ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 01:26]ـ
أنا أنصحه بأن يتزوجها مادام يحبها
ورأى من نفسه أنه قادر على تغييرها إلى ماهو أفضل ..
اخوتي الكرام .. إن لم يتزوجها أخ ملتزم .. وهي أكيد ستتزوج بإذن الله .. فهل يتركها لرجل غير ملتزم وتبقى على انحرافها؟
علمنا أن اغلب المحجبات بله المنقبات .. يتزوجهن الملتزمون .. فمن للمتبرجات.؟
والأخ يحب الفتاة ومتعلق بها .. أوليس الزواج أرحم له ولقلبه؟:!!
ورد في الحديث "لم ير للمتحابين مثل النكاح" فإذا حصلت المحبة بين رجل وامرأة فعليهما أن يبادرا إلى الزواج؛ لأن الزواج يزيد المحبة قوة وتماسكاً، وهو دواء العشق إذا وجد ..
فكيف بالله عليكم لو تزوج أخرى ولو كانت محبجة .. لكن قلبه لازال متعلقا بتلك البنت .. فسيظلم زوجه .. ونفسه .. ولربما ظلم تلك المتبرجة .. التي قد يكون سببا في استقامتها وهدايتها ..
والاخت الكريمة أمة الله أتت بقصص وأنا مستعد أن آتيك بأضعاف مضافعة من القصص لشباب بل شيوخ تزوجوا اخوات غير ملتزمات وبارك الله في زواجهم ...
أوليست تلك الأخت مسلمة.؟ فماهو المحظور الشرعي من الزواج بها؟ إن قلتم بالتحريم يلزمكم الدليل وإن قلتم بالكراهة فلاتجبروا الناس على الأخذ برأيكم في كراهة المسألة ..
ولاأدري ماعلاقة الغيرة بالمسألة أساسا ...
وإلا لقلنا أن الشريعة تدعوا للدياثة لما أباحت لنا الزواج من الكتابيات بشروط هي معلومة عندكم ..
أخي الحبيب أنا أشد على يديه بقوة وأتمنى له زواجا ميمونا بالرفاه والبنين ..
والله تعالى أعلم ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 01:56]ـ
أظن أن الأمر محسومٌ من قبلُ.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 02:37]ـ
http://img47.imageshack.us/img47/5228/001aw4.jpg
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 02:38]ـ
http://img529.imageshack.us/img529/7848/002hg2.jpg
http://img57.imageshack.us/img57/1295/003th5.jpg
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 02:50]ـ
وهنا يظهر -والله أعلم- أن رؤياه من القسم الثالث، وأن الرجل افتتن بها، وأصبح هائمًا بها، ويفكِّر بها دائمًا؛ مما جعله يراها في منامه؛ وهنا عليه إطِّراح مارآه في منامه، وعدم الإعتداد به على أنه رؤيا حق!! والله أعلم ...
عين العقل يا إخوان. . جاء بالمختصر المفيد لأن الرجل يظهر لنا أن تعلقه بالمرأة زاد بتأثير الرؤيا - الناتجة عن دوام التفكير بها - والله أعلم
أظن أن الأمر محسومٌ من قبلُ.
ممتاز. .
أنا أنصحه بأن يتزوجها مادام يحبها
ورأى من نفسه أنه قادر على تغييرها إلى ماهو أفضل ..
اخوتي الكرام .. إن لم يتزوجها أخ ملتزم .. وهي أكيد ستتزوج بإذن الله .. فهل يتركها لرجل غير ملتزم وتبقى على انحرافها؟
علمنا أن اغلب المحجبات بله المنقبات .. يتزوجهن الملتزمون .. فمن للمتبرجات.؟
والأخ يحب الفتاة ومتعلق بها .. أوليس الزواج أرحم له ولقلبه؟:!!
ورد في الحديث "لم ير للمتحابين مثل النكاح" فإذا حصلت المحبة بين رجل وامرأة فعليهما أن يبادرا إلى الزواج؛ لأن الزواج يزيد المحبة قوة وتماسكاً، وهو دواء العشق إذا وجد ..
فكيف بالله عليكم لو تزوج أخرى ولو كانت محبجة .. لكن قلبه لازال متعلقا بتلك البنت .. فسيظلم زوجه .. ونفسه .. ولربما ظلم تلك المتبرجة .. التي قد يكون سببا في استقامتها وهدايتها ..
والاخت الكريمة أمة الله أتت بقصص وأنا مستعد أن آتيك بأضعاف مضافعة من القصص لشباب بل شيوخ تزوجوا اخوات غير ملتزمات وبارك الله في زواجهم ...
أوليست تلك الأخت مسلمة.؟ فماهو المحظور الشرعي من الزواج بها؟ إن قلتم بالتحريم يلزمكم الدليل وإن قلتم بالكراهة فلاتجبروا الناس على الأخذ برأيكم في كراهة المسألة ..
ولاأدري ماعلاقة الغيرة بالمسألة أساسا ...
وإلا لقلنا أن الشريعة تدعوا للدياثة لما أباحت لنا الزواج من الكتابيات بشروط هي معلومة عندكم ..
أخي الحبيب أنا أشد على يديه بقوة وأتمنى له زواجا ميمونا بالرفاه والبنين ..
والله تعالى أعلم ..
هل أنتَ متأكدُ من صحة الحديث: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح)؟
ثم إني أشعر من كلامك أنك متأثرٌ بـ كتاب (طوق الحمامة)!!
.
.
ومعقول ما تدرون عن علاقة الغيرة بـ الزواج من امرأة متبرجة؟ امرأة متبرجة كاشفة لوجهها لا ترى بأسًا بمخاطبة الرجال والاختلاء بهم ...
يا أخي صرف النظر عن الزواج بتلك المرأة، أسلم لدين الرجل.
أي عشق وأي كلام فاضي، نعتب على البنت إلا نعطيها طراق على وجهها إذا قالت: أحب فلان متعلقة به، وهي التي ما فتئ الرجل ينعتها بالعاطفية، والضعيفة، فما بالكم بـ الرجل الذي يُفترض منه استحضار حكمته وبرودة أعصابه في مثل هذه الأمور.
.
.
الله يخلف علينا إذا كان أمثال هذا الرجل العاشق المتيم، داعيةً وقدوة للناس!
.
.
المستشار مؤتمن يا إخوان.
والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 03:00]ـ
/// مسألة أن يرى الإنسان في منامه ما هو مهتم به في يقضته لا يعني بالضرورة أنّ ما رأى حديث نفس:
- الصحابة رضيّ الله عنهم كانو مهتمين بليلة القدر و رأوا ليلة القدر في منامهم و مع ذلك اعتبر النّبي صلى الله عليه و سلّم رؤاهم صادقة،
- النّبي صلى الله عليه و سلّم رأى امرأة سوداء ثائرة الشعر ذاهبة من المدينة أظن إلى الجحفة فأوّلها بذهاب وباء المدينة و الرؤيا هاته رآها في أمر هو يعايشه،
- أحد صاحبي يوسف في السّجن رأى رؤيا مقتضاها أنّه سيخرج من السّجن و معلوم بأنّ السجين يحدّث نفسه في اليقضة بالخروج و دائم التفكير في هذا و مع ذلك اعتبرت رؤياه حق.
- و كتاب الشيخ السدحان حفظه الله في الرؤى و إن كان مفيدا إلا أنّ عليه ملاحظات كإعتماده على ما لا يصح من أحاديث في تقرير بعض الأمور أو ذكر أمور لا دليل عليها.
- و تعريف الشيخ السدحان حفظه الله لحديث النّفس في الرؤيا مما لا يوافق عليه و الأدّلة ترّده.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 03:01]ـ
جزى الله جميع الإخوة و الأخوات على مشاركتهم في هذا الموضوع و بارك الله فيهم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 04:25]ـ
هل أنتَ متأكدُ من صحة الحديث: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح)؟
نعم الحديث صحيح وصححه غير واحد من أهل العلم المعتبرين ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 04:37]ـ
ثم إني أشعر من كلامك أنك متأثرٌ بـ كتاب (طوق الحمامة)!!
..
نعم كتاب جميل أنصح طلبة العلم أن يقرؤوه ويعيدوا قراءته ففيه فوائد كثيرة جدا يجمل بطالب العلم أن يعرفها .. خاصة وأن مؤلف الكتاب إمام الأندلس التقي الورع ابن حزم رحمه الله .....
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 04:47]ـ
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته:
لماذا لا يرسل أحدا إليها برغبته في اثنتين /الأولى أنه يريد الاقتران بهابما رآه من حسن خلقها وطيبها وغيرها من الكلمات التي قد تتسبب في مراجعة نفسها وتغيير ما بها من انحراف
والثانية التزامها لأمر الله في نفسها ... فربما يكون فيها من الخير ما لايعلمه الا الله مما يجعلها توافق رغبة في اهل الصلاح
والأهم من ذلك كله على أخينا أن يستخير الله ويلح في الدعاء بعد الإستشارة
والله ولي التوفيق
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 05:00]ـ
/// كتاب السدحان قدم وأثنى عليه الشيخين: عبد الرحمن الجبرين وسليمان المنيع.
/// حين يرى العاشق - وعشقه محرم - معشوقته؛ فلا شك أنه حديث نفس!
/// انتقل الحوار إلى أمور أخرى .. فسلامٌ عليكم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 05:01]ـ
صحيح أختي لامية ..
وهذا مايرقضه بعض اخواننا بدعوى .. الغيرة ..
والله المستعان
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 09:00]ـ
إلى الأخ إمام الأندلس
وهل أنت وهو واثق من أنها ستتغير إن تزوجها؟
لا
فقط ظن
فهنا يخاطر بدينه خاصة وأن الأخ سراج قال بأنها منفتحة جدا وليس قليلا
فقد تؤثر عليه هي بدل أن يؤثر عليها هو وهذا يحصل وقد يحصل العكس ولكن ما زال ظنا
ففيه مخاطرة.
وأيضا كيف هي أخلاقها؟ فقد تكون متساهلة في أمور الدين ولكن أخلاقها طيبة
أما إذا كانت أخلاقها سيئة وفاسدة + بعيدة عن الدين فهذا شر، فلا يتزوجها فقد جمعت بين الشرين
وأيضا أمر آخر
هل المرأة تصلي؟
وبالنسبة لكلامك عن المتحابين والزواج
فحسب ما فهمت من الأخ سراج فالمرأة لا تُبادل الرجل نفس الشعور
يعني أنهما ليسا متحابين، والحب من طرف واحد
ـ[مستور الحال]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 02:49]ـ
تعليق بخصوص رؤيا الشاب ويحسب أنها رؤيا صالحة
أقول لعلها حديث نفس حيث يرى الإنسان في اليقظة ما يهمه ثم يحلم به في المنام، ومثلها هذا يرد وروداً أوّليّاً في هذه الحالة.
والرؤى لا يؤخذ منها حكم شرعي ولا تسويل لأمر محرم، وعليه أن يتقي الله عز وجل ويخاف من مكره، فقد يصبر الإنسان على عدة مضايقات بسبب إلتزامه، ثم يسقط عند ورود دافع الشهوة والله المستعان.
فعليه أن يعلم هذا كله بتسويل من الشيطان وإلا كيف يحب الشاب المحافظ امرأة منفتحة إلا بدافع هوى والعياذ بالله،
وعليه أن يصرف النظر كلياً عن هذه المرأة إذا كان إلتزامه ومحبته لله مقدمه على رؤية امرأة.
وبما أنه مستعد للزواج كما هو الحال الآن فعليه أن يسارع في الزواج من النساء العفيفات وله أن يشترط الجمال لأنه يكون سبباً في إحصانه.
لأن البضاعة واحدة فإذا تزوّج وقضى وطره من زوجته، فستكون هذه المرأة المنفتحة حديث عابر، وإلى النسيان بإذن الله.
اللهم اعصمنا من الزلل، اللهم إنا نعوذ بك أن تضلنا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 04:48]ـ
أخشى أن يتقدَّم لخطبتها، فيُصدَمُ برفضِها ... والله المستعان ...
سبق وأن قلت: الظاهر أن الأمر محسومٌ من قبلُ، وأن الموضوع - والله أعلم - إنما وُضِعَ ليَكْتَسِبَ الزواجُ مشروعيَّةً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:20]ـ
أخشى أن يتقدَّم لخطبتها، فيُصدَمُ برفضِها ... والله المستعان ...
سبق وأن قلت: الظاهر أن الأمر محسومٌ من قبلُ، وأن الموضوع - والله أعلم - إنما وُضِعَ ليَكْتَسِبَ الزواجُ مشروعيَّةً ..
الموضوع ليس بمحسوم بعد و كلامك دخول في النّيات بغير علم-و الله أعلم-
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:21]ـ
تعليق بخصوص رؤيا الشاب ويحسب أنها رؤيا صالحة
أقول لعلها حديث نفس حيث يرى الإنسان في اليقظة ما يهمه ثم يحلم به في المنام، ومثلها هذا يرد وروداً أوّليّاً في هذه الحالة.
والرؤى لا يؤخذ منها حكم شرعي ولا تسويل لأمر محرم، وعليه أن يتقي الله عز وجل ويخاف من مكره، فقد يصبر الإنسان على عدة مضايقات بسبب إلتزامه، ثم يسقط عند ورود دافع الشهوة والله المستعان.
فعليه أن يعلم هذا كله بتسويل من الشيطان وإلا كيف يحب الشاب المحافظ امرأة منفتحة إلا بدافع هوى والعياذ بالله،
وعليه أن يصرف النظر كلياً عن هذه المرأة إذا كان إلتزامه ومحبته لله مقدمه على رؤية امرأة.
وبما أنه مستعد للزواج كما هو الحال الآن فعليه أن يسارع في الزواج من النساء العفيفات وله أن يشترط الجمال لأنه يكون سبباً في إحصانه.
لأن البضاعة واحدة فإذا تزوّج وقضى وطره من زوجته، فستكون هذه المرأة المنفتحة حديث عابر، وإلى النسيان بإذن الله.
اللهم اعصمنا من الزلل، اللهم إنا نعوذ بك أن تضلنا
جزاك الله خيرا
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:23]ـ
وبالنسبة لكلامك عن المتحابين والزواج
فحسب ما فهمت من الأخ سراج فالمرأة لا تُبادل الرجل نفس الشعور
يعني أنهما ليسا متحابين، والحب من طرف واحد
كلام صحيح فالمرأة لا تعلم بشعوره نحوها
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:25]ـ
/// كتاب السدحان قدم وأثنى عليه الشيخين: عبد الرحمن الجبرين وسليمان المنيع.
/// حين يرى العاشق - وعشقه محرم - معشوقته؛ فلا شك أنه حديث نفس!
/// انتقل الحوار إلى أمور أخرى .. فسلامٌ عليكم.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لم ينتقل الحوار إلا أمور لا علاقة لها بالموضوع
و لزال العلماء يختلفون و الثناء على كتاب لا يجعل الكتاب خاليا من الأخطاء
و أنت تحكم على رؤيا لم تسمعها حتى؛ بأنّها حديث نفس؟! فاتّقي الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:35]ـ
للتنبيه فقط:
/// إلى أمد قريب في الثمانينات تقريبا؛ لم يكن يُعرف بالحجاب إلا الكبيرات في السّن و نفر قليل من النّساء. و كثير من الدعاة الجزائريين أنذاك قد تزوجوا نساء متبرجات ثم أقنعوهم بالحجاب. و أعرف حالات من أقرابي هذا واقعهم
/// و الثقافة الإسلامية منعدمة لدى بعض الأسر الجزائرية حتى أني أذكر حادثة تُبيّن مدى جهل بعض الأسر الجزائرية: أذكر أنا أمي لما رأت عند جارتها مصحفا قد بَلي و لا تلمك تلك الجارة إلا هذا المصحف فأهدتها أمي مصحفا جديدا فترددت تلك الجارة في هذا قبول هذا المصحف الجديد لأنّ طريقة كتابته تختلف عن طريق الكتابة القديمة للمصحف و لم تقبله حتى ذهبت إلى من تثق فيه من أئمة المساجد الكبار في السّن رغم أنّ هاته الجارة أستاذة جامعية!
/// بعض النساء يتبرجن و يكتسبن عادات الغرب بسبب أسلوب التجهيل و السّيطرة الذي يتّبعونه أولياء أمورهم و يظهر هذا خصوصا عند الأولياء الذين اكتسبوا مراتب عليا في الجيش.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 12:53]ـ
سبق لي و أن وضعت موضوعا هذا رابطه:
ما الضوابط الشرعية لكي يجوز الزواج بمتبرّجة مسلمة؟ (سؤال)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13469
و يغلب على ظني أنّ الإقبال على الزواج بمتبرجة هو أولا خلاف الأولى و يحرم إن غلب على الظّن أنّ الفتاة لن تتوب إلى الله من تبرجها في ظلّ الزوج (الكلام عن المسلمة التي تعرف حكم الحجاب).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النّبي صلى الله عليه و سلّم: ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيهاً ماله وقد قال الله عز وجل: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}) أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الشيخ الألباني.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[نصيحة لمن طلبها]
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة السلام على نبينا محمد، وعلى آله و صحبه أجمعين، أما بعد:
أنصح على وجه السرعة أخي في الله –جل وعلا- الواقع في حب وعشق فتاة متبرجة غير مستقيمة بمايلي:
1 - التأكد بأن الفتاة تبادرك الحب نفسه ليصدق عليك قول النبي صلى الله عليه و سلم: [لم يرى للمتحابين مثل النكاح] .. فإذا لم تتأكد أو لم يغلب على ظنك أنها تحبك فلا تكلف نفسك قراءة الخطوات التالية و استعن بالله -جل وعلا- على ترك التفكر فيها و اشتغل بما ينفعك من طلب للعلم وقراءة القرآن .. واترك الفراغ وغض بصرك فإن النظرة سهم مسموم وإذا عرضت لك أثناء الطلب أو الفراغ ففكر في ما يخرج منها من دم نجس و حيض و مخاط وعَرق ووو .. و اقرأ وصف الحور العين لإمام ابن القيم-رحمه الله- فلعل هذا يزيل ما بك من تعلق بجمال الفتاة حتى ظننتها حور طين [ابتسامة] والجمال نسبي ولا شك، ثم اعلم-وفقك الله- أن في الأخوات السلفيات المستقيمات على الجادة لا اسما فقط بل أخلاقا و عقيدة و .. فيهن من الجمال المكنون كأنه الدر و الجوهر المصون من الجمال المعنوي:كالأخلاق الكريمة، و الجمال الحسي: واسأل عنه المجربين .. وقد أُخبرت به من طرف من لا أكذبه أن أحد الأمهات المستقيمات من عوام أهل السنة-نحسبها و الله حسيبها- قالت كنا نظن أن الأخوات المتجلببات لا اهتمام لهن بالزينة فهن لا يعرفن شيء فيها و استغرب كيف يصبر الإخوة عليهن، وإذا بي احضر زفاف لأحد الأخوات وكان يحوي خليط من المتجلببات المتنقبات، و المتحجبات، و المتحجبات حجاب متبرج، وبعض العاميات، فإذا بالمتجلببات المتنقبات ينزعن النقاب و الجلباب – طبعا مع النساء فقط – فإذا بالأم الصالحة تنبهر بهن لحسنهن و جمالهن الحسي ناهيك عن الأخلاق و الكلام الطيب ... فتمنت أن تكون إحداهن زوجة لابنها .. وإن فتشت وجدت .. و استحضر أخي قول النبي صلى الله عليه و سلم [من ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه] وعليك بدعاء: [اللهم اجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها] ومع ذلك لا تنسى الدعاء لها بظهر الغيب بأن تستقيم .. فلعل الله ييسر أمرك و يفرج كربتك .. اما لو غلب على ظنك أنها تحبك فأعرني سمعك:
2 - عرض الشروط عليها ابتداء من ارتداء الحجاب الشرعي، والمحافظة على الصلاة، و شروط أخرى تراها نافعة لك في اصلاحها .. -بعد الإستخارة- و ينبغي أن تكون مكتوبة بخط جميل و تحوي ألفاظ تفتح القلب و تشرحه كقولك:"أيتها الفاضلة"و"جعلني الله و إياك زوج في الجنة" .. الخ، واحذر كلامات السفلة من الفسقة فأنت طالب علم يقتدى بك كما ذكرت في كلامك، و لا تسلمها إلا مع امرأة، ولا بأس أن تعرضها على الإخوة في هذا المنتدى لإفادتك فليست هي من الأسرار أو مما يستحي ذكره ..
3 - إذا وافقَت على الشروط فالحمد لله، استخر الخالق جل وعلا مرة أخرى و أمضي قدما في التقدم لخطبتها ثم العقد فالزواج، ولا تنسى الإخوة بدعوة .. والله يوفقك لما فيه الخير .. وتأكد أخي أنني اعرف أخ على منهج و عقيدة أهل السنة والجماعة-نحسبه كذلك و الله حسيبه- قد تعلق قلبه بفتاة و هي كذلك منذ الصغر قبل الاستقامة فلما استقام تركها وقلبه معلق بها ولم يكلمها و لم يتصل بها مع أنه يراقبها باستمرار وبعد مضي سنتين تقريبا من تركه لها أقامة علاقة مع رجل أرادها للزواج وخطبها من أبيها و كانت لا تزال علا تعلق قلبي وحب للأخ بدليل مرورها وحدها على سكنه و السؤال عن أخباره .. الخ وعند علمه بذلك و أنه نزعت حجابها-المتبرج-وتبرجت كليا بعث إليها بمطويات و رسائل تدعوا للمحافظة على الصلاة و للحجاب و الإستقامة .. ، فكانت دائما تريد الإتصال به بعدها و تمر على بيته فلا يلقي لها بالا في الظاهر و لكن قلبه يشتعل بها ودعا الله لها في ظهر الغيب .. ثم لما علم منها حبا صادقا بعد رفض عدد غير قليل ممن خطبوها .. استخار الله جل و علا و استشار أخ فاضل فأشار عليه بما قد دون بعضه في هذه الكلمات وإن قسا عليها في كلماته ولكن كانت لها ثمرة فكان منها قبولا فاستقامة فجلباب شرعي فزواج .. وفراقهم دام 09 أو 10 سنوات والآن لهم سنتين زواج، وقد أصبحت تبيض له ما يكتبه هذا الأخ من بحوث على جهاز الحاسوب .. ناهيك عن الدعوة بما تعلمه و قد بدأت بتعلم شروط لا إلا الله و معناها و الأصول الثلاثة .. وهي لا زالت في بداية الطلب .. وتقول لأقارب الزوج و أقاربها المتحجبات حجاب عصري متبرج أن الجلباب نعمة لا يعرف قيمته إلا من لبسته .. أسأل الله تعالى الثبات لهم .. كما انني أسأل الله تعالى الهداية والتوفيق لك ولها .. وهذه حادثة عين قد لا يبنى عليها حكم .. سطرتها للتسلية و العبرة .. والله الموفق للصالحات ..
4 - الأخ "إمام الأندلس" هل تحية بالرفاء و البنين تحية الإسلام أم تحية الجاهلية؟؟
5 - أخي ختاما .. الله .. الله .. في الدعاء و الصدق مع الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا .. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 01:08]ـ
صحيح أختي لامية ..
وهذا مايرقضه بعض اخواننا بدعوى .. الغيرة ..
والله المستعان
بارك الله فيك و لكن لعل ما وقع فيه هذا الشاب كان نتيجة ضعف غيرته ابتداءا
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 01:09]ـ
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته:
لماذا لا يرسل أحدا إليها برغبته في اثنتين /الأولى أنه يريد الاقتران بهابما رآه من حسن خلقها وطيبها وغيرها من الكلمات التي قد تتسبب في مراجعة نفسها وتغيير ما بها من انحراف
والثانية التزامها لأمر الله في نفسها ... فربما يكون فيها من الخير ما لايعلمه الا الله مما يجعلها توافق رغبة في اهل الصلاح
والأهم من ذلك كله على أخينا أن يستخير الله ويلح في الدعاء بعد الإستشارة
والله ولي التوفيق
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته؛ بارك الله فيك
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[نصيحة لمن طلبها]
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة السلام على نبينا محمد، وعلى آله و صحبه أجمعين، أما بعد:
أنصح على وجه السرعة أخي في الله –جل وعلا- الواقع في حب وعشق فتاة متبرجة غير مستقيمة بمايلي:
1 - التأكد بأن الفتاة تبادرك الحب نفسه ليصدق عليك قول النبي صلى الله عليه و سلم: [لم يرى للمتحابين مثل النكاح] .. فإذا لم تتأكد أو لم يغلب على ظنك أنها تحبك فلا تكلف نفسك قراءة الخطوات التالية و استعن بالله -جل وعلا- على ترك التفكر فيها و اشتغل بما ينفعك من طلب للعلم وقراءة القرآن .. واترك الفراغ وغض بصرك فإن النظرة سهم مسموم وإذا عرضت لك أثناء الطلب أو الفراغ ففكر في ما يخرج منها من دم نجس و حيض و مخاط وعَرق ووو .. و اقرأ وصف الحور العين لإمام ابن القيم-رحمه الله- فلعل هذا يزيل ما بك من تعلق بجمال الفتاة حتى ظننتها حور طين [ابتسامة] والجمال نسبي ولا شك، ثم اعلم-وفقك الله- أن في الأخوات السلفيات المستقيمات على الجادة لا اسما فقط بل أخلاقا و عقيدة و .. فيهن من الجمال المكنون كأنه الدر و الجوهر المصون من الجمال المعنوي:كالأخلاق الكريمة، و الجمال الحسي: واسأل عنه المجربين .. وقد أُخبرت به من طرف من لا أكذبه أن أحد الأمهات المستقيمات من عوام أهل السنة-نحسبها و الله حسيبها- قالت كنا نظن أن الأخوات المتجلببات لا اهتمام لهن بالزينة فهن لا يعرفن شيء فيها و استغرب كيف يصبر الإخوة عليهن، وإذا بي احضر زفاف لأحد الأخوات وكان يحوي خليط من المتجلببات المتنقبات، و المتحجبات، و المتحجبات حجاب متبرج، وبعض العاميات، فإذا بالمتجلببات المتنقبات ينزعن النقاب و الجلباب – طبعا مع النساء فقط – فإذا بالأم الصالحة تنبهر بهن لحسنهن و جمالهن الحسي ناهيك عن الأخلاق و الكلام الطيب ... فتمنت أن تكون إحداهن زوجة لابنها .. وإن فتشت وجدت .. و استحضر أخي قول النبي صلى الله عليه و سلم [من ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه] وعليك بدعاء: [اللهم اجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها] ومع ذلك لا تنسى الدعاء لها بظهر الغيب بأن تستقيم .. فلعل الله ييسر أمرك و يفرج كربتك .. اما لو غلب على ظنك أنها تحبك فأعرني سمعك:
2 - عرض الشروط عليها ابتداء من ارتداء الحجاب الشرعي، والمحافظة على الصلاة، و شروط أخرى تراها نافعة لك في اصلاحها .. -بعد الإستخارة- و ينبغي أن تكون مكتوبة بخط جميل و تحوي ألفاظ تفتح القلب و تشرحه كقولك:"أيتها الفاضلة"و"جعلني الله و إياك زوج في الجنة" .. الخ، واحذر كلامات السفلة من الفسقة فأنت طالب علم يقتدى بك كما ذكرت في كلامك، و لا تسلمها إلا مع امرأة، ولا بأس أن تعرضها على الإخوة في هذا المنتدى لإفادتك فليست هي من الأسرار أو مما يستحي ذكره ..
3 - إذا وافقَت على الشروط فالحمد لله، استخر الخالق جل وعلا مرة أخرى و أمضي قدما في التقدم لخطبتها ثم العقد فالزواج، ولا تنسى الإخوة بدعوة .. والله يوفقك لما فيه الخير .. وتأكد أخي أنني اعرف أخ على منهج و عقيدة أهل السنة والجماعة-نحسبه كذلك و الله حسيبه- قد تعلق قلبه بفتاة و هي كذلك منذ الصغر قبل الاستقامة فلما استقام تركها وقلبه معلق بها ولم يكلمها و لم يتصل بها مع أنه يراقبها باستمرار وبعد مضي سنتين تقريبا من تركه لها أقامة علاقة مع رجل أرادها للزواج وخطبها من أبيها و كانت لا تزال علا تعلق قلبي وحب للأخ بدليل مرورها وحدها على سكنه و السؤال عن أخباره .. الخ وعند علمه بذلك و أنه نزعت حجابها-المتبرج-وتبرجت كليا بعث إليها بمطويات و رسائل تدعوا للمحافظة على الصلاة و للحجاب و الإستقامة .. ، فكانت دائما تريد الإتصال به بعدها و تمر على بيته فلا يلقي لها بالا في الظاهر و لكن قلبه يشتعل بها ودعا الله لها في ظهر الغيب .. ثم لما علم منها حبا صادقا بعد رفض عدد غير قليل ممن خطبوها .. استخار الله جل و علا و استشار أخ فاضل فأشار عليه بما قد دون بعضه في هذه الكلمات وإن قسا عليها في كلماته ولكن كانت لها ثمرة فكان منها قبولا فاستقامة فجلباب شرعي فزواج .. وفراقهم دام 09 أو 10 سنوات والآن لهم سنتين زواج، وقد أصبحت تبيض له ما يكتبه هذا الأخ من بحوث على جهاز الحاسوب .. ناهيك عن الدعوة بما تعلمه و قد بدأت بتعلم شروط لا إلا الله و معناها و الأصول الثلاثة .. وهي لا زالت في بداية الطلب .. وتقول لأقارب الزوج و أقاربها المتحجبات حجاب عصري متبرج أن الجلباب نعمة لا يعرف قيمته إلا من لبسته .. أسأل الله تعالى الثبات لهم .. كما انني أسأل الله تعالى الهداية والتوفيق لك ولها .. وهذه حادثة عين قد لا يبنى عليها حكم .. سطرتها للتسلية و العبرة .. والله الموفق للصالحات ..
4 - الأخ "إمام الأندلس" هل تحية بالرفاء و البنين تحية الإسلام أم تحية الجاهلية؟؟
5 - أخي ختاما .. الله .. الله .. في الدعاء و الصدق مع الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا .. والله أعلم
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 02:05]ـ
يا سراج كن لصاحبك نبراسا فدله على بيت فيه ايمان صادق تجلى على الجوارح
و سينسى صورة هذه المعشوقة بمجرد الرغبة في اتباع نصيحة أصدق الخلق و انصحهم: فاظفر بذات الدين تربت يداك " و خذها نصيحة من مجرب سود عينه بشقروات ألمانيا و ما سكن قلبه الا لبنت جبال الجزائر لم يرها قط في حياته و لا في منامه , لما قرر الزواج كان همه الاول الدين و يقينه أن الله لن و لم يخذل رسوله الذي لا ينطق عن الهوى " ما ودعك ربك و ما قلى "
فيا أيها الداعية كيف تحث الناس الى اتباعه و تتبع هواك؟؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 03:48]ـ
!!!!!!!!!!!!
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيه كلام ماتع للشيخ -علي فركوس- مر معي من زمان،فلترجع إليه يا أخي سراج
بخصوص أخونا هذا فأنا أنصحه بالتقدم إليها ويعرض عليها شروطه ومبدؤه، وأسأل الله أن يؤلف بينهما ويرد الأخت الى الطريق الحق ردا جميلا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:30]ـ
أعتذر اخوتي عن قولي بالرفاء والبنين .. فلم أنتبه أنها دعوى الجاهلية ..
عذرا إخوتي ومغفرة ....
ـ[بكر الصغير]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 11:43]ـ
لقد شفني هذا المبتلى والله, وأنحلني وقد كنت نحيلا .. وزادني عليه إشفاقا أن كان تعلقه بمتبرجة-هداني الله وإياه وإياها-واجتمع علي الحزن ثالثةً ما رأيت من تهكم بعض الإخوة-لا مسّهم الله بضر- وكأن الامر يبعث على الضحك والدعابة .. وقد علموا شأن من يضحك من أهل البلاء وأنه نفسه بلية يستعاذ بالله منها. سبحان الله, مارأيت أحفظ لأدبيات العشق ومتون الكلام في ذمه أو التحبيب فيه من أهله. ولكنها الفتنة تقع بالرجل فينكر ما كان يعرف ويتعلم مالم يكن يحسن ويتأول ماكان به يقطع, والله المستعان.
و يتعلق هذا على ما قال ابن القيم بحال الوارد (الفتنة) وحال المحل (المبتلى) قوة وضعفا. أعرف شابا ملتزما كان يسر إلي بالحديث (عنها) لا يخليني من ذلك, وكانت بالجملة أول ماتنفتح عليه عيناه وأخر ماينطبق عليه جفناه, وبعد النصح المتواصل, رحم أحشاءه بطلب الخطبة منها, غير أنه رُد و لم يُحتفل به وخولط في عقله مدة إذ كانت هي التي تمنّيه وتعده
من كان مرعى عزمه وهمومه روض الأماني لم يزل مهزولا
ثم إنه كره النساء جملة وقتا يسيرا .. لكنه بفضل الله تعالى تزوج ورزق الولد ولله الحمد.
لاأزيد على أن أشير إلى ما نصح به الأخ أبو عيسى الجزائري-جزاه الله خيرا- من الإلحاح في الدعاء ما بلغ الجهد فيه ومن الضراعة لله والبكاء عنده و التحبب إليه فإنه أكرم من أن يذر عبده مفتت الكبد مقطع الأحشاء من أجل جارية قد لا تعرف السبيل إلى ما يتكلم به ذاك البتة .. أما الزواج منها فليس أعلم بحاله ممن خلقه فليستخره. وأعرف شابا كان مبتلى بعشق غلام وقد أعاذه الله منه -بعد الدعاء والبكاء- بقراءة فصول من: الداء والدواء فرحم الله المؤلف والقارئ. وأسأله تعالى أن يصلح حالي و حاله إنه أكرم مسؤول. والسلام
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 12:10]ـ
الحب شعور لا يحسه إلا من وقع في الحب وعرف عذابه وهذه مرحلة مذمومة
قل لها إن أحاسيسك صادق ومشاعرك أكثر صدقاً
لكن ما عند الله خير وأبقى
ومن ترك شيءً لله عوضه الله خير منه
أسأل الله أن يصرف نظره عنها ولا يفتنه بها
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 11:13]ـ
الحب داء عضال لادواء له ... يحار فيه الأطباء النحارير
قد كنت أحسب أن العاشقين غلوا ... في وصفه فإذا بالقوم تقصير
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهم سؤال: هل تصلي؟ إن لم تكن تصلي فهي مرتدة لا يجوز نكاحها
وإذا كانت تصلي فهي مسلمة ابتليت بمعصية وقد جاز نكاح النصرانية واليهودية، فهي أولى
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 09:56]ـ
قلبه تعلّق بها!
الذين هم من دعاة الخير لا يسيرون وراء القلوب .. انما العقل ..
حتى لو ابتلي في امر دينه وصبر فهذا ليس دليل على انه كامل .. ونحن نرى انه فتنة بسيطة كفتنة النساء .. ارادت الفتك به .. نسال الله ان يغفر له ويهديه الى سواء السبيل ..
وكلنا هكذا وانا من غرب بلدكم ونحن افسد اخلاقا ودينا منكم .. ولا حول ولا قوة الا بالله ..
وماتفعل امام التحديات الزمانية المعاصرة .. الواجب الصبر والثبات والتغيير بقدر المستطاع ..
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 09:57]ـ
نسبة المتبرجات عندنا في الجزائر مرتفعة و هناك مناطق لعل نسبة المتبرجات أكثر بكثير من نسبة المتحجبات كالعاصمة مثلا.
و يستحيل أن لا يرى الجزائري مطلقا متبرّجة.
نعم كما قلت ولكن الواجب ان يعفف نفسه ويختار من تعينه على امر دينه ..
واذا اشغلته البنت السابقة فيبدل تفكيرها بتفكير حول بنت متدينة وطيبة وخلوقة .. الخ ..
والله خير موفق وخير معين وخير ناصح فالواجب الاستخارة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 10:12]ـ
أما الرؤيا .. فلا يمكنه القطع أنها رؤيا حق .. وحينئذ بطل الاستدلال
وهذا من باب التنزل,, ولا يقاس على ذلك رؤى الملك وغيره
فهذه مؤيدة بالنبي المعصوم الذي فسرها وتفسيره حق
---
وأما إيهام نفسه أنه يحبها , فهو إعجاب بها لا غير
والحب شيء آخر, حيث لم يعرف طبائعها بل عرف فساد خلقها
ورقة دينها
--
وأما أنه يخرج معها وهي غير محجبة, فلا يجوز قطعا.,سواء كانت كتابية أو غير ذلك
وهو كما قالت الأخت الأمل الراحل , قلة غيرة أجاركم الله تعالى
--
أخيرا .. إذا سلمنا بترجيح مصلحة الزواج بها -وهو خلاف الأصل المتبع عند جميع العقلاء والذي دل عليه الكتاب والسنة-
فليتقدم لها ذاكرا لها أن أخص شروطه: الصلاة, والحجاب (بمعناه الذي هو حقيقة العفاف)
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 10:53]ـ
قال النّبي صلى الله عليه و سلّم: ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيهاً ماله وقد قال الله عز وجل: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}) أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الشيخ الألباني.
لفت انتباهي الحديث لأنه قد يفهم من الوعيد بعدم إجابة الدعاء وجوب تطليق سيئة الخلق ووجوب الإشهاد على الدين. ثم بحثت في الدرر السنية فوجدت غير تصحيح الألباني ما يلي مما شد انتباهي:
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 8/ 4148
خلاصة الدرجة: مع نكارته إسناده نظيف
الراوي: - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/ 462
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح [وروي] مرفوعا بإسناد صحيح
الراوي: أبو موسى المحدث: الوادعي - المصدر: أحاديث معلة - الصفحة أو الرقم: 271
خلاصة الدرجة: ظاهره الصحة تفرد به ممن يعتد به معاذ بن معاذ. وخالفه [أربعة رووه موقوفا]
ثم في الشاملة هناك كتاب الظاهر أنه تفريغ لكلام للشيخ عبد الله السعد في شرح الموقظة وجاء فيه:
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (ثلاثة لا يستجاب لهم دعاء وذكر منهم: ورجل كان له إمرأة سيئة الخلق ولم يطلقها)، فمتن هذا الحديث مخالف لكثير من النصوص التي تأمر الرجل بالصبر على أهله، وفي سنده أيضا علة وهي أنه قد اختلف فيه على الشعبي وأكثر الرواة على وقفه كما ذكر ذلك الحاكم وابن كثير، فاجتمع فيه علة المتن والإسناد. (انتهى)
وفي شرحه لعلل الترمذي - في أرشيف ملتقى أهل الحديث - قال:
" وقسم لا يلتفتون إلى أن يكون هذا النص مخالفا لنصوص أخرى فهذا أيضا ما هو بصحيح فإذا كان هذا النص مخالفا للنصوص الصريحة الواضحة فهذا غالبا يكون معلولا ولا بد أن تكون هناك علة في الإسناد أعني مثلا ما رواه الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى:" ثلاثة لا يستجاب لهم دعاء: رجل كان له امرأة سيئة الخلق ولم يطلقها " لا شك أن نصوص القرآن والسنة جاءت بخلاف هذا وأنه مطلوب من المسلم والصبر وبالذات الصبر على أهله ومطلوب منه حسن الخلق ومن حسن الخلق أن يصبر عليهم وأين نصوص الصبر التي موجودة في كتاب وسنة رسوله e بكثرة لاشك أن هذا الحديث معلول وقد اختلف من رواه عن الشعبي وأكثر الرواة على وقفه وهو موقوف ليس بمرفوع وقد أشار إلى هذا الحاكم وابن كثير وهذه علة في الإسناد بالإضافة إلى وجود علة في المتن "
ومن ناحية فقه الحديث:
الماوردي في الحاوي الكبير:
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَدَاوُدُ، وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ: إِنَّ الشَّهَادَةَ فِي الْبَيْعِ وَاجِبَةٌ.
اسْتِدْلَالًا بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ [الْبَقَرَةِ:] وَهَذَا أَمْرٌ يَدُلُّ عَلَى الْوُجُوبِ، وَبِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أَنَّهُ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمُ: رَجُلٌ آتَى السَّفِيهَ مَالَهُ، فَهُوَ يَدْعُو عَلَيْهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ [النِّسَاءِ:].
وَرَجُلٌ لَهُ امْرَأَةٌ سَيِّئَةُ الْخُلُقِ، فَهُوَ يَدْعُو عَلَيْهَا لِلْخَلَاصِ مِنْهَا وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ طَلَاقَهَا، وَرَجُلٌ بَاعَ بَيْعًا فَلَمْ يُشْهِدْ وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ [الْبَقَرَةِ:]، فَدَلَّ عَلَى وُجُوبِ الشَّهَادَةِ فِي الْبَيْعِ.
ثم وجدت توجيها لطيفا لمعنى الحديث في كتاب الفتاوى العامة للسحيم:
وعدم استجابة دعاء هؤلاء إنما هو في خصومهم المذكورين في الحديث.
ثم ذكر إشارة المناوي لذلك.
وقد أشار لذلك أيضا الشاطبي في الموافقات قائلا:
" ومعنى هذا أن الله لما أمر بالإشهاد على البيع وأن لا نؤتي السفهاء أموالنا حفظا لها وعلمنا أن الطلاق شرع عند الحاجة إليه كان التارك لما أرشده الله إليه قد يقع فيما يكره ولم يجب دعاؤه لأنه لم يأت الأمر من بابه "
وجاء في تعليق للشيخ مشهور على الموافقات: " قال "خ" هنا: "وهو على تقدير ثبوته محمول على الدعاء على الثلاثة الملوح إليهم في الحديث؛ لأنه هو الذي ابتلى نفسه بمعاشرة تلك الزوجة، وقصر في عدم الإشهاد على المدين، وألقى بماله في ذمة خربة".
وفي (دروس للشيخ محمد المنجد):
" قيل في هؤلاء الثلاثة: لا يستجاب دعاؤهم في خصومهم، وليس المعنى: أنه لا يستجاب دعاؤهم على الإطلاق، وهذا الحديث لا يعني -أيضاً- أنه إذا كانت المفاسد في الطلاق أكثر أنه يطلق، ولكن المرأة إذا ساء خلقها جداً فإن المصلحة في تطليقها؛ لأنها نكد "
والمعذرة يا صاحب الموضوع على الاستطراد ولكني أجببت ذكر ما تقدم للفائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:02]ـ
وأما إيهام نفسه أنه يحبها , فهو إعجاب بها لا غير
والحب شيء آخر, حيث لم يعرف طبائعها بل عرف فساد خلقها
ورقة دينها
فعلا, هناك فرق بين الجب الذي تبنيه العشرة بما فيها من مواقف ووقفات وأخلاق وتساند وتراحم وتواد, وبين الحب الذي تولد من سهم إبليس
الحب الأول راسخ لا يذوب مع السنين, والحب الآخر في أحسان أحواله كحبة السكر, سيذوب ويضمحل, كاسة شاي تستمع بها ثم لا شيء, نعم, إن الوقاع لعدة أيام وربما أشهر ونحوها سيذهب ذلك الحب المزيف, وتبقى تنظر في أخلاقها وصفاتها التي أعماك هن تأملها شكلها وجمالها, فتجد نفسك أمام إنسانة لا تناسبك شخصيتها, بله أن تكون سيئة الخلق أو فاسقة.
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 11:28]ـ
فأهدهِ قصة أخيه يسار الذي كان على نفس حاله
وآل لخيرٍ عظيم
نسألُ اللهَ له الخيرَ والعفو والعافية
http://www.quran-radio.ps/qases18.htm
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 01:40]ـ
انصحه ان يبحث عن غيرها ولايغتر بجمالها ولا بانفتاحها ..
ولكن:
فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وليكن له عبره في قصة عمران بن حطان في زواجه بالخارجية.
والله الموفق.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 05:47]ـ
أخي " سراج الجزائري " ..... ماذا فعل الله بصاحبك؟
( http://majles.alukah.net/member.php?u=8262)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 10:40]ـ
Oقال الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله في جوابه على سؤال "أنا مسلم قادر على الزواج التقيت بشابة ذات أخلاق حسنة ولكنها متبرجة. ما حكم الشرع إن تزوجت بها وهي مصرة على التبرج؟.":
واعلم أيها الأخ الكريم أن الزواج من المصرة على التبرج يعني أحد أمرين:
الأول: أن يرضخ الزوج لها، ويسكت عن منكرها، فيبوء بالإثم الكبير في الآخرة، والعار في الدنيا، فإنه راعٍ ومسئول عن رعيته.
وكيف يرضى رجل عاقل أن يسير مع امرأته في الشارع وهي متبرجة، والرجال من حوله ينظرون إليها ويستمتعون بها؟!!
والثاني: أن يظل معها في خلاف وصراع، وشد وجذب، وهذا كدر وبلاء لا يرضاه العقلاء، فالسلامة السلامة، فإن السلامة لا يعدلها شيء، وابحث عن ذات الدين، ففي الصالحات غنى وكفاية والحمد لله، والمرأة الصالحة خير متاع الدنيا، تعين على الطاعة، وتذكر بالمعروف، وتحفظ زوجها في نفسها وماله، وتربي له ذرية صالحة تعبد الله.
نسأل الله لك التوفيق والخير والرشاد.
والله أعلم.
أما قول الأخ "هو يستحيل أن يحلق لحيته، " فهذا لا يقوله ألا من لا يعرف الواقع وإلا الواقع يقول غير ذلك فكم شاهدنا من يحفظ تفسير قرآن وأغلب القرآن ثم حلق لحيته وأنتكس ومن رأى ليس كمن لم يرى ومن عرف ليس كمن لم يعرف.
وأيضا "لا يخفى عليه الضرر الذي سَيسَببُه إن تقدّم إليها لأنّ الناس تنظر إليه على أنّه قدوة"
فهذا لا شك فيه فتزوج الملتزمين بالمتبرجات مصيبة كبيرة اليوم أما قول البعض إذا كان الملتزمين يتزوجون بالملتزمات فمن لهن المتبرجات؟
فهذا كلام عجيب وغريب!!! يعني شخص ملتزم يذهب يتزوج بمتبرجة بدعوى من لهن المتبرجات؟؟ وأين حديث رسول الله "إظفر بذات الدين"
خاصة ان الأخ يقول " الفتاة التي رغب فيها متفتّحة إلى أقصى الحدود" فمذا بعد هذا؟ وأظن هذا كله من أساليب الشيطان بأنه ربما تهتدي على يديه وووو ونحن نقول صحيح ربما تزوج ملتزم بمتبرجة فألتزمت ولكن هذه الحالات قليلة جدا ولا أظن ينكر هذا أحد بل الواقع يقول أن الملتزمين إذا تزوجوا بالمتبرجات يضعف إيمانهم ويتساهلوا في أمور.
وأنا أسأل هذا الأخ عندما يزورك أحد في بيتك هل ستتحجب المرأة عنهم وعندما تخرج من البيت مع زوجتك هل ستخرج أنت ملتحي وهي متبرجة
لا أظن أنها ستقبل ذلك فعندها سيحصل أمرين لا ثالث لهما إما ان تحلق لحيتك وتخرج معها متبرجة وإما ان تتحجب والأول أقرب اليوم وأقول لك دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فدينك أغلى من كل شىء ولو خسرته خسرت الدنيا والأخرة عفانا الله وإياك من ذلك
نصيحتي للأخ أن يبحث عن أخت ملتزمة تعينه على أمور دينه ودنياه وتكون له سندا في أوقات الشدة وكما قال الأخوة حتى لا يقول المجتمع ان من أسباب عدم زواج الأخت الحجاب ونسأل الله أن وفقه لكل خير.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 01:48]ـ
سبحان الله
الأخ ملتزم, والأخت غير ملتزمة
فأين يذهب؟؟
هل يضمن أن تتوب إلى الله؟؟
أيملك قلبها حتى يحوله للهداية!!
((إنك لا تهدي من أحببت, ولكن الله يهدي من يشاء))
طلبها نوح عليه السلام لابنه فكان قدر الله
وطلبها إبراهيم عليه السلام لأبيه فكان قدر الله
فكيف يكون حالك إن لم يرد الله هدايتها؟؟
المعادلة سهلة أخي الكريم
بما أنك ملتزم على حد قولك
وبما أنها متبرجة متحررة كما تقول
وبما أن هدايتها ليست بيديك
إذن فلا تتزوجها ...
-------------
ولكن ...
ولكن إن كنت في حاجة ملحة للزواج
وتخشى الفتنة على نفسك
ولا تجد غيرها في محيطك من ذوات الدين
فتزوجها إعفافا لنفسك
فإن استقامت فالله الموفق لكل خير
وإن استحال الوفاق بينكما فقد جعل الله لك سبيلا
والله تعالى أعلم(/)
التوثيق لدى فقهاء المذهب المالكي.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 11:01]ـ
التوثيق لدى فقهاء المذهب المالكي
تأليف: عبد اللطيف الشيخ
مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث – دبي، المجمع الثقافي – أبو ظبي
الإصدار التاسع والستون
سنة 2004م، ج2 - 1مج، 893ص، 24 سم.
أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراه قدمت في جامعة الزيتونة في تونس.
كان للفقهاء المجتهدين دور مهم في استنباط الأحكام الشرعية المتعلقة بقسم المعاملات من الفقه الإسلامي، استنبطوها من نصوص الوحي الإلهي؛ القرآن الكريم والسُّنة النبوية المطهرة، وفصلوها تفصيلاً؛ سعياً لتوضيح شرع الله، وحرصاً على تمييز الحلال من الحرام، وبياناً للقانون الإلهي الذي يجب أن يسود؛ لأنه ينظم الحياة الاجتماعية للناس، وأن يكون المرجع عند التنازع، الذي لا تنقطع أسبابه ما دامت النفس الأمارة بالسوء تتجاوز حدودها في الطمع، وما دامت الغريزة دافعة أحياناً إلى المنكرات، والشهوة العارمة طاغية عند بعضهم، وعند التنازع كثيراً ما يأكل بعضهم مال بعض بالباطل، أو يزهق نفساً بغير حق، أو يعتدى على عرض.
وقد جاءت شريعتنا الإسلامية العادلة السمحة بطريقة تخفف من أخطار التنازع، وتدرأ من مفاسدها، وتعين على معرفة أصحاب الحقوق؛ لينالوها قضاءً، وتعمل على السداد في المعاملات، إنها طريقة التوثيق التي ندب الشارع إليها بتحريضه على كتابة الدَّين. والإشهاد في سائر المعاملات.
إن التوثيق يُمَكِّن أصحاب الحقوق من حقوقهم، ويحفظ المال لأهله، ويجنب المتعاقدين من مزالق الحرام، ويصون أعراض الناس؛ إذ به يميز النكاح من السفاح، ويثبت نسب الأبناء إلى آبائهم، وبه يحسم كثير من أسباب الخصومات، وتسد أبواب المنازعات، وهذا فيه ما يضمن للمجتمع سلامته وأمنه واستقراره.
وأشار المؤلف إلى الأسباب التي دعته إلى اختيار موضوع هذا الكتاب ابتداءً من تشجيع أساتذته، أصحاب الاختصاص في هذا المجال، وذلك لوجود فراغ في المكتبة لمثل هذا العنوان، إضافة إلى رغبة الباحث الشديدة في إبراز هذا العلم بعد ما قل الاهتمام به وتناقص، لما طرأ على الحياة من النظم الحديثة المستوردة في مجال التوثيق، فأراد من خلال رسالته هذه إبراز هذا العلم، وجعلها بذرة لإعادة بعثه من جديد وإخراجه للباحثين؛ للاطلاع على ما بلغه هذا العلم عند المسلمين الأوائل، وتنبيه المختصين والمهتمين إلى أهمية الثروة التوثيقية التي يزخر بها تراثنا الإسلامي.
منهج الباحث في الكتاب:
اتبع الباحث في كتابه هذا منهجاً اختصره بالخطوات الآتية:
1 - اتبعت في تحرير المعلومات التي أودعتها في رسالتي منهج الاستقراء لمصادرها ما أمكن، قصد الوصول إلى قدر كبير من الصحة والدقة.
2 - اعتمدت الترتيب التاريخي في ذكر العلماء والأقوال، وترتيب المصادر والمراجع في الغالب.
3 - إذا كان في المسألة أكثر من قول عزوت الأقوال إلى أصحابها ما أمكن ذلك، مع ذكر أدلتهم وحججهم، والترجيح بينها كلما اقتضى الأمر ذلك.
4 - الربط بين أقوال الفقهاء في بعض مسائل التوثيق وبين ما جرى عليه العمل عند الموثقين من رجال المذهب المالكي في البلدان المغربية.
5 - واكبت تطور التوثيق في الغرب الإسلامي، واستعرضت القوانين المعاصرة الخاصة بأنظمة العدول بتونس والمغرب.
6 - قسمت حركة التأليف في علم التوثيق إلى أطوار عديدة، منها ما هو خاص بالأندلس، ومنها ما هو خاص بالمغرب العربي، وكان التقسيم حسب ازدهار التوثيق وضعفه، وأسلوب التأليف فيه، فقمت بجمع أسماء المؤلفات والكتب التي ألفت في هذا العلم في كل طور على حدة، مع الإشارة إلى المطبوع منها والمخطوط، ثم التعريف بمضمون الموجود منها مما تمكنت من الحصول عليه مع بيان مناهج المؤلفين.
7 - قمت بالترجمة للموثقين بالغرب الإسلامي وترتيبهم ترتيباً زمنياً حسب وفياتهم، أما من كانت وفاتهم في سنة واحدة فقد رتبتهم هجائياً، ووضعت في آخر كل قرن تراجم من لم أقف على وفاته، وظفرت بما يدل على أنه من هذا القرن، كما جعلت في آخر القرون تراجم من لم أقف على وفاته، أو ما قامت قرينة على أنه عاش في قرن معين.
