ـ[الحُميدي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 02:55]ـ
هذا الكتاب اسمه الصارم المشهور في الرد على المفتونين بالسفور و هو للشيخ حمود التويجري
في الحقيقة قرأت هذا الكتاب ولكنه ضعيف الحجة امام كناب الشيخ الألباني -رحمه الله- المذكور ....
مع قسوة الشيخ حمود التويجري رحمه الله في رده ...
ورحم الله الجميع ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 03:04]ـ
رابعا: مذهب الحنابلة
قال ابن عبدالبر في التمهيد (6|364) في المرأة: (وقال أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: "كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها". ثم رواه بإسناده عنه ثم قال: "قول أبي بكر هذا خارج عن أقاويل أهل العلم، لإجماع العلماء على أن للمرأة أن تصلي المكتوبة، ويداها ووجهها مكشوف ذلك كله منها تباشر الأرض به. وأجمعوا على أنها لا تصلي متنقبة ولا عليها أن تلبس فقازين في الصلاة. وفي هذا أوضح الدلائل على أن ذلك منها غير عورة. وجائز أن ينظر إلى ذلك منها كل من نظر إليها بغير ريبة ولا مكروه. وأما النظر للشهوة فحرام تأملها من فوق ثيابها لشهوة، فكيف بالنظر إلى وجهها مسفرة؟).
]
هل ابن عبدالبر حنبلي .... ؟
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:04]ـ
كلٌ يحشد لقوله ... وهذا كاف في توهين دعوى الإجماع.
تنبيه: قد أشرت في مشاركة سابقة إلى أن الإجماع المستفاد من عمل المسلمين ليس في قوة الإجماع القولي المتعارف عليه جيلاً بعد جيل.
تنبيه آخر: لا خلاف في أن الجمهور يرون أنه ليس للمراة أن تكشف وجهها بحضرة الأجنبي إلا لضرورة، هذا الذي للمرء أن يقول فيه بكل حزم وجزم: هناك "إجماع" على أن هذا قول الجمهور!.
يؤيد ما قررته هنا كلام نفيس للإمام الجويني في "البرهان " (1/ 434)، يقول فيه: ((لو فرضنا اجتماع العلماء في مجلس وقام سئل إلى رجل حنفي وسأله عن مسألة اختلف العلماء فيها فلو أجاب المفتى الحنفي بما يوازى مذهب أبي حنيفة فسكت الحاضرون عليه لابتدرت الأوهام إلى حمل سكوتهم على التسويغ في محل الاجتهاد وتمهيد عذر المفتي المعرب عن مذهبه المسوغ وإذا تردد سكوتهم كما ذكرناه والإجماع هو القول الجازم المبتوت فيستحيل ادعاؤه على صفته وشروطه في محل تقابل الاحتمالات.
وهذا يتضح بصورة تناقض صورة الخلاف وهي أن واحدا لو ذكر على رءوس الأشهاد وجمع المفتين قولا خرق به الإجماع وخالف دين الأمة فالمفتون لا يسكتون عليه بل يثورون مبادرين إلى الإنكار عليه وتجهيله وتسفيه عقله وذلك لأن الذي جاد به ليس قولا ينقدح تسويغه لقائل فهذا معنى قول الشافعي لا ينسب إلى ساكت قول)).
قلت: والقول بوجود من يبيح كشف المرأة وجهها وكفيها سواء بضرورة أو غير ضرورة، ليس بجديد إلا على من قل إطلاعه وكل بصره عن مطالعة دوواين أهل العلم.
شكراً لك على تعقيبك أخي الكريم ... ولكن التخصيص بالضرورة أو بأن لا يكون دائم قول باطل ولا دليل عليه ... وأما الإجماع في هذه المسألة فهذا لا يقول به إلا من تعصب لواقعه وما تعود عليه وإلا فلم يقل به أحد من أهل العلم المتقدمين.
ولعلي يا أخي عبدالله أن أسئلك أني سمعت من بعض الأصحاب من أهل جنوب المملكة أن النساء كانوا يأخذون بقول الإمام الشافعي رحمه الله في جواز كشف الوجه لإنتشار المذهب الشافعي في جنوب المملكة في ذلك الوقت .... وأما تغطية الوجة أو النقاب فالمشهور انه كان في نجد وبعض قبائل البدوية ... واما الذي اعرفه من احد كبار السن والعلم بأن اهل الأحساء وشرق المملكة وشمالها كانوا مالكية واهل الغرب والجنوب كانوا شافعيه فكان اهل تلك المناطق حتى قبل ثلاثين سنة تكشف النساء وجوههن ... ويؤمر الرجال بغض البصر.
ومما يحزن أن بعض طلبة العلم _ هداهم الله _ كما قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .. يتعصب لما تعود عليه (إنا وجدنا آبائنا على أمة .... ). والله المستعان.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:47]ـ
الأخ هشيم بن بشير
التعصب لما تعود عليه ممكن يقال للفريقين و ليس لواحد فقط! و ممكن أن يرد به على قائله
و إن كنت تقول إن التخصيص دعوى تخصيص قول الجمهور بالضرورة باطلة، و التخصيص بالحاجة باطل و أنه ليس دائماً باطل، و الإجماع لا يقوله إلا من تعصب لواقعه
فهل كل من سبق ممن نقل الإجماع كالشوكاني و ابن رسلان و ابن عابدين و الجويني و الغزالي و الموزعي و غيرهم مما ورد في المقال قل إطلاعه وكل بصره أو تعصب لواقعه، فربما الذي كثر إطلاعه لم يفهم ما يطلع عليه و فهم من كون وجه المرأة ليس بعورة أنه يجوز كشفه دائماً، ثم تعصب لواقعه، مع أن قائل الأمر الأول لم يرد الأمر الثاني، و هل هؤلاء ليسوا علماء متقدمين، حسناً فصدر المرأة و ظهرها و ساقيها و يديها أمام المرأة ليست بعورة فهل يجوز لها كشفها أمام النساء دائماً؟ أجب على هذا السؤال
و انظر إلى نقولك التي نقلت عن العلماء المتقدمين هل شيء منها دل على أن الكشف يكون دائماً حتى يستدل بها على نقض الإجماع الذي أورده المخالف، أو كلها مستثناة لضرورة أو حاجة، فإت بنص يقول بجواز السفور من غير ضرورة و لا حاجة
، و هذا هو الموضوع الذي سبق نقاشه هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18074
و أنت رددت عليه هناك فلماذا فتح موضوع جديد مكرر
الأخ الحميدي: هل الشيخ الألباني لم يقس على الشيخ التويجري عندما قال أنه يريد أن يلزم الناس بعادة قومه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 02:41]ـ
الأخ هشيم أجب على هذا السؤال
إن كنت تقول أن الذي قال بكشف وجه المرأة دائماً فقيه، و علة الكشف أن الوجه ليس بعورة، فيلزمه أن يقول أن المرأة يجوز لها أن تكشف صدرها و ظهرها و ساقيها و يديها أمام النساء دائماً من غير ضرورة و لا حاجة لأن هذه ليست بعورة، فهل تقول بهذا، و هل من قال بهذا هو فقيه يعتد به في نقض الإجماع؟ بل و حتى الإجماع الظني؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 02:52]ـ
الأخ هشيم
قولك: ولكن التخصيص بالضرورة أو بأن لا يكون دائم قول باطل ولا دليل عليه
لماذا لا يكون القول بأنه دائم هو الباطل الذي لا دليل عليه
عذراً على التقطيع في المشاركة لأمور خارجه عن القدرة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 03:06]ـ
فإت بنص يقول بجواز السفور من غير ضرورة و لا حاجة
"الكشف" أم "السفور"؟ وهل هناك فرق بينهما؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 04:05]ـ
السفور يراد به الكشف الدائم من غير التقيد بالضرورة و الحاجة و لا غيرها، و قد تكون المرأة سافرة عن جسمها كله و قد تكون سافرة عن الوجه فقط، ثم يا أخ عبد الله أنا و إياك قد انتهينا و إنما الخطاب لهشيم
مع أني لا أؤيده على فتح موضوع جديد و قد سبق الكلام هناك فلا داعي لأن نكرر كلامنا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 05:32]ـ
الأخ الحميدي: قلت: قرأت هذا الكتاب ولكنه ضعيف الحجة امام كناب الشيخ الألباني
جزاك الله خيراً، لكن هناك حجج حديثية و هناك حجج فقهية، و الموضوع ليس مقصوراً على أحدهما، علماً أن الشيخ التويجري ألف كتابه قبل كتاب الألباني و ليس رداً على هذا الكتاب بعينه حتى يستوعبه لأن الألباني ذكر كلام التويجري في كتابه، و التويجري توفي سنة 1413، و لا أدري هل كتاب الألباني هذا طبع على حياة التويجري أو بعده
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 08:25]ـ
الأخ هشيم في قولك:
واما الذي اعرفه من احد كبار السن والعلم بأن اهل الأحساء وشرق المملكة وشمالها كانوا مالكية واهل الغرب والجنوب كانوا شافعيه فكان اهل تلك المناطق حتى قبل ثلاثين سنة تكشف النساء وجوههن ... ويؤمر الرجال بغض البصر.
أرجو عدم فتح باب النعرات، و إن كان ما قلته صحيحاً و ما دام أن المشرف لم يحذفه فهل الشافعية و المالكية هم الذين نشروا هذا المذهب أو هم الترك؟ الله أعلم علماً أنه من أشد من قاوم الترك أهل عسير و صنعاء و حضرموت و نجد و أتمنى من المشرف أن يحذف هذا المقطع من كلامك فإذا حذفه فليحذف الرد عليه
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:18]ـ
الأخ هشيم أجب على هذا السؤال
إن كنت تقول أن الذي قال بكشف وجه المرأة دائماً فقيه، و علة الكشف أن الوجه ليس بعورة، فيلزمه أن يقول أن المرأة يجوز لها أن تكشف صدرها و ظهرها و ساقيها و يديها أمام النساء دائماً من غير ضرورة و لا حاجة لأن هذه ليست بعورة، فهل تقول بهذا، و هل من قال بهذا هو فقيه يعتد به في نقض الإجماع؟ بل و حتى الإجماع الظني؟
اختلف العلماء في ذلك على عدة أقوال:
1– القبل والدبر كما هي عورة الرجل أمام الرجل. ودليلهم قوله تعالى (وليحفظن فروجهن). وهذا مذهب أحمد بن حنبل وابن حزم. وهو القول الصحيح إن شاء الله.
2– بين السرة والركبة. ودليلهم حديثٌ ضعيف. وهذا هو مذهب مالك والشافعي، وقال به بعض الحنابلة. وهو قول جمهور الفقهاء.
3– أضاف الأحناف لذلك البطن والظهر بحجة عقلية.
4– كل بدنها عدا الأطراف، أي عدا الرأس والذراعين والساقين. وهو رأي لبعض المعاصرين كالمودودي (ويبدو أنه يعتبر الرأس عورة أيضاً!). وهو قولٌ شاذٌّ غريب.
وقد ذهبنا إلى القول الأول لقوة أدلته وسلامته من المعارض.
واحتج مخالفونا علينا بعدة أدلة أهمها:
1– تفسير موضوع على ابن عباس رواه ابن جرير (9|307): من طريق عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف) عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، قال: «الزينة التي تبديها لهؤلاء قرطها وقلادتها وسوارها. فأما خلخالها وعضداها ونحرها وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها».
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت هذه الرواية من كتاب، وهي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب كثيرة، أوضحناها في بحثنا عن تخريج الأسانيد المروية عن ابن عباس رضي الله عنه في التفسير.
هذا إضافة للنكارة الشديدة في هذا الأثر في أنه لم يعمل به أحد من فقهاء السلف، وكونه مخالفاً للمشهور عن ابن عباس رضي الله عنه. وقد بيّن ذلك الشيخ الألباني بالتفصيل في كتابه "الرد المفحم، على من خالف العلماء و تشدد و تعصب، و ألزم المرأة بستر وجهها و كفيها وأوجب، و لم يقتنع بقولهم: إنه سنة و مستحب".
2– واحتجوا بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ... ». ونقول لهم أن الحديث ضعيف لأن كل طرقه المرفوعة فيها قتادة وهو مدلس وقد عنعن بها. والطرق التي ليس بها تدليس قتادة، رجح الدارقطني (5|314) وقفها. وليس فيه دلالةٌ أصلاً على ما تريدون.
3– واحتجوا بحديثٍ موضوع عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً: «ما فوق الركبتين من العورة وما أسفل من السرة من العورة». قالوا: هذا الحديث نص صريح في تحديد العورة، وهو عامٌّ للرجال والنساء، فليس في الحديث تحديد، فيُحمل على العموم.
قلنا: هذا لا يصح البتة. فقد رواه الدارقطني في سننه (1|231) (والبيهقي كذلك) من طريق سعيد بن راشد عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي أيوب رضي الله عنه. وسعيد بن راشد وعباد بن كثير متروكان، فسقط هذا الحديث.
4– أخرج أبو داود في سننه (4|64 #4113): حدثنا محمد بن عبد الله بن الميمون ثنا الوليد عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظر إلى عورتها». قلت الوليد بن مسلم مدلّس تدليس تسوية عن شيخه الأوزاعي. وقد جاء من طريق في سنن البيهقي (2|226) التصريح بالتحديث عن الأوزاعي. واحتمال أن يكون الوليد قد أسقط راوياً ضعيفاً بين الأوزاعي وعمرو بن شعيب ضعيف، لكنه موجود. وعلى أية حال فمعنى الحديث صحيح وإن ضَعُف سنده. وليس فيه تحديد لعورة المرأة.
لكن أخرجه أبو داود والبيهقي (2|228) والدارقطني في سننه (1|230) من وجه آخر من طرق عن داود بن سوار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة». وهذا المتن رواه الثقات بألفاظ مختلفة عن سوار بن داود، مما يدل على قلة حفظه لهذا الحديث. فهذا المتن المضطرب ضعيف لا يصلح ليعارض المتن الذي يرويه الأوزاعي. وابن داود هذا فيه ضعف، قال عنه الدارقطني: «لا يتابع على أحاديثه، فيعتبر به». وقد ذكره ابن حبان في الثقات (6|422) ويقصد العدالة، وقال عنه: «يخطئ». ووثقه ابن معين، وهو قد يتساهل في توثيق من لم تكن له رواية إلا الحديث أو الحديثين. وقال عنه الذهبي في الميزان (3|14): «يضعف»، وقال (7|358): «فيه لين». وأشار العقيلي وابن عدي والبيهقي إلى اضطرابه في هذا الحديث.
والحديث جاء أيضاً عند البيهقي (#3053) من طريق الخليل بن مرة عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب به، ولا يصح، فالخليل ضعيف ساقط، وليث مختلط لم يتميز حديثه، فيكفي علة واحدة من هاتين العلتين لرده. وأحسن لفظ لهذا الحديث هو لفظ الأوزاعي، وليس فيه ما يريدون.
5– واحتجوا بأحاديث ضعيفة وأباطيل تنهى عن دخول الحمامات. وقالوا أن ذلك دليلٌ على وجوب تغطية غالب الجسم. وأنه لو كانت عورة المرأة أمام المرأة هي السوءتين فقط، لأُجيز للمرأة أن تدخل الحمام. وإليك أهم تلك الأحاديث التي استدلوا بها:
1) احتجوا بحديثٍ باطلٍ أخرجه أبو داود (4|39): من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي (ضعيف الحفظ) عن عبد الرحمن بن رافع (مجهول) عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً: «إنها ستفتح لكم أرض العجم، وستجدون فيها بيوتاً يقال لها الحمامات. فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر. وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء».
(يُتْبَعُ)
(/)
2) واحتجوا بحديث منقطع عن ابن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احذروا بيتاً يقال له الحمام». قلنا الحديث له إسنادٌ ظاهره الصحة. ولذلك اغتر به بعض العلماء فصححه. ولكن الصواب فيه أنه مرسل كما أثبت ذلك أبو حاتم في علله (2|240) والبيهقي في السنن الكبرى (7|309) والبزّار.
3) واحتجوا بما رواه أبو داود والترمذي وعبد الرزاق من طريق أبي المليح الهذلي أن نساء من أهل حمص أو من أهل الشام دخلن على عائشة فقالت: «أنتن اللاتي يدخلن نساءكن الحمامات؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها». وهذا حديث مرسل، ولا نعرف ممن سمعه أبو المليح هذا.
4) واحتجوا بما أخرجه الحاكم والطبراني في الأوسط (2|194) من طريق إسحاق بن راهوية عن معاذ بن هشام (صدوق ربما وهم) عن أبيه عن عطاء (بن السائب، اختلط وتلقن) عن أبي الزبير (مدلس) عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يدخل حليلته الحمام. ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ....... الخ». قال الطبراني: «يقال إن عطاء الذي روى عنه هشام الدستوائي هذا الحديث هو: عطاء بن السائب. ولم يرو هذا الحديث عنه إلا هشام. ولا عن هشام إلا ابنه. تفرد به إسحاق».
5) واحتجوا بما أخرجه الحاكم من طريق أبي صالح كاتب الليث (منكر الحديث) عن الليث عن يعقوب بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن جبير عن محمد بن ثابت بن شرحبيل (فيه جهالة) أن عبد الله بن يزيد الخطمي حدثه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفة ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم جارة ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر من نسائكم فلا تدخل الحمام». وهذا حديثه أعله الهيثمي بضعف أبي صالح. قلت: وكذلك جهالة ابن شرحبيل.
6) واحتجوا بما أخرجه أحمد وأبو يعلى و الطبراني و الحاكم من طريق دراج أبي السمح عن السائب: أن نساء دخلن على أم سلمة رضي الله عنها، فسألتهن من أنتن؟ قلن: من أهل حمص. قالت: من أصحاب الحمامات؟ قلن: وما بها بأس؟ قالت: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها فقد خرق الله عنها سترها». أخرجوه من طريق دراج أبي السمح (متروك كما قال الحافظ الدارقطني) عن السائب (مجهول). فهذا إسناده مظلمٌ لا تقوم به حجة.
7) واحتجوا بحديث مظلمٍ عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: خرجت من الحمام، فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «من أين يا أم الدرداء؟». فقلت: من الحمام. فقال: «والذي نفسي بيده، ما من امرأة تنزع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها، إلا هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل». وهذا حديث موضوع. سرد ابن الجوزي أسانيده ثم قال في العلل المتناهية (1|341): «هذا حديث لا يصح. قد سبق في كتابنا أن ابن لهيعة ذاهب الحديث. فأما زبان، فقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال ابن حبان: لا يحتج به. وأما سهل بن معاذ، فقال يحيى: ضعيف. وقال ابن حبان: لست أدري التخليط منه أو من زبان. وأما أبو صخر، فاسمه حميد بن زياد، ضعفه يحيى. وهذا الحديث باطل، لم يكن عندهم حمامات زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم».
8) وأخرج الترمذي بإسناد ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يدخل الحمام (إلا بمئزر). ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يدخل حليلته الحمام .... الخ». وهذا الحديث كفانا الترمذي بيان ضعفه فقال في سننه (5|113): «هذا حديث حسن غريب. لا نعرفه من حديث طاووس عن جابر، إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل (أي البخاري): ليث بن أبي سليم صدوق وربما يهم في الشيء. قال محمد بن إسماعيل وقال أحمد بن حنبل: ليث لا يفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره. فلذلك ضعفوه».
(يُتْبَعُ)
(/)
9) وهناك أحاديث ضعيفة أخرى، ولا حجة لهم فيها. ولذلك قال الحافظ الحازمي في كتابه الاعتبار (187): «باب النهي عن دخول الحمام ثم الإذن فيه بعد ذلك». ثم قال في آخره: «وأحاديث الحمام كلها معلولة (يعني المرفوعات)، وإنما يصح فيها عن الصحابة رضي الله عنهم». وقد ضعفها كذلك الحافظ عبد الحق الأشبيلي في الأحكام الوسطى له (1|244). وقال الذهبي: «أحاديث الحمام لم يتفق على صحة شيء منها». وقال المنذري: «أحاديث الحمام كلها معلولة. وإنما يصح منها عن الصحابة». قال العجلوني في كشف الخفاء (2|566) في الخاتمة في باب الأحاديث الموضوعة: «وباب النهي عن دخول الحمام لم يصح فيه شيء».
10) واحتجوا بأثرٍ موقوفٍ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينهى فيه نساء المسلمين على دخول الحمامات. وقالوا: هذا النهي دليلٌ على أن المرأة يجب عليها أن تستتر من المرأة الأخرى وتغطي غالب جسمها. لأنه لا يجوز لها الدخول إلى الحمام إلا لضرورة.
قلنا: هذا الأثر جاء من عدة طرق كلها ضعيف. فقد رواه عبد الرزاق (1|295 #1134) عن ابن المبارك عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي –قال ابن الأعرابي: وجدت في كتاب غيري عن قيس بن الحارث– قال: «كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بلغني ... » فذكره. ورواه عبد الرزاق أيضاً (1136) من طريق إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن قيس بن الحارث قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة فذكره.
ولكن رواه سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي عن أبيه عن الحارث بن قيس قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة رضي الله عنه فذكره، فزاد فيه عن أبيه، وجعله من رواية الحارث بن قيس. ورواه سعيد بن منصور أيضاً عن عيسى بن يونس عن هشام بن الغاز عن عبادة بن نسي قال: «كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... الحديث». ورواه ابن جرير كذلك عن عيسى بن يونس بمثله.
ففي رواية ابن المبارك عند عبد الرزاق وعيسى بن يونس عند سعيد بن منصور وابن جرير عن عبادة بن نسي مرسلاً. وزاد إسماعيل بن عياش كما في رواية سعيد بن منصور عن عبادة عن أبيه عن الحارث بن قيس، ونسي والد عبادة مجهول. وأسقطه في رواية عبد الرزاق. فيكون الأثر منقطعاً بين عبادة وقيس بن الحارث، كما أنه جعله من رواية الحارث بن قيس بدل قيس بن الحارث. وهذا كله يدل على اضطراب إسماعيل في روايته لهذا الأثر. بينما الأثبات رووه عن عبادة (ت 118هـ) مرسلاً. فيكون مدار الحديث على "نسي" المجهول. وقد رجح ذلك أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (8|510).
وأخرجه عبد الرزاق (#1133) من طريق سليمان بن موسى، وهو ضعيف قال عنه البخاري: «عنده مناكير». ومتن هذه الرواية مضطرب في كل الروايات فلا يمكن تقويتها أو تصحيحها. قال الإمام أحمد (في رواية عبد الملك الميموني): «وعمر كتب إلى أهل الشام: امنعوا نساءهم أن يدخلوا مع نسائكم الحمامات»، ثم قال: «ليس له ذاك الإسناد».
11) ويشبه هذا ما أخرجه عبد الرزاق (#1135) عن محمد بن عبيد الله (العرزمي، ضعيف) عن أم كلثوم قالت: «أمرتني عائشة فطليتها بالنورة. ثم طليتها بالحناء على إثرها، ما بين فرقها إلى قدمها في الحمام، من حصنٍ كان بها. فقلت لها: "ألم تكوني تنهي النساء؟ ". فقالت: "إني سقيمة. وأنا أنهى الآن أن تدخل امرأة الحمام، إلا من سقم"». وفي "لسان العرب" لإبن المنظور: «النُّورَةُ من الحجر الذي يحرق ويُسَوَّى منه الكِلْسُ ويحلق به شعر العانة». قلت: هذا الأثر ضعيف ليس لهم به حجة.
فثبت بذلك أنه لا دليل لهم على ما يقولون. (إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً). والصواب الذي لا شكّ فيه أن عورة المرأة أمام المرأة والمحارم هي كعورة الرجل أمام غيره (إن أمنت الشهوة). فإن قيل هل يجوز أن تخرج المرأة على النساء في الحفلات وغيرها وهي لم تستر سوى قبلها ودبرها؟ فنحن نقول لهؤلاء المشاغبين: هل يجوز عندكم أن يخرج الرجل على الرجال والنساء في الحفلات وغيرها وهو لم يستر سوى قبله ودبره؟ هل ترون أن من قال بأن عورة الرجل هي مجرد سوءتيه (وهم جمهور السلف) كانوا يقصدون ذلك؟! فكل جوابٍ أجابونا به، يكون جواباً على شبهتهم، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما نحن فهذه أدلتنا:
1– قال الله تعالى في سورة النور (30): (وقل للمؤمنات: يغضضن من أبصارهن. ويحفظن فروجهن. ولا يبدين زينتهن، إلا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن على جيوبهن. ولا يبدين زينتهن، إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء. ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن. وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وفي الآية دليلٌ على أنه يجوز أن تبدي المرأة أمام محارمها وأمام النساء المسلمات ما تبديه أمام زوجها. وهذا يشمل كل جسدها إلا الفرجين لقوله تعالى (ويحفظن فروجهن). وأجاز رؤية ذلك للزوج استثناءً كما في أوائل سورة المؤمنين.
قال ابن حزم في المحلى (10|32): «وجائز لذي المحرم أن يرى جميع جسم حريمته –كالأم والجدة والبنت وابنة الابن والخالة والعمة وبنت الأخ وامرأة الأب وامرأة الابن– حاش الدبر والفرج فقط. وكذلك النساء بعضهن من بعض. وكذلك الرجال بعضهم من بعض. برهان ذلك قول الله تعالى {ولا يبدين زينتهن يخفين من زينتهن}. النور الآية. فذكر الله عز وجل في هذه الآية زينتهن زينة ظاهرة تبدي لكل أحد وهي الوجه والكفان على ما بينا فقط، وزينة باطنة حرم عز وجل إبداءها إلا لمن ذكر في الآية. ووجدناه تعالى قد ساوى في ذلك بين البعولة والنساء والأطفال وسائر من ذكرنا في الآية. وقد أوضحنا في كتاب الصلاة أن المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين. فحكم العورة سواء فيما ذكرنا، إلا ما لا خلاف فيه من أنه لا يحل لغير الزوج النظر إليه: الفرج والدبر. ولم نجد لا في قرآن ولا سنة ولا معقول فرقاً بين الشعر والعنق والذراع والساق والصدر وبين البطن والظهر والفخذ، إلا أنه لا يحل لأحد أن يتعمد النظر إلى شيء من امرأة لا يحل له -لا الوجه ولا غيره- إلا لقصة تدعو إلى ذلك لا يقصد منها منكر بقلب أو بعين. وقد روينا عن طاوس كراهة نظر الرجل إلى شعر ابنته وأمه وأخته، ولا يصح عن طاوس. وصح عن إبراهيم أن لا ينظر من ذات المحرم إلا إلى ما فوق الصدر. وهذا تحديد لا برهان على صحته. وليس هذا مكان رأى ولا استحسان، لأن المخالفين لنا ههنا بأهوائهم لا يختلفون في أنه لا يحل النظر إلى زينة شعر العجوز السوداء الحرة. ولعل النظر إليها يقذى العين ويميت تهييج النفس. ويجيزون النظر لغير لذة إلى وجه الجارية الجميلة الفتاة ويديها».
2– روى مسلم في صحيحه (1|266) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد. ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد».
ففي هذا الحديث دليل على التساوي في حدود العورة بدلالة الاقتران والقياس. وهذا هو الصواب في مذهب أحمد بن حنبل. وقد ثبت عندنا أن عورة الرجل من الرجل هي السوءتين، فكذلك المرأة. والذين قالوا بأن عورة الرجل هي ما بين السرة إلى الركبة، جعلوا ذلك للمرأة كذلك.
قال الإمام المرداوي في كتابه "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل" (8|24): «قوله "وللمرأة مع المرأة والرجل مع الرجل النظر إلى ما عدا ما بين السرة والركبة": يجوز للمرأة المسلمة النظر من المرأة المسلمة إلى ما عدا ما بين السرة والركبة. جزم به في الهداية والمذهب والمستوعب والخلاصة والمصنف هنا وصاحب الرعاية الصغرى والحاوي الصغير الوجيز وشرح ابن منجا وغيرهم وقدمه في الرعاية الكبرى. والصحيح من المذهب أنها لا تنظر منها إلا العورة. وجزم به في المحرر والنظم والمنور. ولعل من قطع أَوّلاً أراد هذا. لكن صاحب الرعاية غاير بين القولين وهو الظاهر. ومرادهم بعورة المرأة هنا كعورة الرجل على الخلاف. صرح به الزركشي في شرح الوجيز».
(يُتْبَعُ)
(/)
3– أخرج البخاري ومسلم –واللفظ له– عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة. فسألها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة. فدعت بإناءٍ قَدْرَ الصّاعِ، فاغتسلت وبيننا وبينها سِتر. وأفرَغَت على رأسها ثلاثاً. وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخُذنَ من رءوسهن حتى تكون كالوَفْرة».
فقال القاضي عياض في كتابه "إكمال المعلم شرح صحيح مسلم": «ظاهر الحديث أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل لذي المحرم النظر إليه من ذات المحرم. وكان أحدهما أخاها من الرضاعة كما ذُكِرَ. قيل اسمه عبد الله بن يزيد، وكان أبو سلمة ابن أختها من الرضاعة، أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر. ولولا أنهما شاهَدا ذلك ورأياه، لم يكن لاستدعائها الماء وطهارتها بحضرتهما معنى! إذ لوا فعلت ذلك كله في سِتْرٍ عنهما لكان عبثاً، ورجع الحال إلى وصفها له. وإنما فعلت الستر ليستتر أسافِل البدَن وما لا يحل للمَحرم نظره». قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: «وفي هذا الذي فعلته عائشة رضي الله عنها دلالة على استحباب التعليم بالوصف بالفعل. فإنه أوقع في النفس من القول، ويثبت في الحفظ ما لا يثبت بالقول». قلت: فهذا دليلٌ على أن أعالي الجسد ليس بعورة.
4– أخرج مسلم في صحيحه (4|1730 #2206) عن جابر: «أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها». قال (رواي الحديث): «حسبت أنه (أي جابر) قال: كان أخاها من الرضاعة أو غلاما لم يحتلم». قال ابن حزم: «أم سلمة رضي الله عنها ولدت بمكة، وبها ولدت أكثر أولادها. وأبو طيبة غلام لبعض الأنصار بالمدينة، فمحال أن يكون أخاها من الرضاعة. وكان عبداً مضروباً عليه الخراج». فلم يبق إلا أنه غلام لم يحتلم. والحجة في هذا الحديث أنه «لا يمكن أن يحجمها، إلا حتى يرى عنقها وأعلى ظهرها مما يوازى أعلى كتفيها» كما قال ابن حزم.
5– ثم إن الأصل في الأمور الإباحة. وهذا أمرٌ عمّ فيه البلاء. ولو كان هناك حديثٌ صحيحٌ لتناقله الفقهاء بينهم ولنقله الثقة عن الثقة حتى وصل إلينا. فلمّا عجز خصومنا عن الإتيان بأي حديثٍ صحيحٍ صريحٍ في المسألة، ثبت يقيناً عدمه. فلم يبق إلا ما قلناه من أن الأصل في الأمور الإباحة إلا ما جاء مخصص له وهو قوله تعالى (ويحفظن فروجهن).وظاهر الآية معنا كما أوضحنا. ولا نترك كتاب ربنا لحديثٍ موضوعٍ أو قياسٍ فاسدٍ أو رأيٍ ضعيف.
(وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:39]ـ
السفور يراد به الكشف الدائم من غير التقيد بالضرورة و الحاجة و لا غيرها، و قد تكون المرأة سافرة عن جسمها كله و قد تكون سافرة عن الوجه فقط، ثم يا أخ عبد الله أنا و إياك قد انتهينا و إنما الخطاب لهشيم
مع أني لا أؤيده على فتح موضوع جديد و قد سبق الكلام هناك فلا داعي لأن نكرر كلامنا
أصلحك الله يا اخي الكريم .. ارجو منك رجاء خاصاً ألا ترد إلا بعلم ... وتذكر قوله تعالى (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
ثم إني أرى أن لديك جهل مركب .. فهو باللغة أكثر من الشريعه.
فهل كشفك الدائم لوجهك يعتبر سفوراً!!! فإذا أعتبرنا ان كشفك لوجه مباح وهذا قطعاً .. وقد اثبت بأقوال أئمة السلف في صدر موضوعي هذا بقولهم بجواز كشف المرأة لوجهها. فلا داعي لكثرة الكلام بغير علم. فإن كان لديك علم شرعي عن السلف فهات به وإلا فإن الصمت حكمة .. وفي الأثر (من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه).
______________________________
الأخ هشيم في قولك:
واما الذي اعرفه من احد كبار السن والعلم بأن اهل الأحساء وشرق المملكة وشمالها كانوا مالكية واهل الغرب والجنوب كانوا شافعيه فكان اهل تلك المناطق حتى قبل ثلاثين سنة تكشف النساء وجوههن ... ويؤمر الرجال بغض البصر.
أرجو عدم فتح باب النعرات، و إن كان ما قلته صحيحاً و ما دام أن المشرف لم يحذفه فهل الشافعية و المالكية هم الذين نشروا هذا المذهب أو هم الترك؟ الله أعلم علماً أنه من أشد من قاوم الترك أهل عسير و صنعاء و حضرموت و نجد و أتمنى من المشرف أن يحذف هذا المقطع من كلامك فإذا حذفه فليحذف الرد عليه
أصلحك الله .. فقد آن لبشير أن يمد رجليه.
الجهل وما يصنع .. فمن المعروف أن مذاهب أئمتنا الفقهاء انتشرت في مناطق معينة من المسلمين فالمغرب العربي وموريتانيا وبلاد شنقيط وبلاد الأندلس أنتشر عندهم مذهب الإمام مالك رحمه الله .. وأما مصر والحجاز وجنوب الممكلة العربية السعودية واليمن فانتشر عندهم مذهب الإمام الشافعي رحمه الله ... وأما نجد وأجزاء من بغداد والشام فانتشر فيها مذهب الإمام أحمد رحمه الله .. واما باقي بلاد المسلمين فانتشر فيها مذهب الإمام أبو حنيفه رحمه الله.
وليس للترك ناقة ولا جمل في هذا .. إنما هو بجهود الأئمة والفقهاء من كل مذهب جزاهم الله عن المسلم خيراً.
وأنا كل كلامي من كلام السلف وائمة اهل السنة .. فلماذا الإقصاء والحذف أصلحك الله؟
وأنصحك يا اخي الكريم بطلب العلم الشرعي على العلماء قبل أن تناقش وتنبري للنقاش .. فلا تشغلنا بما لا يفيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:55]ـ
يعني أنك ترى أن للمرأة أن تكشف للمرأة و لمحارمها جميع بدنها عدا الفرجين، من غير ضرورة و لا حاجة و هذا مذهب أحمد و هذا هو الدليل
1– قال الله تعالى في سورة النور (30): (وقل للمؤمنات: يغضضن من أبصارهن. ويحفظن فروجهن. ولا يبدين زينتهن، إلا ما ظهر منها. وليضربن بخمرهن على جيوبهن. ولا يبدين زينتهن، إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء. ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن. وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
وفي الآية دليلٌ على أنه يجوز أن تبدي المرأة أمام محارمها وأمام النساء المسلمات ما تبديه أمام زوجها. وهذا يشمل كل جسدها إلا الفرجين لقوله تعالى (ويحفظن فروجهن). وأجاز رؤية ذلك للزوج استثناءً كما في أوائل سورة المؤمنين.
ليهنك العلم! أما أنا كما قلت فعندي جهل مركب! لأني أقول أن كشفي لوجهي سفور! و إما أن أتكلم بعلم أو أسكت!
و هذا هو الفقه الذي يعارض به نقول الإجماع السابقة!
أترك الحكم للقراء و أقول هل صاحب هذا الفقه، هو الذي يفهم النقولات المنقولة عن الأئمة التي في أول الموضوع، أو الشوكاني و ابن رسلان و ابن عابدين و الجويني و الغزالي و الموزعي، الحكم لكم
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 08:17]ـ
جزاك الله خيراً، لكن هناك حجج حديثية و هناك حجج فقهية، و الموضوع ليس مقصوراً على أحدهما،
هذا لم أنفِه ..
لا أدري هل كتاب الألباني هذا طبع على حياة التويجري أو بعده؟ ... وأنا أيضا
وأرجو منكم أن لا تحيدوا عن جادة النقاش، ....
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 09:51]ـ
هذا لم أنفِه ..
لا أدري هل كتاب الألباني هذا طبع على حياة التويجري أو بعده؟ ... وأنا أيضا
وأرجو منكم أن لا تحيدوا عن جادة النقاش، ....
طبع الكتاب في حياة التويجري .. وأخبرني بعض من اثق به أنه حصل لقاء عند الشيخ ابن باز عليه شآبيب رحمة الله ورضوانه. وأعتذر التويجري للشيخ المحدث الألباني عن بعض الألفاظ التي قالها. رحمه الله التويجري والشيخ بن باز والشيخ الألباني وجعلهم الله في جنات النعيم وغفر الله لنا ولهم. والله المستعان
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 07:00]ـ
قال ابن حزم في المحلى (10|32): «وجائز لذي المحرم أن يرى جميع جسم حريمته –كالأم والجدة والبنت وابنة الابن والخالة والعمة وبنت الأخ وامرأة الأب وامرأة الابن– حاش الدبر والفرج فقط. وكذلك النساء بعضهن من بعض. ...... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
وظاهر الآية (ويحفظن فروجهن) معنا كما أوضحنا. ولا نترك كتاب ربنا لحديثٍ موضوعٍ أو قياسٍ فاسدٍ أو رأيٍ ضعيف.
عقلي وفطرتي بله ديني وعقيدتي تأبى علي ان أقبل هذا القول الفاسد!!!
عفا الله عن ابن حزم والالباني!!!!!
والله ما رأيت بلية على اهل السنة كبلية المدرسة الظاهرية عليهم!!
ولكن لا نملك الا ان نقول: انا لله وانا اليه راجعون.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 04:05]ـ
عقلي وفطرتي بله ديني وعقيدتي تأبى علي ان أقبل هذا القول الفاسد!!!
عفا الله عن ابن حزم والالباني!!!!!
والله ما رأيت بلية على اهل السنة كبلية المدرسة الظاهرية عليهم!!
ولكن لا نملك الا ان نقول: انا لله وانا اليه راجعون.
(علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر)
عقلي وفطرتي بله ديني وعقيدتي يجب أن تكون منقادة للكتاب والسنه وفهم أئمة السلف فيها كاالإمام ابن حزم والإمام الألباني رحمهم الله.
والفاسد والبليه هو تعصبك لجهلك و لواقعك وردك لأقوال أهل العلم وأئمة الأثر .. وهذا القول ليس بملزم لأحد ولكنه بيان دين الله عز وجل وبيان المباح والمحرم منه.
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 10:30]ـ
الاخ الكريم هشيم:
ارجو ان تحلم علينا قليلا , وان تنتبه لما سأقول , وتجيبني على اسئلتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
اما الوقيعة في اهل الأثر فليس كما ذكرت , ففرق بين من ينتقد منهجا او ينتقد شخصا بعينه فضلا عن عالم جهبذ , كالامامين وانما دعوت لهما بالعفو , فما الضير في هذا!
واما ما يتعلق بمدرسة الظاهرية , فكلام اهل العلم في اهل الظاهر غير خاف على احد. ومن ذلك مثلا ما قاله الجصاص وغيره فقد عدهم جهالا وسخفاء الى غير ذلك مما ذكره فيهم حتى اخرجهم اهل المذاهب من دائرة الاجماع!!
واما ماذكرتُه - انا - من نبذ العقل والفطرة والشرع المطهر لهذا القول الفاسد , فتصديق ذلك حين تنكشف سوأة هذا القول اذا خرج من الاذهان وتمثل امام العيان!!
وذلك بأن يقال على لازم اختيارك - والخطاب لك يااخ بشير او من يرى رأيك , وارجو الا تغضب او تفهم خطأ لأنك تعتقد انه دين الله وانه الصحيح ان شاءالله على حد قولك -:
(تنبيه: هذان السؤلان مفترضان وحاشاك ايها الكريم وحاشا اهلك الكرام من فعل ذلك , ولكنه افتراض حتى ينجلي الاشكال)
- هل ترضى ان يجالسك احد من محارمك وليس عليه من الثياب الا ما يستر سوأتيه!!
- وهل ترضى ان ترى ذلك منهم - بلا شهوة -!!!
فان قلت لا ارضى!
فكيف تمنعهم من دين الله , وتحرم عليهم شيئا أحله الله!!!
فان قلت: لا يمكن ان يحدث ذلك!
قيل: فما هي قيمة هذا القول على ارض الواقع , بل ما قيمته في شرع الله!!
فان قلت: يفعله من قل دينه او حياؤه!
قيل: لماذا اتهمته بقلة الدين والحياء وهو لم يفعل سوى شرع الله!!
ويقال لك ايضا: هل جلوس المرأة بين محارمها وليس عليها من الثياب الا ما يستر سوأتيها , مناف للحياء الواجب او غير مناف!! علما بأن الحياء الواجب يكون مما استقر في النفوس النفور منه!
فان قيل: ليس ذلك مما ينفر منه حتى يكون الحياء منه واجبا!
قيل: فمن ذا فعله من البشر , او يستسيغه من العقلاء , او يرضاه من المسلمين!!
فان قلت: لم يحدث من ذلك شيء!
قيل لك: هل يعقل ان يحل الله ما ليس بموجود او مالا فائدة فيه او مالا يليق او ما ينافي الحياء!
ومن حيث المعنى:
هل يعقل ان يُحمل ثناء الله عزوجل على المؤمنين في قوله تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون) ونحوها , ان يحمل ذلك على حفظ سوآتهم المغلظة من الأنظار!!
ارجو اخي هشيم ان تتكرم غير مامور بالاجابة.
ودمت طيبا.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 08:15]ـ
الأخ هشيم
إذا كان من يرد مذهب النصف كم الذي جئت به (جواز أن لا تستر المرأة عند محارمها و عند النساء إلا السوءتين دائماً من غير ضرورة و لا حاجة) متعصباً لواقعه فجزاه الله خيراً فواقعه أحسن من مذهبك
علماً أن كونك تنسبه للإمام أحمد أكبر دليل على أنك لا تعرف مذاهب العلماء التي نقلتها في أول الموضوع
و اعلم أنك ستقف بين يدي الله أنت و الإمام أحمد و تسأل عن هذه النسبة، فأعد للسؤال جواباً
و لا تمد رجلك فقط بل تمدد كلك فلن نعتب عليك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:19]ـ
و نسيت أن أسألك:
متى كان أهل الظاهر هم أهل الأثر، و هل السبب في ترجيحك لهذا المذهب أنك ظننت أن أهل الظاهر هم أهل الأثر؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 12:14]ـ
1/
واما ماذكرتُه - انا - من نبذ العقل والفطرة والشرع المطهر لهذا القول الفاسد , فتصديق ذلك حين تنكشف سوأة هذا القول اذا خرج من الاذهان وتمثل امام العيان!!
وذلك بأن يقال على لازم اختيارك - والخطاب لك يااخ بشير او من يرى رأيك , وارجو الا تغضب او تفهم خطأ لأنك تعتقد انه دين الله وانه الصحيح ان شاءالله على حد قولك -:
(تنبيه: هذان السؤلان مفترضان وحاشاك ايها الكريم وحاشا اهلك الكرام من فعل ذلك , ولكنه افتراض حتى ينجلي الاشكال)
- هل ترضى ان يجالسك احد من محارمك وليس عليه من الثياب الا ما يستر سوأتيه!!
- وهل ترضى ان ترى ذلك منهم - بلا شهوة -!!!
أخي الكريم؛ الإجابة تختلف بحسب الأعراف: فهناك شعوب ليست متعوّدة على هذا (كالشعوب العربية) فينبغي مراعاة العرف فيها و هناك شعوب (كالشعوب الأوروبية) هذا أمر عادي عندهم.
و هذا الترجيح ليس له علاقة بما وُجدَ من خلل في مدرسة أهل الظاهر.
و انظر إلى نقولك التي نقلت عن العلماء المتقدمين هل شيء منها دل على أن الكشف يكون دائماً حتى يستدل بها على نقض الإجماع الذي أورده المخالف، أو كلها مستثناة لضرورة أو حاجة، فإت بنص يقول بجواز السفور من غير ضرورة و لا حاجة
2/
و انظر إلى نقولك التي نقلت عن العلماء المتقدمين هل شيء منها دل على أن الكشف يكون دائماً حتى يستدل بها على نقض الإجماع الذي أورده المخالف، أو كلها مستثناة لضرورة أو حاجة، فإت بنص يقول بجواز السفور من غير ضرورة و لا حاجة
أ) صدقت؛ ما نُقل عن من يجيز كشف الوجه من المتقدمين كلامه عن مطلق الكشف و ليس عن الكشف الدائم. و على طريقة من يعمل بدعوى الإجماع الظني فكلامك يا صاحب النقب ملزم: لما يلي:
- لا نعلمُ خلاف بين العلماء السابقين في احدى العصور على حرمة الكشف الدائم لوجه المرأة أمام غير المحارم،
- هناك من ادّعى الإجماع عليه من العلماء السابقين في احدى العصور،
- من نُسبَ إليه أنّه ادّعى الإجماع على أنّ وجه المرأة ليس بعورة كلامه ليس عن الكشف الدائم و إنّما عن مطلق الكشف.
ب) طبعا هذا الكلام سليم؛ على طريقة من يعمل بدعوى الإجماع الظني و يعتبرها حجّة شرعية، و النقاش مع هذا يكون حول حجّية هذا النوع من الدعاوى؟ و ليس هذا مقام هذا الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 02:17]ـ
و نسيت أن أسألك:
متى كان أهل الظاهر هم أهل الأثر، و هل السبب في ترجيحك لهذا المذهب أنك ظننت أن أهل الظاهر هم أهل الأثر؟
سؤال يضحك و يبكي ....
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 03:12]ـ
بواسطة سراج بن عبدالله الجزائري
أخي الكريم؛ الإجابة تختلف بحسب الأعراف: فهناك شعوب ليست متعوّدة على هذا (كالشعوب العربية) فينبغي مراعاة العرف فيها و هناك شعوب (كالشعوب الأوروبية) هذا أمر عادي عندهم.
حياك الله اخي سراج
اولا احب ان اهنئكم ياأهل الجزائر على مسابقة القرآن الكريم التي ستقام في شهر رمضان المبارك , بلغناه الله واياكم.
واما ما ذكرت اخي المبارك من ان ذلك امر عادي عند الشعوب الاروبية , فان كنت تقصد الكفار منهم , فهو صحيح بل أضف الى ذلك ابراز السوأتين ايضا!!!
وان كنت تقصد المسلمين منهم - وهم محل الكلام - فلا والله ما يفعلونه وحاشاهم , وليتك اخي الحبيب نزهت اخواننا المسلمين من هذه السوأة!!
واما على افتراض انهم يفعلونه , فذلك لتأثرهم بواقع الكفار وعاداتهم!
ولكن متى كانت عادة الكفار وعرفهم محلا للاعتبار!!!
بل اذا كان التشبه بالكفار محرم في لباسهم وهيئاتهم فما بالك في التشبه بهم في هذا الباب , والذي الاصل فيه الحرام (واقصد الفروج)
فعلى فرض وجوده في المسلمين الاوروبيين فذلك اما لجهل او لحداثة اسلام او لبرود الديانة عندهم , وهذا خلل اخلاقي يتبع الخلل في الاصول , فلا عجب حينئذ!
وها أنت اخي الحبيب قد اعترفت ان الشعوب العربية لا يفعلونه بل لا يقبلونه , فلماذا؟!
هل لكونه عادة وتعصبا للواقع ام عقلا وفطرة سليمين غير متأثرين بواقع الكفار وعاداتهم!!!!
فالعبرة اخي الحبيب بالعقل والفطرة السليمين من شوائب الكفر واهله.
ودمت طيبا
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 03:59]ـ
حياك الله اخي سراج
اولا احب ان اهنئكم ياأهل الجزائر على مسابقة القرآن الكريم التي ستقام في شهر رمضان المبارك , بلغناه الله واياكم.
واما ما ذكرت اخي المبارك من ان ذلك امر عادي عند الشعوب الاروبية , فان كنت تقصد الكفار منهم , فهو صحيح بل أضف الى ذلك ابراز السوأتين ايضا!!!
وان كنت تقصد المسلمين منهم - وهم محل الكلام - فلا والله ما يفعلونه وحاشاهم , وليتك اخي الحبيب نزهت اخواننا المسلمين من هذه السوأة!!
واما على افتراض انهم يفعلونه , فذلك لتأثرهم بواقع الكفار وعاداتهم! ومتى كانت عادة الكفار محلا للاعتبار!!!
بل اذا كان التشبه بالكفار محرم في لباسهم وهيئاتهم فما بالك في التشبه بهم في هذا الباب , والذي الاصل فيه الحرام (واقصد الفروج)
فعلى فرض وجوده في المسلمين الاوروبيين فذلك اما لجهل او لحداثة اسلام او لبرود الديانة عندهم , وهذا خلل اخلاقي يتبع الخلل في الاصول , فلا عجب حينئذ!
وها أنت اخي الحبيب قد اعترفت ان الشعوب العربية لا يفعلونه بل لا يقبلونه , فلماذا؟!
هل لكونه عادة وتعصبا للواقع ام عقلا وفطرة سليمين غير متأثرين بواقع الكفار وعاداتهم!!!!
ودمت طيبا
أولا: جزاك الله خيرا على تهنأتك لنا فهذا من أدبك و حُسن معدنك و إن كنت أرى أنّ القول بجواز المسابقات في الأمور هاته هو قول مرجوح.
ثانيا: القول بأنّ كشف المراة جسمها لمحارمها عدا القبل و الدبر من التشبه بالكفار له و جاهته و لكن مقصودي الكلام عن الأصل يعني هل الأصل مباح
=| يعني هو قد يكون من حيث الأصل مباح ثم هو مُنع لما فيه من مخالفة للعرف العام الموجود عند العرب المسلمين و لما فيه تشبه بغير المسلمين هذا مقصودي.
/// /// /// /// /// /// /// /// /// /// /// ///
أخي الكريم إمام الأندلس؛ مدرسة الظاهر لها مكانتها المحترمة في نفوسنا.
و لعله قد ظنّ بعض إخواننا أنّ ما رجّحه الألباني و ابن حزم -رحمهم الله- في مسألة عورة المرأة أمام محارمها مرتبطة بإنكار القياس =| فلذلك شنّعوا على أهل الظاهر
و قد أخطؤوا -غفر الله لنا و لهم-
و الحق أنّ هاته المسألة ليست بمرتبطة بموضوع القياس و قول علماء أهل الظاهر في هاته المسألة له مكانته و اعتباره و يخرم دعوى الإجماع
-وفقك الله-
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 04:43]ـ
الاخ الكريم امام الاندلس: (اسأل الله ان يجعلك اماما للأندلس عاجلا غير آجل)
اكرر: انا لست انتقد ائمة اهل الظاهر كابن حزم والالباني والشوكاني , وانما انتقد مدرستهم واصولهم.
بمعنى انني لا أرتضي اقوالهم التي خالفوا فيها اصول جمهور الأمة كالقياس واعمال المقاصد الشرعية - القائمة على النصوص - وجمودهم عند مفردات النصوص الخاصة والفاظها من غير نظر في تلك الاصول المعتبرة التي توهموا انها تخالف الفاظ النصوص.
واما التعصب , فقل من يسلم منه , الا ان بعضهم قد زاد عليه فرمى غيره بالسفه والجهل كما فعل الجصاص وكذلك ما فعله ابن حزم والالباني - رحم الله الجميع - وكتبهم طافحة بمثل هذه العبارات الحادة , كما لا يخفى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 04:51]ـ
[ quote= ابو عبدالله السبيعي;131473] الاخ الكريم امام الاندلس: (اسأل الله ان يجعلك اماما للأندلس عاجلا غير آجل)
quote]
امين وإياك أخي الفاضل ..
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 05:04]ـ
اخي الكريم سراج الجزائري
مسابقات القرأن: الامر فيها واسع ان شاءالله , والقول ببدعيتها له حظه من النظر ولكن ليس مطلقا.
ولكن الذي اسعدني في ذلك ان تتبناها الحكومة - وهي من هي - وان تذيعها في القناة الرسمية , فلعله يكون بديلا لكثير من الناس وصارفا لهم عن قنوات الفساد , سيما في هذا الشهر الكريم.
واما اطرائك لي فهو بعض ما عندكم ايها الفاضل , وهذا اقل ما يمكن ان يقدمه المسلم لاخوانه.
واما ما ذكرته ايها الحبيب في قولك:
و لكن مقصودي الكلام عن الأصل يعني هل الأصل مباح
فمن اين استفدت هذا الاصل؟
فان الاصل في الفروج الحرمة , فكذلك كل ما كان طريقا وذريعة اليها بغير وجه شرعي.
ثم الاصل هو ما كان عليه المسلمون من الاستتار وحفظ ما دعت الفطرة والعقل الى ستره.
وعلى كل حال: فأنت ايها الكريم - من خلال كلامك - توافقني في ستر هذه الاجزاء واطراح هذا القول.
ودمت بخير.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 02:26]ـ
اخي الكريم .. ابو عبدالله السبيعي
أئتني بأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل الحديث وأئمة المسلمين من السلف أقبل منك .. أما أن تأتيني بأدلة عقلية لتحاكم الكتاب والسنة إليها فلا! فالعقل يجب أن يكون منقاداً للكتاب والسنة لا العكس .. وأربأ بك يا اخي الكريم أن تسلك مسلك اهل الأعتزال والعقلانية.
أما فريتك على العلامة المحدث الألباني رحمه الله بأنه من الظاهرية وأنه ليس من اهل الأثر .. فأن من له أدني نظر في كتب أهل العلم وبالأخص كتب العلامة الألباني يعلم أن الإمام الألباني من أهل الحديث وأفنى عمره في خدمة الحديث ... فأن كنت متعمداً أتهامه بأنه من الظاهرية فحسيبك الله وستقف أمام الشيخ الألباني يوم القيامة .. وتذكر (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
وأما الإمام ابن حزم رحمه الله .. فقد شهدت له الأمة وأجمع القاصي والداني على إمامته وفضله وقولك فيه ليس محل نظر ولا اعتبار ... وستقف أنت والإمام ابن حزم امام الله عز وجل فأعد للسؤال جواباً ... ويكفي رداً عليك وإثباتاً بأنه من اهل الأثر كتابه العظيم (المحلى بالآثار).(/)
حمل الدورة الصيفية شرح عمدة الاحكام للشيخ حسن عبد الستير النعماني شرح متميز جدا وتحدي
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 10:43]ـ
إخواني هذا شرح متميز جدا لكتاب عمدة الأحكام إلى الان واحد وعشرون محاضرة ولم نتتهي من حديث عثمان في الوضوء إخواني شرح لا يفتكم
والشيخ لمن لا يعرفه هو الشيخ حسن بن عبد الستير النعماني المصري درس على يد الشيخ محمد جميل غازي المفسر اللغوي المعروف ودرس عند الشيخ بن عثيمين ثلاث سنوات وكان له طلب قديما على يد الشيخ إسامة بن عبد اللطيف القوصي غفر الله له
وله طريقة حسنة جدا في الشرح من البسط والإسهاب والتفصيل فيجمع بين حاجة المبتدء وغاية المنتهي والمتمكن
1
http://ia311329.us.archive.org/0/items/omdh1/REC01.mp3
2
http://ia311327.us.archive.org/0/items/omdh2/2.mp3
3
http://ia360924.us.archive.org/2/items/omdh3/3.mp3
4
http://ia360921.us.archive.org/3/items/aomdh4/4.mp3
5
http://ia360921.us.archive.org/3/items/aomdh4/5.mp3
6
http://www.salafishare.com/arabic/18R6Z56IXIGE/T50N4RK.mp3
7
http://www.salafishare.com/arabic/182CJR7CNZC6/ABEAPE3.mp3
8
http://www.salafishare.com/arabic/1838YN2Y3WKJ/3IJAYNT.mp3
9
http://www.salafishare.com/arabic/18D310
السؤال
5D6U4/WBUL5T7.mp3
10
http://ia311318.us.archive.org/0/items/abozyad_alnomany/10.mp3
11
http://ia311318.us.archive.org/0/items/abozyad_alnomany/11.mp3
12
http://ia311318.us.archive.org/0/items/abozyad_alnomany/12.mp3
13
http://ia311318.us.archive.org/0/items/abozyad_alnomany/13.mp3
14
http://ia311318.us.archive.org/0/items/abozyad_alnomany/14.mp3
15
http://ia311318.us.archive.org/0/items/abozyad_alnomany/15.mp3
17
http://ia311321.us.archive.org/0/items/aomdh5/17.mp3
18
http://ia311321.us.archive.org/0/items/aomdh5/18.mp3
19
http://ia311328.us.archive.org/0/items/aomdh6/19.mp3
20
http://ia311328.us.archive.org/0/items/aomdh6/20.mp3
21
http://ia311206.us.archive.org/3/items/omedh4/21.mp3
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:05]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا زياد وبارك فيك
وبارك الله في الشيخ حسن ونفع الله به
هل الشيخ سيُنهي الكتاب في هذه الدورة أم لا؟ ونتمنى منك أن تستمر في رفع الأشرطة؟
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 04:45]ـ
أخي الحبيب أظن أنك لم تسمع أحد الاشرطه قبل أن تسئل هذا السؤال فلو سمعت شريطا واحدا ما سئلت هذا السؤال كيف يتمكن الشيخ من شرحها وهو إلى الأن في الحديث العاشر بعد ان مضى على بدايت الدورة أكثر من 24 درس بارك الله فيك لكن الشيخ يريد ان يتم الكتاب بعد إنتهاء الدورة بعد رمضان في نفس المسجد سيجعل لعمدة الأحكام يوما يتم فيه الشرح بارك الله فيك وشرحات الشيخ ولو أردتها تلقاها على هذا الرابط
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 04:20]ـ
حمل
الدرس 22
http://ia311219.us.archive.org/3/items/omdah2/22.mp3
الدرس 23
http://ia311219.us.archive.org/3/items/omdah2/23.mp3
لا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 08:19]ـ
من الدرس السادس إلى التاسع مساحة الواحد منها حوالي 3ميقا والباقي كلها أكثر من 10 ميقا فهل تلك ناقصة
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 01:14]ـ
لا أخي بارك الله فيك بل هي مضغوطه فقط ولا يوجد دروس ولله الحمد ناقصه بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وزادك الله حرصا ولا تعد (ابتسامة)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 03:08]ـ
عذرا نأسف على التأخير
تابع التحميل
24
http://ia311226.us.archive.org/1/items/abozyad222/24.mp3
25
http://ia311226.us.archive.org/1/items/abozyad222/25.mp3
26
http://ia311226.us.archive.org/1/items/abozyad222/26.mp3
27
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/27.mp3
28
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/28.mp3
29
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/29.mp3
30
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/30.mp3
31
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/31.mp3
32-1
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/32-1.mp3
32-2
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/32-2.mp3
33
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/33.mp3
34
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/34.mp3
35
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/35.mp3
36
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/36.mp3
37
http://ia311231.us.archive.org/0/items/abozyad22/37.mp3
إلى أخر كتاب الإستطابة
بهذا أنتهت الدروة الصيفية وما انتهى الشرح يتابع إن شاء الله بعد العيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 04:51]ـ
عدنا إليكم من جديد
38
http://ia311203.us.archive.org/2/ite...YAD2233/38.mp3
39
http://ia311203.us.archive.org/2/ite...YAD2233/39.mp3
يتابع إن شاء الله
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 06:59]ـ
جزاك الله خيرا .. و فى انتظار المزيد
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 08:30]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك
في أي حديث هو الآن
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[01 - Nov-2008, صباحاً 09:02]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما
في بداية باب السواك
حديث أبي هريرة: لولا أن اشق ......(/)
لمن يريد تنسيق الكتب والرسائل العلمية
ـ[إبراهيم السلفي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 11:38]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد من الله عليّ بتعلم برنامج الـ 3 B2
وأعمل به منذ فترة، والحمد لله أجيده ومن معي إجادة تامة، وقمت بعمل الكثير من الكتب أنا وزملائي في العمل منها المطبوع حاليًا ومنها ما سيدخل المطابع قريبًا إن شاء الله، ومن الشيوخ الذين نسقت لهم بعض كتبهم الشيخ ماهر ياسين الفحل الذي يتعامل مع دار النشر التي نتعامل معها، ولكن هذه الكتب لم تطبع بعد.
ولمن لا يعرف هذا البرنامج لأنه برنامج متخصص بعض الشيء: فهذا البرنامج يستخدم في تنسيق النصوص التي تكتب على الـ word فيقوم بإعطائها بعض الرموز ثم يقوم باستلامها من الـ dos لأن البرنامج يعمل عى الـ dos .
بعض مزايا البرنامج عن الـ word :
1) به كمية خطوط كبيرة جدًا وجميلة.
2) يحوّل الآيات التي في ملف الـ word بعد استلامها من ال dos إلى الرسم العثماني.
3) يحتوي على الفورمات (جمع فورمة) الجميلة مثل فورمة صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه، هذه الفورمات موجودة بالـ word ولكن التي بالبرنامج شكلها أجمل والتعامل معها أدق.
4) يحتوي على خاصية مهمة جدًا وهي الفهرسة الآلية التي تعد من أهم مزاياه، تخيل لو أن عندك مسند الإمام أحمد 20 مجلد + مجلدان للفهارس، فإنك لو كتبت هذان المجلدان فسوف يأخذ وقتًا كبيرًا، بخلاف مستخدم البرنامج، فيكنه عمل هذا الفهرس في 3 دقائق بكل تنسيقاته.
إلى غير ذلك ....
وقد من الله علينا بفتح مكتب بشبرا الخيمة بالقاهرة، وهو مكتب متخصص في صف الكتب على هذا البرنامج 3 B2 ، إلى جانب كتابة الكتب على الـ word ، فلدينا والحمد لله من يكتب على الـ word بسرعة فائقة وذلك بأسعار جيدة.
هذه عينة من كتاب للشيخ ماهر ياسين الفحل قمت بتنسيقه له
http://www.4shared.com/file/56452318/9634bbec/mtoon.html
وهذه عينات أخرى:
http://www.4shared.com/file/56454838/8d3c6953/hegama.html
http://www.4shared.com/file/56306286/fb0b6f0a/__online.html
http://www.4shared.com/file/56306340/bf1fef04/___.html
http://www.4shared.com/file/56306364/8a44499f/____.html
ومن يرغب بكتابة كتب أو تنسيقها على البرنامج يمكنه مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني أو المحمول:
darbaka12345@yahoo.com
0122794297(/)
جواب عما قدمته الطائفة الشيعية من مطالب لولي العهد) للشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ـ[ولد برق]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 11:56]ـ
جواب عما قدمته الطائفة الشيعية من مطالب لولي العهد)
سفر بن عبدالرحمن الحوالي
إن من يطلع على مطالب الطائفة الشيعية المقدمة لولي العهد يجد مفهوماً جديداً لحرية الأقلية ليس له نظير؛ لا في تاريخنا الإسلامي ولا في المجتمعات الديموقراطية المعاصرة التي تقرر بدهياً أن المطالبة بالحرية إلى حد التجاوز إلى حرية الآخرين هو عدوان يجب على الكافة رفضه، وتقرر بالبداهة أيضاً أن للدولة حق معاقبة المواطنين إذا ارتكبوا ما يحضره الدستور (كترويج المخدرات مثلاً)، وإسقاط الاحتجاج عليه بدعوى الحرية!!
والسابقة الوحيدة لتحقيق مطالب الشيعة، والنتيجة المنطقية لها، هي: استبداد الأقلية بحكم الأكثرية مثلما حدث للمعتزلة حين فرضوا على الأمة عقيدة القول بخلق القرآن، ومثل بعض الدول الأفريقية التي يحكمها النصارى مع أن المسلمين فيها 95% أو أكثر. إن مطالبة أي طائفة بحرية العبادة شيء ومطالبتها بالتحكم في عقائد الأمة كلها شيء مختلف تماماً.
وفي هذه البلاد يولد الشيعي ويموت شيعياً دون أن يحاسبه أحد على ذلك، وهذه هي حدود حرية الاعتقاد، أما ما يعتقده أهل السنة في الشيعة وغيرهم وما يجب عليهم من بيان الحق ودعوة الأمة إلى العقيدة الصحيحة وتربية أبنائهم عليها في مناهجهم وغيرها فهذا واجب ديني على أهل السنة لا يحق للشيعة ولا غيرهم المطالبة بإسقاطه، ولا يجوز للحكومة الاستجابة له، وإلا فقدت شرعيتها ووقعت في ظلم الأكثرية لمصلحة الأقلية وناقضت دستور البلاد ومفهوم الحرية نفسه!!
وهذا ما وعته الدول المعاصرة في العالم الإسلامي وغيره، والأمثلة على هذا كثيرة؛ فطائفة (شهود يهوه) مثلاً تطالب بحقوقها في البلاد الكاثوليكية، لكن غاية ما تطلبه هو السماح لها بأداء شعائرها وطبع منشوراتها، أما أن تطالب الكاثوليك بألاّ يتحدثوا عن عقائدها ولا يطبعوا منشوراتهم المخالفة لعقائدها فهذا ما لم تحلم به ولم تطالب به.
وطائفة (المورمن) في أمريكا ليست ببعيدة عن هذا؛ فهي تحاول باسم حرية المعتقد التخلص من القوانين الفيدرالية المخالفة لعقيدتها، لكن لا يصل بها الأمر إلى حد المطالبة بأن تفرض على الأمريكيين كلهم ألا يتحدثوا عن عقيدتها وألا يكتبوا ضدها في الكنائس والمناهج والإعلام، ولم يخطر ببال الحكومة الأمريكية أن تجامل (المورمن) وتراجع نفسها ودستورها في قضية تعدد الزوجات، وهي مسألة اجتماعية تتماشى مع مفهوم الحرية وتقرها الأديان والأعراف العالمية. فكيف يراد من الحكومة السعودية بل والمجتمع السعودي نقض عقيدته وإيمانه وأساس وجوده ومصدر شرعيته؟!
إن على الأمريكان أن يعلموا أن تعظيمنا لكتاب الله – تعالى - واعتقادنا بحفظه من التحريف، وتعظيمنا لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - واعتقادنا بطهارتها وبراءتها، وكذلك تعظيمنا لقدر وزيري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشيخي الأمة أبي بكر وعمر أعظم من تمسكهم في حظر تعدد الزوجات!!
وفي دول العالم الإسلامي أقليات بوذية وغيرها لم تصل بها المطالبة إلى حد إلغاء العلوم الشرعية، وحذف المواد التي تدل على كفرهم وفساد دينهم من المناهج والمدارس الإسلامية، ولم يشترطوا أن يكون لهم في كل مؤسسة حكومية وزير أو مسؤول، فالكل هناك يحترم دستور البلاد ويقبل نتيجة الاقتراع، ونحن هنا في بلادنا دستورنا الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، و لا نحتاج إلى صناديق أصلاً لإثبات أن الشيعة أقلية ضئيلة، وأن مطالبتها بأن تتحكم في الأكثرية السنية لا يستند إلى أي حق شرعي أو قانوني؛ بل هو نوع من استغلال مشكلات الحكومة السياسية والإدارية والأمنية للمزايدة وإثبات الوجود مستندين إلى ما تقوله بعض التقارير الأمريكية ويردده بعض السذج من الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه لمن التحايل الواضح التذرع بدعوى الوحدة الوطنية لمسخ عقيدة البلاد وزلزلة كيانها في الوقت الذي يشتهر فيه أن أهم شروط المواطنة الالتزام بالدستور، والمطالبة بمخالفة الدستور، فضلاً عن المطالبة بتغييره هي خروج على واجب المواطنة في كل بلاد العالم، لا سيما إذا صدرت من فئة قليلة تريد أن تضطهد الأكثرية وتقيد حريتها في العمل السياسي بل في التعبير والاعتقاد؟!!
وإن واقع الشيعة المشهود واضح في بيان مدى صدق دعوى الشراكة في الوطن، فهم في كل مرة يشعرون أن الحكومة مشغولة أو ضعيفة يتمردون و يثورون .. !! كما أن الأوصاف التي أطلقها كاتبو العريضة على علماء السنة كافية في التعبير عن الهدف الذي يسعون إليه وهو إذلال أهل السنة أو استئصالهم وليس التعايش معهم، ومن هذه الأوصاف الواردة في العريضة (المغرضين، المنتفعين، الكراهية والبغضاء القائمة على بعض التوجهات المذهبية، الفتاوى التحريضية، الشحن الطائفي، التعصب، الحقد، الكراهية والنفور، إلخ)، في حين أن أكثر الموقعين معرّفون بوصف (عالم دين).
هذا ما طفح به القلم في عريضتهم المختصرة، ولا شك أن ما تخفي صدورهم أكبر، وهذا ما قدموه لولي عهد المملكة الذي يعلمون تقديره واحترامه لعلماء بلاده، فماذا يقولون إذا كتبوا للأمريكان أو للمنظمات الدولية لتحريضهم على البلاد حكومةً وعلماء وشعباً؟؟؟ وهل هذا أسلوب من يريد الحوار أم الانتقام؟؟؟
إن ما طالب به هؤلاء هو في حقيقته تغيير دستور البلاد، وفي كل بلاد العالم التي تحتكم إلى دساتير وضعية لا يستطيع حزب أن يغيّر الدستور إلا إذا ملك أغلبية الثلثين فأكثر من نواب الأمة أو صوّت الشعب للتعديل بنفس الأغلبية في استفتاء عام، أما أن يكتب أشخاص ورقات ويجمعوا عليها توقيعات فتنقلب الأمة على دستورها فهي سابقة خارقة لا نظير لها أبداً.
ولو أن أهل السنة أو الإسماعيلية أو غيرهم في إيران جمعوا ملايين التوقيعات لما غيّرت جمهورية إيران دستورها الذي ينص على التمذهب بالمذهب الشيعي (الإثنا عشري) دون غيره من مذاهب الشيعة أوالسنة، وإذا كان هذا حال الدساتير الوضعية فهل يملك أحد أن يغير كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعقيدة أهل السنة والجماعة أو إبطال ما يعارض مذهب الشيعة منها أو تعليق العمل به، ولا سيما في دولة ما قامت أصلاً ولا اجتمع الناس حولها إلا على هذا الدستور الفريد المعصوم الذي ما عاداه جبار إلا قصمه الله، وما القرامطة والصليبيون والتتار إلا أمثلة لذلك.
إن هذا التغيير لو حدث - كما يطالب هؤلاء - سيحوّل حكومة هذه البلاد إلى إحدى حكومتين لا ثالث لهما: 1 - إما حكومة شيعية تضطهد من يخالف عقيدة الشيعة من السنة والطوائف الأخرى، وهذا هو معنى ألا يتحدث أحد ولا يفتي ولا ينشر شيئاً يخالف عقيدة الشيعة، أما الشيعة فلهم الحرية المطلقة في هذا كما تضمنت المطالب. 2 - وإما حكومة علمانية لا دينية تفتح باب الصراع الديني على مصراعيه باسم الحرية، وهذا سيؤدي إلى سقوط شرعيتها، وإيقاد نار الحرب الأهلية التي إذا اشتعلت فلن يطفئها أحد، وهذا ليس من مصلحة الشيعة أنفسهم، فإن الأكثرية إذا استثيرت سوف تفعل ما قد يصل إلى استئصال الأقلية من الوجود وما حدث في لبنان عبرة لمن اعتبر، مع أن نسبة الشيعة هنا لا تساوي شيئاً إذا قيست بنسبة بعض القرى النصرانية في لبنان قبل الحرب الأهلية التي خسرت الكثير بعدها.
إن الشيعة يهددون تلميحاً وتصريحاً بأنه إذا لم تعطهم الحكومة ما يريدون فسوف يتحالفون مع العدو الأجنبي، وهذا يكشف عن حقيقة ما يريدون وأنه الابتزاز وليس الوحدة الوطنية!!. إنهم هم الذين قدموا للأمريكان نماذج من مناهج التعليم يقولون إنها ضد اليهود والنصارى لكي يساعدهم الأمريكان في تغيير المناهج التي تخالف عقائد الشيعة وليس وراء هذا من ابتزاز للدين والوطن. ومعلوم أن التحالف بين الأقليات وبين أعداء الأمة سُنّةٌ متّبعة، فتاريخ الدروز مع الإنجليز، والنصيرية مع الفرنسيين، لا يختلف أبداً عن تاريخ الموازنة مع اليهود في لبنان، أو اليهود مع الحلفاء في تركية، والنتيجة في كل الأحوال تدمير عقيدة الأكثرية وكيانها ووجودها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيعة فرق شتى يقاتل بعضها بعضاً ويكفره في كل مكان، والمتقدمون بالطلب هم فئة منهم فقط، فلينتبه إلى أساليبهم في التنافس والمزايدة في المطالب بغرض كسب الأتباع وليس الحرص على حقوقهم المزعومة، وقد اعترف حمزة الحسن بأن عريضة المطالب تضم شيوعيين وعلمانيين، فإذا كان الموقعون غير متفقين فيما بينهم على منهج دراسي أو دَعَوي، فماذا يريدون أن يفرضوا على الأمة كلها ومنها الفرق الشيعية التي تناصبهم العداء؟
بعض الناس ينافق الشيعة ويتحدث هو الآخر عن حقوقهم بنفس لغتهم وهو لا يدري ما هي الحقوق وإلى أين تنتهي، وهو بذلك يوقظ فتنة وشقاقاً دون أن يشعر، ولو أنه كان في منصب إداري واستجاب لما يريدون هم أو غيرهم فسيجد نفسه مسخّراً لتنفيذ مطالب متناقضة من كل طائفة، وفي النهاية لا بد أن يضع حداً يقف عنده الجميع. وهذا الحد يجب أن يوضع الآن على أساس من الدستور المحكم كتاب الله وسنة رسوله وسنة الخلفاء الراشدين في أهل البدع. وأسوأ من هذا أن تستجيب الحكومة لهذه الطائفة أو تلك، فتبدأ سلسلة من التنازلات لا حدّ لها، ومن أخطر الأمور على وحدة الأمة أن يصبح في البلد مناهج مختلفة للتعليم، وأجهزة مختلفة للقضاء، وما أشبه ذلك من مقدمات التقسيم والتفتيت.
ومعلوم أن للشيعة تاريخاً طويلاً مع من يولِّيهم ويدنيهم ويجعلهم يتحكمون في أمور الأمة، وليس ما حدث أيام (بني بويه) ثم ما فعله (ابن العلقمي) من الانحياز لهولاكو والإشارة بقتل الخليفة العباسي الذي هو من أهل البيت إلا نماذج من ذلك.
إذا تحدث بعض الشيعة المقيمين في الخارج عن الظلم والاضطهاد ... إلخ في قناة الجزيرة أو غيرها، فيجب على أصحاب المراكز في الحكومة، والكتاب الأثرياء من الشيعة أن يردوا عليهم ويكذبوهم، وإلا ما فائدة مداهنتهم وإعطائهم فوق ما يستحقون من المناصب والمناقصات. وما جدوى فتح الإعلام لهم؟ أم أن هذا توزيع للأدوار بينهم؟
ويبقى هنالك أمران:
الأول: أنه لا إكراه في الدين، فالاعتقاد خارج عن سيطرة البشر أصلاً، وهداية التوفيق لا يملكها إلا الله وحده، ولكن واجب الحاكم المسلم ألا يدع فئة من الرعية تجاهر بأعظم الذنوب وهو الشرك بالله – تعالى -، وتعلن شعائر مجوسية قديمة، مثل: اللطم، والضرب في المآتم وأمثالها من الأعمال التي تتنافى مع الإنسانية، والتي أصبح كثير من شباب الشيعة – ولله الحمد – يرفضها، والمجاملة في هذا غش للشيعة أنفسهم ولا يجوز للراعي غش الرعية ولو كان ذلك بطلب منهم.
الثاني: أن الشريعة توجب العدل بين المواطنين على أسس لا تخالف المشروعية العليا للأمة، وليس هذا مقام التفصيل، ولكن أذكر على سبيل المثال: 1 - العدل في الحقوق الدنيوية، مثل: الخدمات التي تقدمها وزارة البلديات والطرق، وبناء المدارس، والمستشفيات، ونحوها. 2 - المساواة في الأجور: إذا كان العمل واحداً، وهذا متحقق في وزارة الخدمة المدنية، أما تخصيص بعض الولايات لبعض الناس وفقاً للشروط الشرعية فهذا من الشريعة، ألا ترى أن الشيعة أنفسهم يخصصون الإمامة والنيابة عنها بآل البيت وحدهم؛ بل في بيت واحد منهم ولو كان طفلاً!! 3 - العدل في حماية جناب التوحيد، مثل: معاقبة من نشر أو روّج لكتاب أو عقيدة تتنافى مع العقائد القطعية في الإسلام، كدعوى أن القرآن محرّف، أو الاستهزاء بالدين، أو ما فيه استغاثة بغير الله – تعالى - ووجوب إحالته إلى القضاء بتهمة نشر الكفر وترويجه سواءً كان سنياً أو شيعياً. 4 - المساواة في تعزير من سب أحد الخلفاء الراشدين الأربعة: سواء كان سنياً أو شيعياً، وأن من سبّ أو نشر ما فيه سب لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاقب كما يعاقب من سبّ أو نشر ما فيه سب لآل البيت. 5 - فتح باب المجادلة بالتي هي أحسن مع تشديد الرقابة على المطبوعات والمواد الإعلامية ووضع ضوابط عامة لضمان العدل في الأحكام، مثل: إلزام كل من يكتب عن طائفة أو فرد بتوثيق ما يقول من مصادره، والتزام الموضوعية في البحث والحوار، والبعد عن الافتراء والتجريح الشخصي، وإلاّ فمن حق أجهزة القضاء أو الحسبة حظر تلك المادة العلمية أو الإعلامية أو معاقبة الكاتب أو هما معاً. 6 - أن الفقر الذي يعاني منه بعض عوام الشيعة ليس سببه أهل السنة بل شيوخهم الذين ينهبون خُمس
(يُتْبَعُ)
(/)
دخولهم، ولهذا يجب على الحكومة تحرير أموال الناس من تسلط أكلة السحت بأي اسم كان، وبيان أنه لا يجب في أموال الناس إلا ما أوجبه الله ورسوله، وهو ما سار عليه الخلفاء الراشدون الأربعة وأئمة أهل البيت الذين كانوا هداة ولم يكونوا جباة. ويجب عليها مراقبة الحسابات ومصادرة تلك الأموال بتحويلها إلى الأوقاف العالمة، وهذا مع أنه مقتضى الشريعة هو ما فعلته الدول المعاصرة التي أبطلت دفع العشور للكنيسة.
ثم إن أولى الناس بالمطالبة بالمساواة وإعطائهم حقهم، هم: أبناء منطقة تهامة، التي تمتد ما بين جدة إلى اليمن، وما بين منحدرات جبال السراة إلى البحر الأحمر، ولا يوجد بها عشر ما في مناطق الشيعة من الخدمات، ولا يشغلون واحداً بالمائة مما يشغله الشيعة من مناصب عليا مع كثرتهم في الجيش وغيره. وقس على ذلك مناطق أخرى في الشمال والجنوب، والمواطنون يعلمون أن المناصب العليا تكاد تكون محصورة في أربع مناطق أو خمس من المملكة، والمناطق العشر الباقية محرومة من ذلك، ولو أننا أعدنا تقسيم المناصب بحسب المناطق والسكان لفقد الشيعة أكثر ما لديهم الآن، وأي استجابة للشيعة في هذا الشأن لا بد أن تستتبع مطالبة من المناطق الأخرى الأكثر عدداً والأكثر حرماناً، وإذا جمع الشيعة 400 توقيع فيمكن لغيرهم أن يجمع 4000 أو 400000 توقيع في أيام قليلة!!
كما أن الاستجابة لضغوط الأقلية الشيعية ستدفع للاستجابة لضغوط الأقلية الصوفية التي تقيم علاقات مباشرة مع أسر عربية حاكمة ترى أنها أحق بحكم الحجاز، وتفتح الباب للمطالبة بالتدويل (مع ما لمطالب الأشراف من قبول وصدى بدلالة النصوص على حقهم في الإمامة هم وسائر قريش). لا سيما مع تقصيرنا في التواصل مع إخواننا المسلمين في العالم، وجمع كلمتهم وتوحيدها ضد العدو المشترك للإسلام والمسلمين.
أخيراً نقول .. إننا لا نعني بهذا تجاهل المشكلة، بل نقول: إنها فرصة للتباحث والجدال بالتي هي أحسن، وإنقاذ عامة الشيعة من تسلط رجال الدين على دينهم ودنياهم، وذلك بإلزامهم بظاهر ما يقولون، مثل: دعواهم أنهم لا يسبون الصحابة، وأنهم لا يدعون غير الله، وأنهم لا يعتقدون أن القرآن محرف، وأنهم لا يأكلون أموال الناس بالباطل ... إلخ
فإذا صرحوا بهذا والتزموا به فمن حق الدولة أن تعاقب من يخالف ذلك وتمنع تداول ونشر الكتب والمطبوعات التي تشتمل على تلك المخالفات، ومن حق العلماء بل من واجبهم أن يكفروا من يعتقد هذه العقائد، وأن ينشروا فتاواهم وكتبهم في ذلك، أما أن يتبرأ شيوخ الشيعة من هذه العقائد جهراً ويفرضوها على الناس سرّاً، وفي الوقت نفسه يطالبون الدولة بمنع الفتاوى والردود فهذا ليس تناقضاً فحسب؛ بل هو عقيدة التقية التي ما عرف التاريخ أخبث منها.
إن حرصنا على هداية الشيعة في الدنيا ونجاتهم من عذاب الآخرة مع تأييدنا لمطالبهم الدنيوية ينبع من إخلاصنا لله، ونصحنا لخلق الله، ومحبة الخير والهدى للبشر كافة، ومن هذا المنطلق نحن على استعداد للحديث مع من يريد الحق بلا مراء ولا مكابرة ولا تقيِّة، ونبدأ قبل كل شيء بتحقيق التوحيد والبراءة من الشرك وسلامة الصدر من الغلّ للذين سبقونا بالإيمان، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة، ونعيش كما عاشوا أشداء على الكفار رحماء بينهم، ثم نتباحث في القضايا السياسية.
أما المطالب الدنيوية فتأخذ مجراها العادي لدى كل مؤسسة حكومية مثلما يفعل غيرهم من المواطنين، وكل ذلك يجب أن يتم من غير تدخل أو تأثير العدو الخارجي، سواء فيما اتفقنا عليه أو اختلفنا عليه، بل لا أرى أن يكون للحكومة أو أية جهة رسمية تدخل فيه إلا بعد رفع التوصيات إليها.
والله من وراء القصد،،،
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 01:02]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 12:21]ـ
هذا الكلام من الشيخ قديم أم هو رد على النمر وشاكلته.
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:54]ـ
بارك الله فيك ,, وجزى الله الشيخ العلامة سفر الحوالي خير الجزاء ,, وشفاه الله.(/)
عبارة غريبة جدا في شرح الزاد للشيخ الشنقيطي أرجو من طلابه الإفادة بشأنها
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 12:22]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد:
فقد من الله علي خلال سفري لبلاد الحرمين بزيارة دار الإفتاء والتشرف بلقاء بعض مشايخها والحصول على الكتب التي توزعها اللجنة ومن تلك الكتب كتاب شرح زاد المستقنع لفضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله وقد تولت الرئاسة العامة للبحوث طبع المجلد الأول منه وهو خاص بكتاب الطهارة وخلال تقليبي لصفحات الكتاب وقفت أنا وزميل لي على عبارة غريبة في الشرح وهي عند كلام الحجاوي رحمه الله على نواقض الوضوء وقوله: (لامس شعر وظفر وأمرد) -أي لا ينتقض الوضوء بهذه الأمور- قال الشيخ حفظه الله شارحا لقوله (وأمرد):
معناه أن الأمرد إذا نُظر إليه فإنه لاينتقض وضوءه وهذا أقوى من جهة الأصل لما ذكرنا أن الأصل طهارة الناظر حتى يدل الدليل على إنتقاضها ولادليل على ذلك ومحل الخلاف إذا نظر إليه بشهوة أما إذا لم يكن بشهوة فلاينقض إجماعا وكلهم متفقون على حرمة النظر إلى المردان بالشهوة والخلاف في إنتقاض الوضوء وعدمه والجماهير على عدم الإنتقاض بالنظر إليه بشهوة.اهـ
هذا كلام الشيخ بحروفه وقد قلبت الشروح التي بيدي للزاد وكلهم يتكلمون على مسألة مس الأمرد وليس كلامهم على حكم النظر وانتقاض الوضوء به ويؤيد ذلك عبارة الماتن نفسه وبصراحة في البداية قلت لعله خطأ مطبعي لكن الكلمة تكررت أكثر من مرة وبصيغ مختلفة في كلام الشيخ و أردت الرجوع إلى أشرطة الشيخ لكنها ليست عندي ..
فلو تكرم أحد طلاب الشيخ وسألوه عن هذه المسألة فربما كانت سهوا من الطابع أو غير ذلك حتى يتم تصحيحها إذا لم تكن صحيحة في الطبعات القادمة ....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 11:18]ـ
أنا لست من طلاب الشيخ، و ربما الشيخ الشارح قاس النظر على المس، و لم يعن أن الماتن أراده، فقوله: معناه أي قياسه و ليس شرحه
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 01:52]ـ
جزاك الله خيرا يا صاحب النقب ...
لكن أظن أن توجهيك بعيد لأن ظاهر العبارة يفيد بأن الشيخ يريد معنى كلام الماتن والله أعلم ...
ننتظر من الإخوة الأفاضل طلبة الشيخ أن يعطونا آرائهم ..
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 07:03]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل (تكرما لا أمرا) الذين لهم اشتراك في ملتقى أهل الحديث أن ينقلوا الموضوع هناك لأن الملتقى فيه كثير من طلاب الشيخ حسب ما أعلم ...
ـ[ابوثابت]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 01:22]ـ
رجعت للشرح الصوتي ووجدته بهذا اللفظ:
قال رحمه الله: [وأمرد] وكذلك الأمرد قالوا: إنه لا ينتقض وضوء من لمسه، وهذا أقوى من جهة الأصل لما ذكرنا؛ لأن الأصل طهارته حتى يدل الدليل على انتقاضها ولا دليل، وأما ما ذكروه من مظنة الحدث فيقوى اعتبارها إن قويت الشهوة وإلا فلا.
ا. هـ(/)
نصيحتكم إخواني في كيفية التعامل مع جاري الصوفي
ـ[أبوهناء]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 01:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،،
باديء ذي بدي،، لست من محبي تصنيف المسلمين والسرائر يتولاها الله سبحانه وتعالى وبعد ...
بصدق أقول لكم أني حيران .. لي جار توجهه صوفي حسب علمي وهو إمام جامع نصلي الاوقات معا .. يعاملني باحترام ووقار كبيرين لدرجة أخجل من نفسي .. زد على ذلك أنه يقول لي إحيانا إدعوا لنا يا شيخ .. يقدمني للصلاة عند غيابه وحتى أحيانا وهو موجود رغم علمه بأنني لن أجهر بالدعاء بعد الصلاة ... لا إنه لا يحاورني ولا نتكلم بتاتا في أمور العقيدة فعلاقتي به محدودة في تبادل التحايا والتصافح وحق الجيرة العادية عندنا في الحي فلا أزوره ولا يزورني .. فما رأيكم إيها الافاضل أفيدونا أفادكم الله ...
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 01:55]ـ
تعامل معه بأحسن من تعامله؛ بنيّة الدعوة.
أسأل الله أن يهدينا ويهديه.
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو هناء وفقكم الله لكل خير، من كلامكم هذا يبين أنكم من أهل الحجاز، والمشكلة أن معظم هؤلاء القوم إن لم أقل النسبة الكبيرة من سكان أهل الحجاز هم صوفية، وهم في الحقيقة يعتبرون من بقايا ومخلفات كفار قريش في معتقاداتهم الخرافية ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأذكر لك بهذه المناسبة حادثتين حدثت معي.
أولها: أنني أتذكر عند زيارتي لرابطة العالم الإسلامي أنا وأخي لزيارة أحد أصدقائه، وكان مديرا لأحد الأقسام، وعند رؤيته لي ورأى مني مظهر السلفية، بدأ يلمز ويهمز على السلفيين (أي الوهابية)، وأن هؤلاء هم الإرهابين وأصحاب التفجير والتكفير، وأشتد خطابه ورفع صوته، وكان ينظر إلي كثيرا عند تطرقه وهجومه على السلفية، فقاطعته فجأة ولم أجعله يكمل كلامه المتهافت، وقلت له: ماذا تعرف عن الوهابية؟ فأجابني وهو مستغربا: لا أعرف، فقلت له: بالله عليك، كيف تحكم على أناس ولا تعرف مذهبهم أو عقيدتهم، فغضب مني غضبا شديد، وكأنه يحتج عليَّ كيف تجرؤ أن تقول لي هذا الكلام؟!، ثم خرجت من مكتبه وانصرفت، ولهذا ترى بارك الله فيكم أن معالي رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبد الله التركي حفظه الله لا يعين في هذه الرابطة كل من هب ودب، بل لا يستطيع أحد في هذه الأيام أن يتوظف في هذه الرابطة إلا من كان سلفيا أو معه شهادة تزكية من أحد المشايخ أو العلماء الربانيين، فجزاه الله خيرا.
والحادثة الثانية: أن أحد الزملاء والأصدقاء، وكان من سكان مدينة الرياض، وكان يدرس على الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، ودرس أيضا على الشيخ العلامة الدكتور عبد الله الجبرين حفظه الله، ثم انتقل إلى مكة المكرمة لظروف عمله، ومن ثم انتكس هذا الزميل أصلحه الله وهداه، وكان من نتاج انتكاسته أن ترك نهائيا علماء السلفية، وتحول إلى هؤلاء الخرافية ودرس تحت الهالك الذي توفي قريبا، وعند نصحه بدأ يدافع عنه هؤلاء القبورية، ويصفهم بأنهم هم أهل السنة والجماعة، فأنظر رحمكم الله كيف يؤثرون هؤلاء الصوفية على الناس، والله المستعان، ولكن. والعلم عند الله أن سبب كثرة أتباع هذا المذهب الضال هو عنياتهم الشديدة بأحوال تلامذتهم من إعطائهم وغدقهم من أموال وعطايا وهبات، وبالفعل كان هذا، وعندما سألت هذا الزميل، فقال لي ما توقعته بأن هذا الرجل الهالك وغيرهم من تلامذته كانوا يتبرعون لهم بالأموال والأطعمة، فحينها تذكرت هذ المثل المشهور: ((أطعم الفم، تستحي العين))، وإني أنصحكم أخي الكريم أن لا تصلي خلف هذا الضال، وأخشى عليك من عدم صحة صلاتكم إذا كان هذا الرجل من عباد القبور، ويتوسلون ويستغثون بالأموات، كما وإنني ومن خبرتي البسيطة أن طائفتين من الفرق الضالة وهي الرافضة والصوفية من الصعب أن تقنعهم وتجادلهم بالتي هي أحسن، فهم في الحقيقة أحمق وأغبى مخلوقات الله، وكثيرا من هؤلاء القوم يملكون الشهادات العالية، ولكن تجد أدمغتهم حلزونية، هذا والله أعلم.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:13]ـ
أرى ان تهديه بعض الكتب النافعه المفيدة .. كالعقيدة الطحاوية للإمام الطحاوي الحنفي رحمه الله أو العقيدة الواسطية للإمام ابن تيميه الحنبلي أو كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي الحنبلي رحمه الله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخى الكريم
أنا مصرى ونشأت بين عائلة من أعتى الصوفية والقبوريين والخرافيين
ولي معهم تجارب عديدة منذ ربع قرن تقريباً
وكان أبي رحمه الله قبل أن يهتدي يحدث أقاربي وأصحابه أننى وهابي حنفى ضل عن سواء السبيل وتلوث عقله:)
وكان يقول عن طريقته وحزبه: من كان أحمدي الطريقة شافعى المذهب فقد حاز النور كله:)
والأمر سهل إن شاء الله
هذا الرجل طالما لم يظهر عقائد شركية استمر في الصلاة خلفه
وأحسن إليه أكثر مما يحسن إليك
واقرأ القرآن معه
وادع له بالهداية في خلواتك
وتعاون معه على البر والتقوى
وعندما تحس بمحبته لك أدخل في كلامك بعض الكلام في العقيدة الصحيحة ولاحظ ردود أفعاله
وكلما وجدت تقبلاً زدته
ولا تيأس
أقول لك ذلك عن تجربة طويلة فقد كنت فاشلاً في الدعوة في سنواتى الأولى مع من حولي ونفروا بسبب كلامى العنيف لولا أن هداهم الله بغيري.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هاني آل عقيل]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو هناء وفقكم الله لكل خير، من كلامكم هذا يبين أنكم من أهل الحجاز، والمشكلة أن معظم هؤلاء القوم إن لم أقل النسبة الكبيرة من سكان أهل الحجاز هم صوفية، وهم في الحقيقة يعتبرون من بقايا ومخلفات كفار قريش في معتقاداتهم الخرافية ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأذكر.
وش ذا؟
يا أخي أمسك عن هذا
تعميم فيه ما فيه
الله يصلحك
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 11:21]ـ
أخي الموفق ...
خالقه بخلق حسن فإن خلقك سيعمل فيه ما لا تعمله عشرات الكتب، وكذا أكرمه بالهدية المتيسرة وضيفه في بيتك واثن عليه أمام أولاده بما لا يوقعك في الحرج كقولك أبوكم إمام والإمامة من أشرف القرب فهنيئا لمن كان كذلك ونحو هذا من الثناء بما هو فيه حقا، واصبر مع ذلك على هذه الحال زمنا، فإن فعلت فيوشك أن تأسر قلبه فإن لم يكن معك ويترك ما هو عليه فأقل حالاته أن يذكرك بالخير ويكف عن التعرض لدعوتك بعدها ..
وبالنسبة لنصيحة الفاضل صالح بن محمد العمودي حفظه الله تعالى أرجو منه أن يعرضها على عالم مع سؤال الأخ الكريم وباقي نصائح الأخوة ليتبين موقع نصيحته ومدى قربها من الصواب أسأل الله التوفيق لنا جميعا لكل ما يحبه الله ويرضاه(/)
نصائح للمتخرجين - للشيخ محمد حاج عيسى الجزائري
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 02:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
طلاب العلم الكرام
هذه هي المحاضرة التي ألقاها فضيلة شيخنا محمد حاج عيسى الجزائري
على مجموعة من الطلبة المتخرجين حديثا من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر بإحدى مساجد العاصمة
نسأل لله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتنا وحسناتكم
.........
هاؤم رابط تحميله
http://www.4shared.com/file/56031938.../__online.html (http://www.4shared.com/file/56031938.../__online.html)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 02:41]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
الرابط لم يعمل معي!!
سؤال:
هل الشيخ محمد من طلبة العلامة فركوس؟!
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 03:09]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم
الرابط لم يعمل معي!!
سؤال:
هل الشيخ محمد من طلبة العلامة فركوس؟!
مرحبا بك يا أسامة كيف حالك؟
.....
للأسف انتهت مدة صلاحية الرابط
وبإذن الله سأرفعة على موقع الأرشيف
............
نعم هو من تلاميذ علامة الجزائر فضيلة الشيخ الأصولي أبي عبد المعز محمد علي فركوس
WWW.FERKOUS.COM (http://www.FERKOUS.COM)
وقد قام بالتقديم لبعض مؤلفاته
وهو الآن مع رسالة الدكتوراه بالجامعة الاسلامية بالعاصمة
كما أخبرني بذلك الأخ يوسف الجزائري
والله أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 03:31]ـ
.
وهذا هو رابط التحميل المباشر للمحاضرة
بصيغة rm
http://ia311236.us.archive.org/1/items/Haj-issa-Nassaihlilmotakarijine.rm/Haj-issa-Nassaihlilmotakarijine.rm (http://ia311236.us.archive.org/1/items/Haj-issa-Nassaihlilmotakarijine.rm/Haj-issa-Nassaihlilmotakarijine.rm)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 08:49]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أسماء]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 09:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لكن الرابط لم يعمل معي ...
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 11:15]ـ
سلام الله عليك
أخي سلمى ....
جزاك الله خيرا .....
بلغ سلامي الحار لكل الإخوة العاصميين هناك .....
و الله المستعان ....
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 12:33]ـ
له مقالات ممتازة فى ملتقى اهل الحديث(/)
تقريب وتهذيب نقض المنطق لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:32]ـ
أرجو من الإخوة تزويدنا بالملحوظات
وجزاكم الله خيرا
تقريب وتهذيب
نقض المنطق
لشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
ما اتفق عليه السابقون من علماء سلف هذه الأمة من ذم المنطق والتحذير منه , توصل إليه كثير من الباحثين من أهل الإسلام وغيرهم , وخذ مثالا على ذلك بأحد الكتاب الغربين وهو" بيير دي لارامي " فهو من أوائل من حمل على منطق أرسطو وكتب في ذلك كتابه المشهور " كل ما قاله أرسطو فهو وهم " وكتب كذلك رسالته في الأخطار الرستوطالية , وهذا نذكره لندلل أن ذم المنطق مما اتفق عليه العقلاء ,وأن كثيرا من قواعده ومقدماته يرفضها العقل والفطرة.
وممن تميز بنقد المنطق ونقضه من علماء هذه الأمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ وقد شهد بهذا التميز كثير من الباحثين.
وقد ذكر الشيخ سلطان العميري في كتابه " تميز ابن تيمية في نقد المنطق " (22) الأسباب , والأوصاف التي أوجبت تميز ابن تيمية في نقده للمنطق , وقد أرجعها إلى أوجه ثمانية وهي:
الأول: أنه تفطن لأصول المنطق الفلسفية التي بُني عليها، فإن كل منطق مرتبط بفلسفة معينة يبنى على أصولها، ولهذا اختلفت أنواع المنطق تبعًا لاختلاف أصول الفلسفات التي يمكن أن تأثر فيه، وفي هذا يقول زكي نجيب: «ما من موضوع من موضوعات المنطق إلا وتختلف النظرة إليه باختلاف المذهب الفلسفي الأساسي الذي يتجه إليه الباحث".
فابن تيمية تفطن لهذه القضية فبنى نقده على أن المنطق الأرسطي مبني على أصول مخالفة للشرع والعقل باطلة في نفسها، وفي هذا يقول: «تبين لي أن كثيرًا مما ذكروه في أصولهم في الإلهيات وفي المنطق هو من أصول الفساد في الإلهيات، مثل ما ذكروه من تركب الماهيات من الصفات التي سموها ذاتيات …
الثاني: أنه استوعب مواطن الخلل في المنطق بالنقد، وتوسع فيه وتتبع تفاصيله، وهذا التوسع لا يوجد عند غيره ممن سبقه، فإن من نقده منهم يكتفي بالإجمال أو التفاصيل في بعض المسائل، ولم يستوعب المنطق في النقد، وهذا بخلاف ابن تيمية؛فإنه تتبع المنطق في تفاصيله فنقد المنطق الأرسطي في قسميه: التصور والتصديق، ونقده في الدلالات وتفسيرها، وفي الكليات، وفي طريقة الحد، وفي الغرض من الحد، وفي القضايا، وفي تركب القياس، وفي طريقة القياس، وفي شروطه ومواده، بل وتكلم على الترجمة وعلى حال أرسطو ونازعهم حتى في حقيقة المنطق، وأنه آلة تعصم مراعاته الذهن عن الخطأ، ومع هذا فابن تيمية لم ينقد كل المنطق، لأن المنطق ليس كله باطلًا، وهذا الكلام يوضحه ما سيأتي بعده.
الثالث: تنوع الجهات التي ينقد ابن تيمية منها المنطق، فإنه في نقده للمنطق حاول أن يستوعب الجهات التي يمكن نقد المنطق منها، فهو تارة ينقده لبطلانه، وتارة ينقده لعدم فائدته، وتارة ينقده لطول مقدماته، وتارة ينقده لاشتباه الحق فيه بالباطل، وتارة ينقده لعدم موافقته للغة العرب، وتارة ينقده لعدم موافقته للغاية من العلم في الشريعة، وتارة ينقده لعدم موافقته للفطر ولتعامل الناس في حياتهم , ولا تكاد توجد هذه الجهات مجموعة عند غير ابن تيمية
واجتماع هذه الجهات في نقد المنطق عند ابن تيمية أوجبت أمرين:
الأول: جعلته من أعدل الناس في نقده للمنطق فهو ينقد المنطق لا لأجل أنه منطق أو لأجل أنه علم دخيل، أو لأجل شخص أرسطو فحسب ..
والثاني: قوة في الحجة ووضوح في البيان وهذا بخلاف من نقد المنطق لكونه مدخلاً للفلسفة ومدخل الشر شر، أو لكون المنطق لم يعرفه الصحابة والتابعون والسلف الصالح، أو لأجل حدوث مصطلحاته، فابن تيمية يبين حجته في نقده ويوضح قوله لا لمجرد هذه الاعتبارات فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: ذكره لآثار المنطق والتنبيه عليها، فإنه لما ذكر خطأ المناطقة في الماهيات، وأنها إنما تتركب من الذاتيات وكونها سابقة على وجودها، ذكر ما ترتب على هذا من أغلاطهم كشبهة التركيب في نفي الصفات، ومسألة الألفاظ التي تطلق على الخالق وعلى العبد هل هي مقولة بالتواطؤ أم بالاشتراك؟ وغيرها من المسائل، ولما ذكر خطأهم في الكليات من جهة قولهم بوجودها في الخارج، وكونهم لم يفرقوا بين الوجود الذهني والوجود الخارجي ذكر ما ترتب على قولهم هذا من أغلاط كمسألة الأحوال ومسألة حقيقة وجود الله، وكون الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وذكر أثره في بعض مسائل أصول الفقه، كمسألة الواجب المخير، ومسألة الأمر بالشيء المطلق هل هو أمر بكل جزئياته أم لا؟ وغيرها من المسائل، ولهذا فإنه لما ذكر القول الصحيح في وجود الكليات وأن وجودها وجود ذهني قال: «وهذا الأصل ينفع في عامة العلوم، فلهذا يتعدد ذكره في كلامنا بحسب الحاجة إليه فيحتاج أن يفهم في كل موضع يحتاج إليه فيه، كما تقدم، وبسبب الغلط فيه ضل طوائف من الناس، حتى في وجود الرب تعالى …… ومن علم هذا علم كثيرًا مما دخل في المنطق من الخطأ في كلامهم في الكليات والجزئيات …، وما ذكروه من الفرق بين الذاتيات واللوازم للماهية، وما ادعوه من تركيب الأنواع من الذاتيات المشتركة المميزة التي يسمونها الجنس والفصل، وتسمية هذه الصفات أجزاء الماهية، ودعواهم أن هذه الصفات التي يسمونها أجزاء تسبق الموصوف في الوجود الذهني والخارجي جميعًا، وإثباتهم في الأعيان الموجودة في الخارج حقيقة عقلية مغايرة للشيء المعين الموجود، وأمثال ذلك من أغاليطهم التي تقود من اتبعها إلى الخطأ في الإلهيات.
الخامس: ذكره للبديل عن المنطق في الحد وفي القياس، وهو ما يسمى بالجانب الإنشائي عند ابن تيمية، فإن ابن تيمية لم يكن نقده للمنطق نقدًا مجردًا، بل كان نقدًا وبِنَاءً في نفس الوقت، فقد استطاع ابن تيمية أن ينثر في كتابه "الرد على المنطقيين" وغيره من كتبه قواعد وأصول تكوِّن بمجموعها نظرية علمية في المنطق من الحدود والأقيسة والاستدلال وطرقه وأقسامه، وقواعد في طبيعة المعرفة البشرية المطلوبة، وهذه الجهة في التميز أشاد بها علي سامي النشار، فإنه يعتبر من أول من تنبه لها، ولهذا قسم نقد ابن تيمية للمنطق إلى جانب هدمي وإلى جانب إنشائي.
السادس: أن ابن تيمية سبق غيره ممن جاء بعده سواء في تقعيد بعض الأفكار وإنشائها أو في تفعيل بعضها وتطويرها، ومن هذه الأفكار:
الأولى: قصر التعريف على ذكر الخواص، وهذه الفكرة لم يتفرد بها ابن تيمية، ولكنه تميز بتفصيلها وتطويرها، وإلا فإن المتكلمين قد قالوا بها أيضًا، وهم قد سبقوا أصحاب المنطق الحديث في قولهم بقصر الاستقراء على الخواص.
والثانية: تفعيله للمنهج التجريبي في المعرفة، فليس هناك في الحقيقة من تكلم فيها قبل العصور الحديثة بما تكلم به ابن تيمية في هذا المنهج.
والثالثة: إنكاره لفكرة التصور المفرد الخالي عن كل قيد، وقرر أن التصور المفرد لا يسمى علمًا، ولا يتعلق به الإدراك، وهو يرى أن كل تصور وراءه حكم مكون من محمول وموضوع، وبهذا سبق "فيكتور كوزان" ومدرسته من المناطقة السيكلوجيين الذين اكتشفوا الأحكام الممكنة وعملها في تكوين التصورات.
والرابعة: فكرة اللزوم في الدليل وتفعيله لها، فإن الحقيقة المعتبرة في كل دليل عند ابن تيمية هي اللزوم، فكل ما استلزم شيئًا ما فهو دليل عليه، وكل من عرف أن هذا لازمًا لهذا استدل بالملزوم على اللازم، وبهذا أبطل أن يكون القياس الأرسطي هو الصورة الوحيدة للبراهين، وهو بهذا قد سبق المناطقة المحدثين في نقدهم للقياس الأرسطي من هذه الجهة.
السابعة: ومما يدل على تميّز ابن تيمية أنه ركّز في نقده على بيان خصوصية المنطق الأرسطي، وأنه منهج خاص لا يصلح أن يكون منهجًا يعمم على كل الناس، وهذا يبطل فكرة أرسطو التي أرادها لمنطقه، وأنه لا طريق للعلم عند كل الناس إلا طريقه، وقد بين ابن تيمية خصوصية منطق أرسطو بثلاثة طرق:
الأول: أن المنطق الذي جاء به أرسطو هو في حقيقته اصطلاح خاص به بنى الحقائق على مقتضاها.
والثاني: أن المنطق الأرسطي يبنى على مقتضى اللغة اليونانية.
والثالث: أنهم قالوا بالمنطق ليخدم علومهم فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بالنسبة للأمر الأول وهو أن المنطق هو في الحقيقة اصطلاح خاص بأرسطو بنى الحقائق العلمية على مقتضاها، فأرسطو ومتبعوه جعلوا الحقائق تابعة لاصطلاحهم، ففرقوا بين الحقائق العلمية الخارجية بمصطلحاتهم الخاصة بهم، وحقيقة هذا الفعل هو أن الحقائق العلمية تكون تابعة لمصطلحات الناس، والاصطلاحات تابعة للتصورات، فعلى هذا تكون الحقائق الخارجية تابعة لتصوراتنا عنها، ومن المعلوم بداهة أن الحقائق الخارجية المستغنية عنا لا تكون تابعة لتصوراتنا، بل تصوراتنا تابعة لها، ولهذا لما ذكر ابن تيمية بطلان تفريقهم بين الذاتي والعرضي الملازم وأنه في الحقيقة لا فرق إلا في مجرد الاصطلاح، قال: «وهذا وضع مخالف لصريح العقل، وهو أصل صناعة الحدود الحقيقية عندهم، فتكون صناعة باطلة؛ إذ الفرق بين الحقائق لا يكون بمجرد أمر وضعي بل بما هي عليه الحقائق نفسها.
وأما الأمر الثاني الذي يدل على خصوصية المنطق الأرسطي أنه كتب على مقتضى اللغة اليونانية: «ولا يقول أحد إن سائر العقلاء يحتاجون إلى هذه اللغة» , ولا إلى شيء من قواعدها خاصّة وأنه قد اعترف الفارابي وابن سينا بأن بعض قضايا المنطق لا تجوز في اللغة العربية، ومثل اعتراف الفارابي بأن من إشكاليات الترجمة عدم وجود ألفاظ في العربية ما عند اليونان.
والثالث من الأمور التي تبين خصوصية منطق أرسطو: أن أرسطو وضع منطقه لتقاس به العلوم التي يطلبونها وهي العلوم الكلية؛ لأنه ظن أنها منتهى العلوم وأكملها، وأما العلوم الشرعية فلم يضع المنطق لها، وفي هذا يقول ابن تيمية: «معلمهم وضع منطقهم ليزن به ما يقولونه من هذه الأمور التي يخوضون فيها ...
فإما أن يوزن بهذه الصناعة ما ليس من علومهم وما هو فوق قدرهم، أو يوزن بها ما يوجب السعادة والنعيم والنجاة من العذاب الأليم، فهذا أمر ليس هو فيها.
الثامنة: ومما يميّز ابن تيمية في نقده للمنطق أنه استغل تناقض حال المناطقة مع منطقهم واعترافهم بصعوبته وعسره، فقد ركز على هذا في بيان عدم صلاح المنطق لِأنْ يكون منهجًا للعلم ومعيارًا يصحح به طريقة التفكير ().
وقد لخص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلامه في نقض المنطق فقال: فاعلم أنهم بنوا المنطق على الكلام فى الحد ونوعه والقياس البرهانى ونوعه قالوا لأن العلم إما تصور وإما تصديق؛فالطريق الذى ينال به التصور هو الحد والطريق الذى ينال به التصديق هو القياس.
فنقول:الكلام فى أربع مقامات مقامين سالبين ومقامين موجبين.
فالأولان أحدهما: فى قولهم أن التصور المطلوب لا ينال إلا بالحد.
و الثانى: أن التصديق المطلوب لا ينال إلا بالقياس.
والآخران فى أن الحد يفيد العلم بالتصورات وأن القياس أو البرهان الموصوف يفيد العلم بالتصديقات ().
وعلى ذلك قمت بمحاولة جمع وجوه النقد التي ذكرها على الحد والقياس البرهاني , وما يتعلق بها من مسائل من المجلد التاسع من مجموع الفتاوى , والذي خصصه الشيخ ابن القاسم رحمه الله في الكلام على المنطق , وكذلك من كتاب شيخ الإسلام " الرد على المنطقيين " وقد قسمته إلى ثلاثة أقسام:
1 - الرد العام.
2 - الكلام على الحد وإفادته التصور.
3 - الكلام على القياس البرهاني وإفادته التصديق.
وقد ذكرت قبل ذلك ملخصا سهلا في خلاصة علم المنطق , تسهيلا لفهم بعض مصطلحات هذا الفن.
وهذا العلم وإن كان كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا يحتاج إليه طالب العلم ابتداء؛ لكن قد يحتاج إليه في رد شبهات من يستخدمه للتشكيك في عقيدة السلف وإلقاء الشبهات.
وقد ذكر رحمه الله حال طالب العلم مع هؤلاء فقال: وإما أن يمتنع عن موافقتهم في التكلم بهذه الألفاظ نفيا وإثباتا؛ فإن امتنع عن التكلم معهم فقد ينسبونه إلى العجز والانقطاع.
وإن تكلم بها معهم نسبوه إلى أنه أطلق تلك الألفاظ التي تحتمل حقا وباطلا , وأوهموا الجهال باصطلاحهم أن إطلاق تلك الألفاظ يتناول المعاني الباطلة التي ينزه الله عنها ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: وبعض الناس يكون كلما كان الطريق أدق وأخفى وأكثر مقدمات وأطول كان أنفع له لأن نفسه اعتادت النظر فى الأمور الدقيقة؛فإذا كان الدليل قليل المقدمات أو كانت جلية لم تفرح نفسه به, ومثل هذا قد تستعمل معه الطرق الكلامية المنطقية وغيرها لمناسبتها لعادته لا لكون العلم بالمطلوب متوقفا عليها مطلقا. ()
مقدمة في علم المنطق ()
علم المنطق: هو علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح.
العلم: هو انطباع صورة الشيء في الذهن:
ينقسم العلم إلى قسمين هما: التصوّر والتصديق.
1 - التصوّر:
هو إدراك الشيء.أو إدراك بسيط لمعنى واحد مفرد كأن يتصور الإنسان معنى (شجرة) (شمس) أو بعبارة أخرى: استثبات معنى شيء مفرد في الذهن.
2 - التصديق:
هو الاعتقاد بالشيء. أو إدراك تتصور فيه شيئين أو معنيين بينهما علاقة ما؛ كأن تتصور أن (الشجرة خضراء) أو أن (الشمس مضيئة) أو بعبارة أخرى: إدراك معقد فيه حكم شيء على شيء.
ينقسم كل من التصور والتصديق إلى قسمين هما: الضروري والنظري
1 - الضروري: وهو الإدراك البديهي الذي لا يتطلب تفكيراً.
2 - النظري: هو الإدراك غير البديهي والذي يتطلب تفكيراً.
أمثلة:
*أ- التصور الضروري: كتصورنا معنى الشيء وتصورنا معنى الوجود.
*ب- التصور النظري: كتصورنا حقيقة الكهرباء.
*ج- التصديق الضروري: كتصديقنا بأن الواحد نصف الاثنين.
*د- التصديق النظري: كتصديقنا بأن الأرض متحركة وتصديقنا بأن زوايا المثلث تساوي زاويتين قائمتين.
الدلالة
هي ما يوجب إدراك شيء بسبب إدراك شيء ملازم له.
أقسامها:
تنقسم الدلالة إلى الأقسام التالية:
1 - الدلالة العقلية اللفظية – مثل: دلالة سماع الصوت خارج الدار على وجود متكلم.
2 - الدلالة العقلية غير اللفظية – مثل: دلالة رؤية الدخان على وجود نار.
3 - الدلالة الطبيعية اللفظية – مثل: دلالة لفظ (آخ) على التألم.
4 - الدلالة الطبيعية غير اللفظية – مثل: دلالة سرعة حركة النبض على وجود الحمى.
5 - الدلالة الوضعية غير اللفظية – مثل: دلالة إشارات السير الكهربائية على الاتجاه.
6 - الدلالة الوضعية اللفظية – مثل: دلالة الألفاظ على معانيها، كدلالة لفظ قلم على معناه.
أقسام الدلالة الوضعية اللفظية:
تنقسم الدلالة الوضعية اللفظية إلى ثلاث أقسام هي:
1 - الدلالة المطابقية: وهي دلالة اللفظ على تمام المعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الدار) على جميع مرافقها.
2 - الدلالة التضمنية: وهي دلالة اللفظ على جزء المعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (الصف) على الطلاب فقط.
3 - الدلالة الالتزامية: هي دلالة اللفظ على معنى ملازم للمعنى الذي وضع له. كدلالة لفظ (حاتم) على الكرم.
فمثلا: حينما يقال (خالد حاتم) لا يراد بكلمة حاتم هنا (حاتم الطائي) وإنما يراد وصف خالد بالكرم الملازم لحاتم الطائي.
فكلمة حاتم هنا استعملت في المعنى للازم (وهو الكرم).
أنواع اللفظ
ينقسم اللفظ باعتبار المعنى الموضوع له أو المستعمل فيه إلى مختص، ومشترك، ومنقول، ومرتجل، وحقيقة، ومجاز.
1 - المختص: وهو اللفظ الذي له معنى واحد، مثل: حديد، حيوان.
2 - المشترك: وهو اللفظ الذي له عدة معاني، مثل: عين، فهي تطلق على ينبوع الماء والذهب والعين الباصرة.
3 - المنقول: وهو اللفظ الذي وضع لمعنى ثم استعمل في معنى آخر لوجود مناسبة بين المعنيين، وهجر استعماله في المعنى الأول الذي وضع له. مثل: صلاة، مذياع.
4 - المرتجل: وهو اللفظ الذي وضع لمعنى ثم استعمل في معنى آخر مع عدم المناسبة بينهما. مثل: حارث، أسد، (من أسماء الأعلام).
5 - الحقيقة: وهي اللفظ المستعمل في معناه الذي وضع له. مثل: لفظ (أسد) حينما يستعمل في الحيوان الخاص.
6 - المجاز: وهو اللفظ المستعمل في غير معناه الذي وضع له لوجود علاقة بين المعنيين. مثل: لفظ (أسد) حينما يستعمل في الرجل الشجاع.
المفرد والمركب
وينقسم اللفظ باعتبار دلالته على معناه إلى مفرد ومركب
1 - المفرد
وهو اللفظ الذي لا يدل جزؤه على جزء معناه. مثل: محمد.
أقسامه:
ينقسم المفرد إلى ما يلي:
أ*- الاسم – مثل: قلم، مدرسة، محمد، (وهو الاسم في علم النحو).
(يُتْبَعُ)
(/)
ب*- الكلمة – مثل: ذهب، يأكل، اكتب، (وهي الفعل في علم النحو).
ت*- الأداة – مثل: هل، لم، في، (وهي الحرف في علم النحو).
2 - المركب
وهو اللفظ الذي يدل جزؤه على جزء معناه مثل: محمد نبي.
ينقسم المركب إلى ما يأتي:
أ*- التأم: وهو الجملة التامة. مثل: محمد رسول الله.
ب*- الناقص: وهو الجملة الناقصة. مثل: إذا ذهبت إلى الجامعة.
أقسام التام:
وينقسم المركب التام إلى قسمين أيضا هما:
1 - الخبر: وهو الجملة التامة التي تحتمل الصدق والكذب مثل: خالد ناجح.
2 - الإنشاء: وهو الجملة التامة التي لا تحتمل الصدق والكذب. مثل: ليت خالداً ناجح.
أنواع المعنى
ينقسم المعنى باعتبار وجوده إلى قسمين هما: المفهوم والمصداق.
1 - المفهوم: وهو المعنى الموجود في الذهن.
2 - المصداق: وهو المعنى الموجود في الخارج.
العلاقة بين المفهوم والمصداق
إن العلاقة بين المفهوم والمصداق هي علاقة انطباق المفهوم على مصداقه، فمثلاً: (الإنسان: حيوان ناطق) مفهوم.
و (محمد، خالد، زكي، فاطمة، سعاد) – الذين ينطبق على كل واحد منهم أنه حيوان ناطق – مصاديقه.
أنواع المفهوم
وينقسم المفهوم إلى قسمين هما: الجزئي والكلي.
1 - الجزئي
تعريفه: هو المفهوم الذي يمتنع انطباقه على أكثر من مصداق واحد - مثل: جعفر، موسى، بغداد.
أقسامه:
ينقسم الجزئي إلى قسمين أيضا هما: الحقيقي والإضافي:
أ*.الجزئي الحقيقي: " هو الجزئي المتقدم الذي ينطبق عليه التعريف المذكور في أعلاه "
ب*.الجزئي الإضافي: وهو المفهوم المندرج تحت مفهوم أوسع منه – مثل: قحطان، إنسان.
2 - الكلي
تعريفه: هو المفهوم الذي لا يمتنع انطباقه على أكثر من مصداق واحد - مثل: إنسان، كتاب، مدرسة.
تقسيمه:
ينقسم الكلي إلى قسمين أيضا هما: المتواطئ والمشكك:
1 - المتواطئ: هو الكلي الذي ينطبق عليه مصاديقه بالتساوي مثل: الإنسان،فإن كل أفراده تشترك في معناه (الإنسانية)
2 - المشكك: وهو الكلي الذي ينطبق على مصاديقه بالتفاوت مثل: الوجود، البياض؛ فالبياض مثلا هناك الأشد بياضا , فالقطن مثلا أشد بياضا من العاج , وإن كان كل منهما يقال له أبيض.
النسب الأربع
ويراد بها النسبة بين الكليين في مجال انطباق كل واحد منهما على مصاديق الآخر
مثلا النسبة بين الطائر والحيوان، هي: أن الحيوان ينطبق على كل مصاديق الطائر، والطائر، ينطبق على بعض مصاديق الحيوان (وهي مصاديق الطائر نفسه).
والنسب بين الكليين أربع هي:
1 - التساوي: وتقع هذه النسبة بين كل كليين أو الذين ينطبق كل واحد منهما على جميع مصاديق الآخر. مثل: الإنسان والناطق.
فإن مفهوم الإنسان ينطبق على كل مصاديق الناطق. وكذلك مفهوم الناطق ينطبق على كل مصاديق الإنسان فيقال: كل إنسان ناطق، وكل ناطق إنسان.
2 - التباين: وتقع هذه النسبة بني الكليين اللذين لا ينطبق كل واحد منهما على شيء من مصاديق الآخر. مثل: الحيوان والجماد.
فإن مفهوم الحيوان لا ينطبق على شيء من مصاديق الجماد وكذلك مفهوم الجماد لا ينطبق على شيء من مصاديق الحيوان فيقال: لا شيء من الحيوان بجماد، ولا شيء من الجماد بحيوان.
3 - العموم والخصوص مطلقا: وتقع هذه النسبة بين الكليين اللذين ينطبق أحدهما على جميع مصاديق الآخر، وينطبق الآخر على بعض مصاديقه. مثل: الحيوان والطائر.
فإن مفهوم الحيوان ينطبق على كل مصاديق الطائر، ومفهوم الطائر لا ينطبق إلا على بعض مصاديق الحيوان (وهي مصاديق الطائر نفسه) فيقال: كل طائر حيوان، وبعض الحيوان طيور.
4 - العموم والخصوص من وجه (أي من جانب): وتقع هذه النسبة بين الكليين اللذين ينطبق كل واحد منها على بعض مصاديق الآخر ويفترق كل منهما في الانطباق على مصاديق أخرى.
فإن مفهوم الحيوان ينطبق على بعض مصاديق الأبيض (وهي الحيوانات البيضاء)، ويفترق عن مفهوم الأبيض في انطباقه على الحيوانات غير البيضاء.
ومفهوم الأبيض ينطبق على بعض مصاديق الحيوان (وهي الحيوانات البيضاء)، ويفترق عن مفهوم الحيوان في انطباقه على الأشياء البيضاء غير الحيوان، فنقطة الالتقاء بين مفهومي الأبيض والحيوان هي: الحيوانات البيضاء.
الكليات الخمسة
(يُتْبَعُ)
(/)
تنقسم الكليات الخمسة إلى قسمين هما: الذاتي والعرضي:
1 - الذاتي:
تعريفه:
الذاتي هو الكلي الذي يعد حقيقة مستقلة أو جزء حقيقة.
مثل (الإنسان) الذي يعد حقيقة مستقلة، و (الحيوان) الذي يعد جزء حقيقة الإنسان المؤلفة من (الحيوان والناطق). و (الناطق) الذي يعد جزء حقيقة الإنسان أيضا.
تقسيمه:
ينقسم الذاتي إلى ما يلي:
*أ- النوع: وهو الكلي المنطبق على جزئيات ذات حقيقة واحدة مثل " الإنسان " المنطبق على: خالد وعلي وأحمد وما ماثلها من الجزئيات المتفقة في حقيقة الإنسانية.
*ب- الجنس: وهو الكلي المنطبق على أنواع مختلفة مثل: " الحيوان " المنطبق على: الإنسان والطير والسمك.
*ج- الفصل: وهو الكلي المميز للنوع عن الأنواع المشاركة له في الجنس مثل "الناطق" المميز لنوع (الإنسان) عن الأنواع المشاركة له في جنس " الحيوان " كنوع الأسد، ونوع الطير، ونوع الفيل، ونوع السمك.
2 - العرضي
تعريفه:
هو الكلي الذي يعد وصفا للحقيقة مثل: (الضاحك) الذي يعد وصفا للإنسان ومثل: (الماشي) الذي يعد وصفا للإنسان والفرس.
تقسيمه:
ينقسم إلى ما يلي:
1 - الخاصة: وهي الكلي المختص وصفا لنوع واحد مثل (الضاحك) المختص صفة للإنسان.
2 - العرض العام: وهو الكلي العام وصفا لأنواع مختلفة مثل (الماشي) العام صفة للإنسان والفرس والأسد والفيل.
تقسيم الجنس
ينقسم الجنس إلى ما يلي:
1 - الجنس القريب: وهو أقرب جنس إلى نوعه: مثل " الحيوان " بالإضافة إلى الإنسان.
2 - الجنس البعيد: وهو ما يقع بعد الجنس القريب مثل: " الجسم الحي " بالإضافة إلى الإنسان. فإنه يقع بعد الحيوان " إنسان – حيوان – جسم حي "
تقسيم الفصل
وينقسم الفصل إلى ما يلي:
1 - الفصل القريب: وهو أقرب فصل إلى نوعه مثل: " الناطق " بالإضافة إلى الإنسان.
2 - الفصل البعيد: وهو ما يقع بعد الفصل القريب مثل:" الحساس المتحرك بالإرادة" - الذي هو فصل لنوع الحيوان – بالإضافة إلى الإنسان.
التعريف
تعريفه: هو بيان حقيقة الشيء أو إيضاح معناه.
أقسامه:
ينقسم التعريف إلى الآتي:
1 - الحد التام: وهو التعريف بالجنس والفصل القريبين مثل: الإنسان: حيوان ناطق.
2 - الحد الناقص: وهو التعريف بالجنس البعيد والفصل القريب أو بالفصل وحده مثل: الإنسان: جسم حي ناطق، أو الإنسان: ناطق.
3 - الرسم التام: وهو التعريف بالجنس والخاصة مثل: الإنسان: حيوان ضاحك.
ومن الرسم التام: التعريف بالمثال
والتعريف بالمثال: هو التعريف بذكر مصداق من مصاديق الشيء المعرف. كقولنا الإنسان: مثل محمد وخالد وعبد الله.
4 - الرسم الناقص وهو التعريف بالخاصة وحدها. مثل: الإنسان: ضاحك.
ومن الرسم الناقص: التعريف بالتشبيه:
والتعريف بالتشبيه: هو التعريف بذكر ما يشبه الشيء المعرف مثل: الكليان المتباينان كالخطين المتوازيين.
ومن الرسم الناقص أيضا: التعريف بالقسمة
والتعريف بالقسمة: هو التعريف بذكر أقسام الشيء المُعرف مثل: الكلمة، اسم وفعل وحرف.
شروط التعريف
يشترط في التعريف ما يلي:
1 - أن يكون التعريف مساويا للشيء المعرف في الانطباق على مصاديقه.
فمثلاً حينما نعرف الإنسان بأنه (حيوان ناطق) يشترط في تعريفه هذا أن يصبح انطباقه على كل مصاديق الإنسان، وعدم انطباقه على غيرها، أو على بعضها فقط.
وعلى ضوئه: لا يجوز التعريف بما يأتي:
*أ- التعريف بما هو أعم من الشيء المعرف مثل: (الإنسان: حيوان يمشي على رجلين). لأن هذا التعريف ينطبق على الإنسان وعلى غيره من الحيوانات التي تمشي على رجلين.
*ب- التعريف بما هو أخص من الشيء المعرف مثل: (الإنسان: حيوان متعلم).
لأن هذا التعريف لا ينطبق على جميع مصاديق الإنسان، وإنما على بعضها فقط وهم الناس المتعلمون.
ث*- التعريف بما هو مباين للشيء المعرف مثل: (الإنسان: جماد).
لأن المتباينين – كما تقدم في موضوع النسب الأربع – لا ينطبق كل واحد منهما على شيء من مصاديق الأخر.
2 - أن يكون التعريف بما هو أوضح وأجلى من الشيء المعرف لدى المخاطب. وعلى ضوئه: لا يجوز التعريف بما يأتي:
أ*- التعريف بما يساوي الشيء المعرف بالوضوح. مثل: تعريف الأب بأنه والد الابن، وتعريف الابن بأنه ولد الأب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن الابن والأب متساويان في الوضوح، وليس احدهما أوضح من الآخر حتى يعرف به.
ب*- التعريف بما هو أخفى من الشيء المعرف، مثل: (النور: قوة تشبه الوجود).
لأن الشيء المعروف – هنا – وهو النور – أوضح من التعريف لدى المخاطب، فلا يتحقق المطلوب من التعريف وهو بيان الحقيقة أو إيضاح المعنى.
3 - أن يكون التعريف بألفاظ تغاير الشيء المعرف في مفهومه: مثل (الإنسان: حيوان ناطق).
فإن مفهومي الحيوان والناطق مغايران لمفهوم الإنسان وفي ضوئه. لا يجوز التعريف بألفاظ هي نفس الشيء المعرف في المفهوم مثل: (الإنسان: بشر). فإن مفهوم (الإنسان) ومفهوم (بشر) شيء واحد.
4 - أن يكون التعريف بما لا يتوقف معرفته على معرفة نفس الشيء المعرف، مثل: (الإنسان: حيوان ناطق). فإن معرفة (الحيوان) ومعرفة (الناطق) لا تتوقفان على معرفة الإنسان. وفي ضوئه: لا يجوز التعريف بما تتوقف معرفته على معرفة نفس الشيء المعرف: مثل: (الشمس: كوكب يرى في النهار).
في حين أن معرفتنا للنهار تتوقف على معرفتنا للشمس لأن النهار هو زمان رؤية الشمس.
4 - أن يكون التعريف بألفاظ واضحة المعاني غير مبهمة أو غامضة.
التقسيم والتصنيف
التقسيم
تعريفه
التقسيم (القسمة): هو تجزئة الشيء إلى أنواعه أو تحليله إلى عناصره.
أنواعه:
تتنوع القسمة إلى نوعين هما: القسمة الطبيعية والقسمة المنطقية.
1 - القسمة الطبيعية: هي تحليل الشيء إلى أجزائه التي يتألف. مثل: تقسيم الماء إلى عنصري الأوكسجين والهيدروجين. وقسمة الزجاج إلى عنصري الرمل وثاني أوكسيد السلكون وهكذا ...
2 - القسمة المنطقية: هي تحليل الشيء إلى أنواعه التي ينطبق عليها. مثل: تقسيم الكلمة إلى الاسم والفعل والحرف وقسمة الزاوية إلى الحادة والقائمة والمنفرجة.
شروط القسمة المنطقية
يشترط في القسمة المنطقية ما يلي:
1 - فرض أساس واحد للتقسيم.
فلا تسح قسمة الشيء الواحد على أكثر من أساس في آن واحد.
2 - مساواة مصاديق الاقسام إلى مصاديق المقسم.
ويراد به أن كل مصداق ينطبق عليه القسم لا بد وأن ينطبق عليه المقسم.
3 - عدم تداخل الأنواع.
فمثلا لا يصح تقسيم الحيوان ذي العمود الفقري إلى ما له رئة وما له ثدي، لأن الثدييات من ذوات الرئة.
4 - اتصال حلقات السلسلة.
القضايا
تعريفها:
القضية: هي الخبر.
تقسيمها:
تنقسم القضية إلى قسمين هما: الحملية والشرطية.
1 - الحملية
تعريفها:
الحملية: هي ما حكم فيها بثبوت شيء لشيء أو نفي شيء عن شيء.
مثل: خالد حاضر، طالب ليس بغائب.
تتألف القضية الحملية من ثلاثة أركان هي:
1 - المحكوم عليه، ويسمى (الموضوع).
2 - المحكوم به، ويسمى (المحمول).
3 - الحكم: ويسمى (النسبة).
ففي المثالين المتقدمين:
الموضوع: خالد، طالب.
المحمول: حاضر، ليس بغائب.
النسبة: في المثال الأول: ثبوت الحضور لخالد , في المثال الثاني: نفي الغياب عن الطالب.
2 - الشرطية
تعريفها:
الشرطية: هي ما حكم فيها بوجود نسبة بين قضية وأخرى أو عدم وجود نسبة بينهما.
مثل: إذا أشرقت الشمس فالنهار موجود.
ليس كلما دق الجرس فقد حان وقت الدرس.
تأليفها:
تتألف القضية الشرطية من ثلاثة أركان هي:
1 - المقدم: وهو في المثال الأول: أشرقت الشمس، وفي المثال الثاني: دق الجرس.
2 - التالي: وهو في المثال الأول: النهار موجود، وفي المثال الثاني: قد حان وقت الدرس.
3 - الرابطة: وهي أدوات الربط: كإذا والفاء في المثال الأول، وكلما والفاء في المثال الثاني.
تقسيم القضية:
وتنقسم القضية – حملية كانت أو شرطية – إلى قسمين هما الموجبة والسالبة.
1 - الموجبة: هي القضية المثبتة. مثل: المدرسة الكبيرة.
إذا أشرقت الشمس فالنهار موجود.
2 - السالبة: هي القضية المنفية. مثل: خالد ليس بغائب.
ليس كلما دق الجرس فقد حان وقت الدرس.
أقسام الحملية
وتنقسم القضية الحملية – موجبة كانت أو سالبة – باعتبار موضوعها إلى:
شخصية وطبيعية ومهملة ومحصورة
1 - الشخصية: وهي ما كان موضوعها جزئيا، مثل: البصرة ميناء العراق، محمود ليس بمجتهد.
2 - الطبيعية: وهي ما كان موضوعها كليا، ووجهنا الحكم فيها عليه بصفته كليا، مثل: الإنسان نوع، الضاحك ليس بجنس.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - المهملة: وهي ما كان موضوعها كليا ووجهنا الحكم فيها على مصاديقه مع إهمال بيان كمية المصاديق المحكوم عليها مثل: الإنسان في خسر، الطالب المجد لا يرسب.
4 - المحصورة: وهي ما كان موضوعها كليا ووجهنا الحكم فيها على مصاديقه مع حصر كمية المصاديق المحكوم عليها كلا أو بعضا. مثل: كل نبي مبعوث من قبل الله، بعض الطلاب فقراء.
والقضية المحصورة هي المعتبرة في المنطق , فالمنطق يهتم فقط بدراسة القضية المحصورة بأقسامها.
تقسيم المحصورة:
وتنقسم القضية المحصورة إلى قسمين هما الكلية والجزئية:
1 - الكلية: وهي ما حكم فيها على جميع المصاديق، مثل: كل نفس ذائقة الموت. لا شيء من الكسل بنافع.
2 - الجزئية: وهي ما حكم فيها على بعض المصاديق، مثل: بعض المدارس دينية. بعض الطلاب ليسوا بمجتهدين.
وتنقسم الحملية الموجبة فقط على اعتبار مواقع وجود موضوعها إلى ثلاثة أقسام هي:
1 - الذهنية: وهي ما كان موقع موضوعها الذهن مثل: شريك الخالق مستحيل. فإن مفهوم شريك الخالق لا موقع له إلا الذهن ليس له مصداق في الواقع الخارجي.
2 - الخارجية: وهي ما كان موضوعها الخارج، ومعناه: أن الحكم فيها يوجه إلى مصاديق الموضوع الموجودة في الخارج مثل: كل طالب يحضر درسه غدا، فإن المقصود بكل طالب – هنا – الطلاب الموجودون حاليا.
3 - الحقيقية: وهي ما كان موقع موضوعها الخارج الحاضر والمستقبل. ومعناه: ان الحكم فيها يوجه إلى مصاديق الموضوع الموجودة في الخارج والتي ستوجد في المستقبل، مثل: كل من قال: (لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مسلم) فإن المقصود بذلك كل من قال كلمة الشهادة من الناس الموجودين في الخارج الحاضر والذين سيوجدون في المستقبل.
أقسام الشرطية:
تنقسم القضية الشرطية إلى متصلة ومنفصلة:
1 - المتصلة:
تعريفها:
المتصلة: هي ما حكم فيها بالاتصال بين قضيتين أو بنفي الاتصال بينهما.
مثالها:
إذا أشرقت الشمس فالنهار موجود.
ليس كلما دق الجرس فقد حان وقت الدرس.
تقسيمها:
تنقسم المتصلة إلى ما يلي:
أ*- اللزومية: وهي التي بين مقدمها وتاليها اتصال حقيقي مثل: إذا سخن الماء فإنه يتمدد.
ب*- الاتفاقية: وهي التي ليس بين مقدمها وتاليها اتصال حقيقي مثل: كلما دق الجرس تأخر زكي قليلا عن الدخول إلى الصف (إذا اتفق ذلك دائما)
2 - المنفصلة:
تعريفها:
المنفصلة: هي ما حكم فيها بالانفصال بين قضيتين أو بنفي الانفصال بينهما.
مثالها:
العدد أما أن يكون فردا أو زوجا، ليس الإنسان أما أن يكون كاتبا أو شاعرا.
تقسيمها:
تنقسم المنفصلة إلى ما يلي:
أ*- العنادية: وهي التي بين مقدمها وتاليها تناف وعناد حقيقي مثل: العدد الصحيح إما أن يكون زوجا أو مفردا.
ب*- الاتفاقية: وهي التي بين مقدمها وتاليها تناف اتفاقي غير حقيقي مثل: إما أن يكون المدرس في الصف الأول عليا أو أحمد (إذا اتفق أن غيرهما من المدرسين لا يأتون إلى الصف الأول).
أقسام الشرطية المنفصلة
(أ*) مانعة الجمع وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين طرفيها صدقا ,أي في حالة صدق أحد الطرفين فلا بد أن ينتفي الآخر , فهما لا يجتمعان أبدا.
مثاله: إما أن يكون هذا الشيء أبيض أو أسود , فهذه قضية شرطية منفصلة وهي (مانعة جمع) لأن طرفيها لا يجتمعان معا في شيء واحد أبدا بينما يمكن أن يخلوا معنا عن الشيء فيكون أصفر أو أخضر مثلا.
(ب*) مانعة الخلو , وهي التي يحكم فيها بالتنافي بين طرفيها كذبا فقط , أي في حالة كذب أحد الطرفين (أي: ارتفاعه) فلا بد أن يثبت الآخر.بعبارة أخرى لا يمكن أن يرتفعا معا وإن أمكن أن يجتمعا.
مثاله:هذا الشيء إما أن يكون غير أبيض أو غير أسود. فهذان الطرفان يمكن أن يجتمعا فيكون الشيء أحمر مثلا لأنه يقال فيه: إنه غير أبيض وغير أسود , لكن لا يمكن لهذين الطرفين أن يرتفعا معا (أي: يكذبا معا) لأن معنى ارتفاعهما معا ارتفاع جميع الألوان عن الشيء فلا يكون ذا لون وهذا أمر غير ممكن.
(ج) مانعة جمع وخلو , وتسمى المنفصلة الحقيقية لأن طرفيها لا يجتمعان معا ولا يرتفعان معا. وبعبارة أخرى: ما حكم فيها بالتنافي بين طرفيها صدقا وكذبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله:العدد إما زوج وإما فرد , فالطرفان هنا لا يجتمعان معا (أي:لا يصدقان) ولا يخلوان معا (أي: لا يكذبان) فلا يتصور العقل عددا هو زوج وفرد معا , ولا يتصور العقل عددا هو لا زوج ولا فرد.
الاستدلال
تعريفه
الاستدلال: إقامة الدليل لإثبات المطلوب.
تقسيمه:
ينقسم الاستدلال إلى قسمين هما:
1 - الاستدلال غير المباشر: وله ثلاث طرائق هي: التناقض، العكس المستوي، عكس النقيض.
2 - الاستدلال المباشر: وله ثلاث طرائق هي: القياس، الاستقراء، التمثيل.
الاستدلال غير المباشر
تعريفه: الاستدلال غير المباشر: هو إقامة الدليل على لازمه المطلوب لإثباته:
يستعمل الاستدلال غير المباشر في القضايا التي يصعب أو يمتنع الاستدلال المباشر عليها.
التلازم بين القضيتين
إن أنواع التلازم بين القضيتين التي يقوم الاستدلال غير المباشر على أساس منها، وهي ما يلي:
1 - لزوم صدق القضية الثانية (المطلوب) لكذب القضية الأولى (المبرهن عليها).
2 - لزوم كذب القضية الثانية (المطلوب) لصدق القضية الأولى (المبرهن عليها).
3 - لزوم صدق القضية الثانية (المطلوب) لكذب القضية الأولى (المبرهن عليها).
4 - لزوم كذب القضية الثانية (المطلوب) لصدق القضية الأولى (المبرهن عليها).
طرائق الاستدلال غير المباشر
للاستدلال غير المباشر – كما تقدم – ثلاث طرائق هي:
التناقض، العكس المستوي، عكس النقيض:
التناقض
التناقض: هو تلازم قضيتين يوجب صدق أحداهما وكذب الأخرى.
مجال استعماله:
يستعمل التناقض في القضايا من النوعين الأول والثاني من أنواع التلازم بين القضيتين وهما:
أ*- لزوم صدق القضية الثانية (المطلوب) لكذب القضية الأولى (المبرهن عليها).
ب*- لزوم كذب القضية الثانية (المطلوب) لصدق القضية الأولى (المبرهن عليها).
شروطه:
يشترط في التناقض أن يكون بين القضيتين اتحاد في أمور واختلاف في أخرى وهي ما يلي:
أ- شروط الاتحاد، وتسمى (الوحدات الثمان)
1 - الاتحاد في الموضوع. فلو اختلفت القضيتان في الموضوع لم تتناقضا مثل: علي تلميذ – أحمد ليس بتلميذ.
2 - الاتحاد في المحمول.
3 - الاتحاد في الزمان.
4 - الاتحاد في المكان.
5 - الاتحاد في القول والفعل.
6 - الاتحاد في الكل والجزء.
7 - الاتحاد في الشرط.
8 - الاتحاد في الإضافة.
ب- شروط الاختلاف
1 - الاختلاف بالكم (الكلية والجزئية).
2 - الاختلاف في الكيف (الإيجاب والسلب).
نتائج الاختلاف:
وفي ضوئه تكون نتائج الاختلاف كالآتي:
الموجبة الكلية نقيض السالبة الجزئية
الموجبة الجزئية نقيض السالبة الكلية
العكس المستوي
تعريفه:
العكس المستوي: هو تبديل طرفي القضية مع بقاء الكيف والصدق.
شرح التعريف:
المراد بالتبديل – هنا – هو: تحويل موضوع القضية (المحكوم بصدقها) إلى محمول، وتحويل محمولها إلى موضوع أو تحويل المقدم تاليا والتالي مقدما مع ا لمحافظة على بقاء الصدق وبقاء الكيف (الإيجاب والسلب).
وتسمى القضية الأولى بـ (الأصل)
وتسمى القضية الثانية بـ (العكس المستوي)
مجال استعماله:
يستعمل العكس المستوي في القضايا من النوع الثالث من أنواع التلازم بين القضيتين وهو:
لزوم صدق القضية الثانية (المطلوب) لصدق القضية الأولى (المبرهن عليها).
شروطه:
يشترط في العكس المستوي ما يلي:
1 - تبديل الطر فين.
2 - بقاء الكيف.
3 - بقاء الصدق.
نتائجه:
ومع توفر الشروط المتقدمة تكون نتائج العكس المستوي هي ما يلي:
1 - الموجبة الكلية تنعكس موجبة جزئية
كل ماء سائل يصدق بعض السائل ماء
كل إنسان ناطق يصدق بعض الناطق إنسان
2 - الموجبة الجزئية تنعكس موجبة جزئية
بعض السائل ماء يصدق بعض الماء سائل
بعض الماء سائل يصدق بعض السائل ماء
بعض الطير أبيض يصدق بعض الأبيض طير
بعض الإنسان ناطق يصدق بعض الناطق إنسان
3 - السالبة الكلية تنعكس سالبة كلية
لا شيء من الحيوان بجماد يصدق لا شيء من الجماد بحيوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - السالبة الجزئية: لا عكس لها، وذلك لتخلف إنتاج الاستدلال في بعض صورها وهي: فيما إذا كان موضوع القضية السالبة الجزئية أعم من محمولها (بعض الحيوان ليس بإنسان) فإنه لا يصح أن يقال (لا شيء من الإنسان بحيوان) أو (بعض الإنسان ليس بحيوان)، لأنهما كاذبتان، وتقدم أن من شروط العكس المستوي بقاء الصدق.
عكس النقيض
تعريفه:
عكس النقيض: هو تحويل القضية إلى قضية أخرى موضوعها نقيض محمول القضية الأولى، ومحمولها نقيض موضوع القضية الأولى، مع بقاء الكيف والصدق.
مثاله:
كل كاتب إنسان. تنعكس: كل إنسان هو لا كاتب.
مجال استعماله:
يستعمل عكس النقيض في نفس المجال الذي يستعمل فيه العكس المستوي وهو النوع الثالث من أنواع التلازم وهو:
لزوم صدق القضية الثانية (المطلوب) لصدق القضية الأولى (المبرهن عليها).
شروطه:
يشترط في عكس النقيض ما يلي:
1 - تبديل طرفي القضية مع قلب الطرف إلى نقيضه، أي تحويل نقيض محمول القضية الأولى موضوعا للقضية الثانية ونقيض موضوع القضية الأولى محمولا للقضية الثانية.
2 - بقاء الكيف: أي القضية الموجبة تبقى موجبة بعد التبديل، والسالبة تبقى سالبة كذلك.
3 - بقاء الصدق: أي يراعى أن لا يكون تبديل الطرفين موجبا لكذب القضية الثانية.
نتائجه:
مع توفر الشروط المذكورة تكون نتائج عكس النقيض كما يلي:
1 - السالبة الكلية تنعكس سالبة جزئية
لا شيء من الإنسان بجماد يصدق بعض اللاجماد ليس بلا إنسان.
2 - السالبة الجزئية تنعكس سالبة جزئية
بعض المعادن ليس بحديد يصدق بعض اللا حديد ليس بلا معدن
3 - الموجبة الكلية تنعكس موجبة كلية
كل كاتب إنسان يصدق كل لا إنسان لا كاتب
4 - الموجبة الجزئية: لا تنعكس وذلك لتخلف إنتاج الاستدلال فيها، فمثلا: قضية (بعض اللا حديد معدن) لا تنعكس إلى (بعض اللا معدن حديد) ولا إلى (كل لا معدن حديد) لأنهما كاذبتان، وتقدم أن من شروط عكس النقيض بقاء الصدق.
الاستدلال المباشر
تعريفه:
الاستدلال المباشر: هو إقامة الدليل على المطلوب لإثباته.
طرائقه:
للاستدلال المباشر ثلاث طرائق وهي:
القياس، الاستقراء، التمثيل
القياس
تعريفه:
القياس: هو تطبيق القاعدة الكلية على جزئياتها لمعرفة حكم الجزئيات.
مصطلحاته:
للقياس مصطلحات خاصة به، وهي:
1 - (صورة القياس) وهي شكل تأليفه وتركيبه، والقياس يتألف من مقدمتين – كما سيأتي - مثل: الحديد معدن – كل معدن عنصر بسيط.
فالمجموع بهذا الوضع الخاص من الترتيب – والذي سيتضح فيما بعد – يسمى صورة القياس.
2 - (المقدمة) – وتسمى (مادة القياس) أيضا -: وهي كل قضية يتألف منها صورة القياس.
فقضية (الحديد معدن) في المثال المتقدم مقدمة وكذلك قضية (كل معدن عنصر بسيط) مقدمة. وتنقسم المقدمة إلى قسمين هما: الصغرى والكبرى.
3 - (الصغرى) وهي المقدمة التي تشمل على الجزئي الذي يطلب معرفة حكمه عن طريق الاستدلال بالقياس وتقع المقدمة الأولى للقياس، كالمقدمة (الحديد معدن) في المثال.
4 - (الكبرى) وهي المقدمة التي تؤلف القاعدة الكلية التي يعمد إلى تطبيقها على الجزئي لمعرفة حكمه عن طريق الاستدلال بالقياس وتقع المقدمة الثانية للقياس كالمقدمة (وكل معدن عنصر بسيط) في المثال.
5 - (الحدود) وهي مفردات المقدمتين: - الموضوع والمحمول أو المقدم والتالي. مثل: (الحديد – معدن – معدن – عنصر بسيط) في المثال.
6 - (النتيجة): وهي القضية التي ينتهي إليها بعد تطبيق الكبرى على الصغرى. مثل: (الحديد عنصر بسيط) في المثال.
7 - (المطلوب): وهي النتيجة قبل مزاولة تطبيق الكبرى على الصغرى.
أقسامه:
ينقسم القياس إلى قسمين هما: الاستثنائي والاقتراني
1 - القياس الاستثنائي: وهو ما صرح في مقدمتيه بالنتيجة أو بنقيضها (مثاله):
أ- إن كان هاشم عالما فواجب احترامه – لكنه عالم فهاشم واجب احترامه.
ب- ولو كان زيد عادلا فهو لا يعصي الله – ولكنه قد عصى الله، ما كان زيد عادلا.
2 - القياس الاقتراني: وهو ما لم يصرح في مقدمته بالنتيجة ولا بنقيضها. (مثاله) العالم متغير – وكل متغير حادث فالعالم حادث.
أقسام الاقتراني:
وينقسم القياس الاقتراني إلى قسمين أيضا هما: الحملي والشرطي.
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الاقتراني الحملي: وهو مؤلف من قضايا حملية فقط: (مثاله): الحمامة طائر – وكل طائر حيوان فالحمامة حيوان.
2 - الاقتران الشرطي: وهو المؤلف من قضايا شرطية فقط أو قضايا حملية وشرطية (مثاله):
أ*- الاسم كلمة – والكلمة إما مبنية أو معربة. فالاسم إما مبني أو معرب.
ب*- كلما كان الماء جاريا كان معتصما – وكلما كان معتصما كان لا ينجس بملاقاة النجاسة.
كلما كان الماء جاريا , كان لا ينجس بملاقاة النجاسة.
الاقتراني الحملي
حدوده:
تنقسم حدود الاقتراني الحملي إلى ثلاثة أقسام هي:
1 - الأوسط: وهو الحد المتكرر في المقدمتين.
2 - الأصغر: وهو الحد المذكور في الصغرى فقط.
3 - الأكبر: وهو الحد المذكور في الكبرى فقط.
القواعد العامة
1 - تكرر الحد الاوسط.
2 - ألا يتألف من سالبتين.
3 - يتألف من جزئيتين.
4 - ألا يتألف من صغرى سالبة وكبرى جزئية.
5 - أن تكون تابعة لأضعف المقدمتين.
الأشكال الأربعة
ينقسم الاقتراني باعتبار كيفية وضع الحد الأوسط في مقدمتيه إلى أربعة أقسام تسمى بـ (الأشكال الأربعة) وهي:
الشكل الأول
تعريفه:
الشكل الأول: هو ما كان الأوسط فيه محمولا في الصغرى موضوعاً في الكبرى.
شروطه:
لأجل أن يكون الشكل الأول منتجاً يشترط فيه الإضافة إلى الشروط العامة المتقدمة ما يلي:
1 - أن تكون صغراء موجبة.
2 - أن تكون كبراه كلية.
أقسامه:
إذا توفر الشكل الأول على شروط الإنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة أربعة وهي:
(الأول) وتتألف صغراه من موجبة كلية، وكبراه من موجبة كلية أيضا، وينتج موجبة كلية.
(مثاله) كل خمر مسكر – وكل مسكر حرام. كل خمر حرام
(الثاني) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة كلية، وينتج سالبة كلية.
(مثاله) كل خمر مسكر – ولا شيء من المسكر بنافع، لا شيء من الخمر بنافع.
(الثالث) وتتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من موجبة كلية، وينتج موجبة جزئية.
(مثاله) بعض المعدن جديد – وكل حديد يتمدد بالحرارة - بعض المعدن يتمدد بالحرارة.
(الرابع) وتتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية.
(مثاله) بعض الطيور له أذنان – ولا شيء مما له أذنان يبيض، بعض الطيور لا يبيض.
قيمة الشكل الأول
الشكل الأول هو أكمل الأشكال وأتمها وذلك للأسباب الآتية:
1 - إنه الشكل الوحيد الذي ينتج القضايا الحملية الأربع.
2 - إنه الشكل الوحيد الذي ينتج الكلية الموجبة ومن ثم فهو يستخدم في البرهنة والإثبات.
3 - إن الحدود في النتيجة مرتبة حسب وضعها في المقدمتين , ففي المقدمتين يأتي الأصغر أولا ثم يأتي بعده الأكبر , وكذلك الأمر بالنسبة للنتيجة يأتي الأصغر أولا ثم الأكبر بعد ذلك , لذلك كانت حركة العقل في هذا الشكل حركة طبيعية , أي تلاحظ الأصغر أولا ثم تثبت له الأكبر عن طريق الأوسط في المقدمات , وتأتي النتيجة فتثبت الأكبر للأصغر بعد اختفاء الأوسط , ومن هنا كان الشكل على مقتضى الطبع وبين الإنتاج بنفسه , لا يحتاج إلى دليل وحجة , بخلاف الباقي , ولذا جعلوه أول الأشكال , وبه يستدل على باقيها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهم معترفون بأن الشكل الأول من الحمليات يغنى عن جميع صور القياس وتصويره فطرى لا يحتاج إلى تعلمه منهم مع أن الاستدلال لا يحتاج إلى تصوره على الوجه الذي يزعمونه. مجموع الفتاوى (9|159)
الشكل الثاني
تعريفه:
الشكل الثاني: هو ما كان الأوسط فيه محمولا في المقدمتين معا
شروطه:
لأجل أن يكون الشكل الثاني منتجا يشترط فيه بالإضافة إلى الشروط العامة ما يلي:
1 - أن تختلف مقدمتاه بالكيف أي أن تكون أحداهما موجبة والأخرى سالبة.
2 - أن تكون كبراه كلية.
أقسامه:
إذا توفر الشكل الثاني على شروط الإنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة هي ما يلي:
(الأول) وتتألف صغراه من موجبة كلية، وكبراه من سالبة كلية، وينتج سالبة كلية.
(مثاله) كل ورد زهر – لا شيء من الجماد بزهر – لا شيء من الورد بجماد
(الثاني) وتتألف صغراه من سالبة كلية وكبراه من موجبة كلية، وينتج سالبة كلية.
(مثاله) لا طالب من الكسالى بناجح – وكل مجد ناجح، لا طالب من الكسالي بمجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
(الثالث) وتتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية، وينتج سالبة جزئية.
(مثاله) بعض المعدن ذهب – ولا شيء من الفضة بذهب، بعض المعدن ليس بفضة.
(الرابع) وتتألف صغراه من سالبة جزئية وكبراه من موجبة كلية وينتج سالبة جزئية
(مثاله) بعض الحيوان ليس إنسانا – كل مفكر إنسان – بعض الحيوان ليس مفكر.
الشكل الثالث
تعريفه:
الشكل الثالث: هو ما كان الأوسط فيه موضوعا في المقدمتين معا
شروطه:
لأجل أن يكون الشكل الثاني منتجا يشترط فيه بالإضافة إلى الشروط العامة ما يلي:
1 - أن تكون صغراه موجبة.
2 - أن تكون إحدى مقدمتيه كلية.
أقسامه:
إذا توفر الشكل الثالث على شروط الإنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة هي ما يلي:
(الأول) وتتألف صغراه من موجبة كلية، وكبراه من موجبة كلية أيضا، وينتج موجبة جزئية.
(مثاله) كل ذهب معدن – وكل ذهب غالي الثمن، بعض المعدن غالي الثمن.
(الثاني) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة كلية، وينتج سالبة جزئية.
(مثاله) كل برتقالة فاكهة – لا شيء من الرتقال بعنب – بعض الفاكهة ليس عنبا.
(الثالث) وتتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من موجبة كلية، وينتج موجبة جزئية.
(مثاله) بعض الطائر أبيض – وكل طائر حيوان، بعض الأبيض حيوان.
(الرابع) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من موجبة جزئية وينتج موجبة جزئية.
(مثاله) كل طائر حيوان – بعض الطائر أبيض – بعض الحيوان أبيض.
(الخامس) تتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة جزئية وينتج سالبة جزئية
(مثاله) كل حيوان حساس – بعض الحيوان ليس إنسانا – بعض الحساس ليس إنسانا.
(السادس) تتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية.
(مثاله) بعض الذهب معدن – لاشيء من الذهب بحديد – بعض المعدن ليس بحديد.
الشكل الرابع
تعريفه:
الشكل الرابع: هو ما كان الأوسط فيه موضوعا في الصغرى ومحمولا في الكبرى.
شروطه:
لأجل أن يكون الشكل الرابع منتجا يشترط فيه بالإضافة إلى الشروط العامة ما يلي:
1 - أن لا تكون إحدى مقدمتيه سالبة جزئية.
2 - أن تكون صغراه كلية إذا كانت مقدمتاه موجبتين.
أقسامه:
إذا توفر الشكل الرابع على شروط الإنتاج العامة والخاصة به تكون أقسامه المنتجة هي ما يلي:
(الأول) وتتألف صغراه من موجبة كلية، وكبراه من موجبة كلية، وينتج موجبة جزئية.
(مثاله) كل إنسان حيوان – وكل ناطق إنسان، بعض الحيوان ناطق.
(الثاني) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من موجبة جزئية، وينتج موجبة جزئية.
(مثاله) كل إنسان حيوان – وبعض الولود إنسان، بعض الحيوان ولود.
(الثالث) وتتألف صغراه من سالبة كلية وكبراه من موجبة كلية، وينتج سالبة كلية.
(مثاله) لا شيء من الإنسان بجماد – وكل ناطق إنسان، لا شيء من الجماد بناطق.
(الرابع) وتتألف صغراه من موجبة كلية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية.
(مثاله) كل سائل يتبخر – ولا شيء من الحديد بسائل بعض ما يتبخر ليس بحديد.
(الخامس) تتألف صغراه من موجبة جزئية وكبراه من سالبة كلية وينتج سالبة جزئية.
(مثاله) بعض المعدن ذهب – لاشيء من الحيوان بمعدن – بعض الذهب ليس بحيوان.
والخلاصة: ينتج الشكل الأول جميع القضايا المحصورة ومن ثم أطلق عليه الشكل الأول ذلك أن نتاجه بين بنفسه , وقياساته كاملة وتتبين به جميع الأشكال ولأنه ينتج جميع المطالب الأربعة وينتج الكلي الموجب الذي هو أفضل المطالب.
وينتج الشكل الثاني القضية السالبة فقط سواء كانت سالبة كلية أو سالبة جزئية.
وينتج الشكل الثالث القضية الجزئية فقط سواء كانت جزئية موجبة أو جزئية سالبة.
أما الشكل الرابع فإنه لاينتج ما عدا الكلية الموجبة وهذا الشكل غير مقبول عند معظم الفلاسفة المسلمين لأن حركة الفكر فيه تجري بشكل معكوس فالنتيجة في هذا الشكل تحكم بموضوع الكبرى على محمول الصغرى وهذا خلاف ما يقتضيه الطبع.
الاستقراء
الاستقراء: هو تتبع الجزئيات للحصول على حكم كلي (قاعدة عامة).
أقسامه:
ينقسم الاستقراء إلى قسمين هما: الاستقراء التام، والاستقراء الناقص.
1 - الاستقراء التام: هو تتبع جميع جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه.
2 - الاستقراء الناقص: وهو تتبع بعض جزئيات الكلي المطلوب معرفة حكمه.
أقسام الاستقراء الناقص:
وينقسم الاستقراء الناقص إلى قسمين أيضا هما: الاستقراء المعلل والاستقراء غير المعلل.
1 - الاستقراء المعلل: هو ما يعمم فيه الحكم على أساس من الإيمان بوجود علة الحكم في كل جزئياته.
2 - الاستقراء غير المعلل: وهو الذي يعتمد في تعميم أحكامه على التعليل.
كيفية الاستدلال بالاستقراء
للاستقرار مراحل يمر بها المستقرئ عند قيامه بعملية الاستدلال الاستقرائي تسمى بـ (مراحل الاستقراء) وتتلخص فيما يلي:
1 - مرحلة الملاحظة والتجربة.
2 - مرحلة الفرض.
3 - مرحلة القانون.
أولاً: مرحلة الملاحظة والتجربة
وهي مرحلة توجيه المستقرئ فكرة نحو المطلوب لمعرفة حقيقته أو تبيان معناه.
والملاحظة: هي مشاهدة المطلوب في الطبيعة على ما هو عليه.
والتجربة: هي مشاهدة المطلوب في ظروف يهيئها المستقرئ حسبما يريد.
التمثيل
تعريفه:
التمثيل: هو إثبات حكم لجزئي لثبوته في جزئي آخر مشابه له.
مثاله:
كإثبات حكم حرمة الخمر للنبيذ لأنه يشبه الخمر في الإسكار.
أركانه:
للتمثيل أركان لا يتم الاستدلال به إلا عند توفرها وهي:
1 - الأصل: وهو الجزئي المعلوم ثبوت الحكم له كالخمر في المثال المذكور.
2 - الفرع: وهو الجزئي المطلوب إثبات الحكم له كالنبيذ في المثال المذكور.
3 - الجامع: وهو جهة المشابهة بين الأصل والفرع كالإسكار في المثال المذكور.
4 - الحكم: وهو الحكم المعلوم ثبوته للأصل والذي يحاول إثباته للفرع كالحرمة في المثال المذكور.
الخلاصة
والخطوات التي تتبع في الاستدلال بالتمثيل هي ما يلي:
1 - تعيين المطلوب.
2 - تعيين الأصل.
3 - محاولة حصر سبب الحكم في نقطة مشتركة بين الأصل والفرع تصلح لأن تكون سببا للحكم.
4 - النتيجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:35]ـ
تقريب وتهذيب نقض المنطق لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
الرد العام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بل الواقع قديما وحديثا أنك لاتجد من يلزم نفسه أن ينظر في علومه بل ويناظر به؛إلا وهو فاسد النظر والمناظرة؛ كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه ...
ومن المعلوم أن القول بوجوبه قول غلاته وجهال أصحابه , ونفس الحذاق منهم لا يلتزمون قوانينه فى كل علومهم بل يعرضون عنها إما لطولها, وإما لعدم فائدتها وإمالفسادها, وإما لعدم تميزها وما فيها من الإجمال والاشتباه؛ فإن فيه مواضع كثيرة هي لحم جمل غث على رأس جبل وعر؛ لاسهل فيرتقى ولاسمين فينتقل.
مجموع الفتاوى (9|6)
وقال: ولهذا مازال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمون أهله وينهون عنه وعن أهله حتى رأيت للمتأخرين فتيا فيها خطوط جماعة من أعيان زمانهم من أئمة الشافعية والحنفية وغيرهم فيها كلام عظيم فى تحريمه وعقوبة أهله حتى إن من الحكايات المشهورة التى بلغتنا أن الشيخ أبا عمرو بن الصلاح أمر بانتزاع مدرسة معروفة من أبى الحسن الآمدي وقال: أخذها منه أفضل من أخذ عكا.
مجموع الفتاوى (9|7)
وقال:وأيضا هم متفقون على أنه لايفيد إلا أمورا كلية مقدرة فى الذهن لا يفيد العلم بشيء موجود محقق في الخارج إلا بتوسط شيء آخر غيره , والأمور الكلية الذهنية ليست هي الحقائق الخارجية ولا هي أيضا علما بالحقائق الخارجية إذ لكل موجود حقيقة يتميزبها عن غيره هو بها هو وتلك ليست كلية؛فالعلم بالأمر المشترك لايكون علما بها فلا يكون فى القياس المنطقى علم تحقيق شيء من الأشياء وهو المطلوب.
مجموع الفتاوى (9|18)
وقال: وأيضا لاتجد أحدا من أهل الأرض حقق علما من العلوم وصار إماما فيه مستعينا بصناعة المنطق لا من العلوم الدينية ولا غيرها؛ فالأطباء والحساب والكتاب ونحوهم يحققون ما يحققون من علومهم وصناعاتهم بغير صناعة المنطق.
وقد صنف في الإسلام علوم النحو واللغة والعروض والفقه وأصوله والكلام غير ذلك وليس فى أئمة هذة الفنون من كان يلتفت إلى المنطق بل عامتهم كانوا قبل أن يعرب هذا المنطق اليونانى ...
وإن كان فيهم من قد يحقق شيئا من العلم؛فذلك لصحة المادة والأدلة التى ينظر فيها وصحة ذهنه وإدراكه لا لأجل المنطق بل إدخال صناعة المنطق فى العلوم الصحيحة يطول العبارة ويبعد الإشارة ويجعل القريب من العلم بعيدا واليسير منه عسيرا , ولهذا تجد من أدخله فى الخلاف والكلام وأصول الفقه وغير ذلك لم يفد إلا كثرة الكلام والتشقيق مع قلة العلم والتحقيق , فعلم أنه من أعظم حشو الكلام وأبعد الأشياء عن طريقة ذوى الأحلام.
مجموع الفتاوى (9|24)
وقال: وعامة الحدود المنطقية هي من هذا الباب حشو لكلام كثير يبينون به الأشياء وهي قبل بيانهم أبين منها بعد بيانهم؛فهي مع كثرة ما فيها من تضييع الزمان وإتعاب الفكر واللسان لا توجب إلا العمى والضلال ,وتفتح باب المرء والجدال إذ كل منهم يورد على حد الآخر من الأسئلة ما يفسد به ويزعم سلامة حده منه , وعند التحقيق تجدهم متكافئين أو متقاربين ليس لأحدهم على الآخر رجحان مبين؛فإما أن يقبل الجميع أو يرد الجميع أو يقبل من وجه ويرد من وجه.
مجموع الفتاوى (9|66)
وقال: فأني كنت دائما أعلم أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد.
مجموع الفتاوى (9|82)
وقال:وكان مبدأ وضع المنطق من الهندسة وسموه حدودا , لحدود تلك الأشكال لينتقلوا من الشكل المحسوس إلى الشكل المعقول وهذا لضعف عقولهم وتعذر المعرفة عليهم إلا بالطريق البعيدة , والله تعالى يسر للمسلمين من العلم والبيان والعمل الصالح والإيمان ما برزوا به على كل نوع من أنواع جنس الانسان والحمد لله رب العالمين.
مجموع الفتاوى (9|130)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: ولهذا كان العقلاء العارفون يصفون منطقهم بأنه أمر اصطلاحى وضعه رجل من اليونان لا يحتاج إليه العقلاء ,ولا طلب العقلاء للعلم موقوفا عليه كما ليس موقوفا على التعبير بلغاتهم مثل فيلاسوفيا وسوفسطيقا وأنولوطقيا وأثولوجيا وقاطيغورياس ونحو ذلك من لغاتهم التى يعبرون بها عن معانيهم؛ فلا يقول أحد أن سائر العقلاء محتاجون إلى هذه اللغة لا سيما من كرمه الله بأشرف اللغات الجامعه لأكمل مراتب البيان المبينة لما تتصوره الأذهان بأوجز لفظ وأكمل تعريف ,وهذا مما احتج به أبو سعيد السيرافى فى مناظرته المشهورة لمتى الفيلسوف لما أخذ متى يمدح المنطق ويزعم احتياج العقلاء إليه ورد عليه أبو سعيد بعدم الحاجة إليه ,وأن الحاجة إنما تدعو إلى تعلم العربية لأن المعانى فطرية عقليه لا تحتاج إلى اصطلاح خاص؛ بخلاف اللغة المتقدمة التى يحتاج إليها فى معرفة ما يجب معرفته من المعانى فإنه لا بد فيها من التعلم.
ولهذا كان تعلم العربية التى يتوقف فهم القرآن والحديث عليها فرضا على الكفاية بخلاف المنطق ,ومن قال من المتأخرين أن تعلم المنطق فرض على الكفاية أو أنه من شروط الاجتهاد فإنه يدل على جهله بالشرع وجهله بفائدة المنطق وفساد هذا القول معلوم بالاضطرار من دين الإسلام؛ فإن أفضل هذه الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين عرفوا ما يجب عليهم ويكمل علمهم وإيمانهم قبل أن يعرف المنطق اليونانى فكيف يقال أنه لا يوثق بالعلم إن لم يوزن به أو يقال إن فطر بنى آدم فى الغالب لم تستقم إلا به.
مجموع الفتاوى (9|172)
وقال: وإن قالوا إن العلم التصديقى أو التصورى أيضا لا ينال بدونه فهم ادعوا أن طرق العلم على عقلاء بنى آدم مسدودة إلا من الطريقتين اللتين ذكروهما من الحد وما ذكروه من القياس , وادعوا أن ماذكروه من الطريقتين توصلان إلى العلوم التي ينالها بنو آدم بعقولهم؛ بمعنى أن ما يوصل لا بد أن يكون على الطريق الذي ذكروه لا على غيره , فما ذكروه آله قانونية بها توزن الطرق العلمية ويميز بها بين الطريق الصحيحة والفاسدة فمراعاة هذا القانون تعصم الذهن أن يزل فى الفكر الذى ينال به تصور أو تصديق.
هذا ملخص ما قالوه!
وكل هذه الدعاوى كذب فى النفى والإثبات فلا ما نفوه من طرق غيرهم كلها باطل ولا ما أثبتوه من طرقهم كلها حق على الوجه الذى ادعوا فيه ,وإن كان في طرقهم ما هو حق كما إن فى طرق غيرهم ما هو باطل فما من أحد منهم ولا من غيرهم يصنف كلاما إلا ولابد أن يتضمن ما هو حق.
فمع اليهود والنصارى من الحق بالنسبة إلى مجموع ما معهم أكثر مما مع هؤلاء من الحق بل ,ومع المشركين عباد الاصنام من العرب ونحوهم من الحق أكثر مما مع هؤلاؤء بالنسبة إلى ما معهم فى مجموع فلسفتهم النظرية والعملية للأخلاق والمنازل والمدائن.
