شاء الله لنشر تتمة الحلقات التي بدأتها في رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر الجزائري، في أقرب وقت.
وأشكر جميع الإخوة على مشاركاتهم ودعائهم واهتمامهم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16969
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 06:16]ـ
/// حياكم الله يا دكتور، وسددكم لمحابه، ونفع بكم. بشرتنا بحضوركم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 06:40]ـ
عود حميد يا دكتور، مرحبًا وأهلا، نفع الله بك.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 07:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: الحمد لله على عودتك وسلامتك،،،
وأسأله - سبحانه - أن يتم عليكم نعمته ويفرغ عليكم صبراً ...
ـ[خلدون مكي الحسني]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 08:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الإخوة المشرفين على لطفهم وتعاونهم واهتمامهم
وأشكر الإخوة المشاركين على دعائهم وترحيبهم
بارك الله في الجميع
وإن شاء الله سأنشر اليوم الحلقة الثامنة ضمن خانة قضايا فكرية معاصرة
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 06:25]ـ
الحمدلله على عودتك شيخنا الحبيب ... نسأل الله العلي القدير أن يجعل ما مررت به كفارة لسيئاتك , و رفعا لدرجاتك ...
و سامحني فلم أر هذا الخبر المفرح إلا الآن ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 08:27]ـ
الحمد لله على عودتكم و سلامتكم شيخنا الكريم وفقكم الله و سددكم
ـ[أبوعاصم الشامي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 12:24]ـ
الحمد لله الذي ردك إلى إخوانك بالسلامة، و حفظك من شر خلقه.
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 04:42]ـ
الحمد لله على سلامتكم
وفقكم الله لكل خير
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:16]ـ
الحمد لله على سلامتكم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 06:23]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: الحمد لله على عودتكم .. رفع الله قدركم، وكفاكم شر المتربصين بكم وبأهل السنة في بلادكم ..(/)
ملخص في مسائل البيوع
ـ[المستبصر]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 08:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(تلخيص توضيح الاحكام من بلوغ المرام للشيخ عبد الله البسام)
كتاب البيوع/ الجزء الرابع:
الحمد لله وكفى والصلاة على من اصطفى وآله وصحبه ألي النهى وبعد
فهذه فوائد وتلخيص لكتاب البيوع من كتاب توضيح الاحكام شرح بلوغ المرام للشيخ عبد الله البسام وهو يشمل المقدمة وباب الشروط والخيار وجزء من باب الربا أتنمى أن تفيد الاخوة وأحببت المشاركة في هذا الموقع المبارك والله من وراء القصد.
المقدمة / ص211
• البدء بالعبادات لانها متعلقة بالثواب الأخروي ثم بالمعاملات وبعدها بالنكاح لان شهوة الفرج تأتي بعد شهوة البطن ثم ذكر الجنايات لان وقوعها يكون بعد فراغ شهوة البطن والفرج.
• المصادر كبيع لا تجمع (فيه إشكال) وانظر ص119
• الأصل المعاملات والعادات الحل فمن حرم شيئا فعليه الإتيان بالدليل. وانظر ص251
• المعاملات والعقود المحرمة ترجع إلى ثلاثة أمور وهي:
1 - الربا 2 - والغرر والجهالة 3 - الخداع
فهي أساس المعاملات المحرمة وبقية الجزئيات المحرمة تابعة لها.
• قرر المجمع الفقهي جواز العقود المبرمة بالآلات الحديث كالهاتف والفاكس.
• وقرر المجمع الفقهي عدم جواز النكاح والصرف بالآلات الحديثة.
• قرر المجمع الفقهي جواز انتزاع الملكية الخاصة للفرد على العقار للمصلحة العامة بشروط معينة.
باب الشروط وما ينهى عنه:
الحديث (660):
• البيع من من الأضداد يطلق على البائع والمشتري مثل كلمة الشراء. ص219.
• البيع المبرور هو الذي لم يخالطه أثم أوحرام ص219
• عمل الرجل بيده يشمل الزراعة والصناعة والحرف ونحوها. (الفتح الرباني)
• الفرق بين الورع والزهد ص222.
• قرر المجمع الفقهي اعتبار واحترام الحقوق المعنوية كالتأليف والعلامة التجارية وعدم الاعتداء عليها. ص 223
الحديث (661):
• المعنى الغوي للسفينة هو التقشير ص225
• من الأصنام تماثيل القادة، والصليب. ص227
• المحرمات المذكورة في حديث جابر كالخنزير والأصنام أمثلة على المحرمات فيتعدى التحريم إلى كل ما اشترك معها في العلة. ص227
• باب الانتفاع أوسع من باب البيع فليس كل ما حرم بيعه حرم الانتفاع به. ص227
• الوسيلة الى المحرم حرام.ص228
• قاعدة رجخان المفسدة على المصلحة. ص228
الحديث (662):
• اذا اختلف المتبايعان فالقول قوله مع يمينه. وهناك صورة أخرى مذكورة في الكتاب ص230
الحديث (663):
• مهر البغي: ما يدفع للزانية للزنا بها. وسميا مهرا لكونه على صورته. ص231
• سمي ما يحصل عليه الكاهن (حلوانا) تشبيها بالشيئ الحلو لنيله بلا مشقة. ص231
• الكاهن يشمل العراف والمشعوذ والمنجم وغيرهم. ص232
• بيع الدم حرام إلا للضرورة. ص233
الحديث (664): حديث جابر في بيع الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم:
• جواز عقد البيع ولو لم يحصل قبض الثمن أو المبيع. ص237
• يجوز تسييب الدابة وتركها رغبة عنها إذا استطاعت أن تقتات بنفسها. ص237
• مشروعية عمل الاسباب حتى للأعمال الخارقة الواقعة من الأنبياء عليهم السلام والصالحين. ص237
• جواز البيع الصوري إذا كان فيه مصلحة ولا يترتب عليه مفسدة. ص237
• جواز أخذ الهدية من ولاة الامر. ص237
• اختلاف العلماء في الشروط في البيع هل جائزة أم لا؟ والراجح جوازها ما لم تخالف الكتاب والسنة. ص237
الحديث (665):
• الرقيق المدبر يعتق من ثلث المال وليس من أصل المال. ص239
• جواز بيع العبد المدبر للحديث. ص239
الحديث (666و667): "حديث الفأرة تقع في السمن"
• الفأرة الميتة في السمن - مائعا كان أو جامدا - تنجس ما حولها فقط والباقي يكون طاهرا. ص242 وص244. وانظر شرح أبي داود لعبد المحسن العباد. والشرح الممتع, باب إزالة النجاسة.
• تحريم الانتفاع بالنجاسة واستعمالها. ص243
• طهارة الهرة وما دونها في الخلقة كالفأر لمفهوم الحديث. ص243
• في الحديث دليل على جواز ملامسة النجاسة لإزالتها. ص244
الحديث (668):
• تحريم بيع السنور مع جواز اقتنائه في البيت من غير شراء. ص245
• رأي الجمهور ومنهم الشافعي وأحمد تحريم بيع الكلب وإن كان كلب صيد أو ماشية مع إباحة اقتنائه لحاجة الصيد أو الماشية. ص246
الحديث (669): الأوقية تقريبا 119 غرام
• (ما بال رجال): ما جواب أما بعد، وبال معناه حال. ص248
(يُتْبَعُ)
(/)
• دين الكتابة يكون مؤجلا يحل سداه قسطا قسطا، فالتأجيل واجب. ص250
• اشتراط الولاء للبائع باطل وإنما هو لمن أعتق بالمكاتبة أو بغيره.ص250
• أن حدود الله تعالى وأحكامه وأقضيته وشروطه هي المتبعة وغيرها لا قيمة له. ص250
• الشروط المخالفة للعقد فاسدة في نفسها ولكن العقد صحيح لا يؤثر فيه الشرط. ص250
• المقصود بكتاب الله هو حكم الله. ص251
• الشرط الجزائي: شرط صحيح معتبر في العقود يجب الأخذ به ما لم يكن هناك عذر بعدم الإلتزام به. ص253. ويليه تفصيلات أخرى.
الحديث (670و671):
• المعمول به هو قول عمر في عدم جواز بيع أمهات الأولاد ويؤيده حديث ابن عباس المرفوع وحكي فيه الإجماع أيضا. ص258
• أم الولد تعتق بعد موت سيدها من رأس ماله وإن لم يكن له غيرها. ص258
الحديث (672و673):
• فضل الماء: يقصد به مياه الأنهار والآبار والعيون، فهذه لا يجوز منعها من الناس. أما المياه التي في القرب والخزانات فهذه ملك لمن حازها ويجوز له منعها من الناس. ص260
الحديث (674):
• نهى عن بيع حبل الحبلة: يقصد به:
1 - أن وقت سداد ثمن البعير يحل عند ولادة ولد الجنين.
2 - وقيل: هو بيع نتاج النتاج. وكلاهما حرام ص261
• فائدة: المغالبات والرهان كلها حرام إلا ما كان معينا على طاعة الله تعالى والجهاد مثل ركوب الخيل ورمي السهام. ص267
• فائدة: ذكر أمثلة على حالات بها غرر جوزت للحاجة. ص268
• تحريم التأمين التجاري وتفصيب القول فيه. ص269
الحديث (677):
• تحريم بيع الطعام أو أي سلعة قبل قبضه واستيفائه سواء كان جزافا أو غيره. ص281. وانظر ص295 وما بعده.
الحديث (678):
• بيعتين في بيعة: اختلف العلماء في المقصود منه، وصفته على الصحيح هي بيع العينة وما عداها فجائزة لا محظور فيها. ص282
• أوكسهما: أي أقلهما وأنقصهما
• الحديث (679):
• الفرق بين بيع السلم الذي في الذمة وبين بيع المعين الحاضر. ص288
• أمثلة على قبض الأموال.ص289
• الحديث (680):
• مسألة بيع العربون واختلاف العلماء فيها والراجح جوازها. ص291
الحديث (682):
• الدينار مقداره (4,25 غم) والدرهم مقداره (2,975 غم). ص298
• في الحديث جواز صرف الذهب بالفضة والعكس بشرط التقابض في المجلس.
• يجوز الصرف ولو لم يكن حاضرا في مجلس العقد إلا أحد النقدين والنقد الآخر في الذمة بشرط أن لا يتفرقا وبينهما شيء. ص298
الحديث (684و685):
• لا يجوز استثناء شيء مجهول من المبيع، فإذا علم قدر المستثنى جاز. ص310
الحديث (686و687و688):
(لا تلقوا الركبان ... )
• الحديث فيه النهي أهل البلد (السماسرة) عن استقبال القادمين الى البلد لبيع بضائعهم فيه ليشتروها منهم ويبيعوها عنهم وعلة التحريم أن فيه غبن لقادمين بسلعهم لأنهم لا يعرفون الأسعار، وفيه تضييق واحتكار للسلعة على أهل البلد المحتاجين. ص314
• جمهور العلماء يرون تحريم تلقي الركبان وبيع الحاضر للباد مع صحة العقد لأن النهي لا يعود الى نفس العقد. ص316
• ضوابط بيع المزايدة. ص319. أنواع بيع النجش. ص 320
الحديث (689 و690): (حديث التفريق بين الوالدة وولدها في البيع)
• يحرم التفريق بين الوالدة وولدها من الارقاء ببيع أو غيره كهبة، مع عدم صحة العقد. ص 323وص324
• استثني من التفريق العتق وفكاك الاسير فإنه جائز وإن كان فيه تفريق بين الوالدة وولدها. ص324
الحديث (691): (حديث تسعير الأسعار)
• أسماء الله تعالى المتقابلة معانيها لا ينبغي أن يوصف الله تعالى بها إلا مقرونا أحد الوصفين بالآخر لأن الكمال المطلق هو من اجتماع الوصفين معا. ص326
• فائدة: الكلام حول الضرائب والرسوم التي يتحملها الفرد والتسلط على أموال المسلمين بحجة المصلحة. ص327
• التسعير ينقسم إلى حلال وحرام. ص327
• ليس هناك مقدار معين للربح في التجارة بشرط عدم الغش والخداع والتدليس من البائع. ص329
الحديث (692): (حديث لا يحتكر الا خاطئ)
• الإحتكار في قوت الآدميين وضرورياتهم حرام
• الإحتكار في ما لا يحتاجه الناس جائز. ص330
• يجبر المحتكر على البيع كما يبيع الناس فإن أبى فرق الإمام السلعة على المحتاجين له ثم يردون مثله عند زوال الحاجة. ص331
الحديث (694): (حديث تصرية الشاة)
• بيع الشاة المصراة حرام والعقد صحيح لقوله صلى الله عليه وسلم:" إن رضيها أمسكها" وله الخيار الى ثلاثة أيام. ص334و335
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث (696): حديث (بيع العنب لمن يتخذها خمرا)
• تحريم بيع العنب لمن يتخذها خمرا ولو لغير المسلمين ويكفي غلبة الظن. ص338
• النية والقصد في العقود معتبرة وإنها تؤثر في حلها وحرمتها.ص339
• يقاس على بيع العنب كل ما أعان على الحرام كبيع المعازف وتأجير الحوانيت للخمر والزنا. ص339
• الأشياء التي بها مصلحة ومفسدة فقد تستخدم في الخير أو الشر لا يحكم عليها بالحرمة إلا إذا علم البائع أن المشتري سيستخدمها في الحرام التلفاز والراديو. ص339
الحديث (697): حديث (الخراج بالضمان):
• معنى الخراج بالضمان: الخراج وهو منافع المبيع تكون للمشتري في مقبالة الضمان اللازم عليه بتلف المبيع ونفقته ومؤونته. ص341
الحديث (698): حديث عروة البارقي:
• دل الحديث على جواز بيع الفضولي. ص344
• شراء الشاة ليس تعيينا لها كأضحية وانما تتعين الأضحية بلفظ: هذه أضحية. ص344
• دل الحديث على عدم تحديد الربح في البيع والشراء. ص345
الحديث (699،700): بعض أنواع بيوع الغرر:
• بيع السمك في الماء غرر حرام إلا ما كان محوزا في بركة ونحوه. ص 350
• اليانصيب حرام ولو صرف المبلغ للجمعيات الخرية.ص351
الحديث (701و702):
• الخلاف في بيع الصوف وهو على ظهر الدابة والرجح جوازه.ص355
باب الخِيار:
• اسم المصدر يساوي المصدر في الدلالة على الحدث ولا يساويه في اشتماله على جميع أحرف فعله. ص356
الحديث (703):
• الإقالة لا تأخذ حكم وشرط البيع لأنها رفع للبيع وإزالة له. ص358
• لا تصح الاقالة بزيادة على الثمن المتفق عليه أو أنقص منه. ص358
الحديث (705):
• العاقدين لو اتفقا على إسقاط الخيار بعد العقد وقبل التفرق سقط أو تبايعا على أن لا خيار بينهما لزم العقد لأن الحق لهما وكيفما اتفقا جاز ولو أسقط أحدهما خياره بقي خيار الآخر. ص361
• حد التفرق مرجعه الى العرف. ص362
• تحريم التحايل لإسقاط حقوق الغير. ص362
• اتفقوا على أن خيار المجلس لا يثبت في العقود الغير اللازمة كالشركة والوكالة، وأيضا لا تثبت في العقود اللازمة التي لا يقصد فيها العوض كالنكاح. ص362
الحديث (706):
• الحديث فيه إثبات خيار الغبن لمن كان لا يحسن المماكسة ولا يعرف القيمة إذا كان الغبن يخرج عن العادة.ص366
باب الربا:
الحديث (708): (الربا ثلاثة وسبعون بابا):
• فائدة: قال ابن تيمية: ما اكتسبه الانسان من الأموال بالمعاملات التي اختلف العلماء فيها وكان متأولا في ذلك ومعتقدا جوازه لاجتهاد أو تقليد ثم تبين له حرمانية فعله فليس عليه إخراجها فإنه قبضه بتأويل.376
الحديث (711):
• إذا بيع الجنس بجنسه كالذهب بالذهب والبر بالبر يشترط لصحة العقد أمران:
1 - التماثل بينهما وعدم زيادة أحدهما على الآخر 2 - التقابض في المجلس.
• إذا بيع جنسين كالذهب بالفضة والبر بالتمر فلا يشترط إلا شرط واحد هو التقابض في المجلس. ص386
• علة الربا في الذهب والفضة هي الثمنية. ص387
• جريان ربا الفضل والنسيئة في الورق النقدي. ص390
• جريان الربا في الاصناف الستة المذكورة في الاحاديث، وأيضا في غيرها إذا جمعت الكيل والوزن مع الطعم على الراجح. ص391 وما بعده.
الحديث (715):
• بيع نوعي الجنس أحدهما بالآخر ومعهما أو مع أحدهما صنف آخر من غير جنسه له أقسام:
الأول: أن يقصد بيع ربوي بجنسه متفاضلا، ويضم معه غيره حيلة ولا يقصد بيعه فهذا حرام.
الثاني: أن يقصد بيع غير ربوي كبيع شاة ذات لبن بشاة ذات لبن فهذا جائز.
الثالث: أن يكون كلاهما مقصودا في البيع فهذا في نزاع مشهور والجمهور على تحريمه. ص403
• العقد الفاسد لا ينقلب صحيحا بحال وإذا اراد تصحيحه فلا بد من إعادته بشروطه المعروفه. ص403
الحديث (716و 717):
• حكم بيع الحيوان بالحيوان نسئية والارجح جوازه. ص407 و408
• أيضا الراجح جواز قرض الحيوان وهو قول جماهير العلماء. ص408
الحديث (718):
• المقصود بيعتين في بيعة هو بيع العينة. ص412(/)
إرشاد الأفاضل الكرام إلى مسائل تتعلق بالصيام والقيام لفضيلة الشيخ/مقبل بن هادي الوادع
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:57]ـ
إرشاد الأفاضل الكرام إلى مسائل تتعلق بالصيام والقيام
لفضيلة العلامة الشيخ / مقبل بن هادي الوادعي
رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى إنه جواد كريم
السؤال الأول: هل تجب نية صيام رمضان أم يكفي نية صيام الشهر كله واحدة؟ ومتى ذلك؟
جواب: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)). هذا دليل على أنه لا بد من النية في الأعمال، فالذي يظهر أن ينوي الشخص في كل يوم، وليس معناه يقول: نويت أن أصوم يوم كذا وكذا من رمضان، ولكن النية القصد، فقيامك للسحور يعتبر نية، وإمساكك عن الطعام والشراب يعتبر نية.
وأما حديث: ((من لم يبيت الصوم فلا صوم له)) فإنه حديث ضعيف مضطرب وإن حسنه بعض العلماء، فالصحيح فيه الاضطراب.
السؤال الثاني: هل هناك ألفاظ لنية الصيام؟ وهل يجوز الجهر بها؟ وهل هناك أدعية عند الإفطار؟ وهل يجوز الجهر بها؟
جواب: ليس هناك ألفاظ لنية الصيام، والصحيح أنه لا يجهر بها في شيء من العبادات؛ حتى في الحج، والقائلون بأنه يجهر في الحج لم يأتوا بدليل إلا ما جاء أن الذي قال: لبيك عن شبرمة؛ فعن شبرمة يحتمل أنه أَحُجُّ عن شبرمة، والحج بمعنى القصد، ويحتمل أنه: نويت عن شبرمة، فيقال كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وأما الأدعية: فمن أهل العلم من يقول: ثبت حديث: ((ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله))، والذي يظهر أنه لا يثبت حديث في الدعاء بخصوصه، وإلا فقد ثبت: أن للصائم دعوة مستجابة عند فطره. فأنت تدعو الله بالمغفرة وأن يشفيك، وإلى ما تحتاج إليه من الأمور.
السؤال الثالث: إذا استيقظ شخص بعد طلوع الفجر من النوم من أول أيام رمضان، فأكل وهو لا يعلم بأن هذا اليوم رمضان فأخبر بعدها فهل له أن يصوم أو يُفطر؟
جواب: نعم يصوم ولا يضره لأنه ظن بقاء الليل، فيصوم وصومه صحيح.
السؤال الرابع: هل للشخص الذي يشك في دخول رمضان أن يصوم يوماً قبله؟
جواب: من الحنابلة من يقول ذلك، لكن الصحيح أنه لا يصام لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((لا تقدموا رمضان بيوم ولا يومين)). وجاء عن عمار بن ياسر ?: من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم. فالصحيح أنه لا يُصام، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)).
فلم يبق شيء بعد هذا البيان.
السؤال الخامس: وإذا نام شخص قبل الإفطار ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم الثاني فهل عليه أن يواصل صومه أو يُفطر؟
جواب: عليه أن يواصل صومه، فقد حدث هذا لقيس بن صرمة، فقد كان يعمل وكان في أول ما فرض الصوم أنه إذا نام فلا يُباح له الطعام ـ أي إذا نام في الليل قبل أن يأكل ـ فلا يُباح له الطعام فرجع إلى امرأته وقال: هل من طعام؟ قالت: لا، ولكني أذهب وأطلب لك طعاماً، فرجعت وقد نام فقالت له: خبت وخسرت أو بهذا المعنى، ثم ذهب يعمل إلى نصف النهار وغشي عليه، ثم أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية: ? أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن علم الله أنكم تختانون أنفسكم ? إلى قوله: ? فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ? [البقرة: 187].
السؤال السادس: وإذا كان الشخص يتسحر فأذن المؤذن فهل يجب عليه أن يلقي ما في فمه أم يأكله؟
جواب: أما الذي في فمه فلا يلقه، ولكن لا يأكل شيئاً بعده، إلا الماء لما جاء في < سنن أبي داود > عن أبي هريرة ? قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا أذن المؤذن والإناء على يد أحدكم فليأخذ منه حاجته)). فلا بأس أن يشرب إذا أذن المؤذن بشرط أن يكون الماء على يده.
السؤال السابع: هل ثبت من فضل للشخص الذي يموت في هذا الشهر، وأنه يدل على صلاح الميت؟
جواب: ورد ولكنه لم يثبت.
السؤال الثامن: ما حكم المرأة الحامل إذا أفطرت في رمضان خوفاً على جنينها، والمرأة على رضيعها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: اختلف العلماء، فمنهم من يقول: يجب عليها أن تقضي ومنهم من يقول: تقضي وتُكفر، ومنهم من يقول: ليس عليها قضاء وعليها كفارة، ومنهم من يقول: ليس عليها قضاء ولا كفارة، ويستدل بحديث أنس بن كعب الكلبي أنه قدم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال له: ((كل)) قال: إني صائم، قال: ((أما علمت أن الله وضع شطر الصلاة عن المسافر، والصوم عن الحامل والمرضع))، فاستدلوا بهذا على أنه ليس عليها شيء. والذي يظهر لي أن عليها القضاء فقط، فلا تلزمها كفارة، ولا تجزئ، فيلزمها القضاء لقوله تعالى: ? فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ? [البقرة: 184].
السؤال التاسع: ما حكم من أصابها الحيض وهي صائمة قبل الإفطار بفترة بسيطة؟
جواب: يجب عليها أن تقضي ذلك اليوم، إذا كان المؤذن يؤذن على الوقت، أما إذا غربت الشمس وجاءها الحيض والمؤذن لا يؤذن إلا مثل أذان الشيعة وقد أظلمت السماء فصومها صحيح، ولا يجب عليها القضاء.
السؤال العاشر: ما حكم المرأة الحامل التي أفطرت في رمضان بسبب الولادة؟
جواب: يجب عليها القضاء.
السؤال الحادي عشر: وما الحكم إذا أفطرت قبل الولادة بيوم أو يومين بسبب خروج بعض الدم؟
جواب: إذا كان خرج بعض الدم فهو يعتبر دم نفاس، ويجب عليها القضاء.
السؤال الثاني عشر: ما حكم من أفطر بسبب مرض مزمن مستمر معه لعدة سنوات؟
جواب: إذا قرر الأطباء أنه لا يُرجى شفاؤه، والله هو الشافي، وربَّ مريض قرر الأطباء أنه لا يرجى شفاؤه ثم يشفه الله سبحانه وتعالى، أما إذا قرر أنه لا يرجى برؤه فلا بأس أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، كما قال ربنا عز وجل: ? وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ? [البقرة: 148]. وهكذا كان أنس بن مالك عند أن صار لا يستطيع الصوم صار يُطعم عن كل يوم مسكيناً.
السؤال الثالث عشر: وما حكم الأشياء التالية في نهار رمضان: استخدام السِواك ومعجون الأسنان؟
جواب: أما استخدام السِواك من الأراك فلا بأس به، وحتى وإن كان أخضر، أما معجون الأسنان فننصح بتركه في رمضان، وليس لدينا دليل على أنه يُبطل الصوم، ويجب أن يتحرز حتى لا يتسرب إلى بطنه شيء، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً))، لأنه إذا كان صائماً فيخشى أن يتسرب الماء إلى بطنه.
السؤال الرابع عشر: وكذلك استخدام العطورات بجميع أنواعها كالبخور والعود والعطورات الجديدة البخاخة؟
جواب: أما العطور والبخور فلا بأس بذلك إن شاء الله، وينبغي أن يبتعد عن العطورات التي بها كحول في رمضان وغير رمضان وخصوصاً الكلونيا، فإنه قد علم أنه بها كحولاً.
السؤال الخامس عشر: وكذلك استخدام أدوية تقطير العينين والأذنين والأنف؟
جواب: أقول: إن الخروج من هذا هو أن يفطر، وقد أبيح له الفطر ? فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ? [البقرة: 184]. فإذا كان مريضاً وهو محتاج إلى العلاج فننصحه أن يفطر ويقضي، هذا إذا قرر له الأطباء علاجاً في نهار رمضان، فإن لم يفعل فلا يفطره إلا ما نزل من حلقه، وفي الغالب أن الذي يكتحل به ربما يجد طعمه في حلقه، فننصحه بالابتعاد عن هذا.
السؤال السادس عشر: وكذلك استخدام الحقن وهل يوجد فيها تفصيل؟
جواب: من أهل العلم من يقول: إذا كانت مغذية، فلا يستعملها، وإذا كانت غير مغذية فليستعملها، وقد تقدمت نصيحتنا للمريض أن يفطر حتى لا يكون في صيامه شبة ثم يقضي.
السؤال السابع عشر: خلع الأسنان ربما أدى إلى ابتلاع شيء من الدم؟
جواب: هو ابتلاع من دم الشخص نفسه فلا يُفطر، ولو أجله إلى أن يفطر لأنه ربما يخشى عليه أن يتضرر إذا خلع سنة وهو صائم، وإلا لو أخره إلى الليل لكان أحسن.
السؤال الثامن عشر: كذلك الإغماء والتقيؤ؟
جواب: أما الإغماء فلا يُعد مبطلاً للصوم، وهكذا التقيؤ، أما حديث: ((من قاء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء))، فهو حديث ضعيف.
السؤال التاسع عشر: وما حكم السباحة مع الغطس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: المعتبر ألا ينزل من حلقه شيء، أما إذا كان في البحر فهو يختلف فإذا كان ماء مالحاً فيمكن أن يتسرب، لأننا قد سبحنا فيه، فلا يشعر الشخص إلا وهو يتسرب من الحلق، فننصح بالبعد عن هذا، وأما إذا كان الماء غير مالح فهو لا يتسرب إلى الحلق وربما تسرب أيضاً.
السؤال العشرون: ما حكم تذوق المرأة عند الطبخ للطعام بطرف لسانها لمعرفة ما ينقصه من المكونات والبهارات؟
جواب: لا بأس بذلك إن شاء الله، ولا يتسرب من حلقها شيء.
السؤال الحادي والعشرون: وما حكم استخدام الجهاز البخاخ للأشخاص المصابين بضيق التنفس؟
جواب: الظاهر أنه ليس بطعام ولا شراب، فما أعلمه مبطلاً للصوم.
السؤال الثاني والعشرون: ماذا يجب على الرجل الذي يجامع امرأته في نهار رمضان من الكفارات؟
جواب: جاء حديثان عن عائشة وأبي هريرة وكلاهما في < الصحيح > أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله احترقت، قال: ((وما احرقك؟)) قال: وقعت على أهلي في نهار رمضان، وفي حديث أبي هريرة قال: يا رسول الله هلكت، قال: ((وما أهلكك؟))، قال: وقعت على أهلي في نهار رمضان، قال: ((هل تجد رقبة فتعتقها؟)) قال: لا، قال: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟)) قال: لا، قال: ((هل تستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟)) قال: لا، فجلس الرجل، وأتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعرق فيه تمر فقال: ((خذ هذا فتصدق به))، فقال: يا رسول الله على أفقر مني، فوالله ما بين لابتيها ـ أي الحرتين في المدينة ـ أفقر مني، فضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ((خذه فأطعمه أهلك)). أو بهذا المعنى. فإذا كان هناك عبيد فيعتق، وإن لم يوجد عبيد فينتقل إلى الصوم، ولا ينتقل إلى الإطعام مع قدرته على الصوم فهذا لا يجوز له، فإن الإطعام سهل على الأغنياء، وصوم شهرين متتابعين فيه مشقة.
السؤال الثالث والعشرون: وماذا على المرأة إذا كان الجماع برضاً منها ولم تنهه عن ذلك؟
جواب: إن كانت راضية فهي آثمة، وأما أنه تلزمها الكفارة فلم يأمرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك، ولا قال للرجل: مر امرأتك إذا كانت راضية أن تفعل ذلك. لكن إذا كانت هي التي تسببت في ملاعبته حتى وقع فيما وقع فهي آثمة، وإن كان أكرهها فالأثم عليه.
السؤال الرابع والعشرون: وما حكم من وقع في ذلك ناسياً أنه في نهار رمضان؟
جواب: الله أعلم أيتأتى الجماع في حال نسيانه أنه في رمضان أم لا، فإذا كان ناسياً فله حكم الناسي، وهو أنه لا قضاء عليه، لكن ما أظن أن يتأتى أنه في غير رمضان اللهم إلا أن يكون في أول يوم من رمضان فربما ينسى الشخص، وإذا كان ناسياً هو فهل تنسى زوجته؟! وأما الكفارة فتلزمه.
السؤال الخامس والعشرون: وماذا يفعل من وقع في هذا جاهلاً بالحكم؟
جواب: تلزمه الكفارة التي ذكرت قبل فإن الحديث مطلق.
السؤال السادس والعشرون: وما حكم من باشرها وقبلها دون أن يجامع؟
جواب: تقول عائشة: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يباشر في رمضان ثم تقول: أيكم أملك لأربه، وتقول أم سلمة: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أملك الناس لأربه، والأرب هو الحاجة، فهل أم المؤمنين أملك الناس لأربها أم لا؟ فالذي يظهر أنه لا بأس بهذا، لكن إذا خشي أن يقع في الجماع فالواجب عليه أن يترك.
السؤال السابع والعشرون: وما حكم الشخص الذي احتلم في نهار رمضان؟
جواب: لا شيء عليه، ويستمر في صومه.
السؤال الثامن والعشرون: هل يجوز للمرأة الحائض والنفساء أن تمس القرآن؟ وتقرأ فيه وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي يخصصه الناس بختم القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: لا اعلم مانعاً من هذا، وحديث: ((لا يمس القرآن إلا طاهر))، منهم من يقول: إنه مرسل، وعلى الفرض أنه بمجموع طرقه صالح للحجية فيكون محمولاً على ما قاله الشوكاني في < نيل الأوطار > يقول: لا يمس القرآن إلا طاهر، أي مسلم، فلا يمسه الكافر، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن يُسافر بالقرآن إلى أرض العدو. أما قوله تعالى: ? لا يمسه إلا المطهرون ? [الواقعة: 79] فالمراد بهم الملائكة كما قال الإمام مالك في < موطئه > وقال: هذه الآية يُفسرها قوله تعالى: ? كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعةٍ مطهرة * بأيدي سفرة كرامٍ بررة ? [عبس: 11 ـ 16] أي: الملائكة كما قال ربنا عز وجل: ? وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ? [الشعراء: 210 ـ 212].
السؤال التاسع والعشرون: وهل يجوز لها حضور مجالس العلم والدروس في المسجد؟
جواب: لا بأس إن شاء الله، وحديث: ((إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب)) هو حديث ضعيف، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لعائشة: ((إن حيضتك ليست في يدك))، ويقول لها أيضاً: ((أفعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي في البيت)). فلا بأس أن تحضر دروس العلم في المسجد.
السؤال الثلاثون: عندنا مساجد كثيرة بعضها يصلي ثماني ركعات وبعضهم عشرين ركعة وبعضهم يطيل وبعضهم يُقصر فأي المساجد على الحق الذي كان عليه فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟
جواب: إن استطعتم أن تصلوا في مسجد وتقوموا بعد نصف الليل أو الثلث الأخير وتصلوا إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر ركعة كما في حديث عائشة: ما زاد النبي صلى الله عليه وعلى وآله وسلم في رمضان ولا في غير رمضان على إحدى عشرة ركعة. وجاء أيضاً فيه: ثلاثة عشر ركعة. وأنا أنصح بتأخير صلاة التراويح إلى نصف الليل أو ثلث الليل الأخير فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من خشي أن ينام في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم في آخر الليل فليوتر آخره، فإن صلاة آخر الليل مشهودة)) رواه مسلم. ولما خرج عمر ووجد أبي بن كعب يصلي بهم قال: نعمت البدعة والتي ينامون عنها خير. فإذا كانوا يستطيعون الذهاب إلى مسجد تقام فيه السنة ويقومون نصف الليل أو بعده ويصلون على الناس إحدى عشرة ركعة ويطيلون ما استطاعوا، لأن صلاة الليل نافلة ليست بفريضة، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إني لأدخل في الصلاة فأريد أن أطيل فأتجوز فيها، لما أسمع من صياح الصبي شفقة على أمه)). والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لمعاذ: ((أفتان أنت يا معاذ)). أي بسبب إطالته في الصلاة، ويقول أيضاً: ((إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء، وإذا صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة)). فهذا في صلاة الفريضة أما في صلاة النافلة فليست بفرض بل يصلي الشخص ما استطاع وله أن يستريح إلى ركعات بعدها، أو يذهب إلى بيته، وإن استطاع أن يصلي في بيته فهو أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول عند أن صلى بالناس ليلتين أو ثلاث في رمضان: ((أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)). وإن كان بعضهم يقول: قد أصبحت سنة مؤكدة من أجل مخالفة الشيعة، فإنهم يرون أن صلاة التراويح بدعة، فنحن لا نوافق الشيعة، بل أردنا أن نوافق حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وإذا خشي أحد أن ينام أو أن يشغل في بيته من قبل أولاده أو غيرهم فننصحه بالخروج إلى المسجد.
السؤال الحادي والثلاثون: وإذا صليت في مسجد يصلي الإمام فيه بعشرين ركعة فهل أكمل عشرين معه متابعة للإمام أم أصلي معه ثماني ركعات وأصلي الوتر لوحدي ثم أخرج؟
جواب: أنصحك أن تصلي ثماني ركعات وتصلي الوتر منفرداً، فاتباع السنة أولى فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)).
السؤال الثاني والثلاثون: وهل يجوز للرجل أن يصلي مع أسرته في المنزل صلاة التراويح؟
جواب: لا بأس بذلك وهو أفضل كما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال الثالث والثلاثون: وما حكم خروج النساء متزينات متعطرات لصلاة التراويح معتقدات أن هذا تطبيق لقوله تعالى: ? خذوا زينتكم عند كل مسجد ? [الأعراف: 31].؟
جواب: النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رخص للنساء في الخروج إلى المساجد في العشاء بشرط أن يخرجن تفلات ـ أي: لابسات الثياب التي تكون غير لافتة للنظر ـ ولا متطيبات. وأبو هريرة رضي الله عنه يقول: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أيما امرأة خرجت متعطرة ليجدوا ريحها فهي زانية)).
السؤال الرابع والثلاثون: امرأة كبر سنها وتغير عقلها بعض التغير فماتت وعليها صيام رمضانين وكانت لا تعلم رمضان من غيره بسبب التغير فهل يطعم عنها ابنها أم يصوم عنها؟
جواب: هي مرفوع القلم عنها، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((رُفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ)) فلا يلزمها شيء.
السؤال الخامس والثلاثون: رجل لاعب امرأته في نهار رمضان فأمنى وهو لا يعلم أذلك حرام أم غير حرام وهل عليه شيء؟
جواب: إن كان لاعب امرأته من أجل أن يقضي شهوته بالاستمناء خارج الفرج فهو يعتبر آثماً لأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول فيما يرويه عن ربه: ((يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجل))، وإن كان لاعب امرأته جاهلاً فعليه أن يتوب إلى الله إذا علم ذلك، وإن كان لاعب امرأته وهو عالم بأن هذا أي الملاعبة يجوز له أن يباشر وليس محرم عليه إلا الجماع فأمنى وهو لا يقصد الإمناء فلا شيء عليه وعلى كل فلا تلزمه كفارة الجماع على جميع الأحوال وهذا قول أبي محمد بن حزم رحمه الله تعالى وهو الصحيح.
السؤال السادس والثلاثون: ما حكم الذي يستمني في رمضان هل عليه ما على الذي يجامع امرأته؟
جواب: يكون آثماً، أما الكفارة فلا تلزمه، ويكون آثماً لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول فيما يرويه عن ربه: ((يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي))، وليس عليه قضاء لأن القضاء لا يكون إلا بدليل والأدلة وردت في المسافر والمريض إذا أفطر قال الله سبحانه وتعالى:? فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ?. وهكذا الحائض تقضي الصوم لحديث عائشة في < الصحيحين > والمرضع والحامل إذا أفطرتا لحديث أنس بن مالك الكعبي والقضاء للآية المتقدمة والله أعلم.
السؤال السابع والثلاثون: كيف تكون النية في هذه الأعمال إذا أراد أن يصوم عن الميت أو يحج عنه أو يتصدق أو غير ذلك؟
جواب: النية محلها القلب، فلا يلزم أن تقول نويت أن أتصدق عن فلان فإن الله سبحانه وتعالى يعلم السر ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ? قل إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يعلمه الله ? ? ولله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ? ? قل أتعلمون الله بدينكم ? فالله سبحانه وتعالى يعلم هذا، فالنية محلها القلب أنت تنوي في نفسك بارك الله فيك.
السؤال الثامن والثلاثون: ما حكم صيام المسافر الذي ينوي الإقامة المحدودة كالشهر مثلاً؟
جواب: إذا نوى زيادة على عشرين يوماً فليصم، ولا يعتبر مسافراً، ومن قال إنه يعتبر مسافراً فقد خالف العرف والمعنى اللغوي من السفر. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكث بتبوك تسعة عشر يوماً فيقول ابن عباس: إذا بقينا أكثر من ذلك فنحن نتم الصلاة ـ أي فلسنا بمسافرين ـ وهذا اجتهاد من ابن عباس، ولكنه الأقرب إن شاء الله تعالى.
السؤال التاسع والثلاثون: هل يُقدم صيام التطوع على صيام الفريضة فمثلاً رجل عليه صوم من رمضان وأراد أن يصوم يوماً فهل يُقدم الفريضة أو التطوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: إذا كان يفوته ذلك اليوم أو تلك الأيام فلا بأس بهذا، لأن وقت القضاء موسع، تقول عائشة: ماكنا نقضي إلا في شعبان، كانت تشغل برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول فيما يرويه عن ربه: ((وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ... ألخ)) الحديث. فالأفضل أن يقدم ما أوجب الله عليه، لكن إذا كان هناك يوم فاضل ويخشى من فواته ووقت القضاء موسع، فلا بأس إن شاء الله، مثل ستة أيام من شوال، ومثل الثلاث البيض من كل شهر ومثل الاثنين والخميس، وصوم يوم عرفة، وصوم يوم عاشوراء.
السؤال الأربعون: هل للمسافر في رمضان أن يفطر في بيته أم لا بد من قطع مسافة؟
جواب: يجوز للمسافر العازم على السفر في رمضان أن يأكل من بيته قبل أن يخرج، والدليل على هذا ما جاء عن أنس رضي الله عنه أنه أراد السفر فقدم له طعام، فقيل له في ذلك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعله أو بهذا المعنى، وقد مر علينا في < الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين >، وقد ألف الشيخ الألباني حفظه الله رسالة في هذا. والفرق بين الصوم والصلاة أن الصائم يجوز له أن يفطر من بيته إذا كان متأهباً للسفر، بخلاف الصلاة فلا يجوز له أن يقصر حتى يخرج من قريته لما جاء في < الصحيحين > عن أنس رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الظهر في مسجده في المدينة أربعاً وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين فهذا يدل على الفرق بين الصوم والصلاة.
السؤال الحادي والأربعون: ما تقولون في حديث: ((لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة))؟
جواب: بعضهم يوقفه على حذيفة، وبعضهم يقول فيه: إن حذيفة قال لعبد الله بن مسعود: إن أناساً يصلون بينك وبين كذا ـ والظاهر أنهم كانوا في الكوفة ـ فقال عبد الله بن مسعود: لعلهم أصابوا وأخطأت. قالوا: ولو كان مرفوعاً لما تجاسر عبد الله بن مسعود أن يقول: لعلهم أصابوا وأخطأت، وإن ثبت الحديث فيكون: لا اعتكاف أفضل، فيكون دليلاً على أفضلية الاعتكاف في هذه المساجد الثلاثة كما وردت الأدلة على فضل الصلاة في هذه الثلاثة المساجد، وإلا فالآية مطلقة: ? ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ? [البقرة: 187]، ولم يأتِ تقييدها بالثلاثة المساجد. وأيضاً الاضطراب فيه، فتارة يروى عن حذيفة موقوفاً، وأخرى يروى مرفوعاً، ثم عمل المسلمين، وأنا أعرف أن بعض الأخوة قد ألف رسالة في هذا، لكن لا نضيق على الناس شيئاً وسعه الله عليهم.
السؤال الثاني والأربعون: إطفاء الأنوار في الصلاة لزيادة الخشوع كما يحدث هذا في رمضان عندنا فما تقولون فيه؟ وهل يصل إلى حد البدعة؟
جواب: لا، لا يصل إلى حد البدعة وليس بسنة، فإذا كان الشخص يزداد خشوعاً إذا غمض عينيه أو أطفيت الكهرباء فيكون أبعد من الرياء فلا بأس بذلك، على أن الناس يختلفون، فما ينبغي أن يفرض الشخص رأيه ويطفئ الكهرباء، فمن الناس من لا يحب ذلك.
السؤال الثالث والأربعون: يقول أحدهم: صلاة التراويح آجركم الله الإقامة، فهل هذا مشروع أم لا؟
جواب: ليس بمشروع، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى ذات ليلة في رمضان في حجرة احتجرها فرآه أناس فصلوا بصلاته، ثم صلى الليلة الثانية وصلى الصحابة بصلاته، ثم تجمع الصحابة في الليلة الثالثة ولم يخرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى صار بعضهم يحصب الباب، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنه ما خفي عليَّ صنيعكم، ولكني أخشى أن تُفرض عليكم))، فترك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وجاء من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى بأصحابه ذات ليلة فقال الصحابة: وددنا يا رسول الله لو زدتنا، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))، وصلى بهم ليلة بعدها، حتى قال أبو ذر: خشينا أن يفوتنا الفلاح أتدري ما الفلاح؟ قال: الفلاح: السحور. والحديث في السنن، ولم يثبت أنهم يقولون: صلاة التراويح أثابكم الله، فكل هذا المحافظة عليه والملازمة له من البدع.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه والحمد لله.
المصدر:
جمعها أحد طلبة العلم جزاه الله خيراً من بعض كتب الشيخ رحمه الله
فضائح ونصائح، وغارة الأشرطة، وإجابة السائل، وقمع المعاند.
ـ[أيمن عبدألله عبدألفتاح]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 01:18]ـ
فقه عظيم من شيخ عظيم
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جنّاته وجزاك الله خيراً
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 12:05]ـ
وجزاك بمثله الله.(/)
هل هذا صحيح؟ / زواج الجن من الأنس!
ـ[محمد1234]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 05:52]ـ
سمعت كثيرا في بلدي الجزائر قصصا يتداولها الناس، العام و الخاص و المثقف و الأمي، تدور تلك القصص حول زواج الجن من الإنس هل هذا صحيح واقع؟
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 06:40]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5473&highlight=%D2%E6%C7%CC+%C7%E1% CC%E4%ED
ـ[محمد1234]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 05:44]ـ
بارك الله فيك أخي حمد.(/)
ما علة النهي عن قتل الضفدع؟
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 06:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع،
ما علة هذا النهي الشريف؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 07:53]ـ
علة ذلك ما روي في الحديث الضعيف: ((نقيقها تسبيح)).إن جاز الاحتجاج بالضعيف في مثل هذا.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 08:04]ـ
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44) الاسراء
ـ[اسعد]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 11:47]ـ
سمعت قول من لا يحتج بكلامه - شيخ شيعي - أن الضفدع كان يحمل الماء في فمه ليطفأ النار التي أشعلت لإحراق خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لذا كرمت بالنهي عن قتلها
والله اعلم
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 05:15]ـ
جزاكم الله خيراً.
ولعل هذا هو السبب:
الضفادع مخلوقات مفيدة للانسان، فهي تأكل أعداداً كبيرة من الحشرات التي تسبب آفة خطرة
http://www.ali4.com/vb/showthread.php?t=578
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 08:18]ـ
عشرا ت الحيوانات تاكل الحشرات الضارة ... انظر أخي إلى الحرباء تأكل البعوض والبعوض ناقل للأمراض كالملاريا - نجانا الله منها- فلماذا لم نر فيها نصا؟ .... أظن أن الخلل في التعليل واضح ....
ـ[أبو الياسمين الظاهري]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 09:52]ـ
أخي الكريم ...
لو أمر آمرٌ منا بأمر ولم يبين لنا سبب الأمر ...
وجاء آخر يقول أن الآمر أمر بذلك لسبب كذا وكذا ...
فهل هذا شيء غير الكهانة والرجم بالغيب ...
وهذا فيما بيننا نحن البشر ...
ليتق الله الذين يقدمون بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...
وجزاك الله كل الخير ...
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 10:12]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي.
أخي الحبيب: أبو الياسمين. قد قلتُ: (لعل السبب).
وللفائدة: قرأتُ بأنّ الأنواع الكبيرة من الضفادع قد تأكل الفئران.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 02:45]ـ
لا يستقيم التعليل بالتسبيح لأن كل ما دون الله - عز وجل -يسبح له تبارك و تعالى حتى الحيوانات التي جاء الأمر بقتلها بإتفاق أهل السنة.(/)
هل يصح أن يوصف الشيخ الذي امتهن الطب بالدكتور؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم
كنت سمعت منذ فترة سؤالاً سأله الشيخ الحويني حفظه الى العلامة الألباني رحمه الله, وكان السؤال - بما معناه - هل يكون طالب العلم مدلساً اذا قال عن - شيخ ما - شيخنا ولم يلقه ... بل أخذ عنه من طريق الأشرطه؟
فجواب الألباني - رحمه الله - بما معناه, نعم هو مدلس لأنه اعطي تصوراً غير صحيح, وذلك أنه أخذ عن ذلك الشيخ مباشرة.
فتبادر للذهن سؤال فرعي عن هذا السؤال, هل يكون الطبيب أو صاحب شهادة الدكتوراة في غير العلوم الشرعية مدلساً اذا ذكر أنه (الدكتور فلان) في مقدمة كتاب ما أو على الغلاف لكتاب شرعي؟
لأن ما يتبادر للذهن في البداية أنه دكتور في العلوم الشرعية لا العلوم الأخري.
والسلام عليكم
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 06:49]ـ
كلمة دكتور تعنى الطبيب فى الاصل ولا توجد مشكلة(/)
من يفيدنا بسند هذه الرواية الجميلة؟ وجزاه الله خيرا ..
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 02:20]ـ
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اصحابه رضي الله عنهم
وسألهم مبتدءاً
أبو بكر
ماذا تحب من الدنيا؟
فقال ابو بكر (رضي الله عنه) أحب من الدنيا ثلاث
الجلوس بين يديك – والنظر اليك – وإنفاق مالي عليك
وانت يا عمر؟
قال احب ثلاث:
امر بالمعروف ولو كان سرا – ونهي عن المنكر ولو كان جهرا – وقول الحق ولو كان مرا
وانت يا عثمان؟
قال احب ثلاث:
اطعام الطعام – وافشاء السلام – والصلاة باليل والناس نيام
وانت يا علي؟
قال احب ثلاث:
اكرام الضيف – الصوم بالصيف - وضرب العدو بالسيف
ثم سأل أبا ذر الغفاري: وأنت يا أبا ذر:
ماذا تحب في الدنيا؟
قال أبو ذر:أحب في الدنيا ثلاث
الجوع؛ المرض؛ والموت
فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): ولم؟
فقال أبو ذر
أحب الجوع ليرق قلبي؛ وأحب المرض ليخف ذنبي؛ وأحب الموت لألقى ربي
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) حبب إلى من دنياكم ثلاث
الطيب؛ والنساء؛ وجعلت قرة عيني في الصلاة
وحينئذ تنزل جبريل عليه السلام وأقرأهم السلام وقال: وانأ أحب من دنياكم ثلاث
تبليغ الرسالة؛ وأداء الأمانة؛ وحب المساكين؛
ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى؛ وقال: الله عز وجل يقرؤكم السلام
ويقول: انه يحب من دنياكم ثلاث
لساناً ذاكراً؛
و قلباً خاشعاً؛
و جسداً على البلاءِ صابراً
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:25]ـ
لقد أعياني البحث عن مصدر هذا الحديث، مع كونه منتشر في المنتديات.
لقد سمعت هذا الحديث من معلمي على ما يقرب من عشرين سنة ومازلت متحسرا على عدم تفطني لسؤاله يومها عن مصدر الحديث، وأظن أن سببه يومها أني كنت أعتقد أنه من المستحيل أن يذكر شيخي حديثا لا يصح.
على كل، قد بحثت في محركات البحث ولم أعثر إلا على جواب واحد من شيخ يسمى عبد الرحيم السحيم، أظنه الدكتور المقيم في المدينة. على كل حال، كان جوابه حول الحديث أنه لا يصح، وبرر كلامه بكون الحديث تظهر عليه أثر الصناعة (مختلق مكذوب).
مهما يكن، فالحديث في غاية الجمال وليس فيه شيء يعارض العقيدة الصحيحة أو يقتضي تشريعا، لكنني أكون شاكرا لمن يأتي بكلام يشفي الغليل، فلا أظن الحديث أتى من فراغ.
فليت شيخا أو طالب علم يتبرع بشيء من وقته للنظر في هذه الرواية.
وجزاكم الله خيرا وتقبل الله صيامكم.
أخوكم أبو هارون.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 12:41]ـ
قال العجلوني في كشف الخفا 1/ 407:
(( .. تنبيه قال في المواهب (1) وههنا لطيفة روي أنه عليه الصلاة والسلام لما قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة قال أبو بكر وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنياالنظر إلى وجهك وجمع المال للإنفاق عليك والتوسل بقرابتك اليك والنهي عن المنكر والقيام بأمر الله وقال عثمان وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث إشباع الجائع وإرواء الظمآن وكسوة العاري وقال علي رضي الله عنه وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا الصوم في الصيف وإقراء الضيف والضرب بين يديك بالسيف قال الطبري (2) خرجه الجندي (3) والعهدة عليه انتهى.
ونقل الشبراملسي في حاشيته على المواهب عن الذريعة لابن العماد أنه قال فيها وعن الشيخ أبي محمد النيسابوري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قال وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث القعود بين يديك والصلاة عليك وانفاق مالي لديك فقال عمر رضي الله عنه وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حدود الله فقال عثمان رضي الله عنه وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والنيام نيام فقال علي رضي الله عنه وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث الضرب بالسيف والصوم بالصيف وقرى الضيف فنزل جبريل عليه السلام وقال أنا حبب إلي من الدنيا ثلاث النزول على النبيين وتبليغ الرسالة للمرسلين والحمد لله رب العالمين أي الثناء عليه ثم عرج ثم رجع فقال يقول الله تعالى وهو حبب اليه من عباده ثلاث لسان ذاكر وقلب شاكر وجسم على بلائه صابر وفي بعضها مخالفة لما في المواهب انتهى.
وفي المجالس للخفاجي بعض مخالفة وزيادة وعبارته قيل انه صلى الله عليه وسلم لما ذكر هذا الحديث قال أبو بكر وأنا يا رسول الله حبب إلي من الدنيا ثلاث النظر اليك وانفاق مالي عليك والجهاد بين يديك وقال عمر وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حدود الله وقال عثمان وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث إطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وقال علي بن أبي طالب وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث إكرام الضيف والصوم في الصيف والضرب بالسيف فنزل جبريل عليه السلام وقال وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث إغاثة المضطرين وإرشاد المضلين والمؤانسة بكلام رب العالمين ونزل ميكائل فقال وأنا حبب إلي من الدنيا ثلاث شاب تائب وقلب خاشع وعين باكية انتهت.
وفي كلام بعضهم أن أبا حنيفة لما وقف على ذلك قال وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث ترك الترفع والتعالي وقلب من حبين خالي والتهجد بالعلم في طول الليالي وان مالكا لما وقف عليه أيضا قال وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث مجاورة تربة سيد المرسلين وإحياء علوم الدين والاقتداء بالخلفاء الراشدين وأن الشافعي رضي الله عنه لما وقف عليه أيضا قال وأنا حبب غلي من دنياكم ثلاث ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والاقتداء بطريق أهل التصوف وأن أحمد لما وقف عليه قال وأنا حبب إلي من دنياكم ثلاث عطاء من غير منة ونفس مطمئنة والاتباع للسنة)) أهـ
___________
(1) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية 2/ 180
(2) هو المحب الطبري وأورد ذلك في الرياض النضرة في مناقب العشرة 1/ 265
(2) كذا في المطبوع والصواب الخجندي (بفتحتين)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيك أخي حسن على ما قدمت من خير وثقل الله لك به موازين حسناتك.
وأرجو من بقية الاخوة ممن لديهم معلومات أخرى حول الرواية أن يجودوا بها علينا وجزاكم الله خيرا.(/)
انهم ينكرون طواف التطوع!!!
ـ[عبدالله الحسام]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد عرض أحد الإخوة الأفاضل -جزاه الله خيرا- في مجلس علم ورقة كُتِبَ عليها: (حكم طواف التطوع للإنسان نفسه ولأبيه ولأمه وغير ذلك، بقلم أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري) يقول فيها كاتبها أن طواف التطوع غير مشروع. وقال هذا الأخ: هذه الورقة وُزِّعت على طلبة العلم وعلى الناس أمام أحد مداخل الحرم المكي!.
http://www.ahl-athar.net/ftopic1894.html(/)
مسجد يكتظ بالأطفال في صلاة الفجر والسبب ... !
ـ[اسعد]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 08:30]ـ
هذا موضوع قرأته وأعجبني وتمنيت أن تنشر الفكرة علها تلقى من يطبقها في المساجد .. روى أحد المشايخ فقال: كنت في طريقي إلى مكتبي في أحد الأيام، فوقفت لأداء صلاة الظهر في أحد المساجد. وعند دخولي المسجد استوقفتني لوحة تكريمية لأسماء عدد كبير من الأطفال، وقد كُتب على اللوحة العنوان التالي ((أسماء أبناء الحي المحافظين على صلاة الفجر)). بعد الصلاة استوقفت الإمام جزاه الله خير وسألته عن الأمر، فقال لي: والله لو تصلي الفجر معنا لانتابك إحساس أنهم أبناء الصحابة من كثرتهم في المسجد، وقال لي: إننا نقوم بحفل تكريمي مرة أو مرتين سنوياً للأطفال المحافظين على صلاة الفجر من تبرعات جماعة المسجد جزاهم الله خيرا. فجزى الله أهل هذا الحي خير الجزاء على حسن تفكيرهم و حثهم أبنائهم على الصلاة وأتمنى تعميم الفكرة على باقي المساجد. فكرة جميلة أعجبتني و سأبدأ أنا بإذن الله في تطبيقها بمسجد حيّنا الأسبوع القادم بالتنسيق مع إمام المسجد.
منقول من موقع المسلم
http://www.almoslim.net/node/6683
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 08:36]ـ
يعجبني من الآباء والمربين من يحرص على تربية صغار الأمة , وأنا لا أشك أن من أسباب ضعف الأمة اليوم بعدها عن تربية أبنائها الصغار ,, وما أيسر ما يربي الرجل ابنه خلال 4 سنوات وهو كالعجين بيده وما بين أن يهلك في تحسين دينه وخلقه وقد يبس عوده أكثر من 10 سنوات وربما طوال حياته!!!!
ويا أخي المبارك اسعد لو فقه الناس ما روى أبو داود (495) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وهم أبناء سبع سنين أي أكملوا سبع ودخلوا في الثامنة , والله أعلم.
للفائدة: انظر من موقع الإسلام سؤال وجواب:
هل يلزمه إيقاظ أولاده الذين بلغوا سبع سنين لصلاة الفجر ( http://islamqa.com/ar/ref/103420)
ـ[الحافظة]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 06:59]ـ
بارك الله فيكم
فكرة رائعة جزى الله من بادر بها وسعى لإتمامها خيرا ورزقه ربي سعادة ورفعة الداريين
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[16 - Nov-2009, صباحاً 08:32]ـ
مسجد حيّنا يطبق نفس الطريقة الآنفة الذكر، وقد ظهر أثرها، وبانت ثمرتها - بحمد الله -.
حتى إن الأبناء أصبحوا يستحثون آبائهم للصلاة، فاستطاع الشيخ -وفقه الله- بحكمته أن يحقق هدفين:
1.محافظة الأبناء وتعوديهم على الصلاة وتحبيبهم للمسجد.
2.استحثاث بعض الآباء المتخلفين عن الصلاة، بما يرون من حماس أبنائهم.
فلله الحمد.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 07:53]ـ
أحسن الله إليك
ـ[الساري]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:23]ـ
فكرة دعوية جميلة غير مكلفة
تفتح الباب لأفكار أخرة من مثلها , شكرا لك ولمن ابتكرها ومن نشرها
وجزى الله جميعكم خيرا
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 05:36]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(/)
لو نوى شخصٌ أن يأتي بعمرتين وهو مارٌّ بالميقات، فمن أين يحرم للثانية؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 12:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص نوى أن يأتي بعمرتين وهو ذاهب إلى مكة الأولى لأبيه فاحرم للأولى من الميقات ثم أداها كاملة , وعندما أراد أن يعتمر للثانية لم يعرف من اين يحرم " من أي المواقيت " فماذا يفعل؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:05]ـ
للرفع
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 03:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بعض أهل العلم يرى أنّه لا يُشرَع له الاعتمار مرة أخرى وهو في هذه الحالة؛ لأنه في مكة , ومَن كان في مكة لا تُشرع له العمرة فلا يخرج منها لذلك.
والبعض الآخر الذي يجيز له ذلك يقول: يخرج من الحرم إلى أدنى الحل ويعتمر ويدخل.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 03:23]ـ
عن عائشة رضي الله عنها قالت: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم المحصب، فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: «اخرج بأختك من الحرم (وفي رواية إلى التنعيم) فلتهل بالعمرة، ثم لتطف بالبيت، فإني أنتظركما هاهنا»، قالت: فخرجنا فأهللت، ثم طفت بالبيت وبالصفا والمروة، فجئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في منزله في جوف الليل، فقال: «هل فرغت؟» فقلت: نعم، فأذن في أصحابه بالرحيل، فخرج فمر بالبيت فطاف به قبل صلاة الفجر، ثم خرج إلى المدينة. (رواه البخاري ومسلم)
قال الشيخ ابن باز في الفتاوى:
إذا أردت الحج أو العمرة لك أو لغيرك من الأموات أو العاجزين عن أدائها لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه، فإن الواجب عليك أن تحرم من الميقات الذي تمر عليه وأنت قاصد الحج أو العمرة فإذا فرغت من أعمال العمرة أو الحج فلا حرج عليك أن تأخذ عمرة لنفسك من أدنى الحل كالتنعيم والجعرانة ونحوهما، ولا يلزمك الرجوع إلى الميقات؛ لأن عائشة رضي الله عنها أحرمت بالعمرة من ميقات المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فلما فرغت من حجها وعمرتها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة مفردة فأمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج ولم يأمرها بالرجوع إلى الميقات. وكانت قد أدخلت الحج على عمرتها التي أحرمت بها من الميقات بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لما حاضت قبل أن تؤدي أعمالها. وبالله التوفيق
و قال الشيخ ابن جبرين في فتاويه
أما المقيم بمكة من غير أهلها إذا قدم بعمرة تحلل منها وأحب أن يعتمر عن أحد أقاربه عمرة أخرى فإنه يخرج إلى أدنى الحل كالتنعيم والجعرانة وعرفة ويحرم هناك ويدخل بعمرة فيطوف لها ويسعى ويحلق ويتحلل، ولكنها عمرة ناقصة لقرب المسافة وقلة التكلفة، والأجر في النسك على قدر النصب، والعمرة الكاملة أن يرجع بلده ثم ينشي لها سفرًا مستقلًا
مع العلم أخي الكريم أنه قد اختلف في تكرار العمرة في السفر الواحد و ذهب الشيخ ابن العثيمين إلى بدعيتها و الله أعلم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 03:42]ـ
أحسنتم , وبارك الله فيكما.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 06:06]ـ
وذهب شيخ الإسلام رحمه الله إلى عدم مشروعية تكرار العمرة في السفرة الواحدة وأطال الاستدلال على ذلك في مجموع الفتاوى
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 10:56]ـ
شكرا لعى هذه الفائدة , في أي مجلد ذكر هذا الكلام.
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 02:41]ـ
شكرا لعى هذه الفائدة , في أي مجلد ذكر هذا الكلام.
الفتاوى 26
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 02:55]ـ
شكرا لك شيخنا عبد الرحمن وبارك الله فيك.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 05:44]ـ
من اجاز تكرر العمره في سفرة واحده
من اين اهتدى وبمن استن هل ثبت عن نبيه صلى الله عليه وسلم فعله
او الحث عليه وهل عمل به الصحابه رضون الله عليهم(/)
هل الصحابة رضي الله عنهم حكموا بالردة على مانعي الزكاة بمجرد المنع أو جحد الوجوب؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني الكرام هذا كلام للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في بيان تكفير الصحابة لمانعي الزكاة على مجرد المنع دونما تفرقة بين المقر والجاحد للوجوب فيقول رحمه الله: (ما نقله هذا المعترض عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ثابت عنه لكنه أسقط من كلام الشيخ قوله في مانعي الزكاة فَكُفرُ هؤلاء وإدخالهم في أهل الردة قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة وهذا يهدم أصله فلذلك حذفه. وما نقله الشيخ عن شيخ الإسلام بن تيمية قدَّس اللهُ روحه ونوَّر ضريحه معروف مشهور عنه لا يستريب فيه عارف وهو الحق الصواب الذي ندين الله به كما هو معروف في السير والتواريخ وغيرها، ولا عبرة بقول هذا المعترض وتشكيكه في هذا النقل فيما لا شك فيه فإن عدم معرفته بإجماع العلماء على قتل المختار بن أبي عبيد وكذلك دعواه أن الإجماع لم ينعقد على قتل الجعد بن درهم وقد ذكر ذلك ابن قيم الجوزية في ”الكافية الشافية“ عن كلام أهل السنة وأنهم شكروه على هذا الصنيع ثم لم يكتف بتلك الخرافات حتى عمد إلى ما هو معلوم مشهور في السير والتواريخ وغيرها من كتب أهل العلم من إجماع الصحابة رضي الله عنهم على تكفير أهل الردة وقتلهم وسبي ذراريهم ونسائهم وإحراق بعضهم بالنار والشهادة على قتلاهم بالنار، وأنهم لم يفرقوا بين الجاحد والمقر بل سموهم كلهم أهل الردة لأجل أن القاضي عياض ومن بعده ممن خالف الصحابة وحكم بمفهومه ورأيه مما يعلم أهل العلم من المحققين الذين لهم قدمَ صدقٍ في العالمين أن هذا تحكم بالرأي، فإن من أمعن النظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى علم وتبين صحة ما قاله، وموافقته لصريح كلام الصحابة وإجماعهم، فإن الشهادة على قتلاهم بالنار واستباحة أموالهم وسبي ذراريهم من أوضح الواضحات على ارتدادهم مع ما ثبت من تسميتهم أهل الردة جميعًا، ولم يسيروا مع مانعي الزكاة بخلاف سيرتهم مع بني حنيفة وطليحة الأسدي وغيره من أهل الردة، ولم يفرقوا بينهم ومن نقل ذلك عنهم فقد كذب عليهم وافترى، ودعوى أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقل بكفر من منع الزكاة وأنهم بمنعهم إياها لم يرتدوا عن الإسلام دعوي مجردة، فأين الحكم بالشهادة على أن قتلاهم في النار هل ذلك إلا لأجل ارتدادهم عن الإسلام بمنع الزكاة، ولو كان الصحابة رضي الله عنهم لا يرون أن ذلك ردة وكفرًا بعد الإسلام لما سَبَوْا ذراريهم وغنموا أموالهم، ولساروا فيهم بحكم البغاة الذين لا تسبي ذراريهم وأموالهم ولم يجهزوا على جريحهم، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم أخشي لله وأتقى من أن يصنعوا هذا الصنيع بمسلم ممن لا يحل سبي ذراريهم وأخذ أموالهم، وهل هذا إلا غاية الطعن على الصحابة وتسفيه رأيهم وما أجمعوا عليه، وتعليله بأنه لو كان يرى أنهم كفَّار لم يطالبهم بالزكاة بل يطالبهم بالإيمان والرجوع تعليل لا دليل عليه فإنهم لم يكفروا ويرتدوا بترك الإيمان بالله ورسوله وسائر أركان الإسلام وشرائعه فيطالبهم بالرجوع إلى ذلك، وإنما كان ارتدادهم بمنع الزكاة وأدائها والقتال على ذلك، فيطالبهم بأداء ما منعوه وأركان الإسلام، فلما لم ينقادوا لذلك وقاتلوا كان هذا سبب ردتهم، وعمر أجل قدرًا ومعرفةً وعلمًا من أن يعارض أبا بكر أو يقره على خلاف الحق، فإنه لما ناظره أبو بكر وأخبره أن الزكاة حق المال قال عمر: فما هو إلا أن رأيت اللهَ قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق. وأما دعواه أن أبا بكر دعاهم إلى الرجوع فلما أصرُّوا قاتلهم ولم يكفِّرَهم، فدعوي مجردة وتحكم بلا علم. فأين إدخالهم في أهل الردة وسبي نسائهم وذراريهم وغنيمة أموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار لولا كفرهم وارتدادهم، فإنهم لو كانوا مسلمين عندهم لما ساروا فيهم سيرة أهل الردة بل كان يمكنهم أن يسيروا فيهم سيرتهم في أهل البغي والخروج عن الطاعة. وأما اختلافهم بعد ذلك ودعواهم أن الصحابة اختلفوا فيهم بعد الغلبة عليهم هل تقسم أموالهم وتسبي ذراريهم كالكفار أو لا تقسم أموالهم ولا تسبي ذراريهم كالبغاة، فذهب أبو بكررضي الله عنه إلى الأول، وذهب عمر رضي الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عنه إلى الثاني. فلو كان هذا ثابتًا صحيحًا عن الصحابة رضي الله عنهم لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على قتل مقاتلتهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وأنهم سمُّوهم أهل الردة .. وشيخ الإسلام رحمه اللهُ من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وإليه المنتهى في ذلك، وبعد أن يذكر ما قاله الذهبي عن شيخ الإسلام ابن تيمية في معجم شيوخه وما قاله عنه ابن الوردي في تاريخه وهو أقل ما يقال في حق الإمام ابن تيمية يقول: «وإذا كانت هذه حاله عند أهل العلم بالحديث والجرح والتعديل. وأنه كان إليه المنتهى في هذه الحقائق علمًا وعملاً ومعرفةً وإتقانًا وحفظًا، وقد جزم بإجماع الصحابة فيما نقله عنهم في أهل الردة، تبيّن لك أنه لم يكن بين الصحابة خلاف قبل موت أبي بكر رضي الله عنه، ولم يعرف له مخالف منهم بعد أن ناظرهم ورجعوا إلى قوله، ولو ثبت خلافهم قبل موت أبي بكر وبعد الغلبة على أهل الردة كما زعم ذلك من زعم لذكر ذلك شيخ الإسلام، ولم يجزم بإجماعهم على كفر مانعي الزكاة وقتلهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم وقد اختلفوا، هذا ما لا يكون أبدًا. وسيأتي كلامه في ”المنهاج“ قريبًا إن شاء الله تعالى. وإنما أرجع عمر إلى من كان سباهم أبو بكر أموالهم وذراريهم بعد أن أسلموا ورجعوا إلى ما خرجوا عنه تطييبًا لقلوبهم ورأيًا رآه ولم يكن ذلك إبطالاً لما أجمع عليه الصحابة قبل ذلك، كما أرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوازن ذراريهم لما أسلموا تطييبًا لقلوبهم. والمقصود أن ما ذكره هذا المعترض من عدم الإجماع لا يصح وأن ذلك إن كان صدر من عمر رضى الله عنه فهو رأي رآه بعد أن دخلوا في الإسلام .. أما قول ابن حجر «أن تسمية هؤلاء أهل الردة تغليبًا مع الصنفين الأولين وإلا فليسوا بكفار فهذا تأويل منه، وليس بأبشع ولا أشنع مما تأولوه في الصفات فكيف لا يتأولون ما صدر عن الصحابة مما يخالف آراءهم وتخيله عقولهم، وقد بيَّنا ما في ذلك من الوهن والغلط على الصحابة لمجرد ما فهموه ورأوا أنه الحق، وإذا ثبت الإجماع عن الصحابة بنقل الثقاة فلا عبرة بمن خالفهم وادعي الإجماع على ما فهمه وليس ما نقله عنهم بلفظ صريح، ولم يخالف الشيخ محمد رحمه الله ما في البخاري وإنما ذكر ذلك عياض من عند نفسه لمجرد مفهومه من الحديث، والمخالف له ينازعه في هذا الفهم، وما نقله الشيخ محمد عن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن مخالفًا لما في الصحيحين، بل كان موافقًا لهما، وقد ثبت إجماع الصحابة كما ذكر ذلك العلماء في السير والتواريخ ... ثم يقول رحمه الله: (ونذكر هنا أيضًا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس اللهُ روحه في منهاج السنة على قول الرافضي”الخلاف السادس في قتال مانعي الزكاة“ قاتلهم أبو بكر واجتهد عمر أيام خلافته فردَّ السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين. فهذا من الكذب الذي لا يخفي على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن عمر قال لأبي بكر: يا خليفةَ رسولِ الله كيف تقاتل الناس وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أقاتِلَ النَّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول اللهُ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فقال أبو بكر: ألم يقل إلا بحقها وحسابهم على الله؟ فإن الزكاة من حقها، واللهِ لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فواللهِ ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. وفي الصحيحين تصديق فهم أبي بكر عن ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنِّي رسولُ اللهِ ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها» فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة وكذلك سائر الصحابة. إلى أن يقول: ولكن من الناس من يقول سبي أبو بكر نساءهم وذراريهم وعمر أعاد ذلك عليهم. وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم. وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم رد ذلك إليهم لأنه جائز. انتهى.
فتبين بما ذكره شيخ الإسلام أن الصحابة أجمعوا على قتالهم وأنهم سمُّوهم كلهم أهل الردة، وأنه لم يكن بين عمر وبين أبي بكر خلاف بعد رجوع عمر إلى موافقة أبي بكر مع سائر الصحابة، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يخالف ما في الصحيحين كما زعم هذا المعترض الجاهل واللهُ أعلم). إهـ رسالة تبرئة الشيخين (صـ172) للشيخ ابن سحمان.
نريد أن تعلقوا على هذا الكلام ... وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 03:51]ـ
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ لما سئل "هل قتال مانعي الزكاة ردة؟ "، فقال: (الصحيح أنه ردة، لأن الصديق رضي الله عنه لم يفرق بينهم، ولا الصحابة ولا من بعدهم)
قال القاضي أبو يعلى {سئل "هل قتال مانعي الزكاة ردة؟ "، فقال: (الصحيح أنه ردة، لأن الصديق رضي الله عنه لم يفرق بينهم، ولا الصحابة ولا من بعدهم} مسائل الإيمان
قال الجصاص في تفسير آية {فلا وربك لا يؤمنون} الآية_أحكام القرآن_
(وفي هذه الآية دلالة على أن من رد شيئا من أوامر الله تعالى أو أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو خارج من الإسلام، سواء رده من جهة الشك أو ترك القبول والامتناع من التسليم، وذلك يوجب صحة ما ذهب إليه الصحابة رضي الله عنهم في حكمهم بارتداد من امتنع عن أداء الزكاة وقتلهم وسبي ذراريهم)
بارك الله فيك أخي الدهلوي على كلام الشيخ ابن سحمان.
ـ[الطحاوي الأزدي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 04:36]ـ
كيف نطبق الحكم هذا على واقع الحكومات في دول الإسلام اليوم وهم لا يطبقون إلا الضرائب ولا يطبقون الزكاة إذا كان المنع ردة حتى لو لم يجحدوا الوجوب؟
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 06:51]ـ
كلام ابن سحمان رحمه الله في غاية الوضوح
أن قتال الصحابة لهم قتال (ردة) ...
يضاف إلى ذلك:
ان مسألة الجحود لا يختلف فيها (أبو بكر) مع (عمر) رضي الله عنهم ....
ولم تكن (تذكر) في زمانهم ... حتى أصبحت هذه المسألة تبحث من باب حصر المسألة (فقهيا) ...
فتذكر جميع (فروع) المسألة لأن الفقه يقوم على (السبر والتقسيم) لجميع أمور المسألة .. فأصبحت مسألة الجحود تذكر في كتب أهل العلم ...
وإلا فإن الجحود (لم يذكر) فيما بين الصحابة لأنه لا يتصور أن أحدا يحكي إسلام الجاحد ...
أما (الممتنع) فقد يتصور لأنها (تخفى) فلذلك اختلف الصحابة ....
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 06:57]ـ
الأخ الطحاوي ....
المراد بالممتنع ... أن (يمتنع) طائفة على تركها ... ويتمنعوا .. فعند ذلك يقاتلون ....
ثم (الحكومات): في مقام الآخذ .. وليس المعطي ... حتى نطبق عليها الجحد أو المنع ....
لكن تطالب قبل ذلك (بتطبيق) الشرع فهو (المحك) في المنع أو الجحد ... وهو المتصور ...
أسأل الله أن يسلمك من (المنع) والجحد) ... و (الضرائب) ...
ـ[الطحاوي الأزدي]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 01:48]ـ
الأخ الطحاوي ....
المراد بالممتنع ... أن (يمتنع) طائفة على تركها ... ويتمنعوا .. فعند ذلك يقاتلون ....
ثم (الحكومات): في مقام الآخذ .. وليس المعطي ... حتى نطبق عليها الجحد أو المنع ....
لكن تطالب قبل ذلك (بتطبيق) الشرع فهو (المحك) في المنع أو الجحد ... وهو المتصور ...
أسأل الله أن يسلمك من (المنع) والجحد) ... و (الضرائب) ...
حياك الله يا ابن شمر، وأعاذك من دفع الضرائب ومنع دفع الزكاة ..
إذا كانت الحكومات في مقام الآخذ ثم تترك الأخذ وهو متيسر، وتستبدل الضرائب بالزكاة وتبطل شريعة الزكاة بالإهمال فهو في نظر الفقير إلى ربه قريب من المنع والجحود، ولا يفهم من قولي أني أدعو إلى التكفير ...
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 02:22]ـ
المراد بالممتنع ... أن (يمتنع) طائفة على تركها ... ويتمنعوا .. فعند ذلك يقاتلون ....
أحسنتَ بارك الله فيك. كلام دقيق وفي غاية الأهمية. وأبني على كلامك الآتي: أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قاتلهم لأنهم طائفة أعلنت على الملأ رفضها لأداء الزكاة للإمام (مع خروجهم عليه) وامتنعت عن ذلك.
ولم يقاتلهم الصدِّيق لأن فيهم من لايؤدي الزكاة لكسل أو خلافه مع الإقرار بوجوب تسليمها للإمام.
فيتفق هذا مع مبدأ أن الصلاة هي الرُّكن الوحيد من الأركان الخمس التي يكفر من لايؤديها أبداً. وأن الصحابة لم يكفّروا إلا تارك الصلاة.
وإلا فإن بعض الأئمة ومنهم الشيخ الألبانيُّ يرى أن تارك الزكاة لايرتدّ عن الإسلام.
وأطلب رأي الإخوة وتصحيحهم في هذه المسألة الشائكة (مسألة: لم قاتل أبو بكر مانعي الزكاة؟)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 04:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد البدء في القتال تكفر جميع الطائفة، و لا يتصور أن أحداً منهم لم يجحد الوجوب، و مع ذلك يقاتل على المنع غير مكره، و حتى المكره لم نكلف إلا بظاهره، و هذا في جميع الشعائر الظاهرة و ليس في الزكاة فقط
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 04:16]ـ
هذه إضافة هامة:
-----------
يقول الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود حفظه الله: (أولاً: حركة المرتدين: وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال البخاري في صحيحه " باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة ". ثم روى بسنده عن أبي هريرة قال: " لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ". قال أبو بكر: " والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها " قال عمر: فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق ".
يقول ابن حجر: " قوله: " باب قتل من أبى قبول الفرائض "، أي جواز قتل من امتنع من التزام الأحكام الواجبة والعمل بها، قال المهذب: " من امتنع عن قبول الفرائض نظر، فإن أقر بوجوب الزكاة مثلاً أخذت منه قهراً ولا يقتل، فإن أضاف إلى امتناعه نصب القتال قوتل إلى أن يرجع، قال مالك في الموطأ: الأمر عندنا فيمن منع فريضة من فرائض الله تعالى فلم يستطع المسلمون أخذها منه كان حقاً عليهم جهاده، قال ابن بطال: مراده إذا أقر بوجوبها لا خلاف في ذلك ".
وقال الباجي تعليقاً على كلام الإمام مالك السابق: " وهذا كما قال: إن من منع حقاً من حقوق الله التي لا يختلف في وجوب دفعها، يجب على المسلمين جهاده حتى يأخذوه منه، وهكذا فهل أبو بكر في أهل الردة لما منعوا الزكاة خاصة، ويحتمل أن يريد سائر الحقوق التي يكون حكمها حكم الزكاة في ذلك ".
وأهل الردة كما هو معلوم أصناف:
صنف عادوا إلى عبادة الأوثان والأصنام.
وصنف أنكروا وجوب الزكاة وجحدوها.
وصنف لم ينكروا وجوبها ولكنهم أبوا أن يدفعوها إلى أبي بكر.
والخلاف بين أبي بكر وعمر – أول الأمر- إنما كان على الصنف الرابع فقط، أما الثلاث فلا خلاف في كفرهم ووجوب قتالهم.
وهذا الذي فعله هؤلاء جعله البخاري تبديلاً للدين وأحكامه فقال: " وكان الأئمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة فقال عمر: كيف تقاتل وقد … .. ثم تابعه يعد عمر. فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة، وأرادوا تبديل الذين وأحكامه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه .. ".
وليس القصد هنا تفصيل القول في موضوع الردة، وإنما القصد بيان أمرين متعلقين بما نحن فيه:
أولهما: إجماع الصحابة على قتال مانعي الزكاة، لم يختلفوا قي ذلك، وذهذا دليل على أن من امتنع عن أداء واجب من واجبات الإسلام الظاهرة فإنه يقاتل عليه.
وسواء حُكم بكفر هؤلاء أو عدم كفرهم فهو دليل على خطورة المسالة، وذلك حين يتفق قوم أو أهل بلد على رفض حكم من أحكام الله تعالى فكيف حال من أقصى شريعة الله واستبدل بها قوانين البشر؟.
ثانيهما: أما موضوع كفر من أبى أن يؤدي الزكاة مع إقراره بوجوبها فهي مسألة خلافية مشهورة، وقد ورد عن أبي بكر لما جاءه وفد بزاخة للصلح – بعد قتالهم – أنه خيرهم بين الحرب المجلية والسلم المخزية فقالوا: هذه المخلية قد عرفناها، فما المخزية؟ قال: " ننزع منكم الحلقة والكراع، ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما أصبتم منا، وتدون لنا قتلانا، ويكون قتلاكم في النار .. " وقد احتج بهذا من يرى أنهم مرتدون، لكن قال في المغني إن هذا الدليل محتمل، إذ هو محتمل أن يكونوا مرتدين، ويحتمل أنهم أنكروا وجوب
(يُتْبَعُ)
(/)
الزكاة … إلخ ".
وهذه المسألة فيها روايتان عن الإمام أحمد: قال القاضي أبو يعلى في الروايتين والوجهين: " مسألة: واختلفت الرواية عن أحمد رحمه الله فيمن اعتقد وجوب الزكاة، وامتنع من إخراجها وقاتل عليها هل يكفر؟ فنقل الميموني فيمن منع الزكاة وقاتل عليها – كما منعوا أبا بكر وقاتلوه عليها – لم يورث ولم تُصل عليه، وإن منعها من نُخل أو تهاون فلم يقاتل ولم يحارب على المنع وُرِث وصُلّي عليه. وظاهر هذا أنه يكفر بالقتال على منعها، لأن أبا بكر رضي الله عنه قطع على مانعي الزكاة بالكفر، وقال: لا، حتى تشهدوا أن قتلاكم في النار.
ونقل الأثرم فيمن ترك صوم رمضان هو مثل تارك الصلاة؟ فقال: " الصلاة آكد، ليس هي كغيرها، فقيل له: تارك الزكاة، فقال: قد جاء عن عبد الله ما تارك الصلاة بمسلم، وقد قاتل أبو بكر عليها، والحديث في الصلاة. "
فظاهر هذا أنه حكى قول عبد الله وفعل أبي بكر ولم يقطع به، لأنه قال: الحديث في الصلاة – الحديث الوارد بالكفر، لينظر هو في الصلاة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر"، ولأن الزكاة حق في المال، فلم يكفر بمنعه والقتال عليه كالكفارات وحقوق الآدميين ".
وهاتان الروايتان أشار إليهما شيخ الإسلام ابن تيمية حين عرض لهذا الموضوع، وذكر أنهما أيضاً قولان للعلماء وفصّل في ذكر الروايتين صاحب المغني وكأنه رجح أنه لا يكفر كما يقتضيه سياق كلامه وعرضه لأدلة هذا القول وجوابه عن أدلة من قال يكفر.
والذي رجحه شيخ الإسلام أنه إذا كان المانع للزكاة جماعة وقاتلوا عليها أنهم يكفرون لفعل أبي بكر في أهل الردة حيث لم يفرق الصحابة بين المانعين وغيرهم.
أما ما يذكره الفقهاء من خلاف فهو في الفرد الذي لم يمتنع ولم يقاتل، فإن القول بأنه لا يكفر له أدلته ومنها: " إنا آخذوها وشطر ماله " وحديث: " ما ينقم ابن جميل " … وغيرها.
ولزيادة البيان في المسألة سأنقل من كلام شيخ الإسلام ما يبين المراد، يقول رحمه الله: " وقد اتفق الصحابة والأئمة بعدهم على قتال مانعي الزكاة وإن كانوا يصلون الخمس ويصومون شهر رمضان وهؤلاء لم يكن لهم شبهة سائغة فلهذا كانوا مرتدين وهم يقاتلون على منعها وإن أقروا بالوجوب كما أمر الله، وقد حكي عنهم أنهم قالوا: إن الله أمر نبيه بأخذ الزكاة بقوله: " خذ من أموالهم صدقة " وقد سقطت بموته ".
ويقول أيصاً: " وأما قتال الخوارج ومانعى الزكاة وأهل الطائف الذين لم يكونوا يحرمون الربا، فهؤلاء يقاتلون حتى يدخلوا في الشرائع الثابتة عن النبي صلى الله عليه، وهؤلاء إذا كان لهم طائفة ممتنعة فلا ريب أنه يجوز قتل أسيرهم وأتباع مدبرهم والإجهاز على جريحهم، فإن هؤلاء إذا كانوا مقيمين ببلادهم على ما هم عليه
، فإنه يجب على المسلمين أن يقصدوهم فى بلادهم لقتالهم حتى يكون الدين كله لله .. ".
ومن أصرح ما رأيته لشيخ الإسلام في هذه المسالة قوله – كما نقل في الدرر السنية: " والصحابة لم يقولوا: هل أنت مقر بوجوبها، أو جاحد لها، هذا لم يعهد عن الصحابة بحال، بل قال الصديق لعمر رضي الله عنهما: " والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها "
فجعل المبيح للقتال مجرد المنع، لا جحد وجوبها، وقد روي: أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب لكن بخلوا بها، ومع هذا، فسيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدة، وهي: قتل مقاتلتهم، وسبي ذراريهم، وغنيمة أموالهم، والشهادة على قتلاهم بالنار، وسموهم جميعهم أهل الردة، وكان من أعظم فضائل الصديق عندهم: أن ثبته الله على قتالهم، ولم يتوقف كما توقف غيره، حتى ناظرهم فرجعوا إلى قوله، وأما قتال المقرين بنبوة مسيلمة فهؤلاء لم يقع بينهم نزاع في قتالهم وهذه حجة من قال: إن قاتلوا الإمام عليها كفروا وإلا فلا؛ فإن كفر هؤلاء وإدخالهم في أهل الردة، قد ثبت باتفاق الصحابة المستند إلى نصوص الكتاب والسنة، بخلاف من لم يقاتل الإمام عليها، فإن في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له: منع ابن جميل، فقال: " ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله "، فلم يأمر بقتله، ولا حكم بكفره، وفي السنن من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه عن جده عن
(يُتْبَعُ)
(/)
النبي صلى الله عليه وسلم:"ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله " ... الحديث ".
وأحب أن أوضح ما أشار إليه شيخ الإسلام في أحد النقول السابقة عنه – والتي نقلناها قبل قليل – وذلك حين ذكر أهل الطائف وكونهم لم يحرموا الربا، فقد شرح ذلك في مكان آخر، ولعلاقته بموضوعنا نورده هنا قال في جوابه عن التتار: " قتال التتار الذين قدموا إلى بلاد الشام واجب بالكتاب والسنة، فإن الله يقول في القرآن: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الذين كله لله "، والدين هو الطاعة، فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله، ولهذل قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله " وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام والتزموا الصلاة والصيام، لكن امتنعوا من ترك الربا، فبين الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا، والربا هو آخر ما حرمه الله، وهو مال يؤخذ برضا صاحبه، فإذا كان هؤلاء محاربين لله ورسوله يجب جهادهم فكيف بمن يترك كثيراً من شرائع الإسلام أو أكثرها كالتتار
والخلاصة أن مانعي الزكاة – وفيهم من لم يجحد وجوبها – قد اتفق الصحابة على أنه يجب قتالهم وأنهم مرتدون، ولكن لا يتم هذا إلا بشرطين:
أحدهما: أن يكونوا طائفة ممتنعة.
الثاني: أن يقاتلوا الإمام على منعها.
فإذا وجد هذان الامران فقد حكم الصحابة جميعاً فيهم أنهم مرتدون.
وهذه المسألة توضح ما سبق بيانه في الحكم بغير ما أنزل الله من الفرق بين الحوادث الفردية المعينة وما جعل نظاماً عاماً يلزم به الجميع، قالمسألتان متشابهتان في مناط الحكم بكفر وارتداد من وقع منه ذلك بشروطه.
وكثيراً ما ينبه العلماء إلى الفرق بين الواحد والجماعة، والحادث الفردي والواقع الذي يعم الجميع، يقول شيخ الإسلام عن وجوب قتال الرافضة الغلاة ومن شابههم من الغلاة في المشائخ ونحوهم: " وكل هؤلاء كفار يجب قتالهم بإجماع المسلمين، وقتل الواحد المقدور عليه منهم، وأما الواحد المقدور عليه من الخوارج والرافضة فقد روي عنهما – أعني عمر وعلي – قتلهما أيضاً، والفقهاء وإن تنازعوا في قتل الواحد المقدور عليه من هؤلاء فلم يتنازعوا في وجوب قتالهم إذا كانوا ممتنعين، فإن القتال أوسع من القتل … ".
وهذه فائدة جليلة وقاعدة مهمة في هذا الباب وفي غيره، وحكم الصحابة على مانعي الزكاة – دون تفصيل – بأنهم مرتدون مبني على هذا.
بقيت مسألة متعلقة بمانعي الزكاة كثيراً ما يحتج بها المخالفون وهي أنهم يقولون: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته رجع عن قوله الأول بكفر مانعي الزكاة وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم، لأنه رد إليهم ما أخذ منهم، وعلى هذا فلا يصح حكاية إجماع الصحابة في ذلك.
وقد كانت هذه المسألة مشكلة – عندي – منذ زمن طويل إلى أن عثرت على جواب لشيخ الإسلام حول هذه المسألة.
فقد ذكر هذه الشبهة الرافضي صاحب منهاج الكرامة، حيث قال وهو يعدد ما وقع بين الصحابة من خلاف: " والخلاف السادس: في قتال مانعي الزكاة، قاتلهم أبو بكر، واجتهد عمر في أيام خلافته، فرد السبايا والأموال إليهم وأطلق المحبوسين ". فرد عليه شيخ الإسلام قائلاً: " فهذا من الكذب الذي لا يخفي على من عرف أحوال المسلمين، فإن مانعي الزكاة اتفق أبو بكر وعمر على قتالهم بعد أن راجعه عمر في ذلك كما في الصحيحين ... فعمر وافق أبا بكر على قتال أهل الردة مانعي الزكاة، وكذلك سائر الصحابة، وأقر أولئك بالزكاة بعد امتناعهم منها، ولم تسب لهم ذرية ولا حبس منهم أحد، ولا كان بالمدينة حبس لا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا على عهد أبي بكر، فكيف يموت وهم في حبسه، وأول حبس اتخذ في الإسلام بمكة، اشترى عمر من صفوان بن أمية داره وجعلها حبساً بمكة. ولكن من الناس من يقول: سبى أبو بكر نساءهم وذراريهم، وعمر أعاد ذلك عليهم، وهذا إذا وقع ليس فيه بيان اختلافهما، فإنه قد يكون عمر كان موافقًا على جواز سبيهم، لكن رد إليهم سبيهم، كما ردَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على هوازن سبيهم بعد أن قسمه بين المسلمين، فمن طابت نفسه بالرد وإلا عوضه من عنده لما أتي أهلهم مسلمين فطلبوا رد ذلك إليهم.
وأهل الردة قد اتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على أنهم لا يمكنون من ركوب الخيل ولا حمل السلاح، بل يتركون يتبعون أذناب البقر حتى يُرِى الله خليفة رسوله والمؤمنين حسن إسلامهم، فلما تبين لعمر حسن إسلامهم ردّ ذلك إليهم لأنه جائز".
وقد أطلنا في هذه النقطة أعني – مسألة موقف الصحابة من قتال المرتدين – وفيهم مانعو الزكاة – لانها تعتبر أول حركة للنكوص عن الإسلام، وتبديل الدين وأحكامه – كما عبر البخاري رحمه الله) إهـ الحكم بغير ما أنزل الله أحواله وأحكامه (237/ 250)(/)
ليلة القدر: في الشفع والوتر
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 01:36]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
هذه النكتة يغفل عنها الكثيرون، وهي احتمال وقوع "ليلة القدر" في كل من ليالى الأيام العشر الأواخر - الوتر منها والشفع بالنسبة إلى أول الشهر. ومن أرجى الليالي: ليلة الرابع والعشرين، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن أول ما أنزل بنص حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عند أحمد والبيهقي: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: أُنزلت التوراة لست مضيْن من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزَّبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه. وقد قال الإمام البخاري رحمه الله: قال عبد الوهاب عن أيوب. وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس التمسوا فى أربع وعشرين.
وسئل البحر الحبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن ليلة القدر وهو معتقل بالقلعة قلعة الجبل سنة ست وسبعمائة؛ فأجاب:
"الحمد لله ليلة القدر فى العشر الاواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبى أنه قال هى في العشر الأواخر من رمضان وتكون فى الوتر منها. لكن الوتر يكون بإعتبار الماضي فتطلب ليلة احدى وعشرين ولية ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبى: لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى. فعلى هذا: اذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الإشفاع وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى وليلة اربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره ابو سعيد الخدري فى الحديث الصحيح وهكذا أقام النبى صلى الله عليه و سلم فى الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقى كالتاريخ الماضى.
وإذا كان الامر هكذا فينبغى ان يتحراها المؤمن فى العشر الأواخر جميعه، كما قال النبى تحروها فى العشر الأواخر. وتكون فى السبع الاواخر، اكثر واكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف انها ليلة سبع وعشرين، فقيل له: بأى شىء علمت ذلك؟ فقال: بالآية التى اخبرنا رسول الله اخبرنا ان الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها. فهذه العلامة التى رواها ابي بن كعب عن النبى (ص) من أشهر العلامات فى الحديث وقد روى فى علاماتها انها ليلة بلجة منيرة وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد وقد يكشفها الله لبعض الناس فى المنام او اليقظة فيرى انوارها او يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الامر؛ والله تعالى أعلم." أهـ.
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن وفقهم لهذه الليلة المباركة. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
(منقول)(/)
هل يكفي للتحلُّل من النسك أخذ شعراتٍ من جهات الرأس المختلفة؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا قام المعتمر بلأخذ من شعره , شعرات من كل جهة " كما يفعل بعض الناس في الحرم " هل يعتبر
المحرم قد تحلل من عمرته؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 10:55]ـ
يرفع
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 03:05]ـ
يرفع
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 05:00]ـ
http://209.85.135.104/search?q=cache:1H71iuFxK
السؤال
4J:ww w.binbaz.org.sa/mat/18974+%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A %D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8 2%D8%B5%D9%8A%D8%B1&hl=ar&ct=clnk&cd=9&gl=sa
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 11:21]ـ
جزاك الله خيرا , أخي الجواب الذي أريده ليس موجود في الرابط , فأنا أريد هل يخرج من العمرة " يتحلل " أو يبقى على إحرامه.
وما زال السؤال قائما.
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 01:26]ـ
طالما أنه لا يجزئ فبطبيعة الحال لن يتحلل حتى يفعل ما يجزئه.
لم أرد عليك السلام أخي زين العابدين: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(/)
أيهما أفضل صلاة التهجد في البيت أم في المسجد مع الجماعة؟
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيهما أفضل صلاة التهجد في البيت أم في المسجد مع الجماعة؟
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 10:14]ـ
http://www.majedalrashed.com/b-mf/word/k-s/8.doc
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 12:11]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيهما أفضل صلاة التهجد في البيت أم في المسجد مع الجماعة؟
فقد قال أبو عبد الله البخاري في الجامع الصحيح (كتاب الأذان، باب 81)
731 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ أَبِى النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً - قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - مِنْ حَصِيرٍ فِى رَمَضَانَ فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِىَ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ «قَدْ عَرَفْتُ الَّذِى رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِى بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ». طرفاه 6113، 7290 - تحفة 3698
731 م - قَالَ عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا مُوسَى سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ عَنْ بُسْرٍ عَنْ زَيْدٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم. تحفة 3698
وقال أيضا (كتاب الأدب، باب 75)
6113 - وَقَالَ الْمَكِّىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنِى سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضى الله عنه - قَالَ احْتَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُجَيْرَةً مُخَصَّفَةً أَوْ حَصِيراً، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى فِيهَا، فَتَتَبَّعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ وَجَاءُوا يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، ثُمَّ جَاءُوا لَيْلَةً فَحَضَرُوا وَأَبْطَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَحَصَبُوا الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مُغْضَباً فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَا زَالَ بِكُمْ صَنِيعُكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُكْتَبُ عَلَيْكُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ فِى بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ، إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ». طرفاه 731، 7290 - تحفة 3698
وقال أيضا في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب 3،
7290 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً فِى الْمَسْجِدِ مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا لَيَالِىَ، حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ لَيْلَةً فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ «مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِى رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِى بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ، إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ». طرفاه 731، 6113 - تحفة 3698
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 03:04]ـ
احسنت , وجزاك الله خيرا.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 04:27]ـ
سنن الترمذي ج3 ص169
81 باب ما جاء في قيام شهر رمضان
806 حدثنا هناد حدثنا محمد بن الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن أبي ذر قال صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلنا له يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح قلت له وما الفلاح قال السحور قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
الجامع الصحيح سنن الترمذي، اسم المؤلف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت -، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 05:25]ـ
لدي جمع بين الأحاديث، ما رأيكم فيه:
من كان حريصاً على قيام رمضان، ويستطيع أن يقوم في بيته. يقال له: الصلاة في بيتك أفضل.
ومن كان فيه ضعف همة فنقول له: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 01:17]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
لدي جمع بين الأحاديث، ما رأيكم فيه:
من كان حريصاً على قيام رمضان، ويستطيع أن يقوم في بيته. يقال له: الصلاة في بيتك أفضل.
ومن كان فيه ضعف همة فنقول له: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
من كان فيه ضعف همة؟ لعل الأمر أشدُّ من ذلك، فالحق أن كثيرا من الناس، في زماننا هذا، لا يحسنون تلاوة القرآن، ويريدون ألا يفوتهم ثواب القيام، فهؤلاء لن يصلوا القيام إلا أن يصلي بهم من يحسن التلاوة (والصلاة والقيام)
وأنا أكره أن يَدَعُوا سُنَّةً صحيحة، وصلاتهم بصلاة رجل، خيرٌ من تركهم إياها، وما لا يُدرك كله لا يُترك كله،
فأما الأفضليَّة فالذي صرَّح به النبي صلى الله عليه وسلم هو القول الفصل،
والله تعالى أجلُّ وأعلم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 03:28]ـ
ألا يكون الخشوع له دور في التفضيل؟؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 06:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قولك يا أبا مريم
(فأما الأفضليَّة فالذي صرَّح به النبي صلى الله عليه وسلم هو القول الفصل).انتهى.
لا يخلو من ضعف (مع تقديري لك) .. لو كان "التصريح" يَحمل "القول الفصل" (كما هو ظاهر عبارتك) لمَا قال أحدٌ بسُنّيّة أداء قيام شهر رمضان في جماعة .. لا شكّ - أخي الكريم - أن للحديث فقه ودراية (انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 22/ 225)، وقد قيل للإمام أحمد، إمام أهل السُّنّة والجماعة: الصلاة في الجماعة أحب إليك، أم يصلي وحده في قيام شهر رمضان؟ قال: يعجبني أن يصلي في الجماعة، يُحيِي السُّنّة. قال ابن راهُوْيَه (تعليقا على جواب أحمد): أجاد، كما قال. (انظر: مسائل الكوسج 2/ 757 - 756).
ولا شك أن المسألة فيها تنازع وسعة .. والله أعلم.(/)
كيف نجمع بين شرط القبول في صحة الإيمان مع جواز قبول الإسلام على الشرط الفاسد؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخواني الكرام حفظكم الله تعالى: من المعلوم أن صحة الإيمان تتوقف على شرط القبول والإنقياد كما لا يخفى عليكم .. ولكن الإشكال الذي حصل عندي هو كيف يقول بعض أهل العم أنه يجوز يقبل الإسلام على الشرط الفاسد وقد استدلوا على ذلك بحديث عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أن يصلى صلاتين فقبل منه. رواه أحمد وفى لفظ آخر: على ألا يصلي إلا صلاة فقبل منه.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ( .. وأخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث وقال يصح الإسلام على الشرط الفاسد ثم يلزم بشرائع الإسلام كلها، واستدل أيضًا بأن حكيم بن حزام قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائمًا قال أحمد معناه أن يسجد من غير ركوع.) إهـ جامع العلوم والحكم.
وسؤالي: هل هذه الاخبار صحيحة السند ... وكيف يقبل الإسلام على الشرط الفاسد .. وما هو الشرط الفاسد الذي يقبل الإسلام عليه .. وإذا كان كذلك فكيف نجمع بين شرط القبول والإنقياد في صحة الإسلام وقبول الإسلام على الشرط الباطل؟؟؟
نرجوا منكم أن تفيدونا في هذا الموضوع الهام جداً ... وبارك الله فيكم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 11:39]ـ
هل من مجيب على هذه المسألة أيها الكرام وفقكم الله تعالى؟!!
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 06:34]ـ
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 07:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الحديثان ضعيفان ..
فأما الأول: ((عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أن يصلى صلاتين فقبل منه)) .. فيه رجل لم يسم .. يعني مجهول .. فسقط الاحتجاج به.
وأما الثاني: ((حكيم بن حزام قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائمًا قال أحمد معناه أن يسجد من غير ركوع)) .. فهو منقطع، فسنده ضعيف ..
ولكن ما صحّ في هذه المسألة هو الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن جابر قال: اشترطت ثقيفٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أنْ لا صدقةَ عليها ولا جهادَ، وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سَيَصَّدَّقُون ويُجاهدون)).
اختلف أهل العلم في دلالة هذا الحديث .. فحيث منع البعض هذا الشرط، لأن جزم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما كان عن وحي من الله، أعلمه أن هؤلاء القوم سيصدّقون ويجاهدون بعد إسلامهم ..
أجاز البعض الآخر هذا الشرط، حيث إن الكافر غير مأمور ابتداء إلا بالتوحيد .. فإن عرف التوحيد وأقرّ بالله تعالى إلهاً واحداً، فأحبه وعبده وأناب إليه وتوكل عليه وخافه، ثم التزم بدين الإسلام .. فيجب عليه أن يلتزم بشعائره، وإلا فهو كاذب في إسلامه .. ومن جحد بعد ذلك فهو مرتد ..
هذا، والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 09:39]ـ
جزاك الله خير أخي أبو شعيب
إذاً أحاديث الباب التي تمسك بها بعض أهل العلم لا تصح من جهة السند.
وأما حديث وفد ثقيف فالأمر فيه هين كما وضحت في كلامك السابق.
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 04:38]ـ
جزاك الله خيرا
أخي ... على افتراض صحتها كيف توجه؟ و هل استشكل هؤلاء العلماء الذين قالوا بصحتها ما أشكل علينا كالإمام أحمد رحمه الله تعالى؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 10:41]ـ
وإياك أخي الإمام الدهلوي،
الأخ (عبد الله الجنوبي)،
على افتراض صحتها، فإنها توجّه بدلالة مجموعها في المسألة، وليس بدلالة أفرادها ..
فيقال: يصح إسلام المرء بالشرط الفاسد ابتداء، حتى إن عرف حقيقة حق الله عليه، وزاد تعظيمه في قلبه، عرف بطلان هذا الشرط، فالتزم بأمر الله.
وهذا على أحد أقوال العلماء .. والخلاف في ذلك معروف على أي حال ..
والله أعلم.
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 12:19]ـ
والله أعلم: سبب الإشكال هو عدم التفريق بين الإسلام الحكمي والإسلام الخقيقي، فشروط لا إله إلا الله التي ذكرها علماء أهل السنة هي شروط انتفاع وليست شروط صحة، ولذلك تجمع بين الأعمال الظاهرة والأعمال الباطنة،أما ما يثبت به وصف الإسلام فهو الظاهر فقط، فعقد الإسلام مثل سائر العقود الشرط فيه سلامة الظاهر، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام من المنافقين مع إخبار الله له بحقيقة أكثرهم، فعلى قول من قال من أهل العلم قبول الإسلام على الشرط الفاسد فالمقصود قبول الإسلام الحكمي لا حقيقة الإسلام التي تتنافى مع كره الحق أو بعضه كما قال تعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ " رغبة في دخول الإيمان قلوبهم، يقول البخاري:باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل.(/)
نونية القحطاني
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[23 - Sep-2008, صباحاً 01:35]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
يسرني أن أهدي الاخوة رواد المنتدى هده القصيدة العضيمة لما تشتمل علي من فوائد جليلة:
أتمنى أنينتفع به كل من قرأها.
يا منزل الآيات والفرقان بيني وبينك حرمة القرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري وأقض مآربي وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم مالي بشكر أقلهن يدان
فوحق حكمتك التي آتيتني حتى شددت بنورها برهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة حتى تقوي أيدها إيماني
لأسبحنك بكرة وعشية ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأذكرنك قائما أو قاعدا ولأشكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البرية خلتي ولاشكون إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي من دون قصد فلانة وفلان
ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحسام يأس لم تشبه بناني
ولأجعلن رضاك أكبر همتي ولاضربن من الهوى شيطاني
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى ولأقبضن عن الفجور عناني
ولأمنعن النفس عن شهواتها ولأجعلن الزهد من أعواني
ولأتلون حروف وحيك في الدجى ولأحرقن بنوره شيطاني
أنت الذي يا رب قلت حروفه ووصفته بالوعظ والتبيان
ونظمته ببلاغة أزلية تكييفها يخفى على الأذهان
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه من قبل خلق الخلق في أزمان
فالله ربي لم يزل متكلما حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه صدقا بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا إذ ليس يدرك وصفه بعيان
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته أبدا ولا يحويه قطر مكان
وهو المحيط بكل شيء علمه من غير إغفال ولا نسيان
من ذا يكيف ذاته وصفاته وهو القديم مكون الأكوان
سبحانه ملكا على العرش استوى وحوى جميع الملك والسلطان
وكلامه القرآن أنزل آيه وحيا على المبعوث من عدنان
صلى عليه الله خير صلاته ما لاح في فلكيهما القمران
هو جاء بالقرآن من عند الذي لا تعتريه نوائب الحدثان
تنزيل رب العالمين ووحيه بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من سماه في نص الكتاب مثاني
لا ريب فيه بأنه تنزيله وبداية التنزيل في رمضان
الله فصله وأحكم آيه وتلاه تنزيلا بلا ألحان
هو قوله وكلامه وخطابه بفصاحة وبلاغة وبيان
هو حكمه هو علمه هو نوره وصراطه الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها فيه يصول العالم الرباني
قصص على خير البرية قصة ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامه ونهى عن الآثام والعصيان
من قال إن الله خالق قوله فقد استحل عبادة الأوثان
من قال فيه عبارة وحكاية فغدا يجرع من حميم آن
من قال إن حروفه مخلوقة فالعنه ثم اهجره كل أوان
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا إلا بعبسة مالك الغضبان
والوقف في القرآن خبث باطل وخداع كل مذبذب حيران
قل غير مخلوق كلام إلهنا واعجل ولا تك في الإجابة واني
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله والقائلون بخلقه شكلان
وتجنب اللفظين إن كليهما ومقال جهم عندنا سيان
يأيها السني خذ بوصيتي واخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصية مشفق متودد واسمع بفهم حاضر يقظان
كن في أمورك كلها متوسطا عدلا بلا نقص ولا رجحان
واعلم بأن الله رب واحد متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية والآخر المفني وليس بفان
وكلامه صفة له وجلالة منه بلا أمد ولا حدثان
ركن الديانة أن تصدق بالقضا لا خير في بيت بلا أركان
الله قد علم السعادة والشقا وهما ومنزلتاهما ضدان
لا يملك العبد الضعيف لنفسه رشدا ولا يقدر على خذلان
سبحان من يجري الأمور بحكمة في الخلق بالأرزاق والحرمان
نفذت مشيئته بسابق علمه في خلقه عدلا بلا عدوان
والكل في أم الكتاب مسطر من غير إغفال ولا نقصان
فاقصد هديت ولا تكن متغاليا إن القدور تفور بالغليان
دن بالشريعة والكتاب كليهما فكلاهما للدين واسطتان
وكذا الشريعة والكتاب كلاهما بجميع ما تأتيه محتفظان
ولكل عبد حافظان لكل ما يقع الجزاء عليه مخلوقان
أمرا بكتب كلامه وفعاله وهما لأمر الله مؤتمران
والله صدق وعده ووعيده مما يعاين شخصه العينان
والله أكبر أن تحد صفاته أو أن يقاس بجملة الأعيان
وحياتنا في القبر بعد مماتنا حقا ويسألنا به الملكان
والقبر صح نعيمه وعذابه وكلاهما للناس مدخران
والبعث بعد الموت وعد صادق بإعادة الأرواح في الأبدان
وصراطنا حق وحوض نبينا صدق له عدد النجوم أواني
يسقى بها السني أعذب شربة ويذاد كل مخالف فتان
وكذلك الأعمال يومئذ ترى موضوعة في كفة الميزان
والكتب يومئذ تطاير في الورى بشمائل الأيدي وبالأيمان
والله يومئذ يجيء لعرضنا مع أنه في كل وقت داني
والأشعري يقول يأتي أمره ويعيب وصف الله بالإتيان
والله في القرآن أخبر أنه يأتي بغير تنقل وتدان
وعليه عرض الخلق يوم معادهم للحكم كي يتناصف الخصمان
والله يومئذ نراه كما نرى قمرا بدا للست بعد ثمان
يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت من أهل ومن أوطان
يوم تشققت السماء لهوله وتشيب فيه مفارق الولدان
يوم عبوس قمطرير شره في الخلق منتشر عظيم الشان
والجنة العليا ونار جهنم داران للخصمين دائمتان
يوم يجيء المتقون لربهم وفدا على نجب من العقيان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى يتلمظون تلمظ العطشان
ودخول بعض المسلمين جهنما بكبائر الآثام والطغيان
والله يرحمهم بصحة عقدهم ويبدلوا من خوفهم بأمان
وشفيعهم عند الخروج محمد وطهورهم في شاطئ الحيوان
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا جنات عدن وهي خير جنان
فالله يجمعنا وإياهم بها من غير تعذيب وغير هوان
وإذا دعيت إلى أداء فريضة فانشط ولا تك في الإجابة واني
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها فلهن عند الله أعظم شان
لا تمنعن زكاة مالك ظالما فصلاتنا وزكاتنا أختان
والوتر بعد الفرض آكد سنة والجمعة الزهراء والعيدان
مع كل بر صلها أو فاجر ما لم يكن في دينه بمشان
وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضان
صلى النبي به ثلاثا رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان
إن التراوح راحة في ليله ونشاط كل عويجز كسلان
والله ما جعل التراوح منكرا إلا المجوس وشيعة الصلبان
والحج مفترض عليك وشرطه أمن الطريق وصحة الأبدان
كبر هديت على الجنائز أربعا واسأل لها بالعفو والغفران
إن الصلاة على الجنائز عندنا فرض الكفاية لا على الأعيان
إن الأهلة للأنام مواقت وبها يقوم حساب كل زمان
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى شخص الهلال من الورى إثنان
متثبتان على الذي يريانه حران في نقليهما ثقتان
لا تقصدن ليوم شك عامدا فتصومه وتقول من رمضان
لا تعتقد دين الروافض إنهم أهل المحال وحزبة الشيطان
جعلوا الشهور على قياس حسابهم ولربما كملا لنا شهران
ولربما نقص الذي هو عندهم واف وأوفى صاحب النقصان
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
(يُتْبَعُ)
(/)
فئتان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد وامدح جميع الآل والنسوان
دع ماجرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلى عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الروافض إنهم أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة ألقى بها ربي إذا أحياني
لا تعتقد دين الروافض إنهم أهل المحال وحزبة الشيطان
جعلوا الشهور على قياس حسابهم ولربما كملا لنا شهران
ولربما نقص الذي هو عندهم واف وأوفى صاحب النقصان
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه وبقربه في القبر مضطجعان
(يُتْبَعُ)
(/)
كانا على الإسلام أشفق أهله وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد وامدح جميع الآل والنسوان
دع ماجرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلى عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الروافض إنهم أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة ألقى بها ربي إذا أحياني
إحذر عقاب الله وارج ثوابه حتى تكون كمن له قلبان
إيماننا بالله بين ثلاثة عمل وقول واعتقاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى وكلاهما في القلب يعتلجان
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
إن النجوم على ثلاثة أوجه فاسمع مقال الناقد الدهقان
بعض النجوم خلقن زينة للسما كالدر فوق ترائب النسوان
وكواكب تهدي المسافر في السرى ورجوم كل مثابر شيطان
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا إذ كل يوم ربنا في شأن
والله يمطرنا الغيوث بفضله لا نوء عواء ولا دبران
من قال إن الغيث جاء بهنعة أو صرفة أو كوكب الميزان
فقد افترا إثما وبهتانا ولم ينزل به الرحمن من سلطان
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها ولقل ما يتجمع الضدان
وإذا طلبت طبائعا مستسلما فاطلب شواظ النار في الغدران
لا تستمع قول الضوارب بالحصا والزاجرين الطير بالطيران
فالفرقتان كذوبتان على القضا وبعلم غيب الله جاهلتان
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه إن الطبيعة علمها برهان
أين الطبيعة عند كونك نطفة في البطن إذ مشجت به الماآن
أين الطبيعة حين عدت عليقة في أربعين وأربعين تواني
أين الطبيعة عند كونك مضغة في أربعين وقد مضى العددان
أترى الطبيعة صورتك مصورا بمسامع ونواظر وبنان
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا من بطن أمك واهي الأركان
أم فجرت لك باللبان ثديها فرضعتها حتى مضى الحولان
أم صيرت في والديك محبة فهما بما يرضيك مغتبطان
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى بالمنطق الرومي واليوناني
(يُتْبَعُ)
(/)
وشريعة الإسلام أفضل شرعة دين النبي الصادق العدنان
هو دين آدم والملائك قبله هو دين نوح صاحب الطوفان
وله دعا هود النبي وصالح وهما لدين الله معتقدان
وبه أتى لوط وصاحب مدين فكلاهما في الدين مجتهدان
هو دين إبراهيم وابنيه معا وبه نجا من نفحة النيران
وبه حمى الله الذبيح من البلا لما فداه بأعظم القربان
هو دين يعقوب النبي ويونس وكلاهما في الله مبتليان
هو دين داود الخليفة وابنه وبه أذل له ملوك الجان
هو دين يحيى مع أبيه وأمه نعم الصبي وحبذا الشيخان
وله دعا عيسى بن مريم قومه لم يدعهم لعبادة الصلبان
والله أنطقه صبيا بالهدى في المهد ثم سما على الصبيان
وكمال دين الله شرع محمد صلى عليه منزل القرآن
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع يوما على زلل له ابوان
الطاهر النسوان والولد الذي من ظهره الزهراء والحسنان
وأولو النبوة والهدى ما منهم أحد يهودي ولا نصراني
بل مسلمون ومؤمنون بربهم حنفاء في الإسرار والإعلان
ولملة الإسلام خمس عقائد والله أنطقني بها وهداني
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا فكلاهما في الصحف مكتوبان
جمل زمانك بالسكوت فإنه زين الحليم وسترة الحيران
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة وتوق كل منافق فتان
أد الفرائض لا تكن متوانيا فتكون عند الله شر مهان
أدم السواك مع الوضوء فإنه مرضى الإله مطهر الأسنان
سم الإله لدى الوضوء بنية ثم استعذ من فتنة الولهان
فأساس أعمال الورى نياتهم وعلى الأساس قواعد البنيان
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله فالفور والإسباغ مفترضان
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا لكنه شم بلا إمعان
وعليك فرضا غسل وجهك كله والماء متبع به الجفنان
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا فكلاهما في الغسل مدخولان
وامسح برأسك كله مستوفيا والماء ممسوح به الأذنان
وكذا التمضمض في وضوئك سنة بالماء ثم تمجه الشفتان
والوجه والكفان غسل كليهما فرض ويدخل فيهما العظمان
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة أمر النبي بها على استحسان
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى واستيقظت من نومك العينان
وكذلك الرجلان غسلهما معا فرض ويدخل فيهما الكعبان
لا تستمع قول الروافض إنهم من رأيهم أن تمسح الرجلان
يتأولون قراءة منسوخة بقراءة وهما منزلتان
إحداهما نزلت لتنسخ أختها لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم لم يختلف في غسلهم رجلان
والسنة البيضاء عند أولي النهى في الحكم قاضية على القرآن
فإذا استوت رجلاك في خفيهما وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا فتمامها أن يمسح الخفان
وإذا أردت طهارة لجنابة فلتخلعا ولتغسل القدمان
غسل الجنابة في الرقاب أمانة فأداءها من أكمل الإيمان
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها لا خير في متثبط كسلان
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا حتى يعم جميعه الكفان
وإذا عدمت الماء فكن متيمما من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئا فكلاهما في الشرع مجزيتان
والغسل فرض والتدلك سنة وهما بمذهب مالك فرضان
والماء ما لم تستحل أوصافه بنجاسة أو سائر الأدهان
فإذا صفى في لونه أو طعمه مع ريحه من جملة الأضغان
فهناك سمي طاهرا ومطهرا هذان أبلغ وصفه هذان
فإذا صفى في لونه أو طعمه من حمأة الآبار والغاران
جاز الوضوء لنا به وطهورنا فاسمع بقلب حاضر يقظان
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز منه الطهور لعلة السيلان
إلا إذا كان الغدير مرجرجا غدقا بلا كيل ولا ميزان
أو كانت الميتات مما لم تسل والما قليل طاب للغسلان
والبحر اجمعه طهور ماءه وتحل ميتته من الحيتان
إياك نفسك والعدو وكيده فكلاهما لأذاك مبتديان
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة لتعود صحته إلى البطلان
وتعود مغسولاته ممسوحة فاحذر غرور المارد الخوان
وكثير مائك في وضوئك بدعة يدعو إلى الوسواس والهملان
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد فالقصد والتوفيق مصطحبان
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة لم يجزنا حجر ولا حجران
من أجل أن لكل مخرج غائط شرجا تضم عليه ناحيتان
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة لم يجز إلا الماء بالإمعان
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة أو طول نوم أو بمس ختان
أو بوله أو غائط أو نومة أو نفخة في السر والإعلان
ومن المذي أو الودي كلاهما من حيث يبدو البول ينحدران
(يُتْبَعُ)
(/)
ولربما نفخ الخبيث بمكره حتى يضم لنفخة الفخذان
وبيان ذلك صوته أو ريحه هاتان بينتان صادقتان
والغسل فرض من ثلاثة أوجه دفق المنى وحيضة النسوان
إنزاله في نومه أو يقظة حالان للتطهير موجبتان
وتطهر الزوجين فرض واجب عند الجماع إذا التقى الفرجان
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا فهما بحكم الشرع يغتسلان
واغسل إذا أمذيت فرجك كله والانثيان فليس يفترضان
والحيض والنفساء أصل واحد عند انقطاع الدم يغتسلان
وإذا أعادت بعد شهرين الدما تلك استحاضة بعد ذي الشهران
فلتغتسل لصلاتها وصيامها والمستحاضة دهرها نصفان
فالنصف تترك صومها وصلاتها ودم المحيض وغيره لونان
وإذا صفا منها واشرق لونه فصلاتها والصوم مفترضان
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها إن الصلاة تعود كل زمان
فالشرع والقرآن قد حكما به بين النساء فليس يطرحان
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل أو لا فغاية طهرها شهران
مس النساء على الرجال محرم حرث السباخ خسارة الحرثان
لا تلق ربك سارقا أو خائنا أو شاربا أو ظالما أو زاني
قل إن رجم الزانيين كليهما فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم للمحصنين ويجلد البكران
والخمر يحرم بيعها وشراؤها سيان ذلك عندنا سيان
في الشرع والقرآن حرم شربها وكلاهما لا شك متبعان
أيقن بأشراط القيامة كلها واسمع هديت نصيحتي وبياني
كالشمس تطلع من مكان غروبها وخروج دجال وهول دخان
وخروج يأجوج ومأجوج معا من كل صقع شاسع ومكان
ونزول عيسى قاتلا دجالهم يقضي بحكم العدل والإحسان
واذكر خروج فصيل ناقة صالح يسم الورى بالكفر والإيمان
والوحي يرفع والصلاة من الورى وهما لعقد الدين واسطتان
صل الصلاة الخمس أول وقتها إذ كل واحدة لها وقتان
قصر الصلاة على المسافر واجب وأقل حد القصر مرحلتان
كلتاهما في أصل مذهب مالك خمسون ميلا نقصها ميلان
وإذا المسافر غاب عن أبياته فالقصر والإفطار مفعولان
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا في الحضر والأسفار كاملتان
والشمس حين تزول من كبد السما فالظهر ثم العصر واجبتان
والظهر آخر وقتها متعلق بالعصر والوقتان مشتبكان
لا تلتفت ما دمت فيها قائما واخشع بقلب خائف رهبان
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا وعشائنا وقتان متصلان
والصبح منفرد بوقت مفرد لكن لها وقتان مفرودان
فجر وإسفار وبين كليهما وقت لكل مطول متوان
وارقب طلوع الفجر واستيقن به فالفجر عند شيوخنا فجران
فجر كذوب ثم فجر صادق ولربما في العين يشتبهان
والظل في الأزمان مختلف كما زمن الشتا والصيف مختلفان
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا واسكت إذا ما كان ذا إعلان
ولكل سهو سجدتان فصلها قبل السلام وبعده قولان
سنن الصلاة مبينة وفروضها فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
فرض الصلاة ركوعها وسجودها ما إن تخالف فيهما رجلان
تحريمها تكبيرها وحلالها تسليمها وكلاهما فرضان
والحمد فرض في الصلاة قراتها آياتها سبع وهن تبياني
في كل ركعات الصلاة معادة فيها ببسملة فخذ مثاني
وإذا نسيت قراتها في ركعة فاستوف ركعتها بغير توان
إتبع إمامك خافضا أو رافعا فكلاهما فعلان محمودان
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع فكلاهما امران مذمومان
إن الشريعة سنة وفريضة وهما لدين محمد عقدان
لكن آذان الصبح عند شيوخنا من قبل أن يتبين الفجران
هي رخصة في الصبح لا في غيرها من أجل يقظة غافل وسنان
أحسن صلاتك راكعا ساجدا بتطمن وترفق وتدان
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا فالإحتقان يخل بالأركان
بيت من الليل الصيام بنية من قبل أن يتميز الخيطان
يجزيك في رمضان نية ليلة إذ ليس مختلطا بعقد ثان
رمضان شهر كامل في عقدنا ما حله يوم ولا يومان
إلا المسافر والمريض فقد أتى تأخير صومهما لوقت ثان
وكذاك حمل والرضاع كلاهما في فطره لنسائنا عذران
عجل بفطرك والسحور مؤخر فكلاهما أمران مرغوبان
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية من له وجهان
لا تحسدن أحدا على نعمائه إن الحسود لحكم ربك شان
لا تسع بين الصاحبين نميمة فلأجلها يتباغض الخلان
والعين حق غير سابقة لما يقضى من الأرزاق والحرمان
والسحر كفر فعله لا علمه من ههنا يتفرق الحكمان
والقتل حد الساحرين إذا هم عملوا به للكفر والطغيان
وتحر بر الوالدين فإنه فرض عليك وطاعة السلطان
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تخرجن على الأمام محاربا ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة فاهرب بدينك آخر البلدان
الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
لا تخل بامرأة لديك بريبة لو كنت في النساك مثل بنان
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان
لا تقبلن من النساء مودة فقلوبهن سريعة الميلان
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا فعلى النساء تقاتل الأخوان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ومحاسن الأحداث والصبيان
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة إن الطلاق لأخبث الأيمان
إن الطلاق مع العتاق كلاهما قسمان عند الله ممقوتان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا وادفنه في الاحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما في السر عند أولى النهى شكلان
لا يبدو منك إلى صديقك زلة واجعل فؤادك أوثق الخلان
لا تحقرن من الذونوب صغارها والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا فالنذر مثل العهد مسئولان
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا حذر الممات ولا تقل لم يان
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة من صوت مزمار ونقر مثان
(يُتْبَعُ)
(/)
وحنينه في الليل أطيب مسمع من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها فيحل تلك وهذه زوجان
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيها ملابس سندس وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم والفرقتان لدي كافرتان
(يُتْبَعُ)
(/)
ويسب مختاريهم دوريهم والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي فالعنه كل إقامة وآذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى بكلاب كلب معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فإنه قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا اشعرية إنني ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد في آية من جملة القرآن
يا أشعرية يا جميع من أدعى بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته كالصخر يهبط من ذرى كهلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة هتكت ستوركم على البلدان
هي للروافض درة عمرية تركت رؤوسهم بلا آذان
هي للمنجم والطبيب منية فكلاهما ملقان مختلفان
هي في رؤوس المارقين شقيقة ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم صاب وفي الأجساد كالسعدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
وأنا الذي حبرتها وجعلتها منظومة كقلائد المرجان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي وصفعت كل مخالف صفعان
مع أنها جمعت علوما جمة مما يضيق لشرحها ديواني
أبياتها مثل الحدائق تجتنى سمعا وليس يملهن الجاني
وكأن رسم سطورها في طرسها وشي تنمقه أكف غواني
والله أسأله قبول قصيدتي مني وأشكره لما أولاني
صلى الإله على النبي محمد ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه وعلى جميع الصحب والإخوان
بالله قولوا كلما أنشدتم رحم الإله صداك يا قحطاني
رحمك الله يا قحطاني على هذه القصيدة وادخلك فسيح جناته
لتحميل الملف الصوتي اضغط هنا
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 08:15]ـ
شكرا ُلك ... بارك الله فيك ...(/)
الوقت الفاصل بين طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح
ـ[بندر العنزي]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 02:01]ـ
كم يقدر بدقيقة؟ وهل التوقيت الموجود في التقويم للشروق او لارتفاعها قيد رمح؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 02:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي أعلمه أخي أن التوقيت للشروق ... و أرجو الله أن يوفق من يدلنا على تقدير الرمح بعد الشروق، و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 02:40]ـ
هذا الوقت المسؤول عنه يختلف من فصل لآخر، ولكنه -تقريباً- ما بين سبع دقائق إلى ثنتي عشرة دقيقة. والله أعلم.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 10:16]ـ
جزاك الله خيرا
هل من مزيد إيضاح يا إخوان؟(/)
التماثيل الأثرية ... هل يجوز بيعها على الكفار؟
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 04:15]ـ
يوجد في البلدان الاسلامية مواقع أثرية متفرقة، أحجار منحوتة وأخشاب وجلود منقوشة، ومعادن مصوغة على هيئة صور وتماثيل على هيئات غير معروف أصحابها، وسيوف عليها رسوم ونقوش ذاوات الارواح ..
هذه التماثيل لو بيعت بصورتها هذه على المتاحف والأثرياء الأجانب لبيعت بعشرات بل مئات الملايين ولو بيعت بعد تكسيرها ربما لا تساوي دريهمات معدودة.
وجدت في أحد المواقع التي تعتني بالتراث استشكال تكسيرها وطمسها قبل بيعها أن هذا سيهدر اموالا طائلة، وابقاءها على حالها سيبقي ثمنها وتنتفي العلة من تعظيمها حيث أنها تباع لملحد او مشرك لا يقيم وزنا للصورة بذاتها بقدر تاريخ المعدن ..
أرجو من الأخوة نقاش الموضوع هنا ..
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 06:53]ـ
أخي الكريم لا يجوز بيع الأصنام و التماثيل أبدا سواء للكفار أو المسلمين, خصوصا إذا بيع للكافر فإنه لا يؤمن أن يعبدها أو يعطيها لمن يعبدها و إليك دليل ذلك.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهُ يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ فَقَالَ لَا هُوَ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا أَجْمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ {رواه مسلم}
قال ابن بطال _شرح البخاري_
أجمعت الأمة على أنه لا يجوز بيع الميتة والأصنام، لأنه لا يحل الانتفاع بهما، فوضع الثمن فيهما إضاعة المال، وقد نهى النبى عن إضاعة المال
عن ابْن عَبَّاس، أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إن مَعِيشَتِى مِنْ صَنْعَةِ يَدِى، وَإِنِّا أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلاَ مَا سَمِعْتُ من رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا»، فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلاَ أَنْ تَصْنَعَ فَعَلَيْكَ بِهَذَهِ الشَّجَرِةِ كُلِّ شَىْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ». {البخاري و أحمد}
-فتوى الشيخ عبد الرحمان السحيم
فضيلة الشيخ:
صح نهي النبي عن بيع الأصنام كما في رواية جابر عند الإمام مسلم وغيره ومعلوم أنه لا يجوز بيع ما يعبد من دون الله لمن يفعل ذلك.
فما حكم بيع التماثيل الأثرية الموجودة من عهد الرومان وغيرهم وذلك لا للعبادة وإنما لقيمتها الأثرية بالنسبة للبائع والمشتري.
وفقكم الله لكل خير.
الجواب: لا يجوز بيع التماثيل ولو كانت لا تُعبد من دون الله، فما عُبدت الأصنام من دون الله إلا بعد أن صُنِعت ابتداء لغير العبادة.
ثم إن هذه الأمة سوف تعبد الصنام، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة. وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية. رواه البخاري ومسلم.
فمن باب حماية جناب التوحيد لا يجوز بيع الأصنام ولا المتاجرة بها. والحل مع مثل هذه الأصنام ما فعله موسى عليه الصلاة والسلام!
(وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) وقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد في قضايا أقل من هذه.
فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة [مكان معين]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا. قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوفِ بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك بن آدم. رواه الإمام أحمد وغيره.
ثم إن النهي عن بيع الصنام عام، فيبقى الحديث على عمومه.
والله تعالى أعلم.
-فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السؤال: السؤال الثاني يقول ما هو الحكم الشرعي في التماثيل الموجودة في كل أسواق المسلمين وبيوتهم على شكل خيول وبنين وبنات وحيوانات وطيور فهل هذا جائز أم هو حرام بيعه وشراؤه واتخاذه في البيوت بالزينة وما هي نصيحتكم لإخواننا المسلمين حول ذلك؟
الجواب
الشيخ: الحكم في هذه التماثيل الموجودة في البيوت سواء كانت معلقة أو موضوعة على الرفوف أن هذه التماثيل يحرم اقتناؤها مادامت تماثيل حيوان سواء كانت خيولاً أو أسوداً أو جمالاً أو غير ذلك لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة وإذا كانت الملائكة لا تدخل هذا البيت فإنه لا خير فيه فعلى من عنده شي من ذلك أن يتلفه أو على الأقل يقطع رأسه ويزيله حتى لا تمتنع الملائكة من دخول بيته وإنك لتعجب من رجال يشترون مثل هذه التماثيل بالدراهم ثم يضعونها في مجالسهم كأنما هم صبيان وهذا من تزيين الشيطان لهم وإلا فلو رجعوا إلى أنفسهم لوجدوا أن هذا سفه وأنه لا ينبغي لعاقل فضلاً عن مؤمن أن يضع هذا عنده في بيته والتخلص من هذا يكون بالإيمان والعزيمة الصادقة حتى يقضوا على هذه ويزيلوها فإن أصروا على بقائها فهم آثمون في ذلك وكل لحظة تمر بهم يزدادون بها إثماً نسأل الله لنا ولهم الهداية وأما بيعها وشراؤها فحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه فلا يجوز استيرادها ولا إيرادها ولا بيعها وشراؤها ولا يجوز تأثير الدكاكين لهذا الغرض لأن كل هذا من باب المعونة على الإثم والعدوان والله عز وجل يقول لعباده (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وكذلك أيضاً يحرم أن تستر الجدران وأبواب الشبابيك بشيء فيه صور من خيل وأسود أو جمال أو غيرها لأن تعليق الصور رفع من شأنها فيدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة وأما ما يوجد من هذه الصور في الفرش التي تداس وتمتهن فإن فيه خلافاً بين أهل العلم هل يحرم أو لا وجمهور أهل العلم على حله فمن أراد الورع واجتنابه وأن يتخذ فرشاً ليس فيها صور حيوان فهو أولى وأحسن ومن أخذ بقول جمهور العلماء فأرجو ألا يكون عليه بأس.
-فتوى الشيخ ابن باز
هل بيع الأصنام – أحسن الله إليك – لا يجوز إطلاقاً؛ لو كان مثلاً إنسان اشترى صنماً من ذهب، وأراد أن يصهره ويستعمله في منافع، فهل يجوز؟ [1]
لا يجوز بيعها، لكن إذا كسرها صاحبها فلا بأس ببيع الصنم مكسراً، أما أن يبيعه على حاله فلا يجوز، لكن إذا كسره، فإنه تحول من كونه صنماً؛ فيجوز.
والواجب تكسيره ولا يقر على حاله، بل يجب أن يكسر، ثم يبيع كسره.
و الله تعالى أعلم(/)
التأسيس والتأكيد فى النصوص الشرعية
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 11:05]ـ
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا تعاقب أمران " فى النصوص الشرعية " بمتماثلين
هل يكون للتأكيد: فيكون المطلوب الفعل مرة واحدة
أو للتأسيس: فيكون المطلوب الفعل مكررا
وذلك نحو أن يقول:صل ركعتين , صل ركعتين
فقال الجبائى وبعض الشافعية:أنه للتأكيد
وذهب الأكثر: أنه للتأسيس
وقال أبو بكر الصيرفى:بالوقف فى كونه تأسيسا أو تأكيدا وبه قال أبو الحسين البصرى المعتزلى
أدله المذاهب:
احتج القائلون بالتأكيد:
1_ أن التكرير قد كثر فى التأكيد , فكان الحمل على ما هو أكثر والحاق الاقل به أولى
2_ وأن الاصل البراءة من التكليف المتكرر فلا يصار اليه مع الاحتمال
ويجاب عن الأول: بمنع كون التأكيد أكثر فى محل النزاع , فان دلالة كل لفظ على مدلول مستقل هو الأصل والظاهر
ويجاب عن الثانى: بمنع صحه الاستدلال بأصليه البراءة أو ظهورها فان تكرار اللفظ يدل على مدلول كل واحد منهما أصلا وظاهرا لان أصل كل كلام وظاهره الافادة لا الاعادة
وأيضا التأسيس أكثرى والتأكيد أقلى وهذا معلوم عند كل من يفهم لغة العرب.
_وبهذا يبطل مذهب المتوقفين فى المسأله
# أما اذا لم يكن الفعلان من نوع واحد فلا خلاف أن العمل بهما متوجه نحو: صل ركعتين ,وصم يوما
القرائن الدالة على التأكيد
اذا كنا من نوع واحد ,ولكن قامت القرينة الدالة على أن المراد التأكيد نحو: صم اليوم صم اليوم ,ونحو:صل ركعتين صل ركعتين ,فان التقيد باليوم ,وتعريف الثانى يفيدان ان المراد بالثانى هو الاول
وهكذا اذا اقتضت العادة أن المراد التأكيد نحو: اسقنى ماء اسقنى ماء ,
وهكذا اذا كان التكرير بحرف العطف نحو: صل ركعتين وصل ركعتين ,لان التكرير المفيد للتأكيد لم يعهد ايراده بحرف العطف ,واقل الاحوال أن يكون قليلا والحمل على الاكثر أولى
أما لو كان الثانى "يعنى الأمر"مع العطف معرفا فالظاهر التأكيد نحو: صل ركعتين وصل ركعتين لان دلاله اللام على ارادة التأكيد أقوى من دلالة حرف العطف على ارادة التأسيس
والله تعالى أعلم
ارشاد الفحول1/ 242
شرح الكوكب المنير3/ 72_74
الاحكام للآمدى2/ 184_186
المعتمد 1/ 177_173
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 12:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خلاصة المسألة (التأسيس أظهر، والتوكيد أحوط).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 01:09]ـ
للفائدة
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية الحديث الأول:
(الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ النيات: جمع نية وهي: القصد. وشرعاً: العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى الله تعالى، ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ أي لكل إنسانٍ مَا نَوَى أي ما نواه.
وهنا مسألة: هل هاتان الجملتان بمعنى واحد، أو مختلفتان؟
الجواب:
يجب أن نعلم أن الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد،
ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل.
ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى.
وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان، يقول أولهما: إن الجملتان بمعنى واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وأكد ذلك بقوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى.
والرأي الثاني يقول: إن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لامن باب التوكيد.
*والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً، وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.
* والصواب: أن الثانية غير الأولى، فالأولى باعتبار المنوي وهو العمل.
والثانية باعتبار المنوي له وهو المعمول له، هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا.
باقي الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17235(/)
هل لصلاة التهجد أصل في السنة.؟
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 01:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسأل الله أن يعتق رقابنا ورقاب والدينا ومشائخنا ولمن له حق علينا من النار.وأن يجعلنا من المقبولين , يارب العالمين.
أقول أحبتي في الله هل لصلاة التهجد التي تعقب صلاة التراويح هل لها أصل في السنة.؟
وهل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم , وصحابته الكرام. أم لا.؟
وهل من صلى التراويح مع إمام ثم صلى التهجد مع إمام آخر. علماً بأن الإمام الذي في التهجد يتغير.فهل تكتب له قيام ليلة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة) فهل يصدق عليه بأنه قام مع إمامه.؟
وجزاكم الله خيراً , وبارك فيكم.
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 08:06]ـ
نرجوا الجواب من الإخوة الفضلاء والمشائخ الكرام.
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 10:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
بالنسبة لسؤالك الأول أبا محمد
اصطلح الناس في رمضان على تسمية القيام بعد العشاء: بالتروايح.
وتسمية ما كان بعد نصف الليل (بالتهجد).
وكلاهما من القيام المشروع
لأن قيام الليل مشروع إلى طلوع الفجر.
وقد كان الصحابة يصلون التراويح متصلة إلى قبيل الفجر أحياناً.
ولكن ضعفت هممنا الآن.
فصاروا يفصلون بين التروايح والتهجد.
الشاهد: أنّ التهجد من قيام الليل الذي تُشرَع له الجماعة في رمضان.
*هذا إن لم تصلّ الجماعةُ الوترَ مع التروايح، فإن صلّت الوتر مع التروايح وأرادت الرجوع للتهجد , فاختلف أهل العلم في كراهة ذلك من عدمه.
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 12:50]ـ
بارك الله فيك ياشيخ حمد. ونفع بك.
طيب من صلى التراويح مع إمام والتهجد مع إمام آخر.؟ مارأيكم في فعله.؟ هل يكتب له قيام ليلة كما روى بذلك الترمذي بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة).
ومارأيكم بمن يصلي التراويح اربع ركعات ’ والتهجد أربع كذلك ثم الشفع والوتر. هل هذا الأفضل بأن يكون مجموعهما 11ركعة.(/)
قال ابن مفلح (ويسن أن يعفي لحيته ..... )
ـ[الغامدي1]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 03:35]ـ
قال ابن مفلح رحمه الله
(وَيُسَنُّ أَنْ يُعْفِيَ لِحْيَتَهُ وَقِيلَ: قَدْرَ قَبْضَةٍ وَلَهُ أَخْذُ مَا زَادَ عَنْهَا وَتَرْكُهُ نَصَّ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: تَرْكُهُ أَوْلَى.
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا {خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ زَادَ الْبُخَارِيُّ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إذَا حَجَّ وَاعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ.) الآداب الشرعية3/ 500
وقال في الفروع (وَيُعْفِي لِحْيَتَهُ، وَفِي الْمَذْهَبِ مَا لَمْ يُسْتَهْجَنْ طُولُهَا (و م) وَيَحْرُمُ حَلْقُهَا ذَكَرَهُ شَيْخُنَا.
وَلَا يُكْرَهُ أَخْذُ مَا زَادَ عَلَى الْقَبْضَةِ، وَنَصُّهُ لَا بَأْسَ بِأَخْذِهِ وَمَا تَحْتَ حَلْقِهِ لِفِعْلِ ابْنِ عُمَرَ، لَكِنْ إنَّمَا فَعَلَهُ إذَا حَجَّ أَوْ اعْتَمَرَ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَفِي الْمُسْتَوْعِبِ وَتَرْكُهُ أَوْلَى.
وَقِيلَ يُكْرَهُ.
وَأَخَذَ أَحْمَدُ مِنْ حَاجِبَيْهِ وَعَارِضَيْهِ، وَنَقَلَهُ ابْنُ هَانِئٍ وَيَحُفُّ شَارِبَهُ (م) أَوْ يَقُصُّ طَرَفَهُ، وَحَفُّهُ أَوْلَى فِي الْمَنْصُوصِ (و هـ ش) وَلَا يُمْنَعُ مِنْهُ (م) وَذَكَرَ ابْنُ حَزْمٍ الْإِجْمَاعَ أَنَّ قَصَّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءَ اللِّحْيَةِ فَرْضٌ، وَأَطْلَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ الِاسْتِحْبَابَ، وَأَمَرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ وَقَالَ {خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَلِمُسْلِمٍ {خَالِفُوا الْمَجُوسَ} 1/ 92
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 06:17]ـ
نعم. الإعفاء مسنون على المشهور من المذهب، ولكنَّ حلق اللحية حرام. وانظر "الروض المربِع" أخي الكريم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 06:43]ـ
أخي المكرم الغامدي 1 .. سبق نقاش هذا الموضوع في المنتدى
تفضل هذا رابط الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5523&highlight=%C7%E1%E1%CD%ED%C9
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 04:18]ـ
فرق بين الإعفاء المطلق و مطلق الإعفاء فالخلاف فيما زاد عن القبضة فقط و بعض الناس لحيته أصلاً لا تبلغ مقدار قبضته لهذا فليس هذا الخلاف عاما ًفي كل أحد
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 10:56]ـ
فرق بين الإعفاء المطلق و مطلق الإعفاء فالخلاف فيما زاد عن القبضة فقط و بعض الناس لحيته أصلاً لا تبلغ مقدار قبضته لهذا فليس هذا الخلاف عاما ًفي كل أحد
بل واقع الخلاف -أخي الفاضل- لا يتناول ما زاد عن القبضة فقط، ومن عرف أقاويل الفقهاء في هذه المسألة عرف ذلك. وإن كان الأَولى عند جمع من السلف عدم الأخذ مطلقاً، ولكنه ليس بأمر واجب عندهم.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 03:05]ـ
جزاك الله خير .. وابن مفلح هو من أكبر تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ومن أكبر مشائخ المذهب الحنبلي أيضاً.(/)
هل صح عن أحمد قوله: " (الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر ... "؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 07:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ذكر الإمام أبو الفضل عبد الواحد التميمي البغدادي الحنبلي رحمه الله في كتابه المشهور (اعتقاد الإمام المبجل أحمد بن حنبل) أن الإمام أحمد رحمه الله كان يقول: (الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر) إهـ
والسؤال هو: ما صحة نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد رحمه الله تعالى فإن الإمام أبو الفضل رحمه الله لم يذكر في كتابه عقيدة الإمام أحمد رحمه الله بألفاظه وإنما استقراءً منه.
وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 06:29]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لعلك أخي الكريم تصوّر لنا هذا الكتاب، أو تدرج رابطه هنا - إن كان مصوراً - حتى يستفيد منه الناس.
أما بخصوص تلك المقولة، فلا أظن أن الإمام أبا الفضل سيكذب أو يسيء فهم مذهب الإمام أحمد.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:43]ـ
أخي الكريم أبو شعيب حياك الله .. الكتاب موجود عندي مصور بطبعة دار الكتب العلمية ببيروت، ولكن للإسف لا أعرف كيف أرفعه إلى المنتدى.
ولكن ممكن أن أزودك بنسخة من الكتاب من موقع المكتبة الشاملة
تفضل هذا رابط الكتاب:
http://islamport.com/w/aqd/ ... /2499/1.htm
وأما بخصوص القول السابق فإن محقق الكتاب الشيخ النقاش أشرف قال معلقاً: (هذا لم أره عنه رحمه الله وبغداد كان قد ظهر فيها القول بخلق القرآن فلو كان يرى أنها دار كفر لهاجر منها وتركها، فالإقامة في دار الكفر في وسط مثل الذي كان فيه أحمد من سيطرة الإسلام وانتشاره لا يجوز نعم ورد عنه الذم الشديد لهذه البدعة لكن لا أحفظ عنه كلاماً في هذا الباب) إهـ هامش كتاب اعتقاد الإمام المبجل أحمد بن حنبل (صـ82).
هذا غاية ما قاله المحقق وكما ترى أعتراضه على صحة نسبة القول إلى الإمام أحمد رحمه الله بمسألة تركه الهجرة ليس بقوي لأن الهجرة من دار الكفر لها أحكام تفصيلة فقد يجوز أحياناً بقاء المسلم في دار الكفر لمصلحة شرعية كما كان كثير من العلماء في زمن العبيديين يقيمون في مصر والمغرب الإسلامي ولم يهاجروا حتى يحفظوا على العوام دينهم ويقوموا بواجب الجهاد رغم أن العلماء في ذلك زمن اعتبروا مصر والمغرب الإسلامي ديار كفر وردة كما نقل هذا القاضي عياض في ترتيب المدارك وابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي والله أعلم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 06:22]ـ
بارك الله فيك أخي .. تستطيع رفعه إلى أي من مواقع مشاركة الملفات، مثل: www.savefile.com .. هذا موقع جميل ومحترم، ولا يطلب منك الموافقة على شروط الاتفاقية أو أي شيء من هذا القبيل .. فلا حرمك الله الأجر.
أما عن كلام الإمام أحمد، فمن تتبع مواقفه من الجهمية القائلين بخلق القرآن، فإنه يرى أنه في بادئ الأمر كان يعذرهم جميعاً بالجهل .. ثم انتهى به الأمر إلى تكفير رؤسائهم وتفسيق جهلتهم .. واعتبار أن الجهمية طائفة كافرة.
فبهذا الاعتبار، إن كانت الحكومة عنده جهمية، فهي إذن حكومة كفر .. والدار دار كفر.
والله أعلم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 10:39]ـ
أخي أبو شعيب وفقك الله تعالى
لقد رفعت الكتاب وهذا هو الرابط
تفضل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21133&highlight=%C7%E1%E3%E4%C8%E1(/)
أخذ ما يسمى بغسل الفم في نهار رمضان؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[24 - Sep-2008, صباحاً 09:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم أخذ ما يسمى بغسل الفم و هو عبارة عن دواء لأمراض الفم، يخفف الآلام المترتبة على الحبوبة الناشءة بداخله في نهار رمضان؟ أفيدونا أفادكم الله
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 01:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إن لم يوجد بلع فلا يفطّر.
http://74.125.39.104/search?q=cache:b3ZBxVBOmz0J:ww w.asnanaka.com/arabic/musuak_fatawa.htm+%D8%A3%D8%AF %D9%88%D9%8A%D8%A9+%D8%BA%D8%B 3%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%81%D9% 85+%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9 %86&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
ـ[أسماء]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و جزاكم كل خير
السؤال الأول
يحتوي معجون الأسنان على أنواع من السكريات والتي يتذوقها الإنسان أثناء استخدامه، علماً بأن تذوق الطعام بالشكل الطبيعي يتم بذوبان المادة المذابة في اللعاب ثم تخللها إلى مستقبلات التذوق. فإذا ذابت في اللعاب ثم تخللها إلى مستقبلات التذوق. فإذا ذابت في اللعاب فإنه يغلب على الظن أنه لا يمكن للإنسان أن يتحرز من بلعها؟
(أ) هل يجوز للصائم استخدام معجون الأسنان؟ علماً بأنه يستطيع أن يستخدم الفرشاة لوحدها؟
(ب) وما هو حكم أدوية غسيل الفم (المضمضة)؟
(ج) وقد ثبت بسند حسن عن ابن عباس "الأرواء 937" أنه رضي الله عنه لا يرى بأسا أن يتذوق الصائم العسل والسمن ونحوه ثم يمجه وكذا ورد عن بعض السلف. فبعد معرفتكم للطريقة التي يتم بها تذوق الطعام، فما حكم تذوق الطعام للصائم؟
الجواب:
لا بأس باستعمال معجون الأسنان أثناء الصيام، ولكن يجب لفظ ما تحلل منه في الفم، وإن ذهب منه شيء إلى حلقه من غير تعمد لم يضره، وكذلك لا بأس باستعمال غسيل الفم المشتمل على الأدوية بشرط أن يمجه ولا يذهب إلى حلقه منه شيء متعمداً، وهكذا ذوق الطعام لا حرج فيه بشرط أن يمجه ولا يبتلعه.
السؤال الثاني
يحتاج طبيب الأسنان إعطاء المريض إبرة في الفم للتخدير الموضعي في الفم وغيره من أجل العلاج لأنها ليست مغذية، فهل يؤثر ذلك على الصيام، علماً بأن المريض قد يستطيع تأجيل العلاج إلى الليل أو حتى بعد رمضان.
الجواب:
لا بأس بإعطاء الصائم إبرة للتخدير الموضعي في الفم وغيره من أجل العلاج لأنها ليست مغذية.
السؤال الثالث
يستخدم طبيب الأسنان الماء لتبريد آلة حك السن، فهل ابتلاع المريض الصائم لهذا الماء بدون قصد يؤثر على الصيام؟ علماً بأن المريض قد يستطيع تأجيل العلاج إلى الليل أو حتى بعد رمضان؟
الجواب:
لا بأس بوضع الماء في فم الصائم من أجل العلاج وغيره بشرط أن لا يتعمد ابتلاعه، وإن ذهب منه شيء إلى حلقه بغير اختياره فلا حرج عليه، وتأجيل العلاج إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان أحوط.
السؤال الرابع
هل خلع الأسنان وما يصاحبه من خروج الدم يخل بالصيام؟ علماً بأن المريض قد يستطيع تأجيل العلاج إلى الليل أو حتى بعد رمضان؟
الجواب:
يجوز للصائم خلع الضرس أثناء الصيام مع وجوب التحفظ من أن يذهب شيء إلى حلقه من آثار الخلع، ولا حرج على الطبيب في إجراء العلاج في هذه الحالة.
السؤال الخامس
يستخدم طبيب الأسنان بعض المواد التي قد يجد المريض طعمها أو رائحتها فهل وجود طعمها أو رائحتها في الحلق يؤثر على الصيام؟ مع العلم أن المريض قد يستطيع أن يؤجل العلاج إلى الليل أو حتى بعد رمضان؟
الجواب:
إذا احتاج الصائم إلى علاج أسنانه في أثناء الصيام فلا بأس بذلك مع التحفظ التام من وصول شيء إلى حلقه من الأدوية أو آثار العلاج، وإن وصل شيء إليه بغير اختيار فلا حرج عليه.
السؤال السادس
لو سال دم من اللثة بسبب أمراض فيها أو بسبب الخلع، وابتلعه الصائم، فما الحكم؟
الجواب:
إذا سال دم من لثة الصائم أو كان ذلك بسبب العلاج وجب على الصائم لفظه وإخراجه من فمه فإن وصل منه شيء إلى حلقه من غير تعمد فلا حرج عليه.
السؤال السابع
ينصح أطباء الأسنان بقص الجزء المستعمل من السواك كل 24 ساعة وذلك من أجل استمرار وجود المادة الفعّالة في السواك أثناء تنظيف الأسنان، فهل يؤثر على الصيام استعمال سواك جديد أو جزء منه خاصة وأنه قد يصاحبه تكسر وتفتت بعض أجزائه في الفم مما قد يؤدي إلى بلعها؟
الجواب:
لا بأس باستعمال السواك الجديد أو المجدد في حالة الصيام، وما تفتت من المسواك وجب لفظه وإخراجه من فمه.
(لتعلم الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان بالمسواك إضغط هنا) ( http://www.asnanaka.com/old_man_priventiv5.htm)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 04:48]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم(/)
الحوار الوديع مع فضيلة الشيخ عبد الله المنيع
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 02:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد بعضا من المساعدة في ايجاد رد العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي على من أفتى بجواز رمي الجمار قبل الزوال ...
وجزاكم الله خيراً ونفع الله بكم وحفظ الله المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات جميعاً وغفر لهم .. آمين
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 06:35]ـ
الحمدلله رب العالمين,
فقد وفقني الله في ايجاد الرد والذي كنت قد سألت عنه قبل شهر تقريبا من الآن , أسوقه لكم لتعم الفائدة والخير جميعاً ورحم الله الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي ورفع منزلته وأسكنه فسيح جناته .. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
الحوار الوديع مع فضيلة الشيخ عبد الله المنيع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه؛ أمَّا بعد:
فقد اطلعت على ما نشر في جريدة عكاظ - ص24 من يوم الثلاثاء 3 ذي الحجة لعام 1426 هـ السنة السابعة والأربعين في العدد برقم 14374 – على مقالٍ للشيخ عبد الله بن سليمان المنيع حول قضية الرمي قبل الزوال في يوم النفر الأول وهو اليوم الثاني من أيام التشريق حيث رجَّح القول بجواز الرمي قبل الزوال، واستدل على ذلك بأدلة:
1 - قوله: " ليس في كتاب الله تعالى، ولافي سنة رسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم قولٌ صريحٌ في تحديد وقت الرمي بدءاً من الزوال "
وأقول: إنَّ أهل العلم متفقون على أنَّ الرمي عبادةٌ موقتة، فرمي الجمرة الكبرى يوم العيد، وقته الإختياري قبل الزوال، ورمي أيام التشريق للجمرات الثلاث موقَّتٌ بما بعد الزوال إلى غروب الشمس هذا هو الوقت الإختياري.
ولمَّا حصل في السنوات الأخيرة شدة الزحام، ووقوع تلف بعض الأنفس عند الرمي عند ذلك رأى مجلس هيئة كبار العلماء توسعة الوقت في آخره بحيث قرَّر هذا المجلس برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله قرروا امتداد وقت الرمي في الليل، وأنَّ من لم يمكنه الرمي في أمسية ذلك اليوم له أن يرمي بعد الغروب إلى منتصف الليل أو إلى الليل كله، ومعنى ذلك أنَّ ما بعد طلوع الفجر وقتٌ يختلف عن الوقت الأول فلايجوز الرمي فيه لليوم الذي قبله ولا لذلك اليوم نفسه؛ والحقيقة أنَّهم وفِّقوا في هذا القرار، وذلك أنَّ قول النبي صلى الله عليه وسلم في إجابته عن الأسئلة التي حصلت في اليوم الأول من أيام التشريق حيث قال السائل: ((إني حلقت قبل أن أذبح؟ فقال: لا حرج، فقال: إني رميت بعد ما أمسيت؟ قال: لا حرج فما علمته سئل عن شيء يومئذ إلا قال: لا حرج، ولم يأمر بشيء من الكفارة)) رواه البيهقي في السنن الكبرى ج 5 ص 150برقم 9452 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال البيهقي رحمه الله: " وأخرجه البخاري من حديث يزيد بن زريع وغيره عن خالد الحذاء " وورد في كتاب الإستذكار لابن عبد البر في ج13/ 222 برقم 893: ((عن مالك عن أبي بكر بن نافع عن أبيه أنَّ ابنة أخٍ لصفية بنت أبي عبيد نفست بالمزدلفة، فتخلَّفت هي وصفية حتى أتتا منى بعد أن غربت الشمس من يوم النحر، فأمرهما عبد الله بن عمر أن ترميا الجمرة حين أتتا، فلم ير عليهما شيئاً)) قال المحقق: وأخرجه مالكٌ في الموطأ برقم 409 وفي هذا دليلٌ على أنَّ الضرورات لها أحكام لكنَّ تلك الضرورة لايستدل بها من هو معافى، وأيضاً أنَّ ما بعد الوقت من الزمن الملاصق للوقت الإختياري يجوز أن يكون التوسع فيه، ولايدل على إبطال التوقيت إذ أنَّ التوقيت في أيام التشريق بما بعد الزوال مستفادٌ من الأحاديث الصحيحة، ومن ذلك ما ورد عن جابر بن عبد الله في صحيح مسلم قال: ((رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحىً، وأمَّا بعدُ فإذا زالت الشمس)) وفي البخاري، والموطأ، وأبي داود عن وبرة بن عبد الرحمن السُّلمي؛ قال: ((سألت ابن عمر رضي الله عنهما متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه، فأعدْتُ عليه المسألة، فقال: كنَّا نتحيَّن، فإذا زالت الشمس رمينا)) أخرجه البخاري، وفي رواية الموطأ عن نافعٍ أنَّ ابن عمر رضي الله عنه قال: ((لاتُرمى الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس)) وعند الترمذي عن
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد الله بن عباس أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمار إذا زالت الشمس)) قال المحقق لجامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أخرجه أحمد في ج1/ 328 – 3039 وأقول هذه الأحاديث دالةٌ على التوقيت، وينظم إليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خذوا عنِّي مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)) رواه البيهقي في السنن الكبرى، وفي ذلك دلالةٌ واضحةٌ على وجوب التوقيت الذي حدَّده رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله، وقول الصحابي: ((كنَّا نتحيَّن)) دالٌّ على التوقيت، وأنَّه لايجوز الرمي قبل الزوال، فلو كان يجوز الرمي قبل الزوال لم يتحينوا، وينتظروا حتى تزول الشمس؛ لأنَّ معنى نتحيَّن أي ننتظر إلى حين تزول الشمس، والله سبحانه وتعالى يقول:) ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (ويقول تعالى:) قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم (فهل يجوز بعد هذا لأحدٍ أن يقول أنَّ الرمي ليس مؤقتاً؛ وهو ما دلَّ عليه قول الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عفا الله عنَّا وعنه بأنَّه: " ليس في كتاب الله، ولافي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولٌ صريح في تحديد وقت الرمي بدءاً من الزوال " فهذه الأدلة التي ذكرتها تدل صراحةً على أنَّ الرمي في أيام التشريق موقَّتٌ بما بعد الزوال، ومن خالف عن ذلك فإنَّ قوله هو الذي يجب أن يرد وإن كان من كان فالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي خاطبنا الله بطاعته، وأخذ ما جاء به دون غيره، وغاية ما في الأمر أنَّ من قال خلاف هذا القول وهو التوقيت بما بعد الزوال من قال خلاف هذا فإنَّ قوله مرفوضٌ؛ لقول الله سبحانه وتعالى:) فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم (قال في المغني في ج5/ 328: " فصلٌ، ولايرمى في أيام التشريق إلاَّ بعد الزوال؛ فإن رمى قبل الزوال أعاد؛ نصَّ عليه أحمد، وروي ذلك عن ابن عمر، وبه قال مالك، والثوري، والشافعي، وإسحاق، وأصحاب الرأي، وروي عن الحسن، وعطاء؛ إلاَّ أنَّ إسحاق، وأصحاب الرأي؛ رخصَّوا في الرمي يوم النَّفر قبل الزوال، ولاينفروا إلاَّ بعد الزوال، وعن أحمد مثله " اهـ وأقول: تقدَّم الاستدلال على ذلك بما فيه كفاية؛ نسأل الله أن يعفو عنَّا، وأن يتوب علينا فيما قد يحصل منَّا من المخالفات بتأويلٍ؛ أو تساهلٍ؛ إنَّه جوادٌ كريم.
2 - قول الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع حفظه الله: " صحَّ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنَّه رخَّص للرعاة والسُّقاة برمي جمار اليومين من أيام التشريق متقدماً أو متأخرا، ولم ينههم صلى الله عليه وسلم عن الرمي قبل الزوال، وتأخير البيان عن وقت الحاجة منزَّهٌ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " اهـ
وأقول: " روى مالكٌ في الموطأ، والترمذي، وأبو داود، والنسائي عن أبي البدَّاح عاصم بن عربي عن أبيه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّص لرعاء الإبل في البيتوتة عن منى يرمون يوم النحر، ثمَّ يرمون الغد، ومن بعد الغد، ثمَّ يرمون يوم النَّفر؛ قال: مالكٌ تفسير ذلك فيما نُرى، والله أعلم أنَّهم يرمون يوم النحر فإذا مضى اليوم الذي يلي يوم النحر رموا من الغد، وذلك يوم النَّفر الأول يرمون لليوم الذي مضى، ثمَّ يرمون ليومهم ذلك؛ لأنَّه لايقضي أحدٌ شيئاً حتى يجب عليه، فإذا وجب عليه، ومضى كان القضاء بعد ذلك، فإن بدا لهم في النَّفر فقد فرغوا، وإن أقاموا إلى الغد رموا مع الناس يوم النَّفر الآخر ونفروا " أخرجه مالكٌ في الموطأ " وفي رواية الترمذي قال: ((أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة عن منى يرمون يوم النحر، ثمَّ يجمعون رمي يومين بعد يوم النَّحر فيرمونه في أحدهما)) " قال: " قال مالكٌ: ظننت أنَّه قال في الأول منهما، ثمَّ يرمون يوم النَّفر له، ولأبي داود، والنَّسائي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّص للرعاء أن يرموا يوماً، ويدَعوا يوماً، وفي رواية أخرى للنسائي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّص للرعاء في البيتوتة يرمون يوم النَّحر واليومين اللذين بعده يجمعونهما في أحدهما " انتهى من جامع الأصول ج3/ 216 باب وقت الرمي؛ وأقول: إنَّ قوله في بعض هذه الروايات فيرمونه في أحدهما
(يُتْبَعُ)
(/)
لابدَّ أن يكون المتعيِّن أنَّهم يرمون في اليوم الأخير منهما؛ لأنَّ قول مالك: " ذلك لأنَّه لايقضي أحدٌ شيئا حتى يجب عليه، فإذا وجب عليه، ومضى كان القضاء بعد ذلك؛ فإن بدا لهم في النَّفر، فقد فرغوا .... الخ " وأقول: إنَّ هذا البيان يقضي على الروايات الموهمة للتقديم؛ وهو قوله: " ثمَّ يجمعون رمي يومين بعد يوم النَّحر، فيرمونه في أحدهما " وما جاء في مثل هذه الرواية يوهم التقديم؛ وهو أن يرمي اليومين؛ وهما الحادي عشر، والثاني عشر في أحدهما، وكأنَّه يظهر من قوله: " في أحدهما " أنَّه يجوز أن يرميهما تقديماً أو تأخيراً، فالبيان الذي ذكره مالكٌ في الموطأ يقضي على هذا الوهم، ويعيِّن الرمي في أحد اليومين؛ وهو اليوم الثاني؛ فيرمي أولاً الحادي عشر، ثمَّ يرمي بعد ذلك لليوم الثاني عشر، وما يريد أن يتوصل إليه الشيخ عبدالله المنيع من جواز الرمي قبل الزوال فإنَّ ذلك باطلٌ بما بيَّنه مالكٌ رحمه الله، وأنَّه لايقضي أحدٌ شيئاً حتى يجب عليه، فإذا وجب عليه، ومضى كان القضاء، والقضاء يحكي الأداء بأن يكون بعد الزوال، فهذا الاستنتاج الذي ذكره الشيخ عفا الله عنَّا وعنه استنتاجٌ باطلٌ أخطأ فيه الشيخ وفقنا الله وإياه، ولكنَّه أي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يذهبوا بعد يوم النَّحر لرعاية الإبل بعيداً عن منى، ويغيبوا اليوم الحادي عشر، ثمَّ يأتوا في اليوم الثاني عشر، فيرمون لليومين مبتدئين باليوم الحادي عشر، فإذا انتهوا منه، رموا لليوم الثاني عشر، ويكون الرمي في وقته، ومن قال بجواز الرمي قبل وقته؛ فعليه الدليل الصحيح الصريح؛ علماً بأنَّ الفقهاء قالوا: أنَّ من قدَّم جمرةً متأخرةً، وأخَّر المتقدمة؛ بطل رمي المتأخرة؛ التي قدَّمها، وعليه أن يعيد، وإذا كان الرمي ليومين، فالترتيب واجبٌ من باب أولى، ولا أطيل بذكر أقوال الفقهاء، فالشيخ عبد الله يعلم ذلك.