8 - قمت بترجمة الأعلام المذكورين في الرسالة ما لم يكونوا مشهورين كالأئمة الأربعة.
9 - قمت بتخريج الأحاديث الواردة في الرسالة.
10 - قمت بتعريف المصطلحات التوثيقية والفقهية في الحواشي تسهيلاً لفهمها.
11 - جعلت في كتابي ملاحق ضمنتها مجموعة من الوثائق تكون بمنزلة أمثلة تطبيقية تأكيداً وتوثيقاً لما قدمته من معلومات.
12 - قمت بفهرسة المصطلحات التوثيقية الواردة في نص الكتاب إلى جانب فهارس شاملة للرسالة من أجل التيسير على الباحث في الوصول إلى بغيته.
خطة الموضوع:
قسم موضوع البحث إلى خمسة أبواب هي كما يأتي:
الباب الأول: خصصه للحديث عن علم التوثيق ونشأته، واشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: تعريف التوثيق والألفاظ ذات الصلة.
الفصل الثاني: أصل تشريع التوثيق ونشأته.
الفصل الثالث: أنواع التوثيق وأهميته وفوائده.
الفصل الرابع: صلة التوثيق بعلوم أخرى.
الباب الثاني: جعله الباحث في فن كتابة الوثائق وأحكامها، واشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: كتابة الوثيقة.
الفصل الثاني: الشهادة على الوثيقة.
الفصل الثالث: ما يراعى في كتابة الوثيقة.
الفصل الرابع: أسلوب كتابة الوثائق ودقتها وحجيتها.
الباب الثالث: خصصه للموثق وأحكامه، واشتمل على فصلين:
الفصل الأول: وظيفة الموثق وتصنيفها.
الفصل الثاني: أحكام الموثق وآدابه.
الباب الرابع: تكلم فيه عن أطوار التوثيق بالغرب الإسلامي، واشتمل على فصلين:
الفصل الأول: أطوار التوثيق بالأندلس.
الفصل الثاني:أطوار التوثيق ببلاد المغرب العربي.
الباب الخامس: خصصه لتراجم الموثقين بالغرب الإسلامي، واشتمل على فصلين:
الفصل الأول: تراجم الموثقين بالأندلس.
الفصل الثاني: تراجم الموثقين بإفريقية والمغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن محمد الحمد]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:26]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[د على رمضان عبد المجيد]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 09:29]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رسالة قيمة هل بالامكان اتحافنا بها
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 01:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
رسالة قيمة هل بالامكان اتحافنا بها
جزاكم الله خيراً جميعاً ..
والرسالة لا توجد على الشبكة في ظني وحسب تتبعي , وهذا موقع المؤلف:
http://www.dr-alshaikh.com/index.htm(/)
صلاح الدين من أبطال أمتنا وإن رغمت أنوف الروافض
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 01:22]ـ
هذه مقتطفات نقلتها من كتاب النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية أو مناقب السلطان
صلاح للمؤلف يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصلي, أبو المحاسن بهاء الدين, المشهور بابن شداد تحدث فيه عن مناقب صلاح الدين الأيوبى وجهاده.
أقول: صلاح الدين الأيوبى الذى إلا لم تكن له منقبة إلا تخليص مصر السنية من أيدى الشيعة ومذهبهم لكفى، فما بالك إن كان هو من خلص المسجد الأقصى من أيدى الصليبيين حتى أصبحنا لانذكر كلمة تحرير المسجد الأقصى إلا ذكرناه ونقول متى يأتى صلاح الدين الذى يخلص المسجد الأقصى من أحفاد القردة والخنازير؟
ونتيجة لما قام به من جهوده لتخليص مصر (معقل الشيعة الأول أنئذاك) من أيدى الشيعة الراوفض كان رد فعلهم أن أتهموه بأشياء كثيرة ذكرها الأخ سليمان خراشى العضو بملتقى أهل الحديث
((قال حسن ابن علامتهم الشهير محسن الأمين في كتابه " حقائق حول التشيع ودور الإيرانيين فيه "،) الصادر عام 1427هـ (:
- (خلاصة ما نقول في صلاح الدين الآن: إن قصة صلاح الدين من زيف التاريخ، إن صلاح الدين بحقيقته المجردة شيء تافه جداً، بل وفوق التافه)!) ص 74 (
- وقال) ص 80): (وصلاح الدين الأيوبي قضى أولاً على المكتبات كلها، أحرقها وأتلفها وأفسدها، وارتكب من الفضائح والأمور التي ينفر منها كل ضمير إنساني. ومنها تعطيل دراسات الشيعة في الأزهر، والقضاء على الفاطمية.
فقد جمع صلاح الدين الأيوبي كل العائلة الفاطمية، وكل من ينتمي إليها، ووضع النساء في سجن والرجال في سجن، ليموتوا جميعاً دون أن يتزاوجوا ويتوالدوا، وهذا شيء لم يفعله أي إنسان في التاريخ. فهذا من بعض أفعاله، فكيف يُحفظ التدريس الشيعي في الأزهر)!
قلتُ (سليمان خراشى): أنقل هذا؛ لعل القائمين على العلم والدعوة في الأزهر وفي مصر يطلعون على رأي القوم، دون تقية؛ لأن كتاب المذكور عبارة عن كلمات وإجابات لأسئلة في محيط الشيعة، تحكي همومهم وتألمهم من طردهم من مصر.
أما مؤلف الكتاب ابن شداد (1) قسم الكتاب قسمين الأول وهو ما جمعت منه هذه المقتطفات واسمه فى ذكرى مولده وخصائصه.
والثانى فى بيان تقلبات أحواله وفتوحاته فى تاريخها.
وصاحب الكتاب كان قبل وصف خلق من أخلاق صلاح الدين يقدم له بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة تحث على هذا الخلق.
مولده:
(1) كان مولده رحمه الله في شهور سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة وذلك بقلعة تكريت وكان والده أيوب بن شاذي رحمه الله تعالى والياً بها وكان كريماً أريحياً حليماً حسن الأخلاق.
(2) وكان رحمة الله عليه حسن العقيدة كثير الذكر لله تعالى قد أخذ عقيدته على الدليل بواسطة البحث مع مشايخ أهل العلم وأكابر الفقهاء وفهم من ذلك ما يحتاج إلى تفهمه بحيث كان إذا جرى الكلام بين يديه يقول فيه قولاً حسناً. وكان قد جمع له الشيخ قطب الدين النيسابوري عقيدة تجمع جميع ما يحتاج إليه في هذا الباب. ((كان أشعرى المذهب نسأل أن يتجاوز عنه ويغفر له لما قدمه من خير للإسلام والسنة))
للمزيد على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132771
(3) وأما الصلاة فإنه كان رحمه الله تعالى شديد المواظبة عليها بالجماعة حتى أنه ذكر يوماً أن له سنين ما صلي إلا جماعة.
وكان إن مرض يستدعي الإمام وحده ويكلف نفسه القيام ويصلي جماعة.
ولقد رأيته قدس الله روحه يصلي في مرضه الذي مات فيه قائماً وما ترك الصلاة إلا في الأيام الثلاثة التي تغيب فيها ذهنه.
وكان إذا أدركته الصلاة وهو سائر نزل وصلى.
(4) وكان رحمه الله تعالى يحب سمّاع القرآن العظيم ويستجيد إمامه ويشترط أن يكون عالماً بعلم القرآن العظيم متقناً لحفظه.
وكان يستقرئ من يحرسه في الليل وهو في برجه الجزءين والثلاثة والأربعة وهو يسمع.
(5) وكان رحمه الله شديد الرغبة في سماع الحديث ومتى سمع عن شيخ ذي رواية عالية وسماع كثير فإن كان ممن يحضر عنده استحضره وسمع عليه فأسمع من يحضره في ذلك المكان من أولاده ومماليكه المختصين به وكان يأمر الناس بالجلوس عند سماع الحديث إجلالاً له.
(6) حسن ظنه بالله واعتماده عليه
وكذلك الاعتماد في كشف الغمة عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: وكيف نصنع فقلت اليوم الجمعة يغتسل المولى عند الرواح ويصلي على العادة بالأقصى موضع مسرى النبي صلّى الله عليه وسلّم ويقدم المولى التصدق بشيء خفية على يد من يثق به ويصلي المولى ركعتين بين الآذان والإقامة ويدعو الله في سجوده فقد ورد فيه حديث صحيح وتقول في باطنك: إلهي قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك ولم يبق إلا الإخلاد إليك والاعتصام بحبلك والاعتماد على فضلك أنت حسبي ونعم الوكيل.
(7) ذكر عدله وكرمه رحمه الله تعالى
ولقد رأيته واستغاث إليه إنسان من أهل دمشق يقال له ابن زهير على تقي الدين ابن أخيه فأنفذ إليه ليحضر إلى مجلس الحكم وكان تقي الدين من أعز الناس عليه وأعظمهم عنده ولكنه لم يحابه في الحق.
وكان رحمه الله يعطي في وقت الضيق كما يعطي في حال السعة.
وأما تعداد عطاياه وتعداد صنوفها فلا تطمع فيها حقيقة أصلاً وقد سمعت من صاحب ديوانه يقول لي قد تجاربنا عطاياه فحصرنا عدد ما وهب من الخيل بمرج عكا فكان عشرة آلاف فرس.
(8) ذكر شجاعته قدس الله روحه
وكان لا بد له من أن يطوف حول العدو في كل يوم مرة أو مرتين إذا كنا قريباً منهم.
ولقد وصل في ليلة واحدة منهم نيف وسبعون مركباً على عكا وأنا أعدها من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس وهو لا يزداد إلا قوة نفس.
وكان رحمه الله تعالى إذا اشتد الحرب يطوف بين الصفين ومعه صبي واحد على يده جنيب ويخرق العساكر من الميمنة إلى الميسرة ويرتب الأطلاب ويأمرهم بالتقدم والوقوف في مواضع يراها.
ولقد انهزم المسلمون في يوم المصاف الأكبر بمرج عكا حتى القلب ورجاله ووقع الكؤس والعلم وهو رحمه الله ثابت القدم في نفر يسير حتى انحاز إلى الجبل بجمع الناس ويردهم ويخجلهم حتى يرجعوا ولم يزل كذلك حتى نصر عسكر المسلمين على العدو في ذلك اليوم وقتل منهم زهاء سبعة آلاف ما بين راجل وفارس ولم يزل رحمه الله مصابراً لهم وهم في العدة الوافرة إلى أن ظهر له ضعف المسلمين فصالح وهو مسؤول من جانبهم فإن الضعف والهلاك كان فيهم أكثر ولكنهم كانوا يتوقعون النجدة ونحن لا نتوقعها وكانت المصلحة في الصلح
(9) ذكر اهتمامه بأمر الجهاد
قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} ونصوص الجهاد كثيرة.
ولقد هجر في محبة الجهاد في سبيل الله أهله وأولاده ووطنه وسكنه وسائر بلاده وقنع من الدنيا بالسكون في ظل خيمة تهب بها الرياح ميمنة وميسرة.
وكان الرجل إذا أراد أن يتقرب إليه يحثه على الجهاد وأنا ممن جمع له فيه كتاباً جمعت فيه آدابه وكل آية وردت فيه وكل حديث روي في فضله وشرحت غريبها.
(10) صبره واحتسابه رحمة الله عليه
ولقد رأيته رحمه الله تعالى وقد جاءه خبر وفاة ولد له بالغ يسمى إسماعيل فوقف على الكتاب ولم يعرف أحداً ولم نعرف حتى سمعناه من غيره ولم يظهر عليه شيء من ذلك سوى أنه لما قرأ الكتاب دمعت عينه.
ولقد رأيته ليلة على صفد وهو يحاصرها وقد قال لا ننام الليلة حتى تنصب لنا خمس مناجيق ورتب لكل منجنيق قوماً يتولون نصبه وكنا طول الليل في خدمته قدس الله روحه في ألذ مفاكهة وأرغد عيش والرسل تتواصل تخبره بأن قد نصب من المنجنيق الفلاني كذا ومن المنجنيق الفلاني كذا حتى أتى الصباح وقد فرغ منها ولم يبق إلا تركيب خنازيرها عليها وكانت من أطول الليالي وأشدها برداً ومطراً.
ورأيته وقد وصل إليه خبر وفاة تقي الدين ابن أخيه ونحن في مقابلة الإفرنج جريدة على الرملة وبيننا وبينهم شوط فرس لا غير فأحضر الملك العادل وعلم الدين سليمان وسابق الدين وعز الدين وأمر بالناس فطردوا من قريب الخيمة بحيث لم يبق حولها أحد زيادة عن غلوة سهم ثم أظهر الكتاب ووقف عليه وبكى بكاءً شديداً حتى أبكانا من غير أن نعلم السبب ثم قال رحمه الله والعبرة تحنقه توفي تقي الدين فاشتد بكاؤه وبكاء الجماعة ثم عدت إلى نفسي فقلت استغفروا الله تعالى من هذه الحالة وانظروا أين وفيما أنتم وأعرضوا عما سواه فقال رحمه الله نعم أستغفر الله وأخذ يكررها ثم قال لا يعلم أحد واستدعى بشيء من الماورد فغسل عينيه ثم أشخص الطعام وحضر الناس ولم يعلم بذلك أحد حتى عاد العدو إلى يافا وعدنا نحن إلى النطرون وهو مقر ثقلنا.
(11) ذكر نبذ من حلمه وعفوه رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد كانت طراحته تداس عند التزاحم عليه لعرض القصص وهو لا يتأثر لذلك ولقد نفرت يوماً بلغتي من الجمال وأنا راكب في خدمته فزحمت وركه حتى آلمته وهو يتبسم رحمه الله.
ولقد كان يسمع من المستغيثين والمتظلمين أغلظ ما يمكن أن يسمع ويلقى ذلك بالنشر والقبول.
(12) ذكر محافظته على أسباب المروءة
ولقد كان السلطان كثير المروءة ندي اليد كثير الحياء مبسوط الوجه لمن يرد عليه من الضيوف حتى يطعم لا يرى أن يفارقه الضيف حتى يطعم عنده ولا يخاطبه بشيء إلا وينجزه وكان يكرم الوافد عليه وإن كان كافراً.
ولقد رأيته وقد دخل عليه صاحب صيدا بالناصرة فاحترمه وأكرمه وأكل معه الطعام ومع ذلك عرض عليه الإسلام فذكر له طرفاً من محاسنه وحثه عليه.
وكان يكرم من يرد عليه من المشايخ وأرباب العلم والفضل وذوي الأقدار وكان يوصينا بأن لا نغفل عمن يجتاز بالخيم من المشايخ المعروفين حتى يحضرهم عنده وينالهم من إحسانه.
ولقد كنت راكباً في خدمته في بعض الأيام قبالة الإفرنج وقد وصل بعض اليزكية ومعه امرأة شديدة التخوف كثيرة البكاء متواترة الدق على صدرها قال اليزكي إن هذه خرجت من عند الإفرنج فسألت الحضور بين يديك وقد أتينا بها فأمر الترجمان أن يسألها عن قصتها فقالت اللصوص المسلمون دخلوا البارحة إلى خيمتي وسرقوا ابنتي وبت البارحة أستغيث إلى بكرة النهار فقال لي المملوك السلطان هو أرحم ونحن نخرجك إليه تطلبين ابنتك منه فأخرجوني إليك وما أعرف ابنتي إلا منك.
فرق لها ودمعت عينه وحركته مروءته وأمر من ذهب إلى سوق العسكر يسأل عن الصغيرة من اشتراها ويدفع له ثمنها ويحضرها وكان قد عرف قضيتها من بكرة يومه فما مضت ساعة حتى وصل الفارس والصغيرة على كتفه فما كان إلا أن وقع نظرها عليها فخرت إلى الأرض تعفر وجهها في التراب والناس يبكون على ما نالها وهي ترفع طرفها إلى السماء ولا نعلم ما تقول فسلمت ابنتها إليها وحملت حتى أعيدت إلى عسكرهم.
وكان حسن العشرة لطيف الأخلاق طيب الفكاهة حافظاً لأنساب العرب ووقائعهم عارفاً بسيرهم وأحوالهم حافظاً لأنساب خيلهم عالماً بعجائب الدنيا ونوادرها بحيث كان يستفيد وكان حسن الخلق يسأل الواحد منا عن مرضه ومداواته ومطعمه ومشربه وتقلبات أحواله.
وكان طاهر المجلس لا يذكر بين يديه أحد إلا بخير السمع فلا يحب أن يسمع عن أحد إلا الخير وطاهر اللسان فما رأيته ولع بشتم قط وكان حسن العهد والوفاء فما أحضر بين يديه يتيم إلا وترحّم على مخلفيه وجبر قلبه وأعطاه وجبر مصابه وإن كان له من أهله كبير يعتمد عليه سلمه إياه وإلا أبقى له من الخير ما يكف حاجته وسلمه إلى من يعتني بتربيته ويكفلها.
وكان لا يرى شيخاً إلا ويرق له ويعطيه ويحسن إليه ولم يزل على هذه الأخلاق إلى أن توفاه الله إلى مقر رحمته ومكان رضوانه.
فهذه نبذ من محاسن أخلاقه ومكارم شيمه اقتصرت عليها خوف الإطالة والسآمة وماسطرت إلا ما شاهدته أو أخبرني الثقة به وحققته وهذا بعض ما اطلعت عليه في زمان خدمتي له وهو يسير فيما اطلع عليه غيري ممن طالت صحبته وتقدمت خدمته ولكن هذا القدر يكفي الأديب في الاستدلال على طهارة تلك الأخلاق والخلال.
وفى نهاية الكتاب ختم بقول الشاعر:
ثم انقضت تلك السنون وأهلها ** فكأنها وكأنهم أحلام
وأنا أقول بقول الشاعر:
هيهاتَ أَن يَلِدَ زَّمانُنَا نظيرَهُ إنَّ زَّمانَنا بِمِثْلِهِ لَبَخيلُ (2)
-----------------------------------------------------------------------------------------------
(1) ولد ابن شداد بالموصل بالعراق سنة 539 للهجرة ونشأ فى كنف أخواله بني شداد لوفاة والده فنسب إليهم وأخذ العلم عن شيوخ الموصل والبصرة وغيرهما، ثم رحل إلى بغداد ونزل معيدا بالمدرسة النظامية لمدة أربع سنوات ثم عاد إلى الموصل سنة 569 هـ / 1173م مدرسا بمدرسة القاضي كمال الدين وسرعان ما اشتهر فى الأوساط الموصلية بالحكمة والرأي السديد فاختاره أمراء الموصل سفيرا لهم لدي بلاط الخليفة وأمراء المسلمين، وفى سنة 591هـ / 1195م توجه ابن شداد إلى حلب حيث عين من قبل الملك الظاهر بن صلاح الدين وزيرا وقاضيا له فكان أول ما قام به هو توحيد أخوة وأولاد صلاح الدين الأيوبي، كما اعتني بأمور مدينة حلب وجمع الفقهاء بها وعمر مدارسها ووقف المال الكثير عليها وظل حتي توفي سنة 632 هـ / 1234م محتفظا بمكانة رفيعة ونفوذ كبير.
ومن أهم ما ألف ابن شداد كتابه " السيرة الصلاحية والمحاسن اليوسفية " والذى اعتمد فيه على المنهج الواقعي حيث كان يدون فيه كل ما كان يقع تحت سمعه وبصره حيث صور فى هذا الكتاب الكفاح الطويل الذى قام به صلاح الدين الأيوبي ومراحل جهاده فى الحروب الصليبية
2 - البيت الأصلى: هيهاتَ أَن يَلِدَ الزَّمانُ نظيرَهُ إنَّ الزَّمانَ بِمِثْلِهِ لَبَخيلُ
واستبدلت بالزمان (زمننا) لأن أمتنا جاءت بأبطال مثله وهناك من فى أمتنا أفضل منه ولله الحمد والمنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 07:01]ـ
رحمه الله وقبح الله الروافض
وجزاك الله خيرا اخي على هذا الموضوع
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 09:37]ـ
رحمه الله وقبح الله الروافض
وجزاك الله خيرا اخي على هذا الموضوع
شكراً أخى أبا قتادة على مروركم
اللهم أهدى كل ضال مسلم
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي علي هذا الموضوع
صلاح الدين من أبطال أمتنا وإن رغمت أنوف الروافض هذا حقا فهو هادم اصلهم في مصر حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
وكنت اريد ان انبة ان الروافض من اكذب الخلق علي اللة وعلي الخلق
فالله ما اهدي كل ضال الي الطريق المستقيم
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 06:41]ـ
رحم الله يوسف بن شادي " صلاح الدين الأيوبي " رحمة واسعة، وأود أن أنبه إخواني الكرام على ضرورة التجاوز عن الأخطاء التي قد تصدر ممن هم ليسوا من العلماء، فتنزل منزلتهم في أعين الناس، وأعني بذلك ما كتبه صاحب: " ابن تيميه وموقفه من الأشاعرة " عن صلاح الدين. ولست أشعريا ولا أدافع عنهم ولكنَّ الأعداء يتربصون بالأمة ليمزقوها أكثر مما هي عليه، فهلا سترنا عيوبنا وعظمنا كبراءنا ووحدنا صفوفنا؛ قال تعالى: " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم "
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 04:32]ـ
بارك الله فيك أخى عبدالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي علي هذا الموضوع
صلاح الدين من أبطال أمتنا وإن رغمت أنوف الروافض هذا حقا فهو هادم اصلهم في مصر حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
وكنت اريد ان انبة ان الروافض من اكذب الخلق علي اللة وعلي الخلق
فالله ما اهدي كل ضال الي الطريق المستقيم
النبى صلى الله عليه وسلم دعا لمشركى مكة بالهداية مع شدة إيذاءهم له،وقال اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين (عمرو بن هشام) مع شدة إيذائه له و (عمر بن الخطاب) (رضى الله عنه).
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 04:33]ـ
رحم الله يوسف بن شادي " صلاح الدين الأيوبي " رحمة واسعة، وأود أن أنبه إخواني الكرام على ضرورة التجاوز عن الأخطاء التي قد تصدر ممن هم ليسوا من العلماء، فتنزل منزلتهم في أعين الناس، وأعني بذلك ما كتبه صاحب: " ابن تيميه وموقفه من الأشاعرة " عن صلاح الدين. ولست أشعريا ولا أدافع عنهم ولكنَّ الأعداء يتربصون بالأمة ليمزقوها أكثر مما هي عليه، فهلا سترنا عيوبنا وعظمنا كبراءنا ووحدنا صفوفنا؛ قال تعالى: " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم "
ولك خالص الشكر أخى أبا عبدالملك وإنما وضحت ذلك حتى لانتهم بإننا نغلو فى أحد وإنما نعطى كل ذى حق حقه ونوضح كل جوانب الشخصية بعيداً عن الذاتية ولكن بكل موضوعية.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 06:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهذا موضوع مفيد للشيخ سليمان الخراشي - وفقه الله -:
رأي الرافضة في صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله -! ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=14417)
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 12:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا اخي علي لطفك
ولاكن انا دعوت لكل ضال
اريد ان اعلم لما ذكرت كان النبي يدعوا الي كفار قريش بالهداية بذلك الموضوع
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 02:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي علي هذا الموضوع
صلاح الدين من أبطال أمتنا وإن رغمت أنوف الروافض هذا حقا فهو هادم اصلهم في مصر حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
وكنت اريد ان انبة ان الروافض من اكذب الخلق علي اللة وعلي الخلق
فالله ما اهدي كل ضال الي الطريق المستقيم
بارك الله فيك أخى عبد الله ولكنى فهمت ((ما)) على أنها نفى بمعنى اللهم لا تهدى كل ضال
ولذا ذكرت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يدعو للمشركين بالهداية مع إيذائهم له وهذه الخطأ من عندى
دمت بخير
بارك الله فيك أخى مراد والرابط ذكرته فى الأعلى وموضوع الشيخ سليمان هو الذى شجعنى على كتابة الموضوع
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 04:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير اخي ابو مالك اريد ان اعلمك اني مصري ايضا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 03:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير اخي ابو مالك اريد ان اعلمك اني مصري ايضا
على فكرة المصريين بيبان عليهم أنهم مصريين من شكلهم أو حتى من كتابتهم (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 04:03]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخي ابو مالك
اضحك الله سنك
ـ[محمد بن حسين]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 01:46]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لكن بعض المتنطعين ممن يدعون اتباع منهج السلف يسبون صلاح الدين ويصفونه بالضال بحجة أنه أشعري
نعوذبالله من شهر الجهل والغباء
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:51]ـ
لكن بعض المتنطعين ممن يدعون اتباع منهج السلف يسبون صلاح الدين ويصفونه بالضال بحجة أنه أشعري
نعوذبالله من شهر الجهل والغباء
كان على هؤلاء أن يقولوا أن صلاح الدين خدم السنة والدين ولكن كانت عقيدته أشعريه لعل لجهل منه فلم يكن هو عالم دين مثلاً ونسأل الله أن يتجاوز عنه ويغفر له بدلا من وصفه بالضال
هؤلاء لم يسلموا أهل العلم من عقيدتهم عقيدة السلف فى هذا العصر من لسانهم فهل يسلم من يخالفهم فى العقيدة الله المستعان
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:36]ـ
الرافضة أذل وأحقر من أن يذكروا على لسان مسلم موحد .. وكل الروافض لا يساوون نعل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وأسكنه فسيح جنته
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 06:59]ـ
الرافضة أذل وأحقر من أن يذكروا على لسان مسلم موحد .. وكل الروافض لا يساوون نعل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وأسكنه فسيح جنته
هذا الهجوم على صلاح الدين من حقدهم عليه فهو الذى قطع دابرهم وأنهى دولتهم وألغى عقيدتهم الباطلة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة
جهود صلاح الدين فى إحياء المذهب السنى
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=255
ـ[الرافدين]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 11:02]ـ
الاخ الطيب أبو مالك المصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي الشرف أن يكون أول تعليق لي على هذا الموضوع الرائع
وليكن صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) منطلق لكي نأخذ من كل مدرسة من مدارس الاسلام ما هو حسن وموافق للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ونعذرهم على اجتهداتهم ولا نتبعهم فيما كان خطأ من اجتهادات.
فالكل يعرف صلاح الدين الأيوبي ماذا كان منهجه السلوكي ورغم ذلك كان متابع لسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وحسب شهادة علماء الامة من أهل السنة والجماعة.
واما مسألة الروافض فلست اقول فيهم كلمة واحدة لانني ليس لدي أي استعداد لاتنجس بذكرهم.
تقبل مني فائق الاحترام والتقدير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 02:56]ـ
بل أنا الذى شرفت بتعليقك
بارك الله فيك ....
وأما أخطائه فليس أحد معصوم بعد النبى (ص)
وكما قال الشاعر
من ذا الذي ما ساء قط ... و من له الحسنى فقط
ـ[الرافدين]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 10:58]ـ
تشرفت كثيرا بك اخي الطيب
نفعنا الله بك ومواضيعك والله يرفعك ويحفظك أللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
| كبار العلماء |
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 02:06]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أيها الإخوة الأفاضل ..
فيسرني أولاً الانضمام إلى هذا المجلس العلمي، والذي يجمع الإخوة من كل مكان
وأسأل الله أن يجعل مشاركتنا في هذا المجلس في موازين حسناتنا
أيها الإخوة:
أحب أن أسأل عن كبار العلماء الموجودين في الرياض
أريد أن تذكروا لي أفضل عالم في العقيدة
وتذكروا لي أفضل عالم في الفقه
وأفضل عالم في الحديث
وفي اللغة
[الموجودون في الرياض: مع كتابة أماكنهم ومساجدهم]
-------
وأتمنى منكم - حفظكم الله - أن تكتبوا لي أسماء كبار العلماء
في العقيدة والحديث والفقه واللغة
الموجودين في المملكة العربية السعودية
مع كتابة أرقام هواتفهم
وموعد استقبالهم للمكالمات
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى،،
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 05:44]ـ
؟؟؟
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 08:23]ـ
أهلاً وسهلاً بك أخي أبى عبدالله.
بالنسبة لأفضل عالم في العقيدة في الرياض هم كثر ولله الحمد والمنة فمنهم.
الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك.إمام مسجد الخليفي على مخرج 16 على الدائري الشرقي.وهو موجود دائماً بعد صلاة العصر.
وكذلك الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله يصلي دائماً العصر في جامع الراجحي الجديد على مخرج 15الدائري الشرقي.
والشيخ ناصر العقل حفظه الله. موجود في سكن أعضاء هيئة التدرس بجامعة الإمام.والسكن في نفس المدينة الجامعية.
وكذلك الشيخ عبدالرحمن المحمود.في حي السلام مخرج 14الدائري الشرقي.
هؤلاء أبرزهم وكذلك الذي تتمكن من اللقاء بهم.
أما علماء الحديث:
أبرزهم شيخنا العلامة عبدالكريم الخضير في حي السلام مخرج 14أو15في مسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.واباالخيل. وله دورة في الرياض السبت القادم بإذن الله.
وكذلك شيخنا المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله. مخرج 11الدائري الشرقي. بجانب مسجد الإمام علي بن المديني.
وكذلك الشيخ المحدث سعد بن عبدالله الحميد.
والشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي , حفظهم الله
أما في الفقه.فهناك الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين.في جامع الراجحي بحي شبرا الدائري الغربي.
والشيخ الفقيه عبدالله بن عقيل. حفظه الله
وكذلك الشيخ عبدالعزيز الراجحي والشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ عبدالكريم الخضير. والشيخ عبدالمحسن الزامل والشيخ عبدالعزيز بن قاسم.حفظهم الله
أما في اللغة فعندك الدكتور حسن الحفظي , والدكتور ناصر الطريم , والدكتور سعود الخنين.
وهناك علماء من اللجنة الدائمة لكن لم أذكرهم لأنهم غير موجودين في الرياض.مثل العلامة صالح الفوزان , والشيخ ابن غديان.
هذا الذي أذكرهم جيداً , وفقك الله.
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 01:09]ـ
الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالله الغديان موجودان عندنا في الرياض
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 01:41]ـ
الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالله الغديان موجودان عندنا في الرياض
هم في الطائف في الإجازة , عفى الله عنك.
مدة 3أشهر.
وكنت أظن أنك من خارج الرياض .. ستأتي في الإجازة زيارة وتذهب.
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 01:49]ـ
ابو محمد بارك الله فيك ماتركت لنا من المشايخ احد (ابتسامة) الله يجزاك خير سبقتني وكنت اود انا من أدله
المهم كنت سأذكر اسماء فقط لأني لست من سكان الرياض (ابتسامة عريضة)(/)
لأول مرة السلاسل كاملة لكتاب:صلاة الاستخارة كيف تتقنها لتجدد إيمانك؟ يرجى تثبيته
ـ[محب الاستخاره]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 06:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ((وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله))، والصلاة والسلام على نبيه القائل ((: ((إذا همّ _أراد_ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ... ))، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد.
السلام عليكم ورحمة الله.
لأول مرة السلاسل كاملة لكتاب
((صلاة الاستخارة كيف تتقنها لتجدد إيمانك؟!))
تمهيد مهم: (من يريد أن ينذر نفسه لجزئية؟)
كنت قد رأيت بعض الأخوة الحريصين في نشر الخير قام بنشر هذه السلاسل في مواقع مختلفة، ولكنها لم تكن مكتملة أو مجتمعة، وتتممة لهذا الجهد قمت بجمعها في صفحة واحدة ولعله يأتي من يجمعها برابط واحد، فجزاهم الله خيرا فقد استفدت منهم هذه الفكرة، فالإنسان فيه طاقات كثيرة معظمها معطل بسبب الجهل أو سوء الاستخدام. والله المستعان.
فلو نذر عشر العشر من أمة المليار والنصف، جزئية لنشرها والتركيز والدندنة عليها بقدر الاستطاعة عن إيمان ومحبة لطاعة، لفتح أكثر من مليون باب مقفل بفضل من الله ومنه، فعلى قدر النية تكون المعونة.
أولا: نبذة عن الكتاب والسلاسل
هذه السلاسل لها قصة بل قصص فريدة ومؤثرة وفيها الكثير من الفوائد والدروس والعبر، وقد ذكر المؤلف قصة هذه السلاسل في السلسلة الأولى وبتفصيل في السادسة.
قال العلماء الذين قاموا بتقديمه كلاما فريدا قلما يجتمع في كتاب، فمن جملة ما قيل فيه:
" ((لمن أحسن ما أُخْرِجَ للناس في العبادة)).
" ((والعمل بموجبه: العالم والجاهل والكبير والصغير والمرأة .. )).
" ((وأنصح كل مربٍّ وكل أبٍّ وكل مسلم باقتناء هذا الكتاب)).
يجيب على كثير من الأسئلة التي ينبغي أن يتدبرها كل مسلم، وهي: هل صلاة الاستخارة مجرد ركعتين ودعاء مخصوص؟ أم أنها أكبر من ذلك بكثير؟ وهل تحتاج إلى إتقان؟ وكيف يمكن أن نتقنها؟ وما هو الإتقان في الاصطلاح الشرعي؟ وعلى ماذا يدل؟ وهل يمكن للاستخارة أن تجدد الإيمان؟ وهل كان الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يستخير؟ ولماذا؟ وهل هي حكرا على صفوة المسلمين؟؟؟!!!
ثانيا: عناوين السلاسل مع الروابط
1) سلسلة مسائل مهمة في صلاة الاستخارة وفيها:
السلسة الأولى: كاشف نفسك! .. لماذا لا تستخير؟
السلسلة الثانية: كاشف نفسك! .. لماذا تستخير قليلا؟!
السلسلة الثالثة: كيف تتقن صلاة الاستخارة؟!
السلسلة الرابعة: صلاة الاستخارة ... وأثرها على صلاح البال وتطوير الذات والإتقان والإبداع ... !
وهي على الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=4015
وفي السلسلة الأولى والثانية أسئلة تحليلية مهمة بعدة خيارات تناسب ذوق القارئ في هذا العصر، وذلك ليسهل بعد ذلك مكاشفة نفسه مكاشفة دقيقة للغاية.
2) السلسلة الخامسة: ((صلاة الاستخارة وتطوير وتحقيق الذات!
وهي على الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=98&book=4051
3) السلسلة السادسة: ((هذه قصتي مع الاستخارة منذ عشرين عاما وما زالت أحداثها مستمرة!)).
وهي على الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=82&book=4124
4) السلسلة السابعة: ((أتحب أن تكون ملهما؟!)).
وهي على الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=4172
وهنا سؤال قد يطرح نفسه بقوة هل كان المؤلف ملهما وموفقا في هذا الكتاب بتحويله إلى سلاسل؟.فإن كان الجواب ((نعم))، فقد وفِّق فيما قام بتأصيله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وهذا الأمر يترك لأهل العلم.
5) السلسلة الثامنة: ((هل استخار الرسول صلى عليه وسلم؟))
وهي على نفس الرابط للسلسلة السابعة.
6) السلسلة التاسعة: ((صلاة الاستخارة .. أحكام مهمة جدا لإتقانها!)).
وهي على الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=4284
وأسأل الله أن أكون قد وفقت في إعطاء فكرة واضحة ومختصرة عن الكتاب ليختار بعد ذلك كل أخ وأخت السلسلة التي تناسبه أو جميعها، قال تعالى: ((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ))،ولا تنسوننا من صالح دعائكم.
يرجى تثبيته لأهميتها وجهل معظم الناس لأهميتها وثمارها وكيفية إتقانها، وثبتكم بالقول الثابت في الدنيا والآخرة وأجزل لكم الثواب.وجزاكم الله خيرا.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أخي المسلم: شارك مع إخوانك في الصدقات الجارية ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ما هي اليوم إلا ضغطة زر.
[/ size][/color]
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 07:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبومنصور]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 12:31]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع الهام جدا في حياة المسلم.
سؤال:
هل طبعت هذه السلاسل في كتاب؟ واين يمكن الحصول عليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتورة هدى المصري]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 12:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير البرية وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
شكر الله لك فضيلة سند البيضاني ونصرك الله على من ظلمك وتواطأ معهم، ففي الأمس كنت أبحث عبر محرك البحث جوجل عن دار نشر جيدة لأطبع كتابا وكان من جملة البحث أن رأيت مقالا بعنوان صوت القلم العربي للنشر والتوزيع من يعرف صاحبها،فشد انتباهي ما قيل عن الدار وعنكم ولأني غير عضو في المجلس لم أستطع تحميل المرفقات التي كنت تحيل إليها في ردك الأخير، فسجلت في الموقع وتم تفعيل العضوية اليوم ولم أجد رابط الموضوع وكأنه حذف، لتضيع معه الحقيقة وأنا أول من تضرر. والله المستعان.(/)
قاعدة: الجماعة تقوم مقام السلطان عند تعذره في كل شيء
ـ[محمد السالم]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 08:54]ـ
قاعدة فقهية تلجلج في صدري، وقد وجدت من باح بها
" الجماعة تقوم مقام السلطان عند تعذره في كل شيء "
ذكر هذه القاعدة عبد الله بن محمد بن موسى العبدوسي أحد فقهاء فاس في القرن التاسع الهجري
سئل رحمه الله عن قاضي الدجن، وهو القاضي الذي تعينه جماعة المسلمين في البلاد التي غلب عليها النصارى، وبقي أهلها المسلمون تحت سلطان ملك النصارى في الأندلس
قال رحمه الله: وأما القاضي الذي هنالك فإن قدمته جماعةا لمسلمين الذي هنالك جاز حكمه وجاز العمل على خطابه إن ثبت تقديمهم له، وأنه خطه، لأن الجماعة تقوم مقام السلطان عند تعذره في كل شيء، وأما إن قدمه سلطان النصارى فلا يجوز تقديمه ولا حكمه إلا أن ترضى به جماعة المسلمين طوعا منهم لا كرها ...
الحديقة المستقلة النضرة في الفتاوى الصادرة عن علماء الحضرة ص 144
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 11:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لا شك أن هذا الموضوع مهم غاية، لا زال بحاجة إلى مزيد بحث وتقرير ...
وللفائدة راجع كتاب (جماعة المسلمين) للشيخ أبي يعلى الزواوي الجزائري - رحمه الله - على هذا الرابط:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1034
وراجع أيضاً (الرحلة إلى بيت الله الحرام) للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - (في موضع من الكتاب) ...
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 08:49]ـ
قاعدة فقهية تلجلج في صدري، وقد وجدت من باح بها
" الجماعة تقوم مقام السلطان عند تعذره في كل شيء "
بارك الله فيك؛ فهو موضوع مهم جدًا، ومن أهميته أن هذه المسألة -أقصد تعذر الإمام- هي من جملة أهم ما يتكئ عليه الجماعات الحزبية المعاصرة في إنشاء هذه التحزبات؛ ولهذا أوليتها اهتمامًا بالغًا؛ ولسوف أطرح عليكم ما عندي من ((الأدلة الشرعية)) القاطعة، و ((البراهين)) الساطعة والتي تؤيد هذه القاعدة -إن شاء الله-؛ بغية رأيكم ومشورتكم، ولكني الآن مشغول في امتحاناتي؛ فأرجو الدعاء لي بالتوفيق وبركة الوقت.
أما بالنسبة لهذا الكتاب:
وللفائدة راجع كتاب (جماعة المسلمين) للشيخ أبي يعلى الزواوي الجزائري - رحمه الله - على هذا الرابط:
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=1034
فالرجاء -من أخينا الفاضل- ((رفعه))؛ لأن الرابط الذي تفضلتم به ((لا يعمل))!، وجزاكم الله خيرًا على الإشارات.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 09:49]ـ
من الظاهر جدا في كلام العبدوسي رحمه الله أنه يتكلم عن حال جماعة من المسلمين تعيش في دار حرب تحت حاكم نصراني! فشبهة الذين يتخذون هذه القاعدة التي ذكرها الشيخ ذريعة للخروج على جماعة المسلمين شبهة ذاهبة من أساسها ولا تحتاج في الرد عليها الى أكثر من سوق هذا النقل الذي نقلتموه كما هو، والحمد لله رب العالمين.
فالجماعة باصطلاح الشيخ تنزل على هؤلاء في ظروفهم وأحوالهم الحاقا لهم بسائر المسلمين فما يختاره أهل الحل والعقد فيهم - ان صح اعتبارهم أهل حل وعقد - ولا يكون ذلك خروجا على جماعة المسلمين في الأمة! وما دام ليس ثمة سلطان مسلم يرعى أمورهم في تلك البلاد التي يعيشون فيها، فقرار أهل الحل والعقد فيهم يلزمهم! أما في بلاد يرفع فيها الأذان وتقام فيها شعائر الدين ويحكمها بالجملة قوم مسلمون فهذه لا يجوز أن تنشق عنها شرذمة منها فتطلق على نفسها اصطلاح الجماعة وتجعل أميرها هو الأمير الذي بايعته الجماعة والذي يجب على جميع المسلمين متابعته، ثم تعيث في الأرض بعد ذلك بهواها!!
المسألة واضحة ولله الحمد ولا تحتاج الى تفصيل، والله أعلم.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:23]ـ
سمعت الشيخ صالح الفوزان يقول في مثل هذه الصورة يكون عليهم أميرا وينفذ حكمه فيهم ويجب طاعته لكن لايكون سلطان بل أميرا كما هو حال الجماعة في السفر يأمروا عليهم أميرا ويكون طاعته واجبة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 08:33]ـ
أكرمك الله أبا الفداء
نطقتُ بلسانِكَ(/)
(دورنا في الإحتساب على المخالفات الشرعية في فعاليات جدة 29)
ـ[عضو جدة]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 12:21]ـ
الآن ملف متكامل بعنوان (دورنا في الإحتساب على المخالفات الشرعية في فعاليات جدة 29)
وفيه
رصد مصور من الصحافة
وجدول الفعاليات
وكلام أهل العلم في الحفلات الغنائية
ودورنا تجاه ذلك.
تجده على الرابط
http://file5.9q9q.net/download/54334686/1.zip.html
بادر بتحميله ونشره بين المشايخ وطلبة العلم ونشره في المنتديات والقوائم البريدية.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 07:34]ـ
بارك الله في جهود الانكار
ونرجومن عموم طلاب العلم في هذا المنتدى المبادرة للانكار لهذا الشر المستطير
ولنترك المطارحات العلمية_ولوقليلا_ونتفرغ للعمل بالعلم, ومن أهمها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
شكرا لصاحب الموضوع(/)
الزواج بنية الطلاق
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 03:18]ـ
المذهب أي الحنابلة: أن النكاح بنية الطلاق باطل وهو من نكاح المتعة لحديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الأعمال بالنيات " متفق عليه. والقصد معتبر في العقود قال الشيخ السعدي في بهجة قلوب الأبرار: ... ومثل ذلك من تزوج بنيته الطلاق ظاهر زواجه أنه يريد الدوام والاستمرار وباطنه يريد التمتع بها إلى أجل يمكر بها بعد انتهاء غرضه غشا" وخدعا" فهو توصل بهذه النية إلى ماحرم الله وهو الغش والخديعة وظلم المرأة وأوليائها .... ولأن هذا النكاح مخالف لمقاصد النكاح كالدوام والاستمرار والسكنى والنسل وغير ذلك ولأن الضرر الحاصل للزوجة بهذا النكاح كالقدر الحاصل بنكاح المتعة والضرر على الإسلام ولأن الشريعة جاءت بتحريم ما كانت مفسدته أعظم من مصلحته.
وعند الأئمة الثلاثة: إباحته لأن الحسن بن على رضى الله عنه كان كثير الطلاق ونوقش: حمل زواجه على الزواج بنية الطلاق لا يجوز إلا بدليل واستدلوا على جوازه: بأن الرجل يتزوج الأمة التي يريد سيدها عتقها ولو اعتقت كان الأمر بيدها ونوقش: بأنها صورة نادرة وأيضا":بأن المجبوب والعنين يصح نكاحهما ويصح النكاح بشروط يشترطها الزوج ونوقش: كما تقدم في الدليل قبله وعلى هذا فالأقرب تحريمه وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين وأحد قولي شيخ الإسلام فأنه أجازه في قول وحرمه في قول.
ـ[المديني]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 05:39]ـ
جزاك الله خيرا ... ليت اصحاب زواج المسفار يستمعوا لك
ـ[أسماء]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا النقل و جزاك الله عنا كل خير
هل هذا ينطبق أيضا على من يريد الزواج بنية إستخراج وثائق رسمية لإستقراره في البلاد الأجنبية بدون مشاكل ثم يطلق و يدفع مال مقابل هذا العمل .. ؟؟
أرجوا الافادة أكثر ... و النصيحة للاخوة المهاجرين
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 02:05]ـ
للإفادة أكثر
كلام للشيخ أحمد نجيب
الحمد لله على نعمائة، و الصلاة و السلام على نبيه محمدٍ و آله، و بعد ..
فإن عقد زواج الرجل الذي بيَّت نية تطليق زوجته إذا قضى منها وطراً، بعد زمن محدد أو غير محدد من طرفه، دون إشعار الزوجة بذلك، و لا الاتفاق معها عليه، عقد شرعي صحيح، و إن تلبس بالحرمة بسبب ما فيه من كذب و غش و خداع و ظلم محرم.
و قد يستغرب البعض قولنا: إن العقد صحيح، مع قولنا: إن فيه من الكذب و الغش و الخداع و الظلم المحرم ما يأثم صاحبه عليه، و لا تبرأ ذمته منه إلا بتوبةٍ و إباحة.
و بيان ذلك: أن صحة العقد مترتبة على قيام أركانه و توفر شروطه، و هي:
أولاً: الإيجاب و القبول من الطرفين، و المقصود به اتفاق رغبتيهما على الزواج وفق ما بينهما من شروط، و مهر مسمى.
ثانياً: موافقة ولي الزوجة، و هو شرط عند جمهور العلماء.
ثالثاً: تسمية (تحديد مقدار) المهر المدفوع للزوجة، أو الثابت لها في ذمة الزوج.
رابعاً: إعلان الزواج و إشهاره، و أقل ما يتم الإعلان به إشهاد ذَوَيْ عدل على العقد.
فأيما عقد قران استوفى هذه الشروط فهو عقد صحيح، و المراد بكونه صحيحاً أن تترتب عليه آثاره الشرعية، و لا يخرجه عن الصحة ارتكاب أحد طرفيه أمراً محرماً كالغش و التغرير و نحو ذلك، بل يظل العقد صحيحاً، و يبوء الآثم بإثم ما اقترف.
و عليه فإن الرجل الذي تزوج مبيتاً نية التطليق، و العزم عليه عاجلاً أو آجلاً تلزمه آثار عقد النكاح ديانةً و قضاءاً، و من أهمها:
• إلحاق أبنائة من ذلك النكاح به نسباً.
• إلزامه بالنفقة و السكنى و سائر ما أوجبه عليه الشارع تجاه أبنائة، و زوجته ما دامت في عصمته، أو عدَّةِ طلاقها منه.
• لزوجته النفقة و عليها العدة إذا طلقها، و لها مع ذلك حقها من إرثه إن مات قبل أن يطلقها.
و هذه الأمور و غيرها مما أوجبه الشارع الحكيم سبحانه لا تجب إلا من عقد صحيح، و لا أعلم أحداً من أهل العلم لم يثبتها في زواج من بيَّت نية الطلاق قبل الزواج، فلزِمَ أن يكون عقداً صحيحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل المعروف عن جمهور العلماء (من أتباع المذاهب الأربعة و غيرهم) رحمهم الله تعالى هو القول بصحة هذا النكاح فقد جاء في [فتح القدير في الفقه الحنفي، ص: 349] قول الكمال بن الهمام رحمه الله: (لو تزوج المرأة و في نيته أن يقعد معها مدة نواها صحَّ، لأن التوقيت إنما يكون باللفظ).
و قال الإمام الباجي المالكي رحمه الله [في المنتقى بشرح موطأ الإمام مالك: 3/ 355]: (من تزوج امرأةً لا يريد إمساكها، إلا إنه يريد أن يستمتع بها مدةً ثم يفارقها، فقد روى محمد عن مالك أن ذلك جائز).
أما عند الشافعية فقد جاء [في حاشية الشبراملسي على شرح المنهاج: 6/ 210]: (أما لو توافقا عليه قبل و لم يتعرضا له في العقد لم يضر لكن ينبغي كراهته) و [في نهاية المحتاج: 6/ 277]: (خرج بذلك إضماره، فلا يؤثر و إن تواتطآ قبل العقد عليه. نعم، يُكره إذ كل ما لو صرح به أبطل يكون إضماره مكروهاً، نص عليه).
و قال الإمام النووي رحمه الله: (قال القاضي: و أجمعوا على أن من نكح نكاحاً مطلقاً و نيَّتُه أن لا يمكث معها إلا مدة نواها فنكاحه صحيح حلال، و ليس نكاح متعة. و إنما نكاح المتعة ما وقع بالشرط المذكور. و لكن قال مالك: ليس هذا من أخلاق الناس. و شذ الأوزاعي، فقال: هو نكاح متعة و لا خير فيه) [شرح صحيح مسلم: 9/ 182].
و انظر نحو ذلك في [الحاوي، للماوردي: 9/ 333] و [مغني المحتاج، للشربيني: 3/ 183].
و من الحنابلة قال محقق المذهب الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله [كما في المغني مع الشرح الكبير: 7/ 573]: (و إن تزوجها بغير شرط، إلا أن في نيته طلاقها بعد شهر، أو إذا انقضت حاجته في هذا البلد فالنكاح صحيح في قول عامة أهل العلم، إلا الأوزاعي قال: هو نكاح متعة. و الصحيح: أنه لا بأس به، و لا تضر نيته، و ليس على الرجل أن ينوي حبس امرأته، و حسبه إن وافقته و إلا طلقها).
و قد أسهب في تحرير هذه المسألة، و أطال النفس في الانتصار إلى ما ذهب إليه الجمهور من تصحيح نكاح من نوى الطلاق ما لم يشترطه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فارجع إليه و انظره محتسباً [في مجموع الفتاوى: 32/ 147].
و لا يحسبن أحدٌ أننا إذ نفتي بصحة عقد الناكح يريد الطلاق أننا نحل نكاح المتعة، أو ندعو لخفر الذمم، و نقض العهود!
لا و الله، و معاذ الله، فنكاح المتعة ثبت تحريمه بما لا لبس فيه من نصوص السنة النبوية، ثم انعقد إجماع أهل العلم على تحريمه، فكان هذا كافياً في تحريمه، و التحذير منه شرعاً، أما الزواج بنية الطلاق فلا دليل على حرمته أصلاً، و لا ذكر له – على التخصيص - في نصوص الشريعة المطهرة أساساً.
و لا يخفى ما بين نكاح المتعة و النكاح بنية الطلاق من فوارق من أبرزها:
• إن نكاح المتعة يتم بالاتفاق بين الزوجين (على فرض صحة تسميتهما زوجين) على الأجل المضروب بينهما للنكاح، و تقع الفرقة بينهما بمجرد انقضاء الأجل، أما الزواج بنية الطلاق فلا يفرق فيه بين الزوجين إلا بطلاق بائن و عدة واجبة.
• إن المرأة في نكاح المتعة لا حق لها سوى الأجر (المسمى صداقاً)، بخلاف المتزوجة ممن ينوي طلاقها، فلهذه الحق في الميراث و المتعة في العدة و سائر حقوق الزوجة على زوجها.
• عدة المطلقة من نكاح من يضمر نية الطلاق كعدة مثيلاتها من بنات جنسها، أما في المتعة فللمرأة بعد انقضاء أجل متعتها عدة خاصة تخالف عدة المطلقة و من مات عنها زوجها من المسلمات.
• إن الزواج بنية الطلاق قابل للاستمرار و الديمومة إذا أراد الزوج ذلك، و غير من نيته، أما في المتعة فلا حق للزوج في الاستمرار مع زوجته، و لا حق لها في ذلك بعد انقضاء الأجل المضروب بينهما، بل تجب الفرقة فوراً.
فهل يقول منصف يرى هذه الفوارق و يقف على غيرها أن من أفتى بصحة الزواج بنية الطلاق قد أحل ما حرم الله، و سوى بين النكاح المشروع و نكاح المتعة الممنوع؟!
صحيح أننا نفتي بصحة نكاح من يريد الطلاق ما لم يشترطه، و لكننا لا ندعو بذلك إلى التساهل في حل عِرى النكاح، أو التحريض على الغش و التغرير بفتيات المسلمين، و الاستهانة بالأعراض، حاشا و كلاّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لكننا ننظر إلى هذه الحكم باعتباره وسيلة لتحصين الشباب، و إيصاد أبواب الفتن المشرعة في وجوههم، و أخص منهم من قُدِّرت عليه الغربة فلم يجد منها مفراً، و حاصرته الفتن فلم يحُر لنفسه منها ملاذاً.
و قد نظر إلى واقع طلابنا المبتعثين، و شبابنا المغتربين في هذا الزمان بعض أهل العلم و الفضل فلم يرَ خيراً من النكاح بنية الطلاق عوناً لهم في غربتهم، و تحصيناً لأنفسهم من الفتن.
فقد أفتى بصحة النكاح بنية الطلاق للمغترب الشيخ العلامة محمد الأمين بن المختار الشنقيطي رحمه الله فقال: (و مما سألونا عنه: الغريب في بلد يريد التزوج فيه و نيته أنه إن أراد العود لوطنه ترك الزوجة طالقاً في محلها .. هل تزوجه مع نية الفراق بعد مدة يجعل نكاحه نكاح متعة فيكون باطلاً أم لا؟
فكان جوابنا: إنَّه نكاح صحيح، و لايكون متعةً إلا بالتصريح بشرط الأجل عند عامة العلماء إلا الأوزاعي فأبطله، و نقل كلامه هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري و لم يتعقبه بشئ، و عن مالك رحمه الله أنه قال: ليس هذا من الجميل و لا من أخلاق الناس) [انظر: رحلة الحج إلى بيت الله الحرام، للعلامة الشنقيطي، ص: 100].