مجموع الفتاوى (9|175)
وقال: وما زال نظار المسلمين يعيبون طريق أهل المنطق ويبينون ما فيها من العى واللكنة وقصور العقل وعجز النطق , ويبينون أنها إلى إفساد المنطق العقلى واللسانى أقرب منها إلى تقويم ذلك ولا يرضون أن يسلكوها فى نظرهم ومناظرتهم لا مع من يوالونه ولا مع من يعادونه.
وإنما كثر استعمالها من زمن أبى حامد فإنه أدخل مقدمة من المنطق اليونانى فى أول كتابة المستصفى وزعم أنه لا يثق بعلمه إلا من عرف هذا المنطق ,وصنف فيه معيار العلم و ومحك النظر وصنف كتابا سماه القسطاس المستقيم ذكر فيه خمس موازين: الثلاث الحمليات والشرطي المتصل والشرطى المنفصل وغير عباراتها إلى أمثلة أخذها من كلام المسلمين ,وذكر أنه خاطب بذلك بعض أهل التعليم وصنف كتابا فى تهافتهم ,وبين كفرهم بسبب مسألة قدم العالم وإنكار العلم العلم بالجزئيات ,وإنكار المعاد ,وبين فى آخر كتبه أن طريقهم فاسدة لا توصل الى يقين وذمها أكثر مما ذم طريقة المتكلمين وكان أولا يذكر فى كتبه كثيرا من كلامهم إما بعبارتهم ,وإما بعبارة أخرى ثم فى آخر أمره بالغ فى ذمهم وبين أن طريقهم متضمنة من الجهل والكفر ما يوجب ذمها وفسادها أعظم من طريق المتكلمين ومات وهو مشتغل بالبخاري ومسلم.
والمنطق الذى كان يقول فيه ما يقول ما حصل له مقصوده ,ولا أزال عنه ما كان فيه من الشك والحيرة ولم يغن عنه المنطق شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن بسبب ما وقع منه فى أثناء عمره وغير ذلك صار كثير من النظار يدخلون المنطق اليونانى فى علومهم حتى صار من يسلك طريق هؤلاء من المتأخرين يظن أنه لا طريق إلا هذا ,وأن ما ادعوه من الحد والبرهان هو أمر صحيح مسلم عند العقلاء ,ولا يعلم أنه ما زال العقلاء والفضلاء من المسلمين وغيرهم يعيبون ذلك ويطعنون فيه ,وقد صنف نظار المسلمين فى ذلك مصنفات متعددة وجمهور المسلمين يعيبونه عيبا مجملا لما يرونه من آثاره ولوازمه الدالة على ما فى أهله مما يناقض العلم والإيمان ويفضى بهم الحال إلى أنواع من الجهل والكفر والضلال.
مجموع الفتاوى (9|185)
وقال: وكان يعقوب بن إسحق الكندى فيلسوف الإسلام فى وقته؛ أعني الفيلسوف الذى فى الإسلام وإلا فليس الفلاسفة من المسلمين كما قالوا لبعض أعيان القضاة الذين كانوا فى زماننا ابن سينا من فلاسفة الإسلام فقال: ليس للإسلام فلاسفة.
مجموع الفتاوى (9|186)
وقال: والكلام فى المنطق إنما وقع لما زعموا أنه آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن أن يزل فى فكره؛فاحتجنا أن ننظر فى هذه الآلة هل هى كما قالوا أو ليس الأمر كذلك ومن شيوخهم من إذا بين له من فساد أقوالهم ما يتبين به ضلالهم وعجز عن دفع ذلك يقول هذه علوم قد صقلتها الأذهان أكثر من الف سنة وقبلها الفضلاء فيقال له عن هذا أجوبة:
أحدها: أنه ليس الأمر كذلك فما زال العقلاء الذين هم أفضل من هؤلاء ينكرون عليهم ويبينون خطأهم وضلالهم فأما القدماء فالنزاع بينهم كثير معروف وفى كتب أخبارهم ومقالاتهم من ذلك ما ليس هذا موضع ذكره.
فأما أيام الاسلام فإن كلام نظار المسلمين فى بيان فساد ما أفسدوه من أصولهم المنطقية والإلهية بل والطبيعية والرياضية كثير.
قد صنف فيه كل طائفة من طوائف نظار المسلمين حتى الرافضة ,وأما شهادة سائر طوائف أهل الإيمان والعلماء بضلاهم وكفرهم؛فهذا البيان عام لا يدفعه إلا معاند والمؤمنون شهداء الله فى الآرض فإذا كان أعيان الأذكياء الفضلاء من الطوائف وسائر أهل العلم والإيمان معلنين بتخطئتهم وتضليلهم إما جملة وإما تفضيلا امتنع أن يكون العقلاء قاطبة تلقوا كلامهم بالقبول.
الوجه الثانى: أن هذا ليس بحجة؛ فإن الفلسفة التى كانت قبل أرسطو وتلقاها من قبل بالقبول؛طعن أرسطو فى كثير منها وبين خطأهم ,وابن سينا وأتباعه خالفوا القدماء في طائفة من أقاويلهم وبينوا خطأهم ورد الفلاسفة بعضهم على بعض أكثر من رد كل طائفة بعضهم على بعض , وأبو البركات وأمثاله قد ردوا على أرسطو ما شاء الله لأنهم يقولون إنما قصدنا الحق ليس قصدنا التعصب لقائل معين ولا لقول معين.
و الثالث: أن دين عباد الأصنام أقدم من فلسفتهم ,وقد دخل فيه من الطوائف أعظم ممن دخل فى فلسفتهم ,وكذلك دين اليهود المبدل أقدم من فلسفة أرسطو ودين النصارى المبدل قريب من زمن أرسطو؛فإن أرسطو كان قبل المسيح بنحو ثلاثمائة؛فإنه كان من زمن الإسكندر بن فيلبس الذى يؤرخ به تاريخ الروم الذى يستعمله اليهود والنصارى.
الرابع: أن يقال فهب أن الأمر كذلك فهذه العلوم عقلية محضة ليس فيها تقليد لقائل ,وإنما تعلم بمجرد العقل فلا يجوز أن تصحح بالنقل بل ولا يتكلم فيها إلا بالمعقول المجرد؛فإذا دل المعقول الصريح على بطلان الباطل منها لم يجز رده فإن أهلها لم يدعوا أنها مأخوذه عن شيء يجب تصديقه بل عن عقل محض فيجب التحاكم فيها الى موجب العقل الصريح.
مجموع الفتاوى (9|196)
وقال: وكثير من الطرق لا يحتاج إليه أكثر الناس ,وإنما يحتاج إليه من لم يعرف غيره أو من أعرض عن غيره ,وبعض الناس يكون كلما كان الطريق أدق وأخفى وأكثر مقدمات وأطول كان أنفع له لأن نفسه اعتادت النظر فى الأمور الدقيقة؛فإذا كان الدليل قليل المقدمات أو كانت جلية لم تفرح نفسه به, ومثل هذا قد تستعمل معه الطرق الكلامية المنطقية وغيرها لمناسبتها لعادته لا لكون العلم بالمطلوب متوقفا عليها مطلقا؛فإن من الناس من إذا عرف ما يعرفه جمهور الناس وعمومهم أو ما يمكن غير الأذكياء معرفته لم يكن عند نفسه قد امتاز عنهم بعلم فيحب معرفة الأمور الخفية الدقيقة الكثيرة المقدمات ,ولهذا يرغب كثير من علماء السنة فى النظر فى العلوم الصادقة الدقيقة كالجبر والمقابلة وعويص الفرائض والوصايا والدور وهو علم صحيح فى نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموع الفتاوى (9|213)
وقال: واذا اتسعت العقول وتصوراتها اتسعت عباراتها وإذا ضاقت العقول والعبارات والتصورات بقى صاحبها كأنه محبوس العقل واللسان كما يصيب أهل المنطق اليونانى تجدهم من أضيق الناس علما وبيانا وأعجزهم تصورا وتعبيرا ولهذا من كان ذكيا إذا تصرف فى العلوم وسلك مسلك أهل المنطق: طول وضيق وتكلف وتعسف وغايته بيان البين وإيضاح الواضح من العي وقد يوقعه ذلك فى أنواع من السفسطة التى عافى منها من لم يسلك طريقهم.
مجموع الفتاوى (9|158)
وقال: ثم إن الفلالسفة أصحاب هذا المنطق البرهانى الذى وضعه أرسطو وما يتبعه من الطبيعى والإلهى ليسوا أمة واحدة بل أصناف متفرقون, وبينهم من التفرق والاختلاف مالا يحصيه إلا الله, أعظم مما بين الملة الواحدة كاليهود والنصارى أضعافا مضاعفة فإن القوم كلما بعدوا عن أتباع الرسل والكتب كان أعظم فى تفرقهم واختلافهم ... .
مجموع الفتاوى (9|229)
وقال: ولا يجوز لعاقل أن يظن أن الميزان العقلى الذي أنزله الله هو منطق اليونان لوجوه:
أحدهما: أن الله أنزل الموازين مع كتبه قبل أن يخلق اليونان من عهد نوح وإبراهيم وموسى وغيرهم وهذا المنطق اليوناني وضعه أرسطو قبل المسيح بثلاثمائة سنة فكيف كانت الأمم المتقدمة تزن به.
الثانى: أن أمتنا أهل الإسلام ما زالوا يزنون بالموازين العقلية ,ولم يسمع سلفا بذكر هذا المنطق اليونانى ,وإنما ظهر في الإسلام لما عربت الكتب الرومية فى عهد دولة المأمون أو قريبا منها.
الثالث: أنه ما زال نظار المسلمين بعد أن عرب وعرفوه يعيبونه ويذمونه ولا يلتفتون إليه ولا إلى أهله فى موازينهم العقلية والشرعية ,ولا يقول القائل ليس فيه مما انفردوا به إلا اصطلاحات لفظية وإلا فالمعانى العقلية مشتركة بين الأمم فإنه ليس الأمر كذلك بل فيه معانى كثيرة فاسدة.
ثم هذا جعلوه ميزان الموازين العقلية التى هى الأقيسة العقلية ,وزعموا أنه آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن أن يزل في فكره وليس الأمر كذلك فإنه لو احتاج الميزان إلى ميزان لزم التسلسل.
و أيضا فالفطرة إن كانت صحيحة وزنت بالميزان العقلي ,وإن كانت بليدة أو فاسدة لم يزدها المنطق إلا بلادة وفسادا ,ولهذا يوجد عامة من يزن به علومه لابد أن يتخبط ولا يأتى بالأدلة العقلية على الوجه المحمود ومتى أتى بها على الوجه المحمود أعرض عن اعتبارها بالمنطق لما فيه من العجز والتطويل وتبعيد الطريق وجعل الواضحات خفيات وكثرة الغلط والتغليط فإنهم إذا عدلوا عن المعرفة الفطرية العقلية للمعينات إلى أقيسة كلية وضعوا ألفاظها وصارت مجملة تتناول حقا وباطلا حصل بها من الضلال ما هو ضد المقصود من الموازين وصارت هذه الموازين عائلة لا عادلة وكانوا فيها من المطففين {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} وأين البخس فى الأموال من البخس في العقول والأديان مع أن أكثرهم لا يقصدون البخس بل هم بمنزلة من ورث موازين من أبيه يزن بها تارة له وتارة عليه ولا يعرف أهي عادلة أم عائلة.
مجموع الفتاوى (9|243)
وقال:والمقصود هنا أن ابن سينا أخبر عن نفسه أن أهل بيته وأباه وأخاه كانوا من هؤلاء الملاحدة ,وأنه إنما اشتغل بالفلسفة بسبب ذلك؛فإنه كان يسمعهم يذكرون العقل والنفس.
وهؤلاء المسلمون الذين ينتسب اليهم هم مع الإلحاد الظاهر والكفر الباطن أعلم بالله من سلفه الفلاسفة كأرسطو واتباعه فإن أولئك ليس عندهم من العلم بالله إلا ما عند عباد مشركى العرب ما هو خير منه ...
وابن سينا لما عرف شيئا من دين المسلمين ,وكان قد تلقى ما تلقاه عن الملاحدة وعمن هو خير منهم من المعتزلة والرافضة أراد أن يجمع بين ما عرفه بعقله من هؤلاء وبين ما أخذه من سلفه ومما أحدثه مثل كلامه فى النبوات وأسرار الآيات والمنامات بل وكلامه فى بعض الطبيعيات وكلامه فى واجب الوجود ونحو ذلك وإلا فأرسطو وأتباعه ليس فى كلامهم ذكر واجب الوجود ولا شىء من الأحكام التى لواجب الوجود وإنما يذكرون العلة الأولى ويثبتونه من حيث هو علة غائية للحركة الفلكية يتحرك الفلك للتشبه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فابن سينا أصلح تلك الفلسفة الفاسدة بعض إصلاح حتى راجت على من يعرف دين الإسلام من الطلبة النظار ,وصار يظهر لهم بعض ما فيها من التناقض فيتكلم كل منهم بحسب ما عنده ولكن سلموا لهم أصولا فاسدة فى المنطق والطبيعيات والإلهيات ولم يعرفوا ما دخل فيها من الباطل فصار ذلك سببا إلى ضلالهم فى مطالب عالية إيمانية ومقاصد سامية قرآنية خرجوا بها عن حقيقة العلم والإيمان وصاروا بها فى كثير من ذلك لا يسمعون ولا يعقلون بل يسفسطون فى العقليات ويقرمطون فى السمعيات.
مجموع الفتاوى (9|136)
وقال: وهو أن نقول هب أن صورة القياس المنطقي ومادته تفيد علوما كلية لكن من أين يعلم أن العلم الكلي لا ينال حتى يقول هؤلاء المتكلفون القافون ما ليس لهم به علم هم ومن قلدهم من أهل الملل وعلمائهم إن ما ليس ببديهي من التصورات والتصديقات لا يعلم إلا بالحد والقياس وعدم العلم ليس علما بالعدم؛فالقائل لذلك لم يمتحن أحوال نفسه ولو امتحن أحوال نفسه لوجد له علوما كلية بدون القياس المنطقي وتصورات كثيرة بدون الحد وإن علم ذلك من نفسه أو بني جنسه فمن أين له أن جميع بني آدم مع تفاوت فطرهم وعلومهم ومواهب الحق لهم هم بمنزلته وأن الله لا يمنح أحدا علما إلا بقياس منطقي ينعقد في نفسه حتى يزعم هؤلاء أن الأنبياء كانوا كذلك بل صعدوا إلى رب العالمين وزعموا أن علمه بأمور خلقه إنما هو بواسطة القياس المنطقي وليس معهم بهذا النفي الذي لم يحيطوا بعلمه من حجة إلاعدم العلم فيدعون العلم ,وقد تكلموا بهذه القضية الكلية السالبة التي تعم ما لا يحصى عددها إلا الله بلا علم لهم بها أصلا.
مجموع الفتاوى (9|79)
وقال: إن الأنبياء والأولياء لهم من علم الوحي والإلهام ما هو خارج عن قياسهم الذي ذكروه بل الفراسة أيضا وأمثالها؛فإن أدخلوا ذلك فيما ذكروه من الحسيات والعقليات لم يمكنهم نفي ما لم يذكروه ,ولم يبق لهم ضابط ,وقد ذكر ابن سينا وأتباعه أن القضايا الواجب قبولها التى هي مادة البرهان الأوليات والحسيات والمجربات والحدسيات والمتواترات وربما ضموا إلى ذلك قضايا معها حدودها ولم يذكروا دليلا على هذا الحصر ,ولهذا اعترف المنتصرون لهم أن هذا التقسيم منتشر غير منحصر يتعذر إقامة دليل عليه ,وإذا كان كذلك لم يلزم أن كل ما لم يدخل فى قياسهم لا يكون معلوما وحينئذ فلا يكون المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها من الخطأ؛فإنه إذا ذكر له قضايا يمكن العلم بها بغير هذا الطريق لم يمكن وزنها بهذه الأدلة.
وعامة هؤلاء المنطقيين يكذبون بما لم يستدل عليه بقياسهم ,وهذا فى غاية الجهل لاسيما إن كان الذي كذبوا به من أخبار الأنبياء.
فإذا كان أشرف العلوم لا سبيل إلى معرفته بطريقهم لزم أمران
أحدهما: أن لا حجة لهم على ما يكذبون به مما ليس فى قياسهم دليل عليه.
و الثانى: أن ما علموه خسيس بالنسبة إلى ما جهلوه فكيف إذا علم أنه لا يفيد النجاة ولا السعادة.
مجموع الفتاوى (9|247)
وقال: إنهم يجعلون ما هو علم يجب تصديقه ليس علما, وما هو باطل وليس بعلم يجعلونه علما فزعموا ما جاءت به الأنبياء فى معرفة الله وصفاته والمعاد لا حقيقة له فى الواقع ,وأنهم إنما أخبروا الجمهور بما يتخيلونه فى ذلك لينتفعوا به فى إقامة مصلحة دنياهم لا يعرفوا بذلك الحق ,وأنه من جنس الكذب لمصلحة الناس ويقولون أن النبى حاذق بالشرائع العملية دون العلمية ,ومنهم من يفضل الفيلسوف على كل نبى وعلى نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ولا يوجبون اتباع نبى بعينه لا محمد ولا غيره ,ولهذا لما ظهرت التتار وأراد بعضهم الدخول فى الإسلام قيل إن هولاكو أشار عليه بعض من كان معه من الفلاسفة بأن لا يفعل قال:ذاك لسانه عربي ولا تحتاجون إلى شريعته.
ومن تبع النبى منهم فى الشرائع العملية لا يتبعه فى أصول الدين والاعتقاد بل النبى عندهم بمنزلة أحد الإئمة الأربعة عند المتكلين؛فإن أئمة الكلام إذا قلدوا مذهبا من المذاهب الأربعة اقتصروا في تقليده على القضايا الفقهية ولا يلتزمون موافقته فى الأصول ومسائل التوحيد بل قد يجعلون شيوخهم المتكلمين أفضل منهم فى ذلك.
وقد أخبر النبى عن الله بأسمائه وصفاته المعينة وعن الملائكة والعرش والكرسي والجنة والنار ,وليس فى ذلك شيء من ذلك بقياسهم ,وكذا أخبر عن أمور معينة مما كان وسيكون ,وليس شيء من ذلك يمكن معرفته بقياسهم لا البرهاني ولا غيره؛فإن أقيستهم لا تفيد إلا أمورا كلية ,وهذه أمور خاصة ,وقد أخبر بما يكون من الحوادث المعينة حتى أخبر عن التتر الذين جاءوا بعد ستمائة سنة من إخباره وكذلك عن النار التى خرجت قبل مجيء التتر سنة خمس وخمسين وستمائةهـ فهل يتصور أن قياسهم وبرهانهم يدل على آدمى معين أو أمة معينة فضلا عن موصوف بالصفات التى ذكرها ثم من بلاياهم وكفرياتهم أنهم قالوا إن الباري تعالى لا يعلم الجزئيات ولا يعرف عين موسى وعيسى ولا غيرهما ولا شيئا من تفاصيل الحوادث والكلام والرد عليهم فى ذلك مبسوط فى موضعه.
والمقصود أن يعرف الانسان أنهم يقولون من الجهل والكفر ما هو فى غاية الضلال فرارا من لازم ليس قط دليل على نفيه.
مجموع الفتاوى (9|249)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:36]ـ
نقض قولهم في الحد
فاعلم أنهم بنوا المنطق على الكلام فى الحد ونوعه والقياس البرهانى ونوعه قالوا لأن العلم إما تصور وإما تصديق؛فالطريق الذى ينال به التصور هو الحد والطريق الذى ينال به التصديق هو القياس.
فنقول:الكلام فى أربع مقامات مقامين سالبين ومقامين موجبين فالأولان: أحدهما: فى قولهم أن التصور المطلوب لا ينال إلا بالحد.
و الثانى: أن التصديق المطلوب لا ينال إلا بالقياس.
والآخران فى أن الحد يفيد العلم بالتصورات.
وأن القياس أو البرهان الموصوف يفيد العلم بالتصديقات.
مجموع الفتاوى (9|83)
القسم الأول: الكلام على الحد
المسألة الأولى: قولهم أن التصور لا ينال إلا بالحد
المسألة الثانية: إن الحد يفيد العلم بالتصورات , وهاتان المسألتان متداخلتان.
والكلام عليها من وجوه:
الأول: لا ريب أن النافي عليه الدليل كالمثبت والقضية سواء أكانت سلبية أو إيجابية إذا لم تكن بديهية لا بد لها من دليل, وأما السلب بلا علم فهو قول بلا علم فقولهم "لا تحصل التصورات إلا بالحد" قضية سالبة وليست بديهية فهم مطالبون بالدليل وإذا لم يقيموا دليلا كان هذا قولا بلا علم ,وهو أول ما أسسوه فكيف تجعل هذه القاعدة التي لم يقيموا عليها دليلا أساسا لميزان العلم , وهم يزعمون أن هذا العلم آله قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الزلل والخطأ.
مجموع الفتاوى (9|84) والرد على المنطقيين (7)
الثاني: قولهم أن التصور الذى ليس ببديهى لاينال إلا بالحد باطل لأن الحد هو قول الحاد.
فالحد في تعريفهم: هو القول الدال على ماهيه المحدود.
فلا شك أن المعرفة بالحد لا تكون إلا بعد الحد؛فإن الحاد الذى ذكر الحد؛إن كان عرف المحدود بغير حد بطل قولهم - أنه لا يعرف إلا بالحد - وإن كان عرفه بحد آخر فالقول فيه كالقول فى الأول؛ فإن كان هذا الحاد عرفه بعد الحد الأول لزم التسلسل أوالدور ().
الرد على المنطقيين (27) ومجموع الفتاوى (9|44)
الثالث: لو حصل تصور المحدود بالحد لحصل ذلك قبل العلم بصحة الحد
قال: لو كان الحد مفيدا لتصور المحدود لم يحصل ذلك إلا بعد العلم بصحة الحد؛فإنه دليل التصور وطريقه وكاشفه؛ فمن الممتنع أن يعلم المعرف المحدود قبل العلم بصحة المعرف ,والعلم بصحة الحد لا يحصل إلا بعد العلم بالمحدود إذ الحد خبر عن مخبر هو المحدود؛فمن المتنع أن يعلم صحة الخبر وصدقه قبل تصور المخبر عنه من غير تقليد للمخبر وقبول قوله.
مجموع الفتاوى (9|93) والرد على المنطقيين (38)
الرابع:استغناء أهل العلوم عن الحد
إن الأمم جميعهم من أهل العلوم والمقالات وأهل الأعمال والصناعات يعرفون الأمور التي يحتاجون إلى معرفتها ,ويحققون من العلوم والأعمال من غير تكلم بحد ,ولا نجد أحدا من أئمة العلوم يتكلم بهذه الحدود لا أئمة الفقه ولا النحو ولا الطب ولا الحساب ولا أهل الصناعات مع أنهم يتصورون مفردات علمهم؛ فعلم استغناء التصور عن هذه الحدود.
مجموع الفتاوى (9|85) والرد على المنطقيين (8)
وقال أيضا: أن المتكلمين بالحدود طائفة قليلة فى بنى آدم لا سيما الصناعة المنطقية؛فإن واضعها هو أرسطو وسلك خلفه فيها طائفة من بنى آدم.
ومن المعلوم أن علوم بنى آدم عامتهم وخاصتهم حاصلة بدون ذلك؛فبطل قولهم إن المعرفة متوقفة عليها, أما الأنبياء فلا ريب فى استغنائهم عنها ,وكذلك أتباع الأنبياء من العلماء والعامة؛ فإن القرون الثلاثة من هذه الأمة الذين كانوا أعلم بنى آدم علوما ومعارف لم يكن تكلف هذه الحدود من عادتهم؛فإنهم لم يبتدعوها ولم تكن الكتب الاعجمية الرومية عربت لهم ,وإنما حدثت بعدهم من مبتدعة المتكلمين والفلاسفة ,ومن حين حدثت صار بينهم من الاختلاف والجهل مالا يعلمه إلا الله.
وكذلك علم الطلب و الحساب وغير ذلك لاتجد أئمة هذه العلوم يتكلفون هذه الحدود المركبة من الجنس والفصل إلا من خلط ذلك بصنعتهم من أهل المنطق.
وكذلك النحاة مثل سيبويه الذى ليس فى العالم مثل كتابه ,وفيه حكمة لسان العرب لم يتكلف فيه حد الاسم والفاعل ونحو ذلك كما فعل غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما تكلف النحاة حد الاسم ذكروا حدودا كثيرة كلها مطعون فيها عندهم ,وكذلك ما تكلف متأخروهم من حد الفاعل والمبتدأ والخبر نحو ذلك لم يدخل فيها عندهم من هو إمام فى الصناعة ولا حاذق فيها.
وكذلك الحدود التى يتكلفها بعض الفقهاء للطهارة والنجاسة وغير ذلك من معانى الأسماء المتداولة بينهم ,وكذلك الحدود التى تكلفها الناظرون فى أصول الفقه لمثل الخبر والقياس والعلم ,وغير ذلك لم يدخل فيها إلا من ليس بإمام فى الفن ,وإلى الساعة لم يسلم لهم حد ,وكذلك حدود أهل الكلام؛ فإذا كان حذاق بنى آدم فى كل فن من العلم أحكموه بدون هذه الحدود المتكلفة بطل دعوى توقف المعرفة عليها.
مجموع الفتاوى (9|47)
الخامس: أن سامع الحد إن لم يكن عارفا قبل ذلك بمفردات ألفاظه ودلالتها على معانيها المفردة لم يمكنه فهم الكلام والعلم بأن اللفظ دال على المعنى وموضوع له مسبوق بتصور المعنى وإن كان متصورا لمسمى اللفظ ومعناه قبل سماعه امتنع أن يقال إنما تصوره بسماعه ().
مجموع الفتاوى (9|86) والرد على المنطقيين (10)
السادس: صناعة الحد وضع اصطلاحي غير فطري
قال: هذه صناعة وضعية اصطلاحية ليست من الأمور الحقيقة العلمية ,وهي مع ذلك مخالفة لصريح العقل ,ولما عليه الوجود في مواضع؛فتكون باطلة ليست من الأوضاع المجردة كوضع أسماء الأعلام؛فإن تلك فيها منفعة وهي لا تخالف عقلا ولا وجودا ,وأما وضعهم فمخالف لصريح العقل والوجود ,ولو كان وضعا مجردا لم يكن ميزانا للعلوم والحقائق؛فإن الأمور الحقيقية العلمية لا تختلف باختلاف الأوضاع والاصطلاحات كالمعرفة بصفات الأشياء وحقائقها؛فالعلم بأن الشيء حي أو عالم أو قادر أو مريد أو متحرك أو ساكن أو حساس أو غير حساس ليس هو من الصناعات الوضعية بل هو من الأمور الحقيقية الفطرية التي فطر الله تعالى عباده عليها؛كما فطرهم على أنواع الارادات الصحيحة والحركات المستقيمة.
لاسيما وهؤلاء يقولون إن المنطق ميزان العلوم العقلية ومراعاته تعصم الذهن عن أن يغلط في فكره؛ كما أن العروض ميزان الشعر والنحو والتصريف ميزان الألفاظ العربية المركبة والمفردة وآلات المواقيت موازين لها.
ولكن ليس الأمر كذلك؛ فإن العلوم العقلية تعلم بما فطر الله عليه بني آدم من أسباب الادراك لا تقف على ميزان وضعي لشخص معين ولا يقلد في العقليات أحد بخلاف العربية فانها عادة لقوم لا تعرف الا بالسماع وقوانينها لا تعرف إلا بالاستقراء بخلاف ما به يعرف مقادير المكيلات والمذونات والمزروعات والمعدودات فانها تفتقر إلى ذلك غالبا لكن تعيين ما به يكال ويوزن بقدر مخصوص أمر عادي كعادة الناس في اللغات.
الرد على المنطقيين (27)
السابع: إلى الساعة لا يعلم للناس حد مستقيم على أصلهم بل أظهر الأشياء الإنسان وحده بالحيوان الناطق عليه الاعتراضات المشهورة , وكذا حد الشمس وأمثاله حتى إن النحاة لما دخل متأخروهم في الحدود ذكروا للاسم بضعة وعشرين حدا وكلها معترضة على أصلهم , والأصوليون ذكروا للقياس بضعة وعشرين حدا وكلها أيضا معترضة ,وعامة الحدود المذكورة في كتب الفلاسفة والأطباء والنحاة وأهل الأصول والكلام معترضة لم يسلم منها إلا القليل فلو كان تصور الأشياء موقوفا على الحدود ولم يكن إلى الساعة قد تصور الناس شيئا من هذه الأمور والتصديق موقوف على التصور؛فإذا لم يحصل تصور لم يحصل تصديق فلا يكون عند بني آدم علم من عامة علومهم وهذا من أعظم السفسطة.
مجموع الفتاوى (9|85) والرد على المنطقيين (8)
الثامن: أن تصور الماهية – حقيقة الشيء - إنما يحصل عندهم بالحد الحقيقي المؤلف من الذاتيات المشتركة والمميزة ,وهو المركب من الجنس والفصل وهذا الحد إما متعذر أو متعسر كما قد أقروا بذلك وحينئذ فلا يكون قد تصور حقيقة من الحقائق دائما أو غالبا وقد تصورت الحقائق فعلم استغناء التصور عن الحد.
مجموع الفتاوى (9|86) والرد على المنطقيين (9)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ولما راموا ذلك لم يكن بد من أن يفرقوا بين بعض الصفات وبعض؛ إذ جعلوا التصور بما جعلوه ذاتيا فلا بد أن يفرقوا بين ما هو ذاتي عندهم وما ليس كذلك؛فأدى ذلك إلى التفريق بين المتماثلات حيث جعلوا صفة ذاتية دون أخرى مع تساويهما أو تقاربهما وطلب الفرق بين المتماثلات ممتنع وبين المتقاربات عسر؛فالمطلوب إما متعذر أو متعسر؛فإن كان متعذرا بطل بالكلية وإن كان متعسرا فهو بعد حصوله, ليس فيه فائدة زائدة على ما كان يعرف قبل حصوله فصاروا بين أن يمتنع عليهم ما شرطوه أوينالوه ولا يحصل به ما قصدوه على التقديرين فليس ما وضعوه من الحد طريقا لتصور الحقائق في نفس من لا يتصورها بدون الحد ,وإن كان قد يفيد من تمييز المحدود ما تفيده الأسماء.
وقد تفطن الفخر الرازي لما عليه أئمة الكلام وقرر في محصله وغيره أن التصورات لا تكون مكتسبة وهذا هو حقيقة قولنا أن الحد لا يفيد تصور المحدود ().
مجموع الفتاوى (9|89) والرد على المنطقيين (29) (31)
وقال أيضا:إن العلم بوجود صفات مشتركة ومختصة حق؛لكن التمييز بين تلك الصفات بجعل بعضها ذاتيا تتقوم منه حقيقة المحدود ,وبعضها لازما لحقيقة المحدود تفريق باطل؛بل جميع الصفات الملازمة للمحدود طردا وعكسا () هي جنس واحد فلا فرق بين الفصل والخاصة ولا بين الجنس والعرض العام.
وذلك أن الحقيقة المركبة من تلك الصفات إما أن يعني بها الخارجة أو الذهنية أو شيء ثالث ,فإن عنى بها الخارجة فالنطق والضحك في الإنسان حقيقتان لازمتان يختصان به ,وإن عنى الحقيقة التي في الذهن ,فالذهن يعقل اختصاص هاتين الصفتين به دون غيره.
وإن قيل بل إحدى الصفتين يتوقف عقل الحقيقة عليها؛فلا يعقل الإنسان في الذهن حتى يفهم النطق ,وأما الضحك فهو تابع لفهم الانسان ,وهذا معنى قولهم الذاتي ما لا يتصور فهم الحقيقة بدون فهمه أو ما تقف الحقيقة في الذهن ,والخارج عليه قيل إدراك الذهن أمر نسبي إضافي؛فإن كون الذهن لا يفهم هذا إلا بعد هذا أمر يتعلق بنفس إدراك الذهن ليس هو شيئا ثابتا للموصوف في نفسه فلا بد أن يكون الفرق بين الذاتي والعرضي بوصف ثابت في نفس الأمر سواء حصل الإدراك له أو لم يحصل إن كان أحدهما جزءا للحقيقة دون الآخر وإلا فلا.
مجموع الفتاوى (9|53)
التاسع: أن يقال كون الذهن لا يعقل هذا إلا بعد هذا () إن كان إشارة إلى أذهان معينة وهي التي تصورت هذا: لم يكن هذا حجة لأنهم هم وضعوها هكذا؛فيكون التقدير أن ما قدمناه في أذهاننا على الحقيقة فهو الذاتي ,وما أخرناه فهو العرضي ويعود الأمر إلى أنا تحكمنا بجعل بعض الصفات ذاتيا وبعضها عرضيا لازما وغير لازم ,وإن كان الأمر كذلك كان هذا الفرقان مجرد تحكم بلا سلطان ولا يستنكر من هؤلاء أن يجمعوا بين المفترقين ويفرقوا بين المتماثلين ().
فما أكثر هذا في مقاييسهم التي ضلوا بها وأضلوا ,وهو أول من أفسد دين المسلمين وابتدع ما غير به الصائبة مذاهب أهل الإيمان المهتدين.
وإن قالوا بل جميع أذهان بني آدم والأذهان الصحيحة لا تدرك الإنسان إلا بعد خطور نطقه ببالها دون ضحكه.
قيل لهم ليس هذا بصحيح ,ولا يكاد يوجد هذا الترتيب إلا فيمن يقلد عنكم هذه الحدود من المقلدين لكم في الأمور التي جعلتموها ميزان المعقولات ,وإلا فبنو آدم قد لا يخطر لأحدهم أحد الوصفين ,وقد يخطر له هذا دون هذا وبالعكس ,ولو خطر له الوصفان وعرف أن الإنسان حيوان ناطق ضاحك لم يكن بمجرد معرفته هذه الصفات مدركا لحقيقة الإنسان أصلا وكل هذا أمر محسوس معقول ...
ومن هنا يقولون الحدود الذاتية عسرة ,وإدراك الصفات الذاتية صعب وغالب ما بأيدي الناس حدود رسمية وذلك كله لأنهم وضعوا تفريقا بين شيئين بمجرد التحكم الذي هم أدخلوه. ().
مجموع الفتاوى (9|54)
العاشر: قولهم الحقيقة مركبة من الجنس والفصل والجنس هو الجزء المشترك والفصل هو الجزء المميز.
يقال لهم هذا التركيب إما أن يكون في الخارج أو في الذهن؛فإن كان في الخارج فليس في الخارج نوع كلي يكون محدودا بهذا الحد إلا الأعيان المحسوسة والأعيان في كل عين صفة يكون نظيرها لسائر الحيوانات كالحس والحركة الإرادية, وصفة ليس مثلها لسائر الحيوان وهي النطق ,وفي كل عين يجتمع هذان الوصفان كما يجتمع سائر الصفات والجواهر القائمة لأمور مركبة من الصفات المجعولة لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن أردتم بالحيوانية والناطقية جوهرا فليس في الإنسان جوهران أحدهما حي والآخر ناطق بل هو جوهر واحد له صفتان؛فإن كان الجوهر مركبا من عرضين لم يصح وإن كان من جوهر عام وخاص فليس فيه ذلك فبطل كون الحقيقة الخارجة مركبة.
وإن جعلوها تارة جوهرا وتارة صفة كان ذلك بمنزلة قول النصارى في الأقانيم وهو من أعظم الأقوال تناقضا باتفاق العلماء.
وإن قالوا المركب الحقيقة الذهنية المعقولة!
قيل أولا: تلك ليست هي المقصودة بالحدود إلا أن تكون مطابقة للخارج؛فإن لم يكن هناك تركيب لم يصح أن يكون في هذه تركيب وليس في الذهن إلا تصور الحي الناطق وهو جوهر واحد له صفتان كما قدمنا فلا تركيب فيه بحال.
مجموع الفتاوى (9|56)
وقال أيضا: إن في الصفات الذاتية المشتركة والمختصة كالحيوانية والناطقية إن أرادوا بالاشتراك أن نفس الصفة الموجودة في الخارج مشتركة؛ فهذا باطل إذ لا اشتراك في المعينات التي يمنع تصورها من وقوع الشركة فيها.
وإن أرادوا بالاشتراك أن مثل تلك الصفة حاصلة للنوع الآخر.
قيل لهم لا ريب أن بين حيوانية الإنسان وحيوانية الفرس قدرا مشتركا ,وكذلك بين صوتيهما وتمييزهما قدرا مشتركا؛فإن الإنسان له تمييز وللفرس تمييز ولهذا صوت هو النطق ولذاك صوت هو الصهيل؛فقد خص كل صوت باسم يخصه؛فإذا كان حقيقة أحد هذين يخالف الآخر ويختص بنوعه؛فمن أين جعلتم حيوانية أحدهما مماثلة لحيوانية الآخر في الحد والحقيقة.
وهلا قيل أن بين حيوانيتهما قدرا مشتركا ومميزا كما أن بين صوتيهما كذلك ,وذلك أن الحس والحركة الإرادية إما أن توجد للجسم أو للنفس؛فإن الجسم يحس ويتحرك بالإرادة والنفس تحس وتتحرك بالإرادة ,وإن كان بين الوصفين من الفرق ما بين الحقيقتين وكذلك النطق هو للنفس بالتمييز والمعرفة والكلام النفساني وهو للجسم أيضا بتمييز القلب ومعرفته والكلام اللساني؛فكل من جسمه ونفسه يوصف بهذين الوصفين وليست حركة نفسه وإرادتها ومعرفتها ونطقها مثل ما للفرس وإن كان بينهما قدر مشترك ,وكذلك ما يقوم بجسمه من الحس والحركة الإرادية ليس مثل ما للفرس وإن كان بينهما قدر مشترك؛فإن الذي يلائم جسمه من مطعم ومشرب وملبس ومنكح ومشموم ومرئي ومسموع بحيث يحسه ويتحرك إليه حركة إرادية ليس هو مثل ما للفرس.
فالحس والحركة الإرادية هي بالمعنى العام لجميع الحيوان وبالمعنى الخاص ليس إلا للإنسان ,وكذلك التمييز سواء ,ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن وأصدق الأسماء حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة. رواه مسلم
فالحارث هو العامل الكاسب المتحرك والهمام هو الدائم الهم الذي هو مقدم الإرادة؛ فكل إنسان حارث فاعل بإرادته ,وكذلك مسبوق بإحساسه؛فحيوانية الإنسان ونطقه كل منهما فيه ما يشترك مع الحيوان فيه ,وفيه ما يختص به عن سائر الحيوان وكذلك بناء بنيته فإن نموه واغتذاءه ,وإن كان بينه وبين النبات فيه قدر مشترك فليس مثله هو ,إذ هذا يغتذى بما يلذ به ويسر نفسه وينمو بنمو حسه وحركته وهمه وحرثه وليس النبات كذلك.
وكذلك أصناف النوع وأفراده فنطق العرب بتمييز قلوبهم وبيان ألسنتهم أكمل من نطق غيرهم؛حتى ليكون في بني آدم من هو دون البهائم في النطق والتمييز ومنهم من لا يدرك نهايته.
وهذا كله يبين اشتراك أفراد الصنف وأصناف النوع وأنواع الجنس والأجناس السافلة في مسمى الجنس الأعلى () لا يقتضي أن يكون المعنى المشترك فيها بالسواء كما أنه ليس بين الحقائق الخارجة شيء مشترك ولكن الذهن فهم معنى يوجد في هذا ويوجد نظيره في هذا ,وقد تبين أنه ليس نظيرا له على وجه المماثلة لكن على وجه المشابهة وأن ذلك المعنى المشترك هو في أحدهما على حقيقة تخالف حقيقة ما في الآخر.
ومن هنا يغلط القياسيون الذين يلحظون المعنى المشترك الجامع دون الفارق المميز.
مجموع الفتاوى (9|62)
الحادي عشر: اشتراط الصفات الذاتية المشتركة أمر وضعي محض
أن يقال قولهم إن الحد التام يفيد تصوير الحقيقة واشتراطهم أن يكون مؤلفا من الذاتي المميز والذاتي المشترك وهو الجنس.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال لهم هل تشترطون فيه أن تتصور جميع صفاته الذاتيه المشتركة بينه وبين غيره أم لا؟ فإن اشترطتم ذلك لزم أن تقولوا مثلا جسم نام حساس متحرك بالإرادة فأما لفظ الحيوان فلا يدل على هذه الصفات بالمطابقة ولا بفصلها وإن لم تشترطوا ذلك فاكتفوا بمجرد المميز كالناطق مثلا؛فإن الناطق يدل على الحيوان كما يدل الحيوان على النامى إذ النامى جنس قريب للحيوان يشترك فيه الحيوان والنبات فإذا أردت حد الحيوان على وضعهم, قلت: الجسم النامى الحساس المتحرك بالإرادة.
والمقصود أنهم إن اكتفوا في الدلالة على الصفات المشتركة بما يدل بالتضمين أو بالالتزام؛فالفصل يدل على ذلك ,وإن أرادوا تفصيلها بدلالة المطابقة؛فلم يفعلوا ذلك وهذا يبين أن إيجابهم في الحد التام الجنس القريب دون غيره تحكم محض.
الرد على المنطقيين (75)
الثاني عشر: اشتراط ذكر الفصول مع التفريق بين الذاتي واللازم غير ممكن وهو أن اشتراطهم مثلا ذكر الفصول التي هي الذاتيات المميزة مع تفريقهم بين الذاتي والعرضى اللازم للماهية غير ممكن () إذ ما من مميز هو من خواص المحدود المطابقة له في العموم والخصوص إلا ويمكن شخصا أن يجعله ذاتيا مميزا, ويمكن الآخر أن يجعله عرضيا لازما للماهية.
الرد على المنطقيين (77)
الثالث عشر: أن يقال المفيد لتصور الحقيقة عندهم هو الحد العام المؤلف من الذاتيات دون العرضيات ,ومبنى هذا الكلام على الفرق بين الذاتي والعرضي وهم يقولون الذاتي ما كان داخل الماهية ,والعرضي ما كان خارجا عنها وقسموه إلى لازم للماهية ولازم لوجودها.
وهذا الكلام الذي ذكروه مبني على أصلين فاسدين الفرق بين الماهية ووجودها ثم الفرق بين الذاتي لها واللازم لها:
فالأصل الأول قولهم أن الماهية لها حقيقة ثابتة في الخارج غير وجودها ,وهذا شبيه بقول من يقول المعدوم شيء ,وهو من أفسد ما يكون ,وأصل ضلالهم أنهم رأوا الشيء قبل وجوده يعلم ويراد ,ويميز بين المقدور عليه والمعجوز عنه ونحو ذلك فقالوا:لو لم يكن ثابتا لما كان كذلك كما أنا نتكلم في حقائق الأشياء التي هي ماهياتها مع قطع النظر عن وجودها في الخارج؛فتخيل الغالط أن هذه الحقائق والماهيات أمور ثابتة في الخارج.
والتحقيق أن ذلك كله أمر ثابت في الذهن والمقدر في الأذهان أوسع من الموجود في الأعيان ,وهو موجود وثابت في الذهن وليس هو في نفس الأمر لا موجودا ولا ثابتا؛فالتفريق بين الوجود والثبوت ,وكذلك التفريق بين الوجود والماهية مع دعوى أن كليهما في الخارج غلط عظيم.
وهؤلاء ظنوا أن الحقائق النوعية كحقيقة الإنسان والفرس وأمثال ذلك ثابتة في الخارج غير الأعيان الموجودة في الخارج ,وأنها أزلية لا تقبل الاستحالة وهذه التي تسمى المثل الأفلاطونية ,ولم يقتصروا على ذلك بل أثبتوا أيضا ذلك في المادة والماهية والمكان فأثبتوا مادة مجردة عن الصور ثابتة في الخارج وهي الهيولى الأولية التي بنوا عليها قدم العالم ,وغلطهم فيها جمهور العقلاء.
والكلام على من فرق بين الوجود والماهية مبسوط في غير هذا الموضع ,والمقصود هنا التنبيه على أن ما ذكروه في المنطق من الفرق بين الماهية ووجودها في الخارج هو مبنى على هذا الأصل الفاسد ,وحقيقة الفرق الصحيح أن الماهية هي ما يرتسم في النفس من الشيء ,والوجود ما يكون في الخارج منه وهذا فرق صحيح؛فإن الفرق بين ما في النفس وما في الخارج ثابت معلوم لا ريب فيه ,وأما تقدير حقيقة لا تكون ثابتة في العلم ولا في الوجود فهو باطل.
و الأصل الثاني وهو الفرق بين اللازم للماهية والذاتي لا حقيقة له؛فإنه إن جعلت الماهية التي في الخارج مجردة عن الصفات اللازمة ,وأمكن أن يجعل الوجود الذي في الخارج مجردا عن هذه الصفات اللازمة ,وإن جعل هذا هو نفس الماهية بلوازمها كان هذا بمنزلة أن يقال هذا الوجود بلوازمه وهما باطلان؛فإن الزوجية والفردية للعدد مثلا مثل الحيوانية والنطق للإنسان ,وكلاهما إذا خطر بالبال منه الموصوف مع الصفة لم يمكن تقدير الموصوف دون الصفة ,وما ذكروه من أن ما جعلوه هو الذاتي يتقدم بصورة في الذهن فباطل من وجهين:
أحدهما: أن هذا خبر عن وضعهم إذ هم يقدمون هذا في أذهانهم ,ويؤخرون هذا وهذا حكم محض ,وكل من قدم هذا دون ذا فإنما قلدهم في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أن الحقائق الخارجية المستغنية عنا لا تكون تابعة لتصوراتنا فليس إذا فرضنا هذا مقدما وهذا مؤخرا يكون هذا في الخارج كذلك , وسائر بني آدم الذين يقلدونهم في هذا الموضع لا يستحضرون هذا التقديم والتأخير, ولو كان هذا فطريا كانت الفطرة تدركه بدون التقليد كما تدرك سائر الأمور الفطرية والذي في الفطرة أن هذه اللوازم كلها لوازم للموصوف ,وقد يخطر بالبال ,وقد لا يخطر أما أن يكون هذا خارجا عن الذات وهذا داخلا في الذات فهذا تحكم محض ليس له شاهد لا في الخارج ولا في الفطرة.
و الثاني: أن كون الوصف ذاتيا للموصوف هو أمر تابع لحقيقته التي هو بها سواء تصورته أذهاننا أو لم تتصوره؛فلا بد إذا كان أحد الوصفين ذاتيا دون الآخر أن يكون الفرق بينهما أمرا يعود إلى حقيقتهما الخارجة الثابتة بدون الذهن وأما أن يكون بين الحقائق الخارجة ما لا حقيقة له إلا مجرد التقدم والتأخر في الذهن؛فهذا لا يكون إلا أن تكون الحقيقة والماهية هي ما يقدر في الذهن لا ما يوجد في الخارج ,وذلك أمر يتبع تقدير صاحب الذهن ,وحينئذ فيعود حاصل هذا الكلام إلى أمور مقدرة في الأذهان لا حقيقة لها في الخارج وهي التخيلات والتوهمات الباطلة وهذا كثير في أصولهم.
مجموع الفتاوى (9|100) والرد على المنطقيين (62)
الرابع عشر: أن يقال لهم هل تشترطون في الحد التام وكونه يفيد تصور الحقيقة أن تتصور جميع صفاته الذاتية المشتركة بينه وبين غيره أم لا؟ فإن شرطوا لزم استيعاب جميع الصفات وإن لم يشترطوا واكتفوا بالجنس القريب دون غيره فهو تحكم محض وإذا عارضهم من يوجب ذكر جميع الأجناس أو يحذف جميع الأجناس لم يكن لهم جواب إلا أن هذا وضعهم واصطلاحهم ,ومعلوم أن العلوم الحقيقية لا تختلف باختلاف الأوضاع؛ فقد تبين أن ما ذكروه هو من باب الوضع والاصطلاح الذي جعلوه من باب الحقائق الذاتية والمعارف وهذا عين الضلال والإضلال كمن يجيء إلى شخصين متماثلين فيجعل هذا مؤمنا وهذا كافرا وهذا عالما وهذا جاهلا وهذا سعيدا وهذا شقيا من غير افتراق بين ذاتيهما بل بمجرد وضعه واصطلاحه؛فهم مع دعواهم القياس العقلي يفرقون بين المتماثلات ويسوون بين المختلفات.
مجموع الفتاوى (9|101)
الخامس عشر: أن فيما قولوه دورا فلا يصح وذلك أنهم يقولون أن المحدود لا يتصور إلا بذكر صفاته الذاتية ثم يقولون الذاتي هو ما لا يمكن تصور الماهية بدون تصوره ,فإذا كان المتعلم لا يتصور المحدود حتى يتصور صفاته الذاتية ,ولا يعرف أن الصفة ذاتية حتى يتصور الموصوف الذي هو المحدود ,ولا يتصور الموصوف حتى يتصور الصفات الذاتية ويميز بينها وبين غيرها؛فتتوقف معرفة الذات على معرفة الذاتيات , ويتوقف معرفة الذاتيات على معرفة الذات فلا يعرف هو ولا تعرف الذاتيات ,وهذا كلام متين يجتاح أصل كلامهم ,ويبين أنهم متحكمون فيما وضعوه لم يبنوه على أصل علمي تابع للحقائق لكن قالوا هذا ذاتي وهذا غير ذاتي بمجرد التحكم ولم يعتمدوا على أمر يمكن الفرق به بين الذاتي وغيره فإذا لم يعرف المحدود إلا بالحد والحد غير ممكن لم يعرف وذلك باطل.
مجموع الفتاوى (9|102) والرد على المنطقيين (77)
السادس عشر: أنه يحصل بينهم في هذا الباب نزاع لا يمكن فصله على هذا الأصل وما استلزم تكافؤ الأدلة فهو باطل.
مجموع الفتاوى (9|102)
السابع عشر: أنهم يحدون المحدود بالصفات التي يسمونها الذاتية والعرضية ويسمونها أجزاء الحد وأجزاء الماهية والمقومة لها والداخلة فيها ونحو ذلك من العبارات؛فإن لم يعلم المستمع إن المحدود موصوف بتلك الصفات امتنع تصوره وإن علم أنه موصوف بها كان قد تصوره بدون الحد فثبت أنه على التقديرين لا يكون قد تصوره بالحد وهذا بين.
فإنه إذا قيل الانسان هو الحيوان الناطق ولا يعلم أنه الإنسان احتاج إلى العلم بهذه النسبة ,وإن لم يكن متصور المسمى الحيوان الناطق احتاج إلى شيئين تصور ذلك والعلم بالنسبة المذكورة ,وإن عرف ذلك كان قد تصور الإنسان بدون الحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم الحد قد ينبه على تصور المحدود كما ينبه الاسم؛فإن الذهن قد يكون غافلا عن الشيء؛فإذا سمع اسمه وحده أقبل بذهنه إلى الشيء الذي أشير إليه بالاسم أو الحد فيتصوره فتكون فائدة الحد من جنس فائدة الاسم ,وتكون الحدود للأنواع بالصفات كالحدود للأعيان بالجهات كما إذا قيل حد الأرض من الجانب القبلي كذا , ومن الجانب الشرقي كذا , ميزت الأرض باسمها وحدها ,وحد الأرض يحتاج إليه اذا خيف من الزيادة في المسمى أو النقص منه فيفيد إدخال المحدود جميعه وإخراج ما ليس منه كما يفيد الاسم ,وكذلك حد النوع وهذا يحصل بالحدود اللفظية تارة وبالوضعية أخرى وحقيقة الحد في الموضعين بيان مسمى الاسم فقط وتمييز المحدود عن غيره لا تصور المحدود.
مجموع الفتاوى (9|94) والرد على المنطقيين (39)
الثامن عشر: أن هذه الصفات الذاتية قد تعلم ولا يتصور بها كنه المحدود؛ فعلم أن ذلك ليس بموجب لفهم الحقيقة.
مجموع الفتاوى (9|57)
التاسع عشر: أن الحدود عندهم إنما تكون للحقائق المركبة وهي الأنواع التي لها جنس وفصل؛فأما ما لا تركيب فيه وهو ما لا يدخل مع غيره تحت جنس كما مثله بعضهم بالعقل فليس له حد ,وقد عرفوه وهو من التصورات المطلوبة عندهم فعلم استغناء التصور عن الحد.
مجموع الفتاوى (9|86) والرد على المنطقيين (9)
وقال: وهم يقولون إن التصديق لا يقف على التصور التام الذي يحصل بالحد الحقيقي بل يكفي فيه أدنى تصور؛ولو بالخاصة وتصور العقول من هذا الباب , وهذا اعتراف منهم بأن جنس التصور لا يقف على الحد الحقيقي لكن يقولون الموقوف عليه هو تصور الحقيقة أو التصور التام وسنبين إن شاء الله أنه ما من تصور إلا وفوقه تصور أتم منه .. وأنه كلما كان التصور لصفات المتصور أكثر كان التصور أتم.
وأما جعل بعض الصفات داخلة في حقيقة الموصوف وبعضها خارجة فلا يعود إلى أمر حقيقي وإنما يعود ذلك إلى جعل الداخل ما دل عليه اللفظ بالتضمن والخارج اللازم ما دل عليه اللفظ باللزوم فتعود الصفات الداخلة في الماهية إلى ما دخل في مراد المتكلم بلفظه والخارجة اللازمة للماهية إلى ما يلزم مراده بلفظه وهذا أمر يتبع مراد المتكلم فلا يعود إلى حقيقة ثابتة في نفس الأمر للموصوف.
والرد على المنطقيين (9)
العشرون: من الموجودات ما يتصور بدون حد
قال:إن الموجودات المتصورة إما أن يتصورها الإنسان بحواسه الظاهرة كالطعم واللون والريح والأجسام التي تحمل هذه الصفات أو الباطنة كالجوع والحب والبغض والفرح والحزن واللذة والألم والإرادة والكراهة وأمثال ذلك وكلها غنية من الحد.
مجموع الفتاوى (9|87) والرد على المنطقيين (11)
وقد أوضح ذلك رحمه الله فقال: إن الله جعل لابن آدم من الحس الظاهر والباطن ما يحس به الأشياء ويعرفها فيعرف بسمعه وبصره وشمه وذوقة ولمسه الظاهر ما يعرف ويعرف أيضا بما يشهده ويحسه بنفسه وقلبه ما هو أعظم من ذلك؛ فهذه هى الطرق التى تعرف بها الاشياء ,فأما الكلام فلا يتصور أن يعرف بمجرده مفردات الأشياء إلا بقياس تمثيل أو تركيب ألفاظ وليس شىء من ذلك يفيد تصور الحقيقة.
فالمقصود أن الحقيقه إن تصورها بباطنه أو ظاهره استغنى عن الحد القولى وإن لم يتصورها بذلك امتنع أن يتصور حقيقتها بالحد القولى ,وهذا أمر محسوس يجده الإنسان من نفسه؛فإن من عرف المحسوسات المذوقة مثلا كالعسل لم يفده الحد تصورها ومن لم يذق ذلك كمن أخبر عن السكر ,وهو لم يذقه لم يمكن أن يتصور حقيقته بالكلام والحد بل يمثل له ويقرب إليه ويقال له طعمه يشبه كذا أو يشبه كذا وكذا وهذا التشبيه والتمثيل ليس هو الحد الذى يدعونه.
وكذلك المحسوسات الباطنة مثل الغضب والفرح والحزن والعلم والغم والعلم ونحو ذلك من وجدها فقد تصورها ,ومن لم يجد ها لم يمكن إن يتصورها بالحد ولهذا لا يتصور الأكمه الألوان بالحد ولا العنين الوقاع بالحد فإذن القائل بأن الحدود هى التى تفيد تصور الحقائق قائل للباطل المعلوم بالحس الباطن والظاهر.
مجموع الفتاوى (9|48)
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي والعشرون: أنهم معترفون بأن من التصورات ما يكون بديهيا لا يحتاج إلى حد وحينئذ فيقال كون العلم بديهيا أو نظرها من الأمور النسبية الإضافية فقد يكون النظري عند رجل بديهيا عند غيره لوصوله إليه بأسبابه من مشاهدة أو تواتر أو قرائن والناس يتفاوتون في الإدراك تفاوتا لا ينضبط فقد يصير البديهي عند هذا دون ذاك بديهيا كذلك أيضا بمثل الاسباب التي حصلت لهذا ولا يحتاج إلى حد.
مجموع الفتاوى (9|87) والرد على المنطقيين (13)
الثاني والعشرون: أنهم يقولون للمعترض أن يطعن على الحد بالنقض في الطرد أو في المنع وبالمعارضة بحد آخر؛فإذا كان المستمع للحد يبطله بالنقض تارة وبالمعارضة أخرى ومعلوم أن كليهما لا يمكن إلا بعد تصور المحدود علم أنه يمكن تصور المحدود بدون الحد وهو المطلوب ().
مجموع الفتاوى (9|87) والرد على المنطقيين (11)
الثالث والعشرون: أنهم يقولون الحد لا يمنع ولا يقام عليه دليل وإنما يمكن إبطاله بالنقض والمعارضة فيقال إذا لم يكن الحاد قد أقام دليلا على صحة الحد امتنع أن يعرف المستمع المحدود به إذا جوز عليه الخطأ؛فإنه إذا لم يعرف صحة الحد بقوله ,وقوله محتمل الصدق والكذب امتنع أن يعرفه بقوله.
ومن العجب أن هؤلاء يزعمون أن هذه طرق عقلية يقينية ويجعلون العلم بالمفرد أصل العلم بالمركب, ويجعلون العمدة في ذلك على الحد الذي هو قول الحاد بلا دليل وهو خبر واحد عن أمر عقلي لا حسي يحتمل الصواب والخطا والصدق الكذب ثم يعيبون على من يعتمد على الأمور السمعية على نقل الواحد الذي معه من القرائن ما يفيد المستمع العالم بها العلم اليقيني زاعمين أن خبر الواحد لا يفيد العلم ,وخبر الواحد وإن لم يفد العلم لكن هذا بعينه قولهم في الحد؛فإنه خبر واحد لا دليل على صدقه بل , ولا يمكن عندهم إقامة الدليل على صدقه فلم يكن الحد مفيدا لتصور المحدود ولكن إن كان المستمع قد تصور المحدود قبل هذا أو تصوره معه أو بعده بدون الحد وعلم أن ذلك حده علم صدقه في حده وحينئذ فلا يكون الحد أفاد التصور وهذا بين.
وتلخيصه أن تصور المحدود بالحد لا يمكن بدون العلم بصدق قول الحاد وصدق قوله لا يعلم بمجرد الخبر فلا يعلم المحدود بالحد.
مجموع الفتاوى (9|92) والرد على المنطقيين (37)
الرابع والعشرون: المعاني الكلية وجودها في الذهن وما هو خارج الذهن لا يتعين ولا يعرف بمجرد الحد.
قال رحمه الله:إن الحدود إنما هي أقوال كلية كقولنا حيوان ناطق و لفظ يدل على معنى ونحو ذلك؛فتصور معناها لا يمنع من وقوع الشركة فيها ,وإن كانت الشركة ممتنعة لسبب آخر فهى إذن لا تدل على حقيقة معينه بخصوصها ,وإنما تدل على معنى كلى والمعانى الكلية وجودها فى الذهن لا فى الخارج؛فما فى الخارج لا يتعين ولا يعرف بمجرد الحد وما فى الذهن ليس هو حقائق الأشياء فالحد لا يفيد تصور حقيقة أصلا.
مجموع الفتاوى (9|48)
الخامس والعشرون:حقيقة الحد هو الفصل والتمييز لا تصور حقيقة
إن الحد هو الفصل والتمييز بين المحدود وغيره؛ يفيد ما تفيده الأسماء من التمييز والفصل بين المسمى وبين غيره؛فهذا لا ريب فى أنه يفيد التمييز ,فأما تصور حقيقة فلا لكنها قد تفصل ما دل عليه الاسم بالإجمال ,وليس ذلك من إدراك الحقيقة فى شىء والشرط فى ذلك أن تكون الصفات ذاتية بل هو بمنزلة التقسيم والتحديد للكل كالتقسيم لجزئياته ويظهر ذلك.
مجموع الفتاوى (9|49)
وقال رحمه الله: المحققون من النظار على أن الحد فائدته التمييز بين المحدود وغيره كالاسم ليس فائدته تصوير المحدود وتعريف حقيقته ,وإنما يدعى هذا أهل المنطق اليونانيون أتباع أرسطو ومن سلك سبيلهم تقليدا لهم من الإسلاميين وغيرهم؛فأما جماهير أهل النظر والكلام من المسلمين وغيرهم فعلى خلاف هذا وإنما أدخل هذا من تكلم في أصول الدين والفقه بعد أبي حامد في أواخر المائة الخامسة وهم الذين تكلموا في الحدود بطريقة أهل المنطق اليوناني ,وأما سائر النظار من جميع الطوائف الأشعرية والمعتزلة والكرامية والشيعة وغيرهم فعندهم إنما يفيد الحد التمييز بين المحدود وغيره وذلك مشهور في كتب أبي الحسن الأشعري والقاضي أبي بكر وأبي إسحق وابن فورك والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وإمام الحرمين والنسفى وأبي علي وأبي هاشم وعبد الجبار والطوسي ومحمد بن الهيصم
(يُتْبَعُ)
(/)
وغيرهم.
ثم إن ما ذكره أهل المنطق من صناعة الحد لا ريب أنهم وضعوها وضعا وقد كانت الأمم قبلهم تعرف حقائق الأشياء بدون هذا الوضع وعامة الأمم بعدهم تعرف حقائق الأشياء بدون وضعهم وهم إذا تدبروا وجدوا أنفسهم يعملون حقائق الأشياء بدون هذه الصناعة الوضعية.
مجموع الفتاوى (9|89) والرد على المنطقيين (14)
السادس والعشرون: ليس من وظائف الحد معرفة عموم وخصوص المحدود.
وهو أن الحس الباطن والظاهر يفيد تصور الحقيقة تصورا مطلقا أماعمومها وخصوصها فهو من حكم العقل؛فإن القلب يعقل معنى من هذا المعين ,ومعنى يماثله من هذا المعين؛فيصير فى القلب معنى عاما مشتركا وذلك هوعقله أى عقله للمعاني الكليه؛فإذا عقل معنى الحيوانية الذى يكون فى هذا الحيوان وهذا الحيوان ومعنى الناطق الذى يكون فى هذا الإنسان ,وهذا الإنسان وهومختص به عقل أن فى نوع الإنسان معنى يكون نظيره فى الحيوان ومعنى ليس له نظير فى الحيوان
فالأول هو الذي يقال له الجنس والثانى الذى يقال له الفصل وهما موجودان فى النوع.
فهذا حق ولكن لم يستفد من اللفظ ما لم يكن يعرفه بعقله من أن هذا المعنى عام للإنسان ولغيره من الحيوان بمعنى أن ما فى هذا نظير ما فى هذا ليس فى الأعيان الخارجة عموم ,وهذا المعنى يختص بالإنسان فلا فرق بين قولك الإنسان حيوان ناطق وقولك الإنسان هو الحيوان الناطق إلا من جهة الإحاطة والحصر فى الثانى لا من جهة تصوير حقيقته باللفظ والإحاطة , والحصر هو التمييز الحاصل بمجرد الاسم وهو قولك إنسان وبشر؛فإن هذا الاسم إذا فهم مسماه أفاد من التمييز ما أفاده الحيوان الناطق فى سلامته عن المطاعن.
وأما تصور أن فيه معنى عاما ومعنى خاصا فليس هذا من خصائص الحد كما تقدم والذى يختص بالحد ليس إلا مجرد التمييز الحاصل بالأسماء وهذا بين لمن تأمله.
مجموع الفتاوى (9|51)
السابع والعشرون: أن الحد إذا كان له جزءان فلا بد لجزءيه من تصور كالحيوان والناطق؛فإن احتاج كل جزء إلى حد لزم التسلسل أو الدور
فإن كانت الأجزاء متصورة بنفسها بلا حد وهو تصور الحيوان أو الحساس أو المتحرك بالإرادة أو النامي أو الجسم فمن المعلوم أن هذه أعم وإذا كانت أعم لكون إدراك الحس لأفرادها أكثر؛فإن كان إدراك الحس لأفرادها كافيا في التصور فالحس قد أدرك أفراد النوع وإن لم يكن كافيا في ذلك لم تكن الأجزاء معروفة فيحتاج المعرف إلى معرف وأجزاء الحد إلى حد.
مجموع الفتاوى (9|57)
الثامن والعشرون: إن التصورات المفردة يمتنع أن تكون مطلوبة فيمتنع أن يعلم بالحد لأن الذهن أن كان شاعرا بها امتنع الطلب لأن تحصيل الحاصل ممتنع وإن لم يكن شاعرا بها امتنع من النفس طلب ما لا تشعر به فإن الطلب والقصد مسبوق بالشعور.
فإن قيل فالإنسان يطلب تصور الملك والجن والروح وأشياء كثيرة؛وهو لا يشعر بها قيل قد سمع هذه الأسماء فهو يطلب تصور مسماها كما يطلب من سمع ألفاظا لا يفهم معانيها تصور معانيها ,وهو إذا تصور مسمى هذه الأسماء؛فلا بد أن يعلم أنها مسماة بهذا الاسم إذ لو تصور حقيقة ولم يكن ذلك الاسم فيها لم يكن تصور مطلوبه فهنا المتصور ذات وأنها مسماة بكذا وهذا ليس تصورا بالمعنى فقط بل للمعنى و لاسمه , وهذا لا ريب أنه يكون مطلوبا ولكن لا يوجب أن يكون المعنى المفرد مطلوبا ,و أيضا فإن المطلوب هنا لا يحصل بمجرد الحد بل لا بد من تعريف المحدود بالاشارة إليه أو غير ذلك مما لا يكتفي فيه بمجرد اللفظ وإذا ثبت امتناع الطلب للتصورات المفردة؛فإما أن تكون حاصلة للإنسان فلا تحصل بالحد فلا يفيد الحد التصور واما أن تكون حاصلة فمجرد الحد لا يوجب تصور المسميات لمن لا يعرفها ومتى كان له شعور بها لم يحتج إلى الحد في ذلك الشعور إلا من جنس ما يحتاج إلى الاسم والمقصود هوالتسوية بين فائدة الحد وفائدة الاسم.
مجموع الفتاوى (9|96) والرد على المنطقيين (61)
التاسع والعشرون:تصور الحد لا يكون إلا بتصور المعنى المراد حده
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: لأن الحد من باب الألفاظ واللفظ لا يدل المستمع على معناه إن لم يكن قد تصور مفردات اللفظ بغير اللفظ لأن اللفظ المفرد لا يدل المستمع على معناه إن لم يعلم أن اللفظ موضوع للمعنى ولا يعرف ذلك حتى يعرف المعنى؛فتصور المعانى المفردة يجب أن يكون سابقا على فهم المراد بالألفاظ فلو استفيد تصورها من الألفاظ لزم الدور ,وهذا أمر محسوس؛فإن المتكلم باللفظ المفرد إن لم يبين للمستمع معناه حتى يدركه بحسه أو بنظره وإلا لم يتصور إدراكه له بقول مؤلف من جنس وفصل.
مجموع الفتاوى (9|49)
الثلاثون: تصور المعاني لا يفتقر إلى الألفاظ
إذا كان الحد قول الحاد فمعلوم أن تصور المعاني لا يفتقر إلى الألفاظ؛فإن المتكلم قد يصور معنى ما بقوله بدون لفظ والمستمع يمكنه ذلك من غير مخاطب بالكلية فكيف يقال لا تتصور المفردات إلا بالحد.
مجموع الفتاوى (9|87) والرد على المنطقيين (11)
الحادي والثلاثون:تصور المعاني فطري
إن الله سبحانه علم آدم الاسماء كلها وقد ميز كل مسمى باسم يدل على ما يفصله من الجنس المشترك ويخصه بدون ما سواه ويبين به ما يرسم معناه في النفس ومعرفة حدود الأسماء واجبة لأنه بها تقوم مصلحة نبي آدم في النطق الذي جعله الله رحمة لهم لا سيما حدود ما أنزل الله في كتبه من الأسماء كالخمر والربا.
فهذه الحدود هي الفاصلة المميزة بين ما يدخل في المسمى ويتناوله ذلك الاسم وما دل عليه من الصفات وبين ما ليس كذلك ولهذا ذم الله من سمى الأشياء بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان فإنه اثبت للشيء صفة باطلة كألهية الأوثان.
فالأسماء النطقية سمعية وأما نفس تصور المعاني ففطري يحصل بالحس الباطن والظاهر وبادراك الحس وشهوده ببصر الانسان بباطنه وبظاهره وبسمعه يعلم أسماءها وبفؤاده بعقل الصفات المشتركة والمختصة.
والله أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا وجعل لنا السمع والابصار والإفئدة
فأما الحدود المتكلفة فليس فيها فائدة لا في العقل ولا في الحس ولا في السمع الا ما هو كالأسماء مع التطويل أو ما هو كالتمييز كسائر الصفات.
ولهذا لما رأوا ذلك جعلوا الحد نوعين نوعا بحسب الاسم وهو بيان ما يدخل فيه ونوعا بحسب الصفة أو الحقيقة أو المسمى وزعموا كشف الحقيقة وتصويرها والحقيقة المذكورة أن ذكرت بلفظ دخلت في القسم الأول وإن لم تذكر بلفظ فلا تدرك بلفظ ولا تحد بمقال إلا كما تقدم.
مجموع الفتاوى (9|60)
الثاني والثلاثون: الحد بالأقوال إنما هو حد للأسماء
فكل ما كان من حد بالقول فإنما هو حد للاسم بمنزلة الترجمة والبيان؛فتارة يكون لفظا محضا إن كان المخاطب يعرف المحدود ,وتارة يحتاج إلى ترجمة المعنى وبيانه إذا كان المخاطب لم يعرف المسمى وذلك يكون بضرب المثل أو تركيب صفات ,وذلك لا يفيد تصوير الحقيقة لمن لم يتصورها بغير الكلام فليعلم ذلك.
وأما ما يذكرونه من حد الشيء أو الحد بحسب الحقيقة أو حد الحقائق فليس فيه من التمييز إلا ذكر بعض الصفات التي للمحدود كما تقدم وفيه من التخليط ما قد نبهنا على بعضه ().
مجموع الفتاوى (9|67)
الثالث والثلاثون: الأسماء تعطي ما يعطيه الحد
ليس فى الحد إلا ما يوجد فى الأسماء أو فى الصفات التى تذكر للمسمى وهذان نوعان معروفان
الأول: معنى الأسماء المفردة.
والثانى:معرفة الجمل المركبة الإسمية والفعليه التى يخبر بها عن الأشياء وتوصف بها الأشياء وكلا هذين النوعين لا يفتقر إلى الحد المتكلف فثبت أن الحد ليس فيه فائدة إلا وهى موجودة فى الأسماء والكلام بلا تكلف فسقطت فائدة خصوصية الحد ().
مجموع الفتاوى (9|51)
وقال أيضا: إذا كان فائدة الحد بيان مسمى الاسم ,والتسمية أمر لغوي وضعي رجع في ذلك إلى قصد ذلك المسمى ولغته ,ولهذا يقول الفقهاء من الأسماء ما يعرف حده بالشرع ومنها ما يعرف حده بالعرف.
ومن هذا تفسير الكلام وشرحه إذا أريد به تبيين مراد المتكلم؛فهذا يبنى على معرفة حدود كلامه وإذا أريد به تبيين صحته وتقريره؛فإنه يحتاج إلى معرفة دليل بصحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأول فيه بيان تصوير كلامه أو تصوير كلامه لتصوير مسميات الأسماء بالترجمة تارة لمن يكون قد تصور المسمى ولم يعرف أن ذلك اسمه وتارة لمن لم يكن قد تصور المسمى فيشار إلى المسمى بحسب الإمكان إما إلى عينه وإما إلى نظيره ولهذا يقال الحد تارة يكون للاسم وتارة يكون للمسمى.
وأئمة المصنفين في صناعة الحدود على طريقة المنطقيين يعترفون عند التحقيق بهذا كما ذكره الغزالي في كتاب المعيار الذي صنفه في المنطق ,وكذا يوجد في كلام ابن سينا والرازي والسهروردي وفي غيرهم أن الحدود فائدتها من جنس فائدة الأسماء وأن ذلك من جنس الترجمة بلفظ عن لفظ ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما بل تفسير القرآن وغيره من أنواع الكلام هو في أول درجاته من هذا الباب؛فإن المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء وبذلك الكلام
وهذا الحد هم متفقون على أنه من الحدود اللفظية مع أن هو الذي يحتاج إليه في إقراء العلوم المصنفة بل في قراءة جميع الكتب بل في جميع أنواع المخاطبات؛فإن من قرأ كتب النحو أو الطب أو غيرهما لا بد أن يعرف مراد أصحابها بتلك الأسماء ويعرف مرادهم بالكلام المؤلف وكذلك من قرأ كتب الفقه والكلام والفلسفة وغير ذلك وهذه الحدود معرفتها من الدين في كل لفظ هو في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ثم قد تكون معرفتها فرض عين وقد تكون فرض كفاية ,ولهذا ذم الله تعالى من لم يعرف هذه الحدود بقوله {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} والذي أنزله على رسوله فيه ما قد يكون الاسم غريبا بالنسبة إلى المستمع كلفظ: (ضيزى) و (قسورة) و (عسعس) وأمثال ذلك ,وقد يكون مشهورا لكن لا يعلم حده بل يعلم معناه على سبيل الإجمال كاسم الصلاة والزكاة والصيام والحج؛فتبين أن تعريف الشيء إنما هو بتعريف عينه أو ما يشبهه؛فمن عرف عين الشيء لا يفتقر في معرفته إلى حد ومن لم يعرفه فإنما يعرف به إذا عرف ما يشبهه ولو من بعض الوجوه فيؤلف له من الصفات المشتبهة المشتركة بينه وبين غيره ما يخص المعرف ومن تدقق هذا وجد حقيقته وعلم معرفة الخلق بما أخبروا به من الغيب من الملائكة واليوم الآخر وما في الجنة والنار من أنواع النعيم والعذاب وبطل قولهم في الحد.
مجموع الفتاوى (9|96)
الرابع والثلاثون:قولهم الحد لا يحصل بالمثال
وكذلك قولهم فى الحد إنه لا يحصل بالمثال إنما ذلك فى المثال الذي يحصل به التميز بين المحدود وغيره بحيث يعرف به مايلازم المحدود طردا وعكسا بحيث يوجد حيث وجد وينتفى حيث انتفى؛فإن الحد المميز للمحدود هو ما به يعرف الملازم المطابق طردا وعكسا؛فكلما حصل هذا فقد ميز المحدود من غيره وهذا هو الحد عند جماهير النظار ولا يسوغون إدخال الجنس العام فى الحد؛فإذا كان المقصود الحد بحسب الاسم فيسأل بعض العجم عن مسمى الخبر فأرى رغيفا وقيل له هذا؛فقد يفهم أن هذا لفظ يوجد فيه كل ما هو خبز سواء كان على صورة الرغيف أو غير صورته.
مجموع الفتاوى (9|122)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:41]ـ
القسم الثاني
قال رحمه الله: وأما مسألة القياس فالكلام عليه فى مقامين
أحدهما: فى القياس المطلق الذى جعلوه ميزان العلوم وحرروه فى المنطق.
و الثانى: فى جنس الأقيسة التى يستعملونها فى العلوم.
مجموع الفتاوى (9|67)
الأول: قولهم أنه لا يعلم شيء من التصديقات إلا بالقياس وهذا مما لم يذكروا عليه دليلا فمادة هذا القياس قضية سلبية ليست معلومة بالبديهة ,ولم يذكروا عليها دليلا أصلا وصاروا مدعين ما لم يثبتوه قائلين بغير علم.
إذ العلم بهذا السلب متعذر على أصلهم؛فمن أين لهم أنه لا يمكن أحدا من بني آدم أن يعلم شيئا من التصديقات التي ليست بديهة عندهم إلا بواسطة القياس المنطقي الشمولي الذي وصفوا مادته وصورته ثم هم معترفون بما لا بد منه من أن التصديقات منها بديهي ومنها نظري , وأنه يمتنع أن تكون كلها نظرية لافتقار النظري إلى البديهي ,وحينئذ فيأتي ما تقدم في التصورات من أن الفرق بينهما إنما هو بالنسبة والإضافة فقد يكون النظري عند شخص بديهيا عند غيره والبديهي من التصديقات ما يكفي تصور طرفيه- موضوعه ومحموله -في حصول تصديقه فلا يتوقف على وسط يكون بينهما وهو الدليل الذي هو الحد الأوسط سواء كان تصورالطرفين
(يُتْبَعُ)
(/)
بديهيا أم لا ,ومعلوم أن الناس يتفاوتون في قوى الأذهان أعظم من تفاوتهم في قوى الأبدان.
فمن الناس من يكون في سرعة التصور وجودته في غاية يباين بها غيره مباينة كثيرة ,وحينئذ فيتصور الطرفين تصورا تاما بحيث يتبين بذلك التصور التام اللوزم التي لا تتبين لمن لم يتصوره ,وكون الوسط الذي هو الدليل قد يفتقر إليه في بعض القضايا بعض الناس دون بعض أمر بين؛فإن كثيرا من الناس تكون عنده القضية حسية أو مجربة أو برهانية أو متواترة ,وغيره إنما عرفها بالنظر والاستدال ولهذا كثير من الناس لا يحتاج في ثبوت المحمول للموضوع إلى دليل لنفسه بل لغيره ,ويبين ذلك لغيره بأدلة هو غنى عنها حتى يضرب له أمثالا.
مجموع الفتاوى (9|103) والرد على المنطقيين (68)
وقال أيضا: قولهم إن شيئا من التصديقات المطلوبة لاتنال إلا بما ذكروه من القياس؛فإن هذا النفي العام أمر لا سبيل إلى العلم به ولا يقوم عليه دليل أصلا مع أنه معلوم البطلان بما يحصل من التصديقات المطلوبة بدون ما ذكروه من القياس كما تحصل تصورات مطلوبة بدون ما يذكرونه من الحد بخلاف هذا المقام الرابع؛ فإن كون القياس المؤلف من المقدمتين يفيد النتيجة هو أمر صحيح فى نفسه.
لكن الذى بينه نظار السلمين فى كلامهم على هذا المنطق اليونانى المنسوب إلى أرسطو أن ما ذكروه من صور القياس ومواده مع كثرة التعب العظيم ليس فيه فائدة علمية بل كل ما يمكن علمه بقياسهم يمكن علمه بدون قياسهم؛فلم يكن فى قياسهم ما يحصل العلم بالمجهول الذى لا يعلم بدونه ,ولا حاجة إلى ما يمكن العلم بدونه؛فصار عديم التأثير فى العلم وجودا وعدما وفيه تطويل كثير متعب فهو مع أنه لا ينفع فى العلم فيه إتعاب الأذهان وتضييع الزمان وكثرة الهذيان والمطل من الأدلة والبراهين بيان العلم وبيان الطرق المؤدية الى العلم.
ولهذا حكي من كان حاضرا عند موت إمام المنطقيين فى زمانه الخونجي أنه قال عند موته أموت ولاأعلم شيئا إلا علمي بأن الممكن يفتقر إلى الواجب ثم قال الافتقار وصف سلبى أموت وما علمت شيئا.
فهذا حالهم إذا كان منتهي أحدهم الجهل البسيط ,وأما من كان منتهاه الجهل المركب فكثير والواصل منهم إلى علم يشبهونه بمن قيل له أين أذنك فأدار يده على رأسه ومدها إلى أذنه بكلفة وقد كان يمكنه أن يوصلها إلى أذنه من تحت رأسه وهو أقرب وأسهل.
والأمور الفطرية متى جعل لها طرق غير الفطرية كان تعذيبا للنفوس بلا منفعة لها كما لو قيل الرجل اقسم هذه الدراهم بين هؤلاء النفر بالسوية؛فإن هذا ممكن بلا كلفة؛ فلو قال له قائل اصبر فإنه لا يمكنك القسمة حتى تعرف حدها وتميز بينها وبين الضرب؛فإن القسمة عكس الضرب فإن الضرب هو تضعيف آحاد أحد العدد بآحاد العدد الآخر ,ولهذا إذا ضرب الخارج بالقسمة فى المقسوم عليه عاد المقسوم وإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد المضروبين خرج المضروب الآخر ثم يقال ما ذكرته فى حد الضرب لا يصح؛فإنه إنما يتناول ضرب العدد الصحيح دون المكسور بل الحد الجامع لهما أن يقال الضرب طلب جملة تكون نسبتها إلى أحد المضروبين كنسبة الواحد إلى المضروب الآخر؛فإذا قيل اضرب النصف فى الربع فالخارج هو الثمن ونسبته إلى الربع كنسبة النصف إلى الواحد؛فهذا وإن كان كلاما صحيحا لمن من المعلوم أن معه مال يريد أن يقسمه بين عدد يعرفهم بالسوية إذا ألزمه نفسه أن لا يقسمه حتى يتصور هذا كله كان هذا تعذيبا له بلا فائدة وقد لا يفهم هذا الكلام وقد تعرض له فيه إشكالات.
مجموع الفتاوى (9|209)
الثاني:من صور القياس ما تكون فطرية
قال:لا نزاع أن المقدمتين إذا كانتا معلومتين وألفتا على الوجه المعتدل أنه يفيد العلم بالنتيجة ,وقد جاء فى صحيح مسلم مرفوعا: كل مسكر خمر وكل خمر حرام. لكن هذا لم يذكره النبى صلى اله عليه وسلم ليستدل به على منازع ينازعه بل التركيب فى هذا كما قال أيضا فى الصحيح: كل مسكر خمر وكل خمر حرام.
أراد ان يبين لهم أن جميع المسكرات داخلة فى مسمى الخمر الذى حرمه الله فهو بيان لمعنى الخمر ,وهم قد علموا أن الله حرم الخمر ,وكانوا يسألونه عن أشربة من عصير العنب كما فى الصحيحين عن أبى موسى أنه سئل عن شراب يصنع من الذرة يسمى المزر وشراب يصنع من العسل يسمى البتع ,وكان قد أوتى جوامع الكلم فقال: كل مسكر حرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأراد أن يبين لهم بالكلمة الجامعة وهى القضية الكلية أن كل مسكر خمر ثم جاء بما كانوا يعلمونه من أن كل خمر حرام حتى يثبت تحريم المسكر فى قلوبهم كما صرح به فى قوله: كل مسكر حرام.
ولو اقتصر على قوله كل مسكر حرام لتأوله متأول على أنه أراد القدح الأخير كما تأوله بعضهم.
والغرض هنا أن صورة القياس المذكورة فطرية لا تحتاج إلى تعلم بل هى عند الناس بمنزلة الحساب ولكن هؤلاء يطولون العبارات ويغربونها.
مجموع الفتاوى (9|68)
الثالث: من قواعدهم ما لايستند إلى القياس
قال: والكلام فى انقسام الوجود إلى الجواهر والأعراض التسعة التى هى الكم والكيف والإضافة والأين ومتى والوضع والمللك وأن يفعل وأن ينفعل كما أنشد بعضهم فيها:
زيد الطويل الأسود بن مالك فى داره بالأمس كان يتكي
فى يده سيف نضاه فانتضى فهذه عشر مقولات سواء
ليس عليها ولا على أقسامها قياس منطقى بل غالبها مجرد استقراء قد نوزع صاحبه فى كثير منه.
فإذا كانت صناعتهم بين علوم لا يحتاج فيها إلى القياس المنطقى وبين مالا يمكنهم أن يستعملوا فيه القياس المنطقى كان عديم الفائدة فى علومهم بل كان فيه من شغل القلب عن العلوم والأعمال النافعه ما ضر كثيرا من الناس كما سد على كثير منهم طريق العلم وأوقعهم فى أودية الضلال والجهل فما الظن بغير علومهم من العلوم التى لا تحد للأولين والآخرين.
مجموع الفتاوى (9|22)
الرابع:العلم بنتيجة القياس المنطقي ممكن بدون توسط القضية الكلية
قال: ما من قضية من هذه القضايا الكلية تجعل مقدمة في البرهان إلا والعلم بالنتيجة ممكن بدون توسط ذلك البرهان بل هو الواقع كثيرا؛فإذا علم أن كل واحد فهو نصف كل اثنين وأن كل اثنين نصفهم واحد؛فإنه يعلم أن هذا الواحد نصف هذين الاثنين وهلم جرا في سائر القضايا الأخر من غير استدلال على ذلك بالقضية الكلية , وكذلك كل جزء يعلم أن هذا الكل أعظم من جزئه بدون توسط القضية الكلية, وكذلك هذان النقيضان من تصورهما نقيضين؛ فإنه يعلم أنهما لا يجتمعان وكل أحد يعلم أن هذا العين لا يكون موجودا معدوما كما يعلم المعين الآخر ,ولا يحتاج ذلك إلى أن يستدل عليه بأن كل شيء لا يكون موجودا معدوما معا ,وكذلك الضدان فإن الإنسان يعلم أن هذا الشيء لا يكون أسود أبيض ولا يكون متحركا ساكنا كما يعلم أن الآخر كذلك ولا يحتاج في العلم بذلك إلى قضية كلية بأن كل شيء لا يكون أسود أبيض ولا يكون متحركا ساكنا.
مثال ذلك ... إذا قيل أن هذا ممكن وكل ممكن فلا بد له من مرجح لوجوده على عدمه على أصح القولين أو لأحد طرفيه على قول طائفة من الناس.
أو قيل هذا محدث وكل محدث فلا بد له من محدث؛فتلك القضية الكلية وهي قولنا كل محدث لا بد له من محدث وكل ممكن لا بد له من مرجح يمكن العلم بأفرادها المطلوبة بالقياس البرهاني عندهم بدون العلم بالقضية الكلية التي لا يتم البرهان عندهم إلا بها؛فيعلم أن هذا المحدث لا بد له من محدث وهذا الممكن لا بد له من مرجح؛فإن شك عقله وجوز أن يحدث هو بلا محدث أحدثه أو أن يكون وهو ممكن -يقبل الوجود والعدم- بدون مرجح يرجح وجوده جوز ذلك في غيره من المحدثات والممكنات بطريق الأولى ,وإن جزم بذلك في نفسه لم يحتج علمه بالنتيجة المعينة وهو قولنا وهذا محدث فله محدث أو هذا ممكن فله مرجح إلى القياس البرهاني.
ومما يوضح هذا أنك لا تجد أحدا من بني آدم يريد أن يعلم مطلوبا بالنظر ويستدل عليه بقياس برهاني يعلم صحته إلا ويمكنه العلم به بدون ذلك القياس البرهاني المنطقي ,ولهذا لا تجد أحدا من سائر أصناف العقلاء غير هؤلاء ينظم دليله من المقدمتين كما ينظمه هؤلاء بل يذكرون الدليل المستلزم للمدلول ثم الدليل قد يكون مقدمة واحدة وقد يكون مقدمتين وقد يكون ثلاث مقدمات بحسب حاجة الناظر المستدل.
مجموع الفتاوى (9|109)
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: زعمهم أن البديهية والفطرة قد تحكم بما يتبين لها بالقياس فساده غلط قال: لأن القياس لا بد له من مقدمات بديهية فطرية؛فإن جوز أن تكون المقدمات الفطرية البديهية غلطا من غير تبيين غلطها إلا بالقياس لكان قد تعارضت المقدمات الفطرية بنفسها ,ومقتضى القياس الذي مقدماته فطرية فليس رد هذه المقدمات الفطرية لأجل تلك بأولى من العكس بل الغلط فيما تقل مقدماته أولى فما يعلم بالقياس وبمقدمات فطرية أقرب إلى الغلط مما يعلم بمجرد الفطرة.
مجموع الفتاوى (9|13)
السادس:الفرق بين البديهي والنظري أمر نسبي محض
قال رحمه الله: هم معترفون بما لا بد منه من أن التصديقات منها بديهي ومنها نظري ,وأنه يمتنع أن تكون كلها نظرية لافتقار النظري إلى البديهي
وإذا كان كذلك فالفرق بين البديهي والنظري إنما هو بالنسبة والإضافة فقد يبده هذا من العلم ويبتدى في نفسه ما يكون بديهيا له ,وإن كان غيره لا يناله إلا بنظر قصير أو طويل بل قد يكون غيره يتعسر عليه حصوله بالنظر.
وقد تقدم التنبيه على هذا في التصورات لكن نزيده هنا دليلا يختص هذا فنقول
البديهي من التصديقات هو ما يكفى تصور طرفيه موضوعه ومحموله في حصول تصديقه فلا يتوقف على وسط يكون بينهما ,وهو الدليل الذي هو الحد الأوسط سواء كان تصور الطرفين بديهيا أو لم يكن.
ومعلوم أن الناس يتفاوتون في قوى الأذهان أعظم من تفاوتهم في قوى الأبدان فمن الناس من يكون في سرعة التصور وجودته في غاية يباين بها غيره مباينة كبيرة ,وحينئذ فيتصور الطرفين تصورا تاما بحيث تتبين بذلك التصور التام اللوازم التي لا تتبين لغيره الذي لم يتصور الطرفين التصور التام.
وذلك أن من الناس من يكون لم يتصور الطرفين إلا ببعض صفاتهما المميزة فيكون من تصورهما ببعض صفاتهما المشتركة مع ذلك سواء سميت ذاتية أو لم تسم عالما بثبوت تلك الصفات لهما وثبوت كثير مما يكون لازما لهما بخلاف من لم يتصور إلا الصفات المميزة.
الرد على المنطقيين (89)
السابع:اختلاف أحوال الناس في احتياجهم وعدم احتياجهم إلى الدليل
قال:وأما كون الوسط () الذي هو الدليل قد يفتقر إليه في بعض القضايا بعض الناس دون بعض فهذا أمر بين؛فإن كثيرا من الناس تكون القضية عنده حسية أو مجربة أو برهانية أو متواترة ,وغيره إنما عرفه بالنظر والاستدلال.
ولهذا كثير من الناس لا يحتاج في ثبوت المحمول للموضوع إلى دليل لنفسه بل لغيره ويبين ذلك لغيره بأدلة هو غنى عنها حتى يضرب له أمثالا ويقول له أليس كذا أليس كذا ويحتج عليه من الأدلة العقلية والسمعية بما يكون حدا أوسط عند المخاطب مما لا يحتاج إليه المستدل بل قد يعلم الشئ بالحس ويستدل على ثبوته لغيره بالدليل.
وهذا أكبر من أن يحتاج الى تمثيل؛فما أكثر من يرى الكواكب ويرى الهلال وغيره فيقول قد طلع الهلال وتكون هذه القضية له حسية ,وقد تكون عند غيره مشكوكا فيها أو مظنونة أو خبرية بل قد يظنها كذبا إذا صدق المنجم الخارص القائل إنه لا يرى.
الرد على المنطقيين (91)
الثامن: قال: إذا كان البرهان لا يفيد إلا العلم بالكليات والكليات إنما تتحقق فى الأذهان لا فى الأعيان وليس فى الخارج إلا موجود معين لم يعلم بالبرهان شىء من المعينات فلا يعلم به موجود أصلا بل انما يعلم به أمور مقدرة فى الأذهان.
مجموع الفتاوى (9|124) والرد على المنطقيين (125)
التاسع:قالوا: القياس لا بد له من قضية كلية ,ومباديء القياس عندهم هي العلوم اليقينية وهي الحسيات الباطنة والظاهرة والعقليات والبديهيات والمتواترات والمجربات ,وعند التحقيق ليس فيما ذكروه من هذه المواد قضايا كلية – بيان ذلك -
قال رحمه الله: إن القياس المذكور لا يفيد علما إلا بواسط قضية كلية موجبة فلابد من كلية جامعة ثابتة فى كل قياس ,وهذا متفق عليه معلوم أيضا ,ولهذا قالوا لا قياس عن سالبتين ولا عن جزئيتين ,وإذا كان كذلك وجب أن تكون العلوم الكلية الكلمات الجامعة هى أصول الأقيسة والأدلة وقواعدها التى تبنى عليها وتحتاج إليها.
ثم قالوا: إن مبادىء القياس البرهانى هى العلوم اليقنبية التى هى الحسيات الباطنة والظاهرة والعقليات والبديهيات والمتواترات والمجربات وزاد بعضهم الحدسيات وليس فى شىء من الحسيات الباطنية والظاهرة قضايا كلية
(يُتْبَعُ)
(/)
إذ الحس الباطن والظاهر لا يدرك إلا أمورا معينة لا تكون إلا إذا كان المخبر أدرك ما أخبر به بالحس فهى تبع للحسيات.
وكذلك التجربة إنما تقع على أمور معينة محسوسة وإنما يحكم العقل على النظائر بالتشبيه وهو قياس التمثيل.
والحدسيات عند من يثبتها منهم من جنس التجريبات
لكن الفرق أن التجربة تتعلق بفعل المجرب كالأطعمة والأشربه والأدوية ,والحدس يتعلق بغير فعل كاختلاف اشكال القمر عند اختلاف مقابلته للشمس وهو فى الحقيقة تجربة علمية بلا عمل؛فالمستفاد به أيضا أمورا معينة جزئية لا تصير عامة إلا بواسطة قياس التمثيل.
وأما البديهيات وهى العلوم الأولية التى يجعلها الله فى النفوس ابتداء بلا واسطة مثل الحساب ,وهى كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين؛فإنها لا تفيد العلم بشىء معين موجود فى الخارج مثل الحكم على العدد المطلق والمقدار المطلق وكالعلم بأن الأشياء المساوية لشىء واحد هى متساوية فى أنفسها؛فإنك إذا حكمت على موجود فى الخارج لم يكن إلا بواسطة الحس مثل العقل؛فإن العقل إنما هو عقل ما علمته بالإحساس الباطن أو الظاهر بعقل المعانى العامة أو الخاصة.
فأما أن العقل الذى هو عقل الأمور العامة التى أفرادها موجوده فى الخارج يحصل بغير حس فهذا لا يتصور ,وإذا رجع الانسان إلى نفسه وجد أنه لا يعقل ذلك مستغنيا عن الحس الباطن والظاهر لكليات مقدرة فى نفسه مثل الواحد
والاثنين والمستقيم والمنحنى والمثلث والمربع والواجب والممكن والممتنع ونحو ذلك مما يفرضه هو ويقدره؛فأما العلم بمطابقة ذلك المقدر للموجود فى الخارج والعلم بالحقائق الخارجية فلابد فيه من الحس الباطن أو الظاهر؛فإذا اجتمع الحس والعقل كاجتماع البصر والعقل أمكن أن يدرك الحقائق الموجودة المعينة ويعقل حكمها العام الذى يندرج فيه أمثالها لا أضداها ويعلم الجمع والفرق وهذا هو اعتبار العقل وقياسه.
وإذا انفرد الإحساس الباطن أو الظاهر أدرك وجود الموجود المعين ,وإذا انفرد المعقول المجرد علم الكليات المقدرة فيه التى قد يكون لها وجود فى الخارج ,وقد لا يكون ,ولا يعلم وجود أعيانها وعدم وجود أعيانها إلا بإحساس باطن أو ظاهر.
مثال ذلك:
أنك إذا قلت: موجود أن المائة عشر الألف لم تحكم على شىء فى الخارج () بل لو لم يكن فى العالم ما يعد بالمائة والألف لكنت عالما بأن المائة المقدرة فى عقلك عشرالألف ,ولكن إذا أحسست بالرجال والدواب والذهب والفضة ,وأحسست بحسك أو بخبر من أحس أن هناك مائة رجل أودرهم وهناك ألف ونحو ذلك حكمت على أحد المعدودين بأنه عشر الآخر؛فأما المعدوات فلا تدرك إلا بالحس والعدد المجرد يعقل بالقلب ويعقل القلب والحس يعلم العدد والمعدود جميعا وكذلك المقادير الهندسية هى من هذا الباب فالعلوم الأولية البديهية العقلية المحضة ليست إلا فى المقدرات الذهنية كالعدد والمقدار لا فى الأمور الخارجية الموجودة.
فإذا كانت مواد القياس البرهانى لا يدرك بعامتها إلا أمور معينة ليست كلية وهى الحس الباطن والظاهر والتواتر والتجربة والحدس والذى يدرك الكليات البديهية الأولية إنما يدرك أمورا مقدرة ذهنية لم يكن فى مبادىء البرهان ومقدماته المذكورة ما يعلم به قضية كلية عامة للأمور الموجودة فى الخارج ,والقياس لا يفيد العلم إلا بواسطة قضية كلية؛فامتنع حينئذ أن يكون فيما ذكروه من صورة القياس ومادته حصول علم يقينى ,وهذا بين لمن تأمله وبتحريره وجودة تصوره تنفتح علوم عظيمة ومعارف.
مجموع الفتاوى (9|73)
وقال أيضا: إن المواد اليقينية قد حصروها فى الأصناف المعروفة عندهم
أحدها: الحسيات ومعلوم أن الحس لا يدرك أمرا كليا عاما أصلا؛فليس فى الحسيات المجردة قضية كلية عامة تصلح أن تكون مقدمة فى البرهان اليقينى ,وإذا مثلوا ذلك بأن النار تحرق ونحو ذلك لم يكن لهم علم بعموم هذه القضية وإنما معهم التجربة والعادة التى هي من جنس قياس التمثيل ,وإن علم ذلك بواسطة اشتمال النار على قوة محرقة؛فالعلم بأن كل نار لا بد فيها من هذه القوة هو أيضا حكم كلي ,وإن قيل أن الصورة النارية لا بد أن تشتمل على هذه القوة وإن ما لا قوة فيه ليس بنار فهذا الكلام إن صح لا يفيد الجزم بأن كل ما فيه هذه القوة يحرق ما لا قاه ,وإن كان هذا هو الغالب؛فهذا يشترك فيه قياس التمثيل والشمول والعادة والاستقراء
(يُتْبَعُ)
(/)
الناقص إذا سلم لهم ذلك , كيف وقد علم أنها لا تحرق السمندل والياقوت والأجسام المطلية بأمور مصنوعة ,ولا أعلم فى القضايا الحسية كلية لا يمكن نقضها مع أن القضية الكلية ليست حسية.
وأما الحكم العقلي فيقولون إن النفس عند رؤيتها هذه المعينات مستعدة لأن تفيض عليها قضية كلية بالعموم ,ومعلوم أن هذا من جنس قياس التمثيل ولا يوثق بعمومه إن لم يعلم ان الحكم العام لازم للقدر المشترك وهذا إذا علم علم فى جميع المعينات فلم يكن العلم بالمعينات موقوفا على هذا مع أنه ليس من القضايا العاديات قضية كلية لا يمكن نقضها باتفاق العقلاء.
الثاني الوجدانيات الباطينية كإدراك كل أحد جوعه وألمه ولذته ,وهذه كلها جزئيات بل هذه لا يشترك الناس فى إدراك كل جزئي منها كما قد يشتركون فى إدراك بعض الحسيات المنفصلة كالشمس والقمر؛ففيها من الخصوص فى المدرك والمدرك ما ليس في الحسيات المنفصلة ,وإن اشتركوا فى نوعها فهي تشبه العاديات ولم يقيموا حجة على وجوب تساوى النفوس في هذه الأحوال بل ولا على النفس الناطقة أنها مستوية الأفراد.
الثالث المجربات وهي كلها جزئية؛فإن التجربة إنما تقع على أمور معينة.
وكذلك المتواترات فإن المتواتر إنما هو ما علم بالحس من مسموع أو مرئى فالمسموع قول معين والمرئى جسم معين أو لون معين أو عمل معين أو أمرمعين وأما الحدسيات إن جعلت يقينية فهي نظير المجربات.
فلم يبق معهم إلا الأوليات التى هى البديهيات العقلية والأوليات الكلية إنما هي قضايا مطلقة فى الأعداد والمقادير ونحوها مثل قولهم الواحد نصف الاثنين والأشياء المساوية لشيء واحد متساوية ونحو ذلك وهذه مقدرات في الذهن ليست فى الخارج كلية.
فقد تبين أن القضايا الكلية البرهانية التى يجب القطع بكليتها التى يستعملونها في قياسهم لا تستعمل في شيء من الأمور الموجودة ,وإنما تستعمل في مقدرات ذهنية فإذن لا يمكنهم معرفة الأمور الموجودة بالقياس البرهاني ,وهذا هو المطلوب ولهذا لم يكن لهم علم بحصر أقسام الموجود بل أرسطو لما حصر أجناس الموجودات فى المقولات العشر الجوهر والكم والكيف والأين ومتى والوضع وأن يفعل وأن ينفعل والملك والإضافة؛ اتفقوا على أنه لا سبيل الى معرفة صحة هذا الحصر.
مجموع الفتاوى (9|221)
العاشر: قال: قد ذكر المناطقة أن القضايا المعلومه بالتواتر والتجربة والحواس يختص بها من علمها ولا تكون حجة على غيره بخلاف غيرها؛فإنها مشتركة يحتج بها على المنازع ,وهذا تفريق فاسد ,وهو أصل من أصول الإلحاد والكفر؛فإن المنقول عن الأنبياء بالتواتر من المعجزات وغيرها.
يقول أحد هؤلاء بناء على هذا الفرق هذا لم يتواتر عندي فلا تقوم به الحجة علي وليس ذلك بشرط ,ومن هذا الباب إنكار كثير من أهل البدع والكلام والفلسفة لما يعلمه أهل الحديث من الآثار النبوية؛فإن هؤلاء يقولون أنها غير معلومة لنا كما يقول من يقول من الكفار أن معجزات الأنبياء غير معلومة له ,وهذا لكونهم لم يعلموا السبب الموجب للعلم بذلك والحجة قائمة عليهم تواتر عندهم أم لا.
مجموع الفتاوى (9|104)
الحادي عشر:قال: و أيضا إذا قالوا إن العلوم لا تحصل إلا بالبرهان الذي هو عندهم قياس شمولي ,وعندهم لا بد فيه من قضية كلية موجبة ,ولهذا قالوا إنه لا نتاج عن قضيتين سالبتين ولا جزئيتين في شيء من أنواع القياس لا بحسب صورته كالحملى والشرطي المتصل والمنفصل ,ولا بحسب مادته لا البرهاني ولا الخطابي ولا الجدلي بل ولا الشعري؛فيقال إذا كان لا بد في كل ما يسمونه برهانا من قضية كلية؛فلا بد من العلم بتلك القضية الكلية أي من العلم بكونها كلية وإلا فمتى جوز عليها أن لا تكون كلية بل جزئية لم يحصل العلم بموجبها والمهملة والمطلقة التي يحتمل لفظها أن تكون كلية وجزئية في قوة الجزئية ,وإذا كان لا بد في العلم الحاصل بالقياس الذي يخصونه باسم البرهان من العلم بقضية كلية موجبة.فيقال العلم بتلك القضية إن كان بديهيا أمكن أن يكون كل واحد من أفرادها بديهيا بطريق الأولى ,وإن كان نظريا احتاج إلى علم بديهي فيفضى إلى الدور المعي أو التسلسل في المتواترات وكلاهما باطل.
مجموع الفتاوى (9|106)
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني عشر: قال: أن يقال أشرف الموجودات هو واجب الوجود ووجوده معين لا كلي؛فإن الكلي لا يمنع تصوره من قوع الشركة فيه ,وواجب الوجود يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه ,وإن لم يعلم منه ما يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه بل إنما علم أمر كلي مشترك بينه وبين غيره لم يكن قد علم واجب الوجود. وكذلك الجواهر العقلية عندهم وهى العقول العشرة أو أكثر من ذلك عند من يجعلها أكثر من ذلك عندهم كالسهروردى المقتول وأبى البركات وغيرهما كلها جواهر معينة لا أمور كلية؛فإذا لم نعلم إلا بالكليات لم نعلم شيئا منها ,وكذلك الأفلاك التى يقولون أنها أزلية أبدبة فإذا لم نعلم إلا الكليات لم تكن معلومة فلا نعلم واجب الوجود ولا العقول ولا شيئا من النفوس ولا الأفلاك ولا العناصر ولا المولدات وهذه جملة الموجودات عندهم فأى علم هنا تكمل به النفس.
مجموع الفتاوى (9|125) والرد على المنطقيين (125)
الثالث عشر:قال إن تقسيمهم العلوم إلى الطبيعي () والرياضي والإلهي وجعلهم الرياضى أشرف من الطبيعى ,والإلهى أشرف من الرياضى هو مما قبلوا به الحقائق؛فإن العلم الطبيعى وهو العلم بالأجسام الموجودة فى الخارج ومبدأ حركاتها وتحولاتها من حال الى حال وما فيها من الطبائع أشرف من مجرد تصور مقادير مجردة وأعداد مجرده؛فإن كون الانسان لا يتصور إلا شكلا مدورا أو مثلثا أو مربعا ,ولو تصور كل ما فى إقليدس أولا يتصور إلا أعدادا مجردة ليس فيه علم بموجود فى الخارج وليس ذلك كمال النفس ,
ولولا أن ذلك طلب فيه معرفة المعدودات والمقدرات الخارجية التى هى أجسام وأعراض لما جعل علما ...
فإن علم الحساب الذى هو علم بالكم المنفصل و الهندسة التى هى علم بالكم المتصل؛علم يقينى لا يحتمل النقيض ألبته مثل جمع الأعداد وقسمتها وضربها ونسبه بعضهاإلى بعض؛فإنك إذا جمعت مائة إلى مائةعلمت أنهما مائتان؛فإذا قسمتهما على عشرة كان لكل واحد عشرة ,وإذا ضربتها فى عشرة كان المرتفع مائة والضرب مقابل للقسمة؛فإن ضرب الأعداد الصحيحة تضعيف آحاد أحد العددين بآحاد العدد الآخر؛فإذا قسم المرتفع بالضرب على أحد العددين خرج المضروب الآخر ,وإذا ضرب الخارج بالقسمة فى المقسوم عليه خرج المقسوم فالمقسوم نظير المرتفع بالضرب؛فكل واحد من المضروبين نظير المقسوم والمقسوم عليه ,والنسبة تجمع هذه كلها؛ فنسبة أحد المضروبين إلى المرتفع كنسبة الواحد إلى المضروب الآخر, ونسبه المرتفع إلى أحد المضروبين نسبة الآخر إلى الواحد؛ فهذه الأمور وأمثالها مما يتكلم فيه الحساب أمر معقول مما يشترك فيه ذووا العقول ,وما من أحد من الناس إلا يعرف منه شيئا؛فإنه ضرورى فى العلم ,ولهذا يمثلون به فى قولهم الواحد نصف الاثنين ولا ريب أن قضاياه كلية واجبة القبول لا تنتقض ألبته.
وهذا كان مبدأ فلسفتهم التى وضعها (فيثاغورس) وكانوا يسمون أصحابه أصحاب العدد ,وكانوا يظنون أن الأعداد المجردة موجودة خارجة عن الذهن ثم تبين لأفلاطون وأصحابه غلط ذلك ,وظنوا أن الماهيات المجردة كالإنسان والفرس المطلق موجودات خارج الذهن ,وأنها أزلية أبدية ثم تبين لأرسطو وأصحابه غلط ذلك؛فقالوا بل هذه الماهيات المطلقة موجودة فى الخارج مقارنة لوجود الأشخاص ومشى من مشى من أتباع أرسطو من المتأخرين على هذا ,وهو أيضا غلط؛فإن ما فى الخارج ليس بكلي أصلا ,وليس فى الخارج إلا ما هو معين مخصوص , وإذا قيل الكلى الطبيعي فى الخارج؛ فمعناه إنما هو كلي فى الذهن يوجد فى الخارج لكن إذا وجد فى الخارج لا يكون إلا معينا لا يكون كليا فكونه كليا مشروط بكونه فى الذهن , ومن أثبت ماهية لا فى الذهن ولا فى الخارج فتصور قوله تصورا تاما يكفى فى العلم بفساد قوله.
مجموع الفتاوى (9|128) والرد على المنطقيين (133)
الرابع عشر: ليس العلم الالهي عندهم علما بالخالق ولا بالمخلوق
قال رحمه الله: أن يقال العلم الأعلى عندهم الذي هو الفلسفة الاولى والحكمة العليا علم ما بعد الطبيعة باعتبار الاستدلال وما هو قبلها باعتبار الوجود ,وهو الذي يسميه طائفة منهم العلم الإلهي ,وموضوع هذا العلم هو الوجود المطلق الكلى المنقسم الى واجب وممكن وقديم ومحدث وجوهر وعرض ....
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الوجود الكلي إنما يكون كليا في الذهن لا في الخارج؛فإذا كان هذا هو العلم الأعلى عندهم لم يكن الأعلى عندهم علما بشيء موجود في الخارج؛بل علما بأمر مشترك بين جميع الموجودات ,وهو مسمى الوجود ,وذلك كمسمى الشيء والذات والحقيقة والنفس والعين والماهية ونحو ذلك من المعاني العامة ,ومعلوم أن العلم بهذا ليس هو علما بموجود في الخارج لا بالخالق ولا بالمخلوق ,وإنما هو علم بأمر مشترك كلي يشترك فيه الموجودات لا يوجد إلا في الذهن.
وهذا بخلاف العلم الأعلى عند المسلمين فإنه العلم بالله الذي هو في نفسه أعلى من غيره من كل وجه ,والعلم به أعلى العلوم من كل وجه ,والعلم به أصل لكل علم وهم يسلمون أن العلم به إذا حصل على الوجه التام يستلزم العلم بكل موجود.
وهذا بخلاف العلم بمسمى الوجود؛فإن هذا لا حقيقة له في الخارج ولا العلم بالقدر المشترك يستلزم العلم بأجناسه وأنواعه ,وما يتميز به كل شئ بل ليس فيه إلا علم بقدر مشترك لا تصور له في الخارج ,وإنما هو علم بهذه المشتركات.
الرد على المنطقيين (131)
الخامس عشر: أن يقال هب أن النفس تكمل بالكليات المجردة كما يزعمون؛فما يذكرونه فى العلم الأعلى عندهم الناظر فى الوجود ولواحقه ليس كذلك؛ فإن تصور معنى الوجود فقط أمر ظاهر حتى يستغنى عن الحد عندهم لظهوره؛ فليس هو المطلوب وإنما المطلوب أقسامه ,ونفس أقسامه إلى واجب وممكن وجوهر وعرض وعلة ومعلول وقديم وحادث هو أخص من مسمى الوجود ,وليس فى مجرد انقسام الأمر العام فى الذهن إلى أقسام بدون معرفة الأقسام ما يقتضى علما كليا عظيما عالياعلى تصور الوجود.
فإذا عرفت الأقسام فليس ما هو علم بمعلوم لا يقبل التغيير والاستحالة وليس معهم دليل أصلا يدلهم أن العالم لم يزل ولا يزال هكذا وجميع ما يحتجون به على دوام الفاعل والفاعلية والزمان والحركة وتوابع ذلك؛فإنما يدل على قدم نوع ذلك ودوامه لاقدم شىء معين ولا دوام شىء معين؛فالجزم أن مدلول تلك الأدلة هو هذا العالم أو شىء منه جهل محض لا مستند له إلا عدم العلم بموجود غير هذا العالم وعدم العلم ليس علما بالعدم.
ولهذا لم يكن عند القوم إيمان بالغيب الذى أخبرت به الأنبياء فهم لا يؤمنون لا بالله ولا بملائكته ولا البعث كتبه ولا رسله ولا البعث بعد الموت ,وإذا قالوا نحن نثبت العالم العقلي أو المعقول الخارج عن المحسوس وذلك هو الغيب؛فإن هذا وإن كان قد ذكره طائفة من المتكلمة والمتفلسفة خطأ وضلال؛فإن ما يثبتونه من المعقولات إنما يعود عند التحقيق إلى أمور مقدرة فى الأذهان لا موجودة فى الأعيان.
والرسل أخبرت عما هو موجود فى الخارج وهو أكمل وأعظم وجودا مما نشهده فى الدنيا؛فأين هذا من هذا وهم لما كانوا مكذبين بما أخبرت به الرسل, قالوا إن الرسل قصدوا إخبار الجمهور بما يتخيل إليهم لينتفعوا بذلك فى العدل الذى أقاموه لهم.
مجموع الفتاوى (9|132) والرد على المنطقيين (138)
السادس عشر: البرهان لا يفيد أمورا كلية واجبة البقاء في الممكنات
قال: إذا كان المطلوب بقياسهم البرهانى معرفة الموجودات الممكنة فتلك ليس فيها ما هو واجب البقاء على حال واحدة أزلا وأبدا بل هى قابلة للتغير والاستحالة ,وما قدر أنه من اللازم لموصوفه فنفس الموصوف ليس واجب البقاء فلا يكون العلم به علما بموجود واجب الوجود ,وليس لهم على أزلية شىء من العالم دليل صحيح كما بسط فى موضعه ,وإنما غاية أدلتهم تستلزم دوام نوع الفاعلية ونوع المادة والمدة ,وذلك ممكن بوجود عين بعد عين من ذلك النوع أبدا مع القول بأن كل مفعول محدث مسبوق بالعدم كما هو مقتضى العقل الصريح والنقل الصحيح؛فإن القول بأن المفعول المعين مقارن لفاعله أزلا وأبدا مما يقضى صريح العقل بامتناعه.أى شىء قدر فاعله لا سيما إذا كان فاعلا باختياره كما دلت عليه الدلائل اليقينية ليست التى يذكرهاالمقصرون فى معرفة أصول العلم والدين كالرازي وأمثاله كما بسط فى موضعه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك أساطين الفلاسفة يمتنع عندهم قديم يقبل العدم ويمتنع أن يكون الممكن لم يزل واجبا سواء قيل أنه واجب بنفسه أو بغيره ,ولكن ما ذكره ابن سينا وأمثاله فى أن الممكن قد يكون واجبا بغيره أزليا أبديا كما يقولونه فى الفلك هو الذى فتح عليهم فى الإمكان من الأسئلة القادحة فى قولهم ما لا يمكنهم أن يجيبوا عنه كما بسط فى موضعه؛فإن هذا ليس موضع تقرير هذا و, لكن نبهنا به على أن برهانهم القياسى لايفيدوا أمورا كليه واجبة البقاء فى الممكنات.
وأما واجب الوجود تبارك وتعالى؛فالقياس لا يدل على ما يختص به , وإنما يدل على أمر مشترك كلى بينه وبين غيره.
إذ كان مدلول القياس الشمولى عندهم ليس إلا أمورا كلية مشتركة وتلك لا تختص بواجب الوجود -رب العالمين سبحانه وتعالى- فلم يعرفوا ببرهانهم شيئا من الأمور التى يجب دوامها لا من الواجب ولا من الممكنات.
وإذا كانت النفس إنما تكمل بالعلم الذى يبقى ببقاء معلومه لم يستفيدوا ببرهانهم ما تكمل به النفس من العلم فضلا عن أن يقال أن ما تكمل به النفس من العلم لا يحصل إلا ببرهانهم ,ولهذا كانت طريقة الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه الاستدلال على الرب تعالى بذكر آياته.
وإن استعملوا فى ذلك القياس استعملوا قياس الأولى لم يستعملوا قياس شمول تستوى أفراده ولا قياس تمثيل محض؛فإن الرب تعالى لا مثيل له ولا يجتمع هو وغيره تحت كلي تستوي أفراده بل ما ثبت لغيره من كمال لا نقص فيه فثبوته له بطريق الأولى ,وما تنزه غيره عنه من النقائص فتنزهه عنه بطريق الأولى ,ولهذا كانت الأقيسة العقلية البرهانية المذكورة فى القرآن من هذا الباب كما يذكره فى دلائل ربوبيته وإلهيته ووحدانيته وعلمه وقدرته وإمكان المعاد وغير ذلك من المطالب العالية السنية والمعالم الإلهية التى هى أشرف العلوم ,وأعظم ما تكمل به النفوس من المعارف ,وإن كان كمالها لابد فيه من كمال علمها و قصدها جميعا فلا بد من عبادة الله وحده المتضمنة لمعرفته ومحبته والذل له.
مجموع الفتاوى (9|142) والرد على المنطقيين (147)
السابع عشر: أن يقال إذا كان لا بد فى كل قياس من قضية كلية فتلك القضية الكلية لا بد أن تنتهى إلى أن تعلم بغير قياس؛وإلا لزم الدور والتسلسل؛فإذا كان لا بد أن تكون لهم قضايا كلية معلومة بغير قياس.
فنقول ليس فى الموجودات ما تعلم له الفطرة قضية كلية بغير قياس إلا وعلمها بالمفردات المعينة من تلك القضية الكلية أقوى من علمها بتلك القضية الكلية مثل قولنا الواحد نصف الاثنين ,والجسم لا يكون فى مكانين والضدان لا يجتمعان؛فإن العلم بأن هذا الواحد نصف الاثنين فى الفطرة أقوى من العلم بأن كل احد نصف كل اثنين وهكذا كل ما يفرض من الآحاد.
فيقال المقصود بهذه القضايا الكلية إما أن يكون العلم بالموجود الخارجي أو العلم بالمقدرات الذهنية أما الثانى ففائدته قليلة ,وأما الأول فما من موجود معين إلا وحكمه بعلم تعينه أظهر أقوى من العلم به عن قياس كلي يتناوله فلا يتحصل بالقياس كثير فائدة بل يكون ذلك تطويلا ,وإنما استعمل القياس في مثل ذلك لأجل الغالط والمعاند فيضرب له المثل وتذكر الكلية ردا لغلطه وعناده بخلاف من كان سليم الفطرة.
وكذلك قولهم الضدان لا يجتمعان فأى شيئين علم تضادهما؛فإنه يعلم أنهما لا يجتمعان قبل استحضار قضية كلية بأن كل ضدين لايجتمعان ,وما من جسم معين إلا يعلم أنه لا يكون فى مكانين قبل العلم بأن كل جسم لا يكون فى مكانين وأمثال ذلك كثير.
فما من معين مطلوب علمه بهذه القضايا الكلية إلا وهو يعلم قبل أن تعلم هذه القضية ,ولا يحتاج فى العلم به إليها ,وإنما يعلم بها ما يقدر فى الذهن من أمثال ذلك مما لم يوجد فى الخارج.
مجموع الفتاوى (9|222) والرد على المنطقيين (316)
الثامن عشر: قال:وهو أن يقال لا ريب أن المقدمة الكبرى أعم من الصغرى أو مثلها لا يكون أخص منها ,والنتيجة أخص من الكبرى أومساوية لها وأعم من الصغرى أو مساوية لها كالحدود الثلاثة فإن الأكبر أعم من الأصغر أو مثله والأوسط مثل الأصغر أو أعم ومثل الأكبر أو أخص ولا ريب أن الحس يدرك المعينات أولا ثم ينتقل منها إلى القضايا العامة؛ فإن الإنسان يرى هذا الإنسان وهذا الإنسان وهذا الإنسان ,ويرى أن هذا حساس متحرك بالإرادة ناطق ,وهذا كذا وهذا كذا؛فيقضى قضاء عاما أن كل إنسان حساس متحرك بالإرادة ناطق.
فنقول العلم بالقضية العامة إما أن يكون بتوسط قياس أو بغير توسط قياس؛ فإن كان لا بد من توسط قياس ,والقياس لا بد فيه من قضية عامة لزم أن لا يعلم العام إلا بالعام ,وذلك يستلزم الدور أو التسلسل؛فلا بد أن ينتهى الأمر إلى قضية كلية عامة معلومة بالبديهة وهم يسلمون ذلك.
وإن أمكن علم القضية العامة بغير توسط قياس؛ أمكن علم الأخرى؛فإن كون القضية بديهية أو نظرية ليس وصفا لازما لها يجب استواء جميع الناس فيه؛بل هو أمر نسبى إضافي بحسب حال علم الناس بها؛فمن علمها بلا دليل كانت بديهية له ,ومن احتاج إلى نظر واستدلال بدليل كانت نظرية له.
وكذلك كونها معلومة بالعقل أو الخبر المتواتر أو خبر النبي الصادق أو الحس ليس هو أمرا لازما لها بل كذب مسيلمة الكذاب مثلا قد يعلم بقول النبي الصادق إنه كذاب ,وقد يعلم ذلك من باشره ورآه يكذب ,ويعلم ذلك من غاب عنه بالتواتر ويعلم ذلك بالاستدلال؛فإنه ادعى النبوة وأتى يناقض النبوة؛فيعلم بالاستدلال. وكذلك الهلال قد يعلم طلوعه بالرؤية فتكون القضية حسية ,ويعلم ذلك من لم يره بالأخبار المتواترة فتكون القضية عنده من المواترات ,ويعلم ذلك من علم أن تلك الليلة إحدى وثلاثون بالحساب والاستدلال ,ومثل هذا كثير؛فالمعلوم الواحد يعلمه هذا بالحس وهذا بالخبر وهذا بالنظر ,وهذه طرق العلم لبني آدم ,وهكذا القضايا الكلية إذا كان منها ما يعلم بلا قياس ولا دليل ,وليس لذلك حد في نفس القضايا بل ذلك بحسب احوال بنى آدم لم يمكن أن يقال فيما علمه زيد بالقياس إنه لا يمكن غيره ان يعلمه بلا قياس بل هذا نفى كاذب.
مجموع الفتاوى (9|237) والرد على المنطقيين (364)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 05:42]ـ
التاسع عشر:كلامهم لايتعدى الذهن ولا حقيقة له في الخارج
قال:وإذا تأمل الخبير بالحقائق كلامهم فى أنواع علومهم لم يجد عندهم علما بمعلومات موجودة فى الخارج إلا القسم الذي يسمونه الطبيعي وما يتبعه من الرياضي ,وأما الرياضي المجرد فى الذهن فهو الحكم بمقادير ذهنية لا وجود لها فى الخارج والذى سموه علم ما بعد الطبيعة؛إذا تدبر لم يوجد فيه علم بمعلوم موجود في الخارج وإنما تصوروا أمورا مقدرة فى أذهانهم لا حقيقة لها فى الخارج ,ولهذا منتهى نظرهم وآخر فلسفتهم وحكمهم هو الوجود المطلق الكلى والمشروط بسلب جميع الأمور الوجودية.
والمقصود أنهم كثيرا ما يدعون فى المطالب البرهانية والأمور العقلية ما يكونون قدروه فى أذهانهم ويقولون نحن نتكلم فى الأمور الكلية والعقليات المحضة ,وإذا ذكر لهم شىء قالوا نتكلم فيما هو أعلم من ذلك ,وفى الحقيقة من حيث هي هي ونحو هذه العبارات فيطلبون بتحقيق ما ذكروه فى الخارج ,ويقال بينوا هذا أي شيء هو فهنالك يظهر جهلهم وأن ما يقولونه هو أمر مقدر فى الأذهان لا حقيقة له فى الأعيان مثل أن يقال لهم اذكروا مثال ذلك ,والمثال أمر جزئى فإذا عجزوا عن التمثيل قالوا نحن نتكلم فى الأمور الكلية؛فاعلم أنهم يتكلمون بلا علم وفيما لا يعلمون أن له معلوما فى الخارج بل ليس له معلوم فى الخارج وفيما يمتنع أن يكون له معلوم فى الخارج وإلا فالعلم بالأمور الموجودة إذا كان كليا كانت معلوماته ثابتة فى الخارج.
مجموع الفتاوى (9|229)
وقال أيضا:
إن القضايا الكلية العامة لا توجد في الخارج كلية عامة ,وإنما تكون كلية في الأذهان لا فى الأعيان وأما الموجودات فى الخارج فهي أمور معينة كل موجود له حقيقة تخصه يتميز بها عما سواه لا يشركه فيها غيره؛فحينئذ لا يمكن الاستدلال بالقياس على خصوص وجود معين وهم معترفون بذلك وقائلون أن القياس لا يدل على أمر معين ,وقد يعبرون عن ذلك بأنه لا يدل على جزئي وإنما يدل على كلي فإذن القياس لا يفيد معرفة أمر موجود بعينه وكل موجود فإنما هو موجود بعينه فلا يفيد معرفة شىء من حقائق الموجودات وإنما يفيد أمورا كلية مطلقة مقدرة فى الأذهان لا محققة فى الأعيان.
فما يذكره النظار من الأدلة القياسية التى يسمونها براهين على إثبات الصانع سبحانه لا يدل شىء منها على عينه ,وإنما يدل على أمر مطلق لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه؛فإذا قال هذا محدث وكل محدث فلا بد له من محدث إنما يدل هذا على محدث مطلق كلي لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه ,وإنما تعلم عينه بعلم آخر يجعله الله فى القلوب وهم معترفون بهذا لأن النتيجة لا تكون أبلغ من المقدمات والمقدمات فيها قضية كلية لا بد من ذلك والكلى لا يدل على معين ,وهذا بخلاف ما يذكره الله فى كتابه من الآيات كقوله تعالى {إن فى خلق لسموات والأرض} الآية إلى غير ذلك يدل على المعين كالشمس التى هي آية النهار والدليل أعم من القياس؛فإن الدليل قد يكون على معين كما يستدل بالنجم وغيره من الكواكب على الكعبة فالآيات تدل على نفس الخالق سبحانه لا على قدر مشترك بينه وبين غيره فإن كل ما سواه مفتقر اليه نفسه فيلزم من وجوده وجود عين الخالق نفسه.
مجموع الفتاوى (9|234)
العشرون:أنهم قسموا جنس الدليل إلى القياس والاستقراء والتمثيل
قالوا لأن الاستدلال إما أن يكون بالكلى على الجزئى أو بالجزئى على الكلى أو بأحد الجزئيين على الآخر ,وربما عبروا عن ذلك بالخاص والعام فقالوا إما أن يستدل بالعام على الخاص أو بالخاص على العام أو بأحد الخاصين على الآخر ... ثم ذكر رحمه الله ترتيبهم الذي وضعوه في القياس ثم عقب فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- فنقول هذا الذى قالوه إما أن يكون باطلا وإما أن يكون تطويلا يبعد الطريق على المستدل فلا يخلو عن خطأ يصد عن الحق أو طريق طويل يتعب صاحبه حتى يصل إلى الحق مع إمكان وصوله بطريق قريب كما كان يمثله بعض سلفنا بمنزلة من قيل له أين أذنك فرفع يده رفعا شديدا ثم أدارها إلى أذنه اليسرى وقد كان يمكنه الإشارة إلى اليمنى أو اليسرى من طريق مستقيم وما أحسن ما وصف الله به كتابه بقوله {إن هذا القرآن يهدى للتى هو أقوم} فأقوم الطريق إلى أشرف المطالب ما بعث الله به رسوله , وأما طريق هؤلاء فهى مع ضلالهم فى البعض وإعوجاج طريقهم وطولها فى البعض الآخر إنما توصلهم إلى أمر لا ينجى من عذاب الله فضلا عن أن يوجب لهم السعادة فضلا عن حصول الكمال للأنفس البشرية بطريقهم.
ب- بيان ذلك أن ما ذكروه من حصر الدليل فى القياس والاستقراء والتمثيل حصر لا دليل عليه بل هو باطل فقولهم أيضا أن العلم المطلوب لا يحصل إلا بمقدمتين لا يزيد ولا ينقص قول لا دليل عليه بل هو باطل ,واستدلالهم على الحصر بقولهم إما أن يستدل بالكلى على الجزئى أو بالجزئى على الكلي أو بأحد الجزئين على الآخر والأول هو القياس والثانى هو الاستقراء والثالث هو التمثيل ,فيقال لم تقيموا دليلا على انحصار الاستدلال فى الثلاثة؛فإنكم إذا عنيتم بالاستدلال بجزئى على جزئى قياس التمثيل لم يكن ما ذكرتموه حاصرا ,وقد بقى الاستدلال بالكلى على الكلي الملازم له وهو المطابق له فى العموم والخصوص ,وكذلك الاستدلال بالجزئى على الجزئى الملازم له بحيث يلزم من وجود أحدهما وجود الآخر ,ومن عدمه عدمه؛فإن هذا ليس مما سميتموه قياسا ولا استقراء ولا تمثيلا وهذه هى الآيات.
وهذا كالاستدلال بطلوع الشمس على النهار وبالنهار على طلوع الشمس فليس هذا استدلالا بكلى على جزئى بل الاستدلال بطلوع معين على نهار معين استدلال بجزئى على جزئى وبجنس النهار على جنس الطلوع استدلال بكلي على كلي وكذلك الاستدلال بالكواكب على جهة الكعبة استدلال بجزئى على جزئى كالاستدلال بالجدي وبنات نعش والكواكب الصغير القريب من القطب الذى يسميه بعض الناس القطب ,وكذلك بظهور كوكب على ظهور نظيره فى العرض والاستدلال بطلوعه على غروب آخر وتوسط آخر ونحو ذلك من الأدلة التى اتفق عليها الناس قال تعالى {وبالنجم هم يهتدون} والاستدلال على المواقيت والأمكنة بالأمكنة أمر اتفق عليه العرب والعجم وأهل الملل والفلاسفة؛فإذا استدل بظهور الثريا على ظهور ما قرب منها مشرقا ومغربا ويمينا وشمالا من الكواكب كان استدلالا بجزئى على جزئى لتلازمها ,وليس ذلك من قياس التمثيل فإن قضى به قضاء كليا كان استدلالا بكلى على كلى وليس استدلالا بكلى على جزئى بل بأحد الكليين المتلازمين على الآخر ,ومن عرف مقدار أبعاد الكواكب بعضها عن بعض وعلم ما يقارن منها طلوع الفجر استدل بما رآه منها على ما مضى من الليل.وما بقى منه وهو استدلال بأحد المتلازمين على الآخر ,ومن علم الجبال والأنهار والرياح استدل بها على ما يلازمها من الأمكنة.
مجموع الفتاوى (9|155) والرد على المنطقيين (159)
الحادي والعشرون:يمكن الحصول على اليقين بالقياس التمثيلي () خلافا لقولهم
أ- قال: ومما يبين أن حصول العلوم اليقينية الكلية والجزئية لا يفتقر إلى برهانهم من قضية كلية أن العلم بتلك القضية الكلية لا بد له من سبب؛فإن عرفوها باعتبار الغائب بالشاهد ,وأن حكم الشيء حكم مثله كما إذا عرفنا أن هذه النار محرقة فالنار الغائبة محرقة لأنها مثلها وحكم الشيء حكم مثله؛فيقال هذا استدلال بالقياس التمثيلي وهم يزعمون أنه لا يفيد اليقين بل الظن؛فإذا كانوا إنما عملوا القضية الكلية بقياس التمثيل رجعوا في اليقين إلى ما يقولون إنه لا يفيد إلا الظن ,وإن قالوا بل عند الإحساس بالجزئيات يحصل في النفس علم كلي من واهب العقل أو تستعد النفس عند الإحساس بالجزئيات لأن يفيض عليها الكلي من واهب العقل أو قالوا من العقل الفعال –عندهم- أو نحو ذلك قيل لهم كلام فيها به يعلم أن الحكم الكلي الذي في النفس علم لا ظن ولا جهل؛فإن قالوا هذا العلم بالبديهة أو الضرورة كان هذا قولا بأن هذه القضايا الكلية المعلومة بالبديهة والضرورة وأن النفس مضطرة إلى هذا العلم ,وهذا إن كان حقا فالعلم بالأعيان العينة
(يُتْبَعُ)
(/)
وبأنواع الكليات يحصل أيضا في النفس بالبديهة والضرورة كما هو الواقع؛فإن جزم العقلاء بالشخصيات من الحسيات أعظم من جزمهم بالكليات وجزمهم بكلية الأنواع أعظم من جزمهم بكلية الأجناس ,والعلم بالجزئيات أسبق إلى الفطرة فجزم الفطرة بها أقوى ثم كلما قوى العقل اتسعت الكليات ,وحينئذ فلا يجوز أن يقال أن العلم بالأشخاص موقوف على العلم بالأنواع والأجناس ,ولا أن العلم بالأنواع موقوف على العلم بالأجناس بل قد يعلم الإنسان أنه حساس متحرك بالإرادة قبل أن يعلم أن كل إنسان كذلك ,ويعلم أن الإنسان كذلك قبل أن يعلم أن كل حيوان كذلك فلم يبق علمه بأن غيره من الحيوان حساس متحرك بالإرادة موقوفا على البرهان ,وإذا علم حكم سائر الناس وسائر الحيوان فالنفس تحكم بذلك بواسطة علمها أن ذلك الغائب مثل هذا الشاهد أو أنه يساويه في السبب الموجب لكونه حساسا متحركا بالإرادة ونحو ذلك من قياس التمثيل والتعليل الذي يحتج به الفقهاء في اثبات الأحكام الشرعية.
مجموع الفتاوى (9|115)
وقال أيضا:وهؤلاء يزعمون أن ذلك القياس إنما يفيد الظن وقياسهم هو الذى يفيد اليقين وقد بينا فى غير هذا الموضع أن قولهم هذا من أفسد الأقوال ,وأن قياس التمثيل وقياس الشمول سواء وإنما يختلفان بالمادة المعينة؛فإن كانت يقينية فى أحدهما كانت يقينية فى الآخر ,وإن كانت ظنية فى أحدهما كانت ظنية فى الآخر ,وذلك أن قياس الشمول مؤلف من الحدود الثلاثة الأصغر والأوسط والأكبر ,والحد الأوسط فيه هو الذى يسمى فى قياس التمثيل علة ومناطا وجامعا.
فإذا قال فى مسألة النبيذ كل نبيذ مسكر وكل مسكر حرام؛ فلا بد له من إثبات المقدمة الكبرى وحينئذ يتم البرهان وحينئذ فيمكنه أن يقول النبيذ مسكر فيكون حراما قياسا على خمر العنب وبجامع ما يشتركان فيه من الإسكار؛فإن الإسكار هو مناط التحريم فى الأصل وهو موجود فى الفرع فبما به يقرر أن كل مسكر حرام به يقرر أن السكر مناط التحريم بطريق الأولى بل التفريق فى قياس التمثيل أسهل عليه لشهادة الأصل له بالتحريم؛فيكون الحكم قد علم ثبوته فى بعض الجزئيات ,ولا يكفى فى قياس التمثيل إثباته فى أحد الجزئين لثبوته فى الجزء الآخر لاشتراكهما فى أمر لم يقم دليل على استلزامه للحكم كما يظنه بعض الغالطين بل لابد أن يعلم أن المشترك بينهما مستلزم للحكم والمشترك بينهما هو الحد الأوسط.
مجموع الفتاوى (9|116)
وقال أيضا: تفريقهم بين قياس الشمول وقياس التمثيل بأن الأول قد يفيد اليقين والثانى لا يفيد إلا الظن فرق باطل بل حيث أفاد أحدهما اليقين أفاد الآخر اليقين وحيث لا يفيد أحدهما إلا الظن لا يفيد الآخر إلا الظن؛فإن إفادة الدليل لليقين أو الظن ليس لكونه على صورة أحدهما دون الآحر بل باعتبار تضمن أحدهما لما يفيد اليقين؛فإن كان أحدهما اشتمل على أمر مستلزم للحكم يقينا حصل به اليقين وإن لم يشتمل إلا على ما يفيد الحكم ظنا لم يفد إلا الظن ,والذى يسمى في أحدهما حدا أوسط:هو فى الآخر الوصف المشترك والقضية الكبرى المتضمنة لزوم الحد الأكبر للأوسط هو بيان تأثير الوصف المشترك بين الأصل والفرع فما به يتبين صدق القضية الكبرى به يتبين أن الجامع المشترك مستلزم للحكم؛فلزوم الأكبر للأوسط هو لزوم الحكم للمشترك.
فإذا قلت النبيذ حرام قياسا على الخمر لأن الخمر إنما حرمت لكونه مسكرة وهذا الوصف موجود فى النبيذ كان بمنزلة قولك كل نبيذ مسكر وكل مسكر حرام فالنتيجة قولك النبيذ حرام والنبيذ هو موضوعها وهو الحد الأصغر والحرام محمولها وهو الحد الأكبر ,والمسكر هو المتوسط بين الموضوع والمحمول وهو الحد الأوسط المحمول فى الصغرى الموضوع فى الكبرى.
فإذا قلت النبيذ حرام قياس على خمر العنب لأن العلة فى الأصل هو الإسكار ,وهو موجود فى الفرع فثبت التحريم لوجود علته؛فإنما استدللت على تحريم النبيذ بالسكر وهو الحد الأوسط لكن زدت فى قياس التمثيل ذكر الأصل الذى يثبت به الفرع ,وهذا لأن شعور النفس بنظير الفرع أقوى في المعرفة من مجرد دخوله فى الجامع الكلى ,وإذا قام الدليل على تأثير الوصف المشترك لم يكن ذكر الأصل محتاجا إليه ....
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود هنا الكلام المنطق وما ذكر من البرهان وأنهم يعظمون قياس الشمول ويستخفون بقياس التمثيل ويزعمون أنه إنما يفيد الظن ,وأن العلم لا يحصل الا بذاك ,وليس الأمر كذلك بل هما فى الحقيقة من جنس واحد وقياس التمثيل الصحيح أولى بإفادة المطلوب علما كان أو ظنا من مجرد قياس الشمول ,ولهذا كان سائر العقلاء يستدلون بقياس التمثيل أكثر مما يستدلون بقياس الشمول بل لا يصح قياس الشمول فى الأمر العام إلا بتوسط قياس التمثيل ,وكل ما يحتج به على صحة قياس الشمول فى بعض الصور فإنه يحتج على صحة قياس التمثيل فى تلك الصورة.
مجموع الفتاوى (9|205)
ب- وقال أيضا: إن الحد الأوسط المكرر فى قياس الشمول وهو الخمر من قولك كل مسكر خمر وكل خمر حرام هو مناط الحكم فى قياس التمثيل ,وهو القدر المشترك الجامع بين الأصل والفرع؛فالقياسان متلازمان كل ما علم بهذا القياس يمكن علمه بهذا القياس ثم إن كان الدليل قطعيا فهو قطعي فى القياسين أو ظنيا فظنى فيهما.
وأما دعوى من يدعى من المنطقيين وأتباعهم أن اليقين إنما يحصل بقياس الشمول دون قياس التمثيل فهو قول فى غاية الفساد وهو قول من لم يتصور حقيقة القياسين ,وقد يعلم بنص أن كل مسكر حرام كما ثبت فى الحديث الصحيح ,وإذا كان كذلك لم يتعين قياس الشمول لإفادة الحكم بل ولا قياس من الأقيسة؛ فإنه قد يعلم بلا قياس فبطل قولهم لا علم تصديقى إلا بالقياس المنطقي كما تقدم.
والمقصود هنا بيان قلة منفعته أو عدمها؛فإن المطلوب إن كان ثم قضية علمت من جهة الرسول تفيد العموم وهو أن كل مسكر حرام حصل مدعاه فالقضايا الكلية المتلقاة عن الرسول تفيد العلم فى المطالب الإلهية.
مجموع الفتاوى (9|235)
ج- قياس الشمول يمكن جعله قياس تمثيل وبالعكس ()
فإن قيل من أين تعلم بأن الجامع يستلزم الحكم
قيل من حيث تعلم القضية الكبرى فى قياس الشمول
فإذا قال القائل هذا فاعل محكم لفعله وكل محكم لفعله فهو عالم فأي شىء ذكر فى علة هذه القضية الكلية فهو موجود فى قياس التمثيل وزيادة أن هناك أصلا يمثل به قد وجد فيه الحكم مع المشترك وفي الشمول لم يذكر شىء من الافراد التى ثبت الحكم فيها ومعلوم ان ذكر الكلي المشترك مع بعض افراده أثبت فى العقل من ذكره مجردا عن جميع الافراد باتفاق العقلاء
ولهذا قالوا ان العقل تابع للحس فإذا أدرك الحس الجزئيات أدرك العقل منها قدرا مشتركا كلي فالكليات تقع في النفس بعد معرفة الجزئيات المعينة فمعرفة الجزيئات المعينة من أعظم الاسباب فى معرفة الكليات فكيف يكون ذكرها مضعفا للقياس وعدم ذكرها موجبا لقوته وهذه خاصة العقل معرفة الكليات بتوسط معرفة الجزيئات فمن أنكرها انكر خاصة عقل الانسان ومن جعل ذكرها بدون شيء من محالها المعينة اقوى من ذكرها مع التمثيل بمواضعها المعينة كان مكابرا.
مجموع الفتاوى (9|238)
د-: الموجودات في الخارج تعرف بغير القياس المنطقي
قال:أما الموجودات الخارجية فتعلم بدون هذا القياس ,وإذا قيل إن من الناس من يعلم بعض الأعيان الخارجية بهذا القياس فيكون مبناه على قياس التمثيل الذى ينكرون أنه يقينى فهم بين أمرين:إن اعترفوا بأن قياس التمثيل من جنس قياس الشمول ينقسم إلى يقينى وظني بطل تفريقهم ,وإن ادعوا الفرق بينهما وأن قياس الشمول يكون يقينيا دون التمثيل منعوا ذلك ,وبين لهم أن اليقين لا يحصل فى هذه الأمور إلا أن يحصل بالتمثيل فيكون العلم بما لم يعلم من المفردات الموجودة فى الخارج قياسا على ما علم منها ,وهذا حق لا ينازع فيه عاقل بل هذا من أخص صفات العقل التى فارق بها الحس, إذ الحس لا يعلم إلا معينا والعقل يدركه كليا مطلقا لكن بواسطة التمثيل ثم العقل يدركها كلها مع عزوب الأمثلة المعينة عنه.
لكن هي في الأصل إنما صارت فى ذهنه كلية عامة بعد تصوره لأمثال معينة من أفرادها ,وإذا بعد عهد الذهن بالمفردات المعنية فقد يغلط كثيرا؛بأن يجعل الحكم إما أعم وإما أخص ,وهذا يعرض للناس كثيرا حيث يظن أن ما عنده من القضايا الكلية صحيح ويكون عند التحقيق ليس كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم يتصورون الشىء بعقولهم ويكون ما تصوروه معقولا بالعقل فيتكلمون عليه ويظنون أنهم تكلموا فى ماهية مجردة بنفسها من حيث هي هى ,من غير أن تكون ثابتة فى الخارج ولا فى الذهن فيقولون الإنسان من حيث هو هو والوجود من حيث هو هو والسواد من حيث هو هو ونحو ذلك.
ويظنون أن هذه الماهية التى جردوها عن جميع القيود السلبية والثبوتية محققة فى الخارج على هذا التجريد ,وذلك غلط كغلط أوليهم فيما جردوه من العدد والمثل الأفلاطونية وغيرها بل هذه المجردات لا تكون إلا مقدرة في الذهن ,وليس كل ما فرضه الذهن أمكن وجوده فى الخارج وهذا الذى يسمى الإمكان الذهني.
فإن الإمكان على وجهين ذهني وهو أن يعرض الشىء على الذهن فلا يعلم امتناعه بل يقول يمكن هذا لا لعلمه بإمكانه بل لعدم علمه بامتناعه مع أن ذلك الشىء قد يكون ممتنعا في الخارج.
و خارجي وهو أن يعلم إمكان الشىء فى الخارج ,وهذا يكون بأن يعلم وجوده فى الخارج أو وجود نظيره أو وجوده ما هو أبعد عن الوجود منه؛فإذا كان الأبعد عن قبول الوجود موجودا ممكن الوجود فالأقرب إلى الوجود منه أولى.
مجموع الفتاوى (9|224)
الثاني والعشرون: أنهم كما حصروا اليقين في الصورة القياسية حصروه فى المادة التى ذكروها من القضايا الحسيات والأوليات والمتواترات والمجربات والحدسيات ومعلوم أن لا دليل على نفي ما سوى هذه القضايا ثم مع ذلك إنما اعتبروا فى الحسيات والعقليات وغيرها ما جرت العادة باشتراك بنى آدم فيه ,وتناقضوا في ذلك فإن بني آدم إنما يشتركون كلهم فى بعض المرئيات وبعض المسموعات؛ فإنهم كلهم يرون عين الشمس والقمر والكواكب ويرون جنس السحاب والبرق ,وإن لم يكن ما يراه هؤلاء عين ما يراه هؤلاء عين ,وكذلك يشتركون في سماع صوت الرعد ,وأما ما سمعه بعضهم من كلام بعض وصوته فهذا لا يشترك بنو آدم فى عينه بل كل قوم يسمعون ما لم يسمع غيرهم وكذا أكثر المرئيات
وأما الشم والذوق واللمس فهذا لا يشترك جميع الناس فى شيء معين فيه؛بل الذي يشمه هؤلاء ويذوقونه ويلمسونه ليس هو الذي يشمه ويذوقه ويلمسه هؤلاء.
لكن قد يتفقان فى الجنس لا فى العين وكذلك ما يعلم بالتواتر والتجربة والحدس فإنه قد يتواتر عند هؤلاء ويجرب هؤلاء ما لم يتواتر عند غيرهم ويجربوه ,ولكن قد يتفقان فى الجنس كما يجرب قوم بعض الأدوية ويجرب آخرون جنس تلك الأدوية فيتفق فى معرفة الجنس لا في معرفة عين المجرب ...
وعامة ما عندهم من العلوم الكلية بأحوال الموجودات هي من العلم بعادة ذلك الموجود وهو ما يسمونه الحدسيات وعامة ما عندهم من العلوم العقلية الطبيعية والعلوم الفلكية كعلم الهيئة فهو من قسم المجربات ,وهذه لا يقوم فيها برهان؛فإن كون هذه الأجسام الطبيعية جربت وكون الحركات جربت لا يعرفه أكثر الناس إلا بالنقل , والتواتر في هذا قليل.
وغاية الأمر أن تنقل التجربة في ذلك عن بعض الأطباء أو بعض أهل الحساب وغاية ما يوجد أن يقول بطليموس هذا مما رصده فلان وأن يقول جالينوس هذا مما جربته أو ذكر لي فلان أنه جربه وليس فى هذا شيء من المتواتر ,وإن قدر أن غيره جربه أيضا فذاك خبر واحد وأكثر الناس لم يجربوا جميع ما جربوه ولا علموا بالأرصاد ما ادعوا أنهم علموه ,وإن ذكروا جماعة رصدوا فغايته أنه من المتواتر الخاص الذي تنقله طائفة.
فمن زعم أنه لا يقوم عليه برهان بما تواتر عن الأنبياء كيف يمكنه أن يقيم على غيره برهانا بمثل هذا التواتر ويعظم علم الهيئة والفلسفة ويدعي أنه علم عقلي معلوم بالبرهان ,وهذا أعظم ما يقوم عليه البرهان العقلي عندهم هذا حاله فما الظن بالإلهيات التى إذا نظر فيها كلام معلمهم الأول أرسطو وتدبره الفاضل العاقل لم يفده إلا العلم بأنهم كانوا من أجهل الخلق برب العالمين ,وأن كفار اليهود والنصارى أعلم منهم بهذه الأمور.
مجموع الفتاوى (9|246)
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث والعشرون:إن الأنبياء والأولياء لهم من علم الوحي والإلهام ما هو خارج عن قياسهم الذي ذكروه بل الفراسة أيضا ومثالها فإن ادخلوا ذلك فيما ذكروه من الحسيات والعقليات ,لم يمكنهم نفي ما لم يذكروه ,ولم يبق لهم ضابط ,وقد ذكر ابن سينا وأتباعه أن القضايا الواجب قبولها التى هي مادة البرهان الأوليات والحسيات والمجربات والحدسيات والمتواترات وربما ضموا إلى ذلك قضايا معها حدودها ,ولم يذكروا دليلا على هذا الحصر ,ولهذا اعترف المنتصرون لهم أن هذا التقسيم منتشر غير منحصر يتعذر إقامة دليل عليه ,وإذا كان كذلك لم يلزم ان كل ما لم يدخل فى قياسهم لا يكون معلوما وحينئذ فلا يكون المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها من الخطأ.
فإنه وعامة هؤلاء المنطقيين يكذبون بما لم يستدل عليه بقياسهم ,وهذا فى غاية الجهل لاسيما إن كان الذي كذبوا به من أخبار الأنبياء
فإذا كان أشرف العلوم لا سبيل الى معرفته بطريقهم لزم أمران:
أحدهما:إن لا حجة لهم على ما يكذبون به مما ليس فى قياسهم دليل عليه.
و الثانى:إن ما علموه خسيس بالنسبة الى ما جهلوه فكيف اذا علم انه لا يفيد النجاة ولا السعادة.
مجموع الفتاوى (9|247)
الرابع والعشرون:أنهم يجعلون ما هو علم يجب تصديقه ليس علما وما هو باطل وليس بعلم يجعلونه علما
قال: فزعموا ما جاءت به الأنبياء فى معرفة الله وصفاته والمعاد لا حقيقة له فى الواقع وأنهم إنما أخبروا الجمهور بما يتخيلونه فى ذلك لينتفعوا به فى إقامة مصلحة دنياهم لا يعرفوا بذلك الحق ,وأنه من جنس الكذب لمصلحة الناس ويقولون أن النبى حاذق بالشرائع العملية دون العلمية ,ومنهم من يفضل الفيلسوف على كل نبى وعلى نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ,ولا يوجبون اتباع نبى بعينه لا محمد .. وقد أخبر النبى عن الله بأسمائه وصفاته المعينة وعن الملائكة والعرش والكرسي والجنة والنار ,وليس فى ذلك شيء من ذلك بقياسهم وكذا أخبر عن أمور معينة مما كان وسيكون وليس شيء من ذلك يمكن معرفته بقياسهم لا البرهاني ولا غيره؛فإن أقيستهم لا تفيد إلا أمورا كلية وهذه أمور خاصة .. والمقصود أن يعرف الإنسان أنهم يقولون من الجهل والكفر ما هو فى غاية الضلال فرارا من لازم ليس قط دليل على نفيه.
مجموع الفتاوى (9|249)
الخامس والعشرون:أن في غير الطرق التي استندوا إليها بيان للأمور أوضح وأجلى من قياسهم المنطقي
قال رحمه الله: أما الأمور الموجودة المحققة فتعلم بالحس الباطن والظاهر وتعلم بالقياس التمثيلى وتعلم بالقياس الذى ليس فيه قضية كلية ولا شمول ولا عموم بل تكون الحدود الثلاثة فيه الأصغر والأوسط والأكبر أعيانا جزئية والمقدمات والنتيجة قضايا جزئية ,وعلم هذه الأمور المعينة بهذه الطرق أصح وأوضح وأكمل؛فإن من رأى بعينه زيدا فى مكان ,وعمرا فى مكان آخر استغنى عن أن يستدل على ذلك بكون الجسم الواحد لا يكون فى مكانين ,وكذلك من وزن دراهم كل منها ألف درهم استغنى عن أن يستدل على ألف درهم منها بأنها مساوية للصنجة, وهى شيء واحد ,والأشياء المساوية لشىء واحد متساوية وأمثال ذلك كثير , ولهذا يسمى هؤلاء أهل كلام أى لم يفيدوا علما لم يكن معروفا ,وإنما أتوا بزيادة كلام قد لايفيد وهو ما ضربوه من القياس لإيضاح ماعلم بالحس ,وإن كان هذا وهو ما ضربوه من القياس لإيضاح ما علم بالحس ,وإن كان هذا القياس وأمثاله ينتفع به فى موضع آخر ...
وكذلك إذا علم الإنسان أن هذا الدينار مثل هذا وهذا الدرهم مثل هذا ,وأن هذه الحنطة والشعير مثل هذا ثم علم شيئا من صفات أحدهما وأحكامه الطبيعية مثل الاغتذاء والانتفاع أو العادية مثل القيمة والسعر أو الشرعية مثل الحل والحرمة علم أن حكم الآخر مثله؛فأقيسة التمثيل تفيد اليقين بلا ريب أعظم من أقيسة الشمول ولا يحتاج مع العلم بالتماثل إلى أن يضرب لهما قياس شمول بل يكون من زيادة الفضول وبهذا الطريق عرفت القضايا الجزئية بقياس التمثيل ....
مجموع الفتاوى (9|76)
السادس والعشرون: أنهم معترفون بالحسيات الظاهرة والباطنة كالجوع والألم واللذة ونفوا وجود ما يمكن أن يختص برؤيته بعض الناس كالملائكة والجن ,وما تراه النفس عند الموت.
(يُتْبَعُ)
(/)
والكتاب والسنة ناطقان بإثبات ذلك ولبسط هذه الأمور موضع آخر وإنما المقصود أن ما تلقوه من القواعد الفاسدة المنطقية من نفي ما لم يعلم نفيه أوجب لهم من الجهل والكفر ما صار حاجبا ,وأنهم به أسوأ حالا من كفار اليهود والنصارى.
مجموع الفتاوى (9|249)
السابع والعشرون: أن يقال كون القضية برهانية معناه عندهم أنها معلومة للمستدل بها ,وكونها جدلية معناه كونها مسلمة ,وكونها خطابية معناه كونها مشهورة أو مقبولة أو مظنونة ,وجميع هذه الفروق هي نسب وإضافات عارضة للقضية ليس فيها ما هو صفة ملازمة لها فضلا عن أن تكون ذاتية لها على أصلهم بل ليس فيها ما هو صفة لها فى نفسها بل هذه صفات نسبية باعتبار شعورالشاعر بها ,ومعلوم أن القضية قد تكون حقا والإنسان لا يشعر بها فضلا عن أن يظنها أو يعلمها ,وكذلك قد تكون خطابية أو جدلية وهي حق فى نفسها بل تكون برهانية أيضا كما قد سلموا ذلك ,وإذا كان كذلك فالرسل صلوات الله عليهم أخبروا بالقضايا التى هي حق فى نفسها لا تكون كذبا باطلا قط ,وبينوا من الطرق العلمية التى يعرف بها صدق القضايا ما هو مشترك فينتفع به جنس بني آدم وهذا هو العلم النافع للناس.
وأما هؤلاء المتفلسفة فلم يسلكوا هذا المسلك بل سلكوا في القضايا الأمر النسبى فجعلوا البرهانيات ما علمه المستدل وغير ذلك لم يجعلوه برهانيا ,وإن علمه مستدل آخر ,وعلى هذا فيكون من البرهانيات عند إنسان وطائفة ما ليس من البرهانيات عند آخرين؛فلا يمكن أن تحد القضايا العلمية بحد جامع بل تختلف باختلاف أحوال من علمها ومن لم يعلمها حتى أن أهل الصناعات عند أهل كل صناعة من القضايا التى يعلمونها مالا يعلمها غيرهم, وحينئذ فيمتنع أن تكون طريقتهم مميزة للحق من الباطل والصدق من الكذب باعتبار ما هو الأمر عليه فى نفسه عند أهل كل صناعة من الحق والباطل ومن الصدق والكذب ,ويمتنع أن تكون منفعتها مشتركة بين الآدميين بخلاف طريقة الأنبياء؛فإنهم أخبروا بالقضايا الصادقة التى تفرق بين الحق والباطل والصدق والكذب؛فكل ما ناقض الصدق فهو كاذب وكل ما ناقض الحق فهو باطل؛فلهذا جعل الله ما أنزله من الكتاب حاكما بين الناس فيما اختلفوا فيه وأنزل أيضا الميزان وما يوزن به ويعرف به الحق من الباطل ولكل حق ميزان يوزن به بخلاف ما فعله الفلاسفة المنطقيون فإنه لا يمكن أن يكون هاديا للحق ولا مفرقا بين الحق والباطل ولا هو ميزان يعرف به الحق من الباطل.
وأما المتكلمون فما كان في كلامهم موافقا لما جاءت به الأنبياء فهو منه وما خالفه فهو من البدع الباطلة شرعا وعقلا.
فإن قيل نحن نجعل البرهانيات إضافية فكل ما علمه الإنسان بمقدماته فهو برهاني عنده وإن لم يكن برهانيا عند غيره.
قيل: لم يفعلوا ذلك فإن من سلك هذا السبيل لم يجد مواد البرهان فى أشياء معينة مع إمكان علم كثير من الناس لأمور أخرى بغير تلك المواد المعينة التى عيونها وإذا قالوا نحن لا نعين المواد فقد بطل أحد أجزاء المنطق وهو المطلوب.
مجموع الفتاوى (9|251)
الثامن والعشرون: أنهم لما ظنوا أن طريقهم كلية محيطة بطرق العلم الحاصل لبني آدم مع أن الأمر ليس كذلك وقد علم الناس إما بالحس وإما بالعقل وإما بالأخبار الصادقة معلومات كثيرة تعلم بطريقهم ذكروها ,ومن ذلك ما علمه الأنبياء صلوات الله عليهم من العلوم أرادوا إجراء ذلك على قانونهم الفاسد فقالوا النبى له قوة أقوى من قوة غيره ,وهو أن يكون بحيث ينال الحد الاوسط من غير تعليم فإذا تصور أدرك بتلك القوة الحد الذي قد يتعسر أو يتعذر على غيره إدراكه بلا تعليم لأن قوى الأنفس فى الإدراك غير محدودة؛فجعلوا ما يخبر به الأنبياء من أنباء الغيب إنما بواسطة القياس المنطقى ,وهذا فى غاية الفساد فإن القياس المنطقي إنما تعرف به أمورا كلية كما تقدم.
مجموع الفتاوى (9|252)
التاسع والعشرون: قول بعضهم ليس في العقليات قياس باطل
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قال من متأخري أهل الكلام والرأي كأبي المعالي وأبي حامد والرازي وأبي محمد المقدسي وغيرهم من أن العقليات ليس فيها قياس ,وإنما القياس فى الشرعيات ولكن الاعتماد فى العقليات على الدليل الدال على ذلك مطلقا فقولهم مخالف لقول نظار المسلمين بل وسائر العقلاء؛فإن القياس يستدل به فى العقليات كما يستدل به فى الشرعيات؛فإنه إذا ثبت أن الوصف المشترك مستلزم للحكم كان هذا دليلا فى جميع العلوم ,وكذلك إذا ثبت أنه ليس بين الفرع والأصل فرق مؤثر كان هذا دليلا فى جميع العلوم وحيث لا يستدل بالقياس التمثيلي لا يستدل بالقياس الشمولي.
مجموع الفتاوى (9|118) والرد على المنطقيين (118)
الثلاثون: قولهم الاستدلال لابد فيه من مقدمتين بلا زيادة ولا نقصان ()
أ- وأما قولهم الاستدلال لابد فيه من مقدمتين بلا زيادة ولا نقصان فهذا قول باطل طردا وعكسا ,وذلك أن احتياج المستدل إلى المقدمات مما يختلف فيه حال الناس فمن الناس من لا يحتاج إلا إلى مقدمة واحدة لعلمه بما سوى ذلك كما أن منهم من لا يحتاج فى علمه بذلك إلى استدلال بل قد يعلمه بالضرورة ومنهم من يحتاج الى مقدمتين ,ومنهم من يحتاج الى ثلاث ,ومنهم من يحتاج الى أربع وأكثر فمن أراد أن يعرف أن هذا المسكر المعين محرم؛فإن كان يعرف أن كل مسكر محرم ولكن لا يعرف هل هذا المسكر المعين يسكر أم لا لم يحتج إلا إلى مقدمة واحدة وهو أن يعلم أن هذا مسكر فإذا قيل له هذا حرام فقال ما الدليل عليه فقال المستدل الدليل على ذلك أنه مسكر تم المطلوب.
وكذلك لو تنازع اثنان فى بعض أنواع الأشربة هل هو مسكر أم لا كما يسأل الناس كثيرا عن بعض الأشربة ولا يكون السائل ممن يعلم أنها تسكر أو لا تسكر ولكن قد علم أن كل مسكر حرام؛فإذا ثبت عنده بخبر من يصدقه أو بغير ذلك من الأدلة أنه مسكر علم تحريمه ,وكذلك سائر ما يقع الشك فى اندراجه تحت قضية كلية من الأنواع والأعيان مع العلم بحكم تلك القضية كتنازع الناس فى النرد والشطرنج هل هما من الميسر أم لا ,وتنازعهم فى النبيذ المتنازع فيه هل هو من الخمر أم لا ,وتنازعهم فى الحلف بالنذر والطلاق والعتاق هل هو داخل فى قوله {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} أم لا وتنازعهم فى قوله {أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} هل هو الزوج أو الولى المستقل وأمثال ذلك.
وقد يحتاج الاستدلال إلى مقدمتين لمن لم يعلم أن النبيذ المسكر المتنازع فيه محرم ولم يعلم أن هذا المعين مسكر فهو لا يعلم أنه محرم حتى يعلم أنه مسكر ,ويعلم أن كل مسكر حرام ,وقد يعلم أن هذا مسكر ويعلم أن كل مسكر خمر لكن لم يعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم حرم الخمر لقرب عهده بالإسلام أو لنشأته بين جهال أو زنادقة يشكون فى ذلك أو يعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:كل مسكر حرام أو يعلم أن هذا خمر وأن النبى حرم الخمر لكن لم يعلم أن محمدا رسول الله أو لم يعلم أنه حرمها على جميع المؤمنين بل ظن أنه أباحها لبعض الناس؛فظن أنه منهم كمن ظن أنه أباح شربها للتداوى أو غير ذلك؛فهذا لا يكفيه فى العلم بتحريم هذا النبيذ المسكر تحريما عاما إلا أن يعلم أنه مسكر وأنه خمر وأن النبى صلى الله عليه وسلم حرم كل مسكر ,وأنه رسول الله حقا فما حرمه حرمه الله وأنه حرمه تحريما عاما لم يبحه للتداوى أو للتلذذ ...
والمقصود أن قولكم أن الدليل الذى هو القياس لا يكون إلا جزئين فقط إن أردتم لفظين فقط وإن ما زاد على لفظين فهو أدلة لا دليل واحد لأن ذلك اللفظ الموصوف بصفات تحتاج كل صفة إلى دليل.
قيل لكم وكذلك يمكن أن يقال فى اللفظين هما دليلان لا دليل واحد؛فإن كل مقدمة تحتاج إلى دليل ,وحينئذ فتخصيص العدد باثنين دون ما زاد تحكم لا معنى له؛ فإنه إذا كان المقصود قد يحصل بلفظ مفرد وقد لا يحصل إلا بلفظين وقد لا يحصل إلا بثلاثة أو بأربعة وأكثر فجعل الجاعل اللفظين هما الأصل الواجب دون ما زاد وما نقص ,وأن الزائد إن كان فى المطلوب جعل مطالب متعددة, وإن كان فى الدليل تذكر مقدمات جعل ذلك فى تقدير أقيسة متعددة تحكم محض ليس هو أولى من أن يقال بل الأصل فى المطلوب أن يكون واحدا ودليله جزاء واحدا فإذا زاد المطلوب على ذلك جعل مطلوبين أو ثلاثة أو أربعة بحسب دلالته ,وهذا إذا قيل فهو أحسن من قولهم لأن اسم الدليل مفرد فيجعل معناه مفردا
(يُتْبَعُ)
(/)
والقياس هو الدليل.
ولفظ القياس يقتضى التقدير كما يقال قست هذا بهذا ,والتقدير يحصل بواحد وإذا قدر باثنين وثلاثة يكون تقديرين وثلاثة لا تقديرا واحدا؛فتكون تلك التقديرات أقيسة لا قياسا واحدا فجعلهم ما زاد على الاثنين من المقدمات فى معنى أقيسة متعددة وما نقص عن الاثنين نصف قياس تام؛ اصطلاح محض لا يرجع الى معنى معقول كما فرقوا بين الصفات الذاتية والعرضية اللازمة للماهية والوجود بمثل هذا التحكم.
وحينئذ فيعلم أن القوم لم يرجعوا فيما سموه حدا وبرهانا إلى حقيقة موجودة ولا أمر معقول بل إلى اصطلاح ...
مجموع الفتاوى (9|170) والرد على المنطقيين (167)
ب- ثم إنهم لما علموا أن الدليل قد يحتاج إلى مقدمات وتكفي فيه مقدمة واحدة قالوا ربما أدرج في القياس قول زائد أى مقدمة ثالثة على مقدمتين لغرض فاسد أو صحيح كبيان المقدمتين ويسمونه المركب قالوا ومضمونه أقيسة متعددة سيقت لبيان أكثر من مطلوب واحد إلا أن المطلوب منها بالذات ليس إلا واحدا قالوا وربما حذفت إحدى المقدمات أما للعلم بها أو لغرض فاسد وقسموا المركب مفصول وموصول.
فيقال هذا اعتراف منكم بأن من المطالب ما يحتاج إلى مقدمات ,وما يكفى فيه مقدمة واحدة ثم قلتم إن ذلك الذى يحتاج إلى مقدمات هو فى معنى أقيسة متعددة فيقال لكم: إذا ادعيتم أن الذى لابد منه إنما هو قياس واحد مشتمل على مقدمتين وأن ما زاد على ذلك هو فى معنى أقيسة.
كل قياس لبيان مقدمة من المقدمات فقولوا إن الذى لا بد منه هو مقدمة واحدة وأن ما زاد على تلك المقدمة من المقدمات؛فإنما هو لبيان تلك المقدمة ,وهذا أقرب إلى معقول؛فإنه إذا لم يعلم ثبوت الصفة للموصوف وهو ثبوت الحكم للمحكوم عليه وهو ثبوت الخبر للمبتدأ أو المحمول للموضوع إلا بوسط بينهما هو الدليل فالذى لا بد منه هو مقدمة واحدة وما زاد على ذلك فقد يحتاج إليه وقد لا يحتاج إليه.
وأما دعوى الحاجة إلى القياس الذي هو المقدمتان للاحتياج إلى ذلك فى بعض المطالب فهو كدعوى الاحتياج فى بعضها إلى ثلاث مقدمات وأربع وخمس للاحتياج إلى ذلك فى بعض المطالب ,وليس تقدير عدد بأولى من عدد.
وما يذكرونه من حذف إحدى المقدمتين لوضوحها أو لتغليط يوجد مثله فى حذف الثالثة والرابعة ومن احتج على مسألة بمقدمة لا تكفى وحدها لبيان المطلوب أو مقدمتين أو ثلاثة لا تكفى طولب بالتمام الذى تحصل به كفاية ...
مجموع الفتاوى (9|178)
ج- وما بين لك أن المقدمة الواحدة قد تكفى فى حصول المطلوب أن الدليل هو ما يستلزم الحكم المدلول عليه كما تقدم بيانه ,ولما كان الحد الأول مستلزما للأوسط والأوسط للثالث ثبت أن الأول مستلزم للثالث؛فإن ملزوم الملزوم ملزوم ولازم اللازم لازم؛فإن الحكم لازم من لوازم الدليل ,لكن لم يعرف لزومه إياه إلا بوسط بينهما فالوسط ما يقرن بقولك لأنه.وهذا مما ذكره المنطقيون وابن سينا وغيره؛ ذكروا الصفات اللازمة للموصوف وأن منها ما يكون بين اللزوم وردوا بذلك على من فرق من أصحابهم بين الذاتى واللازم للماهية بأن اللازم ما افتقر إلى وسط بخلاف الذاتى فقالوا له كثير من الصفات اللازمة لا تفتقر إلى وسط وهى البينة اللزوم والوسط عند هؤلاء هو الدليل.
مجموع الفتاوى (9|179) والرد على المنطقيين (189)
الحادي والثلاثون:الدليل والبرهان هو اللزوم
وما تقسيمهم إلى الأنواع الثلاثة فكلها تعود إلى ما ذكر فى استلزام الدليل للمدلول وما ذكروه فى الاقترانى يمكن تصويره بصورة الاستثنائى ,وكذلك الاستثنائى يمكن تصويره بصورة الاقترانى؛فيعود الأمر الى معنى واحد وهو مادة الدليل والمادة لا تعلم من صورة القياس الذى ذكروه بل من عرف المادة بحيث يعلم أن هذا مستلزم لهذا علم الدلالة سواء صورت بصورة قياس أو لن تصور ,وسواء عبر عنها بعباراتهما و بغيرها بل العبارات التى صقلتها عقول المسلمين وألسنتهم خير من عباراتهم بكثير كثير.
و الاقترانى كله يعود إلى لزوم هذا لهذا وهذا لهذا؛كما ذكر وهذا بعينه هو الاستثنائى المؤلف من المتصل والمنفصل.
فإن الشرطى المتصل استدلال باللزوم بثبوت اللزوم الذى هو المقدم وهو الشرط على ثبوت اللازم الذى هو التالى وهو الجزاء أو بانتفاء اللازم وهو التالي الذى هو الجزاء على انتفاء الملزوم الذى هو المقدم وهو الشرط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الشرطي المنفصل وهو الذى يسميه الأصوليون السبر والتقسيم ,وقد يسميه أيضا الجدليون التقسيم والترديد؛فمضمونه الاستدلال بثبوت أحد النقيضين على انتفاء الآخر وبانتفائه على ثبوته ,و أقسامه أربعة ولهذا كان فى مانعة الجمع والخلو الاستثناءات الأربعة وهو أنه إن ثبت هذا انتفى نقيضه وكذا الآخر ,وإن انتفى هذا ثبت نقيضه وكذا الآخر ,ومانعة الجمع الاستدلال يثبوت أحد الضدين على انتفاء الآخر والأمران متنافيان ومانعة الخلو فيها تناقض لزوم والنقيضان لا يرتفعان فمنعت الخلو منهما ,ولكن جزاءها وجود شيء وعدم آخر ليس هو وجود الشيء وعدمه ووجود شيء وعدم آخر قد يكون أحدهما لازما للآخر وإن كانا لا يرتفعان لأن ارتفاعهما يقتضى ارتفاع وجود شيء وعدمه معا.