3 - ثمَّ قال حفظه الله: " ذكر مجموعة من أهل العلم أنَّ للحاج تأخير رمي جماره إلى آخر يومٍ من أيام التشريق فيرميها مرتبةً على الأيام السابقة "
أقول: إلى هنا الكلام صحيح.
لكنَّ قوله: " ذكروا من تعليل ذلك أنَّ أيام التشريق مع يوم العيد وقتٌ واحد للرمي، وأنَّ الرمي آخر يومٍ لجميع أيام التشريق رمي أداءٍ لا رمي قضاء، واستدلوا على جواز ذلك بترخيصه صلى الله عليه وسلم للرعاة والسُّقاة بتقديم الرمي أو تأخيره.
ثمَّ قال عفا الله عنَّا وعنه: " ولايخفى أنَّ غالب العبادات لها أوقاتٌ تؤدَّى فيها "
أقول: هذا صحيحٌ، ولكن هل يجوز أداء الصلاة قبل دخول وقتها؟ الجواب: أنَّ هذا لايجوز إلاَّ في جمع التقديم في السفر أمَّا ما عدا ذلك فلايجوز فيه تقديم العبادة على وقتها، ولاشكَّ أنَّ رمي الجمار مؤقتٌ بما بعد الزوال في أيام التشريق، فلايجوز تقديمه على وقته، وهذا واضحٌ كما بيَّنَّا أنَّ قرار هيئة كبار العلماء إنَّما كان في آخر الوقت؛ وهو إدخال الليل، وجعله وقتاً للأداء من أجل الضرورة، ولم يقولوا أنَّه يجوزتقديم الرمي لليوم قبل زواله وإنَّما جعلوا التوسعة في آخره، وكذلك الأوقات في الصلوات؛ فإنَّ الوقت الإضطراري يكون في آخر الوقت لقوله صلى الله عليه وسلم: ((تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا؛ لايذكر الله فيها إلا قليلا)) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ج 1/ 443 برقم 1927 ثمَّ قال: " لفظ حديث أبي الربيع رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن الصباح وغيره من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2/ 254 برقم 7453 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها، ومن أدركها من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها)) فالوقت الإضطراري في أوقات الصلاة إنَّما كان في آخر الأوقات، ولم يكن في أولها فقياسه هنا بقوله: " ولانعلم خلافاً بين أهل العلم في أنَّ الصلاة في وقتها الإضطراري جائزةٌ، وتعتبر أداءً لاقضاءاً " أقول للشيخ لكنَّ الأمر يختلف فيما استدللت عليه وهو الرمي قبل الزوال بينهما فارقٌ عظيم، فالوقت الإضطراري في الصلاة يكون في أواخر الأوقات؛ أمَّا قياسك للرمي قبل الزوال
(يُتْبَعُ)
(/)
على الوقت الإضطراري في الصلاة فهو قياسٌ مع الفارق؛ لأنَّك أنت تستدل على جواز التقديم قبل الوقت أي قبل دخول وقت الرمي الذي دلَّ عليه قول الصحابي: " كنَّا نتحيَّن " كما سبق بيانه، ولايخفى بطلان هذا الإستدلال؛ علماً بأنَّ كلَّ يومٍ من أيام التشريق الرمي فيه عبادة مستقلة تبدأ من بعد الزوال، وقضاءه في اليوم الثاني يعدُّ قضاءاً، ومن أخَّر الرمي إلى اليوم الثالث عشر لعجزه عن الزحام في اليومين قبله فإنَّه يكون في حقِّه رمي اليومين الحادي عشر والثاني عشر قضاءاً، ورمي الثالث عشر أداءً، ولاشكَّ أنَّه إن أخَّر ذلك مع القدرة عليه يعدُّ ملوماً، وعلى هذا فلايجوز الإستدلال بهذا على الرمي قبل دخول وقته.
4 - قول الشيخ عبد الله المنيع حفظه الله: " الترخيص للرعاة والسُّقاة في تقديم رميهم أو تأخيره مبعثه رفع الحرج، ودفع المشقة، والأخذ بالتيسير ... الخ "
وأقول ما ذكره الشيخ عفا الله عنَّا وعنه من أنَّ مبعث الترخيص للرعاة والسقاة هو دفعٌ للحرج والمشقة؛ فهذا صحيح؛ لكن كونه أذن لهم في تقديم رمي يومٍ قبل أن يجب؛ هذا القول غير صحيح كما قد بيَّنَّا ذلك فيما سبق، وعلى هذا فالترخيص تيسيرٌ لكنَّه مبنيٌّ على أنَّه لايرمي ذلك اليوم إلاَّ بعد الزوال؛ أمَّا قبل الزوال فقد بيَّنَّا أنَّه لايجوز لقول ابن عمر: ((كنَّا نتحيَّن، فإذا زالت الشمس رمينا)) وقول ابن عمر في رواية الموطأ عن نافعٍ أنَّ ابن عمر رضي الله عنه قال: ((لاتُرمى الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس)) وقول عبد الله بن عباس في رواية الترمذي: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمار إذا زالت الشمس)) هذه الأدلة الواضحة تدل على أنَّ رمي كلَّ يومٍ لايجوز قبل زواله؛ سواءً كان لليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو الثالث عشر، فبطل استدلال الشيخ عبد الله المنيع هدانا الله وإياه على جواز التقديم قبل الزوال.
5 - قوله: " الخلاف في حكم الرمي في الليل أقوى من الخلاف في الحكم قبل الزوال " اعترافٌ من الشيخ عبد الله بأنَّ الخلاف في ابتداء وقت الرمي للضرورة، وإن كان ضعيفاً؛ لكنَّه أقوى من الخلاف في الرمي قبل الزوال؛ ولذلك صدر من هيئة كبار العلماء بجواز الرمي في الليل إلى طلوع الفجر، وذلك لرفع الحرج، ودفع المشقة، والأخذ بالتيسير.
وقوله: " مع أنَّ القول بعدم جواز الرمي في الليل قول جمهور أهل العلم؛ ولكنَّ الفتوى تتغيَّر بتغيُّر الأحوال والظروف "
وأقول إنَّ الفتوى لاتتغيَّر بتغيُّر الأحوال والظروف إلاَّ إذا كان لها ما يسندها، فقول هيئة كبار العلماء بجواز الرمي إلى طلوع الفجر أملته الضرورة، ولاتمل الضرورة جواز الرمي قبل مجيء وقته؛ بل كلُّ أمور الدنيا تكون خاضعةً للدين، فمن قال: أنَّه على عجل لأنَّ حجزه في مساء اليوم الثاني عشر؛ نقول له يجب أن يتأخر حجزك، وإذا لم يمكنك الرمي في هذا اليوم، فلابدَّ أن تبقى هذه الليلة لتعود إلى بلدك بحجٍّ صحيحٍ وأنت قد أنفقت الأموال، وتجشمت المصاعب، فإنَّه يجب عليك أن تخضع الظروف الدنيوية للدين، ولايجوز لك أن تخلَّ بالدين بأن ترمي قبل الزوال من أجل الأمور الدنيوية.
6 - قال الشيخ عبد الله المنيع: " لانظنُّ وجود منازعٍ ينازع في أنَّ رمي الجمار، وفي عصرنا الحاضر فيه من المشقة، وتعريض النَّفس للهلاك ما الله به عليم، ولايخفى أنَّ الإضطرار يبيح للمسلم تناول المحرم، ودفع هلاك النَّفس غير باغٍ ولاعاد، فالإحتجاج على الجواز بالاضطرار متَّجهٌ؛ بل أنَّ الحاجة الملحة قد تكون سبباً لجواز الممنوع " اهـ
وأقول: يا شيخ لقد عالجت هيئة كبار العلماء هذه الضرورة بتمديد وقت الرمي إلى طلوع الفجر من اليوم الثالث عشر، وهذا علاجٌ حاسمٌ، ولم يبق إلاَّ الاستعجال لبعض الناس، ومن العلاج ما عملته الدولة السعودية حفظها الله وأيَّدها من توسعة المرمى، وتهيئته ليكون فيه التسهيل على الحجاج، فلاداعي أن نبيح الرمي قبل الزوال، فما قبل الزوال ليس وقتاً للرمي كمَّا بيَّنَّا بالأدلة على ذلك من أقوال الصحابة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والإقتداء، ولايجوز أن نشرع شيئاً لم يشرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - قال الشيخ عفا الله عنَّا وعنه: " جاء عن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله رواية من الشيخ عبد الله بن عقيل في كتابه الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة في معرض تعليق الشيخ عبد الرحمن بن سعدي على رسالة الشيخ عبد الله بن محمود رحمه الله في حكم جواز الرمي قبل الزوال قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ما نصُّه: ويمكن الإستدلال عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من سأل عن التقديم والتأخير كأنَّه جوابٌ لمن سأل عن التقديم والتأخير: افعل ولاحرج، وأحسن من هذا الإستدلال بحديث ابن عباس المذكور حيث قال له رجلٌ: رميت بعد ما أمسيت؟ قال: افعل ولاحرج ... إلى آخر ما ذكر ".
وأقول:
أولاً: أنَّ قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا إنَّما كان جواباً على أسئلة قومٍ قد حصلت منهم المخالفات جهلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((افعل ولاحرج)) وهذا غاية ما يكون فيه دليلٌ على إسقاط الإثم عن الجاهل؛ إذا فعل ما فعل يحسب أنَّ ذلك جائزٌ، ولم يكن كذلك، فلاينطبق عليه، ولايؤخذ منه القول بجواز الرمي قبل دخول وقته أي قبل الزوال.
ثانياً: سبق أن قرَّرنا أنَّ الوقت الإضطراري يكون في آخر الأوقات؛ أمَّا الإستدلال به على تقديم الرمي قبل وقته؛ فهو استدلالٌ غير صحيح.
ثالثاً: أنَّ في قول الصحابي عبد الله بن عمر: ((كنَّا نتحيَّن حتى إذا زالت الشمس رمينا)) إخبارٌ منه بأنَّ ذلك كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولايفعلون ذلك إلاَّ بأمره.
رابعاً: أنَّه لاحجة في أحدٍ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن مع احترامنا للشيخ السعدي رحمه الله، والاعتراف بعلمه، وجلالته، وفضله إلاَّ أنَّا نرى أنَّ الرمي قبل الزوال غير صحيح؛ لأنَّه قبل دخول وقته فيكون كمن صلَّى الصلاة قبل دخول وقتها.
خامساً: أنَّ العلاج قد حصل من هيئة كبا ر العلماء بتمديد وقت الرمي في الليل كله.
سادساً: ومن العلاج ما عملته الدولة السعودية من التوسعة في المرمى الذي يخفف الزحام، ويسهل الرمي، وبالله التوفيق.
وهذا ما رأيت أنَّه يجب بيانه وتوضيحه لمن يخفى عليه هذا الأمر لعلَّ الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها من شاء من عباده، وأسأل الله أن يصلح أحوالنا، وأن يرزقنا المتابعة لما جاء به نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.
كتبها
أحمد بن يحيى بن محمد النَّجمي
5/ 12 / 1426 هـ
المصدر:
http://www.akssa.net/play.php?catsmktba=228(/)
شهادة المرأة في مجالات الحياة؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 05:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من بسط لمسألة شهادة المرأة في مجالات الحياة، متى تعتبر و متى لا؟ و جزاكم الله خيرا يا إخوان
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 09:41]ـ
للرفع(/)
"في ظل صدقته"
ـ[الغامدي1]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 10:12]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عقبة بن عامر (كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال: حتى يحكم بين الناس) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني وغيره
هل يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم (في ظل صدقته) الزكاة أو هي خاصة بصدقة التطوع(/)
فرصة الخير في العشر الاخير
ـ[منهج الحياة]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 12:37]ـ
فإنه يسرنا أن نهنئكم بحلول العشر الاخير من شهر رمضان المبارك سائلين من الله تعالى أن يتقبل منّا و منكم صيامه و قيامه، فهو من المواسم العظيمة التي تتضاعف فيها الأجور و الحسنات و فيه ليلة خير من ألف شهر، قال تعالى: ((ليلة القدر خير من ألف شهر))، و قال تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان .... )).
و نحن بهذه المناسبة المباركة نفتح لكم باب التجارة الرابحة مع الله و ذلك بالمشاركة الفعّالة في مشاريع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمركز الغرب، و هي على النحو التالي:
م البيـ ــان العدد المبلغ المجموع
1 كفالة مدرسة نسائية ــــــــــ 200.000
2 كفالة دورة مكثفة 100 طالب 80.000
3 كفالة حلقة قرآنية لمدة عام 20طالب 8000
4 كفالة راتب معلم لمدة عام ـــــــــ 6000
5 كفالة راتب معلمة لمدة عام ـــــــــ 8000
6 كفالة مديرة مدرسة ـــــــــ 10.000
و غيرها من المشاريع و على رأسها ((المقر الدائم))، و نذكركم بقول الله تعالى: ((و من يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة و لا يظلمون نقيراً)).
و الله يحفظكم و يرعاكم،،،
أخوكم
إبراهيم بن عبدالله العيد
مدير مركز الغرب
للتواصل:
0555032777(/)
سؤال في ضابط التفريق بين سنن العادة والعباد؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 01:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام ..
كثيرا ما اقف في المنتديات الحوارية بين الصوفية واهل الحديث على خلط عجيب بين سنن العادة والعبادة لذا فانا ادعوكم جميعا الى افادتي في هذه النقطة وحول هذا الموضوع وقد استفدت من احدى مداخلات الشيخ ابي اسحاق الحويني حفظه الله ان ضابط التفرقة
هو صيغة الامر فهل من تفصيل .. ؟(/)
من أدلة المجاز صدق نقيضه.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد.
مسألة المجاز من المسائل التي اشتد فيها الخلاف، وكثر فيها النزاع، وقد تناولها المحقيقون من الأصوليين و المتكلمين بالبيان و التفصيل، فذهب قوم إلى إنكار المجاز في اللغة و القرآن، ومن أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القم، وذهب قوم إلى جواز المجاز في اللغة و القرآن عد الأسماء و الصفات وهم الجمهور، وقد بالغ الشيخ العلامة ابن القيم في وصف المجاز أنه طاغوتا فقال {ففصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء و الصفات وهو طاغوت المجاز} مختصر الصواعق المرسلة ص284
و أفاض الشيخ ابن القيم في إبطاله بأكثر من خمسين وجها، و الذي يلوح لي في هذه المسألة أن المجاز واقع في اللغة و القرآن عدا الأسماء و الصفات قال العلامة ابن قدامة في الروضة {القرآن يشمل على الحقيقة و المجاز} وقال {ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال: لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه و الله أعلم} الروضة بتعليق شيخنا عبد القادر بن بدران.
ونسب الشيخ العلامة الطوفي المنع إلى الظاهرية و الرافضة، وحكى بعض العلماء و المحقيقين مذاهب أخرى في منع المجاز، و الذي اختاره شيخنا عبد القادر بن بدران القول بعدم المجاز، ولولا ضيق المقام لنقلنا كلام المحقيقين و الفحول في مسألة المجاز، نظر لنفاسته واشتماله على الفوائد و الدرر، لكن حسبنا في هذا المقام أن ننقل فائدة عزيزة وقفت عليه في حاشية السيد الشريف الجرجاني على تفسير الكشاف للزمخشري، أعجبتني فرأيت أن أنقلها لكم.
يقول الأستاذ العلامة السيد الشريف الجرجاني في قوله تعالى {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} أثبت لهم أولا السكر المجازي ثم نفى عنهم السكر الحقيقي. قال أحمد: و العلماء يقولون إن من أدلة المجاز صدق نقيضه، كقولك زيد حمار إذا وصفته بالبلادة ثم يصدق أن تقول وما هو بحمار، فنفى عنه الحقيقة. فكذلك الآية بعد ان أثبت السكر المجازي نفى السكر الحقيقي. أبلغ نفي مؤكد بالباء، و السر في التأكيد التنبيه على ان السكر الذي هو بهم في تلك الحالة ليس من المعهود في شيء، و إنما هو أمر لم يعهد وقابله مثله وقال {ولكن عذاب الله شديد} وكأنه تعليل لإثبات السكر المجازي.
انتهى قوله رحمة الله عليه.
المصدر
حاشية الشيد الشريف علي بن محمد أبي الحسن الجرجاني على الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لجار الله الزمخشري
ومعه
2: وكتاب {الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الإعتزال} للمحب الدين أفندي
ج 3 ص6
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 02:48]ـ
والمانعون للمجاز يقولون {إن من أدلة منع المجاز جواز نفيه}
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 11:50]ـ
الأخ فيصل: بارك الله فيك
و القرآن يقول (فإنها لا تعمى الأبصار) و هذا من المجاز أيضا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 12:03]ـ
هم ليسوا سكارى أصلا. . وإنما نراهم سكارى. فتأمل.
واعتبر ذلك بمثل قوله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ).
ـ[أبوالبركات]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 01:50]ـ
والمانعون للمجاز يقولون {إن من أدلة منع المجاز جواز نفيه}
نعم المجاز يجوز نفيه ... لكن لايجوز نفي شيء من القرآن
وهي أحد أسباب منع المجاز في القرآن ... وهو الحق.
يراجع رسالة الشنقيطي محمد الامين في منع المجاز.(/)
كلام غريب عن عصا موسى لم أسمعه من قبل بيد أن برهانه قوي!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 03:29]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال أحد الدعاة المحليين غير المشهورين أن عصا موسى قد اختلفت أحوالها كالآتي:
1: انقلبت حية صغيرة في أول لقاء لموسى مع ربه عز وجل - كما في سورة طه
2: انقلبت ثعبانا كبيرا في أول لقاء لموسى مع فرعون - كما في سورة الشعراء والأعراف
3: لم تنقلب شيئاً ولكنها تلقفت بذاتها ما أفكه السحرة كما في الأعراف وطه والشعراء
فهذه الأخيرة مخافة لما درجنا عليه من الاعتقاد بأن العصا تحولت الى ثعبان أتى على جميع ما أفكه السحرة
فما رأيكم في ذلك.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 03:45]ـ
وما هو البرهان القوي الذي ذكرته في العنوان؟
هل هو عدم ذكر كبرها اول مرة وعدم ذكر كونها حية ثالث مرة؟
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:45]ـ
أخي الكريم شريف شلبي لو تذكر لنا البرهان الذي قاله صاحب الكلام بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 04:58]ـ
لم أقرأ كلام هذا المعاصر، ولكني أظنه اعتمد في استدلاله على ظواهر النصوص القرآنية.
{فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف} الضمير (هي) يعود على العصا، وكذلك {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف}، و {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا}.
{فألقاها فإذا هي حية تسعى}، وهذا الوصف يوحي بأنها صغيرة.
{فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}، وهذا الوصف يوحي بأنها عظيمة.
هذا ما خطر على بالي من استدلالات يمكن أن يستدل بها، وإن كانت في مجملها مما يمكن مناقشته واعتراضه.
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 05:15]ـ
كيف تلقف وهي على هيئة العصا!
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 10:01]ـ
كيف تلقف وهي على هيئة العصا!
ما المانع يا حبيب؟
أبا مالك .. أفدنا بالمناقشة متى يسر الله ذلك ..
جزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 10:21]ـ
المانع أخي هو: كيف يكون للعصا فم، بهيئتها!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 10:41]ـ
/// بارك الله فيكم .. الآيات لا يعارض بعضها بعضا .. أقصد ما يخص تلقفها لما يأكفه السحرة، فكونها تلقف لا بتنافى مع كونها انقلبت ثعبانا عظيما، ومسألة الضمير ورجوعه إلى العصا باعتبار أصل الثعبان وهي العصا .. وهذا المصير إليه بداءةً ..
/// فالإعجاز حصل من جهتين:
1 - كونها انقلبت ثعبانًا عظيمًا.
2 - كونها تلقفت ما يأفكون.
/// وإلا فالسؤال الذي طرحه الإخوة ما زال قائما، مالبرهان القوي على ما ذكر؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 11:54]ـ
المانع أخي هو: كيف يكون للعصا فم، بهيئتها!
يكون لها فُتحة:)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 02:04]ـ
لم أقرأ كلام هذا المعاصر، ولكني أظنه اعتمد في استدلاله على ظواهر النصوص القرآنية.
{فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف} الضمير (هي) يعود على العصا، وكذلك {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف}، و {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا}.
{فألقاها فإذا هي حية تسعى}، وهذا الوصف يوحي بأنها صغيرة.
{فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}، وهذا الوصف يوحي بأنها عظيمة.
هذا ما خطر على بالي من استدلالات يمكن أن يستدل بها، وإن كانت في مجملها مما يمكن مناقشته واعتراضه.
هذا ما خمنته يا شيخ ولكن بالنسبة للآية الثانية كنت أقول لم يذكر أنها كبيرة، وأنت تقول أن الوصف يوحي بأنها صغيرة، فهل وضحت كيف يوحي هذا ذاك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 01:24]ـ
أبا مالك .. أفدنا بالمناقشة متى يسر الله ذلك ..
جزاكم الله خيرا
وجزاك ربي خيرا أخي الفاضل.
المناقشة كما يلي:
- يلزمه بناء على هذه الاستدلالات أن يقول: إن العصا أيضا لم تنقلب في أول مرة؛ لأن نص الآية في سورة النمل وكذلك في سورة القصص {فلما رآها تهتز كأنها جان} والضمير عائد على العصا، فإن أخذنا بالظاهر فالعصا هي التي اهتزت كأنها جان من غير انقلاب.
فإن قال: لا مانع من أن يكون ذلك مع الانقلاب أيضا، قلنا: وكذلك لا مانع من أن يكون ما حدث مع فرعون مع الانقلاب أيضا.
ثم إن انقلاب العصا حية أمام السحرة أبلغ في الآية وأعظم برهانا وأوضح للمعجزة من بقائها عصا.
- تفريقه بين حجم الثعبان في الموقفين إن كان مبنيا على أن الوصف (مبين) يفيد الكبر في الحجم، فهذا ظن باطل؛ لأن الوصف بـ (المبين) معناه الواضح الظاهر الذي لا يشكل على أحد، وهذا هو المعهود في نصوص القرآن.
- القرآن صريح في أن الآية التي ظهرت لموسى أول مرة هي بعينها التي أظهرها موسى أمام فرعون، وذلك في قوله تعالى: {فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه} {فلما جاءهم موسى بآياتنا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 06:40]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 11:49]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 00وبعد
فقد تغيبت عدة أيام عن المجلس، ولم أطلع على المشاركات سوى الآن فقط، فهذا ما أخر ردي على ما أثير من تساؤلات.
وأحب أن اوضح أن ما ذكره اخونا وشيخنا أبو مالك العوضي في اولى مشاركاته عن الاستدلالات لم يجانب ما قصده الرجل في قليل ولا كثير.
واما البرهان القوى الذي استفسر عنه الأفاضل الاخوة الامام الهلوي، عبد الله بن سفران، عدنان البخاري، فما هو سوى ظاهر النص القرآني {فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف} الضمير (هي) يعود على العصا، وكذلك {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف}، و {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا}.
أما مناقشات أخينا الشيخ أبي مالك فليسمح لي بمناقشتها:
أولاً:
يلزمه بناء على هذه الاستدلالات أن يقول: إن العصا أيضا لم تنقلب في أول مرة؛ لأن نص الآية في سورة النمل وكذلك في سورة القصص {فلما رآها تهتز كأنها جان} والضمير عائد على العصا، فإن أخذنا بالظاهر فالعصا هي التي اهتزت كأنها جان من غير انقلاب.
فإن قال: لا مانع من أن يكون ذلك مع الانقلاب أيضا، قلنا: وكذلك لا مانع من أن يكون ما حدث مع فرعون مع الانقلاب أيضا.
في الحالة الأولى لا مانع من الانقلاب حيث يلزم الجمع بين آيتي النمل والقصص مع آية طه، أما في الحالة الثانية فما الذي يجبرنا على القول بالانقلاب مع صراحة الآيات الثلاث في أن العصا نفسها هي التي تلقفت ما يأفكون؟!
بل يمكن أن يقال - وربما يكون بعيداً - أنه ليس ثم انقلاب في الحالة الأولى أيضاً تمشياً مع ما جاء في النمل والقصص، فإن قيل كيف بما جاء بسورة طه " فإذا هي حية تسعى" قلنا يحتمل المقصود بـ" حية " وصف لها أي أصبحت تتحرك كأنها كائن حي وهي على صورتها كعصا!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 12:17]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ثانياً: التفريق بين حجم الثعبان في الموقفين ليس بناءً على قوله تعالى " مبين " ولكن لأنه في اللغة هناك فرق بين الحية والثعبان
قال ابن منظور:
والثُّعْبانُ الحَيَّةُ الضَّخْمُ الطويلُ الذكرُ خاصّةً وقيل كلُّ حَيَّةٍ ثُعْبانٌ والجمع ثَعابينُ وقوله تعالى فأَلْقَى عَصاه فإِذا هي ثُعْبانٌ مُبِينٌ قال الزجاج أَراد الكبيرَ من الحَيَّاتِ فإِن قال قائل كيف جاء فإِذا هي ثُعْبانٌ مبين وفي موضع آخر تَهْتَزُّ كأَنها جانٌّ والجانُّ الصغيرُ من الحيّات فالجواب في ذلك أَنّ خَلْقَها خَلْقُ الثُّعبانِ العظيمِ واهْتِزازُها وحَرَكَتُها وخِفَّتُها كاهْتِزازِ الجانِّ وخِفَّتِه قال ابن شميل الحَيَّاتُ كلها ثُعْبانٌ الصغير والكبير والإِناث والذُّكْرانُ وقال أَبو خَيْرة الثعبانُ الحَيَّةُ الذكَر
ونحو ذلك قال الضحاك في تفسير قوله تعالى فإِذا هي ثُعْبان مبين وقال قطرب الثُّعبانُ الحَيّةُ الذكرُ الأَصْفَر الأَشْعَرُ وهو من أَعظمِ الحَيّات وقال شمر الثُّعبانُ من الحَيّاتِ ضَخْمٌ عظيم أَحمر يَصِيدُ الفأْر 000 أ. هـ
وقال الرازي صاحب مختار الصحاح:
ث ع ب الثُّعْبان ضرب من الحيّات طُوال وجَمْعه ثَعَابينُ أ.هـ
فأقوالهم تدل على هذا الفارق الذي ذكرنا.
ثالثاً: القول بأن الآية التي ظهرت لموسى أول الأمر ينبغي ان تكون هي التي ظهرت بعد ذلك - مسلمُ به ولكن على عمومه، فالآية هي العصا لم تتغير أما تحولها وتأثيرها فيكون مناسبًا للموقف
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 12:54]ـ
مباحث لطيفة .. !
و لتكن الحية و الثعبان و العصا ما كانت!
فالألطف منها - و سامحوني - هذه المقولة ذات العلاقة:
المبطلونْ ....
قد ألقوا عصيّهم و حبائلهم في كل مكان!!
فاسترهبوا الناس .....
و سحروا العيونْ؟!
أين من يلقي عصا موسى؟!!
" فإذا هي تلقف ما يأفكونْ "!
.(/)
مشاركة حول هل يجوز إخراج زكاة الفطر للأب مع توضيح الأدلة والبراهين
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 06:45]ـ
إخوانى الكرام طالعت آراء كثيرة تفتى بعدم جواز إخراج زكاة الفطر للأب ولكن دون دليل فى حين أن النبى أجاز للزوجة أن تخرجها على زوجها كما فى قصة زوجة ابن مسعود عند البخارى، وإخراجها على أيتام لها، وجعل لذلك أجران أجر الصدقة وأجر القرابة، وزكاة الفطر طعمة للمسكين فلو كان الأب فقيرا أو مسكينا فهل هناك قرينة أو نصر تخرجه من هذا النص أرجو من إخوانى المشاركة فى هذا الموضوع سريعا لعل الله أن يهدينا لقول فصل فى الموضوع شريطة أن يكون القول مؤيدا بالدليل وبعيدا عن التعصب والتقليد
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 07:11]ـ
لو كان الأب فقيراً لوجب على إبنه نفقته , فكيف يعطيه من زكاته!!!
بمعنى أن الإبن تجب عليه نفقة أبيه إذا كان فقيراً , وبنفقة إبنه عليه يخرج من الفقر والمسكنة.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 07:28]ـ
أخى الكريم من أين جئت بوجوب النفقة على الأب، وحديث أنت ومالك لأبيك حديث ضعيف ن ولو فرضنا صحته فهو منسوخ بآيات المواريث
والزكاة أليست نفقة وقد أخرجتها امرأة ابن مسعود على زوجها وأيتام ابن أخيها، وكان من الممكن وهى غنية أن تخرجها للفقراء وتنفق على زوجها وأبناء أخيها
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 10:34]ـ
أخى الكريم من أين جئت بوجوب النفقة على الأب، وحديث أنت ومالك لأبيك حديث ضعيف ن ولو فرضنا صحته فهو منسوخ بآيات المواريث
والزكاة أليست نفقة وقد أخرجتها امرأة ابن مسعود على زوجها وأيتام ابن أخيها، وكان من الممكن وهى غنية أن تخرجها للفقراء وتنفق على زوجها وأبناء أخيها
الدكتور الفاضل هذه بعض الأدلة و الأقوال على وجوب نفقة الولد على الوالدين
قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الإسراء/23
وهل من الإحسان أن يكون الولد غنيا و يترك والديه فقراء مساكين لا يملكون قوتا؟
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَمَّتِهِ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
فِي حِجْرِي يَتِيمٌ أَفَآكُلُ مِنْ مَالِهِ فَقَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَطْيَبِ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ وَوَلَدُهُ مِنْ كَسْبِهِ {رواه أبو داود}
قَالَ الْخَطَّابِيّ _معالم السنن_
فِيهِ مِنْ الْفِقْه أَنَّ نَفَقَة الْوَالِدَيْنِ وَاجِبَة عَلَى الْوَلَد إِذَا كَانَ وَاجِدًا لَهَا، وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَة مَنْ يَجِب لَهُمْ النَّفَقَة مِنْ الْآبَاء وَالْأُمَّهَات، فَقَالَ الشَّافِعِيّ إِنَّمَا يَجِب ذَلِكَ لِلْأَبِ الْفَقِير الزَّمِن، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَال أَوْ كَانَ صَحِيح الْبَدَن غَيْر زَمِن فَلَا نَفَقَة لَهُ عَلَيْهِ. وَقَالَ سَائِر الْفُقَهَاء: نَفَقَة الْوَالِدَيْنِ وَاجِبَة عَلَى الْوَلَد وَلَا أَعْلَم أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ اِشْتَرَطَ فِيهَا الزَّمَانَة كَمَا اِشْتَرَطَ الشَّافِعِيّ اِنْتَهَى.
وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين الذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد
بعض أقوال أهل العلم
قال الكاشاني الحنفي_بدائع الصنائع_
وَلَا خِلَافَ فِي وُجُوبِ النَّفَقَةِ فِي قَرَابَةِ الْوِلَادَةِ وَأَمَّا نَفَقَةُ الْوَالِدَيْنِ فَلِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَقَضَى رَبُّك أَنْ لَا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} أَيْ: أَمَرَ رَبُّك وَقَضَى أَنْ لَا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَمَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَوَصَّى بِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا، وَالْإِنْفَاقُ عَلَيْهِمَا حَالَ فَقْرِهِمَا مِنْ أَحْسَنِ الْإِحْسَانِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} وقَوْله تَعَالَى {أَنْ اُشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك} وَالشُّكْرُ لِلْوَالِدَيْنِ هُوَ الْمُكَافَأَةُ لَهُمَا أَمَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْوَلَدَ أَنْ يُكَافِئَ لَهُمَا وَيُجَازِيَ بَعْضَ مَا كَانَ مِنْهُمَا إلَيْهِ مِنْ التَّرْبِيَةِ وَالْبِرِّ وَالْعَطْفِ عَلَيْهِ وَالْوِقَايَةِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَمَكْرُوهٍ وَذَلِكَ عِنْدَ عَجْزِهِمَا عَنْ الْقِيَامِ بِأَمْرِ أَنْفُسِهِمَا وَالْحَوَائِجِ لَهُمَا وَإِدْرَارُ النَّفَقَةِ عَلَيْهِمَا حَالَ عَجْزِهِمَا وَحَاجَتِهِمَا مِنْ بَابِ شُكْرِ النِّعْمَةِ فَكَانَ وَاجِبًا وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} وَهَذَا فِي الْوَالِدَيْنِ الْكَافِرَيْنِ فَالْمُسْلِمَانِ أَوْلَى وَالْإِنْفَاقُ عَلَيْهِمَا عِنْدَ الْحَاجَةِ مِنْ أَعْرَفِ الْمَعْرُوفِ وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} وَأَنَّهُ كِنَايَةٌ عَنْ كَلَامٍ فِيهِ ضَرْبُ إيذَاءٍ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَعْنَى التَّأَذِّي بِتَرْكِ الْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمَا عِنْدَ عَجْزِهِمَا وَقُدْرَةِ الْوَلَدِ أَكْثَرُ فَكَانَ النَّهْيُ عَنْ التَّأْفِيفِ نَهْيًا عَنْ تَرْكِ الْإِنْفَاقِ دَلَالَةً، كَمَا كَانَ نَهْيًا عَنْ الشَّتْمِ وَالضَّرْبِ دَلَالَةً.
جاء في المدونة
قُلْتُ: أَرَأَيْت إنْ كَانَ لِي وَالِدٌ مُعْسِرٌ وَأَنَا مُوسِرٌ وَلِوَالِدِي أَوْلَادٌ صِغَارٌ أُنْفِقُ عَلَيْهِ وَعَلَى إخْوَتِي الصِّغَارِ الَّذِينَ فِي حِجْرِهِ مِنْ مَالِي وَعَلَى كُلِّ جَارِيَةٍ - مِنْ وَلَدِ أَبِي فِي حِجْرِهِ - بِكْرٍ؟ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ يُنْفَقُ عَلَى الْأَبِ مِنْ مَالِ الْوَلَدِ وَعَلَى امْرَأَتِهِ وَلَا أَرَى أَنْ تَلْزَمَهُ النَّفَقَةُ عَلَى إخْوَتِهِ إلَّا أَنْ يَشَاءَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ فَالْمَرْأَةُ يَكُونُ لَهَا الزَّوْجُ وَهُوَ مُعْسِرٌ وَلَهَا ابْنٌ مُوسِرٌ أَيَلْزَمُ الِابْنَ النَّفَقَةُ عَلَى أُمِّهِ وَهُوَ يَقُولُ لَا أُنْفِقُ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّ لَهَا زَوْجًا؟ قَالَ مَالِكٌ: لَا يُنْفِقُ عَلَيْهَا وَلَا حُجَّةَ لَهُ فِي أَنْ يَقُولَ إنَّهَا تَحْتَ زَوْجٍ، وَلَا حُجَّةَ لَهُ فِي أَنْ قَالَ فَلْيُفَارِقْهَا هَذَا الزَّوْجُ حَتَّى أُنْفِقَ عَلَيْهَا، فَلَهَا أَنْ تُقِيمَ مَعَ زَوْجِهَا وَيَلْزَمُ وَلَدَهَا نَفَقَتُهَا.
قُلْتُ: هَلْ يَلْزَمُ الْوَلَدَ مَعَ النَّفَقَةِ عَلَى أَبِيهِ وَالنَّفَقَةِ عَلَى زَوْجَةِ أَبِيهِ وَالنَّفَقَةُ عَلَى خَادِمِ امْرَأَةِ أَبِيهِ فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: يَلْزَمُ الْوَلَدَ النَّفَقَةُ عَلَى خَادِمٍ يَكُونُ لِأَبِيهِ إذَا كَانَ الْأَبُ مُعْسِرًا وَالْوَلَدُ مُوسِرًا، لِذَلِكَ فَأَرَى خَادِمَ امْرَأَتِهِ أَيْضًا يَلْزَمُ الْوَلَدَ نَفَقَتُهُ؛ لِأَنَّ خَادِمَ امْرَأَةِ أَبِيهِ يَخْدُمُ الْأَبَ، وَلِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَهَا خَادِمٌ كَانَتْ الْخِدْمَةُ مِنْ النَّفَقَةِ الَّتِي تَلْزَمُهُ.
قُلْتُ: وَكُلُّ مَا أُنْفِقَ عَلَى الْوَالِدَيْنِ مِنْ مَالِ الْوَلَدِ إذَا أَيْسَرَ الْوَلَدَانِ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مَا أُنْفِقَ مِنْ مَالِ الْوَلَدِ دَيْنًا عَلَيْهِمَا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: نَعَمْ لَا يَكُونُ دَيْنًا عَلَيْهِمَا.
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الْوَلَدَ هَلْ يُجْبَرُ عَلَى نَفَقَةِ الْوَالِدَيْنِ إذَا كَانَ مُعْسِرًا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَا يُجْبَرُ وَالِدٌ عَلَى نَفَقَةِ وَلَدِهِ وَلَا وَلَدٌ عَلَى نَفَقَةِ وَالِدَيْنِ إذَا كَانَا مُعْسِرَيْنِ.
قال النووي _المجموع_
فجملة ذلك أنه يجب على الولد نفقة الاب لقوله تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا " وقوله تعالى " وصاحبهما في الدينا معروفا " ومن الاحسان والمعروف أن ينفق عليه
قال المرداوي _الإنصاف_
اعْلَمْ أَنَّ الصَّحِيحَ مِنْ الْمَذْهَبِ: وُجُوبُ نَفَقَةِ أَبَوَيْهِ وَإِنْ عَلَوَا، وَأَوْلَادِهِ وَإِنْ سَفَلُوا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ بَعْضِهَا إنْ كَانَ الْمُنْفِقُ عَلَيْهِ قَادِرًا عَلَى الْبَعْضِ.
قال صديق خان _الروضة الندية_
"وتجب على الوالد الموسر لولده المعسر والعكس"لحديث هند بنت عتبة المتقدم ويؤيده ما تقدم في الفطرة من وجوبها على الرجل ومن يمون وأما العكس فلأن النفقة هي أقل ما يفيده قوله تعالي: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} وقوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} وقوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم "أنت ومالك لأبيك" أخرجه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن الجارود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وحديث "أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه فكلوا من أموالهم" أخرجه أحمد وأهل السنن وابن حبان والحاكم ويؤيد ذلك حديث "من أبر يارسول الله قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أباك "وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال في المسوى: تجب على الإبن نفقة الأبوين إذا كان موسرا وهما معسران قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} وقال: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} ومن المعلوم أنه ليس من الإحسان ولا من المصاحبة بالمعروف أن يموتا جوعا والولد في أرغد عيش قلت: على هذا أهل العلم
و الله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك أخى أبى البراك فقد أجدت وأفدت ولكن لى تعليق أليست الزكاة من النفقة إن أعطاها لأبيه بجوار إنفاقه عليه، ويكون له أيضا أجران، والله يقول يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين فجعل خير النفقة للوالدين، وما أريد الوقوف عليه وتأصيله بعيدا عن مسائل الفقهاء وفرعياتهم أليست الزكاة من النفقة، كما عدها أبوحنيفة وأخذها من قوله تعالى " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" ومن غيرها من الآيات التى تحث على الإنفاق مما تنبت الأرض، كما أنه فيما أعلم ليس هناك نصوص تمنع إرجاع الزكاة على الوالد باعتبارها نفقه
أنتظر الرد على وعد بعودة إن شاء الله
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 04:28]ـ
أخي الدكتور عبد الباقي بارك الله فيك و في علمك
الذي جعل الفقهاء يقولون بمنع إعطاء الزكاة للوالد الفقير, هي أن الولد الموسر نفقته واجبة على أبيه و بالتالي فهو ابتداءا مطالب بنفقته على أبيه الذي سيخرجه من دائرة الفقر بتلك النفقة فتصبح الزكاة لها مصرف آخر, و بالتالي قال العلماء أنه من تجب عليك نفقته لا يحل لك إعطاؤه من الزكاة و في ذلك إجماع نقله ابن بطال و غيره.
قال ابن بطال _شرح البخاري_
اتفق العلماء على أنه لا يجوز دفع الزكاة إلى الابن، ولا إلى الأب، إذا كانا ممن تلزم المزكى نفقتهما لأنها وقاية لماله
قال الحافظ ابن حجر في شرحه لحديث إعطاء زينب الزكاة لزوجها ابن مسعود.
وَفِي الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ عَلَى الْأَقَارِبِ، وَهُوَ مَحْمُولٌ فِي الْوَاجِبَةِ عَلَى مَنْ لَا يَلْزَمُ الْمُعْطِيَ نَفَقَته مِنْهُمْ، وَاخْتُلِفَ فِي عِلَّةِ الْمَنْعِ فَقِيلَ لِأَنَّ أَخْذَهُمْ لَهَا يُصَيِّرُهُمْ أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُ بِذَلِكَ نَفَقَتُهُمْ عَنْ الْمُعْطِي، أَوْ لِأَنَّهُمْ أَغْنِيَاءُ بِإِنْفَاقِهِ عَلَيْهِمْ، وَالزَّكَاة لَا تَصَرُّفَ لِغَنِيٍّ، وَعَنْ الْحَسَنِ وَطَاوُسٍ لَا يُعْطِي قَرَابَته مِنْ الزَّكَاةِ شَيْئًا وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ مَالِك
قال السمرقندي الحنفي _تحفة الفقهاء_ في بيان شروط من يقبض الزكاة
والشرط الآخر: أن لا يكون منافع الاملاك متصلة بين صاحب المال وبين المدفوع إليه، لان الواجب هو التمليك من الغير من كل وجه، فإذا كانت المنافع بينهما متصلة عادة، فيكون صرفا إلى نفسه من وجه، فلا يجوز.
بيان ذلك أنه لو دفع الزكاة إلى الوالدين وإن علوا، أو إلى المولودين وإن سفلوا، لا يجوز، لاتصال منافع الاملاك بينهم.
أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة عن سؤالك أخي الكريم و الله تعالى أعلم.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 02:31]ـ
يجوز اخرجها الزكاة لمن نلزمك نفقته اذا لم تمنع النفقه الواجبه
مثال رجل عنده بنت مطلقه ولها ابناء وابوها لا يستطيع ان ينفق عليها وعلى احفادها فالنفقه الواجبه ساقطه في حقه لعدم القدر فيجوز له ان يعيطها من الزكاة
والله اعلم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 03:05]ـ
بارك الله فيك أخى أبى البراء وأسأل الله أن يرفع قدرى وقدرك عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يرزقنا وإياك الفردوس الأعلى بحوله وقوته إنه ولى ذلك والقادر عليه
أنا أتفق معك فى وجوب نفقة الولد على الأب وقد نقل كثيرا من العلماء الاتفاق على ذلك نقله أيضا ابن حزم وغيره، ولا خلاف فى ذلك لكن أعود إلى ما أريده أن الأب إذا كان فقيرا ويعيش فى بيت غير بيت ابنه وابنه لا يستطيع أن يغنيه بإنفاقه عليه هذا ما أريده أريد مسألة خفة ذات اليد كحال ابن مسعود مثلا ليس عند الأب مال وأزيد عليها أن الابن ليس فى استطاعته أن يغنيه أو يقوم بمقامه فى نفقته حق القيام فهل هنا يجوز للابن أن يرزقه من مال الزكاة أظن أن وجهة نظرى وضحت فأنا لا أقول بذلك مطلقا ولذلك قلت إن القرآن جعل خير النفقة من الأبناء على آبائهم
أنتظر ردك أخى الكريم بارك الله فيك
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 11:29]ـ
هل يُتصور أن ابن لا يستطيع أن ينفق على أبيه , ويفضل معه مال يزكيه!!؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 11:34]ـ
نعم يتصور
أرأيت رجلا راتبه5000 ريال ويدخر كل شهر 500 ريال ولا ينفق على أبيه أو ينفق عليه قليلا لايكفيه وفي نهاية السنة يتكون لديه مال تجب فيه الزكاة، فالزكاة تجب على من ملك نصابا ولو كانت حالته ليست غنية
ومثلها أيضا زكاة الفطر تجب على من لديه زيادة صاع على حاجته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 12:22]ـ
نعم يتصور
أرأيت رجلا راتبه5000 ريال ويدخر كل شهر 500 ريال ولا ينفق على أبيه أو ينفق عليه قليلا لايكفيه وفي نهاية السنة يتكون لديه مال تجب فيه الزكاة، فالزكاة تجب على من ملك نصابا ولو كانت حالته ليست غنية
ومثلها أيضا زكاة الفطر تجب على من لديه زيادة صاع على حاجته
هذا غير صحيح؛ لأن هذا الادخار باطل؛ فلا يجوز له الادخار إذا كان يجب عليه الإنفاق على والده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 04:01]ـ
هل يُتصور أن ابن لا يستطيع أن ينفق على أبيه , ويفضل معه مال يزكيه!!؟
نعم يتصور في مسألة زكاة الفطر أخي الكريم.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 04:26]ـ
بارك الله فيك أخى أبى البراء وأسأل الله أن يرفع قدرى وقدرك عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يرزقنا وإياك الفردوس الأعلى بحوله وقوته إنه ولى ذلك والقادر عليه
أنا أتفق معك فى وجوب نفقة الولد على الأب وقد نقل كثيرا من العلماء الاتفاق على ذلك نقله أيضا ابن حزم وغيره، ولا خلاف فى ذلك لكن أعود إلى ما أريده أن الأب إذا كان فقيرا ويعيش فى بيت غير بيت ابنه وابنه لا يستطيع أن يغنيه بإنفاقه عليه هذا ما أريده أريد مسألة خفة ذات اليد كحال ابن مسعود مثلا ليس عند الأب مال وأزيد عليها أن الابن ليس فى استطاعته أن يغنيه أو يقوم بمقامه فى نفقته حق القيام فهل هنا يجوز للابن أن يرزقه من مال الزكاة أظن أن وجهة نظرى وضحت فأنا لا أقول بذلك مطلقا ولذلك قلت إن القرآن جعل خير النفقة من الأبناء على آبائهم
أنتظر ردك أخى الكريم بارك الله فيك
كنت أتمنى أن يشارك الإخوة طلبة العلم في الموضوع و لكن لا بأس
أخي الكريم عبد الباقي اشترط العلماء في النفقة عموما ثلاثة أمور
-القدرة على الإنفاق و يكون بذلك الإبن موسر {في مسألتنا}
-الفقر {الوالدين}
-أن يكون المنفق وارث وهذا واضح في مسألتنا.
قال الخرقي – رحمه الله -:
ويجبر الرجل على نفقة والديه، وولده، الذكور والإناث، إذا كانوا فقراء، وكان له ما ينفق عليهم
قال ابن قدامة – رحمه الله - في المغني:
ويشترط لوجوب الإنفاق ثلاثة شروط:
أحدها: أن يكونوا فقراء , لا مال لهم ولا كسب يستغنون به عن إنفاق غيرهم، فإن كانوا موسرين بمال أو كسب يستغنون به: فلا نفقة لهم؛ لأنها تجب على سبيل المواساة، والموسر مستغن عن المواساة.
الثاني: أن يكون لمن تجب عليه النفقة ما ينفق عليهم , فاضلا عن نفقة نفسه، إما من ماله وإما من كسبه، فأما من لا يفضل عنه شيء , فليس عليه شيء لما روى جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه , فإن فضل فعلى عياله فإن كان فضل , فعلى قرابته) وفي لفظ: (ابدأ بنفسك ثم بمن تعول) حديث صحيح، وروى أبو هريرة (أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله عندي دينار قال: تصدق به على نفسك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على ولدك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على زوجك، قال: عندي آخر، قال: تصدق به على خادمك، قال: عندي آخر قال: أنت أبصر)
الثالث: أن يكون المنفِق وارثا لقول الله تعالى: (وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ)؛ ولأن بين المتوارثين قرابة تقتضى كون الوارث أحق بمال الموروث من سائر الناس فينبغي أن يختص بوجوب صلته بالنفقة دونهم.
و بالتالي من لا يستطيع الإنفاق على والديه سقط عنه الفرض لعجزه, و لكن ليس بالضرورة سبب سقوط الإنفاق هو فقر الإبن أو مسكنته فقد يكون سبب ذلك أن راتبه الشهري لا يكفي لنفقة والده إضافة إلى نفقته الخاصة به و بأهله و لكن هذا لا يعارض أنه تجب عليه زكاة الفطر حيث أن زكاة الفطر واجب إخراجها على كل من يملك قوته و قوت عياله يوم العيد {مع اختلاف بسيط بين العلماء}
قال الشافعي _الأم_
وكل من دخل عليه شوال وعنده قوته وقوت من يقوته يومه وما يؤدي به زكاة الفطر عنه وعنهم أداها عنهم وعنه، وإن لم يكن عنده إلا ما يؤدي عن بعضهم أداها عن بعض. وإن لم يكن عنده سوى مؤونته ومؤونتهم يومه فليس عليه ولا على من يقوت عنه زكاة الفطر.
قال المرداوي _الإنصاف_
إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته وهذا بلا نزاع؛ لكن يعتبر كون ذلك فاضلا عما يحتاجه لنفسه أو لمن تلزمه مؤونته من مسكن وخادم ودابة وثياب بذلة ونحو ذلك على الصحيح من المذهب.
و بالتالي يكون لدينا ابن لا يستطيع الإنفاق على والده الفقير و بالتالي لا تجب عليه نفقته, و لكن هذا الإبن يمكنه إخراج الزكاة الفطر, فله و الله أعلم أن يعطي الزكاة لأبيه إن لم نقل تجب لأنه من بر الوالدين أن لا يتركهما فقراء أو على الأقل يخفف من مسكنتهم يوم العيد إن لم يستطع في غيره.
و الله تعالى أعلم.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 02:51]ـ
بارك الله فيك أخى أبى البراء واسال الله أن يرزقنى وإياك فهما لدينه، وأن يرفع أقدارنا فى الدنيا والآخرة، هذا ما أردته من هذه المناقشة، وكنت أتمنى كما تمنيت لو شارك فيها بعض الأخوة من المحققين لإثمارها ولكن لا باس فجزيت خيرا يا أبا البراء على جهودك التى أبديتها هنا
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 03:08]ـ
و بالتالي يكون لدينا ابن لا يستطيع الإنفاق على والده الفقير و بالتالي لا تجب عليه نفقته, و لكن هذا الإبن يمكنه إخراج الزكاة الفطر, فله و الله أعلم أن يعطي الزكاة لأبيه إن لم نقل تجب لأنه من بر الوالدين أن لا يتركهما فقراء أو على الأقل يخفف من مسكنتهم يوم العيد إن لم يستطع في غيره.
و الله تعالى أعلم.
لو فضل معه شيئ بعد نفقة عياله لوجب صرفه لأبيه, لا أن يشتري به زكاة فطر لأبيه!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 10:21]ـ
بارك الله لنا فيكم وحفظكم الله ـ ونفعنا بكم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 09:52]ـ
وفيكم بارك يا أخى الكريم(/)
اين اجد بحث حول الصغائر والاصرار عليها متى تكون كبيره
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:10]ـ
ما هو ضابط الصغيره نجد ما يجمع على تحريمه وتجده من الصغائر
هل كل صغيره بالاصرار كبيره
او هو عائد على حال الشخص وقلبه
من يفيدنا في هذا او يحيل على كباحث مفصله في هذا
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:46]ـ
تفضل أخي هذا بعض التفصيل حول مسألة (الإصرار)
يقول الشيخ طارق عبد الحليم في كتابه (حقيقة الإيمان) ما يلي:
(الإصرار لغة: هو الإقامة على الشئ والمداومة عليه بحيث يعزم وهو العزم بالقلب على الأمر، وترك الإقلاع عه.
وشرعاً: هو: الإقامة على فعل الذنب أو المعصية مع العلم بأنها معصية دون الإستغفار أو التوبة.
قال قتادة رحمه الله: الإصرار الثبوت على المعاصي.
فالإصرار إذن – كما يتضح من التعريفين اللغويين: له جانب ظاهري وجانب باطني ثم إن له وجهان قد يدل عليهما من الناحية الظاهرية التي هي التكرار للعمل بالذنب والمداومة عليه.
1 - فإما أن يكون تكرار الفعل والمداومة عليه دلالة على استحلال القلب لهذه المعصية، ورد الشرع فيها وعزم القلب على عدم تركها أبداً، فيكون المصر في هذه الحالة – وهو الذي ظاهره التكرار- كافراً وهو قول الخوارج.
يقول ابن حزم: " .. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فأصر على ذلك فهو كافر مشرك وكذلك في الكبائر".
وفي هذه الحالة لا يكون تكرار الفعل مجرداً من العمل الباطن للقلب، وإنما يكون مصحوباً بعقد القلب على استحلاله وإن لم يظهر من المعاصي إلا تكرار فعل المعصية الذي اتخذه الخوارج دلالة على الإستحلال.
2 - أن يكون تكرار الفعل والإقامة عليه دلالة على قوة الشهوة الدافعة للذنب مما يجعله مستمراً في فعله مقيماً عليه، بمعنى تكراره وإضافة ذنوب بعضها فوق بعض دون المساس بعقد القلب، ويخشى على صاحبه سوء العاقبة لاحتمال انتكاس القلب برد الشرع في أية لحظة.
وهذا ما ذهب إليه جمهور السلف من عدم تكفير المصر – بمعنى المداوم على العمل دون توبة أو استغفار- لعدم اعتبارهم تكرار الذنب دلالة على استحلال القلب. هذا في الظاهر، وأما في الباطن فإن ثبوت عقد القلب على عدم ترك المعصية وانعقاده على ذلك يكون مكفراً لصاحبه على الحقيقة، وإن لم يُستدل بمجرد التكرار للذنب على ذلك المعني.
والحق في هذه المسألة هو ما ذهب إليه جمهور السلف والأئمة، فإنه من المعلوم أن الشهوة الدافعة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر قد تستمر في القلب فتبعده عن طاعة الله أو استغفاره رغم انقياده وإذعانه للأمر وحبه للعدول عن المعصية، فيظل مقيماً على الذنب مكرراً له دون توبة منه أو استغفار، وإن لم يعقد قلبه على عدم العدول عنه أبداً.
يقول ابن تيمية: " وبهذا يظهر الفرق بين العاصي فإنه يعتقد وجوب ذلك الفعل عليه ويجب أن يفعله لكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة ".
فلا دلالة للتكرار في حد ذاته – ظاهراً – على تغير عقد القلب الذي هو مناط الكفر في أعمال المعاصي … وأنه لابد من دلالة قطعية على سقوط عقد القلب أو فساد الإعتقاد لمرتكب المعصية ليثبت كفره، ومجرد التكرار لا يعتبر دلالة في ذاته على ذلك. من ناحية الظاهر.
فلهذه المسألة جانبان من النظر:
أولاً: في ظاهر الأمر: فإن الإصرار – الذي هو بمعنى تكرار الفعل وصورته الظاهرة الإقامة عليه – لا تعتبر دلالة بذاتها على تغير عقد القلب أو على استحلال المعصية الذي هو مناط الكفر في هذه الأعمال وإن خشي عليه ذلك في أية لحظة، وإنما تعتبر صغيرته – بتكرارها- كبيرة ينبه عليها ليقلع عنها.
ولا يصح الإحتجاج هنا بقاعدة تلازم الظاهر والباطن، بأن يقال: إنه طالما أن ظاهر الحال هو تكرار المعصية فهذا يدل على فساد الباطن وسقوط عقد القلب، فإننا نقول إنه إن كان الظاهر منحرفاً كان الباطن بحسبه، فإن كان ظاهر العمل معصية كان فاعلها فاسقاً باطناً، وإن كان الفعل كفراً كان الفاعل كافراً. ولا نقول إنه يستدل به على كفر دون أن يكون أصل الفعل مكفراً – إما بنص الشارع أو بما يقوم مقام النص من القواعد الثابتة القطعية – بمعنى أن الله سبحانه أطلق القول على مرتكب المعصية بأنه فاسق فيكون فاعلها فاسقاً، لأننا نجعل الظاهر دليلاً على الباطن، فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول قائل إنه مؤمن كامل الإيمان بل يجب إثبات فسقه لما ظهر من حاله.
وإن أطلق الله سبحانه اسم الكفر على عمل من الأعمال – سواء بالنص أو بما يقوم مقامه – كان فاعله كافراً لأننا نثبت التلازم بين الظاهر والباطن، أما أن تؤخذ قاعدة التلازم لإثبات قدر زائد عن مجرد الوصف الثابت شرعاً لمرتكب الفعل، ويستنتج منها شئ بدون دليل قطعي فهذا ما لا محل له، وهنا وقعت الخوارج في التكفير بالمعصية أو الإصرار.
ثانياً: على الحقيقة: فإن المقيم على الذنب المداوم عليه دون توبة له حالتان:
1 - إما أن يكون مصراً – بدافع الشهوة الجامحة للمعصية أو النفرة من فعل الأمر مع التزامه وانقياده قلبياً له، فهذا هو العاصي الذي تعتبر صغيرته كبيرة باعتبار إصراره عليها.
2 - أن يكون مصراً بمعنى أن ينعقد قلبه على عدم الترك للمعصية أبداً، فيكون معانداً لله سبحانه في أمره وهذا في حقيقته هو من سقط عقد قلبه، وذهب انقياده والتزامه وفسد اعتقاده، فهو كافر في الحقيقة عند الله عزوجل، وإن كنا لا نحكم بكفره ظاهراً حتى يأتي أمراً لا خلاف عليه في دلالته على الإستحلال كأن يعلن ذلك بنفسه، أو بما يدل عليه كأن يعلن أنه اتخذ هذا العمل أو هذا السبيل المغاير للشرع منهجاً ثابتاً لا يتغير وقاعدة لحياته، ودعا الناس إليه وأعلن محاسنه – حتى ولو لم يعلن استقباح الشرع في المقاب – فإن هذا دليل كاف على فساد اعتقاده واستحبابه لشرع غير شرع الله تعالى، فإن سبيله في فعل المعصية هكذا يكون كمن شرعها لتكون منهجاً وسنة لا طارئ عارض يلم بالنفس فيدفعها للمخالفة ثم يذهب وإن تكرر مرات ومرات كما هو حال من أصر ولم يكفر.
فهذا الشأن دال على الكفر بالإستحلال، ولا سبيل إلى التأكيد على كفر مرتكب المعصية المقيم عليها بغير هذا السبيل.
وقد قرر شارح الفقه الأكبر دلالة الإستحلال بما قلناه:
يقول: " إن استحلال المعصية صغيرة أو كبيرة كفر، إذا ثبت كونها معصية بدلالة قطعية وكذا الإستهانة بها كفر بأن يعدها هينة سهلة ويرتكبها من غير مبالاة بها ويجريها مجرى المباحات في ارتكابها "
ويقرر الإمام ابن القيم كفر من عزم بقلبه على المداومة وعدم الترك أبداً على الحقيقة لما سينشأ في قلبه من هذا من أحوال فيقول:
" .. واعلم أن الإصرار على المعصية يوجب من خوف القلب من غير الله، ورجائه لغير الله، وحبه لغير الله، وذله لغير الله، وتوكله على غير الله ما يصير به منغمساً في بحار الشرك، والحاكم في هذا ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل، فإن ذل المعصية لابد أن يقوم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله، وذلك شرك ويورثه محبة لغير الله واستغاثة بغيره في الأسباب التي توصله إلى فرضه. فيكون عمله لا بالله ولا لله. وهذا حقيقة الشرك.
نعم قد يكون معه توحيد أبي جهل، وعباد الأصنام. وهو توحيد الربوبية وهو الإعتراف بأنه لا خالق إلا الله ولو أنجى هذا التوحيد وحده لأنجى عباد الأصنام، والشأن في توحيد الألوهية، الذي هو الفارق بين المشركين والموحدين ".
ويقول ابن رجب في دلالة الإستحلال الظاهرة: (قال تعالى: " إنما النشئ زيادة في الكفر ... " والمراد أنهم كانوا يقاتلون في الشهر الحرام عاماً فيحلونه بذلك ويمتنعون من القتال فيه عاماً فيحرمونه بذلك.
وقال الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .. " وهذه الآية نزلت بسبب قوم امتنعوا من تناول بعض الطيبات زهداً في الدنيا وتقشفاً، وبعضهم حرم ذلك على نفسه إما بيمين حلف بها أو بتحريمها على نفسه، وذلك كله لا يوجب تحريمه في نفس الأمر. وبعضهم امتنع منها من غير يمين أو تحريم على نفسه، فسمى الجميع تحريماً حيث قصر الإمتناع منه إضراراً بالنفس وكفاً لها عن شهواتها.
ويقال في الأمثال: فلان لا يحلل ولا يحرم إذا كان لا يمتنع من فعل حرام ولا يقف عندما أبيح له، وإن كان يعتقد تحريم الحرام فيجعلون من فعل الحرام ولا يتحشى منه محللاً وإن كان لا يعتقد حله) إهـ.
وأما عن قول الخوارج إن الإصرار على الذنب غير مكفر لصاحبه بشرط التوبة والإستغفار غهو كتحصيل حاصل، فإن من تاب واستغفر عاد كمن لا ذنب له، كما صح من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " التائب من الذنب كمن لا ذنب له".
وصار تكرار المعصية ذنب جديد ومعصية عادية لا معنى للإصرار فيها، أي المداومة فيكون ترك الإستغفار أو التوبة لازم لمعنى الإصرار ...
وقد قال القرطبي: (قال علماؤنا الإستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار، ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه أستغفر الله وقلبه مصر على معصية فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار وصغيرته لاحقة بالكبائر) إهـ.
هذا وجه وهناك وجه آخر هو حب الله ورسوله على غلبة الشهوة. والمتأمل في قوله تعالى: (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين).
يرى أن الله قد جعل من لم يصر على ذنبه بعد علمه به، واستغفر منه، في أعلى درجات الإيمان وأحسن أوصاف المؤمنين، فالقرآن يأتي بالغايات تنصيصاً عليها، فيصف المؤمنين المؤمنين دائماً بأحسن صفاتهم المطلوبة فيرغب فيها أهل الحق ليسعون إليها، ويصف الكافرين بأبشع أوصافهم لينفر منها المؤمنين ويبتعدوا عنها.
فهذه الصفة التي وردت في الآية الكريمة ليست صفة المسلم العادي، وإنما هي صفة كمال الإيمان أي أن من أصر على الذنب – أي أقام عليه – ليس بالضرورة مشركاً بل يحتمل أن يكون كذلك إن انعقد قلبه على عدم الترك كما قلنا، أو أن يكون عاصياً لا يجعل له صفة الكمال في الإيمان لإقامته على الذنب فقط – دون عقد القلب – وترك التوبة منه، ولا يصح أن يفهم من الآية مفهوم مخالفتها بمعنى أن من لم يصر فهو المؤمن فيكون المصر كافراً! هكذا دون تفصيل، فهذا هو الفهم الناقص الذي لا يجمع بين أطراف الأدلة ولا يسير على منهج النظر الصائب، ولا يستلهم القواعد والأصول ومقتضياتها.) إنتهى (كتاب حقيقة الإيمان) لصاحبه طارق عبد الحليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 02:49]ـ
لعلى امثل بحلق اللحيه اذا كانت صغيره هل بحلقها بشكل دائم تكون كبيره
ام لا يمكن ان نحكم بهذا لان القلب هو الحكم ولا نطلع على قلبه
فقد يحلقها من ضعف ايمانه وقد يحلقها مجارة لمن حوله
ـ[الحُميدي]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 03:14]ـ
لشيخ شيوخنا الحافظ عبدالله ابن الصديق الغماري رحمه الله .. ،بحث قيم في هذه المسألة .. ،(/)
البيان المشرق لسبب صيام المغرب برؤية المشرق
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:44]ـ
(البيان المشرق لسبب صيام المغرب برؤية المشرق)
بقلم
شيخنا العلامة عبد الله بن الصديق الغماري
اعتنى بها وحققها وعلق عليها وخرج أحاديثها
تلميذه الشيخ
أبو عاصم عمر بن مسعود الحدوشي
الإشراف والمراجعة
لصاحب الفضيلة شيخنا
العلامة محمد بوخبزة
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 08:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله? قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً). وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظيماً). أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد?، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد: فهذه الرسالة في الأصل كانت جواباً مختصراً عن رسالة شيخنا محمد الزمزمي-رحمه الله-الموسومة بـ: (الدليل الفاصل على أن الصيام مع المشرق فاسد باطل)، اقترح علي بعض الأِخوة الأفاضل أن أنظر فيها لأرى ما يحتاج إلى تعليق وتخريج وتصحيح فأجبت طلبته-وإن كنت لست من فرسان هذا الفن-وقمت بعزو الآيات إلى أماكنها من المصحف الشريف، كما قمت بتخريج ما فيها من أحاديث النبي r. حتى يتأتى لنا تقديمها للمطبعة ليستفيد منها الجميع.
والرسالة ذكر فيها-شيخنا-حكم الإسلام فيمن لم يأخذ برؤية المسلمين في الصيام، وحكمَ من صام مع المشرق وهل يعتبر مستشرقاً؟ -كما قال شيخنا محمد الزمزمي في رسالته القصيرة-حساً ومعنىً-.
والذي ندين الله به نحن في هذه المسألة هو قول الجمهور: (توحيد المسلمين في الصوم والإفطار). مطلقاً دون النظر إلى الحدود والسدود لأن هذا التقسيم استعماري سياسي بحت، والهدف منه معروف، والإسلام لا يعترف بهذه التقاسيم والحدود وحجتنا في هذا حديث رسول الله?: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته): قال ابن تيمية-عند قوله: (صوموا لرؤيته) -: ( ... فمن بلغه أنه رؤي ثبت في حقه من غير تحديد بمسافة أصلاً)، ولنا من الوسائل التي تنقل الأخبار في ساعات، بل في دقائق معدودة إلى كل مكان في الأرض، قال ابن حزم: (ومن صح عنده بخبر من يصدقه، من رجل واحد أو امرأة واحدة، عبد أو حر أو أمة أو حرة، فصاعداً أن الهلال قد رُئي البارحة في آخر شعبان ففرض عليه الصوم، صام الناس أو لم يصوموا، وكذلك لو رآه هو وحده، ولو صح عنده بخبر واحد، أيضاً كما ذكرنا فصاعداً أن هلال شوال قد رئي فليفطر، أفطر الناس أو صاموا، وكذلك لو رآه هو وحده فإن خشي بذلك أذى فليستتر بذلك). ويرى الأحناف في ظاهر مذهبهم أن اختلاف المطالع لا يؤثر ولا يعتبر، فإذا ثبت في مصر لزم الناس جميعاً وذلك لعموم الخطاب في قوله?: (صُومُوا) معلقاً بمطلق الرؤية في قوله: (لرؤيته) وبرؤية قوم إياه يصدق اسم الرؤية فيثبت ما تعلق به من عموم الحكم فيعم الوجوب. ويرى المالكية-وهم بتبجحون أن المذهب المالكي هو المذهب الرسمي للمغرب وكذبوا-: (أن رؤية الهلال في بلد من البلدان سبب لوجوب الصوم على جميع أقطار الأرض). فهم يرون أن الهلال إذا رؤي في بلدة قاصية وبعيدة، وجب الصيام على سائر المسلمين في الدنيا كلها).
وقال الشيخ الخليل في (مختصره) (وعَمَّ إن نُقِلَ بهما عنهما، لا بمنفرد) -وافهم قوله: (وعم). أي سائر البلاد البعيدة والقريبة بدون فرق حلزوني استعماري سياسي، وهذا هو المشهور من مذهب مالك-ولهذا قال الدردير: (وعمَّ الصوم سائر البلاد قريباً أو بعيداً، ولا يراعى مسافة قصر ولا اتفاق المَطْلَع، فيجب الصوم على كل منقول إليه إن نقل ثبوته بهما أي: بالعدلين أو بالمستفيضة عنهما- أي: عن العدلين-أو عن المستفيضة، قال: فالمصنف ظاهر في أن النقل عن العدلين بشرطه يعم كل من بلغه ذلك وهو مقتضى القواعد وظاهر ابن عبد السلام). وقال الزرقاني: (وعم الخطاب بالصوم سائر البلاد إن نقل ثبوته عن بلديهما أي: العدلين، بالرؤية والرواية المستفيضة عنهما، أي: عن الحكم برؤية العدلين، أو عن رؤية مستفيضة).
وقال الدسوقي في (حاشيته): (وعم الصوم-أي: وعم وجوبه-سائر البلاد القريبة والبعيدة، إن نقل بهما عنهما، وأولى إن نقل بهما عن الحكم برؤية العدلين أو الجماعة المستفيضة، خلافاً لعبد الملك القائل: إذا نقل بهما عن
تتمة البحث ( http://rapidshare.com/files/141162179/07.doc.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 09:33]ـ
فك الله اسر الشيخ الحدوشي
و حفظ الله الشيخ بوخبزة
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 08:32]ـ
فك الله اسر الشيخ الحدوشي
و حفظ الله الشيخ بوخبزة
بارك الله فيك
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 04:16]ـ
فك الله اسر الشيخ الحدوشي
و حفظ الله الشيخ بوخبزة
اللهم آمين آمين .. بارك الله فيكم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 06:41]ـ
فك الله اسر الشيخ الحدوشي
و حفظ الله الشيخ بوخبزة
و أطال في عمره، آمين
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 09:21]ـ
فك الله اسر الشيخ الحدوشي
و حفظ الله الشيخ بوخبزة
آمين(/)
مشاركة حول وجوب إنفاق المرأة على زوجها إن أعسر
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 11:10]ـ
فى فرعيات الفقه ومسائله أن المرأة إن أعسر زوجها لها أن تطلق على قول من قال ذلك، ومنهم من قال تعيش معه على حاله وتتحمل، ومن الناس من ذهب إلى وجوب إنفاق الزوجة على زوجها إن أعسر زوجها واحتجوا بقوله تعالى " ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" وبحديث زينب زوجة ابن مسعود التى أنفقت على زوجها من مال الزكاة وعلى أيتام فى حجرها وسألت النبى فقال " تصدقى ولك أجران أجر الصدقة وأجر القرابة" وهذا أمر من النبى والأوامر فى القرآن والسنة على الوجوب إلا إذ وردت قرينة كما هو معروف فى الأصول
برجاء المشاركة فى هذا الموضوع مع الحرص على التأصيل والبعد عن التقليد، فعلى الأخ المشارك إن عرض مثلا قول الشافعية لا ينقله من كتب الفروع فحسب بل بدليله وإن استطاع التحقيق فحسن، وكذا عند باقى المذاهب، وإن كان له رايا يستند على برهان من قرآن أو سنة أو إجماع أو عمل الصحابة فليعرضه لعلنا نصل إلى قول فصل فى هذا الموضوع
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 07:27]ـ
هل من مشارك فى هذا الطرح، ولوبنقل الأقوال، أم أن الأخوة غير متفرغين ن وستضطرونى ان أضع أنا المشاركة
بارك الله فى أخوة المجلس جميعا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:52]ـ
لو كان الزوج فقيراً وزوجته موسرة لم يجب عليها شرعاً أن تعطيه أو أن تنفق عليه؛ لذا يجوز أن تعطيه من زكاة مالها لعدم وجوب النفقة عند جمع من العلماء كالشافعي ومن وافقه.
وعدم وجوب إنفاقها على الزوج قول جماهير العلماء سلفاً وخلفاً.
لكن يستحب لها أن تعين زوجها إذا احتاج من باب الصلة وحسن العشرة، وقد كانت زينب امرأة ابن مسعود -رضي الله عنهما- تنفق على زوجها وعلى أيتام في حِجرها، ثم سألت فأُذِن أن تنفق عليهم من الصدقة (الزكاة) كما في الصحيحين، وهذا ليس واجباً كما هو ظاهر الحديث، بل إذن، إلا عند من أفرط وشذ.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:20]ـ
قال ابن قدامة في المغني: وإذا رضيت بالمقام مع معسر لم يلزمها التمكين من الاستمتاع، وعليه تخلية سبيلها لتكتسب وتحصِّل ما تنفقه على نفسها؛ لأن في حبسها بغير نفقة إضرار بها ولو كانت موسرة أيضاً وهو معسر لم يكن له حبسها؛ لأنه إنما يملك حبسَها إذا كفاها المؤونة وأغناها عما لا بد لها منه، ولحاجته إلى الاستمتاع الواجب عليها، فإذا انتفى الأمران لم يملك حبسها.
وعند الحنفية أن الزوج إذا أعسر فرض القاضي لها النفقة، ثم يأمرها بالاستدانة، ويصبح الدين على الزوج ما دامت الاقتراض بأمر القاضي، وإلا طولبت به هي.
ونص بعضهم على أنها بالخيار بين أن تصبر وترضى، وتبقى النفقة ديناً في ذمة زوجها المعسر بالنفقة، وبين أن تطلب الفسخ.
ودليل الأصل قول الله تعالى: ((لِينفقْ ذو سَعَةٍ من سَعَتِه ومن قُدِر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله))، وقوله تعالى: ((وعلى المولود له رِزقُهُنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف))، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهنَّ بالمعروف).
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 10:21]ـ
أخى ابا يوسف بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا
هل يؤخذ من حديث زوجة ابن مسعود وهى تقول له وأنت خفيف ذات اليد، أنه كانت تنفق عليه وعلى طعامه، ثم عن لها ن ترد عليه مال الزكاة، فسألت النبى عن ذلك فأجازها، هل هذه قرينة يمكن الاعتماد عليها مجرد طرحلعلنا نأخذ منه طرفا للحديث أو لبناء حكم
الزوج خفيف ذات اليد ولا يمكلك أن يخرج الزكاة عن نفسه، ولا عن زوجته، حتى ردت زوجته مال الزكاة عليه، فهل تتخيل أن حفنة من الطعام لا تكفى الرجل إلا ايام قليلة إن لم تكن يوما أو اثنين هل تتخيل ان إخراج الزكاة تقوم بالرجل وهى لا تكفى كما قلت إلا المقدار الذى سلف، ثم إن إخراج المال للرجل دلالة أنه لا مال عنده ولا يستطيع النفقة(/)
من هو هذا الملك الذي ذكره ابن الأثير في مقدمة كتابه الكامل
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الفضلاء من هو هذا الملك الذي ذكره ابن الأثير في مقدمة كتابه «الكامل في التاريخ»
وأطراه أيما إطراء بقوله: «مولانا مالك الملك الرحيم؛ العالم المؤيّد، المنصور، المظفر بدر الدين، ركن الإسلام والمسلمين، محي العدل في العالمين، خلَد الله دولته»؟؟.
فقد بحثت عنه فلم يتميز لي؛ وأرجو التعليق على قوله: «مولانا مالك الملك الرحيم»!!
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 09:10]ـ
هل من مجيب.
ـ[أبو الفيصل]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 12:35]ـ
أعتقد أنه صلاح الدين الايوبي
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 03:13]ـ
انظر إلى الزمان الذي عاش فيه ابن الأثير
ـ[حرملة]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 04:06]ـ
ليس الناصر صلاح الدين الأيّوبي هو الممدوح في هذه الثناء المطري، بل ذكر بعضٌ الباحثين ابن الأثير ضمن من انتقدوه، ثم أنه ألّف كتابه هذا بعد موت الصلاح يوسف، وإنّما المقصود من الإطراء هو آخر أمراء الدولة الأتابكيّة أبو الفضائل بدر الدين لؤلؤ بن عبد الله الأتابكي، صاحب الموصل.
و اشتهربـ"الملك الرحيم" على عادة الأعاجم الذين يبالغون في أساميهم، بل اشتهر ذلك في الأزمنة القديمة لدى الأمراء والملوك عموما، ولا زالت تلك العادة سارية في بعض بلاد الإسلام إلى يومنا هذا، أما سبب إطلاقهم عليه بـ" مالك الملك الرحيم" فهو أنه كان مملوكا في الأصل لنور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود، ثم ولاه مولاه نور الدين على الموصل ولما توفي مولاه نور الدين سنة 607هـ قام بتدبير أمور ولده عز الدين مسعود الملقب بـ"الملك القاهر" وتغلب على أمره، و أخذ ما أوصى له أبوه من ولاية العهد، وهكذ لُقّب بـ" مالك الملك الرحيم" فلم يزد ابن الأثير في اسمه شيئا.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 07:48]ـ
جزاك الله خيرا يا حرملة.
وقد وقفتُ على ما وقفتَ أنت عليه قبيل أيام ولله الحمد.
هذا مع كون مبالغة ابن الأثير في حق هذا (اللؤلؤ!!) ظاهرة عندي، ويتبين لك ذلك بجلاء: إذا علمت أن ابن الأثير قد ألف (كامله) بإيعاز من هذا اللؤلؤ!! بل وأجازه عليه أيضا!! كما ذكر ذلك البدر العيني في ترجمة لؤلؤ من كتابه (عقد الجمان في تاريخ الزمان) أما ظاهرة الإطراء في حق الملوك والسلاطين والأمراء ونحوهم؛ فتلك قضية أخرى لها مقام غير هذا؟
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:32]ـ
بارك الله فيكم جميعا سبقتنى يا حرملة بالمشاركة جزاك الله خيرا، وجزاك خيرا يا نورانى، بارك الله فيكما، وجعلكما سندا لكل من أشكلت عليه نازلة أو معضلة
ـ[حرملة]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 01:16]ـ
بارك الله فيك أخانا الدكتور، والنوراني، وبقية الإخوان.(/)
وصية موجزه ...
ـ[الازور]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 09:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصية موجزة
وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله عظني وأوجز، فقال: إذا كنت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس رواه أحمد.
هذا الحديث رواه أحمد وغير أحمد وابن ماجه وغيرهما، والحديث سنده ضعيف مثل الحديث المتقدم بالأمس لا عقلك التدبير ولكن معناه تشهد له الأدلة وهو متضمن لثلاث وصايا.
" جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: عظني وأوجز " الموعظة هي: الأمر والنهي، - يعني - الأمر بما ينفع والنهي عما يضر والترغيب كذلك فيما ينفع والوعيد والتحذير مما يضر، ترغيب وترهيب، أمر ونهي وترغيب وترهيب ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ - يعني - يحذركم أن تعودوا لمثله " عظني وأوجز " - يعني - عظني موعظة مختصرة، الإيجاز هو الاختصار في الكلام، كأنه عكس ذلك الرجل الذي قال أوصني فتقال قوله لا تغضب هذا يريد وصية موجزة.
جاء في الحديث قال: إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع هذه واحدة، الوصية الثانية: ولا تتكلم بكلام تعتذر منه غدا الوصية الثالثة: وأجمع اليأس مما في أيدي الناس.
إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع - يعني - مودع لهذه الدنيا، خلاص، - يعني - صل كصلاة من يعرف أنه لا يصلي بعدها - انتهى - هذا آخر صلاة له في هذه الدنيا إذا قمت إلى الصلاة فصل صلاة مودع وما ظنكم بمن يعتقد أنه لن يصلي بعد هذه الصلاة، لا بد أن يقبل على صلاته ويؤديها على أكمل الوجوه يؤديها بحضور قلب وإقبال وبكل ما يشرع فيها من الأركان والواجبات والسنن يؤديها كاملة، إذا قوله صلاة مودع يساوي إذا قمت إلى الصلاة فأقبل على صلاتك وأديها كما أمر الله، أديها كما صلى رسول الله صلوا كما رأيتموني أصلي.
ففي هذه الوصية بهذه الصلاة وأنه ينبغي للمسلم أن يجتهد في أن يقبل على صلاته، يجتهد في أداء ما يشرع فيها من أركان من واجبات من سنن، هذا من الناحية الظاهرة هذا العمل الظاهر وهو سهل أسهل من غيره ولكن بشأن القلب، هذا القلب على الإنسان أنه يبتعد عن الشواغل وعن ما يشوش عليه، والشرائع التي جاءت كلها - يعني - تؤيد هذا المعنى لا صلاة بحضرة الطعام - يعني - أرشد النبي إلى أنه إذا حضرت صلاة المغرب وقدم العشاء قال فابدءوا به قبل أن تصلوا المغرب، قدر صادف أنه قدم طعامك وأقيمت الصلاة هناك شك يشتهيه سيكون فكرك متعلقا بطعامك ويمكن طعامك الآن بعد ما قدم أنه يصير عليه فوات يبرد يتغير، سبحان الله.
شرع هذا رعاية للحضور في الصلاة ولا وهو يدافعه الأخبثان الإنسان إذا كان حاقنا أو حاقبا يصلي وهو يضطرب وهو يدافع هذا يطلب الخروج وهو يمنعه؛ إذا فلا يقبل على صلاته لا صلاة في حضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان وهكذا أيضا إذا كان الإنسان عنده أمر يشغل باله فعليه أن يستعد للصلاة: فإذا كان يخشى على ماله - يعني - نص العلماء على أنه إذا كان يخشى على ماله أنه يعذر بترك الجماعة وأسباب ذلك كثيرة كله دعاية - يعني - من أجل أداء الصلاة على الوجه المشروع؛ لأنه ليس المقصود من الصلاة مجرد الحركات الظاهرة وعلى أي كيفية تم ذلك، لا، الله أكبر، بل يحتاج الإنسان أن يخشع وفي نفس هذا الوقت - يعني - الوصية بالصلاة على هذا الوجه يقتضي الأمر بالأسباب المعينة مثل ما قلنا في الوصية بترك الغضب، الأسباب المعينة على ذلك ودفع الأسباب المعارضة، أليس العلماء - يعني - نبهوا؛ بل الرسول - عليه الصلاة والسلام- لما لبس خميصة فيها خطوط ألوان، لما صلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- قال: خذوها وائتوني بأنبِجانِيَّةِ أبي جهم، فإن هذه ألهتني عن صلاتي ما الذي حصل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الرسول نظر بس إلى الأعلام إلى الخطوط بس، ولهذا نص العلماء على أنه يجب إبعاد - يعني - كل ما يشوش على المصلين في مساجدهم من الزخارف والكتابات والألوان والأشياء والأضواء التي تجعلهم ينبهرون وتنطلق أبصارهم هنا وهنا كله من أجل تحقيق الإقبال على الصلاة، فالأمر بأداء الصلاة على هذا الوجه يقتضي الأخذ بالأسباب المعينة وتجنب الأسباب المعارضة التي تمنع من إقامة الصلاة على الوجه الأكمل.
الأمر الثاني أو الوصية الثانية: ولا تتكلم بكلام تعتذر منه غدا طيب الإنسان إذا ذكر ربه يعتذر منه؟ لا، هذا يفرح به، إذا تكلم بأي كلام خير لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ من تكلم بهذا الكلام من هذا النوع وغيره هل يعتذر؟ ما يعتذر، لكن إذا تكلم بحرام بمكروه بل لعله بفضول فإنه لا بد أن يعتذر أو قد يعاقب وقد لا يعاقب يمكن، لا تكلم بكلام تعتذر منه غدا لعل المراد بـ"غدا" - يعني - يوم القيامة، الإنسان يوم القيامة يسأل عن أقواله لأن الأقوال محفوظة، الله أكبر، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ كلامنا محفوظ علينا فلا تتكلم بكلام تعتذر منه، هذا يشمل الحرام والمكروه بل والفضول، أما الكلام المشروع هذا ما فيه شيء هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ - يعني - المسلم يكون في ذلك اليوم من يؤت كتابه بيمينه يكون مسرورا ويقول هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيهْ الله أكبر، يدخل في هذا أنواع الكلام الحرام، والكلام الحرام كثير كثير كثير، الغيبة والنميمة، أعوذ بالله، الغيبة والنميمة وشهادة الزور والكذب والسخرية بالناس، فضلا عن الأمور العظام.
والخصلة الثالثة: وأجمع اليأس مما في أيدي الناس هذا يشبه حديث سالم بن سعد وهو من أحاديث الأربعين قال رجل يا رسول الله: أخبرني بعمل إذا فعلته أحبني الله وأحبني الناس قال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس هنا يقول: وأجمع اليأس اليأس هو: قطع الطمع، وضد الرجاء اليأس ضد الرجاء، لا يتعلق قلبك بما عند الناس فليتعلق قلبك فيما عند الله لا ترجو إلا الله ولا تدعو إلا الله ولا تسأل إلا الله إذا سألت فاسأل الله أجمع اليأس أجمع - يعني - اعزم، أجمع رأيه يعني: عزم على رأيه، مثل الصيام لمن لم يجمع النية من الليل، إجماع، أجمع الأمر اجمع اليأس - يعني - اعزم عزما صادقا على اليأس مما في أيدي الناس، استغن عن الناس بالله، استغن بالله عن خلقه، فالحاجة إلى الناس مذلة، والنظر في ما عند الناس ذلة، حكمة يذكرها شيخ الإسلام بين حين وآخر يقول: " أحسن إلى من شئت تكن أميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره " خلاص ما تشعر بهذا الفضل عليك أنت وهو سواء ما له فضل، " واحتج لمن شئت تكن أسيره " استغن " أحسن لمن شئت تكن أميره " يقول الشاعر شو يقول: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
هذه ثلاث وصايا الأولى تتعلق بحق الله الذي هو أعظمه الصلاة بعد التوحيد، وهي من نوع الفعل وتتضمن الوصية بها فعل ترك، والثانية فيها نهي " لا تتكلم " الأولى أمر، والوصية الثانية نهي والوصية الثالثة تتعلق - يعني - بحقوق الله وحقوق العباد، والثالثة فيها الوصية بالاستغناء عما في أيدي الناس وأجمع اليأس عما في أيدي الناس لا تنظر إلى ما في أيدي الناس، أنزل حوائجك بربك لا تسأل إذا سألت فاسأل الله لا تسأل، حتى أوصى الرسول جماعة من أصحابه بوصايا ومنها أن لا يسألوا الناس شيئا فكان أحدهم إذا سقط سوطه من على راحلته ما يقول ناولني السوط الله يعافيك، لا، ينزل من راحلته ليأخذ السوط ولا يسأل أحدا، ما عندهم كلمة من فضلك مهما أنت لا تطلب من أحد لا تقل من فضلك، ما دمت تقدر، هذه الضرورات لها حكم آخر، هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
شرح الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
جامع شيخ الاسلام ابن تيمية(/)
ماذا يُفعل بالسحر إذا وُجد؟! العلامة العثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 01:18]ـ
السؤال:
ماذا يُفعل بالسحر إذا وُجد؟!
الجواب:
[الأولى أن يُحرق، لأنّ إحراقَه إتلاف له نهائيا، وصب الماء عليه لا يلزم منه إتلافه] اهـ
الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – (لقاءات الرياض) ج3 شريط 1 وجه ب دقيقة (22.5).(/)
أبو حذيفة لم يمت!! كلمة وفاء في حق فارس من فرسان الدعوة
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 01:51]ـ
أبو حذيفة لم يمت!! كلمة وفاء في حق فارس من فرسان الدعوة
في ليلة اكتمل فيها بدر السماء هوى بدرٌ من بدور الأرض، وغيّب الموت داعيةً من خيرة الدعاة الصامتين، الصادقين، الأخفياء، الأولياء ـ أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكيه على الله ـ: إنه رفيق الدرب، وزميلي في حلقة القرآن، وشريك من شركاء الدعوة والمنهج، الشيخ المسدد، والمربي الفاضل: إبراهيم بن صالح بن علي الدحيم، وذلك ليلة الخامس عشر من شهر رمضان من عام ألف وأربعمائة وتسعة وعشرين.
كنتُ قرأت عن بعض السلف أنه بلغه موتُ أحد إخوانه، فقال: والله لكأن ركناً من أركاني قد انهدّ!
ولعمر الله! ما كنت إلا ذلك الرجل حين جاءني الخبر:
طَوَى الجَزِيرَةَ حتى جاءَني خَبَرٌ ... فَزِعْتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِبِ
حتى إذا لم يَدَعْ لي صِدْقُهُ أمَلاً ... شَرِقْتُ بالدّمعِ حتى كادَ يشرَقُ بي
وما كنتُ أظن أنني سأرثيه، خاصة في هذه السن، فلله الأمر من قبل ومن بعد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.
إنني أكتب هذه الأحرف وأنا أتجرع مرارة المصيبة، وأكابد لوعة الفراق، وألوذ بالصبر، وأتعزى بعزاء الله: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}، وأرجو موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ـ "يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة".
وليست هذه الأحرف ترجمة للشيخ، ولا حديثاً عن سيرته، فهذا له وقته ـ إن شاء الله ـ بعد اكتمال ما يتعلق بتلك السيرة الطيبة، ولكنها كلمات وفاء عاجلة، لعل أحداً يقرأ هذه الأحرف فيرفع كفيه ليدعو لهذا الشيخ الذي نذر نفسه للدعوة، ومات وهو يعيش همها، بل مات وهو يمارسها!
لقد كانت وفاته ـ وهو متجه إلى بيت الله الحرام ومعه مجموعة من الطلاب الناشئين في طريق الخير والهداية ـ ترجمةً عملية لهمّ الدعوة الذي يملأ جوانح قلبه، إنها تطبيق عملي لكلمات سطرها ـ رحمه الله ـ بحبره، حين صدر رسالته (فارس الدعوة) ـ وهو يصف هذا الفارس ـ بقوله: "هو فارس لا يترجل، أَلِفَ صهوة الخيل فلا غير، عشق القمم فما عاد يعرف للأودية سبيلاً ولا إليها طريقاً .. سارت هموم الناس في أفلاك شهواتهم، وسار نجم همه في أفلاك دعوته, فهو آخذ بزمام فرسه، طائر على جناح السرعة، قد نصب خيمته في صحراء التائهين، وأوقد ناره عندها كي يراه المنقطعون فيقصدونه, فيستنقذ منهم غافلاً ويعلم فيهم جاهلاً ويرشد فيهم حائرًا" انتهى كلامه رحمه الله.
إذن هي ومضات سريعة فحسب، وإطلالة خاطفة على حياة هذا الداعية المبارك، والمربي الفاضل، وإلا فسيرته تحتمل مجلداً لطيفاً، خصوصاً أن تجربته في الدعوة وخبرته فيها تقترب من العشرين عاماً.
لقد عرفتُ الشيخ ـ رحمه الله ـ قبل أكثر من عشرين عاماً، بحكم ما بيننا من مصاهرة، وعرفته زميلاً في المرحلة المتوسطة، في حلقة القرآن عند شيخنا محمد أويس الهزاوري ـ حفظه الله ـ ثم زميلاً في جمعية التوعية الإسلامية بصحبة شيخنا المربي القدير فضيلة الشيخ عبدالكريم الجارالله ـ متعنا الله بحياته على حسن عمل ـ ثم جمعتنا بعض المحاضن التربوية، وكثيرٌ من الرحلات التربوية مع بعض المربين الكرام ـ جزاهم الله عنا أحسن الجزاء ـ ثم جمعنا طريق الطلب في كلية الشريعة وأصول الدين (فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم سابقاً)، ثم افترقت الأبدان ـ مع اتصال القلوب والأرواح ـ فتعين في عدة قرى ومدن، ولم يترك مكاناً تعيّن فيه إلا وترك فيه بصمةً واضحة، فاسأل ـ إن شئتَ ـ أهل البجادية، وبعض قرى عقلة الصقور، وغيرها إلى أن حطّ رحاله في بلده ومسقط رأسه (محافظة المذنب) فكان هذا تحولاً نوعياً في برامجه العلمية والدعوية، وانطلاقة متميزة في طريق الدعوة، علماً أنه استمر في تواصله مع طلابه ومحبيه في تلك المدن والقرى التي غرس فيها غرسه.
عذراً، فلستُ أترجم لشقيق روحي ـ فهذا له أوانه لاحقاً إن شاء الله ـ ولكن أردتُ بهذا الإجمال الشديد، أن ألج إلى الحديث عن أبرز معالم التميز في حياته ـ رحمه الله ـ إذ هي بيتُ القصيد في هذه العجالة، وذلك فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ سلامة صدره لإخوانه، فهو لا يحمل إلا الحب والمودة، بل لو أردته أن يحمل غير ذلك ما قدر، ولا يجد في نفسه خصاصة، ولا حسداً، بل ـ والله ـ إنه لأعظم الناس فرحاً بما يكتبه الله على يد أحد إخوانه من خير في العلم والدعوة.
2 ـ حدبه على الدعوة، ونشاطه الكبير فيها، وحرقته على هداية الناس ـ والشباب خصوصاً ـ وأكثر ما تراه ضائق الصدر إذا علم بانتكاسةِ شابٍ أو انحرافِ مهتدٍ، وكان كثيراً ما يردد: نسأل الله الثبات، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، خصوصاً إذا جاء الحديث عن بعض الشباب الذين أصابتهم لوثة من شبهة أو شهوة.
وهذا الموضوع ـ أعني بذله لنفسه في الدعوة ـ يحتاج إلى بسط يليق بسيرته الحافلة ـ ليس هذا مقامه ـ، ولكني أشهد الله أنني لا أعرف أحداً من أصحابنا وفي بلدنا ـ على مرّ ثلاثين سنة ماضية ـ من يجتهدُ جهدَه، ولو شئتَ لقلتَ فصدقتَ: إن العين لم تخطئ هذا الرجل في أي ميدان من ميادين الدعوة المتاحة له: خطيباً، أو معلماً في درس العلم، أو مواسياً للمحتاج، أو مشاركاً في لجنة خيرية، أو منشطٍ دعوي.
3 ـ احتسابه على المنكرات بالحكمة والموعظة الحسنة، ووقوفه مع الإخوة الذين يتواصلون معه بهذا الخصوص.
4 ـ حرصهُ على الإخلاص، وإخفاء ما يستطيع من أعماله، لذا عرف بين إخوانه بأنه داعية خفيٌّ ـ ولا أزكيه على الله ـ ولعل جنازته كشفت عن شيء من ذلك، والأيام حبلى وستظهر بعض سيرته وخفايا أعماله، من خلال ما يجتمع لديّ من أخبار طلابه ومحبيه المقربين منه، خصوصاً في سنواته الأخيرة.
5 ـ صبره على تربية الشباب وتحمله مشاق هذا النوع من التربية، ولا يدرك هذا إلا من جرّبه وعاناه.
لقد كان الشيخ ـ رحمه الله ـ طيلة العقدين الماضيين حريصاً ـ مع بعض إخوانه ـ على الحج بالشباب الذين لم يسبق لهم أداء الفريضة، ولم تكن تلك الرحلة مجرد رحلة لأداء الفريضة فحسب، بل كانت رحلةً إيمانية، تربوية، تتجلى فيها معاشرة الشيخ الطيبة، وطيب أرومته، ولين عريكته، رحمه الله.
وأعرف عنه يقيناً لا أشك فيه، أنه كان ـ حتى آخر لحظة من حياته ـ يصرف من ماله كثيراً في سبيل الدعوة منذ أن وضع قدمه على هذا الطريق منذ عشرين عاماً تقريباً، مع قلة ذات يده في أوائل أمره، وبالذات قبل أن يستقر في سلك التعليم، بل كتب إليّ بعض المقربين أن سياراته التي كان يملكها إلى وقت قريب (هايلكس م 99) كانت تذهب إلى مكة والمدينة وغيرها من المناطق بدونه أكثر من ذهابها وهو يقودها بنفسه، فأي بذلٍ هذا؟! فضلاً عن صور أخرى لعلها تذكر في الترجمة المطولة.
6 ـ تواضعه الجم، وهضمه لنفسه في ذات الله تعالى، ظهر هذا لي بيقين في مواقف شتى، لعل الترجمة المطولة تتسع لذكر شيءٍ من ذلك ـ إن شاء الله ـ.
7 ـ زهده، ومعرفته بحقيقة الدنيا، فالشهرة لم تكن تعني له شيئاً أبداً، ولم يكن يبالي بكثير من المظاهر التي تستهوي الكثيرين من لداته وأترابه.
هذه الصفات والمعالم ـ وغيرها مما قد يخفى عليّ ـ أكسبته حبّ عشيرته، وزملائه في العمل وشركائه في الدعوة، وأهل بلده وغيرهم ممن عرفوه داعيةً، ناصحاً، باذلاً. ووالله إني لا أحصي كم هي رسائل التعازي، والبريد الالكتروني، والمكالمات التي وصلتني تعزيني فيه ـ رحمة الله عليه ـ من أناس أعرفهم، وأكثرهم لا أعرفهم.
وسبحان الله! منذ أن جاءني خبر نعيه، وهذه الآية تلوح أمام ناظري: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب/23]، وليس هذا بعجيب، بل الأعجب أن كثيراً من الزملاء من طلاب العلم ذكروا لي هذا الشعور، فتعجبت من هذا التوارد!
ولعل جنازته المهيبة ـ التي لا أذكر أنني رأيت مثلها في بلدنا ـ كشفتْ لكل الحاضرين شيئاً من حب الناس له، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ـ: "أنتم شهداء الله في الأرض"، حتى إن كثيراً ـ الذين جاءوا من خارج المحافظة ـ، تعجبوا من ظهور التفجع على أوجه الجميع ـ كما حدثني بذلك بعضهم ـ، وما هذا إلا قرينة على ما وضعه الله لهذا الشيخ المبارك من القبول والمحبة، وإنا لنرجو ـ إن شاء الله ـ أن تكون علامة قبول في السماء!
(يُتْبَعُ)
(/)
الله أكبر .. إنها المحبة والمودة التي لا يمكن أن تشترى، ولا أن يجامل الناس فيها، ولذا اشتهرت كلمة الإمام أحمد: قولوا لأهل البدع، بيننا وبينكم يوم الجنائز!
ومن أراد أن يطلع على شيء من مكانة الشيخ عند محبيه والذين عرفوه، فليقرأ التعليقات التي كتبت على آخر مقالٍ له، والذي نشر في موقع المسلم بعنوان: "صوم مودع" والذي نشر في 3/ 9/1429هـ.
بكيتك يا أُخَيَّ بدمع عيني ... فلم يغن البكاء عليك شيئاً
وكانت في حياتك لي عظات ... فأنت اليومَ أوعظَ منك حياً
ومما يسلي النفس ـ وهي تودع حبيبها ـ أن الشيخ أبا حذيفة ـ رحمه الله ـ مات جسده، وبقي بدعوته، وآثاره الحسنة، وبصماته المتميزة.
ومن جميل صنع الله له، أن بادر ـ رحمه الله ـ إلى طبعِ جملةٍ من المقالات في كتاب أسماه: [أبواب في العلم والدعوة والتربية] وقد نشرته مكتبة طيبة، فضلاً عن عدد مبارك من المقالات التي نشرت في مجلة البيان ـ كان آخرها الذي نشر في مجلة البيان بعنوانمعالم في طريق التوبة) في عدد رمضان الحالي ـ، ومقالاتٍ في موقع المسلم، وغيرها ذلك كثير.
كما أن للشيخ ـ رحمه الله ـ عدداً من الطلاب الذين أفادوا من علمه، وزرع فيهم مع العلم: الأدب والخلق، يرجى أن يخرج الله منهم عشرات يحملون همّ الدعوة إلى الله كما حمّلهم شيخهم هذا الهم قولاً وعملاً.
وإني لأرجو الله ـ وهو أهلُ الجود والكرم، وأنه عند حسن ظن عبده به ـ أن يكون لأبي حذيفة ـ رحمه الله ـ نصيبٌ مما تمناه وعبّر عنه في رسالته "أوراق دعوية" حيث قال: "فلله! كم للدعاة من أجر يتتابع عليهم في حياتهم وبعد مماتهم؟! يأتون يوم القيامة، فإذا حسنات كالجبال لايذكرون أنهم فعلوها، لكنهم كانوا السبب فيها" اهـ.
نعم أبا حذيفة .. لن تنساك عقلة الصقور .. ولا البجادية .. ولا بلدك التي كنت باراً بها تمام البر، فوالله لو نطقت جميعة تحفيظ القرآن، أو معهد معلمات القرآن، والمراكز الصيفية لشهدت لك بأنك كنت عضواً فاعلاً فيها.
وأهمس ـ في ختام هذه الأسطر ـ في آذان إخوتي من محبي الشيخ من زملاء وطلاب، وأذكرهم بأن من عظمة هذا الدين أنه لم يربط أتباعه، ولم يعلق انتصاره بأشخاص مهما عظمت مكانتهم، حتى لو كان ذلك الشخص هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران/144].
يقول العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ معلقاً على هذه الآية: (وفي هذه الآية الكريمة إرشادٌ من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن إيمانهم أو عن بعض لوازمه، فقدُ رئيس ولو عظم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمر من أمور الدين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه، إذا فقد أحدهم قام به غيره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس، فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم) انتهى كلامه رحمه الله.
أرجو أن يكون في هذه الأسطر ما يكشف شيئاً من سيرة صديقنا وحبيبنا وأخينا الداعية الصادق، والمربي الفاضل أبي حذيفة: إبراهيم بن صالح الدحيم رحمه الله، ولعل الله تعالى أن ينسأ في الأجل لكتابة مطولة كما وعدت بذلك في أول المقال.
اللهم اغفر لأبي حذيفة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه.
سلام عليك أبا حذيفة يوم ولدت، وسلام عليك يوم مت، وسلام عليك يوم تبعث حياً، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الدعاة والمصلحين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. عمر بن عبد الله المقبل | 18/ 9/1429
المصدر: http://www.almoslim.net/node/99442.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 12:36]ـ
((هو فارس لا يترجل، أَلِفَ صهوة الخيل فلا غير، عشق القمم فما عاد يعرف للأودية سبيلاً ولا إليها طريقاً .. سارت هموم الناس في أفلاك شهواتهم، وسار نجم همه في أفلاك دعوته, فهو آخذ بزمام فرسه، طائر على جناح السرعة، قد نصب خيمته في صحراء التائهين، وأوقد ناره عندها كي يراه المنقطعون فيقصدونه, فيستنقذ منهم غافلاً ويعلم فيهم جاهلاً ويرشد فيهم حائرًا))
رحم الله شيخنا وغفر له وجعل الفردوس منزله، آمين.
ـ[حرملة]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 11:36]ـ
رحمه الله، ولكن أما كان الأولى أن تحذف عبارة " ... لم يمت"(/)
ليلة القدر للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 02:30]ـ
قال العالم الموسوعي، أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى:
" اعلموا أن ليلة القدر في رمضان خاصة دون سائر العام، والبرهان على ذلك برهان مركب من نصين كريمين.
قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "، فنزول القرآن في شهر رمضان مقدمة أولى.
وقال تعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر "، فهذه مقدمة ثانية: أعني نزول القرآن في ليلة القدر.
النتيجة: أن ليلة القدر في رمضان، لأن القرآن نزل في رمضان، ورمضان عدة ليال، وقد نزل في ليلة القدر.
فصح أن ليلة القدر من ليالي رمضان، وليلة القدر ثابتة إلى يوم القيامة، لايخلو رمضان ما من ليلة القدر.
والبرهان على ذلك عدة أمور:
أولها: أن الله قال عنها (تنزّل الملائكة والروح فيها) ولم يقل تنزّلت.
فصيغة المستقبل (تنزّل) دالة على الديمومة.
وثانيها: إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على ذلك، ولا معنى لأي خلاف بعدهم، بل أجمع على ذلك المحدثون وجمهور الفقهاء.
وثالثها: قال صلى الله عليه وسلم: " ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ". رواه البخاري وغيره.
فهذا خطاب عام للأمة المحمدية إلى ان تقوم الساعة وينقطع التكليف.
وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا بقيام ليلة القدر ولايكون في رمضان ليلة قدر كما زعمت الرافضة وقلة تابعتهم من أهل الرأي.
ورابعها: أن النصوص تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نتحراها في العشر الأواخر من رمضان.
وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمرنا بتحري معدوم.
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر من مواسم العمر التي لا تعوض لما فيها من فيوض رحمة الله وعفوه وعونه على الاستقامة والثبات.
وإنني لأبكي عمري في سنوات كنت فيها من الغافلين.
والقاعدة للعبد المسلم أن أجره على قدر نصبه.
ولهذا لم يعين الله ليلتها ليحصل الجد في تحريها، وليظهر صدق عبودية من يلتمسها.
ولم يغيب الله علمها بإطلاق رفقاً بعباده ورحمة. وإنما حددها في ليلة مبهمة من عشر ليال آخر الشهر، فليس من الشاق على العبد أن يجتهد في العبادة عشر ليال، ومضمون له أن يوافق ليلة القدر في إحداهن.
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن المواسم الخيرة تبهم في زمان معين كساعة الإجابة في يوم الجمعة للملمح الذي ذكرته لكم.
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن الخلاف في تعيين ليلة القدر بلغ أربعين قولا.
وهكذا يكون التشتت في ابتغاء تعيين مالم يقض الله بتعيينه لخلقه.
والذي أوصي به كل مسلم أن يعتقد جازماً بلا تردد أن لا سبيل إلى احتمال أن ليلة القدر في ليلة معينة بأي دلالة شرعية. وأنه لا مطمح للعبد في موافقة ليلة القدر بيقين لا شك فيه إلا إذا اجتهد في العبادة واعتبر كل ليلة من العشر الأواخر ليلة قدر، فها هنا لن يخيب، وسيكون وافق ليلة القدر حتما.
وإنما قلت لا دلالة في نصوص الشرع البتة على أن ليلة القدر في ليلة معينة ـ وإن ورد النص بأنها في الوتر من العشر الأواخر ـ لعدة براهين ضرورية لا محيد عنها:
أولها: أن المسلم لا يعلم بداية العشر الأواخر من رمضان حتى يطلع هلال شوال.
فيحتمل أن يكون الشهر ثلاثين يوما فتكون ليلة واحد وعشرين أولى ليالي العشر الأواخر، وتكون ليالي الوتر ليالي 21، و 23، و25، و27، و 29.
ويحتمل أن يكون الشهر تسعة وعشرين يوما فتكون ليلة عشرين أولى ليالي العشر الأواخر، وتكون ليالي الوتر من ليالي العشر الأواخر ليلة 20، و 22، و 24، و 26، و 28، و30.
وكل هذا لا سبيل إلى العلم به إلّا بعد هلال شوال، والعلم بليالي الوتر بعد ذلك لا ينفع من أضاع ليالي من العشر يحسبها غير وتر فكشف طلوع هلال شوال عن كونها وترا.
فهذا يعني أن تحري ليلة القدر يبدأ من ليلة عشرين إلى طلوع هلال شوال، وهذا أمر غفل عنه علماء العصر، ولم يتعلمه عوام المسلمين الحريصون على تحري ليلة القدر.
وثاني البراهين: أنه لم يرد في الشرع نصب علامة على ليلة القدر تكون في بدايتها، وإنما ورد علامتان في صبيحتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
إحداهما: خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو رؤياه الكريمة أن يسجد في صبيحتها على ماء وطين.
وقد صح أن المسجد وكف بالمطر في صبيحة ليلة إحدى وعشرين، وفي ليلة ثلاث وعشرين. ولم يثبت أن المسجد لم يكف بقية العشر.
قال أبو عبدالرحمن: ولا نستبعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ليلة القدر بتحقق رؤياه بعد ما أنسيها، ولكنه لم يعينها لأمته فأمر بتحريها في الوتر من العشر، وقد قلت لكم إن كل ليلة منذ ليلة العشرين يحتمل أن تكون وترا إلى أن يطلع هلال شوال.
وأخراهما: أن شمس صبيحتها تطلع بلا شعاع.
وما ضمن الله لنا علم ذلك، فقد يكون ذلك أول طلوعها قبل أن تشرق علينا فنراها.
وثالث البراهين: لو كانت ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة.
ولو كانت ليلة سبع وعشرين ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها.
قال ذلك بمقابل أن رجالاً رأوا أنها ليلة سبع وعشرين.
وإذن فكل ليلة من ليالي الوتر ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تفسير للوتر وليست تعييناً لليلة.
ألا فليعلم جميع المسلمين أن المسلم لن يضمن موافقة اجتهاده في العبادة والدعاء لليلة القدر حتى يجتهد العشر الأواخر كلها ابتداء من ليلة عشرين.
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر غير متنقلة بمعنى أن تكون في عام مثلاً ليلة ثلاث وعشرين، وفي عام ليلة سبع وعشرين. بل هي ليلة واحدة ثابتة معينة فعلم الله مبهمة في علم الخلق.
والبرهان على ذلك أن الله سبحانه قال: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر).
ولم يقل في ليلة قدر.
وبرهان آخر وهو أنها لو كانت متنقلة لكانت رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم للدلالة على عام واحد، وليس كذلك سياق الحديث، فسياقه يدل على أنها ليلة ثابتة.
وبرهان ثالث وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في العشر الآواخر في تسع يمضين أو في سبع يبقين.
ولو كانت متنقلة لقال: تارة في تسع، وتارة في سبع.
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي غير متلو، وما كان ربك نسيا.
واعلموا ـ أيها الأحباب ـ أن ليلة القدر عظيمة القدر لقوله تعالى (خير من ألف شهر). فهذا أحد معاني تسميتها.
وهي أيضاً ليلة تقدير لقوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) وقوله تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر).
وهذا شامل لتقدير الأقدار والأرزاق والآجال في تلك السنة.
وتعليل التسمية بأكثر من معنى وارد، فإننا نجد في الصلاة الشرعية جميع المعاني اللغوية لمادة الصاد واللام والحرف المعتل.
وحري بمن تحرى ليلة القدر أن يحسن الله خاتمته وأن يحييه حياة طيبة، لأن الله يمحو ويثبت، وتحري ليلة القدر التجاء إلى الله واستعاذة بقدرته في وقت إجابة وتقدير وسلام إلى مطلع الفجر.
وما أفتيتكم ـ أيها الأحباب ـ إلّا بمقتضى أصول الأخذ بالظاهر التي أرجو أن ألقى الله عليها متمثلاً لمقتضاها غير مغير ولا مبدل ولا صارف بلا برهان.
ولقد بكرت لكم بالحديث عن ليلة القدر قبل أوقات تحريها لتعقدوا العزم في وقت مبكر، ولتوطنوا النفس، وليكون عندكم مهلة للمراجعة إن لم تثقوا بفتواي، والله المستعان ".
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:09]ـ
بارك الله فيك أخى أبى محمد وفى شيخنا ابن عقيل
ـ[جمال عبيدة]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 12:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو ارسال جميع مشاركتكم الى عنواني ولكم الشكر
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 04:08]ـ
بارك الله فيكم.
بل ليلة القدر تتنقل على الصحيح، والأدلة في ذلك يطول ذكرها.
وهذه السنة - والله أعلم - كانت في ليلة السابع والعشرين. لأن صبيحتها خرجت الشمس كأنها قمر، وقد تحريت ذلك أنا وبعض الإخوة.
والله الموفق.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 04:02]ـ
و انا كذلك تحريتها عندنا فغلب الظن انها السابع و العشرين بهده الأمارة و أمارات أخرى أمد الله في عمر الشيخ الوالد و لاحرمنا من فوائده(/)
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا، إذا كانت النقود أكثر نفعا من الطعام؟
السؤال الثاني: أو حالة صعوبة إيصال الطعام إلى المسلمين الأكثر حاجة إلا عن طريق بعث المال الذي يستعمل لشراء الطعام في بلدهم علما أنه لن يصلهم إلا بعد صلاة العيد، و لعله بعد أيام؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الياسمين الظاهري]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 12:53]ـ
فتوى فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في زكاة الفطر
الذين يقولون بجواز إخراج صدقة الفطر نقودا هم مخطئون لأنهم يخالفون النص: حديث الرسول عليه السلام الذي يرويه الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال:" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من أقط " فعين رسول الله هذه الفريضة التي فرضها الرسول عليه السلام ائتمارا بأمر ربه إليه ليس نقودا وإنما هو طعام مما يقتاته أهل البلد في ذلك الزمان فمعنى هذا الحديث أن المقصود به ليس هو الترفيه عن الناس الفقراء والمساكين يلبسوا الجديد والنظيف وو ... الخ وإنما هو إغنائهم من الطعام والشراب في ذاك اليوم وفيما يليه من الأيام من بعد العيد. وحين أقول بعد العيد فإنما أعني أن يوم الفطر هو العيد أما اليوم الثاني والثالث فليسوا من العيد في شيء إطلاقا، فعيد الفطر هو يوم واحد فقط وعيد الأضحى هو أربعة أيام فالمقصود بفرض صدقة الفطر من هذا الطعام المعود في تلك الأيام هو إغناء الفقراء والمساكين في اليوم الأول من عيد الفطر ثم ما بعد ذلك من أيام طالت أو قصرت.
فحينما يأتي انسان ويقول لا، نخرج القيمة هذا أفضل للفقير، هذا يخطئ مرتين:
المرة الأولى: أنه خالف النص والقضية تعبدية هذا أقل ما يقال.
لكن الناحية الثانية: خطيرة جدا لأنها تعني أن الشارع الحكيم ألا وهو رب العالمين حينما أوحى إلى نبيه الكريم أن يفرض على الأمة إطعام صاع من هذه الأطعمة مش داري هو ولا عارف مصلحة الفقراء والمساكين، كما عرف هؤلاء الذين يزعمون بأنه إخراج القيمة أفضل، لو كان إخراج القيمة أفضل لكان هو الأصل وكان الإطعام هو البدل لأن الذي يملك النقود يعرف أن يتصرف بها حسب حاجته إن كان بحاجة إلى الطعام اشترى الطعام،إن كان بحاجة إلى الشراب اشترى الشراب، إن كان بحاجة إلى الثياب اشترى الثياب فلماذا عدل الشارع عن فرض القيمة أو فرض دراهم أو دنانير إلى فرض ما هو طعام إذن له غاية، فلذلك حدد المفروض ألا وهو الطعام من هذه الأنواع المنصوصة في هذا الحديث وفي غيره، فانحراف بعض الناس عن تطبيق النص إلى البديل الذي هو النقد هذا اتهام للشارع بأنه لم يحسن التشريع لأن تشريعهم أفضل وأنفع للفقير هذا لو قصده، كفر به لكنهم لا يقصدون هذا الشيء، لكنهم يتكلمون بكلام هو عين الخطأ، إذن لا يجوز إلا إخراج ما نصّ عليه الشارع الحكيم وهو طعام على كل حال.
وهنا ملاحظة لابد من ذكرها، لقد فرض الشارع أنواع من هذه الأطعمة لأنها كانت هي المعروفة في عهد النبوة والرسالة لكن اليوم وجدت أطعمة نابت مناب تلك الأطعمة، اليوم لا يوجد من يأكل الشعير، بل ولا يوجد من يأكل القمح والحب لأنه الحب يتطلب شيء آخر وهو أن يوجد هناك الطاحونة ويتطلب وجود تنور صغيرأو كبير كما لا يزال موجود في بعض القرى، فلما هذه الأطعمة أصبحت في حكم المتروك المهجور فيجب حينئذ أن نخرج البديل من الطعام وليس النقود، لأننا حينما نخرج البديل من الطعام صرنا مع الشرع فيما شرع من أنواع الطعام المعروفة في ذلك الزمان. أما حينما نقول نخرج البديل وهو النقود وردعلينا أن الشارع الحكيم ما أحسن التشريع لأننا نقطع جميعا على أن النقود هي أوسع استعمالا من الطعام، لكن لما رأينا الشارع الحكيم فرض طعاما ووجدنا هذا الطعام غير ماشي اليوم حينئذ لازم نحط عن بديله. بديل مثلا الأرز أي بيت يستغني عن أكل الأرز؟ لا أحد، لا فقير ولا غني إذن بدل القمح بنطلع الأرز أوبنطلع السكر مثلا أو نحو ذلك من أي طعام.
يوجد في بعض الأحاديث الأقط والأقط هو اللي بيسموه هنا الجميد يمكن الإنسان يطلّع من هذا الطعام لكن حقيقة بالنسبة لنحن في سوريا في العواصم مش معروف الجميد لكن في كثيرمن القرى معروف وإذا أخرج الإنسان جميدا لبعض الفقراء والمساكين ماشي الحال تماما بس هذا يحتاج إلى شيء من المعرفة انه هذا الإنسان يستعمل الجميد وإلا لا،الذي أراه أنه لا يغلب استعماله كذلك منصوص في بعض الأحاديث التمر لكن أعتقد أنه التمر في هذه البلاد لا يكثر استعماله كما يستعمل في السعودية مثلا فهناك طعامه مغذي فربما يقيتوهم ويغنيهم عن كثير من الأطعمة، المهم الواجب ابتداءا وأصالة إخراج شيء من هذه الأنواع المنصوصة في نفس الحديث ولا يخرج إلى طعام آخر كبديل عنه إلا إذا كان لا يوجد حوله فقراء ومساكين يأكلون من هذا الطعام الذي هو مثلا كما قلنا الأقط أو التمر كذلك الزبيب مثلا الزبيب عندنا يؤكل لكن ما هو إيش ما هو؟ ما هو طعام اليوم يدّخرويقتاتون به فالأحسن فيما نعتقد والله أعلم هو إخراج الأرز ونحو ذلك مثل ما قلنا أو الفريك فهذه الأقوات يأكلها كل الطبقات من الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــ
المصدر:
سلسلة الهدى والنور لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله (شريط رقم 274 الدقيقة: 55)
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 07:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو الياسمين الظاهري: جزيت الجنة .. ولاتمام الفائدة ارجوا ان تدل اخاك على بحث جامع يناقش مجمل ادلة من يرى جواز اخراج القيمة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:37]ـ
اليك أخى هذا الكتاب وهو الجامع لاحكامالصيام وأعمال شهر رمضان للشيخ أحمد حطيبة
http://www.saaid.net/book/8/1441.zip
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 02:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوزكرياالمهاجر:جزيت الجنة
وهذا جزء من رسالة للشيخ ابي رقية الذهبي بعنوان:
فوح العطر بمختصر احكام زكاة الفطر
حكم اخراج زكاة الفطر قيمة (=من غير جنس الطعام)
لايجوز اخراج زكاة الفطر قيمة (=نقودا او من اي جنس غير الطعام كالملابس-مثلا-) على القول (الصحيح الراجح) من اقوال اهل العلم
ولا تجزئ عمن اخرجها قيمة وهذا للاسباب الآتية:
1 - لان الاصل في العبادات التوقيف على الكتاب والسنة فلا يجوز لاحد ان يتعبد عبادة بكيف معين الا ان يكون ذلك الكيف وارداعن الله او عن رسوله صلى الله عليه وسلم القائل: (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد) وقد فر اله تز وجل الفطر بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم على عامة المسلمين صاعا من طعام او تمر .... الخ فلا يجوز مخالفة ذلك لقوله: (فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم)
2 - لان اخراجها نقودا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فانهم اخرجوها طعاما برغم توافر المال حينذاك وبرغم حاجتهم اليه وقد كان مجتمعهم اشد فقرا وحاجة من مجتمعنا اليوم
3 - لان الله عز وجل شرع انواعا للزكاة ونص في كل نوع على اخراج اشياء من جنسه فنص في الزروع على زرع وفي المال منه وفي الانعام منها
وفي الكفارات على كسوة و اطعام وعتق رقبة وفي الفطر على طعام ولم يذكر معه غيره فدل هذا التغاير ان هذه النصوص مقصودة لله كل في موضعه
4 - لان اخراج زكاة الفطر طعاما ينضبط بالصاع اما اخراها نقودا فلا ينضبط لان النبي صلى الله عليه وسلم عينها من اجناس مختلفة واقيامها (=اثمانها) غالبا مختلفة فدل ذلك على ان القيمة ليست معتبرة وان المعتبر هو المقدار (=صاع) والا فعلى قيمة (=ثمن) اي شئ تحدد الزكاة؟!
5 - لان اخراجها طعاما يناسب كل زمان ومكان وحال فما قيمة النقود في حال الحروب او التضخم الاقتصادي او الاحتكار وارتفاع الاسعار والغلاء كما هو حاصل الآن؟! ولاحول ولاقوة الا بالله
6 - لان اخراج زكاةالفطر طعاما هو قول الجماهير العريضة من اهل العلم بما فيها المذاهب الثلاثة (=المالكية والشافعية والحنابلة) ولم يخالف الا ابوحنيفة- رحمه لله- واليك طرفا من اقوالهم:
قال الامام مالك-المدونة الكبرى (2/ 385) -: (ولا يجزئ ان يجعل الرجل مكان زكاة الفطر عرضا من العروض [اي قيمة] وليس كذلك امر النبي عليه الصلاة والسلام
قال الامام الشافعي-المجموع (6/ 110) وانظر الام (2/ 72) -: (لاتجزئ القيمة [اي: في زكاة الفطر] وقال الامام النووي (من مشاهير الشافعية) -شرح مسلم (7/ 60): (ولم يجز عامة الفقهاء اخراج القيمة).
قال الامام احمد-المغني (2/ 352) -: (لا يعطى قيمته قيل له: يقولون: عمر ابن عبد العزيز كان ياخذ القيمة قال: يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون قال فلان؟ قال ابن عمر رضي الله عنه (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ) وقال الله: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول) وقال قوم يردون السنن: قال فلان وقال فلان!!)
8 - لان المسلم اذا عمل بقول الجمهور واخرج زكاته طعاما برئت ذمته عند جميع الائمة واما اذااخرج القيمة مع وجود الطعام فانه يكون آثما ويبقى مطالبا بواجب على قول اكثر العلماء والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (دع ما يريبك الى ما لا يريبك) ويقول: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه) مسلم (1599)
ـ[التبريزي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا، إذا كانت النقود أكثر نفعا من الطعام؟
السؤال الثاني: أو حالة صعوبة إيصال الطعام إلى المسلمين الأكثر حاجة إلا عن طريق بعث المال الذي يستعمل لشراء الطعام في بلدهم علما أنه لن يصلهم إلا بعد صلاة العيد، و لعله بعد أيام؟
و جزاكم الله خيرا
عند البحث حول حكم مختلف فيه كحكم إخراج زكاة الفطر نقدا، يجب أن ننظر إلى فقه النص بدل الإقتصار على ظاهر النص، فعند إخراج الزكاة أرزا بمقدار 10 كجم مثلا، نجد سعر شراء الكيس الآن 75 ريالا يزيد أو ينقص قليلا، فإذا أ ُعطي البعض كيس أرز وزنه 10 كجم يقوم ببيعها بـ 60 ريالا لأصحاب المتاجر، وهذا فيه خسارة 15 ريالا ....
فأيهما أولى؟ يعطى الفقير زكاة الفطر 75 ريالا نقدا؟ أم يعطى 60 ريالا نقدا؟
هل من الفقه أن نقول: نخرج الزكاة أرزا، والفقير حرٌ بما امتلكه إن أراد أن يأكله أو أراد أن يبيعه حتى بمبلغ زهيد؟!!
وهناك حل وسط:
ينظر في الأمر، فإن كان الفقير سيأكل الزكاة طعاما ولا يحتاج إلى المال فيعطى الزكاة كما هو محدد، فإن كان يحتاج المال وينوي بيع الزكاة فيعطى الزكاة نقدا ... وهنا استفاد المبلغ كاملا، وقُطع الطريق على عصابة آكلي الزكاة من التجار الجشعين، والله أعلم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيكم.
هذا رابط مفيد فيه بحث هذه المسألة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7819&highlight=%D2%DF%C7%C9+%C7%E1% DD%D8%D1
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 04:55]ـ
وهذا رابط آخر في ملتقى أهل الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83606&highlight=%22%D2%DF%C7%C9+%C7% E1%DD%D8%D1%22
ـ[حرملة]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 12:14]ـ
مضرب الخلاف بين جماهير العلماء الذين منعوا من ذلك وبين من أجازوه كبعض الصحابة وعمر ابن عبد العزيز، والحسن البصري، و سفيان الثوري، و الإمام البخاري، و أبي حنيفة وأصحابه، وشيخ الإسلام ابن تيمية، مع اختلاف هذا الفريق في إطلاقها أو تقييدها هو هل نأخذ في المسألة، بظاهر النص أم باعتبار المصلحة الراجحة التي شرع الله من أجلها فريضة الزكاة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية "وأما إذا أعطاه القيمة ففيه نزاع: هل يجوز مطلقاً؟ أو لا يجوز مطلقاً؟ أو يجوز في بعض الصور للحاجة، أو المصلحة الراجحة؟ على ثلاثة أقوال ـ في مذهب أحمد وغيره ـ وهذا القول أعدل الأقوال" وقال أيضا " والأظهر في هذا: أن إخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع منه ... إلى أن قال رحمه الله: "وأما إخراج القيمة للحاجة، أو المصلحة، أو العدل فلا بأس به"
وعلى هذا يجوز مثلا للمسلمين في الغرب حيث لا يأخذ أحد صاعا من طعام ويكثر التعامل بالنقود أن يدفعوا زكاة الفطر نقداً.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 02:43]ـ
لايجب التشنيع على من اجازوا اخراج القيمة واتهامهم بمخالفة النبى صلى الله عليه وسلم فهذة جرأة عليهم ومنهم صحابة وتابعون وائمة هدى فإن قالوا
لا اجتهاد مع النص
قلنا
هذا ليس اجتهاد مع النص بل هو
اجتهاد فى فهم النص
فهو خلاف معتبر فلاداعى للتهويل بارك الله فيكم وتقبل منا ومنكم
ـ[التبريزي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 03:29]ـ
مضرب الخلاف بين جماهير العلماء الذين منعوا من ذلك وبين من أجازوه كبعض الصحابة وعمر ابن عبد العزيز، والحسن البصري، و سفيان الثوري، و الإمام البخاري، و أبي حنيفة وأصحابه، وشيخ الإسلام ابن تيمية، مع اختلاف هذا الفريق في إطلاقها أو تقييدها هو هل نأخذ في المسألة، بظاهر النص أم باعتبار المصلحة الراجحة التي شرع الله من أجلها فريضة الزكاة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية "وأما إذا أعطاه القيمة ففيه نزاع: هل يجوز مطلقاً؟ أو لا يجوز مطلقاً؟ أو يجوز في بعض الصور للحاجة، أو المصلحة الراجحة؟ على ثلاثة أقوال ـ في مذهب أحمد وغيره ـ وهذا القول أعدل الأقوال" وقال أيضا " والأظهر في هذا: أن إخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع منه ... إلى أن قال رحمه الله: "وأما إخراج القيمة للحاجة، أو المصلحة، أو العدل فلا بأس به"
وعلى هذا يجوز مثلا للمسلمين في الغرب حيث لا يأخذ أحد صاعا من طعام ويكثر التعامل بالنقود أن يدفعوا زكاة الفطر نقداً.
*****************************
لايجب التشنيع على من اجازوا اخراج القيمة واتهامهم بمخالفة النبى صلى الله عليه وسلم فهذة جرأة عليهم ومنهم صحابة وتابعون وائمة هدى فإن قالوا
لا اجتهاد مع النص
قلنا
هذا ليس اجتهاد مع النص بل هو
اجتهاد فى فهم النص
فهو خلاف معتبر فلاداعى للتهويل بارك الله فيكم وتقبل منا ومنكم
ردان موفقان ....
عند البحث حول حكم مختلف فيه كحكم إخراج زكاة الفطر نقدا، يجب أن ننظر إلى فقه النص بدل الإقتصار على ظاهر النص، فإذا أجازه بعض الصحابة و الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز والحسن البصري و سفيان الثوري والأحناف فإنما اجتهدوا في فقه النص ورأيهم هو المقدم في بعض البلدان كمسلمي الغرب، وكالفقراء الذين يبيعون ما يُعطون من زكاة الطعام لسد احتياجاتهم فيبيعونها بمبلغ زهيد ..
ـ[أبو الياسمين الظاهري]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 04:27]ـ
إخواني الأفاضل القائلين بجواز إخراج صدقة الفطر نقداً ..
1 - إخراج زكاة الفطر من الأمور التعبدية فهي توقيف من الله عز وجل لا يزاد فيه ولا ينقص فمن يخرج زكاة الفطر نقوداً لا يختلف عمن يصلي الظهر خمساً بحجة أن هذا يزيد في الأجر وتسبيح أكثر وسجود أكثر ...
2 - هل منكم من يقول أن توزيع ثمن الأضحية يجزيء عن توزيع اللحم وهل يعتبر من فعل ذلك قد ضحّى؟؟
كذلك الكفارات التي وردت بالاطعام ..
3 - النقد موجود في زمن التشريع وحاجة الناس له موجودة والأغنياء من الصحابة الذين لو أخرج واحدهم صاع دراهم بدل صاع التمر لما ظهر لذلك أثر في ماله هؤلاء كانوا موجودين ...
4 - صدقة الفطر طعمة لمن لا يجد طعاماً في يوم العيد فهي تغنيه عن السؤال في ذلك اليوم ...
ومن وجد عنده طعام يكفيه ذلك اليوم فليست صدقة الفطر له وليس هو المسكين ..
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 04:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست ادري كيف فهم الاخوة الاكارم التشنيع على المخالفين ..
بل كان القصد من النقل هو الفائدة لا غير
ولاتمامها اقول:
جاء في خاتمة رسالة الشيخ ابي رقية هذه الملاحظة الدقيقة تحت عنوان:
تنبيه هام: برغم ان الخلاف ليس في امور العقيدة وانما هي مسالة تعبدية الا انها اضحت من اهم المسائل لاشتهار الراي القائل بجواز اخراج القيمة لدرجة ان بعض العوام ينكرون على من يخرج زكاته طعاما!! فعلى العلماء والوعاظ ان يعلموا: ان تعميم هذا القول بهذه الصورة يتضمن خطرا عظيما ففيه تبديل تغيير وتبديل لصورة الشرع الذي
انزله الله وفيه هجر لسنة النبي صلى الله عليه وسلم القائل:
(الا ليذادن (اي ليطردن) رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال اناديهم الا هلم فيقال: انهم قد بدلوا بعدك فاقول: سحقا سحقا (لمن بعدي)) مسلم249 والزيادة للبخاري 1427
فاتقوا الله وحافظوا على رسم الشرع حتى لا يتبدل وحافظوا على سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لعلم تفلحون
(لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) - (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 05:48]ـ
إخواني الأفاضل القائلين بجواز إخراج صدقة الفطر نقداً ..
1 - إخراج زكاة الفطر من الأمور التعبدية فهي توقيف من الله عز وجل لا يزاد فيه ولا ينقص فمن يخرج زكاة الفطر نقوداً لا يختلف عمن يصلي الظهر خمساً بحجة أن هذا يزيد في الأجر وتسبيح أكثر وسجود أكثر ...
2 - هل منكم من يقول أن توزيع ثمن الأضحية يجزيء عن توزيع اللحم وهل يعتبر من فعل ذلك قد ضحّى؟؟
كذلك الكفارات التي وردت بالاطعام ..
3 - النقد موجود في زمن التشريع وحاجة الناس له موجودة والأغنياء من الصحابة الذين لو أخرج واحدهم صاع دراهم بدل صاع التمر لما ظهر لذلك أثر في ماله هؤلاء كانوا موجودين ...
4 - صدقة الفطر طعمة لمن لا يجد طعاماً في يوم العيد فهي تغنيه عن السؤال في ذلك اليوم ...
ومن وجد عنده طعام يكفيه ذلك اليوم فليست صدقة الفطر له وليس هو المسكين ..
أخي الكريم:
1 - زكاة الفطر نقدا تختلف عن من يصلي الظهر خمسا، فصلاة الظهر خمسا باطلة وتشريع مستحدث لعبادة توقيفية لا مجال للإجتهاد فيها، بينما اجتهد الصحابة والتابعون في زكاة الفطر نقدا لمصلحة معلومة، أليست صدقة الفطر صاعا من طعام عن الفرد؟ فما العمل إذا قام المزكي وأخرج أكثر من صاع؟ هنا الزيادة مقبولة وفي الصلاة مرفوضة ..
2 - الأضحية لا تعطى لفقير قبل الذبح، وإنما تعطى بعد الذبح، فصار القياس خطأ بين الأضحية وزكاة الفطر .. والكفارات وردت بالإطعام والعتق والصوم ...
3 - بعض الصحابة أجاز إخراج الزكاة نقدا، ومثلهم بعض كبار علماء التابعين .. فإذا أجازوا إخراج الزكاة نقدا فلا يمنع أن يكونوا أخرجوها كما أفتوا ..
4 - صدقة الفطر طعمة للفقراء والمساكين، وفقراء اليوم عندهم قوت أيام وأسابيع، فإذا لم نجد من ليس لديه قوت يوم، فماذا نعمل بالزكاة؟ ألسنا مجبرين على إخراجها وإعطائها الفقراء الذين أرهقتهم تكاليف الحياة حتى لو كان عندهم قوت شهر؟!! فإذا أعطيناهم زكاة الفطر طعاما، ثم قاموا ببيعه نقدا بسعر أقل من سعره الأصلي لحاجتهم الشديدة إلى المال، أليس الأولى أن نعطيهم الزكاة نقدا بسعر قيمة الزكاة طعاما؟ أليس الأفضل أن تعطي الفقير 50 ريالا قيمة الطعام بدل أن تعطيه الطعام فيبيعه بـ 40 ريالا وربما أقل؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم التبريزي
ما الدليل على ان بعض الصحابة قد أجاز إخراج الزكاة نقدا؟
ـ[أبو الياسمين الظاهري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:48]ـ
أخي التبريزي:
1 - من أين أتيت باجتهاد الصحابة في دفع الزكاة نقداً؟ ولا أعرف إلا ماكان من معاوية رضي الله عنه في إخراجها نصف صاع من البر ..
ومن دفع صاعاً وزاد عليه فالصاع زكاة الفطر والزيادة صدقة ...
أما قولكم بالمصلحة والأولى وووو فهذا مثل من يمسح باطن الخف بحجة أنه أولى من ظاهره ..
2 - و الفطرة وردت بأصناف منصوص عليها فلا نزيد على ما ذكره النص ..
3 - ما من الصحابة من أخرج الزكاة نقداً وعليك برهان قولك ..
4 - زكاة الفطر واجب على قدر الاستطاعة فنخرج ما أمر الله بإخراجه إلى من أمرنا بأن نخرجها لهم
فإن لم نجد ما نخرجه مما أمرنا به سقط عنا الفرض حتى نجده وإن لم نجد من أمرنا بإخراجها لهم سقط عنا الفرض حتى نجدهم ..
وكل هذا واضح والحمد لله ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:01]ـ
........
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:23]ـ
قال ابن تيمية: (والثالث: أنه لا يجزئ إلا عند الحاجة، مثل من تجب عليه شاة في الإبل وليست عنده، ومثل من يبيع عنبه ورطبه قبل اليُبس، وهذا هو المنصوص عن أحمد صريحاً فإنه منع من إخراج القيم وجوزه في مواضع للحاجة، لكن من أصحابه من نقل عنه جوازه فجعلوا عنه في إخراج القيمة روايتين، واختاروا المنع لأنه المشهور عنه كقول الشافعي.).
وقال عن هذا القول الثالث بأنه أعدل الأقوال. وقال: (ومعلوم أن مصلحة وجوب العين قد يعارضها أحياناً في القيمة من المصلحة الراجحة وفي العين من المشقة المنفية شرعاً).
وقال في موطن آخر: (وأما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة أو العدل: فلا بأس به)
قلت: وقد قال بجواز إخراج القيمة في زكاة الفطر جماعة من أهل العلم الكبار:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحسن البصري، الأوزاعي، سفيان الثوري، عمر بن عبدالعزيز، وهو قول الأحناف، وقول لأشهب وابن القاسم من المالكية، ورواية عن أحمد لم يعتمدها متأخرو أصحابه. قال النووي: (وهو الظاهر من مذهب البخاري في صحيحه)، وأجازها أبو ثور وإسحاق للضرورة.
ويستدَل لهم بأدلة كثيرة، منها:
1 - فعل معاذ رضي الله عنه، أعلم الأمة بالحلال والحرام بشهادة نبيها، ووكيل النبي -صلى الله عليه وسلم- في جباية الزكاة باليمن، ثم وكيل عمر بها، فقد كان يقول لأهل اليمن: "ائتونى بخميص أو لبيس أسهل عليكم وخير لمن في المدينة من المهاجرين والأنصار" ..
وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم حجة؛ إذ من البعيد أن يخفى عليه فعل معاذ وهو وكيله الذي يبعث من الزكوات إلى المدينة، ولو كان في ذلك مخالفة لأنكر عليه بعض من معه من الصحابة، أو بعض من يقبضها بالمدينة ...
وللرد على من ادعى أن هذا إنما كان في الجزية لا في الزكاة، وعلى الاعتراض حول صحة الأثر ينظر هذا الرابط النفيس:
http://mmf-4.com/vb/showthread.php?t=725
قال الشيخ فؤاد وفقه الله (نقلا من الرابط):
والأقرب في نظري -والله أعلم- هو حمله على الصدقة لأمور:
*لورود لفظة "الصدقة" في الرواية التي علقها البخاري في صحيحه.
*ولوردها في رواية يحيى بن أدم في كتاب الخراج كما ذكر أحمد شاكر، وقد تأكدت من ذلك بنفسي.
*ولأنها هي اللفظة المشهورة كما قال ابن حجر.
*أن لفظة "الجزية" لم تأت من وجه صحيح ولا ضعيف بحسب ما وقفت عليه في البحث السابق.
*أن الصدقة هي الأصل والأكثر، لاسيما وقد دخل أكثر أهل اليمن في الإسلام أفواجا أفواجا.
*جاء في بعض الروايات المسندة كما عند البيهقي في السنن الكبرى: ائتوني بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير.
*أن في الرواية ما يشعر بأنها الصدقة فإنه قال: "فإنه أهون عليكم" وهذا النظر يكون في الغالب للمسلمين لا لغيرهم لاسيما ما كان في باب الجزية الذي قال الله فيه "حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" لاسيما إن أخذنا بالاعتبار التفسير الحسي للصغار في الآية كما هي طريقة جماعة من الفقهاء والمفسرين.
2 - فهم معاوية رضي الله عنه وقوله: "إني أرى أن مُدين من سمراء الشام تعدل صاعاً من تمر"، وأخذ الناس بذلك.
ومع مخالفة أبي سعيد لمعاوية رضي الله عنهما إلا أن الناس أخذوا بقول معاوية كما في صحيح مسلم وغيره، ومَن الناس هنا غير الصحابة والتابعين؟!.
3 - فهم جماعة من الصحابة آخرين؛ فقد جاء عن عمر وعثمان وعلي ومعاوية وابن عباس -رضي الله عنهم- أنهم أجازوا إخراج نصف صاع من سمراء الشام بدلاً عن الصاع من البُر. فعلى أي أساس جرى عدل هذه بتلك؟! أليست القيمة؟!.
بل أورد ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي إسحاق السَّبِيعي أنه قال: أدركتُهم وهم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام.
4 - بل لم ينكر الصحابة على ما كتبه عمر بن عبدالعزيز بأخذها نصف صاع عن كل إنسان أو قيمته نصف درهم، كما في مصنف ابن أبي شيبة، مع توافر الصحابة في زمانه ولم نعلم أن أحداً منهم أنكر عليه، ولا على عُمَّاله الذين يقبلون الدراهم في الفطرة، ولا على من أداها دراهم.
وأخرج ابن أبي شيبة قول الحسن البصري: لا بأس أن تُعطَى الدراهم في صدقة الفطر.
5 - المصلحة الراجحة اليوم؛ إذ الكثير من الفقراء يأخذ الطعام ويبيعه في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل، فهل يعقل أن يكون هذا الحال موافقاً لمقصود الشارع الحكيم؟! ولا شك أن مقصود الشارع من الزكاة إغناء المسكين وسد حاجته، لا بخسه أو إلجاؤه إلى بيع المدفوع إليه من الطعام.
6 - أن الشرع أجاز دفع القيمة للمصلحة، ففي جبرانات الإبل أجاز ذلك لمن لم توجد عنده الفريضة أن يخرج عشرين درهماً.
فلا شك أن هذا له حظ من النظر، ودليل جيد من الأثر. وبالله التوفيق.
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 03:12]ـ
السلام عليكم
و ما رأيكم يا اخوتي بالتمعن في هذه الايات
قال تعالى و لا يحض على طعام المسكين
وقال فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة
و قال انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جازاء و لا شكورا.
و قال و لا تحضون على طعام المسكين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتمعنوا كل هذه الايات في الاطعام هل يدخل فيها النقود ام لا ? ام ان الله سبحانه و تعالى ذكر الغالب و هو ان المسكين لا يجد ما يأكل لكن المعنى عام فهو من باب الخاص اريد به العام اي كل انواع التصدق فان فهمنا ذلك فهمنا ان زكاة الفطر نقدا داخلة في حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام و انما ذكر الاطعمة المشهورة بين قومه و الدليل انه لم يذكر الارز فلماذا الحقناه ?
اما من استدل ان ذكر الطعام بالاحاديث المراد منه الطعام فالايات ترد عليه فهي تذكر الاطعام لكن المقصود منها اوسع و الله اعلم
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[24 - Jan-2009, مساء 06:52]ـ
دفع زكاة الفطر مالاً
السؤال
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان _حفظه الله_
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد حصل خلاف بين بعض الإخوة في حكم دفع زكاة الفطرة مالاً بدلاً من الطعام، وكان لكل شخص رأيه من الناحية العلمية وأختصرها لكم في عجالة:
الأول يقول: يحرم دفع زكاة الفطرة مالاً؛ لأنه مخالف لفعل الرسول _صلى الله عليه وسلم_.
الثاني يقول: الأفضل أن تدفع طعاماً ودفع المال جائز، ولكن مخالف للسنة.
الثالث يقول: الأفضل أن ينظر حال الفقير وحال بلده ووضعه، فقد يكون المال أفضل له.
فالسؤال يا فضيلة الشيخ: هل أحد من السلف أفتى بدفع المال بدلاً من الطعام؟
وهل لو أن أحداً دفع زكاة الفطر مالاً؛ لأن الفقير يريد ذلك يكون أفضل؟
الإجابة
اجاب عليه فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه المسألة إحدى المسائل الخلافية، وأئمة السلف مختلفون في دفع القيمة في زكاة الفطر.
وترجيح هذا أو ذاك محل اجتهاد فلا يضلل المخالف أو يبدع.
والأصل في الاختلاف في مثل هذه المسألة أنه لا يفسد المودة بين المتنازعين ولا يوغر في صدورهم، فكل
منهما محسن ولا تثريب على من انتهى إلى ما سمع.
وقد كان كثير من الأئمة يقولون في حديثهم عن المسائل الخلافية: " قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول
غيرنا خطأ يحتمل الصواب ".
وقد ذهب أكثر الأئمة إلى أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر.
قال الإمام أحمد:" أخاف ألا يجزئه، خلاف سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_"، وهذا مذهب مالك والشافعي.
وقال الإمام ابن حزم _رحمه الله_: " لا تجزئ قيمة أصلاً؛ لأن ذلك غير ما فرض رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ".
و ذهب عطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز والثوري وأبو حنيفة وغيرهم إلى جواز دفع القيمة عن الطعام.
قال أبو إسحاق السبيعي - وهو أحد أئمة التابعين -:" أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة
الطعام "، رواه ابن أبي شيبة في المصنف.
والحجة لذلك:
1 - أنه لم يثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ولا عن أحد من الصحابة نص في تحريم دفع القيمة.
2 - الأحاديث الواردة في النص على أصناف معينة من الطعام لا تفيد تحريم ما عداها، بدليل أن الصحابة
_رضي الله عنهم_ أجازوا إخراج القمح - وهو غير منصوص عليه - عن الشعير والتمر ونحو ذلك من
الأصناف الواردة في الأحاديث الصحيحة.
4. ذهب كثير من الصحابة بل أكثرهم في عهد معاوية إلى جواز إخراج نصف صاع من سمراء الشام بدلاً
من صاع من تمر، فهذا دليل على أنهم يرون نصف الصاع معادلاً في القيمة للصاع من التمر أو الشعير
ونحو ذلك.
5. أن المقصود من الزكاة: إغناء الفقراء والمال أنفع لبعضهم من الطعام فيعد في ذلك حال الفقير في كل بلد.
4 - كثير من الفقراء يأخذ الطعام ويبيعه في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو
الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل، والله أعلم.
ـ[حمزاوى3000]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 06:10]ـ
هذا أبو إسحاق السبيعي يقول- وهو أحد أئمة التابعين -:" أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام "، رواه ابن أبي شيبة في المصنف. أى أنه أدرك الصحابة فهو من كبار التابعين الذين عاصروا نفرا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فهو هنا فى قوله أدركتهم عائدة على أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ,والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المسألة أليست شبيهة بأمر النيى صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يصلوا العصر فى بنى قريظة فصلاها بعضهم فى الطريق وبعضهم فى بنى قريظة وقد أقر النبى صلى الله عليه وسلم الفريقان على صنيعهما فيظهر من ذلك أن هناك اجتهاد فى النص وأن أوامر الشرع معللة بحكم تختلف فى إدراكها العقول.وأن اللفظ له منطوق وله مفهوم.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 06:35]ـ
جزاكم الله خيرا
على هذه المناقشة الطيبة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 06:43]ـ
أيها الأحبة:
جاء في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ... " الحديث. رواه الدارقطني، والبيهقي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. أنظر صحيح الجامع حدبث (3070).
فزكاة الفطر ليست مقصورة على الفقير ونفعه (طعمة للمساكين) فقط.
بل هي أيضاً (طهرة للصائم من اللغو والفرفث) الذي يحصل في صيامه.
ومعلوم أنه لا شيء يعدل عند العجز عن الصيام لمرض لا يرجى منه الشفاء، أوكبر السن إلا الإطعام قال تعالى: (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة184).
فإذا أتضح ذلك فكيف نقول بأن إخراج القيمة تطهر ما يحصل للصائم من اللغو والرفث الحاصل في صيامه.
فالقول بإخراج الفطرة صاعاً من طعام. هو الذي يحصل به التطهير للصائم إذا لا يعدل عدم الصوم إلا الإطعام، ولا يعدل ما يحصل فيه من لغو ورفث إلا الإطعام بنص الحديث (وطهرة للصائم من اللو والرفث).
هذا الأمر يغفل عنه الكثير من الناس فينظرون لزكاة الفطر على أنها طعمة للفقير فقط، ولا ينظرون في المقابل أنها طهرة للصائم مما يحصل في صيامه من ضعف ونقص.
هذا ما أحببت الإفادة به. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - Aug-2009, مساء 01:28]ـ
أيها الأحبة:
جاء في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ... " الحديث. رواه الدارقطني، والبيهقي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. أنظر صحيح الجامع حدبث (3070).
فزكاة الفطر ليست مقصورة على الفقير ونفعه (طعمة للمساكين) فقط.
بل هي أيضاً (طهرة للصائم من اللغو والفرفث) الذي يحصل في صيامه.
ومعلوم أنه لا شيء يعدل عند العجز عن الصيام لمرض لا يرجى منه الشفاء، أوكبر السن إلا الإطعام قال تعالى: (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة184).
فإذا أتضح ذلك فكيف نقول بأن إخراج القيمة تطهر ما يحصل للصائم من اللغو والرفث الحاصل في صيامه.
فالقول بإخراج الفطرة صاعاً من طعام. هو الذي يحصل به التطهير للصائم إذا لا يعدل عدم الصوم إلا الإطعام، ولا يعدل ما يحصل فيه من لغو ورفث إلا الإطعام بنص الحديث (وطهرة للصائم من اللو والرفث).
هذا الأمر يغفل عنه الكثير من الناس فينظرون لزكاة الفطر على أنها طعمة للفقير فقط، ولا ينظرون في المقابل أنها طهرة للصائم مما يحصل في صيامه من ضعف ونقص.
هذا ما أحببت الإفادة به. والله تعالى أعلم.
أجد في هذا الاستدلال -أخي الكريم- غرابة .. لأن عدم الصوم ليس هو اللغو والرفث
فالتطهير في الفطرة إنما هو من اللغو والرفث حال الصيام
وعلى هذا فلا غفلة عند من قال بجواز إخراج القيمة من هذه الحيثية. والله أعلم
ومن المعلوم أن الزكاة كلها تطهير من أي مال كانت: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)). فليتنبه لهذا
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[09 - Aug-2009, مساء 12:19]ـ
أجد في هذا الاستدلال -أخي الكريم- غرابة .. لأن عدم الصوم ليس هو اللغو والرفث
فالتطهير في الفطرة إنما هو من اللغو والرفث حال الصيام
وعلى هذا فلا غفلة عند من قال بجواز إخراج القيمة من هذه الحيثية. والله أعلم
ومن المعلوم إن الزكاة كلها تطهير من أي مال كانت: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)). فليتنبه لهذا
أخي أبو يوسف - حفظه الله -:
أقول أن زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو الرفث الذي يحصل في صيامه بنص الحديث
فكما أن النوافل تكمل ما نقص من الفرائض فكذلك زكاة الفطر تكمل ما نقص في الصيام من جهة ما حصل فيه من لغو ورفث.
والمقصود بالتطهير هو التطهيرالخاص بهذه العبادة، وليس التطير العام كما في الصدقة.
فالإطعام هو المعدول عنه عند العجز عن الصيام - كما تقدم - فهو المكمل لما يحصل في الصوم من النقص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[09 - Aug-2009, مساء 12:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجع اخي الفاضل رسالة للحافظ أحمد الغماري بعنوان"تحقيق الأمال في اخراج زكاة الفطر بالمال"
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 11:02]ـ
أخي أبو يوسف - حفظه الله -:
أقول أن زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو الرفث الذي يحصل في صيامه بنص الحديث
فكما أن النوافل تكمل ما نقص من الفرائض فكذلك زكاة الفطر تكمل ما نقص في الصيام من جهة ما حصل فيه من لغو ورفث.
والمقصود بالتطهير هو التطهيرالخاص بهذه العبادة، وليس التطير العام كما في الصدقة.
فالإطعام هو المعدول عنه عند العجز عن الصيام - كما تقدم - فهو المكمل لما يحصل في الصوم من النقص.
أخي الكريم .. حفظك الله
قولك هذا مبني على مقدمة، وهي: أن الجبران يكون من جنس العمل المراد جبره أو عدله أو بدله، وهذا غير مطرد في الشرع لكي نجعله حاكماً وفيصلاً في محل النزاع .. بورك فيك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 12:04]ـ
أخي الكريم .. حفظك الله
قولك هذا مبني على مقدمة، وهي: أن الجبران يكون من جنس العمل المراد جبره أو عدله أو بدله، وهذا غير مطرد في الشرع لكي نجعله حاكماً وفيصلاً في محل النزاع .. بورك فيك.
أخي الكريم أبو يوسف التواب ـ خفظه الله رعاه ـ:
إذا لم بستطع المسلم الصوم لعجر لا يزول، ماذا يفعل؟
أليس الإطعام، فهو الذي يعادل الصيام ويقوم مقامه عند العجز عنه.
قال تعالى: (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة184).
فهل نستطيع أن نقول لشخص لا يستطيع الصيام لعجزه غير ذلك؟.
وكيف لا يكون الإطعام هو الجابر للصيام وهو الفصل في مسألة جبر الصيام إذ لا يعدل عن العجز عن الصبام إلا إليه.
هذا وقد جاءت السنة الصحيحة بالأمر بالإطعام المعادل للصيام في زكاة الفطر.
فدل ذلك والله أعلم على أن المراد بهذا الإطعام هو الجبر لما بحصل في الصيام من اللغو والرفث، أولاً ثم طعمة المساكين ثانياً إذ لا يمكن لأحد غير الأنبياء أن يقول إن صيامه كامل.
أشكر جميع الإخوة على هذا النقاش للوصول للفائدة ومعرفة الحكم الشرعي.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 12:33]ـ
هناك فرق بين بين اخراج الزكاة نقدا
اعتمادا لما ثبت عن بعض الصحابة والتابعين
وبين العاجز عن الصوم واراد ان يكفر عن صومه
فهذه كفارة فطره منصوص عليها ولم يجادل فيها احد
فيما اعلم بجواز اخراجها نقدا
خلافا لما عليه مسألتنا فقد أثبت الاخوة فعله عن كبار الصحابة
فهذا قياس لا يستقيم:
1 - لانه في مقابلة النص ,
2 - لم يقل به أحد,
3 - علتها تعبدية (الكفارة)
اما الزكاة فقد فهم جماعة من الصحابة
أنه يختلف من زمن لآخر (ففيها اجتهاد)
بارك الله فيك
وبالله التوفيق.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 07:10]ـ
أخي حارث الجديع ـ حفظه الله ـ:
كيف لا يكون هناك علاقة في ذلك ...
جاء في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ... " الحديث. رواه الدارقطني، والبيهقي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. أنظر صحيح الجامع حدبث (3070).
فزكاة الفطر ليست مقصورة على الفقير ونفعه (طعمة للمساكين) فقط.
بل هي أيضاً (طهرة للصائم من اللغو والفرفث) الذي يحصل في صيامه.
طهرة للصايم، وطعمة للمساكين.
وتطهير الصيام لا يكون إلا فيما يعادل العجز عنه.وهو الاطعام.
والطعمة لا تكون الا بالإطعام. ولم يقل عليه الصلاة والسلام: وصدقة للمساكين , ففرق بين اللفظين.
على كل حال التمسك بظاهر الحدبث عندي أولى من أي اجتهاد، مع احترامي للقول الأخر.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 09:22]ـ
أخي حارث الجديع ـ حفظه الله ـ:
كيف لا يكون هناك علاقة في ذلك ...
جاء في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ... " الحديث. رواه الدارقطني، والبيهقي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ. أنظر صحيح الجامع حدبث (3070).
فزكاة الفطر ليست مقصورة على الفقير ونفعه (طعمة للمساكين) فقط.
بل هي أيضاً (طهرة للصائم من اللغو والفرفث) الذي يحصل في صيامه.
طهرة للصايم، وطعمة للمساكين.
وتطهير الصيام لا يكون إلا فيما يعادل العجز عنه.وهو الاطعام.
والطعمة لا تكون الا بالإطعام. ولم يقل عليه الصلاة والسلام: وصدقة للمساكين , ففرق بين اللفظين.
على كل حال التمسك بظاهر الحدبث عندي أولى من أي اجتهاد، مع احترامي للقول الأخر.
أخوك اسمه حارث البديع
ماقلته كله محل اتفاق ولاارى له علاقة بالموضوع
في نظري
ولكن الاهم انك كما ذكرت تحترم القول الآخر
وتعلم ان عليه بعض كبار الصحابة
والتابعين وهو من المسائل التي يقبل فيها الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 11:19]ـ
هذا ما لا نوافق عليه أخي ضيدان: (وتطهير الصيام لا يكون إلا فيما يعادل العجز عنه.وهو الاطعام.
والطعمة لا تكون الا بالإطعام. ولم يقل عليه الصلاة والسلام: وصدقة للمساكين , ففرق بين اللفظين)
الإطعام في كتاب الله ليس هو مجرد تسليم الطعام للمسكين
قال الله تعالى: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيماً وأسيراً* إنما نطعمكم لوجه الله)) الآية ..
وقال تعالى: ((وما أدراك ما العقبة* فك رقبة* أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة* يتيماً ذا مقربة* أو مسكيناً ذا متربة*))
فهل يقال: إن من سلم هؤلاء نقداً يشترون به ما يأكلون ولم يسلمهم الطعام ليس له حظ من هذا الثناء الرباني في هاتين الآيتين؟!!
وقولك: (وتطهير الصيام لا يكون إلا فيما يعادل العجز عنه.وهو الاطعام) ليس ظاهراً، ولا دليل يعضده. نعم .. الإطعام عدل الصيام، ولكن: ما معنى أن لا يكون التطهير إلا بهذا، وعلى هذا الوجه الذي تريد؟!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 08:06]ـ
أخي الحارث البديع ـ حفظه الله ـ معذرة لتأخر الرد لأنا كنا قوم سفر:
لا يهم الغلط في غمز زر الباء بدلاً من الجيم ما دام الاسم موجوداً في القلب محبة في الله والله يشهد على ذلك.
احترامي لأقوال أهل العلم حق ينبغي أن يسير عليه كل طالب علم فلا يجوز التشنيع على من اجازوا اخراج القيمة واتهامهم بمخالفة النبى ـ صلى الله عليهوسلم ـ وفيهم صحابة وتابعون وائمة هدى، واجتهادهم اجتهاد فى فهم النص لا في مخالفته.
اخراج زكاة الفطر طعاماً هو الموافق لسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخلفائه الراشدين، فإنهم اخرجوها طعاما برغم توافر المال حينذاك وبرغم حاجتهم اليه وقدكان مجتمعهم اشد فقرا وحاجة من مجتمعنا اليوم.
وهل توزيع ثمن الأضحية يجزيء عن توزيع اللحم وهل يعتبر من فعل ذلك قد ضحّى؟؟
وكذلك الكفارات التي وردت بالاطعام.
والنقد موجود في زمن التشريع وحاجة الناس له موجودة والأغنياء من الصحابة كانوا موجودين ومع ذلك أخرجوا زكاة الفطر طعاماً لا مالاً.
فجميع علل من يقول بإخراج الزكاة نقداً موجودة في زمن التشريع ومع ذلك لم يعدل إليها
فهذا ما جعل النفس تدين الله بالقول بإخراج زكاة الفطر طعاماً. والله تعالى أعلم.
وفي الختام أشكر اخي الكريم (أبو يوسف التواب) ......(/)
العلامة العثيمين: فليحذر الرجل من رضاع زوجته على هذا الوجه!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:42]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – في (لقاءات الرياض) الجزء الثاني وجه ب:
[ ... مشكل على القول بأن رضاع الكبير يحرم، فيه إشكال كبير لو أننا قلنا به، مشكلة اجتماعية، تكون كل امرأة لا تحب زوجها، ترضعه!! (يضحكون) وإذا رضعته صار حراما عليها، ولدها، وهذه مشكلة اجتماعية، فالمهم الحمد لله أن هذا قول ضعيف، ولا عبرة به، ولا عمل عليه، لكن ذكرناه من أجل أنه قد يرد على أسماعكم على هذا القول.
و قد يرد عليكم سؤال: أن بعض الأزواج يعبث في ثدي زوجته! بعض الأزواج يتمتع بكونه يرضع من زوجته! نعم؟! إما جالسا وإما تمد رجليها، ويضع رأسه على رجليها، ويقعد يرضع! وهو زوج، بعض الناس يعبث إلى هذا العبث!.
هذا في الحقيقة ننهاه عن هذا نهيا شديدا، ليش ننهاه؟!
لأن بعض علماء المسلمين قال: إنه إذا فعل هذا حرمت عليه!، لأنها أمه!.
فليحذر هؤلاء الذين يتمتعون على هذا الوجه، ليحذروا من هذا، لأنه لو فعلوا لكانت المرأة أجنبية منه على رأي بعض العلماء المسلمين، وهذه مشكلة] اهـ.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 05:49]ـ
بارك الله فيك أخي علي،،،
لكن هل من يقول بوقوع رضاع الكبير، يحرِّم بالمصة ونحوها؟!!!
لم أفهم أين المشكلة، ربما توضح أكثر لو سمحت،،،
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 06:44]ـ
بارك الله فيك أخي علي،،،
لكن هل من يقول بوقوع رضاع الكبير، يحرِّم بالمصة ونحوها؟!!!
لم أفهم أين المشكلة، ربما توضح أكثر لو سمحت،،،
وبكم بارك أخي المرادي.
المسألة على أصل الخلاف في مسألة عدد الرضعات، الواحدة والثلاث والخمس.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 02:01]ـ
بارك الله فيك أخي
أين النهي أخي بارك الله فيك،هل في عدد الرضعات أو في طريقة الرضع؟
بالنسبة لعدد الرضعات ليس المشكل فيها مادام كبير فلا تنتشر الحرمة،هل تقصد ان النهي في الطريقة؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 04:00]ـ
بارك الله فيك أخي
أين النهي أخي بارك الله فيك،هل في عدد الرضعات أو في طريقة الرضع؟
بالنسبة لعدد الرضعات ليس المشكل فيها مادام كبير فلا تنتشر الحرمة،هل تقصد ان النهي في الطريقة؟
وبكم بارك أخي الحبيب.
أخي: يبدو أن استشكالك كاستشكال أخينا المرادي.
حفظكم الله تعالى، الشيخ يأخذ بعين الاعتبار الخلاف في هذه المسألة من حيث هذه الصورة، ألا وهي: أن يقعد الرجل يرضع ثدي امرأته ويشرب حليبها ويبلعه بكمية لا بأس بها! وليس الأمر مداعبة عارضة، هنا الشيخ أخذ بعين الاعتبار قول من حرم برضاع الكبير من باب الاحتياط، ولهذا قال: ننهاه نهيا شديدا؛ ولا يريد الشيخ - رحمه الله تعالى - المرة الواحدة أو الرضعة الواحدة، وإنما الرضاع بالشرط المعتبر في العدد، لأنه المعلوم إذا رضاع الصغير لا يحرم إلا بخمس رضعات معلومات على الراجح فكيف برضاع الكبير؟! وهذا معنى قولي لأخي المرادي:
المسألة على أصل الخلاف في مسألة عدد الرضعات، الواحدة والثلاث والخمس.
والله الموفق.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 09:30]ـ
جزيت خيرا يا أخ الإسلام،فهمت قصدك الحمد لله
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 07:19]ـ
الإخوة الكرام هذه المسألة مرتبطة بمسألة رضاع الكبير على ما أظن,
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما حكم رجل تزوج بامرأة و أنجب منها أطفال و رضع لبنها؟
هذا السؤال موجه لكل من يقول بجوزا رضاع الكبير لانتشار التحريم و جواز النظر.
مع العلم أني أميل إلى قول جماهير أهل العلم في المسألة وهو عدم جواز رضاع الكبير.
و الله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 01:01]ـ
الإخوة الكرام هذه المسألة مرتبطة بمسألة رضاع الكبير على ما أظن,
و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما حكم رجل تزوج بامرأة و أنجب منها أطفال و رضع لبنها؟
هذا السؤال موجه لكل من يقول بجوزا رضاع الكبير لانتشار التحريم و جواز النظر.
مع العلم أني أميل إلى قول جماهير أهل العلم في المسألة وهو عدم جواز رضاع الكبير.