و أفتى بصحة هذا النكاح سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فقال رحمه الله: أما الزواج بنية الطلاق ففيه خلاف بين العلماء، منهم من كره ذلك كالأوزاعي رحمه الله و جماعة، و قالوا: إنه يشبه المتعة فليس له أن يتزوج بنية الطلاق عندهم. و ذهب الأكثرون من أهل العلم كما قال الموفق ابن قدامة رحمه الله في المغني إلى جواز ذلك إذا كانت النية بينه و بين ربه فقط و ليس بشرط، كأن يسافر للدارسة أو أعمال أخرى، و خاف على نفسه فله أن يتزوج، و لو نوى طلاقها إذا انتهت مهمته، و هذا هو الأرجح إذا كان ذلك بينه و بين ربه فقط من دون مشارطة و لا إعلام للزوجة و لا وليها بل بينه و بين الله ... أما أن يتزوج في بلاد سافر إليها للدراسة أو لكونه سفيرا أو لأسباب أخرى تسوغ له السفر إلى بلاد الكفار فإنه يجوز له النكاح بنية الطلاق إذا أراد أن يرجع كما تقدم إذا احتاج إلى الزواج خوفاً على نفسه. و لكن ترك هذه النية أولى احتياطاً للدين و خروجاً من خلاف العلماء، و لأنه ليس هناك حاجة إلى هذه النية؛ لأن الزوج ليس ممنوعاً من الطلاق إذا رأى المصلحة في ذلك و لو لم ينوه عند النكاح. اهـ.
و قد حكى بعضهم عن الشيخ رحمه الله رجوعه عن هذه الفتوى، و لكن هذا زعمٌ لم يثبت، بل الثابت نقيضه فيما أعلم، و الله أعلم.
و أكثر من نهى عن هذا النكاح فقد نهى عنه سداً للذرائع المفضية إلى الفساد و التساهل المفضي إلى الإفراط في تتبع الشهوات، و الوقوع في الفتن، لا لورود دليلٍ يحرِّمه، أو تيقن وقوع مفسدة لدرئها يَحظُرُه.
لذلك قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله في تحريم هذا الزواج [في جوابه على السؤال رقم 1391 من أسئلة لقاء الباب المفتوح]:
ثم إن هذا القول – أي: القول بالجواز - قد يستغله ضعفاء الإيمان لأغراض سيئة كما سمعنا أن بعض الناس صاروا يذهبون في العطلة أي في الإجازة من الدروس إلى بلاد أخرى ليتزوجوا فقط بنية الطلاق، وحكي لي أن بعضهم يتزوج عدة زواجات في هذه الإجازة فقط، فكأنهم ذهبوا ليقضوا وطرهم الذي يشبه أن يكون زنى والعياذ بالله.
ومن أجل هذا نرى أنه حتى لو قيل بالجواز فإنه لا ينبغي أن يفتح الباب لأنه صار ذريعة إلى ما ذكرت لك. أما رأيي في ذلك فإني أقول: عقد النكاح من حيث هو عقد صحيح، لكن فيه غش وخداع، فهو يحرم من هذه الناحية. والغش والخداع هو أن الزوجة ووليها لو علما بنية هذا الزوج، وأن من نيته أن يستمتع بها ثم يطلقها ما زوَّجوه، فيكون في هذا غش وخداع لهم. فإن بيَّن لهم أنه يريد أن تبقى معه مدة بقائه في هذا البلد، واتفقوا على ذلك: صار نكاحه متعة.
لذلك أرى أنه حرام، لكن لو أن أحداً تجرَّأ ففعل: فإن النكاح صحيح مع الإثم. انتهى كلامه رحمه الله.
فتأمل ما ختم به كلامه رحمه الله، و هو قوله: (فإن النكاح صحيح مع الإثم)، و بهذا يلتقي مع مذهب الجمهور رحمهم الله جميعاً، إذ قالوا بصحة النكاح بنية الطلاق، و لكن ذلك لا يبرئ ذمة المتزوج مما اقترف من الغش و التغرير و الظلم المترتب على تصرفه.
و بهذا ننتهي إلى أن النكاح بنية الطلاق صحيح من حيث ترتب آثاره عليه، و فاعله آثم لما اقترفه من تغرير في حق زوجته، و ما أنزله بها من ظلم، و لو لم يكن كذلك لعُدَّ فاعله زانياً و العياذ بالله، و هذا بعيد لم يقل به أحد.
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل، و بالله التوفيق.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 02:25]ـ
تأمل قولنا في أخر النقل.
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 03:21]ـ
هناك بحث محكّم في الموضوع للشيخ الدكتور صالح آل منصور أسماه بـ"الزواج بنية الطلاق من خلال أدلة الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة الإسلامية" وقد قدم لكتابه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخان صالح اللحيدان وصالح الفوزان حفظهما الله ....
خلص فيه الشيخ إلى تحريم هذا النوع من الأنكحة والكتاب واقع في 158 صفحة وطبعته دار ابن الجوزي فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 05:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعد للكتابة في هذا الموضوع،لكن أخانا أبا محمد جاء بما لا مزيد عليه, فقط لي بعض التنبيهات:
1_ نسبة القول بالمنع إلى الإمام أحمد أو الحنابلة نسبة غير صحيحة، غاية ما في الأمر رواية عن الإمام أحمد اختارها بعض المتأخرين، وليست هي الرواية المعتمدة، وكل من تحدث في المسألة نسب القول بالجواز إلى الأئمة الأربعة.
2_مما يزيد الأمر تأكيدا،أني كنت في مجلس شيخنا ابن باز، بمكة المكرمة بمسجد فقيه بالعزيزية، فسئل عن هذه المسألة فأفتى بالجواز،ناسبا ذلك إلى الائمة الأربعة، وقال بالحرف: لم يخالف إلا الأوزاعي. فانظر حتى لم يشر إلى رواية عن أحمد بالمنع.
3_ذكر أخونا بندر أن عمدة المجيزين قصة الحسن، وهذا تقصير في عرض أدلة المخالف، وهي عادة غير محمودة، فقصة الحسن للاستئناس فقط، أما عمدتهم فهو ان العقد قد توفرت شروطه، وقامت أركانه، والنية المبطنة لا تسلط على أركان العقد وشروطه الظاهرة، فأمرها إلى الله.
4_لا زلنا نقرأ عن كثير من السلف أنه رحل إلى البلاد الفلانية وتزوج بها وترك بها من الأولاد كذا وكذا، ثم رحل إلى البلاد الفلانية وتزوج بها وترك بها من الأولاد كذا وكذا ........ فماذا كان فعلهم هذا.
5_ لقد أدركت من مشايخي الدكتور تقي الدبن الهلالي،ومعلوم عنه أنه تزوج بالمغرب والمانيا والعراق، والهند فيما أظن، وترك الزوجة والأولاد في كل بلد هاجر إليه .......
6_ لا يليق أبدا تسمية نكاح الأئمة الأربعة على صحته نكاح متعة، فمع الفوارق العظيمة بين النكاحين، هذا ليس من الادب مع أئمة الدين.
7_ لا يعني كلامي أني احب هذا النوع من النكاح أو ارضاه،بل لا أقبله لبنات المسلمين واخواتهم، كما لا أقبله لأختي وبنتي، ولا أرضى بالتزوج في كل بلد، وترك المرأة والأولاد، والهجرة للزواج في بلد آخر، لكن أحكي واقعا، ولو حصل فالنكاح صحيح في قول الأئمة الأربعة، وهو الموافق للدليل، بعيدا عن العاطفة.
والله الموفق
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 08:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسبة القول بتحريم الزواج بنية الطلاق إلى المذهب انظر إلى منتهى الإرادات 2/ 181.
ونظر إلى الروض المربع حيث قال شيخ المذهب في زمانه ... أو يتزوج الغريب بنية طلاقها إذا خرج بطل الكل وهذا النوع هو نكاح المتعة.
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 12/ 184: لو نوى المتعة بدون شرط يعني نوى الزواج في قلبه أنه متزوج من هذه المرأة لمدة شهر مادام في هذا البلد فقط فهل نقول هذا حكمه حكم المتعة أو لا؟
في هذا خلاف فمن العلماء من قال: إنه حرام وهو المذهب لأنه في حكم نكاح المتعة لأنه نواه ... وشيخ الإسلام اختلف كلامه في هذه المسألة فمرة قال بجوازه ومرة قال بمنعه والذي يظهر لي أنه ليس من نكاح المتعة لكنه محرم من جهة أخرى وهي خيانة الزوجة ووليها.
ونظر أيضا" حاشية المشايخ عبدالله الطيار والشيخ الغصن والشيخ المشيقح 8/ 392.
وهذا من التقصير الذي يحصل من بعض الإخوة من تخطئة الناس من غير برهان ولا علم.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 10:21]ـ
قال في الإنصاف:فائدة: لو نوى بقلبه، فهو كما لو شرطه.
على الصحيح من المذهب.
نص عليه وعليه الأصحاب.
قال في الفروع: وقطع الشيخ فيها بصحته مع النية.
ونصه، والأصحاب على خلافه.
انتهى.
وقيل: يصح.
وجزم به في المغني، والشرح، وقالا: هذا قول عامة أهل العلم، إلا الأوزاعي كما لو نوى: إن وافقته وإلا طلقها.
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: لم أر أحدا من الأصحاب قال: لا بأس به وما قاس عليه لا ريب أنه موجب العقد، بخلاف ما تقدم.
فإنه ينافيه؛ لقصده التوقيت. يقصد الشيخ خلاف ماتقدم نكاح المتعة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 10:42]ـ
قال الشيخ الحمد في شرح الزاد:وهل يحل ما يسمى بالنكاح بنية الطلاق؟ وهو أن ينكحها بنية طلاقها
المشهور في مذهب الإمام أحمد وهو قول الأوزاعي تحريم ذلك وبطلانه.
وذهب جمهور أهل العلم إلى الجواز.
وقال شيخ الإسلام: وهو مكروه، ثم قال في موضع آخر:" والكراهية تتردد بين كراهية التحريم وكراهية التنزيه " وليعلم أن النكاح بنية أنها إن أعجبته ورغب فيها وإلا طلقها هذا بابه باب آخر، فقد اتفق أهل العلم على إباحته فهو موجب النكاح والآخر ينافيه لقصده والفارق بينه وبين المسألة السابقة ظاهر التوقيت فإنه هنا ينوي الاستدامة إلا ألا يرغب فيها، وهذه نية أكثر من ينكح النساء، وأما المسألة السابقة فإنه ينوي طلاقها وهو عازم عليه فهو لا ينوي استدامتها وإن كان قد لا يطلقها، وهذا – كما قال شيخ الإسلام – مكروه، والكراهية تتردد بين كراهية التنزيه وكراهية التحريم، والجمهور على الجواز قياساً على ما إذا نوى أنها إن وافقته وإلا طلقها، ولكن هذا قياس مع الفارق كما تقدم، والذي يقوى عندي ما ذهب إليه أهل القول الأول، وذلك لأن الأصل الأبضاع التحريم. فلا تحل إلا بنكاح شرعي صحيح تتوفر فيه شروط النكاح كما يتوفر فيه معنى النكاح، وهذا لا يتوفر فيه معنى النكاح فإن النكاح يقصد للمودة والسكنى كما دل على ذلك كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأما هذا فإنها كالمستأجرة، قالوا: وأيضاً قياساً على نية التحليل، فإذا نوى التحليل فإن ذلك محرم وهو نكاح باطل وإنما الأعمال بالنيات وكذلك هنا وهذا قياس صحيح وإن كان بينهما فارق في الشدة فإن النكاح بنية التحليل أشد من النكاح بنية الطلاق، وذلك لأن النكاح بنية التحليل نكاح لمن لا يريدها لنفسه، فهو لا يريدها لشئ إلا بان يحللها لغيره، وأما الآخر فله نية في الاستمتاع بها. ومع ذلك فإن القياس لا ينتفي لأن هذا الفارق غير مؤثر وإنما هو فارق في الشدة، وعلى ذلك الأقوى ما ذهب إليه الحنابلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 03:34]ـ
وهناك كتاب (مجلد) في هذا الموضوع للدكتور موسى السهلي رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالطائف، وقدّم له الشيخ صالح اللحيدان.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 07:15]ـ
هناك ملاحظة: يقول بعض العلماء أنه إذا كانت المرأة تعرف أنه يريد الطلاق و حصل اتفاق صار متعه باتفاق عند المذاهب الأربعة
و قيل: إذا كان أهل الزوجة يعرفون أن من أتي في الإجازة من بعض البلاد أنه يريد الزواج بنية الطلاق، و كان هذا معروفاً، فوافقوا فإنها متعة لأن المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 10:54]ـ
شكرا اخي ابو محمد التونسي علي النقل
ومنه
صحيح أننا نفتي بصحة نكاح من يريد الطلاق ما لم يشترطه، و لكننا لا ندعو بذلك إلى التساهل في حل عِرى النكاح، أو التحريض على الغش و التغرير بفتيات المسلمين، و الاستهانة بالأعراض، حاشا و كلاّ.
و لكننا ننظر إلى هذه الحكم باعتباره وسيلة لتحصين الشباب، و إيصاد أبواب الفتن المشرعة في وجوههم، و أخص منهم من قُدِّرت عليه الغربة فلم يجد منها مفراً، و حاصرته الفتن فلم يحُر لنفسه منها ملاذاً.
و قد نظر إلى واقع طلابنا المبتعثين، و شبابنا المغتربين في هذا الزمان بعض أهل العلم و الفضل فلم يرَ خيراً من النكاح بنية الطلاق عوناً لهم في غربتهم، و تحصيناً لأنفسهم من الفتن.
فقد أفتى بصحة النكاح بنية الطلاق للمغترب الشيخ العلامة محمد الأمين بن المختار الشنقيطي رحمه الله فقال: (و مما سألونا عنه: الغريب في بلد يريد التزوج فيه و نيته أنه إن أراد العود لوطنه ترك الزوجة طالقاً في محلها .. هل تزوجه مع نية الفراق بعد مدة يجعل نكاحه نكاح متعة فيكون باطلاً أم لا؟
فكان جوابنا: إنَّه نكاح صحيح، و لايكون متعةً إلا بالتصريح بشرط الأجل عند عامة العلماء إلا الأوزاعي فأبطله، و نقل كلامه هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري و لم يتعقبه بشئ، و عن مالك رحمه الله أنه قال: ليس هذا من الجميل و لا من أخلاق الناس) [انظر: رحلة الحج إلى بيت الله الحرام، للعلامة الشنقيطي، ص: 100].
و أفتى بصحة هذا النكاح سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فقال رحمه الله: أما الزواج بنية الطلاق ففيه خلاف بين العلماء، منهم من كره ذلك كالأوزاعي رحمه الله و جماعة، و قالوا: إنه يشبه المتعة فليس له أن يتزوج بنية الطلاق عندهم. و ذهب الأكثرون من أهل العلم كما قال الموفق ابن قدامة رحمه الله في المغني إلى جواز ذلك إذا كانت النية بينه و بين ربه فقط و ليس بشرط، كأن يسافر للدارسة أو أعمال أخرى، و خاف على نفسه فله أن يتزوج، و لو نوى طلاقها إذا انتهت مهمته، و هذا هو الأرجح إذا كان ذلك بينه و بين ربه فقط من دون مشارطة و لا إعلام للزوجة و لا وليها بل بينه و بين الله ... أما أن يتزوج في بلاد سافر إليها للدراسة أو لكونه سفيرا أو لأسباب أخرى تسوغ له السفر إلى بلاد الكفار فإنه يجوز له النكاح بنية الطلاق إذا أراد أن يرجع كما تقدم إذا احتاج إلى الزواج خوفاً على نفسه. و لكن ترك هذه النية أولى احتياطاً للدين و خروجاً من خلاف العلماء، و لأنه ليس هناك حاجة إلى هذه النية؛ لأن الزوج ليس ممنوعاً من الطلاق إذا رأى المصلحة في ذلك و لو لم ينوه عند النكاح. اهـ.
و قد حكى بعضهم عن الشيخ رحمه الله رجوعه عن هذه الفتوى، و لكن هذا زعمٌ لم يثبت، بل الثابت نقيضه فيما أعلم، و الله أعلم.
و أكثر من نهى عن هذا النكاح فقد نهى عنه سداً للذرائع المفضية إلى الفساد و التساهل المفضي إلى الإفراط في تتبع الشهوات، و الوقوع في الفتن، لا لورود دليلٍ يحرِّمه، أو تيقن وقوع مفسدة لدرئها يَحظُرُه.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 04:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القول بالجواز يفرح به الشباب خصوصا"!!!!! وقد أخبرني أحدهم أنهم يتزوجون من الشارع يعني زواني ويتولى العقد لها أجنبي ليس وليها وعندما تمضي ليلة بعد تسلم المهر تهرب وتتزوج رجلا" أخر وهو يبحث عن غيرها ونفس الطريقة عندما يجد غيرها تجلس عنده ليلة وتهرب وكل هؤلاء لم يقعوا بما وقعوا به إلا بعدما سمعوا قول من قال بالجواز.
أهكذا يلعب بدين الله وتستباح محارمه.
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 02:02]ـ
هل قول من قال بالتحريم يفيد الأثم فقط أو الأثم والبطلان؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 03:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القول بالجواز يفرح به الشباب خصوصا"!!!!! وقد أخبرني أحدهم أنهم يتزوجون من الشارع يعني زواني ويتولى العقد لها أجنبي ليس وليها وعندما تمضي ليلة بعد تسلم المهر تهرب وتتزوج رجلا" أخر وهو يبحث عن غيرها ونفس الطريقة عندما يجد غيرها تجلس عنده ليلة وتهرب وكل هؤلاء لم يقعوا بما وقعوا به إلا بعدما سمعوا قول من قال بالجواز.
أهكذا يلعب بدين الله وتستباح محارمه.
غفر الله لك وسامحك الله، ويا ليتك ما تكلمت ولا كتبت،
أهكذا يلعب بدين الله وتستباح محارمه
أعلماء الأمة وأفاضلها،بل جماهيرهم مما لا تنكره أنت بنفسك يتلاعبون بدين الله ويستبيحون محارمه؟
وإذا أردت ان تنقد نقدا علميا فهات ما عندك من علم،،ولا تلتجئ لأبشع صورة لا يقول بها أحد وتتعذها تكية لنصرة قول شذ من قال به كما قال شيخنا ابن باز _رحمه الله_،والذي من لازم قولك أنه كان لعابا بدين الله مستبيحا لمحارمه، وإلى الآن لم نر منك ردا على دليل المجيزين، وإنما تهويش وتشويش واتهام للمخالف _وهم جمهور العلماء_بالتلاعب بدين الله واستباحة محارمه.
فرجاء إنتبهوا لما تكتبون, واتقوا الله فيما تخطون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 08:52]ـ
غفر الله لك وسامحك الله، ويا ليتك ما تكلمت ولا كتبت،
أعلماء الأمة وأفاضلها،بل جماهيرهم مما لا تنكره أنت بنفسك يتلاعبون بدين الله ويستبيحون محارمه؟
وإذا أردت ان تنقد نقدا علميا فهات ما عندك من علم،،ولا تلتجئ لأبشع صورة لا يقول بها أحد وتتعذها تكية لنصرة قول شذ من قال به كما قال شيخنا ابن باز _رحمه الله_،والذي من لازم قولك أنه كان لعابا بدين الله مستبيحا لمحارمه، وإلى الآن لم نر منك ردا على دليل المجيزين، وإنما تهويش وتشويش واتهام للمخالف _وهم جمهور العلماء_بالتلاعب بدين الله واستباحة محارمه.
فرجاء إنتبهوا لما تكتبون, واتقوا الله فيما تخطون.
لا حول ولا قوة إلا بالله من المعلوم بالضرورة أني لا أعني الجمهور إنما أعني من أرتكب تلك الصور التي ذكرت وغيرها كثير وأيضا" أعني من يتشدق بهذه الفتوى ويروجها بين الناس من غير تحقيق حتى وقع الناس في صور لا يجيزها عالما فضلا" أن يكون الجمهور ولهذا يغفل كثيرا" ممن ينتسب إلى العلم عن المصالح والمفاسد ونظير هذا من يروج فتوى عدم كفر تارك الصلاة ويغفل أن ليس من المصلحة أن تذكر هذه الفتوى عند العوام لأن الناس متهاونون بإقامة الصلاة وهم يسمعون أن تاركها كافر كيف إذا سمعوا أن تاركها لا يكفر ونظير هذا أيضا" كشف الوجه للمرأة مع كثرة الفساد في هذا الزمان وهذا الذي ذكرت له أصلا" من الشارع وهو حديث معاذ عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أفلا أوبشر الناس قال لا لكيلا يتكلوا ويتركوا العمل وتحصل المفسدة ولهذا ينبغي أن يكون طالب العلم مربيا والشيء الذي ليس بلازما" ويفضي إلى مفسدة لا يتبناه وينشره بين الناس.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:39]ـ
معذرة أخي بندر إن كانت عبارتي قاسية، لكم جملتك استفزتني، ورأيتها موجهة للقائلين بالجواز، فعذرا.
لكن هذا كتبته من زمان، أين كنت اخي بندر؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا عليك يا أخي أبا عائشة وحصل خير ومنكم نستفيد وكنت مسافرا".
ـ[المستبصر]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 05:49]ـ
الزواج بنية الطلاق قال بأباحته شيخ الاسلام كما ذكر الاخوة والشيخ ابن باز وأيضا قال بأباحته الشيخ الالباني لأنه لم يرد فيه دليل يحرمه ثم أن الطلاق أصلا جائز. وقال الشيخ أن الرجل الذي نوى الطلاق قد يغير رأيه بعد الزواج فيمسكها ويبقيها معه.
ولو طلق رجل زوجته التي تزوجها بغير نية الطلاق والظاهر وجود ردة فعل سلبية من الزوجة وأهلها وقد يتفاجئون من هذا الفعل وأيضا لو تزوجها بنية الطلاق لا ترضى الزوجة وأهلها هذا الفعل.فوجود الانكار من الطرف الثاني موجود في الحالتين.
وأيضا لو طلق الرجل - الذي تزوج زواجا عاديا بغير نية الطلاق - زوجته بدون سبب أو مشاكل وهي مطيعة له فهذا جائز فأيضا لو تزوجها بنية الطلاق ثم طلاقها قلنا الحالة مشابهة فالحكم واحد ولو منع الثاني لقلنا بمنع الاول من باب أولى ففيه القطيعة للزوجة والإساة لها وعدم مبادلتها حسن العشرة
وأكثر الذين حرموا هذا النوع من الزواج إنما حرموه للغش الذي فيه وليس لأنه متعة فبالتالي قالوا بصحة العقد وحرمة الفعل
والله أعلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 10:39]ـ
المجيزين في هذا الزمان ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- أجازوه بشروط والشيخ بن باز له كلام ماتع ورد على شبهة القائلين بأنه عين المتعة.
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:46]ـ
يجب التفريق بين قول اهل العلم الذين أجازوا هذا الزواج بضوابط وبحث في أدلة الشرع وبين فعل الفسقة لهذا الشيء، ولو قيل لأي عالم فاضل أباح هذا النوع من الزواج أن الشباب المتهور قد استغلوا تلك الفتوى بطريقة لا فرق بينها وبين المتعة والزنا لقالوا بتحريم فعلهم وانهم ما قصدوا هذا.
وأيضا قد يكون الاصل في الشيء مباحا ولكنه يحرم من باب سد الذرائع أو دخول نية فاسدة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:27]ـ
في الموسوعة الكويتية:
النِّكَاحُ بِنِيَّةِ الطَّلاَقِ:
17 - اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي النِّكَاحِ بِنِيَّةِ الطَّلاَقِ، فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ فِي قَوْلٍ جُزِمَ بِهِ فِي الْمُغْنِي وَالشَّرْحِ عَلَى أَنَّهُ إِذَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً بِنِيَّةِ الطَّلاَقِ بَعْدَ شَهْرٍ أَوْ أَكْثَرَ أَوْ أَقَل فَالنِّكَاحُ صَحِيحٌ سَوَاءٌ عَلِمَتِ الْمَرْأَةُ أَوْ وَلِيُّهَا بِهَذِهِ النِّيَّةِ أَمْ لاَ. وَذَلِكَ لِخُلُوِّ هَذَا الْعَقْدِ مِنْ شَرْطٍ يُفْسِدُهُ، وَلاَ يَفْسُدُ بِالنِّيَّةِ، لأَِنَّهُ قَدْ يَنْوِي مَا لاَ يَفْعَل وَيَفْعَل مَا لاَ يَنْوِي، وَلأَِنَّ التَّوْقِيتَ إِنَّمَا يَكُونُ بِاللَّفْظِ.
وَقَال الشَّافِعِيَّةُ: يُكْرَهُ هَذَا النِّكَاحُ خُرُوجًا مِنْ خِلاَفِ مَنْ أَبْطَلَهُ، وَلأَِنَّ كُل مَا صَرَّحَ بِهِ أَبْطَل كُرِهَ إِذَا أَضْمَرَهُ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ عَلَى الصَّحِيحِ مِنَ الْمَذْهَبِ وَالأَْوْزَاعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ إِلَى بُطْلاَنِ هَذَا النِّكَاحِ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ صُورَةٌ مِنْ صُوَرِ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ بِهْرَامُ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ إِذَا فَهِمَتِ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ الأَْمْرَ الَّذِي قَصَدَهُ الرَّجُل فِي نَفْسِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الترجمان]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 01:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم
اقول وبالله التوفيق
سئلت سماحة الشيخ العلامة شيخ العلماء وامير الفقهاء شيخي الشيخ عبدالعزيزبن باز رحمه الله رحمة واسعة من عنده
عن هذه المسئلة منذ اكثر من 15 سنة او قريبا منها
وقد كنت اجد في نفسي منها شيئا كثيرا خاصة وان كثيرا من الاخوة الطلاب في امريكا واوربا يمارسونها وكنت اظنها قد تسيء الى المسلمين وسمعة الاسلام مما كان يؤثر سلبيا على الدعوة الى الاسلام خاصة من النساء غير المسلمات ويكون اكثر سلبا حينما يكون مع المسلمة الحديثة الاسلام مما قد يجعلها ترتد عن دينها
وكنت ائظر من هذا الجانب وانه ربما يكون فيها تغرير بالزوجة وفيها افساد لمستقبل الزوجة وغيرها من الاسباب التي تدور في مخيلةالكثير
فذكرت للشيخ رحمه الله كل هذه الامور وغيرها
فاجاب رحمه الله بعد ان سمع السؤال تماماوقال
ان كثيرا من ابنائنا الطلاب في خارج المملكة ممن خاف على نفسه الوقوع في المحظور ذهب الى هذا النوع من الزواج بنية الطلاق على انه يتزوج وفي نيته ان يطلق عندما ينتهي من دراسته فورا ولكن الله سبحانه وتعالى قد يجعل بينهم من الالفة والمحبة او قد يقع بينهم من الذرية ما يتعذر معه وقوع الطلاق حتى بعد ان تنتهي دراسته ويرجع الى بلدة
فقد ينوى ولكنه قد يقع من الامور ما تتغير معها نيته
وقد تحصل بهذا النوع من الزواج بعض الاحكام الشرعية حال وفاة احد الزوجين من الارث والوصية وغيرها مع عدم وجودموانع لذلك تمنعه شرعا
وقد قال وهذا الزواج جائز شرعا وهو مكتمل الشروط والاركان
وقد اكد على ان يكون هذا الامر في نية الزوج والا يخبر به الزوجة والا يكون اتفاقا على زواج لفترة بين الزوجين
هذه الفتوى انا من سئل الشيخ رحمه الله عتها وكنت وقتها جالسا في مجلسه مع بعض الزملاء من طلبة العلم مع بعض التصرف في كلام الشيخ رحمه الله نعالى) انتهى
اقول والله تعالى اعلم هذا النوع من الزواج جائز ولا حجة لمن قال بعدم جوازه وقد جانبهم الصواب في ذلك
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 01:17]ـ
يكفي في تحريمه أنه غش وخداع للزوجة ووليها وأنه ذريعة إلى الفساد وهذا لا يمكن أن ينكره أحد.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 05:41]ـ
قال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ متعقباً الدكتور عبدالله بن محمد المطلق ـ حفظه الله تعالى ـ في فتواه الزواج بنية الطلاق:
" فضيلة الشيخ معالي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق عضو كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: من العلماء الإجلاء الذين صبغ الله في قلبوب العباد محبتهم من العامة والخاصة من خلال فتاواه عبر التلفاز، وذلك بحول الله دليل الصلاح وحسن النية .. ومن فُتح له في العلم النافع فقد حقق له الله التقوى، كما في قوله تعالى: ( .. واتقوا الله ويعلمكم الله .. ) [سورة البقرة 2/ 282]، وصحة المعتقد والتصور تنتج حسن السلوك، وما خرج من القلب دخل القلب .. هكذا كان شعوري وأنا أتابع فتاواه / وفي يوم الجمعة الموافق 2/ 2 1424هـ نشر معاليه في جريدة الجزيرة العدد 11145 ص 25 فتوى عن الزواج بنية الطلاق .. ومنه حفظه الله أتعلم، ولكن الله جعل العلم والملاحظة مشاعة بين ذوي العلم؛ فيصيب الشيخ في خمسين مسألة، وقد يسهو العالم في مسألة فيستدركها عليه تلميذه .. وفتوى معاليه عن شخص يقيم في أوروبا بصفة مؤقته ويريد تزوُّج إحدى بنات ذلك البلد .. ثم يطلقها عند عودته .. وأجاب معاليه بأن الزواج بنية الطلاق جائز، وبذلك أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .. وأضاف معاليه: أن المحظور الذهاب إلى البلد الأوروبي من أجل الزواج أياماً معدودة ثم يعود، ويكون زواجه بنية الطلاق .. وهذا جنوح منه حفظه الله إلى التسهيل على الناس، لأن شريعتنا المطهرة يسر ورفع حرج ..
وعقب الشيخ ابن عقيل الظاهرى على هذه الفتوى بأمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: أنه ينبغي تبسيط الأمر للعامة والخاصة أيضاً في التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي في هذه المسألة؛ فالحكم الوضعي: أن الزواج صحيح ليس سفاحاً ولا نكاحاً فاسداً، وأما الحكم التكليفي فلعل معاليه (أى الدكتور المطلق حفظه الله) يحقق الحكم في ذلك ما بين الحرمة أو الكراهية الشديدة؛ لأن مقتضى النكاح شرعاً استدامة العقد، وإضمار الطلاق سلفاً ينافي مقتضى العقد،
كما أن النصوص وأقوال العلماء متضافرة على المنع من الطلاق بغير ضرورة ملجئة؛ ولهذا شُرع الحَكَمَان عند الأختلاف من أهله وأهلها، ولأن الزواج بنية الطلاق تدليس وغش للمرأة التي ترغب زواجاً مستديماً، والغش محرم شرعاً .. فإن صرّح لها بأنه سيطلقها بعد مدة، وأنهما سيمتنعان عن الولد تغيرت المسألة فلم تكن نكاحاً بنية الطلاق، وإنما كان هذا تصريحاً في حكم المتعة.
وأضرب أمثلة لمعاليه في التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي؛ فمن ذبح ذبيحة في شهر شوال، وسمَّ الله عليها، وصرّح بأنها أضحية له أو لوالديه: فالأضحية غير صحيحة بالحكم الوضعي، وأكل الذبيحة حلال بالحكم التكليفي؛ لانه ذكر اسم الله عليها .. وأن كان جاهلاً بوقت الأضحية لا تجوز إلا في وقتها المعين فذبيحته حلال أكلها، وغير صحيحة أضحية، وفعله هو المحرم في أعتقادها أضيحة؛ لأنه متلاعب بالدين مع علمه بالحكم .. ومن ذبح الأضحية في وقتها ولم يذكر اسم الله عليها عمداً فأكل الذبيحة حرام بالحكم التكليفي، والأضحية غير صحيحة؛ لأنها صادرة عن فعل محرم.
وثانيها: أن معاليه أطلق الزواج من البنات في أوروبا ولم يفرَّق بين مسلمة وكتابية، ونكاح المؤمن لكتابية مباح بالإجماع في شريعتنا المطهرة بلا عكس .. ولكن علم معاليه الجم قمين بأن يحرِّر الحكم الاجتهادي في هذه المسألة إذا كان المسلم سيتزوج كتابية، وكان عقد النكاح ومعقّباته يخضع لقانون وضعي لا يجعل للزوج ولايةً على الولد إن رغب غير دين الإسلام، ويخضع في العلاقة مع الزوجة ولاية وعشرة وحقوقاً لقانون وضعي بخلف أحكام الشريعة، فهذه الفوارق تحتاج إلى نظر وتدقيق بينما زواج المسلم بالكتابية في تاريخنا الإسلامي خاضع للحكم الشرعي فيما يتعلق بالولاية والنسل والحقوق؛ ولهذا السبب والله أعلم امتنع نكاح الكتابي للمؤمنة .. والمجتمع والدولة اليوم يعانون من زواج مسلمين بكتابيات تحت ولاية قانونهم الوضعي؛ فتنصر الأولاد، وصاروا في ولاية أمهاتهم على الرغم من بلوغهم، وضربت بالزوج عرض الحائط، وظُلم قانونياً بحقوق مجحفة ليست من دين الله .. وأقل ما في ذلك مقاسمته في ثروته.
وثالثها: أن الشريعة المطهرة يسر ورفع حرج بلا ريب .. ولكن اليسر ورفع الحرج حالة نكتشفها من الشريعة ولا نؤسسها، وفي الشريعة المطهرة ما يثقل على النفوس ولكنه مستطاع؛ ولهذا حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات .. واليسر ورفع الحرج في الشريعة هو رفع الآصار التي كانت من قبلنا كتكليف الله لليهود بأن يقتلوا أنفسهم بعد أن تابوا من عبادة العجل، ومعنى اليسر سهولته على النفس إذا زين الله الإيمان في قلوب المؤمنين؛ فاستلذّوا بالعبادة؛ فكانت أسهل عليهم من العادة. ومعنى اليسر أن ما أحلّه الله إباحة أو وجوباً أيسر وأمتع وأنفع مما حرمه الله .. والعالم المجتهد ليس من حقه التيسير أو التعسر، وإنما واجبه الاجتهاد في اكتشاف اليسر من الشريعة على أن يصحب اكتشافه ببرهان يتقق فيه وجود المقتضي وتخلف المانع " أ. هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) اليمامة العدد1752 / السبت 17صفر 1424هـ الموافق 19 إبرايل 2002م
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 09:56]ـ
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد أود أن الفت نظر الاخوة الى مسائل اساسية في هذا الباب و هي أولا ضروري الدين الاسلامي و هو معلوم أنه درء المفاسد و جلب المصالح و محاسن الأخلاق و مكارمها فالمسلم الذي يخشى على نفسه الوقوع في الزنا أو أن تصبه عنة له أن ينطلق من الحكم الشرعي الذي ذهب اليه الجمهور لأنه في موقع درء مفسدة لاحقة به لا محالة فان كان الذي دفعه الى الزواج خشية الله حقا فان الله جل و علا قال: و من يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب كما أنني أريد بالمناسبة أن أنبه الاخوة الذين ادعوا الاجماع على تحريم زواج المتعة أنه لا يوجد اجماع في تحريم المتعة و اني أتكلم بعد تحقيق في المسألة فقد بينت في كتابي الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع أنه قول جمهور العلماء لكنه يندرج تحت حديث متواتر بينت تواتره في محله و في كتابي حول التواتر كما بينت أن المخاف جماعة من الصحابة و التابعين فاتقوا الله و يعلمكم الله
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 11:20]ـ
جزى الله كل من كتب في هذا البحث خير الجزاء, ورزقنا جميعا الاخلاص في القول والعمل,,
لكن أحبتي هل صحيح ما ذكره الأخ/ من صاحب النقب بقوله: هناك ملاحظة: يقول بعض العلماء أنه إذا كانت المرأة تعرف أنه يريد الطلاق و حصل اتفاق صار متعه باتفاق عند المذاهب الأربعة
و قيل: إذا كان أهل الزوجة يعرفون أن من أتي في الإجازة من بعض البلاد أنه يريد الزواج بنية الطلاق، و كان هذا معروفاً، فوافقوا فإنها متعة لأن المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً.
أرجوا الإيضاح سريعا,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:22]ـ
قال ابن قدامة في المجلد10ص48:و ان تزوجها بغير شرط الا أن في نيته طلاقها بعد شهر أو اذا انقضت حاجته في هذا البلد فالنكاح صحيح في قول عامة أهل العلم الا الأوزاعي قال: هو نكاح متعة و الصحيح أنه لا بأس به و لا تضر نيته و ليس على الرجل أن ينوي حبس امرأته و حسبه ان وافقته و الا طلقها قلت و هل الصفة التي ذكر صاحب النقب تختلف عن تعريف المتعة قال ابن قدامة في الصفحة 46من نفس المرجع: معنى نكاح المتعة أن يتزوج المرأة مدة مثل أن يقول: زوجتك ابنتي شهرا أو سنة أو الى انقضاء الموسم أو قدوم الحاج و شبهه سواء كانت المدة معلومة أو مجهولة قلت و الله أعلم فالفرق بين الصيغة الأولى و التي أجازها الجمهور و الثانية هي التوثيق و الاعلان ذلك لأن الصيغة الأولى انما هي نية و وسوسة القلب و قد لا تتحقق أبدا لأنه قد يعدل عن نيته بعد البناء او المعاشرة كمن نوى طلاق زوجته و لم يوثقه أو يصرح به لأحد و أما الصيغة الثانية فهي ملزمة لأنها وثقت أثناء العقد و أعطى الخرقي مثالا آخر قال: و لو تزوجها على أن يطلقها في وقت معين لم ينعقد النكاح قلت عند جمهور الحنابلة و ينعقد عند أصحاب الرأي و جل الشافعية و يبطل الشرط فالمسألة اذن و الله أعلم متعلقة بالشروط و التوثيق عند القران و الله أعلم و ما أبرئ نفسي من الزلل و الخطأ
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 05:43]ـ
http://www.binothaimeen.com/allimages/top-1.gif (http://www.binothaimeen.com/)
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): النكاح </ B>
السؤال: بارك الله فيكم له سؤال أيضاً آخر يا فضيلة الشيخ يقول ما هو حكم الزواج بنية الطلاق عند الرجوع إلى بلده؟ الجواب
الشيخ: هذه المسألة اختلف فيها العلماء فمنهم من قال إن الزواج بنية الطلاق نكاح متعة لأن المتزوج نوى مدةً معينة وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى ولأن الزوج المحلل الذي يتزوج امرأة طلقها زوجها ثلاثاً بنية أن يطلقها إذا تزوجها وإن لم يشترطه في العقد يكون محللاً ولا تحل به الزوجة للزوج الأول فأثرت النية هنا في صحة العقد فكذلك نية الطلاق إذا رجع إلى بلده وقال آخرون إن هذا ليس فيه نية متعة بل إن هذا ليس بنكاح متعة لأن نكاح المتعة يشترط فيها شرطٌ أن يطلقها في مدة كذا وكذا أو أن النكاح مدته كذا وكذا بخلاف هذه ولهذا إذا تمت المدة في نكاح المتعة انفسخ النكاح بدون فسخ وهذه ليست مثلها إذ من الممكن أن يرغب في بقاء الزوجة عنده ولو كان قد تزوجها بنية الطلاق لكن عندي فيه محظورٌ غير هذا وهو أنه غشٌ للزوجة وأهلها فإنهم ربما لو كانوا يعلمون أنه لن ينكحها نكاح رغبةٍ وبقاء لم يزوجوه أي لو ظنوا أنه إنما تزوجها ما دام في هذا البلد ثم يتركها إذا سافر لم يزوجوه فالنكاح بنية الطلاق محرمٌ من هذه الناحية لا من ناحية كونه نكاح متعة وعلى هذا فيكون حراماً ولكن العقد صحيح لأن هذا التحريم لا يعود إلى ذات العقد.
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): النكاح </ B>
السؤال: السائل أنور عبد الهادي محمد عراقي يدرس بالباكستان يقول لقد قرأت في كتاب فقه السنة لسيد سابق حول موضوع زواج بنية الطلاق بعده وقد ذكر المؤلف المذاهب الأربعة قد أتاحوا هذا النوع من الزواج وحرمه الإمام الأوزاعي لأن الإمام الأوزاعي اعتبره كزواج المتعة فما هو الحكم الصحيح في هذا فإن كان جائزاً فإني أريد أن أتزوج لأحصن نفسي من الوقوع في الحرام حتى تنتهي مدة دراستي ثم أطلقها؟ الجواب
الشيخ: من المعروف من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أن الزواج بنية الطلاق محرم وأنه داخل في نكاح المتعة وذلك لأن النية معتبرة في التأثير في الحكم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ولأن الرجل لو تزوج المطلقة ثلاثاً بنية أنه يحللها للأول ثم يطلقها كان هذا النكاح باطلاً ومحرماً ولم تحل للزوج الأول كما لو شرط ذلك في نفس العقد وعلى هذا فتكون نية الطلاق كنية التحليل أي كما أن النية في التحليل مؤثرة فكذلك نية الطلاق مؤثرة أيضاً وقال بعض أهل العلم: إن نية الطلاق ليست كشرطه لأن شرط الطلاق معناه أنه إذا تمت المدة ألزم به وكذلك المتعة إذا شرط على الإنسان أنه يتزوجها إلى أجل مسمى فإن معناه أو مقتضى هذا العقد أنه إذا تم الأجل المسمى انفسخ النكاح تلقائياً فليست النية كالشرط وهذا الفرق بَيِّن ظاهر لأن الشرط إذا تم الأجل انفسخ النكاح تلقائياً و إذا كان قد شرط عليه الطلاق فإنه يلزمه عند تمام المدة وهذا الفرق لاشك أنه مؤثر في الحكم ولكن عندي أن هذا حرام من وجه آخر أي أن الإنسان إذا تزوج بنيته أنه يطلقها إذا غادر البلد حرام من جهة أنه غش وخداع للزوجة وأهلها فإن الزوجة وأهلها لو علموا أن هذا الرجل إنما تزوجها بنية الطلاق إذا أراد السفر ما زوجوه في الغالب فيكون في ذلك خداع وغش لهم وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:"من غش فليس منا" فالحاصل أن العلماء رحمهم الله اختلفوا فيما إذا تزوج الغريب بنية أنه متى أراد الرجوع إلى وطنه طلقها بدون شرط فذهب قوم من أهل العلم وهو مشهور من مذهب الإمام أحمد أن هذا النكاح فاسد وأنه نكاح متعة وعللوا ذلك بأن نية الطلاق كشرطه قياساً على التحليل الذي تكون نيته كشرطه وقال آخرون من أهل العلم: إن النية لا تؤثر لأن الفرق بين النية والشرط هو أن الشرط إذا تم الأجل ألزم بالطلاق إن كان المشروط هو الطلاق أو انفسخ النكاح إن كان مؤجلاً إلى هذه المدة وهذا الفرق ظاهر يؤثر في الحكم ولكنه عندي أنه غش إذا نواه بدون أن يبينه للزوجة وأهلها لأنهم لو علموا بنيته هذه ما زوجوه في الغالب وحينئذٍ إما أن يعلمهم أو يكتم عنهم فإن أعلمهم فهو نكاح متعة وإن كتمه كان غشاً وخداعاً فلا ينبغي للمؤمن أن يعمل هذا العمل.
ما رأيكم ... هل سيبقى من يبيح لنفسه هذا النوع من الزواج؟؟ ويعبث بالمسلمات وبحقوقهن ومشاعرهن؟ وفي المقابل يمنعه عن غيره فيما لو كانت الضحية (ابنته)؟؟
..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 06:11]ـ
عند الحنابلة المتأخرين كان جائزا، فنية الطلاق لا تبطل العقد لأن النوايا بيد الله، وبعد أن بان فساده تراجع البعض عن فتاويهم، وقد قلت لأحد المشائخ أن نكاح النية بالطلاق أكثر ضررا من نكاح المتعة في بعض جوانبه، لأن نية الطلاق جمعت إلى فساده فسادا آخر وهو الغدر والمكر وسوء النية، وهو عملٌ لا يقبله الفاعل مع قريباته ...
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 08:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحكم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" ولأن الرجل لو تزوج المطلقة ثلاثاً بنية أنه يحللها للأول ثم يطلقها كان هذا النكاح باطلاً ومحرماً ولم تحل للزوج الأول كما لو شرط ذلك في نفس العقد وعلى هذا فتكون نية الطلاق كنية التحليل أي كما أن النية في التحليل مؤثرة فكذلك نية الطلاق مؤثرة أيضاً وقال بعض أهل العلم: إن نية الطلاق ليست كشرطه لأن شرط الطلاق معناه أنه إذا تمت المدة ألزم به وكذلك المتعة إذا شرط على الإنسان أنه يتزوجها إلى أجل مسمى فإن معناه أو مقتضى هذا العقد أنه إذا تم الأجل المسمى انفسخ النكاح تلقائياً فليست النية كالشرط وهذا الفرق بَيِّن ظاهر لأن الشرط إذا تم الأجل انفسخ النكاح تلقائياً و إذا كان قد شرط عليه الطلاق فإنه يلزمه عند تمام المدة وهذا الفرق لاشك أنه مؤثر في الحكم ولكن عندي أن هذا حرام من وجه آخر أي أن الإنسان إذا تزوج بنيته أنه يطلقها إإذا غادر البلد حرام من جهة أنه غش وخداع للزوجة وأهلها فإن الزوجة وأهلها لو علموا أن هذا الرجل إنما تزوجها بنية الطلاق إذا أراد السفر ما زوجوه في الغالب فيكون في ذلك خداع وغش لهم وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام:"من غش فليس منا"
جزاك الله عنما خير الجزاء أخي الفاضلة ربي يحفظك
:"من غش فليس منا"
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:14]ـ
ما رأيكم ... هل سيبقى من يبيح لنفسه هذا النوع من الزواج؟؟ ويعبث بالمسلمات وبحقوقهن ومشاعرهن؟ وفي المقابل يمنعه عن غيره فيما لو كانت الضحية (ابنته)؟؟
..
لو كان من المنتسبين إلى العلم والدعوة أو الفتوى فلهم أن يمنعوا المباح عن بناتهم وولياتهم لعظيم فضلهم ومكانتهم بين المسلمين.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:50]ـ
لو كان من المنتسبين إلى العلم والدعوة أو الفتوى فلهم أن يمنعوا المباح عن بناتهم وولياتهم لعظيم فضلهم ومكانتهم بين المسلمين.
ماذا تقصد أخى الفاضل؟
((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
إن كانوا ينزهون بناتهم عنه فلمَ يفعلونه ببنات الآخرين؟
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 09:06]ـ
بغض النظر عن الاراء الفقهية لكن سؤال":
هل يرضى مسلم الذي يخاف الله أن يتقدم شخص ليأخذ احدى اخواته او بناته بنية الطلاق؟؟
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 08:33]ـ
ماذا تقصد أخى الفاضل؟
((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
إن كانوا ينزهون بناتهم عنه فلمَ يفعلونه ببنات الآخرين؟
أقصد أن المنتسبين إلى العلم كالعلماء وطلبة العلم والملتزمين ليسوا منزلتهم كعوام الناس.
فابنة العالم أو الداعية لا تتساوى مع ابنة رجل عادي.فالأولى لعظيم مكانتها ولأنها قدوة لغيرها لا تنكح بنية الطلاق أو المسيار أو ما يماثله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 03:02]ـ
أقصد أن المنتسبين إلى العلم كالعلماء وطلبة العلم والملتزمين ليسوا منزلتهم كعوام الناس.
فابنة العالم أو الداعية لا تتساوى مع ابنة رجل عادي.فالأولى لعظيم مكانتها ولأنها قدوة لغيرها لا تنكح بنية الطلاق أو المسيار أو ما يماثله.
الأخ الكريم أبا الحسنات
هذا كلام غير علمي ومرسل ودعاوى فارغة لا يساندها الدليل
بل هو أشبه بما تسمونه في مصر في القرى والنجوع (كلام مصاطب)
ولم أسمع به من قبل من أحد من العلماء أو طلبة العلم في أي بلد ... وليراجعنى القراء في ذلك
ثم ...
ما هو دليل التفريق بين ابنة المنتسب إلى العلم والدين وبين ابنة فلاح قروي أو راعى في شعف الجبال أو إسكافى أو طبيب أو أستاذ جامعة
قد تكون الثانية أكرم عند الله من الأولى وأتقى.
وكلامك مضاد للنصوص الشرعية التى تفاضل بين الناس بالتقوى وليس باللون أو غيره.
ونصوص التشريع تكون عامة إلا بمخصص.
وطالب العلم يناقش بالحجة أو الدليل وإلا فالسكوت أسلم لدينه وعرضه.(/)
فائدة: اليومُ علمٌ وغدٌ مثلهُ من نخبِ العلمِ التي تلتقطُ
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قيل
اليوم علمٌ وغدٌ مثلهُ من نخبِ العلمِ التي تلتقطُ
يحصلُ المرءُ به حكمةٌ وإنما السيل اجتماع النقطُ
قال تعالى: وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
وصحَّ عن النبي (ص) عن ابو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): لن يدخل أحدا منكم بعمله الجنة قالوا: ولا أنت؟ يا رسول الله! قال: ولا أنا. إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة.
قد يبدوا على فئام من الناس التعارض حيث أن الحديث في صحيح مسلم ولا يدري مالصارف او الراجح. وكذلك من يتتبع الزلّات على أهل السنة يريد أن يبين أن هذا تعارض إما أن يجبرونا بإلغاء كلمة صحيح مسلم لكن هؤلاء جهلوا لغة العرب حيث أن القران أنزل بلسان عربياً مبين
والنبي (ص) عربي .....
من المعلوم أن حرف (الباء) في الغة له عدة أسماء منها وهو الذي يهمنا
(باء سببية) و (باء عوضية (عوض))
بالنسبة لقوله تعالى ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها (بما) كنتم تعملون ... الباء هنا باء (سبب) بمعنى أنا العمل سبب في إدخاله للجنة لا أنه عوض عمله.
وفي حديث النبي (ص): لن يدخل أحدكم الجنة (بعمله) .... الباء هنا باء (عوض) بمعنى أنه عمل هذا العمل فكان عوض عمله دخول الجنة فهذا صحيح ولكن يدخل الجنة برحمة ربه بسبب عمله الصالح
والحمد لله ليس هنالك تعارض
أسأل الله أن يجعل الجنة دارنا وقرارنا ووالدينا وأهلونا ومن نحب
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 05:32]ـ
جزاك الله خيرا، قال ابن شهاب الزهري _من رام العلم جملة ذهب عنه جملة و إنما يطلب على مر الأيام والليالي_
و قولك أخي قول أهل السنة، بعيدا عن الإرجاء و تأخير الأعمال وإخراجها من مسمى الإيمان،ومخالفا لقول الخوارج الذين جعلوا أعمال الإيمان أصلا في صحته،فكفروا بالصغائر
مبارك أخي
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 09:45]ـ
جزاك الله خيرا، قال ابن شهاب الزهري _من رام العلم جملة ذهب عنه جملة و إنما يطلب على مر الأيام والليالي_
و قولك أخي قول أهل السنة، بعيدا عن الإرجاء و تأخير الأعمال وإخراجها من مسمى الإيمان،ومخالفا لقول الخوارج الذين جعلوا أعمال الإيمان أصلا في صحته،فكفروا بالصغائر
مبارك أخي
جزاك الله خير على المرور
بوركت(/)
من لم يستطع القيام إلى وقت الركوع فهل يصلي قائما ثم يجلس أم يجلس ثم يقوم قبل الركوع؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 04:12]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
(أن الإنسان إذا لم يقدر على فعل الواجب كله فليفعل ما استطاع. ولهذا مثال: يجب علىالإنسان أن يصلي الفريضة قائماً، فإذا لم يستطع صلى جالساً.
وهنا سؤال: لو كان يستطيع أن يصلي قائماً لكنه لا يستطيع أن يكمل القيام إلى الركوع، بمعنى: أن يبقى قائماً دقيقة أو دقيقتين ثم يتعب ويجلس، فهل نقول: اجلس وإذا قارب الركوع فقم، أونقول: ابدأ الصلاة قائماً وإذا تعبت اجلس؟
الجواب:
هذا فيه تردد عندي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذه اللحم كان يصلي في الليل جالساً فإذا بقي عليه آيات قام وقرأ ثم ركع [86] ( http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-11.HTM#_ftn3). وهذا يدلّ على أنك تقدم القعود أولاً ثم إذا قاربت الركوع فقم.
لكن يردّ على هذا أن النفل يجوز أن يصلي الإنسان فيه قاعداً، فقعد، فإذا قارب الركوع قام.
والفريضة الأصل أن يصلّي قائماً، فنقول: ابدأها قائماً ثم إذا تعبت فاجلس، وربما تعتقد أنك لا تستطيع القيام كله، ثم تقدر عليه، فنقول: ابدأ الآن بما تقدر عليه وهو القيام، ثم إن عجزت فاجلس، وهذا أقرب.
لكني أرى عمل الناس الآن في المساجد بالنسبة للشيوخ والمرضى، يصلي جالساً فإذا قارب الركوع قام، ولا أنكر عليهم لأني ليس عندي جزم أو نص بأنه يبدأ أولاً بالقيام ثم إذا تعب جلس، لكن مقتضى القواعد أنه يبدأ قائماً فإذا تعب جلس.) ا. هـ.