وبالجملة ما من شيء إلا وله لازم لا يوجد بدونه وله مناف مضاد لوجوده فيستدل عليه بثبوت ملزومه وعلى انتفائه بانتفاء لازمه ,ويستدل على انتفائه بوجود منافيه ويستدل بانتفاء منافيه على وجوده إذا انحصر الأمر فيهما؛فلم يمكن عدمهما جميعا كما لم يمكن وجودها جميعا ,وهذا الاستدلال يحصل من العلم بأحوال الشيء وملزومها ولازمها ,وإذا تصورته الفطرة عبرت عنه بأنواع من العبارات وصورته فى أنواع صور الأدلة لا يختص شيء من ذلك بالصورة التى ذكروها فى القياس فضلا عما سموه البرهان؛ فإن البرهان شرطوا له مادة معينة وهى القضايا التى ذكروها وأخرجوا من الأوليات ما سموه وهميات وما سموه مشهورات وحكم الفطرة بهما لا سيما بما سموه وهميات أعظم من حكمها بكثير من اليقينيات التي جعلوها مواد البرهان.
مجموع الفتاوى (9|193)
وقال: فكذلك الدليل والبرهان هوالمرشد إلى المطلوب والموصل إلى المقصود وكلما كان مستلزما لغيره؛فإنه يمكن أن يستدل به عليه ,ولهذا قيل الدليل ما يكون النظر الصحيح فيه موصلا إلى علم أو ظن.
فالمقصود أن كل ما كان مستلزم لغيره بحيث يكون ملزوما له؛ فإنه يكون دليلا عليه وبرهانا له سواء كانا وجوديين أو عدميين أو أحدهما وجوديا والآخر عدميا فأبدا الدليل ملزوم للمدلول عليه والمدلول لازم للدليل ...
والمقصود هنا أن المطلوب هو العلم والطريق إليه هو الدليل؛فمن عرف دليل مطلوبه عرف مطلوبه سواء نظمه بقياسهم أم لا ,ومن لم يعرف دليله لم ينفعه قياسهم ولا يقال أن قياسهم يعرف صحيح الأدلة من فاسدها؛فإن هذا إنما يقوله جاهل لا يعرف حقيقة قياسهم؛فإن حقيقة قياسهم ليس فيه إلا شكل الدليل وصورته
وأما كون المعين مستلزما لمدلوله فهذا ليس فى قياسهم ما يتعرض له بنفي ولا إثبات ,وإنما هذا بحسب علمه بالمقدمات التى اشتمل عليها الدليل وليس فى قياسهم بيان صحة شىء من المقدمات ولا فسادها وإنما يتكلمون فى هذا إذا تكلموا فى مواد القياس وهو الكلام فى المقدمات من جهة ما يصدق بها وكلامهم فى هذا فيه خطأ كثير كما نبه عليه فى موضع آخر.
والمقصود هنا أن الحقيقة المعتبرة فى كل برهان ودليل فى العالم هو اللزوم فمن عرف أن هذا لازم لهذا استدل بالملزوم على اللازم وإن لم يذكر لفظ اللزوم ولا تصور معنى هذا اللفظ بل من عرف أن كذا لابد له من كذا أو أنه إذا كان كذا كان كذا وأمثال هذا؛فقد علم اللزوم كما يعرف أن كل ما فى الوجود آية لله فإنه مفتقر إليه محتاج إليه لابد له من محدث كما قال تعالى {أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون} قال جبير بن مطعم: لما سمعت هذه الاية أحسست بفؤادى قد انصدع.
فإن هذا تقسيم حاصر يقول أخلقوا من غير خالق خلقهم فهذا ممتنع فى بدائه العقول أم خلقوا أنفسهم فهذا أشد امتناعا فعلم أن لهم خالقا خلقهم.
وهو سبحانه ذكر الدليل بصيغة استفهام الإنكار ليبن أن هذه القضية التى استدل بها فطرية بديهية مستقرة فى النفوس لا يمكن لأحد إنكارها فلا يمكن صحيح الفطرة أن يدعى وجود حادث بدون محدث أحدثه ولا يمكنه أن يقول هذا أحدث نفسه ,وكثير من النظار يسلك طريقا فى الاستدلال على المطلوب ويقول لا يوصل إلى مطلوب إلا بهذا الطريق ولا يكون الأمر كما قاله فى النفى وإن كان مصيبا فى صحة ذلك الطريق؛فإن المطلوب كلما كان الناس إلى معرفته أحوج يسر الله على عقول الناس معرفة أدلته؛فأدلة إثبات الصانع وتوحيده وأعلام النبوة وأدلتها كثيرة جدا وطرق الناس فى معرفتها كثيرة.
مجموع الفتاوى (9|213) والرد على المنطقيين (252)
الاستقراء من باب اللزوم وليس من باب الاستدلال بجزئي على كلي
قال: وأما الاستقراء فإنما يكون يقينيا إذا كان استقراء تاما وحينئذ فتكون قد حكمت على القدر المشترك بما وجدته في جميع الأفراد وهذا ليس استدلالا يجزئى على كلى ولا بخاص على عام بل استدلال بأحد المتلازمين على الآخر؛فإن وجود ذلك الحكم في كل فرد من أفراد الكلى العام يوجب أن يكون لازما لذلك الكلى العام.
فقولهم إن هذا استدلال بخاص جزئي على عام كلي ليس بحق وكيف ذلك والدليل لا بد أن يكون ملزوما للمدلول؛فإنه لو جاز وجود الدليل مع عدم المدلول عليه ولم يكن المدلول لازما له لم يكن إذا علمنا ثبوت ذلك الدليل نعلم ثبوت المدلول معه إذا علمنا أنه تارة يكون معه وتارة لا يكون معه فإنا إذا علمنا ذلك ثم قلنا إنه معه دائما كنا قد جمعنا بين النقيضين ,وهذا اللزوم الذي نذكره هنا يحصل به الاستدلال بأي وجه حصل اللزوم ,وكلما كان اللزوم أقوى وأتم وأظهر كانت الدلالة أقوى وأتم وأظهر.
الرد على المنطقيين (202)
والحمد لله أولا وآخرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 01:08]ـ
للفائدة
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 07:45]ـ
صراحة
لم أفهم أكثر كلام ابن تيمية ........
ولكن أتوقع كلامه صحيح<<<تقليد محض
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 01:20]ـ
صراحة
لم أفهم أكثر كلام ابن تيمية ........
ولكن أتوقع كلامه صحيح<<<تقليد محض
أية جزئية من كلامه بالتحديد؟(/)
المنهجية في الطلب
ـ[الشريف عبدالله]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 09:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجو من الاخوة كبار طلبة العلم ارشادي على اهم الكتب التي ينبغي لطالب العلم ضبطها ضبطا جيدا حتى تكون له قاعدة قوية في فهم ومعرفة كل فن من فنون العلم الشرعي
متنيا ايضا ارشادي على افضل الشروح للمتون. وارشادي ايضا على المشايخ الذين يحرص عليهم والاخذ عنهم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 11:27]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك لعلك تجد ضالتك عند الدكتور يوسف الغفيص حفظه الله فله دروس ماتعه في المنهجة في الطلب فله درس بعنوان التأصيل في معرفة العلوم الشرعية
ودرس بعنوان المنهجية في دراسة العقيدة
ودرس بعنوان المنهجية في دراسة الفقه
ودرسان بعنوان المدخل لدراسة الفقه
وغيرها من الدروس الماتعة وأظن انك تجد ضالتك في هذه الدروس
وأنا أحاول الأن أن أتيك برواط الدروس فأنتظرها إن لم تبحث عنها
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:35]ـ
أخي الحبيب هذه الروابط فيها الدروس المشار إليها بل أكثر
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=1119
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=333
أرجوا أن تجد فيها ما تريد
ـ[الشريف عبدالله]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 02:00]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك لعلك تجد ضالتك عند الدكتور يوسف الغفيص حفظه الله فله دروس ماتعه في المنهجة في الطلب فله درس بعنوان التأصيل في معرفة العلوم الشرعية
ودرس بعنوان المنهجية في دراسة العقيدة
ودرس بعنوان المنهجية في دراسة الفقه
ودرسان بعنوان المدخل لدراسة الفقه
وغيرها من الدروس الماتعة وأظن انك تجد ضالتك في هذه الدروس
وأنا أحاول الأن أن أتيك برواط الدروس فأنتظرها إن لم تبحث عنها
جزاك الله الف خير
واشكرك على افادتي بارسال الروابط للشيخ العلامة يوسف الغفيص
وجعله الله لك في ميزان حسناتك
اخوك
الشريف عبدالله
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 06:44]ـ
هذا الرابط سيفيدك بإذن الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=534812
وللشيخ صالح آل الشيخ أشرطة مفيدة في هذا الموضوع(/)
" أصول الفقه بين الثبات والتجديد" للشيخ يوسف الغفيص (من موقع الإسلام اليوم).
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
" أصول الفقه بين الثبات والتجديد"
البعد الفكري، والإمكان العملي
قراءة في السببية المطالبة، وأوجه الإمكان التطبيقية التجديدية
الشيخ د. يوسف بن محمد الغفيص
عضو هيئة كبار العلماء , عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وآله وصحبة أما بعد:
فإن تحديد رؤية علمية أمام هذه الفرضية ((تجديد أصول الفقه)) يرتبط بوجود إمكانية مؤهلة من حيث المنهج النظري، والواقعية التطبيقية لإجراء حوار يتطلع لقراءة مراجعة للكتابة الأصولية التاريخية.
هذه المبدئية أو الاتجاه على أقل تقدير يعطي مراجعة للسببية المطالبة بتجديد أصول الفقه، وربما كان من الرسم الصحيح للشكل العلمي: أن هذه الدعوة إنتاج (للعقل المنفعل حضارياً) أو (للعقل المدني المتحول) وفي تقديري: أن هذا العقل عقل ذرائعي افتراضي بدرجة ذوقية عالية!! ومقدّر: أنه يواجه أزمة تكوين، وليس أزمة تطبيق، وليس على علاقة معتدلة مع التراث الإسلامي من حيث الولاء والتصور.
من هنا فإن هذه الفرضية العلمية في شكلها الحضوري لا تحمل إلحاحاً ذاتياً من داخل علم ((أصول الفقه)) أو حتى معطيات علمية وتاريخية قادرة على ترسيم هذا الافتراض.
هذا الإنتاج لا يعني أن (علم أصول الفقه) علم متعالي على التجديد والمراجعة والتصحيح في سائر جزئيات بنيته، بل هذه مراجعة متاحة ومؤهلة علمياً وتاريخياً بل وممارسة داخل هذا العلم أو عند من قرأه من كبار علماء ونظار المسلمين الذين كتبوا في التصحيح الأصولي.
ثمت فرق بين رؤية تقع استجابة لفرضية حضارية أو أزمة تكوينية فكرية وبين الاستجابة لواقعية علمية تاريخية أو حتى حظورية طارئة. هذا الفرق لا يتمثل في القراءة السببية المجردة بل يرتبط به التكوين التطبيقي ولو بمعدل اللغة التعاملية الأولية. ومن هنا فإن الكشف عن حقيقة هذه الدعوة داخل رؤية واتجاه العقل المدنى المتحول سواء كان في اتجاه ما يسمى "اليسار الإسلامي" أو "العقلاني الحر" أو "الوسط الحداثي" يعد قيمة مهمة في تقييم هذه الدعوة التي يحاول رموزها الفكرية المتحولة إقصاء الاتجاه الوسط الإسلامي المحافظ عن الامتياز التأصيلي.
حسب التقدير الشخصي: فإن الدعوة إلى (تجديد أصول الفقه) بهذه الدرجة من العمومية، والنسق الفكري الذي ترفع فيه هذه المطالبة جاءت محاولة تجاوز للتنظيم التشريعي المذهبي القائم في القرون الإسلامية، والممتد في الواقع المعاصر، أو بعبارة أكثر تطبيقية مع الواقع الثقافي: محاولة تحييد النظامية التشريعية التي يمثلها الوسط العلمي المحافظ عن الممارسة التطبيقية المعاصرة، وإعطاء واقعية معرفية لحرية العقل المتحول في كثير من الأوساط الثقافية العربية أو حتى في اليسار الثقافي الإسلامي لتجاوز المنهج العلمي الوسطي الذي مثله الفقهاء الأوائل، وهذه التوافقية بين هذين التجمعين الذي ربما صح أن نسميهم: رواد هذه الدعوة ليست توافقية منهجية، وهذا منطق عدلي يجب أن يكون واضحاً، فمن المؤكد أن "اليسار الإسلامي" أكثر تعقلاً بل لا يمكن أن يؤهل "العقل الحداثي" لمعادلة تعاملية تجاه هذه الدعوة مع كل الأشكال الإسلامية. لكن ربما كان مهماً أن ندرك أن هذه المطالبة، أو بتصورية أكثر: الافتراض التحويلي لأصول الفقه، ليست محاولة علمية داخل التجمع العلمي التخصصي أو اعتباراً شرعياً داخل التمثيل الإسلامي التعددي القائم، وإن كنا ندرك أن هناك مناقشات وربما إيحاءات قبولية أو رفضية قائمة في هذين المسارين لكن البعد الثقافي المعاصر في أشكاله الاتجاهية الفكرية يتعامل مع هذه الفرضية كنظرية يحاول أن يسجل لها استجابة داخل التجمع العلمي التخصصي أو داخل التطبيق الإسلامي التعددي أي: خلق سببية معرفية أو شرعية، ورغم وجود مقتضيات نسبية في المحورين فإن تجسير العلاقة مع العقل الوضعي أو العقل المتحول يمثل تسرعاً ولو بمستوى التصويت الأولي لصالح تصحيح النظرية،وهنا يمكن أن نسجل رفض القبول لهذه الدعوة التي تقع تحت رؤية فكرية متحولة، وليست على علاقة مناسبة مع التراث الوسطي المحافظ بل يكون هذا ضرورة منهجية لازمة التحقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هذا العلم الذي بدأ التصنيف فيه – حسب رأي الأكثرين خلافاً لبعض الأحناف – الإمام محمد بن إدريس الشافعي، في كتابه المسمى: بالرسالة. والتي كانت محاولة وضع قاعدة توافقية بين "مدرسة المحدثين" و"مدرسة الرأي" في التداول الفقهي، حيث كان في تلك المرحلة التاريخية بعض الامتياز بين هاتين المدرستين في التحصيل الفقهي مع كثير من التوحُّد في أصول التلقي والاستدلال.
وبإمامة الشافعي العلمية المتعددة مثلت رسالته التي أرسلها إلى الإمام عبد الرحمن بن مهدي المحدث، واقعية تطبيقية تمثلت بعد عصر الشافعي في النظم العلمية المكتوبة في المذاهب الفقهية الأربعة في الفقه وأصوله.
ويدرك القاري لكبار كتب الفقه عند الأحناف والشافعية والمالكية والحنابلة وكذا كبار الكتب الأصولية أن ثمت توافقية في اعتبار نظم التشريع وأصول الاستدلال وكثير من نتائجه وفروعه مع امتياز حاصل نتيجة معطيات متعددة علمية ومذهبية وغيرها، وربما صح أن بعضاً من الاميتاز المسجل تاريخياً بين المذاهب لأربعة كان مرتبطاً بالطائفية التي تمثلت في التمذهب الشمولي والتعصب والتقليد عند كثير من أتباع الأئمة.
فهو إلى حد كبير لم يكن موقفاً علمياً محضاً فضلاً عن كونه ضرورة منهجية مذهبية تستلزمها الأصول المتحققة عن الإمام المتفقه على مذهبه كمالك والشافعي. بل بعض من الامتياز وإن كان له بناء ورسم علمي إلا أنه ولائي بنسبة مقدرة من حيث التكوين.
ولست ترى أن الأئمة الأربعة يمارسون هذا الامتياز بنفس الدرجة التي يمارسها كثير من أتباعهم ولا سيما متأخريهم.
ومن هنا فإن المحققين من علماء الإسلام الكبار لا يرون تفضيل أحد هذه المذاهب الأربعة في النظم الأصولية أو الفروع الفقهية المحصلة تفضيلاً عمومياً من حيث الأصل بل يرون ثمت تحقيقاً تفاضليا نسبياً بحسب الأبواب المقررة في الفقه وأصوله. كتقديم أحد هذه المذاهب في قواعد القياس والعلة و السبب، أو دلالات الألفاظ، أو ترتيب و توفيق الأدلة المختلف فيها ونحو ذلك، وكذا في الأبواب الفقهية كتقديم مذهب في مسائل الطهارة وآخر في المناسك وآخر في الأطعمة و هلم جرا. ومع هذا فلا يقع هذا التفضيل في سائر المسائل المقولة باطراد بل يكون هذا من حيث الجنس الذي يتخلف بعض أفراده. والناظر في كتب الفقه و أصوله يرى تداخلاً في كثير من الفروع والقواعد التطبيقية بين هذه المذاهب فضلاً عن التوافق في أصول الاستدلال، وجماع الفروع المتفق عليها، و بخاصة بين الشافعية والحنابلة في الفروع الفقهية، وبين الشافعية والمالكية المتأخرين في كتب الأصول هذا التداخل الثاني بفعل الجمع المنهجي الكلامي الذي انتجته مدرسة الأشعرية التي أكثر ممثليها من الشافعية ثم المالكية، حتى أطلق كثير ممن كتب في تاريخ أصول الفقه: أن ثمت طريقتين للتأليف فيه: طريقة المتكلمين الممثلة عند علماء الأصول من الشافعية و المالكية في الجملة، وطريقة الفقهاء التي تضاف للأحناف، ويذكر كثيرون وجود منهج توفيقي بين الطريقتين. وهذه القراءة التاريخية في التصنيف المنهجي لصياغة هذا العلم فيها مراجعة، وعليها سؤالات ليس هنا إمكان للحديث عنها.
لكن المهم قوله هنا: أن أكثر كتب أصول الفقه التي يجري التعامل معها في هذا العصر، بمعنى: أنها ورقة القراءة المفترضة، مكتوبة بتكوين علمي مركب إلى حد الاختلاف إذا اعتبرنا الأصول التجذيرية لهذا التركيب، حيث مثل "علم الكلام" الذي استعمله المعتزلة ثم الأشاعرة و الماتريدية في التقرير العقدي أثراً في التقرير والصياغة الأصولية، وإن كان ليس بنفس الممارسة العقدية، لكن حين تقرأ البرهان لأبي المعالي الجويني أو المستصفى لأبي حامد الغزالي أو المحصول لابن الخطيب الرازي أو الأحكام للسيف الآمدي وهم من أعيان الشافعية الأصولية، المتكلمة على الطريقة الأشعرية أو في المعتمد لأبي الحسين البصري المعتزلي الحنفي وترى رسم أصول الفقه عند هؤلاء المصنفين و أمثالهم من أعيان علماء الكلام فهنا يكون من الواضح أثر هذا العلم في صياغة أصول الفقه فضلا عن استعمال المنطق الأرسطي المترجم كآلية للتراتيب الأصولية عند كثير من المتكلمين المصنفين في الأصول، وربما صار هو قانون العقل كما هو اتجاه الغزالي. وإذا أخذنا الاتجاه المذهبي الفقهي وجدنا أنه
(يُتْبَعُ)
(/)
يُشكل مع الاتجاه القانوني (الكلامي ـ المنطقي) تركيباً متمايزاً ليس أثره يختص بصنعة الحرف والكلمة،ونسق الصياغة بل يتحصل له أثر في النتائج العلمية، وانقطاع التواصل أحياناً مع المذهب الفقهي،و ربما صح أن نقول: إن هذا الترتيب المتمايز شكّل العقل الأصولي في الطور الثاني بعد الشافعي.
وهنا من الصعب أن تقرأ علاقة تمامية بين الفقه الذي قرره الشافعي وأئمة أصحابه المتقدمين، والأصول التي نظمها للمذهب أمثال الجويني والغزالي و الرازي. وهذا مطرد مع كثير من الأصولين من أصحاب مالك المتأخرين وكذا بعض الحنفية كأبي الحسين البصري صاحب المعتمد بل وجمع من الحنابلة وإن كانوا أكثر تسالماً مع فقه إمامهم وأصحابه الأوائل لأن علم الكلام لم يستعمل منهجاً عند الحنابلة كما وقع في غيرهم وإن كان هناك ممارسات كلامية لبعض الحنابلة أو ما هو من النقل الذي دخل عليهم من التحصيل من كتب الأصول التي صنفها متكلمون.
هذه قراءة طويلة بل ومعقدة لكن ربما كان مهماً أن نعرف بعض حركة التركيب التاريخي لهذا العلم.
و حينما نحاول أن نقرأ الأمور حسب مساحتها القائمة فلا يعني أننا نمارس حركة الإغلاق من الداخل لأي مشروع تجديدي، لكن من الحق أن نعي أن التراث العلمي الأصولي قيمة راقية، ومع ذلك ففيه مساحة للمراجعة والتجديد حسب قواعد الشريعة و مقاصدها المتقررة في الكتاب والسنة وليس حسب الذوق الفكري المتنصل من الولاء العلمي التاريخي.
إن التجديد فضيلة شرعية، وهو مصطلح مشرق يعني التخلص من سلطة النفس، والتقليد، والتعصب لما هو بمقتضى أصول الشريعة ليس مؤهلاً لهذا الإلحاح مما هو داخل دائرة الخلاف و الاجتهاد عند أئمة الإسلام وفقهائه إلا أن من المتحقق أن التجديد في هذا العلم ليس فضيلة معاصرة تمثلها دعوة أو اتجاه بل هو ممارسة سابقة على يد كثير من محققي علماء الإسلام، ومن أخص ذلك الإشارات التي نقد فيها الإمام ابن تيمية في موارد من كتبه كثيراً من المسائل المكتوبة في كثير من الكتب الأصولية و بخاصة ما تحصل بأثر علم الكلام. ويعد ابن حزم من أخص من كتب في هذه المراجعات في مصنفه الأصولي " الأحكام " وإن كانت مراجعته رسماً مذهبياً لأصول الظاهرية أكثر من كونها تصحيحاً بأصول متقررة عند الأئمة المتقدمين كما هو منزع الإمام ابن تيمية.
بل إنك تقرأ داخل المحور الأصولي نفسه قراءة حوارية أو جدلية بين الأصوليين حسب الإملاء المذهبي العقدي أو الفقهي. ويعد الشاطبي من كبار المراجعين في القراءة و الصياغة الأصولية. صحيح أننا قد نحاول أن نبحث عن تجديد آخر في أصول الفقه أو نستكمل هذه المراجعات هذا لا يبدو مشكلاً،والتاريخ لا يمكن أن يغلق باب الاجتهاد و التجديد في لحظة معينة، والأمة لا تزال بحاجة إلى التطوير العلمي، وحين ننتقد الدعوة المعاصرة " تجديد أصول الفقه " المطروحة في أوساط فكرية معاصرة مختلفة بل ومتناقضة أحياناً فمن "اليسار الإسلامي" إلى "الاتجاه العقلاني الحر"، إلى "الوسط الحداثي" الذي يحاول بمثل هذه الدعوة تسجيل مصداقية تصحيحية لأنموذجه المختار، و ثمت أشكال ثقافية أخرى متبنية أو متعاطفة مع هذه الدعوة فهنا يفترض أن نكون أكثر وعياً بسببية هذا النقد فليس هو إنتاجاً لرفض التجديد، أو محاولة لرسم الإغلاق الثقافي، أو مشاكسة للإبداع بل محاولة قراءة للأمور كما هي، وكما تستحق دون مزاحمة عواطف التاريخ القبلية و الحضورية.
إن نقد هذه الدعوة إلى حد الرفض في إطارها الفكري السابق يعد ضرورة منهجية ولزوماً شرعياً.
يبدو من المهم كثيراً أن نتصور مناط التجديد و محوره قبل ترتيب الحكم فحين نتحدث عن التجديد في مشروع إسلامي تعاملي، أو حركي،أو وسائلي يرتبط بالواقع الدعوي أو الاجتماعي أو التربوي فهنا ندرك أننا في مساحة واسعة حسب الاجتهاد الشرعي القائم لكن حين نتحدث عن مشروع تجديدي مقدم من دوائر فكرية متقاطعة مع المنهج الشرعي الوسطي المحافظ فهنا يفترض أن نفكر بطريقة واعية وأن ندرك أننا في مساحة ضيقة و معقدة التركيب، وأننا أمام رؤية تأسيسية،ومن الصعب أن توجد رؤية تصالحية بل نكون أمام حتمية الرفض كضمان منهجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
من المهم أن نتجاوز في هذه الورقة لغة الشعارات الحضارية قبولاً أو رفضاً و ألاّ نقرأ هذه الفرضية في التجديد قراءة ذوقية. ومن المهم تماماً أن ندرك أن هذه الدعوة تحمل بعداً فكرياً يمثله معارضون للمنهج السني المحافظ بشكل كبير.
إن هذه الدعوة " تجديد أصول الفقه " في الأوساط الثقافية الفكرية المعاصرة المتمثلة فيما يسمي اليسار الإسلامي، و الاتجاه العقلاني الحر،والوسط الحداثي يرى رموز كل اتجاه فيها محاولة لتجاوز المسار المحافظ المعتدل في الوسط الثقافي بسلطة قانونية، وهنا يمكن أن نتصور أننا نتحرك في المسار التكويني التأسيسي المنهجي، ولسنا أمام قبول أو رفض التجديد و الإبداع.
في التقدير الشخصي فإن مشروع " تجديد أصول الفقه " لا يمكن أن يكون له قاعدة أولية يفضّل المصادقة عليها كفضيلة مجردة وهي " قبولية التجديد " هذه المبدئية فرضية ذهنية كلية لا تتجاوز إلى العقل التصوري. أي: أن تجزئة المشروع لا يمكن أن يكون له وضوح في التطبيق العلمي.
إن إعطاء حكم لدعوة تجديد علمية يرتبط بتصورين:
أ ـ معرفة السببية المطالبة بهذا التجديد.
ب ـ معرفة القدر الذي تتمتع به هذه الدعوة من حيث الإدراك و التصور و الفهم، أي: نسبة الوعي بهذا العلم في العقلية المطالبة.
وهنا يكون الحكم المنتج أكثر عدلية بين التراث و التجديد.
وهنا نقول: إن القاري لكتب أصول الفقه و التراث الأصولي و لا سيما في طوره الثاني بعد الشافعي الذي يعد الأخصب من حيث سعة التصنيف يدرك أن ثمت تركيباً علمياً في التكوين والبناء يصل أحياناً إلى حد الانعقاد، وترى أنه رسم بطريقة نظرية مرتبطة بالنص، والمذهبية الفقهية، والاتجاه العقدي، والصنعة الكلامية والمنطقية واللغة العربية و مادة من اللسانيات، وهذا التكوين جعل كثيرين حتى من المثقفين لا يتمتع بقدرة كافية لقراءة هذه المصنفات بإدراكية مناسبة، وصار هذا العلم ينغلق تفصيله على الكثير أو الأكثر لضعف الامتياز العلمي و الثقافي حتى إنك ترى في الأكاديميات العلمية المتخصصة جمعاً من المختصين في دراسة الفقه المذهبي أو المقارن ليس على علاقة متناسقة مع التصنيف الأصولي المذهبي أو المقارن كنظام يطبق بصورة بنائية ترتيبية. وهذا وإن كان له سببيات أخرى إلا أن هذا المؤثر أكثر وضوحاً، و ترى في المختصين بالدراسة الأصولية من لا يتمتع بملكة فقهية تطبيقية حسب قراءته الأصولية.
هذه الإشارة ليست نقداً يوجه للواقع الأكاديمي المتخصص بشكل مقصود لكنها محاولة قياسية لتقرير: أن الوسط الثقافي المطالب يواجه أزمة في سببية المطالبة، وأيضاً في الوعي الإدراكي العلمي الذي يواجه حتى المتخصص في الدراسة الأصولية.
ومن العدل و الإنصاف أن في التجمع المتخصص والثقافي قرّاء ذوي امتياز متقدم في التصور المعرفي لهذا العلم.
لكن حينما تكون المطالبة تواجه أزمة وعي معرفي بهذا العلم فهنا يمكن أن نتصور: أنها مطالبة ذوقية ذرائعية تقع عند كثيرين محاولة استجابة لتجاوز مرحلة من التكوين الفكري.
إن الكتابة في أصول الفقه بطريقة إبداعية يحتاج لثراء علمي، وهذا ليس إنتاجاً لطبيعة التصنيف الأصولي بل هو حقيقة ذاتية يتمتع بها هذا العلم وهنا يفترض لمن يحاول رسم مشروع علمي أصولي أن يراجع قاعدته العلمية بدرجة كافية!!.
و يمكن ألا نكون مبالغين في التشكيك بوجود تأهيل معرفي داخل كثير من الأوساط الفكرية المطالبة يمكن أن يمارس مصداقية معرفية في مشروعه المقترح إلا إن كان محور مشروعه تقويض البناء الأصولي!!!؟.
وحسب التقدير الشخصي فإن قراء التراث المعرفي بصورة تكاملية في هذه الأوساط لا يمثلون عددية تستطيع أن ترفع شعارات جادة في الوسط الثقافي المتحول.
وإذا كان العقل المدني المتحول يريد أن يعي ذاته، فمن الضروري أن يعترف بهذا الحق لكل من يتمتع به حتى ولو كان تاريخياً مارس حريته في مرحلة تاريخية فربما كان مؤهلا للاستمرارية،والوعي والحرية غير مرتبطة بالتسلسل التاريخي. فمن الصعب أن يفرض العقل المتحول سلطة على مساحة الرأي كلها. والعقل الإسلامي الوسطي المحافظ هو الأساس و الصانع لهذا الانتاج فمن المهم أن يمارس سلطته.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الصياغة لأصول الفقه تتطلب ثراء علمياً في النصوص و مقاصد الشريعة ولغة العرب وقواعد العقل الإسلامي و سعة علم بأقوال الفقهاء، و قواعد المذاهب، ومتطلبات في القدرة والعبقرية بل وإرادة صادقة متدينة.
إن علم أصول الفقه علم متدين وهذا امتياز وليس إشكالية يحاول تجاوزها باسم التجديد. ومع هذه المحاذرة والتشكيك بل رفض التعامل و القبول لهذه الدعوة التي تمثلها اتجاهات فكرية غير متواصلة مع التراث والمسار الوسطي المحافظ المعتدل فإن الفضيلة الشرعية " التجديد " تبقى امتيازاً يخاطب أهل العلم و الاختصاص بتطبيقه حتى في هذا العلم علم أصول الفقه، و ربما كان من اللغة الخطابية أن نقول: إن التجديد الفاضل هو التجديد في أصول الفقه وليس تجديد أصول الفقه.
إن هذا العلم من أخص تراث الأمة،والقارئ له يدرك أنه صياغة راقية للنظم الشرعية بل وصياغة للعقل الإسلامي، وأنه مؤهل في الجملة للاستمرارية في هذا العصر الحضاري إذا كنا نتعامل مع هذا العلم بوعي وإدراك، ووضوح في المقاصد. حسب التقدير الشخصي فإن هذا العلم بتكوينه التاريخي لم يواجه مشكلة حضارية أو يصطدم بها، بل هو صياغة علمية شمولية مؤهلة لاستيعاب الطارئ والنازل حسب الإملاء الشرعي الذي بنى عليه هذا العلم، وليس حسب رؤية "العقل المدني المتحول" المقطوع أو المتنصل من التراث، الذي يحاول تجاوز المسار المحافظ المعتدل من الداخل.
وهذا لا يعني أنه علم مغلق عن الدراسة و المراجعة والتصحيح حسب قواعد الشريعة وأصولها بل يعد هذا العلم أخصب العلوم المصنفة تصنيفاً شرعياً للمراجعة و التنقيح نظراً لتعدد مادته التكوينية وتأثره بأكثر من محور معرفي،ومن المناسب هنا أن أشير إلى موارد المراجعة والتصحيح الممكنة بل والمقترحة في كثير من كتب أصول الفقه المصنفة من قِبل كثير من أتباع الأئمة:
1 - المورد العقدي في جملة من المسائل الأصولية التي ذكرها متكلمة المعتزلة المصنفين في أصول فقه الحنفية، وذكرها متكلمة الأشعرية المصنفين في أصول فقه الشافعية و المالكية كالجوينى وأبي حامد الغزالي و الرازي وهم من الشافعية و أمثالهم.
ولعل من أخص مسائل هذا المورد كثير من المسائل المذكورة في التكليف و أحكام خطاب الشارع و حكم العقل، وهذا يغلب عليه أنه نتيجة لمقولات عقدية يذكرونها في كتب أصول الدين التي صنفوها لتقرير المذهب العقدي عند المعتزلة والأشعرية، وأكثرها يلحق بترتيب على القول في مسائل القدر والإرادة والتعديل و التجويز التي بحثها أمثال القاضي عبدالجبار بن أحمد المعتزلي في كتبه العقدية كالمغني و شرح الأصول و المحيط بالتكليف وشرحها علماء الأشاعرة المتكلمة في مثل التمهيد للقاضي الباقلاني والشامل و الإرشاد للجوينى ونهاية الإقدام للشهرستاني و أصول الدين للبغدادي والمطالب العالية ونهاية العقول و الأربعين لابن الخطيب الرازي، وغاية المرام للآمدي وغيرها. وهذه التراتيب على المقولات العقدية لا تختص بهذه المسائل بل ثمت أثر عقدي في مسائل أخرى.
وهنا إشارتان:
أ ـ أن هذه التراتيب ليست لازمة في بعض الأحوال لما اعتبرت به من المقولات العقدية، وهذا ما قرره الإمام ابن تيمية في كلامه عن جملة من مسائل التكليف الأصولية التي بنيت على الخلاف العقدي في القدر بين المعتزلة و الأشعرية وهذا المعنى أشار إليه بعض محققي نظار المتكلمين و الأصوليين، و ثمت قدر من هذه التراتيب هو معتبر بالمقولات العقدية بلا منازعة.
ب ـ أن هذه التراتيب المبنية على المقولات العقدية تصاغ كثيراً في الكتب الأصولية خلافاً بين الحنفية والشافعية و تراها من حيث المبنى أو الذكر خلافا بين المعتزلة و الأشعرية في الكتب العقدية، وعند التحقيق فإن أئمة المذاهب الفقهية كالشافعي و أبي حنيفة ليسوا على اتصال بهذا التقرير الأصولي المرتب وكذا كبار أصحابهم المتقدمين،ويقع في كثير من كتب الأصول المتأخرة مقالات مخالفة لمذهب الأئمة المتقدمين -الأئمة الأربعة وغيرهم هي عند التحقيق مقالات للمعتزلة أو نحوهم من الطوائف الكلامية المخالفة لمقالات أئمة السلف أهل السنة والجماعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - المورد الثاني المؤهل للمراجعة والتصحيح في الكتب الأصولية: تأثر كثير من هذه الكتب ولا سيما في الطور الثاني من تصنيفه بعلم الكلام.وهو علم أنتج من قبل جملة من النظار لتقرير رأيهم العقدي في الإلهيات من حيث الأصل ثم استعمل في مسائل القدر،واستعمله كثير من متأخري المتكلمين في تقرير مسمى الإيمان و جملة من مسائله.
وقراءة هذا العلم من التكوين ليس هذا محل يراد له إلا أن من المتحقق أن أئمة المذاهب من المحدثين والفقهاء الأوائل كانوا طاعنين في هذا العلم ومن هؤلاء الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي و أحمد) و كبار أصحابهم المتقدمين، وطعن هؤلاء في هذا العلم محفوظ بالأسانيد التي رواها المصنفون في أصول السنة من كبار أصحاب الأئمة، وقد ذكر أبو إسماعيل الأنصاري الهروي نقلاً متواتراً عن الأئمة المتقدمين في ذم هذا العلم في مصنفه " ذم الكلام " وقد صرح بهذا التحقق كثير من حذاق متكلمة الأشعرية كالجويني و الغزالي و الشهرستاني، لكنهم يتأولون مقصد الشافعي وأمثاله في ذمهم بما لا ينافي اتخاذهم له مع انتحالهم قول الشافعي في الفقه وأصوله.
وهذا العلم " علم الكلام " قد كدّر علم أصول الفقه، كما هيأ للاضطراب والتهوك في أصول الدين عند أربابه السالكين له كما صرح بذلك الشهرستاني في مقدمة كتاب نهاية الإقدام، والرازي في كتابه أقسام اللذات، والجو يني والغزالي من قبل، فليس هذا التصور من إملاء مخالفي المتكلمين فحسب بل قد شهد به كبار رواده،بل مما يعلم أن الطعن في علم الكلام مجمع عليه بين أئمة السلف رحمهم الله.
3 - المورد الثالث: إدخال مسائل نظرية مجردة في كثير من كتب أصول الفقه ليست من المقولات العقدية أو الأصولية بل هي مسائل مجردة و الخلاف فيها جمهوره نظري بل كثير منه لا ثمرة له حتى نظراً وهذا يقع في مسائل مقولة في المقدمات الكلامية و النظرية و اللسانية، خاصة أن كثيراً من هذا النزاع المذكور يُنصب مع شذاذ في تاريخ المعرفة والفكر كالسفسطائية، والسمنية وأمثالها من أصحاب الاتجاهات الفلسفية البائدة.
وهذا المورد كثير منه إنتاج لعلم الكلام ودخوله في الصياغة الأصولية كما صرح بذلك الغزالي في مقدمة المستصفى، وذكر أنه يذكر من هذا القدر اللائق وإن كان نقد كثيراً ممن قبله من متكلمة الأصولية الذين أسرفوا في هذا الخلط حسب عبارة الغزالي ثم شرع في رسم مقدمته المنطقية.
ونقد هذه المسائل النظرية المجردة أشار إليه جمع من الأصوليين كالجويني في البرهان والغزالي في المستصفى وابن حزم في الأحكام و الشوكاني في إرشاد الفحول وغيرهم وإن كان هؤلاء حكوا ما هو من ذلك وذكروه مع انتقادهم لبعض صوره.
ويعد الشاطبي من مقدمي نقاد هذا النوع، المتباعدين عنه.
4 - المورد الرابع: المنطق الأرسطي المترجم وأثره في بناء و صياغة أصول الفقه عند كثير من متكلمة الأصولية. وفي التقدير الشخصي أن أثر المنطق الأرسطي لم يختص في كثير من المصنفات الأصولية التي كتبها النظار بنسق البناء وصورة الصياغة بل شارك في تشكيل العقل الأصولي في الطور الثاني لهذا العلم، كما تقرأ هذه الإشارة عند كثيرين ومن أخصهم الغزالي صاحب المستصفى.
و المنطق الأرسطي قد نقده كثير من النظار الإسلاميين من الأصوليين و غيرهم حتى من استعمله في بعض أطواره فإنه رجع كثير منهم إلى ذمه ونقده، وترى الغزالي حينما يكون رياضياً إشراقياً يتجاهل قيمة المنطق. والقراءة في نقد المنطق الأرسطي تعد مراجعة طويلة لكن يمكن الإشارة إلى أن هذا المنطق وضعه أرسطو آلة للمنهج العقلي التجريدي الذي هو قوام فلسفته، وهذا يعنى أنه غير مؤهل التواصل مع العقل الإسلامي.
ويعد الإمام ابن تيمية من كبار رواد هذا النقد في مصنفات أخصها " نقض المنطق ".
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - المورد الخامس: تأخر أهلية كثير من المصنفين في أصول الفقه عن التكاملية المناسبة المفترضة. ولئن كان الإمام الشافعي الذي وضع فواتح وقواعد هذا العلم كان يتمتع بأهلية علمية ربما صح أن نقول: مثالية. فإنك حين تقرأ سيرة الشافعي تجد أن ثمت ثراء علمياً متعدداً بل إمامه متعددة في الحديث والفقه و العربية و النظر الذي هو الاعتبار الشرعي المقاصدي، لكن كثيراً من الأصولية بعده مع امتيازهم العقلي و امتلاكهم قوانين نظرية و معرفتهم بالفروع الفقهية و لا سيما في المذهب الإنتمائي إلا أن تأخرهم عن سعة العلم بتفاصيل السنة والحديث النبوي الذي هو أحد معتبرات وضع قواعد المقاصد فضلاً عن الضوابط التفصيلية الإطرادية المذهبية شارك في عدم تمامية كثير من هذه المصنفات، وصار ثمت نظرية تجريدية في بناء بعض النظم الأصولية ولا سيما إذا عرف أن سببية هذا التأخر في الغالب هي مزاحمة علم الكلام و المنطق الصوري من حيث اشتغال المتكلمين به عن تفاصيل الأحاديث والآثار، ومن الحقائق التاريخية أن علماء الكلام من المعتزلة و غيرهم و حتى جمهور علماء الكلام الأشعرية ليسوا من أهل الاختصاص بمعرفة السنة والآثار و ما صح وما ورد.
وترى أن أبا حامد الغزالي وهو من أكابر أساتذة علم أصول الفقه مع ثرائه العلمي إلا أنه يذكر عن نفسه: أنه مزجي البضاعة في الحديث.
و لئن كان الأصوليون يذكرون في شروط المجتهد في الأحكام العلم بتفاصيل الأحاديث الواردة في الأحكام والتكليف فإن هذا الشرط أكثر إلحاحاً في حق من يرسم قواعد ونظم التشريع استقراء من مصادر الشريعة.
6 - المورد السادس: تطويل هذا العلم بمسائل أصولية مجردة عن الثمرة وهذا نوع أخص من المذكور في المورد الثالث، وهذا له مثالات ذكرها وأشار إليه كثير من الأصولية أنفسهم وإن كان أكثر هؤلاء أمضاها في تصانيفه.
7 - المورد السابع: تركُّب هذا العلم من غير مادة أنتج إشكالية تقاطع هذا العلم مع الفروع الفقهية و عدم وضوح التطبيق كممارسة متاحة، ولا سيما في التصانيف التي تسمى عند كثيرين: المصنفات على الطريقة الكلامية.
وإن كان يقال عند كثيرين: إن سببية هذا التقاطع أن هذه الطريقة تنتج الفروع وليس يراد أن الفروع تنتجها. لكن هذا عليه سؤلات تأخره عن رتبة الصحة والمناسبة.
8 - هنا إمكانية لأهل العلم العارفين بأصول السنة والشريعة لمراجعة بعض القواعد الأصولية الخلافية بين الأصوليين التي لها اتصال بإنتاج أحكام النوازل المعاصرة، ورسم صياغة شرعية أكثر مناسبة لهذه النوازل.
وفي التقدير الخاص: أن هذا العلم تتجه أكثر مراجعته إلى " التنقيح " وليس هناك وضوح علمي في حاجة هذا العلم إلى إعادة بناء بمعطيات جديدة كما هو ادعاء العقل المدني المتحول.
و من المقدر هنا: أن الواقع الحضاري بمعطياته و نوازله يمكن أن يستوعب داخل هذا العلم حتى في شكله التاريخي البحت إذا كان ثمت امتيازان:
أ- الثراء العلمي لقارئ كتب الأصول، فهذا العلم في تركيبه انعقاد علمي وتاريخي حتى قال بعض الناظرين فيه: إنه علم لا يحمل استقلالاً، وهذا وإن خالفه الأكثر إلا أنه إشارة إلى حقيقة تكوين وبناء هذا العلم التعددية.
ب- المصادقة على استمرار حكمية وأهلية التراث العلمي التشريعي المحصل من مصادر التشريع المعتبرة عند علماء الإسلام، وأن الواقع الحضاري يمكن أن يستوعب من حيث الجملة داخل هذا التراث مع فتح باب الاجتهاد و الترجيح و التجديد لمن يتأهل لذلك من أهل العلم والمعرفة بأصول السنة ومقاصد الشريعة.
و من الصعب أن نتصور أن النظم الأصولية كانت مجرد لحظة استجابة لمعطيات حضورية تاريخية، وأن الواقع الحضاري يملي علينا استجابة من مقدماتها تجاوز التاريخية العلمية كما هو اتجاه موجود في بعض الأوساط الثقافية الحداثية. في التقدير أن هذه رؤية ذوقية ذرائعية وليست قراءة علمية جادة في التراث.
و في ختم هذه الإدلاء السريع في تقديم رؤية حول هذا الموضوع " تجديد أصول الفقه " يمكن أن نلخص هذه المحاولة: بأن هذا الموضوع يقع في محورين:
1 - المحور الفكري المنهجي.
2 - المحور العلمي التخصصي. ونتيجة الحكم في المحورين مختلفة بصورة واضحة.
وهذا الرأي المكتوب اجتهاد محتمل في بعض جوانبه وثمت جوانب أساسية ثبوتية داخل هذه الرأي. وأحب أن أشير إلى أنه ليس توافقاً أو رداً لورقة شارك فيها بعض الباحثين في هذه الندوة فلست على اطلاع وقت كتابة هذا الموضوع على المشاركات المتدوالة، كما أشير إلى أن هذا الموضوع يعتبر الحديث عنه، فيه انعقاد ويحتاج إلى تصور متميز ومن هنا لست أميل إلى فتح الحوار في هذا الموضوع لسائر طبقات القراء كما هو الشأن في موضوعات التربية والاجتماعيات و قضايا الدعوة الواقعية التي من المهم كثيراً أن تفتح المساحة فيها.
وأخيراً هذا الحديث و المشاركة إملاء من الذهن وليس بحثاً و ملاحقة للحروف المكتوبة في التصانيف ولهذا جردته عن النقل والإحالة وقصدت أن يكون واضح التناول بلغة مقربة لإعطاء رؤية مبسطة عن حقيقة هذه الدعوة وبعده الفكري، وإمكانها العلمي،وأنهما مساران مختلفان فالرفض للأول لا يعني رفض الثاني وهذه حقيقة فاضلة الإدراك والوعي،ولم تكن هذه المشاركة محاولة رد مفصل على اتجاه فكري فهذا استقراء آخر.
والله الهادي إلى صراطه المستقيم و الصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه.
من موقع الإسلام اليوم:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=3 7&catid=74&artid=772
_____________________
الشيخ يوسف الغفيص أحد أبرز العلماء في المملكة ومن المتمكنين في العلم الشرعي , وهو أحد أبرز تلاميذ الشيخ العلامة د. سلمان بن فهد العودة حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:42]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب بارك الله فيك والله لقد أسعدتنا كثيرا
أخي الحبيب هل للشخ يوسف شروحات صوتية أو مقروءة في أصول الفقه أو في الفقه
إن كان له أرجوا أن تدلني أين أجدها بارك الله فيك فأنا عندي دروس كثيرة له في العقيدة لكن أريد أن أستمع إليه في الفقه أو أصوله بارك الله فيك أخي
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب بارك الله فيك والله لقد أسعدتنا كثيرا
أخي الحبيب هل للشخ يوسف شروحات صوتية أو مقروءة في أصول الفقه أو في الفقه
إن كان له أرجوا أن تدلني أين أجدها بارك الله فيك فأنا عندي دروس كثيرة له في العقيدة لكن أريد أن أستمع إليه في الفقه أو أصوله بارك الله فيك أخي
تجد معظم الإنتاج العلمي للشيخ في موقع (الإسلام اليوم) على حسب علمي.
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 07:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب بارك الله فيك والله لقد أسعدتنا كثيرا
أخي الحبيب هل للشخ يوسف شروحات صوتية أو مقروءة في أصول الفقه أو في الفقه
إن كان له أرجوا أن تدلني أين أجدها بارك الله فيك فأنا عندي دروس كثيرة له في العقيدة لكن أريد أن أستمع إليه في الفقه أو أصوله بارك الله فيك أخي
إليك أيها الحبيب: دروس في الموافقات والاعتصام
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=333
وأعجب من ذلك شرح رسالة رفع الملام ... درة أصولية نادرة:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89410
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:07]ـ
إليك أيها الحبيب: دروس في الموافقات والاعتصام
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=333
وأعجب من ذلك شرح رسالة رفع الملام ... درة أصولية نادرة:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89410
بارك الله فيك وجزاك الله خير يا اخي الكريم ....
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 05:19]ـ
من المناسب هنا أن أشير إلى موارد المراجعة والتصحيح الممكنة بل والمقترحة في كثير من كتب أصول الفقه المصنفة من قِبل كثير من أتباع الأئمة:
1 - المورد العقدي في جملة من المسائل الأصولية التي ذكرها متكلمة المعتزلة المصنفين في أصول فقه الحنفية، وذكرها متكلمة الأشعرية المصنفين في أصول فقه الشافعية و المالكية كالجوينى وأبي حامد الغزالي و الرازي وهم من الشافعية و أمثالهم.
ولعل من أخص مسائل هذا المورد كثير من المسائل المذكورة في التكليف و أحكام خطاب الشارع و حكم العقل، وهذا يغلب عليه أنه نتيجة لمقولات عقدية يذكرونها في كتب أصول الدين التي صنفوها لتقرير المذهب العقدي عند المعتزلة والأشعرية، وأكثرها يلحق بترتيب على القول في مسائل القدر والإرادة والتعديل و التجويز التي بحثها أمثال القاضي عبدالجبار بن أحمد المعتزلي في كتبه العقدية كالمغني و شرح الأصول و المحيط بالتكليف وشرحها علماء الأشاعرة المتكلمة في مثل التمهيد للقاضي الباقلاني والشامل و الإرشاد للجوينى ونهاية الإقدام للشهرستاني و أصول الدين للبغدادي والمطالب العالية ونهاية العقول و الأربعين لابن الخطيب الرازي، وغاية المرام للآمدي وغيرها. وهذه التراتيب على المقولات العقدية لا تختص بهذه المسائل بل ثمت أثر عقدي في مسائل أخرى.
وهنا إشارتان:
أ ـ أن هذه التراتيب ليست لازمة في بعض الأحوال لما اعتبرت به من المقولات العقدية، وهذا ما قرره الإمام ابن تيمية في كلامه عن جملة من مسائل التكليف الأصولية التي بنيت على الخلاف العقدي في القدر بين المعتزلة و الأشعرية وهذا المعنى أشار إليه بعض محققي نظار المتكلمين و الأصوليين، و ثمت قدر من هذه التراتيب هو معتبر بالمقولات العقدية بلا منازعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب ـ أن هذه التراتيب المبنية على المقولات العقدية تصاغ كثيراً في الكتب الأصولية خلافاً بين الحنفية والشافعية و تراها من حيث المبنى أو الذكر خلافا بين المعتزلة و الأشعرية في الكتب العقدية، وعند التحقيق فإن أئمة المذاهب الفقهية كالشافعي و أبي حنيفة ليسوا على اتصال بهذا التقرير الأصولي المرتب وكذا كبار أصحابهم المتقدمين،ويقع في كثير من كتب الأصول المتأخرة مقالات مخالفة لمذهب الأئمة المتقدمين -الأئمة الأربعة وغيرهم هي عند التحقيق مقالات للمعتزلة أو نحوهم من الطوائف الكلامية المخالفة لمقالات أئمة السلف أهل السنة والجماعة.
2 - المورد الثاني المؤهل للمراجعة والتصحيح في الكتب الأصولية: تأثر كثير من هذه الكتب ولا سيما في الطور الثاني من تصنيفه بعلم الكلام.وهو علم أنتج من قبل جملة من النظار لتقرير رأيهم العقدي في الإلهيات من حيث الأصل ثم استعمل في مسائل القدر،واستعمله كثير من متأخري المتكلمين في تقرير مسمى الإيمان و جملة من مسائله.
وقراءة هذا العلم من التكوين ليس هذا محل يراد له إلا أن من المتحقق أن أئمة المذاهب من المحدثين والفقهاء الأوائل كانوا طاعنين في هذا العلم ومن هؤلاء الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي و أحمد) و كبار أصحابهم المتقدمين، وطعن هؤلاء في هذا العلم محفوظ بالأسانيد التي رواها المصنفون في أصول السنة من كبار أصحاب الأئمة، وقد ذكر أبو إسماعيل الأنصاري الهروي نقلاً متواتراً عن الأئمة المتقدمين في ذم هذا العلم في مصنفه " ذم الكلام " وقد صرح بهذا التحقق كثير من حذاق متكلمة الأشعرية كالجويني و الغزالي و الشهرستاني، لكنهم يتأولون مقصد الشافعي وأمثاله في ذمهم بما لا ينافي اتخاذهم له مع انتحالهم قول الشافعي في الفقه وأصوله.
وهذا العلم " علم الكلام " قد كدّر علم أصول الفقه، كما هيأ للاضطراب والتهوك في أصول الدين عند أربابه السالكين له كما صرح بذلك الشهرستاني في مقدمة كتاب نهاية الإقدام، والرازي في كتابه أقسام اللذات، والجو يني والغزالي من قبل، فليس هذا التصور من إملاء مخالفي المتكلمين فحسب بل قد شهد به كبار رواده،بل مما يعلم أن الطعن في علم الكلام مجمع عليه بين أئمة السلف رحمهم الله.
3 - المورد الثالث: إدخال مسائل نظرية مجردة في كثير من كتب أصول الفقه ليست من المقولات العقدية أو الأصولية بل هي مسائل مجردة و الخلاف فيها جمهوره نظري بل كثير منه لا ثمرة له حتى نظراً وهذا يقع في مسائل مقولة في المقدمات الكلامية و النظرية و اللسانية، خاصة أن كثيراً من هذا النزاع المذكور يُنصب مع شذاذ في تاريخ المعرفة والفكر كالسفسطائية، والسمنية وأمثالها من أصحاب الاتجاهات الفلسفية البائدة.
وهذا المورد كثير منه إنتاج لعلم الكلام ودخوله في الصياغة الأصولية كما صرح بذلك الغزالي في مقدمة المستصفى، وذكر أنه يذكر من هذا القدر اللائق وإن كان نقد كثيراً ممن قبله من متكلمة الأصولية الذين أسرفوا في هذا الخلط حسب عبارة الغزالي ثم شرع في رسم مقدمته المنطقية.
ونقد هذه المسائل النظرية المجردة أشار إليه جمع من الأصوليين كالجويني في البرهان والغزالي في المستصفى وابن حزم في الأحكام و الشوكاني في إرشاد الفحول وغيرهم وإن كان هؤلاء حكوا ما هو من ذلك وذكروه مع انتقادهم لبعض صوره.
ويعد الشاطبي من مقدمي نقاد هذا النوع، المتباعدين عنه.
4 - المورد الرابع: المنطق الأرسطي المترجم وأثره في بناء و صياغة أصول الفقه عند كثير من متكلمة الأصولية. وفي التقدير الشخصي أن أثر المنطق الأرسطي لم يختص في كثير من المصنفات الأصولية التي كتبها النظار بنسق البناء وصورة الصياغة بل شارك في تشكيل العقل الأصولي في الطور الثاني لهذا العلم، كما تقرأ هذه الإشارة عند كثيرين ومن أخصهم الغزالي صاحب المستصفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
و المنطق الأرسطي قد نقده كثير من النظار الإسلاميين من الأصوليين و غيرهم حتى من استعمله في بعض أطواره فإنه رجع كثير منهم إلى ذمه ونقده، وترى الغزالي حينما يكون رياضياً إشراقياً يتجاهل قيمة المنطق. والقراءة في نقد المنطق الأرسطي تعد مراجعة طويلة لكن يمكن الإشارة إلى أن هذا المنطق وضعه أرسطو آلة للمنهج العقلي التجريدي الذي هو قوام فلسفته، وهذا يعنى أنه غير مؤهل التواصل مع العقل الإسلامي.
ويعد الإمام ابن تيمية من كبار رواد هذا النقد في مصنفات أخصها " نقض المنطق ".
5 - المورد الخامس: تأخر أهلية كثير من المصنفين في أصول الفقه عن التكاملية المناسبة المفترضة. ولئن كان الإمام الشافعي الذي وضع فواتح وقواعد هذا العلم كان يتمتع بأهلية علمية ربما صح أن نقول: مثالية. فإنك حين تقرأ سيرة الشافعي تجد أن ثمت ثراء علمياً متعدداً بل إمامه متعددة في الحديث والفقه و العربية و النظر الذي هو الاعتبار الشرعي المقاصدي، لكن كثيراً من الأصولية بعده مع امتيازهم العقلي و امتلاكهم قوانين نظرية و معرفتهم بالفروع الفقهية و لا سيما في المذهب الإنتمائي إلا أن تأخرهم عن سعة العلم بتفاصيل السنة والحديث النبوي الذي هو أحد معتبرات وضع قواعد المقاصد فضلاً عن الضوابط التفصيلية الإطرادية المذهبية شارك في عدم تمامية كثير من هذه المصنفات، وصار ثمت نظرية تجريدية في بناء بعض النظم الأصولية ولا سيما إذا عرف أن سببية هذا التأخر في الغالب هي مزاحمة علم الكلام و المنطق الصوري من حيث اشتغال المتكلمين به عن تفاصيل الأحاديث والآثار، ومن الحقائق التاريخية أن علماء الكلام من المعتزلة و غيرهم و حتى جمهور علماء الكلام الأشعرية ليسوا من أهل الاختصاص بمعرفة السنة والآثار و ما صح وما ورد.
وترى أن أبا حامد الغزالي وهو من أكابر أساتذة علم أصول الفقه مع ثرائه العلمي إلا أنه يذكر عن نفسه: أنه مزجي البضاعة في الحديث.
و لئن كان الأصوليون يذكرون في شروط المجتهد في الأحكام العلم بتفاصيل الأحاديث الواردة في الأحكام والتكليف فإن هذا الشرط أكثر إلحاحاً في حق من يرسم قواعد ونظم التشريع استقراء من مصادر الشريعة.
6 - المورد السادس: تطويل هذا العلم بمسائل أصولية مجردة عن الثمرة وهذا نوع أخص من المذكور في المورد الثالث، وهذا له مثالات ذكرها وأشار إليه كثير من الأصولية أنفسهم وإن كان أكثر هؤلاء أمضاها في تصانيفه.
7 - المورد السابع: تركُّب هذا العلم من غير مادة أنتج إشكالية تقاطع هذا العلم مع الفروع الفقهية و عدم وضوح التطبيق كممارسة متاحة، ولا سيما في التصانيف التي تسمى عند كثيرين: المصنفات على الطريقة الكلامية.
وإن كان يقال عند كثيرين: إن سببية هذا التقاطع أن هذه الطريقة تنتج الفروع وليس يراد أن الفروع تنتجها. لكن هذا عليه سؤلات تأخره عن رتبة الصحة والمناسبة.
8 - هنا إمكانية لأهل العلم العارفين بأصول السنة والشريعة لمراجعة بعض القواعد الأصولية الخلافية بين الأصوليين التي لها اتصال بإنتاج أحكام النوازل المعاصرة، ورسم صياغة شرعية أكثر مناسبة لهذه النوازل.
قد يكون هذا الجزء أقرب ما في المقال .. وأكثر فائدة ..
وفق الله الشيخ والناقل لكل خير ..
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 07:08]ـ
وإياكم يا حبيبي ...
ـ[أبو محمد صلاح الدين]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:19]ـ
سوف تجد في هذا الكتاب شيئاً من التجديد الأصولي الرصين إن شاء الله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=61783(/)
تطبيق العقوبة على من يستحقها ... مسؤولية من؟
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 08:07]ـ
تطبيق العقوبة على من يستحقها ... مسؤولية من؟
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
- أحبتي في الله: كنت ذاهبا إلى خطبة الجمعة , وإذا بأخ من إخواني يلاقيني , فسلم علي وسلمت عليه , وسأل عن أخباري وسألته عن أخباره , بعد ذلك ما فتئته إلا وهو يقول لي: مبارك يا شيخ , قلت: وعلى ماذا؟!!! فقال: على تفجير المقهى الذي حدث أمس في مدينة غزة , فقلت له: وأي مقهى , قال: مقهى (انترنت) , وفيه تحدث أشياء وأشياء مما تغضب الله تعالى , ولا يرضى عنها , فسكت لما سمعت ذلك , لأتيقن من الخبر , ثم لأدرس موجباته وأهدافه وإيجابياته وسلبياته , حتى أكون على بينة من مثل هذه الأفعال , وأحدد موقفي الشرعي منها.
أحبتي في الله: حقا إننا نعيش واقعا مريرا , إننا نعيش في زمن عجيب أهله , عجيبة أحداثه , نعيش في زمن كثير من شبابه مخلص لقضيته العادلة , لدينه الحنيف , لمشروعه الإسلامي المنيف , إلا أن العاطفة والحماس تقود كثيرا من اولئك الشباب إلى ما لا تحمد عقباه , كثير من هؤلاء الشباب لا يحسن تقدير الأمور كما ينبغي , وسبب ذلك أنهم مصابون بمرض العجلة , والتي ذمها الله تعالى بقوله:" وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا " (الإسراء:11) , حقا إننا نعيش واقعا مريرا , واقعا نحى فيه العلمانيون والبرلمانيون الإسلاميون شريعة الرحمن - تبارك وتعالى - عن الحكم والتحاكم , وحكموا وتحاكموا إلى شريعة الشيطان - لعنه الله - فنتج عن ذلك من الخلل في معاش الناس ما الله به عليم , نعيش زمانا أبعد فيه دعاة الحق وعلماء الصدق عن مجريات الأمور , وتحكم فينا من وصفهم الرسول ب"الرويبضة" , التفه من الناس يتكلمون في قضايا الأمة المصيرية , وفي مشاكلها الجوهرية , ويا ليتهم سكتوا , فإنهم لما تكلموا ضلوا وأضلوا وضيعوا وفرطوا , ولا حول ولا قوة إلا بالله , نعيش في زمن نكست فيه راية الخلافة , وبدت ملامح الغلو ومظاهره على الناس أيما وضوح , وبشكل ملفت للنظر , نعيش زمانا اهتم فيه الناس بالمهم على حساب الأهم , بل قل: اهتموا بالتافه على حساب المهم , نعيش زمانا أصبح قائد الواحد منا هواه , لا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زمن مثل هذا الزمن كانت الحاجة قائمة إلى هذا المقال والذي عنونته ب " تطبيق العقوبة على من يستحقها ... مسؤلية من؟ " , وأسأل الله أن يعينني على توضيح الحق من أجل الحق , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
- أحبتي في الله: إن إنزال العقوبة على من يستحقها سواء أكانت حدا أم قصاصا أم تعزيرا , تدخل في دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ومعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شرطان: أما الشرط الأول فهو: الاستطاعة , ولا بد ان نعلم أن هذه الاستطاعة تختلف من منكر إلى منكر ومن معروف إلى معروف , ولكن ما يعنينا: أن الاستطاعة المطلوبة في إنزال العقوبات الشرعية بأنواعها الثلاثة , تحتاج إلى سلطان وسلطان ممكن , إلآ فيما يتعلق بين العبد وسيده على ما دلت عليه نصوص الوحيين , أما الشرط الثاني فهو: أن لاينتج عن أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر منكر أكبر منه , وهنا لا بد أن نعلم أن لتغيير المنكر حالات أربعة: الحالة الأولى: أن تؤدي عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إزالة هذا المنكر بالكلية , فهذه حالة تقرها الشريعة وتأمر بها , أما الحالة الثانية فهي: أن تؤدي عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى تقليل كمية المنكر , وهذه حالة تقرها الشريعة وتأمر بها , أما الحالة الثالثة فهي: أن تؤدي عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إحداث منكر مماثل , فهذه محل نظر واجتهاد , وأما الحالة الرابعة فهي: أن تؤدي عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى إحداث منكر أكبر , فهذه حالة لا
(يُتْبَعُ)
(/)
تقرها الشريعة , بل تحرمها وتنهى عنها , وهنا وقبل أن أنسى , اسمحوا لي أن أسأل سؤلين: السؤال الأول: هل من يقوم بعمليات التفجير للمقاهي وغيرها , أصحاب سلطان أم ليسوا أصحاب سلطان؟ والجواب سيكون قطعا: بأنهم ليسوا أصحاب سلطان , إذن: فليس من مسؤولياتهم وواجباتهم إنزال العقوبات الشرعية على مستحقيها , أما السؤال الثاني فهو: هل ترتب على تغييرهم للمنكر بالتفجير مصلحة راجحة؟ أنا أقول: إخوتي الكرام: لا أخالفكم في أن هذه المقاهي مؤسسات ضالة مضلة , ولكن تفجيرها وتغيير المنكرات فيها , نتج عنه (في رأيي المتواضع) مفاسد أعظم , من المصالح المرجوة من وراء التفجير , وإليكم بعض هذه المفاسد: أولا: تؤدي مثل هذه التفجيرات إلى تنفير الناس عن منهج السلف , ومن غير فائدة مرجوة من وراء هذه التفجيرات , وإلا فقولوا لي: هل انتهى أصحاب مقاهي الفساد عن فسادهم؟ وهل سينتهون؟ وما هي عدد المقاهي التي نحتاج إلى تفجيرها حتى ينتهوا؟ وهل المنكرات خاصة بالمقاهي؟ إننا حتى نغير المنكر كما يريد بعض إخواننا المخلصين , نحتاج إلى تفجير الأسواق وبالكلية , لأنها أسواق تعج بالمنكرات , بل إنك لا تكاد تجد محلا , إلا وفيه من المنكرات ما فيه , فهل تقر الشريعة بمقاصدها العامة مثل هذه الأفعال؟!!! سبحانك ربنا ما أحلمك علينا.
ثانيا: إن مثل هذه الأفعال تعطي المبررات المقنعة لأعداء المنهج السلفي (منهج محمد - صلى الله عليه وسلم) , للقضاء على هذا المنهج ومشائخه وأتباعه وقادته , فهل من الحكمة أن نفعل مثل ذلك , أنصح إخواني بالقراءة الجادة في السيرة النبوية , وخاصة في الفترة المكية , ليتعلموا الطريقة الشرعية في كيفية التعامل مع المجتمع المحيط بهم في وقت الاستضعاف. ثالثا: هذه التفجيرات تنبه العلمانيين إلى إمكانية إحداث تفجيرات هنا وهناك , وتفجيرات مكللة بالنجاح والنجاة لفاعليها بعد قيامهم بمثل هذه الأعمال وفشلهم في تحقيق نجاحات من ورائها , ومن ثم ينجحون (وبفضل تفجيراتنا) في تحويل غزة هاشم إلى عراق ثانية , فهل تقر الشريعة مثل هذا الفعل؟ وهل المصلحة الشرعية في أن يتحول قطاع غزة إلى قنبلة موقوتة؟!!!!
رابعا: مما لا شك فيه: أن هذه التفجيرات ستعيد الفلتان الأمني الذي أنعم الله علينا بزواله , وسوف يتضرر الكثير من الأبرياء , بالإضافة إلى ممتلكاتهم لخطر التفجيرات , وسوف تلتصق التفجيرات بالمجاهدين , أما الأبرياء فسيلصقون بهم تهمة التعامل بالبضائع الممنوعة والتي حرم الله ورسوله الاتجار بها, وبعد هذا كله: فإنني أقول لمن يفعل مثل هذه الأفعال: إن الشريعة قائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد , بل درء المفاسد مقدمة على جلب المصالح , ومن المعلوم: أنه إذا تعارضت المصالح والمفاسد قدم الراجح منها , ونقول لهم: إن ديننا الإسلامي قائم على الترغيب والترهيب , ولا يصار إلى الترهيب إلا بعد التيقن من فشل أسلوب الترغيب , قولوا لي: أين هي جولات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن يمارس المنكرات؟!!! أين هي الدعوة , دعوة الناس إلى الفضيلة وتنفيرهم وتحذيرهم من الرذيلة؟!!! هل بينا للناس قبل أن نفجر مؤسساتهم ونتلف أموالهم قبح ما يفعلون؟!!! وهل المعصية تبيح لنا إتلاف ممتلكات الناس المحترمة والتي لم تهدر الشريعة ماليتها؟!!!! , أم إننا نعرف من دين الله الترهيب ولا نعرف الترغيب؟!!! , أولسنا نحن اهل السنة والجماعة أرحم الناس بالناس؟!!! , ألسنا الصدر الواسع الذي يتسع لكل تائب , كائنا من كان؟!!! ألسنا كرسولنا - صلى الله عليه وسلم - الذي بعثه الله رحمة للعالمين؟!!! , قال الله تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " (الأنبياء:107) , وقال ربي جل شأنه:" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " (التوبة:128) , قال الرحمن الرحيم:" نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ... وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ " (الحجر:50,49) , حقا: إن ديننا فيه لين وهو الغالب وفيه شدة , ولكن رسولنا علمنا الحكمة , علمنا أن نضع الشدة في موضعها , وأن نضع اللين في موضعه , قال الشاعر: وموضع السيف في موضع
(يُتْبَعُ)
(/)
الندا ... مضر كموضع الندا في موضع السيف.
- أحبتي في الله: ولا بد علينا أن نفهم أن تطبيق العقوبات الشرعية على مستحقيها فرض وواجب على السلطان الممكن , فإن قصر , وجب على جماهير المسلمين مطالبته بتحكيم الشريعة , وذلك لما يعود على الأمة من خيرات , ويندفع عنها من نقمات جراء تطبيقها للشريعة , وخاصة في مجالات العقوبة الشرعية , والأدلة على وجوب تطبيق العقوبات الشرعية على مستحقيها , كثيرة كثيرة , منها على سبيل المثال قول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (البقرة:178) , وقوله جل جلاله:" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: (المائدة:38) , وقول ربنا سبحانه:" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " (النور:2) , وقول ذو الجبروت والملكوت:" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (المائدة:32) , وغيرها من الآيات التي تدل على فرضية تطبيق العقوبات الشرعية على مستحقيها , والعجب العجاب إخوتي , أنه وبعد هذه النصوص الشرعية القطعية في دلالاتها , ترى الحكومات علمانية كانت أو متأسلمة , تتنكب وتتنكص عن تطبيق هذه العقوبات على مستحقيها , نسأل الله السلامة , وأن يثبتنا على الحق إلى أن نلقاه , وأن يعصمنا ولا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا , إنه هو الرؤوف الرحيم.
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 08:07]ـ
لمن يريد: الجزء الثاني من المقال
*
*
*
*
*
*
*
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 08:08]ـ
تطبيق العقوبة على من يستحقها ... مسؤولية من؟ (2)
أبو يونس العباسي
أحبتي في الله: وإن مما يجب علينا معرفته , والتنويه إليه: أن المخاطب بإنزال العقوبات الشرعية على مستحقيها , هو الإمام أو من يفوضه , وعلى ذلك أجمع علماء الأمة رحمهم الله تعالى , وممن قال بهذا الإجماع: أبو حنيفة النعمان - رحمه الله - وابن المنذر في كتابه الإجماع , وتعالوا لنستمع لبعض العلماء وهم يتكلمون في هذه المسألة , قال القرطبي - رحمه الله -:"لاخلاف أن المخاطب بهذا الأمر (تطبيق العقوبات الشرعية على مستحقيها) الإمام أو من ينوب منابه " , وقال النووي - رحمه الله - في المجموع: أما الأحكام فإنه متى وجب حد الزنى أو السرقة أو الشرب , لم يجز استيفاؤه إلا بأمر الإمام , أو بأمر من فوض فيه إليه الإمام , للنظر في الأمر بإقامة الحد , لأن الحدود في زمن النبي وفي زمن الخلفاء لم تستوف إلا بإذنهم , ولأن اسيفاءها للإمام.
- أحبتي في الله: ولقد دلت النصوص الشرعية , وتاريخ سلفنا الصالح على أن إنزال العقوبات الشرعية على مستحقيها , إنما يقوم به السلطان الممكن , وهذا السلطان هو من كان يأمر بها على عهد السلف , والرعية كانت تأتي إليه أو تجلب إليه من استحقوا العقوبة ليعاقبهم , ولم يرد عن السلف أنهمم كانوا يطبقون العقوبات الشرعية بأنفسهم , وحتى لو فعلوا ذلك , فإن السلطان الممكن كان يتابع فعالهم , فيقرها أو يعاقبهم عليها , كما في قصة الأعمى الذي قتل امرأته لأنها كانت تقع في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ودليلي على ما قلته آنفا الأثار النبوية التالية: أولا: أخرج البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر أنه قال:": أن اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم برجل منهم وامرأة قد زنيا فأمر بهما فرجما قريبا من موضع الجنائز عند المسجد" , ثانيا: أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما قالا: أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما اقض بيننا بكتاب الله وقال الآخر اجل يا رسول الله فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي أن أتكلم قال تكلم قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فأخبروني أن على ابني الرجم فاقتديت منه بمائة شاة وبجارية لي ثم إني سألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وإنما الرجم على امرأته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله أما غنمك وجاريتك فرد عليك وأما ابنك فعليه جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس فاغد إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فاعترفت فرجمها" , ثالثا: أخرج البخاري في صحيحه أن أبا هريرة قال:"أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إن الآخر قد زنى يعني نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الآخر قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال (هل بك جنون). قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اذهبوا به فارجموه). وكان قد أحصن " , رابعا: أخرج أحمد في مسنده وقال الأرناؤوط صحيح بطرقه عن صفوان بن أمية: "ان رجلا سرق برده فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه فقال يا رسول الله قد تجاوزت عنه قال فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب فقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم " , خامسا: أخرج البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب: أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله) "
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب أنه كتب لعماله: " ألا تقتل نفس إلا بعد الرحوع إلي "
وبعد هذا السرد نقول: من تأمل هذه الأدلة فسيستشف أن تطبيق العقوبات الشرعية على مستحقيها من مسؤليات السلطان الممكن وليس غيره.
- أحبتي في الله: وأنا أعلم أنكم ستقولون لي: إن السلطان الممكن مقصر في إنزال العقوبة الشرعية لمن يستحقها , فأقول لكم: بأن هذه مسؤوليته وهو من سيحاسب عليها , وليس نحن من سيحاسب عليها , فلا تحملوا انفسكم ما لم يحملكم ربكم - جل جلاله - , قال الله تعالى:" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ" (فطر:18) , وفي صحيح البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته." , والواجب عليك كرجل من عامة المسلمين إنكار مثل هذا المنكر , ومطالبة السلطان الممكن بإنزال العقوبات الشرعية على مستحقيها , أخرج أبو داوود في سننه وصححه الألباني عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر قال أبو داود قال هشام بلسانه فقد برئ ومن كره بقلبه فقد سلم ولكن من رضي وتابع فقيل يا رسول الله أفلا نقتلهم قال بن داود أفلا نقاتلهم قال لاما صلوا " , ولابد من إنكار هذا المنكر باللسان وبالتي هي أحسن في ذات الوقت , قال الله تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل:125) , وأنت في هذا المقام لست بأفضل حالا من رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - عندما قال له ربه في وقت الاستضعاف وهو في مكة:" فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّر ... لست عليهم بمصيطر " (ٌالغاشية22,21) , قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"يطبق القرآن المكي في أوقات الضعف , ويطبق القرآن المدني في أوقات القوة "
أحبتي في الله: وأنا هنا وفي نفس الوقت , أوجه النداء إلى السلطان الممكن بضرورة ووجوب إنزال العقوبة الشرعية لمن يستحقها , وإلا عم الفساد وطم في بلاد المسلمين , وحمل هذا السلطان الممكن إثم وعقوبة هذا التقصير , أخرج البخاري في صحيحه من حديث النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) , وأستنهز هذه الفرصة في نقل بعض أقوال اهل العلم , والتي تبين المفاسد والمضار المترتبة على التقصير في إنزال العقوبات الشرعية بمستحقيها , قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" وكثير مما يوجد من فساد امور الناس إنما هو لتعطيل الحد بمال او جاه وهذا من اكبر الأسباب التى هى فساد أهل البوادى والقرى والأمصار من الأعراب والتركمان والأكراد والفلاحين وأهل الأهواء كقيس ويمن وأهل الحاضرة من رؤساء الناس وأغنيائهم وفقرائهم وامراء الناس ومقدميهم وجندهم وهو سبب سقوط حرمة المتولى وسقوط قدره من القلوب وانحلال أمره فاذا ارتشى وتبرطل على تعطيل حد ضعفت نفسه ان يقيم حد آخر" , وقال في موضع آخر:" وولي الأمر إنما نصب ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهذا هو مقصود الولاية فإذا كان الوالي يمكن من المنكر بمال يأخذه كان قد أتى بضد المقصود من نصبته ليعينك على عدوك فأعان عدوك عليك وبمنزلة من أخذ مالا ليجاهد له في سبيل الله فقال به المسلمين يوضح ذلك أن صلاح العباد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن صلاح المعاش والعباد في طاعة الله ورسوله ولا يتم ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبه صارت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} وقال تعالى عن بني إسرائيل: {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} وقال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون} فأخبر الله تعالى أن العذاب لما نزل نجى الذين ينهون عن السوء وأخذ الظالمين بالعذاب الشديد وفي الحديث الثابت: أنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب] وفي حديث آخر: [إن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها ولكن إذا ظهرت فلم تنكر أضرت العامة" , قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله -:"وكذلك الحدود جعلها الله تعالى زواجر للنفوس وعقوبة ونكالا وتطهيرا فشرعها من أعظم مصالح العباد في المعاش والمعاد بل لا تتم سياسة ملك من ملوك الارض إلا بزواجر وعقوبات لأرباب الجرائم ومعلوم ما في التحيل لإسقاطها من منافاة هذا الغرض وإبطاله وتسليط النفوس الشريرة على تلك الجنايات إذا علمت ان لها طريقا الى ابطال عقوباتها فيه" , قال الغزالي: " ومقصود الشرع من الخلق خمسة , وهو ان يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم والهم , فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعه مصلحة ", وأكتفي بهذا القدر في بيان المفاسد العائدة من وراء ترك
(يُتْبَعُ)
(/)
تطبيق العقوبات الشرعية على مستحقيها , فالأمر كما قالت العرب قديما:"لا عطر بعد عروس".
- أحبتي في الله: وإن اصر بعض العامة على رأيه في إنزال العقوبة الشرعية على مستحقيها بنفسه , فليسمح لي أن أورد له بعض مفاسد العمل والفعل الذي أصر ويصر عليه: أولا وهو الأهم: العقوبات الشرعية , عقوبات لم يكن يطبقها إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولي الأمر من بعده , ولا يعرف في هذا خلاف , إلا خلاف شاذ , وكل الخير في اتباع من سلف وكل الشر في اتباع من خلف. ثانيا: إن تطبيق العقوبات الشرعية تحتاج إلى قدرة واستطاعة , وهذه القدرة وهذه الاستطاعة: هي التمكين , وإلا لو قمنا كبعض العوام بإنزال العقوبات الشرعية على مستحقيها , فسوف يحاربنا فاعلوها , ولن نستطيع حسم العركة , فينتج من المفاسد علينا وعلى عصاة المسلمين ما لم يأذن به الله وما لا يرضيه , ومعلوم عند أهل المقاصد: أن المصالح والمفاسد إذا تعارضت وتزاحمت , قدم درء المفسدة على جلب المصلحة , وقدمت المصلحة العظم على المصلحة الأقل.
ثالثا: عندما يقوم العامة بتطبيق العقوبات الشرعية , فإنه يطبقونهم بعاطفة وقادة وحماس عارم , فيدفعهم ذلك إلى الحيف ومجاوزة الحد والظلم في إنزالهم للعقوبة على مستحقيها , وهذا مما لم يأذن به الله تعالى , ولكم قتل في الثمانينات أناس بتهمة العمالة وهم بريؤون منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب , وهذا كله لأن من تولى إنزال العقوبة جهة غير ممكن لها , فانظر إلى عظمة الله وحكمته في أمره ونهيه وشرعه.رابعا: لو أوكل تطبيق العقوبات الشرعية للعامة , لبنو عقابهم للناس على الظنون والبينات المرجوحة , وهذا ما لا يكون عندما يتولى السلطان الممكن تطبيق العقوبات على مستحقيها , فإن العقوبة عند السلطان الممكن مبناها على التثبت والتحري والتأكد والتيقن , ومن ثم يصدر الحكم بالإدانة أو بالإبراء , مع ضرورة وجود التناسب بين العقوبة والجريمة , قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " (الحجرات:6). خامسا: ومن مفاسد تطبيق العامة للعقوبات الشرعية أن كثيرا منهم ينزلون العقوبة وهم جهلة فيما يتعلق بفقه العقوبات , وهم جهلة بشروط تطبيق العقوبات ووجباتها ومسقطاتها , فيفسدون بجهلهم هذا أكثر مما يصلحون , قال الله تعالى:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " (يوسف:108).
إخوة التوحيد: سننتصر بإذن الله , ستكون العاقبة لنا , سنرفع راية العقاب على الأقصى , وفوق الجامع الأزهر , وفوق الجامع الأموي , وسنرفعها بحق وحقيقة في جزيرة العرب , سنعليها في سماء إيران , وفوق قباب الأندلس و سنرفعها فوق البيت الأبيض بإذن الله , ويومها سنحوله لمسجد يركع ويسجد فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وإننا لصادقون.
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 05:46]ـ
أعرف انها مسئولية الجاكم او من نائبه
وأشكل على جواب الشيخ محمد خليل هرسا وفحواه انه يجوز لولى المقتول قتل القاتل ان لم يحكم له الحاكم بالقصاص
فهل من جواب أو هل الشيخ تعرض لها فى المقالات المنقولة هنا؟
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 06:13]ـ
سلام الله علكم ورحمته وبركاته؛
الذي يحسن بكم- غفر الله لكم- هو أن تنشغلوا بحجج من يقوم بهذه العمليات
أو لنقل من وجهة نظركم وقتيا شبهاتهم
حتى يكون حوارا لا حلقة وعظ
فالمكتبة الإسلامية مليئة بالكتب التي تخالف ما تقررونه
فتبيح تغيير المنكر باليد لآحاد الرعية ..
كما تنبذ التقاعس عن إقامة الحدود بحجة تخلف السلطان- إن كان موجودا- عنها
وتسوق لهذا بعض الآثار والمرويات عن الصحابة والقرون المفضلة
وتقف عند نصوص بعض أهل العلم تدفعنا إلى ذات المعنى
فياحبذا لو توقفت عند هذه الكتب وأخذت في بيان أدلتها وفهمها وأخطائها
لأن الإشكال لا يزول حينئذ إلا بعد حشد الأدلة كلها وفحصها ومحاولة الجمع بينها
إن كان ثمة تعارض ظاهري قد بدت أماراته
هذا إن كنتم صادقين في محاولة الوصول إلى الحق الذي نزل
وعذرا على المداخلة ..
دمت في حفظ الله ..
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ...
اهدنا لما اختلف فيه الناس من الحق بإذنك إنك أنت الحكيم العليم ...(/)
مسائل دعوية (1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
ـ[ولد برق]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 11:01]ـ
مسائل دعوية (1) التعاون مع المخالف على البر و التقوى
التعاون مع المخالف على البر و التقوى أمر مسلم به عند أئمة أهل السنة سابقا و لا حقا و سأنقل بعذ النصوص عنهم في ذلك و منهم شيخ الإسلام و إبن القيم و اللجنة الدائمة و إبن باز و الألباني و إبن عثيمين و غيرههم
أولا: شيخ الإسلام
فشيخ الإسلام لم يتردد في الشفاعة في دفع بعض الظلم عن بعض أهل البدع، كما في "مجموع الفتاوى (3/ 270 – 271 – 277) فقد شفع عند القاضي حسام الدين الحنفي عندما أراد حلق لحية الأذرعي، وهو خصم لشيخ الإسلام، قال: فقمت إليه، ولم أزل به حتى كف عن ذلك –أي عن حلق اللحية، وركوب الأذرعي الحمار، ليطاف به- قال: وجرت أمور، لم أزل فيها محسناً إليهم، ..... ثم ذكر أنه يجزي بالسيئة الحسنة، ويعفو ويغفر، ..... ثم قال: وابن مخلوف لو عمل مهما عمل، والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه، ولا أُعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هذه نيتي وعزمي .... ، وفي (3/ 277) قال: ومما ينبغي أن يعرف به الشيخ، أني أخاف أن القضية تخرج عن أمره بالكلية، ويكون فيها مافيه ضرر عليه، وعلى ابن مخلوف، ونحوهما، ..... وأنا مساعد لهما على كل بر وتقوى. ا.هـ. هذا، مع أنه قد قال في ابن مخلوف في موضع آخر: إن ابن مخلوف رجل كذاب فاجر، قليل العلم والدين. ا.هـ. من "مجموع الفتاوى" (3/ 235).
ثانيا: إبن القيم
قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" (3/ 303) ط/ مؤسسة الرسالة والمنار: "ومنها –أي من فوائد يوم الحديبية- أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة، إذا طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى؛ أجيبوا إليه، وأعطوه، وأعينوا عليه، وإن مُنِعوا غيره، فيعاوَنون على ما فيه تعظيم حرمات الله، لا على كفرهم وبغيهم، ويُمنعون ما سوى ذلك، فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى، مُرْضٍ له؛ أجيب إلى ذلك، كائناً من كان، ما لم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدق المواضع، أو أصعبها، وأشقها على النفوس. ا.هـ.
ثالثا: اللجنة الدائمة
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" جمع الدويش (2/ 237) ط/ العاصمة، السؤال الأول من الفتوى رقم 6250:
س1: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق، الصوفية مثلاً، هناك جماعة التبليغ، الإخوان المسلمين، السنيين، الشيعة، فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟
ج1: أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق، وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة، وهم أهل الحديث، وجماعة أنصار السنة، ثم الإخوان المسلمون، وبالجملة؛ فكل فرقة من هؤلاء وغيرهم، فيها خطأ وصواب، فعليك بالتعاون معها، فيما عندها من الصواب، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء، مع التناصح والتعاون على البر والتقوى.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأعضاء: عبد الله بن قعود وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي والرئيس:عبد العزيز بن باز.
رابعا: إبن باز:
وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز –رحمه الله- كما في "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" ط/ مكتبة المعارف (4/ 166 - 167) سئل سماحته عن الجبهة الإسلامية السودانية التي تضم مختلف الاتجاهات: الحركية والصوفية والسلفية، وذكر له أنها قامت بعمل سياسي، ومجابهة واسعة مع الشيوعيين، والتغريبيين، فأجاب - رحمه الله تعالى -: بأن التعاون بين المسلمين في محاربة المذاهب الهدامة، والدعوات المضللة، والنشاط التنصيري والشيوعي والإباحي؛ من أهم الواجبات، ومن أعظم الجهاد في سبيل الله، لقول الله عزوجل: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ..... ونَصَحَهم سماحته بتقوى الله، وتصفية صفوفهم من كل ما يخالف الشرع المطهر، والتحاكم إلى شرع الله عزوجل، والثبات عليه، .... ا. هـ. من لقاء صحيفة الراية السودانية.
خامسا: الألباني
- وقال الشيخ الألباني – رحمة الله عليه – في شريط:" سلسلة الهدى والنور" رقم () وقد سئل عن التعاون مع الإخوان المسلمين في الانتخابات،فلم يرِّخص في ذلك،بحجة عدم وجود مصلحة في ذلك،مع مخالفة الشرع،ثم قال: " لذلك نحن ننصحكم وننصح كل المسلمين: ألا يتعاونوا مع الحزبيين في دخول البرلمانات، أما التعاون معهم على البر والتقوى؛ فهذا أمر واجب. . . " اهـ
سادسا: إبن عثيمين
قال الشيخ العثيمين – رحمة الله عليه – كما في شريط: " لقاء الشيخين ابن عثيمين وربيع " (2 / ب) فذكر – رحمه الله – " أن الموقف الصحيح من الجماعات الدعوية: أن نتعاون معهم، وأن نكون جميعاً دعاة إلى الحق، متآلفين، لأن أوْلى الناس بالتعاون والتآلف: هم دعاة الحق،. . . فواجبنا نحو الفئات الدعوية أن نتعاون معهم. . . " وذكر - رحمه الله – أن من التعاون معهم نصحهم ومنعهم من الظلم، ثم قال: ولا شك أن الفئات الدعوية التي تنهج منهجاً معيناً، لا شك أن فيهم الخطأ والصواب، فالواجب بيان الخطأ،والتحذير منه، وبيان الصواب، والحث عليه. اهـ
سابعا: الشيخ أبو الحسن المأربي
قال الشيخ أبو الحسن المأربي في (قطع اللجاج) ص (118) التعاون مع أهل البدع بل وغيرهم من الكفار- إذا كان في مصلحة راجحة؛ فلا بأس بذلك، للأدلة السابقة، من كتاب وسنة، ومن أقوال لبعض أهل العلم، ا هـ
من أراد الزيادة و التفصيل فليرجع لكتاب قطع اللجاج للشيخ الماربي ففيه تفصيل للمسألة و قدرد الشيخ على من خالف أهل السنة في ذلك هنا قطع اللجاج
http://sulaymani.net/play.php?catsmktba=505
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 01:33]ـ
ما هو ضابط التعاون على البر والتقوى مع المخالف بإيجاز؟
ومتى يتعاون معهم؟
وهل كل مصلحة يسوغ التعاون من أجلها؟
ومن الذي يحدد المصلحة وأهميتها وما يجعلها مسوغ لذلك التعاون المزعوم؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 03:13]ـ
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم ... سبحان الله لي مدة و الموضوع يدور في رأسي و لكن بطريقة أخرى و هي:
1 - هل قدّم العلماء - و هم يفتون بوجوب التعاون و الغالب كلامهم في الجواز!! - هل قدّموا تطبيقاً واقعياً و برنامجاً عمليّا؟
2 - هل طرح هذا الموضوعَ أصلاً العلماءُ .. ؟ أم جاءهم الأمر بصورة استفتاء؟ أي هل كانوا فاعلين أم منفعلين؟!
3 - ألم يتسبب العلماء أنفسهم - بخطابهم الدعوي مبنىً و معنىً - في تربية أتباعهم على بنيان نفسي عقلي يستحيل معه إقامة هذا التعاون ... فضلاً عن عدم الهجوم عليه؟؟!!
4 - هل كلّف العلماءُ تلاميذهم و مريديهم بدراسة الوضع في الشارع - أي العوام و طلبة العلم - لمعرفة ما يعتلج في الصدور و الأفكار مما يغضب الرب جل و علا؟؟!!
و الكلام يطول ..
و بارك الله فيكم.
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 09:00]ـ
هذه شنشنة يا أخي المقصود منها تمييع الولاء على السنة والبراء من البدعة وأهلها.
فمقصود القائلين بهذا الطرح في معنى المخالف عندهم هو المخالف في العقيدة (رافضي , صوفي , عقلاني , إخواني , تبليغي , خارجي , ليبرالي , مرجيء).
وليُعلم أن الأدلة التي ساقها صاحب الدعوة لا تطابق دعواه , فالمصلحة الراجحة التي يتحدث عنها لا ضابط لها عنده وأما عند أهل العلم من السابقين واللاحقين الذين ساق أقوالهم فالمصلحة واضحة ومبينة وهي (الدعوة إلى التوحيد وتوابعها) أو (دفع العدو الصائل غير المهادن مع القدرة) وأما أن تكون المصلحة الراجحة زعم (التعاون في الدعوة إلى الله) فيدعو الصوفي إلى القبور والرافضي لآل البيت والحزبي لحزبه والخارجي لخارجيته والعقلاني لعقله والتبليغي لإلياس والإخواني للبنا وهلم جرا!!
فهذا هدم لمنهج السلف الصالح والله وبالله , فليتق الله صاحب هذه الدعوة , ولا ينسبها للسلف وأجلة العلماء والله المستعان.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 09:42]ـ
أظن ان الضابط يتكلم فيه بعد معرفة نوع المسألة التى سيتم التعاون فيها أما قبل ذلك فلا مجال لوضع ظوابط لأنها معروفة فى مبحث الاعتصام بالسنة والولاء والبراء وغير ذلك
قال الشيخ ياسر برهامى يجوز التعامل مع العالمانيين فى رصف الطرق وكذلك ان لم أكن واهما(/)
فناء النار
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:02]ـ
نشر على موقع ملتقى أهل الحديث هذا البحث عن فناء النار فأحببت أن أضع الرابط حتى يستفيد الجميع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=866453&posted=1#post866453
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:05]ـ
نظرا لأن الرابط لا يعمل فوضعت هذا البحث هنا متاح لمن يريد قراءته والتعليق عليه:
نقد القول بفناء النار
هل صحيح أن هناك من العلماء من قال بفناء النار، وذهب إلى عدم خلودها وخلود أهلها فيها، وما رأى جماهير العلماء في هذا؟
الجواب
هل قال ابن تيمية وابن القيم بفناء النار؟
شاعت نسبة القول بفناء النار وعدم بقائها إلى الإمامين تقي الدين ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، ومسلك ابن تيمية - فيما ذكره في رسالته التي أفردها في الموضوع، وفيما نقله عنه تلميذه ابن القيم - كالصريح في اختياره القول بفناء النار، حيث قرر أدلة القائلين بفنائها ونصره بحسب ما يراه ونافح عنه، وقرر أدلة القائلين بدوامها وانتقدها جميعا ولم يرتضها (1)، وهذا كالتصريح منه في هذا الموضع باختياره في المسألة، وهو ما فهمه عنه العلماء المعاصرون له فمن بعدهم، ولا ينازع في فهم كلامه هكذا من له أدنى خبرة بفهم كلام العلماء.
فليس مسلك ابن تيمية – كما ظن بعضهم – هو مجرد عرض لآراء الناس في المسألة دون ترجيح، فيصير من الخطأ نسبة القول بفناء النار إليه، بل هو رجَّح أدلة القائلين بالفناء، وفند – بحسب رأيه - أدلة القائلين بالدوام وساقها مساق التمريض، فصار ذلك ترجيحا منه للقول بالفناء.
ومن عباراته الدالة على أن اختياره هو القول بفناء النار: قوله في أثناء استدلاله للمسألة: ((وقد روى علماء السنة والحديث في ذلك (يعنى فنائها) آثارا عن الصحابة والتابعين مثل ... وحينئذ فيُحَتّج على فنائها بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب، ولا سنة، ولا أقوال الصحابة ... )) (2).
وقال أيضا: ((والذين قطعوا بدوام النار، لهم أربع طرق:
أحدها: ظن الإجماع فإن كثيرا من الناس يعتقد أن هذا مجمع عليه، ولا خلاف فيه بين السلف، وإن كان فيه خلاف حادث، فهو من أقوال أهل البدع ... والثاني: أن القرآن قد دل على ذلك دلالة قطعية ... والثالث: أن السنة المستفيضة أخبرت بخروج من في قلبه مثال ذرة من إيمان من النار دون الكفار، فإنهم لم يخرجوا ... ))، ثم أخذ في الرد على طرق من قطعوا بدوام النار فقال: ((فأما الإجماع فهو أولا: غير معلوم، فإن هذه المسائل لا يقطع فيها بإجماع، نعم قد يظن فيها الإجماع وذلك قبل أن يعرف النزاع، وقد عرف النزاع قديماً وحديثا، بل إلى الساعة لم أعلم أحدا من الصحابة قال: إنها لا تفنى، وإنما المنقول عنهم ضد ذلك ولكن التابعون نقل عنهم هذا وهذا. وأما القرآن، فالذي دل عليه (! كذا) وليس في القرآن ما يدل على أنها لا تفنى، بل الذي يدل عليه ظاهر القرآن أنهم خالدون فيها أبدا – ثم ذكر الآيات الدالة على خلودهم في النار ثم قال - فهذه النصوص وأمثالها في القرآن تبين أنهم خالدون في جهنم لا يموتون ولا يحيون ... وهذا يقتضي خلودهم في جهنم - دار العذاب – ما دام ذلك العذاب باقيا، ولا يخرجون منها مع بقائها وبقاء عذابها، كما يخرج أهل التوحيد، فإن هؤلاء يخرجون منها بالشفاعة، وغير الشفاعة مع بقائها، كما يخرج ناس من الحبس الذي فيه العذاب مع بقاء الحبس والعذاب الذي فيه على من لم يخرج. وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ... )) (3)، ثم أخذ في ذكر الأحاديث، فقد صرح ابن تيمية بحمل الآيات والأحاديث في الباب على أنها تقتضى خلود الكافرين فيها مدة بقائها ودوامها، ولا تقتضى دوامها نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم شرع ابن تيمية بعد ذلك في تأسيس الفرق بين بقاء الجنة وبقاء النار، فقال: ((الفرق بين بقاء الجنة، والنار، شرعا، وعقلا، فأما شرعا، فمن وجوه: أحدها: أن الله أخبر ببقاء نعيم الجنة ودوامه، وأنه لا نفاد له ولا انقطاع في غير موضع من كتابه، كما أخبر أن أهل الجنة لا يخرجون منها، وأما النار وعذابها فلم يخبر ببقاء ذلك، بل أخبر أن أهلها لا يخرجون منها، وأما النار وعذابها فلم يخبر ببقاء ذلك، بل أخبر أن أهلها لا يخرجون منها. الثاني: أنه أخبر بما يدل على أنه ليس بمؤيد في عدة آيات. الثالث: أن النار لم يذكره فيها شيء يدل على الدوام. الرابع: أن النار قيدها بقوله: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}، وقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}، وقوله: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، فهذه ثلاث آيات تقتضي قضية مؤقتة، أو معلقة على شرط، وذاك (يعنى دوام الجنة) دائم مطلق، ليس بمؤقت ولا معلق ... )) (4).
فكل هذه العبارات واضحة في بيان اختياره، وأنه قائل بفناء النار، وأن هناك – عنده – فرقا بين بقاء الجنة وبقاء النار شرعا وعقلا، وأن القرآن يدل على بقاء الجنة، وليس فيه ما يدل على بقاء النار، وأن ذلك لا ينافى خلود الكفار فيها الذي صرحت به الآيات والأحاديث، بل هم خالدون في النار مدة بقائها، هذا هو ما يحصل عندنا في تحرير مذهب ابن تيمية في المسألة، بناء على مجموع كلامه فيها.
بطلان ما نسب إلى بعض السلف من القول بفناء النار:
ومن جهة أخرى فإن تصوير المسألة على أن هناك من السلف من سبق إلى القول بذلك محل نظر وبحث، والتحقيق أن نسبة ذلك للسلف ليست صحيحة، فليس من السلف من صرح به، وإنما حكى الإمام ابن تيمية - ومن قلده - هذا القول ونسبه إلى بعض الصحابة كما سيأتي الكلام بالتفصيل، ولكن الألفاظ المنقولة عنهم لا تساعده على ما نسبه إليهم، فيصير نسبة هذا القول إليهم مجرد دعوى لم يقم الدليل على صحتها، ولا يَعْدُ الأمر أن يكون مجرد فهم من الإمام ابن تيمية لمعنى كلامهم، وليس هو صريح أقوالهم، بل الصحيح حمل كلامهم على ما يوافق عقيدة أهل السنة وإجماع الأمة على ما سيأتي تقريره، ويحصل من هذا أن تصوير المسألة على أن لابن تيمية سلف فيها ليس بصحيح، بل هو فهم ذلك عن بعض السلف بنفسه، وتفرد بنسبته إليهم، من ثم فتعضيد بعض الباحثين لموقفه بما حكاه هو نفسه لا يسانده المنهج العلمي السليم، الذي يوجب نقد النقول، والبحث في صحتها، وليس التسليم لها، والقاعدة المقررة (إن كنت ناقلا فالصحة، أو مدعيا فالدليل) ولم يصح نسبة هذا القول إلى أحد من السلف، ولا ثبت الدليل بدعوى ذلك عنهم كما سيأتي تحقيقه.
القول الآخر المنقول عن ابن تيمية في المسألة:
على أن كثيرا من المعجبين بآراء الإمام ابن تيمية، لم يستطيعوا أن يوافقوه على هذا الرأي، لكنهم اتبعوا في مناقشته من اللين واللطف وأدب الحوار ما ينبغي أن يكون منهجهم دائما في مناقشة كل من يخالفهم في الرأي وليس مع ابن تيمية فحسب، بل ينبغي أن يكون ذلك النهج الذي انتهجوه هو منهجنا جميعا عند اختلاف الاجتهاد، طالما أن الخلاف يدور فى إطار الأصول الشرعية، وضوابط الاجتهاد الشرعى الصحيحة، دون طعن أو غمز أو لمز فى الخصم أو اتهامه فى عقيدته ودينه، فضلا عن تكفيره أو إخراجه من الملة.
على أن للإمام ابن تيمية مواضع أخرى في بعض كتبه جرى فيها على ما أجمع عليه عند أهل السنة من القول ببقاء الجنة والنار ودوامهما، ومن ذلك قوله: ((وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك))، فنقل بنفسه – ما انتقده – من الاتفاق على ذلك (5).
والغرض من بحث المسألة هو الرد على القول بفناء النار لعِظَمِ هذه المسألة وخطورتها ومخالفتها لعقيدة أهل السنة والجماعة، سواء أصح نسبتها لابن تيمية أم لا، وذلك نظرا لشيوع ما نُسب إليه وإلى تلميذه ابن القيم من أقوال وآراء وانتشار مؤلفاتهما بأيدي الناس، فيقع ذلك في أيدي من يطيق البحث العلمي ونقد ما يصح وما لا يصح من كلامهما، ومن لا يطيق ذلك فيسارع إلى اعتقاده ظنا صواب هذا الرأي وأنه اعتقاد السلف وأهل السنة، والحقيقة ليست كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن لم يصح نسبة هذا القول لابن تيمية فبها ونعمة، ويكون متفقا في ذلك مع اعتقاد أهل السنة وهذا الذي نرجوه، وإن صحت النسبة إليه فقد اجتهد وأخطأ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد.
المصنفون في دحض القول بفناء النار:
وقد اعتنى بعض العلماء ببحث هذا الرأي القائل بفناء النار ومناقشة أدلته، وبيان الصحيح في المسألة، ومن هؤلاء الإمام شيخ الإسلام تقي الدين السبكي وهو معاصر لابن تيمية والذي ألف رسالته: ((الاعتبار ببقاء الجنة والنار)) (6). كما ألف الشيخ الصنعاني رسالته: ((رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار)) (7).
واعتقاد المسلمين بأن الجنة والنار لا تفنيان – كما يقول شيخ الإسلام تقي الدين السبكي - من المعلوم من الدين بالضرورة، وقد تواردت الأدلة من نصوص القرآن والسنة على إثبات بقاء الجنة والنار، وعدم فنائهما، أو فناء أحدهما.
وسوف نبيِّن أدلة الجماهير المجمهرة من علماء الأمة على إثبات بقاء النار وخلود أهلها من الكفار خلودا أبديًّا لا نهاية له، ومناقشتهم شبه المخالفين بما يدحضها ويبيِّن وهنها.
التنبيه على قواعد مهمة تضبط البحث في المسألة:
ولكن نحب أولا أن نؤكد على بعض قواعد مهمة في موضوع البحث ذكرها شيخ الإسلام تقي الدين السبكي أثناء رده على من قال بفناء النار، وسيأتي نص كلامه بحروفه، ولكن أردنا التمهيد بها تنويها بأهميتهما لخطورة المسألة موضوع البحث:
1) كثرة الأدلة في مسألة ما يمنع من احتمال التأويل، ويوجب القطع بها، كالآيات الدالة على البعث الجسماني لكثرتها يمتنع تأويلها، ومن أولها حكمنا بكفره بمقتضى العلم جملة.
2) لا يقبل من أي شخص كائنًا ما كان رد ما أجمع المسلمون على اعتقاده، وتلقوه خلفا عن سلف عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وكان مركوزا في فطرة المسلمين، معلوم من الدين بالضرورة.
3) أن مراد بعض العلماء المتقدمين بتكفير القائل بذلك تكفيره بمقتضى العلم، بغض النظر عن تكفير شخص معين، بل مرادهم أن من اعتقد ذلك فقد اعتقد ما يقتضى الكفر والخروج عن الإسلام، دون أن يكون ذلك حكما منهم على شخص بعينه سواء من السابقين أو اللاحقين أو من الأموات أو الأحياء بالكفر، وغاية الأمر أنهم يحكمون بالخروج عن الإسلام بمقتضى العلم إجمالا، ولا ينبغي أن نكفر أحدا معينا من أهل القبلة باللسان، ولا بالقلب، ولا بالقلم، إلا أن يعتقد مشاققة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ضابط التكفير. وهى قاعدة مهمة غفل عنها كثير من المتعرضين لمسائل العقائد فيبادرون إلى تكفير المخالفين بأعينهم وأسمائهم وهذا غلط بالغ.
4) أن الإجماع لا يعترض عليه بأنه غير معلوم، بل يعترض بنقل خلاف صريح، ولهذا فمسلك القائل بفناء النار بإنكاره الإجماع في المسألة هو خطأ علمي محض، لا يعذره في خرق الإجماع.
5) أن الكلمات المشكلات التي تَرِدُ تُتَأَوَّلُ، وتحمل على غير ظاهرها، فكما أن الآيات والأحاديث يقع فيها ما يجب تأويله، كذلك كلام العلماء يقع فيه ما يجب تأوله، ومن جاء إلى كلمات ترد عن السلف في ترغيب أو ترهيب أو غير ذلك، فأخذ بظاهرها وأثبتها أقوالا ضل وأضل، وليس ذلك من دأب العلماء، ودأب العلماء التنقير عن معنى الكلام والمراد به، وما انتهى إلينا عن قائله، فإذا تحققنا أن ذلك مذهبه واعتقاده نسبناه إليه، وأما بدون ذلك فلا، ولاسيما في مثل هذه العقائد التي المسلمون مطبقون فيها على شيء كيف يعمد إلى خلاف ما هم عليه، ينسبه إلى جلة المسلمين، وقدوة المؤمنين، ويجعلها مسألة خلاف كمسألة في باب الوضوء، ما أبعد من صنع هذا عن العلم والهدى، وهذه بدعة من أنحس البدع وأقبحها.
الأدلة على بقاء النار وبطلان القول بفنائها:
1 - كثرة الآيات القرآنية الكريمة التي تثبت صراحة خلود النار أو خلود أهلها فيها، والتي تبلغ (37) آية من القرآن الكريم؛ كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} [الأحزاب: 65]، وقوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23]. وهذا بخلاف الآيات التي في معنى الخلود أو تفيده كقوله تعالى {فلا يخفف عنهم العذاب} وغيرها من الآيات الكريمة كثير في هذا المعنى جدا، كما أن الآيات الدالة على خلود أهل الجنة بلغت نحو أربعين آية. وهذا الحد البالغ من
(يُتْبَعُ)
(/)
الكثرة من الآيات المثبتة لبقاء النار وخلود أهلها فيها – كما يقول شيخ الإسلام التقي السبكي – ((يمنع من احتمال التأويل، ويوجب القطع بذلك، كما أن الآيات الدالة على البعث الجسماني لكثرتها يمتنع تأويلها، ومن أولها حكمنا بكفره بمقتضى العلم جملة، وإن كنت لا أطلق لساني بتكفير أحد معين ... )) (8).
2 - كثرة الأحاديث الصحيحة المصرحة ببقاء النار ودوامها، ودوام الكفار فيها؛ كحديث أنس الذي روي في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قال صلى الله عليه وسلم: "فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ فَأُدْخِلُهُمْ الجَنَّةَ فَمَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ"، وكان قتادة يقول عند هذا "أَي: وَجَبَ عَلَيْهِ الخُلُودُ" (9)، وما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُدْخِلُ اللهُ أهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَيُدْخِلُ أهْلَ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ: يَا أهْلَ الجَنَّةِ لا مَوْتَ وَيَا أهْلَ النَّارِ لا مَوْتَ كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ" (10).
قال القرطبي: "وفي هذه الأحاديث التصريح بأن خلود أهل النار فيها لا إلى غاية أمد, وإقامتهم فيها على الدوام بلا موت ولا حياة نافعة ولا راحة, كما قال تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36]، وقال تعالى: {كُلَّمَا أرَادُوا أنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: 20]، قال: فمَنْ زَعَمَ أنهم يخرجون منها، وأنها تبقى خالية، أو أنها تفنَى وتزول فهو خارج عن مقتضى ما جاء به الرسولُ وأجمع عليه أهلُ السنة" (11).
3 - نقل غير واحد من العلماء الإجماع على بقاء النار كابن حزم (12)، وابن تيمية نفسه في بعض كتبه (13)، والتقي السبكي (14)، والسعد التفتازاني (15)، والحافظ ابن حجر (16)، والسفاريني الحنبلي (17)، وغيرهم.
4 - استدل القائلون بفناء النار ببعض أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة، وعزوا إلى من رويت عنهم القول بفناء النار، مع كون هذه الآثار ليست بصريحة فيما نسبوه إليهم من القول بفنائها بل لا دلالة في بعضها على فناء النار الذي هو محل النزاع بوجه من الوجوه كما يقول الصنعاني، فالآثار الواردة في فناء النار عن بعض الصحابة، يتعين – كما يقول الشيخ الشنقيطي (18) - حملها على الطبقة التي كانت فيها عصاة المسلمين كما جزم به البغوي في تفسيره؛ لأنه يحصل به الجمع بين الأدلة، وإعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما، وقد أطبق العلماء على وجوب الجمع إذا أمكن، أما ما نقل عن كثير من العلماء من الصحابة ومن بعدهم من أن النار تفنى وينقطع العذاب عن أهلها، فالآيات القرآنية تقتضي عدم صحته. فأهل السنة قد حملوا هذه الآثار على خروج الموحدين من النار، قال البغوي: "معناه عند أهل السنة - إن ثبت - ألا يبقى فيها أحدٌ من أهل الإيمان، وأما مواضع الكفار فممتلئة أبدًا".
5 - وخلاصة القول في الإجابة عن الآثار التي وردت عن الصحابة هو ما قاله الشيخ الصنعاني بعد أن أوردها جميعا وناقش وجه الدلالة فيها، وبين المراد الصحيح منها، ثم قال: ((وبهذا تعرف أنه لا يصح نسبة القول بفناء النار وذهابها إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما نسب هذا القول الذي نقل عنهما إلى عمر، بل هو الدليل على بقاء النار بعد خروج من يخرج منها من أهل التوحيد، فكيف يقول شيخ الإسلام في صدر المسألة إن القول بفناء النار نقل عن ابن مسعود وأبي هريرة وإنما مستنده في نسبة ذلك إليهما هذان الأثران اللذان هما بمراحل عن الدلالة على فناء النار وذهابها بعد صحتهما، فعرفت بطلان نسبة هذا القول إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما عرفت بطلان نسبته إلى عمر ... وبعد تحقيقك لما أسلفناه وإحاطتك علما بما سقناه تعلم أن هؤلاء الأربعة من الصحابة الذين هم عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الذين عين شيخ الإسلام أسماءهم من الصحابة في صدر المسألة وذكر أنه نقل عنهم القول بفناء النار وذهابها وتلاشيها هم بريئون من هذا القول ومن نسبته فناء النار إليهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، واستدل لهم بما ادعاه منسوبا إليهم بما لا مساس له بالدعوى كما عرفت وحينئذ يعلم أنه ليس معه في دعواه فناء النار أحد من الصحابة الذين عَيَّنهم)) (19). وقال شيخ الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
السبكي - محقا -: ((معاذ الله، وأنا أبرئ السلف من ذلك، ولا أعتقد أن أحدا منهم قاله، وإنما روى عن بعضه كلمات تُتَأَوَّلُ كما تُتَأَوَّلُ المشكلات التي ترد، وتحمل على غير ظاهرها، فكما أن الآيات والأحاديث يقع فيها ما يجب تأويله، كذلك كلام العلماء يقع فيه ما يجب تأوله، ومن جاء إلى كلمات ترد عن السلف في ترغيب أو ترهيب أو غير ذلك، فأخذ بظاهرها وأثبتها أقوالا ضل وأضل، وليس ذلك من دأب العلماء، ودأب العلماء التنقير عن معنى الكلام والمراد به، وما انتهى إلينا عن قائله، فإذا تحققنا أن ذلك مذهبه واعتقاده نسبناه إليه، وأما بدون ذلك فلا، ولاسيما في مثل هذه العقائد التي المسلمون مطبقون فيها على شيء كيف يعمد إلى خلاف ما هم عليه، ينسبه إلى جلة المسلمين، وقدوة المؤمنين، ويجعلها مسألة خلاف كمسألة في باب الوضوء، ما أبعد من صنع هذا عن العلم والهدى، وهذه بدعة من أنحس البدع وأقبحها أضل الله من قالها على علم)) (20).
6 - وفى ضوء ما تقدم من تحرير مذهب الإمام ابن تيمية فى المسألة، وأنه قائل بدوام خلود عذاب الكفار ما دامت النار، وأن ذلك لا يقتضى دوام النار فى نفسها، واختياره أن كل الآيات الواردة إنما هو فى إثبات خلود عذابهم، لا فى بقاء النار، ويترتب على هذا أن ما استدل به الجمهور تفصيلا على بقاء النار، يصير خارج محل النزاع على مذهب ابن تيمية، لاتفاق الكل - الجمهور ومن خالفهم - على دوام عذاب الكفار وخلودهم فى النار، ويصير محل النزاع هو: أن هذه الآيات لا يلزم منها بقاء النار على رأى ابن تيمية، ويلزم منها بقائها عند الجمهور، وهو الصواب لأن الشارع بَيَّنَ فى نحو قوله تعالى {وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23] أن محل عذابهم فى جهنم، وأن عذابهم دائم لا يفنى، فيلزم من دوام العذاب دوام محله، والقاعدة المقررة التى يتفق عليها الجميع بما فيهم الشيخ ابن تيمية نفسه أنه ((يلزم من وجود الملزوم وجود اللازم، ومن نفى اللازم نفى الملزوم)) (21)، وخبر المولى عز وجل لا يجوز تخلفه، فيصير التلازم الشرعى الذى أخبر به المولى تعالى مثله مثل التلازم العقلى لا ينفك، ولا يجوز تخلفه عن الحصول والوقوع، فالأصل فى السمعيات – كما يقول الإمام البيضاوى والأصفهانى – أنها أمور ممكنة أخبر الصادق عن وقوعها فيكون حقا، مفيدا للعلم بوجودها (22). وأيضا فإن المعنى الذى استنبطه ابن تيمية من هذه النصوص، وهو أنها تفيد دوام العذاب ولا تفيد دوام النار، وجعلها قاصرة على هذا يكر على معناها المتفق عليه – وهو خلود الكافرين ودوام عذابهم – بالبطلان، والقاعدة أنه ((يجوز أن يستنبط من النص معنى يزيد على ما دل عليه وهذا هو القياس المعروف، ويجوز أن يستنبط منه معنى يساويه وهو العلة القاصرة ومعنى يخصصه، ولا يجوز أن يستنبط منه معنى يكر على أصله بالبطلان)) (23)، وما استنبطه من قصر المعنى على ما ذهب إليه يؤدى إلى عدم دوام عذابهم وعدم خلوده فَكَرَّ بذلك على معنى الآيات بالبطلان، فدل على فساد هذا الرأى.
أدلة القائلين بأن للنار أمدًا تنتهي إليه، ثم يُفْنِيها الله تعالَى، والجواب عليها (24):
أولا: أدلتهم من القرآن الكريم:
وقد استدلوا بثلاث آيات:
1 - قول الله تعالى في سورة الأنعام: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللهُ} [128].
2 - وقوله تعالى في سورة هود: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [106 - 107].
والجواب على استدلالهم بهاتين الآيتين: أنه ليس المراد بالاستثناء في الآيتين الإخراج، وإنما هو استثناء معلَّق بالمشيئة، فكأن الله سبحانه وتعالى يقول: "خالدين فيها خلودًا أبديًّا إن شاء ربُّك ذلك"؛ إذ كل شيء خاضع لمشيئة الله وإرادته، وكان من الجائز العقلي في مشيئته ألا يعذبهم، ولو عذبهم لا يخلدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمقصود من هذا الاستثناء في الآيتين إرشاد العباد إلى وجوب تفويض الأمور إليه سبحانه، وكذلك إعلامهم بأن كل شيء خاضع لإرادته ومشيئته، فهو الفاعل المختار الذي لا يجب عليه شيء ولا حق لأحد عليه، فليس هناك أمر واجب عليه وإنما هو مقتضى مشيئته وإرادته عز وجل.
وليس المراد من هذا الاستثناء وأمثاله نفي خلودهم في النار؛ فإنه قد أخبرنا سبحانه في كتابه بخلود الكافرين خلودًا أبديًّا في النار.
والاستثناء المعلَّق بالمشيئة قد استعمله الله في القرآن للدلالة على الثبوت والاستمرار، كقوله تعالى: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللهُ} [الأعراف: 188]، والنكتة من استعماله الاستثناء إنما هو لبيان أن هذه الأمور الثابتة الدائمة كانت كذلك بمشيئة الله تعالى لا بطبيعتها في نفسها، ولو شاء الله تعالى أن يغيِّرها لفَعَل (25).
والمراد من قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} التأبيد ونفي الانقطاع على منهاج قول العرب "لا أفعل كذا ما لاح كوكب" أو "وما أضاء الفجر" أو "وما اختلف الليل والنهار" إلى غير ذلك من كلمات التأبيد عندهم، فإن العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبدًا قالت: "هذا دائم دوام السموات والأرض"، فخاطبهم سبحانه وتعالى بما يتعارفون به بينهم، وليس المقصود منه تعليق قرارهم فيها بدوام هذه السموات والأرض، فإن النصوص القاطعة دالة على تأبيد قرارهم فيها.
ويجوز أن يحمل قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} على التعليق، والمراد بالسموات والأرض سموات الآخرة وأرضها، وهي دائمة للأبد، والدليل على أن للآخرة سمواتٍ وأرضًا قوله سبحانه: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ} [إبراهيم: 48]، وقوله سبحانه: {وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} [الزمر: 74]؛ ولأنه لابُدَّ لأهل الآخرة مما يقلهم ويظلهم، إما سماء يخلقها الله تعالى أو يظلهم العرش، وكل ما أظلك فهو سماء (26).
وليس في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لمَا يُرِيدُ} دلالة على شيء من دعواهم، وإنما المراد من الآية: أنه إن شاء غير ذلك فَعَلَه، وإن شاء ذلك فَعَلَه، فما شاء من الأفعال كان، وما لم يشأ لم يكن.
وجاء سبحانه بصيغة المبالغة "فعَّال" للإِشارة إلى أنه سبحانه لا يعجزه فِعْلُ أي فِعْل من الأفعال بأي وجهٍ من الوجوه.
- وأما ما روي عن بعض الصحابة والسلف (27) في قوله تعالى: {إلا مَا شَاءَ رَبُّكَ} بأن الاستثناء في الآية جاء على كل وعيد في القرآن أتى بلفظ {خَالِدِينَ فِيهَا}، فأُخْرِج من الخلود كل مَن شاء لهم اللهُ عز وجل عدم البقاء في النار.
فجوابه ما قاله العلامة السبكي: "قلت: إنْ صحَّت هذه الآثار حُمِلت على العصاة؛ لأن القرآن لم يرد فيه خروج العصاة من النار صريحًا، إنما ورد في السنة بالشفاعة، فالمراد بهذه الآثار موافقة القرآن للسنة في ذلك، فإن السلف كانوا شديدي الخوف ولم يجدوا في القرآن خروجَ الموحدين من النار، وكانوا يخافون الخلود كما تقوله المعتزلة".
3 - وقوله تعالى في سورة النبأ: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [23].
- قوله "الأحقاب" يدل على أنه لا خلود فيها؛ إذ الأبدي وهو ما لا نهاية له لا يُقَدَّر بزمان، ولا يقال فيه "هو باق أحقابًا"، وقد قيل: إن الحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون. فيرى ابن تيمية – على ما نقل عنه ابن القيم والصنعانى - أفاد مفهوم الأحقاب أنه لا خلود فيها إذ الأبدي لا يقدر بزمان وأما دلالتها على أن المخبر عنهم باللبث أحقابا هم الكفار فلقوله فيهم إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وهذه صفات الكفار (28).
وقالوا إن المخبَر عنهم باللبث "أحقابا" هم الكفار بقوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} [النبأ: 27 - 28]، وهذه صفات الكفار (29).
(يُتْبَعُ)
(/)
- والجواب: إن قوله "لابثين فيها أحقابا" متعلِّق بما بعده وهو قوله تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيْهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 24 - 25]، أي: لابثين فيها أحقابا في حال كونهم لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا إلا حميمًا وغساقًا، فإذا انقضت تلك الأحقابُ عذِّبوا بأنواع أخَر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق؛ ويدل لهذا تصريحه تعالى بأنهم يعذبون بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق في سورة ص: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [57 - 58] (30).
- وقد نقل الإمام تقي الدين السبكي عن أكثر العلماء قولهم إن هذه الأحقاب لا تنقضي أبدًا، فأنه كلما مضى حقب جاء بعده حقب آخر (31).
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور: "فجاءت هذه الآية على المعروف الشائع في الكلام كناية به عن الدوام دون انتهاء، وليس فيه دلالة على أن لهذا اللبث نهايةً حتى يحتاج إلى دعوى نسخ ذلك بآيات الخلود وهو وَهْمٌ؛ لأن الأخبار لا تنسخ، أو يحتاج إلى جعل الآية لعصاة المؤمنين، فإن ذلك ليس من شأن القرآن المكي الأول؛ إذ قد كان المؤمنون أيامئذ صالحين مخلصين مجدين في أعمالهم" (32).
وأجاب الصنعانى على كلام ابن تيمية السابق بقوله: ((والعجب من استدلاله بصدر الآية، وذهوله عما عقب به من قوله {فلن نزيدكم إلا عذابا}، فإن المراد لن نزيدكم بعد لبثكم أحقابا إلا عذابا، ضرورة أنهم معذبون حين لبثهم فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا، فزيادة العذاب بعد الأحقاب بل خص تعالى الزيادة على العذاب، وأنه تعالى لا يزيدهم بعد لبث الأحقاب إلا عذابا، فانتفى مفهوم العذاب الذي أفاده الجمع الذي جعله ابن تيمية دليلا على فناء النار وعدم أبديتها، مع أنه استدلال بمفهوم العدد وهو من أضعف المفاهيم على هذه المسألة المعظَّمة الذى لا يعتمد عليه محقق، وكيف يُجْعَلُ أقوى من التأبيد المصرح به في عدة آيات من آيات وعيد أهل النار، فلو عارض مفهوم العدد منطوق التأبيد لكان الحكم للمنطوق اتفاقا)) (33).
ثانيا: أدلتهم من الأخبار:
استدل القائلون بفناء النار ببعض أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة، وعزوا إلى من رويت عنهم القول بفناء النار، مع كون هذه الآثار ليست بصريحة فيما نسبوه إليهم من القول بفنائها بل لا دلالة فى بعضها على فناء النار الذي هو محل النزاع بوجه من الوجوه كما يقول الصنعانى (34)، ومن هنا تعلم ما فى قول ابن القيم ((قال شيخ الإسلام يريد به شيخه أبا العباس ابن تيمية وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم)) (35) من مجانبة للصواب على ما سيأتى تفصيله.
فمن الآثار التى استدلوا بها:
1 - روي جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيَأتِيَنَّ عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ كَأنَّها زَرْعٌ هَاجَ وَاحْمَرَّ، تَخْفِقُ أبْوَابُهَا" (36).
- ويجاب عليهم بأن الحديث موضوع فلا يصح الاستدلال به، قال ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات": "هذا حديث موضوع محال، و"جعفر" هو "ابن الزبير"، قال شعبة: كان يكذب، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال السعدي: نبذوا حديثه، وقال البخاري والنسائي والدارقطني: متروك" (37).
وقال الإمام الذهبي في ترجمة "جعفر بن الزبير: "و يُرْوى بإسناد مظلم عنه حديث متنه: (يأتي على جهنم يوم ما فيها أحد من بني آدم تخفق أبوابها) " (38).
2 - روى عبد بن حميد في تفسيره عن الحسن قال: قال عمر: "لَو لَبِثَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ كَقَدْرِ رَمْلِ عَالِجٍ لَكَانَ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ يَوْمٌ يَخْرُجُونَ فِيهِ" (39).
- والمراد بأهل النار الكفار؛ لأن عصاة المؤمنين الذين أصيبوا بذنوبهم معلوم للسامعين أنهم يخرجون منها ولا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه، وعلى إرادة عصاة المؤمنين في حديث عمر لا يكون في الكلام زيادة علم للسامع ولا فائدة تُرْجى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويجاب عليهم: بأن كون السامعين قد علموا ما قاله عمر لا يستلزم عدم الفائدة في الكلام، فإنه قد عُلِم في فن البيان أن الإخبار يكون بفائدة الخبر، أو لازم الفائدة، فَعِلْمُ السامعين بالحكم لا يمنع من التكلُّم به وإلقائه إليهم، فقد يكون مراد عمر أن يؤدوه لمَن لا يعلمه ويُخْبِرُوا أنه اعتقادهم (40).
وأما الأثر من حيث الرواية فإنه منقطع؛ لأنه لم يسمعه الحسن من عمر، والمنقطع عند أهل الحديث من قبيل الحديث الضعيف، والضعيف لا يحتج به في هذه المسائل، وكذلك فإن الحسن البصري لا يؤخذ بمراسيله، يقول السيوطي:"ليس في المرسلات أضعفُ من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنهما كانا يأخذان عن كل واحد" (41)، وهذا الأثر المنقطع أرسله الحسن عن عمر، فحكمه حكم مراسيل الحسن عامة.
وأما قول ابن القيم بأنه "لو لم يصح للحسن عن عمر لَمَا جَزَمَ به"- يلزم أن يجري في كل مقطوع يَجْزِم به راويه، ولا يقول هذا أئمَّة الحديث كما عُرِف في قواعد أصول الحديث، بل الانقطاع عندهم علة، والجزم معه تدليس، وهو علة أخرى، ولا يقوم بمثل ذلك الاستدلال في مسألة فرعية فكيف في مسألة قال عنها ابن القيم: إنها أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة (42).
وأما قول ابن القيم بتداول الأئمَّة له غير مقابلين له بالإنكار والرد، مع إنكارهم الدائم على كل مخالف لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين.
فجوابه: بأنه لا حاجة للإنكار والرد؛ لأن كلام عمر كغيره من الأقوال الدالة على خروج الموحدين من النار، وهو قول عليه جماهير الأئمة (43).
- ولو ثبت صحة الأثر عن عمر فإنه لم يدل على المدعى فإن أصل المدعى هو "فناء النار وأن لها مدة تنتهي إليها"، وليس في أثر عمر هذا إلا أنه يخرج أهل النار من النار، والخروج لا يكون إلا وهي باقية فإنك لو قلت: "لو لبث زيد في الدار كذا وكذا، ثم خرج منها" لم يدل هذا على فناء الدار لا مطابقةً ولا تضمنًا ولا التزامًا.
3 - ذكر ابن جرير والبغوي في تفسيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لَيَأتِينَ عَلَى جَهَنَّمَ زَمَانٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا يَلْبَثُونَ فِيهَا أَحْقَابًا" (44)، وقد روى البزار هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (45).
- ويجاب عنه بأن هذا الأثر لا يخلو سنده في كل طرقه من مقال وضعف، ولا دلالة فيها على فناء النار الذي هو محل النزاع بوجه من الوجوه فإن قوله " لَيسَ فيها أحدٌ" دال على بقائها، فإنك إذا قلت "لَيسَ في الدار أحدٌ" فإنه دال على بقاء الدار لا على فنائها (46).
وكذلك فإن أهل السنة قد حملوا هذه الآثار على خروج الموحدين من النار، قال البغوي: "معناه عند أهل السنة - إن ثبت - ألا يبقى فيها أحدٌ من أهل الإيمان، وأما مواضع الكفار فممتلئة أبدًا" (47).
وقال الشيخ الشنقيطى: ((الذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن هذه النار التي لا يبقى فيها أحد يتعين حملها على الطبقة التي كان فيها عصاة المسلمين كما جزم به البغوي في تفسيره؛ لأنه يحصل به الجمع بين الأدلة، وإعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما، وقد أطبق العلماء على وجوب الجمع إذا أمكن، أما ما ينقل عن كثير من العلماء من الصحابة ومن بعدهم من أن النار تفنى وينقطع العذاب عن أهلها، فالآيات القرآنية تقتضي عدم صحته)) (48).
4 - وذكر ابن القيم في "حادي الأرواح" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "مَا أَنَا بِالَّذِي لا أَقُولُ أنَّهُ سَيأتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ لا يَبْقَى فِيهَا أَحَدٌ"، وقرأ قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: 106]، قال عبيد الله: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين (49).
ويجاب عليه: بأن الحديث ليس فيه دلالة على فناء النار، بل هو محمول على الموحدين للجمع بينه وبين الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على عدم فناء النار؛ ولذلك قال عبيد الله: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين، فحمل هذا الأثر على الطبقة التي فيها عصاة المسلمين متعيِّن؛ لأنه به يحصل الجمع بين الأدلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد أو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} قال: ((هذه الآية قاضية على القرآن كله يقول حيث كان في القرآن خالدين فيها تأتي عليه)) (50).
ولا يخفى – كما يقول الشيخ الصنعانى - أولا أنه شك أبو نضرة في قائل هذا القول وردده بين ثلاثة معلومين ومجهول وهذا الشك وإن كان انتقالا من ثقة إلى ثقة على رأي من يقول كل الصحابة عدول غير ضائر في الرواية، إلا أنه لا يصح معه الجزم بنسبة القول بفناء النار إلى أبي سعيد حيث إن مستند القول به هو هذا الأثر لأن هذا أثر لم يتم الجزم به في رواية أنه لأبي سعيد فكيف يجزم بنسبة هذا المدلول أعني القول بفناء النار وذهابها إلى أبي سعيد كما فعله شيخ الإسلام، ولم يثبت عنه الدليل، وثانيا وهو على تقدير ثبوته عنه فإنه لا دلالة فيه على مدعاه وهو فناء النار ولا رائحة دلالة، بل غاية ما فيه أن كل وعيد في القرآن ذكر فيه الخلود لأهل النار فإن آية الاستثناء حاكمة عليه وهي عبارة مجملة لا تدل على المدَّعَى بنوع من الدلالات الثلاث بل يحتمل أنه أراد أنها فسرت بآيات الخلود التي وردت في القرآن في خلود أهل النار، قال الصنعانى: ((وإذا عرفت هذا فيا لله العجب كيف ينسب شيخ الإسلام إلى أبي سعيد القول بفناء النار بلفظ لم يتحقق صدوره عنه، ولو تحقق صدوره عنه لم يدل على مدعاه فما هذا إلا مجازفة، ولا يليق ممن دون ابن تيمية تحقيقا وورعا في نسبة الأقوال وتحرير الاستدلال هذا)) (51).
- وخلاصة القول في الإجابة عن الآثار التي وردت عن الصحابة هو ما قاله الشيخ الصنعانى بعد أن أوردها جميعا وناقش وجه الدلالة فيها، وبين المراد الصحيح منها، ثم قال: ((وبهذا تعرف أنه لا يصح نسبة القول بفناء النار وذهابها إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما نسب هذا القول الذي نقل عنهما إلى عمر، بل هو الدليل على بقاء النار بعد خروج من يخرج منها من أهل التوحيد، فكيف يقول شيخ الإسلام في صدر المسألة إن القول بفناء النار نقل عن ابن مسعود وأبي هريرة وإنما مستنده في نسبة ذلك إليهما هذان الأثران اللذان هما بمراحل عن الدلالة على فناء النار وذهابها بعد صحتهما، فعرفت بطلان نسبة هذا القول إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما عرفت بطلان نسبته إلى عمر ... وبعد تحقيقك لما أسلفناه وإحاطتك علما بما سقناه تعلم أن هؤلاء الأربعة من الصحابة الذين هم عمر وابن مسعود وأبو هريرة وأبو سعيد الذين عين شيخ الإسلام أسماءهم من الصحابة في صدر المسألة وذكر أنه نقل عنهم القول بفناء النار وذهابها وتلاشيها هم برئيون من هذا القول ومن نسبته فناء النار إليهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، واستدل لهم بما ادعاه منسوبا إليهم بما لا مساس له بالدعوى كما عرفت وحينئذ يعلم أنه ليس معه في دعواه فناء النار أحد من الصحابة الذين عَيَّنهم)) (52).
ويقول العلامة ابن حجر الهيتمي: "والظاهر أن هؤلاء الذين ذَكَرَهم لم يصح عنهم من ذلك شيءٌ، وعلى التنزُّل فمعنى كلامهم كما قاله العلماء: ليس فيها أحد من عصاة المؤمنين، أما مواضع الكفار فهي ممتلئة بهم لا يخرجون عنها أبدًا كما ذكره الله في آيات كثيرة" (53).
وقد أجاب شيخ الإسلام تقى الدين السبكى عما استدل به القائل بفناء النار من آثار حتى تجرأ بها وعزا القول بذلك للسلف، فتعقبه شيخ الإسلام السبكى محقا بقوله: ((معاذ الله، وأنا أبرئ السلف من ذلك، ولا أعتقد أن أحدا منهم قاله، وإنما روى عن بعضه كلمات تُتَأَوَّلُ كما تُتَأَوَّلُ المشكلات التى ترد، وتحمل على غير ظاهرها، فكما أن الآيات والأحاديث يقع فيها ما يجب تأويله، كذلك كلام العلماء يقع فيه ما يجب تأوله، ومن جاء إلى كلمات ترد عن السلف فى ترغيب أو ترهيب أو غير ذلك، فأخذ بظاهرها وأثبتها أقوالا ضل وأضل، وليس ذلك من دأب العلماء، ودأب العلماء التنقير عن معنى الكلام والمراد به، وما انتهى إلينا عن قائله، فإذا تحققنا أن ذلك مذهبه واعتقاده نسبناه إليه، وأما بدون ذلك فلا، ولا سيما فى مثل هذه العقائد التى المسلمون مطبقون فيها على شىء كيف يعمد إلى خلاف ما هم عليه، ينسبه إلى جلة المسلمين، وقدوة المؤمنين، ويجعلها مسألة خلاف كمسألة فى باب الوضوء، ما أبعد من صنع هذا عن العلم والهدى، وهذه بدعة من أنحس البدع
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقبحها أضل الله من قالها على علم)) (54).
وإلى هذا المنحى جرى الشيخ الصنعانى عند كلامه على أثر سيدنا عمر الذى استدل به ابن القيم فقال الصنعانى: ((كلام عمر كغيره من الأقوال الدالة على خروج الموحدين من النار وهو قول عليه جماهير الأئمة منهم ابن تيمية، وستعرف أنه لا يصح أثر عمر إلا على تقدير أنه أراد به الموحدين وأنه يتعين حمله على ذلك عند شيخ الإسلام نفسه وعند غيره ... ومما سمعت تعين حمل أثر عمر على عصاة الموحدين عند شيخ الإسلام وعند جميع علماء الأنام وإذا عرفت هذا طال تعجبك من نسبة ابن تيمية القول بفناء النار إلى عمر واستدلاله لذلك بهذا الأثر المنقطع رواية)) (55)، وقد تابع الشيخ الصنعانى هذا النهج عند مناقشته لاستدلال ابن القيم بالآثار فى الباب، وبين أنه يجب حملها على ما يوافق صرائح الكتاب والسنة وما أجمع المسلمين عليه من الاعتقاد، وإلا لترتب على ذلك مقتضيات لم يقل بها أحد.
ثالثا: استدلوا بسعة الرحمة:
- ثم استدلوا على دعواهم بفناء النار بسعة رحمة الله تعالى، فإنها أدركت أقوامًا ما فعلوا خيرًا.
ومن الأحاديث التي ذكروها قصة الرجل الذي أمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الرياح في البر والبحر خشيةَ أن يعذبه الله (56).
وأيضا بما أخرجه أحمد من حديث الأسود بن سريع مرفوعا: "يَأتِي أرْبَعةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أَحْمَقٌ، ورَجُلٌ هَرِمٌ، وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ.
أمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ: "رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أسْمَعُ شَيْئًا"، وأمَّا الأحْمَقُ فَيَقُولُ: "رَبِّ جَاءَ الإِسْلامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالبَعْر"، وأمَّا الهَرِمُ فَيَقُولُ: "رَبِّي لَقَدَ جَاءَ الإِسْلامُ وَمَا أعْقِلُ شَيْئًا"، وأمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الفَتْرَةِ فَيَقُولُ: "رَبِّ مَا أتَانِي لَكَ رَسُولٌ"، فيَأخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ ليُطِيعنَّهُ، فَيُرْسِلُ إِلَيهِمْ أَنِ ادخُلُوا النَّارَ، قَالَ: "فوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتَ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وسَلامًا" (57).
وكذلك بما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنَّ رَجُلَينِ دَخَلا النَّارَ واشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا فَقَالَ الرَّبُّ عَزَّ وجَلَّ: "أَخْرِجُوهُمَا" فَقَالَ: "لأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا" فَقَالا: "فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا" فَقَالَ: "رَحْمَتِي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا فَتُلْقِيَا أنْفُسَكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِن النَّارِ فَيَنْطَلِقَانِ فَيُلْقِي أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ فَيَجْعَلُهَا عَلَيهِ بَرْدًا وسَلامًا وَيَقُومُ الآخَرُ فَلا يُلْقِي نَفْسَهُ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُ عَزَّ وَجَلَّ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِيَ نَفْسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ فَيَقُولُ: "يَا رَبِّ إِنِّي لأَرْجُو أنْ لا تُعِيدَنِي فِيهَا بَعْدَ مَا أخْرَجْتَنِي فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ لَكَ رَجَاؤُكَ فَيَدْخُلانِ جَمِيعًا الجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللهِ" (58). قال أبو عيسى الترمذي: إسناد هذا الحديث ضعيف.
فدخول الجنة من موجب رحمته والنار من غضبه وسخطه، ورحمته سبحانه وتعالى تغلب غضبه وتسبقه كما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ عَلَى نَفْسِهِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ عِنْدَهُ إنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي" (59). فإذا قدِّر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة.
وكذلك فإن النعيم من موجب أسمائه التي هي من لوازم ذاته، فيجب دوامها بدوام معاني أسمائه وصفاته، والعذاب من مخلوقاته والمخلوق قد يكون له انتهاء، لاسيما مخلوق خُلِق لحكمة تتعلق بغيره.
- والجواب بأن هذا الرجل الذي وصَّى بحرقه مؤمن بالله، عالم بأن الله يُعذِّب مَن عصاه، وقد أمر بتحريقه لِمَا وَقَعَ له من خوف وخشية، ففي قلبه خير وإن لم يعمل خيرًا قط، ولذلك الخير أدركته رحمة الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الأربعة الذين ذكرهم في الحديث الثاني فالثلاثة الأولون ليسوا بمشركين فإنهم كانوا في دار الدنيا غير مكلفين فلم يتحقق منهم أنهم كانوا مشركين، فهم مستحقون للرحمة بخلاف الكفار المعاندين، أم أن الرحمة عندهم لا تتحقق إلا بشمولها للكفار المعاندين الطاغين، وأما الرابع الذي مات في الفترة ولم تبلغه الدعوة، فالتحقيق عند أهل السنة أن مَن لم تبلغه الدعوة لا يُعَذَّب ويدخل الجنة؛ لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُوَلا} [الإسراء: 15] (60)، فهو مستحق للرحمة أيضًا.
والمعنى في الحديث الثالث أنهما لمَّا فرَّطَا في جنب الله وقصَّرَا في العاجلة في امتثال أمره أُمِرَا هنالك بالامتثال في إلقاء أنفسهما في النار؛ إيذانا بأن الرحمة إنما هي مترتبة على امتثال أمر الله عز وجل، فالحديث في خروج العصاة من الموحدين، ولا يدخل الكفار في المراد من الحديث بدلالة قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28] (61)، فإنهم لو ردوا إلى الدنيا بمتعها وشهواتها وأهوائها لعادوا لما نهوا عنه من التكذيب بالآيات، والسخرية من المؤمنين، فهم كاذبون في كل ما يدعون، فالآية الكريمة تصور ما طُبِع عليه هؤلاء الجاحدون من فجور وعناد وافتراء؛ لأنهم حتى لو أجيبوا إلى طلبهم على سبيل الفرض والتقدير لما تخلوا عن كفرهم ومحاربتهم للأنبياء وللمصلحين وفعل القبائح التي رأسها الشرك، فهم كاذبون متصفون بهذه الصفة لا ينفكون عنها بحال من الأحوال، ولهذا لا ينفعهم مشاهدة ما شاهدوه (62)، وكذلك قال الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا} [الإسراء: 72] فأخبر الله أن ضلالهم عن الهدى دائم لا يزول مع معاينتهم الحقائق التي أخبرت بها الرسل، وإذا كان العمى والضلال لا يفارقهم فإن موجبه وأثره ومقتضاه لا يفارقهم، وأيضا قال الله تعالى: {لَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال: 23] وهذا يدلك على أنه ليس فيهم خير يقتضي الرحمة، ولو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثره، ويدل على أنه لا خير فيهم هنالك أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يوم القيامة: "ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ فَأخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا" (63)، فلو كان عند هؤلاء أدنى مثقال ذرة من خير لخرجوا منها مع الخارجين (64).
- ولا ظلم في تعذيب الكافر وبقاءه دائما في النار؛ لأن الكافر كان عازما على الكفر ما دام حيًّا، فعُوقِب دائمًا، فهو لم يعاقب بالدائم إلا على دائم، فلم يكن عذابه إلا جزاء وفاقا (65)، فالأحاديث في إخراج أقوام من النار مع بقاءها وعدم فنائها.
- ودعواهم أن رحمة الله وسعت كل شيء وسبقت غضبه، فإذا قدِّر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة.
فجوابه أن الله في الدنيا جعل الرحمة والعذاب مختلطتين في معاملة العباد، أما الآخرة فلها أحكام أخرى، فالآخرة داران: دار لا يشوبها شيء من العذاب، وهي الجنة، ودار عذاب لا يشوبها شيء من الرحمة، وهي النار، فقولهم "فإذا قدِّر عذاب لا آخر له لم يكن هناك رحمة البتة" إن أرادوا به نفي الرحمة مطلقا فليس بصحيح؛ لأن هناك كمال الرحمة في الجنة، وإن أرادوا لم يكن في النار رحمة، فلا اعتراض يصح الرد عليه (66).
- وأما دعواهم بأن النعيم من موجب أسمائه التي هي من لوازم ذاته، فيجب دوامها بدوام معاني أسمائه وصفاته، والعذاب من مخلوقاته والمخلوق قد يكون له انتهاء، لاسيما مخلوق خُلِق لحكمة تتعلق بغيره.
فالجواب هو قاله العلامة السبكي: "قلت: ومن أسمائه تعالى "شديد العقاب" و"الجبار" و"القهار" و"المذل" و"المنتقم" فيجب دوامه بدوام ذاته وأسمائه أيضا.
فنقول لهذا الرجل: إن كانت هذه الأسماء والصفات تقتضي دوام ما يقتضيه من الأفعال فيلزم قِدَم العالم، وإن كانت لا تقتضي فلا يلزم دوام الجنة، فأحد الأمرين لازم لكلام هذا الرجل، وكل من الأمرين باطل، فكلام هذا الرجل باطل" (67).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن يفرغ الصنعانى من مناقشة ما استدل به ابن تيمية وابن القيم – على ما أوردنا كثيرا منه فيما سبق – يختم كلامه قائلا: ((وإذا عرفت ما ألقينا عليك عرفت أنه لم يتم ما ادعاه ابن تيمية في الآية – يعنى قوله تعالى {إلا ما شاء ربك} - فإنه قول في الآية بلا دليل، ولا قال به من السلف أحد ولا من الخلف، وأنه ليس في يد شيخ الإسلام شىء لا من كتاب ولا من سنة ولا من صحابي كما قررناه، فليس في يديه إلا دعوى بغير برهان)) (68).
ومن جهة أخرى فإن القول بفناء النار يقتضى – كما يقول التقى السبكى ((أن إبليس وفرعون وهامان وسائر الكفار يصيرون إلى النعيم المقيم واللذة الدائمة، وهذا ما قال به مسلم ولا نصرانى ولا يهودى ولا مشرك ولا فليسوف، أما المسلمون فيعتقدون دوام الجنة والنار، وأما المشرك فيعتقد عدم البعث، وأما الفليسوف فيعتقد أن النفوس الشريرة فى ألم)).
ثم يؤكد شيخ الإسلام السبكى على حكم قائل المسألة بأننا لا نكفره بعينه، ولا نطلق القول فيه بألسنتنا فقال: ((فهذا القول الذى قاله ما نعرف أحدا قاله، وهو خروج عن الإسلام بمقتضى العلم إجمالا، ولا أكفر أحدا معينا من أهل القبلة بلسانى، ولا بقلبى، ولا بقلمى، إلا أن يعتقد مشاققة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ضابط التكفير عندى)) (69).
والله تعالى أعلم.
المصادر والمراجع:
1) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، تقي الدين السبكي، تحقيق وتعليق: د. طه الدسوقي حبيش، القاهرة: نشر المحقق، 1987م.
2) البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها، الشيخ: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، دمشق: دار القلم، بيروت: الدار الشامية، ط1، 1416هـ- 1996م.
3) بيان تلبيس الجهمية، لابن تيمية، بتحقيق محمد بن عبد الرحمن القاسم، مكة: مط الحكومة، ط1، 1392 هـ.
4) التحرير والتنوير، للإمام العلامة محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر.
5) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، بيروت: دار الكتب العلمية.
6) تحفة المريد على جوهرة التوحيد المسمى بـ (حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد)، تحقيق: د. علي جمعة محمد الشافعي، القاهرة: دار السلام، ط1، 1422هـ- 2002م.
7) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة.
8) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، أبو عبد الله القرطبي، تحقيق ودراسة: د. الصادق بن محمد بن إبراهيم، الرياض: مكتبة دار المنهاج، ط1، 1425هـ.
9) تفسير القاسمي، المسمى "محاسن التأويل"، محمد جمال الدين القاسمي، تحقيق وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط1، 1376هـ- 1957م.
10) تفسير القرآن العظيم، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تحقيق: مصطفى السيد محمد، محمد السيد رشاد، محمد فضل العجماوي، علي أحمد عبد الباقي، حسن عباس قطب، مصر: مؤسسة قرطبة، ومكتبة أولاد الشيخ للتراث، ط1، 1421هـ- 2000م.
11) التمهيد فى تخريج الفروع على الأصول، للإمام الإسنوى، تحقيق د. محمد حسن هيتو، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط 1، 1400 هـ.
12) جامع البيان في تأويل القرآن (تفسير الطبري)، محمد بن جرير أبو جعفر الطبري، المحقق: أحمد محمد شاكر، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1420 هـ - 2000 م.
13) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، ابن قيم الجوزية، القاهرة: المتنبي.
14) دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، محمد الأمين الشنقيطي.
15) دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد، للإمام تقى الدين الحصنى، تحقيق محمد زاهد الكوثرى، القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، د ت.
16) الرد على من قال بفناء الجنة والنار، للإمام ابن تيمية، تحقيق د. محمد بن عبد الله السمهرى، الرياض: دار بلنسيه، ط 1، 1415 هـ.
17) رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار، محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، بيروت: المكتب الإسلامي، ط1، 1405هـ.
18) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلامة الآلوسي البغدادي، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
19) الزواجر عن اقتراف الكبائر، أحمد بن حجر الهيتمي، بيروت: دار الفكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
20) سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت: دار الفكر.
21) سنن الترمذي، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
22) شرح العقيدة الطحاوية، عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي الدمشقي، تحقيق وتعليق: محمد مطيع الحافظ، ومحمد رياض المالح، قدم له: محمد صالح الفرفور، الناشر: دار الفكر المعاصر (بيروت)، ودار الفكر (دمشق)، ط3، 1995م.
23) شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبى العز الحنفى (ت 792 هـ)، تحقيق أحمد شاكر، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، بعد 1373 هـ.
24) صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1414هـ- 1993م.
25) صحيح البخاري، تحقيق الدكتور/ مصطفى ديب البغا، بيروت: دار ابن كثير، اليمامة، الطبعة الثالثة 1407 هـ - 1987م.
26) صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
27) الطوالع للبيضاوى، مع شرح الأصفهانى، القاهرة: مط الخيرية، ط 1، 1323 هـ.
28) فتح الباري في شرح صحيح البخاري، الحافظ أحمد ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ومحب الدين الخطيب، بيروت: دار المعرفة، 1379هـ.
29) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، بيروت: دار الفكر.
30) الفصل في الملل والأهواء والنحل، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، القاهرة: مكتبة الخانجي.
31) لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، محمد بن أحمد السفاريني الأثري الحنبلي، دمشق: منشورات مؤسسة الخافقين ومكتبتها محمد مفيد الخيمي، ط2، 1402هـ- 1982م.
32) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، بيروت: دار الفكر، 1412 هـ/ 1992م.
33) مراتب الإجماع في العبادات والمعاملات والاعتقادات، الحافظ ابن حزم الظاهري، بعناية: حسن أحمد إسبر، بيروت: دار ابن حزم، ط1، 1419هـ- 1998م.
34) مسند البزار، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله، بيروت: مؤسسة علوم القرآن، والمدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، ط1، 1409هـ.
35) المسند، الإمام أحمد بن حنبل، مصر: مؤسسة قرطبة.
36) مصنف ابن أبي شيبة، بيروت: دار الفكر.
37) معالم التنزيل (تفسير البغوي)، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، حققه وخرج أحاديثه: محمد عبد الله النمر، عثمان جمعة ضميرية، سليمان مسلم الحرش، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط4، 1417 هـ - 1997 م.
38) المعجم الكبير، لأبي القاسم الطبراني، الناشر: مكتبة العلوم والحكم (الموصل)، الطبعة الثانية، 1404هـ – 1983م، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي.
39) المواقف للعضد، مع شرح الشريف الجرجانى، مع حواشى الفنارى والسيالكوتى وغيرهما، القاهرة: دار الطباعة العامرة (= مط بولاق)، 1311 هـ.
40) الموضوعات، أبو الفرج ابن الجوزي، ضبط وتقديم وتحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، المدينة المنورة: محمد عبد المحسن، ط1، 1386هـ- 1966م.
41) ميزان الاعتدال في نقد الرجال، شمس الدين الذهبي، تحقيق: عادل عبد الموجود، وعلي محمد معوض، بيروت: دار الكتب العلمية، ط1، 1995م.
(1) انظر كلام الإمام ابن تيمية في المسألة: الرد على من قال بفناء الجنة والنار للإمام ابن تيمية، بتحقيق د. محمد بن عبد الله السمهري، (مع ملاحظة أن العنوان من صنع المحقق، والمقصود الرد على من قال بفنائهما معا، وهو أحد الأقوال في المسألة، والقول الثاني: دوامهما وهو إجماع الأمة، والثالث: دوام الجنة وفناء النار وهو اختيار ابن تيمية ومن قلده)، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم، (ص 246 - 271).
(2) انظر: الرد على من قال بفناء الجنة والنار، لابن تيمية، (ص 67).
(3) الرد على من قال بفناء الجنة والنار (ص 71 - 79).
(4) الرد على من قال بفناء الجنة والنار (ص 80)، باختصار، وما بين القوسين زيادة منا للإيضاح.
(5) انظر: بيان تلبيس الجهمية، لابن تيمية، (1/ 581)، ومجموع الفتاوى (18/ 307).
(6) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، تقي الدين السبكي، تحقيق وتعليق: د. طه الدسوقي حبيش، القاهرة: نشر المحقق، 1987م.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7) رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار، محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، بيروت: المكتب الإسلامي، ط1، 1405هـ.
(8) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، (ص 46 – 47، 56 - ).
(9) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «التوحيد» باب «قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا}» حديث (6886)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «أدنى أهل الجنة منزلة فيها» حديث (284).
(10) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الرقاق» باب «يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب» حديث (6062)، ومسلم في كتاب «الجنة وصفة نعيمها وأهلها» باب «النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء» حديث (5088).
(11) نَقَلَهُ عنه ابنُ حجر العسقلاني في فتح الباري، (11/ 421).
(12) الفصل في الملل والنحل (4/ 69 - 70).
(13) انظر: بيان تلبيس الجهمية، لابن تيمية، (1/ 581)، ومجموع الفتاوى (18/ 307).
(14) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، ص (57 - 58).
(15) شرح المقاصد، (5/ 131، 133).
(16) فتح الباري، (11/ 421).
(17) لوامع الأنوار، (2/ 234).
(18) دفع إيهام الاضطراب، (ص 36 - 38).
(19) رفع الأستار (ص 77).
(20) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، (ص 58 - 60).
(21) انظر: درء تعارض العقل والنقل (3/ 235).
(22) انظر: الطوالع للبيضاوى، مع شرح الأصفهانى (ص 328).
(23) التمهيد للإسنوى (ص 373).
(24) اعتمدنا فى هذا غالبا على كلام شيخ الإسلام تقى الدين السبكى، والشيخ الصنعانى، ولمزيد من التوسع راجع أيضا: شرح المقاصد، (5/ 131 – 140)، دفع شبه من شبه وتمرد للحصنى (ص 58 – 60).
(25) انظر: تفسير القاسمي، (9/ 3486).
(26) انظر: تفسير الطبري، (15/ 481)، وتفسير الألوسي، (12/ 141) بتصرف.
(27) انظر: الاعتبار ببقاء الجنة والنار، ص (76).
(28) رفع الأستار (ص 88)، وانظر أصل الكلام مطولا فى حادي الأرواح (ص 247 – 250).
(29) انظر: حادي الأرواح، ص (249)، ورفع الأستار ص (88).
(30) انظر: تفسير الطبري (24/ 163).
(31) انظر: الاعتبار ببقاء الجنة والنار، ص (67)، وتفسير البغوي، (8/ 315).
(32) التحرير والتنوير، (3/ 33).
(33) رفع الأستار (ص 88).
(34) رفع الأستار، (ص 76).
(35) رفع الأستار (ص 64).
(36) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 295)، وقال الهيثمي: "رواه الطبراني، وفيه جعفر بن الزبير، وهو ضعيف" (10/ 360).
(37) (3/ 268).
(38) ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/ 133).
(39) انظر: حادي الأرواح، ص (247)، والاعتبار ببقاء الجنة والنار، ص (75).
(40) انظر: البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها، الشيخ: عبد الرحمن حبنكة، (1/ 173)، ورفع الأستار، ص (69).
(41) تدريب الراوي (1/ 204)، وانظر: رفع الأستار، ص (66).
(42) انظر: رفع الأستار، ص (65).
(43) انظر: رفع الأستار، ص (67).
(44) انظر: تفسير الطبري، (15/ 484)، وتفسير البغوي، (4/ 202).
(45) أخرجه البزار في مسنده (6/ 442) حديث (2478)، وانظر: ورفع الأستار، ص (81).
(46) انظر: رفع الأستار، ص (76).
(47) تفسير البغوي، (4/ 202).
(48) دفع إيهام الاضطراب (ص 36) بتصرف يسير.
(49) حادي الأرواح، ص (250).
(50) نسبه الحافظ السيوطي في الدر المنثور (؟؟؟) إلى تخريج عبد الرزاق وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر والطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات.
(51) رفع الأستار (ص 78 – 80) باختصار.
(52) رفع الأستار (ص 77).
(53) الزواجر عن اقتراف الكبائر، (1/ 60 - 61).
(54) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، (ص 58 - 60).
(55) رفع الأستار (ص 67 - 70) باختصار.
(56) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «أحاديث الأنبياء» باب «حديث الغار» حديث (3222)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «في سعة رحمة الله وأنها سبقت غضبه» حديث (4949).
(57) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 24).
(58) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة الجنة» باب «منه (آخر أهل النار خروجا منها)» حديث (2524).
(59) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «التوحيد» باب «قوا الله تعالى {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}» حديث (6855)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «في سعة رحمة الله وأنها سبقت غضبه» حديث (4941).
(60) حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد، ص (68).
(61) انظر: تحفة الأحوذي (7/ 274).
(62) انظر: فتح القدير (2/ 157).
(63) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «التوحيد» باب «قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا}» حديث (6956)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «معرفة طريق الرؤية» حديث (269).
(64) انظر: حادي الأرواح، ص (257).
(65) انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر، (1/ 60).
(66) انظر: الاعتبار ببقاء الجنة والنار، ص (82).
(67) الاعتبار ببقاء الجنة والنار، ص (81).
(68) رفع الأستار (ص 110 - 111).
(69) الاعتبار ببقاء الجنة والنار (ص 85).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:56]ـ
اريد من الإخوة المتخصصين في العقيدة تقييم هذا البحث وهل هو موافق لمذهب أهل السنة والسلف
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:13]ـ
هذا البحث منشور على موقع دار الإفتاء المصرية(/)
إهمال الملك الذي في الشمال لمدة ست ساعات لكي يكتب ما إقترفه العبد من سيئات؟
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم.
ما صحة قصة إهمال الملك الذي في الشمال المكلف بكتب سيئات العبد؟؟ من له الأدلة الساطعة فليتبرع علينا .. كما قيل إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 07:23]ـ
"إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء،
فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتب واحدة ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 210:
رواه الطبراني في " الكبير " (ق 25/ 2 مجموع 6) و أبو نعيم في " الحلية " (6/ 124) و البيهقي في " الشعب " (2/ 349 / 1) و الواحدي في " تفسيره " (4/ 85 / 1) عن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن عروة بن رويم عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا. و قال أبو نعيم: " غريب من حديث عاصم و عروة، لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل بن عياش ".
قلت: و هو ثقة في روايته عن الشاميين و هذه منها، فإن عاصما فلسطيني، و من فوقه ثقات، و في عاصم و القاسم - و هو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة - كلام لا ينزل به حديثهما عن مرتبة الحسن. و الحديث قال الهيثمي (10/ 208): " رواه الطبراني بأسانيد، و رجال أحدها وثقوا ".
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 08:43]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
كم هو مقدار الساعة في الحديث على فرض صحته؟!
وما الدليل أصلاً على أن ملك الشمال للسيئات وملك اليمين للحسنات؟!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 11:51]ـ
كم هو مقدار الساعة في الحديث على فرض صحته؟!
1 - قال ابن منظور في لسان العرب في مادة سوع:
الساعة جزء من أَجزاء الليل والنهار والجمع ساعاتٌ وساعٌ قال القطامي وكُنّا كالحَرِيقِ لَدَى كِفاح فَيَخْبُو ساعةً ويَهُبُّ ساعَا قال ابن بري المشهور في صدر هذا البيت وكنّا كالحَريقِ أَصابَ غابا وتصغيره سويعة والليل والنهار معاً أَربع وعشرون ساعة وإِذا اعتدلا فكل واحد منهما ثنتا عشرة ساعة وجاءنا بعد سَوْعٍ من الليل وبعد سُواع أَي بعد هَدْءٍ منه أَو بَعْدَ ساعة والساعةُ الوقت الحاضر.اهـ
فيحتمل أن تكون الساعة هي هذه الساعة الفلكية المعروفة أو غيرها.
وما الدليل أصلاً على أن ملك الشمال للسيئات وملك اليمين للحسنات؟!
2 - انظر عند قوله تعالى: "إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد".
تفسير ابن جرير الطبري و ابن كثير و البغوي و السعدي وابن عطية ... وما شئت من تفاسير بعد.
وانظر قوله تعالى: "وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون".
والحكم على الحديث إنما يكون بالنظر في إسناده على طريقة أهل الصنعة .. لا بالنظر إلى متنه وتوهم الأوهام.
قال ابن القيم:
وهكذا الواقع في الحقيقة: أنه ما اتهم أحد دليلا للدين إلا وكان المتهم هو الفاسد الذهن، المأفون في عقله وذهنه؛ فالآفة من الذهن العليل لا في نفس الدليل.
وإذا رأيت من أدلة الدين ما يشكل عليك، وينبو فهمك عنه؛ فاعلم أنه لعظمته وشرفه استعصى عليك، وأن تحته كنزًا من كنوز العلم ولم تؤت مفتاحه بعد - هذا في حق نفسك -.
وأما بالنسبة إلى غيرك: فاتهم آراء الرجال على نصوص الوحي، وليكن ردها أيسر شيء عليك للنصوص؛ فما لم تفعل ذلك فلست على شيء ولو .. ولو ..
مدارج السالكين 2/ 334.
و الله الموفق والهادي سواء السبيل
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:23]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيراً على تعريف الساعة
ولكنك لم تذكر لي دليلا على ما طلبت - فأنا طلبت الدليل على أن الملكين قد قسم بينهما عمل الكتابة فالذي على اليمين للحسنات والآخر للسيئات، وأظن أن ذلك أمر توقيفي لا يجوز القول به إلا بنص من كتاب صريح أو سنة مرفوعة صحيحة صريحة، فهل تجده - ولك مني الامتنان والشكر
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:42]ـ
نعتذر منك على أننا نتعبك أخي الكريم .. ولكننا أحلناك إلى مواطن في كتب أهل العلم فانظرها.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:11]ـ
نعتذر منك على أننا نتعبك أخي الكريم .. ولكننا أحلناك إلى مواطن في كتب أهل العلم فانظرها.
أخوك جاهل، وقد قرأت ما ذكرتَ، فلم أجد ثم دليل على ذلك، فلا قرآن، ولا سنة، إنما هي مرويات - لا ندري مدي صحة سندها - عن مجاهد أو الحسن أو الأحنف بن قيس فهل تعتقد ذلك دليلاً؟!
كما أنه قد روي في هذه التفاسير أيضاً ما يخالف ذلك التقسيم:
ففي ابن جرير " عن ابن عباس، قوله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ) ... إلى (عَتِيدٌ) قال: جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل، وحافظين في النهار، يحفظان عليه عمله، ويكتبان أثره 00أ. هـ
وفيه أيضاً: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن هشام الحمصي، أنه بلغه أن الرجل إذا عمل سيئة قال كاتب اليمين لصاحب الشمال: اكتب، فيقول: لا بل أنت اكتب، فيمتنعان، فينادي مناد: يا صاحب الشمال اكتب ما ترك صاحب اليمين أ. هـ
فكأنهما مأموران معاً بكتابة ما يصدر من أعمال، ثم يحاول كل منهما أن لا يكون كاتب السيئة حتى يحكم بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:36]ـ
جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل، وحافظين في النهار، يحفظان عليه عمله، ويكتبان أثره
أين المخالفة هنا؟
وفيه أيضاً: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن هشام الحمصي، أنه بلغه أن الرجل إذا عمل سيئة قال كاتب اليمين لصاحب الشمال: اكتب، فيقول: لا بل أنت اكتب، فيمتنعان، فينادي مناد: يا صاحب الشمال اكتب ما ترك صاحب اليمين أ. هـ
فكأنهما مأموران معاً بكتابة ما يصدر من أعمال، ثم يحاول كل منهما أن لا يكون كاتب السيئة حتى يحكم بينهما
يعني كل ما سطره ابن جرير قبله لم تر فيه شيئا ثم جئت إلى آخر رواية أوردها تقول هذه فيها مخالفة ... عجبا.
ثم لماذا جعلت هشام الحمصي بالحمرة؟
يا أخي المسألة فيها إجماع من أهل التفسير على أنهما ملكان يكتبان الحسنات و السيئات وأن الذي على اليمن هو كاتب الحسنات.
ثم لا حظ قولك:
وما الدليل أصلاً على أن ملك الشمال للسيئات وملك اليمين للحسنات
فكأني بك تنكر وجود الملكين الكاتبين أصلا ... وليس فقط أيهما كاتب الحسنات ..
إنما هي مرويات - لا ندري مدي صحة سندها - عن مجاهد أو الحسن أو الأحنف بن قيس فهل تعتقد ذلك دليلاً؟!
انظر في سندها إذن وأضف إليها هذا السند وقل لي ما علته؟:
حدثني المثنى قال: حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري قال: حدثنا علي بن جرير، عن حماد بن سلمة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي قال: دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك، وهو أمينٌ على الذي على الشمال، فإذا عملتَ حسنة كُتِبت عشرًا، وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين: اكتب! قال: لا لعله يستغفر الله ويتوب! فإذا قال ثلاثًا قال: نعم اكتب أراحنا الله منه، فبئس القرين، ما أقل مراقبته لله، وأقل استحياءَه منّا! يقول الله: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، [سورة ق: 18]، وملكان من بين يديك ومن خلفك، يقول الله: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)، وملك قابض على ناصيتك، فإذا تواضعت لله رفعك، وإذا تجبَّرت على الله قصمك. وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصَّلاة على محمد. وملك قائم على فيك لا يدع الحيّة تدخل في فيك، وملكان على عينيك. فهؤلاء عشرة أملاك على كلّ آدميّ، ينزلون ملائكة الليل على ملائكة النهار، [لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار] فهؤلاء عشرون ملكًا على كل آدمي، وإبليس بالنهار وولده بالليل. اهـ
وعلى العموم إن كنت ترى في كلامي شدة فأعتذر إليك ... ولكن أثار حفيظتي أني رأيتك ترد الحديث الذي صححه الألباني بمجرد النظر إلى المتن وتوهم النكارة ... وأنا أعيذك من ذلك وأستغفر الله لي ولك.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 01:58]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يا أخي - سامحك الله - أنا لم أنكر إلا التقسيم هذا للحسنات وذلك للسيئات، وليس فيه سوى أقوال منسوبة لرجال من أهل التفسير ليست أقوالهم بحجة، حتى لو صح سندها
وقد حمًرت " هشام الحمصي انه بلغه " لألفت النظر الى ضعف هذه المرويات التي تحفل بالمجاهيل والبلاغات فمن ذا الذي يستطيع ان يفيدنا عمن أبلغ هشاماً هذا الكلام وعمن نقله؟!
ثم حدث ما كنت أتخوفه وأخشاه وهو ادعاؤك اجماع للمفسرين على التقسيم - ولا حول ولا قوة الا بالله.
أما الرواية الأخيرة التي ذكرتَها وقلت فيها: حدثني المثنى ولم تذكر من الذي قال حدثني المثنى، ومن يقرؤها كما كتبتَها يظن أن المثنى قد حدثك أنت! وأظن ذلك غير صحيح.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:05]ـ
ثم حدث ما كنت أتخوفه وأخشاه وهو ادعاؤك اجماع للمفسرين على التقسيم - ولا حول ولا قوة الا بالله
طيب أعطني واحدا قال بخلافه من المفسرين.
أما الرواية الأخيرة التي ذكرتَها وقلت فيها: حدثني المثنى ولم تذكر من الذي قال حدثني المثنى، ومن يقرؤها كما كتبتَها يظن أن المثنى قد حدثك أنت! وأظن ذلك غير صحيح.
لا، ما حدثني المثنى (ابتسامة)
بل الذي قال ذلك هو ابن جرير ... وأريد فقط منك أن تريني كيف تنقد الرواية مع العلم أنها منكرة.
وفقني الله و إياك للخير
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:13]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد وجدت الأثر في تفسير ابن جرير بسنده واليك كلام العلامة أحمد شاكر في التعقيب عليه قال: هذا إسناد قد سلف مثله برقم: 1386، 1395. وهو إسناد مشكل منكر.
" إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري"، وسلف" التستري" وكان في ذلك الموضع في ابن كثير" القشيري"، لا ندري أيهما الصواب، ولم نجد له ذكرًا في شيء من كتب الرجال.
و" علي بن جرير"، لا يدري منه هو أيضًا، كما قلنا فيما سلف، إلا أني أزيد أن ابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل:" علي بن جرير البارودي روى عنه ... سئل أبي عن علي بن جرير البارودي، فقال: صدوق"، ولا أظنه هذا الذي في إسنادنا، كأن هذا متأخر، ابن أبي حاتم 3/ 1 / 178 وأما" عبد الحميد بن جعفر، فثقة، سلف برقم: 1386.
وأما" كنانة العدوي"، فهو" كنانة بن نعيم العدوي"، تابعي ثقة، لم يذكر أنه أدرك عثمان بن عفان أو روى عنه.
فهذا حديث فيه نكارة وضعف شديد، وانفرد بروايته أبو جعفر الطبري عن المثنى. انظر تفسير ابن كثير 4: 503، والدر المنثور 4: 48. وقال ابن كثير: إنه حديث غريب جدًا أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:25]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما الرواية الأم والتي كانت سبباً في هذا الموضوع فلإن كان الألباني حسنها فلقد وهاها من قبله العراقي في تخريخ الاحياء، والعراقي معروف بتحرجه من التضعيف.
كما أن الألباني ضعف أو وضع كل الروايات التي تتحدث في هذا الأمر (أمر تفصيل عمل الملكين وعلاقة كل منهما بالآخر) ولم يحسن سوى هذه الرواية وأوضح أن هناك فارقاً بين ما حسنها وما ضعفها أو وضعها يتمثل في الآتي (طبقاً لقوله في السلسلة الضعيفة 2237):
أولا: أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال.
ثانيا: أن صاحب الشمال يمسك عن كتابة الذنب بأمر صاحب اليمين.
ثالثا: أن زمن رفع القلم سبع ساعات، و في هذا ست!
فالألباني رحمه الله ينكر كل ما سبق حيث لم يثبت عنده بنص صحيح ثابت - بالرغم من أنه مذكور في كتب التفسير - فما قولك هل تقلده في ذلك وتهدر قرابة نصف ما ورد في التفسير من مرويات في تفسير هذه الآية؟؟؟؟؟!!!!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:40]ـ
يا أخي بارك الله فيك لن نمضي الأمر في تهويشات لا طائل من ورائها.
أنا لا أقلد الشيخ الألباني رحمه الله تعالى .. إنما أعترض على طريقة اعتراضك و ليس على ذات الاعتراض فتنبه.