و الله أعلم
أخي أبا البراء لا شك أنه لازم قوي، وهذا معنى احتراز الشيخ آنف الذكر.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 02:28]ـ
اليس الله يقول (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)
ـ[أحمد المحقق]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 10:55]ـ
اليس الله يقول (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)
وهل من لوازم اللباس أن يدخل فيه الرضاع بالصفة المذكورة؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 02:15]ـ
على هذا فتوى الأزهر صحيحة,
من رضع من زميلته الموظفة أصبحت محرمة عليه وعلى هذا فلا حرج من الاختلاط و الخلوة معها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 03:44]ـ
اخي احمد انا اقول كل شي جائز في الجماع بين الرجل وزجته الا اثنين ممنوع 1 - وطئ في الدبر امرأة 2 - الدليل المنع
لكني اريد نص حديث بتحريم المص لرجل لزوجته لإنني وجدت الحديث في الموطأ مالك لاادري لااعرف هل هي صحيحية ام ضعيفة
ـ[آصف بن برخيا]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 05:08]ـ
السلام عليكم
يعني مص الرجل لزوجته حرام حتى ولو لم يكن بها لبن؟
يا إخوان فليفصل أحد الإخوة في الأمر
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 07:01]ـ
اخي احمد انا اقول كل شي جائز في الجماع بين الرجل وزجته الا اثنين ممنوع 1 - وطئ في الدبر امرأة 2 - الدليل المنع
لكني اريد نص حديث بتحريم المص لرجل لزوجته لإنني وجدت الحديث في الموطأ مالك لاادري لااعرف هل هي صحيحية ام ضعيفة
تقصد الوطئ بالدبر والوطئ بالحيض,
والشيخ بن عثيمين رحمه الله وأدخله فسيح جناته ورفع قدره بالمهديين بين ان هذا القول ضعيف,
ولعله قال بالنهي من باب أولى ومن باب الخروج من الخلاف والله أعلم.
ولعل دليل المانعين حديث عائشة رضي الله عنها في قصة مولى أبي حذيفة.
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 07:04]ـ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِى عُمَرَ جَمِيعًا عَنِ الثَّقَفِىِّ - قَالَ ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ - عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِى حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِى بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ - تَعْنِى ابْنَةَ سُهَيْلٍ - النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَإِنِّى أَظُنُّ أَنَّ فِى نَفْسِ أَبِى حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا. فَقَالَ لَهَا النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِى عَلَيْهِ وَيَذْهَبِ الَّذِى فِى نَفْسِ أَبِى حُذَيْفَةَ». فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِى فِى نَفْسِ أَبِى حُذَيْفَةَ.
ويرى الفقهاء أن المقصود بالرضاعة هنا أن تفرغ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ لبنها فى إناء وترسله لسَالِمٍ ليشربه وتكرر ذلك خمس مرات وبذلك تحرم عليه.
صحيح مسلم- المكتبة الالكترونية.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 07:14]ـ
على هذا فتوى الأزهر صحيحة,
من رضع من زميلته الموظفة أصبحت محرمة عليه وعلى هذا فلا حرج من الاختلاط و الخلوة معها.
لم أفهم كلامك أخي الكريم: يعني لو أنّ أحد الشباب العزّاب زنا بإمرأة متزوجة و هي ترضع و تدر حليبا و رضع منها يأثم بالزنى لكن تحرم عليه؟!! ولكن لو طبق الحد عليهما ما موقفه أيعزى فيها -بعد الجدل طبعا- أم لا؟!!
إشكال حقيقةً!
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 08:16]ـ
بارك الله بك أخي الحبيب,
فتوى الدكتور عزت عطية -الخاطئة- مشهورة برضاعة الكبير لمنع الخلوة الشرعية!!!!
ولم يقل أحد بالزنا رحمك الله,
ـ[مهدى المصرى]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 10:56]ـ
الاخوه الكرام السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بعد قرائتى لموضوع اخى على
قرات فى هذا الموضوع رد اخر واحببت ان تقراوه واعلم ردكم
الحمد لله
أولا:
الرضاع المحرِّم لا يتوقف على مص اللبن من الثدي، بل لو وضع في إناء وشرب منه الطفل، كان ذلك رضاعا معتبرا في قول جمهور العلماء.
قال ابن قدامة رحمه الله: " قال الشافعي: (والسَّعُوط كالرضاع , وكذلك الوَجُور).
معنى السعوط: أن يصب اللبن في أنفه من إناء أو غيره. والوجور: أن يصب في حلقه صبا من غير الثدي. واختلفت الرواية في التحريم بهما , فأصح الروايتين أن التحريم يثبت بذلك , كما يثبت بالرضاع. وهو قول الشعبي والثوري , وأصحاب الرأي. وبه قال مالك في الوجور. والثانية: لا يثبت بهما التحريم. وهو اختيار أبي بكر , ومذهب داود وقول عطاء الخراساني في السعوط ; لأن هذا ليس برضاع , وإنما حرم الله تعالى ورسوله بالرضاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدل على ثبوت التحريم بهما ما روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا رضاع إلا ما أنشز العظم , وأنبت اللحم) رواه أبو داود. ولأن هذا يصل به اللبن إلى حيث يصل بالارتضاع , ويحصل به من إنبات اللحم وإنشاز العظم ما يحصل من الارتضاع , فيجب أن يساويه في التحريم " انتهى من "المغني" (8/ 139) بتصرف.
وقال في "الكافي" (5/ 65): " إذا حلبت في إناء دفعة واحدة، أو في دفعات، ثم سقته صبيا في خمسة أوقات، فهو خمس رضعات، وإن سقته في وقت واحد، فهو رضعة واحدة، لأن الاعتبار بشرب الصبي، فإن التحريم يثبت به، فاعتبر تفرقه واجتماعه " انتهى.
ثانيا:
لا يثبت التحريم برضاع الكبير، في قول جمهور الفقهاء، وإنما الرضاع المعتبر ما كان في الحولين.
وقد روى الترمذي (1072) وابن ماجه (1936) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يُحَرِّمُ مِنْ الرِّضَاعَةِ إِلَّا مَا فَتَقَ الْأَمْعَاءَ فِي الثَّدْيِ، وَكَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ) قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الرَّضَاعَةَ لَا تُحَرِّمُ إِلَّا مَا كَانَ دُونَ الْحَوْلَيْنِ، وَمَا كَانَ بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ الْكَامِلَيْنِ فَإِنَّهُ لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا. والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي.
وروى البخاري (2453) ومسلم (1455) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي رَجُلٌ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ. قَالَ: (يَا عَائِشَةُ، انْظُرْنَ مَنْ إِخْوَانُكُنَّ، فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " وَالْمَعْنَى: تَأَمَّلْن مَا وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ هَلْ هُوَ رَضَاع صَحِيح بِشَرْطِهِ: مِنْ وُقُوعه فِي زَمَن الرَّضَاعَة , وَمِقْدَار الِارْتِضَاع، فَإِنَّ الْحُكْم الَّذِي يَنْشَأ مِنْ الرَّضَاع إِنَّمَا يَكُون إِذَا وَقَعَ الرَّضَاع الْمُشْتَرَط.
قَالَ الْمُهَلَّب: مَعْنَاهُ: اُنْظُرْنَ مَا سَبَب هَذِهِ الْأُخُوَّة , فَإِنَّ حُرْمَة الرَّضَاع إِنَّمَا هِيَ فِي الصِّغَر حَتَّى تَسُدّ الرَّضَاعَة الْمَجَاعَة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: مَعْنَاهُ أَنَّ الَّذِي جَاعَ كَانَ طَعَامه الَّذِي يُشْبِعهُ اللَّبَن مِنْ الرَّضَاع لَا حَيْثُ يَكُون الْغِذَاء بِغَيْرِ الرَّضَاع.
قَوْله (فَإِنَّمَا الرَّضَاعَة مِنْ الْمَجَاعَة) فِيهِ تَعْلِيل الْبَاعِث عَلَى إِمْعَان النَّظَر وَالْفِكْر , لِأَنَّ الرَّضَاعَة تُثْبِت النَّسَب وَتَجْعَل الرَّضِيع مُحَرَّمًا. وَقَوْله " مِنْ الْمَجَاعَة " أَيْ الرَّضَاعَة الَّتِي تَثْبُت بِهَا الْحُرْمَة وَتَحِلّ بِهَا الْخَلْوَة هِيَ حَيْثُ يَكُون الرَّضِيع طِفْلًا لِسَدِّ اللَّبَن جَوْعَته , لِأَنَّ مَعِدَته ضَعِيفَة يَكْفِيهَا اللَّبَن، وَيَنْبُت بِذَلِكَ لَحْمه فَيَصِير كَجُزْءٍ مِنْ الْمُرْضِعَة، فَيَشْتَرِك فِي الْحُرْمَة مَعَ أَوْلَادهَا , فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا رَضَاعَة مُعْتَبَرَة إِلَّا الْمُغْنِيَة عَنْ الْمَجَاعَة، أَوْ الْمُطْعِمَة مِنْ الْمَجَاعَة " انتهى.
وقد جاءت آثار عن الصحابة رضي الله عنهم تدل على أن رضاع الكبير لا يؤثر، فمن ذلك:
1 - ما جاء عن أبي عطية الوادعي قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إنها كانت معي امرأتي فحُصر لبنها في ثديها فجعلت أمصه ثم أمجُّه فأتيت أبا موسى فسألته، فقال: حرمت عليك. قال: فقام وقمنا معه حتى انتهى إلى أبي موسى فقال: ما أفتيت هذا؟ فأخبره بالذي أفتاه فقال ابن مسعود، وأخذ بيد الرجل: أرضيعاً ترى هذا؟ إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحَبْر بين أظهركم. رواه عبد الرزاق في المصنف (7/ 463 رقم13895).
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه أبو داود (2059) عن ابن مسعود بلفظ: (لا رضاع إلا ما شد العظم وأنبت اللحم. فقال أبو موسى: لا تسألونا وهذا الحَبْر فيكم) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
2 - وروى مالك في الموطأ (2/ 603) عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنه قال: (لا رضاعة إلا لمن أُرضع في الصغر، ولا رضاعة لكبير).
3 - وروى مالك أيضا في الموطأ عن عبد الله بن دينار أنه قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمر وأنا معه عند دار القضاء يسأله عن رضاعة الكبير، فقال عبد الله بن عمر: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني لي وليدة [جارية] وكنت أطؤها فعمدت امرأتي إليها فأرضعتها، فدخلت عليها فقالت: دونك، فقد والله أرضعتها. فقال عمر: أوْجِعْها وأْتِ جاريتك، فإنما الرضاعة رضاعة الصغير. وإسناده صحيح.
ولهذا قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (8/ 142): "من شرط تحريم الرضاع أن يكون في الحولين. وهذا قول أكثر أهل العلم , روي نحو ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة. وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم سوى عائشة وإليه ذهب الشعبي وابن شبرمة والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور ورواية عن مالك وروي عنه: إن زاد شهرا جاز , وروي شهران.
وقال أبو حنيفة: يحرم الرضاع في ثلاثين شهرا ; لقوله سبحانه: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا). ولم يرد بالحمل حمل الأحشاء ; لأنه يكون سنتين فعلم أنه أراد الحمل في الفصال.
وقال زفر: مدة الرضاع ثلاث سنين.
وكانت عائشة ترى رضاعة الكبير تحرِّم. ويروى هذا عن عطاء والليث , وداود " انتهى.
وقد ذهب إلى القول الآخر، وهو تأثير الرضاعة في الكبر: عائشة وحفصة رضي الله عنهما، وروي عن علي رضي الله عنه وفي إسناده ضعف. ونسبه الطبري إلى: عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، والقاسم بن محمد وعروة. وهو قول عطاء والليث بن سعد وابن حزم، وينسب إلى داود الظاهري أيضا، ومال إليه ابن المواز من المالكية.
انظر: "فتح الباري" (9/ 148).
ثالثا:
استدل القائلون بتأثير الرضاع في الكبر بما روى مسلم (1453) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ، وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ، وَيَذْهَبْ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ.
وفي رواية لمسلم أيضا: (فقالت: إنه ذو لحية. فقال: أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة).
وكان أبو حذيفة قد تبنى سالما، قبل أن ينزل تحريم التبني.
ولم يبين الحديث كيف ارتضع سالم، قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: " قوله صلى الله عليه وسلم (أرضعيه) قال القاضي: لعلها حلبته ثم شربه من غير أن يمس ثديها ولا التقت بشرتاهما. وهذا الذي قاله القاضي حسن، ويحتمل أنه عفي عن مسه للحاجة كما خُص بالرضاعة مع الكبر والله أعلم " انتهى.
وقد أخذت عائشة رضي الله عنها – وحفصة أيضا - بهذا الحديث، ولم تره خاصا بسالم، وأبي سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
فقد روى مسلم (1454) عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَقُولُ: أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللَّهِ مَا نَرَى هَذَا إِلَّا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ خَاصَّةً، فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ، وَلَا رَائِينَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى أبو داود (2061) عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ كَانَ تَبَنَّى سَالِمًا وَأَنْكَحَهُ ابْنَةَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوُرِّثَ مِيرَاثَهُ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي ذَلِكَ: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ) فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ الْعَامِرِيِّ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، وَكَانَ يَأْوِي مَعِي وَمَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَيَرَانِي فُضْلًا، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَكَيْفَ تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْضِعِيهِ، فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ، فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا مِنْ الرَّضَاعَةِ، فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَأْمُرُ بَنَاتِ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إِخْوَتِهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ، ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي لَعَلَّهَا كَانَتْ رُخْصَةً مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ دُونَ النَّاسِ.
والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وقد أجاب الجمهور عن هذا حديث سالم بأن ذلك كان خاصاً به، كما هو قول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه منسوخ.
وجمع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بين القولين، واختار أن رضاع الكبير لا يؤثر ولا يعتبر، إلا عند الحاجة إليه.
قال الصنعاني رحمه الله في "سبل السلام" (2/ 313): " والأحسن في الجمع بين حديث سهلة وما عارضه: كلام ابن تيمية , فإنه قال: إنه يعتبر الصغر في الرضاعة إلا إذا دعت إليه الحاجة كرضاع الكبير الذي لا يُستغنى عن دخوله على المرأة وشق احتجابها عنه، كحال سالم مع امرأة أبي حذيفة، فمثل هذا الكبير إذا أرضعته للحاجة أثّر رضاعه. وأما من عداه , فلا بد من الصغر. انتهى. فإنه جمع بين الأحاديث حسن، وإعمال لها من غير مخالفة لظاهرها باختصاص , ولا نسخ , ولا إلغاء لما اعتبرته اللغة ودلت له الأحاديث " انتهى.
وإلى هذا الجمع، ذهب ابن القيم أيضا رحمه الله، وقال: " وهذا أولى من النسخ، ودعوى التخصيص بشخص بعينه، وأقرب إلى العمل بجميع الأحاديث من الجانبين. وقواعد الشرع تشهد له والله الموفق " انتهى من "زاد المعاد" (5/ 593).
رابعا:
الذي عليه الفتوى عند كثير من أهل العلم المعاصرين، أن رضاع الكبير لا يفيد التحريم. وبهذا أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله، واللجنة الدائمة للإفتاء، ورأوا أن حديث سالم خاص به.
انظر: "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (22/ 264)، "فتاوى اللجنة" (21/ 41، 102).
واختار الشيخ ابن عثيمين أن حديث سالم ليس خاصاً به، ولكنه ينطبق على مَنْ حاله تشبه حال سالم، وهذا لا يمكن الآن، لأن التبني قد حرمه الله تعالى، وبهذا يتفق هذا القول مع قول جماهير العلماء بأن رضاع الكبير لا يثبت به التحريم الآن.
قال رحمه الله في "الشرح الممتع" (13/ 435، 436):
"وعندي: أن رضاع الكبير لا يؤثر مطلقاً، إلا إذا وجدنا حالاً تشبه حال أبي حذيفة من كل وجه .. وهذا غير ممكن، لأن التبني أُبطل ..
والخلاصة: أنه بعد انتهاء التبني نقول: لا يؤثر إرضاع الكبير، بل لابد أن يكون في الحولين، وإما أن يكون قبل الفطام، وهو الراجح" انتهى باختصار.
والله أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 08:51]ـ
بارك الله بك أخي الحبيب,
فتوى الدكتور عزت عطية -الخاطئة- مشهورة برضاعة الكبير لمنع الخلوة الشرعية!!!!
ولم يقل أحد بالزنا رحمك الله,
الأخ الكريم" الأشجعي" وفقني الله و إياك: يعني في وجهة نظرك هل يعقل أن يرضع رجل بأجنبية ثم لا يزني بها!! وعندها تحرم عليه و يستحضر الفتوى؟!
سبحان الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جابر المستفيد]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:04]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: (رضاع الكبير لا يؤثر؛ لأن الرضاع المؤثر ما كان خمس رضعات فأكثر في الحولين قبل الفطام، وأما رضاع الكبير فلا يؤثر، وعلى هذا فلو قدِّر أن أحداً رضع من زوجته أو شرب من لبنها: فإنه لا يكون ابناً لها). " فتاوى إسلامية " (3/ 338)
ـ[أبو جابر المستفيد]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:11]ـ
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ووحمة الله وبركاته، وبعد:
طلب منا مركز هيئة الشعف الإجابة على سؤال في الرضاع وصورته:
(1) رجل كبير رضع من زوجته مزحا ثم قيل له إنه لا يجوز.
(2) امرأة رضعت من نفسها من أجل أن يطلقها زوجها.
نرجو من سماحتكم الإجابة على هذا السؤال وتكون الفتوى خطية لتعم الفائدة وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعده:
هذا الرضاع لا يترتب عليه تحريم ولا شيء من أحكام الرضاعة، بل هو عبث لا ينبغي فعله، وإنما الرضاعة الشرعية التي يحصل بها التحريم وترتبت عليهما أحكام الرضاع، هي الرضاعة التي تحصل من الطفل حال كونه في الحولين قبل أن يفطم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: موطأ مالك الرضاع (1290). لا رضاع إلا في الحولين وفق الله الجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفتي عام المملكة
ـ[أبو جابر المستفيد]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 10:14]ـ
سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي عن: رجل رضع من زوجته هل تحرم عليه؟
فقال الشيخ - رحمه الله -: " يجوز له ذلك لأن لبنها حلال، وله أن يتغذي عليه إلي أن يموت ولا يترتب عليه تحريم؛ لأنه ليس في الحولين ".
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:21]ـ
أخواني.
الشيخ - رحمه الله - يقصد من هذا الكلام سد الذرائع.
والاحتياط بالخروج من خلاف القائل برضاع الكبير.
وكلام الشيخ إلى حد كبير في محله؛ لأنّ المسألة مسألة فروج, ومسألة الفروج عند جميع العلماء يحتاط لها ما لا يحتاط لغيرها.
لكن من اعتقد أن القول برضاع الكبير قول إلى البطلان أقرب فحينئذٍ لا يتأكد في حقه الخروج من الخلاف كما يتأكد لغيره.
على أنّي رأيت في فتح الجواد بشرح الإرشاد للعلامة المحقق ابن حجر الهيتمي:
أن من المسائل التي لا ينقض فيها حكم القاضي إذا حكم بها .... مسألة رضاع الكبير.
فهذا دليل على أن هذا القول له قوة عند الشافعية مع العلم أنهم لايقولون به.(/)
انشراح الصدر في فضل ليلة القدر
ـ[تبصير المنتبه]ــــــــ[27 - Sep-2008, صباحاً 12:07]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين أما بعد:
من المعلوم أن الله عز وجل جعل للمسلمين مناسبات وأوقات يضاعف الله فيها لهم من الحسنات ويتجاوز عنهم بما فعلوه من ذنوب وسيئات
ومن هذه الليالي ليلة القدر.وهي أعظم ليلة من ليالي السنة عند المسلمين ولما كانت هذه الليلة ليلة عظيمة أحببت أن أكتب عنها كتابة مختصرة أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك فيها ويجعل فيها النفع العام.
وأحببت أن أبدأ أولا بمقدمة ثم بشرح مختصر لسورة القدر ثم أذكر بعض الأحاديث المؤكدة على أهمية هذه الليلة.
قال بعض المعاصرين:نحن المؤمنين مأمورون أن لا ننسى ولا نغفل هذه الذكرى؛ وقد جعل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم سبيلاً هيناً ليناً لاستحياء هذه الذكرى في أرواحنا لتظل موصولة بها أبداً، موصولة كذلك بالحدث الكوني الذي كان فيها. وذلك فيما حثنا عليه من قيام هذه الليلة من كل عام، ومن تحريها والتطلع إليها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان. . في الصحيحين: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»
المبحث الأول: شرح مختصر لسورة القدر
: بسم الله الرحمن الرحيم
{إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
وهي مكية.
قال محمد بن جرير الطبري كبير المفسيرين وشيخهم وعالمهم.
قول تعالى ذكره: إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم: قَدَرَ الله عليّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئًا أنزله منه حتى جمعه.
وقال ابن كثير أحد علماء التفسير بالمأثور.
:يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله، عز وجل: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185].
قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى مُعَظِّما لشأن ليلة القدر، التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها، فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
قال الشيخ محمد الأمين في كتاب أضواء البيان: ووجه تسميتها ليلة القدر فيه وجهان:
أحدهما: أن معنى القدر الشرف والرفعة، كما تقول العرب: فلان ذو قدر، أي رفعة وشرف.
الوجع الثاني: أنها سميت ليلة القدر، لأن الله تعالى يقدر فيها وقائع السنة، ويدل لهذا التفسير الأخير قوله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ} [الدخان: 3 -
وقال أيضا: والواقع أن في السورة ما يدل للوجه وهو القدر والرفعة، وهو قوله: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 2 - 3].
فالتساؤل بهذا الأسلوب للتعظيم كقوله: {القارعة مَا القارعة وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة} [القارعة: 1 - 3]، وقوله: {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فيه النص صراحة على علو قدرها ورفعتها، إذ أنها تعدل في الزمن فوق ثلاث وثمانين سنة، أي فوق متوسط أعمار هذه الأمة.
وأيضاً كونها اختصت بإنزال القرآن فيها، وبتنزل الملائكة والروح فيها، وبكونها سلاماً هي حتى مطلع الفجر، لفيه الكفاية بما لم تختص وتشاركها في ليلة القدر من ليالي السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه: فلا مانع من أن تكون سميت بليلة القدر، لكونها محلاً لتقدير الأمور في كل سنة، وأنها بهذا وبغيره علا قدرها وعظم شأنها، والله تعالى أعلم، تذكير بنعمة كبرى.
إذا كانت أعمال العبد تتضاعف في تلك الليلة، حتى تكون خيراً من ألف شهر، كما في هذا النص الكريم. فإذا صادفها العبد في المسجد النبوي يصلي، وصلاة فيه بألف صلاة، فكم تكون النعمة وعظم المنة، من المنعم المتفضل سبحانه، إنه لمما يعلي الهمة ويعظم الرغبة.
وقد اقتصرت على ذكر المسجد النبوي دون المسجد الحرام، مع زيادة المضاعفة فيه، لأن بعض المفسرين قال بمضاعفة السيئة فيها.
كذلك أي أن المعصية في ليلة القدر كالمعصية في ألف شهر، والمسجد الحرام يحاسب فيه العبد على مجرد الإرادة، فيكون الخطر أعظم، وفي المدينة أسلم.
ولعل مما يؤيد ذلك أن ليالي القدر كلها، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وقد أثبتها أهل السنة كافة، وادعت الشيعة نسخها ورفعها كلية، وهذا لا يلتفت إليه لصحة النصوص وشبه المتواترة.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (} 3
أشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عملٌ في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. وأما الأقوال الأخر، فدعاوى معان باطلة، لا دلالة عليها من خبر ولا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل.
قال ابن كثير:هذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر -وليس فيها ليلة القدر-هو اختيارُ ابن جرير. وهو الصواب لا ما عداه، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: "رِباطُ ليلة في سبيل الله خَيْر من ألف ليلة فيما سواه من المنازل". رواه أحمد (5) وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة، ونية صالحة: "أنه يُكتَبُ له عمل سنة، أجر صيامها وقيامها" إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك.
قال سيد قطب: وهي خير من ألف شهر. والعدد لا يفيد التحديد. في مثل هذه المواضع من القرآن. إنما هو يفيد التكثير. والليلة خير من آلاف الشهور في حياة البشر. فكم من آلاف السنين قد انقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة السعيدة من آثار وتحولات.
ولقد تغفل البشرية لجهالتها ونكد طالعها عن قدر ليلة القدر. وعن حقيقة ذلك الحدث، وعظمة هذا الأمر. وهي منذ أن جهلت هذا وأغفلته فقدت أسعد وأجمل آلاء الله عليها، وخسرت السعادة والسلام الحقيقي سلام الضمير وسلام البيت وسلام المجتمع الذي وهبها إياه الإسلام. ولم يعوضها عما فقدت ما فتح عليها من أبواب كل شيء من المادة والحضارة والعمارة. فهي شقية، شقية على الرغم من فيض الإنتاج وتوافر وسائل المعاش!
لقد أنطفأ النور الجميل الذي أشرق في روحها مرة، وانطمست الفرحة الوضيئة التي رفت بها وانطلقت إلى الملأ الأعلى. وغاب السلام الذي فاض على الأرواح والقلوب. فلم يعوضها شيء عن فرحة الروح ونور السماء وطلاقة الرفرفة إلى عليين. .
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)}
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) يعني بإذن ربهم، من كلّ أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كلّ أمر.
قوله {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
) سلام ليلة القدر من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها.
انتهى من تفسير الطبري
قال الشيخ محمد العثيمين: في هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر:
* الفضيلة الأولى: أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
* الفضيلة الثانية: ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}.
* الفضيلة الثالثة: أنها خير من ألف شهر.
* الفضيلة الرابعة: أن الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
* الفضيلة الخامسة: أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.
* الفضيلة السادسة: أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتْلَى إلى يوم القيامة.
الأحاديث الواردة في ليلة القدر
في صحيح البخاري (ج2/ص710)
بَاب تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فيه عن عُبَادَةَ
1 - عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ
2 - عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في رَمَضَانَ الْعَشْرَ التي في وَسَطِ الشَّهْرِ فإذا كان حين يُمْسِي من عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَجَعَ إلى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ من كان يُجَاوِرُ معه وَأَنَّهُ أَقَامَ في شَهْرٍ جَاوَرَ فيه اللَّيْلَةَ التي كان يَرْجِعُ فيها فَخَطَبَ الناس فَأَمَرَهُمْ ما شَاءَ الله ثُمَّ قال كنت أُجَاوِرُ هذه الْعَشْرَ ثُمَّ قد بَدَا لي أَنْ أُجَاوِرَ هذه الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَمَنْ كان اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ في مُعْتَكَفِهِ وقد أُرِيتُ هذه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا فَابْتَغُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَابْتَغُوهَا في كل وِتْرٍ وقد رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ فَاسْتَهَلَّتْ السَّمَاءُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَأَمْطَرَتْ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ في مُصَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَبَصُرَتْ عَيْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرْتُ إليه انْصَرَفَ من الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً. أخرجه البخاري
3 - عن عَائِشَةَ قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ وَيَقُولُ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ. متفق عليه
4 - عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال الْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ في تَاسِعَةٍ تَبْقَى في سَابِعَةٍ تَبْقَى في خَامِسَةٍ تَبْقَى. البخاري
5 - عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه. متفقٌ عليه
6 - عن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ قال خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ من الْمُسْلِمِينَ فقال خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ
7 - عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ. متفق عليه.
تحديد وقت ليلة القدر.
اختلف العلماء والفقهاء في تحديد وقت ليلة القدر إلى أكثر من عشرين قولا وذهب بعض الصحابة كأبي بن كعب إلى أن الصحيح قولا واحدا لامثنوية ولا تردد فيها هي ليلة سبع وعشرين وإلى هذا ذهب أكثر العلماء وقال بعضهم أرجاها وأقربها ليلة السابع والعشرين.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وفي الباب عن معاوية وابن عمر وابن عباس وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة سبع وعشرين وهو قول طائفة من السلف وهو الجادة من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو رواية عن أبي حنيفة أيضا وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن من قوله هي لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة فالله أعلم.
قلت:نذكر هنا آثار الصحابي أبي بن كعب في تحديد ليلة القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن عَبْدَةُ عن زِرٍّ قال سمعت أُبَيَّ بن كَعْبٍ يقول وَقِيلَ له إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ يقول من قام السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فقال أُبَيٌّ والله الذي لَا إِلَهَ إلا هو إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي ووالله إني لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ التي أَمَرَنَا بها رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لها.أخرجه مسلم (ج1/ص525
2 - بن إدريس قال سمعت إسماعيل قال رأيت زرا في المسجد تختلج لحيته كبرا فسألته كم بلغت قال عشرين ومائة سنة وقال سمعت أبيا يقول ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. سنن النسائي الكبرى ج2/ص274
3 - عن زر بن حبيش قال سمعت أبيا يقول إني لأعرفها هي ليلة سبع وعشرين هي الليلة التي أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها وليلتها تطلع في صبيحتها بيضاء كأنها طست ليس لها شعاع.
4 - عن قَنَانِ بن عبد اللهِ النَّهْمِيِّ قال سَأَلْتُ زِرًّا عن لَيْلَةِ الْقَدْرِ فقال كان عُمَرُ وَحُذَيْفَةُ وَنَاسٌ من أَصْحَابِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَشُكُّونَ أنها لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ تَبْقَى ثَلَاثٌ قال زِرٌّ فَوَاصَلَهَا. مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص250
5 - حدثنا عن عبد اللهِ بن شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ قال سمعت زِرَّ بن حُبَيْشٍ يقول إذَا كانت لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فاغتسلوا فاغسلوا وَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُؤَخِّرَ فِطْرَهُ إلَى السَّحَرِ فَلْيَفْعَلْ وَلْيُفْطِرْ على ضَيَاحٍ من لَبَنٍ. مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص251
6 - عبد الملك بن أبجر، قال: سمعت زر بن حبيش، قال: " كان أبي بن كعب يحلف بالله أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين لا يستثنى، قال: قلنا له: من أين عرفت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبنا وحفظنا أنها ليلة سبع وعشرين ".
\تراجم رواة حديث أبي بن كعب:
عبدة بن أبي لبابة الأسدي مولاهم ويقال مولى قريش أبو القاسم البزاز الكوفي نزيل دمشق ثقة من الرابعة
زر بكسر أوله وتشديد الراء بن حبيش بمهملة وموحدة ومعجمة مصغر بن حباشة بضم المهملة بعدها موحدة ثم غدا الأسدي الكوفي أبو مريم ثقة جليل مخضرم مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وسبع وعشرين ع 2014 –
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو المنذر سيد القراء ويكنى أبا الطفيل أيضا من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك ع 284 –
علامات ليلة القدر.
وردت في بعض الأحاديث بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر
قال ابن مفلح: والمشهور من علامتها ما ذكره أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع من صبيحتها بيضاء لا شعاع لها وفي بعض الاحاديث بيضاء مثل الطست
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها " ليلة بلجة سمحة لا حارة ولا باردة تطلع الشمس من صبيحتها لا شعاع لها "
ومعنى أن الشمس تطلع لاشعاع لها يفسره كلام النووي قال رحمه الله:والشعاع بضم الشين قال أهل اللغة هو ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك اذا نظرت اليها قال صاحب المحكم بعد أن ذكر هذا المشهور وقيل هو الذى تراه ممتدا بعد الطلوع قال وقيل هو انتشار ضوئها وجمعه أشعة وشعع بضم الشين والعين وأشعت الشمس نشرت شعاعها
قال القاضي عياض: قيل معنى لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها قال وقيل بل لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الارض وصعودها بما تنزل به سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها والله أعلم
في لسان العرب: الشعاع ضوء الشمس الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها وقيل هو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع وقيل الشعاع انتشار ضوئها.
قال المناوي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليلة القدر ليلة بلجة) أي مشرقة (لا حارة ولا باردة) بل معتدلة (ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح) أي شديدة (ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها) وكان أبي بن كعب يحلف على ذلك:
(ليلة القدر ليلة سمحة طلقة) أي سهلة طيبة (لا حارة ولا باردة) أي معتدلة يقال يوم طلق وليلة طلق وطلقة إذا لم يكن فيها حر ولا بريؤذيان، ذكره ابن الأثير (تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة) أي ضعيفة الضوء (حمرا) أي شديدة الحمرة ومن علاماتها أيضا أن يرى كل شئ ساجدا وأن ترى الأنوار في كمكان ساطعة حتى في المواضع المظلمة وأن يسمع كلام الملائكة وأن يستجاب فيها
الدعاء.
قال ابن حجر:
وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي، منها في صحيح مسلم عن أبي بن كعب " أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها " وفي رواية لأحمد من حديثه " مثل الطست " ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود وزاد " صافية " ومن حديث ابن عباس نحوه، ولابن خزيمة من حديثه مرفوعا " ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة " ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا " إنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها، ومن أماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود أيضا " أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان، إلا صبيحة ليلة القدر " وله من حديث جابر ابن سمرة مرفوعا " ليلة القدر ليلة مطر وريح " ولابن خزيمة من حديث جابر مرفوعا في ليلة القدر " وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة، تتضح كواكبها ولا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها " ومن طريق قتادة أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا " إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى " وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد " لا يرسل فيها شيطان، ولا يحدث فيها داء " ومن طريق الضحاك " يقبل الله التوبة فيها من كل تائب، وتفتح فيها أبواب السماء، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها " وذكر الطبرى عن قوم أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود إلى منابتها. وأن كل شيء يسجد فيها. وروى البيهقي في " فضائل الأوقات " من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمعه يقول إن المياه المالحة تعذب تلك الليلة، وروى ابن عبد البر من طريق زهرة بن معبد نحوه.انتهى فتح الباري.
هل يشترط وجود تلك العلامات؟
لا يشترط ولا يلزم من تخلف العلامة عدمها ورب قائم فيها لم يحصل منها إلا على العبادة ولم ير شيئا من علاماتها وهو أفضل عند الله ممن رآها وأكرم.
أقوال العلماء في تحديد ليلة القدر.
قال أبو عمر (بن عبد البر): قوله في هذا الحديث دعا عمر أصحاب محمد فسألهم عن ليلة القدر فاجمعوا أنها في العشر الأواخر أولى ما قيل به في هذا الباب واصحه لأن ما أجمعوا عليه سكن القلب إليه وكذلك النفس أميل إلى انها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين على ما قال ابن عباس في هذا الحديث أنها سابعة تمضي او سابعة تبقى وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك والله أعلم. التمهيد لابن عبد البر ج2/ص212
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:. ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {هي في العشر الأواخر من رمضان}. وتكون في الوتر منها. لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى}. فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع. وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى. وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي. كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {تحروها في العشر الأواخر} وتكون في السبع الأواخر أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين. فقيل له: بأي شيء علمت ذلك؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله. " {أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها}. فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث وقد روي في علاماتها " {أنها ليلة بلجة منيرة} وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة. فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر. والله تعالى أعلم.
قال ابن حزم الظاهري في كتاب المحلى: قال ابن حزم:
مسألة - ليلة (3) القدر واحدة في العام في كل عام، في شهر رمضان خاصة، في العشر الاواخر خاصة، في ليلة واحدة بعينها لا تنتقل أبدا إلا انه لا يدرى أحد من الناس أي ليلة هي من العشر المذكور؟ إلا انها في وتر منه ولا بد، فان كان الشهر تسعا وعشرين فأول العشر الاواخر بلا شك؟ ليلة عشرين منه، فهى إما ليلة عشرين، وإما ليلة اثنين وعشرين، وإما ليلة أربع وعشرين، واما ليلة ست وعشرين، واما ليلة ثمان
وعشرين، لان هذه هي الاوتار من العشر (الاواخر (4)، وان كان الشهر ثلاثين فأول الشعر الاواخر بلا شك ليلة احدى وعشرين، فهى إما ليلة احدى وعشرين، واما ليلة ثلاث وعشرين، واما ليلة خمس وعشرين، واما ليلة سبع وعشرين، واما ليلة تسع وعشرين، لان هذه هي أوتار العشر بلاشك * وقال بعض السلف: من يقم العام يدر كها * وبرهان قولنا: انها في رمضان خاصة دون سائر العام قول الله تعالى: (انا انزلناه في ليلة القدر)، وقال عزوجل: (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن)، فصح انه أنزل في ليلة القدر في شهر رمضان، فصح ضرورة أنها في رمضان لافى غيره، إذا لو كانت في غيره لكان كلامه تعالى ينقض بعضه بعضا بالمحال، وهذا مالا يظنه مسلم.
قال ابن حجر:
باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ثم في العشر الأخير منه ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها. وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي
قال النووي:
ومذهب الشافعي وجمهور أصحابنا أنها منحصرة في العشر الاواخر من رمضان مبهمة علينا ولكنها في ليلة معينة في نفس الامر لا تنتقل عنها ولا تزال في تلك الليلة إلي يوم القيامة وكل ليالي العشر الاواخر محتملة لها لكن ليالي الوتر أرجاها وأرجى الوتر عند الشافعي ليلة الحادى والعشرين ومال الشافعي في موضع إلي ثلاثة وعشرين وقال البندنيجي
مذهب الشافعي أن ارجاها عنده ليلة إحدى وعشرين وقال في القديم ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين فهما أرجي لياليها عنده وبعدهما ليلة سبع وعشرين هذا هو المشهور في المذهب أنها منحصرة في العشر الاواخر من رمضان وقال أمامان جليلان من أصحابنا وهما المزني وصاحبه أبو بكر محمد ابن اسحق بن خزيمة أنها منتقلة في ليالي العشر تنتقل في بعض السنين إلى ليلة وفى بعضها إلى غيرها جمعا بين الاحاديث وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الاحاديث الصحيحة في ذلك كما سنوضحه إن شاء الله تعالي ولا طريق إلي الجمع بين الاحاديث إلا بانتقالها
ماذا يقول في ليلة القدر
\
ثبت في سنن الترمذي وغيره ما يلي:
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
والحديث أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة
قال ابن قدامة:ويستحب أن يجتهد فيها في الدعاء ويدعو فيها بما روي عن عائشة أنها قالت يا رسول الله إن وافقتها بم أدعو قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
قال ابن كثير:والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"؛ لما رواه الإمام أحمد:
رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من طريق كَهْمَس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمْتُ أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم، إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" (1).
وهذا لفظ الترمذي، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: "هذا صحيح على شرط الشيخين" (2) ورواه النسائي أيضًا من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرثَد، عن سليمان بن بُرَيدة عن عائشة قالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" (3).
5].
وفي الختام أحمد الله أن وفقني لكتابة هذه السطور المتواضعة وأسأل الله العظيم بمنه وفضله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
كتبه / الفقير إلى عفو ربه!
في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك 1429.
المدينة المنورة. حرة واقم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تبصير المنتبه]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 03:53]ـ
للتذكير في فضل هذه الليلة
كتبه الفقير إلى عفو ربه / ناجي الهجاري(/)
ماحكم هذه المسائل الجديدة في ختم القران في الصلاة؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 09:44]ـ
معلوم لدى طلبة العلم الخلاف في مشروعية دعاء ختم القران في الصلاة
وهنا مسائل جديدة نريد معرفة حكمها
الاولى ممارايته وسمعته من بعض طلبة العلم في هذا العام ان بعضهم يختم القران في سنتين اي يقرا في سنة نصف القران ونصفه في العام الذي يليه ثم يدعو دعاء الختم
الثانية وهي ان بعض الائمة ياتي بامام حسن الصوت في اخرليلة في الشهر ليقوم بدعاء الختم نيابة عنه
فما مدى مشروعية هذه الاشياء المستجدة وفقكم لله
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وأضيف إليك استفسار آخر ذكر في كتاب الإقناع أنه يسن عند الختم بعد قراءة سورة الناس الافتتاح بالحمد ثم أوائل البقرة إلى " المفلحون " وفعلا فعلت ذلك بعد أن كنت تركته لرمضانات خلت وما فعلته إلا لما قرأت كلام العلامة ابن الباذش الأنصاري في الإقناع ثم قلت ليتني تأنيت حتى أستفسر فهل من مغيث ويليته يدعم مايقول بالدليل.
ـ[التبريزي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 05:14]ـ
من العجب تحري الكثير للسنة ثم يأتون بأدعية غير مأثورة لختم القرآن طابعها السجع و التطويل وغريب الكلام، والأعجب إيرادها في الصلاة بعد الإنتهاء من القرآن في صلاة التراويح، والأغرب الأعجب القبول بها لأن البعض نسبها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وذلك غير ثابت!! .. ولو ثبتت!! فهل شيخ الإسلام رحمه الله قد أضفى عليها الشرعية؟
ورد في موقع الإسلام:
(هل في السنة دعاء بعد ختم القرآن؟
أرجو منكم إرسال دعاء ختم القرآن الكريم كما ورد في السنة النبوية.
الحمد لله
ليس في السنة النبوية دعاء خاص بعد ختم القرآن الكريم، ولا حتى عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو الأئمة المشهورين، ومن أشهر ما ينسب في هذا الباب الدعاء المكتوب في آخر كثير من المصاحف منسوباً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا أصل له عنه.
انظر: "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (14/ 226).
والدعاء بعد ختم القرآن إما أن يكون بعد ختمه في الصلاة، أو خارجها، ولا أصل للدعاء بعد الختمة في الصلاة، وأما خارجها فقد ورد فعله عن أنس رضي الله عنه.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم دعاء ختم القرآن في قيام الليل في شهر رمضان؟ فأجاب:
" لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة أيضا، وغاية ما ورد في ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا. وهذا في غير الصلاة " انتهى.
"فتاوى أركان الإسلام" (ص 354).
وللشيخ بكر أبو زيد رسالة نافعة في هذه المسألة، ومما جاء في خاتمتها:
من مجموع السياقات في الفصلين السالفين نأتي إلى الخاتمة في مقامين:
المقام الأول: في مطلق الدعاء لختم القرآن:
والمتحصل في هذا ما يلي:
أولاً:
أن ما تقدم مرفوعا وهو في مطلق الدعاء لختم القرآن:
لا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم , بل هو إما موضوع أو ضعيف لا ينجبر،
ويكاد يحصل القطع بعدم وجود ما هو معتمد في الباب مرفوعاً؛ لأن العلماء الجامعين الذين كتبوا في علوم القرآن وأذكاره أمثال: النووي , وابن كثير , والقرطبي , والسيوطي , لم تخرج سياقاتهم عن بعض ما ذكر، فلو كان لديهم في ذلك ما هو أعلى إسناداً لذكروه.
ثانياً:
أنه قد صح من فعل أنس بن مالك رضي الله عنه الدعاء عند ختم القرآن، وجمع أهله وولده لذلك , وأنه قد قفاه (أي: تابعه) على ذلك جماعة من التابعين , كما في أثر مجاهد بن جبر رحمهم الله تعالى أجمعين.
ثالثاً:
أنه لم يتحصل الوقوف على شيء في مشروعية ذلك في منصوص الإمامين: أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله تعالى، وأن المروي عن الإمام مالك رحمه الله: أنه ليس من عمل الناس، وأن الختم ليس سنة للقيام في رمضان.
رابعاً:
أن استحباب الدعاء عقب الختم , هو في المروي عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى , كما ينقله علماؤنا الحنابلة , وقرره بعض متأخري المذاهب الثلاثة.
المقام الثاني: في دعاء الختم في الصلاة:
وخلاصته فيما يلي:
أولاً:
أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم قبل الركوع أو بعده لإمام أو منفرد.
ثانياً:
أن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل والفضل والحربي عنه - والتي لم نقف على أسانيدها -: من جعل دعاء الختم في صلاة التراويح قبل الركوع.
وفي رواية عنه - لا يعرف مخرجها -: أنه سهل فيه في دعاء الوتر ...
انظر: " مرويات دعاء ختم القرآن ". وانظر جواب السؤال رقم (12949). والله أعلم.)
http://www.islamqa.com/ar/ref/65581
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 05:28]ـ
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
ولكن لم اجد جوابا على اسئلتي؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 07:46]ـ
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
ولكن لم اجد جوابا على اسئلتي؟؟؟؟؟؟؟؟
الاولى ممارايته وسمعته من بعض طلبة العلم في هذا العام ان بعضهم يختم القران في سنتين اي يقرا في سنة نصف القران ونصفه في العام الذي يليه ثم يدعو دعاء الختم
الثانية وهي ان بعض الائمة ياتي بامام حسن الصوت في اخرليلة في الشهر ليقوم بدعاء الختم نيابة عنه
فما مدى مشروعية هذه الاشياء المستجدة وفقكم لله
كيف يا أخي؟!!
بالنسبة للأولى: ليس في السنة دعاء مأثور يقال بعد ختم القرآن الكريم، ولم يؤثر عن أحد من الصحابة إلا أنس ويحتاج إلى تحقيق، ولا أصل له خصوصا في الصلاة، وإذا كان الدعاء مستحدث لا أصل له صار بدعة، والحكم واحد سواءا خُتم القرآن في سنة أو سنتين أو ختم عدة مرات في الشهر أو السنة ..
اأما الثانية: فبدعيتها آكد، إذ كيف يحرص إمام الجامع على الإتيان بصوت حسن للدعاء ولم يحرص على الإتيان بصوت حسن للقرآن؟!! إضافة إلى أن ما يسمى بدعاء الختم لم يرد فيه نص في غير الصلاة، فما بالك في الصلاة التي لا يجوز أن يؤتي في العبادات إلا بما هو توقيفي؟
أقول هذا والله أعلم، وعند إيراد ما يخالف بدليل وحجة فنحن مع الحق لأن الحق أحق أن يُتبع ..
ـ[أبوفارس]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 10:03]ـ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ...
أما بعد:
فقد كثُرَ في الآونة الأخيرة طرح هذه المسألة بين طلاب العلم, وفي مجالس العلم, ومن باب مدارسة العلم وبيان الراجحِ في المسألة من الأقوال من مرجوحها بتوفيق الله, رأيت الإسهام في جمع الأقوال في حكم هذه المسألة وبيان أدلتها, جمعتها من خلال المناقشات في المجالس والمنتديات واللقاءات, والرجوع إلى بعض المؤلفات التي تطرقت إلى الموضوع, أو أشارت إليه, وليس لي فيه من نصيبٍٍ إلا الجمعَ والترتيب. ومن الله وحده العون والطول.
• تحرير محل النزاع:
1. من المسلمات أن العبادات مبناها على التوقيف, فلا يجوز لأحدٍ أن يعمل عملا أو يقول فيها قولا إلا بدليلٍ شرعي
2. لم يرد نصٌ في المسألة صريح على أنها بدعةٌ، أو الإنكار فيها. كما تبين لي من خلال البحث.
3. الخلاف في المسألة حديث, ولم يرِدْ عن السلف و المتقدمين في إنكاره شيء, ولم يُعرف لهم مخالفٌ, إلا من خالفهم من المعاصرين -كما سيرد بيانه-.
4. أن المسألة من مسائل الاجتهاد, فهي مما يسوغُ فيه الاختلاف.
تنبيه: إذا أُقر أن المسألة مما يسوغ الاختلاف والاجتهاد فيه, فليُعلم أن اجتماع الأمة على قولٍ مرجوحٍ خيرٌ من تفرقها على قولٍ راجحٍ.
فعلى هذا فمن رأى عدم مشروعية الختمة، فلا ينبغي له أن يفارق إمامه الذي يصلي وراءه؛ لما في ذلك من الاختلاف والمفارقة. كما نص عليه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وإن كان رحمه الله لا يرى مشروعيتها أصلاً, قال رحمه الله في الشرح الممتع (4/ 86):"وحتى المتابعة بالختمة لابأس بها أيضاً, لأن الختمة نص الإمام أحمد رحمه الله وغيره من أهل العلم: على أنه يستحب أن يختم بعد انتهاء القرآن قبل الركوع, وهي وإن كانت من ناحية السنة ليس لها دليل, لكن مادام أنه ليس محرماً فلماذا نخرج أو نسفه أو نخطئ أو نبدع من فعل شيئاً نحن لا نراه؟ ومادام أن الأمر ليس إليك, ولكن إمامك يفعلها فلا مانع من فعلها, وانظروا إلى الأئمة الذين يعرفون مقدار الاتفاق فقد كان الإمام أحمد رحمه الله يرى أن القنوت في صلاة الفجر بدعة, ويقول: إذا كنت خلف إمام يقنت فتابعه على قنوته وأمِّن على دعائه, كل ذلك من أجل اتحاد الكلمة, واتفاق القلوب وعدم كراهة بعضنا لبعض"ا. هـ.
كما أنَّ الصحابة رضي الله عنهم صلوا خلف عثمان مع اجتهاده الذي غَلِطَ فيه.
كما لايعني الحكم بأن الختمة في الصلاة بدعة عند من قال بذلك اتهام من فعله باجتهادٍ أو تقليد من تبرأ الذمة بتقليده بشيء كما سبق وكما في رفع الملام لابن تيمية رحمه الله تعالى فلهم عذرهم في ذلك. والله أعلم.
• الخلاف في المسألة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اختلف أهل العلم في المسألة إلى قولين:
1) المنع منه: وممن ذهب إليه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-, كما قال في فتاوى أركان الإسلام (354): لا أعلم في ختمة القرآن في قيام الليل في شهر رمضان سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أيضا وغاية ما ورد في ذلك هو عن أنس: (كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا) وهذا في غير الصلاة ... أ. هـ.
وممن ذهب إلى المنع منه ورجح أنه بدعة, الشيخ بكر أبو زيد -ختم الله له بخير- في بحثه القيم الموسوم بـ (مرويات دعاء ختم القرآن) -كما سيأتي-.
2) القول بجوازه: وممن عمل به الإمام أحمد وسفيان بن عيينة-رحمهم الله-, بل ومنهم من رأى أنه مستحبٌ كالنووي-رحمه الله- كما في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن (ج1/ص81) ,قال: "الدعاء مستحب عقيب الختم استحبابا متأكدا",وأورد عددا من الآثار والأحاديث فليرجع إليها, وممن ذهب إلى استحبابه الإمام ابن باز-رحمه الله-,كما سيأتي في النقل عنه, وتواترُ العمل عليه -كما سيأتي-.
وسأورد في خلال البحث أدلة القولين والاعتراضات عليها, مما وقفت عليه, والجواب عنها.
• الأدلة:
أ - أدلة القائلين بالمنع:
استدل القائلون بالمنع من دعاء الختمة في صلاة التراويح بأدلة منها:
1) أن العبادة توقيفية, ولا يجوز لأحدٍ أن يعمل عملا أو يقول قولا فيها إلا بدليل، فهذه الختمة لم يرد فيها شيء مرفوع يدل عليها، ولا عن الصحابة داخل الصلاة, ولا يُعلم فيها سوى ما روى عن الإمام أحمد أنه كان يأمر إمام مسجده بذلك، وهذه فتوى ولا تُعد دليلا إنما هي مما يستأنس به.
2) أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام صلوا التراويح, و لابد أنهم كانوا يختمون القرآن؛ لأنهم كانوا يطيلون القراءة, فلو أنهم كانوا يختمون لاشتهر الأمر ولنُقل.
3) أن كل ما ورد في الختمة عن الصحابة, كما روي عن عثمان, إنما هو بلاغات, وليس له إسناد متصل، فلا يجدي أن نظن ظنا أنه موجود بسنده, ونحن لم نطلع عليه. فلا تخرج الختمة من وصف الإحداث في الصلاة.
ووردت منهم اعتراضات لبعض أدلة المجوزين سأوردها في موضعها-إن شاء الله تعالى-.
ب - أدلة القائلين بالجواز:
استدلوا بأدلة منها:
1) ماروي عن أنس رضي الله عنه: فعن ثابت البنان عن أنس أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا رواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 140) ,وفي مصنف ابن أبي شيبة (6/ 128) , في باب: الرجل إذا ختم ما يصنع, وفيه قال:" حدثنا وكيع عن مسعر عن قتادة عن أنس أنه كان إذا ختم جمع أهله", وفي المعجم الكبير (1/ 242) ,وفيه:"عن ثابت أن أنس بن مالك كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم", وفي قسم الحديث (جزء4) , (2/ 14) ,وفيه: "وروى ابن أبي داود بإسنادين صحيحين عن قتادة كان أنس إذا ختم جمع أهله ودعا. وروى أيضاً عن ابن عباس أنه أمر رجلاً يراقب رجلاً يقرأ القرآن فإذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس فشهد ذلك. وروى بأسانيده الصحيحة عن الحكم بن عُيَيْنَة قال أرسل إليَّ مجاهد وعبدة بن أبي لبابة, فقالا: أرسلنا إليك لأنا أردنا أن نختم, والدعاء يستجاب عند ختم القرآن. وبإسناده الصحيح عن مجاهد, قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن. يقولون: تنزل الرحمة"., وفي كنز العمال (2/ 152):"ومن مسند أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ختم جمع أهله ودعا. (ابن النجار) ". وفي مجمع الزوائد (7/ 172):"باب الدعاء عند ختم القرآن"وفيه:"عن ثابت أن أنس بن مالك كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم"رواه الطبراني, ورجاله ثقات".وغيرها مما ورد عن أنس وابن عباس من الآثار, وتصح بمجموع طرقها.
2) أنه لم يُنقل إنكار متقدم عن السلف رحمهم الله. وليس هناك منكرٌ لهذه المسألة, مع أنه لا يخفى أن مثل هذا الأمر كان في الزمن الذهبي للحديث، والتمسك بالسنة، ولم ينُقل إلينا إنكار العلماء في زمنه أو من بعده إلى زماننا هذا، حتى كان بعض أهل العلم مع جلالة قدرهم كالشيخ محمد بن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد, و غيرهم.
3) أنها قد وردت نصَّاً عن الإمام أحمد، وإن كانت النصوص عنه كثيرة، لكن من أوضحها, ما نقله ابن قدامة-رحمه الله في المغني (1/ 457 - 458) , قال:"فصل في ختم القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله, فقلت: أختم القرآن, أجعله في الوتر أو في التراويح؟ , قال: اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين. قلت: كيف أصنع؟ , قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع وادع لنا ونحن في الصلاة وأطل القيام, قلت: بم أدعو؟ , قال: بما شئت, قال: ففعلت بما أمرني وهو خلفي يدعو قائما ويرفع يديه. قال حنبل: سمعت أحمد يقول في ختم القرآن: إذا فرغت من قراءة {قل أعوذ برب الناس} (الناس1) , فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع. قلت: إلى أي شيءٍ تذهبُ في هذا؟ قال: رأيت أهل مكة يفعلونه, وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة. قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة بمكة, ويروي أهل المدينة في هذا شيئاً وذُكر عن عثمان بن عفان".
[وقد بحثتُ عن أثر عثمان الذي أشار إليه العباس بن عبد العظيم في معرِض كلامه فلم أجده, وقد ذكره الشيخ بكر أبو زيد نقلاً عن ابن قدامة (ص273) ,وقال في الحاشية عنه: (لم أر من أسند هذا مع بالغ التتبع والمباحثة مع عدد من المشتغلين بهذا العلم. فالله أعلم) ا. هـ. فلعل عدم إيراد الشيخ له في المواطن الأخر بناء على عدم ثبوته عنده.].
كما نقلها عنه المرداوي فقال في الإنصاف (2/ 185):"ويدعو لختمه قبل الركوع آخر ركعة من التراويح, ويرفع يديه ويطيل نصَّ عليه في رواية الفضل بن زياد, وقيل للإمام أحمد: يختم في الوتر ويدعو فسهل فيه"ا. هـ.
4) كما أنه لم يرد نصٌّ على أنها بدعة، والإنكار فيها.
• اعتراضات القائلين بالمنع على أدلة المجوزين:
1. في استدلالكم بفعل الإمام أحمد: فهل فعلُ إمامٍ من الأئمة وأهل العلم لأمر ما يُخْرجه عن وصف البدعة، ولو كان هذا الأمر لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولاعن صحابته؟.
فما الذي يُخْرِج هذه المسألة من وصف الإحداث في الصلاة, والعبادات توقيفية؟؟!!.
ويُجاب عن هذا الاعتراض: أنَّ من المشكلات التي أثرت في الملكة الفقهية عند بعض طلبة العلم الحرفية في التعامل مع القواعد الأصولية أو قواعد الحديث، وهذه الحرفية هي في الواقع مسلماتٌ لا يُشك في ثبوتها في الغالب، وإن كان بعضها لا يُسلم بصحته أصلاً.
لكنَّ هذه الحرفية في الواقع أوجبت تجاهلاً لقدر السلف، ونوعاً من الجرأة عليهم، تارةً بحجة أنَّ العبرة بالدليل، وتارة بـ (أنهم رجالٌ ونحنُ رجال)، وإنْ كان بعضهم بعضهم بلسانِ حاله دون لسانِ مقاله.
وليست المشكلة الانفراد بقولٍ دون عامة أهل العلم، لا، بل المشكلة عندما يُقال: إنه لا دليلٌ لهم؟! وأنَّ الدليل دلَّ على خلافه بنوعٍ من القطعية والجزم، ربما لا توجد في كلام الأئمةُ الجبالُ السابقين في مثل هذه المسائل. ودونك هذا المثال من تلك الأمثلة الواقعية. مثلاً:
ترجيحُ أنَّ الحائضَ إذا طهرت في وقت العصر فإنه لا يلزمها إلا العصر، دون الظهر. ويحتجون بـ (أنَّ الأصلَ براءةُ الذمة) , أو غير ذلك من الاستدلالات، ثم يقولون: إنَّ الجمهور استدلوا بأنَّه لمَّا كانت الظهر تُجمع إليها، أُمِرت بأنْ تصلي الوقت. هذا هو ما ذكره الفقهاء المتأخرون، ولكنْ إنْ نظرنا إلى الإمام أحمد لما سُئِل عن هذه المسألة, كما في قسم الحديث (4 جزء) (1/ 188) ," قال أحمد: عامة التابعين يقولون بهذا القول إلا الحسن وحده"؟!.
وحينئذ ربما يُجاب على جواب الإمام احمد بنفس الحرفية-التي هي المشكلة-فيُقال: وهلْ قولُ عامة التابعين حجة؟!!.
فهل يُتصور نظرياً، أنْ يكون جمهور التابعين على قولٍ مبناهم فيه على مثل هذا القياس الضعيف، الذي لا يقوى على الأصل المقرر في الشريعة (أنَّ الأصل براءةُ الذمة)؟ مع أنَّ هذه القاعدة إنما فهمناها عنهم، فكيف يمكن أن تخفى عليهم؟!!.
كذلك فهذه المسألة، عندما يفعلها الإمام أحمد، وسفيان، و ينقلانه عن عمل أهل مكة، وهما في زمن متقدم ...
يأمرُ الإمام أحمد إمامه أن يصلي ويدعو بالختمة في الصلاة، ويستدلُ بفعل أنسٍ وابن عباس رضي الله عنهم, كما في كشاف القناع (1/ 430) , ومطالب أولي النهى (1/ 605):"وروى ابن أبي داود بإسنادين صحيحين عن قتادة عن أنس كان أنس إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا, ويستحب إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى لحديث أنس:"خير الأعمال الحل والرحلة. قيل: وما هما؟ , قال: افتتاح القرآن وختمه", ويدعو عقب الختم نصاً لفعل أنس".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما في مطالب أولي النهى (1/ 605) وكشاف القناع (1/ 430):"وعن ابن عباس أنه كان يجعل رجلاً يراقب رجلا يقرأ القرآن, فإذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس فيشهد ذلك".
ونحن نعلم جميعاً حرص الإمام أحمد على اجتناب البدعة، ولم يخفَ على جميع من نُقِلتْ عنهم الختمةُ أنَّ العبادات توقيفية.
وكذلكَ القولُ بأنَّ العيدَ خطبةٌ واحدة، مع أنه لا يُعرف لهذا قائل!.
وليس هناك منكرٌ لهذه المسألة مع أنَّ مثل هذا الأمر مما لا يخفى، ألا كان نُقل إلينا إنكارُ العلماء في زمنه أو مَنْ بعدهُ إلى زماننا هذا، حتى كان إنكارُ بعض أهل العلم المتأخرين.
2. أنَّ كلَّ ما ورد عن الصحابة, إنما هو بلاغات, ليس له إسنادٌ متصل، فلا يُجدي أنْ نظن ظناً أنه موجودٌ بسنده, ونحنُ لم نطلع عليه. فكيف تخْرُجُ الختمة من وصف الإحداث في الصلاة؟.
فيُجاب عن هذا الإشكال: بأنها لم تدخل أصلاً في باب الإحداث، ولا ينبغي أن يُشكُ بأنها محدثة، خاصةً وأن الإمام أحمد، وسفيان رحمهما الله قد عملا بذلك، ولم يفهما أنَّ هذا إحداث, والنقولُ عنهم صريحةٌ، وواضحةٌ، وبابُ البدع منضبطٌ عندهم، ولم يُنقل عن أحدٍ من أهل العلم ممن أنكر الختمة، قبل الشيخ بكر وفقه الله, والشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ولعلَّ بعض العلماء المتأخرين يقولُ بهِ ولم يظهره. والله أعلم.
كما لم يرد نصٌّ على أنها بدعة، والإنكار فيها-كما سبق-.
3. أنَّ في الاستدلال بما سبق فيه موافقةٌ لأهلِ البدع, الذين يستدلون على التشريع بفعلِ أئمتهم ومشايخهم ويقولون: هكذا وجدنا علماءنا يفعلون، أو: لو كان بدعة لم يفعله علماؤنا وهم أعلم منا بذلك؟!.
ويُجاب عن هذا: أنَّنا لا نختلف أننا نسيرُ مع النصوصِ الشرعيةِ في جميع العبادات, وأنَّ الأصل في العبادات التوقيف, كما أننا لا ندعي العصمةَ لغير الأنبياء، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) , وقوله: (من أحدث في أمرنا ... ).
وليس في المسألة استدلالٌ بفعل المشايخ، ولكنه أمرٌ تتابع الناس عليه تتابعاً كبيراً، فإنَّ الإمامَ أحمد وسفيان لا يحكونَ فعل أنفسهم، بل يحكون أعمالَ أجيالٍ من السلف همْ من حملة الحديث، وأهل السنة المتمسكين بالسُنن، المنابذين للبدع.
حتى أنَّ ابن القيم نقل ذلك وأقره، ولم ينكره, فقد نقل كلام الإمام أحمد في جلاء الأفهام (568 - 569): ثم قال:"وإذا كان هذا من آكد مواطن الدعاء، وأحقها بالإجابة، فهو من آكد مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "ا. هـ.
فعلى أي شيء يدل كلام ابن القيم إلا الموافقة على الختمة في الصلاة؟، ولم يُنكِر رحمه الله، وحُق له، فما فيها شيءٌ يُنكَر.
4. أنهم في استدلالهم بما تقدم يتناقضون عندما ترِدُ عليهم مسائل مشابهةٍ لهذه المسألة كالمولد, والتعريف يوم عرفة لغير الحاج, والجهر بالنية في الصلاة, وغيرها كثير ...
ولو كانت الأدلة التي ذُكِرَتْ في مسألة الختمة في الصلاة كافيةً لإثبات السنية لها لكانت هذه البدع ثابتة عند التأمل؟؟!!.
5. وفي نقلهم عدم الإنكار من المتقدمين: أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنكر جملةً من البدع التي قال بها الأئمة وقد يكونوا تتابعوا عليها, ولم نُنكر عليه, ولم نَقُلْ: أنَّ فهم الأكابر، أولى من إنكار من تأخر منهم بقرون، على جلالة من تأخر-كما تقولون-.
فيُجاب عن هذين الاعتراضين: بأنَّ هذا التناقض لا محل له، ففرقٌ بين ما دلَّتْ عليه أصول الشريعة وعمومتها وبين ما لم تدل عليه, وتواتر إنكاره عن السلف والخلف.
وهذه المسألةُ مما كثُرَ فيه الخلطُ عند المتأخرين فتجدُ أنَّ أحدهم يأتي بحجةِ أنه لم ينقل عن السلف أنهم فعلوا كيتَ وكيت, فيرفُضُ بها أمراً دلت عليه عمومات الشريعة وأصولها، وهذا ليس بسديدٍ على إطلاقه.
فالراجح والله أعلم: أنَّ الختمةَ ليست ببدعةٍ، ولمن فعلها سلفٌ من السلف رحمهم الله في الصلاة وخارجها.
وليس هناك منكرٌ لهذه المسألة, فلم يُنقل إلينا إنكار العلماء في القرون المتقدمة أو ما بعدها إلى زماننا هذا، حتى كان بعض أهل العلم مع جلالة قدرهم كالشيخ محمد بن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد, و غيرهم.
و المتأمل في بحث الشيخ بكر أنَّ غاية ما استمسك به حجتان:
1. تضعيف سائر ما روي.
2. الاستمساك بأنَّ العبادات توقيفية!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسأنقل هنا استدراكات جمعتها لمواضعَ من خلاصة بحث الشيخ بكر أبو زيد القيِّم الموسومِ بـ (مرويات دعاء ختم القرآن) , والاستدراكات وضعتها بين قوسين [ ... ]. ولمن أراد الاستزادة الرجوع إلى البحث.
فقد قال في خلاصة بحثه (ص280):"ومما تقدم يتضح للناظر ما يلي:
1. أن القول بدعاء ختم القرآن في صلاة التراويح قبل الركوع يكاد يكون من مفردات الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن الثلاثة. معللا بأنه عمل المِصْرَين: مكة والبصرة. وأنه في رواية عنه: سَهَّلَ بجعل دعاء الختم في الوتر.
وأنه في روايتي الفضل, والحربي قال فيهما: يدعو بما شاء.
[ولكن الذي يظهر من ذلك الأثر الآنف ذكره أن هذا فعل سفيان بن عيينة بمكة والعباس بن عبدالعظيم بالبصرة, وهناك أثر عن عثمان يرويه أهل المدينة وهذا الأثر الأظهر أنه في أحد كتب الحنابلة المفقودة لأن الإمام أحمد ذكره, ومن عادة الحنابلة أنهم يذكرون سند الحديث الذي يحتج به الإمام أحمد فلعله في بعض الكتب المفقودة, والذي يرْجُحُ أن الرواية ستكون مرسلة ولكن العمل جرى عليه في مكة.
وأظن أن صنيع أهل المدينة كصنيع أهل البصرة لأن مذهب أهل البصرة وخصوصاً في العصور المتأخرة (أعني عصر أتباع التابعين فمن بعدهم) هو مذهب أهل المدينة].
قال حفظه الله (ص281): 2.في (المستخرجة) عن مالك: أن الدعاء بعد الختم ليس من عمل الناس.
[والمستخرجة يعني بها: العتبية, وقد تكلم القاضي عياض وغيره من المالكية في روايات العتبية, وممن تكلم فيها محمد بن وضاح, وقال: فيها خطأ كثير. وإن اعتمدها بعض المالكية كابن رشد وغيره. فلا أدري هل يصح هذا عن الإمام مالك؟ أم لا؟ , ولو صحت فهي قول إمام دار الهجرة, وكم من مسألة ذكر الإمام مالك أن ليس عليها عمل الناس. ويكون فيها أثر أو غيره.
وقد نص كثير من المالكية أن مالكا أحيانا يقصد بقوله: ليس عليه عمل الناس. عمل شيوخه كربيعة الرأي وغيره, وقد أشار إلى ذلك ابن رجب _رحمه الله_ في فتح الباري (4/ 146) , قال: (وروى الإسماعيلي في صحيحه من حديث عبدالله بن يوسف عن مالك أنه قال بعد روايته هذا الحديث: (يعني حديث حمل أمامة في الصلاة) من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ناسخ ومنسوخ وليس العمل على هذا, ومالك إنما يشير إلى عمل من لقيه من فقهاء أهل المدينة خاصة كربيعة ونحوه 0 وقد عمل به علماء أهل العراق كالحسن والنخعي وفقهاء أهل الحديث ويتعذر على من يدعي نسخه الإتيان بنص ناسخ له) انتهى].
ثم قال حفظه الله في الخاتمة (ص284):
*المقام الثاني- في دعاء الختم في الصلاة:
وخلاصته فيما يلي:
أولاً: أنه ليس فيما تقدم من المروي حرف واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم , أو عن أحد من صحابته رضي الله عنهم, يفيد مشروعية الدعاء في الصلاة بعد الختم, قبل الركوع أو بعده, لإِمام أو منفرد.
ثانياً: أن نهاية ما في الباب هو ما يذكره علماء المذهب من الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية: حنبل والفضل والحربي, عنه - والتي لم نقف على أسانيدها - من جعل دعاء الختم في صلاة التراويح قبل الركوع.
[وهذه كلها من مسائل الفضل بن زياد, ومسائل حنبل, ومسائل الحربي, ومن كتاب الجامع, وقد وقف عليها أئمة المذهب ونقلها ابن قدامة وابن تيمية, وهؤلاء عمدة المذهب. ولو أردنا أن نتتبع كل رواية وردت عن الإمام أحمد بأسانيدها فإننا لن نقف على أكثر هذه الروايات لأن أغلب الكتب مفقودة ومنها كتاب الجامع للخلال, وكتب المسائل, وقد نص ابن حامد وغيره على أسانيدهم إلى هذه الكتب فما نقلوه عن هذه الكتب فهي صحيحة الأسانيد إلى أولئك الأئمة, ولو لم يكن لطرحنا أغلب الروايات عن الإمام احمد.
وما الفرق بين أن يقول حنبلي: قال حنبل في مسائله, أو قال الفضل بن زياد في مسائله, وبين أن يسرد إسناده إلى المسائل؟ , إن كان ابن حامد قد نص على أسانيده إلى هؤلاء فالأصل أن ما نصوا على أنه من روايات هؤلاء الأئمة فهو من كتبهم, إلا ما شذ والشاذ ينبهون عليه, ثم توافر كل هذه الروايات عن الإمام أحمد ينبغي أن لا يُشكَ بعدها في نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد. وأظن أنه لو وقف الإنسان على الجامع للخلال لوجد هذه الروايات كلها. والله أعلم].
قال حفظه الله (ص285): وفي رواية عنه - لا يعرف مخرجها: أنه سهّل فيه في دعاء الوتر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما جاء عن بعض أهل العلم في استحباب جعل القارئ ختمه في صلاة نفلٍ, أول الليل أو آخره, أي: في سنة المغرب أو سنة الفجر.
وهذه, مع جلالة القائلين بها لم يذكروا رحمهم الله ما يسند المشروعية من نص ثابت في سنده ودلالته, عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته, رضي الله عنهم.
ومن خلال تتبع المروي في "الفصل الأول" من هذه الرسالة لم نحس له بأثر أو أثارة؟.
وهذا من العبادات الجهرية التي لو وقعت؛ لَنُقِلَ إلينا وقوعها واشتهر أمرها في كتب الرواية والأثر. بل في رواية حنبل لَمَّا قال لأحمد رحمه الله تعالى: إلى أي شيء تذهب في هذا؟ قال: رأيت أهل مكة يفعلونه ... : دليل أنه لو كان عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى سنة ماضية مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , أو متصلة العمل بعصر الصحابة رضي الله عنهم؛ لاعتمدها في الدلالة, وهو رحمه الله تعالى من أرباب الإحاطة في الرواية.
[بل إن الإمام أحمد اعتمد على أثر عثمان رضي الله عنه والذي يرويه أهل المدينة عنه, والذي قواه جريان عمل أهل مكة والبصرة عليه فاعتماد الإمام احمد لم يكن على فعل سفيان أو فعل أهل البصرة].
قال حفظه الله (ص285): فلم يبق في الدلالة عنده إلاَّ عمل المِصْرَينْ: مكة والبصرة وكم لأهل كل مصر من عمل لم يتابعهم عليه أحد. مثل أهل مكة في عدة مسائل كما في أخبار مكة للفاكهي (3/ 92_96).
* مدى حجية جريان العمل في العبادات:
وعليه: فليعلم أن توارث العمل يكون في موطن الحجة: حيث يتصل بعصر التشريع, كتوارث مقدار الصاع والمد النبوي وأعيان المشاعر, ونحو ذلك.
ويكون في موطن الحجة أيضاً عند جماعة من الفقهاء والأصوليين والمحدثين: حيث تكون عَضَادته لحديث ضعيف, تلقته الأمة بالقبول.
لكن هنا لم يكن نقل لعمل متصل بعصر النبي صلى الله عليه وسلم. وصحابته رضي الله عنهم, ولا عاضد لحديث في الباب وتلقته الأمة بالقبول؛ ففات إذاً شرطه عند من قال به.
لذلك فإن مالكاً رحمه الله وهو عالم المدينة في زمانه كره الدعاء بعد الختم مطلقاً, وقال: ما هو من عمل الناس.
وظاهر من هذا أنه ذم العمل المتأخر عن عصر الصحابة رضي الله عنهم والمتحرر عند علماء الأصول: أن جريان العمل فيما لا يتصل بعصر الصحابة رضي الله عنهم: لا يعتبر حجة في (التعبد) ولا يلتفت إليه لقاعدة: (وقف العبادات على النص ومورده). وظاهرٌ من كلمة الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه لم يكن محل اتفاق بعدهم, رضي الله عنهم.
[الرواية عن الإمام مالك من كتاب العتبية, ولو صحت فهي قول إمام دار الهجرة, وكم من مسألةٍ ذكر الإمام مالك أن ليس عليها عمل الناس, ويكون فيها أثر أو غيره؟.
وقد نص كثيرٌ من المالكية أن مالكا أحيانا يقصد بقوله: ليس عليه عمل الناس. عمل شيوخه كربيعة الرأي وغيره. وقد أشار إلى ذلك ابن رجب رحمه الله –كما سبق بيانه-وفي البحر المحيط في أصول الفقه (ج3/ص533):" ردود العلماء على دعوى إجماع أهل المدينة ولم تزل هذه المسألة موصوفة بالإشكال وقد دارت بين أبي بكر الصيرفي وأبي عمر بن عبد البر من المالكية وصنف الصيرفي فيها وطول في كتابه الأعلام الحجاج فيها مع الخصم وقال قد تصفحنا قول من قال العمل على كذا فوجدنا أهل بلده في عصره يخالفونه كذلك الفقهاء السبعة من قبله فإنه مخالفهم ولو كان العمل على ما وصفه لما جاز له خلافهم لأن حكمه بالعمل كعلمهم لو كان مستفيضا قال وهذا عندي من قول مالك على أنه عمل الأكثر عنده وقد قال ربيعة في قول ادعى مالك العمل عليه فقال ربيعة وقال قوم وهم الأقل ما ادعى مالك أنه عمل أهل البلد].
كما أنه لم يذكر أحد ممن صنفوا في البدع كالشاطبي والطرطوشي ورائد صبري في معجم البدع وغيرهم أن هذه بدعة، بل الأمر كما قال الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في الفتاوى (11/ 354): "لم يزل السلف يختمون القرآن، ويقرؤون دعاء الختمة في صلاة رمضان، ولا نعلم في هذا نزاعا بينهم".أ. هـ.
وفي الاعتراض على أثر أنس رضي الله عنه نجد أشبه ما يكون بالتناقض مع ما جاء عنه، مع أنه لم يثبت به أثرٌ متقدم، ولم يُنقل عن غيره، فيقبل في أصول المذهب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم لا يقال: أن أثر أنسٍ أصلٌ في الختمة، وهذا متفقٌ عليه حتى عند من قال بالبدعة، فحينئذ ألا يكون فهم أكابر أهل العلم أن كون الدعاء في الصلاة وخارجها بابٌ واحد، أولى من فهم متأخر لا يُعلم له معارض من السلف؟، وإن كان ما نقل عن الإمام مالك سالم من الاعتراض، فإنه رادٌّ للباب من أصله في الصلاة وغيرها فيما يظهر-والله أعلم-، فما كان جواباً في الرد عليه في الختمة في خارج الصلاة، كان جواباً في الختمة داخل الصلاة, فإن بابهما واحدٌ.
بل قد يكون هذا من باب الأولى -والذي ذهبت طائفة من أهل العلم من باب القياس- أن الوتر موطن دعاءٍ، يقف فيه المصلي بين يدي ربه ناصباً وجهه له. كما سبق بيان كلام ابن القيم.
وهذا الشيخ ابن باز يقول رحمه الله في فتاواه (11/ 355):"وهذا معروف عن السلف، تلقاه الخلف عن السلف،وهكذا كان مشايخنا مع تحريهم للسنة، وعنايتهم بها يفعلون ذلك تلقاه آخرهم عن أولهم، ولا يخفى على أئمة الدعوة ممن يتحرى السنة ويحرص عليه.
فالحاصل أن هذا لا بأس به إن شاء الله ولا حرج فيه، بل هو مستحب؛ لما فيه من تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب الله عز وجل، وكان أنس رضي الله عنه إذا أكمل القرآن جمع أهله، ودعا في خارج الصلاة، فهكذا في الصلاة وخارجها، وجنس الدعاء مما يشرع في الصلاة فليس بمستنكر".ا. هـ.
وقال رحمه الله (11/ 356):" دعاء ختم القرآن في الصلاة، هو الذي حصل فيه الإثارة الآن، والبحث، فلا أعلم عن السلف أن أحدا أنكر هذا في الصلاة، كما أني لا أعلم أحدا أنكره خارج الصلاة، هذا هو الذي يعتمد." ا. هـ.
وقد سبق نقل كلام الإمام ابن القيم وإقراره وعدم إنكاره.
ولا يُعلم إلى هذا العصر من أنكر الدعاء في الختمة من السلف الأكابر والأصاغر، ولم يُرى إلا فعلاً أو سكوتاً، مع أنهم لم يسكتوا فيما هو من جنسه، مثل القنوت في الفجر، وأنكروا على قائله مع أنه قولٌ للإمام الشافعي.
وأنكروا في دقائقَ من الأمور بعضها اجتهادي، ولا يصل إلى حد البدعة، مثل بعض أقوال أبي ثور، وبعض أراء أصحاب الرأي ...
فمن أراد إبطال مثل هذا فعلى الأقل عليه أن ينقل إنكاراً متقدماً من السلف؛ فلا يخفى على أحدٍ كالإمام أحمد أن الأصل في العبادات التوقيف.
وقد سبق الاستدلال بفعل أنسٍ، وأن فعلها خارج الصلاة وداخلها بابٌ واحد، وأن فهم الأكابر، أولى من إنكار من تأخر منهم بقرون، على جلالة من تأخر، والحقُ أحقُ أن يُتبع ...
وكما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (21/ 291): "وكلُّ قولٍ ينفردُ به المتأخرُ عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحدٌ منهم فإنه يكون خطأً. كما قال الإمام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسألةٍ ليس لك فيها إمامٌ".
وأخيراً:فهذا جُهد المقل القاصر, فمأمولي من الناظر فيه أن ينظر بالإنصاف ويترك جانب الطعن والاعتساف فإن رأى حسناً يُشكرُ سعى زائره ويَعتَرِفُ بفضل عاثره, أو خللاً يُصْلحُهُ أداءُ حقِّ الأخوة في الدين فإن الإنسانَ غيرُ معصومٍ عن زللٍ مبين:
وإن تَجِد عيباً فَسُدّ الخَلَلا فَجَلَّ من لا عَيبَ فيه وعَلاَ
فالمنصف لا يشتغل بالبحث عن عيب مفضح والمتعسف لا يعترف بالحق الموضح:
فعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
وصلى الله على سيدنَا مُحمد وعلى آلهِ وصَحْبِه وسَلم ورضيَ الله عَنْ أصْحابِ رَسولِ الله أجْمَعين وعن التابِعينَ وتابعي التَّابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يَومِ الدَّين ولا حَول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 05:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 08:51]ـ
لعل الذي أجازوا دعاء الختم رأوا أن دعاء أنس دليل و لا فرق بين خارج الصلاة و داخلها كما ذكر الأخ أبو فارس
1 - لأن الصلاة دعاء
2 - حتى أن ابن تيمية قال يردد وراء المؤذن في الصلاة مع أن ترديد الأذان الوارد خارج الصلاة
3 - و علل شيخنا ابن جبرين بأن السلف لم يكونوا يفعلوه لأن القرآن لم يجمع إلا متأخراً
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 04:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في حاشية الروض للمشايخ 3/ 45:الدعاء عند ختم القرآن؛ فالمذهب، وبه قال متأخرو الحنفية، والشافعية: أنه مستحب. وعند بعض الحنفية: يستحب خارج الصلاة، ويكره داخلها. وعند بعض المالكية: لا يشرع لا داخل الصلاة ولا خارجها؛ بل هو بدعة. (فتاوى قاضي خان 1/ 164، وأحكام القرآن للقرطبي 1/ 30، والمعيار المعرب 1/ 284، والتبيان ص (126)، وغذاء الألباب 1/ 395، والإقناع 1/ 148). واستدل من قال بالمشروعية: بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من ختم القرآن فله دعوة مستجابة " من حديث العرباض بن سارية عند الطبراني في الكبيره، وفي إسناده عبد الحميد بن سليمان الخزاعي، وهو ضعيف (تهذيب التهذيب 6/ 116)، وله شاهد من حديث ابن عباس وأنس وجابر بن عبدالله، وهي ضعيفة (مرويات دعاء ختم القرآن ص (19). ولأنس بن مالك " كان إذا ختم جمع أهله وولده فدعا لهم " رواه ابن أبي شيبة، وصحح إسناده النووي في التبيان ص (126). ودليل القول الثاني: ما تقدم، ويكره داخل الصلاة؛ لعدم وروده. ودليل القول الثالث: بعدم وروده. والأقرب: أن يقال: إن دعاء ختم القرآن خارج الصلاة قد صح من فعل أنس رضي الله عنه. وأما داخل الصلاة فلم يصح فيه شيء، لكن لو جعل الدعاء في قنوت الوتر فهذا سهل فيه الإمام أحمد؛ لأنه محل الدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 01:26]ـ
شكرا لكنا و بارك الله فيكما ...
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:31]ـ
شكرا لكنا و بارك الله فيكما ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما المسألة الأولى التي ذكرت فهي راجعة إلى مسألة جواز دعاء ختم القرآن.
وأما المسألة الثانية قال عابس رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بادروا بالموت ستا: إمرة السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم واستخفافا بالدم وقطيعة الرحم ونشئا يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم وإن كان أقل منهم فقها.أخرجه أحمد من طريق شريك عن أبي اليقظان ابن عمير. والحديث صحيح بشواهده.
ـ[الزنتاني]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يقدم من يكون اهلا لدعاء الختم كأن يكون من اهل التقى والورع فانه ارجى لقبول الدعاء واظنه قد كان يفعل قديما في الحرم
فمثلا يقدمون الشيخ الخليفي رحمه الله وتعلمون من هو الخليفي صاحب الصوت الندي والبكاء والخشوع فنرجوا التامل(/)
هل يجوز امتحان عوام المسلمين في معرفة عقائدهم؟!.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام وجدت بعض هذه الفتاوي في حكم امتحان عوام المسلمين في معرفة عقائدهم ونريد منكم أن تشاركوا في توضيح هذه المسألة الشرعية الهامة وجزاكم الله خير الجزاء.
جاء في كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب قال: (سئل الشيخ أبو عبد الله محمد بن مرزوق: عن فتوى أفتى بها رجل ممن تصدى للإقراء، وهي: أنه يجب على كل من له زوجة أن يسألها عن عقيدتها، فإن وجدها معتقدة ما يستحيل في حقه تعالى كالجهة مثلاً فإنه يجب عليه أن يفارقها، لأنها مشركة.
فأجاب: هذه إحدى الطوام، فمهما فتح هذا الباب على العوام: اختل النظام، فلا تُحرك على العوام العقائد، وليكتف بالشهادتين كما قال الإمام أبو حامد، وبهذا جاءت الأحاديث الصحاح، ولو وجب سؤال النساء عن هذا بعد التزويج لوجب قبله، فلا يقدم نكاح امرأة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله إلا بعد اختيار عقيدتها، لأن من أصولهم: أن ما إذا طرأ: قطع، فهو إذاً قارن: منع.
نعم، إن بدا من بعض الزوجات معتقد سوء من دون أن يطلب ذلك منها: نظر فيه بما يقتضي الحكم فيه، لأنه كثير جداً لا ينضبط.
وسئل عبد الله العبدوسي عن مثل ذلك فقال: تُحمل النساء المسلمات على ظاهرهن من صحة إسلامهن وعقائدهن، ونكل سرائرهن إلى الله سبحانه، غير أنه إذا غلب على ظنه فساد في عقيدتها فإنه يباحثها في ذلك، ويجب عليه تعليمها ما جهلت من ذلك، وكان بعض الفقهاء المقتدى بهم يأمر شهود عقد النكاح باختيار عقيدة المرأة عند إرادة العقد عليها لغلبة الفساد على عقائدهن، فكانوا يفعلون ذلك، فهدى الله بذلك أمة عظيمة منهن إلى عقائد الحق) إهـ المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (3/ 87) للعلامة أبو العباس الونشريسي.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام وجدت بعض هذه الفتاوي في حكم امتحان عوام المسلمين في معرفة عقائدهم ونريد منكم أن تشاركوا في توضيح هذه المسألة الشرعية الهامة وجزاكم الله خير الجزاء.
جاء في كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب قال: (سئل الشيخ أبو عبد الله محمد بن مرزوق: عن فتوى أفتى بها رجل ممن تصدى للإقراء، وهي: أنه يجب على كل من له زوجة أن يسألها عن عقيدتها، فإن وجدها معتقدة ما يستحيل في حقه تعالى كالجهة مثلاً فإنه يجب عليه أن يفارقها، لأنها مشركة.
فأجاب: هذه إحدى الطوام، فمهما فتح هذا الباب على العوام: اختل النظام، فلا تُحرك على العوام العقائد، وليكتف بالشهادتين كما قال الإمام أبو حامد، وبهذا جاءت الأحاديث الصحاح، ولو وجب سؤال النساء عن هذا بعد التزويج لوجب قبله، فلا يقدم نكاح امرأة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله إلا بعد اختيار عقيدتها، لأن من أصولهم: أن ما إذا طرأ: قطع، فهو إذاً قارن: منع.
نعم، إن بدا من بعض الزوجات معتقد سوء من دون أن يطلب ذلك منها: نظر فيه بما يقتضي الحكم فيه، لأنه كثير جداً لا ينضبط.
وسئل عبد الله العبدوسي عن مثل ذلك فقال: تُحمل النساء المسلمات على ظاهرهن من صحة إسلامهن وعقائدهن، ونكل سرائرهن إلى الله سبحانه، غير أنه إذا غلب على ظنه فساد في عقيدتها فإنه يباحثها في ذلك، ويجب عليه تعليمها ما جهلت من ذلك، وكان بعض الفقهاء المقتدى بهم يأمر شهود عقد النكاح باختيار عقيدة المرأة عند إرادة العقد عليها لغلبة الفساد على عقائدهن، فكانوا يفعلون ذلك، فهدى الله بذلك أمة عظيمة منهن إلى عقائد الحق) إهـ المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (3/ 87) للعلامة أبو العباس الونشريسي.
عفى الله عنك يا (إمام):)
هل كان النبي عليه الصلاة والسلام يمتحن أصحابه في عقائدهم, أو هل كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يمتحنون بعضهم البعض؟
لا أعلم في الباب الا حديث الجارية, وهو ليس من موجبات الاسلام, انما هي حاجة كانت في نفس الصحابي الذي أراد أن يعتقها, وهذه ليست قاعدة لابد أن يعمل بها.
الأصل في المسلم العدالة, ومثل أن المسلم لا يسأل هل يصلي أو يصوم في الأسواق أو الشوارع ... فلا داعي أن يسأل عن مكنونات النفس التي لم يأمر الله أن تشق قلوب العباد لنراها.
ملاحظة: لعلك تسأل العوام الأسئلة في العقيدة فتراهم يفهموها بعد سنوات من الشرح في بعض الأحيان.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 01:35]ـ
وحتى لو قلنا جدلا إنه يجوز امتحان العوام في العقيدة، فهل يكون ذلك بمسألة قامت الحرب عليها ولم تقعد؟!!
هل يكون ذلك بمسألة حيرت بعض أذكياء العالم مثل أبي المعالي الجويني وغيره؟!!
هل يكون ذلك بمسألة اختلف الأشاعرة أنفسهم في تكفير القائل بها؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام وجدت بعض هذه الفتاوي في حكم امتحان عوام المسلمين في معرفة عقائدهم ونريد منكم أن تشاركوا في توضيح هذه المسألة الشرعية الهامة وجزاكم الله خير الجزاء.
جاء في كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب قال: (سئل الشيخ أبو عبد الله محمد بن مرزوق: عن فتوى أفتى بها رجل ممن تصدى للإقراء، وهي: أنه يجب على كل من له زوجة أن يسألها عن عقيدتها، فإن وجدها معتقدة ما يستحيل في حقه تعالى كالجهة مثلاً فإنه يجب عليه أن يفارقها، لأنها مشركة.
فأجاب: هذه إحدى الطوام، فمهما فتح هذا الباب على العوام: اختل النظام، فلا تُحرك على العوام العقائد، وليكتف بالشهادتين كما قال الإمام أبو حامد، وبهذا جاءت الأحاديث الصحاح، ولو وجب سؤال النساء عن هذا بعد التزويج لوجب قبله، فلا يقدم نكاح امرأة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله إلا بعد اختيار عقيدتها، لأن من أصولهم: أن ما إذا طرأ: قطع، فهو إذاً قارن: منع.
نعم، إن بدا من بعض الزوجات معتقد سوء من دون أن يطلب ذلك منها: نظر فيه بما يقتضي الحكم فيه، لأنه كثير جداً لا ينضبط.
وسئل عبد الله العبدوسي عن مثل ذلك فقال: تُحمل النساء المسلمات على ظاهرهن من صحة إسلامهن وعقائدهن، ونكل سرائرهن إلى الله سبحانه، غير أنه إذا غلب على ظنه فساد في عقيدتها فإنه يباحثها في ذلك، ويجب عليه تعليمها ما جهلت من ذلك، وكان بعض الفقهاء المقتدى بهم يأمر شهود عقد النكاح باختيار عقيدة المرأة عند إرادة العقد عليها لغلبة الفساد على عقائدهن، فكانوا يفعلون ذلك، فهدى الله بذلك أمة عظيمة منهن إلى عقائد الحق) إهـ المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (3/ 87) للعلامة أبو العباس الونشريسي.
لا حول ولا قوة إلا بالله
النبي صلى الله عليه وسلم امتحن الجارية وكان جوابها القول بـ"الجهة" فشهد لها بالإيمان، ويأتي هذا "المفتي" المذكور في السؤال ويفتي بشرك من تقول بذلك!!
نسأل الله العافية والسلامة
اللهم ثبت قلوبنا على دينك.
أنا أرى أن يُمتحن الرجل
فقد تزوجت أخت أعرفها شخصيا رجلا لبنانيا ثم اكتشفت بعد زواجها منه أنه حبشي فحاولت معه بأخذه لإمام المسجد ليدعوه للعقيدة الصحيحة فاستمع الرجل للشيخ لكنه رفض أن يغير عقيدته ومذهبه
فانفصلت عنه.
والحمد لله أنها لم تحمل منه.
ـ[حرملة]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 12:19]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
النبي صلى الله عليه وسلم امتحن الجارية وكان جوابها القول بـ"الجهة" فشهد لها بالإيمان، ويأتي هذا "المفتي" المذكور في السؤال ويفتي بشرك من تقول بذلك!!
نسأل الله العافية والسلامة
اللهم ثبت قلوبنا على دينك.
أنا أرى أن يُمتحن الرجل
فقد تزوجت أخت أعرفها شخصيا رجلا لبنانيا ثم اكتشفت بعد زواجها منه أنه حبشي فحاولت معه بأخذه لإمام المسجد ليدعوه للعقيدة الصحيحة فاستمع الرجل للشيخ لكنه رفض أن يغير عقيدته ومذهبه
فانفصلت عنه.
والحمد لله أنها لم تحمل منه.
----------------
بل كان جوابها بـ" في السماء " كما في صحيح الإمام مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة ضربه لجاريته وفيه " قلت يا رسول الله أفلا اعتقها؟ قال ائتني بها، فأتيته بها فقال لها: أين الله؟ قالت في السماء، قال من أنا " قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة"
و في الاكتفاء بالوارد و الاقتصار به في مسائل العقيدة غنىً عمّا اختلفت فيه آراء الرجال كالجهة ونحوها.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 02:11]ـ
وأين "في السماء"؟
أليست فوق؟
والفوق "جهة"
لهذا قلت (وكان جوابها القول بـ"الجهة") ووضعت كلمة الجهة بين هاتين العلامتين " .. "
فما أجابت به الجارية يرفضه أهل البدع ويرون أنه يقتضي الجهة
ويقولون لا يجوز السؤال "أين الله"
لأنه سؤال عن "الجهة"
ومن أثبته يقولون عنه أنه يؤمن ب"الجهة"
أرجو أن يكون قد اتضح مقصودي مما قلته في ردي السابق
ـ[حرملة]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 08:10]ـ
أختي الكريمة
كما أنه لا دليل لمن نفى" الجهة " فلا دليل لمن أثبتها، فكلاهما حكّم عقله في صفات الله واجتهد فيها، أما منهج السلف فهو الإقتصار على الوارد من نصوص الصفات في الكتاب والسنة الصحيحة ثم أن لا تُفسّر إلا بألفاظ السلف المنقولة عنهم، و الإلتزام بعباراتهم، لقد ثبت عنهم أن فسّروا أمثال جواب الجارية "في السماء" بـ (الفوقية، والعلوّ) مما هو صريح في علوّ العليّ القدير، فمن فهم من ذلك" الجهة " فقد أخطأ لأن تلك اللفظة مجملة تحتمل معنيين أحدهما حق والآخر باطل، فاطلاق أمثالها إثباتا، أو نفيا ليس من عبارات السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته، فلا يصحّ قول من قال:- (ومن أثبته يقولون عنه أنه يؤمن ب"الجهة") لعدم استلزامهم بها أصلا!. أنظري أختي ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى - في الدرر السنية في الأجوبة النجدية: " (وأما ما لا يوجد عن الله، و رسوله، إثباته، و نفيه، مثل: الجوهر، والجسم، والجهة، وغير ذلك، لا يثبتونه، ولا ينفونه، فمن نفاه فهو عند أحمد و السلف مبتدع، ومن أثبته فهو عندهم مبتدع، و الواجب عندهم: السكوت عن هذا النوع، إقتداء بالنبي- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه"). و قال نحوه شيخُ الإسلام أبو العباس ابن تيميّة، و شيخ المؤرّخين والمحدّثين أبو عبد الله الذهبي، والإمام القاضي ابن أبي العز وغيرهم من الأوّلين والآخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 08:53]ـ
أختي الكريمة
كما أنه لا دليل لمن نفى" الجهة " فلا دليل لمن أثبتها، فكلاهما حكّم عقله في صفات الله واجتهد فيا
هل تقصد اثبات كلمة "الجهة"، ام تقصد اثبات أن الله فوق عرشه حقيقة؟
، أما منهج السلف فهو الإقتصار على الوارد من نصوص الصفات في الكتاب والسنة الصحيحة ثم أن لا تُفسّر إلا بألفاظ السلف المنقولة عنهم، و الإلتزام بعباراتهم، لقد ثبت عنهم أن فسّروا أمثال جواب الجارية "في السماء" بـ (الفوقية، والعلوّ) مما هو صريح في علوّ العليّ القدير، [/
السؤال
UOTE
نعم هذا هو الحق
الله عال فوق خلقه حقيقة
وهذا ما أقوله
[
السؤال
UOTE] فمن فهم من ذلك" الجهة " فقد أخطأ لأن تلك اللفظة مجملة تحتمل معنيين أحدهما حق والآخر باطل، فاطلاق أمثالها إثباتا، أو نفيا ليس من عبارات السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته،
عفوا لكن كلامك فيه تناقض
تقول (من فهم من ذلك "الجهة" فقد أخطأ)
ثم تقول بأنها تحتمل معنا حق ومعنا باطل
فإذا كان يحمل معنا حقا، لماذا عممت الخطأ على من فهم منها الجهة؟ (تنبيه: قلت "فهم" ولم أقل "أطلق")
لماذا لم تفصل وتقول بأنه من فهم بالجهة أن الله عال فوق عرشه حقيقة بائن من خلقه فهو مصيب
وأما من فهم منها أن الله محاط بخلقه محصور ومحدود فهذا خطأ باطل.
فلا يصحّ قول من قال:- (ومن أثبته يقولون عنه أنه يؤمن ب"الجهة") لعدم استلزامهم بها أصلا
هذه هي الحقيقة، فمن ناقش الأشاعرة وقرأ كلامهم في كتبهم ومنتدياتهم يعرف أنهم يرون أن الذي يعتقد أن الله عز وجل فوق عرشه فوق سماواته حقيقة هو قائل بـ"الجهة" وضال لأجل ذلك. هم يرون أن علو الله معنوي، ويقولون أن الله عال على عرشه بقوته وسلطانه وما أشبه ذلك.
. أنظري أختي ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى - في الدرر السنية في الأجوبة النجدية: " (وأما ما لا يوجد عن الله، و رسوله، إثباته، و نفيه، مثل: الجوهر، والجسم، والجهة، وغير ذلك، لا يثبتونه، ولا ينفونه، فمن نفاه فهو عند أحمد و السلف مبتدع، ومن أثبته فهو عندهم مبتدع، و الواجب عندهم: السكوت عن هذا النوع، إقتداء بالنبي- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه"). و قال نحوه شيخُ الإسلام أبو العباس ابن تيميّة، و شيخ المؤرّخين والمحدّثين أبو عبد الله الذهبي، والإمام القاضي ابن أبي العز وغيرهم من الأوّلين والآخرين
يظهر لي أخي الكريم أنك فهمت كلامي فهما خاطئا
أنا أتحدث عن مقصود أهل البدع بقولهم "يثبتون الجهة"، يقصدون الإعتقاد بأن الله عز وجل فوق خلقه حقيقة.
وجواب الجارية (في السماء) يعني أن الله فوق السماء وفي العلو حقيقة
وهو ما يرونه هم اعتقادا بالجهة.
ولم أقصد أننا نثبت كلمة "الجهة"، فكما قلتَ، هي تحتمل معنا حقا وآخر باطلا
كما أن النصوص الشرعية والسلف لم تثبت هذه الكلمة.
أرجو أن يكون قد اتضح مقصودي هذه المرة.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 09:24]ـ
أختي في الله حرملة
جزاك الله خير ... وكلامك واضح جداً وموفق والحمد لله
وأشكر كل الاخوة الكرام على مرورهم .. وبارك الله فيكم ...
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 04:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام وجدت بعض هذه الفتاوي في حكم امتحان عوام المسلمين في معرفة عقائدهم ونريد منكم أن تشاركوا في توضيح هذه المسألة الشرعية الهامة وجزاكم الله خير الجزاء.
جاء في كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب قال: (سئل الشيخ أبو عبد الله محمد بن مرزوق: عن فتوى أفتى بها رجل ممن تصدى للإقراء، وهي: أنه يجب على كل من له زوجة أن يسألها عن عقيدتها، فإن وجدها معتقدة ما يستحيل في حقه تعالى كالجهة مثلاً فإنه يجب عليه أن يفارقها، لأنها مشركة.
فأجاب: هذه إحدى الطوام، فمهما فتح هذا الباب على العوام: اختل النظام، فلا تُحرك على العوام العقائد، وليكتف بالشهادتين كما قال الإمام أبو حامد، وبهذا جاءت الأحاديث الصحاح، ولو وجب سؤال النساء عن هذا بعد التزويج لوجب قبله، فلا يقدم نكاح امرأة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله إلا بعد اختيار عقيدتها، لأن من أصولهم: أن ما إذا طرأ: قطع، فهو إذاً قارن: منع.
نعم، إن بدا من بعض الزوجات معتقد سوء من دون أن يطلب ذلك منها: نظر فيه بما يقتضي الحكم فيه، لأنه كثير جداً لا ينضبط.
وسئل عبد الله العبدوسي عن مثل ذلك فقال: تُحمل النساء المسلمات على ظاهرهن من صحة إسلامهن وعقائدهن، ونكل سرائرهن إلى الله سبحانه، غير أنه إذا غلب على ظنه فساد في عقيدتها فإنه يباحثها في ذلك، ويجب عليه تعليمها ما جهلت من ذلك، وكان بعض الفقهاء المقتدى بهم يأمر شهود عقد النكاح باختيار عقيدة المرأة عند إرادة العقد عليها لغلبة الفساد على عقائدهن، فكانوا يفعلون ذلك، فهدى الله بذلك أمة عظيمة منهن إلى عقائد الحق) إهـ المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (3/ 87) للعلامة أبو العباس الونشريسي.
السلام عليكم
لما كانت تلك النزاعات حول الأسماء والصفات بين أهل المغرب كانت بلادهم تعج بالقبور المعبودة من دون الله ولم يطرحوا هذه المسألة ولم يمتحنوا بها زوجاتهم ولا غير زوجاتهم ولم يشتهر عنهم إنكارها كما اشتهر عنهم من مسائل جانبية، واليوم هذه المرأة التي تفطنت إلى ان زوجها حبشي وإن كانت محقة في دعوته قبل مفارقته، لكن كان من الواجب أولا دعوته لترك كفره الأكبر لا البدع التي لا تخرج من الإسلام التي يعتقد بها الأحباش وغيرهم، فعبادة القبور واتباع أديان الديمقراطية والعلمانية ليس خاصا بالأحباش، ولا يكون الرجل على عقيدة السلف الصالح لمجرد تحريه لعقيدتهم في الأسماء والصفات بينما هو لا يرى أي كفر يستحق التوبة منه في الشرع الذي يتبعه في حياته السياسية والإقتصادية والإجتماعية وعندما ينتشر هذا في أجيالنا المعاصرة فإن من التعامي عن الحقائق القول إن الأصل في المسلم العدالة، ولهذا فإننا سنرى حالات لا تعد ولا تحصى مثل ما حصل لتلك المرأة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.(/)
هل يجوز أن يلقب الإنسان نفسه باسم"الحق"؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 09:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز أن يلقب الإنسان نفسه باسم"الحق"؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 04:26]ـ
للمتابعة
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 11:29]ـ
للمتابعة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 07:32]ـ
سؤال مهم
.............. للمتابعة
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 08:07]ـ
أحد طلاب ابن عثيمين يمدحه في قصيدة
المقطع:::
. http://www.muhmad.com/www/file/othemen.ram (http://www.muhmad.com/www/file/othemen.ram)
أفرغها لكم:
يا أمتي إن هذا الليلَ يعقبهُ
فجر وأنواره في الأرضِ تنتشرُ
والخير مرتقبٌ والفتحُ منتظرُ
والحق رغم جهود الشر منتصرُ
وبصحوةٍ بارك الباري مسيرتها
نقيةٍ مابها شوب ولاكدرُ
مادام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا
بمثلهِ يرتجى التأييدُ والظفرُ
رد فضيلة الشيخ: أنا لاأوافق على هذا البيت، لا أو افق ((لأني لاأريدُ أن يربط الحقُّ بالأشخاص))
كلُّ شخص يفنى ..... ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص، معناه أن الإنسان إذا مات قد ييأس الناس من هذا ...
فأقول: إذا كان يمكنك الآن تبدل البيت: مدام فينا كتاب الله سنة رسوله
هذا طيب ....
ولم يقبل الشيخ إكمال الطالب للقصيدة
وعقب على هذا قائلا:
أنا أنصحكم من الآن
ألا تجعلوا الحق مربوطا بالرجال،
الرجال أولا يضلون حتى ابن مسعود يقول: ((من كان مستنا فاليستن بمن مات، فإن الحي لاتؤمن عليه الفتنة))
الرجال إذا جعلتم الحق مربوطا بهم،
يمكن الانسان يغتر بنفسه- نعوذ بالله من ذلك-، ويسلك طرقا غير صحيحة، ولذلك أنا أنصحكم الآن:
ألا تجعلوا الحق مقيدا بالرجاال،
الرجل أولا لا يأمن الزلل والفتنة -نسأل الله أن يثبتنا وإياكم- وثانيا أنه سيموت (مافي أحد سيبقى)،
"وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد، أفإن مت، أفهم الخالدون " ... الخ ماذكر فضيلة الشيخ ........
**** ****
من لحظة قراءتي للسؤال ذكرني الله بهذا المقطع ..
فقد كنت سمعته من فترة، أسأل الله أن يفيدكم ويكون له علاقة بسؤالكم ....
(ربطتُ المسألة بهذا الموقف بفهمي القاصر، نسأل الله السداد والإعانة) ..........
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 06:56]ـ
........................
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 07:10]ـ
جزيتم خيرا ....
ليس نقلك -اختي- له علاقة بالسؤال
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 11:50]ـ
جزيتم خيرا ....
ليس نقلك -اختي- له علاقة بالسؤال
أليس ربطُ الحق بالشخص كتسمِّيه به؟؟
وأمر آخر .... أليس الله هو الحق!!!
ذَلِك بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحقُّ وَأَنَّهُ يُحيِي الْمَوتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحج: 6]
يسمى ب (عبدِ الحق) أما (الحق)!!
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 04:46]ـ
أنا لا اتكلم عن المسالة .. جوازا او منعا ..
انما اقول ان كلام الشيخ رحمه الله .. ليس له علاقة بموضوعنا ..
فعدم ربط الناس بشيء .. لا يدل على عدم التسمي به ..
فقد نقول .. لا تربطوا نصرة الدين بفلان او فلان ... (وهذا كلام صحيح)
وقد يصح لقب " ناصر الدين " ...
ارجو ان يكون كلامي واضح ...
وجزاك الله خيرا ....
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 07:56]ـ
بارك الله تعالى فيكم.
يسمى نفسه (الحق) والاسم دليل على المتسمي، فيزعم أنه الحق المطلق؟!!!!!
وقد قال الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ( http://java******:ShowAyah('arb','22' ,'62'))}
وقال الله عز وجل: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ( http://java******:ShowAyah('arb','10' ,'108'))}
وقال الله عز وجل: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ( http://java******:ShowAyah('arb','17' ,'81'))}
فهل هذا الإنسان المسمي نفسه (الحق) يكون الذي اتبعه يكون اتبع الصراط المستقيم؟!
ومن خالفه فهو سبيل المجرمين؟!!
فلماذا هذه التزكية العظيمة جداً جداً جداً جداً جداً ..... ؟!!
وهل تسمى احد من المسلمين على مدار السنين بالحق؟!!!
هذه من الآفات النفسية التي لو تأمل فيها المتسمي لوجد أنه على خطر عظيم.
لماذا لا يسأل هذا المتسمي نفسه؟
هل كل ما يصدر مني سواء كان فعل أو قول هو الحق المطلق؟!!
لماذا أتكبر على الناس، وأظهر لهم أنني الحق المطلق؟!!
لماذا هذه العصمة؟؟ وهل انا معصوم مثل النبي صلى الله عليه وسلم؟!!
هل كل من خالفني؟ فهو في الضلال المبين؟!!
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم " زينب " من " برة " إلى " زينب" لأنها تزكية للنفس.
عن أبي هريرة: [أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب] البخاري
فماذا بهذا الإنسان؟ الذي يسمه نفسه (الحق)!!!
وأتوجه بالكلام لهذا المتسمي، لأن هذه الأسماء انتشرت جداً.
يا عبد الله أنت بشر، إنسان، تأكل وتشرب وتخطىء وتصيب، ولست معصوم.
اتق الله عز وجل في هذه المسميات، التي لم يعرفها أحد من المسلمين قبل ذلك.
ولم تنتشر إلا عن طريق شبكة الإنترنت التي جاءت ومعها الخير والشر، ومن شرورها كثرة التسمي بهذه المسميات.
حتى وجدنا من يسمي نفسه القرآن والسنة، ومن يدافع عنه يتحدى بدليل من الكتاب والسنة على تحريم تسمي البشر بالقرآن والسنة!!! والله المستعان.
والحمد لله عز وجل أن عصم هذه المنتديات من هذه المسميات، فجزاهم الله كل خير وبارك فيهم.(/)
السلم الحال
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:43]ـ
السلم الحال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:-
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يسلفون في الثمار السنة والسنتين فقال: "من أسلف في ثمرٍ؛ فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجلٍ معلوم" متفق عليه، واللفظ لمسلم.
مع تصحيح بيع السلم في الجملة اختلف أهل العلم في اشتراط الأجل، فذهب الأوزاعي والشافعي وأبو ثور إلى تصحيح السلم حالاً ولم يشترطوا الأجل. وذهب الأئمة الثلاثة إلى اشتراطه واختلفوا في حده.
واحتج المشترطون للأجل بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "إلى أجل معلوم" ووجه الاحتجاج به وجهين:
الأول: أن السلم بيع على خلاف الأصول، لأنه بيع لما ليس عند البائع وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم، وبيع غرر لا يأمن البائع حصوله عند حلول الأجل، وزاد بعض الشافعية أنه بيع غائب وهو باطل على الصحيح عندهم، فالأصل فيه التحريم مطلقاً، لكن أخرج حديث ابن عباس هذه الصورة عن النهي، فبقي غيرها على الأصل الذي هو التحريم. وإنما جازت الصورة المذكورة من أجل الحاجة، لحاجة المشتري للشراء برخص وحاجة البائع لما ينفقه على نماء الثمر؛ لذا سماه الفقهاء بيع المحاويج.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من الشروط العلم بالمقدار والعلم بالأجل، فكما لا يجوز السلم إلا بمقدار معلوم فكذلك لا يجوز إلا بأجل معلوم.
والوجه الأول يختص بمن يرى أن السلم بيع على خلاف الأصول أو على خلاف القياس، أما الثاني فيصح على قول الجميع، أي من يقول أنه بيع صحيح موافق للأصول والقياس ومن لا يرى ذلك.
ثم أطالوا بما لا يخرج غالباً عن هذين الوجهين.
وأجاب الشافعية ومن وافقهم عن الوجه الأول بمنع أن يكون البيع على خلاف القياس أو الأصول، إذ لا يختلف عن بيع الرجل ما لم يقبضه، وقد صححه المالكية والحنابلة في كثير من الصور، ولا يأمن البائع أن يتلف فلا يقدر على تسليمه، كما صححوا بيع المغصوب لمن يقدر على انتزاعه، وكذا بيع الآبق والشارد عند بعضهم ولا يأمن البائع ولا المشتري أن يعجز عن استرداده لطروء قوة للغاصب أو عجز للمشتري أو تلف في المبيع.
ويرده أيضاً الاتفاق على جواز بيع السلم لمن لا يحتاج إليه، بأن يكون المشتري غنياً واجداً للثمر برخص من غير من يسلم له، لكنه يؤجله لعدم حاجته إليه حالاً، وكون المسلم له واجداً لما ينفقه على شجره حتى لو كان أغنى الناس. فجوازه مع عدم الحاجة مبطل لما ذكروه من أنه بيع مخالف للقياس والأصول إنما جاز للحاجة.
فبقي الأصل والقياس، إذ الأصل في البيوع الإباحة. أما القياس فلأنه لو صح السلم مؤجلاً مع الغرر لصح حالاً من باب أولى لكونه أقل غرراً.
ومما يبين أنه على وفق الأصول أن الأئمة الثلاثة المانعين له يُجيزون بيع العين الغائبة مع كون هذا البيع أشد غرراً، إذ أنَّ كل ما فرضوه مانعاً من صحة السلم الحال موجودٌ في بيع الغائب ويزيد عليه بأنه غير مضمون على البائع إذا تلف، حتى إذا تلف المبيع انفسخ البيع عندهم مع أنه قد كان تم صحيحاً مستوفياً للشروط! وزاد المالكية في الغرر فقالوا: لا ينفسخ البيع وضمانه على المشتري إذا تفرقا، ولا يرجع على البائع بشيء إلا أن يدعي سبباً ظاهراً فيجب عليه أن يقيم البينة. بينما السلم مضمون على البائع بلا خلاف بينهم، حتى لو تلف وجب على البائع أن يقيم مكانه ما يوافق الصفة المشروطة من حيث شاء، ولو فرضناه عجز رجع بالثمن. فكيف يكون بيع الغائب موافقاً للأصول والقياس والسلم مخالفاً لها؟!
ثم على فرض أنه بيع غرر على خلاف الأصول والقياس فالبيع أيضاً صحيح، بيانه أنه لو صح إخراج هذه الصورة مع ما فيها من غرر فجواز خروج السلم الحال عن المنع أولى لكونه أقل غرراً.
وأجابوا عن الوجه الثاني: بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط الأجل ولا الكيل والوزن، وإنما اشترط العلم به إذا وُجِدْ كما اشترط العلم بالكيل والوزن إذا وجد فقط، أما مع عدم الوجود فلا، يدل عليه تصحيحهم السلم فيما لا يكال ولا يوزن كالمعدودات والمذروعات. فلو كان الأجل في الحديث شرطاً لكان الوزن والكيل كذلك، ولم يقل به إلا بعض الحنابلة. والجواب على هؤلاء هو الجواب على من سبقهم، فإن منعوا، قيل لهم: فهو احتمال لا يمنعه لفظ الحديث كما أن قولكم باشتراط الكيل والوزن والأجل احتمال أيضاً لا يدل عليه نص الحديث بل يحتمله فقط، فلا يكون الحديث دليلاً على الشرطية ولا عدمها. فإذا عُلِمَ هذا بقي لنا أن الأصل الإباحة والقياس على بيع الأجل، إذ لو جاز السلم مؤجلاً فجوازه حالاً أولى لكونه أقل غرراً كما تقدم.
فالراجح هو ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله، وهو اختيار ابن القيم وابن أبي العز الحنفي في (التنبيه). والله أعلم.(/)
المخرج من الفتن لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:53]ـ
المخرج من الفتن
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
السائل: معالي الشيخ: أمة المسلمين تمر بمحن، اليهود شرذمة قليلون و إنهم لنا غالبون، و أهل البدع و الشر من الكهنة و العرافيين و أهل التنجيم، ومن رافع ألوية البدع و الخرافات.
يكاد المسلم الغيور أن ييأس و أن يقنط، و بخاصة إذا قيل له أن الشر قد كثر و الزم بيتك وامسك لسانك، فالعلم الشرعي قد يقصر عن علاج هذه البشرية التي كثر شرها و شاع أمرها.
فهل هناك من كلمة تبين أن العلم الشرعي مخرج من الفتن بجميعها سواء كانت فتن عقدية أو في العبادات أو في غيرها؟
الشيخ: [لا شك أن العلم الشرعي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخرج من الفتن فإذا جاءت الفتن - و الفتن لابد أن تأتي سنة الله جل وعلا في خلقه ليبتليهم و يمتحنهم – فلا مخرج من الفتن لا مخرج من الفتن إلا بالعلم الشرعي قال صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و سنتي) و لن نتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة إلا إذا سعينا لتعلمها و التفقه فيها و تلقيها عن أهلها.
أما وجود الكتاب و السنة في الرفوف و وجود الكتاب و السنة في المكتبات الضخمة هذا لا يكفي هذا مثل السلاح الذي لا يستعمل ولا يحمل هذا لا يفيد شيئاً هلك بنو اسرائيل و عندهم التوراة و عندهم العلم لمّا لم يعملوا به ولم يحملوه حق حمله هلكوا و فيهم العلماء و فيهم الأحبار {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
فلا مخرج من هذه الفتن إلا بتعلم العلم النافع الذي به تعرف الحق من الباطل تعرف الهدى من الضلال و تعرف الصحيح من السقيم نور من الله عز وجل {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
جائنا هذا على يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و قال عليه الصلاة و السلام (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار).
لا شك أنه يحدث الشرك، لا شك أنه يحدث الشرك و الكفر و الإلحاد في العقيدة.
لا شك أنه تحدث البدع و المحدثات و الضلالات.
لا شك أنه يظهر دعاة الضلال و دعاة السوء.
كل هذا يحدث و لكن المخرج من هذا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعلمهما و العمل بهما و الرجوع إليهما {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}
أما أن الإنسان ينعزل إذا جائت الفتن و يبقى في بيته هذا فيه تفصيل:
الإنسان الذي لا يستطيع مقاومة الفتن ولا يستطيع أن يتعلم العلم النافع و لا يستطيع أن يرد الشبهات و يقارع أهل الضلال، هذا يبقى في بيته ليسلم.
أما الإنسان الذي يستطيع أن يتعلم و يستطيع أن يتكلم بالحق ويدل على الصراط المستقيم ويرد على أهل الضلال ويلجم أهل الشر و المنافقين فهذا يجب عليه أن يخرج من بيته و أن يجاهد في سبيل الله {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
الكفار يجاهدون بالسلاح.
و المنافقون يجاهدون بالحجة و باللسان و بالكتاب و السنة ترد شبهاتهم و تفضح أباطيلهم فلو أن العلماء سكتوا و جلسوا في بيوتهم لتمادى أهل الضلال في ضلالهم و أهل الطغيان في طغيانهم و لسنحت الفرصة لشياطين الإنس و الجن أن يضلوا الناس عن الصراط المستقيم فلا بد من مقارعتهم {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ [أي بالقرآن] وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} نعم .. ] ا. هـ
تفريغ الأخ:
كريم إبراهيم الخطيب
منقول للفائدة(/)
مسائل تحتاج لإجابة - حفظكم الله -
ـ[المنادي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 06:22]ـ
أرجو التكرم بالإجابة عن هذه المسائل أو إرشادنا لمن تكلم فيها .......
1 - إذا سأل أحد المحتاجين شخصاً موسراً أن يعطيه ما يسد به ديونه أو يدفع به إيجار بيته فاعطاه مبلغاً قليلاً جداً (كمئة ريال مثلاً) فهل يلزمه قبولها؟؟؟
2 - إذا كان طالب الصدقة أو التبرع مشرفاً على أحد المشاريع الخيرية وطلب مبلغاً من المال من أحد الموسرين فأعطاه مبلغاً قليلاً هل يشرع له ترك المبلغ وعدم أخذه خصوصاً إذا شعر بالإهانة بمثل هذا التصرف ....
3 - إذا قام الشخص الذي طلب منه التبرع بترديد مشرف الجمعية كثيراً وطلب منه أوراق ثبوتية كثيرة وتزكيات من بعض العلماء ثم قام في آخر الأمر بإعطائه مبلغاً قليلا جداً كمئة ريال مثلاً فهل لطالب التبرع أن يرد عليه ماله ويرفض قبوله ويلومه على تصرفه، أم أن هذا الشخص لايلام لقول اله تعال ((ما على المحسنين من سبيل))
4 - إذا كان أحد المسئولين عن الجمعيات الخيرية يعلم أن أحد الموسرين لا ينفق في وجوه الخير إلى مع تكرار الزيارة والإلحاح فهل يشرع له ذلك، وإن كان يعلم أنه لا ينفق إلا إذا طلب منه المال أمام أحد المقربين منه على سبيل الحياء منه فهل يصح تعمد سؤاله أمام هذا الشخص؟
5 - قول بعض الناس لمن يأتي لطلب التبرعات لصالح الأعمال الخيرية والجمعيات .. : ((نحن لا نعطي من لا نعرف))، ((نحن لا نثق بكم))، هل يعد من المن والأذى، وهل يلام على ذلك القول؟؟
أرجو الإجابة على هذه الأسئلة(/)
الفرق بين خطأ المتأول وبين المعاند/لفضيلة الشيخ: يوسف الغفيص
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد فهذا مقطع مهم وددت ان انقله لإخواني-لأهميته- من محاضرة قيمة بعنوان: "المنهجية في دراسة العقيدة" لفضيلة الشيخ يوسف الغفيص-حفظه الله-
المسألة السادسة: الفرق بين خطأ المتأول وبين المعاند
هناك فرق في الحكم بين مقالة تصدر بالتأويل، ومقالة تصدر على جهة العناد، فمثلاً: لقد كفَّر الله سبحانه وتعالى من قال عن كتابه وعن كلامه: "إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ" [المدثر:25] وربما نجد أن بعض أئمة السنة، في ردهم على القائلين بخلق القرآن، يقولون: ومن الدليل على أنه كلام الله حروفه ومعانيه: أن الله قد ذمَّ من كفر به فقال: "إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ" [المدثر:25] فهل يستدل الأئمة بهذا التقرير: أن القرآن كلام الله، وأنه ليس مخلوقاً، أم يستدلون به ليقولوا: إن من قال: إن القرآن مخلوق، فحكمه عند الله بالضرورة يكون كهذا القائل؟ لا شك أن المراد هو الأول: أن هذا من باب الدفع للبدعة، التي قال أصحابها: إن القرآن مخلوق؛ لأنه إن كان مخلوقاً، لزم أن يكون قول بشر، أو أن يكون مخلوقاً بعينه -كما قال بعضهم: إنه حكاية عن كلام الله، أو غير ذلك- لكن هذا الكافر الذي ذكره الله في القرآن لما قال:" إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ " [المدثر:25] قالها على جهة الجحد لتصديق هذا القرآن. إذاً: القول بأن القرآن مخلوق، مقالة كفرية في ذاتها، لكن من قالها على قدر من التأويل، فإذا ما علم قيام الحجة عليه، وأنه خرج عن هذا التأويل الذي منع القول بكفره، إلى العلم بقيام الحجة عليه، فإنه يحكم عليه بهذا الموجب، وهذا لم يقع في تطبيقات الأئمة مع القائلين بمثل هذه المقالات إلا في حالات يسيرة، مثل ما نقل: أن الإمام أحمد حكم بذلك على ابن أبي دؤاد، لكن كم كان المعتزلة إذ ذاك؟ وكم كان علماء الجهمية؟ هذا إذا استقام الإسناد إلى مسألة ابن أبي دؤاد. وهنا يرد سؤال آخر: لماذا حكم الإمام أحمد بالكفر على ابن أبي دؤاد، ولم يحكم على المعتصم، مع أن المعتصم العباسي كان يقول بخلق القرآن، وأجبر العلماء بالسيف والسنان على القول بخلق القرآن؟ بل كان الإمام أحمد يدعو له، ويستغفر له، ويصلي خلفه؟ ولذلك قال ابن تيمية: (بل إن الإمام أحمد صلى خلف بعض من يقول بهذه المقالات). وهو يقصد بذلك المعتصم، يقول: (صلَّى خلفه ودعا له واستغفر له، ولو كان كافراً عنده لما فعل ذلك). ومثل ذلك أيضاً: مسألة العلو، فإن إنكار العلو كفر؛ لأنه تكذيب للقرآن، فمن أنكر علو الله على جهة الرد والتكذيب، فهو كافر، وذلك كما أنكره فرعون فيما ذكره الله في شأنه، لكن من تكلَّم بهذه المسألة على نوع من الشبه التي عرضت له، فهل يتغير حكمه، أو لا يتغير؟ المقالة حكمها واحد: أنها كفر، لكن القائل بها، لما دخلت عليه هذه الشبه والتأويلات، وظن أن هذا هو تحقيق الحق، فلا يلزم أن يكون كافراً، وقد ناظر ابن تيمية قوماً من المتكلمين الذين ينفون علو الله تعالى، حتى انقطعوا معه في المناظرة، حتى قال لهم بحضرة السلطان: (أنا أمهل من يخالفني في هذه المسألة ونحوها ثلاث سنين). من باب ثقته بما قال، فمع مناظرته لهم، ومع انقطاعهم، خرج بنتيجة فقال لهم: (أنا لو أقول بقولكم كفرت، لكنكم لستم كفاراً عندي). فهذا الفقه في طريقة الأئمة المرضيين رحمهم الله؛ كالإمام أحمد، ونحوه من المتقدمين، وكذلك من بعدهم من الأئمة؛ كابن تيمية ونحوه، لا بد أن يكون نموذجاً مبصراً لطالب العلم، فيقول الحقائق الشرعية بغير نقص، ولكن لا يعتدي على الخلق أيضاً. إذاً: هذا التفريق لا بد أن يكون بيِّناً.
المصدر: http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=137583#137590
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 01:23]ـ
بوركت أخي الكريم ..
و هذا رابط ذو علاقة صميمية:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18602
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 02:16]ـ
وفيكم بارك أخي الحبيب(/)
ثبتت رؤية الهلال ... العيد غدا .. نهنئكم وتقبل الله منا ومنكم
ـ[العرب]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 06:17]ـ
ثبتت الرؤية بمنطقة سدير من الرائي الخضيري
تقبل الله منا ومنكم.
وعيد مبارك
ـ[النحووي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم يا أخي اتصلت بقريب للأخ الخضيري وبلغني بأن يوم غد الثلاثاء هو أول أيام عيدالفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 07:04]ـ
لُجينيات / بلغنا من مصادر خاصة أن الهلال قد تم رؤيته من قبل خمسة شهود .. حيث شاهده في سدير ثلاث .. واثنان في شقراء .. وشخص واحد في الغاط وما زلنا في انتظار الإعلان الرسمي.
وبهذه المناسبة فإن موقع لُجينيات يهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى المسلمين بالخير واليمن والبركات والمزيد من الطاعات، و نسأله لنا ولكم القبول والرحمة والعتق من النيران، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..
وكل عام وأنتم بخير
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأي الإخوة الفضلاء في هذا الموضوع:
توقع رؤية هلال شهر شوال 1429 هـ
بإذن الله تعالى
ملاحظة هامة: هذه شهادة علمية لا تغني عن الشهادة الحسية لرؤية الهلال
لايمكن القطع بإمكان رؤية هلال شهر شوال 1429 هـ، من عدمها يوم الثلاثاء 29 شهر رمضان 30 سبتمبر 2008 م، نظراً لمكث القمر الضئيل، والذي يجعل من إمكان الرؤية غير محددة، فيما تستحيل الرؤية في اليوم السابق الإثنين 29 سبتمبر بسبب غياب القمر قبل غروب الشمس بـ 9 دقائق , كما يتضح حسب برنامج RedShift5.1 كالشكل التالي:
لم أتمكن من نقل الصور
يكون اقتران الشمس بالقمر يوم الإثنين 29 سبتمبر 2008م، الساعة 11:12:23صباحاً بالتوقيت المحلي (08:12:23 صباحاً بالتوقيت العالمي ( UT)، وتكون رؤيته مستحيلة بعد غروب الشمس، حيث يغرب القمر قبل غروب الشمس.
* الثلاثاء 29 رمضان (30 سبتمبر 2008م):
1 - يغرب كامل قرص الشمس من الأفق الساعة 05:29:27 مساءً بالتوقيت المحلي، ويكون عمر القمر 30 ساعة و 16 دقيقة عند غروب الشمس.
2 - يغرب كامل قرص القمر من الأفق الساعة 05:51:59 مساءً بالتوقيت المحلي، فيمكث 23دقيقة و 38 ثانية بعد غروب الشمس.
3 - يصنع مركز القمر زاوية مع مركز الشمس (استطالة)، قدرها 15.249 درجة ويرتفع عن الأفق 4.053 درجة ويكون موقع القمر بالنسبة للشمس عند غروب الشمس حسب برنامج RedShift5.1 كالشكل التالي:
لم أتمكن من نقل الصور
النتيجة المتوقعة بإذن الله تعالى:
تكون رؤية الهلال حرجة، (غير محددة)، نظراً لمكث القمر الضئيل، (ويرجع عدم القدرة على القطع بإمكانية رؤية الهلال من عدم الرؤية (الأهلة الحرجة) إلى وجود عدة عوامل متغيرة وغير فلكية تؤثر في رؤية الهلال وبعضها يبقى تأثيره حتى مع صفاء الجو الظاهري، مثل اضطراب الطبقات العليا من الغلاف الجوي والرطوبة في طبقات الجو العليا)، وتبدء رؤية الهلال بسهولة بالعين المجردة من نيوزلندا.
* الأربعاء 30 رمضان (1اكتوبر 2008م):
1 - يغرب كامل قرص الشمس من الأفق الساعة 05:27:16 مساءً بالتوقيت المحلي، ويكون عمر القمر 54 ساعة و 15 دقيقة عند غروب الشمس.
2 - يغرب كامل قرص القمر من الأفق الساعة 06:26:16 مساءً بالتوقيت المحلي، فيمكث 59دقيقة بعد غروب الشمس.
3 - يصنع مركز القمر زاوية مع مركز الشمس (استطالة)، قدرها 26.455 درجة ويرتفع عن الأفق 10.898 درجة ويكون موقع القمر بالنسبة للشمس عند غروب الشمس حسب برنامج RedShift5.1 كالشكل التالي:
النتيجة المتوقعة بإذن الله تعالى:
الرؤية ممكنة بسهولة، بمعزل عن العوامل المتغيرة وغير الفلكية التي تؤثر في رؤية الهلال وبعضها يبقى تأثيره حتى مع صفاء الجو الظاهري، مثل اضطراب الطبقات العليا من الغلاف الجوي والرطوبة في طبقات الجو العليا.
الشكل المتوقع للهلال بإذن الله تعالى
لم أتمكن من نقل الصور
ملاحظة هامة: التوقيت الذى نذكره حسب توقيت مكة المكرمة ويراعى فروق التوقيت فى مختلف البلدان
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 08:37]ـ
ثبتت الرؤية بمنطقة سدير من الرائي الخضيري
تقبل الله منا ومنكم.
وعيد مبارك
سبقتنا أخي العزيز بالتهنئة ... هنأك الله بالقبول .. و سائر إخوتنا في هذا المجلس المبارك و سائر المسلمين ... آمين.
كل عام و أنتم جميعا بخير.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 09:44]ـ
تقبل الله منا ومنكم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 10:07]ـ
هل تصح التهنئة قبل طلوع الفجر يا إخوان و جزاكم الله؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 10:53]ـ
هل تصح التهنئة قبل طلوع الفجر يا إخوان و جزاكم الله؟
وهل هناك تهنئة بعد الفجر؟!!
هذه من أمور العادات المباحة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 11:28]ـ
أخي على رسلك من فضلك، أنا أسأل لأتعلم، فأرشدني برفق و لا داعي لنقط التعجب، و إنما كان عليك أن تستفصل ... فالذي قصدته أخي الكريم، أن التهنئة تكون يوم العيد، فهل تصح ليلته؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 11:44]ـ
كل عام وانتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال اخواكم ابوعبدالله القزلان من السعوديه
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 03:21]ـ
ثبت علميا بالدليل القاطع من الصور المباشرة والحسابات الدقيقة بأن الهلال غاب من السماء قبل غروب الشمس. . . فكيف تمت الرؤية؟
إما أن يكون اشتبه عليهم رؤية نجم أو كوكب .. !!!
أو أنهم شاهدوا الهلال حقاً .. ولكن قبل غروب الشمس ... وفي هذه الحالة تكون الرؤية غير شرعية ..
فالحسابات الفلكية لا يستدل بها في اثبات الرؤية أو كبديل عن الرؤية ولكنها تنفي الرؤية
فهنا تعارض المستحيل القطعي (عدم وجود الهلال في السماء) والظني المحتمل (رؤية الهلال)
السؤال .. إذا ثبت أنه لا يوجد هلال في السماء ... كيف تمت الرؤية؟!!
أعاد الله عليكم الشهر الفضيل وقد هلك جميع الطواغيت وسقطوا من على عروشهم لتداس رؤوسهم بأقدام الموحدين(/)
رسالة تهنئة لجميع الإخوة والأخوات الأعضاء والمشرفين
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين
وعلى صحابته الغر الميامين
وعلى من دعا بدعوته، وسار على نهجه إلى يوم الدين
وبعد
يطيب لي أيها الإخوة والأخوات أن أهنئكم جميعاً على صيامكم وقيامكم في شهر رمضان الفارط
وأنتهز هذه الفرصة لأهنئ الجميع بعيد الفطر السعيد
متضرعاً إلى المولى العزيز الحميد أن يجمعنا وإياكم في عيد الأضحى في صعيد منى المباركة بعد عرفات الله
وان يتقبل من الجميع ما كان صالحاً، وأن يصلح ما كان فاسداً، وأن يجمع قلوبنا على طاعته ومحبته، ليجمعنا في الآخرة في جنته
وكل عام وأمتنا بكل خير
وتقبل الله طاعات الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 11:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني بارك الله فيكم
قبل قليل دخلت المشاركات جديدة ووجدت موضوع (ثبتت رؤية الهلال ... العيد غدا .. نهنئكم وتقبل الله منا ومنكم)
اخواني بارك الله فيكم يجب ذكر الدول ان فيها غدآ العيد في بلد كذا وموثوق (حتى لايلعب الشيطان على الجاهل فيقول غدآ العيد فلا تصوم رمضان فلا داعي تدخل الموضوع فغدآ العيد)
فالحذر الحذر يجب ذكر الدول ان العيد غدآ في بلد كذا واعلنت كذا
والله المستعان
والسلام عليكم(/)
الحذر الحذر يا اخواني الاعضاء
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 11:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني بارك الله فيكم
قبل قليل دخلت المشاركات جديدة ووجدت موضوع (ثبتت رؤية الهلال ... العيد غدا .. نهنئكم وتقبل الله منا ومنكم)
اخواني بارك الله فيكم يجب ذكر الدول ان فيها غدآ العيد في بلد كذا وموثوق (حتى لايلعب الشيطان على الجاهل فيقول غدآ العيد فلا تصوم رمضان فلا داعي تدخل الموضوع فغدآ العيد)
فالحذر الحذر يجب ذكر الدول ان العيد غدآ في بلد كذا واعلنت كذا
والله المستعان
والسلام عليكم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:36]ـ
جزاكم الله خيرًا عن هذا التنبيه، فاليوم (الثلاثاء) تتمة رمضان عندنا بمصر.(/)
[64] فائدة من كتاب (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) للشيخ تقي الدين الهلالي -رحمه الله-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 02:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[64] فائدة من كتاب (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المنتقاة جمعتها أثناء القراءة – في رمضان - من كتاب (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمه الله تعالى وأجزل له الثواب – أنقلها للإخوة الكرام عسى الله - تعالى - أن ينفعني بها و القاري، وقد اعتمدت فيها على الطبعة الأولى للدار الأثرية بالأردن سنة1427هـ-2006م، بتعليق وتقديم الشيخ مشهور حسن سلمان – سدده الله-، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والله ولي التوفيق.
-----
فائدة/01
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في حاشية 2: للهلالي تقريظ لهذا الكتاب [يقصد كتاب (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير)] منشور في أوله، ومما قال فيه عن مؤلفه شيخنا الرفاعي – رحمه الله تعالى -: ((أخونا العالم السلفي المحقق الأستاذ الشيخ محمد نسيب الرفاعي، رفع الله في الدارين درجته، وأجزل فيها مثوبته)). وقال عن (اختصاره): ((جاء (اختصاره) طبق ما يؤمله كل طالب علم، موزونا بقسطاس مستقيم)). (سبيل الرشاد:1/ 16 - 17)
فائدة/02
((كنت أظن أن ابن الأثير سلفي العقيدة بريء من التعطيل والتجهم لأني رأيت من المتأخرين من المشتغلين ينقلون من كتابه شرح غريب الحديث، لوما رأيت شرحه لأسماء الله الحسنى وجدته من شرار الجهمية المعطلة، ... )). (6/ 269)
فائدة/03
((ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي، .. )). (3/ 18 - 19)
فائدة/04
((لما حصر الفرنسيون مدينة فاس في عهد السلطان عبد الحفيظ، استنصر الجهال بالإمام إدريس بن عبد الله رحمه الله، فعاقب الله جميع المغاربة بالخذلان و الهزيمة، وانتصر عليهم الفرنسيون، وحكموا بلادهم ثلاثا و أربعين سنة، وهذا جزاء من يستنصر بغير الله)). (2/ 202)
فائدة/05
((من سوء حظنا في هذا الزمان اننا نرى أوثانا لها بيوت و أفنية يذبح لها و يطاف بها، وتقبل ويتمسح بها بقصد التبرك أكثر مما كان عند العرب، ونحن عاجزون عن هدمها، لأن عبادها لا يزال عددهم كثيرا، ولكن نستطيع القضاء عليها إذا وفقنا الله بدعوة الناس إلى هجرها والكفر بها، فيطول عليها الزمان فتتهدم من تلقاء نفسها، ويستريح الناس من شرحها)). (2/ 311)
فائدة/06
((إن الذبح بقصد التعظيم عبادة، فمن ذبح على قبة، أو قبر، أو شجرة، أو حجر، أو عين ماء، أو ذبح للجنية عائشة قندشية، أو زميلتها مسعودة، أو للشيخ جمعة –وهو اسم جني يعبده جهال مصريين-، أو لميمون بن شمهروش-وهو من معبودات المغاربة-، أو ذبح للجن بدون تعيين بعد نهاية بناء دار لئلا يؤذوه، أو ذبح على أهل بيت ليزوجوه ابنتهم، كل ذلك شرك و كفر، وأكل تلك الذبيحة حرام؛ لأن كل ذلك مما أهل به لغير الله وإن ذكر اسم الله عليه؛ لأن الأعمال إنما بالنيات وهم قصدوا تعظيم تلك البقعة بالذبح)). (1/ 47)
فائدة/07
((و الجهال من أهل هذا الزمان بالأبسط على الأسهل، و الببسيط عن السهل أو القليل، ويزيدون على ذلك جهلا فيقولون: بسّط الشيء- بتشديد السين-، بمعنى سهّله! ويقولون: قواعد النحو المبّسطة، وكل ذلك ضلال، فإن (بسّط) – بالتشديد-معناه: كثرة التوسيع، كقتل وقتّل-بالتشديد-)). (1/ 502 - 505)
فائدة/08
((الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان، أصناف:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولهم: المرتدون الذين كفروا بالله تقليدا لدعاية كاذبة خاطئة وهذه الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في الأزمنة الغابرة في آسية و إفريقية، وحاصلها أن الإسلام إن كان صالحا في الزمن الماضي لترقية الشعوب وأخذ نصيبها من القوة المادية و تحصيل المعيشة السعيدة، والسيادة الكاملة، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بأسباب الحضارة و الرقي ...
وثانيهم: المدَّعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة ولا عبادة ولا حكما فهؤلاء يدعون الإسلام بأقوال مجردة: والدعاوي ما لم يقيموا عليه .. بينات أبناءها أدعياء.
وثالثهم: الأعداء الخارجيون وهم الأعداء من النصارى في أروبا و أمريكا، والمتعصبون من الوثنين في الهند و غيرها من الأمم الوثنية، ونجن نسمع المذابح التي تجري على في أنحاء الهند وفي الفليبين وفي إيريتيا.
رابعهم: علماء السوء الذين باعوا دينهم بدين غيرهم، وكتموا الحق وغشوا شعوبهم جريا وراء الحطام، فضيعوا الدين و لم يدركوا الدنيا، وهذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام، وليس الإسلام بملوم؛ لأنه قد اسعد من تمسك به وخلف كنوزا عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها إلا من يجحد الشمس المشرقة في يوم الصحو ومضى حميدا.
تلك آثارنا تدل علينا .. فانظروا بعدنا إلى الآثار)). (2/ 331 - 332)
فائدة/09
((والمسلمون في هذا الزمان هم أكبر مانع لغيرهم من الدخول في الإسلام، لعدم تمسكهم بالإسلام، وانحرافهم عن جادتهم، وبعدهم عن أخلاقه .. )). (1/ 236)
فائدة/10
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان عن دفاع الشيخ محمد تقي الدين الهلالي عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ولشاعرنا الهلالي قصيدة مهم في هذا الباب، مطلعها:
نسبوا إلى الوهاب خير عبادة .. يا حبذا نسبي على الوهاب
الله أنطقهم بحق واضح .. وهم أهالي فرية و كذاب
أكرم بها من فرقة سلفية .. سلكت محجة سنة وكتاب
وهي التي قصد النبي بقوله .. هي ما عليه أنا وكل صحابي
قد غاظ عباد القبور و رهطهم .. توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ .. فزعوا لسرد شتائم و سباب)). (1/ 66)
فائدة/11
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان: ويجعل الهلالي سر وعزّ سؤدد المسلمين: التوحيد و الإتباع، وذكر في كتابنا (3/ 132 - 133) قصة وقعت لعمر بن عبد العزيز، وأنه قضى فيها على حال، وبلغه عروة بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى فيها بشيء آخر، فرجع إلى قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: "في هذه القصة فائدة جليلة وهي أن ملوك المسلمين في ذلك الزمان كانوا يذعنون للحق و يفرحون به و ينفذونه، ولم يكن العلماء يهابونهم إذا أخطؤوا في الحكم أن يعلموهم بخطئهم ". وقال على إثر ذلك (3/ 134): " وهذا يفسر لنا ما أدركه المسلمون في ذلك الزمان من العزة والسؤدد، فأين هي الديموقراطية التي يتبجح بها أهل هذا الزمان؟ لا جرم لو أن قاضيا من قضاة العصور المتأخرة حكم بحكم، فجاءه عالم، وأخبره بخطئه، لكان نصيب ذلك العالم أن يسمع منه ما يكره، هذا إذا لم يأمر بحبسه، وهذا إذا اعترض على قاض فقط، فكيف بمن هو فوقه من الرؤساء، كوزير العدل؟! فضلا عن رئيس الدولة؟! ")). (1/ 67)
فائدة/12
(( .. النصر لا يأتي إلا من الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يطلبه إلا من الله، فإن طلبه من غير خاب وخسر، ولم يظفر به أبدا، ولهذا ترى المشركين في هذا الزمان يتعلقون بالأروبيين ويطلبون منهم السلاح، ويتعلمون استعماله منهم، ويظنون أن ذلك كل شيء، ولم ينفعهم ذلك شيئا، ولن ينصروا أبدا، إلا إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، وحكّموا شريعة الله، وقد مضت عليهم مئات السنين وهم يجربون طريقهم العقيم، فما حصدوا إلا الخيبة و الخسران، ولو جربوا طريق الحق سنة واحدة لطلع عليه فجر السعادة، وذهب نحسهم وظهر سعدهم {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم})). (1/ 446)
فائدة/13
((اعلم – وفقني الله و إياك لمعرفة الحق و التمسك به-أن لا إله إلا الله لا تنفع أحدا إلا إذا قالها وهو عالم بمعناها عامل بمقتضاها)). (1/ 449)
فائدة/14
(يُتْبَعُ)
(/)
((قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ما من عبد قال: لاإله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة) يجب أن يقيد بما دلت عليه الأدلة الأخرى، ويفهم منها شروط ثلاثة: أولها: أن يقولها بلسانه، إن كان قادرا. ثانيها: أن يعرف معناها و يعتقده بقلبه. ثالثها: أن يعمل بمقتضاها. أما قولها بدون مراعاة هذه الشروط، فلا تنفع صاحبها شيئا)). (1/ 283 - 284)
فائدة/15
(( .. فالدعوة إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ممنوعة في المساجد في المغرب و الجزائر، إلا بإذن من حاكم البلد، وكم من شاب و كهل من الصالحين الدعاة إلى الله منع منها!!
وفي هذه الأيام كتب إلي أحد تلامذتي وهو عبد الواحد بادو، يقول: إنه فضل أن يكون معلما في قرية ليبعد عما في المدن من الفجور، وأخذ يلقي دروسا في مسجد القرية يعلم الناس فيها توحيد الله، فمنعه أمير القرية الذي يسمونه القائد، فجاءه العزل عقابا من الله له لمنعه مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعيه في خرابها يترك الناس في البدع و الشرك، قال: فلما عزلت عدت إلى الوعظ في المسجد فمنعني نائب الأمير الذي يسمى عندهم الخليفة، فكتب إليه: اختر دكانا واحدا من الذين استجابوا لك واجعله مكانا للدعوة، واقصد السواق مع بعض إخوانك ودور القهوة واتخذها مكانا للدعوة، ولو أن أولئك الحكام يراقبون الداعي فإذا رأوه يدعوا إلى فتنة أو ثورة منعوه، وإذا رأوه يدعوا إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أعانوه و نصروه أو على الأقل كفوه شرهم فلا يناله منهم خير ولا شر، لعذرناهم ولكنهم يتركون الدجاجلة يسرحون و يمرحون و ينشرون الشرك و البدع، ولا يتعرضون لهم بسوء، وإنما يمنعون دعاة التوحيد و السنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله)). (1/ 472 - 473)
فائدة/16
((فالتحليل و التحريم و الإيجاب و الاستحباب و الكراهة إذا قيدها المتعصب بالمذهب، ولم يبالي بمخالفة الدليل عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد اتخذ ذلك المذهب وثنا معنويا يعبده من دون الله؛ لأن المذهب مجموعة أراء رجال المذهب، وليس بقبة ولا شجر ولا حجر، ولكن لما جعل معيارا للحكم صار وثنا معنويا، يدرك بالعقل، وهكذا يقال فيمن أطاع حزبه في معصية الله، أو ترك الفرائض التي شرعها الله، فذلك الحزب وثن يعبده، والحاصل: أن الحكم لا يكون إلا لله، ومن جعله لغير الله فقد أشرك.)). (1/ 480)
فائدة/17
(( .. المشركين الأولين كانوا إذا مسهم الضر وحدوا الله تعالى فلم يدعوا غيره، وإذا كانوا في وقت الرخاء أشركوا به، وعبدوا غيره، أما مشركوا هذا الزمان، فإنهم أجهل و أضل؛ لأنهم مشركون بالله في الشدة وفي الرخاء، ولا يكادون يوحدون الله تعالى في كل حال، فالحمد لله الذي أنقذنا و أخرجنا من الظلمات على النور، نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين ولا فاتنين ولا مفتونين)). (1/ 511)
فائدة/18
((الرِّبيُّ في اللغة العبرانية: هو الفقيه العالم التقي)). (1/ 526)
فائدة/19
((أفكار المشركين و أقوالهم متشابهة في كل زمان ومكان)). (1/ 542)
فائدة/20
(( .. عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (1/ 550)
فائدة/21
((ينبغي للداعي إلى التوحيد إذا جاء قوما مشركين في هذا الزمان، أن يتلطف في الدعوة فيقيم لهم الدليل تلو الدليل، على أن ما هم عليه شرك، فإن قالوا له: قد جعلتنا كفارا يقول لهم: أنا أدعوكم إلى ترك هذا العمل الذي عرفتكم حقيقته، ولا أريد أن أسبكم، ولا أن أتنقصكم، فإن تركتم هذه الأعمال أطعتم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و حققتم التوحيد، وغفر الله لكم ما تقدم منها، فمن أصر على الشرك بعد بيان الدليل فلا حرج عليه أن يسميه مشركا إذا رأى المصلحة تقتضي ذلك، وقد جربت هذه الطريقة في بلدان مختلفة فنجحت)). (1/ 585 - 586)
فائدة/22
(يُتْبَعُ)
(/)
((يحكى أن راعي غنم من أهل البادية في الجزائر، جاءه رجل وهو راجع بغنمه إلى الخيمة قبل غروب الشمس، فقال له: باللغة الجزائرية ((أضياف ربي)) ومعنى ذلك، أنا ضيف الله عندك، فلم يجد بدا من قبوله وكانت أمه من أبخل الناس، فلما أقبل بالغنم على الخيمة رأت أمه معه رجلا آخر، فقالت له: من هذا الرجل الذي معك؟ فقال: ضيف، فغضبت غضبا شديدا، وقالت له: ((يا خاليها يا طاويها)) وعنى ذلك يا أيها المبذر المتلاف الذي سيخلي هذه الخيمة حتى تطوى ولا تنصب، أخوك جاءني بضيف في السنة الماضية، ورأيت ما صنعت به من التنكيل، وإذا بك تأتيني أنت في هذه السنة بضيف آخر، والله لا تأكله لا أنت ولا هو، فتحير الراعي في أمره كيف يطرد هذا الضيف بعدما وصل على الخيمة، فقال الراعي للضيف: كيف تطأ على برنسي بنعليك فقال: ما وطئت عليه، قال: أتكذبني؟ والله لا أكلت طعامي، فهذا الضيف عاجز لا يملك شيئا، والراعي مثله، ضعف الطالب و المطلوب، فهذا مثل يضرب لمن ينزل حاجته بالمخلوق العاجز الفقير)). (1/ 602 - 603)
فائدة/23
(( .. عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (2/ 51 - 52)
فائدة/24
((كل من عبد غير الله تعالى فهو فاسد العقل، مختل المزاج، لا يستطيع أن يقيم دليلا على ما ارتكبه من الشرك فيلتجئ إلى قوله: أنا وجدنا آباءنا على هذا وقد كانوا أحسن منا، وهذه حجة داحضة، وهي حجة المشركين في كل زمان و مكان)). (2/ 56)
فائدة/25
((كل موحد وإن قَلَّ علمه، يجد حجة على توحيد الله تعالى يغلب بها أكبر علماء الشرك و التقليد، فمن ذلك أن رجلا من المشركين في صعيد مصر بالريرمون قال لموحد: أنتم وهابية تنكرون معجزات النبي صلى الله عليه و سلم مع أنه حي يصلي في قبره، و الأغوات – وهم خدام المسجد النبوي- يضعون له الماء للوضوء قبل كل صلاة، فقال له الموحد: أنت كفرت بإجماع المسلمين، و تنقصت رسول الله صلى الله عليه و سلم شر تنقص، لأن الوضوء لا يكون إلا عن حدث و النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن الحدث بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، فاعترف المشرك وقال: أستغفر الله، والحكايات في هذا الباب كثيرة)). (2/ 67)
فائدة/26
((يجب على كل من قدر على تحطيم ما يعبد من دون الله من القباب و الأحجار و الأشجار أن يقتدي بخليل الله إبراهيم، وبخليله محمد صلى الله عليه و سلم فكل منهما كسر الأصنام، وقد فعل ذلك الإخوان الموحدون رحمهم الله في الحجاز، فهدموا قبة حمزة رضي الله عنه والقباب التي كانت في البقيع، فجزاهم الله خيرا و أجزل ثوابهم)). (2/ 68)
فائدة/27
((إن نصر الله للموحدين و إهلاكه للمشركين سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا، فإذا لم ينتصر الموحدون، وطال عليهم زمان غلبت أعدائهم فاعلم أن توحيدهم ضعيف، وإيمانهم ناقص، فإن الله وعد كل من نصر دين الحق بالنصر، فقال الله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه و سلم: {إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم و أضل أعمالهم} وقال تعالى في سورة المؤمن: {إن لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا يوم يقوم الأشهاد} اللهم اجعلنا ممن نصر دينك ونصرته)). (2/ 69)
فائدة/28
((المسلم لا يجوز له أن يقيم في بلد لا يستطيع أن يعلن فيه توحيد الله و البراءة من الشرك و أهله، وقد ضمن الله سبحانه و تعالى لكل موحد صادق أن يهيئ له مكانا في هذه الأرض الواسعة يستطيع أن يحقق فيه توحيد الله تعالى، فعليه أن يسعى بجد، والله لا يخلف الميعاد)). (2/ 158)
فائدة/29
(يُتْبَعُ)
(/)
((تجادلت امرأتان منذ مدة قريبة وهما مغربيتان، إحداهما موحدة والأخرى مشركة، وكانتا جالستين في المسجد لنبوي، فقالت الموحدة للمشركة: لا ينبغي لك أن تستغيثي بنبي أو لا بصالح، بل يجب عليك أن تستغيثي بالله وحده، فلم تقبل المشركة، ورأت أن عدم الاستغاثة بالأنبياء و الصالحين يحطُّ من قدرهم، لأن مقامهم عند الله عال، فقالت الموحدة للمشركة: ارتضين أن يتزوج عنك زوجك امرأة أخرى؟ فقالت: لا ثم لا. فقالت لها: أليس ذلك حلالا في دين الإسلام؟! فقالت: بلى، ولكنني لا أرضى بذلك، لأن ذلك يدل على أنني لا أملا عينه ولا أكفي رغبته، فقالت الموحدة: فكيف ترضين لله رب العالمين، ما لا ترضينه لنفسك؟! فإن من دعا غير الله لم يكفه الله، فتأملت المرات المشركة كلام الموحدة ففقهت و اعترفت بخطئها، ولله المثل العلى)). (2/ 164 - 165)
فائدة/30
((التوكل: هو الاعتماد بالقلب على الله وحده في جلب كل محبوب ودفع كل مكروه، فطالب العلم يبذل جهده في التعلم، ولا يتوكل على جهده بل يتوكل على الله في بلوغ النجاح، و الزارع يبذل كل جهده في الحرث و إصلاح التربة، واستعمال المخصبات، ولا يتكل على ذلك، بل على الله وحده، فإن من اعتمد على حوله و قوته وكله الله إلى نفسه)). (2/ 180)
فائدة/31
((وهنا نكتة يجب التنبيه عليه وهي أن كل من دعاه الإنسان لجلب خير أو دفع ضر، فقد عبده و اتخذه شريكا مع الله، نبه الله على ذلك بقوله: {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} ولم يقل: بدعائكم، ليبين لعباده أن دعاء غير الله شرك)). (2/ 196)
فائدة/32
((خطأ مطبعي في قوله -جل وعلا-: {قال يا ليت قومي [بما] يعلمون}، فزيادة [بما] تكون في الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: {
[بما] غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} فلينتبه لذلك الخطأ في تداخل الحروف، والله الموفق)). (2/ 199)
فائدة/33
(( .. ومن جعل الحكم لغيره في الجزاء أو التشريع فقد اتخذه إلهًا من دون الله)). (2/ 239)
فائدة/34
((التحسين و التقبيح فيما ينسب على الله من الصفات، وما ينفى عنه لا يكون إلا من طريق الشرع، أي: الكتاب و السنة، فما استحسنه الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم، فهو الحسن، و إن لم تستحسنه عقول بعض الناس، وما استقبحه الله تعالى و رسوله، فهو القبيح و إن استحسنته عقول بعض الناس،)). (2/ 281)
فائدة/35
((الأحقاف اسمها في هذا الزمان حضر موت، واسمها أيضا جنوب اليمن، ومقر الحكم فيها عدن، نسأل الله أن يطهرها من الشيوعية)). (2/ 291 - 292)
فائدة/36
((يجب على كل مسلم أن يعلم معنى لا إله إلا الله، ويعتقده بقلبه، وقولها بلسانه، ويعمل بمقتضاها، و إلا فليس من أهلها ولو قالها في كل اليوم ألف مرة)). (2/ 295 - 296)
فائدة/37
(( .. التوسل بالأشخاص و الإقسام بهم على الله تعالى فهو بدعة)). (2/ 319)
فائدة/38
((من والى العدو فهو عدو)). (2/ 326)
فائدة/39
((وهؤلاء الرؤساء المتبعون عليهم من الواجبات ما ليس على غيرهم، فإن استقاموا استقام أتباعهم، وإن انحرفوا انحرف أتباعهم)). (2/ 360)
فائدة/40
(( .. وإذا رسخت عقيدة التوحيد في القلوب لن يستطيع أحد أن يزلزلها)). (2/ 361)
فائدة/41
((كل مبتدع يحرف القرآن و السنة لنصر بدعته)). (3/ 16)
فائدة/42
((فاتباع غير المعصوم لابد له من دليل و إلاَّ كان تقليدا، والتقليد في دين الله حرام بالنسبة لمن عنده من العلم ما يميز به بين الحق و الباطل، أما إذا كان عاميا صرفا فيجب عليه أن يسأل أهل العلم بالكتاب و السنة الذين يثق بدينهم و أمانتهم، ولا يجوز أن يتقيد بمذهب)). (3/ 37)
فائدة/43
(( .. والطاعة للأمراء إنما تكون في المعروف، لأن الأمراء غير معصومين، فقد ينطقون عن الهوى، فإذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لهم)). (3/ 43)
فائدة/44
((الشباب أكثر استفادة و فهما للدعوة من الشيوخ)). (3/ 43)
فائدة/45
((وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادة المؤمنين و أكمل الأمة إيمانا، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء و الصفات و الأفعال، .. )). (3/ 50)
فائدة/46
(( .. جميع البلدان الإسلامية التي ترك أهلها شريعة الرسول صلى الله عليه و سلم في غاية ما يكون من الشقاء)). (3/ 77)
فائدة/47
((والإسلام يربح بالسلم أكثر مما يربح بالحرب)). (3/ 80)
فائدة/48
(يُتْبَعُ)
(/)
((و الشعر سلاح حاد يفتك بالأعداء أكثر من فتك السيوف)). (3/ 98)
فائدة/49
((كل من يدعوا إلى توحيد الله بصدق و إخلاص يعطيه الله تعالى كرامات لا حدّ لها)). (3/ 110)
فائدة/50
((للدين مصدران اثنان، فهما عينان نضختان، فيهما الهدى و النور و السعادة الأبدية، فمن أعرض عنهما خاب و خسر، ألا وهما: كتاب الله وسنة رسوله ولا ثالث لهما، فمن اتبع رأي شخص غير النبي صلى الله عليه و سلم وقلده أمر دينه ولم يطالبه بدليل؛ لأنه بالغ في تعظيمه حتى جعل رأيه مغنيا عن كتاب الله و سنة رسوله، فقد اتخذ من دون الله وليا وأشرك به في عبادته فحبط عمله، وهذا ينطبق على غلاة المتمذهبين وأصحاب الطرائق القدد والمتحزبين في هذا الزمان، أحزابا سياسية ينطح بعضها بعضا وكلهم خاسرون)). (3/ 136)
فائدة/51
((قوله تعالى {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} على تفسير ابن عباس؛ يبين لنا أن كل قوم سكتوا على المنكر، كالتبرج و الزنى و أكل الربا و الحكم بغير ما انزل الله وشرب الخمر و صنعها وبيعها، و أعظم من ذلك: بناء القباب على القبور، وعبادتها بالذبح و النذر، و الطواف بها و إقامة المواسم عليها، والرشوة، وعدم نصر المظلوم، يعمهم الله بعذابه)). (3/ 157)
فائدة/52
((البحث مع المقلد كالكلام مع البهيمة، بل بعض البهائم يفهم ما يقال له ويستجيب إذا دعي، كالكلب المعلم و القرد، والمقلد لا يكاد يفهم ولا يجيب)). (3/ 174)
فائدة/53
((الإمعة: هو الغمر المقلد الذي لا يفكر بعقله، ولا يميز الهدى من الضلال، وإنما يتبع غيره بدون دليل و لا برهان، قال ابن مسعود: ((كنا نعد الإمعة في الجاهلية الذي يتبع القوم إذا دعوا إلى وليمة دون أن يكون هو مدعوّاً، وهو فيكم المحقب دينه الرجال))، أي: الذي يجعل دينه كالحقيبة و يضعه على رجل يقلده لا يعرف صوابه من خطئه)). (3/ 309 - 310)
فائدة/54
(( .. فلا عجب إذا غلبت خمسة عشرة مليونا-وهو عدد اليهود في الدنيا كلها- سبعمائة مليون يدّعون الإسلام و يحكمون بغير ما أنزل الله علانية، وقد بان لهم البرهان في الهزائم المتوالية عليهم، وفي ذلتهم وهوانهم على الناس لو كان يعقلون، فنسأل الله أن يبصرهم من العمى، ويهديهم من الضلال)). (3/ 345)
فائدة/55
((هذه الشعوب التي تدعي الإسلام قد نبذت كتاب الله وراء ظهورها، وآمنت بالتشبه بالأجانب واتخاذهم أربابا، واقتباس قوانينهم وعاداتهم، فما زادتهم إلا خبالا، فهم أحقر الناس و أخسر الناس و أفقر الناس، وإن كانت الأموال الكثيرة بأيديهم)). (4/ 115)
فائدة/56
((من قرأ القرآن لوجه الله على الطريقة التي قرأه عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، لابد أن يخشع عند سماعه و أن يعمل به و أن يتحاكم إليه ويحكمه و يتأدب بأدبه ويستضيء بنوره، أما الذي لم يؤمن به ولم يقرأه لله ولا على طريقة أصحاب رسول الذين كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن حتى يعرفوا معناهن و العمل بهن، بل قرأه ليأكل به أو ليفخر به، فهو جدير أن لا يتدبر آياته ولا يخشع ولا يتذكر و لا يتأثر، وهذه حال أكثر قرائه في هذا الزمان – لا كثرهم الله – فإن كثرتهم تجلب غضب الله و تكثر من معصية الله و تبعد عن طاعة الله، و المقلدون لا ينتفعون بالقرآن ولو فهموا معناه؛ لأنهم لا يعملون به إلا إذا وافق مقلدهم و مذهبهم)). (4/ 172)
فائدة/57
((كل من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه و سلم على وجهها و عرفها حق المعرفة ثم تنكّر لها ونبذها وراءه و استبدلها بالقوانين والأعراف و العادات التي لم تنزل من السماء وإنما جاءت من الأرض، فهو محاد لله و لرسوله ولابد أن يكون من الأذلين لا من الأذلاء فقط بل من الأذلين، أي أذل أهل عصره، وأنت إذا تأملت حال المسلمين في الوقت الحاضر وعددهم سبع مائة مليون تحدهم أذل الناس، {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم})). (4/ 176 - 177)
فائدة/58
((لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله)). (5/ 73)
فائدة/59
(يُتْبَعُ)
(/)
((ولم اذكر القِدم في صفات الله تعالى، ولم أصفه بالقديم، لأن هاتين الكلمتين مبتدعتان من عبارات أهل الكلام و المتفلسفة، وصفات الله تعالى غنية عن عباراتهم بألفاظ الكتاب و السنة، فقولنا في حقه سبحانه: هو الأول بلا بداية، الآخر بلا نهاية، يغنينا عن عباراتهم؛ لأن القدم يتصف به المخلوق الذي وجد منذ زمان بعيد، ونحن لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم)). (5/ 330)
فائدة/60
(( .. أنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارا شديدا .. )). (6/ 73)
فائدة/61
((نقل الشيخ مشهور حسن سلمان - عفا الله عنه - في حاشية رقم (6) كلاما للكشميري في مسألة أعمال الجوارح و تعلقها بالإيمان وجودا وعدما كما في ((فيض الباري)) (1/ 53 - 54) ومفاد قوله أن أهل السنة و الجماعة قالوا: "إن الأعمال أيضا لا بد منها، لكن تاركها مُفَسَّقٌ، لا مُكَفَّرٌ .. " ثم جعل أهل السنة و الجماعة في هذا الباب فرقتين:فرقة أهل الحديث و فرقة أكثر الفقهاء و المتكلمين و الإمام أبو حنيفة .. وأن قولههم وقول أهل الحديث اللذين جعلوا الإيمان مركب من الأعمال خلاف في التعبير إذا كلهم متفقون على أن فاقد التصديق كافر! .. وهذا القول رده العلماء لأنه مبني على عقيدة الإرجاء، قد أخطأ الشيخ مشهور في نقله هذا لأنه يوافق مذهب المرجئة، ولمزيد من البيان ينظر: ())). (6/ 100 - 101)
فائدة/62
((نقل الشيخ تقي الدين الهلالي من حاشية على بلوغ المرام لأحمد حسن الدهلوي ومما جاء فيها: .. أخرج أحمد و ابن ماجه عن جرير بن عبد الله البجلي بسند صحيح: ((كنا نعد الاجتماع على إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة؟)). وجرير بن عبد الله بن جابر البجلي صحابي مشهور، فقوله: ((كنا نعد)) في حكم الحديث المرفوع، فيا عجبا للعلماء الذين لا ينهون الناس عما شاع في هذا الزمان من الاجتماع عند أهل الميت و أهل الطعام عنده)). (6/ 191)
فائدة/63
((قول ابن عباس: ((ما بغت امرأة نبي قط)) أي ما زنت، وخيانة امرأة نوح و امرأة لوط المذكورتين في سورة التحريم ليس معناها الزنى، وإنما هي عدم الإيمان و عدم طاعة زوجيهما نوح لوط عليهما السلام)). (6/ 231)
فائدة/64
((وقد بلغ السيل الزُّبَى، واتسع الخرق على الراقع في هذا الزمان، ومحيت الغيرة و الشرف في قلوب الرجال، وأصبح أكثرهم ديوثين، وفي الحديث الصحيح قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم ((لا يدخل الجنة ديوث)).اهـ. وهو جدير بذلك، فإذا ذهب الدين و العرض فلا خير في الحياة)). (6/ 233)
-----
قال عبد الحق آل أحمد الجلفاوي الجزائري
– غفر الله ذنبه وستر عيبه -
فرغت من تدوين هذه الفوائد ليلة الاثنين من رمضان 1429 هـ المصادف لـ: 29 سبتمبر 2008م.