(المصدر: شرح الأربعين النووية - حديث 9)
ـ[الجعفري]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 05:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 05:14]ـ
أراك أختي تطرحين السؤال وتجبين بنفسك، فهل هذا التقديم بداية للمناقشة’؟؟؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 05:53]ـ
لا ولكن لا يوجد مكان لوضع كلمة (فائدة)
ولا أعرف عنوانا مناسبا للموضوغ سوى بطريقة السؤال
ولست أنا التي تجيب
المجيب هو الشيخ العثيمين رحمه الله
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:22]ـ
بارك الله فيك على الافادة و أسلوبك في وضع العنوان ذكاء منك لجلب أكبر قدر من القراء و هذا الذي حصل معي بالتوفيق
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 02:15]ـ
للفائدة
ـ[زياد الخير]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:57]ـ
هل نستطيع ان نقول بالتفريق بين الفرض و النفل؟
ففي النفل له أن يصلي كما يشاء كأن يبتدئ القراءة قاعدا فإذا اراد الركوعقام فركع و هو ما فعله النبي صلى الله عليه و آله و سلم في قيام الليل
و اذا كانت الفريضة فالأولى أن يصلي قائما ما استطاع فإن تعب جلس لإن القيام في الفرض ركن
إنما انا سائل؟؟؟
ـ[دامو]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 10:40]ـ
سؤال يطرح نفسه كما يقولون و لو طرح على شيخ أصولي كالشيخ الشثري أو غيره لتعم الفائدة و إلا علو و ورع فقيه القرن يكفينا.
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 10:13]ـ
السلام عليكم
للشيخ الفقيه ذياب بن سعد الغامدي رسالة علمية عن الصلاة على الكراسي، وقد أثنى عليها الشيخ العلامة البراك والشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي وغيرهم، وقد سمعت الشيخ الراجحي نفسه يثني عليها في منزل الشيخ ذياب حينما كان ضيفا عنده قبل رمضان هذه السنة، وهي بعنوان " تنبيه الناسي بحكم صلاة أهل الكرسي "، وهي من مطبوعات مكتبة المزيني بالطائف.
ـ[دامو]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 10:19]ـ
بارك الله فيكم، هل هناك رابط لتحميلها بارك الله فيكم؟
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 11:14]ـ
من فضلك أين الرابط
ـ[دامو]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 01:27]ـ
?بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 09:46]ـ
الأخوة الأفاضل: لا اعلم أن رسالة "تنبيه الناسي" قد رفعت في إحدى المواقع، بل الذي أعرفه أنها مطبوعة في مكتبة المزيني بالطائف، وهي موجودة في كثير من المكتبات السعودية.
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 09:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم هناك فتوى للشيخ ذياب بشأن صلاة أهل الكراسي وهي موجودة في كثير من المواقع، وسوف اجتهد في نقلها هنا إن شاء الله.
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 09:53]ـ
صَلاةُ أهْلِ الكَرَاسِي
السُّؤالُ: مَا حُكْمُ صَلاةِ الفَرِيْضَةِ على الكَرَاسِي وما صَفَتُهَا؟
الجَوَابُ: الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ الأمِيْنِ.
وبَعْدُ: فإنَّ الجَوَابَ عَنْ هَذِهِ المَسْألَةِ، كَمَا يَلي باخْتِصَارٍ:
قُلْتُ: لَقَدْ أجمَعَ أهْلُ العِلْمِ على أنَّ للصَّلاةِ أرْكَانًا لا تَصِحُّ إلَّا بِهَا: مِثْلُ القِيَامِ والرُّكُوْعِ والسُّجُوْدِ وغَيْرِهَا مِنَ الأرْكَانِ، فَمَنْ تَرَكَ مِنْهَا رُكْنًا قَادِرًا عَلَيْهِ عَالمًا بِهِ مُخْتَارًا لفِعْلِهِ: فَصَلاتُهُ بَاطِلَةٌ بالإجْمَاعِ.
وقَدْ دَلَّ على ذَلِكَ قَوْلُ الله تَعَالى: «وارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعينَ» (43)، وقَوْلُهُ تَعَالى: «وقُوْمُوا لله قَانِتِينَ» (البَقَرَةُ: 238)، وقَوْلُهُ تَعَالى: «يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكُم» (الحَجُّ 77). وقَوْلُهُ ?: «صَلُّوا كَما رَأيْتُمُوني أُصَلِّي»، وقَوْلُهُ ?: «صَلِّ قَائِمًا» أخْرَجْهُما البُخَارِيُّ، وهَذَا في صَلاةِ الفَرِيْضَةِ، أمَّا صَلاةُ النَّافِلَةِ فيَجُوْزُ فِيْهَا ما لا يَجُوْزُ في غَيْرِهَا، ولاسِيَّما في القِيَامِ.
كَما أجمَعَ أهْلُ العِلْمِ أيْضًا على أنَّ تَحْقِيْقَ أرْكَانِ الصَّلاةِ مُتَوَقِّفٌ على الاسْتِطَاعَةِ والقُدْرَةِ، فَكُلُّ مُسْلِمٍ عَاجِزٍ عَنِ القِيَامِ بأحَدِ أرْكَانِ الصَّلاةِ، فَهُوَ مَعْذُوْرٌ شَرْعًا وعَقْلًا، لقَوْلِهِ تَعَالى: «لا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا» (البقرة:286)، وقَوْلِهِ تَعَالى: «فاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم» (التغابن:16)، وقَوْلِهِ ?: «إذَا أمَرْتُكُم بأمْرٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وقَوْلِهِ ?: «صَلِّ قَائِمًا، فَإنْ لم تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإنْ لم تَسْتَطِعْ فَعَلى جَنْبٍ» البُخَارِيُّ، وتَحْقِيْقًا أيْضًا للقَاعِدَةِ الفِقْهِيَّةِ: المَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيْسِيْرَ، وقَاعِدَةِ: لا وَاجِبَ مَعَ العَجْزِ.
يُوضِّحُهُ؛ أنَّ مَنْ عَجَزَ عَنِ القِيَامِ في الصَّلاةِ صَلَّى جَالِسًا، ومَنْ عَجَزَ عَنِ الرُّكُوْعِ أوْمَأ برَأسِهِ حَالَ قِيَامِهِ، ومَنْ عَجَزَ عَنِ السُّجُوْدِ أوْمَأ برَأسِهِ حَالَ جُلُوْسِهِ، ويَكُوْنُ سُجُوْدُهُ أخْفَضَ مِنْ رُكُوْعِهِ وُجُوبًا، ويَكُوْنُ في جُلُوْسِهِ مُفْتَرِشًا أو مُتَورِّكًا. وقِيْلَ: يَجْلِسُ مُتربِّعًا، لقَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: «رَأيْتُ رَسُوْلَ الله ? يُصَلِّي مُترَبِّعًا» النَّسَائيُّ، ورِجَالُهُ ثِقاتٌ.
ومَنْ عَجَزَ أيْضًا عَنِ القِيَامِ والرُّكُوْعِ والسُّجُوْدِ: صَلَّى على جَنْبِهِ، وقِيْلَ: مُسْتَلقِيًا على ظَهْرِهِ، ووَجْهُهُ ورِجْلاهُ إلى القِبْلَةِ ليَكُوْنَ إيْماؤهُ إلَيْهَا، والأوَّلُ أصَحُّ لظَاهِر السُّنَّةِ.
وأمَّا إنْ عَجَزَ المُسْلِمُ أنْ يُصلِّيَ على جَنْبِهِ: صَلَّى على أيِّ حَالٍ، سَوَاءٌ على ظَهْرِهِ أو على الكُرْسِي، كَما سَيَأتي بَيَانُهُ.
وكَذَا؛ فَإنَّ كُلَّ مَنْ عَجَزَ عَنِ الإتْيَانِ برُكْنٍ مِنْ أرْكَانِ الصَّلاةِ أو غَيْرِهَا مِنَ العِبَادَاتِ الشَّرعِيَّةِ؛ فَإنَّ لَهُ أجْرَ الصَّحِيْحِ القَادِرِ، لقَوْلِهِ ?: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ أو سَافَر كُتِبَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيْحًا مُقِيمًا» البُخَارِيُّ.
& yacute; أمَّا صَلاةُ الفَرِيْضَةِ على الكَرَاسِي فلا تَخْلُو مِنْ أرْبَعِ صُوَرٍ:
الصُّوْرَةُ الأوْلى: مَنْ يُصَلِّي الفَرِيْضَةَ على الكَرَاسِي، وهُوَ قَادِرٌ على السُّجُوْدِ، بحُجَّةِ أنَّهُ إذَا صَلَّى جَالِسًا لَنْ يَسْتَطِيْعَ على القِيَامِ سَوَاءٌ في أوَّلِ صَلاتِهِ أو في أثْنَائِهَا!
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلتُ: مَنْ هَذِهِ حَالُهُ، فَصَلاتُهُ بَاطِلَةٌ بالإجْمَاعِ، لأنَّهُ تَرَكَ رُكْنًا قَادِرًا عَلَيْهِ شَرْعًا وطَبْعًا، وتَكَلَّفَ رُكْنًا هُوَ مَعْذُوْرٌ فِيْهِ شَرْعًا! وذَلِكَ لكَوْنِهِ قَدْ تَرَكَ كَثِيرًا مِنْ أرْكَانِ الصَّلاةِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهَا: وهِيَ السُّجُوْدُ، والجَلسَةُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، والجُلُوْسُ للتَّشَهُّدِ وغَيْرَهَا. وقَدْ صَحَّ عَنْهُ ? في الصَّحِيْحَيْن أنَّهُ صَلَّى جَالِسًا حِيْنَما سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ، ولم يَتَكَلَّفْ حِيْنَهَا الصَّلاةَ على الكُرْسِي!
كَمَا أنَّهُ بصَلاتِهِ على الكُرْسِي قَدْ خَالَفَ تَسْوِيَةَ الصُّفُوْفِ، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ تَقَدُّمِهِ أو تَأخُّرِهِ على أهْلِ الصَّفِ، سَوَاءٌ بصَدْرِهِ أو برِجْلِهِ، وكِلاهُمَا فِيْهِ مُخالَفَةٌ شَرْعِيَّةٌ، لقَوْلِهِ ? عِنْدَمَا رَأى رَجُلًا باديًا صَدْرُهُ: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوْفَكُم؛ أو لَيُخَالِفَنَّ الله بَيْنَ وُجُوْهِكِم» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ثم إنَّ العِبْرَةَ في تَسْوِيَةِ الصُّفُوْفِ: هِي اصْطِفَافُ الأقْدَامِ، وتَسْوِيَتُهَا بمُحَاذَاةِ الأكْعُبِ، لا بتَسْوِيَةِ أطْرَافِ الأصَابعِ، كَما هُوَ فِعْلُ كَثِيرٍ مِنَ المُصَلِّيْنَ، أمَّا مَنْ جَازَ لَهُ الصَّلاةُ على الكَرَاسِي فالعِبرَةُ بتَسْوِيَةِ الصَّدْرِ والمَنْكِبِ مَعَ المُصَلِّيْنَ، كَما هُوَ ظَاهِرُ السُّنَّةِ، وحَالُ جُلُوسِنَا في الصَّلاةِ.
لِذَا؛ كَان وَاجِبًا على مَنْ هَذِهِ حَالهُ أنْ يُصَلِّيَ الصَّلاةَ بحَسَبِ الاسْتِطَاعَةِ والقُدْرَةِ، فَكُلُّ رُكْنٍ يَسْتَطِيْعُهُ أتَى بِهِ، ومَا لا يَسْتَطِيْعُهُ فَهُوَ مَعْذُوْرٌ فِيْهِ شَرْعًا!
الصُّوْرَةُ الثَّانِيَةُ: مَنْ يَعْجَزُ عَنِ السُّجُوْدِ فَقَطُ، بحُجَّةِ أنَّ في سُجُوْدِهِ ضَرَرًا يَشُقُّ عَلَيْهِ.
فمَنْ هَذِهِ حَالُهُ؛ فَصلاتُهُ بِاطِلَةٌ اتِّفَاقًا، لأنَّهُ تَرَكَ رُكْنَ القِيَامِ والرُّكُوْعِ والجُلُوْسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ والجُلُوْسِ للتَّشَهُّدِ!
لِذَا كَانَ عَلَيْهِ شَرْعًا؛ أنْ يُصَلِّيَ قَائِمًا؛ حَتَّى إذَا أرَادَ السُّجُوْدَ جَلَسَ على الأرْضِ، ثُمَّ أوْمَأ للسُّجُوْدِ برَأسِهِ، وهَكَذَا يَفْعَلُ في جَمِيْعِ صَلاتِهِ.
الصُّوْرَةُ الثَّالِثَةُ: مَنْ يَعْجَزُ عَنِ الجُلُوْسِ رَأسًا، بحُجَّةِ أنَّ في جُلُوْسِهِ ضَرَرًا، يَشُقُّ عَلَيْهِ.
فَهَذا أيْضًا صلاتُهُ بِاطِلَةٌ اتِّفَاقًا، لأنَّهُ تَرَكَ رُكْنَ القِيَامِ والرُّكُوْعِ، لِذَا كَانَ عَلَيْهِ شَرْعًا؛ أنْ يُصَلِّيَ قَائِمًا؛ حَتَّى إذَا أرَادَ السُّجُوْدَ جَلَسَ على الكُرْسِي أخْذًا باسْتِشَارَةِ الطَّبِيْبِ الثِّقَةِ، لقَوْلِهِ تَعَالى: «فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُم لا تَعْلَمُوْنَ» (الأنبياء:7)، وأوْمَأ عِنْدَ السُّجُوْدِ برَأسِهِ، وهَكَذَا في جَمِيْعِ صَلاتِهِ.
الصُّوْرَةُ الرَّابِعَةُ: مَنْ يُصَلِّي مُتَوكِّئًا على العَصَا؛ حَتَّى إذَا أرَادَ الرُّكُوْعَ أو السُّجُوْدَ صَلَّى على الكُرْسِي!
فَمَنْ هَذِهِ حَالُهُ؛ فَصَلاتُهُ غَيرُ صَحِيْحَةٍ، لأنَّهُ تَرَكَ رُكْنَ الرُّكُوْعِ والسُّجُوْدِ والجُلُوْسِ عَمْدًا، لِذَا كَانَ عَلَيْهِ شْرَعًا: أنْ يُصَلِّيَ مُتَوَكِّئً على العَصَا حَالَ قِيَامِهِ ورُكُوْعِهِ وُجُوْبًا، دُوْنَ الجُلُوْسِ على الكُرْسِي، حَتَّى إذَا أرَادَ السُّجُوْدَ جَلَسَ على الأرْضِ وسَجَدَ، وهَكَذَا يَفْعَلُ في صَلاتِهِ.
وأمَّا بُطْلانُ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي ممَّن جَاءَ ذِكْرُهُم في الصُّوَرِ الأرْبَعِ؛ فَهُوَ مُتَوَقِّفٌ على كَوْنِ المُصَلِّي مِنْهُم: عَالمًا ذَاكِرًا مُخْتَارًا في صَلاتِهِ، وإلَّا فَصَلاتُهُم صَحِيْحَةٌ بعُذْرِ الجَهْلِ أو النِّسْيَانِ أو الإكْرَاهِ.
أمَّا الصُّوَرُ الَّتِي تَصِحُّ فِيْهَا الصَّلاةُ على الكَرَاسِي، فَهِي صُوْرَتَانِ:
الأوْلى: مَنْ ضَعُفَتْ قُوَاهُ عَنْ حَمْلِهِ قَائًما وجَالِسًا على حَدٍّ سَوَاء، وهُوَ أشْبَهُ اليَوْمَ بحَالِ مَرْضَى العِظَامِ، أو بالمُصَابِيْنَ بالشَّلَلِ، أو غَيرَهُم ممَّنْ يعَجَزُوْنَ عَنِ القِيَامِ والجُلُوْسِ، فمَنْ هَذِهِ حَالهُم؛ فَعَلَيْهِم شَرْعًا أنْ يُصَلُّوا على الكَرَاسِي ابْتِدَاءً، ويُومِئُوْنَ برُؤوْسِهِم عِنْدَ الرُّكُوْعِ والسُّجُوْدِ، ومَنْ كَانَ مِنْهُم لا يَسْتَطِيْعُ الإيْماءَ برَأسِهِ، نَوَى بقَلْبِهِ عِنْدَ كُلِّ رُكْنٍ.
الثَّانِيَةُ: مَنْ كَانَ يعَجَزُ عَنِ الجُلُوْسِ فَقَطُ، لخَوْفِ مَرْضٍ، أو لرَجَاءِ بُرْءٍ بَعْدَ اسْتِشَارَةِ طَبِيْبٍ ثِقَةٍ، فمِثْلُ هَذَا عَلَيْهِ شَرْعًا أنْ يُصَلِّيَ قَائمًا ورَاكِعًا؛ حَتَّى إذَا أرَادَ السُّجُوْدَ جَلَسَ على الكُرْسِي، وأوْمَأ برَأسِهِ بِنِيَّةِ السُّجُوْدِ، ثُمَّ يَنْوي الجُلُوْسَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وهَكَذَا يَفْعَلُ في صَلاتِهِ.
وأخِيرًا؛ فإنَّنا قَدْ فَصَّلْنَا الحَدِيْثَ عَنْ حُكْمِ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي في رِسَالَةٍ مُختَصَرَةٍ، تَحْتَ عُنْوَانِ: «تَنْبِيْهِ النَّاسِي بحُكْمِ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي»، فمَنْ أرَادَ زِيَادَةَ تَفْصِيْلٍ فليَنْظُرْهَا مَشْكُوْرًا، والله تَعَالى أعْلَمُ.
وكَتَبهُ
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
(1/ 6/1430)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دامو]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:49]ـ
وأمَّا بُطْلانُ صَلاةِ أهْلِ الكَرَاسِي ممَّن جَاءَ ذِكْرُهُم في الصُّوَرِ الأرْبَعِ؛ فَهُوَ مُتَوَقِّفٌ على كَوْنِ المُصَلِّي مِنْهُم: عَالمًا ذَاكِرًا مُخْتَارًا في صَلاتِهِ، وإلَّا فَصَلاتُهُم صَحِيْحَةٌ بعُذْرِ الجَهْلِ أو النِّسْيَانِ أو الإكْرَاهِ.
بارك الله فيكم، كلام نفيس و دقيق، و لكن " يقال أن الجاهل رغم عدم بطلان صلاته، لكن يأثم لجهله فمن العلم الواجب: تعلم الصلاة و ما يتعلق بها" كما يقول بعض أهل العلم(/)
موقع .. نحتاج فيه إلى رأيكم
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 06:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى مشايخنا الأفاضل على موقع الالوكة
نود توجيهيكم في موقع صممته أختا لي
يعرف بالإسلام باللغة الانجليزية
وقد اختارت مواضيع وقصص للذين منا الله عليهم بالإسلام فنرجو من سماحتكم التعليق عليه
قبل نشره بارك الله في علمكم ونفع بكم
هنا ( http://www.coluorslife.com/)
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 02:29]ـ
للرفع
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 04:36]ـ
نحن في انتظاركم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 09:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
جعلكم الله ممن يتحرون الحق
من خلال مروري على موضوعكم
لا علم عندي بهذا الأمر(/)
رسالة أخوية إلى صاحب مذكرة وجيزة تكشف حال محمد الأمين بوخبزة
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة أخوية إلى صاحب مذكرة وجيزة تكشف حال محمد الأمين بوخبزة
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيم, وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ , يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ, وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
الحمد لله. ;والصلاة والسلام على رسول الله و وعلى آله وصحبه ومن والاه , واشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فقد وقفت بغير قصد على مقال كتبه رجل اسمه (الزاكوري!) وقدم له (الغامدي!) سماه (المذكرة الوجيزة) وعليها حواش لـ (الشمري!) رد فيه على شيخنا بوخبزة حفظه الله تعالى. زعم فيه أنه تتبع كلام شيخنا حفظه الله وتعالى, ورد عليه مبينا انحرافه عن المنهج السلفي – زعم - بأسلوب شانه الشتم والتقبيح والسخرية والاستهزاء, وكنت وددت لو أنه اقتصر على الرد دون إساءة أدب. لكنه بالغ في الحط والنبز ,ولم يسلك سبيل الاقتصاد والورع, شأنه في ذلك شأن المقدم والمحشي, وطاوعتني عيناي على قراءة الرد. فوجدته تورط كعادة كثير من الناس. وما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما ليس لهم به علم. فأقول لأخي الزاكوري رد الله بي وبه إلى الحق ناصحا:
بم أبدأ معك أخي؟ أأبدأ معك بدعواك أن شيخنا بقيت فيه رواسب من القبورية وأوساخ الزاوية الدرقاوية. فإنه أمر استبشعته منك سامحني الله وإياك, وإنك به بينت عدم معرفتك بالشيخ وعقيدته, وليتك جالسته لتعرف منه حقيقة ما أنكرته عليه. أو سألت تلامذته المقربين عنه, وكان هذا هو الواجب عليك, لا المسارعة إلى الرد. ولكن الإنسان عجول, وقد كنت أتحاشا المصادمة مع أمثالك أخي, ولكن الله قدر. وأقول لك: يقبح أن يصدر مثل هذا من منصف. أفلا تستحي؟
وأقولها لك إن شئت بالدراجة: (حشوما)
وقد رأيتك تتهمه بالنفاق والكذب. ووصفته بالفاشل مفلس الحجة, ورميته بقصد التشكيك في العقيدة وتشويه سمعة حماة التوحيد, وإفساد ذات البين. أشياء أخرى كثيرة, فماذا تركت للشيطان وأوليائه!! فاتق الله.
فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
ومما رأيتك استدللت به أخي على ما ادعيته, استعمال الشيخ كلمة (الوهابية) , وظننته يسبهم بها.حين وضعت خطا تحتها في كلام للشيخ نقلته في رسالتك, وهذا ناتج عن عدم معرفتك بالشيخ. فالشيخ لا يقصد بها سبا, إنما أراد ذكرهم بما يعرفون به فقط, ولذلك قال في جراب السائح (5/ 125/مخطوط/ من مصورتي): (الوهابي أو الوهابية اصطلاح أطلقه المستشرقون والاستعماريون على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي, وهو رحمه الله في نفسه حنبلي , صرح بذلك مرارا , وميزته أنه عكف على كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وتمثلهما في خطبه ومكاتيبه وتآليفه, فكان بحق مجدد العقيدة السلفية بعد المذكورين, وكان ران عليها من الظلام والصدأ طوال أربعة قرون وأكثر, ما أصبحت معه معالمها مجهولة تقريبا, فلذلك كان حنابلة نجد بلد الشيخ ابن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده أسعد بصحة العقيدة وسلامة التوحيد من حنابلة الحجاز والشام ... وأما أنا فأقول كما قال بعض السلفيين:
إن كان تابع أحمدٍ متوهبا ... فأنا المقر بأنني وهابي)
وأما موقفه من علماء نجد والحجاز بالتفصيل فانظره في رسالتي: (دفاع عن شيخنا بوخبزة) وأنظر أيضا قوله: (حنابلة نجد بلد الشيخ ابن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده أسعد بصحة العقيدة وسلامة التوحيد من حنابلة الحجاز والشام)
وأقول لك أخي: عوض أن تتصدى للطعن في الشيخ بوخبزة لأنه تكلم بسوء في بعض علماء (السعودية) –وهو اسم أطلقه عبد الله فيليبي على دولة آل سعود كما أخبرني بذلك شيخنا بوخبزة عن الشويعر مرافق الشيخ ابن باز- كان الأولى أن تتصدى للذب عن الشيخ ربيع المدخلي الذي انتقد أكثر من الشيخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورميت الشيخ بالدعوة إلى منهج الإخوان المسلمين. بل زعمت أنه يدعو إليهم خفية! وهذا خطأ وظلم. وأنت لا تعرف منهج الشيخ جزما قطعا.
ودليل هذا أننا المقربين من تلامذته لسنا من الإخوان المسلمين, ولم نسمعه أبدا يدعونا إلى جماعتهم أو أفكارهم طوال اثنتي عشرة سنة تقريبا, بل كان يحذرنا من ذلك ويحذر الناس من مناهجهم في دروسه, وبسببه – بفضل الله تعالى – جنبني الشيخ قديما الانتساب لجماعة جزبية ,وهذا أمر معروف عندنا - معشر المغاربة - هنا في المغرب, فلست أعرف كيف فهمت من كلماته أنه يدعو إليهم , وخفية!؟؟
والذي ينبغي أن تعلمه يا زاكوري أن الشيخ بوخبزة يعرف الإخوان المسلمين أكثر منك ومن أمثالك, وله معرفة جيدة بتاريخهم, فقد كان يقرأ لهم ويتابع أنشطتهم كحال كل مؤرخ وتراثي. فكان يقرأ مقالاتهم في بعض مجلاتهم ودورياتهم كمجلة (المسلمون) لسعيد رمضان. والتي كان يكتب فيها أمثال الهضيبي. وقرأ لعبد القادر عودة والعيساوي. وكان ينتقد منهجهم وطريقتهم. ومن ذلك ما أخبرني به. وهو أن سعيد رمضان كان دائما يترجم لأحد الصوفية في ركن في المجلة سماه: (مع العارفين).وكان يترجم لهم بطريقة توحي بتعظيمه لهم. والشيخ ينتقد توجههم الصوفي هذا , وخصوصا حسن البنا فقد كان حصافيا.
ومما أخبرني به الشيخ أن من الأمور الغريبة التي استنكرها ,ما ذكره أحمد الشرباصي في كتابه المشهور: (ذكريات واعظ أسير) أنه كان من الشائع عندهم في السجن في وسط سجناء الإخوان المسلمين أن من قرأ (إيقاظ الهمم بشرح الحكم) لابن عجيبة أفرج عنه. وكانوا يتداولون قراءته. والشيخ يتأسف كثيرا على هذه العقلية الخرافية عندهم.
ومن الطريف أن تعلم أخي الزاكوري أن أحمد بن الصديق الغماري كان من المؤسسين لجماعة الإخوان المسلمين كما في (مذكرة الدعوة والداعية) لحسن البنا, وقد سمع الشيخ بوخبزة ذلك من أحمد بن الصديق نفسه. وانظر أيضا ما كتبه الإخواني عبد الحكيم عبدين. ومن أمارات علاقة الغماريين بجماعة الإخوان أن عبد الله بن الصديق طبع كتابا في نزول عيسى في آخر الزمان في مطبعة الإخوان المسلمين!!.
والشيخ يعلم أن محمد قطب وأخاه من الإخوان المسلمين ولكنه ذكر أن (محمد قطب) كان ينتقد قيادة الجماعة في اشتغالهم بالسياسة والانتخابات والحرص على الدخول إلى البرلمان رغبة في الحكم.
ورميته بالكذب على الشيخ الألباني, وزعمت أنه يتمسح به. وهذا ظلم. فإن كان هذا صحيحا لكان أولى الناس برميه بالكذب على الشيخ هم تلامذته علي حسن وسليم الهلالي والحويني والعويشة ومشهور. أم أنك لا تدري أن مشهورا اتصل بالشيخ يطلب منه الإجازة, وزاره الشيخ العوايشة في بيته حبا له وقصد لقائه فقط!؟ واستمع إلى ما قاله فيه في (لحظات من لقاء الشيخ العويشة بالشيخ بوخبزة) وقد أنزلتها على الإنترنت! أم غفل هؤلاء وانتبهت أنت. اتق الله أخي يوسف حفظني الله وإياك.
وقد وجدت كثيرا من تهمك قد ألبستها لباس (لعل) وليست (لعل) من متين العلم أيها الزاكوري غفر الله لي ولك. أبـ (لعل) يا زاكوري يتكلم في الرجال؟. إذن فاجعلها عند أبعد نجم في أندروميدا!!
ورميته بالعجمة لأنه جمع (موضوع) على (موضوعات)! أفلا تريثت قليلا ولم تتسرع؟! أفلا نظرت إلى ما كتبته, لعله لم يسلم من أخطاء نحوية ولغوية, أم أنك ترى القذاة في عين أخيك ولا ترى العمود في عينك. ومع ذلك فإن جمع موضوع على موضوعات صحيح, وهو جمع قياسي, فإن كلمة (موضوع) في قصد الشيخ صفة – اسم مفعول - لمذكر غير عاقل , وهو من الحالات العشرة التي تجمع فيها الكلمة جمع مؤنث سالم. كما يجوز جمعه جمع تكسير على صيغة منتهى الجموع (مفاعيل) لأنه خماسي مبتدأ بميم زائدة وقبل آخره حرف مد وهو الواو. فالسكينة السكينة.
وقد استعمل هذا الجمع – موضوعات -لهذا المعنى علماء نحاة , منهم النحوي اللغوي أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط (1/ 105) فقال: (فلنذكر ما يحتاج إليه علم التفسير من العلوم على الاختصار وننبه على أحسن الموضوعات التي في تلك العلوم المحتاج إليها فيه) وكذلك فعل القلقشندي في صبح الأعشى والزركشي والشاطبي والمقري وابن خلدون. وإنما أوردت هذه الأسماء لأرى إن كنت تستطيع أن تقول فيهم مثل ما قلت في شيخنا بوخبزة: (فما هذه العجمة, يا من يرضى أن يوصف بالمحدث العلامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعجبني كلمة لبعض شيوخي الفضلاء: (إذا رأيت الرجل يسارع إلى تخطئة الناس في كلامهم, فاعلم أنه مزجى البضاعة في النحو, فإن الخبير من يجد للخطأ الظاهر مخرجا ولو شاذا).
وأفيدك أخي هداني الله وإياك أن الشيخ لا يرضى أن يوصف بالشيخ العلامة ,فإنه يقول: (أنا طويلب علم). فمن أخبرك برضاه هذا. عجيب أمرك يا يوسف!
واتهمته بغض الطرف عن أخطاء سيد قطب وعظائم أتباعه! وهذا خطأ وتقول على الشيخ. ستحاسب عليه يوم القيامة!
فالشيخ يعترف أن لسيد أخطاءا, وكلام الشيخ في هذا موجود في كتبه التي لا يعرفها الأخ الزاكوري, وفي كلامه المسجل من دروسه في التفسير. وسمعناه نحن مرارا يتحدث في ذلك, لكنه دائما يتكلم بلغة الإنصاف كما يفعل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
واقرأ أخي الزاكوري هذا وحذار من التسرع ...
قال الشيخ الألباني في سيد قطب – كما في (تسجيلات الهدى والنور /رقم الشريط 814):
(رجل غير عالم وانتهى الأمر ... ولست من المكفرين ... يكفي المسلم المنصف المتجرد أن يعطي كل ذي حق حقه, وكما قال تعالى: (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين) الرجل كاتب ومتحمس للإسلام الذي يفهمه, لكن الرجل أولا ليس بعالم وكتباته (العدالة الإسلامية) هي من أوائل تآليفه, ولما ألف كان محض أديب وليس بعالم , لكن الحقيقة أنه في السجن تطور كثيرا , وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه
لكن أنا أعتقد أن السجن يربي بعض النفوس, ويوقظ بعض الضمائر, وكتب كلمات يكفي عنوانها (لا إله إلا الله منهج حياة) ... ولا يستطيع أن يعبر عن المعاني الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة لأنه لم يكن عالما).
قلت: قد ألف سيد كتابه (العدالة الإسلامية) سنة: (1949م) كما في (عملاق الفكر الإسلامي) لعبد الله عزام.
وقال الشيخ الألباني هناك أيضا: (يرد عليه بهدوء وليس بحماس, يرد عليه وهذا واجب, وهذا لا يعني أن نعاديه, وإن ننسى أن له شيئا من الحسنات, يكفي أنه رجل مسلم ورجل كاتب إسلامي, وأنه قتل في سبيل دعوته للإسلام والذين قتلوه أعداء للإسلام).
تأمل في هذا الكلام الجميل.
قلت: ومن لطيف ما نقل عن سيد أنه تعجب أحد الضباط بفرحه وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام (الشهادة) وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا: أنت تعتقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا: الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله).
ونحن نقول: نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا.
وقال عبد الله عزام وهو أحد الإخوان المسلمين في (عملاق الفكر الإسلامي): (حدثني أحد الإخوة قال: إن مراسم الإعدام تقضي أن يكون أحد العلماء حاضرا تنفيذ الإعدام ليلقن المحكوم عليه الشهادتين! فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلا: (قل لا إله إلا الله) فقال سيد: حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله.) وإياك أن تستدل بما نقلته على أنني إخواني أيضا أخي يوسف!
وقال الشيخ الألباني في نفس الموضع: (كان غيورا على الإسلام, وعلى الشباب الإسلام, وأنه يريد أن يقيم الإسلام ودولة الإسلام لكن الحقيقة:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل)
أظنك أخي الزاكوري الآن تغلي غضبا, فهون عليك واتهم نفسك! وإياك والوقيعة في الشيخ الألباني .. ! فلا تتسرع.
ورميت الشيخ بالعمى والهوى والصمم! وهذه أوصاف الكفار في القرآن ,فهل تكفر الشيخ؟!
وزعمت أنه انبهر بتفسير سيد قطب لكلمة الإخلاص فقلت: (وإني لأعجب لأبي خبزة كيف ينبهر بتفسير سيد قطب لكلمة التوحيد مع أنه تفسيرٌ بعيدٌ عن السلفية مبنيٌ على عقيدة الخوارج التكفيريين). وهذه مبالغة, فالشيخ لم ينبهر إنما قال كلمة حق في تفسيره لهذه الكلمة. ونقلت عن شيخنا أنه قال: (سمعت شيخنا الألباني يثني على كتابه الأخير (معالم في الطريق) ولا سيما فصل: (لا إله إلا الله منهج حياة) فإنه كان فيه ملهما مؤيدا، ولم تشرح كلمة الإخلاص قبل كلامه) وقلت: (واعلم أننا لا نٌسلِّم لك بهذا السماع، لأننا لا نثق في نقولك غير الموثقة)
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل إذن قول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: (لكن الحقيقة أنه في السجن تطور كثيرا , وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه.
لكن أنا أعتقد أن السجن يربي بعض النفوس, ويوقظ بعض الضمائر, وكتب كلمات يكفي عنوانها (لا إله إلا الله منهج حياة)) وهذا الكلام مطابق تماما لما نقلته عن شيخنا بوخبزة كأنه مأخوذ من مشكاة واحدة بل هو كذلك, من المشكاة السلفية.
فهل انتبهت إلى قول الشيخ الألباني: (كأنها بقلم سلفي) فمن منكما على حق , الألباني أم أنت - وأعتذر للشيخ الألباني – حيث قلت: (مع أنه تفسيرٌ بعيدٌ عن السلفية مبنيٌ على عقيدة الخوارج التكفيريين)!!!! وهل انتبهت إلى التوافق بين الشيخ بوخبزة والشيخ الألباني في مدحهما لفصل (لا إله إلا الله منهج حياة) في (معالم على الطريق)؟
فهل تصدق الشيخ بوخبزة الآن .. !
وأما قصد الشيخ من قوله: (لم يشرح قبل .. ) أنه لم يشرح معنى (لا إله إلا الله) بهذه الكيفية والتوسع والأسلوب قبله أحد. وهذا أمر لا يتنازع فيه منصفان! ومع ذلك فمن كلامه ما يؤخذ ومنه ما يرد.
أما قولك: (فإن الشيخ الألباني رحمه الله رجع و طعن في سيد قطب) فطريف حقا, فإن دعوى النسخ أسلوب قديم يلجأ إليه الفقهاء الحنفية خصوصا أهل الرأيلرد النص, فهل أنت منهم؟
فكيف إذن عرفت المتقدم من المتأخر في كلام الشبخ الألباني!!؟ وكيف عرفت أنه تراجع؟ هل صرح بذلك, أراك تخبط خبط عشواء أخي يوسف. والأولى الجمع بين أقواله فيه.
واتهمته بكونه يهون من البدع والضلالات والكفريات إن صدرت من سيد قطب. وجعلت هذا من مشاكل الشيخ. وهذا ظلم. فأين رأيت الشيخ يهون من ضلالاته؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
فماذا تركت لتقوله في غيره؟! لربما هذا بعض من كثير مما عندك تشهره في وجه من تنتقده أخي يوسف!
ألا تعلم أن الشيخ ربيعا قال: (نحن نناقش (سيد قطب) ولا نقول له: أنت منافق وأنت الكذاب والخائن.) وأنت تخالف منهجه هذا, وتتهم الشيخ الذي هو خير من (سيد قطب) بعقيدته ودينه بالكذب والنفاق والخيانة!!!! سبحانك هذا بهتان عظيم!
وكأنك يا زاكوري في مشرحة ,ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ثم رأيتك تقول بعد هذا للشيخ (لن أناقشك)!! أخال أني فهمت من هذا أنك تزعم القدرة على محاورته ومواجهته!؟ أم أنني أخطأت؟ ألديك الشجاعة الأدبية والعلمية كي تستفسر من الشيخ ما قصده في كلامه؟ , ليقيد مطلقه, ويبين مجمله, أم أنك تخاف أن ترجع من عنده خالي الوعاء , أو بخفي حنين. فلا تجد ما تنتقده عليه إلا فتاتا.
أما ما ذكرته عن الشيخ ربيع فليس هذا من شأني, وكف أنت وأمثالك عن إشغال الشباب وإغرائهم بما ليس من شأنهم.
أما أن الشيخ الألباني تراجع عن نعته للشيخ ربيع بالتشدد فالله أعلم, والذي نقله الأخ الشمري هو قول الشيخ ربيع:
(فاتصلت بالشيخ الألباني – رحمه الله – وعتبت هذه المقولة وعاتبته عليها فقابلني بلطفه المعروف وقال معتذراً: هذه إنما هي وجهة نظر. وعقبها بالتأكيد المطلق لما كتبته ولا سيما كتاب العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم
وأخيراً ندم على ما كان يعتقده في أهل المدينة من التشدد لما ظهر له انحراف خصومهم وعلى رأسهم سفر وسلمان العودة، فقال ما معناه: لقد كنا نظن أن إخواننا في المدينة متشددون فتبين لنا أنهم على حق وأنّا ما كنا نعرف هؤلاء القوم)
وقد أشار بعضهم إلى قول الشيخ ربيع: (وعتبت هذه المقولة وعاتبته عليها فقابلني بلطفه المعروف) مشيرا إلى أن الشيخ ربيعا شديد مع موافقيه أيضا. وتأمل كيف قابل قوله (وعتبت عليه) بقوله (فقابلني بلطف). فهل يليق أن يعاتب الشيخ الألباني اللطيف هكذا؟
وأشار إلى قوله (وأخيرا ندم على ما كان يعتقده في أهل المدينة من التشدد .. ) ينبه إلى كيفية تصويره للشيخ الألباني في صورة رجل مسكين ليس له دراية بمن سماهم الشيخ ربيع, وأنه ارتكب عظيما ندم عليه أخيرا!!!! وانظر الشيخ ربيع كيف جعل الشيخ الألباني يصف علماء المدينة كلهم بالتشدد, ولا نعرفه وصف بذلك إلا ربيعا!!!!!!!!!؟
ما هذا بالله عليك يا زاكوري؟
ثم أردت أن أعرف كيف أظهر الشيخ الألباني ندمه, وكيف كانت عباراته, فلم أجد الشيخ ربيع يقول إلا: (فقال ما معناه). فقلت – بالدارجة -: (هنا بكى فويتح).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما نقلته عن الشيخ الألباني على أنه وصف لسيد قطب بأنه من أهل الأهواء وهو (فاللي بياخذ إنه سيد قطب كفره الألباني، مثل اللي بياخذ إنه - والله - الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين، فدول أهل أهواء يا أخي) فعجيب, وأظنك تسرعت في فهم الكلام, إنما وصف الشيخ الألباني بذلك أولئك الذي أشاعوا عنه أنه يثني أو يكفر
(سيد قطب). وتأمل جيدا مرة أخرى كلامه ,وأظنك أخطأت حفظك الله من الظلم.
واستنكرت قول الشيخ: (ولما ألف (سيد سابق) رحمه الله فقه السنة خاليا من المصطلحات بأسلوب وترتيب عصري انتفع الناس به وما زالوا أي انتفاع، فهل تنفر الناس عنه لأنمه من تأليف أحد الإخوان المسلمين؟) وقلت: و أما قوله: (فهل تنفر الناس عنه لأنه من تأليف أحد الإخوان المسلمين؟): فنقول: لا شك أن الحق يقبل من قائله أيا كان، لكن البحث عن الحق و تعلمه و التماسه لا يجوز إلا عن طريق أهل السنة السلفيين و الآثار في ذلك كثيرة جدا. ومن دعا الناس إلى التماس العلم من الإخوان المفلسين فإنه إنما يدعو لهم و ينصرهم و يقوي شوكتهم البدعية على شوكة أهل السنة؛ ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) انتهى كلامك.
وهذا كلام فيه جرأة وتسرع وظلم, ويلزمك يا زاكوري منه أمور عظام لو كنت انتبهت!
فإن حصر الحق في ما كتبه أهل السنة السلفيين مجازفة وهذا مخالف للواقع, وهو يخالف قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الفتاوى (12/ 455): (المنتسبة إلى السنة قد يوجد فيهم ما يوجد في غيرهم, وإن كان كل خير في غير أهل السنة فهو فيهم أكثر) فها هو شيخ الإسلام يثبت وجود خير عند غير أهل السنة. وإن كان أقل.
ويلزمك من حصر الحق عند أهل السنة أن لا نقرأ كتب ابن حجر والنووي والقاضي عياض وابن دقيق العيد وغيرهم في أمور الفقه والحديث واللغة.
*وهاك شيئا أظنه يسقط دعواك ويخالف موقفك. وهو قول الشيخ الألباني في الشريط (805/سلسلة الهدى والنور): (كتاب السيد سابق فقه السنة, هذا الكتاب في الحقيقة أنا أنصح الشباب المسلم الذي لم يسبق له أن يدرس الفقه المتبع على مذهب من المذاهب الأربعة ... أنصح هؤلاء الشباب إذا أرادوا أن يتفقهوا أن يتفقهوا بكتاب فقه السنة لسيد سابق,!!! لأنه في الواقع قد فتح بابا للمذهبيين الجامدين ... فقد فتح لهم طريقا للتمسك بما صح في السنة في المسائل الفقهية!!! ... وإن كان لي ملاحظات عليه!! ... ومؤلفه من رؤوس الإخوان المسلمين ومن تلامذة الشيخ حسن البنا) فهل الشيخ الألباني يدعو إلى منهج الإخوان, ألست تراه يخالف ما ادعيته من (أنه لا يجوز أخذ الحق من غير السلفيين؟!) وهل توافق على أن تقول في الشيخ الألباني: (ومن دعا الناس إلى التماس العلم من الإخوان المفلسين فإنه إنما يدعو لهم و ينصرهم و يقوي شوكتهم البدعية على شوكة أهل السنة). وأنت ترى الشيخ الألباني يدعو إلى التماس العلم من كتاب أحد الإخوان المسلمين. فالتزم والزم.
وهل يصح بعد هذا – وقد رأيت كيف طابق كلام شيخنا بوخبزة شيخه الألباني في أمور ذكرتها - أن تقول متهما الشيخ بوخبزة في قصده من أخذ الإجازة من شيخه: (أراد أن ينفق بها على الناس و يظهر لهم أن منهجه موافق لمنهج الشيخ ناصر رحمه الله، بيد أن الأدلة والشواهد وأقوال الرجل ومواقفه وتقريراته تكشف عن البون الشاسع بين الإمام الألباني السلفي و بوخبزة الخلفي)!!!!!
الظاهر أن منهج الشيخ بوخبزة موافق لمنهج الشيخ الألباني رغما عن الجميع, وقد رأيت الدليل, وما لأحد إلى رده من حيلة.
ومع هذا فإن الشيخ بوخبزة حفظه الله تعالى لا ينكر وجود أخطاء في الكتاب كما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى , فإنه قال في جراب السائح (6/ 113/من مصورتي للمخطوط): (فقه السنة , رغم جودة ترتيبه وسهولة لغته , وخلوه من الاصطلاحات الفقهية , ومحاولة الاستدلال لجميع مسائله , مع استيعابه لأهم المهمات منها, ففيه أخطاء جمة في الاستدلال تكفل ببيان جزء منها .. شيخنا الألباني في تمام المنة)
(يُتْبَعُ)
(/)
أما فيما يخص أخانا الشمري فإني وجدته علق على وصف شيخنا للهلالي بأنه كان إماما في الحرم فقال: (لم يكن الشيخ الهلالي رحمه الله إماما للحرم!!! , و إنما كان مراقبا للمدرسين في المسجد النبوي، انظر الصفحة 160 من كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة) فخطأ نتج عن تسرعه وعدم معرفته بالشيخ الهلالي. وكان الأولى أن يمسك عن مثل هذا.
والصحيح أن الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كان إماما للحرم المدني كما كان مراقبا للمدرسين فيه خلافا للأخ الشمري – الذي لا أعرفه ولا الزاكوري- كما في رسالة: (التراويح, أكثر من ألف عام في المسجد النبوي) للشيخ عطية سالم رحمه الله.
قال رحمه الله تعالى: (وأسندت صلاتي المغرب والفجر إلى الشيخ عبد الرزاق حمزة , وكان ينوب عنه الشيخ تقي الدين الهلالي) وقال أيضا: (فأراد الملك رحمه الله أن يوليه الإمام في المسجد النبوي , ولكنه اشترط أن يؤدي الصلاة على نحو عشر تسبيحات في الركوع والسجود , فاعتبر ذلك تطويلا, فعين مراقبا للدروس في الحرم النبوي, وعين زميله الشيخ عبد الرزاق حمزة إماما, ولكن الشيخ عبد الرزاق كان ينيبه عنه في بعض الصلوات خاصة في صلاة الصبح ... ) ثم ذكر الشيخ عطية مصدره في ذلك فقال: (هذه خلاصة ما سمعته منه مشافهة من فضيلته)!!! فهل يكذب الشيخ عطية؟! وقد أخبرني الشيخ بوخبزة أن الشيخ تقي الدين كان يذكر ذلك في بعض مجالسه الخاصة.
فلا تتسرع مرة أخرى أخي الشمري هداني الله وإياك.
أما عن قصة بستان فاطمة, فسأخيب ظنك أخي الزاكوري, فسامحني غفر الله لي ولك. فقد كنت عرضت هذا على الشيخ بوخبزة فاعتذر بأنه اعتمد على حفظه فخانه, وأن عهده بتلك القصة بعيد. وأن الأولى ما ذكره الشيخ تقي الدين في الدعوة إلى الله. ومعنى هذا أن الشيخ اعترف بخطئه وتراجع. فأين هذا من رميك إياه بالكذب. أما الإحالة في نسخة الصحيفة فهي من فعل بعض إخواننا. وسنصحح النقل في الصحيفة إن شاء الله تعالى.
فهل فهمت قصدي أخي الزاكوري!؟ الشيخ اعترف بخطئه وكفى. فهل تصر على أنه كذاب مفتر.!!
ولي وقفة مع ما كتبه علي رضا في منتديات البيضاء فإنه وقع منه في شيخنا حيف وظلم هدانا الله وإياه.
قال علي رضا غفر الله لي وله: (قرأت هذه المذكرة اللطيفة والقوية في ذكر طوام الشيخ أبي خبزة؛ فلم أتعجب كثيراً منها؛ لأني قد سمعت هذا الكلام عبر شريط مسجل أتاني به أحد إخواننا المغاربة الذين يعدون رداً شاملاً ومطولاً على الشيخ أبي خبزة في طوامه التي أتى بها!
وأنا أرى أن السبب الأكبر لهذه الطوام؛ هي التفاف التكفيريين والحزبيين والخرافيين على الشيخ، وتسويلهم للشيخ بكل هذه البلايا والرزايا؛ ولكن لا يعذر الشيخ في إهماله معرفة الحق من كل هذا، وغفلته؛ بل تغافله عن البحث عن الحق والصواب!
نسأل الله تعالى أن يرد الشيخ رداً جميلاً للحق؛ فإن رجوعه للحق غايتنا ومرادنا)
أولا: استغربت كثيرا أن يشغل أحد نفسه ببيان طوام الشيخ بوخبزة كما زعم, فيعد ردا شاملا على الشيخ.
ثانيا: الذي يظهر لي والله أعلم أن بعضا ممن تصدوا للطعن في الشيخ بوخبزة أو سيطعنون ما فعلوا ذلك إلا تمسحا ومداهنة, وخوفا من أن يرموا بشيء, وينالهم نصيب من الجرح والتعديل, والله أعلم.
ثالثا: زعم الأستاذ علي رضا أن السبب الأكبر لهذه الطوام كما زعم هي التفاف التكفيريين والحزبيين والخرافيين عليه, وأنهم يسولون للشيخ بكل هذه البلايا كما قال غريب جدا.
وبيان هذا يا أستاذ علي أننا مع الشيخ أكثر من اثنتي عشرة سنة. ما رأيناه إلا رادا على التكفيريين والحزبيين والصوفية الخرافيين.
ولذلك لما ذكرت له أن بعض التكفيريين يروجون أمورا وينسبونها إليه كتب: (الإخوان الذين يروجون علي ما لم أقل , إنما يؤتون من جهلهم العميق بمثل هذه الموضوعات, ألا يكفيهم ـ وقد أكرمهم الله بالخروج من الأمية ومعرفة كتابة اسمهم ـ حفظ الأجرومية والعقيدة الواسطية, ودراسة مختصر الهدي لشيخنا الهلالي رحمه الله, بدل اقتحامهم عقبة علم الملل والنحل الذي يحتاج إلى مقدمات, ودراسة مصطلحات وذكاء ويقظة. وقد حدثني أحد الإخوان أنه باحث بعض هؤلاء الغربان الناعقين بما لم يفهموا في معنى الإرجاء, فإذا به ينحو به منحى الرجاء والخوف!) من رسالتي: (دفاعا عن الشيخ بوخبزة) وسألته مرة عن ما أشيع عنه أنه كان يشجع الجالسين
(يُتْبَعُ)
(/)
معه على الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين قال: (إن كنت فعلت فلم لم أنضم أنا أولا!؟).وفيها أيضا نقلت قوله في موسوعته: جراب السائح (5/ 378):
(مشكلة المشاكل الآن ما عليه الحركات الإسلامية والأحزاب التي تدعوا إلى إقامة الحكم الإسلامي, من الاختلاف والتباين في المواقف والمفاهيم, ومن أولاها تاريخيا الإخوان المسلون في مصر وسوريا والأردن, وآفتها فتح الباب على مصراعيه لكل داخل , وقبول كل مريد دون سؤاله عن عقيدته, ولذلك ولقيامها بمصر بلد الأضرحة والصوفية التي بلغت طرقها الرسمية المعترف بها أكثر من مائة طريق, ولهم إدارة ومجلة كأنهم حزب سياسي, بل ومؤسس الجماعة حسن البنا رحمه الله كان صوفيا حصافي الطريقة .... ثم ذكر أن الجماعة الإسلامية في باكستان وعلى رأسها المودودي كانت عكس أولئك وأنها كانت متشددة فيمن تقبل في صفوفها. ثم قال: (حتى بحثوا عن حتفهم بظلفهم, وقبلوا مستعجلين الدخول في لعب الانتخابات , ورأيت الشيخ أبا الأعلى المودودي راكبا في شاحنة كبيرة , وهو متقلد طوق زهور , وفوقه لافتات للدعاية, وأعلام وشارات اخترعت للجماعة, فتأسفت والله غاية الأسف ... والعجب أنه لم يتعض بما جرى للإخوان المسلمين قبله, فقد قبلوا الدخول في لعب الانتخابات لدخول مجلس الأمة (البرلمان) ونجحوا, وانتهى المطاف بمقتل البنا رحمه الله وحل الجماعة ومصادرة أموالها ومراكزها, ومثل هذا وقع في سوريا ... وفي المغرب الحركة الغسلامية أو الغسلام السياسي كما يعبر عنه العلمانيةن يتمثل في جماعتين: العدل والإحسان والإصلاح بل العدالة والتنمية, يجمع هذين الجماعتين الجهل العميق بالإسلام الصحيح, والفقه السليم, فالأولون ملتفون حول رجل خرافي كبير وصوفي أثير .... أما حزب العدالة فقد استعجل الأمر من ناحية أخرى, وردد مقولة طالما سمعناها من الشيوخ أيام الاستعمار وهي أننا نزاحم المجرمين المجرمين , ولا نترك المجال لهم وحدهم, وهذا جيد مفيد لو لم يكن ملغوما فإنهم لا يسمحون لهم بشيء حتى ينالوا من دينهم وعقيدتهم)
وأنكر في جراب السائح (3/ 49) على زعماء الحركة الإسلامية بالجزائر فوصفهم بالزعماء المزيفين وقال: (كمحفوظ نحناح, وعبد الله جاب الله, وعباس مدني ممن كان همهم الأول والآخر الوصول إلى السلطة ,فارتكبوا في سبيل ذلك ما سبق أن سلكه قبلهم الإخوان المسلمون في مصر وسورية والجماعة الإسلامية في الهند وباكستان وغيرهم, ففشلوا فشلا ذريعا عقابا من الله لهم, ولم يعتبر الجزائريون بهذا , وركبوا رأسهم, وعقدوا المهرجانات وأقاموا الحفلات الصاخبة للخطابة الحماسية والتكبير, وشاهدت ذلك في الإذاعات فتوقعت المكروه , وهو ما وقع حذو القذة بالقذة ... والعاقل من اتعظ بغيره)
وذكر في جراب السائح (3/ 98) قصة زيادة أجور البرلمانيين في المغرب, ثم قال: (ومن الغريب أن من يسمون الإسلاميين منهم كانوا عند انتخابهم لأول مرة بعد وفاة الملك الحسن, يتخافتون كاذبين أنهم سيطالبون بإسقاط رواتبهم كلها, أو معظمها, لأن دخولهم للبرلمان إنما هو لمصلحة البلاد والدفاع عن حقوقها, والمكالبة بالإصلاح إلخ الأكاذيب التي تبين أنهم كانوا فيها كاذبين, لأنهم تقبلوا هذه الزيادة راضين مطمئنين ولم نسمع عن أحد منهم استنكارا)
وكنت سمعت مرة في لقاء لأحمد منصور مع سعد الدين العثماني أحد القياديين البارزين في حزب العدالة والتنمية الذي يمثل الجناح السياسي لحركة التوحيد والإصلاح الإخوانية وهو يعرض عليه ما قيل في الحركة أو الحزب أنهم الوحيدون الذين استطاعوا أن يفصلوا بين الدعوة إلى الله وبين العمل السياسي داخل البرلمان فأكد العثماني ذلك باطمئنان معتزا, وكنت عرضت هذا على شيخنا بوخبزة فقال: هذه علمانية.)