ثانيا حدد لي محل النزاع أولا .. فأنت مرة تقول أنك لا تنكر الملكين و أخرى يوهم كلامك أنك تنكر.
ولم يقل أحد من الناس قط ان كل ما في كتب التفسير صحيح .. فلا نزاع هنا أصلا .. فلم تورده؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:57]ـ
ثانيا حدد لي محل النزاع أولا .. فأنت مرة تقول أنك لا تنكر الملكين و أخرى يوهم كلامك أنك تنكر.
سامحك الله مرة اخرى - ائتني بكلمة واحدة توهم إنكاري للملكين، فكل ما ذكرته منصب على تقسيم عمل الملكين.
ـ[امه العزيز الغفار]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 05:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما على هذا النقاش الساخن ولكن عندى تعقيب لكما كل منكم على قدر من العلم ولكن لم تفكروا فيمن يقراء هذا التفسير للمساله فكثير مايقراءه الان ولا يعرف من الذى لديه الحجه القويه وانا واحده منهم فارجو ايضاح ذالك لانى ادون ما تكتبوه وانا اعيذكم من علم لاينفع واستغفر الله لى ولكم
امين امين امين
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:43]ـ
كل المشتغلين بعلم الحديث، يدركون جيدا أن هذا الحديث مخرج في السلسلة الصحيحية للمحدث الألباني رحمه الله رحمة واسعة، بعد الضعيفة، وهذا قد يشكل على طلاب العلم، فالذي ذهب إليه الشيخ من حيث السند هو إسماعيل بن عياش والمعروف عنه أنه لا يروي إلا على الشاميين فخبره عن غير الشاميين منكر، .. ثم نجد الشيخ يدلل بأن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء وهو فلسطيني وبالتالي يزيل الإشكال عن غير الشاميين في حق إسماعيل بن عياش ...
ثم في الحديث عروة بن رويم الذي كان كثير الإرسال جدا ولم يثبت له سماع من القاسم بن عبد الرحمن، كما هو معروف عند أهل هذا الشأن من المحدثين .. إذا مادرجة هذا الحديث؟؟ ثم وما قول المزي في كتابه تهذيب الكمال عن عروة بن رويم وسماعه من القاسم بن عبد الرحمن ....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما على هذا النقاش الساخن ولكن عندى تعقيب لكما كل منكم على قدر من العلم ولكن لم تفكروا فيمن يقراء هذا التفسير للمساله فكثير مايقراءه الان ولا يعرف من الذى لديه الحجه القويه وانا واحده منهم فارجو ايضاح ذالك لانى ادون ما تكتبوه وانا اعيذكم من علم لاينفع واستغفر الله لى ولكم
امين امين امين
ياإخوة، ياكُتّاب، لقد نطقت الأخت بأمر مهم جداً، ينبغي أن نتفكر فيه ولا نمر عليه مرور الكرام. جزاك الله خيرا أيتها الأخت الفاضلة واعاذني الله وإياك من علم لا ينفع.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:55]ـ
أخي حساس، هل اللفظ " إهمال" أم " إمهال"؟
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 08:39]ـ
السلام عليكم،
فمن البداهة بمكان، إن لم نكون نفرق بين إهمال وإمهال ... إبتسامة
فغاية ما في الأمر خطأ في الكتابة فقط .. فهو إمهال.
بارك الله فيك يا أخي عبد الله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم،
فمن البداهة بمكان، إن لم نكون نفرق بين إهمال وإمهال ... إبتسامة
فغاية ما في الأمر خطأ في الكتابة فقط .. فهو إمهال.
بارك الله فيك يا أخي عبد الله.
تصويب: "إن لم نكن".
جزاك الله خيرا.
واستغرب عدم ملاحظة الإخوة والمشرفين لهذا الخطأ، مع أن معناه لا يليق بمقام "الملائكة" الكرام، وقد وصفهم الله بأنهم "حفظة"، وأنهم "يعلمون" ما نفعل. فهم براء من "الإهمال".
آمل من الإخوة المشرفين تعديل العنوان ليستقيم المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيرا، خطأ ثان في الكتابة ولكن ما رد علي في تخريج هذا الحديث ..
آمل أن نجد جهبد في علم الحديث للفصل فيه ...
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 11:17]ـ
فالذي ذهب إليه الشيخ من حيث السند هو إسماعيل بن عياش والمعروف عنه أنه لا يروي إلا على الشاميين فخبره عن غير الشاميين منكر، .. ثم نجد الشيخ يدلل بأن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء وهو فلسطيني وبالتالي يزيل الإشكال عن غير الشاميين في حق إسماعيل بن عياش ...
ثم في الحديث عروة بن رويم الذي كان كثير الإرسال جدا ولم يثبت له سماع من القاسم بن عبد الرحمن، كما هو معروف عند أهل هذا الشأن من المحدثين .. إذا مادرجة هذا الحديث؟؟ ثم وما قول المزي في كتابه تهذيب الكمال عن عروة بن رويم وسماعه من القاسم بن عبد الرحمن ....
هل لك بارك الله فيك أن تفسر لنا ما معنى هذا؟
ثم إني لا أجد في تهذيب الكمال إثباتا أو نفيا لسماع عروة بن رويم من القاسم أبي عبد الرحمن الشامي.
ولعله لو ثبت أنه لم يسمع منه فإن هذه تكون علة الحديث. فهل تدلنا أين نجد هذا الذي ذكرت.
وكلامك الذي بالأزرق لم أفهمه تماما .. فلعلك تصوغه بكلام مبين أحسن الله إليك.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم،
جزاك الله خيرا، خطأ ثان في الكتابة ولكن ما رد علي في تخريج هذا الحديث ..
آمل أن نجد جهبد في علم الحديث للفصل فيه ...
لعلك تقصد الحكم على الحديث.
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 05:31]ـ
السلام عليكم،
فقط .. فالحديث في سنده عروة بن رويم وهو كثير الإرسال جدا، ولايعرف له سماع من القاسم بن عبدالرحمن، وقال المزي في تهذيب الكمال في سياقه لمن روى عنهم عروة بن رويم (20/ 8والقاسم أبي عبدالرحمن من طرق ضعيفة)
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:14]ـ
السلام عليكم
إسماعيل بن عياش، وهو ثقة في الشاميين، ضعيف في غيرهم .. قال يحيى بن معين: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإن كتابه ضاع، فخلَّط في حفظه عنهم ... وقال البخاري: إذا حدَّث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدَّث عن غير أهل بلده ففيه نظر.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
السلام عليكم،
فقط .. فالحديث في سنده عروة بن رويم وهو كثير الإرسال جدا، ولايعرف له سماع من القاسم بن عبدالرحمن، وقال المزي في تهذيب الكمال في سياقه لمن روى عنهم عروة بن رويم (20/ 8والقاسم أبي عبدالرحمن من طرق ضعيفة)
أخي الكريم ... لعلي أنبهك إلى أمرو عدة:
كون عروة بن رويم كثير الإرسال، ما دخله هنا في هذا الحديث.
لا يعرف له سماع من القاسم: هذه من أين لك بها فعنها نسأل خاصة بعد قولك:
ولم يثبت له سماع من القاسم بن عبد الرحمن، كما هو معروف عند أهل هذا الشأن من المحدثين
فأنت جعلت الأمر من الشهرة بحيث لا يخفى.
وقال المزي في تهذيب الكمال في سياقه لمن روى عنهم عروة بن رويم (20/ 8والقاسم أبي عبدالرحمن من طرق ضعيفة)
هل هذا هو ما تثبت به عدم السماع؟
من ثمّ:
فقط ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم
إسماعيل بن عياش، وهو ثقة في الشاميين، ضعيف في غيرهم .. قال يحيى بن معين: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإن كتابه ضاع، فخلَّط في حفظه عنهم ... وقال البخاري: إذا حدَّث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدَّث عن غير أهل بلده ففيه نظر.
هلا أفصحت بارك الله تعالى فيك .. إن كنت تريد من وراء الطرح شيئا؟
وهذا هو ما قرره الشيخ ناصر .. فما الجديد الذي أوردت؟
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 10:01]ـ
السلام عليكم،
فالمسألة عند طالب الحديث هينة إن شاء الله إن امعن النظر في الكتب العلمية الحديثية في معرفة الرجال ... ثم يجب معرفة القاسم بن عبد الرحمان الشامي حتى لا يختلط عليك من أسماؤهم القاسم؟ فعليك يا أخي الكريم البحث والتنقيب في كتب الحديث وما يدور حول معرفة الرجال .. وهذا ما كان شيخنا عبد الله الغديان يلح عليه في كل دروسه على طلبة العلم بعدم اتكال على الشيخ فيجب على الطلاب التنقيب في الكتب حتى أخطأ الطالب فالشيخ لا محالة يصوبه ..
إذا يجب معرفة القاسم بن عبد الرحمان الشامي، أبو عبد الرحمان الدمشقي مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي ..
روى عن من؟؟ و روى عنه من؟؟ وبالتالي يزيل الإشكال بإذن الله.
فالذي يحل هذه هو الحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي المجلد7 ص72 ..
فالأمر ليس فيه شهرة من حيث لا يخفى، بل قد خفي على بعض طلاب العلم وهذا ليس عيبا [كل من بذل ما في وسعه من جهد فسوف يجازى الجزاء الأوفى من جراء إجتهاده، أما أن يقبع طالب العلم ثم يكثر من القول على الله ما لم يعلم فهذا مما أخشى عليه الوعيد من الله تعالى ..
رحم الله شيخ الإسسلام ابن تيمية حين نافح عن أئمة الأعلام، ولا ضير مما ذهب إليه الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة غير صحيح ..
فقط يا أخي الكريم إفن العمر في مطالعة الكتب و البحث عن المسائل .. قال ابن قيم الجوزية [لو يصور العلم صورة لكانت صورته أجمل من صورة الشمس والقمر]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 10:03]ـ
تصويب: حتى إذا أخطأ الطالب
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 10:19]ـ
فالمسألة عند طالب الحديث هينة إن شاء الله إن امعن النظر في الكتب العلمية الحديثية في معرفة الرجال ... ثم يجب معرفة القاسم بن عبد الرحمان الشامي حتى لا يختلط عليك من أسماؤهم القاسم؟ فعليك يا أخي الكريم البحث والتنقيب في كتب الحديث وما يدور حول معرفة الرجال .. وهذا ما كان شيخنا عبد الله الغديان يلح عليه في كل دروسه على طلبة العلم بعدم اتكال على الشيخ فيجب على الطلاب التنقيب في الكتب حتى أخطأ الطالب فالشيخ لا محالة يصوبه ..
إذا يجب معرفة القاسم بن عبد الرحمان الشامي، أبو عبد الرحمان الدمشقي مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي ..
روى عن من؟؟ و روى عنه من؟؟ وبالتالي يزيل الإشكال بإذن الله.
فالذي يحل هذه هو الحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي المجلد7 ص72 ..
ألق عنك عصاك وانقل يا مولانا ... وأرنا من أين جئتنا بقولك:
ولايعرف له سماع من القاسم بن عبدالرحمن
أم هو إلقاء الكلام على عواهنه؟ ..
وليس في التهذيب ما يدل على قولك هذا لا في ترجمة عروة ولا في ترجمة القاسم.
وحبذا لو تكتب كلاما عربيا يفهمه من يقرأه ... أم تراك تلغز لنا هنا؟
إن كنت ترى ان الحديث ضعيف - وليس هننا إشكال البتة - فأرنا من علمك ما يدل على ذلك.
و السلام عليك.
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 12:23]ـ
السلام عليكم،
القاسم بن عبد الرحمان الشامي، أبو عبد الرحمان الدمشقي مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي.
روى عن: ........ أبي أمامة الباهلي.
روى عنه: ....... عروة بن رويم اللخمي
قال جعفربن محمد بن أبان الحراني: سمعت أحمد بن حنبل، ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمان مولى يزيد بن معاوية قال:هو منكر لأحاديثه، متعجب منها، قال: و ما أرى البلاء إلا من القاسم ..
وقال أبو زرعة الدمشقي: ذكرت لأبي عبد الله ـيعني أحمد بن حنبل ـ حديثا حدثنا به محمد بن المبارك املاه علينا في سنة ثلاث عشرة ومئتين قال: حدثنا يحي بن حمزة،عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمان قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمششق، فأنكره أحمد و قال لي: كيف يكون له هذا اللقاء و هو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية .. المجلد 7ص72من كتاب التهذيب الكمال.
أما عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم الشامي الأردني.
روى عن: ......... القاسم أبي عبد الرحمان.
روى عنه: ............ عاصم بن رجاء بن حيوة
... وعبد الرحمان بن قرط، وعطاء الخراساني والقاسم أبي عبد الرحمان من طريق ضعيف .. وكان يرسل كثيرا ص153المجلد5 من كتاب التهذيب.
أما عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الشامي الفلسطيني ويقال الأردني.
روى عن: ....... القاسم أبي عبد الرحمان.
روى عنه: ....... إسماعيل بن عياش.
فال بن حجر في التقريب: صدوق يهم
وقال الدارقطني ضعيفا في علله 2 ورقة 216
و قال إسحاق بن منصور، عن يحي بن معين: صويلح
وقال أبو زرعة:لابأس ص7المجلد 4 من كتاب التهذيب تحقيق بشار عواد، إذا ها أنا قد بينت لك، حتى لا تكون على غير بينة من الكتاب والإدعاء ليس من ديدان أهل العلم .. إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل ولا دليل بحيث أنك جزمت بأنه غير موجود في كتاب التهذيب ..
أخي الكريم فقط لإثراء المناقشة لا غير، زادك الله علما نافعا تنفع به الأمة ...
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 12:45]ـ
السلام عليكم،
القاسم بن عبد الرحمان الشامي، أبو عبد الرحمان الدمشقي مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي.
روى عن: ........ أبي أمامة الباهلي.
روى عنه: ....... عروة بن رويم اللخمي
قال جعفربن محمد بن أبان الحراني: سمعت أحمد بن حنبل، ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمان مولى يزيد بن معاوية قال:هو منكر لأحاديثه، متعجب منها، قال: و ما أرى البلاء إلا من القاسم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو زرعة الدمشقي: ذكرت لأبي عبد الله ـيعني أحمد بن حنبل ـ حديثا حدثنا به محمد بن المبارك املاه علينا في سنة ثلاث عشرة ومئتين قال: حدثنا يحي بن حمزة،عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمان قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمششق، فأنكره أحمد و قال لي: كيف يكون له هذا اللقاء و هو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية .. المجلد 7ص72من كتاب التهذيب الكمال.
أما عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم الشامي الأردني.
روى عن: ......... القاسم أبي عبد الرحمان.
روى عنه: ............ عاصم بن رجاء بن حيوة
... وعبد الرحمان بن قرط، وعطاء الخراساني والقاسم أبي عبد الرحمان من طريق ضعيف .. وكان يرسل كثيرا ص153المجلد5 من كتاب التهذيب.
أما عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الشامي الفلسطيني ويقال الأردني.
روى عن: ....... القاسم أبي عبد الرحمان.
روى عنه: ....... إسماعيل بن عياش.
فال بن حجر في التقريب: صدوق يهم
وقال الدارقطني ضعيفا في علله 2 ورقة 216
و قال إسحاق بن منصور، عن يحي بن معين: صويلح
وقال أبو زرعة:لابأس ص7المجلد 4 من كتاب التهذيب تحقيق بشار عواد، إذا ها أنا قد بينت لك، حتى لا تكون على غير بينة من الكتاب والإدعاء ليس من ديدان أهل العلم .. إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل ولا دليل بحيث أنك جزمت بأنه غير موجود في كتاب التهذيب ..
أخي الكريم فقط لإثراء المناقشة لا غير، زادك الله علما نافعا تنفع به الأمة ...
طيب أرنا الآن تحديدا من أين لك أن عروة بن رويم لم يلق القاسم .. فهذا هو السؤال وهذه المرة الثالثة التي أكرره فيها.
وأرجو ألا يكون الأمر مجرد إضاعة للأوقات .. و÷ا أنا أختصر لك بعض المسافة:
إن كنت توهمت أن هذا الكلام:
" والقاسم أبي عبد الرحمان من طريق ضعيف " يعني عدم اللقاء .. فأنت مخطئ تماما.
أما باقي الكلام الذي سقته فأنت انتقيت ما يوحي بأن عروة و القاسم ضعيفان و ليس الأمر كذلك بل عليك أن تنقل كلام من وثق ومن ضعف ثم ترجح - كما هي طريقة أهل الصنعة -
و البحث في أمر الرواة لا يقتصر فيه على التهذيب وحده فإن هذا قصور في البحث أو الفهم و الله المستعان.
ولنر بعد هذا من هو المدعي والمتسور على محاريب أهل العلم ..
وخذها مني مرة أخرى: ليس في كلام المزي ما يدل على عدم اللقاء بين عروة والقاسم.
والموسوعة الشاملة لا تجعل من المرء محدثا ... لمجرد وصوله إلى المعلومة بأقل جهد .. بل العبرة بفهم كلام أهل العلم بارك الله فيك.
و السلام عليك.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 12:55]ـ
السلام عليكم،
القاسم بن عبد الرحمان الشامي، أبو عبد الرحمان الدمشقي مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي.
روى عن: ........ أبي أمامة الباهلي.
روى عنه: ....... عروة بن رويم اللخمي
قال جعفربن محمد بن أبان الحراني: سمعت أحمد بن حنبل، ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمان مولى يزيد بن معاوية قال:هو منكر لأحاديثه، متعجب منها، قال: و ما أرى البلاء إلا من القاسم ..
وقال أبو زرعة الدمشقي: ذكرت لأبي عبد الله ـيعني أحمد بن حنبل ـ حديثا حدثنا به محمد بن المبارك املاه علينا في سنة ثلاث عشرة ومئتين قال: حدثنا يحي بن حمزة،عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمان قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمششق، فأنكره أحمد و قال لي: كيف يكون له هذا اللقاء و هو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية .. المجلد 7ص72من كتاب التهذيب الكمال.
أما عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم الشامي الأردني.
روى عن: ......... القاسم أبي عبد الرحمان.
روى عنه: ............ عاصم بن رجاء بن حيوة
... وعبد الرحمان بن قرط، وعطاء الخراساني والقاسم أبي عبد الرحمان من طريق ضعيف .. وكان يرسل كثيرا ص153المجلد5 من كتاب التهذيب.
أما عاصم بن رجاء بن حيوة الكندي الشامي الفلسطيني ويقال الأردني.
روى عن: ....... القاسم أبي عبد الرحمان.
روى عنه: ....... إسماعيل بن عياش.
فال بن حجر في التقريب: صدوق يهم
وقال الدارقطني ضعيفا في علله 2 ورقة 216
و قال إسحاق بن منصور، عن يحي بن معين: صويلح
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو زرعة:لابأس ص7المجلد 4 من كتاب التهذيب تحقيق بشار عواد، إذا ها أنا قد بينت لك، حتى لا تكون على غير بينة من الكتاب والإدعاء ليس من ديدان أهل العلم .. إن كنت ناقلا فالصحة وإن كنت مدعيا فالدليل ولا دليل بحيث أنك جزمت بأنه غير موجود في كتاب التهذيب ..
أخي الكريم فقط لإثراء المناقشة لا غير، زادك الله علما نافعا تنفع به الأمة ...
طيب أرنا الآن تحديدا من أين لك أن عروة بن رويم لم يلق القاسم .. فهذا هو السؤال وهذه المرة الثالثة التي أكرره فيها.
وأرجو ألا يكون الأمر مجرد إضاعة للأوقات .. و÷ا أنا أختصر لك بعض المسافة:
إن كنت توهمت أن هذا الكلام:
" والقاسم أبي عبد الرحمان من طريق ضعيف " يعني عدم اللقاء .. فأنت مخطئ تماما.
أما باقي الكلام الذي سقته فأنت انتقيت ما يوحي بأن عروة و القاسم ضعيفان و ليس الأمر كذلك بل عليك أن تنقل كلام من وثق ومن ضعف ثم ترجح - كما هي طريقة أهل الصنعة -
و البحث في أمر الرواة لا يقتصر فيه على التهذيب وحده فإن هذا قصور في البحث أو الفهم و الله المستعان.
ولنر بعد هذا من هو المدعي والمتسور على محاريب أهل العلم ..
وخذها مني مرة أخرى: ليس في كلام المزي ما يدل على عدم اللقاء بين عروة والقاسم.
والموسوعة الشاملة لا تجعل من المرء محدثا ... لمجرد وصوله إلى المعلومة بأقل جهد .. بل العبرة بفهم كلام أهل العلم بارك الله فيك.
أم تراك تظن أن هذا الذي جئت به لا يطلع عليه أحد سواك ...
والشيخ ناصر قالها بينة صريحة:
فإن عاصما فلسطيني، و من فوقه ثقات، و في عاصم و القاسم - و هو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة - كلام لا ينزل به حديثهما عن مرتبة الحسن
فما الجديد الذي جئت به سوى ان سقت الكلام الذي أشار إليه الشيخ ناصر في الراويين.
وقد قلت لك: لو أثبت أن عروة لم يسمع من القاسم فهذه لعلها تكون علة الحديث.
أما هذا الذي تفعله - فاسمح لي - ليس هو من العلم في شيئ.
يا أخيّ:
إن التطاول في العلوم مضرة ... تودي بصاحبها إلى الخذلان
و السلام عليك.
ـ[حساس محمد نصرالدين]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 07:20]ـ
السلام عليكم
و كأني بي في حلبة الملاكمة، وهذا ما لا أحبذه، فقط أريد أن أسألك سؤالا؟
هل عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم صدوق يرسل كثيرا أم لا؟؟؟ أجبني بكل وضوح .. ثم هل يعرف له سماع من القاسم بن عبد الرحمان أم لا؟؟ وأنا بدوري لازلت متمسكا بما قلته وهو أن ما قاله الشيخ غير صحيح، فالحديث في سنده عروة بن رويم وهو كثير الإرسال جدا و لا يعرف له سماع من القاسم بن عبد الرحمان ...
أخي الكريم لست متطفلا على العلم وليس لي في بيتي المكتبة الشاملة كي أنقل العلم في أسرع وقت ممكن وهذا ما لا أحبه بل أريد المطالعة والتنقيب في بطون الكتب ... كن ملتزما وفي حدود المعقول دون ما ذكر بعض الأمورالتي تخشى على نفسك يوم أن تلقى الله، قال سراج الدين البلقيني [لكن الإنتهاض بمجرد الإعتراض من جملة الأمراض] ما أراك إلامتعصب للرجال والحق أحب إلينا منهم وقد عقد بابا كبيرا ابن قيم الجوزية في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين، جاء فيه بأن المتعصب ليس بعالم ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 08:15]ـ
الله المستعان(/)
فائدة عن ابن القيم رحمه الله
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 08:52]ـ
التمهيد للحكم المستغرب
(فائدة عن ابن القيم رحمه الله)
إذا كان الحكم مستغربا جدا مما لم تألفه النفوس وإنما ألفت خلافه فينبغي للمفتي أن يُوَطّئ قبله ما كان مُؤذنا به كالدليل عليه والمقدمة بين يديه،
فتأمل ذكره سبحانه قصة زكريا وإخراج الولد منه بعد انصرام عَصْر الشبيبة وبلوغه السن الذي لا يولد فيه لمثله في العادة، فذكر قصته مقدمة بين يدي قصة المسيح عليه السلام وولادته من غير أب؛ فإن النفوس لما آنست بولد من بين شيخين كبيرين لا يُولد لهما عادةً سهُل عليها التصديق بولادة ولد من غير أب،
وكذلك ذكر سبحانه قبل قصة المسيح مُوَافاة مريم رزقها في غير وقته وغير إبِّانه، وهذا الذي شجع نفس زكريا وحركها لطلب الولد وإن كان في غير إبانه، وتأمل قصة نسخ القِبْلَة لما كانت شديدة على النفوس جدا كيف وَطَّأ سبحانه قبلها عدة موطئات، منها ذكر النسخ، ومنها أنه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله، ومنها أنه على كل شيء قدير، وأنه بكل شيء عليم؛ فعموم قدرته وعلمه صالح لهذا الأمر الثاني كما كان صالحا للأول. ومنها تحذيرهم الاعتراض على رسوله كما اعترض من قبلهم على موسى بل أمَرَهم بالتسليم والانقياد. ومنها تحذيرهم من الإصغاء إلى اليهود، وأن تستخفهم شُبَههم، فإنهم يَوَدُّون أن يَرُدُّوهم كفارا من بعد ما تبين لهم الحق. ومنها إخباره أن دخول الجنة ليس بالتهوُّدِ ولا بالتنصُّرِ، وإنما هو بإسلام الوجه والقصد والعمل والنية لله مع متابعة أمره. ومنها إخباره سبحانه عن سَعَته، وأنه حيث ولّى المصلى وجهه فثم وَجْه ربك تبارك وتعالى، فإنه واسع عليم، فذكر الإحاطتين الذاتية والعلمية، فلا يتوهمون أنهم في القبلة الأولى لم يكونوا مستقبلين وجهه تبارك وتعالى ولا في الثانية، بل حيثما توجهوا فثم وجهه تبارك وتعالى. ومنها أنه سبحانه وتعالى حَذَّر نبيه صلى الله عليه وسلم من اتباع أهواء الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، بل أمره أن يتبع هو وأمته ما أوحى إليه فيستقبلونه بقلوبهم وحدها. ومنها أنه ذكر عظمة بيته الحرام، وعظمة بانيه وملته، وسَفَهَ من يرغب عنها، وأمر باتباعها، فنوَّه بالبيت وبانيه وملته،
وكل هذا توطئة بين يدي التحويل، مع ما في ضمنه من المقاصد الجليلة والمطالب السنية، ثم ذكر فضل هذه الأمة وأنهم الأمة الوسط العدل الخيار، فاقتضى ذلك أن يكون نبيهم صلى الله عليه وسلم أوسَطَ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وخيارهم، وكِتَابهم كذلك، ودينهم كذلك، وقبلتهم التي يستقبلونها كذلك، فظهرت المناسبة شرعا وقدرا في أحكامه تعالى الأمرية والقدرية، وظهرت حكمته الباهرة، وتجلَّتْ للعقول الزكية المستنيرة بنور ربها تبارك وتعالى.
والمقصود أن المفتي جدير أن يذكر بين يدي الحكم الغريب الذي لم يؤلف مقدمات تؤنِسُ به، وتدل عليه، وتكون تَوْطئة بين يديه، وبالله التوفيق .... عن اعلام الموقعين
ـ[أبو يوسف المدني]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 07:38]ـ
شكرا على هذه الفائدة النفيسة
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
شكرا على نقل هذه الفائدة
ـ[أسماء]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخ جزائري على هذا النقل القيم(/)
روابط برنامج الدرس الواحد السابع (ثلاثون كتابا)
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(فكرة برنامج الدرس الواحد:
إقراءُ ما يندرج في مسمّى التَّكملات (*) , كتفسير آيةٍ أو سورةٍ أو شرح حديثٍ , أو بيان مسألةٍ , أو تحرير قاعدةٍ , أو تقرير فائدةٍ , مما لطُف حجمه وصغُر , وعظُُم علمه وخُبِر.
(*) التَّكملات هي القدر الزّائد على العُمَد من كتب الفنون والعلوم , ومنها المطوّل , ومنها الوجيز , وهي حظُُّ المتوسط والمنتهي , وقد ينتفع بها المبتدئ.)
من كلام الشيخ العصيمي - حفظه الله -.
...
برنامج الدرس الواحد السابع - في الرياض
لفضيلة الشيخ
صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي
حفظه الله
من يوم السبت الموافق 24/ 6 الى يوم الخميس الموافق 29/ 6
والحفل الختامي كان يوم الجمعة 1/ 7
أولاً: يوم السبت 24/ 6
الفجر: تفسير (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) للحافظ العلائي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51515
الظهر: أجوبة لطيفة عن أربعة سؤالات شريفة للعلامة غنام النجدي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51516
العصر: فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور للعلامة محمد السندي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51517
المغرب: محاضرة في السرف المالي للعلامة مبارك الميلي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51518
العشاء: تحفة النساك في فضل السواك للعلامة الميداني
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51519
ثانياً: يوم الأحد 25/ 6
الفجر: الأصول المجردة على ترتيب القصيدة المجودة للحافظ ابن البناء
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51606
الظهر: رسالة مختصرة في الحج والعمرة للعلامة بن سعدي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51607
العصر: رسالة في الدماء الطبيعية للنساء للعلامة ابن عثيمين
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51616
المغرب: فتوى جامعة في زكاة العقار للعلامة بكر أبو زيد
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51617
العشاء: الأسئلة الفائقة بلأجوبة اللائقة للحافظ ابن حجر
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51618
ثالثاً: يوم الاثنين 26/ 6
الفجر:الحث على الصناعة والتجارة والعمل للحافظ الخلال
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51703
الظهر: الاجابة الصادرة في صحة الصلاة في الطائرة للعلامة محمد الشنقيطي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51704
العصر: حكم صوم رجب و شعبان للعلامة ابن العطار
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51705
المغرب: مفهوم البيعة للعلامة صالح بن فوزان
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51706
العشاء: القول المعروف في فضل المعروف للعلامة مرعي الكرمي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51707
رابعاً: يوم الثلاثاء 27/ 6
الفجر: شرح الورقات للعلامة محمد المحلي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51792
الظهر: العجالة البديعة الغرر في أسانيد الأئمة القراء للعلامة المتولي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51793
العصر: خصائص جزيرة العرب للعلامة بكر أبو زيد
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51794
المغرب: اللباب في تسلية المصاب للعلامة المقدسي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51795
العشاء: ارشاد الحائر الى علم الكبائر للعلامة ابن عبد الهادي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51796
خامساً: يوم الأربعاء 28/ 6
الفجر: السناء والسنوت في معرفة ما يتعلق بالقنوت للعلامة البرزنجي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51867
الظهر: رسالة في اجزاء سبع البدنة والبقرة للعلامة ابن سعدي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51868
العصر: شرح شروط الصلاة للعلامة ابن جبرين
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51869
المغرب: اتحاف المهرة بالكلام على حديث لاعدوى ولاطيرة للعلامة الشوكاني
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51870
العشاء: زاد الداعية الى الله للعلامة ابن عثيمين
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51871
سادساً: يوم الخميس 29/ 6
الفجر: مزالق الأصوليين للعلامة الصنعاني
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51928
الظهر: صفة الارتباط بين العلماء في القديم للعلامة المعلمي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51929
العصر: رسالة أبي داوود السجستاني الى أهل مكة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51930
المغرب: تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور للعلامة المحمصاني
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51931
العشاء: رسالة في الحث على اجتماع كلمة المسلمين للعلامة ابن سعدي
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51932
يوم الجمعة 1/ 7 الحفل الختامي بعد صلاة المغرب
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51986
إجابة أسئلة برنامج الدرس الواحد السابع
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51985
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 01:35]ـ
للفائدة(/)
منهج التعامل مع أخطاء الدعاة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يقع من بعض الناس إساءة ظن ببعض العلماء أو بعض الدعاة نتيجة لتصرف ما صدر من ذلك العالم أو الداعية - وقد يكون ذلك العالم أو الداعية مصيباً في تصرفه أو على الأقل حسن القصد فيه – وهذا النهج غير سديد خاصة إذا وصل الحد إلى أن يتهم في قصده ونيته؟!.،
وقد يجر سوء الظن هذا إلى معاص كثيرة منها:- الغيبة والوقوع في عرض ذلك العالم أوالداعية،وربما جر إلى السخرية والاستهزاء وغيرها .. ، والذي ينبغي لمن لاحظ على أخيه شيئا أن ينصحه في السر،وربما يتبين له عند نصحه أن ماتوهمه خطأ ليس بخطأ أصلا، وربما يكون خطأ بالفعل،وبالمناصحة يحصل التصحيح والتقويم ..
وهنا أسوق لك قصة حصلت بين عالمين، تتضمن حسن المعاتبة، وبيان ما ينبغي أن يكون عليه المسلم تجاه أخيه المسلم من حسن الظن به، والتماس الأعذار لزلاته.
وقد ساق هذه القصة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في "الفتاوى السعدية ص 71 - 73". وحاصلها:
أنّ أحد العلماء كتب لعالم آخر كتاباً ينتقده فيه انتقاداً شديداً في بعض المسائل ويذكر أنّه قد أخطأ فيها، بل أنّه قدح في قصده ونيته، وادعى أنّه يدين الله ببغضه! بناء على ما توهم من خطئه.
فأجاب المكتوب له:
"يا أخي إنّك إذ تركت ما يجب عليك من المودة الدينية، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ - على فرض انه أخطأ - وتجنبت الدعوة إلى الله بالحكمة في مثل هذه الأمور فإني أخبرك - قبل الشروع في جوابي لك، عما انتقدتني عليه - بأنّي لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك، والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك، انتصاراً لنفسي، بل أزيد على ذلك إقامة العذر لك في قدحك في أخيك، بأن الدافع لك على ذلك قصد حسن، لكن لم يصحبه علم يصححه، ولا معرفة تبين مرتبته، ولا ورع صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجيه الشارع عليه.
فلحسن قصدك عفوت لك عما كان منك لي من الاتهام بالقصد السيئ، فهب أن الصواب معك يقيناً، فهل خطأ الإنسان عنوان على سوء قصده؟!.
لو كان الأمر كذلك للزم رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة! لأنه لا يسلم من الخطأ أحد، إلا من رحم الله.
وهل هذا الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا أخطأ، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين في الأقوال والأفعال وجميع الأحوال.
ثم أقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة من دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ، أفيحل - فيمن عندك من الأدلة الكثيرة على حسن قصده وبعده عن إرادة السوء - أن تتوهم فيه شيئاً مما رميته به؟!.
والله تعالى قد أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيراً إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان، فقال تعالى: (لََوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً ... ). [سورة النور، الآية: 12].
واعلم أنّ هذه المقدمة ليس الغرض منها مقابلتك بما قلت، فإني كما أشرت لك قد عفوت عن حقي - إن كان لي حق - ولكن الغرض النصيحة، وبيان موقع هذا الاتهام من العقل والدين والمروءة الإنسانية ... "
ثم شرع في الجواب عما انتقده به.
فعلا كان هذا الأدب وهذا الخلق الرفيع شعاراً لطلاب العلم والدعاة إلى الله تعالى!
الشيخ: سعد بن تركي الخثلان
المصدر: موقع الشيخ(/)
التسبيع والترتيب في غسل الإناء الذي يلغ فيه الكلب، هل لا تزول النجاسة إلا به؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
عَنْ أبي هريرة رضىَ اللّه عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صَلى الله عَلَيهِ وسَلُّمَ قالَ: "إذَا شَرِبَ الكَلْبُ في إِنَاءِ أحَدكم فْليَغسِلْهُ سَبْعاً" ولمسلم " أولاهُنَ بِالتَرابِ".
الحديث صريح في وجوب الغسل سبعا بهذا الترتيب، ولكن هل تبقى النجاسة إذا غُسل بغير هذه الكيفية؛ كأن يغسل خمسا أو بغير تراب؟ أم يطهر ولكن يأثم الفاعل لعدم الامتثال؟
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:08]ـ
من الشبكة الإسلامية:
السؤال
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبعا: الأولى بالتراب.
فهل إذا اكتفى الإنسان بالماء فقط حتى زالت عين النجاسة لا يطهر الإناء أبداً وبالتالي يعتبر الإناء مصدرا لانتقال النجاسة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن الإناء الذي ولغ فيه الكلب لا يكون طاهرا إلا بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب، ففي المهذب على الفقه الشافعي: وإذا ولغ الكلب في إناء أو أدخل عضوا منه فيه وهو رطب لم يطهر الإناء حتى يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب، لما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبعا إحداهن بالتراب. فعلق طهارته بسبع مرات فدل أنه لا يحصل بما دونه. انتهى.
وعليه فالإناء المذكور لا يطهر إلا بغسله سبعاً إحداهن بالتراب، لكن إذا زالت عين نجاسة الكلب وبقي حكمها فإن هذا الحكم لا ينتقل، وبالتالي فلا يعتبر الإناء مصدراً لانتقال النجاسة، كما سبق في الفتوى رقم: 30363، والفتوى رقم: 54383.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:16]ـ
جزاك الله خيرا
ما المترتب على بقاء حكم النجاسة؟
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
كان عندي سؤال قريب من سؤالك عن حديث الْبَرَاء الذي في الصحيح قَالَ: قَالَ النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وجهِى إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِى إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِى أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ» ..
وكان السؤال: هل من شرط هذا الدعاء أن آتي بهذه الأمور (الوضوء والاضطجاع على الشق الأيمن) أم أنه يصح أن أدعوا به ولو لم أكن متوضأ؟
فسألت الشيخ العلامة محمد علي آدم حفظه الله فقال لي:
لك أن تقول الدعاء لكن الأجر المذكور في نهاية الحديث (فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ) لايكون إلا لمن جمع بين الأمور الثلاثة ....
والله أعلم.
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 02:06]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لا بد من تحرير معنى النجاسة التي في الإناء،
هل هي المانعة من الوضوء، أم هي المانعة من استخدامها في الطعام (الأكل والشرب).
الذي يظهر لي أنها الثانية
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 02:14]ـ
لا بد من تحرير معنى النجاسة التي في الإناء،
هل تقصد النجاسة بعد ولوغ الكلب، أم بعد الغسل بغير صفة الغسل التي في الحديث؟
هل هي المانعة من الوضوء، أم هي المانعة من استخدامها في الطعام (الأكل والشرب). وما الفرق بينهما - وفقك الله -؟
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 05:57]ـ
هل تقصد النجاسة بعد ولوغ الكلب، أم بعد الغسل بغير صفة الغسل التي في الحديث؟
كليهما
إذا تعمّقت أخي عبد الملك في المسألة فستجد أنّ
بعض أهل العلم يرى أنّ النجاسة -المفهومة من الحديث- من ولوغ الكلب: المقصود بها عدم طهورية ماء إنائه للوضوء، حتى يُتطهَّر بالتسبيع والتتريب.
ويظهر لبعض آخر أنّ حكم النجاسة هنا: المقصود منه عدم صلاحية الإناء لاستخدامه في الطعام. لا الوضوء
أو كما يعبّر عنه بعض المالكية بـ: القذر.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:19]ـ
أليس هذا يرجع للاختلاف في نجاسة الكلب؟
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:28]ـ
أليس هذا يرجع للاختلاف في نجاسة الكلب؟
الضمير (هذا) يرجع إلى ماذا أخي الحبيب؟:)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:33]ـ
هذا = الاختلاف في فهم النجاسة في الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 03:05]ـ
لا أدري.
ولكن لا أجد دليلاً قوياً على وجوب الاحتراز من لعاب الكلب في غير الطعام.
أو دليلاً صريحاً على نجاسة الكلب بالمعنى الاصطلاحي، أما نجاسته بالمعنى اللغوي فلا إشكال فيها.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 05:51]ـ
يا أخي لا تتعبني معك " ابتسامة "
ما هو الاصطلاحي وما اللغوي؟
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 11:46]ـ
:)
راجع أخي عبد الملك شرح هذا الحديث في فتح الباري.
أقصد بالمعنى الاصطلاحي: ما يسميه بعض أهل العلم في مسألتنا بـ (الحقيقة الشرعية).
وأقصد بالمعنى اللغوي = (الحقيقة اللغوية).
ولعلك أخي لو تراجع شرح ابن حجر يتضح لك مقصدي.(/)
إذا وقع الكسوف وقت الجمعة فبأيهما يبدأ
ـ[المدني1]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:33]ـ
السؤال: ما الحكم إذا تعارض وقت حصول الكسوف مع وقت صلاة الجمعة؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
إذا كسفت الشمس يوم الجمعة، فإن كان ذلك قبل الجمعة بوقت يسع صلاة الكسوف المعتادة، كما لو كان الكسوف في الضحى أو قريبا منه، بدئ بالكسوف، ثم صليت الجمعة في وقتها، وإن وقع الكسوف في وقت الجمعة، فإن خيف فوات الجمعة، قدمت اتفاقا.
وإن أمن فواتها، فالجمهور على تقديم الكسوف، وذهب الحنابلة في قول اختاره ابن قدامة رحمه الله إلى تقديم الجمعة؛ لأن البدء بالكسوف يفضي إلى المشقة، ويقتضي حبس الناس لأجله وإلزامهم بصلاته، وهي غير واجبة في الأصل.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (2/ 146): " وإذا اجتمع صلاتان , كالكسوف مع غيره من الجمعة , أو العيد , أو صلاة مكتوبة , أو الوتر , بدأ بأخوفهما فوتا , فإن خيف فوتهما بدأ بالصلاة الواجبة , وإن لم يكن فيهما واجبة كالكسوف والوتر أو التراويح , بدأ بآكدهما , كالكسوف والوتر , بدأ بالكسوف ; لأنه آكد , ولهذا تسن له الجماعة , ولأن الوتر يقضى , وصلاة الكسوف لا تقضى.
فإن اجتمعت التراويح والكسوف , فبأيهما يبدأ؟ فيه وجهان، هذا قول أصحابنا، والصحيح عندي أن الصلوات الواجبة التي تصلى في الجماعة مقدمة على الكسوف بكل حال ; لأن تقديم الكسوف عليها يفضي إلى المشقة , لإلزام الحاضرين بفعلها مع كونها ليست واجبة عليهم , وانتظارهم للصلاة الواجبة , مع أن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتخفيف الصلاة الواجبة , كي لا يشق على المأمومين , فإلحاق المشقة بهذه الصلاة الطويلة الشاقة , مع أنها غير واجبة , أولى، وكذلك الحكم إذا اجتمعت مع التراويح , قدمت التراويح لذلك , وإن اجتمعت مع الوتر في أول وقت الوتر قدمت؛ لأن الوتر لا يفوت , وإن خيف فوات الوتر قدم ; لأنه يسير يمكن فعله وإدراك وقت الكسوف , وإن لم يبق إلا قدر الوتر , فلا حاجة بالتلبس بصلاة الكسوف ; لأنها إنما تقع في وقت النهي، وإن اجتمع الكسوف وصلاة الجنازة , قدمت الجنازة وجها واحدا ; لأن الميت يخاف عليه , والله أعلم " انتهى.
وقال النووي رحمه الله في "المجموع" (5/ 61): " قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله: إذا اجتمع صلاتان في وقت واحد قدم ما يخاف فوته , ثم الأوكد , فإذا اجتمع عيد وكسوف , أو جمعة وكسوف وخيف فوت العيد أو الجمعة لضيق الوقت قدم العيد والجمعة؛ لأنهما أوكد من الكسوف وإن لم يخف فوتهما فالأصح وبه قطع المصنف [أبو إسحاق الشيرازي] والأكثرون: يقدم الكسوف، لأنه يخاف فوته " انتهى بتصرف.
وينظر: "الموسوعة الفقهية" (27/ 258).
والذي يظهر رجحان ما ذهب إليه ابن قدامة رحمه الله؛ لما ذكر من المشقة، ولأن الجمعة آكد وأهم.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا اجتمعت صلاتان صلاة الكسوف مع غيرها، كصلاة الفريضة، أو الجمعة، أو الوتر، أو التراويح، فأيهما يقدم؟
فأجاب: " الفريضة مقدمة على الكسوف والخسوف؛ لأنها أهم، ولأن الله تعالى قال في الحديث القدسي: (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه) " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/ 307).
ثانيا:
إذا بدأ الإمام بالجمعة، خطب لها وصلاها، ثم صلى الكسوف وخطب له، وإذا بدأ بصلاة الكسوف وفرغ منها، خطب للجمعة، وذكّر فيها بالكسوف، ثم صلى الجمعة، واستغنى بخطبتي الجمعة عن الخطبة للكسوف.
قال النووي رحمه الله في الموضع السابق: " ولو اجتمع جمعة وكسوف واقتضى الحال تقديم الجمعة خطب لها ثم صلى الجمعة , ثم الكسوف , ثم خطب للكسوف.
وإن اقتضى الحال تقديم الكسوف بدأ بها , ثم خطب للجمعة خطبتها , وذكر فيهما شأن الكسوف وما يندب في خطبتيه ولا يحتاج إلى أربع خطب , وقال أصحابنا: ويقصد بالخطبتين الجمعة خاصة، وكذا نص عليه الشافعي في الأم " انتهى.
والله أعلم.
المصدر موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/121250(/)
فتاوى الصحابة
ـ[المرضي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 03:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توجد كتب اعتنت بجمع فتاوى الصحابة رضي الله عنهم؟
ـ[المرضي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 07:13]ـ
إسلام ويب، رقم الفتوى: 37723
مظان وجود فتاوى الصحابة وتفسيرات ابن عباس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جمعت كثير من فتاوى عمر بن الخطاب في كتاب اسمه "فقه عمر موازنا بفقه أشهر المجتهدين" وقد جمع كثير من تفسير ابن عباس في كتاب اسمه "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس".
وقد اعتنى مالك في الموطأ، وعبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما والبخاري في كتبه، وابن حزم في المحلى، وابن عبد البر في الاستذكار، وابن قدامة في المغني بذكر أقوال الصحابة في المسائل الفقهية.
كما اعتنى الطبري وابن كثير والقرطبي والسيوطي في تفاسيرهم بذكر أقوال الصحابة في تفسير القرآن.
والله أعلم(/)
هل يجوز التعامل مع دكان يبيع الخمر و أشياء أخرى مباحة؟
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:56]ـ
الإخوة في المجلس
هل يجوز اقتناء بعض الأشياء المباحة {مواد غذائية} من عند دكان أو مغازة تبيع خمور؟
أرجو بيان المسألة مع الدليل الشرعي و أقوال أهل العلم.
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 11:57]ـ
http://209.85.135.104/search?q=cache:lM0rZsUaIdYJ:is lamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm%3Fid %3D61763+%22%D8%A7%D9%84%D8%B4 %D8%B1%D8%A7%D8%A1+%D9%85%D9%8 6+%D9%85%D8%AA%D8%AC%D8%B1+%D9 %8A%D8%A8%D9%8A%D8%B9%22&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 01:59]ـ
بارك الله في الأخ حمد
أرجو من الإخوة الإضافة في المسألة.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 02:08]ـ
http://209.85.135.104/search?q=cache:lM0rZsUaIdYJ:is lamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm%3Fid %3D61763+%22%D8%A7%D9%84%D8%B4 %D8%B1%D8%A7%D8%A1+%D9%85%D9%8 6+%D9%85%D8%AA%D8%AC%D8%B1+%D9 %8A%D8%A8%D9%8A%D8%B9%22&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم يجوز لك أن تتسوّق من هذا السوق؛ لأن ما تشتريه مباح، ولا يضيرك كون البائع يبيع الخمر أو غيره من المحرمات في المتجر نفسه، فأنت لم تُعنه على بيعه ولا على شرائه قولاً ولا عملاً، وقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يتعامل مع يهود المدينة بيعاً وشراءً، مع أنهم كانوا يعاملون آخرين بالربا. انظرصحيح البخاري (2916) ومسلم (1603). لكن ينبغي مقاطعته إذا كنتم تجدون البديل، وكانت مقاطعته مُجدية. والله أعلم.
الأخ حمد؛ جزاك الله خيرا إجابة مقنعة
و هاته من مشاكل إخواننا في بلاد الغرب.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 05:40]ـ
للتذكير فالمسألة مهمة
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 07:00]ـ
للتذكير(/)
هل يجزئ المسح على خوذة العسكري في الوضوء قياساً على العمامة؟
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 01:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل يجزئ المسح على خوذة العسكري في الوضوء قياساً على العمامة؟
وتكون الخوذة حديدية.
ـ[حمد]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:11]ـ
؟ ?(/)
عبرة من النحل (انصاف ملكات) تدمر الخلية!
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 03:12]ـ
عبرة من النحل (انصاف ملكات) تدمر الخلية!
بسم الله الرحمن الرحيم
قد تنحشر الملكة بين البراويز أثناء الكشف على الخلايا فتموت، وقد تفشل الشغالات في إنتاج عذارى بديلة؛ إما لأن الملكة لم تترك بيضًا يصلح لإنتاج العذراء، أو لأن النحال المبتدئ لم يفرق بين بيوت الطوارئ وبيوت التطريد فيهدم بيوت الطوارئ، وعندئذ تصبح الخلية بلا ملكة ولا عذراء ولا بيض يصلح لإنتاج عذراء، فتقوم الشغالات بتغذية بعضها بالغذاء الملكي؛ فتنشط مبايض الشغالات التي حصلت على هذا الغذاء الملكي، وتضع البيض في العيون السداسية، ولكنه بيض غير مخصب ينتج عنه ذكور فقط، وتمتلئ الخلية بالذكور والأمهات الكاذبة، ولا تقبل الأمهات الكاذبة دخول أي ملكة أو عذراء، وتسارع بقتلها؛ لذلك يجب أولا التخلص من هذه وهي خلية هالكة لا محالة إلا إذا تدخل النحال وتخلص من الأمهات الكاذبة وزود الخلية بملكة أو عذراء أو بيض مخصب.
- منقول للعبرة -(/)
وجوب إشهاد ذوي عدل بعد الطلاق
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:21]ـ
وأصل المسألة في قوله تعالى (فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا)
فالإشهاد الواجب يكون على ما آل إليه الأمر بعد الطلاق من إمساك أو تسريح.
ـ[بنت الخير]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 01:06]ـ
كنت قد طرحت هذا الكلام في موضوع بعنوان: هل يعتد بخلاف الامامية في المسائل الفقهية؟؟؟
########
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 02:15]ـ
كنت قد طرحت هذا الكلام في موضوع بعنوان: هل يعتد بخلاف الامامية في المسائل الفقهية؟؟؟
########
/// قد تمّ مناقشة موضوع: "هل يعتد بخلاف الامامية في المسائل الفقهية؟؟؟ " فيما سبق في هذا الموقع و مال عامة الإخوة إلى القول بعدم الإعتداد بهم.
/// و الإمامية؛ هؤولاء على فرض وجود من هو مسلم منهم: فما بني من إجتهاد إنطلاقا عن من ما تفرّدوا به من أخبار و آثار فهو مردود و لا يعتّد به. لأنّ من شروط المخالف الذي يُعتّد بكلامه في خرق الإجماع أن يُظن أنّ كلامه يحتمل الصواب و أما و أنت تجزم و متيقن ببطلان أصول مخالفك التي اعتمد عليها لتقرير قول ما ففي هاته الحالة لا عبرة بخلافه
/// فالإنحراف الموجود عند الإمامية يورث الييقين في بطلان كثير من أصولهم في إستنباط الأحكام الشرعية
/// و على فرض وجود احتمال سلامة بعض من أصول بعض الإمامية في الإستنباط و على فرض أنّه يوجود في هؤولاء من هو مسلم فلا عبرة بإجتهاد هؤولاء إلا في بعض المسائل إن وُجدت و كان فيها:
- الإعتماد على أخبار أهل السّنة،
- و الإعتماد على قواعد يُحتملُ سلامتها عند أهل السّنة،
- و لم يكن ذلك في المسائل القطعية عند أهل السّنة.
/// و لكن يبقى كلامي هذا الأخير نظري و قد لا يكون موجودا على أرض الواقع للتخبط الشديد الموجود عند الإمامية في أصول الدّين مما قد يجعلنا لا نجد أي شخص فيهم يمكن أن نسميه مسلما. و معلوم بأنّه لا عبرة بكلام أي شخص غير مسلم في دين الله.
ـ[بنت الخير]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 03:11]ـ
هلا دللت أخي الكريم على المواضع التي تم فيها بحث هذا الأمر بطريقة علمية، #######
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 03:33]ـ
هلا دللت أخي الكريم على المواضع التي تم فيها بحث هذا الأمر بطريقة علمية، #####
من بينها:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14948
و المقصود أنّك تستفيدي من الرابط
و أما الشّدة الموجودة فيه فمثل هاته المواضيع حساسة و يُتوقع وُجود الشدّة فيها و حصول أخذ و رّد(/)
مفتاح السعادة.
ـ[ام الدحداح]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اذا عرفت الله وسبحته وعبدته وانت في كوخ. وجدت الخير والسعادة والراحة والهدوء. ولكن عند الانحراف فلو سكنت ارقى القصور واوسع الدور وعندك كل ماتشتهي فاعلم انها نهايتك المرة وتعاستك المحققة لانك ما ملكت الى الان مفتاح السعادة
-واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة-(/)
حكم الصلاة في مسجد فيه قبر مسوى؟
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 09:32]ـ
هل الصلاة في المسجد المبني على قبر مسوى جائز؟
فإن كان جائز ما الدليل على التفريق بين القبر المشرف و المسوى في الصلاة؟
و إن قلنا بالمنع هل يحرم على الإنسان أن يصلي في منزل بني على قبر أو على جثث؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 06:59]ـ
للتذكير
ـ[مستور الحال]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:11]ـ
لا يجتمع قبر ومسجد، ولا بيت وقبر، في مكان واحد. فلا بد من إزالة أحدهما.
فإن كان هذا المسجد بني على القبر فقال العلماء يهدم المسجد، وإن كان الباني لا يعلم بوجود القبر فإن كانت المصلحة في نبش القبر ودفنه في مكان آخر فهو أولى.
وإن كان القبر دفن في مسجد فينبش القبر ويدفن في مكان آخر.
وإن كان الباني للبيت لا يعلم بوجود القبر وقد بناه، وكانت المصلحة في نبش القبر ودفنه مع الموتى في المقابر.
والأصل عدم نبش القبر وتغيير مكانه لأن حرمة الإنسان حياً كحرمته ميتاً ومكانه له حياً وميتاً فيه، ولا يتوسع في المصلحة حتى تنبش المقابر بدافع التوسع السكني.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:24]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لو كانت الصلاة لا تجوز على القبور المسواة لاسيما المجهول عينها - لما سلم لنا من الأرض الا اليسير، فمن ذا الذي يستطيع أن يثبت أن المكان الذي يصلي فيه في بيته أو مسجده لم يكن قبراً في يوم من الأيام أو في عصر من العصور؟؟!!
وكثير من المناطق المعمورة بالسكان نعلم أنها كانت منطقة مقابر في عصور سالفة مثل مناطق الدراسة والامام الشافعي والبساتين بمصر، فهل يترك الانسان قاطن هذه المناطق الصلاة في بيته ومساجده التي حوله؟؟
ـ[مستور الحال]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 11:42]ـ
المجهول كالمعدوم.
القبور المجهولة كالمعدومة، فلا يتحرج الإنسان من البناء والسكنى والصلاة في الأرض الفضاء.
أما إذا علمت أن هذا المكان مكان قبور فتجب صيانته والتعريف به ويكون مقبرة للمسلمين ويدفن فيها الموتى، هذا إذا كانت القبور تظنّ ظنّاً راجحاً أنه لمسلمين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: ومن المحدثات الصلاة عند القبور مطلقًا، واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها، فقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك، والتغليظ فيه.
فأما بناء المساجد على القبور فقد صرح عامة علماء الطوائف بالنهي عنه، متابعة للأحاديث، ولا ريب في القطع بتحريمه، لما روى مسلم في صحيحه "عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا، لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك».
وعن عائشة رضي الله عنها، وعبد الله بن عباس قالا: «لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجا جميعًا عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
وفي رواية لمسلم: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
فقد نهى عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن -وهو في السياق- من فعل ذلك من أهل الكتاب، ليحذر أمته أن يفعلوا ذلك.
قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا. رواه البخاري ومسلم.
وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أشرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد» رواه أبو حاتم في صحيحه.
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد». رواه الإمام أحمد.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج». رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي.
وفي الباب أحاديث وآثار كثيرة ليس هذا موضع استقصائها.
أ. هـ
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 04:00]ـ
للتذكير من يفيدنا أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خادم التوحيد والسنة]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 05:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن تحريم الصلاة إلى القبور لا يخص المساجد، ولكن تحريم بناء القبور عليها لئلا تعبد القبور. فهي ذريعة إلى الشرك. ففي مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها) وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وفيهما عن عائشة أنه قال في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا. ولا فرق بين القبر المشرف و المسوى منها.
ولكن تصح في المكان الذي لا يغلب على الظن أن فيه قبرًا؛ لأن العلم غالبه مبني على غلبة الظن.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 07:58]ـ
الشيخ الألباني حسب علمي فرق بين المسوى و غيره
ما دليله في المسألة؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:46]ـ
للتذكير(/)
نصيحة الشيخ محمد سعيد رسلان لاخوانه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 07:41]ـ
أفرغ لكم من ادقيقة 30 من شريط الى الشيخ المكرم للشيخ محمد سعيد رسلان
والمرض النفسى قد استشرى فى شباب الامة أقولها وأنا أعلم ما أقول - القوة العلمية سابقة عن القوة العملية بمراحل ولايصح لك قلب ولا ضمير ولا فؤاد ولاعقل ولاتحوز سلام العقل والروح حتى تكون متوازنا موازنا بين القوة العملية والقوة العلمية - العلم محفوظ ومنطوق ومسموع ومنظور يسبق فيه طالبه شوقا وأما العمل وأما الأدب وأما التربية فحدث عن انعدامها ولا حرج وقديما كنت أقول لاخوانى لا أقول لطلابى وتلامذتى دعك من هذا وانما كنت أقول
يا ولدى عليك أن تقول يوما من الايام هذا الذى لك أقول - قل - ان العلم الذى أعرفه يستطيع كل أن يعرفه ولكن القلب الذى أحمله لايتسنى لغيرى أن يحمله
صل الى هذه وحزها وعض عليها بنواجذك قل لنفسك ان العلم الذى أعرفه يستطيع كل طالب علم أن يعرفه ولكن القلب الذى أحمله لايتسنى لغيرى أن يحمله - ان وصلت اليها فأنت الرجل حقا والا فجاهد كما يجاهد الرجال فى الوصول اليها فلعل وعسى
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 02:42]ـ
بارك الله فيك و نفع بك
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 01:03]ـ
وقديما كنت أقول لاخوانى لا أقول لطلابى وتلامذتى دعك من هذا وانما كنت أقول
يا ولدى عليك أن تقول يوما من الايام هذا الذى لك أقول - قل - ان العلم الذى أعرفه يستطيع كل أن يعرفه ولكن القلب الذى أحمله لايتسنى لغيرى أن يحمله
صل الى هذه وحزها وعض عليها بنواجذك قل لنفسك ان العلم الذى أعرفه يستطيع كل طالب علم أن يعرفه ولكن القلب الذى أحمله لايتسنى لغيرى أن يحمله - ان وصلت اليها فأنت الرجل حقا والا فجاهد كما يجاهد الرجال فى الوصول اليها فلعل وعسى
اسئل الله أن أصل إليها ويالله ما لها من كلمة على وجازتها اسئل الله ان يحفظ لنا الشيخ من كل سوء وان يبارك لنا في علمه وعمره
وأشكر أخي الحبيب خالد المرسي على هذا النقل
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 08:41]ـ
جزاك الله خيرا ياخالد ...
كلمة جميلة جدا ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 09:22]ـ
إذا لم يزدك علمك يقينا وإيمانا، فينبغي أن تتهم هذا العلم.
وإذا لم يجعلك العلم أكثر تقوى وورعا وقربا من الله، فينبغي أن تشك في هذا العلم.
وحينئذ ينبغي أن تعيد النظر في هذا العلم الذي تطلبه أحقا هو العلم الذي جعله الله أفضل القربات؟!!
فالذي يحصل علما ولا يجد عنده ثمرة هذا العلم، لا يسمى عالما، وإنما يسمى حاملا للعلم، يسمى ناقلا، يسمى راوية، يسمى حافظا، ولكنه لا يسمى عالما.
نعم قد يسمى كذلك في الاصطلاح من باب التجوز والتوسع، ولكنه لا يسمى كذلك شرعا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 08:33]ـ
جزاكم الله خيرا
أنقل لكم أيضا
رجل العقيدة روح عبقرى قبل أن يكون عقلا ألمعيا ورجل عام لايعيش لنفسه بل يعيش للحق ويموت فى سبيل الحق وحده
ولابد لرجل العقيدة من نظرتين فى عقيدته انه ازاءها خادم أمين وهو بها ملك رفيع
رجل العقيدة جندى عامل لا فيلسوف مجادل
وكتيبة حية لاكتاب خامد ومكافح فى معركة لا مفاوض على مائدة
لايراوغ كالثعلب ولايلين كالثعبان ولايختال كالطاووس
ولايتلون كالحرباء ولايلعب كالقردة ولايساوم كالتجار
ولايتعاظم كالممثل ولايتفوز كالمشعوذ بل يتحفز كالأسد
ويلين كالماء ويزهو كالسيف ويسطع كالنجم ويسمو كالملائكة
يعيش فى الدنيا ولاتعيش فيه ويأكل منها ولاتأكل منه) نقلا عن كتاب المنتقى التربوى من أقوال الدعاة لمحمود المنير نقلا عن رحلتى مع الجماعة الصامدة لأحمد أبو شادى عن الأستاذ محمد عبد الحميد (أستاذ بجامعة أم القرى ومن شيوخ الدعوة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 09:08]ـ
للتذكرة
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 12:11]ـ
يرفع للفائدة(/)
<<علماء الأمة على ضربين >>
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 10:58]ـ
[علماء الأمة على ضربين]
ولما كانت الدعوة إلى الله والتبليغ عن رسوله شعار حزبه المفلحين , وأتباعه من العالمين , كما قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله , وما أنا من المشركين} وكان التبليغ عنه من عين تبليغ ألفاظه وما جاء به وتبليغ معانيه كان العلماء من أمته منحصرين في قسمين:
أحدهما: حفاظ الحديث , وجهابذته , والقادة الذين هم أئمة الأنام وزوامل الإسلام , الذين حفظوا على الأئمة معاقد الدين ومعاقله , وحموا من التغيير والتكدير موارده ومناهله , حتى ورد من سبقت له من الله الحسنى تلك المناهل صافية من الأدناس لم تشبها الآراء تغييرا , ووردوا فيها {عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا} , وهم الذين قال فيهم الإمام أحمد بن حنبل في خطبته المشهورة في كتابه في الرد على الزنادقة والجهمية: الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى , ويصبرون منهم على الأذى , ويحيون بكتاب الله تعالى الموتى , ويبصرون بنور الله أهل العمى , فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه , وكم من ضال تائه قد هدوه , فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم , ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين , الذين عقدوا ألوية البدعة , وأطلقوا عنان الفتنة , فهم مختلفون في الكتاب , مخالفون للكتاب , مجمعون على مفارقة الكتاب , يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم , يتكلمون بالمتشابه من الكلام , ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ; فنعوذ بالله من فتنة المضلين [ص: 8]
فصل [فقهاء الإسلام ومنزلتهم]
القسم الثاني: فقهاء الإسلام , ومن دارت الفتيا على أقوالهم بين الأنام , الذين خصوا باستنباط الأحكام , وعنوا بضبط قواعد الحلال والحرام ; فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء , بهم يهتدي الحيران في الظلماء , وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب , وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب , قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} قال عبد الله بن عباس في إحدى الروايتين عنه وجابر بن عبد الله والحسن البصري وأبو العالية وعطاء بن أبي رباح والضحاك ومجاهد في إحدى الروايتين عنه: أولو الأمر هم العلماء , وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد.
وقال أبو هريرة وابن عباس في الرواية الأخرى وزيد بن أسلم والسدي ومقاتل: هم الأمراء , وهو الرواية الثانية عن أحمد [طاعة الأمراء تابعة لطاعة العلماء]
والتحقيق أن الأمراء إنما يطاعون إذا أمروا بمقتضى العلم ; فطاعتهم تبع لطاعة العلماء ; فإن الطاعة إنما تكون في المعروف وما أوجبه العلم , فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء , ولما كان قيام الإسلام بطائفتي العلماء والأمراء , وكان الناس كلهم لهم تبعا , كان صلاح العالم بصلاح هاتين الطائفتين , وفساده بفسادهما , كما قال عبد الله بن المبارك وغيره من السلف: صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس , وإذا فسدا فسد الناس , قيل: من هم؟ قال: الملوك , والعلماء كما قال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها وهل أفسد الدين إلا الملوك
وأحبار سوء ورهبانها
إعلام الموقعين عن رب العالمين(/)
التربية بالتدبر لفضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 11:48]ـ
التربية بالتدبر
لفضيلة الشيخ
ناصر بن سليمان العمر
وهي محاضرة شرعية ألقيت في خميس مشيط.:: جامع ابن تيمية::.
بتاريخ 24 - 7 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53028
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:49]ـ
فضيلة الشيخ غالب. نزل شريط جديد للشيخ الدكتور ناصر العمر بعنوان (ليدبروا آياته). وهو شريط جميل جداً في التدبر وعظمته.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 03:55]ـ
فضيلة الشيخ غالب. نزل شريط جديد للشيخ الدكتور ناصر العمر بعنوان (ليدبروا آياته). وهو شريط جميل جداً في التدبر وعظمته.
تبارك الله ...
خبر سارٌ، ولعلنا ننقله لطلاب الحلقات القرآنية، وغيرهم إن شاء الله ...
بوركت، وبورك مسعاك، وحفظ الله الشيخ ناصرًا، ونفع به -آمين-(/)
سؤال عن نصاب الذهب؟؟
ـ[سيد المصري]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 12:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد بحث يوضح لنا نصاب زكاة النقدين بالمقاييس العصرية؟؟
ملحوظة: أتمنى أن يكون البحث موسعًا في هذه الدراسة(/)
" تتبع الرخص " لفضيلة الشيخ خالد السبت
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 02:44]ـ
هذه كلمات للشيخ خالد السبت حفظه الله في موضوع مهم للغاية وهو تتبع الرخص الذي عم وطم عند بعض من ينتسب للعلم والعلماء فضلا عن طلبة العلم وهي من موقع الشيخ حفظه الله:
الحلقة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لقد عشنا برهة من الزمن والناس يرجعون إلى أقوال علمائهم ويستفتونهم فيما وقع لهم من المسائل العارضة والمستجِدة، ثم يأخذون بما أفتوهم به، على اختلاف طبقات هؤلاء السائلين والمستفتين، فمنهم من يأخذ المسألة بدليلها، ويتمكن من معرفة شيء من ذلك، وله نوع من البصر في هذه القضايا، وكان الناس في خير كثير، وفي عافية مع وجود الأهواء، وهذا شيء لا ينكر في كل زمان وفي كل مكان، إلا أنه قد فُتح على الناس باب لربما يكون ضرره عليهم أعظم من النفع الذي يجنونه، وذلك أنه لما تطورت وسائل الاتصال وصار الناس في العالم أجمع يسمعون قول القائل، ويتعرفون على فتوى المفتي في مشارق الأرض وفي مغاربها، فصار الناس يتناقلون هذه الأمور، وصار السابق في نشر فتياه وما يعتقده وما يقرره من المسائل صار السابق في ذلك والأوسع انتشاراً من سبق إلى هذه الوسائل الإعلامية التي يراها الصغير والكبير، الرجل والمرأة على حد سواء، ولما كانت الأهواء غلابة وجدت طائفة ممن يتصدر للكلام في مسائل العلم والدين والفتيا والحلال والحرام، فوجدت طائفة تفتي الناس بحسب أهوائهم وأمزجتهم، وبحسب ما يروق لهم بدعوى التسهيل والتيسير، فأعجب فئام من الناس بمثل هؤلاء، وصاروا أتباعاً لهم، يدافعون عنهم أشد المدافعة، بل لربما تنقصوا العلماء الذين لزموا كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، واستمروا على الجادة الصحيحة التي تنضبط بها الفتيا.
الحاصل لما كانت الأهواء غلابة، ووجد من يفتي الناس بحسب أهوائهم، وصارت هذه الفتاوى تصل إلى جميع الناس عن طريق هذه الوسائل في الفضائيات وفي غيرها، صار خطر ذلك على الناس عظيماً كبيراً، مهدداً بانسلاخ من الدين وصاحَب ذلك ظن كثير من الجهال أن الإنسان يخرج سالماً من المسألة إذا جعل بينه وبين النار عالماً، وأنه ليس عليه كي يخرج من الحرج إلا أن يعلق هذه المسألة برقبة مفتٍ من المفتين، وإن لم يكن أهلاً للفتيا، فيكون بذلك بريء الساحة، لا يلحقه ذم ولا عتاب ولا مؤاخذة، والذي أريد أن أنبه عليه وهي مسألة أصلية مهمة وكل إنسان ينبغي أن يهتم بدينة، وبسلامة اعتقاده ومسلكه إلى الله -تبارك وتعالى-، أقول: نصيحة لنفسي ونصيحة لإخواني:
ينبغي أن نعلم أولاً: أن الحق واحد في المسائل المختلف فيها، وأعني بالخلاف هنا خلاف التضاد، هذا يقول: حرام، وهذا يقول: حلال، هذا يقول: يجوز، وهذا يقول: لا يجوز، هذا يقول: واجب، وهذا يقول: مباح، الحق في ذلك واحد عند الله -تبارك وتعالى-، فمهما أفتاك الناس، ومهما قالوا في هذه المسألة من التحليل، وأوردوا على قولهم من الأدلة فإن ذلك لا يغير من حقيقة الحكم شيئاً، هذه قضية ينبغي أن نعرفها أن الحكم عند الله ثابت، ففتوى المفتي لا تقلب الحكم عند الله -عز وجل-، فهذا الذي قيل لك: إنه حلال قد لا يكون الأمر كذلك عند الله -تبارك وتعالى-، ولذلك وجب على الإنسان أن يتحرى الصواب، وأن يعرف من يسأل ليقع على الصواب، أو ليخرج من التبعة، وذلك إن كان مقلداً بأن يسأل من هو أهلٌ للفتيا، ومن هو أهلٌ لأن يرجع إليه ويسال، وتؤخذ عنه هذه المسائل والأحكام والقضايا المتعلقة بالشريعة، فإذا عرفت أن الحق واحد فينبغي أن تبحث عن هذا الحق فإن أصبته فالحمد لله، وإن أخطأته فالله -عز وجل- غفور رحيم، فإن سألت من هو أهلٌ للفتيا فأفتاك ولم يقع على الصواب فأنت معذور عند الله -تبارك وتعالى-، ولكن البلية حقاً هي أن يفعل الإنسان ذلك بأن يسأل من ليس أهلاً للفتيا، أو بأن يسأل من يعلم أنه يوافق هواه في هذه المسألة فيكون متتبعاً للرخص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن تتبع هذه الرخص يؤذن بالانسلاخ من الدين، وذلك أن الله -عز وجل- حينما وضع هذه الأحكام الشرعية، وطالبنا بالعمل بها، وكلفنا بالقيام بها وتحقيقها في واقع الحياة، وأن نجري على مقتضاها لما أمرنا الله -عز وجل- بذلك إنما أمرنا به لحكمة؛ لأن هذه الأحكام التي يأمرنا الشارع بها مشتملة على حكم عظيمة فإذا تتبعنا الرخص وقعنا في عملية مسخ، وخرجنا من هذه الحكمة التي وضع الله -عز وجل- الأحكام لتثبيتها وتقريرها فصار فعلنا بذلك نوعاً من الانفلات من حكم الشريعة، وصار الإنسان بهذا العمل متتبعاً للرخص، أي متتبعاً لهواه هذه واحدة.
وأمر آخر: وهو أن الشريعة من حيث العموم والإجمال قد وضعت على خلاف داعية الهوى، فإذا التبس عليك أمر فانظر إلى الهوى أين يتجه؟ فغالباً تجد أن حكم الشريعة مخالف لداعية الهوى؛ لأن الشريعة إنما وضعت لانتشال المكلف وانتزاعه ورفعه من داعية هواه ليتخلص من رق الهوى، ومن عبادة النفس والشيطان إلى عبادة الملك الديان -جل جلاله-.
فأقول: هذه قضية أصلية، فإذا كان الإنسان متتبعاً للرخص فهو في الواقع يدور مع هواه حيث دار، وصار مخالفاً لقصد الشارع بوضع الشريعة، وبتكليفه بها، أي أن الشارع قصد انتشال المكلف من داعية الهوى، فإذا تتبع الإنسان الرخص صار دائراً مع هواه حيث دار.
وأمر آخر: أن تتبع الرخص مؤذن بسقوط التكاليف، فهذا الإنسان الذي يتبع الرخص ينظر في كل مسألة ما هو الأخف؟ وما هو الأيسر؟ وما هو الذي أيسر في العمل؟ وما هي الفتيا التي ترخص له في مقارفة هذا الحرام؟ فيفعل هذه الأشياء فيكون ذلك سبباً في سقوط التكليف أصلاً، فمثلاً الآن لو جاءنا إنسان وأخذ برخصة بعض أهل العلم في أن الأغاني حلال بالمعازف هذه واحدة، ثم جاء إلى مسائل العورات فقال: الفخذ ليس بعورة كما قال بعض أهل العلم، فصار الفخذ ليس بعورة، فلبس سراويلات قصيرة، وصار يسمع الأغاني، وجاء إلى فتوى من أفتى بأن اللحية لا يجب إعفائها، وإنما هي سنة فأخذ بهذا القول، وجاء إلى من قال: بأن التدخين حلال، وصار يدخن، وجاء إلى فتيا من أفتى بأن القات -وهو نوع من المخدر- أنه زاد الصالحين، كما يقول بعضهم، فصار يأكل من هذا القات، أو كما يقال: خزن من هذا القات، وجاء إلى فتيا مفتٍ آخر يعلل لنفسه وهو يدرس أصول الفقه، يقول: تعليمي لكم الأصول واجب، ولا أتمكن إلا بالتدخين، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجوز للإنسان أن يدخن بهذا الاعتبار، فصار يرخص لنفسه أن يفعل ذلك، وأخذ بقول من قال: بأن صلاة الجماعة ليست بواجبة، وأخذ بقول من قال: بأن المتعة أن يتفق مع امرأة -على خلافٍ في التفاصيل- فيتزوجها ساعة، عقد لمدة ساعة أو يوم أو نصف يوم أو ساعتين بحسب الحاجة، ثم ينفسخ العقد تلقائياً بعد انتهاء المدة، نكاح المتعة المعروف، فأخذ بقول من أجازه من العلماء، ثم جاء إلى قول أهل الكوفة في مسألة النبيذ المسكر فأخذ به فصار يشرب المسكرات من غير عصير العنب بزعمه أن ذلك يجوز، وأنه أفتى به بعض السلف، فصار الرجل يخرج سكران، وعليه سراويلات قصيرة، ويسمع الأغاني، ويحلق لحيته، ويأخذ في مسألة الربا -في باب الصرف- بقول طائفة السلف في هذه المسألة، ثم هو يدخن، ويأكل القات، ويبيع المخدرات على غير المسلمين، يأخذ بقول من قال: إنه لا بأس ببيع الخمور والمخدرات والسموم ونحوها لغير المسلمين ممن يتعاطونها ويأكلونها ولا يرون بها بأساً، لا مانع من الاتجار بها، وجمّع المليارات من هذه التجارة، ما تقولون في هذا الإنسان؟ هذا خرج من التكليف تماماً، هل هذا إنسان مكلف؟! هذا إنسان غير مكلف.
فأقول: تتبع الرخص هو في الواقع تمرد على التكليف، تمرد على الشريعة، خروج عنها، وهذا الخروج بزعمه أنه بفتاوى، وهذه الفتاوى لا تنفعه عند الله -تبارك وتعالى-، وإنما هو أراد أن يبرر لنفسه أمراً، والله -عز وجل- الموعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمر آخر: أن العلماء قد أجمعوا على أن من تتبع الرخص فهو فاسق، من تتبع رخص الفقهاء فهو فاسق، والشارع قصد إثبات العدالة للمسلم، ونهاه عن كل موجب للفسق، فالفسق إنما يجر إليه فعل المحرمات، وترك الواجبات، فتتبع الرخص نقل غير واحد من العلماء أنه أمر يوجب فسق من فعله، وقد قال ذلك الإمام أحمد -رحمه الله- والمروزي، ونقل الإجماع على فسقه ابن حزم وابن عبد البر وأبو الوليد الباجي من المالكية، وقال الأوزاعي -رحمه الله -: "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام".
وأمر آخر: وهو أن الواجب على المسلم في حال الاختلاف أن يرجع إلى من؟ أن يرجع إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فالله يقول: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [(10) سورة الشورى] ويقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [(65) سورة النساء] يعني: فيما اختلفوا فيه: {ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [(65) سورة النساء] فالواجب في حال الاختلاف أن يرجع الإنسان إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والرجوع إلى الله رجوع إلى كتابه، والرجوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجوع إلى سنته -عليه الصلاة والسلام-، هذا هو الواجب على المسلم، وهذا هو الذي أمر الله به، فإذا تتبع الإنسان الرخص فهو في الواقع قد رجع إلى أين؟ يكون قد رجع إلى هوى النفس وشهوتها ومطلوباتها ومحبوباتها، ولم يكن محتكماً إلى الله -عز وجل- وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي لم يكن مستجيباً لنداء الله -تبارك وتعالى- وأمره وتوجيهه في مثل هذه المقامات.
فالحاصل أن من أخذ أحد هذين القولين لمجرد التشهي فهو متبع للهوى، وليس متبعاً للكتاب والسنة، وإن زعم أنه متبع لكتاب الله وسنة رسول -صلى الله عليه وسلم-.
ثم إن أتباع هذه الرخص سبب لذهاب هيبة الدين، والتهاون بحرمات الشرع، ولو حدثتكم عن هذا لحدثتكم طويلاً عن أمثلة يتلاعب فيها الناس بالشريعة، المثال الذي ذكرته آنفاً هذا الرجل الذي يدخن وهو يدرس أصول الفقه ويقول: تدريسي واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أليس ذلك يكون سبباً لذهاب هيبة الشرع؟ لا شك أنه كذلك.
جاء رجل لبعض الفقهاء وقد استأجر أرضاً إجارة مشاعة، واستأجر رجل آخر جزءً آخر من هذه الأرض ومسألة الشفعة إنما هي فيما يملك الإنسان، وقد اختلف العلماء في المستأجر هل فيه شفعه أو لا؟ فالحاصل أن هذا الرجل سافر إلى بلد أو كان في ناحية فذهب الرجل الذي استأجر الناحية الأخرى إلى قاضيٍ أو عالم أو فقيه ممن يفتي بالرخص فذهب إليه فحكم له بأنه لا شفعه، لما سمع أن ذلك الرجل المسافر يريد أن يستصدر حكماً بالقول بالشفعة في هذه الأرض، ذهب واستصدر حكماً من فقيه بأنه لا شفعة في الإجارة، فلما قدم هذا الرجل من السفر ذهب إلى هذا الفقيه وعرض عليه المسألة فقال: هو أنت؟ لو علمت أنه أنت لقلت بقول أشهب، يقول: إنما أفتيته بقول الإمام مالك أنه لا شفعه في الإجارة، ولو علمت أنه أنت -يعني صاحب الشق الآخر من الأرض- لأفتيته بقول أشهب حيث أن أشهب -رحمه الله- من علماء المالكية- يقول بجواز الشفعة في الإجارة في المؤجَر واضح؟ فهو لما عرفه وكان صاحباً له، وكان بينه وبينه مودة قال: لو علمت أنه أنت لقلت في المسألة بقولٍ آخر.
ولها أمثلة كثيرة جداً، ومن ذلك أن أحد الكبراء كان له قصر، وكان هذا القصر يشرف على مستشفى فيه المرضى، ولربما بعض المجانين، فكان هذا الرجل الكبير يتأذى من رؤية المرضى كلما أطل من هذا القصر، وهذه الأرض التي فيها المستشفى كانت موقوفة وقفاً، وكان المذهب في ذلك البلد تجري الفتوى فيه على قول المالكية، فالحاصل أن هذا الرجل الكبير عرض هذه المسألة على طائفة من الفقهاء، فأفتوا بقول الإمام مالك -رحمه الله-، وأن الموقوفات من العقارات والأراضي لا يجوز نقلها بحال من الأحوال، فجاء رجل من الفقهاء وقال: المشارقة يقولون بجواز نقل الأوقاف، أراد أن يتقرب إلى هذا الكبير بفتوى لا يدين الله بها، وإنما أراد أن يتقرب إليه، فجاء بهذا القول، وبهذه الفتيا التي لا يعمل بها في بلده من أجل التقرب إلى هذا الإنسان، وكتب بهذه الفتيا، وخالف جميع الفقهاء في بلده، ثم كان ذلك سبباً لحظوته وتقديمه وأشياء أخرى لا حاجة لذكرها، فعلى كل حال هذا الرجل إنما أفتى بهواه.
فأقول: هذا الإنسان إنما هو متبع للهوى، قد تمرد على الشريعة، ثم أيضاً هو متناقض مع نفسه، الناس الآن الذين يتبعون الرخص إذا جئت في مسائل فيها حيل على الربا قالوا: فلان أفتى بها، وإذا جئت في مسائل المسح على الخفين قالوا: العالم الفلاني الكبير الفقيه الزاهد العابد الورع يفتي بأن الخف المخرق لا حرج بالمسح عليه، لماذا تأخذون بفتياه في مسألة المسح على الخفين ولا تأخذون بفتياه في مسائل أخرى لكم فيها هوى؟ ما الذي حلّل لكم هذا؟ هذا لا يسقط التبعة عند الله -تبارك وتعالى-، فينبغي للإنسان أن يحترز.
والكلام في هذه المسألة بقي فيه بقية، لا أطيل عليكم، أتركها في مرة قادمة، وأسأل الله -عز وجل- أن يفقهنا وإياكم في الدين، وأن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، وأن يرينا وإياكم الحق حقاً وأن يرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 06:10]ـ
الحلقة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
كنا نتحدث عن تتبع الرخص، وخطورة ذلك على دين الإنسان، وما يحصل به من التفلت من أحكام الشريعة والخروج على نظامها، وذكرنا في المرة الماضية جملة من العلل والأسباب التي تدعو لمجانبة هذا المسلك والحذر منه، وكان مما ذكرنا أن الشريعة اشتملت أحكامها على مصالح، وقد بُنيت هذه الشريعة على الحكم، فالله إنما يشرع شيئاً لحكمة، فإذا تتبعنا هذه الرخص معنى ذلك أنا قد أفسدنا حكمة التشريع، وأبطلنا المصالح التي راعاها الشارع حينما شرع لنا هذه التكاليف.
وذكرنا أمراً آخر: وهو أن هذه الشريعة قد وضعت على خلاف داعية الهوى، وأن من مقاصد الشريعة في تكليف المكلفين بها أن ينتشل المكلف من داعية هواه، فإذا استرسل مع الهوى، وصار يتتبع الرخص فمعنى ذلك أن مقصود الشارع لم يتحقق.
وذكرنا أيضاً أن إتباع هذه الرخص يؤدي إلى سقوط التكاليف، ومثلنا لذلك بجملة من الأمثلة، فالعبد يخرج عن التكليف الذي قد شق عليه، أو قد ثقل عليه، أو قد كرهه، أو خالف هواه، يخرج عنه بتتبع رخص العلماء، فإذا كان له شهوة في أمر ما وجد عالماً قد رخص له في هذا الأمر فأتبعه، فمعنى ذلك أنه قد خرج من ربقة التكليف في هذه القضية، فإذا كان له شهوة في أمر آخر اتبع رخصة أو قولاً ولو كان شاذاً، ثم بعد ذلك يكون قد تنصل من التزام هذا التكليف وهكذا فكلما كثر تتبعه للرخص كان ذلك أدعى لخروجه من ربقة التكليف والعبودية لله -تبارك وتعالى-، فيصير عبداً لهواه.
وذكرنا أيضاً أن العلماء قد أجمعوا على منع تتبع الرخص، وقد نصوا على فسق من فعل ذلك، وتحراه وتلمسه، ونقلنا قول جملة من العلماء في هذه القضية، لاسيما من نقلوا الإجماع على هذا المعنى، وذكرنا أيضاً أن العبد يجب عليه في حال الاختلاف أن يرجع إلى الكتاب والسنة، أن يرجع إلى الله وإلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا تتبع الرخص كان راجعاً في الواقع إلى هواه، ولم يكن محتكماً إلى نصوص الكتاب والسنة، كما أمر الله -عز وجل-، فاختيار الأقوال بمجرد التشهي إنما هو إتباع للهوى، وليس عبودية للرب المالك المعبود -جل جلاله-.
وأيضاً تتبع هذه الرخص يكون سبباً لذهاب هيبة الدين، واستهانة بمحرمات الشريعة، وذلك أن الإنسان الذي يتتبع هذه الرخص هو في الواقع يكون متلاعباً بحدود الله -تبارك وتعالى-، كما فعل بنوا إسرائيل حينما احتالوا على الخروج من أحكام الله -عز وجل-، فحرم الله -تبارك وتعالى- عليهم الصيد، أو العمل في يوم السبت، ثم هم قد احتالوا على ذلك بأن نصبوا الشباك في يوم الجمعة، ثم استخرجوها في يوم الأحد، فهذا في الواقع استخفاف بالتشريع، وخروج عن نظامه، وتلاعب بأحكام الله -تبارك وتعالى-.
فأقول: هذا الإنسان الذي يتتبع الرخص -رخص العلماء-، أو يتتبع بعض الفتاوى الضعيفة الشاذة، أو المبنية على مثل هذه الحيل هو في الواقع متلاعب بالتشريع، فإذا أخذ رخصة هذا العالم في جواز سماع الأغاني والموسيقى والمعازف، وأخذ رخصة ذلك العالم في أن الفخذ ليس بعورة، وأخذ رخصة العالم الآخر بأن اللحية لا يجب إعفاؤها كما قال بعضهم: "لما رأيت ذلك الأمر قد عم، ووقع فيه كثير من الفضلاء أردت أن أخرجه على شيء تبرأ فيه ذممهم" أراد أن يخرج لهم فتوى بطريقة فلم يجد قولاً لأحد من أهل العلم المعتبرين يرخص في حلق اللحية، فيقول: "نظرت إلى قول عند الأصوليين وهو قول ضعيف، وهو: أن الأمر يدل على الاستحباب، ومن المعروف والمشهور عند الأصوليين: أن الأمر يدل على الوجوب، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أعفوا اللحى)) () هذا أمر والأمر يدل على الوجوب، فهذا يدل على وجوب إعفاء اللحية، فهناك قول لبعض الأصوليين في مسألة الأمر، وهو أن الأمر يدل على القدر المجزوم به وهو الاستحباب، فيقول: نظرت في هذا فخرجت عليه الأمر بإعفاء اللحية، فيمكن أن يقال بهذا الاعتبار: إن الأمر بإعفائها على سبيل الاستحباب، ويقال ببساطة لهذا الإنسان: إن الله يقول: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [(43) سورة البقرة] ويمكن أن تخرج على طريقتك هذه أن الأمر للاستحباب إذاً الصلاة مستحبة وليست واجبة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا في الزكاة وهكذا في غيرها، فهذا عبث بالشريعة، هذا الإنسان حينما أراد أن يُخرّج لهؤلاء تخريجاً يخرجهم فيه من التبعة تلاعب بهذا التلاعب.
وذكرنا لكم مثالاً آخر في ذلك الرجل الذي عرضت عليه قضية، وهي قضية شفعة في إجارة في أرض، فلما كان صاحب الحق مسافراً سأل الطرف الآخر، سأل هذا الرجل فأفتاه بأن لا شفعة في الإجارة، فلما قدم صاحب الحق، وقابل هذا المسئول، قال له: لو علمت أنك صاحب القضية لحكمت لك بقول أشهب -من علماء المالكية- فهو يقول بوقوع الشفعة أو بصحة الشفعة فيما يتعلق بالإجارة.
وكان بعضهم يتفنن ويتبجح ويقول: إذا كان لصديق لي قضية من القضايا أفتيته بما يكون سهلاً ورخصة، فهو يرى أن هذا من القدرات التي يتمكن بها من خدمة أصحابه أو قرابته أو معارفه، ولا شك أن هذا عبث في الشريعة، ثم إن هذا الذي يتتبع الرخص هو متناقض في نفسه، ولذلك فإن عبد الله بن المبارك حينما جاء إلى الكوفة وكانوا يرخصون في النبيذ المسكر، كانوا يقولون: بأن المسكر المحرم إنما هو من عصير العنب خاصة؛ لأنه هو الذي كان يشرب في وقت نزول القرآن، فيقولون: هذا هو الحرام، أما المسكرات من الأشياء الأخرى فإنها لا تحرم، فلما قدم عليهم ابن المبارك -رحمه الله- اجتمعوا عليه، وعرضوا عليه هذه المسألة فأخبرهم بأن ذلك لا يحل، فقالوا: قد رخص فيه فلان وفلان وفلان، وذكروا جماعة من علماء التابعين، فقال لهم: دعونا من تسمية الرجال، وأنتم ما تقولون: في فلان وفلان وفلان؟ وذكر لهم عطاء الخرساني، وذكر لهم طاووس بن كيسان، وذكر لهم جابر بن زيد، وذكر هم جملة من علماء التابعين، فقال: ما تقولون في هؤلاء؟ فقالوا: هؤلاء علماء وأئمة، ولهم قدرهم ومنزلتهم، قال: فما تقولون في بيع الدينار بالدينارين والدرهم بالدرهمين؟ فقالوا: رباً لا يجوز، قال: إن هؤلاء يرخصون فيه، فما تقولون؟ فإن قلتم:
هؤلاء علماء فهؤلاء أيضاً علماء، فإذا استرخصتم في شيء تشتهونه وهو شرب بعض المسكر؛ لأن هؤلاء العلماء أفتوا بجوازه فأيضاً رخصوا في الأشياء الأخرى، لماذا تقولون: إنها حرام؟
ثم أيضاً هناك أمر آخر يترتب على تتبع هذه الرخص: أن هذا الإنسان الذي يتتبع الرخص هو في الواقع يؤول الأمر به إلى الخروج عن قول الجميع، فعلى سبيل المثال: رجل أخذ بقول الإمام مالك -رحمه الله- بأن القهقهة لا تبطل الصلاة، أو أنها لا تنقض الوضوء، والأحناف يقولون: بأن القهقهة تبطل الوضوء وبالتالي تبطل معها الصلاة، فإذا أخذ بهذا القول وهو مثلاً من الأحناف، ومذهبهم أنها تبطل الصلاة، وتبطل الوضوء فهو أخذ بقول الإمام مالك، ثم هو أيضاً أخذ بقول آخر في أن الوضوء يكفي فيه مسح ثلاث شعرات -مسح الرأس-، ومعلوم أن هذا القول أيضاً لبعض الفقهاء، وأخذ أيضاً بقول آخر هو أنه يكفي في الرجلين المسح فقط، وهذا قال به أيضاً بعض الفقهاء أخذاً بقراءة الجر في قوله -تبارك وتعالى-: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} [(6) سورة المائدة] فتصور هذا الإنسان الذي يمسح على رجليه في الوضوء، ويمسح في رأسه ثلاث شعرات فقط، ويرى أن القهقهة مثلاً -وهي كذلك- لا تبطل الوضوء، فهو في الواقع خرج على قول الجميع، فجميع العلماء لا يقولون: بأن هذه القضايا مجتمعة غير مؤثرة؛ لكن بعضهم يرى أن هذه القضية غير مؤثرة، والآخر يرى أن القضية الأخرى غير مؤثرة، والثالث يرى أن القضية الثالثة غير مؤثرة، لكن ما أحد منهم يقول: إن هذه القضايا جميعاً إذا اجتمعت في إنسان فإن صلاته صحيحة، إذا اجتمعت فيه فصلاته باطلة عند الجميع وهكذا.
فهذا الذي يتتبع الرخص في الواقع يكون خارجاً على قول الجميع، ولو نظرنا إلى هؤلاء الناس الذين يتتبعون الرخص ما هي حجتهم؟ لربما يحتجون بيسر الشريعة، وأن الله -عز وجل- قال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [(78) سورة الحج]، وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يسروا ولا تعسروا)) () أخرجه الشيخان، فيقال لهؤلاء الناس: هذه الشريعة بنيت على التسهيل والتيسير، وهي شريعة ميسرة؛ ولكن التيسير والتسهيل إنما هو مضبوط مزموم بحكم الشرع لا بالتشهي والهوى، ليس معنى يسر الشريعة أنك تشرع لنفسك، وأنك تتخير بحسب أهوائك، فتخرج عن أحكام التكليف، إنما معنى يسر الشريعة أن الله لم يكلفنا ما لا
(يُتْبَعُ)
(/)
نطيق، وأن الله -عز وجل- في حال الحرج والمشقة الكبيرة فإن الله -تبارك وتعالى- ييسر علينا، ويخفف عنا الأحكام، فمثلاً في السفر يجوز لك الفطر، وإذا سافرت فإن الصلاة الرباعية تقصر إلى ركعتين، وكذلك من لا يطيق الحج فإنه يسقط عنه، من لا يستطيع القيام بالصلاة فإنه يصلي وهو قاعد، من لا يستطيع الصلاة وهو قاعد فإنه يصلي على جنب، إذا قال له الطبيب: إن العين تتضرر من السجود والركوع فيمكنه الإيماء، هذا معنى يسر هذه الشريعة، فهي شريعة سهلة، شريعة ميسرة بضوابطها الشرعية، أما أن يفهم الإنسان أن يسر الشريعة يعني أن نتلاعب بأحكام الله -عز وجل- كيفما أردنا، وأننا نتخير من أقوال العلماء الشاذة ما نجعله ديناً لنا نتدين الله -تبارك وتعالى- به فهذا غير صحيح، وأما المشقات فإن المعتبر منها هي المشقات التي لا تكون محتملة، أو تكون معتبرة بالشرع، هذه التي يترتب عليها التيسير كما هي القاعدة: (أن المشقة تجلب التيسير)، و (أن الأمر إذا ضاق اتسع) هذا معنى هذه القواعد، أما المشقة التي تكون باعتبار مخالفة الهوى فهذه مشقة ليست معتبرة، كالذي يقول مثلاً: إن هواه يخالف قيامه من نومه لصلاة الفجر، فهذه مشقة غير معتبرة، وآخر يقول: يشق عليّ الوضوء، فأني لا أحتمل الماء مثلاً، فأريد أن أتيمم وأنا في البلد، فنقول: هذه مشقة غير معتبرة، والأخر يقول: أنا أكسل عن غسل جنابة مثلاً، فنقول: هذه مشقة غير معتبرة؛ لأنها مخالفة للهوى، وهكذا الذي يقول: أنا يشق عليّ الصيام، فنقول: إن كانت هذه المشقة معتبرة كأن يكون الإنسان مريضاً أو يكون قد تقدم به السن بحيث أنه يعجز عن الصيام، أو أن الصيام يضره، أو كانت المرأة حاملاً أو نحو ذلك، فهذا يرخص له في الفطر، أما إذا كان مجرد أنه يجوع، أو يحرم نفسه غداءه، أو نحو ذلك، فهذه مشقة غير معتبرة، هذا ضابط المشقات.
ولربما يحتج بعضهم أيضاً بأن الخلاف رحمة، ويحتجون بقول بعض السلف: "خلاف أمتي رحمة"، وبقول عمر بن عبد العزيز: "ما أحب أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يختلفوا، إنهم لو لم يختلفوا لما كان توسعة لمن بعدهم"، فالمقصود بمثل هذه الأشياء أن الخلاف رحمة بمعنى أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لما اختلفوا كان ذلك مسوغاً لمن كان جاء بعدهم أن يجتهد، وأن يتلمس الأحكام، وأن يتعرف عليها، فهو قد يخطئ وقد يخالفه غيره، فلا يكون ذلك سبباً للحوق الحرج فيه، ولا يكون ذلك داخلاً في توعد الله -عز وجل- للمختلفين: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [(105) سورة آل عمران] فلا يكون داخلاً بسبب هذه القضية؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- حصل منهم اجتهاد، وبالتالي حصل بينهم خلاف، فكان ذلك مسوغاً لمن جاء بعدهم من العلماء أن يجتهدوا، وأن يتعرفوا على الأحكام، وأن يحاولوا أن يقفوا عليها، ولو حصل خلاف بينهم، فإن الحرج لا يكون لاحقاً لهم، هذا معنى كون خلاف الأمة رحمة، وليس كما فهمه بعضهم.
ولهذا يقول الإمام إسماعيل القاضي المالكي من علماء القرن الثالث الهجري: "إنما التوسعة في اختلاف أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توسعة في اجتهاد الرأي، فأما أن يكون توسعة لأن يقول بقول واحد منهم من غير أن يكون الحق عنده فيه فلا؛ ولكن اختلافهم يدل على أنهم اجتهدوا فاختلفوا"، وقد علق الإمام ابن عبد البر -رحمه الله- على قول الإمام إسماعيل القاضي -رحم الله الجميع- من علمائنا، علق عليه بأنه قول جيد جداً.
هذا ما يتعلق بشبهات هؤلاء الذين يتتبعون الرخص، والواقع أنهم مع شبهاتهم هذه إنما يتبعون أهواءهم، ولذلك تجد الرجل الذي يرخص للناس ولربما يتمسخر في الصحف وفي الفضائيات من العلماء المتزمتين المتحجرين، أصحاب النظرة الأحادية، الذين لا يفقهون شيئاً في هذا العصر، الذي يضيقون على الناس ويحرجون عليهم، وما شابه ذلك من العبارة الفجة التي يقولها عن علماء الأمة، مثل هذا تجد أن الجماهير تنظر إليه، وتطلع إلى كلامه، وهم في الواقع إنما يتبعون وهماً، وإنما يتبعون جاهلاً صاحب هوى لا يدلهم على الطريق السوية المستقيمة، وهم في ذلك الفعل لا يكونون معذورين عند الله -تبارك وتعالى-؛ لأنهم إنما يتبعون أهواءهم: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} [(50) سورة القصص] أصبحنا نرى بعض المعممين يتبجح في الفضائيات أن عنده دش، وآخر يتبجح حينما تقابله مذيعة شبه عارية، أمام الناس، أمام العالمين، يتبجح في مقابلة أخرى يسأل هل ندمت على هذا اللقاء مع فلانة؟ فيقول: لو عادت لعدت، وآخر رأيت له في الليلة الماضية صورة وهو في عمامته بين طابور من النساء والرجال، والنساء أشبه بالعرايا، وقد وقف في عمامته في الوسط بين هؤلاء النساء اللاتي قد لبسن إلى أنصاف الفخذين، فمثل هذا يخرج أمام الناس باعتبار أنه يطرح طرحاً ميسراً، طرحاً عصرياً يتلاءم مع الناس، وأصبحنا نرى بلاءً عظيماً، أصبحناً نرى بعض من ينتسب إلى الدعوة إلى الله -عز وجل- يطرح مشاريع لهؤلاء الناس الذين يذهبون إلى السياحة في بلاد الغرب، مثلاً فيطرح لهم أنه هو الذي يذهب بهم، أو أنه يطرح لهم في مجلة أو غير ذلك الأماكن السياحية الجيدة في البلد الفلاني أو البلد الفلاني أو البلد الفلاني، باعتبار أنه يريد أن يركب القطار قبل أن يغادر، فهذا يريد أن يركب هذا القطار ولو كان إلى جهنم، ولو كان إلى الفساد، فيريد أن يوجه هو هؤلاء الذين يريدون أن يذهبوا إلى بلاد الكفار يوجههم إلى الأماكن السياحية الجيدة التي يذهبون إليها في شرق الأرض وفي غربها، في بلاد غير المسلمين، وأصبحنا نرى أشياء كثيرة جداً من هذا القبيل، لا ندري ما الذي أصاب الناس في هذا الزمان؟!
فأقول: ينبغي على الإنسان أن يتقي الله -عز وجل-، وأن ينظر فيما ينجيه، وهذه هي القضية التي سنتحدث عنها -إن شاء الله-، ما هو الواجب على المكلف إذا رأى العلماء قد اختلفوا في قضية من القضايا؟
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:44]ـ
هل طبعت هذه الرسالة.للشيخ خالد السبت .. ؟
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:53]ـ
الأخ أبومحمد حياك الله وبياك ..
هي سلسلة صوتية موجودة في موقع الشيخ حفظه الله مسموعة ومقروءة ....
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الحلقة الثالثة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا زال حديثنا معكم عن موضوع تتبع الرخص، وبقي في الحديث عنه قضيتان:
القضية الأولى: وهي ذكر بعض ما جاء عن العلماء -رضي الله عنهم- في ذم هذا المسلك.
والقضية الثانية: وهي في بيان الواجب على المكلف إذا اختلف العلماء، أو اختلفت أقوال العلماء أمامه، ما الذي يجب عليه أن يفعله؟
أما ما يتعلق بالقضية الأولى: فأذكر لكم بعضاً مما ورد في ذلك، وما أكثر ما ورد عنهم في ذم هذا المسلك فمن ذلك ما قاله الإمام سليمان التيمي -رحمه الله- المتوفى في سنة ثلاث وأربعين ومائة يقول: "لو أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله"، وعقب هذا القول الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله- بقوله: "هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً"، أي أنه لا يجوز تتبع الرخص، وأن ذلك مظنة لاجتماع الشر في الإنسان، وقد مثلنا لذلك من قبل.
وهذا الأوزاعي المتوفى سنة سبع وخمسين ومائة -عليه رحمه الله- يقول: "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام"، ويقصد بنوادر العلماء أي بشذوذاتهم، ويقول أيضاً: "نتجنب من قول أهل العراق خمساً" يعني أن العلماء في العراق كانت لهم مسائل قد شذت أقوالهم فيها، كما أن علماء الحجاز في ذلك الزمان لهم مسائل قد شذت أقوالهم فيها وهكذا، فهو يقول: "نتجنب من قول أهل العراق -يعني علماء العراق، من علماء الكوفة- خمساً، ومن قول أهل الحجاز خمساً، يقول في بيان المسائل التي تجتنب من أهل العراق: "شرب المسكر" لأن أهل الكوفة في ذلك الوقت كان كثير من علمائهم يقولون: لا بأس بالنبيذ من غير عصير العنب باعتبار أن الخمر التي جاء تحريمها، ونزل ذلك في القرآن كانت مما يتخذ من عصير العنب، فكانوا يترخصون في ذلك النبيذ، فيقول: "لا نوافقهم على هذا القول"، قال: "والأكل عند الفجر في رمضان -يعني بعد طلوع الفجر- فقد جاءت جملة من الآثار عن السلف -رضي الله عنهم- أو بعض السلف، حيث إن بعضهم كان يترخص في الأكل حتى الإسفار، فهذا مشكل، فلا ينبغي أن يتابع القائل بذلك على هذا القول، قال: "ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، يعني هذا قولهم فهم لا يتابعون عليه، قال: "وتأخير العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله" ولا شك أن العصر تصلى في أول الوقت قبل اصفرار الشمس، قال: "والفرار يوم الزحف فهو من الكبائر" فهم لا يتابعون في هذه الخمس، قال: "ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، فقد نقل هذا عن بعض علماء المدينة في زمان التابعين، قال: والجمع بين الصلاتين من غير عذر بناءً على حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع بين الصلاتين من غير مرض .. ، قال: "والمتعة بالنساء" يعني أن يتزوج أمرآة بعقد مؤقت، أن يعقد بينه وبينها عقداً على يوم أو على ساعة أو نحو ذلك بمقابل شيء من العطاء، بمهر يسميه، بثوب أو بدينار أو نحو ذلك، فهو ينكحها بهذه الطريقة، ثم بعد ذلك ينقضي هذا العقد بانقضاء المدة من غير طلاق، فهذا لا يجوز، وكان ذلك مرخصاً فيه في أول الأمر، ثم بعد ذلك نسخ، ولا زال بعض العلماء بعد نسخه يقولون: إنه لم ينسخ، لم يعلموا بالناسخ، فمن تابع هؤلاء على هذا القول وقع في الزنا، قال: "والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين يداً بيد" نحن تكلمنا في بعض الليالي الماضية عن الربا وقلنا: إنه لابد في الأموال الربوية كالذهب والفضة وغيرها لا بد فيها من التقابض، ولا بد إذا اتحد فيها الجنس من التساوي، فكان بعض علماء الحجاز يرخص إذا كان ذلك على سبيل التقابض، يرخص بالدرهم في مقابل الدرهمين والدينار في مقابل الدينارين، وذكر خامسة لا أريد أن أذكرها، كان بعضهم يترخص بها، وقال الإمام أحمد -رحمه الله- المتوفى سنة إحدى وأربعين بعد المائتين: "لو أن رجلاً عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ -يعني المسكر- وأهل المدينة في السماع -يعني سماع المعازف-
(يُتْبَعُ)
(/)
وأهل مكة في المتعة -التي وصفنا لكم- كان فاسقاً" ويقول الإمام إسماعيل القاضي المالكي المتوفى سنة اثنتين وثمانين بعد المائتين: "دخلت على المعتضد -يعني الخليفة- في أيام خلافته فرفع إلى كتاباً لأنظر فيه، وقد جمع فيه المؤلف الرخص من زلل العلماء -يعني هذا كتاب قد جمعت فيه الرخص والأقوال الشاذة المرخِصة من أقوال أهل العلم وأعطي لهذا الخليفة-، يقول: "وما احتج به كل منهم، فقلت: مصنف هذا زنديق" هذا رجل أراد أن يتقرب إلى الخليفة بجمع هذه الرخص له، فقال الإمام إسماعيل: "مصنف هذا زنديق"، ثم قال: "لم تصح هذه الأحاديث على ما رويت؛ ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة -يعني يقول: هذا الذي جمع لك هذه الأشياء هي بمجموعها لا يقول بها عالم، وإنما بعض العلماء شذ في مسألة، والآخر شذ في مسألة، والثالث شذ في مسألة، والرابع شذ في مسألة، ولا أحد منهم أبداً يرخص في هذه الأشياء مجتمعة، وقد جمعت إليك في كتاب، يقول: "ولكن من أباح المسكر لم يبح المتعة، ومن أباح المتعة لم يبح الغناء والمسكر، وما من عالم إلا وله زلة، ومن جمع زلل العلماء، ثم أخذ بها ذهب دينه"، فأمر المعتضد بإحراق ذلك الكتاب.
ويقول الحافظ بن حزم -رحمه الله- المتوفى سنة ستة وخمسين بعد الأربعمائة في بيان طبقت المختلفين: "وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى إلى طلب ما وافق أهوائهم في قول كل قائل، فهم يأخذون ما كان رخصة من قول كل عالم مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله تعالى وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-"، وقد حكي ابن حزم -رحمه الله- الإجماع على أن تتبع رخص المذاهب بغير مستند شرعي فسق لا يحل.
ويقول أبو الوليد الباجي المالكي المتوفى سنة أربع وتسعين بعد الأربعمائة مبنياً ما وقع في زمانه من عموم هذه البلوى، ومن فشوها وانتشارها حيث إن العامة صاروا يسألون العلماء عن المسألة فإذا أفتوهم قالوا: ألا يوجد قول آخر؟ أليس في المسألة رخصة؟ فاجترأ هؤلاء العامة على العلماء بسبب أن بعض العلماء فتح لهم هذا الباب، يقول: "وكثيراً ما يسألني من تقع له مسألة من الأيمان ونحوها -رجل يحلف-: لعل فيها رواية أو لعل فيها رخصة" يعني لعل فيها قولاً آخر عن الإمام أو رواية عنه، أو لعل فيها رخصة، يقول: "وهم يرون أن هذا من الأمور الشائعة الجائزة، ولو كان تكرر عليهم إنكار العلماء لمثل هذا لما طالبوا به"، يقول: لو أن الفقهاء ينكرون عليهم مثل هذه المطالبات لما اجترءوا عليها، ولا طلبوه مني و لا من سواي، وهذا مما لا خلاف بين المسلمين ممن يعتد به في الإجماع أنه لا يجوز ولا يسوغ ولا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا بالحق الذي يعتقد أنه حق، رضي بذلك من رضيه، وسخطه من سخطه، وإنما المفتي مخبر عن الله تعالى في حكمه، فكيف يخبر عنه إلا بما يعتقد أنه حكم به وأوجبه؟!
والله تعالى يقول لنبيه -عليه الصلاة والسلام-: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} [(49) سورة المائدة] فكيف يجوز لهذا المفتي أن يفتي بما يشتهي؟ أو يفتي زيداً بما لا يفتي به عمراً لصداقة تكون بينهما أو غير ذلك من الأغراض؟ وإنما يجب على المفتي أن يعلم أن الله أمره أن يحكم بما أنزل الله من الحق، فيجتهد في طلبه، ونهاه أن يخالفه وينحرف عنه، وكيف له بالخلاص؟ " .. إلى آخر ما ذكر -رحمه الله-.
فهذه بعض أقوال العلماء في التحذير من تتبع الرخص، بقيت القضية الأخيرة، وهي موقف المكلف إذا اختلفت أمامه الأقوال، وتباينت الآراء، ما الذي عليه أن يفعله؟ وأترك ذلك في ليلة قادمة.
وأسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعافي مبتلانا، واجعل أخرتنا خير من دنيانا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:12]ـ
الحلقة الرابعة والأخيرة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هو المجلس الأخير الذي نتحدث فيه -إن شاء الله- عن هذه الآفة التي حدثناكم عنها في المجالس الماضية، وهي تتبع الرخص، بقي في الحديث الكلام على الواجب على المكلف حينما يطلب الحكم في مسألة من المسائل، فأقول:
الواجب عليه في هذه الحالة الرد إلى الله -تبارك وتعالى-، والرجوع إلى الكتاب والسنة، فيطلب الحكم الشرعي منهما إن كان أهلاً للنظر والاستنباط، واستخراج الأحكام، وإن لم يكن أهلاً لذلك فإن العلماء هم الذين يبينون الأحكام من الكتاب والسنة، وهم الذي يستخرجون ذلك، هذا هو الواجب على المكلف لا أن يتتبع الرخص؛ لأنه يكون راجعاً في هذه الحالة إلى هواه لا إلى الكتاب والسنة، والله -عز وجل- يقول: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [(10) سورة الشورى] ويقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [(65) سورة النساء].
يقول الخطابي -رحمه الله- بعدما ذكر الخلاف في مسألة المسكر من غير عصير العنب، يقول عن بعض الناس الذين يفتون الناس بالرخص، أو يبحثون عن الرخص لأنفسهم، فينفلت من أحكام الشريعة، يقول هذا القائل: "إن الناس لما اختلفوا في الأشربة، وأجمعوا على تحريم خمر العنب، واختلفوا فيما سواه حرمنا ما اجتمعوا على تحريمه، وأبحنا ما سواه" يريد أن يقول: نحن نبقى على الأمر المتفق عليه، وأما الأمور المختلف فيها فنحن نتخير فيها ما نشاء.
يقول الخطابي -رحمه الله-: "وهذا خطأ فاحش، وقد أمر الله تعالى المتنازعين أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول" يقول الخطابي -رحمه الله-: "ولو لزم ما ذهب إليه هذا القائل للزم مثله في الربا والصرف -أي بيع الدرهمين بالدرهم وبيع الدينارين بالدينار- فقد رخص بهذا بعض الفقهاء"، يقول: "ونكاح المتعة فقد جاء أيضاً عن بعض السلف القول بجوازه فلم يبلغهم النسخ"، يقول: "لأن الأمة قد اختلفت فيها"، إلى أن قال: "وليس الاختلاف حجة، وبيان السنة حجة على المختلفين من الأولين والآخرين، فلا يحتج أحد بأن هذه المسألة خلافية، ثم يتخير بعد ذلك من الأقوال ما شاء" هذه نقطة أساسية ينبغي أن ندركها وأن نعرفها.
الأمر الآخر: هو أن وجود الخلاف -كما سبق- لا يسوغ لك أن تأخذ بأي الأقوال شئت، يقول الخطيب البغدادي -رحمه الله-: "فإن قال قائل: فكيف تقول في المستفتي من العامة إذا أفتاه الرجلان واختلفا، فهل له التقليد؟ " هذا إنسان عامي لا يستطيع أن يستخرج الأحكام من الكتاب والسنة، فهذا قال له: يجوز، وهذا قال له: لا يجوز، يقول: "نقول له -إن شاء الله-: هذا على وجهين، أحدهما: إن كان العامي يتسع عقله، ويكمل فهمه إذا عقل أن يعقل، وإذا فهم أن يفهم، فعليه أن يسأل المختلفين عن مذاهبهم، وعن حججهم، فيأخذ بأرجحها عنده، فإن كان عقله يقصر عن هذا، وفهمه لا يكمل له، وسعه التقليد لأفضلهما عنده"، ويقول ابن عبد البر -رحمه الله-: "والواجب عند اختلاف العلماء طلب الدليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس على الأصول منها، وذلك لا يعدم، فإذا استوت الأدلة وجب الميل مع الأشبه بما ذكرنا من الكتاب والسنة، فإذا لم يَبِن ذلك وجب التوقف ولم يجز القطع إلا بيقين، فإذا اضطر أحد إلى استعمال شيء من ذلك في خاصة نفسه جاز له ما يجوز للعامة من التقليد، واستعمل عند إفراط التشابه والتشاكل وقيام الأدلة على كل قول بما يعضده قوله -صلى الله عليه وسلم-، يعني استعمل قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر)) ().
والأمر الثالث: على هذا الإنسان إذا اختلفت أمامه الأقوال، واحتاج إلى معرفة الحكم عليه أن يسأل من هو مستوفٍ لشروط الإفتاء، لا يسأل كل أحد، نحن نشاهد الإنسان إذا أصابه مرض في بدنه يسأل هذا الطبيب ويسأل الطبيب الآخر، ويبحث عن تقرير ثالث، ولا يكتفي بقول طبيب واحد، هذا إذا مرض بدنه، فكيف إذا طلب واحتاج إلى حكم يتعرف به على قضية من قضايا الشرع؟ فإن تطلب العالم الورع التقي الذي يصح أن يفتي هذا هو الواجب على هذا الإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا يقول بعض العلماء: بأن المفتي من استكمل ثلاثة أمور: هذا الذي نسأله ونرجع إليه عندما نحتاج إلى مسألة من المسائل هو الذي يتوفر فيه ثلاثة أمور:
الأمر الأول: الاجتهاد أن يكون عالماً مؤهلاً للاجتهاد، لا يكون من الجاهلين.
والثاني: العدالة: فلا يكون هذا الإنسان فاسقاً كأن يكون حليق اللحية مثلاً ويفتي، أو يكون هذا الإنسان مثلاً ممن يتعاطى المحرمات، أو يتبجح بها في الصحف، ويذكر مثلاً أنه يشاهد القنوات الفضائية، ويحب استماع أغنية أم كلثوم مثلاً، ويسمع الموسيقى الهادئة في أوقات التعب بعدما يتعب من التأليف والكتابة كما يقول بعضهم متبجحاً بذلك في الصحف، أو في القنوات التي تجرى له مقابلات فيها، فمثل هذا لا يكون عدلاً، وإنما فاسقاً ومجاهراً بفسقه، فهذا حقه أن يعزر لا أن يستفتى ويسأل ويتعرف على الأحكام الشرعية عن طريقه، فلا بد في المفتي أن يكون عدلاً.
والشرط الثالث: الكف عن الرخص، وعن التساهل فيما يجريه على نفسه، أو فيما يفتي به للعامة، فإنه إذا كان معروفاً بتتبع الرخص والتساهل والبحث عما يسوغ للناس، وعما يصلح لهم مما يجري على وفق أهوائهم فإن هذا لا يستحق بحال من الأحوال أن يستفتى، سواء كان تساهل هذا الإنسان في الفتيا عن طريق التساهل في معرفة الحكم فهو يبادر إلى الجواب دون نظر ولا تمهل ولا تمعن في المسألة، ودون الرجوع إلى الأدلة المعتبرة مثلاً فيها، فهو يبادر في الجواب لسبب أو لآخر، أو كان تساهله عن طريق تتبع الرخص.
وأمر رابع: ينبغي أن يراعي في هذا الباب هو أن على العبد إذا اختلفت أمامه الأقوال أن يكثر من التضرع إلى الله -تبارك وتعالى-، ويكثر من سؤال ربه -جل وعلا- أن يهديه إلى الصواب، فيما اختلف فيه بإذنه، ويدعو هذا الدعاء الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، أنك تهدي من تشاء الله إلى صراط مستقيم)) ().
وأمر خامس: وهو أنه يندب هذا الإنسان إلى التورع والاحتياط فلا يتعجل أو يميل إلى الأقوال التي توافق هواه، ويكفينا في ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث النعمان بن بشير -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور: ((الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه)) () .. الحديث.
فأقول: ينبغي للإنسان أن يحذر؛ لأن هذا الذي يحوم حول الشبهات هو يحوم حول الحرام، وإن أفتاه الناس وأفتوه، كما أخرج الإمام أحمد والدرامي والترمذي والحاكم بإسناد صحيح من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) () الشيء الذي تتشكك فيه، ولا تطمئن إلى الفتوى فيه دعه، وابحث عن شيء واضح؛ لتكن على جادة؛ ولتكن على بينه من أمرك، قبل أن تقع في الأمر الذي تؤاخذ به وتؤخذ: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة)) () وكون الصدق طمأنينة، والكذب ريبة معناه: إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء فاتركه، فإن نفس المؤمن كما قال بعض العلماء: تطمئن إلى الصدق، وترتاب في الكذب، فارتيابك من الشيء منبئٌ عن كونه مظنة للباطل فاحذره، وطمأنينتك للشيء مشعر بحقيقته فتمسك به.
ويقول بعض أهل العلم في معنى الريبة هنا يقول: "هي قلق النفس واضطرابها، فإن كون الأمر مشكوكاً فيه مما تقلق له النفس، وكونه صحيحاً صادقاً مما تطمئن إليه النفس"، وقد أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- في صحيحه من حديث النواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البر والإثم، فقال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)) () يقول المناوي -رحمه الله تعالى- في معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وكرهت أن يطلع عليه الناس)): "أي وجوههم أو أماثلهم الذين يستحيا منهم" يعني لا الأراذل، أو الناس الذين قد ألفتهم، وسقطت كلفتك عنهم، لا وإنما المقصود وجوه الناس، وأماثل الناي الذين
(يُتْبَعُ)
(/)
يستحيا من مثلهم.
ويقول ابن رجب في تفسير قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الإثم ما حاك)) .. الحديث، يقول: "هو إشارة إلى أن الإثم ما أثر في الصدر حرجاً وضيقاً وقلقاً واضطراباً، فلم ينشرح له الصدر، ومع هذا فهو عند الناس مستنكر، بحيث ينكرونه عند إطلاعهم عليه، وهذا أعلى مراتب الإثم عند الاشتباه، وهو ما استنكره الناس فاعله وغير فاعله، أي أن فاعله يستنكر ذلك في نفسه، وغير فاعله يستنكر ذلك على من رآه قد فعله، يقول: "ومن هذا المعنى قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: ما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحاً فهو عند الله قبيح" ().
ومما جاء في هذا المعنى أيضاً حديث وابصة بن معبد عند الإمام أحمد والدارمي والطبراني في الكبير بإسناد صحيح -إن شاء الله- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((جئت تسأل عن البر والإثم؟)) قلت: نعم، قال: ((استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك)) () يقول ابن رجب -رحمه الله-: "وأما ما ليس فيه نص من الله ولا رسوله ولا عمن يقتدى بقوله من الصحابة وسلف الأمة" يعنى متى يستفتي الإنسان قلبه؟ يستفتي قلبه إذا لم يجد في المسألة دليلاً من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال الصحابة، وليس فيها شيء يمكن أن يعول عليه، يقول: "فإذا وقع في نفس المؤمن المطمئن قلبه بالإيمان -يعني لا المؤمن الذي يتتبع الأهواء- المنشرح صدره بنور المعرفة واليقين" يقول يعني إذا وقع منه شيء وحك في صدره في شبهة موجودة، ولم يجد من يفتي بالرخصة إلا من يخبر عن رأيه، وهو ممن لا يوثق بعلمه ودينه، يقول: إذا ما وجدت أحد تثق في فتواه في هذه الحالة، وليس في المسألة دليل لا من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال السلف -رضي الله عنهم- يقول: "بل هو معروف -يعني هذا المفتي- بإتباع الهوى فهنا يرجع المؤمن إلى ما حاك في صدره، وأن أفتاه هؤلاء المفتون" يعني الذين يتساهلون في الفتاوى.
وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وإن أفتاك المفتون)) يقول ابن رجب: "يعني أن ما حاك في صدر الإنسان فهو إثم، وأن أفتاه غيره أنه ليس بإثم، فهذا مرتبة ثانية، وهو أن يكون الشيء مستنكر عند فاعله دون غيره، وقد جعله أيضاً إثماً، وهذا إنما يكون إذا كان صاحبه مما شُرح صدره للإيمان، وكان المفتي يفتي بمجرد ظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي، فأما ما كان مع المفتي به دليل شرعي فالواجب على المستفتي الرجوع إليه، وإن لم ينشرح له صدره"، يعني قد يفتي العالم لهذا الإنسان فتوى بدليل شرعي ولا يطمئن هذا المُفتَى فهنا عدم الاطمئنان ليس معتبراً، يقول ابن رجب: "وهذا كالرخصة الشرعية مثل الفطر في السفر والمرض وقصر الصلاة في السفر ونحو ذلك مما لا ينشرح به صدر كثير من الجهال، فهذا لا عبره به"، يريد أن يقول: بأن بعض العامة إذا كان مريضاً مرضاً يصح معه الفطر أو يوجب معه الفطر فأفتاه العالم وقال: ليس عليك صيام مع هذا المرض، فإن بعض العامة لا تطيب نفسه بهذه الفتيا، يقول: هذا لا يعتبر، وهذا الحرج الذي وجد في نفس هذا العامي لا يعتد به، وإنما يرجع الإنسان إلى ما حاك في صدره، وأن أفتاه المفتون حينما لا يكون عندهم دليل في المسألة، ولاسيما إذا كانوا يتتبعون الرخص ويتساهلون، أو أنه سأل رجل ليس أهل للفتيا، فأين هذا ممن يبحثون عمن كان على هذه الشاكلة ابتداءً ويتركون من يقول: قال الله قال رسوله؛ لأن هذا الذي يقول: قال الله قال رسوله قال الصحابة هذا في نظر كثير من هؤلاء -أعني أصحاب الأهواء- هؤلاء ممن يتشددون، وممن أصابهم التحجر، وممن لا زالوا يعيشون في عقلية القرون الوسطى؛ ونحن في كل يوم نقرأ ونسمع أقواماً يتكلمون بمثل هذا الكلام.
هذا اليوم قرأت لكاتب من الكتاب يعيب رجل تكلم بكلام حق حينما أفتى حينما تكلم بتحريم الموسيقى، وتحريم ظهور النساء على الشاشة الفضية، يتهكم به يقول: هذا تكلم بعقلية القرون الوسطى، لا زال يعيش عصوراً قد عفا عليها الدهر، وتجاوزها الناس، هذا في نظر هذا الكاتب إنسان متحجر لا يُرجع إليه، ولا يسمع لفتواه، وأن جاء بألف دليل من الكتاب والسنة، فالحق في نظر هؤلاء من المتبعين للأهواء هو ما وافق أهواءهم.
وطائفة أخرى الحق عندها ما كان متمشياً مع معطيات العصر كما يقولون؛ ومع العقلية الغربية التي لا تفهم إلا الأمور المادية، أما الذي يتحدث عن الدليل ويتكلم عن الأحكام الشرعية سواء كانت مدركة من جهة التعليل، أو كانت غير مدركة، فإن هذا في نظرهم لا يصح أن يفتي؛ ولا يصح أن يرجع إليه في الفتيا.
أقول: هذه الأمور التي سمعتموها تورث من سمعها بإذن الله -عز وجل- معرفة بمن يصح أن يُستفتَى، ومن لا يصح أن يستفتى، ومن الذي يؤخذ قوله؟ ومن الذي لا يؤخذ قوله وكلامه وفتياه؟ فينبغي على العاقل المؤمن أن يتبصر، وأن يعتبر، وأن ينظر في الأمر الذي ينجيه عند الله -تبارك وتعالى-، فهو مهما أتبع أقوال هؤلاء المرخصين فإن ذلك لا يطلقه عند الله -عز وجل-، ولا يبرئ ذمته، وإنما الذي يبرئ الذمة هو أن يَستفتي العامي من يثق بعلمه ودينه وورعه.
هذا وأسأل الله -عز وجل- أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداه مهتدين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(/)
إلقاء الكف الركبة في التشهد الأخير
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 05:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإنه لا ينقضي عجبي من فقه شيخ شيخنا الألباني رحمه الله تعالى, فقه رجل غواص شديد الملاحظة.
ومن ذلك ما تراه ذكره في صفة الصلاة أن السنة في التشهد الأخير أن يلقم المصلي كفه ركبته كأنه قابض عليها يتحامل. ولم يذكر الشيخ الألباني في الكتاب الأم إلا حديث مسلم عن جابر من رواية ابن عجلان التي سأذكرها قريبا. وليس فيها بيان التشهد الذي يشرع فيه ذلك. وهذا بيان مستند الشيخ رحمه الله تعالى في اختياره.
*روى مسلم عن ابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بإصبعه السبابة ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى ويلقم كفه اليسرى ركبته)
وفي رواية أبي داود (989) والنسائي (1270) وأبي عوانة (2019) والبيهقي (2/ 131): (ويتحامل بيده اليسرى على رجله اليسرى)
*قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (5/ 81): (أجمع العلماء على استحباب وضعها عند الركبة أو على الركبة, وبعضهم يقول: يعطف أصابعها على الركبة, وهو معنى قوله: [ويلقم كفه اليسرى ركبته] والحكمة في وضعها عند الركبة منعها من العبث)!
قلت: أما الحكمة فالله أعلم!
*قال القاضي عياض في مشارق الأنوار: (قوله: [ويلقم كفه ركبته] أي:يدخلها فيها)
* لكن روى مسلم (580) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها)!
والذي يدل على أن هذا الإلقام يكون في التشهد الأخير دون الأول – فيحمل حديث ابن عمر حينئذ على التشهد الأول - أن مسلما روى حديث جابر هذا (579) من رواية عثمان بن حكيم حدثني عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه, وفرش قدمه اليمنى, ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى, ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى, وأشار بإصبعه).وهو حديث واحد, فالظاهر أن إلقام الكف الفخذ يكون في الجلسة التي تجعل فيها القدم اليسرى بين الفخذ والساق, وتفرش فيها اليمنى أحيانا. وقد تنصب كما في حديث آخر. وهذه الجلسة تكون في التشهد الأخير!
ودليله ما رواه البخاري (794) عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ,قال: فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم, فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه, وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه, ثم هصر ظهره, فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه, فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما, واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة, فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى, وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته)
قال الإمام النووي في المجموع (3/ 413): (قال الشافعي والأصحاب: حديث أبي حميد وأصحابه صريح في الفرق بين التشهدين, وباقي الأحاديث مطلقة, فيجب حملها على موافقته, فمن روى التورك أراد الجلوس في التشهد الأخير, ومن روى الافتراش أراد الأول, وهذا متعين للجمع بين الأحاديث الصحيحة, لا سيما وحديث أبي حميد وافقه عليه عشرة من كبار الصحابة رضي الله عنهم, والله أعلم)
وقال الإمام ابن حزم في المحلى (4/ 125): (وصفة جميع الجلوس المذكور أن يجعل أليته اليسرى على باطن قدمه اليسرى مفترشا لقدمه وينصب قدمه اليمنى رافعا لعقبها, مجلسا لها على باطن أصابعها, إلا الجلوس الذي يلي السلام من كل صلاة, فإن صفته أن يفضي بمقاعده إلى ما هو جالس عليه ,ولا يقعد على باطن قدمه فقط). ثم استدل بحديث وائل بن حجر وحديث أبي حميد الساعدي.
وذهب الإمام الطبري إلى التخيير بين الجلستين ,وقال: (هذه الهيئات كلها جائزة وحسن فعلها لثبوتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيلزم منه التخيير بين الصفتين عند وضع اليسرى على الركبة! قال ابن رشد في بداية المجتهد (1/ 98): (وهو قول حسن, فإن الأفعال المختلفة أولى أن تحمل على التخيير منها على التعارض وإنما يتصور ذلك التعارض أكثر في الفعل مع القول أو في القول مع القول)
قلت: كان يمكن أن يكون هذا كما قال ابن رشد, لكن حديث أبي حميد مفصح عن التفرقة بين التشهدين. ويحمل حديث أبي وائل على التشهد الأول وبالله التوفيق.
هذا مستند الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فاعجب!
ـ[المقري]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 10:02]ـ
محاولة تقييد صفة الجلسات و صفة وضع اليد اليسرى و أيضا الإشارة بالسبابة ببعض الجلسات دون أخرى خطأ واضح.
لأنها إما من ذكر بعض أفراد العام كما أنها من باب ترك الاستفصال لأن ابن الزبير رضي الله عنه ذكر أن جلسات النبي كلها أنها كانت بالشكل الذي وصف و لو كانت مختلفة لوصف ذلك.
كما أن أباحميد رضي الله عنه وصف ما رأى من جلسات النبي عليه السلام.
و لذا فكلام الطبري قوي.
كما أن كلام الشيخ ابن عثيمين في الاشارة بين السجدتين قوي بهذه الاطلاقات و يزيده قوة حديث وائل الذي أخطأ الشيخ الألباني رحمه الله في تشذيذه.
و أغرب من هذا التقييد تقييد بعض الفقهاء و هو مذهب أحمد رحمه الله التورك بالرباعية و الثلاثية دون الثنائية.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 01:26]ـ
رحم الله الشيخ العلامة الألباني وأسكنه فسيح جنانه،وحفظك الله شيخنا طارق الحمودي وجزاك خيرا على هذه الدرر النفيسة.
شكر الله لك أخي المقري هذه المداخلة ....
والملاحظة الأولى: أن كلامك خلوٌ من الدليل، ...
محاولة تقييد صفة الجلسات و صفة وضع اليد اليسرى و أيضا الإشارة بالسبابة ببعض الجلسات دون أخرى خطأ واضح.
أين وجه الخطأ .. ؟ وما هو دليل تخطيئك له ... ؟
لأنها إما من ذكر بعض أفراد العام كما أنها من باب ترك الاستفصال لأن ابن الزبير رضي الله عنه ذكر أن جلسات النبي كلها أنها كانت بالشكل الذي وصف و لو كانت مختلفة لوصف ذلك.
عدم ذكر عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للوصف، لا يدل على عدم وجوده ..
كما أن أباحميد رضي الله عنه وصف ما رأى من جلسات النبي عليه السلام.
وعبدالله بن الزبير وصف ما رأى من جلسات النبي عليه الصلاة والسلام .... فأين الإشكال .. ؟
وأحاديث الباب تبين بعضها بعضا ...
و لذا فكلام الطبري قوي.
قويت كلم الطبري بدون دليل، ...
كما أن كلام الشيخ ابن عثيمين في الاشارة بين السجدتين قوي بهذه الاطلاقات و يزيده قوة حديث وائل الذي أخطأ الشيخ الألباني رحمه الله في تشذيذه.
ليتك نقلت كلام الشيخ العلامة محمد ابن العثمين -رحمات الله عليه-،مع ما استدل به .. و أغرب من هذا التقييد تقييد بعض الفقهاء و هو مذهب أحمد رحمه الله التورك بالرباعية و الثلاثية دون الثنائية.
و الله أعلم.
أود القول: ان الأحكام الشرعية مبنية على الدليل،فلا تعارضن إلا بدليل،وننتظر منك اخي الفاضل الإفادة ...(/)
اثبات تسمية الملكين " منكر ونكير " والرد على من أنكر التسمية
ـ[عبدالله الحسام]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 01:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فهذا بحث قيم مفيد في عقيدة أهل السنة والجماعة في عذاب القبر، وهو رد على المشككين، والمضعفين لحديث الملكين منكر ونكير بالهوى - والعياذ بالله -، اسئل الله عز وجل أن ينفع به المسلمين.
الرابط: http://www.ahl-athar.net/setopic_1251-.html%E3%E4%DF%D1+%E6%E4%DF%ED %D1
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 02:02]ـ
بحث جيد
وينظر هنا:
إثبات تسمية الملكين اللذين يفتنان الميت في قبره بـ"منكِر ونكير" للشّيخ د. خالد الردادي ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4817)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 11:27]ـ
للتنبيه والتصحيح يا شيخ أمجد بارك الله فيك: الشيخ خالد الردادي مدرس في الجامعة الإسلامية في أحد المعاهد التابعة لها وهو الآن في طور التحضير لرسالة الماجستير حيث لم يتيسر له إكمال الدراسات العليا إلا قريبا.
وهو محقق كتاب شرح السنة للبربهاري
ودليل أرباب الفلاح للحكمي
وغيرها.(/)
ويقع في حال أخرى لم يصل إليها فيمرض ويمرض .. وربما قُتل وقتل
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 04:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحوال الناس في استفادة العلم وإفادته
كما أن الإنسان في مقتنياته أربعة أحوال: حال استفادة: فيكون مكتسباً , وحال ادخار لما اكتسبه: فيكون غنياً عن المسألة , وحال إنفاق على نفسه: فيصير به منتفعاً , وحال إفادة لغيره: فيصير به سخياً , كذا أيضاً له في العلم أربعة أحوال:
حال استفادة , وحال تحصيل , وحال استبصار , وحال تبصير وتعليم.
[الذريعة إلى مكارم الشريعة للراغب الأصفهاني ص239]
.............................. ...............
[مقتطفات من الشرح]
" ... والناس بصراء في هذا في أمر دنياهم عمي في أمر دينهم فإن الدين وأخذ العلم له أربعة أحوال كهذه .... فإذا رتب الإنسان نفسه على هذه الأحوال فإنه يصل إلى مراده وإذا لم يحسن ترتيب نفسه فإنه يُحرم المقصود وينقطع في الطريق ...
فينبغي أن يعلم الإنسان أن له حال في كل مرتبة من منازل الطريق لا ينبغي له أن يقصر عنها ولا يتجاوزها فإذا كنت في أول مبادئ أمرك فاعرف أن ما تخاطب به هو طلبك للعلم ومعرفة الواجب عليك والعمل به وما عدى ذلك من تبليغه لغيرك بإنكار [فرق الشيخ قبل هذا بين المنكرات العامة والخاصة] أو إرشاد أو تعليم فهذا ليس مما يجب أن تدخل فيه ومن دخل فيه أضاع الآخر جميعاً فهو يخرج بدون عوده فمن الناس من يشتغل بهذا الأمر فلا يزال يتزايد به حتى ينسى الحال الأولى وهي حال الاستفادة ويقع في حال أخرى لم يصل إليها فيمرض ويمرض ويعتل ويعل وربما قُتل وقتل وهذا حال كثير ممن كان مستقيماً فحمل الناس على طريق للاستقامة غلط ثم نكس على عقبيه وخلفه هؤلاء فنكسوا على أعقابهم فإن هذا إنما أُتي من إلباسه نفسه حالاً ليست لها فأمرض قلبه وأورث هذا المرض غيره فعادوا على أعقابهم من بعده ... )
شرح هذا الفصل بعد الدقيقة 55.30 من شرح الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي
هنا ( http://www.liveislam.net/showreal.php?sid=&transfarid=1&link=2008/02/osaimi1601a.rm&action=archivelisten&archiveid=46656)(/)
بركة مجالسة العلماء ومزاولتهم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 11:57]ـ
خصيصة جعلها الله تعالى بين المتعلم و العالم
يشهد بها كل من زاول العلم و العلماء
فكم من مسألة يقرأها المتعلم في كتاب و يحفظها و يرددها على قلبه فلا يفهمها
فإذا ألقاها إليه العالم الذي يعلمه فهمها بغتة و حصل له العلم بها بالحضرة
ببركة إمتثال السنة بالتعلم من العالم
و هي من فوائد مجالسة العلماء إذ يفتح للمتعلم بين يدي العالم مالا يفتح لدونه الطريق.
و الله ولي التوفيق
أخوكم
فيصل بن المبارك أبو حزم الأثري(/)
نقاط الإتفاق عند أهل الإفتراق
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 11:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين.
أما بعد.
أهل البدع و الإفتراق
هم عبارة عن شرذمة يحدثون في الدين ماليس منه في أبواب الإعتقاد و العمل و القول
ثم إن أهل البدع إتفقوا في الجملة على أصول فارقوا بها جماعة المسلمين من السلف
جمعها الإمام أحمد بن حنبل
_رضي الله عنه _
في جملة لطيفة.
الأصل الأول
((أنهم عقدوا ألوية البدع))
فالإبتداع في الدين قاسم مشترك بين جميع الأهواء و الإفتراق.
الأصل الثاني
(أطلقوا عقال الفتنة)
و العقال مأخوذ من عقال الناقة المانع لها من السير حيث شاءت ,و العقل في اللغة هو المنع و الحبس و لهاذا يمنع النفس من الفعل ماتهواه و أعظم فتنة في الدين بعد الإشراك بالله _تعالى _ الإبتداع في الدين ومفارقة السنة
الأصل الثالث
(مختلفون في الكتاب)
فلا تجدهم متفقين
فكل نحلة من نحل الإفتراق تجد لها تفسير ورأي مغاير للنحلة التي تقابلها
فهم لا يكادون يتفقون أبدا
الأصل الرابع
(مخالفون للكتاب)
أي: الوحيين الكتاب و السنة.
الأصل الخامس
(مجمعون على مفارقة الكتاب)
من طريق ماأدت إليه أصولهم
كقاعدة تقديم العقل على النقل حال التعارض.
فهذه شبهة إبليسية أوقعت بالأفاضل من علماء المسلمين فضلوا و أضلوا.
الأصل السادس
(يقولون على الله وفي كتاب الله بغير علم)
لأنهم جانبوا مناهج السلف الصالح في الإستدلال بكتاب الله و سنة رسول الله.
فهم عندهم خلل و إخلال في منهج الإستدلال.
الأصل السابع
(يتكلمون بالمتشابه من الكلام)
في أبواب الإعتقاد العام و الخاص.
الأصل الثامن (
و يخدعون جهال الناس بما يشتبهون عليهم)
من زخرف القول.
أيها الناظر في رسم و خطي ***** اعذروني فجل من ليس يخطي
و الله ولي التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد و على ألع و صحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم الأثري(/)
لا ياعبد الله لا تغير أحدا بذنبه
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الخطابي
ليس لأحد ان يعير أحدا بذنب كان منه
لأن الخلق كلهم تحت العبودية أكفاء سواء
وقد روي
لا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا إليها كأنكم عبيد
بمعنى
انظروا إليها كأنكم عبيد تخطئون باليل و النهار في السر والعلن ولا تنظروا إليها كأنكم أرباب
ولا ينبغي لأحد أن يعير أخاه المسلم ويذكر مثالبه أمام الأشهاد فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
فهذا المذنب من خير الناس بعد توبته وإنابته إلى ربه -تبارك وتعالى - إذا كانوا يعلمون
يقول الفاروق الراشد إمام الصحابة
عمر ابن الخطاب
-رضي الله عنه-
{جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة}
لا يلتمس من مساوي الناس ماستروا ---- فيهتك الناس سترا من مساويكا.
فالتائب من الذنب كمن لاذنب له
يذنب باليل ويتوب بالنهار يتداركه وجه الحق ونور البصيرة يتدارك مافاته في أيام التفريط فيقبل على الله بقلب طاهر ونفس طاهرة فهو بذلك من خير الناس
وقد يخطئ بعض الناس فيذكر ذنبه لمصلحة شرعية ظنها فيذكر ما أسلف من الذنب فيكشف ماستره الله عليه فيكون ذلك ذريعة إلى أن ينقم عليه الناقمون وينالوا منه
وقد قال النبي
-صلى الله عليه وسلم -
{من ستر مسلم في الدنيا ستره الله في الآخرة ومن فضح مسلم في الدنيا فضحه الله في الآخرة}.
وكم من صديق وده بلسانه ----- خؤون بظهر الغيب لا يتندم.
يضاحكني كرها لكيما أوده ---- وتتبعني منه إذا غبت أسهم.
وقال أحدهم ناشدا.
مابال اقوام لئام ليس عندهم ---- عهد وليسلهم دين إذا ائتمنوا.
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ---- مني وما سمعوا من صالح دفنوا.
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ---- وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا.
فالشاهد أيها الإخوة الأفاضل أن المسلم أخو المسلم في تواده وتراحمه فلا يبغض بعضهم بعض
.يتعاونوا على البر والتقوى و ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف فهم بذلك من خير الناس
عليك بإخوان الثقات فإنهم ---- قليل فصلهم دون من كنت تصحب.
ونفسك أكرمها وضنها فإنها --- متى تجالس سفلة الناس تغضب.
لذلك حفاظا على هذا الأصل الذي به نتفق ونتحد علينا التحفظ من الشيطان الرجيم و التعوذ منه قال تعالى {وإما تنزغك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم}.
ومن اعظم الابواب التي يدخل منها الشيطان فيفسد من خلاله المتوادان
سوء الظن
يسيء الظن الأخ بأخيه فتحصل الشحناء والضعناء فيفترقا
وسوء الظن مصيبة لا تأتي بخير تجعل صاحبها مغموما منهمكا في ضلام الشك و الريب ذ
مايستريح المسيء ظنا --- من طول غم وما يريح.
لذلك يطلب الإستفصال حال حصول الشك و الريب
ولا يعمد للحكم قبل تصور الشيء
هذا ما تهيأ لي إعداده في هذه الجلسة الوجيزة فإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فذلك منه تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم فيصل ابن المبارك أبو حزم(/)
الفرق بين العام المخصوص و العام الذي أريد به الخصوص
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:24]ـ
سلسلة المقالات الفقهية و الأصولية رقم (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن مسألة التفرقة بين العامة المخصوص و العام الذي أريد به الخصوص من المسائل الأصولية التي يجب على طالب على الفقه و أصوله إدراكها
قال الإمام ابن دقيق العيد {مما يجب أن يتنبه له الفرق بين قولنا: هذا عام أريد به الخصوص وبين قولنا: هذا عام مخصوص}
ولقد كنت في بداية طلب علم الفقه و أصوله تمر علي عبارة عموم مخصوص وعموم أريد به الخصوص فأشكلت علي هذه العبارة كثيرا فتشعبت بي الأفكار فيوما في العتيق ويوما بالخليصاء إلى ان قدر الله وشاء فبحثت فيها وخرجت بنتيجة بحثية
كما قلت مسألة التفرقة بين العام المخصوص و العام الذي اريد به الخصوص من المسائل و الموضوعات الأصولية المهمة إلى الغاية ولم يتعرض لها الأصوليون الأوائل بالتفصيل كما تعرض لها المتأخرون فبحثها الإمام السبكي في الإبهاج [2/ 136] و الزركشي في بحر المحيط [3/ 250] و البرماوي في الحاوي [16/ 58] وابن النجار الفتوحي في شرح الكوب المنير [3/ 167] و الشوكاني في أرشاد الفحول ص255 وصديق حسن خان في حصول المأمول ص237 و الأمين الشنقيطي في المذكرة الأصولية ص257 وغيرهم.
ونفى بعض الأصوليين أن الكلام في الفرق بين العام الذي أريد به الخصوص و العام المخصوص مما أثاره المتأخرون.
قال الزركشي {فقد وقعت التفرقة بينهما في كلام الشافعي وجماعة من أصحابنا في قوله تعالى {و أحل الله البيع} هل هو عام مخصوص أو عام أريد به الخصوص. حصول المأمول من علم الأصول لصديق حسن خان ص 238.
فرق – بكسر الراء – بينهما بأن العام المخصوص هو أن يراد معناه في التنازل لكل فرد ولكن يخرج منه بعض أفراده؛ فلم يرد عمومه في الكل حكما لقرينة التخصيص.
و العام المراد به الخصوص هو أن يطلق اللفظ العام ويراد به بعض مايتناوله فلم يرد عمومه لا تناولا ولا حكما. بل كلي استعمل في جزئي 3 أنظر الإبهاج في شرح المنهاج [2/ 236 وما بعدها] و البحر المحيط [3/ 250] و تشنيف المسامع [2/ 721]
قال الإمام ابن دقيق العيد: مما يجب التنبه له الفرق بين قولنا: هذا عام أريد به الخصوص وبين قولنا: هذا عام مخصوص. فإن الثاني أعم من الأول. ألآ ترى أن المتكلم إذا أراد باللفظ أولا مادل عليه ظاهره من العموم ثم أخرج بعد ذلك مادل عليه اللفظ كان عاما مخصوصا ولم يكن عاما أرؤيد به الخصوص.
ويقال: إنه منسوخ بالنسبة إلى البعض الذي أخرج؛ وهذا يتوجه إذا قصد العموم وفرق بينه وبين ألا يقصد الخصوص؛ بخلاف ما إذا نطق باللفظ العام مريدا به بعض ما يتناوله في هذا} انظر الإبهاج في شرح المنهاج [2/ 136] و البحر المحيط [3/ 250] و تشنيف المسامع [2/ 721].
و الأصوليون العام الذي اريد به الخصوص عندهم مجاز من غير خلاف بينهم
قال العلامو صديق حسن خان {لا يخفاك أن العام الذي أريد به الخصوص هو: ماكان مصحوبا بالقرينة عند المتكلم به على إرادة المتكلم به بعض ما يتناوله بعمومه وهذا لا شك في كونه مجازا لا حقيقة} خصول المأمول من علم الأصول ص 238 و المذكرة الأصولية للشنقيطي ص 257.
قال الإمام الشنقيطي {العام المخصوص فيه عندهم طرق:
- الأولى: أنه يصير مجازا أيضا وعزاه غير واحد للأكثر واختاره ابن الحاجب و البيضاوي وغيرهما وعزاه القرافي لبعض أصحاب مالك و أصحاب ابي حنيفة و أصخاب الشافعي.
- الثانية: أنه حقيقة في الباقي وذكر المؤلف أنه اختيار القاضي واختاره أيضا صاحب جمع الجوامع وعزاه لوالده و الفقهاء وهو اظهرها
- الثالثة: إن خص بما لا يستقل بنفسه كالإستثناء و الشرط و الصفة و الغاية فهو حقيقة إن خص بمستقل من سمع أو عقل فهو مجاز.
وعزاه للآمدي و الأبياري. انظر: المذكرة ص 258.
قال الشنقيطي: وأشار في المراقي إلى بعض الأقوال في هذه المسألة
وذو الخصوص منه ما يستعمل **** في كل الأفراد لدى من يعقل
وما به الخصوص قد يراد **** جعله في بعضها النقاد
و الثاني اعز للمجاز جزما **** وذاك للأصل وفرع ينمى
قال الإمام الشنقيطي {وهذا التقسيم للمتأخرين وهما شيئ واحد عند القدماء
قال في المراقي
واتحد القسمان عند القدما ****
هذا ما تيسر لي إعداده وكتابته فإن وجدت أيها القارئ العزيز به جهدا وفائدة فادع للكاتب بالستر و العفو و إن وجدت زلة قلم أو خطأ فافتح لها باب التجاوز و الممغفرة
فلا بدا من عيب فإن تجدنه ******* فسامح وكن بالستر أعظم مفضل
و الله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم الأثري
ـ[ابو بردة]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 01:16]ـ
جزاك الله خيراً
وبارك فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرافي المالكي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 04:49]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 11:29]ـ
سلسلة المقالات الفقهية و الأصولية رقم (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن مسألة التفرقة بين العامة المخصوص و العام الذي أريد به الخصوص من المسائل الأصولية التي يجب على طالب على الفقه و أصوله إدراكها
قال الإمام ابن دقيق العيد {مما يجب أن يتنبه له الفرق بين قولنا: هذا عام أريد به الخصوص وبين قولنا: هذا عام مخصوص}
ولقد كنت في بداية طلب علم الفقه و أصوله تمر علي عبارة عموم مخصوص وعموم أريد به الخصوص فأشكلت علي هذه العبارة كثيرا فتشعبت بي الأفكار فيوما في العتيق ويوما بالخليصاء إلى ان قدر الله وشاء فبحثت فيها وخرجت بنتيجة بحثية
كما قلت مسألة التفرقة بين العام المخصوص و العام الذي اريد به الخصوص من المسائل و الموضوعات الأصولية المهمة إلى الغاية ولم يتعرض لها الأصوليون الأوائل بالتفصيل كما تعرض لها المتأخرون فبحثها الإمام السبكي في الإبهاج [2/ 136] و الزركشي في بحر المحيط [3/ 250] و البرماوي في الحاوي [16/ 58] وابن النجار الفتوحي في شرح الكوب المنير [3/ 167] و الشوكاني في أرشاد الفحول ص255 وصديق حسن خان في حصول المأمول ص237 و الأمين الشنقيطي في المذكرة الأصولية ص257 وغيرهم.
ونفى بعض الأصوليين أن الكلام في الفرق بين العام الذي أريد به الخصوص و العام المخصوص مما أثاره المتأخرون.
قال الزركشي {فقد وقعت التفرقة بينهما في كلام الشافعي وجماعة من أصحابنا في قوله تعالى {و أحل الله البيع} هل هو عام مخصوص أو عام أريد به الخصوص. حصول المأمول من علم الأصول لصديق حسن خان ص 238.
فرق – بكسر الراء – بينهما بأن العام المخصوص هو أن يراد معناه في التنازل (أظنها التناول) لكل فرد ولكن يخرج منه بعض أفراده؛ فلم يرد عمومه في الكل حكما لقرينة التخصيص.
و العام المراد به الخصوص هو أن يطلق اللفظ العام ويراد به بعض مايتناوله فلم يرد عمومه لا تناولا ولا حكما. بل كلي استعمل في جزئي 3 أنظر الإبهاج في شرح المنهاج [2/ 236 وما بعدها] و البحر المحيط [3/ 250] و تشنيف المسامع [2/ 721]
قال الإمام ابن دقيق العيد: مما يجب التنبه له الفرق بين قولنا: هذا عام أريد به الخصوص وبين قولنا: هذا عام مخصوص. فإن الثاني أعم من الأول. ألآ ترى أن المتكلم إذا أراد باللفظ أولا مادل عليه ظاهره من العموم ثم أخرج بعد ذلك مادل عليه اللفظ كان عاما مخصوصا ولم يكن عاما أرؤيد به الخصوص.
ويقال: إنه منسوخ بالنسبة إلى البعض الذي أخرج؛ وهذا يتوجه إذا قصد العموم وفرق بينه وبين ألا يقصد الخصوص؛ بخلاف ما إذا نطق باللفظ العام مريدا به بعض ما يتناوله في هذا} انظر الإبهاج في شرح المنهاج [2/ 136] و البحر المحيط [3/ 250] و تشنيف المسامع [2/ 721].
و الأصوليون العام الذي اريد به الخصوص عندهم مجاز من غير خلاف بينهم
قال العلامو صديق حسن خان {لا يخفاك أن العام الذي أريد به الخصوص هو: ماكان مصحوبا بالقرينة عند المتكلم به على إرادة المتكلم به بعض ما يتناوله بعمومه وهذا لا شك في كونه مجازا لا حقيقة} خصول المأمول من علم الأصول ص 238 و المذكرة الأصولية للشنقيطي ص 257.
قال الإمام الشنقيطي {العام المخصوص فيه عندهم طرق:
- الأولى: أنه يصير مجازا أيضا وعزاه غير واحد للأكثر واختاره ابن الحاجب و البيضاوي وغيرهما وعزاه القرافي لبعض أصحاب مالك و أصحاب ابي حنيفة و أصخاب الشافعي.
- الثانية: أنه حقيقة في الباقي وذكر المؤلف أنه اختيار القاضي واختاره أيضا صاحب جمع الجوامع وعزاه لوالده و الفقهاء وهو اظهرها
- الثالثة: إن خص بما لا يستقل بنفسه كالإستثناء و الشرط و الصفة و الغاية فهو حقيقة إن خص بمستقل من سمع أو عقل فهو مجاز.
وعزاه للآمدي و الأبياري. انظر: المذكرة ص 258.
قال الشنقيطي: وأشار في المراقي إلى بعض الأقوال في هذه المسألة
وذو الخصوص منه ما يستعمل **** في كل الأفراد لدى من يعقل
وما به الخصوص قد يراد **** جعله في بعضها النقاد
و الثاني اعز للمجاز جزما **** وذاك للأصل وفرع ينمى
قال الإمام الشنقيطي {وهذا التقسيم للمتأخرين وهما شيئ واحد عند القدماء
قال في المراقي
واتحد القسمان عند القدما ****
هذا ما تيسر لي إعداده وكتابته فإن وجدت أيها القارئ العزيز به جهدا وفائدة فادع للكاتب بالستر و العفو و إن وجدت زلة قلم أو خطأ فافتح لها باب التجاوز و الممغفرة
فلا بدا من عيب فإن تجدنه ******* فسامح وكن بالستر أعظم مفضل
و الله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم الأثري
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ونفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 02:07]ـ
ـجزاكم الله ـخيرا وبارك ـفيكم
أ ـشكرا ـعلى ـمروركم الكريم(/)
كلام ذهبي للإمام الذهبي الشاطبي حول مراتب المحصلين للعلم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم علة نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
قال العالم العامل
الأصولي المقاصدي
المالكي
إبراهيم بن موسى الشاطبي
-رحمة الله عليه-
العلم الذي هو العلم المعتبر شرعا
(أعني الذي مدح الله ورسوله أهله على الإطلاق)
هو العلم الباعث على العمل
الذي لا يخلي صاحبه جاريا مع هواه كيفما كان
بل هو المقيد لصاحبه بمقتضاه
الحامل له على قوانينه طوعا أو كرها
ومعنى هذه الجملة
أن أهل العلم في طلبه وتحصيله على ثلاث مراتب
... المرتبة الأولى ...
(الطالبون له)
ولما يحصلوا على كماله بعد
وإنما هم في طلبه في رتبة التقليد
فهؤلاء إذا دخلوا في العمل به فبمقتضى الحمل التكليفي والحث الترغيبي والترهيبي وعلى مقدار شدة التصديق يخف ثقل التكليف
فلا يكتفي العلم ههنا بالحمل دون أمر آخر خارج مقوله من زجر أو قصاص أو حد أو تعزير أو ما جرى هذا المجرى
ولا إحتياج ههنا إلى إقامة برهان على ذلك
إذ التجربة الجارية في الخلق قد أعطت في هذه المرتبة برهانا لا يحتمل متعلقه النقيض بوجه
... والمرتبة الثانية ...
(الواقفون منه على براهينه إرتفاعا عن حضيض التقليد المجرد واستبصارا فيه حسبما أعطاه شاهد النقل الذي يصدقه العقل تصديقا يطمئن إليه ويعتمد عليه
إلا أنه بعد منسوب إلى العقل لا إلى النفس)
بمعنى أنه لم يصر كالوصف الثابت للإنسان وإنما هو كالأشياء المكتسبة
والعلوم المحفوظة التي يتحكم عليها العقل وعليه يعتمد في استجلابها حتى تصير من جملة مودعاته
فهؤلاء إذا دخلوا في العمل خف عليهم خفة أخرى زائدة على مجرد التصديق في المرتبة الأولى
بل لا نسبة بينهما إذ هؤلآء يأبى لهم البرهان المصدق أن يكذبوا ومن جملة التكذيب الخفي العمل على مخالفة العلم الحاصل لهم
ولكنهم حين لم يصر لهم كالوصف ربما كانت أوصافهم الثابتة من الهوى والشهوة الباعثة الغالبة أقوى الباعثين
فلا بد من الإفتقار إلى أمر زائد من خارج
غير أنه يتسع في حقهم فلا يقتصر فيه على مجرد الحدود والتعزيرات
بل ثم أمور أخر كمحاسن العادات ومطالبة المراتب التي بلغوها بما يليق بها وأشباه ذلك
وهذه المرتبة أيضا يقوم البرهان عليها من التجربة
إلا إنها أخفى مما قبلها فيحتاج إلى فضل نظر موكول إلى ذوي النباهة في العلوم الشرعية والأخذ في الإتصافات السلوكية
... المرتبة الثالثة ...
(الذين صار لهم العلم وصفا من الأوصاف الثابتة بمثابة الأمور البديهية في المعقولات)
الأول أو تقاربها ولا ينظر إلى طريق حصولها فإن ذلك لا يحتاج إليه فهؤلاء لا يخليهم العلم وأهواءهم إذا تبين لهم الحق بل يرجعون إليه رجوعهم إلى دواعيهم البشرية وأوصافهم الخلقية
وهذه المرتبة هي المترجم لها
الموافقات في أصول الشريعة
للإمام
إبراهيم بن موسى الشاطبي
طبعة
دار المعرفة
بيروت_ لبنان
تحقيق الدكتور
عبد الله دراز د
[1/ 70 - 72 - 73 - 74 - 75 - 76 - 77 - ]
هذه الطبعة نصح بها العلامة
عبد الكريم الخضير كثيرا
في سلسلة
كيف يبني طال العلم مكتبته
و الله الموفق
و السلام عليكم(/)
رأي الشيخ عبد الكريم الخضير في المحادثات التي يجريها بعض طلاب العلم في الأنترنت
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:33]ـ
يقول
ما رأيك بالطرق الجديدة في طلب العلم مثل الأشرطة لكبار العلماء والدروس العلمية في القنوات، مثل قناة المجد والحاسب الآلي؟
أولاً: طلب العلم من الأشرطة لكبار العلماء هذه من أنفع ما يتعلم عليه إذا لم يتمكن الطالب من المثول بين يدي هؤلاء العلماء، نحن لا نتصور أن الأمر ميسر أن الإنسان سهل عليه أن يركب سيارته ويذهب إلى فلان أو علان ليطلب عليه العلم من الكبار، لا يتيسر لكثير من الناس، بعض الناس يشغله البعد في الآفاق، وبعض الناس يشغله العمل، وطلب المعيشة، وبعض الناس يشغله الارتباط بالوظيفة، أو على أمر من أمور المسلمين، المقصود أن مثل هذه الأشرطة تحل كثير من الإشكال.
وأيضاً: الدروس من خلال الإنترنت وأنا حقيقة مثل هذه المحدثات على حذر كبير منها، أنا لا أوصي بها بالإطلاق؛ لأن فيها الغث والسمين، والغث كثير، وجد -ولله الحمد- من يستفيد منها، لكن أيضاً وجد باسم الاستفادة من بعض من ينسب إلى طلب العلم أيضاً من تيسر له النظر في أمور لا يجوز النظر إليها، ففيها الغث والسمين، فإن اقتصر على الأشرطة فهو الأفضل، إذا لم يتمكن ولم يتحصل على هذه الأشرطة، إذا لم يكن إلا هذا مع أخذ الحيطة والحذر الشديد؛ لأنه يسهل لك الاتصال بأمور ما كانت ميسرة في السابق، فهذه مزلة قدم، ولا يقول الإنسان: أنا متحصن بالعلم، لا، قد زل أناس وضاعوا بسببها، ضاع بسببها أناس كثير.
http://www.khudheir.com/ref/773/****
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:34]ـ
أرجو أن يثبت هذا الموضوع إلى حين
ويرفع في أحايين
لتستقيم أحوال المفتونيين
الذين برزوا في
الأراضين
فزينت لهم الشياطين
أنهم
بلغوا في العلم أطواريه
وهو في الحقيقة
مفتونين
مجانين
*****
عذرا على هذا الخطاب القاسي
ففساد هؤلاء
بلغ الداني و القاصي
فلقد ظهر في الآونة الأخيرة
طائفة من المحادثات
من قبل المجاهيل
في مايسمى
بالسكايب
أو الماسنجر
يدخل فيه الرجال و النساء
على حد سواء
ويجرون محادثات
أو مكالمات
بدعوى
التبصرة في الدين
وطلب العلم
وهي في الحقيقة
من تلبيس إبليس
ورمي في غواية وعماية
ولقد حدثني من أثق بدينة ومروءته
أنه
كان عندما يدخل في السكايب أو الياهو
تتهاطل عليه
الفتن من هنا وهناك
فتطلب منه إحدى النساء
أن يضيفها عنده وتضيفه عندها
و أنا عن نفسي
دعاني يوما أحد الإخوة
إلى
محادثة ومكالمة جماعية
فاستجبت لدعائه
لكن سرعانا ماوقفت حائرا
أنني وجدت في المحادثة و المكالمة الجامعية
يوجد نساء
أم فلان وعلان
فخرجت
وكتبت لهم رسالة أن يتقوا الله في انفسهم
فطالب العلم له سمته وشخصيته
ولا يجوز بحال أن تشارك المرأة الرجل في هذه الأشياء
فلا حول ولا قوة إلا بالله
أنصح الإخوة والأخوات على وجه خاص
أنهم لا يسمحوا لأحد كان أن يدعو الآخر
الرجال للرجال و النساء للنساء
ومن إرادت أحداهن التعرف على أختها
عليها أن تتصل بها عن طريق الخاص في المنتدى التي هى مشتركة فيه وتعقد معها مواعيد تجتمع معها فيه في السكايب أو الياهو
ثانيا:
ظاهرة خبيثة و إن لم تشعر بها المرأة
وهي إظهار اسمها في السكايب وتكتب فيه
لا أريد التعرف على الرجال
طمعا في دفع الفتنة عن نفسها
وهذا من اعظم مداخل الشيطان
قد يتلبس أحد الرجال بلبوس المرأة ويتنكر على أنه فتاة
فتتعلق بها وهو رجل
حتى يستحكم الخيط و الحبل
وحينئذ يصارحها بالحقيقة
ولا أدري ماذا يجري بعد الصراحة
الوصال أم الإنفصال
الكلام ذو شجون
والوقت لا يسفعني
و الظرف يضيقني
و المكان يقلقني
لأنني لست متقر في البيت
و إنما في المقهى للأنترنت
و الله المستعان وعليه التكلان
في الأمور كلها
******
أخوكم الغيور عليكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[العرب]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 12:38]ـ
حفظ الله شيخنا العلامة وسددك اخي
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:40]ـ
بارك الله فيك ,, ونفع الله بالشيخ العلامة عبدالكريم الخضير.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 05:02]ـ
بارك الله فيك،، وحفظ الله الشيخ الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 05:45]ـ
بارك الله فيك
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 11:32]ـ
احمد بن حنبل و حمدان الجزائري و أبو محمد العائذي و العرب جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[الباز]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:12]ـ
أخي فيصل .. سددك الله ..
جزاك الله خيراً على نقلك لكلام الشيخ ..
ولكن أرجو أن لا تحمل كلام الشيخ ما لايحتمل ..
فالحق أبين من أن نحاول تبيينه ..
وتعليقك الذي كتبت جميل ولكن ليس تحت فتوى الشيخ ..
فلو أفردت له موضوعاً خاصاً لكان أفضل.
فاحترام عقليات الناس مطلب مهم ..
وجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:18]ـ
يقول
ما رأيك بالطرق الجديدة في طلب العلم مثل الأشرطة لكبار العلماء والدروس العلمية في القنوات، مثل قناة المجد والحاسب الآلي؟
أولاً: طلب العلم من الأشرطة لكبار العلماء هذه من أنفع ما يتعلم عليه إذا لم يتمكن الطالب من المثول بين يدي هؤلاء العلماء، نحن لا نتصور أن الأمر ميسر أن الإنسان سهل عليه أن يركب سيارته ويذهب إلى فلان أو علان ليطلب عليه العلم من الكبار، لا يتيسر لكثير من الناس، بعض الناس يشغله البعد في الآفاق، وبعض الناس يشغله العمل، وطلب المعيشة، وبعض الناس يشغله الارتباط بالوظيفة، أو على أمر من أمور المسلمين، المقصود أن مثل هذه الأشرطة تحل كثير من الإشكال.
وأيضاً: الدروس من خلال الإنترنت وأنا حقيقة مثل هذه المحدثات على حذر كبير منها، أنا لا أوصي بها بالإطلاق؛ لأن فيها الغث والسمين، والغث كثير، وجد -ولله الحمد- من يستفيد منها، لكن أيضاً وجد باسم الاستفادة من بعض من ينسب إلى طلب العلم أيضاً من تيسر له النظر في أمور لا يجوز النظر إليها، ففيها الغث والسمين، فإن اقتصر على الأشرطة فهو الأفضل، إذا لم يتمكن ولم يتحصل على هذه الأشرطة، إذا لم يكن إلا هذا مع أخذ الحيطة والحذر الشديد؛ لأنه يسهل لك الاتصال بأمور ما كانت ميسرة في السابق، فهذه مزلة قدم، ولا يقول الإنسان: أنا متحصن بالعلم، لا، قد زل أناس وضاعوا بسببها، ضاع بسببها أناس كثير.
http://www.khudheir.com/ref/773/****
بارك الله فيكم // وحبذا لو تمهلت قليلاً فثمة فرق بين كلام الشيخ - حفظه الله - وما أوردته هنا! فالشيخ يتحدث عن المحدثات؛ أي الأمور التي حدثت وجدَّت (الحديثة) - وكلام الشيخ فيها معروف معلوم - وليس المحادثات , وهذا واضح من سياق السؤال!
وفقنا الله وإياك وشكر نصحك وغيرتك ,,(/)
إلى طلبة الشيخ عبدالكريم الخضير- حفظه الله -
ـ[أمل*]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 01:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح العقيدة الواسطية الموجود في موقع الشيخ غير كامل، ويحتوي على 8 دروس فقط،أين أجد باقي الدروس؟
يوجد لدي أسئلة للشيخ، وكنت قد كتبت سؤالا في موقع الشيخ ولم تصلني الاجابة، فهل له بريد معين؟
جزاكم الله خيرا على جهودكم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 02:12]ـ
تستطيعين أن تجدي باقي الدروس في شرح العقيدة الواسطية وغيرها في البث الإسلامي على الرابط التالي:
http://www.liveislam.net/archive.php?pid=&sid=&sortby=date&stepby=1&action=title&tid=24&bookid=24
أما سؤال الشيخ فلعل أحد طلبته يفيدك.
ـ[أمل*]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 06:24]ـ
جزاك الله خيرا
يوجد لدي أسئلة للشيخ، وكنت قد كتبت سؤالا في موقع الشيخ ولم تصلني الاجابة، فهل له بريد معين؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 07:43]ـ
هذا بريد الشيخ على جواب قبل أن يكون له موقع و ربما غيره و صار بريده على خادم (سيرفر) الموقع
khodir@gawab.com
و هذه أرقام الهاتف
المنزل 012330056 - 012330025 - العمل 012330025 - 012355522
و هذا رقم الفاكس
012355533
و هذا البريد
الرياض ص. ب 124938 الرمز البريدي 11771
و هذا الموقع
http://www.khudheir.com
أما الجوال فأخاف أن الشيخ لا يأذن بنشره
و هذا عنوان تقريبي لمسجده لحضور الدروس
شرق مخرج 14 على الدائري الشرقي في حي السلام في الرياض العاصمة السعودية
ـ[أمل*]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 08:40]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(/)
سامحني يابن تيمية
ـ[أم فراس]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة،كنت أكره الالتحاق بقسم العقيدة،لماذا؟
أعرف أن الساحة مليئة بالتيارات والمذاهب والأفكار، وكنت أظن أن من يدعون السلفية هم أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية،فلما أقرأ طريقتهم في الردود أو في النظرة والحكم المسبق على الآخرين يجعلني ألقي باللوم على قدوتهم،ووالله ماقرأت كتابا لابن تيمية،وإنما كونت هذه الصورة السيئة بناء على تصرفات من يدعون الانتساب إليه.
ثم أرغمت على دخول هذا القسم وكم بكيت وبكيت خوفا من كتب العقيدة،لا أحبها ولماذا،لاأعرف جوابا ولكن أعرف أنه قسم المناظرات والحكم المسبق على الأشخاص.
ومن نعم الله ان عزمت وبدأت دراستي قسم العقيدة،ووالله بمجرد أن يبدأ الشيخ يكلفنا بتحضير الدرس من الدرء إلا وأبدأ القراءة والتحضير وأحسب أن قلبي سيقف من الإجهاد في فهم عبارات هذا الكتاب،لقد كنت أتكلف قراءة 100صفحة من الدرء في يومين أو ثلاثة فقط أريد أن أفهم ما يقول هذا الشيخ،وما أن تبدا محاضرة العقيدة وتنتهي إلا وأنا أذرف من الدمع ماالله به عليم،أفكر كيف أتخصص عقيدة،وأنا لا أفهم كلام شيخ الإسلام،وكيف أصحح نيتي فالجامعة خصصتني فيما لا أريده، عانيت وعانيت،وانتهت السنة المنهجية ... وبتقدير ممتاز،ولكن بنفس العقدة التي لم فهمها أحد،لقد بحت لشيخي أني لا أفهم كتب شيخ الإسلام،فظن أني صوفية أحب قراءة كتب الإمام الغزالي،وكانت هذه علة أخرى أني أتهم بأي مذهب ولا علاقة لي به،ومابي إلا الجهل التام بهذا التخصص.
الشاهد: عندما بدأت في البحث وطلبت كتب شيخ الإسلام الفتاوى مثلا قرأته من ج10 - 11 وأنا أظن أن سهامه ستنزل على التصوف بكل عنف أو سأقرأ بين كل سطرين جملة بدعة،وحرام .... ،فإذا به رجل عاقل يناقش المسائل بطريقة علمية فقهية،ويفترض لكل حالة أوسؤال وجهين ثم يبني النتائج على المقدمات التي يفترضها،ويركز على نقد التصوف الغالي
صرت أقول في نفسي: سامحني يابن تيمية كنت أكرهك بسبب من يدعون الانتساب إليك،
قرأت كلام الإمام الذهبي في النقد وجدته كلام إخوة متحابين يرى كل واحد منهم أن الآخر اجتهدأ فأخطأ أو أصاب فهو مأجور،
وندرس في جامعاتنا منهج التعامل مع المخالف كما في شرح الأصفهانية،ولكن لا أثر لها في التطبيق.