أسأل الله تعالى و أرجوه أن يجعل ما جمعته في ميزان أعمالي، وأن ينفعني بها في الحياة و بعد الممات. آمين ..
وصلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 12:52]ـ
((إن نصر الله للموحدين و إهلاكه للمشركين سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا، فإذا لم ينتصر الموحدون، وطال عليهم زمان غلبت أعدائهم فاعلم أن توحيدهم ضعيف، وإيمانهم ناقص، فإن الله وعد كل من نصر دين الحق بالنصر، فقال الله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه و سلم: {إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم و أضل أعمالهم} وقال تعالى في سورة المؤمن: {إن لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا يوم يقوم الأشهاد} اللهم اجعلنا ممن نصر دينك ونصرته)). (2/ 69)
بارك الله فيك ورحم الله العلامة المجدد
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:27]ـ
الأخ الكريم: "أبا عبد الله عمر" وفيكم بارك الله ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 04:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة القراء: رأيت رؤية عن كتاب (سبيل الرشاد .. ) للشيخ تقي الدين الهلالي - رحمه الله تعالى - ليلة الثلاثاء قبل أذان الفجر الأول بحوالي نصف ساعة أو أكثر ..
وخلاصتها: أنني أمشي في طريق أنا وأخ من أهل السنة وبينما نحن في الطريق وقبل صلاة الفجر -والليل حالك سوى بعض الأضواء في الطريق العمومي-إذ بي أحس على جانب الطريق بأن هناك بعض الكتب ملقاة على جانب الطريق وفي صناديق حديدية مفتوحة من الأعلى، فأخبرت الأخ قائلا له: لابد لنا من التأكد، وبعد أن اقتربت من جانب الطريق إذ بكتب للعلوم الشرعية مرصوصة و مرمية كأنها زبالة فاستغربت وقلت لهبالمعنى الدارج: "الله المستعان كنوز كنوز وماراناش عارفين قيمتها! " ..
ثم بعد ذلك بحث الأخ فأخرج من صندوق حديدي مفتوح كتاب فيه فيه ملصق أبيض مكتوب عليه سعر 1150د. ج للمجلد فلم يتضح له عنوانه في الظلام فقلت له إذهب تحت المصباح في الطريق وأخبرني بالعنوان، والغريب أنه رأى السعر ولم يرأى عنوانه؟! وعندما فعل ما قلت له قال إنه: كتاب الشيخ تقي الدين الهلالي-رحمه الله تعالى- (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) .. فأخرج تلك المجلدات .. وأسررت في نفسي أنني قرأته واستخرجت عليه فوائد .. ولكن قلت له: الله أكبر كتاب رائع في تفسير بعض آيات القرآن الكريم والتركيز على الفوائد العقيدة .. بالمعنى .. ثم استغرب الأخ ما قلت وقال كلاما بشأني لاداعي لذكره .. ثم نصحته به وقلت ارجعه وعندما يطلع الفجر نشتريه من صاحبه مع أنه باهض الثمن .. ثم مشينا في الطريق ..
هذه خلاصة الرؤية عن الكتاب، فمن كانت له فائدة أو توجيه أو بشرى .. فليفد صاحبها؛ وبارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الإخوة القراء: رأيت رؤية عن كتاب (سبيل الرشاد .. ) للشيخ تقي الدين الهلالي - رحمه الله تعالى - ليلة الثلاثاء قبل أذان الفجر الأول بحوالي نصف ساعة أو أكثر ..
وخلاصتها: أنني أمشي في طريق أنا وأخ من أهل السنة وبينما نحن في الطريق وقبل صلاة الفجر -والليل حالك سوى بعض الأضواء في الطريق العمومي-إذ بي أحس على جانب الطريق بأن هناك بعض الكتب ملقاة على جانب الطريق وفي صناديق حديدية مفتوحة من الأعلى، فأخبرت الأخ قائلا له: لابد لنا من التأكد، وبعد أن اقتربت من جانب الطريق إذ بكتب للعلوم الشرعية مرصوصة و مرمية كأنها زبالة فاستغربت وقلت لهبالمعنى الدارج: "الله المستعان كنوز كنوز وماراناش عارفين قيمتها! " ..
ثم بعد ذلك بحث الأخ فأخرج من صندوق حديدي مفتوح كتاب فيه سعر 1150د. ج للمجلد فلم يتضح له عنوانه في الظلام فقلت له إذهب تحت المصباح في الطريق وأخبرني بالعنوان، والغريب أنه رأى السعر ولم يرأى عنوانه؟! وعندما فعل ما قلت له قال إنه: كتاب الشيخ تقي الدين الهلالي-رحمه الله تعالى- (سبيل الرشاد في هدي خير العباد) .. فأخرج تلك المجلدات .. وأسررت في نفسي أنني قرأته واستخرجت عليه فوائد .. ولكن قلت له: الله أكبر كتاب رائع في تفسير بعض آيات القرآن الكريم والتركيز على الفوائد العقيدة .. بالمعنى .. ثم استغرب الأخ ما قلت وقال كلاما بشأني لاداعي لذكره .. ثم نصحته به وقلت ارجعه وعندما يطلع الفجر نشتريه من صاحبه مع أنه باهض الثمن .. ثم مشينا في الطريق ..
هذه خلاصة الرؤية عن الكتاب، فمن كانت له فائدة أو توجيه أو بشرى .. فليفد صاحبها؛ وبارك الله فيكم.(/)
الحكم البارعة من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 11:47]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فقد استفتحت تسع وعشرون سورة من سور القرآن بحروف مقطعة ننطقها و نحن نقرؤها بأسماء الحروف لا بمسمياتها، و هذه الحروف إما مفردة، وهي: ص و ن وق و إما ثنائية، وهي: طه و طس و يس وحم و إما ثلاثية، وهي الم و الر و طسم، وإما رباعية،وهي: المص و المر و إما خماسية و هي: كهيعص و حم عسق، و قد اختلف المفسرون في معناها فمنهم من قال هي من أسماء السور ومنهم من قال هي من أسماء الله و منهم من قال هي من أسماء القرآن و منهم من قال هي دالة على أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالسنين و منهم من قال هي قسم أقسم الله به،و منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه، وهذا هو القول الصحيح، و استتفتاح بعض السور بهذه الحروف فيه حكم كثير قد نعلمها وقد لا نعلمها، و هذا البحث فيه شيئا من الحكم من استتفتاح بعض السور بالحروف المقطعة فأسأل الله التوفيق والسداد
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 11:48]ـ
فصل: اختلاف المفسرين في تفسير الحروف المقطعة:
استفتحت تسع وعشرون سورة من سور القرآن بالحروف المقطعة أولها سورة البقرة، وآخرها سورة القلم و هذه الحروف إما مفردة، وهي: ص و ن وق و إما ثنائية، وهي: طه و طس و يس وحم و إما ثلاثية وهي: المص و المر و إما خماسية و هي: كهيعص و حم عسق، و قد اختلف المفسرون في معناها فمنهم من قال هي من أسماء السور ومنهم من قال هي من أسماء الله و من المفسرين من قال هي من أسماء القران و من المفسرين من قال هي دالة على أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالسنين أي بحساب الجمل، وهو نوع من الحساب جعل فيه لكل حرف من الحروف الأبجدية عدد من الواحد للألف على ترتيب خاص فالألف واحد و الباء اثنين والجيم ثلاثة والدال أربعة و الهاء خمسة و الواو ستة و الزاي سبعة و الحاء ثمانية و الطاء تسعة و الياء عشرة و غير ذلك،ومن المفسرين من قال الحروف المقطعة قسم أقسم الله به،و من المفسرين من قال الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه [1].
[1]- انظر تفسير القرطبي 1/ 172 – 175 دار الحديث الطبعة الثانية 1416 هـ 1996 م و تفسير ابن كثير 1/ 35 - 38
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 11:54]ـ
فصل: ترجيح القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه:
بالنظر لأقوال المفسرين في الحروف المقطعة نجد أن الصواب هو أن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه فمن قال الحروف المقطعة من أسماء الله فقوله يحتاج لدليل و لا دليل من القرآن ولا من السنة، وأيضا لا يوجد اسم من أسماء الله مبتديء بحرف الياء مع أن هذه الحروف من ضمنها حرف الياء، وأيضا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أن هذه الحروف حروف من أسماء الله بل قال ألف حرف ولام حرف وميم حرف وسكت فتقييده بأنه حرف من أسماء الله تقييد بلا مقيد، وهذا لا يجوز، ومن قال الحروف المقطعة من أسماء السور نقول لهم ليس كل الحروف المقطعة أسماء للسور فإن سور طسم سورتان سورة الشعراء والقصص عندما تقول قرأت سورة طسم لا يعني أنك قرأت إحدى هذه السور بعينها، وكذلك سور الم سورة البقرة وال عمران وغيرهما عندما تقول قرأت سورة الم لا يعني أنك قرأت إحدى هذه السور بعينها و كذلك سور حم سورة غافر والزخرف و غيرهما عندما تقول قرأت سورة حم لا يعني أنك قرأت إحدى هذه السور بعينها، و من قال الحروف المقطعة من أسماء القرآن فقوله يحتاج لدليل و لا دليل من القرآن ولا من السنة، وهل لو قلت قرأت طه أني قرأت القرآن كله،و من قال الحروف المقطعة دالة على أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقوله يحتاج لدليل و لا دليل من القرآن ولا من السنة بل القول بأنها دالة على أعمار أمة الإسلام بالسنيين قول فيه تأييد لما يدعيه أهل الباطل في أمور الغيبيات حسب الأعداد، وحساب الجمل يكون للأسماء، وليس للحروف، وهذه حروف، و لو كان تفسير حساب الجمل للحروف المقطعة تفسيرا صحيحا لعلم أجل الأمة المحمدية وقيام الساعة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لا يصح فالساعة لا يعلمها إلا الله، ومن قال أن الحروف المقطعة قسم أقسم الله به فقوله لا يصح لأن هذه الحروف تأتي مفصولة عما بعدها، ولا يصح فصل المقسم به عن المقسم عليه، و أين أداة القسم.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 11:55]ـ
فصل:بعض الحكم من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة:
إن الله حكيم في كل أفعاله وأقواله فهذه معاني الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن لم نعرف معناها، و ما كان عدم معرفتنا معاني هذه الحروف إلا لحكم بالغة منها تحدي البلغاء و أهل اللغة فرغم أن القرآن تتركب حروفه من حروف اللغة العربية فلن يستطيعوا أن يأتوا بمثله فلا أحد يستطيع أن يأتي بمثل هذا القران المركب من هذه الحروف و أمثالها قال تعالى: ? قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ? [1] أي: قل: لو اتفقت الإنس والجن على محاولة الإتيان بمثل هذا القرآن المعجز لا يستطيعون الإتيان به، ولو تعاونوا وتظاهروا على ذلك،.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: قطع الغرور العلمي لمن يظن أنه يعرف كل شيء، وأنه قد أحاط بكل شيء فهذا حرف لا يستطيع معرفة معناه ألست تزعم أنك تعرف كل شيء فعرفنا إذاً معنى قوله تعالى: ? المص ? [2] أو قوله تعالى: ? كهيعص ? [3] أو قوله تعالى: ? حم عسق ? [4].
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى أن معاني القرآن لا يمكن أن تعرف كلها فليس كلام الله ككلام البشر يمكن أن يعرف جميع ما فيه.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى عدم إحاطة أحد بعلم الله فإذا كانت هذه الحروف في بعض كلامه لا يعرفون معناها فكيف يحيطون به علما.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى أن الله يعطي الناس القدر الذي يريد أن يعرفوه من العلم قال تعالى: ? و َلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء ? [5] أي ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى أن كتاب الله ليس كمثله كتاب فأي كتاب يمكن معرفة المراد منه من كاتبه أو صاحبه أو أحد معلما للعلم الذي في الكتاب أما كتاب الله فلا يستطيع أحد معرفة المراد من كلامه إلا ببيان منه، و كذلك قراءة كتابه لابد فيها من السماع من أحد فكتاب الله غير أي كتاب فأي كتاب غير كتاب الله يمكن من يعرف لغة الكتاب قراءته.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى أن القرآن يؤخذ بالسماع لا بالقراءة و الكتابة؛ لأن هذه الحروف تقرأ بطريقة معينة كما تسمع، ولا تقرأ كما تكتب.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمي لا يقرأ فكيف يعرف أسماء الحروف فالأمي لا يستطيع النطق بمسميات الحروف، ولا يعرف أسماءها فكيف يفرق بين آلم و ألم تر؟
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: شد انتباه المستمع و جذبه حتى ينتبه لما سوف يأتي بعد ذلك فمن البلاغة استفتاح الكلام بما لم يعهده الناس كي يثير انتباههم.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى أن النقل مقدم على العقل فالعقل يقتضي أنه مادامت هذه الحروف كتبت متصلة تقرأ متصلة أما في النقل فرغم أن هذه الحروف تكتب متصلة إلا أنها تقرأ منفصلة.
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا: الإشارة إلى أن ترتيب الآيات موحى به فلما اعتبر ? حم ? ? عسق ? [6] آيتين و ? كهيعص ? [7] والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة السبت 13/ 9/2008م 13 رمضان 1429 هجريا
[1]- الإسراء الآية 88
[2]- الأعراف الآية 1
[3]- مريم الآية 1
[4]- الشورى الآية 1 و 2
[5]- البقرة من الآية 255
[6]- الشورى الآية 1 و 2
[7]- مريم الآية 1
__________________
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, صباحاً 11:56]ـ
الحكم البارعة من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة ( http://www.4shared.com/file/63917218/3581bcb3/_________.html?dirPwdVerified= 6d6f81ef)
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 10:33]ـ
جزاك الله خيراً ونفعنا الله بك
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 04:42]ـ
جزاك الله خيراً ونفعنا الله بك
جزاكم الله خيرا على مشاركتكم الطيبة(/)
معنى أمهات المؤمنين و من وطئهن النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:01]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فهذا شرح مختصر لمعنى أمهات المؤمنين،و فيه أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين و أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين في معنى دون معنى،وفيه عدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أيضا تعريف بملك اليمين و أن من وطئهن النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين فلسن من أمهات المؤمنين فأسأل الله التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:02]ـ
فصل: زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين:
أيها الأحبة قد عبر القرآن الكريم عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأنهن أمهات المؤمنين فقد قال سبحانه و تعالى: ? النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ? [1] فالآية تنص على أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين أي أن كل امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحمل لقب أم المؤمنين فيقال: أم المؤمنين خديجة و أم المؤمنين أم سلمة و أم المؤمنين عائشة و هكذا، و بما أن القرآن قد عبر عن أزواج النبي بأنهن أمهات المؤمنين إذا تعريف أم المؤمنين أنها كل امرأة عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودخل بها، وإنطلقها بعد ذلك على الراجح، فإن طلقت قبل الدخول لا يطلق عليها لقب أمالمؤمنين كالكلبيه التي قالت أعوذ بالله منك. فقاللها لقد استعذت بمعاذ الحقي بأهلك، فقيل أنه تزوجها عكرمة بن أبى جهل في خلافة الصديق أو خلافة عمر فهم برجمها، فقيل له أنه لم يدخل بها فخلى عنها وقيل إن الذيتزوج منها الأشعث بن قيس الكندي. وقال القاضي أبو الطيب الذي تزوجها المهاجر ابنأبى أميه ولم ينكر أحد ذلك.
[1]- الأحزاب الآية 6
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:03]ـ
فصل: زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين في معنى دون معنى:
أيها الأخوة ليس معنى أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين أنهن كالأمهات في كل شيء بل في معنى دون معنى فمعنى أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين أنهن للمؤمنين كالأمهات في الحرمة والتعظيم والتبجيل، وتحريم النكاح، و لسن كالأمهات في غير ذلك فلا يحلللمؤمنين رؤيتهن، ولا يرثن المؤمنين، ولا يرثونهن مع أن الأم يجوز رؤية أبنائها لها و الأم ترث أبنائها و أبنائها يرثونها إذاً لم يثبت من أحكام الأمومة بين المؤمنين وبين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم سوى حرمة العقد عليهن و تبجيلهن و تعظيمهن، و قد قال تعالى: ? وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً ? [1] قال الإمام الشافعي: (وقوله (وأزواجه أمهاتهم) مثل ما وصفت من اتساع لسان العرب وأن الكلمة الواحدةتجمع معاني مختلفة ومما وصفت من أن الله أحكم كثيرا من فرائضه بوحيه وسن شرائع واختلافها على لسان نبيه وفي فعله فقوله (أمهاتهم) يعنى في معنى دون معنى وذلك أنه لا يحل لهم نكاحهن بحال ولا يحرم عليهم نكاح بنات لو كن لهن كما يحرم عليهم نكاح بنات أمهاتهم اللاتى ولدنهم أو أرضعنهم…فإن قال قائل ما دل على ذلك؟ فالدليل عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج فاطمة بنته وهو أبو المؤمنين وهى بنت خديجة أم المؤمنين زوجها عليا رضي الله عنه وزوج رقية وأم كلثوم عثمان وهو بالمدينة وأن زينب بنت أم سلمة تزوجت، وأن الزبيرابن العوام تزوج بنت أبى بكر وأن طلحة تزوج ابنته الأخرى وهما اختا أم المؤمنين وعبد الرحمن بن عوف تزوج ابنة جحش أخت أم المؤمنين زينب ولا يرثهن المؤمنون ولايرثنهم كما يرثون أمهاتهم ويرثنهم ويشبهن أن يكن أمهات لعظم الحق عليهم مع تحريم نكاحهن) [2]، وقال النحاس في معنى قوله تعالى: ? وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ?: (هن في الحرمة بمنزلة الأمهات في الإجلال ولا يتزوجن بعده صلى الله عليه وسلم ورويأنه إنما فعل هذا لأنهن أزواجه في الجنة) [3] وقال القرطبي: قوله تعالى: ? وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ?شرف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلمبأن جعلهن أمهات المؤمنين، أي في وجوب التعظيم والمبرة و الإجلال وحرمة النكاح علىالرجال، وحجبهن رضي الله تعالى عنهن بخلاف الأمهات وقيل: لما كانت شفقتهن عليهم كشفقة الأمهات أنزلن منزلة الأمهات. ثم هذه الأمومةلا توجب ميراثا كأمومة التبني. وجاز تزويج بناتهن، ولا يجعلن أخوات للناس). [4] قال ابن كثير: (قوله تعالى: ? وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ? أي في الحرمة والاحترام والتوقير و الإكرام والإعظام و لكن لا تجوز الخلوة بهن ولاينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع) [5].
[1]- الأحزاب من الآية 53
[2]- الأم للشافعي 5/ 151
[3]- معاني القرآن للنحاس 5/ 325
[4]- تفسير القرطبي 14/ 122 دار الحديث الطبعة الثانية 1416هـ 1996م
[5]- تفسير ابن كثير 3/ 468
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:04]ـ
فصل: عدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم:
أيها الأحباب قد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من إحدي عشرة امرأة، والقُرشيَّات من زوجاته ست، والعربيات من غير قريش أربع، وواحدة من غير العرب وهي صفية من بني إسرائيل. فالقرشيات هنَّ: خديجة بنت خويلد و سَوْدة بنت زَمْعَة و عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية و حَفْصَة بنت عمر بن الخطاب العدوية و أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية و أمُّ حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية، و العربيَّات هن: زينَب بنت جحش و جُوَيْرية بنت الحارث المُصْطلَقِيَّة و زينب بنت خُزيمة و ميمونة بنت الحارث الهلالية. أما غير العربيات فهي صفيَّة بنت حُيَي بن أخْطَب من يهود بني النضير، وقعت في الأسر فاشتراها النبي صلى الله عليه وسلم من دَحْية، وتزوَّجها في غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة، وزوجاته على الترتيب: خديجة بنت خويلد و سودة بنت زمعة و عائشة بنت أبي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بنالخطاب و زينب بنت خزيمة الهلالية و أم سلمة و زينب بنت جحش الأسدية و جويرية بنت الحارث و أم حبيبة و صفية بنت حيي بن أخطب النضيرية و ميمونة بنت الحارث وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وتحته تسع نسوة وهن: سودة وعائشة وحفصة وأم سلمة و زينب بنت جحش وأم حبيبة وجويرية وصفية وميمونة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:05]ـ
فصل:من وطئهن النبي بملك اليمين و أنهن لسن من أمهات المؤمنين:
أخوتاه تذكر كتب السير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له جاريتان يتسرى [1] بهن أي يطأهن بملك اليمين [2]،و هاتان الجاريتان هما مارية القبطية وريحانة بنت شمعون أما مارية فقد كانت مهداة من المقوقس صاحب الإسكندرية ((عظيم مصر)) إلى رسول الله فنكحها الرسولبملك اليمين فولدت له إبراهيم، فأصبحت أم ولد، و كانت قد أسلمت، رضي الله عنهاتوفيت 16 هـ، أما ريحانة فقد كانت من بني قريظة، وقعت في السبي فأسلمت و كانت من سراري النبي صلى الله عليه و سلم، وهاتان الجاريتان ليستا من أمهات المؤمنين فأمهات المؤمنين زوجات للنبي صلى الله عليه وسلم و هؤلاء لسن من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بل من السراري، وهؤلاء وطئهن النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين،وهؤلاء وطئهن النبي صلى الله عليه وسلم بعقد زواج.وختاما زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين، وأمهات المؤمنين النساء اللآتي عقد عليهن النبي صلى الله عليه وسلم ودخل بهن، وإنطلقهن بعد ذلك، و زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الأمهات في الاحترام والتعظيم والحرمة و حرمة النكاح ولسن كالأمهات في كل شيء، ومن وطئهن النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين لسن من أمهات المؤمنين بل من سراري النبي صلى الله عليه وسلم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الاثنين 8/ 9/2008م 8 رمضان 1429 هجريا
[1]- النساء مِن الرقيق، وهنّالإماء يحقّ لمالكهنّ أن يطأهنّ مِن غير عقد زواج، ولا شهود، ولا مهر، فهنّ لسنأزواجاً، فإذا جامعهن سُمّيْنَ (سراري) جمع: سُرّية، و قيل إنما سُمِّيت الجارية سُرِّيَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل.
[2]- ملك اليمين هم الأرقاء المملوكون لِمن ملكهم عبيداً، ذكوراً أو إناثاً
__________________
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 12:06]ـ
معنى أمهات المؤمنين و من وطئهن النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين ( http://www.4shared.com/file/63917814/31a0754e/____________.html)(/)
غداً. . . . . . ليلة القدر؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 03:50]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
؟!
نعم فما أصعب أن نتحرى ليلة القدر و لو في عشر .. ؟!
إذا لم نكن قبلها ممن تعوّد قيام الليل ..
فهل نخاطب أنفسنا كل يوم قائلين:
" غدا .. ليلة القدر "؟!
حتى إذا جاء رمضان القادم كانت العشر لنا كشربة ماء!!
فضلا عن عظم القيام للمؤمنين .. و خاصة الدعاة المتحرقين ..
أقول قولي هذا .... لنفسي أولاً ثم لإخواني الألوكيين ... و أستغفر الله لي و لكم ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 04:25]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
؟!
نعم فما أصعب أن نتحرى ليلة القدر و لو في عشر .. ؟!
إذا لم نكن قبلها ممن تعوّد قيام الليل ..
فهل نخاطب أنفسنا كل يوم قائلين:
" غدا .. ليلة القدر "؟!
حتى إذا جاء رمضان القادم كانت العشر لنا كشربة ماء!!
فضلا عن عظم القيام للمؤمنين .. و خاصة الدعاة المتحرقين ..
أقول قولي هذا .... لنفسي أولاً ثم لإخواني الألوكيين ... و أستغفر الله لي و لكم ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رفع الله قدرك .. وجعلك ممن ادرك ليلة القدر
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Sep-2008, مساء 04:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
والله أخي خلوصي
أنا لم أكن أقوم الليل قبل رمضان، لكن والله العشر الأواخر تربّي المسلم على قيام الليل وتهيّئه.
فأوصيكم إخواني يا مَن كان يقوم العشر أن تديموا العمل، - ولو ساعة كل يوم اقرؤوا فيها ما تيسر من القرآن.
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 06:51]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ... و حفظكم .. و جعلكم و أنا معكم ممن يدرك القيام كل ليلة ..
ما أجمل أن يصبح شعارنا:
غداً ليلة القدر!
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 08:44]ـ
شكراً على الإبتسامات.
لكني أريد شيئاً أهم ... (دعوة في ظهر الغيب)!
ولك بالمثل؟
............ " اتفقنا "؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 06:45]ـ
وا أسفاً .... !! على نفسي ...
كلما بعد العهد برمضان فترت الهمم ...
حسناً أيها الشيطان ...
غداً؟
غداً ..... ليلة القدر!
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 01:05]ـ
وا أسفاً .... !! على نفسي ...
كلما بعد العهد برمضان فترت الهمم ...
حسناً أيها الشيطان ...
غداً؟
غداً ..... ليلة القدر!
.............................. .............................. ...................
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 10:42]ـ
غداً ..... ليلة القدر!
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Apr-2009, مساء 10:19]ـ
وا أسفاً .... !! على نفسي ...
كلما بعد العهد برمضان فترت الهمم ...
حسناً أيها الشيطان ...
غداً؟
غداً ..... ليلة القدر!
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 05:17]ـ
بات طالب علم عند الإمام أحمد رضي الله عنه فلم يره يقوم الليل فدهش الإمام و قال ما معناه:
كيف يكون المرء طالب علم و ليس له من الليل نصيب؟!
فما أحرى بنا أن نثبت هذا الموضوع لئلا ننسى قيام الليل و أنا و الله أول المستفيدين .. ! بارك الله فيكم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 01:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
؟!
نعم فما أصعب أن نتحرى ليلة القدر و لو في عشر .. ؟!
إذا لم نكن قبلها ممن تعوّد قيام الليل ..
فهل نخاطب أنفسنا كل يوم قائلين:
" غدا .. ليلة القدر "؟!
حتى إذا جاء رمضان القادم كانت العشر لنا كشربة ماء!!
فضلا عن عظم القيام للمؤمنين .. و خاصة الدعاة المتحرقين ..
أقول قولي هذا .... لنفسي أولاً ثم لإخواني الألوكيين ... و أستغفر الله لي و لكم ...
" أيها الناس
أفشوا السلام،
و أطعموا الطعام،
و صلوا بالليل و الناس نيام
تدخلوا الجنة بسلام "
رواه الترمذي
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 01:59]ـ
بات طالب علم عند الإمام أحمد رضي الله عنه فلم يره يقوم الليل فدهش الإمام و قال ما معناه:
كيف يكون المرء طالب علم و ليس له من الليل نصيب؟!
فما أحرى بنا أن نثبت هذا الموضوع لئلا ننسى قيام الليل و أنا و الله أول المستفيدين .. ! بارك الله فيكم.
للتثبيت و ليس الرفع:)
استعدادا لشهر القيام و إعانة على الثبات بعده!(/)
«فَضْلُ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِ شَوَّالٍ، للعلَّامةِ ابنِ جِبْرِينٍ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:33]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فَضْلُ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِ شَوَّالٍ
لِسَمَاحَةِ شيخِنا العَلَّامَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،ورَعَاهُ ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فإن صيامَ سِتَّةِ أيّامٍ من شوَّالٍ سُنَّة ثابتة، فقد ورد في ذلك حديث أبِي أيُّوبَ الَّذي في صَحيحِ مُسلمٍ وغَيرِهِ أن النبيَّ (ص) قالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»، وهو حديث ثابت، والطعن فيه طعن في صحيح مسلم، وطعن في رواة الصحيحين،
وقد رواه الإمام أحمد وأهل السنن من طرق عن سعد بن سعيد بن قيس أخو يحيى بن سعيد، وهو من العلماء المشهورين، وقد روى عن ستة عشر من الصحابة والتابعين، وروى عنه تسعة وعشرون من العلماء، منهم شعبة، والثوري، وابن عيينة، وابن المبارك، وابن جرير، وأخوه يحيى بن سعيد، وكلهم وثقوا به وتقبلوا روايته، وهذا الحكم لم يتفرد به أبو أيوب، فهناك حديث عن ثوبان رضي الله عنه رواه الإمام أحمد برقم (22412)، وابن ماجة (1715)، وابن حبان كما في الإحسان (367)، والطبراني في مسند الشاميين (903)، والدارمي (1755)، والنسائي في الكبرى (2860)، وابن خزيمة في صحيحه (2115)، والطحاوي في مشكل الآثار (2348)، والطبراني في الكبير (1451)، والبيهقي (4/ 293)، والخطيب في التاريخ (200/ 362)، وصححه ابن حبان وابن خزيمة، ولما روى ابن حبان حديث أبي أيوب قال: (ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عمر بن ثابت، ولفظه: «من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، وروى الحديث أيضًا أبُو هريرةَ عند البزار (1060) عن العلاء بن عبدالرَّحمن عن أبيه عن أبي هريرةَ، ولفظه: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ»، ثم رواه أيضًا برقم (1061) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 183) وقال: رواه البزار وله طرق رجال بعضها رجال الصحيح، وقد رواه الإمام أحمد برقم (14302)، (14710)، (14477)، وصححه المحقق، ورواه أيضًا البزار كما في كشف الأستار رقم (1062) عن أبي زرعة عن عمر بن جابر الحضرمي عن جابر، ولفظه: «من صام رمضان وست من شوال كان كصيام الدهر»، وهو عند الإمام أحمد في الموضع السابق ورواه عبد بن حميد (1116)، والبيهقي (4/ 292).
وهذه الأحاديث دالة على شهرة هذه السنة، وكثرة من رواها، فلم ينفرد بها سعد بن سعيد، وأما العلة الثانية فإن النبي (ص) إنما نهى أن يتقدم أحد رمضان بصوم يوم أو يومين، حتى لا يختلط رمضان بشعبان، ومع ذلك فقد ثبت أنه قال لرجل: «هل صمت من سرر هذا الشهر شيئًا» يعني من شعبان يعني من آخره، قال: لا، قال: «فإذا أفطرت فصم يومين»، وفي الصَّحيحِ عن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قالت: كان رسولُ اللَّهِ (ص) يكثر من الصيام في شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلاً ولم يرد أنه نهى عن الصيام في شوال، وأما العلة الثالثة، فلم يثبت أنه (ص) لم يصمه، ولا ثبت أنه نهى عنها، ولا ثبت عن أحد من الصحابة إنكارها، ولا عن أحد من التابعين، وقد كان النبي (ص) يسرد الصيام حتى يقول القائل لا يفطر، وإذا خفيت هذه السنة على مالك فقد عرفها غيره من العلماء، وكم من سنة خفيت على مالك وأبي حنيفة، كخيار المجلس وغيره، وإذا ثبتت في الأحاديث فلا عبرة بمن أنكرها. واللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:36]ـ
المصدر: موقع شيخنا.
( http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=27)(/)
شيخنا العلَّامة ابن جبرين يضع عشر وسائل للمداومة على الأعمال الصَّالحة بعد رمضانَ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 03:49]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[وضع الشَّيخُ العَلَّامةُ عبدُ اللَّهِ بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقًا 10 وسائل للمداومة على العمل الصَّالح بعد رمضانَ وذلك في معرض ردّه على سؤال حول كيفية المدوامة على الأعمال الصَّالحة بعد انقضاء شهر رمضان .. وقال]:
أولاً وقبل كل شي طلب العون من اللَّهِ على الهداية والثَّبات
وقد أثنى اللَّهُ على دعاء الرَّاسخين في العِلمِ ? رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ? [سورة آل عمران الآية 8]
ثانيًا: الإكثار من مُجالسة الصَّالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات.
ثالثًا: التعرف على سير الصالحينَ من خلال القراءة للكتبِ أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصَّحابةِ فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.
رابعًا: الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخُطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر.
خامسًا: الحرص على الفرائض كالصّلوات الخمس وقضاء رمضان لما في الفرائض من خير عظيم.
سادسًا: الحرص على النّوافل ولو القليل المُحبب للنّفس فان أحب الأعمال إلى اللَّهِ (أدومه وإن قلّ) كما قال صلى الله عليه وسلم.
سابعًا: البدء بحفظ كتاب اللَّهِ والمداومة على تلاوته وقراءة المحفوظ منه في الصّلوات والنّوافل.
ثامنًا: الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.
تاسعًا: البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء وأجهزة التّلفاز والدّش والاستماع للغناء والطّرب والنّظر في المجلات الخليعة.
عاشرًا: أوصيكم بالتَّوبة العاجلة .. التَّوبة النَّصوح التي ليس فيها رجوع بإذن اللَّه فإن اللَّهَ يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح.
المصدر: (جريدة المدينة) الأحد 30 رمضان 1427 ـ (العدد c15887)
جزى اللَّهُ تَعالى خير الجزاء صاحب الفضيلة شيخنا العلامة ابن جبرين على ما يقدِّمه من نُصح للأُمَّة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 05:11]ـ
جزاكم الله خيرا ..
جاءت في وقتها!
ـ[قناديل العتيبي]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 02:14]ـ
نسأل الله العون والسداد
وجُزيت خيرا أخي الكريم ...
ـ[سيف المعالى]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 07:30]ـ
بارك فى شيخنا ابن جبرين وأطال الله عمره ونفعنا بعلمه وختم له بخير
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 09:46]ـ
جَزاكُما اللَّهُ خَيرًا، وبارَكَ فِيكُما.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 08:19]ـ
رَحِمَ اللَّهُ شيخَنا عبدَ اللَّهِ بنَ جِبرينٍ.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 06:22]ـ
جزاكم الله خيرا ورحمك الله ياشيخنا وجميع علماء الأمة وأسكنك الفردوس العلي من الجنة
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 06:17]ـ
رحم الله شيخنا العلامة، وأسكنه فسيح جناته
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 09:16]ـ
آمينَ.
جَزاكُما اللَّهُ خَيرًا، وبارَكَ فِيكُما.(/)
هل الشيخ الألباني يُجيز مصافحة العجائز؟
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 08:57]ـ
هل الشيخ الألباني يُجيز مصافحة العجائز؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 09:01]ـ
هل الشيخ الألباني يُجيز مصافحة العجائز؟
لا، وكان يقول: (لكل ساقطة لاقطة).
لكن من أين أتيت بخبرك هذا؟!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 09:18]ـ
سُئلَ فضيلةُ الشَّيخِ الألبانيّ ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ: إذا كانت المرأة كبيرة وطاعنة في السِّنّ فهل يجوز مصافحتها والخلوة بها وزيارتها عند مرضها؟
فأجاب:
يمكن أن يُقال بجواز هذا إذا لم نستحضر القول الّذي يقول لكلّ ساقطة في الحي لاقطة. ولذلك فالأولى الابتعاد عن هذا.
[فتاوى المدينة].
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 09:25]ـ
قال الشَّيخُ عمرُ عبد المنعم سليم معلقًا على كلام الشَّيخِ الألبانيِّ:
وقد أجاز الشيخُ ـ رحمهُ اللَّهُ ـ مصافحة المرأة العجوز إن قُطع في أمرها بأنها لا تُشتهى،فقالَ كما في [الحاوي] (2/ 130):
«إذا كان الأمر المقطوع في كونها عجوز لا تُشتهى،ففي هذه الحالة لا مانع، ولكن إذا كان الأمر يُحتمل أن تُشتهى،فتعود قاعدة سدِّ الذّريعة ووجوب تطبيقها».
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 12:12]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم
سُئلَ فضيلةُ الشَّيخِ الألبانيّ ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ: إذا كانت المرأة كبيرة وطاعنة في السِّنّ فهل يجوز مصافحتها والخلوة بها وزيارتها عند مرضها؟
فأجاب:
يمكن أن يُقال بجواز هذا إذا لم نستحضر القول الّذي يقول لكلّ ساقطة في الحي لاقطة. ولذلك فالأولى الابتعاد عن هذا.
[فتاوى المدينة].
ما هو رقم الشريط
ـ[حرملة]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 03:36]ـ
عجيب! أين مصدر ذلك؟
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 09:33]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم
اقتباس:
سُئلَ فضيلةُ الشَّيخِ الألبانيّ ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ: إذا كانت المرأة كبيرة وطاعنة في السِّنّ فهل يجوز مصافحتها والخلوة بها وزيارتها عند مرضها؟
فأجاب:
يمكن أن يُقال بجواز هذا إذا لم نستحضر القول الّذي يقول لكلّ ساقطة في الحي لاقطة. ولذلك فالأولى الابتعاد عن هذا.
[فتاوى المدينة].
ما هو رقم الشريط
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:38]ـ
قال الشَّيخُ عمرُ عبد المنعم سليم معلقًا على كلام الشَّيخِ الألبانيِّ:
وقد أجاز الشيخُ ـ رحمهُ اللَّهُ ـ مصافحة المرأة العجوز إن قُطع في أمرها بأنها لا تُشتهى،فقالَ كما في [الحاوي] (2/ 130):
«إذا كان الأمر المقطوع في كونها عجوز لا تُشتهى،ففي هذه الحالة لا مانع، ولكن إذا كان الأمر يُحتمل أن تُشتهى،فتعود قاعدة سدِّ الذّريعة ووجوب تطبيقها».
الفاضل سلمان؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الحاوي هو [الحاوي للفتاوي]، أم أنه كتاب للشيخ الألباني؟
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 07:28]ـ
سُئلَ فضيلةُ الشَّيخِ الألبانيّ ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ: إذا كانت المرأة كبيرة وطاعنة في السِّنّ فهل يجوز مصافحتها والخلوة بها وزيارتها عند مرضها؟
فأجاب:
يمكن أن يُقال بجواز هذا إذا لم نستحضر القول الّذي يقول لكلّ ساقطة في الحي لاقطة. ولذلك فالأولى الابتعاد عن هذا.
[فتاوى المدينة].
من فضلكم توثيق مصدر الفتوى
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 08:49]ـ
سُئلَ فضيلةُ الشَّيخِ الألبانيّ ـ رحمهُ اللَّهُ تعالى ـ: إذا كانت المرأة كبيرة وطاعنة في السِّنّ فهل يجوز مصافحتها والخلوة بها وزيارتها عند مرضها؟
فأجاب:
يمكن أن يُقال بجواز هذا إذا لم نستحضر القول الّذي يقول لكلّ ساقطة في الحي لاقطة. ولذلك فالأولى الابتعاد عن هذا.
[فتاوى المدينة].
من فضلكم توثيق مصدر الفتوى
انظر كتاب (فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني) جمعها ورتبها وشرحها: عمرو عبدالمنعم سليم. طبع في دار الضياء - مصر. والفتوى في صفحة 258 من الكتاب.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 05:21]ـ
كلام الالباني موهم
لم يصرح به
ثم هل من دليل على الجواز والقواعد ابيح لهم وضع الثياب فقط ولم يبح لهم المصافحه
وما جاء خبره عن بعض الصحابه من مصافحة العجائز فلا يصح
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 05:28]ـ
قال الشَّيخُ عمرُ عبد المنعم سليم معلقًا على كلام الشَّيخِ الألبانيِّ:
وقد أجاز الشيخُ ـ رحمهُ اللَّهُ ـ مصافحة المرأة العجوز إن قُطع في أمرها بأنها لا تُشتهى،فقالَ كما في [الحاوي] (2/ 130):
«إذا كان الأمر المقطوع في كونها عجوز لا تُشتهى،ففي هذه الحالة لا مانع، ولكن إذا كان الأمر يُحتمل أن تُشتهى،فتعود قاعدة سدِّ الذّريعة ووجوب تطبيقها».
هذا أمر عجيب ... و كيف نعرف انها لا يشتهى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 08:10]ـ
هذا أمر عجيب ... و كيف نعرف انها لا يشتهى؟
سؤالك جد وجيه. بارك الله فيك. ما هو الضابط لمعرفة ذلك؟؟؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 10:52]ـ
وقال الشيخ سلمان انه مذهب ابو بكر الصديق وغيره مما لم أذكره انا من الصحابة رضوان الله عليهم
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 11:12]ـ
وقال الشيخ سلمان انه مذهب ابو بكر الصديق وغيره مما لم أذكره انا من الصحابة رضوان الله عليهم
مصدر الأثر من فضلكم
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 03:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 07:40]ـ
الفاضل سلمان؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الحاوي هو [الحاوي للفتاوي]، أم أنه كتاب للشيخ الألباني؟
الأخ المكرّم / ابن هاشم ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعالى ورَعاهُ ـ:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّه وبركاته:
الجواب:
الحاوي لفتاوى الشَّيخ الألبانيِّ.
وفَّقكُم اللَّه تعالى.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:33]ـ
والجواز هو مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه.
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 04:11]ـ
أفتى الشيخ الفاضل عبد الرزاق البدر بأنه لا ينبغي مصافحة العجوز ولو كانت طاعنة في السن لا تشتهى وكدا تقبيل رأسها.
وهو ورع بين عن القول بالتحريم.
أما أثر أبي بكر الصديق فهو ما نبحث عن تخريجه لأن مدار المسألة عليه.
فجزى الله خيرا من أفادنا في الموضوع لعموم بلوى تقبيل رؤوس العجائز في بلدي الجزائر وشدة الحرج في ترك دلك لكثير من الإخوة خاصة في القرى والمداشر.
وفقكم الله.
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 10:47]ـ
والجواز هو مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه.المصدر من فضلك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Dec-2008, صباحاً 01:19]ـ
قَالَ العلَّامةُ أبو الوفاءِ ابنُ عَقيلٍ [ت 513] في كتابه (فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة) ص 42 (ت د. عبدِ السَّلامِ السُّحَيْميِّ):
«ولا تجوز مصافحة النِّساء الشّواب؛ لأن ذلك يثير الشَّهوة».
قالَ محقّق الكتاب (السُّحَيْميّ):
«قول المصنفِ: (ولا تجوز مصافحة النِّساء الشّواب) مفهومه أنه يجوز مصافحة النساء غير الشواب،وقد أشار ابن مفلح في (الآداب): (2/ 257) إلى ما يدل عليه كلام ابن عقيل من جواز مصافحة غير الشواب،وأورد عن الإمام أحمدَ روايتين،إحداهما تحريم المصافحة،والأخرى كراهتها للنساء، قال: والتحريم اختيار الشّيخ تقي الدين.
قلتُ: فلم ينقل عن الإمام أحمد ما يدل على جواز مصافحة النساء،فإما أن يكون ذلك محرمًا أو مكروهًا، والصّحيح شرعًا عدم جواز مصافحة الرّجل للمرأة أيًّا كانت المرأة عجوزًا أو شابة ما لم تكن من المحارم،فما مسَّ النَّبِيُّ يد امرأة قط،
فقد جاء في صحيح مُسلمٍ من حديث عائشةَ ـ رضي اللَّهُ عنها ـ: «ولا واللَّه ما مست يد رَسولِ اللَّهِ يد امرأة قط غير أنه كان يبايعهن بالكلام ... ». «مسلم بشرح النّووي» (13/ 10).
قال النوويّ في شرحه للحديث: «فيه أن بيعة النّساء بالكلام من غير أخذ كفٍّ ...
وأنه لا يمس بشرة الأجنبية من غير ضرورة كتطييب* وفصد وحجامة وقلع ضرس،وكل من ذكر هنا مما لا توجد امرأة تفعله جاز للرجل الأجنبي فعله للضرورة».اهـ.
ـــــ
* الصواب: كتطبيب.
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 10:29]ـ
حديث أن أبا بكر كان يصافح العجائز وحديث أن عبدالله بن الزبير استأجر عجوزا لتمرضه وكانت تغمز رجليه وتفلي رأسه.
قال الحافظ ابن حجر:لم أجدهما.
أقول:قد جاء أن امرأة غسلت أو فلت رأس أبي موسى الاشعري أو لعلها فعلت الامرين معا
و ثبت عن قتادة أنه قال: سافرت مع امرأة إلى مكة وإن فيها لبقية فكانت تغسل رأسي أو تفلي رأسي(/)
كتاب لله ثم للتاريخ (للدكتور حسن الموسوي) الجزء الثالث
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 12:48]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين وبعد: فهدا الجزء الثالث والأخير من كتاب لله ثم للتاريخ لكاتبه الدكتور حسن الموسوي وهو موجود على شبكة الأنترنت ملف وورد.
اليكم تتمة الكتاب.
منهم، ويقيموا عليهم الحدود، فالميت لا يقام عليه حد، وأهل البيت سلام الله عليهم عرفوا بالوداعة والسماحة والطيب.
7 - مصحف فاطمة:
أ- عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله ? قال: ( .. وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله، وإنه لإملاء رسول الله صلوات الله عليه وآله بخط علي ? بيده) (بحار الأنوار 26/ 41).
ب- وعن محمد بن مسلم عن أحدهما ?: ( .. وخلفت فاطمة مصحفاً، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله أنزل عليها، إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي ?) (البحار 26/ 42).
ج_عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ?: ( .. وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام، أما والله ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي) (البحار 26/ 48).
قلت: إذا كان الكتاب من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي، فلم كتمه عن الأمة؟ والله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله أن يبلغ كل ما أنزل إليه قال الله تعالى: ?يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ? [المائدة:67].
فكيف يمكن لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن، وكيف يمكن لأمير المؤمنين ? والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟!.
8 - التوراة والإنجيل والزبور:
عن أبي عبد الله ? أنه كان يقرأ الإنجيل والتوراة والزبور بالسيريانية انظر (الحجة من الكافي 1/ 207)، باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من الله عز وجل، وأنهم يعرفونها كلها على اختلاف ألسنتها.
9 - القرآن:
والقرآن لا يحتاج لإثباته نص، ولكن كتب فقهائنا وأقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه محرف، وهو الوحيد الذي أصابه التحريف من بين كل تلك الكتب.
وقد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتاباً ضخم الحجم سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف، وجمع فيه أقوال جميع الفقهاء وعلماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود بين أيدي المسلمين حيث أثبت أن جميع علماء الشيعة وفقهائهم المتقدمين منهم والمتأخرين يقولون إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف.
قال السيد هاشم البحراني: وعندي في وضوح صحة هذا القول -أي القول بتحريف القرآن- بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبر (مقدمة البرهان، الفصل الرابع 49).
وقال السيد نعمة الله الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف:
إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، (الأنوار النعمانية 2/ 357)، ولهذا قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر: (ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده) (الحجة من الكافي 1/ 26).
ولا شك أن هذا النص صريح في إثبات تحريف القرآن الموجود اليوم عند المسلمين.
والقرآن الحقيقي هو الذي كان عند علي والأئمة من بعده عليهم السلام، حتى صار عند القائم عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام.
ولهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا وهو على فراش الموت، عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة:
(عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة)
وقرآن فاطمة الذي يقصده الإمام هو المصحف الذي جمعه علي ? والذي تقدمت الإشارة إليه آنفاً.
إن من أغرب الأمور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله، واختص بها أمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من بعده، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عن شيعة أهل البيت، سوى قرآن بسيط قد عبثت به الأيادي فزادت فيه ما زادت، وأنقصت منه ما أنقصت - على حد قول فقهائنا-
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كانت هذه الكتب قد نزلت من عند الله حقاً، وحازها أمير المؤمنين صدقاً فما معنى إخفائها عن الأمة وهي من أحوج ما تكون إليها في حياتها وفي عبادتها لربها؟
علل كثير من فقهائنا ذلك لأجل الخوف عليها من الخصوم!!
ولنا أن نسأل: أيكون أمير المؤمنين وأسد بني هاشم جباناً بحيث لا يستطيع أن يدافع عنها؟!
أيكتم أمرها ويحرم الأمة منها خوفاً من خصومه؟!
لا والذي رفع السماء بغير عمد، ما كان لابن أبي طالب أن يخاف غير الله وإذا سألنا: ماذا يفعل أمير المؤمنين والأئمة من بعده بالزبور والتوراة والإنجيل حتى يتداولوها فيما بينهم ويقرؤونها في سرهم؟
إذا كانت النصوص تدعي أن أمير المؤمنين وحده حاز القرآن كاملاً وحاز كل تلك الكتب والصحائف الأخرى؛ فما حاجته إلى الزبور والتوراة والإنجيل؟ وبخاصة إذا علمنا أن هذه الكتب نسخت بنزول القرآن؟
إني أشم رائحة أيد خبيثة فهي التي دست هذه الروايات وكذبت على الأئمة وسيأتي إثبات ذلك في فصل خاص إن شاء الله.
نحن نعلم أن الإسلام ليس له إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم، وأما تعدد الكتب فهذا من خصائص اليهود والنصارى كما هو واضح في كتبهم المقدسة المتعددة.
فالقول بأن أمير المؤمنين حاز كتباً متعددة، وأن هذه الكتب كلها من عند الله، وأنها كتب حوت قضايا شرعية هو قول باطل، أدخله إلينا بعض اليهود الذين تستروا بالتشيع.
نظرة الشيعة إلى أهل السنة
عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء: فسموهم (العامة) وسموهم النواصب، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له: (عظم سني في قبر أبيك) وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
ما زلت أذكر أن والدي رحمه الله التقى رجلاً غريباً في أحد أسواق المدينة، وكان والدي رحمه الله محباً للخير إلى حد بعيد، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفاً عندنا في تلك الليلة فأكرمناه بما شاء الله تعالى، وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شاباً في أول دراستي في الحوزة، ومن خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جاء إلى النجف لحاجة ما، بات الرجل تلك الليلة، ولما أصبح أتيناه بطعام الإفطار فتناول طعامه ثم هم بالرحيل، فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغاً من المال فلربما يحتاجه في سفره، شكر الرجل حسن ضيافتنا، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه وتطهير الإناء الذي أكل فيه تطهيراً جيداً لاعتقاده بنجاسة السني وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً، إذ أن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا:
1 - وجب الاختلاف معهم: فقد روى الصدوق عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا ?: يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟ قال: فقال: ائت فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه (عيون أخبار الرضا 1/ 275 ط. طهران).
وعن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال: (شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا) (الفصول المهمة 225 ط. قم).
وعن المفضل بن عمر عن جعفر أنه قال: (كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متوثق بعروة غيرنا) (الفصول المهمة 225).
2 - عدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم:
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال:
والأحاديث في ذلك متواترة .. فمن ذلك قول الصادق ? في الحديثين المختلفين: أعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه.
وقال الصادق ?: إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم.
وقال ?: خذ بما فيه خلاف العامة، وقال: ما خالف العامة ففيه الرشاد.
وقال ?: ما أنتم والله على شيء مما هم فيه، ولا هم على شيء مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء.
وقوله ?: والله ما جعل الله لأحد خيرة في أتباع غيرنا، وإن من وافقنا خالف عدونا، ومن وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا ولا نحن منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقول العبد الصالح ? في الحديثين المختلفين: خذ بما خالف القوم، وما وافق القوم فاجتنبه.
وقول الرضا ?: إذا ورد عليكم خبران متعارضان فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه، وانظروا بما يوافق أخبارهم فدعوه.
وقول الصادق ?: والله ما بقي في أيديهم شيء من الحق إلا استقبال القبلة انظر (الفصول المهمة 325 - 326).
وقال الحر عن هذه الأخبار بأنها: (قد تجاوزت حد التواتر، فالعجب من بعض المتأخرين حيث ظن أن الدليل هنا خبر واحد).
وقال أيضاً: (واعلم أنه يظهر من هذه الأحاديث المتواترة بطلان أكثر القواعد الأصولية المذكورة في كتب العامة) (الفصول المهمة 326).
3 - أنهم لا يجتمعون مع السنة على شيء: قال السيد نعمة الله الجزائري:
(إنا لا نجتمع معهم -أي مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر.
ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا) (1).
(الأنوار الجزائرية 2/ 278)، باب نور في حقيقة دين الإمامية والعلة التي من أجلها يجب الأخذ بخلاف ما تقوله العامة:
عقد الصدوق هذا الباب في علل الشرائع فقال:
عن أبي إسحاق الأرجائي رفعه قال: قال أبو عبد الله ?:
أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقوله العامة؟
فقلت: لا ندري.
فقال: إن علياً لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لإبطال أمره. وكانوا يسألون أمير المؤمنين ? عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضداً من عندهم ليلبسوا على الناس) (531 طبع إيران)
ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي:
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم، لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة.
إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم، ولا تختص بالسنة المعاصرين بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال: (كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري) (روضة الكافي 8/ 246).
لو سألنا اليهود: من هم أفضل الناس في ملتكم؟
لقالوا: إنهم أصحاب موسى.
ولو سألنا النصارى: من هم أفضل الناس في أمتكم؟
لقالوا: إنهم حواريو عيسى.
ولو سألنا الشيعة: من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم؟
لقالوا: إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله.
إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضاً لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه، ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش: (اللهم العن صنمي قريش -أبو بكر وعمر- وجبتيهما وطاغوتيهما، وابنتيهما -عائشة وحفصة .. الخ) وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة. وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم.
عن حمزة بن محمد الطيار أنه قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله ? فقال: (رحمه الله وصلى عليه، قال محمد بن أبي بكر لأمير المؤمنين يوماً من الأيام: أبسط يدك أبايعك، فقال: أو ما فعلت؟
قال: بلى، فبسط يده، فقال:
أشهد أنك إمام مفترض طاعته، وإن أبي - يريد أبا بكر أباه - في النار) (رجال الكشي 61).
وعن شعيب عن أبي عبد الله ? قال: (ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر) (الكشي 61).
وأما عمر فقال السيد نعمة الله الجزائري:
(إن عمر بن الخطاب كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا بماء الرجال) (الأنوار النعمانية 1/ 63).
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن في مدينة كاشان الإيرانية في منطقة تسمى (باغي فين) مشهداً على غرار الجندي المجهول فيه قبر وهمي لأبي لؤلؤة فيروز الفارسي المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، حيث أطلقوا عليه ما معناه بالعربية (مرقد باب شجاع الدين) وباب شجاع الدين هو لقب أطلقوه على أبي لؤلؤة لقتله عمر بن الخطاب، وقد كتب على جدران هذا المشهد بالفارسي (مرك بر أبو بكر، مرك بر عمر، مرك بر عثمان) ومعناه بالعربية: الموت لأبي بكر الموت لعمر الموت لعثمان.
وهذا المشهد يزار من قبل الإيرانيين، وتلقى فيه الأموال والتبرعات، وقد رأيت هذا المشهد بنفسي، وكانت وزارة الإرشاد الإيرانية قد باشرت بتوسيعه وتجديده، وفوق ذلك قاموا بطبع صورة المشهد على كارتات تستخدم لإرسال الرسائل والمكاتيب.
روى الكليني عن أبي جعفر ? قال: ( .. إن الشيخين -أبا بكر وعمر- فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين ? فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (روضة الكافي 8/ 246).
وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي: كان عثمان ممن يلعب به وكان مخنثاً (الصراط المستقيم 2/ 30).
وأما عائشة فقد قال ابن رجب البرسي: (إن عائشة جمعت أربعين ديناراً من خيانة (مشارف أنوار اليقين 86).
وإني أتساءل: إذا كان الخلفاء الثلاثة بهذه الصفات فلم بايعهم أمير المؤمنين ?؟ ولم صار وزيراً لثلاثتهم طيلة مدة خلافتهم؟
أكان يخافهم؟ معاذ الله.
ثم اذا كان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مصاباً بداء في دبره ولا يهدأ إلا بماء الرجال كما قال السيد الجزائري، فكيف إذن زوجه أمير المؤمنين ? ابنته أم كلثوم؟ أكانت إصابته بهذا الداء، خافية على أمير المؤمنين ? وعرفها السيد الجزائري؟! .. إن الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات.
وروى الكليني: (إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا) (الروضة 8/ 135).
ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله ?: ما تقول في قتل الناصب؟
فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل) (وسائل الشيعة 18/ 463)، (بحار الأنوار 27/ 231).
وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس.
وقال السيد نعمة الله الجزائري: (إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل) (الأنوار النعمانية 3/ 308).
وتحدثنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ، بحيث صبغ نهر دجلة باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة، فانهار من الدماء جرت في نهر دجلة، حتى تغير لونه فصار أحمر، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه، وكل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي، وكانا شيعيين، وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها، وكانت لهما اليد الطولى في الحكم، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل السنة، فدخل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة العباسية، ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أن هولاكو كان وثنياً.
ومع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي، ويعتبر ما قاموا به يعد من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام.
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب (أهل السنة) فقال: إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة) (الأنوار النعمانية 2/ 206 - 207).
وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب ولا في نبي ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في دعوته وجهاده .. وإلا فقل لي بالله عليك من الذي كان مع النبي صلوات الله عليه في كل المعارك التي خاضها مع الكفار؟، فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا.
لما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على أثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة الإمام بهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء.
وكان واجب التهنئة يقع علي شخصياً أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني، فزرت إيران بعد شهر ونصف -وربما أكثر- من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه باريس، فرحب بي كثيراً، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ!!.
ملاحظة:
اعلم أن حقد الشيعة على العامة -أهل السنة- حقد لا مثيل له، ولهذا أجاز فقهاؤنا الكذب على أهل السنة وإلصاق التهم الكاذبة بهم والافتراء عليهم ووصفهم بالقبائح.
والآن ينظر الشيعة إلى أهل السنة نظرة حاقدة بناء على توجيهات صدرت من مراجع عليا، وصدرت التوجيهات إلى أفراد الشيعة بوجوب التغلغل في أجهزة الدولة ومؤسساتها وبخاصة المهمة منها كالجيش والأمن والمخابرات وغيرها من المسالك المهمة فضلاً عن صفوف الحزب.
وينتظر الجميع -بفارغ الصبر- ساعة الصفر لإعلان الجهاد والانقضاض على أهل السنة، حيث يتصور عموم الشيعة أنهم بذلك يقدمون خدمة لأهل البيت صلوات الله عليهم، ونسوا أن الذي يدفعهم إلى هذا أناس يعملون وراء الكواليس ستأتي الإشارة إليهم في الفصل الآتي.
أثر العناصر الأجنبية في صنع التشيع
عرفنا في الفصل الأول من هذا الكتاب دور اليهودي عبد الله بن سبأ في صنع التشيع وهذه حقيقة يتغافل عنها الشيعة جميعاً من عوامهم وخواصهم.
لقد فكرت كثيراً في هذا الموضوع وعلى مدى سنوات طوال، فاكتشفت كما اكتشف غيري أن هناك رجالاً لهم دور خطير في إدخال عقائد باطلة وأفكار فاسدة إلى التشيع.
إن مكوثي هذه المدة الطويلة في حوزة النجف العلمية التي هي أم الحوزات، واطلاعي على أمهات المصادر جعلني أقف على حقائق خطيرة يجهلها أو يتجاهلها الكثيرون، واكتشفت شخصيات مريبة كان لها دور كبير في انحراف المنهج الشيعي إلى ما هو عليه اليوم، فما فعله أهل الكوفة بأهل البيت عليهم السلام وخيانتهم لهم كما تقدم بيانه يدلك على أن الذين فعلوا ذلك بهم كانوا من المتسترين بالتشيع والموالاة لأهل البيت.
ولنأخذ نماذج من هؤلاء المتسترين بالتشيع:
هشام بن الحكم:
وهشام هذا حديثه في الصحاح الثمانية وغيرها.
إن هشام تسبب في سجن الإمام الكاظم ومن ثم قتله، ففي رجال الكشي (أن هشام بن الحكم ضال مضل شرك في دم أبي الحسن ? 229).
(قال هشام لأبي الحسن ?: أوصني، قال أوصيك أن تتقي الله في دمي) (رجال الكشي 226).
وقد طلب منه أبو الحسن ? أن يمسك عن الكلام، فأمسك شهراً ثم عاد فقال له أبو الحسن: (يا هشام أيسرك أن تشرك في دم امرئ مسلم؟
قال: لا.
قال: وكيف تشرك في دمي؟ فإن سكت وإلا فهو الذبح.
فما سكت حتى كان من أمره ما كان ?) (رجال الكشي 231).
أيمكن لرجل مخلص لأهل البيت أن يشرك في قتل هذا الإمام ?؟.
اقرأ معي هذه النصوص:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن محمد بن الفرج الرخجي قال: كتبت إلى أبي الحسن ? أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم -الجواليقي- في الصورة.
فكتب: دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ليس القول ما قال الهشامان (أصول الكافي 1/ 105، بحار الأنوار 3/ 288، الفصول المهمة 51).
لقد زعم هشام بن الحكم أن الله جسم، وزعم هشام بن سالم أن الله صورة.
وعن إبراهيم بن محمد الخزاز، ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا ?، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناء الثلاثين سنة، رجلاه في خضره، وقلنا:
(إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد .. الخ) (أصول الكافي 1/ 101)، (بحار الأنوار 4/ 40).
فهل يعقل أن الله تعالى في هيئة شاب في ثلاثين سنة، وأنه أجوف إلى السرة؟؟.
إن هذا الكلام يوافق بالضبط قول اليهود في توراتهم أن الله عبارة عن إنسان كبير الحجم وهذا منصوص عليه في سفر التكوين من توراة اليهود.
فهذه آثار يهودية أدخلت إلى التشيع على يد هشام بن الحكم المتسبب والمشترك في مقتل الإمام الكاظم ?، ويد هشام بن سالم وشيطان الطاق والميثمي علي بن إسماعيل صاحب كتاب الإمامة.
ولو نظرنا في كتبنا المعتبرة كالصحاح الثمانية وغيرها لوجدنا أحاديث هؤلاء في قائمة الصدارة.
زرارة بن أعين:
قال الشيخ الطوسي: (إن زرارة من أسرة نصرانية، وإن جده (سنسن وقيل سبسن) كان راهباً نصرانياً، وكان أبوه عبداً رومياً لرجل من بني شيبان) (الفهرست 104)، وزرارة هو الذي قال: (سألت أبا عبد الله عن التشهد .. إلى أن قال: فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً) (1) (رجال الكشي 142).
وقال زرارة أيضاً: (والله لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخشب) (2) (رجال الكشي 123).
عن ابن مسكان قال: سمعت زرارة يقول:
(رحم الله أبا جعفر، وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة.
فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟
قال: حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخازيه) (الكشي 131).
ولهذا قال أبو عبد الله فيه: (لعن الله زرارة) (133).
وقال أبو عبد الله ? أيضاً: اللهم لو لم تكن جهنم إلا سكرجة (3) لوسعها آل أعين بن سنسن (133).
وقال أبو عبد الله: لعن الله بريداً، لعن الله زرارة (134).
وقال أيضاً: لا يموت زرارة إلا تائهاً عليه لعنة الله (134)، وقال أبو عبد الله أيضاً: هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز
?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً? [الفرقان:23] (رجال الكشي 136).
وقال: إن قوماً يعارون الإيمان عارية، ثم يسلبونه، فيقال لهم يوم القيامة المعارون، أما إن زرارة بن أعين لمنهم (141) وقال أيضاً: إن مرض فلا تعده، وإن مات فلا تشهد جنازته.
فقيل له: زرارة؟ متعجباً، قال نعم زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال إن الله ثالث ثلاثة. إن الله قد نكس زرارة، وقال: إن زرارة قد شك في إمامتي فاستوهبته من ربي (1) (138).
قلت: فإذا كان زرارة من أسرة نصرانية وكان قد شك في إمامة أبي عبد الله، وهو الذي قال بأنه ضرط في لحية أبي عبد الله وقال عنه لا يفلح أبداً فما الذي نتوقع أن يقدمه لدين الإسلام؟؟.
إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة، وهو في مركز الصدارة بين الرواة، وهو الذي كذب على أهل البيت وأدخل في الإسلام بدعاً ما أدخل مثلها أحد كما قال أبو عبد الله، ومن راجع صحاحنا وجد مصداق هذا الكلام، ومثله بريد حتى إن أبا عبد الله ? لعنهما.
أبو بصير ليث بن البختري.
أبو بصير هذا تجرأ على أبي الحسن موسى الكاظم ? عندما سئل ? عن رجل تزوج امرأة لها زوج ولم يعلم.
قال أبو الحسن ?: (ترجم المرأة وليس على الرجل شيء إذا لم يعلم) .. فضرب أبو بصير المرادي على صدره يحكها وقال: أظن صاحبنا ما تكامل علمه (رجال الكشي 154).
أي أنه يتهم الكاظم ? بقلة العلم!!.
ومرة تذاكر ابن أبي اليعفور وأبو بصير في أمر الدنيا، فقال أبو بصير:
أما إن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها، فأغفى -أبو بصير- فجاء كلب يريد أن يشغر (1) عليه، فقام حماد بن عثمان ليطرده، فقال له ابن أبي يعفور: دعه، فجاءه حتى شغر في أذنيه (رجال الكشي 154).
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أنه يتهم أبا عبد الله بالركون إلى الدنيا وحب الاستئثار بها فعاقبه الله تعالى بأن أرسل كلباً فبال بأذنيه جزاء له على ما قال في أبي عبد الله.
وعن حماد الناب قال: جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله ? ليطلب الإذن، فلم يؤذن له فقال: لو كان معنا طبق لأذن، قال فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، فقال -أبو بصير- أف أف ما هذا (2)؟.
فقال له جليسه: هذا كلب شغر في وجهك (رجال الكشي 155).
أي أنه يتهم أبا عبد الله ? بحب الثريد والطعام اللذيذ بحيث لا يأذن لأحد بالدخول عليه إلا إذا كان معه طبق طعام، لكن الله تعالى عاقبه أيضاً فأرسل كلباً فبال في وجهه عقاباً له على ما قال في أبي عبد الله ?.
ولم يكن أبو بصير موثوقاً في أخلاقه، ولهذا قال شاهداً على نفسه بذلك: كنت أقرئ امرأة كنت أعلمها القرآن، فمازحتها بشيء!!
قال: فقدمت على أبي جعفر ? -أي تشتكيه- قال: فقال لي أبو جعفر: يا أبا بصير أي شيء قلت للمرأة؟
قال: قلت بيدي هكذا وغطى وجهه!!
قال: فقال أبو جعفر: لا تعودن عليها (رجال الكشي 154).
أي أن أبا بصير مد يده ليلمس شيئاً من جسدها بغرض المداعبة (!!) والممازحة، مع أنه كان يقرئها القرآن!!.
وكان أبو بصير مخلطاً:
فعن محمّد بن مسعود قال: سألت علي بن الحسن عن أبي بصير فقال:
أبو بصير كان يكنى أبا محمّد وكان مولى لبني أسد وكان مكفوفاً.
فسألته هل يتهم بالغلو؟ فقال: أما الغلو فلا، لم يكن يتهم ولكن كان مخلطاً. (رجال الكشي 154).
قلت: أحاديثه في الصحاح كثيرة جداً وفيها عجب عجاب، فإذا كان مخلطاً فماذا أدخل في الدين من تخليط؟
إن أحاديثه فيها عجب عجاب أليست هي من تخليطه؟؟
علماء طبرستان:
لقد ظهر في طبرستان جماعة تظاهروا بالعلم، وهم ممن اندسوا في التشيع لغرض الفساد والإفساد. من المعلوم أن الإنسان تشهد عليه آثاره، فإن كانت آثاره حسنة فهذا دليل حسن سلوكه وخلقه واعتقاده وسلامة سريرته، والعكس بالعكس فإن الآثار السيئة تدل على سوء من خلفها سواء في سلوكه أو خلقه أو اعتقاده وتدل على فساد سريرته.
إن بعض علماء طبرستان تركوا مخلفات تثير الشكوك حول شخصياتهم، ولنأخذ ثلاثة من أشهر من خرج من طبرستان:
1 - الميرزا حسين بن تقي النوري الطبرسي مؤلف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بها تحريف القرآن الكريم. وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين، وكتابه وصمة عار في جبين كل شيعي.
إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن محرف، فما الفرق بين كلام الطبرسي وبين كلام اليهود والنصارى؟ وهل هناك مسلم صادق في إسلامه يشهد على الكتاب الذي أنزله الله تعالى وتكفل بحفظه، يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل؟؟.
2 - أحمد بن علي بن أبي طالب (1) الطبرسي صاحب كتاب (الاحتجاج).
أورد في كتابه روايات مصرحة بتحريف القرآن، وأورد أيضاً روايات زعم فيها أن العلاقة بين أمير المؤمنين والصحابة كانت سيئة جداً، وهذه الروايات هي التي تتسبب في تمزيق وحدة المسلمين، وكل من يقرأ هذا الكتاب يجد أن مؤلفه لم يكن سليم النية.
3 - فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن، ذاك التفسير الذي شحنه بالمغالطات والتأويل المتكلف والتفسير الجاف المخالف لأبسط قواعد التفسير.
إن منطقة طبرستان والمناطق المجاورة لها مليئة باليهود الخزر، وهؤلاء الطبرسيون هم من يهود الخزر المتسترين بالإسلام، فمؤلفاتهم من أكبر الكتب الطاعنة بدين الإسلام بحيث لو قارنا بين (فصل الخطاب) وبين مؤلفات المستشرقين الطاعنة بدين الإسلام لرأينا (فصل الخطاب) أشد طعناً بالإسلام من مؤلفات أولئك المستشرقين.
وهكذا مؤلفات الآخرين.
توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية، فغسلت جثمانه مبتغياً بذلك وجه الله، وساعدني في غسله بعض أولاده، فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيه الراحل غير مختون!! ولا أستطيع الآن أن أذكر اسم هذا (الفقيد) لأن أولاده يعرفون من الذي غسل أباهم فإذا ذكرته عرفوني وعرفوا بالتالي أني مؤلف هذا الكتاب واكتشف أمري ويحصل ما لا يحمد عقباه.
وهناك بعض السادة في الحوزة لي عليهم ملاحظات تثير الشكوك حولهم والريب، وأنا والحمد لله دائب البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنر لوناً آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع، فقد عبثت هذه العناصر بكتبنا المعتبرة ومراجعنا المهمة، ولنأخذ نماذج يطلع القارئ من خلالها على حجم هذا العبث ومداه.
إن كتاب الكافي هو أعظم المصادر الشيعية على الإطلاق، فهو موثق من قبل الإمام الثاني عشر المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط، إذ لما ألف الكليني كتاب الكافي عرضه على الإمام الثاني عشر في سردابه في سامراء، فقال الإمام الثاني عشر سلام الله عليه (الكافي كاف لشيعتنا) (انظر مقدمة الكافي 25).
قال السيد المحقق عباس القمي: (الكافي هو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله)، قال المولى محمّد أمين الاسترابادي في محكي فوائده: (سمعنا من مشايخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه) (الكنى والألقاب 3/ 98).
ولكن اقرأ معي هذه الأقوال:
قال الخوانساري: (اختلفوا في كتاب الروضة الذي يضم مجموعة من الأبواب هل هو أحد كتب الكافي الذي هو من تأليف الكليني أو مزيد عليه فيما بعد؟) (روضات الجنات 6/ 118).
قال الشيخ الثقة السيد حسين بن السيد حيدر الكركي العاملي المتوفى (1076هـ): (إن كتاب الكافي خمسون كتاباً بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة عليهم السلام) (روضات الجنات 6/ 114).
بينما يقول السيد أبو جعفر الطوسي المتوفى (460هـ).
(إن كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتاباً) (الفهرست 161).
يتبين لنا من الأقوال المتقدمة أن ما زيد على الكافي ما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشر، عشرون كتاباً وكل كتاب يضم الكثير من الأبواب، أي أن نسبة ما زيد في كتاب الكافي طيلة هذه المدة يبلغ 40% عدا تبديل الروايات وتغيير ألفاظها وحذف فقرات وإضافة أخرى فمن الذي زاد في الكافي عشرين كتاباً؟ .. أيمكن أن يكون إنساناً نزيهاً؟؟
وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيرون تتابعوا طيلة هذه القرون على الزيادة والتغيير والتبديل والعبث به؟؟!!
ونسأل: أما زال الكافي موثقاً من قبل المعصوم الذي لا يخطئ ولا يغلط؟؟!!
ولنأخذ كتاباً آخر يأتي بالمرتبة الثانية بعد الكافي وهو أيضاً أحد الصحاح الأربعة الأولى، إنه كتاب (تهذيب الأحكام) للشيخ الطوسي مؤسس حوزة النجف، فإن فقهاءنا وعلماءنا يذكرون على أنه الآن (13590) حديثاً، بينما يذكر الطوسي نفسه مؤلف الكتاب -كما في عدة الأصول- أن تهذيب الأحكام هذا أكثر من (5000) حديث، أي لا يزيد في كل الأحوال عن (6000) حديث، فمن الذي زاد في الكتاب هذا الكم الهائل من الأحاديث الذي جاوز عدده العدد الأصلي لأحاديث الكتاب؟ مع ملاحظة البلايا التي رويت في الكافي وتهذيب الأحكام وغيرهما، فلا شك أنها إضافات لأيد خفية تسترت بالإسلام، والإسلام منها بريء، فهذا حال أعظم كتابين فما بالك لو تابعنا حال المصادر الأخرى ماذا نجد؟؟ ولهذا قال السيد هاشم معروف الحسني:
(وضع قصاص الشيعة مع ما وضعه أعداء الأئمة عدداً كثيراً من هذا النوع للأئمة الهداة) وقال أيضاً:
(وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في مجاميع الحديث كالكافي والوافي وغيرهما نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا باباً من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم) (الموضوعات 165، 253) وقد اعتذر بذلك الشيخ الطوسي في مقدمة التهذيب فقال: (ذاكرني بعض الأصدقاء بأحاديث أصحابنا وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا) ورغم حرص الطوسي على صيانة كتابه إلا أنه تعرض للتحريف كما رأيت.
في زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني نسخة من كتابه (أساس الأصول) جاء في (ص51): (إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده) وهذا الذي دفع الجم الغفير إلى ترك مذهب الشيعة.
ولننظر في القول بتحريف القرآن، فإن أول كتاب نص على التحريف هو كتاب سليم بن قيس الهلالي (ت90 هـ) فإنه أورد روايتين فقط، وهو أول كتاب ظهر للشيعة، ولا يوجد فيه غير هاتين الروايتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن إن رجعنا إلى كتبنا المعتبرة والتي كتبت بعد كتاب سليم بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا منها طافح بروايات التحريف، حتى تسنى للنوري الطبرسي جمع أكثر من ألفي رواية في كتابه (فصل الخطاب).
فمن الذي وضع هذه الروايات؟ وبخاصة إذا رجعنا إلى ما ذكرناه آنفاً في بيان ما أضيف إلى الكتب وبالذات الصحاح تبين أن هذه الروايات وضعت في الأزمان المتأخرة عن كتاب سليم بن قيس وقد يكون في القرن السادس أو السابع، حتى أن الصدوق المتوفى (381هـ) قال: (إن من نسب للشيعة مثل هذا القول -أي التحريف- فهو كاذب) لأنه لم يسمع بمثل هذه الروايات، ولو كانت موجودة فعلاً لعلم بها أو لسمع.
وكذلك الطوسي أنكر نسبة هذا الأمر إلى الشيعة كما في تفسير (التبيان في تفسير القرآن) ط. النجف (1383هـ) وأما كتاب سليم بن قيس فهو مكذوب على سليم بن قيس وضعه أبان بن أبي عياش ثم نسبه إلى سليم.
وأبان هذا قال عنه ابن المطهر الحلي والأردبيلي: (ضعيف جداً وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه) انظر (رجال الحلي ص206)، (جامع الرواة للأردبيلي 1/ 9).
ولما قامت الدولة الصفوية صار هناك مجال كبير لوضع الروايات وإلصاقها بالإمام الصادق وبغيره من الأئمة سلام الله عليهم. بعد هذا الموجز السريع تبين لنا أن مصنفات علمائنا لا يوثق بها، ولا يعتمد عليها، إذ لم يعتن بها، ولهذا عبثت بها أيدي العدى، فكان من أمرها ما قد عرفت.
والآن نريد أن نعرج على لون آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع.
إنها قضية الإمام الثاني عشر وهي قضية خطيرة جداً.
لقد تناول الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب هذا الموضوع فبين أن الإمام الثاني عشر لا حقيقة له، ولا وجود لشخصه، وقد كفانا الفاضل المذكور مهمة البحث في هذا الموضوع، ولكني أقول: كيف يكون له وجود وقد نصت كتبنا المعتبرة على أن الحسن العسكري -الإمام الحادي عشر- توفي ولم يكن له ولد، وقد نظروا في نسائه وجواريه عند موته فلم يجدوا واحدة منهن حاملاً أو ذات ولد. راجع لذلك كتاب (الغيبة للطوسي 74)، (الإرشاد للمفيد 345)، (أعلام الورى للفضل الطبرسي 380) (المقالات والفرق للأشعري للقمي 102).
وقد حقق الأخ الفاضل السيد أحمد الكاتب في مسألة نواب الإمام الثاني عشر، فأثبت أنهم قوم من الدجلة ادعوا النيابة من أجل الاستحواذ على ما يراد من أموال الخمس وما يلقى في المرقد أو عند السرداب من تبرعات.
ولنر ما يصنعه الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم أو المنتظر عند خروجه:
1 - يضع السيف في العرب:
(روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قتلهم) (بحار الأنوار 52/ 318).
وروى أيضاً: (ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح) (بحارا لأنوار 52/ 349).
وروى أيضاً: (اتق العرب فإن لهم خبر سوء، أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد) (بحار الأنوار 52/ 333).
قلت: فإذا كان كثير من الشيعة هم من أصل عربي؛ أيشهر القائم السيف عليهم ويذبحهم؟؟
لا .. لا .. إن وراء هذه النصوص رجالاً لعبوا دوراً خطيراً في بث هذه السموم. لا تستغربن ما دام كسرى قد خلص من النار إذ روى المجلسي عن أمير المؤمنين: (إن الله قد خلصه -أي كسرى- من النار وإن النار محرمة عليه) (البحار 41/ 4).
هل يعقل إن أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول إن الله قد خلص كسرى من النار، وإن النار محرمة عليه؟؟
2 - يهدم المسجد الحرام، والمسجد النبوي.
روى المجلسي: (أن القائم يهدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه والمسجد النبوي إلى أساسه) (بحار الأنوار 52/ 338)، (الغيبة للطوسي 282).
وبين المجلسي: (أن أول ما يبدأ به -القائم- يخرج هذين -يعني أبا بكر وعمر- رطبين غضين ويذريهما في الريح ويكسر المسجد) (البحار 52/ 386).
إن من المتعارف عليه، بل المسلم به عند جميع فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لها أهمية، وأن كربلاء خير منها وأفضل، فكربلاء حسب النصوص التي أوردها فقهاؤنا هي أفضل بقاع الأرض، وهي أرض الله المختارة المقدسة المباركة، وهي حرم الله ورسوله وقبلة الإسلام وفي تربتها الشفاء، ولا تدانيها أرض أو بقعة أخرى حتى الكعبة.
وكان أستاذنا السيد محمّد الحسين آل كاشف الغطاء يتمثل دائماً بهذا البيت:
لكربلا بانَ علوُّ الرتبة
ومن حديث كربلا والكعبة
وقال آخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
هي الطفوف فطف سبعاً بمغناها فما لمكة معنى مثل معناها
أرض ولكنها السبع الشداد لها دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
ولنا أن نسأل: لماذا يكسر القائم المسجد ويهدمه ويرجعه إلى أساسه؟
والجواب: لأن من سيبقى من المسلمين لا يتجاوزون عشر عددهم كما بين الطوسي:
(لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس) (الغيبة 146).
بسبب إعمال القائم سيفه عموماً وفي المسلمين خصوصاً.
3 - يقيم حكم آل داود:
وعقد الكليني بابا في أن الأئمة عليهم السلام إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم آل داود، ولا يسألون البينة ثم روى عن أبي عبد الله قال: (إذا قام قائم آل محمّد حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينة) (الأصول من الكافي 1/ 397).
وروى المجلسي: (يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد) (البحار 52/ 354)، (غيبة النعماني 154).
وقال أبو عبد الله ?: (لكأني انظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد) (البحار 52/ 135)، (الغيبة 176).
ونختم هذه الفقرة بهذه الرواية المروعة، فقد روى المجلسي عن أبي عبد الله ?: (لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس .. حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمّد لرحم) (البحار 52/ 353)، (الغيبة 135).
واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال: (إن القتل الحاصل بالناس أكثره مختص بالمسلمين) ثم أهدى لي نسخة من كتابه (تاريخ ما بعد الظهور) حيث كان قد بين ذلك في كتابه المذكور، وعلى النسخة الإهداء بخط يده.
ولا بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول:
لماذا يعمل القائم سيفه في العرب؟ ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله عربياً؟
ألم يكن أمير المؤمنين وذريته الأطهار من العرب؟
بل القائم الذي يعمل سيفه في العرب كما يقولون أليس هو نفسه من ذرية أمير المؤمنين؟ وبالتالي أليس هو عربياً؟!
أليس في العرب الملايين ممن يؤمن بالقائم وبخروجه؟
فلماذا يخصص العرب بالقتل والذبح؟ وكيف يقال: لا يخرج مع القائم منهم واحد؟
وكيف يمكن أن يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي؟ مع أن المسجد الحرام هو قبلة المسلمين كما نص عليه القرآن وبين أنه أول بيت وجد على وجه الأرض، وكان رسول الله صلوات الله عليه قد صلى فيه، وصلى فيه أيضاً أمير المؤمنين والأئمة من بعده وخصوصاً الإمام الصادق الذي مكث فيه مدة طويلة.
لقد كان ظننا أن القائم سيعيد المسجد الحرام بعد هدمه إلى ما كان عليه زمن النبي صلى الله عليه وآله وقبل التوسعة، ولكن تبين لي فيما بعد أن المراد من قوله (يرجعه إلى أساسه) أي يهدمه ويسويه بالأرض، لأن قبلة الصلاة ستتحول إلى الكوفة.
روى الفيض الكاشاني: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب أحد من فضل، مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم .. ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه) (الوافي 1/ 215).
إذن نقل الحجر الأسود من مكة إلى الكوفة وجعل الكوفة مصلى بيت آدم ونوح وإدريس وإبراهيم دليل على اتخاذ الكوفة قبلة للصلاة بعد هدم المسجد الحرام، إذ بعد هذا لا معنى لإرجاعه إلى ما كان عليه قبل التوسعة ولا تبقى له فائدة، فلا بد له من الإزالة والهدم -حسبما ورد في الروايات- وتكون القبلة والحجر الأسود في الكوفة، وقد علمنا فيما سبق أن الكعبة ليست بذات أهيمة عند فقهائنا، فلا بد إذن من هدمها.
ونعود لنسأل مرة أخرى: ما هو الأمر الجديد الذي يقوم به القائم؟
وما هو الكتاب الجديد والقضاء الجديد؟
إن كان الأمر الذي يقوم به من صلب حكم آل محمّد فليس هو إذن بجديد.
وإن كان الكتاب من الكتب التي استأثر بها أمير المؤمنين حسبما تدعيه الروايات الواردة في كتبنا فليس هو بكتاب جديد.
وإن كان القضاء في أقضية محمّد وآله، والكتاب من غير كتبهم والقضاء من غير أقضيتهم فهو فعلا أمر جديد وقضاء جديد وكيف لا يكون جديدا والقائم سيحكم بحكم آل داود كما مر؟
أنه أمر من حكم آل داود، وكتاب من كتبهم، وقضاء من قضاء شريعتهم. ولهذا كان جديدا، ولذلك ورد في الرواية: (لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد) كما مر بيانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بقي أن تعلم أن ما يصنعه القائم حسبما جاء في الرواية المروعة، فإنه سيثخن في القتل بحيث يتمنى الناس ألا يروه لكثرة ما يقتل من الناس وبصورة بشعة لا رحمة فيها ولاشفقة، حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمّد لرحم!!.
وبدورنا نسأل: بمن سيفتك القائم؟ ودماء من هذه التي سيجريها بهذه الصورة البشعة؟!.
إنها دماء المسلمين كما نصت عليه الروايات، وكما بين السيد الصدر.
إذن ظهور القائم سيكون نقمة على المسلمين لا رحمة لهم، ولهم الحق إن قالوا أنه ليس من آل محمّد نعم لأن آل محمّد يرحمون ويشفقون على المسلمين، أما القائم فإنه لا يرحم ولا يشفق، فليس هو إذن من آل محمد، ثم أليس هو -أي القائم- سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت جوراً وظلماً؟
فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس وخاصة المسلمين؟ وهذا لم يفعله في تاريخ البشرية أحد، ولا حتى الشيوعيون الذين كانوا حريصين على تطبيق نظريتهم على حساب الناس. فتأمل!!
لقد أسلفنا أن القائم لا حقيقة له، وأنه غير موجود، ولكنه إذا قام فسيحكم بحكم آل داود وسيقضي على العرب والمسلمين ويقتلهم قتلا لا رحمة فيه ولا شفقة، ويهدم المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله، ويأخذ الحجر الأسود، ويأتي بأمر جديد وكتاب جديد، ويقضي بقضاء جديد، فمن هو هذا القائم؟ وما المقصود به؟
إن الحقيقة التي توصلت إليها بعد دراسة استغرقت سنوات طوالاً ومراجعة لأمهات المصادر هي أن القائم كناية عن قيام دولة إسرائيل أو هو المسيح الدجال، لأن الحسن العسكري ليس له ولد كما أسلفنا وأثبتنا، ولهذا روى عن أبي عبد الله ? -وهو بريء من ذلك-: (ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا) (البحار 52/ 376).
ولماذا حكم آل داود؟ أليس هذا إشارة إلى الأصول اليهودية لهذه الدعوة؟
وقيام دولة إسرائيل لابد أن يسودها حكم آل داود، ودولة إسرائيل إذا قامت، فإن من مخططاتها القضاء على العرب خصوصاً المسلمين والمسلمين عموماً كما هو مقرر في بروتوكولاتهم، تقضي عليهم قضاء مبرماً وتقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ولا شفقة.
وحلم دولة إسرائيل هو هدم قبلة المسلمين وتسويتها بالأرض، ثم هدم المسجد النبوي والعودة إلى يثرب التي أخرجوا منها، وإذا قامت فستفرض أمراً جديداً، وتضع بدل القرآن كتاباً جديداً، وتقضي بقضاء جديد، ولا تسأل بينة، لأن سؤال البينة من خصائص المسلمين، ولهذا تسود الفوضى والظلم بسبب العنصرية اليهودية.
ويحسن بنا أن ننبه إلى أن أصحابنا اختاروا لهم اثني عشر إماماً، وهذا عمل مقصود فهذا العدد يمثل عدد أسباط بني إسرائيل، ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا على أنفسهم تسمية (الاثني عشرية) تيمناً بهذا العدد، وكرهوا جبريل ? والروح الأمين كما وصفه الله تعالى في القرآن الكريم، وقالوا إنه خان الأمانة إذ يفترض أن ينزل على علي ?، ولكنه حاد عنه، فنزل إلى محمّد ?، فخان بذلك الأمانة.
ولهذا كرهوا جبريل، وهذه هي صفة بني إسرائيل في كراهتهم له، ولهذا رد الله عليهم بقوله تعالى: ?قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ? [البقرة:97 - 98]، فوصف من عادى جبريل بالكفر، وأخبر أن من عاداه فإنه عدو لله تعالى.
ومن أعظم آثار العناصر الأجنبية في حرف التشيع عن ركب الأمة الإسلامية هو القول بترك الجمعة وعدم جوازها إلا وراء إمام معصوم.
لقد صدرت في الآونة الأخيرة فتاوى تجوز إقامة صلاة الجمعة في الحسينيات، وهذا عمل عظيم، ولي والحمد لله جهود كبيرة في حث المراجع العليا على هذا العمل وإني احتسب أجري عند الله تعالى.
ولكني أتساءل: من الذي تسبب في حرمان كل تلك الأجيال وعلى مدى ألف سنة تقريباً من صلاة الجمعة؟ فأية يد خبيثة هذه التي استطاعت بدهائها وسيطرتها أن تحرم الشيعة من صلاة الجمعة، مع وجود النص القرآني الصريح في وجوب إقامة الجمعة؟؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وما زالت الأيادي الخفية تعمل وتبث سمومها، فقد أصدرت زعامة الحوزة في يومنا هذا تعليمات بوجوب إكثار الفساد والظلم ونشره بين الناس، لأن كثرة الفساد تعجل في خروج الإمام المهدي -القائم- من سردابه، وقد استجاب كثير من الشيعة لذلك، وطبقوا هذه التعليمات ومارسوا الفساد بكل ألوانه، وكان السيد البروجردي يشرف على تطبيقها في مدينة الثورة في بغداد، فإذا ما مشى رجل في أحد شوارع الثورة فرأى امرأة أعجبته، فإنها تستجيب له بابتسامة منه أو إشارة بطرف عينه. ولم تكتف زعامة الحوزة بذلك، بل أرادت تعميم هذا الفساد ليشمل كل أنحاء العراق، ولهذا قاموا باستئجار باصات نقل كبيرة لغرض السياحة والاصطياف في شمال العراق.
وقاموا بترغيب العوائل الساكنة في مدن الجنوب بالسفر إلى الشمال، فترى العوائل المسافرة تتكون كل عائلة منها من رجل عجوز وامرأته الطاعنة في السن بثياب رثة لا يملك أحدهم ثمن وجبة عشاء فضلاً عن نفقة السياحة والاصطياف، وقد اصطحبت كل عائلة معها عدداً من الفتيات الجميلات، فإذا ما وصلت القافلة إلى محافظة من المحافظات التي تمر بها وهي، صلاح الدين-تكريت-الموصل، دهوك، أربيل، كركوك، حط المسافرون رحالهم فيها أياماً، ثم تبدأ الفتيات بالنزول إلى أسواق تلك المحافظة، فيعرضن أنفسهن على الشباب لتتم (الصفقات المحرمة) وأما فترة بقاء العوائل في المصايف فإني أعجز عن وصف ما يجري.
إن الغاية من إصدار هذه التعليمات هي نشر الفساد وتدمير البلاد، وأما خروج الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم فأنا واثق بأنهم يدركون أن لا وجود لهذا الإمام.
فانظروا إلى هذه الأيدي الخبيثة ماذا فعلت وماذا تفعل!!!
الخاتمة
بعد هذه الرحلة المرهقة في بيان تلك الحقائق المؤلمة، ما الذي يجب علي فعله؟
هل أبقى في مكاني ومنصبي وأجمع الأموال الضخمة من البسطاء والسذج باسم الخمس والتبرعات للمشاهد، وأركب السيارات الفاخرة (!!) وأتمتع بالجميلات؟ أم أترك عرض الدنيا الزائل وأبتعد عن هذه المحرمات، وأصدع بالحق -لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس-؟
لقد عرفت أن عبد الله بن سبأ اليهودي هو الذي أسس التشيع، وفرق المسلمين وجعل العداوة والبغضاء بينهم، بعد أن كان الحب والإيمان يجمع بينهم، ويؤلف قلوبهم، وعرفت أيضاً ما صنعه أجدادنا -أهل الكوفة- بأهل البيت، وما روته كتبنا في نبذ الأئمة والطعن بهم، وضجر أهل البيت من شيعتهم كما سبق القول، ويكفي قول أمير المؤمنين ? في بيان حقيقتهم:
(لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد) (الكافي 8/ 338).
وعرفت أنهم يكذبون الله تعالى، فإن الله تعالى بين أن القرآن الكريم لم تعبث به الأيادي، ولن تقدر لأن الله تكفل بحفظه، وأما فقهاؤنا فيقولون إن القرآن محرف، فيردون بذلك قول الله تعالى، فمن أصدق؟ أأصدقهم؟ أم أصدق الله تعالى؟ وعرفت أن المتعة محرمة، ولكن فقهاؤنا أباحوها، وجرت إباحتها إلى إباحة غيرها وكان آخرها اللواط بالمردان من الشباب.
وعرفت أن الخمس لا يجب على الشيعة دفعه ولا إعطاؤه للفقهاء والمجتهدين بل هو حل لهم حتى يقوم القائم، ولكن فقهاؤنا هم الذين أوجبوا على الناس دفعه وإخراجه وذلك لمآربهم -أي الفقهاء- الشخصية ومنافعهم الذاتية.
وعرفت أن التشيع قد عبثت به أياد خفية هي التي صنعت فيه ما صنعت - كما أوضحنا في الفصول السابقة - فما الذي يبقيني في التشيع بعد ذلك؟
ولهذا ورد عن محمّد بن سليمان عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله ?:
(جعلت فداك، فإنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت لله الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم.
قال أبو عبد الله ?: الرافضة؟ فقلت: نعم.
قال: لا والله ما هم سموكم به ولكن الله سماكم به) (روضة الكافي 5/ 34).
فإذا كان أبو عبد الله قد شهد عليهم بأنهم رافضة -لرفضهم أهل البيت- وأن الله تعالى سماهم به فما الذي يبقيني معهم؟ وعن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله يقول: (لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم) (رجال الكشي 253) ترجمة ابن الخطاب، لماذا يبدأ بكذابي الشيعة فيقتلهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يقتلهم قبل غيرهم لقباحة ما افتروه وجعلوه ديناً يتقربون به إلى الله تعالى به كقولهم بإباحة المتعة واللواط، وقولهم بوجوب إخراج خمس الأموال، وكقولهم بتحريف القرآن والبدء لله تعالى ورجعة الأئمة، وكل السادة والفقهاء والمجتهدين يؤمنون بهذه العقائد وغيرها، فمن منهم سينجو من سيف القائم -عجل الله فرجه-؟؟
وعن أبي عبد الله ? قال: (ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع) (رجال الكشي 254 أبي الخطاب).
صدق أبو عبد الله بأبي هو وأمي، فإذا كانت الآيات التي نزلت في المنافقين منطبقة على من ينتحل التشيع، فكيف يمكنني أن أبقى معهم؟؟
وهل يصح بعد هذا أن يدعوا أنهم على مذهب أهل البيت؟؟، وهل يصح أن يدعوا محبة أهل البيت؟
لقد عرفت الآن أجوبة تلك الأسئلة التي كانت تحيرني وتشغل بالي.
بعد وقوفي على هذه الحقائق وعلى غيرها، أخذت أبحث عن سبب كوني ولدت شيعياً، وعن سبب تشيع أهلي وأقربائي، فعرفت أن عشيرتي كانت على مذهب أهل السنة، ولكن قبل حوالي مائة وخمسين سنة جاء من إيران بعض دعاة التشيع إلى جنوب العراق، فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر، واستغلوا طيب قلوبهم وقلة علمهم، فخدعوهم بزخرف القول، فكان ذلك سبب دخولهم في المنهج الشيعي، فهناك الكثير من العشائر والبطون تشيعت بهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة.
ومن الضروري أن أذكر بعض هذه العشائر أداء لأمانة العلم:
فمنهم بنو ربيعة، بنو تميم، الخزاعل، الزبيدات، العمير وهم بطن من تميم، الخزرج، شمرطوكة الدوار، الدفافعة، آل محمّد وهم من عشائر العمارة، عشائر الديوانية وهم آل أقرع وآل بدير وعفج والجبور والجليحة، وعشيرة كعب، وبنو لام وغيرها كثير.
وهؤلاء العشائر كلهم من العشائر العراقية الأصيلة المعروفة في العراق، وهم معروفون بشجاعتهم وكرمهم ونخوتهم، وهم عشائر كبيرة لها وزنها وثقلها إذ هم من العشائر العربية الأصيلة، ولكن مع الأسف تشيعوا منذ أكثر من مائة وخمسين سنة بسبب موجات دعاة الشيعة الذين وفدوا إليهم من إيران، فاحتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى.
ونسيت هذه العشائر الباسلة -رغم تشيعها- أن سيف القائم ينتظر رقابهم ليفتك بهم كما مر بيانه، إذ أن الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم سيقتل العرب شر قتلة رغم كونهم من شيعته، وهذا ما صرحت به كتبنا -معاشر الشيعة- فلتنتظر تلك العشائر سيف القائم ليفتك بها.
لقد أخذ الله تعالى العهد على أهل العلم أن يبينوا للناس الحق، وها أنا ذا أبينه للناس، وأوقظ النيام وأنبه الغافلين، وأدعو هذه العشائر العربية الأصيلة أن ترجع إلى أصلها، وألا تبقى تحت تأثير أصحاب العمائم الذين يأخذون منهم أموالهم باسم الخمس والتبرعات للمشاهد، ويعتدون على شرف نسائهم باسم المتعة، وكل من الخمس والمتعة محرم كما سبق بيانه، وأدعو هذه العشائر الأصيلة لمراجعة تاريخها وتاريخ أسلافها ليقفوا على الحقيقة التي طمسها الفقهاء والمجتهدون وأصحاب العمائم حرصاً منهم على بقاء منافعهم الشخصية.
وبهذا أكون قد أديت جزءاً من الواجب.
الله أسألك بمحبتي لنبيك المختار وبمحبتي لأهل بيته الأطهار أن تضع لهذا الكتاب القبول في الدنيا والآخرة، وأن تجعله خالصاً لوجهك الكريم، وأن تنفع به النفع العميم، والحمد لله من قبل ومن بعد.
الفهرست
المقدمة 5
مقدمة الكاتب 7
عبد الله بن سبأ 13
الحقيقة في انتساب الشيعة لأهل البيت 18
المتعة وما يتعلق بها 35
الخمس 55
ملخص تطور نظرية الخمس 63
الكتب السماوية 71
1 - الجامعة: 71
2 - صحيفة الناموس: 72
3 - صحيفة العبيطة: 73
4 - صحيفة ذؤابة السيف: 73
5 - صحيفة علي وهي صحيفة أخرى وجدت في ذؤابة السيف: 74
6 - الجفر: وهو نوعان: الجفر الأبيض والجفر الأحمر: 74
7 - مصحف فاطمة: 75
8 - التوراة والإنجيل والزبور: 76
9 - القرآن: 76
نظرة الشيعة إلى أهل السنة 79
أثر العناصر الأجنبية في صنع التشيع 89
الخاتمة 107
الفهرست 112
ذش
ـ[محمد خرشافي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يحفظكم ويزيد من توفيقكم، ويسدد خطاكم في طريق خدمة هذا الدين الحنيف
محمد خرشافي(/)
موقف طريف للشيخ ابن عقيل الظاهري مع المقريء الزيات
ـ[العرب]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 06:10]ـ
يقول الشيخ الموسوعي أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عفا الله عنه في كتيبه ((الحباء من العيبة غب زيارتي لطيبة)) [ص 54 الطبعة الأولى 1413هـ]
((زرتُ شيخ المقرئين أحمد الزيات ...
وأردتُ أن أسمعه شيئاً من تلاوتي ولم يرد أن يكسر خاطري برد حاسم فكان يردد: (تحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
قال ذلك، وهو يعلم مقصدي بأني أريد حمل إجازة في أسبوع!!
فتوسط لي عنده العلامة الشيخ سيبويه ...
وأشعره أن الغرض إجازة للبركة.
وظل الشيخ في هدوئه يردد: (يحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
فلما رأى الإلحاح مني ومن الشيخ سيبويه: وثب كالهزبر وصاح بأعلى صوته:
(ما ينفعش يا ابني، دا العلم أمانة)
فتضاءلت إلى ما دون علمي وليس ذلك لمجرد خجلي بل إعجاباً بعلم الرجل ودينه وأمانته
ولو كنت على كرسيه لجاملت ...
وعندما كنت ألح لم يدر بخلدي قط أن الشيخ السديس - وهو من أئمة القراء - قطع المواصلة معه.
ولم يدر بخلدي قط أن الشيخ الحذيفي - وهو من أئمة القراء أيضاً - واصل معه بعد شهرته سنوات، ولا أدري هل منحه الإجازة بالقراءات السبع أم لا؟! ...
وشطحت شطحةً عظيمة إذ أردت القراءة على مثل الشيخ الزيات، وكأنه قد غاب عن ذهني أن قراءتي قراءة العوام في نجد قبل جيل الصحوة
وعامة العلماء وطلاب العلم كانت قراءتهم قراءة العوام ...
هكذا كنا يومها لا نعرف قراءات ولا مخارج حروف ولا تجويد ...
وإن بقي في العمر بقية، وفي الدنيا فسحة فأملي مواصلة التلاوة لدى الشيخ الزيات رغم ضعف حبالي الصوتية ورغم عدم صلاحيتي إماماً مقرئاً في مسجد يقصد، وإنما هدفي التمتع بنعمة علم حرمنا من أيام الطلب.)) انتهى بتصرف
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 08:27]ـ
بارك الله فيكم
ـ[العفالقي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 01:39]ـ
من أعجب من قرأت له في نقد الذات هذا الكاتب له مواقف مع الشيخ ابن باز وابن حميد وفي المعهد العالي!
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
جزاك الله خيرا أخانا العزيز العرب و شرح صدرك و أبسم سنك!:):)
أما الأخ العفالقي:
من أعجب من قرأت له في نقد الذات هذا الكاتب له مواقف مع الشيخ ابن باز وابن حميد وفي المعهد العالي!
فقد شوقتنا فوجب عليك الإيراد.:):)
و ما دام الأمر نقد الذات فلم لم تزرنا إلى الآن في غرفة التناصح و التصارح .. ؟ عفا الله عنك.
ـ[العرب]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 12:53]ـ
شكر الله لكم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 03:55]ـ
من أعجب من قرأت له في نقد الذات هذا الكاتب له مواقف مع الشيخ ابن باز وابن حميد وفي المعهد العالي!
بارك الله فيكم أخى الكريم على ملاحظتك فهو فعلاً لا يخجل من نقد ذاته وبعنف ... وما أسرع عودته إلى الحق إذا تبين له خطؤه فهو رجل من بقية السلف حقاً.
لكن أود أن أنبه من سيقرأ كلامك أن الشيخ العلامة المبجل أبا عبد الرحمن ليس كاتباً بل علامة أهل الظاهر في هذا العصر.
ومن سمع تفسيره الذي أذيع في إذاعة القرآن الكريم أو حضر دروسه في شرح البخاري أو قرأ كتاباته الأصوليه والفقهية فسيعرف ما يستحقه من ألقاب.
ولو كان في بلد آخر لطبقت شهرته ومعارفه الدنيا.
نسأل الله أن يطيل عمره على طاعته وأن ينفعنا بعلومه ويقيه شر الحاسدين والمتربصين.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 04:13]ـ
حين اكتشفته بعد طول قراءة للمعاصرين حمدت الله أن ما زال يوجد لنا من يجمع خلال أهل الظاهر من الموسوعية و الصدق في الغضب لله الى الحدة حتى مع أنفسهم و الروح المرحة الرقيقة .. هو كذلك نحسبه مفخرة من مفاخر عصرنا الذي كاد فيه أهل الالحاد و الشرك و السفسطة يحتكرون مفاخره
ـ[الآجري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 04:48]ـ
أين يقيم هذا الشيخ؟
وهل له دروس حالياً؟
أرجوا ممن يعرف ألا يبخل بالإجابة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 05:29]ـ
أين يقيم هذا الشيخ؟
وهل له دروس حالياً؟
أرجوا ممن يعرف ألا يبخل بالإجابة
يقيم الشيخ حفظه الله بالرياض ولا أظن أن له دروساً عامة حالياً
وكتبه يوجد بعضها مطبوع لكن نفذ معظمها من الأسواق وباقيها مخطوط
ويوجد بعضها مصوراً على الشبكة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 05:33]ـ
حين اكتشفته بعد طول قراءة للمعاصرين حمدت الله أن ما زال يوجد لنا من يجمع خلال أهل الظاهر من الموسوعية و الصدق في الغضب لله الى الحدة حتى مع أنفسهم و الروح المرحة الرقيقة .. هو كذلك نحسبه مفخرة من مفاخر عصرنا الذي كاد فيه أهل الالحاد و الشرك و السفسطة يحتكرون مفاخره
الشيخ حفظه الله كنت أسمع به ولكن لم أجد كتبه في بلدي وبعد انتشار شبكة الإنترنت عثرت على بعض كتبه وكان لها أثر كبير علي وصححت الكثير مما أعرفه
وكذلك إلتقيت بكثير من تلاميذه مثل شيخنا المفضال عبد العزيز بن مبارك الحنوط وهذا من فضل الله علي حيث ساهم ذلك في تصحيح بعض الأفكار الخاطئة لدي وتخلصت من تعصبي لبعض الأئمة وأحاول السير على خطاهم في طريق النص والدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 07:22]ـ
أنا أريد دروسه في الإذاعة سواء تفسير القران الكريم أو شرح صحيح مسلم ..
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 08:22]ـ
لا تعطوا الرجل أكبر من قدره
هو كما ذكرتم عالم موسوعي حسن المحاضرة والأسلوب خفيف الروح مليح الكلام
لكنه مضطرب في كثير من أموره مصاحب في كثير من حياته لمن يسير في ركاب أهل الفسق والعلمنة
وما موقفه من الغناء وولعه بأغاني نجاة الصغيرة وشغفه بالتدخين حتى وهو معتكف! عنا بسر ..
وقد شهد على نفسه بنفسه في كتبه مرات، عفا الله عنا وعنه
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 01:05]ـ
زامر الحي لا يطرب
حفظ الله الشيخ واطال عمره
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 02:13]ـ
.... مصاحب في كثير من حياته لمن يسير في ركاب أهل الفسق والعلمنة
وما موقفه من الغناء وولعه بأغاني نجاة الصغيرة وشغفه بالتدخين حتى وهو معتكف! عنا بسر ..
وقد شهد على نفسه بنفسه في كتبه مرات، عفا الله عنا وعنه
اتق الله أيها الرجل
الشيخ ذكر ما تنقده عليه على سبيل الحكاية عن نفسه قبل توبته وأنت وبعض الأعراب الجهلة تعيرونه بذلك.
وهل يعير الرجل بذنب في صغره وتاب منه وعلناً.
لا أقول إلا هداك الله
ـ[التبريزي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 02:39]ـ
الشيخ ابن عقيل عالم ٌ موسوعة، ويتميز كغيره من علماء أهل الظاهر بنبوغهم وإمامتهم في اللغة العربية، وسيبويه عصره الشيخ أبوتراب الظاهري رحمه الله خير شاهد ودليل رغم أن لسانه ليس عربي الأصل ..
الشيخ ابن عقيل عيبه عند البعض أنه من أهل الظاهر، بينما أغلب منتقديه ظاهريون في النص حتى لو لم يعترفوا بذلك رغم مخالفتهم أهل الظاهر في القياس، والعبرة بالنتائج لا بالإدعاءات ..
وعندما كنت ألح لم يدر بخلدي قط أن الشيخ السديس - وهو من أئمة القراء - قطع المواصلة معه.
هذه اخطأ فيها الشيخ، فالشيخ السديس حافظ، لكنه لم يصل درجة الإتقان، وقد يكون سبب قطعه المواصلة مع الشيخ الزيات علمه أنه لن يجيزه، فالشيخ السديس لم يتحرر من بعض الأخطاء التي لا يجيز عليها القراء منها مد الطبيعي مدا يتعدى الحركات المسموح بها، وما كلمة "العآآآآلمين" ببعيد .. ، والشيخ الزيات رحمه الله فعل كما فعل أحد المشائخ الكبار في مصر إذ رفض أن يعطي الشيخ الطبلاوي اجازة في رواية حفص بعد محاولات عدة ...
ولم يدر بخلدي قط أن الشيخ الحذيفي - وهو من أئمة القراء أيضاً - واصل معه بعد شهرته سنوات، ولا أدري هل منحه الإجازة بالقراءات السبع أم لا؟! ...
الشيخ الحذيفي مجاز من كبار القراء، وهو مقريء بلا شك، لكن لا أعلم هل أجيز في القراءات السبع أو العشر أم في بعضها ...
وشطحت شطحةً عظيمة إذ أردت القراءة على مثل الشيخ الزيات، وكأنه قد غاب عن ذهني أن قراءتي قراءة العوام في نجد قبل جيل الصحوة
وعامة العلماء وطلاب العلم كانت قراءتهم قراءة العوام ...
هكذا كنا يومها لا نعرف قراءات ولا مخارج حروف ولا تجويد ...
رغم عدم ارتياحي لأهل الظاهر، فإني أكبر في الشيخ اعترافه بهذا الكلام، وهذا الإعتراف منه دلالة فضله وقبوله الحق، ولذلك خرج على شيخه ابن حزم في بعض المسائل، وقد صدق الشيخ، فمشائخ السعودية عموما قراءتهم قبل جيل الصحوة قراءة العوام، فهم لا يرون التجويد واجبا رغم إجماع علماء القراءات والتجويد على ذلك ..
بارك الله فيك على هذا النقل الظريف ...
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 04:32]ـ
اتق الله أيها الرجل
الشيخ ذكر ما تنقده عليه على سبيل الحكاية عن نفسه قبل توبته وأنت وبعض الأعراب الجهلة تعيرونه بذلك.
وهل يعير الرجل بذنب في صغره وتاب منه وعلناً.
لا أقول إلا هداك الله
ليهنك الخلق الحسن يا أبا محمد
كان الأولى بك قبل أن تلمز مخالفك أن تسأله عن وجه قوله
أنا يا أخي عليم بحال الرجل، والإخوة أثنوا عليه كثنائهم على أئمة الدين الذين يُقتدى بهم
وفي رأيي أن الشيخ دون ذلك بكثير ..
ولم أكتب ما رأيت إلا خشية اغترار من لا يعرف بالثناء المطلق الذي يشعر بخلاف حال الرجل
والله الموفق للصواب.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 04:48]ـ
وهذا الإعتراف منه دلالة فضله وقبوله الحق، ولذلك خرج على شيخه ابن حزم في بعض المسائل،
هذا من أصول أهل الظاهر الذين لا ترتاح إليهم!!!
لا يقدسون الأشياخ ولا يتبعونهم إذا خالفوا الدليل
وكذلك أنكر ابن حزم على داود بعض المسائل واتبع الدليل
وهكذا إمامهم هو الدليل وليس شخصاً بعينه.
وللإنصاف بعض كبار العلماء في بلاد الحرمين يخالفون الحنابلة إذا ظهر لهم الدليل وفي فتاوى العثيمين وابن باز جمهرة عظيمة من المسائل خالفوا فيها المذهب واتبعوا الدليل.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 05:01]ـ
ذاك رأيك و المرء مع من أحب .. أما نحن فقد ارتضيناه اماما من أئمة الدين المقتدى بهم كاقتدائنا بداوود و ابنه و من بعدهم ممن لم يرتضيهم غيرهم أئمة في أزمنتهم ... و صراحته في توبته من أخطاءه أحب الي في الاقتداء من اقتداء غيري بمن يكادون يضعونهم في مقام العصمة بلسان الحال و ان أنكروا بلسان المقال ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 06:04]ـ
ولم أكتب ما رأيت إلا خشية اغترار من لا يعرف بالثناء المطلق الذي يشعر بخلاف حال الرجل
هكذا الكثير من أهل بلدك وفيهم شيوخ للأسف ... يستحلون أعراض الناس سداً للذرائع بزعمهم!!!
ـ[الدعجاني]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 09:33]ـ
فائدة ممتعة , واعتراف بالقصور يجبن عنه كثير من المتعالمين.
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 12:29]ـ
هذا من أصول أهل الظاهر الذين لا ترتاح إليهم!!!
لا يقدسون الأشياخ ولا يتبعونهم إذا خالفوا الدليل
.
ما هكذا تورد الإبل!!
أما ترى أني أنصفت الشيخ ابن عقيل؟
فلماذا تفسر الكلام تفسيرا خارجا عن مقصده؟
أهل الظاهر إذا كانوا لا يقدسون الأشخاص فحري بك أن تقتدي بهم، وأنا بحمد الله لا أقدس االشيوخ ولا أرى لهم نوعا من العصمة!!
أنا أحب ابن حزم لتفرده في بعض المسائل بالحق، وأقدر أتباعه، لكنني في نفس الوقت لا أرتاح لأهل الظاهر بسبب جمودهم على الظاهر وفيهم حدة وعنف وتسرع في الرأي!! وهذا مشاهد معلوم، وابن عقيل كان له سقطة عنيفة مشهورة مع المؤرخ حمد الجاسر الذي لمز الشيخ ابن باز، فصب ابن عقيل جام غضبه على الجاسر واتهمه بتهم شنيعة انتصارا للشيخ ابن باز، وقد أصاب ابن عقيل في كثير منها، لكن قراء مجلة اليمامة تفاجأوا باعتذار شديد من ابن عقيل للجاسر يوبخ في مقالته نفسه لتجرؤه على شيخه الجاسر كما قال، ناسخا كل ما قاله دفاعا عن الشيخ ابن باز في العدد الذي سبقه!! أليس هذا من الحدة والتسرع حتى في الإعتذار؟
فإذا مدحتُه وقدرتُه من غير أن أرتاح لأهل الظاهر بسبب منهجهم!!، فهل من حقك أن تحاسبني على عدم ارتياحي لهم؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 07:13]ـ
....
فلماذا تفسر الكلام تفسيرا خارجا عن مقصده؟
.....
أنت أجملت ولم توفق في اللفظ الذى اخترته فأنت قلت لا أرتاح إليهم ولم تقل لا أحب طريقتهم في كذا وكذا مثلاً ....
......
وأنا بحمد الله لا أقدس االشيوخ ولا أرى لهم نوعا من العصمة!!
.....
هذا جميل ... بارك الله فيكم
......
.....
أنا أحب ابن حزم لتفرده في بعض المسائل بالحق، وأقدر أتباعه، لكنني في نفس الوقت لا أرتاح لأهل الظاهر بسبب جمودهم على الظاهر وفيهم حدة وعنف وتسرع في الرأي!! وهذا مشاهد معلوم، .....
هنا فصلت وكان ينبغى التفصيل وليس كلاماً مجملاً وإن كان تفصيلك خطأ وبه تعميم لا ينبغي
الجمود على الظاهر تهمة غير صحيحة على إطلاقها وإن كان بعضهم وقع في مسائل هكذا فلا ينبغي التعميم!
أما عن الحدة والعنف فهى في الحق وللحق ولنا في الصحابة والسلف قدوة في ثورتهم على الباطل والإعراض عن نصوص الشرع لمن خرج عنها وهذا معلوم ولا يحتاج إلى أمثلة
وإن كان البعض من الظاهرية فيه تسرع في الرأى كما تظن فلا يصح التعميم
وهل هناك اتجاه فكرى أو مذهبي يتسم فيه جميع أتباعه بسلوك ونمط سلوكى واحد!! مع اختلاف البيئة والثقافة والنشأة ...
هذا غلو وتحامل وتعميم فيه من الظلم ما فيه.
واختلافي ولومى لك أخى الكريم ليس معناه عدم احترام لشخصك فلا تخلط الأمور.
وأختلف معك بسبب ما أشرت إليه في هذه المشاركة (مع عدم علمي بتفصيلات قصة الجاسر) واختلافي معك في فهمك وتحاملك وتعميمك.
وهذا ليس فيه إساءة لشخصك.
دمتم بخير .. وفقكم الله(/)
أرجو من الإخوة أن تعطوني أقوال الأشاعرة في الخبر الآحاد!!!
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .....
أرجو من الإخوة أن تعطوني أقوال الأشاعرة المتقدمين والمتأخرين في الخبر الواحد إنه يفيد
الظن ....
مع إسناد الأقوال إلى قائلها
والسلام
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 09:52]ـ
ليس هناك رد حتى الآن،،، ساعدوني يا إخوة
ـ[حرملة]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 12:53]ـ
قسّموا خبر الآحاد إلى ما لم تتلقته الأمّة بالقبول، وما تلقّته به، فهذا الأخير هو قول أكثر أهل الكلام من الأشاعرة، كما قاله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيميّة وغيره، أما الأوّل فقالوا لا يفيد إلا الظن فلا يُثبت به العقائد قال الغزالي: " فإن كان العقل مجوزاً له وجب التصديق به قطعاً إن كانت الأدلة السمعية قاطعة في متنها ومستندها، ووجب التصديق بها ظناً إن كانت ظنية" و قال ابن فورك: "فإن قيل: فإذا لم يكن خبر الواحد موجباً للاعتقاد والقطع ... فعلى ماذا تحملونه؟، قيل: إنها وإن لم تكن موجبة للقطع بها فإنها مجوَّزة" و نصوصهم كثيرة في هذا ونحوه، و قد أغرب الجويني وتفوّه بكلمة كان الأولى به أن لا يكتبها إذ قال: " وأوضحنا أن الأمة لو اجتمعت على العمل بخبر من أخبار الآحاد فإجماعهم على العمل به لا يوجب القطع بصحته)
ـ[ابن عبد الله الغريب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 03:04]ـ
بارك الله فيك ....
أريد المزيد
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 06:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحق أن الأشاعرة مضطربون في هذا الأمر وليس لهم قاعدة يعرفون بها، فبينما تجد أوائلهم يقبلون أخبار الآحاد ويحتجون بها في العقائد، فإن متأخريهم قد جنحوا إلى ما جنح إليه المعتزلة من رد السمعيات عموما وتقديم العقل عليها إن خالفت المعقول عندهم، وليس خبر الآحاد وحده الذي نال هذا الحكم بل حتى قطعي الثبوت هم يؤولونه ويقدمون العقل عليه. وقد يردون أخبار الآحاد بمجرد ذلك وقد يؤولونها كما يؤولون القطعيات والله أعلم.(/)
**خطبة العيد من المغرب**
ـ[مصباح المغربي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 08:16]ـ
السلام عليكم
أنقل إليكم اليوم خطبة العيد من المغرب،حيث بين الخطيب أننا بعد شهر من الصيام وامتثال أمر الله تعالى وإتمام صيام شهر رمضان وإخراج زكاة الفطر لتكون طهرة للصائم،بعد تلك الطاعات وغيرها جاء يوم الجائزة حيث ينال الصائم الأجر العظيم ويحصد ما زرع خلال شهر رمضان المبارك وهذا من نعم الله تعالى على المسلم إذ بلغه آخر رمضان ووفقه لصلاة العيد والملاحظ للتكاليف في الإسلام يستنتج أنه بعد كل تكليف جسدي يأتي عطاء وجائزة؛فبعد الصيام هناك جوائز لا يعلم قيمتها إلا الله تعالى فهو الذي يجزي بالصوم لأنه له سبحانه.
وفي الخطبة الثانية ذكر الخطيب بضرورة الإنفاق وتفقد أحوال المسلمين خصوصا الفقراء والأيتام والأرامل ففي العيد يجب أن يشعر المسلمون جميعا بسعادة قلب رجل واحد نوهذا من بين حكم فرض الزكاة إذ يعطي الغني للفقير،وفي الختام حث الخطيب المستمعين على تفريج كرب إخوانهم من المحتاجين المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافا والحذر من المحترفين الذين اتخذوا التسول بابا من ابواب الإحتيال،وختم الخطبة بالدعاء للمسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها.(/)
حوار بين أبي إسحاق بن شاقلا الحنبلي وأحد أتباع ابن كلاب .. نقاش في مسائل عقدية
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 08:28]ـ
السلام عليكم
من طبقات الحنابلة لإبن أبي يعلى
في سيرة الإمام أبي إسحاق شاقلا شيخ الحنابلة (ت 369 هـ)
إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا أبو إسحاق البزار
جليل القدر كثير الرواية حسن الكلام في الأصول والفروع.
سمع من أبي بكر الشافعي وأبي بكر أحمد بن آدم الوراق ودعلج بن أحمد ومحمد بن القاسم المقري وعبد العزيز بن محمد اللؤلؤي وابن مالك وابن الصواف وأحمد بن القاسم بن دوست وأبي بكر السلماني وأبي بكر عبد العزيز وحاضره وأبي عبد الله الحسين بن علي بن محمد المخرمي المعروف بابن شاصو.
...
قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبي بكر بن شاقلا قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا قراءة عليه قال:
قلت لأبي سليمان الدمشقي: بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج وقوله في الخبر: " وضع يده بين كتفي فوجد بردها وذكر الحديث ".
فقال لي: هذا إيمان ونية لأنه أريد مني روايته وله عندي معنى غير الظاهر قال: وأنا لا أقول مسه.
فقلت له: وكذا تقول في آدم لما خلقه بيده؟
قال: كذا أقول. إن الله عز وجل لا يمس الأشياء.
فقلت له: سويت بين آدم وسواه فأسقطت فضيلته وقد قال الله تعالى يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي قلت له: هذا رويته لأنه أريد منك على رغمك وله عندك معنى غير ظاهره وإلا سلمت الأحاديث التي جاءت في الصفات ويكون لها معاني غير ظاهرها أو ترد جميعها؟.
فقال لي: مثل أي شيء؟
فقلت له: مثل الأصابع والساق والرجل والسمع والبصر وجميع الصفات التي جاءت في الأخبار الصحاح حتى إذا سلمتها كلمناك على ما ادعيته من معانيها التي هي غير ظاهرها؟.
فقال لي منكرا لقولي: من يقول رجل؟.
فقلت: أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: من عن أبي هريرة؟ فقلت: همام
فقال: من عن همام؟ فقلت: معمر
فقال: من عن معمر؟ فقلت: عبد الرزاق
فقال لي: من عن عبد الرزاق؟ فقلت له: أحمد بن حنبل
فقال لي: عبد الرزاق كان رافضيا.
فقلت له: من ذكر هذا عن عبد الرزاق؟
فقال لي: يحيى بن معين.
فقلت له: هذا تخرص على يحيى إنما قال يحيى: كان يتشيع ولم يقل رافضيا
فقال لي: الأعرج عن أبي هريرة: بخلاف ما قاله همام.
قلت له: كيف؟
قال: لأن الأعرج قال: " يضع قدمه ".
فقلت له: ليس هذا ضد ما رواه همام وإنما قال هذا " قدم " وقال هذا " رجل " وكلاهما واحد. ويحتمل أن يكون أبو هريرة سمع من النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وحدث به أبو هريرة مرتين فسمع الأعرج منه في إحدى المرتين ذكر " القدم " وسمع منه همام ذكر " الرجل ".
فقال لي: همام غلط
فقلت له: هذا قول من لا يدري.
ثم قال لي: والأصابع في حديث ابن مسعود تقول به؟
فقلت له: حديث ابن مسعود صحيح من جهة النقل رواه الناس ورواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
فقال لي: هذا قاله اليهودي.
فقلت له: لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله قد ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقوله
فأنكر أن يكون هذا اللفظ مرويا من أخبار ابن مسعود.
فقلت له: بلى هذا رواه منصور والأعمش جميعا عن إبراهيم عن أبي عبيدة " أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله عز وجل يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والخلائق على إصبع والشجر على إصبع وروى: والثرى على إصبع ثم يقول: أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقا لما قال الخبر " هكذا رواه الثوري وفضيل بن عياض.
فقال لي: قد نزل القرآن بالتكذيب لا بالتصديق فقال الله تعالى وما قدروا الله حق قدره
فقلت له: قد نزل القرآن بالتصديق لا بالتكذيب بدلالة قوله تعالى في سياق الآية والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ثم نزه نفسه عز وجل عما يشرك به من كذب بصفاته فقال سبحانه وتعالى عما يشركون وقوله وما قدروا الله حق قدره لا يمنع من إثبات الأصابع صفة له كما ثبتت صفاته التي لا أختلف أنا وأنت فيها ومع هذا فما قدروا الله حق قدره كذلك أيضا نثبت الأصابع صفة لذاته تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره فلما رأى ما لزمه
قال: هذا ظن من ابن مسعود أخطأ فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقلت له: هذا قول من يروم هدم الإسلام والطعن على الشرع لأن من زعم أن ابن مسعود ظن ولم يستيقن فحكى عن النبي صلى الله عليه وسلم على ظنه: فقد جعل إلى هدم الإسلام مقالته هذه بأن يتجاهل أهل الزيغ فيتهجموا على كل خبر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يوافق مذهبهم فيسقطونه بأن يقولوا هذا ظن من الصحابة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا فرق بين ابن مسعود وسائر الصحابة رضي الله عنهم وهذا ضد ما أجمع عليه المسلمون وقد أكذب القرآن مقالة هذا القائل في الآية التي شهد فيها لابن مسعود بالصدق في جملة الصحابة.
ثم قلت له: و " الأصابع " قد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أصحابه منهم أنس بن مالك في حديث الأعمش عن أبي سفيان عن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قال: قلنا: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها ".
ثم قال لي: تروي حديث أبي هريرة: " خلق آدم على صورته " ويومىء إلى أنه مخلوق على صورة آدم.
فقلت له: قال أحمد بن حنبل: من قال إن آدم خلقه عز وجل على صورة آدم: فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل خلقه؟.
فقال لي: قد جاء الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورة آدم ".
فقلت له: هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال لي: بلى قد جاء في الحديث: " طوله ستون ذراعا " على أنه آدم.
فقلت له: قد رد هذا وليس هو الذي ادعيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنك قلت عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورة آدم " ثم استدللت بقوله: " ستون ذراعا " على أنه آدم وهذا خبر جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين. فأبو الزناد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورته " وروى جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقبحوا الوجوه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن " قال أبو إسحاق: وهذا الحديث يذكر عن إسحاق بن راهويه: أنه صحيح مرفوع وأما أحمد بن حنبل فذكر أن الثوري أوقفه على ابن عمر فكلاهما الحجة فيه على من خالفه فإن كان رفعه صحيحا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد سقط العذر وإن كان ابن عمر القائل له: فقد اندحض بقول ابن عمر تأويل من حمل قوله: " على صورته ".
قال أبو إسحاق: وهذا لم يجر بيني وبينه وإنما بينته لأصحابي ليفهموه.
ثم قلت له: قوله: " خلق آدم على صورته " لا يتأول لآدم على صورة آدم لما قاله أحمد: " وأي صورة كانت لآدم قبل خلقه؟ " فقد فسد تأويلك من هذا الوجه وفسد أيضا بقول ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق آدم على صورة الرحمن تبارك وتعالى ".
وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم: " طوله ستون ذراعا " فإن كانت هذه اللفظة محفوظة فكان قوله: " خلق آدم على صورته " فتم الكلام ثم قال: " طوله ستون ذراعا " إخبارا عن آدم بذلك على حديث الثوري عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله عز وجل خلق آدم على صورته " ذكرت بدلالة حديث ابن عمر رضي الله عنهما وما ذكرته عن أحمد.
فقال لي جوابا عن حديث أنس: " إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها " إنما هما نعمتان.
فقلت له: هذا الخبر يقول: " إن الأصبعين نعمتان؟ " واليدين صفة للذات ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل.
ثم قال لي: وهذا مثل روايتكم عن ابن مسعود في قوله عز وجل يوم يكشف عن ساق إن الله عز وجل يكشف عن ساقه يوم القيامة؟.
فقلت له هذا رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأنكره عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا من كلام ابن مسعود وقد روي عن ابن عباس أنه قال: " الشدة ".
فقلت له: إنما نذكر ما جاء عن الصحابة إذا لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال لي: تحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: نعم. هذا رواه المنهال ابن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام وذكر الحديث بطوله وقال فيه: فيأتيهم الله تبارك وتعالى فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: لنا إله فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم بيننا وبينه علامة إن رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساقه قال: فيخر من كان بظهره طبق ويبقى قوم ظهورهم كأنها صياصى البقر يريدون السجود فلا يستطيعون. وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " في حديث فيه طول وقد روي أيضا من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال: أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري؟
فقلت له: هذا في صحيح البخاري فليس من شرطه أبو هارون العبدي لضعفه عنده وعند أئمة أهل العلم ولم يحضرني إسناده في وقت كلامي له وأخرجته من صحيح البخاري كما ذكرته: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد ابن زياد المقرئ يعرف بالنقاش قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا آدم قال: حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يكشف ربنا تبارك وتعالى عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ".
ثم قال لي: وتقول بحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت ربي ".
فقلت له: رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال لي: حماد بن سلمة ضعيف
فقلت: من ضعفه؟.
فقال لي: يحيى القطان.
فقلت له: هذا تخرص على يحيى لم يقل يحيى هذا وإلا فمن حدثك؟ فلم يقل من حدثه.
وقال لي: أيما أثبت عندك حماد بن سلمة أو سماك؟
قلت: حماد بن سلمة أثبت وسماك مضطرب الحديث.
فنازعني في هذا والذي أجبته به: بأن حماد بن سلمة ثقة وسماك مضطرب الحديث هو جواب أحمد فيهما ولم أدر ما أراد بسماك؟ وخرجنا من ذلك ولم أسأله.
ثم قلت له: هذه الأحاديث تلقاها العلماء بالقبول فليس لأحد أن يمنعها ولا يتأولها ولا يسقطها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان لها معنى عنده غير ظاهرها لبينه ولكان الصحابة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن معنى غير ظاهرها فلما سكتوا وجب علينا أن نسكت حيث سكتوا ونقبل طوعا ما قبلوا.
فقال لي: أنتم المشبهة
فقلت: حاشا لله المشبه الذي يقول: وجه كوجهي ويد كيدي فأما نحن فنقول: له وجه كما أثبت لنفسه وجها وله يد كما أثبت لنفسه يدا وليس كمثله شئ وهو السميع البصير ومن قال هذا فقد سلم.
ثم قلت له: أنت مذهبك أن كلام الله عز وجل ليس بأمر ولا نهي ولا متشابه ولا ناسخ ولا منسوخ ولا كلامه مسموع لأن عندك الله عز وجل لا يتكلم بصوت وأن موسى لم يسمع كلام الله عز وجل بسمعه وإنما خلق الله عز وجل في موسى فهما فهم به.
فلما رأى ما عليه في هذا من الشناعة
قال: فلعلي أخالف ابن الكلاب القطان في هذه المسألة من سائر مذهبه.
ثم قلت له: ومن خالف الأخبار التي نقلها العدل عن العدل موصولة بلا قطع في سندها ولا جرح في ناقليها وتجرأ على ردها فقد تهجم على رد الإسلام لأن الإسلام وأحكامه منقولة إلينا بمثل ما ذكرت.
فقال لي: الأخبار لا توجب عندي علما.
فقلت له: يلزمك على قود مقالتك أنك لو سمعت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا وعبد الرحمن بن عوف وأبا عبيدة بن الجراح يقولون: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا أنك لا تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ذلك شيئا لقولهم: " سمعنا ".
فلم ينكر من ذلك شيئا غير الشناعة.
ثم قال لي: أخبار الآحاد في الصفات اغسلها وهي عندي والتراب سواء ولا أقول منها إلا بما قام في العقل تصديقه.
قلت له: فلم أتعبت نفسك في كتبها وسعيت إلى الشيوخ فيها وأنصبت نفسك وأتعبتها وأسهرت ليلك بما لا تدين الله عز وجل به ولا تزداد به علما؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجابني بأن قال: كتبته حتى أتمم به الأبواب إذا أردت تخريجها.
فقلت له: تخرج للمسلمين ما لا تدين به؟.
فقال: نعم لأعرفه
فقلت له: تعني المسلمين على قود مقالتك والحق في غير ما ذكرت؟.
ثم قلت له: خرقت الإجماع لأن الأمة بأسرها اتفقت على نقلها ولم يكن نقل ذلك عبثا ولا لعبا ولو كان نقلهم لها كترك نقلهم لها: لكانوا عابثين وحاشا لله من ذلك ومن كانت هذه مقالته فقد دخل تحت الوعيد في قوله عز وجل: ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ولما كانت أخبار الآحاد في الصفات لا توجب عملا: دل على أنها موجبة للعلم فسقط بهذا ما ادعاه من لم ينتفع بعلمه وتهجم على إسقاط كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل موصولا إليه: برأيه وظنه.
ثم ذكرت حساب الكفار:
فقال لي: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الكافر ليحاسب حتى يقول: أرحني ولو إلى النار فهلا قلت به؟
فقلت له: ليس يحل ما روى صحيحا أو سقيما أن نقول به وإنما تعبدنا بالصحيح دون السقيم والصحيح معلوم عند أهل النقل بعدالة ناقليه متصلا إلى المخبر عنه والسقيم معلوم بجرح ناقليه وهذا الخبر الذي رويته رواه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار يعني وهو متروك الحديث ضعيف عند أهل العلم وليس مثل هذا مما تقوم به حجة.
فقال لي: فأي شئ معك في أنهم لا يحاسبون؟.
فقلت له: إن شئت من كتاب الله وإن شئت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن شئت من قول صحابته رضي الله عنهم.
فقال لي: منكرا لقولي في الصحابة من قال هذا؟.
فقلت: نعم قرأت على أبي عيسى يحيى بن محمد بن سهل الخصيب العكبري بعكبرا قال: حدثنا محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال: حدثنا محمد بن هناد بن السري قال: حدثنا معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: من حوسب دخل الجنة يقول الله تعالى فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا ويقول للآخرين يعني الكفار فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام.
فقال لي: قد سمعت هذا الحديث من أبي علي الصواف قال: حدثنا أبو بكر بن عبد الخالق قال: حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب الوراق عن أبي معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بمثل معناه يعني: " من حوسب دخل الجنة " فقال لي: هو المسلم المحترم.
فقلت له: جمعت بين ما فرق الله عز وجل لأن الله عز وجل يقول أفنجعل المسلمين كالمجرمين؟ مالكم كيف تحكمون
قال أبو إسحاق: وكان عندنا: أن أبا سليمان يقول إن الكافر والمؤمن يحاسبان فعلى قوله إن المؤمن لا يحاسب وإن الكافر يحاسب وهذه عصبية للكافر خرج بها عن جملة أهل العلم.
قلت له: أنت تتكلم على المسلمين فتحشوا أسماعهم بكلام الكلبي الكذاب فيما يخبر عن مراد الله تعالى عن الأمم الخالية التي لم يشاهدها فلا يكون عندك هذيان ثم تجيء إلى مثل حديث إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله حديث الخبر فتقول: هذا هذيان وهذا قول من تقلده خرج عندي من الدين وسلك غير طريق المسلمين.
وهذا ما جرى بيننا إلا ما أخللت به فلم أتيقن حفظه والله سبحانه الموفق لإدراك الصواب.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 03:58]ـ
مناظرة تفوح منها رائحة الواقعية و المصداقية في السرد و اعجب شيء الي فيها هدوء صاحبنا و تركيزه على نقاط التناقض .. جزاك الله خيرا على اتحافنا بما يمر عليك من النوادر أثناء قراءتك للطبقات و بارك الله في اجتهادك و أعانك على اكمال الكتاب
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 12:56]ـ
آمين وإياك
أنا لا أقرأ الكتاب كاملا حاليا ولكن أقع على مثل هذه الكنوز عند البحث في الكتب في بعض المسائل العقدية أو سيرة عالم معين، فأشارك بها عند اكتشافها
أسأل الله الإخلاص في القول والعمل(/)
علامة قبول الصيام؟
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت أن علامة قبول الصيام استقامة العبد على أمر الله بعد رمضان، فهل هذا صحيح؟ و إن كان كذلك فما برهان ذلك؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:07]ـ
للرفع(/)
سؤال يهمني في العقيدة (أرجو المساعدة)
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[03 - Oct-2008, صباحاً 09:49]ـ
باسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أطرح بين يدي أعضاء المنتدى المشاركين والقراء ظاهرة بدأت تستفحل في مجتمعاتنا وهي
هذا التيار الذي يعتقد بكفر من يخالفه في عقيدته على اعتبار انتشار القبورية والعلمانية بين الحكام والشعوب
وقد عرض لي بعضهم شيئا من حججهم التي تبدو عند الكثيرين مقنعة رغم مخالفتها لجمهور العلماء في عصرنا
لكني مع الأسف لم أجد ردودا على مذهبهم تصب في صلب الموضوع فهم يعتقدون في كفر المجتمعات من حولهم قاطبة الكفر الأصلي ككفر قريش لكن من يرد عليهم يتكلم عن حرمة تكفير المسلمين
وهؤلاء يردون بانهم يقرون بذلك في حال كون الناس مسلمين لأننا لم نتفق على أنهم مسلمون اصلا
يقولون لي متى دخلتم في الإسلام حتى يحرم تكفيركم كما أنهم يقولون اننا لا نكفر بالظن لان الكفر واقع بيننا كما هو واقع بين كل الأمم اليهودية والنصرانية والوثنية
وان الإعتماد على مجرد النطق بلا إله إلا الله هو فعل المرجئة
ولا يقبلون الأخذ بأقوال العلماء باعتبار أنهم ليسوا حجة في الدين وكلما أوردت قولا طالبوني بدليله وإلا احتجوا هم أيضا بمن يوافقهم
ومعظم الدعاة المعاصرين وجدتهم يردون على عقيدة الخوارج قديما في تكفير فاعل المعصية واستحلال دماء المسلمين بحد الردة بينما هؤلاء يؤكدون لي براءتهم من ذلك ولم أجده في كتبهم التي نشروها على مواقعهم على الشبكة مثل منتدى التوحيد الخالص ومنتدى المسلم ودار الحق والبيان الإسلامي ورسالة الأنبياء يكتب فيها المسمى ضياء الدين القدسي وأبو حمزة وآخر اسمه محمد سلامي وشيخ أظنه مصري يسمي نفسه عبد الرحمن شاكر نعم الله
أرجو من الجماعة الأعضاء ومن له دراية بالموضوع أن ينيرنا حول هذه المسألة الخطيرة التي حيرت العقول وشكرا جزيلا
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقد تم الحوار في هذه القضية بإسهاب، انظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16373
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 12:31]ـ
[ b] شكرا لكم، سأقرأ الموضوع كاملا بإذن الله ... ويا حبذا لو نبتعد عن طريقة مناقشة قول فلان أو فلان لأنني سحب ما وصلني من فكر هؤلاء أنهم لا يعتبرون بأقوال العلماء مهما كانوا خاصة المعاصرين كما يقولون ولكن يواجهون الواقع بالدليل والنص الشرعي
أما قول فلان أو فلان فهذا يرونه من باب صراع الأسماء والشخصيات والواجب ذكر كلام الله وعرض أقوال البشر عليه كما يقولون ...
هذا للعلم فقط حتى يكون النقاش مفيدا والنقد بناء ... ولي عودة إن شاء الله تعالى
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 01:06]ـ
يقول الشيخ عبد المجيد الشذلي حفظه الله تعالى حول هذا الموضوع: ( ... وقد قلنا بملء الفم أنه لا تكفير بالعموم في مجتمعات المسلمين في ديارهم التي عليها أحكام الكفر، لأن التكفير بالعموم لا يأتي إلا بعد أن تتغير التبعية، وهذه المجتمعات لم تتغير تبعيتها بعلو أحكام الكفر على الديار للأسباب الآتية:
1 - أمر المتبوع غير أمر التابع أو بعبارة أدق وأصح أمر التابع غير أمر المتبوع.
2 - الذين دخلوا في ظاهرة الشرك منهم لم يتحيزوا أو يتميزوا عن غيرهم تميز الفسطاط أو تميز انتساب، والذين نجوا من ظاهرة الشرك منهم لم يتميزوا أو يتحيزوا عنهم أو باينوهم، فالناس أخلاطٌ شتي غير متمايزة أو متباينة.
3 - الذين دخلوا في ظاهرة الشرك منهم غير قادرين على توريث أبنائهم ما هم عليه كنِحلة أو دين.
4 - أمر الناس لا يتبين إلا بالوقوف على المقاصد والاطلاع على البواطن «من كَرِهَ فقد برئ ومَنْ أنكَرَ فقد سَلِمَ ولكن مَنْ رَضِى وتابع» ومن ثم لا يثبت الكفر بالاسم الظاهر أو الشارة الظاهرة بحيث يغني الاسم عن معرفة المسمي، كما نقول بهائي أو درزي أو نصيري أو قدياني أو بهرة أو باطني أو نصراني أو يهودي. هل تحتاج حينئذ أن تسأل هل كره فبرئ أم رضى وتابع فهلك؟؟ ولكن عندما تقول مصري أو سوري أو عراقي تحتاج أن تسأل لتعرف حقيقة موقفه من علو أحكام الكفر على بلاده وهذا هو الفرق.
وهذه الأربعة هى التي يتحدد بها بقاء تبعية الإسلام أو تغير التبعية، وبالعكس فالتبعية تتغير إلى كفر أصلي بأربعة الأمور وهى:
1 - تميز الانتساب أو تميز الفسطاط.
2 - ثبوت وصف الكفر بالاسم الظاهر أو الشارة الظاهرة دون حاجة إلى اطلاع على البواطن والمقاصد.
2 - أن يكونوا قادرين على توريث أبنائهم ماهم عليه.
3 - أن يكون أمر التابع كأمر المتبوع.
وهذا لم يحدث في هذه المجتمعات ومن ثَمَّ فتبعية الإسلام باقية ومن ثَمَّ فإننا نثبت حكم الإسلام للوليد بتبعية أبويه أو أفضلهما دينًا، وللقيط بتبعية الدار، كما يثبت حكم الإسلام للمجنون ومجهول الحال. وهذا لا ينفي إثبات ظواهر الشرك في الحكم والولاء والنسك وفساد الاعتقادات وتفشي هذه الظواهر، ولا ينفي كون الناس أخلاطًا شتى، ولا ينفي الاستبراء للدين والعرض في هذه الظروف، وثبوت هذه الظواهر لا يلزم منه التعيين، وعدم القدرة على التعيين لا تنفي ثبوت الظاهرة.
ومن هنا قال الفقهاء عن حكم هذا الواقع عندما نَشأ في عدن والهند منذ أكثر من قرنين من الزمان قالوا عن هذه الديار: لها صفة دار الكفر وحكم دار الإسلام. حكم دار الإسلام لبقاء التبعية الإسلامية، وصفة دار الكفر لعلو أحكام الكفر على الديار. وصفة دار الكفر للدار تستلزم إسقاط شرعية الأنظمة التي فصلت الدين عن الدولة، وقيام شرعية بديلة تتمثل في جماعات العلماء، واعطائها شرعية قتال، ووجوب الاسترداد للدار لوصف الردة الطارئ، ولو تحولت لحكم الكفر الأصلي لسقط حق الاسترداد للدار مع التقادم. وبقول هؤلاء العلماء نقول في مثل الواقع الذي قالوا فيه.) إهـ.
هذا خلاصة قوله حول هذا الموضوع .. وقد ذكر على مسألة أدلة شرعية كثيرة لم أنقلها لأنها طويلة جداً كما تناول شبهات القوم بالرد والنقد .. فأنصحك بالروجوع إلى هذا الكتاب الهام جداً فسوف تستفيد منه كثيراً إن شاء الله تعالى.
تفضل هذا رابط الكتاب:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=3535
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 03:49]ـ
فهم يعتقدون في كفر المجتمعات من حولهم قاطبة الكفر الأصلي ككفر قريش
كيف استطاعوا أن يعرفوا أن كل المجتمعات كافرة؟
ـ[أبو موسى]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 04:43]ـ
كيف استطاعوا أن يعرفوا أن كل المجتمعات كافرة؟
قالوا أن الشرك وعدم البراءة من المشركين منتشران في المجتمعات كالتحاكم إلى الطاغوت والإلتزام بدين الديمقراطية والعلمانية وعبادة القبور وعدم تكفير الطواغيت المبدلين لشريعة الرحمن -كجميع حكام العرب-وعدم تكفير من يوالي الكفار وسب الدين وووووووووووو
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 09:30]ـ
أعتذر على التأخر، فقد حملت الكتاب الذي وضع هنا وللعلم كنت قد مررت عليه منذ فترة، وكذلك حاولت قراءة بحث أبو شعيب الذي جعله تحت إسم نقض اعتقاد الخوارج الجدد، وفيما يخص هذا الوصف هناك عدة ردود من طرف تلك الجماعات ينفون صلتهم بمعتقد الخوارج مثل عدم استحلالهم لدماء الناس اليوم وعدم تكفيرهم بالمعصية مثلا ولذلك لا أدري لماذا الإصرار على هذا الوصف دائما، وأحب قراءة دراسات أو كتب ترد على الإعتقاد بحد ذاته من دون أوصاف قد لا تكون لها صلة بالموضوع وقد تكون اتهامات باطلة أصلا، ومن كثرة مطالعتي الشخصية لكثير من الردود وجدت أن الكثير يبدأ بهذه الأوصاف والإتهامات .. هذا من باب الإنصاف فقط، وهناك عدة مواضيع وجدتها هنا تناقش هذه المسألة عند عالم ما بعينه وهذا يعني يحصر المسألة ويجعلنا نلف وندور في حلقة مفرغة لأن الكثير من تلك الجماعات لا يعتبرون بكلام العلماء خاصة المتأخرين وهذا نبهت له من قبل بتفادي تكرار نفس الكلام ونفس الردود دائما، لكن سأحاول قراءة ما كتبه أبو شعيب لعلي أجد فيه إن شاء الله ردا شافيا على هؤلاء الناس ...
وأعود إلى مشاركة الإمام الفاضل حول كتاب الذي طرحه في مشاركته وأشكره أولا على الجهد ..
كلام الشيخ عبد المجيد الشاذلي لا يقبلونه حجة وهم يكفرونه مثل كل العلماء في عصرنا
1 - فرق الشاذلي بين التابع والمتبوع وهذا ردوا عليه بالآيات الكثيرة التي تسوي بينهما كفرعون وقومه ..
2 - قال الشاذلي أن الناس أخلاط غير متميزين، وهذا ردوا عليه بان هذا هو الذي جعلهم كفارا لأن المسلمون يتميزون دائما عن الكفار لا التميز في المكان ولكن بتكفير الكفار لأنهم أمة لوحدهم من دون الكفار
3 - قال الشاذلي الكفار لا يقدرون على توريث ابنائهم كفرهم وهذا ردوا عليه بانه باطل فالكفر ورثناه عن الاجداد والحكومة تعلم ابناء الشعب الكفر القادم من أوربا مثلا
4 - قال الشاذلي بضرورة الاطلاع على المقاصد وهذا اجابوا عنه بان الكفر ظاهر وليس عملا قلبيا فقط فهو سائد بين الناس كاتباع حكم الطاغوت والإستغاثة بالقبور ولهذا يقولون ان الشعب كافر أصلي مثل جميع العالم ولا دليل على التفريق بينه وبين جميع الكفار في العالم
وقالوا لا دليل على وجوب معرفة حقيقة كل الناس بل نحكم على عامتهم مثل كل شعوب العالم
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
أخي سفيان العربي
لقد قرأت كلام القوم فرأيته لا يستحق حتى الرد عليه أو الإشتغال به ومع هذا سوف أعلق عليه:
أولاً: التفريق بين التابع والمتبوع هي قاعدة شرعية ذكرها كثير من أهل العلم في مصنفاتهم وقد دلت عليها نصوص شرعية كثيرة كقوله تعالى: (ولا تزر وازة وزر أخرى)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من نبي بعثه الله في أمةٍ قبلي؛ إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
قال النووي في شرح كتاب الإمارة من صحيح مسلم: ("فمن كره فقد برئ" معناه من كره ذلك المنكر فقد برئ من إثمه وعقوبته، وهذا في حق من لا يستطيع إنكاره بيده ولا لسانه فليكرهه بقلبه وليبرأ…) إلى قوله: ("ولكن من رضي وتابع" معناه ولكن الإثم والعقوبة على من رضي وتابع، وفيه دليل على أن من عجز عن إزالة المنكر لا يأثم بمجرد السكوت، بل إنما يأثم بالرضى به أو بأن لا يكرهه بقلبه أو بالمتابعة عليه) أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
والإستدلال على مسألتنا بقصة فرعون وقومه غير صحيح وهو من الجهل الفاضح .. فإن فرعون كافر وقد اتبعه كثير من قومه على كفره وأقره وهم كفار أصليين .. وأما مجتمعاتنا المعاصرة فهي كانت دار إسلام تغلب عليها الكفار وأجروا فيها أحكام الكفر بالقوة فصار الناس معهم طوائف شتى:
فمنهم من رضا بدين الطواغيت وتابعهم على كفرهم فهو من أوليائهم.
ومنهم من أعلن البراءة من الطواغيت وجاهدهم إما بيده أو لسانه .. وهؤلاء أهل الطائفة المنصورة.
ومنهم من أنكر على الطواغيت بقلبه وسكت ولم يظهر إيمانه لكونه مستضعف مستخفي بدينه وهذا أضعف الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( ... من كَرِهَ فقد برئ ومَنْ أنكَرَ فقد سَلِمَ ولكن مَنْ رَضِى وتابع)
فكيف يقال أن كل فرد من عموم الناس اليوم هو على دين الملوك وهو أصلاً لم يظهر الرضا والمتابعة؟؟
فكيف نسوي بين الحالين والفرق ظاهر لكل عاقل منصف.
ولا نعلم أحد قال أنه إذا كفر الحاكم كفرت الرعية إلا الأزارقة من فرق الخوارج الذين ذمهم السلف.
ثانياً: من المضحكات قولهم أن عدم تميز المسلمين عن الكفار هو دليل كفرهم!! .. ولا نعرف من أين جاؤا بهذه الترهات ومن سبقهم إلى القول بها من علماء السلف أوالخلف؟؟.
لقد مر على المسلمين أوقات كثيرة في تاريخهم لم يكونوا متميزين عن الكفار كما حصل زمن العبيدين في مصر ومع هذا لم يقل أحد من العلماء بتكفير المسلمين عموماُ كما يفعل هؤلاء القوم.
ثالثاً: الكفار ليسوا قادرين على توريث كل أهل الإسلام كفرهم وشركهم وهذا أمر مشاهد معلوم فمازال أهل الإسلام يحاربون المرتدين ويقاتلونهم بالسيف والبيان .. فكيف يقال أن الكفار قادرين على ثوريت عموم المسلمين الكفر والشرك كما يدعي هؤلاء القوم.
رابعاً: وجود مظاهر الشرك ومظاهر الإسلام في نفس الوقت هو الذي أوجب التبين والوقف على أحوال الناس قبل التسرع في إنزال لأحكام الشرعية عليهم، وراجع ما قاله شيخ الإسلام عن أهل ماردين أيام التتار وما قاله العلماء زمن العبيديين في مصر وأيام الإنكليز في الهند واليمن .. واقرأ في تفصيل هذه المسالة كتاب (الثلاثنية في التحذير من الغلو في التكفير) للشيخ أبو محمد المقدسي حفظه الله تعالى.
خامساً: مسألة التكفير بالعموم ... من الشبهات التي أنكرها علماء الدعوة النجدية في زمانهم .. وبأمكان هؤلاء القوم أن يقرأوا كتبهم وسوف يجدوا الرد على ترهاتهم. والله تعالى أعلم
وأنصحك أن تشتغل بما هو أنفع وفقنا الله وإياك إلى الصواب.
ـ[سفيان العربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 12:45]ـ
أخي سفيان العربي
لقد قرأت كلام القوم فرأيته لا يستحق حتى الرد عليه أو الإشتغال به ومع هذا سوف أعلق عليه:
أنصحك ألا تتهاون فالكثير يتبعونهم ويؤمنون بما يأتون به من أدلة، خاصة في ظل الإنحراف الخطير الذي يعاني منه المجتمع والإبتعاد عن الدين .. واسمح لي بالقول أن بعض الردود لا تزيد هؤلاء وأتباعهم إلا تمسكا بأفكارهم، لأن الرد الواجب أن يكون علميا وبكلام لائق بعيدا عن مجرد الإتهامات
والإستدلال على مسألتنا بقصة فرعون وقومه غير صحيح وهو من الجهل الفاضح .. فإن فرعون كافر وقد اتبعه كثير من قومه على كفره وأقره وهم كفار أصليين ..
عفوا هذا أمر واضح، لكن المشكل هو البرهان على أن هذا المجتمع يختلف عن فرعون وقومه، فهم يقولون الحكام اليوم أيضا كفار مثل فرعون لتغييرهم الشرع والمجتمع تابع لهم وهذا ظاهر في الإنتخاب وعدم الكفر بهم وبتشريعهم وهنا يجب الإتفاق على أن الحكم يجب أن يكون على ظاهر المجتمع والاكثرية، وهنا يجب أن أشهد بأن من أعرف من جيراني وأصحابي لا يرون التشريع كفرا ولا يرون بأسا في انتخاب نواب في المجلس التشريعي مثلا .. بل لا يعتقدون حتى في أن عبادة القبور كفر بالله وأن الله عندما نهى عن دعاء غيره والبراء من المشركين كان يعنيهم بهذا التحذير وأنه لا يغفر أن يشرك به ولا يقبل عمل مشرك! كل هذا وكأنه لا يعنيهم وهي أحكام خاصة فقط بفرعون أو عبدة اللات والعزى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما تخاطب هؤلاء وتقول لهم كنا أمة مسلمة وجاء المحتل وفرض قوانين ثم ... أول شيء يمكن أن تتلقاه كسؤال: منذ متى كنتم أمة مسلمة! هل حين كنتم عبدة للقبور والأشجار والأحجار؟ وتذبحون وتدعون وتستغيثون وتبنى الأضرحة داخل المساجد وتعبد أمام أعين أئمتكم؟ فيقولون ان هذا دليل على أن الكفر أصلي
كل هذا حدث قبل الإحتلال لكنك يا إمام تقول لهم:
وأما مجتمعاتنا المعاصرة فهي كانت دار إسلام تغلب عليها الكفار وأجروا فيها أحكام الكفر بالقوة فصار الناس معهم طوائف شتى:
فمنهم من رضا بدين الطواغيت وتابعهم على كفرهم فهو من أوليائهم.
ومنهم من أعلن البراءة من الطواغيت وجاهدهم إما بيده أو لسانه .. وهؤلاء أهل الطائفة المنصورة.
ومنهم من أنكر على الطواغيت بقلبه وسكت ولم يظهر إيمانه لكونه مستضعف مستخفي بدينه وهذا أضعف الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( ... من كَرِهَ فقد برئ ومَنْ أنكَرَ فقد سَلِمَ ولكن مَنْ رَضِى وتابع)
فكيف يقال أن كل فرد من عموم الناس اليوم هو على دين الملوك وهو أصلاً لم يظهر الرضا والمتابعة؟؟
فكيف نسوي بين الحالين والفرق ظاهر لكل عاقل منصف.
ولا نعلم أحد قال أنه إذا كفر الحاكم كفرت الرعية إلا الأزارقة من فرق الخوارج الذين ذمهم السلف.
فالمشكل ليس من اليوم.
ممكن أن تجيبني على سؤال تردد علي كثيرا ولم أجد له إجابة؟؟ إذا فرضنا جدلا أن الناس اليوم مكرهون على التحاكم لغير شريعة الإسلام بعد أن فرضها المحتل غصبا ولما خرج أبقوا عليها كشريعة للبلاد، وأنهم لم يؤمنوا أو لم يعبدوا الطواغيت حين انتخبوا عليهم بدون اكراه ولم يروا في تشريع القوانين خروجا عن الإسلام ونحن نتحدث عن الأمور الظاهرة بالأغلبية، فهل كان الناس قبل الإحتلال مكرهون أيضا على الذهاب إلى القبور وعبادتها بالدعاء والإستعانة والإستغاثة والسجود والذبح ووو .... ؟؟؟؟؟؟؟؟
أود أن أقول هل المشكل في مجتمعنا اليوم هو الإكراه؟ وليس قضية جهل مبادئ كما كان حاصل من زمن بعيد في قضية القبور؟
كيف نجيب هؤلاء إذا طرحوا مثل هذه الأسئلة؟ وأرجو التقيد بهذه النقطة.
ثانياً: من المضحكات قولهم أن عدم تميز المسلمين عن الكفار هو دليل كفرهم!! .. ولا نعرف من أين جاؤا بهذه الترهات ومن سبقهم إلى القول بها من علماء السلف أوالخلف؟؟.
لقد مر على المسلمين أوقات كثيرة في تاريخهم لم يكونوا متميزين عن الكفار كما حصل زمن العبيدين في مصر ومع هذا لم يقل أحد من العلماء بتكفير المسلمين عموماُ كما يفعل هؤلاء القوم.
هنا لم تفهم قصدي، هم لا يقولون الواجب الإنفصال أو التميز عن الكافر من حيث المكان وهذا أخبرتك به من قبل، وإنما التميز هنا المقصود به هو البراءة من المشركين ومعاملتهم على أساس أنهم ليسوا إخوانا لهم في الدين، يعني في المعاملة ولا علاقة لقضية معرفة باطن هؤلاء الكفار حتى يتميزوا عنهم وإنما ظاهرهم يكفي لاعتبارهم كفارا
وأنصحك أن تشتغل بما هو أنفع وفقنا الله وإياك إلى الصواب.
هذه آخر نصيحة كنت أنتظرها من طالب علم أو شيخ، لأن فهم عقيدة التوحيد بشكل صحيح أمر لا مفر منه، وهو أولى من السؤال عن حكم تقبيل العجائز مثلا كما يحاول البعض البحث عنه في الوقت الذي يتغافلون عن فهم مسألة عبادة القبور أو التشريع من دون الله ويتبعون عادة مجتمعاتهم ... فانا أراهم كمن قال الله فيهم (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم لمقتدون)، ثم إني رأيت الكثير من مواضيعك ومشاركاتك تتحدث عن هذا الموضوع الذي نصحتني باتباع ما هو أنفع منه، فما لي أراك تضيع وقتك وأوقات الناس -حسب ما فهمته من نصيحتك- وبارك الله فيك .. اسمح لي لكنني لم أنتظر هذا الكلام خاصة منك،،،،
لكن لنترك هذا جانبا، ويا حبذا لو امتنعنا عن العودة لمثله، لأنني سألت عن أخطر موضوع كما أراه في عصرنا، 0
أحاول أن أضع بعض أفكار هؤلاء وأتكلم بما يقولون حتى أتعلم الرد عليهم وأميز الحق من الباطل في مسألة حيرت العقلاء ولا أميل لهذا أو ذاك وقد قصدت هذا المنتدى لما وجدت فيه من طلبة علم مقارنة بما هو متوفرة في بقية المنتديات، ولكن ما نزلت أنتظر مشاركات من مشايخ وممن لهم دراية بالموضوع رغم أنني أشكر إلى حد الآن الأعضاء الفضلاء واحدا بواحد، وبارك الله فيكم وأتمنى ألا تغضبوا علي لأنني أود الوصول للحق وأكون منصفا مع كل ما يطرح في المسألة.
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:25]ـ
سفيان العربي ..
المسألة بعيداً عن الافتراءات والتلبيسات وتلفيق الاتهامات وبكل بساطة ...
إذا كفرنا بالطواغيت وعباد الطواغيت وجنود الطواغيت والمتحاكمين الى الطواغيت ومنتخبي الطواغيت وكفرنا كل من تلبس بشرك وكل من لم يكفر بهؤلاء الطواغيت ..
نصبح خوارج ... الحمد لله خرجنا عن الطواغيت
وإذا كفرت الكافر .. وتبرأت من المشركين وأوليائهم ... لقالوا أنك من غلاة المكفرة
حسبنا الله ونعم الوكيل ...
ولو نظرت في حال المجتمعات وكفرت كل من تلبس بشرك .. لأطلقوا عليك أن تكفر المجتمعات
واكرر الأمور بواقعها وليس باسمائها ولا وجهات نظر الآخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:42]ـ
أخي الكريم سفيان العربي
أنا لا أريد ان أشغل نفسي كثيراً بهذا الموضوع لأنه حقيقة لا يحتاج إلى أكثر مما وضحه أهل العلم في زماننا من أمثال الشيخ أبو محمد المقدسي في كتابه (الثلاثنية) والشيخ الشاذلي في كتابه (البلاغ المبين) وغيرهما من العلماء الأفاضل
ولذلك سوف تكون هذه أخر مشاركة لي في الموضوع ولعل تكمل حوارك مع باقي الأخوة وسوف أختصر كلامي في نقاط بسيطة جداً:
أولاً: لا تضخم من حجم هؤلاء القوم فنحن نعرفهم هم لا يتجاوزن المئات في كثير من البلاد .. والأخوان حاوروهم في هذا المنتدى وغيره من المنتديات ولم نجد عندهم حجة صريحة على ما يقولون.
ثانياً: صورة واقعنا المعاصر ليست نازلة جديدة بل قد وقع مثلها في تاريخ المسلمين وعايشها علماء السلف كما كان الحال زمن العبيدين في مصر على سبيل المثال .. ولم نعهد أن أحد من علماء السلف تكلم فيها بمثل كلام هؤلاء القوم حتى كفروا كل المسلمين بالعموم .. وكما قلت لك سابقاً أن الخوارج هم من قالوا أنه إذا كفر الحاكم كفرت رعيته .. ودونك كتاب (الثلاثنية في التحدير من الغلو في التكفير) للشيخ المقدسي حفظه الله فقد نقض شبهة هؤلاء القوم من الرأس .. فإن كنت مُتحير في هذا الموضوع كما تقول عن نفسك فعليك بهذا الكتاب تجد فيه ما يشفي صدرك إن شاء الله تعالى.