وقال في الجراب أيضا (6/ 166/مصورتي) وهو يشرح حديث (أكثر منافقي أمتي قراؤها): (ذهبت ريح المسلمين , وتفرقوا شيعا ومذاهب ومللا ونحلا, وأحزابا , يعسر بل يستحيل عادة جمعها, ولكل مذهب وحزب خطيب أو خطباء لسن, أوتوا بلاغة وفصاحة ,يقلبون الحق باطلا , والباطل حقا , لا يهمه إلا أمر حزبه وجماعته, وأكثرهم لا يعرف الضروري من أمر دينه, ولا يلقي بالا لعقيدته, بل ربما كان منتميا لطائفة أو طريقة صوفية ملحدة)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضيف إفادة لهؤلاء الإخوة البغاة وغيرهم أن الشيخ يحذر من الاشتغال بالسياسة بمفهومها الحالي والانغماس في دروبها – والتي تقوم على الكذب والنفاق والمداهنة والحرص على المصلحة الفردية - فقال في الجراب (3/ 25): (مما ينبغي لأهل العلم من العقلاء التنزه عن الاشتغال بالسياسة بمفهومها الراهن) ثم ذكر جملة ممن تورطوا فيها من المنسوبين للعلم وقال: (ولو ألهم هؤلاء رشدهم , واقتصروا على مهمتهم في العلم والتعليم لسلموا دنيا ودينا.)
وهذا كاف في الرد على إخواننا الزاكوري والشمري وعلي رضا وغيره.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 07:35]ـ
وأما قوله: (وتسويلهم للشيخ بكل هذه البلايا والرزايا) ظلم واحتقار, أيظن الأستاذ علي رضا أن الشيخ ساذج التفكير, ضعبف العقل, إمعة.
اسمع أخي علي هذه القصة التي حضرتها وشهدتها:
(حضر بين يديه مرة بعض التكفيريين الذين لا نعرفهم, وناقشوه في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله, وكانوا يودون سماع تكفيره لمن لم يحكم بغير ما أنزل الله مطلقا بغير تفصيل مسجلا, فكان الشيخ يتفطن لطريقتهم وحيلهم, ويقول لهم دائما: (كفر دون كفر). وكنا نأسف على تضييع أولئك الإخوان وقتهم مع شيخ له خبرة تكسر الصخور. فما اسطاعوا معه حيلة, ولم يهتدوا سبيلا, فعادوا بخفي حنين)
واسمع هذه أيضا: (سئل مرة في أحد دروسه عن شيء من هذا ,فطلب من السائل أن يقوم ويظهر نفسه ليجيبه فلم يفعل فلم يجبه الشيخ) ومرة حضر عنده في بيته شاب خطيب جمعة من هؤلاء التكفيريين يريد مودته, فلما رأيته عنده , استفسرته عن سر حضوره عنده في بيته وبينت له أمره فوجدته تفطن له وحده وقال لي: (هذا الشاب يعرف من أين تؤكل الكتف) يشير إلى أنه صاحب مصلحة. وقد ظهر ذلك بعد مدة, حين سافر إلى هولاندا وأحفى لحيته وصار إماما لمسجد في عاصمتها , ورأيته في قناة الجزيرة يسأل عن هذا فيجيب بأن هؤلاء الشباب المتحمس للجهاد يجب أن يعلم وينصح.!! وهذا من كما يقول الشيخ الالباني رحمه الله: (تغيير الشكل من أجل الأكل)
وأما قول الأخ الأستاذ علي رضا: (ولكن لا يعذر الشيخ في إهماله معرفة الحق من كل هذا، وغفلته؛ بل تغافله عن البحث عن الحق والصواب) فجعلني أقول: عادت ريما لعادتها القديمة! من أين لك يا أستاذ علي – وأنت رجل عاقل - معرفة مقاصد الناس وما أخفى الله في ضمائرهم, أسعفنا بهذه الوسيلة كي نستفيد منها نحن أيضا. فمن أخبرك يا أخ علي أنه يتغافل! , ترمون الكلام جزافا وكأنه ليس عليك رقيب عتيد. ستسأل عن هذا يوم القيامة يا أخ علي, ويكون الشيخ خصمك في هذا على الأقل, فما لك ولأعراض الناس يا علي. أذكرك بالله تعالى. فلا تعرض نفسك لمهانتها!!! واتق اللهَ!
ومن المستفز أن ترى أحدهم اطلع على هذه الرسالة , فنبز الشيخ بعدها – وكان ما في الرسالة كافيا عنده – بأنه (عدوٌ لأهل السُّنَّة والجماعة، وعلمائهم، ودعوتهم, وأنه متلبس بالسلفية زورًا وبهتانًا, ونسب إليه (الباطل، والبدع، والخرافات، والهوى) فعجيب هذا الأمر.
وصدق شيخ الإسلام إذ قال: (والكلام في الناس ينبغي أن يكون بعلم وعدل لا بجهل وظلم كحال أهل البدع).
وتقل بعضهم كلام الشيخ بوخبزة في ترجمة أحمد بن الصديق: (فقد عرفت شيخي المحدث الحافظ، المؤلف المكثر، الصوفي الاتحادي المتشيع) مستدلا بذلك على عقيدة الشيخ , واستغرب بعضهم كيف يصف شيخه بالمحدث الحافظ وهو اتحادي متشيع صوفي. وليس هناك غرابة, وليس في ذلك الكلام دليل على أنه مثله, فالشيخ وصفه بالحافظ المحدث لأنه الواقع, ووصفه بالصوفي المتشيع نصيحة وبيانا لأمره .. وهذه طريقة المؤرخين.
ولذلك ترى ابن الذهبي مثلا يقول في السير في ترجمة ابن عربي الحاتمي الصوفي: (العلامة صاحب التواليف الكثيرة ... كان ذكيا كثير العلم .. ) ثم قال: (علق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة. ومن أردإ تواليفه كتاب (الفصوص) فإن كان لاكفر فيه، فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله) فهل هذا غريب من ابن الذهبي أيضا!
وقلتَ أخي الزاكوري: سمعتَ الشيخ رحمه الله يثني على كتاب سيد قطب و لم تَسمعه يثني على الشيخ ربيع؟؟ ألا فلينقض العجب!
الجواب: وهل يجب أن يكون الشيخ سمع كل ما قاله الشيخ الألباني رحمه الله تعالى؟! سبحان الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلتَ: و أما ردود محمد قطب فحقنا أن نقول عنها: لا الإسلام نصرت و لا الباطل كسرت، لأنها بنيت على علم الكلام.
الجواب: أخطأت يا أخي الزاكوري فقد نفعت وانتفع بها كثير من الناس , وكل يؤخذ منه كلامه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم. وأنا واحد ممن استفاد من كتابه: (الإنسان بين المادية والإسلام) قديما. وأما أنها بنيت على علم الكلام, فإن الرجل يرد على المخالفين ويتكلم بلغتهم, فما قولك في شيخ الإسلام إن قرأت كتابه درء تعارض العقل والنقل. وكتاب العقيدة الصفدية وغيرها مما انبرى فيه شيخ الإسلام لعلماء الكلام يرد شبههم بلغتهم.!
وقلت أخي الزاكوري: ما هي السلفية عند بوخبزة و أضرابه؟ أهي التهييج و الخروج وتربية الشباب على الثورات و الطعن في ولاة الأمور و تكفيرهم و الحط من شأن العلماء والإزراء بهم؟
الجواب: قال الشيخ في الأجوبة الكافية: (أنا أبعد الناس عن الغلو والتطرف, ولا سيما في المجال السياسي, فقد كنت وما زلت أبغض مواقف الأحزاب المعارضة من الحكومة, وأعجب من تناقضها وعبثيتها لما علمناه بالتجربة أنهم بعيدون عن الإخلاص والعمل لنفع الوطن. وإنما يسعون لمصلحتهم ومصلحة حزبهم, فكيف أقحم الدين وأسخره للمصلحة الخاصة, وإنما كلامي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمرتبة القول المقدورة, أما إثارة الناس وتحريكهم فأعتبره تهورا ومجازفة يفضي إلى الفتنة العارمة التي تأتي على الأخضر واليابس, وقدوتي في هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث: ( ... واسمع وأطع وإن أخذوا مالك وضربوا ظهرك) أو كما قال)
وقلت:إن للعلماء كلمات قوية في إدانة سيد قطب، حتى إن الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله يقول: (لولا الورع لكفرته)، وسأكتفي بنقل كلام إمامين عظيمين
والجواب: الذي وجدته في كلامهم أن كل نقدهم كان لكلامه , ولم يصفوه بشيء كالمبتدع أو الكافر أو الضال أو المضلل, إنما ناقشوا كلامه بعيدا عن تجريحه. ولاحظ كلامه وستوافقني. والطلبة يعلمون أنه لا تلازم بين ظواهر الكلام والمعتقد إلا بدليل أو أمارة.
وقلتَ: قال علي عشماوي ـ آخر قادة التنظيم السري في كتابه (التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين) في ص109:
(ولما سألناه - يعني سيد قطب - عن الأستاذ محمد قطب، قال اتركوا محمداً فله مهمة أخرى!!!) أ. هـ
و مهمة محمد قطب في الجزيرة العربية يمكن تفسيرها بما يأتي:
- نشر المنهج الحركي التكفيري وتربية شباب بلاد السعودية عليه، بعد أن فشل في تربته الأولى. وفي ذلك يقول محمد قطب في كتابه (واقعنا المعاصر ص 486) الذي هو دستور عند الإخوان: (أما الذين يسألون إلى متى نظل نربي دون أن نعمل؟ فلا نستطيع أن نعطيهم موعداً محدداً، فنقول لهم عشر سنوات من الآن، أو عشرين سنة من الآن! هذا رجم بالغيب لا يعتمد على دليل واضح، وإنما نستطيع أن نقول لهم نظل نربي حتى تتكون القاعدة المطلوبة بالحجم المعقول)
- تحقير العلماء و الإزراء بهم، وفي ذلك يقول في كتاب (شبهات حول الإسلام: (والذين يسمون أنفسهم هيئة كبار العلماء أحرار في أن يتسموا بهذا الاسم أو غيره ولكن ليس لهم سلطان على أحد، ولا يملكون من أمر الناس شيئاً إلا في حدود القانون)
الجواب: أن كلامه الأول في وجوب إعداد الشباب وتربيتهم حتى تتكون القاعدة التي تعيد الإسلام إلى اصله بعلمهم ودعوتهم, موافق لما يذكره الشيخ الأالباني رحمه الله تعالى إن كنت اطلعت عليه, وغلا فراجعه في مظانه.
أما الكلام الثاني فصحيح ولا غبار عليه, وليس هذا طعن ولا احتقار, إنما هو حقيقة موقفنا من المسميات والألقاب.
وأخيرا أنهي كلمتي عن سيد بهذا:
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
سيد قطب رجل ظهر على العالم الإسلامي بفِكر، واختلف فيه الناس بين ممجد، وقادح قدحاً شديداً جدّاً، فنود أن يبين شيخُنا لنا بياناً وافياً عن هذا الموضوع، وكيف يكون موقف المسلم نحو الرجل؛ لأن سيداً له أثر في العالم الإسلامي، وله آثار من كتب ومؤلفات، فنريد بياناً من فضيلتكم.
فأجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
(لا أرى أن يكون النزاع والخصومة بين الشباب المسلم في رجل معين، لا سيد قطب، ولا غير سيد قطب، بل النزاع يكون في الحكم الشرعي، فمثلاً: نعرض قولاً من الأقوال لقطب، أو لغير قطب، ونقول: هل هذا القول حق أو باطل؟ ثم نمحصه إن كان حقّاً: قبلناه، وإن كان باطلاً: رددناه، أما أن تكون الخصومة والنزاع بين الشباب، والأخذ والرد في رجل معين: فهذا غلط، وخطأ عظيم.
فسيد قطب ليس معصوماً، ومَن فوقه من العلماء ليسوا معصومين، ومَن دونه من العلماء ليسوا معصومين، وكل شخص يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيجب قبول قوله على كل حال.
فلذلك أنا أنهى الشباب أن يكون مدار نزاعهم وخصوماتهم على شخص معين أيّاً كان؛ لأنه إذا كانت الخصومات على هذا النحو: فربما يُبْطل الخصم حقّاً قاله هذا الشخص، وربما يَنْصُر باطلاً قاله هذا الشخص، وهذا خطر عظيم؛ لأنه إذا تعصب الإنسان للشخص وتعصب آخر ضده، فالذي يتعصب ضده سوف يقول عنه ما لم يقله، أو يؤول كلامه، أو ما أشبه ذلك، والثاني ربما يُنْكِر عنه ما قاله، أو يوجه ما قاله من الباطل.
فأنا أقول: لا نتكلم في الأشخاص، ولا نتعصب لأشخاص، وسيد قطب انتقل من دار العمل إلى دار الجزاء، والله تعالى حسيبه، وكذلك غيره من أهل العلم.
أما الحق: فيجب قبوله سواء جاء من سيد قطب، أو من غيره، والباطل يجب رده سواء كان من سيد قطب أو من غيره، ويجب التحذير من أي باطل كُتِب أو سُمِع سواء من هذا، أو من هذا، من أي إنسان.
هذه نصيحتي لإخواننا، ولا ينبغي أن يكون الحديث والمخاصمة والأخذ والرد في شخص بعينه.
أما سيد قطب: فرأيي في آثاره: أنه مثل غيره، فيه حق وباطل، ليس أحد معصوماً، ولكن ليست آثاره مثلاً كآثار الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فبينهما كما بين السماء والأرض، فآثار الرجل الأول هي عبارة عن أشياء أدبية وثقافية عامة، وليس عنده كما عند الشيخ الألباني في التحقيق والعلم.
ولذلك أنا أرى أن الحق يؤخذ من كل إنسان، والباطل يُرَد من كل إنسان، وأنه لا ينبغي لنا بل ولا يجوز لنا أن نجعل مدار الخصومة والنزاع والتفرق والائتلاف هو أسماء الرجال)
انتهى من لقاءات الباب المفتوح (130 / السؤال رقم 1)
وأقول لأخينا الزاكوري وغيره, كلما كتبتم في الطعن فيه, بينا الحق منصفين غير مداهنين. فإن كانت هذه الحلقة الأولى لك يا زاكوري فهذا ردي الأول إذن. وإن عدتم عدنا إن شاء الله تعالى.
ثم بعد كتابة هذا الرد وإنزاله في موقع (الآفاق السلفية) وحذفه مرتين – وأظن ذلك بسبب ما نقلته فيها من انتقادات للشيخ ربيع لبعض خصومه - وجدت أخانا الزاكوري رد علي في رسالة سماها (فتح الرب الهادي بالجواب عن رسالة طارق الحمودي) فوجدته بدأ معي بوصفي بالببغاء. فاستبشرت خيرا!
علق أخونا يوسف على إيرادي للآية في أول الرسالة بقوله: (نحن نحملك ما تحملته إلى يوم القيامة؛ مِن رَمْيِنا – جزافا – بالبهت و القول بغير علم، مع أن القارئ لرسالتك يلحظ العجز التام الذي أصابك في إثباتهما)
وجوابي أنني قصدت بها وعظك. وأما أنني رميتك بالبهت والقول بغير علم فلست أنت من يحكم في هذا أخي يوسف.
ثم سوغ شدته في رسالته بقوله: (لكنها قسوة شرعية لم تخرج عن حد المألوف بين أهل العلم، وقد اشتد من هم خيرٌ مني على من هم خيرٌ من (بوخبزة) بأضعاف أضعاف ما اشتددت به)
والجواب كالتالي:
أما قولك (فقد اشتد من هم خير مني ... ) قياس مع الفارق. فلست مؤهلا لذلك مثلهم. وقد قلت: (من هم خير مني) وأظنك توافقني في هذا والله أعلم. وقد كانوا خيرا مني ومنك في دينهم وورعهم ودقة منهجهم وسلامة قلوبهم وسعة علمهم!
وقال معلقا على إنكاري عليه عدم استفسار الشيخ أو المقربين منه: [(قد آخذتُ شيخك بما سطرته أنامله، و لا عليَّ و لا يلزمني أن أجالسه أو أسأل عنه غيره، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم قال: (إِنَّ الله تَجَاوَزَ عَن أُمَّتِي مَا حَدَّثَت بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَم تَعمَل أَو تَتَكَلَّم)
يقول الحافظ في الفتح: (والمراد نفي الحرج عما يقع في النفس حتى يقع العمل بالجوارح أو القول باللسان على وفق ذلك)
(يُتْبَعُ)
(/)
و جاء في البخاري قول عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنهُ: (إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤخَذُونَ بِالوَحيِ في عَهدِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَإِنَّ الوَحيَ قَد انقَطَعَ وَإِنَّمَا نَأخُذُكُم الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِن أَعمَالِكُم فَمَن أَظهَرَ لَنَا خَيرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبنَاهُ وَلَيسَ إِلَينَا مِن سَرِيرَتِهِ شَيءٌ الله يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَن أَظهَرَ لَنَا سُوءًا لَم نَأمَنهُ وَلَم نُصَدِّقهُ وَإِن قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَ)].
والجواب أن ما أوردته هنا من أدلة متعلق بما أسره المتكلم فيه, أما الشيخ فكلامه معروف مبثوث في كتبه الأخرى وشائع بين طلبته ومحبيه. فلا يلزمك أخي البحث عن المقيدات والمخصصات, إنما يلزمك التراجع بعد تقييد المطلقات وتخصيص العمومات وبيان المجملات وتعيين المشتركات.
وقال أخونا يوسف: (لماذا لم تعاملني أنا بما تحب أن يعامَل به شيخك) والجواب أن الفرق بينك وبين الشيخ أن الشيخ متهم وأنت المتهم. ولم أتهمك ابتداء.
ثم علق على اتهامه رمي شيخنا بالنفاق: (أما النفاق فلا أدري أين رميتُ به بوخبزة، وقد راجعت الآن من جديد المذكرة الوجيزة، فلم أجد لهذا الاتهام ذكرا، فلعلها من بنات أفكار الحمودي)
والجواب أنني تعجبت من هذا, فالظاهر أنني أفهم كلامهم أحسن منه. فقد وصف شيخنا بالتمسح بالشيخ الألباني وإظهار السلفية, واتهمه بالدعوة إلى الإخوان المسلمين خفية.
وسؤالي: أليس إظهار السلفية وغبطان الانتماء للحزبية نفاقا – ولست اقصد نفاقا اعتقاديا-؟! فرميك له بالنفقا تهمة مركبة من تهمتين مفرقتين. ألم تنتبه لهذا أخي الزاموري.
وقال: (و قال أيضا: (ومما رأيتك استدللت به أخي على ما ادعيته, استعمال الشيخ كلمة (الوهابية) , وظننته يسبهم بها. وهذا ناتج عن عدم معرفتك بالشيخ. فالشيخ لا يقصد بها سبا, إنما أراد ذكرهم بما يعرفون به فقط)
قلت: أعيد و أكرر قائلا: أحكم الغطاء بليل يا طارق! أين هذا الاتهام في مذكرتي الوجيزة؟ أم أنها بنات الأفكار من جديد؟) اهـ كلام الزكوري والجواب أنني استغربت ايضا من هذا. ألم تضع خطا تحت كلمة الوهابية في كلام نقلته للشيخ بوخبزة في مذكرتك؟! ألا يعني هذا أنك تريد من القارئ أن ينتبه إلى استعماله لهذه الكلمة لتقنعه بما ذكرته قبلها من أن الشيخ يطعن في علماء السنة؟!! أعد القراءة أخي يوسف ولاحظ الخطوط أيضا! أم تراك وضعتها ونسيت السبب؟ فها قد ذكرتك أخي إن كنت نسيت!
وأنكر علي قولي: (ليس الإدراك من صفات الله تعالى). وقال: (فعِلْمُ الله -عز وجل- نوعان: علم أزلي قديم، وعلم حادث متجدد متعلق بالمعلومات ووجدوها حسب أزمان حصولها.
وقد نبه على هذا شيخ الإسلام -رحمه الله- في المسائل والرسائل.
وقال -رحمه الله- في الرد على المنطقيين (ص/464): (أدلة القرآن والحديث على إثبات العلم لله تعالى.
وعامة من يستشكل الآيات الواردة في هذا المعنى كقوله {إلا لنعلم}، {حتى نعلم}؛ يتوهم أن هذا ينفي علمه السابق بأن سيكون.
وهذا جهل؛ فإنَّ القرآن قد أخبر بأنه يعلم ما سيكون في غير موضع، بل أبلغ من ذلك: أنه قدر مقادير الخلائق كلها، وكتب ذلك قبل أن يخلقها، فقد علم ما سيخلقه علماً مفصلاً، وكتب ذلك وأخبر بما أخبر به من ذلك قبل أن يكون.
وقد أخبر بعلمه المتقدم على وجوده، ثم لما خلقه علمه كائناً مع علمه الذي تقدم أنه سيكون، فهذا هو الكمال، وبذلك جاء القُرْآنُ في غير موضع .. " إلخ كلامه وهو نفيس جداً.)
وجوابي: هذا مبلغك من عقيدة السلف. وكلنا يتعلم أخي يوسف. ألم تلاحظ أنك جعلت لله علما حادثا.
وعليق على ما ذكرته من أن شيخنا يحذرنا من التحزب قائلا: (لا أعتقد أن بوخبزة يحذركم من الإخوان في دروسه، وإلا فأين تحذيراته من أكبر جماعة إخوانية في المغرب – أقصد حركة التوحيد و الإصلاح الوجه الآخر لحزب العدالة و التنمية -؟ أين كلامه في الريسوني, و المقرئ (أبو) زيد والعثماني و ابن كيران وغيرهم؟ أين تحذيراته من الأفراخ الجدد: (النهضة و الفضيلة)، و رأسهم القزم عدو السلفية و السلفيين – عبد الباري الزمزمي- عامله الله بما يستحق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا يشارك بوخبزة في قرص كوميدي (!!) وضَّبه الإصلاحيون الإفساديون ضمن لعبة سياسية لهم في التعامل مع فرقة العدل و الإحسان= الجور و الطغيان؟؟
أما قولك: (لا أعتقد أن بوخبزة يحذركم .. ) فلازمه أنني أكذب عليك أخي يوسف.
وأما قولك مستنكرا: فاين تحذيراته ... ) فغريب. ألم يصلك منها شيء!؟ ألم يصلك كلامه في الريسوني والمقرئ أبي زيد والعثماني , ألم يصلك ما يقوله الشيخ في عبد الباري الزمزي الغماري!! ألا تعرف تفاصيل ما وقع بين الشيخ وبين المقرئَ أبو زيد في مسألة (ابن عمر) و (الشيعة)!
ألا تدري ما يقوله الشيخ في ابن أخيه الأمين بوخبزة فيما يخص دخوله البرلمان! عجيب. ألست في المغرب يا زاكوري. فإن كنت تجهل ما ذكرته لك, فسأقول لك إذن: (لا يجوز لك الكلام في الشيخ بوخبزة, لأنك تجهل حقيقة منهجه ومواقفه) وقد صدق شيخ الإسلام حين قال: (والكلام في الناس ينبغي أن يكون بعلم وعدل لا بظلم وجهل كحال أهل البدع)
أما قولك: (يشارك) فكلمة غير دقيقة. فإن الشيخ عندما صور معه الدكتوران العلمي والغلبزوري – وليسا من حركة الإصلاح والتوحيد , ويظهر أن عندك نقصا في المعلومات في هذا الجانب- لم يكن يعرف من سيسجل له أيضا.
ومن الأمور الطريفة التي ذكرها أخونا يوسف قوله: (و من يكفر المجتمعات الإسلامية و يهيج الشباب على الحكام يقال له قطبي) وهذا شيء لم أجد عليه أثرة من علم عند سلفنا ألا قال: (خارجي)! وكفى.
وقال يوسف: (فهل يعلم أن الإخوان من الاثنتين و السبعين فرقة المتوعدة بالنار؟ و هل يعلم أن من انتسب إلى فرقة حزبية فهو حزبيٌ مبتدعٌ ضال ٌّ؟ أم أنه يرى إمكانية اجتماع السلفية مع الحزبية أو السلفي مع الحزبي؟
ألا تعلم و يعلم شيخك ألا سلفيةَ إلا بالبعد عن أهل البدع و إزرائهم و التنكيل بمن انحاش إليهم أو اعتزى إليهم أو انتسب إليهم أو اعتذر لهم؟ أم أنها قاعدة: (نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)؟)
وفي هذا أمور:
أولها قولك: (من انتسب إلى فرقة حزبية فهو حزبي مبتدع ضال). فخطأ. والصحيح أن من انتسب إلى فرقة حزبية أنواع. وليسوا على حال واحدة. ولا نتعامل معهم بأسلوب واحد.
قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (ص107 إلى 117): (لا يخلو المنسوب إلى البدعة ان يكون مجتهدا فيها او مقلدا والمقلد اما مقلد مع الأقرار بالدليل الذي زعمه المجتهد دليلا والأخذ فيه بالنظر وإما مقلد له فيه من غير نظر كالعامي الصرف فهذه ثلاثة أقسام, فالقسم الأول على ضربين: أحدهما أن يصح كونه مجتهدا فالابتدع منه لا يقع إلا فلته وبالعرض لا بالذات ... وأما إن لم يصح بمسبار العلم انه من المجتهدين فهو الحرى باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم اذ قد اجتمع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الاصل وهو التبعية ... القسم الثاني يتنوع ايضا وهو الذي لم يستنبط بنفسه وانما اتبع غيره من المستنبطين لكن بحيث أقر بالشبهة واستصوبها وقام بالدعوة بها مقام متبوعه لانقداحها في قلبه فهو مثل الاول وان لم يصر إلى تلك الحال ولكنه تمكن حب المذهب من قلبه حتى عادى عليه ووالى
وصاحب هذا القسم لا يخلو من استدلال ولو على اعم ما يكون فقد يلحق بمن نظر في الشبهة وان كان عاميا لانه عرض للاستدلال وهو عالم أنه لا يعرف النظر ولا ما ينظر فيه ومع ذلك فلا يبلغ من استدلال بالدليل الجملي مبلغ من استدل على التفصيل وفرق بينهما في التمثيل
ان الأول أخذ شبهات مبتدعة فوقف وراءها حتى إذا طولب فيها بالجريان على مقتضى العلم تبلد وانقطع أو خرج إلى مالا يعقل وأما الثاني فحسن الظن بصاحب البدعة فتبعه ولم يكن له دليل على التفصيل يتعلق به إلا تحسين الظن بالمبتدع خاصه وهذا القسم في العوام كثير ... القسم الثالث يتنوع أيضا وهو الذي قلد غيره على البراءة الأصليه فلا يخلو أن يكون ثم من هو أولى بالتقليد منه بناء على التسامع الجاري بين الخلق بالنسبة إلى الجم الغفير إليه في أمور دينهم من عالم وغيره وتعظيمهم له بخلاف الغير
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا يكون ثَمَّ من هو أولى منه لكنه ليس في إقبال الخلق عليه وتعظيمهم له ما يبلغ تلك الرتبة, فإن كان هناك منتصبون فتركهم هذا المقلد وقلد غيرهم فهو آثم إذ لم يرجع إلى من أمر بالرجوع اليه بل تركه ورضى لنفسه بأخسر الصفقتين فهو غير معذور اذ قلد في دينه من ليس بعارف بالدين في حكم الظاهر فعمل بالبدعة وهو يظن انه على الصراط المستقيم)
وخلاصة هذا أن أوصاف (أهل الأهواء) و (المبتدعة) و (أهل البدع) كما قال الشاطبي (ص118 - 119): (إنما تطلق حقيقة على الذين ابتدعوها وقدموا فيها شريعة الهوى بالاستنباط والنصر لها والاستدلال على صحتها في زعمهم حتى عد خلافهم خلافا وشبههم منظورا فيها ومحتاجا إلى ردها والجواب عنها.
كما نقول في ألقاب الفرق من المعتزلة والقدرية والمرجئه والخوارج والباطنية ومن أشبههم بأنها ألقاب لمن قام بتلك النحل ما بين مستنبط لها وناصر لها وذاب عنها كلفظ اهل السنة انما يطلق على ناصريها وعلى من استنبط على وفقها والحامين لذمارها فلا يطلق على العوام لفظ أهل الأهواء حتى يخوضوا بأنظارهم فيها ويحسنوا بنظرهم ويقبحوا, وعند ذلك يتعين للفظ أهل الأهواء وأهل البدع مدلول واحد وهو أن من انتصب للابتداع ولترجيحه على غيره, وأما أهل الغفله عن ذلك والسالكون سبل رؤسائهم بمجرد التقليد من غير نظر فلا)
وانظر تتمة كلامه هناك فإنها مفيدة. وقصدي من هذا أن في المنتسبين إلى بعض طوائف أهل البدع من لا يجوز التعامل معهم بما ذكرت, ولا وصفهم بما كتبت.
ثانيها قولك: (لا سلفية إلا بالبعد عن أهل البدع وإزرائهم والتنكيل بمن انحاش إليهم ... ) مخالف لمقتضى النصح والدعوة, فإن منهم من تظهر منه أمارات الإنصاف, وقبول الحق, فلا يجوز أن ينبذ هذا ويصادم بالتجريح إن كنا نأمل من نصحه أن يرجع ويتوب. فلا يجوز أن يكون الداعي إلى الله عونا للشيطان على أخيه. ومن أهل الأهواء من لا يسلم عليهم ولا كرامة. وأمرهم معروف. وقد كان الشيخ الألباني يلقي محاضرات في مجتمعات الإخوان المسلمين في الشام وينصح لهم. وكان عبد الله عزام يجالسه, وحكى مرة أنه اجتمع معه مرة في بيت أحد الإخوان يحاوره في مسألة تركه السلام على الشيخ!!
وقال: ((بوخبزة لم يزد عن قوله: (كتب في موضوعات مهمة حالفه الحظ في بعضها ووعد بإعادة النظر فيها بعد الإفراج عن) في الإشارة إلى أخطائه، هذا أقصى إنكار وجهه إلى سيد، فهل تراه كافيا؟ أم أنك مصر على رميي بالتقول على شيخك وظلمه؟)
قولك: (هذا أقصى إنكار ... ) تقول, فهل قرأت كل ما كتبه أو سمعت كل ما قاله في سيد, من أين لك هذا الاستقراء الطريف؟
هل قرأت (جراب السائح) في أحد عشر مجلدا, و (سقيط اللآل) و (عجوة وحشف) و (نقل النديم) وغيره. وأقول لك: أنا اطلعت على ما فيها وأؤكد لك أنك لا تعرف حقيقة الشيخ بوخبزة, وأزيدك أمرا آخر. وهو أن شيخنا يقول دائما: (كتبي هم أصحابي) ويقصدنا. وأنا أقول لك: (قد ظلمت الشيخ بوخبزة).(/)
هل هناك نص مرفوع على أن ناقة صالح قد خرجت من صخرة؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 12:11]ـ
هل هناك نص مرفوع على أن ناقة صالح قد خرجت من صخرة؟
وما وجه كونها آية بعد أن خلقت وعاشت بين الناس؟
إن القرآن وهو يحكي عن هذه الآية لا يذكر كيفية خلقها (بما يوحي أن المعجزة لا تخص خلقها في رأيي)، ولكن يذكر طبيعتها ويشرفه بنسبتها الى الله ويذرهم من المساس بها؟
فهل من إجابة وتفسير لهذه التساؤلات؟!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 08:39]ـ
للرفع
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 12:55]ـ
إذن لا نص في ذلك!!!
ويحق قول الأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى في ظلال {قد جاءتكم بيِّنة من ربكم، هذه ناقة الله لكم آية}. .
والسياق هنا لا يذكر تفصيلاً عن الناقة أكثر من أنها بيِّنة من ربهم، وأنها ناقة الله وفيها آية منه.
ومن هذا الإسناد نستلهم أنها كانت ناقة غير عادية، أو أنها أخرجت لهم إخراجاً غير عادي. مما يجعلها بينة من ربهم، ومما يجعل نسبتها إلى الله ذات معنى، ويجعلها آية على صدق نبوته. . ولا نزيد على هذا شيئاً مما لم يرد ذكره من أمرها في هذا المصدر المستيقن - وفيما جاء في هذه الإشارة كفاية عن كل تفصيل آخر - فنمضي نحن مع النصوص ونعيش في ظلالها: {فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم}. .
إنها ناقة الله، فذروها تأكل في أرض الله، وإلا فهو النذير بسوء المصير.
فهل رأيتم أروع ولا أبسط من ذلك؟!!(/)
(::_الوصايا الجلية للإستفادة من الدروس العلمية _::) لمعالي الشيخ صالح آل شيخ
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 03:47]ـ
((نصائحُ لطالبِ العلمِ))
هو طالبُ العلمِ الذي يحضر الدوراتِ، وله صفاتٌ وخصالٌ وسماتٌ.
((النصيحة الأولى الإخلاصُ))
بأن يُخْلِصَ الرجاءَ في ربِّه الكريم، فيفتح قلبَه للعلم والاستفادة، والقلبُ تأتيه الشواغلُ والخواطرُ، فبينما هو ينصِتُ إذ يأتيه خاطرٌ يقطعُ عنه الاستفادة يريد أن يجمعَ نفسه فيصعبَ فتختلطَ عليه الفوائدُ فيلغي الأخيرُ الأولَ.
فإذًا لا بد من حسن اللجوء إلى الله - جلَّ وعلا - والدعاءِ في أن يمنحك الفِقهَ في الدين، والاستفادةَ والصبرَ على العلم؛ لأن العلم لا بدّ له من صبرٍ، وهذا بحاجةٍ إلى الإخلاص والصدق مع الله - جلَّ وعلا - وحسنِ التوجّه؛ لأن طلب العلم عبادةٌ.
{وإنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجنحَتَها لطالبِ العلمِ رِضىً بما يَصْنَعُ، وإنَّ العالمَ لَيَسْتَغْفِرُ له مَنْ في السماوات ومَنْ في الأرضِ حتى الحيتانُ في الماءِ}.
وهذه فضيلة عظيمة.
فَأَحْسِنْ - يا طالبَ العلمِ - الظنَّ باللهِ - جل وعلا - واللجوءَ إليه، بأن يفتح الله - جل وعلا - قلبَك للعلمِ، وأن يرسِّخَ العلمَ في قلبك.
((النصيحة الثانية: إعدادُ العدة كالقلم والورقِ))
فالقلمُ يتعاهدُه قبلَ الدرس.
وقد ركّز على ذلك " الخطيبُ " في (جامع الجامع)، و " ابنُ عبد البر " في (الجامع لبيانِ العلمِ وفضله) وغيرهما.
ومن القصور أن يحضر الطالبُ، وينسى القلمَ، أو يكون فارغًا من الحبر.
وأما الورق فأن يعدَّ لكل فن دفترًا أو دفاترَ، وتكونَ منسقة، مرتبة، وهذا كله يتبع ترتيب الذهن.
فإذا كان الطالب مشوشًا في ذهنه ظَهَرَ أثرُ ذلك في علمه ودفاتره.
وينبغي على الطالب أن لا يكتبَ عددًا من العلوم في كراسة واحدةٍ، وأن يبتعد عن كتابة الحواشي على الكتاب فتتزاحم الكتابةُ فلا يهتدي إلى الرجوع إليها.
لهذا سئل الإمامُ أحمدُ عن الكتابة بالخط الصغير، قال: أكرهُهُ؛ لأنه لا يدري متى يُحتاج إليه، فربما احتاج إليه فلم يستطع استخراجَهُ. وهذا صحيح.
والحواشي على الكتب تأتي غير مستقيمة، ونازلة، ومتداخلة مع أسطر الطباعة وقد يكون الخطُّ غيرَ حسن.
والورقُ - والحمد لله - في هذه الأيام متوفرٌ، ورخيصٌ.
وأما الكتابةُ في الكراريس فلها نظام:
يأخذُ المتنَ الذي يدرسه بأن يجعل عليه أرقامًا متسلسلةً، من واحد إلى الأخير. وكلُّ مسألةٍ علَّقَ عليها المُعلِّمُ يجعلها في صفحة مستقلة. ويكتب تعليقًا آخر في صفحة مستقلة. ولو كانت سطرًا واحدًا، ولا يقالُ: الصفحةُ فارغةٌ؛ لأنه قد يحتاج إليها يومًا ما.
عندما يريد أن يُفَصِّل في هذه المسألة والشيخ لم يُفَصِّلْ فيها. فيكتب أصلَ المسألة ثم يضيف معلوماته.
وتكون هذه الشروح أساسًا لشرح كبير للطالب فيما يستقبل من عمره إن شاء الله تعالى.
((النصيحة الثالثة الطالب الذي لا يستطيعُ حضورَ الدورات جميعا وإنما يريد أن يختار بحسب فراغه
فعليه أن يختار الفنَّ الذي يحتاجُ إليه في دينه لتكملة ملكته العلمية))
فمثلاً قد يكون الطالبُ لم يدرسِ التوحيدَ، أو دَرَسَهُ من مدة ويريد أن يسترجعَه. فتكونُ هذه المادةُ له هي الأساسَ في الاختيار، ويجعلُ بقيةَ الوقت للموضوعات والفنون الأخرى.
فإذًا لا بدَّ من اختيار الوقت والفنِّ الذي يناسب طالبَ العلم.
((النصيحة الرابعة تحضير الدرس تحضيرا جيدا))
كيف يحضِّر والدروسُ متواليةٌ ومتتابعةٌ؟
يكون تحضيرُه بحفظ المتنِ قبلَ سماع الشرحِ من الشيخ، وبذلك يتكوّن تكوينًا علميًا صحيحًا.
- ويكون تحضيره بالنظر في المسائل التي يحتاج إليها، بأن يقرأ أسطرًا أو صفحةً فيلحظ المسائل الغريبةَ فيستعد لفهمها من المُعلِّم، ولا يُشْتَرَطُ أن يكون تحضيرُ الطالب كتحضير المُعلِّم.
- وليس المقصود من هذا الاستعدادِ أنه يتعلّم فقط، وإنما المقصودُ منه أن يقارنَ ملكتَه بما يعطيه المُعلِّمُ. وبهذه الطريقة تَنْمُو ملكةُ الطالبِ مع طولِ الزمن.
يحضّر وينظُرُ كيفَ تعامَلَ الشيخُ مع الكتاب، وكيف هو تَعَامَلَ معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلاً: الكتابُ المقررُ (بلوغُ المرامِ) والموضوع فيه (كتابُ الصلاة) حضّر حديثًا منه بالرجوع إلى (سُبُل السلامِ) و (فتح الباري) وغيرهما، فينظر الطالب: ما الحصيلةُ التي وَصَلَ إليها. ثم يقارنُ: كيف تعاملَ الشيخُ مع هذا الحديث. لا شك أنه سيخرج بفوائد ربما تكون غائبةً عنه.
والذي ينبغي أن يختار المُعلِّمُ من طلابه من يحسن التدريسَ، ويزيدَه عنايةً، ويبيِّنَ له كيف يعلِّمُ، وكيف يدرِّسُ، وكيف يرتبُ المسائلَ.
قد يأتي طالبٌ إلى معلِّمه قائلاً له: أنا حضرتُ عندك في الدورة في العام الماضي، وسمعتُ منك شرحَ (بلوغ المرام) أو شرحَ (الأربعين النووية) ... فالمُعلِّمُ قد ينسى لكثرة الطلاب، وقد يذكر.
ولكنه لا ينسى الطالبَ المجدَّ؛ لأنه يكوِّنُ عنه فكرةً في تعامله الحسن مع المتنِ، ومع فهمِ الحديثِ، وفي أدبهِ مع معلِّميه.
((النصيحة الخامسة كتابةُ الفوائدِ من المُعلِّمِ))
ولا يتَّكِلُ الطالبُ على ما سُجِّلَ في الدورات السابقة.
وعلى الطالب أن لا يقولَ: لا داعي إلى الكتابة، والتسجيلُ موجود.
وهذا غَلَطٌ كبير يقع فيه بعضُ الطلاب، وكتابةُ الطالب مع الشيخِ مؤثرةٌ في استعداداته العلمية، وفي سلوكه العلمي كما ينبغي، فلا بدَّ للعلم من مشقةٍ ومكابدةٍ ومجاهدةٍ.
وفي الكتابةِ تتكون ملكةٌ في تلخيصِ العلمِ؛ لأنه لا يستطيع أن يكتب حرفيًا ما يقوله المُعلِّمُ، ولهذا ينبغي التفريقُ بين ما نَقَلَهُ الطالبُ إملاءً وبين ما سَمِعَهُ. فقد يكون في كتابة تلخيصِ ما سَمِعَهُ نقصٌ كبيرٌ عما قاله المُعلِّم.
إذًا ما المقصود من الكتابة؟
المقصود أن يتدربَ الطالبُ على ملكة التلخيص، فيسمع ثم يلخص، يُلاحظُ في أول الأمر أن الشيخَ يسرعُ ولم يستطع الطالبُ أن يكتبَ. وفي المرة الثانية يستطيع الطالبُ أن يكتبَ، ولكن فاتَتْهُ أشياءُ، وهكذا يأتيه وقتٌ يكتبُ باستيعابٍ ويستطيعُ الاختصارَ على أروع مثالٍ؛ لأن الملكةَ ترتبت عنده. وهذا ما يكون إلا بِدُرْبَةٍ.
وكيف تكون الدُّرْبةُ؟
تكون الدُّربةُ بالإضافة إلى ما ذُكِرَ بأنْ لا يعتمدَ على التسجيل.
((النصيحة السادسة الرحمةُ بين الطلاب))
قد يكون في هذه الدوراتِ العلميةِ طبقاتٌ مختلفةٌ من الحاضرين:
(1) فمنهم من يَحْضُرُ للعلم.
(2) ومنهم من يَحْضُرُ مبتدئًا.
(3) ومنهم من يَحْضُرُ لمجلس الذكر ويستمع (وبخاصة إن كان بعد الفجر أو في أوقات الإجابة).
(4) ومنهم من يَحْضُرُ لفائدةٍ ما، ويكتفي بأيِّ شيءٍ يُحَصِّلُهُ.
والذي ينبغي في الحقيقة أن يتعاهدَ طلابُ العلم بعضَهم بعضًا، فيعلِّمَ الطالبُ أخاه المبتدئَ الطريقةَ، ويُسْدي إليه النصيحةَ.
ولهذا ينبغي أن يرحمَ بعضُنا بعضًا في الدروس العلمية، وفي العلم جميعًا.
وربما ابتدأ العلماء متونَهم بالوصية لطالب العلم بالرحمة.
ولهذا تجد في إجازات الحديث أولَ ما ينقلون حديثَ: {الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا من في الارض يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السماء} هذا الحديث هو المعروف عند العلماء بالمسلسل بالأوَّلِيَّةِ؛ لأن كلَّ شيخٍ يقول عن شيخه: حدثنا شيخُنا فلانٌ، وهو أولُ حديث سمعته منه.
قال: حدثني شيخي فلانٌ، وهو أولُ حديثٍ سمعته منه.
إلى أن يصل إلى طبقة أتباعِ التابعين كلها أول.
سؤال: لماذا يتعلمون حديث {الراحمون يرحمهم الرحمن ... }؟
الجواب: اعلم - رحمك الله - أن من خصال طالب العلم التي يبارك اللهُ ? بها ويرحمُهُ اللهُ - جلَّ وعلا - أن يكون رحيمًا بمَنْ حولَه يرشدهم، ويعلمهم، ويعينهم .. الخ.
فإذا كنت في طلبك للعلم رحيمًا بالخَلْقِ وبزملائك وبأصدقائك وبالحضور في التعاون والخير فأبشرْ برحمةِ اللهِ - جلَّ وعلا - لك بوعده الصادق بقولِ نبيه - عليه الصلاة والسلام -: {الراحمونَ يرحمهم الرحمنُ .. }.
((الخاتمة))
وأسالُ اللهَ - جلَّ وعلا - أن يجعلكم مباركين، وأن ينفع بكم.
ومعنى أن يجعلَ اللهُ فلانًا مباركًا، كما في قول اللهِ - تعالى - في سورة مريم حكايةً عن قول عيسى - عليه السلام -: {وجعلني مباركاً أين ماكنت} هو بأن تكون معلِّمًا للعلم.
قال العلماءُ في تفسيرها: المباركُ من عبادِ الله هو الذي يعلِّمُ الناسَ الخيرَ. فأسألُ اللهَ أن يجعلكم مباركين، وأن ينفع بكم، وأن تكونَ هذه الدروسُ العلميةُ مفيدةً لملقيها، ومفيدةً للمتلقي، وأن يباركَ في الجميع، وأن يلهمكم الرشدَ والسدادَ، وأن يمنحنا وإياكم الفِقْهَ في الدين، والتزامَ السنة، وأن لا يكلنا لأنفسنا طرفةَ عينٍ.
إنه سبحانه جواد كريم. اللهم اغفر لنا جميعًا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
نقلتها من رسالة معالي الشيخ صالح آل شيخ وزيرالشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد -حفظه الله - الموسومة ب ((الوصايا الجلية لللإستفادة من الدروس العلمية)) واقتصرت في نقلي على مايهم طالب العلم، أسأل الله أن ينفع بها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:08]ـ
جزاكم الله خيرا فوائد نفيسة
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 02:18]ـ
و إياك أخي الكريم * ((أبو أنس المكي)) *
ـ[أبو سلمة]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 03:15]ـ
وصايا جليلة نافعة
بارك الله في من أوصى بها وأختصرها ونقلها ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 11:47]ـ
* ((أبو سلمة)) * وفيك بارك الرحمن ..
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 05:38]ـ
جزاك الله خير .. وبارك الله في معالي الشيخ صالح آل الشيخ.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 09:13]ـ
و إياك أخي الكريم * ((هشيم بن بشير)) *، ووفق الله الشيخ و أطال عمره على الطاعة ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 09:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الحافظة]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 07:16]ـ
بارك الله فيك أختي على هذا النقل الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك ...
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 01:43]ـ
بارك الله فيك ونفع بك نصائح قيمة
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 12:00]ـ
ابن رشد _ الحافظة _ ناجية أحد ........ أشكر لكم مروركم.
و أسأل الله أن ينفعكم بما قرأتم.(/)
حوار مع أسعد رجل في العالم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 08:16]ـ
حوار مع أسعد رجل في العالم
كعادته في الأزقة يتجول وفي الأماكن الخربة يبيت طاويا ليله, عيشه الخبز اليابس وشرابه الماء أين وجد! رث الهيئة ترتحم لحاله وتستنجم مشاعرك عطف قلبك له وماذك إلا أنه مجنون كما يسميه البعض!!
أوقفته يوما من الأيام لأنظرلحاله فبادرته السؤال هل تريد حاجة ما؟ فألجم جوابا حكيما: لست من أهل الصدقة هناك من هو أحوج مني. ثم تنهد: إنني كل يوم أشتري بضع خردوات ثم أبيعها وأنتصف الربح جزء آكله وجزء أتصدق به على الفقراء!! ولم يقف هنا بل أورد حديثا عند البخاري" وألا نسأل الناس شيئا"!!
خرج هذا المجنون ذات مرة من المسجد بعد صلاة العصر فمر على دورات المياه وأخذ وعاءا فارغا وسكب فيه قليل من الماء فسألته إلى أين تذهب بهذا الماء؟ فأجاب بقوله: أتوضؤا به لصلاة المغرب حيث أن في وقت الصلاة يكون هناك زحام شديد على دورات المياه فلا أريد أن أوذي عباد الله وأزاحمهم ثم نطق بهذه الحكمة المدوية"الله يتقبل منا الصلاة قبل الممات"
جرى بيني وبينه حوار طويل حول بناء الحضارة وسعادة الإنسان فأردف قائلا: إنني أسعد رجل في العالم إنني أبيت طاويا حياتي مع القرآن إنني أعيش عيشة الملوك والرؤساء لم أصب بمرض خطير لأنني فقدت وظيفتي أو أنني لم أتزوج أو أنني منبوذ من المجتمع كما يزعم الآخرون بل أتمتع الآن بصحة جيدة لأنني مع الله ومن كان الله معه فلا يخاف بخسا ولارهقا!!
من أقواله وحكمه: الدنيا بحر فيه سفينتان سفينة البر وسفينة الإثم فلزم سفينة البر حتى تصل لجزيرة الحياة السعيدة وإياك وسفينة الإثم فإن الحمل عليها ثقيل وستغرق قبل الوصول.
2 - أملك في حياتي قطعة خبز صغيرة أضعها في جيبي الأيمن وحفنة من السكر والشاي أضعها في جيبي الأيسرإذا أنا بنعمة عظيمة.
شكرته ونطلقت مسرعا لأكتب مقالة وما عساي أن أقول هل أكتسبت حكمة من مجنون؟ أم حكمة من مبصر القلب عمي العقل؟ وهل غداف قلبه المخلص مدرسة يتعلم منها أؤلئك الثرثارون الذين وهبوا مجامع قلوبهم للناس يطلبون حمدا جللا.
وإني بعد أن سبرت الحياة أهب اليوم لنفسي ميلادا جديدا وحكمة أضفي بها لعمري حياة" أن من لم يخلص فلا يتعنى"
إن كثيرا من مرض النفوس الذين أوكت بهم المصحات النفسية ما هم إلا نظرة حاقبة من نظرات المجتمع الظالم الذي ظلم انسانيتهم فزجهم بسجون الإكتئاب والقلق. ولو أننا أوقفنا أنفسنا للمحاسبة وتأنيب الضمير وانتشينا خمائر عقولنا لنحكم بالقسط مع أؤلئك المغمورون في الحياة لنمنحهم طعم السعادة لنمنحهم دفء الإيخاء والرحمة لأغلقت مستشفيات المجانين إلى الأبد وأبدل مكانها بيوت الحب, بيوت التكاتف الإجتماعي!
إني أؤمن أن الحياة بسمة غامرة بوداد الصدق والإخلاص فتصدق بها على أؤلئك البائسين والتمض حياتك شاكرا لمولاك بعطفك عليهم فجرب فربما تكون صافا في قوائم السعداءأو ملاكا ينتظر النجوم لتلمع في وشه الليل!!
ربما تكون ساكنا في قصر وثير وتملك الملايين من الدولارات ولكنك مع ذلك تزج نفسك مع القلق ووهب اليأس والقنوط وربما تفكرأن تتخلص من حياتك ولكنني أنصحك ألا تقدم على غايتك الأثيمة فتؤلم نفسك من حيث لاحاجة.
يقول بعض المفكرين: إن من يريد لنفسه أن يغني للحياة على الدوام لابد له من أن يتجنب اليأس وأن يتعلق دائما بالأمل في رحمه الله وفي الغد الأفضل , وأن يحدد لكل مرحله من مراحل العمر هدفا قصيرا مشروعا يسعى إليه .. وبغير تفريط في قيمه ومبادئه الاخلاقيه ومثله العليا , لأن النجاح الذي يجيء ثمرة للجهد الصادق المتزن المترفع عن الدنايا والأساليب القذرة هو بحق جائزة السماء لمن ينالونه.
وإن من حق كل إنسان أن يغني في أي مرحله من العمر .. ومن حقه أيضا أن يبكي بلا خجل من دموعه حين يشتد إحساسه بآلامه الشخصية وأحزانه .. ومن حقه أن يكون له في الحياة من يهتمون بأمره ويهتم بأمرهم ومن يستطيع أن يضع رأسه على كتف أحدهم ويبثه همومه وأحزانه وأشجانه , فلقد كان رجل الإنسانية الذي ركعت أوروبا كلها تحت قدميه نابليون بونابرت يقول: أنأ اضعف من أن أكتم آلامي الشخصية أو أن احتفظ بها وحدي.
لكن ذلك لا يعني أن يستسلم الإنسان للأحزان والآلام واليأس , وإنما يعني فقط ألا يخجل من لحظات الضعف الانسانيه في حياته , وأن يجعل طابع حياته هو ««التفاؤل»» بالحياة ويتذكر ماكان يقوله سير بادن باول مؤسس الحركة الكشفية العالمية من انك إذا ضحكت ضحكت معك الدنيا وإذا بكيت بكيت وحدك.
المصدر صحيفة عاجل
http://burnews.com/articles.php?action=show&id=780(/)
جيل لن يتكرر
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 08:41]ـ
جيل لن يتكرر
> > أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن
> >
> > الخطاب رضي الله عنه وكان في
> > المجلس وهما يقودان رجلاً من
> >
> > البادية فأوقفوه أمامه
> > قال عمر: ما هذا
> > قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا
> >
> > قتل أبانا
> > قال: أقتلت أباهم؟
> > قال: نعم قتلته!
> > قال: كيف قتلتَه؟
> >
> > قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته
> >
> >، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً
> >
> >، وقع على رأسه فمات ...
> > قال عمر: القصاص ....