هذه النظرة هي مانفتقدها في التعامل بيننا،ووالله مابينكم في الألوكة أحيانا وليس من الجميع يظهر نزعة حدية ما ينبغي أن تكون بين طلاب العلم،فضلا عن مجالس علمية،
يظهر بيننا التحزب واضحا،ووهو ليس لقضية وإنما يدخل في المناقشة أسماء أشخاص،
فهل نستطيع المناقشة دون أن نلمز بعضنا أو نتخلى عن الحكم على مافي قلوب الآخرين،ولماذا ننقد من الصوفية ادعاء معرفة شيوخهم لقلوبهم ونسمح للأنفسنا بالحكم على قلوب الآخرين ... ؟
هداني الله وإياكم.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 03:14]ـ
أحسنت بارك الله فيك يا أم فراس.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 03:39]ـ
بارك الله فيك مع أن التدافع لا يخلو منه تجمع بشري مهما قرب من الحق أو بعد فلهذا تحسن مثل هاته الذكرى بين الفينة و الأخرى
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 11:10]ـ
المعذرة ولكن من هم أتباع ابن تيمية الذين سببوا لكي الفزع منه ومن كتبه
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 05:08]ـ
بارك الله فيك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 05:09]ـ
ماأكثر الأدعياء أخي أبا أنس المتشدقين باتباع منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .. أصحاب الكيل بمكيالين هم أكثر الناس إساءة إليه ..
غض الطرف عن مبدأ التعديل (الذاتي) أوقعهمفيما انتقدوا عليه الناس قديماً، فنبذ التعصب للرجال، ومقولة الرجال يعرفون بالحق، وليس العكس، من أوائل المبادئ التي رفعوها، ثم لما أصبح لهم رجال رموز وقعوا في جدلية الرجال والمبادئ، صاروا يدورون حول الرجال وفوق المبادئ والعجيب أنهم وقعوا في إشكالية الازدواجية في حمل المبدأ: فهم إذا تكلموا عن الآخرين "فكلامهم صراحة وتصحيح، وتقديم للمبادئ على العلاقات والأشخاص. أما إذا تكلم غيرهم عنهم، فلا بد أن يحترم العلماء، ويتأدب معهم، إنها ظاهرة الكيل بمكيالين!
ـ[أم فراس]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 08:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم مروركم العاطر.
الأخ أبو أنس المكي: لا داعي للتسمية فالساحة مليئة بالمقصودين،ولا داعي أن نضع منخل لنحجب به ضوء الشمس فهذا واقع ملموس.
جزاكم الله خيرا
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 06:21]ـ
ولماذا ننقد من الصوفية ادعاء معرفة شيوخهم لقلوبهم ونسمح للأنفسنا بالحكم على قلوب الآخرين ... ؟
ما شاء الله .. كلمات دقيقة لها معاني عميقة
جزاكم الله خيرا .. وسدد خطاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:43]ـ
أختي الفاضلة: لن تري بعينيك عدالةً كاملة، ولن يصل إليها البشر أبدًا فهي صفة الخالق عز وجل، وليس لنا إذا أردنا الوصول إلى كمال العدالة البشرية النسبية إلا أن نتخذ سبيلاً ومنهجًا تطبيقيًا واضحًا في التعامل مع الناس عمومًا، وذلك بأن نبذل العدل وحَسَنَ القول، ونحرض الناس عليه، ونعزي أنفسنا إن وقع الظلم علينا وعلى غيرنا بالأجر المترتب عليه، وننكر الظلم ونطلب رفعه.
وواقعنا في الحقيقة مؤسف كما ذكرتِ، ويبدو أننا نحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة حسابات واسعة في تعاملاتنا، وإحياء الأخلاق النبوية ومكارم الأخلاق الفطرية.
موضوعك مهم وأنا أقترح على المشرفين رفعه، والسلام.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 06:31]ـ
الأخت أم فراس وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
لاشك أن هناك مِلل ومذاهب مختلفة كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى صراطه المستقيم.
لكن لي بعض الملحوظات على كلامك:
أبدأ أولا بالعنوان: فكلمة " سامحني يابن تيمية " كلمة غريبة لا أصل لها، والصحيح أن تقولي مثلا: رحمك الله يا ابن تيمية ما أدق منهجك، أو: لقد أخطأتُ في تصوري لمنهج ابن تيمية، أو: كيف عرفتُ سلامة منهج ابن تيمة، ونحوها.
وأما طلب السماح من الميت فهذا أمر لم يرد في الشرع ولا أصل له، وابن تيمية مات منذ ما يزيد عن 700 سنة.
....
وكنت أظن أن من يدعون السلفية هم أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية،فلما أقرأ طريقتهم في الردود أو في النظرة والحكم المسبق على الآخرين يجعلني ألقي باللوم على قدوتهم،
ووالله ماقرأت كتابا لابن تيمية،وإنما كونت هذه الصورة السيئة بناء على تصرفات من يدعون الانتساب إليه.
1 - هذا تعميم منك لكل من انتسب إلى السلف، وهذا خطأ، فلو قلت: بعض من يدعون السلفية لكان أصوب.
2 - ليس هناك أي واحد من أتباع السلف يدعي أنه ينتسب إلى ابن تيمية، هذا مع أنهم يدرسون كتبه ويتعلمون منها ومن غيرها منهج السف وطريقتهم، ولا تجد أحدا يقول منهم: أنا انتسب إلى ابن تيمية.
وإنما الذين ينسبون أتباع السلف إلى ابن تيمية: المبتدعة من الأشاعرة المعتزلة وغيرهم.
ثم أرغمت على دخول هذا القسم وكم بكيت وبكيت خوفا من كتب العقيدة،لا أحبها ولماذا،لاأعرف جوابا ولكن أعرف أنه قسم المناظرات والحكم المسبق على الأشخاص.
ليس قسم العقيدة فقط قسما للمناظرات، بل حتى قسم الشريعة سواء علم الفقه أو أصول الفقه، وكذلك اللغة العربية من النحو وتصريف، وغيرها.
وأهل البدع من الطوائف المنحرفة هم من عندهم - حكم مسبق - باطل على أهل السنة أتباع السلف، كما هو معلوم، فإطلاقك الحكم المسبق على قسم العقيدة غير سليم.
ومن نعم الله ان عزمت وبدأت دراستي قسم العقيدة،ووالله بمجرد أن يبدأ الشيخ يكلفنا بتحضير الدرس من الدرء ...
لقد درستُ في كليتين: كلية الشريعة أولا، ثم في كلية أصول الدين، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، وفي السنوات الثلاث الأولى في قسم العقيدة يدرسون الطحاوية بشرح ابن أبي العز، ويجد كثير من الطلاب صعوبة في دراسة الطحاوية، ولذلك يلجأون إلى كتب تهذيب الطحاوية.
وفي السنة الأخيرة يدرسون التدمرية لابن تيمية في الفصلين الدراسيين، ومع ذلك أيضا يجدون صعوبة في " التدمرية "، فليجأون إلى كتب تشرحها أو تهذبها، كشرح التحفة المهدية في شرح التدمرية للشيخ العلامة فالح بن مهدي، وككتاب: تهذيب التدمرية لشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمهما الله.
وطوال دراستي بكليتي الشريعة وأصول الدين لم يقم أي واحد من هولاء المحاضرين سواء من كبار العلماء أو ممن دونهم بتدريس كتاب " الدرء " لابن تيمية على الطلاب، أو بتكليفهم التحضيرَ منه؛ فعقولهم لا تستوعب ما دون هذا الكتاب فكيف به؟!.
... ،لقد بحت لشيخي أني لا أفهم كتب شيخ الإسلام،فظن أني صوفية أحب قراءة كتب الإمام الغزالي،وكانت هذه علة أخرى أني أتهم بأي مذهب ولا علاقة لي به،ومابي إلا الجهل التام بهذا التخصص.
إن من يقرأ من الطلاب المبتدئين في قسم العقيدة كتاب " الدرء " لن يفهم طريقته، ولو قرأه ألف مرة، فكيف بهذا الذي كلفكم بالتحضير منه؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الله جل وعلا يقول: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)
قال أهل العلم: " الربانيون هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره ".
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق).
ثم هذا المحاضر هل ظن أو تكلم بذلك: أي أنكِ صوفية؟!؛لأن كلمة ظن تدل على أنه لم يتكلم بذلك.
ثم إن هناك بعضا من كتب للإمام الغزالي رحمه الله تعالى تُدرس ولا علاقة لها بالتصوف لا من قريب ولا من بعيد، فمثلا عندما كنتُ بكلية الشريعة كان معلموا الأصول يرجعون لكتاب المستصفى للغزالي، ويذكرونه من ضمن المراجع المهمة والأصيلة في هذا العلم.
بل إن رسالة الدكتوراه للشيخ السديس هي مقارنة بين روضة الناظر لابن قدامة، والمستصفى للغزالي.
،فإذا به رجل عاقل يناقش المسائل بطريقة علمية فقهية،ويفترض لكل حالة أوسؤال وجهين ثم يبني النتائج على المقدمات التي يفترضها،ويركز على نقد التصوف الغالي
طريقة مناقشة الأدلة والأقوال هي من الطرق التي بينها العلماء في علمي الجدل، وآداب البحث والمناظرة.
وقد ألف العلماء في هذين العلمين مؤلفات مشهورة منها مثلا كتاب المعونة في الجدل لأبي إسحاق الشيرازي، ومنظومة آداب البحث والمناظرة للإمام محمد الأمين الشنقيطي، وغيرها.
صرت أقول في نفسي: سامحني يابن تيمية كنت أكرهك بسبب من يدعون الانتساب إليك،
قرأت كلام الإمام الذهبي في النقد وجدته كلام إخوة متحابين يرى كل واحد منهم أن الآخر اجتهدأ فأخطأ أو أصاب فهو مأجور،
بينتُ سابقا أنه ليس أحد من أهل السنة يدعي الانتساب إلى ابن تيمية، ولو قلتِ أنت: بعض الذين ينتسبون للسلف ممن يأخذون بأقوال ابن تيمية لكان أصوب.
وأيضا نبهتُ سابقا على أن طلب السماح من الميت لا أصل له، وابن تيمية مات منذ ما يزيد عن 700 سنة.
وندرس في جامعاتنا منهج التعامل مع المخالف كما في شرح الأصفهانية،ولكن لا أثر لها في التطبيق.
1 - كتاب " شرح العقيدة الأصفهانية " لابن تيمية، ليس كتاب منهج خاص بالتعامل مع المخالف.
2 - كل كتب ابن تيمية التي ألفها ردا على المخالفين تشترك في مميزات وهي: دقة رده، وسلامته، وقوة حجته، وإنصافه لخصومة ... إلخ.
ولذلك يقول المفتي السابق الشيخ حسنين محمد مخلوف في تقديمه لكتاب " شرح العقيدة الأصفهانية " بياناً لذلك: " وحسبنا أن نقول إن كتاب شرح العقيدة الأصفهانية، يُعد مكملا لفتاوى شيخ الإسلام رحمه الله، التي هي موسوعة إسلامية وذخيرة علمية، وثروة فقهية لا يسع باحثا إسلاميا ولا فقيها متشرعا لإلا أن يدرسها بدقة وعمق وسعة صدر، وتحرر من ربقة التقليد المحض ... ". أهـ طبعة دار الكتب الإسلامية بتاريخ 29 ربيع الثاني سنة 1386 هـ
ثم إن الجامعات عندنا في السعودية لا تُدرس هذا الكتاب كمنهج للتعامل مع المخالف، ولكن عدداً من العلماء في دروس المساجد يشرحون كتاب " رفع الملام عن الإئمة الأعلام " فهو من أحسن الكتب في ذلك - أي في التعامل مع المخالف - وقد كان شيخنا العلامة الأصولي ابن غديان حفظه الله يشرحه لنا بمسجده الذي عند دار الإفتاء.
والله الموفق.
ـ[أم فراس]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا داعي لأرد بالتفصيل ومن هو القائل وماذا قال، ولا القصة تامة. فهذا سيضطرني للتحدث عن مشايخي،وأنا أربأ عن ذلك
يكفي أن تعلم أننا أخذنا في منهجية الماجستير المجلد الأول من الدرء ثم انتقلنا إلى أمور أخرى واحتجنا قراءة من إحياء علوم الدين .. وأخذنا في مادة النصية شرح الأصفهانية ... وماذا تعني بكلامك أننا لا ندرس الدرء هل تخيلت أنا أو نمت وحلمت أو افتريت؟؟؟ اسأل وسترى العلم اليقيني.
أما منهج التعامل مع المخالف فدرسناه أثناء دراسة الأصفهانية مع الشيخ أحمد سعد الغامدي محقق كتاب اللالكائي.
القصد ليس حصر موضوع الأصفهانية في التعامل مع المخالف وإنما رواية ماحدث وهو أن في الأصفهانية مواقعا كنا نعلق عليها بمنهج ابن تيمية في التعامل مع المخالف.
أما الحكم على الآخر في مجالس الفقه مثلا فهو حكم في الفروع فلو قال لي شخص أنت حنفية أو شافعية فلا يغضب أما الخلاف في الأصول فينبني عليه ماتعلم من ضرر.
أما التعميم فلم أرده ولكن عجلة الكتابة وأتفق معك على إضافة كلمة بعض.
شكرا لك.
ـ[أم الفضل]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 09:54]ـ
بسبب الاختلاف بين الجامعات ومقرراتها حصل بعد التصور من الأخ صقر
يبدو أنك ياأم فراس تخصصت في جامعة أم القرى ويبدو من كلام الأخ أنه يقصد جامعة الإمام أليس كذلك؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 02:19]ـ
فقط للتنبيه:
بسبب الاختلاف بين الجامعات ومقرراتها حصل بعد التصور من الأخ صقر
يبدو أنك ياأم فراس تخصصت في جامعة أم القرى ويبدو من كلام الأخ أنه يقصد جامعة الإمام أليس كذلك؟
الأخت الفاضلة أم الفضل ليس عندي بعد تصور ولله الحمد، كلامي واضح الأخت أم فراس عمَّت ولم تخص، فحين قالت: " وندرس في جامعاتنا " بينتُ لها أن ذلك التعميم غير مقبول.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم فراس
وندرس في جامعاتنا منهج التعامل مع المخالف كما في شرح الأصفهانية،ولكن لا أثر لها في التطبيق.
وكان الصواب كما هو واضح أن تقول: " قرر المحاضر عليهم ذلك "، أما أن تنسب ذلك إلى الجامعات عموما فهذا خطأ.
فتقرير بعض الكتب راجع إلى اجتهادات بعض المحاضرين.
وهذا واضح ومعروف لكل من درس في الجامعات عموما، بعضهم يؤكد على كتب، وبعضهم على كتب أخرى كما هو معلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 02:33]ـ
ليس في كلمة سامحني يابن تيمية أدنى إشكال، واضح أن الأخت لاتنادي الشيخ وتطلب منه السماح! وإنما هوأسلوب أدبي معناه: ان ابن تيمية يظلمه بعض الناس بسبب سوء تطبيق بعض من ينتسب إليه، ولاداعي لإدخال القيود المنطقية على الكلام العربي الذي يدل سياقه على معناه، وأنا أعتبر هذه العبارة فيها بلاغة وإبداع، والله الموفق.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 06:18]ـ
ليس في كلمة سامحني يابن تيمية أدنى إشكال، واضح أن الأخت لاتنادي الشيخ وتطلب منه السماح! وإنما هوأسلوب أدبي معناه: ان ابن تيمية يظلمه بعض الناس بسبب سوء تطبيق بعض من ينتسب إليه، ولاداعي لإدخال القيود المنطقية على الكلام العربي الذي يدل سياقه على معناه، وأنا أعتبر هذه العبارة فيها بلاغة وإبداع، والله الموفق.
ليس هذا من الكلام العربي، بل هو من الكلام الذي لا أساس له لا في اللغة العربية، ولا حتى في البلاغة، أن تنادي ميت وتقول له سامحنى.
ثم أنت تعيد نفس الكلام، وأعيد وأكرر ليس هناك أحد ينتسب لابن تيمية من أهل السنة، النسبة للسلف الصالح، ونحن وابن تيمية ومن قبله ومن بعده من أئمة أهل السنة ننتسب للسلف الصالح.
ثم إنه لا دخل للمنطق في هذا الكلام، نحن نتكلم عن هذه الكلمة هل لها أصل في الشرع أو لا؟
لن تجد في كلام أئمة اللغة وعلماء البلاغة أنهم ذكروا أن هذا - أي مخاطبة الميت بقولك سامحني - نوع من البلاغة في الخطاب ... وإذا كان عندك شيء هاته واذكره وبينه.
والله الموفق.
ـ[أم فراس]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 07:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترت في حديثي طريقة مابال أقوام،وقد يقصد به شخص واحد ممن يستمعون، ولا يفهم التعميم أبدا لا على الجامعات ولا على السلفيين،على العموم يكفي من فهم قصدي سواء من الموافقين أو المعترضين فالفكرة واضحة، والله من وراء القصد.
بوركتم جميعا.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:48]ـ
حياك الله أم فراس على هذه الكلمات الرائعة ... و السبب في ذلك عقيدة " العصمة " التي ابتلي بها بعض السلفيين. فيعتقدون أن الحق لا يحيد عنهم أبدا. و هذه من أعظم المصائب التي ابتلينا بها في هذا الزمان. وهذه المصيبة من المخلفات التاريخية فهي غير جديدة.
قال أبو الحسن البربهاري إمام الحنابلة في عصره (ت329هـ) في كتابه شرح السنة طبعة دار الغرباء الأثرية في {ص:109}: (فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله!!).
فهل بعد هذا من تعليق ....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 12:32]ـ
أظنه لو كان موجوداً سيسامحك على فهمك الخاطئ إن شاء الله
و كذلك أتباعه إن شاء الله سيسامحونك على فهمك الخاطئ لهم إقتداء بإمامهم الذي كان يسامح من يفهمه خطأ
أما الذين فهمك لتعصبهم صحيح فليسوا أتباعه أصلاً، ربما اعتقاد أنهم أتباعه أيضاً فهم خاطئ
نسأل الله أن يفهمنا مذاهب الناس فهماً صحيحاً لا خاطئاً نحن و جميع الإخوة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 01:58]ـ
حياك الله أم فراس على هذه الكلمات الرائعة ... و السبب في ذلك عقيدة " العصمة " التي ابتلي بها بعض السلفيين. فيعتقدون أن الحق لا يحيد عنهم أبدا. و هذه من أعظم المصائب التي ابتلينا بها في هذا الزمان. وهذه المصيبة من المخلفات التاريخية فهي غير جديدة.
قال أبو الحسن البربهاري إمام الحنابلة في عصره (ت329هـ) في كتابه شرح السنة طبعة دار الغرباء الأثرية في {ص:109}: (فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله!!).
فهل بعد هذا من تعليق ....
يا أخي اتق الله فإنك مسئول، من من أهل السنة ادعى العصمة لإمام من الأئمة وأما إن كنت تقصد أن الحق لا يخرج عن أهل السنة في الجملة فهذا صحيح لا شك فيه ومن خالف أهل السنة والجماعة فهو مبتدع ضال.
وإن كنت ترى حقًا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة فهاته مع الدليل من كتاب أو سنة وهل مذهب أهل السنة والجماعة إلا الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة. هداك الله.
وأما عبارة أبي محمد البربهاري تلك فلأنه قال في نفس الكتاب: ((وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع ... )).
فهو لم يضع في كتابه إلا ما أخذه من الكتاب والسنة وكلام السلف في القرون المفضلة!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 04:41]ـ
كنت قد كتبت الرد السابق على أبي العباس المالكي، ثم راسلتني أم فراس صاحبة الموضوع وطلبت إغلاقه، فأغلقته وإن كان عند أبي العباس المالكي كلام فيما خالف فيه أهل السنة والجماعة الحق فليكتبه في موضوع مستقل لنرد عليه، وإن كان يرى أن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق فلسنا مختلفين.(/)
نصيحة العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمة الله عليه- لطلاب العلم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 12:20]ـ
قال الشيخ العلامة الفقيه
صاحب القلم البليغ
المدافع عن عقيدة التوحيد
بكر بن عبد الله أبو زيد
رحمة الله عليه
******
يا أخي!
وقانا الله وإياكم العسرات
إن كنت طرأت مثلاً من حلية طالب العلم وآدابه
وعلمت بعضاً من نواقضها
فاعلم أن من أعظم خوارمها المفسدة لنظام عقدها:
1 – إفشاء السر.
2 – و نقل الكلام من قوم إلى آخرين.
3 – و الصلف واللسانة.
4 – و كثرة المزاح.
5 – و الدخول في حديث بين اثنين.
6 – و الحقد.
7 – و الحسد.
8 – و سوء الظن.
9 – و مجالسة المبتدعة.
10 - و نقل الخطى إلى المحارم.
فاحذر هذه الآثام وأخواتها
واقصر خطاك عن جميع المحرمات
فإن فعلت وإلا فاعلم أنك رقيق الديانة خفيف لعاب مغتاب نمام فأن لك أن تكون طالب علم يشار إليك بالبنان منعماً بالعلم والعمل.
سدد الله الخطى
ومنح الجميع التقوى
وحسن العاقبة في الآخرة والأولى
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
انتهى كلامه
رحمه الله
******
من كتاب
حلية طالب العلم
الصفحة 47 وما بعدها
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 12:50]ـ
يقول الشيخ - رحمه الله - في خاتمة كتابه "هجر المبتدع" ما نصه:
إشاعة البدعة
نصيحتي لكل مسلم سلم من فتنة الشبهات في الاعتقاد، أن البدعة إذا كانت مقموعة خافتة والمبتدع إذا كان منقمعًا مكسور النفس بكبت بدعته فلا يحرك النفوس بتحريك المبتدع وبدعته؛ فإنها إذا حركت نمت وظهرت، وهذا أمر جبلت عليه النفوس، ومنه في الخير: أن النفوس تتحرك إلى الحج إذا ذكر الحجاز، وعرصات الوحي، ومواطن التنزيل ... وفي الشر: إذا ذكرت النساء والتغزل والتشبيب بهن تحركت النفوس إلى الفواحش. وهذا الكتمان والإعراض من باب المجاهدة والجهاد فكما يكون الحق في الكلام فإنه يكون في السكوت والإعراض، والله أعلم.
...............
شكرا لك اخي الكريم و بارك الله فيك(/)
نصيحة العلامة عبد الكريم الخضير لطلاب العلم خاصة.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 12:24]ـ
يقول السائل
صار همّ بعض الشباب الكلام في العلماء والتجريح وتتبع عثراتهم، حتى أنهم يطلقون على البعض أنه كذا أو كذا؟
المقصود أن على المسلم أن يحرص على عمله
وأهم ما على الإنسان نفسه
وما يخلصها وينجيها
ويترك الكلام في الآخرين
فأعراض المسلمين حفرة من حفر النار
وهذا ملاحظ، بعض الناس إذا اختلفت معه في وجهة نظر انقلبت جميع الحسنات سيئات، ولا يقبل منك صرفاً ولا عدلاً
يا أخي هذه وجهة نظر
يمكن هو المصيب وأنت المخطئ
ويبقى أن الإسلام -ولله الحمد- فيه شيء من السعة وفيه مجال للاجتهاد
إلا ما وردت فيه النصوص
والإنسان مأجور على اجتهاده ولو أخطأ ولله الحمد
وهذا من سعة رحمة الله عز وجل
فالمسلم عليه أن يحرص على المحافظة على أعماله الصالحة التي سعى في جمعها
ولا يكون مفلساً
فالمفلس من يأتي بأعمال في روايةٍ: ((كالجبال، صلاة وصيام وصدقة وبر وأمر بمعروف ونهي عن المنكر، ثم يوزعها -يعطي فلان وفلان وفلان وعلان- فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته
فإذا انتهت الحسنات يضاف إليه من سيئاتهم))
نسأل الله السلامة
والحديث في الصحيح
والله المستعان.
على كل حال أعراض المسلمين -كما قرر أهل العلم- حفرة من حفر النار
فليتق الله -سبحانه وتعالى- طالب العلم على وجه الخصوص
ولا يجعل نفسه حكماً على العباد.
والجرح والتعديل بالنسبة للرواة على خلاف الأصل
لأن الأصل المنع، لكن العلماء أجازوه -بل أوجبوه- للضرورة الداعية إليه
فلولا الجرح والتعديل لم يعرف الصحيح من الضعيف
لكن ما الداعي إلى أن يقال: فلان وفلان وفلان؟
لا مانع أن ينبه الإنسان على الخطأ، وأن يقال: فعله كذا خطأ
منهج شيخ الإسلام -رحمه الله- التشديد على البدع وأهلها
والرد على المبتدعة بقوة
وتفنيد أقوالهم
لكن إذا جاء للأشخاص وهم متلبسون بهذه البدع التمس لكثير منهم الأعذار
فرق بين أن تتكلم عن الفكرة وأنها مخالفة للشرع بدليل كذا وكذا
إذا كان في أدلة
أما إذا كانت وجهات نظر فتبيّن رأيك ولا تفرضه على أحد
والله المستعان.
http://www.khudheir.com/ref/1218/****
ـ[أسماء]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والإنسان مأجور على اجتهاده ولو أخطأ ولله الحمد
وهذا من سعة رحمة الله عز وجل
فالمسلم عليه أن يحرص على المحافظة على أعماله الصالحة التي سعى في جمعها
ولا يكون مفلساً
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 05:47]ـ
بارك الله فيك
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 11:29]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[صالح العواد]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 06:09]ـ
اللهم اجعل شيخنا للمتقين إماما
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:17]ـ
اللهم اجعل شيخنا للمتقين إماما
آآآآآآآآآآآمين يارب العالمين(/)
كونوا ربَّانيين
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 03:05]ـ
كونوا ربَّانيين
______________________________ __________
إنه نداء رباني علوي للفئة المؤمنة كي تترقى في درجات العلم والعمل الصالح فتنال رضا الله تعالى وثوابه، يقول الله عز وجل: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران:79].
فحين تلتقي في نفس المؤمن قوة الإيمان وصلابته مع صدق العزيمة والإخلاص والسكينة والرقة والإخبات والصفاء فإن هذا العبد يتمثل في نفسه خلق الربانية.
فالربانيون قوم وصلوا إلى المقام الأعلى في العلم والتربية، ومن صفات هؤلاء الربَّانيين:
(1) العلم: إنهم أقبلوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتعلمون ما فيها ويعملون به ويدعون إليه ويعلمونه الناس: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كونوا ربَّانيين: حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
وقال ابن الأعرابي: لا يقال للعالم ربَّاني حتى يكون عالمًا معلمًا عاملاً.
وقال الله عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد:19]. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، وقد بوَّب الإمام البخاري على ذلك بابًا بعنوان: العلم قبل القول والعمل.
(2) الإخلاص: فالربَّاني لا يقصد بعلمه ولا بعمله غير وجه الله تعالى: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى".
وطلب العلم من جملة العبادات التي ينبغي أن يخلص فيها العبد لله، ولهذا يقول الزهري – رحمه الله تعالى -: ما عُبد الله بشيء أفضل من العلم. فالعالم في طلبه للعلم وتعليم الناس إنما هو في عبادة، والعلم ميراث الأنبياء، هكذا سماه أبو هريرة رضي الله عنه، فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورَّثوا العلم. وقد ورد عن الثوري – رحمه الله – أنه قال: لا أعلم بعد النبوة أفضل من العلم. والذين ينتفع الناس بعلمهم على الحقيقة هم أهل الإخلاص.
(3) الاتباع:
فلا يمكن أن يكون ربَّانيًا من سلك سبيل البدعة وابتعد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم. إن العلم الذي يصل بصاحبه إلى الخير والهدى هو علم الكتاب والسنة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه".
العلم قال الله قال رسولُه ... قال الصحابةُ ليس بالتمويه
ما العلمُ نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
إن العلوم الآن – عند الناس – كثيرة؛ لهذا كان الاتباع من أهم خصائص الربَّانيين، يقول الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى: العلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة، وفهم معانيها، والتقيد في ذلك بالمأثور.
(4) الاعتزاز بالعلم والاستغناء عن الناس:
فالعالم الذي أراد بعلمه وجه الله تعالى يستشعر عظم نعمة الله عليه بتوفيقه للعلم، فلا يذل نفسه أبدًا ولا يشتري بعلمه ثمنًا قليلاً من حطام الدنيا الفاني، ولهذا كان العلماء الربَّانيون في وادٍ والناس في وادٍ آخر. إنه العلم الذي عرفوا به ربهم فعظموه، وتمكنت خشيته من قلوبهم فهانت عليهم الدنيا. يقول ابن تيمية رحمه الله: ما يصنع بي أعدائي؟ إن سجني خلوة، وإخراجي من بلدي سياحة، وقتلي شهادة في سبيل الله.
ولقد كان شعار الأنبياء والمرسلين عند دعوتهم لأقوامهم: {لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً}.
وما أجمل ما قاله الجرجاني رحمه الله:
يقولونَ لي فيكَ انقباضٌ و إنَّما رأوا رجلاً عن موقفِ الذُّلِ أحجَمَا
أرى الناسَ مَن داناهمُ هان عندَهُم ومن أكرمَتْه عزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا
و لمَْ أقضِ حَقَّ العلمِ إن كانَ كُلَّمَا بَدَا طَمَعٌ صَيَّرتَهُ لِيَ سُلَّمَا
أأشقَى بهِ غَرْسَاً وأَجْنيهِ ذُلَّةً؟ إذَنْ فاتِّبَاعُ الَجهْلِ قَد كَانَ أَحْزَمَا!
و إنِّي إذا مَا فَاتَنِي الأمرُ لم أَبُت أقلِّبُ كَفِّي إِثرَهُ مُتَنَدِّمَا
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قَد أَرَى وَلكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تحتَمِلُ الظَّمَا
ولم أبتَذِل في خِدمَةِ العِلْمِ مُهجَتِي لأَخدِمَ من لاقَيتُ لَكن لأُخْدَمَا
وَ لَو أَنَّ أَهلَ العِلمِ صَانوهُ صَانَهَم وَ لَو عَظَّموهُ في النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
(5) حسن الخلق:
فالربَّاني يخالط الناس بالمعروف، ويعاملهم بمكارم ومحاسن الأخلاق، كيف لا وقد هذَّب القرآن والسنة خلقه وطبعه، وكان له في رسول الله أسوة حسنة، وهو صلى الله عليه وسلم يقول: "خياركم أحاسنكم أخلاقًا".
إن علمه أورثه رقة وصفاء ورحمة لجميع الخلق: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].
(6) تزكية النفس بالأعمال الصالحة:
إن العمل هو ثمرة العلم، فعلم بغير عمل وبالٌ على صاحبه وحجةٌ عليه، ولهذا يُسأل العبد يوم القيامة سؤالاً خاصاً عن علمه ماذا صنع فيه.
ولن ينال العبد محبة الرب سبحانه فيسلك سبيل الربَّانيين إلا بعمل صالح يدخره عند ربه: "وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه".
وللربَّانيين صفات أخرى كالحكمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى وغير ذلك من صفات الخير.
نسأل الله الكريم بمنه أن يجعلنا وإياكم من الصالحين الربَّانيين العلماء العاملين(/)
إعلان الدورات العلمية المتخصصة_1 في شهر شعبان
ـ[المدني1]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 04:56]ـ
يطيب لإخوانكم
بالمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعزيزية بجدة
وبالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة
دعوتكم لحضور الدورات العلمية المتخصصة
الأولى للشيخ / إبراهيم بن عبدالله البطي حفظه الله القاضي بديوان المظالم بالقصيم
بعنوان / العقود التجارية المعاصرة
وذلك يومي / الخميس والجمعة (6 - 7/ 8 / 1429هـ) بعد المغرب
بجامع الإمام الشافعي بحي النسيم بجدة
الثانية / للشيخ / عابد بن محمد السفياني حفظه الله عضو مجلس الشورى
بعنوان / مقاصد الشريعة
وذلك يومي الاثنين والثلاثاء 17 - 18/ 8/1429هـ من بعد العصر إلى العشاء
بجامع أم الخير بحي الصفا بجدة
وهذا إعلان الدورة
http://alamuae.com/up/uptemp/file-32259816.jpg(/)
دور وسائل الإعلام في إصلاح المجتمع للشيخ عبدالله بن محمد الشثري وتعليق سماحة المفتي
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 07:36]ـ
محاضرة شرعية هامة
بعنوان
دور وسائل الإعلام في إصلاح المجتمع
لفضيلة الشيخ
عبدالله بن محمد الشثري
وهي ضمن سلسة محاضرات الجامع الكبير بالرياض - 1429هـ
الرياض.:: جامع الأمير تركي بن عبدالله::.
وكانت قد أقيمت في يوم الخميس 28 - 7 - 1429 هـ
وتفضل سماحة المفتي العام الشيخ /
عبدالعزيز آل الشيخ بالتعليق على المحاضرة والإجابة على الأسئلة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53158(/)
منه يا حسام فى الجنه
ـ[موزع ابتسامات]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 08:34]ـ
اسمحوا لى ان اسطر كلمات للاسف هو كل ما ملكته لاقدمه الى هذه الطفله التى لم ولن انساها طفله اقل ما يُكتب فى حقها هو مجلدات ولم اجد الامجلسكم اكتب فيه هذه الكلمات واطلب من حضراتكم الارشاد فيما كتبت
طفل الموت او الذى يطلق عليه ابن موت هذه الكلمه تقال لاطفال لهم نوعيه خاصه فى كل شئ فليسوا مثل كل الاطفال لا شكلا ولا موضوعا دائما لهم ميلاد خاص بظروف خاصه
فمنهم من كان لا يريده ابواه ومنهم من كان ابواه ينتظراه بشده واشتياق
خلقهم الله عز وجل لحكمه كبيره لا ادعى انى قد توصلت اليها لكن بحثت بعقلى لكى اجد تفسيرا يُرضى عقلى بعدما شاهدت بعينى وعشت هذه التجربه
طفل الموت له شكل مميز يختلف عن ابواه يمتلك جاذبيه كبيره بل قوه مغناطسيه هائله تجذب كل من تقع عينه فى عين هذا الطفل او هذه الطفله ويمتلك طاقه هائله بل قل انه لديه طاقه ديناميتيه تستطيع تفجير الشرود والحزن او الهم لديه تاثير قوى وعجيب فى لفت الانظار اليه من السهل ان تكتشف ان طاقته الحركيه كبيره جد فهو لا يهدا ولا يكل ابدا كما لو كان لديه مهمه موكل بها عليه ان يتمها فى اسرع وقت
اغرب ما فى طفل الموت ان الكل يعرف ذلك يعرف انه ابن موت نظرا لكميه الحب التى يوقعها فى القلوب وسرعه بديهته سواء كانت حركيه او كلاميه وموتته تكون طبيعيه بدون مرض وتكون موتته مفاجئه
ابن الموت تجده -اذا اراد الله -عندما يتفق الزوجان على عدم الانجاب ويقوموا بعمل الاحتياطات الطبيه فيخرج لهم هذا الطفل محطم كل التحصينات الموجوده فيكتئب الابوان لقدومه ويتمللان من فتره حمله وعندما يحين وقت خروجه للحياه وينظر له الابوان سرعان ما يكتشفان انه بخلقه جميله برئيه طاهره فتتبدل المشاعربسرعه البرق ويستجيب له ابواه نظرا لكميه السعاده التى بثها فى حياتهم ويبدا الابوان يكتشفان انه ابن موت من بدايه نطقه حيث انه يتميز هذا الطفل باخراج المقاطع الصوتيه بشكل مدهش كما لو كان رجل او فتاه كبيره فى السن
ويتميز هذا الطفل او الطفله بانه لديه القدره على سرد موضوع كامل متكامل فى كل العناصر تجده عنده من التشويق ما يكفى ويفيض
تحب وتتمنى الاستماع اليه طول العمر ولا تمل من سماعه اذا قام هذا الطفل او الطفله باللعب فى الشارع واتسخت ملابسه رغم اتساخ هذه الملابس الا انه من الغريب تجد ان هذه الملابس المتسخه قد اضافت جمالا على جماله فمن تلقاء نفسك تقوم بحضنه ولا تستطيع ان تنهره ولا تعرف سببا لذلك
ابن الموت تجد بينه وبين الام حكايات وحكايات حيث تحرص الام على مناكفه هذا الطفل لانه عندما يغضب فانه يثير السعاده فى قلوب المحيطين حوله حيث ان غضبه يكون من النوع الذى لا نعهده فى الاطفال
ابن الموت له من القصص والغرائب الكثيره التى تظل مفحوره طول العمر مهما طال او قصريترك فى نفوس المحيطون به علامات بارزه لا تمحوها ضربات الزمن
اسباب وجود طفل الموت فى حياتنا ..
خلق الله تعالى اطفالا بموصفات خاصه وقدرات خاصه لبعض الناس الذى يصطفيهم من خلقه حتى يهب لهم هولاء الاطفال والذين هم فى حقيقه الامر اطفال من الجنه وكانهم مخلوقين للجنه وكما علمنا ان سيدنا ابراهيم ابو الانبياء هو جليس هولاء الاطفال يستمتع بهم ويستمتعوا بالجلوس معه واكاد اعتقد ان سيدنا ابراهيم يُعلمهم شيئا هاما جدا ياتى وقته يوم يُعرض الخلائق على الله حيث انهم سيكونوا من العناصر الاساسيه التى لهم حق الشفاعه
الله سبحانه وتعالى رحمته سبقت غضبه لكن لابد من اسباب لهذه الرحمه حتى يرحم بها عباده فخلق هولاء الاطفال وارسلهم لنا فى الدنيا فنتعلق بهم ونسعد بهم ونأنس
ثم يسترد ما خلق فمنا من يفجع لفراق هولاء الاطفال حتى ان البعض قد يذهب عقله جراء هذا الامر فيرحمه الله ومنهم من يستجمع قواه ويصبر على قضاء الله فيبدل الله من سيئاته حسنات ويجزيه خير الجزاء
هولاء الاطفال لهم اهميه كبيره جدا لكن نجهلها فمن الممكن ان يوجد طفل واحد فيرحم به الله عائله كبيره ويكون هذا الطفل شفيعا لاهله يوم القيامه وفيما العجب فى ذلك ان الله سبحانه وتعالى ادخر من الرحمه تسع وتسعون جزءاعنده وترك لكل الخلق جزءا واحد
اليس للجنه ثمن وللنار ثمن اليس ثمن الجنه هو الجد والاجتهاد فى الطاعه والحرمان من الشهوات المحرمه والصبر فى الابتلاءات
اليست هذه من اثمان الجنه والنارثمنها هو فعل كل ما نهى الله عنه واتباع الشيطان وهنا تظهر حقيقه ان للجنه ثمن غالى يستحق كل غالى ونفيس لكن عذاب النار اشد الفرق بينهم ان ثمن الجنه تدفعه مقدما والنار عذابها مؤجل ليوم القيامه لذا يرسل الله اطفال هم ابناء الموت فتكون الفجيعه كبيره فيصبر الاهل على هذا الامر فيكون الجزاء هو الجنه فيكون هذا من ثمن الجنه
لماذ تكون اعمار هولاء الاطفال قصيره؟؟؟
قال الله عز وجل فى حق الحور العين لم يطمسهن انس ولا جان واحتفظ بحق من كانت له حور العين زوجه هو اول من يلمسها وهولاء الاطفال الله عز وجل قصر اعمارهم حتى يعظم الاجر لاهليهم ولا يتم تلوثهم بهذه الدنيا وهم حور هذه الدنيا
ابن الموت او اطفال الجنه حقيقه لا تحتاج الى اثبات لكن شغلنى امروسؤال لم اجد له اجابه هل تتمنى ان يكون لك طفل ويكون من هولاء الاطفال؟؟؟؟
وماذا يقال لهم فى التكبيره الثالثه عند الدعاء للميت على العلم ان اعمارهم لم تصل الى السابعه؟؟؟؟؟؟؟؟
28 - 7 - 2008
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 03:43]ـ
موضوعك يا أخي في الله يحتاج إلى تحرير ومراجعة
ليس في شرع الله ما يسمى بطفل الموت أو ابن الموت
وليست هذه النوعية من الأطفال: التي تمتلك الذكاء ولها جاذبية كبيرة ..
ليس هؤلاء أطفال موت ولا أطفال حياة
هم أطفال كغيرهم .. وبقاؤهم وقراقهم قدر لا يعلمه إلا الله ..
وفقك الله وسددك ورزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح
اللهم آمين
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 05:56]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك، دعني أولا أعزيك في مصابك أو في مصاب أخيك "حسام" - لعله كذلك؟ - في ابنته "منة"؟ - هذه محاولة مني لفهم عنوان الموضوع (ابتسامة)
أسأل الله العزيز الرحيم أن يجعلها لوالديها سلفا وفرطا وأجرا - وهذا بالمناسبة ما يسن الدعاء به في صلاة الجنازة على الطفل دون السابعة، جوابا لسؤالك الذي ذيلت به الموضوع - وأن يرزق والديها الصبر والاحتساب ..
آمين
أما بعد فيا أخي الكريم الأمر كما قال لك أخونا الموفق أبو عبد الرحمن، ليس في الاسلام شيء اسمه "طفل الموت" ولا أدري من أين جئت بهذا. ومن الذي يطلق عليه "ابن الموت" على حد قولك؟
دعني أزيدك بيانا بحول الله حتى لا يبقى - باذن الله - في نفسك شبهة، والله المستعان.
تقول أعزك الله: "خلقهم الله عز وجل لحكمه كبيره لا ادعى انى قد توصلت اليها لكن بحثت بعقلى لكى اجد تفسيرا يُرضى عقلى بعدما شاهدت بعينى وعشت هذه التجربه"
فأقول لك يا أخي الحبيب اجعل عقلك تابعا للشرع فلا يتحرك الا في نوره وهداه، والا عنت على نفسك وجئت بما لم ينزل الله به من سلطان .. فأوصيك ونفسي بتعلم العلم النافع ومزاولة العلماء ومجالسهم، فانما شفاء العي السؤال، بارك الله فيك.
فان كنت تقصد في قولك هذا الأطفال الذين يموتون دون سن البلوغ فهذا أمر يبتلي الله به عباده ولا يتميز هؤلاء الأطفال بمزية مخصوصة على غيرهم، ولا دليل في الشرع على ذلك! فكل أطفال المسلمين اذا ماتوا كانوا سواءا فيما يكون لهم في الآخرة، وهم في الجنة بلا خلاف .. وان كان قد وقع الخلاف في أطفال الكفار وليس هذا موضعه، والله أعلم.
تقول: "طفل الموت له شكل مميز يختلف عن ابواه يمتلك جاذبيه كبيره بل قوه مغناطسيه هائله تجذب كل من تقع عينه فى عين هذا الطفل او هذه الطفله ويمتلك طاقه هائله بل قل انه لديه طاقه ديناميتيه تستطيع تفجير الشرود والحزن او الهم لديه تاثير قوى وعجيب فى لفت الانظار اليه من السهل ان تكتشف ان طاقته الحركيه كبيره جد فهو لا يهدا ولا يكل ابدا كما لو كان لديه مهمه موكل بها عليه ان يتمها فى اسرع وقت"
وأقول من أين لك بهذا؟ ترى أطفالا كثيرين هم على نحو ما تصف، ولا يكتب الله عليهم الموت أطفالا، والعكس صحيح أيضا، فلا هذا بما يقوم عليه دليل شرعي ولا هو بما يمكن أن يقرر بالمشاهدة أو الملاحظة!!
وتقول: "اغرب ما فى طفل الموت ان الكل يعرف ذلك يعرف انه ابن موت نظرا لكميه الحب التى يوقعها فى القلوب وسرعه بديهته سواء كانت حركيه او كلاميه وموتته تكون طبيعيه بدون مرض وتكون موتته مفاجئه"
قلت ما هذا؟؟؟ هذا أغرب وأعجب، وكأنك تتبعت سائر أحوال الأطفال الذين يكتب عليهم الموت دون سن البلوغ فوجدتهم جميعا على نحو ما تقول!! هذا كلام ظاهر البطلان ..
وتقول: "ابن الموت تجده -اذا اراد الله -عندما يتفق الزوجان على عدم الانجاب ويقوموا بعمل الاحتياطات الطبيه فيخرج لهم هذا الطفل محطم كل التحصينات الموجوده فيكتئب الابوان لقدومه ويتمللان من فتره حمله وعندما يحين وقت خروجه للحياه وينظر له الابوان سرعان ما يكتشفان انه بخلقه جميله برئيه طاهره فتتبدل المشاعربسرعه البرق ويستجيب له ابواه نظرا لكميه السعاده التى بثها فى حياتهم ويبدا الابوان يكتشفان انه ابن موت من بدايه نطقه حيث انه يتميز هذا الطفل باخراج المقاطع الصوتيه بشكل مدهش كما لو كان رجل او فتاه كبيره فى السن"
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت كأنك تصف حالة بعينها!! يا أخي هذه مشاعر أب تعلق قلبه بابنه الوليد ثم فجعته مصيبة فقده، نسأل الله له الثبات والصبر والاحتساب .. أما أن يحاول ذلك الأب أن يوهم نفسه بأن ابنه كان ولدا غير عادي وأنه ينتمي الى صنف من الصبية والأطفال يفوق العادة، وأن هذا هو سبب موته المبكر فهذا وهم يحتاج ذلك الوالد الى من يفيقه منه حتى لا ينقلب صبره واحتسابه الى فساد في دينه والله المستعان!
وترى غاية ذلك التنظير الذي ما أنزل الله به من سلطان، في قولك أصلحك الله: "خلق الله تعالى اطفالا بموصفات خاصه وقدرات خاصه لبعض الناس الذى يصطفيهم من خلقه حتى يهب لهم هولاء الاطفال .. "
قلت هذا قول على الله بغير علم، وما فيه نص من وحي ولا أثارة من دليل أيا كان! لا يكون الطفل الذي كتب الله عليه الموت صبيا، متميزا على غيره بأي صفة مخصوصة لا تكون في غيره ..
ثم تواصل قائلا: " ... والذين هم فى حقيقه الامر اطفال من الجنه وكانهم مخلوقين للجنه .. "
قلت ليسوا من الجنة، بل أطفال من بني آدم ماتوا قبل بلوغ التكليف وكانوا لقوم مسلمين فكتبهم الله من أطفال الجنة! وفقط!
أما قولك: "وكما علمنا ان سيدنا ابراهيم ابو الانبياء هو جليس هولاء الاطفال يستمتع بهم ويستمتعوا بالجلوس معه واكاد اعتقد ان سيدنا ابراهيم يُعلمهم شيئا هاما جدا ياتى وقته يوم يُعرض الخلائق على الله حيث انهم سيكونوا من العناصر الاساسيه التى لهم حق الشفاعه"
قلت هذا أعجب ما كتبت! نعم ابراهيم عليه السلام جليسهم في الجنة كما نصت بعض الروايات، ولكن هذا الذي زدته أنت ما انزل الله به من سلطان، والشفاعة لا تكون الا لنبي أو مؤمن صالح أو لمن شاء الله من الملائكة! أما تخصيص هؤلاء الأطفال بأن لهم شفاعة في أهلهم فيلزمه دليل مخصوص!
تقول: " ويكون هذا الطفل شفيعا لاهله يوم القيامه" قلت ليس كذلك بل يكون صبرهم على فقده واحتسابهم سببا للأجر الوافر في الجنة، وهذا أمر آخر بخلاف أمر الشفاعة كما هو ظاهر، والله أعلم!
أخي الحبيب، ختاما أقول ناصحا لك نصيحة أخ محب، ألا تترك والد تلك الطفلة تجرفه أحزانه الى وديان الابتداع في الدين والقول على الله بغير علم، واحرص أنت وهو على طلب العلم النافع، فهو حصن المسلم الحصين، وهو وقايته من همزات الشياطين، هداني الله واياك وسائر المسلمين الى ما يحب ويرضى، آمين.
ـ[موزع ابتسامات]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 11:40]ـ
موضوعك يا أخي في الله يحتاج إلى تحرير ومراجعة
ليس في شرع الله ما يسمى بطفل الموت أو ابن الموت
وليست هذه النوعية من الأطفال: التي تمتلك الذكاء ولها جاذبية كبيرة ..
ليس هؤلاء أطفال موت ولا أطفال حياة
هم أطفال كغيرهم .. وبقاؤهم وقراقهم قدر لا يعلمه إلا الله ..
وفقك الله وسددك ورزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح
اللهم آمين
شكرا لك يا اخى الكريم لانى لم اقل ان فى شرع الله ما يسمى بطفل الموت فاين لك بهذا؟؟؟
وشكرا لك لتقريرك ان هذه النوعيه لا تمتلك الذكاء
وشكرا لك لايضاحك انهم كغيرهم
وفقك الله وسددك ورزقنى واياك حسن الخاتمه
ـ[موزع ابتسامات]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:16]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك، دعني أولا أعزيك في مصابك أو في مصاب أخيك "حسام" - لعله كذلك؟ - في ابنته "منة"؟ - هذه محاولة مني لفهم عنوان الموضوع (ابتسامة)
أسأل الله العزيز الرحيم أن يجعلها لوالديها سلفا وفرطا وأجرا - وهذا بالمناسبة ما يسن الدعاء به في صلاة الجنازة على الطفل دون السابعة، جوابا لسؤالك الذي ذيلت به الموضوع - وأن يرزق والديها الصبر والاحتساب ..
آمين
أما بعد فيا أخي الكريم الأمر كما قال لك أخونا الموفق أبو عبد الرحمن، ليس في الاسلام شيء اسمه "طفل الموت" ولا أدري من أين جئت بهذا. ومن الذي يطلق عليه "ابن الموت" على حد قولك؟
انا لم اقل ان فى الاسلام طفل الموت فمن اين لكم بهذا؟؟؟ انما هو تعبير يطلق على مثل هذه النوعيه من الاطفال والتى لهم مميزات خاصه ان اردت ان اقصها عليك فلا مانع عندىدعني أزيدك بيانا بحول الله حتى لا يبقى - باذن الله - في نفسك شبهة، والله المستعان.
تقول أعزك الله: "خلقهم الله عز وجل لحكمه كبيره لا ادعى انى قد توصلت اليها لكن بحثت بعقلى لكى اجد تفسيرا يُرضى عقلى بعدما شاهدت بعينى وعشت هذه التجربه"
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول لك يا أخي الحبيب اجعل عقلك تابعا للشرع فلا يتحرك الا في نوره وهداه، والا عنت على نفسك وجئت بما لم ينزل الله به من سلطان .. فأوصيك ونفسي بتعلم العلم النافع ومزاولة العلماء ومجالسهم، فانما شفاء العي السؤال، بارك الله فيك.
انا يا سيدى لم اخرج عن شرع الله قيد انمله وهو اعلم منك ومنى بذلك مع كامل تقديرى لشخصكفان كنت تقصد في قولك هذا الأطفال الذين يموتون دون سن البلوغ فهذا أمر يبتلي الله به عباده ولا يتميز هؤلاء الأطفال بمزية مخصوصة على غيرهم، ولا دليل في الشرع على ذلك! فكل أطفال المسلمين اذا ماتوا كانوا سواءا فيما يكون لهم في الآخرة، وهم في الجنة بلا خلاف .. وان كان قد وقع الخلاف في أطفال الكفار وليس هذا موضعه، والله أعلم. بل يتميزون بميزه مخصوصه
وما قولك فيما ظل سنوات طويله بدون انجاب ثم رزقه الله الولد ثم قضى الله اجل هذا الطفل اليس هذا صعوبه فى الابتلاء للعبد المؤمن والابتلاء يكون على قدر الايمان فما المانع اذا ان تكون هذه النوعيه لها ميزه مخصوصه حتى يشتد الابتلاء تقول: "طفل الموت له شكل مميز يختلف عن ابواه يمتلك جاذبيه كبيره بل قوه مغناطسيه هائله تجذب كل من تقع عينه فى عين هذا الطفل او هذه الطفله ويمتلك طاقه هائله بل قل انه لديه طاقه ديناميتيه تستطيع تفجير الشرود والحزن او الهم لديه تاثير قوى وعجيب فى لفت الانظار اليه من السهل ان تكتشف ان طاقته الحركيه كبيره جد فهو لا يهدا ولا يكل ابدا كما لو كان لديه مهمه موكل بها عليه ان يتمها فى اسرع وقت"
وأقول من أين لك بهذا؟ ترى أطفالا كثيرين هم على نحو ما تصف، ولا يكتب الله عليهم الموت أطفالا، والعكس صحيح أيضا، فلا هذا بما يقوم عليه دليل شرعي ولا هو بما يمكن أن يقرر بالمشاهدة أو الملاحظة!! دعنى اسئل يا سيدى لو تكرمت هل صادفت وان شاهدت طفل قد مات بدون سبب مرضى ومات وهو يصلى وهو فى الخامسه ويستاذن اهله لزياره اقاربه يوم وفاته هل وجدت ذلك ومن من الاطفال يفعل ذلك؟؟ الا من رحم ربىوتقول: "اغرب ما فى طفل الموت ان الكل يعرف ذلك يعرف انه ابن موت نظرا لكميه الحب التى يوقعها فى القلوب وسرعه بديهته سواء كانت حركيه او كلاميه وموتته تكون طبيعيه بدون مرض وتكون موتته مفاجئه"
قلت ما هذا؟؟؟ هذا أغرب وأعجب، وكأنك تتبعت سائر أحوال الأطفال الذين يكتب عليهم الموت دون سن البلوغ فوجدتهم جميعا على نحو ما تقول!! هذا كلام ظاهر البطلان ..
نعم يا سيدى بحثت عن هذا الامر باجتهاد شخصى وفيما العجب ام العجب فى ان يكون هذا غريبا على الله ............. وتقول: "ابن الموت تجده -اذا اراد الله -عندما يتفق الزوجان على عدم الانجاب ويقوموا بعمل الاحتياطات الطبيه فيخرج لهم هذا الطفل محطم كل التحصينات الموجوده فيكتئب الابوان لقدومه ويتمللان من فتره حمله وعندما يحين وقت خروجه للحياه وينظر له الابوان سرعان ما يكتشفان انه بخلقه جميله برئيه طاهره فتتبدل المشاعربسرعه البرق ويستجيب له ابواه نظرا لكميه السعاده التى بثها فى حياتهم ويبدا الابوان يكتشفان انه ابن موت من بدايه نطقه حيث انه يتميز هذا الطفل باخراج المقاطع الصوتيه بشكل مدهش كما لو كان رجل او فتاه كبيره فى السن"
قلت كأنك تصف حالة بعينها!! يا أخي هذه مشاعر أب تعلق قلبه بابنه الوليد ثم فجعته مصيبة فقده، نسأل الله له الثبات والصبر والاحتساب .. أما أن يحاول ذلك الأب أن يوهم نفسه بأن ابنه كان ولدا غير عادي وأنه ينتمي الى صنف من الصبية والأطفال يفوق العادة، وأن هذا هو سبب موته المبكر فهذا وهم يحتاج ذلك الوالد الى من يفيقه منه حتى لا ينقلب صبره واحتسابه الى فساد في دينه والله المستعان! عندما يريد الله فلا شئ امام هذه القدره ويقول ربنا عز وجل وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وترى غاية ذلك التنظير الذي ما أنزل الله به من سلطان، في قولك أصلحك الله: "خلق الله تعالى اطفالا بموصفات خاصه وقدرات خاصه لبعض الناس الذى يصطفيهم من خلقه حتى يهب لهم هولاء الاطفال .. "
(يُتْبَعُ)
(/)
وما العجب ان كل ما ما فى الجنه له صفات خاصه اليس كل من يدخل الجنه هو النقى الطاهر او المرحوم من ربه اليست الحور العين لهن صفات خاصه؟؟؟؟؟؟؟؟ قلت هذا قول على الله بغير علم، وما فيه نص من وحي ولا أثارة من دليل أيا كان! لا يكون الطفل الذي كتب الله عليه الموت صبيا، متميزا على غيره بأي صفة مخصوصة لا تكون في غيره ..
ثم تواصل قائلا: " ... والذين هم فى حقيقه الامر اطفال من الجنه وكانهم مخلوقين للجنه .. "
قلت ليسوا من الجنة، بل أطفال من بني آدم ماتوا قبل بلوغ التكليف وكانوا لقوم مسلمين فكتبهم الله من أطفال الجنة! وفقط!
أما قولك: "وكما علمنا ان سيدنا ابراهيم ابو الانبياء هو جليس هولاء الاطفال يستمتع بهم ويستمتعوا بالجلوس معه واكاد اعتقد ان سيدنا ابراهيم يُعلمهم شيئا هاما جدا ياتى وقته يوم يُعرض الخلائق على الله حيث انهم سيكونوا من العناصر الاساسيه التى لهم حق الشفاعه"
قلت هذا أعجب ما كتبت! نعم ابراهيم عليه السلام جليسهم في الجنة كما نصت بعض الروايات، ولكن هذا الذي زدته أنت ما انزل الله به من سلطان، والشفاعة لا تكون الا لنبي أو مؤمن صالح أو لمن شاء الله من الملائكة! أما تخصيص هؤلاء الأطفال بأن لهم شفاعة في أهلهم فيلزمه دليل مخصوص! اليس من حق هؤلاء الاطفال ان يسئالوا عن اهاليهم يوم العرض على الله وليس من حق اهاليهم ان يلتقوا بهم يوم القيامه كيف تقول انت مثل هذا اليس من حق من صبر على ابتلاء الله فى وفاه طفله ان ينال جزاء صبره اليس من حق هذا الطفل ان يطلب من الله ان يلقى اباه وامه ام ان الله سيبعدهم عجبت حقيقه. العمل شفيع والصيام شفيع والقران شفيع وما العجب فى ان يكون طفل شفيع لابواه هل هذا يقلل من شان احدتقول: " ويكون هذا الطفل شفيعا لاهله يوم القيامه" قلت ليس كذلك بل يكون صبرهم على فقده واحتسابهم سببا للأجر الوافر في الجنة، وهذا أمر آخر بخلاف أمر الشفاعة كما هو ظاهر، والله أعلم!
أخي الحبيب، ختاما أقول ناصحا لك نصيحة أخ محب، ألا تترك والد تلك الطفلة تجرفه أحزانه الى وديان الابتداع في الدين والقول على الله بغير علم، واحرص أنت وهو على طلب العلم النافع، فهو حصن المسلم الحصين، وهو وقايته من همزات الشياطين، هداني الله واياك وسائر المسلمين الى ما يحب ويرضى، آمين. سيدى الكريم وصلتنى نصيحتك وجزاك الله كل الخير
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:37]ـ
نعم. . قد يكون في كلامك شيء من الصحة، ولكن الوهم له دور كبير في تضخيم المعتقدات بخصوص طفل الموت.
مثل: الطفل عادته يقبل والدته صباحا ومساء ولا تأبه لذلك، ولكن عندما يموت تتذكر آخر قبلة منه فتتوهم بأنها قبلة فريدة (قبلة الوداع)!! ولم تكن كذلك لولا أن ملك الموت بانتظاره! وهم أليس كذلك؟!
والحق يقال فإن أغلب الموتى من الأطفال يتميزون بجمال صارخ قل مثيله، وذكاء ونباهة وقبول لدى الناس، وفي المقابل هناك الكثير من الأطفال أيضا متميزون بالجمال والذكاء وهم الآن كبارا بأولادهم وأحفادهم!!!(/)
مناقشة حول فرقة من الفرق الإسلامية ذات الانتشار الواسع
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 07:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذا المنتدى يجتمع فيه كثير من طلبة العلم أود عرض موضوع طويل الذيل للمناقشة حوله لنستفيد سويا وأتمنى التفاعل من الجميع وخاصة المتخصصين في علم العقيدة، وآمل أن يكون النقاش علميا كما هو المعهود في هذا المنتدى المبارك أسأل الله أن يوفقني لطرح الموضوع ويوفقكم للمناقشة حوله.
الموضوع: جماعة التبليغ.
إليكم بعض عناصر الموضوع:
هل جماعة التبليغ من الفرق الاثنان والسبعون المنحرفة أم هي الفرقة الناجية؟
أسئلة للمؤيدين فقط:
أليس الانتساب إلى فرقة معينة بحد ذاته بدعة؟
أليس ما يوجد لديكم من تحديد لأيام للدعوة إلى الله وعمل جماعات وعصابات من الأشياء التي لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
أليس الحكم على الفرق يكون بالنظر إلى رؤسائها فإذا نظرنا إلى رؤوس هذه الفرقة وجدنا أناسا من الصوفية النقشبندية فما حكم هذه الجماعة إذا؟
أليس كل ما تندنون حوله هو توحيد الربوبية والمقصود الأعظم من خلق البشر هو التوحيد المستلزم لهذا التوحيد (توحيد الألوهية) فكلامكم في هذا التوحيد قليل جدا؟
والآن أسئلة للمعارضين فقط:
ماذا تنقمون منا أليست الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب علي البشرية جميعاء؟ فهذا كل ما نفعله نحن في مجالسنا ليس لدينا كلام غير كلام الله وكلام الرسول وكلام السلف الصالحين وكيف أن الله ينجي الصالحين من عباده.
وأما قولكم ببدعية تخصيص الأيام ونحو ذلك فهذه الأشياء كلها لمجرد التنظيم والترتيب كما هو الحال تماما لديكم بالنسبة للدراسة إذ أن لديكم مرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية.
ألا ترون كم شخصا قد التزم بسببنا وكذلك أشخاص كثيرون قد أسلموا ببسببنا ألا تريدون أن يلتزموا الناس بدين الله وأن يسلموا لله؟ فحتى وإن كانت الوسيلة غير حميدة فإن العاقبة حميدة.
هذه بعض العناصر التي خطرت في البال ومن لديه زيادة أو تعقيب فلا يبخل علينا.
والان ابدؤوا بسم الله.(/)
الدفاع عن النفس عند النمل: استهزاء بالعقول
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من علامات ضعف المسلمين اليوم، تجرؤ بعض الهراطقة بتناول كتاب الله والكذب عليه والتلاعب بمعانيه من أجل ابتكار (إعجازات) يضعونها كنياشين على عقول السذج من الناس.
وقد سبق بحمد الله أن فضحت خدعة الرقم (9 - 1) التي حاولت وديعة عمراني وسيد جمعة تمريرها تحت مسمى (إعجاز رقمي)، على الرابط التالي:
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13157 (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13157)
هنا سنوضح خداع وديعة عمراني وتلاعبها بموضوع (الدفاع عن النفس عند النمل)، والذي حاولت أن تصطنع منه إعجازاً. والذي للأسف خدعت به بعض مواقع الإعجاز، بينما تنبه له البعض الآخر وحذفوه.
أترككم مع البيان التفصيلي، مع العلم بأن هذا التوضيح تم توصيله إلى وديعة عمراني بواسطة المهندس الدكتور/ خالد العبيدي قبل نشره هنا.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد،
يمثل موضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) سخرية من المسلمين، أو بطريقة أخرى: يبرر لغير المسلمين السخرية منهم. إلا أن محط الكارثة هنا هو أن موضوع السخرية يتناول الإعجاز العلمي في القرآن.
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
إن الإعجاز العلمي في الآية القرآنية في سورة النمل واضح، وأحدها هو الدلالة على وجود لغة تواصل بين النمل عند الإحساس بالخطر أخبر الله بحقيقتها قبل أن يعرفها البشر بشكل علمي ابتداءً من منتصف القرن العشرين، وهذا هو الإعجاز الذي عجز أن يعرفه البشر قبل نزول القرآن، وهو إعجاز كبير تمت الإشارة إليه في أكثر من مكان منذ وقت سابق. إلا أن تحديد طريقة هذا الإنذار بدقة وهل هو حركات ميكانيكية أو رسائل كيميائية أو سواها، يعتبر أمراً بالغ الصعوبة الآن، لأننا أولاً وأخيراً لا نستطيع تحديد نوع النمل الذي جاء ذكره في سورة النمل، كما أننا لم نتوصل إلى فهم ما تعنيه طبيعة التواصل بشكل كامل في كل نوع. فالأبحاث في هذا المجال ما تزال تسير.
لقد تعمدت كاتبة هذا الموضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) التلاعب بالنصوص والترجمات وتحميلها ما لا تحتمله، ولي معاني النص القرآني وتحميله ما لا يحتمل، بل وثبت جهلها في ما تتكلم عنه من علم دقيق، مما جعل الموضوع يظهر بصورة مخزية، ومع ذلك فهي تطلق عليه (إعجازاً علمياً). وهو لا ينتمي للإعجاز العلمي بصلة لضربه بضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن عرض الحائط كما سنرى.
ولكن وللأسف فمن أجل تلميع الأسماء، فلا يرى البعض عيباً أن يسلك مثل هذه المسالك دون حياء، وهو يعلم أو لا يعلم أنه من الذين لا يحسنون صنعاً. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
سنوضح هنا التلاعب الذي قامت به كاتبة هذا الموضوع (وديعة عمراني)، وسنبين الجهل الذي تلبس موضوعها، وكانت النتيجة أن لا وجود إلا لمحاولة اصطناع إعجاز وتلميع اسم على حساب عقول المسلمين. ولكن يأبى الله إلا أن تنكشف هذه التلاعبات وينفضح ما ظل مخفياً لقرابة سنتين.
______________________________ ________________
أولاً: التلاعب في النصوص
عملت الكاتبة على تحريف الترجمة في أكثر من موضع، كما عملت على تقويل النص الفرنسي - الذي تعتمد عليه - ما لم يقله من أجل اصطناع إعجاز.
ففي دور مادة الهيكسانول يقول النص الفرنسي:
اقتباس:
Puis leur parvient l’hexanol (le premier message sous forme alcool) : les fourmis entrent en *****e et courent dans tous les sens à la recherche du problème.
بالعربية:
عندما تصل مادة الهيكسانول للنمل يصبح بحالة إنذار ويجري في جميع الاتجاهات للبحث عن المشكلة.
توضيح التلاعب:
تلاعبت كاتبة المقالة بالنص الفرنسي عند تعريبه لكي تقربه من نص الآية القرآنية (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) بقولها:
اقتباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما فعلته نملة سيدنا سليمان بالضبط من خلال هده العبارة ' ادخلوا مساكنكم ' حالة استنفار قصوى داخل صفوف النمل لمعرفة ما الخبر استعدادا للدخول إلى المساكن
وكما يلاحظ أن كاتبة المقال هنا (تمزج) بين النص الفرنسي وبين الآية القرآنية لتخرج بنتيجة تخالف دور مادة الهيكسانول. فالنص الفرنسي صريح في أن دور مادة الهيكسانول هو دفع النمل للبحث عن المشكلة وليس معرفة الأخبار! فالفرمونات في النمل ليست وسيلة جدال ونقاش وسؤال وجواب. وكما سنرى لاحقاً من النص الفرنسي ذاته أن البحث عن المشكلة أو الخطر (كما في نص فرنسي آخر) هو التوجه تجاه مصدر الاعتداء الذي جاءت منه رسالة الإنذار.
كما أن نص الآية واضح (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) وهو الأمر بالدخول للمساكن أي الهرب من الخطر، بينما دور مادة الهيكسانول هو جعل النمل يبحث عن مصدر الخطر. وهنا يتضح هدف التلاعب الذي قامت به الكاتبة ألا وهو الجمع بين المتناقضات.
أما في دور مادة الأنديكانون، فالنص الفرنسي يقول:
اقتباس:
Puis arrive l’undécanone : cette substance attire les fourmis vers la source, et les portent à mordre tout objet étranger à la fourmilière
.
بالعربية:
عندما تأتي مادة الأنديكانون فإنها تعمل على اجتذاب النمل للمصدر وجعل النمل يقوم بمهاجمة وعض الغرباء على تلته.
توضيح التزوير:
تقول كاتبة المقال بالحرف الواحد عن مادة الأنديكانون:
اقتباس:
وهده المادة دورها بالضبط كما جاء في المقال العلمي توضيح سبب الخطر لباقي النمل
أين في النص الفرنسي ذكر أن دور مادة أنديكانون هو (توضيح سبب الخطر لباقي النمل)؟
هذا الكلام غير موجود في النص الفرنسي. فما هو الداعي للتزوير على النص الفرنسي؟
ثم، هل اجتذاب النمل لمصدر الخطر والهجوم عليه وعضه هو توضيح لسبب الخطر! ما هذه السخرية من عقول المسلمين.
ومن ناحية أخرى، لننظر إلى النص القرآني الذي تربطه كاتبة المقال بالمادة الكيميائية الأنديكانون ودورها:
النص القرآني يقول: (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ)
أما دور المادة الكيميائية من النص الفرنسي فهو: اجتذاب النمل لمصدر الخطر والهجوم.
فأين هذا التشابه أو التطابق المزعوم بين نص الآية ومعناها وبين تأثير المادة الكيميائية الأنديكانون؟
لا يوجد أي تطابق أو حتى اقتراب أو تشابه، ولذلك عمدت كاتبة المقال إلى (التزوير) في النص الفرنسي لتقربه من النص القرآني. وهنا نتساءل مرة أخرى: لم هذا العبث وهذه السخرية من عقول المسلمين!
أما عن دور مادة البيوتالكتنال، فيقول النص الفرنسي:
اقتباس:
Puis enfin, plus près du but, elles perçoivent le butylocténal qui va augmenter leurs pulsions agressives ainsi que celles de la mort
بالعربية:
عندما يقترب النمل من الهدف فإنه يميز مادة البيوتايلوكتينال، والتي تزيد من عدائيته والقتال باستماته.
توضيح التلاعب:
لننظر إلى ما تقوله كاتبة المقال في ترجمتها للنص الفرنسي عن هذه المادة:
اقتباس:
هذه المادة دورها توجيه باقي النمل إلى الدفاع والى درجة هدا الدفاع، ولهذا نجد النملة ذكرت في عبارتها الأخيرة من الآية الكريمة (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، حيث قامت النملة هنا كما ذكرنا بتحديد درجة الدفاع وذلك بتحديد ماهية ونوع الخطر، وبهذا وجهت باقي النمل الى درجة الدفاع الخاصة بهم في موقف كهذا
ما دخل هذا النص القرآني (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) بهجوم النمل المستميت على المعتدي دفاعاً عن مستعمرته؟
هل معنى (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) هو (تحديد درجة الدفاع) أو (القتال باستماته)!
لا يوجد أي ترابط بين هذا النص القرآني وبين دور المادة الكيميائية أو بين ما تتقوله الكاتبة. فلم إذن هذا التلاعب بمعنى الآية القرآنية الواضح نصها الظاهر!
لماذا هذا العبث والتلاعب والتزوير وتحميل النصوص ما لم تقله وتركيب المتناقضات بعضها على بعض؟ فقط للسخرية من عقول المسلمين.
من السابق نجد أن دور المواد الكيميائية الأربعة (الفرمونات) التي وردت في النص الفرنسي هو كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوع خطر – إفراز المواد الأربعة: الأولى لتنبيه الآخرين – المادة الثانية لجعلهم يبحثون عن مصدر التهديد - المادة الثالثة لتدفعهم للهجوم والقتال –المادة الأخيرة لتزيد من عدائيتهم القتالية ضد العنصر المهاجم. فقط .. انتهى
أما الآية القرآنية:
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
فهي واضحة المعنى، فالنملة تدعوا رفاقها للدخول للمستعمرة هروباً من الموت، فلا بحث عن أعداء ولا هجوم ولا قتال.
فكيف تدعي الكاتبة وجود توافق بين نص الآية وبين دور هذه المواد الكيميائية الأربعة.
أين هذا التوافق المزعوم بين تأثير المواد الكيميائية وبين قول النملة في الآية؟
لماذا هذا العبث بالآية القرآنية وتحميلها ما لا تحتمل؟
لماذا التزوير على النص الفرنسي وتقويله ما لم يقله وتحريف معناه؟
لماذا هذا الجهد العجيب في محاولة دحش هذه المواد الكيميائية في نص الآية؟
______________________________ ________________
ثانياً: سقوط الموضوع من ناحية الجهل العلمي
الجهل رأس المصائب، فكيف إن كان هذا الجهل يمس الإعجاز العلمي في القرآن وينال منه ومن عقول المسلمين. كيف يجرؤ البعض أن يدخل جهله في هذا الإعجاز القرآني، ويدعي البحث، والعلم، وهو منهما ببعيد!!
إن مجال العمل والبحث في الإعجاز العلمي في القرآن يتوفر لمن أوتي نصيباً من العلم في مجال التخصص الذي سيبحث فيه، وهذا ما جرى عليه وفعله أهل العلم والثقة الذين وضحوا العديد من الحقائق العلمية في القرآن من خلال تخصصاتهم الدقيقة ومعرفتهم بعلوم الكون والحياة، ثم تعمقهم في فهم كتاب الله.
هنا سنرى جهل الكاتبة المطبق في ما تتكلم عنه، والذي لو كانت تعرف عنه حتى بحدود المعلومات العامة لما تجرأت على العبث في هذا الموضوع الدقيق.
وسنثبت هنا ما يلي:
* جهل الكاتبة بوجود تنوع في فرمونات الإنذار والدفاع كماً ونوعاً في أنواع النمل
* عدم تدقيقها في معلومات مصادرها العامة.
1) أنواع النمل:
صنف علماء الحشرات عائلة النمل إلى مراتب تصنيفية تنتهي بالأنواع التي يوجد منها أكثر من 11700 نوع معروف من النمل على ظهر البسيطة مصنفة تحت قرابة 21 فصيلة و 283 جنس. ومعرفتنا البشرية بتوصيف هذه الأنواع لا يتعدى النصف منها [1].
والنمل يصنف بأنه من الحشرات الاجتماعية كالنحل، فهو يعيش في تجمعات ومستعمرات بمختلف الأحجام. وقد لاحظ العلماء سلوك مجتمعات الحشرات ومنها النمل في ما تواجهه من مهمات، واكتشفوا منذ منتصف القرن الماضي أن هناك مواد كيميائية يفرزها النمل ويستخدمها كرسائل في التواصل فيما بينه تعرف بالفرمونات والتي تؤثر على تصرفات النمل ومنها الإنذار والدفاع. وقد وجدوا أن هذه (الفرمونات) قد تتباين وتختلف بين الأنواع المختلفة للنمل من حيث طبيعة ووظائف الفرمونات المفروزة. وهنا نجد تخصص علمي في هذا المجال يعرف بـ Semiochemistry يختص بدراسة هذه الرسائل الكيميائية كالفرمونات لمعرفة تركيبها الكيميائي وتأثير هذه المواد على الكائنات معملياً. وبرغم مرور عشرات السنين، إلا أن الدراسات والأبحاث في علم الحشرات وفي هذا المجال ما تزال مستمرة على أنواع النمل.
وباختصار، فإن أنواع النمل تختلف فيما بينها بعدة أمور ومنها إفرازات هذه (الفرمونات) التي تستخدمها كرسائل في مختلف المهمات (بين ذات النوع) كمهمة الإنذار والدفاع والتي تعرف باسم Alarm pheromones . وسنرى كيف أن جهل الكاتبة بهذه المعلومة البسيطة جعلها تأول الآية القرآنية وتحملها ما لا تحتمله، ثم تصطنع ما اصطنعته.
2) جهل الكاتبة بنوع النمل الذي تكلم عنه النص الفرنسي:
كما وضحنا، فإن أنواع النمل قد تختلف فرموناتها المفروزة وبوظيفة هذه الفرمونات. وعندما ترجمت الكاتبة النص الفرنسي لم تقم بتحديد (جنس) النمل الذي حدده النص الفرنسي. لنقرأ ما يقوله النص الفرنسي في مقدمة حديثه عن دور التواصل الكيميائي في الإنذار والدفاع:
اقتباس:
Ce double rôle alarme et défense peut aussi être dévolu aux glandes mandibulaires comme chez la fourmi australienne Calomyrmex
.
(يُتْبَعُ)
(/)
هنا حدد النص جنس النمل الذي سيتناوله ألا وهو جنس Calomyrmex . ومع ذلك لم تحدد الكاتبة هذه المعلومة المهمة في ترجمتها. وللعلم فإن هذا الجنس من النمل يعيش في استراليا ومناطق أخرى كأندونيسيا.
http://k41.pbase.com/o4/27/629727/1/55110186.Calomyrmexlaevissimu. jpg
صورة لنملة من جنس Calomyrmex
فلماذا قام كاتب النص الفرنسي بتحديد جنس النمل؟
لأنه يدرك الفوارق بين أنواع وأجناس النمل المختلفة، واختلاف كيميائية ووظيفة فرمونات الإنذار الكيميائية التي يفرزها النمل على اختلاف أنواعه وأجناسه، وهذا ما زال خاضع للأبحاث العلمية.
بل إن أنواع هذه المركبات الكيميائية التي تستخدم كرسائل إنذار ومواد دفاع تتراوح بين العديد من أصناف المركبات الكيميائية؛ كالاسترات والألديهيدات والكحولات والكيتونات ومركبات تحوي الكبريت وأنواع أخرى من المركبات [2].
وباستهتار، قامت الكاتبة بتعميم هذا النموذج على النمل المذكور في قصة سليمان عليه السلام، وكأنها تحدد مسبقاً أن هذا النمل المذكور في المقالة الفرنسية هو ذاته جنس النمل المذكور في الآية،
أو كأنها تقول أن كل أنواع النمل في الدنيا لا تفرز إلا هذه الفرمونات الأربعة في وضع الإنذار والدفاع.
فهل قدمت الكاتبة إثباتاً موثقاً على أي من هذين الاستنتاجين؟
وهل سليمان عليه السلام كان يعيش في استراليا أو أندونيسيا؟
وهل كل أنواع النمل في الدنيا تفرز ذات عدد ونوع المواد الكيميائية في وضع الخطر وتتأثر بها ذات التأثير؟
وهل تأثير هذه الفرمونات الأربعة على النمل المذكور في النص الفرنسي هو الهروب للمستعمرة أم الهجوم والقتال؟
الأمر الآخر،
فنظراً لجهل الكاتبة بوجود اختلاف في فرمونات الإنذار بين أنواع النمل، وعدم إطلاعها على هذا المجال الدقيق بل وعدم بحثها عنه، وعدم تدقيقها في معلومات المقالات التي تستمد هي منها معلومات هذا الموضوع الموجودة على مواقع عامة فسنقدم لها هذه المفاجأة:
إن نوع النمل الذي تكلم عنه النص الفرنسي ليس من أنواع الجنس Calomyrmex . وإنما هو نوع من أنواع النمل المسمى (نمل أفريقيا الحائك) واسمه العلمي Oecophylla longinoda .
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/ce/Oecophylla_longinoda.jpg/773px-Oecophylla_longinoda.jpg
صورة لنملة من نوع Oecophylla longinoda
فكيف تم معرفة ذلك؟
بالنظر إلى المواد الكيميائية الأربعة وبالبحث عنها وجد أن الجنس Calomyrmex لا يفرزها، وإنما الذي يفرزها جميعاً هو النوع Oecophylla longinoda .
والمفاجأة الأخرى هنا هي أن هذا النوع لا يفرز فقط 4 فرمونات في وضع الإنذار والخطر، وإنما يمكنه إفراز 8 فرمونات. فكيف ستتصرف معها الكاتبة؟ وكيف ستقسم مفردات الآية على هذه المواد الثمانية؟ هل ستبتكر معاني جديدة لمفردات الآية القرآنية؟
3) جهل الكاتبة باختلاف طبيعة رسائل الإنذار والدفاع بحسب أجناس وأنواع النمل
كما ذكرنا فمن الممكن بشكل كبير أن تختلف بين أجناس وأنواع النمل المختلفة طبيعة الرسائل الكيميائية التي يفرزها النمل في حالة الإنذار كعدد ونوع المواد الكيميائية. كما قد تختلف وظيفة الفرمون الواحد بين نوع من النمل وآخر. وهذا الأمر من الواضح أن الكاتبة لا تعلم عنه شيئاً.
ولتوضيح هذا التنوع والاختلاف، سأعطي بعض أمثلة، ثم سأضع رابط لأحد قواعد البيانات المتخصصة بهذا الشأن لمن أراد التوسع.
لنأخذ أحد أنواع النمل وهو النوع Camponotus obscuripes وهو من الأنواع التي تعيش في اليابان. فمن الفرمونات التي يفرزها هذا النوع كرسائل إنذار مادتي ( Undecane ) و ( Decane ) [3] ، والتي كما نرى تختلف عن تلك المذكورة في المقال الفرنسي وهي (بتسميتها الكيميائية): ( Hexan-1-ol) & (Hexanal ) & (Undecan-3-one ) & ( 2-Butyl-2-octenal )
http://ant.edb.miyakyo-u.ac.jp/P/PCD0232/B/07.jpg
صورة النمل من نوع Camponotus obscuripes
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النمل من نوع Pogonomyrmex badius ( نمل فلوريدا الحصٌاد) فيفرز في هذه الحالة مادة (4 - methyl-3-heptanone ) ، والتي عند تركيز معين تجعله مسعوراً وشديد العدائية. ذات هذه المادة لها تأثير مختلف عند أحد أنواع (نمل النار) من النوع Solenopsis invicta والتي عندما يفرزها يكون لها دور دفاعي طارد ومنفر للأعداء [4]. علماً بأن هذا النوع من النمل مؤذي للبشر.
http://www.hawaiiinvasivespecies.org/pests/images/redimportedfireant.jpg
صورة لنملة من نوع Solenopsis invicta
http://creatures.ifas.ufl.edu/urban/ants/FL_harvester_ant01.jpg
صورة لنملة من النوع Pogonomyrmex badius
وكمثال آخر على اختلاف التأثير لذات نوع فرمون الإنذار نأخذ أحد أجناس النمل وهو Acanthomyops ( النمل الأصفر) والذي يتميز بكبر حجمه، ومن جنس آخر هو Lasius نأخذ أحد أنواعه وهو Lasius alienus الأصغر حجماً، فكليهما يفرزون ذات فرمونات الإنذار الأساسية، ولكن الجنس الأول (النمل الأصفر) يقوم بالاتجاه نحو مكان مصدر الفرمون والقتال، بينما النوع الآخر يقوم بالجري بلا اتجاه محدد. وهناك أمثلة أخرى في المقال العلمي الموجود في قائمة المراجع [5].
http://bugguide.net/images/raw/2Z4L2ZGLUZ4LLRMLLRUHVZUHVZKLEZ SL6ZIHGZ
السؤال
LTH0LAZSLBH8HOH4HTHSL 5Z5H6Z5HEZKLVH4H.jpg
صورة نملة من جنس Acanthomyops
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/8d/Lasius.jpg
صورة نمل من نوع Lasius alienus
وفي عدة أنواع من نمل الجنس Myrmecocystus المعروف بنمل العسل تعتبر مادة ( Methyl Salicylate ) المادة الرئيسية التي تفرزها العاملات كفرمون إنذار. وفي عدة أنواع من جنس Formica ( نمل الخشب) يتم إفراز (حمض الفورميك) الذي يؤدي وظيفتين هما الإنذار والدفاع (من حيث كونه جرس إنذار لذات نوع النمل، بينما في ذات الوقت يؤذي الحشرات المهاجمة). والنمل من نوع Forelius foetidus يفرز مادة (2 - heptanone ) والتي بمفردها تعتبر رسالة إنذار، بينما عندما يفرزها مع مادة ( cis,trans-iridodial ) فإنها تحفز التصرف الدفاعي للنمل من هذا النوع [6].
http://www.myrmecos.net/formicinae/MyrmecoNav1.JPG
صورة نملة من أحد أنواع نمل العسل (النوع Myrmecocystus Navajo)
http://pic.srv4.wapedia.mobi/thumb/ee8d14082/en/max/230/450/A_Formica_rufa_collecting.jpg? format=jpg,png,gif
صورة لنملة من جنس Formica وهو النوع Formica rufa
كما أن بعض فرمونات الإنذار والدفاع قد تشترك فيها عدة أنواع من النمل مثل مركبات: undecane , formic acid , decane , 3-decanone ، وسواها ...
فهل توجد هذه المواد في النص الفرنسي؟
وكيف ستتصرف كاتبة المقال مع أنواع النمل هذه وإفرازاتها المختلفة لفرمونات الإنذار ووظائفها؟ وإلى كم قسم ستقسم الآية في كل مرة؟ وهل سنقوم بربط مفردات الآية بفرمونات مختلفة في كل مرة حسب نوع النمل أو جنسه أو تأثير الفرمون؟
كل ما أعطيته سابقاً من أمثلة على تنوع طبيعة رسائل الإنذار بين الأنواع المختلفة من النمل لا يعدو أن يكون أمثلة بسيطة، ولمن أراد التوسع بأمثلة أكثر فما عليه إلا الدخول إلى أحد المواقع المختصة بهذا المجال وهو موقع www.pherobase.net (http://www.pherobase.net/) ويطلع على اختلاف فرمونات الإنذار alarm pheromones كماً ونوعاً ووظيفة بين أنواع النمل المختلفة (والحشرات الأخرى كذلك)، وسيلاحظ مباشرة التنوع كماً ونوعاً في فرمونات الإنذار عند الأجناس والأنواع المختلفة من النمل الأمر الذي يجعل من المستحيل التنطع وربطها مباشرة بمفردات الآية (مع العلم أن البيانات في هذا الموقع موثقة بالمراجع العلمية). وللتخصيص، يمكن من الرابط المرافق ([7]) الدخول لصفحة فرمونات الإنذار واختيار أحد الفرمونات الأربعة المذكورة في النص الفرنسي (1 - Hexanol أو Hexanal أو 3 - Undecanone أو 2 - Butyl-2-octenal ) الفرنسي والتأكد من أن بعض أنواع النمل فقط تفرز هذه المواد كفرمونات إنذار.
فكيف جعلت الكاتبة من المواد الأربعة المذكورة في النص الفرنسي فقط فرمونات لنمل الآية الكريمة في سورة النمل؟ ثم قامت بتأويل الآية وفق هذا التقسيم وهذه المواد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل كل أنواع النمل تفرز فقط هذه الفرمونات لمهمات الإنذار والدفاع؟ وأين الإثبات العلمي على ذلك؟
أم أن نمل آية سورة النمل كان من النوع الذي لا يفرز إلا أربعة فرمونات فقط؟ ما هو الدليل العلمي على ذلك؟
ومن هنا يتضح للجميع تراكب الجهل مع التعالم وتوظيفهما لاصطناع إعجاز يعلم الله ما الغرض من وراءه.
4) جميع مصادر الكاتبة تناقض مزاعمها:
جميع النصوص الفرنسية التي من ضمن مراجع الكاتبة تتكلم عن هجوم من قبل حشرات أخرى على مستعمرة النمل، والنمل يفرز هذه المواد الأربعة التي تدفعه لكي يهاجم ويقاتل هذه الحشرات المهاجمة. ولا ذكر لدخول مساكن أو نقل أخبار أو معرفة أخبار. كما لا تذكر هذه النصوص وجود حالة خطر لا يستطيع النمل ردها كوجود جيش من البشر أو قطيع من الدواب أو نار أو فيضان ........ الخ. وهذه هي المصادر:
http://lemondedesfourmis.centerblog.n et/ (http://lemondedesfourmis.centerblog.n et/)
http://membres.lycos.fr/dmouli/communication.html (http://membres.lycos.fr/dmouli/communication.html)
من الواضح أنهم جميعاً ينقلون من مصدر واحد ونقلوا منه ذات العبارات، فهل جميعهم لا يفهمون المصدر الذي نقلوا منه!
والسؤال الآخر الذي على الكاتبة أن تجيب عليه هو:
هل لهذه المواد الأربعة تحديداً تأثير على النمل بحيث يجعله يهرب لمستعمرته؟ وأين هو الدليل العلمي الموثق على ذلك؟
5) طرق طريفة في الإثبات
واجهتني في هذا الموضوع طريقة إثبات طريفة رأيت أن من واجبي إلقاء الضوء عليها، وهي جعل الكاتبة للبشر مقياساً لتصرف النمل في محاولتها تقويل النصين القرآني والفرنسي ما لم يقولاه. مع العلم بأن العادة سادت بأن يتعلم البشر من النمل.
تقول الكاتبة في موضوعها عند الحديث عن تأثير مادة الهيكسانول على النمل:
اقتباس:
سنشرح هدا الأمر بمثال ملموس، مثلا نحن الآن داخل هده القاعة، وفجأة أحد الأشخاص بالخارج دخل مسرعا إلينا يأمرنا بالخروج بسرعة من هدا المكان، فكيف ستكون ردة فعلنا ونحن لا نعلم ما الأمر؟؟؟ ... طبعا حالة استنفار قصوى استعدادا للخروج وحركة كبيرة هنا وهناك لمعرفة ما الخبر .... !!
وهدا ما فعلته نملة سيدنا سليمان بالضبط من خلال هده العبارة ' ادخلوا مساكنكم ' حالة استنفار قصوى داخل صفوف النمل لمعرفة ما الخبر استعدادا للدخول إلى المساكن.
ونقول للكاتبة: ما دخل تصرف البشر حول الخبر والإخبار بتصرف النمل!
عندما يدخل أحدهم لقاعة ويأمر المتواجدين بالخروج فوراً فهناك عدة تصرفات قد تنتج:
البعض يصدقون وآخرون لا
البعض يكترثون وآخرون لا
البعض يخرجون وآخرون لا
البعض يتسائل ويناقش عن الموضوع وآخرون لا
البعض في موقف متردد ولا يعرف ماذا يفعل
كنت لا أود أن أرد على هذه الطرفة فقد سبقني لها أحد مؤلفات هارون يحيى عن النمل والذي يوضح الاختلاف بين مجتمع البشر والنمل في حال إنذار الخطر فيقول [8]:
No disobedience to this call by any of the members of the colony is an indication of successful organization of the ant society. One must admit that even a small human society responding to an alarm call collectively, at the same time, without any exception, and without anarchy developing, is a very difficult thing in practice.
ترجمة:
إن الدليل على التنظيم الناجح لمجتمع النمل هو عدم عصيان هذا النداء من قبل أي عضو من أعضاء المستعمرة. يجب علينا التسليم بأنه من الصعوبة بمكان واقعياً حدوث استجابة لنداء الإنذار من جماعة بشرية صغيرة بشكل جماعي وفي نفس الوقت وبدون أي استثناء وبدون فوضوية.
إن تقريب المثال علمياًَ للقراء لا يكون بهذه الطريقة التي قامت بها الكاتبة، فالنص الفرنسي الذي يوضح دور مادة الهيكسانول وتأثيره على النمل واضح وضوح الشمس وهو البحث عن مصدر الخطر، ولا يحتاج توضيح.
والأمر الذي يحتاج توضيح بشدة هو لماذا أقدمت الكاتبة على تقويل النص الفرنسي ما لم يقله، وتلاعبت بترجمته، وأولت النص القرآني دون أدنى قرينة تدل على ذلك؟
______________________________ ________________
ثالثاً: سقوط الموضوع من ناحية الإعجاز العلمي
(يُتْبَعُ)
(/)
إن السقوط من ناحية الإعجاز العلمي في موضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) يعود إلى الأسباب التالية:
1) فقدان معلومات بسيطة وهامة عن الكاتبة كان لا بد من توافرها لديها قبل كتابته، كوجود اختلاف بين أنواع النمل من حيث الفرمونات وتأثيراتها. علماً بأن هذه المعلومات معروفة وعلى نطاق واسع ومنذ عشرات السنين. الأمر الذي يوضح أن الكاتبة فاقدة لمجال التخصص المطلوب للبحث في مسألة علمية دقيقة كهذه، وهذا مما يخالف أحد الضوابط التي تتكلم عن علمية الباحثين في مجال الإعجاز العلمي في القرآن. يقول الدكتور زغلول النجار [9] حول الباحث في الإعجاز العلمي بالقرآن: ((ضرورة التمييز بين المحقق لدلالة النص القرآني والناقل له مع مراعاة التخصص الدقيق في مراحل إثبات وجه الإعجاز العلمي في الآية القرآنية الكريمة (التحقيق العلمي)؛ لأن هذا مجال تخصصي على أعلى مراحل التخصص لا يجوز أن يخوض فيه كل خائض، كما لا يمكن لفرد واحد أن يغطي كل جوانب الإعجاز العلمي في أكثر من ألف آية قرآنية صريحة بالإضافة إلى آيات أخرى عديدة تقترب دلالتها من الصراحة، خاصة أن هذه الآيات تغطي مساحة هائلة من لعلوم المكتسبة تمتد من علة الأجنة إلى علم الفلك وما بينهما من مختلف مجالات العلوم والمعارف الإنسانية، إلا إذا ردت كل قضية إلى محققها من المتخصصين بوضوح وإثبات كاملين)).
2) تقويل النص الفرنسي المعتمد في الموضوع ما لم يقله، والتلاعب في ترجمته، مما أبعده عن مقصده العلمي. وهذا مخالف لأحد ضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن وهو أن على الباحث أن يتحرى الصدق والصواب [10].
3) تأويل النص القرآني، وتغيير معناه عن نصه الظاهر الواضح، الأمر الذي يخالف أكثر من ضابط من الضوابط الهامة للبحث عن الإعجاز العلمي في القرآن ومنها:
· عدم التكلف أو محاولة لي أعناق الآيات من أجل موافقتها للحقيقة العلمية؛ وذلك لأن القرآن الكريم أعز علينا وأكرم من ذلك؛ لأنه كلام الله الخالق [11].
· محاولة فهم النص الواقع تحت الدراسة على وفق مفهوم العرب إبان نزول الوحي وذلك لتغير دلالات الألفاظ حسب مرور الوقت. ومن مقتضيات هذا الفهم أن يدرك الباحث أن النص القرآني مقدم على الظاهر والظاهر مقدم على المؤول [12].
· أن يعلم الباحث خطورة ما يتناوله ويعبر عنه. فهو عندما يقول: هذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى، فهو يفسر كلام رب العالمين، لذا يجب عليه أن يتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار " [13].
4) ربط الآية بمواد كيميائية محددة ثبت أنها قد تتغير كماً ونوعاً بتغير نوع النمل، الأمر الذي يخالف أحد الضوابط التي سنها أهل الخبرة والعلم والثقة في مجال الإعجاز العلمي في القرآن وهي: ((الحرص على عدم الدخول في التفاصيل العلمية الدقيقة التي لا تخدم قضية الإعجاز العلمي للآية أو الآيات القرآنية الكريمة من مثل المعادلات الرياضية المعقدة، والرموز الكيميائية الدقيقة إلا في أضيق الحدود اللازمة لإثبات وجه الإعجاز)) [14]. وهذا مما قاد الكاتبة لتغوص في خضم مشاكل بيانية وعلمية لا حول لها ولا قوة بها.
5) وأخيراً، فالسبب الحاسم والأول في سقوط هذا الموضوع هو مخالفة النص الفرنسي محط الدراسة لنص الآية القرآنية الظاهر والواضح والمفهوم. فطلب النمل في الآية هو الاختباء خوفاً من الموت، والذي يتعارض كل المعارضة مع وظيفة الفرمونات في النص الفرنسي والتي ينص دورها بأنه للهجوم والقتال.
______________________________ ________________
رابعاً: منطلق البحث في الإعجاز العلمي للقرآن
يوجهنا الدكتور الفاضل زغلول النجار إلى إمكانية الانطلاق من الآية القرآنية الكريمة للوصول إلى حقيقة كونية لم يتوصل العلم المكتسب إلى شيء منها بعد، وذلك انطلاقاً من الإيمان الكامل بأن القرآن الكريم هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ويمكننا أيضاً البدء من القرآن الكريم في إثبات إعجاز علمي في القرآن مما وصلت إليه الأبحاث العلمية حتى الآن. فعلى سبيل المثال، في هذه الآية الكريمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
لدينا عدة مسائل علمية: كالإحساس بالخطر لدى النمل، وتمييز نوع الخطر لدى النمل، ونوع الرسالة الموجهة عند الإحساس بالخطر، وتصرف النمل بحسب الخطر.
ومن هنا ينطلق الباحث في بحثه عن مقالات علمية موثقة ومعتمدة من قبل مراكز أبحاث متخصصة تجيب على تساؤلاته حول هذه النقاط، ثم عليه أن يلتزم بضابط آخر مهم جداً وهو موافقة المسألة العلمية التي يأتي بها للنص القرآني. فقد لا تكون المسألة الدقيقة التي جاء بها مما تكلم عنه القرآن، فالقرآن ليس كتاب علوم طبيعية.
______________________________ ________________
وأخيراً،
أنا لا أنتقد في هذا الموضوع أو أناقش فهماً خاصاً حول آية من آيات القرآن، كما لا أناقش وظيفة مادة من المواد الكيميائية. كلا، أنا أناقش هنا آليات البحث في الإعجاز العلمي في القرآن وطريقة إثباته، والذي اتضح دون أدنى شك أن موضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) يفتقدها تماماً بدءاً من الأمور الظاهرة، وصولاً إلى التخصص المعرفي.
والله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها. فمن كان يملك العلم الذي يمكنه من خدمة كتاب الله والدعوة إلى الله فحيعلى ...
وأما إن كان عاجزاً عن ذلك فأول سبيل للمسير في هذا الطريق هو التعلم، لا التكلم في كتاب الله والعلوم الكونية بما لا يعلم، ويحرف المعاني والترجمات ويقولها ما لم تقل ليصطنع إعجازاً، ليضعه فوق اسمه.
كما لا أنتقد أبداً أي مسلم وثق بما تقوله الكاتبة من حيث وجود إعجاز كيميائي دقيق ومشفر في الآية، فنحن كمسلمين نثق بمن يتكلم من خلال كتاب الله، ولا نبادر بالتشكيك فيما يقوله لثقتنا أن كتاب الله أكرم وأعلى من أن يتناوله الدجالون والمحتالون في مزاعمهم، فالرهبة من كتاب الله واحترامه متجذرة فينا مهما بلغ الضعف في إيماننا أو ساءت أعمالنا. ولعل هذا مما سهل تمرير هذه الخدعة على العديد من المسلمين.
ومن هنا فهذا الموضوع (الدفاع عن النفس عند النمل) لا يمس كتاب الله بشيء لأن كتاب الله محفوظ من الله. ولكنه يمس عقول المسلمين، لأنه يجعل مما يتناقض مع الآية بياناً علمياً لها ... بل ويسمي هذا التناقض إعجازاً، وهذا مما لا يرتضيه أي مسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
_______________________
المصادر والمراجع:
[1] http://www.ant ... .org/world.jsp (http://www.ant ... .org/world.jsp)
[2] http://esa.confex.com/esa/2003/techp...aper_11686.htm (http://esa.confex.com/esa/2003/techprogram/paper_11686.htm)
[3] http://www.jstage.jst.go.jp/article/zsj/23/4/353/_pdf (http://www.jstage.jst.go.jp/article/zsj/23/4/353/_pdf)
[4] http://www.colostate.edu/Depts/Entom...2002/lloyd.htm (http://www.colostate.edu/Depts/Entomology/courses/en570/papers_2002/lloyd.htm)
[5] http://www.colostate.edu/Depts/Entom...2002/lloyd.htm (http://www.colostate.edu/Depts/Entomology/courses/en570/papers_2002/lloyd.htm)
[6] http://www.freepatentsonline.com/5662914.html (http://www.freepatentsonline.com/5662914.html)
[7] http://www.pherobase.com/database/co...hav-alanes.php (http://www.pherobase.com/database/compound/compounds-behav-alanes.php)
[8] The miracle in the ant : P.42, http://www.harunyahya.com/ant01.php (http://www.harunyahya.com/ant01.php)
[9] د. زغلول النجار، قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها، ص94
[10] الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه، د. عبدالله المصلح، ص 36
[11] د. زغلول النجار، قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها، ص 92
[12] الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه، د. عبدالله المصلح، ص 32
[13] الإعجاز العلمي في القرآن والسنة تاريخه وضوابطه، د. عبدالله المصلح، ص 36
[14] د. زغلول النجار، قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها، ص 9
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:39]ـ
المصدر:
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13740
http://www.up99.com/dldYn
السؤال
46707.rar.html(/)
سنة ... غفل عنها كثير من المصلين!
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: فإن مما يُذّكر ويُنبه به إخواننا في المجلس العلمي حفظهم الله، تهاون الكثير منا في تطبيق سنة، كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يعملون بها، وكذلك كان التابعون من بعدهم رحمهم الله تعالى أجمعين، إلى أن أندرست معالم هذه السنة النبوية، وأقولها وبكل أسف حتى أصبحت هذه الظاهرة من ترك هذه السنة منتشرة بين طلبة العلم، فضلا عن كثير من المصلين هدانا الله وإياهم.
وكان الأولى بطلبة العلم، وهم القدوة الحسنة للمصلين أنهم يبينون هذه السنة، مما جعلني أكتب هذه السطور تنبيها وتذكيرا، ومما زاد استغرابي الشديد ما حدث معي مع أحد من الشباب وهو يقول لي متعجبا في نظره: ما لك لا تصلي سنة المغرب في المسجد؟!، ويقصد بها _ الركعتين بعد صلاة المغرب _ فكان استغرابي له أشد من استغرابه هو عني!، والله المستعان.
فلهذا أحببت أن أنبه واذكر إخواني المسلمين وفقهم الله على تطبيق هذه السنة المهجورة، وذلك من مبدأ قوله تعالى: ? وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ? [الذاريات: 55].
وأقصد بهذه السنة المهجورة هي صلاة الركعتين بعد صلاة المغرب في البيت وليس في المسجد، فقد ورد في السنة المطهرة من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها، فقال: ((هذه صلاة البيوت)) رواه أبو داود وهو حديث حسن، وأخرج ابن ماجه من حديث رافع بن خديج رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عبد الأشهل، فصلى بنا المغرب في مسجدنا، ثم قال: ((اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم)) وهو حديث صحيح، وروى أيضا محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا المغرب في مسجدنا , فلما سلم منها قال: ((اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم)) للسبحة بعد المغرب، فحث النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أن تركع هاتين الركعتين في البيوت، وليس في المسجد، بل أكد بذلك وكرره في أكثر من حديث صحيح حتى قال الإمام المروزي رحمه الله تعالى: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا، وقال بذلك الإمام أبو ثور أيضا رحمه الله، ولهذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إذا صلوا المغرب انصرفوا جميعا حتى لا يبقى في المسجد أحد، كأنهم لا يصلون بعد المغرب حتى يصيروا إلى أهليهم، هذا ما أحببت أن أنبه به إخواني من طلبة العلم، وفق الله الجميع لتطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلى أعلم.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 04:06]ـ
صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في المسجد عدا الصلوات المكتوبة ..
يدخل في ذلك كل السنن وقيام رمضان وليس سنة المغرب وحدها
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 11:49]ـ
الأخ العمودي: يروى عن إسحاق ابن راهويه أنه قال في السنن الرواتب: يصليها في المسجد ليقتدى به، لكن هذا لا ينافي أن يكون بعضها في البيت، مثل سنة المغرب، فالله أعلم و هذه مجرد إضافة
الأخ حسن: أما قيام رمضان ففي فضله مع الإمام الحديث من قام مع الإمام حتى ينصرف ... ، فهل هذا في البيت أفضل
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:43]ـ
ما ورد في المسألة من الصحيح:
1 - (أنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)
2 - (صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)
فإن كان القيام مع الإمام حتى ينصرف يُكتب فيه قيام ليلة واحدة، فلعل القيام في البيت يُكتب أكثر من ذلك فالحسنة بعشر أمثالها و الله يضاعف لمن يشاء.
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:57]ـ
بارك الله فيكم
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 10:49]ـ
إخوتي حفظكم الله ورعاكم، من المعلوم لدى كل أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعض النوافل في المسجد، ولكن لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ولو في حديث ضعيف، أنه صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وكذلك التابعين رحمهم الله، هذا ما أقصد جزاكم الله خيرا.
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:07]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ما ورد في المسألة من الصحيح:
1 - (أنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)
2 - (صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)
فإن كان القيام مع الإمام حتى ينصرف يُكتب فيه قيام ليلة واحدة، فلعل القيام في البيت يُكتب أكثر من ذلك فالحسنة بعشر أمثالها و الله يضاعف لمن يشاء.(/)
شمول الشريعة الإسلامية وكمالها.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 12:08]ـ
سلسلة المقالات الفقهية و الأصولية رقم (2)
شمول الشريعة الإسلامية وكمالها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
إن شمول الشريعة وكمالها من أبرز و أظهر كمال الدين، فقد دلت النصوص السمعية على شمول وحي الله - تعالى - لكل نازلة وحادثة ولكل مايحدث من الوقائع قال الله - تعالى - {إن الله كان على كل شيء حسيبا}. قال ابن سيريج {ليس شيء إلاو لله عز وجل فيه حكم لانه تعالى قال {إن الله كان على شيء حسيبا} انتهى.1
لأن الوحي بمثابة القواعد العامة التي تعم كل الجزئيات ماكان منها واقعا زمن النبوة ونزول الوحي وما يحدث بعد ذلك.
و النصوص التي تبدوا لنا أنه خاصة يجب أخذها كلية وذلك باستعمال طرق التعميم من مراعاة عموم التشريع في الأصل إلا ماخصه الدليل، وفي هذا المعنى يقول الإمام الشاطبي - رحمة الله عليه - {كل دليل شرعي يمكن أخذه كليا وسواء علينا أكان كليا أم جزئيا إلا ماخصه الدليل} اه 2
وقال في القسم الرابع من المقصد في المسألة التاسعة: {الشريعة بحسب المكلفين كلية عامة بمعنى أنه لا يختص بالخطاب بحكم من أحكامها الطلبية بعض دون بعض ولا يحاشى من الدخول تحت أحكامها مكلف البتة} اه 3
و الدليل على ذلك أمور:
منها: النصوص المتضافرة كقوله - تعالى - {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} وقوله {يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}. وقوله عليه الصلاة و السلام {بعثت إلى الأحمر و الأسود}.
مما يدل على أن البعثة عامة لا خاصة.
وذهب بعض الأصوليين أن الشريعة لم تعم الصبيان و المجنون ممن ليس مكلف، وهذا الإيراد لا يصح لأن هذا النوع من الناس لم يرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بإطلاق وليس داخلا تحت عموم الناس.
قال الإمام الشاطبي {فلا اعتراض به وما تعلق بأفعالهم من الأحكام المنسوبة إلى خطاب الوضع فظاهر الأمر فيه}.اه 4
- النقطة الثانية: خلود الشريعة واطرادها ظاهر في وجود المجتهدين المتأهلين ولا يتم اطرادها مع خلوهم في تنزيل أحكام الله - تعالى - على النوازل و الوقائع، ويتأتى ذللك بالجمع بين المعرفة للأحكام الكلية المعتمدة على منهج الفهم وبين المعرفة لكيفية تطبيق هذه الأحكام على الوقائع المعتمدة على منهج التطبيق.5
وقد حمل بعض أهل العلم عموم الشريعة وكمالها لكل مايحتاج إليه على الخصال الدالة على صدق نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
وعموم الشريعة من أوضح الواضحات و أظهر البديهات و إنما انتخبت هذا الموضوع لفشو الجهل وطبقه في الأفاق وغموض لدى عامة الناس بالقطعيات، حتى صرنا نسمع هذه الأيام دعاوى غريبة عجيبة تصدر من أبناء المسلمين تجعل المسلم يشك في دينه وتكسبه رخاوة في عقيدته ومنهجه.
وهذا نتيجة الجهل بدين الله - تعالى -
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
يوم الأثنين 2 شعبان 1429ه
****************************** *******
المصادر و المراجع
1: البحر المحيط للزركشي 1/ 129.
2: الموافقات للشاطبي 3/ 241.
3: نفس المصدر 7/ 407
4: نفس المصدر 2/ 408.
5: انظر: المناهج الأصولية في الإجتهاد بالرأي في التشريع الإسلامي للدريني ص 5.(/)
رسم ذوات الأرواح بدون تجسيم لها؟؟؟
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 01:03]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
1 - اسأل عن حكم رسم ذوات الأرواح بدون تجسيم لها
بحيث الرسم على ورق أو ثوب أو ستاره أو الحاسوب ..... ونحو ذلك -صور إنسان أو حيوان أو طائر ونحوها.
2 - وهل يختلف الحكم بين اذا كان هذا الرسم باليد او بمساعده الحاسوب؟؟
3 - وهل يدخل فى الحكم (الرسومات الكارتونيه .... الكاريكاتير)؟؟
4 - ثم هل المسأله خلافيه؟؟ فقد وجدت البعض يقول ان رسومات ذوات الارواح المجسمه (النحت) هناك اجماع على تحريمها
اما غير المجسمه (التى لا ظل لها) فهى محل خلاف بين العلماء
### وهل لى ان اشترط النقل عن العلماء القدامى فقط دون المعاصرين على الاقل فى 1 , 4 ###
وجزاكم الله خيرا(/)
رسالة منهج التعامل مع أهل القبلة للعلامة سفر بن عبد الرحمن الحوالي
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 02:55]ـ
عناصر رسالة من القلب إلى إخواننا في اليمن
من سفر بن عبد الرحمن:
إلى إخوانه في الله من أهل السنة في اليمن، حفظهم الله تعالى أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
تعلمون حفظكم الله أن أعظم نعمة على عباده بعد الهداية للإيمان أن يجعلهم من أهل السنة والاتباع، لا من أهل الأهواء والابتداع، ومن حق الله على عباده أن يكونوا قابلين لنعمته، شاكرين لها، مثنين بها عليه.
وإن من قبول النعمة وشكرها أن يعرفوا قدرها، ويحافظوا عليها، ويخافوا من سلبها بسبب ذنوبهم وتفريطهم في أسباب استدامتها.
وقد أنعم الله على أهل اليمن بظهور السنة، وانحسار البدع والأفكار الإلحادية قديمها وحديثها، لكن الشيطان كلما يئس أن يُعبد في أمة رضي بالتحريش بينهم.
2 - منهج التعامل مع أهل القبلة
لما سبق فإنه يجب النصح والتذكير بأمور مهمة؛ ولا سيما فيما يتعلق بمنهج التعامل مع أهل القبلة:
1 - إن سبيل السنة والاتباع؛ كما هو أهدى السبل وأقومها هو كذلك أوسعها وأرحمها، وقد وسع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومسلمي الأعراب، وبين هاتين المرتبتين من مقامات الإيمان مالا يعلمه إلا الله (كما بيَّن تعالى في سورة التوبة) وأهل هذا السبيل السالكون له داخلون دخولاً أولياً في الأمة المصطفاة: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [فاطر:32] ... إلخ.
فلا يشقى ظالمهم بالسير مع سابقهم وإن تأخر، بل يحمل بعضهم بعضاً، ويجبر بعضهم كسر بعض، وكلهم صائرون إلى حسن العاقبة؛ منهم من يدخل من أبواب الجنة الثمانية، ومنهم من يلازم باباً واحداً، ومنهم بين ذلك.
ومنهم من يدخلها بالقيام مقام الأنبياء، ومنهم من يدخلها بتهليلة في ساعة صفاء، أو دمعة في جوف الليل، أو درهم وضعه في يد مسكين، أو غصن من الشوك أزاحه عن طريق المسلمين.
2 - وهم متنوعون في مواهبهم ومقاماتهم، متحدون في منهجهم وغاياتهم: منهم المجاهد، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، والمفسر والمحدث واللغوي والشاعر، ومنهم العامة المطيعون لله ورسوله ولو لم يحملوا من العلم شيئاً.
فكل من لم يُفسد عليه أهل البدع فطرته فهو منهم على فطرة السنة، كالمولود على فطرة الإسلام الذي لم يهوده أبواه ولم ينصراه أو يمجساه.
وأهل السنة والاتباع يؤدون حقوق الأمة كما أمر بها الشرع، فإن الشرع في مقام المعاملة مع الله وأداء حقه علق دخول الجنة والفوز باسم (الإيمان) كما في آيٍ كثيرة جداً من كتاب الله، ولكنه في مقام التعامل مع الناس علق حقوق صيانة الدم والمال والعرض باسم (الإسلام)، فقال: {كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه} وقال: {حق المسلم على المسلم ست} وقال: {المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده} فمن ثبت له اسم الإسلام ثبتت له هذه الحقوق، ولا تسقط إلا بيقين ولمصلحة الدين، بل إن الله تعالى سمى الطائفتين المتقاتلتين مؤمنين تنبيهاً لثبوت حقهما على سائر المسلمين، فقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10].
3 - وهم لا يهدرون الأحكام الثابتة والأصول الكلية لأجل الأحكام العارضة والوقائع العينية؛ فمن الأصول الكلية الثابتة بصريح الآيات والأحاديث الصحيحة: (وجوب اجتماع كلمة المسلمين) ومن الأحكام العارضة: (هجر المبتدع أو الفاسق) فما لم تكن المصلحة في ذلك راجحة فلا يصار إليه، وهو مما تتغير فيه الأحوال ويقبل تعدد الاجتهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ومن صلَّى صلاتهم، واستقبل قبلتهم، وأكل ذبيحتهم فهو منهم؛ له ما لهم، وعليه ما عليهم، وحسابه على الله وسريرته إليه، لا تنقيب عن القلوب، ولا شق عن السرائر، ولا إساءة ظن، ولا غلّ على سابق بالإيمان، ولا تفريق للمسلمين بالألقاب والأسماء وإن كانت أشرف الأسماء، مثل " المهاجرين والأنصار"؛ لأنها إنما تقال على سبيل الثناء والتأليف أو التمييز والتعريف، فما أغنى عن المعتزلة تسميتهم أنفسهم بـ (أهل التوحيد والعدل) ولا أغنى عن الصوفية دعواهم أنهم (أهل الولاية والقرب) وقبلهم قالت اليهود والنصارى: نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ [المائدة:18].
5 - وهم يعدون امتحان الناس بالولاء والبراء لطائفة أو معين من المحدثات التي زجر عنها السلف؛ فإن الموالاة والمعاداة تكون على الحقائق لا على الدعاوى والأسماء، وفي جماعتهم الصغرى قدوة لجماعتهم الكبرى؛ فكما أن الواجب هو أن يصلوا كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، وأن يكون إمامهم من أهل الاتباع؛ دون أن يمنعوا دخول أهل النفاق والمعاصي إلى المسجد وصلاتهم بصلاة أهل السنة، فكذلك يجب أن يكون اجتماعهم العام على السنة بمفهومها الواسع والعميق، ولا يمنع ذلك أن ينضم إليهم في نصرة الإسلام ومعاداة أعدائه من هو متلبس ببدعة أو مقيم على معصية، لكنهم يجتهدون في دعوة هؤلاء إلى الاستقامة مثلما يُعلّم الإمام جماعة المسجد كيف يؤدون الصلاة صحيحة، وهذا خير من أن يستقل أهل المعصية بمسجد وإمام، ويكون بين المسجدين عداوة وخصام.
6 - وهم أقوياء في الحق من غير غلو، ورحماء بالخلق من غير عسف ولا جور، يأمرون بالمعروف بمعروف، وينهون عن المنكر بلا منكر.
7 - وهم يوفون الكيل والميزان بالقسط ولا يبخسون الناس أشياءهم، ويزنون الأمور بالعدل والحكمة، ويرتكبون أخف الضررين، ويجتنبون أكبر المفسدتين، ويصبرون على أهون الشرين، ويسلكون أقرب الطريقين، ويختارون أيسر الأمرين، يأوي إلى عدلهم المظلوم من كل أمة وطائفة، ويثق في علمهم طالب الحق من كل ملة ونحلة، فالعدل عندهم قيمة مطلقة؛ فإن الله تعالى جعله واجباً على كل أحد لكل أحد في كل حال؛ فهو قيمة مطلقة لا يحدها اختلاف الدين فضلاً عما هو أدنى من ذلك، قال تعالى: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا [المائدة:2] ومن لم يميز بين وجوب معاداة الكافرين والظالمين ووجوب العدل معهم، ويقيم الواجبين معاً فليس من أهل الفقه في الدين والاتباع لسيد المرسلين الذي أوحى إليه ربه أن يقول: وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى:15].
وقال ابن القيم في نونيته ضمن الحديث عن دعوة الرسل:
وكذاك نقطع أنهم جاءوا بعد ل الله بين طوائف الإنسان
8 - ومن حكمتهم في الدعوة: أن يظهروا محاسن الأئمة المتبوعين من أئمة العلم أو السلوك أو الدعوة، ويبينوا أن ما أوتوه من تعظيم وثناء إنما هو بسبب ما لديهم من اتباع للحق وجهاد من أجله، وأن ما نالهم من توفيق في دعوتهم فهو بسبب ما اتبعوا من السنة، ويجعلوا ذلك وسيلة لدعوة أتباعهم والمنتسبين إليهم إلى السنة والاتباع، ونبذ التعصب للمتبوعين، والعمل لنصرة الدين كما نصر أولئك الأئمة، وبذلك يجمعون بين العدل مع المتبوعين والدعوة الحكيمة للتابعين، كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كلامه عن الأئمة الأربعة وغيرهم كالأشعري، وعدي بن مسافر.
9 - هم أكثر الناس ازدراءً للنفس في ذات الله، وأبعدهم عن ادعاء الكمال، لا يزكون أنفسهم بالشعارات وبالألقاب، ولا يستغنون عن الاتباع بالانتساب، بل يعلمون أن ليس بأمانيهم ولا أماني أهل الكتاب.
وهم في جهادهم، ودعوتهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وتغليظهم على أهل البدع وسائر أمورهم يتقدمون ويتأخرون بمقتضى الدليل الشرعي، والمصلحة الدينية، ودافع النصح لله ولرسوله وللمؤمنين، وليس بدافع الانتقام أو التشفي أو التشهير، يعاقبون أحب صديق لهم، ويعفون عن أعدى عدو لهم إذا اقتضى أمر الله ورسوله ومصلحة الإسلام ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم يفرحون بتوبة التائب، ويقبلون عذر المعتذر، ويدعون بالهداية للعاصي؛ لأنه لا حظ لأنفسهم في شيء من ذلك، بل إنما يريدون وجه الله، ويحرصون على هداية خلق الله، ولا يحبون أن يعثروا على بدعة أو معصية ممن يخالفهم؛ لأن من فرح بذلك فقد أحب أن يُعصى الله، ومن أحب أن يُعصى الله فليس من الله في شيء.
ويسترون عيوب المسلمين، ولا يتتبعون عوراتهم، ولا يذكرون أخطاء أهل العلم إلا لبيان الحق، وعلى سبيل الترجيح لا التجريح، ويلتمسون لهم العذر ما أمكن.
وقد كان بعض السلف يوصون الوعاظ والخطباء ألا يُفصِّلوا ذنوب المسلمين ويشهروا عيوبهم على المنابر؛ حتى لا يشمت بهم أهل الكتاب والمشركون. ويدخل في ذلك التشهير بالجماعات الإسلامية في أوساط أهل الإلحاد والبدع.
وكثير من الناس يحصرون (السني) في المتمحض للسنة؛ الذي لم يقع منه خطأ ولا تأويل ولا جهل، ويقابلهم آخرون يظنون أن (المبتدع) هو من اجتمعت فيه أصول البدع، أو انتسب إلى ما اجتمعت فيه أصول البدع، أو انتسب إلى ما أجمعت الأمة على أنها من فرق الضلال.
والحق أن البدع كسائر الذنوب: منها الكبير والصغير، والصريح والمشتبه، والعصمة من التلبس بها نادرة أو قليلة.
والمخالفة بالتأويل والخطأ والجهل سمة أكثر الخلق، ويجتمع في الواحد المعيَّن والطائفة الحرص الشديد على السنة مع الوقوع الصريح في البدعة، كما يتفق للكثير من أهل البدع إصابة السنة في بعض الأحوال والمقامات؛ وإنما العبرة بالأصول والمنهج في الجملة والعموم، والموفق من وفقه الله.
وعلى كل أحد اتهام نفسه، والتفتيش عن عيوبه، وتجديد إيمانه، وعلى الكافة التناصح في غير جفاء، وقبول الحق من أي مصدر جاء.
10 - وهم لا يمنعهم طلب الكمال عن الحكمة في التعامل مع واقع الحال، فيدعون إلى الحق كاملاً غير منقوص، وإلى الاتباع المطلق للرسول صلى الله عليه وسلم، ويقبلون من الناس التدرج في الأخذ بذلك والتفاوت فيه، وسيرته صلى الله عليه وسلم، هي منهاجهم وقدوتهم في هذا وغيره.
11 - ومن ضاق علمه وقصر نظره عن الجمع بين التمسك بأصول السنة وبين التعامل الشرعي مع الأمة ولا سيما المخالفون منها؛ فقد قصَّر في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بسنته، كمن يظن أن المخالفين تسقط كل حقوقهم الشرعية، أو أن العدل معهم ضعف وتهاون، أو أن نصرة الدين لا تكون إلا من أهل الطاعة الثابتة والاتباع الكامل. فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم، ولا سيما في حال المعارك؛ قتالية كانت أو عقدية أو سياسية.
ولهذا كان من أصول السنة: (الجهاد مع كل بر وفاجر) وهذا الجهاد يشمل الجهاد الميداني، والجهاد السياسي، والجهاد العلمي والدعوي؛ ما دام المقصود منه النكاية في عدو الدين المستبين الذي لو تسلط لكان ضرره أعظم من تسلُّط من تَنْقُصه شروط العدالة والاستقامة.
وقد جاهد كثير من علماء السلف مع جيوش الحجاج بن يوسف وكلهم لا يشك في طغيانه وظلمه، كما فرح أهل السنة بما فعل بعض الخلفاء والولاة بالمبتدعة، وإن كانوا في أنفسهم ليسوا على السنة المحضة؛ مثل المتوكل، وخالد بن عبد الله القسري؛ فالعبرة في هذا كله بنصرة الدين وإقامة الشريعة.
3 - الواقع السياسي في اليمن
وبالنظر إلى الواقع السياسي في اليمن نقول:
إنه ينبغي التفريق بين من يدعو إلى الكتاب والسنة في الجملة وهو متلبس ببدعة أو انحراف فكري، وبين من يدعو إلى بدعته وفكرته الضالة.
وكلاهما يقع من أطراف المعارك السياسية في اليمن وغيرها، فإن قوماً اتخذوا البدعة حزباً سياسياً، وآخرين هم منتسبون لها في الأصل لكنهم يخالفون أولئك ويدعون إلى الإسلام جملة إما مستقلين وإما منضمِّين تحت راية إسلامية عامة.
وهناك من كان على مذهب فاسد كالاشتراكية ثم استقام في الجملة وإن لم يعلم تفصيل ما أنزل الله، فيجب التفريق بينه وبين من لا يزال على اشتراكيته أو قوميته .. ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتاريخ الإسلامي شاهد على أن الله تعالى نصر الإسلام على أعدائه من صليبيين وباطنية ومغول وغيرهم بأناس لم يكونوا من أهل السنة المحضة، لكنهم كانوا يقاتلون لنصرة الإسلام لا لإظهار البدع، وفرق بين هؤلاء وبين دول الخوارج والروافض الباطنية وغيرهم التي قامت في شرق العالم الإسلامي وغربه، وقاتلت من خالفها من المسلمين لكي يدخل في بدعتها.
فالأحزاب الإسلامية في اليمن: حين تواجه الروافض أو الاشتراكيين في معاركها القتالية أو السياسية؛ فهي من النوع الأول، فيجب مناصرتها على أحزاب البدعة والإلحاد، كما تجب مناصحتها للاستقامة على السنة المحضة، وليس على الجمع بين هذين إشكال لدى أهل الفقه والبصيرة.
أما الاشتغال بعداوتها عن عداوة أهل البدعة والإلحاد فهو عين الخطأ، وأعظم منه موالاة من يحكم بغير ما أنزل الله، أو الأحزاب العلمانية ومعاداة الأحزاب الإسلامية، فهذا لا يفعله إلا منافق صريح النفاق أو أعمى البصيرة لا فقه له ولا فكر، فهو كمن يبني كنيسة، ويقفل المسجد بحجة أن المصلِّين لا يُصلُّون على السنة، أو يدعو الناس إلى أكل الميتة وترك ذبيحة أهل المعاصي، أو يفضل الجهل بقراءة القرآن على تلقيه من ماهر بالقراءة متلبس ببدعة، أو يتوضأ بالماء النجس تاركاً ما فيه شبهة!
وعلى من ينتسب إلى السنة أن يحذر من سيرة الخوارج ومنهجهم في التعامل فإنهم قتلوا عبد الله بن خباب رضي الله عنه مستحلين دمه، وتركوا النصراني مراعاة لذمته!!
وكانوا يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، سلم منهم الروم والترك والديلم، ولم يسلم منهم كثير من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان وأئمة العلم والإيمان.
ولا يشفع لهؤلاء الصنف من طلبة العلم ظنهم أنهم وحدهم أهل السنة والاستقامة؛ فإن هذا من أعظم أسباب التشبث بالهوى، وعمى القلب عن قبول الحق والتزام العدل، نسأل الله السلامة والعافية.
إن التعامل الحق مع أهل القبلة هو السبيل القويم لتوحيد الأمة؛ لأنه يعتمد على قواعد شرعية مستمدة من نصوص الوحي، وليس على مجرد المصلحة كما يظن كثيرون، وبيان هذه القواعد هو جزء من منهج أهل السنة والجماعة الذي لا تجتمع الأمة ولا تنتصر إلا بمقدار حظها من التمسك به.
أيها الإخوة المؤمنون:
إن أعداء الله يكيدون لليمن شر كيد، وقد عزموا على أن يجعلوا المعركة الانتخابية القادمة حاسمة في انتصارهم؛ فعلى المسلمين كافة أن يقفوا صفاً واحداً في هذا الجهاد الكبير، وأن يرفضوا الخضوع لأعداء الله أو الركون إليهم، وأن يعدوا العدة لمواجهتهم في كل ميدان، وأعظم العدة بعد تقوى الله اجتماع الكلمة ووحدة الصف، وهذا في حد ذاته انتصار عظيم: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف:4].
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Show**** ... &*******ID=16&Full*******=1(/)
الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-: "تسمية المتاجر باسماء ملحدين لا ينبغي".
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا ينبغي لتجار المسلمين أن يسموا متاجرهم ومحلاتهم باسم ملحدين من مثل: الفرابي، ابن سينا، قبحهم الله، وهذا الغلط يقع فيه كثير من المسلمين فالواجب ان يغبروا أسماء محلاتهم
المصدر: كتاب: أخر فتاوى الشيخ بن باز -رحمه الله-
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 03:30]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 07:13]ـ
جزاك الله خيرا
وإياكم أخي الفاضل(/)
جنايات على العلم والمنهج (9) العدول عن اللسان الأول بدعوى: لا مشاحة في الاصطلاح
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 05:51]ـ
جنايات على العلم والمنهج (9) العدول عن اللسان الأول بدعوى: لا مشاحة في الاصطلاح
أما اللسان الأول فهو ما عبر به الله ورسوله عن المعاني الدينية ..
وأما: لا مشاحة في الاصطلاح فكلام للناس جميعاً أن يقولوا به في كل شئ وأي شئ =شريطة ألا يقولوا به فيما يُعدل به من الألفاظ والاصطلاحات عن ألفاظ الله ورسوله ..
بل ما عبر به الله ورسوله عن معاني الدين لا يجوز العدول عنه إلى ألفاظ غيرهم تحت دعوى: لا مشاحة في الاصطلاح .. ولا يجوز نقل هذا اللفظ بعينه إلى معنى غير الذي قصده الله ورسوله .. فالأول من التلبيس والثاني من التحريف ..
ولا يكون اللفظ المحدث أبداً مطابقاً للفظ الله ورسوله بل لا يكون إلا أنقص ..
ونظير هذا الباب: أن يزعم الرجل لفظاً لمعنى كان موجوداًَ زمن الوحي وله لفظه ثم يجعل الإيمان بهذا اللفظ واجباً والقول به لازماً .. وإنما الذي يلزم الناس هو الإيمان بالمعنى الحق،المتضمن للفظ الله ورسوله فمن آمن بلفظ الله ورسوله من غير تمام معناه فليس مؤمناً بلفظ الله ورسوله، وهذا يكفي فلا يُحتاج إلى لفظ محدث يجب الإيمان به .. إلا إن اشتبهت الأمور اشتباهاً عظيماً وأدى إلى الفساد والتباس الحق بالباطل .. واحتاج المجتهد والقاضي إلى هذا .. ويُقدر هذا بقدره
وأصل دعوى: لا مشاحة في الاصطلاح إنما كانت من المعتزلة والأشاعرة .. ومبتغي الحق والصدق لا مناص له من أن يرتاب مما كانت هذه سبيله ..
قال أبو بكر الجصاص المعتزلي في ((أصوله)): فمعنى العام والمجمل لا يختلفان في هذا الوجه فجائز أن يعبر عن المجمل بالعام , وقد ذكر أبو موسى عيسى بن أبان – رحمه الله – العام في مواضع فسماه مجملاً , وهذا كلام العبارة لا يقع في مثله مضايقة (). ا هـ , وقال وهو يحتج لقولهم في الاستحسان: وليست الأسماء محظورة على احد عند الحاجة إلى الإفهام , بل لا يستغني أهل كل علمٍ وصناعةٍ إذا اختصوا بمعرفة دقيق ذلك العلم ولطيفه وغامضه دون غيرهم , و أرادوا الإبانة عنها , وإفهام السامعين لها أن يشتقوا لها أسماء , ويطلقوها عليها على وجه الإفادة والإفهام , كما وضع النحويون أسماء لمعان عرفوها , و أرادوا إفهامها غيرهم , فقالوا: الحال , والظرف , والتمييز ونحو ذلك , وكما قالوا في العروض: البسيط , والمديد , والكامل و والوافر , وكما أطلق المتكلمون اسم العرض, والجوهر , ونحو ذلك من المعاني التي عرفوها , وأرادوا العبارة عنها , فلم يكن محصوراً عليهم , إذ كان الغرض فيه الإبانة والإفهام للمعنى بأقرب السماء مشاكلة وأوضحها دلاله عليه , ثم لا يخلو لغائب الاستحسان من أن ينازعنا في اللفظ أو في المعنى , فإذا نازعنا في اللفظ و فاللفظ مسلم به , فليعبر هو بما شاء , على أن ليس للمنازعة في اللفظ وجه , لأن لكل واحد أن يعبر عما عقله الإنسان عن المعنى بالعربية تارة وبالفارسية أخرى , فلا ننكره , وقد يطلق الفقهاء لفظ الاستحسان في كثير من الأشياء (). ا هـ
قلت: والكلام في الدين ليس كالكلام في النحو والعروض وغيرها , فقياس كلام الفقهاء على كلام النحويين والعروضيين وغيرهم قياس باطل , وليس للفقهاء أن يحدثوا في الدين ما لم يكن منه , ولا أن يسموا شيئاً غير ما سماه الله ورسوله , والنحاة والعروضيون وغيرهم نقلوا كثيراً من ألفاظ العرب إلى غير ما كانت تدل عليه , فاختلفت ألسنتهم عن لسان العرب الذي نزل القرآن به , وما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه بلسان العرب , وليس ما صارت تدل عليه بألسنة النحاة والعروضيين وغيرهم , ولو فسر أحد لفظاً من كتاب الله أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدل عليه عند النحاة أو غيرهم لكان مخطئاً , فإنما أنزل الله كتابه , وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم بلسان العرب , وليس بألسنة النحاة والعروضيين وغيرهم , وقوله: ثم لا يخلو لعائب الاستحسان من أن ينازعنا في اللفظ أو في المعنى فإذا نازعنا في اللفظ , فاللفظ مسلم له , فليعبر هو بما شاء , على أنه ليس للمنازعة في اللفظ وجه , لأن لكل واحدٍ أن يعبر عما عقله من المعنى بما شاء من الألفاظ. ا هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كل ذلك جدل وتلبيس , ولفظ الاستحسان ليس في كتاب الله تعالى , ولا في حديث رسوله صلى الله عليه وسلم وما سماه الحنفية استحساناً , إن كان ذكر في كتاب الله أو حديث رسوله صلى الله عليه وسلم بغير ذلك الاسم , فليس لهم ولا لغيرهم أن يسميه غير ما سماه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإن كان , لم يذكر في كتاب الله , ولا حديث رسوله صلى الله عليه وسلم فهو بدعة محدثة , والإنسان قد يعبر بالعربية , والرومية , والفارسية , وغيرها , وليس في ذلك حجة على أنه يجوز لأحد أن يسمى شيئاً في الدين غير ما سماه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا أن يحدث ألفاظاً يتكلم بها في الدين ليست في كتاب الله ولا حديث رسوله صلى الله عليه وسلم وقوله: وهذا كلام في العبارة لا يقع في مثله مضايقة وقوله: على أنه ليس للمنازعة في اللفظ وجه , لم أجد أحداً قال قبله , أو قال ما يشبهه وأبو بكر الجصاص كان أخذ عن الكرخي , وأبي عبد الله البصري المعتزلي , ولم يصل إلينا كثير من كلامهم , فلا أدري لعل الجصاص كان أول من قال ذلك أو لعله كان أخذه عنهم.
وقال أبو بكر الباقلاني , في كتابه ((التقريب والإرشاد)): وهذه مناظرة ومشاحة في عبارة وتسمية (). اهـ , قالها وهو يتكلم في صيام المسافر أياماً أخر , هل تسمى قضاء , وقال: ولا طائل في النزاع في العبارات , والأسماء والألفاظ , بعد أن بينا أنه استثناء لما ليس من الجنس (). ا هـ قالها في آخر باب الكلام في أقسام الاستثناء وضروبه.
وقال ابن سينا في كتابه ((الإشارات والتنبيهات)): والقضايا التي فيها ضرورة بشرط غير الذات , فقد تخص باسم المطلقة , وقد تخص باسم الوجودية , كما خصصناها به , وإن كان لا تشاح في الأسماء (). ا هـ , وقال: فإن لم يسم هذا مفعولاً بسبب أن لم يتقدمه عدم , فلا مضايقة في الأسماء بعد ظهور المعنى (). ا هـ
وقال في كتابه ((الشفاء)) قسم الإلهيات: ونحن لا نناقش في هذه الأسماء البتة بعد أن تحصل المعاني متميزة (). ا هـ , وقال في قسم السماع الطبيعي: وأنت غير مجبر على اختيار أي الاستعمالات شئت , فإنه ليس إلا مشاجرة في التسمية فقط (). ا هـ وقال في ((الإشارات والتبيهات)): فإن اتفق أن لا يوجد للمعنى لفظ مناسب معتاد فليخترع له لفظ من أشد الألفاظ مناسبة , وليدل على ما أريد به (). ا هـ
وقال الغزالي في كتابه ((إحياء علوم الدين)) الباب السابع في النوافل من الصلوات:: فلفظ النافلة والسنة , والمستحب , والتطوع , أردنا الاصطلاح عليه لتعريف هذه المقاصد , ولا حرج على من يغير هذا الاصطلاح , فلا مشاحة في الألفاظ بعد فهم المقاصد (). ا هـ
قلت: وتلك الألفاظ: النافلة , والسنة , والمستحب , والتطوع , هي في كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تدل عليه تلك الألفاظ في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بين , وليس لأحد من الناس أن ينقل شيئاً من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى غير ما كان يدل عليه , ومن نقل شيئاً من كلام الله ورسوله , إلى غير ما كان يدل عليه , فهو محدث في الدين ما لم يكن منه , ومغير لكلام الله ورسوله , ومخالف للسان العرب الذي نزل القرآن به , فكيف يقال: إن ذلك اصطلاح , ولا حرج على من يغير ذلك الاصطلاح , ولو كان كذلك لصار كل من شاء من الناس , ينقل ما شاء من ألفاظ القرآن والحديث إلى غير ما كانت تدل عليه , وليس بتلك الألفاظ على الناس , ويدعوهم بها إلى غير ما كانت عليه , ويلبس بتلك الألفاظ على الناس , ويدعوهم بها إلى غير ما دعاهم إليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , وكذلك فعل المعتزلة والصوفية وغيرهم ممن نقل ألفاظ القرآن والحديث إلى غير ما كانت تدل عليه , وسمى ذلك اصطلاحاً , وزعم أنه لا مشاحة فيه , وتلك الكلمة: لا مشاحة في الاصطلاح , أكثر منها الغزالي في كتبه , وذكرها لألفاظ مختلفة: لا مشاحة في الألقاب , والاصطلاحات , والأسامي , والأسماء , والألفاظ , ولا منازعة ولا حرج , ولا ريب أخذها الغزالي من كلام الجويني , وابن سينا , والباقلاني , والجصاص , وأصحابهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال القرافي في ((نفائس الأصول)): وقد أجمع قوم من الفقهاء الجهال على ذمه – يعني أصول الفقه – وتحقيره في نفوس الطلبة , ثم قال رداً عليهم: غاية ما في الباب أن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم لم يكونوا يتخاطبون بهذه الاصطلاحات , أما المعاني فكانت عندهم قطعاً ومن مناقب الشافعي رضي الله عنه انه أول من صنف في أصول الفقه (). ا هـ
وقوله: أما المعاني فكانت عندهم – يعني الصحابة رضي الله عنهم – قطعاً , خطأ , وكثير مما ملأ الأصوليون به كتبهم من الجدل والكلام لم يكن عند اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء , ولا خطر بقلوبهم , وما كان عندهم فقد بينوه وبلغوه من بعدهم , وبلسانهم نزل القرآن , فلم تترك ألفاظهم , ويؤخذ بألفاظ أحدثها المتكلمون بعدهم , والشافعي رحمه الله لم يسم رسالته ((أصول الفقه)) , ولا كان ذلك الاسم عرف بعد في زمانه , ورسالة الشافعي لا تشبه ما أحدثه بعده المتكلمون من المعتزلة , وسموه أصول الفقه , ولا لسان الشافعي يشبه لسانهم , وأكثر ما أحدثه أولئك المعتزلة من الألفاظ , وابتدعوه من الأسماء لم يتكلم به الشافعي ولا أحد غيره قبلهم.
يقول شيخ الإسلام: ((وَلِهَذَا كَرِهَ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ - كَالْإِمَامِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ - أَنْ تُرَدَّ الْبِدْعَةُ بِالْبِدْعَةِ فَكَانَ أَحْمَد فِي مُنَاظَرَتِهِ للجهمية لَمَّا نَاظَرُوهُ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ وَأَلْزَمَهُ " أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بُرْغُوثٌ " أَنَّهُ إذَا كَانَ غَيْرَ مَخْلُوقٍ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ جِسْمًا وَهَذَا مُنْتَفٍ؛ فَلَمْ يُوَافِقْهُ أَحْمَد: لَا عَلَى نَفْيِ ذَلِكَ وَلَا عَلَى إثْبَاتِهِ؛ بَلْ قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {اللَّهُ الصَّمَدُ} {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}. وَنَبَّهَ أَحْمَد عَلَى أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ لَا يُدْرَى مَا يُرِيدُونَ بِهِ. وَإِذَا لَمْ يُعْرَفْ مُرَادُ الْمُتَكَلِّمِ بِهِ لَمْ يُوَافِقْهُ؛ لَا عَلَى إثْبَاتِهِ وَلَا عَلَى نَفْيِهِ. فَإِنْ ذَكَرَ مَعْنًى أَثْبَتَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَثْبَتْنَاهُ وَإِنْ ذَكَرَ مَعْنًى نَفَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ نَفَيْنَاهُ بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ الْمُبِينِ وَلَمْ نَحْتَجْ إلَى أَلْفَاظٍ مُبْتَدَعَةٍ فِي الشَّرْعِ مُحَرَّفَةٍ فِي اللُّغَةِ وَمَعَانِيهَا مُتَنَاقِضَةٌ فِي الْعَقْلِ؛ فَيَفْسُدُ الشَّرْعُ وَاللُّغَةُ وَالْعَقْلُ؛ كَمَا فَعَلَ أَهْلُ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الْبَاطِلِ الْمُخَالِفِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَكَذَلِكَ أَيْضًا لَفْظُ " الْجَبْرِ " كَرِهَ السَّلَفُ أَنْ يُقَالَ جَبَرَ وَأَنْ يُقَالَ: مَا جَبَرَ؛ فَرَوَى الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ " السُّنَّةِ " عَنْ أَبِي إسْحَاقَ الفزاري - الْإِمَامِ - قَالَ: قَالَ الأوزاعي: أَتَانِي رَجُلَانِ فَسَأَلَانِي عَنْ الْقَدَرِ فَأَحْبَبْت أَنْ آتِيَك بِهِمَا تَسْمَعُ كَلَامَهُمَا وَتُجِيبُهُمَا. قُلْت: رَحِمَك اللَّهُ أَنْتَ أَوْلَى بِالْجَوَابِ. قَالَ: فَأَتَانِي الأوزاعي وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ فَقَالَ: تَكَلَّمَا فَقَالَا: قَدِمَ عَلَيْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ فَنَازَعُونَا فِي الْقَدَرِ - وَنَازَعْنَاهُمْ حَتَّى بَلَغَ بِنَا وَبِهِمْ الْجَوَابُ؛ إلَى أَنْ قُلْنَا: إنَّ اللَّهَ قَدْ جَبَرَنَا عَلَى مَا نَهَانَا عَنْهُ وَحَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَا أَمَرَنَا بِهِ وَرَزَقَنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَجِبْهُمَا يَا أَبَا إسْحَاقَ قُلْت رَحِمَك اللَّهُ أَنْتَ أَوْلَى بِالْجَوَابِ فَقَالَ أَجِبْهُمَا؛ فَكَرِهْت أَنْ أُخَالِفَهُ؛ فَقُلْت: يَا هَؤُلَاءِ إنَّ الَّذِينَ آتَوْكُمْ بِمَا أَتَوْكُمْ بِهِ قَدْ ابْتَدَعُوا بِدْعَةً وَأَحْدَثُوا حَدَثًا وَإِنِّي أَرَاكُمْ قَدْ خَرَجْتُمْ مِنْ الْبِدْعَةِ إلَى مِثْلِ مَا خَرَجُوا إلَيْهِ؛ فَقَالَ أَجَبْت وَأَحْسَنْت يَا أَبَا إسْحَاقَ. وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: سَأَلْت الزُّبَيْدِيَّ والأوزاعي عَنْ الْجَبْرِ؛ فَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَمْرُ اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَعْظَمُ وَقُدْرَتُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُجْبِرَ أَوْ يُعْضِلَ وَلَكِنْ يَقْضِي وَيُقَدِّرُ وَيَخْلُقُ وَيَجْبُلُ عَبْدَهُ عَلَى مَا أَحَبَّ. وَقَالَ الأوزاعي: مَا أَعْرِفُ لِلْجَبْرِ أَصْلًا مِنْ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ؛ فَأَهَابُ أَنْ أَقُولَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْقَضَاءَ وَالْقَدَرَ وَالْخَلْقَ وَالْجَبْلَ فَهَذَا يُعْرَفُ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا وُضِعَتْ هَذَا مَخَافَةَ أَنْ يَرْتَابَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالتَّصْدِيقِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ المروذي قَالَ: قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: تَقُولُ إنَّ اللَّهَ أَجْبَرَ الْعِبَادَ؟ فَقَالَ: هَكَذَا لَا تَقُولُ وَأَنْكَرَ هَذَا وَقَالَ: يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. وَقَالَ المروذي: كُتِبَ إلَى عَبْدِ الْوَهَّابِ فِي أَمْرِ حُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ العكبري وَقَالَ: إنَّهُ تَنَزَّهَ عَنْ مِيرَاثِ أَبِيهِ. فَقَالَ رَجُلٌ قَدَرِيٌّ: إنَّ اللَّهَ لَمْ يُجْبِرْ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؛ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَحْمَد بْنُ رَجَاءٍ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ جَبَرَ الْعِبَادَ - أَرَادَ بِذَلِكَ إثْبَاتَ الْقَدَرِ - فَوَضَعَ أَحْمَد بْنُ عَلِيٍّ كِتَابًا يُحْتَجُّ فِيهِ. فَأَدْخَلْته عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَأَخْبَرْته بِالْقِصَّةِ قَالَ: وَيَضَعُ كِتَابًا وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمَا جَمِيعًا: عَلَى ابْنِ رَجَاءٍ حِينَ قَالَ: جَبَرَ الْعِبَادَ وَعَلَى الْقَدَرِيِّ الَّذِي قَالَ: لَمْ يَجْبُرْ وَأَنْكَرَ عَلَى أَحْمَد بْنِ عَلِيٍّ وَضْعَهُ الْكِتَابَ وَاحْتِجَاجَهُ وَأَمَرَ بِهِجْرَانِهِ لِوَضْعِهِ الْكِتَابَ. وَقَالَ لِي: يَجِبُ عَلَى ابْنِ رَجَاءٍ أَنْ يَسْتَغْفِرَ رَبَّهُ لَمَّا قَالَ: جَبَرَ الْعِبَادَ. فَقُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: فَمَا الْجَوَابُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؟ فَقَالَ: يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. قَالَ الْخَلَّالُ: وَأَخْبَرَنَا المروذي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا أَنْكَرَ عَلَى الَّذِي قَالَ: لَمْ يَجْبُرْ وَعَلَى مَنْ رَدَّ عَلَيْهِ جَبَرَ؛ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: كُلَّمَا ابْتَدَعَ رَجُلٌ بِدْعَةً اتسعوا فِي جَوَابِهَا. وَقَالَ: يَسْتَغْفِرُ رَبَّهُ الَّذِي رَدَّ عَلَيْهِمْ بِمُحْدَثَةٍ وَأَنْكَرَ عَلَى مَنْ رَدَّ شَيْئًا مِنْ جِنْسِ الْكَلَامِ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِيهِ إمَامٌ تَقَدَّمَ. قَالَ المروذي: فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ قَدِمَ أَحْمَد بْنُ عَلِيٍّ مِنْ عكبرا وَمَعَهُ نُسْخَةٌ وَكِتَابٌ مِنْ أَهْلِ عكبرا فَأَدْخَلْت أَحْمَد بْنَ عَلِيٍّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ؛ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا الْكِتَابُ ادْفَعْهُ إلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى يَقْطَعَهُ وَأَنَا أَقُومُ عَلَى مِنْبَرِ عكبرا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؛ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِي: يَنْبَغِي أَنْ تَقْبَلُوا مِنْهُ وَارْجِعُوا إلَيْهِ. قَالَ المروزي: سَمِعْت بَعْضَ الْمَشْيَخَةِ يَقُولُ: سَمِعْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: أَنْكَرَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ جَبَرَ وَقَالَ: اللَّهُ تَعَالَى جَبَلَ الْعِبَادَ. قَالَ المروذي: أَظُنُّهُ أَرَادَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ. قُلْت هَذِهِ الْأُمُورُ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّ السَّلَفَ كَانُوا يُرَاعُونَ لَفْظَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ فِيمَا يُثْبِتُونَهُ وَيَنْفُونَهُ عَنْ اللَّهِ مِنْ صِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ فَلَا يَأْتُونَ بِلَفْظِ مُحْدَثٍ مُبْتَدَعٍ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ بَلْ كُلُّ مَعْنًى صَحِيحٍ فَإِنَّهُ دَاخِلٌ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْأَلْفَاظُ الْمُبْتَدَعَةُ لَيْسَ لَهَا ضَابِطٌ بَلْ كُلُّ قَوْمٍ يُرِيدُونَ بِهَا مَعْنًى غَيْرَ الْمَعْنَى
(يُتْبَعُ)
(/)
الَّذِي أَرَادَهُ أُولَئِكَ كَلَفْظِ الْجِسْمِ وَالْجِهَةِ وَالْحَيِّزِ وَالْجَبْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ بِخِلَافِ أَلْفَاظِ الرَّسُولِ فَإِنَّ مُرَادَهُ بِهَا يُعْلَمُ كَمَا يُعْلَمُ مُرَادُهُ بِسَائِرِ أَلْفَاظِهِ وَلَوْ يَعْلَمُ الرَّجُلُ مُرَادَهُ لَوَجَبَ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِمَا قَالَهُ مُجْمَلًا. وَلَوْ قُدِّرَ مَعْنًى صَحِيحٌ - وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُخْبِرْ بِهِ - لَمْ يَحُلَّ لِأَحَدِ أَنْ يُدْخِلَهُ فِي دِينِ الْمُسْلِمِينَ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ التَّصْدِيقَ بِهِ وَاجِبٌ. وَالْأَقْوَالُ الْمُبْتَدَعَةُ تَضَمَّنَتْ تَكْذِيبَ كَثِيرٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ يَعْرِفُهُ مَنْ عَرَفَ مُرَادَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُرَادَ أَصْحَابِ تِلْكَ الْأَقْوَالِ الْمُبْتَدَعَةِ. وَلَمَّا انْتَشَرَ الْكَلَامُ الْمُحْدَثُ وَدَخَلَ فِيهِ مَا يُنَاقِضُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَصَارُوا يُعَارِضُونَ بِهِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ؛ صَارَ بَيَانُ مُرَادِهِمْ بِتِلْكَ الْأَلْفَاظِ وَمَا احْتَجُّوا بِهِ لِذَلِكَ مِنْ لُغَةٍ وَعَقْلٍ يُبَيِّنُ لِلْمُؤْمِنِ مَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَقَعَ فِي الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالِ أَوْ يَخْلُصَ مِنْهَا - إنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ - وَيَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ فِي الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ مَا يُعَارِضُ إيمَانَهُ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ)).
وقال ابن الوزير في كتابه ((إيثار الحق على الخلق)): فاعلم أن ابتداع المبتدعين من أهل الإسلام راجع إلى هذين الأمرين الباطلين , وهما الزيادة في الدين والنقص منه , ثم يلحق بهما التصرف فيه بالعبارات المبتدعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بأمر ثالث , لأنه من الزيادة في الدين , لكنه يفرد بالكلام وحده لطول القول فيه , وعظم المفسدة المتولدة عنه ().
ثم قال: الأمر الثالث: التصرف في عبارات الكتاب والسنة والرواية بظن الترادف في الألفاظ , واعتقاد الترادف من غير يقين , وقد تفاحش الأمر في ذلك , ونص القرآن على النهي عن التفرق , فوجب تحريم ما أدى إليه , والاختلاف في معاني كتاب الله تعالى , ورواية ما قال الله ورسوله بالمعنى قد أدى إلى الحرام المنصوص , ولم يكن من الإنصاف أن نقول: الحق متعين منحصر في عبارات بعض فرق الإسلام دون بعض غير ما ثبت في إجماع الأمة والعترة ,, فوجب أن يعدل إلى أمر عدلٍ بين الجميع فتترك كل عبارة مبتدعةٍ من عبارات فرق الإسلام كلها)).
فما سماه المتكلمون اصطلاحات ومصطلحات , هي ألفاظ محدثة , وألسنة محدثة مخالفة للسان العرب الذي نزل القرآن به , وتلك الألسنة والألفاظ المحدثة منها ما أحدثته العامة من الناس , ومنها ما أحدثه المتكلمون والصوفية والفقهاء والمحدثون والنحاة والأطباء وغيرهم , وليس الكلام في الدين كالكلام في النحو والطب وغيره , وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة , وكان السلف ينكرون كل لفظةٍ محدثةٍ في الدين , ليست في كتاب الله , ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا تكلم بها أحد يؤخذ عنه العلم قبلهم , وكان المعتزلة والصوفية وغيرهم من المبتدعة هم أول من أحدث تلك الألفاظ في الدين , وأكثر المتكلمون منهم من تلك الألفاظ في المائة الرابعة وبعدها , وسموها اصطلاحات , وزعموا أن لا مشاحة فيها , واتبعهم على ذلك الأشعرية , وطوائف من المتفقهين , وشاعت تلك الكلمة على ألسنتهم , وأحدثوا ألفاظاً كثيرة يتكلمون بها في الدين , ليست في كتاب الله , ولا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تكلم بها احد قبلهم , ونقلوا كثيراً من ألفاظ القرآن والحديث إلى غير ما كانت تدل عليه , وأنكر ابن تيمية وابن القيم كثيراً من تلك الألفاظ المحدثة , ولكنهم تكلموا بكثير منها , وأحدثوا هم ألفاظاً مثلها يجيبون بها المتكلمون , فكان لسانهم يشبه ألسنة المتكلمين في زمانهم ودعا ابن الوزير الصنعاني إلى هجر كل عبارة مبتدعة في الدين من عبارات فرق الإسلام كلها , ولكنه تكلم بتلك العبارات والألفاظ , واعتذر بقوله إنه لم يمنع منها مطلقاً , فحل بذلك ما أبرم , ونقض ما غزل , وأفسد صواب رأيه بضعف عزيمته , فشاعت تلك الألفاظ المحدثة وكثرت في المتأخرين , وصارت ألسنة الفقهاء والمتفقهين على غير ما كانت عليه في كلام الله ورسوله فخفي على أكثر المتفقهين ما كانت تدل عليه تلك الألفاظ في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والتبس عليهم الحق بالباطل , والسنة بالبدعة , وضلوا عن لسان العرب الذي نزل القرآن به , وأكثر اختلاف الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من اختلاف الألسنة ونقل ألفاظ العرب على غير ما كانت تدل عليه , وحفظ لسان العرب الذي نزل القرآن به , والتفريق بينه وبين تلك الألسنة المحدثة هو حفظ الدين كله.
الخلاصة:
كل من سمى شيئاً من الدين غير ما سماه الله تعالى ورسوله به-ولو كان المعنى واحداً مترادفاً فمجرد الإحداث بدعة- , أو نقل لفظه من كلام الله ورسوله إلى غير ما تدل عليه، أو اخترع لفظاً فجعل الإيمان به واجب والعدول عنه بدعة، فهو يضل عن الحق , ويلبسه بالباطل , و لا حرج على الناس أن يحدثوا ألفاظاً يتكلمون بها في أمر دنياهم ,أو اصطلاحات علومهم ما لم يغيروا بذلك شيئاً من أمر دينهم، أو يضعوا اللفظ المصطلح عليه في العلم محل اللفظ الشرعي أو يحملوا اللفظ الشرعي على معنى اللفظ الذي اصطلحوا عليه في علومهم، وكذلك ما يدور في مجالس المناظرة ومجاري الردود من استعمال تلك الألفاظ البدعية لبيان ما فيها من باطل وكشف ما قد تتضمنه من الحق الذي لا يجوز التعبير عنه إلا باللفظ الشرعي=جائز لا بأس به مالم يتعدى إلى غيره، وإن كان المشاهد أن استعمال تلك الألفاظ يقود إلى غلبتها على الألسنة وقل من يسلم من هذا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 07:45]ـ
الحمد لله وحده ..
بارك الله فيك يا أبا فهر، ولكن قد أبعدت النجعة كثيرا في هذه وأغربت وجئت كلاما عجبا!
أرجو أن يتسع صدرك لتعقيبي هذا يا شيخي الكريم فلكم عندي ما لكم من المنزلة والله يعلم، ولكن الحق أحق بأن يتبع ..
الذي يتأمل فيما كتبت يا شيخنا الفاضل يستشعر أنك ترى أن كل مصطلح وضعه أهل العلم في فنون علوم الدين بمختلفها، لم يكن نظيره في كلام الصاحبة رضي الله عنهم انما هو بدعة!! وأنا أتهم فهمي في هذه والله فظني أنكم لا يمكن أن تقصدوا هذا المعنى أبدا، ولكن من أي جهة حاولت الدخول الى كلامكم هذا لم أملك الا أن أنجرف الى هذا الفهم! أسأل الله أن يرفع عني حجب الفهم التي تضربها المعاصي على القلوب!
نعم أوافقكم قطعا على أن الاصطلاح يجب ألا ينحرف عما جاء في الوحي من الألفاظ والمعاني لكيلا يورث ذلك عدولا عن مراد الله ورسوله مما به جاء الوحي من الألفاظ! ولا يخالفك في ذلك من عنده ذرة من علم! ولكن يا شيخنا هذا لا شأن له باحداث اصطلاح مثل "الحديث الحسن" - مثلا - عند أهل الحديث، أو "تداخل العبادات" أو "أفعال المكلفين" أو "مناط التكليف" أو نحو ذلك عند أهل الأصول، أو اصطلاح "الكراهة" و"كراهة التحريم" و"كراهة التنزيه" عند الفقهاء المتقدمين والفرق بينها وبين مصطلحات المتأخرين في ذات الباب، وهكذا!
هذه المصطلحات جميعا لم ترد في كلام النبي ولا في كلام الصحابة رضي الله عنهم فيما ورد الينا، فلو أن بعض المتأخرين خالفوا فيها مع فهمهم لمراد المتقدمين منها، فتغيرت تلك المصطلحات، كما هو معلوم مثلا في اختلاف اصطلاح المتقدمين من المحديثن في الحديث الحسن الصحيح مثلا عن اصطلاح المتأخرين في ذات الأمر، هل يكون على هؤلاء من مشاحة في ذلك؟؟ لا يكون الا ان هم هضموا أو أهدروا أو ضيعوا فهم مصطلحات المتقدمين على نحو ما وضعت له وما أرادوه منها! والا فلا مشاحة، ما دام كل منهم يفهم مراد نظيره، ولا يزاحمهم في تلك المصطلحات من هم دخلاء وأجانب على فنهم هذا!
ولا يزال أهل العلم في القديم والحديث يميزون بين المعنى اللغوي للكلمة ومعناها الاصطلاحي - بل ان شئت فقل معانيها الاصطلاحية التي تحتلف من فن الى فن، كما في كلمة "سنة" مثلا! - فيحسنون تعريف وبيان كل معن بحسبه! فهل يلزم من تعدد المعاني والاصطلاحات عند أهل الفنون المختلفة للكلمة الواحدة، أنهم قد ضيعوا فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه كلما جاءت فيه تلك الكلمة؟؟؟
كلامكم هذا عجيب والله!! (ولا زلت أتهم فهمي وأرجو منكم مزيد بيان)
أما من نقلت عنهم الكلام من أهل العلم في فهمهم لخلو الاصطلاح الفني من المشاحة فيما بين أصحابه، فغالبه في أمثال تلك المصطلحات التي وضعها أهل الفنون المختلفة لضبط تنظيرهم وتقعيدهم للعلم وهو من باب المصلحة المرسلة كما لا يخفاكم! فما دامت تلك المصطلحات فيما بينهم معلومة القصد والمعنى من المتكلم بها، فلا اشكال ولا مشاحة! فما دخل ذلك بزعمكم أنهم يغيرون بذلك المراد من ألفاظ الوحي؟؟ أما كون بعض المصطلحات التي وضعها المعتزلة والأشاعرة لها معان منكرة فاسدة فهذا أمر آخر، وكون بعض قواعد الأصول فيه ما فيه من الأخذ والرد فهذه قضية خارجة عن قولكم أن مجرد احداث الاصطلاح وعدم المشاحة فيه مما يؤدي الى "العدول عن اللسان الأول"!!
أرجو أن تعاودوا مراجعة هذا الكلام بروية يا شيخ وتتأملوا في لوازمه التي تنبني عليه، وتوضحوا لنا تلك الاشكالات فيه، حتى لا يكون كلامكم هو في ذاته جناية على العلم والمنهج من حيث تحسبون أنكم تدفعون الجناية عنه! فبجرة قلم واحدة بدعتم أكثر أهل العلم المتقدمين والمتأخرين، لمجرد أن معاني اصطلاحاتهم قد تخالف ما كان عليه لسان العرب في زمان الوحي، فجئتم بما لم يسبقكم اليه أحد من العلماء، والله المستعان! أرجو أن أكون قد أخطأت الفهم، وأنتظر جوابكم ..
بارك الله فيكم وجزاكم عنا خيرا، ووفقني واياكم لما يحب ويرضى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 11:40]ـ
أستاذنا الفاضل
بارك الله فيكم ونفع بكم
هو موجود في كلام السلف بذات المعنى قبل أن يولد الجويني والغزالي
بوب ابن أبي شيبة ت 235
من قال الوتر سنة
ثم بوب
من قال الوتر واجب
وأرود عبد الرزاق
(يُتْبَعُ)
(/)
عن معمر عن الزهري قال زكاة الفطر سنة هي على أهل البوادي
ويقصد بقوله سنة الاستحباب
بدليل
(عن معمر عن الزهري قال كان يستحب لأهل البادية أن يخرجوا يوم العيد فيؤمهم أحدهم ويخرجون زكاة الفطر)
انتهى
الزهري ت 125
شيخنا الفاضل هذا النقل الذي تفضلتم بذكره = خارج عن محل نزاعنا، ويُمكن للعبد الفقير أن يُكحل عينَك بما هو أحسن منه وأصرح دلالة على ما تريد، غير أن كل تلك النقولات لا علاقة لها بمحل نزاعنا، وأصل الخلط أننا قد ذكرنا أجناساً من العدول عن اللسان الأول، وهي أجناس متباينة مختلفة تحتاج إلى تقسيم يفصل صورها، وقد مثلتُ بأمثلة كلها عندي من صور العدول إلا أني سقتها مساقاً واحداً من غير تبيين جهة العدول فيها .. ولقصور عبارتي عند الكلام عن لفظ السنة وعدم تبيين الفرق بين نوعي التغير الدلالي =أثر في هذا؛ولعل مشاركتكم فرصة لبيان بعض هذا ..
وأبدأ أولاً بإمتاع أعينكم بما هو أحسن وأصرح من نقلكم عن الزهري، ثم أعطف ببيان خروج جميع ذلك عن محل النزاع ...
1 - عن عاصم عن علي قال الوتر ليس بحتم ولكنه سنة أسنها رسول الله
2 - عبد الرزاق عن معمر قال ما رأيت الجمعة الا أوجب عندهم من الفطر يقولون هذه فريضة وهذه سنة
3 - حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال العمرة سنة وليست بفريضة
الآن شيخنا ..
أنا لا أُنازع أن لفظة السنة كانت تُستعمل في اللسان الأول ويُراد بها دلالتان:
الأولى: الدين والشريعة وهدي النبي المنقول عنه فرضه ومستحبه.
الثانية: دلالة أخص من الأولى وهي استعمال لفظ السنة للدلالة على المستحب الذي هو دون الواجب الحتم.
يقول شيخ الإسلام: ((وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ يَأْتِي بِمَا قَدْ يُقَالُ لَهُ رُكُوعٌ وَسُجُودٌ لَكِنَّهُ لَمْ يُتِمَّهُ. وَمَعَ هَذَا قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْت فَنَفَى عَنْهُ الصَّلَاةَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ مُتّ مُتّ عَلَى غَيْرِ الْفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ و عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ} وَكِلَاهُمَا الْمُرَادُ بِهِ هُنَا: الدِّينُ وَالشَّرِيعَةُ؛ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ فِعْلَ الْمُسْتَحَبَّاتِ؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يُوجِبُ هَذَا الذَّمَّ وَالتَّهْدِيدَ. فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ عَلَى كُلِّ مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ. وَلِأَنَّ لَفْظَ " الْفِطْرَةِ وَالسُّنَّةِ " فِي كَلَامِهِمْ: هُوَ الدِّينُ وَالشَّرِيعَةُ. وَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ اصْطَلَحُوا عَلَى أَنَّ لَفْظَ " السُّنَّةِ " يُرَادُ بِهِ مَا لَيْسَ بِفَرْضِ إذْ قَدْ يُرَادُ بِهَا ذَلِكَ. كَمَا فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَ رَمَضَانَ وَسَنَنْت لَكُمْ قِيَامَهُ} فَهِيَ تَتَنَاوَلُ مَا سَنَّهُ مِنْ الْوَاجِبَاتِ أَعْظَمَ مِمَّا سَنَّهُ مِنْ التَّطَوُّعَاتِ. كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " إنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى. وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَإِنَّكُمْ لَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ. وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ " وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ})).
أمثلة على استعمال لفظ السنة في الدلالة الأولى:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَيَمَّمَا وَصَلَّيَا ثُمَّ وَجَدَا مَاءً فِى الْوَقْتِ فَتَوَضَّأَ أَحَدُهُمَا وَعَادَ لِصَلاَتِهِ مَا كَانَ فِى الْوَقْتِ وَلَمْ يُعِدِ الآخَرُ فَسَأَلاَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِلَّذِى لَمْ يُعِدْ «أَصَبْتَ السُّنَّةَ وَأَجْزَأَتْكَ صَلاَتُكَ». وَقَالَ لِلآخَرِ «أَمَّا أَنْتَ فَلَكَ مِثْلُ سَهْمِ جَمْعٍ
2 - سألت جابرا عن المسح على الخفين فقال سنة
3 - عبد الله عن بن عمرو قال إن من سنة الصلاة أن يفرش اليسرى وأن ينصب اليمنى
4 - حدثنا أبو أسامة عن يحيى بن ميسرة قال سألت عمرو بن مرة عن غسل يوم الجمعة سنة فقال كان المسلمون يغتسلون فأعدت عليه فلم يزدني علي أن قال كان المسلمون يغتسلون فعرفت أنه شيء استحبه المسلمون وليس بسنة
5 - عن القاسم عن ابن الزبير قال من سنة الحج إذا فرغ من خطبته نزل فصلى الظهر والعصر جميعا ثم يقف بعرفة
6 - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال قال عبدالكريم سنة الاضحى سنة الفطر الا الذبح قال وسواء في الخروج والخطبة والتكبير إلا الذبح
7 - سعيد عن بن المسيب قال سنة الاستسقاء كسنة الفطر والأضحى في التكبير.
8 - عبد الرزاق عن أبي بكر بن أبي سبرة عن عمرو بن سليم عن بن المسيب ونضرة قالوا الغسل في يوم العيدين سنة قال وقال ابن المسيب كغسل الجنابة.
9 - قال عطاء سنة الجراد مثل سنة الحيتان في أكل ميتته.
ولو ذهبنا نتتبع أمثلة هذه الدلالة في كلام أهل اللسان الأول = لأعيانا الحصر فهذه هي الدلالة الشائعة الغالبة،بل لا يوجد في كلام الله ورسوله السنة إلا بهذه الدلالة (الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام ضعيف غير صريح).
نعم الدلالة الثانية ثابتة عن أهل اللسان الأول دون النبي صلى الله عليه وسلم= لكن المراد ندرة هذه الدلالة الثانية وقلة استعمالها (استمسك بهذا فسنحتاجه بعدُ).
فائدة: من شواهد ندرة الدلالة الثانية اشتباهها على ابن عمر في هذا الأثر:
قال رجل لابن عمر أرايت الوتر سنة هو؟
قال فقال: ما سنة؟ أوتر رسول الله وأوتر المسلمون ..
قال: لا أسنة هو؟
قال: مه أتغفل أوتر رسول الله وأوتر المسلمون ..
فالسنة في كلام الرجل هي على الدلالة الثانية، ولم يذهب ذهن ابن عمر سوى للدلالة الثانية مما يدلك على شيوعها وغلبتها على أهل اللسان، وإن كان غلبتها في استقراء كلامهم تغني عن هذا الدليل وإنما ذكرناه لطرافته.
فالخلاصة: أن اللفظة استعملها أهل اللسان الأول في الدلالتين وهي في الدلالة الأولى أكثر بكثير.
الآن أين موضع الجناية (؟؟)
الجناية عندنا يا شيخنا هي إدخال أي تغيير دلالي على لفظة من الألفاظ الشرعية،وهذا التغيير نسميه: عدول عن اللسان الأول. ونحن نزعم أن هذا العدول عن اللسان الأول يشبه العدول عن الهدي الأول وله آثار خطيرة جداً على سلامة فهم المتفقه للوحيين.
طيب ..
أين هو التغير الدلالي هنا (؟؟)
التغير الدلالي في مباحثنا تلك له صورتان:
الصورة الأولى: نقل اللفظ الشرعي واستعماله من قِبَل الطبقة المتأخرة = في دلالة جديدة غير معروفة لأهل اللسان الأول أصلاً .. ومثاله: استعمال لفظ: استوى في دلالة: استولى.
الصورة الثانية: تضييق دلالة اللفظ الشرعي، وهو أن يكون أهل اللسان الأول قد استعملوا اللفظ الشرعي في دلالتين:
الأولى: شائعة غالبة هي مقصود المتكلم في جل موارد هذا اللفظ.
الثانية: نادرة قليلة لا تكاد توجد في موارد هذا اللفظ إلا بنسبة لا تُقارن بالدلالة الأولى ..
فيأتي أهل الطبقة المتأخرة فيعكسون الأمر ويُضيقون دلالة اللفظ ويُكثرون من استعماله في الدلالة النادرة غير الشائعة، وربما اصطلحوا وصكوا تعاريف اللفظ جميعها بحيث توافق الدلالة النادرة ولا تذكر-إن ذُكرت- الدلالة الشائعة إلا على سبيل تكميل البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذه الصورة الثانية، لم يحدث نقل للفظ، وإنما الذي حدث هو (تطبيع) استعمال اللفظ في هذا المعنى النادر الذي لا يكاد يوجد في اللسان الأول، فيقع التلبيس على كل من يقصد إلى فهم كلام الله ورسوله، إذ لا يكاد يعقل من هذا اللفظ إلا الدلالة الشائعة عنده الآن، فيُفسر بها اللفظ في موارد مجيئه في كلام الله ورسوله، والحال أن هذه الدلالة الشائعة عنده هي أصلاً نادرة في كلام الله ورسوله وأهل اللسان الأول لا يستعملون فيها اللفظ إلا قليلاً .. ومن تأمل هذه الصورة وجدها تقرب في جنايتها وآثارها الخطيرة من النقل التام لدلالة اللفظ.