ثالثاً: ذكرت مسألة التميز وأقول لك أني فهمت قصدك من أول الأمر لأني أ عرف كلامهم جيداً فقد سمعته منهم من قبل .. وفي الحقيقة هؤلاء جاؤا ببدعة جديدة في دين الله عزوجل أخترعوها من بنيات أفكارهم .. حيث أوجبوا على المسلم في دار الكفر أن يصرح ويظهر البراءة العلنية من المشركين ولم يراعوا حاله من الإستضعاف الذي عذره الله به .. فإن المرء في دار الحرب إذا أسلم وكان مستضعف لا يجب عليه أن يظهر دينه أو يصرح بالبراءة من قومه علانية فكيف يلزمون المستضعف بما عذره به الشارع الكريم؟؟!.
وعلى فكرة فإن أحد كبار هؤلاء القوم وهو المدعو (أبو مريم الكويتي) له رسالة يرد فيها عليهم حول هذه المسألة لأنهم قد كفروه لما خالفهم في بعض تفريعاتهم وقال في رده عليهم: أن حقيقة قول هؤلاء القوم أنهم أدخلوا في أصل الدين إظهار البراءة من المشركين ولم يراعوا حالة الإستضعاف .. ورسالته هذه موجودة عندي.
فمن أين لهم هذا الفقه العجيب.
لذلك أعيد لك نصيحتي بأن تشغل نفسك بما ينفع رغم أني أعلم أنك لا تريد أن تسمع هذه النصيحة ... ابتسامة.
ـ[عابد عزي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أخي سفيان العربي:
قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر
أولاً: أصل هذه القاعدة والدليل عليها.
ثانياً: مناط تطبيقها في الواقع.
ثالثاً: مناقشة شبهات المخالفين لهذه القاعدة
أولاً: أصل هذه القاعدة والدليل عليها.
وردت هذه القاعدة بلفظها في العديد من مصنفات العلماء (منهم القاضي عياض في كتاب الشفاء جـ 2 وابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب ومصنفات كثير من علماء نجد و وردت بكتاب الولاء والبراء .. وغير ذلك كثير) عند تناولهم لمسائل العقيدة – عقيدة التوحيد – وحديثهم عما يصير به المؤمن كافرا ً أو مرتدا ً.
ولكن الكثير منهم يذكرها دون ذكر الدليل عليها سوى لفظ (إجماعا ً) مما أوقع في ذهن الكثير من القراء والباحثين الظن بأن هذه القاعدة ثابتة بإجماع الفقهاء لا بنص صريح في القرن الكريم أو السنة المطهر، بالتالي لم تأخذ هذه القاعدة الحيز الصحيح للجانب العقائدي فيها وجُعل أن تجاهُلها أو عدم الالتزام بها أمر لا يُعد مخالفا ً لصريح النصوص، بل فقط لأقوال العلماء فلا يُفسد للود قضية. وهو فهم خاطئ مُفسد مناقض لمقتضى عقيدة التوحيد.
ذلك أنه من المعلوم أن مسألة الولاء لله ولرسوله هي الركن الركين لعقيدة التوحيد، وأن هذا الركن لا يكون إلا بالبراءة من الشرك والمشركين وتكفيرهم و معادتهم (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أن الأمر الذي يجب الالتفات إليه و الانتباه له أن رابطة الولاء تجمع بين المؤمنين بحكم إلهي لا دخل للأفراد فيه فالمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض شاءوا أم أبوا؛ لأن ذلك تقرر بحكم وقضاء من الله من فوق سبع سماوات ولذا فهم أخوة ولو كان بينهم ما بينهم من مشاحنات تصل بهم في لحظة ما إلى حد قتالهم بعضهم لبعض وإن كان ذلك فتنة لا يرضى الله عنها و رسوله.
قال تعالى:
" المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " الأنفال:72.
وقال تعالى:
" إنما المؤمنون أخوة " التوبة:71.
فالمؤمنون أخوة: " و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا " الحجرات: 9. ولذا فإن القتال الذي وقع بين علي بن أبي طالب و أصحاب الجمل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنع أن يكون بعضهم أولياء بعض.
ولذا كان الإمام علي رضي الله تعالى عنه و أرضاه يصلى عل قتلى الفريقين معا.ً
وكذا القتال الذي وقع بين علي رضي الله تعالى عنه ومعاوية لم يمنع من وجود رابط الولاء بين الفريقين لاجتماعهم على الإيمان بالله وحده، ومتابعة محمد صلى الله عليه وسلم، والبراءة من المشركين العرب والفرس والروم وسائر الملل.
وكذا ما وقع بين عبد الله بن الزبير وبني أمية وهكذا.
هذا من جانب.
ومن جانب آخر فالمشركون والكفار و الملاحدة وسائر الملل الأخرى _ سوى ملة الإسلام _ بعضهم أولياء بعض بحكم وقضاء من الله عز وجل من فوق سبع سماوات على نفس النحو حتى ولو كان بينهم من العداوة والبغضاء والحروب ما يكون فبعضهم في عداوة الإسلام والمسلمين أولياء بعض.
فالله الذي قال:
" وقالت اليهود ليست النصارى على شئ " البقرة: 113.
وقال:
" وقالت النصارى ليست اليهود على شئ " البقرة: 113.
قال أيضا ً:
" يا أيها الذين منوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض " المائدة: 51
وقال جل من قائل:
" والذين كفروا بعضهم أولياء بعض " الأنفال: 73.
ثم حذر تعالى من إغفال هذه المعاني فقال:
" إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " الأنفال 73.
والولاء له مظاهر عديدة معلومة (1).
ولكن إذا كانت المحبة من الولاء، وإذا كانت النصرة والمتابعة من الولاء، وإذا كانت الطاعة من الولاء والتشبه وما سوى ذلك من الولاء.
إلا أن أخطر مظاهر الولاء وأخطر صورة تتمثل في اعتقاد إسلام من حكم الله بكفره أو شك في هذا الحكم – أي الشك في كفره – أو اعتقاد صحة مذهبهم حتى ولو لم يعتقد بطلان مذهب الإسلام ذلك أن الشهادة بالإسلام لمن حكم القرآن بكفره هو من قبيل توليه ذلك أنه باعتباره مسلما فله ما للمسلمين وما للمسلمين أولها الولاء.
ولذا فمن المعلوم أن الشهادة بالإسلام ولاء كما أن الشهادة بالكفر براء ولما كانت الشهادة من أبواب الولاء مُنعت شهادة غير المسلمين على المسلمين (1) ومنع توليهم القضاء في ديار الإسلام ولذا فإن الدليل على أن من لم يكفر الكافر فهو كافر:
1 - هو كل الآيات التي تنص على النهي عن ولاية الكافرين.
2 - وجميع الآيات التي توجب البراءة من المشركين وعداوتهم وهي معلومة مشهورة.
وهذا المعنى انتبه إليه صاحب رسالة الولاء والبراء في الإسلام وبعد أن شرح الولاء والبراء ذكر من صور الولاء - التي إذا صرفت لغير المسلمين من المشركين واليهود والنصارى أفسدت على المسلم عقيدته – صورا عديد بلغت العشرين صور كان أولها و أخطرها عل الإطلاق.
1 - الرضى بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة (2).
فجعل ذلك قبل التولي العام أو الانقياد والطاعة والمتابعة والركون إليه والتشبه بهم ومحبتهم ونصرتهم ...
--------------------------------------------------------------------------------
(1) يراجع البحث القيم الولاء والبراء.
(1) يراجع الولاء والبراء في الإسلام.
(1) إلا في حالة محددة نص عليها القرآن الكريم في سورة المائدة الآية 106 في حالة السفر.
(2) الولاء والبراء في الإسلام ص 234.
ثانيا ً - مناط تطبيق القاعدة على الواقع العملي:
من المعلوم أن عقيدة المسلم تتمثل في:
- أصل العقيدة - توحيد الله عز وجل في ربوبيته و ألوهيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
- و أن لهذا الأصل سنن هو منهاج الفرقة الناجية أو مذهب أهل السنة والجماعة وهو ما اصطلح عليه العلماء بأصول الدين (3).
ومن المعلوم أن المخالف لأصل هذه العقيدة قد ورد النص القاطع على كفره على نحو علم و أشتهر.
و أن المخالف في شئ من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة كمن خالف في تأويل بعض صفات الرب تبارك وتعالى، أو كمن أنكر عذاب القبر أو الحوض أو الشفاعة أو قال بخلق القرآن ... أو بأفضلية على بن أبي طالب على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين .... أن هذا المخالف لم يرد النص القاطع الدال على كفره ولذا كان تكفير طوائف من هؤلاء محل اجتهاد واختلاف – بالتالي – العلماء مع اتفاقهم على انهم جميعا ً مبتدعون.
ولذ كان الحكم بالكفر على درجتين:
- حكم بالكفر مبني على الأدلة القطعية الثابتة.
- حكم بالكفر مبني على اجتهاد العلماء ومحل اختلافهم لعدم قطعية الدليل على كفر المخالف لشيء من أصول أهل السنة والجماعة.
وقاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر لا تشمل هذه الدرجة الثانية المتعلقة بتكفير طوائف من المبتدعة المخالفة لشيء من أصول أهل السنة والجماعة وذلك لعدم قطعية النص بتكفيرهم أساساً فضلا ً عن تكفير من لم يكفرهم وتطبيقا ًلذلك فإن طوائف من العلماء لما اختلفوا في تكفير الجهمية أو الخوارج أو أشباههم لم يرجع علماء السلف بتهمة التكفير على بعضهم البعض لذلك.
أما الحكم بالكفر المبني على الأدلة القطعية المحكمة فهذا ما لا يملك أحد مخالفته ولذا كان هو موضع تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر .... وذلك لسببين:
الأول: أن من لم يكفر الكافر الذي حكم القرآن على نحو قطعي بكفره قد تولاه حيث قد علمنا أن الشهادة بالإسلام ولاء كما أن الشهادة بالكفر براء.
والله تعالى يقول:
" ومن يتولهم منكم فإنه منهم " المائدة: 51.
غير أنه يلاحظ أن هذا الكافر – سواء كان متمثلا ً في فرد بعينه أو طائفة – والمحكوم على نحو قطعي الدلالة والثبوت بكفره قد يكون في الواقع العملي في هيئة صور من ثلاث:
الصورة الأولى:
أن يكون معلوم في ذاته (أي في شخصه)، ومعلوم ما هو عليه من كفر أو شرك.
و الصورة الثانية:
أن يكون معلوم في ذاته (أي شخصه)، غير معلوم ما هو عليه من كفر أو شرك.
و الصور الثالثة:
أن يكون غير معلوم في ذاته، غير معلوم ما هو عليه من شرك أو كفر.
ففي الصورة الأولى:
إي صورة من حكم القرآن بكفره على نحو قطعي الدلالة والثبوت. ومعلوم في ذاته (أي شخصه)، ومعلوم ما هو عليه من كفر كمن دعا غير الله أو حكم بغير شرعه أو قاتل في سبيل الطاغوت أو شابه ذلك ممن ورد النص بكفره.
فهذا الكافر – سواء كان فردا ً بعينه أو طائفة – من لم يكفره فهو كافر راداً لحكم الله ورسوله، ولتوليه الكافرين من دون المؤمنين.
وكفره يرد عليه مباشرة دون حاجة إلى بيان أو إيضاح أو تردد أو توقف لوضوح النص بذلك ولوضوح الواقع المحكوم بالنص.
وأما الصورة الثانية:
أي صورة من حكم القرآن بكفره وهو المعلوم في ذاته ولكن غير معلوم ما هو عليه من كفر أو شرك.
وذلك مثل ابن عربي وابن سينا وابن خلدون والفاطميين ممن اشتهر عنهم بأنهم من علماء المسلمين و خفي عن كثيرين ما أحدثوه من شرك وكفر وإلحاد.
فمثل هذه الطوائف لا يكفر من لم يكفره حتى يبين له الواقع التاريخي لهذه الطوائف.
و أما الصورة الثالثة:
أي صورة من حكم القرآن بكفره ولكنه غير معلوم ما هو عليه من كفر أو شرك.
أمثال طوائف البهائية و القديانية والدروز و أمثال هؤلاء، فهؤلاء لا يكفر من لم يكفرهم حتى يبين له من هم، ويبين له حالهم وما هم عليه من ضلال وكفر ومعتقد فاسد و أنهم محاربون لله ورسوله وللمؤمنين.
--------------------------------------------------------------------------------
(3) يراجع بحث حجة الله البالغة – الجزء الأول – للباحث عبد الرحمن شاكر نعم الله.
ثالثا ً – مناقشة شبهات المخالفين لهذه القاعدة:
وأما ما يورده الضالون من شبهات للتشكيك في هذه القاعدة العقائدية الكبيرة فهي مردودة عليهم، وكيدهم في نحرهم وهم الخاسرون إن لم يفيئوا إلى الحق والرشاد وسيعلمون غدا ً من الكذاب الأشر.
فمن شبهاتهم:
الشبهة الأولى:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما اختلفا في تكفير مانعي الزكاة ولم يكفر بعضهم بعضا ً لهذا الاختلاف.
وهم محرفون بهذا للنصوص قائلون على الشيخين الجليلين ما لم يقولاه.
1 - ذلك أن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع خليفة رسول الله أبي بكر الصديق عن مانعي الزكاة لم يشتمل على لفظ التكفير أو الكفر من قريب أو بعيد بل كان قاصرا ً على القتال ولذا كان فقه هذا الحديث دائما ً تحت عنوان (قتال الطائفة الممتنعة)
فنجد أن عمر يقول لأبي بكر: كيف تقاتل قوما ً ...
فيقول أبو بكر: والله لأقاتلن .... فيقول عمر: فوالله ما إن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال حتى علمت أنه الحق (1).
فالحديث لم يتناول مسألة تكفير الطائفة الممتنعة عن أداء الزكاة من قريب أو من بعيد.
2 - وما استند إليه أصحاب الفهم السقيم من أن أبا بكر كان يكفرهم ولذا قال بوجوب قتالهم.ومن أن عمر لم يكفرهم ولذا لم يرى قتالهم. فهذا الاستدلال فاسد من أصله و أساسه، ذلك أن مسألة القتال لا علاقة لها بمسألة الحكم بالكفر على نحو الحصر والقصر بل إن القتال يجوز لطوائف من المسلمين مع طوائف أخرى منهم لأسباب دون الكفر بكثير كقتال علي لأصحاب الجمل وقتاله لمعاوية وأصحابه وهو لم يكفر أي من الطائفتين.
3 - ولا يعني هذا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يكفرا مانعي الزكاة ولكن عُلم أنهم يكفرونهم من دليل آخر هو أسلوب قتالهم كقتال سائر المرتدين.
4 - ثم وإن صح – فرضا ً جدليا ً – استدلالهم على النحو المزعوم من أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما اختلفا في تكفير مانعي الزكاة فإن هذا الاستدلال لا يتعدى فقهه: أن من أختلف في تكفير مانعي الزكاة لا يكفر.
أما أن يستدل بذلك على جواز الاختلاف في تكفير طائفة مسيلمة الكذاب أو الأسود العنسي أو من رجع إلي عبادة الأوثان أو من أشرك في ألوهية الله عز وجل فذلك من القياس الفاسد ولا يصح القياس الصحيح في التوحيد فضلاً عن القياس الفاسد – وبالتالي فإن استدلالهم فاسد وفهمهم فاسد وأصول التعامل مع الأدلة الشرعية لديهم فاسد.
الشبهة الثانية:
تعلقهم بما وقع من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اختلاف في شأن طائفة من المنافقين وهو ما أنزل الله تعالى فيه قوله تعالى:
" فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ً " النساء: 88.
قالوا: هؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في تكفير طائفة من المنافقين ومع ذلك لم يتهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أياً منهم بالكفر لعدم تكفيرهم للكافرين.
ولكن كما قال الشيخ الجليل محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله:
[وأعلم أن الله سبحانه وتعالى من حكمته لم يبعث نبيا ً بها التوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى:
" وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا ً شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ً " الأنعام: 112.
وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج قال تعالى:
" فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم "] أ. هـ (1)
ذلك أن التعرف عل فقه الآية الكريمة له أصول وقواعد ينبغي على كل من تكلم في دين الله عموما ً أن ينضبط بها (2) وإلا خرج بفقه ممسوخ مشوه يلبس به على الناس أمر دينهم وقد ذم الله تعالى من تكلم في دين الله بغير علم فضل وأضل.
قال تعالى:
" ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد، كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير " الحج: 43.
وقال تعالى:
" ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله، له في الدنيا خزيٌ ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق " الحج: 8.9.
والآية الكريمة تتحدث عن طائفة من المنافقين وتحدثت عن موقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المنافقين
- فمن هم المنافقين كتعريف عام؟
- وما الذي أحدثوه فيما روت بصدده الآية الكريمة (وهو سبب نزول الآية الكريمة)
- وما موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الاختلاف؟
- والمنافقون. كتعريف عام – عُلم واشتهر – هم كل من أظهر الإسلام وأبطن الكفر
قال ابن العربي:
(يُتْبَعُ)
(/)
[المسألة الثانية: أخبر الله سبحانه وتعالى أن الله رد المنافقين إلى الكفر وهو إلاركاس .. فنهى الله سبحانه وتعالى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يتعلقوا فيهم بظاهر الإيمان إذا كان أمرهم في الباطن على الكفر.] أ. هـ (1)
فالمنافق هو من أظهر الإيمان وأبطن الكفر.
و أما سبب نزول الآية الكريمة – فذكر المفسرون في ذلك روايات جمعها الأمام ابن العربي في خمسة أقوال فقال:
[المسألة الأولى – في سبب نزولها، فيه خمسة أقوال:
الأول – روى عبد الله بن يزيد الأنصاري عن زيد بن ثابت صاحب عن صاحب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى أحُد رجعت طائف ممن كان معه فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين، فرقة تقول: نقتلهم وفرق تقول: لا نقتلهم،فنزلت، وهو اختيار البخاري والترمذي.
الثاني:قال مجاهد: نزلت في قوم خرجوا من أهل مكة حتى أتوا المدينة، يزعمون أنهم مهاجرون – فارتدوا (2) واستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في الرجوع إلى مكة ليأتوا ببضائع فاختلف فيهم المؤمنون ففرقة تقول: أنهم منافقون وفرقة تقول: هم مؤمنون. فبين الله سبحانه وتعالى نفاقهم.
الثالث: - قال ابن عباس نزلت في قوم كانوا بمكة فتكلموا بالإسلام وكانوا يظاهرون المشركين فخرجوا من مكة يطلبون حاجة وإن المؤمنين لما أُخبروا بهم قالت فئة: اخرجوا إلى هؤلاء الجبناء فاقتلوهم، وقلالت أخرى: قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به.
الرابع: قال السُدّي: كان ناسٌ من المنافقين إذا أرادوا أن يخرجوا من المدينة قالوا: أصابتنا أوجاع بالمدينة فعلنا نخرج إلى الظهر حتى نتماثل ونرجع، فانطلقوا فاختلف فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت طائفة أعداء الله منافقون، وقال آخرون: بل إخواننا غمتهم المدينة فاجتووها فإذا برئوا رجعوا فنزلت فيهم الآية.
الخامس: قال ابن زيد: نزلت في ابن أُبي حين تكلم في عائشة واختار الطبري من هذه الأقوال قول من قال: أنها نزلت في أهل مكة لقوله تعالى:
" فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله " النساء: 89.
والصحيح ما رواه – زيد – بن ثابت – وقوله: حتى يهاجروا في سبيل الله يعني حتى يهجروا الأهل والولد والمال ويجاهدوا في سبيل الله] أ. هـ. (1)
هذا هو سبب النزول وهو على اختلاف مناسبة وفق الروايات الخمسة لا تجد موقفا ً منهم إلا ويحتمل التأويل والاختلاف في التقدير مع عدم القطع بكفر فاعله.
وللتأكد من ذلك راجع أسباب النزول مرة ىخرى وتأمل سببا ً وحدد على نحو القطع الفعل المكفر الذي صدر من المنافقين واختُلفَ فيه.
أين هذا من فعلة الكفر الصريحة الواضحة المنصوص عليها بالأدلة البينة والمنصوص على كفر فاعلها في وضوح وقطعية وإحكام.
أين هذا من دعاء غير الله، أو الذبح والنذر لغير الله، بل أين هذا من تبديل شرع الله عز وجل والإستهانة به واستحلال ما حرمه من ربا وزنا وخمر وسائر الفواحش حتى الردة عن الإسلام أصبحت مباحة في هذا الزمان وفي هؤلاء الأقوام المعاصرين.
هذا من جانب
ومن جانب آخر من المعلوم أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام:
- سنة قولية: وهو ما تحدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا ً ونهياً وأخباراً.
- سنة فعلية: وهو ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تحلى به من أخلاق.
- سنة تقريرية: وهي موافقته لقول قيل أمامه أو فعل وقع في حضوره بالقول أو السكوت حيث سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم إقرارا ً وموافقة لامتناع التخلف عن البيان في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أمور معلومة مشهورة لمن له أدنى اطلاع على أصول الفقه عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولذا فإن سكوت النبي صلى الله عليه سلم بالنسبة لموقف الفئتين من صحابته الكرام هو بمثابة إقرار لكل منهما فيما تأوله وذهب إليه، ودليل ذلك:
أنه لم ينكر على أيِّ منهما حتى نزلت الآية بحكم الطائفة المختلف فيها وأنهم منافقون حقا ً.
أن المنافق يظهر خلاف ما يبطن ولا سبيل لنا إلا معاملته بما يظهره لنا من قول وفعل فلما كان ما يظهره هو الإسلام كان حكمه حكم المسلمين. ولهذا قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لمن إستدل عليه بمثل هذا الشبهة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وأما أستدلالك بترك النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده تكفير المنافقين وقتلهم، فقد صرح الخاص والعام ببديهة العقل: أنهم لو يُظهرون كلمة واحدة أو فعلا ً واحدا ً من عبادة الأوثان أو مسبّة التوحيد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم يقتلون أشر قتله] أ.هـ (1)
وقد أفاض صاحب كتاب " حد الإسلام وحقيقة الإيمان " في مناقشة موضوع المنافقين وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلهم على نحو محمود ودقيق يغني من إعادة الحديث فيه فليرجع إليه. (2)
3 - أن حكم الطائفة المختلف فيها قد حسمته بعد ذلك الآية الكريمة وكان بنزولها امتناع الإختلاف – بعد ذلك – في حكم هذه الطائفة وذلك يعني:
أن قبل نزول الآية الكريمة كان إختلاف الصحابة من قبيل إختلاف التنوع الذي لا يُذم أطرافه ودليل ذلك سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يعد إقرارا ً للطرفين المختلفين فيما تأولا وأن بعد نزول الآية الكريمة أصبح من الممتنع الإختلاف بشأن هؤلاء المنافقين لأن الإختلاف هنا وبعد نزول الآية الكريمة يصبح إختلاف تضاد (3) يُذم ويأثم الطرف المخالف فيه للنص وحكم الآية الكريمة.
ونلخص من هذا أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا بشأن قوم مقطوع بكفرهم على نحو بين واضح، وأنما كان إختلافهم فيمن أظهر الإسلام ثم ظهرت منه أفعال أو أقوال ظن فيهم بعض الصحابة االنفاق.
وظن فيهم البعض الآخر من الصحابة حسن النية ولم يكن مقطوع بكفرهم أو نفاقهم.
وهذا خلاف موضوعنا حيث موضوعنا تكفير الكافرين المقطوع بكفرهم ومن لم يكفرهم بعد النص الواضح بكفرهم. والحكم أنه كافر لسببين أساسيين:
الأول – أنه رد حكم الله تعالى بكفرهم.
والثاني – أنه بذلك قد تولاهم حيث الشهادة بالإسلام ولاء كما أن الشهادة بالكفر براء.
الشبهة الثالثة:
قالوا: إن الصحابة اختلفوا في تكفير الخوارج وإن العلماء اختلفوا في تكفير الجهمية وسائر الفرق المبتدعة وإن هذا الاختلاف لم يدفعهم أن يكفر بعضهم البعض لأجل أن منهم من لم يكفر الكافرين.
وهو قول مشبوه مردود على قائله حيث قد علمنا أن سائر الفرق المبتدعة من أهل الأهواء مخالفون لأهل السنة والجمعة فيما هم عليه من مذهب عقيدي يتعلق بأصول يتعلق بأصول سنة الاعتقاد لا في أصل الاعتقاد و الفرق بين المخالف في أصول سنة الاعتقاد وأصل الاعتقاد أن المخالف لأصل الاعتقاد مقطوع النص بكفره قرآنا ً وسنة وأما المخالف لأصول سنة الاعتقاد فهو غير مقطوع النص بكفره.
ولذا سمي من خالف عقيدة أهل السنة والجماعة بأهل البدع والأهواء ولم يقطع بكفر طوائف كثيرة منهم لعدم قطعية النص بكفره بل إن تكفيرهم كان محل اجتهاد العلماء وبالتالي محل اختلافهم.
وذلك خلاف من خالف عقيدة التوحيد كمن غلا في عليّ بن أبي طالب فحرقهم بالنار وكمن توجه بشيء من الشعائر والنسك التي تجب لله وحده إلى غير الله، وكمن والى أعداء الله فأمثال هؤلاء مقطوع النص بكفرهم.
ولذا – وكما سبق أن بينا – يخرج عن مجال تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر كل ما هو غير مقطوع النص بكفر فاعله. ولما كان غير مقطوع النص بكفر فاعله فمن لم يكفره لا شيء عليه فضلاً عن غيره.
فخرج بذلك الاختلاف في تكفير الخوارج أ المرجئة أو الجهمية أو المعتزلة أو سائر الفرق من أهل البدع والأهواء عن مجال تطبيق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر ولكن بشرط ألا يضيفوا إلى بدعتهم – الغير مقطوع النص بكفر فاعلها – بدعة أخرى مقطوع النص بكفر فاعلها حيث هنا يصبح الأمر داخل تحت حكم قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، والله تعالى أعلى وأعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) - يراجع جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي شرح الحديث الثامن ص 103 الريان.
(1) كشف الشبهات ص 5 م. السلفية.
(2) ونذكر هم أن من هذه الأصول: 1 - التزام النص وطرح التأويل 2 - مراعاة الصيغ مع النظر في المقاصد وتتبع المعاني 3 - الوقوف مع الحكم 4 - الجمع بين أطراف الأدلة
5 - ربط الفرعيات الجزئية بقواعدها الكلية، (يراجع حد الإسلام وحقيقة الإيمان) من ص 18 وما بعدها.
(1) أحكام القرآن للإمام ابن العربي جـ 1 ص 469.
(2) فارتدوا سراً بدليل إظهارهم الاستئذان من النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) احكام القرآن ابن العربي جـ 1 ص 468 ط. الجبل.
(1) تاريخ نجد ص 344 الرسالة 21.
(2) حد الإسلام وحقيقة الإيمان ص 36 وما بعدها.
(3) يراجع أنواع الاختلاف وحكم كل نوع في اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيميه رحمه الله وأيضا ً شرح العقيدة الطحاوية.
و أسأل الله أن ينور قلبك و يهدينا و اياك الى صراط مستقيم و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و الحمد لله اولا و آخر و صلى الله على محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.(/)
**خطبة الجمعة من المغرب**
ـ[مصباح المغربي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم
دار حديث خطبة الجمعة اليوم من أحد مساجد المملكة المغربية حول قضاء الله تعالى على كل حي بالموت وان لكل بداية نهاية،وكما استقبلنا رمضان منذ شهر هاهو شهر شوال نعد أيامه لتمضي سنة الله تعالى في خلقه وتصرفه في الأوقات والزمن،ومن ذلك يستخلص المسلم أن هذه الحياة الدنيا إلى زوال كما تزول الأيام وأن ما ينفع المسلم هو عمله الذي قدمه من صلاة وتوحيد وزكاة وصيام واعمال البر كلها؛فرمضان قد مضى وترك في نفس كل واحد منا أثرا صغيرا او كبيرا فهو شهر تعم فيه الطاعات وتكثر الحسنات وتقل فيه السيئات لما يحسه المسلم من حرمة أيامه،وعلى المسلم أن يتشبت بحصيلة رمضان ويتبث على طاعة الله تعالى فهو كالذي دخل الحمام وتخاص من ادرانه ويجب عليه ان يحافظ على نظافته بالإبتعاد عن كل ما يمكنه تلويثه،إن تعاقب الليل والنهار كفرسين يتناوبان على حمل الإنسان إلى أجله إلى ان يصل وقت الموت.
وفي الخطبة الثانية بين الخطيب أن انقضاء رمضان لا يعني النكوص وترك ما وفق العبد لعمله من خيرات في الشهر الفضيل،بل إن طاعة الله تعالى يجب أن تكون منهج حياة في رمضان وغيره من الشهور لأن رب رمضان هو الله تعالى وهو رب كل الشهور.وفي الأخير نبه الخطيب المصلين إلى ضرورة تذكر عبادة الشكر وحمد الله تعالى الذي وفقنا لصيام رمضان وحث المصلين على صيام ست من شوال،كما ذكر من عليه قضاء ان يبادر بقضاء رمضان وألا يتكاسل لأن حقوق الله ديون والله تعالى احق من يجب أن توفى له ديونه.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 08:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
الله يرحم والدينا ووالديك ..(/)
مشاركة حول موقف الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام من الغرب.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:47]ـ
هذه مشاركة حول موقف الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام من الغرب. أرجو من الإخوة أن يلتزموا فى مشاركتهم بالرد على هذه الأسئلة
1 - هل دعا الإسلام إلى مقاطعة الغرب.
2 - ما هو موقف الإسلام من غير المسلم فى المجتمع الإسلامى.
3 - هل الجهاد اعتداء على غير المسلمين أم تأمين للدعوة الإسلامية وأتباعها.
4 - لماذا دعا القرآن إلى أن نبر غير المسلمين ونقسط إليهم.
5 - لماذا عادى الرسول من آذى الذمى.(/)
مشاركة حول شبهات وأباطيل ضد الإسلام وحضارته
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
هذه مشاركة حول شبهات وأباطيل ضد الإسلام وحضارته وأرجو من الإخوة المشاركين أن يلتزموا بهذه الأسئلة
1 - ما هى أسباب ترويج المزاعم والأباطيل ضد الإسلام وحضارته.
2 - هل انتشر الإسلام بحد السيف وإذا لم يكن كذلك فلماذا خرج المسلمون من بيوتهم لنشر الإسلام فى أوربا وغيرها.
3 - لماذا تزوج الرسول بأكثر من أربعة رغم أن التشريع الإسلامى جاء بأربعة فقط لكل مسلم.
4 - هل القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، وهل استفاده من اليهود والنصارى.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 06:14]ـ
لو كان الإسلام قد انتشر بحد السيف فهل يعقل ان أناسا فرض عليهم الإسلام بالقوة ويخرجون يحملون أرواحهم على أكتافهم لينشروا دينا فرض عليهم بالقوة
كم كان عدد المسلمين قبل فتح مكة،وكم أصبح بعد فتح مكة تساؤل بالإجابة عليه يتضح هل انتشر الإسلام بالقوة والسيف ام لا.
كيف انتشر الإسلام فى ماليزيا وأندونيسيا وغيرها من البلاد التى لم تعرف الفتوحات
لماذا يسلم العديد من غير المسلمين الآن بلا قوة ولا سيف
لعلى بذلك أكون قد فتحت الباب لمشاركة ولو واحد من الأخوة فى الموضوع
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 06:22]ـ
زواج النبى بأكثر من أربعة الإجابة تدور حول الآتى:
1 - خصوصية من خصوصيات النبى مثل وصاله فى الصيام
2 - أن النبى خوطب بقوله تعالى بعدء استيفاء تسع زوجات إضافة إلى أربعة من الإماء أو السرائر " لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن ولو أعجبك حسنهن" أى يا محمد لا تزيد على ذلك، وليس لك أن تطلق واحدة منهن لتضيف مكانها أخرى، وهذا كان ضابطا مع زيادة العدد عن المسلم العادى
أما المسلم فله إن شاء أن يطلق زوجاته الأربع وأن يتزوج بدلا منهن
ولو استيقظ فوجدهن كلهن أموات فله الزواج بغيرهن
هل بعدكل هذا نقول إن التشريع فيه ظلم
كلا وربى فالتشريع كله عدل ويدعو إلى العدل
3 - لكل زوجة سبب فى الزواج بها وأنا أترك الأخوة كل ينقب ليتحفنا بما يعثر عليه من درر
على أمل بعودة إن شاء الله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 10:28]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
زيجات النبي كلها - عدا زواجه بخديجة - كانت بعد الخمسين سنة أي بعد انتهاء فترة الشباب، وهو ما يبعد شبهة أن يكون الغرض من الزواج التوسع في الشهوات والمتعة عند أي منصف.(/)
صور أختلاف العلماء في تكفير الواقعين في الكفر الأكبر ولم يقتضي ذلك أن يُكفروا بعضهم.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام في هذا الموضوع سوف نسرد صور من أختلاف العلماء في مسائل إعذار الواقعين في الكفر الأكبر ولم يقتضي ذلك تكفير بعضهم بعضاً بناءً على أن من لم يكفر الكافر فقد كفر
ونريد منكم أن تثروا الموضوع بتعليقاتكم حتى تعم الفائدة بشكل أكبر.
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود:
المقصود بالكفر الأكبر في كلامنا هو: ما يتعلق بأصل الدين .. كسب الله تعالى أو سب دينه، أو السجود للصنم، أو التحاكم إلى الطاغوت، أو النطق بالشرك الصراح، أو مظاهرة الكفار على المسلمين.
الصورة الأول: اختلاف العلماء في تكفير الجاسوس المسلم فذهب الإمام الشافعي رحمه الله إلى عدم تكفيره إن كان راغباً في شيئ من متاع الدنيا وخالف الإمام سحنون رحمه الله وحكم بكفر الجاسوس المسلم بمجرد الجاسوسية.
الصورة الثانية: اختلفوا في الحاكم بغير ما أنزل الله .. فقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في (كتاب الصلاة) أن بعض أهله قد أخطأ فظن أن الحكم بغير ما أنزل الله لا يكون كفراً أكبراً إلا في حالة ترك الحكم بجميع ما أنزل الله عزوجل لا بعضه فقال رحمه الله: (ومنهم: من تأول على ترك الحكم بجميع ما أنزل الله. قال ويدخل في ذلك الحكم بالتوحيد والإسلام. وهذا تأويل عبد العزيز الكناني وهو أيضاً بعيد، إذ الوعيد على نفي الحكم بالمنزل. وهو يتناول تعطيل الحكم بجميعه وببعضه) إهـ.
.. ومع هذا لم يُكفره ابن القيم ولا غيره من أهل العلم.
الصورة الثالثة: اختلفوا في المتحاكمين إلى الطاغوت الذين نزلت بهم الآيات .. فجمهور العلماء على أنهم كفروا وخرجوا من الدين .. وبعضهم قال: لم يكفروا، بل وقعوا في النفاق الأصغر .. والأخير هو قول ابن حزم - رحمه الله - كما جاء عنه في [المحلّى: 11/ 202]، إذ قال: (فيمكن أن يكون هؤلاء الذين أرادوا التحاكم إلى الطاغوت لا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مظهرين لطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عصاة بطلب الرجوع في الحكم إلى غيره، غير معتقدين لصحة ذلك، لكن رغبة في اتباع الهوى، فلم يكونوا بذلك كفاراً بل عصاة) إهـ
واشترط إقامة الحجة عليهم قبل تكفيرهم .. إذ عنده أن كفرهم مرتبط بالعلم بالنصوص الشرعية.
فهل على من لم يعذرهم تكفير ابن حزم الذي أعذرهم بالجهل؟؟ وهل يقال: إن ابن حزم نقض أصل الدين عندما نطر فتأول فاجتهد، فرأى عدم كفرهم؟؟.
الصورة الرابعة: اختلفوا في الذين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط .. فرأي بعضهم أنهم أرادوا مجرد مشابهة المشركين في أفعالهم .. ورأي الفريق الأخر أنهم قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين ولكنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهال حديثي عهد بالكفر.
هذه بعض الصور ولنا عودة لسرد صور أخرى إن شاء الله تعالى ... ونريد من الاخوة الكرام أن يضيفوا صور أخرى على ما سبق عرضه في هذا الموضوع وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, صباحاً 11:13]ـ
الصورة الخامسة: إظهار التكذيب في خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كفر يجب به القتل لأنه في حقيقته طعن في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قول القاضي عياض رحمه الله ورأي أن مثله لا يعذر بالجهل وأنه لا مناع من التكفير معتبر في مثل هذه الحال إلا الإكراه.
فقال رحمه الله تعالى في كتابه الشفا: ( ... تقدم الكلام في قتل القاصد لسبه و الإزراء به، و غمصه بأي وجه كان من ممكن أو محال، فهذا وجه بين لا إشكال فيه.
الوجه الثاني لاحق به في البيان و الجلاء، و هو أن يكون القائل لما قال في جهته صلى الله عليه و سلم غير قاصد للسب و الإزراء، و لا معتقد له، و لكنه تكلم في جهته صلى الله عليه و سلم بكلمة الكفر، من لعنه أو سبه أو تكذيبه أو إضافة ما لا يجوز عليه، أو نفى ما يجب له مما هو في حقه صلى الله عليه و سلم نقيصة، مثل أن ينسب إليه إتيان كبيرة، أو مداهنة في تبليغ الرسالة، أو في حكم بين الناس، أو يغض من مرتبته، أو شرف نسبه، أو وفور علمه أو زهده، أو يكذب بما اشتهر من أمور أخبر بها صلى الله عليه و سلم و تواتر الخبر بها عنه عن قصد لرد خبره، أو يأتى بسفه من القول، و قبيح من الكلام، و نوع من السب في جهته، و إن ظهر بدليل حاله أنه لم يعتمد ذمه، و لم يقصد سبه، إما لجهالة حملته على ما قاله، أو لضجر أو سكر اضطره إليه، أو قلة مراقبة و ضبط للسانه و عجرفة و تهور في كلامه، فحكم هذا الوجه حكم الوجه الأول القتل دون تلعثم، إذ لا يعذر أحد في ا لكفر بالجهالة، و لا بدعوى زلل اللسان، و لا بشيء مما ذكرناه، إذ كان عقله في فطرته سليماً، إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان.) إهـ.
وخالف في ذلك الإمام ابن حزم رحمه الله واعتبر أن من طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب في وجهه قد يعذر بمانع الجهل ولا يكفر إلا بعد قيام الحجة عليه.
فقال رحمه الله في كتابه (المحلى) معلقاً على حديث الليتين الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المُفاداة في الشجة التي وجب بها القود في أول الأمر: (فليس في هذا الحديث إلا ما جاء في حديث أنس الذي رواه ثابت وهو المُفاداة في الشجة التي وجب فيها القود، ولا مزيد. وفي هذا الخبر عذر الجاهل، وأنه لا يخرج من الإسلام بما لو فعله العالم الذي قامت عليه الحجة لكان كافراً، لأن هؤلاء الليتين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه كفر مجرد بلا خلاف لكنهم بجلهلم وأعرابيتهم عُذروا بالجهالة فلم يكفروا) إهـ.
فتامل هنا: ترى أن القاضي عياض رحمه الله لا يعذر بالجهل فيها وخالفه ابن حزم رحمه الله فرأي أن الجهل مانع معتبر في مثل هذه المسائل ... فهل يقال أن ابن حزم رحمه الله قد كفر لأنه لم يكفر الكافر ... والجواب بالتأكيد لا .. لأن مسائل الأسماء والأحكام من المسائل التي يعذر فيها المخالف .. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:19]ـ
الصورة السادسة: اختلفوا في اعذار الشاك في قدرة الله تعالى ولم يكفروا بعضهم وهذا تضمنه حديث الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته حتى يضل الله بذلك ولا يقدر على جمعه .. فرأي أهل العلم أن هذا الرجل قد وقع في الكفر المجرد ولكنهم اختلفوا في المانع من تكفيره على أقوال كثيرة حتى زعم بعضهم أنه كان في شريعته جواز المغفرة للكافر!!!.
قول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري [6/ 522 - 523]:
[-- قوله: (فوالله لئن قدر الله عليّ)، في رواية الكشميهني: (لئن قدر عليّ ربي). قال الخطابي: قد يستشكل هذا، فيقال: كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب أنه لم ينكر البعث، وإنما جهل، فظنّ أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله. قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين فلا يكفرون بذلك؛ وردّه ابن الجوزي وقال: جحده صفة القدرة كفر اتفاقاً، وإنما قيل إن معنى قوله: (لئن قدر الله عليّ) أي: ضيّق، وهي قوله: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أي: ضيّق، وأما قوله: (لعلي أضلّ الله) فمعناه: لعلي أفوته، يقال: ضلّ الشيء إذا فات وذهب، وهو كقوله: {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى}، ولعل هذا الرجل قال ذلك من شدة جزعه وخوفه، كما غلط ذلك الآخر فقال: أنت عبدي وأنا ربك، ويكون قوله: (لئن قدّر عليّ) بتشديد الدال أي: قدّر عليّ أن يعذبني ليعذبني، أو على أنه كان مثبتاً للصانع، وكان في زمن الفترة، فلم تبلغه شرائط الإيمان، وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه، حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصداً لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي، الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه، وأبعد الأقوال قول من قال إنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر. --]
فهؤلاء لم يستسيغوا إعذار من شكّ في قدرة الله تعالى بالجهل .. ورأوا أن الجهل لا يصحّ عذراً في هذه المسألة.
وفريق أخر من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يعذره بمانع الجهل كما هو صريح مذهبه، وكذلك قال ابن حزم – رحمه الله – كما ورد عنه في كتابه الفصل.
ومن هذا الباب اختلافهم في قول الحواريون لنبي الله عيسى عليه السلام هل يستطيع الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء، فرأي فريق من العلماء أن هؤلاء لم يشكوا في قدرة الله أصلاً، ورأي فريق أخر أنهم قد وقع لهم الشك في قدرة الله وهذا كفر ولكنهم عذروا بالجهالة.
قال ابن حزم رحمه الله: (فهؤلاء الحواريون الذين أثنى الله عزوجل عليهم قد قالوا بالجهل لعيسى عليه السلام هل يستطيع ربك أن يُنزل علينا مائدة من السماء؟! ولم يبطل بذلك إيمانهم وهذا مالا مخلص منه وإنما كانوا يكفرون لو قالوا ذلك بعد قيام الحجة وتبيُّنهم لها) إهـ الفصل في الملل والهواء والنحل:3/ 253.
فهل على من لا يعذره بالجهل تكفير من يعذره بالجهل؟؟
سيقولون: ولكن هذه من مسائل الصفات .. وليست من أصل الدين.
أقول: من لم يعذره بالجهل رأى أنها من أصل الدين .. ومما هو معلوم، أنّ الاعتقاد بأن الله قادر وخالق ورازق، هذا من أصل الدين، وحتى كفّار قريش كانوا يعتقدون بذلك .. وإلا فكيف يُعبد من لا يقدر؟؟
وممن يرى أن هذه المسائل من أصل الدين هو ابن القيم – رحمه الله -، فقد قال – كما في ما أوردناه من كلامه – في [الطرق الحكمية: 1/ 238]:
[-- مَنْ كَفَرَ بِمَذْهَبِهِ؛ كَمَنْ يُنْكِرُ حُدُوثَ الْعَالَمِ، وَحَشْرَ الْأَجْسَادِ، وَعِلْمَ الرَّبِّ تَعَالَى بِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ، وَأَنَّهُ فَاعِلٌ بِمَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ، فَلَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ، لِأَنَّهُ عَلَى غَيْرِ الْإِسْلَامِ. --]
ـ[محمود المصرى المسلم]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 03:28]ـ
موضوع فعلا الله يفتح عليك ويريت الجميع يدخل للافاده
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 10:41]ـ
السلام عليكم،
- اختلفوا في من دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعو الله تعالى .. فمنهم من قال شرك أصغر، ومنهم من قال أكبر.
- اختلفوا في السجود لغير الله - تعالى -، فمنهم من قال هو شرك أكبر في كل أحواله، ومنهم من قال إن كان يقصد التحية فهو شرك أصغر.
- اختلفوا في الطواف حول القبر .. فمنهم من قال شرك أكبر في كل أحواله .. ومنهم من قال شرك أصغر إن لم يقصد التقرب إلى صاحب القبر.
- اختلفوا في تكفير أصحاب موسى - عليه السلام - الذين قالوا اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة .. ففي حين أن جمهور العلماء يعذرونهم بالجهل، كفّرهم البعض وحكم بردتهم.
- وكذلك اختلفوا في من اتخذ ذات أنواط .. فبعضهم قال شرك أكبر .. والبعض قال شرك أصغر.
- اختلفوا في لبس الصليب .. ففي حين أن جمهور العلماء يرى أنه شرك أكبر .. يرى بعض الشافعية أنه من الكبائر دون الكفر.
- اختلفوا في السكران الطافح الذي يسب الله تعالى .. فالجمهور يعذره، والبعض لا يعذره.
أرجو أن أكون قد أفدتك.
وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 06:15]ـ
السلام عليكم
يرى المخالف إمكانية الإختلاف بين المسلمين في تكفير المشركين عن جهل، وليثبت عدم وجوب تكفير الكافر راح يتتبع مواقع الإختلاف بين العلماء في بعض الأمور على أنهم لم يكفّر بعضهم بعضا، وهذا استدلال فاسد شرعا، لأنه مشروط بعصمة هؤلاء العلماء أولا من الكفر، أو إقرار النبي صلى لله عليه وسلم لهم في قولهم أو فعلهم.
مثلا نحن نعتقد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشهود له بالجنة بالنص، ومات مخالفا للخوارج الذين كفروه وقتلوه، ومات على الأمر الذي زعموا أنه أخرجه من الإسلام، وقد جاء في الحديث أن قاتله شقي وهو منهم، إذن علي يستحيل في حقه مسبقا الكفر، فالنتيجة أن عقيدتهم باطلة، هذا زيادة فقط عن النصوص التي تثبت ضلالهم.
أما من لم تتحقق فيه بعض هذه الشروط كالعلماء المتأخرين سواء كانوا مسلمين أصلا أو غير مسلمين، فإن أي مخالفة منهم لأصل الدين نعتبرها كفرا منهم حتى يتوبوا منها، هذا إذا خلت من موانع التكفير، ولا نثبت لأحد قولا إذا كان محتملا لأكثر من معنى، إذا دلت الشواهد على إمكانية عدم القصد الظاهر، فمن كفّر مسلما بأمر محتمل وقع تحت طائلة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما امرىء قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).
أما إثبات المعنى الكفري من ذلك القول، ثم اعتباره دليلا على أنه ليس كفرا، بحجة أنه لو كان كفرا ما فعله فلان، فهذا ليس بإسلام، وليس هذا فعل المسلم، لأن هناك من يحب ابن تيمية ويستدل بقوله على أنه لو كان تكفير جاهل التوحيد حقا لما قاله ابن تيمية، وما دام قد قاله ولا يمكن تكفير ابن تيمية حسب عقيدته فهذا ليس كفرا، وعلينا أن نؤول النص وفق فهمه، ونحذف هذا الأمر من أصل الدين ليصبح مسألة فرعية لا يكفر المخالف فيها إلا بعد الحجة.
وهكذا يقول من يحب شيوخ الأزهر وقد كانوا يدعون لعبادة القبور، وهلم جرا ...
حتى عبادة القبور وسيادة الشعب المطلقة هناك علماء فطاحلة يقولون بها ويدعون إليها ولم يكفرهم العلماء الآخرون الذين يقولون أنها كفر.
وفي النهاية ليس هناك أصل للدين، وإنما كل شيء يصبح نسبيا، وسواء وصل إلى هذه النتيجة بقصد مع سبق الإصرار أو بغير قصد، فحول التوحيد إلى قضية اجتهادية نسبية مزاجية، وهذا الخط سيجد الكثيرين اليوم الذين يدعون إليه من الذين غسلت الماسونية أدمغتهم، وشرعت لهم مبدأ النسبية المطلقة.
هذا لما جعل الدين غرضا للخصومات والتقلبات، فكلما عثر على كلمة تخالف أصل الدين سواء كان معناها مقصودا من قائلها أم لا، أخرجها من أصل الدين، وحولها إلى قضية اجتهادية لا يكفر مخالفها وجاهلها، ولو كان مسلما حقا لحكّم الإسلام فيها ولم يجعلها حاكمة على الإسلام.
هذا الجواب المجمل على كل ما بناه من أدلة بهذه الطريقة، وهو مقرر في قلب كل مسلم يشفق على دينه، أما من يجعل دينه غرضا للخصومات فلن يبقى له دين.
قال: بعض العلماء يرون سب الله مع الجهل بالمعنى كفرا، وقال البعض بكفر السكران ولم يكفروا من لم يكفرهما، قال: واختلفوا في السكران الطافح الذي يسب الله تعالى فالجمهور يعذره والبعض لا يعذره.
أقول: هذا خطأ بيّن لانتفاء القصد، فلا يحق لهم تكفيرهما فضلا عن تكفير من لم يكفّرهما، والخطأ يبطل ولا يبنى عليه.
قال: اختلفوا في الذين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط فرأى بعضهم أنهم أرادوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين ولكنهم لم يكفروا لأنهم كا نوا جهالا حديثي عهد بالكفر.
أقول: لم يقل أحد من المسلمين ولا جهالهم أن من طلبوا ذات أنواط قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين، وأنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهالا حديثي عهد بالكفر، فاعتبار الجهل بالتوحيد أو حداثة العهد بالدخول في الإسلام مانعَين من الكفر هو فعل المتأخرين الذين لا يكفّرون المشركين، ثم أصبحوا دليلا قائما بذاته عند مقلديهم.
قال: اختلفوا فيمن اتخذ ذات أنواط فبعضهم قال أكبر والبعض قال أصغر.
أقول: قوله (اتخذوا ذات أنواط) هذا لم يحصل، كما أن الإتخاذ هنا لا معنى له، لأن هناك فرقا بين من اتخذها معبودا ومن اتخذها معتكفا لعبادة الله.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 06:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: اختلفوا في الحاكم بما أنزل الله، فذكر ابن القيم أن بعض أهله قد أخطأ فظن أن الحكم بغيره لا يكون كفرا أكبر إلا في حالة ترك الحكم بجميع ما أنزل الله، (قال: ويدخل في ذلك الحكم بالتوحيد والإسلام، وهذا تأويل عبد العزيز الكناني، وهو أيضا بعيد، إذ الوعيد على نفي الحكم بالمنزل، وهو يتناول الحكم بجميعه وببعضه) ومع هذا لم يكفره ولا غيره من أهل العلم.
أقول: هذا التأويل لا كفر فيه، فترك الحكم بما أنزل الله معصية وإن كثر إلى أن يصل إلى ترك التوحيد فيصبح كفرا، وهذا مثل الإكثار من المعاصي لا يكون كفرا إلا بالشرك، لكن ليست هذه الصورة الوحيدة للكفر، فقد يكفر الحاكم بالإستحلال أو الجحود او باتخاذ شرع آخر وغيرها، ومن قال بإحداها في تفسيره للآية لا ينكر أن تكون الأخرى كفرا، فلا يكفر فضلا عن أن يكفر من لم يكفّره.
قال: اختلفوا في السجود لغير الله فمنهم من قال أكبر في كل أحواله ومهم من قال إن قصد التحية فهو أصغر.
أقول: لا أحد من المسلمين قال أن السجود كفر في كل أحواله، وإلا لكان الملائكة قد عبدوا آدم ويعقوب وأبناؤه عبدوا يوسف عليهم الصلاة والسلام أجمعين، إلا إن كان أحد العلماء يتكلم كلاما عاما، لا يذكر الحالات الإستثنائية، كقولنا: السجود لغير الله شرك، والكل يعلم أننا نقصد التعبد ولا دخل هنا للتحية ولاتخطر على بال أحد.
قال: اختلفوا في الطواف حول القبر فمنهم من قال: أكبر في كل أحواله ومنهم من قال: أصغر إن لم يقصد التقرب إلى صاحب القبر.
أقول: هذا مثل قضية السجود، فالقول الثاني هو تخصيص للعام واستثناء منه، حيث أن من يتكلم عن العام لا يذكر الحالات الإستثنائية.
قال: أن العلماء اختلفوا في حدود الإكراه المبيح للكفر، منهم من جعله على القول ومنهم من أدرج الفعل لعموم الآية، ومنهم من وسعه حتى شمل السجن والضرب والقيد، وأحمد قال: الوعيد ليس إكراها إلا إذا وقع المحذور، ولم يكفّر من يرى أنه غير مكره مخالفه.
أقول: حدود الإكراه نسبية من شخص إلى آخر، فمنهم من تقتله الضربة التي لا تؤلم الآخر إلا قليلا، وربنا لم يحدده ولا يمكن تحديده، فمن كانت له شبهة إكراه لم نكفّره فضلا عن تكفير من لم يكفّره، وهذا يندرج ضمن تغليب ما يدل على إسلام المسلم، والكلام يدور حول المسلم الذي ثبت إسلامه فلا يكفر إلا بيقين، أما من جهل التوحيد فلم يدخل في الإسلام أصلا وبيقين، ولا خلاف في هذا.
فأحمد بن حنبل ثبت في فتنة خلق القرآن، وبعض العلماء صرح بالكفر تقية، فرأى أحمد أنهم لم يُكرهوا بالتهديد والوعيد بالضرب والحبس، فهجرهم ولم يكفّرهم كيحيى بن معين وغيره، وأحمد مثلا لا يرى للأسير إكراها إذا كان مدى الحياة، لكنه لا يكفّره، وإنما كان مقصوده التحريض على الأخذ بالعزيمة في الدين وترك الرخصة.
كان الرعيل الأول من الصحابة يعتقدون أنه لا عذر بالإكراه، ويذكر هذا عن الأنبياء السابقين وأتباعهم، ثم إن الله رحمة بنا رخّص في الكفر تحت الإكراه بعد حادثة عمار بن ياسر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ورفع القلم عن النائم والصبي والمجنون وزلة اللسان من شدة الفرح أي انعدام القصد، وقيس على هذا السكران والمغمى عليه والغضب الذي يفقد الصواب والرجل يتكلم كلمة بلغة لا يفهمها
وغيرها.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 07:11]ـ
هذا الموضوع أكبر دليل على إفلاس أصحابه
كيف؟!
أصحاب هذا الموضوع يقولون أن الأعذار تُعرف بالنص لا بالعقل و لا باجتهاد الرجال ...
ثم تراهم لم يذكروا و لا نص واحد!!
فسقط استدلالهم من أساسه حتى بحسب قواعدهم
فكما ترون صار الاستدلال باختلاف الرجال
و ليتهم توقفوا عند ذلك!
فهم يعذرون حتى من لم يكفر من جاء النص القطعي بكفره
مثل: بابا الفتيكان
الحاصل من مذهبهم أن: كل مسائل التكفير تقبل الخلاف في أصل الدين أو في فروعه
حتى تكفير من جاء النص القرآني بكفره
و هذا هدم للاسلام من أساسه
فلو سلمنا لكم بكل ما قلتموه تنزلاً
فهل تريدون أن نسلم لكم بإمكانية الخلاف في كفر بابا الفتيكان؟!
فالخلاف معكم لو كان في بعض الصور لهان
لكنكم هدمتم أصل الشريعة برد نصوصها
و الله المستعان
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم،
(يُتْبَعُ)
(/)
ليتك تتمعن فيما تكتب يا (البيان الإسلامي) قبل أن تدرج ردّك.
يرى المخالف إمكانية الإختلاف بين المسلمين في تكفير المشركين عن جهل، وليثبت عدم وجوب تكفير الكافر راح يتتبع مواقع الإختلاف بين العلماء في بعض الأمور على أنهم لم يكفّر بعضهم بعضا، وهذا استدلال فاسد شرعا، لأنه مشروط بعصمة هؤلاء العلماء أولا من الكفر، أو إقرار النبي صلى لله عليه وسلم لهم في قولهم أو فعلهم.
ما هذا إلا دليل جهلك بما ندعو إليه .. فلم نقل بهذا يوماً من الأيام .. بل ما زلنا نقول: إن من لم يكفّر الكافر فهو كافر.
أما إثبات المعنى الكفري من ذلك القول، ثم اعتباره دليلا على أنه ليس كفرا، بحجة أنه لو كان كفرا ما فعله فلان، فهذا ليس بإسلام، وليس هذا فعل المسلم، لأن هناك من يحب ابن تيمية ويستدل بقوله على أنه لو كان تكفير جاهل التوحيد حقا لما قاله ابن تيمية، وما دام قد قاله ولا يمكن تكفير ابن تيمية حسب عقيدته فهذا ليس كفرا، وعلينا أن نؤول النص وفق فهمه، ونحذف هذا الأمر من أصل الدين ليصبح مسألة فرعية لا يكفر المخالف فيها إلا بعد الحجة.
نحن لم نورد هذه المسائل على سبيل الاستدلال .. ولم يقل أحد أن هؤلاء العلماء حجة في دين الله .. بل غاية ما فعلنا هو الاستئناس بهذه الحوادث .. ومن الحمق عند البعض (لا أعنيك) أن يجعل كلامنا في العلماء هي غاية حجتنا ..
قال: بعض العلماء يرون سب الله مع الجهل بالمعنى كفرا، وقال البعض بكفر السكران ولم يكفروا من لم يكفرهما، قال: واختلفوا في السكران الطافح الذي يسب الله تعالى فالجمهور يعذره والبعض لا يعذره.
أقول: هذا خطأ بيّن لانتفاء القصد، فلا يحق لهم تكفيرهما فضلا عن تكفير من لم يكفّرهما، والخطأ يبطل ولا يبنى عليه.
هم يقولون: إن ساب الله ورسوله سكراناً كافر مشرك، خارج من الإسلام .. هذا ما هو متقرر عندهم .. فهل عليهم أن يكفّروا من يرى عذره؟؟
سواء أخطأوا أم لم يخطئوا .. فهم يرون أنهم على حق .. ويرون أن هذا الساب نقض أصل الدين .. ومع هذا، فإن تكفير من لا يكفّره من أفحش الخطأ في دين الله.
أما أن تتهرب من الجواب وتقول: هم على خطأ .. ولا يحق لهم تكفير هذا السكران .. ثم تتناسى جوهر القضية وهو: أنهم يعتقدون أنهم على حق، فهل يجب عليهم تكفير من لا يكفره وإلا كانوا كفاراً؟؟ .. فهذا من التلبيس.
قال: اختلفوا في الذين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط فرأى بعضهم أنهم أرادوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين ولكنهم لم يكفروا لأنهم كا نوا جهالا حديثي عهد بالكفر.
أقول: لم يقل أحد من المسلمين ولا جهالهم أن من طلبوا ذات أنواط قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين، وأنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهالا حديثي عهد بالكفر، فاعتبار الجهل بالتوحيد أو حداثة العهد بالدخول في الإسلام مانعَين من الكفر هو فعل المتأخرين الذين لا يكفّرون المشركين، ثم أصبحوا دليلا قائما بذاته عند مقلديهم.
يبدو أنك لم تقرأ حقاً أقوال العلماء في ذات أنواط، خاصة قول الشيخ عبداللطيف بن حسن آل الشيخ - رحمه الله -، وكيف جعلها من الشرك الأكبر ..
لكن اصبر، لعلنا نأتيك بأقوال من قالوا إنها من الشرك الأكبر ..
للحديث بقية إن شاء الله ..
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:02]ـ
نحن لم نورد هذه المسائل على سبيل الاستدلال .. ولم يقل أحد أن هؤلاء العلماء حجة في دين الله .. بل غاية ما فعلنا هو الاستئناس بهذه الحوادث .. ومن الحمق عند البعض (لا أعنيك) أن يجعل كلامنا في العلماء هي غاية حجتنا ..
ما دمتم لم تذكروا إلا أقوال الرجال فهي غاية حجتكم
و المجال مفتوح لتثبتوا العكس
و إلا لا يمكننا القول إلا أن هذه هي غاية حجتكم
و مع هذا فهي تخالف قواعدكم
فأنتم تقولون أن العذر يثبت بالنص
و لا نص معكم و هيهات أن تجدوا هذا النص
إذاً لا حجة لكم من الأساس
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 09:51]ـ
أبو عبد الرحمن المغربي:
هل تريد أن تعرف من هو المفلس حقاً
هذه روابط المناظرة وكل منصف يقرأ المناظرة يعرف من هو المفلس.
تفضلوا أخواني:
الرابط الأول:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21292
الرابط الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21070
الرابط الثالث:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20946
الرابط الرابع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21669
الرابط الخامس:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20622
شبه تهافت كالزجاج تخالها * حقاً وكل كاسر مكسور.
-------------
أبو شعيب وفقك الله:
لقد صدقت في قولك أن البيان الإسلامي لا يتمع فيما يكتب
انظر معي على سبيل المثال ماذا قال البيان الإسلامي: (قال: اختلفوا في الذين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط فرأى بعضهم أنهم أرادوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين ولكنهم لم يكفروا لأنهم كا نوا جهالا حديثي عهد بالكفر.
أقول: لم يقل أحد من المسلمين ولا جهالهم أن من طلبوا ذات أنواط قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين، وأنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهالا حديثي عهد بالكفر، فاعتبار الجهل بالتوحيد أو حداثة العهد بالدخول في الإسلام مانعَين من الكفر هو فعل المتأخرين الذين لا يكفّرون المشركين، ثم أصبحوا دليلا قائما بذاته عند مقلديهم.) إهـ
أرأيت أخي الكريم كيف ينفي (البيان) أمور ما لا علم له به.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله تعالى: (قوله: " ونحن حدثاء عهد بكفر " يشير إلى أهل مكة الذين أسلموا قريباً؛ فلذلك خفي عليهم هذا الشرك المذكور في الحديث بخلاف من تقدم إسلامه.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-:" الله أكبر " تعظيماً لله تعالى عن أن يجعل له شريك في عبادته التي هي حقه على عباده .. قوله:" قلتم والذي نفسي بيده " حلف النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك تأكيداً لهذا الخبر وتعظيماً له كما قالت بنو إسرائيل من قبل "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة" وإن لم يسموها آلهة، أخبر أن التبرك بالأشجار يجعلها آلهة، وإن لم يسموها آلهة، ولذلك شبه قولهم هذا بقول بني إسرائيل لموسى"اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة": فظهر بهذا الحديث أن التعلق على الأشجار والأحجار وغيرها لطلب البركة بها شرك في العبادة كشرك عبادة الأصنام .. ) إهـ قرة عيون الموحدين (صـ74).
وقال في موضع ثاني: (شبه مقالتهم هذه بقول بني إسرائيل بجامع أن كلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله، وإن اختلف اللفظان، فالمعنى واحد فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة) إهـ فتح المجيد (صـ87).
ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ بعد أن ذكر حديث ذات أنواط في كتابه " تيسير العزيز الحميد ": قوله: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" الله أكبر " هكذا في بعض الروايات، وفي رواية الترمذي " سبحان الله " والمقصود باللفظين واحد؛ لأن المراد تعظيم الله، وتنزيهه عن الشرك، والتقرب به إليه.
قوله:" قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً "؛ أخبر صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر الذي طلبوه منه، وهو اتخاذ شجرة للعكوف عندها، وتعليق الأسلحة بها تبركاً كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى عليه السلام حيث قالوا: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، فإذا كان اتخاذ شجرة لتعليق الأسلحة، والعكوف عندها، اتخاذ إله مع الله مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها .. إلى أن قال: وفي هذه الجملة من الفوائد أن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار من التبرك بها والعكوف عندها، والذبح لها هو الشرك .. فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسناً وطلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم أن ذلك كقولة بني إسرائيل اجعل لنا إلهاً، فكيف بغيرهم مع غلبة الجهل .. وفيها أن الإعتبار بالأحكام بالمعاني لا بالأسماء، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم طلبتهم كطلبة بني إسرائيل، ولم يلتفت إلى كونهم سموها ذات أنواط.
وفيها: أن من عُبد فهو إله؛ لأن بني إسرائيل والذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يريدوا من الأصنام والشجرة الخلق والرزق، وإنما أرادوا البركة، والعكوف عندها، فكان ذلك اتخاذاً له مع الله تعالى. وفيها أن معنى الإله هو المعبود، وأن من أراد أن يفعل الشرك جهلاً فنهى عن ذلك فانتهى لا يكفر) إهـ تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (185)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ محمد بن الشيخ عبد اللطيف رحمه الله: ( .. فقد رفع إلينا ونحن بمكة المشرفة، في المحرم سنة (1358هـ)، أسئلة من رجل من أهل حضرموت، يطلب الجواب عنها، فرأيت الجواب متعيناً، فقلت مستعيناً بالله معتمداً عليه؛ المسألة الأولى: وهي قوله: ما قولكم في مواسم وأعياد تقام في بلادنا الحضرمية، كأعياد الجاهلية الأولى، على بعض الأضرحة في مختلف الأقطار، لمن يدعون لهم الولاية، ويفدون من كل فج عميق، رجالاً وركباناً، وتضرب إليها أكباد الإبل، وتقام عندها الحضرات، والموالد والإحتفالات العظيمة، حول تلك القباب الهائعة، والتوابيت الكبيرة، فمن مقبل وملتثم وباك، ومتمسح بالأركان، وآخذ من ذياك التراب، يذره على رأسه للتبرك، والإكثار من الخير، وتشاع فيها الفواحش، والمنكرات ... إلى آخر السؤال؟.
الجواب: وبالله التوفيق: اعلم أن هذه الأفعال هي من دين الجاهلية التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنكارها وإزالتها، ومحو آثارها، لأنها من الشرك الأكبر، الذي دلت الآيات المحكمات على تحريمه؛ وهذه الأعياد تشبه أعياد الجاهلية، فمن اعتقد جوازه وحله، وأنه عبادة ودين، فهو من أكفر خلق الله وأضلهم، ومن شك في كفرهم بعد قيام الحجة عليهم فهو كافر، ثم سرد جملة من الآيات والأحاديث الدالة على منع ذلك .. إلى أن قال: فدلت هذه الآيات على أن الدعاء عبادة، فمن صرف شيئاً من هذه العبادة لغير الله، سواء كان ملكاً، أو نبياً، أو ولياً، أو جنياً، أو إنسياً، أو حجراً، أو شجراً، فهو مشرك كافر .. ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، عام الفتح، قاصداً حنيناً، مر بشجرة يقال لها ذات أنواط، فقالوا: يا رسول الله: اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر! إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده، كما قالت بنو إسرائيل لموسى:" اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون" لتركبن سنن من كان قبلكم) أخرجه الترمذي، عن أبي واقد الليثي؛ فشبه المقالة بالمقالة، لأن قولهم اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط، أي: اجعل لنا إلها، كما لهم آلهة، فهذه الأضرحة، وهذه الأماكن، هي من مواسم الشرك؛ فالنذر لها، وتقبيلها، واستلامها، هو الشرك الأكبر، الذي نزلت الكتب، وأرسلت الرسل بتحريمه، وقتال من دان به، واستحلال دمه وماله.
المسألة الثانية: فيمن خصص بعض المواضع، كبعض الأحجار التي يعتقدون فيها، أن من وقف بها نهار تاسع ذي الحجة، كأنما وقف بعرفة، وبذلك يسقط عنه فرض الحج، فهل يكفر معتقد ذلك، أم لا يكفر إلا بعد التعريف، والإصرار على ذلك؟
الجواب: إن هذه المسألة كالتي قبلها، لأن من خصص بعض المواضع بعبادة، أو اعتقد أن من وقف عندها سقط عنه الحج، كفره لا يستريب فيه من شم رائحة الإسلام؛ ومن شك في كفره، فلا بد من إقامة الحجة عليه، وبيان أن هذا كفر وشرك، وأن اتخاذ هذه الأحجار مضاهاة لشعائر الله، التي جعل الله الوقوف بها عبادة لله، فإذا أقيمت الحجة عليه، وأصر فلا شك في كفره.) إهـ الدررالسنية في الأجوبة النجدية (10/ 440).
فهذه بعض أقوال أهل العلم التي تفيد أن الذي طلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم كان من الشرك الأكبر، وأن الذي أقال عثرتهم هو الجهل لحداثة عهدهم بالإسلام.
أما أخونا (البيان الإسلامي) فهو يقول: (لم يقل أحد من المسلمين ولا جهالهم أن من طلبوا ذات أنواط قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين، وأنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهالا حديثي عهد بالكفر، فاعتبار الجهل بالتوحيد أو حداثة العهد بالدخول في الإسلام مانعَين من الكفر هو فعل المتأخرين الذين لا يكفّرون المشركين، ثم أصبحوا دليلا قائما بذاته عند مقلديهم.) إهـ
ولا شك أن هذا غير صحيح .. بل هذا القول كان معروف عند الأئمة القدماء، وليس هو قول المعاصرين كما يزعم أخونا البيان.
والعجيب أن أبو مريم الكويتي الذي يعتبر (شيخ أبو عبد الرحمن المغربي وجماعته) يعترف بهذا القول الذي ينكره البيان في مشاركته ويدعي أنه لم يقله أحد من جاهل المسلمين بل هو قول المعاصرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول أبو مريم الكويتي عن حديث ذات أنواط: (ففي الحديث ليس فيه ذكر أن الصحابة طلبوا عبادة الشجرة و إنما طلبوا أن يجعل لهم شجرة ينوطون بها أسلحتهم و هذا ما فهمه شيخ الإسلام و الشاطبي رحمهما الله و هذا ليس فيه شرك إنما فيه تشبه بهم و التشبه بالكفار فيما ليس بكفر ليس بكفر فمجرد جعل شجرة ينوطون بها أسلحتهم في أصله ليس بشرك و لا محرم و لكن حرم لأن المشركين فعلوا هذا فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا الطلب و شدد في ذلك لأنه ذريعة إلى حب الكفار و التعلق بهم خاصة مع قرب العهد بالكفر.
الثاني: أنهم طلبوا عبادة غير الله و هذا و لا شك شرك أكبر مخرج من الملة كما طلب قوم موسى عليه السلام فرد عليهم موسى عليه السلام و بين لهم أنه لا يمكنه أن يجعل هذا لهم فإنه عبادة لغير الله ? قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ? [الأعراف: 140]
أي كيف أجعل لكم إلها غيره و هو تفضل عليكم و جعلكم أفضل الناس و ذلك في عصرهم فدل على أنهم طلبوا الشرك و عبادة غير الله و لو قيل بأن الصحابة رضوان الله عليهم طلبوا الشرك كذلك لجهلهم فإنه يحكم عليهم بهذا الطلب أنهم مشركون لأن طلب الشرك شرك و لكن لم يكفرهم النبي صلى الله عليه و سلم لأنهم كانوا حديثي عهد بكفر فلما بين لهم رجعوا و لو أصروا على شركهم لكفروا و قتلوا و هذا القول قد يقول به بعضهم و يحتج بأن النبي صلى الله عليه و سلم شبه طلبهم بطلب قوم موسى عليه السلام (فَقَالَ النَّبِيُّ ? سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ)
و قد يستدل على هذا أن طلبهم كان بحسب ما رأوه من فعل المشركين و كان فعل المشركين أنهم كانوا يعكفون عندها و كانوا ينوطون بها أسلحتهم و إن كان هذا الإحتمال موجود و لكن ضعيف.
و قد يقال أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يحكم بأنهم مشركون فعذرهم بجهلهم قيل لا يشترط أن يحكم النبي صلى الله عليه و سلم بشركهم فإن المطلوب حينها بيان أن ما طلبتموه هو الشرك الأكبر فعليكم أن تتبرؤوا من هذا الطلب فإن سبب خروجهم من الإسلام حينها إن صح هذا القول هو طلبهم الشرك فإذا أقروا بخطأهم و تركوا هذا الطلب فهذا يكفي في دخولهم الإسلام و هم أقروا بهذا بدليل أول الحديث فإن الصحابي أبا واقد الليثي يحكي هذه القصة مبينا خطأهم في هذا و السبب أنهم حدثاء عهد بكفر قال أبو واقد الليثي رضي الله عنه: "خرجنا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر) فبين أبو واقد رضي الله عنه أن سبب قولهم الباطل هذا أنهم حدثاء عهد بكفر ثم إنهم لو أصروا على قولهم و لم يتراجعوا عنه لما تركهم النبي صلى الله عليه و سلم و لقتلهم.
فسكوت النبي صلى الله عليه و سلم لا يدل على أنه لا يحكم بشركهم و لا يدل كذلك أنه يحكم بشركهم و إن كان الحكم بشركهم يعلم ضرورة من ثبوت الفعل عليهم فمن علم الأصول العامة في هذه المسألة جزم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحكم بشركهم و لكن نقول هذا من باب بيان أن لا حجة في هذا الحديث لمن يقول بأن وقع في الشرك لا يحكم بأنه مشرك إذا لم يكن لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يصرح بأنهم باقون على الإسلام مع وقوعهم في الشرك فليس هذا نص و لا ظاهر من الحديث فلا يحتج به إذا و يسقط الإستدلال به هذا على قول من يقول بأنهم وقعوا في الشرك الأكبر.
ثم يقال لهم لو فرض أن هذا الحديث في الشرك الأكبر و أنهم معذورون بالجهل و أنهم مسلمون حتى مع شركهم لو أنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه و سلم عبادة اللات و العزى و مناة هل يكفرون أم لا؟
أو أنهم قالوا بأن الله ثالث ثلاثة أو أن عيسى هو ابن الله أو أنهم شكوا في نبوة محمد صلى الله عليه و سلم أو أنهم شكوا في البعث هل يكفرون أم لا؟
فإن قلتم لا يكفرون فقد خالفتم ما علم بالإضطرار من دين الإسلام على كفر من وقع به و كفر من لم يكفره و إن قلتم يكفرون فما الفرق هذا الشرك الذي أرادوه هو عينه شرك المشركين فإنهم يرون المشركين يفعلونه و مع ذلك طلبوه من النبي صلى الله عليه و سلم فلم تعذرونهم و لا تعذرون من طلب عبادة اللات و العزى و مناة و لا فرق بينهما إلا الأسماء.
و القول الفصل في هذه المسألة أنه على صحة القول بأنهم طلبوا الشرك فإن الحديث مختلف في فهمه بين أهل العلم بعض أهل العلم بل من كبار أهل السنة و الجماعة فهم أنه ليس في الشرك الأكبر و إنما هو في التشبه و هو قول شيخ الإسلام و بعضهم فهمه أنه في الشرك الأكبر و لكنهم لم يكفروا لأنهم حدثاء عهد بكفر و الدليل إذا تطرق الإحتمال إليه بمثل هذه الصورة أصبح من المتشابه فلا يجعل أصلا في رد نصوص الكتاب و السنة و إجماع الأمة بل يفهم بما يوافق المحكم لا أن يتمسك به و يجعل دليلا ينقض به المحكم.) إهـ
فهذا قول كبيرهم أبو مريم الكويتي يعترف بأن فريق من العلماء قالوا بأنهم وقعوا في الشرك وعذروا بالجهالة ثم يأتي أخونا (البيان الإسلامي) ويزعم قائلاً: (لم يقل أحد من المسلمين ولا جهالهم أن من طلبوا ذات أنواط قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين، وأنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهالا حديثي عهد بالكفر) إهـ
ولذلك أنصح أخونا (البيان الإسلامي) أن يتمعن قبل أن يكتب شيئاً ولا يضيع أوقاتنا في الكلام عن إثبات مسائل معلومة عند كثير من الخايضين في هذه الأمور هداه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[12 - Nov-2008, مساء 11:33]ـ
(الدهلوي)
الروابط التي أعطيتها تشهد على هروبك في كل مرة
فلا تُدن نفسك بنفسك
و إن كنت تظن أن بها أدلة على ما تذهب إليه
فما عليك إلا نسخها من هناك و أنت المتخصص في القص و اللزق!
فكفى إيغالاً في المكابرة فقد ثبت أن دعواكم عريضة و أن عجزكم ظاهر
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 12:37]ـ
المثال الثامن:
اختلفوا في تكفير من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكفر بعضهم بعضاً
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)
قال رحمه الله: (وللناس في هذا الحديث قولان:
أحدهما: الأخذ بظاهره في قتل من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء من قال: يكفر بذلك؛ قاله جماعة منهم أبو محمد الجُوَيْنِي حتى قال ابن عقيل عن شيخه أبي الفضل الهمداني: "مبتدعة الإسلام والكذابون والواضعون للحديث أشد من الملحدين؛ لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل، فهم كأهل بلدٍ سعوا في فساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من خارج فالدخلاء يفتحون الحصن، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له".
ووجه هذا القول: أن الكذب عليه كذبٌ على الله، ولهذا قال: "إِنَّ كَذِباً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدِكُمْ" فإن ما أمر به الرسول فقد أمر الله به يجب اتباعه كوجوب اتباع أمر الله، وما أخبر به وجب تصديقه كما يجب تصديق ما أخبر الله به.
ومن كذَّبه في خبره أو امتنع من التزام أمره فهو كمن كذب خبر الله و امتنع من التزام أمره، ومعلوم أن من كذب على الله بأن زعم أنه رسول الله أو نبيه أو أخبر عن الله خبراً كَذَبَ فيه كمسيلمة والعَنْسِي ونحوهما من المتنبئين فإنه كافر حلال الدم، فكذلك من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبين ذلك أن الكذب عليه بمنزلة التكذيب له، ولهذا جمع الله بينهما بقوله تعالى: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لمَّا جَاءهُ " بل ربما كان الكاذب عليه أعظم إثماً من المكذِّب له، ولهذا بدأ الله به، كما أن الصادق عليه أعظمُ درجة من المصدِّق بخبره، فإذا كان الكاذب مثل المكذِّب أو أعظم، والكاذب على الله كالمكذب له، فالكاذب على الرسول كالمكذب له.
يوضح ذلك أن تكذيبه نوع من الكذب؛ فإن مضمون تكذيبه الإخبار عن خبره أنه ليس بصدق، وذلك إبطال لدين الله، ولا فرق بين تكذيبه في خبر واحد أو في جميع الأخبار، وإنما صار كافراً لما تضمنه من إبطال رسالة الله ودينه. والكاذب عليه يُدخِِل في دينه ما ليس منه عمداً، ويزعم أنه يجب على الأمة التصديق بهذا الخبر وامتثال هذا الأمر لأنَّهُ دين الله، مع العلم بأنه ليس لله بدين.
و الزيادة في الدين كالنقص منه، ولا فرق بين مَن يكذب بآية من القرآن أو يضيف كلاماً ويزعم أنه سورة من القرآن عامداً لذلك.
و أيضاً، فإن تعمد الكذب عليه استهزاء به واستخفاف؛ لأنه يزعم أنه أمر بأشياء ليست مما أمر به، بل وقد لا يجوز الأمر بها، وهذه نسبة له إلى السَّفَه، أو أنه يخبر بأشياء باطلة، وهذه نسبة له إلى الكذب، وهو كفر صريح.
وأيضاً، فإن الكاذب عليه لا بد أن يشينه بالكذب عليه وتنقصه بذلك، ومعلوم أنه لو كذب عليه كما كذب عليه ابن أبي سرح في قوله: "كان يتعلم مني" أو رماه ببعض الفواحش الموبقة أو الأقوال الخبيثة؛ كفر بذلك، فكذلك الكاذب عليه؛ لأنَّهُ إما أن يَأْثُر عنه أمراً أو خبراً أو فعلاً، فإن أثر عنه أمراً لم يأمر به فقد زاد في شريعته، وذلك الفعل لا يجوز أن يكون مما يأمر به، لأنه لو كان كذلك لأمر به صلى الله عليه وسلم، لقوله: "مَا تَرَكْتُ مِن شَيءٍ يُقَرِّبُكُمْ إِلى الجَنَّةِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلاَ مِن شيءٍ يُبعدُكُمْ عَنِ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ" فإذا لم يأمر به فالأمر به غير جائز منه، فمن روى عنه أنه قد أمر به فقد نسبه إلى الأمر بما لا يجوز له الأمر به، وذلك نسبة له إلى السفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك إن يقل عنه خبراً، فلو كان ذلك الخبر مما ينبغي له الإخبار به لأخبر به؛ لأن الله تعالى قد أكمل الدين، فإذا لم يخبر به فليس هو مما ينبغي له أن يخبر به، وكذلك الفعل الذي ينقله عنه كاذباً فيه لو كان مما ينبغي فعله وترجح لَفَعَلَه، فإذا لم يفعله فتركه أولى.
فحاصله أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل البشر في جميع أحواله، فما تركه من القول والفعل فتركه أولى من فعله، وما فَعَله ففِعْله أكمل من تركه، فإذا كذب الرجل عليه متعمداً أو أخبر بما لم يكن فذلك الذي أخبر به عنه نقص بالنسبة إليه؛ إذ لو كان كمالاً لوجد منه، ومن انتقص الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كفر.
واعلم أن هذا القول في غاية القوة كما تراه، لكن يتوجه أن يفرق بين الذي يكذب عليه مشافهةً وبين الذي يكذب عليه بواسطةٍ، مثل أن يقول: حدثني فلان بن فلان عنه بكذا فإن هذا إنما كذب على ذلك الرجل، ونسب إليه ذلك الحديث، فأما إن قال: "هذا الحديث صحيح" أو ثبت عنه أنه قال ذلك عالماً بأنه كذب، فهذا قد كذب عليه، وأما إذا افتراه ورواه روايةً ساذجة ففيه نظر، لا سيما والصحابة عدول بتعديل الله لهم.
فالكذب لو وقع من أحدٍ ممن يدخل فيهم لعظم ضرره في الدين، فأراد صلى الله عليه وسلم قَتل من كذب عليه و عَجَّل عقوبته ليكون ذلك عاصماً من أن يدخل في العدول مَن ليس منهم من المنافقين ونحوهم.
وأما من روى حديثاً يعلم أنه كذب فهذا حرام، كما صح عنه أنه قال: "مِنْ رَوَى عَنِّي حَدِيْثاً يَعْلَم أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِين" لكن لا يكفر إلا أن ينضم إلى روايته ما يوجب الكفر؛ لأنه صادق في أن شيخه حدثه به، لكن لعلمه بأن شيخه كَذَبَ فيه لم تكن تحلُّ له الرواية، فصار بمنزلة أن يشهد على إقرار أو شهادةٍ أو عقدٍ وهو يعلم أن ذلك باطل، فهذه الشهادة حرام، لكنه ليس بشاهد زور.
وعلى هذا القول فمن سبه فهو أولى بالقتل ممن كذب عليه، فإن الكاذب عليه قد زاد في الدين ما ليس منه، وهذا قد طعن في الدين بالكلية وحينئذ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الذي كذب عليه من غير استتابة، فكذلك الساب له وأولى.
فإن قيل: الكذب عليه فيه مفسدة وهو أن يصدق في خبره فيزاد في الدين ما ليس منه أو ينتقص منه ما هو منه و الطاعن عليه قد علم بطلان كلامه بما أظهر الله من آيات النبوة.
قيل: والمحدث عنه لا يقبل خبره إن لم يكن عدلاً ضابطاً، فليس كل من حدث عنه قبل خبره، لكن قد يظن عدلاً و ليس كذلك، والطاعن عليه قد يُؤثر طعنه في نفوس كثير من الناس، ويُسقِط حرمته من كثير من القلوب، فهو أوكد على أن الحديث عنه له دلائل يميز بها بين الكذب والصدق.
القول الثاني: أن الكاذب عليه تُغلظ عقوبته، لكن لا يكفر ولا يجوز قتله؛ لأن موجبات الكفر والقتل معلومة، وليس هذا منها، فلا يجوز أن يثبت ما لا أصل له، ومن قال هذا فلا بد أن يقيد قوله بأن لم يكن الكذب عليه متضمنا لعيب ظاهر، فأما إن أخبر أنه سمعه يقول كلاماً يدل على نقصه وعيبه دلالةً ظاهرةً مثل حديث عَرَق الخيل ونحوه من التُّرَّهَاتِ فهذا مستهزئ به استهزاء ظاهراً، ولا ريب أنه كافر حلال الدم.
وقد أجاب من ذهب إلى هذا القول عن الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه كان منافقاً فقتله لذلك، لا للكذب.
وهذا الجواب ليس بشيء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من سنته أنه يقتل أحداً من المنافقين الذين أخبر الثقة عنهم بالنفاق أو الذين نزل القرآن بنفاقهم فكيف يقتل رجلاً بمجرد علمه بنفاقه؟ ثم إنه سمى خلقاً من المنافقين لحذيفة وغيره، ولم يقتل منهم أحداً.
وأيضاً، فالسبب المذكور في الحديث إنما هو كذبه على النبي صلى الله عليه وسلم كذباً له فيه غرض، وعليه رتب القتل، فلا يجوز إضافة القتل إلى سبب آخر، وأيضاً، فإن الرجل إنما قصد بالكذب نيل شهوته، ومثل هذا قد يصدر من الفساق كما يصدر من الكفار.
و أيضاً، فإما أن يكون نفاقه لهذه الكذبة أو لسببٍ ماضٍ فإن كان لهذه فقد ثبت أن الكذب عليه نفاق، والمنافق كافر، وإن كان النفاقُ متقدماً وهو المقتضي للقتل لا غيره، فعلام تأخير الأمر بقتله إلى هذا الحين؟ وعلام لم يؤاخذه الله بذلك النفاق حتى فعل ما فعل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضاً، فإن القوم أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله، فقال: "كَذَبَ عَدُوُّ الله" ثم أمر بقتله إن وجد حياً، وقال: "ما أراكَ تجده حَيّاً" لعلمه صلى الله عليه وسلم بأن ذنبه يوجب تعجيل العقوبة.
والنبي صلى الله عليه وسلم إذا أمر بالقتل أو غيره من العقوبات والكفارات عقب فعل وُصِف له صالح لترتيب ذلك الجزاء عليه كان ذلك الفعل هو المقتضي لذلك الجزاء لا غيره، كما أن الأعرابي لما وصف له الجماع في رمضان أمره بالكفارة، ولما أقر عنده ماعز والغامدية وغيرهما بالزنى أمر بالرجم، وهذا مما لا خلاف فيه بين الناس نعلمه، نعم قد يختلفون في نفس الموجب هل هو مجموع تلك الأوصاف أو بعضها؛ وهو نوع من تنقيح المناط، فأما أن يجعل ذلك الفعل عديم التأثير والموجب لتلك العقوبة غير الذي لم يذكر، وهذا فاسد بالضرورة، لكن يمكن أن يقال فيه ما هو أقرب من هذا، وهو أن هذا الرجل كذب على النبي صلى الله عليه وسلم كذباً يتضمن انتقاصه وعيبه؛ لأنه زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم حكّمه في دمائهم و أموالهم، وأذِنَ له أن يبيت حيث شاء من بيوتهم، ومقصودُه بذلك أن يبيت عند تلك المرأة ليفجر بها، ولا يمكنهم الإنكار عليه إذا كان محكماً في الدماء والأموال.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحلِّلُ الحرام، ومن زعم أنه أحل المحرمات من الدماء والأموال والفواحش فقد انتقصه وعابه، ونسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنه يأذن له أن يبيت عند امرأة أجنبية خالياً بها، أو أنه يحكم بما شاء في قومٍ مسلمين، طَعْنٌ على النبي صلى الله عليه وسلم، وعَيْبٌ له، وعلى هذا التقدير فقد أمر بقتل من عابه وطعن عليه من غير استتابة، وهو المقصود في هذا المكان؛ فثبت أن الحديث نص في قتل الطاعن عليه من غير استتابة على كلا القولين.
ومما يؤيد القول الأول أن القوم لو ظهر لهم أن هذا الكلام سب وطعن لبادروا إلى الإنكار عليه، ويمكن أن يقال: رَابَهُمْ أمره، فتوقَّفُوا حتى استثبتوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم، لما تعارض وجوبُ طاعة الرسول و عظم ما أتاهم به هذا اللعينُ، ومن نصر القول الأول قال: كُلُّ كذب عليه فإنه متضمن للطعن عليه كما تقدم، ثم إن هذا الرجل لم يذكر في الحديث أنه قصد الطعن والإزراء، وإنما قصد تحصيل شهوته بالكذب عليه، وهذا شأن كل من تعمد الكذب عليه، فإنه إنما يقصد تحصيل غرضٍ له إن لم يقصد الاستهزاء به، والأغراض في الغالب إما مالٌ أو شَرفٌ، كما أن المتنبي إنما يقصد ـ إذا لم يقصد مجرد الإضلال ـ إما الرياسة بنفاذ الأمر وحصول التعظيم، أو تحصيل الشهوات الظاهرة، وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفْرٌ كَفَرَ بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافراً؛ إذ لا يكاد يقصد الكفر أحدٌ إلا ما شاء الله.) إهـ الصارم المسلول (ص 146 - 147.).
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 12:53]ـ
يقول البيان الإسلامي: ( ... قال: أن العلماء اختلفوا في حدود الإكراه المبيح للكفر، منهم من جعله على القول ومنهم من أدرج الفعل لعموم الآية، ومنهم من وسعه حتى شمل السجن والضرب والقيد، وأحمد قال: الوعيد ليس إكراها إلا إذا وقع المحذور، ولم يكفّر من يرى أنه غير مكره مخالفه.
أقول: حدود الإكراه نسبية من شخص إلى آخر، فمنهم من تقتله الضربة التي لا تؤلم الآخر إلا قليلا، وربنا لم يحدده ولا يمكن تحديده، فمن كانت له شبهة إكراه لم نكفّره فضلا عن تكفير من لم يكفّره، وهذا يندرج ضمن تغليب ما يدل على إسلام المسلم، والكلام يدور حول المسلم الذي ثبت إسلامه فلا يكفر إلا بيقين، أما من جهل التوحيد فلم يدخل في الإسلام أصلا وبيقين، ولا خلاف في هذا.
فأحمد بن حنبل ثبت في فتنة خلق القرآن، وبعض العلماء صرح بالكفر تقية، فرأى أحمد أنهم لم يُكرهوا بالتهديد والوعيد بالضرب والحبس، فهجرهم ولم يكفّرهم كيحيى بن معين وغيره، وأحمد مثلا لا يرى للأسير إكراها إذا كان مدى الحياة، لكنه لا يكفّره، وإنما كان مقصوده التحريض على الأخذ بالعزيمة في الدين وترك الرخصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الرعيل الأول من الصحابة يعتقدون أنه لا عذر بالإكراه، ويذكر هذا عن الأنبياء السابقين وأتباعهم، ثم إن الله رحمة بنا رخّص في الكفر تحت الإكراه بعد حادثة عمار بن ياسر، ورفع القلم عن النائم والصبي والمجنون وزلة اللسان من شدة الفرح أي انعدام القصد، وقيس على هذا السكران والمغمى عليه والغضب الذي يفقد الصواب والرجل يتكلم كلمة بلغة لا يفهمها وغيرها.) إهـ
أقول: بناءً على قولك هنا في مسألة الإكراه ما حكم هذا القول عندك هل هو كفر مجرد أو اجتهاد يعذر قائله.
يقول القاضي السبكي رحمه الله: (قد علم أن لبس زي الكفار وذكر كلمة الكفر من غير إكراه كفر؛ فلو مصلحة المسلمين إلى ذلك واشتدت حاجتهم إلى من يفعله فالذي يظهر أنه يصير كالإكراه.
وقد اتفق مثل ذلك للسلطان صلاح الدين؛ فإنه لما صعب عليه أمر ملك صيدا وحصل للمسلمين به من الضرر الزائد ما ذكره المؤرخون ألبس السلطان صلاح الدين اثنين من المسلمين لبس النصارى وأذن لهما في التوجه إلى صيدا على أنهما راهبان وكانا في الباطن مجهزان لقتل ذلك اللعين غيلة؛ ففعلا ذلك وتوجها إليه وأقاما عنده على أنهما راهبان، ولا بد أن يتلفظا عنده بكلمة الكفر وما برحا حتى اغتالاه وأراحا المسلمين منه ولو لم يفعلا ذلك لتعب المسلمون تعبًا مفرطًا ولم يكونوا على يقين من النصرة عليه.
ومما يدل على هذا قصة محمد بن مسلمة في كعب بن الأشرف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشراف فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي؟ فأذن له فأقول: قال: قد فعلت.) إهـ (كتاب الأشباه والنظائر الجزء الثاني) للقاضي السبكي.
نريد جواب واضح ولا تتهرب كما تهرب (أبو عبد الرحمن المغربي) عندما قال: (و ما لنا و لأهل البدع حتى تنقل الكلام عنهم؟!) وقال: (نعم مبتدعة و ليسوا مشركين و كلام ابن تيمية يدل على ذلكفإن كنت تراهم مشركين فأنت من الغلاة)
انظر كيف تهرب وما زلنا نتظر كلام شيخ الإسلام رحمه الله ولم يأتي به.
وبعد أن أقرأ كلامك سوف أضع لكم كلام أبو مريم الكويتي في مسألة الإكراه وحكم من تأول فيه ومن لم يكفر المتأول في باب الإكراه.
----------------------------------------------
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا "، ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده وهو من البدع المخالفه للسنة فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر في من يعظمه هو من أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك من المتأخرين لكثرة الإشتباه و الإضطراب وبُعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والاتياب، ولهذا تجد كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها فيقولون القول الموافق للسنة وينفون ما هو من لوازمه غير ظانيين أنه من لوازمه ويقولون ما ينافيه غير ظانيين أنه ينافيه ويقولون بملزومات القول المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته فيكون مضمون قولهم أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين ويوجد في الحالين لإختلاف نظر واجتهاده، وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجمله التي يظن الظان أن لا يدخل فيها إلا الحق وقد دخل فيها الحق والباطل فمن لم ينقب عنها أويستفصل المتكلم بها كما كان السلف والأئمة يفعلون صار متناقضا أو مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر، وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك كانوا يظنون أنهم ينصرون الاسلام بهذه الطريقة وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم فإن البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلاً ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيه إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس ولكن تشتمل على حق وباطل فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل إما مخطئا غالطا وإما متعمدا لنفاق فيه والحاد) إهـ كتاب درء تعارض العقل والنقل.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 08:40]ـ
(الدهلوي)
لست أدري هل تتعمد عدم الفهم أم أن هذا من طباعك
قول إبن تيمية هو الذي ذكرته أنت قبل أن أقول قولي السابق الذي نقلته
و كل ما نقلتموه عن ابن تيمية هو في أهل البدع و لم تنقلوا و لا حرف واحد من كلامه عن المشركين
ثم حتى و لو كانت بعض هذه البدع مكفرة فهي خارجة عن موضع النزاع
فالخلاف من البدأ في المشرك.
فلو كنتم من أهل الانصاف و الإذعان للحق
لاعترفتم بعجزكم
و لقلتم: لم نجد و لا دليل واحد فيما يخص عذر من لم يكفر من يعبد غير ... و لذلك فررنا من المواضيع السابقة ... و فتحنا هذا الموضوع الجديد الذي من عنوانه يظهر التدليس!
فبعد أن كان الكلام في المواضيع السابقة عن المشرك و افتضحتم
تحولتم للكلام عن الكافر!
و حتى هنا لم تجدوا إلا أقوال الرجال
فمن إفلاس إلى آخر
و لعل السبب في هذا أنكم من كثرة نعتكم للكثير من الناس بالحمق و الغباء ... ظننتم أنهم كذلك و أنهم لن يكتشفوا تدليسكم.
أما التهرب فأنت آخر من يتكلم عنه في هذا المنتدى
هدانا الله و إياكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 09:39]ـ
اسمعوا أخواني ماذا يقول أبو عبد الرحمن المغربي: (قول إبن تيمية هو الذي ذكرته أنت قبل أن أقول قولي السابق الذي نقلته وكل ما نقلتموه عن ابن تيمية هو في أهل البدع و لم تنقلوا و لا حرف واحد من كلامه عن المشركين ثم حتى و لو كانت بعض هذه البدع مكفرة فهي خارجة عن موضع النزاع فالخلاف من البدأ في المشرك.) إهـ
أقول هذا الكلام يدل بوضوح على أنه لا يعرف حتى عن ماذا يتكلم أصلاً .. نحن نتكلم عن العذر في أصل الدين الذي هم يقولون أنه لا عذر فيه إلا بالإكراه وزاد بعضهم انتفاء القصد .. ويقولون أن من أعذر في أصل الدين بغير هذه الأعذار (الأكراه أوانتفاء القصد) فهو كافر لأنه قد أعذر من لا يستحق العذر من الكفار أو المشركين ... ومعلوم عند كل عاقل أن أصل الدين ينتقض بالشرك أو الكفر وليست نواقض أصل الدين خصلة واحدة وهي الشرك كما يدعي المغربي .. بل هناك من صور الكفر الناقضة لأصل الدين التي هم لا يعذرون فيها أحد بغير الإكراه أو انتفاء القصد .. ولذلك لما نقلنا لهم كلام أهل العلم الذين تصور العذر بالجهل أو التأويل في بعض صور الكفر المناقضة لأصل الدين أُسقط في أيديهم وأصبحوا يراغون ويدعون أن هذا الكلام في أهل البدع وأفصحوا عن عنادهم وجهلهم.
وأما ذكيهم كـ (أبومريم الكويتي) فإنه لما تفطن أن هذه الصور تنقض أصل الدين ولا يصح العذر فيها وأن من أعذر من أهل العلم فقد أخطأ لم يسطتع أن يزيد على قوله أن كلام هؤلاء العلماء خطأ كما نقلنا كلامه في تعليقه على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في عذره للجهمية الحلولية .. ولكن هؤلاء المقلدة لا يفقهوا هدانا الله وإياهم.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 10:44]ـ
أنظر يا دهلوي
فتحتم في السابق موضوع بعنوان: "تصورات العلماء العاذرين للواقعين في الشرك الأكبر من المنتسبين للإسلام "
كنت أنا آخر من كتب فيه
و طرحت فيه كثيراً من الاسئلة في كل مرة أكتب فيها بقيت كلها من غير إجابة
كما أن أسئلة الأعضاء الآخرين لم تجيبوا عليها
و بدل الاجابة رحتم تسبون!
نفس الشئ بالنسبة للموضوع الذي فتحتموه بعنوان:" مسألة للبحث: ضبط مسألة أصل الدين، وهل تكفير المشركين ركن فيه، أم من لوازمه؟ "
بقيت الاسئلة المطروحة عليكم من غير إجابة!!
مع السب طبعاً
و هجرتم الموضوع كذلك
الآن لما تفتحون موضوعاً آخر بعنوان مختلف؟؟
إذا كان من أجل الكلام عن نفس الشيئ فهو تهرب من الاجابة عن المواضيع الأخرى
و إن كان للكلام على أمور أخرى فهو تغيير للموضوع بسبب إفلاسكم
فاختر ما يناسبك
ولعلك ستفتح موضوعاً آخر حتى لا تجيب هنا
أو ستتهم غيرك بالهروب
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:02]ـ
أخي الإمام الدهلوي،
جزاك الله خيراً على هذه النقول .. لقد وجدت في الدرر السنية بعض مشايخ نجد يقول إن التبرك بالأحجار شرك أكبر، واستدل بحادثة ذات أنواط ..
بل إن في كشف الشبهات يقول الشيخ محمد - رحمه الله - عن الذي يتبرك بالأحجار مع اعتقاده أن الضار النافع هو الله، يقول عنه: مشرك، ويستدل بحادثة ذات أنواط.
لعلي آتي بهذه النقول قريباً إن شاء الله .. لكنني في شغل كبير هذه الأيام.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:18]ـ
يسره الله أمرك أخي الكريم
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:22]ـ
أخي الإمام الدهلوي،
جزاك الله خيراً على هذه النقول .. لقد وجدت في الدرر السنية بعض مشايخ نجد يقول إن التبرك بالأحجار شرك أكبر، واستدل بحادثة ذات أنواط ..
بل إن في كشف الشبهات يقول الشيخ محمد - رحمه الله - عن الذي يتبرك بالأحجار مع اعتقاده أن الضار النافع هو الله، يقول عنه: مشرك، ويستدل بحادثة ذات أنواط.
لعلي آتي بهذه النقول قريباً إن شاء الله .. لكنني في شغل كبير هذه الأيام.
اكتشاف عظيم لم تُسبق إليه ... !
و ما حاجتك إليه ما دام أنه يمكن الخلاف في كفر بابا الفتيكان بحسبك؟!
لما البحث الآن؟
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 04:46]ـ
تتمة ..
إن الجهل -والتأويل الذي هو صورة من صور الجهل- إن وقع في أصل الدين ينتفي الإسلام به، لأن أول شروط الإسلام هو العلم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن تكفير الكافر قال النبي (ص) لما سمع أحدا يقرأ سورة (الكافرون) في الصلاة: (هذا عبد آمن بربه)، فلم يكن يسع الصحابة الإختلاف في تكفير الكافرين لأن من يكفرهم هو الذي حكم النبي (ص) أنه آمن بربه، أي أن من لم يكفرهم كفر بربه، وسواء كانوا كفارا أصليين أو مرتدين، وسواء ادعوا الإسلام أم لا، فلم يسع الصحابة عدم تكفير أبي جهل ولا عدم تكفير اليهود والنصارى عموما أو كأعيان ولا عدم تكفير المرتدين بعد إسلامهم إطلاقا وتعيينا.
لقد رخص الله -عز وجل- في الكفر عند الإكراه {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} والإكراه لا يحدث إلا مع العلم، لأن الجاهل يفعل الكفر طوعا ولا يكره عليه، فقوله تعالى: {من بعد إيمانه} {وقلبه مطمئن بالإيمان}، يدل على أن الإكراه رخصة لمن علم مسبقا بالأمر المكره على مخالفته وهو التوحيد.
الجهل استصحاب للأصل وهو عدم الإسلام بخلاف الإكراه، فالجهل بالشيء مانع من امتلاكه، وعلى الذين يعتقدون أنه لا ينفي الإسلام كالإكراه أن يقدموا الدليل.
ومن خالف في هذا وأثبت الإسلام لمن لم يحققه فهو يجهل معنى الإسلام الذي أثبته، ولا اجتهاد في هذا بين المسلمين، ولم يحدث اجتهاد فيه ولم يختلف فيه السلف الصالح، ولكن ظهر القول بعذر المشرك الجاهل بعد ظهور الشرك بين من يسمون بالمسلمين جهلا، والإسلام حجة عليهم وليسوا حجة على الإسلام.
المخالف يعذر بجهل الكفر، ولذلك راح يبحث وينقب واستخرج ما لم يتفطن له أولئك الذين يقولون صراحة بالعذر لجاهل الكفر، وهذا يخالف قوله أثناء التنظير: لا يعذر أحد في أصل الدين إلا بالإكراه أو انتفاء القصد، وفيما دونه يعذر بالجهل أو التأويل.
قال: طائفة من العلماء ظنوا الجهل عذرا في الشرك الأكبر لمن اعتنق الإسلام.
أقول: دوما ينطلق من الفرع إلى الأصل، وهذا بناء على أصل عنده أنه يمكن أن يعتنق الإسلام ويجهل الشرك الأكبر، وإن لم ينظّر لهذا الأصل الفاسد في تأصيلاته.
قال: أنهم اختلطت عليهم هذه المسائل ببعضها فلم يفرقوا بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر مع إقرارهم أن هذا الفعل لا يصرف إلا لله.
أقول: مع أنه هو القائل: من لم يعتقد أن دعاء غير الله شرك أكبر بل أصغر ففعله لا يعذر بجهله، لكنه هو نفسه لا يفرق بين الشرك الأكبر والأصغر في العذر بالجهل، فيرى إمكانية الإختلاف بين المسلمين في التحاكم إلى الطاغوت بين قائل هو شرك أكبر وقائل هو شرك أصغر.
قال: أن من لم يعذر من وقع في الكفر الصراح لاجتهاد ما لا يحل له أن يكفر من يعذره، والعلماء الذين ظنوا الجهل عذرا في الشرك الأكبر مجتهدون مغفور لهم إن شاء الله.
أقول: استنكف حتى عن تسميتها بالبدعة فقال: إن صح تسميتها بالبدعة، وكان عليه القول أنهم مأجورون على اجتهادهم ولو مرة واحدة ما دامت مجرد خطأ اجتهادي، وما دامت ليست بدعة ولا معصية ولا كفرا، إذن يُعذر أي إنسان يجتهد ويبتدع مانعا للتكفير، وإن قيل: هذا من حق العلماء، نقول: العوام أولى بالعذر من العلماء.
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 04:50]ـ
قال: طائفة من العلماء قالوا بأن الجهل عذر في أصل الدين ولم يقصدوا مخالفة النصوص وإنما تأولا للكتاب والسنة.
أقول: من يبتكر أي مانع قد يتأول الكتاب والسنة ولا يقصد مخالفة النصوص، هناك موانع للتكفير متداولة بين الناس، لكنهم عند التنظير قد يخجلون من ذكرها، فهناك الذين يشترطون معرفة كفر الناس جميعا ليحكموا عليهم بالكفر بالعموم، وهناك من يمتنع عن تكفير أهل الصلاح والزهد والعلم، وهناك من يمتنع عن تكفير من يحرص على اتباع دين الرسول صلى الله عليه وسلم ويحب الدين، وهناك من يمتنع عن تكفير من فعل الكفر استحبابا للحياة الدنيا، وهناك من يمتنع عن تكفير من يفعل الكفر دون استحلال واعتقاد، وهناك من يمتنع عن تكفير الكافر خشية التنفير، وهناك من يمتنع عن تكفير الكافر خشية الفتنة، وهناك من يمتنع عن تكفير أمة بكاملها وإن أقر بأن فعلها كفر وفاعله كافر، وهناك من يمتنع عن تكفير من فعل الكفر بسبب سوء التربية، وهناك من يتخذ الجهل أو حداثة العهد بالكفر مانعا فلا يكفّر المسلم الجديد إن كفر رغم أنه لا يكفّر الجاهل مطلقا، ولا أحد يعلم المدة الزمنية المحددة للحداثة من القِدم، وهناك من يمتنع عن تكفير من فعل الكفر مجاملة للكفار.
وموانع التكفير عديدة لا تحصى ولا تستطيع تحديد حد يقف عنده من يخترعون كل يوم مانعا حسب الظروف والأهواء، وكلنا يعرف نهاية المطاف، ولكن الكثيرين يرضون بما آل إليه مفهوم الإسلام عند الناس.
قال: من قال أن النصارى مؤمنون فهو كافر، ولا شك في كفر من لم يكفره.
أقول: مثلا هذا عالم الحجاز النجمي يقول في كتاب: الرد الشرعي المعقول على المتصل المجهول، ص/249: (زعيم في اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا يفتي بدخول الجنة لليهود والنصارى إذا استقاموا على دينهم، حسب زعمه، زعيم آخر من اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا يزعم بأن الإسلام يقر التثليث، فإن كان يؤمن بذلك فإنه قد كفر، وإن كان قاله مجاملة وقصد به الكذب فهو فاسق).
فقد ابتدع مانعا للتكفير وهو المجاملة، فهل يكفّره أم يرى له عذرا ويهدم قوله، وهذا لا يقوله النجمي فقط، وإنما هو يعبر عن عقيدة السواد الأعظم، فهم لا يفكرون في شيء إسمه التكفير حتى في حق أولئك السود الأمريكان الذين اخترعوا دينا سموه بالإسلام الأرثوذكسي وادعى بعضهم النبوة.
قال: اختلفوا في مسائل إعذار الواقعين في الكفر الأكبر ولم يكفّر بعضهم بعضا، كسب الدين والسجود للصنم.
أقول: إذن ماذا بقي من أصل الدين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 05:07]ـ
قال: أنهم اختلفوا في الذين يصح الخلاف فيهم وهم المنتسبون إلى دين الإسلام حيث إن هؤلاء يعمل فيهم بشروط التكفير وموانعه، ولم يختلفوا في المنتسب صراحة إلى غير دين الإسلام ممن لا يعمل فيه بأي من شروط التكفير وموانعه، فصار الخلاف بيننا وبينهم محصورا في شروط التكفير وموانعه، والتي لا يجادلنا المخالف في كون العلم بها ليس من أصل الدين.
أقول: هو يجيز الإختلاف حتى في كفار قريش واليهود والنصارى وأتباع مسيلمة باعتباره إياهم غير منتسبين إلى الإسلام، فلماذا يسثنيهم هنا؟
ثم ما معنى المنتسب إلى الإسلام إذا كنا نعتقد بأنه كافر حقا؟
هل نبني على اعتقادنا أم على اعتقاد هذا المنتسب؟
وما الفرق بينه وبين اليهود الذين ينتسبون إلى دين موسى -عليه الصلاة والسلام- جهلا؟
أم أن كفاركم خير من كفارهم؟
قال: لماذا لم يعلمهم شروط التكفير وموانعه؟ وقال: والتي لا يجادلنا المخالف في كون العلم بها ليس من أصل الدين.
أقول: مشكلتهم هي في الإنطلاق من الموانع قبل تحقيق الأصل، فجاؤوا إلى أمة لا تفرق بين الإسلام والكفر منذ قرون فراحوا يعلمونها موانع التكفير وشروطه والتخويف منه، فأصبح الإستثناء أصلا والأصل استثناء، فتميع التوحيد، وهرب الناس من طلبه حتى لا يكونوا من كلاب النار، بينما النبي (ص) دعا الناس إلى التوحيد، وهذا التوحيد لوازمه معقولة ومنطقية وفطرية عند كل البشر حتى في زمن التمييع هذا لو بدأ العلماء بالتوحيد، لأن المطلوب استصحاب الأصل.
فأنا العامي إن عرفت التوحيد علمت على البديهة أنني كنت كافرا يوم كنت جاهلا، كما عرف ذلك الأحناف الموحدون قبل الإسلام، فقالوا: تعلمون أن قومكم ليسوا على شيء وأنهم قد أخطأوا دين أبيهم إبراهيم، ولم يعذروهم بغلبة الجهل بآثار الرسالة والوقوع في بعض مظاهر الشرك وانتسابهم إلى دين إبراهيم وحسن نيتهم وتصوراتهم القاصرة وبُعدهم عن مظان العلم.
إن موانع التكفير ليست علما قائما بذاته يفقهه الجهابذة المتخصصون فقط، فهي أمور معقولة، فلو أن أعرابيا داس على المصحف دون قصد لما وجد إشكالا، ولو أن صينيا دخل في الإسلام وتكلم بكلمة عربية معناها كفر وهو لا يدري لما وجد إشكالا لعلمه بانتفاء القصد.
النبي (ص) دعاهم إلى التوحيد فعرفوا ما يناقضه، ولم تكن دعوة النبي (ص) ناقصة، فقد علم أنهم أحاطوا بشروط الإسلام ومبطلاته وموجباته وإدراكهم لما دعاهم إليه، فهي واضحة عند العوام غائبة عن عقول المتفلسفة الذين لم يحترموا حتى قواعد الفلسفة ومنطقها.
ولم يدعهم النبي (ص) إلى ترك التكفير والإهتمام بطلب العلم وترك التكفير للقاضي، حتى لا يقعوا في المحذور، كما يفعل دعاة اليوم، ثم يجعلون التوحيد بابا من أبواب العلم التي يتفقه فيها طلبة العلم المتخصصين الذين تم تزهيدهم فيه مسبقا، ولذلك تؤلمهم رؤوسهم كلما خاضوا فيه، لاصطدامهم بكثير من التناقضات العقلية والشرعية.
قال: تكفير الكافر من العلم القضائي الذي يحتاج إلى تصور الواقع وفقهٍ به وعلم بشروط التكفير وموانعه.
أقول: ما هو الدليل على أنه من اختصاص القضاء؟ فالمسلم لا ينتظر إن سمع أحدا يدعو غير الله صراحة حتى يرفعه إلى القاضي فينظر هل يكفره أم لا، هذا لم يعرفه المسلمون،
وإنما مهمة القضاء هي التحري بالشهود والدلائل، والإستتابة أو تنفيذ حد الردة،
كما لا ينتظر المسلم إن رأى أحدا يشرب الخمر أن يعتقد بأنه عاص حتى يرفعه إلى القاضي، فمهمة القاضي هي التحقيق وإقامة الحد، ثم لماذا لا يكون الحكم بإسلام الناس من اختصاص القاضي أيضا، فله شروطه وموانعه؟
أم أن الإسلام زريبة يدخلها كل من هب ودب دون ضوابط؟
وما دام القضاء اليوم علماني الديانة فلا يميز بين المسلمين والكفار، والعلماء يتهربون من التكفير فرار الحمر من القسورة، فقد أصبح الواقع هو الذي يصنع عقيدة الناس.
ولعلي أعود لاحقا لما أضيف من كلام إن شاء الله تعالى، فنسأل الله الهداية للجميع وأن يجمعنا على دينه وأن يرزقنا النية الخالصة لمعرفة الحق واتباعه والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 07:18]ـ
فقد أصبح الواقع هو الذي يصنع عقيدة الناس.
(البيان الاسلامي)
دعني أضيف سبباً آخر لهذه المشكلة
(يُتْبَعُ)
(/)
و هي: عبادة الأشخاص ...
فلا يكفي الدليل الشرعي الواضح أو بداهة العقول لاعتقاد العقيدة
لكن عند البعض يجب الحصول على الضوء الأخضر من الكهنوت!
و هذا ليس من المبالغة بل هو واقع لا أظنه يخفى عليك
فانظر إلى ما قاله أبو شعيب ترى صدق هذه الدعوى
قال:"بسم الله الرحمن الرحيم،
أذكر أنني منذ سنوات خلت، وقبل أن تدخل حماس المجلس النيابي، كنت قد جهرت في بعض المنتديات الإسلامية، أن حماس جماعة شرك وكفر، فإنه لا يهمها إقامة شرع الله في الأرض، ولا تقاتل إلا في سبيل الوطنية البغيضة.
وكان عندي وقتها المبررات الشرعية التي تحقق ما أقول، ولكن أكثر الإخوان لم يستسيغوا كلامي، مع أننا جميعاً على نفس المنهج، ودعوني للتوبة والرجوع عمّا قلته في حق حماس.
مع أنني لم أرجع ولم "أتب" .. لكنني آثرت السكوت لالتباس أمر هذه الحركة على الكثير، خاصة وأنها لم يبن عليها أي مكفر ظاهر عند هؤلاء.
ففي هذه المرحلة، وجدت حماس من يرقّع لها ..
------------------------------
ودخلت حماس في المرحلة الثانية، واندمجت في العملية الديموقراطية، وسيطرت على البرلمان الفلسطيني عن طريق الانتخابات الشركية .. وصار رئيس وزرائها هو المدعو هنية، الذي أقسم على الاحترام والإخلاص للدستور الوثني الكافر الفلسطيني .. وكذلك جميع نواب حركة حماس.
وهم الذين نسبوا إلى أنفسهم التشريع المطلق من دون الله - عز وجل -، ورضوا بالتحاكم إلى الطاغوت من دون كتاب الله .. مخيّرين غير مكرهين.
فعدنا حنيها وجهرنا بتكفيرها كما جهرنا به قبل سنوات، وكنت أظن أن الأمر أوضح من أن يختلف اثنان في كفرها.
ولكن للأسف، وجدنا المنتديات الجهادية قبل غيرها تقف في طريقنا، وتستنكر علينا تكفيرها، لأنه لم يصدر تكفيرها عن أي عالم معتبر من علماء الجهاد.
ثم جاء الإخوة - هداهم الله - بالأعذار الواهية التافهة، مثل: حماس لا تستطيع تغيير الدستور .. حماس لا تستطيع فرض دستور القرآن .. حماس معذورة بالتأويل .. معذورة بالإكراه .. حماس غير مسيطرة، بل المسيطر هو أبو مازن وحركة فتح، وحماس تابعة لهذه الحكومة .. وغير ذلك من الترهات والسخافات.
فوجدت حماس من يرقّع لها ويبقيها في دائرة الإسلام، بل ودائرة الصلاح والتقوى والجهاد.
قلنا، لعلّ الأمر ملتبس على الإخوة .. لأن الصورة غير واضحة المعالم عندهم، مع وجود بعض الفتاوى التي صدرت لا تكفّر جميع نواب البرلمان (بشروط غفل عنها هؤلاء الإخوة) ..
------------------------------
ثم دخلت حماس في المرحلة الثالثة .. وهي مرحلة التمكين والسلطان والسطوة.
فسطت على قطاع غزة، وأقامت فيه حكومتها المشؤومة، بأركان ورجال وجيوش .. وحكمت في الشعب بالقانون الوضعي، وفق الدستور الوطني الفلسطيني، ومنعتهم من التحاكم إلى شرع الله ..
فجمعت في هذه المرحلة كفرين .. كفر الديانة بدين الديموقراطية (وهو كفر لازم) .. وكفر فرض هذا الدين على الناس (وهو كفر متعدِ).
فقلت في نفسي، ما دام أن كفرها صار متعدياً إلى الشعب، بحيث تمنعهم من أصل من أصول الدين، وهو التحاكم إلى شريعة الله، وتفرض عليهم أحكام دين الديموقراطية، وتلزمهم بها .. فلا أظن أن عاقلاً سيتورع عن تكفيرها بعد ذلك، فكفرها تعدّى إلى الغير، بإجبار وإلزام وقهر ..
فلئن كان العلماء قد اتفقوا على أن ما يُعذر به المرء هو الكفر المقتصر على نفسه، إن كان مكرهاً، دون ما يتعدى إلى غيره، فإذن كفرها قد بان ولاح، ولن يعترض علينا أحد.
ولكن للأسف الشديد، في بداية هذه المرحلة وجدنا معارضة شديدة أواسط الإخوة .. بل وحتى في المنتديات الجهادية التي اتهمنا بعض مديريها بالغلو (هذا الاتهام حدث قبل أقل من شهر من الآن).
قلنا نصبر .. فالله سيظهر الحق ولو كره المبطلون.
فصدرت البيانات من قادة الجهاد بأن ما تفعله حماس هو شرك أكبر مناقض للتوحيد .. وأن عليها التوبة وتحكيم شرع الله .. ولكن لم يستجيبوا لهم، بل استهزأوا بهم، وسدروا في غيهم، وأقاموا على كفرهم.
طيب .. قلنا قامت عليهم الحجة، الآن ما يمنع من تكفيرهم؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وللأسف الشديد، وجدنا بعدها بعض مشايخ الجهاد يقفون في طريقنا، ويغلظون علينا، وجاؤونا بأعذار أوهى من بيوت العنكبوت، وتاويلات لا أدري من أين وردت عليهم.
وللأسف، فهذا الموقف من بعض مشايخ الجهاد وبعض قادته قد أدى إلى انشقاق في صفوف أنصار الجهاد، وقد خسرت أحد أعز أصحابي على هذا الدرب، فرجع عن مناصرة المجاهدين، وقال إنهم لا يهمهم أمر التوحيد .. ورفع شعار: "هؤلاء توحيدهم السيف" ..
وقد حزّ في نفسي كثيراً هذا الموقف المتباين المتناقض لمن رأينا فيهم العلم والحكمة - مع بقائي على نصرة الجهاد والمجاهدين، والحمد لله -.
فصبرنا أسابيع وشهوراً .. حتى سمحت أكثر المنتديات الجهادية بفتح مواضيع تناقش كفر هذه الحركة، بل وسمحت بالجهر بتكفيرها صراحة، خاصة بعد عملية حماس المنحوسة في إطلاق سراح الأسير البريطاني .. وقد فرّج هذا عني بعض الشيء.
ولكن، ما زلت أرى بعض كبار مشايخ المجاهدين يمتنع عن تكفيرها، بل ويغلظ على من يكفّرهم .. وقد اتبعهم في ذلك كثير من أنصار الجهاد الجهلة.
فحتى في هذه المرحلة، وجدت حماس من يرقّع لها.
------------------------------
ثم دخلت حماس المرحلة الرابعة، وهي مرحلة قتال جيش الإسلام.
في هذه المرحلة لم أر أياً ممن يدافع عن هذه الحركة المرتدة، بل إنهم تواروا عن الأنظار، وصار الدارج الآن في المنتديات هو تكفير هذه الحركة ووصمها بالخيانة، وتتوالى دعوات البراءة منها ومن كفرها .. فلم تجد حماس من يرقّع لها.
ولتعوّدي على وجود المخالف والمعذر لهذه الحركة، استوحشت اختفاءهم .. فقلت لنفسي .. حان الوقت لتكوني المرقّع لحماس .. وأن تدفعي موجة التكفير هذه التي عمّت أنصار الجهاد ..
فأنا أخاطبكم الآن بكوني منافحاً عن هذه الحركة، مرقّعاً لها .. فاسمحوا لي .. فهذا الزمان زمان التناقضات، لا تعرفون فيه المؤيد من المعارض.
فأقولها لكم مدوية: كفوا ألسنتكم عن الحركة الإسلامية حماس .. كما كففتموها عنها من قبل ....
لماذا تكفرون هذه الحركة إن كنتم قد أعذرتموها فيما هو أعظم من ذلك، وهو منازعة الله في حكمه وفرض شريعة الطاغوت على المسلمين؟؟
إن كنتم قد أعذرتموها في الكفر، والله عز وجل يقول: {والفتنة أكبر من القتل} .. فعلام أراكم لا تعذرونها في القتل، وهو دون الكفر؟؟
وأنا بصفتي أحد المرقعين لحماس (لم أتصور نفسي أن أكون يوماً) .. فإني سأدفع عنها بكل ما يمكنني تصوّره من أعذار في حق هذه الحركة.
قالوا: قتلت إخواننا المجاهدين الموحدين.
قلت: وهل القتل يخرجهم من الدين؟
قالوا: فعلوا ذلك بسبب دينهم وتوحيدهم.
قلت: وهل صرّحت حماس بذلك؟
بل وأزيد في ذلك أن القتل والقتال قد يصحّ فيه التأويل ..
لعلّ حماس تأولت قوله تعالى: {فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} .. وتأولت قوله - صلى الله عليه وسلم -: {من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه كائناً من كان} .. أو كما قال.
وأما كون حماس قد فعلت ذلك استجابة للطواغيت الأعاجم والعرب، درءاً لشبهة الانتماء للقاعدة أو مناصرتها، فأقول:
لو أن حماساً ما فعلت ذلك الآن، وقاطعتها مصر والأردن وسوريا وجميع الدول العربية (وسوف تفعل) والأجنبية ومنعت عنها الطعام والشراب والدواء، ورمتها اليهود بالقنابل والصواريخ دون اعتراض من أحد، وقام عليها أهل غزة من المرتدين (الشيوعيين وما يسمون بالعلمانيين) وهو كُثر لا كثّرهم الله، فهل ستساعدها أنت بتهريب كل ما يحتاجونه إلى داخل غزة وتقف معهم تحت القصف وتأخذ معك أهلك وذويك يشاركون أهلهم وذويهم الموت!!
بعض الناس يسأل: ما الفرق بين حماس التي تقتل المسلمين، وبين بقية حكام الدول الإسلامية!!
أقول: من المؤسف والمخجل حقا أن يُسأل هذا السؤال!! هناك فرق بين من يجاهد ويريد نصرة الجهاد والمجاهدين ولا يستطيع، وبين من لا يريد نصرتهم ولا يجاهد وهو مستطيع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن عندما نلتمس لفلان الأعذار: لسنا بالضرورة نُقرّه على خطئه، وإنما نقول: لعل له عذر في خطئه، ونبرأ إلى الله من الخطأ، ولا نبرأ من صاحبه، وهذا ما علمناه النبي صلى الله عليه وسلم حينما بلغه ما صنع خالد بن الوليد رضي الله عنه مع بني جذيمة، فقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" وفي رواية أنه قالها مرّتين (النسائي وصححه الألباني)، ولم يبرأ من خالد رضي الله عنه، ولم يعاده ولم يُخرجه من دائرة الإسلام ولم يرميه بالتنطّع والإستهتار بالدماء والعنف والنفاق وغيرها من الإتهامات، وإنما تبرأ من عمله لعلمه بأنه اجتهد أو تأوّل فأخطأ، والخطأ كان عظيماً جدا، فهو قتل أعداد كبيرة من قبيلة جذيمة بعد أسرهم وإعلانهم للإسلام، ولكنهم قالوا "صبأنا" ولم يقولوا أسلمنا فظن خالد أن هذا سبب كاف لقتلهم، وهناك أعذار أخرى لخالد رضي الله عنه ذكرها أهل السير، فنحن نعذر خالداً كما عذره النبي صلى الله عليه وسلم، ونبرأ إلى الله من صنيعه هذا كما تبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم، ونحب خالداً ونتولّاه لكونه مسلماً ومن الصحابه ولأنه سيف من سيوف الله وله مناقب لا تُحصى ..
ليس كون الإنسان مجاهداً أن نقره على كل أعماله، فخالد لا نُقرّه على فعلته مع بني جذيمة وهو الصحابي الجليل والمجاهد الكبير، ومن هو دون خالد من المجاهدين اليوم لا نقرهم على خطئهم قطعاً، فليس هناك علاقة بين الجهاد والعصمة، فالعصمة البشرية انتهت بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا معصوم اليوم، ولكننا نوجد الأعذار للمجاهدين أكثر من غيرهم لما لهم من حق علينا: كونهم يجاهدون في سبيل لله مع تخاذلنا نحن وتثاقلنا عنه ..
إن ميادين الجهاد متقلّبة، وهذا التقلّب الكبير والسريع ينتج عنه ردات أفعال وأقوال ومواقف قد تبدو غير ثابتة، ويكثر في هذا الجو الخطأ لكثرة الإجتهادات الآنيّة، ويصعب في الجبهات الرجوع إلى العلماء في كل وقت، فالخطأ وارد، ولكن من الخطأ أن يصيّر القاعد نفسه حكماً على المجاهد، فنحن عصاة وهم ملتزمون بحكم الله (الجهاد)، فكيف يحكم العاصي على الملتزم!!
ننصح المجاهدين ونحاول سد هذه الثغرة في الجهاد، ونكون لهم عوناً وسندا، ونحاول أن نفرغهم لقتال عدوهم بصد كل شبهة ودرء كل فتنة عنهم، ولا نرضى أن يشغلهم عن القتال: القيل والقال، فهذا يعوق الجهاد، ولا ينفع الأمة في شيء، بل يزيد في تأخّرها وتقدّم عدوها، ونحاول أن نسدد بين المجاهدين ونقارب حتى تلتحم الصفوف ونرى أهل الجهاد يقاتلون العدو صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص فـ "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" (متفق عيه)، فمن لم يكن لبنة في هذا البناء، فلا يكون معول هدم له!!
وفي الختام أسأل سؤالاً وأطلب من كل أخ كريم أن يجيب عليه في قرارة نفسه:
إذا اتهمنا حماس، أو اتهمنا دولة العراق الإسلامية، أو اتهمنا القاعدة، أو اتهمنا فلان وعلان من المسلمين وتشاحنا وتباغضنا وترامينا وتراشقنا، فهل هذا:
يزيد من حسناتنا!!
وهل يفرح بهذا المسلمون!!
وهل يُغيظ هذا التباعد والتشاحن أعداء الله!!
وهل هذا التراشق والتشاحن والتباغض من مقتضيات عقيدة الإسلام!!
وهل هذا التناحر من مصلحة المسلمين!!
وهل يُرضي هذا كله اللهَ سبحانه وتعالى!!
نحن لا نقول بحرمة الخلاف ولا ننكر وجوده، ولكننا نقول بأن هذا الوقت ليس وقته، فالحُرمات استُبيحت والبلاد أُحتُلَّت والنفوس أُزهقت، والجهاد وجب على الأمة، والمجاهدون في نفروا لساحات الجهاد للدفاع عنها، فأين نحن من كل هذا!! وهل الطعن في زيدٍ أو عمرو أولى من الجهاد والتحريض عليه ورص الصفوف واجتماع الكلمة، وهل نحن فعلاً نملك وقتاً لنضيعه!! "اهـ
فبعد كل ما ذكر فإن مشايخه الذين ضج منهم هم أهل الفضل و التقوى!!
و هم في نفس الوقت مرقعين للمشركين!!
و لا عجب فإن شيخه الطرسوسي يقول عن الشيخ الالباني أنه من المجادلين عن الطواغيت و هو في نفس الوقت من كبار العلماء!!
و هو مرجعه في تخريج الأحاديث!
فكيف يكون من جادل عن الطواغيت من كبار علماء المسلمين؟!!
و ممن نتبرأ إذا لم نتبرأ ممن جادل عن الطواغيت؟!!
هذا هو توحيدهم
و صاحبنا على خطاهم
فهو متذمر من عدم تكفير من ثبت كفره قطعاً
و عند الاعتذار يعتذر لهم بمن أخطأ في سفك الدماء!!
وحاصل كلامه الذي نقلت يصرخ بلسان الحال قائلاً: فليسقط التوحيد و ليمض "الجهاد "!! و أي جهاد!
فمن كان هذا حاله فلا حيلة معه ... اللهم إلا دعوته لنبذ عبادة الاشخاص و الدعاء له بالهداية
أما المناقشة العلمية فلا أظن أنها تجدي مع من كان هذا حاله
فمن العبث محاولة تغيير اتجاه عربة تجرها قاطرة دون محاولة تغيير اتجاه القاطرة نفسها
ـ[مع الحق]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 08:44]ـ
ذكرني كلام الطرطوسي بكلام المقدسي عندما قال .... ان علماء السعودية هم اولياء الطاغوت ... ولكنه لا يكفرهم وكذا اتباعه لا يكفرونهم ... مع انهم يعتبرونهم من اولياء الطاغوت .... فلا ادري كيف يكون ولي الطاغوت مؤمنا ....... ابو شعيب في نظرك ما هو تصور هؤلاء لهذه المسالة ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 09:18]ـ
ابو شعيب في نظرك ما هو تصور هؤلاء لهذه المسالة ....
هو تصور اتباع الهوى و اعتقاد ما لا يُنفر الناس
(مع الحق)
لعلك تعلم فتوى المقدسي هذا بإسلام أعوان الطاغوت إذا ما أحيلوا على المعاش و لو لم يتوبوا ...
فهو يحكم عليهم بالكفر ثم بالاسلام و يقول أن التوبة لا تُشترط حتى يتغير الحكم عليهم.
و أصحاب هذه الفتاوى هم أهل العلم و الفضل!
نسأل الله الستر
و على فكرة
لا تنتظر رداً على اسئلتك
و ترقب فتح موضوع آخر سرعان ما يُهجر
ـ[عابد عزي]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخي أبا عبد الرحمن ضلالات المقدسي كثيرة صرح بها في ثلاثينياته و لكن رد عليه الاخوة برسالة أسماها رد على جزء من ثلاثينيات المقدسي, فهو احد المغلضين على المسلمين الواسمين لهم بأنهم غلاة و مكفرة من خلال رسالته و لهذا تجد أبا شعيب متمسكا به و متأسيا به و مستدلا به في أغلبية ردوده حتى لو غلط المقدسي و لهذا أقول لك الله يبقي الستر كما قلت أصحاب هذه الفتاوى هم أهل العلم و الفضل! و اذا أردت الرد على جزء من ثلاثينيات المقدسي فها هو الرابط:
http://sites.google.com/site/el3aquidanet/Home/%D8%B1%D8%AF%D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%AC%D8%B2%D8%A1%D9%85%D9%86 %D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB%D9%8A %D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D8%A7 %D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3 %D9%8A.doc?attredirects=0
و أعانكم الله و هدى الله بكم أبا شعيب و خويه و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:20]ـ
يقول المخالف:
ما هذا إلا دليل جهلك بما ندعو إليه .. فلم نقل بهذا يوماً من الأيام .. بل ما زلنا نقول: إن من لم يكفّر الكافر فهو كافر
إذا كان للإنسان دينان أحدهما نظري والآخر تطبيقي، تصعب مناقشته، فإن رددنا على تأصيلاته رد بممارساته وإن رددنا على أفعاله رد بالنظريات والتجريد، هو يناضل منذ مدة لأجل أن يبطل الإعتقاد بأن تكفير الكافر واجب لثبوت الإسلام، بل ما هو أكبر من ذلك، فقد سعى لإبطال وجوب تكفير الفعل، بل وسعى لإبطال حتى وجوب ترك الكفر، واكتفى ببغضه واعتقاد بطلانه.
ثم ينكر أن يكون قال بهذا يوما من الأيام، بل يعتبر نفسه مازال معتقدا أن من لم يكفّر الكافر فهو كافر، فلا أدري من كنا نناقش في مواضيع: (أسلمة الموحدين) و (نقض معتقد الخوارج) و (الرد على غلاة المكفرة) و (الرد على أبي مريم).
نحن لم نورد هذه المسائل على سبيل الاستدلال .. ولم يقل أحد أن هؤلاء العلماء حجة في دين الله .. بل غاية ما فعلنا هو الاستئناس بهذه الحوادث .. ومن الحمق عند البعض (لا أعنيك) أن يجعل كلامنا في العلماء هي غاية حجتنا ..
كل من يستدل بعالم يقول: أنا أستأنس به فقط، ومن المفروض على المتكلم أن ينظر لوقع كلامه على الناس، فالكثير من العوام لا يقبلون دليلا من الكتاب والسنة إذا قال فلان بخلافه، وهذا باب عظيم للكفر، وهل كفر الشيعة والصوفية والعلمانيون إلا بعلمائهم؟
منطق المخالف يقول: هل كفّر علماؤنا العلماء الآخرين الذين يدعون للشرك؟ الجواب: لا، إذن لا تكفير للمشرك، ولا تقولوا أني أستدل بهم بل أستأنس بهم فقط، وأعترف بأن الدليل يكون من الكتاب والسنة، ولست من غلاة المكفرة الذين يستدلون بالعلماء فإذا طلبت منهم الدليل من الكتاب والسنة افتضحوا.
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 01:44]ـ
هم يقولون: إن ساب الله ورسوله سكراناً كافر مشرك، خارج من الإسلام .. هذا ما هو متقرر عندهم .. فهل عليهم أن يكفّروا من يرى عذره؟؟ سواء أخطأوا أم لم يخطئوا .. فهم يرون أنهم على حق .. ويرون أن هذا الساب نقض أصل الدين .. ومع هذا، فإن تكفير من لا يكفّره من أفحش الخطأ في دين الله.أما أن تتهرب من الجواب وتقول: هم على خطأ .. ولا يحق لهم تكفير هذا السكران .. ثم تتناسى جوهر القضية وهو: أنهم يعتقدون أنهم على حق، فهل يجب عليهم تكفير من لا يكفره وإلا كانوا كفاراً؟؟ .. فهذا من التلبيس
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان الإستدلال بعدم تكفير العلماء لبعضهم صحيحا لكان الواجب على المخالف الإتيان بأمثلة عن عدم تكفير بعضهم للكفار الحقيقيين وعدم تكفير الآخرين لهذا البعض، لا الإتيان بأخطاء للعلماء في تكفيرهم لمن لم يَكفر أصلا وعدم تكفيرهم لمن لم يكفّره.
الخوارج مثلا كفّروا بالذنب، وهذا باطل، فإن كفّروا من لم يكفّر العاصي فقد زادوا باطلا إلى باطلهم، والمخالف يفرض عليهم أن يكفّروا من لم يكفّر العاصي وإلا فلا تكفير لمن لم يكفر الكافر الحقيقي.
وأما اعتقادهم بأنه حق فإن الله لم يفرض عليهم البناء على الخطأ، وإنما فرض علينا البناء على الحق، فقد فرض علينا تكفير من لم يكفّر الكافر لا من لم يكفّر المسلم، بل حرّم علينا تكفير المسلم، وبالتالي حرّم علينا تكفير من لم يكفّر المسلم، فإن أوغلوا وكفّروا من اعتقد بإسلام العاصي، فقد ازدادوا ضلالا، فالحقائق لا تبنى على العقائد، وإنما العقائد هي التي تبنى على الحقائق.
مثال: القاضي إن قال خطأ أن فلانا سرق لا نلزمه بإقامة الحد عليه وإلا فقد عطّل حدود الله، فالخطأ يبطل ولا يبنى عليه،
لكن المخالف يقول: إن القاضي يعتقد أنه محق، وما دام لم يقم الحد عليه فحد السارق ليس واجبا.
من جهل عذر الإكراه لا بد أنه يكفّر من قال الكفر مكرها، كما ورد أن بعض الصحابة قالوا: إن عمارا كفر، وهذا لما أكرهه المشركون، فإن لم يكفّر من لم يكفّره لا نتخذه دليلا على عدم تكفير من لم يكفّر الكافر الحقيقي، والله لا يؤاخذه على ترك مابناه على خطئه الأول.
لقد اختلفوا في كون السكر عذرا للمسلم أصلا إن قال الكفر ولم يختلفوا فيمن لم يثبت إسلامه أصلا، كما اختلفنا نحن في جاهل الإسلام، وليس الإختلاف في كون السكر عذرا لمن سب الدين اختلافا في تكفير ساب الدين وهو في الحالة الطبيعية كما اختلفنا نحن.
قلتُ سابقا: (لم يقل أحد من المسلمين ولا جهالهم أن من طلبوا ذات أنواط قد طلبوا الشرك الصراح واستحسنوا أفعال المشركين، وأنهم لم يكفروا لأنهم كانوا جهالا حديثي عهد بالكفر، فاعتبار الجهل بالتوحيد أو حداثة العهد بالدخول في الإسلام مانعَين من الكفر هو فعل المتأخرين الذين لا يكفّرون المشركين، ثم أصبحوا دليلا قائما بذاته عند مقلديهم).
وبعد أن ساق كلاما طويلا للعلماء النجديين في (المشاركة: 11) يقولون أن من طلبوا ذات أنواط جهلوا التوحيد وهم مسلمون، قال:
أرأيت أخي الكريم كيف ينفي (البيان) أمور ما لا علم له به.
ولذلك أنصح أخونا (البيان الإسلامي) أن يتمعن قبل أن يكتب شيئاً ولا يضيع أوقاتنا في الكلام عن إثبات مسائل معلومة عند كثير من الخايضين في هذه الأمور هداه الله.
لم يكن بين الصحابة من يجهل التوحيد، ولم يكن الناس يقولون: لا إله إلا الله وهم لا يعنون ما تعنيه، فمن البديهة أن من ينتقل من دينه إلى دين قوم آخرين لا بد أن يعرف ما هو أوّلا، كما كانوا يسافرون من بعيد ليسألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن دينه ثم يدخلون فيه، ولا يعقل أن قوما عايشوا صراع المسلمين مع المشركين، ورأوا تحطيم النبي (ص) للأصنام ثم أعلنوا دخولهم في دين المسلمين على جهل بما دخلوا فيه ثم خرجوا للجهاد مع المسلمين وهو لم يسمعوا بأن عبادة الأوثان شرك ينفي التوحيد، وأن المسلمين لا يقرون ذلك، وخرجوا للجهاد وهم يجهلون السبب والغاية إن كانت للدنيا أم لقتال عبدة الأصنام، وأنهم بقوا يعبدون الأصنام وهي مكسرة على جهل بذلك، وأنهم طلبوا شجرة يعبدونها من دون الله دون دراية بذلك، فعلم النبي (ص) أنهم لا زالوا يشركون بالله وهم تحت رايات الجهاد، مثلما هو حاصل في زماننا، فنهاهم عن ذلك مجرد نهي، واعتقد بإسلامهم سواء قبل الطلب وبعده، وقاتل المشركين العارفين بالتوحيد بقوم مشركين جاهلين للتوحيد،
ولم يكن النبي (ص) يقاتل الناس دون أن يبلغهم التوحيد، فعلمته هوازن وجهله من هو في جيش المسلمين، فطلبوا منه إلها، فأجابهم: والله لقد طلبتم إلها، فسكت وسكتوا، فكان من المفروض على الأقل أن يقولوا: لم نسمع قبل اليوم أن عبادة غير الله كفر، ثم لماذا لم يذهبوا مباشرة لعبادتها لصفاء نيتهم ما داموا يجهلون أنها شرك؟ فهم لا زالوا يعتبرونها آلهة.
وكل هذه التناقضات المخالفة للمنطق والبديهة قبل العقيدة لم تكن لتحصل يوما، ومن قال أنهم لم يكفروا لحداثة عهدهم فهو نفسه من يقول: لم يكفروا لجهلهم، فعلّة حداثة العهد هي الجهل، والجهل إن كان عذرا لساعة فهو عذر ليوم أو أيام أو سنين، ولا يستطيع أحد تحديد حد زمني لحداثة العهد.
إن تشبيه النبي (ص) كان تشبيها جزئيا الغاية منه الزجر والتغليظ، وهو تشبيه في الطلب لا في المطلوب، والتشبيه لا يقتضي المشابهة الكلية، وطلبهم كان تشبها بهم وذريعة إلى الشرك، في العكوف عندها، طلبا للنصر من الله بها، كما هو الحال مع الكعبة، ولذلك خفي عليهم، وليس طلبا لما يفعله المشركون وإلا لذهبوا إليها مباشرة لما مروا بها لو كانوا جاهلين بالتوحيد.
أما من يقول أنهم طلبوا الشرك جهلا وأنه كفّرهم، فهذا يخالف ملابسات الحادثة والحوار الذي دار بينهم وبين النبي (ص)، وهذا القول وإن كان خطأ فليس بكفر، وأنا لم أقل أنه ليس هناك من المسلمين من فهم الحادثة بهذا الشكل، ولكن قلت أنه لم يكن من المسلمين من فهمها كما فهمها القوم اليوم على أنهم جهلوا التوحيد ولم يكفروا، فمن قال أنهم جهلوا التوحيد يقول بالضرورة أنهم كانوا غير مسلمين، أو يقول أنهم كانوا مسلمين وارتدوا يومها.
أنا أؤمن بأن الإنسان لا يدخل في الإسلام حتى يعرف حقيقة التوحيد، وإذا وجد هناك من يخالفني في هذه العقيدة فأنا لا أتخذ منه دليلا على بطلانها، لأنه لا يعقل أن يكون الخصم دليلا، وكان بإمكان المخالف أن يورد أقوال الهضيبي وأحمد فريد ماداموا مسلمين عنده، وكلما طالت القائمة كانت أبلغ في الحجة عند من جعل الدين غرضا للخصومات.
ومن اعتقد بإسلام جاهل التوحيد فهو لم يكفّر الكافر الأصلي الذي لم يثبت إسلامه، فأثبت له الإسلام خلافا للشرع والعقل، بغير إذن من الله، ثم اتخذ جهله مانعا من كفره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:02]ـ
بل هذا القول كان معروف عند الأئمة القدماء، وليس هو قول المعاصرين كما يزعم أخونا البيان.
وبعد كل النقول التي أوردها المخالف أثبت أنه يفتقد إلى دليل حقا، أو حتى قول للمتقدمين من أهل القرون الأولى الذين نتفق في إسلامهم، هذا أؤكد على أنه غير موجود، والسبب الوحيد هو أنهم كانوا مسلمين، فكان التوحيد بيّنا والشرك بيّنا، ولم يقل مسلم أن جاهل التوحيد مسلم، إلى أن أصبح الشرك قاعدة في هذه الأمة، فاضطر علماؤهم للتعايش مع أمتهم، ونسبوا لها الإسلام، حتى أن النجديين الذين حاربوا شرك القبور لم يستطيعوا أن يبطلوها إلا بأن ينسبوا الشرك إلى الصحابة، فأقاموا الدليل على بطلان دعوتهم، فمادام بعض الصحابة قد فعلوا ما فعلنا ولم يكفروا ومادامت الأمة مسلمة فما الداعي لكل هذه الفتنة التي أججوها بإنكارهم عبادة الأوثان؟
أقول لكم كلمة إحفظوها عني: هؤلاء علماؤكم فافرحوا بهم ويوم القيامة قولوا: إننا اتبعنا فلانا من آل الشيخ، وكما تُصمّون آذانكم عن سورة الكافرون فإننا نصمّ آذاننا عن قول ابن أمّ فلان.
إن هؤلاء العلماء ليسوا استثناء من قواعد الدين، وإن من يؤمن أن جاهل التوحيد كافر ثم إذا اصطدم بقول عالم يخالفه حوّل المسألة إلى مسألة خلافية حتى لا يكفّره، هذا في الحقيقة يتلاعب بالدين، فالدين شرع ليَحكم لا ليُحكم، ومن خالفه لا يلوم إلا نفسه وليس حجة على الدين.
وكل ما في الأمر أنه قد رسخ في ذهنه أنه شيخ الإسلام ومجدد الدين، فاستعظم أن يكون كافرا، بينما هو يكفّر أمة لعل فيها من هو أعلم وأتقى من عالمه ذاك ولا يبالي.
ومن تأول كلامهم وفق الدين الحق نظرا لوجود أقوال لهم مناقضة صراحة لذلك، فهذا لا حرج عليه، ولا يعتبر تركا لتكفير الكافر، والقضية حينئذ تصبح قضية جهل الحال، وليس اختلافا في تكفير الكافر.
اختلفوا في تكفير من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكفّّر بعضهم بعضا.
(وساق كلاما طويلا لابن تيمية في المشاركة:13)
كلا القولين يرجعان إلى نفس العلة وهي القصد من الكذب عليه إن كان الإنتقاص وتحريف الدين أم لا، وهذا لم يختلف فيه العلماء.
الإكثار من سرد الأقوال وتشعيب الموضوع الغرض منه إظهار التعقيد الذي يرجع في أساسه إلى قواعد واضحة في الحقيقة يعرفها العامي قبل العالم، والهدف هو إيجاد معوقات لفهم القواعد الواضحة حتى يظن القارىء أن الأمر فيه تفاصيل كثيرة ومعقدة فينصرف عن طلب التوحيد كلية، فالغرض هو بلبلة الأفكار لتمرير ما هو ظاهر البطلان.
بناءً على قولك هنا في مسألة الإكراه ما حكم هذا القول عندك هل هو كفر مجرد أو اجتهاد يعذر قائله.
يقول القاضي السبكي رحمه الله: (قد علم أن لبس زي الكفار وذكر كلمة الكفر من غير إكراه كفر؛ فلو مصلحة المسلمين إلى ذلك واشتدت حاجتهم إلى من يفعله فالذي يظهر أنه يصير كالإكراه.
وقد اتفق مثل ذلك للسلطان صلاح الدين؛ فإنه لما صعب عليه أمر ملك صيدا وحصل للمسلمين به من الضرر الزائد ما ذكره المؤرخون ألبس السلطان صلاح الدين اثنين من المسلمين لبس النصارى وأذن لهما في التوجه إلى صيدا على أنهما راهبان وكانا في الباطن مجهزان لقتل ذلك اللعين غيلة؛ ففعلا ذلك وتوجها إليه وأقاما عنده على أنهما راهبان، ولا بد أن يتلفظا عنده بكلمة الكفر وما برحا حتى اغتالاه وأراحا المسلمين منه ولو لم يفعلا ذلك لتعب المسلمون تعبًا مفرطًا ولم يكونوا على يقين من النصرة عليه.
ومما يدل على هذا قصة محمد بن مسلمة في كعب بن الأشرف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لكعب بن الأشراف فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي؟ فأذن له فأقول: قال: قد فعلت) إهـ (كتاب الأشباه والنظائر الجزء الثاني) للقاضي السبكي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لبس زي الكفار ليس دلالة صريحة على الكفر ولا يكفر كل متشبه بالكفار، فالأمر بالمقاصد، وليس الواجب على كل مسلم التميز عن قومه الكفار في لباسهم، وقول السبكي وفعل صلاح الدين لا يلزمنا وإنما يلزم فقط من اتخذه حجة في الدين، كما ألزموا أنفسهم بعدم تكفير من أجاز الإستغاثة بغير الله لأن السبكي أجاز ذلك ولا يمكن تكفيره، بينما في ديننا لا أحد نستثنيه من الكفر إلا من ورد فيه النص عينا، ولعل من يقرأ أقوال هؤلاء العلماء يظنهم من السلف الصالح أهل القرون الأولى، بينما واقعهم لمن قرأ تاريخهم كان أفسد بكثير مما نقرأه في كتبهم.
وكلامه عن محمد بن مسلمة ليس صريح الدلالة على جواز قول الكفر لمصلحة الجهاد، وهذا مانع آخر للتكفير يلزم أصحابه تقديم الدليل الشرعي أوّلا، فمحمد بن مسلمة استعمل المعاريض، حيث الكلمة تحتمل وجهين من المعاني، أما من يسمون اليوم بالمجاهدين فيجيزون الكفر الظاهر كالإنخراط في جيش الكفار بالمعنى المعاصر الذي لا يتحقق إلا بفعل الكفر وقوله لمصلحة الجهاد كمن أجازوا الكفر لمصلحة الدعوة.
اختلفوا في لبس الصليب فجمهور العلماء قالوا أكبر، وبعض الشافعية يرى أنه من الكبائر دون الكفر.
التزيي بزيهم قد يكون مباحا إن لم يكن خاصا بهم وبدينهم، وإن كان تشبها بهم فهو حرام، وإن كان اعتقادا لدينهم ومحبة فيه فهو كفر، لأن اللباس ليس كفرا بذاته، ولبس الصليب ليس كحمل الصليب، فاللباس قد يكون فيه زينة أو خطوط على شكل الصليب أو قلادة فيها شكل الصليب، فالمقصود من لابسها هو الزينة، وهذا يحرم سدا للذريعة ولا يكفر، ومن صنع تمثالا وزين به بيته لا يقال هو كمن صنع تمثالا ليعبده، فالفارق هو القصد، وفي الوثائق الثبوتية التي نحملها شعارات كفرية وصلبان ورايات تدل على بلد صاحبها لا على تدينه بها، كما كانت النقود التي كان يستعملها النبي (ص) فيها صلبان وصور معابد المجوس، وهذا ليس كرفع الصليب قصدا لذاته، ولم يختلف العلماء في أن التدين بها كفر، ولكن اختلفوا هل قصد بها الكفر، وفيه شبهة تمنع التكفير حتى يثبت قصده بيقين.
فالمسألة مسألة اختلاف المناطات التي يتكلم عنها العلماء، فمن تكلم عن أحكام الحقيقة المتعلقة بالقصد يقول: هذا ليس كفرا، ومن تكلم عن الظاهر والمتعارف عليه من استعمالات ذلك القول أو الفعل، يقول: هو كفر، كمن يقول أن تقبيل القبر شرك، وهذا صحيح على العموم، لكن من يتكلم عن إنسان بلغ به الشوق والحزن على صاحب القبر إلى تقبيله، يقول هذا ليس كفرا، فالقضية هي اختلاف المناطات وإلا فإن كلاهما متفقان في المبدأ العام وفي إنزاله على الواقع.
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:18]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا "، ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده وهو من البدع المخالفه للسنة فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر في من يعظمه هو من أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك من المتأخرين لكثرة الإشتباه و الإضطراب وبُعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والاتياب، ولهذا تجد كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها فيقولون القول الموافق للسنة وينفون ما هو من لوازمه غير ظانيين أنه من لوازمه ويقولون ما ينافيه غير ظانيين أنه ينافيه ويقولون بملزومات القول المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته فيكون مضمون قولهم أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين ويوجد في الحالين لإختلاف نظر واجتهاده، وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجمله التي يظن الظان أن لا يدخل فيها إلا الحق وقد دخل فيها الحق والباطل فمن لم ينقب عنها أويستفصل المتكلم بها كما كان السلف والأئمة يفعلون صار متناقضا أو مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر، وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة
(يُتْبَعُ)
(/)
كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك كانوا يظنون أنهم ينصرون الاسلام بهذه الطريقة وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم فإن البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلاً ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيه إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس ولكن تشتمل على حق وباطل فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل إما مخطئا غالطا وإما متعمدا لنفاق فيه والحاد) إهـ كتاب درء تعارض العقل والنقل.
إذن حسب فهمهم لكلام ابن تيمية فهو يقول: (ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك [ولو كان خطأه في التوحيد فأشرك بالله] فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا "، ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه صواباً بعد اجتهاده وهو من [الشرك المخالف للتوحيد] فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم أو أصغر في من يعظمه هو من أصحابه، فقل من يسلم من مثل ذلك من المتأخرين لكثرة الإشتباه و الإضطراب وبُعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به يحصل الهدى والصواب ويزول به عن القلوب الشك والاتياب، ولهذا تجد كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها فيقولون القول الموافق [للتوحيد] وينفون ما هو من لوازمه غير ظانيين أنه من لوازمه ويقولون ما ينافيه غير ظانيين أنه ينافيه ويقولون بملزومات القول المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي وملزوماته فيكون مضمون قولهم أن يقولوا قولا ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين ويوجد في الحالين لإختلاف نظر واجتهاده، وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجمله التي يظن الظان أن لا يدخل فيها إلا الحق وقد دخل فيها الحق والباطل فمن لم ينقب عنها أو يستفصل المتكلم بها كما كان السلف والأئمة يفعلون صار متناقضا أو مبتدعا ضالا من حيث لا يشعر، وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة كلفظ الجسم والجوهر والعرض وحلول الحوادث ونحو ذلك كانوا يظنون أنهم ينصرون الاسلام بهذه الطريقة وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله فوقع منهم من الخطأ والضلال ما أوجب ذلك وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم فإن البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلاً ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيه إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس ولكن تشتمل على حق وباطل فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل إما مخطئا غالطا وإما متعمدا لنفاق فيه والحاد) إهـ كتاب درء تعارض العقل والنقل.
وبالتالي يصبح كل شيء عرضة للإجتهاد ...
نحن نتكلم عن العذر في أصل الدين الذي هم يقولون أنه لا عذر فيه إلا بالإكراه وزاد بعضهم انتفاء القصد .. ويقولون أن من أعذر في أصل الدين بغير هذه الأعذار (الأكراه أوانتفاء القصد) فهو كافر لأنه قد أعذر من لا يستحق العذر من الكفار أو المشركين ... ومعلوم عند كل عاقل أن أصل الدين ينتقض بالشرك أو الكفر وليست نواقض أصل الدين خصلة واحدة وهي الشرك كما يدعي المغربي .. بل هناك من صور الكفر الناقضة لأصل الدين التي هم لا يعذرون فيها أحد بغير الإكراه أو انتفاء القصد .. ولذلك لما نقلنا لهم كلام أهل العلم الذين تصور العذر بالجهل أو التأويل في بعض صور الكفر المناقضة لأصل الدين أُسقط في أيديهم وأصبحوا يراغون ويدعون أن هذا الكلام في أهل البدع وأفصحوا عن عنادهم وجهلهم. وأما ذكيهم كـ (أبومريم الكويتي) فإنه لما تفطن أن هذه الصور تنقض أصل الدين ولا يصح العذر فيها وأن من أعذر من أهل العلم فقد أخطأ لم يسطتع أن يزيد على قوله أن كلام هؤلاء العلماء خطأ كما نقلنا كلامه في تعليقه على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في عذره للجهمية الحلولية .. ولكن هؤلاء المقلدة لا يفقهوا هدانا الله وإياهم.
هذا قول أبي شعيب في كتاب (نقض معتقد الخوارج الجدد):
فما هو معلوم عندنا أنه لا يُعذر أحد في أصل الدين إلا بأمرين: الإكراه وانتفاء القصد. وفي المسائل التي ليست من أصل الدين، يُعذر المرء فيها بالجهل أو التأويل
فالواقع أنهم يقولون القول اليوم ويحاربونه غدا، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إظهار الرجوع عن الخطأ إن رأوه خطأ، وإنما يعتقدون ما شاؤوا ويرجعون عما شاؤوا، فمصلحة (الجهاد) عندهم أو مصلحة (الدعوة) عند غيرهم هي التي تتحكم في العقيدة، كما هو ظاهر في تذبذبهم في حكم حركة حماس كمثال فقط.
كل استدلالاتهم بأقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين إما أنهم حمّلوا كلامهم ما لا يحتمل وما لم يقصدوه، فحملوا على المخطىء في أصل الدين كلام العلماء عن المبتدع والعاصي والمخطىء في الإجتهاد وعن كفريات ليست معلومة من الدين بالضرورة، كخلق القرآن ونفي الإستواء وغيرها مما يعذر جاهله والمتأول فيه ولا يتوقف ثبوت عقد الإسلام على العلم بها.
ومن واجبنا حينئذ أن نبين الفارق بين كلامهم وكلام العلماء، ولسنا مقلدة نستدل بهم، وإنما لتبرئتهم فقط حتى ولو كان بعضهم غير مسلمين في اعتقادنا، وإما أنهم استدلوا بكلام صريح الدلالة لعلماء لم يثبت إسلامهم أصلا، ممن عاشوا في قرون الشرك الماضية، فهؤلاء لا نخجل ولا نخاف من تكفيرهم، وحتى ولو كانوا مسلمين أصلا فإننا نكفّرهم طبقا للأدلة التي تبين كفر من لم يكفّر الكافر، وليسوا حجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البيان الإسلامي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 02:25]ـ
الخلاصة أن دينهم بني وفق قول أحد علمائهم:
(يمكن أن نسأل من لا يعذرون بالشرك مطلقاً، ما الحكم في بعض العلماء الذين التبست عليهم بعض صور الشرك فزينوا التوسل بالأولياء أو الاستغاثة بهم الخ .. من أمثال السبكي والسيوطي والهيثمي، هل نقول أنهم لا يعذرون بالجهل أو التأويل فيكفرون لأنهم لم يفهموا التوحيد؟)،
فالعلم مانع من التكفير عندهم، وإن لم يؤصلوا هذا المانع، فالعالم معذور في كل شيء، فما دام قاله من هو مشهود له بالعلم والصلاح فالعذر واجب شرعي فيه.
ومثله قول الآخر أن قاعدة تكفير جاهل التوحيد صحيحة لكن لا يمكن تكفير كل الشعوب الإسلامية.
وبعدها أخبروني عن الإسلام الذي حولوه إلى مادة خام وجعلوا الواقع المنحرف قالبا يشكلها كيفما شاء.
إن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فنسأله أن يجمعنا على التوحيد إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 09:56]ـ
المثال التاسع:
اختلفوا في مسألة ميراث الكافر النصراني الذي يُسلم قبل أن تُقسم التركة هل يحكم له بحكم القرآن أما بحكم شريعة النصارى ومع هذا لم يكفروا بعضهم بعضاً.
يقول الإمام ابن حزم رحمه الله في المحلى: (مَسْأَلَةٌ: وَمَنْ مَاتَ لَهُ مَوْرُوثٌ وَهُمَا كَافِرَانِ، ثُمَّ أَسْلَمَ الْحَيُّ، أُخِذَ مِيرَاثُهُ عَلَى سُنَّةِ الإِسْلاَمِ، وَلاَ تُقَسَّمُ مَوَارِيثُ أَهْلِ الذِّمَّةِ إِلاَّ عَلَى قَسْمِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَوَارِيثَ فِي الْقُرْآنِ.
برهان ذَلِكَ: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}.
وَقَوْله تَعَالَى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا}.
وَلاَ أَعْجَبُ مِمَّنْ يَدَعُ حُكْمَ الْقُرْآنِ وَهُوَ يُقِرُّ أَنَّهُ الْحَقُّ، وَأَنَّهُ حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَحْكُمُ بِحُكْمِ الْكُفْرِ، وَهُوَ يُقِرُّ أَنَّهُ حُكْمُ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَأَنَّهُ الضَّلاَلُ الْمُبِينُ، وَاَلَّذِي لاَ يَحِلُّ الْعَمَلُ بِهِ إنَّ هَذَا لَعَجَبٌ عَجِيبٌ.
رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: إنَّ ابْنِي هَلَكَ، فَزَعَمَتْ الْيَهُودُ أَنَّهُ لاَ حَقَّ لِي فِي مِيرَاثِهِ، فَدَعَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: أَلاَ تُعْطُونَ هَذِهِ حَقَّهَا؟ فَقَالُوا: لاَ نَجِدُ لَهَا حَقًّا فِي كِتَابِنَا. فَقَالَ: أَفِي التَّوْرَاةِ؟ قَالُوا: بَلَى، فِي الْمُثَنَّاةِ. قَالَ: وَمَا الْمُثَنَّاةُ؟ قَالُوا: كِتَابٌ كَتَبَهُ أَقْوَامٌ عُلَمَاءُ حُكَمَاءُ. فَسَبَّهُمْ عُمَرُ وَقَالَ: اذْهَبُوا فَأَعْطُوهَا حَقَّهَا.
وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إلَى حَيَّانَ بْنِ شُرَيْحٍ: أَنْ اجْعَلْ مَوَارِيثَ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ -.
وقال أبو حنيفة: مَوَارِيثُ أَهْلِ الذِّمَّةِ مَقْسُومَةٌ عَلَى أَحْكَامِ دِينِهِمْ، إِلاَّ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إلَيْنَا.
وقال مالك: تَقْسِيمُ مَوَارِيثِ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى حُكْمِ دِينِهِمْ، سَوَاءٌ أَسْلَمَ أَحَدُ الْوَرَثَةِ قَبْلَ الْقَسْمِ، أَوْ لَمْ يُسْلِمْ. وَأَمَّا غَيْرُ أَهْلِ الْكِتَابِ: فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ مِنْ الْوَرَثَةِ بَعْدَ الْقِسْمَةِ فَلَيْسَ لَهُ غَيْرُ مَا أَخَذَ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ قَبْلَ الْقِسْمَةِ: قَسَمَ عَلَى حُكْمِ الإِسْلاَمِ، وقال الشافعي وَأَبُو سُلَيْمَانَ كَقَوْلِنَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو محمد: أَمَّا تَقْسِيمُ مَالِكٍ: فَفِي غَايَةِ الْفَسَادِ، لأََنَّهُ لَمْ يُوجِبْ الْفَرْقَ الَّذِي ذُكِرَ قُرْآنٌ، وَلاَ سُنَّةٌ، وَلاَ رِوَايَةٌ سَقِيمَةٌ، وَلاَ دَلِيلٌ، وَلاَ إجْمَاعٌ، وَلاَ قَوْلُ صَاحِبٍ، وَلاَ قِيَاسٌ، وَلاَ رَأْيٌ لَهُ وَجْهٌ، وَمَا نَعْلَمُهُ، عَنْ أَحَدٍ قَبْلَ مَالِكٍ.
وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَا وَافَقَهُ فِيهِ مَالِكٌ: فَقَدْ ذَكَرْنَا إبْطَالَهُ، وَمَا فِي الشُّنْعَةِ أَعْظَمُ مِنْ تَحْكِيمِ الْكُفْرِ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى مُسْلِمٍ، إنَّ هَذَا لَعَجَبٌ. وَمَا عَهِدْنَا قَوْلَهُمْ فِي حُكْمٍ بَيْنَ مُسْلِمٍ وَذِمِّيٍّ إِلاَّ أَنَّهُ يُحْكَمُ فِيهِ، وَلاَ بُدَّ بِحُكْمِ الإِسْلاَمِ إِلاَّ هَاهُنَا، فَإِنَّهُمْ أَوْجَبُوا أَنْ يُحْكَمَ عَلَى الْمُسْلِمِ بِحُكْمِ الشَّيْطَانِ فِي دِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، لاَ سِيَّمَا إنْ أَسْلَمَ الْوَرَثَةُ كُلُّهُمْ، فَلَعَمْرِي إنَّ اقْتِسَامَهُمْ مِيرَاثَهُمْ بِقَوْلِ (دكريز الْقُوطِيِّ) و (َهِلاَلٍ الْيَهُودِيِّ) لَعَجَبٌ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْهُ، عَلَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي هَذَا أَثَرَانِ يَحْتَجُّونَ بِأَضْعَفَ مِنْهُمَا، وَبِإِسْنَادِهِمَا نَفْسِهِ، إذَا وَافَقَ تَقْلِيدَهُمْ، وَهُوَ كَمَا رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُد، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُد، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: {كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّ مَا أَدْرَكَ إسْلاَمٌ وَلَمْ يُقْسَمْ فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الإِسْلاَمِ}.
وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ كُلَّ مَا قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَّ مَا أَدْرَكَ الإِسْلاَمُ، وَلَمْ يُقْسَمْ، فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الإِسْلاَم ِ.
قَالَ عَلِيٌّ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ضَعِيفٌ، وَالثَّانِي مُرْسَلٌ، وَلاَ نَعْتَمِدُ عَلَيْهِمَا، إنَّمَا حُجَّتُنَا مَا ذَكَرْنَا قَبْلُ، وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.) إهـ المحلى
وقد جاء في المدونة: " مسألة في ميراث المسلم والنصراني ": (قلت: أرأيت إن مات رجل من المسلمين وبعض ورثته نصارى فأسلموا قبل قسم الميراث أو كان ورثته نصارى فأسلموا بعد موته قبل أن يؤخذ ماله.
قال: قال مالك: إنما يجب الميراث لمن كان مسلماً يوم مات، ومن أسلم بعد موته فلا حق له في الميراث.
قال: فقيل لمالك: فإن مات نصراني وورثته نصارى فأسلموا قبل أن يقسم ماله علام يقتسمون، أعلى وراثة الإسلام أو على وراثة النصارى؟، قال: بل على وراثة النصارى التي وجبت لهم يوم مات صاحبهم، وإنما سألنا مالكاً للحديث الذي جاء "إيما دار قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار أدركها الإسلام ولم تقسم فهي على قسم الإسلام ".
قال مالك: وإنما هذا الحديث لغير أهل الكتاب من المجوس والزنج وغير ذلك، وأما النصارى فهم على مواريثهم ولا ينقل الإسلام مواريثهم التي كانوا عليها، وقال ابن نافع وغيره من كبار أهل المدينة: هذا لأهل الكفر كلهم وأهل الكتاب وغيرهم.) إهـ المحلى (9/ 307).
وأنقل هنا ما قاله أخونا أبو شعيب وفقه الله في رده على أبو مريم الكويتي وأتباعه: (ومعلوم في مذهب هذا الرجل تكفير كل من تحاكم إلى الطاغوت، أو حكم بالطاغوت، وتكفير من لا يكفرهما.
وها هي فتوى صريحة أمامه في أن الإمام مالك والإمام أبا حنيفة جوّزا الحكم بشريعة النصارى في بعض المسائل الجزئية، لتضارب الأدلة عندهم، وظنوا بذلك أنهم يتبعون ما صحّ في مذهبهم أنه الحق.
بل والإمام مالك جعل الحكم على الوارث المسلم في هذه المسألة هو بحكم النصارى.
فهو مُطالب الآن - حسب مذهبه - أن يُكفّر الإمام مالك وأبا حنيفة، وإلا فهو كافر.
ومُطالب أن يُكفّر كل من لا يكفّرهما، لأنهما "أجازا حكم الطاغوت الذي يعلمان أنه باطل".
فإن تناقض هذا الرجل وقال: أنا أعذر في المسائل الجزئية ولا أعذر في الكلية .. فقلنا له: ولماذا لا تعذر في أقل من مُباشِر الفعل ومُجيزه، وهو إعذار من يعذر في المسائل الجزئية من مسائل الألوهية؟؟) إهـ
منقول من هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25481
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 10:04]ـ
تنبيه:
قلت في مشاركتي السابقة: (وقد جاء في المدونة: " مسألة في ميراث المسلم والنصراني ": (قلت: أرأيت إن مات رجل من المسلمين وبعض ورثته نصارى فأسلموا قبل قسم الميراث أو كان ورثته نصارى فأسلموا بعد موته قبل أن يؤخذ ماله.
قال: قال مالك: إنما يجب الميراث لمن كان مسلماً يوم مات، ومن أسلم بعد موته فلا حق له في الميراث.
قال: فقيل لمالك: فإن مات نصراني وورثته نصارى فأسلموا قبل أن يقسم ماله علام يقتسمون، أعلى وراثة الإسلام أو على وراثة النصارى؟، قال: بل على وراثة النصارى التي وجبت لهم يوم مات صاحبهم، وإنما سألنا مالكاً للحديث الذي جاء "إيما دار قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار أدركها الإسلام ولم تقسم فهي على قسم الإسلام ".
قال مالك: وإنما هذا الحديث لغير أهل الكتاب من المجوس والزنج وغير ذلك، وأما النصارى فهم على مواريثهم ولا ينقل الإسلام مواريثهم التي كانوا عليها، وقال ابن نافع وغيره من كبار أهل المدينة: هذا لأهل الكفر كلهم وأهل الكتاب وغيرهم.) إهـ.
هذا القول في المدونة وليس في المحلى وإنما وقع الخطأ أثناء الكتابة دون أن قصد فوجب التنبيه.(/)
تنبيه على وهم في كتاب صفة الصلاة للشيخ الطريفي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 12:43]ـ
الحمد لله وحده ...
ذكر الشيخ -حفظه الله-في كتابه صفة صلاة النبي (ص) عند كلامه عن تحية المسجد = أن أبا محمد بن حزم قد صرح بوجوبها ...
قلت: والواقع غير ذلك ... بل ابن حزم موافق للجمهور في القول باستحباب ركعتي تحية المسجد مخالف لداود الظاهري القائل بوجوبها ..
قال في ((المحلى)) (2/ 231): ((قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: إلا أَنَّ الْوِتْرَ أَوْكَدُ التَّطَوُّعِ، لِلأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرْنَا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ثُمَّ أَوْكَدُهَا بَعْدَ الْوِتْرِ صَلاةُ الضُّحَى وَرَكْعَتَانِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ)).
وقال في (5/ 69) عند كلامه عن الركعتين لمن دخل والإمام يخطب: ((وَلَوْلا الْبُرْهَانُ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَا قَبْلُ بِأَنْ لا فَرْضَ إلا الْخَمْسُ لَكَانَتْ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ فَرْضًا، وَلَكِنَّهُمَا فِي غَايَةِ التَّأْكِيدِ، لا شَيْءَ مِنْ السُّنَنِ أَوْكَدُ مِنْهُمَا، لِتَرَدُّدِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِهِمَا)).
فليُنبه الشيخ على ذلك.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:04]ـ
أحسنت، وبارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 11:19]ـ
وفيك بارك الله ...
ـ[عبدالله الفوزان]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 03:48]ـ
يحسن عدم التسرّع بالتوهيم
ولعلنا نراجع ونستفصل أكثر بحول الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:32]ـ
أما كوني تسرعتُ= فلا ... وأما المراجعة والاستفصال فراجع واستفصل وأفدنا فهذا صنيع حسن ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 07:16]ـ
يحسن عدم التسرّع بالتوهيم
ولعلنا نراجع ونستفصل أكثر بحول الله
غفر الله لك
لو كنت تعرف منزلة الشيخ أبي فهر لما قلت ما قلت
لكني أعذرك .. فهذه أول مشاركة لك!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 07:19]ـ
يا سيدنا الشيخ لا (منزلة) ولا (مطرية) ابتسامة ..
الأمر أهون من ذلك .. والمسارعة بالتخطئة والتوهيم داء وبيل لم يسلم منه أحد ولا أنا ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:03]ـ
فائدة من أحد أفاضل أعضاء ملتقى أهل الحديث:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " الفتح": (واتفق ائمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب، ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب، والذي صرح به ابن حزم عدمه .. ).
ـ[عبدالرحيم التميمي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 04:20]ـ
بوركت أخي أبا فهر السلفي .... وابن حزم وافق مذهب الأئمة الأربعة على الاستحباب ...
ومما جعل هذه المسألة ترسخ لدي أن أحد الإخوة ناقش أحد طلبة العلم فيما ظنه إيجاباً منه لتحية المسجد وذكر أن النووي نقل الاجماع على الاستحباب , وعند رجوعنا للمسألة تبين لنا ما تفضلت بذكره أعلاه ..
ـ[المخضرمون]ــــــــ[18 - Jan-2009, مساء 03:12]ـ
غفر الله لك
لو كنت تعرف منزلة الشيخ أبي فهر لما قلت ما قلت
لكني أعذرك .. فهذه أول مشاركة لك!!
!!
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 09:13]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا بافهر .. وما اكثر ما تنسب اقوال الى الامام ابو محمد بن حزم رحمه الله وهو لم يقلها وقد شاهدت هذا في اكثر من كتاب وسمعته في اكثر من درس والله المستعان.
وهذا يحتم على المنتسبين للمذهب الظاهري ان يحيوه .. ولو قاموا بطباعة المتن (المجلى) للامام الذي شرحه الامام ابن حزم في كتابه (المحلى بالآثار في شرح المجلى).
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:17]ـ
صدقتم وأحسنتم بارك الله فيكم
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 04:53]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى 23\ 413): ((أجمع فقهاء المذاهب الأربعة و الظاهرية و غيرهم على أن صلاة تحية المسجد ليست بفرض و لا واجب ..... ))
و قد قال بوجوبها الشوكاني رحمه الله في (نيل الأوطار) ثم جزم بسنيتها في (السيل الجرار).
أما أبو محمد ابن حزم رحمة الله عليه فكما قال الشيخ أبو فهر.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 11:48]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى 23\ 413): ((أجمع فقهاء المذاهب الأربعة و الظاهرية و غيرهم على أن صلاة تحية المسجد ليست بفرض و لا واجب ..... ))
.
لم أجد هذا النقل فيما بين يدي من الفتاوى!!!!!
طبة ورثة عبد الرحمن بن قاسم
الطبعة الأولى 2002
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 01:39]ـ
فائدة من أحد أفاضل أعضاء ملتقى أهل الحديث:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " الفتح": (واتفق ائمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب، ونقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب، والذي صرح به ابن حزم عدمه .. ).
وهذه بحثت عنها في باب الصلاة ولم أجدها , فحبذا لو تذكروا لنا رقم الكتاب والصفحة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:30]ـ
جزيت الجنة يا أبا فهر, دائماً تفيد,,,,
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 05:54]ـ
وهذه بحثت عنها في باب الصلاة ولم أجدها , فحبذا لو تذكروا لنا رقم الكتاب والصفحة ..
هي في شرحه لباب: ((إذا دخل المسجد))
تحت الحديث 444
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 06:06]ـ
جزيت الجنة يا أبا فهر, دائماً تفيد,,,,
بوركت وجمعنا الله في دار النعيم ..
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:33]ـ
بار فيك يا ابا فهر ...
أرجو من الأخ محمد جاسم مراجعة هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207910(/)
هل كل كافر مشرك؟؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 05:55]ـ
هذا سؤال أطرحه للمناقشة
هل كل كافر مشرك كما أن كل كل مشرك كافر؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:19]ـ
السلام عليكم،
انظر المبحث الثاني في أصل الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17641
ـ[الصادق]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:25]ـ
ذكرَ الإمامُ المجدِّدُ شيخُ الإسلامِ محمَّدُ بنُ عبدِالوهابِ _رحمه الله_ من نواقض الإسلام أن مَن لَم
يُكفِّر المشركين أو شكَّ في كفرِهِم أوصحَّحَ مَذهَبَهُم كفر.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:13]ـ
لا فرق بين الكافر والمشرك من جهة الحكم الشرعي لقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس بين الشرك أو الكفر إلا ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه.
فتأمل كيف وصف ترك الصلاة بالشرك مع أن تارك الصلاة في حقيقته لم يشرك في عبادة الله إلهاً أخر.
وأما من جهة المعنى الشرعي فإن وصف الكفر أعم من الشرك ... فالشرك معناه أن تشرك مع إلله إلهاً أخر .. والكفر هو جحود حق الله تبارك وتعالى ... وصور الكفر كثيرة ومن ضمنها الشرك فهو أحد صور الكفر .. والله أعلم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:29]ـ
ذكرَ الإمامُ المجدِّدُ شيخُ الإسلامِ محمَّدُ بنُ عبدِالوهابِ _رحمه الله_ من نواقض الإسلام أن مَن لَم
يُكفِّر المشركين أو شكَّ في كفرِهِم أوصحَّحَ مَذهَبَهُم كفر.
يا أخى بارك الله فيك هذا معلوم وليس فى هذا نتحدث
بل السؤال بعبارة اخرى هل يجوز أن نطلق على الكافر أنه مشرك؟
كما نحكم على المشرك الكفر
ولعل الاجابة تكون عند ابن حزم لما قال فى مراتب الاجماع:
واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفاراواختلفوا في تسميتهم مشركين
واتفقوا أن من عداهم من أهل الحرب يسمون مشركين.أهـ
اذا علمت هذا يكون السؤال لماذا فرق بعض أئمة الدعوة بين المشرك والكافروقالوا أن المشرك (الجاهل) لايعذب (حتى يُمتحن) بينما يعذب الكافر ما الدليل على الفرق بين التسميتين؟
ما الاشكال لو قالوا ليس كل كافر فى الدنيا معذب فى الآخرة؟؟؟؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 08:10]ـ
أخي الكريم،
ابن حزم يقصد التسمية الشرعية .. كاسم الإيمان والإسلام ..
فعندما يذكر الله تعالى أهل الكتاب والمشركين .. فهذا يدل على التفريق.
وعندما يذكر الشرك منفرداً .. فهو يعني جميع ممل الكفر والشرك.
وإلا فالجميع يعلم أن النصارى مشركون .. وقد قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لا أعلم شركاً أعظم من نسبة الولد إلى الله تعالى.
أما الإشكال الذي ذكرته هو:
أن اسم المشرك يتناول الجاهل وغيره .. فقد يكون مشركاً جاهلاً.
أما اسم الكفر فهو يتناول من بلغه الحق فجحده ورده .. فهو يتناول العالم.
وقد يشتركان في الاسم دون الحكم .. فيقال: هذا كافر جاهل .. أي مشرك لم تقم عليه الحجة.
ولكن في الحكم يتمايزان .. فحكم المشرك غير حكم الكافر.
هذا، والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:19]ـ
في تصوري والله أعلم أن كل كافر مشرك كما أن كل مشرك كافر، سواء بسواء.
فالكافر ما كفر ولا جحد ابتداءا الا لما وضع شيئا ما في قلبه في مكان لا يكون مخصصا الا لله وحده! ويكون ذلك منه اما علما مع الجحود واما جهلا (بغض النظر عن حكمه في الآخرة وما الله فاعل به)، وفي جميع الأحوال فهو كافر لأنه اعتقد باطلا، ومشرك لأنه قدم غير الله على الله فيما يجب الخضوع له من أمره في قضايا الغيب الكبرى (العلم والاعتقاد) وفي الطاعة والعمل (العبادة) - عالما بذلك عامدا أو جاهلا. ولن تجد كافرا - حتى الملاحدة الذين ينكرون وجود الله - الا وهو في الحقيقة مشرك .. ابليس كفر كفر اباء واستكبار، فهل هو بذلك مشرك؟ نعم! فهذا الاستكبار الذي سول له عصيان أمر ربه المباشر انما هو في حد ذاته من الشرك! فهو يجعل لنفسه ما لا يجوز أن يكون لعبد مخلوق أبدا! وابليس اغتر بنفسه وبعقله وقدم ذلك على أمر الله، وظن أن له أن يرد بعقله وبسبب عظم نفسه في نظر نفسه: حكم الله - سبحانه وتنزه! فكان مشركا من هذه الجهة! والملحد في الحقيقة ان جادلته فستجده غارقا في تعظيم داروين ونظرية الارتقاء الداروينية، فهي عنده دين وملة، وهو من هذه الجهة مشرك ولا شك! والعلماني مشرك لأنه قدم حكما غير حكم الله على حكم الله، ووضعه فوق منزلته! وهكذا .. فظني أنك لن تجد كافرا أو جاحدا الا والشرك هو سبب كفره وجحوده، والله أعلم.
واهل الكتاب مشركون ولا شك، وتمييزهم بلقب أهل الكتاب جاء لتقديمهم في الخطاب في القرءان ولتخصيصهم بأحكام لا تكون لغيرهم من المشركين .. والا فتأمل معي في قوله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [آل عمران: 67] فالله ينزه ابراهيم عليه السلام عن النصرانية واليهودية، بأنه ما كان من المشركين!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:29]ـ
قال ابن القيم ى طريق الهجرتين:
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عنادا أو جهلا وتقليدا لأهل العناد فهذا وإن كان غايته أنه غير معاند فهو متبع لأهل العناد وقد أخبر الله في القرآن في غير موضع بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار وأن الأتباع مع متبوعهم وأنهم يتحاجون في النار وأن الأتباع ..................
الى أن قال
نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة
الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
والثاني راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا
والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض
فتأمل هذا الموضع والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهبذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه
بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة وهو مبني على أربعة أصول
أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقالتعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء وقال تعالى فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير وقال تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين وهذا كثير في القرآن يخبر أنه إنما يعذب من جاءه الرسول وقامت عليه الحجة وهو المذنب الذي يعترف بذنبه وقال تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين والظالم من عرف ماجاء به الرسول أو تمكن من معرفته بوجه وأما من لم يعرف ما جاء به الرسول وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم
الأصل الثاني أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها الثاني العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل
والأصل الثالث أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة
(يُتْبَعُ)
(/)
والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي يلا يسمع شيئا ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما
الأصل الرابع أن أفعال الله سبحانه وتعالى تابعة لحكمته التي لا يخل بها وأنها مصقودة لغايتها المحمودة وعواقبها الحميدة وهذا الأصل هو أساس الكلام في هذه الطبقات أ هـ
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
قال ابن القيم فى طريق الهجرتين:
والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عنادا أو جهلا وتقليدا لأهل العناد فهذا وإن كان غايته أنه غير معاند فهو متبع لأهل العناد وقد أخبر الله في القرآن في غير موضع بعذاب المقلدين لأسلافهم من الكفار وأن الأتباع مع متبوعهم وأنهم يتحاجون في النار وأن الأتباع ..................
الى أن قال
نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة
الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي
والثاني راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا
والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض
فتأمل هذا الموضع والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهبذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه
بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم وبهذا التفصيل يزول الإشكال في المسألة وهو مبني على أربعة أصول
أحدها أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقالتعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء وقال تعالى فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير وقال تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين وهذا كثير في القرآن يخبر أنه إنما يعذب من جاءه الرسول وقامت عليه الحجة وهو المذنب الذي يعترف بذنبه وقال تعالى وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين والظالم من عرف ماجاء به الرسول أو تمكن من معرفته بوجه وأما من لم يعرف ما جاء به الرسول وعجز عن ذلك فكيف يقال إنه ظالم
الأصل الثاني أن العذاب يستحق بسببين أحدهما الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها الثاني العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها فالأول كفر إعراض والثاني كفر عناد وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل
والأصل الثالث أن قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة
والأشخاص فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان وفي بقعة وناحية دون أخرى كما أنها تقوم على شخص دون آخر إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له فهذا بمنزلة الأصم الذي يلا يسمع شيئا ولا يتمكن من الفهم وهو أحد الأربعة الذين يدلون على الله بالحجة يوم القيامة كما تقدم في حديث الأسود وأبي هريرة وغيرهما
الأصل الرابع أن أفعال الله سبحانه وتعالى تابعة لحكمته التي لا يخل بها وأنها مصقودة لغايتها المحمودة وعواقبها الحميدة وهذا الأصل هو أساس الكلام في هذه الطبقات أ هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النايب الطالب]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 12:51]ـ
أنقل لكم كلام الشيخ ابن باز في هذه المسألة وقد نقلته من أحد الإخوة للفائدة ..
الأخت (ن. س.ع) من الرياض, تقول في سؤالها: ما هو الفرق بين الكفر والشرك؟ أفتونا مأجورين.
الكفر جحد الحق وستره، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة، أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك. أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك، أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [1]، وقال سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [2]، وقال جل وعلا في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [3]، فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة، وفي سورة "قد أفلح المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [4]، فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة. ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) [5] أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) [6] أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، والله ولي التوفيق.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 05:23]ـ
أخانا أبا زكريا المهاجر، شكر الله لك اضافتك القيمة،
والله ما علمتك الا مهاجرا الى كل خير ..
لكن ما علاقة هذا الكلام بسؤال صاحب الموضوع؟؟
هذه هجرة الى موضوع آخر أيها الفاضل .. بارك الله فيك
(ابتسامة)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 08:54]ـ
أحسن الله اليك وأضحك الله سنك أخى المبارك أبا الفداء
انا صاحب الموضوع لكنك لم تنتبه وانما اردت أن أنبه على أنه ماذا لوقيل فى الكفار أن منهم الكافرالمعاند والكافر الجاهل أما المعاند فمعذب فى الاخره وأما الجاهل فيمتحن فى الاخره ولماذا نقول الكافر معذب والمشرك ليس بالضرورة أن يكون معذبا مع ان الامر لادليل عليه كما رأيت فماذا لوقلنا المشركين منهم المعذب فى الاخرة ومنهم من يمتحن بناء على ان كل مشرك كافر وكل كافر مشرك فقط هذا ما اردت أن أنبه عليه وأوردت كلام ابن القيم لتعضيض هذا المعنى
ومعذرة على التأخر فى الرد فوالله ما منعنى الا امر عسير جدا منعنى دخول الشبكة اكثر من شهرين
ـ[عبد فقير]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 06:24]ـ
بالله عليك أثمر الموضوع بفوائدك فى مسألة العذر بالجهل
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 06:02]ـ
بالله عليك أثمر الموضوع بفوائدك فى مسألة العذر بالجهل
أفعل ان شاء الله فى وقت لاحق
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 02:46]ـ
أدلة العذر بالجهل
1 - لعل من أشهر الأدلة وأصرحها في هذه المسألة حديث الرجل من بني إسرائيل الذي أمر أهله بإحراقه، و إليك نصه
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: " كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً، فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلت فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك، فغفر له" رواه البخاري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على هذا الحديث (مجموع الفتاوى 11/ 409).: (فهذا الرجل ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق، فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك، وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى، وإنكار معاد الأبدان و إن تفرقت كفر، لكنه كان مع إيمانه بالله وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلاً بذلك، ضالاً في هذا الظن مخطئاً، فغفر الله له ذلك، والحديث صريح في أن الرجل طمع أن لا يعيده إذا فعل ذلك، وأدنى هذا أن يكون شاكاً في المعاد، وذلك كفر إذا قامت حجة النبوة على منكره حكم بكفره ….)
وقال في موضع آخر (1/ 491): (فهذا الرجل كان قد وقع له الشك، والجهل في قدرة الله تعالى على إعادة ابن آدم بعدما أحرق وذري، وعلى أنه يعيد الميت ويحشره إذا فعل به ذلك، وهذان أصلان عظيمان:
"أحدهما" متعلق بالله تعالى، وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير.
"والثاني": متعلق باليوم الآخر، وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت، ويجزيه على أعماله، ومع هذا فلما كان مؤمناً بالله في الجملة، ومؤمناً باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت، وقد عمل عملاً صالحاً – وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه – غفر الله له بما كان فيه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح)
وقال الإمام الخطابي رحمه الله (فتح الباري 6/ 523): (قد يستشكل هذا فيقال: كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب أنه لم ينكر البعث وإنما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله)
و أيضاً فإنه قال: ليعذبني وهذا اعتراف منه بالعذاب في اليوم الآخر.
وقال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله- (التمهيد 18/ 46،47.): (… و أما جهل هذا الرجل المذكور في هذا الحديث بصفة من صفات الله في علمه وقدرته، فليس ذلك بمخرجه من الإيمان ….) ثم استدل على ذلك بسؤال الصحابة – رضي الله عنهم – عن القدر ثم قال: (ومعلوم أنهم إنما سألوه عن ذلك وهم جاهلون به، وغير جائز عند أحد من المسلمين أن يكونوا بسؤالهم عن ذلك كافرين، …. ولم يضرهم جهلهم به قبل أن يعلموه)
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في معرض حديثه عن حكم من جحد فرضاً من فرائض الإسلام (مدارج السالكين 1/ 367): (…. و أما من جحد ذلك جهلاً، أو تأويلاً يعذر فيه صاحبه: فلا يكفر صاحبه به، كحديث الذي جحد قدرة الله عليه، وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح، ومع هذا فقد غفر الله له، ورحمه لجهله، إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه ولم يجحد قدرة الله على إعادته عناداً أو تكذيباً)
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله بعدما ذكر الحديث (الفصل 3/ 252): (…. فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله عز وجل يقدر على جمع رماده وإحيائه، وقد غفر له لإقراره وخوفه وجهله)
وقال ابن الوزير رحمه الله في تعليقه على الحديث (إيثار الحق على الخلق436): (…. وإنما أدركته الرحمة لجهله وإيمانه بالله والمعاد ولذلك خاف العقاب، و أما جهله بقدرة الله تعالى على ما ظنه محالاً فلا يكون كفراً إلا لو علم أن الأنبياء جاءوا بذلك و أنه ممكن مقدور ثم كذبهم أو أحداً منهم لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} وهذا أرجى حديث لأهل الخطأ في التأويل).
إذاً يمكن أن نستخلص من كلام الأئمة أمرين مهمين:
الأول: أن عمل هذا الرجل هو كفر لأن فيه إنكاراً لقدرة الله تعالى على إعادته بعدما يحرق، ولكنه عذر بسبب جهله الذي قاده إلى هذا الظن الفاسد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن هذا الرجل معه أصل الإيمان وهذا واضح في الحديث، وهكذا فهم الأئمة، انظر إلى قول شيخ الإسلام في النص السابق: (…. فلما كان مؤمناً بالله في الجملة، ومؤمناً باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب ويعاقب بعد الموت، وقد عمل صالحاً – وهو خوفه من الله أن يعاقبه على ذنوبه – غفر الله له بما كان فيه من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح)،
وقول الخطابي: (…. وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله)،
وقول ابن حزم: (… وقد غفر له لإقراره وخوفه وجهله).
تأويلات أخرى للحديث:
ذكر بعض العلماء بعض التأويلات لهذا الحديث تخالف ما سبق وسنشير إلى تأويلين فقط من هذه التأويلات، للضعف الشديد في التأويلات الأخرى.
الأول: أن قوله لئن قدر الله عليّ، أي قضاه، يقال منه قدر بالتخفيف، وقدر بالتشديد بمعنى واحد، أو قدر بمعنى ضيق علي من مثل قوله تعالى: {فقدر عليه رزقه} وقوله تعالى: {فظن أن لن نقدر عليه} علي أحد الأقوال في تفسيرها، لكن المتأمل لسياق الحديث يتبين له ضعف هذا القول، فكيف يقال لئن قدر الله علي العذاب ليعذبني أو لئن ضيق علي ليعذبني، فهذا لا معنى له، وكذلك لو كان المعنى مما سبق فما فائدة أمره لأهله بإحراقه ثم ذره.
قال شيخ الإسلام: (ومن تأول قوله: لئن قدر الله علي بمعنى قضي، أو بمعنى ضيق فقد أبعد النجعة، وحرف الكلم عن مواضعه، فإنه إنما أمر بتحريقه وتفريقه لئلا يجمع ويعاد، وقال: إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، ثم ذروني في الريح في البحر، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً، فذكر هذه الجملة الثانية بحرف الفاء عقيب الأولى يدل على أنه سبب لها، و أنه فعل ذلك لئلا يقدر الله عليه إذا فعل ذلك، فلو كان مفراً بقدرة الله عليه إذا فعل ذلك كقدرته عليه إذا لم يفعل لم يكن في ذلك فائدة له، و لأن التقدير والتضييق موافقان للتعذيب، وهو قد جعل تفريقه مغايراً، لأن يقدر الرب.
قال: فو الله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين، فلا يكون الشرط هو الجزاء) (مجموع الفتاوى 11/ 410).
وقال ابن حزم: (… وقد قال بعض من يحرف الكلم عن مواضعه أن معنى لئن قدر الله عليّ إنما هو لئن ضيق الله علي كما قال تعالى: {و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه} وهذا تأويل باطل لا يمكن لأنه كان يكون معناه حينئذ لئن ضيق الله علي ليضيق علي، و أيضاً فلو كان هذا لما كان لأمره بأن يحرق ويذر رماده معنى ولا شك في أنه إنما أمر بذلك ليفلت من عذاب الله)
(الفصل 3/ 252).
التأويل الثاني: أنه قال ذلك في حال دهشته ولم يقله قاصداً لحقيقة المعنى وهذا القول رجحه ابن حجر – حيث قال في الفتح: (… وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلب الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول، ولم يقله قاصداً لحقيقة معناه، بل في حالة كان فيها كالغافل، والذاهل والناسي الذي لا يؤخذ بما يصدر منه) (الفتح 6/ 523)
وهذا التفسير فيه ضعف ظاهر من وجهين:
الأول: أنه لو كان غير مدرك ولا عاقل لما يقول لفهم أولاده ذلك ولما نفذوا هذه الوصية.
الثاني: أن هذا الحديث يذكر لبيان سعة رحمة الله عز وجل حيث غفر لهذا الرجل رغم هذا الجهل الكبير، فلو كانت المغفرة لرجل أخطأ في كلام قاله دون شعور منه ولا إدراك لما يقول لما كان للمغفرة في هذه الحالة مزية، ولصار في حكم من سقط عنه التكليف، وحينئذ لا يعتبر قد ارتكب خطأ، ولذلك من فقه الإمام الزهري أنه لما روى هذا الحديث الذي تتبين فيه سعة رحمة الله وفضله، روى بعده حديث المرأة التي دخلت النار لهرة حبستها (حديث من أحاديث الخوف والوعيد) ثم قال: (ذلك لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل)
يتبع ان شاء الله
ـ[أحمد الغزي]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 04:13]ـ
قصص الأعيان لا تصلح للاستدلال وليست أدلة عند أهل الحق
ولا أقوال العلماء المتشابهة والتي تحمل أكثر من معنى تصلح للإستدلال
ولكن الذي يصلح الاستدلال به ويصح الاستدلال به هو القول المحكم من الكتاب والسنة
كقوله تعالى:- "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ "
فهذه الأية الكريمة دليل قطعي _لمن عنده لب سليم_ بأن اسم الشرك يثبت للجاهل قبل اقامة الحجة
وأنه سمي مشركا مع وصقه بالجاهل وقبل أن تقام عليه الحجة (يسمع كلام الله)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 05:41]ـ
الأخ (أبوزكرياالمهاجر)،
بارك الله فيك ووفقك لكل خير ..
لي إضافة هنا وهي: الشك في ربوبية الله تعالى هو كالشك في ألوهيته ..
فمن أعذر بالجهل الشاك في بعض جوانب ربوبية الله تعالى، من باب أولى أن يعذر الشاك في بعض جوانب ألوهيته بالجهل.
والله أعلم(/)
اني في ورطة علمية-اقترحوا عليّ عناوين
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:07]ـ
سلام الله عليك اخواني الكرام
إني في ورطة علمية آمل أن تجدوا لي فيها حلا:
اني مطالب ببحث صغير من 30 الى 50 صفحة في المرحلة التمهيدية للماجستير
في اصول الفقه او الفقه او التفسير او المصطلح
آمل منكم أن تقترحوا لي عناوين
و اني آمل ان أوفق الى موضوع لم يبحث من قبل
أرجو منكم أن ترشدوني أرشدكم الله الى الحق
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:49]ـ
سلام الله عليك اخواني الكرام
إني في ورطة علمية آمل أن تجدوا لي فيها حلا:
اني مطالب ببحث صغير من 30 الى 50 صفحة في المرحلة التمهيدية للماجستير
في اصول الفقه او الفقه او التفسير او المصطلح
آمل منكم أن تقترحوا لي عناوين
و اني آمل ان أوفق الى موضوع لم يبحث من قبل
أرجو منكم أن ترشدوني أرشدكم الله الى الحق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم
ما رايك في هذا الموضوع:
حجية الترك {في افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم} واثره في الشريعة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:25]ـ
القواعد الفقهية عند الظاهرية ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:54]ـ
حكم الخضاب،والأحاديث التي وردت فيه .. ،عساك تحيي هذه السنة المهجورة إن شاء الله .. ،
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 10:13]ـ
*الأقوال الشاذة في التفسيرعرض ودراسة
*تاريخ التفسير الموضوعي
*منهج ابو مسلم المعتزلي في التفسير
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 11:01]ـ
أخى كريم خذ مثلا
1 - علوم القرآن فى اأندلس وحدد لها فترة زمنية القرن الول والثانى الثالث والرابع واقرأ فى ذلك رسالة للدكتور محمود على مكى عن هذا الموضوع
2 - ابن حزم وجهوده فى التفسير بالمأثور.
3 - موقف ابن حزم من النسخ فى القرآن والسنة من خلال كتابه الناسخ والمنسوخ إن صحت نسبته إليه، أو من خلال كتاب الإحكام.
4 - المنذر بن سعيد البلوطى وجهوده الفقهية
5 - ابن الفرضى محدثا (كان شيخا لابن حزم وكان مالكيا)
6 - ابن نباته الظاهرى وجهوده فى علم الحديث
7 - مدرسة الحديث ونشأتها على يد ابن وضاح وابن مخلد بالأندلس.
8 - موقف المالكية من الظاهرية حتى عصر المرابطين دراسة فقهية
ـ[الحُميدي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:55]ـ
ما شاء الله ... ،الأخ سيقع في حيرة لا تكثروا عليه .. ،أعانه الله ... ،
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 06:27]ـ
يا حميدى بارك الله فيك الأخ أبوالفضل فى حاجة إلى عدة أبحاث وليس بحثا واحدا فنرشدهإلى بعضها وهو يختار ويحدد فإن احتاج المساعده مد كل منا يده لمساعدته لنفرج كربته لعل الله يفرج عنا كرباتنا
ـ[محمد عبد الإله]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 06:50]ـ
أرى أن العناوين المقترحة لا يمكن استيفاء القول فيها على نحو يكون مقنعا من الناحية الأكاديمية في ثلاثين أو خمسين صفحة، فالمرجو اقتراح مواضيع يمكن درسها على أتم وجه في عدد محدود من الصفحات لا يتجاوز الخمسين.
هذه واحدة، والثانية أرجو من الأخ الدكتور عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى أن يفيدنا بعنوان بحث الدكتور محمود علي مكي المشار إليه في مشاركته، وجزاكم الله خيرا.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 07:27]ـ
بارك الله فيك أخى محمد عبدالإله موضوع الدكتور مكى قدمه بحثا نشر ضمن منشورات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة دراسات إسلامية سلسلة تصدر فى منتصف كل شهر عربى العدد 61 سنة 1421هـ/2000م وعنوانه علوم القرآن فى الأندلس حتى نهاية القرن السادس الهجرى
أما يا أخى ان الموضوعات من الناحية الأكاديمية لا يمكن أن تكون مقنعة فى 30 أو 50 صفحة فهو صحيح فى بعض الجامعات لكن الاتجاه الحديث الآن فى الدراسات الأكاديمية أنتكون صغيرة الجرم عظيمة الفائدة حتى أن جامعات بعينها فى مصر حددت أن لا يزيد الموضوع عن 250 صفحة هذا بالنسبة للماجستير والدكتوراة، وما دون ذلك فيفى إظهار الفكرة، وإن نجح الباحث بالتحليق حول موضوع من الموضوعات السابق فى خمسين صفحة فسيكون الأمر عظيما هناك موضوعات منها لا يستطيع الأستاذ الكبير أن يعد منها خمسين صفحة كموضوع ابن حزم مؤسس الفكر السياسى الإسلامى، وجهود المنذر بن سعيد الفقهية لأنه يعتمد على النقل والتأسيس للموضوع لأن كتب الموضوع مفقوده
سواء للمنذر أو لابن حزم اللهم إلا من نتف قليلة
بارك الله جهودكم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 07:32]ـ
وإن شئت أخى الكريم اقرأ كتاب التفسير والمفسرون للشيخ الذهبى فى ثلاثة أجزاء ستخرج منه بموضوعات عدة عن أئمة التفسير لم تدرس بعد(/)
موقف ابن حزم من ظاهرة الإلحاد ومحاريته للملحدين
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 10:23]ـ
كان يمثل ظاهرة الإلحاد فى عصر ابن حزم طائفة كبيرة تنشر أفكارها وتدافع عنها، وقد خص ابن حزم بعضهم بالذكر مثل عبدالله بن شنيف، وثابت الجرجانى (1)،، كما انتشر سب النبى (ص) بين طائفة تزعمها رجل يدعى (ابن حاتم الطليطلى) استهزأ بالنبى (ص) وقال عنه إنه يتيم قريش وختن حيدرة (2).
لقد سلك ابن حزم عدة طرق لمجابهة هذه الظاهرة وهى:-
أولا: أفتى فى نوازله بأن كل من آذى رسول الله (ص) فهو كافر مرتد يقتل، وأطال فى هذه النازلة من العرض لآراء الفقهاء والاستشهاد بالقرآن والسنة بما يوحى بخطورة هذا الأمر وضرورة حسمه (3). وبالفعل أخذ هذا الرأى مأخذ الجد إذ بعد وفاته بسنة حكم على ابن حاتم الطليطلى بالقتل، وبعد عدة عقود أفتى ابن رشد فى نوازله بقتل رجل من جيان سب الرسول (ص)، وهو ما يوضح أثر ابن حزم الفكرى والعملى (4).
ثانيا: رصد ابن حزم الأسباب التى أفضت ببعض الأندلسيين إلى الإلحاد تبصيرا لغيرهم بتجنبها، ومنها الإقبال على كتب الأوائل والفلاسفة دون أن يكون مع المقبلين قوة فى العقل وصفاء فى النظر لكى يميزوا بين ما هو حق وما هو باطل، ومنها عدم العناية بالعلوم الدينية خاصة القرآن الذى جمع علوم الأولين والآخرين، وضعف العلماء فى التصدى للملاحدة ووقوفهم موقف المتخاذل مما أثروه من آراء، والاعتماد على الخرافات والأكاذيب التى وضعها الزنادقة تدليسا على الإسلام وأهله (5).
ثالثا: جمع الشبهات التى أثارها الملاحدة واعترضوا بها على جهلة المسلمين ورد عليها بحجج وبراهين مقنعة، لتجنب وقوع عامة الأندلسيين فيما وقع فيه الملاحدة من قبل، وإبطالا لها من ناحية أخرى، لعل أصحابها يتخلون عنها، ومن هذه الشبهات قولهم أن الأرض على حوت والحوت على قرن ثور والثور على صخرة والصخرة على عاتق ملك والملك على الظلة والظلة على ما لا يلمه إلا الله، وقلهم بفهم الكواكب وتدبيرها للكون (6).
رابعا: مناظرة ابن حزم للملاحدة أنفسهم فيما اعتقدوه، كمناظرته لعبدالله بن خلف بن مروان الأنصارى، وعبدالله بن محمد السلمى الكاتب، ومحمد بن على بن أبى الحسين الأصبحى الطبيب حول قولهم – أن للعالم خالقا لم يزل وأن الزمان المطلق لم يزل موجود وهو غير محدث -، وقد ذكر ابن حزم رده عليهم فى كتابه (الرد على زكريا الرازى فى كتابه العلم الإلهى) وهو من الكتب المفقودة، ومن ثم لم نعرف رده عليهم لأنه لم يضمنه أيا من كتبه التى بين أيدينا، ومن هذه المناظرات مناظرته لشيخه ثابت الجرجانى حول – بقاء الله عز وجل ومحدودية الزمان إليه – وقد انتهى ابن حزم فى آخر المناظرة ابن حزم دورا هاما فى التصدى لهذه الظاهرة، خاصة وأنه لم يسبقه إلى ذلك أحد من الأندلسيين، بل لم يذكر أحد منهم هذه الفرقة على الإطلاق (7).
ــــــــــــ
(1) أنظر: الفصل، 1/ 30 - 32،38،350.
(2) ابن سهل، ثلاث وثائق فى محاربة أهل الأهواء والبدع فى الأندلس، دراسة محمد عبدالوهاب خلاف وآخرين، المركز العربى للدول للإعلام، ط1/ 1981م، ص50 - 84.
(3) أنظر: المحلى، 12/ 431 - 444.
(4) ابن سهل، مصدر سابق، ص50 - 84؛ وانظر ابن رشد، الفتاوى، 1/ 342،343؛ الونشريسى، المعيار، 2/ 328،329.
(5) أنظر: الأصول والفروع، ص215 - 218؛ الفصل، 1/ 345 - 347.
(6) أنظر: الأصول، ص215 - 231؛ الفصل، 1/ 345 - 351.
(7) نفسه، 1/ 38.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 10:36]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من العلم والفضل.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 02:10]ـ
وفيكم بارك شيخنا الجليل(/)
تفصيل رائع من العلامة عبد الكريم الخضير بخصوص حكم تقسيم الخبر إلى متواتر و آحاد
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 10:43]ـ
حكم تقسيم الآخبار إلى متواتر و آحاد
للعلامة الشيخ
عبد الكريم الخضير
جزاه الله خيرا
بعض طلاب العلم ممن عرف بالغيرة على علوم الكتاب والسنة ينفي تقسيم الأخبار إلى متواتر وآحاد، وقال: إنه دخل على علوم الحديث من الأصوليين، والأصوليين تلقوه من المتكلمين، نعم، وهدف المتكلمين من تقسيم الأخبار إلى متواتر موجب للعلم القطعي الضروري، وإلى آحاد مفيد للظن لا يفيد العلم، وإن أوجب العمل، ولذا يقول: والآحاد هو الذي يوجب العمل ولا يوجب العلم: هم خشوا من الآثار واللوازم على هذا الكلام، لماذا؟؛ لأن المتكلمين رتبوا أموراً، فقالوا: ما دام خبر الواحد لا يفيد العلم وإنما يفيد الظن، فالعقائد لا تثبت إلا بما يوجب العلم، فجميع ما ثبت من أخبار الآحاد في باب العقائد مردود، ونفوا على ذلك كثيراً من الصفات وأموراً مما يثبت لله -عز وجل- مما ثبت بأخبار الآحاد.
هؤلاء الغيورون -جزاهم الله خيراً عن الدين وأهله- نظروا إلى هذا اللازم، لكن هل يختلف أحد في أن الأخبار متفاوتة؛ منها ما يلزمك بتصديقه بمجرد سماعه، ومنها ما يغلب على ظنك صدقه، ومنها ما تتوقف فيه، ومنها ما يغلب على ظنك كذبه، ومنها ما تجزم بصدقه، ومنها ما تجزم بكذبه، الأخبار أيش؟
متفاوتة، متفاوتة وإلا لا؟ يعني ما يختلف الخبر من مجيئه من طريق واحد أو اثنين أو عشرة أو مائة؟ متفاوتة، لا يختلف في هذا أحد.
تبقى التسميات نعم، تبقى التسميات، متواتر وآحاد لم ينطق بها سلف هذه الأمة لا الصحابة ولا التابعون، لكن لو طردنا هذا الكلام نفينا كثير من الاصطلاحات العلمية في جميع العلوم الشرعية، حتى في التفسير والحديث والفقه والعقائد، نفينا جميع هذه الاصطلاحات، إذا قلنا: لا نثبت إلا ما ثبت عن الصحابة والتابعين، إذا عرفنا مأخذ هذه الكلمة، ومدلول هذه الكلمة، وما يلزم من إطلاق هذه الكلمة، واحترزنا عن هذا اللازم، واستعملت هذه الكلمة من الأئمة الموثوقين المعتبرين، لماذا لا نقول: اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاح؟
شيخ الإسلام ابن تيمية -ولا يشك أحد في رسوخ قدمه في علوم الكتاب والسنة، وفي نصر السنة، وقمع البدع، والرد على المبتدعة- يقسم الأخبار إلى متواتر وآحاد، ونخشى من اللوازم، نعم، نقسم ونعتني بهذا التقسيم، ونمثل له بالأمثلة التي مثل بها شيخ الإسلام وغيره ممن اعتنى بهذا التقسيم، ولا نلتزم باللازم، ولا نلتزم باللازم الذي لزم عليه المحظور الشرعي.
شيخ الإسلام قسم إلى متواتر وآحاد، وقسم المتواتر إلى متواتر لفظاً ومعنىً، ومتواتر معنوي -معنىً فقط- ومثل للمتواتر اللفظي بحديث: ((من كذب)) كما يمثل أهل العلم، ومثل للمتواتر المعنوي بفضائل أبي بكر وعمر، وفي كل مقام يمثل بمثال مناسب، يعني في منهاج السنة -والكتاب موضوع للدفاع عن الصحابة لا سيما أبا بكر وعمر- مثل بفضائل أبي بكر وعمر وقال: متواتر تواتراً معنوياً.
حديث المسح على الخفين تبلغ التواتر، حديث الشفاعة والحوض، هل يستطيع أحد أن يدفع تصديقها عن نفسه؟ متواترة، لكنه تواتر معنوي.
ابن الصلاح وغيره يشيرون إلى أن مثل هذا التقسيم لا يوجد عند أهل الحديث، لماذا؟
على سبيل الخصوص التواتر لا يوجد عند أهل الحديث، مع أنهم أثبتوا ومثلوا له، لماذا لا يوجد عند أهل الحديث، المتواتر؟؛ لأنهم ليس بحاجة إليه، الحديث يبحث في الخبر من حيث الثبوت وعدمه، علماء الحديث يبحثون عن الأخبار من حيث الثبوت وعدمه -وعدم الثبوت- خبر متواتر هل يحتمل الثبوت وعدمه؟ لا يحتمل إذن لا يبحثون.
فالمقصود أن إقرار مثل هذا التقسيم لا يلزم عليه أي محظور، والشيخ أحمد شاكر لما اعتمد هذا التقسيم -رحمه الله- وقال بعد ذلك: ولا تنظر إلى لوازم المبتدعة فإنهم يريدون بالآحاد ويقصدون من ورائه غير ما تقصده أنت؛ لأنهم حينما يقسمون إلى متواتر وآحاد، ويقولون: الآحاد ظني يوجب العلم، لا يوجب العلم، إنما هو موجب للظن، هو موجب للعمل عند جميع من يعتد بقوله من أهل العلم، موجب للعمل في جميع أبواب الدين، إذا وصل إلى درجة القبول موجب للعمل عند جميع من يعتد بقوله من أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أوجب العمل في جميع أبواب الدين بما في ذلك العقائد والأحكام والفضائل والتفسير والقراءات وغيرها موجب للعمل.
ننظر في مسألة العلم، ماذا يراد بالعلم؟
العلم عندهم الذي لا يحتمل النقيض، يعني خبر صادق مائة بالمائة، ما يحتمل نقيض، خلاص بلغك هذا الخبر الزم، ولا يجوز لك بحال من الأحوال أن تشكك فيه؛ لأنه لا يحتمل النقيض، إذا قلنا: هذا العلم، هذا هو العلم، والظن: الاحتمال الراجح -يعني الذي يغلب على الظن ثبوته- الظن هو الاحتمال الراجح، نأتي براو من الرواة، وليكن إمام من أئمة المسلمين مالك بن أنس نجم السنن، مالك بن أنس نجم السنن، يعني إذا نقل الإمام مالك، وجاءنا حديث من طريق الإمام مالك نحلف عليه ونجزم بأن الإمام مالك ما أخطأ ولا سها ولا غفل، نجزم بهذا؟ نعم؟
حفظ لمالك -رحمه الله تعالى- بعض الأوهام، ومادام حفظ له بعض الأوهام، وهو ما يندرج تحت الأصل المقرر في الشرع أنه غير معصوم، ومن يعرو من الخطأ والنسيان؟ ما في لا مالك ولا غير مالك، حفظ عليه بعض الأوهام، إذن إذا جاءك خبر من طريق مالك كم تعطيه نسبة؟ تعطيه مائة بالمائة؟ ألا يحتمل أنه وهم في هذا الخبر؟
إذن نزلت النسبة ولو واحد بالمائة، وما دام نزل عن مائة بالمائة إلى تسعة وتسعين ثمانية وتسعين، وقل في كثير من الثقات إلى تسعين إلى خمسة وثمانين، إلى ثمانين هذا ظن غالب، إذن مفيد لأيش؟ للظن.
إذا عرفنا الاصطلاحات وعرفنا ما يلزم على هذه الاصطلاحات وتنصلنا من هذه اللوازم وصار التقسيم، يحدد لنا الأنواع بدقة، ولا يلزم عليه شيء؛ لأنها اصطلاحات، ولا مشاحة في الاصطلاحات، أو في كل علم من علوم الشرع اصطلاحات يعتني به أهل ذلك العلم.
إذا قلنا: إن رأي الإمام مالك -رحمه الله تعالى- يحتمل الخطأ إذن الإمام مالك -كما هو مقرر- ليس بمعصوم، وقل مثل هذا في من دون الإمام مالك -رحمه الله- فعلى هذا خبر الإمام مالك يفيد الظن، يفيد الظن الغالب.
يعني جاءك شخص من أوثق الناس عندك، فقال: جاء زيد، جاء زيد، تستطيع أن تحلف أن زيداً جاء، كأنك رأيته أنت؟ نعم؟ هل تستطيع أن تقول: إن فلاناً أخبرك -أوثق الناس عندك- بأن فلاناً من الناس زنى بفلانة، وهو أوثق الناس عندك هل تستطيع أن تشهد عليه، أو تحلف على أنه زنى؟!
إذن يحتمل خبره النقيض، فما أفادنا العلم اللي هو نتيجته مائة بالمائة، إذن نزل عن هذه النسبة، وهو أوثق الناس عندك، ومثلنا بنجم السنن مالك، إمام مجمع على إمامته وتحريه وتثبته.
أقول: خبر الواحد بهذا التقرير، وهو بمعرفة .. ، بعد معرفة العلم والظن، ويقابل الظن الوهم، الذي هو الاحتمال المرجوح، والاحتمال المساوي يسمونه الشك.
أقول: إذا استوعبنا هذا التقرير، قلنا: إن خبر الواحد لا يوجب العلم، وإنما يفيد الظن -هذا في الأصل- مع أنه موجب للعمل اتفاقاً بإجماع من يعتد بقوله من أهل العلم، دع عنك من يقول: إن خبر الواحد لا يقبل في العقائد من أشاعرة وغيرهم، ودع عنك من لا يحتج بخبر الواحد أصلاً كالمعتزلة، هؤلاء ما لنا بهم لازم، ما لنا بهم لازم، هؤلاء ما لنا بهم دعوة؛ لأننا لا نعتد بخلافهم، فإذا قلنا: إنه موجب للعمل في جميع أبواب الدين، وعرفنا وفرقنا بين العلم والظن، وقلنا: إنه يفيد الظن، يبقى أنه قد يفيد العلم بالقرائن، يفيد العلم بالقرائن ليش؟؛ لأن الاحتمال -احتمال الخطأ- في خبر الثقة ضعيف، ولولا هذا الاحتمال لقلنا: إنه موجب للعلم، هذا الاحتمال الضعيف إذا وجد قرينة تقابل هذا الاحتمال ارتفع هذا الاحتمال، فصار خبره موجباً للعلم، موجباً للعلم، وهذا ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمه الله- في الصواعق، وابن حجر، وجمع غفير من أهل العلم، يقولون: الخبر الواحد .. ، وأيضاً ابن رجب في شرح البخاري في مواضع يقرر أن خبر الواحد إذا احتفت به قرينة يوجب العلم، أيش مفهومه؟ أنه إذا لم تحتف به قرينة فاحتمال الخطأ قائم.
من القرائن التي قررها أهل العلم -التي تحتف بخبر الواحد حتى يصل إلى درجة إفادة العلم –وعرفنا كيف ترقى خبر الواحد بالقرينة إلى أن يفيد العلم-؛ لأن الاحتمال الذي أنزله أصلاً من إفادة العلم ضعيف، فجاءت هذه القرينة فقاومت هذا الاحتمال فكأن هذا الاحتمال غير موجود، قالوا: كون الحديث في الصحيحين أو في أحدهما هذه قرينة؛ لشدة تحري الشيخين وانتقائهما للمتون والأسانيد.
كون الحديث مروياً بطرق متباينة سالمة من القوادح والعلل، كون الحديث متداولاً بين الأئمة يرويه إمام عن إمام عن إمام عن إمام مالك، أحمد عن الشافعي عن مالك؛ يعني لو وهم مالك يحتمل أن يوافقه الشافعي على الوهم ويرويه عنه؟ لا يحتمل، إذا وهم مالك والشافعي يوافقهم الإمام أحمد والحديث فيه خطأ؟ لا يمكن.
إذن هذه القرائن قابلت ذلك الاحتمال فارتقى خبر الواحد إلى إفادة العلم.
----
من شرح كتاب الورقات للشيخ عبد الكريم الخضير.
رقم الشريط 8
المدة: 24:55بالتمام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 12:06]ـ
تبقى التسميات نعم، تبقى التسميات، متواتر وآحاد لم ينطق بها سلف هذه الأمة لا الصحابة ولا التابعون، لكن لو طردنا هذا الكلام نفينا كثير من الاصطلاحات العلمية في جميع العلوم الشرعية، حتى في التفسير والحديث والفقه والعقائد، نفينا جميع هذه الاصطلاحات
ليس هذا مجرد تقسيم اصطلاحي .. بل هو تقسيم انبنى عليه وعلى أسماءه أحكاماً شرعية وما كان كذلك فهو من أمر الدين الذي لابد من الدليل عليه وإلا كان عملاً أو اسماً (لا فرق) ليس عليه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وانظر هنا لمزيد بيان ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144784
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 03:54]ـ
رائع فعلاً أخي ابن المبارك، وجزاك الله خير الجزاء على ما سطرت يداك.
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:26]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم الأخ الكريم جزاك الله خيرا و أثابك دثورا أجدت في التفصيل الا أنك لم تسترسل في تعريف المتواتر و لا أنواعه و لا حدوده فما هو الحديث الذي يتصف مثلا بصفات التواتر هنا الخلاف و هذا ما يحتاج الى توضيح فمثلا الشوكاني في السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار يطلق المتواتر على كل حديث متفق عليه و تبعه الألباني أحيانا بينما جزم الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم في كتابيه طلعة الأنوار و كذلك مراقي السعود بأن أقل حد للمتواتر هو ما زاد على أربعة من الصحابة و في جميع طبقات السند قال ما دون الأربعة غير راجح و ما عليها زاد فهو صالح وذلك بعد ما حدد حدودا منها 12و20و30و70الخ ... و قد أصلت ذلك كله في مقدمة كتابي فتح الرب الساتر لتمييز المتواتر
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 03:21]ـ
المتواتر يبدو أنه كان عند السلف يسميه الشافعي خبر الكافة و كان بعض العلماء يسمي القراءات المتواترة القراءات المشهورة هذا من حيث المعنى
أما من حيث اللفظ فالمتواتر هو ما تتابع كما ذكر ذلك ابن تيمية فيما أذكر فهذا من حيث اللفظ فيكون المعنى موجود عند السلف، و اللفظ قد يقال فيه لا مشاحة في الاصطلاح، لأنه ليس فيه محظور في الشرع
و ابن تيمية رحمه الله لما خرجت السياسة في عصره عن الدين ألف السياسة الشرعية ليصحح معنى السياسة، و اعتمد لفظ السياسة و قال لأنه ورد في الحديث تسوسهم الأنبياء فاللفظ ليس فيه محظور
فعلى هذا إذا كان المعنى صحيحاً و اللفظ ليس فيه محظور فلا بأس فالذي ينبغي لمن أنكر هذا اللفظ أن يبين المحظور فيه و هل هو التشبه بالمبتدعة و هل هذا من خصائصهم أو يسبب اللبس على الناس؟
الله أعلم
و كما قال الشيخ عبد الكريم أن هذا لم يكن عند أهل الحديث لأنهم ليسوا بحاجة إليه، للكننا نحن المعاصرين قد نحتاج إليه لإنقطاع الجرح و التعديل فقد قال بعض العلماء إننا نعرف صحة وصول صحيح البخاري إلينا بتواتره
و الله أعلم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:46]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم جزى الله خيرا العلامة صاحب الدرس القيم الخضير الا أننا عندنا قد تفيد السائل حول المتواتر من حيث معناه و حده و ما تواتر من احاديث العقيدة و ما تعلق بها و ذلك لأنني ألفت في المتواتر كتابا سميته فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر اول هذه الملاحظات المعنى اللغوي جاء في المحضول المتواتر مجيئ الواحد اثر الواحد بفترة بينهما و وافقه القرافي و عرفه ابن الهمام بأنه خبر جماعة يفيد العلم لا بالقرائن المنفصلة بل بنفسه و في شرح القاموس نقلا عن اللحياني المتواتر الشيء يكون هنيهة ثم يجيئ الآخر فاذا تتابعت فليست متواترة انما هي متداركة و متتابعة و قال ابن الأعرابي تترى يترى اذا تراخى في العمل فعمل شيئا بعد شيء و قال الأصمعي واترت الخبر اتبعت و بين الخبرين هنيهة و تعريفه اصطلاحا كما في مقدمة ابن الصلاح في النوع الموفي الثلاثين معرفة المشهور من الحديث فانه عبارة عن الخبر الذي ينقله من يحصل العلم بصدقه ضرورة و لا بد من اسناده من استمرار هذا الشرط في روايته من أوله الى منتهاه و قال الحافظ العراقي في ألفيته و منه ذو تواتر مستقرا في طبقاته كمتن من كذب
(يُتْبَعُ)
(/)
ففوق ستين رووه والعجبالخ .... و قال في شرح ألقيته قال ابن الصلاح أهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص و ان كان الخطيب قد ذكره في كتابه الكفاية ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث قلت قد ذكره الحاكم و ابن حزم و ابن عبد البر و هو الخبر الذي ينقله العدد الذي يحصل بصدقهم ضرورة.و غبر غير واحد بقوله عدد يستحيل تواطؤهم على الكذب و لا بد من وجود ذلك في روايته من أوله الى منتهاه /ه قلت سبقهم جميعا و يقينا الحافظ الطحاوي في كتابه شرح معاني الاثار قلت و اما حده فقد عبر سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم قائلا واقطع بصدق خبر التواتر وسو بين مسلم وكافر واللفظ والمعنى وذاك خبر من عادة كذبهم منحظر من غير معقول وأوجب العدد من غير تحديد على ما يعتمد وقيل بالعشرين أو بأكثرا أو بثلاثين أو اثني عشرا الغاء الأربعة فيه راجح و ما عليها زاد فهو صالح وأوجبن في طبقات السند تواترا وفقا لدى التعدد قلت و الحقيقة أن حد المتواتر ما يفيد العلم اليقيني الذي يدفع الشك و يوجب العمل فمثلا 1/تقدم أن ابن الصلاح و الشوكاني واللباني و غيرهم ذهبوا الى أن ما اتفق عليه البخاري و مسلم أو ثبت في أحدهما و اشتهر أنه يفيد اليقين و أطلق عليه الشوكاني المتواتر في السيل الجرار و اوجب العمل به مع العلم لكننا اذا ما انطلقنا من النظم المتقدم فانه لا يعد متواترا ذلك لأن الشرع أوجب علينا في الشهود على الزنا أربعة شهود مع العدالة بحيث اذا تراجع أحدهم حد الباقين حد القذف و الكذب و لا تقبل لهم شهادة أبدا بينما اذا ثبتت عدالتهم و بقوا على شهادتهم حد الزاني سواء كان محصنا أو غير محصن 2/ما فوق الأربعة قال القاضي أبو يعلى في الشربيني على جمع الجوامع و لا يعتبر في التواتر عدد محصور و انما يعتبر ما به العلم على حسب ما جرت به العادة أن النفس تسكن اليه لا يتأتى منهم التواطؤ على الكذب اما لكثرتهم أو لدينهم و صلاحهم لأنه لا دليل على عددهم من طريق العقل ولا من طريق الشرع لكننا نعلم أنه يجب أن يكون أكثر من أربعة لأن خبر الأربعة لو جاز أن يكون كل أربعة موجبا و لو كان هذا لوجب اذا شهد اربعة على رجل بالزنا أن يعلم الحاكم صدقهم ضرورة و يكون ما ورد به الشرع من السؤال عن عدالتهم باطلا 3/ما كان عشرة هذا الحد طالب به الأصطخري لأن ما دونه آحاد و ردوا عليه في جمع الوامع و التحبير بأنه قول واه اذ لا ارتباط بين خروج العدد من جمع القلة و بين افادة العلم و قلت و هذا الشرط هو الذي انطلق منه السيبوطي في تاليفه قطف الأزهار المتناثره من الأخبار المتواتره الا أنه لم يف بشرطه فقد خرج 113حديث فلما تعقبه مرتضي الزبيدي في لقط اللآلئ المتناثره رد له 42 حديثا لم تتوفر فيهل شرط السيوطي علمل بأننا لما خرجناها في كتابنا فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر اعتمدنا جلها الا السيوطي و الزبيدي قصرا في تخريجها بقي علينا أخيرا أن ننبه الى أن الأحاديث المتعلقة بالعقيدة تقارب عندنا الثلاثين منها مثلا حديث القبضتين و حديث الحوض و حديث النزول و حديث الايمان بالقدر و حنين الجذع و حديث من شهد ان لا اله الا الله وجبت له الجنة الخ .....
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 05:55]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم جزى الله خيرا العلامة صاحب الدرس القيم الخضير الا أننا عندنا ملاحظات قد تفيد السائل حول المتواتر من حيث معناه و حده و ما تواتر من احاديث العقيدة و ما تعلق بها و ذلك لأنني ألفت في المتواتر كتابا سميته فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر اول هذه الملاحظات المعنى اللغوي جاء في المحصول المتواتر مجيئ الواحد اثر الواحد بفترة بينهما و وافقه القرافي و عرفه ابن الهمام بأنه خبر جماعة يفيد العلم لا بالقرائن المنفصلة بل بنفسه و في شرح القاموس نقلا عن اللحياني المتواتر الشيء يكون هنيهة ثم يجيئ الآخر فاذا تتابعت فليست متواترة انما هي متداركة و متتابعة و قال ابن الأعرابي تترى يترى اذا تراخى في العمل فعمل شيئا بعد شيء و قال الأصمعي واترت الخبر اتبعت و بين الخبرين هنيهة و تعريفه اصطلاحا كما في مقدمة ابن الصلاح في النوع الموفي الثلاثين معرفة المشهور من الحديث فانه عبارة عن الخبر الذي ينقله من
(يُتْبَعُ)
(/)
يحصل العلم بصدقه ضرورة و لا بد من اسناده من استمرار هذا الشرط في روايته من أوله الى منتهاه و قال الحافظ العراقي في ألفيته و منه ذو تواتر مستقرا في طبقاته كمتن من كذب ففوق ستين رووه والعجبالخ .... و قال في شرح ألقيته قال ابن الصلاح أهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص و ان كان الخطيب قد ذكره في كتابه الكفاية ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث قلت قد ذكره الحاكم و ابن حزم و ابن عبد البر و هو الخبر الذي ينقله العدد الذي يحصل بصدقهم ضرورة.و عبر غير واحد بقوله عدد يستحيل تواطؤهم على الكذب و لا بد من وجود ذلك في روايته من أوله الى منتهاه /ه قلت سبقهم جميعا و يقينا الحافظ الطحاوي في كتابه شرح معاني الاثار قلت و اما حده فقد عبر عنه سيدي عبد الله بن الحاج ابراهيم قائلا واقطع بصدق خبر التواتر وسو بين مسلم وكافر واللفظ والمعنى وذاك خبر من عادة كذبهم منحظر من غير معقول وأوجب العدد من غير تحديد على ما يعتمد وقيل بالعشرين أو بأكثرا أو بثلاثين أو اثني عشرا الغاء الأربعة فيه راجح و ما عليها زاد فهو صالح وأوجبن في طبقات السند تواترا وفقا لدى التعدد قلت و الحقيقة أن حد المتواتر ما يفيد العلم اليقيني الذي يدفع الشك و يوجب العمل فمثلا 1/تقدم أن ابن الصلاح و الشوكاني والألباني و غيرهم ذهبوا الى أن ما اتفق عليه البخاري و مسلم أو ثبت في أحدهما و اشتهر أنه يفيد اليقين و أطلق عليه الشوكاني المتواتر في السيل الجرار و اوجب العمل به مع العلم لكننا اذا ما انطلقنا من النظم المتقدم فانه لا يعد متواترا ذلك لأن الشرع أوجب علينا في الشهود على الزنا أربعة شهود مع العدالة بحيث اذا تراجع أحدهم حد الباقون حد القذف و الكذب و لا تقبل لهم شهادة أبدا بينما اذا ثبتت عدالتهم و بقوا على شهادتهم حد الزاني سواء كان محصنا أو غير محصن 2/ما فوق الأربعة قال القاضي أبو يعلى في الشربيني على جمع الجوامع و لا يعتبر في التواتر عدد محصور و انما يعتبر ما به العلم على حسب ما جرت به العادة أن النفس تسكن اليه لا يتأتى منهم التواطؤ على الكذب اما لكثرتهم أو لدينهم و صلاحهم لأنه لا دليل على عددهم من طريق العقل ولا من طريق الشرع لكننا نعلم أنه يجب أن يكون أكثر من أربعة لأن خبر الأربعة لو جاز أن يكون كل أربعة موجبا و لو كان هذا لوجب اذا شهد اربعة على رجل بالزنا أن يعلم الحاكم صدقهم ضرورة و يكون ما ورد به الشرع من السؤال عن عدالتهم باطلا 3/ما كان عشرة هذا الحد طالب به الأصطخري لأن ما دونه آحاد و ردوا عليه في جمع الجوامع و التحبير بأنه قول واه اذ لا ارتباط بين خروج العدد من جمع القلة و بين افادة العلم و قلت و هذا الشرط هو الذي انطلق منه السيوطي في تاليفه قطف الأزهار المتناثره من الأخبار المتواتره الا أنه لم يف بشرطه فقد خرج 113حديث فلما تعقبه مرتضي الزبيدي في لقط اللآلئ المتناثره رد له 42 حديثا لم تتوفر في شرط السيوطي علما بأننا لما خرجناها في كتابنا فتح الرب الساتر لتمييز الحديث المتواتر اعتمدنا جلها الا أن السيوطي و الزبيدي قصرا في تخريجهما بقي علينا أخيرا أن ننبه الى أن الأحاديث المتعلقة بالعقيدة تقارب عندنا الثلاثين منها مثلا حديث القبضتين و حديث الحوض و حديث النزول و حديث الايمان بالقدر و حنين الجذع و حديث من شهد ان لا اله الا الله وجبت له الجنة الخ .....(/)
«شَرحُ سُنَنِ ابنِ ماجَهْ،للعلَّامة المُحدِّث عبد المُحسن العَبَّاد»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, صباحاً 09:52]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«شَرحُ سُنَنِ ابنِ ماجَهْ،
للعلَّامة المُحدِّث عبد المُحسن العَبَّاد
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ.»
[وصلة الشَّرح]
( http://www.alathar.net/esound/index.php?page=shbovi&shid=4&bo= سنن%20ابن%20ماجه& ti=)
وفّق اللَّه الجميع للعلم النَّافع والعمل الصَّالح، وزادني وإيّاكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمانُ بنُ عَبدِ القَادِر أبُو زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.(/)
عثمان جمعة ضميرية يقول إن الشيبانى من أوائل من كتب فى العلاقات الدولية
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 12:11]ـ
منقول عن مجلة البيان وفيه أوضح الكاتب أن الشيبانى من أوائل من تحدث عن العلاقات الدولية فى الإسلام، وليس مؤسسا للفكر السياسى، بعامة إذ لم يضع الرجل نظرية سياسية متكاملة كما وضعها ابن حزم فى كتابه السياسة، ولا الماوردى الذى نقل عنه فى كتابه الأحكام السلطانية، وهذه دراسة الرجل بعد تقدمته عن كتاب السير إذ يقول:
كان الإمام محمد بن الحسن أول من أفرد للعلاقات الدولية في الإسلام مؤلفات
خاصة يتناول فيها أحكام الجهاد والحرب، وأحكام الصلح والمعاهدات، وأحكام
الأمان، وإرسال السفراء والمبعوثين، وآثار قيام الحرب، وسياسة المسلمين في
تنظيم الحرب، وما يجوز وما لا يجوز في ذلك كله ... الخ. وله في هذا كتابان:
أحدهما (السير الصغير) الذي كتبه أولاً، وقد رواه عن أبي يوسف وقرأه عليه
توثقاً من النص وصحة نسبة الرأي، والثاني (السير الكبير) وهو أوسع من الأول، كما أنه من آخر كتب الإمام محمد تأليفاً، وفيه إفاضة وشرح أكثر وأوسع كما
يظهر من عنوان الكتابين ومن مادتهما من خلال الشروح التي وصلتنا وفي هذه
الكلمة التعريفية بالكتاب، نخص فيها كتاب (السير الكبير) ومعه الشرح الممتع
القيم الذي وضعه عليه شمس الأئمة السرخسي المتوفى في القرن الخامس الهجري
ما بين (483 - 490ه).
-4 -
وعن سبب تأليف هذا الكتاب يقول السرخسي: (إن السير الصغير وقع في
يد عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي - عالم أهل الشام - فقال: لمَن هذا الكتاب؟
فقيل: لمحمد العراقى. فقال: وما لأهل العراق والتصنيف في هذا الباب؛ فإنه لا
علم لهم بالسير. ومغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كانت من
جانب الشام والحجاز دون العراق، فإنها محدثة فتحاً. فبلغ ذلك محمداً، فغاظه ذلك، وفرغ نفسه حتى صنف هذا الكتاب.
فحكي أنه لما نظر فيه الأوزاعي قال: لولا ما ضمنه من الأحاديث لقلت إنه
يضع العلم من عند نفسه، وإن الله عين جهة إصابة الجواب في رأيه. صدق الله
العظيم: [وفوق كل ذي علم عليم] (شرح السير الكبير: 1/ 3). ويناقش الشيخ
محمد أبو زهرة وغيره من الباحثين هذا السبب لتأليف الكتاب ويرده؛ إذ لا مجال
لتصديقه، لأن الإمام الأوزاعي توفي سنة (157ه) والإمام محمد ولد سنة (132ه)
فيكون الأوزاعي قد توفي ومحمد عمره خمس وعشرون سنة، ومكث محمد نحو
اثنتين وثلاثين سنة لا يؤلف، إذ إنه توفي سنة (189) أي بعد الأوزاعي باثنتين
وثلاثين سنة، وهذا غير معقول ولا مقبول، ولا يتفق مع تاريخ الكتاب ولا مع
حياة محمد - رضى الله عنه -.
وعلى ذلك فإن كلام السرخسي عن سبب تأليف الكتاب غير مقبول، وقد
يوجه توجيهاً صحيحاً بأن المقصود (السير الصغير)، أو أن نقول إن المراد بكلام
الأوزاعي هو (الرد على سير الأوزاعي) لأبي يوسف وليس (السير الكبير).
وقد نكون في غنى عن هذا كله، إذا علمنا شغف محمد - رحمه الله - بالعلم
والتأليف، وأن ذلك كان تلبية لحاجة العصر الذي عاش فيه، فكان من الواجب
الملح بيان أحكام الإسلام في التعامل مع الآخرين، والمسلمون يقومون بواجب
الجهاد، فكتب " السير الصغير " أولاً، ثم أوسع هذا الموضوع بحثاً في " السير
الكبير ".
-5 -
ولبيان قيمة هذا الكتاب وأهميته نذكر أن محمداً - رحمه الله - لما فرغ من
الكتاب أمر أن يكتب هذا الكتاب في ستين دفتراً، وأن يحمل على عجلة إلى باب
الخليفة، فقيل للخليفة: قد صنف محمد كتاباً يحمل على العجلة إلى الباب. فأعجبه
ذلك وعدَّه من مفاخر أيامه. فلما نظر فيه ازداد إعجابه به. ثم بعث أولاده إلى
مجلس محمد - رحمه الله - ليسمعوا منه هذا الكتاب.
ومن الطريف في نقل الكتاب وروايته: أن إسماعيل بن توبة القزويني -
مؤدب أولاد الخليفة - كان يحضر معهم ليحفظهم كالرقيب، فسمع الكتاب، ثم اتفق
أن لم يبقَ من الرواة إلا إسماعيل بن توبة وأبو سليمان الجوزجاني، فهما رويا ... عنه هذا الكتاب. شرح السير الكبير: (شرح السير الكبير: 1/ 3 - 4).
* وقد أثنى على هذا الكتاب كل الباحثين المهتمين بالعلاقات الدولية في
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام، ووجدوا فيه علماً غزيراً، وأسلوباً ممتعاً، وفقهاً أصيلاً، فقال الدكتور
نجيب أرمنازي في كتاب (الشرع الدولي في الإسلام) (ص45): (هو كتاب
غزير المادة، جم الفوائد، قد استوعب أصول هذا العلم، واستقصى غرائب مسائله، ولم يقتصر فيه على ما ذهب إليه أعلام المذهب الحنفي، بل أورد كثيراً من
مذاهب الآخرين وناقش أصحابها في حججهم. وطريق محمد في الترجيح في هذا
الكتاب هو أنه نظر فيما اختلف فيه أهل العراق وأهل الشام وأهل الحجاز،
فرجح ما اتفق عليه فريقان، فأخذ به دون ما تفرد به فريق واحد، وهذا خلاف ما
هو ظاهر المذهب في الترجيح عند الحنفية).
* وتحدث الدكتور محمد الدسوقي في أطروحته (الإمام محمد بن الحسن
الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي) فقال: " وأما كتاب " السير الكبير " فهو عمل
فريد في بابه، لم يؤلف فقيه غير الإمام محمد مثله في موضوعه، سواء الذين
تقدموا عليه أو تأخروا عنه. وليس معنى هذا أن الإمام محمداً اخترع كتابه اختراعاً، فالمعروف أن بعض الفقهاء الذين تتلمذ لهم محمد تحدثوا عن السير، كالإمام أبى
حنيفة والأوزاعي وأبي يوسف، ولكن كل ما جاء عن هؤلاء الأئمة في هذا
الموضوع كان يدور في نطاق محدود من القضايا، وكان أشبه بالمحاولات الأولى
بالنسبة للبحث الشامل المفصل الذي كتبه الإمام محمد، فاستحق أن يكون - عن
جدارة - رائد التفكير في القانون الدولي في العالم كله.
لقد استقى الإمام محمد مادة كتابه من الآثار والأخبار من علماء عصره فقهاء
ومحدثين، وكانت هذه المادة الأساس الذي أقام عليه محمد عمله المبتكر الرائع الذي
يشهد له بغزارة العلم وعمق التفكير، وشمول النظرة، ودقة التفصيل والتبويب
والتفريع ".
* وهذا كله يعلي من شأن هذا الكتاب وقيمته، فهو بحق أول كتاب في
القانون الدولي العام والخاص في العالم كله، وهذا يضع تاج فخار على هامة الإمام
محمد، ويجعله رائد القانون الدولي، قبل أن يتفطن علماء القانون الوضعي إلى
أهمية هذا الفرع من القانون والكتابة فيه، مما جعلهم يلتقون على إنشاء جمعية
دولية باسم (جمعية الشيباني للقانون الدولي) في (غوتنجن) بألمانيا، وقد انتُخب
لرئاستها آنذاك (1955م) الفقيه المصري الدكتور عبد الحميد بدوي، وتهدف هذه
الجمعية إلى التعريف بالشيباني وإظهار آرائه ونشر مؤلفاته المتعلقة بأحكام القانون
الدولي الإسلامي.
ثم أعاد تنظيم هذه الجمعية المستشرق العراقي الصليبي مجيد خدوري، الذي
أخرج كتاب (السير الكبير) في طبعة جديدة، وهو مأخوذ من كتاب (الأصل) ...
للإمام محمد، وهو يختلف عن كتاب (السير الكبير) الذي وضعه مستقلاً بهذا الاسم
وشرحه السرخسي، وهذا يسلمنا إلى بيان شروح وطبعات الكتاب واللغات التي نقل إليها.
-6 -
ذكر بعض مَن كتب عن الإمام محمد بن الحسن أن (السير الكبير) توجد منه
نسخ خطية في مكتبات إستانبول في تركيا. ولكن المعروف أنه لا يوجد مستقلا،
وإنما توجد نسخ له ممزوجة مع شروحه، ومن ذلك:
شرح الإمام محمد بن أحمد السرخسي (المتوفى سنة 495ه)، وهذا الشرح له
نسخ كثيرة في برلين وفيينا وليدن وباريس وفي مكتبات تركيا: عاشر أفندي،
وعاطف أفندي، ونور عثمانية ... وقد ذكر أماكن وجوده فيها المستشرق بروكلمان
في كتابه (تاريخ الأدب العربي) (3/ 255) من الترجمة العربية. ...
وقد طبع هذا الشرح في حيدر آباد في الهند عام (1936م) ويقع في أربع
مجلدات. كما نشرته جامعة الدول العربية (معهد المخطوطات) بالقاهرة ما بين
عامي (1971 - 1972م) بتحقيق صلاح الدين المنجد للأجزاء الثلاثة الأولى، ثم
أكمل بتحقيق الجزئين الرابع والخامس، فاكتمل في خمسة أجزاء ضخمة، ثم
صُورت عنها طبعة جديدة.
وقامت جامعة القاهرة بإخراج طبعة أخرى محققة له، عام (1958م)، فصدر
عن مطبعتها الجزء الأول فقط وقد كتب التمهيد والتعليقات الشيخ محمد أبو ... زهرة وحقق النصوص ووضع فهارسه مصطفى زيد، ولم يكتمل هذا المشروع للجامعة.
وللسير الكبير شرح آخر بعنوان (التيسير على السير الكبير) بقلم محمد
المنيب العينتابي، ومنه نسخة خطية بمكتبة عارف حكمة بالمدينة النبوية. وقد
ترجم شرح السرخسي وأصله إلى لغات أخرى، فقام الشيخ محمد المنيب العينتابي
(يُتْبَعُ)
(/)
بترجمته إلى اللغة التركية في عهد السلطان محمود خان العثماني؛ ليكون مصدراً
من مصادر معرفة أحكام الجهاد في الإسلام، وليسهل على قواد الجيش والمجاهدين
في الدولة معرفة هذه الأحكام في الدولة العثمانية. وصدرت هذه الترجمة عام
(1241هـ) في إستانبول، وتقع في مجلدين اثنين.
وترجمته منظمة اليونسكو إلى اللغة الفرنسية، ونقل إليها جزءاً منه
المستشرق (دي كررواي) ونشره في جريدة آسية، في الأعوام (1851،
1852، 1853م).
-7 -
وقد لا يساعدنا المقام على أن نعرض بالتفصيل لكل أبواب الكتاب بأجزائه
الخمسة، ولا تقديم دراسة وافية عنها، فحسبنا أن نشير إلى عدد أبواب كل جزء
وأهم محتوياته، لعل ذلك يكون عاملاً يدفع إلى الاهتمام بهذا الكتاب النفيس، الذي
لا يغني في التعريف به كتابة مقال في مجلة، مهما يكن الجهد والاستيعاب.
يضم الجزء الأول من الكتاب خمسين باباً تنتظم (562) مسألة، تقع بعد
المقدمة في (370) صفحة، يليها فهارس للأحاديث والأعلام والأماكن
والاستدراكات والتصويبات.
ومن الأبواب التي يشتمل عليها هذا الجزء: فضيلة الرباط في سبيل الله،
الإمارة ووصايا الأمراء، مبعث السرايا، الرايات والألوية، القتال في الأشهر
الحرم، السلاح والفروسية، الحرب وكيف يعبأ لها، من أسلم في دار الحرب،
أموال المعاهدين، الجهاد مع الأمراء، الخُمس والصدقة، ما يجب من طاعة ولي
الأمر وما لا يجب، قتال النساء مع الرجال وشهودهن الحرب، سجدة الشكر
وصلاة الخوف، الأمان وفيه بحوث كثيرة.
ويقع الجزء الثاني في (818) صفحة يليها فهارس متنوعة كالتي سبقت
الإشارة إليها، وهو يضم الأبواب من (51 - 90) وتشتمل على المسائل من (563 -
1466)، وفيه تتمة أبواب الأمان المتنوعة الشاملة لشروط الأمان وأركانه ومن
يعقده، والحديث عن الرسل (لسفراء) والمستأمنين والحكم في أهل الحرب، ثم
أبواب الأنفال، مما كان خالصاً للرسول -صلى الله عليه وسلم-، والنفل في دار
الحرب، وما يبطل فيه النفل وما لا يبطل، والسلب والنفل لأهل الذمة والعبيد،
والاستثناء فيه، وغير ذلك مما يتصل بهذه المباحث المهمة في سياسة المسلمين
الحربية.
وأما الجزء الثالث فيقع في (315) صفحة ويتضمن الأبواب (91 - 113)،
وفيه تتمة أبواب الأنفال والسهمان للخيل وغيرها في دار الإسلام ودار الحرب،
ودخول المسلمين دار الحرب، والغنيمة، وكيفية قسمة الغنيمة وبيان من يستحقها،
وقسمة الخمس والغنائم .. الخ.
ويبحث الجزء الرابع في الأبواب (114 - 159) بمسائل كثيرة متنوعة،
داخل الأبواب عن: الأسارى والحكم فيهم، والتجار الذين يدخلون دار الحرب،
وما جاء في الخيانة في الغنيمة، والسبايا والنفقة عليهم والعدة، وهدية أهل الحرب
، وما يكون إحرازاً للغنيمة وما لا يكون، ثم ما يصيبه الأسراء والذين أسلموا من
دار الحرب، والمستأمنين يأخذون أموال أهل الحرب، وما يحرزه المشركون
ويظهرون عليه من أموال المسلمين، والفداء، والاستعانة بأهل الشرك، وما يكره
إدخاله دار الحرب وما لا يكره، وما قتله من أهل الحرب وما لا يكره وكيفية
سياسة الحرب بما فيها من قواعد إسلامية رائعة ... الخ.
وينتهي هذا السفر النفيس بالجزء الخامس الذي يقع في حوالي (650) صفحة
تضم الأبواب (160 - 218) وفيها المسائل من (3361 - 4572) وهو يتضمن أبواباً
مهمة مثل: أبواب الموادعة، نكاح أهل الحرب، إثبات النسب من أهل الحرب
ومن السبايا، الحدود في دار الحرب، ما يجب من النصرة للمستأمنين وأهل الذمة، معاملة المسلم المستأمن مع أهل الحرب في دار الحرب، مواريث القتلى، باب
الأسير والمفقود، باب المرتد في دار الحرب وما يتعلق بالمرتدين من أحكام مختلفة، العين (الجاسوس)، ما يختلف أهل الحرب وأهل الذمة في الشهادتين والوصايا،
من أسلم على شيء فهو له، الحبيس في سبيل الله، الوصية بالمال في سبيل الله،
باب العشور في أهل الحرب، باب الجزية، الخمس من المعدن والركاز يصاب في
دار الحرب، ما يصدق فيه المسلم على إسلام الكافر، الدعاء إلى الإسلام، باب
الاستبراء، خروج العبد بأمان من دار الحرب، العبد يعتق بالإسلام أو لا يعتق؟
-8 -
وإذا أردنا أن نوجز ما في الكتاب باختصار شديد، نقول: إنه يضع أسس
العلاقات الدولية في حال السلم والحرب، فيبين معنى السير والجهاد، وأهمية
الجهاد وغايته، ويحدد علاقة أهل الذمة بالمسلمين، وما يخصهم من أحكام، وينظم
حالة السلم، ويضع أسس التنظيم والعلاقات في حال الحرب مبيناً مشروعية الجهاد، وإقليم الدولة ومدى سريان النصوص القانونية فيها من حيث الزمان والمكان،
وسياسة الحرب في الإسلام وتحديد المقاتلين، وبدء الدعوة للحربيين قبل الحرب،
وما يتبع ذلك من آثار في الأموال والأشخاص، كما يحدد العلاقة مع المحايدين،
وينظم حال الحياد، ويفصل أحكام المعاهدات والصلح والمستأمنين ... وغير ذلك
مما يبحثه اليوم علماء القانون الدولي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:21]ـ
كنت قد أشرت إلى أن الإمام محمد بن الحسن الشيباني ,إن كانت المسألة بالسبق ,هو أول من أسس في بيان نظرية الفكر السياسي في الإسلام .. ولست أدري أين ذهب الموضوع والتعليق .. مما حدا بالدكتور الفاضل أن يعود فيذكر الإمام محمد بشيء من الفضل ..
وأود أن أعقّب بأن هذه المسألة تقديرية ويدخلها التعصّب
ففي الحين الذي يُعدّ فيه الشاطبي مؤسس فقه مقاصد الشريعة .. عند الكثير
هناك من يرى -وأجدني أميل لهذا القول- أن العز بن عبد السلام هو أول من فتح هذا الباب وأسس له
وعودا على القانون والسياسة فإن الفرنساويين والألمان كلاهما أسس منظمة حقوقية تدعى:مؤسسة محمد بن الحسن السيباني .. إنصفا منهم وهم المطلعون على تراثنا .. مع ما استقر في آدابهم أن بروكل هو مؤسس القانون الدولي العام ..
لكن حيث تبين لهم أن بروكل هذا مسبوق جعلوه على اسمه ..
ولا فكاك بين القانون والسياسة .. لأن القانون المذكور هو في الواقع سياسة
في المقابل نجد الإمام بن تيمية في كتابه الصغير الموسوم بالسياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ..
وضع المباديء الكبار في هذا العلم في غاية الوجازة فأصبح أشبه بالدستور كما غدا مرجعا لكل باحث في هذا الباب
ولهنري لاوس عناية بتراث ابن تيمية وقد أشاد بتفرده في الجانب السياسي وفقه الواقع
كما أشار غيره من المستشرقين .. وذلك على المستوى العلمي والعملي التطبيقي جميعا
والأولى -بدل الانشغال بتعظيم إمام بعينه- ومحاولة بيان أنه الأول في كل شيء (هكذا!)
أن نتفقه في دين الله .. ونحذو حذو هؤلاء الكبار .. ونجاهد في الله حق جهاده .. بالعلم والعمل
لأن آفة العصبية لعالم أو فكرة .. لا تنفك تنخر في فكر طالب العلم حتى تجعله ذليلا أسيرا من حيث لا يشعر ..
ثم لا يكون له من علمه إلا التهليل بذكر هذا العالم والتسبيح بحمد ذياك
والله الموفق
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:39]ـ
..............
........
..
مما جعلهم يلتقون على إنشاء جمعية
دولية باسم (جمعية الشيباني للقانون الدولي) في (غوتنجن) بألمانيا، وقد انتُخب
لرئاستها آنذاك (1955م) الفقيه المصري الدكتور عبد الحميد بدوي، وتهدف هذه
الجمعية إلى التعريف بالشيباني وإظهار آرائه ونشر مؤلفاته المتعلقة بأحكام القانون
الدولي الإسلامي.
ثم أعاد تنظيم هذه الجمعية المستشرق العراقي الصليبي مجيد خدوري، الذي
أخرج كتاب (السير الكبير) في طبعة جديدة، وهو مأخوذ من كتاب (الأصل) ...
للإمام محمد، وهو يختلف عن كتاب (السير الكبير) الذي وضعه مستقلاً بهذا الاسم
وشرحه السرخسي، وهذا يسلمنا إلى بيان شروح وطبعات الكتاب واللغات التي نقل إليها.
-6 -
ذكر بعض مَن كتب عن الإمام محمد بن الحسن أن (السير الكبير) توجد منه
نسخ خطية في مكتبات إستانبول في تركيا.
.....
............
.................
معلومات جميلة جليلة .. !!
و هل بحث أحد في تركيا أو غيرها؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:03]ـ
أخى أبا القاسم
هذه هى الصفحة قبل أن يحذفها الشيخ على عبد الباقي
www.aldahereyah.net/book/aluka2116.htm
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
أما قولك أخي الكريم العمري: إن هناك في ملتقى أهل الحديث من قال لو كان بعد النبي لكان ابن تيمية ..
فهذا لا يلزمني بشيء .. لاسيما ورسول الله ثبت عنه أنه قال: لو كان نبي بعدي لكان عمر .. مع أن أبا بكر خير من عمر باتفاق ..
لكن من الواضح الغلو في كلام الدكتور حيث ينسب لابن حزم التفوق في كل العلوم .. ولا أراه يستثني من ذلك شيئا قط .. حتى الفلاحة والفلك وتأمل قوله: فابن حزم بشهادة منظرى الحضارة الإسلامية التى هى تخصصى لم يدانيه أحد من العلماء
ونحن لا نسلم له بهذا الإطلاق العجيب .. فإن رسول الله نفسه قال في الفلاحة: أنتم أعلم بشؤون دنياكم .. كما في حديث تأبير النخل عند مسلم ..
وهذه المبالغات الممجوجة سئمنا منها ..
ودونك الواقع المعاش فإني بيسر أقول ودون تكلف .. إن ما أحدثه ابن تيمية من ثورة علمية ..
كان تأثيره أوضح بكثير مما فعله ابن حزم .. حتى قال محمد كرد علي: ابن تيمية في الإسلام كمارتن لوثر للنصرانية ..
وكل الحركات الإسلامية المعاصرة .. والبحوث العلمية .. تضج ببيان ذلك ..
وحسبه فخرا أنه لم يكن أسير الفكرة الفلسفية التي ينافشها فلم يتأثر بها قط ..
ولا غيرها من محدثات الأمور .. ولينظر المنصف في كتابه الدرء والرد المنطقيين .. وكفى .. فهل لهما نظير في بابهما في تاريخ الحضارة الإسلامية؟
بخلاف ابن حزم والغزالي فعلى عبقريتهما .. تأثرا قطعا .. بفلسفة اليونان كما هو واضح جدا
وهذا بحد ذاته مفخرة لا يدانيها شيء آخر من الخلال أعني التجرد عن التأثر بالحضارات الوافدة المشبوهة ..
وهو يدلك على حقيقة العلم والرسوخ فيه خصوصا وقد نشأ ومجتمعه يعج بكل زبالات الأفكار الغريبة
ومع ذلك لا نحاول إثبات أن ابن تيمية فجر كل شيء لم يسبقه إليه أحد ولا ندعيه
فاتقوا الله .. وكفوا عن العصبية
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:28]ـ
اتق الله يا أبا القاسم ... تعصبك فَضَحك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:33]ـ
هل تستطيع أن تذكر خمسة أخطاء لابن حزم؟
أنا أعد لك عشرين خطأ لابن تيمية ..
ونرى من المتعصب
ولاداعي لاستعمال عبارات:فضحك" ونحوها ..
إن كنت ذا خلق إسلامي
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:38]ـ
عندى أخطاء لابن حزم جمعتها تزيد عن كراس ومعظمها أخطاء في التطبيق لا التأصيل وقليل منها أخطاء في التأصيل.
ولكن تعصب أقرانك ضده الناتج عن أقوال المغفلين من المعاصرين أتباع المفترين من بعض المتقدمين يمنعنى من ذكرها.
وابن حزم له أخطاء كما لابن تيمية وغيره ولا معصوم إلا محمد صلى الله عليه وسلم وليتكم أنتم تفهمون هذا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:42]ـ
أخى أبى القاسم هل قرأت ما كتب عن ابن حزم واثيره الحضارى لأكابر منظرى الحضارة الإسلامية مثل ما قرات ما قيل عن ابن تيمية لو فعلت ذلك لاستوت عندك الأقوال وأنا هنا أتحدث عن أمر حضارى أتعبت نفسى فيه أكثر من عقد من الزمان مع انشغالى بحمد الله بالفقه والحديث والأصول ولم يطغى هذا على ذاك لأن مهنتى هذه بفضل الله وأسأل الله المزيد من فضله
وأنا أعيدك بعض ما كتب فتأمله بإنصاف وأنتظر ردك وإن كان صوابا قبلته ووضعت تقريظا لكلامك فورا هكذا تعلمنا وأنا أشكرك على لفتتك الجميلة وتذكير الناس بقول النبى صلى الله عليه وسلم "لو كان بعدى نبى لكان عمرطإسناده حسن والحمد لله أولا ,اخير
وهذا كلامى الذى قلته آنفا
أخى أبى القاسم وما هو العيب أن علما كابن حزم أو ابن تيمية أو ابن القيم أو أبويوسف أو أبوحنيفة أوغيرهما تميز ليكون حضارة إسلامية وعلى العموم فابن حزم بشهادة منظرى الحضارة الإسلامية التى هى تخصصى لم يدانيه أحد من العلماء فما من علم ولا فكر إلا وطرح فيه وصنف فيه ومارسه حتى الطب والفلاحة والزراعة والشعر والأدب والفلك وله فيه اى الفلك آقوال ونتائج مذهلة أذهلت علماء الفلك المحدثون لو تابعت يا أخى ما أحدثه ابن حزم بعيدا عن التعصب لقبلت الكلام أو على الأقل لم
لما ظهر هذا التعصب نحن لا نتعصب لأحد إلا للدليل والبرهان، وليس معنى أن محمد ابن الحسن الشيبانى وضع نظرية سياسية ناقصة أن يكون مؤسسا للفكر السياسى راجع ما كتب عن ابن حزم وجهوده السياسية وفكره السياسى أكثر من عشرات الموضوعات عن الفكر السياسى، وغير ذلك من النتائج المذهلة التى توصل إليها الباحثون فى الاقتصاد والفقه والحديث والتفسير والمنطق وعلم الكلام والفلسفة فليس عيبا فى ابن حزم أن يكون مميزا ويأثر فى الحضارة الإسلامية هذا التأثير، بل العيب فينا نحن ماذا قدمنا لحضارتنا هل نبخس مؤسسى الحضارة حقهم ام ماذا
أليس ابن حزم الذىأثبت كروية الأرض فى دراسة فلكية وتحدث عن فترات الكسوف والخسوف محددا وقوعهما كما هو الأمر فى عصرنا هذا مما اذهل علماء الفلك
ألم يؤسس ابن حزم علم الكلام على مذهب أهل السنة والجماعة منتقدا غيره مما فيه فساد
ألم يستخدم المنطق فى استنباط الاحكام الفقهية ثم جاء الغزالى بعده وأخذ بمنهجه
ألم يؤسس ابن حزم فلسفة التاريخ وسبق بها ابن خلدون وقد كتب أحد اساتذتى عن هذا الكشف الذى توصلت إليه وتحدث عنه فى كتبه وقدم عنه ورقة بحثية بالجزائر
ألم يضع ابن حزم أروع كتابا فى الفرق نقدا وعرضا وطرحا
لماذا عملت مصر والإمارات برأى ابن حزم فى الوصية الواجبة أليس كل هذا تميز أمماذا ايها الأخوة الكرام
فلنقل الحق ونظهره فالرجل مسلم ايها السادة ولم يضره أنه كان ينزع إلى الدليل البرهان ويقولبذلك ربى الله
لماذاعمل ابن تيمية برأى ابن حزم فى الطلاق البدعى ولماذا نقل ابن القيم فى الزاد نقولا كاملة عن ابن حزم فى المحلى
ولماذا تأثر شعراء التروبادور بابن حزم فى شعره فى طوق الحمامة
ولماذا ولماذا أنا لا أريد أن أخرج بالمشاركة والرد عن الحد ولعلى أضع مشاركة عن ذلك
على أمل لعودة إن شاء الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:43]ـ
وماذا عن تعصبكم في موقع الظاهرية؟
فقد رأينا التدليس الظاهر هناك ..
وحيث إنك عجزت عن ذكر الأخطاء ..
فأي عذر تقدمه لا قيمة له
ذلك أنكم تقولون:
كيف له أن يخطيء وهو إنما يأخذ من الكتاب والسنة ولا قياس
أما كلامك عن أقراني .. فأبشرك أنهم حذفوا لي أكثر مما حذفوا لك ..
لكني لا أرميهم بما ترميهم به
ومما يدل على أننا لا نتعصب (على الأقل مثلك) دعني أخبرك أن ابن حزم أشعر من ابن تيمية .. أعني توليف الشعر
لكنكم تقولون هو الأفضل في كل شيء .. كل شيء! في الفلاحة والفلك والسياسة والدين والهندسة والعربية والفلسفة .. إلخ
.. ونحن حتى متعصبونا لا يقولونها .. لا في ابن تيمية ولا في غيره
فشتان شتان!
وقد بات ظاهرا أن النقاش أصبح كالمباراة على أي أفضل
وهذا انحدار علمي سحيق .. لا يليق .. وأترفع عنه ..
والله الهادي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:53]ـ
وحيث إنك عجزت عن ذكر الأخطاء ..
ليس عجزاً كما تكذب
بل حرصاً على ألا أبذله إلى غير أهله
وعموماً خذ أمثلة لئلا يغتر بكلامك مغفل
من الأخطاء عنده في نظرى: مسألة إذن البكر إذا تكلمت انفسخ العقد ومسألة نجاسة الدم الآدمى وسفر المرأة للحج بدون محرم إذا كانت مستطاعة وليس لها محرم ومقوله إن الروضة الشريفة من رياض الجنة على الحقيقة قوله بعدم جواز صيام السنن إلا بنية من الليل وقوله بعدم حجية ما يحدث في عصر الرسول ما لم نتيقن أنه علمه وأقره وغيرها مما لا يحضرنى الآن.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:54]ـ
أخى أبى القاسم لست وربى ممن يغالى فى أحد فقد نهانا النبى صلى الله عليه عن أن نغالى فيه وقال " لا تطرونى" وقال إنا أنا ابن امرأة الحديثان فكيف لا أغالى فى حضرة المصطفى وأغالى فى غيره لكن العلم والنتائج العلمية كما تعلمنا فوق كل شىء ومع ذلكعلى أن تكون بعيدة عن التعصب والغلو هل قرأت ما كتب عن سبق ابن حزم لابن العوام الإشبيلى الأندلسى مؤسس الفلاحة الأندلسية انا أحاول قدر الاستطاعة ضبط المصطلحات حتى لا يفهم الكلام خطا، مع العلم أن ابن وحشية له كتاب فى الفلاحة لكنى هنا أتحدث عن الفلاحة الأندلسية فى هذا الامر فحسب
أما اتهامك باننا على الموقع ندلس فسامحك الله فما نحن بأهل تدليس وإنما يعلم الله مدى الدقة فى النقل
وأما القول عن الأخطاء فقلن لك سلفا الم يكفر السبكى ابن تيمية فى رسالته الدرة المضية واتهمه اتهامات كثيرة وكنت واحدا ممن دافعوا عن هذا الجبل الاشم لأننى أحترمه وأحترم كل مجتهد، ولما انتقده الحافظ الغمارى رددت عليه هل تعلم ذلك
هذا شأن الظاهرية
واخبرك بأعجب من ذلك أننى صنفت رسالة فى المسائل الخلافية بين داود بن على الظاهرى وابن حزم فجاءت فيما يقرب من ستين مسألة فهل فعل أحد من غير الظاهرية هذا وأظهر الخطا بين الإمام وتابعه ليتضح الحق
هذا ما أردت قوله والله الهادى إلى سواء السبيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 02:57]ـ
أما نقول بعض العلماء فما زال العلماء ينقل بعضهم من بعض ..
ولا علاقة لهذا بما نحن فيه ..
لكن الإشكال المبالغة .. فمثلا منهج ابن حزم في الحديث غير مرضي,,مع اهتمامه به
فهو لايكاد يعترف بشيء اسمه علم العلل .. بل ظاهري حتى في التصحيح والتضعيف
فهل يقال: ابن حزم أبرع في الحديث من أبي حاتم والنسائي زابن المديني وأحمد؟
إن القاريء لكلام كثير من الظاهرية .. يشعر أن ابن حزم هو الإمام الأوحد في كل فن ..
وهذا ما لا نرتضيه ..
أما بيان إمامته وجلالة قدره وتميزه وتبحره .. فنقول به قولا واحدا
والله من وراء القصد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:00]ـ
مادمت اتهمتني بالكذب ..
جزاك الله خيرا .. وهنا لا حوار
إذ كيف أحاورك وإني لكذاب في عينك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:04]ـ
كيف تغضب من اتهامك بالكذب وأنت تتهم الكثير من طلبة العلم في موقعنا بالتدليس وهم شيوخ أجلاء والكل يعلم هذا
أم تريد الفرار بأى حجة؟
هداك الله وعافاك
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:11]ـ
أخى أبى القاسمليتالحوار يظل قائما على الهدوء هكذا ومن الذى كذبك على العموم هذا كلامى ونحن لمنجعله كما قلت وإنكان هناك من يقول ذلك فأهل العلم منضبطون وحسبك أن تسمع لأهل العلم لا من يشتطفى كل مذهب فلا يخل أى مذهب أو أى فكر من شطط وشرود
ونحن لمنقل أن ابن حزم أعلى كعبا من ابن حنبل ولا النسائى وهو لميقل عن نفسه هذا وكبار الظاهرية سلفا وخلفا لم يقولوا هذا بل الرجل رحمه الله كان يقول عنسابقيه عم الأئمة النصحة فى الدين همائمةاللغة وائمةالدين هكذاكان يقول ناهيكعن تخطئته لقول واحد فهذا أمر متعارف عليه بين العلماء
وانا لما تحدثت عن الحضارة الإسلاميةما قصدت بها الجزء العلمى الخاص بالفقه والحديث قصدت الابتكارات والإبداعات فانظر ما قلته بارك الله فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:13]ـ
الاتهام الشخصي .. شيء آخر
فأنت تطعن في أعز صفة للمؤمن .. في محاورك دون بينة
ولطالما اتهمتَ أنت وغيرك هذا الموقع وغيره بالتدليس ..
وإنما أحكم بناء على وقائع. فماذا فعلتم مع الشيخ أبي مالك العوضي؟
أما الفرار فمن أي شيء أفر؟
وأنصحك بعدم محاولة الدخول في النوايا .. لأن ذلك يتضمن تعاليا على الخلق
كل ما أنادي به عدم العصبية ..
فخذ بنصيحتي أو دعها
والله يتولانا برحمته
الدكتور الفاضل .. الذي اتهمني بالكذب صاحبكم العمري
وشكرا
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:43]ـ
أخى أبى القاسم هل كل هذا الكلام لى أنا أم ماذا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:45]ـ
ليس لك يا حضرة الدكتور الفاضل ..
ودمت ليّن العريكة رفيع الأدب
ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:50]ـ
بوركتم إخواني الأفاضل .. ،
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:56]ـ
السلام عليكم ....
يا ابا القاسم الله يهديني وإياك لما فيه الصلاح .... أنت ترد على مسألة قد توهمتها ولا علاقة لها بالموضوع ....
موضوع الشيخ عبد الباقي عن الفكر السياسي عند ابن حزم وعنايته به وأسبقيته في هذا المجال ... فإذا بك - سامحك الله- تقول لاتتعصبوا لأبي محمد!!!
وكأن مسألة أسبقية الإمام لم ترقك فجعلت المسألة مسألة تعصب ...
أنا أريد أن أعرف مالذي جعلك تنكر أسبقية الإمام؟
وأنا أعاهدك بالأتي: لو أتيتنا بما ينقض ما مع الدكتور عبد الباقي لأصيرن إلى قولك ...
على أنني أعتقد أنكم ايها السادة إنما أوتيتم من قلة اطلاعكم على كتب الإمام وما كتب حوله من دراسات حول منهجه المعرفي الذي يخول له عدة مزايا لن تجدها مع غيره.
وأنصحك بكتابين: * ابن حزم: المفكر الظاهري الموسوعي
* نظرية المعرفة عند ابن حزم
وأنا متأكد أنكم ستغيرون مقولاتكم القبلية عن الإمام وعن الظاهرية ...
وأنصح كل أخ يتوخى الحق أن لاينظر إلى المسائل المعروضة عليه بعين السخط وإلا لما توصل لشئ أبدا .... كما عليه أن ينظر بنظر علمي بحث وليس كما يفعل الكثير: يقرأ لابن حزم وفي عقله إمام آخر يحاكمه به!!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 04:21]ـ
أخي المكرم المغربي .. المسألة خاضعة للتقدير الشخصي
أنا أرى أسبقية محمد بن الحسن الشيباني في هذا المضمار .. وكفى ..
كما أني أحيل أسبقية الحديث عن مقاصد الشريعة للعز بن عبد السلام ..
كما أني أرى أن نيوتن مسبوق بهبة الله أبي البركات في بعض قوانينه
وليس لأحد الحق أن يزعم أننا لم نقرأ .. فيكيل الاتهامات
والله الموفق
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 07:20]ـ
لكن الإشكال المبالغة .. فمثلا منهج ابن حزم في الحديث غير مرضي,,مع اهتمامه به
فهو لايكاد يعترف بشيء اسمه علم العلل .. بل ظاهري حتى في التصحيح والتضعيف
فهل يقال: ابن حزم أبرع في الحديث من أبي حاتم والنسائي زابن المديني وأحمد؟
منهجه في الحديث وسط بين من يرد الحديث بأي علة صحيحة أو متوهمة وبين من لا يلتفت للعلل ... وله مجلد في علل الحديث لكنه مفقود.
وقولك إنه ظاهري في التصحيح والتضعيف قلدت فيها أحد أئمتكم ممن لم يفهم كلام ابن حزم في هذه الجزئية.
فهو يرد الحديث بالعلة بشرط أن تكون يقينية لا ظنية.
كذلك هناك من لم يفهم كلامه من المشرقيين فاتهمه بأنه يخطئ في الجرح والتعديل وحاكمه بكلام المشارقة
قال بعض شيوخنا:
واعلم – علمني الله وإياك – أن قول أئمة النقل عن حديث: (هذا خطأ) أو قولهم: (هذا وهم) ونسبوا ذلك إلى أحد الرواة الثقات العدول، فإنه موقوف: فإما أن يقوم برهان على صحة ما ادعاه هذا الإمام، وإما أن لا يقوم هذا البرهان: فيكون كلامه باطل ساقط لا عبرة به.
وتارة يكون البرهان من قول هذا الإمام بما هو حجة في بيان الخطأ، وتارة يكون من كلام غيره، فننظر في ذلك بقلب سليم خال من الظن والرأي والاعتقاد لشيء، أو التسليم لقواعد أحد من علماء المصطلح أو غيرهم، ونجعل قواعد ربنا تعالى التي أمر بها في قلوبنا، فهي التي تزيل كل شك وظن وحيرة، وهي الوقوف على البرهان واليقين في كل دعوى ادعاها أحد:
فنظرنا في قول فلان أن هذا الحديث خطأ، أو وهم ليس له برهان إلا أن المدعي ساق إسناد هذا الخبر من طريق آخر، ليبين أن فلان أخطأ فيه، وليس هذا من سبيل اليقين في بيان الخطأ أصلاً، وإنما هذا بيان لإسناد آخر فقط غير إسناد المدعى عليه الخطأ، فالذي يدعي خطأ أحد أو وهمه فإنه ينفي أمور، ومنها:
الأمر الأول: إثبات خطأ العدل الثقة: وهو إثبات متوقف على الدليل الموجب له، لا الظن والتخمين والكهانة!
الأمر الثاني: نفي سماع العدل الثقة لما روى: وهذه أيضاً كالأولى.
الأمر الثالث: نفي سماع شيخ العدل الثقة إلا ممن ذكره من ادعى عليه الخطأ حين ساق إسناده، وهذه لا تثبت على هذه الصفة إلا بالظنون والكهانة!
وهذه الأمور الثلاثة كافية في رد دعوى قبول قول إمام من أئمة النقل مطلقاً، بل الواجب المتعين على كل أحد عامل بيقين أن يطلب دليل لصحة هذه الدعوى، فإن لم يقم هذا الدليل: كانت الدعوى رد لا عبرة بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان في قول بعض الأئمة أن علمهم أو كلامهم في الحديث إنما هو كهانة قول يحتج به في إثبات الظنون والقول بلا يقين، فالله تعالى لم يكلفنا اتباع كهانة أحد، ولا ظن أحد، سواء أئمة النقل والحديث، أو أئمة التفسير، أو أئمة الأصول، أو أئمة الفقه، ومن فرق بين هؤلاء فهو متحكم، وإن نوقشوا في ذلك فسد احتجاجهم ولا بد، إذ البرهان قائم على سقوط هذه الدعوى والحمد لله رب العالمين.
أما قول إمام من أئمة النقل: أن فلان ضعيف، فإنه حق إذا كان المتكلم فيه لا تعرف عدالته وثقته، فكم من ثقة عدل طعن فيه إمام من أئمة النقل، ورده المتأخر بحجة أن هذا قول الأقران!
وقول الأقران مقبول إن كان بحق، فإن قال ابن معين عن أحد من أقرانه ضعيف، وهو معلوم العدالة والثقة، فنطالبه ببرهان قوله لتصح دعواه، وإلا فهي ساقطة لا عبرة بها.
لأننا ما قبلنا قول أئمة النقل إلا لأنها شهادة، والشهادة لا بد فيها من بيان يزيل الشك والإشكال، وقد أمرنا الله تعالى بقبول شهادة العدل الثقة، فكل ما جاءتنا من شهادات من هؤلاء نظرنا: هل هذا الرجل عدل ثقة، أو غير عدل أو ليس بثقة، فالعدل الثقة نحتاج من المدعي تضعيفه أن يقيم برهان ضعفه، من خطأ في كتابه وهو لا يحدث إلا من كتاب مثلاً، أو من وهم، أو تغير في عقله واختلاط، ونحو ذلك مما نعرف به سبب تضعيف هذا العدل الثقة، فلا نترك التعديل لأجل الجرح الغير مفسر.
وقد يقول الإمام أو العالم: ضعيف، أو ساقط، وليست الحجة في هذا القول بانفراده فقط، فنبحث عن سبب تضعيفه لهذا الرجل، ونعرف وجهه إما من قوله، أو من قول غيره من الأئمة.
فكل ما يتعلق بعلم المصطلح من قواعد ونقد وتعليل لا يثبت منها شيء إلا بيقين، وهو الذي أمرنا به، وما كان ظناً، أو كهانة فهو باطل، ومن عاند في ذلك طالبناه بالبرهان لتصحيح هذه الدعوى، وإن لم يقم هذا البرهان: فقد أمنا والحمد لله أن ما قلنا هو الحق، وأن الله تعالى لم يأمرنا باتباع كهانة أحد،
وقد قال أبو محمد بن حزم رحمه الله في كتاب أبي بكر في الصدقة بعد أن ذكر الكتاب وأن البخاري رواه في جامع الصحيح وغيره:
ورواه عن حماد بن سلمة يونس بن محمد، وشريح بن النعمان، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وأبو كامل المظفر بن مدرك، وغيرهم، وكل هؤلاء إمام ثقة مشهور.
والعجب ممن يعترض في هذا الخبر بتضعيف يحيى بن معين لحديث حماد بن سلمة هذا!
وليس في كل من رواه عن حماد بن سلمة ممن ذكرنا أحد إلا وهو أجل وأوثق من يحيى بن معين، وإنما يؤخذ كلام يحيى بن معين وغيره إذا ضعفوا غير مشهور بالعدالة، وأما دعوى ابن معين أو غيره ضعف حديث رواه الثقات أو ادعوا فيه أنه خطأ من غير أن يذكروا فيه تدليسا! فكلامهم مطرح مردود، لأنه دعوى بلا برهان، وقد قال الله تعالى: (قل: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ولا مغمز لأحد في أحد من رواة هذا الحديث، فمن عانده فقد عاند الحق وأمر الله تعالى وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم، لاسيما من يحتج في دينه بالمرسلات، وبرواية ابن لهيعة، ورواية جابر الجعفي الكذاب المتهم في دينه: (لا يؤمن أحد بعدى جالسا) ورواية حرام بن عثمان الذي لا تحل الرواية عنه في إسقاط الصلاة عن المستحاضة بعد طهرها ثلاثة أيام، ورواية أبى زيد مولى عمرو بن حريث في إباحة الوضوء للصلاة بالخمر وبكل نطيحة أو متردية وما أهل لغير الله به: في مخالفة القرآن والسنن الثابتة، ثم يتعلل في السنن التي لم يأت ما يعارضها، بل عمل بها الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم وبهذا الحديث يأخذ الشافعي، وأبو سليمان وأصحابهما وقد خالفه قوم في مواضع (1).
نعم، صدق رحمه الله، لا يقبل قول ابن معين، ولا غيره إلا بحجة وبرهان، وقد رد ابن معين قول أحمد رحمه الله حين أرسل له أحمد رسولاً يخبره أنه أكثر من الرواية عن عبيد الله بن موسى العبسي الإمام الثقة، لأنه بلغ أحمد أنه يتناول معاوية رضي الله عنه، فقال ابن معين لرسول أحمد: أبلغه السلام، وأخبر أحمد: لا تحدث عن عبد الرزاق، فقد حضرناه أنا وأنت وهو يتناول عثمان، وعثمان أولى من معاوية!
أي ينكر عليه رفضه التحديث عن الإمام العبسي لما بلغه، وهو قد حضر عبد الرزاق الصنعاني وكتب عنه وحدث ما شاء الله له أن يحدث لنفس العلة والسبب، بل هي أولى على مذهب أهل القياس!
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قلنا: ليس لأحد أن يدعي ضعف أحد، وهو مشهور العدالة إلا أن يبين سبب ذلك وبرهانه، فقد طعن في بعض الرواة بغير حجة، وذلك أنهم فضلوا علياً رضي الله عنه على غيره، ونسبوه إلى التشيع، وبعضهم نسبوه وقالوا: (خشبي) والخشبي هذا لو صح أنه خشبي لكان كافراً، لكن بعض أئمة النقل تشدد في ذلك، ووصف كل من فضل علياً رضي الله عنه على الشيخين، فوصفه بهذا الاسم والتي سميت به فئة عبدت خشبة أو كرسي لعلي رضي الله عنه كما يقول أهل السير، وكذلك الأمر بالنسبة للرافضي، فيجب أن يتفحص الناظر هذه الأقوال، وأن يعرف ترجمة هذا الرجل، وأن يسبر روايته ليعرف هل هو رافضي كما ادعى إمام من أئمة الحديث أو ليست كذلك، فقد وصف رجال بذلك وهم ليسوا برافضة ألبتة، بل رووا عن فضائل أبي بكر وعمر، وأن علي لم يخصه النبي صلى الله عليه وسلم بشيء ألبتة، وهذا كله بخلاف قول الرافضة، فمن استمر بوصفه هذا الرجل بأنه رافضي فقد كذب عليه، وليس ذلك منه إلا لجهل، أو لمكابرة لأن توثيق هذا الرجل يهدم له أصلاً من أصوله، كما نرى ممن ينكر المهدي في آخر الزمان، فكل من نسب إلى التشيع فحملوه على معنى الرفض والتشيع الذي يقول به رافضة اليوم، وهذا من أغث الاستدلال والحجج، وقائل ذلك يعاند الحق رغم ظهوره له، نسأل الله السلامة.
ومما يؤيد ما قلنا، وأنه قد قال به غيرنا على مذهب من يسأل (من قال به قبلك) أو (من سلفك) وقد قال ابن عبد البر رحمه الله:
جماعة الفقهاء وأئمة الحديث الذين لهم بصر بالفقه والنظر هذا قولهم: أنه لا يقبل من ابن معين ولا من غيره فيمن اشتهر بالعلم وعرف به، وصحت عدالته، وفهمه: إلا أن يتبين الوجه الذي يجرحه به على حسب ما يجوز من تجريح العدل المبرز العدالة في الشهادات، وهذا الذي لا يصح أن يعتقد غيره، ولا يحل أن يلتفت إلى ما خالفه (2)
وكذلك قال أبو عبد الله بن نصر المروزي:
كل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم عنه، وحملهم حديثه: فلن يقبل فيه تجريح أحد جرحه حتى يثبت ذلك عليه بأمر لا يجهل أن يكون جرحه، فأما قولهم: فلان كذاب: فليس مما يثبت به جرح حتى يتبين (3)
فهذا قول ابن عبد البر ينقل عن أئمة الحديث، وكذلك قول ابن نصر المروزي، فأي سلف لهؤلاء الذين قبلوا كل قول لإمام من أئمة النقل دون معرفة وجهه وصحته!
على أن هذا القاعدة الكاذبة تلزم المدعي صحة قواعد المصطلح بما قال أصحاب المصطلح من المتأخرين، إذ ليس عندهم عن المتقدمين شيئاً من ذلك إلا بعض كتب ليس فيها أكثر ما استحدث من قواعد فاعتبرت متفق عليها، فنحن نرجعهم إلى السلف الذين يحتجون بهم إلى أن نبلغ بهم التابعي وتابع التابعي، فإن وجدوا عنهم هذه القواعد المستحدثة صدقوا في اتباعهم قاعدتهم (هل لك سلف) وإن لم يجدوا إلا ما أيده البرهان وما نقول به وهذا ما سيجدونه بلا شك: فقد صدق أننا الذين عملنا بقاعدتهم التي يستنصرون بها وإن كنا نبطلها ولا نلتفت إليها.
وقد قال بعض الأحباب: اتفاق أهل الحديث حجة!
قلنا: نعم اتفاقهم حجة، هذا إذا كان اتفاقهم عن برهان لا شك فيه، أما اتفاقهم على شيء وليس فيه برهان ولا دليل يؤيده من أمور الديانة وإثباتها: فاتفاقهم ليس بحجة، بل هو اتفاق باطل.
ووالله لو لم يقل به أحد، إلا أن الله تعالى قال عن الدعوى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} فما أحلاه من اجتماع مع قول الله تعالى، فلا يستوحش إذا عمل بما أمر الله تعالى.
ــــــــــــــــــ
(1) راجع المحلى مسألة 674
(2) التمهيد لابن عبد البر 1/ 270
(3) التمهيد لابن عبد البر 1/ 271
** مما سبق أخلُص إلى القول بأن لابن حزم مذهب حديثي خاص قائم على أصوله البعيدة عن جميع أنواع الرأي والظن فلا يصح أن نحاكمه بفهم غيره وأصوله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 07:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فى الأخوة جميعا والله لقد تم إثراء الموضوع وهذا ما نريده ونطالب الأخوان ابامحمد العمرى وأبا القاسم ان يلينا لبعضهما البعض لتثمر المناقشة أكثر فأكثر بارك الله فى الجميع وجزاكم اله خيرا على ما تفضلتم به، واسأل الله تعالى أن يجعل حواراتنا كلها رصينة ودقيقة وعلمية بعيدا عن التعصب الممقوت من حق كل شخص أن يحب ما يريد ولكن ليعلم أن الحق أحب إلينا من كل شىء وصدق الإمام الذهبى رضى الله تعالى عنه لما بلغه عن ابن تيمية رضى الله عنه أمرا قال " شيخ الإسلام حبيب إلى قلوبنا ولكن الحق أحب إلينا منه"، وهكذا نقول عن ابن حزم وداود وغيرهما من الظاهرية والحنابلة والشافعية والمالكية والأحناف وغيرهم ممن سبق ولحق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:48]ـ
كلامك في الحديث يا أبا محمد ليس صحيحا .. ولولا أني في شأن وراء هذا لأريتك بطلان ما تقرره
وأما زعم أني أخذت هذا من أئمتي .. فأرجو أن تسمي أئمتي هؤلاء .. إذ كل اتهاماتك ظن سوء .. لا غير
ومعلوم أنك ستجعل ابن حزم وسطا في كل شيء .. ولأجل هذا أصلاً كلفت نفسي الرد على تعصبك المذموم قطعا ..
والمتعصب لا يمكنه إخفاء هذا العيب ..
كما يبدو أنك لم تفهم معنى كلامهم:كهانة ..
ثم لا أسمح لك أن تخاطبني بلهجة العالم لتلميذه .. :اعلم علمك الله!
عليك أن تعرف قدر نفسك .. وتتواضع لله عز وجل .. وتعتذر عن اتهامك لأخيك بالكذب أمام الناس كلهم
ولو كان منهجه في الحديث وسطا لما كان من منهجه أن الحديث الضعيف لا يتقوى بمجموع الطرق فهذا خلاف جماهير أهل الفن
ويقابله في الشطط صنيع السيوطي في توسعه في التقوية بالشواهد والطرق .. والسوط غير هذا وهذا
كما أن كتاب العلل المفقود لا يمكنك أن تستدل به وهو مفقود! .. حتى نعرف ما سطره فيه ..
والعبرة ههنا باستقراء منهجه كما هو في كتبه الموجودة
إذ لهؤلاء العلماء الأجلاء اصطلاحاتهم الخاصة والمعروف من منهجه أنه لا يعترف بعلل الحديث الخفية .. بل يحكم بظاهر الإسناد
ثم من المعروف أنه يجهّل الكثير من الرواة المعروفين عند غيره ولذلك خالفه النقاد في جملة كبيرة من الأحاديث التي ضعّفها
وأما حديثك عن رفض مبدأ الكهانة فهو تجهيل لأئمة الشأن .. كأبي حاتم والدراقطني والبخاري وأبي زرعة
وفي هذا ما فيه من الاعتداء ما فيه .. وإنما قالوا ذلك لبيان أن العلة قد تكون من الخفاء بمكان بحيث يصعب إيضاحها
وهذا متصور في كل الفنون وليس في الحديث وحده
ولبيان شيء من ذلك قال بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: جرى بيني وبين أبى زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديث ويذكر عللها، وكذلك كنتُ أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا! وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقى معك لا أجد من يشفينى منه، قال أبى: وكذاك كان أمري.انتهى
وقال العلائيّ: وهذا الفن أغمض أنواع الحديث، وأدقها مسلكاً، ولا يقومُ به إلاّ مَن منحه الله فهماً غايصاً، واطلاعاً حاوياً، وإدراكاً لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلمْ فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم كابن المدينيّ، والبخاريّ، وأبي زرعةَ، وأبي حاتم وأمثالهم"
وَقَالَ ابن رجب:"فالجهابذة النقاد العارفون بعللِ الحديثِ أفراد قليل من أهلِ الحديثِ جداً، وأوَّل من اشتهر في الكلام في نقد الحديث ابنِ سيرين، ثم خَلفه أيوب السختياني، وأخَذَ ذلك عنه شعبةُ، وأخذ عَنْ شعبة: يحيى القطان وابن مهدي، وأخذ عنهما: أحمد وعلى بن المديني وابن معين، وأخذ عنهم مثل: البخاريّ وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم، وكان أبو زرعة في زمانه يقول: من قال يفهم هذا وما أعزّه إلا رفعت هذا عن واحد واثنين فما أقل من تجد من يحسن هذا"
وقد قال الإمام أبو داودالسجستاني صاحب السنن في مزيد إيضاح الأمر في رسالته لأهل مكة:"لأنه ضررٌ على العامة أن يكشف لهم كل ما كان من هذا الباب فيما مضى من عيوب الحديث، لأنّ علم العامة يقصر عن مثل هذا"
وأربأ بك يا أخي أن تكون من العامة الذين يستكثرون ذلك على الأئمة ..
وفي هدم مبدأ الكهانة المذكور بمعناه السابق .. يُهدم علم علل الحديث من أصله ..
ولا تكون هناك ثقة في أحكامهم إذا تصورنا الأمر كما سقته أنت
(يُتْبَعُ)
(/)
هؤلاء هم أئمتي .. إن كنت لا تدري
وأختم بالقصة المشهورة التي ذكرها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لتقريب معنى الكهانة:
سمعتُ أبى رحمه الله يقولُ: جاءني رجلٌ من جِلةِ أصحابِ الرأي مِنْ أهلِ الفهم منهم، ومعه دفترٌ فعرضه علىَّ، فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دَخَل لصاحبه حديثٌ في حديث، وقلتُ في بعضه: هذا حديث باطل، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضه هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح، فقال: من أين علمتَ أنّ هذا خطأ، وأنَّ هذا باطل، وأنّ هذا كذب، أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا؟ فقلت: لا ما أدري هذا الجزء من رواية من هو، غير أنى أعلم أن هذا خطأ، وأنّ هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب، فقال: تدعى الغيب؟ قال قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمتَ أنَّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة، قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم، قال: هذا عجب!
فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبا زرعة في تلك الأحاديث فما قلت إنه باطل قال أبو زرعة: هو كذب، قلتُ: الكذب والباطل واحد، وما قلت إنه كذب قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت إنه منكر قال: هو منكر كما قلتُ، وما قلت إنه صحاح قال أبو زرعة: هو صحاح، فقال: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما، فقلت: فقد علمت أنا لم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن ديناراً نَبْهَرَجا يحمل إلى الناقد فيقول هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار؟ قَالَ: لا فإن قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قَالَ: لا، قيل: فمن أين قلتَ إن هذا نبهرج؟ قال: علماً رزقت، وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك، قلتُ له: فتحمل فصّ ياقوت إلى واحدٍ من البصراء من الجوهريين فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت، فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قال: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجا، قَالَ: لا، قال: فمن أين علمت؟ قَالَ: هذا علم رزقت، وكذلك نحن رزقنا علما لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأنّ هذا الحديث كذب وهذا حديث منكر إلا بما نعرفه
انتهى
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
ـ[ابن رشد]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 03:53]ـ
انا حنبلي
والشيباني اول من ألف في العلاقات الدولية ....
خلافا لقول الغربيين أنه _جروتيوس_
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 08:08]ـ
الأخ (أبو القاسم)
كل ما قلتَه معروف للجميع وليس خافياً عليَ أو على غيري وأنت ذكرت لى كلام هؤلاء العلماء الأفذاذ لتستدل به وليس هو دليل شرعى في ذاته.
أكرر ما قلته ((لابن حزم مذهب حديثي خاص قائم على أصوله البعيدة عن جميع أنواع الرأي والظن فلا يصح أن نحاكمه بفهم غيره وأصوله))
* أما تقوية الحديث بتعدد الطرق والخلاف فيها فكل فريق يأخذ باتجاه وكل له أدلته فهى مسألة تختلف فيها الأنظار والأولون والمعاصرون كل مختلف فيها.
أما فولك:
ثم لا أسمح لك أن تخاطبني بلهجة العالم لتلميذه .. :اعلم علمك الله!
فانظر قبل كلامى ولا تتسرع فقد قلت قبله: قال بعض شيوخنا. فهذه العبارة منه وهو لا يحدثك بها بل السياق مختلف!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:19]ـ
أخي ابن رشد - ارشدك الله لخيري الدنيا والآخرة- أخشى أن يظن البعض أن تقديمك للعلامة الشيباني محض تشهي!!! فلو اكرمتنا بأدلتك لكنا لك من الشاكرين ...
ملحوظة: الموضوع عن ابن حزم والشيباني ولا دخل لجروتيو هنا.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:33]ـ
بارك الله فيك يا ابن رشد وهذا ماقررناه فى بداية الموضوع أن الشيبانى رضى الله عنه من أوائل من لفت الأنظار إلى العلاقات الدولية فى الإسلام، لكنه لم يقدم نظرية سياسية متكاملة عن شروط الخليفة وواجباته وأعماله وكيفية إدارة الدولة، وكيفية اختيار الولاة والمفتون والقضاة، والوزراء، والولاية على ذوى الأنساب، وإمامة الصلاة، والولاية على الح، وعلى الصدقات، وجمع الأموال فى بيت المال، ومصادر بيت المال، وكيفية بناء الجيش والأسطول، وكيفية إرسال الرسل والسفراء، وحالات الأسير وكيفية الفداء، وفى إحياء الموات، وأحكام الجرائم، والحسبة، ووضع الديوان، والإقطاع، وخلافه مما هو واضح عند الماوردى فى كتابه الأحكام السلطانية، وعند ابن حزم فى كتابه السياسة، وإن كان مفقودا فعندى منه نتفا فى صميم الموضوع فكيف لو عثرنا على الكتاب وقد نقل صاحب الشهب اللامعة نقولا كثيرة من كتاب السياسة لابن حزم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 11:47]ـ
بارك الله فيك أخى عبدالرحمن المغربى لا لبس إن شاء الله ولا مشكلة إطلاقا، فهناك فرق كبير عند منظرى الفكر الإسلامى بين من قدم فكرة من النظرية وبين من قدم نظرية سياسية متكاملة، وليس هذا بخسا لحق الشيبانى رضى الله عنه وإعلاء لابن حزم والماوردى، كلا وربى بل كل من العلماء قد منحه ربه منحا نسأل الله أن يمنحنا اياها ويجمعنا وإياهم فى جنة ونهر عند مليك مقتدر
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 12:08]ـ
يا ابن رشد أنت حنبلى فلما لم تتسم بابن تيمية أو ابن القيم، أو ابن الجوزى، أو ابن رجب، أو أى علم من أعلام الحنابلة، واتخذت علما كبيرا من أعلام المالكية ايا كان هو ابن رشد الجد أو ابن رشد الحفيد فكلاهما من كبار المالكية، ألا يدل هذا على سعة أفق لك، وثورة على المذهبية والتحيز والتعصب الممقوت
هههههههههههههههههههههههههههه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 12:10]ـ
بارك الله فى الأخ أبى القاسم وفى الأخ العمرى بوركتما وبروك كل من شارك فى هذا الموضوع ولا زلت أطلب كل من الأخوين العمرى وأبى القاسم أن يلينا لبعضهما البعض، ويحاولا قدر الاستطاعة أن يبتعدا عن نبرة الحدة فى الحوار كى يثمر إن شاء الله
بارك الله فيكما وتقبل الله منكما
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 12:26]ـ
هناك مسألة يا إخوانى أحب توضيحها أن الأسبقية فى الشىء لا تعنى التأسيس فمثلا الصديق ابوبكر رضى الله عنه أسبق من عمر بن الخطاب لكن تأسيس الدولة الإسلامية واتساعها ما تم إلا فى عهد عمر، ولذا يعتبر المؤرخون أن عمر هوالمؤسس الحقيقى للدولة الإسلامية، وليس فى ذلك هضم لحق أبى بكر فهو الأفضل وهو المقدم
وأبوالعباس السفاح أول خلفاء الدولة العباسية لكن المنصور وهو اللاحق هو المؤسس الحقيقى للدولة العباسية
وداود بن على أسبف فى المذهب الظاهرى ولكن لما مات المذهب بعد داود وجاء ابنه أبوبكر، ونفطويه والمنذر بن سعيد البلوطى، وابن المغلس وابوالخيار، ومن قبل هؤلاء عبدالله بن قاسم الذى أدخل المذهب الأندلس كل هذا لا يعتى أنهم اسسوا المذهب بعد داود، وكان حسب السبق لنا أن نقول إن مؤسس المذهب الظاهرى بالأندلس هو عبدالله بن قاسم لكنه لم يفعل شيئا إلا إدخال المذهب فكان له فضل السبق، أما المؤسس الحقيقى فهو ابن حزم الذى أعاد المذهب من رقدته وأحياه بعد موات
والإمام أحمد بن حنبل رضى الله تعالى عنه أسبق من كل حنبلى هو السابق لكن أصحابه هم الذين أسسوا المذهب الفقهى بعد مماته رضى الله تعالى عنه، ورفع فى العالمين ذكره
وهكذا هذا بالنسبة لمسألة الأسبقية والتأسيس
والله الهادى إلى سواء السبيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد
نسبة ابن تيمية للحنابلة .. غير دقيق مع احترامي لك ..
بل هو مجتهد مطلق مستقل كامل الاستقلال ..
سابق لعصره بقرون ومحلق في آفاق ما أتى بعده من أزمان بقرون أيضا
وكذلك ابن القيم .. لا يصح وصفه بالحنبلية إلا نشأةً .. بل هو أتبع للدليل من كثير من الأكابر
ونسبة هذين للحنبلية .. تنقيص لشأنهما .. لا على اعتبار أن الحنبلية سبة .. أبدا ..
بل لأن فيه تشويها للواقع .. وبخسا لمكانتهما العلمية .. السامقة ولاسيما ابن تيمية
أما ابن رجب فنعم حنبلي .. لكنه غير متعصّب للحنابلة
وأما محاولة تمرير الفكرة .. بإعادة نفس الكلام
فهذا لا يتم ..
وأما أخي الفاضل ابن رشد فذكر جروتيوس لبيان أنه وإن كان معظما عندهم في القانون الدولي
ويسند له السبق (من نحو ثمانية قرون)
فإنهم أسندوا بدء الفضل للإمام محمد ..
وهذا فيه من الدلالة مالا يخفى ..
وإن كنت أخالفه في التسمية بهذا الفيلسوف الذي أبعد النجعة في الاستسلام لأرسطو وتقديسه ..
وضل في ذلك ضلالا بعيدا .. فأفسد في الإسلام ما لا يعلمه إلا الله .. تعالى
وأوافق الدكتور المكرم عبد الباقي فيما قرره من أن السبق لا يعني الأفضلية .. كما لا يعني مطلق العلم ..
ولذلك فسعة علم ابن حزم مقدمة عندي على الشيباني ..
وأما التكامل .. فنحن نرى أن الشيباني غطى في شرح السير الكبير
جوانب سياسية كبيرة وكثيرة .. وقد أجريت قديما بحثا يتعلق بالسياسة الدولية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم أتطلب الشيباني في مسألة إلا وجدته أدلى بشيء فيها ..
فهضم حقه بادعاء أنه إنما قدم نتفا .. أو شيئا قليلا .. لا يسلم به ..
وأما أخي العمري فادعى أنه يعرف الكلام وكان قد تهكم بمصطلح الكهانة وأنكر مدلوله ..
ثم ألزمنا بطريقة التقرير الحتمي الذي يشبه النص المقدس .. وقد بينت انتقادات أهل الفن لابن حزم في بعض أمور من منهجه
وادعاء أن هذا لا يعني شيئا .. وأن منهجه هو الصحيح .. لا يخلو من الاستخفاف بالعقول
والله الموفق
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:20]ـ
بارك الله فيك أخى ابا القاسم هكذا يكون الحوار وبمثل هذا الرصانة تقبل الأقوال إن كانت حقة أو يقبل النصح
وبخصوص نسبة ابن تيمية وابن القيم للحنبلية فأنا أوافقك أن شيخ الإسلام مجتهد مطلق ولا خلاف فى ذلك، وكذا كان الحافظ ابن القيم رضى الله عنهما، وكلاهما من العظماء لا خلاف فى ذلك، ولكن فى كتب الطبقات لا نستطيع أن ننفى عنهما حنبليتهما، وليس هذا انتقاصا لا من شأنهما ولا من شأن الحنابلة، وحسبنا أن نبصر الناس بأنهما من مجتهدى الأمة
أما بخصوص الشيبانى فكتابه ليس نتفا وأنا لم أقل عنه هذا إنما كتابه يقع فى عدة أجزاء كما هو موضح فى بداية الموضوع، أما النتف فقصدت منها ما هو عندى من كتاب ابن حزم والموسوم بالسياسة، وقلت إن في النتف ما يؤكد استفادة الماوردى من ابن حزم ونقله عنه حرفيا، خاصة وأن كتاب ابن حزم عرف طريقه إلى بغداد قبل عام 434هـ وهو العام الذى صنف فيه الماوردى كتابه الأحكام السلطانية، ثم إن ابنحزم صنف كتابه قبل هذا التاريخ بكثير، ومن ثم إذا وجدنا الماوردى ينقل منه نظرية سياسية كاملة حرفا بحرف وكلمة بكلمة دون تغيير، ودون أن يشير إلى مصدره كان علينا إذا ما عرفنا ذلك أن نشير إليه، فمن المستحيل أن يوافق الواحد من الآخر فى كتابة صفحتين متكاملتين بحروفهما وكلمتاتهما دون أن يحدث خلاف بين الشخصين محال
ومن ثم اتفق كتاب الفكر السياسى على أن كتاب الشيبانى من أوائل ما صنف فى العلاقات الدولية فى الإسلام والتى هى بدورها فرع من فروع النظرية الساسية الإسلامية، ولعل الموضوع يخرج بنا عن الغرض فإن شئت أخى أبا القاسم أن نضع مشاركة بخصوص نشأة الفكر السياسى الإسلامى بعامة بعيدا عن الأئمة وبعيدا عن ابن حزم والماوردى والشيبانى والفراء وابن أبى الربيع، وابن رجب الحنبلى، والجوينى وغيرهم من أساطين الفكر السياسى الإسلامى فعلت إن شاء الله
وأنتظر ردك بأسلوبك الرصين الذى اعتدت عليه، وبارك الله جهودكم ونفع بنا بكم وجمعنا وإياكم مع إمامنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم فى جنات ونهر
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:40]ـ
وأما أخي العمري فادعى أنه يعرف الكلام وكان قد تهكم بمصطلح الكهانة وأنكر مدلوله ..
الكلام الذى ذكرته يعرفه كل طلبة علم الحديث فادعائي معرفته لا يزيدني أما إنكاري مدلوله فلمخالفته الأدلة في نظري وإن خالفنى غيري.
ثم ألزمنا بطريقة التقرير الحتمي الذي يشبه النص المقدس .. وقد بينت انتقادات أهل الفن لابن حزم في بعض أمور من منهجه وادعاء أن هذا لا يعني شيئا .. وأن منهجه هو الصحيح .. لا يخلو من الاستخفاف بالعقول
انتقادات بعض أهل الفن لابن حزم شئ شائع بين أئمة الشأن فهناك مدرسة للمتقدمين وأخرى للمتأخرين فلا مانع من وجود مدرسة ثالثة حزمية (ابتسامة).
ومنهجى هو الصحيح في نظرى ولو كنت أعتقد خطأه ما قلت به وكذلك أتباع المدرستين المتقدمين والمتأخرين كل يعتقد أنه معه الحق المطلق.
أخى الكريم ....
لا يملك أحد الحقيقة والمعرفة المطلقة وإنما كل يعمل بما وفقه الله وترجح لديه فلا داعى للمصادرة والإقصاء.
وعيب إخواننا الحنابلة المعاصرين أن الكثير منهم يتبرأ من مقالات الظاهرية ليظهر أمام الجمهور أنه موافق لهم!
وسبب ذلك الضغط النفسي من الجمهور عليهم بأنهم لديهم نزعة ظاهرية مما أدى إلى ما يشبه العقدة النفسية والمبالغة في الحط من شأن مقالات الظاهرية ... وخذوها نصيحة من مصري مسكين جاهل مثلى يقبع في آخر الصف من جهله وضعفه وقلة حيلته:
الجمهور لن يرضى عنكم ولو تبرأتم من الظاهرية كل لحظة كما لن يرضى اليهود والنصارى عن المسلمين إلا باتباع ملتهم.
وهذا ليس بقياس بل تشبيه حال بحال. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
* أما اتهاماتى لك فإن كان يرضيك الاعتذار فسأعتذر وأخطئ نفسي لكن بشرط أن تعتذر عن اتهاماتك لإخوانى وشيوخي في موقعنا المبارك.
دمت بخير محباً للنص.
والله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 08:51]ـ
الفاضل المكرم الدكتور عبد الباقي وفيك أسأل الله أن يبارك .. كون الحنابلة ذكروه في طبقاتهم .. هذا باعتبار النشأة لا باعتبار المآل ..
أخي العمري .. كل بمقدوره أن يدعي أن هناك منهجا لفلان .. فيقول إذا عورض الأشعري مثلا .. له منهجه الخاص
وهكذا .. لكن تأمل هذا الكلام للإمام ابن القيم في الفروسية"تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله"
(قلت) لست مرددا لقالة ابن القيم عن جهل .. فإني إن شئت قادر أن آتيك بالأمثلة ..
والمعنى: حب ابن حزم وإجلاله واعتقاد إمامته ليس سببا كافيا للادعاء أنه مصيب في منهجه الحديثي بحجة ما يسمى احتكار الحقيقة وأن له منهجه المستقل ... إلخ
ومن منهجه الذي هو غير صواب قطعا .. اعتبار جهالة الصحابي .. وهذا خلاف إجماع المحدثين .. بل لا يخلو هذا القول عند التحقيق من إساءة أدب للصحابة .. وإن كان لا يخفى علي إجلال ابن حزم للصحابة .. ولكني أعني أن هذا يلزم منه .. ولازم القول ليس بقول
وقد جمع القطب الحلبي المواضع التي سارع ابن حزم بتجهيل الرواة بعامة فيها وليسوا هم بمجهولين في نفس الأمر
ومامن شك أنه لا يقبل من عالم ظاهري يحترم عقله أن يكون إلمامه بالحديث غير موسوعي ..
لذلك فنحن ندرك سعة علمه بالحديث الذي به يسد به ما يراه أقيسة والأقيسة فاسدة عنده بالكلية
لكن الكلام عن منهجه .. في الحديث ..
وإنما سمحت لنفسي الخوض في هذا لما أراه من تعصب ..
ولو كنت متحدثا مع رجل يبغضه .. لبينت له مناقبه الجليلة التي أعماه عنها التعصب أيضا في الغالب
وأما قولك: إن بعض الحنابلة هم من يقولون بذلك ..
فغير دقيق .. بل كثير من العلماء من المذاهب كلها .. لا الحنابلة وحدهم
بل الحق أن المذهب الحنبلي أقرب المذاهب للظاهرية لأن دائرة القياس فيه أصغر من غيره
أكتفي بهذا والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 08:54]ـ
طلب إلي أحد الفضلاء التوقف عن الكتابة .. في نصيحة على الخاص
وأنا أقف تلبية لنصحه
والله أسأل أن يفقهنا جميعا في دينه .. وصولا لمرتبة الإمامة في الدين
وأن يرزقنا الشهادة في سبيله .. بعد حياة عامرة بالعمل له سبحانه(/)
أين أجد كلام بهجة الأثري عن محمود شكري الألوسي في رفضه مال الإنجليز
ـ[القرشي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أرجو من الأخوة مساعدتي عن القصة كاملة في كلام بهجة الأثري عن محمود شكري الألوسي في رفضه مال الإنجليز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[القرشي]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 11:00]ـ
للرفع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 07:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في كتابه أعلام العراق ص196 ولا أملك الكتاب ولا أظنه رفع على الشبكة
كنت قرأته نقلا من الرسائل المتبادلة بين القاسمي والألوسي ص27 وهذا رابطه وتجد فيه نص الأثري وشعر للتنوخي:
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=1165
واعذرني كسلت أن أنقله هنا فإذا كان فيك نشاط فانقله هنا ليستفيد منه القراء
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 12:40]ـ
تراه أيضاً في كتاب أعلام عرب محدثون للأستاذ نقولا زيادة:
الرابط: http://www.mediafire.com/download.php?qm3j0mzn1mw(/)
هل يجوز الكلام على العرب والعروبة بالسب والشتم ?
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الكلام على العرب و العروبة بالسب و الشتم من اناس مسلمين بل مسلمين الى حد الالتزام
كونهم ليسوا عرب الاصل بل تعربوا لما دخل الاسلام بلادهم
مثلنا في الجزائر الامازيغ كثير منهم يلمز العرب.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:04]ـ
هذه دعوى الجاهلية
العرب والأمازيغ يجمعهم أخوة الإسلام
والأمازيغ أصلهم عربي وهذا ليس موضعه
المهم هناك أيضاً من العرب من يحتقر الأمازيغ وأنا أعرف الكثر من الأمازيغ وطلبة العلم فيهم أخيار وعوامهم سليمو الفطرة فلا ينبغى أن نلمزهم بسبب قلة نادرة علمانية ألعوبة في يد الغرب.
حفظ الله الأمازيغ وأصلحهم وبارك في خيارهم.
(لا يقل أحد أننى منهم ولذلك أدافع عنهم وإن كنت أفتخر لو كنت منهم لسابقتهم في الجهاد وما يتميزون به من نخوة وشهامة)
اللهم اجمع قلوبنا على الحق واكفنا كيد المتربصين.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 11:10]ـ
لا تتضايق يا أخى الجليل ولا تقلق فالأصل أننا أمة واحدة عربى وبربرى مصرى وشامى غربى وشرقى العالم الغسلام كله كتلة واحدة وأمة واحدة قال تعالى " وأن هذه أمتكم أمة واحدة"
والنبى صلى الله عليه وسلم هو القائل " لافضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح"
فلا تحزن لوجود قلة منأهل القحة والنواكة تعمد إلى التفريق أو تدعو إليه
ولا تنسى أن طارق بن زياد كان بربريا
وأن البخارى ومسلم والطبرى والحاكم والبيهقى وغيرهم من أصول غير عربية
وأن هناك تصنيفات عديدة عن فضل البربر وجهودهم
المنذر بن سعيد البلوطى ليس بعربى بل بربرى وغيره كثير بارك الله فيك وهدانا الله وإياهم إلى ما فيه الخير
لا تحزن
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 11:51]ـ
لا يجوز سب المسلمين عموما سواء كانوا عرباً أوعجماً عموماً هذا يعتبر من الفسق في دين الله لقوله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ... كما لا يجوز سب العرب خصوصاً بل سبهم من صفات النفاق كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الإقتضاء الصراط المستقيم
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم ان كثير من علماء ليسوا بعرب مثل البخاري و مسلم و شيخنا الالباني رحمه الله
ان كثير من اصدقائي امازيغ الاصل و من حين لاخر يدور بيننا نقاش حول من افضل العرب المسلمون او الامازيغ المسلمون يمكن ان نقول انه ليس بنقاش بل احاول ان ادافع عن العرب بعدما يبدوءن بقول نحن الامازيغ خير من العرب فايتضايق صدري من هدا القول قاقول لهم انكم تنتمون العروبة بدينكم فيقولون ليس الاسلام للعرب فقط بل هو لجميع الناس و هدا صحيح لكن اليس للعرب اسبقيا في الاسلام اليس نبينا صلى الله عليه و سلم عربي اليس هدا بفخر للعرب ام لا يجوز بقول هدا من باب الحديث المشهور لا فضل على عربي او عجمي الا بالتقوى
و عدرا عن لغة الغير متقنة شكرا لك ... بارك الله فيكم ...
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[07 - Oct-2008, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم ان كثير من علماء ليسوا بعرب مثل البخاري و مسلم و شيخنا الالباني رحمه الله
ان كثير من اصدقائي امازيغ الاصل وانا جزائري عربي الاصل من حين لاخر يدور بيننا نقاش حول من افضل العرب المسلمون او الامازيغ المسلمون يمكن ان نقول انه ليس بنقاش بل احاول ان ادافع عن العرب بعدما يبدوءن بقول نحن الامازيغ خير من العرب فايتضايق صدري من هدا القول قاقول لهم انكم تنتمون العروبة بدينكم فيقولون ليس الاسلام للعرب فقط بل هو لجميع الناس و هدا صحيح لكن اليس للعرب اسبقيا في الاسلام اليس نبينا صلى الله عليه و سلم عربي اليس هدا بفخر للعرب ام لا يجوز بقول هدا من باب الحديث المشهور لا فضل على عربي او عجمي الا بالتقوى
و عدرا عن لغة الغير متقنة شكرا لك ... بارك الله فيكم ...
ـ[حرملة]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 12:27]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي هذه الآفة قد غرسها الغرب عن طريق أزلامهم وأعوانهم، وجعلها تتعشعش بين قبائل المسلمين وشعوبهم، مما ولّد الأحقاد بينهم بوهم وبباطل، و لا يُخمد تلك الآفة إلا العودة إلى الإسلام الذي لا يفرّق بين عربي وعجمي، بل الإسلام سدّ أبواب فتن التعصب، ففي البخاري ومسلم أنه قد ضرب رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، فقال المهاجرين: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟! ما بال دعوى الجاهلية دعوها فإنها خبيثة، دعوها فإنها منتنة)، رواية البخاري: (دعوها فإنَّها خبيثة)، ورواية مسلم: (دعوها فإنها منتنة).يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن، من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة؛ فهو من غراء الجاهلية) و قال تلميذه ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله تعالى: (الدعاء بدعوى الجاهلية؛ كالدعاء إلى القبائل والعصبية للإنسان، ومثلهُ التعصب للمذاهب والطوائف والمشايخ، وتفضيل بعض على بعض، وكونه منتسباً إليه يدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي ويزن الناس به، فكلُّ هذا من دعوى الجاهلية).
أريد أن أذكر عدة نقاط:
1 - العرب شعب طيب الأعراق ناصروا رسالة الإسلام فكانوا قوّته الأولى، و كانت مدة تولّيهم للخلافة أنصع و أنقى و أبعدها عن البدع والخرفات، فلمّا لم يستطع المنافقون مناهضة الإسلام علنا استخدموا وسيلة أخرى ألا وهي فكرة الشعوبية وتشويه العرب و آدابهم وعلومهم ليتسلقّوا على شرف الصحابة ضمنا، وقد انتبه إلى ذلك بعض العلماء كابن قتيبة فألّف كتابه "فضل العرب و التنبيه على علومها " كما انبرى للشعوبية آخرون فسوّدوا صحائف أعمالهم، وهم أساس النحل والمذاهب الهدامة للإسلام كالباطنية و القرامطة والحشاشية والنصيرية، ولعل الدولة الخمينية - وريثة الدولة الصفوية- خير شاهد على ذلك حيث اتخذوا من سب الصحابة و تنقيص العرب وتفضيل الجنس الفارسي على العربي دينَهم ومعتقدهم، وقد نشروا أخيراً عبارة سيّئة في العرب وهي قولهم في كل شاردة وواردة " صدق من قال: العرب جرب" ثم تجدهم يتباكون على علي والحسين وكأنهم فرس.
2 - العروبة: استُخدمت هذه اللفظة -كما نفهم من بعض منظريها كساطع الحصري وغيره- للدلالة على (أن العرب أقدس شعب في الكون، و أن عروبتهم هي جامعتهم وهويّتهم بل ودينهم الوحيد، يعيش في هذا الدين جميع المعتقدات والموروات حتى لو كانت وثنية) والدول التي انتهجت هذا النهج حرضت على الشعوب الأخرى، واضطهدتهم واحتقرتهم، و قاومت بعض تلك الشعوب ولازالت بعقيدة تشبه عقيدة "العروبة" ولعل أبناء بني البربر ممن اكتوى بنارها.
3 - البربر والأمازيغ: هم انتصروا للإسلام، وشدّوا من أزر عقبة بن نافع، ودكّوا ببسالة -جُبلت فيهم- عروشَ الكفر والطغيان من بني بربر وغير بني بربر، مؤمنين بأن الرابطة الوثقى هي الإسلام، ولقد وصفهم المؤرخون والرحّالون بالنخوة والشجاعة والكرم وكلمة ياقوت الحموي فيهم غير صحيحة ومغالطة. فوالله رأيت مؤرخين غربيين يكرهونهم أكثر من أي شعب آخر، لذا كثف أهل النصارى جهودهم في محاولة زرع الأحقاد في قلوبهم ضد العرب، وحتى ضد اللغة العربية، إلا أن الناس أدركوا طويّة هؤلاء الغربيين، وأنهم لا يريدون لهم سوى الشر.
وفي العرب والبربر وغيرهم من لا خلاق لهم.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 01:34]ـ
يا أخي في الجزائر كثير من العرب يسبون الأمازيغ و يجب عليك أن تذكر هذا و إلا لم تكن منصفا
و يوجد الكثير من العرب من هم علمانيون و فساق
لكن المشكلة عندنا في الجزائر أنه من يدافع عن العربية فهو من الأبرار حتى و لو كان فاسقا
و الذي يدافع عن الأمازيغية فهو زنديق
أتركوا الأمازيغ يحبون الإسلام و لا تجبروهم بأن يكونوا عربا, دعوه بفكرته أنه ليس عربيا و أنه مسلم
و سترون أن الأمازيغ لا يخذلون دينهم
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 08:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخ كمال انا لم اقل ما تدعيه ابدا و حقيقة هناك من العرب من يسب الامازيغ وكما قلت انت انهو عرب علمانيون و لو كانوا على التزام بدينهم ماقالوا دلك لكن قلت ان هناك من الامازيغ ملتزمين و يطعنون في العرب و ان اعلم ما اقول ان لست بامزيغي لكن يوجد بيننا مصاهرة
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 08:25]ـ
وما يجب دكره يا اخ كمال انه من هو امازيغ يضن نفسه خير من جزائري عربي هدا ما اقول او ما اقول غير صحيح
ـ[كمال يسين]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 09:05]ـ
بارك الله فيك أبا اسحاق
أنا بدوري أردت أن أوضح الأمور للإخوة الغير الجزائريين و أردت أن أبين أمرا يقع فيه الكثير
فأنت تحدثت عن الأمازيغ الملتزمين الذين يطعنون في العرب
و نسيت العرب الملتزمين الذين يطعنون في الأمازيغ فهذا ما أردت أن أوضحه,
لأنني و للأسف لاحظت من الكثير أنه كل الأمور السلبية ألصقوها بالأمازيغ
اتهموهم بشرب الخمر و بعداوتهم للإسلام و ....
رغم أن هذه الأمور موجودة عند العرب
فتساؤلك عن الأمازيغ الملتزمين الذين يطعنون في العرب يفهم منه أن العرب لا يطعنون في الأمازيغ و أن الأمازيغ و حدهم هم المخطئون,
أخي الكريم ,أنا أمازيغي من بلاد القبائل بالجزائر تربيت في عائلة بعيدة عن الدين و الحمد لله أني أحب ديني كثيرا, و الآن الحمد لله عائلتي تحترم الإسلام كثيرا ,و الكل يؤدي الفرائض, و أؤكد لك أن سبب البعد عن الإسلام الذي كانوا فيه هو نضرة البعض من العرب في الجزائر للأمازيغ, هذا رأيي و أؤكد لك أن هذه الملاحظة هي ملاحظة للتوضيح فقط و ليس عن حقد أو ما شابه ذلك , فأنا أحب كل مسلم غيور على دينه و يعمل للإسلام بغض النظر عن عرقه, و إذا أخطأ فلانا لا أحمل جنس عرقه خطأه و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 02:49]ـ
اخي كمال انا لا اقول ان الامازيغ ليس فيهم دين ابدا بل العكس جل الاشخاص القبائل الدين اعرفهم حمدلله دو دين
لكن اريد ان اطرح عليك سوؤل لما يكثر سب العرب عند القبائل اكثر منه في غيرهم من الامازيغ مثل الشوية و الثوارق
و كثيرا ما كنت في موقف يجب ان ادافع عن العرب من باب غيرتي على ديني و عروبتي ليس تعصبا للعروبة ابدا فقرابة الدين اقرب الي من قرابة العرق و البلد فعندما يقول لي احد نحن حير من العرب العرب كدا و كدا و انت بصفتك قبائلي تعلم ما يقال اول شئ اقول انكم تنتسيبون الى العروبة بدينكم كما قالها ابن باديس رحمه الله و هدا ليس بعيب على ما اظن و احتراما لنبي صلى لله عليه و سلم لا يصح لنل سب العرب كجنس اقول لا كأفراد فهناك كثير من العرب لا يقربون لدين بشئ
و ما اريد ان اقول ايضا يا اخ كمال ان كثير من العلماء المسلمين ليسوا عرب مثل البخاري و الالباني في زماننا هدا اثضن ان هؤلاء الاعلام كانوا يسبون العرب(/)
مثلٌ قلَّ والله من يَعْقِلُه
ـ[أبو راشد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 08:51]ـ
قال الله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}. [البقرة: 266]
استمع للآية ( http://www.aborashed.com/2008/10/blog-post.html)
قال الحسن: هذا مثل قلَّ والله من يعقله من الناس: شيخ كبير ضَعُفَ جسمُه، وكثُر صبيانه، أفقر ما كان إلى جنته، وإن أحدكم والله أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا.
وفي صحيح البخاري:
قال عمرُ بن الخطاب يوما لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فيم تَرَوْنَ هذه الآيةَ نزلت {أَيَوَدُّ أَحَدكُمْ أنْ تكُونَ لَه جَنَّةٌ من نخيلٍ وأَعنابٍ} قالوا: الله أعلم فغضبَ عمرُ فقال: قولوا: نعلمُ، أو لا نعلمُ، فقال ابنُ عباس: في نفسي منها شيءٌ يا أَميرَ المؤمنين، قال عُمَرُ: يا بن أَخِي، قُلْ ولا تَحْقِرْ نفْسَكَ، قال ابنُ عبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثلا لعملٍ، قال عُمَرُ: أيُّ عَملٍ؟ قال ابن عباسٍ: لِعَمَلٍ، قال عمرُ: لرجلٍ غنيّ يَعْمَلُ بطاعَةِ الله، ثم بَعَثَ الله عزَّ وجَلَّ له الشَّيطانَ فَعمِلَ بالمَعَاصي حتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ.
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره:
وهذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده، فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى، وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته، ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كلٌّ عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة، فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة، فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن، فلو قدر أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن، كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء، وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار، والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة لا يقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب.
فلو علم الإنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته ولكن ضعف الإيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون لا يعقل لكان ذلك عظيما وخطره جسيما، فلهذا أمر تعالى بالتفكر وحثَّ عليه، فقال: {كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}.
جمعه لكم
www.aborashed.com
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 06:59]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحافظة]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:28]ـ
قال تعالى: ((يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخره))
........
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك وأختم لنا بخاتمة ترضيك عنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل(/)
دعوة للمدارسة
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
جاء في: ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي – رحمه الله – جـ 6 صـ 528: " و قريب منها أي من مسألة القضاء بعلمه، بل هي من أفرادها، العمل أي: عمل الحكام بصورة تسمى: بطريق مشروع، بأن يُولى الشاهدُ الباقي من شاهدين بعد موت رفيقه، القضاءَ للعذر فيقضي بما شهد عليه، و قد عمل به أي بالطريق المشروع، كثير من حكامنا و أعظمهم الشارح. انتهى أي شارح المقنع الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أبي عمر بن قدامة المقدسي، قال في شرحه: و ظاهره و لو كانت شهادتهم على حاكم بحكم و تنفيذ " أ. هـ.
فهل هنا من يدركنا بتصوير هذه المسألة التي ذكرها الشارح ...(/)
سؤال عن جزئية في الكفر.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 01:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه توطئة موجزة عن الإيمان و الكفر أوردها حتى أصحّح اذا ما كنت مخطئا.
مما لا شكّ فيه أن الإيمان اعتقاد و قول و عمل (قول+عمل=فعل).
و منه تندرج أنواع الكفر. فالكفر اما اعتقادي أو فعلي و على أن الكفر الفعلي منه ما هو عملي و منه ما هو بالعمل.
و كل نوع من هذه الأنواع يحتمل أن يكون الكفر كفرا أصغر أو كفرا أكبر ما عدا الكفر بالعمل فهو الذي فقط يكون كفرا أكبر (هذا بغض النظر عن صحة الشروط و انتفاء الموانع. فكل كلامي هنا مطلق و ليس للتعيين). انتهت التوطئة و التي أرجو أن أصحّح فيها.
ياتي الآن السؤال و هو يتعلّق بجزئية موجودة في تلك التوطئة.
أريد مثالا أو أمثلة عن كفر اعتقادي أصغر. لأنني قلت في التوطئة أن الكفر الإعتقادي منه ما هو أصغر و منه ما هو أكبر.؟؟؟؟؟
و جزاكم الله خيرا.
(و أرجو أن تتحملوني مشايخي الكرام فأنا لست الا عامّيا يسأل عن دينه و يريد أن يفهم و يعرف حتى يتجنب معصية الله).
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:40]ـ
للرّفع
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 02:47]ـ
الحكم على شئ فرع من تصوره
قولك: (أن الكفر الفعلي منه ما هو عملي و منه ما هو بالعمل.)
ماذا تقصد إضرب مثال
وقولك: (ما عدا الكفر بالعمل فهو الذي فقط يكون كفرا أكبر)
ماذا تقصد بالكفر بالعمل؟؟؟؟
نرجوا ضرب المثال
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 03:06]ـ
لا يخفى على كل مسلم أن الكفر كفران. كفر أصغر لا يخرج من الملة. و كفر أكبر يخرج من الملة.
أعنى بالكفر بالعمل هو الأعمال الكفرية التي يخرج صاحبها من الملّة و مثاله سب الله تعالى.
(أنوه الى أنني أتكلم على وجه الإطلاق و ليس للتعيين. لأننا نعلم أن للحكم على المعين بالكفر يجب أن تتوفر فيه شروط الكفر و تنتفي عنه موانعه. في الفعل, في الفاعل و في الإثبات).
و أرجو أن تتمعنو جيدا في تلك التوطئة لأنها تأصيلية بحثة. و هي التي أرجو أن أصحح فيها من أحد المشايخ الكرام اذا كنت مخطئا.
و أما غرضي الثاني هو السؤال الذي وضعت من أجله هاته المشاركة وهو: أريد مثالا أو أمثلة عن كفر اعتقادي أصغر. لأنه ما وضحت لي الصورة بالنسبة لهذا التأصيل.
و شكرا على مروركم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 06:00]ـ
السلام عليكم،
لا يوجد شيء اسمه كفر اعتقادي أصغر .. بل إن الكفر الأصغر يكون دائماً على العمل.
ولكن هناك شرك اعتقادي أصغر .. وهي ما يتعلق بالعبادات القلبية، كالمحبة والخوف والتوكل وغير ذلك.
هذا، والله أعلم.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 08:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا شعيب على هذا التبيان. أحسنتم وبارك الله فيكم على مروركم.(/)
المصحف الذي بين أيدينا: أساس تقسيمه لأجزاء وأحزاب.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 08:22]ـ
/// السؤال: على أي أساس تم تقسيم المصحف لأجزاء وأحزاب؟ ولماذا يكون ربع الحزب صغيرا، وآخر كبيرا؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
تقسيم المصاحف إلى أجزاء وأحزاب وأرباع تقسيم اصطلاحي اجتهادي، ولذلك يختلف الناس في تقسيماتهم، كل بحسب ما يناسبه ويختاره، وبحسب ما يراه الأنفع والأقرب، إلا أن التحزيب المشهور عن الصحابة رضوان الله عليهم هو ما يرويه أوس بن حذيفة قال: (سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: ثَلَاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ) رواه أبو داود (1393).
والمعنى: ثلاث سور: وهي بعد الفاتحة: البقرة، وآل عمران، والنساء.
ثم خمس سور، وهي: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة.
ثم سبع سور، وهي: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل.
ثم تسع سور، وهي: سورة الإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان.
ثم إحدى عشرة سورة، وهي: الشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس.