> >
> > الإعدام
> >
> > .. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
> >
> > يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر عن
> >
> > أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة
> >
> > شريفة؟ هل هو من أسرة قوية؟
> >
> > ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا
> >
> > يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا
> >
> > يحابي أحداً في دين الله، ولا
> >
> > يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله،
> >
> > ولو كان ابنه القاتل، لاقتص
> >
> > منه.
> >
> > قال الرجل: يا أمير
> >
> > المؤمنين: أسألك بالذي قامت به
> >
> > السماوات والأرض أن تتركني ليلة
> >
> >، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في
> >
> > البادية، فأُخبِرُهم بأنك
> >
> > سوف تقتلني، ثم أعود إليك،
> >
> > والله ليس لهم عائل إلا الله ثم
أنا
> > قال عمر: من يكفلك
> >
> > أن تذهب إلى البادية، ثم تعود
> >
> > إليَّ؟
> > فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا
> >
> > يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا
> >
> > داره ولا قبيلته ولا منزله،
> >
> > فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست
> >
> > على عشرة دنانير، ولا على أرض،
> >
> > ولا على ناقة، إنها كفالة على
> >
> > الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
> > ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع
> >
> > الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن يمكن
> >
> > أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت
> >
> > الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه
> >
> > وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل
> >
> > هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً
> >
> > هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة،
> >
> > فيضيع دم المقتول، وسكت الناس،
> >
> > ونكّس عمر
> >
> > رأسه، والتفت إلى الشابين:
> >
> > أتعفوان عنه؟
> >
> > قالا: لا، من قتل أبانا لا بد
> >
> > أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..
> > قال عمر: من يكفل هذا أيها
> > الناس؟!!
> > فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته
> >
> > وزهده، وصدقه،وقال:
> >
> > يا أمير المؤمنين، أنا أكفله
> > قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو
> >
> > كان قاتلا!
> > قال: أتعرفه؟
> > قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟؟
> > قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين،
> >
> > فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن
> >
> > شاء الله
> > قال عمر: يا أبا ذرّ، أتظن أنه
> >
> > لو تأخر بعد ثلاث أني
> >
> > تاركك!
> >
> > قال: الله المستعان يا أمير
> >
> > المؤمنين ..
> > فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث
> >
> > ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع
> >
> > أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم
> >
> > بعده،ثم يأتي، ليقتص منه لأنه
> >
> > قتل ...
> > وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر
> >
> > الموعد، يَعُدّ الأيام عداً،
> >
> > وفي العصر نادى في المدينة:
> >
> > الصلاة جامعة، فجاء الشابان،
> >
> > واجتمع الناس، وأتى أبو ذر
> >
> > وجلس أمام عمر، قال عمر: أين
> >
> > الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير
> >
> > المؤمنين!
> > وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس،
> >
> > وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
> >
> >، وسكت الصحابة واجمين،
> >
> > عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
> > صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
> >
> >، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
> >
> > لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج،
> >
> > لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب
> >
> > بها اللاعبون ولا تدخل في
> >
> > الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا
> >
> > تنفذ في ظروف دون ظروف وعلى أناس
> >
> > دون أناس، وفي مكان دون مكان ...
> > وقبل الغروب بلحظات، وإذا
> >
> > بالرجل يأتي، فكبّر عمر،وكبّر
> > المسلمون معه
> > فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو
> >
> > بقيت في باديتك، ما شعرنا بك وما
> >
> > عرفنا مكانك!!
> > قال: يا أمير المؤمنين، والله
> >
> > ما عليَّ منك ولكن عليَّ من
> >
> > الذي يعلم السرَّ وأخفى!! ها أنا
> >
> > يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي
> >
> > كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في
> >
> > البادية،وجئتُ لأُقتل ..
> >
> > وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء
> > بالعهد من الناس
> > فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا
> >
> > ضمنته؟؟؟
> >
> > فقال أبو ذر:
> >
> > خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من
> > الناس
> > فوقف عمر وقال للشابين: ماذا
> >
> > تريان؟
> >
> > قالا وهما يبكيان: عفونا عنه
> >
> > يا أمير المؤمنين لصدقه ..
> >
> > وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب
> >
> > العفو من الناس!
> >
> > قال عمر: الله أكبر، ودموعه
> >
> > تسيل على لحيته .....
> > جزاكما الله خيراً أيها الشابان
> >
> > على عفوكما،
> >
> > وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
> >
> > يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته
> >
> >، وجزاك الله خيراً أيها الرجل
> >
> > لصدقك ووفائك ...
> >
> > وجزاك الله خيراً يا أمير
> >
> > المؤمنين لعدلك و رحمتك ....
> >
> > قال أحد المحدثين:
> >
> > والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت
> >
> > سعادة الإيمان والإسلام
> >
> > في أكفان عمر!!.
المصدر قوافل شنقيط:
http://qauafel.net/vb/showthread.php?t=4615(/)
جمهور العلماء يرون أنه ... ولكني لا أرى ذلك
ـ[أبوهناء]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،،،،،،،
للأسف سمعت البارحة شيخا يقول: رغم أن جمهور العلماء يرون بقتل المرتد،، فإني لا أري ذلك
فقد قال ابراهيم النخعي: (المرتد يستتاب ... أبدا)
أرجوا من فطاحلة المنتدى أتحافي بالقول السديد في هذا (القول) مع تجاهل قائله فالذي يهمني بالقدر الأكبر هو جواز أن يخالف عالم معاصر قولا صدر عن جمهور العلماء مثل حكم الردة .. أنتظر ردكم بفارغ الصبر .......
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 12:50]ـ
/// مخالفة الجمهور جائزة لكن ينبغي لمن كان اهلا لهذه المخالفة أن يتريث ويجتهد غاية الاجتهاد في البحث والتدقيق
قال الذهبي معلقا على كلام لابن راهوية:
قال إسحاق بن راهويه: إذا اجتمع الثوري والاوزاعي ومالك على أمر فهو سنة.
قلت: بل السنة ما سنه النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون من بعده.
والاجماع: هو ما أجمعت عليه علماء الأمة قديما وحديثا إجماعا ظنيا أو سكوتيا، فمن شذ عن هذا الاجماع من التابعين أو تابعيهم لقول باجتهاده احتمل له.
فأما من خالف الثلاثة المذكورين من كبار الائمة، فلا يسمى مخالفا للاجماع، ولا للسنة،
وإنما مراد إسحاق: أنهم إذا اجتمعوا على مسألة فهو حق غالبا، كما نقول اليوم: لا يكاد يوجد الحق فيما اتفق أئمة الاجتهاد الاربعة على خلافه، مع اعترافنا بأن اتفاقهم على مسألة لا يكون إجماع الامة، ونهاب أن نجزم في مسألة اتفقوا عليها بأن الحق في خلافها
/// أما تبني الأقوال الغريبة والشاذة فلا يجوز سواء قلنا خالف الإجماع أم لا لأن السلف كانوا يحذرون من الغرائب
فإذا كان هذا القول شاذا غريبا لم يجز القول به خالف الجمهور أم لا خالف الإجماع أم لا
/// ينظر في صحة هذا القول عن إبراهيم فهو عند عبد الرزاق في المصنف متصل وعند البيهقي في الكبري منقطع فليحرر
/// لو صح فإن معناه أنه يستتاب كلما رجع لا أنه لا يقتل أبدا كما فهم من رواية البيهقي وانظر عون المعبود
وعلى التنزل فقد قال ابن قدامة _وغيره_ في المغني:
"وهذا يفضي إلى أن لا يقتل أبدا وهو مخالف للسنة والاجماع"
/// وعلى التزل يكون هذا القول من الغرائب فلا يصح الذهاب إليه
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 02:25]ـ
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه).
رواه البخاري
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 12:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،،،،،،، للأسف سمعت البارحة شيخا يقول: رغم أن جمهور العلماء يرون بقتل المرتد،، فإني لا أري ذلك فقد قال ابراهيم النخعي: (المرتد يستتاب ... أبدا) أرجوا من فطاحلة المنتدى أتحافي بالقول السديد في هذا (القول) مع تجاهل قائله فالذي يهمني بالقدر الأكبر هو جواز أن يخالف عالم معاصر قولا صدر عن جمهور العلماء مثل حكم الردة .. أنتظر ردكم بفارغ الصبر .......
السلام عليكم قول إبراهيم النخعي إنما يراد به استتابة المرتد الذي تعددت رددته لأن من أهل العلم من يول أنه لا يستتاب لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا}، وبذلك فسر الحنفية الاستتابة أبدا، وقد ورددت رواية لهذا الأثر عند البيهقي بالتصريح بذلك، ففي السنن الكبرى للبيهقي- (ج 8 / ص 197): قَالَ سُفْيَانُ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي أَنَّهُ قَالَ: الْمُرْتَدُّ يُسْتَتَابُ أَبَدًا كُلَّمَا رَجَعَ. ولقد عزوا هذا القول إلى الثوري أيضا ولا يصح حيث إن قول الثوري أُخذ من تعقيبه على قول النخعي، فقال: وبهذا نأخذ.
فعلم أنه إنما أراد الأخذ بقول النخعي السالف على ما حققناه، كما أنه ورد عن النخعي نفسه بإسناد أقوى أنه يقول بقتل المرتد، بل ويتشدد فيقول بقتل المرتدة أيضا
فالمسألة إجماعية، ولا يوجد فيها مخالف
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 12:51]ـ
ما شاء الله ... أحسنت وأفدت يا شيخ أشرف
وما ذكرته قليل العبارة لكن لعله النهاية في المسألة وإيضاح لسبب اللبس
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 10:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،،،،،،،
أرجوا من فطاحلة المنتدى إتحافي بالقول السديد في هذا (القول) ......
ليت الفطاحل يتحفونا ببسط هذا الموضوع بدلا من أن يتدخل فيه منهم أمثالي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 01:14]ـ
قد مضت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، على أن المرتد يستتاب ثلاثة أيام فإن رجع مسلما وإلا قتل.
قال محمد بن الحسن رحمه الله لما سئل: أرأيت الرجل المسلم إذا ارتد عن الإسلام كيف الحكم فيه؟
قال: (يعرض عليه الإسلام فإن أسلم وإلا قتل مكانه إلا أن يطلب أن يؤجل فتؤجله ثلاثة أيام).
قلت: فهل بلغك في هذا أثر.
قال: (نعم بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل المرتد نحو من هذا، وبلغنا عن علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل نحو من هذا، وهذا الحكم والسنة).
ورحم الله الإمام البيهقي لما قال بعد روايته لكلام إبراهيم المنسوب إليه: (وليس بشيء).
ما أجرأ بعض المتعلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 01:53]ـ
قال النبي لايحل دم امرئ الا بأحد ثلاث
الاول الثيب الزاني
الثاني القصاص
الثالث التارك لدينة المفارق للجماعة
وحكم تارك الصلاة يستتاب والا قتل فمن
باب اولي التارك لدينة
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله اما بعد اخي الفاضل هل القائل هذا القول من اهل العلم الموثقون بعلمهم وتقواهم ام لا فأن كانت الثانية فلا عبرة بكلامهم وكذلك من هو حتى يقول وانا لا ارى ذلك ورحم الله القائل يقولون هذا عندنا غير جائز ... ومن انتم حتى يكون لكم عندو .... فليس كل من يرا في التلفاز سار عالما او افتي في مسألة فهو كذلك ورحم الله مالك لم يفتي حتى اجازه سبعون عالما والله المستعان
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 12:50]ـ
هذا منطق بعض الشباب هداهم الله حينما يعارض اقوال الائمة الكبار فاذا سئل عن ذلك قال هم رجال ونحن رجال
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 09:22]ـ
وما القول - رحمكم الله - فيمن قال أن القتل لا يكون إلا لمن أظهر ردته ودعا اليها وشق عصا المسلمين وهدد وحدتهم، وقد استدلوا بحديث " التارك لدينه المفارق للجماعة " وقيدوا به مطلق قوله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فاقتلوه"
وأكدوا هذا المعنى بقولهم " الكثير من المنافقين خرجوا من الدين بنص القرآن وعلمهم النبي ولم يطبق عليهم حد القتل فلو كان مجرد الردة أو الكفر موجبة للحد لفعله صلى الله عليه وسلم، فتركه لذلك دليل ثان على الردة المقصودة بأن يقتل صاحبها هي المقترنة بالجهر بها ودعوة الناس اليها ومحاولة إضلال الناس بها وشق عصا المسلمين.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 02:52]ـ
هذا القول يقوله من أتى ببدعة التفريق بين الردة المغلظة وغير المغلظة وهو قول تلقفه بعض المتساهلين عن بعض العلمانيين الذين أصبحوا إسلاميين ولم يتجردوا من أفكارهم العلمانية ومنهم محمد عمارة وغيره، وقتل المرتد من الأمور المجمع عليها وإن حصل الخلاف في بعض التفاصيل وليس في أصل الحكم وقد حكى هذا الإجماع جماعات من أهل العلم منهم ابن قدامة في المغني وابن عابدين في حاشيته وغيرهم ومن أحسن الكتب التي تناولت الرد على هذه الشبهات وغيرها كتاب جدير بالقراءة وهو:"التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين"دراسة أصولية فكرية معاصرة رسالة ماجستير مقدمة من الطالب ابراهيم محمد طه بويداين ومما قاله في هذا بعد أن استعرض شبهات المتأولين لإسقاط حد الردة:
(
3. ثبوت حد الردة بالدليل القطعي
القول بحرية العقيدة والرأي يستلزم نفي حد الردة أو حتى نفي تجريم المرتد. بالضرورة. ومعظم حجج القائلين بالحرية تلك تتمحور حول هذه القضية، وانه لم يثبت فيها دليل قطعي يوجب تحريمها وأن ما ثبت فيها لا يتعدى كونه أحاديث آحاد تفيد الظن، ولا تصلح لإقامة عقوبة كالإعدام، وان الأحاديث الثابتة في ذلك إنما هي من قبيل التدبير السياسي، وليس من قبيل الحكم الشرعي، وان عدم قتل المرتد هو مذهب بعض أئمة العلم كسفيان الثوري وإبراهيم النخعي، وكاستدلالهم بقوله تعالى} لا إكراه في الدين .. {الخ.
ويكفي لإبطال هذه الحجج الداحضة أن نثبت وجوب قتل المرتد بالسنة الصحيحة والإجماع الصريح، وهما حجتان ليس بعدهما قول قائل ولا نزاع منازع.
- أخرج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أُتُيَ عليٌ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله r. لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم لقول رسول الله r ) من بدل دينه فاقتلوه ((3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn1).
- وأخرج بسنده عن أبي موسى الأشعري حديثا آخر - وفيه أنه r بعثه عاملا إلى اليمن ثم اتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق قال: ما هذا: قال: كان يهوديا فأسلم ثم تهود: قال: أجلس قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله (ثلاث مرات) فأمر به فقتل ... الحديث (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn2).
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعن عثمان رضي الله عنه، عن النبي r قال) لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قَتْلِ نفسٍ بغير نفس ((5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn3). قال ابن رجب: .. والقتل بكل واحدة من هذه الخصال الثلاث متفق عليه بين المسلمين" (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn4).
- وقد وقع في حديث معاذ، أن النبي r لما أرسله إلى اليمن قال له) أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فان عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فان عادت وإلا فاضرب عنقها (قال ابن حجر وسنده حسن، وهو نص في موضع النزاع - يعني النزاع في قتل المرأة المرتدة - فيجب المصير اليه، ويؤيده اشتراك الرجال والنساء في الحدود كلها الزنا والسرقة وشرب الخمر والقذف (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn5).
- وقتل أبو بكر في خلافته امرأة ارتدت والصحابة متوافرون فلم ينكر عليه أحد (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn6).
- وقال ابن قدامة: وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد، وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد وغيرهم، ولم ينكر ذلك أحد فكان إجماعا " (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn7).
- ولما تحدث ابن القيم عن الأصول التي تدور عليها العقوبات، عَدَّ منها عقوبة القتل ومثل لها بالجناية على الدين بالطعن فيه والارتداد عنه قال: وهذه الجناية أولى بالقتل (5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn8).
- قال السرخسي في باب المرتدين " وإذا ارتد المسلم، عُرض عليه الإسلام، فان أسلم وإلا قُتل مكانه إلا أن يطلب أن يؤجل، فإذا طلب ذلك أُجّل ثلاثة أيام … فكما لا يقبل من مشركي العرب إلا السيف أو الإسلام فكذلك من المرتدين، إلا أنه إذا طلب التأجيل أُجل ثلاثة أيام لأن الظاهر أنه دخل عليه شبه ارتد لأجلها فعلينا إزالة تلك الشبهة " (6) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn9).
- قال الشوكاني في السيل الجرار " قتل المرتد عن الإسلام متفق عليه في الجملة، وإن اختلفوا في تفاصيله، والأحاديث الدالة عليه أكثر من أن تحصر، لو لم يكن منها إلا حديث) من بدل دينه فاقتلوه (وهو في الصحيح وحديث) لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث (وهو كذلك في الصحيح لكفى، ولا فرق بين المرتدين من الرجال والنساء، وما ورد في النهي عن قتل النساء فذلك في نساء الكفر الباقيات على الكفر، وأما النساء المسلمات إذا وقعت منهن الردة فقد فعلن بالخروج من الإسلام سببا من أسباب القتل، فبين الكافرة الأصلية والمرأة المسلمة المرتدة عن الإسلام في الكفر فرق أوضح من كل واضح، فلا يحتاج إلى الكلام على تعارض الأدلة الواردة في قتل المرتدين على العموم، والأدلة الواردة في قتل النساء الكافرات على العموم بل يقر كل في موضعه" (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn10) .
وقال: "الأدلة التي قد دلت على أن الردة سبب من أسباب القتل، وان هذا السبب مستقل بالسببية، كما في حديث) من بدل دينه فاقتلوه (ونحوه ولم يصح في الاستتابة به أياما شيء من المرفوع، ولا تقوم الحجة بغيره، فالواجب علينا عند ارتداد المرتد أن نأمره بالرجوع إلى الإسلام والسيف على رأسه، فإن أبى ضربنا عنقه حكم الله ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وهذا القول هو بمنزلة تقديم الدعوة لأهل الكفر إلى الإسلام، فإن ذلك يحصل بمجرد قول المسلمين لهم أسلموا أو أعطوا الجزية فإن أبو عند جواب هذه الكلمة فالسيف هو الحكم العدل والفعل الفصل " (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn11) .
ولا يقال إن هذا من الشوكاني تشدد بل هو منه اتباع للأدلة الصحيحة وهو دأبه دائما إذ رد على صاحب المتن إيجابه القتل على الديوث لأنه " لم يرد في ذلك شيء يصلح للاستدلال به، ودماء المسلمين معصومة بعصمة الإسلام لا ينقل عن هذه العصمة إلا ناقل صحيح وليس - قتل الديوث- ناقل صحيح ولا حسن" (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn12) .
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال ابن عابدين عن المرتد: فان اسلم وإلا قتل لحديث) من بدل دينه فاقتلوه (وهذا بالإجماع لإطلاق الأدلة (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn13) .
- ومعلوم بالإجماع أن مستحل الحرام يقتل، وقتله بسبب ردته والدليل هو أن قدامة بن عبد الله شرب الخمر بعد تحريمها هو وطائفة، وتأولوا قوله تعالى} لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {
(المائدة- 93)
فلما ذكروا ذلك لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - اتفق هو وعلي بن أبي طالب وسائر الصحابة على انهم إن اعترفوا بالتحريم جلدوا، وان أصروا على استحلالها قتلوا " (5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn14) .- والناظر في كتب أهل العلم لا يعثر البتة على وقوع خلاف بينهم في وجوب قتل المرتد، وانما يجد خلافهم محصورا في عدد من المسائل منها: قتل المرأة المسلمة إذا ارتدت، والاستتابة، هل هي واجبة أو مستحبة؟ ومدتها ساعة أو يومً أو ثلاثة أيام؟ وعدد المرات التي يستتاب فيها؟ هل يستتاب إذا ارتد للمرة الثانية أو الثالثة؟ (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn15) .
هذه هي المسائل التي وقع فيها خلاف بين أهل العلم - وليس لنا غرض في بيان الأرجح منها، مع أنه بين مما قاله الشوكاني آنفا، إلا أن غرضنا مُنصبٌ على تأكيد عدم وقوع الخلاف إطلاقا في أن الردة جريمة لها عقوبة حدية لا تعزيرية، وهي القتل بالإجماع.
وابن حجر مثلا فرق بين الداعي إلى البدعة وغير الداعي إليها في قبول التوبة وعدم قبولها لا في وجوب قتله، كما قال الشيخ يوسف القرضاوي (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftn16) .
وما نقلته من أحاديث صحيحة وإجماع الصحابة ثم إجماع العلماء والأمة بعدهم - إلى أن ظهرت هذه البدعة - يكفي لدحض شبهات المؤولين وجعلها هباء منثورا.
إلا أنني سأذكرها وأرد عليها بإيجاز
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 1) صحيح البخاري بشرح العسقلاني 12/ 279.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 2) نفس المصدر 12/ 280.
(5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 3) نفس المصدر 12/ 209.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 4) ابن رجب زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي: جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم، ص150.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 5) فتح الباري 12/ 284.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 6) نفس المصدر 12/ 284.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 7) المغني والشرح الكبير 10/ 74، دار الكتاب العربي.
(5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 8) إعلام الموقعين 2/ 83 دار الكتب الحديثة.
(6) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 9) شمس الدين السرخسي: المبسوط 5/ 10.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 10) السيل الجرار 4/ 372.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 11) نفس المصدر 4/ 372.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 12)3) نفس المصدر 4/ 374، والمتن هو حدائق الأزهار، وصاحبه هو أحمد بن يحيى الملقب بالمهدي.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 13) رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار 6/ 361، تحقيق محمد بكر إسماعيل.
(5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 14) شرح العقيدة الطحاوية ص324، بتحريج الألباني، بيروت – المكتب الاسلامي.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 15) انظر: أبو يوسف: الخراج 179 - 181.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17290#_ftnref 16) انظر: فتح الباري 12/ 281،285.
).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 02:55]ـ
وبخصوص ما ذكره أخونا شريف شلبي فقد قال صاحب الكتاب وفقه الله في الرد عليها: (
9. أما استدلالهم بتقييد وجوب قتل المرتد بحالة الحرب أو بحالة الخروج المسلح:
فقد قال الغنوشي وهويدي ومحمد عمارة وعبد المتعال الصعيدي والشيخ يوسف القرضاوي أنه تقييد من غير دليل مقيد وهو من أنواع التأويل الباطل فالحديث) من بدل دينه فاقتلوه (عام ومطلق، "ومن " هي من صيغ العموم جاءت في سياق الشرط فكانت من أبلغ صيغ العموم، فلا يجوز تخصيصه بالرجل، ولا تقييده بحالة الخروج المسلح.
والزنادقة الذين حرقهم علي لم يكونوا محاربين ولم يحملوا السلاح، واليهودي الذي أسلم ثم تهود وأبى معاذ أن يجلس حتى يقتل لم يرفع سلاحا بل كان جالسا موثقا كما نص الحديث، وقوله r لمعاذ لما بعثه إلى اليمن: أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فان عاد فاضرب عنقه، لم يقيده بحالة الحرب ولا حَمل السلاح ولا بكون ردته غليظة ولا خفيفة كما قيده بها الشيخ يوسف القرضاوي، ومعاذ حين أصر على قتل اليهودي لم يسأل عما إذا كانت ردته غليظة أو خفيفة - ولو كان هناك فرق لوجب السؤال، لا سيما وفيه إنقاذ لنفس آدمية معاهدة.
وأبو بكر حين قتل المرأة المرتدة بحضرة من الصحابة لم تكن مقاتلة ولا حملت السلاح ولم يؤثر أن أحدا من الصحابة اعترض بأن ردتها خفيفة أو غير مضرة بمصالح الدولة وأمنها واستقرارها كما يؤول المعاصرون.
وهذه هي عادة المؤولين يعممون الخاص ويطلقون المقيد كما فعلوا في آية} لا إكراه في الدين {فعمموها على المسلمين وهي خاصة بأهل الكتاب. ويخصصون العام ويقيدون المطلق كما فعلوا هنا في الحديث. كل ذلك اتباعا للهوى وليس عن دليل). انتهى
وأنصح بشدة بقراءة هذا الكتاب ويوجد ردود أخرى على هذه الشبهة وغيرها، إن يسر الله ذكرتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 02:57]ـ
وأما الرد على ما ذكروه عن إبراهيم النخعي رحمه الله وغيره كعمر بن الخطاب وسفيان الثوري، فقد قال الكاتب في الكتاب المذكور:
(
12. ونأتي الآن إلى أحد أركان استدلالهم على نفي حد الردة " القتل " وهو فهمهم الخاطئ لرأي الإمام إبراهيم النخعي والإمام سفيان الثوري. بل وراي عمر بن الخطاب القاضي أنهم لا يقولون بوجوب قتل المرتد.
ونبدأ بعمر رضي الله عنه.
- عمر بن الخطاب يقول بوجوب قتل المرتد مطلقا:
فقد ذكرنا أن أبا بكر قتل في خلافته امرأة ارتدت مع توافر الصحابة دون أن ينكر منهم أحد. وكان عمر في مقدمة هؤلاء ولا بد. إذ هو جليسه ووزيره.
ونقلت قول ابن قدامة وقوع إجماع أهل العلم على قتل المرتد وأن ذلك مروي عن جملة من الصحابة، ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع التصريح باسمه.
وهو ما ذهب إليه الشيخ يوسف القرضاوي بأن عمر ربما ظن أن قوله r ليس للتشريع أو أنه فهم منه التعزير لا الوجوب، وأنه لذلك حبس من حبس من المرتدين من بكر بن وائل.
مما يدل أن عمر حبسهم للاستتابة لأيام، وانه لم ير استبدال الحبس بحد القتل، ونقلت اتفاق عمر وعلى وسائر الصحابة على جلد قدامة بن عبد الله إن اعترف بتحريم الخمر واتفاقهم على قتله إن أصر على استحلالها، وذلك لأنه ردة عن الإسلام.
ومما يؤكد ما قلته أن عمر أراد من حبس هؤلاء مجرد الاستتابة لأيام وليس الحبس كعقوبة بدل القتل، انه قد روي عنه أن المرتد يستتاب ثلاثا، فإن تاب ترك، وان أبى قتل (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn1).
ومثله ما روي عن ابن عباس، أنه قال في الرجل يرتدعن الإسلام: من ارتد منهم فأبى - أي العودة إلى الإسلام بعد الدعوة إليه - فلا يقبل منه دون دمه (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn2).
فكيف يجوز أن يترك الإجماع المنقول والثابت عن عمر، وهذه الروايات المفسرة لقوله وفعله
– إن صح عنه – ويتعلق بفعله المجمل - نفترض ذلك جدلاً -، هذا مع تركه للأحاديث الصحيحة التي قدمناها وإجماع الصحابة، ومن بعده إجماع العلماء (1)
- إبراهيم النخعي يقول بوجوب قتل المرتد حداً لا بحبسه مطلقا:
المرتد إذا ارتد للمرة الأولى، وجبت أو استحبت استتابته - على خلاف بين العلماء - ولكن إذا ارتد للمرة الثانية والثالثة، فهل يدعى إلى التوبة؟ أم يقتل من فوره؟ في ذلك خلاف بين العلماء أيضا. وإبراهيم النخعي يرى انه يستتاب أبداً، أي كلما ارتد دعي إلى التوبة حتى لو كان ارتداده عن الإسلام للمرة الثانية والثالثة والرابعة.
وقد نقل ابن حجر ما روى عن إبراهيم النخعي من أن المرتد يستتاب أبدا ثم قال -أي ابن حجر-: كذا نقل عنه مطلقا، والتحقيق أنه فيمن تكررت منه الردة (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn3)، فهذا معنى ما نقل عن إبراهيم النخعي من أن المرتد يستتاب أبدا، وهذا مراده، وليس مراده أنه يودع في السجن أبداً حتى يتوب، ما يعني استبدال الحبس بحد القتل. وتفسير قوله هذا ليس ظنا ولا توهما، بل دلت عليه آثار عنه مصرحة بقتل المرتد ومنها: ما ذكره البخاري في صحيحه من كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم - باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم، وقال ابن عمر والزهري وإبراهيم تقتل المرتدة. وإبراهيم هو النخعي كما قال ابن حجر في الشرح (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn4)، وهو ما رواه عنه عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن المرأة ترتد قال: تستتاب فإن تابت وإلا قتلت (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn5)".
فإذا كان إبراهيم النخعي يرى قتل المرأة المرتدة - وهي قد وقع الخلاف في قتلها - فهل يعقل أنه لا يرى قتل الرجل إذا ارتد عن الإسلام؟ وذكر ابن قدامة إبراهيم النخعي فيمن يقول " لا يقتل المرتد حتى يستتاب ثلاثا " (5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn6). وذكر ابن حجر أثرا أخرجه سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي قال: إذا ارتد الرجل أو المرأة عن الإسلام استتيب فإن تابا تركا، وإن أبيا قتلا (6) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn7).
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يجوز لبعض اهل العلم أن يتابع كتابا و صحفيين وسياسيين على قولهم أن إبراهيم النخعي يرى حبس المرتد بدلا من وجوب قتله؟.
وكيف يجوز لهم تخطي الأحاديث الصحيحة القاضية بوجوب قتل المرتد وتخطي إجماع الصحابة و إجماعات العلماء جيلا بعد جيل، والروايات الصحيحة المفسرة عن إبراهيم النخعي بوجه خاص، والاتكاء على قول مجمل، هو رواية ضعيفة عنه كما حققه ابن حجر (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn8)؟!.
وأية منهجية أصولية هذه التي تهدر أحاديث الصحاح الصريحة وإجماعات الصحابة والعلماء ثم تتكئ على قول شاذ ورواية ضعيفة؟ وأي قيمة لمنهجية تصيد الأقوال الشاذة والآراء الضعيفة هذه؟.
وهل هذه القراءة العصرية للنصوص وللتراث التي تطرح منه، ما ليس مناسبا حسب شعار هويدي والصادق المهدي؟ ومن الذي يحدد أن هذا حكم مناسب وذلك حكم غير مناسب؟ هل هي قرارات الأمم المتحدة ومواثيق منظمات حقوق الإنسان؟.
نعم هذا ما صرح به الصادق المهدي وفهمي هويدي وغيرهم، مما يكشف عن مرجعياتهم في النظر الاجتهادي وهو تلك القرارات والمواثيق الكافرة، وليس استشهادهم بآيات وأحاديث من هنا، وهناك إلا تمسحا وتمويها على القارئ، وتشبها بأهل العلم في الاجتهاد.
وأما تزوير الغنوشي على السرخسي وابن القيم، فأكتفي بما ذكرته صريحا عنهما في قطعهما بوجوب قتل المرتد إجماعا.
- سفيان الثوري يقول بوجوب قتل المرتد:
قد ذكرت ثبوت إجماع العلماء والمسلمين على وجوب قتل المرتد، ولو خالف فيه الثوري لما انعقد الإجماع عليه ولما صح نقله بهذا التواتر. ثم إن ابن قدامة قد صرح بأن الثوري يقول بوجوب قتل المرتد بعد استتابته ثلاثا (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn9). ونقل عبد الرازق عن سفيان الثوري قوله: إذا قتل المرتد قبل أن يرفعه إلى الإمام فليس على قاتله شيء (3 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn10))، وهذا يعني أنه يرى أن دمه هدر.
وهذه النقول المصرحة برأيه في وجوب قتل المرتد تفسر ما ذكره عنه من أن المرتد يستتاب أبدا (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn11). أي إن تكررت منه الردة، كما أجبنا على ذات المقولة لإبراهيم النخعي. وبهذا الإيضاح والرد يثبت أن الردة جريمة وأن عقوبتها القتل حدا لا تعزيرا، وأن ذلك ثابت بالسنة والإجماع، وأنه حكم محكم لا مجال لتأويله أبدا.
ويثبت أن حرية الاعتقاد والرأي بالمفهوم الغربي الذي وضحناه تجر إلى الكفر البواح، وأنه لا يحل القول بها ولا الترويج لها.
ويثبت أن كل ما يسيء إلى الإسلام عقيدته وشريعته يجب منعه، ومنع الدعوة إليه ولو صدر ممن يعتقد حله كذمي.
كما ويثبت أن ما يسمى بالتعددية الحزبية والسياسية ليست من الإسلام في شيء، لأنها دعوة إلى استقطاب الناس على الكفر.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref1) انظر: د. قلعجي محمد رواس: موسوعة فقه عمر بن الخطاب – عصره وحياته، ص430.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref2)2) انظر: د. قلعجي: موسوعة فقه عبد الله بن عباس ص346 - 347.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref3) مع أن الشيخ يوسف القرضاوي شنع في غير كتاب له على الذين يردون الأحاديث الصحيحة بالشبهات والاوهام أو لأنها تخالف ذوق العصر، انظر كتابه: المرجعية العليا للقرآن والسنة – ضوابط ومحاذير في الفهم والتفسير ص131.
(2) انظر: فتح الباري 12/ 282.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref4) انظر: فتح الباري 12/ 279،280.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref5) انظر: المصنف لعبد الرزاق 10/ 176، و مصنف ابن أبي شيبة 7/ 602.
(5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref6) المغني والشرح الكبير 10/ 74.
(6) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref7) فتح الباري 12/ 281.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref8) المرجع السابق: 12/ 281.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref9) المغني والشرح الكبير 10/ 76.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref10) المصنف لعبد الرزاق 9/ 418.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref11) نفس المصدر 10/ 166.
)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 09:35]ـ
الأخ الكريم: أبو عمرو المصري
كل ما ذكر جيد، ولكن لتقرير مسألة ينبغي الرد على شبهات أو أدلة الخصوم فيها
وما ذكرته من ذلك لم أجد أي رد عليه وهو تقييد الحديث بنص " التارك لدينه المفارق للجماعة " ومهما كان ما في النص من صيغ الاطلاق فلا يمنع من تقييده إذا أتى مقيد،
وأفعال غير المعصومين ليست دليلاً، كما أن فعل النبي مع المنافقين يؤكد التقييد.
أرجو الحصول على رد محدد ومركز وواضح ومختصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 01:52]ـ
نعم يا أخي الإجماع ليس معصوما، وجماهير العلماء سلفا وخلفا ليسوا معصومين!! هل يمكن أن تأتي بعالم من المتقدمين قال بهذا القول؟!
ثم أليس المرتد تاركا لدينه مفارقا للجماعة؟! وأين في الحديث خروجه المسلح ودعوته إلى الردة وإثارة البلبلة- كما يقولون- في المجتمع المسلم، أين كل هذه التقييدات في الحديث؟!
وأما أفعال النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين، فيقول الكاتب وفقه الله: (
8. وأما استدلالهم بأن رسول r لم يقتل المنافقين وهم كفرة على الحقيقة، وبأن الزنادقة كانوا يجادلون العلماء في بلاطات الملوك والمساجد ومع ذلك فلم يقتلوهم مما يدل على حرية العقيدة والرأي:
فاستدلال في غير محله، ذلك أن المنافقين ببساطة كانوا يظهرون الإسلام ويخفون الكفر، وليس العكس، والرسول r والمسلمون من بعده لهم الظاهر والله يتولى السرائر، فمن أظهر لنا الإسلام سالمناه ومن أظهر الكفر بعد إسلامه أقيم عليه حد الردة وهو القتل.
وما قيل في المنافقين يقال في الزنادقة، فالزنديق هو الذي يظهر الإسلام ويسر الكفر، ولا يظهره إلا مع خاصته.
ومن العلماء من ذهب إلى عدم قبول توبة الزنديق وأنه يقتل حتما لعدم إمكان التأكد من صدقه إذا عرض على السيف، ولكن إذا أظهر كفره قتل كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه في قوله تعالى} لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا (*) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا {(الأحزاب/60،61).
قال قتادة " ذكر لنا أن المنافقين كانوا يظهرون ما في أنفسهم من النفاق فأوعدهم الله بهذه الآية فلما أوعدهم بهذه الآية أسروا ذلك وكتموا وبهذا يجيب من لم يقتل الزنادقة (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn1) - فالزنادقة أسروا كفرهم. ولم يظهروه فضلا عن أن يدعوا إليه.
وقد مر معنا تحريق علي للزنادقة واعتراض ابن عباس عليه وبيانه له أن الواجب كان قتلهم حدا لا إحراقهم وهو في البخاري. وإنما أحرقهم لأنهم أظهروا كفرهم وادعوا أنه إلههم (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn2). ولو ظلوا مسرين ذلك لما فعل ذلك بهم.
فما يقال عن الزنادقة أنهم كانوا يظهرون كفرهم وآراؤهم في بلاط الملوك ومساجد المسلمين في نقاشهم العلماء غير صحيح.
فقد قال ابن حجر عن الزنادقة: .. ثم كثروا في دولة المنصور واظهر له بعضهم معتقده فأبادهم بالقتل ثم ابنه المهدي فأكثر من تتبعهم وقتلهم " (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftn3). وهذا منا تنزل في الحجاج وإلا فإن أفعال الخلفاء ليست حجة ولا دليلا شرعيا لازم القبول والتسليم.
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref1) انظر: مجموع الفتاوى الكبرى 13/ 21.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref2) انظر: فتح الباري 12/ 283.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=234801&posted=1#_ftnref3) نفس المصدر 12/ 283.
) اهـ
وأظن أنك على علم بأن كل هؤلأ الذين يقولون بهذه الشبهة دائما يقولون لنا الظاهر حتى فيمن ظاهره الكفر من الطواغيت، حتى نذار قباني لما ترك من يعرفون زندقته الصلاة عليه خرج القرضاوي وشنع عليهم بأنه يقول لا إله إلا الله وأن لنا الظاهر مع أن ظاهره الزندقة، فلماذا لا يقولون بهذا فيمن كانوا يصلون مع المسلمين ويجاهدون معهم ويخرجون الزكاة ألا يكفي كل هذا الظاهر؟!
أخي الكريم ما ذكر فيه رد واضح ومحدد على كل شبهاتهم إلا إذا كان الرد الواضح المحدد الصريح له معالم أخرى فأرجو أن تذكر لي مقصودك ومفهومك لهذا الرد!!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:01]ـ
من هو المفارق للجماعة في نظر علماء الشرع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن دقيق العيد في الإحكام: (و هؤلاء الثلاثة مباحو الدم بالنص و قوله عليه السلام [يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله] كالتفسير لقوله [مسلم] و كذلك [المفارق للجماعة] كالتفسير لقوله [التارك لدينه] و المراد بالجماعة جماعة المسلمين و إنما فراقهم بالردة عن الدين وهو سبب لإباحة دمه بالإجماع في حق الرجل و اختلف الفقهاء في المرأة هل تقتل بالردة أم لا؟ و مذهب أبي حنيفة لا تقتل و مذهب غيره تقتل) اهـ
قال الحافظ رحمه الله: "والمراد بالجماعة جماعة المسلمين، أي فارقهم أو تركهم بالارتداد، فهي صفة للتارك أو المفارق لا صفة مستقلة، وإلا لكانت الخصال أربعا، وهو كقوله قبل ذلك: (مسلم يشهد أن لا إله إلا الله) فإنها صفة مفسرة لقوله: مسلم وليست قيدا فيه، إذ لا يكون مسلما إلا بذلك.
ويؤيد ما قلته أنه وقع في حديث عثمان: (أو يكفر بعد إسلامه) أخرجه النسائي بسند صحيح، وفي لفظ له صحيح أيضا: (ارتد بعد إسلامه) وله من طريق عمرو بن غالب عن عائشة: (أو كفر بعد ما أسلم)
وفي حديث بن عباس عند النسائي: (مرتد بعد إيمان)
قال بن دقيق العيد: "الردة سبب لإباحة دم المسلم بالإجماع في الرجل ... " [فتح الباري [12/ 201 - 202]
وقال أبو العلاء المبارك فوري رحمه الله: (والتارك لدينه المفارق للجماعة): "أي تَركُ التاركِ، والمفارق للجماعة صفة مولدة للتارك لدينه، أي الذي ترك جماعة المسلمين وخرج من جملتهم، وانفرد عن أمرهم بالردة، التي هي قطع الإسلام قولا أو فعلا أو اعتقادا فيجب قتله إن لم يتب" [تحفة الأحوذي (4/ 547)]
وقال شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله: (المفارق للجماعة): "أي الذي ترك جماعة المسلمين وخرج من جملتهم وانفرد عن أمرهم بالردة" [عون المعبود (12/ 5)]
وقال البجيرمي الفقيه الشافعي رحمه الله:
"وقوله: (المفارق) صفة مؤكدة للتارك، والمراد بالجماعة جماعة المسلمين، فالتارك لدينه هو المفارق للجماعة".
وقيل هو من باب التأسيس لأن التارك لدينه قد لا يفارق الجماعة، كاليهودي والنصراني إذا أسلم، فهو تارك لدينه غير مفارق بل هو موافق لهم داخل فيهم، والحمل على التأسيس أولى من الحمل على التأكيد "شوبري" وهو بعيد لأن فرض الحديث في المسلم فلا يشمل غيره" [حاشية البجيرمي على كتاب الإقناع للماوردي (4/ 129)]
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:46]ـ
هذا كتاب"التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين" في المرفقات
وهذا رابط للمتصفحين لمن ليس مشتركا بالملتقى:
http://www.4shared.com/file/52040309...ified=6f6a255e
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:56]ـ
وخلاصة ما يصبو إليه القائلين بهذه الشبهات والمدفوعون تحت ضغوط الواقع والأمم المتحدة وغيرها هو ما أفصح عنه مفتي مصر على جمعة وهو قد صرح برأيه ولكن غيره لف ودار، وهذه السؤال والفتوى من فتاوى موقع الألوكة سأذكرها للاعتبار حتى لا نجادل في أمر عاقبته فتح أبواب الكفر على مصراعيه ولو لم يرد القائلون بهذا ذلك ولكن هذه هي العاقبة والتي ظهرت بوادرها في أماكن لا داعي لذكرها، وإليكم السؤال والجواب:
العنوان
: حرية الردة
رقم الفتوى: 2306
المفتي: الشيخ خالد بن عبد المنعم الرفاعي
-----------------------------------------
السؤال:
أَكَّدَ مُفْتِي مِصْرَ أنَّ من حَقِّ كُلِّ إنسانٍ اختيارَ دِينه، وأنَّ العقوبةَ الدُّنيويَّةَ لِلرِّدَّة لم تُطَبَّقْ على مَدارِ التَّاريخ الإسلاميِّ إلا على هؤلاء المرتَدِّينَ الذِينَ لم يَكْتَفُوا بِرِدَّتِهِمْ، وَإِنَّما سَعَوْا إلى تخريب أسس المجتمع وتدميرها.
وقال جمعة في بيانٍ: "إنَّ اللهَ قد كَفَلَ للبشريَّةِ جمعاءَ حَقَّ اختِيَارِ دِينِهِمْ دُونَ إِكْرَاهٍ أَوْ ضَغْطٍ خارِجِيٍّ، وَالاخْتِيَارُ يَعْنِي الحُرِّيَّةَ، والحُرِّيَّةُ تَشْمَلُ الحَقَّ في ارتكاب الأخطاء والذنوب طالما أنَّ ضَرَرَهَا لا يَمْتَدُّ إلى الآخرينَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونُسِبَ إلى الدكتور علي جمعة في مقالٍ نشره منتدى يَهْتَمُّ بشؤون الأديان، ترعاه صحيفة "واشنطن بوست" ومجلة "نيوزويك" وجامعة "جورج تاون" الأمريكية، قولُه: إِنَّ الإسلامَ يَكْفُلُ لأَتْباعِهِ حَقَّ اختيارِ دِينٍ غيرِه من دون عِقاب دُنْيَوِيٍّ، مستشهدًا بآياتٍ قُرآنِيَّةٍ، تُنَاقِشُ حقًّا منحه الله لِكُلِّ البَشَر، وهو حريَّةُ الاعْتِقادِ، لكنه أضاف - بحسب ما جاء في المقال - أنَّ "وِجهةَ النظر الدينية ترى أَنَّ تَرْكَ المرْءِ لِدِينِهِ خَطِيئةٌ تَسْتَوْجِبُ عِقابًا إلهيًّا يوْمَ القيامَةِ، وإِذَا كان السُّؤالُ عَنْ رَفْضِ الإِنْسانِ دِينَهُ، فلا عقاب دنيويًّا، أمَّا إذا ارْتَبَطَتْ بِمُحاوَلَةٍ لِتَقْوِيضِ أُسُسِ المُجْتَمَعِ، فَيَجِبُ أَنْ تُحالَ القَضِيَّةُ على جهاز قَضَائِيٍّ يَقُومُ بِدَوْرِه في حِمايةِ المُجْتَمع، وَبِخِلاف ذلك؛ يُتْرَكُ الأمر حتَّى يَوْم القِيامة، ولا يتم التَّعامُلُ مَعَهُ في الحياة الدنيا، إنها مسألَةُ ضمير، وَهِيَ بَيْنَ المَرْءِ وَرَبِّه.
-----------------------------------------
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فقد أباحَ الإسلامُ حُريَّة العقيدةِ، بمعنى أنَّه لا يُكْرَهُ أحدٌ على اعْتِناقِهِ ابتداء، ويُسْمَحُ لأهل الكتاب بالبقاء على دِينهم، إلاَّ أنَّه يُلْزِمُهم بالدُّخول تحت سُلطانِه، ودفعِ الجِزْيَةِ، والامتناعِ عن إظهار الكُفْر والدَّعْوَة إليه ونَشْرِه؛ فليس لأحدٍ في دَوْلَة الإسلام أن يَدْعُوَ النَّاسَ إلى الكُفْر، ولا أن يُظْهِرَهُ، لا اليهوديَّة، ولا النصرانيَّة، ولا البوذيَّة، ولا الشُّيوعيَّة، ولا غير ذلك من المذاهب الهدَّامَة.
أمَّا المُرْتَدُّ:
فقد اتَّفَقَ الفُقَهاءُ على أنَّ مَنِ ارتَدَّ من المسلمين أُهْدِرَ دَمُهُ, لَكِنَّ قَتْلَهُ لِلإمامِ أو نائبه, ومن قتله من المسلمين عُزِّرَ فقط; لأنه افْتَأَتَ على حَقِّ الإمام; لأنَّ إِقَامَةَ الحَدِّ له؛ قال ابن قُدامة في المغني: "وأجمع أهل العلم على وُجوبِ قَتْلِ المُرْتَدِّ. ورُوِيَ ذلك عن أبي بكر , وعُمَرَ وَعُثْمانَ, وعلي, ومعاذٍ, وأبي موسى, وابن عباس, وخالد, وغيرهم, ولم ينكر ذلك, فكان إجماعا".
فلا يَجُوزُ إقرَارُ المرتد بعَهْدٍ أو جِزْيَةٍ، وإنَّما يجبُ قَتْلُهُ؛ لأنَّه عَرَفَ فأَنْكَرَ، وأُبْصِرَ فعَمِيَ، وسواءٌ دخل الإسلامَ بالِغًا مُدْرِكًا، أو نَشَأَ فيه صغيرًا.
فإنَّ مَنْ وُلِدَ على الإسلام - فقد اجتَمعَ فيه أسبابُ الهِدايَة ودَوَاعِيها؛ من وِلادَتِه على الفِطْرَة، ونَشْأَتِه بين المسلمين، ومعرفتِه بعظمةِ الإسلام؛ فلا يَرْتَدُّ مثلُ هذا إلا لِخُبْثِ نفسِه، ورَدَاءَةِ عَقْلِه؛ فهو نَبْتَةٌ ضالَّةٌ مُنْحَرِفَةٌ، لا خيرَ في بقائها.
وما يُقام على المُرْتَدِّينَ منَ الحَدِّ ليس لإكراههم على الدُّخول في الدِّين، وإنَّما عقوبةٌ لهم على كُفْرِهِمْ برَبِّ العالمين، بعد أن اتَّضَحَتْ لهم سبيلُ الهُدى، واستَظلُّوا بظلِّ الإسلام، واطَّلَعُوا على سَماحَتِه وصلاحِيَتِه لكلِّ النَّاس، وعَلِموا أنَّه هوَ الدِّينُ الحقُّ المُنَزَّلُ من عند الله.
وحريَّةُ العقيدة لا تَسْتَتْبِعُ الخروجَ عنِ الإسلام؛ فالإسلامُ لا يَقْبَلُ الشِّرْكَ بالله، ولا يَقْبَلُ عِبادَةَ غير الله، وهذا من صُلْبِ حقيقة الإسلام. فمَنْ لم يَرْضَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً، واستعاضَ عن ذلك بالعبوديَّة لغير الله، يستحق ما تُوُعِّدَ به من عقاب.
فالذي يَرْتَدُّ عنِ الإسلام، ويَجْهَرُ بارْتِدَادِهِ يُعْلِنُ حربًا على الإسلام، ويَرْفَعُ رايةَ الضَّلال، ويدعو إليها المُنْفَلِتِينَ من غير أهل الإسلام. وهو بهذا مُحارِبٌ للمسلمينَ، يُؤْخَذُ بما يُؤْخَذُ به المُحارِبونَ لدِينِ الله.
والمجتمعُ المسلمُ يقومُ أوَّلَ ما يقومُ على العقيدة والإيمان؛ فهي أساسُ هُوِيَّتِه، ومِحْوَرُ حياتِه، ورُوحُ وُجُودِه، ولهذا لا يُسْمَحُ لأحدٍ أن يَنالَ من هذا الأساس، أو يَمَسَّ هذه الهُوِيَّة فالكفر من أعظم الذنوب وأجلّ جُرم يجترمه المسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا كانتِ الرِّدَّةُ كُبرَى الجرائم في الإسلام؛ لأنَّها خطرٌ على شخصيَّة المجتمع وكِيَانِه، والضَّرورَةُ الأولى من الضَّرورات الخَمْس: الدِّين، والنَّفْس، والنَّسْل، والعَقْل، والمال.
ومن المعلوم: أنَّ التَّهاونَ في عقوبة المُرْتَدِّ المُعْلِنِ لِرِدَّتِهِ يُعَرِّضُ المجتمعَ كلَّه للخطر، ويَفْتَحُ عليه بابَ فِتْنَةٍ لا يعلمُ عواقبها إلا الله سبحانه. فلا يَلْبَثُ المُرْتَدُّ أن يُغَرِّرَ بغيره، وخصوصًا الضُّعفاء والبُسطاء منَ النَّاس، وتتكوَّنُ جماعاتٌ مناوِئَةٌ للأُمَّة، تَسْتَبيحُ لنفسها الاستعانةَ بأعداء الأُمَّة عليها، وبذلك تَقَعُ الأُمَّةُ في صراعٍ وتمزُّقٍ فكريٍّ واجتماعيٍّ، وقد يتطوَّر إلى صراعٍ دَمَوِيٍّ، بل حربٍ أهليَّةٍ، تأكلُ الأخضرَ واليَابِسَ.
ولكلِّ ما سبق:
أَوْجَبَ الشَّرْعُ على ولاة أمور المسلمين والعلماء الصادقين والمُصْلِحين - الأخذَ على يَدِ السُّفهاء، والتَّصَدِّي للحملات الكُفْرِيَّة التي يقودها الشُّيوعيُّونَ والمنافقونَ في الصُّحُف وفي الجامعات، وهو من أَوْجَبِ واجباتهم، حمايةً للدِّين، ورَدْعًا للزَّنادقة المارِقين
وما ذَكَرَهُ المفتي المشار إليه في السؤال من حَقِّ الرِّدَّة شُبهَةٌ قديمة قال بها كثيرٌ من المستشرقين، وَقَامَ بِإِحْيَائِهَا في عَصْرِنا كثيرونَ مِمَّنْ يُنْسَبون للعلم وغيرِهم من المنْهَزِمينَ أمام الحضارة الغربية، مِمَّا حَدا بهم إلى الضرب في ثَوَابِتِ الأُمَّةِ وَمُخَالفة الإِجْماعِ اليَقِينِيّ والنُّصوصِ القطعيَّة، وَيَحْتَجُّونَ بِقَوْلِهِ تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] على حريَّة الرِّدَّة والخروج من الإسلام.
ولا وَجْهَ فيها على ما قالوا؛ لأنَّ الآيةَ تتحدَّثُ عن موقِف المسلمينَ من الكافر الأصليِّ، وهو بخلاف المُرْتَدِّ الذي كان مسلمًا ففارق الجماعة، ومعنى الآية: "لا تُكْرِهُوا أحدًا على الدُّخول في الإسلام؛ فإنَّه بَيِّنٌ واضحٌ، جَلِيَّةٌ دلائلُهُ وبراهينُهُ، لا يحتاجُ إلى أن يُكْرَهَ أحدٌ على الدُّخول فيه"؛ قالَهُ ابنُ كَثيرٍ في "تفسيره".
ومما يُبَيِّنُ ذلك:
سَبَبُ نُزول الآية الكريمة؛ وهو أنَّه: "لمَّا أُجْلِيَ بنو النَّضِير - وكان فيهم مَنْ تَهَوَّدَ من أبناء الأنصار - قالوا: لا نَدَعُ أبناءَنا؛ فأنزل الله: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} "؛ رَوَاهُ أبو داودَ والنَّسائيُّ.
وروى زيدُ بنُ أَسْلَم، عن أبيه قال: سمعتُ عمرَ - رضي الله عنه - يقولُ لعجوزٍ نصرانيَّةٍ: "أسلِمي أيَّتها العجوزُ تَسْلَمِي؛ إنَّ الله بعثَ محمَّدًا بالحقِّ. قالت: أنا عجوزٌ كبيرةٌ، والموتُ إليَّ قريبٌ؛ فقال عمرُ رضي الله عنه: اللَّهمَّ اشْهَدْ. وتلا: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} ".