الآن نُطبق هذا على لفظ: ((السنة)): هذا اللفظ لم يُستعمل في كلام الله ورسوله أصلاً إلا على وفق الدلالة الأولى.
وموارده في كلام الصحابة والتابعين غالبها في الدلالة الأولى، وورودها في كلامهم على وفق الدلالة الثانية لا يكاد يبلغ شيئاً إذا قيس باستعماله في الدلالة الأولى.
ومع ذلك فالذي شاع بعدُ هو استعمال لفظ السنة في الدلالة الثانية وغلبة هذا الاستعمال خاصة في كلام الفقهاء.وحتى صك بعض الفقهاء تعريف السنة فقال: تعني ما يثاب المكلف على فعله ولا يؤاخذ على تركه.
هكذا من غير تعريج على دلالة غيرها، ولفظ السنن للدلالة على مستحبات العبادات ومندوباتها هو الشائع الغالب على كتب الفقهاء.
الآن ما جناية هذا؟؟
الجواب: لا تعد ولا تحصى، فأصحاب المصنفات وكتب السنن يأتون على مثل هذا الأثر:
عن ابن مسعود: ((قال الغسل يوم الجمعة سنة)).
فيضعونه في مقابل باب: من قال بوجوب الغسل.
فانظر كيف فُسر لفظ السنة في كلام ابن مسعود على وفق الدلالة النادرة في كلامه وكلام أهل طبقته؛ لمجرد أنها صارت شائعة في طبقة أصحاب السنن والمصنفات.
وأنا هنا لا أمنع أن يكون ابن مسعود أراد الدلالة الثانية، ولكني أطلب ما يعينني على أي الدلالتين أراد، وإنما أنبه كيف صارت الدلالة الثانية هي المتبادرة، رغم كون الحمل عليها أحوج للقرائن من حاجة الدلالة الأولى بكثير .. ورغم كون احتمالات إرادته للدلالة الأولى أكثر بكثير.
وشيخنا ابن وهب عانى قريباً جداً من أثر هذه الجناية.
نحن لما نتكلم في تفسير كلام الله ورسوله نقول: أن من أكبر أسباب الخلل = تفسير ألفاظ الوحيين وفقاً للشائع المتبادر لأذهان من استعجم لسانه عن اللسان الأول.
لكنا لا نكتفي بتوصيف الخطأ حتى ننص على سبل الوقاية منه، ورأسها: تقليل دائرة الاستعجام بألا نستعمل فيما بيننا وفي كتبنا وحديثنا = ألفاظ الوحيين إلا وفق النسق الدلالي الذي كانت عليه زمن الوحيين .. زمن اللسان الأول.
فلا ننقل الألفاظ الشرعية .. ولا نرتكب قرين النقل وهو استعمال اللفظ استعمالاً شائعاً في دلالة كانت هي النادرة في زمانهم.
أمثلة للتأمل: على الصورة الثانية للتغير الدلالي (تضييق المعنى) ...
1 - الكلام.
2 - المكروه.
تنبيه: هذا هو تفصيل الكلام في القسم الأول من أقسام العدول عن اللسان الأول؛ وهو العدول عنه بتغيير الدلالات، أما القسم الثاني وهو العدول عن اللسان الأول بتغيير الألفاظ = فلعلي أفرد لتوضيحه مشاركة أخرى ..
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 12:59]ـ
بارك الله فيك أبا فهر
أرأيت لو قيل لك أخي الكريم: لنا في هذه المسألة التي أنكرت سنة متبعة، فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع جم فهمه وعلو قدره، لم يشاحح نصارى تغلب، لما أبت نخوتهم العربية لفظة "الجزية"وقال لهم "سمّوها ما شئتم" مع أن هذه اللفظة وردت في التنزيل وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إني أنتظر جوابك- أخي الفاضل- لأستفيد، والله الموفق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jan-2009, صباحاً 11:24]ـ
أنتظر لفظ الأثر لأنظر فيه وأفيد ..
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 12:23]ـ
بارك الله فيك،
ذكر هذه القصة أبو يوسف في" الخراج" و الشافعي في "الأم" وأبو عبيد في "كتاب الأموال" و ابن أبي شيبة في" المصنف" و الفقهاء يذكرونها عند كلامهم على الجزية التي تجب على نصارى بني تغلب وأنها مضاعفة وفقاً لما تصالحوا عليه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قال أبو عبيد: " ثنا أبو معاوية ثنا أبو إسحاق الشيباني عن السفاح عن داود بن كردوس قال: صالحت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن بني تغلب - بعدما قطعوا الفرات وأرادوا أن يلحقوا بالروم - على ألا يصبغوا صبيا، ولا يكرهوا على دين غير دينهم وعلى أن عليهم العشر مضاعفا من كل عشرين درهما درهم."
وحدثني سعيد بن سليمان عن هشيم قال: ثنا مغيرة عن السفاح بن المثنى عن زرعة بن النعمان - أو النعمان بن زرعة - أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكلمه في نصارى بني تغلب، وكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يأخذ منهم الجزية فتفرقوا في البلاد، فقال النعمان لعمر: يا أمير المؤمنين إن بني تغلب قوم عرب يأنفون من الجزية، وليست لهم أموال إنما هم أصحاب حروث ومواش، ولهم نكاية في العدو فلا تعن عدوك عليك بهم، فصالحهم عمر رضي الله عنه على أن أضعف عليهم الصدقة واشترط عليهم ألا ينصروا أولادهم "
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي عقيب هذا الحديث:
" وهكذا حفظ أهل المغازي وساقوه أحسن من هذا السياق فقالوا رامهم على الجزية فقالوا نحن عرب ولا نؤدي ما تؤدي العجم ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض يعنون الصدقة فقال عمر رضي الله تعالى عنه لا هذا فرض على المسلمين فقالوا فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية ففعل فتراضى هو وهم على أن ضعف عليهم الصدقة"
قال في الفتح: بنو تغلب عرب نصارى همّ عمر رضي الله عنه أن يضرب عليهم الجزية فأبوا قالوا نحن عرب لا نؤدي ما يؤدي العجم ولكن خذ منا ما يأخذ بعضكم من بعض يعنون الصدقة، فقال عمر: لا هذه فرض المسلمين، فقالوا فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية ففعل وتراضى هو وهم أن يضعف عليهم الصدقة. وفي بعض طرقه:" هي جزية سموها ما شئتم "ا هـ
وقد ضعف ابن حزم في المحلى هذه الرواية و أشار السيد المحقق أحمد شاكر رحمه الله إلى حسنها لتعدد طرقها، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 01:33]ـ
وردت في مداخلتي الثانية عبارة: "قال في الفتح" مما يوهم أن المراد "فتح الباري" لابن حجروليس كذلك وإنما هو "فتح القدير" لابن الهمام الحنفي رحم الله مشايخ المسلمين، فأرجو الانتباه لذلك وشكراً.(/)
أعظميات:: إن صح التعبير!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 05:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل بالإنسان أن يتأمل ويتفكر , ولعل الله أن ييسر بعض الكلام حول هذا الموضوع!
ومن ذلك بعض ما سيأتي في هذه العجالة , فهي إشارات لكن ذات مدلولات عظيمة بالنسبة لصاحبها .. :
أعظم هزيمة أن تغزو قلبك جيوش الشهوات والشبهات وحراسك في غفلة!
أعظم ندم على تفريط أن تدخل الجنة فتجد منزلتك على النصف من منزلة من عمرهم على النصف من عمرك!
أعظم خسارة أن ترى جبالا من الحسنات في رصيدك أذهبتها ذنوب الخلوات!
أعظم غبن أن تضيع أوقاتك فيما لا نفع لك فيه!
أعظم انتصار أن تكون العاقبة لك! فتدخل الجنة وتنجو من النار!
أعظم كسل أن تهيأ لك أبواب الخير فلا تضرب فيها بسهم!
أعظم كسب أن تكون من الوارثين!
أعظم استثمار أن تجعل لك ظلاً ليوم شديد حره!
أعظم سعادة الأنس بالله!
أعظم مصيبة ألا يبالي الله بك في أي واد من أودية الدنيا هلكت!
أعظم سؤال تتحير في إجابته: هل عملك خالصا لله تعالى؟
أخوف طريق أن تسير في مكان مظلم لابد منه , إنارتك فيه ضعيفة!
أعظم خطأ أن تلتفت يمنة ويسرة وتغفل عما أمامك!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:10]ـ
كانت هذه إشارات وتوضيحها سريعا في هذه الأمثال:
أعظم هزيمة أن تغزو قلبك جيوش الشهوات والشبهات وحراسك في غفلة!
أرأيت لو أن دولة حرس حدودها في غفلة ألا ترى في تلك الدولة صنوف الفساد وضياع الأمن من تهريب بشتى أنواعه من وإلى البلد؛ فتصبح الحالة قلقة متوترة لا تكاد تستقر بها حال , فلا إنتاج ولا أعمال نافعة ولا خدمة للأجيال فكذلك الإنسان فالقلب هو الدولة فإذا خلا القلب من الحرس تواردت عليه صنوف الفساد فعاش قلقا متوترا لا تستقر به حال فكما أن الدولة تعتبر في العرف التاريخي هزمت شر هزيمة فكذلك القلب إذا كانت هذه حاله!
أعظم ندم على تفريط أن تدخل الجنة فتجد منزلتك على النصف من منزلة من عمرهم على النصف من عمرك!
يدخل أحدنا السوق ويشتري سلعة بألف ريال ثم بعد مدة يرى آخر قد اشترى نفس السلعة في نفس اليوم لكن بخمسمائة ريال فحينها يندم على استعجاله ويتمنى لو سأل وأتعب نفسه في البحث قليلا! وتجد كذلك من الناس من يبني بيتا وكلفه البناء مليون ريال ويجد من بنى بنصف هذه المبلغ بناء أحسن وأفضل من بنائه!
وهكذا يندم الإنسان في حياته على أشياء كثيرة , أنه فرط فيها , وتبقى تلك اللحظات حسرات في نفسه مدة قد تطول عند بعضهم , لكن أعظم ندم عندما يكون عمرك في الأربعين أو الستين وتجد من عمره في العشرين أو الثلاثين وترى منزلته في الجنة كما ترى الكوكب مع أنه لم يعش إلا ما يعادل نصف عمرك!
أعظم خسارة أن ترى جبالا من الحسنات في رصيدك أذهبتها ذنوب الخلوات!
يكتب أحدنا مقالا طويلا ويتعب في كتابته وتنسيق وفجأة من دون سابق إنذار يختار عدم حفظ التغييرات , فتضيع تلك الجهود ويا حسرته حينها كيف تكون؛ فكذلك الإنسان حين يتعب ويجتهد في كسب الحسنات ثم لا يراعي حفظها فتذهب هباء منثورا!
أعظم غبن أن تضيع أوقاتك فيما لا نفع لك فيه!
معه عشرة ألاف فأخذ يصرف من هذه الأموال غير مبال بما يصرف وحين بقي ربعها أدركته ضائقة يحتاج معها للمال فأخذ يقلب وجهه يمنة ويسرة يريد من يعينه وقد كان في غنى!
أعظم انتصار أن تكون العاقبة لك! فتدخل الجنة وتنجو من النار!
العاقبة لا تكون إلا عند النهاية لذا يروى أن الإمام أحمد كان يقول قبل وفاته: لا بعد , لا بعد؛ فسئل رحمه الله: يا أمام تقول لا بعد لا بعد .. , ما تقول؟ فقال: إن إبليس واقف في زاوية البيت وهو عاض على إصبعه يقول فتني يا أحمد – أي لم أقدر عليه , يريد فتنته – فأقول لا بعد!
إنها المحافظة على الانتصار حتى بلوغ النهاية فكل يستطيع بلوغ القمة وكل يستطيع أن ينتصر في لحظة من اللحظات؛ لكن من الذي يستطيع المحافظة على ما بلغ؟!
أعظم كسل أن تهيأ لك أبواب الخير فلا تضرب فيها بسهم!
أعطاه الله مالا , وجاها , وفراغا , وصحة , ومن حوله أهل حاجة فلا تجده يطعم مسكينا ولا يسعى في شفاعة , ولا يعين مشغولا , ولا يخدم ضعيفا!
أعظم كسب أن تكون من الوارثين!
(يُتْبَعُ)
(/)
يموت بعض وقد رزقه الله مالا وفيرا فتجد بعض الناس يتمنى لو كان من ذريته لينال ما نالوا وتجد بعضهم يقول ما أسعدهم كم ورثوا من مال وزروع! هذه حال نظر أهل الدنيا لكن نظر قاصر لأن هذا الورث لا يدوم ولا ضمان لك في استقرار وزيادة أما الإرث الأخروي فهو إرث آخر فبعد أن عد الله صفات المؤمنين في سورة المؤمنين وصفهم بقوله (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وهو أعظم إرث يملكه المرء!
أعظم استثمار أن تجعل لك ظلاً ليوم شديد حره!
في أيام الحج ترى عند بعض المخيمات وخصوصا في عرفات عند كل باب حارس أو أكثر لا يمكن أن يدخل المخيم أحد لا يحمل بطاقة الدخول! في هذه الساعة ترى من يطوف على بعض المخيمات يريد قضاء حاجة أو الجلوس في الظل ولا يستطيع لأنه لا يحمل تلك البطاقة!
فكذلك يوم القيامة بطاقات سبع إن لم تحمل أحدها فلا يمكن أن تستظل بذلك الظل الذي لا ظل غيره , فهل سعيت لنيل أحدها؟!
أعظم سعادة الأنس بالله!
عندما يحسن إليك أحد من الناس تجد أنك لا تود مفارقته ولا تمل من حديثه ومجالسته , والسبب أنه يمدك بالمال عندما تحتاج ويشفع لك عند حاجتك! فكيف حالك بمن يملك سعادة قلبك وإزالة همك وكشف ضرك ورفع بلواك!
أعظم مصيبة ألا يبالي الله بك في أي واد من أودية الدنيا هلكت!
أرأيت لو أن شجرة في بيتك أهملتها فلم تسقها , ماذا ستكون حالها , ستموت وتهلك! والسبب أنك لم تبالي بها , ولله المثل الأعلى ستموت وتهلك إذا لم يبالي الله بك!
أعظم سؤال تتحير في إجابته: هل عملك خالصا لله تعالى؟
كثيرة هي الأسئلة التي يتحير الإنسان في إجابتها وسبب حيرته ليس عدم معرفته إنما قد يكون الخوف من أثر إجابته , لكن ثمة سؤال نفسي لا يحتاج إلى مداهنة إنما هو جواب صريح والسائل يعرف صدق الإجابة من عدمها , إنه هذا السؤال!
أخوف طريق أن تسير في مكان مظلم لابد منه , إنارتك فيه ضعيفة!
تسير في طريق مظلم نور سيارتك ضعيف , أليس يبلغ الخوف منك مبلغه , وتترقب في هذا الطريق ولا ترتاح فكذلك سيرك في ظلمات الهوى لا يمكن أن ترتاح ونور إيمانك ضعيف!
أعظم خطأ أن تلتفت يمنة ويسرة وتغفل عما أمامك!
تسير في طريق طويل؛ لكنه متعرج وأنت تلتفت يمنة ويسرة ترى تلك المناظر الخلابة التي أعجبتك من جبال ومنحدرات وطبيعة رائعة!
وفجأة خرجت عن مسارك فحدث ما لم يكن في حسابك و اعتبر خطؤك من أعظم الأخطاء!
فرتبت عليك الديات والكفارة جزاء غفلتك!
فكذلك الإنسان حين يغفل عما خلق له ويلهو بهذه الدنيا وزخرفها! حتى يأتيه الأجل فينال جزاء لهو ولعبه!
...
وأكثر تعليق أثر فيّ منذ بدأت الكتابة قول أخت كريمة عندما كتبت عن نعيم الجنة بعنوان (هل سمعت بهذا من قبل): " ولكن ما العمل بمن يدرك هذه الحقيقة بعقله ولكن يتجاهلها بعمله؟! "(/)
بئس إزار طالب العلم التعالي والغرور!!
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هي خواطر عابرة
لم أرد إلا إشارة أو إلماحة
وعلى الفضلاء إكمال البقية
********
العلم معدنٌ نفيس
وجوهرٌ ثمين
له أسباب تصونه وتحفظه
ومن أعظم الثمار الجالبة له
التواضع
وحين ترى نابتة في بعض طلاب العلم
-أصلح الله قلوبهم-
من رؤية النفس؛ وإعجاب المرء بنفسه
يلمس ذلك في ثنايا كلامه؛ وطيَّات كتاباته وتقريراته
وقد كان العلم كفيلاً بإذابة هذا
لكنه لم يلامس روحه
ولم يخالط جوهره
إذ كيف يرى طالب العلم أنه قد علم
وهو يوماً وراء يوم يتعلم ما يجهله؟
ألم يكن هذا دافعاً له أن يتقرَّر لديه
أنه مهما بلغ ما معه من العلم فلا شيء؟؛ وأنه قطرة في بحر!؛ أو ذرة رملٍ في فلاة؟!.
أولا تقرع القلوب حقيقة قول الحق تبارك وتعالى -علاَّم الغيوب-: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف:76]؟.
ألا إن للعلم حلة
هي تواضع من حمله
ألا ترى الشجرة المثمرة النافعة
كيف تمتلئ بالنتاج والثمر عن أخريات لا ثمر فيها مشمخرات
تجدها موطأة الأكناف
قريبة لطالبها؛ سهلة لمريدها
فمتى تكون هذه الملامح حقيقية في طلاب العلم لا صورية
يصلح المتعلم وتستقيم الأمور
الأربعاء 6/ 7/1429هـ
مكة المكرمة
*****
كتبه أخونا الشيخ
عبد الحميد بن صالح الكراني
جزاه الله خيرا ونفع به(/)
من أدب المناظرة عدم هتك عرض الخصم
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 12:26]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين.
أما بعد.
شرعت المناظرة لتمييز الحق من الباطل ودحضه وتنشيط الذهن و الدربة على الملكة ومعرفة مآخذ الإحكام
وأهم من ذلك التحرر من قيود التقليد الذي يغبن عقل طالب العلم.
و الذي يناظر أخاه
فهو يحرص على هدايته إلى الصواب وحمله من حاجز الباطل إلى طور الحق.
ولما كان ميدان النظر و المناظرة تتحد فيه الأنفس وتتناطح فيه الادلة و الحجج و البراهين وتتنوع المآخذ و المقدمات
يحرص المسلم في هذا الموطن على ألا يستشير خصمه بسوء لفظ أو فضيع فعل
فهو مشيد بما عند خصمه من الخير متلطفا معه في العبارات
فينتقي أحسنها وألطفها
وحسبك في ذلك موقف السلف في هذا الباب.
فلا يجرحه بألفاظ نابية ويثب عليه كوثب السرحان الهائج المتعطش ولا ينبزه بقول لا يرتضيه
ليقينه أن الشيطان يأتي لمثل هذه المواطن
فيثور الغضب في نفس المتناظرين
حتى تصير المناظرة عبارة عن ردود أفعال عنيفة وضرب بالألقاب و الترهات.
قال الله تعالى {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا}.
وهناك ظاهرة أقبح من هذا كله
وهي
هتك عرض الخصم
,فالذي يجب
هو عدم كشف مكنونات أخباره
وهتك ستره
إن كانت القرائن تدل على قربه من للخير و الدنو منه
وإن تلبس فعلا بهذا الذي أشيع عنه
فلا ينبغي التشهير به وكشف عوراته على العلن
حتى يترك له المجال و الطريق للرجعة إلى الجادة وفرصة للتوبة والإنابة ومراحعة نفسه
ولأن ذلك قد يكون سببا في استرساله في الباطل و العناد فيه.
فالله المستعان
أخوكم
فيصل بن المبارك أبو حزم
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 01:46]ـ
يا سيدي .. هذا ليس من الأدب المكمل بل من الحقوق الواجبة!
شكرا لكم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 02:05]ـ
يا سيدي .. هذا ليس من الأدب المكمل بل من الحقوق الواجبة!
شكرا لكم.
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 02:20]ـ
/// أحسنتما .. لكن أما سمعت -يا خلوصي- ما قاله أبوالطَّيِّب المتنبي:
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ /// /// مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:02]ـ
/// أحسنتما .. لكن أما سمعت -يا خلوصي- ما قاله أبوالطَّيِّب المتنبي:
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ /// /// مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
ممكن لو تكرمت توضيح أكثر لمعنى البيت؟
شكرا لكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:09]ـ
/// التوضيح:
أنَّ بعض الناس يُمْدح على تركه القبيح، وكأنَّ الأصل هو فعله؟! ويمنُّ هو على النَّاس به كأنَّه محسنٌ بذلك، وكأنَّ الأصل عكسه!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:12]ـ
/// التوضيح:
أنَّ بعض الناس يُمْدح على تركه القبيح، وكأنَّ الأصل هو فعله؟! ويمنُّ هو على النَّاس به كأنَّه محسنٌ بذلك، وكأنَّ الأصل عكسه!
ما شاء الله!
شكرا لكم أستاذنا الكريم على الرد السريع. . بارك الله فيكم.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 01:12]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 02:36]ـ
أحسن الله إليك.
لذلك قال الله تعالى: {وجادلهم بالتي هي أحسن} فإن الجدال تدخل فيه حظوظ النفس كحب الظهور والغلبة، وهو مدعاة للغضب وإن تزيا بزي الغضب لحرمات الله.
والشديد من ملك نفسه عند الغضب.(/)
حكم الجاسوس للشيخ حامد العلي حفظه الله
ـ[مستور الحال]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 09:53]ـ
الرجاء بيان حكم الجاسوس مع أنه شديد الخطر على المجاهدين، وهل هو متول للكفار؟ وهل يقتل؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد:
أصح قولي العلماء أن الجاسوس حكمه؛ قتله مطلقا، سواء كان مسلما أو معاهدا أو مستأمنا، والذين قالوا؛ لا يقتل إن كان مسلما، بل يعاقب عقوبة بليغة، مستدلين بقصة حاطب، جانبوا الصواب، بل قصة حاطب تدل على أنه يقتل.
قال ابن القيم: (وفيها أي قصة حاطب جواز قتل الجاسوس وإن كان مسلما لأن عمر رضي الله عنه سأل رسول الله قتل حاطب بن أبي بلتعة، لما بعث يخبر أهل مكة بالخبر ولم يقل رسول الله؛ لا يحل قتله إنه مسلم، بل قال؛ وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال؛ اعملوا ما شئتم؟، فأجاب بأن فيه مانعا من قتله، وهو شهوده بدرا، وفي الجواب بهذا كالتنبيه على جواز قتل جاسوس ليس له مثل هذا المانع، وهذا مذهب مالك وأحد الوجهين في مذهب أحمد) [1].
وينبغي أن يُُلاحظ أن الجاسوس اليوم وبسبب تعقد وسائل القتال وتعددها ودقتها، يختلف أثره عمّا مضى، فضرره في هذا العصر مضاعف جدا، بل هو مدمّر، وقد يكون ضرره أشد من ضرر جيش من العدو، فبه يمكن توجيه الصواريخ، والقنابل الذكية، إلى أماكن القيادات للقضاء عليها، وبه يمكن الاستدلال على أماكن السلاح، فيتم تدمير قوّة الجهاد في طرفة عين، وبه يمكن إفشال عمليات نوعيّة للجهاد، فالمعلومة اليوم قد تكون أشدّ فتكا ممّا مضى من التاريخ كله، ولهذا فحتى لو كان القول بعقوبة الجاسوس بأقل من القتل محتملا للصواب في الماضي، غير انه في هذا العصر بعيد جدا عن الصواب.
ولأن الدول المعاصرة تعلم حقيقة ومدى خطر الجاسوس في هذا العصر، ودوره الحيوي في الحروب، فكثير منها يقرر عليه عقوبة الإعدام.
وكثيرا ما نبهّنا سابقا، إلى أن من العلماء المعاصرين من يقف على الأسماء المجردة التي تنطوي تحتها بعض مسائل الخلاف في المذاهب الفقهية، ولا يهتدي إلى اختلاف حقائقها بين زمن تدوين تلك المذاهب، وهذا العصر، فيقع في أخطاء بيّنة.
وبيّنا ما وقعوا فيه من خطأ في فهم علاقات المعاهدات الدولية المعاصرة، وكونها عهودا مبنيّة على عقيدة مناقضة لعقيدة التوحيد أصلا، وكونها مبنية على تحصيل الدول القوية لمطامعها في مشهد الصراع الدولي، بما يعارض مصلحة الإسلام والمسلمين، بل بما يحقق إفسادا عظيما للدين، وإضرارا هائلا بالمسلمين.
وبيّنا كيف أن بعض المنتسبين إلى العلم، قد أنزلوها بضرب من الغفلة على المعاهدات في باب الجهاد في الفقه، ونسوا أن هذه المعاهدات الدولية المعاصرة تجعل القواعد العسكريّة، بل حتى السفارات التابعة للدول الكافرة المعادية للإسلام الساعية للقضاء عليه وإخضاعه، تجعلها أوكارا للمؤامرات على هذا الدين، ومراكز للتجسس، وتنص تلك المعاهدات المبنيّة على ما يناقض الشريعة على أن هذه الأوكار حجر محجور مقطوع من أرض الإسلام لصالح الكفار، لا يصح للمسلمين دخوله، يفعل أعداء الإسلام فيه ما يشاؤون من الكفر والمنكرات والمؤامرات على الإسلام في العالم، وحتى لو أدخلوا فيها مسلما فقتلوه، فلا يحق للدولة أن تساءلهم، ونحو ذلك مما تتضمنه تلك العهود الجاهلية الطاغوتية مما يناقض الفقه الإسلامي مناقضة واضحة.
وعلى أية حال فالمقصود هنا بيان أن كثيرا مما يقع في هذا العصر، يجب النظر إلى اختلاف الحال فيه اليوم، عما يذكر في كتب الفقهاء من المذاهب المعتبرة، وإلاّ فقد يعين الفقيه الذي لا ينظر بهذا المنظار على هدم الإسلام.
وإتماما للفائدة نذكر كلام أهل العلم في بيان ردة من يتجسس لصالح الكفار فيمكنهم بذلك من هزيمة المسلمين وقتل خيارهم، لأنّه متولِّ للكفار في هذا الحال.
وقد قال شيخ الإسلام في اختياراته: (من جمز إلى معسكر التتر، ولحق بهم ارتد، وحل ماله ودمه) [2].
وعلق الشيخ رشيد رضا في الحاشية بقوله: (وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم، وهو صريح قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة" [3]: (أنه سبحانه قد حكم ولا أحسن من حكمه أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم، وهذا عام خص منه من يتولاهم ودخل في دينهم بعد التزام الإسلام فإنه لا يقر ولا تقبل منه الجزية بل إما الإسلام أو السيف فإنه مرتد بالنص والإجماع).
وقال أحمد شاكر رحمه الله "في كلمة الحق": (أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء، إلا من جهل وأخطأ، ثم استدرك أمره فتاب وأخذ سبيل المؤمنين، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم، إن أخلصوا من قلوبهم لله لا للسياسة ولا للناس. وأظنني قد استطعت الإبانة عن حكم قتال الإنجليز وعن حكم التعاون معهم بأي لون من ألوان التعاون أو المعاملة، حتى يستطيع أن يفقهه كل مسلم يقرأ العربية، من أي طبقات الناس كان، وفي أي بقعة من الأرض يكون).
وقال: (ولا يجوز لمسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يتعاون معهم بأي نوع من أنواع التعاون، وإن التعاون معهم - أي الفرنسيين - حكمه حكم التعاون مع الإنجليز؛ الردة والخروج من الإسلام جملة، أيا كان لون المتعاون معهم أو نوعه أو جنسه).
قلت: والتجسس لصالحهم ضد المسلمين من أهم وأخطر أقسام التعاون مع الكفار.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) [4].
وقال بن باز أيضا: (أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل: {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم}) [5].
قلت: وينطبق كلام العلامة أحمد شاكر، والعلامة عبد العزيز بن باز رحمهما الله، على من تعاون مع المحتل الأمريكي في حملته في احتلاله الصليبي للعراق، أو في حملته الصليبية على المجاهدين، وكذا على المتعاون مع المحتل الصهيوني في فلسطين، سواء بالتجسس أو غيره.
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
8/ 9/2003م
-------------------------
[1] زاد المعاد: ج3/ص423.
[2] نقلا عن الدرر السنية: ج8/ص338، ومجموعة الرسائل النجدية: ج3/ص35.
[3] ج1/ص195.
[4] مجموع الفتاوى والمقالات: ج1/ص274.
[5] فتاوى إسلامية، جمع محمد بن عبد العزيز المسند: ج4، السؤال الخامس من الفتوى، رقم 6901.
****************************** *********
منقول للأهمية
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 12:58]ـ
بارك الله فيك(/)
في بيان ضلال من ضل في حقيقة الإيمان ومسألة التكفير / بكر أبو زيد -رحمه الله-
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 01:01]ـ
في بيان ضلال من ضل
في حقيقة الإيمان ومسألة التكفير
كثر الخوض في بيان حقيقة الإيمان ومسألة التكفير وأخذ من لا يريد خيرا بالمسلمين يلقي بذورها المنحرفة بينهم من خلال وجهتين ضالتين ومذهبين باطلين:
أحدهما: في جانب الغلو والإفراط في نصوص الوعيد وهو مذهب الخوارج الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه بشقيه شيئاً واحداً، إذا زال بعضه زال جميعه فأنتج هذا مذهبهم الضال: " وهو تكفير مرتكب الكبيرة ".
ومن آثاره: فتح باب التكفير على مصراعيه، مما يصيب الأمة بالتصدع والانشقاق وهتك حرمات المسلم في دينه وعرضه.
وثانيهما: في جانب التقصير والجفاء والتفريط في فهم نصوص الوعد، والصدِّ عن نصوص الوعيد وهو مذهب المرجئة الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه شيئاً واحداً لا يتفاضل وأهله فيه سواء، وهو: " التصديق بالقلب مجرداً من أعمال القلب والجوارح " وجعلوا الكفر هو " التكذيب بالقلب، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه " فأنتج هذا مذهبهم الضال: " وهو حصر الكفر بكفر الجحود والتكذيب " المسمى: " كفر الاستحلال ".
ومن آثاره: فتح باب التخلي عن الواجبات والوقوع في المحرمات وتجسير كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات مما يؤدِّي إلى الإنسلاخ من الدين وهتك حرمات الإسلام. نعوذ بالله من الخذلان.
كما يلزم عليه عدم تكفير الكفار، لأنهم في الباطن لا يكذبون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما يجحدونها في الظاهر كما قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {{فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}} [الأنعام/33].
وقال - سبحانه - عن فرعون وقومه: {{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماًَ وعلواً}} [النحل/14].
و لهذا قال إبراهيم النخعي – رحمه الله تعالى – " لفتنتهم – يعني المرجئة – أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة ".
وقال الإمام الزهري - رحمه الله تعالى -: " ما ابتدعت في الإسلام بدعة هي أضر على أهله من هذه - يعني: الإرجاء – " رواه ابن بطة في: "الإبانة".
و قال الأوزاعي - رحمه الله تعالى -: " كان يحيى بن كثير و قتادة يقولان: ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء ".
و قال شريك القاضي - رحمه الله تعالى – وذكر المرجئة فقال: " هم أخبث قوم , حسبك بالرفض خبثا , و لكن المرجئة يكذبون على الله ".
وقال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى -: " تركت المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري " [الفتاوى: 7/ 394 - 395]
و عن سعيد بن جبير - رحمه الله تعالى -: " أن المرجئة يهود أهل القبلة , و صابئة هذه الأمة " [رواه ابن بطة وغيره]
• لوازم الإرجاء الباطلة:
و إنما عظمت أقوال السلف في الإرجاء , لجرم آثاره , ولوازمه الباطلة , و قد تتابع علماء السلف على كشف آثاره السيئة على الإسلام و المسلمين.
قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى – في الرد على المرجئة: " ويلزمه أن يقول: هو مؤمن بإقراره , و إن أقر بالزكاة في الجملة و لم يجد في كل مائتي درهم خمسة: أنه مؤمن , فيلزمه أن يقول: إذا أقر ثم شد الزنار في وسطه , و صلى للصليب , و أتى الكنائس و البيع , و عمل الكبائر كلها , إلا أنه في ذلك مقر بالله , فيلزمه أن يكون عنده مؤمنا. و هذه الأشياء من أشنع ما يلزمهم " انتهى.
ثم قال بعده شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: " قلت: هذا الذي ذكره الإمام أحمد من أحسن ما احتج الناس به عليهم , جمع في ذلك جملا يقول غيره بعضها. و هذا الإلزام لا محيد لهم عنه .. " انتهى [الفتاوى 7/ 401]
ثم إن هذه اللوازم السيئة على قول المرجئة التي ذكرها الإمام أحمد , بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى – في " الفتاوى: 7/ 188 - 190 ".
ثم قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى – في: " النونية " ناظما لآثار الإرجاء ولوازمه الباطلة هذه:
وكذلك الإرجاء حين تقر بالـ ـمعبود تصبح كامل الإيمان
فارم المصاحف في الحشوش و خرب الـ ـبيت العتيق وجد في العصيان
واقتل إذا ما استطعت كل موحد وتمسحن بالقس والصلبان
واشتم جميع المرسلين ومن أتوا من عنده جهرا بلا كتمان
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا رأيت حجارة فاسجد لها بل خر للأصنام و الأوثان
و أقر أن رسوله حقا أتى من عنده بالوحي والقرآن
فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا وزر عليك وليس بالكفران
هذا هو الإرجاء عند غلاتهم من كل جهمي أخي شيطان
وقال - رحمه الله تعالى – في: إعلام الموقعين: في بيان تناقض الأَرْئَتِيَّة: " ومن العجب إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان , و أنه مجرد التصديق , والناس فيه سواء , وتكفير من يقول: مُسَيْجِدْ , أو فُقَيْه , أو يصلي بلا وضوء أو يلتذ بآلات الملاهي , ونحو ذلك " انتهى.
وكشف عن آثار الإرجاء ولوازمه الباطلة الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى – [فتح الباري "11/ 270. وانظر فيض القدير: 6/ 159. و أصله في شرح المشكاة للطيبي: 2/ 477]: " قال الطِّيبي: قال بعض المحققين: وقد يتخذ من أمثال هذه الأحاديث المبطلة ذريعة إلى طرح التكاليف و إبطال العمل , ظنا أن ترك الشرك كاف!! و هذا يستلزم طي بساط الشريعة و إبطال الحدود , و أن الترغيب في الطاعة و التحذير من المعصية لا تأثير له , بل يقتضي الانخلاع عن الدين , و الانحلال عن قيد الشريعة , و الخروج عن الضبط , والولوج في الخبط , وترك الناس سدى مهملين , وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد أن يفضي إلى خراب الأخرى , مع أن قوله في بعض طرق الحديث: " أن يعبدوه " يتضمن جميع أنواع التكاليف الشرعية , وقوله: " ولا يشركوا به شيئا " يشمل مسمى الشرك الجلي والخفي , فلا راحة للتمسك به في ترك العمل , لأن الأحاديث إذا ثبتت وجب ضم بعضها إلى بعض , فإنها في حكم الحديث الواحد , فيحمل مطلقها على مقيدها ليحصل العمل بجميع ما في مضمونها. وبالله التوفيق " انتهى.
وفي كتاب " صفوة الآثار و المفاهيم " في فوائد قول الله تعالى: {{إياك نعبد و إياك نستعين}} قال مبينا أن القول بالإرجاء دسيسة يهودية وغاية ماسونية [1/ 187 للشيخ عبدالرحمن الدوسري - رحمه الله تعالى -]:
" التاسع و الثمانون بعد المائة: تعليم الله لعباده الضراعة إليه بـ {{إياك نعبد و إياك نستعين}} إعلام صريح بوجوب الصلة بين الإيمان والعمل , وأنه لا يستقيم الإيمان بالله ولا تصح دعواه إلا بتحقيق مقتضيات عبوديته , التي هي العمل بطاعته , وتنفيذ شريعته , وإخلاص القصد لوجهه الكريم , والانشغال بمرضاته , والعمل المتواصل لنصرة دينه , والدفع به إلى الأمام بجميع القوى المطلوبة؛ ليرتفع بدين الله عن الصورة إلى الحقيقة , وأن المسلم لا يجوز له الإخلال بذلك , ولا لحظة واحدة.
وإن الدعوات لمجرد إيمان خال من العمل هي إفك وخداع وتلبيس , بل هي من دس اليهود على أيدي الجهمية , وفروعها من المرجئة كالماسونية , وغيرهم , إذ متى انفصمت الصلة بين الإيمان والعمل، فلن نستطيع أن نبني قوة روحية نقدر على نشرها والدفع بمدها في أنحاء المعمورة , بل إذا انفصمت الصلة بين الإيمان و العملفقد المسلم قوته الروحية , وصار وجوده مهددا بالخطر , الذي يزيل شخصيته أو يذيبها في بوتقة غيره , لأنه لا يستطيع أن ينمي قوة روحية يصمد بها أمام أعدائه , فضلا عن أن يزحف بها عليهم " انتهى.
وبالجملة فهذان المذهبان: مذهب الخوارج ومذهب المرجئة , باطلان , مُردِيَان، أثَّرا ضلالاً في الاعتقاد , وظلما للعباد، وخرابا للديار , وإشعالا للفتن , ووهاءً في المد الإسلامي , وهتكاً لحرماته وضرورياته , إلى غير ذلك من المفاسد والأضرار التي يجمعها الخروج على ما دلت عليه نصوص الوحيين الشريفين، والجهل بدلائلها تارة، وسوء الفهم لها تارة أخرى وتوظيفها في غير ما دلت عليه , وبتر كلام العالِم تارة , والأخذ بمتشابه قوله تارة أخرى.
وقد هدى الله (جماعة المسلمين) أهل السنة والجماعة - الذين مَحَّضُوا الإسلام ولم يشوبوه بغيره - إلى القول الحق , والمذهب العدل , والمعتقد الوسط بين الإفراط والتفريط مما قامت عليه دلائل الكتاب والسنة، ومضى عليه سلف الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا , وقد بينه علماء الاسلام في كتب الاعتقاد , وفي (باب حكم المرتد) من كتب فقه الشريعة المطهرة , من أن الإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب , وعمل بالجوارح , يزيد بالطاعة , وينقص بالمعصية ولا يزول بها , فجمعوا بين نصوص الوعد والوعيد ونزلوها منزلتها , وأن الكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك وبالترك , وليس محصورا بالتكذيب بالقلب كما تقوله المرجئة , ولا يلزم من زوال بعض الإيمان زوال كله كما تقوله الخوارج.
و أختم هذا الفصل بكلام جامع لابن القيم - رحمه الله تعالى – في كتاب: " الفوائد " بيَّن فيه آراء من ضل في معرفة حقيقة الإيمان , ثم ختمه ببيان الحق في ذلك , فقال - رحمه الله تعالى -:
" و أما الإيمان: فأكثر الناس أو كلهم يدعونه {{و ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}} [يوسف/103] و أكثر المؤمنين إنما عندهم إيمان مجمل , و أما الإيمان المفصل بما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم معرفة وعلما و إقرارا و محبة , ومعرفة بضده وكراهيته وبغضه , فهذا إيمان خواص الأمة وخاصة الرسول , وهو إيمان الصديق وحزبه.
وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار بوجود الصانع , وأنه وحده هو الذي خلق السماوات و الأرض وما بينهما , و هذا لم يكن ينكره عباد الأصنام من قريش ونحوهم.
و آخرون الإيمان عندهم التكلم بالشهادتين سواء كان معه عمل أو لم يكن , وسواء رافق تصديق القلب أو خالفه.
و آخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق القلب بأن الله سبحانه خالق السماوات و الأرض و أن محمدا عبده ورسوله , و إن لم يقر بلسانه ولم يعمل شيئا , بل ولو سب الله ورسوله و أتى بكل عظيمة , وهو يعتقد وحدانية الله ونبوة رسوله فهو مؤمن.
و آخرون عندهم الإيمان هو جحد صفات الرب تعالى من علوه على عرشه , وتكلمه بكلماته وكتبه , وسمعه وبصره ومشيئته وقدرته و إرادته وحبه وبغضه , وغير ذلك مما وصف به نفسه , ووصف به رسوله , فالإيمان عندهم إنكار حقائق ذلك كلهوجحده , والوقوف مع ما تقتضيه آراء المتهوكين وأفكار المخرصين الذين يَرُدُّ بعضهم على بعض , وينقض بعضهم قول بعض , الذين هم كما قال عمر بن الخطاب و الإمام أحمد: مختلفون في الكتاب , مخالفون للكتاب متفقون على مفارقة الكتاب.
و آخرون عندهم الإيمان عبادة الله بحكم أذواقهم ومواجيدهم وما تهواه نفوسهم من غير تقييد بما جاء به الرسول.
و آخرون الإيمان عندهم ما وجدوا عليه آباءهم و أسلافهم بحكم الاتفاق كائنا ما كان , بل إيمانهم مبني على مقدمتين: إحداهما: أن هذا قول أسلافنا و آبائنا , و الثانية: أن ما قالوه فهو الحق.
و آخرون عندهم الإيمان مكارم الأخلاق وحسن المعاملة وطلاقة الوجه و إحسان الظن بكل أحد , وتخلية الناس وغفلاتهم.
و آخرون عندهم الإيمان التجرد من الدنيا و علائقها وتفريغ القلب منها و الزهد فيها , فإذا رأوا رجلا هكذا جعلوه من سادات أهل الإيمان و إن كان منسلخا من الإيمان علما وعملا.
و أعلى من هؤلاء من جعل الإيمان هو مجرد العلم وإن لم يقارنه عمل.
وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الإيمان ولا قاموا به و لا قام بهم , وهم أنواع:
منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان.
ومنهم من جعل الإيمان ما لا يعتبر في الإيمان.
ومنهم من جعله ما هو شرط فيه و لا يكفي في حصوله.
ومنهم من اشترط في ثبوته ما يناقضه ويضاده.
ومنهم من اشترط فيه ما ليس منه بوجه.
و الإيمان وراء ذلك كله , وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم علما و التصديق به عقدا و الإقرار به نطقا و الانقياد له محبةوخضوعا , والعمل به باطنا وظاهرا , وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان , وكماله في الحب في الله والبغض في الله , والعطاء لله و المنع لله , و أن يكون الله وحده إلهه ومعبوده , والطريق إليه: تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا , وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله. وبالله التوفيق " انتهى
من كتاب
درء الفتنة عن اهل السنة
ص 14
للعلامة المحقق
بكر بن عبد الله أبو زيد
رحمة الله عليه
تقديم
إمام اهل السنة و الجماعة في وقته
عبد العزيز بن باز
رحمة الله عليه
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 03:52]ـ
كلام جميل بارك الله فيك
ـ[المستبصر]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 11:05]ـ
بارك الله فيك ورحم الشيخ بكر أبو زيد
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 12:25]ـ
وفي كتاب " صفوة الآثار و المفاهيم " في فوائد قول الله تعالى: {{إياك نعبد و إياك نستعين}} قال مبينا أن القول بالإرجاء دسيسة يهودية وغاية ماسونية [1/ 187 للشيخ عبدالرحمن الدوسري - رحمه الله تعالى -]
عجبت لهذا الفهم العميق فسبحان الله الذي انار الحق لعباد و اعمى ابصار اخرين
جزاكم الله خيرا على هذا النقل القيم(/)
احذر زلة العالم ولا تغمطه حقه: كلام للإمام الشاطبي - رحمة الله عليه -
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 01:29]ـ
قال الإمام الشاطبي في معرض كلامه عن خطأ المجتهدين
المسألة الثامنة
فيعرض فيه الخطأ فى الاجتهاد
إما بخفاء بعض الأدلة حتى يتوهم فيه ما لم يقصد منه
وإما بعدم الإطلاع عليه جملة
وحكم هذا القسم معلوم من كلام الأصوليين إن كان فى أمر جزئي وأما إن كان فى أمر كلي فهو أشد
وفى هذا الموطن حذر من زلة العالم
فإنه جاء فى بعض الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم التحذير منها فروى عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال
إني لأخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة قالوا وما هى يا رسول الله قال أخاف عليهم من زلة العالم ومن حكم جائر ومن هوى متبع وعن عمر
ثلاث يهدمن الدين زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون وعن أبي الدرداء
إن مما أخشى عليكم زلة العالم أو جدال المنافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق وكان معاذ بن جبل يقول فى خطبته كثيرا وإياكم وزيغة الحكيم فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة وقد يقول المنافق الحق فتلقوا الحق عمن جاء به فإن على الحق نورا قالوا وكيف زيغة الحكيم قال هى كلمة تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه فاحذروا زيغته ولا تصدنكم عنه فإنه يوشك أن يفئ وأن يراجع الحق وقال سلمان الفارسي
كيف أنتم عند ثلاث زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم تقولون نصنع مثل ما يصنع فلان وننتهي عما ينتهي عنه فلان وإن أخطأ فلا تقطعوا إياسكم منه فتعينوا عليه الشيطان الحديث وعن ابن عباس
ويل للأتباع من عثرات العالم قيل كيف ذلك قال يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه و سلم منه فيترك قوله ثم يمضى الاتباع وعن ابن مبارك أخبرني المعتمر بن سليمان قال رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال لي يا بني لا تنشد الشعر فقلت له يا أبت كان الحسن ينشد وكان ابن سيرين ينشد فقال لي أي بني إن أخذت بشر ما فى الحسن وبشر ما فى ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله
وقال مجاهد والحكم بن عيينة ومالك ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه و سلم وقال سليمان التيمي إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله قال ابن عبد البر هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا وهذا كله وما أشبهه دليل على طلب الحذر من زلة العالم وأكثر ما تكون عند الغفلة عن اعتبار مقاصد الشارع فى ذلك المعنى الذى اجتهد فيه والوقوف دون أقصى المبالغة فى البحث عن النصوص فيها وهو وإن كان على غير قصد ولا تعمد وصاحبه معذور ومأجور لكن مما ينبني عليه فى الإتباع لقوله فيه خطر عظيم وقد قال الغزالي إن زلة العالم بالذنب قد تصير كبيرة وهى فى نفسها صغيرة وذكر منها أمثلة ثم قال فهذه ذنوب يتبع العالم عليها فيموت العالم ويبقى شره مستطيرا فى العالم أياما متطاولة فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه
وهكذا الحكم مستمر فى زلته فى الفتيا من باب أولى فإنه ربما خفي على العالم بعض السنة أو بعض المقاصد العامة فى خصوص مسألته فيفضى ذلك إلى أن يصير قوله شرعا يتقلد وقولا يعتبر فى مسائل الخلاف فربما رجع عنه وتبين له الحق فيفوته تدارك ما سار فى البلاد عنه ويضل عنه تلافيه فمن هنا قالوا زلة العالم مضروب بها الطبل
فصل
إذا ثبت هذا فلا بد من النظر فى أمور تنبني على هذا الأصل منها أن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ بها تقليدا له وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ولذلك عدت زلة وإلا فلو كانت معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا ينتقص من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين وقد تقدم من كلام معاذ بن جبل وغيره ما يرشد إلى هذا المعنى.
انتهى كلامه - رحمة الله عليه -
الموافقات في أصول الشريعة
للإمام المقاصدي الأصولي الفقيه
إبراهيم بن موسى الشاطبي المالكي
4/ 167ومابعدها
تحقيق
الدكتور عبد الله دراز
دار المعرفة للنشر و التوزيع
بيروت - لبنان(/)
خواطر وفوائد من حياة العلامة ابن عثيمين رحمه الله (1)
ـ[محكم]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 02:44]ـ
خواطر وفوائد من حياة العلامة ابن عثيمين رحمه الله (1)
بينما أنا جالس أتأمل كتباً بين يدي وإذا ببصري يشخص إلى كتاب الشرح الممتع لزاد المستقنع لشيخنا العلامة الفقيه الصالح محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وإذا بالذاكرة تعود إلى الوراء أكثر من خمس عشرة سنة فترة الانتظام بدروس الشيخ ومجاورة جامعه والتزود بلقاءاته وشروحاته ومواعظه وخطبه ونصائحه والأنس به في اللقاءات غير المعتادة إما بمزرعة الهويش بعنيزة أو في جدة هذه البلدة المترامية الأطراف في لقاءات مرتب لها أو تأتي قدراً عند بعض محبي الشيخ أو في الطائف المأنوس قريباً فترة اجتماعات هيئة كبار العلماء أو في الرياض في منزل أخيه أو في منزله رحمه الله في مناسبات متكررة كرماً منه على طلابه ومحبيه.
ولقد جال بخاطري طيف من الذكريات السعيد والمؤلمة وتذكرت مبسمه ومحيّاه
تذكرت مصلّاة وجبهته المتأثرة بالسجود
تذكرت خطواته وكلامه
تذكرت أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر
تذكرت دخوله وخروجه
فقلت إن لشيخنا حقا أن أكتب شيئاً مما علق في الذاكرة بعد سنوات مضت وعقوق تكاثر سببه خواطر كتبها أخي المفضال مازن بن أحمد الغامدي (مالك الرحبي) في رحلته إلى النور وسأحاول رد الجميل بكتابات لقضايا متنوعة عن حياته رحمه الله وفوائده ونكاته واختياراته ومسامرته لمحبيه وكشف عما نسب إليه رحمه الله من أقول ربما لم يقلها أو قال بها وتراجع عنها أسأل الله العون في ذلك كله فهو سبحانه خير مستعان.
وسيكون مما أكتبه مقتبس لكاتب فاضل أو منقول من محب كريم أو مما سيمليه علي الخاطر أو ملخص لكلامه رحمه الله
يُعَدُّ فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى – من الراسخين في العلم الذين وهبهم الله – بمنّه وكرمه – تأصيلاً ومَلَكة عظيمة في معرفة الدليل واتباعه واستنباط الأحكام والفوائد من الكتاب والسنّة, وسبر أغوار اللغة العربية معانِيَ وإعرابًا وبلاغة.
• بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبدالرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
• وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ.
• ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي.
• استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
• ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398 - 1399هـ حتى توفي.
• درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
وكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية 1 - مع قضاة منطقة القصيم
2 - مع أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عنيزة
3 - مع خطباء مدينة عنيزة
4 - مع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن
5 - مع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم
6 - مع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم سابقا.
7 - كان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله
8 - وكذلك اللقاء الشهري في مسجده
واللقاءات الموسمية السنوية التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب وكان مباركا في علمه الواسع أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع
ولما تحلَّى به من صفات العلماء الجليلة وأخلاقهم الحميدة والجمع بين العلم والعمل أحبَّه الناس محبة عظيمة, وقدّره الجميع كل التقدير, ورزقه الله القبول لديهم واطمأنوا لاختياراته الفقهية, وأقبلوا على دروسه وفتاواه وآثاره العلمية, ينهلون من معين علمه ويستفيدون من نصحه ومواعظه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ خالد الغليقة: (لا أعرف في هذا العصر ولا قبله من العصور شخصًا دعا له المسلمون باسمه في قنوتهم وأَمَّن بقية المسلمين على دعائهم إلا سماحة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين، ولا أعرف في حياتي رجلاً يسافر إليه حكام هذه البلاد للاجتماع به والسلام عليه وسماع نصحه وإرشاده في بيت من الطين إلا الزاهد ابن عثيمين، ولم أر - حسب علمي - عالمًا من علماء الحنابلة خدم كتب المذهب الحنبلي من جهة تحرير مسائله وتحقيق مناطها والاستدلال لها والإيراد عليها واستنباط حكم النازلة منها إلا العلامة ابن عثيمين.)
ميزات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (أكثرها من شريط للشيخ محمد بن صالح المنجد)
1 - الشمولية العلمية في شتى مجالات العلم الشرعي
2 - الانضباط في انتاجه العلمية
3 - الأخذ بالقواعد العامة فكثيرا ما يردد رحمه الله اتباع الظاهر في الأحكام كاتباع الظاهر في العقائد بل أوكد لأنه من ألأمور الغيبية
4 - لا يتردد في إعلان توقفه في المسألة
5 - كان يسير على طريقة السبر والتقسم بارعا لافيها وهذا يفيد طالب العلم مثل تقسيم .......
6 - ذا تحديد دقيق للمصطلحات والمراد منها
7 - يعتني بالفروق الالفقهية وهذه قضية تدل على رسوخه في العلم مثل الفرق بين فروض الصلاة وشروطها
8 - الاعتناء بالقواعد الفقهية الكلية ورد الجزيئات إليها وهذه من صفات أهل الاجتهاد
9 - إيراد المسائل الأصولية وينبه عليها
10 - حسن التدريس فقد برع فيه وأصبح لا يجارى منتفعا بشيخه العلامة ابن سعدي رحمهم الله
11 - اعتناؤه بالطلبة وحسن رعايتهم والتبسط معهم وتفقد حاجاته.
12 - التشاور مع طلابه حول ما يقرر في الدروس واختيار الكتب
13 - الانتظام وعدم السآمة في الدروس وتقديم حق الطلبة على حقوق النفس فقدرتَّب لقاءات علمية مجدولة, أسبوعية وشهرية وسنوية
14 - تبسيط المذهب الحنبلي للطلبة وتحبيبهم لكتبه وحثهم على حفظها
15 - يهتم بالسلوك التربوي والجانب الوعظي لذا فقد اعتنى بتوجيه الطلاب وإرشادهم إلى سلوك المنهج الجاد في طلب العلم وتحصيله, وعمل على استقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة, والاهتمام بأمورهم.
مُنح جائزة الملك فيصل – رحمه الله – العالمية لخدمة الإسلام عام 1414هـ, وجاء في الحيثيات التي أبدتها لجنة الاختيار لمنحه الجائزة ما يلي:
أولاً: تحلِّيه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع, ورحابة الصدر، وقول الحق, والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيًا: انتفاع الكثيرين بعلمه؛ تدريسًا وإفتاءً وتأليفًا.
ثالثًا: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
رابعًا: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كثيرة.
خامسًا: اتباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وتقديمه مثلاً حيًّا لمنهج السلف الصالح؛ فكرًا وسلوكًا.
باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن).
وفاته:
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وأحس بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية موالية له وصار الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته وحده وأخذ البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة الإسلامية. وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف، ودفن بمكة المكرمة ودفن بمقبرة العدل قريبا من شيخه العلامة ابن باز رحمه الله. إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على محبته وقبوله.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 09:51]ـ
رحم الله الإمام وأسكنه فسيح الجنان بمنه وكرمه
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:13]ـ
رحمة الله عليه، قد كان مثالاً حياً للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
ـ[محكم]ــــــــ[07 - Aug-2008, صباحاً 06:15]ـ
أشكرك أخي أبا رزان وكذلك شرفي مرور أخي أبي حازم وأتمنى ألا نعدم فقهاء موسوعيين أمثال شيخنا ابن عثيمين فهذه الأمة ولود
ـ[الملتزم بإذن الله]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 06:28]ـ
رحم الله شيخنا رحمة واسعة .. وجزاكم الله خيرا(/)
بيان الشبهات والظنون فى كتاب هرمجدون د. عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 05:37]ـ
الحمد لله واهب النعم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وبعد:-
فقد نشر كاتب يدعى أمين محمد جمال الدين سلسلة من الكتب تتناول الفتن والملاحم التي تقع في آخر الزمان وقبل قيام الساعة تحديدا ومن ذلك كتاب عمر أمة الإسلام، ورد السهام عن عمر أمة الإسلام والذى يرد فيه على من انتقد كتابه، والقول المبين، ثم كان آخر هذه السلسة كتاب هرمجدون آخر بيان يا أمة الإسلام والذى شغل ضعيفى الفكر، فراحوا يتحدثون عنه وكأنه كتاب مقدس يجب التصديق بكل ما فيه، وانتشرت منه نسخ كثيرة بين الناس ومن لم يجد راح يصور الكتاب ليرى ما فيه من تنبؤات.
ونظرا لانشغال الكثير من غير المتخصصين بهذا الكتاب وحديث الناس عنه وعن ما يحويه من نبوءات فى المساجد وخارجها وفى المجالس العادية حتى أن أناسا كثيرين جلسوا لانتظار الساعة من أجل هذا الكتاب، إزاء ذلك وإزاء إلحاح جماعة من أصحابنا علينا صنفت فى الرد على هذا الكتاب كتابا صغيرا سميته بيان الشبهات والظنون فى كتاب هرمجدون، ونشرته فى عام 2002م ثم جاءت بعد ذلك الأحداث المتلاحقه بقتل ولدى الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله، ثم اعتقال صدام حسين نفسه وإعدامه على يد حفنة من الزنادقة، مما يؤكد صحة ما أوردناه فى كتابنا وبطلان ما ذكره صاحب كتاب هرمجدون.
وهذا هو الرابط
http://www.zshare.net/download/1661654187b900d2
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 07:13]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيكم ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 11:51]ـ
الله يعافيك. . كيف طريقة تحميل الكتاب؟
حاولت لكني عجزت، بعد ما ينتهي العداد أضغط على (هنا) وبعدها ترجع لي الصفحة نفسها؟!!!
ممكن تعيد تحميله على موقع آخر؟ جزاك الله خيرا(/)
طلب كتاب المدرسة الظاهرية فى المغرب والأندلس
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 05:53]ـ
إخوانى الكرام برجاء على من عنده كتاب المدرسة الظاهرية فى المغرب والأندلس أن يتكرم علينا ويرسله إلينا فأنا شديد الحاجة إليه خاصة وأن تخصصى الدقيق فى الماجستير والدكتوراة هو المغرب والأندلس وتحديدا المذهب الظاهرى والله أسأل أن ينفعنا ويفقنا لما فيه الخير وهذا هو إميلى الشخصى لمن أراد أن يراسلنى عليه إن كانت لديه نسخة من كتاب المدرسة الظاهرية حيث لم يتيسر لى حتى الآن أن أراه
basemhistory@yahoo.com
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:18]ـ
الكتاب في حد علمي لم يصور بعد
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5178&highlight=%C7%E1%E3%CF%D1%D3%C 9+%C7%E1%D9%C7%E5%D1%ED%C9
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:24]ـ
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=94 7&d=1184964143
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 02:54]ـ
جزاك الله خيرا يا أخى ولكن لو سمعت بخبر عن الكتاب خلال الأيام القادمة فراسلنى وشكرا
ـ[ابو يعقوب الحركي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 10:32]ـ
جزاك الله خيرا يا أخى(/)
صوفي يسأل , والعلامة ابن عثمين - رحمه الله -
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 10:27]ـ
السؤال: رسالة من المستمع صالح الحموي من دمشق سوريا بعث برسالةٍ يقول فيها إنني أقوم بتدريس مجموعةٍ من الناس الفقه الحنفي والتصوف ونقوم بممارسة الذكر الحضرة ودليلنا على هذا هو أن النبي صلوات الله وسلامه عليه عندما هاجر إلى المدينة المنورة استقبله الناس بالإنشاد وضرب الدفوف فأقرهم على ذلك ولم ينكر عليهم وكذلك ورد في القرآن قوله تعالى (قل الله) وكذلك فإنني أعلم تلامذتي ضرورة طاعة الشيخ ومحبته وعدم الاتجاه إلى شيخٍ غيره عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (من لا شيخ له فشيخه الشيطان) ولكن أحد تلامذتي قد أخذ يجادلني مؤخراً في هذه الأمور وينكر علي ذلك بحجة أنها بدع وأنها تخالف هدي النبي عليه الصلاة والسلام فقد أصبحت في حيرةٍ من أمري ولما سألت عن تصرفاته تلك قيل لي إن الشاب الذي يجادلني متأثرٌ بالوهابية وقالوا بأن هذه الفكرة الوهابية بدعةٌ تدعو إلى التطرف وتحرم المدائح النبوية والمولد وتقول عن كثيرٍ من الأمور المستحسنة إنها من البدع فقد أشكل عليّ الأمر أرجو إرشادكم وتوضيح هذه الحقيقة لي وفقكم الله؟
الجواب: فإن هذا السؤال سؤالٌ عظيم اشتمل على مسائل في أصول الدين ومسائل تأريخية ومسائل عملية أما المسائل العملية فإنه ذكر أنه يفقه تلامذته على مذهب الإمام أبي حنيفة ولا ريب أن مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله أحد المذاهب الأربعة المتبوعة المشهورة ولكن ليعلم أن هذه المذاهب الأربعة لا ينحصر الحق فيها بل الحق قد يكون في غيرها فإن إجماعهم على حكم مسألةٍ من المسائل ليس إجماعاً للأمة والأئمة أنفسهم رحمهم الله ما جعلهم الله تعالى أئمة لعباده إلا حيث كانوا أهلاً للإمامة حيث عرفوا قدر أنفسهم وعلموا أنه لا طاعة لهم إلا فيما كان موافقاً لطاعة النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يحذرون عن تقليدهم إلا فيما وافق السنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن مذهب الإمام أبي حنيفة ومذهب الإمام أحمد ومذهب الإمام الشافعي ومذهب الإمام مالك وغيرهم من أهل العلم أنها قابلةٌ لأن تكون خطأ أو صواباً فإن كل أحدٍ يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فإنه لا حرج عليه أن يفقه تلامذته على مذهب الإمام أبي حنيفة بشرط إذا تبين له الدليل في خلافه تبع الدليل وتركه ووضح لطلبته أن هذا هو الحق وأن هذا هو الواجب عليهم أما ما يتعلق بمسألة الصوفية وغنائهم ومديحهم وضربهم بالدف والغبيراء وما أشبهها الغبيراء التي يضربون الفراش ونحوه بالسوط فما كان أكثر غباراً فهو أشد صدقاً في الطلب وما أشبه ذلك مما يفعلونه فإن هذا من البدع المحرمة التي يجب عليه أن يقلع عنها وينهى أصحابه عنها وذلك لأن خير القرون وهم القرن الذي بعث فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتعبدوا لله بهذا التعبد ولأن هذا التعبد لا يورث القلب إنابةً إلى الله ولا انكساراً لديه ولا خشوعاً لديه وإنما يورثه انفعالاتٍ نفسية يتأثر بها الإنسان من مثل هذا العمل كالصراخ وعدم الانضباط والحركة الثائرة وما أشبه ذلك وكل هذا يدل على أن هذا التعبد باطل وأنه ليس بنافعٍ للعبد وهو دليلٌ واقعي غير الدليل الأثري الذي قال في الرسول عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ ضلالة) فهذا من الضلال المبين الذي يجب على المرء أن يقلع عنه وأن يتوب إلى الله وأن يرجع إلى ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه الراشدون فإن هديهم أكمل هدي وطريقهم أحسن طريق قال الله تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) ولا يكون العمل صالحاً إلا بأمرين الإخلاص لله والموافقة لرسوله صلى الله عليه وسلم وأما استدلاله باستقبال أهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدف والأناشيد فهذا إن صح فإنهم ما اتخذوا ذلك عبادة وإنما اتخذوا ذلك فرحاً بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم وليس من هذا الباب في شيء وأما ما ذكره من مجادلة الطالب له وقول بعضهم إنه رجلٌ وهابي وأن الوهابية لا يقرون المدائح النبوية وما إلى ذلك فإننا نخبره وغيره بأن الوهابية ولله الحمد كانوا
(يُتْبَعُ)
(/)
من أشد الناس تمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن أشد الناس تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإتباعاً لسنته ويدلك على هذا أنهم كانوا حريصين دائماً على إتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام والتقيد بها وإنكار ما خالفها من عقيدةٍ أو عمل قوليٍ أو فعلي ويدلك على هذا أنهم جعلوا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركناً من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها فهل بعد هذا من شكٍ لتعظيمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أيضاً إنما قالوا بأنها ركن من أركان الصلاة لأن ذلك هو مقتضى الدليل عندهم فهم متبعون للدليل لا يغلون بالنبي عليه الصلاة والسلام في أمرٍ لم يشرعه الله رسوله ثم إن حقيقة الأمر أن إنكارهم للمدائح النبوية المشتملة على الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر أن هذا هو التعظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام وهو سلوك الأدب بين يدي الله ورسوله حيث لم يقدموا بين يدي الله ورسوله فلم يغلوا لأن الله نهاهم عن ذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام (أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يغرنكم الشيطان) وهو عليه الصلاة والسلام نهى عن الغلو فيه كما غلت النصارى في المسيح بن مريم نعم قال (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) والمهم أن طريق الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأتباعه وهو الإمام المجدد طريقته هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لمن تتبعها بعلمٍ وإنصاف وأما من قال بجهل أو بظلمٍ وجور فإنه لا يمكن أن يكون لأقواله منتهى فإن الجائر أو الجاهل يقول كل ما يمكنه أن يقول من حقٍ وباطل ولا انضباط لقوله وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت ومن أراد أن يعرف الحق في هذا فليقرأ ما كتبه الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأحفاده والعلماء حتى يتبين له الحق إذا كان منصفاً ومريداً للحق ثم إن المدائح النبوية التي يشير إليها الأخ مدائح لا شك أن رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يرضى بها بل إنما جاء في النهي عنها جاء بالنهي عنها والتحذير منها فمن المدائح التي يحرصون عليها ويتغنون بها ما قاله الشاعر
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
وأشباه ذلك مما هو معلوم ومثل هذا بلا شك كفرٌ بالرسول صلى الله عليه وسلم وإشراكٌ بالله عز وجل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر لا يعلم من الغيب إلا ما أعلمه الله عز وجل والدنيا وضرتها وهي الآخرة ليست من جود رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من خلق الله عز وجل هو الذي خلق الدنيا والآخرة وهو الذي جاد فيهما بما جاد على عباده سبحانه وتعالى وكذلك علم اللوح والقلم ليس من علوم الرسول عليه الصلاة والسلام بل إن علم اللوح والقلم إلى الله عز وجل ولا يعلم منه رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا ما أطلعه الله عليه هذا هو حقيقة الأمر وهذا وأمثاله هي المدائح التي يتغنى بها هؤلاء الذين يدعون أنهم معظمون لرسول الله صلى الله عليهم ومن العجائب أن هؤلاء الذين يدعون أنهم معظمون لرسول الله عليه الصلاة والسلام تجدهم معظمين له كما زعموا في مثل هذه الأمور وهم في كثيرٍ من سنته فاترون معرضون والعياذ بالله فأنصح هذا الأخ الذي يسأل هذا السؤال أنصحه بأن يعود إلى الله عز وجل وأن لا يطري رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أطرت النصارى عيسى بن مريم وأن يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يمتاز عن غيره بالوحي الذي أوحاه الله إليه وبما خصه الله به من المناقب الحميدة والأخلاق العالية ولكنه ليس له من التصرف في الكون شيء وإنما التصرف في الكون والذي يدعى ويرجى ويؤله هو الله عز وجل وحده لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون.
رابط الفتوى ( http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_758.shtml)(/)
الحكم على المعين
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من منهج أهل السنة والجماعة عدم الحكم على معين بجنة أونار ولم يستثنى من ذلك إلى مادل عليه الدليل.لكن هناك إشكال:فحديث الجنازتين التي مرت على الرسول صلى الله عليه وسلم فلما شهد الصحابة لها بخير قال عليه الصلاة والسلام وجبت ولما شهدوا للأخرى بشر قال وجبت فلما سئل عن مامعنى وجبت قال الأولى شهدتم لها بخير فوجبت لها الجنة والثانية شهدتم لها بشر فوجبت لها النار أنتم شهود الله في أرضه: السؤال هل من أستفاض له الذكر الحسن وزكاه أهل الخير هل يمكن أن يقال أنه من أهل الجنة أم لا::الموضوع للنقاش وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 02:49]ـ
قال شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه النبوات ص 24، 25: وقد يعلم أن الرجل مؤمن في الباطن تقي بدلائل كثيرة وقد يطلع الله بعض الناس على خاتمة غيره فهذا لا يمتنع لكن هذا مثل الشهادة لمعين بالجنة وفيها ثلاثة أقوال
قيل لا يشهد بذلك لغير النبي وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي وعلى بن المديني وغيرهم وقيل يشهد به لمن جاء به نص إن كان خبرا صحيحا كمن شهد له النبي بالجنة فقط وهذا قول كثير من أصحابنا وغيرهم
وقيل يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح كعمر بن عبد العزيز والحسن البصري وغيرهما وكان أبو ثور يشهد لاحمد بن حنبل بالجنة وقد جاء في الحديث الذي في المسند: [يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار قالوا بماذا يا رسول الله قال: بالثناء الحسن والثناء السيء]، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال: [وجبت وجبت] ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال: [وجبت وجبت] فقيل: يا رسول الله ما قولك وجبت وجبت قال: [هذه الجنازة أثنيتم عليها الخير فقلت وجبت لها الجنة وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرا فقلت وجبت لها النار أنتم شهداء الله في الأرض]. وفي حديث آخر: [إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت] وسئل عن الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه فقال: [تلك عاجل بشرى المؤمن]
والتحقيق أن هذا قد يعلم بأسباب وقد يغلب على الظن ولا يجوز للرجل أن يقول بما لا يعلم ولهذا لما قالت أم العلاء الأنصارية لما قدم المهاجرون المدينة اقترعت الأنصار على سكناهم فصار لنا عثمان ابن مظعون في السكنى فمرض فمرضناه ثم توفي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي أن قد أكرمك الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: [وما يدريك أن الله قد أكرمه] قالت: لا والله لا أدري فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [أما هو فقد أتاه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم] قالت: فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا قالت: ثم رأيت لعثمان بعد في النوم عينا تجري فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك عمله. أهـ.
قلت: ومن ذلك ما تفعله العديد من القنوات في النشرات الإخبارية في إطلاق لفظ (الشهيد) على كل من يقتل في فلسطين والعراق بغض النظر عن كونه رافضيا أو نصرانيا أو حتى ... مجوسيا، ما أثر على الدهماء والرعاع فانساقوا وراءها يرددون الشهيد الفلاني والشهيد الفلاني، وكأن الشهادة وكالة لديهم.
وصلى الله على محمد
ـ[مستور الحال]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:58]ـ
لعل الموضوع عن أحكام الدينا بل عن الحكم عليه بالجنة أو النار.
فلا يدخل في هذا تكفير المعين، فليتنبه من أراد المناقشة.
ومن المواضيع ذات الصلة وفيها نقول جميلة واجتهادات رجيحة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3381
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139525
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143552
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 05:12]ـ
ابوعمر الماردي جزاك الله خيرا على هذه المشاركة القيمة والنقل الرائع:لكن الأشكال لازال قائم والحديث المذكور يدل على أن من شهد له الناس بخير أنه وجبت له الجنة وحديث أم العلاء فيه العكس فما هي الصيغة الصحيحة للجمع بين الأحاديث التي ظاهرها الأشكال وهل الشهادة لمعين تجوز في حالات وفي حالات أخرى لاتجوزكما في حديث أم العلاء نرجوا لإضاح من الجميع::
الأخ الفاضل رفع الله قدرك والروابط حقيقة جميلة وهي في الأصل تناقش هل يشهد للكافر الأصلي بالنار أم لا وتناولت في بعض المشاركات قضية الشهادة للمسلم ولكن حدث إشكال آخر وهو إذا شهدنا لمعين أنه مات على الإسلام أوعلى الكفر فهل نشهد له بجنة أونارأو نتوقف في أمره مع أن النصوص صريحة في أن من مات لايشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله دخل النار والعياذ بالله أليس عدم الشهادة للمعين فيه ردللنصوص وفيه ردللحكم الذي بني على يقين وفيه أتباع للظن أم نتوقف ولانحكم على أحد بإسلام ولاكفر فلانصلي عليه لأنا لانعرف خاتمته فنرجوا لإضاح ولكم تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 09:57]ـ
قطعت جهيزة قول كل خطيب
قال شيخ الإسلام في النقل السابق:
والتحقيق أن هذا قد يعلم بأسباب وقد يغلب على الظن ولا يجوز للرجل أن يقول بما لا يعلم
الظاهر أن الشيخ يمنعه حتى مع غلبة الظن، و إنما لا يقال إلا عند حصول العلم لسبب مثل من استفاض عند الأمة أنه رجل صالح
و لعل هذا هو جمعه بين الأحاديث الذي سأل عنه أبو القعقاع
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 11:39]ـ
قرأت في عدد من نقولات الشيخ آل الشيخ أن ابن تمية -رحمه الله-يستدل بهذا الحديث-حديث الجنازة - على أنه يجوز الشهادة للمعين بالجن او النار والذي عليه كثير من علماء أهل السنة والجماعة أننا لا نشهد ب بجنة أو نار إلا من شهد له الله جل وعلا او شهد له الرسول عليه الصلا والسلام، وحديث الجنازة يحمل على قولهم أنه: نرجوا للمحسن، نخاف على المسيء.
وفقكم الله
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 02:45]ـ
والذي عليه كثير من علماء أهل السنة والجماعة أننا لا نشهد ب بجنة أو نار إلا من شهد له الله جل وعلا او شهد له الرسول عليه الصلا والسلام
ممكن أخي الكريم تنقل لي كلام هؤلاء العلماء؟
حسب علمي الشيخ ابن باز و ابن العثيمين و الفوزان يقولون بذلك القول.
المسألة ناقشناها من قبل في موقع أهل الحديث و الروابط موجودة هنا.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:00]ـ
نقلت عن الشيخ صالح آل الشيخ كما في شرحه على الواسطية والطحاوية.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:46]ـ
نريد من الأخوة الأ أفاضل ذكر دليل صريح يمنع الشهادة لمعين بجنة أونار مع أن النصوص تدل على الجواز وسبق ذكر بعض الأدلة على ذلك ولكم تحياتي
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 02:53]ـ
و الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام
ولهذا لما قالت أم العلاء الأنصارية لما قدم المهاجرون المدينة اقترعت الأنصار على سكناهم فصار لنا عثمان ابن مظعون في السكنى فمرض فمرضناه ثم توفي فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي أن قد أكرمك الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: [وما يدريك أن الله قد أكرمه] قالت: لا والله لا أدري فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [أما هو فقد أتاه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم] قالت: فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا قالت: ثم رأيت لعثمان بعد في النوم عينا تجري فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك عمله.
شهدت بأن أكرمه الله فأنكر عليها صلى الله عليه و سلم
و هذا يقيد النصوص المبيحة فلا تكون عامة و إنما تكون فيمن استفاض عند الأمة صلاحه
و هذا هو جمع شيخ الإسلام بين النصوص
كما سبق و الله أعلم(/)
ساعدوني في هذه النازلة على عجل
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 05:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عرضت علي هذه النازلة للحكم فيها، ونظرا لدقة المسألة، فقد أحببت مشاركتكم لي حتى لا أتحمل لوحدي ثقل هذه الأمانة، وحتى يعرض الأمر للمدارسة، فلا تبخلوا علينا وفقكم الله، وسأحاول أن أنقل الصورة كما هي حتى يكون إدراككم لها تاما، خاصة وأنا قريب من االعائلة، ومحيط بتفاصيل ما يقع فيها، والله الموفق.
هذا أحد الإخوة الأحباب المبتلين في دين الله عز وجل، حكم عليه بالسجن سبع سنوات، وقامت عائلته بتزويجه وهو بالسجن بأخت حديثة عهد بالتزام وتدين، لكنها قررت التضحية معه والصبر حتى يأذن الله بالفرج، لكن لهذه الأخت مشكلتان:
_أولاهما: أسرتها غير ملتزمة، ووالدها كان متسولا، وأخوها الأكبر حشاش، وأمها وأخواتها يتعاطين السحر. وقد كان اتصل بي قبل العقد وأخبرني بشيء من ذلك فحذرته من هذا الزواج، وأعلمته بضرورة انتقاء الحسب،لكنه وأهله أصروا على هذا الزواج.
_ ثانيهما: تزعم أنها تعرضت لحادث اغتصاب، وقد أخبرت بذلك الأخ وأخته القائمة على الزواج، ولم يخبرا الأم،ووافقا على الزواج رغم ذلك. وظاهر الأخت الصلاح، ولن يبد منها أي ريبة.
وبعد سنتين من الزواج عاشتها الاخت في بيت والدته واخته، لم يبد منها ما يشينها، بل بالعكس، صبرت واحتسبت بشهادة إحدى أخوات الأخ، وضحت وبرت بزوجها بشهادته، وحصل بينهما ألفة وتعلق، حصل خصام بين عائلة الأخ وعائلة الاخت، وكان الخصام شديدا كشفت فيه العورات وانتهكت الحرمات وتحطمت نوافذ بيت عائلة الأخ، لكن بشهادة الكل لم تتدخل لصالح أهلها، بل أبدت استعدادها لاداء الشهادة بصدق، ومع ذلك تصر الام على ابنها طالبة منه الطلاق
انتقاما لما حصل لها، بل مهددة إياه بالسخط والبراءة.
وقد حاولنا ثنيها عن هذا الأمرلكنها لا تزيد إلا إصرارا، وحاولنا الصلح، ففشلت كل المحاولات، واستقلت الزوجة ببيت لها، واحيانا عند أخيه وزوجته، وزاد البعد بينها وبين أمه واخته، والام مصرة على طلب الطلاق أو البراءة من ابنها، ولا بد لي هنا من ملاحظات:
_ سألت بنفسي الام هل آذتكم هذه الزوجة بشيء، فكان جوابها بالنفي، وإنما أهلها وذووها.
_الزوج والزوجة متعلقان ببعضهما غاية التعلق.
_زاد الأمر تعقيدا بثبوت حمل الزوجة، وقد مر على الحمل أشهر.
_الأم غير مستقلة بقرارها، بل بشهادة كل الوسطاء في هذه المشكلة، بنتها الكبرى هي من تحرضها وتملأ قلبها، علما أن هذه البنت سمعتها سيئة ومتهمة بالزنا، ولها علاقات مشبوهة. وقد سمعها غير واحد تحرض أمها حتى تسخط على ولدها، وللإشارة هذه البنت لها تأثير كبير على أمها بسبب إعالتها إياها.
لقد حاولت الإحاطة بالموضوع بأمانة، والاخ في كرب شديد، لدرجة أغمي عليه داخل السجن، وحمل للمصحة، وهومستعد لقبول الحكم الشرعي كيفما كان نوعه، وأنا صراحة احترت في الجزم بشيء، فأفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 05:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
تفضل أخي:
http://64.233.169.104/search?q=cache:CrasTTJh4LIJ:ww w.islamqa.com/ar/ref/47040+%22%D8%B7%D8%A7%D8%B9%D8 %A9+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D 9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86+%D9%81% D9%8A+%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82 %22&hl=ar&ct=clnk&cd=5&gl=sa
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الحبيب
لا زلت بانتظار المزيد
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 03:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة مساعدتي بأقوال الفقهاء والمذاهب إذا أمكن
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 06:46]ـ
لكن هناك من يقول:
أن الطلاق في أصله مباح، وليس فيه ظلم حتى مع عدم وجود الداعي،فإذن أمه أمرته بمباح، فوجب طاعتها، فما تقولون حفظكم الله؟
ثم وقفت على كلام لشيخنا محمد المختار الشنقيطي في شرح الزاد:
ذلك يكون الطلاق واجباً إذا كانت المرأة فيها سوء وضرر، أو فيها فساد، وأمره أبوه أو أمرته أمُّه بتطليقها فوجب عليه البر؛ لأنه ليس في المرأة مانعٌ يمنع من طلاقها وهناك أمرٌ من الوالد، والأصل بر الوالدين.
فما تقولون؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 11:37]ـ
لكن هناك من يقول:
أن الطلاق في أصله مباح، وليس فيه ظلم حتى مع عدم وجود الداعي،فإذن أمه أمرته بمباح، فوجب طاعتها، فما تقولون حفظكم الله؟
ثم وقفت على كلام لشيخنا محمد المختار الشنقيطي في شرح الزاد:
ذلك يكون الطلاق واجباً إذا كانت المرأة فيها سوء وضرر، أو فيها فساد، وأمره أبوه أو أمرته أمُّه بتطليقها فوجب عليه البر؛ لأنه ليس في المرأة مانعٌ يمنع من طلاقها وهناك أمرٌ من الوالد، والأصل بر الوالدين.
فما تقولون؟
هناك فتوى من العلامة ابن عثيمين في فتاواه جمع أشرف عبدالمقصود، أنه شبه هذه الأم بالسحرة الذين يفرقون بين المرء و زوجه، وشيخ الإسلام له كلام أنه لا يلزمه طاعة والدته في ذلك، لأنه لا عدم طلاقها لا يضر بها، ويضر بالزوج، فلا أرى له أن يطلقها إلا إن رأى منها ما يكره، والله أعلم(/)
لماذا نتفاءل
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي المقلقات التي تحيط بحياة الناس العامة والخاصة، الدينية والدنيوية، تكدر صفوهم بل قد تعيق سيرهم، فالحياة مليئة بألوان العواثر، ومشحونة بأنواع المزعجات: ?لقد خلقنا الإنسان في كبد? (البلد:4). يكابد مضايق الدنيا ومشاقها لا يخلو من ذلك أحد:
كل من تلقاه يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن
والناس في تعاملهم مع هذه الطبيعة الحياتية يختلفون اختلافا كبيرا: فمنهم من يكون رهينا لأكباد الدنيا وصعابها ومتاعبها، فهي التي تهيمن عليهم ويكونون مسكونين بها أسارى لها، وهذه حال الأكثرين. ومنهم من ينجح في فك حلقات الأزمات وقيودها بأسباب ووسائل تخفف عليه تلك الأكباد، فلا تثقله الأعباء والأحمال.
وإن من أيسر تلك الأسباب وأسهل الوسائل أن يمتلئ القلب بالفأل الصادق والأمل المشرق الذي يوسع ما ضيقته الخطوب والنوازل:
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لقد كان نبينا r يعجبه الفأل الصالح، ففي البخاري ومسلم من حديث قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي r أنه قال: يعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة.
ولا عجب، فإن الفأل الصالح أرحب المراكب التي تمخر عباب المستقبل المجهول، استبشارا بخير قادم، واستشرافا لأمل واعد.
لقد كان النبي r يعجبه التفاؤل؛ لأن التفاؤل ثمرة إحسان الظن بالله تعالى وكمال العلم برحمته وجوده:
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع
لقد كان النبي r يعجبه التفاؤل؛ لأن التفاؤل تنشرح له النفوس وتسر له القلوب، فهو من أسباب سعادة الإنسان وزوال الهم عنه، ولذلك فإن التفاؤل من أهم أسباب الصحة النفسية والبدنية.
لقد كان النبي r يعجبه التفاؤل؛ لأن التفاؤل روح تبعث على العمل، وتفتح آفاق الجد والبذل لإدراك وتحقيق المقاصد وبلوغ الغايات، فالفأل والأمل سلم العمل، ودواء العجز والكسل:
ومن علقت نيل الأماني همومه تجشم في آثارها المطلب الوعرا
وتأثير التفاؤل يشمل الفرد والمجتمع، ولا يقتصر على جانب من جوانب الحياة بل يطال جميعها: فالتفاؤل على سبيل المثال عامل رئيس في قرارات الاستثمار الاقتصادية، ولذلك فإن الاقتصاديين يضعون في حساباتهم عندما يقيسون نشاط أي مجتمع واتجاهات الاستثمار فيه, مقدار التفاؤل لدى الناس؛ لأن ذلك يحدد السلوكيات الإنفاقية للأفراد والمجتمع.
لقد كان النبي r يعجبه التفاؤل؛ لأن التفاؤل ينفك به الإنسان من رهن الماضي وإخفاقاته وعثراته، ومن وطأة الحاضر وتحدياته ومشاقه وشدائده، فيسكن خوفه ويعظم رجاؤه في إدراك حاجته:
إذا ازدحمت همومي في فؤادي طلبت لها المخارج بالتمني
وقد ترجم نبينا r التفاؤل واقعا في حياته، فكان رسول الله e لا توقفه عن سيره إلى غايته ومقصوده نازلة مهما عظمت، ولا شدة مهما كبرت، هكذا كان r في جميع مراحله: ففي مكة في شدة الأذى والحصار وصنوف المخاوف قال لأصحابه لما شكوا إليه عظيم ما يلقونه من البلاء: والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. وفي الهجرة خرج هو وأبو بكر مطاردا أحاطت به المخاوف من كل صوب، ومع ذلك قال لصاحبه: ?لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا? (التوبة: 40). فصدق الله رسوله: ?فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? (التوبة: 40) وفي الأحزاب أحاط به خصومه وأعداؤه إحاطة السوار بالمعصم، فبشر أصحابه بفتح الشام وفارس واليمن.
أفلا يحق لنا بعد هذا كله أن نتفاءل ونعمل لتحقيق ما نؤمل؟!
ـ[أبوهناء]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 01:07]ـ
بارك الله فيك وجعلنا وإياكم من المتفائلين ... موضوع قيم وطرح جيد جزاك الله كل خير(/)
رسالة سفيان الثوري إلى عباد بن عباد
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 07:11]ـ
رسالة سفيان الثوري إلى عباد بن عباد
--------------------------------------------------------------------------------
حدثنا عبد الرحمن نا إسماعيل بن إسرائيل السلال نا الفريابي قال:
كتب سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد فقال:
من سفيان بن سعيد إلى عباد بن عباد سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد:
فإني أوصيك بتقوى الله فإن اتقيت الله عز وجل كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لم يغنوا عندك من الله شيئاً، سألت أن أكتب إليك كتاباً اصف لك فيه خلالاً تصحب بها أهل زمانك وتؤدي إليهم ما يحق لهم عليك وتسأل الله عز وجل الذي لك، وقد سألت عن أمر جسيم، الناظرون فيه اليوم المقيمون به قليل، بل لا أعلم مكان أحد، وكيف يستطاع ذلك؟ وقد كدر هذا الزمان، إنه ليشتبه الحق والباطل، ولا ينجو من شره إلا من دعا بدعاء الغريق، فهل تعلم مكان أحد هكذا؟ وكان يقال: يوشك أن يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم
فعليك بتقوى الله عز وجل والزم العزلة واشتغل بنفسك واستأنس بكتاب الله عز وجل، واحذر الأمراء، وعليك بالفقراء والمساكين والدنو منهم فإن استطعت أن تأمر بخير في رفق فإن قبل منك حمدت الله عز وجل وإن رد عليك أقبلت على نفسك فإن لك فيها شغلاً، واحذر المنزلة وحبها فإن الزهد فيها أشد من الزهد في الدنيا، وبلغني أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يتعوذون أن يدركوا هذا الزمان وكان لهم من العلم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركنا على قلة علم وبصر وقلة صبر وقلة أعوان على الخير مع كدر من الزمان وفساد من الناس
وعليك بالأمر الأول والتمسك به وعليك بالخمول فإن هذا زمان خمول وعليك بالعزلة وقلة مخالطة الناس فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إياكم والطمع فإن الطمع فقر واليأس غنى وفي العزلة راحة من خلاط السوء، وكان سعيد بن المسيب يقول: العزلة عبادة، وكان الناس إذا التقوا انتفع بعضهم ببعض فأما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة في تركهم فيما نرى
وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم أو مظلمة فإن تلك خدعة إبليس وإنما اتخذها فجار القراء سلماً، وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم
وإياك أن تكون ممن يحب أن يعمل بقوله وينشر قوله أو يسمع منه، وإياك وحب الرياسة فإن من الناس من تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره إلا البصير من العلماء السماسرة، واحذر الرياء فإن الرياء أخفى من دبيب النمل، وقال حذيفة: سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير والشر فلا يدري أيما ركب، وذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم وما لم يعظم أبرارهم فجارهم فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب، وقال: إذا كان ذلك لا يأتهم أمر يضجون منه إلا أردفه بآخر يشغلهم عن ذلك.
فليكن الموت من شأنك ومن بالك، وأقل الأمل وأكثر ذكر الموت فإنك إن أكثرت ذكر الموت هان عليك أمر دنياك، وقال عمر: أكثروا ذكر الموت إنكم إن ذكرتموه في كثير قلله وإن ذكرتموه في قليل كثره، واعلموا أنه قد حان للرجل يشتهى الموت أعاذنا الله وإياك من المهالك وسلك بنا وبك سبيل الطاعة.
قلت: فينبغي للعبد أن يتأمل هذه الرسالة جيداً ولتكن له عبرة وعظة من هذا الإمام الذي يقول في زمانه ما قال فماذا نقول نحن في زماننا هذا والله المستعان.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 03:30]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلو تكرمت بتخريج هذه الرسالة القيمة،
وجزاك الله تعالى كل خير
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 07:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا هو تخريج سريع لهذه الرسالة يا أبا مريم
أخرجها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1/ 86، أبو نعيم في (حلية الأولياء) (6/ 376 - 377) باختصار.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:40]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع الله بك(/)
وقفة مع مقالة للدكتور يوسف القرضاوي
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 08:12]ـ
وقفت على مقالة للدكتور يوسف القرضاوي قال فيها قولا ماكنت أظن يوما من الأيام يصدر من عامي يحب الدين فضلا عمن ينتسب للعلم والعلماء ووالله اقشعر منها جلدي ولاحول ولا قوة إلا بالله , تلك المقالة هي عن تطبيق الشريعة يقول الدكتور في تلك المقالة التي نشرتها جريدة الراية القطرية بتاريخ 3/ 6/1426 هـ الموافق 9/ 5/2005 والمعنون لها بـ:
تحقيق الحريات أولى من تطبيق الشريعة!!
وهذا نصها:
أكد العالم الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي أمس أن قتلة السفير المصري في العراق خوارج ضلوا الطريق ولا يفهمون الإسلام. وقال القرضاوي في مؤتمر صحفي عقده بمطار القاهرة لدي وصوله من عمان في زيارة خاصة لمصر، أنه يؤيد الإصلاح السياسي الذي تتبعه مصر ويفضل تحقيق الحريات على تطبيق الشريعة الإسلامية. ونفى القرضاوي ما نشر في موقع منتدى التجديد بشبكة الإنترنت عن إصداره فتوى بإهدار دم مسؤول مصري كبير بعد التوقيع على اتفاقية تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل. وأوضح أن هذه الفتوى ضد منهجه الذي يعارض التكفير واستباحة الدماء. وقال إننا أصدرنا في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي أترأسه بياناً وفتوى بأنه لا يجوز اختطاف المدنيين وإذا خُطفوا لا بد من معاملتهم معاملة حسنة.
وحول ما ذكره القتلة بأنهم طبقوا حد الردة على السفير المصري قال: هؤلاء أعطوا أنفسهم سلطات الإفتاء والقضاء والتنفيذ. أي أن كلاً منهم يصبح مفتياً وقاضياً وشرطياً ولكي يفتي الإنسان بردة إنسان آخر عن دينه، فهذا لا يكون إلا بحكم قضائي شرعي لناس راسخين في العلم. وحول انطباعاته عن عملية الإصلاح بمصر قال إن مصر مقبلة على فترة من الإصلاح السياسي وإطلاق الحريات وإلغاء الطواريء وقال إنه ينادي بهذه الأشياء من قديم وما زال ينادي بها. وقال القرضاوي قلت في بعض برامجي أن تحقيق الحريات العامة للشعوب مقدم عندي على تطبيق الشريعة الإسلامية، فلا يمكن أن نطبق الشريعة إذا قُهر الناس بعصا الاستبداد وقبل أن نطبق الشريعة لا بد أن نوفر الحرية للجميع وأعتقد أن مصر سائرة إلى هذا بإذن الله.اهـ
ولما سئل كما في موقعه:
أيهما أولى: تطبيق الشريعة أم بسط الحريات العامة؟
فأجاب: مناداتنا بأولوية تعميم الحريات، لا تعني عدم تطبيق الشريعة، وإنما نقول إن الحرية شرط لتطبيق الشريعة، ولا يمكن أن أحكم الناس بالشرع وهم يستبد بهم الظلم والطغيان، لا بد أن تتيح للناس الحرية ليختاروا الشريعة بملء إرادتهم وحريتهم الكاملة؛ لأنه ببساطة (لا إكراه في الدين)، ولذلك نرى أن الصحوة الإسلامية لم تنتعش إلا في ظلال الحريات، والمد الإسلامي في الجامعات جاء بعد أن رفعت السلطة يدها عن أسوار الجامعة، دعني أؤكد أن الحرية هي المناخ الطبيعي الذي لا بد منه لتطبيق الشريعة حتى يأخذ كل ذي حق حقه. اهـ http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=4362&version=1&template_id=117&parent_id=188
أليس تفضيل حكم غير الله على حكمه كفر بالإجماع؟
هل ما ذكره الدكتور من أن الحرية شرط لتطبيق الشريعة صحيح؟
وهل ما قاله في الجواب يعد عذرا؟
....
ـ[رضا كامل]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 09:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:)
لماذا يا أخي الكريم تعتبره يورد عذرا لكلامه؟ و لماذا تكفّره بالله عليك؟
الشيخ قد قال شيئا يعبر عن رأيه في ترتيب الأولويات.
الحرية أولا.
يليها تطبيق الشريعة.
لماذا؟
هو قد رد بنفسه عن ذلك:
لا يمكن تطبيق الشريعة مع القهر و الطغيان.
لماذا مرة أخرى؟
لسبب بسيط للغاية ... الشريعة لا تسمح بالتسلط و لا تأتي بالطغيان و لا تقهر مخلوقا.
فأي طاغية قاهر متسلط سوف يرضى إذا بتطبيق الشريعة؟
و إذا طبقها .. فهل سيطبقها على حقيقتها؟؟ أم سينحرف بتطبيقها نحو أهوائه الخاصة؟؟
الشريعة لها في النفوس ما لها من إحترام و تقديس.
فلو جاء الطاغية ليطبق منها ما يجاري هواه، خادعا البسطاء و من يجهلون دقائقها .. مدعوما بوسائل إعلامه ..
فهل نتوقع عندئذ خيرا؟
لا أرى ذلك، بل أرى أنها سوف تتحول في يده إلى أداة جديدة للقهر و التسلط على عباد الله.
الشيخ قالها بصريح العبارة أنه لا ينكر ضرورة تطبيق الشريعة، و لكنه طالب بتهيئة المناخ لها أولا لكي تؤتي ثمارها المطلوبة، و لا تصي ـ زورا و تعسفا ـ كأمر ظاهره الرحمة و باطنه العذاب.
هذاهو كل ما في الأمر.
لم يخطيء الشيخ و إنما أعمل العقل و المنطق السليم و رتب الأمور بشكل صحيح و واضح.
فلا لزوم يا أخي الكريم .. لأن نتعجل و نتهم أحدا بالكفر ـ و العياذ بالله ـ لمجرد أنه قد غمض علينا شيء من قوله، أو لفتت نظرنا جزئية في كلامة، فاجتزأناها و عزلناها خارج سياق ما يقول، و إتخذنا منها دليلا على أنه كافر و لا حول و لا قوة إلا بالله العليّ العظيم.
فاستغفر يا أخي الكريم ربك لك و للمسلمين جميعا و أطلب عفوه و رحمته لك و للمسلمين فما أحوجنا جميعا لذلك.
و لك حبي و مودتي أخي الكريم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مالك بن نبي]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 09:48]ـ
لو نظرنا بقليل من التعقل والروية فإننا سوف نجد أن تطبيق الشريعة الإسلامية كما يريدها ربنا- ما استطعنا إلى ذلك سبيلنا - لا كما تريدها أهواءنا سوف يكفل الحريات الغير متناقضة مع أصوله ودليل ذلك الحريات في المجتمع المدني
وسؤال أوجهه للأخ رضا كامل: كيف يكون برأيك تطبيق الحريات كما يريدها الإسلام خارج إطار الإسلام أو الشريعة الإسلامية
ولو فرضنا أننا يمكننا تطبيقها كما تريد الديمقراطية فلابد لطرف أن يطغى على طرف فالطرف صاحب السلطة سيكون صاحب الحرية الأكبر وحينها يقل مجال حريات الأطراف الأخرى!
وكلامي هذا لا يعني طلب التغيير المفاجئ الكلي لكن يراعى في ذلك المصلحة الراجحة
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 07:48]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ رضا كامل وفقك الله أنا لم أكفر القرضاوي وإنما قلت تفضيل حكم غير الله على حكمه كفر بالإجماع فحكمي على القول لا القائل هذا أولا ...
ثانيا في حال الظلم والطغيان والقهر لا يوجد حل لهذه الأمور أفضل من حكم الله عز وجل ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في عصر ملئ بهذه الأمور في بداية مبعثه فما الحل الذي اتخذه؟
إتباع الوحي وامتثال أمر الله عزوجل فلماذا لانتبع التدرج الذي جاء به الشرع ونترك الديمقراطية وغيرها التي زادت الظلم والطغيان ......
الصلاة عندنا حضرت ولي عودة بإذن الله .....
ـ[الصراط المستقيم]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 08:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخوتي أما أنا فإني أعتبر هذا الشيخ "طاغوت " يجب أن نكفر به ......... لما تلى الرسول صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل ?اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ?فقا عدي ابن حاتم للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لم نعبدهم. فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم «ألم يحلوا لكم الحرام فأحللتموه، ألم يحرموا عليكم الحلال فحرمتموه» قال: بلى. فقال: «فتلك عبادتهم».
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 09:48]ـ
المقالة لا شك في جواز الإستجمار بها و هو أولى من الإستجمار بكتب المنطق الذي نص عليه الفقهاء بعد مسح كلمة الله التي جاءت في آخرها و التي هي ليست في موضعها
و ما معنى أن تكون الحريات قبل الشرع، فالحريات إما من الشرع و إما من غيره، و كلامه يقتضي أنها خارجة عنه لأن الشرط خارج عن الماهية و ليس كالركن و لو كانت الحريات التي يريدها من الشرع لم نحتج أن نقول بماذا نبدأ لأنها كلها شرع
فما حكم تفضيل غير الشرع على الشرع؟!
نسأل الله العافية
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:58]ـ
من صاحب النقب ... أضحك الله سنك
وهذا رابط يوجد به كثير من مخازي القرضاوي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17285&highlight=%C7%E1%CA%D1%C8%ED%C 9
ـ[رضا كامل]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي أبو عبد الرحمن.
أحمد الله تعالى أني كنت أنا المخطيء في فهم ما تقصده، و أحمد الله تعالى على أنك قد أوضحت أنك تقصد المبدأ لا الشخص.
فهذا القصد حق و لا غبار عليه على الإطلاق.
إذن ما عاد هناك إختلاف في الرأي بيننا سوى على نقطة يسيرة، هي: ما ذا ينبغي أن يحدث أولا، نشر الحريات أم تطبيق الشريعة.
في رأيي المتواضع أن تطبيق الشريعة - لو طبقت على حقيقتها الخالصة - فهي حل لكل مشكلات المجتمع.
النقطة التي أشير إليها بالتحديد، و دعنا هنا من الشيخ القرضاوي، فهذا رأيي المتواضع، هي التخوف ...
التخوف ممن يقومون على تطبيقها.
لأن الرأي أو الحكم أو الفتوى تصدر من عالم في الدين و يصعب مراجعته لو أخطأ، و بالذات لو كان مؤيدا من قوى الحكم.
و كم رأينا على مر التاريخ فتاوي أصدرها مشايخ جعلوا الدنيا جلّ همهم، فصارت فتاويهم مسخّرة لخدمة السلطان لا الدين.
و لكن لو قام على تطبيق الشريعة من يخشون الله و يتقونه حق تقاته، لصارت الدنيا نعيما و عمت الرحمة على الجميع.
فالشريعة لو رأيناها مجردة هي مجموعة قوانين، يمكن إحسان تطبيقها، كما يمكن إساءة ذلك.
و الحرية هنا مرادف للعدل و حفظ الحقوق و الإبتعاد عن القهر و الظلم، و ليست حرية التحلل من القيم و الأخلاق الكريمة.
ففي مناخ يتسم بالحرية، يمكن للناس إختيار من يحكمهم، و بالتالي يكون تحت رقابتهم، فيمكنهم الإبقاء عليه إن أحسن، و عزله إن أساء أو إنحرف.
أما في ظل الطغيان و السيطرة، فانفراد الطغيان بالقوة يغريه بتلبيس الحق بالباطل بإسم الشريعة.
هذه هي الإشكالية التي قصدتها، بصرف النظر عن الشيخ القرضاوي و ما قال.
أما الديمقراطية بمعناها الغربي، فلو قرأت كتاب " بروتوكولات حكماء صهيون "، لرأيت أنها خدعة كبيرة، الغرض منها إلهاء الشعوب، و نشر الفوضى و الإختلاف و الضعف بينهم، تمهيدا لسيطرة أبناء صهيون على العالم من وراء ستار، و هو ما يجري في عالمنا المعاصر بالفعل.
فما حاجتنا للمفاهيم الغربية المختلطة و لدينا في ديننا أفضل و أجمل مبدأ: الشورى.
و تقبل تحياتي و مودتي أخي الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:24]ـ
للأسف مازال الكثير من طلبة العلم ينافح ويدافع عنه بشدة وأذكر ندوة أقيمت في أرض الحجاز في مكة المكرمة شرفها الله كان من ضيوفها القرضاوي وقد بالغ المقدم للندوة في مدحه حتى قال إنه إمام هذا العصر بلا منازع!!!
وإمام العصر أُقيم له حفل منذ مدة ليست بالطويلة بمناسبة بلوغه الثمانين (عيد ميلاد)!!!
ووالله يا إخوان لو رأيتم آثاره في قطر ماذا ستقولون؟!!!
ومن آخرها إصدار قرار في مجلس الشورى بأن دية المرأة كدية الرجل بناء على ما أفتاهم!!
نسأل الله الثبات على السنة حتى الممات ...
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:34]ـ
[ size="5"] لا بد أن تتيح للناس الحرية ليختاروا الشريعة بملء إرادتهم وحريتهم الكاملة؛ لأنه ببساطة (لا إكراه في الدين)، [/ size....
تأمل قوله هذا أخي الحبيب رضا كامل ...
كلامه واضح بأنه يريد الديمقراطية لاغير ولاحظ كيف جعل شرع الله محلا لرغبات الناس ....
وانظر أيضا التحريف لمعنى قول الله تعالى (لا إكراه في الدين)
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:34]ـ
.....
ـ[رضا كامل]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام: مالك بن نبي
الصراط المستقيم
من صاحب النقب
الإمام الدهلوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معكم جميعا في غيرتكم المحمودة على تطبيق الشريعة، و لقد أعجبت إلى أقصى درجة بعبارة أخي الفاضل " من صاحب النقب "، و نصها الوارد بأعلى هو:
" و ما معنى أن تكون الحريات قبل الشرع، فالحريات إما من الشرع و إما من غيره، و كلامه يقتضي أنها خارجة عنه لأن الشرط خارج عن الماهية و ليس كالركن و لو كانت الحريات التي يريدها من الشرع لم نحتج أن نقول بماذا نبدأ لأنها كلها شرع "
لأن بها منطقا عاليا للغاية و فكرا جميلا و فهما دقيقا، و لكني أستسمحكم في إضافة مداخلة متواضعة:
لدينا الآن حال الأمة الإسلامية لا يسر أحدا، و الشعوب خانعة و صامتة رغم ما يفعل بها، و المسألة صارت: من سيسمح بتطبيق الشريعة، ما دام الطرف القوي مستفيدا من عدم تطبيقها، و الطرف الآخر خانع مستكين لا رأي له؟
إذن فلكي نطبق الشريعة يجب أن نحصل على القدرة على تطبيقها أولا.
بالنشاط المدني و الإجتماعي و السياسي و تشكيل جبهات الرأي العام. يمكننا كشعوب أن نجعل من بيدهم الأمر يستجيبون لمطالبتنا لهم بتطبيق الشريعة. أي أن الوضع الحالي للشعوب يحتم عليها نيل الحرية أولا، ثم تستطيع إختيار تطبيق الشريعة، و إلا كنا كمن يحرث في البحر.
و لاحظوا إخوتي الكرام أنني أتكلم من وجهة نظر عملية تطبيقية، و ليس من جهة الصراع مع مباديء الدين.
يعني أنني أقول بأن نشتري الطعام أولا .. ثم نقوم بطبخه ثانيا، فلن نطبخه مالم نتمكن من الحصول عليه أولا.
أتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح وجهة نظري.
و تقبلوا من المودة الخالصة و عميق التحية.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[رضا كامل]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:55]ـ
تأمل قوله هذا أخي الحبيب رضا كامل ...
كلامه واضح بأنه يريد الديمقراطية لاغير ولاحظ كيف جعل شرع الله محلا لرغبات الناس ....
وانظر أيضا التحريف لمعنى قول الله تعالى (لا إكراه في الدين)
معك حق يا أخي الكريم فيما تقول، و لكنني قد تعودت على إلتماس العذر للآخرين، فالفكر يتغير مع الوقت، و ربما مع النقاش و المراجعة، كما نفعل الآن، يرى رأيا آخر.
و أعتقد أيضا أنه أساء التعبير في مقولته " لا إكراه في الدين "
فهو لم يوضح من يقصد بهذه العبارة بالضبط.
أنا كمسلم محكوم بحكم كوني مسلما على الأخذ بأوامر ديني و نواهيه ما دمت قد إرتضيت الإسلام دينا.
أما العبارة المذكورة فهي تقال عن من لم يدخل الإسلام أصلا.
فلا أرى لها محلا من الإعراب هنا حقا.
فمن يقصد بها، و ماذا يقصد؟ الله أعلم بالنيّة.
ربما كان كلامه هنا مرسلا و غير متدبر فيه لكونه كبير السن واهنا، و الله يهدي من يشاء.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام: مالك بن نبي
الصراط المستقيم
من صاحب النقب
الإمام الدهلوي
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معكم جميعا في غيرتكم المحمودة على تطبيق الشريعة، و لقد أعجبت إلى أقصى درجة بعبارة أخي الفاضل " من صاحب النقب "، و نصها الوارد بأعلى هو:
" و ما معنى أن تكون الحريات قبل الشرع، فالحريات إما من الشرع و إما من غيره، و كلامه يقتضي أنها خارجة عنه لأن الشرط خارج عن الماهية و ليس كالركن و لو كانت الحريات التي يريدها من الشرع لم نحتج أن نقول بماذا نبدأ لأنها كلها شرع "
لأن بها منطقا عاليا للغاية و فكرا جميلا و فهما دقيقا، و لكني أستسمحكم في إضافة مداخلة متواضعة:
لدينا الآن حال الأمة الإسلامية لا يسر أحدا، و الشعوب خانعة و صامتة رغم ما يفعل بها، و المسألة صارت: من سيسمح بتطبيق الشريعة، ما دام الطرف القوي مستفيدا من عدم تطبيقها، و الطرف الآخر خانع مستكين لا رأي له؟
إذن فلكي نطبق الشريعة يجب أن نحصل على القدرة على تطبيقها أولا.
بالنشاط المدني و الإجتماعي و السياسي و تشكيل جبهات الرأي العام. يمكننا كشعوب أن نجعل من بيدهم الأمر يستجيبون لمطالبتنا لهم بتطبيق الشريعة. أي أن الوضع الحالي للشعوب يحتم عليها نيل الحرية أولا، ثم تستطيع إختيار تطبيق الشريعة، و إلا كنا كمن يحرث في البحر.
و لاحظوا إخوتي الكرام أنني أتكلم من وجهة نظر عملية تطبيقية، و ليس من جهة الصراع مع مباديء الدين.
يعني أنني أقول بأن نشتري الطعام أولا .. ثم نقوم بطبخه ثانيا، فلن نطبخه مالم نتمكن من الحصول عليه أولا.
أتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح وجهة نظري.
و تقبلوا من المودة الخالصة و عميق التحية.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح من الصعب أن تغير هذه الأمور في يوم وليلة وأصبح هذا الأمر في عصرنا عسير جدا ....
لكن أيضا الحل موجود في الشرع كما في كتب تاريخ التشريع الإسلامي وما يذكرونه من حِكَمة النسخ في الخمر وغيرها وكيف تدرج التشريع في حكمها فالحل من الشرع نفسه ...
والسؤال لك أخي رضا: هل الحل الذي تراه أمر جاء به الشرع ومن مقاصده أم هو خارج عنه؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:09]ـ
الأخ رضا كامل حفظه الله و بارك فيه
الشريعة لن يوصل إليها عن طريق الديموقراطية فيما أظن
لأنك إذا وصلت إلى الحكم بالديموقراطية فأمامك خيارين
1 - أن تحكم بالديموقراطية " و كأنك يا أبو زيد ما غزيت "
2 - أن تلغي الديموقراطية و تطبق الإسلام، عندها سيعتبر عملك غير دستوري، لأن وصلت للحكم بموجب الديموقراطية، فإذا ألغيتها فإنك ألغيت نفسك! و يجب أن تحاكم ديموقراطياً و تنفى أو تسجن مع الأشغال الشاقة!
فالوصول للديموقراطية يكون بالوسائل الديموقراطية أي بالنشاط المدني و الإجتماعي و السياسي و تشكيل جبهات الرأي العام كما قلت
أما الوصول للشرع فيكون بالطرق الشرعية (الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة والجهاد)
أتمنى أن تكون فهمت مقصودي
و جزاكم الله خيراً
ـ[رضا كامل]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:15]ـ
هو من الشرع بالتأكيد و ليس من خارجه.
فالإسلام جاء أساسا ليحرر البشر من العبودية لغير الله تعالى، فهو - و بأعلى صوت اقول - دين الحرية.
و لكن عادت بنا الأيام الى عهد العبودية لغير الله.
للأهواء
للمال
للشهوات
للسلطة
لمن هو أقوى، بينما هو من بني البشر.
فلكي يعود الإسلام ناصعا
على المسلمين التحرر مما سبق
ليعبدوا الله خالصين له الدين
و لكن المقصود هو الطريقة و الوسيلة و الأسلوب و ترتيب الأوراق ليس إلا، و لهذا اتفقت مع رأي القرضاوي في وجوب الحصول على الحريات في البداية، بصرف النظر عن الإعتراض على مواقفه أو أرائه الأخرى.
تحياتي و مودتي أخي الكريم.
ـ[رضا كامل]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:24]ـ
الأخ رضا كامل حفظه الله و بارك فيه
الشريعة لن يوصل إليها عن طريق الديموقراطية فيما أظن
لأنك إذا وصلت إلى الحكم بالديموقراطية فأمامك خيارين
1 - أن تحكم بالديموقراطية " و كأنك يا أبو زيد ما غزيت "
2 - أن تلغي الديموقراطية و تطبق الإسلام، عندها سيعتبر عملك غير دستوري، لأن وصلت للحكم بموجب الديموقراطية، فإذا ألغيتها فإنك ألغيت نفسك! و يجب أن تحاكم ديموقراطياً و تنفى أو تسجن مع الأشغال الشاقة!
فالوصول للديموقراطية يكون بالوسائل الديموقراطية أي بالنشاط المدني و الإجتماعي و السياسي و تشكيل جبهات الرأي العام كما قلت
أما الوصول للشرع فيكون بالطرق الشرعية (الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة والجهاد)
أتمنى أن تكون فهمت مقصودي
و جزاكم الله خيراً
أخي الحبيب
الإسلام موجود لم يختف.
و الدين حاضر غير غائب
و كما قلت سابقا، فالديمقراطية الغربية من خدع الصهيونية وبها عيوب كثيرة.
بينما الإسلام جاءنا بالشورى الأكثر جمالا و نفعا و فعالية على الإطلاق.
و الدستور ليس كتابا منزلا من السماء، بل يمكن تعديله بأسلوب شرعي و دستوري سليم.
و هو ينص في أحد بنوده على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
فقط ينقصنا تفعيل هذا البند بشكل صحيح.
اليس كذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:25]ـ
لأن بها منطقا عاليا للغاية و فكرا جميلا و فهما دقيقا
جزاك الله خيراً، لكن هذا المنطق (الشرط و الركن و الماهية) هي من المنطق اليسير الذي استعمله الفقهاء في كتبهم و ليست من المنطق الموغل في العقليات الذي أفتوا بجواز الإستجمار به (ابتسامة)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:44]ـ
مع أني لم أطلع على الدستور إلا قليلاً لكن أظن أنه ذكر أيضاً أن الدولة ديموقراطية
لذلك لا أدري هل ستستطيع تعديل الدستور بشكل دستوري أو لا؟
لأن الشكل الدستوري أيضاً يحدده الدستور! و الشخص الذي يحق له تعديل الدستور أيضاً يحدده الدستور! و شكل التغيير يحدده الدستور!
و السؤال من الذي وضع الدستور؟ إذا كان لنظام ديموقراطياً
المفترض أن يكون الشعب هو الذي يضع الدستور
و لنفرض أنك أقنعت الشعب فصوت على تعديل مادة الشريعة الإسلامية مصدر أساسي للتشريع إلى الشريعة الإسلامية مصدر وحيد للتشريع
فانتهى التصويت و عدل الدستور بموجب رغبة الشعب الذي هو مصدر السلطات
فإنك لم تطبق الشريعة و لم تعترف أن الله هو مصدر السلطات، بل الشعب
و لهذا متى أراد الشعب أن يلقي القرآن وراءه ظهرياً، فكل ما عليه هو إجراء تصويت آخر بموجب الدستور لأنه مصدر السلطات و يقرر إرجاع المادة أن الشريعة مصدر أساسي و ليس وحيد، أو حتى يجعلها مصدر لاغي
أليس الشعب هو مصدر السلطات!!!!!!!! و ليس الله
لذلك أظنك لن تستطيع تعديل الدستور، حتى تعدل مصدر السلطات!
و تعديل مصدر السلطات وراءه خرط القتاد!
لهذا استبعدت جدوى الوسائل الديموقراطية
و جزاك الله خيراً
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 02:55]ـ
أظن أن أفضل طريقة للإصلاح السياسي في مصر وغيرها هو الإصلاح الذي يعتني بالشعب والأفراد أولا ودعوتهم وردهم إلى دين الله ردا جميلا فبلاد مصر مثلا أظن أن الثلاث وسبعين فرقة مرت عليها وأكثرها نبع منها فالناس هناك يحتاجون لإصلاح عقائدهم وأفكارهم وكما هو معلوم "كما تكونوا يولى عليكم " ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم عبرة ....
وانظر إلى دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب كيف شرقت وغربت وجعل الله لها قبولا أغاظ كل عدو لهذا الدين وقامت لها دولة ولله الحمد وهو جهد فردي لكنه قائم على العلم والإخلاص ومناصرة الإمام محمد بن سعود رحم الله الجميع فاجتمع فيها جهاد العلم والبيان وجهاد السيف والسنان .....
جزاكم الله خيرا جميعا ..
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:21]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن القطري
السبب في نجاح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو إتباع سنة الرسول صلى الله عليه و سلم في إقامة الدولة
في الحديث و إن كان في سنده مقال لكن بعضهم إحتج به
" و أنا آمركم بخمس الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد "
هذه الخمس هي سر نجاح الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 03:41]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن القطري
السبب في نجاح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو إتباع سنة الرسول صلى الله عليه و سلم في إقامة الدولة
في الحديث و إن كان في سنده مقال لكن بعضهم إحتج به
" و أنا آمركم بخمس الجماعة و السمع و الطاعة و الهجرة و الجهاد "
هذه الخمس هي سر نجاح الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
صدقت جزاك الله خيرا فجماع تلك الدعوة هي الرجوع إلى هدي السلف في الإصلاح ....
وقد بيَّن العلامةُ الشيخُ عبدُ العزيزُ بنُ بازٍ رحمَه اللهُ أثرَ دعوةِ الإمامِ المجدد, فقال ما مختصرُه:
"من أبرزِ الدعاةِ المصلحين الإمامُ الشيخُ محمدُ بنُ عبدِ الوهابِ مجددُ القرنِ الثاني عشرَ الهجري, الذي وفقَه اللهُ للقيامِ بدعوةٍ إصلاحيةٍ عظيمة, أعادَتْ للإسلامِ في الجزيرةِ العربية قوتَه وصفاءَه ونفوذَه, وطهَّرَ اللهُ به الجزيرةَ من الشركِ والبدع, وهداهم به إلى صراطٍ مستقيم, وامتدَّتْ آثارُ هذه الدعوةِ المباركةِ إلى أجزاءٍ كثيرةٍ من العالمِ الإسلامي, وتأثرَ بها عددٌ من العلماءِ والمصلحين, وكان من أقوى أسبابِ نجاح هذه الدعوة أنْ هيأَ اللهُ لها حكاماً آمنوا بها ونصرُوها, وآزروا دعاتَها".
وقال: "إنَّ دعوةَ الإمامِ الشيخِ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ رحمه الله هي الدعوةُ الإسلامية التي دعا إليها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم, وصحابتُه الكرامُ, وسلفُ هذهِ الأمةِ الصالح, ولهذا نجحَتْ وحققَتْ آثاراً عظيمة رغمَ كثرةِ أعدائها ومعارضيها أثناءِ قيامِها, وذلك مصداقاً لقولِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: [لا تَزَالُ طَائفَةٌ مِنْ أُمَتِي عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ].
ثم قالَ سماحتُه رحمَه الله:
"وهذه الدعوةُ مرتبطةٌ بمذهبِ السلفِ الصالحِ ولم تخرجْ عنه, وأثمرَتْ ثمراتٍ عظيمة لم تحصلْ على يدِ مصلحٍ قبلَه بعدَ القرونِ المفضلة, وذلك لما ترتبَ عليها من قيامِ مجتمعٍ يحكمُه الإسلام, ووجودِ دولةٍ تؤمنُ بهذه الدعوةِ وتطبقُ أحكامَها تطبيقاً صافياً نقياً في جميعِ أحوالِ الناس, في العقائدِ والأحكامِ والعاداتِ والحدودِ والاقتصادِ وغيرِ ذلك, ممّا جعلَ بعضَ المؤرخين لهذه الدعوةِ يقول:
[إنَّ التاريخَ الإسلامي بعدَ عهدِ الرسالةِ والراشدين لم يشهدْ التزاماً تاماً بأحكامِ الإسلام, كما شهدَتْه الجزيرةُ العربيةُ في ظلِّ الدولةِ التي أيّدَتْ هذه الدعوةَ ودافعَتْ عنها].
قال: ولا تزالُ هذه البلادُ والحمدُ لله تنعمُ بثمراتِ هذه الدعوة, أمناً واستقراراً ورغداً في العيش, وبُعداً عن البدعِ والخرافاتِ التي أضرَتْ بكثيرٍ من البلاد الإسلامية, حيث انتشرَتْ فيها".
انتهى كلامُ سماحةِ الشيخِ عبدِ العزيزِ بن بازٍ رحمَه اللهُ وأسكنَه فسيحَ جناتِه نقلته من خطبة للشيخ سلطان العيد في موقعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرعاني]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 03:14]ـ
كان قدوتنا وحبيبنا ونبينا
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
يكثر من قول ((اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))
فأكثروا من دلك رحمكم الله
وعليكم التمسك بالكتاب والسنة
على فهم سلفنا الصالح
ـ[أبو قتادة]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:29]ـ
من صاحب النقب
(المقالة لا شك في جواز الإستجمار بها و هو أولى من الإستجمار بكتب المنطق الذي نص عليه الفقهاء بعد مسح كلمة الله التي جاءت في آخرها و التي هي ليست في موضعها)
استغفر الله ربك
لما كتبت أيجوز هذا القول لا أدبا مع القرضاوي فهذا شأنك
ولكن أدبا مع الله عز وجل
أتذكر هذه العبارة ولا تتأدب مع الله عز وجل بذكر ما كتبت
(المقالة لا شك في جواز الإستجمار بها و هو أولى من الإستجمار بكتب المنطق الذي نص عليه الفقهاء بعد مسح كلمة الله التي جاءت في آخرها و التي هي ليست في موضعها)
والله أعجب من هذه الردود
التي لم أجدها عند سلفنا ولما من خلفهم
ـ[باعث الخير]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 11:46]ـ
لا بد أن تتيح للناس الحرية ليختاروا الشريعة بملء إرادتهم وحريتهم الكاملة؛
سبحان الله العظيم
وهل الشريعة محل اختيار؟!!!
ام هي واجب حتى ان لم تتفق مع ما يريده الناس؟!
كلامه هذا يعني
ان الناس اذا اختارت الديمقراطية دون الشريعة
فالاولى تطبيق الديمقراطية - الكافرة - دون الشريعة
واتعجب ايضا من قوله
وإنما نقول إن الحرية شرط لتطبيق الشريعة،
أليس تطبيق شريعة الرحمن هو في حد ذاتع اقامة للحرية - حيرة العبيد من الطواغيت لا الحرية المزعومة -
ان لله وانا اليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل .....
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 02:47]ـ
الأخ أبو قتادة جزاك الله خيراً
لكني قلت هذا القول تأدباً مع الله بمسح اسمه من هذه المقالة لأن اسم الله لا يوضع في القاذورات المعنوية و لا الحسية(/)
نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء
ـ[عبدالله العجيري]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 11:10]ـ
نظرات نقدية
حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء
فهذا بحث قيدته منذ مدة في نقد بعض الدراسات التي اعتنت بتحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء .. وجعلت ذلك راجعاً إلى محض الاعتقاد الباطن .. وقد أطلعتُ عليه بعضاً من أفاضل أهل العلم من المعتنين بكتاب الاعتقاد .. وأبواب الإيمان ومسائل الولاء والبراء .. فاستحسنوه .. ومنهم شيوخنا الكرام الشيخ عبدالرحمن المحمود والشيخ عبدالعزيز اللعبداللطيف والشيخ علوي السقاف وغيرهم أسأل الله أن يحفظهم ويرعاهم ويوفقهم في الدنيا والآخرة .. فقوي العزم على إخراج هذا البحث وإظهاره .. أسأل الله أن يكون ذا فائدة ونفع ..
ومما قوّى عزمي على إخراجه أيضاً .. وحفزني لإبرازه وإظهاره في هذا الوقت خصوصاً .. ما وجدته من الموافقة التامة بين مضامينه وتقريراته .. وبعض ما وقع في ذلك السجال العلمي العالي الذي خطه يراع الأخ الكريم، والشيخ الفاضل، والمحاور الناقد، والمدقق الذكي الشيخ بندر بن عبدالله الشويقي -حفظه الله- في تعقبه على فتوى الشيخ حاتم الشريف حفظه الله ورعاه وأعلى قدره في نقده لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. وقد تعرض الشيخ بندر في سجاله ذاك لشيء من البحث والدرس لبعض مسائل الولاء والبراء .. فكان تقريره فيها وتقريري سواء .. وما حرره فيها كالذي حررته .. وكأنما نقتبس من محل واحد .. ونستقي من عين واحدة .. فسرني ذلك -والله- ورأيت أن لا بأس عليّ -إن شاء الله- إن تعجلت بإخراج البحث على النحو الذي كتبته .. تتميماً للفائدة .. واستكمالاً للمسائل .. وتأصيلاً للحق -بإذن الله- .. وليُعلم أن الشيخ ليس وحده في الميدان بل له محبون يوافقونه فيما قرر .. ويفهمون كلام المخالفين على ما فهم ..
ومما أنبه عليه ضرورةً أن بحثي هذا ليس رداً موجهاً للشيخ حاتم خصوصاً بل هو أشمل وأوسع .. من جهة الأفراد والمسائل .. وإن كان الشيخ -والحق يقال- مشمولاً .. وإني مخبر قارئ هذه السطور صراحةً -لئلا يحاول البعض قراءة ما بين السطور .. أو يجد محبوا التحريش مجالاً- بشديد حبي للشيخ حاتم .. وعظيم استفادتي من كتبه وأشرطته وعلومه .. ومعرفتي لعلمه وفضله .. يعرف ذلك عني من كان قريباً مني .. ولكن حق الحق أجل وأعظم من حق الخلق .. وما أنا بالذي يبخس حق الشيخ ويظلمه كلا .. بل مكانه في القلب محفوظ .. والاستفادة منه باقية .. والتقدير له ولفضله حاصل موجود .. أسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ويبصرنا في ديننا .. آمين
وإليكم رابط البحث
(نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء) ( http://www.alukah.net/articles/1/3294.aspx)
ولقد أسفت -والله- أن يوجد في طلاب العلم من يصل به الحال في تقرير هذه المسألة إلى أن يلتزم صراحة عدم تكفير من اصطف في جيشٍ لحرب النبي صلى الله عليه وسلم بطوع منه واختيار ما لم يكن منه قصد لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فلو قصد إبادة باقي المسلمين جميعاً، وقتل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وباقي الصحب ممن يحوط النبي صلى الله عليه وسلم وينصره، وإفناء تلك العصابة التي يترتب على هلكتها أن لا يعبد الله في الأرض .. فإنه لا يكفر!!
وأخشى أن يتطور الحال بالبعض -ممن يسلك سبيل الاعتقاد والالتزام في أثناء النقاش والمناظرة، ويطور عقيدته في أثاء الطريق، دون روية ومراجعة وتحرير للمسائل- إلى أن يُقرر أن مثل هذا لا يكفر وإن قصد قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ويقوم بالاستدلال له على النحو الذي يستدل بعض الأفاضل لتقرير هذه الانحرافات، فيدعي أن سهلاً لم يكفر بخروجه لقتال النبي صلى الله عليه وسلم مع احتمال إرادته قتل النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لا دليل على عدم هذه الإرادة فلا يصح التقييد به، بل هو احتمال قائم ولا مانع عليه فلا يصح التقييد بلا دليل، يؤكده أن سهلاً ما اعتذر بعدم إرادته قتل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نبه عليه ابن مسعود ولا سأله النبي صلى الله عليه وسلم مستفصلاً (ما أخرجك) أو (هل أردت قتلي)؟! .. وترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال!! فلا يكون قصد قتل النبي صلى الله عليه وسلم مانعاً من قتله .. وهذه نقول الفقهاء في بحث حكم الأسير المسلم هل ترى فيها ما مثل هذا التقييد .. فلو كان هذا الوصف مؤثراً فما بالهم سكتوا عنه ولم يبينوه!!
والأمر إذا بلغ هذا الحد فترك الكلام أولى .. وطي القرطاس أحرى .. واطراح القلم واجب .. وإني أقولها صريحة -وبملء الفم-:
إن قولاً يلتزم صاحبه لأجله عدم تكفير من خرج محارباً النبي صلى الله عليه وسلم، ومقاتلاً له، إلا إن كان بقصد قتله صلى الله عليه وسلم لقول سوء يجب أن يطرح!!
وليتأمل الموفقون أين كنا وأين صرنا؟! كنا نبحث كفر من قاتل أهل الإسلام مع أهل الكفر وصرنا اليوم نبحث إسلام من قاتل النبي صلى الله عليه وسلم!! وإن لله وإنا إليه راجعون!!
والله يرعاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 01:30]ـ
الشيخ الفاضل عبد الله العجيري جزاك الله خير على هذا المجهود المبارك لقد فصلت القول وأحسن الرد نسأل الله أن لا يحرمك الأجر وأن ينفع بما كتبت
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 01:59]ـ
الأخ الفاضل عبد الله العجيري، مثلك لا يكتفي بمنتدى
بل لعلكم تصدرون قتوى بالإشتراك مع أهل العلم في الرد على انتقد عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الإيمان و من أعانه على ذلك
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 05:21]ـ
الشيخ الفاضل عبد الله العجيري بارك الله فيك ونفع بعلمك فلقد أجدت في التقرير وأحسنت في الأستدلال وأتقنت في إلزاماتك وقد يقول قائل لازم القول ليس قولا نقول لكنه جادة مطروقة لبيان فساد قول المخالف أسأل الله أن يرفع قدرك ويعلى ذكرك وننتظر منك المزيد
ـ[مصطفى القرني]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:21]ـ
بارك الله فيك
ومازلت بانتظار مقالك عن رواية " سيكرت "
وفقك الله
ـ[عبدالله العجيري]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 08:41]ـ
الأخ الكريم .. الإمام الدهلوي ..
جزاك الله خيراً على تشجيعك .. وطيب ثناءك ..
****
الأخ الفاضل .. من صاحب النقب ..
جزاك الله خيراً على حسن ظنك الزائد .. ولو رأيتني ما قلتَ ما قلتَ .. فغفر الله لك ..
****
الأخ الكريم .. أبو القعاقاع ..
الأمر على ما ذكرتَ في شأن الإلزامات .. ولازم القول إن كان فاسداً دلّ على فساد القول .. والله يرعاك
الأخ الفاضل .. مصطفى القرني ..
وفيك بارك أخي الكريم .. ومقال نقد (السيكرت) تطور إلى بحث يزيد على الثمانين صفحة أسأل الله أن يتيسر خروجه قريباً جداً .. وبالمناسبة (السيكرت) ليس رواية
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 09:42]ـ
أشكر الأخ عبدالله العجيري على هذا المقال الذي يدل على علم وفضل، ولكنني أريد أن أورد بعض ملاحظاتي من خلال سياق رأيي الشخصي في هذه المسألة ورأي بعض المشائخ الذين نسب إليهم في هذا المقال أنهم يقولون بجواز كون محارب النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا!
أقول: من اصطف في جيش لحرب النبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر لا شك في ذلك.
ولكن الشأن في من كان كارهاً أو مكرهاً كسهل ابن بيضاء رضي الله عنه.
والإكراه درجاتٍ أعلاها مسلوب الإرادة فهذا لا إثم عليه، وأدناها كراهة القلب كما حصل لحاطب بن بلتعة رضي الله عنه في إرساله الرسالة لقريش، فلا شك أنه أرسلها كارهًا بقلبه مدفوعًا ببعض مصالحه، مع يقينه أنه لن يؤثر فعله في هزيمة المسلمين، وأن الله ناصرٌ دينه. فهذا ذنب عظيم نفع الله حاطبًا إذ كان من أهل بدر فغفر له.
ولاحظ في الإسلام لمن زال كره الكفر أو حب الإيمان من قلبه. وهذا هو أسُّ عقيدة الولاء والبراء.
أرجوا من الإخوة الأفاضل أن يتركوا الجواب للأخ الشيخ عبدالله العجيري على هذا القول فإنني أريد أن أستوضح منه لعل الله أن يهدينا للحق وهو البر الرحيم.
ـ[عبدالله العجيري]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 06:41]ـ
الأخ الكريم .. العز بن عبدالسلام .. رعاك الله ..
إذا وقع الاتفاق على القول بكفر من اصطف في جيش لحرب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الذي يدرأ حكم الكفر عن فاعل ذلك موانع التكفير المعروفة عند أهل العلم، ولم أر أحداً ذكر أن كراهية الفعل المكفر مانعٌ من موانع تكفير من أقدم عليه.
ألا ترى أن من وقع في سب الله أو شتم النبي صلى الله عليه وسلم لغرض دنيوي فإنه يكون بهذه القبائح كافراً مرتداً ولو كان مبغضاً لهذه الأفعال، كارهاً لسب الله ورسوله، فإن مجرد كره الكفر مع الإقدام عليه طوعاً واختياراً لا يرفع عن صاحبه حكم التكفير بل لا يرفعه إلا موانع التكفير المعلومة، وبغض الكفر ليس منها.
ثم إني أظنك تكفر من تمنى انتصار الكفر على الإيمان لمصلحة شخصية يجنيها من هذا الانتصار، فهل هذا التمني يستلزم ضرورة أن يكون الإنسان محباً للكفر ومبغضاً للإسلام، أم أنه يُتصور أنه على الضد فيدّعي أنه يحب الإسلام ويبغض الكفر، وإنما وقع هذا التمني المكفر للمصلحة لا بغض للإسلام ولا محبة للكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس الشأن فيمن خلا قلبه من محبة الإسلام وبغض الكفر فإنه لا شك كافر، لكن الشأن ومحل الإشكال فيمن لابس مكفراً مع دعوى محبة الإسلام وبغض الكفر، أيكون كافراً أم لا؟ كمن سجد للصنم لأجل مالٍ يحصله مع بغضه للصنم وعبادته .. والظن فيك -إن شاء الله- أنك ترى كفره .. والله يرعاك
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 02:33]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلومكم يا شيخنا الفاضل ..
وفي الحقيقة فان حديث سهل رضي الله عنه قد يكون الصواب اخراجه من المحاجة في هذه المسألة أصلا لعموم قاعدة: "الدليل اذا ورد عليه الاحتمال بطل به الاستدلال" .. فكما أنه لا قرينة في النصوص تفيد - بوضوح - أنه رضي الله عنه كان مكرها، فانه لا قرينة أيضا تفيد أنه كان مختارا لهوى أو لغيره، وكذا فليس هناك ما يدل على أنه عوقب عقوبة المسلم المتورط بمقاتلة المسلمين (والتي يلزم أن تلحق به ولو تعزيرا، ولو كان لم يقتل أحدا من المسلمين في الحقيقة، فمجرد حمل المسلم السلاح في وجه أخيه المسلم ولو مازحا هو من المحرمات التي تحتاج الى تعزير، فكيف والحال تلبس بقتال المسلمين؟
فمن العجب محاولة استدلال الاخوة بهذا الحديث على أن الذي يصطف في جيش يقاتل النبي ومن معه قد لا يكفر بذلك!! ومن العجب أيضا استخدام نفس الحديث في الرد عليهم!!
فاذا أخرجنا هذا الحديث من المسألة، بقي لنا أصل الأمر أن من تورط في محاربة النبي والذين معه مختارا، هذا كافر بالاجماع، ويعامل معاملة الكفار .. فهل ان أسر فانه يحد حد الردة - على ضوابطه المعروفة - أم يقتل؟
والآن مسألة أهم من هذا كله .. يا اخوان بارك الله فيكم، ليس اليوم فينا - ولا فيما تلا عصور الخلافة الراشدة - رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من أجمعت الأمة على أنه ينوب عنه، يقاتل مع طائفة تسمى "جيش المسلمين" حتى يلزم تكفير من يصطف في جيش يحارب هؤلاء! فقضية الكلام في كفر سهل من عدمه في الحقيقة حتى وان ضبطناها فلا تحقيق لها في زماننا هذا ولا يقاس عليها! وقد وضعت سؤالا للشيخ بندر في موضوعه الثاني - بارك الله فيه وسلمه من كل سوء - بشأن هذا الأمر لكن ظل السجال بين الاخوان يتنامى كما في الموضوع الأول - وهو أمر متوقع، لحساسية المسألة وتعرض كل قائل من الفريقين لشبهة ارجاء في مقابل شبهة خروج، أصلح الله اخواننا وهداهم الى الحق - دون التفات الى ذلك السؤال، ولم يرجع الشيخ بندر الى الموضوع مرة أخرى .. أرجو أن يكون مانعه خيرا.
والسؤال يتعلق بالعمل المبني على علم هذه المسألة، في زمان ليس فيه راية واحدة يقال لها راية المسلمين أو جيش النبي صلى الله عليه وسلم، أو جيش واحد تجمع الأمة على أنه هو جيش "المسلمين" .. كيف يضبط مناط التكفير اعتمادا على الاجماع في هذه المسألة؟
يعني العامي من عوام الرافضة - مثلا - يخرج مع الأمريكان - وهذا مثال واقعي ملموس في زماننا هذا - مواليا موالاة عملية لهم معينا لهم على أهل السنة هناك، لأنه يتأول كونهم وهابيين كفار مرتدين، يجب قتلهم وتطهير الأرض منهم،، فهذا ان قابلناه في قتال يجب قتله ولا شك، ولكن ان أسرناه، فكيف نجري عليه حديث سهل بن بيضاء رضي الله عنه، وكيف ندخله في الاجماع على كفر من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلا هو كسهل رضي الله عنه ولا هو خرج محاربا جيش فيه رسول الله ولا صحابته، ولا يرى هؤلاء الذين حاربهم الا ضالة - بل وكفار - يتقرب الى الله بافنائهم .. فهل يقال أنه يكفر ويقام عليه الحد، وينظر في انتفاء الموانع وتحقق الشروط فيه؟ أم أنه يقتل على حد الحرابة لمقاتلته قوما من المسلمين، مع أنه جاهل مغرق في الجهل والتأول، يتوهم أن فعله هذا جهاد في سبيل الله يؤجر عليه؟؟
أرجو أن يترك الاخوة الكرام الاجابة للشيخ العجيري وفقه الله ونفع به .. وأرجو أن يتحول الكلام الى أحكام أمثال هذه المسائل في زماننا هذا، بل في كل زمان تلا زمان الخلافة الراشدة الى يومنا هذا .. والله الموفق الى سواء السبيل.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 03:26]ـ
أخي أبو الفداء لقد عاش المسلمون عصور طويلة لا توجد لهم إمام واحد أو راية واحدة ومع هذا كان كبار فقهاء السلف رحمهم الله تعالى يفتون بكفر وردة من يقف في صف الكفار ويقاتل معهم من أجل أن ترتفع أحكامهم الكفرية وأشهر مثال على هذا فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كفر من يلتحق بعسكر التتار ويقاتل معهم من أجل ظهور أحكامهم الكفرية حتى أنه قال رحمه الله أن هؤلاء يمتنع أن يكون لهم تأويل مقبول وراجع فتواه الشهيرة في هذا الباب
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 03:40]ـ
أخي أبو الفداء
المسألة الأخرى العامي أو العالم من الروافض أو السنة الذي يقاتل مع النصارى ويقف في صفهم من أجل ظهور أحكامهم حتى لو كان ملبس عليه أن الأمريكان إنما يقاتلون الإرهابيين كما زعموا فمثل هذا قد وقع في ناقض من نواقض الإسلام وهو مظاهرة الكفار على المسلمين وهذا كفر بالإجماع وفي مثل هذه الحال فالأحكام الشرعية تبنى على ما نعتقده نحن لا على ما يعتقده هم فاليهود والنصارى لا يعتقدون أن دينهم كفر بسبب جهلهم وتلبيس الأحبار والرهبان عليهم فهل يقول عاقل هؤلاء ملبس عليهم لا يجوز تكفيرهم هذا غير صحيح، ثم متى كان وجود المضللين الذين يضلون الناس ويلبسون عليهم يكون مانع من المؤاخذة والمسئولية فإن الله قد جمع الأتباع والمتبوعين في جهنم والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.
و الأهم من ذلك أنك إن عذرت الرافضي العامي الذي يظاهر الكفار على الإسلام والمسلمين لأنه جاهل ملبس عليه والجهل من موانع التكفير فأولى لك أن تعذر العالم أيضاً لأنه متأول والتأويل مانع من التكفير ... ولا أظن أنك ترضا بذلك والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 04:08]ـ
أخي الحبيب الدهلوي شكر الله لك ..
ولكن أولا أنا لا أعذر ولا أنفي العذر، أنا أطرح مسألة للمباحثة وقد وجهتها في صورة سؤال! أردت به أن نتدارس تحقيق مناط التكفير في غياب الركن الذي بني عليه الاجماع في المسألة محل المدارسة على هذه الصفحة وغيرها، ألا وهي محاربة النبي صلى الله عليه وسلم وجيشه!
وثانيا فمن الواضح أني أتكلم فيمن ثبت له اسلام أصلي لكونه من عموم أهل القبلة ويشهد بأن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، بل ويظن أن مذهبه هو الاسلام الحق! فهل تقول أنت بكفر أعيان العوام من الرافضة كما هو حال اليهود والنصارى؟؟ أنا لا أقول بذلك، ومذهبي أن العامي الرافضي لا يحكم بكفره الا ان ثبت تلبسه بالعقائد الكفرية التي يدور مدار ملة الرافضة عليها، وهو مذهب جماهير العلماء واختيار شيخ الاسلام بن تيمية وغيره! فكيف تحول أنت الكلام لتلزمني بهذا اللازم العجيب: اعذار العامي اليهودي والنصراني الذي يظن أن دينه الحق ويقاتل بسببه الاسلام والمسلمين؟؟؟ أرجو أن تراجع كلامي مجددا بروية بارك الله فيك.
أما قولك: "و الأهم من ذلك أنك إن عذرت الرافضي العامي الذي يظاهر الكفار على الإسلام والمسلمين لأنه جاهل ملبس عليه والجهل من موانع التكفير فأولى لك أن تعذر العالم أيضاً لأنه متأول والتأويل مانع من التكفير ... ولا أظن أنك ترضا بذلك والله أعلم."
فأرجو أن تراجع كلام أهل العلم في التفريق بين عامة الرافضة وبين أئمة حوزاتهم ومشايخهم في تكفير المعين .. وليس هذا موضوعنا على أي حال، والله الموفق.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 05:02]ـ
الروابط التالية فيها نقاش واسع وتحريرات علمية عميقة كفيلة بتجلية هذه المسألة (الولاء والبراء)
ولا سيما أنها انطلقت من نصوص الوحيين جمعا ودراسة وتحليلا مع جمع ما تفرق من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية خاصة:
1
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4120
2
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9072
3
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14160
ـ[عبدربه العامري]ــــــــ[19 - Apr-2009, صباحاً 10:37]ـ
جزاك الله خيرا
لقد أثلجت صدري بهذا البحث القيم
لطالما سمعنا آراء عن بعض المشايخ عكس ما يقولون
والله المستعان(/)
إشكال في كلام الشيخ عبدالله البسام + استفسار!
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 06:24]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
لدي إشكال في كلام الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -
في كتابه: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، في كتاب الصيام
في شرحه للحديث الأول:
عَنْ أبي هُريرة رضي الله عَنْهُ قال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تَقَدَّمُوا رَمَضَان بِصَومْ يوم أوْ يَوْمَئن، إِلا رَجلاً كانَ يَصُومُ صَوماً فَلْيَصُمْهُ ".
قال الشيخ - رحمه الله -:
المعنى الإجمالي:
الشارع الحكيم يريد التمييز بين العبادات والعادات
الصوم عبادة وليس بعادة!
فلماذا قال الشيخ: أن الشارع الحكيم يريد التمييز بين العبادات والعادات؟
* * * * * * *
الاستفسار:
هل يوجد في الشبكة كتاب عمدة الأحكام الكبرى؟
وإذا كان الكتاب موجوداً فأتمنى من الإخوة وضع رابط تحميله، وجزاكم الله خيراً
*
*
*
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 10:11]ـ
أشكل علي قوله أنا أيضاً:
لكن ممكن أنه يريد أن الشارع يريد التفريق بين الفريضة و النافلة، مثل ما إذا صلى الإمام الفريضة ثم انحرف قليلاً لتصلي النافلة تفريقاً بين الفريضة و النافلة
و أراد بالعادة أي العبادة المعتادة غير المفروضة مثل من تعود الصيام فإنه يقطعه قبل رمضان تفريقاً بين النافلة و الفريضة إلا إن كان من عادته صيامه كيوم الأثنين فلا يلتبس بالفريضة
و ليتك أكملت المعنى الإجمالي فربما نفهم أكثر
و الله أعلم
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 10:39]ـ
المعني الإجمالي الذي ذكره الشيخ بعد ذكره لهذه العبارة قرأته، وهو مفهوم: أن الشارع الحكيم أراد أن يفرق بين
فرائض العبادات ونوافلها، ولكن الإشكال في كلامه هذا أن الشارع الحكيم أراد أن يفرق بين العبادات والعادات
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:15]ـ
إذن لعله يريد بالعادة (العبادة المعتادة التي تعود عليها الشخص من غير أن تفرض عليه) و لا يريد العادة المحضة و الله أعلم
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:39]ـ
العبادة المعتادة التي تعود عليها الشخص من غير أن تفرض عليه
ماذا تقصد بالعبادة المعتادة التي تعود عليها الشخص من غير أن تفرض عليه؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 03:02]ـ
أي النوافل المطلقة(/)
رسالة فى إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:14]ـ
رسالة
فى
إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال
تأليف
عبدالباقى السيد عبدالهادى
باحث دكتوراة
كلية الآداب – جامعة عين شمس
تقديم:
الحمد لله حمدا يليق بكماله وجلاله، والصلاة والسلام على السيد الصادق، المخترق به السبع الطرائق، الذى أراه ربه ما أودعه من الآيات والحقائق، محمد صلى الله عليه وسلم صاحب النور الأجلى، والمورد العذب الأحلى، وبعد:
فى جمعة من شهر صفر 1426هـ/ مارس 2005م خرجت علينا سيدة مسلمة تدعى أمينة ودود ()، خطبت الجمعة وأمت الرجال فى قاعة معرض سندارام تاجور، والذى أسس عام 2000م، لتحقيق الحوار بين الثقافات والتقريب بين الخلفيات الثقافية المختلفة والحضارتين الشرقية والغربية.
الأغرب من ذلك أن الرجال تراصوا بجوار النساء، وكانت المؤذنة عارية الرأس، وقد عرضت قناة العربية مشاهد لهذا الموضوع المأسوى، الذى ما تم إلا بتحريك أمريكى.
ادعت الدكتورة سالفة الذكر أن من حق المرأة أن تكون إماما للرجال والنساء فى كل الصلوات، وأنه لا يوجد نص فى الدين الإسلامى يحرم أو يمنع إمامتها للرجال، محتجة أن الرسول أقر امرأة تؤم الرجال، وقالت إن المفهوم السائد لدى المسلمين على مدار التاريخ من أن المرأة لا يجوز لها أن تكون إماما فى الصلاة للرجال والنساء مفهوم غير صحيح ويرجع إلى عادات وتقاليد بالية
والواقع أن الاحتجاج على جواز إمامة المرأة للرجال بعدم ورود نص شرعى يمنع المرأة من ذلك، لا ينم إلا عن عدم علم وفهم للفقه وأصوله، إذ من المعلوم أن الأصل فى العبادات التحريم حتى يأتى نص بالإباحة ()، وذلك عكس الأمور الدنيوية الأصل فيها الإباحة حتى يأتى أمر بالتحريم، ومن ثم على هؤلاء الذين لا يحسنون مبادىء الفقه التى يحسنها الطلبة الصغار، أن لا يتكلموا عن مثل هذه الأمور، حتى يحيطوا على الأقل بها لا أقول بالدين كلية.
ثم إن الاحتجاج بحديث إقرار الرسول لامرأة أن تؤم الرجال، ليس فى موضعه فلو أن هؤلاء القوم لديهم علم وفهم بعلوم الشريعة وتفريعاتها، لوقفوا على هذا الحديث وهو حديث أم ورقة وفيه مقال فى سنده على ما سيتضح فى هذه الرسالة، ومن ثم لا يصلح للاحتجاج، ولو فرضنا صحته فليس فيه أن المرأة أمت النساء والرجال بل فيه أن الرسول أذن لها أن تؤم أهل بيتها، وقد روى الدارقطنى هذا الحديث بزيادة جاء فيها (إنما أذن لها أن تؤم نساء أهل دارها) وهذه زيادة يجب قبولها ()
إن ما فعلته هذه الدكتورة ما هو إلا متابعة منها لغزالة الشبيبية الخارجية تلك المرأة التى كانت فى عهد الحجاج بن يوسف الثقفى وأفتت بجواز إمامة المرأة الرجال، ومن ثم فهى بفعلتها هذه ترتبط بمذهب الخوارج الذى طالما كفر المسلمين وأطفالهم واستحل أموالهم، أكثر مما تريده من تجديد وتطوير للفقه والخطاب الدينى حسب زعمهم ()
لقد أحدثت هذه الفعلة النكراء بلبلة فكرية وسط جموع المسلمين فى العالم، إذ إن تاريخ الإسلام قاطبة لم يعرف أن امرأة أمت النساء والرجال وخطبت الجمعة، لقد تولت شجرة الدر () الحكم فى مصر فما تجاسرت أن تدعى لنفسها حق إمامة الرجال فى الصلاة، ولا حق خطبة الجمعة، مع كونها حاكمة.
سارع الجميع من الفقهاء وأصحاب القدم الراسخة فى الفتيا بمعارضة هذه الفعلة، وأفتوا ببطلانها، وراح الشباب المسلم المختص بالدعوة إلى الله بالبحث والتنقيب فى التراث الفقهى والحديثى عن هذا الموضوع للوقوف على وجه الحقيقة، خاصة بعد إثارة الضجة حول حديث أم ورقة السابق، والذى ورد عند أبى داوود وابن خزيمة وأبونعيم والحاكم وغيرهم كما عرضنا له فى أطروحتنا هذه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أكد أستاذنا الدكتور القرضاوى أطال الله بقاءه على اتفاق المذاهب الثمانية () على أن المرأة لا تؤم الرجل فى الفرائض ... ، وأكد أن تاريخ الإسلام لم يعرف أن امرأة أمت الرجال قط، وهذا إجماع يقينى، كما أكد أن الأصل فى الإمامة فى الصلاة أنها للرجال، والصلاة فى الإسلام لها مقوماتها وخصائصها فليست مجرد ابتهال ودعاء بل فيها حركات وقيام وقعود وركوع وسجود وهذه الحركات لا يحسن أن تقوم بها امرأة بين يدى الرجال فى عبادة يتطلب فيها خشوع القلب وسكينة النفس وتركيز الفكر فى مناجاة الله، وتجنبا لأى فتنة وسدا للذريعة جعل الشرع الإمامة والأذان والإقامة للرجال وجعل صفوف النساء خلف صفوف الرجال، وجعل خير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها انتهى كلامه.
وقال الدكتور عبدالمعطى بيومى أستاذ العقيدة والفلسفة وعميد كلية أصول الدين السابق، إن الإجماع جرى على ألا تتولى المرأة إمامة الرجال فى الصلاة ... لا بد أن نلتزم فى العبادات بما ورد عن الرسول حيث قال (صلوا كما رأيتمونى أصلى) فالسنة العملية للرسول تؤكد عدم جواز إمامة المرأة للرجال.
وقال الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين إن المطالبة بإمامة المرأة للرجال ليست بدعة جديدة فى الإسلام فقط بل تعد بدعة فى الأديان كلها بصفة عامة، حيث إن كل الأديان تقر بإمامة الرجال فى العبادات فنرى الحاخام اليهودى والقسيس فى المسيحية ولم نسمع عن امرأة طالبت بتقلد هذه المناصب فى الكنائس أو المعابد اليهودية.
وقال إن من يصلى وراء امرأة من الرجال فإن صلاته ستكون باطلة بل إنه سيكون مشاركا فى الإثم لأنه بذلك يسعى فى إحداث تغيير فى الدين ويخترع صلاة غير مشروعة وهو ذنب كبير، ولذلك فقد دعا الدكتور إلى امتناع الرجال عن الصلاة وراء أمينة ودود .. وقال إن إمامة المرأة للرجال هى إنكار للسنة النبوية .. مؤكدا أن خطبة المرأة للرجال فى العيد أو الجمعة هى أمر محظور وممنوع، وقد أرجع ما يحدث إلى وجود بعض الجماعات والجمعيات الأمريكية التى تسعى لمحاربة الأديان والتحريف فيها.
ووصفت الدكتورة آمنة نصير بجامعة الأزهر هذه المحاولة بأنها تدخل ضمن مخطط لهدم الإسلام، ودعت إلى مواجهتها بكل قوة وردع، وأنه لابد أن يصدر بيان من شيخ الأزهر يحمل توضيحا وردعا لمثل هذه الافتراءات، والذى فتح شهيتها هو التراخى فى الرد عليها.
وتساءلت الدكتورة قائلة: كيف تؤم المرأة الرجال وتسجد وتركع أمامهم وهو أمر مخالف للفطرة وغير جائز ()
إزاء هذه البلبلة التى حدثت، خاصة وأن الأمر قد تعدى أمريكا إلى أوربا وغيرها من دول العالم، باتخاذ أئمة من النساء، وجدت نفسى مندفعا للمشاركة فى هذا الموضوع بما منحنى الله من علم وفقه، متأسيا بالنبى صلى الله عليه وسلم فى تبيينه وتوضيحه الدين فعليا، وقوليا بقوله (بلغوا عنى ولو آية).
كما أنه قد أشار إلى من لا يسعنى مخالفتهم، ولا يمكننى إلا موافقتهم، بتوضيح حكم إمامة المرأة للرجال، وما مدى صحة حديث أم ورقة الذى يحتج به المجيزون، وهل يجوز للمرأة أن تؤم الرجال وتتأخر عنهم على قول بعض الحنابلة، فشمرت عن ساعد الجد مبادرا لتحقيق رغبتهم، آملا أن أنال الحظوة والزلفى عند ربى غدا، واستعنت بالله ونظرت فى كتب الحديث والفقه، فوجدت مادة تعين على تلبية مطلبهم، وترد على من تبجح ورفع عقيرته قائلا (إن فى السنة والتراث الفقهى ما يجيز للمرأة أن تؤم الرجال).
فنظرت ما وقعت عليه عينى من كلام الأئمة وأقوالهم، فجاءت على ستة مذاهب هى: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية والشيعة الزيدية، ووجدت فيها كفاية لتوضيح المسألة، ومن ثم لم أشا أن أتزيد عن ذلك، حتى لا يمل القارىء الكريم، والله أسأله القبول وأن يجعل ذلك خالصا لوجهه إنه ولى ذلك والقادر عليه.
عبدالباقى السيد عبدالهادى
مسألة: ولا تحل إمامة النساء للرجال أصلا، لا متقدمة عليهم، ولا متأخرة عنهم، برهان ذلك ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الحديث واضح الدلالة على عدم تقدم المرأة على الرجال، بل وصف الصف الأول من النساء والذى يلى الأخير من صفوف الرجال بالشر، ووصف الأخير من النساء بالخير لبعده عن الرجال، فكيف بالمرأة إذا وقفت مكان الإمام، وكانت محط أنظار الرجال جميعا.
ودليل ثان وهو الإجماع إذ انعقد الإجماع من لدن النبى صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا بعدم جواز إمامة المرأة للرجال، والقاعدة الفقهية تقول الأصل فى العبادات التحريم حتى يأتى نص بالإباحة، ولم يرد عندنا نص صحيح صريح يجيز إمامة المرأة للرجال، أما حديث أم ورقة فليس بصحيح وسنورد القول فيه لاحقا، وهو الذى احتج به كل من أبى ثور والمزنى والطبرى على جواز إمامة المرأة للرجال.
وها هو نصه:
قال أبوداود حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَّادٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا غَزَا بَدْرًا () قَالَتْ قُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِي الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَهَادَةً قَالَ قَرِّي فِي بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ قَالَ فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةُ قَالَ وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتْ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَتَّخِذَ فِي دَارِهَا مُؤَذِّنًا فَأَذِنَ لَهَا قَالَ وَكَانَتْ قَدْ دَبَّرَتْ () غُلَامًا لَهَا وَجَارِيَةً فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ فَغَمَّاهَا () بِقَطِيفَةٍ () لَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَذَهَبَا فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَالْأَوَّلُ أَتَمُّ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا فِي بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا ()
ورواه ابن خزيمة فقال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا نصر بن علي نا عبد الله بن داود عن الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك عن أبيها وعن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة ثم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة وأذن لها ان تؤذن لها وأن تؤم أهل دارها في الفريضة وكانت قد جمعت القرآن ()
ورواه ابن الجارود فقال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال ثنا وكيع عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن جدته وعن بن خلاد عن أم ورقة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت له ثم يا رسول الله أغزو معك فأمرض مرضاكم لعل الله يرزقني شهادة قال قري في بيتك فإن الله سيرزقك شهادة قال وكانت تسمى الشهيدة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في الجمع فكان يقول أذهبوا بنا إلى الشهيدة وكانت قد قرأت القرآن واستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في أن يجعل في دارها مؤذنا فتصلي فأذن لها ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه أبونعيم فقال حدثنا أبو علي محمد بن احمد بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن جميع حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة بنت عبد الله ابن الحارث الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها يسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا بدرا قالت له إئذن لي فأخرج معك وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي إلى الشهادة قال إن الله عز وجل مهد لك الشهادة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها حتى عدا عليها جارية وغلام لها كانت قد دبرتهما فقتلاها في امارة عمر رضي الله تعالى عنه فقيل له إن أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها فقال عمر رضي الله تعالى عنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا فزوروا ا لشهيدة رواه وكيع وعبد الله بن جميع مثله ()
ورواه الحاكم وقال احتج مسلم بالوليد بن جميع وهذه سنة غريبة لا أعرف في الباب حديثا مسندا غيرهذا ().
قلت هذا الحديث لا حجة فيه فقد رواه الجميع من طريق الوليد بن عبدالله بن جميع ()، وعبدالرحمن بن خلاد تكلم فيهما أهل الجرح والتعديل.
قال ابن القطان الوليد بن جميع وعبد الرحمن بن خلاد لا يعرف حالهما.
وقال حال عبد الرحمن بن خلاد مجهول.
وقال الوليد بن عبد الله لا يعرف أصلا.
وقد أخرج له مسلم ووثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم وروى عنه الكبار يحيى وأبو نعيم وغيرهم ()
وقال المنذري: الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري الكوفي وفيه مقال , وقد أخرج له مسلم.
قال ابن حجر وقد حسن الدارقطني حديث أم ورقة في كتاب السنن وأشار أبو حاتم في العلل إلى جودته وأخرجه بن خزيمة في صحيحه ()
وقال ابن حجر عن هذا الحديث رواه أبو داود والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت يا رسول الله ايذن لي في الغزو معك الحديث وفيه وأمرها أن تؤم أهل دارها وفيه قصة وأنها كانت تسمى الشهيدة وفي إسناده عبد الرحمن بن خلاد وفيه جهالة ()
وقال ابن الجوزى الوليد بن جميع ضعيف و أمه مجهولة قال ابن حبان لا يحتج بالوليد بن جميع ()
قلت: ولو فرضنا صحة الحديث فليس فيه أن أم ورقة أمت الرجال من أهل بيتها، والقائلون بذلك يلزمهم أن يأتوا بقرينة توضح ذلك، وإلا لكانوا متقولين على الرسول بما لم يقل.
وقال بعض الحنابلة يجوز أن تؤم الرجال في التراويح وتكون وراءهم لما روي عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها قالوا وهذا عام في الرجال والنساء ()
قلت لا حجة فى كلامهم من وجوه:
الأول: أن حديث أم ورقة لا يصح.
الثانى: أننا لو فرضنا صحته فقد رواه الدارقطنى بزيادة جاء فيها (إنما أذن لها أن تؤم نساء أهل دارها) وهذه زيادة يجب قبولها ()
الثالث: أن الإمامة في اللغة تعنى مطلق التقدم وأما في الشرع فتنقسم أربعة أقسام أحدها إمامة عبادة وهي صفة حكيمة توجب لموصوفها كونه متبوعا لا تابعا () فهل المرأة إذا تأخرت كانت إمامة لغة وشرعا.
الرابع: أن هذا القول لا برهان عليه لا من قرآن ولا سنة صحيحة، ولا قول أحد من الصحابة ولا عقل ولا رأى سديد أصلا، بل إن حديث أم ورقة نفسه الذى يحتجون به ليس فيه أنها كانت تؤم أهل بيتها وكانت تتأخر، وقد بينا سابقا معنى الإمامة لغة وشرعا.
وممن قال بعدم جواز إمامة المرأة للرجال فقهاء المدينة السبعة والتابعون، وأبوحنيفة ومالك والشافعى وأحمد بن حنبل، وداود بن على الظاهرى وأتباعهم، وسفيان الثورى، والهادوية من الشيعة، والبيهقى وابن المنذر وابن حزم وابن مفلح وأبوحامد الغزالى، وابن قدامة الحنبلى،وابن رشد الحفيد والقرطبى والنفراوى والعبدرى من المالكية، والنووى وابن تيمية، والبهوتى والقفال وزين بن إبراهيم، ومرعى بن يوسف، وابن ضويان والمرداوى، والشوكانى، وظاهر كلام الصنعانى وجماهير الفقهاء، وهو قول كل فقهاء عصرنا من الأزهريين وغيرهم من المفكرين والمنظرين وعلى رأسهم أستاذنا الدكتور يوسف القرضاوى أطال الله بقاءه وأستاذنا الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، ولم أسمع بأحد ممن له قدم فى الفقه أفتى بخلاف ذلك سوى رجل واحد من الأزاهرة، وقد
(يُتْبَعُ)
(/)
انتقده وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق قائلا إن رأيه خاص به، ولا يعبر عن الأزهر، ويخالف ما اتفق عليه علماء الأزهر.
قول العلماء فى إمامة المرأة للرجال:
قال ابن المنذر والشافعي يوجب الإعادة على من صلى من الرجال خلف المرأة.
وقال القرطبى قال علماؤنا لا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء ()
قلت: أما قول القرطبى نقلا عن بعض العلماء بعدم جواز إمامة المرأة النساء، فسيتضح بطلانه لاحقا.
واحتج من يرى عدم جواز إمامة المرأة للرجال بما رواه ابن ماجه قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ أَبُو جَنَّابٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ الْجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا فِي يَوْمِي هَذَا فِي شَهْرِي هَذَا مِنْ عَامِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ اسْتِخْفَافًا بِهَا أَوْ جُحُودًا لَهَا فَلَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ وَلَا زَكَاةَ لَهُ وَلَا حَجَّ لَهُ وَلَا صَوْمَ لَهُ وَلَا بِرَّ لَهُ حَتَّى يَتُوبَ فَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَلَا لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا وَلَا يَؤُمَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا وَلَا يَؤُمَّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا إِلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسُلْطَانٍ يَخَافُ سَيْفَهُ وَسَوْطَهُ) قال الصنعانى إسناده واه.
فيه عبد الله بن محمد العدوي () عن علي بن زيد بن جدعان () والعدوي اتهمه وكيع بوضع الحديث وشيخه ضعيف وله طرق أخرى فيها عبد الملك ابن حبيب () وهو متهم بسرقة الحديث وتخليط الأسانيد.
قال الصنعانى: وهو يدل على أن المرأة لا تؤم الرجل وهو مذهب الهادوية والحنفية والشافعية وغيرهم وأجاز المزني وأبو ثور إمامة المرأة.
وأجاز الطبري إمامتها في التراويح إذا لم يحضر من يحفظ القرآن وحجتهم حديث أم ورقة ويحملون هذا النهي على التنزيه أو يقولون الحديث ضعيف ()
وقال ابن قدامة: وأما المرأة فلا يصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافلة في قول عامة الفقهاء.
وقال أبو ثور لا إعادة على من صلى خلفها وهو قياس قول المزني ()
وقال ابن قدامة: ولا تصح إمامة المرأة بالرجال ومن به سلس البول والأمي الذي لا يحسن الفاتحة أو يخل بحرف منها إلا بمثلهم ()
وقال ابن رشد الحفيد: اختلفوا في إمامة المرأة فالجمهور على أنه لا يجوز أن تؤم الرجال واختلفوا في إمامتها النساء فأجاز ذلك الشافعي ومنع ذلك مالك وشذ أبو ثور والطبري فأجازا إمامتها على الإطلاق وإنما اتفق الجمهور على منعها أن تؤم الرجال لأنه لو كان جائزا لنقل ذلك عن الصدرالأول ولأنه أيضا لما كانت سنتهن في الصلاة التأخير عن الرجال علم أنه ليس يجوز لهن التقدم عليهم لقوله عليه الصلاة والسلام أخروهن حيث أخرهن الله ولذلك أجاز بعضهم إمامتها النساء إذ كن متساويات في المرتبة في الصلاة مع أنه أيضا نقل ذلك عن بعض الصدر الأول ومن أجاز إمامتها فإنما ذهب إلى ما رواه أبو داود من حديث أم ورقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها ()
وقال ابن مفلح: ولا تصح إمامة المرأة والخنثى للرجال ولا للخناثى لا يصح أن يأتم رجل بامرأة في الصحيح من المذهب وهو قول عامتهم قال البيهقي وعليه الفقهاء السبعة والتابعون لما روى ابن ماجه عن جابر مرفوعا (لا تؤمن امرأة رجلا) ولأنها لا تؤذن للرجال فلم يجن أن تؤمهم كالمجنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذا لا تصح إمامتها بالخنثى لاحتمال أن يكون رجلا وظاهره لا فرق بين الفرض والنفل على الصحيح وأنه لو صلى خلفها وهو لا يعلم لا تصح وعليه الإعادة ذكره السامري وغيره وعنه تصح في النفل وعنه في التراويح قدمه في التخليص وجزم به ابن هبيرة وخص بعض أصحابنا الجواز بذي الرحم وبعضهم بكونها عجوزا وبعضهم بأن تكون أقرأ من الرجل ()
وقال مرعى بن يوسف: ولا تصح إمامة المرأة بالرجال ()
وقال ابن تيمية: لا تصح إمامة الصبي في الفرض وفي النفل روايتان .. ولا تصح إمامة المرأة ولا الخنثى إلا بالنساء ولا تصح إمامة كافر ()
قال المرداوى: قوله ولا تصح إمامة المرأة للرجل هذا المذهب مطلقا قال في المستوعب هذا الصحيح من المذهب ونصره المصنف واختاره أبو الخطاب في تذكرته وجزم به في الكافي والمحرر والوجيز والمنور والمنتخب وتجريد العناية والإفادات وقدمه في الفروع والرعايتين والحاويين والنظم ومجمع البحرين وإدراك الغاية وغيرهم وهو ظاهر كلام الخرقي وعنه تصح في النفل وأطلقهما ابن تميم وعنه تصح في التراويح نص عليه وهو الأشهر ثم المتقدمين.
قال أبو الخطاب وقال أصحابنا تصح في التراويح قال في مجمع البحرين اختاره أكثر الأصحاب.
قال الزركشي منصوص أحمد واختيار عامة الأصحاب يجوز أن يؤمهم في صلاة التراويح انتهى وهو الذي ذكره ابن هبيرة عن أحمد وجزم به في الفصول والمذهب والبلغة وقدمه في التلخيص وغيره وهو من المفردات ويأتي كلامه في الفروع قال القاضي في المجرد ولا يجوز التراويح. فعلى هذه الرواية قيل يصح إن كانت قارئة وهم أميون جزم به في وابن تميم والحاويين.
قال الزركشي وقدمه ناظم المفردات والرعاية الكبرى وقيل إن كانت أقرأ من الرجال وقيل إن كانت أقرأ وذا رحم وجزم به في المستوعب وقيل إن كانت ذا رحم أو عجوز واختار القاضي يصح إن كانت عجوزا قال في الفروع واختار الأكثر صحة إمامتها في الجملة لخبر أم ورقة العام والخاص والجواب عن الخاص رواه المروذي بإسناد يمنع الصحة وإن صح فيتوجه حمله على النفل جمعا بينه وبين النهي ويتوجه احتمال في الفرض والنهي تصح مع الكراهة انتهى ()
وقال ابن ضويان: ولا تصح إمامة المرأة بالرجل ()
وقال البهوتى: ولا تصح إمامة امرأة برجال لما روى ابن ماجه عن جابر مرفوعا لا تؤمن امرأة رجلا ولأنها لا تؤذن للرجال فلم يجز أن تؤمهم كالمجنون ولا بخناثى لاحتمال كونهم رجالا ولا إمامة خنثى مشكل برجال لاحتمال كونه امرأة ولا إمامة الخنثى بخناثى مشكلين لاحتمال أن يكون امرأة وهم رجال وعلى المذهب لا فرق بين الفرض والتراويح وغيرها ()
وقال القفال: ولا تصح إمامة المرأة للرجال وحكي عن أبي ثور وابن جرير الطبري أنه يجوز إمامتها في صلاة التراويح إذا لم يكن هناك قارىء غيرها ... فإن صلى رجل خلف خنثى مشكل ولم يعلم بحاله حتى فرغ من الصلاة وجب عليه الإعادة فإن لم يعد حتى زال زال الإشكال لم تسقط عنه الإعادة على الصحيح من المذهب ()
وقال الشافعي رحمه الله: وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة وصلاة الرجال والصبيان مجزئة لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهن عن أن يكن أولياء وغير ذلك ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبدا وهكذا لو كان ممن صلى مع المرأة خنثى مشكل لم تجزه صلاته معها ولو صلى معها خنثى مشكل ولم يقض صلاته حتى بان أنه امرأة أحببت له أن يعيد الصلاة وحسبت أنه لا تجزئه صلاته لأنه لم يكن حين صلى معها ممن يجوز له أن يأتم بها ()
قال النووى: واتفق أصحابنا على أنه لا تجوز صلاة رجل ولا صبي خلف امرأة حكاه عنهم القاضي أبو الطيب و العبدري ولا خنثى خلف امرأة ولا خنثى ... وتصح صلاة المرأة خلف الخنثى، وسواء في منع إمامة المرأة للرجال صلاة الفرض والتراويح وسائر النوافل، هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف رحمهم الله، وحكاه البيهقي عن الفقهاء السبعة فقهاء المدينة التابعين، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وسفيان وأحمد وداود.
وقال أبو ثور والمزني وابن جرير- لطبرى- تصح صلاة الرجال وراءها، حكاه عنهم القاضي أبو الطيب والعبدري.