ثم ثلاث عشرة سورة، وهي: الصافات، وص، والزمر، وحَواميِم السَّبع، ومحمد، والفتح، والحجرات.
ثم الباقي، وهو: من سورة ق إلى الناس.
قال الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن" (1/ 283)، تحت عنوان " تجزئة القرآن ":
" كانت المصاحف العثمانية مجردة من التجزئة التي نذكرها، كما كانت مجردة من النقط والشكل. ولما امتد الزمان بالناس جعلوا يتفننون في المصاحف وتجزئتها عدة تجزئات مختلفة الاعتبارات:
فمنهم من قسَّم القرآن ثلاثين قسما، وأطلقوا على كل قسم منها اسم الجزء، بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره، حتى إذا قال قائل: قرأت جزءا من القرآن، تبادر إلى الذهن أنه قرأ جزءا من الثلاثين جزءا التي قسموا المصحف إليها.
ومن الناس من قسموا الجزء إلى حزبين، ومن قسموا الحزب إلى أربعة أجزاء، سموا كل واحد منها ربعا.
ومن الناس من وضعوا كلمة " خمس " عند نهاية كل خمس آيات من السورة، وكلمة " عشر " عند نهاية كل عشر آيات منها، فإذا انقضت خمس أخرى بعد العشر أعادوا كلمة خمس، فإذا صارت هذه الخمس عشرا أعادوا كلمة عشر، وهكذا دواليك إلى آخر السورة.
وبعضهم يكتب في موضع الأخماس رأس الخاء بدلا من كلمة خمس، ويكتب في موضع الأعشار رأس العين بدلا من كلمة عشر.
وبعض الناس يرمز إلى رؤوس الآي برقم عددها من السورة، أو من غير رقم.
وبعضهم يكتب فواتح للسور كعنوان ينوه فيه باسم السورة وما فيها من الآيات المكية والمدنية، إلى غير ذلك.
وللعلماء في ذلك كلام طويل بين الجواز بكراهة، والجواز بلا كراهة، ولكن الخطب سهل على كل حال ما دام الغرض هو التيسير والتسهيل، وما دام الأمر بعيدا عن اللبس والتزيد والدخيل، وعلى الله قصد السبيل " انتهى.
ثانيا:
أما التحزيب الموجود اليوم في المصاحف فليس هناك جزم بأول من وضعه واختاره، ولكن الذي ينقله بعض أهل العلم أن واضعه هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة (110هـ)، وأن مناط التقسيم فيه كان على عدد الحروف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (13/ 409) -:
" قد علم أن أول ما جُزِّئَ القرآن بالحروف تجزئةَ ثمانية وعشرين، وثلاثين، وستين، هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك، كان في زمن الحجاج وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك، ومن العراق فشا ذلك، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كانت التجزئة بالحروف محدثة من عهد الحجاج بالعراق، فمعلوم أن الصحابة قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده كان لهم تحزيب آخر؛ فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات فيقولون: خمسون آية، ستون آية، وتارة بالسور، لكن تسبيعه بالآيات (يعني تقسيم القرآن إلى سبعة أقسام بالآيات) لم يروه أحد، ولا ذكره أحد، فتعين التحزيب بالسور " انتهى.
وقال ابن تيمية رحمه الله أيضاً - كما في "مجموع الفتاوى" (13/ 410 - 416):
" وهذا الذي كان عليه الصحابة هو الأحسن؛ لوجوه:
أحدها: أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائمًا الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئًا بمعطوف، كقوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) النساء/24، وقوله: (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) الأحزاب/31، وأمثال ذلك.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت عادته الغالبة وعادة أصحابه أن يقرأ في الصلاة بسورة كـ " ق " ونحوها، وأما القراءة بأواخر السور وأوساطها، فلم يكن غالبًا عليهم؛ ولهذا يتورع في كراهة ذلك، وفيه النزاع المشهور في مذهب أحمد وغيره، ومن أعدل الأقوال قول من قال: يكره اعتياد ذلك دون فعله أحيانًا؛ لئلا يخرج عما مضت به السنة، وعادة السلف من الصحابة والتابعين.
وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة أعظم مما في قراءة آخر السورة ووسطها في الصلاة.
وبكل حال فلا ريب أن التجزئة والتحزيب الموافق لما كان هو الغالب على تلاوتهم أحسن.
والمقصود أن التحزيب بالسورة التامة أولى من التحزيب بالتجزئة.
الثالث: أن التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط في الزيادة والنقصان، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه، وتختلف الحروف من وجه.
وإذا كان تحزيبه بالحروف إنما هو تقريب لا تحديد، كان ذلك من جنس تجزئته بالسور هو أيضًا تقريب؛ فإن بعض الأسباع قد يكون أكثر من بعض في الحروف، وفي ذلك من المصلحة العظيمة بقراءة الكلام المتصل بعضه ببعض، والافتتاح بما فتح اللّه به السورة، والاختتام بما ختم به، وتكميل المقصود من كل سورة ما ليس في ذلك التحزيب " انتهى باختصار.
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
هل يجوز تحزيب القرآن - يعني عند تلاوته -؛ لما في ذلك من تغيير لأقواله تعالى، ومنه الزيادة والنقصان، وهذا ما شهدناه في بعض مناطق المغرب العربي، هل يجوز ذلك؟
فأجابوا:
"لا نعلم شيئا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلات عشرة، وحزب المفصل وحده) " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 30).
والحاصل أن تحزيب المصاحف المثبت اليوم يعتمد عدد الأحرف، وهو خلاف التحزيب الأفضل الذي سلكه الصحابة رضوان الله عليهم تبعاً للسور، والأمر في هذا سهل.
والله أعلم.
--------------------
/// موقع الإسلام سؤال وجواب , فتوى رقم 109885 , هنا الرابط ( http://www.islamqa.com/ar/ref/109885)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:43]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيراً
ولقد أعيتني الحيل في استكشاف سر التقسيم العجيب للأرباع الذي بمصاحفنا اليوم دون جدوى فلا هي مقسمة طبقاً لقدر معين من كلام الله ولا لعدد من الآيات ولا حتى بمراعاة موضوع الآيات، والتقديس الذي أضفاه البعض على هذا التقسيم أعجب، حتى أنه إذا قام بعض الأئمة في صلاة القيام بعدم الالتزام ببدايات الأرباع ونهايتها حفاظاً على السياق القرآني ومراعاة لمعاني الآيات أنكر عليه البعض.
وفي ذلك دليل على أنه ليس كل ما اعتاده الناس ولم ينكروه وتطاول الأمد في الالتزام به يكون صحيحاً وحقاً ولا بد من التزام ثقافة التفكير والتعقل والتدبر والمراجعة لكل شيء ونبذ التقليد واتباع الأسلاف وتعظيم كل قديم ما لم يكن برهان.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 07:27]ـ
/// أحسنت أخي الحبيب شريف شلبي ,
وفق الله المسلمين للتفقه في دين الله والتثبت لما اعتادوه من أمورٍ تخص دينهم ,
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 10:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:بارك الله فيكم، من الواجب المحافظة على ما عليه السلف والانتباه إلى مثل هذه المآخذ وحبذا مصحف على طريقة تحزيب السور يصدر عن دور النشر الموثوقة بإشراف القراء المعتمدين ليكون محاذيا للمشهور فيعرف على أنه الصواب لا ان تنحجر هذه الآراء في داخل المجلس، والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوثابت]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 09:34]ـ
ثلاث سور: وهي بعد الفاتحة: البقرة، وآل عمران، والنساء.
ثم خمس سور، وهي: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة.
ثم سبع سور، وهي: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل.
ثم تسع سور، وهي: سورة الإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان.
ثم إحدى عشرة سورة، وهي: الشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، والأحزاب، وسبأ، وفاطر، ويس.
ثم ثلاث عشرة سورة، وهي: الصافات، وص، والزمر، وحَواميِم السَّبع، ومحمد، والفتح، والحجرات.
ثم الباقي، وهو: من سورة ق إلى الناس.
قام مجمع الملك فهدلطباعة المصحف منذ فترة طباعة المصحف على هذا التقسيم (من الحجم الصغير) ووضع كل جزء لوحده
وهو موجود بالأسواق
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا.
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[14 - Oct-2009, مساء 09:00]ـ
الإخوة الاكارم , وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , وجزاكم الله خيراً , وفيكم بارك الله ...
وأسأل الله أن يعيننا على إتقانه وفهم تأويله والعمل به ...
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 09:36]ـ
للرفع
للفائدة(/)
علوم النفس و ما وراء النفس و الطب النفسي الشرعية (عند ابن تيمية)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:09]ـ
علم النفس:
مسألة متى خلقت النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 16 / ص 230)
هِيَ آخِرُ الْمَخْلُوقَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْمَخْلُوقَاتِ.
مسألة ما المراد بالنفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 292)
فَصْلٌ:
وَلَكِنَّ لَفْظَ " الرُّوحِ وَالنَّفْسِ " يُعَبَّرُ بِهِمَا عَنْ عِدَّةِ مَعَانٍ: فَيُرَادُ بِالرُّوحِ الْهَوَاءُ الْخَارِجُ مِنْ الْبَدَنِ وَالْهَوَاءُ الدَّاخِلُ فِيهِ وَيُرَادُ بِالرُّوحِ الْبُخَارُ الْخَارِجُ مِنْ تَجْوِيفِ الْقَلْبِ مِنْ سويداه السَّارِي فِي الْعُرُوقِ وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْأَطِبَّاءُ الرُّوحَ وَيُسَمَّى الرُّوحُ الْحَيَوَانِيُّ. فَهَذَانِ الْمَعْنَيَانِ غَيْرُ الرُّوحِ الَّتِي تُفَارِقُ بِالْمَوْتِ الَّتِي هِيَ النَّفْسُ. وَيُرَادُ بِنَفْسِ الشَّيْءِ ذَاتُهُ وَعَيْنُهُ كَمَا يُقَالُ رَأَيْت زَيْدًا نَفْسَهُ وَعَيْنَهُ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} وَقَالَ: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ {قَالَ لِأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: لَقَدْ قُلْت بَعْدَك أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ بِمَا قلتيه لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ} وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْإِلَهِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْته فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ}. فَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ الْمُرَادُ فِيهَا بِلَفْظِ النَّفْسِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ: اللَّهُ نَفْسُهُ الَّتِي هِيَ ذَاتُهُ الْمُتَّصِفَةُ بِصِفَاتِهِ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهَا ذَاتًا مُنْفَكَّةً عَنْ الصِّفَاتِ وَلَا الْمُرَادُ بِهَا صِفَةً لِلذَّاتِ وَطَائِفَةٌ مِنْ النَّاسِ يَجْعَلُونَهَا مِنْ بَابِ الصِّفَاتِ كَمَا يَظُنُّ طَائِفَةٌ أَنَّهَا الذَّاتُ الْمُجَرَّدَةُ عَنْ الصِّفَاتِ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ خَطَأٌ. وَقَدْ يُرَادُ بِلَفْظِ النَّفْسِ الدَّمُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْحَيَوَانِ كَقَوْلِ الْفُقَهَاءِ " مَا لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ وَمَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ " وَمِنْهُ يُقَالُ نَفِسَتْ الْمَرْأَةُ إذَا حَاضَتْ وَنَفِسَتْ (*) إذَا نَفَّسَهَا وَلَدُهَا وَمِنْهُ قِيلَ النُّفَسَاءُ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَسِيلُ عَلَى حَدِّ الظباة نُفُوسُنَا وَلَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظباة تَسِيلُ فَهَذَانِ الْمَعْنَيَانِ بِالنَّفْسِ لَيْسَا هُمَا مَعْنَى الرُّوحِ وَيُرَادُ بِالنَّفْسِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ صِفَاتُهَا الْمَذْمُومَةُ فَيُقَالُ: فُلَانٌ لَهُ نَفْسٌ وَيُقَالُ: اُتْرُكْ نَفْسَك وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي مَرْثَدٍ " رَأَيْت رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقُلْت أَيْ رَبِّ كَيْفَ الطَّرِيقُ إلَيْك فَقَالَ اُتْرُكْ نَفْسَك " وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا يَتْرُكُ ذَاتَه وَإِنَّمَا يَتْرُكُ هَوَاهَا وَأَفْعَالَهَا الْمَذْمُومَةَ
مسألة ما أنواع النفس؟ و ماذا يحصل إذا فسدت النفوس؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 294)
(يُتْبَعُ)
(/)
لَفْظُ " النَّفْسِ " يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ النَّفْسِ الْمُتَّبِعَةِ لِهَوَاهَا أَوْ عَنْ اتِّبَاعِهَا الْهَوَى بِخِلَافِ لَفْظِ " الرُّوحِ " فَإِنَّهَا لَا يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ ذَلِكَ إذْ كَانَ لَفْظُ " الرُّوحِ " لَيْسَ هُوَ بِاعْتِبَارِ تَدْبِيرِهَا لِلْبَدَنِ. وَيُقَالُ النُّفُوسُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: وَهِيَ " النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ " الَّتِي يَغْلِبُ عَلَيْهَا اتِّبَاعُ هَوَاهَا بِفِعْلِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي. وَ " النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ " وَهِيَ الَّتِي تُذْنِبُ وَتَتُوبُ فَعَنْهَا خَيْرٌ وَشَرٌّ لَكِنْ إذَا فَعَلَتْ الشَّرَّ تَابَتْ وَأَنَابَتْ فَتُسَمَّى لَوَّامَةً لِأَنَّهَا تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى الذُّنُوبِ وَلِأَنَّهَا تَتَلَوَّمُ أَيْ تَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَ " النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " وَهِيَ الَّتِي تُحِبُّ الْخَيْرَ وَالْحَسَنَاتِ وَتُرِيدُهُ وَتُبْغِضُ الشَّرَّ وَالسَّيِّئَاتِ وَتَكْرَهُ ذَلِكَ وَقَدْ صَارَ ذَلِكَ لَهَا خُلُقًا وَعَادَةً وَمَلَكَةً. فَهَذِهِ صِفَاتٌ وَأَحْوَالٌ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ وَإِلَّا فَالنَّفْسُ الَّتِي لِكُلِّ إنْسَانٍ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ.
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 148)
وَهَذِهِ الْقِسْمَةُ الثُّلَاثِيَّةُ كَمَا قِيلَ: الْأَنْفُسُ ثَلَاثٌ: أَمَّارَةٌ؛ وَمُطَمْئِنَةٌ؛ وَلَوَّامَةٌ. فَالْأَوَّلُونَ هُمْ أَهْلُ الْأَنْفُسِ الْأَمَّارَةِ الَّتِي تَأْمُرُهُ بِالسُّوءِ. وَالْأَوْسَطُونَ هُمْ أَهْلُ النُّفُوسِ الْمُطْمَئِنَّةِ الَّتِي قِيلَ فِيهَا: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} {ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} {وَادْخُلِي جَنَّتِي}. وَالْآخَرُونَ هُمْ أَهْلُ النُّفُوسِ اللَّوَّامَةِ الَّتِي تَفْعَلُ الذَّنْبَ ثُمَّ تَلُومُ عَلَيْهِ؛ وَتَتَلَوَّنُ: تَارَةً كَذَا. وَتَارَةً كَذَا. وَتَخْلِطُ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا.
وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ النَّاسُ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ اللَّذَيْنِ أُمِرَ الْمُسْلِمُونَ بِالِاقْتِدَاءِ بِهِمَا كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اقْتَدُوا بالذين مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ} أَقْرَبُ عَهْدًا بِالرِّسَالَةِ وَأَعْظَمُ إيمَانًا وَصَلَاحًا؛ وَأَئِمَّتُهُمْ أَقْوَمُ بِالْوَاجِبِ وَأَثْبَتُ فِي الطُّمَأْنِينَةِ: لَمْ تَقَعْ فِتْنَةٌ؛ إذْ كَانُوا فِي حُكْمِ الْقِسْمِ الْوَسَطِ. وَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَخِلَافَةِ عَلِيٍّ كَثُرَ الْقِسْمُ الثَّالِثُ؛ فَصَارَ فِيهِمْ شَهْوَةٌ وَشُبْهَةٌ مَعَ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ؛ وَصَارَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْوُلَاةِ وَبَعْضِ الرَّعَايَا ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ بَعْدُ؛ فَنَشَأَتْ الْفِتْنَةُ الَّتِي سَبَبُهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَدَمِ تَمْحِيصِ التَّقْوَى وَالطَّاعَةِ فِي الطَّرَفَيْنِ؛ وَاخْتِلَاطِهِمَا بِنَوْعِ مِنْ الْهَوَى وَالْمَعْصِيَةِ فِي الطَّرَفَيْنِ: وَكُلٌّ مِنْهُمَا مُتَأَوِّلٌ أَنَّهُ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَأَنَّهُ مَعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَمَعَ هَذَا التَّأْوِيلِ نَوْعٌ مِنْ الْهَوَى؛ فَفِيهِ نَوْعٌ مِنْ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ؛ وَإِنْ كَانَتْ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْ الْأُخْرَى.
مسألة ما أنواع قوى النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 15 / ص 428)
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
فَصْلٌ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ ثَلَاثٌ: الْكُفْرُ ثُمَّ قَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ثُمَّ الزِّنَا كَمَا رَتَّبَهَا اللَّهُ فِي قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: {قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَك خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَك. قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِك}.
وَلِهَذَا التَّرْتِيبِ وَجْهٌ مَعْقُولٌ وَهُوَ أَنَّ قُوَى الْإِنْسَانِ ثَلَاثٌ:
قُوَّةُ الْعَقْلِ وَقُوَّةُ الْغَضَبِ وَقُوَّةُ الشَّهْوَةِ. فَأَعْلَاهَا الْقُوَّةُ الْعَقْلِيَّةُ - الَّتِي يَخْتَصُّ بِهَا الْإِنْسَانُ دُونَ سَائِرِ الدَّوَابِّ وَتَشْرَكُهُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ كَمَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرُهُ: خُلِقَ لِلْمَلَائِكَةِ عُقُولٌ بِلَا شَهْوَةٍ، وَخُلِقَ لِلْبَهَائِمِ شَهْوَةٌ بِلَا عَقْلٍ وَخُلِقَ لِلْإِنْسَانِ عَقْلٌ وَشَهْوَةٌ فَمَنْ غَلَبَ عَقْلُهُ شَهْوَتَهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَمَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَقْلَهُ فَالْبَهَائِمُ خَيْرٌ مِنْهُ. ثُمَّ الْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ الَّتِي فِيهَا دَفْعُ الْمَضَرَّةِ ثُمَّ الْقُوَّةُ الشهوية الَّتِي فِيهَا جَلْبُ الْمَنْفَعَةِ. وَمِنْ الطبائعيين مَنْ يَقُولُ: الْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ هِيَ الْحَيَوَانِيَّةُ؛ لِاخْتِصَاصِ الْحَيَوَانِ بِهَا دُونَ النَّبَاتِ. وَالْقُوَّةُ الشهوية هِيَ النَّبَاتِيَّةُ لِاشْتِرَاكِ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ فِيهَا. وَاخْتِصَاصُ النَّبَاتِ بِهَا دُونَ الْجَمَادِ. لَكِنْ يُقَالُ: إنْ أَرَادَ أَنَّ نَفْسَ الشَّهْوَةِ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّ النَّبَاتَ لَيْسَ فِيهِ حَنِينٌ وَلَا حَرَكَةٌ إرَادِيَّةٌ وَلَا شَهْوَةٌ وَلَا غَضَبٌ. وَإِنْ أَرَادَ نَفْسَ النُّمُوِّ وَالِاغْتِذَاءِ فَهَذَا تَابِعٌ لِلشَّهْوَةِ وَمُوجِبُهَا. وَلَهُ نَظِيرٌ فِي الْغَضَبِ. وَهُوَ أَنَّ مُوجَبَ الْغَضَبِ وَتَابِعَهُ هُوَ الدَّفْعُ وَالْمَنْعُ وَهَذَا مَعْنَى مَوْجُودٌ فِي سَائِرِ الْأَجْسَامِ الصُّلْبَةِ الْقَوِيَّةِ فَذَاتُ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ مُخْتَصٌّ بِالْحَيِّ. وَأَمَّا مُوجِبُهُمَا مِنْ الِاعْتِدَاءِ وَالدَّفْعِ فَمُشْتَرَكٌ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ النَّبَاتِ الْقَوِيِّ فَقُوَّةُ الدَّفْعِ وَالْمَنْعِ مَوْجُودٌ فِي النَّبَاتِ الصُّلْبِ الْقَوِيِّ دُونَ اللَّيِّنِ الرَّطْبِ فَتَكُونُ قُوَّةُ الدَّفْعِ مُخْتَصَّةٌ بِبَعْضِ النَّبَاتِ؛ لَكِنَّهُ مَوْجُودٌ فِي سَائِرِ الْأَجْسَامِ الصُّلْبَةِ فَبَيْنَ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ عُمُومٌ وَخُصُوصٌ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّ قُوَى الْأَفْعَالِ فِي النَّفْسِ إمَّا جَذْبٌ وَإِمَّا دَفْعٌ فَالْقُوَّةُ الْجَاذِبَةُ الْجَالِبَةُ لِلْمُلَائِمِ هِيَ الشَّهْوَةُ وَجِنْسُهَا: مِنْ الْمَحَبَّةِ وَالْإِرَادَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْقُوَّةُ الدَّافِعَةُ الْمَانِعَةُ لِلْمُنَافِي هِيَ الْغَضَبُ وَجِنْسُهَا: مِنْ الْبُغْضِ وَالْكَرَاهَةِ وَهَذِهِ الْقُوَّةُ بِاعْتِبَارِ الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَالْبَهَائِمِ هِيَ مُطْلَقُ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ وَبِاعْتِبَارِ مَا يَخْتَصُّ بِهِ الْإِنْسَانُ الْعَقْلُ وَالْإِيمَانُ وَالْقُوَى الرُّوحَانِيَّةُ الْمُعْتَرِضَةُ. فَالْكُفْرُ مُتَعَلِّقٌ بِالْقُوَّةِ الْعَقْلِيَّةِ النَّاطِقَةِ الْإِيمَانِيَّةِ؛ وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ بِهِ مَنْ لَا تَمْيِيزَ لَهُ وَالْقَتْلُ نَاشِئٌ عَنْ الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ وَعُدْوَانٍ فِيهَا. وَالزِّنَا عَنْ الْقُوَّةِ الشَّهْوَانِيَّةِ. فَالْكُفْرُ اعْتِدَاءٌ وَفَسَادٌ فِي الْقُوَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَقَتْلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّفْسِ اعْتِدَاءٌ وَفَسَادٌ فِي الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ وَالزِّنَا اعْتِدَاءٌ وَفَسَادٌ فِي الْقُوَّةِ الشَّهْوَانِيَّةِ. وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ ظَاهِرٍ: أَنَّ الْخَلْقَ خَلَقَهُمْ اللَّهُ لِعِبَادَتِهِ وَقِوَامُ الشَّخْصِ بِجَسَدِهِ وَقِوَامُ النَّوْعِ بِالنِّكَاحِ وَالنَّسْلِ فَالْكُفْرُ فَسَادُ الْمَقْصُودِ الَّذِي لَهُ خُلِقُوا وَقَتْلُ النَّفْسِ فَسَادُ النُّفُوسِ الْمَوْجُودَةِ وَالزِّنَا فَسَادٌ فِي الْمُنْتَظَرِ مِنْ النَّوْعِ. فَذَاكَ إفْسَادُ الْمَوْجُودِ وَذَاكَ إفْسَادٌ لِمَا لَمْ يُوجَدْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَفْسَدَ مَالًا مَوْجُودًا أَوْ مَنَعَ الْمُنْعَقِدَ أَنْ يُوجَدَ وَإِعْدَامُ الْمَوْجُودِ أَعْظَمُ فَسَادًا فَلِهَذَا كَانَ التَّرْتِيبُ كَذَلِكَ. وَمِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ أَنَّ الْكُفْرَ فَسَادُ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ الَّذِي هُوَ مَلِكُ الْجَسَدِ وَالْقَتْلُ إفْسَادٌ لِلْجَسَدِ الْحَامِلِ لَهُ وَإِتْلَافُ الْمَوْجُودِ. وَأَمَّا الزِّنَا فَهُوَ فَسَادٌ فِي صِفَةِ الْوُجُودِ لَا فِي أَصْلِهِ لَكِنَّ هَذَا يَخْتَصُّ بِالزِّنَا وَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ اللِّوَاطَ أَعْظَمُ فَسَادًا مِنْ الزِّنَا.
مسألة ما منافع هذه القوى؟
مجموع الفتاوى - (ج 13 / ص 83)
يُقَالُ: الْقُوَّةُ الْمَلَكِيَّةُ وَالْبَهِيمِيَّةُ والسبعية والشيطانية فَإِنَّ الْمَلَكِيَّةَ فِيهَا الْعِلْمُ النَّافِعُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ وَالْبَهِيمِيَّةَ فِيهَا الشَّهَوَاتُ كَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ والسبعية فِيهَا الْغَضَبُ وَهُوَ دَفْعُ الْمُؤْذِي وَأَمَّا الشَّيْطَانِيَّةُ فَشَرٌّ مَحْضٌ لَيْسَ فِيهَا جَلْبُ مَنْفَعَةٍ وَلَا دَفْعُ مَضَرَّةٍ. وَالْفَلَاسِفَةُ وَنَحْوُهُمْ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ الْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ لَا يَعْرِفُونَ هَذِهِ وَإِنَّمَا يَعْرِفُونَ الشَّهْوَةَ وَالْغَضَبَ وَالشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ خُلِقَا لِمَصْلَحَةِ وَمَنْفَعَةٍ؛ لَكِنَّ الْمَذْمُومَ هُوَ الْعُدْوَانُ فِيهِمَا وَأَمَّا الشَّيْطَانُ فَيَأْمُرُ بِالشَّرِّ الَّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ وَيُحِبُّ ذَلِكَ كَمَا فَعَلَ إبْلِيسُ بِآدَمَ لَمَّا وَسْوَسَ لَهُ
مسألة هل النفس تتحرك و تريد؟
مجموع الفتاوى - (ج 1 / ص 34)
فَصْلٌ:
وَهُوَ مِثْلُ الْمُقَدِّمَةِ لِهَذَا الَّذِي أَمَامَهُ، وَهُوَ أَنَّ كُلَّ إنْسَانٍ فَهُوَ هَمَّامٌ حَارِثٌ حَسَّاسٌ مُتَحَرِّكٌ بِالْإِرَادَةِ، بَلْ كُلُّ حَيٍّ فَهُوَ كَذَلِكَ لَهُ عِلْمٌ وَعَمَلٌ بِإِرَادَتِهِ. وَالْإِرَادَةُ هِيَ الْمَشِيئَةُ وَالِاخْتِيَارُ، وَلَا بُدَّ فِي الْعَمَلِ الْإِرَادِيِّ الِاخْتِيَارِيِّ مِنْ مُرَادٍ وَهُوَ الْمَطْلُوبُ، وَلَا يَحْصُلُ الْمُرَادُ إلَّا بِأَسْبَابِ وَوَسَائِلَ تُحَصِّلُهُ، فَإِنْ حَصَلَ بِفِعْلِ الْعَبْدِ فَلَا بُدَّ مِنْ قُدْرَةٍ وَقُوَّةٍ؛ وَإِنْ كَانَ مِنْ خَارِجٍ فَلَا بُدَّ مِنْ فَاعِلٍ غَيْرِهِ؛ وَإِنْ كَانَ مِنْهُ وَمِنْ الْخَارِجِ فَلَا بُدَّ مِنْ الْأَسْبَابِ كَالْآلَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَلَا بُدَّ لِكُلِّ حَيٍّ مِنْ إرَادَةٍ، وَلَا بُدَّ لِكُلِّ مُرِيدٍ مِنْ عَوْنٍ يَحْصُلُ بِهِ مُرَادُهُ. فَصَارَ الْعَبْدُ مَجْبُولًا عَلَى أَنْ يَقْصِدَ شَيْئًا وَيُرِيدَهُ؛ وَيَسْتَعِينَ بِشَيْءِ وَيَعْتَمِدَ عَلَيْهِ فِي تَحْصِيلِ مُرَادِهِ هَذَا أَمْرٌ حَتْمٌ لَازِمٌ ضَرُورِيٌّ فِي حَقِّ كُلِّ إنْسَانٍ يَجِدُهُ فِي نَفْسِهِ.
مسألة ما أنواع حركة النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 6 / ص 559)
وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ كُلَّ حَرَكَةٍ فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ " قَسْرِيَّةً " وَهِيَ تَابِعَةٌ لِلْقَاسِرِ أَوْ " طَبِيعِيَّةً " وَإِنَّمَا تَكُونُ إذَا خَرَجَ الْمَطْبُوعُ عَنْ مَرْكَزِهِ فَيُطْلَبُ عَوْدُهُ إلَيْهِ؛ أَوْ " إرَادِيَّةً " وَهِيَ الْأَصْلُ فَجَمِيعُ الْحَرَكَاتِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ الْإِرَادِيَّةِ
مسألة ما هو العقل؟ و أين مسكنه؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 271)
(يُتْبَعُ)
(/)
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَد بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:
عَنْ " الْعَقْلِ " الَّذِي لِلْإِنْسَانِ هَلْ هُوَ عَرَضٌ؟ وَمَا هِيَ " الرُّوحُ " الْمُدَبِّرَةُ لِجَسَدِهِ؟ هَلْ هِيَ النَّفْسُ؟ وَهَلْ لَهَا كَيْفِيَّةٌ تُعْلَمُ؟ وَهَلْ هِيَ عَرَضٌ أَوْ جَوْهَرٌ؟ وَهَلْ يُعْلَمُ مَسْكَنُهَا مِنْ الْجَسَدِ؟ وَمَسْكَنُ الْعَقْلِ؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، " الْعَقْلُ " فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَكَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ هُوَ أَمْرٌ يَقُومُ بِالْعَاقِلِ سَوَاءٌ سُمِّيَ عَرَضًا أَوْ صِفَةً لَيْسَ هُوَ عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا سَوَاءٌ سُمِّيَ جَوْهَرًا أَوْ جِسْمًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. وَإِنَّمَا يُوجَدُ التَّعْبِيرُ بِاسْمِ " الْعَقْلِ " عَنْ الذَّاتِ الْعَاقِلَةِ الَّتِي هِيَ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ فِي كَلَامِ طَائِفَةٍ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْعَقْلِ وَالنَّفْسِ وَيَدَّعُونَ ثُبُوتَ عُقُولٍ عَشَرَةٍ كَمَا يَذْكُرُ ذَلِكَ مَنْ يَذْكُرُهُ مِنْ أَتْبَاعِ أَرِسْطُو أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ الْمَشَّائِينَ. وَمَنْ تَلَقَّى ذَلِكَ عَنْهُمْ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْمِلَلِ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَؤُلَاءِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَبُيِّنَ أَنَّ مَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الْعُقُولِ وَالنُّفُوسِ وَالْمُجَرَّدَاتِ وَالْمُفَارَقَاتِ وَالْجَوَاهِرِ الْعَقْلِيَّةِ لَا يَثْبُتُ لَهُمْ مِنْهُ إلَّا نَفْسُ الْإِنْسَانِ وَمَا يَقُومُ بِهَا مِنْ الْعُلُومِ وَتَوَابِعهَا؛ فَإِنَّ أَصْلَ تَسْمِيَتِهِمْ لِهَذِهِ الْأُمُورِ مُفَارَقَاتٍ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مُفَارَقَةِ النَّفْسِ الْبَدَنَ بِالْمَوْتِ وَهَذَا أَمْرٌ صَحِيحٌ فَإِنَّ نَفْسَ الْمَيِّتِ تُفَارِقُ بَدَنَهُ بِالْمَوْتِ وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ النَّفْسَ قَائِمَةٌ بِنَفْسِهَا تَبْقَى بَعْدَ فِرَاقِ الْبَدَنِ بِالْمَوْتِ مُنَعَّمَةً أَوْ مُعَذَّبَةً وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ الْمِلَلِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّفْسَ هِيَ الْحَيَاةُ الْقَائِمَةُ بِالْبَدَنِ. وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: هِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ كَالرِّيحِ الْمُتَرَدِّدَةِ فِي الْبَدَنِ أَوْ الْبُخَارِ الْخَارِجِ مِنْ الْقَلْبِ. فَفِي الْجُمْلَةِ النَّفْسُ الْمُفَارِقَةُ لِلْبَدَنِ بِالْمَوْتِ لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ وَلَا صِفَةً مِنْ صِفَاتِ الْبَدَنِ عِنْدَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا. وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا وَهَذَا مَنْ يَقُولُهُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ الْمُحْدَثِ مِنْ أَتْبَاعِ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ. وَالْفَلَاسِفَةُ الْمَشَّاءُونَ يُقِرُّونَ بِأَنَّ النَّفْسَ تَبْقَى إذَا فَارَقَتْ الْبَدَنَ؛ لَكِنْ يَصِفُونَ النَّفْسَ بِصِفَاتِ بَاطِلَةٍ فَيَدَّعُونَ أَنَّهَا إذَا فَارَقَتْ الْبَدَنَ كَانَتْ عَقْلًا. وَالْعَقْلُ عِنْدَهُمْ هُوَ الْمُجَرَّدُ عَنْ الْمَادَّةِ وَعَلَائِقِ الْمَادَّةِ وَالْمَادَّةُ عِنْدَهُمْ هِيَ الْجِسْمُ وَقَدْ يَقُولُونَ: هُوَ الْمُجَرَّدُ عَنْ التَّعَلُّقِ بِالْهَيُولَى وَالْهَيُولَى فِي لُغَتِهِمْ هُوَ بِمَعْنَى الْمَحَلِّ. وَيَقُولُونَ: الْمَادَّةُ وَالصُّورَةُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْعَقْلُ عِنْدَهُمْ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ لَا يُوصَفُ بِحَرَكَةِ وَلَا سُكُونٍ وَلَا تَتَجَدَّدُ لَهُ أَحْوَالٌ أَلْبَتَّةَ. فَحَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ أَنَّ النَّفْسَ إذَا فَارَقَتْ الْبَدَنَ لَا يَتَجَدَّدُ لَهَا حَالٌ مِنْ الْأَحْوَالِ لَا عُلُومٌ وَلَا تَصَوُّرَاتٌ. وَلَا سَمْعٌ وَلَا بَصَرٌ وَلَا إرَادَاتٌ. وَلَا فَرَحٌ وَسُرُورٌ وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا قَدْ يَتَجَدَّدُ وَيَحْدُثُ بَلْ تَبْقَى عِنْدَهُمْ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ أَزَلًا وَأَبَدًا كَمَا يَزْعُمُونَهُ فِي الْعَقْلِ وَالنَّفْسِ. ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إنَّ النُّفُوسَ وَاحِدَةٌ بِالْعَيْنِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هِيَ مُتَعَدِّدَةٌ. وَفِي كَلَامِهِمْ مِنْ الْبَاطِلِ مَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهِ. وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ التَّنْبِيهُ عَلَى مَا يُنَاسِبُ هَذَا الْمَوْضِعَ: فَهُمْ يُسَمُّونَ مَا اقْتَرَنَ بِالْمَادَّةِ الَّتِي هِيَ الْهَيُولَى وَهِيَ الْجِسْمُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ نَفْسًا كَنَفْسِ الْإِنْسَانِ الْمُدَبِّرَةِ لِبَدَنِهِ. وَيَزْعُمُونَ أَنَّ لِلْفَلَكِ نَفْسًا تُحَرِّكُهُ كَمَا لِلنَّاسِ نُفُوسٌ لَكِنْ كَانَ قُدَمَاؤُهُمْ يَقُولُونَ: إنَّ نَفْسَ الْفَلَكِ عَرَضٌ قَائِمٌ بِالْفَلَكِ كَنُفُوسِ الْبَهَائِمِ وَكَمَا يَقُومُ بِالْإِنْسَانِ الشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ لَكِنَّ طَائِفَةً مِنْهُمْ كَابْنِ سِينَا وَغَيْرِهِ زَعَمُوا أَنَّ النَّفْسَ الْفَلَكِيَّةَ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ كَنَفْسِ الْإِنْسَانِ وَمَا دَامَتْ نَفْسُ الْإِنْسَانِ مُدَبِّرَةً لِبَدَنِهِ سَمَّوْهَا نَفْسًا فَإِذَا فَارَقَتْ سَمَّوْهَا عَقْلًا؛ لِأَنَّ الْعَقْلَ عِنْدَهُمْ هُوَ الْمُجَرَّدُ عَنْ الْمَادَّةِ وَعَنْ عَلَائِقِ الْمَادَّةِ. وَأَمَّا النَّفْسُ فَهِيَ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْبَدَنِ تَعَلُّقَ التَّدْبِيرِ وَالتَّصْرِيفِ.
وَأَصْلُ تَسْمِيَتِهِمْ هَذِهِ مُجَرَّدَاتٍ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كَوْنِ الْإِنْسَانِ يُجَرِّدُ الْأُمُورَ الْعَقْلِيَّةَ الْكُلِّيَّةَ عَنْ الْأُمُورِ الْحِسِّيَّةِ الْمُعَيَّنَةِ فَإِنَّهُ إذَا رَأَى أَفْرَادًا لِلْإِنْسَانِ كَزَيْدِ وَعَمْرٍو عَقَلَ قَدْرًا مُشْتَرِكًا بَيْنَ الْأَنَاسِيِّ وَبَيْنَ الْإِنْسَانِيَّةِ الْكُلِّيَّةِ الْمُشْتَرِكَةِ الْمَعْقُولَةِ فِي قَلْبِهِ. وَإِذَا رَأَى الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ وَبَهِيمَةَ الْأَنْعَامِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَفْرَادِ الْحَيَوَانِ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا كُلِّيًّا مُشْتَرِكًا بَيْنَ الْأَفْرَادِ وَهِيَ الْحَيَوَانِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ الْمَعْقُولَةُ. وَإِذَا رَأَى مَعَ ذَلِكَ الْحَيَوَانَ وَالشَّجَرَ وَالنَّبَاتَ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا مُشْتَرِكًا كُلِّيًّا وَهُوَ الْجِسْمُ النَّامِي الْمُغْتَذِي وَقَدْ يُسَمُّونَ ذَلِكَ النَّفْسَ النَّبَاتِيَّةَ.
وَإِذَا رَأَى مَعَ ذَلِكَ سَائِرَ الْأَجْسَامِ الْعُلْوِيَّةِ الْفَلَكِيَّةِ وَالسُّفْلِيَّةِ الْعُنْصُرِيَّةِ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا مُشْتَرِكًا كُلِّيًّا هُوَ الْجِسْمُ الْعَامُّ الْمُطْلَقُ وَإِذَا رَأَى مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا مُشْتَرَكًا كُلِّيًّا وَهُوَ الْوُجُودُ الْعَامُّ الْكُلِّيُّ الَّذِي يَنْقَسِمُ إلَى جَوْهَرٍ وَعَرَضٍ وَهَذَا الْوُجُودُ هُوَ عِنْدَهُمْ مَوْضُوعُ " الْعِلْمِ الْأَعْلَى " النَّاظِرِ فِي الْوُجُودِ وَلَوَاحِقِهِ وَهِيَ " الْفَلْسَفَةُ الْأُولَى " وَ " الْحِكْمَةُ الْعُلْيَا " عِنْدَهُمْ. وَهُمْ يُقَسِّمُونَ الْوُجُودَ: إلَى جَوْهَرٍ وَعَرَضٍ وَالْأَعْرَاضُ يَجْعَلُونَهَا " تِسْعَةَ أَنْوَاعٍ " هَذَا هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ أَرِسْطُو وَأَتْبَاعُهُ يَجْعَلُونَ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْمَنْطِقِ؛ لِأَنَّ فِيهِ الْمُفْرَدَاتِ الَّتِي تَنْتَهِي إلَيْهَا الْحُدُودُ الْمُؤَلَّفَةُ وَكَذَلِكَ مَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي هَذَا الْبَابِ كَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ. وَأَمَّا ابْنُ سِينَا وَأَتْبَاعُهُ فَقَالُوا: " الْكَلَامُ فِي هَذَا لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَخْتَصُّ بِالْمَنْطِقِ "
فَأَخْرَجُوهَا مِنْهُ وَكَذَلِكَ مَنْ سَلَكَ سَبِيلَ ابْنِ سِينَا كَأَبِي حَامِدٍ وَالسُّهْرَوَرْدِي الْمَقْتُولِ وَالرَّازِيَّ وَالْآمِدِيَّ وَغَيْرِهِمْ. وَهَذِهِ هِيَ " الْمَقُولَاتُ الْعَشْرُ " الَّتِي يُعَبِّرُونَ عَنْهَا بِقَوْلِهِمْ: الْجَوْهَرُ. وَالْكَمُّ. وَالْكَيْفُ. وَالْأَيْنُ. وَمَتَى وَالْإِضَافَةُ وَالْوَضْعُ وَالْمِلْكُ وَأَنْ يَفْعَلَ وَأَنْ يَنْفَعِلَ وَقَدْ جُمِعَتْ فِي بَيْتَيْنِ وَهِيَ:
زَيْدُ الطَّوِيلُ الْأَسْوَدُ ابْنُ مَالِكِ * * * فِي دَارِهِ بِالْأَمْسِ كَانَ متكي
فِي يَدِهِ سَيْفٌ نَضَاهُ فانتضا * * * فَهَذِهِ عَشْرُ مَقُولَاتٍ سوا
وَأَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ أَتْبَاعِهِ وَغَيْرِ أَتْبَاعِهِ أَنْكَرُوا حَصْرَ الْأَعْرَاضِ فِي تِسْعَةِ أَجْنَاسٍ وَقَالُوا: إنَّ هَذَا لَا يَقُومُ عَلَيْهِ دَلِيلٌ. وَيُثْبِتُونَ إمْكَانَ رَدِّهَا إلَى ثَلَاثَةٍ وَإِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَعْدَادِ. وَجَعَلُوا الْجَوَاهِرَ " خَمْسَةَ أَنْوَاعٍ ": الْجِسْمَ وَالْعَقْلَ وَالنَّفْسَ وَالْمَادَّةَ وَالصُّورَةَ. فَالْجِسْمُ جَوْهَرٌ حِسِّيٌّ وَالْبَاقِيَةُ جَوَاهِرُ عَقْلِيَّةٌ؛ لَكِنْ مَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الدَّلِيلِ عَلَى إثْبَاتِ الْجَوَاهِرِ الْعَقْلِيَّةِ إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِهَا فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ. وَهَذِهِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا " الْمُجَرَّدَاتِ الْعَقْلِيَّةَ " وَيَقُولُونَ: الْجَوَاهِرُ تَنْقَسِمُ إلَى مَادِّيَّاتٍ وَمُجَرَّدَاتٍ فَالْمَادِّيَّاتُ الْقَائِمَةُ بِالْمَادَّةِ وَهِيَ الْهَيُولَى وَهِيَ الْجِسْمُ وَالْمُجَرَّدَاتُ هِيَ الْمُجَرَّدَاتُ عَنْ الْمَادَّةِ وَهَذِهِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْمُجَرَّدَاتِ أَصْلُهَا هِيَ هَذِهِ الْأُمُورُ الْكُلِّيَّةُ الْمَعْقُولَةُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ كَمَا أَنَّ الْمُفَارَقَاتِ أَصْلُهَا مُفَارَقَةُ النَّفْسِ الْبَدَنَ وَهَذَانِ أَمْرَانِ لَا يُنْكَرَانِ؛ لَكِنْ ادَّعَوْا فِي صِفَاتِ النَّفْسِ وَأَحْوَالِهَا أُمُورًا بَاطِلَةً وَادَّعَوْا أَيْضًا ثُبُوتَ جَوَاهِرَ عَقْلِيَّةٍ قَائِمَةٍ بِأَنْفُسِهَا وَيَقُولُونَ فِيهَا: الْعَاقِلُ وَالْمَعْقُولُ وَالْعَقْلُ شَيْءٌ وَاحِدٌ كَمَا يَقُولُونَ: مِثْلَ ذَلِكَ فِي رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَيَقُولُونَ: هُوَ عَاقِلٌ وَمَعْقُولٌ وعقل وَعَاشِقٌ وَمَعْشُوقٌ وعشق وَلَذِيذٌ وَمُلْتَذٌّ وَلَذَّةٌ. وَيَجْعَلُونَ الصِّفَةَ عَيْنَ الْمَوْصُوفِ وَيَجْعَلُونَ كُلَّ صِفَةٍ هِيَ الْأُخْرَى فَيَجْعَلُونَ نَفْسَ الْعَقْلِ الَّذِي هُوَ الْعِلْمُ نَفْسَ الْعَاقِلِ الْعَالِمِ وَنَفْسَ الْعِشْقِ الَّذِي هُوَ الْحُبُّ نَفْسَ الْعَاشِقِ الْمُحِبِّ وَنَفْسَ اللَّذَّةِ هِيَ نَفْسُ الْعِلْمِ وَنَفْسُ الْحُبِّ وَيَجْعَلُونَ الْقُدْرَةَ وَالْإِرَادَةَ هِيَ نَفْسَ الْعِلْمِ فَيَجْعَلُونَ الْعِلْمَ هُوَ الْقُدْرَةَ وَهُوَ الْإِرَادَةَ وَهُوَ الْمَحَبَّةَ وَهُوَ اللَّذَّةَ وَيَجْعَلُونَ الْعَالِمَ الْمُرِيدَ الْمُحِبَّ الْمُلْتَذَّ هُوَ نَفْسَ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ نَفْسُ الْإِرَادَةِ وَهُوَ نَفْسُ الْمَحَبَّةِ وَهُوَ نَفْسُ اللَّذَّةِ فَيَجْعَلُونَ الْحَقَائِقَ الْمُتَنَوِّعَةَ شَيْئًا وَاحِدًا وَيَجْعَلُونَ نَفْسَ الصِّفَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ هِيَ نَفْسَ الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ ثُمَّ يَتَنَاقَضُونَ فَيُثْبِتُونَ لَهُ عِلْمًا لَيْسَ هُوَ نَفْسَ ذَاتِهِ كَمَا تَنَاقَضَ ابْنُ سِينَا فِي إشَارَاتِهِ. وَغَيْرُهُ مِنْ مُحَقِّقِيهِمْ وَبَسْطُ الْكَلَامِ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ بِمَوْضِعِ آخَرَ. وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُمْ يُعَبِّرُونَ بِلَفْظِ الْعَقْلِ عَنْ جَوْهَرٍ قَائِمٍ بِنَفْسِهِ وَيُثْبِتُونَ جَوَاهِرَ عَقْلِيَّةً يُسَمُّونَهَا الْمُجَرَّدَاتِ وَالْمُفَارَقَاتِ لِلْمَادَّةِ وَإِذَا حُقِّقَ الْأَمْرُ عَلَيْهِمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ غَيْرُ نَفْسِ الْإِنْسَانِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا النَّاطِقَةَ وَغَيْرُ مَا يَقُومُ بِهَا مِنْ الْمَعْنَى الَّذِي يُسَمَّى عَقْلًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَانَ أَرِسْطُو وَأَتْبَاعُهُ يُسَمُّونَ " الرَّبَّ " عَقْلًا وَجَوْهَرًا. وَهُوَ عِنْدَهُمْ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا سِوَى نَفْسِهِ وَلَا يُرِيدُ شَيْئًا وَلَا يَفْعَلُ شَيْئًا وَيُسَمُّونَهُ " الْمَبْدَأَ " وَ " الْعِلَّةَ الْأُولَى " لِأَنَّ الْفَلَكَ عِنْدَهُمْ مُتَحَرِّكٌ لِلتَّشَبُّهِ بِهِ أَوْ مُتَحَرِّكٌ لِلشَّبَهِ بِالْعَقْلِ فَحَاجَةُ الْفَلَكِ عِنْدَهُمْ إلَى الْعِلَّةِ الْأُولَى مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ مُتَشَبِّهٌ بِهَا كَمَا يَتَشَبَّهُ الْمُؤْتَمُّ بِالْإِمَامِ وَالتِّلْمِيذُ بِالْأُسْتَاذِ. وَقَدْ يَقُولُ: إنَّهُ يُحَرِّكُهُ كَمَا يُحَرِّكُ الْمَعْشُوقُ عَاشِقَهُ لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَنَّهُ أَبْدَعَ شَيْئًا وَلَا فَعَلَ شَيْئًا وَلَا كَانُوا يُسَمُّونَهُ وَاجِبَ الْوُجُودِ وَلَا يُقَسِّمُونَ الْوُجُودَ إلَى وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ وَيَجْعَلُونَ الْمُمْكِنَ هُوَ مَوْجُودًا قَدِيمًا أَزَلِيًّا كَالْفَلَكِ عِنْدَهُمْ. وَإِنَّمَا هَذَا فِعْلُ ابْنِ سِينَا وَأَتْبَاعِهِ وَهُمْ خَالَفُوا فِي ذَلِكَ سَلَفَهُمْ وَجَمِيعَ الْعُقَلَاءِ وَخَالَفُوا أَنْفُسَهُمْ أَيْضًا فَتَنَاقَضُوا؛ فَإِنَّهُمْ صَرَّحُوا بِمَا صَرَّحَ بِهِ سَلَفُهُمْ وَسَائِرُ الْعُقَلَاءِ مِنْ أَنَّ الْمُمْكِنَ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَوْجُودًا وَأَنْ يَكُونَ مَعْدُومًا لَا يَكُونُ إلَّا مُحْدَثًا مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ. وَأَمَّا الْأَزَلِيُّ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ فَيَمْتَنِعُ عِنْدَهُمْ وَعِنْدَ سَائِرِ الْعُقَلَاءِ أَنْ يَكُونَ مُمْكِنًا يَقْبَلُ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ بَلْ كُلُّ مَا قَبِلَ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ لَمْ يَكُنْ إلَّا مُحْدَثًا وَهَذَا مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ فَهُوَ مُحْدَثٌ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا بُسِطَ فِي مَوْضِعِهِ. لَكِنَّ ابْنَ سِينَا وَمُتَّبِعُوهُ تَنَاقَضُوا فَذَكَرُوا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ الْوُجُودَ يَنْقَسِمُ إلَى: وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ. وَأَنَّ الْمُمْكِنَ قَدْ يَكُونُ قَدِيمًا أَزَلِيًّا لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ يَمْتَنِعُ عَدَمُهُ وَيَقُولُونَ: هُوَ وَاجِبٌ بِغَيْرِهِ وَجَعَلُوا الْفَلَكَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ؛ فَخَرَجُوا عَنْ إجْمَاعِ الْعُقَلَاءِ الَّذِينَ وَافَقُوهُمْ عَلَيْهِ فِي إثْبَاتِ شَيْءٍ مُمْكِنٍ يُمْكِنُ أَنْ يُوجَدَ وَأَلَّا يُوجَدَ وَأَنَّهُ مَعَ هَذَا يَكُونُ قَدِيمًا أَزَلِيًّا أَبَدِيًّا مُمْتَنِعَ الْعَدَمِ وَاجِبَ الْوُجُودِ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ هَذَا مُمْتَنِعٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْعُقَلَاءِ. وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي صَرِيحِ الْعَقْلِ لِمَنْ تَصَوَّرَ حَقِيقَةَ الْمُمْكِنِ الَّذِي يَقْبَلُ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ كَمَا بُسِطَ فِي مَوْضِعِهِ. وَهَؤُلَاءِ الْمُتَفَلْسِفَةُ إنَّمَا تَسَلَّطُوا عَلَى الْمُتَكَلِّمِينَ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَةَ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ. وَلَمْ يَحْتَجُّوا لِمَا نَصَرُوهُ بِحُجَجِ صَحِيحَةٍ فِي الْمَعْقُولِ. فَقَصَّرَ هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي مَعْرِفَةِ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ. (حَتَّى قَالُوا: إنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا وَلَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ [ثُمَّ حَدَثَ مَا حَدَثَ مِنْ غَيْرِ تَجَدُّدِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَزَعَمُوا دَوَامَ امْتِنَاعِ كَوْنِ الرَّبِّ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ] ثُمَّ حَدَثَ مَا حَدَثَ مِنْ غَيْرِ تَجَدُّدِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَزَعَمُوا دَوَامَ امْتِنَاعِ كَوْنِ الرَّبِّ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ فَعَّالًا لِمَا يَشَاءُ؛ لِزَعْمِهِمْ امْتِنَاعَ دَوَامِ الْحَوَادِثِ) (*) ثُمَّ صَارَ أَئِمَّتُهُمْ كَالْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَأَبِي الهذيل الْعَلَّافِ إلَى امْتِنَاعِ دَوَامِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَالْمَاضِي فَقَالَ الْجَهْمُ: بِفَنَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَقَالَ أَبُو الهذيل: بِفَنَاءِ حَرَكَاتِهِمَا وَأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ دَائِمًا فِي سُكُونٍ وَيَزْعُمُ بَعْضُ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَنْ سَلَكَ هَذِهِ السَّبِيلَ أَنَّ هَذَا هُوَ مُقْتَضَى الْعَقْلِ وَأَنَّ كُلَّ مَا لَهُ ابْتِدَاءٌ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهُ انْتِهَاءٌ. وَلَمَّا رَأَوْا الشَّرْعَ قَدْ جَاءَ بِدَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أُكُلُهَادَائِمٌ وَظِلُّهَا} وَقَالَ: {إنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} ظَنُّوا أَنَّهُ يَجِبُ تَصْدِيقُ الشَّرْعِ فِيمَا خَالَفَ فِيهِ أَهْلُ الْعَقْلِ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْحُجَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الصَّرِيحَةَ لَا تُنَاقِضُ الْحُجَّةَ الشَّرْعِيَّةَ الصَّحِيحَةَ بَلْ يَمْتَنِعُ تَعَارُضُ الْحُجَجِ الصَّحِيحَةِ سَوَاءً كَانَتْ عَقْلِيَّةً أَوْ سَمْعِيَّةً أَوْ سَمْعِيَّةً وَعَقْلِيَّةً. بَلْ إذَا تَعَارَضَتْ حُجَّتَانِ دَلَّ عَلَى فَسَادِ إحْدَاهُمَا أَوْ فَسَادِهِمَا جَمِيعًا. وَصَارَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إلَى جَوَازِ دَوَامِ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي وَذَكَرُوا فُرُوعًا عَرَفَ حُذَّاقُهُمْ ضَعْفَهَا كَمَا بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَهُوَ لُزُومُهُمْ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ كَانَ غَيْرَ قَادِرٍ ثُمَّ صَارَ قَادِرًا مِنْ غَيْرِ تَجَدُّدِ سَبَبٍ يُوجِبُ كَوْنَهُ قَادِرًا وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ وَلَا يَتَكَلَّمَ بِمَشِيئَتِهِ ثُمَّ صَارَ الْفِعْلُ مُمْكِنًا لَهُ بِدُونِ سَبَبٍ يُوجِبُ تَجَدُّدَ الْإِمْكَانِ. وَإِذَا ذُكِرَ لَهُمْ هَذَا قَالُوا: كَانَ فِي الْأَزَلِ قَادِرًا عَلَى مَا لَمْ يَزَلْ فَقِيلَ لَهُمْ: الْقَادِرُ لَا يَكُونُ قَادِرًا مَعَ كَوْنِ الْمَقْدُورِ مُمْتَنِعًا بَلْ الْقُدْرَةُ عَلَى الْمُمْتَنِعِ مُمْتَنِعَةً وَإِنَّمَا يَكُونُ قَادِرًا عَلَى مَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَهُ فَإِذَا كَانَ لَمْ يَزَلْ قَادِرًا فَلَمْ يَزَلْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ. وَلَمَّا كَانَ أَصْلُ هَؤُلَاءِ هَذَا صَارُوا فِي كَلَامِ اللَّهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ:
فِرْقَةٌ قَالَتْ: الْكَلَامُ لَا يَقُومُ بِذَاتِ الرَّبِّ بَلْ لَا يَكُونُ كَلَامُهُ إلَّا مَخْلُوقًا؛ لِأَنَّهُ إمَّا قَدِيمٌ وَإِمَّا حَادِثٌ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا لِأَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَالْقَدِيمُ لَا يَكُونُ بِالْقُدْرَةِ وَالْمَشِيئَةِ وَإِذَا كَانَ الْكَلَامُ بِالْقُدْرَةِ وَالْمَشِيئَةِ كَانَ مَخْلُوقًا لَا يَقُومُ بِذَاتِهِ. إذْ لَوْ قَامَ بِذَاتِهِ كَانَتْ قَدْ قَامَتْ بِهِ الْحَوَادِثُ وَالْحَوَادِثُ لَا تَقُومُ بِهِ لِأَنَّهَا لَوْ قَامَتْ بِهِ لَمْ يَخْلُ مِنْهَا وَمَا لَمْ يَخْلُ مِنْ الْحَوَادِثِ فَهُوَ حَادِثٌ. قَالُوا: إذْ بِهَذَا الْأَصْلِ أَثْبَتْنَا حُدُوثَ الْأَجْسَامِ وَبِهِ ثَبَتَ حُدُوثُ الْعَالَمِ. قَالُوا: وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَا لَمْ يَسْبِقْ الْحَادِثُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ إمَّا مَعَهُ وَإِمَّا بَعْدَهُ. وَمَا كَانَ مَعَ الْحَادِثِ أَوْ بَعْدَهُ فَهُوَ حَادِثٌ. وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَمْ يَتَفَطَّنْ لِلْفَرْقِ بَيْنَ نَوْعِ الْحَوَادِثِ وَبَيْنَ الْحَادِثِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّ الْحَادِثَ الْمُعَيَّنَ وَالْحَوَادِثَ الْمَحْصُورَةَ يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُونَ أَزَلِيَّةً دَائِمَةً وَمَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهَا فَهُوَ إمَّا مَعَهَا وَإِمَّا بَعْدَهَا وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ حَادِثٌ قَطْعًا. وَهَذَا لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ. وَلَكِنَّ مَوْضِعَ النَّظَرِ وَالنِّزَاعِ " نَوْعُ الْحَوَادِثِ ". وَهُوَ أَنَّهُ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ النَّوْعُ دَائِمًا فَيَكُونُ الرَّبُّ لَا يَزَالُ يَتَكَلَّمُ أَوْ يَفْعَلُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَمْ يَمْتَنِعُ ذَلِكَ؟ فَلَمَّا تَفَطَّنَ لِهَذَا الْفَرْقِ طَائِفَةٌ قَالُوا: وَهَذَا أَيْضًا مُمْتَنِعٌ لِامْتِنَاعِ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا وَذَكَرُوا عَلَى ذَلِكَ حُجَجًا كَحُجَّةِ التَّطْبِيقِ وَحُجَّةِ امْتِنَاعِ انْقِضَاءِ مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ. وَقَدْ ذَكَرَ عَامَّةَ مَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْبَابِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي مَوَاضِعَ غَيْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا الْمَوْضِعِ وَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ. وَأُولَئِكَ الْمُتَفَلْسِفَةُ لَمَّا رَأَوْا أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ مِمَّا يُعْلَمُ بُطْلَانُهُ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ حُدُوثُ الْحَوَادِثِ بِدُونِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَيَمْتَنِعُ كَوْنُ الرَّبِّ يَصِيرُ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ. وَأَنَّ الْمُؤَثِّرَ التَّامَّ يَمْتَنِعُ تَخَلُّفُ أَثَرِهِ عَنْهُ - ظَنُّوا أَنَّهُمْ إذَا أَبْطَلُوا هَذَا الْقَوْلَ فَقَدْ سَلِمَ لَهُمْ مَا ادَّعَوْهُ عَنْ " قِدَمِ الْعَالَمِ " كَالْأَفْلَاكِ وَجِنْسِ الْمُوَلَّدَاتِ وَمَوَادِّ الْعَنَاصِرِ وَضَلُّوا ضَلَالًا عَظِيمًا خَالَفُوا بِهِ صَرَائِحَ الْعُقُولِ وَكَذَّبُوا بِهِ كُلَّ رَسُولٍ. فَإِنَّ الرُّسُلَ مُطْبِقُونَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ. لَيْسَ مَعَ اللَّهِ شَيْءٌ قَدِيمٌ بِقِدَمِهِ وَأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ. وَالْعُقُولُ الصَّرِيحَةُ تَعْلَمُ أَنَّ الْحَوَادِثَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُحْدِثٍ فَلَوْ لَمْ تَكُنْ إلَّا الْعِلَّةُ الْقَدِيمَةُ الْأَزَلِيَّةُ الْمُسْتَلْزِمَةُ لِمَعْلُولِهَا لَمْ يَكُنْ فِي الْعَالَمِ شَيْءٌ مِنْ الْحَوَادِثِ. فَإِنَّ حُدُوثَ ذَلِكَ الْحَادِثِ عَنْ عِلَّةٍ قَدِيمَةٍ أَزَلِيَّةٍ مُسْتَلْزِمَةٍ لِمَعْلُولِهَا مُمْتَنِعٌ فَإِنَّهُ إذَا كَانَ مَعْلُولُهَا لَازِمًا لَهَا كَانَ قَدِيمًا مَعَهَا لَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْهَا فَلَا يَكُونُ لِشَيْءِ مِنْ الْحَوَادِثِ سَبَبٌ اقْتَضَى حُدُوثَهُ فَتَكُونُ الْحَوَادِثُ كُلُّهَا حَدَثَتْ بِلَا مُحْدِثٍ وَهَؤُلَاءِ فَرُّوا مِنْ أَنْ يُحْدِثَهَا الْقَادِرُ بِغَيْرِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَذَهَبُوا إلَى أَنَّهَا تَحْدُثُ بِغَيْرِ مُحْدِثٍ أَصْلًا لَا قَادِرٍ وَلَا غَيْرِ قَادِرٍ. فَكَانَ مَا فَرُّوا إلَيْهِ شَرًّا مِمَّا فَرُّوا مِنْهُ وَكَانُوا شَرًّا مِنْ الْمُسْتَجِيرِ مِنْ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ. وَاعْتَقَدَ هَؤُلَاءِ أَنَّ الْمَفْعُولَ الْمَصْنُوعَ الْمُبْتَدَعَ الْمُعَيَّنَ كَالْفَلَكِ يُقَارِنُ فَاعِلَهُ أَزَلًا وَأَبَدًا لَا يَتَقَدَّمُ الْفَاعِلُ عَلَيْهِ تَقَدُّمًا زَمَانِيًّا وَأُولَئِكَ قَالُوا: بَلْ الْمُؤَثِّرُ التَّامُّ يَتَرَاخَى عَنْهُ أَثَرُهُ ثُمَّ يَحْدُثُ الْأَثَرُ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ اقْتَضَى حُدُوثَهُ فَأَقَامَ الْأَوَّلُونَ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الصَّرِيحَةَ عَلَى بُطْلَانِ هَذَا كَمَا أَقَامَ هَؤُلَاءِ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الصَّرِيحَةَ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ الْآخَرِينَ وَلَا رَيْبَ أَنَّ قَوْلَ هَؤُلَاءِ أَهْلِ الْمُقَارَنَةِ أَشَدُّ فَسَادًا وَمُنَاقَضَةً لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ. وَصَحِيحِ الْمَنْقُولِ مِنْ قَوْلِ أُولَئِكَ أَهْلِ التَّرَاخِي. وَ الْقَوْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْقُولُ الصَّرِيحُ وَيُقِرُّ بِهِ عَامَّةُ الْعُقَلَاءِ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ لَمْ يَهْتَدِ لَهُ الْفَرِيقَانِ: وَهُوَ أَنَّ الْمُؤَثِّرَ التَّامَّ يَسْتَلْزِمُ وُقُوعَ أَثَرِهِ عَقِبَ تَأَثُّرِهِ التَّامِّ لَا يَقْتَرِنُ بِهِ وَلَا يَتَرَاخَى كَمَا إذَا طَلَّقْت الْمَرْأَةَ فَطَلَقَتْ. وَأَعْتَقْت الْعَبْدَ فَعَتَقَ. وَكَسَرْت الْإِنَاءَ فَانْكَسَرَ وَقَطَعْت الْحَبْلَ فَانْقَطَعَ فَوُقُوعُ الْعِتْقِ وَالطَّلَاقِ لَيْسَ مُقَارِنًا لِنَفْسِ التَّطْلِيقِ وَالْإِعْتَاقِ بِحَيْثُ يَكُونُ مَعَهُ وَلَا هُوَ أَيْضًا مُتَرَاخٍ عَنْهُ بَلْ يَكُونُ عَقِبَهُ مُتَّصِلًا بِهِ. وَقَدْ يُقَالُ هُوَ مَعَهُ وَمُفَارِقٌ لَهُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ يَكُونُ عَقِبَهُ مُتَّصِلًا بِهِ كَمَا يُقَالُ: هُوَ بَعْدَهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْهُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ إنَّمَا يَكُونُ عَقِبَ التَّأْثِيرِ التَّامِّ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا أَمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فَهُوَ سُبْحَانَهُ يَكُونُ مَا يَشَاءُ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَكْوِينَهُ فَإِذَا كَوَّنَهُ كَانَ عَقِبَ تَكْوِينِهِ مُتَّصِلًا بِهِ لَا يَكُونُ مَعَ تَكْوِينِهِ فِي الزَّمَانِ وَلَا يَكُونُ مُتَرَاخِيًا عَنْ تَكْوِينِهِ بَيْنَهُمَا فَصْلٌ فِي الزَّمَانِ؛ بَلْ يَكُونُ مُتَّصِلًا بِتَكْوِينِهِ كَاتِّصَالِ أَجْزَاءِ الْحَرَكَةِ وَالزَّمَانِ بَعْضِهَا بِبَعْضِ. وَهَذَا مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ حَادِثٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَإِنْ قِيلَ مَعَ ذَلِكَ بِدَوَامِ فَاعِلِيَّتِهِ ومتكلميته وَهَذِهِ الْأُمُورُ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَ الْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ هَذَا هُوَ أَصْلُ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مُحْدَثٌ وَمَنْ قَالَ إنَّ الرَّبَّ لَمْ يَقُمْ بِهِ كَلَامٌ وَلَا إرَادَةٌ بَلْ وَلَا عِلْمٌ بَلْ وَلَا حَيَاةٌ وَلَا قُدْرَةٌ وَلَا شَيْءٌ مِنْ الصِّفَاتِ. فَلَمَّا ظَهَرَ فَسَادُ هَذَا الْقَوْلِ شَرْعًا وَعَقْلًا قَالَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ وَافَقَتْهُمْ عَلَى أَصْلِ مَذْهَبِهِمْ: هُوَ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ بَلْ كَلَامُهُ أَمْرٌ لَازِمٌ لِذَاتِهِ كَمَا تَلْزَمُ ذَاتَه الْحَيَاةُ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هُوَ مَعْنًى وَاحِدٌ لِامْتِنَاعِ اجْتِمَاعِ مَعَانٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا فِي آنٍ وَاحِدٍ وَامْتِنَاعِ تَخْصِيصِهِ بِعَدَدِ دُونَ عَدَدٍ وَقَالُوا: ذَلِكَ الْمَعْنَى هُوَ الْأَمْرُ بِكُلِّ مَأْمُورٍ وَالْخَبَرُ عَنْ كُلِّ مُخْبَرٍ عَنْهُ إنْ عُبِّرَ عَنْهُ بِالْعَرَبِيَّةِ كَانَ قُرْآنًا وَإِنْ عُبِّرَ عَنْهُ بِالْعِبْرِيَّةِ كَانَ تَوْرَاةً وَإِنْ عُبِّرَ عَنْهُ بالسريانية كَانَ إنْجِيلًا. وَقَالُوا: إنَّ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ صِفَاتٌ لِلْكَلَامِ لَا أَنْوَاعٌ لَهُ. فَإِنَّ مَعْنَى " آيَةِ الْكُرْسِيِّ " وَ " آيَةِ الدَّيْنِ " وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} مَعْنًى وَاحِدٌ. فَقَالَ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ لَهُمْ: تَصَوُّرُ هَذَا الْقَوْلِ يُوجِبُ الْعِلْمَ بِفَسَادِهِ وَقَالُوا لَهُمْ: مُوسَى سَمِعَ كَلَامَ اللَّهِ كُلَّهُ أَوْ بَعْضَهُ. إنْ قُلْتُمْ كُلَّهُ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَلِمَ عِلْمَ اللَّهِ. وَإِنْ قُلْتُمْ بَعْضَهُ فَقَدْ تَبَعَّضَ. وَقَالُوا لَهُمْ: إذَا جَوَّزْتُمْ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةُ الْخَبَرِ هِيَ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ وَحَقِيقَةُ النَّهْيِ عَنْ كُلِّ مَنْهِيٍّ عَنْهُ. وَالْأَمْرِ بِكُلِّ مَأْمُورٍ بِهِ هُوَ حَقِيقَةُ الْخَبَرِ عَنْ كُلِّ مُخْبَرٍ عَنْهُ فَجَوَّزُوا أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةُ الْعِلْمِ هِيَ حَقِيقَةَ الْقُدْرَةِ وَحَقِيقَةُ الْقُدْرَةِ هِيَ حَقِيقَةَ الْإِرَادَةِ. فَاعْتَرَفَ حُذَّاقُهُمْ بِأَنَّ هَذَا لَازِمٌ لَهُمْ لَا مَحِيدَ لَهُمْ عَنْهُ وَلَزِمَهُمْ إمْكَانُ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةُ الذَّاتِ هِيَ حَقِيقَةَ الصِّفَاتِ وَحَقِيقَةُ الْوُجُودِ الْوَاجِبِ هِيَ حَقِيقَةَ الْوُجُوبِ الْمُمْكِنِ وَالْتَزَمَ ذَلِكَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا:
الْوُجُودُ وَاحِدٌ وَعَيْنُ الْوُجُودِ الْوَاجِبِ الْقَدِيمِ الْخَالِقِ هُوَ عَيْنُ الْوُجُودِ الْمُمْكِنِ الْمَخْلُوقِ الْمُحْدَثِ. وَهَذَا أَصْلُ قَوْلِ الْقَائِلِينَ بِوَحْدَةِ الْوُجُودِ كَابْنِ عَرَبِيٍّ الطَّائِيِّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَأَتْبَاعِهِمَا كَمَا بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ بِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ مَعَ قِيَامِ الْكَلَامِ بِهِ مَنْ قَالَ: كَلَامُهُ الْمُعَيَّنُ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ مُعَيَّنَةٌ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزَالُ. وَزَعَمُوا أَنَّ كُلًّا مِنْ الْقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزَالُ فَقَالَ لَهُمْ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ: مَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّ الْبَاءَ قَبْلَ السِّينِ وَالسِّينَ قَبْلَ الْمِيمِ فَكَيْفَ يَكُونَانِ مَعًا أَزَلًا وَأَبَدًا وَمَعْلُومٌ أَنَّ الصَّوْتَ الْمُعَيَّنَ لَا يَبْقَى زَمَانَيْنِ فَكَيْفَ يَكُونُ أَزَلِيًّا لَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَزَلْ وَلَا يَزَالُ. فَقَالَتْ (الطَّائِفَةُ الثَّالِثَةُ - مِمَّنْ سَلَكَ مَسْلَكَ أُولَئِكَ الْمُتَكَلِّمِينَ - بَلْ نَقُولُ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ كَلَامًا قَائِمًا بِذَاتِهِ كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَإِنْ لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ قِيَامُ الْحَوَادِثِ بِهِ فَلَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ لَا شَرْعًا وَلَا عَقْلًا بَلْ هَذَا لَازِمٌ لِجَمِيعِ طَوَائِفِ الْعُقَلَاءِ وَعَلَيْهِ دَلَّتْ النُّصُوصُ الْكَثِيرَةُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ. وَنَقُولُ: إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ بِالْقُرْآنِ الْعَرَبِيِّ وَأَنَّهُ نَادَى مُوسَى بِصَوْتِ سَمِعَهُ مُوسَى كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ النُّصُوصُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ لَكِنْ نَقُولُ إنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَزَلِ مُتَكَلِّمًا وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ لِأَنَّ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا. وَهُوَ أَصْلُ هَؤُلَاءِ. فَقِيلَ لَهُمْ: مَعْلُومٌ أَنَّ الْكَلَامَ صِفَةُ كَمَالٍ لَا صِفَةُ نَقْصٍ وَأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَكْمَلُ مِمَّنْ لَا يَكُونُ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. وَحِينَئِذٍ فَمَنْ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ أَكْمَلُ مِمَّنْ صَارَ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ. وَقَالُوا لَهُمْ: إذَا قُلْتُمْ تَكَلَّمَ بَعْدَ أَنْ كَانَ الْكَلَامُ مُمْتَنِعًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ سَبَبٌ أَوْجَبَ تَجَدُّدَ قُدْرَتِهِ وَتَجَدُّدَ إمْكَانِ الْكَلَامِ لَهُ قُلْتُمْ إنَّهُ لَمْ يَزَلْ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى الْكَلَامِ وَلَمْ يَزَلْ الْكَلَامُ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَهُ ثُمَّ صَارَ قَادِرًا يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَشِيئَتِهِ مِنْ غَيْرِ حُدُوثِ شَيْءٍ وَهَذَا مُخَالَفَةٌ لِصَرِيحِ الْعَقْلِ وَسَلْبٌ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ عَنْ الْبَارِي وَجَعْلُهُ مِثْلَ الْمَخْلُوقِ الَّذِي صَارَ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَيْهِ. وَالسَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ نَصُّوا عَلَى أَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَكَمَا شَاءَ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَسَلَفِ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ الَّذِينَ قَالُوا بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إنَّهُ مَخْلُوقٌ بَائِنٌ عَنْهُ. وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إنَّهُ صَارَ مُتَكَلِّمًا أَوْ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ. وَقَدْ بُسِطَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذِهِ الْأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ والْكُلَّابِيَة والكَرَّامِيَة والسالمية وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ الَّذِينَ انْتَسَبُوا إلَى بَعْضِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَخَالَفُوا بِهَا إجْمَاعَ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةَ وَمَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَخَالَفُوا بِهَا صَرِيحَ الْمَعْقُولِ الَّذِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ عِبَادَهُ هِيَ الَّتِي سَلَّطَتْ أُولَئِكَ الْمُتَفَلْسِفَةَ الدَّهْرِيَّةَ عَلَيْهِمْ لَكِنَّ قَوْلَ الْفَلَاسِفَةِ أَعْظَمُ فَسَادًا فِي الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ.
مسألة هل يسمى العلم عقلاً؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 286)
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَقْلَ مَصْدَرُ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْعَقْلُ لَا يُسَمَّى بِهِ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ الَّذِي لَمْ يَعْمَلْ بِهِ صَاحِبُهُ. وَلَا الْعَمَلُ بِلَا عِلْمٍ؛ بَلْ إنَّمَا يُسَمَّى بِهِ الْعِلْمُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِالْعِلْمِ وَلِهَذَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}. وَالْعَقْلُ الْمَشْرُوطُ فِي التَّكْلِيفِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عُلُومًا يُمَيِّزُ بِهَا الْإِنْسَانُ بَيْنَ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا يَضُرُّهُ فَالْمَجْنُونُ الَّذِي لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الدَّرَاهِمِ وَالْفُلُوسِ وَلَا بَيْنَ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ وَلَا يَفْقَهُ مَا يُقَالُ لَهُ مِنْ الْكَلَامِ لَيْسَ بِعَاقِلِ. أَمَّا مَنْ فَهِمَ الْكَلَامَ وَمَيَّزَ بَيْنَ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا يَضُرُّهُ فَهُوَ عَاقِلٌ
مسألة: هل العقل غريزة أو هو العمل بالعلم؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 287)
مِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: الْعَقْلُ هُوَ عُلُومٌ ضَرُورِيَّةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْعَقْلُ هُوَ الْعَمَلُ بِمُوجَبِ تِلْكَ الْعُلُومِ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ اسْمَ الْعَقْلِ يَتَنَاوَلُ هَذَا وَهَذَا وَقَدْ يُرَادُ بِالْعَقْلِ نَفْسُ الْغَرِيزَةِ الَّتِي فِي الْإِنْسَانِ الَّتِي بِهَا يَعْلَمُ وَيُمَيِّزُ وَيَقْصِدُ الْمَنَافِعَ دُونَ الْمَضَارِّ كَمَا قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَارِثُ المحاسبي وَغَيْرُهُمَا: أَنَّ الْعَقْلَ غَرِيزَةٌ. وَهَذِهِ الْغَرِيزَةُ ثَابِتَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُقَلَاءِ كَمَا أَنَّ فِي الْعَيْنِ قُوَّةً بِهَا يُبْصِرُ؛ وَفِي اللِّسَانِ قُوَّةً بِهَا يَذُوقُ وَفِي الْجِلْدِ قُوَّةً بِهَا يَلْمِسُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُقَلَاءِ.
مسألة أين مسكن العقل؟ و كيف يبدأ الإنسان بالنظر و ينتهي بالعمل ثم يعود للنظر؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 303)
أَمَّا قَوْلُهُ: أَيْنَ مَسْكَنُ الْعَقْلِ فِيهِ؟ فَالْعَقْلُ قَائِمٌ بِنَفْسِ الْإِنْسَانِ الَّتِي تَعْقِلُ وَأَمَّا مِنْ الْبَدَنِ فَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِقَلْبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} وَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: بِمَاذَا نِلْت الْعِلْمَ: قَالَ: " بِلِسَانِ سَئُولٍ وَقَلْبٍ عَقُولٍ " لَكِنَّ لَفْظَ " الْقَلْبِ " قَدْ يُرَادُ بِهِ الْمُضْغَةُ الصَّنَوْبَرِيَّةُ الشَّكْلِ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ مِنْ الْبَدَنِ الَّتِي جَوْفُهَا عَلَقَةٌ سَوْدَاءُ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ}. وَقَدْ يُرَادُ بِالْقَلْبِ بَاطِنُ الْإِنْسَانِ مُطْلَقًا فَإِنَّ قَلْبَ الشَّيْءِ بَاطِنُهُ كَقَلْبِ الْحِنْطَةِ وَاللَّوْزَةِ وَالْجَوْزَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْقَلِيبُ قَلِيبًا لِأَنَّهُ أَخْرَجَ قَلْبَهُ وَهُوَ بَاطِنُهُ وَعَلَى هَذَا فَإِذَا أُرِيدَ بِالْقَلْبِ هَذَا فَالْعَقْلُ مُتَعَلِّقٌ بِدِمَاغِهِ أَيْضًا وَلِهَذَا قِيلَ: إنَّ الْعَقْلَ فِي الدِّمَاغِ. كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْأَطِبَّاءِ وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَيَقُولُ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: إنَّ أَصْلَ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ فَإِذَا كَمُلَ انْتَهَى إلَى الدِّمَاغِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الرُّوحَ الَّتِي هِيَ النَّفْسُ لَهَا تَعَلُّقٌ بِهَذَا وَهَذَا وَمَا يَتَّصِفُ مِنْ الْعَقْلِ بِهِ يَتَعَلَّقُ بِهَذَا وَهَذَا لَكِنَّ مَبْدَأَ الْفِكْرِ وَالنَّظَرِ فِي الدِّمَاغِ وَمَبْدَأَ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ. وَالْعَقْلُ يُرَادُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُرَادُ بِهِ الْعَمَلُ فَالْعِلْمُ وَالْعَمَلُ الِاخْتِيَارِيُّ أَصْلُهُ الْإِرَادَةُ وَأَصْلُ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ وَالْمُرِيدُ لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَكُونُ مُرِيدًا إلَّا بَعْدَ تَصَوُّرِ الْمُرَادِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُتَصَوِّرًا فَيَكُونُ مِنْهُ هَذَا وَهَذَا وَيَبْتَدِئُ ذَلِكَ مِنْ الدِّمَاغِ وَآثَارُهُ صَاعِدَةٌ إلَى الدِّمَاغِ فَمِنْهُ الْمُبْتَدَأُ وَإِلَيْهِ الِانْتِهَاءُ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لَهُ وَجْهٌ صَحِيحٌ. وَهَذَا مِقْدَارُ مَا وَسِعَتْهُ هَذِهِ الْأَوْرَاقُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة: ما هي شروط عقل القلب؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 309)
الْقَلْبَ بِنَفْسِهِ يَقْبَلُ الْعِلْمَ وَإِنَّمَا الْأَمْرُ مَوْقُوفٌ عَلَى شَرَائِطَ وَاسْتِعْدَادٍ قَدْ يَكُونُ فِعْلًا مِنْ الْإِنْسَانِ فَيَكُونُ مَطْلُوبًا وَقَدْ يَأْتِي فَضْلًا مِنْ اللَّهِ فَيَكُونُ مَوْهُوبًا. فَصَلَاحُ الْقَلْبِ وَحَقُّهُ وَاَلَّذِي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهِ هُوَ أَنْ يَعْقِلَ الْأَشْيَاءَ لَا أَقُولُ أَنْ يَعْلَمَهَا فَقَطْ فَقَدْ يَعْلَمُ الشَّيْءَ مَنْ لَا يَكُونُ عَاقِلًا لَهُ بَلْ غَافِلًا عَنْهُ مُلْغِيًا لَهُ وَاَلَّذِي يَعْقِلُ الشَّيْءَ هُوَ الَّذِي يُقَيِّدُهُ وَيَضْبُطُهُ وَيَعِيهِ وَيُثْبِتُهُ فِي قَلْبِهِ فَيَكُونُ وَقْتَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ غَنِيًّا فَيُطَابِقَ عَمَلُهُ قَوْلَهُ وَبَاطِنُهُ ظَاهِرَهُ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أُوتِيَ الْحِكْمَةَ. {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا وَلَا يُؤْتَى حُكْمًا وَإِنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ أُوتِيَ عِلْمًا وَحُكْمًا. وَهَذَا مَعَ أَنَّ النَّاسَ مُتَبَايِنُونَ فِي نَفْسِ عَقْلِهِمْ الْأَشْيَاءَ مِنْ بَيْنِ كَامِلٍ وَنَاقِصٍ وَفِيمَا يَعْقِلُونَهُ مِنْ بَيْنِ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ وَجَلِيلٍ وَدَقِيقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
مسألة متى يسمى الشخص عاقلاً؟
مجموع الفتاوى - (ج 7 / ص 24)
لَفْظُ " الْعَقْلِ " - وَإِنْ كَانَ هُوَ فِي الْأَصْلِ: مَصْدَرُ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا وَكَثِيرٌ مِنْ النُّظَّارِ جَعَلَهُ مِنْ جِنْسِ الْعُلُومِ - فَلَا بُدَّ أَنْ يُعْتَبَرَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ عِلْمٌ يُعْمَلُ بِمُوجِبِهِ فَلَا يُسَمَّى " عَاقِلًا " إلَّا مَنْ عَرَفَ الْخَيْرَ فَطَلَبَهُ وَالشَّرَّ فَتَرَكَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَابُ النَّارِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. وَقَالَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}. وَمَنْ فَعَلَ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَضُرُّهُ؛ فَمِثْلُ هَذَا مَا لَهُ عَقْلٌ. فَكَمَا أَنَّ الْخَوْفَ مِنْ اللَّهِ يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ بِهِ؛ فَالْعِلْمُ بِهِ يَسْتَلْزِمُ خَشْيَتَهُ وَخَشْيَتُهُ تَسْتَلْزِمُ طَاعَتَهُ. فَالْخَائِفُ مِنْ اللَّهِ مُمْتَثِلٌ لِأَوَامِرِهِ مُجْتَنِبٌ لِنَوَاهِيهِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي قَصَدْنَا بَيَانَهُ أَوَّلًا. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْله تَعَالَى {فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}. فَأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ يَخْشَاهُ يَتَذَكَّرُ، وَالتَّذَكُّرُ هُنَا مُسْتَلْزِمٌ لِعِبَادَتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إلَّا مَنْ يُنِيبُ}. وَقَالَ: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}. وَلِهَذَا قَالُوا فِي قَوْلِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} سَيَتَّعِظُ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. وَفِي قَوْلِهِ {وَمَا يَتَذَكَّرُ إلَّا مَنْ يُنِيبُ} إنَّمَا يَتَّعِظُ مَنْ يَرْجِعُ إلَى الطَّاعَةِ. وَهَذَا لِأَنَّ التَّذَكُّرَ التَّامَّ يَسْتَلْزِمُ التَّأَثُّرَ بِمَا تَذَكَّرَهُ؛ فَإِنْ تَذَكَّرَ مَحْبُوبًا طَلَبَهُ وَإِنْ تَذَكَّرَ مَرْهُوبًا هَرَبَ مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}. فَنَفَى الْإِنْذَارَ عَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ مَعَ قَوْلِهِ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. فَأَثْبَتَ لَهُمْ الْإِنْذَارَ مِنْ وَجْهٍ وَنَفَاهُ عَنْهُمْ مِنْ وَجْهٍ؛ فَإِنَّ الْإِنْذَارَ هُوَ الْإِعْلَامُ بِالْمَخُوفِ. فَالْإِنْذَارُ مِثْلُ التَّعْلِيمِ وَالتَّخْوِيفِ فَمَنْ عَلَّمْتَهُ فَتَعَلَّمَ فَقَدْ تَمَّ تَعْلِيمُهُ وَآخَرُ يَقُولُ: عَلَّمْتُهُ فَلَمْ يَتَعَلَّمْ. وَكَذَلِكَ مَنْ خَوَّفْتَهُ فَخَافَ فَهَذَا هُوَ الَّذِي تَمَّ تَخْوِيفُهُ. وَأَمَّا مَنْ خُوِّفَ فَمَا خَافَ؛ فَلَمْ يَتِمَّ تَخْوِيفُهُ. وَكَذَلِكَ مَنْ هَدَيْتَهُ فَاهْتَدَى؛ تَمَّ هُدَاهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}. وَمَنْ هَدَيْتَهُ فَلَمْ يَهْتَدِ - كَمَا قَالَ: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} - فَلَمْ يَتِمَّ هُدَاهُ كَمَا تَقُولُ: قَطَّعْتُهُ فَانْقَطَعَ وَقَطَّعْتُهُ فَمَا انْقَطَعَ. فَالْمُؤَثِّرُ التَّامُّ يَسْتَلْزِمُ أَثَرَهُ: فَمَتَى لَمْ يَحْصُلْ أَثَرُهُ لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَالْفِعْلُ إذَا صَادَفَ مَحَلًّا قَابِلًا تَمَّ وَإِلَّا لَمْ يَتِمَّ. وَالْعِلْمُ بِالْمَحْبُوبِ يُورِثُ طَلَبَهُ وَالْعِلْمُ بِالْمَكْرُوهِ يُورِثُ تَرْكَهُ؛ وَلِهَذَا يُسَمَّى هَذَا الْعِلْمُ: الدَّاعِيَ وَيُقَالُ: الدَّاعِي مَعَ الْقُدْرَةِ يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ، وَهُوَ الْعِلْمُ بِالْمَطْلُوبِ الْمُسْتَلْزِمِ لِإِرَادَةِ الْمَعْلُومِ الْمُرَادِ، وَهَذَا كُلُّهُ إنَّمَا يَحْصُلُ مَعَ صِحَّةِ الْفِطْرَةِ وَسَلَامَتِهَا وَأَمَّا مَعَ فَسَادِهَا فَقَدْ يُحِسُّ الْإِنْسَانُ بِاللَّذِيذِ فَلَا يَجِدُ لَهُ لَذَّةً بَلْ يُؤْلِمُهُ، وَكَذَلِكَ يَلْتَذُّ بِالْمُؤْلِمِ لِفَسَادِ الْفِطْرَةِ
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:12]ـ
مسألة: ما الأعضاء التي يتعلق بها العقل و العلم؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 308)
سَيِّدَ الْأَعْضَاءِ وَرَأْسَهَا هُوَ الْقَلْبُ: كَمَا سُمِّيَ قَلْبًا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إلَى صَدْرِهِ وَقَالَ أَلَا إنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا أَلَا إنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا}. وَإِذْ قَدْ خُلِقَ الْقَلْبُ لِأَنْ يُعْلَمَ بِهِ فَتَوَجُّهُهُ نَحْوَ الْأَشْيَاءِ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ بِهَا هُوَ الْفِكْرُ وَالنَّظَرُ كَمَا أَنَّ إقْبَالَ الْأُذُنِ عَلَى الْكَلَامِ ابْتِغَاءَ سَمْعِهِ هُوَ الْإِصْغَاءُ وَالِاسْتِمَاعُ وَانْصِرَافَ الطَّرْفِ إلَى الْأَشْيَاءِ طَلَبًا لِرُؤْيَتِهَا هُوَ النَّظَرُ. فَالْفِكْرُ لِلْقَلْبِ كَالْإِصْغَاءِ لِلْأُذُنِ وَمِثْلُهُ نَظَرُ الْعَيْنَيْنِ فِيمَا سَبَقَ وَإِذَا عَلِمَ مَا نَظَرَ فِيهِ فَذَاكَ مَطْلُوبُهُ كَمَا أَنَّ الْأُذُنَ كَذَلِكَ إذَا سَمِعَتْ مَا أَصْغَتْ إلَيْهِ أَوْ الْعَيْنُ إذَا أَبْصَرَتْ مَا نَظَرَتْ إلَيْهِ. وَكَمْ مِنْ نَاظِرٍ مُفَكِّرٍ لَمْ يُحَصِّلْ الْعِلْمَ وَلَمْ يَنَلْهُ كَمَا أَنَّهُ كَمْ مِنْ نَاظِرٍ إلَى الْهِلَالِ لَا يُبْصِرُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمُسْتَمِعٍ إلَى صَوْتٍ لَا يَسْمَعُهُ.
وَعَكْسُهُ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا بِشَيْءِ لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ وَلَمْ تَسْبِقْ مِنْهُ إلَيْهِ سَابِقَةُ تَفْكِيرٍ فِيهِ كَمَنْ فَاجَأَتْهُ رُؤْيَةُ الْهِلَالِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ إلَيْهِ أَوْ سَمِعَ قَوْلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصْغِيَ إلَيْهِ وَذَلِكَ كُلُّهُ لَا لِأَنَّ الْقَلْبَ بِنَفْسِهِ يَقْبَلُ الْعِلْمَ وَإِنَّمَا الْأَمْرُ مَوْقُوفٌ عَلَى شَرَائِطَ وَاسْتِعْدَادٍ قَدْ يَكُونُ فِعْلًا مِنْ الْإِنْسَانِ فَيَكُونُ مَطْلُوبًا وَقَدْ يَأْتِي فَضْلًا مِنْ اللَّهِ فَيَكُونُ مَوْهُوبًا. فَصَلَاحُ الْقَلْبِ وَحَقُّهُ وَاَلَّذِي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهِ هُوَ أَنْ يَعْقِلَ الْأَشْيَاءَ لَا أَقُولُ أَنْ يَعْلَمَهَا فَقَطْ فَقَدْ يَعْلَمُ الشَّيْءَ مَنْ لَا يَكُونُ عَاقِلًا لَهُ بَلْ غَافِلًا عَنْهُ مُلْغِيًا لَهُ وَاَلَّذِي يَعْقِلُ الشَّيْءَ هُوَ الَّذِي يُقَيِّدُهُ وَيَضْبُطُهُ وَيَعِيهِ وَيُثْبِتُهُ فِي قَلْبِهِ فَيَكُونُ وَقْتَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ غَنِيًّا فَيُطَابِقَ عَمَلُهُ قَوْلَهُ وَبَاطِنُهُ ظَاهِرَهُ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أُوتِيَ الْحِكْمَةَ. {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا وَلَا يُؤْتَى حُكْمًا وَإِنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ أُوتِيَ عِلْمًا وَحُكْمًا. وَهَذَا مَعَ أَنَّ النَّاسَ مُتَبَايِنُونَ فِي نَفْسِ عَقْلِهِمْ الْأَشْيَاءَ مِنْ بَيْنِ كَامِلٍ وَنَاقِصٍ وَفِيمَا يَعْقِلُونَهُ مِنْ بَيْنِ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ وَجَلِيلٍ وَدَقِيقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. ثُمَّ هَذِهِ الْأَعْضَاءُ الثَّلَاثَةُ هِيَ أُمَّهَاتُ مَا يُنَالُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُدْرَكُ أَعْنِي الْعِلْمَ الَّذِي يَمْتَازُ بِهِ الْبَشَرُ عَنْ سَائِر الْحَيَوَانَاتِ دُونَ مَا يُشَارِكُهَا فِيهِ مِنْ الشَّمِّ وَالذَّوْقِ وَاللَّمْسِ وَهُنَا يُدْرِكُ بِهِ مَا يُحِبُّ وَيَكْرَهُ وَمَا يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ مَنْ يُحْسِنُ إلَيْهِ وَمَنْ يُسِيءُ إلَيْهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وَقَالَ: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} وَقَالَ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وَقَالَ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً} وَقَالَ: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}. وَقَالَ فِيمَا لِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ مِنْ الْعَمَلِ وَالْقُوَّةِ: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا}. ثُمَّ إنَّ الْعَيْنَ تَقْصُرُ عَنْ الْقَلْبِ وَالْأُذُنِ وَتُفَارِقُهُمَا فِي شَيْءٍ وَهُوَ أَنَّهَا إنَّمَا يَرَى صَاحِبُهَا بِهَا الْأَشْيَاءَ الْحَاضِرَةَ وَالْأُمُورَ الْجُسْمَانِيَّةَ مِثْلَ الصُّوَرِ وَالْأَشْخَاصِ فَأَمَّا الْقَلْبُ وَالْأُذُنُ فَيَعْلَمُ الْإِنْسَانُ بِهِمَا مَا غَابَ عَنْهُ وَمَا لَا مَجَالَ لِلْبَصَرِ فِيهِ مِنْ الْأَشْيَاءِ الروحانية وَالْمَعْلُومَاتِ الْمَعْنَوِيَّةِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَفْتَرِقَانِ: فَالْقَلْبُ يَعْقِلُ الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ إذْ كَانَ الْعِلْمُ هُوَ غِذَاءَهُ وَخَاصِّيَّتَهُ أَمَّا الْأُذُنُ فَإِنَّهَا تَحْمِلُ الْكَلَامَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الْعِلْمِ إلَى الْقَلْبِ فَهِيَ بِنَفْسِهَا إنَّمَا تَحْمِلُ الْقَوْلَ وَالْكَلَامَ فَإِذَا وَصَلَ ذَلِكَ إلَى الْقَلْبِ أَخَذَ مِنْهُ مَا فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ فَصَاحِبُ الْعِلْمِ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
هُوَ الْقَلْبُ وَإِنَّمَا سَائِرُ الْأَعْضَاءِ حَجَبَةٌ لَهُ تُوَصِّلُ إلَيْهِ مِنْ الْأَخْبَارِ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَأْخُذَهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى إنَّ مَنْ فَقَدَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ فَإِنَّهُ يَفْقِدُ بِفَقْدِهِ مِنْ الْعِلْمِ مَا كَانَ هُوَ الْوَاسِطَةَ فِيهِ. فَالْأَصَمُّ لَا يَعْلَمُ مَا فِي الْكَلَامِ مِنْ الْعِلْمِ وَالضَّرِيرُ لَا يَدْرِي مَا تَحْتَوِي عَلَيْهِ الْأَشْخَاصُ مِنْ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَكَذَلِكَ مَنْ نَظَرَ إلَى الْأَشْيَاءِ بِغَيْرِ قَلْبٍ أَوْ اسْتَمَعَ إلَى كَلِمَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِغَيْرِ قَلْبٍ فَإِنَّهُ لَا يَعْقِلُ شَيْئًا؛ فَمَدَارُ الْأَمْرِ عَلَى الْقَلْبِ وَعِنْدَ هَذَا تَسْتَبِينُ الْحِكْمَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} حَتَّى لَمْ يَذْكُرْ هُنَا الْعَيْنَ كَمَا فِي الْآيَاتِ السَّوَابِقِ فَإِنَّ سِيَاقَ الْكَلَامِ هُنَا فِي أُمُورٍ غَائِبَةٍ وَحِكْمَةٍ مَعْقُولَةٍ مِنْ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ لَا مَجَالَ لِنَظَرِ الْعَيْنِ فِيهَا وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} وَتَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ الْأَمْرِ فِي قَوْلِهِ: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. فَإِنَّ مَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ وَيَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ إمَّا رَجُلٌ رَأَى الْحَقَّ بِنَفْسِهِ فَقَبِلَهُ فَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَحْتَجْ إلَى مَنْ يَدْعُوهُ إلَيْهِ فَذَلِكَ صَاحِبُ الْقَلْبِ؛ أَوْ رَجُلٌ لَمْ يَعْقِلْهُ بِنَفْسِهِ بَلْ هُوَ مُحْتَاجٌ إلَى مَنْ يُعَلِّمُهُ وَيُبَيِّنُهُ لَهُ وَيَعِظُهُ وَيُؤَدِّبُهُ فَهَذَا أَصْغَى فَ: {أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. أَيْ حَاضِرُ الْقَلْبِ لَيْسَ بِغَائِبِهِ. كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: أوتى الْعِلْمَ وَكَانَ لَهُ ذِكْرَى. وَيَتَبَيَّنُ قَوْلُهُ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ} {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} وَقَوْلُهُ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}. ثُمَّ إذَا كَانَ حَقُّ الْقَلْبِ أَنْ يَعْلَمَ الْحَقَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلَّا الضَّلَالُ} إذْ كَانَ كُلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ لَمْحَةَ نَاظِرٍ أَوْ يَجُولُ فِي لَفْتَةِ خَاطِرٍ فَاَللَّهُ رَبُّهُ وَمُنْشِئُهُ وَفَاطِرُهُ وَمُبْدِئُهُ لَا يُحِيطُ عِلْمًا إلَّا بِمَا هُوَ مِنْ آيَاتِهِ الْبَيِّنَةِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ. وَأَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيَدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ.
أَيْ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ إذَا نَظَرْت إلَيْهِ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ إلَّا وَجَدْته إلَى الْعَدَمِ وَمَا هُوَ فَقِيرٌ إلَى الْحَيِّ الْقَيُّومِ فَإِذَا نَظَرْت إلَيْهِ وَقَدْ تَوَلَّتْهُ يَدُ الْعِنَايَةِ بِتَقْدِيرِ مَنْ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى رَأَيْته حِينَئِذٍ مَوْجُودًا مَكْسُوًّا حَلَّلَ الْفَضْلَ وَالْإِحْسَانَ فَقَدْ اسْتَبَانَ أَنَّ الْقَلْبَ إنَّمَا خُلِقَ لِذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - أَظُنُّهُ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ رَحِمَهُ اللَّهُ - قَالَ: الذِّكْرُ لِلْقَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الْغِذَاءِ لِلْجَسَدِ فَكَمَا لَا يَجِدُ الْجَسَدُ لَذَّةَ الطَّعَامِ مَعَ السَّقَمِ فَكَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ الذِّكْرِ مَعَ حُبِّ الدُّنْيَا. أَوْ كَمَا قَالَ. فَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ عَاقِلًا لِلْحَقِّ مُتَفَكِّرًا فِي الْعِلْمِ فَقَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا أَنَّ الْعَيْنَ إذَا صُرِفَتْ إلَى النَّظَرِ فِي الْأَشْيَاءِ فَقَدْ وُضِعَتْ فِي مَوْضِعِهَا أَمَّا إذَا لَمْ يُصْرَفْ إلَى الْعِلْمِ وَلَمْ يُوعَ فِيهِ الْحَقُّ فَقَدْ نَسِيَ رَبَّهُ فَلَمْ يُوضَعْ فِي مَوْضِعٍ بَلْ هُوَ ضَائِعٌ وَلَا يَحْتَاجُ أَنْ نَقُولَ قَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَوْضِعِهِ بَلْ لَمْ يُوضَعْ أَصْلًا. فَإِنَّ مَوْضِعَهُ هُوَ الْحَقُّ وَمَا سِوَى الْحَقِّ بَاطِلٌ فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِي الْحَقِّ لَمْ يَبْقَ إلَّا الْبَاطِلُ وَالْبَاطِلُ لَيْسَ بِشَيْءِ أَصْلًا وَمَا لَيْسَ بِشَيْءِ أَحْرَى أَنْ لَا يَكُونَ مَوْضِعًا. وَالْقَلْبُ هُوَ نَفْسُهُ لَا يَقْبَلُ إلَّا الْحَقَّ. فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ غَيْرَ مَا خُلِقَ لَهُ. {سُنَّةَ اللَّهِ} {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَتْرُوكِ مُخِلٍّ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ فِي أَوْدِيَةِ الْأَفْكَارِ وَأَقْطَارِ الْأَمَانِي لَا يَكُونُ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَكُونُ عَلَيْهَا الْعَيْنُ وَالْأُذُنُ مِنْ الْفَرَاغِ وَالتَّخَلِّي فَقَدْ وُضِعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ لَا مُطْلَقٍ وَلَا مُعَلَّقٍ مَوْضُوعٍ لَا مَوْضِعَ لَهُ. وَهَذَا مِنْ الْعَجَبِ فَسُبْحَانَ رَبِّنَا الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَإِنَّمَا تَنْكَشِفُ لِلْإِنْسَانِ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ إمَّا فِي الدُّنْيَا عِنْدَ الْإِنَابَةِ أَوْ عِنْدَ الْمُنْقَلَبِ إلَى الْآخِرَةِ فَيَرَى سُوءَ الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَكَيْفَ كَانَ قَلْبُهُ ضَالًّا عَنْ الْحَقِّ. هَذَا إذَا صُرِفَ فِي الْبَاطِلِ. فَأَمَّا لَوْ تُرِكَ وَحَالُهُ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا فَارِغًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ خَالِيًا عَنْ كُلِّ فِكْرٍ فَقَدْ كَانَ يَقْبَلُ الْعِلْمَ الَّذِي لَا جَهْلَ فِيهِ وَيَرَى الْحَقَّ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ فَيُؤْمِنُ بِرَبِّهِ وَيُنِيبُ إلَيْهِ. فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ لَا يُحَسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعٍ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وَإِنَّمَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَقِّ فِي غَالِبِ الْحَالِ شُغْلُهُ بِغَيْرِهِ مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا وَمَطَالِبِ الْجَسَدِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالِ كَالْعَيْنِ النَّاظِرَةِ إلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَرَى مَعَ ذَلِكَ الْهِلَالَ أَوْ هُوَ يَمِيلُ إلَيْهِ فَيَصُدُّهُ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ فَيَكُونُ كَالْعَيْنِ الَّتِي فِيهَا قَذًى لَا يُمْكِنُهَا رُؤْيَةَ الْأَشْيَاءِ. ثُمَّ الْهَوَى قَدْ يَعْتَرِضُ لَهُ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ فَيَصُدُّهُ عَنْ النَّظَرِ فِيهِ فَلَا يَتَبَيَّنُ لَهُ الْحَقُّ كَمَا قِيلَ: حُبُّك الشَّيْءَ يُعْمِي وَيَصُمُّ. فَيَبْقَى فِي ظُلْمَةِ الْأَفْكَارِ وَكَثِيرًا مَا يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ كِبْرٍ يَمْنَعُهُ عَنْ أَنْ يَطْلُبَ الْحَقَّ {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ الْهَوَى بَعْدَ أَنْ عَرَفَ الْحَقَّ فَيَجْحَدَهُ وَيُعْرِضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ فِيهِمْ: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثُمَّ الْقَلْبُ لِلْعِلْمِ كَالْإِنَاءِ لِلْمَاءِ وَالْوِعَاءِ لِلْعَسَلِ وَالْوَادِي لِلسَّيْلِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الْآيَةُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا: فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَسَقَى النَّاسُ وَزَرَعُوا. وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً إنَّمَا قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا أُرْسِلْت بِهِ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْت بِهِ} وَفِي حَدِيثِ كميل بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا. وَبَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ: الْقُلُوبُ آنِيَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَأَحَبُّهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَقُّهَا وَأَصْفَاهَا. وَهَذَا مَثَلٌ حَسَنٌ فَإِنَّ الْقَلْبَ إذَا كَانَ رَقِيقًا لَيِّنًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ سَهْلًا يَسِيرًا وَرَسَخَ الْعِلْمُ فِيهِ وَثَبَتَ وَأَثَّرَ وَإِنْ كَانَ قَاسِيًا غَلِيظًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ صَعْبًا عَسِيرًا. وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ زَكِيًّا صَافِيًا سَلِيمًا حَتَّى يَزْكُوَ فِيهِ الْعِلْمُ وَيُثْمِرَ ثَمَرًا طَيِّبًا وَإِلَّا فَلَوْ قَبِلَ الْعِلْمَ وَكَانَ فِيهِ كَدَرٌ وَخَبَثٌ أَفْسَدَ ذَلِكَ الْعِلْمَ وَكَانَ كَالدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ إنْ لَمْ يَمْنَعْ الْحَبَّ مِنْ أَنْ يَنْبُتَ مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يَزْكُوَ وَيَطِيبَ وَهَذَا بَيِّنٌ لِأُولِي الْأَبْصَارِ.
وَ تَلْخِيصُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّهُ إذَا اُسْتُعْمِلَ فِي الْحَقِّ فَلَهُ وَجْهَانِ:وَجْهٌ مُقْبِلٌ عَلَى الْحَقِّ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ: وِعَاءٌ وَإِنَاءٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَسْتَوْجِبُ مَا يُوعَى فِيهِ وَيُوضَعُ فِيهِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ وُجُودٍ وَثُبُوتٍ.
وَوَجْهٌ مُعْرِضٌ عَنْ الْبَاطِلِ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ: زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ وَطَاهِرٌ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الشَّرِّ وَانْتِفَاءِ الْخَبَثِ وَالدَّغَلِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ عَدَمٍ وَنَفْيٍ. وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ إذَا صُرِفَ إلَى الْبَاطِلِ فَلَهُ وَجْهَانِ كَذَلِكَ.
وَجْهُ الْوُجُودِ أَنَّهُ مُنْصَرِفٌ إلَى الْبَاطِلِ مَشْغُولٌ بِهِ.
وَوَجْهُ الْعَدَمِ أَنَّهُ مُعْرِضٌ عَنْ الْحَقِّ غَيْرُ قَابِلٍ لَهُ وَهَذَا يُبَيِّنُ مِنْ الْبَيَانِ وَالْحُسْنِ وَالصِّدْقِ مَا فِي قَوْلِهِ:
إذَا مَا وَضَعْت الْقَلْبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ * * * بِغَيْرِ إنَاءٍ فَهُوَ قَلْبٌ مُضَيِّعُ
فَإِنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ حَالَ مَنْ ضَيَّعَ قَلْبَهُ فَظَلَمَ نَفْسَهُ بِأَنْ اشْتَغَلَ بِالْبَاطِلِ وَمَلَأَ بِهِ قَلْبَهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ لِلْحَقِّ وَلَا سَبِيلَ لَهُ إلَى الْوُلُوجِ فِيهِ ذَكَرَ ذَلِكَ مِنْهُ فَوَصَفَ حَالَ هَذَا الْقَلْبِ بِوَجْهَيْهِ وَنَعَتَهُ بِمَذْهَبَيْهِ فَذَكَرَ أَوَّلًا وَصْفَ الْوُجُودِ مِنْهُ فَقَالَ: إذَا مَا وَضَعْت الْقَلْبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. يَقُولُ إذَا شَغَلْته بِمَا لَمْ يُخْلَقْ لَهُ فَصَرَفْته إلَى الْبَاطِلِ حَتَّى صَارَ مَوْضُوعًا فِيهِ. ثُمَّ الْبَاطِلُ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ:
إحْدَاهُمَا: تَشْغَلُ عَنْ الْحَقِّ وَلَا تُعَانِدُهُ مِثْلَ الْأَفْكَارِ وَالْهُمُومِ الَّتِي فِي عَلَائِقِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالثَّانِيَةُ: تُعَانِدُ الْحَقَّ وَتَصُدُّ عَنْهُ مِثْلَ الْآرَاءِ الْبَاطِلَةِ وَالْأَهْوَاءِ الْمُرْدِيَةِ مِنْ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ وَالْبِدَعِ وَشِبْهِ ذَلِكَ بَلْ الْقَلْبُ لَمْ يُخْلَقْ إلَّا لِذِكْرِ اللَّهِ فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَلَيْسَ مَوْضِعًا لَهُ. ثُمَّ ذَكَرَ " ثَانِيًا " وَصْفَ الْعَدَمِ فِيهِ فَقَالَ بِغَيْرِ إنَاءٍ ثُمَّ يَقُولُ: إذَا وَضَعْته بِغَيْرِ إنَاءٍ ضَيَّعْته وَلَا إنَاءَ مَعَك كَمَا تَقُولُ حَضَرْت الْمَجْلِسَ بِلَا مَحْبَرَةٍ فَالْكَلِمَةُ حَالٌ مِنْ الْوَاضِعِ. لَا مِنْ الْمَوْضُوعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَبَيَانُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ يَقُولُ إذَا مَا وَضَعْت قَلْبَك فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَقَدْ شُغِلَ بِالْبَاطِلِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَك إنَاءٌ يُوضَعُ فِيهِ الْحَقُّ وَيَنْزِلُ إلَيْهِ الذِّكْرُ وَالْعِلْمُ الَّذِي هُوَ حَقُّ الْقَلْبِ فَقَلْبُك إذًا مُضَيَّعٌ ضَيَّعْته مِنْ وَجْهَيْ التَّضْيِيعِ وَإِنْ كَانَا مُتَّحِدَيْنِ مِنْ جِهَةِ أَنَّك وَضَعْته فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَمِنْ جِهَةِ أَنَّهُ لَا إنَاءَ مَعَك يَكُونُ وِعَاءً لِلْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُعْطَاهُ؛ كَمَا لَوْ قِيلَ لِمَلِكِ قَدْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهْوِ: إذَا اشْتَغَلَ بِغَيْرِ الْمَمْلَكَةِ وَلَيْسَ فِي الْمَمْلَكَةِ مَنْ يُدَبِّرُهَا فَهُوَ مَلِكٌ ضَائِعٌ لَكِنَّ الْإِنَاءَ هُنَا هُوَ الْقَلْبُ بِعَيْنِهِ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَلْبَ لَا يَنُوبُ عَنْهُ غَيْرُهُ فِيمَا يَجِبُ أَنْ يُوضَعَ فِيهِ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
وَإِنَّمَا خَرَجَ الْكَلَامُ فِي صُورَةِ اثْنَيْنِ بِذِكْرِ نَعْتَيْنِ لِشَيْءِ وَاحِدٍ. كَمَا جَاءَ نَحْوُهُ فِي قَوْله تَعَالَى {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} {مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} قَالَ قتادة وَالرَّبِيعُ: هُوَ الْقُرْآنُ: فَرَّقَ فِيهِ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهَذَا لِأَنَّ الشَّيْءَ الْوَاحِدَ إذَا كَانَ لَهُ وَصْفَانِ كَبِيرَانِ فَهُوَ مَعَ وَصْفٍ وَاحِدٍ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَمَعَ الْوَصْفَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الِاثْنَيْنِ حَتَّى لَوْ كَثُرَتْ صِفَاتُهُ لَتَنَزَّلَ مَنْزِلَةَ أَشْخَاصٍ. أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يُحْسِنُ الْحِسَابَ وَالطِّبَّ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ حَاسِبٍ وَطَبِيبٍ وَالرَّجُلُ الَّذِي يُحْسِنُ النِّجَارَةَ وَالْبِنَاءَ بِمَنْزِلَةِ نَجَّارٍ وَبَنَّاءٍ. وَالْقَلْبُ لَمَّا كَانَ يَقْبَلُ الذِّكْرَ وَالْعِلْمَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْإِنَاءِ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الْمَاءُ وَإِنَّمَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْإِنَاءَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ أَسْمَاءِ الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ رَقِيقًا وَصَافِيًا وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ الْمُسْتَطْعِمُ الْمُسْتَعْطِي فِي مَنْزِلَةِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ. وَلَمَّا كَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ الْبَاطِلِ فَهُوَ زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ فَكَأَنَّهُ اثْنَانِ. وَلِيَتَبَيَّنَ فِي الصُّورَةِ أَنَّ الْإِنَاءَ غَيْرُ الْقَلْبِ فَهُوَ يَقُولُ: إذَا وَضَعْت قَلْبَك فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَهُوَ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الذِّكْرُ وَالْعِلْمُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَك إنَاءٌ يُوضَعُ فِيهِ الْمَطْلُوبُ فَمِثْلُك مِثْلُ رَجُلٍ بَلَغَهُ أَنَّ غَنِيًّا يُفَرِّقُ عَلَى النَّاسِ طَعَامًا وَكَانَ لَهُ زُبْدِيَّةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْ سُكْرُجَةٌ فَتَرَكَهَا ثُمَّ أَقْبَلَ يَطْلُبُ طَعَامًا فَقِيلَ لَهُ: هَاتِ إنَاءً نُعْطِيَك طَعَامًا فَأَمَّا إذَا أَتَيْت وَقَدْ وَضَعْت زُبْدِيَّتَك - مَثَلًا - فِي الْبَيْتِ وَلَيْسَ مَعَك إنَاءٌ نُعْطِيك فَلَا تَأْخُذْ شَيْئًا فَرَجَعْت بِخُفَّيْ حنين. وَإِذَا تَأَمَّلَ مَنْ لَهُ بَصِيرَةٌ بِأَسَالِيبِ الْبَيَانِ وَتَصَارِيفِ اللِّسَانِ وَجَدَ مَوْقِعَ هَذَا الْكَلَامِ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ وَالْحِكْمَةِ كِلَيْهِمَا مَوْقِعًا حَسَنًا بَلِيغًا فَإِنَّ نَقِيضَ هَذِهِ الْحَالِ الْمَذْكُورَةِ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُقْبِلًا عَلَى الْحَقِّ وَالْعِلْمِ وَالذِّكْرِ مُعْرِضًا عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ وَتِلْكَ هِيَ الْحَنِيفِيَّةُ مِلَّةُ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ الْحَنَفَ هُوَ إقْبَالُ الْقَدَمِ وَمَيْلُهَا إلَى أُخْتِهَا فَالْحَنَفُ الْمَيْلُ عَنْ الشَّيْءِ بِالْإِقْبَالِ عَلَى آخَرَ؛ فَالدِّينُ الْحَنِيفُ هُوَ الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ. وَهُوَ الْإِخْلَاصُ الَّذِي تَرْجَمَتْهُ كَلِمَةُ الْحَقِّ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. وَهَذَا آخِرُ مَا حَضَرَ فِي هَذَا الْوَقْتِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ.
مسألة: هل العلم و العقل يقبلان الزيادة و النقصان؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 722)
ظَاهِرُ مَذْهَبِ أَحْمَد وَهُوَ أَصَحُّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَقَوْلُ أَكْثَرِ أَصْحَابِهِ - أَنَّ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ وَنَحْوَهُمَا يَقْبَلُ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ بَلْ وَكَذَلِكَ الصِّفَاتُ الَّتِي تَقُومُ بِغَيْرِ الْحَيِّ: كَالْأَلْوَانِ وَالطُّعُومِ وَالْأَرْوَاحِ. فَنَقُولُ أَوَّلًا الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ هِيَ الَّتِي يَجِبُ وُقُوعُ الْفِعْلِ مَعَهَا إذَا كَانَتْ الْقُدْرَةُ حَاصِلَةً فَإِنَّهُ مَتَى وُجِدَتْ الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ مَعَ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ وَجَبَ وُجُودُ الْفِعْلِ لِكَمَالِ وُجُودِ الْمُقْتَضِي السَّالِمِ عَنْ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ وَمَتَى وُجِدَتْ الْإِرَادَةُ وَالْقُدْرَةُ التَّامَّةُ وَلَمْ يَقَعْ الْفِعْلُ لَمْ تَكُنْ الْإِرَادَةُ جَازِمَةً وَهُوَ إرَادَاتُ الْخَلْقِ لِمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَفْعَالِ وَلَمْ يَفْعَلُوهُ وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْإِرَادَاتُ مُتَفَاوِتَةً فِي الْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ تَفَاوُتًا كَثِيرًا؛ لَكِنْ حَيْثُ لَمْ يَقَعْ الْفِعْلُ الْمُرَادُ مَعَ وُجُودِ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ فَلَيْسَتْ الْإِرَادَةُ جَازِمَةً جَزْمًا تَامًّا. وَهَذِهِ " الْمَسْأَلَةُ " إنَّمَا كَثُرَ فِيهَا النِّزَاعُ؛ لِأَنَّهُمْ قَدَّرُوا إرَادَةً جَازِمَةً لِلْفِعْلِ لَا يَقْتَرِنُ بِهَا شَيْءٌ مِنْ الْفِعْلِ وَهَذَا لَا يَكُونُ. وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْعَزْمِ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ فَقَدْ يَعْزِمُ عَلَى الْفِعْلِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مَنْ لَا يَفْعَلُ مِنْهُ شَيْئًا فِي الْحَالِ وَالْعَزْمُ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَا يَكْفِي فِي وُجُودِ الْفِعْلِ بَلْ لَا بُدَّ عِنْدَ وُجُودِهِ مِنْ حُدُوثِ تَمَامِ الْإِرَادَةِ الْمُسْتَلْزِمَةِ لِلْفِعْلِ وَهَذِهِ هِيَ الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ.
أيهما أفضل العلم أو العقل؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 305)
سُئِلَ الشَّيْخُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
أَيُّمَا أَفْضَلُ: الْعِلْمُ، أَوْ العقل؟
فَأَجَابَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنْ أُرِيدَ بِالْعِلْمِ عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ الْكِتَابُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ عَقْلِ الْإِنْسَانِ؛ لِأَنَّ هَذَا صِفَةُ الْخَالِقِ: وَالْعَقْلُ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ وَصِفَةُ الْخَالِقِ أَفْضَلُ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِ. وَإِنْ أُرِيدَ بِالْعَقْلِ أَنْ يَعْقِلَ الْعَبْدُ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ فَيَفْعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ وَيَتْرُكَ مَا نُهِيَ عَنْهُ فَهَذَا الْعَقْلُ يَدْخُلُ صَاحِبُهُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْعِلْمِ الَّذِي لَا يَدْخُلُ صَاحِبُهُ بِهِ الْجَنَّةَ. كَمَنْ يَعْلَمُ وَلَا يَعْمَلُ. وَإِنْ أُرِيدَ الْعَقْلُ الْغَرِيزَةُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي الْعَبْدِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ فَاَلَّذِي يَحْصُلُ بِهِ أَفْضَلُ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ هُوَ الْمَقْصُودُ بِهِ وَغَرِيزَةُ الْعَقْلِ وَسِيلَةٌ إلَيْهِ. وَالْمَقَاصِدُ أَفْضَلُ مِنْ وَسَائِلِهَا. وَإِنْ أُرِيدَ بِالْعَقْلِ الْعُلُومُ الَّتِي تَحْصُلُ بِالْغَرِيزَةِ فَهَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ فَلَا يُقَالُ: أَيُّمَا أَفْضَلُ الْعِلْمُ أَوْ الْعَقْلُ وَلَكِنْ يُقَالُ أَيُّمَا أَفْضَلُ هَذَا الْعِلْمُ أَوْ هَذَا الْعِلْمُ فَالْعُلُومُ بَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ فَالْعِلْمُ بِاَللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ الْعِلْمِ بِخَلْقِهِ وَلِهَذَا كَانَتْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ أَفْضَلَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهَا صِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى. وَكَانَتْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ " ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ ": ثُلُثٌ تَوْحِيدٌ وَثُلُثٌ قَصَصٌ وَثُلُثٌ أَمْرٌ وَنَهْيٌ. وَثُلُثُ التَّوْحِيدِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ. وَالْجَوَابُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةِ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ التَّفْصِيلِ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الِاسْمَيْنِ يَحْتَمِلُ مَعَانٍ كَثِيرَةً فَلَا يَجُوزُ إطْلَاقُ الْجَوَابِ بِلَا تَفْصِيلٍ وَلِهَذَا كَثُرَ النِّزَاعُ فِيهَا لِمَنْ لَمْ يَفْصِلْ وَمَنْ فَصَلَ الْجَوَابَ فَقَدْ أَصَابَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة ما هي الفطرة التي فطر عليها الناس و لماذا يخالفونها أحياناً؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 30)
الْأَسْبَابُ الْعَارِضَةُ لِغَلَطِ الْحِسِّ الْبَاطِنِ أَوْ الظَّاهِرِ وَالْعَقْلِ: بِمَنْزِلَةِ الْمَرَضِ الْعَارِضِ لِحَرَكَةِ الْبَدَنِ وَالنَّفْسِ وَالْأَصْلُ هُوَ الصِّحَّةُ فِي الْإِدْرَاكِ وَفِي الْحَرَكَةِ. فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبَادَهُ عَلَى الْفِطْرَةِ. وَهَذِهِ الْأُمُورُ يُعْلَمُ الْغَلَطُ فِيهَا بِأَسْبَابِهَا الْخَاصَّةِ؛ كَالْمُرَّةِ الصَّفْرَاءِ الْعَارِضَةِ لِلطَّعْمِ وَكَالْحَوَلِ فِي الْعَيْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَإِلَّا فَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ عَلَى مَا يَجْزِمُ بِهِ وَجَدَ أَكْثَرَ النَّاسِ الَّذِينَ يَجْزِمُونَ بِمَا لَا يُجْزَمُ بِهِ إنَّمَا جَزْمُهُمْ لِنَوْعِ مِنْ الْهَوَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} وَقَالَ: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}. وَلِهَذَا تَجِدُ الْيَهُودَ يُصَمِّمُونَ وَيُصِرُّونَ عَلَى بَاطِلِهِمْ لِمَا فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ الْكِبْرِ وَالْحَسَدِ وَالْقَسْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَهْوَاءِ. وَأَمَّا النَّصَارَى فَأَعْظَمُ ضَلَالًا مِنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي الْعَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ أَقَلَّ مِنْهُمْ شَرًّا فَلَيْسُوا جَازِمِينَ بِغَالِبِ ضَلَالِهِمْ بَلْ عِنْدَ الِاعْتِبَارِ تَجِدُ مَنْ تَرَكَ الْهَوَى مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ وَنَظَرَ نَوْعَ نَظَرٍ تَبَيَّنَ لَهُ الْإِسْلَامُ حَقًّا.
مسألة ما الفرق بين فطرة الإسلام و فطرة الخلق؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 245)
سُئِلَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} مَا مَعْنَاهُ؟: أَرَادَ فِطْرَةَ الْخَلْقِ أَمْ فِطْرَةَ الْإِسْلَامِ؟. وَفِي قَوْلِهِ: {الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ} الْحَدِيثَ. هَلْ ذَلِكَ خَاصٌّ أَوْ عَامٌّ. وَفِي الْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ هَلْ يُحْيِيهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ} فَالصَّوَابُ أَنَّهَا فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا وَهِيَ فِطْرَةُ الْإِسْلَامِ وَهِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَهُمْ عَلَيْهَا يَوْمَ قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}. وَهِيَ السَّلَامَةُ مِنْ الِاعْتِقَادَاتِ الْبَاطِلَةِ وَالْقَبُولُ لِلْعَقَائِدِ الصَّحِيحَةِ. فَإِنَّ حَقِيقَةَ " الْإِسْلَامِ " أَنْ يَسْتَسْلِمَ لِلَّهِ؛ لَا لِغَيْرِهِ وَهُوَ مَعْنَى لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَقَدْ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ ذَلِكَ فَقَالَ: {كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟} بَيَّنَ أَنَّ سَلَامَةَ الْقَلْبِ مِنْ النَّقْصِ كَسَلَامَةِ الْبَدَنِ وَأَنَّ الْعَيْبَ حَادِثٌ طَارِئٌ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يُرْوَى عَنْ اللَّهِ: {إنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاءَ فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ وَحَرَّمَتْ
عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْت لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}. وَلِهَذَا ذَهَبَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ: إلَى أَنَّ الطِّفْلَ مَتَى مَاتَ أَحَدُ أَبَوَيْهِ الْكَافِرَيْنِ حُكِمَ بِإِسْلَامِهِ؛ لِزَوَالِ الْمُوجِبِ لِلتَّغْيِيرِ عَنْ أَصْلِ الْفِطْرَةِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ؛ وَعَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَعَنْهُمَا: أَنَّهُمْ قَالُوا " يُولَدُ عَلَى مَا فُطِرَ عَلَيْهِ مِنْ شَقَاوَةٍ وَسَعَادَةٍ " وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُنَافِي الْأَوَّلَ فَإِنَّ الطِّفْلَ يُولَدُ سَلِيمًا وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ سَيَكْفُرُ فَلَا بُدَّ أَنْ يَصِيرَ إلَى مَا سَبَقَ لَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ كَمَا تُولَدُ الْبَهِيمَةُ جَمْعَاءَ وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهَا سَتُجْدَعُ. وَهَذَا مَعْنَى مَا جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ: طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا؛ وَلَوْ تُرِكَ لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} يَعْنِي طَبَعَهُ اللَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَيْ كَتَبَهُ وَأَثْبَتَهُ كَافِرًا؛ أَيْ أَنَّهُ إنْ عَاشَ كَفَرَ بِالْفِعْلِ. وَلِهَذَا {لَمَّا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ يَمُوتُ مِنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ صَغِيرٌ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ} أَيْ اللَّهُ يَعْلَمُ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْهُمْ وَمَنْ يَكْفُرُ لَوْ بَلَغُوا. ثُمَّ إنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ إسْنَادُهُ مُقَارِبٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " {إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْتَحِنُهُمْ وَيَبْعَثُ إلَيْهِمْ رَسُولًا فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ أَجَابَهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ} فَهُنَالِكَ يَظْهَرُ فِيهِمْ مَا عَلِمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَيَجْزِيهِمْ عَلَى مَا ظَهَرَ مِنْ الْعِلْمِ وَهُوَ إيمَانُهُمْ وَكُفْرُهُمْ؛ لَا عَلَى مُجَرَّدِ الْعِلْمِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا أَجْوَدُ مَا قِيلَ فِي أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ وَعَلَيْهِ تَتَنَزَّلُ جَمِيعُ الْأَحَادِيثِ. وَمَثَلُ الْفِطْرَةِ مَعَ الْحَقِّ: مَثَلُ ضَوْءِ الْعَيْنِ مَعَ الشَّمْسِ وَكُلُّ ذِي عَيْنٍ لَوْ تُرِكَ بِغَيْرِ حِجَابٍ لَرَأَى الشَّمْسَ وَالِاعْتِقَادَاتِ الْبَاطِلَةَ الْعَارِضَةَ مَنْ تَهَوَّدَ وَتَنَصَّرَ وَتَمَجَّسَ: مَثَلُ حِجَابٍ يَحُولُ بَيْنَ الْبَصَرِ وَرُؤْيَةِ الشَّمْسِ. وَكَذَلِكَ أَيْضًا كُلُّ ذِي حِسٍّ سَلِيمٍ يُحِبُّ الْحُلْوَ إلَّا أَنْ يَعْرِضَ فِي الطَّبِيعَةِ فَسَادٌ يُحَرِّفُهُ حَتَّى يُجْعَلَ الْحُلْوُ فِي فَمِهِ مُرًّا. وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمْ مَوْلُودِينَ عَلَى الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونُوا حِينَ الْوِلَادَةِ مُعْتَقِدِينَ لِلْإِسْلَامِ بِالْفِعْلِ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا لَا نَعْلَمُ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلَامَةُ الْقَلْبِ وَقَبُولُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلْحَقِّ: الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ بِحَيْثُ لَوْ تُرِكَ مِنْ غَيْرِ مُغَيِّرٍ لَمَا كَانَ إلَّا مُسْلِمًا. وَهَذِهِ الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي تَقْتَضِي بِذَاتِهَا الْإِسْلَامَ مَا لَمْ يَمْنَعْهَا مَانِعٌ: هِيَ فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ: فَقَدْ صَحَّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ - {إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُبْعَثُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيُقَالُ: اُكْتُبْ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ. ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ}. وَهَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ - بِعِلْمِهِ الَّذِي هُوَ صِفَةٌ لَهُ - الشَّقِيَّ مِنْ عِبَادِهِ وَالسَّعِيدَ وَكَتَبَ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَيَأْمُرُ الْمَلَكَ أَنْ يَكْتُبَ حَالَ كُلِّ مَوْلُودٍ مَا بَيْنَ خَلْقِ جَسَدِهِ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ إلَى كُتُبٍ أُخَرَ يَكْتُبُهَا اللَّهُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهَا. وَمَنْ أَنْكَرَ الْعِلْمَ الْقَدِيمَ فِي ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ.
وَأَمَّا الْبَهَائِمُ فَجَمِيعُهَا يَحْشُرُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} وَحَرْفُ (إذَا إنَّمَا يَكُونُ لِمَا يَأْتِي لَا مَحَالَةَ. وَالْأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْشُرُ الْبَهَائِمَ وَيَقْتَصُّ لِبَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ يَقُولُ لَهَا: كُونِي تُرَابًا. فَتَصِيرُ تُرَابًا. فَيَقُولُ الْكَافِرُ حِينَئِذٍ {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} وَمَنْ قَالَ إنَّهَا لَا تَحْيَا فَهُوَ مُخْطِئٌ فِي ذَلِكَ أَقْبَحَ خَطَأٍ؛ بَلْ هُوَ ضَالٌّ أَوْ كَافِرٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ -::
(يُتْبَعُ)
(/)
{كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ فَطَرَ الْقُلُوبَ عَلَى أَنْ لَيْسَ فِي مَحْبُوبَاتِهَا وَمُرَادَاتِهَا مَا تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَتَنْتَهِي إلَيْهِ إلَّا اللَّهُ؛ وَإِلَّا فَكُلَّمَا أَحَبَّهُ الْمُحِبُّ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّ قَلْبَهُ يَطْلُبُ سِوَاهُ وَيُحِبُّ أَمْرًا غَيْرَهُ يتألهه وَيَصْمُدُ إلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَيَرَى مَا يُشْبِهُهُ مِنْ أَجْنَاسِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
مسألة هل يمكن أن تزول فطرة الإسلام أو يذهل عنها الإنسان؟
مجموع الفتاوى - (ج 16 / ص 344)
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْكَرُوا مَحَبَّتَهُ هُمْ الَّذِينَ قَالُوا: مَعْرِفَتُهُ لَا تَحْصُلُ إلَّا بِالنَّظَرِ فَأَنْكَرُوا مَا فِي فِطَرِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ مِنْ مَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ. ثُمَّ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الْإِنْكَارُ سَبَبًا إلَى امْتِنَاعِ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ فِي نُفُوسِهِمْ وَقَدْ يَزُولُ عَنْ قَلْبِ أَحَدِهِمْ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالْمَحَبَّةِ فَإِنَّ الْفِطْرَةَ قَدْ تَفْسُدُ فَقَدْ تَزُولُ وَقَدْ تَكُونُ مَوْجُودَةً وَلَا تُرَى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} {مُنِيبِينَ إلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ}. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}.
مسألة متى يحصل ذلك؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 312)
إِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ عَاقِلًا لِلْحَقِّ مُتَفَكِّرًا فِي الْعِلْمِ فَقَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا أَنَّ الْعَيْنَ إذَا صُرِفَتْ إلَى النَّظَرِ فِي الْأَشْيَاءِ فَقَدْ وُضِعَتْ فِي مَوْضِعِهَا أَمَّا إذَا لَمْ يُصْرَفْ إلَى الْعِلْمِ وَلَمْ يُوعَ فِيهِ الْحَقُّ فَقَدْ نَسِيَ رَبَّهُ فَلَمْ يُوضَعْ فِي مَوْضِعٍ بَلْ هُوَ ضَائِعٌ وَلَا يَحْتَاجُ أَنْ نَقُولَ قَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَوْضِعِهِ بَلْ لَمْ يُوضَعْ أَصْلًا. فَإِنَّ مَوْضِعَهُ هُوَ الْحَقُّ وَمَا سِوَى الْحَقِّ بَاطِلٌ فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِي الْحَقِّ لَمْ يَبْقَ إلَّا الْبَاطِلُ وَالْبَاطِلُ لَيْسَ بِشَيْءِ أَصْلًا وَمَا لَيْسَ بِشَيْءِ أَحْرَى أَنْ لَا يَكُونَ مَوْضِعًا. وَالْقَلْبُ هُوَ نَفْسُهُ لَا يَقْبَلُ إلَّا الْحَقَّ. فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ غَيْرَ مَا خُلِقَ لَهُ. {سُنَّةَ اللَّهِ} {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَتْرُوكِ مُخِلٍّ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ فِي أَوْدِيَةِ الْأَفْكَارِ وَأَقْطَارِ الْأَمَانِي لَا يَكُونُ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَكُونُ عَلَيْهَا الْعَيْنُ وَالْأُذُنُ مِنْ الْفَرَاغِ وَالتَّخَلِّي فَقَدْ وُضِعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ لَا مُطْلَقٍ وَلَا مُعَلَّقٍ مَوْضُوعٍ لَا مَوْضِعَ لَهُ. وَهَذَا مِنْ الْعَجَبِ فَسُبْحَانَ رَبِّنَا الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَإِنَّمَا تَنْكَشِفُ لِلْإِنْسَانِ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ إمَّا فِي الدُّنْيَا عِنْدَ الْإِنَابَةِ أَوْ عِنْدَ الْمُنْقَلَبِ إلَى الْآخِرَةِ فَيَرَى سُوءَ الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَكَيْفَ كَانَ قَلْبُهُ ضَالًّا عَنْ الْحَقِّ. هَذَا إذَا صُرِفَ فِي الْبَاطِلِ. فَأَمَّا لَوْ تُرِكَ وَحَالُهُ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَارِغًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ خَالِيًا عَنْ كُلِّ فِكْرٍ فَقَدْ كَانَ يَقْبَلُ الْعِلْمَ الَّذِي لَا جَهْلَ فِيهِ وَيَرَى الْحَقَّ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ فَيُؤْمِنُ بِرَبِّهِ وَيُنِيبُ إلَيْهِ. فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ لَا يُحَسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعٍ
{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وَإِنَّمَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَقِّ فِي غَالِبِ الْحَالِ شُغْلُهُ بِغَيْرِهِ مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا وَمَطَالِبِ الْجَسَدِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالِ كَالْعَيْنِ النَّاظِرَةِ إلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَرَى مَعَ ذَلِكَ الْهِلَالَ أَوْ هُوَ يَمِيلُ إلَيْهِ فَيَصُدُّهُ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ فَيَكُونُ كَالْعَيْنِ الَّتِي فِيهَا قَذًى لَا يُمْكِنُهَا رُؤْيَةَ الْأَشْيَاءِ. ثُمَّ الْهَوَى قَدْ يَعْتَرِضُ لَهُ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ فَيَصُدُّهُ عَنْ النَّظَرِ فِيهِ فَلَا يَتَبَيَّنُ لَهُ الْحَقُّ كَمَا قِيلَ: حُبُّك الشَّيْءَ يُعْمِي وَيَصُمُّ. فَيَبْقَى فِي ظُلْمَةِ الْأَفْكَارِ وَكَثِيرًا مَا يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ كِبْرٍ يَمْنَعُهُ عَنْ أَنْ يَطْلُبَ الْحَقَّ {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ الْهَوَى بَعْدَ أَنْ عَرَفَ الْحَقَّ فَيَجْحَدَهُ وَيُعْرِضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ فِيهِمْ: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}.
مسألة هل فساد الفطرة مرض؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 135)
فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ؛ فَإِذَا تُرِكَتْ الْفِطْرَةُ بِلَا فَسَادٍ كَانَ الْقَلْبُ عَارِفًا بِاَللَّهِ مُحِبًّا لَهُ عَابِدًا لَهُ وَحْدَهُ لَكِنْ تَفْسُدُ فِطْرَتُهُ مِنْ مَرَضِهِ كَأَبَوَيْهِ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُغَيِّرُ فِطْرَتَهُ الَّتِي فَطَرَهُ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ - كَمَا يُغَيَّرُ الْبَدَنُ بِالْجَدْعِ - ثُمَّ قَدْ يَعُودُ إلَى الْفِطْرَةِ إذَا يَسَّرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا مَنْ يَسْعَى فِي إعَادَتِهَا إلَى الْفِطْرَةِ. وَالرُّسُلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ بُعِثُوا لِتَقْرِيرِ الْفِطْرَةِ وَتَكْمِيلِهَا لَا لِتَغْيِيرِ الْفِطْرَةِ وَتَحْوِيلِهَا وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مُحِبًّا لِلَّهِ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ لَمْ يُبْتَلَ بِحُبِّ غَيْرِهِ أَصْلًا، فَضْلًا أَنْ يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ. وَحَيْثُ اُبْتُلِيَ بِالْعِشْقِ فَلِنَقْصِ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَحْدَهُ. وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ يُوسُفُ مُحِبًّا لِلَّهِ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ لَمْ يُبْتَلَ بِذَلِكَ بَلْ قَالَ تَعَالَى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}. وَأَمَّا امْرَأَةُ الْعَزِيزِ فَكَانَتْ مُشْرِكَةً هِيَ وَقَوْمُهَا فَلِهَذَا اُبْتُلِيَتْ بِالْعِشْقِ وَمَا يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ أَحَدٌ إلَّا لِنَقْصِ تَوْحِيدِهِ وَإِيمَانِهِ وَإِلَّا فَالْقَلْبُ الْمُنِيبُ إلَى اللَّهِ الْخَائِفُ مِنْهُ فِيهِ صَارِفَانِ يَصْرِفَانِ عَنْ الْعِشْقِ: (أَحَدُهُمَا إنَابَتُهُ إلَى اللَّهِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ أَلَذُّ وَأَطْيَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا تَبْقَى مَعَ مَحَبَّةِ اللَّهِ مَحَبَّةُ مَخْلُوقٍ تُزَاحِمُهُ.
كيف تجتمع فطرة الإسلام مع فطرة الخلق بالشقاوة؟ فكيف يولد الإنسان على فطرة الإسلام و مع هذا يكون مكتوباً عليه الشقاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 395)
نَقُولُ: الْجَبْرُ الْمَنْفِيُّ هُوَ الْأَوَّلُ كَمَا فَسَّرْنَاهُ وَأَمَّا إثْبَاتُ الْقِسْمِ الثَّانِي فَلَا رَيْبَ فِيهِ عِنْدَ أَهْلِ الِاسْتِنَانِ وَالْآثَارِ وَأُولِي الْأَلْبَابِ وَالْأَبْصَارِ لَكِنْ لَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْجَبْرِ خَشْيَةَ الِالْتِبَاسِ بِالْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَفِرَارًا مِنْ تَبَادُرِ الْأَفْهَامِ إلَيْهِ وَرُبَّمَا سُمِّيَ جَبْرًا إذَا أَمِنَ مِنْ اللَّبْسِ وَعُلِمَ الْقَصْدُ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّعَاءِ الْمَشْهُورِ عَنْهُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّاتِ وَبَارِيَ الْمَسْمُوكَاتِ جَبَّارَ الْقُلُوبِ عَلَى فِطْرَاتِهَا شَقَاهَا أَوْ سَعْدِهَا. فَبَيَّنَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَبَرَ الْقُلُوبَ عَلَى مَا فَطَرَهَا عَلَيْهِ: مِنْ شَقَاوَةٍ أَوْ سَعَادَةٍ وَهَذِهِ الْفِطْرَةُ الثَّانِيَةُ لَيْسَتْ الْفِطْرَةُ الْأُولَى وَبِكِلَا الْفِطْرَتَيْنِ فُسِّرَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} وَتَفْسِيرُهُ بِالْأُولَى وَاضِحٌ قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القرظي - وَهُوَ مِنْ أَفَاضِلِ تَابِعِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَعْيَانِهِمْ وَرُبَّمَا فُضِّلَ عَلَى أَكْثَرِهِمْ - فِي قَوْلِهِ {الْجَبَّارُ} قَالَ جَبَرَ الْعِبَادَ عَلَى مَا أَرَادَ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ وَشَهَادَةُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ وَرُؤْيَةُ أَهْلِ الْبَصَائِرِ وَالِاسْتِدْلَالِ التَّامِّ لِتَقْلِيبِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قُلُوبَ الْعِبَادِ وَتَصْرِيفِهِ إيَّاهَا وَإِلْهَامِهِ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا وَتَنْزِيلِ الْقَضَاءِ النَّافِذِ مِنْ عِنْدِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ فِي أَدْنَى مِنْ لَمْحِ الْبَصَرِ عَلَى قُلُوبِ الْعَالَمِينَ حَتَّى تَتَحَرَّكَ الْجَوَارِحُ بِمَا قُضِيَ لَهَا وَعَلَيْهَا بَيَّنَ غَايَةَ الْبَيَانِ إلَّا لِمَنْ أَعْمَى اللَّهُ بَصَرَهُ وَقَلْبَهُ.
ما الرد على من أنكر فطرة الإسلام لفطرة الخلق؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 243)
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
رَدًّا لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: كُلُّ مَوْلُودٍ عَلَى مَا سَبَقَ لَهُ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ سَائِرٌ إلَيْهِ:
مَعْلُومٌ أَنَّ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ؛ فَجَمِيعُ الْبَهَائِمِ هِيَ مَوْلُودَةٌ عَلَى مَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ لَهَا؛ وَحِينَئِذٍ فَيَكُونُ كُلُّ مَخْلُوقٍ مَخْلُوقًا عَلَى الْفِطْرَةِ. وَأَيْضًا: فَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ {فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ} مَعْنًى: فَإِنَّهُمَا فَعَلَا بِهِ مَا هُوَ الْفِطْرَةُ الَّتِي وُلِدَ عَلَيْهَا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ التَّهْوِيدِ وَالتَّنْصِيرِ. ثُمَّ قَالَ: فَتَمْثِيلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَهِيمَةِ الَّتِي وَلَدَتْ جَمْعَاءَ؛ ثُمَّ جُدِعَتْ: يُبَيِّنُ أَنَّ أَبَوَيْهِ غَيَّرَا مَا وُلِدَ عَلَيْهِ. ثُمَّ يُقَالُ: وَقَوْلُكُمْ خُلِقُوا خَالِينَ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِنْكَارِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ الْفِطْرَةُ تَقْتَضِي وَاحِدًا مِنْهُمَا؛ بَلْ يَكُونُ الْقَلْبُ كَاللَّوْحِ الَّذِي يَقْبَلُ كِتَابَةَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَلَيْسَ هُوَ لِأَحَدِهِمَا أَقْبَلَ مِنْهُ لِلْآخَرِ فَهَذَا قَوْلٌ فَاسِدٌ جِدًّا.
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 244)
(يُتْبَعُ)
(/)
فَحِينَئِذٍ لَا فَرْقَ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْفِطْرَةِ بَيْنَ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِنْكَارِ وَالتَّهْوِيدِ وَالتَّنْصِيرِ وَالْإِسْلَامِ؛ وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِحَسَبِ الْأَسْبَابِ فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: فَأَبَوَاهُ يُسَلِّمَانِهِ وَيُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ؛ فَلَمَّا ذَكَرَ أَنَّ أَبَوَيْهِ يُكَفِّرَانِهِ وَذَكَرَ الْمِلَلَ الْفَاسِدَةَ دُونَ الْإِسْلَامِ: عُلِمَ أَنَّ حُكْمَهُ فِي حُصُولِ سَبَبٍ مُفَصَّلٍ غَيْرِ حُكْمِ الْكُفْرِ. ثُمَّ قَالَ: فَفِي الْجُمْلَةِ كُلُّ مَا كَانَ قَابِلًا لِلْمَدْحِ وَالذَّمِّ عَلَى السَّوَاءِ لَا يَسْتَحِقُّ مَدْحًا وَلَا ذَمًّا وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}. وَأَيْضًا: فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَهَا بِالْبَهِيمَةِ الْمُجْتَمِعَةِ الْخَلْقِ وَشَبَّهَ مَا يَطْرَأُ عَلَيْهَا مِنْ الْكُفْرِ بِجَدْعِ الْأَنْفِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ كَمَالَهَا مَحْمُودٌ وَنَقْصَهَا مَذْمُومٌ فَكَيْفَ تَكُونُ قَبْلَ النَّقْصِ لَا مَحْمُودَةً وَلَا مَذْمُومَةً؟ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة على ماذا تدل الفطرة؟
مجموع الفتاوى - (ج 16 / ص 345)
مَعْنَى قَوْلِ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا: {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ} وَرُوِيَ {عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ}. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {إنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاءَ فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْت لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}. فأخبر أَنَّهُ خَلَقَهُمْ حُنَفَاءَ وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ مَعْرِفَةَ الرَّبِّ وَمَحَبَّتَهُ وَتَوْحِيدَهُ. فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ تَضَمَّنَتْهَا الْحَنِيفِيَّةُ وَهِيَ مَعْنَى قَوْلِ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ". فَإِنَّ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي هِيَ {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} فِيهَا إثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَالْإِقْرَارِ بِهِ. وَفِيهَا إثْبَاتُ مَحَبَّتِهِ فَإِنَّ الْإِلَهَ هُوَ الْمَأْلُوهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ مَأْلُوهًا؛ وَهَذَا أَعْظَمُ مَا يَكُونُ مِنْ الْمَحَبَّةِ. وَفِيهَا أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ. فَفِيهَا الْمَعْرِفَةُ وَالْمَحَبَّةُ وَالتَّوْحِيدُ. وَكُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَهِيَ الْحَنِيفِيَّةُ الَّتِي خَلَقَهُمْ عَلَيْهَا. وَلَكِنَّ أَبَوَاهُ يُفْسِدَانِ ذَلِكَ فَيُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ وَيُشْرِكَانِهِ.
كَذَلِكَ يُجَهِّمَانِهِ فَيَجْعَلَانِهِ مُنْكِرًا لِمَا فِي قَلْبِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَمَحَبَّتِهِ وَتَوْحِيدِهِ. ثُمَّ الْمَعْرِفَةُ يَطْلُبُهَا بِالدَّلِيلِ وَالْمَحَبَّةُ يُنْكِرُهَا بِالْكُلِّيَّةِ. وَالتَّوْحِيدُ الْمُتَضَمِّنُ لِلْمَحَبَّةِ يُنْكِرُهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ وَإِنَّمَا ثَبَتَ تَوْحِيدُ الْخَلْقِ وَالْمُشْرِكُونَ كَانُوا يُقِرُّونَ بِهَذَا التَّوْحِيدِ وَهَذَا الشِّرْكُ. فَهُمَا يُشْرِكَانِهِ وَيُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَأَقْوَالُ النَّاسِ فِيهِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
مسألة كيف يولدون على الفطرة و هم خرجوا من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 247)
لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمْ مَوْلُودِينَ عَلَى الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونُوا حِينَ الْوِلَادَةِ مُعْتَقِدِينَ لِلْإِسْلَامِ بِالْفِعْلِ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا لَا نَعْلَمُ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلَامَةُ الْقَلْبِ وَقَبُولُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلْحَقِّ: الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ بِحَيْثُ لَوْ تُرِكَ مِنْ غَيْرِ مُغَيِّرٍ لَمَا كَانَ إلَّا مُسْلِمًا. وَهَذِهِ الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي تَقْتَضِي بِذَاتِهَا الْإِسْلَامَ مَا لَمْ يَمْنَعْهَا مَانِعٌ: هِيَ فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
مسألة: إذا كانت الفطرة أصل الخير في الإنسان فما أصل الشر؟
مجموع الفتاوى - (ج 14 / ص 289)
الْغَفْلَةُ وَالشَّهْوَةُ أَصْلُ الشَّرِّ. قَالَ تَعَالَى {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} وَالْهَوَى وَحْدَهُ لَا يَسْتَقِلُّ بِفِعْلِ السَّيِّئَاتِ إلَّا مَعَ الْجَهْلِ. وَإِلَّا فَصَاحِبُ الْهَوَى، إذَا عَلِمَ قَطْعًا أَنَّ ذَلِك يَضُرُّهُ ضَرَرًا رَاجِحًا: انْصَرَفَتْ نَفْسُهُ عَنْهُ بِالطَّبْعِ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فِي النَّفْسِ حُبًّا لِمَا يَنْفَعُهَا، وَبُغْضًا لِمَا يَضُرُّهَا. فَلَا تَفْعَلُ مَا تَجْزِمُ بِأَنَّهُ يَضُرُّهَا ضَرَرًا رَاجِحًا. بَلْ مَتَى فَعَلَتْهُ كَانَ لِضَعْفِ الْعَقْلِ. وَلِهَذَا يُوصَفُ هَذَا بِأَنَّهُ عَاقِلٌ، وَذُو نُهًى، وَذُو حِجًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:16]ـ
مسألة: هل هناك من يزين للنفس السيئات؟
مجموع الفتاوى - (ج 14 / ص 289)
لِهَذَا كَانَ الْبَلَاءُ الْعَظِيمُ مِنْ الشَّيْطَانِ. لَا مِنْ مُجَرَّدِ النَّفْسِ. فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُزَيِّنُ لَهَا السَّيِّئَاتِ. وَيَأْمُرُهَا بِهَا، وَيَذْكُرُ لَهَا مَا فِيهَا مِنْ الْمَحَاسِنِ. الَّتِي هِيَ مَنَافِعُ لَا مَضَارَّ. كَمَا فَعَلَ إبْلِيسُ بِآدَمَ وَحَوَّاءَ. فَقَالَ {يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} وَقَالَ تَعَالَى {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وَقَوْلُهُ {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} هُوَ بِتَوْسِيطِ تَزْيِينِ الْمَلَائِكَةِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُؤْمِنِينَ لِلْخَيْرِ. وَتَزْيِينِ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لِلشَّرِّ. قَالَ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ} فَأَصْلُ مَا يُوقِعُ النَّاسَ فِي السَّيِّئَاتِ: الْجَهْلُ، وَعَدَمُ الْعِلْمِ بِكَوْنِهَا تَضُرُّهُمْ ضَرَرًا رَاجِحًا، أَوْ ظَنُّ أَنَّهَا تَنْفَعُهُمْ نَفْعًا رَاجِحًا. وَلِهَذَا قَالَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ " وَفَسَّرُوا بِذَلِك قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} كَقَوْلِهِ {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وَلِهَذَا يُسَمَّى حَالُ فِعْلِ السَّيِّئَاتِ: الْجَاهِلِيَّةَ. فَإِنَّهُ يُصَاحِبُهَا حَالٌ مِنْ حَالٍ جَاهِلِيَّةٍ. قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ؟ {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} فَقَالُوا: كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ. وَمَنْ تَابَ قُبَيْلَ الْمَوْتِ: فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ. وَعَنْ قتادة قَالَ " أَجْمَعَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ عَصَى رَبَّهُ فَهُوَ فِي جَهَالَةٍ، عَمْدًا كَانَ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَكُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ " وَكَذَلِك قَالَ التَّابِعُونَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ. قَالَ مُجَاهَدٌ: مَنْ عَمِلَ ذَنْبًا - مِنْ شَيْخٍ، أَوْ شَابٍّ - فَهُوَ بِجَهَالَةٍ، وَقَالَ: مَنْ عَصَى رَبَّهُ فَهُوَ جَاهِلٌ. حَتَّى يَنْزِعَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ. وَقَالَ أَيْضًا: هُوَ إعْطَاءُ الْجَهَالَةِ الْعَمْد. وَقَالَ مُجَاهَدٌ أَيْضًا: مَنْ عَمِلَ سُوءًا خَطَأً، أَوْ إثْمًا عَمْدًا: فَهُوَ جَاهِلٌ. حَتَّى يَنْزِعَ مِنْهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَبِي حَاتِمٍ. ثُمَّ قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ قتادة، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَنَحْوِ ذَلِك " خَطَأٌ، أَوْ عَمْدًا ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهَدٍ وَالضَّحَّاكِ قَالَا: لَيْسَ مِنْ جَهَالَتِهِ أَنْ لَا يَعْلَمَ حَلَالًا وَلَا حَرَامًا. وَلَكِنْ مِنْ جَهَالَتِهِ: حِينَ دَخَلَ فِيهِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الدُّنْيَا كُلُّهَا جَهَالَةٌ وَعَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: هُمْ قَوْمٌ لَمْ يَعْلَمُوا مَا لَهُمْ مِمَّا عَلَيْهِمْ. قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْت لَوْ كَانُوا قَدْ عَلِمُوا؟ قَالَ: فَلْيَخْرُجُوا مِنْهَا. فَإِنَّهَا جَهَالَةٌ. قُلْت: وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِك: قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وَكُلُّ مَنْ خَشِيَهُ، وَأَطَاعَهُ، وَتَرَكَ مَعْصِيَتَهُ: فَهُوَ عَالِمٌ. كَمَا قَالَ تَعَالَى {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. وَقَالَ رَجُلٌ لِلشَّعْبِيِّ: أَيُّهَا الْعَالِمُ. فَقَالَ: إنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ. فَإِنَّهُ لَا يَخْشَاهُ إلَّا عَالِمٌ.
وَيَقْتَضِي أَيْضًا: أَنَّ الْعَالِمَ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. كَمَا قَالَ السَّلَفُ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ " كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا، وَكَفَى بِالِاغْتِرَارِ جَهْلًا ". وَمِثْلُ هَذَا الْحَصْرُ يَكُونُ مِنْ الطَّرَفَيْنِ. حَصْرُ الْأَوَّلِ فِي الثَّانِي. وَهُوَ مُطَّرِدٌ، وَحَصْرُ الثَّانِي فِي الْأَوَّلِ نَحْوَ قَوْلِهِ {إنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} وَقَوْلِهِ {إنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} وَقَوْلِهِ {إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}. وَذَلِك: أَنَّهُ أَثْبَتَ الْخَشْيَةَ لِلْعُلَمَاءِ، وَنَفَاهَا عَنْ غَيْرِهِمْ. وَهَذَا كَالِاسْتِثْنَاءِ. فَإِنَّهُ مِنْ النَّفْيِ: إثْبَاتٌ، عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ. كَقَوْلِنَا " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " قَوْله تَعَالَى {وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} وَقَوْلِهِ {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وَقَوْلِهِ {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}. وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى أَنَّ الْمُسْتَثْنَى مَسْكُوتٌ عَنْهُ. لَمْ يُثْبِتْ لَهُ مَا ذَكَرَ. ولم يَنْفِ عَنْهُ. وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ ذَلِك فِي صِيغَةِ الْحَصْرِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى. فَيَقُولُونَ: نَفَى الْخَشْيَةَ عَنْ غَيْرِ الْعُلَمَاءِ، وَلَمْ يُثْبِتْهَا لَهُمْ
وَالصَّوَابُ: قَوْلُ الْجُمْهُورِ. أَنَّ هَذَا كَقَوْلِهِ {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} فَإِنَّهُ يَنْفِي التَّحْرِيمَ عَنْ غَيْرِ هَذِهِ الْأَصْنَافِ وَيُثْبِتُهَا لَهَا. لَكِنْ أَثَبَتَهَا لِلْجِنْسِ. أَوْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ؟ كَمَا يُقَالُ: إنَّمَا يَحُجُّ الْمُسْلِمُونَ. وَلَا يَحُجُّ إلَّا مُسْلِمٌ. وَذَلِك أَنَّ الْمُسْتَثْنَى هَلْ هُوَ مُقْتَضٍ أَوْ شَرْطٌ؟. فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا: هُوَ مُقْتَضٍ. فَهُوَ عَامٌّ. فَإِنَّ الْعِلْمَ بِمَا أَنَذَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ يُوجِبُ الْخَوْفَ. فَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ يُوجِبُ الْخَشْيَةَ الْحَامِلَةَ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنَاتِ. وِتْرِك السَّيِّئَاتِ. وَكُلُّ عَاصٍ فَهُوَ جَاهِلٌ. لَيْسَ بِتَامِّ الْعِلْمِ. يُبَيِّنُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّ أَصْلَ السَّيِّئَاتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْجَهْلُ، وَعَدَمُ الْعِلْمِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ. فَعَدَمُ الْعِلْمِ لَيْسَ شَيْئًا مَوْجُودًا. بَلْ هُوَ مِثْلُ عَدَمِ الْقُدْرَةِ، وَعَدَمِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَسَائِرِ الأعدام. وَالْعَدَمُ: لَا فَاعِلَ لَهُ. وَلَيْسَ هُوَ شَيْئًا. وَإِنَّمَا الشَّيْءُ الْمَوْجُودُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ. فَلَا يَجُوز أَنْ يُضَافَ الْعَدَمُ الْمَحْضُ إلَى اللَّهِ. لَكِنْ قَدْ يَقْتَرِنُ بِهِ مَا هُوَ مَوْجُودٌ. فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِاَللَّهِ، لَا يَدْعُوهُ إلَى الْحَسَنَاتِ، وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ. وَالنَّفْسُ بِطَبْعِهَا مُتَحَوِّلَةٌ. فَإِنَّهَا حَيَّةٌ. وَالْإِرَادَةُ وَالْحَرَكَةُ الْإِرَادِيَّةُ مِنْ لَوَازِمِ الْحَيَاةِ. وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ {أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ: حَارِثٌ وَهَمَّامٌ} فَكُلُّ آدَمِيٍّ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ. أَيْ عَامِلٌ كَاسِبٌ، وَهُوَ هَمَّامٌ. أَيْ يَهِمُّ وَيُرِيدُ. فَهُوَ مُتَحَرِّكٌ بِالْإِرَادَةِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ {مَثَلُ الْقَلْبِ: مَثَلُ رِيشَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ وَلَلْقَلْبُ أَشَدُّ تَقَلُّبًا مِنْ الْقِدْرِ إذَا اُسْتُجْمِعَتْ غَلَيَانًا}. فَلَمَّا كَانَتْ الْإِرَادَةُ وَالْعَمَلُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهَا. فَإِذَا هَدَاهَا اللَّهُ: عَلَّمَهَا مَا يَنْفَعُهَا وَمَا يَضُرُّهَا. فَأَرَادَتْ مَا يَنْفَعُهَا، وَتَرَكَتْ مَا يَضُرُّهَا.
ما سبب وجود الشر في النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 211)
قَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فَلَهُ الْوَحْدَانِيَّةُ فِي إلَهِيَّتِهِ، وَلَهُ الْعَدْلُ وَلَهُ الْعِزَّةُ وَالْحِكْمَةُ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ إنَّمَا يُثْبِتُهَا السَّلَفُ وَأَتْبَاعُهُمْ، فَمَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ السُّنَّةِ نَقَصَ الرَّبَّ بَعْضَ حَقِّهِ. والجهمي الْجَبْرِيُّ: لَا يُثْبِتُ عَدْلًا وَلَا حِكْمَةً، وَلَا تَوْحِيدَ إلَهِيَّتِهِ، بَلْ تَوْحِيدُ رُبُوبِيَّتِهِ، وَالْمُعْتَزِلِيُّ لَا يُثْبِتُ تَوْحِيدَ إلَهِيَّتِهِ، وَلَا عَدْلًا وَلَا عِزَّةً وَلَا حِكْمَةً، وَإِنْ قَالَ: إنَّهُ يُثْبِتُ حِكْمَةً مَا، مَعْنَاهَا يَعُودُ إلَى غَيْرِهِ، فَتِلْكَ لَا تَكُونُ حِكْمَةً، فَمَنْ فَعَلَ لَا لِأَمْرِ يَرْجِعُ إلَيْهِ بَلْ لِغَيْرِهِ، فَهَذَا عِنْدَ الْعُقَلَاءِ قَاطِبَةً لَيْسَ بِحَكِيمِ، وَإِذَا كَانَ الْحَمْدُ لَا يَقَعُ إلَّا عَلَى نِعْمَةٍ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ رَأْسُ الشُّكْرِ، فَهُوَ أَوَّلُ الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ، وَإِنْ كَانَ عَلَى نِعْمَةٍ وَعَلَى حِكْمَةٍ، فَالشُّكْرُ بِالْأَعْمَالِ هُوَ عَلَى نِعْمَتِهِ، وَهُوَ عِبَادَةٌ لَهُ لِإِلَهِيَّتِهِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ حِكْمَتَهُ، فَقَدْ صَارَ مَجْمُوعُ الْأُمُورِ دَاخِلًا فِي الشُّكْرِ. وَلِهَذَا عَظَّمَ الْقُرْآنُ أَمْرَ الشُّكْرِ، وَلَمْ يُعَظِّمْ أَمْرَ الْحَمْدِ مُجَرَّدًا إذْ كَانَ نَوْعًا مِنْ الشُّكْرِ، وَشُرِعَ الْحَمْدُ الَّذِي هُوَ الشُّكْرُ مَقُولًا أَمَامَ كُلِّ خِطَابٍ مَعَ التَّوْحِيدِ، فَفِي الْفَاتِحَةِ الشُّكْرُ مَعَ التَّوْحِيدِ، وَالْخُطَبُ الشَّرْعِيَّةُ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ الشُّكْرِ وَالتَّوْحِيدِ. وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ نَوْعَانِ: فَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِيهَا الشُّكْرُ وَالتَّنْزِيهُ وَالتَّعْظِيمُ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فِيهَا التَّوْحِيدُ وَالتَّكْبِيرُ، [وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}] (*) وَهَلْ الْحَمْدُ عَلَى الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيَّةِ، كَمَا قِيلَ فِي الْعَزْمِ، أَمْ عَامٌّ؟ فِيهِ نَظَرٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وَفِي الصَّحِيحِ {أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا رَفَعَ
(يُتْبَعُ)
(/)
رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ يَقُولُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدَ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدُّ مِنْكَ الْجَدُّ} هَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ. و " أَحَقُّ " أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ، وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ طَائِفَةٌ فَقَالُوا: {حَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ} وَهَذَا لَيْسَ بِسَدِيدِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ؛ بَلْ حَقُّ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ، كَمَا قَالَ: {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} وَلَكِنْ أَحَقُّ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ الْحَمْدُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ فَفِيهِ أَنَّ الْحَمْدَ أَحَقُّ مَا قَالَهُ الْعَبْدُ، وَلِهَذَا وَجَبَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ.