وجاء عن ابنِ عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: "أنَّ هذه الآية نزلتْ فيمَن دخل اليهوديَّةَ من أبناء الأنصار؛ أنَّهم لا يُكْرَهونَ على الإسلام"؛ رَوَاهُ أبو داودَ في "سُنَنِه"، وهذا القَوْلُ رجَّحَهُ شيخُ المفسِّرينَ ابنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ.
أمَّا قَتْلُ المُرْتَدِّ عن دِينه، المُفارِقِ لجماعة المسلمين؛ فهذا حُكْمُ الله ورسوله؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فاقْتُلُوهُ))؛ رَوَاهُ البُخاريُّ من حديث ابْن عَبَّاسٍ. وقال: ((لا يَحِلُّ دَمُ امرئٍ مسلمٍ إلاَّّ بإحدى ثلاثٍ ... )) وذكر منها: ((التَّارِكُ لدِينه، المُفارِقُ للجماعة))؛ متفق عليه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود.
وقبل أن يُقْتَلَ المُرْتَدُّ يُسْتتاب فتُعْرَضُ عليه العودةُ إلى الإسلام، ويُذَكَّر بالله عزَّ وجلَّ، ويُمْهَل أيَّامًا ليفيءَ إلى رُشْدِه، مع إعلامِه بالمصير الذي ينتظرُه في الدُّنيا والآخرة - إن تمادَى على ارْتِدادِه عن دِينه، مع نُصْحِه وإزالة شُبْهَتِه الدِّينية بمعرفة أحد علماء المسلمين المختصِّين؛ فإنَّ كثيرًا منَ الأفكار المُلْحِدة المستورَدَة تَلبَسُ الآن ثوبَ الدِّين أو المدنية؛ كدعوى الحَداثَة وغيرها؛ فقد دعا أبو موسى الأشعريُّ يهوديًّا أسْلَمَ، ثم تهوَّد عشرينَ ليلةٍ أو قريبًا منها، فجاء معاذٌ فدعاهُ، فأَبَى؛ فضربَ عُنُقَهُ؛ مُتَّفَقٌ عليه، واللَّفْظُ لأبي داودَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخُ الإسلام ابنُ تَيْمِيَةَ في كتابه "الصَّارِم المَسلول، على شاتِم الرَّسول": "هو إجماعُ الصَّحابة - رضي الله عنهم - وبعضُ الفقهاء حدَّدها بثلاثة أيَّام، وبعضُهم بأقلَّ، وبعضهم بأكثرَ، ومنهم مَنْ قال: يُسْتَتابُ أَبَدًا، واسْتَثْنَوْا من ذلك الزِّنْديقَ؛ لأنَّه يُظْهِرُ خلاف ما يُبْطِنُ؛ فلا توبةَ له، وكذلك سابَّ الرَّسولِ - صلَّى الله عليه وسلم - لحُرْمَة رسول الله وكرامته؛ فلا تُقْبَلُ منه توبةٌ".
فإن أَصَرَّ على القتل، وصبرَ على الكُفْر؛ فليس فيه مثقالُ ذرَّةٍ من خَيْرٍ نافعٍِ، ومثلُ هذا لا يُؤْسَفُ على ذَهابه؛ بل قَتْلُهُ راحةٌ للبلاد والعِباد؛ حفظًا للدِّين، وصيانةً له من أن يتَّخِذَهُ السُّفهاءُ هُزُوًا ولَعِبًا، يؤمنون به وَجْهَ النَّهار، ويَكْفُرون آخِرَهُ؛ ليُدْخِلوا الشَّكَّ والشُّبْهَة على ضِعافِ الإيمان. وصدقَ الله العظيمُ إذْ يقولُ: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج:18]
ولا عَجَبَ أن يَفْرِضَ الإسلامُ قَتْلَ المُرْتَدِّ، فإنَّ كلَّ نظامٍ في العالم - حتى الذي لا ينتمي لأيِّ دِينٍ أصلاً - يُعَاقِبُ مَنْ خَرَجَ عليه بالإعدام أحيانًا، أوِ السّجْن المؤبَّد، ويُسَمُّونَهُ باسم (الخِيَانة العُظْمَى)؛ فكيف يُحْتَجُّ على الإسلام بقَتْل المُرْتَدِّ عنه وهو دِين الله إلى الثَّقَلَيْن؟!
أما قول جمعة: إنَّ العُقوبةَ الدنيوية للردة لم تطبق على مدار التاريخ الإسلامي فخطأ محض والمشهور عند أهل العلم عكسُه! فإن قصَّةَ عبد الله بن أبى سَرْح الذي كان يَكْتُبُ لرسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلم - ثمَّ ارْتَدَّ مشركًا، وسار إلى قريشٍ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَر، وفيها أنَّ النَّبِيَّ أَهْدَرَ دَمَهُ، وَأَمَرَ بِقَتْلِهِ حتَّى ولو تعلَّق بأستار الكعبة، فاستأمن له عثمانُ بنُ عفان وأتى به تائبًا رَاجِعًا إلى الإسلام، كما في سنن أبي داود وغيره، وحروب الردة التي خاضها أبو بكرٍ ومعه جمهورُ الصحابة ضِدَّ المرتَدِّين كما هو مروي في الصحيحين، قال أبو محمد بن حزم في " الملل والنحل ": انقسمتِ العرب بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - على أربعة أقسام: طائفة بقيتْ على ما كانت عليه في حياته وهم الجمهور، وطائفة بقيت على الإسلام أيضًا إلا أنهم قالوا نُقِيمُ الشَّرائِعَ إلا الزكاةَ وهم كثير لكنهم قليل بالنسبة إلى الطائفة الأولى، والثَّالثةُ أعلنتِ بالكُفْرِ والرِّدَّةِ كأصحاب طليحة وسجاح وهم قليل بالنسبة لمن قبلهم إلا أنه كان في كل قبيلة مَنْ يُقَاوِمُ مَنِ ارتد، وطائفة تَوَقَّفَتْ فلم تطع أحدا من الطوائف الثلاثة وتربَّصُوا لمن تكون الغلبة، فأخرج أبو بكر إليهم البعوث، وكان فيروز وَمَنْ مَعَهُ غَلَبُوا على بلاد الأَسْوَدِ وَقَتَلُوهُ، وَقُتِلَ مُسَيْلِمَةُ باليمامة، وعادَ طُلَيْحَةُ إلى الإسلام، وكذا سجاح، ورجع غالب مَنْ كان ارْتَدَّ إلى الإسلام فَلَمْ يَحُلِ الحَوْلُ إلا
والجميع قد راجعوا دِينَ الإسلام، ولله الحمد".
وفي الصحيحين أن مُعاذَ بنَ جبل لما قدم على أبي موسى في اليمن وجد عنده رَجُلاً موثقًا، قال: ما هذا؟ قال: كانَ يَهُوديًّا فأَسْلَمَ ثُمَّ تَهَوَّدَ، قال: اجلس. قال: لا أجلس حتى يُقْتَلَ؛ قضاء الله ورسوله. ثلاث مرات، فأَمَرَ به فَقُتِلَ، وفي روايةٍ وكان قد اسْتُتِيبَ قبل ذلك".
وروى سعيد بن منصور في سُنَنِه أنَّ أبا مُوسى لما فتَحَ تُسْتَرَ بعث إلى عمر بن الخطاب ... فقال عمر هل كان من مغربة خبر؟ قلتُ: رجلٌ منا كَفَرَ بعد إسلامه قال: فماذا صنَعْتُم به؟ قال: قلت: قَدَّمْنَاهُ فَضَرَبْنَا عُنُقَهُ قال: اللَّهُمَّ إنِّي لمْ أَرَ وَلمْ أشهدْ، وَلمْ أَرْضَ إِذْ بَلَغَنِي، ألا طَيَّنْتُمْ عليه بيتًا، وأدْخَلْتُمْ عليه كل يَوْم رغيفًا لعلَّه يَتُوبُ" فأنكر عُمر عليهِمْ قَتْلَهُ بدون استتابة، وصحَّ عن علي بن أبي طالب - في خلافته - أنه قَتَلَ أُناسًا زَعَمُوا أَنَّه ربُّهم، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: إن إسناد هذا صحيح، وقتل خالد بن عبد الله القسري أميرُ العراق الجَعْدَ بْنَ درهم في مصلى العيد، وقال: أيُّها النَّاس، ضَحُّوا تقبَّل اللَّهُ ضحاياكم، فإنِّي مُضَحٍّ بالجَعْدِ بْنِ دِرْهَم؛ فإنَّه زعم أنَّ الله لم يتَّخذ إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
خليلاً، ولم يُكَلِّمْ مُوسى تَكليمًا ثم نَزَلَ فَذَبَحَهُ".
وَقَتَلَ سَلَمَةُ بْنُ أحوزَ بخراسان الجَهْمَ بْنَ صفوان إمامَ الجهميَّة الضالّ، وقتل المسلمون بحلب في زمن صلاح الدين السهروردي على الزندقة، وصُلِبَ الحلاَّج حتى قُتِلَ، وغيلان القَدَرِيّ، ومُحَمَّد بن سعيد المصلوب، وبشار بن برد الأعمى.
وقد أجابَ فضيلةُ الأُستاذ الدكتور/ نصر فريد واصل، عُضو مجمع البحوث الإسلامية ومفتي مصر الأسبق على دعاوى المفتي؛ حيث قال - كما في صحيفة "الخليج" الإماراتية الجمعة 27 - 7 - 2007 - : "إن الخروج من الدين الإسلامي يخضع لقواعدَ شرعيَّةٍ وفقهيَّةٍ لا يَستطيعُ أحدٌ الالتفافَ حولها، والمسلمُ الذي يفكِّرُ في تَغييرِ دِينه يَخْضَعُ للأحكام الشرعيَّةِ التي تَتَحَدَّثُ عَنْ عُقوبة المُرْتَدّ، وقدِ اتَّفَقَ جُمهورُ العُلَماءِ على حَدِّ الرِّدَّةِ وتَطْبِيقِ العُقوبَةِ، وإِنِ اخْتَلَفَ العُلماءُ على مُدَّةِ الاسْتِتابةِ، وَهَلْ هِيَ ثلاثةُ أَيَّامٍ أَمْ طِيلَةَ العُمر؟ ". وقال: إننا مُطالَبُونَ كمُسْلِمينَ بِإِنزالِ الأحكامِ الفِقْهِيَّةِ على أَرْضِ الوَاقِعِ حتى لا نَتْرُكَ المساحَةَ خاليةً أمامَ الأدْعِياءِ الذِينَ يُشَوِّهُونَ الدِّينَ الإسلامي"، وقال: "يَجِبُ على الجميعِ الوقوفُ أمامَ قَضيَّةِ المُرْتَدِّينَ عَنِ الإسلام بِمُنْتَهَى الحَزْمِ؛ حتَّى لا يَسْتَغِلَّ أصحابُ المُنَظَّمَاتِ التبشِيرِيَّةِ صَمْتَنَا وَهَفَوَاتِ العُلَماءِ كَيْ يَزيدوا مِنْ أَنشطَتِهِمُ المُعادِية للإسلام، وفي ظِلِّ امتلاكِهِمُ المالَ فإنهم من الممكن أَنْ يَسْتَغِلُّوا ضِعافَ النفوس منَ الفُقَراءِ المسلمين، وَيَتِمّ إغراؤُهُم بالمال لتَغْيِيرِ دِينِهِمْ، وَيَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ هُنَاكَ جُهُودًا غَرْبِيَّةً تسعى مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتّينَ عامًا لِتَرْسيخِ حَقِّ المسلم في تَغْيِيرِ دِيانَتِه حتّى تفتح مجال العمل أمام المُنَظّمات التّنصيريّة"،، والله أعلم.(/)
نصيحة ومناصحة
ـ[محمد المساوى]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 02:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
اِخواني اَخواتي اَنا في هذا المقام اُشهد الله علي وعليكم إني لكم من الناصحين. انتم تعلمون جميعاً مالي الكذب والكذاب من حساب
عسير عند الله. علينا جميعاً ان نبادر للتوبة إلى الله ولإعتذار من رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم. الإعتذا يكون بالعودة والكف
عن أي خطاء أو زلة وذلك بدخولنا في نسبه أو الكذب عليه أو الإدعاء بأننا من أهل بيته ونحن نعلم أنا لسنا من أهل بيته. فمن فعل ذلك
وهو غير مدرك كاصغر سنه أو جهله عن الاحاديث الشريفه التي كلها تقول (ليس من رجل أدعى لغير أبيه - وهو يعلمه- الا كفر ومن أدعى قوماً
ليس له فيهم نسب , فليتبوا مقعده من النار ... إن نسب رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه سلم مقدس وطاهر ومطهر عند الله وذلك النسب أنحسر في فاطمة الزهراء التي أنجبت
الأولاد والبنات فمن كان ولد من اولادها فإن نسب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم باقٍ فيه إلى ماقبل يوم القيامة. أما البنات اللواتي
تزوجن من غير بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم فإن نسبهم ينقطع عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم ويعود لأباء أولادهن ,
وكذا يستمر نسب رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم في أولاد فاطمة الذكور دون الأناث المتزوجين من غير بيت رسول الله صلى الله
عليه وأله وسلم وكذلك يستمر نسب أبيهم فيهم وهو على بن ابي طالب كرم الله وجهه إبن عم رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم.
إلى ماقبل يوم القيامة , أنتم تعلمون أيها ألأخوه أنّ أبني رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم هم القاسم وإبراهم وكلاهم توفاهم الله في
عهد أبيهم فهم أولاده في الدنيا ولأخره وقد ذهبا قبله للجنة وتوفاهم الله وهما أطفال رحمة بهم وبأبيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبقية فاطمة الزهرا من البنات هي من أقامت صلبه في الدنيا ويستمر نسبه فيها إلى ماقبل يوم القيامه. علينا أيها الأخوه ولأخوات أن
نبادرإلى تصحيح وضعنا في نسبنا وأنسابنا وليساعدنا في ذلك الله أولا وأخيراً ثم ولات الأمر بأمرهم لوزارة العدل بإثبات أهل البيت برأه
للذمة وتحقيق للحق ويبقى من ليس من أهل البيت على إسمه مشار إليه أنه ليس من أهل البيت أو يرجع إلى إسم أجداده إذا كان
يعرفهم تمام المعرفه دون ظلم لأحد. فلايجب أن نصحح وضع فنخطئ في وضع أخر. يجب علينا جميعاً متكاتفين يدً بيد محققين نسب
روسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في كل البلاد وأولها بلادنا فالأولى أولا ومن هو خارج هذه البلاد عليه أن يحقق نسبه عن
طريق كتاب العدل في بلده ثم يصدق ذلك التحقيق من رابطة العالم الإسلامي الذي يجب عليه أن ينشئ قسم يرعى مصالح أهل البيت
أين ماوجدوا بالعدل والمساواه والبحث عنهم وإثباتهم عن طريق وزارات العدل وكتابها في تلك البلدان كذى نكون قد برأنا ذممنا من الله
ورسوله صلى الله عليه وأله وسلم أن يكون كل من ينتسب لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم تابع لسنته ولا يكون متصوف ولا
متشيع بل على ملة أبونا إبراهيم حنيفا وجده رسول الله صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم رسولاً ونبيا مسلما غير خارج عن السنة
والجماعة التابعين وتابع التابعين بإحسان إلى يوم الدين,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,(/)
وكل يدعي وصلا بابن تيمية .. !
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 11:39]ـ
يقول المرجيء: وقال شيخ الإسلام .. إلخ
ثم تكتشف بعد المعاينة ترك الكلام المحكم والقصد إلى المتشابه ..
أو نقل المجمل وترك الواضح المبين وذلك لا لشيء سوى أن يحملك على قناعاته
كعدم تكفيره من أجمعت الأمة على تكفيره
ويقول بعض الغلاة .. قال شيخ الإسلام: كيت وكيت ..
ثم يستبين لك الأمر بعد المفاحصة .. أنه تعسف في فهم كلامه
وليّ لأعناق عباراته .. في أحيان كثيرة
ويقول الصوفي قال شيخ الإسلام .. إلخ
ويقول المتخاذل عن الجهاد والمثبط للأمة: قال شيخ الإسلام .. إلخ
ويقول عالم السلطان:قال شيخ الإسلام .. إلخ
ويقول الليبرالي اللابس لثوب الدين .. والحداثي الذي له لحسة من رائحة الدين
قال شيخ الإسلام .. إلخ
ويقول الجاهل: قال شيخ الإسلام .. إلخ
ويقول أصحاب المنهج التمييعي:قال شيخ الإسلام
ويقول المجرّح في العلماء الربانيين: قال شيخ الإسلام .. يتخذه بذلك ذريعة لتسويغ فحشه
بل سمعت بعض الرافضة يقولون قال ابن تيمية .. كذا وكذا .. في معرض ردهم على "الوهابية"
أي حتى إمامكم يقول بضد ما تقولون- بزعمه-
كل هؤلاء وغيرهم .. يستشهدون به وبأقواله
حتى ليخيل لك أن هذا الإمام "بتاع كله" ..
ولاشك أن هذا يقع تارة من سوء الفهم الذي هو صنو الجهل
وتارة من الهوى والظلم وهو الغالب ..
ومن هنا تنشأ الحاجة العلمية الملحة في تحرير أقوال العلماء
حتى لا يفتئت متعد .. فيمرر فكرته الباطلة عبر قنطرة هذا الإمام الجهبذ أو غيره
وهم إنما عمدوا إلى ذلك مع هذا الإمام خاصة .. لما يدركونه من الصحوة العمية المباركة
أو إن شئت قل الثورة التي نشأت عن جمع بعض تراثه .. فاشتغل بتراثه كثير من الباحثين في الشرق والغرب
حتى اعترف بذلك مستشرقو الغرب .. وقال قائلهم وهو جولد تزيهر: لقد زرع ابن تيمية ألغاما ينفجر في كل عصر منها لغم .. قال هذا أو نحوه
فليتق الله فئام اتخذوا هذا الإمام غرضا لتمرير "مشروعاتهم" الباطلة ..
وليكن أهل العلم على الرصد لكل من يحاول تشويه معالم الحق
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:03]ـ
ل سمعت بعض الرافضة يقولون قال ابن تيمية .. كذا وكذا .. في معرض ردهم على "الوهابية"
حتى الرافضة!!!
من بقى أذن ولم يستشهد بكلام شيخ الإسلام؟!
للفائدة موضوع الشيخ سليمان الخراشى
(وكلاً يدعي وصلا بشيخ الإسلام ابن تيمية): مشروع كتاب لطيف ... ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=44789)(/)
ماذا قال الشيخ عبدالكريم الخضير عن الشيخ طارق عوض الله؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 01:00]ـ
تحدث الشيخ عبد الكريم الخضير في سلسلة ماتعة جدا بعنوان " كيف يبني طالب العلم مكتبته؟ "
وفي الحلقة السادسة تحدث عن طبعات فتح الباري لابن رجب رحمه الله فتحدث عن طبعة "الغرباء"، ثم ذكر طبعة الشيخ الفاضل طارق عوض الله ....
وقال عنه
"والطبعة الثانية للشيخ " طارق عوض الله " وهو من خيار طلاب العلم , كان من المجودين , لكن لا يوجد له أثر في هذا الكتاب إلا النشر, فلو أتحفنا بشيء من علمه في تعليقات على هذا الكتاب يفيد طالب العلم , لأن له عناية بالرواية وله عناية بعلل الحديث , وسبق أن نشر " جامع العلوم والحكم " ومثله نشْره أيضاً " لسبل السلام " , فهو يُعنى بتصحيح الكتاب لكن لمساته في التعليقات التي تفيد طالب العالم ليست على مستوى علمه الذي نعرفه عنه , أنا قابلته شخصياً , عرفته عن قرب , هو من خيار من يتصدى لنشر الكتب في العصر الحديث , على كل حال أنا عنايتي بتحقيق الثمانية لأنها خرجت أولاً فوقعت موقعها, وقرأتها وراجعت طبعة الشيخ طارق وهي جيدة في الجملة ... "
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 07:15]ـ
نعم الشيخ عبدالكريم الخضير أثنى عليه
وفق الله الشيخ طارق لما يحب ويرضى
وجزاك الله خير ياشيخ محمد
ـ[عبدالله العربي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 06:37]ـ
بارك الله فيك. مع أنه يوجد فرق بسيط بين مدرستي الشيخين.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 06:33]ـ
بارك الله فيك. مع أنه يوجد فرق بسيط بين مدرستي الشيخين.
لعلك تبين لنا الفرق بارك الله فيكم ..
ـ[سالم بن النابلسي]ــــــــ[27 - Jan-2010, صباحاً 09:47]ـ
ما شاء الله
تواضع الشيخ المبارك عبدالكريم الخضير معلوم عنه
بارك الله به و بالشيخ طارق عوض الله
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[28 - Jan-2010, صباحاً 03:40]ـ
حفظ الله الشيخين معا ونفع بهما وأشهد الله أنهما من أحب المشايخ لقلبي(/)
«شرحُ اللّمعةِ في الأجوبة السّبعةِ لشيخ الإسلام ابن تيميَّةَ،لشيخنا الراجحي»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 12:58]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شرحُ اللّمعةِ في الأجوبةِ السّبعةِ لشيخِ الإسلامِ ابن تيميَّةَ،
شَرْح صَاحِبِ الفَضِْيلَةِ العَلَّامَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّاجِحيِّ
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51552(/)
شرح (الوَاسِطَةِ بَيْنَ الحَقِّ وَالخَلْقِ)، للشَّيخ عبد اللَّه الغُنيمَان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 01:14]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شرح (الوَاسِطَةِ بَيْنَ الحَقِّ وَالخَلْقِ)
لِشيْخِ الإِسْلامِ أَبِي العَبَّاسِ ابنِ تَيميَّةَ ـ عَلَيْهِ رحمات اللَّه تترى ـ،
شَرْح صَاحِبِ الفَضِيْلةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الغُنَيْمَان
ـ سَلَّمَهُ اللَّه تَعَالَى ـ.»
(24 - 6 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51513
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 10:28]ـ
(25 - 6 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51602
( 25-6-1429 هـ) [3]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51603
( 26-6-1429 هـ) [4]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51688
( 26-6-1429 هـ) [5]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51689
( 27-6-1429 هـ) [6]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51775
( 27-6-1429 هـ) [7]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51776
( 27-6-1429 هـ) [8]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51777
( 28-6-1429 هـ) [9]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51853
( 28-6-1429 هـ) [10]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51854
( 29-6-1429 هـ) [11]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51917
ـ[أبو عبدالله العتيبي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 07:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا أخي سلمان على ماتبذله في خدمة العلم وأهله
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:28]ـ
جزاكُم اللَهُ خَيرًا،وباركَ فيكُم ـ أخانا أبا عبد اللَّهِ العُتَيْبِيّ ـ.
أشكر لكم حسن ظنكم بي.(/)
هل منكم من يعلم مقالات عن البطالة والعنوسة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 11:58]ـ
يحضرها لنا بعد اذنكم(/)
هل سمعت بهذا من قبل؟!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لك الحمد ربي وصلاة وسلاما على خير خلقك ................. أما بعد:
فهل سمعت بمثل هذا من قبل؟!
إنه حديث تشتاق له النفس ولا تمل منه! كيف تمل وهي تنتقل منه إلى عالم آخر!
حديث حبذا لو تخول طلبة العلم قلوبهم به؛ حديث يدلك على الهدى, وينجيك من ردى , ويحذرك من الهوى , يسير بك سير من قال عنه ربه (ما ضلَّ صاحبكم وما غوى).
إنه الحديث الذي يتخوَّل به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه , ويُذَّكِّر به حال الشدائد والكرب!
حديث ينفع صاحبه؛ لا حديث من ظن الهوى هدى , وأخذ في عرض أخيه طولا وعرضا , ويحسب أنه يحسن صنعا! وما علم المتعالم أن رأس العلم الخشية , وأن منها أن تحفظ البطن وما حوى, والعقل وما وعى, وتذكر الموت والبلى!
وإن تعجب فعجب لقوم ظنوا بالذابَِ عن عرض أخيه شرا , وقالوا إن فيك جهلا وسفها , وكأنهم لم يقرأوا أن أبا بكر وعمر عوتبا لقولهما ما أنومه! وهو حق إن كان ما يدعي أمثال هؤلاء أن ما يقولون هو الحق , والحق جل جلاله لا يقبل غير الحق , فإن سنة الله لا تتبدل ولا تتحول!
ولست أقصد من ذلك عدم النصح فالدين النصيحة؛ لكن لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها , وقد نظم الشافعي في النصح أبياته.
فالأدب الأدب يا طالب العلم إن كنت ترجو يوم العرض غفرانا , فاقدر لكل قدره , واعلم له سابقته , واذكر قوله (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)! وليسعك ما وسع نبيك صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام! وإني أعيذك أن تكون يوم العرض خصم لمن تولاه الله وكان ناصره!
حديثنا عن الجنة إن كنت من طُلابها , وعن الحور إن كنت من خُطَّابها , وعن قصورها إن كنت من عُمَّارها! لم نورد فيه إلا ما صحَّ , وإن طال بنا المجلس هنا فاحتسب فإنه حديث عما تحب النفس وتشتاق له!
الجنة دار نعيم لا تكليف فيها، فيها من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، قال الله تعالى (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة السجدة الآية 17
ومن نعيمها صفاء النفس وسلامتها , لا غل فيها ولا حقد , ولا كره ولا بغض , متآلفة قلوبهم , متقابلة سررهم , متقاربة أرواحهم , قد طهروا تطهيرا كما ثبت عند البخاري [2308] من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَسْكَنِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا ".
فلا أنا ولا أنتَِ سنبقى على ما نحن عليه من خَلْق وخُلُق جزاءً من الربِّ وإكراما؛ فلا يحزن من ابتلي بأبٍ أو أم أو زوجة أو ابن أو ابنة أو أخ أو أخت بينهم من الشحناء ما بينهم , فإنهم إن دخلوا الجنة دخلوها متحابين لا يودون الافتراق , اجتماعهم على ما تشتهي النفس وتقر به العين و يسعد به البال!
بل إنَّ الذرية والأهل يرفعون إلى أعلى درجة نالها قريبهم , فالزوج إنْ قصَّر في الطاعة فإنه يرفع إلى درجة زوجته إن كانت أصلح منه وأرفع درجة كرما لها وفضلا من الكريم جل جلاله , يقول الله تعالى (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) سورة الرعد الآية 22/ 24
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول تعالى في سورة الطور (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) الآية 21
يقول سعيد بن جبير رحمه الله: إن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن أبيه وابنه وأخيه أين هم فيقال إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل، فيقول: إني إنما عملت لي ولهم فيلحقون به في الدرجة!
إنها جنان وليست جنة واحدة ولا يعني هذا تعدد جنسها لكنها متنوعة فأجمل ما فيها الفردوس الأعلى , أخرج البخاري [2809] من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ـ وفي رواية إنها جنان كثيرة ـ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى!
وقد أوصانا صلى الله عليه وسلم بأن نسأل الله هذه الجنة فقد ثبت في البخاري [2637] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " .. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة ".
ومما يدلك على عظمها ما أخرجه البخاري [3038] من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر أي النجم في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين.
وما أخرجه أيضا [2637] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض "
فهل استشعرت وتفكرت في المسافة ما بين السماء والأرض؟!
ورحمة الله واسعة وجوده أعظم فأنزل فيها من سأل الشهادة بصدق؛ كما أخرج البخاري [1909] من حديث سهل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "
ومن لم تدركه رحمات ربِّه في ذلك اليوم فقد خاب وخسر! أخرج البخاري رحمه الله [6469] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنْ الْجَنَّةِ وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنْ النار.
والجنة كما أسلفنا منازل , منزلة حافظ القرآن فيها عند آخر آية يقرأها كما ثبت عند أبي داود [1464] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. صححه الألباني
ومن رحمة الله تعالى بنا أن أطفال المؤمنين في الجنة! يقول الإمام النووي في شرح النووي [16/ 207]: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة؛ لأنه ليس مكلفا.
ومن نعمة الله تعالى أن أهل الجنة لا يمرضون ولا يشيبون فقد قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت عند مسلم [2827] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " ينادي مناد - يعني في أهل الجنة - إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، فذلك قوله عز وجل (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نعيم أهل الجنة أن لهم ما تشتهي نفوسهم , قال تعالى (يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون) سورة الزخرف الآية 71
قال السعدي في تفسيره: (ما تشتهيه الأنفس) هذا اللفظ جامع يأتي على كل نعيم وفرح وقرة عين وسرور قلب .. , على أكمل الوجوه وأفضلها.
ويقول تعالى (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الواقعة الآية 21، وقال جل ذكره (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الطور الآية 22
وثبت في السنة أن الله أعد ثورا لأهل الجنة كما روى مسلم [315] من حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها.
ومن نعيمهم أن أدنى أهل الجنة منزلة , له عشرة أمثال نعيم الدنيا كما ثبت عند مسلم [272] من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال " ... فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا "
أمثال الدنيا عشر مرات!! على ما فيها من جمال الطبيعة وروعتها!
ومن أخبارهم ما رواه البخاري [6965] من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ لَهُ أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ فَقَالَ الاَعْرَابِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تَجِدُ هَذَا إِلا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن حجر رحمه الله في الفتح: وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها.
ومن نعيمهم وجود الخيل والغنم في الجنة فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الجامع [3789] أنه قال: صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة!
وما عند الترمذي [2534] وحسنه الألباني من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال: إنِ اللهُ أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت، قال: وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ قال: فلم يقل له مثل ما قال لصاحبه، قال: إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك.
ومن النعيم الطيران والتحليق في الجنة وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن جعفر رضي الله عنه كما عند الترمذي [3763]: رأيتُ جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة صححه الألباني.
وأخبر أن أرواح الشهداء في حواصل طير تسرح في الجنة كيف شاءت كما عند مسلم [2410].
وكما أننا لا نعلم كيف تكون هيئاتنا في الجنة؛ لكن نوقن أنها على أحسن حال وأجمله, فكذلك الحيوانات في الجنة والفواكه وليس في الدنيا إلا الأسماء! كما قال تعالى في سورة البقرة (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً) الآية 25
ومن نعيمهم طواف الغلمان عليهم وخدمتهم لهم؛ كما أخبر الله عنهم فقال تعالى (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون) سورة الطور الآية 24، وقال جل ذكره (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً) سورة الإنسان الآية 19.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نعيمهم ما أوتوا من جمال فقد أخرج الترمذي [2468] من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً) صححه الألباني
والأجرد: هو الذي ليس على جسده شعر. والأمرد: الذي ليس له لحية.
ومما يبشر به المؤمنين في الدنيا أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسيراه في اليقظة ودليل ذلك ما أخرجه البخاري [6592] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي!
وقد يدخل المؤمن كذلك بروحه الجنة أما دخول الجسد والروح فلا يكون هذا إلا بعد الحساب!
ومن أخبار أهل الجنة أنهم يتذكرون هذه الدنيا وما فيها من أحداث وقد ثبتت في ذلك الأحاديث الصحاح والآيات الكريمات فمنها قوله تعالى (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبلُ في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم) , ويتذكرون كذلك أهل الضلال والزيغ وما أرادوا بهم , ويتذكرون ما كان يصيبهم من هم وغم وكرب ويحمدون الله على زوالها كما قال تعالى (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، إنا ربنا لغفور شكور)
أما من كتب عليه دخول النار من الموحدين فإنه يخرج منها , ومن نعمة الله أن النار لا يُرى أثرها عليهم فقد أخرج البخاري [6574] من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدْ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ!
ومن نعيم الجنة:
الحور الحسان , قاصرة طرفها على زوجها لا ترى أحسن منه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما , يقول الله جل جلاله (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) سورة الرحمن الآية 56
فإن من أحسن ما تشتهيه نفوس الرجال في الجنة: نساء الجنة، وهن الحور العين، ولم يذكر نعيم النساء مراعاة لحيائهن وما جبلن عليه من الخجل , وقد علم في الشريعة أن كل خطاب للرجل فهو للمرأة إلا ما دل الدليل على التخصيص ودليل ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) صحيح الجامع [2333].
ومع ذلك فقد سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مسند الإمام أحمد عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا لا نُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ قَالَتْ فَلَمْ يَرُعْنِي مِنْهُ يَوْمًا إِلاّ وَنِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَالَتْ وَأَنَا أُسَرِّحُ رَأْسِي فَلَفَفْتُ شَعْرِي ثُمَّ دَنَوْتُ مِنَ الْبَابِ فَجَعَلْتُ سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) الأحزاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول جل ذكره (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) سورة الرحمن الآية 72 وقال تعالى (وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) سورة الواقعة الآية 22، 23
قال السعدي رحمه الله في تفسيره عن هاتين الآيتين:
(حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) أي: محبوسات في خيام اللؤلؤ، قد تهيأن، وأعددن أنفسهن لأزواجهن، ولا ينفي ذلك خروجهن في البساتين، ورياض الجنة، كما جرت العادة لبنات الملوك!
(وَحُورٌ عِينٌ) أي: ولهم حور عين، والحوراء: التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعِين: حسان الأعين وضخامها، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.
(كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي: كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن بوجه، بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت. فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.
يقول ابن القيم رحمه الله كما في روضة المحبين [ص 243] عن قوله تعالى (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) سورة الرحمن الآية 70:
ووصفهن بأنهن خيرات حسان وهو جمع خَيْرة وأصلها خَيّرة وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهرا وباطنا , فكمل خلقها وخلقها فهن خيرات الأخلاق , حسان الوجوه.
وقال رحمه الله في نفس الموضع عن قوله تعالى (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة البقرة الآية 25:
ووصفهن بالطهارة فقال (ولهم فيها أزواج مطهرة) طهرن من الحيض والبول والنجو وكل أذى يكون في نساء الدنيا، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم!
بل ثبت عند أبي نعيم وصححه الألباني في الصحيحة [367] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء. - يعني في الجنة -!
وثبت عند مسلم [188] من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل ... قال: ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين فتقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، قال: فيقول ما أعطي أحد مثل ما أعطيت.
ولا تعارض بينهما يقول الحافظ رحمه الله: وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ أَقَلّ مَا لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ!
وفي صحيح الجامع [1627] من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل من أهل الجنة يعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع "، فقال رجل من اليهود: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر ".
وقال عدد من الصحابة والتابعين منهم ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما في قوله تعالى (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) قالوا شغلهم افتضاض الأبكار [تفسير ابن كثير 3/ 564]
يقول ابن القيم رحمه الله كما في حادي الأرواح [ص347]:
فمن ترك اللذة المحرمة لله استوفاها يوم القيامة أكمل ما تكون، ومن استوفاها هنا حرمها هناك، أو نقص كمالها، فلا يجعل الله لذةَ مَن أوضَعَ – أي غرق - في معاصيه ومحارمه كلذةِ مَن ترك شهوته لله أبدا!
ومن نعيمهم أن المؤمن والمؤمنة في الجنة إذا اشتهوا ولدا فإنه يحصل لهم ما يريدون كما في صحيح الجامع [6649] من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومهر هذه الحور التقرب إلى الله جل جلاله وعمل الصالحات والبعد عن المنهيات فكلما ازددت إيمانا وامتثالا لأمر ربك كان نعيمك أكمل وأعظم! يروى أن مالك بن دينار كان له حزب من القرآن يحافظ على قراءته كل ليلة فنام عنه إحدى الليالي فرأى جارية ذات حسن وجمال وبيدها رقعة فقالت له: أتحسن أن تقرأ؟! فقال: نعم , فدفعت إليه الرقعة فإذا مكتوب فيها هذه الأبيات:
لهاك النوم عن طلب الأماني = وعن تلك الأوانس في الجنان
تعيش مخلدا لا موت فيها = وتلهو في الخيام مع الحسان
تنبه من منامك إن خيرا = من النوم التهجد بالقران!
والمرأة المؤمنة أفضل من الحور العين؛ لأنَّ الحور من خلق الجنة أما المرأة فإنها سيدة في ضيافة الرحمن وكرمه فهي أعلى مرتبة وأكثر جمالا!
روى البخاري في صحيحه [3006] عن جمال الحور العين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ، لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا.
وروى أيضا [2796] من حديث أنس رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: .. وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا!
فإذا كانت هذه صفة الحور العين تضيء ما بين السماء والأرض على سعة ما بينهما وتملأه ريحاً , فما بالك بالمرأة المسلمة وهي أرفع منها وأجمل!
إنها سيدة تلك الجنان وملكتها , تغدو وتذهب كيف تشاء , تزور من تحب , حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن المرأة تزوره , كيف لا تزوره وهو بمثابة أبيها!
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره [4/ 337]:
النبي للأمة بمنزلة الوالد للرجال والنساء!
ولم يرد أن المرأة تغطي وجهها وتحجب جمالها , فليس في الجنة نظر سوء , وليس فيها أمراض قلوب , وليست هي دار تكليف وأمر ونهي , ولم يرد في تغطية وجهها دليل من الكتاب أو السنة , أما النصيف الذي ورد في صحيح البخاري [2796] من حديث أنس رضي الله عنه - وقد سبق – فإنه من كمال الزينة والجمال , وقد وقع خلاف في ماهية النصيف أهو الخمار أم العصابة توضع على الرأس , كما أن هناك روايات أخرى ورد فيها التاج بدل النصيف؛ وسياق الحديث في بيان الجمال لا الحال!
ومع هذا الجمال لنساء أهل الجنة فكذلك الحال بالنسبة لرجالها فقد ثبت عند مسلم [2833] من حديث أنس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا، فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا!
وأعظم نعيم يتنعم به أهل الجنة , بل ما سبق من النعيم لا يساوي شيئا بالنسبة لهذا النعيم هو رؤية الرب جل جلاله , يقول الحسن رحمه الله عن قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) سورة القيامة الآية 22: 23: نظرت إلى ربها فنضرت بنوره!
روى مسلم صحيحه [266] عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)!
يقول ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاويه [4/ 303، 304]:
وقد ثبت في الصحاح من غير وجه حديث تجلي الله لعباده في الموقف إذا قيل: (لِيَتَّبِعْ كُلُّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ؛ فَيَتَّبِعُ الْمُشْرِكُونَ آلِهَتَهُمْ وَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ الرَّبُّ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيُنْكِرُونَهُ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَهَا فَيَسْجُدُ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَتَبْقَى ظُهُورُ الْمُنَافِقِينَ كَقُرُونِ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ، وذكر قوله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) الْآيَةَ.
ورؤية الله جل جلاله ثابتة بالنص فمن كذَّبها فقد كَذَّبَ الله ورسوله .. نعوذ بالله من الخذلان.
وإذا كان هذا أعظم نعيم لأهل الجنة فاحذر أن تكون ممن قال الله عنهم (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) سورة المطففين الآية 15
اسأل الله جل جلاله في هذه الساعة المباركة أن يجعلنا وإياكم من ورثة جنة النعيم وممن يقدم عليه بقلب سليم وممن يرد حوض رسوله الكريم إنه جواد ذو فضل عظيم وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم اللهم تسليما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 04:55]ـ
من جميل ما ذُكر حول ما كُتب ما ذكرته أخت كريمة - بارك الله فيها - تقول:
((ولكن ما العمل بمن يدرك هذه الحقيقة بعقله ولكن يتجاهلها بعمله؟! فكأن لا دار غير الفانية؟! ولا رحيل؟!
نسأل الله الفردوس الأعلى منها برحمته))
أوردته لعظيم ما في قولها (يدرك هذه الحقيقة بعقله ولكن يتجاهلها بعمله) فليتأمل .. !(/)
أريد شرحًا لكلام لشيخ الإسلام في الوصية الصغرى
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 07:03]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
قال في كلامه عن حديث معاذ: " اتق الله حيثما كنت ........ ":
"وإنما قدم في لفظ الحديث "السيئة " وإن كانت مفعولة، لأن المقصود هنا محوها لا فعل الحسنة، فصار كقوله في بول الأعرابي: "صبوا عليه ذنوبًا من ماء "."
فهل يقصد تقديم السيئة على الحسنة فإن كان كذلك أليس هذا الترتيب الطبيعي حيث إن الأولى مفعول أول والثانية مفعول ثان؟
وهل وجه الشاهد من الحديث أنه لم يقل: " صبوا ذنوبًا من ماء عليه "؟
وجزاكم الله خيرًا.(/)
ثلاثة ضمانات من عذاب الله
ـ[مستور الحال]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:14]ـ
ثلاث ضمانات من العذاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
في هذه الأزمنة المتأخرة كثر الخبث وارتفع، وصار المؤمن يحزن لحال أمته، ويخاف نزول العذاب، بل يخاف أن ينزل قريباً منه، أو بساحته، بل يخاف أن يكون هو سببٌ في حصول العذاب.
عن أي عذاب نتحدث؟
إنه عذاب الله العزيز ذي الانتقام الذي يغار على محارمه، ولا أحد أغيرُ من الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
كم نرى من الدول والبلدان المحيطة من حولنا وما جرى لهم من أيام الله!
كم هي الدول الإسلامية التي مُكِر بأهلها وقٌتِّلوا وشرِّدوا وطوردوا!
هل ننتظر أن يحيق بنا ما حلَّ بغيرنا!؟
إن ما أخافه هو قريب قريب وهذه سنة الله في الأرض إنها سنة كونية لا تتخلف، وقدر ماضٍ لا يرد، كيف لا يحصل ما أُوعِدْنا به وقد كثر الخبث، وصار له أنظمة تحميه - وزعموا أنها إسلامية -، ومؤسسات تقوم برعايته ونشره، وأهل فكر ومكر يُرَقِّعون ويوقعون ويجيزون.
وقال الله عز وجل في سورة الإسراء {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}
وقال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال: 25)}
وقالت زينب بنت جحش رضي الله عنها: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال صلى الله عليه وسلم: (نعم إذا كثر الخبث). أخرجه البخاري (3097)، ومسلم (5128).
وأرى انطباق هذه الآيات على كثير من الأوضاع في ديار المسلمين قال الله عز وجل في سورة المائدة: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}
فترى صوراً من الصمت عن المنكرات، وصوراً كثيرة أيضاً من مولاة الكفار، وصوراً من التبرير سمجة والله المستعان.
اللهم إن أردت بعبادك فتنةً فتوفنا غير مفتونين، اللهم أحيِنا ما كانت الحياةُ خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا.
وهنا أريد أن أذكر ثلاث ضمانات من العذاب، هي تمنع بإذن الله من وقوع عذاب الله برحمة من الله.
الضمان الأول: هو وجود شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: {وما كان الله معذِّبَهم وأنت فيهم}، وذلك كرامة لهذا النبي الرحيم بأمته، ولذلك فقد كرّم الله صحابته رضي عنهم وأرضاهم فكانوا هم أمَنَةً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)، أخرجه مسلم.
وهذا الضمان لا نعيش في وقته وقد مضى، نسأل الله أن يحشرنا معهم وأن يقرّ أعيننا برؤيتهم.
الضمان الثاني:وجود الناصحين الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس ويُصلِحون ما أفسد الناس وهم الغرباء فطوبى للغرباء قال الله عز وجل {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (هود:117)}، ولم يقل صالحون، فلا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فوجود الناصحين الآمرين الناهين مانع من موانع العذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحريٌ بنا أخوتي أن نتعاون على البر والتقوى، وننصح لأنفسنا وأمتنا، عسى الله أن يفرج عنا ما نحن فيه من الذل والهوان، ويوفِّقْنا لأسباب النصر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وقال جلّ شأنه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} من آل عمران.
فلما أمر المؤمنين بلزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عقّب ذلك بالنهي عن التفرق والاختلاف وأن ذلك يوجب العذاب العظيم، فتبين أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسبب الفُرقة والاختلاف والتي تودي بالمسلمين لمشابهة الكافرين والمنافقين واستحقاق العذاب الأليم.
وحكى في كتابه عن سبب هلاك الأمم الغابرة ثم أرشد إلى سبيل النجاة فقال: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} من سورة التوبة.
وقال الله عز وجل عن سبيل اليهود وما آل إليه أمرهم من التواصي على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}.
فأوضح أن من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إعذاراً إلى الله ورجاء النفع للمخطئ كان هو الناجي، وأما الساكتين والمتواصين فكان عاقبتهم المسخ، والعياذ بالله.
فإن كان الضمان الأول متعذِّراً الآن والثاني صعباً أو ممنوعاً منه عند بعضنا فلن نعجز عن الضمان الثالث.
الضمان الثالث: الاستغفار، وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (التوبة:33)}.
والكلام عن الاستغفار يطول، وهنا أريد التنبيه على ما يلي:
1 - أفضل أوقات الاستغفار السحر قال الله عز وجل: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (آل عمران:17)}، وقال: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (الذاريات: 18)}.
2 - للاستغفار صيغ عديدة، وأفضلها سيد الاستغفار: فعن شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ. مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ)). رواه البخاري (5831).
ومن الصيغ الحسنة والمهمة دعوة ذي النون قال الله عز وجل {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنبياء: 87)}
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها وما رواه عبد الله بن عمر رَضِي الله عنهما، قال: كُنَّا نَعُدُّ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في المَجْلِسِ الواحِدِ مئَةَ مَرَّةٍ: ((رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). رواه أبو داود والترمذي، وقال: ((حديث حسن صحيح غريب)).
وغيرها كثير ...
3 - يجب علينا ألا ننسى إخواننا فلهم حق علينا فندعوا لهم بالمغفرة، قال الله عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (الأحزاب: 19)}
4 - تكرار الاستغفار بلا حد ولا عدد في كل مجلس ومقعد في كل زمان ومكان - إلا ما استُثْني -.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: سَمعتُ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((وَاللهِ إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ فِي اليَومِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)) رواه البخاري.
وعنه - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللهُ تَعَالَى بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَومٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ تَعَالَى، فَيَغْفِرُ لَهُمْ)) رواه مسلم.
ومن أعطى الاستغفار أعطي المغفرة لأن الله تعالى يقول في سورة الجن: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} وقال عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران:135)}
كيف كان الاستغفار مانعاً من حصول المصائب والنقم؟؟
قال الله تعالى في سورة الشورى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}
وهذه من أرجى الآيات في كتاب الله ومن أخوفها، فليس هناك أحد عزيز على الله، أو يأمن من عقاب الله.
وفي الآية قسَّم الله عز وجل ذنوب العباد المؤمنين إلى قسمين:
الأول: ذنوب عفى الله عنها فهو أرحم الراحمين - وهذا كثير.
الثاني: ذنوب نعاقب عليها في الدينا - وهو القليل - فهذه المصائب كفارة لهذه الذنوب في الدنيا، فإن الله كريم لا يعاقب العبد في الدنيا، ويثنِّي العقوبة عليه في الآخرة.
فلما كانت المصائب لا تصيب العبد إلا بمعصية يرتكبها، والاستغفار بما فيه من الاعتراف بالذنب وطلب مغفرته – بعفو الله ورحمة - ماحٍ للذنوب = كان مانعاً من حصول المصائب والفتن للعبد، فالعبد المستغفر وإن أصابته مصيبة أو فتنة أقرب إلى السلامة من غيره.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَرَزَقهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ)). رواه أبو داود (1297)، وفيه الحكم بن مصعب القرشي وفيه جهالة، ومعنى الحديث صحيح إن شاء الله.
اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات(/)
العجالة البديعة الغرر في أسانيد الأئمة القراء للعلامة المتولي
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:16]ـ
العجالة البديعة الغرر في أسانيد الأئمة القراء للعلامة المتولي
للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي
درس علمي ضمن برنامج الدرس الواحد السابع - 1429هـ
الرياض.:: جامع الإيمان - حي النسيم الغربي::.
الثلاثاء 27 - 6 - 1429 هـ الساعة 12:30 مساءً
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=8978&action=listen&sid=
وسآتيكم بالرابط من الإرشيف لمن فاته الحضور أو الاستماع المباشر إن شاء الله.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:17]ـ
نبذة عن البرنامج
برنامج الدرس الواحد:: ثلاثون كتاباً في ستة أيام
بشرى لطلاب العلم
أهل الهمم العاليه
برنامج الدرس الواحد السابع
لفضيلة الشيخ
صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي
حفظه الله
من يوم السبت الموافق 24/ 6 الى يوم الخميس الموافق 29/ 6
والحفل الختامي ان شاء الله يوم الجمعة 7/ 1
-------------------------------------
أما الكتب التي ستقرأ في البرنامج فهي كالتالي:
أولاً: يوم السبت 24/ 6
الفجر: تفسير (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) للحافظ العلائي
الظهر: أجوبة لطيفة عن أربعة سؤالات شريفة للعلامة غنام النجدي
العصر: فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور للعلامة محمد السندي
المغرب: محاضرة في السرف المالي للعلامة مبارك الميلي
العشاء: تحفة النساك في فضل السواك للعلامة الميداني
ثانياً: يوم الأحد 25/ 6
الفجر: الأصول المجردة على ترتيب القصيدة المجودة للحافظ ابن البناء
الظهر: رسالة مختصرة في الحج والعمرة للعلامة بن سعدي
العصر: رسالة في الدماء الطبيعية للنساء للعلامة ابن عثيمين
المغرب: فتوى جامعة في زكاة العقار للعلامة بكر أبو زيد
العشاء: الأسئلة الفائقة بلأجوبة اللائقة للحافظ ابن حجر
ثالثاً: يوم الاثنين 26/ 6
الفجر:الحث على الصناعة والتجارة والعمل للحافظ الخلال
الظهر: الاجابة الصادرة في صحة الصلاة في الطائرة للعلامة محمد الشنقيطي
العصر: حكم صوم رجب و شعبان للعلامة ابن العطار
المغرب: مفهوم البيعة للعلامة صالح بن فوزان
العشاء: القول المعروف في فضل المعروف للعلامة مرعي الكرمي
رابعاً يوم الثلاثاء 27/ 6
الفجر: شرح الورقات للعلامة محمد المحلي
الظهر: العجالة البديعة الغرر في أسانيد الأئمة القراء للعلامة المتولي
العصر: خصائص جزيرة العرب بكر أبو زيد
المغرب: اللباب في تسلية المصاب للعلامة المقدسي
العشاء: ارشاد الحائر الى علم الكبائر للعلامة ابن عبد الهادي
خامساً: يوم الأربعاء 28/ 6
الفجر: السناء والسنوت في معرفة ما يتعلق بالقنوت للعلامة البرزنجي
الظهر: رسالة في اجزاء سبع البدنة والبقرة للعلامة ابن سعدي
العصر: شرح شروط الصلاة للعلامة ابن جبرين
المغرب: اتحاف المهرة بالكلام على حديث لاعدوى ولاطيرة للعلامة الشوكاني
العشاء: زاد الداعية الى الله للعلامة ابن عثيمين
سادساً: يوم الخميس 29/ 6
الفجر: مزالق الأصوليين للعلامة الصنعاني
الظهر: صفة الارتباط بين العلماء في القديم للعلامة المعلمي
العصر: رسالة أبي داوود السجستاني الى أهل مكة
المغرب: تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور للعلامة المحمصاني
العشاء: رسالة في الحث على اجتماع كلمة المسلمين للعلامة ابن سعدي
يوم الجمعة 1/ 7 يكون الحفل الختامي بعد صلاة المغرب
جميع الدروس منقولة مباشرة على موقع
البث الاسلامي
للاستفسار عن البرنامج
0568887077
للحصول على نسخ من كتب الدروس 0507498428
يوجد مكان للنساء
موقع جامع الايمان: بطريق خريص ـ خلف ماكس ـ بجوار مرور النسيم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 07:26]ـ
وهذا الرابط من الإرشيف لمن فاته الحضور أو الاستماع المباشر:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51793
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ غالب وبارك فيك.
ـ[أبوصهيب اليمني]ــــــــ[16 - Jan-2009, صباحاً 02:59]ـ
بقي أن أكثر هذه الرسائل غير موجودة على الشبكة فلعل يرفعها البعض حتى يكمل المقام ,(/)
من دقائق الإخلاص والورع والزهد ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 08:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
هذه جملة من الأمثلة المقتطفة ..
/// في المسجد:-
*عندما تظفر بالصف الأول .. والمسجد صغير الحجم .. أو توشك الإقامة أن ترفع .. فلا تتربع منتظرا أن يربت على كتفك أحد مومئا بالاستئذان للإفساح له .. بل اجعل جلستك بأقل ما يكون
*وحين تود سحب منديل .. فلا تسحب منديلين وحاجتك مقتصرة على واحد
فإن لم تكن لك حاجة أو تعلم أن منديلا في جيبك .. فلا تسحبه
///في العمل:-
*حدث أن تأخرت لظرف طاريء دون قصد منك .. فاحرص أن تتأخر في الإياب أيضا أو تبكر في يوم آخر .. مع شغل الوقت المقدّر بشيء تعود مصلحته على المؤسسة التي تعمل فيها
*فإن سمحوا لك باستعمال الشبكة العنكبوتية لساعة مثلا هي ساعة الراحة ..
فلا تستعمله فيما تعلم أنه قد يبطيء الشبكة على عاملين آخرين على نفس الشبكة كتنزيل ملف ضخم ونحو ذلك ..
///في البيت
*إذا أخطأت زوجك في شيء معين جليل .. تغافل أو تغابى .. كأنك لا تعلم .. فإن أدركت زوجك أنك علمت .. تبسم وعانقها بين ضلوعك .. لتشملها بحنان يغطي خوفها من ملامتك ويبرّد قلقها من عتابك
*دخلت البيت وقد أنهكتك الحمولة من مطالبها .. إياك أن تشعرها أنك صاحب فضل عليها ولو برائحة نظرة .. أو شبه إيماءة .. أو نصف كلمة ..