وقال الشيخ أبو حامد – الغزالى- مذهب الفقهاء كافة أنه لا تصح صلاة الرجال وراءها إلا أبا ثور والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أصحابنا فإن صلى خلف المرأة ولم يعلم أنها امرأة ثم علم لزمه الإعادة بلا خلاف ... وإن صلى رجل خلف خنثى أو خنثى خلف خنثى ولم يعلم أنه خنثى ثم علم لزمه الإعادة، فإن لم يعيد حتى بان الخنثى الإمام رجلاً فهل تسقط الإعادة؟ فيه قولان مشهوران عن الخراسانيين أصحهما عندهم لا تسقط الإعادة، وهو مقتضى كلام العراقيين، قالوا ويجرى القولان فيما لو اقتدى خنثى بخنثى فبان المأموم امرأة، وفيما لو اقتدى خنثى بامرأة فبان الخنثى امرأةً ولو بان في أثناء الصلاة ذكورة الخنثى الإمام أو أنوثة الخنثى المصلى خلف امرأة أو خنثى ففي بطلان صلاته وجواز اتمامها القولان، كما وحكى الرافعي وجهاً شاذا أنه لو صلى رجل خلف من ظنه رجلاً فبان خنثى لا إعادة عليه، والمشهور القطع بوجوب الإعادة.
إذا صلت المرأة بالرجل أو الرجال فإنما تبطل صلاة الرجال، وأما صلاتها وصلاة من وراءها من النساء فصحيحة في جميع الصلوات إلا إذا صلت بهم الجمعة فإن فيها وجهين حكاهما القاضي أبو الطيب وغيره أصحهما صلاتها والثاني ظهراً وتجزئها، وهو قول الشيخ أبي حامد، وليس بشيء والله أعلم ()
وقال زين بن إبراهيم: واستثنى في السراج الوهاج مسألة وهي ما لو استخلف الإمام امرأة وخلفه رجال ونساء فسدت صلاة الرجال والنساء والإمام والمقدمة في قول أصحابنا الثلاثة خلافا لزفر أما فساد صلاة الرجال فظاهر وأما فساد صلاة النساء فلأنهم دخلوا في تحريمة كاملة فإذا انتقلوا إلى تحريمة ناقصة لم يجز كأنهم خرجوا من فرض إلى فرض آخر قوله فإن فعلن تقف وسطهن كالعراة لأن عائشة رضي الله عنها فعلت كذلك ... وأفاد بالتعبير بقوله تقف أنه واجب فلو تقدمت أثمت كما صرح به في فتح القدير والصلاة صحيحة .... وإنما أرشدوا إلى التوسط لأنه أقل كراهية من التقدم كذا في السراج الوهاج ولو تأخرت لم يصح الاقتداء بها عندنا لعدم شرطه وهو عدم التأخر عن المأموم ... والإمام من يؤتم به أي يقتدى به ذكرا كان أو أنثى ()
وقال العبدرى المالكى:لا تصح إمامة المرأة عندنا وليعد صلاته من صلى وراءها وإن خرج الوقت قاله ابن حبيب ()
وقال النفراوى: باب في بيان حكم الإمامة وهي في اللغة مطلق التقدم وأما في الشرع فتنقسم أربعة أقسام إمامة وحي أي حصلت بسبب الوحي وهي النبوة وإمامة وراثة أي حصلت بسبب الإرث لأن العلماء ورثة الأنبياء وهي العلم وإمامة مصلحة وهي الخلافة العظمي ويقال لها الإمامة الكبرى وإمامة عبادة وهي صفة حكيمة توجب لموصوفها كونه متبوعا لا تابعا ..... ولا يصح أن تؤم المرأة في فريضة ولا نافلة لا رجالا ولا نساء لخبر لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة وسواء عدمت الرجال أو وجدت لأن الإمامة خطة شريفة في الدين ومن شرائع المسلمين واعلم أن الإمامة لها شروط صحة وشروط كمال فشروط صحتها ثلاثة عشر أولها الذكورة المحققة فلا تصح إمامة المرأة ولا الخنثى المشكل وتبطل صلاة المأموم دون الأنثى التي صلت إماما ().
قلت: أما قوله بعدم جواز إمامة المرأة النساء، فباطل بما ثبت من نصوص وأقوال وردت عن الصحابة والتابعين تجوز إمامتها للنساء على ما سيتضح.
وقال ابن حزم الظاهرى: أما منعهن من إمامة الرجال فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن المرأة تقطع صلاة الرجل وأن موقفها في الصلاة خلف الرجال والإمام لا بد له من التقدم أمام المؤتمين أو من الوقوف عن يسار المأموم إذا لم يكن معه غيره فلو تقدمت المرأة أمام الرجل لقطعت صلاته وصلاتها وكذلك لو صلت إلى جنبه لتعديها المكان الذي أمرت به فقد صلت بخلاف ما أمرت ()
وقال أيضا: لا يجوز أن تؤم المرأة الرجل ولا الرجال وهذا ما لا خلاف فيه.
وأيضا فإن النص قد جاء بأن المرأة تقطع صلاة الرجل إذا فاتت أمامه ... مع قوله عليه السلام (الإمام جنة) وحكمه عليه السلام بأن تكون وراء الرجل ولا بد في الصلاة وأن الإمام يقف أمام المأمومين ولا بد أو مع المأموم في صف واحد ... ومن هذه النصوص يثبت بطلان إمامة المرأة للرجل وللرجال يقينا الرجال ()
وقال الشوكانى قوله (لا تؤمن امرأة رجلا) () فيه أن المرأة لا تؤم الرجل وقد ذهب إلى ذلك العترة والحنفية والشافعية وغيرهم وأجاز المزني وأبو ثور والطبري إمامتها في التراويح إذا لم يحضر من يحفظ القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستدل للجواز بحديث أم ورقة ... فالظاهر أنها كانت تصلي ويأتم بها مؤذنها وغلامها ()
قلت: ليس فى الحديث أن مؤذنها وغلامها كانا يصليان خلفها، بل لو صح الحديث يحتمل أن يكون أن مؤذنها كان يؤذن لها، ثم ينصرف للصلاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
وقال الشوكانى: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جواز إمامة المرأة بالرجل أو الرجال شيء ولا وقع في آلاف ولا في عصر الصحابة والتابعين من ذلك شيء وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفوفهن بعد صفوف الرجال وذلك لأنهن عورات وائتمام الرجل بالمرأة خلاف ما يفيده هذا ولا يقال الأصل الصحة لأنا نقول قد ورد ما يدل على أنهن لا يصلحن لتولي شيء من الأمور وهذا من جملة الأمور بل هو أعلاها وأشرفها فعموم قوله لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كما في الصحيحين وغيرهما يفيد منعهن من أن يكون لهن منصب الإمامة في الصلاة للرجال ()
وقال أيضا: وأما عدم صحة إمامة المرأة بالرجل فلأنها عورة وناقصة عقل ودين والرجال قوامون على النساء ولن يفلح قوم لوا أمرهم امرأة كما ثبت في الصحيح ومن ائتم بالمرأة فقد ولاها أمر صلاته ()
مسألة ويجوز للمرأة أن تؤم النساء وتقف وسطهن، برهان ذلك ما صح من أن السيدة عائشة كانت تؤم النساء وتقف وسطهن، وكذا السيدة أم سلمة، وهو قول ابن عباس، وابن عمر، وجماعة من الصحابة لا يعرف لهم مخالف.
قال الشافعي رحمه الله تعالى أخبرنا سفيان عن عمار الدهنى عن امرأة من قومه يقال لها حجيرة أن أم سلمة أمتهن فقامت وسطا.
قال الشافعي روى الليث عن عطاء عن عائشة أنه صلت بنسوة العصر فقامت في وسطهن.
وعن الشافعي قال أخبرنا إباهيم عن صفوان قال إن من السنة أن تصلى المرأة بالنساء تقوم في وسطهن قال الشافعي وكان على ابن الحسين يأمر جارية له تقوم بأهله في شهر رمضان وكانت عمرة تأمر المرأة أن تقوم للنساء في شهر رمضان قال الشافعي وتؤم المرأة النساء في المكتوبة وغيرها وآمرها أن تقوم في وسط الصف وإن كان معها نساء كثير أمرت أن يقوم الصف الثاني خلف صفها وكذلك الصفوف وتصفهن صفوف الرجال إذا كثرن لا يخالفن الرجال في شيء من صفوفهن إلا أن تقوم المرأة وسطا وتخفض صوتها بالتكبير والذكر الذي يجهر به في الصلاة من القرآن وغيره فإن قامت المرأة أمام النساء فصلاتها وصلاة من خلفها مجزئة عنهن ()
وقال صاحب عون المعبود ثبت من هذا الحديث (حديث أم ورقة) أن إمامة النساء وجماعتهن صحيحه ثابتة من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد أمت النساء عائشة رضي الله عنها وأم سلمة رضي الله عنها في الفرض والتروايح ()
قال الحافظ في تلخيص الحبير: حديث عائشة أنها أمت نساء فقامت وسطهن رواه عبد الرزاق ومن طريقه الدارقطني والبيهقي من حديث أبي حازم عن رائطة الحنفية عن عائشة أنها أمتهن فكانت بينهن في صلاة مكتوبة. وروى ابن أبي شيبة ثم الحاكم من طريق ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة أنها كانت تؤم النساء فتقوم معهن في الصف.
وحديث أم سلمة أنها أمت نساء فقامت وسطهن.
رواه الشافعي وابن أبي شيبة وعبد الزراق ثلاثتهم عن ابن عيينة عن عمار الدهني عن امرأة من قومه يقال لها هجيرة عن أم سلمة أنها أمتهن فقامت وسطا ولفظ عبد الرزاق " أمتنا أم سلمة في صلاة العصر فقامت بيننا.
وقال الحافظ في الدارية: وأخرج محمد بن الحسن من رواية إبراهيم النخعي عن عائشة " أنها كانت تؤم النساء في شهر رمضان فتقوم وسطا ".
قلت: وظهر من هذه الأحاديث أن المرأة إذا تؤم النساء تقوم وسطهن ولا تتقدمهن.
قال في السبل – سبل السلام-: والحديث دليل على صحة إمامة المرأة أهل دارها وإن كان فيهم الرجل فإنه كان لها مؤذنا وكان شيخا كما في الرواية , والظاهر أنها كانت تؤمه وغلامها وجاريتها , وذهب إلى صحة ذلك أبو ثور والمزني والطبري , وخالف ذلك الجماهير.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال " تؤم المرأة النساء تقوم في وسطهن ".
وروى ابن أيمن جواز إمامتها للنساء ()
وقال القرطبى قال علماؤنا لا تصح إمامتها للرجال ولا للنساء ()
قلت لا حجة فى قول من نقل عنهم القرطبى من العلماء بعدم جواز إمامة المرأة للنساء، لأن النصوص الواردة بخصوص هذا الشأن حجة عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حزم: فإن صلين - النساء- جماعة وأمتهن امرأة منهن فحسن من ذلك ولا يقطع بعضهن صلاة بعض لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف النساء آخرها ... عن ريطة الحنفية أن عائشة أم المؤمنين أمتهن في صلاة الفريضة .. عن تميمة بنت سلمة عن عائشة أم المؤمنين أنها أمت نساء في الفريضة في المغرب وقامت وسطهن وجهرت بالقراءة.
وعن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عمار الدهني عن حجيرة بنت حصين قالت أمتنا أم سلمة أم المؤمنين في صلاة العصر وقامت بيننا.
وعن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أم الحسن بن أبي الحسن وهي خيرة هو عدا ثقة مشهورة حدثتهم أن أم سلمة أم المؤمنين كانت تؤمهن في رمضان وتقوم معهن في الصف.
وعن عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري أن عائشة أم المؤمنين كانت تؤم النساء في التطوع وتقوم وسطهن في الصف.
وعن عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال تؤم المرأة النساء في التطوع تقوم وسطهن وروى عن ابن عمر أنه كان يأمر جارية له تؤم نساءه في ليالي رمضان.
ومن التابعين روينا عن ابن جريج عن عطاء وعن ابن مجاهد عن أبيه عن سفيان الثوري عن إبراهيم النخعي والشعبي وعن وكيع عن الربيع عن الحسن البصري قالوا كلهم بإجازة إمامة المرأة للنساء وتقوم وسطهن.
قال عطاء ومجاهد والحسن في الفريضة والتطوع ولم يمنع من ذلك غيرهم.
وهو قول قتادة والأوزاعي وسفيان الثوري وإسحاق وأبي ثور وجمهور أصحاب الحديث.
وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وداود وأصحابهم.
وقال سليمان بن يسار ومالك بن أنس لا تؤم المرأة النساء في فرض ولا نافلة وهذا قول لا دليل على صحته وخلاف لطائفة من الصحابة لا يعلم لهم من الصحابة رضي الله عنهم مخالف وهم يشيعون هذا إذا وافق تقليدهم.
بل صلاة المرأة بالنساء داخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة فإن قيل فهلا جعلتم ذلك فرضا بقوله عليه السلام إذا حضرت الصلاة فليؤمكم أكبركم قلنا لو كان هذا لكان جائزا أن تؤمنا وهذا محال وهذا خطاب منه عليه السلام لا يتوجه ألبتة إلى نساء لا رجل معهن لأنه لحن فى العربية متيقن، ومن المحال الممتنع أن يكون عليه السلام يلحن ()
وقال أيضا: وأما إمامتها النساء فإن المرأة لا تقطع صلاة المرأة إذا صلت أمامها أو إلى جنبها ولم يأت بالمنع من ذلك قرآن ولا سنة وهو فعل خير وقد قال تعالى
(وافعلوا الخير) وهو تعاون على البر والتقوى وكذلك إن أذن وأقمن فهو حسن لما ذكرنا ... عن ريطة الحنفية أن عائشة أم المؤمنين أمتهن في الفريضة.
عن تميمة بنت سلمة عن عائشة أم المؤمنين أنها أمت النساء في صلاة المغرب فقامت وسطهن وجهرت بالقراءة.
وعن قتادة أن أم الحسن بن أبي الحسن حدثتهم أن أم سلمة أم المؤمنين كانت تؤمهن في رمضان وتقوم معهن في الصف قال علي هي خيرة ثقة الثقات قال ابن حزم وهذا إسناد كالذهب.
عن عطاء قال تقيم المرأة لنفسها.
وقال طاوس كانت عائشة أم المؤمنين تؤذن وتقيم.
عن حجيرة بنت حصين قالت أمتنا أم سلمة أم المؤمنين في صلاة العصر وقامت بيننا وعن ابن عباس تؤم المرأة النساء وتقوم وسطهن.
وعن ابن عمر أنه كان يأمر جارية له تؤم نساءه في رمضان.
وعن عطاء ومجاهد والحسن جواز إمامة المرأة للنساء في الفريضة والتطوع وتقوم وسطهن في الصف.
وعن النخعي والشعبي لا بأس بأن تصلي المرأة بالنساء في رمضان وتقوم وسطهن وقال الأوزاعي وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وأبو ثور يستحب أن تؤم المرأة النساء وتقوم وسطهن.
قال ابن حزم: ما نعلم لمنعها من التقدم – لإمامة النساء- حجة أصلا وحكمها عندنا التقدم أمام النساء وما نعلم لمن منع من إمامتها النساء حجة أصلا لا سيما وهو قول جماعة من الصحابة كما أوردنا لا مخالف لهم يعرف من الصحابة رضي الله عنهم أصلا وهم يعظمون هذا إذا وافق أهواءهم ويرونه خلافا للإجماع وهو سهل عليهم خلافهم إذا لم يوافق أهواءهم وبالله تعالى التوفيق ()
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن قدامة الحنبلى وإن صلت امرأة بالنساء قامت معهن في الصف وسطا اختلفت الرواية هل يستحب أن تصلي المرأة بالنساء جماعة فروي أن ذلك مستحب وممن روي عنه أن المرأة تؤم النساء عائشة وأم سلمة وعطاء والثوري والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور.
وروي عن أحمد رحمه الله أن مستحب وكرهه أصحاب الرأي وإن فعلت أجزأهن وقال الشعبي والنخعي وقتادة لهن ذلك في التطوع دون المكتوبة.
وقال الحسن وسليم بن يسار لا تؤم في فريضة ولا نافلة وقال مالك لا ينبغي للمرأة أن تؤم أحدا لأنه يكره لها الأذان وهو دعاء الجماعة فكره لها ما يراد الأذان له قال ابن قدامة ولنا حديث أم ورقة (سبق أن بينا حال الحديث) ولأنهن من أهل الفرض (أمرن بأداء فرض الصلاة وغيرها) فأشبهن الرجال وإنما كره لهن الأذان لما فيه من رفع الصوت ولسن من أهله إذا ثبت هذا فإنها إذا صلت بهن في وسطهن لا نعلم فيه خلافا بين من رأى لها أن تؤمهن ولأن المرأة يستحب لها التستر ولذلك لا يستحب لها التجافي وكونها في وسط الصف أستر لها لأنها تستتر بهن من جانبيها فاستحب لها ذلك كالعريان فإن صلت بين أيديهن احتمل أن يصح لأنه موقف في الجملة ولهذا كان موقفا للرجل واحتمل أن لا يصح لأنها خالفت موقفها أشبه ما لو خالف الرجل موقفه ()
مسألة: ويجوز للرجل أن يؤم النساء وحدهن، برهان ذلك ما رواه عبد الله بن أحمد من حديث أبي بن كعب " أنه جاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله عملت الليلة عملا. قال: ما هو؟ قال: نسوة معي في الدار قلن إنك تقرؤ ولا نقرؤ فصل بنا فصليت ثمانيا والوتر , فسكت النبي صلى الله عليه وسلم قال: فرأينا أن سكوته رضا " قال الهيثمي في إسناده من لم يسم، ورواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وإسناده حسن ().
وقد منع قوم من ذلك وكفانا العلامة الشوكانى الرد عليهم بقوله: ليس في صلاة النساء خلف الرجل مع الرجال نزاع وإنما الخلاف في صلاة الرجل بالنساء فقط ومن زعم أن ذلك لايصح فعليه الدليل ()
وقال أيضا وأما كون الرجل يؤم المرأة وحدها فلم يرد ما يدل على المنع من ذلك وقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر النساء بحضور المساجد والدخول في جماعة الرجال وإذا جاز ذلك مع الرجال جاز أن يؤم الرجل بمرأة واحدة من محارمه ومن يجوز له النظر إليه ()
الهوامش
() هى أمريكية من أصل أفريقى، أستاذة للدراسات الإسلامية بقسم الفلسفة والدراسات الدينية بجامعة فرجينيا الأمريكية، أصبح اسمها معروفا فى الأوساط الأمريكية بعد نشر كتابها (القرآن والمرأة) الذى طالبت فيه بحق المرأة المسلمة فى ممارسة التكاليف الدينية ومنها مسألة الإمامة أنظر الأسبوع، عدد 417.
() تقصينا هذه القاعدة بالشرح فى كتابنا الطرق السوية فى شرح عشرين قاعدة فقهية، نسأل الله أن يعين على إتمامه.
() ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
() أفتى الترابى وهو أحد الأعلام السياسيين والدينيين فى السودان بجواز إمامة المرأة الرجال، وازداد شططه فى أمور الدين حتى أفتى بجواز زواج المرأة المسلمة من يهودى أو مسيحى فنسأل الله السلامة والعصمة
() كانت جارية للسلطان نجم الدين أيوب، وهى أرمينية الأصل، وقيل تركية، أحبها نجم الدين وتزوجها، وكانت غاية فى الجمال والذكاء، أنجبت منه خليل مات صغيرا، بعد وفاة توران شاه ابن زوجها، تولت حكم مصر، مدة ثلاثة أشهر، ثم ملك مصر عز الدين أيبك وتزوجها، وغارت عليه لما بلغها أنه يريد الزواج بابنة صاحب الموصل، فعملت على قتله، فتمالأ عليها مماليك أيبك فقتلوها، ودفنت بالقرب من قبر السيدة نفيسة سنة 655هـ أنظر ابن كثير، البداية والنهاية، مجلد 7 ص 182.
() المعترف بها فى الأزهر وهى الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والظاهرية والشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والخوارج الأباضية.
() تقصينا هذه الأقوال فى كتابنا الكبير عن تاريخ العالم والموسوم بـ (البحر المسجور فى تاريخ الأحداث والدهور) فى الجزء الخاص بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والله نسأله أن يعيننا على إتمامه بحوله وقوته.
(يُتْبَعُ)
(/)
() مسلم، كتاب الصلاة من صحيحة، 664، والترمذى، كتاب الصلاة، رقم 208، النسائى، الإمامة، رقم 811، أبوداود، الصلاة، 580، ابن ماجة، إقامة الصلاة، 990، أحمد، باقى مسند المكثرين، 7058، الدارمى، الصلاة، 1240.
() هي قرية عامرة بين مكة والمدينة وهو إلى المدينة أقرب , ويقال هو منها على ثمانية وعشرين فرسخا على منتصف الطريق تقريبا , وبدر بئر كانت لرجل يسمى بدرا.
() أي علقت عتقهما على موتها من التدبير , وهو أن يقول السيد لعبده: أنت حر بعد موتي أو إذا مت فأنت حر
() من الغم وهو تغطية الوجه فلا يخرج الغم ولا يدخل الهواء فيموت
() هي كساء له خمل أي غطا وجه أم ورقة بقطيفة لها حتى ماتت.
() أبوداود، السنن، 1/ 161.
() صحيح ابن خزيمة، 3/ 89، 1676.
() ابن الجارود، المنتقى، 1/ 91، رقم 333
() أبونعيم، حلية الأولياء، 2/ 63.
() المستدرك، 1/ 320، ورواه النسائى، السنن الصغرى، 1/ 342. والبيهقى فى السنن الكبرى، 3/ 130، سنن الدارقطنى، 1/ 279،403، 3/ 114، ومصنف ابن أبى شيبة، 6/ 538، 7/ 257، مسند إسحاق بن راهوية، 1/ 234،235، مسند أحمد، 6/ 405، أبوبكر الشيبانى، الآحاد والمثانى، 6/ 139، ومعجم الطبرانى الكبير، 25/ 134، 135.
() الذهبى، ميزان الاعتدال، 8/ 144، 145، ابن حجر، تهذيب التهذيب، 6/ 153.
() ابن حجر، تهذيب التهذيب، 2/ 96.
() ابن حجر، تلخيص الحبير، 2/ 26.
() ابن الجوزى، التحقيق فى أحاديث الخلاق، 1/ 313
() ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17، وانظر المرداوى، الإنصاف، 2/ 263 - 265.
() ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
() النفراوى المالكى، الفواكه الدوانى، 1/ 205
() تفسير القرطبى، 1/ 356.
() قلت: أما العدوى فقد قال فيه البخارى، و أبو حاتم: منكر الحديث.
زاد أبو حاتم: شيخ مجهول.
وقال الدارقطنى: متروك.
وقال أبو أحمد بن عدى: له من الحديث شىء يسير.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 6/ 21:
قال البخارى: لا يتابع على حديثه.
وقال وكيع: يضع الحديث.
وقال ابن حبان:لا يحل الاحتجاج بخبره.
وقال الدارقطنى: منكر الحديث.
وقال ابن عبد البر: جماعة أهل العلم بالحديث يقولون إن هذا الحديث ـ يعنى الذى أخرجه له ابن ماجة ـ من وضع عبد الله بن محمد العدوى، و هو عندهم موسوم بالكذب. اهـ.
() وابن جدعان قال فيه ابن سعد كان كثير الحديث، و فيه ضعف، و لا يحتج به.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ليس بالقوى، و قد روى الناس عنه.
وقال أيوب بن إسحاق بن سافرى: سألت أحمد عن على بن زيد، فقال: ليس بشىء.
وقال حنبل بن إسحاق بن حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: على بن زيد ضعيف الحديث.
وقال عثمان بن سعيد الدارمى، عن يحيى بن معين: ليس بذاك القوى.
وقال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: ضعيف.
وقال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن يحيى بن معين: ليس بذاك.
وقال مرة أخرى: ضعيف فى كل شىء.
وقال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ليس بشىء.
وقال فى موضع آخر: ليس بحجة.
وقال فى موضع آخر: على بن زيد أحب إلى من ابن عقيل، و من عاصم بن عبيد الله
وقال أحمد بن عبد الله العجلى: يكتب حديثه، و ليس بالقوى.
وقال فى موضع آخر: كان يتشيع، لا بأس به.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، صالح الحديث، و إلى اللين ما هو.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: واهى الحديث، ضعيف، فيه ميل عن القصد،لا يحتج بحديثه.
وقال أبو زرعة: ليس بقوى.
وقال أبو حاتم: ليس بقوى، يكتب حديثه، و لا يحتج به، و هو أحب إلى من يزيد
ابن أبى زياد، و كان ضريرا، و كان يتشيع.
وقال الترمذى: صدوق إلا أنه ربما رفع الشىء الذى (يوقفه) غيره.
وقال النسائى: ضعيف.
وقال أبو بكر بن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.
وقال أبو أحمد بن عدى: لم أر أحدا من البصريين، و غيرهم امتنعوا من الرواية
عنه، و كان يغلى فى التشيع فى جملة أهل البصرة، و مع ضعفه يكتب حديثه.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم.
وقال الدارقطنى: أنا أقف فيه، لا يزال عندى فيه لين.
وقال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد: حدثنا على بن زيد، و كان يقلب الأحاديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى رواية: كان على بن زيد يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غدا، فكأنه ليسذاك.
وقال أبو معمر القطيعى: كان ابن عيينة يضعف ابن عقيل، و عاصم بن عبيد الله، وعلى بن زيد.
وقال محمد بن المنهال سمعت يزيد بن زريع يقول لقد رأيت على بن زيد، و لم أحمل عنه، فإنه كان رافضيا.
و قال ابن حبان: يهم و يخطىء، فكثر ذلك منه فاستحق الترك.
() قال ابن الفرضى: كان حافظا للفقه نبيلا، إلا أنه لم يكن له علم بالحديث،ولا يعرف صحيحه من سقيمه.
وقال أبو محمد بن حزم: روايته ساقطة مطرحة.
و قال أبو بكر بن أبى شيبة: ضعفه غير واحد، و بعضهم اتهمه بالكذب.
و فى " تاريخ أحمد بن سعيد بن حزم الصدفى " توهينه، فإنه كان صحفيا لا يدرى ما الحديث.
() الصنعانى، سبل السلام، 2/ 29،30.
() ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
() ابن قدامة، عمدة الفقه، ص23.
() ابن رشد، بداية المجتهد، 1/ 105.
() ابن مفلح، المبدع، 2/ 72.
() مرعى بن يوسف الحنبلى، 46.
() ابن تيمية، المحرر فى الفقه، 1/ 103.
() المرداوى، الإنصاف، 2/ 263 - 265.
() ابن ضويان، منار السبيل، 1/ 125.
() البهوتى، كشف القناع، 1/ 479.
() القفال، حلية العلماء، 2/ 170.
() الشافعى، الأم، 1/ 164.
() النووى، المجموع، 4/ 223.
() زين بن إبراهيم، البحر الرائق، 1/ 372،373.
() العبدرى، التاج والإكليل، 2/ 92.
() النفراوى المالكى، الفواكه الدوانى، 1/ 205.
() ابن حزم، المحلى، 4/ 219،220.
() ابن حزم، المحلى، 3/ 125 - 128.
() الحديث الذى رواه ابن ماجة.
() الشوكانى، نيل الأوطار، 3/ 201.
() الشوكانى، السيل الجرار، 1/ 250.
() الشوكانى، الدرارى المضية، 1/ 134.
() الشافعى، الأم، 1/ 164.
() محمد شمس الحق العظيم آبادى، عون المعبود، 2/ 212.
() نقلا عن تفسير القرطبى، 1/ 356.
() تفسير القرطبى، 1/ 356.
() ابن حزم، المحلى، 3/ 125 - 128، وعن الروايات التى وردت بشأن إمامة المرأة النساء انظر: الزيلعى، نصب الراية، 2/ 31،32
() ابن حزم، المحلى، 4/ 219،220.
() ابن قدامة، المغنى، 2/ 15،16،17
() الهيثمى، مجمع الزوائد، 2/ 74. ورواه أحمد فى مسنده، برقم (21136).
() الدرارى المضية، 1/ 134.
() الشوكانى، السيل الجرار، 1/ 250.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Aug-2008, صباحاً 01:45]ـ
الأخ الفاضل الدكتور عبد الباقي.
جزاك الله خيرًا ونفع بك وحبذا لو نسقت هذا الرد في ملف وورد وأرفقته في مشاركة جديدة أرى ذلك سيكون نافعًا إن شاء الله، وستنضبط الهوامش أكثر من هذا، بارك الله فيك.
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 03:53]ـ
أخى الفاضل الأستاذ على أحمد عبدالباقى لقد رفعت هذه الدراسة على ملف وورد من قبل ووضعت رابطها على الموقع لمن أراد، ولكن رضوخا لنصيحة بعض الأخوة أعدت وضعها على الموقع فى هذه الصورة ولم أتمكن من ضبط الهوامش أكثر من ذلك ولكن الرسالة مضبوطة على الوورد حقا وهذا هو الرابط
http://www.zshare.net/download/166133892a6236a2/
وجزاكم الله خيرا(/)
إرشاد الفائز بجوزا رفع الأيدى فى صلاة الجنائز
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 11:18]ـ
إرشاد الفائز بجواز
رفع الأيدى
فى
صلاة الجنائز
تأليف
عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى
دكتوراه التاريخ والحضارة
كلية الآداب جامعة عين شمس
الحمد لله الذى قدر وقضى وحكم فأمضى ورضى وأرضى وتنزه أن يكون جوهرا أوعرضا، وعرض عباده لمباهاة الملأ الأعلى عرضا، والصلاة والسلام على من قيل له (ولسوف يعطيك ربك فترضى) () فتميز بهذا المقام عمن قال (وعجلت إليك رب لترضى) () صلاة وسلاما دائمين متلازمين عليه وعلى آله وأصحابه المخصوصين بالرضا، ومن سلك طريقهم من أهل المقام العلى المرتضى.
أما بعد:
فقد سألنا أحد أصحابنا عن حكم رفع اليدين فى التكبيرات الأربع لصلاة الجنازة وكان مهموما حزينا وهو يسأل قلت له إن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم لكنى أقول بقول من قال بالرفع فى التكبيرات الأربع لأنه قول ابن عمر وابن عباس، فى حين أن القول الآخر والذى يقتصر على الرفع فى التكبيرة الأولى فقط لا يعرف أحد من الصحابة قال به، ثم قلت له لم هذا السؤال! قال لى صليت الجمعة بأحد المساجد وكان يخطب أحد الدعاة وبعد أن انتهى من الخطبة كانت هناك جنازة فصلى عليها وقال قبل أن يصلى " لا ينبغى رفع الأيدى فى صلاة الجنازة إلا فى التكبيرة الأولى" فذهبت إليه وقلت له يا شيخنا أنا طالب علم وقرأت فى كتاب الفقه الواضح للدكتور محمد بكر إسماعيل أن مسألة رفع الأيدى فى التكبيرات الأربعة فيها خلاف بيد أهل العلم، فكيف حكمت أنت بأنه لا رفع إلا فى التكبيرة الأولى قال فرد الشيخ علىَ قائلا: " أنا لا أقول بالخلاف إنما أقول بأقوال أهل التحقيق " فرد صاحبنا قائلا: "قلت أين أدلتهم ومن هم" فرد الشيخ قائلا: "اقرأ فى كتب أهل العلم وستجد الإجابة"، قال صاحبنا فقلت له حدد لى أى كتب العلم فصمت ثم قال لى اقرأ فى فقه السنة، والمغنى لابن قدامة وستجد ما أقوله.
على أثر ذلك جاءنى صاحبنا يسأل عن تحقيق المسألة وهو فى حيرة من أمره خاصة وأنه كان قد حدث الناس بأن أمر رفع الأيدى فى تكبيرات الجنازة فيه خلاف بين أهل العلم، ومن ثم فقد حققت المسألة أمامه وأريته أقوال أهل العلم وقلت له إن القول الذى قاله الشيخ نقله من فقه السنة وهو للإمام الشوكانى حيث جاء فيه " والحاصل أنه لم يثبت فى غير التكبيرة الأولى شىء يصلح للاحتجاج به عن النبى صلى الله عليه وسلم وأفعال الصحابة وأقوالهم لا حجة فيها فينبغى أن يقتصر على الرفع عند تكبيرة الإحرام لأنه لم يشرع فى غيرها ن إلا عند الانتقال من ركن إلى ركن كما فى سائر الصلوات، ولا انتقال فى صلاة الجنازة " ().
وبعد تحقيق المسألة رأيت أن أضع فيها رسالة من باب النصح والتبيين خاصة بعد أن تأكد لى بأن الشيخ السالف الذكرلا يقبل كلام أحد إلا كلام نفسه وأذكر أننى كنت قد حدثته فى رمضان الفائت 1428هـ عن تحديده مسافة القصر بين الثمانين والتسعين كم، والتى نقل فيها أقوال الأئمة الأربعة دون أن يتابع أقوال محققى المذاهب فى المسألة فقلت له يا دكتور أريد أن أتحدث معك بخصوص مسافة القصر فرد على ردا والله الذى لا إله غيره ما توقعته منه أبدا ولا ممن هو أقل منه قال لى: "كل ما تقوله فأنا أعرفه "، إزاء ذلك تملكتنى الدهشة من هذا الرجل الذى أحبه الناس حبا مفرطا وكنت أنا واحدا منهم كيف به يرد هذا الرد على واحد لا يعرف عنه شىء، ولا يدرى هل هو من أهل العلم أم لا، كيف به يقول هذا الكلام وهو الذى نحسبه والله حسيبه مخلصا وصادقا فى كلامه حتى إنه لُيبكى الناس ويٌرجف قلوبهم، كيف يرد هذا الرد وعمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يقول " رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبى"، وكان يقبل من كل أحد حتى من المرأة التى عارضته على الملأ فى مسجد النبى لما أراد أن يحد حدا لمغالاة المهور، وبعدها قال مقولته المشهورة " " كل الناس أفقه من عمر" ()، وفى رواية "إن امرأة خاصمت عمر فخصمته"، وفى رواية " امرأة أصابت ورجل أخطأ" ().
وهذا سعيد بن جبير يقول: "لا يزال الرجل عالماً ما تعلَّم، فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون".
(يُتْبَعُ)
(/)
وها هو الإمام أحمد بن حنبل يسأله الناس إلى متى تطلب العلم يا إمام ولقد بلغت في العلم منزلة عظيمة؟ فقال: "مع المحبرة إلى المقبرة".
وقيل لسهل التستري (ت 283هـ) إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ فقال: حتى يموت ويصبّ باقي حبره في قبره.
وقال ابن المبارك: "لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل".
أحسست بدهشة عجيبة ومع ذلك تحدثت معه من باب النصح خاصة وأنا أعمل فى مجال الدعوة وواحد من المتخصصين فى العلوم الشرعية والإنسانية، ولى مؤلفات طرحت فى السوق ولقيت القبول - بفضل الله وحده - وأحدها قرظه شيخنا وأستاذنا الدكتور على جمعه وقدم له وهو (إبطال دعوى إمامة المرأة الرجال)، وآخر وهو (أطروحات فقهية) ضم بين دفتيه بضع وعشرين صفحة عن القصر () وغيرها كما هو موضح فى آخر الرسالة، لذلك ما نويت من حديثى إلا النصح والتبيين، لكننى ما أن شرعت فى الحديث حتى فاجاءنى الشيخ بمفاجأة جديدة وذلك انه سألنى وأنا أتحدث سؤال التعالى فى أى الوظائف تعمل صمت برهة وقلت له أنا باحث دكتوراة بآداب عين شمس فرد قائلا: كمان والكلمة تفصح عما تحويه من دلالات، المهم أنه بعد حوار ليس بالقصير قال لى فى النهاية "انت عايزنى أفتى الناس برأيك، لن يكون وعلى كل فرأيك قد أشرت إليه".
كان الحوار صدمة لى خاصة وأنه تكشف لى من خلاله أن الشيخ مع بلاغته فهو قليل التحقيق فى الفقه والحديث، وأنا لا أسر هذا بل أعلنه فلما سئلت عنه قلت " إنه بلغ فى البلاغة مبلغا عظيما كأن اللغة مطية امتطى زمامها لكنه قليل التحقيق فى الفقه والحديث"، وليس أدل على ذلك أنه لم يعرف قاعدة الزائد على معهود الأصل خلال حديثى معه وهى من أبواب أصول الفقه العظيمة، ولما قلت له إن النبى حدد المسافة فيما رواه سعيد بن منصور بفرسخ قال لى أتريدنى أن أترك قول البخارى إلى قول سعيد بن منصور، وأنا لا أدرى أى قول للبخارى فى هذا الموضوع يؤيد مسافة الثمانين كم فالبخارى ما ورد عنده يحدد المسافة بثلاثة أميال فى حديث أنس الذى فيه (أنه صلى مع النبى الظهر أربعا بالمدينة وبذى الحليفة ركعتين) والمسافة بين المدينة وذى الحليفة ثلاثة أميال على قول ابن حزم ()، ولما حدثته عن حجة الأئمة الأربعة فى تحديد المسافة وقلت له إنهم احتجوا بحديث البخارى ومسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا يحل لامرأة أن تسافر سفرا ثلاثة أيام بليالها إلا مع زوجها أو ذى محرم) فقالوا لقد سمى النبى السير ثلاثة أيام بليالها سفر، رد على الدكتور قائلا ما دخل هذا الكلام بما نتحدث فيه، ولم يعرف أن الأئمة الأربعة استنبطوا هذا الحكم من هذا الحديث وغيره مما فيه ذكر السفر، ولما سئل أيهما يقدم فى الصيام ست شوال أم قضاء المرأة ما عليها أولا () أفتى بصيام الستة أولا وعمل برأى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها دون تحقيق له، مع أن فعلها كان خاص بها، والفرض مقدم على السنة والمشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر " () قال العلامة عبدالعزيز بن باز "ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان؛ ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام والعناية وبالله التوفيق" ().
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين موضحا خطأ من احتج بفعل عائشة على جواز صيام ست شوال قبل القضاء: " ولقد اشتبه على بعض الناس ما صح به الحديث عن عائشة رضي الله عنها من فعلها أنها قالت: (كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان) فقالوا إن عائشة لا يمكن أن تدع صيام ستة أيام من شوال ومع ذلك لا تقضي ما عليها من رمضان إلا في شعبان ومن المعلوم أن هذا الفهم فهم خاطئ جدا لأن عائشة رضي الله عنها تقول لا أستطيع أن اقضيها فمن لا يستطيع أن يقضي الصوم الواجب لا يستطيع أن يتطوع بالنفل وهذا أمر ظاهر معلوم ثانيا عائشة رضي الله عنها أفقه من أن تخالف ظاهر الحديث بل صريحة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم اتبعه ستا أيام من شوال) فجعل هذه الستة تابعة لرمضان وعائشة رضي الله عنها من أفقه النساء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ثالثا أنه يبعد جدا أن
(يُتْبَعُ)
(/)
تترك عائشة رضي الله عنها ما يجب عليها من القضاء ثم تتطوع بشيء ليس بواجب فإن هذا خلاف المعقول لأن المعقول أن يبدأ الإنسان بالواجب قبل النفل رابعا ما الذي أعلمهم إن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم ستة أيام من شوال أو غيرها من التطوع إنهم إذا قالوا إنها تصوم فقد قالوا ما لا علم لهم به ().
قلت: لا شك أن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها كانت لها ظروف خاصة ومن ثم كان تأخيرها القضاء لعذر هو الانشغال برسول الله وقد أوضحت ذلك بقولها " كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلاَّ فِي شَعْبَانَ الشُّغُلُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَوْ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ()، ومن ثم فما فعلته لم يكن تشريعا بل كانت حالة خاصة بها، ولذلك فإن أبا هريرة رضى الله عنه عنه لما سُئل عن صيام العشر قبل قضاء رمضان فقال: "ابْدَأْ بِحَقِّ اللَّهِ فَاقْضِهِ، ثُمَّ تَطَوَّعْ بَعْدُ مَا شِئْتَ" ().
ومن الأمور الواضحة البينة لكل من كانت لديه مسكة عقل ما قام به هذا الشيخ من إطالة الخطبة وقصر الصلاة، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول (إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة) ().
ومن قلة تحقيقه فى الحديث روايته الضعيف والموضوع على المنبر وأنا لن أستطرد فى ذلك وأكتفى بمثال واحد وهو حديث أبى معلق () الذى ادعى أنه صحابيا وأن عرش الرحمن اهتز له، وذكر خبره مستشهدا به على الثقة فى الله، وهذا الحديث والله ما علمت خبره إلا بعد أن جاءنى أحد الأخوة يسألنى عنه فقلت إنه ليس فى الصحابة أحد بهذا الاسم، أو وقع معه ما وقع كما ذكر الخبر، ومع ذلك رجعت إلى المظان والمصادر فوجدت بأنه حقا ليس بصحابى وأن الحديث موضوع.
قال الشيخ الألبانى: هذا من الأكاذيب التي يذكرها بعض الناس ممن لا علم عندهم بالحديث صحيحه من ضعيفه، نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ().
وقال الألبانى عن الحديث أيضا: موضوع، لوائح الوضع والصنع عليه ظاهرة، أخرجه ابنُ أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " (38/ 23) حدثني عيسى بنِ عبدِ اللهِ التميمي قال: أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي، عن موسى بنِ وردان، عن الكلبي - وليس بصاحبِ التفسيرِ - عن الحسن عن أنس قال: ..... فذكره.
قلت أى الألبانى: وهذا لإسناد مظلم، لم أعرف أحدا ممن دون الحسن، غير موسى بن وردان، وهو مختلف فيه، وقد قال فيه أبو حاتم: (ليس به بأس) فالآفة إما من (الكلبي) المجهول، وإما ممن دونه والحسن – وهو البصري – مدلس، وقد عنعن، فالسند واه فمن الغريب أن يذكر (أبو معلق هذا في الصحابة، ولم يذكروا له ما يدل على صحبته سوى هذا المتن الموضوع بهذا الإسناد الواهي! ولذلك والله أعلم، لم يورده ابن عبد البر في (الاستيعاب) وقال الذهبي في التجريد (2/ 204): له حديث عجيب، لكن في سنده الكلبي، وليس بثقة، وهو في كتاب (مجابي الدعوة ويلاحظ القراء أنه قال في الكلبي: (ليس بثقة) وفي هذا إشارة منه إلى أنه لم يلتفت إلى قوله في الإسناد (وليس بصاحب التفسير لأن الكلبي صاحب التفسير هو المعروف بأنه ليس بثقة، وقد قال في المغني: (تركوه، كذبه سليمان التيمي وزائدة وابن معين، وتركه ابن القطان وعبد الرحمن، ومن الغرائب أيضا: أن يذكر هذه القصة ابن القيم في أول كتابه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) من رواية ابن أبي الدنيا معلقا إياها على الحسن، ساكتا عن إسنادها ().
هذه نماذج عرضتها للتدليل على قولى، وليست والله محاولة للانتقاص من قدر الرجل أو تشويها لصورة جميلة بحق عندى وعند الناس، فالله يعلم مدى إجلالى له وإكبارى، وما هذا العرض والتقصى وتصنيف هذه الرسالة إلا من باب النصح والتبيين.
الجدير بالذكر أننى ما كنت سأكتب في هذه المسألة أبدا ولا فيما قاربها ما حييت لأننى لا أميل إلى الفروع ولا الخلاف بل أمقت ذلك كل المقت، وحسبى أننى أتقيد فى أقوالى وكتاباتى بالقرآن والسنن وما أجمع العلماء عليه، ولكنى اضطررت للكتابة فيها لأمرين إلى جانب ما سبق:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أننى وجدت أناسا يتبعون أقوالا وروايات لمجرد أن قائلا بعينه هو صاحبها دون تحقيق ولا تمحيص، ودون استناد إلا الحجج والبراهين والأدلة التى طالبنا الله بها بقوله (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
الثانى: أن فريقا من الناس إذا ما حدثهم أحد من أهل العلم أو ممن نشأ فى محراب العلم قالوا فى تبجح إنا وجدنا العلامة فلان قال كذا والدكتور فلان قال كذا والشيخ فلان قال كذا أفنترك قول العلماء لقولك أنت، وفريق آخر أنكى مغالاة من هذا الفريق تجدهم يقولون إننا نشأنا فوجدنا هذا الأمر متعارف عليه بين العلماء والناس ولقد سمعت وشاهدت من هذا الكثير ومن ذلك أننى أذكر فى يوم من الايام وبعد صلاة العصر أراد أحد المشايخ أن يتحدث فى المسجد ليبين أمرا من الامور فمنعه رجل فى غلظة وقسوة وقال له دعنا نختم الصلاة أولا فامتثل الشيخ فى أدب وتواضع جم رغم فضيحته على الملا، ثم تحدث بعد ختام الصلاة، وبعد الانتهاء من الحديث حدث خلاف فى المسجد حول مسألة ختام الصلاة هل هى سنة أم فرض وأدلى من لديه العلم بدلوه للرجل المتعنت ومع ذلك صمم على رأيه بأنه لا حديث إلا بعد ختام الصلاة، فجاء به أحد أصحابنا إلى وقال له هذا دكتور متخصص فى أمور الشريعة فاسأله فحكى لى المسألة فقلت له إن ختام الصلاة سنة وأوضحت له مشروعيتها فشعرت بالرجل وكأن قلبه كاد أن يقف كيف به يسمع كلاما يخالف ما هو عليه وما رآه فرد قائلا ولكننا منذ الصغر ونحن نعلم بأن ختام الصلاة فرض قلت له أتترك حديث الرسول إلى سواه من تقليد للناس فلما رأى أنه لا نصير لقوله وظن أن اتفاقا أحكم ضده رد قائلا: والله لا أغشاكم فى مجالسكم ولا مساجدكم بعد ذلك.
هذا هو حال كثير من الناس وهم لا يدرون أنهم بهذا يهلكون أنفسهم ويقلدون أهل الكفر فى ذلك إذ كانوا يقولون (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)
إزاء ما سبق كان لزاما على أن أدلى بدلوى فى مسألة رفع الأيدى فى تكبيرات الجنازة من باب التوضيح لقوله تعالى (لتبيننه للناس ولا تكتمونه)، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة) ()، فضلا عن أن الأمر لم يعد مرتبطا بالانشغال بالفروع عن الأصول بل ازداد الأمر سوءا حتى انشغل الناس بالتعصب لأشخاص عن الفروع نفسها، فصاروا فى حاجة إلى توضيح وتبيين ممن منح القدرة على ذلك، ومن ثم فأنا أهيب بإخوانى وأصحابى أن لا يظنون أننى بذلك تجافيت عن منهجى ومذهبى وركنت إلى الفروع وانشغلت بالقشر عن اللب، فالأمر لا يعدو مجرد توضيح وتبيين مسألة هى حقا من الفرعيات لكننى حرصت على عرضها عرضا أصوليا محققا بعيدا عن التعصب والتقليد لأحد، خاصة وأن إمام مذهبى ابن حزم الظاهرى يرى رأيا يخالف ما نراه، ولكنى كما قلت لا يعنينى إلا الدليل والبرهان، ولست أنشغل عن ذلك بالأقاويل.
وإنى لأعلم رغم ما قلت أن أناسا سينتقدوننى على خوضى فى موضوعات كهذه، ولكن حسبى أننى أدل الناس على طريق الهدى، واوجههم إلى الحق قدر طاقتى، وأتمثل بقول الله تعالى (الذين يبلغون الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله زكفى بالله حسيبا) ().
ورغم أننى أرى صحة قولى بأن الراجح فى هذه المسألة هو الرفع فى التكبيرات الأربع اتباعا لابن عمر وابن عباس وعملا برأى الجمهور، لكننى لعدم وجود نص قطعى الدلالة، وتجنبا للخلاف أدعو كل من قرأ هذه الرسالة أن لا يتعصب لقول قائل ايا كان قائله فالأمر فيه متسع ومن تبنى إحدى وجهتي النظر فى المسألة فله رأيه، ولا ينبغي أن يحتد شخص، ولا ينفعل آخر، بسبب تبنيه لوجهة نظر في هذا الباب، خاصة وأن هذا الأمر من أمور الخلاف التى ليس عليها اتفاق ولا إجماع. قال ابن المنذر: أجمعوا على أنه يرفع في أول تكبيرة، واختلفوا في سائرها ().
وقال سفيان الثوري: [إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختلف فيه وأنت ترى غيره فلا تنهه].
وقال الإمام أحمد بن حنبل: [لا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهب …].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: [… وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ فلا ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً: [مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه، وإذا كان في المسألة قولان فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به وإلا قلد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان أرجح القولين] ().
والله أسأله السداد والتوفيق وأن يقبل هذا العمل بحوله وقوته
الفقير إلى عفو ربه
عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى
دكتوراة التاريخ والحضارة الإسلامية
كلية الآداب جامعة عين شمس
مسألة: ورفع اليدين فى صلاة الجنازة أمر مختلف فيه من لدن السلف على قولين، وهما الرفع فى التكبيرة الأولى فقط، والرفع فى التكبيرات الأربع وهذا هو رأى الجمهور وهو الذى نختاره لأنه عمل اثنان من الصحابة لا يعرف لهما مخالف هما ابن عمر وابن عباس.
أما أصحاب الرأى الأول الذين قالوا بأن المصلي على الجنازة يرفع يديه فى التكبيرة الأولى فقط فقد احتجوا بالآتى:
أولا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبَّر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة، ووضع اليمنى على اليسرى ().
وهذا إسناده ضعيف جدًا، ففيه أبو فروة يزيد بن سنان وهو متروك ()، وفيه أيضًا يحيى بن يعلى () وهو ضعيف.
ثانيا: حديث ابن عباس رضي الله عنه وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه على الجنازة في أول تكبيرة ثم لا يعود ()، وهذا إسناده ضعيف أيضًا، ففي إسناده الفضل بن السكن () وهو ضعيف، ووصفه بعض أهل العلم بالجهالة.
وممن قال بهذا الرأي؛ أن اليد ترفع في التكبيرة الأولى فقط:
1 - إبراهيم النخعي كان إذا صلى على جنازة رفع يديه فكبر، ثم لا يرفع، وكان يكبر أربعًا ().
2 - والحسن بن عبيد الله النخعي كان يفعل مثل إبراهيم النخعى ().
3 - وسفيان الثوري ().
4 - وأبو حنيفة فى رواية عنه حيث قال برفع الأيدى فى كل تكبيرة فى صلاة الجنازة ().
5 - ورواية عن الإمام مالك فقد حكى ابن نافع عنه أنه قال: استحب أن يرفع يديه في التكبيرة الأولى ().
6 - وابن حزم الظاهرى حيث قال: " وأما رفع الأيدي فإنه لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رفع شيء من تكبير الجنازة إلا في أول تكبيرة فقط فلا يجوز فعل ذلك لأنه عمل في الصلاة لم يأت به نص " ().
7 - والشوكاني إذ يقول: [والحاصل أنه لم يثبت في غير التكبيرة الأولى شيء يصلح للاحتجاج به عن النبي صلى الله عليه وسلم] ().
8 - والشيخ سيد سابق حيث قال: " والسنة عدم رفع اليدين فى صلاة الجنازة إلا فى أول تكبيرة فقط، لأنه لم يأت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه رفع فى شىء من تكبيرات الجنازة إلا فى أول تكبيرة فقط" ()
9 - والشيخ الألباني الذى قال ":ويشرع له أن يرفع يديه في التكبيرة الاولى، وفيه حديثان: الاول: عن أبي هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة، ووضع اليمنى على اليسري أخرجه الترمذي (2/ 165) والدار قطني (192) والبيهقي (284). وأبو الشيخ في " طبقات الاصبهانيين" (ص 262) بسند ضعيف، لكن يشهد له الحديث الاتي وهو
الثاني: عن عبد الله بن عباس " أن رسول الله كان يرفع يديه على الجنازة في أول تكبيرة، ثم لا يعود أخرجه الدار قطني بسند رجاله ثقات غير الفضل بن السكن فإنه مجهول، وسكت عنه ابن التركماني في " الجوهر النقي " (4/ 44!)
ثم قال الترمذي عقب الحديث الاول: هذا حديث غريب، واختلف أهل العلم في هذا .... "
وقال الألبانى أيضا: [ولم نجد في السنة ما يدل على مشروعية الرفع في غير التكبيرة الأولى فلا نرى مشروعية ذلك وهو مذهب الحنفية وغيرهم واختاره الشوكاني وغيره من المحققين وإليه ذهب ابن حزم] ()
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - مشهور حسن آل سلمان إذ يقول: " ثبت رفع الأيدي عن ابن عمر رضي الله عنهما، فمن غلب على ظنه أن ابن عمر ما فعل ذلك إلا اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فحينئذ له أن يرفع، ومن سبر فقه ابن عمر ونظر فيه يجد أن له انفرادات كثيرة، فقد ثبت عنه أنه كان يغسل بياض عينيه، وثبت عنه أنه كان يزاحم على الحجر الأسود، وثبت عنه أنه كان يوجب المسح على الجبيرة، وثبت عنه انفرادات كثيرة، لذا يذكر أن أبا جعفر المنصور، لما طلب من الإمام مالك أن يكتب الموطأ، فكتب له: ((أن اكتب لي كتاباً، ووطئه توطئة وإياك وشواذ ابن مسعود وتشديدات ابن عمر، ورخص ابن عباس)). فالمقصود أن ابن عمر له بعض التشديدات وله مسائل انفرد بها، فلما علمنا انفراده من جهة، ولم يؤثر عن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في التكبيرات في صلاة الجنازة ولم يؤثر ذلك عن غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قامت القرائن على أن هذا من فعله هو – أي ابن عمر- والذي أراه قريباً للسنة عدم رفع اليدين في تكبيرات الجنازة، والعيدين، والله أعلم".
ومما سبق يتضح الآتى:
أولا: أن أصحاب هذا الرأى ليس لهم متعلق بحجة صحيحة من الأحاديث، كما أنهم لا متعلق لهم بقول أحد من الصحابة.
ثانيا: أن أبا حنيفة ومالك ليس لهما قول واحد فى المسألة بل قالا بالرفع فى التكبيرة الأولى فقط، وبالرفع فى التكبيرات الأربع على ما سيتضح بعد قليل، ومن ثم فإن قولهما بالرفع فى التكبيرة الأولى فقط ليس بأولى من قولهما بالرفع فى التكبيرات الأربع.
ثالثا: أن قول إمامنا العظيم ابن حزم الظاهرى بأنه لم يأت عن النبى إلا الرفع فى التكبيرة الأولى فقد أسلفنا أن هذا الحديث ضعيف ولا حجة فيه.
رابعا: أن الإمام الشوكانى انصرف فى تحقيقه إلى ما لا نص فيه مثله مثل الإمام ابن حزم، ومن بعدهما الشيخ سيد سابق ولو لم يرد عن اثنين من الصحابة وهما ابن عمر وابن عباس أنهما رفعا فى التكبيرات الأربع ولم يعرف لهما مخالفا لطبقنا قاعدة " الأصل فى العبادات التحريم حتى يأتى نص بالإباحة" لكن فعل كل من ابن عمر وابن عباس لا شك أنه لم يكن من تلقاء أنفسهما، خاصة وأن جماعة من أبناء الصحابة كان مذهبهم الرفع فى التكبيرات الأربع وهم سالم بن عبدالله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبى بكر، وقيس بن أبى حازم، بل صح عن موسى بن نعيم مولى زيد بن ثابت الصحابى الجليل أنه قال: من السُنة أن ترفع يديك مع كل تكبيرة" على ما سيتضح بعد قليل.
خامسا: أن استئناس العلامة الألبانى بالحديثين السابقين لا حجة فيهما كما سبق، بل إن الألبانى نفسه حكم بأنهما ليسا بصحيحين، وأما استئناسه بقول الأحناف فليس بحجة أيضا لأنهم لم يتفقوا على ذلك بل منهم من قال بالرفع فى التكبيرة الأولى، ومنهم من قال بالرفع فى التكبيرات الأربع شأنهم شأن إمامهم أبى حنيفة، وأما استئناسة بكل من ابن حزم الفقيه العظيم والعلامة الشوكانى فقد سبق وأوضحنا خطأ مسلكهما رضى الله عنهما، وكل يؤخذ منه ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
سادسا: أن ما ذهب إليه مشهور حسن آل سلمان بأن رفع ابن عمر لليدين فى التكبيرات الأربع من فعله هو وانفراده ولم يرد عن أحد من الصحابة لا يمكن قبوله ويبطله أنه قد صح عن ابن عباس الرفع فى التكبيرات الأربع على ما سيتضح وكما سبق، فضلا عن أن جماعة من أبناء الصحابة قالوا بمثل قول ابن عمر وابن عباس، وأن موسى بن نعيم مولى الصحابى الجليل زيد بن ثابت قال: "من السُنة أن ترفع يديك مع كل تكبيرة" كما سبق وعلى ما سيتضح بعد قليل.
القول الثانى: وهو الرفع مع كل تكبيرة واحتجوا بالآتى:
أولا: حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على الجنازة رفع يديه مع كل تكبيرة.
وهذا مخالف لسائر الروايات عن ابن عمر رضي الله عنه فعموم الروايات عن ابن عمر على الوقف وليست على الرفع، ورجح الدارقطني وقفه، وله إسناد آخر عن ابن عمر مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطبراني في الأوسط وفى إسناده عباد بن صهيب ()، وعبد الله بن محرر ()، وكلاهما متروك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أن هذا العمل فعل جماعة من الصحابة لا يعرف لهم مخالف منهم ابن عمر وابن عباس قال الترمذى: فرأى أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن يرفع الرجل يديه في كل تكبيرة ... () "
وممن قال برفع اليدين مع كل تكبيرة من تكبيرات الصلاة على الجنازة وهم أكثر أهل العلم ():
من الصحابة:
1 - عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة، وإذا قام من الركعتين. وله عدة طرق عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه موقوفًا عليه ().
2 - عبدالله بن عباس قال الحافظ ابن حجر: وقد صح عن ابن عباس أنه كان يرفع يديه في تكبيرات الجنازة ().
ومن التابعين:
1 - سويد بن غفلة من كبار التابعين صح عنه رفع اليدين فى تكبيرات الجنازة ().
2 - سالم بن عبد الله بن عمر رضى الله عنه ().
3 - القاسم بن محمد بن أبي بكر رضى الله عنه قال ابن وهب صاحب مالك: كان يرفع يديه علي الجنازة في كل تكبيرة ().
4 - قيس بن أبي حازم - كانت لأبيه صحبة للنبى - صح أنه كبّر على الجنازة فرفع يديه في كل تكبيرة ().
5 - وهب بن منبه ().
6 - عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه ()
7 - وكذلك صح عن نافع بن جبير رضى الله عنه
أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة ().
8 - وصح عن موسى بن نعيم مولى زيد بن ثابت أنه قال: من السُنة أن ترفع يديك مع كل تكبيرة. (وموسى لا تعرف له صحبة) ().
9 - وصح عن محمد بن سيرين أنه كان يرفع يديه في الصلاة على الجنازة، وإذا ركع, وإذا رفع رأسه من الركوع، وكان يفعل ذلك مع كل تكبيرة على الجنازة ().
10 - وثبت عن الحسن البصري أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة ().
11 - وصح عن عطاء بن أبى رباح أنه قال: يرفع يديه في كل تكبيرة، ومن خلفهم يرفعون أيديهم ().
12 - وثبت عن مكحول من تابعي أهل الشام
أنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة ().
13 - وكذلك ثبت عن الزهري – عالم الحجاز والشام- أنه كان يرفع مع كل تكبيرة على الجنازة ().
14 - وسعيد بن المسيب ().
15 - وعروة بن الزبير من فقهاء المدينة السبعة ().
16 - ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي رضى الله عنه ذكر ابن وهب أنه ممن يري رفع اليدين في كل تكبيرة علي الجنازة ().
17 - عبدالله بن المبارك رضى الله عنه قال البيهقى: " وكان ابن المبارك يرفع يديه كذلك في الصلوات الخمس والتطوع والعيدين والجنازة ().
ومن أئمة المذاهب
1 - أبو حنيفة فى رواية عنه، قال الألباني رحمه الله: أن قول أبي حنيفة هذا ثابت عنه منقول في كتب أتباعه مثل حاشية ابن عابدين وغيره وعليه عمل أئمة بلخ من الحنفيين ().
2 - ورواية عن مالك فحكى ابن وهب أنه قال: "يعجبني أن يرفع اليدين في التكبيرات الأربع ().
3 - وعن الشافعي حيث قال: ويرفع المصلى يديه كلما كبر على الجنازة في كل تكبيرة للأثر والقياس على السنة في الصلاة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه في كل تكبيرة كبرها في الصلاة وهو قائم (). قلت: يريد بالأثر ما رواه عن ابن عمر وأنس بن مالك أنهما كانا يرفعان أيديهما كلما كبرا على الجنازة ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه في أول التكبير ويضع اليمنى على اليسرى.
4 - وأحمد بن حنبل قال أبو داود صاحب السنن: ورأيت أحمد يرفع يديه مع كل تكبيرة علي الجنازة إلي حذاء أذنيه ().
5 - وداود بن على الظاهري ().
6 - الأوزاعي ذكر ابن المنذر أنه كان يري مشروعية الرفع عند كل تكبيرة علي الجنازة ().
ومن أهل الحديث:
1 - إسحاق بن راهويه ذكر الترمذى وابن المنذر: أنه يري رفع اليدين مع كل تكبيرة علي الجنازة ().
2 - محمد بن إسماعيل البخارى قال فى باب: سنة الصلاة علي الجنازة: وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهراً ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها ويرفع يديه .. ().
3 - يحيي بن سعيد القطان رضى الله عنه: ذكر ابن وهب أنه كان إذا كبر علي الجنازة رفع يديه في كل تكبيرة ().
ومن المجتهدين والمحققين:
1 - ابن المنذر اختار رفع اليدين فى كل تكبيرة من تكبيرات الجنازة ().
2 - محيى الدين النووي الشافعى قال: "السنة أن يرفع يديه في كل تكبيرة من هذه الأربع حذو منكبيه " ().
ومن المعاصرين
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- حيث قال السنة رفع اليدين مع التكبيرات الأربع كلها، لما ثبت عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يرفعان مع التكبيرات كلها، ورواه الدارقطني مرفوعاً من حديث ابن عمر بسند جيد ()، ويرى سائر علماء السعودية نفس رأى ابن باز رضى الله عنه.
2 - والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حيث قال أما رفع اليدين في صلاة الجنازة فإنه مشروع في كل تكبيرة ().
3 - وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (8/ 389): [ولكن رفع اليدين هو السنة في جميع التكبيرات] انتهى ().
ومما سبق يتضح الآتى:
أولا: أنه لم يصح عن النبى قولا صريحا أو فعلا صريحا بالرفع فى التكبيرات الأربع، لكن صح ذلك عن ابن عمر، وابن عباس ولم يعرف لهما مخالف من الصحابة فى ذلك، بل صح عن جماعة من أبناء الصحابة، ومولى زيد بن ثابت الرفع فى التكبيرات الأربعة، وهو ما يؤكد أن هؤلاء لم يفعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم، ومن ثم ذهبنا مذهبم فى الرفع، وقلنا بقولهم.
ثانيا: أن البخارى أورد عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه فى التكبيرات الأربعة، كأنه استحسن هذا ورآه أنه سنة، ومن ثم فهو القائل " ولست أروى حديثا من حديث الصحابة والتابعين – يعنى من الموقوفات- إلا وله أصل أحفظ ذلك عن كتاب الله وسنة رسوله" ().
ثالثا: أن الرفع فى التكبيرات الأربع هو قول الجمهور، ومن ثم ما كان لنا أن نترك قول الجمهور خاصة وأنه قول وفعل اثنان من الصحابة لا يعرف لهما مخالفا، فضلا عن جماعة من أبناء الصحابة، ومولى زيد بن ثابت، وجماعة من التابعين، وأئمة المذاهب المشهورة، فضلا عن أئمة الحديث وغيرهم من المحققين وبالله تعالى التوفيق.
للمؤلف
1 - بيان الشبهات والظنون فى كتاب هرمجدون، 2002م.
2 - أطروحات فقهية الجزء الأول من سلسلة تيسير الفقه الإسلامى، 2003م.
3 - رسالة فى إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال، 2005م، قدم للطبعة الثانية أستاذنا الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية.
4 - ابن حزم الظاهرى وأثره فى المجتمع الأندلسى، أطروحة الماجستير، دار رؤية، القاهرة.
5 - حدائق الياسمين فى قوانين الملوك والسلاطين لابن كنانه الصالحى، تحقيق ودراسة مستفيضة عن النظام الإدارى فى الدولة الإسلامية، دار البيان العربى، القاهرة.
6 - رسالة التلخيص لوجوه التخليص لابن حزم، تحقيق ودراسة مستفيضة عن ابن حزم حياته وفكره ومصنفاته.
7 - المتجر الرابح فى ثواب العمل الصالح للإمام الدمياطى، تحقيق ودراسة بمشاركة أ/ إسلام متوكل عمارة.
8 - القول الحسام فى الرد على أباطيل خصوم الإسلام، تحت الطبع.
9 - تاريخ أئمة المذاهب الإسلامية، دراسة عن الأئمة العشرة أبى حنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل وداود الظاهرى والأوزاعى وأبى ثور والطبرى والحسن البصرى وسفيان الثورى، نشأتهم، تطور فكرهم، أصول مذاهبهم، تلاميذهم، مصنفاتهم. وهى دراسة تجديدية تنويرية بعيدة عن الجمود والتقليد. تحت الطبع.
10 - السخاوى وجهوده فى علم التاريخ. تحت الطبع.
11 - تاريخ علماء الظاهرية، دراسة عن علماء المذهب الظاهرى عبر العصور. تحت الطبع.
12 - صدام حسين بين مادحيه وناقديه. دراسة مستفيضة عن عصر صدام وقراراته وأفعاله منذ ولايته حتى اعتقاله. تحت الطبع.
13 - موسوعة تاريخ العالم فى مائة مجلد لم تكتمل بعد وقد أوشكت أجزاء مصر والعراق وفلسطين على الانتهاء، أعمل فيها منذ عام 1999م، وقد قسمتها إلى أربعة أقسام يضم القسم الأول تاريخ آسيا، والثانى تاريخ أفريقيا، والثالث تاريخ أوربا، والرابع تاريخ العالم الجديد ويضم الأمريكتين واستراليا، واستخدمت فيها عدة مناهج منها الاستقرائى والنقدى والوصفى والسردى والبنيوى.
وهناك العديد من الأبحاث والتى تبلغ فى جملتها ثلاثين بحثا، منها ما شارف على
الانتهاء، ومنها ما قطعت فيها شطرا ويعين الله على باقيه.
الهوامش
() سورة الضحى، آية 5.
() سورة طه، آية 84.
() الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 105.
() أخرجه أبويعلى وقال ابن كثير إسناده جيد أنظر: تفسير القرآن، 1/ 467؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلي في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وفيه ضعف وقد وثق أنظر: مجمع الزوائد، 4/ 284.
() أنظر: ابن كثير، تفسير القرآن، 1/ 467.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أنظر: كتابنا أطروحات فقهية، مؤسسة مجدى للطباعة، 1424هـ/2003م، ص82 - 105، وهو الجزء الأول من سلسلة الفقه التأصيلى الميسر.
() أنظر: تفاصيل ذلك فى كتابنا أطروحات فقهية، ص91 وما بعدها.
() كان هذا السؤال مراجعة من أحد أصحابنا للشيخ ولما رأى هذا الصاحب أن الشيخ مصرا على رأيه تركه وقال له جزاك الله خيرا، ثم حدثنى بالأمر بعد ذلك، وقال لى لما رأيته مصرا على قوله تركته منعا من إثارة الجدل والخلاف
() أ خرجه مسلم في صحيحه.
() أنظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز، ج 15 ص 392.
() من خطبة جمعة للشيخ بعد رمضان بعنوان "أنواع العبادات بعد رمضان".
() الحديث أخرجه البخارى ومسلم.
() رواه عبدالرزاق بإسناد صحيح.
() أخرجه ابن حبان فى صحيحه رقم (2791)، والحاكم فى المستدرك رقم (5683) وقال صحيح على شرط الشيخين أى البخارى ومسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة، والهيثمى فى مجمع الزوائد، 2/ 190؛ والبيهقى فى السنن الكبرى، 3/ 208؛ وابن أبى شيبة فى مصنفه، 1/ 450؛والبزار فى مسنده، 4/ 236؛ وقال ابن حجر: رواه مسلم من حديث عمار بلفظ إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة فإن من البيان سحرا وفي رواية لأبي داود أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب، وقوله مئنة بفتح الميم وبعدها همزة مكسورة ثم نون مشددة أي علامة أنظر: تلخيص الحبير، 2/ 64.
() هذا هو نص الحديث عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: " كان رجلٌ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، يكنى أبا معلق، وكان تاجراً يتجرُ بمالٍ لهُ ولغيرهِ، وكان له نسكٌ وورعٌ، فخرج مرةً فلقيهُ لصٌ متقنعٌ في السلاحِ فقال: " ضع متاعك فإني قاتلك "، قال: " ما تريدُ إلى دمي؟ شأنك بالمالِ "، قال: " أما المالُ فلي، ولستُ أريدُ إلا دمك "، قال: " أما إذا أبيت فذرني أصلي أربعَ ركعاتٍ "، قال: " صل ما بدا لك "، قال: " فتوضأ ثم صلى فكان من دعائهِ في آخرِ سجدةٍ: " يا ودودُ، يا ذا العرشِ المجيدِ، يا فعالُ لما يريدُ، أسألك بعزكِ الذي لا يرامُ، وملكك الذي لا يضامُ، وبنورك الذي ملأ أركانَ عرشك، أن تكفيني شرَ هذا اللصِ، يا مغيثُ أغثني قالها ثلاثاً، فإذا هو بفارسٍ أقبل بيدهِ حربةٌ رافعها بين أذنى فرسه، فطعن اللصَ فقتله، ثم أقبل على التاجرِ فقال: " من أنت؟ فقد أغاثني اللهُ بك "، قال: " إني ملكٌ من أهلِ السماءِ الرابعةِ، لما دعوت سمعتُ لأبوابِ السماءِ قعقعةً، ثم دعوت ثانياً فسمعتُ لأهلِ السماءِ ضجةً، ثم دعوت ثالثاً فقيل: " دعاءُ مكروبٍ فسألتُ اللهَ أن يوليني قتلهُ، ثم قال: " أبشر "، قال أنسٌ: " وأعلم أنهُ من توضأ، وصلى أربعَ ركعاتٍ، ودعا بهذا الدعاءِ استجيب له مكروباً كان أو غير مكروبٍ.عن هذا النص أنظر: ابن أبي الدنيا في كتابيه: "الهواتف" (برقم 14) "مجابي الدعوة" (برقم 23)؛ ابن بشكوال في كتابه: "المستغيثين بالله" (برقم 3). والضياء المقدسي في "العدة للكرب والشدة" (برقم 32)؛ واللالكائي في كتابه "الكرامات" (برقم 111)؛ وعبد المغني المقدسي في كتابه "الترغيب في الدعاء" (برقم 61)؛ وابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة أبي معلق؛ وابن حجر فى الإصابة عند ترجمة أبى معلق.
() أنظر: سلسلة الهدى والنور – شريط رقم 528 – د 36.
() أنظر: السلسلة الضعيفة (5737) ص 530 - 532.
() ورواه ابن ماجه والترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
() سورة الأحزاب، آية 39.
() النووى، المجموع، 5/ 232.
() أنظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 20/ 207.
() أخرجه الترمذى وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أنظر: سنن الترمذى، 3/ 388.
() مات أبوفروة عام 150هـ قال النسائى متروك أنظر الضعفاء والمتروكين، 1/ 111؛ وقال أحمد وعلي والدارقطني ضعيف وقال يحيى ليس بشيء وقال مرة ليس بثقة وقال النسائي والأزدي متروك الحديث أنظر: ابن الجوزى، الضعفاء والمتروكين، 3/ 209؛ وقال الذهبى: ضعفه ابن معين وأحمد وابن المديني وقال البخاري مقارب الحديث أنظر: ميزان الاعتدال فى نقد الرجال، 7/ 246.
(يُتْبَعُ)
(/)
() قال البخارى مضطرب الحديث أنظر: ضعفاء العقيلى، 4/ 435؛ وقال ابن حبان: روي عن يونس بن خباب وعبد الملك بن أبي سليمان روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات فلست أدري وقع ذلك في روايته منه أو من أبي نعيم لأن أبا نعيم ضرار بن صرد سيء الحفظ كثير الخطأ فلا يتهيأ إلزاق الجرج بأحدهما فيما رويا دون الآخر ووجب التنكب عما رويا جملة وترك الاحتجاج بهما على كل حال أنظر: المجروحين 3/ 121،120.
() أخرجه الدارقطني فى سننه، 2/ 75.
() قال ابن حجر لا يعرف وضعفه الدارقطنى أنظر: لسان الميزان، 4/ 41.
() أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف بإسناد حسن 2/ 491؛ وإبراهيم النخعى فقيه العراق دخل علي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهو صبي، قال مغيرة كنا نهاب إبراهيم كما يهاب الأمير وقال الأعمش ربما رأيت إبراهيم يصلي ثم يأتينا فيبقى ساعة كأنه مريض وقال كان إبراهيم صيرفيا في الحديث وكان يتوقى الشهرة ولا يجلس الى الإسطوانة وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم ما خلف بعده مثله وقال بن عون كان إبراهيم يأتي الأمراء ويسألهم الجوائز وقال الحسن بن عمرو الفقيمي كان إبراهيم يشتري الوز ويهديه إلى الأمراء روى أبو حنيفة عن حماد قال بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد وبكى من الفرح وقال عبد الله بن أبي سليمان سمعت سعيد بن جبير يقول تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي وقالت هنيدة زوجة إبراهيم أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وجاء من وجوه عن إبراهيم أنه كان لا يتكلم في العلم ألا أن يسئل مات في آخر سنة خمس وتسعين كهلا قبل الشيخوخة. أنظر: القيسرانى، تذكرة الحفاظ، 1/ 74.
() أخرجه ابن أبى شيبة بإسناد صحيح 2/ 491؛ الحسن بن عبيد الله النخعي من ثقات أهل الكوفة كنيته أبو عروة مات سنة تسع وثلاثين ومائة. أنظر: ابن حبان، مشاهير علماء أهل الأمصار، 1/ 163.
() أنظر: الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 104؛ ولد سفيان سنة سبع وتسعين للهجرة، ومات بالبصرة مستترا من السلطان ودفن عشاء في سنة إحدى وستين ومائة. أنظر: ابن الجوزى، صفة الصفوة، 2/ 569 - 571؛ عبدالباقى السيد، تاريخ أئمة المذاهب، ص147 وما بعدها.
() نقلا عن ابن حزم، المحلى، 3/ 351؛ و أنظر: الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 104؛ وأبوحنيفة إمام أهل الرأى واسمه النعمان بن ثابت التيمي مولاهم الكوفي فقيه العراق وأحد أئمة الاسلام والسادة الاعلام وأحد أركان العلماء وأحد الائمة أصحاب المذاهب المتنوعة، ولد سنة ثمانين هجرية، أدرك عصر الصحابة ورأى أنس بن مالك وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة فالله أعلم، توفى سنة 150هـ أنظر: ابن كثير، البداية والنهاية، 10/ 108،107؛ عبدالباقى السيد، تاريخ أئمة المذاهب، 5 - 19.
() أنظر: مالك بن أنس، المدونة الكبرى برواية ابن وهب، 1/ 176. ومالك بن أنس هو إمام دار الهجرة ولد سنة 93هـ وقيل غير ذلك، من أشهر مصنفاته الموطأ، والمدونة التى رواها عنه ابن وهب، وسحنون، انتشر مذهبه بالمغرب والأندلس، وكانوا يقولون لا نعرف إلا كتاب الله وموطأ مالك، مات سنة 179هـ أنظر: ابن فرحون، الديباج المذهب، 1/ 12 - 30، وانظر ابن كثير، البداية والنهاية، 10/ 684،685.
() أنظر: المحلى، 3/ 351؛ وابن حزم فقيه ظاهرى عظيم، أحيا المذهب الظاهرى من رقدته، حصل من علوم الشرع ما لم يحصله أحد قبله بالأندلس، وعد ضمن أكثر أهل الإسلام تصنيفا، له مصنفات فى شتى العلوم النقلية والعقلية بلغت ثمانين ألف ورقة، ولد سنة 384هـ، وتوفى رضى الله عنه سنة 456هـ عنه بالتفصيل أنظر: عبدالباقى السيد، ابن حزم الظاهرى، ص39 - 84.
() نيل الأوطار 4/ 105؛ الإمام الشوكانى فقيه ظاهرى، وكان من الشيعة الزيدية لكن اجتهاداته عظيمة ونافعة يقدرها أهل السنة لخلوها من التعصب، ولد سنة 1173هت الموافق 1760م بهجرة شوكان باليمن واسمه محمد بن على بن محمد بن عبدالله، درس الفقه على مذهب الإمام زيد بن على لكنه تخلى عن التقليد والتمذهب وتأثر بابن حزم فى جوانب كثيرة حتى عد من فقهاء الظاهرية، ولى القضاء وهو فى السادسة واثلاثين من عمره، وتوفى سنة 1250هـ الموافق 1834م.
() فقه السنة، 1/ 439.
() أنظر: أحكام الجنائز ص 116.
(يُتْبَعُ)
(/)
() قال ابن حجر: عباد بن صهيب البصري أحد المتروكين، وقال بن المديني ذهب حديثه، وقال البخاري والنسائي وغيرهما متروك وقال بن حبان كان قدريا داعية ومع ذلك يروى أشياء إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة شهد لها بالوضع، وقال البخاري في كتاب الضعفاء الكبير عباد بن صهيب مات بعد المائتين تركوه كثير الحديث واما أبو داود فقال صدوق قدرى، وقال احمد ما كان بصاحب كتب وكان عنده من الحديث أمر عظيم قد سمع من الأعمش وقال الكديمي سمعت عليا يقول تركت من حديثي مائة ألف حديث النصف منها عن عباد بن صهيب، وروى احمد بن روح عن عباد مائة ألف حديث قال ابن عدى لعباد بن صهيب تصانيف كثيرة ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال يحيى بن معين يقول عباد بن صهيب اثبت من أبي عاصم النبيل وقال أبو إسحاق السعدي عباد بن صهيب غال في بدعته بأباطيله، وقال عبد الله بن احمد عن أبيه رأيته بالبصرة وكانت القدرية تبجله وقال أبو بكر بن أبي شيبة تركنا حديثه قبل ان يموت بعشرين سنة وقال أبو حاتم متروك الحديث ضعيف الحديث تركت حديثه، وقال عبدان لم يكذبه الناس وانما لقنه صهيب بن محمد بن صهيب أحاديث في آخر الأمر، وقال النسائي في التمييز ليس بثقة وفي رواية شاذة عن يحيى بن معين هو ثبت وقال الساجي عنى بطلب الحديث ورحل وكتب عنه الناس وكان قدريا وكان يحدث عن كل من لقى وكانت كتبه ملأى من الكذب قال يحيى بن معين كان من الحديث بمكان الا ان الله يضع من يشاء ويرفع من يشاء قيل له فتراه صدوقا في الحديث قال ما كتبت عنه شيئا وقال العجلي كان مشهور بالسماع الا انه كان يرى القدر ويدعو له فترك حديثه وبنحوه قال بن سعد وقال بن عدى عباد بن صهيب أبو بكر الكليبى بصرى ومن الرواة من إذا روى عنه يقول حدثنا أبو بكر الكليبى ولا يسميه لضعفه أنظر: لسان الميزان، 3/ 230.
() قال الجوزجانى هالك أنظر: أحوال الرجال، ص180.
() أنظر: سنن الترمذى، 3/ 388.
() عنهم أنظر: ابن المنذر، الأشراف، 2/ 359.
() ذكره البخاري معلقاً في صحيحه ووصله في جزء رفع اليدين ورجاله ثقات؛ وانظر: ابن أبى شيبة، المصنف، 2/ 491. وابن عمر أسلم ولم يبلغ الحلم، وهاجر مع أبيه وعمره عشر سنين، وهو شقيق حفصة أم المؤمنين أمهما زينب بنت مظعون، وكان عبدالله ربعة من الرجال توفى سنة 74هـ أنظر: ابن كثير، البداية والنهاية، 9/ 8،7.
() رواه سعيد بن منصور؛ وانظر: تلخيص الحبير، 2/ 147؛ الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 104. وابن عباس هو ابن عم رسول الله حبر الأمة وترجمان القرآن، كان يقال له الحبر والبحر ولد عام الهجرة، رأى جبريل ولذا كف بصره فى آخر حياته، وكان جميلا جسيما إذا جلس يأخذ مكان رجلين، مات سنة 68هـ أنظر: ابن كثير، البداية والنهاية، 8/ 847 - 862.
() أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه (2/ 491) بسند رجاله ثقات. وسويد بن غفلة ولد عام الفيل أو بعده بعامين واسلم وقد شاخ فقدم المدينة وقد فرغوا من دفن النبى صلى الله عليه وسلم، شهد اليرموك وحدث عن أبي بكر وعمر وعلي وأبي رضي الله عنهم وطائفة، وكان ثقة نبيلا عابدا زهدا قانعا باليسير مات سنة 81هـ أنظر: القيسرانى، تذكرة الحفاظ، 1/ 53.
() أخرجه ابن ابي شيبة بسند رجاله ثقات غير خالد بن أبي بكر فيه لين، ولكن مما يقوي روايته قوله (رأيت سالم .. )، ولو رد قوله بأنه شاهد سالم لاتهم بالكذب، أنظر: مصنف ابن أبى شيبة،2/ 491. وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رحمهم الله تعالى أمه أم ولد تدعى الغرماء، وكان أشبه أولاد أبيه به وكان أبوه يحبه حبا شديدا، وعن سفيان بن عيينة قال دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله فقال له يا سالم سلني حاجة فقال له إني لأستحيي من الله أن أسأل في بيت الله فلما خرج خرج في رجاء فقال له الآن قد خرجت فسلني حاجة فقال له سالم حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة فقال بل من حوائج الدنيا فقال له سالم ما سألت من يملكها فكيف أسأل من لايملكها أسند سالم عن أبيه وأبي أيوب وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة وتوفي في آخر ذي الحجة سنة 106هـ، وقيل 108هـ أنظر: ابن الجوزى، صفة الصفوة، 2/ 91،90.
(يُتْبَعُ)
(/)
() أنظر: مالك بن أنس، المدونة الكبرى برواية ابن وهب، 1/ 176. والقاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق أبو محمد كان صموتا لا يتكلم لازما للورع والنسك مواظبا على الفقه والأدب على ما كان يرجع اليه من العقل والعلم فلما ولى عمر بن عبد العزيز قال أهل المدينة اليوم تنطق العذراء في خدرها أرادوا به القاسم بن محمد مات سنة 102هـ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة أنظر: ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، ص63.
() أخرجه عبد الرزاق (3/ 469) بسند رجاله ثقات.وقيس بن أبى حازم اسم أبيه عوف بن الحارث وقد قيل عبد عوف يقال انه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقدم المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم فبايع أبا بكر الصديق مات سنة 94هـ أنظر: ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، ص102.
() أخرجه البخاري في (جزء رفع اليدين) بسند رجاله ثقات غير صالح ابن عبيد اليماني قال عنه الحافظ ابن حجر مقبول. ووهب بن منبه بن كامل بن سيج بن سحسار من أبناء فارس، وقيل يمانى كنيته أبو عبد الله كان ينزل ذمار على مرحلتين من صنعاء قرأ الكتب ولزم العبادة وواظب على العلم وتجرد للزهادة صلى أربعين سنة صلاة الصبح بوضوء عشاء الآخرة، وتولى قضاء صنعاء ومات في المحرم سنة 113هـ أنظر: ابن حبان، مشاهيرعلماء الأمصار، ص122؛ السيوطى، طبقات الحفاظ، ص48.
() أخرجه البخاري في (جزء رفع اليدين) وابن ابي شيبة فى مصنفه، 2/ 490. رجاله كلهم ثقات غير غيلان بن أنس، وقد اشتهر عن عمر بن عبدالعزيز أنه خامس الخلفاء الراشدين وهو خطأ فاحش ممن روجه إذ انتشر على ألسنة العامة كانتشار النار فى الهشيم، والصواب أن الحسن بن على رضى الله عنه هو خامس الخلفاء الراشدين إذ بمدة خلافته البالغة ستة أشهر تكتمل خلافة الراشدين ثلاثون عاما والنبى صلى الله عليه وسلم هو القائل فيما رواه أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره " الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك" يعنى أن الخلافة الراشدة أو أن الخلافة التى على منهاج النبوة ستكون ثلاثون عاما. أنظر: السيوطى، تاريخ الخلفاء، ص11. وعمر بن عبدالعزيز ولد بحلوان بمصر أيام كان أبوه أميرا على مصر سنة 63هـ وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، تولى الخلافة خلفا لسليمان بن عبدالملك وبعهد منه، وتوفى سنة 01هـ أنظر: السيوطى، تاريخ الخلفاء، ص212 - 229.
() أخرجه البخاري في جزء رفع اليدين بسند رجاله ثقات. ونافع بن جبيربن مطعم القرشي أبو محمد من سادات أهل مكة وافاضل قريش توفى في ولاية سليمان بن عبد الملك أنظر: ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، ص83.
() أخرجه ابن أبي شيبة بسند رجاله ثقات،2/ 491؛ وأنظر: ابن وهب، المدونة 1/ 176.
() أخرجه ابن ابي شيبة بسند رجاله ثقات، 2/ 491. ومحمد بن سيرين الإمام الربانى أبو بكر مولى أنس بن مالك وأصل سيرين من جرجرايا قال أنس بن سيرين ولد اخى لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وولدت بعده وعشرون سمع محمد أبا هريرة وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر وكان فقيها إماما غزير العلم ثقة ثبتا علامة رأسا في الورع وأمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه قال مورق العجلي ما رأيت أحدا افقه في ورعه ولا اورع في فقهه من بن سيرين وقال أبو عوانة رأيت بن سيرين فما رآه أحد الا ذكر الله تعالى وذكر الثوري عن زهير الأقطع قال بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه مات سنة 110هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص39،38.
() أخرجه البخاري في جزء رفع اليدين بسند رجاله ثقات. والحسن بن أبي الحسن البصري أبو سعيد إمام أهل البصرة وحبر زمانه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب واتى به إليه فدعا له وحنكه.اسم أبيه يسار وأبرد هو أبو سعيد البصري مولى زيد بن ثابت ويقال مولى جابر بن عبد الله وقيل غير ذلك وأمة خيرة مولاة لأم سلمة كانت تخدمها وربما أرسلتها في الحاجة فتشتغل عن ولدها الحسن وهو رضيع فتشاغله أم سلمة بثدييها فيدران عليه فيرتضع منهما فكانوا يرون أن تلك الحكمة والعلوم التي أوتيها الحسن من بركة تلك الرضاعة من الثدي المنسوب إلى رسول الله ثم كان وهو صغير تخرجه أمه إلى الصحابة فيدعون له وكان في جملة من يدعو له عمر بن الخطاب قال اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس مات سنة 110هـ أنظر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن كثير، البداية والنهاية، 9/ 266 - 274؛ عبدالباقى السيد، تاريخ أئمة المذاهب، ص158 - 167.
() أخرجه ابن ابي شيبة بسند رجاله ثقات، 2/ 491؛ وانظر: الشوكانى، 4/ 104. و عطاء بن أبى رباح مولى آل أبى خيثم الفهري القرشي واسم أبى رباح اسلم كان مولده بالجند من اليمن ونشأ بمكة وكان اسود أعور اشل اعرج ثم عمى في آخر عمره وكان من سادات التابعين وكان المقدم في الصالحين مع الفقه والورع مولده سنة 27هـ ومات بمكة سنة 114هـ. أنظر: ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، ص81.
() أخرجه البخاري في جزء رفع اليدين، ورجاله ثقات. و مكحول مكحول الدمشقي أبو عبد الله الفقيه أحد الأئمة روى عن أنس وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة وثوبان وأبي ثعلبة الخشني وروى عنه أبو حنيفة والزهري وحميد الطويل وابن إسحاق. قال أبو حاتم ما أعلم بالشام أفقه منه مات سنة 112هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص49،50.
() أخرجه البخاري في (جزء رفع اليدين) بسند رجاله ثقات؛ وابن أبى شيبة فى مصنفه، 2/ 491؛وانظر: المدونة الكبرى، 1/ 176؛ الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 104. والزهرى هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب مدني تابعي ثقة أدرك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك الأنصاري وسهل بن سعد الساعدي وعبد الرحمن بن أيمن بن نابل ومحمود بن الربيع الأنصاري وروى عن عبد الله بن عمر نحوا من ثلاثة أحاديث وروى عن السائب بن يزيد أنظر: العجلى، معرفة الثقات، 2/ 253.
() أنظر: الشافعى، الأم، 1/ 271؛ المدونة الكبرى، 1/ 176. و سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي أبو محمد المدني سيد التابعين ولد لسنتين مضتا وقيل لأربع من خلافة عمر قال محمد بن يحيى بن حبان كان رأس من بالمدينة في دهره المقدم عليهم في الفتوى سعيد ويقال فقيه الفقهاء وقال قتادة ما رأيت أحدا قط أعلم بالحلال والحرام منه وكذا قال مكحول والزهري وسليمان بن موسى وعنه إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد وقال أحمد بن حنبل أفضل التابعين سعيد بن المسيب قيل له فعلقمة والأسود قال سعيد وعلقمة والأسود وقال يحيى بن سعيد كان أحفظ الناس لأحكام عمر وأقضيته كان يسمى رواية عمر وقال أبو حاتم ليس في التابعين أنبل منه وهو أثبتهم في أبي هريرة مات سنة 94هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص28.
() أنظر: الشافعى، الأم، 1/ 271. و عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله المدني فقيه عالم كثير الحديث صالح لم يدخل في شيء من الفتن قال ابن شهاب عروة بحر لا ينزف وقال هشام ما تعلمنا جزءا من ألف جزء من أحاديثه وهو أحد الفقهاء السبعة ولد سنة 23، وقيل 29 هـ ومات سنة 91 هـ وقيل غير ذلك أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص29،30.
() أنظر: المدونة الكبرى، 1/ 176.
() أنظر: سنن البيهقى، 2/ 101؛ مصنف ابن أبى شيبة، 2/ 491.
() أنظر: الألبانى، أحكام الجنائز، ص148.
() أنظر: المدونة الكبرى، 1/ 176.
() أنظر: الشافعى، الأم، 1/ 271؛ والشافعى هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطلب بن عبد مناف بن قصى القرشي المطلبي وشافع بن السائب الذي ينسب إليه الشافعي رضي الله عنه لقي النبي وهو مترعرع وأسلم أبوه السائب يوم بدر، ولد بغزة سنة خمسين ومائة وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر فأولت الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان، توفى سنة 204هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص157،158.
() أنظر: مسائل الإمام أحمد، ص217. و ابن حنبل هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي الإمام الشهير صاحب المسند والزهد خرج من مرو حملا وولد ببغداد في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ونشأ بها وطلب الحديث سنة تسع وسبعين ومائة وطاف البلاد ودخل الكوفة والبصرة والحجاز واليمن والشام والجزيرة في طلب العلم، مات ببغداد يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة241هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص189 - 191.
(يُتْبَعُ)
(/)
() إمام أهل الظاهر وأول من نفى القياس من أهل السنة ولد سنة مائتين بالكوفة أصله من أصبهان ونشأ ببغداد، وصنف كتبه بها وتوفى بها سنة270هـ قال الخطيب البغدادى: كان فقيها زاهدًا وفى كتبه حديث كثير دال على غزارة علمه. وقال أيضا رحل الى نيسابور فسمع من إسحاق بن راهويه المسند والتفسير ثم قدم بغداد فسكنها وهو امام أصحاب الظاهر وكان ورعا ناسكا زاهداوفي كتبه حديث كثير الا أن الرواية عنه عزيزة جدا روى عنه ابنه محمد وزكريا بن يحيى الساجي ويوسف بن يعقوب بن مهران الداودي والعباس بن أحمد المذكر.انتهت إليه رياسة العلم بها، وكان يحضر مجلسه أربعمائة طيلسان أخضر وكان من المتعصبين للشافعى وصنف فى مناقبه، وكان حسن الصلاة كثير الخشوع فيها والتواضع. أنظر: الذهبى، سير أعلام، 13/ 97 - 108؛ عبدالباقى السيد، تاريخ أئمة المذاهب، ص128 - 139؛ عبدالباقى السيد، تاريخ علماء الظاهرية، ص3 - 14.
() نقلاً عن: الشوكانى، نيل الأوطار 4/ 76. والأوزاعى هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي فقيه أهل الشام وإمامهم ولد ينة 88هـ وقد بقي أهل دمشق وما حولها من البلاد على مذهبه نحوا من مائتين وعشرين سنة، مات سنة 150هـ أنظر: العبر فى خبر من غبر، 1/ 227؛ عبدالباقى السيد عبدالهادى، ص20 - 30.
() أنظر: الجامع الصحيح للترمذى،؛ الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 104. قال ابن حنبل عن ابن راهوية لم نر مثله أنظر: ابن مفلح، المقصد الأرشد فى ذكر أصحاب الإمام أحمد، 2/ 314.
() أنظر: صحيح البخارى، 1/ 444. والبخارى هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردذبة البخارى مولدا وموطنا الجعفى نسبا، كان أجداده فرسا على دين المجوس وأول من أسلم من أجداده المغيرة، وكان إسلامه على يدوالى بخارى اليمان الجعفى، ولد البخارى سنة 194هـ ذهب بصره وهو صغير فدعت أمه أن يرد إليه بصره فأصبح وقد رد الله عليه بصره، كان نحيفا ليس بالطويل ولا بالقصير، له من المصنفات ما يقرب من الثلاثين، مات سنة 256هـ أنظر: ابن حجر، هدى السارى، ص501 - 518.
() أنظر: المدونة الكبرى، 1/ 196. و يحيى بن سعيد القطان التميمي أبو سعيد البصري الأحول الحافظ أحد الأئمة قال أحمد لم يكن في زمانه مثله وقال أبو زرعة من الثقات الحفاظ وقال ابن منجويه كان من سادات أهل زمانه حفظا وورعا وفهما وفضلا ودينا وعلما وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء مات سنة 198هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص131.
() نقلا عن: الشوكانى، نيل الأوطار، 4/ 104. و ابن المنذر هوالحافظ العلامة الثقة الأوحد أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري شيخ الحرم وصاحب الكتب التي لم يصنف مثلها الأشراف والمبسوط والإجماع والتفسير كان غاية في معرفة الاختلاف والدليل مجتهدا لا يقلد أحدا مات بمكة سنة 318هـ أنظر: السيوطى، طبقات الحفاظ، ص330.
() أنظر: المجموع، 5/ 188. والنووى هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه. ولد في المحرم من 631 هـ، مات سنة 676هـ أنظر: ابن كثير، البداية والنهاية، 13/ 277.
() مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الثالث عشر.
() مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث عشر - التكبير ومواضع رفع اليدين في الصلاة.
() اللجنة مكونة من: الشيخ عبد الله بن قعود، والشيخ عبد الله بن غديان، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ عبد العزيز بن باز.
() نقلا عن ابن حجر، هدى السارى، ص512.
ـ[أبو يوسف المدني]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 02:37]ـ
نفع الله بك وبارك لك في مالك وولدك
ـ[رحال المدينة]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على البحث القيم وقد كفيت ووفيت
وحبذا لو أرفقت البحث على ملف وورد!
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 12:28]ـ
أخى رحال المدينة السلام عليكم
بالفعل أنا رفعت الرسالة أولا على ملف وورد ثم رفعتها على صورتها هذه فمن أراد الرسالة على ملف وورد فهذا هو الرابط
http://www.4shared.com/file/57547029/afcd6773
ـ[كمال محمود علي اليماني]ــــــــ[06 - Dec-2008, مساء 09:24]ـ
جزاك الله خير الجزاء(/)
سُئِلَ شيخ الإسلام:ماذا على الرجل إذا مس يد الصبى الأمرد؟
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:44]ـ
[ CENTER] سُئِلَ شيخ الإسلام
عن قوله تعالى: [{
قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}
الآية [النور: 30، 31]، والحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذكر زنا الأعضاء كلها، وماذا على الرجل إذا مس يد الصبى الأمرد، فهل هو من جنس النساء ينقض الوضوء أم لا؟
وما على الرجل إذا جاءت إلى عنده المردان، ومد يده إلى هذا وهذا ويتلذذ بذلك، وما جاء فى التحريم من النظر إلى وجه الأمرد الحسن؟ وهل هذا الحديث المروى: أن النظر إلى الوجه المليح عبادة صحيح أم لا؟ وإذا قال أحد: أنا ما أنظر إلى المليح الأمرد لأجل شىء، ولكنى إذا رأيته قلت: سبحان الله! تبارك الله أحسن الخالقين! فهل هذا القول صواب أم لا؟ أفتونا مأجورين. [/ color]
فأجاب ـ قدس الله روحه، ونور ضريحه، ورحمه ورضى عنه، ونفع بعلومه وحشرنا فى زمرته:
/ الحمد لله، إذا مس الأمرد لشهوة ففيه قولان فى مذهب أحمد وغيره:
أحدهما: أنه كمس النساء لشهوة ينقض الوضوء، وهو المشهور فى مذهب مالك، وذكره القاضى أبو يعلى فى (شرح المذهب)، وهو أحد الوجهين فى مذهب الشافعى.
والثانى: أنه لا ينقض، وهو المشهور من مذهب الشافعى. والقول الأول أظهر، فإن الوطء فى الدبر يفسد العبادات التى تفسد بالوطء فى القبل، كالصيام والإحرام والاعتكاف، ويوجب الغسل كما يوجبه هذا، فتكون مقدمات هذا فى باب العبادات كمقدمات هذا، فلو مس الأمرد لشهوة وهو محرم فعليه دم، كما عليه لو مس أجنبية لشهوة، وكذلك إذا مس الأمرد لشهوة وجب أن يكون كما لو مس المرأة لشهوة فى نقض الوضوء.
والذى لا ينقض الوضوء بمسه يقول: إنه لم يخلق محلاً لذلك.فيقال: لا ريب أنه لم يخلق لذلك، وأن الفاحشة اللوطية من أعظم المحرمات، لكن هذا القدر لم يعتبر فى بعض الوطء، فلو وطئ فى الدبر تعلق به ما ذكر من الأحكام، وإن كان الدبر لم يخلق محلا / للوطء، مع أن نفرة الطباع عن الوطء فى الدبر أعظم من نفرتها عن الملامسة، ونقض الوضوء باللمس يراعى فيه حقيقة الحكمة، وهو أن يكون المس لشهوة عند الأكثرين ـ كمالك وأحمد وغيرهما ـ يراعى كما يراعى مثل ذلك فى الإحرام والاعتكاف وغير ذلك.وعلى هذا القول فحيث وجد اللمس لشهوة تعلق به الحكم، حتى لو مس بنته وأخته وأمه لشهوة انتقض وضوؤه؛ فكذلك من الأمرد.وأما الشافعى وأحمد فى رواية فيعتبر المظنة، وهو أن النساء مظنة الشهوة، فينقض الوضوء سواء كان بشهوة أو بغير شهوة؛ ولهذا لا ينقض مس المحارم، لكن لو مس ذوات محارمه لشهوة فقد وجدت حقيقة الحكمة. وكذلك إذا مس الأمرد لشهوة، والتلذذ بمس الأمرد ـ كمصافحته ونحو ذلك ـ حرام بإجماع المسلمين، كما يحرم التلذذ بمس ذوات المحارم والمرأة الأجنبىة، كما أن الجمهور على أن عقوبة اللوطى أعظم من عقوبة الزنا بالأجنبية، فيجب قتل الفاعل والمفعول به، سواء كان أحدهما محصنًا أو لم يكن، وسواء كان أحدهما مملوكًا للآخر، أو لم يكن، كما جاء ذلك فى السنن عن النبى صلى الله عليه وسلم وعمل به أصحابه من غير نزاع يعرف بينهم، وقتله بالرجم، كما قتل الله قوم لوط؛ وبذلك جاءت الشريعة فى قتل الزانى أنه بالرجم، فرجم النبى صلى الله عليه وسلم ماعز بن مالك، والغامدية، واليهوديين،/والمرأة التى أرسل إليها أنيسا، وقال: (اذهب إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها) فرجمها. __________________
[فذا يحي الحجوري المزكى ... يسير على الطريق إلى الأمام
خليفة مقبل من دون شك ... وفي دماج يمسك بالزمام
ففي يمناه شرح للبخاري ... وفي الأخرى بلوغاً للمرام
له علم وتأصيل صحيح ... كغيث قد تحدر من غمام
وفي كل العلوم له دروس ... يدرسها هنالك بانتظام
أبو الخطاب
فؤاد بن علي السنحاني
دار الحديث بدماج حفظها الله من كل سوءٍ ومكروه
هاتف: (777100558)(/)
تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير " ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 12:05]ـ
تعقيبات و ملاحظات على كتاب تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين، وبعد:
"فإن المسلمين بحاجة شديدة إلى معرفة معاني كتاب ربهم، لأن ذلك وسيلة للعمل به و الانتفاع بهديه، وقد قام أئمة الإسلام بهذه المهمة خير قيام، ففسروا كتاب الله معتمدين في ذلك على تفسير القرآن بالقرآن، ثم بسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-ثم على أقوال الصحابة و التابعين و أتباعهم من القرون المفضلة، وما تقتضيه اللغة التي أنزل بها، فجاءت تفاسيرهم نقية صافية من التأويلات الباطلة و الأهواء المضلة التي غالبا ما تشتمل عليها تفاسير من جاء بعدهم ممن لم يحذ حذوهم." [1]
وقد طبع منذ زمن (تفسير بن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) طبعة دار الفكر بتقديم الدكتور محمد البهي وطُبِعَ في الجزائر باسم (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) بتقديم الشيخ عبد الرحمن شيبان، ويظهر أن تفسيره اشتمل على أخطاء عقدية، وحيث أن الكتاب منتشر و يُرَوِّجُ له الكثير من الناس وقد يغتر بعضهم بما فيه من أخطاء، استعنت بالله -جل وعلا- في تدوين ما ظهر لي منها، وأن أنشرها للقراء نصحا لله و لكتابه ..
أسأل الله تعالى التوفيق و السداد ..
ملاحظات على كتاب (تفسير بن باديس)
[رده خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن]
1 - في صفحة (54) السطر (22):قال:"يرد خبر الواحد إذا خالف القطعي من القرآن".اهـ وقد بنى قوله على أساس أن أحاديث الآحاد ظنية لا تفيد العلم [2] كما في صفحة (142) من تفسيره و صفحة (161) من (مجالس التذكير من كلام البشير النذير) وهذا غلط لا شك فيه، وتبع فيه جمهور الأصوليين من متكلمي الأشاعرة؛ كابن جزي الكلبي المالكي [3] و ابن علي الجصاص الحنفي [4] والفخر بن خطيب الرازي [5]؛ لأن الاختلاف الكلي بين نص من القرآن أو السنة المتواترة مع الآحاد الصحيحة يندر وقوعه، وحتى لو احتيج إلى النسخ فلا مانع من القول به، ورفع الحكم السابق، عند تعذر الجمع، ولو كان السابق معلوماً بالضرورة، بعد تحقق ثبوت الخبر وتأخره. وقد وقع ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعمل أهل قباء بخبر الواحد الذي نقل لهم نسخ القبلة الأولى، وهكذا أبو طلحة الأنصاري أتلف جرار الخمر، وأمر بإراقتها اعتماداً على خبر الذي نقل لهم تحريمها، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى- كما في (مذكرة أصول الفقه): " التحقيق الذي لا شك فيه هو جواز وقوع نسخ المتواتر بالآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه والدليل الوقوع.
أما قولهم إن المتواتر أقوى من الآحاد والأقوى لا يرفع بما هو دونه فإنهم قد غطلوا فيه غلطاً عظيماً مع كثرتهم وعلمهم، وإيضاح ذلك أنه لا تعارض البتة بين خبرين مختلفي التاريخ لإمكان صدق كل منهما في وقته، وقد أجمع جميع النظار أنه لا يلزم التناقض بين القضيتين إلا إذا اتحد زمنهما، أما إن اختلفا فيجوز صدق كل منهما في وقتهما، فلو قلت: النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس، وقلت أيضاً: لم يصل إلى بيت المقدس، وعنيت بالأولى ما قبل النسخ، وبالثانية ما بعده لكانت كل منهما صادقة في وقتها.
ومثال نسخ القرآن بأخبار الآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه نسخ إباحة الحمر الأهلية - مثلاً -المنصوص عليها بالحصر الصريح في آية (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةً …) (الأنعام 145)، بالسنة الصحيحة الثابت تأخرها عنه لأن الآية من سورة الأنعام وهي مكية أي نازلة قبل الهجرة بلا خلاف، وتحريم الحمر الأهلية بالسنة واقع بعد ذلك في خيبر ولا منافاة البتة بين آية الأنعام المذكورة وأحاديث تحريم الحمر الأهلية لاختلاف زمنهما، فالآية وقت نزولها لم يكن محرماً إلا الأربعة المنصوصة فيها، وتحريم الحمر الأهلية طارئ بعد ذلك، والطروء ليس منافياً لما قبله، وإنما تحصل المنافاة بينهما لو كان في الآية ما يدل على نفي تحريم شيء في المستقبل غير الأربعة المذكورة في الآية، وهذا لم تتعرض له الآية بل
(يُتْبَعُ)
(/)
الصيغة فيها مختصة بالماضي لقوله: (قل لا أجد فيما أوحي إلي) (الأنعام 145) بصيغة الماضي، ولم يقل فيما سيوحى إلي في المستقبل، وهو واضح كما ترى، والله أعلم " [6].اهـ.
[تأويله لصفة الرحمة بالإنعام والرزق و الإحسان .. ]
1. في صفحة (231) السطر الأخير: قوله: "رحيما: دائم الإفاضة للنعم".اهـ
2. في صفحة (159) السطر (15): قوله: "يرجون رحمته: ينتظرون انعاماته لافتقارهم إليه".اهـ
3. في صفحة (304) السطر الأول: قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام".اهـ
5.في صفحة (364) السطر (22): قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام و الاحسان".اهـ
كل هذا الذي ذكره الشيخ بن باديس في معنى الرحمة من اسم الرحيم و الرحمن .. كلها من التأويل الباطل وقد وافق بقوله هذا أهل البدع من أشعرية و غيرهما؛ لأن الرحمن الرحيم اسمان من الأسماء الحسنى متضمنان صفة الرحمة على المعنى اللائق به سبحانه، فلا حاجة إلى تأويلها بأثر من آثارها كالإنعام و الإحسان .. الخ.
ـ قال الإمام بن القيم رحمه الله كما في (مختصر الصواعق):" .. إن الله تعالى فرق بين رحمته و رضوان وثوابه المنفصل، فقال تعالى: (يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان وجنت لهم فيها نعيم مقيم). فالرحمة و الرضوان صفته، والجنة ثوابه، وهذا يبطل قول من جعل الرحمة ثوابا منفصلا مخلوقا. وقول من قال هي إرادة الإحسان، فإن إرادة الإحسان هي من لوازم الرحمة فإنه يلزمه من الرحمة أن يريد الإحسان إلى المرحوم فإذا انتفت حقيقة الرحمة انتفى لازمها وهو إرادة الإحسان".اهـ
ـ وقال الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، رحمه الله تعالى كما في (الدرر السنية/ جزء التفسير):
بسم الله الرحمن الر حيم {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [سورة الفاتحة آية: 2] اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمان أشد مبالغة من رحيم، وفي الأثر عن عيسى أنه قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة. وقال ابن القيم: الرحمن دال على الصفة القائمة به ; والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ; فإذا أردت فهم هذا، فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [سورة الأحزاب آية: 43]، {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة التوبة آية: 117]، ولم يجئ رحمن بهم، فالرحمن اسمه ووصفه، فمن حيث هو صفة جرى تابعا لاسم الله، ومن حيث هو اسم، ورد في القرآن غير تابع، بل ورود الاسم العلم كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5]. انتهى ملخصا.
ـ و قال الشيخ العلامة عبد العزيز الناصر الرشيد -رحمه الله تعالى-كما في (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية):" .. و الرحمة صفة من صفات الله سبحانه و تعالى اللائقة بجلاله و عظمته فيجب أن يوصف بها كما وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما عليه أهل البدع الذين نفوا هذه الصفة و أولوها كمن يؤولها بالإنعام أو بإرادة الإنعام إلى غير ذلك من التأويلات الفاسدة، فالرحمة ثابتة لله سبحانه و تعالى كغيرها من الصفات، سواء كانت ذاتية كالعلم و الحياة، أو فعلية كالرحمة التي رحم بها عباده، فكلها صفات قائم به سبحانه ليست قائمة بغيره، فوصف بها سبحانه و تعالى حقيقة كما يليق بجلاله".اهـ
ـ وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك كما في (تعليقاته على فتح الباري): دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن الرحمة المضافة إلى الله تعالى رحمتان:
1 - رحمة هي صفته؛ وصفاته غير مخلوقة، وإضافتها إلى الله هي من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ كما قال تعالى عن نبي الله سليمان عليه السلام: "وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين" [النمل19]، وقال تعالى: "وربك الغفور ذو الرحمة" [الكهف58]، وقال تعالى: "الرحمن الرحيم"؛ فهذان الاسمان متضمنان صفة الرحمة، فاسمه الرحمن يدل على الرحمة الذاتية التي لم يزل ولا يزال موصوفًا بها، واسمه الرحيم يدل على الرحمة الفعلية التابعة لمشيئته سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى: "إن يشأ يرحمكم" [الإسراء54]، وقال تعالى: "ويرحم من يشاء" [العنكبوت21].
وأهل السنة والجماعة يثبتون الرحمة لله تعالى صفة قائمة به سبحانه، والمعطلة ومن تبعهم ينفون حقيقة الرحمة عن الله تعالى - ومنهم الأشاعرة - ويؤولونها بالإرادة أو النعمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - والرحمة الأخرى مما يضاف إليه تعالى: رحمة مخلوقة، وإضافتها إليه هي من إضافة المخلوق إلى خالقه، ومن شواهدها قوله تعالى: "فانظر إلى آثار رحمة الله" [الروم50]، وقوله تعالى: "وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون" [آل عمران107]، وقوله سبحانه للجنة كما في الحديث القدسي: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء".
والرحمة المذكورة في الحديث هي الرحمة المخلوقة، وهي التي جعلها الله عز وجل في مائة جزء. والرحمة المخلوقة في الدنيا والآخرة هي أثر الرحمة التي هي صفته سبحانه وتعالى ومقتضاها. اهـ. والله أعلم.
[نفي صفة الصورة لله -جل وعلا-]
6 - في صفحة (64) قال: "الاعتراف بوجود خالق الكون يكاد يكون غريزة مركوزة في الفطرة و يكاد لا تكون لمنكريه-عتادا-نسبة عددية بين البشر. ولكن أكثر المعترفين بوجوده قد نسبوا إليه ما لا يجوز عليه ولا يليق بجلاله من الصاحبة و الولد و المادة و الصورة و الحلول و الشريك في التصرف في الكون و الشريك في التوجه و الضراعة إليه والسؤال منه و الإتكال عليه".اهـ
قوله: " ولكن أكثر المعترفين بوجوده قد نسبوا إليه ما لا يجوز عليه ولا يليق بجلاله من الصاحبة .. و المادة [7] و الصورة ... ". فيه نفي صفة الصورة لله -جل وعلا- موافقا بذلك أهل البدع من جهمية [8] وأشاعرة ونحوهم [9]، و معلوم عند أهل السنة و الجماعة أن صفة الصورة لله - جل في علاه - صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ بالأحاديث الصحيحة."ولا شك أن نفي هذه الصفة عن الرب تبارك و تعالى ينافي الإيمان بالأحاديث الواردة في ذلك" [10] منها:
- ما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث الزهير عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال عليه الصلاة والسلام (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر) قالوا: لا يا رسول الله , وفيه (يجمع الله الناس يوم القيامة , فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه , فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمر القمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: نعوذ بالله منك , هذا مكاننا يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون , فيقول: أنا ربكم , فيقولون: أنت ربنا , فيتبعونه ... ).
ـ ومنها ما في الصحيحن و غيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو حديث أبي هريرة الذي تقدم ذكره. وفيه: (فيأتيهم الجبار في صورته التي رأوه فيها أوَّلَ مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا…).
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - في (نقض تأسيس الرازي): " .. لفظ (الصُّورة) في الحديث (إشارة لحديث أبي سعيد) كسائر ما ورد من الأسماء والصفات التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله مختصة به؛ مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير، ومثل خلقه بيديه واستوائه على العرش ونحو ذلك".اهـ.
ـ وقال خطيب أهل السُنَّة ابن قتيبة –رحمه الله تعالى- في (تأويل مختلف الحديث):" والذي عندي – والله تعالى أعلم – أن الصُّورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حدٍّ ".اهـ
ـ قال الشيخ العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى -: " و الحق الذي عليه أهل السنة من الصحابة و التابعين و الأئمة المجتهدين، ومن تبعهم بإحسان؛ الإيمانُ بكل ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، مع تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، فيقولون: إن لله وجها و عينين و يدين و قدمين و أصابع، وكذلك له صورة و علم و سمع و بصر و غير ذلك من الصفات، لا تشبه صفات الخلق" [11].اهـ
[موافقته للمرجئة في باب منزلة العمل من الإيمان]
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - في صفحة (199) السطر (19إلى22): قال: " الإيمان هو التصديق الصادق المثمر للأعمال".اهـ، وقال في صفحة (303) السطر (17إلى21): "الإيمان: عندما يذكر مع الأعمال يراد به تصديق القلب و يقينه و اطمئنانه بعقائد الحق. والعمل الصالح: هو العمل الطيب المشروع من طاعة الله على العباد سواء كان من عمل الباطن وهو عمل القلب أو من عمل الظاهر وهو عمل الجوارح، و العمل الصالح من ثمرات الإيمان الدال وجودها على وجوده و كمالها على كماله و نقصها على نقصه وعدمها على اضطرابه و وشك انحلاله واضمحلاله".اهـ
و في كلامه هذا أغلاط ثلاثة ملخصها في نقاط:
أ*- تعريفه للإيمان بالتصديق الصادق و بالتصديق القلبي و يقينه.
ب*- جعله العمل الصالح من ثمرات الإيمان، سواء كان من عمل الباطن وهو عمل القلب أو من عمل الظاهر وهو عمل الجوارح.
ت*- و أن انعدامه – أي العمل الصالح - دليل على اضطراب إيمان صاحبه و وشك انحلاله و اضمحلاله.
وهذه الأقوال قد وافق بها الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- أهل البدع من مرجئة الأشاعرة وغيرهم وبيانه كالتالي:
ـ أولاً: تعريفه للإيمان بالتصديق الصادق و بالتصديق القلبي و يقينه؛ فيه قصور وهو مخالف لتعريف الإيمان الشرعي عند أهل السنة و الجماعة والذي هو: (تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان) و العمل عند أهل السنة والجماعة ركن من أركان حقيقة الإيمان [12]، قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -[شرح أصول الاعتقاد للالكائي:5/ 886): "وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر". وانظر [مجموع الفتاوى: 7/ 308].اهـ
وقال ابن أبي زمنين - رحمه الله تعالى- في كتابه (أصول السنة:207):"الإيمان بالله هو: باللسان والقلب، وتصديق ذلك بالعمل، فالقول والعمل قرينان لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه".اهـ
وقال الحافظ ابن أبي زيد القيرواني مالك الصغير- رحمه الله تعالى - (كما في اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم:150،152):"فصل فيما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعةٌ وضلالة: ... وأن الإيمان قول باللسان وإخلاص بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد ذلك بالطاعة، وينقص بالمعصية نقصاً عن حقائق الكمال لا محبط للإيمان، ولا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة".اهـ
وقال الإمام الآجري - رحمه الله تعالى - في كتابه (الأربعين حديثاً:135):"الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق: وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح ... لا تجزئ معرفة بالقلب والنطق باللسان حتى يكون معه عمل بالجوارح".اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في (شرح العمدة:2/ 86): "الإيمان عند أهل السنة و الجماعة: قولٌ و عملٌ كما دل عليه الكتاب و السنة و أجمع عليه السلف، و على ما هو مقرر في موضعه. فالقول تصديق الرسول، و العمل تصديق القول. فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً ". اهـ
ـ ثانياً وثالثاً: جعله العمل الصالح من ثمرات الإيمان مبني على قوله أنَّ الإيمانَ الذي في القَلبِ يَكونُ تامّاً بِدونِ شيءٍ من الأعمالِ [13]، فمن ضيع الأعمال لم يخرج من دائرة الإيمان [14]، وانعدامها دال على اضطرابه و وشك انحلاله واضمحلاله [15]، وهذا الكلام غلط وقد وافق به أهل البدع من المرجئة:
ـ قالَ شيخُ الإسلامِ ابن تيميَّة – رحمه الله تعالى -: ((الوجهُ الثاني من غَلطِ المرجئةِ: ظنُّهم أنَّ ما في القَلبِ من الإيمانِ لَيسَ إلا التصديق فَقَط دونَ أعمالِ القُلوبِ، كما تَقدَّم عن جَهميَّة المرجئةِ، الثالث: ظنُّهم أنَّ الإيمانَ الذي في القَلبِ يَكونُ تامّاً بِدونِ شيءٍ من الأعمالِ، ولهذا يَجعَلونَ الأعمالَ ثَمَرةَ الإيمانِ وَمُقتضاهُ بِمَنزِلةِ السَّببِ مع المسبّبِ، ولا يَجعَلونَها لازِمةً لهُ، والتحقيقُ أنَّ إيمانَ القلبِ التَّامِّ يَستَلزِمُ العملَ الظاهرَ بِحَسَبِهِ لا مَحَالةَ، وَيَمتَنِعُ أن يَقومَ بالقلبِ إيمانٌ تامٌّ بِدونِ عَمَلٍ ظاهرٍ)) [16].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ و قال كذلك –رحمه الله تعالى – في ((شرح العمدة 2/ 86)): "الإيمان عند أهل السنة والجماعة: قول وعمل كما دل عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه السلف، ... فالقول: تصديق الرسول، والعمل: تصديق القول، فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمناً".اهـ
ـ وقال -رحمه الله تعالى- كما في (الفتاوى:7/ 198): "لا يتصور وجود إيمان القلب مع عدم جميع أعمال الجوارح".اهـ
[موافقته للمرجئة في باب التكفير بالأعمال]
14 - في صفحة (212 - 213) الأسطر (23 - 24 - 25 - 26 - 27): قوله: "خيانة دون خيانة وكفر دون كفر: الخيانة خيانتان خيانة عقيدة و خيانة أعمال، وكذلك الكفر، وكذلك النفاق، وكذلك الشرك، وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان في الأعمال إلاَّ عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة و انحلالها. وعلى هذا عقد البخاري رحمه الله في الجامع الصحيح أبوابا في ظلم دون ظلم وكفر دون كفر".اهـ.
قوله: " وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة لا بما كان في الأعمال [17] إلاَّ عملا يدل دلالة ظاهرة على فساد العقيدة و انحلالها ". يفهم منه حصر الكفر في اعتقاد القلب، فلا يخرج المرء عن أصل الإسلام إلا بما كان في أصل العقيدة أو عمل عملا كفريًا دلَّ على فسادها، حيث جعل الأعمال الكفرية دليل على الكفر لا أن نفس العمل كفري، بمعنى أن الأعمال الكفرية الصريحة ليست مكفرة بذاتها بمجرد فعلها إلاَّ إذا دلَّت دلالة ظاهرة على فساد العقيدة وانحلالها، وهذا القول موافق لقول مرجئة الأشاعرة ونحوهم، وهو مبني على قوله في الإيمان ومنزلة العمل منه وتقسيمه للكفر بأنه اعتقادي مخرج للملة وعملي غير مخرج من الملة [18]، ومن أمثلة الكفر العملي المخرج من الملة: السجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الله-جل وعلا- و سب الرسول-صلى الله عليه و سلم-وهي أعمال كفرية في نفسها يكفر المرء بها بمجرد وقوعه فيها. وعليه فقوله " وإنما يخرج المرء عن أصل الإسلام بما كان في أصل العقيدة [19] لا بما كان في الأعمال .. " قول ظاهر الفساد حيث جعل فساد العقيدة شرطاً في كفر الجوارح – على مفهومه للإيمان الشرعي والكفر العملي –، ومعلوم أن أهل السنة و الجماعة لما عرفوا الإيمان الشرعي بأنه: (تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان) - والعمل عندهم ركن من أركان حقيقة الإيمان- عرفوا نقيضه الكفر بأنه يكون باللسان و بالجوارح و بالقلب، أي الكفر يدخل في الأعمال كما يدخل في الاعتقادات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ... من قال أو فعَل ما هو كُفرٌ، كَفَر بذلك، وإنْ لم يقصد أن يكون كافِراً، إذْ لا يقصُد أحدٌ الكفر إلا ما شاء الله" [20].
وقال في موضع آخر: " إنَّ سبَّ الله وسبَّ رسوله كفَرَ ظاهراً وباطناً، سواء كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرَّم أو كان مُستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السُّنة القائلين بأن الإيمان قولٌ وعمَلٌ " [21]
وقال - رحمه الله تعالى -: " قال سبحانه: (من كفر بالله من بعد إيمانه - إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان - ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).
ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلب فقط، لأن ذلك لا يكره الرجل عليه، وهو قد استثنى من أكره ولم يرد من قال واعتقد، لأنه استثنى المكره، وهو لا يكره على القصد والقول، وإنما يكره على القول فقط، فعلم أنه أراد من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم، وأنه كافر بذلك إلا من أكره وهو مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدراً من المكرهين، فإنه كافر أيضاً، فصار من تكلم بالكفر كافراً إلا من أكره فقال بلسانه كلمة الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان.
وقال تعالى في حق المستهزئين: (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) فبين أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صحته وهذا باب واسع" [22].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله الراجحي كما في (أجوبة و أسئلة في الكفر و الإيمان): " ومن أقوالهم-أي المرجئة-: (الأعمال والأقوال دليلٌ على ما في القلب من الاعتقاد) وهذا باطل، بل نفس القول الكفري كفر ونفس العمل الكفري كفر كما مر في قول الله تعالى (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) أي: بهذه المقالة ".اهـ
ختاما
"هذا ما تيسر لي التنبيه عليه الآن، وهناك مسائل أخرى تحتاج لبيان، عسى الله أن ييسر ذلك في وقت لا حق – إن شاء الله تعالى – والله أسأل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه، و يرينا الحق حقا و يرزقنا اجتنابه، و الله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد" [23].
تمت بتاريخ:09/ شعبان/1429، بدولة الجزائر
على يد كاتبها / عبد الحق آل أحمد
عفا الله عنه وعن زوجه و والديه وجميع المؤمنين و المؤمنات.
------------------
الحواشي:
[1] مقتبس من كلام شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى- في رده على أخطاء الصابوني في تفسيره.
[2] قال ابن أبي العز –رحمه الله تعالى - كما في (شرح العقيدة الطحاوية): " وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة وهو إحدى قسمي المتواتر، ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع ". اهـ، و قال الإمام الحافظ بن عبد الهادي-رحمه الله تعالى- في (الصارم المنكي في الرد على السبكي): " وأي تنقص فوق من عزل كلام الرسول عن إفادة اليقين".اهـ
[3] ينظر كتابه: (تقريب الوصول لعلم الأصول/ص:127)، وقد فات محقق الكتاب الشيخ محمد علي فركوس التعقيب عليه فيها.
[4] ينظر: تفسيره (أحكام القرآن)، (1/ 39).
[5] قال الرازي في تفسيره (5/ 360): "ونسخ القرآن بخبر الواحد لا يجوز ".اهـ. و غالب الظن أن عبد الحميد بن باديس تأثر بكلامه حيث اعتمد تفسيره من بين مصادر التفسير قال (ص:49) كما في (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير): " وعمدتنا فيما نرجع إليه من كتب الأئمة: تفسير ابن جرير الطبري الذي يمتاز بالتفاسير النقلية السلفية، وبأسلوبه الترسلي البليغ في بيان معنى الآيات القرآنية، وبترجيحاته لأولى الأقوال عنده بالصواب. و تفسير الكشاف الذي يمتاز بذوقه البياني في الأسلوب القرآني، وتطبيقه فنون البلاغة على آيات الكتاب و التنظير لها بكلام العرب، واستعمالها في أفانين الكلام. وتفسير أبي حيان الأندلسي الذي يمتاز بتحقيقاته النحوية و اللغوية و توجيهه للقراءات. وتفسير الرازي الذي يمتاز ببحوثه في العلوم الكونية، مما يتعلق بالجماد و النبات و الحيوان و الإنسان، وفي العلوم الكلامية و مقالات الفرق و المناظرة في ذلك و الحجاج".اهـ
[6] وقال كما في (5/ 416) من تفسيره (أضواء البيان): " .. التحقيق هو جواز نسخ المتواتر بالآحاد إذا ثبت تأخرها عنه، ولا منافاة بينهما أصلاً، حتى يرجح المتواتر على الآحاد، لأنه لا تناقض مع اختلاف زمن الدليلين، لأن كلا منهما حق في وقته؛ .. ".اهـ، و لزيادة الفائدة ينظر: (الاحكام) لابن حزم - (4/ 477).
[7] إطلاق لفظ " المادة " على الله - جل وعلا -، إثباتا، أو نفيا، ليس من عبارات السلف الصالح المقتدى بهم في باب أسماء الله سبحانه و تعالى و صفاته، قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى -: " وأما ما لا يوجد عن الله، و رسوله، إثباته، و نفيه، مثل: الجوهر، والجسم، والجهة، وغير ذلك، لا يثبتونه، ولا ينفونه، فمن نفاه فهو عند أحمد و السلف مبتدع، ومن أثبته فهو عندهم مبتدع، و الواجب عندهم: السكوت عن هذا النوع، إقتداء بالنبي- صلى الله عليه و سلم- و أصحابه".اهـ من كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية).
[8] قال فضيلة الشيخ علي بن عبد العزيز الشبل في (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري): "وإن نفي الصورة عن الله قول الجهمية، كما قال الإمام أحمد وغيره. وقد بسط الشيخ ابن تيمية الكلام في المسألة في آخر بيان تلبيس الجهمية بسطاً شافياً".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[9] وقد حرَّف الرازي معنى صفة الصورة للرحمن - جل وعلا – كما في تفسيره: (1/ 113) بتأويلات فاسدة وهو "من أكابر أئمة الأشاعرة الذين أوغلوا في التأويل" كما قال الشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله تعالى-ولزم من تأويله الفاسد نفيه للصفة على ما تليق بجلال الله وعظمته، وتفسير الرازي – هذا - من المراجع المعتمدة عند الشيخ ابن باديس-عفا الله عنه- فتنبه، و يراجع جواب سليل الدعوة النجدية الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين- رحمه الله تعالى- عن قوله - صلى الله عليه و سلم -: (خلق الله آدم بيده على صورته .. ) في كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) الجزء الثالث قسم: (الأسماء و الصفات)، والله الموفق.
[10] ينظر: كتاب (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) للشيخ العلامة المحدث حمود بن عبد الله التويجري - رحمه الله تعالى-، فإنه مهم.
[11] ينظر تعليق الشيخ تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى – على بحث الشيخ المحدث العلامة حماد الأنصاري – رحمه الله تعالى – بعنوان: (تعريف أهل الإيمان بصحة حديث إن آدم خلق على صورة الرحمن) ضمن سلسلة الرسائل الأنصارية كتاب: (رسائل في العقيدة). فإنه مهم.
[12] قد يقول قائل إن الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى- عرَّف الإيمان الشرعي بتعريف أهل السنة و الجماعة كما في رسالته (العقائد الإسلامية) حيث قال:" الإيمان في الوضع الشرعي هو قول باللسان وعمل القلب وعمل الجوارح ".اهـ وجوابه أن العبرة بحقيقة المعنى المراد من التعريف لا موافقته في ظاهر اللفظ، لأن الأشاعرة يظهرون قول أهل السنة في الإيمان و يتأولونه، قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في (النبوات): "وأما الأشعري، فالمعروف عنه وعن أصحابه، أنهم يوافقون جهما في قوله في الإيمان، و أنه مجرد تصديق القلب، أو معرفة القلب، لكن قد يظهرون مع ذلك قول أهل الحديث و يتأولونه".اهـ، ومع ذلك فقد صرح في الكتاب نفسه (ص:51) أن تارك الأعمال بالكلية لا يخرج عن دائرة الإيمان – أي لا يكفر – قال: " من ضيع الأعمال لم يخرج من دائرة الإيمان".اهـ، تنبيه: (من) تفيد العموم وعليه فالتضييع يعم جميع الأعمال، و الله أعلم.
[13] فائدة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- كما في (الفتاوى:7/ 50):"فإن المرجئة لا تنازع في أن الإيمان الذي في القلب يدعو إلى فعل الطاعة ويقتضي ذلك، والطاعة من ثمراته ونتائجه، لكنها تنازع هل يستلزم الطاعة؟ ".اهـ
[14] قال ابن باديس-رحمه الله تعالى- (ص:51) كما في رسالة (العقائد الإسلامية): " من ضيع الأعمال لم يخرج من دائرة الإيمان".اهـ. أي أن تارك الأعمال بالكلية لا يخرج عن دائرة الإيمان – أي لا يكفر – و تنبه أخي القاري أن (من) تفيد العموم وعليه فالتضييع يعم جميع الأعمال، و الله المستعان.
[15] قال الشيخ حسن بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله تعالى –كما في (الدرر السنية):" قال ابن القيم رحمه الله: ونحن نحكي إجماعهم، كما حكاه حرب، صاحب الإمام أحمد، بلفظه، قال في مسائله المشهورة: هذا مذهب أهل العلم، وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بها، المقتدى بهم فيها، من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء الحجاز، والشام، وغيرهم عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن مذهب أهل السنة وسبيل الحق. قال: وهو مذهب أحمد، وإسحاق بن إبراهيم وعبد الله بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا، وأخذنا عنهم العلم، فكان من قولهم: إن الإيمان قول وعمل ونية، وتمسك بالكتاب والسنة؛ والإيمان: يزيد وينقص، ويستثنى في الإيمان غير أن لا يكون شكاً، إنما هي سنة ماضية عند العلماء؛ وإذا سئل
(يُتْبَعُ)
(/)
الرجل. أمؤمن أنت؟ فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، ويقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ومن زعم: أن الإيمان قول بلا عمل، فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن الإيمان يزيد، ولا ينقص، فقد قال بقول المرجئة؛ ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة، فهو مرجىء؛ ومن زعم: أن المعرفة تقع في القلب، وإن لم يتكلم بها فهو مرجىء ".اهـ
[16] ينظر: (مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -.
[17] قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-: "المرتد الذى يكفر بعد إسلامه نطقا أو شكا أو اعتقادا أو فعلا ".اهـ من (الدرر السنية).
[18] قال الشيخ ابن باديس (ص:176) كما في تفسيره:" و الكفر قسمان اعتقادي وهو الذي يضاد الإيمان، وكفر عملي وهو لا يضاد الإيمان".اهـ وهذا التقسيم مخالف لتقسيم أهل السنة و الجماعة، قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن –رحمه الله تعالى-كما في (الدرر السنية): " وأما كفر العمل فمنه ما يضاد الإيمان كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي صلى الله عليه وسلم وسبه .. ".اهـ
[19] ينظر: (الصارم المسلول) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -.
[20] ينظر: المصدر السابق.
[21] ينظر: المصدر السابق.
[22] أصل العقيدة عند الشيخ ابن باديس-رحمه الله تعالى- هو التصديق القلبي بدليل قوله (ص:47) كما في (العقيدة الإسلامية): " التصديق الذي هو الجزء الأصلي في الإيمان .. ".اهـ، فجعل التصديق هو الجزء الأصلي في الإيمان وهذا غلط، بل القلب هو المحل الأصلي للإيمان وفيه تصديق و عمل وهما الجزء الأصلي للإيمان، والدليل من السنة قول النبى صلى الله عليه وسلم: (التقوى هاهنا) وأشار إلى صدره ثلاث مرات، وقوله صلى الله عليه و سلم: (ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)، ويقول-صلى الله عليه و سلم-: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). ومن هذا الإعتبار و غيره لم يجعل بن باديس الأعمال الكفرية إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبى، وليست مكفرة بذاتها. والله أعلم.
[23] مقتبس من خاتمة مقال الأخ "مصطفى بلحاج" بعنوان: [تنبيهات على ((رسالة الشرك و مظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله] الموجود في مجلة (الإصلاح) الجزائرية. والله الموفق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 08:26]ـ
تنبيه يفيد كل نبيه:
كتاب (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) غير كتاب (مجالس التذكير من كلام البشير النذير)؛ فالأول حول تفسير بعض الآيات و الثاني في شرح بعض الأحاديث، ولذى فالتعقيبات و الملاحظات على الأول، أما الكتاب الثاني فستجد أخي الكريم على الرابط التالي بعض التنبيهات: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19777 ، والله يصلح الأحوال، ويجنبنا خبث الأقوال و الأعمال .. ويرزقنا الغخلاص في القول و العمل.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 03:18]ـ
ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين ..
للشيخ الدكتور محمد علي فركوس
ـ سدده الله ـ
الفتوى رقم: 754
الصنف: فتاوى أصول الفقه والقواعد الفقهية
السؤال:
قال العلاَّمةُ ابنُ باديس -رحمه الله- في «تفسيره»: «إنَّ السُّنَّة النبويةَ والقرآن لا يتعارضان، ولهذا يُردُّ خبرُ الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن»، فما هو تعليقكم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنّ ما قرّره ابنُ باديس في تفسيره من أنّ خبرَ الواحدِ لا يُقبَلُ إذا خالفه القطعي هو مذهبُ المعتزلة وبعضِ المتكلّمين، وبه قال أبو الحسنِ البصريٌّ والسمرقنديُّ والقَرافيُّ والصفي الهندي وغيرُهم (1 - انظر «المعتمد» لأبي الحسين البصري: (2/ 96، 102)، و «العدّة» لأبي يعلى: (2459)، «المحصول» للفخر الرازي: (2/ 217)، «ميزان الأصول» للسمرقندي: (2/ 75، 81)، «كشف الأسرار» للبخاري: (3/ 27)، «البحر المحيط» للزركشي: (4/ 257)، «الكفاية» للخطيب البغدادي: (432)، «المسودة» لآل تيمية: (249))، وهو مخالفٌ لأكثرِ أهل الفقه والحديث، قال ابنُ عبد البرّ –رحمه الله-: «وعلى ذلك أكثرُ أهلِ الفقه والأثرِ، وكلُّهم يدينُ بخبر الواحد العَدْلِ في الاعتقادات، ويعادي ويوالي عليها، ويجعلها شرعًا ودينًا في مُعتقده، على ذلك جماعةُ أهل السُّنَّة» (2 - «التمهيد» (1/ 8)).
وعمومُ نصوصِ الكتابِ والسُّنَّة تقضي بوجوب قَبول خبرِ الواحد مُطلقًا من غير تفريقٍ بين القطعيِّ والظنيِّ، فقد أوجب اللهُ تعالى الحذرَ بقول الواحد في قوله تعالى: ?فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? [التوبة: 122]، كما جعل عِلَّةَ ردِّ الأخبارِ هي الفسق لا الوحدة في قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ? [الحجرات: 6]، وقد دعا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لحامِلِ الفقه وأقرَّهُ على الرواية من غير تفريق مع عدم فقهه وعلمه في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» (3 - أخرجه أبو داود في «العلم»، باب فضل نشر العلم: (3660)، والترمذي في «العلم»،باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع: (2656)، والدارمي في «سننه» (233)، وأحمد في «مسنده»: (21208)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (404)، والوادعي في «الصحيح المسند»: (358)).
هذا، وسَلَفُ الأُمَّة من الصحابة فمن بعدهم كانوا يتلقَّون أخبار الآحاد في القطعيات والظنِّيَّات ويثبتونها بدون ردّ لأي منها لمجرّد كونه خبر آحاد في القطعيات، ويدلّ لذلك روايتهم لتلك الأخبار وتناقلها وتلقِّيها وتحصيلها ونقلها وتفسيرها بمقتضى اللغة بما يليق بها والقول بمدلولها، بل إنهم أدخلوا مفادَ تلك الأخبار في مُعتقداتهم وصرّحوا بتبديع أو تفسيق أو تخطئة مخالفها (4 - «التمهيد» لابن عبد البر: (1/ 8)، «مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم: (2/ 8 - 6)).
وعليه، فإنّ أقوى الأقوال دليلاً وأصحَّها نظرًا مذهبُ الجمهور القائلين بصحّة الاحتجاج بخبرِ الواحد المرفوعِ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بإسنادٍ صحيحٍ سواء في القطعيات أو الظنِّيَّات، وضعف أدلة ما سواه على ما هو مُثْبَتٌ في مَوْضِعِهِ.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 1 رمضان 1428ه
الموافق ل: 13 سبتمبر 2007م
ـــ
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 06:42]ـ
[رده خبر الآحاد إذا خالف القطعي من القرآن]
1 - في صفحة (54) السطر (22):قال:"يرد خبر الواحد إذا خالف القطعي من القرآن".اهـ وقد بنى قوله على أساس أن أحاديث الآحاد ظنية لا تفيد العلم [2] كما في صفحة (142) من تفسيره و صفحة (161) من (مجالس التذكير من كلام البشير النذير) وهذا غلط لا شك فيه، وتبع فيه جمهور الأصوليين من متكلمي الأشاعرة؛ كابن جزي الكلبي المالكي [3] و ابن علي الجصاص الحنفي [4] والفخر بن خطيب الرازي [5]؛ لأن الاختلاف الكلي بين نص من القرآن أو السنة المتواترة مع الآحاد الصحيحة يندر وقوعه، وحتى لو احتيج إلى النسخ فلا مانع من القول به، ورفع الحكم السابق، عند تعذر الجمع، ولو كان
(يُتْبَعُ)
(/)
السابق معلوماً بالضرورة، بعد تحقق ثبوت الخبر وتأخره. وقد وقع ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعمل أهل قباء بخبر الواحد الذي نقل لهم نسخ القبلة الأولى، وهكذا أبو طلحة الأنصاري أتلف جرار الخمر، وأمر بإراقتها اعتماداً على خبر الذي نقل لهم تحريمها، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى- كما في (مذكرة أصول الفقه): " التحقيق الذي لا شك فيه هو جواز وقوع نسخ المتواتر بالآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه والدليل الوقوع.
أما قولهم إن المتواتر أقوى من الآحاد والأقوى لا يرفع بما هو دونه فإنهم قد غطلوا فيه غلطاً عظيماً مع كثرتهم وعلمهم، وإيضاح ذلك أنه لا تعارض البتة بين خبرين مختلفي التاريخ لإمكان صدق كل منهما في وقته، وقد أجمع جميع النظار أنه لا يلزم التناقض بين القضيتين إلا إذا اتحد زمنهما، أما إن اختلفا فيجوز صدق كل منهما في وقتهما، فلو قلت: النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس، وقلت أيضاً: لم يصل إلى بيت المقدس، وعنيت بالأولى ما قبل النسخ، وبالثانية ما بعده لكانت كل منهما صادقة في وقتها.
ومثال نسخ القرآن بأخبار الآحاد الصحيحة الثابت تأخرها عنه نسخ إباحة الحمر الأهلية - مثلاً -المنصوص عليها بالحصر الصريح في آية (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتةً …) (الأنعام 145)، بالسنة الصحيحة الثابت تأخرها عنه لأن الآية من سورة الأنعام وهي مكية أي نازلة قبل الهجرة بلا خلاف، وتحريم الحمر الأهلية بالسنة واقع بعد ذلك في خيبر ولا منافاة البتة بين آية الأنعام المذكورة وأحاديث تحريم الحمر الأهلية لاختلاف زمنهما، فالآية وقت نزولها لم يكن محرماً إلا الأربعة المنصوصة فيها، وتحريم الحمر الأهلية طارئ بعد ذلك، والطروء ليس منافياً لما قبله، وإنما تحصل المنافاة بينهما لو كان في الآية ما يدل على نفي تحريم شيء في المستقبل غير الأربعة المذكورة في الآية، وهذا لم تتعرض له الآية بل الصيغة فيها مختصة بالماضي لقوله: (قل لا أجد فيما أوحي إلي) (الأنعام 145) بصيغة الماضي، ولم يقل فيما سيوحى إلي في المستقبل، وهو واضح كما ترى، والله أعلم " [6].اهـ.
[تأويله لصفة الرحمة بالإنعام والرزق و الإحسان .. ]
1. في صفحة (231) السطر الأخير: قوله: "رحيما: دائم الإفاضة للنعم".اهـ
2. في صفحة (159) السطر (15): قوله: "يرجون رحمته: ينتظرون انعاماته لافتقارهم إليه".اهـ
3. في صفحة (304) السطر الأول: قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام".اهـ
5.في صفحة (364) السطر (22): قوله: "الرحيم: المنعم الدائم الانعام و الاحسان".اهـ
كل هذا الذي ذكره الشيخ بن باديس في معنى الرحمة من اسم الرحيم و الرحمن .. كلها من التأويل الباطل وقد وافق بقوله هذا أهل البدع من أشعرية و غيرهما؛ لأن الرحمن الرحيم اسمان من الأسماء الحسنى متضمنان صفة الرحمة على المعنى اللائق به سبحانه، فلا حاجة إلى تأويلها بأثر من آثارها كالإنعام و الإحسان .. الخ.
ـ قال الإمام بن القيم رحمه الله كما في (مختصر الصواعق):" .. إن الله تعالى فرق بين رحمته و رضوان وثوابه المنفصل، فقال تعالى: (يبشرهم ربهم برحمة منه و رضوان وجنت لهم فيها نعيم مقيم). فالرحمة و الرضوان صفته، والجنة ثوابه، وهذا يبطل قول من جعل الرحمة ثوابا منفصلا مخلوقا. وقول من قال هي إرادة الإحسان، فإن إرادة الإحسان هي من لوازم الرحمة فإنه يلزمه من الرحمة أن يريد الإحسان إلى المرحوم فإذا انتفت حقيقة الرحمة انتفى لازمها وهو إرادة الإحسان".اهـ
ـ وقال الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، رحمه الله تعالى كما في (الدرر السنية/ جزء التفسير):
بسم الله الرحمن الر حيم {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [سورة الفاتحة آية: 2] اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمان أشد مبالغة من رحيم، وفي الأثر عن عيسى أنه قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة. وقال ابن القيم: الرحمن دال على الصفة القائمة به ; والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ; فإذا أردت فهم هذا، فتأمل قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [سورة الأحزاب آية: 43]، {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة التوبة آية: 117]، ولم يجئ رحمن بهم، فالرحمن اسمه ووصفه، فمن حيث هو صفة جرى
(يُتْبَعُ)
(/)
تابعا لاسم الله، ومن حيث هو اسم، ورد في القرآن غير تابع، بل ورود الاسم العلم كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5]. انتهى ملخصا.
ـ و قال الشيخ العلامة عبد العزيز الناصر الرشيد -رحمه الله تعالى-كما في (التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية):" .. و الرحمة صفة من صفات الله سبحانه و تعالى اللائقة بجلاله و عظمته فيجب أن يوصف بها كما وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما عليه أهل البدع الذين نفوا هذه الصفة و أولوها كمن يؤولها بالإنعام أو بإرادة الإنعام إلى غير ذلك من التأويلات الفاسدة، فالرحمة ثابتة لله سبحانه و تعالى كغيرها من الصفات، سواء كانت ذاتية كالعلم و الحياة، أو فعلية كالرحمة التي رحم بها عباده، فكلها صفات قائم به سبحانه ليست قائمة بغيره، فوصف بها سبحانه و تعالى حقيقة كما يليق بجلاله".اهـ
ـ وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك كما في (تعليقاته على فتح الباري): دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن الرحمة المضافة إلى الله تعالى رحمتان:
1 - رحمة هي صفته؛ وصفاته غير مخلوقة، وإضافتها إلى الله هي من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ كما قال تعالى عن نبي الله سليمان عليه السلام: "وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين" [النمل19]، وقال تعالى: "وربك الغفور ذو الرحمة" [الكهف58]، وقال تعالى: "الرحمن الرحيم"؛ فهذان الاسمان متضمنان صفة الرحمة، فاسمه الرحمن يدل على الرحمة الذاتية التي لم يزل ولا يزال موصوفًا بها، واسمه الرحيم يدل على الرحمة الفعلية التابعة لمشيئته سبحانه وتعالى؛ كما قال تعالى: "إن يشأ يرحمكم" [الإسراء54]، وقال تعالى: "ويرحم من يشاء" [العنكبوت21].
وأهل السنة والجماعة يثبتون الرحمة لله تعالى صفة قائمة به سبحانه، والمعطلة ومن تبعهم ينفون حقيقة الرحمة عن الله تعالى - ومنهم الأشاعرة - ويؤولونها بالإرادة أو النعمة.
2 - والرحمة الأخرى مما يضاف إليه تعالى: رحمة مخلوقة، وإضافتها إليه هي من إضافة المخلوق إلى خالقه، ومن شواهدها قوله تعالى: "فانظر إلى آثار رحمة الله" [الروم50]، وقوله تعالى: "وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون" [آل عمران107]، وقوله سبحانه للجنة كما في الحديث القدسي: " أنت رحمتي أرحم بك من أشاء".
والرحمة المذكورة في الحديث هي الرحمة المخلوقة، وهي التي جعلها الله عز وجل في مائة جزء. والرحمة المخلوقة في الدنيا والآخرة هي أثر الرحمة التي هي صفته سبحانه وتعالى ومقتضاها. اهـ. والله أعلم.
الشيخ محمود الجزائري - نفع الله به - في تحقيقه على كتاب (تفسير ابن باديس) قد نبه على ما نبهتُ عليه كم في هو مقتبس، وسيأتي نقل كلامه إن شاء الله تعالى.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[04 - Feb-2010, مساء 11:48]ـ
و للشيخ علي بن حسن الحلبي-نفع الله به-كما في (الدرر الغالية في آداب الدعوة و الداعية: ص56) تنبيه على قول الشيخ بن باديس-رحمه الله تعالى-: (يردُّ خبر الواحد إذا خالف القطعيَّ من القرآن). والله الموفق.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 08:50]ـ
فائدة/1:
قال الشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه اله تعالى-: (ومما وصف به ربنا نفسه في القرآن {فالق الإصباح} و {فالق الإصباح و النوى}.فهما من أسمائه تعالى).اهـ. علق الشيخ محمود الجزائري-نفع الله به-كما في [تفسير ابن باديس: (2/ 350)]:"أسماء الله توقيفية، ومن الغلط أن نجعل له من كل صفة اسما يشتق له منها، فإن باب الأخبار و الصفات أوسع من باب الإنشاء و الأسماء، كما قرره المحققون. انظر ((طريق الهجرتين)) (ص486 - 487) لابن القيم، و ((تيسير العزيز الحميد)) (ص579) لسليمان بن عبد الوهاب".اهـ
تنبيه: قول الشيخ محمود الجزائري-بارك الله فيه-:" .. و ((تيسير العزيز الحميد)) (ص579) لسليمان بن عبد الوهاب: خطأ في العزو بل هو الشيخ (سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب) صاحب كتاب (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد). والله أعلم.(/)
فلسفة اللحية
ـ[شبل الطنايا]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما سمعت عن مسألة تخفيف اللحية والاكتفاء بمسماها العرفي
ان الامر (اعفوا - ارخوا - وفروا) وغيرها
هي درجات
فالاعفاء لايعني الا تمسها بل هو تكثيرها
والاعفاء درجات كذا باقي الالفاظ
ومما يؤيد انه ليس المراد عدم المساس بها فعل بعض الصحابة
حيث لم يفهموا عدم اخذ شيء منها لورود الاخذ منها عن بعضهم
لكن: مالاعفاء الواجب مادام ان الاعفاء درجات؟
هل نقيده بفعل بعض الصحابة (بالقبضة)
مادام انا لم نقف لهم على دليل فلا نلتزم فعلهم
فلما ان اللحية لم يحدها الشارع بحد لايجوز تخفيفها عنه
فإنا نرجع للحقيقة اللغوية والعرفية
فاللغوية لم تحدها ايضا
بل هي في اللغة: الشعر النابت على الخدين والذقن
فمن رأى ان هذا لايحدها فعليه الرجوع للعرف في ذلك
والعرف ان من له شعر على خديه يسمى لحية وان قل
لكم قد يقال: ان الشارع فرق بين اللحية والشارب (حفوا الشوارب واعفوا اللحى)
فنجعل الحد الادنى للحية مالم يصل لحد الشارب بعد تخفيفه
وماقل عن ذلك فإن صاحبه آثم
طرحت ماسمعت بينكم
فأفيدونا
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:46]ـ
طرحت ماسمعت بينكم
فأفيدونا
إرجع أخي الحبيب إلى كتب الأصول فستجد أنهم يذكرون أن من أنواع البيان: فعل النبي صلى الله عليه وسلم , والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ شيئا من لحيته فهذا يفسر لنا معنى الإعفاء الذي أمر به الشارع .......
أما فعل ابن عمر فهو اجتهاد منه ....
والموضوع أُشبع بحثا ....
وهو في الصفحة الأولى ....
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5523
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 02:18]ـ
ورد في النصوص عموماً و ليس في اللحية خصوصاً التفريق بين
1 - الحلق
2 - التقصير
3 - الأخذ
و قد قال العلماء أن الحلق و التقصير يخالف الإعفاء و الإرخاء و التوفير الذي ورد الأمر به
و إنما الخلاف في الأخذ و هو غير الحلق و غير التقصير
فالأخذ من اللحية لمن في لحيته طول خارج عن المعتاد اختلف فيه
فقيل يكره و قيل يجوز الأخذ فيما زاد عن القبضة
و للأسف أن البعض يستدل بأقوال العلماء في الأخذ و بالنصوص التي إستدلوا بها على الأخذ و يجعلها في التقصير و الحلق، و هذا كذب على العلماء سواء كان مقصوداً أو غير مقصود
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 05:08]ـ
أخي الكريم صاحب الموضوع وفقك الله، عندي سؤال عن أمر لفت نظري: لماذا أسميت موضوعك "فلسفة اللحية"؟
الفلسفة شيء، ومباحثتك لاخوانك في أحكام اللحية وضوابطها الشرعية شيء آخر لا علاقة له أبدا بالفلسفة، لا من قريب ولا من بعيد! وما أظنك تحب أن يقال لك - مثلا - أنك "تتفلسف" بكلامك هذا عن اللحية .. أليس كذلك؟ (ابتسامة)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 06:37]ـ
الأخذ من اللحية ..... : فالأخذ مطلقاً دون حلق، ففيه قولان مشهوران للفقهاء حكاهما جماعة، ومنهم ابن عبد البر في " التمهيد " حيث قال: ((واختلف أهل العلم في الأخذ من اللحية، فكره ذلك قوم وأجازه آخرون)) أ. ه.
ومما يُستدل لجواز الأخذ ما خرّجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها ". و من المعلوم أن أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من قبيل الحسن ... كما ذكر ذلك العلامة سليمان العلوان ـ فك الله أسره ـ في كتابه الأمالي المكية على البيقونية.
و أخرج ابن أبي شيبة في " المصنف " من طريق ابن طاووس عن سماك بن زيد أنه قال: ((كان علي يأخذ من لحيته مما يلي وجهه)) و الله أعلم
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 06:48]ـ
ومما يُستدل لجواز الأخذ ما خرّجه الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها ". و من المعلوم أن أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من قبيل الحسن ...
سبحان الله!! ماهكذا ياسعد تورد الإبل!!!
يا أخي تريث قليلا ولاتحكم على الأحاديث بهذه الطريقة فمن الرواة الذين قبل عمرو بن شعيب؟
قال الترمذي رحمه الله:
حدثنا هناد حدثنا عمر بن هارون عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها " قال أبو عيسى هذا حديث غريب
و سمعت محمد بن إسمعيل يقول عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من لحيته من عرضها وطولها" لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون ورأيته حسن الرأي في عمر قال أبو عيسى و سمعت قتيبة يقول عمر بن هارون كان صاحب حديث وكان يقول الإيمان قول وعمل قال قتيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن رجل عن ثور بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم نصب المنجنيق على أهل الطائف قال قتيبة قلت لوكيع من هذا قال صاحبكم عمر بن هارون.
قال العلامة الألباني:
موضوع
أخرجه الترمذي (3/ 11) و العقيلي في " الضعفاء " (ص 288) و ابن عدي (243/ 2) و أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (306) من طريق عمر ابن هارون البلخي عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا و قال الترمذي: هذا حديث غريب، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال: يتفرد به إلا هذا الحديث.
قلت: و في ترجمته رواه العقيلي ثم قال: و لا يعرف إلا به، و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد أنه قال: " اعفوا اللحى، و احفوا الشوارب "و هذه الرواية أولى.
و عمر هذا قال في " الميزان ": قال ابن معين: كذاب خبيث، و قال صالح جزرة: كذاب، ثم ساق له هذا الحديث، لكن قال ابن عدي عقبه: و قد روى هذا عن أسامة غير عمر بن هارون، فلينظر فإنه خلاف ما قاله البخاري و العقيلي: إنه تفرد به عمر.
الضعيفة (288)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 08:51]ـ
قال العلامة العلوان:"))، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الفروسية (7):
ولقد أحسن الترمذي كل الإحسان إذ صحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأطال النووي ـ رحمه الله ـ الكلام على تحسين حديث عمرو بن شعيب في مقدمة المجموع (8) وهو الصواب الذي لا معدل عنه." الأمالي المكية" {ص:9}
قال الترمذي:" و سمعت محمد بن إسمعيل يقول عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من لحيته من عرضها وطولها" لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون ورأيته حسن الرأي في عمر",فالبخاري حسن الرأي في بن هارون.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 11:55]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
قال العلامة العلوان:"))، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الفروسية (7):
ولقد أحسن الترمذي كل الإحسان إذ صحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأطال النووي ـ رحمه الله ـ الكلام على تحسين حديث عمرو بن شعيب في مقدمة المجموع (8) وهو الصواب الذي لا معدل عنه." الأمالي المكية" {ص:9}
قال الترمذي:" و سمعت محمد بن إسمعيل يقول عمر بن هارون مقارب الحديث لا أعرف له حديثا ليس له أصل أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من لحيته من عرضها وطولها" لا نعرفه إلا من حديث عمر بن هارون ورأيته حسن الرأي في عمر",فالبخاري حسن الرأي في بن هارون.
رجلٌ مقاربُ الحديث، ليس له حديث ليس له أصل (أو ينفرد به) إلا هذا الحديث، فكيف نقبل منه هذا الحديث؟
لا شك أن هذا الحديث بعينه هو حديثه الذي ينفرد به، أو ليس له أصل!
سبحان الله!!
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 12:01]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلعل من المفيد أن ننقل كلام الترمذي على وجهه
17 - باب مَا جَاءَ فِى الأَخْذِ مِنَ اللِّحْيَةِ. (51)
2988 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَطُولِهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. تحفة 8662 - 2762
2988 ج - وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ لاَ أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثاً لَيْسَ إِسْنَادُهُ أَصْلاً - أَوْ قَالَ يَنْفَرِدُ بِهِ - إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَطُولِهَا. لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ وَرَأَيْتُهُ حَسَنَ الرَّأْىِ فِى عُمَرَ بْنِ هَارُونَ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَسَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ وَكَانَ يَقُولُ الإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ. 2762
2989 - قَالَ سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ. قَالَ قُتَيْبَةُ قُلْتُ لِوَكِيعٍ مَنْ هَذَا قَالَ صَاحِبُكُمْ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ. تحفة 18468 - 2762
قلت: عمر بن هارون لا يحتمل حاله التفرد، لا سيما بهذا الحديث، كما بين البخاري رحمه الله
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 01:23]ـ
إذا أراد الإخوة معرفة الفرق بين الأخذ و التقصير و الحلق
فراجعوا أقوال العلماء في العمرة لماذا الرجل يحلق أو يقصر و المرأة تأخذ قدر أنملة
هذا تفريق في الشرع بين الحلق و التقصير و الأخذ
فهل يجوز أن يستدل شخص بالأخذ على التقصير و الحلق
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:02]ـ
على الصناعة الأصولية، علة المخالفة منصوص عليها صراحةً، أو قل علّة التشبه، وهي علة مستفادة بطريق المنطوق، فهي في الظهور والبيان بما لا يخفى، وقد علق الشارع ترك اللحية على هذه العلة، فمتى صار حلق اللحية شعاراً لغير المسلمين وجب ترك حلقها. لوجود العلة. والكلام هنا مقتطع من سلسلة مشاركات وردود لي تجدونها على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5523&highlight=%C7%E1%E1%CD%ED%C9+% C7%E1%DD%D3%CA%C7%E4
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 06:52]ـ
المتتبع لكلام أبي العباس يلحظ أمورا:
-الإيهام بأن الشيخ سليمان العلوان حسن الحديث ولايخفى أن ذلك ليس بصحيح ... !!
-وأيضا أنه يتصدى للتصحيح والتضعيف وبان أنه أحوج مايكون للمقالة التي وضعها عن التخريج فليته يتمعن فيها أكثر ورحم الله من عرف قدر نفسه ...
-الإصرار على رأيه بعد ما تبين له خطئه ... !!!
وأخيرا أقول:
فلتنطق بعلم أو لتسكت بحلم .... !!
هداك الله وأصلحك ...(/)
آداب المشي إلى الصلاة
ـ[سفيان الراغب]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 01:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
باب آداب المشي إلى الصلاة (1)
يسن الخروج إليها متطهرا بخشوع لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة» وأن يقول إذا خرج من بيته ولو لغير الصلاة:
«بسم الله، آمنت بالله اعتصمت بالله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي».
وأن يمشي إليها بسكينة ووقار لقوله صلى الله عليه وسلم: «وإذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا» وأن يقارب بين خطاه ويقول: «اللهم إني أسألك بحق (2) السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، ويقول: «اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا، واجعل في بصري نورا وفي سمعي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا وفوقي نورا وتحتي نورا؛ اللهم أعطني نورا وزدني نورا».
_________
(1) لم يذكر المصنف رحمه الله كتاب أحكام الوضوء وشروط الصلاة قبل باب آداب المشي إلى الصلاة اكتفاء برسالة شروط الصلاة المتضمنة لذلك كله وقد جرت العادة بقراءتها قبل هذا الكتاب فكأنها جزء منه.
(2) قوله أسألك بحق السائلين. إلخ قد ورد بذلك حديث ولم يجزم تقي الدين بن تيمية بصحته وذكر غيره أن في سنده (عطية العوفي) وهو شيعي مدلس فلا يعتد بنقله، وعلى تقدير صحته فقد أوله العلماء بأن حق السائلين الإجابة وحق ممشاي الإثابة ونحو ذلك وإجابة الدعاء والإثابة على الأعمال الصالحة من الله تعالى فلا يحتج به على سؤال الله بأحد من خلقه فهو منهي عنه غير جائز.
(1/ 1)
--------------------------------------------------------------------------------
فإذا دخل المسجد استحب له أن يقدم رجله اليمنى ويقول: «بسم الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. اللهم صل على محمد. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك». وعند خروجه يقدم رجله اليسرى ويقول: «وافتح لي أبواب فضلك».
وإذا دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» ويشتغل بذكر الله أو يسكت، ولا يخوض في حديث الدنيا؛ فما دام كذلك فهو في صلاة والملائكة تستغفر له ما لم يؤذ أو يحدث.
(1/ 2)
--------------------------------------------------------------------------------
ويسن جهر الإمام بالتكبير لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كبر الإمام فكبروا» وبالتسميع لقوله: «وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد».
(1/ 3)
--------------------------------------------------------------------------------
ويسر مأموم ومنفرد ويرفع يديه ممدودتي الأصابع مضمومة ويستقبل ببطونهما القبلة إلى حذو (1) منكبيه إن لم يكن عذر ورفعهما إشارة إلى كشف الحجاب بينه وبين ربه، كما أن السبابة إشارة إلى الوحدانية، ثم يقبض كوعه الأيسر بكفه الأيمن ويجعلهما تحت سرته ومعناه ذل بين يدي ربه عز وجل، ويستحب نظره إلى موضع سجوده في كل حالات الصلاة إلا في التشهد فينظر إلى سبابته. ثم يستفتح سرا فيقول: «سبحانك: اللهم، وبحمدك» ومعنى - سبحانك اللهم - أي أنزهك التنزيه اللائق بجلالك يا ألله، وقوله وبحمدك، قيل معناه: أجمع لك بين التسبيح والحمد «وتبارك اسمك» أي البركة تنال بذكرك «وتعالى جدك» أي جلت عظمتك «ولا إله غيرك» أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا ألله، ويجوز الاستفتاح بكل ما ورد (2)، ثم يتعوذ سرا فيقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، وكيفما تعوذ من الوارد فحسن، ثم يبسمل سرا، وليست من الفاتحة ولا غيرها بل آية من القرآن قبلها وبين كل سورتين سوى " براءة " (3)، ويسن كتابتها أوائل الكتب كما كتبها سليمان عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وتذكر في ابتداء جميع الأفعال وهي تطرد
_________
(1) حذو: مقابل , والمنكب بفتح الميم وكسر الكاف مجمع عظم العضد والكتف.
(2) قال الشيخ تقي الدين: الأفضل أن يأتي بكل نوع أحيانا.
(3) فيكره ابتداؤها بها قيل لأنها مع الأنفال سورة واحدة فلا يفصل بينهما بها، وقيل لنزولها بالسيف.
(1/ 4)
--------------------------------------------------------------------------------
الشيطان قال أحمد: لا تكتب أمام الشعر ولا معه (1) ثم يقرأ الفاتحة مرتبة متوالية مشددة، وهي ركن في كل ركعة كما في الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» وتسمى أم القرآن لأن فيها الإلهيات والمعاد والنبوات، وإثبات القدر، فالآيتان الأوليان يدلان على الإلهيات و {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يدل على المعاد وإياك نعبد {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يدل على الأمر والنهي والتوكل وإخلاص ذلك كله لله، وفيها التنبيه على طريق الحق وأهله المقتدى بهم والتنبيه على طريق الغي والضلال.
ويستحب أن يقف عند كل آية لقراءته صلى الله عليه وسلم وهي أعظم سورة في القرآن، وأعظم آية فيه الكرسي وفيها إحدى عشرة تشديدة.
_________
(1) قال القاضي: لأنه يشوبه الكذب والهجوم غالبا، وأما النظم في الفقه والتوحيد والنحو ونحو ذلك فأجاز العلماء كتابتها أمامه لعدم العلة التي ذكرها القاضي.
(1/ 5)
--------------------------------------------------------------------------------
ويكره الإفراط في التشديد والإفراط في المد، فإذا فرغ قال: " آمين " بعد سكتة لطيفة ليعلم أنها ليست من القرآن ومعناها اللهم استجب، يجهر بها إمام ومأموم معا في صلاة جهرية، ويستحب سكوت الإمام بعدها في صلاة جهرية لحديث سمرة، ويلزم الجاهل تعلمها، فإن لم يفعل مع القدر لم تصح صلاته، ومن لم يحسن شيئا منها ولا من غيرها من القرآن لزمه أن يقول: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن كان معك قرآن فاقرأ وإلا فاحمد الله وهلله وكبره ثم اركع» رواه أبو داود والترمذي، ثم يقرأ البسملة سرا، ثم يقرأ سورة كاملة ويجزئ آية إلا أن أحمد استحب أن تكون طويلة (1) فإن كان في غير الصلاة فإن شاء جهر بالبسملة وإن شاء أسر.
_________
(1) كآية الدين وآية الكرسي فإن قرأ من أثناء سورة فلا بأس أن يبسمل.
(1/ 6)
--------------------------------------------------------------------------------
وتكون السورة في الفجر من طوال المفصل وأوله (ق) لقول أوس: سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن؟ قالوا ثلاثا، وخمسا وسبعا وتسعا، وإحدى عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل واحد، ويكره أن يقرأ في الفجر من قصاره من غير عذر كسفر ومرض ونحوهما (1) ويقرأ في المغرب من قصاره ويقرأ فيها بعض الأحيان من طواله لأنه صلى الله عليه وسلم قرأ فيها بالأعراف (2)
ويقرأ في البواقي من أوساطه إن لم يكن عذر " (3) وإلا قرأ بأقصر منه، ولا بأس بجهر (4) امرأة في الجهرية إذا لم يسمعها أجنبي، والمتنفل في الليل يراعي المصلحة فإن كان قريبا منه من يتأذى بجهر أسر وإن كان ممن يستمع له جهر، وإن أسر في جهر وجهر في سر بنى على قراءته.
_________
(1) كغلبة نعاس وخوف لمخالفته السنة.
(2) فرقها في الركعتين.
(3) أي من مرض وسفر ونحوهما.
(4) ويكره الجهر بالقراءة لمأموم ويخير منفرد وقائم لقضاء ما فاته بعد سلام إمامه بين جهر وإخفات.
(1/ 7)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
وترتيب الآيات واجب لأنه بالنص وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص في قول جمهور العلماء فتجوز قراءة هذه قبل هذه، ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة في كتابتها وكره أحمد قراءة حمزة والكسائي والإدغام الكبير لأبي عمرو، ثم يرفع يديه كرفعه الأول بعد فراغه من القراءة وبعد أن يثبت قليلا حتى يرجع إليه نفسه، ولا يصل قراءته بتكبير الركوع، فيكبر فيضع يديه مفرجتي الأصابع على ركبتيه ملقما كل يد ركبة ويمد ظهره مستويا ويجعل رأسه حياله لا يرفعه ولا يخفضه لحديث عائشة ويجافي مرفقيه عن جنبيه لحديث أبي حميد، ويقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) لحديث حذيفة رواه مسلم، وأدنى الكمال ثلاث وأعلا في حق الإمام عشر وكذا حكم سبحان ربي الأعلى في السجود، ولا يقرأ في الركوع والسجود لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ثم يرفع رأسه ويرفع يديه كرفعه الأول قائلا، إمام ومنفرد: (سمع الله لمن حمده) وجوبا (1) ومعنى سمع استجاب فإذا استتم قائما قال: «ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد» (2) وإن شاء زد «أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك
_________
(1) ثم إن شاء أرسل يديه من غير وضع إحداهما على الأخرى، وإن شاء وضع يمينه وشماله.
(2) أي كالكرسي وغيره مما لا يعلم سعته إلا الله تعالى.
(1/ 8)
--------------------------------------------------------------------------------
الجد» وله أن يقول غيره مما ورد. وإن شاء قال: «اللهم ربنا لك الحمد» بلا واو لوروده في حديث أبي سعيد وغيره، فإن أدرك المأموم الإمام في هذا الركوع فهو مدرك للركعة، ثم يكبر ويخر ساجدا ولا يرفع يديه، فيضع ركبتيه ثم يديه ثم وجهه ويمكن جبهته وأنفه وراحتيه من الأرض ويكون على أطراف أصابع رجليه موجها أطرافها إلى القبلة، والسجود على هذه الأعضاء السبعة ركن، ويستحب مباشرة المصلى (1) ببطون كفيه، وضم أصابعهما موجهة إلى القبلة غير مقبوضة رافعا مرفقيه.
_________
(1) بفتح اللام أي موضع الصلاة.
(1/ 9)
--------------------------------------------------------------------------------
وتكره الصلاة في مكان شديد الحر أو شديد البرد لأنه يذهب الخشوع، ويسن للساجد أن يجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه، وفخذيه عن ساقيه، ويضع يديه حذو منكبيه، ويفرق بين ركبتيه ورجليه. ثم يرفع رأسه مكبرا ويجلس مفترشا، يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها وينصب اليمنى ويخرجها من تحته ويجعل بطون أصابعها إلى الأرض لتكون أطراف أصابعها إلى القبلة؛ لحديث أبي حميد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم باسطا يديه على فخذيه مضمومة الأصابع، ويقول: «رب اغفر لي» ولا بأس بالزيادة لقول ابن عباس: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين " رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني» رواه أبو داود. ثم يسجد الثانية كالأولى وإن شاء دعا فيه لقوله صلى الله عليه وسلم: «وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» رواه مسلم، وله عن أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: " اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيه وسره». ثم يرفع رأسه مكبرا قائما على صدور قدميه معتمدا على ركبتيه لحديث وائل إلا أن يشق لكبر أو مرض أو ضعف (1)، ثم يصلي الركعة الثانية كالأولى إلا
_________
(1) أي فيعتمد على الأرض.