وَإِذَا قِيلَ: يَخْلُقُ مَا هُوَ شَرٌّ مَحْضٌ، لَمْ يَكُنْ هَذَا مُوجِبًا لِمَحَبَّةِ الْعِبَادِ لَهُ، وَحَمْدِهِمْ؛ بَلْ الْعَكْسُ؛ وَلِهَذَا كَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ بِالذَّمِّ وَالشَّتْمِ نَظْمًا وَنَثْرًا، وَكَثِيرٌ مِنْ شُيُوخِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ يَذْكُرُ ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْهُ بِلِسَانِهِ، فَقَلْبُهُ مُمْتَلِئٌ بِهِ لَكِنْ يَرَى أَنْ لَيْسَ فِي ذِكْرِهِ مَنْفَعَةٌ، أَوْ يَخَافُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَفِي شِعْرِ طَائِفَةٍ مِنْ الشُّيُوخِ ذِكْرُ نَحْوِ هَذَا؛ وَيُقِيمُونَ حُجَجَ إبْلِيسَ وَأَتْبَاعِهِ عَلَى اللَّهِ؛ وَهُوَ خِلَافُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} فَقَوْلُهُ: {أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ} يَقْتَضِي أَنَّ حَمْدَهُ أَحَقُّ مَا قَالَهُ الْعَبْدُ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَفْعَلُ إلَّا الْخَيْرَ وَهُوَ سُبْحَانَهُ. . . (1) (*).
وَنَفْسُهُ مُتَحَرِّكَةٌ بِالطَّبْعِ حَرَكَةً لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ الشَّرِّ حِكْمَةً بَالِغَةً وَنِعْمَةً سَابِغَةً. فَإِذَا قِيلَ: فَلِمَ لَا خَلَقَهَا عَلَى غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ؟. قِيلَ كَانَ يَكُونُ ذَلِكَ خَلْقًا غَيْرَ الْإِنْسَانِ، وَكَانَتْ الْحِكْمَةُ بِخَلْقِهِ لَا تَحْصُلُ، وَهَذَا سُؤَالُ الْمَلَائِكَةِ حَيْثُ قَالُوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} - إلَى قَوْلِهِ - {إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَعَلِمَ مِنْ الْحِكْمَةِ فِي خَلْقِ هَذَا مَا لَمْ تَعْلَمْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَكَيْفَ يَعْلَمُهُ آحَادُ النَّاسِ، وَنَفْسُ الْإِنْسَانِ خُلِقَتْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} {إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} وَقَالَ: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} فَقَدْ خَلَقَ خِلْقَةً تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ مَا خُلِقَ مِنْهَا، لِحِكْمَةِ عَظِيمَةٍ وَرَحْمَةٍ عَمِيمَةٍ. فَهَذَا مِنْ جِهَةِ الْغَايَةِ مَعَ أَنَّ الشَّرَّ لَا يُضَافُ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ.
وَأَمَّا (الْوَجْهُ الثَّانِي): مِنْ جِهَةِ السَّبَبِ - فَإِنَّ هَذَا الشَّرَّ إنَّمَا وُجِدَ لِعَدَمِ الْعِلْمِ وَالْإِرَادَةِ الَّتِي تُصْلِحُ النَّفْسَ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ بِفِطْرَتِهَا تَقْتَضِي مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَمَحَبَّتَهُ، وَقَدْ هُدِيَتْ إلَى عُلُومٍ وَأَعْمَالٍ تُعِينُهَا عَلَى ذَلِكَ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ؛ لَكِنَّ النَّفْسَ الْمُذْنِبَةَ (*) لَمَّا حَصَلَ لَهَا مَنْ زَيَّنَ لَهَا السَّيِّئَاتِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ مَالَتْ إلَى ذَلِكَ، وَكَانَ ذَلِكَ مُرَكَّبًا مِنْ عَدَمِ مَا يَنْفَعُ، وَهَذَا الْأَصْلُ وَوُجُودُ هَذَا الْعَدَمِ لَا يُضَافُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَهَؤُلَاءِ الْقَوْلُ فِيهِمْ كَالْقَوْلِ فِيهَا خَلَقَهُمْ لِحِكْمَةِ، فَلَمَّا كَانَ عَدَمُ مَا تَصْلُحُ بِهِ هُوَ أَحَدُ السَّبَبَيْنِ، وَالشَّرُّ الْمَحْضُ هُوَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَدَمُ الْمَحْضُ، وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، وَاَللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَكَانَتْ السَّيِّئَاتُ مِنْهَا بِاعْتِبَارِ أَنَّهَا مُسْتَلْزِمَةٌ لِلْحَرَكَةِ الْإِرَادِيَّةِ. وَالْعَبْدُ إذَا اعْتَرَفَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ أَفْعَالِهِ، فَإِنْ اعْتَرَفَ إقْرَارًا بِخَلْقِ اللَّهِ لِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِكَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ، وَاعْتِرَافًا بِفَقْرِهِ إلَيْهِ، وَأَنَّهُ إنْ لَمْ يَهْدِهِ فَهُوَ ضَالٌّ، فَخَضَعَ لِعِزَّتِهِ وَحِكْمَتِهِ فَهَذَا حَالُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ اعْتَرَفَ احْتِجَاجًا بِالْقَدَرِ فَهَذَا الذَّنْبُ أَعْظَمُ مِنْ الْأَوَّلِ، وَهَذَا مِنْ اتِّبَاعِ الشَّيْطَانِ.
مسألة: هل النفس و الشيطان يعبدان من دون الله؟
مجموع الفتاوى - (ج 14 / ص 362)
أَصْلُ الشَّرِّ: عِبَادَةُ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ وَجَعْلُهُمَا شَرِيكَانِ لِلرَّبِّ وَأَنْ يَعْدِلَا بِهِ. وَنَفْسُ الْإِنْسَانِ تَفْعَلُ الشَّرَّ بِأَمْرِ الشَّيْطَانِ. وَقَدْ {عَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَقُولَ - إذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ - اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ. أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك. إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وَهَذَا مِنْ تَمَامِ تَحْقِيقِ قَوْله تَعَالَى {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} مَعَ قَوْله تَعَالَى {إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} وَقَوْلِهِ {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} وَقَدْ ظَهَرَتْ دَعْوَى النَّفْسِ الْإِلَهِيَّةِ فِي فِرْعَوْنَ وَنَحْوِهِ مِمَّنْ ادَّعَى أَنَّهُ إلَهٌ مَعَ اللَّهِ أَوْ مِنْ دُونِهِ وَظَهَرَتْ فِيمَنْ ادَّعَى إلَهِيَّةَ بَشَرٍ مَعَ اللَّهِ كَالْمَسِيحِ وَغَيْرِهِ.
وَأَصْلُ الشِّرْكِ فِي بَنِي آدَمَ: كَانَ مِنْ الشِّرْكِ بِالْبَشَرِ الصَّالِحِينَ الْمُعَظَّمِينَ. فَإِنَّهُمْ لَمَّا مَاتُوا: عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ ثُمَّ عَبَدُوهُمْ. فَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ كَانَ فِي بَنِي آدَمَ. وَكَانَ فِي قَوْمِ نُوحٍ. فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بُعِثَ إلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. يَدْعُوهُمْ إلَى التَّوْحِيدِ. وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الشِّرْكِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} وَهَذِهِ أَسْمَاءُ قَوْمٍ صَالِحِينَ كَانُوا فِي قَوْمِ نُوحٍ. فَلَمَّا مَاتُوا جَعَلُوا الْأَصْنَامَ عَلَى صُوَرِهِمْ ثُمَّ ذَهَبَتْ هَذِهِ الْأَصْنَامُ لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ أَهْلَ الْأَرْضِ ثُمَّ صَارَتْ إلَى الْعَرَبِ. كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ. إنْ لَمْ تَكُنْ أَعْيَانُهَا وَإِلَّا فَهِيَ نَظَائِرُهَا. وَأَمَّا الشِّرْكُ بِالشَّيْطَانِ: فَهَذَا كَثِيرٌ. فَمَتَى لَمْ يُؤْمِنْ الْخَلْقُ بِأَنَّهُ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " بِمَعْنَى: أَنَّهُ الْمَعْبُودُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ دُونَ مَا سِوَاهُ. وَأَنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ وَأَنَّهُ أَمَرَ أَنْ يُعْبَدَ وَأَنَّهُ لَا يُعْبَدُ إلَّا بِمَا أَحَبَّهُ مِمَّا شَرَعَ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ - فَلَا بُدَّ أَنْ يَقَعُوا فِي الشِّرْكِ وَغَيْرِهِ.
إذا كان الشيطان سبب لحصول الجهل في النفس فهل يوجد أسباب لحصول العلم في النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 31)
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعِلْمُ يَحْصُلُ فِي النَّفْسِ كَمَا تَحْصُلُ سَائِرُ الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ بِمَا يَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ الْأَسْبَابِ وَعَامَّةِ ذَلِكَ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَى. فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُنْزِلُ بِهَا عَلَى قُلُوبِ عِبَادِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْقُوَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ. وَلِهَذَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانِ: اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} " وَقَالَ تَعَالَى: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {مَنْ طَلَبَ الْقَضَاءَ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ وُكِلَ إلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يَطْلُبْ الْقَضَاءَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} " وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ " وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَيْضًا: " إنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةً فَلَمَّةُ الْمَلَكِ: إيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ. وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ " وَهَذَا الْكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ هُوَ مَحْفُوظٌ عَنْهُ وَرُبَّمَا رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ كَلَامٌ جَامِعٌ لِأُصُولِ مَا يَكُونُ مِنْ الْعَبْدِ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ مِنْ شُعُورٍ وَإِرَادَةٍ. وَذَلِكَ: أَنَّ الْعَبْدَ لَهُ قُوَّةُ الشُّعُورِ وَالْإِحْسَاسِ وَالْإِدْرَاكِ وَقُوَّةُ الْإِرَادَةِ وَالْحَرَكَةِ وَإِحْدَاهُمَا أَصْلُ الثَّانِيَةِ مُسْتَلْزِمَةٌ لَهَا. وَالثَّانِيَةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِلْأُولَى وَمُكَمِّلَةٌ لَهَا. فَهُوَ بِالْأُولَى يُصَدِّقُ بِالْحَقِّ وَيُكَذِّبُ بِالْبَاطِلِ وَبِالثَّانِيَةِ يُحِبُّ النَّافِعَ الْمُلَائِمَ لَهُ؛ وَيُبْغِضُ الضَّارَّ الْمُنَافِيَ لَهُ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ عِبَادَهُ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فِيهَا مَعْرِفَةُ الْحَقِّ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ الْبَاطِلِ وَالتَّكْذِيبُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ النَّافِعِ الْمُلَائِمِ وَالْمَحَبَّةُ لَهُ وَمَعْرِفَةُ الضَّارِّ الْمُنَافِي وَالْبُغْضُ لَهُ بِالْفِطْرَةِ. فَمَا كَانَ حَقًّا مَوْجُودًا صَدَّقَتْ بِهِ الْفِطْرَةُ وَمَا كَانَ حَقًّا نَافِعًا عَرَفَتْهُ الْفِطْرَةُ فَأَحَبَّتْهُ وَاطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ. وَذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ وَمَا كَانَ بَاطِلًا مَعْدُومًا كَذَّبَتْ بِهِ الْفِطْرَةُ فَأَبْغَضَتْهُ الْفِطْرَةُ فَأَنْكَرَتْهُ. قَالَ تَعَالَى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}. وَالْإِنْسَانُ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: " {أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ} " فَهُوَ دَائِمًا يَهُمُّ وَيَعْمَلُ لَكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ إلَّا مَا يَرْجُو نَفْعَهُ أَوْ دَفْعَ مَضَرَّتِهِ وَلَكِنْ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّجَاءُ مَبْنِيًّا عَلَى اعْتِقَادٍ بَاطِلٍ إمَّا فِي نَفْسِ الْمَقْصُودِ: فَلَا يَكُونُ نَافِعًا وَلَا ضَارًّا وَإِمَّا فِي الْوَسِيلَةِ: فَلَا تَكُونُ طَرِيقًا إلَيْهِ. وَهَذَا جَهْلٌ. وَقَدْ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الشَّيْءَ يَضُرُّهُ وَيَفْعَلُهُ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْفَعُهُ وَيَتْرُكُهُ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْعِلْمَ عَارَضَهُ مَا فِي نَفْسِهِ مِنْ طَلَبِ لَذَّةٍ أُخْرَى أَوْ دَفْعِ أَلَمٍ آخَرَ جَاهِلًا ظَالِمًا حَيْثُ قَدَّمَ هَذَا عَلَى ذَاكَ. وَلِهَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: " سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}؟ فَقَالُوا. كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ وَكُلُّ مَنْ تَابَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ ". وَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ لَا يَتَحَرَّكُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إلَّا رَاجِيًا. وَإِنْ كَانَ رَاهِبًا خَائِفًا لَمْ يَسْعَ إلَّا فِي النَّجَاةِ وَلَمْ يَهْرُبْ إلَّا مِنْ الْخَوْفِ فَالرَّجَاءُ لَا يَكُونُ إلَّا بِمَا يُلْقَى فِي نَفْسِهِ مِنْ الْإِيعَادِ بِالْخَيْرِ الَّذِي هُوَ طَلَبُ الْمَحْبُوبِ أَوْ فَوَاتُ الْمَكْرُوهِ فَكُلُّ بَنِي آدَمَ لَهُ اعْتِقَادٌ؛ فِيهِ تَصْدِيقٌ بِشَيْءِ وَتَكْذِيبٌ بِشَيْءِ وَلَهُ قَصْدٌ وَإِرَادَةٌ لِمَا يَرْجُوهُ مِمَّا هُوَ عِنْدَهُ مَحْبُوبٌ مُمْكِنُ الْوُصُولِ إلَيْهِ أَوْ لِوُجُودِ الْمَحْبُوبِ عِنْدَهُ؛ أَوْ لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُ. وَاَللَّهُ خَلَقَ الْعَبْدَ يَقْصِدُ الْخَيْرَ فَيَرْجُوهُ بِعَمَلِهِ فَإِذَا كَذَّبَ بِالْحَقِّ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهِ وَلَمْ يَرْجُ الْخَيْرَ فَيَقْصِدَهُ وَيَعْمَلَ لَهُ: كَانَ خَاسِرًا بِتَرْكِ تَصْدِيقِ الْحَقِّ وَطَلَبِ الْخَيْرِ فَكَيْفَ إذَا كَذَّبَ بِالْحَقِّ وَكَرِهَ إرَادَةَ الْخَيْرِ؟ فَكَيْفَ إذَا صَدَّقَ بِالْبَاطِلِ وَأَرَادَ الشَّرَّ؟ فَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ لِقَلْبِ ابْنِ آدَمَ لَمَّةً مِنْ الْمَلَكِ وَلَمَّةً مِنْ الشَّيْطَانِ فَلَمَّةُ الْمَلَكِ تَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الِاعْتِقَادِ الْفَاسِدِ وَ لَمَّةُ الشَّيْطَانِ هُوَ تَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ إرَادَةِ الشَّرِّ وَظَنِّ وُجُودِهِ: إمَّا مَعَ رَجَائِهِ إنْ كَانَ مَعَ هَوَى نَفْسٍ وَإِمَّا مَعَ خَوْفِهِ إنْ كَانَ غَيْرَ مَحْبُوبٍ لَهَا. وَكُلٌّ مِنْ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْآخَرِ.
فَمَبْدَأُ الْعِلْمِ الْحَقِّ وَالْإِرَادَةِ الصَّالِحَةِ: مِنْ لَمَّةِ الْمَلَكِ. وَمَبْدَأُ الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْإِرَادَةِ الْفَاسِدَةِ: مِنْ لَمَّةِ الشَّيْطَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أَيْ: يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}. وَالشَّيْطَانُ وَسْوَاسٌ خَنَّاسٌ إذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ فَإِذَا غَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ وَسْوَسَ فَلِهَذَا كَانَ تَرْكُ ذِكْرِ اللَّهِ سَبَبًا وَمَبْدَأً لِنُزُولِ الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْإِرَادَةِ الْفَاسِدَةِ فِي الْقَلْبِ وَمِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى: تِلَاوَةُ كِتَابِهِ وَفَهْمُهُ وَمُذَاكَرَةُ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " وَمُذَاكَرَتُهُ تَسْبِيحٌ ".
من علم الحق فأعرض عنه تبعاً لهواه فهل يورثه ذلك الجهل؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 10)
مَنْ أَعْرَضَ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ الَّذِي يَعْلَمُهُ تَبَعًا لِهَوَاهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُهُ الْجَهْلَ وَالضَّلَالَ حَتَّى يَعْمَى قَلْبُهُ عَنْ الْحَقِّ الْوَاضِحِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وَهَذَا اسْتِفْهَامُ نَفْيٍ وَإِنْكَارٍ: أَيْ وَمَا يُدْرِيكُمْ أَنَّهَا إذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ وَإِنَّا نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
و ماذا في النفس من الدواعي؟
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 146)
(يُتْبَعُ)
(/)
دَاعِي الظُّلْمِ لِنَفْسِهَا بِتَنَاوُلِ الشَّهَوَاتِ الْقَبِيحَةِ كَالزِّنَا وَأَكْلِ الْخَبَائِثِ. فَهِيَ قَدْ تَظْلِمُ مَنْ لَا يَظْلِمُهَا؛ وَتُؤْثِرُ هَذِهِ الشَّهَوَاتِ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْهَا؛ فَإِذَا رَأَتْ نُظَرَاءَهَا قَدْ ظَلَمُوا وَتَنَاوَلُوا هَذِهِ الشَّهَوَاتِ صَارَ دَاعِي هَذِهِ الشَّهَوَاتِ أَوْ الظُّلْمِ فِيهَا أَعْظَمَ بِكَثِيرِ وَقَدْ تَصْبِرُ؛ وَيَهِيجُ ذَلِكَ لَهَا مِنْ بُغْضِ ذَلِكَ الْغَيْرِ وَحَسَدِهِ وَطَلَبِ عِقَابِهِ وَزَوَالِ الْخَيْرِ عَنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا قَبْلَ ذَلِكَ وَلَهَا حُجَّةٌ عِنْدَ نَفْسِهَا مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؛ يَكُونُ ذَلِكَ الْغَيْرُ قَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَالْمُسْلِمِينَ؛ وَإِنَّ أَمْرَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيَهُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاجِبٌ؛ وَالْجِهَادُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ الدِّينِ.
و غير ذلك من الدواعي؟
مجموع الفتاوى - (ج 13 / ص 83)
الشَّهْوَةَ وَالْغَضَبَ وَالشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ خُلِقَا لِمَصْلَحَةِ وَمَنْفَعَةٍ؛ لَكِنَّ الْمَذْمُومَ هُوَ الْعُدْوَانُ فِيهِمَا
كيف نستعمل دواعي النفس و قواها في طاعة الله؟
مجموع الفتاوى - (ج 15 / ص 435)
فِعْلُ الْمَأْمُورِ بِهِ صَادِرٌ عَنْ الْقُوَّةِ الْإِرَادِيَّةِ الحبية الشهوية وَتَرْكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ صَادِرٌ عَنْ الْقُوَّةِ الكَرَاهِيَّةِ الْبُغْضِيَّةِ الْغَضَبِيَّةِ النفرية وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ صَادِرٌ عَنْ الْمَحَبَّةِ وَالْإِرَادَةِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ صَادِرٌ عَنْ الْبُغْضِ وَالْكَرَاهَةِ كَذَلِكَ التَّرْغِيبُ فِي الْمَعْرُوفِ وَالتَّرْهِيبُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالْحَضُّ عَلَى هَذَا وَالزَّجْرُ عَنْ هَذَا وَلِهَذَا لَا تَكُفُّ النُّفُوسُ عَنْ الظُّلْمِ إلَّا بِالْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ الدفعية وَبِذَلِكَ يَقُومُ الْعَدْلُ وَالْقِسْطُ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ كَمَا أَنَّ الْإِحْسَانَ يَقُومُ بِالْقُوَّةِ الْجَذْبِيَّةِ الشهوية فَإِنَّ انْدِفَاعَ الْمَكْرُوهِ بِدُونِ حُصُولِ الْمَحْبُوبِ عَدَمٌ؛ إذْ لَا مَحْبُوبَ وَلَا مَكْرُوهَ وَحُصُولُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ وُجُودٌ فَاسِدٌ إذْ قَدْ حَصَلَا مَعًا وَهُمَا مُتَقَابِلَانِ فِي التَّرْجِيحِ فَرُبَّمَا يَخْتَارُ بَعْضَ النُّفُوسِ هَذَا وَيَخْتَارُ بَعْضَهَا هَذَا وَهَذَا عِنْدَ التَّكَافُؤِ وَأَمَّا الْمَكْرُوهُ الْيَسِيرُ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْكَثِيرِ فَيَتَرَجَّحُ فِيهِ الْوُجُودُ كَمَا أَنَّ الْمَكْرُوهَ الْكَثِيرَ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْيَسِيرِ يَتَرَجَّحُ فِيهِ الْعَدَمُ. لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْمُقْتَضِي لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ الَّذِي هُوَ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَوْجُودًا؛ وَبِتَقْدِيرِ وَجُودِهِمَا يَحْصُلُ النَّصْرُ كَالرِّزْقِ مَعَ الْخَوْفِ صَارَ يَعْظُمُ فِي الشَّرْعِ وَالطَّبْعِ دَفْعُ الْمَكْرُوهِ. أَمَّا فِي الشَّرْعِ فَبِالتَّقْوَى فَإِنَّ اسْمَهَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عَظِيمٌ وَالْعَاقِبَةُ لِأَهْلِهَا وَالثَّوَابُ لَهُمْ. وَأَمَّا فِي الطَّبْعِ فَتَعْظِيمُ النُّفُوسِ لِمَنْ نَصْرُهُمْ بِدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ غَيْرِهِ فَإِنَّ أَهْلَ الرِّزْقِ مُعَظَّمُونَ لِأَهْلِ النَّصْرِ أَكْثَرُ مِنْ تَعْظِيمِ أَهْلِ النَّصْرِ لِأَهْلِ الرِّزْقِ وَذَاكَ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّ النَّصْرَ بِلَا رِزْقٍ يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ الْجَالِبَةَ لِلرِّزْقِ مَوْجُودَةٌ تَعْمَلُ عَمَلَهَا وَأَمَّا الرِّزْقُ بِلَا نَصْرٍ فَلَا يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ النَّاصِرَةَ تَابِعَةٌ وَفِي هَذَا نَظَرٌ فَقَدْ يُقَالُ: هُمَا مُتَقَابِلَانِ فَإِنَّ أَهْلَ النَّصْرِ يُحِبُّونَ أَهْلَ الرِّزْقِ أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّ أَهْلُ الرِّزْقِ لِأَهْلِ النَّصْرِ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَحْبُوبٌ وَالنَّصْرَ مُعَظَّمٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَغَيْرِ ذَلِكَ كَمَا أَنَّ الْإِحْسَانَ يَقُومُ بِالْقُوَّةِ الْجَذْبِيَّةِ الشهوية فَإِنَّ انْدِفَاعَ الْمَكْرُوهِ بِدُونِ حُصُولِ الْمَحْبُوبِ عَدَمٌ؛ إذْ لَا مَحْبُوبَ وَلَا مَكْرُوهَ وَحُصُولُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ وُجُودٌ فَاسِدٌ إذْ قَدْ حَصَلَا مَعًا وَهُمَا مُتَقَابِلَانِ فِي التَّرْجِيحِ فَرُبَّمَا يَخْتَارُ بَعْضَ النُّفُوسِ هَذَا وَيَخْتَارُ بَعْضَهَا هَذَا وَهَذَا عِنْدَ التَّكَافُؤِ وَأَمَّا الْمَكْرُوهُ الْيَسِيرُ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْكَثِيرِ فَيَتَرَجَّحُ فِيهِ الْوُجُودُ كَمَا أَنَّ الْمَكْرُوهَ الْكَثِيرَ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْيَسِيرِ يَتَرَجَّحُ فِيهِ الْعَدَمُ. لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْمُقْتَضِي لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ الَّذِي هُوَ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَوْجُودًا؛ وَبِتَقْدِيرِ وَجُودِهِمَا يَحْصُلُ النَّصْرُ كَالرِّزْقِ مَعَ الْخَوْفِ صَارَ يَعْظُمُ فِي الشَّرْعِ وَالطَّبْعِ دَفْعُ الْمَكْرُوهِ. أَمَّا فِي الشَّرْعِ فَبِالتَّقْوَى فَإِنَّ اسْمَهَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عَظِيمٌ وَالْعَاقِبَةُ لِأَهْلِهَا وَالثَّوَابُ لَهُمْ. وَأَمَّا فِي الطَّبْعِ فَتَعْظِيمُ النُّفُوسِ لِمَنْ نَصْرُهُمْ بِدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ غَيْرِهِ فَإِنَّ أَهْلَ الرِّزْقِ مُعَظَّمُونَ لِأَهْلِ النَّصْرِ أَكْثَرُ مِنْ تَعْظِيمِ أَهْلِ النَّصْرِ لِأَهْلِ الرِّزْقِ وَذَاكَ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّ النَّصْرَ بِلَا رِزْقٍ يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ الْجَالِبَةَ لِلرِّزْقِ مَوْجُودَةٌ تَعْمَلُ عَمَلَهَا وَأَمَّا الرِّزْقُ بِلَا نَصْرٍ فَلَا يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ النَّاصِرَةَ تَابِعَةٌ وَفِي هَذَا نَظَرٌ فَقَدْ يُقَالُ: هُمَا مُتَقَابِلَانِ فَإِنَّ أَهْلَ النَّصْرِ يُحِبُّونَ أَهْلَ الرِّزْقِ أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّ أَهْلُ الرِّزْقِ لِأَهْلِ النَّصْرِ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَحْبُوبٌ وَالنَّصْرَ مُعَظَّمٌ.
يَبْقَى أَنْ يُقَالَ: فَلَمْ عَظُمَتْ التَّقْوَى؟ فَيُقَالُ: إنَّهَا هِيَ تَحْفَظُ الْفِطْرَةَ وَتَمْنَعُ فَسَادَهَا وَاحْتَاجَ الْعَبْدُ إلَى رِعَايَتِهَا لِأَنَّ الْمَحَبَّةَ الْفِطْرِيَّةَ لَا تَحْتَاجُ إلَى مُحَرِّكٍ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَعْظَمُ مَا دَعَتْ إلَيْهِ الرُّسُلُ الْإِخْلَاصَ وَالنَّهْيَ عَنْ الْإِشْرَاكِ لِأَنَّ الْإِقْرَارَ الْفِطْرِيَّ حَاصِلٌ لِوُجُودِ مُقْتَضِيهِ وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إلَى إخْلَاصِهِ وَدَفْعِ الشِّرْكِ عَنْهُ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ حَاجَةُ النَّاسِ إلَى السِّيَاسَةِ الدَّافِعَةِ لِظُلْمِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ وَالْجَالِبَةِ لِمَنْفَعَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا كَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ الزَّكَاةَ النَّافِعَةَ وَحَرَّمَ الرِّبَا الضَّارَّ وَأَصْلُ الدِّينِ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ: الَّذِي أَصْلُهُ الْحُبُّ وَالْإِنَابَةُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ وَهُوَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ عَلَيْهَا النَّاسَ. وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ الَّتِي هِيَ أَصْلُ الدِّينِ: انْحَرَفَ فِيهَا فَرِيقٌ مِنْ مُنْحَرِفَةِ الموسوية مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِين حَتَّى أَنْكَرُوهَا وَزَعَمُوا أَنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ لَيْسَتْ إلَّا إرَادَةُ عِبَادَتِهِ ثُمَّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ تَارِكُونَ لِلْعَمَلِ بِمَا أُمِرُوا بِهِ فَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهَذَا فَاشٍ فِيهِمْ وَهُوَ عَدَمُ الْمَحَبَّةِ وَالْعَمَلِ وَفَرِيقٌ مِنْ مُنْحَرِفَةِ العيسوية مِنْ الصُّوفِيَّةِ والمتعبدين خَلَطُوهَا بِمَحَبَّةِ مَا يَكْرَهُهُ وَأَنْكَرُوا الْبُغْضَ وَالْكَرَاهِيَةَ فَلَمْ يُنْكِرُوا شَيْئًا وَلَمْ يُكَرِّهُوهُ أَوْ قَصَّرُوا فِي الْكَرَاهَةِ وَالْإِنْكَارِ وَأَدْخَلُوا فِيهَا الصُّوَرَ وَالْأَصْوَاتَ وَمَحَبَّةَ الْأَنْدَادِ. وَلِهَذَا كَانَ لِغُوَاةِ الْأَوَّلِينَ وَصْفُ الْغَضَبِ وَاللَّعْنَةِ النَّاشِئُ عَنْ الْبُغْضِ لِأَنَّ فِيهِمْ الْبُغْضَ دُونَ الْحُبِّ وَكَانَ لِضَلَالِ الْآخَرِينَ وَصْفُ الضَّلَالِ وَالْغُلُوِّ لِأَنَّ فِيهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُحِبَّةً لِغَيْرِ مَعْبُودٍ صَحِيحٍ فَفِيهِمْ طَلَبٌ وَإِرَادَةٌ وَمَحَبَّةٌ وَلَكِنْ لَا إلَى مَطْلُوبٍ صَحِيحٍ وَلَا مُرَادٍ صَحِيحٍ وَلَا مَحْبُوبٍ صَحِيحٍ بَلْ قَدْ خَلَطُوا وَغَلَوْا وَأَشْرَكُوهُ فَفِيهِمْ مَحَبَّةُ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهُوَ وُجُودُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ كَمَا فِي الْآخَرِينَ بُغْضُ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهُوَ دَفْعُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ يَهْدِينَا صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ. فَيُحْمَدُ مِنْ هَؤُلَاءِ مَحَبَّةُ الْحَقِّ وَالِاعْتِرَافُ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ بُغْضُ الْبَاطِلِ وَإِنْكَارُهُ.
لما كانت النفوس فيها شر و الشياطين تزينه لها فهل هناك أثر لخلطة النفوس و الشياطين و إجتماعها؟
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 149)
وَهَذِهِ الْأُمُورُ مِمَّا تَعْظُمُ بِهَا الْمِحْنَةُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. فَإِنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إلَى شَيْئَيْنِ: إلَى دَفْعِ الْفِتْنَةِ الَّتِي اُبْتُلِيَ بِهَا نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ فِتْنَةِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا عَنْ نُفُوسِهِمْ مَعَ قِيَامِ الْمُقْتَضِي لَهَا: فَإِنَّ مَعَهُمْ نُفُوسًا وَشَيَاطِينَ كَمَا مَعَ غَيْرِهِمْ فَمَعَ وُجُودِ ذَلِكَ مِنْ نُظَرَائِهِمْ يَقْوَى الْمُقْتَضِي عِنْدَهُمْ؛ كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ؛ فَيَقْوَى الدَّاعِي الَّذِي فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ وَشَيْطَانُهُ؛ وَمَا يَحْصُلُ مِنْ الدَّاعِي بِفِعْلِ الْغَيْرِ وَالنَّظِيرِ. فَكَمْ مِمَّنْ لَمْ يَرِدْ خَيْرًا وَلَا شَرًّا حَتَّى رَأَى غَيْرَهُ - لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ نَظِيرُهُ -يَفْعَلُهُ فَفَعَلَهُ فَإِنَّ النَّاسَ كَأَسْرَابِ الْقَطَا؛ مَجْبُولُونَ عَلَى تَشَبُّهِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضِ. وَلِهَذَا كَانَ الْمُبْتَدِئُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ: لَهُ مِثْلُ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ الْأَجْرِ وَالْوِزْرِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا؛ وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا} وَذَلِكَ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْحَقِيقَةِ. وَأَنَّ حُكْمَ الشَّيْءِ حُكْمُ نَظِيرِهِ. وَشَبَهُ الشَّيْءِ مُنْجَذِبٌ إلَيْهِ. فَإِذَا كَانَ هَذَانِ دَاعِيَيْنِ قَوِيَّيْنِ: فَكَيْفَ إذَا انْضَمَّ إلَيْهِمَا دَاعِيَانِ آخَرَانِ؟ وَذَلِكَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْمُنْكَرِ يُحِبُّونَ مَنْ يُوَافِقُهُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ؛ وَيُبْغِضُونَ مَنْ لَا يُوَافِقُهُمْ وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي الدِّيَانَاتِ الْفَاسِدَةِ مِنْ مُوَالَاةِ كُلِّ قَوْمٍ لِمُوَافَقِيهِمْ؛ وَمُعَادَاتِهِمْ لِمُخَالِفِيهِمْ. وَكَذَلِكَ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِ كَثِيرًا مَا يَخْتَارُونَ وَيُؤْثِرُونَ مَنْ يُشَارِكُهُمْ: إمَّا لِلْمُعَاوَنَةِ عَلَى ذَلِكَ؛ كَمَا فِي الْمُتَغَلِّبِينَ مِنْ أَهْلِ الرِّيَاسَاتِ وَقُطَّاعِ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِمْ. وَإِمَّا بِالْمُوَافَقَةِ؛ كَمَا فِي الْمُجْتَمِعِينَ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّهُمْ يَخْتَارُونَ أَنْ يَشْرَبَ كُلُّ مَنْ حَضَرَ عِنْدَهُمْ وَإِمَّا لِكَرَاهَتِهِمْ امْتِيَازَهُ عَنْهُمْ بِالْخَيْرِ: إمَّا حَسَدًا لَهُ عَلَى ذَلِكَ؛ لِئَلَّا يَعْلُوَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ وَيُحْمَدُ دُونَهُمْ. وَإِمَّا لِئَلَّا يَكُونَ لَهُ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ. وَإِمَّا لِخَوْفِهِمْ مِنْ مُعَاقَبَتِهِ لَهُمْ بِنَفْسِهِ؛ أَوْ بِمَنْ يَرْفَعُ ذَلِكَ إلَيْهِمْ؛ وَلِئَلَّا يَكُونُوا تَحْت مِنَّتِهِ وَخَطَرِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} وَقَالَ تَعَالَى فِي الْمُنَافِقِينَ: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَدَّتْ الزَّانِيَةُ لَوْ زَنَى النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ. وَالْمُشَارِكَةُ قَدْ يَخْتَارُونَهَا فِي نَفْسِ الْفُجُورِ كَالِاشْتِرَاكِ فِي الشُّرْبِ وَالْكَذِبِ وَالِاعْتِقَادِ الْفَاسِدِ وَقَدْ يَخْتَارُونَهَا فِي النَّوْعِ؛ كَالزَّانِي الَّذِي يَوَدُّ أَنَّ غَيْرَهُ يَزْنِي؛ وَالسَّارِقُ الَّذِي يَوَدُّ أَنَّ غَيْرَهُ يَسْرِقُ أَيْضًا؛ لَكِنْ فِي غَيْرِ الْعَيْنِ الَّتِي زَنَى بِهَا أَوْ سَرَقَهَا. وَأَمَّا الدَّاعِي الثَّانِي فَقَدْ يَأْمُرُونَ الشَّخْصَ بِمُشَارَكَتِهِمْ فِيمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْمُنْكَرِ. فَإِنْ شَارَكَهُمْ وَإِلَّا عَادُوهُ وَآذَوْهُ عَلَى وَجْهٍ يَنْتَهِي إلَى حَدِّ الْإِكْرَاهِ؛ أَوَّلًا يَنْتَهِي إلَى حَدِّ الْإِكْرَاهِ ثُمَّ إنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَخْتَارُونَ مُشَارَكَةَ الْغَيْرِ لَهُمْ فِي قَبِيحِ فِعْلِهِمْ أَوْ يَأْمُرُونَهُ بِذَلِكَ وَيَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى مَا يُرِيدُونَهُ: مَتَى شَارَكَهُمْ وَعَاوَنَهُمْ وَأَطَاعَهُمْ انْتَقَصُوهُ وَاسْتَخَفُّوا بِهِ. وَجَعَلُوا ذَلِكَ حُجَّةً عَلَيْهِ فِي أُمُورٍ أُخْرَى. وَإِنْ لَمْ يُشَارِكْهُمْ عَادَوْهُ وَآذَوْهُ. وَهَذِهِ حَالُ غَالِبِ الظَّالِمِينَ الْقَادِرِينَ. وَهَذَا الْمَوْجُودُ فِي الْمُنْكَرِ نَظِيرُهُ فِي الْمَعْرُوفِ وَأَبْلَغُ مِنْهُ كَمَا قَالَ
تَعَالَى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} فَإِنَّ دَاعِيَ الْخَيْرِ أَقْوَى؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ فِيهِ دَاعٍ يَدْعُوهُ إلَى الْإِيمَانِ وَالْعِلْمِ؛ وَالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ؛ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِذَا وُجِدَ مَنْ يَعْمَلُ مِثْلَ ذَلِكَ صَارَ لَهُ دَاعٍ آخَرُ؛ لَا سِيَّمَا إذَا كَانَ نَظِيرُهُ؛ لَا سِيَّمَا مَعَ الْمُنَافَسَةِ وَهَذَا مَحْمُودٌ حَسَنٌ. فَإِنْ وُجِدَ مَنْ يُحِبُّ مُوَافَقَتَهُ عَلَى ذَلِكَ وَمُشَارَكَتَهُ لَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالصَّالِحِينَ؛ وَيُبْغِضُهُ إذَا لَمْ يَفْعَلْ: صَارَ لَهُ دَاعٍ ثَالِثٌ؛ فَإِذَا أَمَرُوهُ بِذَلِكَ وَوَالَوْهُ عَلَى ذَلِكَ وَعَادَوْهُ وَعَاقَبُوهُ عَلَى تَرْكِهِ صَارَ لَهُ دَاعٍ رَابِعٌ. وَلِهَذَا يُؤْمَرُ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُقَابِلُوا السَّيِّئَاتِ بِضِدِّهَا مِنْ الْحَسَنَاتِ؛ كَمَا يُقَابِلُ الطَّبِيبُ الْمَرَضَ بِضِدِّهِ. فَيُؤْمَرُ الْمُؤْمِنُ بِأَنْ يُصْلِحَ نَفْسَهُ وَذَلِكَ بِشَيْئَيْنِ: بِفِعْلِ الْحَسَنَاتِ. وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ مَعَ وُجُودِ مَا يَنْفِي الْحَسَنَاتِ وَيَقْتَضِي السَّيِّئَاتِ. وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ. وَيُؤْمَرُ أَيْضًا بِإِصْلَاحِ غَيْرِهِ بِهَذِهِ الْأَنْوَاعِ الْأَرْبِعَةِ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ وَإِمْكَانِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَالْعَصْرِ} {إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} {إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. وَرُوِيَ عَنْ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي سُورَةِ (وَالْعَصْرِ لَكَفَتْهُمْ. وَهُوَ كَمَا قَالَ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ خَاسِرُونَ إلَّا مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ مُؤْمِنًا صَالِحًا؛ وَمَعَ غَيْرِهِ مُوصِيًا بِالْحَقِّ مُوصِيًا بِالصَّبْرِ. وَإِذَا عَظُمَتْ الْمِحْنَةُ كَانَ ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِ الصَّالِحِ سَبَبًا لِعُلُوِّ الدَّرَجَةِ وَعَظِيمِ الْأَجْرِ؛ كَمَا {سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ الْأَنْبِيَاءُ: ثُمَّ الصَّالِحُونَ؛ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ؛ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ. فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلَابَةٌ زِيدَ فِي بَلَائِهِ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ. وَلَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ} وَحِينَئِذٍ فَيَحْتَاجُ مِنْ الصَّبْرِ مَا لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَحْتَاجُ إلَيْهِ غَيْرُهُ: وَذَلِكَ هُوَ سَبَبُ الْإِمَامَةِ فِي الدِّينِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}. فَلَا بُدَّ مِنْ الصَّبْرِ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنِ الْمَأْمُورِ بِهِ وَتَرْكِ السَّيِّئِ الْمَحْظُورِ؛ وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الصَّبْرُ عَلَى فِعْلِ الْأَذَى وَعَلَى مَا يُقَالُ؛ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا يُصِيبُهُ مِنْ الْمَكَارِهِ؛ وَالصَّبْرُ عَنْ الْبَطَرِ عِنْدَ النِّعَمِ: وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الصَّبْرِ. وَلَا يُمْكِنُ الْعَبْدُ أَنْ يَصْبِرَ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يَطْمَئِنُّ بِهِ وَيَتَنَعَّمُ بِهِ وَيُغْتَذَى بِهِ وَهُوَ الْيَقِينُ؛ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ؛ وَالْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهُ}. وَكَذَلِكَ إذَا أَمَرَ غَيْرَهُ يُحْسِنُ أَوْ أَحَبَّ مُوَافَقَتَهُ عَلَى ذَلِكَ؛ أَوْ نَهَى غَيْرَهُ عَنْ شَيْءٍ؛ فَيَحْتَاجُ أَنْ يُحْسِنَ إلَى ذَلِكَ الْغَيْرِ إحْسَانًا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُهُ؛ مِنْ حُصُولِ الْمَحْبُوبِ وَانْدِفَاعِ الْمَكْرُوهِ؛ فَإِنَّ النُّفُوسَ لَا تَصْبِرُ عَلَى الْمُرِّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْحُلْوِ؛ لَا يُمْكِنُ غَيْرُ ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ؛ حَتَّى جَعَلَ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ نَصِيبًا فِي الصَّدَقَاتِ. وَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فَلَا بُدَّ أَنْ يَصْبِرَ وَأَنْ يَرْحَمَ وَهَذَا هُوَ الشَّجَاعَةُ وَالْكَرَمُ.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:17]ـ
مسألة: ما هي أخلاق النفوس و صفاتها و ما الذي يمدح و يذم منها؟
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 154)
النُّفُوسَ لَا تَصْبِرُ عَلَى الْمُرِّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْحُلْوِ؛ لَا يُمْكِنُ غَيْرُ ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ؛ حَتَّى جَعَلَ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ نَصِيبًا فِي الصَّدَقَاتِ. وَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فَلَا بُدَّ أَنْ يَصْبِرَ وَأَنْ يَرْحَمَ وَهَذَا هُوَ الشَّجَاعَةُ وَالْكَرَمُ. وَلِهَذَا يُقْرِنُ اللَّهُ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ تَارَةً؛ وَهِيَ الْإِحْسَانُ إلَى الْخَلْقِ وَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الصَّبْرِ تَارَةً. وَلَا بُدَّ مِنْ الثَّلَاثَةِ: الصَّلَاةِ؛ وَالزَّكَاةِ؛ وَالصَّبْرِ. لَا تَقُومُ مَصْلَحَةُ الْمُؤْمِنِينَ إلَّا بِذَلِكَ؛ فِي صَلَاحِ نُفُوسِهِمْ وَإِصْلَاحِ غَيْرِهِمْ؛ لَا سِيَّمَا كُلَّمَا قَوِيَتْ الْفِتْنَةُ وَالْمِحْنَةُ؛ فَالْحَاجَةُ إلَى ذَلِكَ تَكُونُ أَشَدَّ؛ فَالْحَاجَةُ إلَى السَّمَاحَةِ وَالصَّبْرِ عَامَّةً لِجَمِيعِ بَنِي آدَمَ لَا تَقُومُ مَصْلَحَةُ دِينِهِمْ وَلَا دُنْيَاهُمْ إلَّا بِهِ. وَلِهَذَا جَمِيعُهُمْ يَتَمَادَحُونَ بِالشَّجَاعَةِ وَالْكَرَمِ حَتَّى إنَّ ذَلِكَ عَامَّةُ مَا يَمْدَحُ بِهِ الشُّعَرَاءُ فِي شِعْرِهِمْ. وَكَذَلِكَ يَتَذَامُّونَ بِالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ. وَالْقَضَايَا الَّتِي يَتَّفِقُ عَلَيْهَا بَنُو آدَمَ لَا تَكُونُ إلَّا حَقًّا؛ كَاتِّفَاقِهِمْ عَلَى مَدْحِ الصِّدْقِ وَالْعَدْلِ؛ وَذَمِّ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ. وَقَدْ قَالَ {النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَأَلَهُ الْأَعْرَابُ؛ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إلَى سَمُرَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَتَعَلَّقَتْ بِرِدَائِهِ؛ فَالْتَفَتَ إلَيْهِمْ وَقَالَ: وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ عِنْدِي عَدَدَ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْته عَلَيْكُمْ؛ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذُوبًا}. لَكِنْ يَتَنَوَّعُ ذَلِكَ بِتَنَوُّعِ الْمَقَاصِدِ وَالصِّفَاتِ؛ فَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى. وَلِهَذَا جَاءَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ بِذَمِّ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ؛ وَمَدْحِ الشَّجَاعَةِ وَالسَّمَاحَةِ فِي سَبِيلِهِ دُونَ مَا لَيْسَ فِي سَبِيلِهِ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {شَرُّ مَا فِي الْمَرْءِ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ}. وَقَالَ: {مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ فَقَالُوا الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ عَلَى أَنَّا نَزِنُهُ بِالْبُخْلِ فَقَالَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنْ الْبُخْلِ؟} وَفِي رِوَايَةٍ: {إنَّ السَّيِّدَ لَا يَكُونُ بَخِيلًا بَلْ سَيِّدُكُمْ الْأَبْيَضُ الْجَعْدُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ}. وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ قَوْلُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي فَقَالَ تَقُولُ: وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنْ الْبُخْلِ؟ فَجَعَلَ الْبُخْلَ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمْرَاضِ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: {قَالَ عُمَرُ: قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاَللَّهِ لَغَيْرُ هَؤُلَاءِ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ فَقَالَ: إنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ وَبَيْنَ أَنْ يبخلوني وَلَسْت بِبَاخِلِ يَقُولُ: إنَّهُمْ يَسْأَلُونِي مَسْأَلَةً لَا تَصْلُحُ فَإِنْ أَعْطَيْتهمْ وَإِلَّا قَالُوا: هُوَ بَخِيلٌ فَقَدْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَمْرَيْنِ مُكْرِهِينَ لَا يَتْرُكُونِي مِنْ أَحَدِهِمَا: الْفَاحِشَةُ وَالتَّبْخِيلُ. وَالتَّبْخِيلُ أَشَدُّ؛ فَأَدْفَعُ الْأَشَدَّ بِإِعْطَائِهِمْ}. وَالْبُخْلُ جِنْسٌ تَحْتَهُ أَنْوَاعُ: كَبَائِرَ؛ وَغَيْرُ كَبَائِرَ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. وَقَالَ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} إلَى قَوْلِهِ: {إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}. وَقَالَ: {فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}. وَقَالَ: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}. وَقَالَ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. وَقَالَ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} الْآيَةَ. وَمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْإِيتَاءِ وَالْإِعْطَاءِ وَذَمِّ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ: كُلُّهُ ذَمٌّ لِلْبُخْلِ وَكَذَلِكَ ذَمُّهُ لِلْجُبْنِ كَثِيرٌ مِثْلَ قَوْلِهِ: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. وَقَوْلُهُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ}. وَقَوْلُهُ: {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}. وَقَوْلُهُ: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}. وَمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْحَضِّ عَلَى الْجِهَادِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ وَذَمِّ النَّاكِلِينَ عَنْهُ وَالتَّارِكِينَ لَهُ: كُلُّهُ ذَمٌّ لِلْجُبْنِ. وَلَمَّا كَانَ صَلَاحُ بَنِي آدَمَ لَا يَتِمُّ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ إلَّا بِالشَّجَاعَةِ وَالْكَرَمِ: بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ مَنْ تَوَلَّى عَنْ الْجِهَادِ بِنَفْسِهِ أَبْدَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَقُومُ بِذَلِكَ؛ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إلَّا قَلِيلٌ} {إلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. وَقَالَ تَعَالَى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
وَبِالشَّجَاعَةِ وَالْكَرَمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَضَّلَ السَّابِقِينَ فَقَالَ: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}. وَقَدْ ذَكَرَ الْجِهَادَ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ فِي سَبِيلِهِ؛ وَمَدَحَهُ فِي غَيْرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ؛ وَذَلِكَ هُوَ الشَّجَاعَةُ وَالسَّمَاحَةُ فِي طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ فَقَالَ: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. وَالشَّجَاعَةُ لَيْسَتْ هِيَ قُوَّةُ الْبَدَنِ وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ قَوِيَّ الْبَدَنِ ضَعِيفَ الْقَلْبِ؛ وَإِنَّمَا هِيَ قُوَّةُ الْقَلْبِ وَثَبَاتُهُ. فَإِنَّ الْقِتَالَ مَدَارُهُ عَلَى قُوَّةِ الْبَدَنِ وَصَنْعَتِهِ لِلْقِتَالِ؛ وَعَلَى قُوَّةِ الْقَلْبِ وَخِبْرَتِهِ بِهِ. وَالْمَحْمُودُ مِنْهُمَا مَا كَانَ بِعِلْمِ وَمَعْرِفَةٍ؛ دُونَ التَّهَوُّرِ الَّذِي لَا يُفَكِّرُ صَاحِبُهُ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمَحْمُودِ وَالْمَذْمُومِ؛ وَلِهَذَا كَانَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ. حَتَّى يَفْعَلَ مَا يَصْلُحُ. فَأَمَّا الْمَغْلُوبُ حِينَ غَضَبِهِ فَلَيْسَ بِشُجَاعِ وَلَا شَدِيدٍ. وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ جِمَاعَ ذَلِكَ هُوَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الصَّبْرُ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ. وَالصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عِنْدَ الْغَضَبِ؛ وَصَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. كَمَا قَالَ الْحَسَنُ: مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جُرْعَةً أَعْظَمَ مِنْ جُرْعَةِ حِلْمٍ عِنْدَ الْغَضَبِ؛ وَجُرْعَةِ صَبْرٍ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ أَصْلَ ذَلِكَ هُوَ الصَّبْرُ عَلَى الْمُؤْلِمِ. وَهَذَا هُوَ الشُّجَاعُ الشَّدِيدُ الَّذِي يَصْبِرُ عَلَى الْمُؤْلِمِ. وَالْمُؤْلِمُ إنْ كَانَ مِمَّا يُمْكِنُ دَفْعُهُ أَثَارَ الْغَضَبَ وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ أَثَارَ الْحُزْنَ؛ وَلِهَذَا يَحْمَرُّ الْوَجْهُ عِنْدَ الْغَضَبِ لِثَوَرَانِ الدَّمِ عِنْدَ اسْتِشْعَارِ الْقُدْرَةِ وَيَصْفَرُّ عِنْدَ الْحُزْنِ لِغَوْرِ الدَّمِ عِنْدَ اسْتِشْعَارِ الْعَجْزِ؛ وَلِهَذَا جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الرَّقُوبُ الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِالرَّقُوبِ؛ وَلَكِنَّ الرَّقُوبَ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟ قُلْنَا: الَّذِي لَا تَصْرَعُهُ الرِّجَالُ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّ الصُّرَعَةُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ} فَذَكَرَ مَا يَتَضَمَّنُ الصَّبْرَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرَ عِنْدَ الْغَضَبِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمُصِيبَةِ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} {الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ} الْآيَةَ. وَقَالَ تَعَالَى فِي الْغَضَبِ: {وَمَا يُلَقَّاهَا إلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. وَهَذَا الْجَمْعُ بَيْنَ صَبْرِ الْمُصِيبَةِ وَصَبْرِ الْغَضَبِ نَظِيرُ الْجَمْعِ بَيْنَ صَبْرِ النِّعْمَةِ وَصَبْرِ الْمُصِيبَةِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} {إلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}. وَقَالَ: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}. وَبِهَذَا وَصَفَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ مَنْ وَصَفَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ الْمُهَاجِرِينَ حَيْثُ قَالَ:
لَا يَفْرَحُونَ إذَا نَالَتْ سُيُوفُهُمْ * * * قَوْمًا وَلَيْسُوا مجازيعا إذَا نِيلُوا
وَكَذَلِكَ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فِي صِفَةِ الْأَنْصَارِ:
لَا فَخْرَ إنْ هُمْ أَصَابُوا مِنْ عَدُوِّهِمْ * * * وَإِنْ أُصِيبُوا فَلَا خَوْرَ وَلَا هَلَعَ
وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْلِبُ فَلَا يَبْطَرُ؛ وَيَغْلِبُ فَلَا يَضْجَرُ. وَلَمَّا كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُو النَّاسَ عِنْدَ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ إلَى تَعَدِّي الْحُدُودِ بِقُلُوبِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ وَأَيْدِيهِمْ: {نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَمَّا قِيلَ لَهُ: وَقَدْ بَكَى لَمَّا رَأَى إبْرَاهِيمَ فِي النَّزْعِ أَتَبْكِي؟ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنْ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: إنَّمَا نَهَيْت عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٌ عِنْدَ نَغْمَةِ لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرَ شَيْطَانٍ. وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةِ لَطْمِ خُدُودٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ وَدُعَاءٍ بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ} فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّوْتَيْنِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا نَهْيُهُ عَنْ ذَلِكَ فِي الْمَصَائِبِ فَمِثْلُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ}. وَقَالَ: {أَنَا بَرِيءٌ مِنْ الْحَالِقَةِ وَالصَّالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ}. وَقَالَ: {مَا كَانَ مِنْ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنْ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنْ الشَّيْطَانِ}. وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ لَا يُؤَاخِذُ عَلَى دَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا حُزْنِ الْقَلْبِ؛ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا أَوْ يَرْحَمُ - وَأَشَارَ إلَى لِسَانِهِ وَقَالَ: مَنْ يُنَحْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ}. وَاشْتَرَطَ عَلَى النِّسَاءِ فِي الْبَيْعَةِ أَنْ لَا يَنُحْنَ وَقَالَ: {إنَّ النَّائِحَةَ إذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا فَإِنَّهَا تَلْبَسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دِرْعًا مَنْ جَرَبٍ وَسِرْبَالًا مِنْ قَطِرَانٍ}. وَقَالَ فِي الْغَلَبَةِ وَالْمَصَائِبِ وَالْفَرَحِ: {إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ؛ وَلْيَحُدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ}. وَقَالَ: {إنَّ أَعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ}. وَقَالَ: {لَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا}. إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ بِهِ فِي الْجِهَادِ مِنْ الْعَدْلِ وَتَرْكِ الْعُدْوَانِ؛ اتِّبَاعًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. وَنَهَى عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ وَتَخَتُّمِ الذَّهَبِ؛ وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ وَإِطَالَةِ الثِّيَابِ؛ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ السَّرَفِ وَالْخُيَلَاءِ فِي النِّعَمِ وَذَمِّ الَّذِينَ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَجَعَلَ فِيهِمْ الْخَسْفَ وَالْمَسْخَ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}. وَقَالَ عَنْ قَارُونَ: {إذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}. وَهَذِهِ الْأُمُورُ الثَّلَاثَةُ مَعَ الصَّبْرِ عَنْ الِاعْتِدَاءِ فِي الشَّهْوَةِ هِيَ جَوَامِعُ هَذَا الْبَابِ. وَذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ بَيْنَ مَا يُحِبُّهُ وَيَشْتَهِيهِ: وَبَيْنَ مَا يُبْغِضُهُ وَيَكْرَهُهُ فَهُوَ يَطْلُبُ الْأَوَّلَ بِمَحَبَّتِهِ وَشَهْوَتِهِ وَيَدْفَعُ الثَّانِيَ بِبُغْضِهِ وَنُفْرَتِهِ. وَإِذَا حَصَلَ الْأَوَّلُ أَوْ انْدَفَعَ الثَّانِي أَوْجَبَ لَهُ فَرَحًا وَسُرُورًا وَإِنْ حَصَلَ الثَّانِي أَوْ انْدَفَعَ الْأَوَّلُ حَصَلَ لَهُ حُزْنٌ فَهُوَ مُحْتَاجٌ عِنْدَ الْمَحَبَّةِ وَالشَّهْوَةِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ عُدْوَانِهِمَا؛ وَعِنْدَ الْغَضَبِ وَالنُّفْرَةِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ عُدْوَانِهِمَا؛ وَعِنْدَ الْفَرَحِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ عُدْوَانِهِ؛ وَعِنْدَ الْمُصِيبَةِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ الْجَزَعِ مِنْهَا فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الصَّوْتَيْنِ الْأَحْمَقَيْنِ الْفَاجِرَيْنِ: الصَّوْتُ الَّذِي يُوجِبُ الِاعْتِدَاءَ فِي الْفَرَحِ حَتَّى يَصِيرَ الْإِنْسَانُ فَرِحًا فَخُورًا؛ وَالصَّوْتُ الَّذِي يُوجِبُ الْجَزَعَ. وَأَمَّا الصَّوْتُ الَّذِي يُثِيرُ الْغَضَبَ لِلَّهِ: كَالْأَصْوَاتِ الَّتِي تُقَالُ فِي الْجِهَادِ مِنْ الْأَشْعَارِ الْمُنْشَدَةِ: فَتِلْكَ لَمْ تَكُنْ بِآلَاتِ وَكَذَلِكَ أَصْوَاتُ الشَّهْوَةِ فِي الْفَرَحِ؛ فَرَخَّصَ مِنْهَا فِيمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ الضَّرْبِ بِالدُّفِّ فِي الْأَعْرَاسِ وَالْأَفْرَاحِ لِلنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ. وَعَامَّةِ الْأَشْعَارِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الَّتِي تُنْشَدُ بِالْأَصْوَاتِ لِتَحْرِيكِ النُّفُوسِ هِيَ مِنْ هَذِهِ الْأَقْسَامِ الْأَرْبِعَةِ وَهِيَ التَّشْبِيبُ؛ وَأَشْعَارُ الْغَضَبِ وَالْحَمِيَّةِ؛ وَهِيَ الْحَمَاسَةُ وَالْهِجَاءُ. وَأَشْعَارُ الْمَصَائِبِ كَالْمَرَاثِي وَأَشْعَارِ النِّعَمِ وَالْفَرَحِ وَهِيَ الْمَدَائِحُ. وَالشُّعَرَاءُ جَرَتْ عَادَتُهُمْ أَنْ يَمْشُوا مَعَ الطَّبْعِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} وَلِهَذَا أَخْبَرَ أَنَّهُمْ يَتْبَعُهُمْ الْغَاوُونَ وَالْغَاوِي: هُوَ الَّذِي يَتْبَعُ هَوَاهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ وَهَذَا هُوَ الْغَيُّ؛ وَهُوَ خِلَافُ الرُّشْدِ. كَمَا أَنَّ الضَّالَّ الَّذِي لَا يَعْلَمُ مَصْلَحَتَهُ هُوَ خِلَافُ الْمُهْتَدِي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى} {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي}. فَلِهَذَا تَجِدُهُمْ يَمْدَحُونَ جِنْسَ الشُّجَاعَةِ وَجِنْسَ السَّمَاحَةِ؛ إذْ كَانَ عَدَمُ هَذَيْنِ مَذْمُومًا عَلَى الْإِطْلَاقِ وَأَمَّا وُجُودُهُمَا فَبِهِ تَحْصُلُ مَقَاصِدُ النُّفُوسِ عَلَى الْإِطْلَاقِ؛ لَكِنَّ الْعَاقِبَةَ فِي ذَلِكَ لِلْمُتَّقِينَ. وَأَمَّا غَيْرُ الْمُتَّقِينَ فَلَهُمْ عَاجِلَةٌ لَا عَاقِبَةٌ وَالْعَاقِبَةُ وَإِنْ كَانَتْ فِي الْآخِرَةِ فَتَكُونُ فِي الدُّنْيَا أَيْضًا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ قِصَّةَ نُوحٍ وَنَجَاتَهُ بِالسَّفِينَةِ: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} إلَى قَوْلِهِ: {فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}. وَقَالَ:
{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. وَالْفُرْقَانُ: أَنْ يَحْمَدَ مِنْ ذَلِكَ مَا حَمِدَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي حَمْدُهُ زَيْنٌ وَذَمُّهُ شَيْنٌ؛ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ الشُّعَرَاءِ وَالْخُطَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ؛ وَلِهَذَا لَمَّا قَالَ الْقَائِلُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَذَمِّي شَيْنٌ قَالَ لَهُ: " ذَاكَ اللَّهُ ". وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ حَمِدَ الشَّجَاعَةَ وَالسَّمَاحَةَ فِي سَبِيلِهِ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ {أَبِي مُوسَى قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً؛ وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً؛ وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ الَّذِي خُلِقَ الْخَلْقُ لَهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ} فَكُلُّ مَا كَانَ لِأَجْلِ الْغَايَةِ الَّتِي خُلِقَ لَهَا الْخَلْقُ كَانَ مَحْمُودًا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ الَّذِي يَبْقَى لِصَاحِبِهِ وَهَذِهِ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَاتُ. وَلِهَذَا كَانَ النَّاسُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: مَنْ يَعْمَلْ لِلَّهِ بِشَجَاعَةِ وَسَمَاحَةٍ؛ فَهَؤُلَاءِ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسْتَحِقُّونَ لِلْجَنَّةِ. وَمَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللَّهِ بِشَجَاعَةِ وَسَمَاحَةٍ؛ فَهَذَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَلَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ. وَمَنْ يَعْمَلْ لِلَّهِ لَكِنْ لَا بِشَجَاعَةِ وَلَا سَمَاحَةٍ؛ فَهَذَا فِيهِ مِنْ النِّفَاقِ وَنَقْصِ الْإِيمَانِ بِقَدْرِ ذَلِكَ. وَمَنْ لَا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَعْمَلْ لِلَّهِ وَلَيْسَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَلَا سَمَاحَةٌ؛ فَهَذَا لَيْسَ لَهُ دُنْيَا وَلَا آخِرَةٌ. فَهَذِهِ الْأَخْلَاقُ وَالْأَفْعَالُ يَحْتَاجُ إلَيْهَا الْمُؤْمِنُ عُمُومًا وَخُصُوصًا فِي أَوْقَاتِ الْمِحَنِ وَالْفِتَنِ الشَّدِيدَةِ؛ فَإِنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إلَى صَلَاحِ نُفُوسِهِمْ وَدَفْعِ الذُّنُوبِ عَنْ نُفُوسِهِمْ عِنْدَ الْمُقْتَضِي لِلْفِتْنَةِ عِنْدَهُمْ وَيَحْتَاجُونَ أَيْضًا إلَى أَمْرِ غَيْرِهِمْ وَنَهْيِهِ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِمْ وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ فِيهِ مِنْ الصُّعُوبَةِ مَا فِيهِ؛ وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَهَذَا لِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَأَمَرَهُمْ بِدَعْوَةِ النَّاسِ وَجِهَادِهِمْ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} {الَّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. وَكَمَا قَالَ: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وَكَمَا قَالَ: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}. وَكَمَا قَالَ: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}.
مسألة: ما هي آثار أخلاق النفس على البدن؟
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 570)
الْغَضَبُ - وَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: إنَّهُ غَلَيَانُ دَمِ الْقَلْبِ فَهُوَ - صِفَةٌ تَقُومُ بِنَفْسِ الْغَضْبَانِ غَيْرُ غَلَيَانِ دَمِ الْقَلْبِ؛ وَإِنَّمَا ذَلِكَ أَثَرُهُ؛ فَإِنَّ حَرَارَةَ الْغَضَبِ تُسَخِّنُ الدَّمَ حَتَّى يَغْلِيَ. فَإِنَّ مَبْدَأَ الْغَضَبِ مِنْ النَّفْسِ هِيَ الَّتِي تَتَّصِفُ بِهِ أَوَّلًا ثُمَّ يَسْرِي ذَلِكَ إلَى الْجِسْمِ وَكَذَلِكَ الْحُزْنُ وَالْفَرَحُ وَسَائِرُ الْأَحْوَالِ النَّفْسَانِيَّةِ. وَالْحُزْنُ يُوجِبُ دُخُولَ الدَّمِ؛ وَلِهَذَا يَصْفَرُّ لَوْنُ الْحَزِينِ وَهُوَ مِنْ الْأَحْوَالِ النَّفْسَانِيَّةِ؛ لَكِنَّ الْحَزِينَ يَسْتَشْعِرُ الْعَجْزَ عَنْ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ الَّذِي أَصَابَهُ وَيَيْأَسُ مِنْ ذَلِكَ؛ فَيَغُورُ دَمُهُ وَالْغَضْبَانُ يَسْتَشْعِرُ قُدْرَتَهُ عَلَى الدَّفْعِ أَوْ الْمُعَاقَبَةِ؛ فَيَنْبَسِطُ دَمُهُ. وَالْحَرَكَةُ وَالسُّكُونُ وَالطُّمَأْنِينَةُ الَّتِي تُوصَفُ بِهَا النَّفْسُ لَيْسَتْ مُمَاثِلَةً لِمَا يُوصَفُ بِهِ الْجِسْمُ قَالَ تَعَالَى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وَالِاطْمِئْنَانُ هُوَ السُّكُونُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اطْمَأَنَّ الرَّجُلُ اطْمِئْنَانًا وَطُمَأْنِينَةً: أَيْ سَكَنَ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} {ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} وَكَذَلِكَ لِلْقُلُوبِ سَكِينَةٌ تُنَاسِبُهَا. قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إيمَانًا مَعَ إيمَانِهِمْ}. وَكَذَلِكَ " الرَّيْبُ " حَرَكَةُ النَّفْسِ لِلشَّكِّ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فَقَالَ لَا يُرِيبُهُ أَحَدٌ} وَيُقَالُ: رَابَنِي مِنْهُ رَيْبٌ و {دَعْ مَا يَرِيبُك إلَى مَا لَا يَرِيبُك} وَقَالَ: {الْكَذِبُ رِيبَةٌ وَالصِّدْقُ طُمَأْنِينَةٌ} فَجَعَلَ الطُّمَأْنِينَةَ ضِدَّ الرِّيبَةِ وَكَذَلِكَ الْيَقِينُ ضِدُّ الرَّيْبِ.
مسألة: هل تتألم النفس و تتلذ؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 325)
(يُتْبَعُ)
(/)
سَوَاءٌ قِيلَ: إنَّهُ مِنْ بَابِ الِاعْتِقَادَاتِ أَوْ مِنْ بَابِ الْإِرَادَاتِ أَوْ قِيلَ: إنَّهُ مِنْ بَابِ الْآلَامِ الَّتِي تَلْحَقُ النَّفْسَ بِسَبَبِ فِعْلِ مَا يَضُرُّهَا؛ فَإِذَا اسْتَشْعَرَ الْقَلْبُ أَنَّهُ فَعَلَ مَا يَضُرُّهُ حَصَلَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِأَنَّ الَّذِي فَعَلَهُ كَانَ مِنْ السَّيِّئَاتِ، وَهَذَا مِنْ بَابِ الِاعْتِقَادَاتِ، وَكَرَاهِيَةٌ لِمَا كَانَ فَعَلَهُ، وَهُوَ مِنْ جِنْسِ الْإِرَادَاتِ؛ وَحَصَلَ لَهُ أَذًى وَغَمٌّ لِمَا كَانَ فَعَلَهُ؛ وَهَذَا مِنْ بَابِ الْآلَامِ كَالْغُمُومِ وَالْأَحْزَانِ كَمَا أَنَّ الْفَرَحَ وَالسُّرُورَ هُوَ مِنْ بَابِ اللَّذَّاتِ لَيْسَ هُوَ مِنْ بَابِ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْإِرَادَاتِ. وَمَنْ قَالَ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ: إنَّ اللَّذَّةَ هِيَ إدْرَاكُ الْمُلَائِمِ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلَائِمٌ، وَأَنَّ الْأَلَمَ هُوَ إدْرَاكُ الْمُنَافِرِ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُنَافِرٌ، فَقَدْ غَلِطَ فِي ذَلِكَ؛ فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْأَلَمَ حَالَانِ يَتَعَقَّبَانِ إدْرَاكَ الْمُلَائِمِ وَالْمُنَافِرِ، فَإِنَّ الْحُبَّ لِمَا يُلَائِمُهُ كَالطَّعَامِ الْمُشْتَهَى مَثَلًا لَهُ ثَلَاثَةُ أَحْوَالٍ: (أَحَدُهَا) الْحُبُّ كَالشَّهْوَةِ لِلطَّعَامِ.
وَالثَّانِي: إدْرَاكُ الْمَحْبُوبِ كَأَكْلِ الطَّعَامِ.
وَالثَّالِثُ: اللَّذَّةُ الْحَاصِلَةُ بِذَلِكَ وَاللَّذَّةُ أَمْرٌ مُغَايِرٌ لِلشَّهْوَةِ وَلِذَوْقِ الْمُشْتَهِي؛ بَلْ هِيَ حَاصِلَةٌ لِذَوْقِ الْمُشْتَهِي؛ لَيْسَتْ نَفْسَ ذَوْقِ الْمُشْتَهِي. وَكَذَلِكَ " الْمَكْرُوهُ " كَالضَّرْبِ مَثَلًا. فَإِنَّ كَرَاهَتَهُ شَيْءٌ وَحُصُولَهُ شَيْءٌ آخَرُ وَالْأَلَمُ الْحَاصِلُ بِهِ ثَالِثٌ.
مسألة: كيف تطمئن القلوب؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 249)
وَقَالَ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ -::
{كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ فَطَرَ الْقُلُوبَ عَلَى أَنْ لَيْسَ فِي مَحْبُوبَاتِهَا وَمُرَادَاتِهَا مَا تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَتَنْتَهِي إلَيْهِ إلَّا اللَّهُ؛ وَإِلَّا فَكُلَّمَا أَحَبَّهُ الْمُحِبُّ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّ قَلْبَهُ يَطْلُبُ سِوَاهُ وَيُحِبُّ أَمْرًا غَيْرَهُ يتألهه وَيَصْمُدُ إلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَيَرَى مَا يُشْبِهُهُ مِنْ أَجْنَاسِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
مسألة: بم تسعد النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 206)
سَعَادَتَهَا أَنْ تَحْيَا الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ فَتَعْبُدَ اللَّهَ، وَمَتَى لَمْ تَحْيَا هَذِهِ الْحَيَاةَ كَانَتْ مَيِّتَةً، وَكَانَ مَا لَهَا مِنْ الْحَيَاةِ الطَّبِيعِيَّةِ مُوجِبًا لِعَذَابِهَا، فَلَا هِيَ حَيَّةٌ مُتَنَعِّمَةٌ بِالْحَيَاةِ، وَلَا مَيِّتَةٌ مُسْتَرِيحَةٌ مِنْ الْعَذَابِ، قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ لَمَّا كَانَ فِي الدُّنْيَا لَيْسَ بِحَيِّ الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ وَلَا مَيِّتًا عَدِيمَ الْإِحْسَاسِ، كَانَ فِي الْآخِرَةِ كَذَلِكَ، وَالنَّفْسُ إنْ عَلِمَتْ الْحَقَّ وَأَرَادَتْهُ فَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ إنْعَامِ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَإِلَّا فَهِيَ بِطَبْعِهَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُرَادٍ مَعْبُودٍ غَيْرِ اللَّهِ؛ وَمُرَادَاتٍ سَيِّئَةٍ؛ فَهَذَا تَرَكَّبَ مِنْ كَوْنِهَا لَمْ تَعْرِفْ اللَّهَ وَلَمْ تَعْبُدْهُ وَهَذَا عَدَمٌ. وَالْقَدَرِيَّةُ يَعْتَرِفُونَ بِهَذَا، وَبِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مُرِيدًا، لَكِنْ يَجْعَلُونَهُ مُرِيدًا بِالْقُوَّةِ وَالْقَبُولِ، أَيْ قَابِلًا لِأَنْ يُرِيدَ هَذَا وَهَذَا، وَأَمَّا كَوْنُهُ مُرِيدًا لِهَذَا الْمُعَيَّنِ وَهَذَا الْمُعَيَّنِ، فَهَذَا عِنْدَهُمْ لَيْسَ مَخْلُوقًا لِلَّهِ، وَغَلِطُوا بَلْ اللَّهُ خَالِقُ هَذَا كُلِّهِ، وَهُوَ الَّذِي أَلْهَمَ النَّفْسَ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا}
(يُتْبَعُ)
(/)
إلَخْ " وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ إبْرَاهِيمَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ أَئِمَّةً يَدْعُونَ بِأَمْرِهِ، وَجَعَلَ آلَ فِرْعَوْنَ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ
مسألة: هل الذكاء و الفطنة و الزهد و الأخلاق تكفي لسعادة النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 18 / ص 58)
لَا يَكْفِي فِي السَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَيَتَّخِذُوهُ إلَهًا دُونَ مَا سِوَاهُ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " فَكَيْفَ وَهُمْ فِي الْقَوْلِ وَالْكَلَامِ مُعَطِّلُونَ جَاحِدُونَ لَا مُوَحِّدُونَ وَلَا مُخْلِصُونَ فَإِذَا كَانَ مَا تَحْصُلُ بِهِ السَّعَادَةُ وَالنَّجَاةُ مِنْ الشَّقَاوَةِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَصْلًا كَانَ مَا يَأْمُرُونَ بِهِ مِنْ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالسِّيَاسَاتِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. وَالْقَوْمُ وَإِنْ كَانَ لَهُمْ ذَكَاءٌ وَفِطْنَةٌ وَفِيهِمْ زُهْدٌ وَأَخْلَاقٌ فَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُوجِبُ السَّعَادَةَ وَالنَّجَاةَ مِنْ الْعَذَابِ إلَّا بِالْأُصُولِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَإِنَّمَا قُوَّةُ الذَّكَاءِ بِمَنْزِلَةِ قُوَّةِ الْبَدَنِ وَالْإِرَادَةِ فَاَلَّذِي يُؤْتَى فَضَائِلَ عِلْمِيَّةٍ وَإِرَادِيَّةٍ بِدُونِ هَذِهِ الْأُصُولِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُؤْتَى قُوَّةً فِي جِسْمِهِ وَبَدَنِهِ بِدُونِ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَهْلُ الرَّأْيِ وَالْعِلْمِ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْإِمَارَةِ وَكُلٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئًا إلَّا أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَيُؤْمِنُ بِرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. وَلَمَّا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْعِلْمِ قَدْ يُعَارِضُونَ الرُّسُلَ، وَقَدْ يُتَابِعُونَهُمْ ذَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَذَكَرَ فِرْعَوْنَ؛ وَاَلَّذِي حَاجَّ إبْرَاهِيمَ لَمَّا آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ؛ وَالْمَلَأَ مِنْ قَوْمٍ نُوحٍ وَعَادٍ وَغَيْرَهُمْ وَذَكَرَ قَوْلَ عُلَمَائِهِمْ كَقَوْلِهِ: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} وَقَالَ: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} إلَى قَوْلِهِ: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} إلَى قَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} الْآيَةَ. وَالسُّلْطَانُ: هُوَ الْوَحْيُ الْمُنَزَّلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. وَقَدْ ذَكَرَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ: " حم غَافِرُ " مِنْ حَالِ مُخَالِفِي الرُّسُلِ مِنْ الْمُلُوكِ وَالْعُلَمَاءِ وَمُجَادَلَتِهِمْ مَا فِيهِ عِبْرَةٌ مِثْلَ قَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} وَمِثْلَ قَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} إلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ}. وَكَذَلِكَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَالْأَعْرَافِ وَعَامَّةِ السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ وَطَائِفَةٍ مِنْ السُّوَرِ الْمَدَنِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى خِطَابِ هَؤُلَاءِ وَضَرْبِ الْمَقَايِيسِ وَالْأَمْثَالِ لَهُمْ وَذِكْرِ قَصَصِهِمْ وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ مَعَهُمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ - سُبْحَانَهُ -: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً}. . الْآيَةَ. فَأَخْبَرَ بِمَا مُكِّنُوا فِيهِ مِنْ أَصْنَافِ الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ وَأَخْبَرَ أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا حَيْثُ جَحَدُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَالرِّسَالَةِ؛ وَلِهَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنِي ابْنُ الشَّيْخِ الْفَقِيه الْخُضَرِيّ (*) عَنْ وَالِدِهِ شَيْخِ الْحَنَفِيَّةِ فِي زَمَنِهِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ بخارى يَقُولُونَ فِي ابْنِ سِينَا: {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} الْآيَةَ وَالْقُوَّةُ تَعُمُّ قُوَّةَ الْإِدْرَاكِ النَّظَرِيَّةِ وَقُوَّةَ الْحَرَكَةِ الْعَمَلِيَّةِ وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً} فَأَخْبَرَ بِفَضْلِهِمْ فِي الْكُمِّ وَالْكَيْفِ وَأَنَّهُمْ أَشَدَّ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي آثَارِهِمْ فِي الْأَرْضِ.
مسألة: بم تكمل النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 2 / ص 94)
تَفَرَّقَ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَقَامِ - الَّذِي هُوَ غَايَةُ مَطَالِبِ الْعِبَادِ - فَطَائِفَةٌ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ وَنَحْوِهِمْ: يَظُنُّونَ أَنَّ كَمَالَ النَّفْسِ فِي مُجَرَّدِ الْعِلْمِ وَيَجْعَلُونَ الْعِلْمَ - الَّذِي بِهِ تَكْمُلُ مَا يَعْرِفُونَهُ هُمْ مِنْ - عِلْمِ مَا بَعْدَ الطَّبِيعَةِ وَيَجْعَلُونَ الْعِبَادَاتِ رِيَاضَةً لِأَخْلَاقِ النَّفْسِ حَتَّى تَسْتَعِدَّ لِلْعِلْمِ. فَتَصِيرُ النَّفْسُ عَالَمًا مُعْتَزِلًا مُوَازِيًا لِلْعَالَمِ الْمَوْجُودِ. وَهَؤُلَاءِ ضَالُّونَ؛ بَلْ كَافِرُونَ مِنْ وُجُوهٍ: - مِنْهَا: أَنَّهُمْ اعْتَقَدُوا الْكَمَالَ مِنْ مُجَرَّدِ الْعِلْمِ كَمَا اعْتَقَدَ جَهْمٌ والصالحي وَالْأَشْعَرِيُّ - فِي الْمَشْهُورِ مِنْ قَوْلَيْهِ - وَأَكْثَرُ أَتْبَاعِهِ: أَنَّ الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ؛ لَكِنَّ الْمُتَفَلْسِفَةَ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ الْجَهْمِيَّة؛ فَإِنَّ الْجَهْمِيَّة يَجْعَلُونَ الْإِيمَانَ هُوَ الْعِلْمُ بِاَللَّهِ وَأُولَئِكَ يَجْعَلُونَ كَمَالَ النَّفْسِ: فِي أَنْ تَعْلَمَ الْوُجُودَ الْمُطْلَقَ مِنْ حَيْثُ هُوَ وُجُودٌ وَالْمُطْلَقُ بِشَرْطِ الْإِطْلَاقِ؛ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ وَالْمُطْلَقُ لَا بِشَرْطِ لَا يُوجَدُ أَيْضًا فِي الْخَارِجِ إلَّا مُعَيَّنًا. وَإِنْ عَلِمُوا الْوُجُودَ الْكُلِّيَّ الْمُنْقَسِمَ إلَى وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ فَلَيْسَ لِمَعْلُومِ عِلْمِهِمْ وُجُودٌ فِي الْخَارِجِ وَهَكَذَا مَنْ تَصَوَّفَ وَتَأَلَّهَ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَنَحْوِهِمَا. وَأَيْضًا: فَإِنَّ الْجَهْمِيَّة يُقِرُّونَ بِالرُّسُلِ وَبِمَا جَاءُوا بِهِ فَهُمْ فِي الْجُمْلَةِ يُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ؛ بِخِلَافِ الْمُتَفَلْسِفَةِ. وَبِالْجُمْلَةِ: فَكَمَالُ النَّفْسِ لَيْسَ فِي مُجَرَّدِ الْعِلْمِ بَلْ لَا بُدَّ مَعَ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ فَهَذَا عَمَلُ النَّفْسِ وَإِرَادَتُهَا وَدَالُّ عِلْمِهَا وَمَعْرِفَتِهَا. الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ الْعِلْمَ الَّذِي تَكْمُلُ بِهِ النَّفْسُ هُوَ عِلْمُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُ جَهْلٌ لَا عِلْمٌ. الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الْعِلْمَ الْإِلَهِيَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَهُوَ الْعِلْمُ الْأَعْلَى؛ الَّذِي تَكْمُلُ بِهِ النَّفْسُ مَعَ الْعَمَلِ بِمُوجِبِهِ. الرَّابِعُ: أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ إذَا حَصَلَ لَهُمْ ذَاكَ الْعِلْمُ: سَقَطَتْ عَنْهُمْ وَاجِبَاتُ الشَّرْعِ وَأُبِيحَتْ لَهُمْ مُحَرَّمَاتُهُ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الْبَاطِنِيَّةِ مِنْ الْإِسْمَاعِيلِيَّة وَغَيْرِهِمْ؛ مِثْلُ أَبِي يَعْقُوبَ السجستاني صَاحِبِ الْأَقَالِيدِ الملكوتية وَأَتْبَاعِهِ وَطَرِيقَةُ مَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ مَلَاحِدَةِ الصُّوفِيَّةِ الَّذِينَ يَتَأَوَّلُونَ قَوْلَهُ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} أَنَّك تَعْمَلُ حَتَّى يَحْصُلَ لَك الْعِلْمُ فَإِذَا حَصَلَ الْعِلْمُ سَقَطَ عَنْك الْعَمَلُ وَقَدْ قِيلَ للجنيد إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ طَرِيقِ الْبِرِّ إلَى أَنْ تَسْقُطَ عَنْهُمْ الْفَرَائِضُ وَتُبَاحَ لَهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَحَارِمُ - أَوْ نَحْوُ هَذَا الْكَلَامِ - فَقَالَ: الزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ: خَيْرٌ مِنْ هَذَا وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَكُونُ طَلَبُهُ لِلْمُكَاشَفَةِ وَنَحْوِهَا مِنْ الْعِلْمِ: أَعْظَمَ مِنْ طَلَبِهِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُك الْعِصْمَةَ فِي الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَالْخُطُوَاتِ وَالْإِرَادَاتِ وَالْكَلِمَاتِ؛ مِنْ الشُّكُوكِ؛ وَالظُّنُونِ؛ وَالْإِرَادَةِ؛ وَالْأَوْهَامِ السَّاتِرَةِ لِلْقُلُوبِ عَنْ مُطَالَعَةِ الْغُيُوبِ وَأَصْلُ الْمَسْأَلَةِ: أَنَّ الْمُكْنَةَ الَّتِي هِيَ الْكَمَالُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْمُكْنَةِ وَطَائِفَةٌ أُخْرَى: عِنْدَهُمْ أَنَّ الْكَمَالَ فِي الْقُدْرَةِ وَالسُّلْطَانِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الْوُجُودِ: نَفَاذُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ؛ إمَّا بِالْمُلْكِ وَالْوِلَايَةِ الظَّاهِرَةِ وَإِمَّا بِالْبَاطِنِ. وَتَكُونُ عِبَادَتُهُمْ وَمُجَاهَدَتُهُمْ - لِذَلِكَ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَدْخُلُ فِي الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ فَيَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ وَالْأَصْنَامَ؛ لِتُعِينَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى مَقَاصِدِهِ وَهَؤُلَاءِ أَضَلُّ وَأَجْهَلُ مِنْ الَّذِينَ قَبْلَهُمْ وَغَايَةُ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ: يَطْلُبُ خَوَارِقَ الْعَادَاتِ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا؛ وَلِهَذَا كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يُرَى طَائِرًا وَمِنْهُمْ يُرَى مَاشِيًا وَمِنْهُمْ.
وَفِيهِمْ جُهَّالٌ ضُلَّالٌ. وَطَائِفَةٌ تَجْعَلُ الْكَمَالَ فِي مَجْمُوعِ الْأَمْرَيْنِ فَيَدْخُلُونَ فِي أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ مِنْ الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ لِيَسْتَعِينُوا بِالشَّيَاطِينِ عَلَى مَا يَطْلُبُونَهُ مِنْ الْإِخْبَارِ بِالْأُمُورِ الْغَائِبَةِ وَعَلَى مَا يَنْفُذُ بِهِ تَصَرُّفُهُمْ فِي الْعَالَمِ. وَالْحَقُّ الْمُبِينُ: أَنَّ كَمَالَ الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ عِلْمًا وَعَمَلًا كَمَا أَمَرَهُ رَبُّهُ وَهَؤُلَاءِ هُمْ عِبَادُ اللَّهِ وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُسْلِمُونَ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ وَحِزْبُ اللَّهِ الْمُفْلِحُونَ وَجُنْدُ اللَّهِ الْغَالِبُونَ وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَهُمْ الَّذِينَ زَكُّوا نُفُوسَهُمْ وَكَمَّلُوهَا كَمَّلُوا الْقُوَّةَ النَّظَرِيَّةَ الْعِلْمِيَّةَ وَالْقُوَّةَ الْإِرَادِيَّةَ الْعَمَلِيَّةَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى} {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} {إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وَقَالَ تَعَالَى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} وَقَالَ تَعَالَى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} وَقَالَ تَعَالَى: {إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
مسألة هل النفس تزكو و ترتاض بالغناء؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 571)
كَانَ الْفَارَابِيُّ قَدْ حَذَقَ فِي حُرُوفِ الْيُونَانِ الَّتِي هِيَ تَعَالِيمُ أَرِسْطُو وَأَتْبَاعِهِ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ الْمَشَّائِينَ وَفِي أَصْوَاتِهِمْ صِنَاعَةُ الْغِنَاءِ فَفِي هَؤُلَاءِ الطَّوَائِفِ مَنْ يَرْغَبُ فِيهِ وَيَجْعَلُهُ مِمَّا تَزْكُو بِهِ النُّفُوسُ وَتَرْتَاضُ بِهِ وَتُهَذَّبُ بِهِ الْأَخْلَاقُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا " الْحُنَفَاءُ " أَهْلُ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ إمَامًا وَأَهْلُ دِينِ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ دِينًا غَيْرَهُ الْمُتَّبِعُونَ لِشَرِيعَةِ خَاتَمِ الرُّسُلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهَؤُلَاءِ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَرْغَبُ فِي ذَلِكَ وَلَا يَدْعُو إلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ وَالْهُدَى وَالسَّعْدِ وَالرَّشَادِ وَالنُّورِ وَالْفَلَّاحِ وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْمَحَبَّةِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالْخَشْيَةِ لَهُ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ. وَلَكِنْ قَدْ حَضَرَهُ أَقْوَامٌ مِنْ أَهْلِ الْإِرَادَةِ وَمِمَّنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ الْمَحَبَّةِ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّحْرِيكِ لَهُمْ وَلَمْ يَعْلَمُوا غَائِلَتَهُ وَلَا عَرَفُوا مَغَبَّتَهُ كَمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ فِي أَنْوَاعٍ مِنْ كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ الْمُخَالِفِ لِدِينِ الْإِسْلَامِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ حَقٌّ مُوَافِقٌ وَلَمْ يَعْلَمُوا غَائِلَتَهُ وَلَا عَرَفُوا مَغَبَّتَهُ فَإِنَّ الْقِيَامَ بِحَقَائِقِ الدِّينِ عِلْمًا وَحَالًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا وَمَعْرِفَةً وَذَوْقًا وَخِبْرَةً لَا يَسْتَقِلُّ بِهَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَكِنَّ الدَّلِيلَ الْجَامِعَ هُوَ الِاعْتِصَامُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. قَالَ {عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطًّا وَخَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}} فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ السَّابِقِينَ رِضًا مُطْلَقًا وَرَضِيَ عَمَّنْ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قَلْبَهُ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَمَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ وَمَا رَأَوْهُ قَبِيحًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ قَبِيحٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ. وَمَنْ كَانَ لَهُ خِبْرَةٌ بِحَقَائِقِ الدِّينِ وَأَحْوَالِ الْقُلُوبِ وَمَعَارِفهَا وَأَذْوَاقِهَا وَمَوَاجِيدِهَا عَرَفَ أَنَّ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ لَا يَجْلِبُ لِلْقُلُوبِ مَنْفَعَةً وَلَا مَصْلَحَةً إلَّا وَفِي ضِمْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَلِكَ مِنْ الضَّرَرِ وَالْمَفْسَدَةِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ فَهُوَ لِلرُّوحِ كَالْخَمْرِ لِلْجَسَدِ يَفْعَلُ فِي النُّفُوسِ فِعْلَ حُمَّيَا الْكُؤُوسِ. وَلِهَذَا يُوَرِّثُ أَصْحَابَهُ سُكْرًا أَعْظَمَ مِنْ سُكْرِ الْخَمْرِ فَيَجِدُونَ لَذَّةً بِلَا تَمْيِيزٍ كَمَا يَجِدُ شَارِبُ الْخَمْرِ؛ بَلْ يَحْصُلُ لَهُمْ أَكْثَرُ وَأَكْبَرُ مِمَّا يَحْصُلُ لِشَارِبِ الْخَمْرِ وَيَصُدُّهُمْ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ أَعْظَمَ مِمَّا يَصُدُّهُمْ الْخَمْرُ وَيُوقِعُ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ أَعْظَمَ مِنْ الْخَمْرِ حَتَّى يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ غَيْرِ مَسٍّ بِيَدِ بَلْ بِمَا يَقْتَرِنُ بِهِمْ مِنْ الشَّيَاطِينِ؛ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُمْ أَحْوَالٌ شَيْطَانِيَّةٌ بِحَيْثُ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ فِي تِلْكَ الْحَالِ وَيَتَكَلَّمُونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ كَمَا يَتَكَلَّمُ الْجِنِّيُّ عَلَى لِسَانِ الْمَصْرُوعِ: إمَّا بِكَلَامٍ مِنْ جِنْسِ كَلَامِ الْأَعَاجِمِ الَّذِينَ لَا يُفْقَهُ كَلَامُهُمْ كَلِسَانِ التُّرْكِ أَوْ الْفُرْسِ أَوْ غَيْرِهِمْ وَيَكُونُ الْإِنْسَانُ الَّذِي لَبِسَهُ الشَّيْطَانُ عَرَبِيًّا لَا يُحْسِنُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِذَلِكَ بَلْ يَكُونُ الْكَلَامُ مِنْ جِنْسِ كَلَامِ مَنْ تَكُونُ تِلْكَ الشَّيَاطِينُ مِنْ إخْوَانِهِمْ. وَإِمَّا بِكَلَامٍ لَا يُعْقَلُ وَلَا يُفْهَمُ لَهُ مَعْنًى وَهَذَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْمُكَاشَفَةِ " شُهُودًا وَعِيَانًا ". وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ النَّارَ مَعَ خُرُوجِهِمْ عَنْ الشَّرِيعَةِ هُمْ مِنْ هَذَا النَّمَطِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تُلَابِسُ أَحَدَهُمْ بِحَيْثُ يَسْقُطُ إحْسَاسُ بَدَنِهِ حَتَّى إنَّ الْمَصْرُوعَ يُضْرَبُ ضَرْبًا عَظِيمًا وَهُوَ لَا يُحِسُّ بِذَلِكَ وَلَا يُؤَثِّرُ فِي جِلْدِهِ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ تَلْبِسُهُمْ الشَّيَاطِينُ وَتَدْخُلُ بِهِمْ النَّارَ وَقَدْ تَطَيَّرَ بِهِمْ فِي الْهَوَاءِ وَإِنَّمَا يَلْبَسُ أَحَدُهُمْ الشَّيْطَانَ مَعَ تَغَيُّبِ عَقْلِهِ كَمَا يَلْبَسُ الشَّيْطَانُ الْمَصْرُوعَ. وَبِأَرْضِ الْهِنْدِ وَالْمَغْرِبِ ضَرْبٌ مِنْ الزُّطِّ يُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: الْمُصْلَى فَإِنَّهُ يَصْلَى النَّارَ كَمَا يَصْلَى هَؤُلَاءِ وَتَلْبَسُهُ وَيُدْخِلُهَا وَيَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ وَيَقِفُ عَلَى رَأْسِ الزَّجِّ وَيَفْعَلُ أَشْيَاءَ أَبْلَغَ مِمَّا يَفْعَلُهُ هَؤُلَاءِ وَهُمْ مِنْ الزُّطِّ الَّذِينَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَالْجِنُّ تَخْطَفُ كَثِيرًا مِنْ الْإِنْسِ وَتُغَيِّبُهُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ وَتَطِيرُ بِهِمْ فِي الْهَوَاءِ وَقَدْ بَاشَرْنَا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ هَذَا هَؤُلَاءِ الْمُتَوَلِّهُونَ وَالْمُنْتَسِبُونَ إلَى بَعْضِ الْمَشَايِخِ إذَا حَصَلَ لَهُ وَجْدٌ سَمَاعِيٌّ وَعِنْدَ سَمَاعِ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ مِنْهُمْ مَنْ يَصْعَدُ فِي الْهَوَاءِ وَيَقِفُ عَلَى زَجِّ الرُّمْحِ وَيَدْخُلُ النَّارَ وَيَأْخُذُ الْحَدِيدَ الْمُحْمَى بِالنَّارِ ثُمَّ يَضَعُهُ عَلَى بَدَنِهِ. وَأَنْوَاعٌ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ وَلَا تَحْصُلُ لَهُ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ الصَّلَاةِ وَلَا عِنْدَ الذِّكْرِ وَلَا عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ عِبَادَاتٌ شَرْعِيَّةٌ إيمَانِيَّةٌ إسْلَامِيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ مُحَمَّدِيَّةٌ تَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ وَتِلْكَ عِبَادَاتٌ بِدْعِيَّةٌ شَرِكِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ فَلْسَفِيَّةٌ تَسْتَجْلِبُ الشَّيَاطِينَ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلَّا غَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السِّكِّينَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ} " وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ {أَنَّ أسيد بْنَ حضير لَمَّا قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ تَنَزَّلَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَلَائِكَةُ لِسَمَاعِهَا كَالظُّلَّةِ فِيهَا السُّرُجُ.} وَلِهَذَا كَانَ الْمُكَاءُ وَالتَّصْدِيَةُ يَدْعُو إلَى الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ وَيَصُدُّ عَنْ حَقِيقَةِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَالصَّلَاةِ كَمَا يَفْعَلُ الْخَمْرُ وَالسَّلَفُ يُسَمُّونَهُ تَغْبِيرًا؛ لِأَنَّ التَّغْبِيرَ هُوَ الضَّرْبُ بِالْقَضِيبِ عَلَى جِلْدٍ مِنْ الْجُلُودِ وَهُوَ مَا يُغَبِّرُ صَوْتَ الْإِنْسَانِ عَلَى التَّلْحِينِ فَقَدْ يُضَمُّ إلَى صَوْتِ الْإِنْسَانِ. إمَّا التَّصْفِيقُ بِأَحَدِ الْيَدَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى وَإِمَّا الضَّرْبُ بِقَضِيبٍ عَلَى فَخِذٍ وَجِلْدٍ وَإِمَّا الضَّرْبُ بِالْيَدِ عَلَى أُخْتِهَا أَوْ غَيْرِهَا عَلَى دُفٍّ أَوْ طَبْلٍ كَنَاقُوسِ النَّصَارَى وَالنَّفْخِ فِي صَفَّارَةٍ كَبُوقِ الْيَهُودِ. فَمَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْمَلَاهِي عَلَى وَجْهِ الدِّيَانَةِ وَالتَّقَرُّبِ فَلَا رَيْبَ فِي ضَلَالَتِهِ وَجَهَالَتِهِ. وَأَمَّا إذَا فَعَلَهَا عَلَى وَجْهِ التَّمَتُّعِ وَالتَّلَعُّبِ فَذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ: أَنَّ آلَاتِ اللَّهْوِ كُلَّهَا حَرَامٌ فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَسْتَحِلُّ الْحَرَّ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَذَكَرَ أَنَّهُمْ يُمْسَخُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ}. و " الْمَعَازِفُ " هِيَ الْمَلَاهِي كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَهْلُ اللُّغَةِ. جَمْعُ مِعْزَفَةٍ وَهِيَ الْآلَةُ الَّتِي يُعْزَفُ بِهَا: أَيْ يُصَوَّتُ بِهَا. وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فِي آلَاتِ اللَّهْوِ نِزَاعًا. إلَّا أَنَّ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ ذَكَرَ فِي الْيَرَاعِ وَجْهَيْنِ بِخِلَافِ الْأَوْتَارِ وَنَحْوِهَا؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهَا نِزَاعًا. وَأَمَّا الْعِرَاقِيُّونَ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ وَأَتْبَعُ لَهُ فَلَمْ يَذْكُرُوا نِزَاعًا لَا فِي هَذَا وَلَا فِي هَذَا بَلْ صَنَّفَ أَفْضَلُهُمْ فِي وَقْتِهِ أَبُو الطَّيِّبِ الطبري شَيْخُ أَبِي إسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ فِي ذَلِكَ مُصَنَّفًا مَعْرُوفًا. وَلَكِنْ تَكَلَّمُوا فِي الْغَنَاءِ الْمُجَرَّدِ عَنْ آلَاتِ اللَّهْوِ: هَلْ هُوَ حَرَامٌ؟ أَوْ مَكْرُوهٌ؟ أَوْ مُبَاحٌ؟ وَذَكَرَ أَصْحَابُ أَحْمَدَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ وَذَكَرُوا عَنْ الشَّافِعِيِّ قَوْلَيْنِ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ فِي ذَلِكَ نِزَاعًا. وَذَكَرَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الساجي - وَهُوَ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ الْمَائِلِينَ إلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ - أَنَّهُ لَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ مِنْ الْفُقَهَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَّا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَمَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي وَأَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِي وَغَيْرُهُمَا: عَنْ مَالِكٌ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي ذَلِكَ فَغَلِطَ. وَإِنَّمَا وَقَعَتْ الشُّبْهَةُ فِيهِ لِأَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ يَحْضُرُ السَّمَاعَ إلَّا أَنَّ هَذَا لَيْسَ قَوْلَ أَئِمَّتِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ؛ بَلْ قَالَ إسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطِّبَاعُ: سَأَلْت مَالِكًا عَمَّا يَتَرَخَّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ الْغِنَاءِ فَقَالَ: إنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ وَهَذَا مَعْرُوفٌ فِي كُتَّابِ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَهُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ وَمَذْهَبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ طَائِفَةٍ فِي
الْمَشْرِقِ لَا عِلْمَ لَهَا بِمَذْهَبِ الْفُقَهَاءِ وَمَنْ ذَكَرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ ضَرَبَ بِعُودِ فَقَدْ افْتَرَى عَلَيْهِ وَإِنَّمَا نَبَّهْت عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ فِيمَا جَمَعَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي وَمُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ المقدسي فِي ذَلِكَ حِكَايَاتٌ وَآثَارٌ يَظُنُّ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ بِالْعِلْمِ وَأَحْوَالِ السَّلَفِ أَنَّهَا صِدْقٌ.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 594)
فَلَمَّا كَانَ هَذَا السَّمَاعُ لَا يُعْطِي بِنَفْسِهِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْأَحْوَالِ وَالْمَعَارِفِ بَلْ قَدْ يَصُدُّ عَنْ ذَلِكَ وَيُعْطِي مَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ وَلَا سَلَفُ الْأُمَّةِ وَلَا أَعْيَانُ مَشَايِخهَا. وَمِنْ نُكَتِهِ أَنَّ الصَّوْتَ يُؤَثِّرُ فِي النَّفْسِ بِحُسْنِهِ: فَتَارَةً يَفْرَحُ وَتَارَةً يَحْزَنُ وَتَارَةً يَغْضَبُ وَتَارَةً يَرْضَى وَإِذَا قَوِيَ أَسْكَرَ الرُّوحَ فَتَصِيرُ فِي لَذَّةٍ مُطْرِبَةٍ مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ. كَمَا يَحْصُلُ لِلنَّفْسِ إذَا سَكِرَتْ بِالرَّقْصِ وَلِلْجَسَدِ أَيْضًا إذَا سَكِرَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَإِنَّ السُّكْرَ هُوَ الطَّرَبُ الَّذِي يُؤَثِّرُ لَذَّةً بِلَا عَقْلٍ فَلَا تَقُومُ مَنْفَعَتُهُ بِتِلْكَ اللَّذَّةِ بِمَا يَحْصُلُ مِنْ غَيْبَةِ الْعَقْلِ الَّتِي صَدَّتْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ وَأَوْقَعَتْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:18]ـ
مسألة: ما هي مكاشفات و مشاهدات القلب و سماعه ومخاطباته و محادثاته؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 636)
قَدْ كَتَبْت فِيمَا تَقَدَّمَ: الْكَلَامَ فِي " الْمُكَاشَفَاتِ وَالْمُشَاهَدَاتِ " وَأَنَّهَا عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ " فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ. وَكَذَلِكَ " السَّمَاعُ وَالْمُخَاطَبَاتُ وَالْمُحَادَثَاتُ " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: فِي الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ. فَإِنَّ " السَّامِعَ " إمَّا أَنْ يَسْمَعَ نَفْسَ الصَّوْتِ الَّذِي هُوَ كَلَامُ الْمُتَكَلِّمِ الصَّوْتِيُّ أَوْ غَيْرُ كَلَامِهِ. كَمَا تَرَى عَيْنُهُ وَإِمَّا أَنْ يَسْمَعَ صَدَى الصَّوْتِ وَرَجْعَهُ كَمَا يَرَى تِمْثَالَهُ فِي مَاءٍ أَوْ مِرْآةٍ فَهَذِهِ رُؤْيَةٌ مُقَيَّدَةٌ وَسَمَاعٌ مُقَيَّدٌ كَمَا يُقَالُ: رَأَيْته فِي الْمِرْآةِ لَكِنَّ السَّمْعَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصُّورَتَيْنِ. وَإِمَّا أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ: يَعْنِي كَلَامَهُ فِي أَصْوَاتٍ مَسْمُوعَةٍ كَمَا يَتَمَثَّلُ لَهُ فِي صُورَةٍ فَيَرَاهَا. مِثْلُ أَنْ يَنْقُرَ بِيَدِهِ نَقَرَاتٍ أَوْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ أَوْتَارًا أَوْ يُظْهِرَ أَصْوَاتًا مُنْفَصِلَةً عَنْهُ يُبَيِّنُ فِيهَا مَقْصُودَهُ.
وَكَذَلِكَ فِي الْبَاطِنِ: إمَّا أَنْ يَسْمَعَ فِي الْمَنَامِ أَوْ فِي الْيَقَظَةِ نَفْسَ كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِ. مِثْلُ الْمَلَائِكَةِ مَثَلًا كَمَا يَرَى بِقَلْبِهِ عَيْنَ مَا يُكْشَفُ لَهُ فِي الْمَنَامِ وَالْيَقَظَةِ. وَإِمَّا أَنْ يَسْمَعَ مِثَالَ كَلَامِهِ فِي نَفْسِهِ كَمَا يَرَى مِثَالَهُ فِي نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الرُّؤْيَا الَّتِي يَكُونُ تَعْبِيرُهَا عَيْنَ مَا رُئِيَ وَإِمَّا أَنْ تَتَمَثَّلَ لَهُ الْمَعَانِي فِي صُورَةِ كَلَامٍ مَسْمُوعٍ يَحْتَاجُ إلَى تَعْبِيرٍ. كَمَا تَتَمَثَّلُ لَهُ الْأَعْيَانُ فِي صُورَةِ أَشْخَاصٍ مَرْئِيَّةٍ تَحْتَاجُ إلَى تَعْبِيرٍ. وَهَذَا غَالِبُ مَا يُرَى وَيُسْمَعُ فِي الْمَنَامِ. فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إلَى تَأْوِيلٍ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الِاسْتِعَارَةِ وَالْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ. فَهَذَا هَذَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
فَصْلٌ:
فِي الْكَوْنِ يَقَظَةً وَمَنَامًا: لَمَّا كَانَتْ الرُّؤْيَةُ بِالْعَيْنِ لِلْأَشْيَاءِ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: رُؤْيَةُ الْعَيْنِ الشَّيْءَ بِلَا وَاسِطَةٍ وَهِيَ الرُّؤْيَةُ الْمُطْلَقَةُ. مِثْلُ رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} " وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ هَلْ الرُّؤْيَةُ انْطِبَاعُ الْمَرْئِيِّ فِي الْعَيْنِ أَوْ لِانْعِكَاسِ شُعَاعِ الْبَصَرِ أَوْ لَا لِوَاحِدِ مِنْهُمَا. عَلَى أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ.
وَالثَّانِي: رُؤْيَةُ الْمِثَالِ؛ وَهِيَ الرُّؤْيَةُ فِي مَاءٍ وَمِرْآةٍ وَنَحْوِهِمَا. وَهِيَ رُؤْيَةٌ مُقَيَّدَةٌ وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ لَوْ حَلَفَ لَا رَأَيْت زَيْدًا؛ فَرَأَى صُورَتَهُ فِي مَاءٍ أَوْ مِرْآةٍ لَمْ يَحْنَثْ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ مُطْلَقِ الرُّؤْيَةِ وَهَذَا فِي الرُّؤْيَةِ. كَسَمَاعِ الصَّدَى فِي السَّمْعِ فَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَرَى مَا يَمُرُّ وَرَاءَهُ مِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ الَّتِي تُوَاجِهُهُ فَتَنْجَلِي لَهُ فِيهَا حَقَائِقُ مَا وَرَاءَهُ فَمِنْ هَذِهِ الرُّؤْيَا قَدْ يَرَى بَيَانَ الْحَقِيقَةِ وَقَدْ تَتَمَثَّلُ لَهُ الْحَقِيقَةُ بِمِثَالِ يَحْتَاجُ إلَى تَحْقِيقٍ. كَمَا تَمَثَّلَ جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ الْبَشَرِ وَهَكَذَا الْقَلْبُ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُبْصِرَ فَإِنَّ بَصَرَهُ هُوَ الْبَصَرُ وَعَمَاهُ هُوَ الْعَمَى. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. فَتَارَةً يَرَى الشَّيْءَ نَفْسَهُ إذَا كُشِفَ لَهُ عَنْهُ وَتَارَةً يَرَاهُ مُتَمَثِّلًا فِي قَلْبِهِ الَّذِي هُوَ مِرْآتُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْقَلْبُ هُوَ الرَّائِي أَيْضًا. وَهَذَا يَكُونُ يَقَظَةً وَيَكُونُ مَنَامًا كَالرَّجُلِ يَرَى الشَّيْءَ فِي الْمَنَامِ ثُمَّ يَكُونُ إيَّاهُ فِي الْيَقَظَةِ مِنْ غَيْرِ تَغَيُّرٍ. وَلِلْقَلْبِ " حَالٌ ثَالِثَةٌ " كَمَا لِلْعَيْنِ نَظَرٌ فِي الْمَنَامِ: وَهِيَ الَّتِي تَقَعُ لِغَالِبِ الْخَلْقِ. أَنْ يَرَى الرُّؤْيَا مَثَلًا مَضْرُوبًا لِلْحَقِيقَةِ لَا يَضْبُطُ رُؤْيَةَ الْحَقِيقَةِ بِنَفْسِهَا وَلَا بِوَاسِطَةِ مِرْآةِ قَلْبِهِ. وَلَكِنْ يَرَى مَا لَهُ تَعْبِيرٌ فَيَعْتَبِرُ بِهِ وَ " عِبَارَةُ الرُّؤْيَا " هُوَ الْعُبُورُ مِنْ الشَّيْءِ إلَى مِثَالِهِ وَنَظِيرِهِ وَهُوَ حَقِيقَةُ الْمُقَايَسَةِ وَالِاعْتِبَارِ؛ فَإِنَّ إدْرَاكَ الشَّيْءِ بِالْقِيَاسِ وَالِاعْتِبَارِ الَّذِي أَلِفَهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَادَهُ أَيْسَرُ مِنْ إدْرَاكِ شَيْءٍ عَلَى الْبَدِيهَةِ مِنْ غَيْرِ مِثَالٍ مَعْرُوفٍ. ثُمَّ الْمَرْئِيُّ فِي هَذَا الْوَجْهِ: فِي هَذِهِ الْحَالِ؛ وَفِي الْحَالِ الَّتِي قَبْلَهَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ وَنَفْسِهِ وَإِنْ كَانَ مَثَلًا لِلْحَقِيقَةِ وَوَاسِطَةً لَهَا. وَالْمَرْئِيُّ فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ: هُوَ عَيْنُ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ لَا مَرْئِيٌّ فِي الْقَلْبِ وَمِنْ الْعَامَّةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ مَنْ يَزْعُمُ: أَنَّ مَا يَسْمَعُهُ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ الْكَلَامِ وَيَرَوْنَهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إنَّمَا وُجُودُهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَذَلِكَ مَبْلَغُ هَؤُلَاءِ مِنْ الْعِلْمِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ غَايَةُ مَا وَجَدُوهُ وَرَأَوْهُ مِنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِمْ فَظَنُّوا أَنْ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ غَايَةٌ. وَقَدْ يُعَارِضُهُمْ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ مَا يُسْمَعُ وَيُرَى لَا يَكُونُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ بَلْ جَمِيعُهُ مِنْ الْخَارِجِ. وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ؛ بَلْ مِنْهُ مَا يَكُونُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ: مِثْلُ مَا يَرَاهُ وَيَسْمَعُهُ فِي الْمَنَامِ إمَّا مِثَالًا لَا تَعْبِيرَ لَهُ أَوْ لَهُ تَعْبِيرٌ. وَمِنْهُ مَا يَكُونُ فِي الْخَارِجِ: مِثْلُ رُؤْيَةِ مَرْيَمَ لِلرَّسُولِ إذْ تَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا وَرُؤْيَةِ الصَّحَابَةِ لِجِبْرِيلَ فِي صُورَةِ الْأَعْرَابِيِّ. فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ رُؤْيَةَ الْحَقَائِقِ بِالْعَيْنِ تُطَابِقُ لِرُؤْيَاهَا بِالْقَلْبِ كُلٌّ مِنْهُمَا " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " إدْرَاكُ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ بِعَيْنِهِ وَإِدْرَاكُهُ بِوَاسِطَةِ تَمَثُّلِهِ فِي مِرْآةٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ وَإِدْرَاكُهُ مُتَمَثِّلًا فِي غَيْرِ صُورَتِهِ إمَّا بَاطِنًا فِي الْقَلْبِ وَإِمَّا ظَاهِرًا فِي الْعَيْنِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ. فَالْقِيَاسُ فِي الْحِسِّيَّاتِ كَالْقِيَاسِ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَهَذَا الَّذِي كَتَبْته فِي الْمُكَاشَفَاتِ يَجِيءُ مِثْلُهُ فِي الْمُخَاطَبَاتِ فَإِنَّ الْبَصَرَ وَالسَّمْعَ يُظْهِرَانِ مَا يَتْلُوهُ.
مسألة ما أنواع الرؤيا التي يراها الإنسان في منامه؟
مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 522)
{الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: رُؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فِي الْيَقَظَةِ فَيَرَاهُ فِي النَّوْمِ} وَقَدْ قِيلَ: إنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ ابْنِ سِيرِين لَكِنَّ تَقْسِيمَ الرُّؤْيَا إلَى نَوْعَيْنِ: نَوْعٌ مِنْ اللَّهِ وَنَوْعٌ مِنْ الشَّيْطَانِ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا رَيْبٍ. فَهَذَانِ النَّوْعَانِ: مِنْ وَسْوَاسِ النَّفْسِ وَمِنْ وَسْوَاسِ الشَّيْطَانِ وَكِلَاهُمَا مَعْفُوٌّ عَنْهُ فَإِنَّ النَّائِمَ قَدْ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْهُ وَوَسْوَاسُ الشَّيْطَانِ يَغْشَى الْقَلْبَ كَطَيْفِ الْخَيَالِ فَيُنْسِيهِ مَا كَانَ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْمَى عَنْ الْحَقِّ فَيَقَعُ فِي الْبَاطِلِ فَإِذَا كَانَ مِنْ الْمُتَّقِينَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُبْصِرُونَ} فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَسَّهُمْ بِطَيْفٍ مِنْهُ يَغْشَى الْقَلْبَ وَقَدْ يَكُونُ لَطِيفًا وَقَدْ يَكُونُ كَثِيفًا إلَّا أَنَّهُ غِشَاوَةٌ عَلَى الْقَلْبِ تَمْنَعُهُ إبْصَارُ الْحَقِّ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الْعَبْدَ إذَا أَذْنَبَ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ. فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ زَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ فَذَلِكَ الران الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}}. لَكِنَّ طَيْفَ الشَّيْطَانِ غَيْرُ رَيْنِ الذُّنُوبِ هَذَا جَزَاءٌ عَلَى الذَّنَبِ وَالْغَيْنِ أَلْطَفُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّهُ ليغان عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً} فَالشَّيْطَانُ يُلْقِي فِي النَّفْسِ الشَّرَّ وَالْمَلَكُ يُلْقِي الْخَيْرَ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَقَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ. قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَإِيَّايَ إلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ وَفِي رِوَايَةٍ فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ} أَيْ اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ. وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَة يَرْوِيه فَأَسْلَمَ بِالضَّمِّ وَيَقُولُ: إنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُسْلِمُ لَكِنَّ قَوْلَهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ يَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَهَذَا إسْلَامُهُ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كِنَايَةً عَنْ خُضُوعِهِ وَذِلَّتِهِ لَا عَنْ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ كَمَا يَقْهَرُ الرَّجُلُ عَدُوَّهُ الظَّاهِرَ وَيَأْسِرُهُ وَقَدْ عَرَفَ الْعَدُوَّ الْمَقْهُورَ أَنَّ ذَلِكَ الْقَاهِرَ يَعْرِفُ مَا يُشِيرُ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِّ. فَلَا يَقْبَلُهُ بَلْ يُعَاقِبُهُ عَلَى ذَلِكَ فَيَحْتَاجُ لِانْقِهَارِهِ مَعَهُ إلَى أَنَّهُ لَا يُشِيرُ عَلَيْهِ إلَّا بِخَيْرٍ لِذِلَّتِهِ وَعَجْزِهِ لَا لِصَلَاحِهِ وَدِينِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ} وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً وَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً فَلَمَّةُ الْمَلَكِ إيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ. وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبُ بِالْحَقِّ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أَيْ يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاؤُهُ بِمَا يَقْذِفُ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ الْوَسْوَسَةِ الْمُرْعِبَةِ كَشَيْطَانِ الْإِنْسِ الَّذِي يُخَوِّفُ مِنْ الْعَدُوِّ فَيَرْجُفُ وَيَخْذُلُ. وَعَكْسُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إذْ يُوحِي رَبُّكَ إلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} وَالتَّثَبُّتُ جَعَلَ الْإِنْسَانَ ثَابِتًا لِأَمْرِ تَابَا وَذَلِكَ بِإِلْقَاءِ مَا يُثْبِتُهُ مِنْ التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ وَالْوَعْدِ بِالْخَيْرِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّةُ الْمَلَكِ وَعْدٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فمتى عَلِمَ الْقَلْبُ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ صَدَّقَهُ وَإِذَا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَهُ بِالتَّصْدِيقِ وَثِقَ بِوَعْدِ اللَّهِ فَثَبَتَ فَهَذَا يَثْبُتُ بِالْكَلَامِ كَمَا يُثَبِّتُ الْإِنْسَانُ الْإِنْسَانَ فِي أَمْرٍ قَدْ اضْطَرَبَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِيهِ بِأَنْ يُخْبِرَهُ بِصِدْقِهِ وَيُخْبِرَهُ. بِمَا يُبَيِّنُ لَهُ أَنَّهُ مَنْصُورٌ فَيَثْبُتُ وَقَدْ يَكُونُ التَّثَبُّتُ بِالْفِعْلِ بِأَنْ يُمْسِكَ الْقَلْبَ حَتَّى يَثْبُتَ كَمَا يَمْسِكُ الْإِنْسَانُ الْإِنْسَانَ حَتَّى يَثْبُتَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ وُكِّلَ إلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يَسْأَلْ الْقَضَاءَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} فَهَذَا الْمَلَكُ يَجْعَلُهُ سَدِيدَ الْقَوْلِ بِمَا يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مِنْ التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ وَالْوَعْدِ بِالْخَيْرِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ سَبَبٌ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَقَدْ ذَكَرَ إخْرَاجَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ فِي غَيْرِ آيَةٍ. كَقَوْلِهِ: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ} وَقَالَ: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ} وَقَالَ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} وَفِي الْحَدِيثِ {أَنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الْخَيْرَ} وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا بِتَعْلِيمِهِ الْخَيْرَ يُخْرِجُ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ وَلِهَذَا كَانَ الرَّسُولُ أَحَقَّ النَّاسِ بِكَمَالِ هَذِهِ الصَّلَاةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}. وَالصَّلَاةُ هِيَ الدُّعَاءُ إمَّا بِخَيْرٍ يَتَضَمَّنُ الدُّعَاءَ وَإِمَّا بِصِيغَةِ الدُّعَاءِ فَالْمَلَائِكَةُ يَدْعُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {وَالْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ} فَبَيَّنَ أَنَّ صَلَاتَهُمْ قَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. وَفِي الْأَثَرِ {إنَّ الرَّبَّ يُصَلِّي فَيَقُولُ: سَبَقَتْ - أَوْ غَلَبَتْ - رَحْمَتِي غَضَبِي}
وَهَذَا كَلَامُهُ سُبْحَانَهُ هُوَ خَبَرٌ وَإِنْشَاءٌ يَتَضَمَّنُ أَنَّ الرَّحْمَةَ تَسْبِقُ الْغَضَبَ وَتَغْلِبُهُ وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يَدْعُو غَيْرَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا يَدْعُوهُ الْمَلَائِكَةَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ الْخَلْقِ بَلْ طَلَبَهُ بِأَمْرِهِ وَقَوْلُهُ وَقَسَمِهِ كَقَوْلِهِ: لَأَفْعَلَنَّ كَذَا. وَقَوْلُهُ: كُنْ فَيَكُونُ؛ وَقَوْلِهِ: لَأَفْعَلَنَّ كَذَا قَسَمٌ مِنْهُ كَقَوْلِهِ: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ} وَقَوْلِهِ: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} وَقَوْلِهِ: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} وَقَوْلِهِ: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} وَهَذَا وَعْدٌ مُؤَكَّدٌ بِالْقَسَمِ بِخِلَافِ قَوْلِهِ: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فَإِنَّ هَذَا وَعْدٌ وَخَبَرٌ لَيْسَ فِيهِ قَسَمٌ لَكِنَّهُ مُؤَكَّدٌ بِاللَّامِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ جَوَابَ قَسَمٍ وَقَوْلِهِ: {
(يُتْبَعُ)
(/)
وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} وَنَحْوُ ذَلِكَ وَعْدٌ مُجَرَّدٌ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يُوحِي إلَى الْبَشَرِ تَارَةً وَحْيًا مِنْهُ وَتَارَةً يُرْسِلُ رَسُولًا فَيُوحِي إلَى الرَّسُولِ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ.
وَالْمَلَائِكَةُ رُسُلُ اللَّهِ. وَلَفْظُ الْمَلَكِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الرِّسَالَةِ فَإِنَّ أَصْلَ الْكَلِمَةِ مَلْأَك عَلَى وَزْنِ مفعل لَكِنْ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ خُفِّفَتْ. بِأَنْ أُلْقِيَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا وَحُذِفَتْ الْهَمْزَةُ وَمَلَاك مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَأْلُك وَالْمَلْأَك بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ وَاللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهُوَ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ الْأَلُوكَةُ بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَبْلِغْ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكًا * * * أَنَّهُ قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي
وَهَذَا بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ. لَكِنَّ الْمَلَكَ هُوَ بِتَقْدِيمِ اللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهَذَا أَجْوَدُ فَإِنَّ نَظِيرَهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ لَاكَ يَلُوكُ إذَا لَاكَ الْكَلَامَ وَاللِّجَامَ وَالْهَمْزُ أَقْوَى مِنْ الْوَاوِ وَيَلِيهِ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَوْسَطِ: أَكَلَ يَأْكُلُ فَإِنَّ الْآكِلَ يَلُوكُ مِمَّا يَدْخُلُهُ فِي جَوْفِهِ مِنْ الْغِذَاءِ وَالْكَلَامِ وَالْعِلْمِ مَا يَدْخُلُ فِي الْبَاطِنِ وَيُغَذِّي بِهِ صَاحِبَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ كُلَّ آدِبٍ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَأْدُبَتُهُ وَإِنَّ مَأْدُبَةَ اللَّهِ الْقُرْآنُ. وَالْآدِبُ الْمُضِيفُ وَالْمَأْدُبَةُ الضِّيَافَةُ وَهُوَ مَا يُجْعَلُ مِنْ الطَّعَامِ لِلضَّيْفِ. فَبَيَّنَ أَنَّ اللَّهَ ضَيَّفَ عِبَادَهُ بِالْكَلَامِ الَّذِي أَنْزَلَهُ إلَيْهِمْ فَهُوَ غِذَاءُ قُلُوبِهِمْ وَقُوتِهَا وَهُوَ أَشَدُّ انْتِفَاعًا بِهِ وَاحْتِيَاجًا إلَيْهِ مِنْ الْجَسَدِ بِغِذَائِهِ. وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الرَّبَّانِيُّونَ هُمْ الَّذِينَ يُغَذُّونَ النَّاسَ بِالْحِكْمَةِ وَيُرَبُّونَهُمْ عَلَيْهَا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنِّي أَبِيت عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي} وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْقُرْآنَ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَالنَّاسُ إلَى الْغِذَاءِ أَحْوَجُ مِنْهُمْ إلَى الشِّفَاءِ فِي الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَشَرِبَ النَّاسُ وَسَقُوا وَزَرَعُوا وَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً. فَذَلِكَ مِثْلُ مِنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ وَمَثَلُ مِنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْت بِهِ}. فَأَخْبَرَ أَنَّ مَا بُعِثَ بِهِ لِلْقُلُوبِ كَالْمَاءِ لِلْأَرْضِ تَارَةً تَشْرَبُهُ فَتَنْبُتُ وَتَارَةً تَحْفَظُهُ وَتَارَةً لَا هَذَا وَلَا هَذَا وَالْأَرْضُ تَشْرَبُ الْمَاءَ وَتُغْتَذَى بِهِ حَتَّى يَحْصُلَ الْخَيْرُ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ رُوحٌ تَحْيَا بِهِ الْقُلُوبُ فَقَالَ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وَإِذَا كَانَ مَا يُوحِيهِ إلَى عِبَادِهِ تَارَةً يَكُونُ بِوَسَاطَةِ مَلَكٍ وَتَارَةً بِغَيْرِ وَسَاطَةٍ فَهَذَا لِلْمُؤْمِنِينَ كُلِّهِمْ مُطْلَقًا لَا يَخْتَصُّ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ. قَالَ تَعَالَى: {وَأَوْحَيْنَا إلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} وَإِذَا كَانَ قَدْ قَالَ: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ} الْآيَةَ. فَذَكَرَ أَنَّهُ يُوحِي إلَيْهِمْ فَإِلَى الْإِنْسَانِ أَوْلَى وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُلْهِمُ الْفُجُورَ وَالتَّقْوَى لِلنَّفْسِ وَالْفُجُورُ يَكُونُ بِوَاسِطَةِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ إلْهَامُ وَسْوَاسٍ وَالتَّقْوَى بِوَاسِطَةِ مَلَكٍ وَهُوَ إلْهَامُ وَحْيٍ هَذَا أَمْرٌ بِالْفُجُورِ وَهَذَا أَمْرٌ بِالتَّقْوَى وَالْأَمْرُ لَا بُدَّ أَنْ يَقْتَرِنَ بِهِ خَبَرٌ.
وَقَدْ صَارَ فِي الْعُرْفِ لَفْظُ الْإِلْهَامِ إذَا أُطْلِقَ لَا يُرَادُ بِهِ الْوَسْوَسَةُ. وَهَذِهِ الْآيَةُ مِمَّا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُفَرَّقُ بَيْنَ إلْهَامِ الْوَحْي وَبَيْنَ الْوَسْوَسَةِ. فَالْمَأْمُورُ بِهِ إنْ كَانَ تَقْوَى اللَّهِ فَهُوَ مِنْ إلْهَامِ الْوَحْيِ وَإِنْ كَانَ مِنْ الْفُجُورِ فَهُوَ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ. فَيَكُونُ الْفَرْقُ بَيْنَ الْإِلْهَامِ الْمَحْمُودِ وَبَيْنَ الْوَسْوَسَةِ الْمَذْمُومَةِ هُوَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنْ كَانَ مِمَّا أُلْقِيَ فِي النَّفْسِ مِمَّا دَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى أَنَّهُ تَقْوَى لِلَّهِ فَهُوَ مِنْ الْإِلْهَامِ الْمَحْمُودِ وَإِنْ كَانَ مِمَّا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ فُجُورٌ فَهُوَ مِنْ الْوَسْوَاسِ الْمَذْمُومِ وَهَذَا الْفَرْقُ مُطَّرِدٌ لَا يَنْتَقِضُ وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو حَازِمٍ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ وَسْوَسَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ فَقَالَ: مَا كَرِهَتْهُ
نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْهُ وَمَا أَحَبَّتْهُ نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ نَفْسِك فَانْهَهَا عَنْهُ.
وَقَدْ تَكَلَّمَ النُّظَّارُ فِي الْعِلْمِ الْحَاصِلِ فِي الْقَلْبِ عَقِبَ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ فَذَكَرُوا فِيهِ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو حَامِدٍ - فِي مُسْتَصْفَاهُ - وَغَيْرُهُ قَوْلُ الْجَهْمِيَّة وَقَوْلُ الْقَدَرِيَّةِ وَقَوْلُ الْفَلَاسِفَةِ. وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ لَا يَذْكُرُ إلَّا الْقَوْلَيْنِ: قَوْلَ الْجَهْمِيَّة وَقَوْلَ الْقَدَرِيَّةِ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ فِي كُتُبِهِمْ مَا يَعْرِفُونَهُ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ يَعْرِفُونَهُ تَكَلَّمَ فِي هَذَا وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ إلَّا هَؤُلَاءِ وَالْمَسْأَلَةُ هِيَ مِنْ فُرُوعِ الْقَدَرِ فَإِنَّ الْحَاصِلَ فِي نَفْسٍ حَادِثٍ فِيهَا فَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْأَقْوَالِ فِي أَمْثَالِهِ. وَمَذْهَبُ جَهْمٍ وَمَنْ وَافَقَهُ كَأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَكَثِيرٍ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ الْمُثَبِّتَةِ هُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَأَنَّ اللَّهَ خَالِقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ لَكِنَّهُ لَا يَثْبُتُ سَبَبًا وَلَا قُدْرَةً مُؤَثِّرَةً وَلَا حِكْمَةً لِفِعْلِ الرَّبِّ فَأَنْكَرَ الطَّبَائِعَ وَالْقُوَى الَّتِي فِي الْأَعْيَانِ وَأَنْكَرَ الْأَسْبَابَ وَالْحُكْمَ فَلِهَذَا لَمْ يَجْعَلْ لِشَيْءِ سَبَبًا. بَلْ يَقُولُ هَذَا حَاصِلٌ بِخَلْقِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَذْكُرُوا لَهُ سَبَبًا وَهُمْ صَادِقُونَ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
إضَافَتِهِ إلَى قَدَرِهِ وَأَنَّهُ خَالِقُهُ خِلَافًا لِلْقَدَرِيَّةِ لَكِنَّ مِنْ تَمَامِ الْمَعْرِفَةِ إثْبَاتُ الْأَسْبَابِ وَمَعْرِفَتُهَا. وَأَمَّا الْقَدَرِيَّةُ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ: فَبَنَوْهُ عَلَى أَصْلِهِمْ وَهُوَ أَنَّ كُلَّ مَا تَوَلَّدَ عَنْ فِعْلِ الْعَبْدِ فَهُوَ فِعْلُهُ لَا يُضَافُ إلَى غَيْرِهِ كَالشِّبَعِ وَالرِّيِّ وَزَهُوقِ الرُّوحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذَا الْعِلْمُ مُتَوَلَّدٌ عَنْ نَظَرِ الْعَبْدِ أَوْ تَذَكُّرِ النَّظَرِ. والمتفلسفة بَنَوْهُ عَلَى أَصْلِهِمْ: فِي أَنَّ مَا يَحْدُثُ مِنْ الصُّوَرِ هُوَ مِنْ فَيْضِ الْعَقْلِ الْفَعَّالِ عِنْدَ اسْتِعْدَادِ الْمَوَادِّ الْقَابِلَةِ فَقَالُوا: يَحْصُلُ فِي نُفُوسِ الْبَشَرِ مِنْ فَيْضِ الْعَقْلِ الْفَعَّالِ عِنْدَ اسْتِعْدَادِ النَّفْسِ بِاسْتِحْضَارِ الْمُقْدِمَتَيْنِ وَهَذَا الْقَوْلُ خَطَأٌ وَاَلَّذِي قَبْلَهُ أَقْرَبُ مِنْهُ وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا تَحْقِيقُ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ. وَحَقِيقَتُهُ أَنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِالْإِنْسِ مَلَائِكَةً وَشَيَاطِينَ يُلْقُونَ فِي قُلُوبِهِمْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَالْعِلْمُ الصَّادِقُ مِنْ الْخَيْرِ وَالْعَقَائِدِ الْبَاطِلَةِ مِنْ الشَّرِّ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّةُ الْمَلَكِ تَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ تَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَكَمَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَاضِي: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} وَكَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُوحِي إلَى الْبَشَرِ مَا تُوحِيهِ وَإِنْ كَانَ الْبَشَرُ لَا يَشْعُرُ بِأَنَّهُ مِنْ الْمَلَكِ كَمَا لَا يَشْعُرُ بِالشَّيْطَانِ الْمُوَسْوِسِ لَكِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُكَلِّمُ الْبَشَرَ وَحْيًا وَيُكَلِّمُهُ بِمَلَكِ يُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ وَالثَّالِثُ التَّكْلِيمُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الْمُرَادُ بِالْوَحْيِ هُنَا الْوَحْيُ فِي الْمَنَامِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الْفَرَجِ غَيْرَهُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ. فَإِنَّ الْمَنَامَ تَارَةً يَكُونُ مِنْ اللَّهِ وَتَارَةً يَكُونُ مِنْ النَّفْسِ وَتَارَةً يَكُونُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهَكَذَا مَا يُلْقَى فِي الْيَقَظَةِ. وَالْأَنْبِيَاءُ مَعْصُومُونَ فِي الْيَقَظَةِ وَالْمَنَامِ. وَلِهَذَا كَانَتْ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيًا كَمَا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَقَرَأَ قَوْلَهُ: {إنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ رَأَى رُؤْيَا كَانَتْ وَحْيًا فَكَذَلِكَ لَيْسَ كُلُّ مَنْ أَلْقِي فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ يَكُونُ وَحْيًا وَالْإِنْسَانُ قَدْ تَكُونُ نَفْسُهُ فِي يَقَظَتِهِ أَكْمَلَ مِنْهَا فِي نَوْمِهِ كَالْمُصَلِّي الَّذِي يُنَاجِي رَبَّهُ فَإِذَا جَازَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ فِي حَالِ النَّوْمِ فَلِمَاذَا لَا يُوحَى إلَيْهِ فِي حَالِ الْيَقَظَةِ كَمَا أَوْحَى إلَى أُمِّ مُوسَى وَالْحَوَارِيِّينَ وَإِلَى النَّحْلِ لَكِنْ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُطْلِقَ الْقَوْلَ عَلَى مَا يَقَعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ وَحْيٌ لَا فِي يَقَظَةٍ وَلَا فِي الْمَنَامِ إلَّا بِدَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ الْوَسْوَاسَ غَالِبٌ عَلَى النَّاسِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة هل الكاذب في الرؤيا متنبئ كاذب؟
مجموع الفتاوى - (ج 12 / ص 25)
ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ الْكَذَّابِ وَالْمُتَنَبِّئِ. فَقَالَ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} فَجَمَعَ فِي هَذَا بَيْنَ مَنْ أَضَافَ مَا يَفْتَرِيهِ إلَى اللَّهِ وَبَيْنَ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إلَيْهِ وَلَا يُعَيِّنُ مَنْ أَوْحَاهُ فَإِنَّ الَّذِي يَدَّعِي الْوَحْيَ لَا يَخْرُجُ عَنْ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ. وَيَدْخُلُ فِي " الْقِسْمِ الثَّانِي " مَنْ يُرِي
(يُتْبَعُ)
(/)
عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَا تَرَيَا
مسألة: ما هي الأحوال التي تحصل للنفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 612)
إِذَا كَانَتْ " الرُّؤْيَا " عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ":
رُؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ. وَرُؤْيَا مِنْ الشَّيْطَانِ فَكَذَلِكَ مَا يُلْقَى فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ فِي حَالِ يَقَظَتِهِ " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " وَلِهَذَا كَانَتْ الْأَحْوَالُ " ثَلَاثَةً " رَحْمَانِيٌّ وَنَفْسَانِيٌّ وَشَيْطَانِيٌّ. وَمَا يَحْصُلُ مِنْ نَوْعِ الْمُكَاشَفَةِ وَالتَّصَرُّفِ " ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ " مَلَكِيٌّ وَنَفْسِيٌّ وَشَيْطَانِيٌّ فَإِنَّ الْمَلَكَ لَهُ قُوَّةٌ وَالنَّفْسَ لَهَا قُوَّةٌ وَالشَّيْطَانَ لَهُ قُوَّةٌ وَقَلْبَ الْمُؤْمِنِ لَهُ قُوَّةٌ. فَمَا كَانَ مِنْ الْمَلَكِ وَمِنْ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ فَهُوَ حَقٌّ وَمَا كَانَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَوَسْوَسَةِ النَّفْسِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَقَدْ اشْتَبَهَ هَذَا بِهَذَا عَلَى طَوَائِفَ كَثِيرَةٍ فَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَعْدَاءِ اللَّهِ بَلْ صَارُوا يَظُنُّونَ فِي مَنْ هُوَ مِنْ جِنْسِ الْمُشْرِكِينَ وَالْكُفَّارِ - أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ. وَالْكَلَامُ فِي هَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
مسألة: ماذا تفيد الرؤيا؟
مجموع الفتاوى - (ج 12 / ص 278)
" الرُّؤْيَا ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " رُؤْيَا بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فِي الْيَقَظَةِ فَيَرَاهُ فِي الْمَنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ هَذَا التَّقْسِيمُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
مسألة: إذا كانت الرؤيا في النوم و هو وفاة فما هي أنواع الوفاة؟ و كيف تحصل الرؤيا و كيف تصدق و كيف تكذب؟
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 452)
اللَّهَ قَالَ: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} فَذَكَرَ إمْسَاكَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتُ مِنْ هَذِهِ الْأَنْفُسِ الَّتِي تَوَفَّاهَا بِالنَّوْمِ وَأَمَّا الَّتِي تَوَفَّاهَا حِينَ مَوْتِهَا فَتِلْكَ لَمْ يَصِفْهَا بِإِمْسَاكِ وَلَا إرْسَالٍ وَلَا ذَكَرَ فِي الْآيَةِ الْتِقَاءَ الْمَوْتَى بِالنِّيَامِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْآيَةَ تَتَنَاوَلُ النَّوْعَيْنِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ تَوْفِيَتَيْنِ: تَوَفِّي الْمَوْتِ وَتَوَفِّي النَّوْمِ وَذَكَرَ إمْسَاكَ الْمُتَوَفَّاةِ وَإِرْسَالَ الْأُخْرَى. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ يُمْسِكُ كُلَّ مَيْتَةٍ سَوَاءٌ مَاتَتْ فِي النَّوْمِ أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ؛ وَيُرْسِلُ مَنْ لَمْ تَمُتْ. وَقَوْلُهُ: {يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} يَتَنَاوَلُ مَا مَاتَتْ فِي الْيَقَظَةِ وَمَا مَاتَتْ فِي النَّوْمِ؛ فَلَمَّا ذَكَرَ التَّوْفِيَتَيْنِ ذَكَرَ أَنَّهُ يُمْسِكُهَا فِي أَحَدِ التَّوْفِيَتَيْنِ وَيُرْسِلُهَا فِي الْأُخْرَى؛ وَهَذَا ظَاهِرُ اللَّفْظِ وَمَدْلُولُهُ بِلَا تَكَلُّفٍ. وَمَا ذَكَرَ مِنْ الْتِقَاءِ أَرْوَاحِ النِّيَامِ وَالْمَوْتَى لَا يُنَافِي مَا فِي الْآيَةِ؛ وَلَيْسَ فِي لَفْظِهَا دَلَالَةٌ عَلَيْهِ؛ لَكِنَّ قَوْلَهُ: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} يَقْتَضِي أَنَّهُ يُمْسِكُهَا لَا يُرْسِلُهَا كَمَا يُرْسِلُ النَّائِمَةَ؛ سَوَاءٌ تَوَفَّاهَا فِي الْيَقَظَةِ أَوْ فِي النَّوْمِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اللَّهُمَّ أَنْتَ خَلَقْت نَفْسِي وَأَنْتَ تَتَوَفَّاهَا؛ لَك مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا؛ فَإِنْ أَمْسَكْتهَا فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَك الصَّالِحِينَ} فَوَصَفَهَا بِأَنَّهَا فِي حَالِ تَوَفِّي النَّوْمِ إمَّا مُمْسَكَةٌ وَإِمَّا مُرْسَلَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ثنا أَبِي ثنا عُمَرُ بْنُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عُثْمَانَ؛ ثنا بَقِيَّةُ؛ ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْجَبُ مِنْ رُؤْيَا الرَّجُلِ أَنَّهُ يَبِيتُ فَيَرَى الشَّيْءَ لَمْ يَخْطِرْ لَهُ عَلَى بَالٍ؛ فَتَكُونُ رُؤْيَاهُ كَأَخْذِ بِالْيَدِ وَيَرَى الرَّجُلُ الشَّيْءَ؛ فَلَا تَكُونُ رُؤْيَاهُ شَيْئًا؛ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَفَلَا أُخْبِرُك بِذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} فَاَللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ كُلَّهَا فَمَا رَأَتْ - وَهِيَ عِنْدَهُ فِي السَّمَاءِ - فَهُوَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ وَمَا رَأَتْ - إذَا أُرْسِلَتْ إلَى أَجْسَادِهَا - تَلَقَّتْهَا الشَّيَاطِينُ فِي الْهَوَاءِ فَكَذَّبَتْهَا فَأَخْبَرَتْهَا بِالْأَبَاطِيلِ وَكَذَبَتْ فِيهَا؛ فَعَجِبَ عُمَرُ مِنْ قَوْلِهِ. وَذَكَرَ هَذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ منده فِي كِتَابِ " الرُّوحِ وَالنَّفْسِ " وَقَالَ: هَذَا خَبَرٌ مَشْهُورٌ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِ وَلَفْظُهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} وَالْأَرْوَاحُ يُعْرَجُ بِهَا فِي مَنَامِهَا فَمَا رَأَتْ وَهِيَ فِي السَّمَاءِ فَهُوَ الْحَقُّ فَإِذَا رُدَّتْ إلَى أَجْسَادِهَا تَلَقَّتْهَا الشَّيَاطِينُ فِي الْهَوَاءِ فَكَذَّبَتْهَا. فَمَا رَأَتْ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ الْبَاطِلُ. قَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ منده: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُعَيْمٍ الرعيني عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الأصبحي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: إذَا نَامَ الْإِنْسَانُ عُرِجَ بِرُوحِهِ حَتَّى يُؤْتَى بِهَا الْعَرْشَ قَالَ: فَإِنْ كَانَ طَاهِرًا أُذِنَ لَهَا بِالسُّجُودِ وَإِنْ كَانَ جُنُبًا لَمْ يُؤْذَنْ لَهَا بِالسُّجُودِ. رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحباب وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى ابْنُ منده حَدِيثَ عَلِيٍّ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَرْفُوعًا حَدَّثَنَا أَبُو إسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ثَنَا ابْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي إسْمَاعِيلَ وَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا قُتَيْبَةُ وَالرَّازِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حميد ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مغراء الدوسي ثَنَا الْأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأزدي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَان عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: {لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ رُبَّمَا شَهِدْت وَغِبْنَا وَرُبَّمَا شَهِدْنَا وَغِبْت ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ أَسْأَلُك عَنْهُنَّ فَهَلْ عِنْدَك مِنْهُنَّ عِلْمٌ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ وَلَمْ يَرَ مِنْهُ خَيْرًا: وَالرَّجُلُ يُبْغِضُ الرَّجُلَ وَلَمْ يَرَ مِنْهُ شَرًّا. فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إنَّ الْأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَلْتَقِي فِي الْهَوَاءِ فتشام فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ قَالَ عُمَرُ: وَاحِدَةٌ. قَالَ عُمَرُ: وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ إذْ نَسِيَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ قَدْ نَسِيَهُ إذْ ذَكَرَهُ. فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ الْقُلُوبِ قَلْبٌ إلَّا وَلَهُ سَحَابَةٌ كَسَحَابَةِ الْقَمَرِ فَبَيْنَمَا الْقَمَرُ يُضِيءُ إذْ تَجَلَّلَتْهُ سَحَابَةٌ فَأَظْلَمَ؛ إذْ تَجَلَّتْ عَنْهُ فَأَضَاءَ؛ وَبَيْنَمَا الْقَلْبُ يَتَحَدَّثُ إذْ تَجَلَّلَتْهُ فَنَسِيَ إذْ تَجَلَّتْ عَنْهُ فَذَكَرَ. قَالَ عُمَرُ: اثْنَتَانِ. قَالَ: وَالرَّجُلُ يَرَى الرُّؤْيَا: فَمِنْهَا مَا يَصْدُقُ وَمِنْهَا مَا يَكْذِبُ. فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَنَامُ فَيَمْتَلِئُ نَوْمًا إلَّا عُرِجَ بِرُوحِهِ إلَى الْعَرْشِ فَاَلَّذِي لَا يَسْتَيْقِظُ دُونَ الْعَرْشِ فَتِلْكَ الرُّؤْيَا الَّتِي تَصْدُقُ وَاَلَّذِي يَسْتَيْقِظُ دُونَ الْعَرْشِ فَهِيَ الرُّؤْيَا الَّتِي تَكْذِبُ. فَقَالَ عُمَرُ: ثَلَاثٌ كُنْت فِي طَلَبِهِنَّ؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَبْتهنَّ قَبْلَ الْمَوْتِ.} وَرَوَاهُ مِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَأَلَ عَنْهُ عُمَرَ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ثَنَا آدَمَ بْنُ أَبِي إيَاسٍ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الخثعمي عَنْ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْقُرَشِيِّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَشْيَاءُ أَسْأَلُك عَنْهَا؟ قَالَ: سَلْ عَمَّا شِئْت؛ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّ يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَمِمَّ يَنْسَى؟ وَمِمَّ تَصْدُقُ الرُّؤْيَا وَمِمَّ تَكْذِبُ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَمَّا قَوْلُك مِمَّ يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَمِمَّ يَنْسَى؛ فَإِنَّ عَلَى الْقَلْبِ طخاة مِثْلَ طخاة الْقَمَرِ فَإِذَا تَغَشَّتْ الْقَلْبَ نَسِيَ ابْنُ آدَمَ فَإِذَا تَجَلَّتْ عَنْ الْقَلْبِ ذَكَرَ مِمَّا كَانَ يَنْسَى. وَأَمَّا مِمَّ تَصْدُقُ الرُّؤْيَا وَمِمَّ تَكْذِبُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} فَمَنْ دَخَلَ مِنْهَا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَهِيَ الَّتِي تَصْدُقُ وَمَا كَانَ مِنْهَا دُونَ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَهِيَ الَّتِي تَكْذِبُ. قُلْت: وَفِي هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ ذَكَرَ أَنَّ الَّتِي تَكْذِبُ مَا لَمْ يَكْمُلْ وُصُولُهَا إلَى الْعُلُوِّ. وَفِي الْأَوَّلِ ذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ مِمَّا يَحْصُلُ بَعْدَ رُجُوعِهَا. وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مُمْكِنٌ؛ فَإِنَّ الْحُكْمَ يَخْتَلِفُ لِفَوَاتِ شَرْطِهِ أَوْ وُجُودِ مَانِعِهِ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ عِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ إذَا نَامَ الْإِنْسَانُ فَإِنَّ لَهُ سَبَبًا تَجْرِي فِيهِ الرُّوحُ وَأَصْلُهُ فِي الْجَسَدِ. فَتَبْلُغُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ فَمَا دَامَ ذَاهِبًا فَإِنَّ الْإِنْسَانَ نَائِمٌ. فَإِذَا رَجَعَ إلَى الْبَدَنِ انْتَبَهَ الْإِنْسَانُ؛ فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ شُعَاعٍ هُوَ سَاقِطٌ بِالْأَرْضِ وَأَصْلُهُ مُتَّصِلٌ بِالشَّمْسِ. قَالَ ابْنُ منده: وَأُخْبِرْت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ وَلَهُ بَصَرٌ بِالطِّبِّ وَالتَّعْبِيرِ - قَالَ: إنَّ الْأَرْوَاحَ تَمْتَدُّ مِنْ مَنْخِرِ الْإِنْسَانِ وَمَرَاكِبُهَا وَأَصْلُهَا فِي بَدَنِ الْإِنْسَانِ فَلَوْ خَرَجَ الرُّوحُ لَمَاتَ كَمَا أَنَّ السِّرَاجَ لَوْ فَرَّقْت بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَتِيلَةِ لطفئت. أَلَا تَرَى أَنَّ تَرَكُّبَ النَّارِ فِي الْفَتِيلَةِ وضوءها وَشُعَاعَهَا مَلَأَ الْبَيْتَ فَكَذَلِكَ الرُّوحُ تَمْتَدُّ مِنْ مَنْخِرِ الْإِنْسَانِ فِي مَنَامِهِ حَتَّى تَأْتِيَ السَّمَاءَ وَتَجُولُ فِي الْبُلْدَانِ وَتَلْتَقِي مَعَ أَرْوَاحِ الْمَوْتَى. فَإِذَا رَآهَا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِأَرْوَاحِ الْعِبَادِ أَرَاهُ مَا أَحَبَّ أَنْ يَرَاهُ وَكَانَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَرْءُ فِي الْيَقَظَةِ عَاقِلًا ذَكِيًّا صَدُوقًا لَا يَلْتَفِتُ فِي الْيَقَظَةِ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْبَاطِلِ رَجَعَ إلَيْهِ رُوحُهُ فَأَدَّى إلَى قَلْبِهِ الصِّدْقَ بِمَا أَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى حَسَبِ صِدْقِهِ. وَإِنْ كَانَ خَفِيفًا نَزِقًا يُحِبُّ الْبَاطِلَ وَالنَّظَرَ إلَيْهِ فَإِذَا نَامَ وَأَرَاهُ اللَّهُ أَمْرًا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ رَجَعَ رُوحُهُ فَحَيْثُ مَا رَأَى شَيْئًا مِنْ مخاريق الشَّيْطَانِ أَوْ بَاطِلًا وَقَفَ عَلَيْهِ كَمَا يَقِفُ فِي يَقَظَتِهِ وَكَذَلِكَ يُؤَدِّي إلَى قَلْبِهِ فَلَا يَعْقِلُ مَا رَأَى لِأَنَّهُ خَلَطَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ؛ فَلَا يُمْكِنُ مُعَبِّرٌ يَعْبُرُ لَهُ وَقَدْ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ. قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ منده: وَمِمَّا يَشْهَدُ لِهَذَا الْكَلَامِ مَا ذَكَرْنَاهُ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. قُلْت: وَخَرَجَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِ " تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا " قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِي أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا الْمُبَارَكُ {عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: أُنْبِئْت أَنَّ الْعَبْدَ إذَا نَامَ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اُنْظُرُوا إلَى عَبْدِي رُوحُهُ عِنْدِي وَجَسَدُهُ فِي طَاعَتِي}. وَإِذَا كَانَتْ الرُّوحُ تَعْرُجُ إلَى السَّمَاءِ مَعَ أَنَّهَا فِي الْبَدَنِ. عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ عُرُوجُهَا مِنْ جِنْسِ عُرُوجِ الْبَدَنِ الَّذِي يَمْتَنِعُ هَذَا فِيهِ. وَعُرُوجُ الْمَلَائِكَةِ وَنُزُولُهَا مِنْ جِنْسِ عُرُوجِ الرُّوحِ وَنُزُولِهَا لَا مِنْ جِنْسِ عُرُوجِ الْبَدَنِ وَنُزُولِهِ. وَصُعُودُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ هَذَا كُلِّهِ وَأَجَلُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى أَبْعَدُ عَنْ مُمَاثَلَةِ كُلِّ مَخْلُوقٍ مِنْ مُمَاثَلَةِ مَخْلُوقٍ لِمَخْلُوقِ. وَإِذَا قِيلَ: الصُّعُودُ وَالنُّزُولُ وَالْمَجِيءُ وَالْإِتْيَانُ أَنْوَاعٌ جِنْسُ الْحَرَكَةِ؛ قِيلَ: وَالْحَرَكَةُ أَيْضًا أَصْنَافٌ مُخْتَلِفَةٌ فَلَيْسَتْ حَرَكَةُ الرُّوحِ كَحَرَكَةِ الْبَدَنِ وَلَا حَرَكَةُ الْمَلَائِكَةِ كَحَرَكَةِ الْبَدَنِ. وَالْحَرَكَةُ يُرَادُ بِهَا انْتِقَالُ الْبَدَنِ وَالْجِسْمِ مِنْ حَيِّزٍ وَيُرَادُ بِهَا أُمُورٌ أُخْرَى كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ الطبائعية وَالْفَلَاسِفَةِ: مِنْهَا الْحَرَكَةُ فِي الْكَمِّ كَحَرَكَةِ النُّمُوِّ وَالْحَرَكَةُ فِي الْكَيْفِ كَحَرَكَةِ الْإِنْسَانِ مِنْ جَهْلٍ إلَى عِلْمٍ وَحَرَكَةِ اللَّوْنِ أَوْ الثِّيَابِ مِنْ سَوَادٍ إلَى بَيَاضٍ وَالْحَرَكَةُ فِي الْأَيْنِ كَالْحَرَكَةِ تَكُونُ بِالْأَجْسَامِ النَّامِيَةِ مِنْ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ: فِي النُّمُوِّ وَالزِّيَادَةِ أَوْ فِي الذُّبُولِ وَالنُّقْصَانِ؛ وَلَيْسَ هُنَاكَ انْتِقَالُ جِسْمٍ مِنْ حَيِّزٍ إلَى حَيِّزٍ. وَمَنْ قَالَ: إنَّ الْجَوَاهِرَ الْمُفْرَدَةَ تَنْتَقِلُ؛ فَقَوْلُهُ غَلَطٌ كَمَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ.
مسألة: كيف تعبر الرؤيا؟
مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 82)
الِاعْتِبَارِ وَالتَّشْرِيكِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّنْظِيرِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ فَيُسْتَدَلُّ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَى الْقِيَاسِ الصَّحِيحِ الْعَقْلِيِّ وَالشَّرْعِيِّ وَيُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا فَإِنَّ مَدَارَهُ عَلَى الْقِيَاسِ وَالِاعْتِبَارِ وَالْمُشَابَهَةِ الَّتِي بَيْنَ الرُّؤْيَا وَتَأْوِيلِهَا.
مسألة كيف تمرض النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 34)
الْإِنْسَانُ إذَا فَسَدَتْ نَفْسُهُ أَوْ مِزَاجُهُ يَشْتَهِي مَا يَضُرُّهُ وَيَلْتَذُّ بِهِ؛ بَلْ يَعْشَقُ ذَلِكَ عِشْقًا يُفْسِدُ عَقْلَهُ وَدِينَهُ وَخُلُقَهُ وَبَدَنَهُ وَمَالَهُ
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 599)
(يُتْبَعُ)
(/)
طَالِبُ الرِّئَاسَةِ - وَلَوْ بِالْبَاطِلِ - تُرْضِيهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي فِيهَا تَعْظِيمُهُ وَإِنْ كَانَتْ بَاطِلًا، وَتُغْضِبُهُ الْكَلِمَةُ الَّتِي فِيهَا ذَمُّهُ وَإِنْ كَانَتْ حَقًّا.
وَالْمُؤْمِنُ تُرْضِيهِ كَلِمَةُ الْحَقِّ لَهُ وَعَلَيْهِ، وَتُغْضِبُهُ كَلِمَةُ الْبَاطِلِ لَهُ وَعَلَيْهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْحَقَّ وَالصِّدْقَ وَالْعَدْلَ وَيُبْغِضُ الْكَذِبَ وَالظُّلْمَ. فَإِذَا قِيلَ: الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالْعَدْلُ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ أُحِبُّهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةُ هَوَاهُ. لِأَنَّ هَوَاهُ قَدْ صَارَ تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. وَإِذَا قِيلَ: الظُّلْمُ وَالْكَذِبُ فَاَللَّهُ يُبْغِضُهُ وَالْمُؤْمِنُ يُبْغِضُهُ وَلَوْ وَافَقَ هَوَاهُ. وَكَذَلِكَ طَالِبُ " الْمَالِ " - وَلَوْ بِالْبَاطِلِ - كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} وَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: {تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ} الْحَدِيثَ. فَكَيْفَ إذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْقَلْبِ مَا هُوَ أَعْظَمُ اسْتِعْبَادًا مِنْ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ مِنْ الشَّهَوَاتِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْمَحْبُوبَاتِ الَّتِي تَجْذِبُ الْقَلْبَ عَنْ كَمَالِ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ لِمَا فِيهَا مِنْ الْمُزَاحَمَةِ وَالشِّرْكِ بِالْمَخْلُوقَاتِ كَيْفَ تَدْفَعُ الْقَلْبَ وَتُزِيغُهُ عَنْ كَمَالِ مَحَبَّتِهِ لِرَبِّهِ وَعِبَادَتِهِ وَخَشْيَتِهِ لِأَنَّ كُلَّ مَحْبُوبٍ يَجْذِبُ قَلْبَ مُحِبِّهِ إلَيْهِ وَيُزِيغُهُ عَنْ مَحَبَّةِ غَيْرِ مَحْبُوبِهِ، وَكَذَلِكَ الْمَكْرُوهُ يَدْفَعُهُ وَيُزِيلُهُ وَيَشْغَلُهُ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
مسألة: ما هي الروح المدبرة لجسم الإنسان؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 301)
النَّفْسُ - وَهِيَ الرُّوحُ الْمُدَبِّرَةُ لِبَدَنِ الْإِنْسَانِ - هِيَ مِنْ بَابِ مَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ الَّتِي تُسَمَّى جَوْهَرًا وَعَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا لَيْسَتْ مِنْ بَابِ الْأَعْرَاضِ الَّتِي هِيَ صِفَاتٌ قَائِمَةٌ بِغَيْرِهَا. وَأَمَّا التَّعْبِيرُ عَنْهَا بِلَفْظِ " الْجَوْهَرِ " " وَالْجِسْمِ " فَفِيهِ نِزَاعٌ بَعْضُهُ اصْطِلَاحِيٌّ وَبَعْضُهُ مَعْنَوِيٌّ. فَمَنْ عَنَى بِالْجَوْهَرِ الْقَائِمَ بِنَفْسِهِ فَهِيَ جَوْهَرٌ وَمَنْ عَنَى بِالْجِسْمِ مَا يُشَارُ إلَيْهِ وَقَالَ إنَّهُ يُشَارُ إلَيْهَا فَهِيَ عِنْدُهُ جِسْمٌ وَمَنْ عَنَى بِالْجِسْمِ الْمُرَكَّبَ مِنْ الْجَوَاهِرِ الْمُفْرَدَةِ أَوْ الْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ فَبَعْضُ هَؤُلَاءِ قَالَ إنَّهَا جِسْمٌ أَيْضًا. وَمَنْ عَنَى بِالْجَوْهَرِ الْمُتَحَيِّزَ الْقَابِلَ لِلْقِسْمَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إنَّهَا جَوْهَرٌ وَالصَّوَابُ أَنَّهَا لَيْسَتْ مُرَكَّبَةً مِنْ الْجَوَاهِرِ الْمُفْرَدَةِ وَلَا مِنْ الْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ وَلَيْسَتْ مِنْ جِنْسِ الْأَجْسَامِ الْمُتَحَيِّزَاتِ الْمَشْهُودَةِ الْمَعْهُودَةِ وَأَمَّا الْإِشَارَةُ إلَيْهَا فَإِنَّهُ يُشَارُ إلَيْهَا وَتَصْعَدُ وَتَنْزِلُ وَتَخْرُجُ مِنْ الْبَدَنِ وَتُسَلُّ مِنْهُ كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ النُّصُوصُ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّوَاهِدُ الْعَقْلِيَّةُ.
مسألة: ما هو الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 32)
الدَّمِ الَّذِي هُوَ الْبُخَارُ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْأَطِبَّاءُ الرُّوحَ الْحَيَوَانِيَّ الْمُنْبَعِثُ مِنْ الْقَلْبِ السَّارِي فِي الْبَدَنِ الَّذِي بِهِ حَيَاةُ الْبَدَنِ
مسألة: هل للروح اختصاص بشيء من الجسد؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 302)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ أَيْنَ مَسْكَنُهَا مِنْ الْجَسَدِ؟ فَلَا اخْتِصَاصَ لِلرُّوحِ بِشَيْءِ مِنْ الْجَسَدِ بَلْ هِيَ سَارِيَةٌ فِي الْجَسَدِ كَمَا تَسْرِي الْحَيَاةُ الَّتِي هِيَ عَرَضٌ فِي جَمِيعِ الْجَسَدِ فَإِنَّ الْحَيَاةَ مَشْرُوطَةٌ بِالرُّوحِ فَإِذَا كَانَتْ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ كَانَ فِيهِ حَيَاةٌ وَإِذَا فَارَقَتْهُ الرُّوحُ فَارَقَتْهُ الْحَيَاةُ.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 09:19]ـ
مسألة: مم خلق الإنسان و الملك و الجان؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 94)
ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 95)
صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ؛ وَخَلَقَ إبْلِيسَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ؛ وَخَلَقَ آدَمَ مِمَّا وَصَفَ لَكُمْ} وَلَيْسَ تَفْضِيلُ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى بَعْضٍ بِاعْتِبَارِ مَا خُلِقَتْ مِنْهُ فَقَطْ؛ بَلْ قَدْ يُخْلَقُ الْمُؤْمِنُ مِنْ كَافِرٍ؛ وَالْكَافِرُ مِنْ مُؤْمِنٍ؛ كَابْنِ نُوحٍ مِنْهُ وَكَإِبْرَاهِيمَ مِنْ آزَرَ؛ وَآدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ طِينٍ: فَلَمَّا سَوَّاهُ؛ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ؛ وَأَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ؛ وَفَضَّلَهُ عَلَيْهِمْ بِتَعْلِيمِهِ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ وَبِأَنْ خَلَقَهُ بِيَدَيْهِ؛ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ. فَهُوَ وَصَالِحُو ذُرِّيَّتِهِ أَفْضَلُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ؛ وَإِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ مَخْلُوقِينَ مِنْ طِينٍ؛ وَهَؤُلَاءِ مِنْ نُورٍ. وَهَذِهِ " مَسْأَلَةٌ كَبِيرَةٌ " مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ؛ فَإِنَّ فَضْلَ بَنِي آدَمَ هُوَ بِأَسْبَابِ يَطُولُ شَرْحُهَا هُنَا. وَإِنَّمَا يَظْهَرُ فَضْلُهُمْ إذَا دَخَلُوا دَارَ الْقَرَارِ: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}. وَالْآدَمِيُّ خُلِقَ مِنْ نُطْفَةٍ؛ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ؛ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ انْتَقَلَ مَنْ صِغَرٍ إلَى كِبَرٍ ثُمَّ مِنْ دَارٍ إلَى دَارٍ فَلَا يَظْهَرُ فَضْلُهُ وَهُوَ فِي ابْتِدَاءِ أَحْوَالِهِ؛ وَإِنَّمَا يَظْهَرُ فَضْلُهُ عِنْدَ كَمَالِ أَحْوَالِهِ؛ بِخِلَافِ الْمَلَكِ الَّذِي تَشَابَهَ أَوَّلُ أَمْرِهِ وَآخِرِهِ. وَمِنْ هُنَا غَلِطَ مَنْ فَضَّلَ الْمَلَائِكَةَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَيْثُ نَظَرَ إلَى أَحْوَالِ الْأَنْبِيَاءِ. وَهُمْ فِي أَثْنَاءِ الْأَحْوَالِ. قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إلَى مَا وُعِدُوا بِهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ مِنْ نِهَايَاتِ الْكَمَالِ.
مسألة: و كيف يخلق الحيوان؟
مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 243)
وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِيمَا يَخْلُقُهُ اللَّهُ مِنْ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْمَعْدِنِ وَالْمَطَرِ وَالنَّارِ الَّتِي تُورَى بِالزِّنَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ هَلْ تَحْدُثُ أَعْيَانُ هَذِهِ الْأَجْسَامِ فَيُقْلَبُ هَذَا الْجِنْسُ إلَى جِنْسٍ آخَرَ. كَمَا يُقْلَبُ الْمَنِيُّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً أَوْ لَا تَحْدُثُ إلَّا أَعْرَاضٌ وَأَمَّا الْأَعْيَانُ الَّتِي هِيَ الْجَوَاهِرُ فَهِيَ بَاقِيَةٌ بِغَيْرِ صِفَاتِهَا بِمَا يُحْدِثُهُ فِيهَا مِنْ الْأَكْوَانِ الْأَرْبِعَةِ: الِاجْتِمَاعِ وَالِافْتِرَاقِ وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ: فَالْقَائِلُونَ بِأَنَّ الْأَجْسَامَ مُرَكَّبَةٌ مِنْ الْجَوَاهِرِ الْمُنْفَرِدَةِ الَّتِي لَا تَقْبَلُ التجزي كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ. وَإِمَّا مِنْ جَوَاهِرَ لَا نِهَايَةَ لَهَا كَمَا يُحْكَى عَنْ النَّظَّامِ.
مسألة: من هم الشياطين؟
مجموع الفتاوى - (ج 15 / ص 7)
سُئِلَ الشَّيْخُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
(يُتْبَعُ)
(/)