(1/ 10)
--------------------------------------------------------------------------------
في تكبيرة الإحرام والاستفتاح، ولو لم يأت به في الأولى.
(1/ 11)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يجلس للتشهد مفترشا جاعلا يديه على فخذيه باسطا أصابع يسراه مضمومة مستقبلا بها القبلة قابضا من يمناه الخنصر والبنصر محلقا إبهامه مع وسطاه، ثم يتشهد سرا ويشير بسبابته اليمنى (1) في تشهده إشارة إلى التوحيد ويشير بها أيضا عند دعائه في صلاة وغيرها؛ لقول ابن الزبير: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها». رواه أبو داود، فيقول: «التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله»،، وأي تشهد تشهده مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم جاز، والأولى تخفيفه وعدم الزيادة عليه وهذا التشهد الأول، ثم إن كانت الصلاة ركعتين فقط صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، ويجوز أن يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم مما ورد، وآل محمد: أهل بيته (2) وقوله (التحيات) أي جميع التحيات (3) لله تعالى استحقاقا وملكا (والصلوات) الدعوات (
_________
(1) أي مرار أكل مرة عند ذكر لفظ الله تنبها على التوحيد.
(2) قوله (أهل بيته) هذا أحد الوجوه في معنى الآل. وقال في الإقناع الذي هو أصل هذا الكتاب: وآله أتباعه على دينه، قال الشارح كان لم يكونوا من أقاربه ثم استدل بما يطول ذكره وهذا في مقام الدعاء كما هنا، وأما في مقام تحريم الزكاة على آله فالمراد بهم بنو هاشم وبنو المطلب، أو بنو هاشم فقط والبحث مفصل في محله.
(3) أي التعظيمات.
(1/ 12)
--------------------------------------------------------------------------------
والطيبات) الأعمال الصالحة فهو سبحانه يحيي ولا يسلم عليه لأن السلام دعاء. وتجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفردا إذا لم يكثر ولم تتخذ شعارا لبعض الناس أو يقصد بها بعض الصحابة دون بعض، وتسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة وتتأكد تأكدا كثيرا عند ذكره. وفي يوم الجمعة وليلتها، ويسن أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتتة المسيح الدجال» وإن دعا بغير ذلك فحسن لقوله صلى الله عليه وسلم: «ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه» ما لم يشق على مأموم، ويجوز الدعاء لشخص معين لفعله صلى الله عليه وسلم في دعائه للمستضعفين بمكة، ثم يسلم وهو جالس مبتدئا عن يمينه قائلا: «السلام عليكم ورحمة الله» وعن يساره كذلك، والالتفات سنة، ويكون عن يساره أكثر بحيث يرى خده، ويجهر إمام بالتسليمة الأولى فقط ويسرهما غيره، ويسن حذفه وهو عدم تطويله أي لا يمد به صوته وينوي به الخروج من الصلاة وينوي به أيضا السلام على الحفظة وعلى الحاضرين، وإن كانت الصلاة أكثر من ركعتين نهض مكبرا على صدور قدميه إذا فرغ من التشهد
(1/ 13)
--------------------------------------------------------------------------------
الأول (1) ويأتي بما بقي من صلاته كما سبق إلا أنه لا يجهر ولا تقرأ شيئا بعد الفاتحة فإن فعل لم يكره، ثم يجلس (2) في التشهد الثاني متوركا يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى ويخرجها عن يمينه ويجعل إليتيه على الأرض فيأتي بالتشهد الأول ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم بالدعاء ثم يسلم، وينحرف الإمام إلى المأمومين على يمينه أو على شماله، ولا يطيل الإمام الجلوس بعد السلام مستقبل القبلة، ولا ينصرف المأموم قبله لقوله صلى الله عليه وسلم: «إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالانصراف» فإن صلى معهم نساء انصرف النساء وثبت الرجال قليلا؛ لئلا يدركوا من انصرف منهن.
_________
(1) قال في الإقناع: ولا يرفع يديه قال في الإنصاف: وهر المذهب وعن الإمام أحمد يرفعهما، اختاره المجد والشيخ تقي الدين وصاحب الفائق وابن عبدوس، قال في المبدع وهي أظهر وقد صححه أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) قوله ثم يجلس إلى آخره هذا الجلوس والصلاة على النبي والتسليم من أركان الصلاة اكتفى المصنف بذكرها هنا عن إعادتها في الأركان فتنبه.
(1/ 14)
--------------------------------------------------------------------------------
ويسن ذكر الله والدعاء والاستغفار عقب الصلاة فيقول: «أستغفر الله» ثلاثا ثم يقول: «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون» «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد» ثم يسبح ويحمد ويكبر كل واحدة ثلاثا وثلاثين ويقول تمام المائة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» ويقول بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب قبل أن يكلم أحدا من الناس: «اللهم أجرني من النار» سبع مرات.
(1/ 15)
--------------------------------------------------------------------------------
والإسرار بالدعاء أفضل وكذا بالدعاء المأثور ويكون بتأدب وخشوع وحضور قلب ورغبة ورهبة لحديث «لا يستجاب الدعاء من قلب غافل» ويتوسل بالأسماء والصفات والتوحيد (1) ويتحرى أوقات الإجابة، وهي ثلث الليل الآخر وبين الأذان والإقامة وأدبار الصلاة المكتوبة وآخر ساعة يوم الجمعة، وينتظر الإجابة ولا يعجل فيقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي، ولا يكره أن يخص نفسه إلا في دعاء يؤمن عليه، ويكره رفع الصوت (2)
ويكره (3) في الصلاة التفات يسير ورفع بصره إلى السماء وصلاته إلى صورة منصوبة أو إلى آدمي واستقبال نار ولو سراجا وافتراش ذراعيه في السجود، ولا يدخل فيها وهو حاقن أو حاقب أو بحضرة طعام يشتهيه بل يؤخرها ولو فاتته الجماعة.
ويكره مس الحصى وتشبيك أصابعه واعتماده على يديه في جلوسه ولمس لحيته وعقص شعره وكف ثوبه وإن تثاءب كظم ما استطاع فإن غلبه وضع يده في فمه.
_________
(1) ولا يتوسل إلى الله بدعائه بمخلوق كالملائكة والأنبياء والصالحين؛ لأن ذلك لم يكن واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه فيكون بدعة فيها والبدع في الدين لا خير فيها.
(2) أي بالدعاء في صلاة وغيرها.
(3) قوله: «ويكره.» هذا شروع في ذكر بعض ما يكره في الصلاة وما يباح أو يستحب فيها.
(1/ 16)
--------------------------------------------------------------------------------
ويكره تسوية التراب بلا عذر ويرد المار بين يديه (1) ولو بدفعه، آدميا كان أو المار غيره فرضا كانت الصلاة أو نفلا فإن أبى فله قتاله ولو مشى يسيرا ويحرم المرور بين المصلي وبين سترته وبين يديه إن لم يكن له سترة، وله قتل حية وعقرب وقملة وتعديل ثوب وعمامة وحمل شيء ووضعه، وله إشارة بيد ووجه وعين لحاجة، ولا يكره السلام على المصلي وله رده بالإشارة، ويفتح على إمامه إذا أرتج عليه أو غلط، وإن نابه شيء في صلاته سبح رجل وصفقت امرأة، وإن بدره بصاق أو مخاط وهو في المسجد بصق في ثوبه وفي غير المسجد عن يساره، ويكره أن يبصق قدامه أو عن يمينه.
_________
(1) أي ما لم يكن في مكة المشرفة فلا يرده لأنه عليه السلام صلى بمكة والناس يمرون بين يديه وليس بينهما سترة, وألحق الموفق الحرم كله بمكة.
(1/ 17)
--------------------------------------------------------------------------------
وتكره صلاة غير مأموم إلى غير سترة ولو لم يخش مارا من جدار أو شيء شاخص كحربة أو غير ذلك مثل آخرة الرحل، ويسن أن يدنو منها لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ويدن منها» وينحرف عنها يسيرا لفعله صلى الله عليه وسلم، وإن تعذر خط خطا وإذا مر من ورائها شيء لم يكره، فإن لم تكن سترة أو مر بينه وبينها امرأة أو كلب أو حمار بطلت صلاته (1) وله قراءة في المصحف والسؤال عند آية الرحمة، والتعوذ عند آية العذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقيام ركن في الفرض (2) لقوله تعالى {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (3) إلا لعاجز أو عريان أو خائف أو مأموم خلف إمام الحي العاجز عنه (4) وإن أدرك الإمام في الركوع فبقدر التحريمة (5)
_________
(1) بطلان الصلاة بمرور واحد من الثلاثة المذكورة وارد في حديث معروف والمذهب أنها لا تبطل إلا بمرور الكلب الأسود البهيم فقط.
(2) قوله: «والقيام ركن.» هذا شروع في ذكر أركان الصلاة، وقد تقدم ذكر بعضها.
(3) سورة البقرة، الآية: 238.
(4) أي بشروطه وهر أن يرجى زوال علته.
(5) أي فالركن من القيام بقدر التحريمة أي تكبيرة الإحرام.
(1/ 18)
--------------------------------------------------------------------------------
وتكبيرة الإحرام ركن وكذا قراءة الفاتحة على الإمام والمنفرد (1) وكذا الركوع لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (2) وعن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له: " ارجع فصل فإنك لم تصل " فعلها ثلاثا ثم قال: والذي بعثك بالحق نبيا لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» رواه الجماعة (3) فدل على أن المسمى في هذا الحديث لا يسقط بحال؛ إذ لو سقطت لسقطت عن الأعرابي الجاهل.
والطمأنينة في هذا الأفعال ركن لما تقدم. ورأى حذيفة رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فقال له: ما صليت ولو مت لمت على غير فطرة الله التي فطر عليها محمدا صلى الله عليه وسلم.
_________
(1) قال في الإقناع: وكذا على المأموم لحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» فلا يتحملها الإمام عنه.
(2) سورة الحج , الآية: 77.
(3) المراد بالجماعة في اصطلاح المجد في المنتقى هم أهل الأمهات الست والإمام أحمد السبعة في اصطلاح صاحب بلوغ المرام.
(1/ 19)
--------------------------------------------------------------------------------
والتشهد الأخير ركن لقول ابن مسعود: كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله السلام على جبريل وميكائيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «" لا تقولوا هكذا ولكن قولوا التحيات لله» رواه النسائي ورواته ثقات.
(1/ 20)
--------------------------------------------------------------------------------
والواجبات التي تسقط سهوا ثمانية: التكبيرات غير الأولى (1) والتسميع للإمام والمنفرد والتحميد للكل وتسبيح ركوع وسجود وقول رب اغفر لي والتشهد الأول والجلوس له وما عدا ذلك سنن أقوال وأفعال.
_________
(1) أي تكبيرة الإحرام فإنها ركن غير تكبيرة مأموم أدرك إمامه راكعا فهي سنة للاجتزاء عنها بتكبيرة الإحرام.
(1/ 21)
--------------------------------------------------------------------------------
فسنن الأقوال سبع عشرة: الاستفتاح والتعوذ والبسملة والتأمين وقراءة السورة في الأوليين وفي صلاة الفجر والجمعة والعيد والتطوع كله والجهر والإخفات وقول ملء السماء والأرض إلى آخره وما زاد على المرة في تسبيح ركوع وسجود وقول رب اغفر لي والتعوذ في التشهد الأخير والصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم والبركة عليه وعليهم، وما سوى ذلك فسنن أفعال مثل: كون الأصابع مضمومة مبسوطة مستقبلا بها القبلة عند الإحرام والركوع والرفع منه وحطهما عقب ذلك، وقبض اليمين على كوع الشمال وجعلهما تحت سرته والنظر إلى موضع سجوده (1) وتفريقه بين قدميه في قيامه ومراوحته بينهما وترتيل القراءة والتخفيف للإمام وكون الأولى أطول من الثانية وقبض ركبتيه مفرجتي الأصابع في الركوع ومد ظهره مستويا وجعل رأسه حياله ومجافاة عضديه عن جنبيه ووضع ركبتيه قبل يديه في سجوده ورفع يديه قبلهما في القيام وتمكين جبهته وأنفه من الأرض ومجافاة عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه وإقامة قدميه وجعل بطون أصابعهما إلى الأرض مفرقة ووضع يديه حذو منكبيه مبسوطة الأصابع إذا سجد وتوجيه أصابع يديه مضمومة إلى القبلة
(يُتْبَعُ)
(/)
ومباشرة المصلي بيديه وجبهته
_________
(1) قال في المبدع: وفي حالة إشارته في التشهد فإنه ينظر إلى سبابته لخبر ابن الزبير، وصفته تجاه الكعبة فإنه ينظر إليها كذا قال، والله أعلم.
(1/ 22)
--------------------------------------------------------------------------------
وقيامه إلى الركعة على صدور قدميه معتمدا بيديه على فخذيه والافتراش في الجلوس بين السجدتين والتشهد الأول والتورك في الثاني ووضع يديه على فخذيه مبسوطتين مضمومتي الأصابع مستقبلا بهما القبلة بين السجدتين وفي التشهد وقبض الخنصر والبنصر من اليمنى وتحليق إبهامها مع الوسطى والإشارة بسبابتها والالتفات يمينا وشمالا في تسليمه وتفضيل الشمال على اليمين في الالتفات.
(1/ 23)
--------------------------------------------------------------------------------
وأما سجود السهو فقال أحمد يحفظ فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء: سلم من اثنتين فسجد، وسلم من ثلاث فسجد، وفي الزيادة والنقصان، وقام من الثنتين فلم يتشهد. قال الخطابي: المعتمد عليه عند أهل العلم هذه الأحاديث الخمسة، يعني حديثي ابن مسعود، وأبي سعيد، وأبي هريرة وابن بحينة، وسجود السهو يشرع للزيادة والنقص وشك في فرض ونفل إلا أن يكثر فيصير كوسواس فيطرحه. وكذا في الوضوء والغسل وإزالة النجاسة، فمتى زاد فعلا من جنس الصلاة قياما أو ركوعا أو سجودا أو قعودا عمدا بطلت، وسهوا يسجد لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا زاد الرجل أو نقص في صلاته فليسجد سجدتين» رواه مسلم. ومتى ذكر عاد إلى ترتيب الصلاة بغير تكبير، وإن زاد ركعة قطع متى ذكر وبنى على فعله قبلها ولا يتشهد إن كان قد تشهد ثم سجد وسلم. ولا يعتد بالركعة الزائدة مسبوق، ولا يدخل معه من علم أنها زائدة، وان كان إماما أو منفردا فنبهه اثنان لزمه الرجوع، ولا يرجع إن نبهه واحد إلا أن يتيقن صوابه لأنه صلى الله عليه وسلم لم يرجع إلى قول ذي اليدين.
(1/ 24)
--------------------------------------------------------------------------------
ولا يبطل الصلاة عمل يسير كفتحه صلى الله عليه وسلم الباب لعائشة وحمله أمامة ووضعها. وإن أتى بقول مشروع في الصلاة في غير موضعه كالقراءة في القعود والتشهد في القيام لم تبطل به.
وينبغي السجود لسهوه لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين». وإن سلم قبل إتمامها عمدا بطلت، وإن كان سهوا ثم ذكر قريبا أتمها ولو خرج من المسجد أو تكلم يسيرا لمصلحتها، وإن تكلم سهوا أو نام فتكلم أو سبق على لسانه حال قراءته كلمة من غير القرآن لم تبطل. وإن قهقه بطلت إجماعا؛ لا إن تبسم.
وإن نسي ركنا غير التحريمة فذكره في قراءة الركعة التي بعدها بطلت التي تركه منها وصارت الأخرى عوضا عنها، ولا يعيد الاستفتاح، قاله أحمد، وإن ذكره قبل الشروع في القراءة عاد فأتى به وبما بعده، وإن نسي التشهد الأول ونهض لزمه الرجوع والإتيان به ما لم يستتم قائما لحديث المغيرة رواه أبو داود، ويلزم المأموم متابعته ويسقط عنه التشهد ويسجد للسهو.
(1/ 25)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن شك في عدد الركعات بنى على اليقين، ويأخذ مأموم عند شكه بفعل إمامه، ولو أدرك الإمام راكعا وشك هل رفع الإمام رأسه قبل إدراكه راكعا لم يعتد بتلك الركعة. وإذا بنى على اليقين أدى بما بقى ويأتي به المأموم بعد سلام إمامه ويسجد للسهو، وليس على المأموم سجود سهو إلا أن يسهو إمامه فيسجد معه ولو لم يتم التشهد ثم يتمه بعد سجوده. ويسجد مسبوق لسلامه مع إمامه سهوا ولسهوه معه وفيما انفرد به ومحله قبل السلام إلا إذا سلم عن نقص ركعة فأكثر لحديث عمران وذي اليدين وإلا فيما إذ بنى على غالب ظنه إن قلنا به فيسجد ندبا بعد السلام لحديث علي وابن مسعود، وإن نسيه قبل السلام أو بعده أتى به ما لم يطل الفصل، وسجود السهو وما يقول فيه وبعد رفعه كسجود الصلاة.
(1/ 26)
--------------------------------------------------------------------------------
باب صلاة التطوع
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو العباس: التطوع تكمل به صلاة الفرض يوم القيامة إن لم يكن أتمها (1) وفيه حديث مرفوع (2) وكذلك الزكاة وبقية الأعمال، وأفضل التطوع الجهاد، ثم توابعه من نفقة فيه وغيرها، ثم تعلم العلم وتعليمه، قال أبو الدرداء: العالم والمتعلم في الأجر سواء وسائر الناس همج لا خير فيهم. وعن أحمد طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته وقال: تذاكر بعض ليلة أحب إلي من إحيائها. وقال: يجب أن يطلب الرجل من العلم ما يقوم به دينه، قيل له مثل أي شيء؟ قال: الذي لا يمنعه جهله صلاته وصومه ونحو ذلك. ثم بعد ذلك الصلاة لحديث: «استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة» ثم بعد ذلك ما يتعدى نفعه من عيادة مريض أو قضاء حاجة مسلم، أو إصلاح بين الناس لقوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وبأفضل من درجة الصوم والصلاة؟ إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة». صححه الترمذي.
_________
(1) ولهذا لا ينبغي للإنسان ترك ما شرعه الله من النوافل فإنها تكمل الفرائض كالصلاة والصيام وغير ذلك فإن تركها متهاونا بها راغبا عنها خيف عليه من الإثم لرغبته عن السنة بل صرح غير واحد من العلماء أن تارك الوتر فاسق إذا داوم على تركه.
(2) رواه أحمد في المسند.
(1/ 27)
--------------------------------------------------------------------------------
وقال أحمد: اتباع الجنازة أفضل من الصلاة وما يتعدى نفعه يتفاوت، فصدقة على قريب محتاج أفضل من عتق، وهو أفضل من صدقة على أجنبي إلا زمن مجاعة، ثم حج. وعن أنس مرفوعا: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع» قال الترمذي: حسن غريب. قال الشيخ: تعلم العلم وتعليمه يدخل في الجهاد وإنه نوع منه وقال: استيعاب عشر ذي الحجة بالعبادة ليلا ونهار أفضل من الجهاد الذي لم يذهب فيه نفسه وماله. وعن أحمد: ليس يشبه الحج شيء للتعب الذي فيه ولتلك المشاعر وفيه مشهد ليس في الإسلام مثله عشيه عرفة وفيه إنهاك المال والبدن. وعن أبي أمامة «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: " عليك بالصوم فإنه لا مثل لهم» رواه أحمد وغيره بسند حسن. وقال الشيخ قد يكون كل واحد أفضل في حال لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه بحسب الحاجة والمصلحة. ومثله قول أحمد: انظر ما هو أصلح لقلبك فافعله. ورجح أحمد فضيلة الفكر على الصلاة والصدقة. فقد يتوجه منه أن عمل القلب أفضل من عمل الجوارح وأن مراد الأصحاب عمل الجوارح ويؤيده حديث: «أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله». وحديث:
(1/ 28)
--------------------------------------------------------------------------------
«أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله».
وآكد التطوع الكسوف (1) ثم الوتر ثم سنة الفجر، ثم سنة المغرب، ثم بقية الرواتب، ووقت صلاة الوتر بعد العشاء إلى طلوع الفجر والأفضل آخر الليل لمن وثق بقيامه، وإلا أوتر قبل أن يرقد، وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة، والأفضل أن يسلم من ركعتين ثم يوتر بركعة وإن فعل غير ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فحسن، وأدنى الكمال ثلاث، والأفضل بسلامين ويجوز بسلام واحد، ويجوز كالمغرب.
والسنن الراتبة عشر، وفعلها في البيت أفضل وهي: ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتا الفجر.
ويخفف ركعتي الفجر ويقرأ فيهما بسورتي الإخلاص، أو يقرأ في الأولى بقوله تعالى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} (2) الآية، التي في البقرة , وفي الثانية: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (3) الآية وله فعلها راكبا.
_________
(1) قال في الإقناع أصل هذا الكتاب: وآكد صلاة التطوع صلاة الكسوف ثم الاستسقاء ثم التراويح ثم الوتر. وكذلك في الزاد وغيره فيحتمل أن هذه الزيادة سقطت من النسخ المطبوعة.
(2) سورة البقرة , الآية: 136.
(3) سورة آل عمران، الآية: 64.
(1/ 29)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا سنة للجمعة قبلها، وبعدها ركعتان أو أربع، وتجزئ السنة عن تحيه المسجد، ويسن له الفصل بين الفرض والسنة بكلام أو قيام لحديث معاوية، ومن فاته شيء به منها استحب له قضاؤه، ويستحب أن في بين الأذان والإقامة.
والتراويح سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلها جماعة أفضل ويجهر الإمام بالقراءة لنقل الخلف عن السلف ويسلم من كل ركعتين لحديث: «صلاة الليل مثنى مثنى». ووقتها بعد العشاء وسنتها قبل الوتر إلى طلوع الفجر ويوتر بعدها، فإن كان له تهجد جعل الوتر بعده لقوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا» فإن أحب من له تهجد متابعة الإمام قام إذا سلم الإمام فجاء بركعة لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة» صححه الترمذي.
(1/ 30)
--------------------------------------------------------------------------------
ويستحب حفظ القرآن إجماعا وهو أفضل من سائر الذكر ويجب منه ما يجب في الصلاة (1). ويبدئ الصبي وليه به قبل العلم إلا أن يعسر، ويسن ختمه في كل أسبوع وفيما دونه أحيانا، ويحرم تأخير القراءة إن خاف نسيانه، ويتعوذ قبل القراءة، ويحرص على الإخلاص ودفع ما يضاده، ويختم في الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار. قال طلحة ابن مصرف: «أدركت أهل الخير من هذه الأمة يستحبون ذلك تقولون إذا ختم أول النهار: صلت عليه الملائكة حتى يمسي، وإذا ختم أول الليل: صلت عليه الملائكة حتى يصبح» رواه الدارمي عن سعد بن أبي وقاص إسناده حسن. ويحسن صوته بالقرآن ويرتله، ويقرأ بحزن وتدبر ويسأل الله تعالى عند آية الرحمة، ويتعوذ عند آية العذاب ولا يجهر بين مصلين أو نيام أو تالين جهرا بحيث يؤذيهم، ولا بأس بالقراءة قائما وقاعدا ومضطجعا وراكبا وماشيا.
_________
(1) وهو الفاتحة على المشهور أو الفاتحة وسورة على مقابله.
(1/ 31)
--------------------------------------------------------------------------------
ولا تكره في الطريق ولا مع حدث أصغر؛ وتكره في المواضع القذرة؛ ويستحب الاجتماع لها والاستماع للقارئ، ولا يتحدث عندها بما لا فائدة فيه. وكره أحمد السرعة في القراءة وكره قراءة الألحان وهو الذي يشبه الغناء، ولا يكره الترجيع، ومن قال في قرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار وأخطأ ولو أصاب.
ولا يجوز للمحدث مس المصحف وله حمله بعلاقة أو في خرج فيه متاع وفي كمه وله تصفحه بعود ونحوه وله مس تفسير وكتب فيها قرآن، ويجوز للمحدث كتابته من غير مس وأخذ الأجرة على نسخه ويجوز كسيه الحرير ولا يجوز استدباره أو مد الرجل إليه ونحو ذلك مما فيه ترك تعظيمه، ويكره تحليته بذهب أو فضة وكتابة الأعشار وأسماء السور وعدد الآيات وغير ذلك مما لم يكن على عهد الصحابة.
ويحرم أن يكتب القرآن أو شيء به فيه ذكر الله بغير طاهر فإن كتب به أو عليه وجب غسله، وإن بلى المصحف أو اندرس دفن لأن عثمان رضي الله عنه دفن المصاحف بين القبر والمنبر.
(1/ 32)
--------------------------------------------------------------------------------
وتستحب النوافل المطلقة في جميع الأوقات إلا في أوقات النهي. وصلاة الليل مرغب فيها وهي أفضل من صلاة النهار وبعد النوم أفضل لأن الناشئة لا تكون إلا بعده فإذا استيقظ ذكر الله تعالى وقال ما ورد، ومنه: «(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله)» ثم إن قال: «(اللهم اغفر لي)» أو دعا استجيب، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته، ثم يقول: «الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك سبحانك أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره» ثم يستاك، فإذا قام إلى الصلاة فإن شاء استفتح باستفتاح المكتوبة، وإن شاء بغيره كقوله: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات
(يُتْبَعُ)
(/)
والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق
(1/ 33)
--------------------------------------------------------------------------------
والنار حق والنبيون حق والساعة حق. اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا قوة إلا بك» وإن شاء قال: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».
ويسن أن يستفتح تهجده بركعتين خفيفتين وأن يكون له تطوع يداوم عليه وإذا فاته قضاه.
ويستحب أن يقول عند الصباح والمساء ما ورد وكذلك عند النوم والانتباه ودخول المنزل والخروج منه وغير ذلك، والتطوع في البيت أفضل وكذا الإسرار به إن كان مما لا تشرع له الجماعة ولا بأس بالتطوع جماعة إذا لم يتخذ عادة. ويستحب الاستغفار بالسحر والإكثار منه، ومن فاته تهجده قضاة قبل الظهر ولا يصح التطوع من مضطجع.
وتسن صلاة الضحى، ووقتها من خروج وقت النهي إلى قبيل الزوال، وفعلها إذا اشتد الحر أفضل وهي ركعتان وإن زاد فحسن.
(1/ 34)
--------------------------------------------------------------------------------
وتسن صلاة الاستخارة، إذا هم بأمر فيركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب؛ اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسميه بعينه - خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري " عاجله وآجله " فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به». ثم يستشير ولا يكون وقت الاستخارة عازما على الفعل أو الترك.
وتسن تحيه المسجد وسنة الوضوء وإحياء ما بين العشاءين، وسجدة التلاوة سنة مؤكدة وليست بواجبة لقول عمر: " من سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه " رواه مالك في الموطأ. وتسن للمستمع، والراكب يومئ بسجوده حيث كان وجهه والماشي يسجد بالأرض مستقبل القبلة ولا يسجد السامع. لما روي عن الصحابة. وقال ابن مسعود للقارئ وهو غلام: اسجد فإنك إمامنا.
(1/ 35)
--------------------------------------------------------------------------------
وتستحب سجدة الشكر عند نعمة ظاهرة عامة أو أمر يخصه، ويقول إذا رأى مبتلى في دينه أو بدنه: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا».
وأوقات النهي خمسة: بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها حتى ترتفع قيد رمح وعند قيامها حتى تزول وبعد صلاة العصر حتى تدنو من الغروب وبعد ذلك حتى تغرب. ويجوز قضاء الفرائض فيها وفعل المنذورات وركعتي الطواف وإعادة جماعة إذا أقيمت وهو في المسجد وتفعل صلاة الجنازة في الوقتين الطويلين.
(1/ 36)
--------------------------------------------------------------------------------(/)
رسالة للأخ مجدى فياض
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:25]ـ
أخى الحبيب مجدى فياض هل اطلعت على طبعة دار الكتب العلمية للمحلى بتحقيق الدكتور سليمان البندارى، أو طبعة دار إحياء التراث بتحقيق العلامة أحمد شاكر وعلى العموم ما عندى حاليا فى مكتبتى الخاصة لابن حزم المحلى طبعة دار الكتب العلمية وهى سليمة وسياقها متسق، والفصل دار الكتب العلمية، والإحكام فى أصول الأحكام دار الحديث، ومراتب الإجماع، والنبذة الكافية، وطوق الحمامة، ومداواة النفوس، وديوان الإمام ابن حزم، ورسائل ابن حزم فى أربعة أجزاء، والدرة فيما يجب اعتقاده، وعلم الكلام على مذهب أهل السنة، ورسالة فى المفاضلة بين الصحابة وغيرها إلى جانب دراسات عدة عن ابن حزم، وسأجمع لك إن شاء الله ولكل المهتمين بابن حزم والظاهرية الدراسات التى أجريت عن ابن حزم وغيره من أهل الظاهر من مصنفات ورسائل وأرسلها إليك على مجلسنا هذا إن شاء الله، وحاول أن تشارك فى موقع تراث ابن حزم، وتنضم إلى أصدقاء ابن حزم على الموقع فأنا واحد منهم ولعلك تصادف من يعاونك ويعاوننا وللحديث بقية
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 06:40]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل الدكتور عبد الباقي
طبعة المحلى الأصلية المعتمدة ليس طبعة العلمية ولا طبعة إحياء التراث بل طبعة المنيرية بتحقيق أحمد شاكر وهي متوفرة عند مكتبة ابن تيمية أعني الطبعة القديمة
وأما الفصل فلا أنصحك البتة أخانا الفاضل أن تكون عندك طبعة العلمية لهذا الكتاب القيم وقد كانت عندي وبعتها واشتريت طبعة مقابلة على طبعة الخانجي
كذلك الإحكام في أصول الأحكام اخانا الفاضل طبعة دار الحديث سواء القديمة أو الجديدة بها سقط وخصوصا القديمة فمليئة بالسقط والنحريفات أما الجديدة فلم أطلع إلا على سقط صفحة ونصف فقط منها وهو أيضا موجوج ذلك السقط في القديمة
أما رسائل ابن حزم تحقيق الدكتور إحسان عباس فهي طبعة وحيدة في أربع مجلدات لا غير
أنا عندي صورة من مخطوطة للمحلى من المكتبة الأزهرية لكنها ناقصة جدا لا تزيد عن حجم ربع الكتاب وأنا أحتاج كثيرا لضبط وتحقيق كلام ابن حزم فلا بد من الرجوع إلى الأصل وهو المخطوط(/)
تعالوا نحبَّ بعضنا بعضاً .... !!؟ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يااااا أهل هذا الحي من المسلمين:
إني أحبكم في الله!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 01:02]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ..
والله إني أحبك في الله:)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 01:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبك الله أخي الكريم، واسمح لي أن أنقل موضوعك لاستراحة المجلس فهو بها أليق.
بارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:01]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أحبك الله، واستعملنا في طاعته، وجمعنا في دار كرامته، إخوانًا.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 02:26]ـ
وانا بعد أحبكم في الله .... بس بدون حلف
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 02:26]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ..
والله إني أحبك في الله:)
و أنا و الله كذلك .. :):):) .. غلبتك بابتسامة أكبر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبك الله أخي الكريم، واسمح لي أن أنقل موضوعك لاستراحة المجلس فهو بها أليق.
بارك الله فيك.
لا أحبك يا علي!؟
:):):):)
كيف تنقل هذه " المسألة " التي غدت عظمى في أهميتها خاصة في هذا الزمان!!؟؟
من القسم الشرعي إلى ... الاستراحة؟؟!!!
ألم تلاحظ أيها الفاضل العنوان - و ربما كانت الدلالة غامضة إلا على أمثالكم - إذ ربطت المحبة بالسلام إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يربط فيه بين دخول الجنة (أكبر قضية دينية) و بين السلام الذي يستجلب المحبة؟؟!!
لا أراك إلا مرجعاً الموضوع إلى قسمه السابق و مكفراً عن هذا الخطأ بتثبيته؟:):):):):)
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أحبك الله، واستعملنا في طاعته، وجمعنا في دار كرامته، إخوانًا.
و إياكم .... آمين.
و أرجو أن " تضغط " على الشيخ علي ... :):):):):) فإذا فعلت كنت أول من يزورك في الجنة بإذن الله!
جزاكم الله خيرا جميعا ً و بارك الله فيكم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 02:30]ـ
وانا بعد أحبكم في الله .... بس بدون حلف
أحبك الله يا ابن رشد ... و بارك فيك .. :):):):):):)
يبدو أنني أنا و إباك كنا نعقب معاً إذ كنت أعقب على الإخوة السابقين و لم أكن قد وجدت مشاركتك بعد!!
ـ[وليد مسعود]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبك الله الذي أحببتنا فيه .... وجزاك الله خيرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 02:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبك الله الذي أحببتنا فيه .... وجزاك الله خيرا
و إياكم أخي الكريم ... بارك الله فيك ..
بقي أن تدعوني على الإفطار في رمضان:):):)
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 06:31]ـ
نسبة الحب = 8/ 88؟!
هل عرفتم كيف؟؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:11]ـ
كيف:)؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:37]ـ
أحبك الله وخلصك من كل شر، وأخلصك لكل خير.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:51]ـ
لا أحبك يا علي!؟
:):):):)
كيف تنقل هذه " المسألة " التي غدت عظمى في أهميتها خاصة في هذا الزمان!!؟؟
من القسم الشرعي إلى ... الاستراحة؟؟!!!
ألم تلاحظ أيها الفاضل العنوان - و ربما كانت الدلالة غامضة إلا على أمثالكم - إذ ربطت المحبة بالسلام إشارة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يربط فيه بين دخول الجنة (أكبر قضية دينية) و بين السلام الذي يستجلب المحبة؟؟!!
لا أراك إلا مرجعاً الموضوع إلى قسمه السابق و مكفراً عن هذا الخطأ بتثبيته؟:):):):):)
لا ينبغي للمسلم أن يخلف ظن أخيه به خيرًا ما وسعه ذلك.
رددت لك الموضوع للمجلس الشرعي وثبته لك بعد إذن بقية المشرفين الأفاضل، لكن لابد أن تكثر في هذا الموضوع من الفوائد الشرعية المتعلقة بمسألة الحب في الله.
جعلنا الله وإياك وأعضاء هذا المجلس المبارك وجميع المسلمين من المتحابين فيه.
لكن انتبه حاول تنشيط الموضوع ما وسعك، لأنني سأطلق سراحه قريبًا. (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 01:10]ـ
عليه أن يَجرد ويَسرد لنا المؤلّفات المتقدّمة والمتأخّرة في "المحبة في الله" .. وإلا فليطلَق من الآن سراحه .. ولا أسف - ابتسامة -
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 01:30]ـ
كيف:)؟
حسنا يا إمام سأساعدك في الحل! الآن النسبة هي 13/ 138؟!:)
أحبك الله وخلصك من كل شر، وأخلصك لكل خير.
و إياكم و إياكم و إياكم أيها العزيز ..
لا ينبغي للمسلم أن يخلف ظن أخيه به خيرًا ما وسعه ذلك.
رددت لك الموضوع للمجلس الشرعي وثبته لك بعد إذن بقية المشرفين الأفاضل، لكن لابد أن تكثر في هذا الموضوع من الفوائد الشرعية المتعلقة بمسألة الحب في الله.
جعلنا الله وإياك وأعضاء هذا المجلس المبارك وجميع المسلمين من المتحابين فيه.
لكن انتبه حاول تنشيط الموضوع ما وسعك، لأنني سأطلق سراحه قريبًا. (ابتسامة)
سبحان الله! فمع أن اسجابتكم لدعابتي تأخرت .. إلا إنني مع ذلك بقيت متيقناً من حسن هذه الاستجابة ... فالبارحة و أنا أمشي إلى صلاة المغرب كنت أعد صياغة شكر يليق بهذا المستوى الراقي من التعامل ...
و الآن لا أجد أمام كلام كهذا:
" لا ينبغي للمسلم أن يخلف ظن أخيه به خيرًا ما وسعه ذلك."
ما يعبّر عن جميل مشاعري ... فبارك الله فيكم و جزاكم خيرا.
عليه أن يَجرد ويَسرد لنا المؤلّفات المتقدّمة والمتأخّرة في "المحبة في الله" .. وإلا فليطلَق من الآن سراحه .. ولا أسف - ابتسامة -
و لم لا يا سيدي؟! و لم يخطر ببالي فيما مضى الكتابة في هذا ... فاللهم اجعل لأخي هذا أ. أشرف و لأهل هذه الألوكة و خاصة مشرفيها و خاصة الشيخ علياً نصيبهم من هذا المشروع الكبير حقاً ... و ارزقنا زيارة بعضنا بعضاً في دار كرامتك .. آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 06:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا أحبكم في الله
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 08:47]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله وحشرنا الله واياك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يظلنا يوم القيامة في ظله يوم لا ظل الا ظله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا أحبكم في الله
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ....
و من حق المحبة أن تساعد أخاك الضعيف هذا فيما كلفه الاساتذة به من " تنشيط الموضوع " و " تجريد و سرد " المؤلفات المتقدمة و المتأخرة في المسالة!!!!:)
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله وحشرنا الله واياك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يظلنا يوم القيامة في ظله يوم لا ظل الا ظله.
آمين و إياكم أخي الكريم ...
و هلّا ساعدت إخوتك هؤلاء الذين تحبهم في الكتابة في الموضوع ... و كذلك إثراء الموضوع الآخر ذي الصلة " قصص الحب في الله ..... "
جزاكم الله خيراً جميعا ... و بارك الله فيكم.
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 02:02]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله
هل وصلت النسبة الان الى 19/ 202
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 07:18]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله
هل وصلت النسبة الان الى 19/ 202
بارك الله فيك ... لكأني بك قد عرفت السر:)
أهلا و سهلا بك في قافلة المتحابين ... أربح تجارة بأقل النفقات!! و أسلم سفينة للنجاة .. أفلا تخبر من حولك عن مركبنا هذا يا ابا عبدالله؟!
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:25]ـ
الحب في الله سبب في دخول الجنة، فهي من الأعمال الصالحة التي تستوجب حسن الثواب، ولها ثواب خاص
روى الترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء.
، وأخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا. فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال: هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون رواه أحمد ورجاله ثقات.
ومن عجيب حب السلف لبعضهم:
في البخاري وغيره عن عبد الرحمن بن عوف قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد: إني أكثر الأنصار مالا ً، فأقسم لك شطر مالي، وانظر أي زوجتيَّ هويت نزلت لك عنها فإذا هي حلت تزوجتها، فقال له عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك ولكن هل من سوق ٍ فيه تجارة؟.
* وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لابنه الحسن: يا بني الغريب من ليس له حبيب.
* وقال الحسن البصري: إخواننا أحب إلينا من أهلينا، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا.
*، وقال بعض السلف إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي.
* وهؤلاء سافروا فلما أظلم عليهم الليل دخلوا غار وكان البرد شديد وليس للغار باب فانظروا لروعة فعل أحد المحبين يقول فقمت مقام الباب أي أنه اشتغل في تلك بعمل جسده بابا للغار حتى لا يدخل البرد فيؤذي أحبابه.
وأختم بهذه الأبيات الرائعة للإمام الشافعي رحمه الله:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الود طبيعة * * * فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خِل ٍ يخون خليله * * * ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا ً قد تقادم عهده * * * ويظهر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:39]ـ
وهذه بعض الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحب في الله:
(أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض في الله عز وجل) (صحيح الجامع 2539)
(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار) رواه البخاري 6941
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...... ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ....... ) رواه البخاري1423 ومسلم
(من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله) (حسن) صحيح الجامع 5958
(من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله) رواه أحمد (حسن) صحيح الجامع 6288
(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) رواه أبو داود (صحيح الجامع 5965)
(زار رجل أخا له في قرية , فأرصد الله له ملكا على مدرجته , فقال: أين تريد؟ قال: أخا لي في هذه القرية , فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا إلا أني أحبه في الله , قال: فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته) رواه مسلم 2576
(إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه، فإنه أبقى في الألفة، وأثبت في المودة) (حسن) صحيح الجامع280
(إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله) رواه أحمد (صحيح الجامع 281)
(إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه , فإنه يجد له مثل الذي عنده) السلسلة الصحيحة للألباني 1/ 947
(من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) صحيح الجامع 5953
(لا يحب الأنصار إلا مؤمن , ولا يبغضهم إلا منافق , من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله) رواه الترمذي (صحيح الجامع 7629)
(والذي نفسي بيده لا يحب الأنصار رجل حتى يلقى الله , إلا لقي الله وهو يحبه , ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي الله وهو يبغضه)
رواه أحمد (حسن) صحيح الجامع 1979
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:48]ـ
روى الترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء.
، وأخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا. فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال: هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون رواه أحمد ورجاله ثقات.
ومن عجيب حب السلف لبعضهم:
في البخاري وغيره عن عبد الرحمن بن عوف قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد: إني أكثر الأنصار مالا ً، فأقسم لك شطر مالي، وانظر أي زوجتيَّ هويت نزلت لك عنها فإذا هي حلت تزوجتها، فقال له عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك ولكن هل من سوق ٍ فيه تجارة؟.
* وقال الحسن البصري: إخواننا أحب إلينا من أهلينا، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا.
*، وقال بعض السلف إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي.
* وهؤلاء سافروا فلما أظلم عليهم الليل دخلوا غار وكان البرد شديد وليس للغار باب فانظروا لروعة فعل أحد المحبين يقول فقمت مقام الباب أي أنه اشتغل في تلك بعمل جسده بابا للغار حتى لا يدخل البرد فيؤذي أحبابه.!!!!
جزاك الله خيراً ... و بارك فيك ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 12:50]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ محمد سعيد 1 ... حفظك الله ... و جعلنا و إياكم من أحبابه المتحابين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:40]ـ
لكن انتبه حاول تنشيط الموضوع ما وسعك، لأنني سأطلق سراحه قريبًا. (ابتسامة)
عليه أن يَجرد ويَسرد لنا المؤلّفات المتقدّمة والمتأخّرة في "المحبة في الله" .. وإلا فليطلَق من الآن سراحه .. ولا أسف - ابتسامة -
سبحان الله .. ! خطر ببالي الآن أن المحبة من الأمور القلبية يتعاورها الزيادة و النقصان حسب تحرك الإيمان! فالتذكير بها ينبغي أن يكون مستمراً؟
فما رأي المجلس الموقر بتثبيت الموضوع إلى الأبد .. ؟!! فحتى لو استُوفي حقه من الناحية " العلمية " فإن حظه من التذكير بتلك النواحي نفسها لازم دوامه؟!
و سأقوم الآن بمثال من اقتباس لمشاركة مضت من مشاركات الشيخ محمد سعيد 1 التي أثرى الموضوع بها جزاه الله خيرا ... لتلمسوا بأنفسكم الحاجة المتكررة؟!
هذا عدا عن أن هذه الغرفة المباركة أي الموضوع ستغدو مكانا جميلاً جدا للمتناقشين " الأعداء " يتسامحون فيه و يجددون الدعابة و المراحة و ... المحبة .. !؟
نعم فمكان الغرفة فوق غرف نقاشاتهم الجليلة في الصفحة نفسها سيلقي بظلال تختلف عن تلك التي تجيء إذا وضعت الغرفة في صفحة أخرى؟!
و الأمر إليكم ... و أنتم أعرف بهذه الشؤون ...
و جزاكم الله خيرا
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 11:43]ـ
وهذه بعض الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحب في الله:
(أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض في الله عز وجل) (صحيح الجامع 2539)
اللهم اجعلنا جميعا ممن يتحقق بذلك.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 12:41]ـ
لتثبيت المحبة فوق الجميع ... أنا أضم صوتي لأخي خلوصي
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Aug-2008, صباحاً 05:57]ـ
لتثبيت المحبة فوق الجميع ... أنا أضم صوتي لأخي خلوصي
و نعم الصوت صوت أبي جهاد ــ يزيد الحب في هذي القفار!
:):):)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 02:41]ـ
أحبكم الله الذي احببتموني فيه ... (ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 04:22]ـ
أحبكم الله الذي احببتموني فيه ... (ابتسامة)
و من قال بأن أحداً منا يحبك؟!:):):):):):):):):):):):)
:):):):):):):):):):):)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 07:47]ـ
الله أكبر ولله الحمد ..
ما أجمل هذا!
رسمت الابتسامة بكلمة واحدة على وجوه اخوانك المتناثرين في أقطار الأرض، والذين ربما لم تر وجوههم من قبل قط، فالله أسأل أن يجمعنا في دار المقامة وأن يجعل محبتنا لأهل الفضل ترفعنا وان تخلفت عنهم أفعالنا!
لمست شغاف قلبي والله يا أخي الحبيب .. أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وجمعني الله واياكم في ظل عرشه وفي بحبوحة دار كرامته ..
معذرة يا شيخ علي .. لم آت بفوائد ولا نقولات كما طلبتم من الاخوة المشاركين .. ولكن يعلم الله أن لفتة يسيرة كهذه من أخ حبيب لنا، سيما في وسط تلك القضايا الغلاظ التي يدور رحا التجاذب في الحوار فيها .. لا يعدلها من بعد ذكر الله وما والاه في هذه الدنيا شيء!!
اللهم ألف بين قلوبنا .. آمبن.
(ابتسامة)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 02:48]ـ
و من قال بأن أحداً منا يحبك؟!:):):):):):):):):):):):)
:):):):):):):):):):):)
أضحك الله سنك.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 03:31]ـ
لايهمك يالحميدي ,انا أحبك ,ولاأحب بعض الناس اللي مايحبونك .. (ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 04:27]ـ
الله أكبر ولله الحمد ..
ما أجمل هذا!
رسمت الابتسامة بكلمة واحدة على وجوه اخوانك المتناثرين في أقطار الأرض، والذين ربما لم تر وجوههم من قبل قط، فالله أسأل أن يجمعنا في دار المقامة وأن يجعل محبتنا لأهل الفضل ترفعنا وان تخلفت عنهم أفعالنا!
لمست شغاف قلبي والله يا أخي الحبيب .. أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وجمعني الله واياكم في ظل عرشه وفي بحبوحة دار كرامته ..
معذرة يا شيخ علي .. لم آت بفوائد ولا نقولات كما طلبتم من الاخوة المشاركين .. ولكن يعلم الله أن لفتة يسيرة كهذه من أخ حبيب لنا، سيما في وسط تلك القضايا الغلاظ التي يدور رحا التجاذب في الحوار فيها .. لا يعدلها من بعد ذكر الله وما والاه في هذه الدنيا شيء!!
اللهم ألف بين قلوبنا .. آمبن.
(ابتسامة)
جزاكم الله خيراً يا أخي الحبيب أبا فداء ...
سبحان الله! ما أجمل هذه المشاعر النبيلة التي تحلق بالإنسان إلى معالي الروحانية ... !! فإذا به ينطلق ... فيحرق ما في القلوب من كل ما يتراكم فيها مما ليس لله في نصيب .. !!
جزاكم الله خيراً على هذا التعبير الذي يدفع إلى مزيد من الأخوة و المحبة .. لعلها تكون هي الشفيع لنا إذا جئنا يوم القيامة بأعمال كنا نحسب أنها لله فإذا هي ليست إياها؟!
لقد أخافتني القصة التي ذكرها الشيخ الجليل د. عبدالعزيز الحميدي في كتابه البديع " التاريخ الإسلامي .. مواقف و عبر " عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه و هو يحاول رواية حديث النية ثلاث مرات أو أربع و هو يغشى عليه ... و هو أبو هريرة!! نعم أبو هريرة .. !؟
فاللهم يسر لنا أعمالا كالمحبة نغفل عن عظيم فضلها ... و هي سهلة على من سهلها الله عليه .. اللهم آمين.
أضحك الله سنك.
و أسنانك و أضراسك حتى تبدو نواجذك!!:):):):):)
لايهمك يالحميدي ,انا أحبك ,ولاأحب بعض الناس اللي مايحبونك .. (ابتسامة)
أُوو شو دخلك إنت بيناتنا خيّو؟:):):):):)
هل أنت أيها الحبيب ابن رشد الجد أم الحفيد؟:):):)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 09:02]ـ
هل أنت أيها الحبيب ابن رشد الجد أم الحفيد؟:):):)
امتحان صعب .. ،
أحبك الله اخي الحبيب ابن رشد الجد ...
ـ[إبراهيم الشهيد]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 11:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كدت أمر مرور الكرام -أخشى أن لا يكون مرور الكرام كريما هنا-، لولا خشيتي أن تنخفض بدخولي وعدم مشاركتي نسبة الحب!! فأردت أن أزيدها ..
فأحبكم الله الذي أحببتم كل مسلم -بمن فيهم أنا- من أجله ..
جعلنا الله ممن يتولى المسلمين -كل المسلمين- ويحبهم ويسعد بحبهم وقربهم ..
اللهم آمين ..
(ضُمِّةْ وَرِدْ) لكل منكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الراوي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 01:18]ـ
الدُّعاء ُ لِمَن قالَ:إني أُحبُكَ في الله
أَحَبَّكَ الَّذي أَحبَبتني لَهُ
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كدت أمر مرور الكرام -أخشى أن لا يكون مرور الكرام كريما هنا-، لولا خشيتي أن تنخفض بدخولي وعدم مشاركتي نسبة الحب!! فأردت أن أزيدها ..
فأحبكم الله الذي أحببتم كل مسلم -بمن فيهم أنا- من أجله ..
جعلنا الله ممن يتولى المسلمين -كل المسلمين- ويحبهم ويسعد بحبهم وقربهم ..
اللهم آمين ..
(ضُمِّةْ وَرِدْ) لكل منكم ..
نعم؟! إياك أن تمر هنا مرور الكرام:) .... أما رأيت ضمة وردك كم أفرحتنا .. ؟! و زادت من المحبة بهذه " البدعة " الجميلة؟! ... بارك الله فيك.
الدُّعاء ُ لِمَن قالَ:إني أُحبُكَ في الله
أَحَبَّكَ الَّذي أَحبَبتني لَهُ
جزاك الله خيرا .... و لكن!؟
؟
؟
؟
لماذا تمر هكذا مرور الكرام؟؟!!:):):)
حتى بسمة ما أهديتنا؟!!
أما رأيت صاحبك الذي سبقك بالزيارة ... كم جلب من الورد معه؟!:):):)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 12:23]ـ
أحبكم في الله أهل هذا المجلس -و مجلس آخر-حين تتحابون و حين تتخاصمون ... بحسناتكم و سيئاتكم و حين تصدقون و حتى حين يداخل بعضنا النفاق و حب الظهور ... ثم حين تفيؤون و تبتسمون و حين تجيشون بخواطركم و أشعاركم و بعض رقة انفسكم ... حين تأتون بفوائد تفرح الصديق و تغيظ العدو و حين تجدون في فك شبهة أو تثيرون عصف الأذهان بما تنتقدون و تنصحون أو يمر أحدكم من وجهائكم على موضوع فلا يتجاوز أن يضع رابطا خدمة لأخيه .. أرجو أن يرى الله تحابكم و لينكم في أيدي اخوانكم فيريكم و ايانا شرور أنفسنا و يزيد من سعة نظرتكم و قوة بصيرتكم و أيديكم و يجعلكم أهلا للشهادة على خلقه بعدل و رحمة ... أحبكم في الله فأشهد الله أني - في يومي الانترنيتي القصير- لاأشقى بمجالستكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 05:46]ـ
أحبكم في الله أهل هذا المجلس -و مجلس آخر-حين تتحابون و حين تتخاصمون ... بحسناتكم و سيئاتكم و حين تصدقون و حتى حين يداخل بعضنا النفاق و حب الظهور ... ثم حين تفيؤون و تبتسمون و حين تجيشون بخواطركم و أشعاركم و بعض رقة انفسكم ... حين تأتون بفوائد تفرح الصديق و تغيظ العدو و حين تجدون في فك شبهة أو تثيرون عصف الأذهان بما تنتقدون و تنصحون أو يمر أحدكم من وجهائكم على موضوع فلا يتجاوز أن يضع رابطا خدمة لأخيه .. أرجو أن يرى الله تحابكم و لينكم في أيدي اخوانكم فيريكم و ايانا شرور أنفسنا و يزيد من سعة نظرتكم و قوة بصيرتكم و أيديكم و يجعلكم أهلا للشهادة على خلقه بعدل و رحمة ... أحبكم في الله فأشهد الله أني - في يومي الانترنيتي القصير- لاأشقى بمجالستكم
ليتك أطلت هذا السبك الممتليء أفعالاً تنضح بالجماعية التي تذيب فردية الأعمال و أنانيتها ... !:):):)
أهلاً بالحبيب الظاهري ...
ذكرتني أياما جميلة كنت قد تكنيت فيها بأبي عبدالرحمن .. أتدري لم؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 04:38]ـ
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...... ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ....... ) رواه البخاري1423 ومسلم
جزاك الله خيرا .... على الدوام
و مني بسمة يا أخا الإسلام:)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 12:20]ـ
ليتك أطلت هذا السبك الممتليء أفعالاً تنضح بالجماعية التي تذيب فردية الأعمال و أنانيتها ... !:):):)
أهلاً بالحبيب الظاهري ...
ذكرتني أياما جميلة كنت قد تكنيت فيها بأبي عبدالرحمن .. أتدري لم؟
تشبها بالشيخ العلامة ابن عقيل الظاهري؟؟:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:47]ـ
نعم أيها الظاهري الجميل:) ... لقد كان لي معكم موعد من قديم إذن .. !؟ يوم كنت أستمع ل " تفسير التفاسير "!! ذلك البرنامج العجيب!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 06:40]ـ
أخي الحبيب الخلوصي .. أحبك في الله .. تجديد مني لعهد المحبة .. (ابتسامة استدراج)
أخي العزيز .. هل تستطيع أن تتحفنا بدروس الشيخ التي كانت تذاع تفسير التفاسير .. وأيضا شرح مسلم .. لو تكرمت أخي الحبيب ..
:):):):):):):)
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 11:39]ـ
الحبيب العجيب صاحب فكرة تجديد عهد المحبة .... و بحيلة الاستدراج:)
للأسف ليس عندي ما ذكرته من الشروح ... و حتى لو كان عندي ما كنت لأعطيك إياهم:) ..... لكن أحسن بي الظن ... !؟
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 02:49]ـ
أحبكم في الله يا أعضاء الألوكة ... و أسأل الله تعالى أن يجمعنا على اتباع كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ...
و أن لا تتغير القلوب و الأرواح لمجرد الاختلاف ... آمين
و أحبك في الله يا سيد خلوصي ...
جزاك الله خيرا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:16]ـ
مقياس جليل للحب في الله؛ روى أبو نعيم في حلية الأولياء (ج7/ص297) بسنده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت مساورًا الوراق يقول: ((ما كنتُ أقولُ لرجلٍ إني أحبُّك في الله ثم أمنعه شيئًا من الدنيا)).
ورواه أيضًا ابن أبي الدنيا في كتاب (الإخوان).
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:23]ـ
ومن فقه السلف العالي في هذا الباب ما روي عن محمد بن واسع - إن صح السند إليه -:
قال رجل لابن واسع: إني أحبك في الله، قال: فقال ابن واسع: ((اللهم إني أعوذ بك أن أُحبَّ إليك، وأنت لي ماقت)).
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[26 - Aug-2008, صباحاً 12:39]ـ
ومن فقه السلف العالي في هذا الباب ما روي عن محمد بن واسع - إن صح السند إليه -:
قال رجل لابن واسع: إني أحبك في الله، قال: فقال ابن واسع: ((اللهم إني أعوذ بك أن أُحبَّ إليك، وأنت لي ماقت)).
سبحان الله روعة
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 03:41]ـ
أحبكم في الله يا أعضاء الألوكة ... و أسأل الله تعالى أن يجمعنا على اتباع كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم ...
و أن لا تتغير القلوب و الأرواح لمجرد الاختلاف ... آمين
و أحبك في الله يا سيد خلوصي ...
جزاك الله خيرا ...
أحبك الله الذي أحببتنا له ..
و لا جعل الله ههنا قلوبا غبر متصافية ..
سنلعن الشيطان!!
مقياس جليل للحب في الله؛ روى أبو نعيم في حلية الأولياء (ج7/ص297) بسنده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت مساورًا الوراق يقول: ((ما كنتُ أقولُ لرجلٍ إني أحبُّك في الله ثم أمنعه شيئًا من الدنيا)).
ورواه أيضًا ابن أبي الدنيا في كتاب (الإخوان).
اللهم إنا نشتاق أن نكون مثلهم!
نقل بديع أستاذي الحبيب
ومن فقه السلف العالي في هذا الباب ما روي عن محمد بن واسع - إن صح السند إليه -:
قال رجل لابن واسع: إني أحبك في الله، قال: فقال ابن واسع: ((اللهم إني أعوذ بك أن أُحبَّ إليك، وأنت لي ماقت)).
إجلال ساحر!! أين نحن منه؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 03:46]ـ
إليكم مقولة مدهشة فقيهة مستبصرة مشخصة مشفقة لأحد الدعاة ...
" إن ميزان الحب في الله و البغض في الله .... قد اختل في التاريخ "!!؟
ترى؟
كيف يمكن إصلاحه؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 04:43]ـ
إليكم مقولة مدهشة فقيهة مستبصرة مشخصة مشفقة لأحد الدعاة ...
" إن ميزان الحب في الله و البغض في الله .... قد اختل في التاريخ ضد كفة الحب "!!؟
ترى؟
كيف يمكن إصلاحه؟!!
كنت قد نسيت " ضد كفة الحب "!
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 04:19]ـ
هل من سبيل الى معرفة كيفية اصلاحه غير سبيل معرفة كيفية اختلاله؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 04:37]ـ
هل من سبيل الى معرفة كيفية اصلاحه غير سبيل معرفة كيفية اختلاله؟؟
سؤال في الصميم يا سيدي!
ـ[خلوصي]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 03:34]ـ
" أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي "
ـ[الفقير إلى ربه الغني]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 02:00]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة
وجزى الله أخانا (خلوصي) خيرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 02:26]ـ
و جزاكم الله خيرا أخي العزيز ...
أهلا و سهلا بكم
و هنيئاً لكم أن تكون أولى مشاركاتك في غرفة التحابب في الله ... فقد كان رسول الله (ص) يحب الفال الحسن.
ـ[أبو فاطمة مسلم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 11:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يااااا أهل هذا الحي من المسلمين:
إني أحبكم في الله!
--------------------------------------------------------------------------------
أحبك الله الذي أحببتنا فيه
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 05:03]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه
أهلا و سهلا بكم أخانا العزيز ..... فُزنا معاً بإذن الله!
فهلّا جلبت لنا في القابل إخوة آخرين؟!:):):)
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 05:05]ـ
نريد المزيد من الأحباب ... :) أولي الالباب:)
و ليس بالضرورة أن يكونوا من " الأحباب "!؟:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 12:40]ـ
عجيب!
كان التحابب في شعبان أكثر من رمضان!؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 01:51]ـ
أحبكم أيها الفضلاء. . وأرجو أن يكون حبي لله خالصة.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:50]ـ
أما أنا، فأحبكم بنسبة تقدر ب 1000000/ 100ابتسامة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 01:03]ـ
أحبكم أيها الفضلاء. . وأرجو أن يكون حبي لله خالصة.
أحبك الله الذي أحببتنا له أيها الأخ العزيز ....
عنهم: خلوصي الفقير العاجز:):):)
أما أنا، فأحبكم بنسبة تقدر ب 1000000/ 100ابتسامة.
أحبك الله الذي أحببتنا له يا ابن المبارك:):):)
تالله إنها نسبة عجيبة! مفرحة! .. و لكنها مخيفة في الوقت نفسه؟
لأنها إذا تحولت إلى بغض في الله أحرقتنا؟
لا عليك يا سيدي ... فنحن إن شاء الله على مذهب القائل:
" لو وجدت من يبغضني في الله على الحقيقة لأوجبت على نفسي محبته ... فأنت " كسبان " على كل الاحوال!!:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هدهد الدعوه]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خواتم مريضه عليكم الجميع
ـ[خلوصي]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 07:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خواتم مريضه عليكم الجميع
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بالهدهد السارح في أرض الله ...
لكن أيها الحبيب ما فهمت قصدك؟!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 08:38]ـ
كل عام و أنتم جميعا إخواني الأحباء بخير و عافية و زيادة إيمان و محبة و طمأنينة ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 02:33]ـ
أعاد الله عليكم العيد بما يسركم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 03:33]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ..
والله إني أحبك في الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2008, صباحاً 11:02]ـ
أعاد الله عليكم العيد بما يسركم
و إياكم و أهليكم و أحبابكم و المسلمين أجمعين ...
أحبك الله الذي أحببتنا فيه ..
والله إني أحبك في الله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أحبك الله الودود الرحمن أيها القزلان .. و كل عام و أنتم بخير.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 06:02]ـ
سأظل أحبكم يا أهل الألوكة الطيبين ... حتى لو نزعتم دبوس تثبيت المحبة عن موضوعي! .. بسمة ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 04:07]ـ
لقد نزغ الشيطان بين كثير منا و أنا أول الضحايا!؟!
فاللهم احفظ قلوبنا ... و جدد فيك محبتنا!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 05:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: أحبك الله الذي أحببتنا فيه وقد أغراني حديث الحب بالسياحة في رياض الجمال محاولا جهدي فهم اسراره والغوص في أعماقه وسبر أغواره فأعود في كل مرة ككل مرة!! خائب الظن شارد الذهن لاتكاد ترسو سفني على شاطئ حتى تعصف بهدوئها الامواج وتطير الافكار حول اشرعتها طيران النوارس حول اليابسة لتبقى التساؤلات والاشكالات قائمة كيف إختل ميزان الحب وكيف السبيل لاصلاحه ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 12:59]ـ
كلمة صادقة من أعماق القلب
أزفها بأعطر عبيق
أكسوها بالفل والياسمين
أنثر عليها درا وياقوت
أحبكم في الله
ـ[القاموس]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 02:24]ـ
ماهذه بأول بركاتكم ياآل أبي بكر!!
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 03:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيت أفضل من الرفق لقلوب متحابة
وما رايت ابشع من الجفاء لها.
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jan-2009, مساء 08:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم: أحبك الله الذي أحببتنا فيه وقد أغراني حديث الحب بالسياحة في رياض الجمال محاولا جهدي فهم اسراره والغوص في أعماقه وسبر أغواره فأعود في كل مرة ككل مرة!! خائب الظن شارد الذهن لاتكاد ترسو سفني على شاطئ حتى تعصف بهدوئها الامواج وتطير الافكار حول اشرعتها طيران النوارس حول اليابسة لتبقى التساؤلات والاشكالات قائمة كيف إختل ميزان الحب وكيف السبيل لاصلاحه ..
سوّحنا معك يا سيدي .... حتى نتساءل معاً؟!!؟
كلمة صادقة من أعماق القلب
أزفها بأعطر عبيق
أكسوها بالفل والياسمين
أنثر عليها درا وياقوت
أحبكم في الله
أهلا بالحبيب في قافلة الغرباء .... !!؟
ماهذه بأول بركاتكم ياآل أبي بكر!!
من آل أبي بكر يا شيخنا القاموس .. ؟!:)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيت أفضل من الرفق لقلوب متحابة
وما رايت ابشع من الجفاء لها.
بوركتم سيدي .. و اسعدتنا في هذه القافلة الغريبة .. قافلة الحب الذي ااختل ميزانه في التاريخ .. !؟!
أفلا نحتاج جهد الليل و النهار حتى نسترجع الميزان؟؟!؟؟
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[24 - Jan-2009, صباحاً 11:40]ـ
أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه
والله يشهد أني أحبكم فيه وأسعد بالقراءة لهذه الأقلام الطيبة المباركة
والله أسأل أن يجمعنا في مستقر رحمته على منابر المتحابين الصادقين المخلصين
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 08:16]ـ
أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه
والله يشهد أني أحبكم فيه وأسعد بالقراءة لهذه الأقلام الطيبة المباركة
والله أسأل أن يجمعنا في مستقر رحمته على منابر المتحابين الصادقين المخلصين
آمين آمين آمين
و بارك الله فيكم أخي الحبيب ...
طيب شو رأيك تساوي موضوع متلو في منتديات تانية .. :):)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 04:45]ـ
آمين آمين آمين
و بارك الله فيكم أخي الحبيب ...
طيب شو رأيك تساوي موضوع متلو في منتديات تانية .. :):)
والله هذه الأيام لم أعد أدخل أي منتدى إلا هذه الواحة الغناء من المجالس المباركة الفيحاء أستروح وأستمتع بفوائد علمية وملح تربوية ومخالطة الأفاضل ومن يذكروننا بالله ويجددون لنا أياما خلت
من المدارسة النشطة للعلوم والإقبال على النفس وتطييبها وتهذيبها لعل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح
بوركتم أخي الحبيب ونفع الله بكم ورفع قدركم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 10:02]ـ
سوّحنا معك يا سيدي .... حتى نتساءل معاً؟!!؟
[/ color][/size]
وبينما هو يرقب السواري ويحلق بأحلامه مع الأطيار يرى العالم من حوله صغيرا .. صغيرا الى الدرجة التي تضيق بها الروح بالجسد ويتوقف فيها الزمان على محطة التأملات .. فجأة .. يشرق على عينيه نور ساطع من مكان مجهول .. مكان من تلك الاماكن المهجورة في فؤاده .. فتمتلئ نفسه أشواقا وتفيض منه العبرات.
ترى!! مالهذا الفؤاد العجيب لا يهدأ؟! ماله وقد اظناه الوجد وتاهت بعقله الامنيات يالهذا الفؤاد البائس الذي غيرته الايام وعمل في صفحته معول الياس فهو كثير الشكوى شديد البكاء ما أوحشه يا له ولا تكاد تراه الا منطويا على احزانه وحيدا فريدا غريبا يستوحش من الناس ويهيم على وجهه في القفار ... مرة اخرى .. تأخذنا الأحلام في رحلة فلسفية تختزل فيها المشاعر والاحاسيس وتعجز فيها الكلمات عن الوصف ليبقى السؤال معلقا .... وما من مجيب ....
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 06:52]ـ
>>>>> مرة اخرى .. تأخذنا الأحلام في رحلة فلسفية تختزل فيها المشاعر والاحاسيس وتعجز فيها الكلمات عن الوصف ليبقى السؤال معلقا .... وما من مجيب ....
هو بنفسه يجيبك سيدي أي صاحب المقولة ذاتها!؟
هيا نجدد الحب في الله .... يا معشر الألوكيين ..
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 07:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله إنّي أحبّكم في الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 11:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله إنّي أحبّكم في الله.
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأخ الفاضل ... و سهلا
خذ هذه البشرى:
لقد سلكت بالمحبة طريقا قصيرة إلى الولاية!
أما علمت أن حبنا عبادة:)؟!!
ثبتك الله و إيانا أجمعين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:50]ـ
لقد سلكت بالمحبة طريقا قصيرة إلى الولاية!
.
معان جليلة لو تنبهنا لها لكان غير ما ترون!!؟
ـ[عبدالعزيز الكويكبي]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 12:02]ـ
أحبك الله الذي أحببتني من أجله
أرجوك لاتقل لي من قال لك بأنا نحبك؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 01:22]ـ
أحبك الله الذي أحببتني من أجله
أرجوك لاتقل لي من قال لك بأنا نحبك؟؟؟؟؟؟؟؟
:):):)
أهلا بكم أخي العزيز ... بادرتني بالملاطفة ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 02:49]ـ
من زماااااااااااااان ما حبينا بعضنا .. :):)
لك شو صايرلنا بهالزمان .... لطفك يا رحمن!!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 11:29]ـ
نحبكم في الله ...
تذكرني كلماتك بالأستاذ خالد روشة.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 12:00]ـ
... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته يامعشر الألوكين .. ...
ياخلوصي نحتاج خلوصية مثلك عندنا في استراحة النساء لتجمع شمل الألوكيات لكن أنى لنا بذلك!!!
عذرًا إذ تطفلت على مائدتكم , لكني سمعت ضجيجًا وضحكًا حرك فضولي و أودى بي إلى الدخول فالمعذرة المعذرة!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 08:09]ـ
نحبكم في الله ...
تذكرني كلماتك بالأستاذ خالد روشة.
أحبكم الله أيها العزيز ..
أهلا بكم في القافلة العجيبة ..
و يا ليتك تعرفنا على أ. خالد روشة و شيء من كلامه ... فنحن محتاجون.
... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته يامعشر الألوكين .. ...
ياخلوصي نحتاج خلوصية مثلك عندنا في استراحة النساء لتجمع شمل الألوكيات لكن أنى لنا بذلك!!!
عذرًا إذ تطفلت على مائدتكم , لكني سمعت ضجيجًا وضحكًا حرك فضولي و أودى بي إلى الدخول فالمعذرة المعذرة!!
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أختنا الفاضلة ..
ابدئيها أنت بين الأخوات ... و لم تستصغرين نفسك في مقام سن سنة حسنة؟ و الأجر كبيييييير بإذن الله.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 10:43]ـ
لحظة بين التجرد والافتقار ...
http://almoslim.net/node/84025
قطرات من دموع القلب ..
http://almoslim.net/node/83977
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 11:59]ـ
هل يحق للسائل أن يسأل: ماحكم الدعوة .. ؟؟؟
هذا كمن يسأل ويقول: ماحكم العصيان .. ؟؟؟ ماحكم الفسوق .. ؟؟؟؟
فهنا يبطل السؤال .. ؟؟ والله تعالى أعلم .. ،،،،
ـ[الرافدين]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 12:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لك السبق ولنا اللحق ان شاء الله
وجزاك الله خيرا
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 08:18]ـ
لحظة بين التجرد والافتقار ...
http://almoslim.net/node/84025
قطرات من دموع القلب ..
http://almoslim.net/node/83977
أشكرك شكرا جزيلا أخي الحبيب أبا أحمد على طيب مشاعرك و حسن ظنك و لطف نقلك و دلالتك ...
هل يحق للسائل أن يسأل: ماحكم الدعوة .. ؟؟؟
هذا كمن يسأل ويقول: ماحكم العصيان .. ؟؟؟ ماحكم الفسوق .. ؟؟؟؟
فهنا يبطل السؤال .. ؟؟ والله تعالى أعلم .. ،،،،
كلام سديد .... و لكن لم أفهم سياقه هنا ... و لكن أهلا بكم و سهلا فالقافلة تحتاج نصرة ..
و أما توقيعك فأجمل و هو مفهوم عميق أيها الحبيب.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لك السبق ولنا اللحق ان شاء الله
وجزاك الله خيرا
الحمد لله الذي جعل أول دخولكم المنتدى قافلة التحابب هذه .. فأبشروا بالخير إذن ..
و أهلا بكم في رحاب هذا المنتدى الحيوي الجميل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 08:44]ـ
جرتني الأقدام يا أخي خلوصي في صبيحة يوم مترف بالحب لأصل إلى هذه الدوحة المباركة
وجدت قلوبا تنبض بالحب، وتتنفس الحياة، وتجتمع على (أحبك) فاعترتني هزة (كما انتفض العصفور بلله القطر)
الحب يا سيدي بستان القلوب، وروضة الأرواح، وعبير الأفئدة
ليت شعري كيف الدنيا بغير (حب) لا تطاق حتما
أما وإنك هنا تنثر كل يوم بعض ورود، وترش بعض عطر، فإنك تحيل أيامنا رفرفة وبهجة
(لا نعرف الحب أدري؛؛؛؛؛؛؛؛ إنما قسما لم نقض أعمارنا إلا محبينا)
طبت وطاب مجلسك
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 07:40]ـ
تالله لقد أسعدت غرفة تحاببنا أيها الحبيب ... و نثرت من عطر نفسك الفواح ما طيب الغرفة ... فليجعلك الله و إيانا جميعا من أهل الغرفات في الجنة ...
و ما دمت قد سعيت إلى زيارتنا فنقول لك كما تقول الملائكة لمن زار أخا له في الله أو عاده:
أن طبت و طاب ممشاك!
و يبقى عليك أن تزور موضوع التزاور:)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم.
أخي خلوصي.
أحبك الذي أحببتنا فيه.
ما أحوجنا لمثل هذا الخلق.
بوركت أخي الحبيب.
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 11:40]ـ
روى الترمذي بسند حسن صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
المتحابون بجلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء.
، وأخرج ابن حبان بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء
قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال:
هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب،
وجوههم نور، على منابر من نور،
لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس،
ثم قرأ: " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس، وألوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم؛ انعتهم لنا.
فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال:
هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة،
تحابوا في الله وتصافوا،
يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها،
فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا،
يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
رواه أحمد ورجاله ثقات.
فأبشر يا أبا سعيد الباتني الحبيب
السلام عليكم.
أخي خلوصي.
أحبك الذي أحببتنا فيه.
ما أحوجنا لمثل هذا الخلق.
بوركت أخي الحبيب.
و بوركتم ... و بورك قلمك أيها العزيز.
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Mar-2010, مساء 06:08]ـ
:) يا أيام الحب عودي:)
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[11 - Mar-2010, مساء 07:29]ـ
إني أحبكم في الله إخواني، وكثيرٌ من الإخوة الذين أراهم أحبهم ثم لا أستطيع أن أبوح بهذا الحب خشية من استغلاله ثم أندم على عدم البَوح، وهكذا أعيش حائراً بين الأمرين ..
إخواني المسلمون في أقصى الأرض وأدناها ..
أحبكم والله في الله ..
وأفديكم بنفسي ومالي وجاهي ودمي وكياني ..
أنتم شهداء الله في الأرض ..
أنتم صمام الأمان ..
أنتم الدعاة إلى دار السلام ..
أنتم أهل الخير والتسامح والبر والروحانية والسعادة ..
أشهد الله تعالى على حبكم فيه ..
وأنتم السعداء لا يشقى بهم جليسهم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 05:04]ـ
إني أحبكم في الله إخواني،
يا أبو سماحة .. و الله كلامك طيب ..
و كنيتك طيبة ..
بس ليش ما خصصتني بالمحبة؟:)؟
مو أنا صاب الموضوع:)
ـ[طويلب علم مبتدىء]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 12:07]ـ
من اجمل صور الحب في الله التي قرات عنها في احد المنتديات:
ما نُقل عن الاخ ابو الهيثم النقشبندي رحمه الله انه قال لاحد اعضاء المنتدى عن الاعضاء:
"أحبكم في الله وقد رسمت لكل واحد منكم شكلا في مخيلتي"!
رحمه الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 09:47]ـ
اللهم أرجعنا متحابين في جلالك في شهرك هذا .. يا رب.
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 01:34]ـ
اللهم أرجعنا متحابين في جلالك في شهرك هذا .. يا رب.
يا رجل ولا واحد قال آمين:)(/)
جميع مؤلفات الإمام العلامة / عبدالرحمن بن قاسم - رحمه الله -
ـ[بن قاسم]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
يسرني أن أتكونأول مشاركة لي في هذا الموقع المبارك - بإذن الله -
عن الإمام العلم / عبدالرحمن بن محمد بن قاسم - قدس الله روحه وجعله في الفردوس الأعلى -
وذالك في الإرشاد إلى مؤلفاته ..
إليكم الرابط http://www.alqasm.net/
السؤال
Video.aspx
ولاتنسوا أخيكم من صالح الدعاء(/)
إزاحة الهجر عن سنة ما بعد صلاة العصر
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 06:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد ان لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبده و رسوله
أما بعد:
فهذا أول موضوع لي و هو عبارة جمع تحت مسمى إزاحة الهجر عن سنة ما بعد صلاة العصر
و أتمنى أن أجد تعليقات علمية (بحتة)
جزيتم الجنة
رابط التحميل
http://www.islamup.com/view.php?file=ca2777c7c0
ـ[أبو رزان]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 02:11]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجمع المبارك، الذي يشتمل على إحياء سنة مهجورة.
لكن عندي سؤال بارك الله في سعيكم، هل هذه السنة ترتقي مرتبتها إلى مرتبة سنن الرواتب؟
حيث أن عائشة رضي الله عنها تصرح أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتركها قط. ولعلمي القاصر لم أرى أحدا من أهل العلم ذكر هذه السنة في السنن الرواتب،لأنه حسب إخبار أم المؤمنين بأنه ما تركها قط يفيد أنها راتبة بعد العصر.
ثم أمر آخر قد بلغني عن بعض الإخوة الحريصين على نشر السنة أنه صلى يوما في مسجده إماما بالناس صلاة العصر، وبعد
الصلاة ذكر الناس بهذه السنة المهجورة، ثم بعد ذلك أمر الحضور المتواجد في المسجد ليقوموا لتأدية هذه السنة المهجورة.
فهل توافقه أخي الفاضل على هذا الصنيع؟
ومرة أخرى جزاكم الله خيرا.
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:27]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الأخ أبو رزان
أم كونها ترتقي لمرتبة الرواتب أو لا فالله أعلم و لم أبحث في هذه النقطة ولكن حتى الرواتب التي نص عليها أهل العلم مختلف فيها و لا يخفى عليكم مثل هذا الخلاف .... والذي أدين الله به أن ما داوم عليه النبي صلى الله تعالى عليه و على آله وسلم هو أحق أن يداوم عليه المسلم المتبع للمصطفى صلى الله عليه وسلم ...
أما صنيع الإمام - جزاه الله خير و غفرله- أوافقه في إحياء السنن و تذكير الناس أما أن يأمر الناس بأن يقوموا و يصلوا هذا لم يفعله خير الأنام صلى الله عليه وسلم
بل كان الاولى - بحسب فهمي القاصر - أن يذكرهم فقط و من شاء أن يصلي هذه النافلة فليفعل و من لا يريد فلا تثريب عليه
و جزاكم الله خيراً على مروركم الطيب
أخوك حمود الكثيري(/)
فضائل رمضان الصحيح منها والضعيف من كتاب الشيخ عبدالله السعد
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 09:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد طُبع للشيخ المحدث عبدالله السعد في رمضان 1428هـ عن دار المحدث رسالة بعنوان (البدر التمام في بيان حكم بعض ما ورد في فضل رمضان) وتقع في 50 ورقة فقط.
وذكر الشيخ حفظه الله بعض الأحاديث الصحيحة المتعلقة بفضائل رمضان أو فضائل الصيام ثم ذكر بعض الأحاديث الضعيفة في ذلك وقال ص9:
" .. ومع هذا الفضل العظيم، إلا أنه جاءت أحاديث لا تصح، ذاعت وانتشرت بين الناس، بل وصل الأمر في بعض الأحيان أنه لا يُذكر في فضل هذا الشهر العظيم؛ إلا هذه الأحاديث، ويُجزم بنسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاقتضى الأمر التنبيه على ذلك، وبيان ضعف هذه الأخبار، ونكارة متون بعضها، وذلك بالاختصار والإيجاز، وإلا فبعضها يحتاج إلى بسط أكثر من ذلك. " اهـ.
وأحببت أن أنقل وأختصر كلام الشيخ ـ حفظه الله ـ على الأحاديث دون إطالة بل سأقتصر على درجة الحديث وما يلزم ذكره من كلام الشيخ نفسه وما بين {المعوقتين} فليس من كلام الشيخ وإنما أضفته للتناسق، ومن أراد قراءة كلام الشيخ كاملاً فليرجع للكتاب وهو موجود على الرابط التالي وبالله التوفيق:
http://www.alssad.com/publish/article_213.shtml
أولاً: فصل في بعض ما صح من فضائل هذا الشهر الفضيل:
1 / ما جاء في الصحيحين البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أغلق فلم يدخل منه أحد).
2 / ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر).
3 / ما جاء في الصحيحين: البخاري، ومسلم كلاهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه).
4 / الصوم يقي المسلم من الشهوة، فقد أخرج الشيخان: البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
5 / الصوم من أسباب دخول الجنة، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم اليوم صائماً؟) قال أبو بكر: أنا. قال: (فمن تبع منكم اليوم جنازة؟) قال أبو بكر: أنا. قال: (فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟). قال أبو بكر: أنا. قال: (فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟) قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمعن في امرئٍ إلا دخل الجنة).
{وذكر الشيخ أحاديث أخرى صحيحة ولكني اقتصرت على نقل هذه فقط}
ثانياً: فصل في بعض الأحاديث الضعيفة الواردة في فضائل هذا الشهر
الحديث الأول:
حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه الطويل المشهور، وفيه:
(قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك ... من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ... وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ... من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء).
وهو حديث منكر سنداً ومتناً، ولا يصح ألبتة، ولم أقف على أحدٍ ممن تقدم من أهل العلم أنه صحّحه.
{قد أطال الشيخ في بيان ضعف هذا الحديث وبين وجه نكارته في الاسناد وفي المتن وتطرق لبعض شواهد الحديث فليرجع للأصل}
الحديث الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة). قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: (لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله).
أخرجه أحمد والبزار وغيرهما من طريق يزيد بن هارون عن هشام بن أبي هشام عن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة به.
وإسناده ضعيف جداً: هشام متروك وشيخه فيه جهالة.
وبعض فقرات هذا الحديث جاءت في نصوص أخرى صحيحة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فو الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). وفي لفظ (لخلفة).
وليس فيه تخصيصه بهذه الأمة.
الحديث الثالث:
حديث: (صوموا تصحوا):
هذا الحديث جاء من عدة طرق عن جماعة من الصحابة ... والحديث لا يصح بحال من جميع طرقه، وأنه حديث منكر، وتقدم تضعيف العقيلي له، وكذا العراقي، بل حكم عليه الصاغاني بالوضع في الموضوعات (ص51) له.
ولم أقف على أحدٍ من الأئمة قد صحّحه.
الحديث الرابع:
حديث: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان):
هذا الحديث أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد والبيهقي في الشعب وفضائل الأوقات وابن السني في عمل اليوم والليلة وغيرهم من طريق: زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس بن مالك مرفوعاً.
وهذا حديثٌ منكر، وإسناده ضعيف جداً؛ لأمور: فيه زائدة بن أبي الرقاد: منكر الحديث. وفيه زياد بن عبد الله النميري البصري: ضعيف وتفرد به، والحديث ضعفه جماعة منهم:
البيهقي والنووي وابن رجب وابن حجر وذكره ابن تيمية في الفتاوى وسكت عنه، لكن قال قبله: «وأكثر ما رُوِي في ذلك .. ».
الحديث الخامس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبشر أصحابه: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم).
أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وغيرهما من طريق: أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة به.
وأخرجه النسائي وأحمد في موضع آخر وليس فيه: (يبشر أصحابه).
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى أبي قلابة، غير أنه منقطع؛ أبو قلابة لم يسمع من أبي هريرة.
وأصله ما جاء في الصحيحين من حديث أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)
قلت: وكل ما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُبشّر أصحابه لا يصح فيه شيء.
الحديث السادس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يستقبلكم وتستقبلون) ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وحيٌ نزل؟ قال: (لا) قال: عدوٌ حضر؟ قال: (لا) قال: فماذا؟ قال: (إن الله عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة) الخ الحديث.
أخرجه ابن خزيمة ومن طريقه العقيلي في الضعفاء والضياء في المختارة من طريق: عمرو بن حمزة القيسي عن خلف أبو الربيع - إمام مسجد ابن أبي عروبة - عن أنس بن مالك به.
وهو حديث لا يصح، بل هو منكر.
وقد أشار ابن خزيمة إلى ضعفه فقال: " إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف خلفاً أبا الربيع هذا بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي هو دونه ".
الحديث السابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقد أهلّ رمضان فقال: (لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها) فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا. فقال: (إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى تعطى سبعين لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منها لذة لا تجد لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات).
أخرجه ابن خزيمة من طريق: جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود به. ورواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد.
وهذا الحديث باطل سنداً ومتناً.
فيه جرير بن أيوب البجلي: متروك الحديث.
ولذا قال ابن خزيمة: "إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي ".
وأما متنه فظاهر البطلان. والله أعلم.
الحديث الثامن:
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وهذا الحديث معلول كما ذكر الترمذي فقال: " حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر "
وأصح ما في هذا الخبر الحديث المتقدم في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
وليس فيه: (مردة الجن). ولا قوله: (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
الحديث التاسع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله، ما مرّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهرٌ شر لهم منه، إن الله عز وجل ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يُعِدّ فيه القوة للعبادة من النفقة، ويُعِدّ المنافق اتّباع غفلة الناس، واتباع عوراتهم، فهو غنمٌ للمؤمن، نقمة للفاجر).
أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة وغيرهم من طريق: كثير بن زيد عن عمرو بن تميم عن أبيه أنه سمع أبا هريرة .. فذكره.
وهذا إسناد ضعيف جداً بل هو باطل: عمرو بن تميم مجهول الحال، وأبوه مثله مجهول ولا يُدرى عن سماعه من أبي هريرة.
الحديث العاشر:
حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت).
وله عدة أسانيد: .. {ذكر الشيخ أسانيده وبين الكلام فيها ثم قال:}
فتبيّن مما تقدم أن هذا الخبر لا يصح من أسانيده شيء، وأقواها السند الأول - طريق: معاذ بن زهرة - على إرساله وعدم شهرة راويه. والله أعلم.
ولذا ضعف ابن القيم في زاد المعاد هذا الحديث فقال: ولا يثبت.
الحديث الحادي عشر:
حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله).
هذا الحديث أخرجه أبو داود والنسائي في الكبرى وغيرهما من طريق: علي بن الحسن عن الحسين بن واقد عن مروان بن سالم المقفع قال رأيت ابن عمر رضي الله عنهما يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
وحسنه ابن الملقن في البدر المنير ونقل ابن تيمية في شرح العمدة وابن مفلح في الفروع وابن حجر في التلخيص الحبير تحسين الدارقطني له ولم يتعقبوه.
قلت: هذا الحديث إسناده غريب كما قاله أبو عبد الله ابن منده.
والخلاصة: أن في ثبوت هذا الحديث نظر، ويمكن أن يُعلّ بعلتين: غرابة إسناده ومتنه. وجهالة راويه {مروان بن سالم}.
ولذا ذكر ابن القيم في زاد المعاد هذا الحديث بصيغة التضعيف، فقال: وروي عنه ..
الحديث الثاني عشر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد).
هذا الحديث أخرجه ابن ماجه وغيره من طريق الوليد بن مسلم ثنا إسحاق بن عبيد الله المدني قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص ... فذكره.
قلت: هذا إسناد غريب، وفيه: (إسحاق بن عبيدالله)، وقد وقع في بعض المصادر: (إسحاق بن عبدالله)، وقد اختلف في شخصه ..
وقد أعله المنذري في الترغيب والترهيب بإسحاق فقال: " وإسحاق هذا مدني لا يعرف ".
ولذا ذكر ابن القيم في زاد المعاد هذا الحديث بصيغة التضعيف، فقال: " ويُذكر .. ".
وقد جاءت أحاديث أخرى أن لكل مسلم ومسلمة في رمضان دعوة مستجابة ولا يصح منها شيء.
الحديث الثالث عشر:
قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم).
هذا الحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وغيرهم من طريق: أبي مجاهد عن أبي المدلّة عن أبي هريرة به.
وإسناده فيه ضعف: فأبو مجاهد: سعد الطائي. وأبو المدلّة.كلاهما فيهما جهالة.
وقد اختلف في متن هذا الحديث، ففي بعض الألفاظ ليس فيه موطن الشاهد، وهو دعاء الصائم. وهذا الحديث من أقوى ما ورد في الباب من الاستجابة لدعاء الصائم.
قال الشيخ:
" فقه الأحاديث الأربعة في الدعاء عند الإفطار:
أقول وبالله تعالى التوفيق:
تبين مما تقدم أنه لم يثبت في الباب شيء يصح الاعتماد عليه، فإذا اشتغل الصائم بأي ذكر، أو دعا بما تيسّر، فلا حرج، بدون التقيّد بدعاءٍ معين، أو ذكرٍ مخصوص.
ومما يؤيد مطلق الدعاء والذكر، أن هذه الأحاديث الضعيفة جاءت بألفاظ متغايرة، وثبت عن بعض السلف بسند جيد -كما تقدم نقله- عن الربيع بن خثيم رحمه الله {وهو: وكان الربيع بن خثيم يقول: (الحمدلله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت) رواه ابن أبي شيبة}.
والله عز وجل قد وعد بإجابة الدعاء مطلقاً، فينبغي على الإنسان أن يتحرى الأوقات والأزمنة الفاضلة، لا سيما شهر رمضان. والله أعلم. " اهـ
هذا ما تيسر اختصاره من كلام الشيخ المحدث عبدالله السعد حفظه الله على هذه الأحاديث، وقد حرص الشيخ وفقه الله في أول كتابه على ذكر الأحاديث الصحيحة في فضائل رمضان ليبين أن في الصحيح غنية عن الضعيف وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 01:00]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - Sep-2008, صباحاً 01:17]ـ
بورك الكاتب والمكتوب(/)
ترجمة العلامة ابن عابدين، وما يتعلق بحاشيته من معلومات
ـ[لؤي الخليلي الحنفي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:07]ـ
ترجمة خاتمة المحققين ابن عابدين رحمه الله:
فقيه الحنفية وخاتمة المحققين
محمد أمين عابدين
حياته وآثاره
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد قائد الغر الميامين، وعلى آله وأصحابه نجوم الورى وأهل التّقى، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذه ترجمة الإمام محمد أمين عابدين نقلتها عن كتاب الشيخ محمد مطيع الحافظ والتي اعتمد فيها على كتاب: ابن عابدين وأثره في الفقه للدكتور: محمد عبد اللطيف فرفور مع بعض التصرف والاختصار، ثم رجعت للأصل الذي نقل منه بعد أن تسنى لي الحصول عليه (ابن عابدين وأثره في الفقه الإسلامي دراسة مقارنة بالقانون/ دار البشائر ط2/ 2006) سائلا المولى أن ينفع بها.
إمامُ الحنفية في الشام - صاحب الحاشية المشهورة -
1748_ 1836 م
1189 - 1252 هـ
محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحيم بن محمد صلاح الدين بن نجم الدّين بن محمد صلاح الدين بن نجم الدين بن كمال بن تقي الدين المدرس بن مصطفى الشهابي بن حسين بن رحمة الله بن أحمد الفاني بن علي بن أحمد بن محمود بن أحمد بن عبدالله بن عز الدين بن عبدالله بن قاسم بن حسن بن اسماعيل بن حسين النتيف بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الأعرج ابن الإمام جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين بن الحسين بن علي رضوان الله عليهم جميعا.
وعرف المترجم بابن عابدين، وهي شهرة تعود إلى جدّه محمد صلاح الدين الذي أطلق عليه اللقب لصلاحه.
ووالده الشيخ محمد أمين من ذرية الحافظ محمد عبد الحي الداودي صاحب التآليف المشهورة، وجدته لأبيه بنت الشيخ محمد أمين المحبي صاحب (خلاصة الأثر)
ولد الشيخ محمد أمين بدمشق بزقاق المبلط في حي القنوات سنة1198هـ ونشأ في رعاية أبوين معروفين بالصلاح والتقوى، وكان والده تاجرا.
قرأ القرآن الكريم وجوده وحفظه على الشيخ سعيد الحموي شيخ القرّاء بدمشق. وكان سبب تلقيه القرآن وحرصه عليه أنَّه جلس مرة في دكان والده يقرأ، فمرّ به شيخ سمعه فقال له: لايَحسن أن تقرأ القرآن الكريم هنا لأنك تبتذله في مكانٍ لاينصت إليك فيه النّاس، وقراءتك ملحونة أيضا، فيجب يابنيّ أنْ تتعلم القرآن الكريم صحيحاً.
فلزم على أثر ذلك الشيخ سعيداً، وقرأ عليه مع القرآن القراءات بوجوهها وطرقها، وحفظ عليه الميدانية والجزرية والشاطبية وأتقنها وتعلمها، وتلقى عنه طرفاً من النّحو والصّرف والفقه الشافعي وحفظ (متن الزّبد) ثمّ لزم الشيخ شاكر العقاد وبذلك تنتهي مرحلته الأولى التي تلقّى فيها ثلاث إجازات وتبدأ مرحلته الثانية.
بقي ابن عابدين يتردد على الشيخ العقاد سبع سنوات قرأ فيها عليه المعقولات، وألزمَه التَّحول إلى المذهب الحنفي، وتفقه عليه وأخذ عنه الفرائض والحساب والأصول والحديث والتفسير، وقرأ عليه من الفقه: الملتقى والكنز والبحر لابن نجيم والوقاية لصدر الشريعة والهداية والدِّراية وغير ذلك، وأخذ عنه الطريقة القادريّة والتّصوف.
وكان شيخه العقاد يتفرس فيه الخير ويحبه حباً جماً ويكرمه ويقول له: أنت أعزّ عليّ من أولادي وقال فيه:
حبيب لقد أهدى إليَّ مدائحا ألذّ على قلبي وأشهى من الشهد
عقود صاغها فكر بارع خبير بتنظيم الفرائد في العقد
أديب أريب ألمعي سميدع نبيل نبيه لوذعي عطر النّد
فصن ذاته من حاسد ومعاند ويمم به سبل المسرة والمجد
وحين رجا مني القبول تخضعا تلقيتها بالشكر منه وبالحمد
وكان ابن عابدين رحمه الله قد مدحه بقصيدة مطلعها:
لو سناء من جبينك مشرق ما ضاء طراً مغرب أو مشرق
وأحضره الشيخ العقاد دروس أشياخه، فصحبه إلى درس شيخه العلامة محمد الكزبري واستجاز له فأجازه سنة 1216هـ، وكذلك أحضره مرّة درس شيخه العلامة أحمد العطار واستجازه له فأجازه في السنة ذاتها، وقرأ على الشيخ أحمد العطار الأربعين العجلونية إلى الحديث الثلاثين ثم أتمّها على الشيخ شاكر سنة 1218هـ، واستجاز له من الشيخ نجيب القلعي يوم عيد الفطر سنة 1220هـ فأجازه، وأحضره عند الشيخ محمد عبد الرسول الهندي النقشبندي خليفة الشيخ عبدالله الدهلوي واستجازه له فأجازه مع أخيه الشيخ عبد الغني عابدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
واصطحبه الشيخ العقاد مرة لزيارة الشيخ محمد عبد النّبي الذي قدم من الهند زائرا، فلما دخلا عليه وجلس الشيخ العقاد وبقي ابن عابدين في العتبة واقفا بين يدي شيخه حاملاً نعله بيده كما هي عادته مع شيخه. فقال الشيخ للعقاد: مُرّ هذا الغلام السيد فليجلس فاني لا أجلس حتى يجلس، فإنّه ستقبَّلُ يده وينتفع بفضله في سائر البلاد، وعليه نور آل بيت النّبوة.
عرض عليه الشيخ العقاد أن يزوجه ابنته ولكن أباه عارض وقال: أخاف عليك من غضب شيخك وعقوقه إن أغضبت ابنته يوما.
وشجعه الشيخ العقاد على تحرير المسائل وجمع الرسائل ليتقوى على الممارسة في التأليف فكتب حاشية على شرح الشيخ سعيد الأسطواني أحد زملائه في الطلب على نبذة الإعراب، وشرح أيضاً الكافي في العروض والقوافي وكان عمره يومئذ سبع عشرة سنة.
وأجازه الشيخ العقاد نظما ونثرا ومنها قوله:
وكان ممن جدّ في ذا الشأن السيد المفضال ذو الإتقان
محمد أمين بن عمرا من جده بعابدين اشتهرا
لازمني في مدة مديدة قراءة لكتب عديدة
ما بين فقه وحديث شافي وعلم نحو وبيان صافي
ومنطق وعلم آداب حلا وضع عروض والقوافي قد تلا
ثم شرع في قراءة (الدّر المختار) على الشيخ العقاد مع جماعة منهم الشيخ سعيد الحلبي، وتوفي الشيخ العقاد سنة1222هـ ولم تتم قراءة الكتاب. فأتمّه على الشيخ سعيد الحلبي أكبر طلاب الحلقة.وبذلك تبدأ المرحلة الثالثة من حياته وهي الأخيرة.
قرأ على الشيخ سعيد ولزمه واستجازه فأجازه بخطه وختمه، ونظم ابن عابدين قصائد في مدحه ومنها قصيدته التي مطلعها:
ركبنا جواد الفكر في مهمة البر وخضنا بفلك العمر في لجج البحر
وغصنا بصافي اللبّ تيارعمقه إلى أن تحلّينا من الكنز بالدّر
وعدنا وقد أوفى لنا الدّهر وعده وزاحت سحاب الهم عن أفق الصدر
ورعيا لشيخ العصر سيدنا الذي رقى ذروة التحقيق أوحد العصر
وفاق على أهل الفضائل كلّهم بخفض جناح النّفس مع رفعة القدر
وفي حياة هذا الشيخ شرح ابن عابدين الدّر المختار (حاشية ابن عابدين)، ولمّا مات أسِفَ عليه أسفاً شديداً.
واتصل ابن عابدين رحمه الله بالشيخ خالد النقشبندي فلقَّنه الطريقة وأجازه، ودافع عنه ضدّ خصومه وكتب في ذلك رسالة بعنوان (سلّ الحسام الهندي في نصرة مولانا خالد النقشبندي) ورثاه بقصيدة مطلعها:
أي ركن من الشريعة مالا .............................. ..............
وبالإضافة إلى الإجازات السابقة، إجازه الشيخ إبراهيم وعبد القادر حفيدا الشيخ عبد الغني النّابلسي، وصالح الزجّاج، وهبة الله البعلي، وصالح الأمير المصري، وصالح الفلّاني المدني، وهذان الأخيران أجازاه كتابة.
تولى رحمه الله أمانة الفتوى في عهد المفتي حسين المرادي، وحج سنة 1235هـ، وتحرَّى في حجه الطعام غاية التَّحري مع قلة تناوله له.
ولابن عابدين رحمه الله شعرٌ حسنٌ جميل، منه قصيدة في مدح النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال في مطلعها:
لبيك يا قمرية الأغصان فلقد صدعت القلب بالألحان
لبيك يا من بالبكا أشبهتني لكن بلا فقد من الخلان
نوحي فنوحي في بحار مدامعي تعلو سفينته لدى الطوفان
وترنَّمي وأحبي فؤاد معذب بتذكر الأحباب في نيران
إن رمت كتمان الهوى متكلفاً هيَّجت مني بالبكاء أشجاني
حتى حكت مني الدموع سوافحاً غيثاً همى بدعاء ذي عرفان
يا صاحبي أليس يعذر بالبكا صبٌّ كئيب نازح الأوطان
يقضي الليالي بالهموم وبالأسى مكسور قلب زائد الأحزان
إي والذي هو عالم بضمائري لَيَحِقُّ لي أن أبكي مدى الأزمان
فلقد مضى عمري القصير ولم أفز بزيارتي أرض اللوى والبان
بالله هل تريانِ أسعد لحظة وأخوض رمل أولئك القيعان
وأشم نفح الطيب من أرض الحبيب وترجع الأرواح للأبدان
وقال في وصف الربيع:
مرّت مواشط نسمة الأسحار كيما ترِجّلَ جُمّةَ الأشجار
والقطر جللها بسندس برده وتزينت بلآلىء الأزهار
والنهر صفق والطيور ترنمت في غصنها من نغمة الأوتار
* مؤلفاته:
* الكتب المطبوعة:
• الحاشية: وتسمى (ردّ المحتار على الدّر المختار شرح تنوير الأبصار)
بدأه من باب الإجارة حتى أتمها ثم عاد من أولها فتوفي في أثناء ذلك فبقيت مخرومة من أول ثلثها الأخير تقريبا. والذي أكمله ولده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبب تأليفها أنّ الشيخ سعيد الحلبي بحث مع تلاميذه بحوثاً متعددة مُشكلة فكان ابن عابدين يتفوق في الإجابة دوماً، وكان من أبرز المسائل مسألة المتحيرة في باب المستحاضة، وأُعجب الشيخ الحلبي بتقريره للمسألة فأمره بوضع حاشية على كتاب الدُّر المختار الذي كان الشيخ الحلبي يقرره.
وعندما بدأ بالتأليف كان شيخه يدعوه بين الآونة والأخرى ليطلَّع على عمله بنفسه وعلمه، ولكنه كان عندما يقرأ ما كتب يسرّ سروراً عظيماً ولا يفصح عمّا في نفسه ويقول: اللهم افتح عليه ويسر له.
• حاشية منحة الخالق على البحر الرائق:
لزين الدين بن نجيم شرح فيها كنز الدقائق للنسفي، شرح فيها ابن عابدين ما انتهى إليه ابن نجيم من الإجارة الفاسدة.
وقد طبعت في سبع مجلدات والثامن لتكملة الطوري للبحر / المطبعة العلمية بمصر سنة 1311.
• العقود الدُّرية في تنقيح الفتاوى الحامدية:
وهو (مغني المستفتي عن سؤال المفتي) وهي تنقيح لفتاوى حامد بن علي العمادي المتوفى رحمه الله سنة 1171هـ، اختصر فيها ابن عابدين الأسئلة والأجوبة، وحذف ما اشتهر منها والمكرر، ولخَّص الأدلة وزاد ما لا بدّ منه مع بعض التَّحريرات التي نقَّحها من كتبه ورسائله.
وقد طبعت بمصر سنة 1280، وفي بولاق سنة 1300، وبهامشه الفتاوى الخيريَّة، وفي المطبعة الميمنية سنة 1310.
• عقود اللآلي في الأسانيد العوالي:
طبع بمطبعة المعارف سنة 1302 بولاية سورية بإشراف الشيخ محمد أبو الخير عابدين، وطبع في استانبول سنة 1287.
• نسمات الأسحار على إفاضة الأنوار على كتاب المنار: في أصول الفقه
طبعت سنة 1328 بالمطبعة الميمنية بمصر، وسنة 1300 بالأستانة،
وبمطبعة مصطفى البابي الحلبي سنة 1399، وعليها تقييدات الشيخ محمد أحمد الطوخي.
• مقامات في مدح الشيخ شاكر العقاد:
طبعت في آخر عقود اللآلي في الأسانيد العوالي.
• نزهة النَّواظر على الأشباه والنَّظائر:
طبع بدمشق على هامش كتاب الأشباه والنظائر لابن نجيم، بتحقيق محمد مطيع الحافظ سنة 1403 وثانية سنة 1406.
* الرَّسائل المطبوعة:
1. العلو الظاهر في نفع النّسب الطاهر.
2. شرح الرسالة المسماة بعقود رسم المفتي
3. الفوائد المخصصة بأحكام كي الحمصة
4. منهل الواردين من بحار الفيض على ذخر المتأهلين في مسائل الحيض
5. رفع التردد في عقد الأصابع عند التشهد مع ذيلها
6. تنبيه ذوي الأفهام على أحكام التبليغ خلف الإمام
7. شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل
8. تنبيه الغافل والوسنان على أحكام هلال رمضان
9. اتحاف الذكي النبيه بجواب ما يقول الفقيه
10. الإبانة عن أخذ الأجرة على الحضانة
11. تحرير النقول في النفقة على الفروع والأصول
12. رفع الانتفاض ودفع الاعتراض على قولهم: الأيمان مبنية على الألفاظلا على الأغراض
13. رفع الاشتباه عن عبارة الأشباه
14. تنبيه الولاة على أحكام شاتم خير الأنام أو أحد أصحابه الكرام عليه وعليهم الصلاة والسلام
15. الأقوال الواضحة الجلية في تحرير مسألة نقض القسمة ومسألة الدرجة الجعلية
16. العقود الدرية في قولهم على الفريضة الشرعية
17. غاية المطلب في اشتراط الواقف عود النصيب إلى أهل الدرجة الأقرب فالأقرب
18. غاية البيان في أن وقف الاثنين على نفسهما وقف لا وقفان
19. تنبيه الرقودعلى على مسائل النقود من رخص وغلاء وكساد وانقطاع
20. تحبير التحرير في ابطال القضاء بالفسخ بالغبن الفاحش بلا تعزير
21. تنبيه ذوي الأفهام على بطلان الحكم بنقض الدعوى بعد الابراء العام
22. إعلام الأعلام بأحكام الإقرار العام
23. نشر العرف في بناء بعض الأحكام على العرف
24. تحرير العبارة فيمن هو أولى بالإجارة
25. أجوبة محققة على أسئلة متفرقة
26. مناهل السرور لمبتغي الحساب بالكسور
27. الرحيق المختوم شرح قلائد المنظوم
28. إجابة الغوث ببيان حال النقباء والنجباء والأبدال والأوتاد والغوث.
29. سل الحسام الهندي لنصرة مولانا خالد النقشبندي.
30. الفائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة. قلت: وهي حول اعراب (كائنا ما كان)
31. بغية الناسك في أدعية المناسك.
مخطوطات لم تطبع:
• حاشية على شرح التقرير والتحبير لابن أمير الحاج
• حاشية رفع الأنظار عما أورده الحلبي على الدّر المختار
(يُتْبَعُ)
(/)
• حاشية فتح رب الأرباب على لبّ الألباب نبذة الإعراب لابن هشام
• الدّرر المضيّة في شرح نظم الأبحر الشعرية.
• فتاوى في الفقه الحنفي تبلغ مايقارب المائة، موجودة في مكتبة آل عابدين.
كتب مفقودة:
• حاشية على شرح الملتقى للحصكفي
• نظم كنز الدقائق. وهو في نحو 800 بيت لم يكمله رحمه الله.
• حاشية كبرى على إفاضة الأنوار شرح كتاب المنار
• حاشية على تفسير القاضي البيضاوي.
• شرح الكافي في العروض والقوافي.
• مجموع النفائس والنوادر.
• قصة المولد النبوي.
• حاشية على المطوَّل.
• ذيل سلك الدُّرر للمرادي.
انتفع بعلمه خلق كثيرون منهم أخوه عبد الغني عابدين وابن أخيه أحمد بن عبد الغني أمين الفتوى بدمشق وابن عمه صالح ومحمد جابي زاده ويحيى سردست وعبد الغني الغنيمي الميداني، وحسن البيطار، وأحمد الإسلامبولي، وحسين الرسامة، ويوسف المغربي، وعبد القادر الخلاصي، وعلي المرادي، ومحمد الأتاسي، ومحمود الألوسي. . وغيرهم كثيرون.
واستجازه شيخ الإسلام عارف حكمت بالمكاتبة فأجازه، كما أجاز غيره.
عالم مطاع مهاب، عذب التقرير والعبارة، وهو المرجع في عصره عند اختلاف الآراء والفتاوى.
كان طويل القامة شثن الأعضاء والأنامل، أبيض اللون أسود الشعر مقرون الحاجبين جميل الصورة حسن السريرة دائم البشر والابتسام نظيف الثوب والبدن يلبس لباس علماء زمانه (الجبة والعمامة البيضاء المكورة على طربوش أحمر والقفطان) ويتوسط في حاله.
متواضعاً جم التواضع لم يقبل التولي على وقف جدّه لأم أبيه العلامة المحبي الذي كان شرط نظره للأرشد من ذريته وسلم ذلك لأخيه.
عرف ببره لوالديه ومشايخه، ورعاً في أحواله كلها، قليل الطعام يأكل رغيفا واحداً كل يوم، وقد تطعمه أمه وهو مشغول في كتابته وتأليفه.
وكان منهجه في الحياة العلم والتعليم، جعل يومه للصيام وليله للقيام، وكان من عادته أن يختم كل ليلة ختمة في شهر رمضان، ولا يدع وقتاً يكون فيه على غير طهارة، وخصص الليل للتأليف فلا ينام إلا القليل.
وكان كسبه من تجارة له يأكل منها بمباشرة شريك له من غير أن يتعاطى ذلك بنفسه.
أُغرم بالكتب وجمع مكتبة عظيمة وكتب بخطه الكثير، وكان والده يشتري له مايريد من الكتب، ويقول له اشتر ما بدا لك وعليّ الثمن فانك أحييت ما أمَته أنا من سيرة سلفي، ووهبه مكتبته التي ورثها عن آبائه.
توفي رحمه الله ضحوة الأربعاء 21 ربيع الثاني سنة 1252هـ وصلِّي عليه في جامع سنان باشا ودفن في مقبرة الباب الصغير وكانت وفاته في حياة والدته التي صبرت واحتسبت وعاشت بعده سنتين، وجعلت تقرأ كل أسبوع مئة ألف مرة سورة الإخلاص وتهب له ثوابها.
حزن الناس لوفاته وخرجت جنازته حافلة حاشدة وشيعه علماء دمشق ورؤساؤها، وكان شيخه سعيد الحلبي يتأسف لموته ويقول في الجنازة " يامحمد والله كنت مخبيك لهذه اللحية "، فإنه كان يطمع أن يكون خليفة بعده على الفقه. وبقي مواظبا على حضور درس شيخه سعيد حتى آخر عمره.
وكان ابن عابدين قبل وفاته بعشرين يوما اشترى القبر الذي دفن فيه وأوصى بذلك محبة في جوار عالمين جليلين هما علاء الدين الحصكفي صاحب الدر المختار، وصالح الجنيني المحدث المشهور
وكتب على لوحة قبره:
قفوا واغبطوا قبراً تسامى بعالم وقولوا له هنيت وافاك سيد
هو الحبر من أضحى بعلمه عالما هو العابد بن عابدين محمد
لقد بكت الأملاك حزنا لموته فحقا نعاه روض درس ومسجد
على العفو والغفران تحمل روحه إلى غرفات في النعيم فتسعد
دعاه مقام شامخ – قلت أرخو - يروم وملك لا يضاهى مؤبد
ورثاه الشيخ داود البغدادي النقشبندي بقصيدة منها:
يا إماماً في حلبة العلم جالا أورث القلب فقده أوجالا
كنت بحر العلوم تقذف درّاً فطما بعده الوجود وسالا
أنت شمس غربت في مغرب الأرض ولكن أنوارها تتلالا
سائلا المولى الكريم أن يتغمده برحمته، وأن يجعل مداد قلمه حجة له لا عليه، وأن يجمعنا ومحبيه في مستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
* أقوال أهل العلم من المترجمين في ابن عابدين:
- علاء عابدين في التكملة:
(وكان رحمه الله فقيه النّفس، انفرد به في زمنه)
وقال: (كان بحاثاً ما باحثه أحد إلا وظهر عليه)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: (وقلّ أن تقع واقعة مهمة أو مشكلة مدلهمة في سائر البلاد أو بقية المدن الإسلامية أو قراها، إلا ويستفتى فيها مع كثرة العلماء الأكابر والمفتين في كل مدينة)
- أبو الخير عابدين في الثبت (ذيل الثبت):
وقال مترجم الثبت: (لا سيما وهو المرجع للفتوى التي هي من أعظم البلوى، وعلى الخصوص في ذاك الزمن الذي كان مرجع الأحكام فيه إليه من سائر البلاد من كل حاضر وباد) ص/245 وما بعدها.
- البيطار في حلية البشر:
(هو الشيخ الإمام العالم العلامة والجهبذ الفهامة، قطب الديار الدمشقية وعمدة البلاد الشامية والمصرية، المفسر المحدث الفقيه النحوي اللغوي البياني العروضي الذكي النبيه، الدمشقي الأصل والمولد، الحسيب النسيب الشريف الذات ..... إمام الحنفية في عصره والمرجع عند اختلاف الآراء في مصره، صاحب التآليف العديدة والتّصانيف المفيدة).3/ 1230 وما بعدها.
وقال أيضاً: (فإن سيرة المرحوم السيد محمد عابدين وما حصّله من الشهرة والمنقبة والفضل لا تخفى على أحد).2/ 720.
-الشّطي في روض البشر:
(وجملة القول في صاحب التّرجمة أنه علامة فقيه فهامة نبيه، عذب التقرير، متفنن في التّحرير، لم ينسج عصره على منواله، ولو لم يكن له من الفضل سوى حاشيته المنوه بها التي سارت بها الركبان، وتنافست فيها الناس زماناً بعد زمان لكفته فضيلة تُذكر ومزية تشكر). ص/252.
- الحصني في منتخبات التواريخ لدمشق:
(محمد أمين بن السيد عمر عابدين: شاع صيته في الأمصار واشتهر فضله كالشمس في رابعة النهار، صاحب الحاشية الشهيرة والتآليف المفيدة الكثيرة، أحد أفراد زمانه وزينة دهره وأوانه، إمام السادة الحنفية في عصره والمرجع عند اختلاف الآراء في الفتوى في مصره ... وهو المؤسس لمجد هذه الأسرة الكريمة المباركة ... وله اليد الطولى في جميع العلوم والفنون والمنقول والمعقول، انتفع به وبمؤلفاته خلق كثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وتخرّج عليه كثير من العلماء الأعلام) 2/ 680
- عبد الحيّ الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات:
(فقيه الشام ومفتيه، صاحب التآليف العديدة، والفتاوى المجيدة، والمجموعات المفيدة) ثم قال: (وهو عند فقهاء المشرق كالرهوني عندنا في فقهاء المغرب) 2/ 216.
- كرد علي في خطط الشام:
(ومحمد عابدين واسع المادة صاحب التآليف والرسائل المتقنة) 4/ 68.
- سركيس في معجم المطبوعات:
(وقرأ عليه0أي على شيخه العقاد- كتب الفقه وأصوله حتى برع وصار علامة زمانه) وقال: (وكان زرعاً ديناً عفيفاً عالماً صالحاً) 1/ 150، 41، 52، وما بعدها.
- القساطلي في الروضة الغنّاء في دمشق الفيحاء:
(وانتفع به خلق كثير لم يزل بعضهم أحياء .. وكان له ذوق في حل مشكلات العلوم .. وله التآليف الكثيرة التي تبلغ الخمسين، وكان عالماً فقيهاً يضيق كتابنا عن ذكر مآثره الحميدة.) ص141.
- شيخو في الآداب العربية في القرن التاسع عشر:
(أما بلاد الشام فاشتهر من علمائها الشيخ محمد أمين .. عابدين، برز بين أبناء وطنه وأخذ عنه علماء الشام) /49
- البستاني في دائرة المعارف:
(علم أسرة دمشقية من أعيان الفقهاء ... فكان من أشهرهم محمد أمين ... الشهير بابن عابدين) 3/ 324.
- مردم بك في أعيان القرن الثالث عشر:
(حتى برع وتمكن فكان دائباً على إلقاء الدروس ونشر العلم، يحل المشكلات بشكل ثاقب حتى صار مرجعاً للفتوى، وقد بلغ من الشهرة مبلغاً عظيماً، وعمّ نفعه وأخذ الناس عنه منهم شيخ الإسلام عارف حكمة بك استجازه بالمكاتبة فأجازه) /36 وما بعدها.
- الزركلي في الأعلام:
(فقيه الديار الشامية وإمام الحنفية في عصره) 3/ 866.
- البغدادي في هدية العارفين:
(ابن عابدين المفتي العلامة)
- كحالة في معجم المؤلفين:
(فقيه أصولي له أربعون مؤلفاً) 9/ 77.
- سكر في أعلام الإسلام:
(ولم يبق عالم من أعلام المسلمين في بلدة من بلاد الإسلام إلا وحاشية ابن عابدين أول كتاب في خزانته) /20 وما بعدها.
- عبدالله مصطفى المراغي في طبقات الأصوليين:
- (ونبغ في علوم شتى حتى أصبح علامة زمانه ... وما زال مجداً في نشر العلم بالتدريس والتصنيف حتى صار يشار إليه بالبنان، وعنه أخذ كثير من العلماء الأجلاء .... وقد عرف ابن عابدين بالتدين والعفة والعلم والصلاح والتقوى) 2/ 147 وما بعدها.
- التنوخي في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 35/ 424:
(يُتْبَعُ)
(/)
(حجة المذهب الحنفي في عصره السيد محمد أمين عابدين صاحب الحاشية المشهورة)
- بروكلمان في تاريخ الأدب العربي:
(كان في بدايته تاجراً، ثم درس المذهب الشافعي، ثم تحنف، ونبغ بنفسه وأصبح مدرساً واستاذاً) 2/ 773.
* وإضافة إلى ما سبق من ترجمة، ألحقنا لمزيد الفائدة ذكر الشروح والحواشي على أصلي الحاشية (التنوير، والدّر)، وكذلك بعض مصطلحات الحاشية، سائلاً المولى أن ينفع بها، وهي مستقاة من كتاب الدكتور محمد الفرفور، مع بعض التصرف والزيادة، وكتاب الدكتور سائد بكداش (الإمام الفقيه محمد عابد السندي الأنصاري) دار البشائر الإسلامية ط1/ 1423 أوردها في الصفحات من (382 - 400) من الكتاب، حيث أورد فيه الأعمال المتعلقة بالدّر المختار، وأضفنا لعملهما بعض تراجم أصحابها.
* شروح التنوير (تنوير الأبصار وجامع البحار): محمد التُّمرتاشي الغزيّ رحمه الله تعالى:
* منح الغفار شرح تنوير الأبصار: المصنف التّمرتاشي. وصفه العلماء بأنّه من مهام الفقهاء. وهو موجود في ظاهرية دمشق (8301و2571) وفي مكتبة الأوقاف العامة ببغداد (13204) وعليه حاشية شيخ الإسلام خير الدين الرملي، مكتبة برلين (4629). وكلاهما مخطوط.
* الجوهر المنير في شرح التنوير: حسين بن اسكندر الرومي. مخطوطات ظاهرية دمشق (8088) وخزانة برلين (4629)
* مطالع الأنوار ولواقح الأفكار وجواهر الأسرار لشرح تنوير الأبصار: اسماعيل بن عبد الباقي بن اسماعيل اليازجي المتوفى سنة 1121هـ، مخطوطات ظاهرية دمشق (8131).
* خزائن الأسرار وبدائع الأفكار شرح تنوير الأبصار: علاء الدين محمد الحصكفي، صاحب الدر، وهو شرح غير الدر المختار وصل فيه الى إلى باب الوتر والنوافل ولم يكمله حيث قدره بعشر مجلدات كبار (مخطوطات ظاهرية دمشق 10104) في 130 ورقة.
* شرح ديباجة التنوير وشرح ديباجة الدّر: محمد بن عمر المولى عبد الجليل (مخطوط خزانة برلين 4626).
*خلاصة التنوير وذخيرة المحتاج والفقير: موسى بن أسعد بن يحيى المحاسني (مخطوط خزانة برلين 117 3 (.
* نظم التنوير: للمحاسني مخطوط ظاهرية دمشق (4456).
* حميد الآثار في نظم تنوير الأبصار: للهاشمي المتوفى سنة 1343 مطبوع في القاهرة/المطبعة السلفية 1343.
* وهناك شرح شيخ الإسلام محمد الأنكوري المتوفى سنة 1098 (برلين4629)، وشرح عبد الرزاق مدرس الناصرية الجوانية (برلين4629)، وشرح عبد الرحيم بن أبي اللطف المتوفى سنة 1093 (برلين 4629).
• شروح الدّر (الدّر المختار شرح تنوير الأبصار): محمد علاء الدّين الحصكفي.
• اصلاح الأسفار عن وجوه بعض مخدرات الدّر المختار: لأبي التهاني حسن بن إبراهيم بن حسن الجبرتي (مخطوطات ظاهرية دمشق 2682).
• حاشية سعدي أفندي على الدر: سعدي بن حامد العمادي (مخطوطة برلين 4628).
• تحفة الأخيار على الدر المختار: برهان الدين إبراهيم بن مصطفى بن إبراهيم الحلبي المداري المتوفى رحمه الله تعالى سنة 1190، (المشهورة بحاشية الحلبي على الدّر) مخطوطة في ظاهرية دمشق 8191 ومخطوطة في مكتبة الأزهر (2765). ونسخة في قصر طوب قابي سراي في تركيا برقم 4160.
• حاشية الطحطاوي: شهاب الدين أحمد بن محمد بن اسماعيل الطحطاوي (الطهطاوي) المتوفى سنة 1231 رحمه الله تعالى.
ومن مصادره في حاشيته هذه حاشية الحلبي رحمه الله تعالى كما صرح في مقدمتها، وكان من مساعديه في تأليف الحاشية تلميذه الذي تخرج به مفتي مكة العلامة الفقيه الشيخ محمد حسين الكتبي الحنفي المولود سنة 1202 والمتوفى سنة 1281 رحمه الله تعالى.
(مخطوطاتها في أيا صوفيا 1 - 1527، 2 - 1528، 3 - 1529، 4 - 1530، وفي خزانة برلين تحت رقم (4630)، وقد طبعت عدة طبعات في بولاق بمصر، واصطلح عليها ابن عابدين برمز (ط)، وأكثر النقل عنها الشيخ محمد عابد السندي في طوالع الأنوار.
أحمد بن محمد بن إسماعيل الدوقاطي الطَّحطاوي المصري مفتي الحنفيّة بالقاهرة، من ذرية السّيد محمد التوقادي الرّومي، حضر والده طهطا وسكن بها، وهناك ولد أحمد بطهطا بالقرب من أسيوط بصعيد مصر، توفى رحمه الله في القاهرة سنة 1231.
وله من المصنفات: حاشية على الدّر المختار، حاشية على مراقي الفلاح شرح نور الايضاح
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر: هدية العارفين1/ 184، أ1/ 232، معجم المؤلفين2/ 81، النسخة الأزهرية المخطوطة من حاشيته على الدر المختار رقم 327527، وحاشيته على مراقي الفلاح رقم 327800.
* حاشية غزي زادة على الدّر: عبد اللطيف بن محمد أسعد الرومي البروسوي العثماني الفقيه الحنفي، المتأدب الصوفي الخلوتي المعروف بغزي زادة، والمتوفى ببروسة سنة 1247. (وليس لعزمي زاده كما نسبها الدكتور الفرفور فإن حاشية عزمي زاده على الدرر لا على الدر، وهي في أوقاف بغداد لا الظاهرية) من إفادات أخي حسين.
وله من المؤلفات:
• بروسة ده جاري عروق أعصاب.
• تاريخ أبنية بروسة في العمران.
• ترجمة الذخيرة وكشف البراقع لأهل البصيرة لمحمد بن علي اليمني.
• حاشية على الدر المختار. مكتبة الأوقاف العامة 10622.
انظر: هدية العارفين1/ 618، ذيل الكشف 1/ 465، 2/ 435، معجم المؤلفين 8/ 14، الأعلام 4/ 61.
* دلائل الأسرار على الدر المختار: المشهورة (بحاشية الفتال). مخطوطة ظاهرية دمشق (59، 2، 1: 9496)، ومخطوطة مكتبة الأوقاف ببغداد (3952)، محفوظات المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة في 588صفحة رقم (1019).ووصفها المرادي بأنها حاشية جليلة مفيدة.
خليل بن محمد بن إبراهيم بن منصور الدمشقي الشهير بالفتال الحنفي الفاضل الفقيه الأديب، ولد سنة 1117، وكان له يد في الفقه أصولاً وفروعاً، قرأ واشتغل على جماعة في العلوم منهم الشيخ أحمد المنيني الدمشقي قرأ عليه الفقه وغيره والنحو والصرف، والشيخ صالح الجنيني قرأ عليه شرح التنوير للحصكفي والهداية وغير ذلك، ومحمد الحبّال قرأ عليه النحو والمعاني والبيان، والشيخ محمود الكردي قرأ عليه الأصول وغيره، وغيرهم كثير.
ترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه: هو من الزمرة الذين ألفتهم، وبصدق الوفاء جاريتهم وعرفتهم، حمدت في الأدب مساعيه، وتوفرت فيه دواعيه ... وركب من كل أمر صعبا، وسلك من كل تخيّل شعبا، حتى استوى عنده الأمران السعة واضنك، ولم تحركه نغمة الناي موتلفة بألحان العود والجنك، لا يفتر عن مخبرة يسبرها، أو أشياء تؤدي إلى مقاصده يتدبرها ينقض ويبرم، ويوصل ويصرم، وله مطارحات لمحاضرات الراغب تنسيك، وعبارات يحار منها الماهر النسيك، وشعر يثلج الأوار، وتختلف في أساليبه الأطوار.
ومن شعره:
أسر القلب أهيف بدلاله
وسبا القلب قده باعتداله
رشأ يفضح البدور جمالا
والهوى طوع لفظه ومقاله
غنج اللحظ أهيف ذو محيا
هو للصبِّ منتهى آماله
حين لاقيته تعشقت منه
حسن اللحظ يرمي الحشا بنباله
فتمنيت منه وصلاً لأطفىء
جمر نار الجوى بماء زلاله
قال وصلي من المحال لأني
قمر في الجمال عند اكتماله
لكن املأ كؤوس عينيك منّي
فهي تطفي اللهيب عند اشتعاله
توفى رحمه الله سنة 1184، خلافا لما ذهب إليه بروكلمان من أنّ وفاته سنة 1186.
وله من التصانيف:
• الرحلة الرومية في السفر الى قسطنطينية
• شرح القصيدة اللامية لابن الوردي
• نظم له
انظر: هدية العرفين1/ 355، معجم المؤلفين4/ 126، سلك الدرر للمرادي2/ 97.دار الكتب العلمية ط1/ 1418، الأعلام2/ 322.
• حاشية الرَّحمتي على الدّر المختار: (مخطوطة في مكتبة الأزهر غير تامة، ونسخة أخرى في مكتبة ولي الدين باستامبول.)
لمصطفى بن محمد بن محمد بن رحمة الله بن عبد المحسن بن جمال الدين الأنصاري الدمشقي المعروف بالرحمتي والأيوبي، ولد بدمشق سنة 1135 وقرأ على صالح الجنيني ومحمد التدمري، هاجر إلى المدينة المنورة، ومرض في أواخر أيامه، فذهب إلى الطائف مستشفياً، ونزل إلى الحج فمات جهة السيل، ودفن بمكة.
توفى رحمه الله بمكة سنة 1205.
وهي حاشية على الدُّر المختار، وذكر في معجم المؤلفين بأنها حاشية على مختصر شرح التنوير للعلائي.
ترجم له ابن عابدين في عقود اللآلىء، وذكر أنّ له حاشية على الدر في ثلاثة أجزاء، الأوليين من البداية، والثالث من النهاية، ولم يتسنى له إتمامها.
قلت: وقد وقفت على الجزء الثالث منه، ابتدأه بكتاب القضاء، وانتهى بكتاب النكاح، وهو من مخطوطات المكتبة الأزهرية.
وله من المصنفات:
• شرح الطريق السالك على زبدة المسالك ليوسف بن يعقوب الحنفي المعروف بالخطيب المدني
• حاشية على المنح
• مختصر شرح الشهاب الخفاجي على الشفا للقاضي عياض
(يُتْبَعُ)
(/)
• رسائل وأجوبة على أسئلة كانت ترفع إليه.
انظر: هدية العارفين2/ 454،، هدية العارفين2/ 568، ذيل الكشف2/ 85، معجم المؤلفين12/ 277، النسخة الأزهرية المخطوطة رقم 324397.
• المناسك من الدّر المختار: طاهر سنبل: وظاهره أنه تجريد لمناسك الدر (مخطوط في رامبور1 - 192/ 188) كما أثبته بروكلمان. كما ذكر الدكتور الفرفور.
وذكر الشيخ سائد بكداش في كتابه: محمد عابد السندي: أن للشيخ محمد طاهر سنبل حواش خاصة على كتب معيبنة من الدّر المختار منها: حاشية على المناسك سماها: ضياء الأبصار على مناسك الدّر المختار وصل فيها إلى باب الحج عن الغير (نسخة مخطوطة في مكتبة الحرم المكي برقم عام 1843و1996)
ثم أكملها العلامة الفقيه إبراهيم بن محمد سعيد الفته المكي تلميذ الشيخ عابد السندي المتوفى سنة 1290 رحمه الله تعالى، وللشيخ محمد طاهر سنبل حاشية على كتاب الدعوى من الدر المختار. وله تعليقات على كتابي البيوع والصوم من الدّر المختار.
• نتائج الأفكار على الدّر المختار: العلامة الفقيه المحدث محمد طاهر بن محمد سعيد سنبل المتوفى سنة 1218هـ رحمه الله تعالى.
• تعليق الأنوار على الدر المختار: عبد المولى بن عبد الله الدمياطي المغربي الحنفي تلميذ السيد أحمد الطحطاوي، ألفه سنة 1238 وفرغ منه سنة 1236. وذكرها الدكتور سائد بكداش باسم: تعاليق الأنوار على الدّر المختار. وقال بروكلمان: (أنه موجود في لندنبرغ منزل بريل بنكبوت ج19باب2 ص 1774 - 1776) 02) ومنه نسخة مخطوطة مكتبة الأزهر بخط المؤلف (583/ 10175) وهذه المكتبة أرخت وفاة المغربي سنة 1238.
ونقل عنها الإمام اللكنوي في كتابه عمدة الرّعاية، وكذلك في كتابه سباحة الفكر في الجهر بالذّكر، وأيضا في التّعليقات السنيّة على الفوائد البهية، ووصفها اللكنوي بأنّها حاشية نفيسة.
• قرة الأنظار في حاشية الدّر المختار: لأبي الطيب محمد بن عبد القادر السندي المدني العلامة الحنفي المتوفى سنة 1149، وجعل البغدادي وفاته في إيضاح المكنون سنة 1200 هـ، (مخطوطة مكتبة الأوقاف ببغداد 2/ 9990)، والمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة في مجلدين الأول برقم (1131) في 674صفحة وصل فيه إلى كتاب الربا، والثاني برقم (1312) في 704 صفحات.
• تبشيرات الأنوار: رسالة مجهولة المؤلف أثبتها بروكلمان.
• نفائح الأزهار في كشف الأستار عن الدر المختار: مجهولة المؤلف أثبتها بروكلمان.
• مفاتيح الأسرار ولوائح الأفكار في شرح الدر المختار: ابن عبد الرزاق الحنفي (عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد الشهير بابن عبد الرزاق الحنفي ولد سنة 1075 وتوفى سنة 1138 هـ، ويسميه بعضهم: سلك النضار (نسخة مخطوطة بظاهرية دمشق 6662).
وقد وهم الدكتور الفرفور في نسبته إلى الحصكفي محمد بن علي رحمه الله تعالى، ولعل الوهم جاء للدكتور الفرفور من تعليقات مطيع الحافظ على فهارس الظاهرية حيث علّق بعد سلك النضار بقوله: للمؤلف شرح على الدّر المختار اسمه مفاتيح الأسرار ولوائح الأفكار في شرح الدر المختار وصل فيه أيضا إلى كتاب الصلاة فلعل التسميتين لكتاب واحد. انتهى كلام محمد مطيع.
فظن الدكتور الفرفور أن مراده بالمؤلف هو الحصكفي بينما المراد ابن عبد الرزاق صاحب سلك النّضار (من إفادات أخي حسين)
وقد أشار الدكتور في حاشية كتابه 1/ 655 في طبعته الثانية /دار البشائر بقوله: وقد وهم بعض المعاصرين من الباحثين حيث قال: ومفاتح الأسرار في شرح الدر المختار عزاها لابن عبد الرزاق، وكتابه ليس بهذا الاسم ر: معجم المؤلفين. اهـ
وقد بينا أين حدث الوهم والحمد لله رب العالمين.
• نخبة الأفكار على الدر المختار: محمد بن عبد القادر بن أحمد بن محمد زاده الأنصاري المدني المتوفى سنة1192، وذكر سائد بكداش أنه كان حياً سنة 1194 نقلا عن فهرس مخطوطات الظاهرية. (مخطوطة بظاهرية دمشق)
ونسبها في هدية العارفين، وتابعه رضا كحالة إلى محمد صالح بن عبدالله قاضي زاده المدني المتوفى سنة 1087.
وقد نقل منها ابن عابدين في حاشيته في مواضع عديدة مرة بقوله: حاشية المدني، ومرة: في النخبة وهكذا.
وتوجد منها نسخة في ظاهرية دمشق في أربعة أجزاء وأرقامها من 2567إلى 2570.
• تعليق على الدّر: إبراهيم الغزي المتوفى سنة 1197.
(يُتْبَعُ)
(/)
• حاشية على الدّر المختار: العلامة القاضي الفقيه المكي الشيخ جمال الدين محمد بن محمد الأنصاري. ولد بمكة، وقرأ على علمائها منهم السيد أمين ميرغني. له تصانيف عديدة منها: شرح على كنز الدقائق، وشرح على المنسك الصغير للملا رحمه الله، وشرح على المنسك الأوسط له.
قال العلامة أبو الخير الميرداد في نشر النور والزهر: (وحاشيته على الدر المختار هي إحدى الحواشي المعتبرة عند إطلاق قول العلامة ابن عابدين: (قال بعض المحشين)، كما علمت ذلك بالتتبع لما هنالك، ونبّهت في هامش نسختي من رد المحتار.
ولم ينص الميرداد على سنة وفاته، وقال: إنه من أهل القرن الثاني عشر رحمه الله.
• حواشي على الدّر: موفق بن عمر البغدادي، جمعها مجهول (خزانة أوقاف بغداد)
• حاشية على الدّر المختار: مصطفى بن محمد بن علي بن بني جان المعروف بالبرهاني الطاغستاني الأصل الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 1265، وكان والده أمين الفتوى بدمشق.
• حاشية على الدّر المختار: عبد القادر بن إبراهيم الخلاصي، المتوفى كما ذكر الشطي سنة 1284.
وقد أثبت هذه الحاشية علاء الدين عابدين في التكملة فسماه (شارح الدّر للعلائي)، وذكر أيضاً في مقدمة التكملة وهو يعدد تلاميذ والده فذكر منهم: " العلامة الفاضل الشيخ عبد القادر الخلاصي شارح الدّر المختار، والألفية وغيرهما".
• حاشية على الدّر: للعلامة الشيخ السيد أمين بن السيد حسن الميرغني الفقيه الحنفي المكي، كان على جانب عظيم من التقوى والزهد والورع والصلاح، توفى بمكة سنة 1161 رحمه الله تعالى. وله مصنفات عديدة منها حاشية على شرح الزيلعي على الكنز (له ترجمة في مختصر نشر والزهر، وأعلام المكيين).
• سراج الأنوار على الدّر المختار: شرح متوسط كتبه العلامة الشيخ محمد علاء الدين نجل ابن عابدين المتوفى سنة 1306 رحمه الله تعالى، وقد جاء في مقدمته: أنه التقطه من حاشية الطحطاوي، وتحفة الأخيار للحلبي، ورد المحتار، وطوالع الأنوار للسندي، وهو في جزأين بخط العلامة الشيخ محمد عبد الحق الإله آبادي المتوفى سنة 1333. وذكر الدكتور بكداش أنه نقل هذه المعلومات عن الفهرس القديم لمكتبة الحرم المكي المطبوع سنة 1392 ص81، وفوجىء أنه لم يجد للكتاب ذكراً في الفهرس الجديد الذي صنع سنة 1415، وهو في عداد الكتب المفقودة من مخطوطات المكتبة؟!
• سلك النّضار على الدر المختار: وهو غير كتاب ابن عبد الرزاق، للعلامة الفقيه المحدث الأديب المفنن الذكي البارع الشيخ: عبد القادر بن صالح بن عبد الرحمن البانقوسي الحلبي المولود بحلب الشهباء سنة 1142هـ والمتوفى بها سنة 1199، لم يتمه وبيّض من مسوداته إلى كتاب الصوم، ومنه نسخة عند الشيخ إبراهيم أفندي المرعشي في مجلدين ضخمين، ونسخة في متحف طوب قابي سراي بتركيا رقمها (4169).
(وله ترجمة في سلك الدرر3/ 49، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء7/ 113، والأعلام4/ 39.).
• حاشية على الدّر المختار: للإمام العلامة المحدث الفقيه أبي الحسن السندي الصغير، المتوفى سنة 1187هـ رحمه الله تعالى، وقد نقل منها الشيخ محمد عابد السندي في طوالع الأنوار.
• حاشية على الدر المختار: للشيخ السيد محمد ياسين ابن العلامة الشيخ عبدالله ميرغني، واشتهر والده بالمحجوب الحسني المكي الحنفي.
ولد بمكة المكرمة وكان عالماً فقيها ورعاً زاهداً، من مشايخه الشيخ مصطفى الرحمتي والشيخ محمد طاهر سنبل. وكان من المدرسين بالمسجد الحرام، وعرض عليه منصب افتاء الحنفية بمكة فلم يقبله لورعه، وكانت وفاته سنة 1255 وقيل 1250 وقد ناهز السبعين رحمه الله تعالى.
• حواشي وتعاليق على شرح الدر المختار: إسماعيل بن أحمد الأحمدي الحافظ أمين الفتوى بطرابلس الشام والمتوفى بها سنة 1288.
• طوالع الأنوار على الدّر المختار: للإمام الشيخ محمد عابد السندي الأنصاري المتوفى سنة 1257 رحمه الله تعالى.
أما التعليقات على رد المحتار لابن عابدين:
• تعليقات على حاشية ابن عابدين: كتبها العلامة الشيخ عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي اليساري الفاروقي مفتي الحنفية بطرابلس الشام ومن قضاة مدينة تعز ثم صنعاء باليمن. ثم انقطع للعبادة في مكة المكرمة وتوفي فيها سنة 1307 وقيل 1301 رحمه الله تعالى (الزركلي4/ 32، هدية العارفين1/ 595، ايضاح المكنون 1/ 282).
(يُتْبَعُ)
(/)
• تقريرات مفتي الديارالمصرية العلامة الشيخ عبد القادر بن مصطفى الرافعي، وسماها: التحرير المختار على رد المحتار. ولد سنة 1248 وتوفى سنة 1323 رحمه الله تعالى. وهذه التقريرات إنما هي تحريرات واستدراكات مهمة على الحاشية كتبها بعد قراءته الحاشية عدة مرات.
وجرّد هذه التقريرات من نسخة المؤلف ولده وتلميذه محمد رشيد الرافعي بعد استئذانه، وقابل مع والده المؤلف بعد تجريده لها إلى اليوم الآخر من شعبان سنة 1323 أي قبل وفاته ببضعة أيام، وقد فرغ يومئذ من النظر فيها.
وقد استفاد الرافعي رحمه الله كثيرا من مطالع الأنوار للشيخ محمد عابد السندي فلا تكاد تخلو صفحة من التقريرات إلا وفيها نقل أو نقول عن الشيخ محمد عابد يختمها بقوله: (اهـ سندي).
• حاشية على رد المحتار: كتبها العلامة الفقيه الشيخ عبد الحكيم الأفغاني نزيل دمشق والمتوفى بها سنة 1327 صاحب كشف الحقائق شرح كنز الدقائق.، وله أيضاً حاشية على المتن (الدر المختار).
• مصطلحات حاشية ابن عابدين:
ح: حاشية الحلبي المُدّاري على الدر المختار.
ط: حاشية الطحطاوي على الدر.
المصنف: التمرتاشي الغزّي صاحب التنوير.
الشارح: علاء الدين الحصكفي صاحب الدّر.
فافهم: إذا وقع في كلام الحلبي أو الطحطاوي ما خلافه الصواب أو الأحسن أو الأهم، قرر الكلام كما رآه أقرب إلى الحق، وأشار إلى ذلك بقوله (فافهم) ولا يصرح بالاعتراض عليه تأدباً معهما.
جعل كلام المصنف أو الشارح مما يريد التحشية عليه ضمن قوسين هلالين وأشار إلى ذلك بكلمة (قوله ... )
ملخصاً: معناها أن ابن عابدين تصرف بالاختصار.
القاموس: حيثما ورد هو محيط الفيروز آبادي.
* الاصطلاحات في حاشية ابن عابدين:
القهستاني: حيثما ورد هو شرح النقاية.
فتال: رمز لحاشية الشيخ خليل الفتال على الدر.
رحمتي: رمز لحاشية مصطفى الرحمتي على الدر.
ابن عبد الرزاق: رمز لحاشية على الدر سبق ذكرها.
نهر: رمز للنهر الفائق لعمر بن نجيم.
الجوهرة: الجوهرة النيرة للحدادي شارح القدوري.
شيخنا: إذا أطلقها الشارح الحصكفي فهو خير الدين الرّملي الحنفي (خلافاً لما ذكره الدكتور الفرفور في كتابه بقوله: إذا أطلقها المصنف التّمرتاشي، فالتّمرتاشي متقدم عن الرملي، وكان طفلا لم يبلغ الحلم عندما توفي التّمرتاشي رحمه الله. والذي أخذ عن الرّملي هو الحصكفي رحمه الله بعدما رحل إليه إلى الرملة واستجازه فأجازه. ولعله وهم أو سبق قلم منه)، وإذا أطلقها ابن عابدين فهو الشيخ سعيد الحلبي.
أما التُّمرتاشي إذا أطلق شيخنا، فيراد به زين الدّين بن نجيم المصري صاحب البحر.
شمس الأئمة: إذا أطلق قهو الحلواني.
فيه نظر: رمز إلى ما يراه ابن عابدين مغلوطاً مما اختلف فيه.
فتدبر: رمز إلى خطأ وقع فيه مؤلف استدركه ابن عابدين عليه.
كان الأنسب: إشارة إلى الأولى.
استوجهه: رمز إلى ما رآه وجيها.
الأشبه: أي الأشبه بالحق أو المنصوص عليه، وهو من ألفاظ الترجيح بالدليل النقلي والعقلي.
شرح المنية: إذا أطلق فهو شرح إبراهيم الحلبي ويراد به الكبير أو الصغير بالنص عليه.
الحلبة (بالباء): إذا أطلقت فهي لابن أمير الحاج شارح المنية، وقد ترد سهوا في الحاشية الحلية (بالياء.
المشايخ: فقهاء ما وراء النهر.
إسماعيل: اسماعيل الحائك في فتاواه.
فصولين: جامع الفصولين.
إمداد: إمداد الفتاح.
معراج: معراج الدراية:
أشباه: الأشباه والنظائر.
لباب: لباب المناسك.
فتح: فتح القدير.
عيني: شرح العيني على الهداية.
لا بأس: تركه أولى.
قال بعض المحشين: قال العلامة أبو الخير الميرداد في نشر النور والزهر: وحاشيته على الدّر المختار (يقصد حاشية العلامة القاضي الفقيه الحنفي المكي جمال الدين محمد بن محمد الأنصاري) هي إحدى الحواشي المعتبرة عند إطلاق قول العلامة ابن عابدين: كما علمت ذلك بالتتبع لما هنالك، ونبّهت في هامش نسختي من رد المحتار.
ولم ينص الميرداد على سنة وفاته، وقال: إنه من أهل القرن الثاني عشر رحمه الله.
عليه الفتوى: ما حرره ابن عابدين واستقر رأيه عليه بعد الدراسة والمناقشة.
ـ[فريد أشرف]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 10:20]ـ
جهد مشكور .. بارك الله فيك أخي.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[22 - Sep-2008, مساء 10:43]ـ
جزاك الله خيرا ... و لكن بعض التواريخ غير مستقيمة ..
فهذه ترجمة الإمام محمد أمين عابدين ........
................. إمامُ الحنفية في الشام - صاحب الحاشية المشهورة -
1748_ 1836 م
1189 - 1252 هـ
التاريخان الهجري و الميلادي الذان ذكرتهما لا يستقيمان معا ... فعام " 1748 " ميلادي يوافق عام " 1161 " هجري , و ليس " 1189 " كما تفضلتم ....
و قد انتبهت لهذا عندما أردت حساب السن التي توفي عندها " ابن عابدين " فوجدتها 88 عاما ميلاديا و 63 عاما هجريا ... و هذا طبعا مستحيل!
و أعتقد أن الوهم وقع منكم في التاريخ الميلادي لا الهجري ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 06:02]ـ
قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار 4 - 262 في باب قتال أهل البغي:
كما وقع في زماننا في أتباع محمد بن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين, وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة, لكنهم اعتقدوا أنهم المسلمون وأن من خالفهم مشركون, " واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم " عساكر المسلمين " عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. إ. هـ.
ـ[محمد طلحة مكي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 01:11]ـ
كيف السبيل إلى الحصول على كتاب الدكتور الفرفور عن ابن عابدين (بي دي إف)؟ وهل هو متوفرعلى الانترنت مثلا؟
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 08:52]ـ
جزاك الله خير على هذه الترجمه .. ورحم الله الإمام ابن عابدين وجزاه الله عن الإسلام والمسملين خيراً.
ونسأل الله ان ييسر لكتبه المخطوطة من يحققها ويطبعها لينتفع بها المسلمين.
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[25 - Sep-2008, مساء 11:18]ـ
الأستاذ لؤي:
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
... وهي مستقاة من كتاب الدكتور محمد الفرفور ..
(كيف السبيل إلى الحصول على كتاب الدكتور الفرفور عن ابن عابدين (بي دي إف)؟ وهل هو متوفرعلى الشبكة مثلا؟)
ـ[لؤي الخليلي الحنفي]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 07:21]ـ
بارك الله فيكم على المرور، وأجزل لكم المثوبة.
الأخ ابن عبد الكريم: بارك الله فيكم على التنبيه، سأعيد النظر فيما ذكرت.
الأخ أبو محمد العمري: كفّ اللسان عن الأئمة الأعلام هو دأب الصالحين، ليتك تلنزم دأبهم.
وهذا لا يمنع البتة من أن يفيد الإنسان ويستفيد، حال كونه مخلصاً لله تعالى فيما أراد.
وفقك الله.
الإخوة الذين يسألون عن نسخة الكترونية من كتاب الدكتور الفرفور: لا اعتقد أنها موجودة. على كل الكتاب موجود في دار الرازي بعمان، ودار البيروتي في دمشق.
الأخ أبو زيد الشيباني: ... وهي مستقاة من كتاب الدكتور محمد الفرفور ..
* وإضافة إلى ما سبق من ترجمة، ألحقنا لمزيد الفائدة ذكر الشروح والحواشي على أصلي الحاشية (التنوير، والدّر)، وكذلك بعض مصطلحات الحاشية، سائلاً المولى أن ينفع بها، وهي مستقاة من كتاب الدكتور محمد الفرفور، مع بعض التصرف والزيادة، وكتاب الدكتور سائد بكداش (الإمام الفقيه محمد عابد السندي الأنصاري) دار البشائر الإسلامية ط1/ 1423 أوردها في الصفحات من (382 - 400) من الكتاب، حيث أورد فيه الأعمال المتعلقة بالدّر المختار، وأضفنا لعملهما بعض تراجم أصحابها.
ـ[لؤي الخليلي الحنفي]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 01:13]ـ
الأخ ابن عبد الكريم: هذا تصحيح لما وقع من خطأ في التواريخ:
1198 - 1252 هـ
1784 - 1836 م
ـ[محمد وائل الحنبلي]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 01:11]ـ
شكرا للأستاذ الخليلي على الجهد المبرور في كتابة ما يتعلق بالأعمال العلمية على الدر وغير ذلك.
ولكن مراد ابن عابدين بقوله: (عيني أو العيني).
هو شرح العيني على الكنز المسمى بـ: رمز الحقائق.
لا شرحه الهداية المسمى بـ: البناية والله أعلم.
ـ[أبو الحسن المقدسي الشافعي]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 07:00]ـ
جزيت خيرا شيخنا الخليلي، ودمت ذخرا للسادة الحنفية.(/)
حكم بعض (أنواع المداعبة) الحاصلة بين الزوجين أوأحدهما للآخر في المعاشرة
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 11:43]ـ
السؤال: ما حكم إشباع رغبة المرآة عن طريق لحس فرجها بلسان زوجها و كذلك بالنسبة للرجل؟
المفتي الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في استمتاع كل من الزوجين بالآخر الإباحة، إلا ما ورد النص بمنعه: من إتيان المرأة في الدبر، وحال الحيض والنفاس، وما لم تكن صائمة للفرض، أو محرمة بالحج أو العمرة.
أما ما ذُكر في السؤال من لعق أحد الزوجين لفرج الآخر، وما زاد على ذلك من سبل الاستمتاع المذكورة في السؤال - فلا حرج فيه: للأدلة التالية:
- أنه مما يدخل تحت عموم الاستمتاع المباح.
- ولأنه لما جاز الوطء وهو أبلغ أنواع الاستمتاع، فغيره أولى بالجواز.
- ولأن لكل من الزوجين أن يستمتع بجميع بدن الآخر بالمس والنظر، إلا ما ورد الشرع باستثنائه كما قدمنا.
- قال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة:223]،
قال ابن عابدين – الحنفي - في "رد المحتار": "سَأل أبو يوسف أبا حنيفة عن الرجل يمس فرج امرأته وهي تمس فرجه ليتحرك عليها هل ترى بذلك بأساً؟ قال: لا, وأرجو أن يعظم الأجر".
وقال القاضي ابن العربي – المالكي -: "قد اختلف الناس في جواز نظر الرجل إلى فرج زوجته على قولين: أحدهما: يجوز: لأنه إذا جاز له التلذذ فالنظر أولى ...
وقال أصبغ من علمائنا: يجوز له أن يلحسه – الفرج – بلسانه".
وقال في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل": "قيل: لأصبغ: إن قوماً يذكرون كراهته: فقال من كرهه إنما كرهه بالطب لا بالعلم، ولا بأس به وليس بمكروه, وقد روي عن مالك أنه قال: "لا بأس أن ينظر إلى الفرج في حال الجماع"، وزاد في رواية: "ويلحسه بلسانه".
وقال الفناني - الشافعي -: "يجوز للزوج كل تمتع منها بما سوى حلقة دبرها, ولو بمص بظرها".
وقال المرداوي – الحنبلي – في "الإنصاف": "قال القاضي في "الجامع": يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع, ويكره بعده ... ولها لمسه وتقبيله بشهوة، وجزم به في "الرعاية" وتبعه في "الفروع" وصرح به ابن عقيل".
ولكن إذا تُيقن أن تلك المباشرة تسبب أمراضاً أو تؤذي فاعلها، فيجب عليه حينئذ الإقلاع عنها: لقوله - صلى الله عليه وسلم ـ: "لا ضرر ولا ضرار": رواه ابن ماجه، وكذلك إذا كان أحد الزوجين يتأذى من ذلك وينفر منه: وجب على فاعله أن يكف عنه: لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19].
وينبغي هنا أن يراعي المقصد الأصلي من العلاقة بين الزوجين، وهو دوامها واستمرارها، فالأصل في عقد النكاح أنه على التأبيد، وقد أحاط الله – تعالى - هذا العقد بتدابير تحفظ قوامه، وتشد من أزره، بما يوافق الشرع لا بما يخالفه، ويدخل في هذا عموم حل الاستمتاع بينهما،، والله أعلم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 11:49]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:08]ـ
المواضع المشروعة لاستمتاع الزوجين
السؤال: أستاذي الكريم: يسعدني أن أتقدم إليكم بهذا السؤال الذي طالما احترنا في كيفية الرّد عليه للسائلين والذي طالما تكرر علينا في أكثر الأحيان وهو الآتي ذكره، هل يجوز للرجل أن يتمتع بزوجته كيف يشاء إلاّ أن يأتيها في دبرها؟ (كأن يطلب منها أن تمّص ذكره أو أن يلحس فرجها)، معذرة على هذه الصياغة ولكن الأمر ملح جدا، وجزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فأهل العلم تختلف أنظارهم في حكم هذا الفعل بين مجيز وهو مذهب الحنابلة وبعض المالكية كأصبغ، ومانع مطلقا ومكرِّه له.
أمّا المانعون فاستدلوا بطريق الأولى بالأحاديث المانعة من نظر الرجل والمرأة إلى عورة كلّ واحد منهما مثل قول عائشة رضي الله عنها في ذكر حالها مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:"ما رأيت ذلك منه ولا رأى مني" (1) فإذا كان النظر ممنوعا فيمنع مسّ الفرج أو الذكر ومصّه من باب أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا القائلون بالجواز مطلقا أو بالتفصيل استدلوا على أنّ الأصل الإباحة في استمتاع كلّ واحد منهما ولم يستثن الشرع سوى أن يأتيها في الدبر، أو في القبل حال الحيض والنفاس أو حال تضررها لقوله تعالى: ?وَالّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين? [المؤمنون: 5/ 6] ولقوله تعالى: ?نِساَؤُكُم حَرْثٌ لّكُمْ فَأتُوا حَرْثَكُمْ أّّنىَّ شِئتُم? [البقرة: 223] ولقوله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" (2) ولقوله صلى الله عليه وسلم حال الحيض "اصنعوا كلّ شيء إلا النكاح" (3) ومعنى الحديث أنّ لكل من الزوجين أن يستمتع بالآخر بما شاء إلا الوطء في محلّ الوطء في محل الحيض، وردوا على حديث عائشة رضي الله عنها أنّه ضعيف لا يصلح للاستدلال بل الأحاديث الصحيحة تخالفه من اغتسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أزواجه ومعاشرته صلى الله عليه وسلم تدلّ على جواز النظر، فضلا عن كونه معارضا لقوله صلى الله عليه وسلم:"احفظ عورتك إلاّ من زوجتك" (4) والحديث على فرض صحته فهو محمول على الأدب على ما قال ابن العربي.
ومن نصوص الحنابلة ما ذكره المرداوي في الإنصاف قال:
"إحداهما: قال القاضي في الجامع: "يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع، ويكره بعده، وذكره عن عطاء.
الثانية: ليس لها استدخال ذكر زوجها وهو نائم بلا إذنه، ولها لمسه وتقبيله بشهوة، وجزم به الرعاية، وتبعه في الفروع، وصرح به ابن عقيل وقال: لأنّ الزوج يملك العقد وحبسها .. " (5) ومن نصوص المالكية ما نقله القرطبي في تفسيره عن أصبغ المالكي أنّه قال: "يجوز له أن يلحسه بلسانه" (6).
هذا، وعندي أنّ هذه العادة مكروهة للأسباب التالية:
أولا: إنّ اللسان محل الذكر ينبغي أن يُصان من المواضع التي يخرج منها البول والمذي والودي.
ثانيا: إنّنا مأمورون بمجانبة النجاسات، ولا يخفى أنّه في حال مباشرة هذا العمل قد لا يسع التحرز من المذي وهو ماء أبيض لزج رقيق يخرج عند المداعبة أو تذكر الجماع أو إرادته، وقد لا يشعر الإنسان بخروجه، وهو من النجاسات التي يشقّ الاحتراز منها، الأمر الذي لا يبعد أن يخالط الريق حال مباشرة هذا الفعل.
ثالثا: قد تتعلق بمحل التقبيل أشياء قذرة أو لها رائحة قذرة أو يتعلق بفرجه علّة، فإن لم تكن عرضة للأمراض فإنّ هذا الفعل مكروه بالطبع تستقذره النفوس السليمة.
رابعا: وقد يحصل كثيرا العدول عن الاستمتاع بالجماع في الفرج الذي هو محلّ الحرث ومصدر النسل والذرية بسبب التلذذ بهذه الكيفية.
والعلم عند الله تعالى؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
المفتي: الشيخ علي فركوس -حفظه الله-
الجزائر في: 6 ربيع الثاني 1424ه
الموافق ل: 3 جوان 2003م
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه ابن ماجه: (262/ 1922)، وأحمد في مسنده: (6/ 63) من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي لفظ: (ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط) والحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله كما في الإرواء (6/ 213 رقم: 1812)، وآداب الزفاف: (ص 34).
2 - أخرجه ابن ماجه في الأحكام رقم: (2341)، وأحمد: (3/ 267)، وصححه الألباني في الإرواء: (3/ 408) رقم: (896)، وفي غاية المرام: (68).
3 - أخرجه مسلم في الحيض رقم: (301)، وأبو داود في الطهارة رقم: (258)، من حديث أنس رضي الله عنه.
4 - أخرجه أبو داود في الحمّام رقم: (4017)، والترمذي في الأدب رقم: (2794)، وابن ماجة في النكاح رقم: (1920)، وأحمد: (5/ 3 - 4)، والبيهقي في الطهارة رقم: (988)، من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه، والحديث حسنه الألباني في الإرواء: (6/ 212) رقم: (1810)، وفي آداب الزفاف ص (111).
5 - (8/ 32).
6 - (12/ 232).
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:15]ـ
جزاكم الله خيراً، استدلالات موفقه. ومما يدل على عدم تحريمه أيضاً عدم ورود النهي عنه في زمن التشريع، وقد كان معروفاً عند العرب، وقد قال أبو بكرٍ رضي الله عنه لبعض المشركين في قصة الحديبية:" أمصص بظر اللات". وجاء في الحديث النبوي: "وأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا".
(يُتْبَعُ)
(/)
الحاصل أن عدم النهي عنه في حال وجوده يدل على عدم تحريمه. والله أعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:36]ـ
ما حكم الإسلام في " oral sex" أي "الجنس بالفم" وهل يدخل ذلك ضمن معنى الآية الكريمة: {نسآؤكم حرثُ لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم} مع العلم أن معظم الرجال يطالبون به زوجاتهم بعد كل ما يرونه في الطرقات و الأفلام الأجنبية في القنوات الفضائية والإنترنت؟
المفتي: حامد بن عبد الله العلي
الإجابة:
كل الاستمتاع بين الزوجين يجوز إلا المجامعة في الدبر، وكذا الإيلاج في الفرج حال الحيضة، إلا ما كان فيه ضرر فيحرم، ولا يجوز إجبار الزوجة على ما ليس من الاستمتاع الفطري، كالذي ذكر في السؤال، ولها أن تمتنع من ذلك.
وهؤلاء الأزواج هم الذين بحاجة إلى توجيه، لأنهم يعاملون زوجاتهم كما يرون كلاب الكفر تعامل المومسات، وهذا أمر مؤسف جداً، فالزوجة المسلمة كريمة بإيمانها وإسلامها، كريمة بعلاقتها الزوجية التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "أخذتموهن بأمانة الله تعالى"، وسمّاه الله: {مِّيثَاقاً غَلِيظاً} فالواجب أن لا يعاملها الزوج إلا بغاية الإكرام.
السؤال:
ما حكم تقبيل الفرج لكل من الزوجين بعضهما لبعض؟
المفتي: موسى حسن ميان
الإجابة:
لا حرج في ذلك فللرجل أن يستمتع بزوجته بكل شيء منها من جسدها ماعدا ما استثناه الشرع فلا يجوز له جماعها في الدبر ولا جماعها في الحيض والنفاس أما تقبيل الفرج فلا حرج فيه وهو من ضمن الحلال الذي لم يرد فيه تحريم وسكت الشرع عنه فدل ذلك أنه باق على البراءة الأصلية وهو الجواز لذلك والمحرم له عليه بالدليل ولا دليل على المنع فلذلك قلت بجوازه والعلم عند الله بل قد أفتى كثير من علماء الإسلام من الأقدمين والمعاصرين بجواز مص الرجل لثدي زوجته ولو شرب من لبنها ولايحصل تحريم على الصحيح لأن التحريم في الرضاع في السنتين الأولى من الولادة على الصحيح من أقوال العلماء فمن باب أولى جواز تقبيل الفرج من كلا الزوجين لبعضهما أما من يمنع ذلك من بعض المعاصرين وفقهم الله بقوله أنه محل خروج النجاسة وهو البول فلا يقبل ونحو ذلك فجوابه أنه وقت تقبيله هو في حالة طهارته وليس وقت خروج النجاسة بدليل أن الإنسان يستنجي ويغسل المحل بعد خروج النجاسة ويقبل الله طهارته بعد الوضوء أن يقف بين يديه طاهرا إذن هذا التعليل عليل فالتقبيل عند طهارته جائز ولم يقل أحد بجواز تقبيله وقت خروج النجاسة وهذا تنفر من الطباع السليمة ولا تفعله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:44]ـ
أحسن الله الى الشيخ فركوس، وصدق والله فهذا أمر وان كان من المباحات الا أنه مستقذر للغاية تعافه النفوس السوية والفطر السليمة! والمسألة التي تكلم فيها الفقهاء هي "اللحس" بينما الصورة التي سأل عنها ذاك السائل هي "المص"! ولا شك أن لعق ذكر الرجل دون مصه لا يلزم منه بالضرورة ما هو واقع لا محالة من مخالطة المذي الخارج منه للعاب المرأة وابتلاعها له! ولعل الفقهاء رحمهم الله لو سئلوا عن "المص" على هذه الصورة لنصوا على كراهته واستقذاره صراحة، فهذه العلة التي ذكرها الشيخ وجيهة جدا، والله أعلم! والواقع أن هذا مما ابتليت به الأمة من التأثر بثقافة الغرب الكافر الذي مسخت فطرته حتى صار يتلذذ بأمور تقشعر منها أبدان الأسوياء، وهذا يعرفه من خبر حالهم في تلك المسائل، لعنهم الله!
وأما مسألة منع نظر الرجل لفرج امرأته والمرأة لفرج زوجها، فحديث عائشة رضي الله عنها فيه ليس بحجة كما تقدم في كلام الشيخ، وان فرضنا حجيته، فلا أرى - والله أعلم - أن يقال فيه بما قاله ابن العربي رحمه الله، فلو قلنا أن من التأدب ألا ينظر الرجل الى فرج امرأته ولا هي الى فرجه في الجماع، لكان ما فوق النظر من المداعبة والاتيان وغير ذلك أشد خرقا "للأدب"، ولكان ترك الجماع كله خيرا من ذلك وأحسن أدبا!! وهذا ظاهر البطلان، وحسبك في هدمه أنه يناقض قول الله تعالى: ((فأتوا حرثكم أنى شئتم)) فاذا كان اتيانهن على أي وضع وحال مباحا لا حرج فيه (الا الايلاج في حلقة الدبر)، فمن باب أولى أن يكون النظر باطلاقه مباحا، ولا يقال أن من التأدب عدم النظر، أو أنه كان من تأدب النبي عليه السلام! وعلى أي حال فهذا قول لا يقوم له برهان ولا حجة والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 08:17]ـ
بارك الله في الجميع على المشاركات
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 08:20]ـ
ما مدى ضرر مص المرا’ة لعضو الذكر صحيا دون نزول المني في فمها
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nimer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
طالما أنه لا يوجد أي مرض جلدي يُعاني منه الرجل في عضوه الذكرى أو تُعاني منه المرأة في فمها فإنه لا توجد أي مشكلة من حدوث مص للذكر من فم المرأة؛ حيث لا يسبب ذلك أي عدوى أو مشكلة صحية سواءً للرجل أو المرأة.
أما إذا كانت المرأة مصابه بالهربس الفمي مثلاً، فقد تعدي الذكر، وكذلك أمراض منقولة جنسية أخرى تتنقل عن طريق الجنس الشفوي بين الزوجين مثل الزهري وأمراض أخرى.
وهنا يجب التنبيه إلى أنه لا يفضل أن يفرض الزوج مثل هذا النوع من الممارسات غير المألوفة على مجتمعنا العربي والإسلامي على زوجته، فقد يسبب ذلك حرجاً شديداً لها وعدم استمتاع، وإحساس سلبي، لذا إذا كان هذا برضا الزوجين ويسبب لهما الاستمتاع الكامل فلا مانع من ذلك، أما إذا سبب ضرراً نفسياً للزوجة فيفضل تجنبه.
والله ولي التوفيق.
د. إبراهيم زهران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرجح]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 09:35]ـ
ولا يخفى أنّه في حال مباشرة هذا العمل قد لا يسع التحرز من المذي وهو ماء أبيض لزج رقيق يخرج عند المداعبة أو تذكر الجماع أو إرادته، وقد لا يشعر الإنسان بخروجه، وهو من النجاسات التي يشقّ الاحتراز منها، الأمر الذي لا يبعد أن يخالط الريق حال مباشرة هذا الفعل.
ـ[إبراهيم الشيخ]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 11:55]ـ
رابط ذو صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29726
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 01:56]ـ
أحسن الله الى الشيخ فركوس، وصدق والله فهذا أمر وان كان من المباحات الا أنه مستقذر للغاية تعافه النفوس السوية والفطر السليمة! والمسألة التي تكلم فيها الفقهاء هي "اللحس" بينما الصورة التي سأل عنها ذاك السائل هي "المص"! ولا شك أن لعق ذكر الرجل دون مصه لا يلزم منه بالضرورة ما هو واقع لا محالة من مخالطة المذي الخارج منه للعاب المرأة وابتلاعها له! ولعل الفقهاء رحمهم الله لو سئلوا عن "المص" على هذه الصورة لنصوا على كراهته واستقذاره صراحة، فهذه العلة التي ذكرها الشيخ وجيهة جدا، والله أعلم!
.
لآ أعتقد أن هناك فرق في حصول مخالطة المذي الخارج من المرأة أو الخارج من الذكر بين المص واللحس كلاهما يعلق على اللسان.
قد يقال أنه لا ينبغي لأنه مستقذر للغاية والمستقذر جاء عن بعض السلف تحريمه كما في بعض الحيوانات أو يقال أنه مضر طبا" وهذا يكفي في تحريمه إذا ثبت من الناحية الطبية أو يقال أن فيه مخالطة للنجاسة لأنه لا يخلو فرج المرأة من الرطوبة غالبا" ورطوبة فرج المرأة هي ماء أبيض متردد بين المذي والعرق يخرج من فرج المرأة وذهب جمهور العلماء إلى نجاسة رطوبة الفرج الخارجة من باطنه لأنها حينئذ رطوبة داخلية.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:03]ـ
ما شاء الله، لفتة طيبة جدا من المشرفين، بارك الله فيهم، أن عدلوا عنوان الموضوع .. فقد كان في ألفاظه بعض الثقل الذي يصدم الناظر اليه حقيقة، ومع أنه لا حرج في العلم، الا أنه من المستحسن الدخول الى أمثال تلك المسائل برفق، سيما ومطالعة المنتدى مفتوحة لكل أحد، وليس لطلبة العلم وفقط ..
فجزاهم الله عنا خيرا.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:25]ـ
هذا أمر نسبي قد يكون من الأفضل أن يعدل العنوان وقد يكون من الأفضل بقاء العنوان على ماهو عليه.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:09]ـ
شكر الله لك أخي أبا الفداء .. وعندي بعض الملاحظات ..
أحسن الله الى الشيخ فركوس، وصدق والله فهذا أمر وان كان من المباحات الا أنه مستقذر للغاية تعافه النفوس السوية والفطر السليمة! والمسألة التي تكلم فيها الفقهاء هي "اللحس" بينما الصورة التي سأل عنها ذاك السائل هي "المص"! ولا شك أن لعق ذكر الرجل دون مصه لا يلزم منه بالضرورة ما هو واقع لا محالة من مخالطة المذي الخارج منه للعاب المرأة وابتلاعها له! ولعل الفقهاء رحمهم الله لو سئلوا عن "المص" على هذه الصورة لنصوا على كراهته واستقذاره صراحة، فهذه العلة التي ذكرها الشيخ وجيهة جدا، والله أعلم!
لقد قلتَ بأن هذا الأمر مباح،والكلام الذي أتيت به بعده يصادمه،ومسألة أن هذا الأمر مستقذر فهذا باعتبار طبائع الناس فهناك من يستقذره،وهناك من يراه من كمال حقية الاستمتاع بزوجه،
و ليس بالتعميم الذي ذكرته .. ؟
أما (المص) و (اللحس) فلا فرق بينهما إلا في الكيفية .. ، وأما النتيجة فواحدة.
والواقع أن هذا مما ابتليت به الأمة من التأثر بثقافة الغرب الكافر الذي مسخت فطرته حتى صار يتلذذ بأمور تقشعر منها أبدان الأسوياء، وهذا يعرفه من خبر حالهم في تلك المسائل، لعنهم الله!
فإذا أشرت بـ (هذا) إلى (المص) و (اللحس)،فإنهما موجودين في الأمة قبل قيام حضارة الغرب، وهذا ما يفيده النقولات المسطورة أعلاه عن الأئمة الأعلام،مما يدل على ان هذا ليس مما ابتليت به الأمة من التأثر بالغرب الكافر ..
وننتظر منك الإفادة اخي الفاضل ..
ومما يدخل في هذا السياق أيضا،الاستمتاع بدبر الزوجة دون ايلاج، وكذا استمناء الزوجة لزوجها، ..
وأنقل من رسالة لطيفة اسمها (قرة العيون بشرح نظم ابن يامون في النكاح الشرعي وآدابه) لأبي محمد التهامي كنون الإدريسي الحسني رحمه الله،بخصوص ما ذكرت،قال:"وأما التمتع بظاهر الدبر فيجوز ولو بوضع الذكر عليه،إلا أنه يُتقى سدا للذريعة، وخوفا من تحريك شهوتها، ... "
وقال:"فرع: يجوز للزوج أن يستمني بيد زوجته، وأما بيد نفسه فالجمهور على تحريمه كما في النصحية ... " (ص:61) ط.دار الرشاد. سنة 2003.
وأما استمناء الزوج لزوجته ... ؟
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:58]ـ
ولا يخفى أنّه في حال مباشرة هذا العمل قد لا يسع التحرز من المذي وهو ماء أبيض لزج رقيق يخرج عند المداعبة أو تذكر الجماع أو إرادته، وقد لا يشعر الإنسان بخروجه، وهو من النجاسات التي يشقّ الاحتراز منها، الأمر الذي لا يبعد أن يخالط الريق حال مباشرة هذا الفعل.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)