///عندما تصف دابتك (السيارة)
*فكر في أخيك المسلم فاجعل له مكانا .. ولو ضيّقت على نفسك قليلا
فكثيرا ما يكون المكان يسع اثنين ولكن روح الغفلة أو الأنانية تنسينا فنصف بطريقة التهامية
///عند أداء الصدقة ..
*اجعله يشعر أنه صاحب الفضل عليك لا العكس .. إذ قبوله للأخذ منك رفعة في درجتك ..
ولما كانت المسألة منطوية على ذل .. فأعزّه بروح الأخوة الحانية وتذلل عليه إذ المؤمنون والمؤمنون بعضهم أولياء بعض .. وهذا المعنى يتأكد في الزكاة الواجبة .. إذ هو حق محض له وليس فيه شبهة تفضلك عليه
*تصدق بشمالك إذا كانت أخفى عن الناس من يمينك .. فإن استطعت ألا تجعل الفقير يرى وجهك .. فحسن ..
بخلاف الصدقة الواجبة .. إذ قد يكون إظهارها أخلص .. من حيث إنها فرض فبدهي جدا عند كل موحد أن تؤدى .. بمثابة الشهادة والصلاة .. فهي ركن الهوية المسلمة ..
///في ساحة الجهاد
*لا تأخذك رأفة بالكافر حين ترى الدماء تسيل منه برمحك .. بل أجهز على العدو الصائل الغادر
وأثخن فيه .. حتى تضع الحرب أوزارها
*امسح آثار الدماء من على سلاحك .. حتى لا يوهمك الشيطان أنك أفضل من ذي السلاح النظيف الذي لم يظفر بقتل أحد العلوج
ولكي يكون قتلك عدو الله سرا لا يعلمه سوى الله فأحرى أن تتاجر به عند ربك
///عند الأكل ..
*لا تشبع قط .. بل كل بما يقيم صلبك ..
*ولا تقصد موضعا تعلم أن أخاك قد يسبقك إليه ..
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 09:44]ـ
ما أصعبها على أمثالنا!! بورك فيك يا أبا القاسم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 10:10]ـ
وعلى مثلي أصعب .. إذ لا يلزم كما هو معلوم من كتابة ذلك أن يكون صاحب القلم كذلك
بل نحن على صعوبة تحقيق الكثير من الواجبات وترك الكثير من المنهيات .. فجزاك الله خيرا أخي المبجل مالك بن أنس على تعليقك الذي ذكرني بضرورة بيان عدم التلازم المذكور
---
/// عند الكتابة في الألوكة .. وغيرها
*لا تتطلع إلى ما سيكتبه المعلقون .. وآية ذلك ألا تكون مندفعا بشوق في اليوم التالي لترى تعليقاتهم ومدائحهم!
*ولا تظن في نفسك الرفعة في العلم إذا أثنى على قلمك من تعلم أنه رفيع .. بل تواضع الله تعالى واسأله الثبات والإخلاص والاستزادة من العلم
///عند دخول الحمّام ..
*لا أقول اترك المحل نظيفا .. فهذا في باب الواجبات لا ما نحن فيه
بل اتركه خيرا مما وجدته فإن أمسكت بيدك اليسرى التي استنجيت بها شيئا مما قد يمسه من بعدك فنظّف الموضع بالصابون ..
///عند المشي في الشارع
* لمحت صحيفة ملقاة على الأرض,,بادر بالتقاطها ويتأكد معنى الورع وتعظيم الله عز وجل لو كنت راكبا دابتك .. فأوقفتها ونزلت .. وإنما جعلت هذا في باب الورع والأصل أنه مما ينبغي فعله بداهة لما تتضمنه الصحف والمجلات من ذكر اسم الله تعالى .. لأنه مما عمّت به البلوى فإماطة كل صحيفة من الطريق لا يخلو من مشقة كبيرة أحيانا
///ورع العصاة .. !
عندما يفعل محرما كأن يسمع أغنية .. فإنه لا يدل غيره عليها .. مشيرا عليه بأنها من أجمل ما سمعت أذناه بل يكتفي بالتلذذ وحده عليها لئلا يحمل وزره ووز من أفسده معه
فمثل هذا العاصي قريب من رحمة الله وستره وعفوه ..
///عند التعامل مع أجير (موظف) بائع ليس مالكا لما يبيع
تكثر الدخول على مقاهي الانترنت .. فكان بينك وبين الموظف علاقة صداقة من جراء الإلف المتبادل
فمن إكرامه لك يخفّض لك في السعر لكونك زبونا دائما ..
فقبول هذا التخفيض منه قد يصل للحرام أي إن علمت يقينا أن صاحب المتجر لم يأذن له بذلك أصلا ..
///عند قتل الصراصير
إذا قتلت صرصورا .. فأجهز عليه ولا تدعه يتلوى بالعذاب بين الحياة والموت
وبخاصة أن النمل يشمه وإن بعدت الشقة .. فيدع السكر ويهرع لهذه الوجبة اللذيذة الطازجة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتدئة]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 12:25]ـ
أخي الفاضل: هل أداء الأمور التي ذكرت من الورع والزهد .. أليست من الواجبات التي يفرضها ديننا بديهة؟!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 01:10]ـ
الله يرزقنا ما كتبت من حكم جليلة .. !
أحسن الله إليك ..
ـ[السوادي]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:56]ـ
أحسن الله إليك ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 02:44]ـ
شكر الله لكم أجمعين
تنبيه: كتبت "تغابى" فأثبت الألف سهوا
والصواب: تغاب
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 05:27]ـ
جزاك الله خير(/)
حكم قراءة القران على الاموات
ـ[يعقوب الحوساني]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 02:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل عدة ايام وانا عائد من عملي كان سائق سيارة الاجرة يستمع الى شيخ على الراديو وبالتحديد يستمع الى اذاعة القراءن الكريم الادنية وكان الشيخ يتحدث عن حكم قرائة القران على الميت وللامانة لم اعرف من هو الشيخ الذي كان يتحدث عبر اثير الاذاعة لكن ذكر قصة لابن القيم الجوزية _ذكرها في كتاب الروح _قال فيها
ان ابن الاقيم كان كل يوم جمعة يزور قبر امه ويقراء عليها القراءن ويختم بسورة الفاتحة ويهديها الى روحها وروح اموات المسلمين وفي يوم من الايام انشغل ابن القيم ولم يذهب الي زيارة قبر والدته كالمعتاد فاذا بالمنام يرى امه ويسالها عن حالها قالت له احمد الله فانا بالجنة ونعيمها ولاكني جئت اليك معاتبتا لانك لم تزرني اليوم ولم تقراء لي الفاتحه كالمعتاد فاني وكلما زرتني وقرات على روحي القراءن رفع الله درجتي ووسع جنتي وقربني اليه فلا تتساني ولا تنقطع عن زيارتي ... وبعد قال الشيخ ان ابن القيم لم يقطع زيارتها بل زادها حتى مماته وقال هذا دليل قاطع على ان اموات المسلمين بحاجة الى دعاء ابنائهم واحبائهم وبحاجة لان نقراء القراءن على ارواحهم ........ والسلام
ارجو ان تكون الفكرة واضحة
الى روح حضرة النبي الصطفى صلى الله عليه وسلم والى ارواح الانبياء والرسل اجمعين والى ارواح مشايخنا واهلينا واخواننا الذينا سبقونا والذين يعاصروننا والذين سيلحقون بنا والى ارواح المسلمين اجمعين الفاتحة
ـ[حمد]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 06:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
أهلاً بك أخي يعقوب.
قراءة القرآن للميت مسألة اختلف فيها السلف.
ولم يقل أحد منهم إنّ القراءة عند القبر أفضل ولا أنّ الميت يؤجر بسماعها.
والأفضل أن تدعو لهم وأن تصلي على خيرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هذا أولى من أن تقرأ عليه الفاتحة!
ـ[المديني]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 06:32]ـ
هذا كلام لا يحتج به
ويجب العلم انه:
1 - خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
2 - كل الخير في اتباع السلف الصالح وكل الشر في ابتداع الخلف
اولا: بالنسبة لقراءة القرآن على الاموات:-
لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأحد ولا صحابته الكرام رضوان الله عليهم
وانما الثابت هو الحج والعمرة والصدقة والعلم
فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
(صحيح مسلم 1631)
وعن ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: لبيك عن شبرمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: من شبرمة؟ قال: أخ لي، قال: هل حججت؟ قال: لا، قال: حج عن نفسك، ثم احجج عن شبرمة
(صحيح -السنن الكبرى للبيهقي- 4/ 337)
اما قراءة القرآن على الاموات لم ترد
ثانيا: بالنسبة لقراءة القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:-
فهو لم يرد ايضا
ولم يفعله احد الصحابة رضوان الله عليهم الذين هم اكثر منا حبا واتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا ايضا لأن كل عمل صالح يكون في ميزان النبي صلى الله عليه وسلم
لقوله صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها. ولا ينقص من أجورهم شيء)
(صحيح مسلم-1017)
وهو صاحب السنة المشرفة صلى الله عليه وسلم
وهو اول من دعى للصلاة والقرآن والصوم فكل حسنات امته في ميزانه دون ان ينقص من اجورهم شيء
وصاحب الحوض والشفاعة والمقام المحمود لا يحتاج قراءة القرآ، له
وانما
1 - اتباع اوامره و سنته صلى الله عليه وسلم
2 - اجتناب نواهيه صلى الله عليه وسلم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 06:32]ـ
حكم قراءة القرآن على قبر الميت
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الناس في قريتنا يقومون بإحضار مجموعة من المشايخ ممن لهم دراية بقراءة القرآن فيقرؤون القرآن بحجة أن هذا القرآن ينفع الميت ويرحمه، والبعض الآخر يستدعي شيخاً أو اثنين لقراءة القرآن على قبر هذا الميت، والبعض الآخر يقيمون محفلاً كبيراً يدعون فيه واحداً من القراء المشاهير عبر مكبرات الصوت ليحيي الذكرى السنوية لوفاة عزيزه فما حكم الدين في ذلك؟ وهل قراءة القرآن تنفع الميت على القبر أو غيره، وما هي الطريقة المثلى لمنفعة الميت؟ أفتونا جزاكم الله عنا خير الجزاء ولكم منا جزيل الشكر والامتنان.
الحمد لله
هذا العمل بدعة لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته وقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ولم يكن من سنته صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه الراشدين رضي الله عنهم القراءة على القبور، أو الاحتفال بالموتى وذكرى وفاتهم. والخير كله في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين ومن سلك سبيلهم كما قال عز وجل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم) التوبة/100، وقال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته يوم الجمعة: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ما ينفع المسلم بعد موته فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم في صحيحه، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم؛ الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) والمراد بالعهد الوصية التي يوصي بها الميت، فمن بره إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر. ومن بر الوالدين الصدقة عنهما والدعاء لهما والحج والعمرة عنهما، والله ولي التوفيق.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/9 ص/319.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/9979/ قراءة%20القرآن
ـ[أبومنصور]ــــــــ[02 - Jul-2008, صباحاً 06:39]ـ
حكم العتاقة أو قراءة القرآن للأموات
والدي توفي وكان مريضا في الأربع سنين الأخيرة من عمره، توفي من شهر من الآن وعمره 52 سنة وكان مريضا بجلطة لا يستطيع التحرك أو المشي ومرض السكر والضغط أريد أن أعرف هل يوجد له عتاقة صلاة؟ بعض المشايخ يقولون هذا، بمعنى قراءة القرءان عليه عن طريق المشايخ، هم الذين يفعلون ذلك. وبعض الآراء تخالف. أنا أريد الجواب عن هذا السؤال. وهل عليه كفارة عن أيامه الأخيرة أم لا بسبب مرضه الخطير أم له عتاقة صلاة كما يقال؟.
الحمد لله
أولا:
" قراءة القرآن عبادة من العبادات البدنية المحضة، لا يجوز أخذ الأجرة على قراءته للميت، ولا يجوز دفعها لمن يقرأ، وليس فيها ثواب، والحالة هذه، ويأثم آخذ الأجرة ودافعها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " لا يصح الاستئجار على القراءة وإهدائها إلى الميت، لأنه لم ينقل عن أحد من الأئمة، وقد قال العلماء: إن القارئ لأجل المال لا ثواب له، فأي شيء يهدى إلى الميت؟ " انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصل في ذلك: أن العبادات مبنية على الحظر، فلا تفعل عبادة إلا إذا دل الدليل الشرعي على مشروعيتها، قال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وفي رواية: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أي: مردود على صاحبه، وهذا العمل – وهو استئجار من يقرأ القرآن للميت - لا نعلم أنه فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، والخير كله في اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، مع حسن القصد، قال تعالى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)، وقال تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، والشر كله بمخالفة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرف القصد بالعمل لغير وجه الله "
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة".
فهذه العتاقة لا أصل لها في الشرع، وهي بدعة مذمومة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أرشدنا إليها، ولم يفعلها أحد من أصحابه رضي الله عنهم، وما كان كذلك فلا ينبغي لمؤمن أن يفعله.
ثانيا:
المشروع هو الدعاء للميت، والصدقة عنه، كما روى مسلم (1631) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ).
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: " وَفِيهِ أَنَّ الدُّعَاء يَصِل ثَوَابه إِلَى الْمَيِّت , وَكَذَلِكَ الصَّدَقَة .... وَأَمَّا قِرَاءَة الْقُرْآن وَجَعْل ثَوَابهَا لِلْمَيِّتِ وَالصَّلاة عَنْهُ وَنَحْوهمَا فَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور أَنَّهَا لا تَلْحَق الْمَيِّت " انتهى باختصار.
وانظر السؤال رقم (12652)
فأكثر من الدعاء لوالدك، وتصدق عنه بما تستطيع، وإن كان لم يحج أو لم يعتمر، وأمكن أن تحج وتعتمر عنه فافعل، فهذا مما ينفعه بإذن الله.
ومن البر بالأب الميت: إكرام صديقه، وصلة الرحم المتصلة به.
والمرض يجعله الله كفارة لعبده المؤمن، كما يكون سببا لرفع درجته وعلو منزلته إن هو صبر واحتسب، قال صلى الله عليه وسلم: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
نسأل الله أن يرحم أموات المسلمين.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/83829/ قراءة%20القرآن
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 04:14]ـ
1. قال القرطبي المتوفى 671هـ في كتابه التذكرة تحت باب ما جاء في قراءة القرءان عند القبر حالة الدفن وبعده وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويدعو ويستغفر له ويتصدق عليه ما نصه:
وقد استدل بعض علمائنا على قراءة القرءان على القبر بحديث العسيب الرطب الذي شقه النبي صلى الله عليه وسلم باثنين ثم غرس على هذا واحدًا وعلى هذا واحدًا ثم قال: " لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا "، فوضع على أهدهما نصفًا وعلى الآخر نصفًا. وقال القرطبي: قالوا: ويستفاد من هذا غرس الاشجار وقراءة القرءان على القبور وإذا خفف عنهما بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن ا. هـ
ويقول المحدث الفقيه البغوى المتوفى 516 هـ في شرح السنة ج1/ 372 بعد ذكر حديث الجريدتين: " وفيه دليل على أنه يستحب قراءة القرءان على القبور لإنه أعظم من كل شيء بركة وثوابًا ". ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام القاضي أبو الفضل عياض في شرحه على صحيح مسلم في حديث الجريدتين عند قوله صلى الله عليه وسلم: " لعله يخفف عنهما ما دامتا رطبتين " ما نصه: " أخذ العلماء من هذا استحباب قراءة القرءان على الميت لأنه إذا خفف عنه بتسبيح الجريدتين وهما جماد فقراءة القرءان أولى ". نقله عنه الأبي في شرح مسلم.
ويقول الإمام النووي المتوفى سنة 676 هـ: استحب العلماء قراءة القرءان عند القبر واستأنسوا لذلك بحديث الجريدتين وقالوا: إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتهما فانتفاع الميت بقراءة القرءان عند قبره أولى، فإن قراءة القرءان من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عود وقد نفع القرءان بعض من حصل له ضرر في حال الحياة، فالميت كذلك ا. هـ
2 - ويكفي في إثبات ذلك الاستدلال بحديث البخاري أنه عليه الصلاة والسلام قال للسيدة عائشة رضي الله عنها: " لو كان ذاكِ وأنا حيّ لاستغفرت لكِ ودعوتُ لكِ "
محل الشاهد في هذا الحديث قوله: " ودعوتُ لكِ "، فإنّ هذه الكلمة تشمل الدعاء بأنواعه، فدخل في ذلك دعاء الرجل بعد قراءة شىء من القرءان لإيصال الثواب للميت بنحو قول: " اللهم أوصل ثواب ما قرأت إلى فلان ".
وقال ابن الحاج في الجزء الأول من المدخل ما نصه: " لو قرأ في بيته وأهدى إليه لوصلت " وكيفية وصولها أنه إذا فرغ من تلاوته وهب ثوابها له، أو قال: " اللهم اجعل ثوابها له
3 - ومما يشهد لنفع الميت بقراءة غيره حديث معقل بين يسار: " اقرءوا يس على موتاكم " رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان وصححه.
وحديث: يس قلب القرءان لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم. رواه احمد
قال القرطبي: وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته ويحتمل أن تكون عند قبره.
قال ابن القطان المتوفى 813 هـ وهو من مشايخ الحافظ ابن حجر: وأوّلَ جماعةٌ من التابعين القراءة للميت بالمحتضر والتأويل خلاف الظاهر، ثم يقال عليه إذا انتفع المحتضر بقراءة يس وليس من سعيه فالميت كذلك، والميت كالحي الحاضر يسمع كالحي الحاضر كما ثبت في الحديث ا. هـ
4 - وأما ابن الرفعة أخذ بظاهر الحديث فصحح أنها تقرأ بعد الموت، وقال الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح الإحياء ج.1/ 370 نقلا عن ابن القطان: " قال ابن الرفعة: الذي دلّ عليه الخبر بالاستنباط أنّ بعض القرءان إذا قصد به نفع الميت وتخفيف ما هو فيه نفعه، إذ ثبت أنّ الفاتحة لما قصد بها القارىء نفع الملدوغ نفعته، وأقرّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: " وما يدريك أنها رقية ".
وإذا نفعت الحي بالقصد كان نفع الميت بها أولى لأنّ الميت يقع عنه من العبادات بغير إذنه ما لا يقع من الحي. ا. هـ
ثم قال ابن القطان: وفي الرقيا بالفاتحة دليل على صحة الإجارة والجعالة لينتفع بها الحي فكذلك الميت. ا. هـ بحروفه
ثبت في الأحاديث الصحيحة وصول الصدقة والصوم والحج والعمرة إلى الميت وهذه عبادات، وقراءة القرءان عبادة أيضًا، فتصل إلى الميت لأنه لا فارق بينها وبين تلك العبادات المذكورة وهذا من القياس الجلي، الذي لا خلاف في حجيته والعمل به.
قال القرطبي في التذكرة: أصل هذا الباب الصدقة التي لا اختلاف فيها فكما يصل للميت ثوابها، فكذلك تصل قراءة القرءان والدعاء والاستغفار إذ كل ذلك صدقة فإنّ الصدقة لا تختص بالمال.
قال صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن قصر الصلاة في حالة الأمن: " صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ".
وقال عليه السلام: " على كل سلامى من أحدكم صدقة فإنّ كل تسبيحة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء عن ذلك
ولهذا استحب العلماء زيارة القبور فأفاد أنّ القراءة يشملها لفظ الصدقة في عرف الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي في شرح الإحياء ج10/ 373 ثم قال السيوطي " واستدلوا على الوصول (أي العلماء على وصول ثواب القراءة للميت) بالقياس على الدعاء والصدقة والصوم والحج والوقف فإنه لا فرق في نقل الثواب بين أن يكون عن حج أو صدقة أو وقف أو دعاء أو قراءة، وبالأحاديث الواردة فيه وإن كانت ضعيفة فمجموعها يدل على أن لذلك أصلاً وبأن المسملين ما زالوا في كل مصر يجتمعون ويقرءون لموتاهم من غير نكير فكان ذلك إجماعا. ذكر ذلك كله الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي في جزء ألّفه في المسئلة. ا. هـ
وقال الزيلعي الحنفي في شرحه على كنز الدقائق في باب الحج عن ثواب عمله لغيره عند أهل السنة والجماعة صلاة كان أو صومًا أو حجًا أو صدقة أو قرءاة قرءان أو الأذكار إلى غير ذلك من جميع أنواع البر ويصل ذلك إلى الميت وينفعه. ا. هـ
5 - صلاة الجنازة فإنها ما شرعت إلا لانتفاع الميت والاستشفاع له بما فيها من قراءة ودعاء واستغفار فإذا كان يصل إلى الميت ما تشتمل عليه الصلاة من دعاء واستغفار، فكذلك يصل إليه ما تشتمل عليه من القرءان سواء بسواء والتفريق في العبادة الواحدة بين مشمولاتها تحكم غير مقبول وهذا نص في الموضوع والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
6 - روى الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال: قال أبي اللجلاج أبو خالد: يا بني إذا أنا مت فألحدني فإذا وضعتني في لحدي: فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شن عليّ التراب شنًا ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قال الحافظ الهيثمي: رجاله موثقون.
7 - روى الطبراني والبيهقي عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه فاتحة الكتاب " ولفظ رواية البيهقي: " بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره ".
8 - روى البيهقي في السنن: حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال: سألت يحيى بن معين عن القراءة عند القبر؟ فقال: حدثني مبشر بن إسماعيل الحلبي عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال لبنيه: إذا أنا مت فضعوني في قبري وقولوا بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنوا عليّ التراب سنًا ثم اقرأوا عند رأسي أول سورة البقرة وخاتمتها فإني رأيت ابن عمر يستحب ذلك ا. هـ
قال الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار " هذا موقوف حسن " ا. هـ
وقال النووي في الأذكار " وروينا في سنن البيهقي يإسناد حسن أن ابن عمر استحب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول سورة البقرة وخاتمتها " ا. هـ
9 - أخرج عبد العزيز صاحب الخلال من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم وكان له بعدد من دفن فيها حسنات "
10 - وأخرج أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في فوائده عن أبي هريرة رفعه " من دخل المقابر ثم قرأ بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وألهاكم التكاثر ثم قال إني جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر المؤمنين والمؤمنات كانوا شفعاء له الى الله تعالى ا. هـ
11 - وروى النسائي والرافعي في تاريخه وأبو محمد السمرقندي في فضائل سورة الإخلاص والسلفي من حديث علي بن أبي طالب قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مرّ على المقابر وقرأ قل هو الله أحد عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر عدد الأموات ".
12 - أخرج الخلال في الجامع عن الشعبي قال: كانت الأنصار إذا مات لهم ميت اختلفوا إلى قبره يقرأون عنده القرءان.
وقال الخرائطي في كتاب القبور " سنة في الأنصار إذا حملوا الميت أن يقرأوا معه سورة البقرة. ا. هـ
.........
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - قال المحدث مرتضى الزبيدي الحنفي في شرح الإحياء ج10/ 369 ما نصه " قال السيوطي في شرح الصدور: وأما قراءة القرءان على القبر فجزم بمشروعيتها أصحابنا وغيرهم. قال الزعفراني " سألت الشافعي عن القراءة عند القبر فقال لا بأس " وقال النووي في شرح المهذب " يستحب لزائر القبور أن يقرأ ما تيسر من القراءن ويدعو لهم عقبها. نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب ". زاد في موضع ءاخر: وإن ختموا القرءان على القبر كان أفضل. ا. هـ
وقال النووي في الأذكار في باب ما يقوله بعد الدفن: قال الشافعي والأصحاب: يستحب أن يقرأوا عنده شيئًا من القرءان قالوا فإن ختموا القرءان كله كان حسنًا ا. هـ
وقال ابن القطان في رسالته " القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقرءان " ونقل عن الشافعي انتفاع الميت بالقراءة على قبره " واختاره شيخنا شهاب الدين ابن عقيل، وتواتر أن الشافعي زار الليث بن سعد وأثنى عليه خيرًا وقرأ عنده ختمة وقال: أرجو أن تدوم فكان الأمر كذلك، وقد أفتى القاضي حسين بأن الاستئجار للقراءة على رأس القبر جائز كالاستئجار للأذان وتعليم القرءان.
قال النووي في زيارات الروضة " ظاهر كلامه صحة الإجارة مطلقًا وهو المختار فإن موضع القراءة موضع بركة وتنزل الرحمة وهذا مقصود ينفع الميت " وقال الرافعي وتبعه النووي " عود المنفعة إلى المستأجر شرط في الإجارة أو ميته. لكن المستأجر لا ينتفع بأن يقرأ الغير له. ومشهور أن الميت لا يلحقه ثواب القراءة المجردة فالوجه تنزيل الاستئجار على صورة انتفاع الميت بالقراءة أقرب إجابة وأكثر بركة. وقال في كتاب الوصية " الذي يعتاد من قراءة القرءان على رأس القبر قد ذكرنا في باب الإجارة طريقتين في عود فائدتها إلى الميت " وعن القاضي أبي الطيب طريق ثالث وهو أن الميت كالحي الحاضر فيرجى له الرحمة ووصول البركة اذا أهدي الثواب إلى القارىء، وعبارة الروضة إذا أوصل الثواب الى القارىء. ا. هـ
قلت: وما شهر من خلاف الشافعي من قول أن القراءة لا تصل إلى الميت، فهو محمول على القراءة التي تكون بلا دعاء وبغير ما إذا كانت القراءة على القبر، فإن الشافعي أقر بذلك.
14 - أفتى ابن رشد من أئمة المالكية أن الميت ينتفع بقراءة القرءان ويصل إليه نفعه ويحصل له أجره إذا نوى القارىء هبة ثواب قراءته له. ا. هـ
واعتمده غير واحد من متأخري المالكية قال ابن هلال في نوازله: وبه جرى عمل الناس شرقًا وغربًا ووقفوا على ذلك أوقافًا واستمر عليه الأمر أزمنة سالفة ا. هـ
15 - أخرج الخلال في الجامع عن علي بن موسى الحداد قال " كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة فلما دفن الميت جلس رجل ضرير يقرأ عند القبر فقال له أحمد " يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة فلما خرجنا من المقابر، قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل " يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر بن اسماعيل الحلبي؟ قال ثقة. قال " هل كتبت عنه شيئًا، قال: نعم. قال: أخبرني مبشر بن اسماعيل عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه: أنه وصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها وقال: سمعت ابن عمر يوصي بذلك " فقال له أحمد: فارجع إلى الرجل فقل له: يقرأ. ا. هـ وهكذا أورده القرطبي في التذكرة. وأورد عبد الحق الأزدي في كتاب العاقبة والقرطبي في التذكرة وغيرهما أن أحمد بن محمد المرُّوذي قال " سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: إذا دخلتم المقابر فاقرءوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد واجعلوا ثواب ذلك لأهل المقابر فإنه يصل اليهم " ا. هـ
وقال ابن القطان في رسالته " القول بالإحسان العميم في انتفاع الميت بالقرءان العظيم " نقل عن الإمام أحمد أنه يصل إلى الميت كل شيء من صدقة وصلاة وحج وصوم واعتكاف وقراءة وذكر وغير ذلك " ونقل ذلك عن جماعة السلف " ا. هـ
وفي شرح منتهى الإرادات للبهوتي الحنبلي ج1/ 361 ما نصه عبارة المتن مع الشرح:
وسن لزائر ميت فعل ما يخفف عنه ولو بجعل جريدة رطبة في القبر للخبر وأوصى به بريده " ذكره البخاري، ولو بذكر وقراءة عند أي القبر لخبر الجريدة لأنه إذا رجى التخفيف بتسبيحها فالقراءة أولى.
ثم قال " قال أحمد: الميت يصل إليه كل شي من الخير من صدقة أو صلاة أو غيره " ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشطي الحنبلي في تعليقه على غاية المنتهى ص 260 ما نصه " قال في الفروع وتصحيحه " لا تكره القراءة على القبر وفي المقبرة " نص عليه وهو المذهب، فقيل تباح وقيل تستحب وكذا في الإقناع ا. هـ
16 - ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الخطيب البغدادي أنه لما توفي قرىء على قبره عدة ختمات " ا. هـ
والأدلة كثيرة جدًا لا تسع هذه الوريقات ذكرها وما ذكرناه فيه شفاء لصدور قوم مؤمنين فقد تبين لك يا أخي المسلم من هذا البيان المختصر أن أهل السنة أجمعوا على جواز قراءة القرءان عند القبر وعلى جواز قراءة القرءان مع الدعاء بالإيصال ولو لم تكن على القبر.
أما الأمر الذي اختلفوا فيه هو: هل تصل القراءة إلى الميت من غير دعاء بالإيصال وإذا لم تكن عند القبر؟ قال الإمام النووي في الأذكار " باب ما ينفع الميت من قول غيره " أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصلهم ثوابه ثم قال " واختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرءان فالمشهور من مذهب الشافعي وجماعة " أنه لا يصل " وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل، فالاختيار أن يقول القارىء بعد فراغه: اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان " ا. هـ
وقال أيضًا " ويستحب للزائر الإكثار من قراءة القرءان والذكر والدعاء لأهل تلك المقبرة وسائر الموتى والمسلمين أجمعين، ويستحب الإكثار من الزيارة وأن يكثر الوقوف عند قبور أهل الخير والفضل ا. هـ
وقال الحافظ ابن حجر في الجواب الكافي عن السؤال الخافي ما نصه " وأما الحادي عشر وهو هل يصل ثواب القراءة للميت؟ فهي مسئلة مشهورة وقد كتبت فيها كراسة والحاصل أن أكثر المتقدمين من العلماء على الوصول وأن المختار الوقف عن الجزم في المسئلة مع استحباب عمله والإكثار منه ا. هـ
وقال السيوطي في شرح الصدور فصل في قراءة القرءان للميت أو على القبر " اختلف في وصول ثواب القراءة للميت فجمهور السلف والأئمة الثلاثة على الوصول " ا. هـ
قال القرطبي في التذكرة " وقد قيل إن ثواب القراءة للقارىء وللميت ثواب الاستماع ولذلك تلحقه الرحمة. قال تعالى {وإذا قرىء القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} قلت " ولا يبعد في كرم الله تعالى أن يلحقه ثواب القراءة والاستماع جميعًا. ويلحقه ثواب ما يهدى إليه من قراءة القرءان وإن لم يسمعه كالصدقة والدعاء والاستغفار لما ذكرنا " ا. هـ
وقال شيخنا محدث الديار الشامية الشيخ عبد الله الهرري في كتابه " إظهار العقيدة السنية " وذهب بعض أهل البدع إلى عدم وصول شيء البتة. لا الدعاء ولا غيره وقولهم مردود بالكتاب والسنة واستدلالهم بقوله تعالى {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} مدفوع بأنه لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره كما استثنيت الصدقة والحج عن الميت وإنما نفي ملك غير سعيه، وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه، فإن شاء يبذله لغيره وإن شاء يبقيه لنفسه، () وعموم الآية مخصوص بغير ما ورد النص باستثنائه مما ذكره من صدقة ودعاء ونحو ذلك ا. هـ بحروفه
ومع كل هذه الأدلة الباهرة الساطعة نرى الوهابية اليوم يصرحون على تحريم قراءة القرءان على أمواتنا المسلمين فقد قالوا في كتابهم " فتاوى مهمة ص 32 ما نصه " قراءة القرءان عند القبور للأموات () الضلال ا. هففي هذا رمي للأمة بالضلال وقد قال عليه الصلاة والسلام: " لا تجتمع أمتي على ضلالة " رواه ابن ماجه فرمي القائل بذلك أقرب، فكيف يتجرأون على ذلك ولم يأت دليل يحرم قراءة القرءان على الميت لا من القرءان ولا من السنة ولا حرج به أحد من أئمة المذاهب.
ويكفي في الرد عليهم ما قاله زعيمهم ابن تيمية في فتاويه المجلد الرابع والعشرون الجزء الرابع ص 300 " وكذلك من قرأ القرءان محتسبًا وأهداه إلى الميت نفعه ذلك " ا. هـ
وابن قيم الجوزية الذي نقل عن السلف استحسان ذلك كالصحابي ابن عمر والإمام الشافعي والإمام أحمد وغيرهم كما في كتابه " مشروعية زيارة القبور " ص 17 - 18 ومحمد بن عبد الوهاب الذي أقرّ ذلك أيضًا في كتابه " أحكام تمني الموت " ص 75.
منقول للفائدة
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 06:38]ـ
كتاب الروح منسوب لابن القيم بارك الله فيك
و الأحاديث التي أوردها الأخ بجواز القراءة على الأموات لا تخلوا من ضعف،وعمل الأئمة إن كان بغير دليل فلا يعول عليه، و تتابع الناس على فعل محدثة ما لا يدل على جوازها،
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 12:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد:
إلى الإخوة الكرام في المجلس العلمي حفظهم الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة، وبعد: فلقد فات الإخوة الأفاضل وفقهم الله حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)) ففي هذا الحديث العظيم بيان واضح وجلي في النهي عن قراءة القرآن الكريم في المقابر، لأن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن الكريم يكون مثل المقبرة في عدم امتهانه وابتذاله لآيات الله الكريمة، وأما استدلالهم بالأحاديث السابقة فهي ضعيفة بينة الضعف، ولا يفهم من هذا عدم وصول ثواب القراءة للميت، ولكن بشرط، وهو دون مظاهر للبدع من تجمع يجتمع الناس ويقرأون على رأس الأربعين، أو ثلاثة أيام يقرأ قارىء القرآن كله، أو ثلاثين قارىء كل قارىء يقرأ جزء معين، وغيرها من المنكرات والبدع، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 07:45]ـ
جزاكم الله خيرا وهناك محاضرة للشيخ محمد رسلان في موقعه حكم قراءة القرآن على الأموات
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 09:57]ـ
الميت ينتفع بثواب سبعة: الصدقة والدعاء وقضاء الحقوق والحج والعمرة والصيام والعتق، أما الثلاثة الأولى فثوابها ثابت بالسنة وإجماع الأمة:
أما السنة:
فعن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال نعم. أخرجه البخاري رقم (1322) 1/ 467، ورقم (2618) 3/ 1019، ومسلم رقم (1004) 2/ 1254.
وأما الإجماع:
قال ابن عبد البر: فأما الصدقة عن الميت فمجتمع على جوازها لا خلاف بين العلماء فيها، وكذلك العتق عن الميت جائز بإجماع. التمهيد لابن عبد البر 20/ 27.
وقال النووي: أجمع المسلمون على أن الصدقة عن الميت تنفعه وتصله، وقال أيضاً: الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصله ثوابها باجماع العلماء، وكذا أجمعوا على وصول الدعاء وقضاء الدين بالنصوص الواردة في الجميع. المجموع للنووي 5/ 286، وشرح صحيح مسلم للنووي 7/ 90. .
وقال القرافي: أجمع العلماء على أن الصدقة عن الميت تنفع الميت ويصله ثوابها، وعلى وصول الدعاء وقضاء الدين للنصوص الواردة في ذلك. الفروق للقرافي 4/ 398.
وقال ابن تيمية: أما الصدقة عن الميت فإنه ينتفع بها باتفاق المسلمين وقد وردت بذلك عن النبي ? أحاديث صحيحة. مجموع فتاوى ابن تيمية 24/ 314 ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: اتفق الأئمة على أن الصدقة تصل إلى الميت وكذلك العبادات المالية كالعتق ". مجموع فتاوى ابن تيمية 24/ 309.
وأما الصيام والحج والعمرة والعتق فيصل ثوابها على الصحيح من أقوال العلماء وهو الذي تدل عليه النصوص:
قال في مسند أحمد: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنا حجاج ثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين بدنة وأن عمراً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك ".
مسند أحمد رقم (6704) 2/ 181، وأخرجه ابن أبي شيبة رقم (12078) 3/ 58 وزاد: فصمت عنه أو تصدقت عنه أو عتقت عنه بلغه ذلك " وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 192وقال: رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (484) 1/ 873، وفي تلخيص أحكام الجنائز ص 76.
صحيح البخاري ج2/ص690
باب من مات وعليه صوم وقال الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحداً جاز
1851 حدثنا محمد بن خالد حدثنا محمد بن موسى بن أعين حدثنا أبي عن عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه تابعه بن وهب عن عمرو ورواه يحيى بن أيوب عن بن أبي جعفر
1852 حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى قال سليمان فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث قالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس ويذكر عن أبي خالد حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أختي ماتت وقال يحيى وأبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم عن سعيد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وقال عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وعليها صوم نذر وقال أبو جرير حدثنا عكرمة عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوماً "
صحيح مسلم ج2/ص803
7 باب قضاء الصيام عن الميت
(يُتْبَعُ)
(/)
1147 وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه "
صحيح مسلم ج2/ص804
1148 وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما ان امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فدين الله أحق بالقضاء
1148 وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها فقال لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى قال سليمان فقال الحكم وسلمة بن كهيل جميعا ونحن جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث فقالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس
1148 وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث
1148 وحدثنا إسحاق بن منصور وبن أبي خلف وعبد بن حميد جميعا عن زكريا بن عدي قال عبد حدثني زكريا بن عدي أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة حدثنا الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها قالت نعم قال فصومي عن أمك "
صحيح مسلم ج2/ص805
1149 وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة فقالت إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت قال فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث قالت يا رسول الله إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها قال صومي عنها قالت إنها لم تحج قط أفأحج عنها قال حجي عنها(/)
انتبهوا يا اخوان
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 06:26]ـ
رأيت اليوم مصاق ما قاله احد الاخوة هنا أنه ربما يأتى اناسا ويسجلون فى المنتديات النشطة لاثارة شبهات وتضييع أوقات الاعضاء
فرأيت هذا فى احد المواضيع وهو جدل حول حجية السنة فكتبت هذه الكتب التى يوصى بها الشيخ محمد اسماعيل المقدم أحد طلبته ليدرسها للناس
وهى
أخى الطريق الصحيح بارك الله فيك ووفقك
مثل هذه المواضيع تؤخذ من مصادرها - فان الجاهل بأمر دينى يسأل أهل الذكر كما أمرنا الله تعالى فكان الأولى بك أن تسأل على كتب تعينك فى فهم المسألة
عندك للشيخ محمد لطفى الصباغ كتاب فى المسألة
والشيخ آل جامى
وكتاب السنة المفترى عليها للشيخ سالم البهنساوى
وكتاب حفظ الله للسنة للشيخ محمد بن فارس اللوم
وكتاب منزلة السنة فى الاسلام وبيان أنها لا استغناء عنها فى الاحكام للشيخ محمد ناصر الدين الالبانى
وكتاب عناية المسلمين بالسنة ومدخل علوم الحديث للشيخ محمد حسين الذهبى - طبعة دار الانصار
وكتاب الاستدلال بالظن فى العقيدة
وكتاب الأضواء السنية للشيخ عمر الاشقر طبعة دار النفائس
وكتاب موقف (كلمة غير مفهومة) من السيرة والسنة النبوية للشيخ أكرم ضياء العمرى طبعة دار أشبلية
وكتاب قرع الأسنة للشيخ عبد العزيز يحيى البرى - طبعة دار الحرمين
وكتاب براءة أهل الفقه والحديث للشيخ مصطفى سلامة
وكتاب أخبار الاحاد وحجة العمل والاعتقاد للشيخ طبلاوى محمد سعد
وكتاب موقف المدرسة العقلانية للشيخ الأمين الصادق - طبعة مكتبة الراشد
وكتاب خبر الواحد وحجيته للشيخ أحمد الشنقيطى طبعة دار وزارة التعليم العالى بالسعودية
وكتاب الرد القيم على المجرم الأثيم للشيخ محمود التويجرى طبعة دار العلياء
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 06:31]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2785(/)
بشرى يا أهل السنة
ـ[مستور الحال]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 04:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد،
فقد كنت معزولا ومنطوياً ما يقارب عشر سنوات عما يحيط بالساحة العلمية والسياسية.
وفي هذه السنة طابت نفسي في الدخول في معترك المنتديات الإسلامية فأحزنني لما رأيت من:
منتديات تسلط على المتبدعة وصادفت هوىً لمشرفيها تنشر عقيدة التفويض، بدافع التعصب.
ومنتديات متخصصه في القدح في العلماء،
ثم ما أراه من تطاول أهل البدع على رموز أهل السنة
ونشر البدعة في ثوب السنة،
ونسبة قبول البدعة إلى علماء أهل السنة، كبدعة الإرجاء وغيرها
فعلمت أن عقيدة التوحيد يحاك لها ويراد تشويهها،
حتى يقال غداً أو بعد سنوات عن البدع، هذا الأمر سائغ وفيه قولان
والله المستعان
قد يكون هذا الكلام قديم للأخوة، ولكنه الآن – وفي هذه السنة - جائني كمثل الصاعقة.
ثم قرأت لشيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله وأسكنه فسيح جناته كلاماً أثار شجون نفسي، وفرحت به كثيراً، ولذا أردت تبشير إخواني.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
ومن شنأ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسل له من ذلك نصيب (إن شانئك هو الأبتر) ولهذا قال أبو بكر بن عياش: ولكن أهل السنة يبقون ويبقى ذكرهم وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم.
[قال:] وذلك أن أهل البدعة شنئوا ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم فأبترهم بقدر ذلك.
والذين أعلنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فصار لهم نصيب من قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك). أ. هـ.
قال ذلك في إحدى رسائله من السجن، يحث أصحابه على لزوم السنة والعبادة والوعد بالتمكين.
وهنا وصية أوصي بها أخواني - أهل السنة - بالاعتزاز بالدليل دائماً فإننا لم نكن من أهل السنة إلا باتباعه صلى الله عليه وسلم.
وفي النقاشات الحرجة مع أهل البدع أو الحاقدين من الخطأ المبادرة بنقل كلام العلماء قبل معرفة ونقل الدليل من الكتاب والسنة، وهذا أمر سهل ومقبول عندما تكون المسألة ليست في العقيدة، أوحساسة عن أهل الحساسية المفرطة.
وأعذر طلبة العلم في ذلك لأمرين:
الأول: عدم تفرغ كثير منا للبحث أو السؤال قبل الكتابة، فنركن إلى ما نجده من أقوال العلماء، ونطمئن إليها، والأولى هو الصبر ومعرفة الدليل.
الثاني: كلنا نتصور من يشارك ومن يكتب في منتديات أهل السنة أنه منا، ومحبتنا لعلمائنا وحسن ظننا بهم يفرضان علينا المتابعة لهم وعدم التفحُّص، ثم نفاجأ بالشطط في الفهم وتحميل الكلام ما لا يحتمل والولوغ في الأعراض والنيات والهمز اللمز بطريقة العالم وما هو أسوأ.
فابتدارنا بنقل أقوال العلماء أولاً وقبل الأدلة هذا يجعل الخصم يثير الشغب ولا تحصل منه على طائل فالأولى هو تقديم الأدلة ووجوه دلالاتها السليمة وقمع الشبه الباطلة المتعلقة بها ثم إن أردت أن تثبت نقلك وكلامك فانقل من كلام العلماء ما يصحح الاستدلال، بعد ذكر الدليل فإن ذكر الدليل يقطع شبه المخاصم.
ثم إن كان هذا المخاصم لا يحترم العالم المنقول عنه فالأولى ذكر وجه الدلالة فقط، وهذا يعود بالفائدة على الموضوع نفسه، وعلى جميع المشاركين، حتى ينصب أصل البحث على الموضوع بدون كلام في أشخاص العلماء وزلاّتهم.
مثال: ورد في بعض المنتديات نقاش حول هل الأشاعرة من أهل السنة أو لا؟ واستدل بعضهم بحجج كثيرة على مخالفة الأشاعرة لعقائد أهل السنة في الأصول، (ويا حبذا لو اقتصر على ذلك) ثم عقب كلامه بنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية، فما كان إلا من أهل الأهواء إلا أن انشغلوا بالتشنيع على شيخ الإسلام وأن مذهبه مضطرب في شأن الأشاعرة فمرةً يعدّهم من أهل السنة ومرة ينفي كونهم منهم، فتصور أخي الكريم مسالك أهل البدع في تركهم للنقاش حول الأدلة إلى الخوض في العلماء ونياتهم والتشغيب على المستدل بما لا طائل تحته.
مثال آخر: في النقاش حول العذر بالجهل، أرى أنه لو التزم المناقشون في الاستدلال بالأدلة الشرعية وإيضاح دلالتها أول من الاقتصار على النقول من كلام العلماء فقط، فتجد يستعرض نصوص لشيخ الإسلام وإمام الدعوة تؤيد ما يريد، ثم ينقل له خصمه الآخر نقول أخرى تخالف ما نقل الأول، وهكذا يستمر الجدال، ثم التراشق بالتهم بالإرجاء وبالتكفير، مع المسألة يؤدي التفصيل فيها إلى تهوين الخلاف ونقله من أصول العقيدة إلى فروعها.
مثال آخر في الحكم بغير ما أنزل الله، وهذه المسألة تستهوي المناقشين وهي عندهم مثل السحر، فمنهم من يقل نصوص متكاثرة عن العلماء في كفر الحاكم بغير ما أنزل الله، فيرد عليه خصمه بنصوص أخرى أيضاً عن نفس هؤلاء العلماء: تخالف من نقل الأول وأن هذه القضية لا تؤخد بهذا الغلو وأنه لا يخرج من الملة , وهكذا يستمر مسلسل الجدل , ولا تراجع ولا تحرير.
فالخلاصة أن التركيز على الأدلة يقطع على المشاغب بالمنقول، وصاحب مرض الحساسية من بعض الأسماء، والمتذوق الذي يقرأ لهذا ولا يقرأ للعالم الفلاني.
فالمنتدى هو بوابة تعليم يستفيد منها الدارس والمتأمل كثيراً لو ركّز في قراءته وراجع وتأنّى، ولكن هذه الطريقة في الجدل توسع دائرة الخلاف والتعصب، وتنبه المريض بالشبه إلى ما يزيده مرضاً، والمستحي إلى ما يخرجه عن حد الحياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 05:16]ـ
لا فوض فوك، بارك الله فيك، والله مقال رائع جدا، فجزاك الله خيرا كثيرا.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 02:08]ـ
بارك الله فيك أخي
وأيضاً وإن كان لابد فاعلاً - أقصد في نقل فتوى لعالم من علماء أهل السنة مثلاً - فلينقلها بدون ذِكْرِ اسمه
وهذا في مجال الرد على أهل البدع الذين لايعترفون بعلماءنا، أما في خلاف أهل السنة بعضهم مع بعض فالأمر
واسع - إن شاء الله - وهذا مُجَرَد رأي ولا أُلزم به أحد
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 06:13]ـ
جزاك الله خيراً .. لقد أفادني مقالك هذا، خاصة أسلوب المناظرات .. فبارك الله فيك.
ولعلي أذكرك بالقاعدة المتبعة في أقوال العلماء وهي: أقوال العلماء يستدل لها لا بها.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 11:01]ـ
الأخوان: صالح بن محمد العمودي، وأبوحازم الحربي، و أبو شعيب
أشكركم على حسن الرد والإفادة وجزاكم الله خيراً.
وهنا أنبه مرة أخرى أن لا نقلل من شأن علماءنا فمن حقهم علينا أن نذكر أقوالهم ونقتدي بهم ونترحم عليهم فبهم قام الكتاب وبه قاموا، وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا، فالأصل هو أنه بعد الاستدلال النقل عنهم لإثبات وجه الاستدلال وأن المسألة ليست مبتدعة.
ولكن ما أردت التنبيه على ألا تنقل كلامهم حينما يكون النقل توسيعاً لدائرة النقاش والجدل، وإخراجاً للموضوع من سياقه واتساقه.(/)
هل كبر السن يمنع من طلب العلم؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 06:00]ـ
هل كبر السن يمنع من طلب العلم؟
الإسلام سؤال وجواب
سؤال:
أنا في الـ 32 من عمري، فهل فاتني الوقت للبدء بطلب العلم، فمعلوم أن العلم في الصغر ليس كالعلم في الكبر، أيضًا فإني أحتاج إلى سنوات عديدة للدراسة، وقد تذهب قوتي وجلَدي على الدعوة حينما أكبر.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
نعم؛ الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، لكن ينبغي التنبه لأمور في هذا الباب، منها:
1. أن الحفظ في الصغر إن لم يكن معه متابعة للحفظ، وإحياء له؛ ضاع، وكالحجر قابل لترسب الأتربة عليه، وتغطية نقوشه كلها.
2. أن هذا ليس حصرًا للحفظ في سن مبكرة، بل هو تشجيع لأولياء الأمور بالاهتمام بالطفل في سنهم المبكرة، فإن الأطفال في سنهم المبكرة ليس عندهم قدرة على الفهم، فتكون طاقاتهم متوجهة نحو الحفظ فقط، بخلاف الكبير فإنه يجمع بين الحفظ والفهم، فليس هذا حصرًا لسن الحفظ، وإلا فقد وجدنا كثيرًا ممن حفظ متأخرًا في سنه كأنه نقش في الحجَر كذلك.
3. أن الحفظ ليس هو كل العلم، بل هو جزء منه، ومن فاته الحفظ في صغره؛ فلا يفوِّت الحفظ والعلم في كبَره، بل يستطيع أن يجمع بينهما، ولا ينبغي له الاستعجال على نفسه، فهو في عبادة عظيمة -وهي طلب العلم- فلا يستعجل قطف الثمرة.
ثانيًا:
أنت أخي الفاضل في بداية الثلاثين من عمرك، ولم يفتك الوقت لتبدأ طلب العلم، فلا زلت في ريعان الشباب وقوته ونشاطه، بل إن بعض العلماء يرى أن سماع الحديث يبدأ من سن الثلاثين!.
قال السيوطي (رحمه الله):
قال جماعة من العلماء: يُستحب أن يبتدئ بسماع الحديث بعد ثلاثين سنة، وعليه أهل الشام ... .
"تدريب الراوي (1/ 414) "
ولتعلم أن مَن أسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا كلهم صغارًا، بل الكثرة الكاثرة كانوا كبارًا في السن، وما منعهم سنهم من الطلب والتعلم، وهم أساتذة الدنيا في العلم الشرعي، وإليهم المرجع في فهم نصوص القرآن والسنَّة، فأبو بكر الصدِّيق هو أعلم هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بدأ في طلب العلم قريبًا من الأربعين، ثم الخليفة عمر الفاروق، بدأ العلم قريبًا من الثلاثين، وهكذا غيرهم كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب "العلم" من (صحيح البخاري) قال البخاري (رحمه الله):
باب الاغتباط في العلم والحكمة وقال عمر: "تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا".
قال أبو عبد الله -يعني: البخاري نفسه-: وبعد أن تسوَّدوا، وقد تعلم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنِّهم.
"صحيح البخاري (ص39) "
وقُل مثلَ ذلك فيمن طلب العلم متأخرًا من الأئمة والعلماء المشهورين، وإليك نماذج طيبة من هؤلاء؛ لترفع همتك، وتجدد نشاطك، وتحيي قوتك:
1. أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، المعروف بـ "القفّال"، شيخ الشافعية في زمانه، المتوفى سنة 417 هـ.
قال السبكي الشافعي (رحمه الله):
الإمام الجليل أبو بكر القفال الصغير، شيخ طريقة خراسان، وإنما قيل له "القفَّال" لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره، وبرع في صناعتها، حتى صنع قفلاً بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات، فلما كان ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء؛ فأقبل على الفقه، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إمامًا يُقتدى به فيه، وتفقه عليه خلقٌ من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدَّث وأملى ....
انظر "طبقات الشافعية" للسبكي (5/ 54)
2. أصبغ بن الفرج، مفتي الديار المصرية في زمانه، ومن علماء المالكية.
قال الذهبي (رحمه الله):
الشيخ الإمام الكبير، مفتي الديار المصرية، وعالِمها، أبو عبد الله الأموي مولاهم، المصري، المالكي.
مولده بعد الخمسين ومئة.
وطلب العلم وهو شاب كبير، ففاته مالك، والليث.
"سير أعلام النبلاء (10/ 656) "
3. عيسى بن موسى غنجار، أبو أحمد البخاري، محدِّث ما وراء النهر.
قال الحاكم:
هو إمام عصره، طلب العلم على كبر السنِّ، وطوَّف.
"شذرات الذهب (1/ 330) "
4. قاضي القضاة بمصر: الحارث بن مسكين، توفي سنة 250 هـ.
قال الذهبي (رحمه الله):
وإنما طلب العلم على كبَر.
" سير أعلام النبلاء (12/ 54) "
(يُتْبَعُ)
(/)
وغير هؤلاء كثير، وقد ذكر في طلب غير هؤلاء وهم كبار في السن كأمثال الفضيل بن عياض، وابن العربي، وابن حزم، والعز بن عبد السلام، فلم يمنعهم سنهم من الطلب حتى صاروا نجومًا في سماء العلم.
قيل لعمرو بن العلاء: هل يحسن بالشيخ أن يتعلم؟
قال: إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم!!
وهذا ابن عقيل -رحمه الله- يقول: إني لأجد من لذة الطلب وأنا ابن ثمانين أشد مما أجد وأنا ابن أربعين.
ثالثًا:
وهذه فتاوى ووصايا بعض العلماء في الموضوع نفسه:
1. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله):
بماذا تنصح من بدأ في طلب العلم على كبَر سنِّه؟ وإن لم يتيسر له شيخ يأخذ منه ويلازمه فهل ينفعه طلب العلم بلا شيخ؟
فأجاب:
نسأل الله تعالى أن يعين من أكرمه الله بالاتجاه إلى طلب العلم، ولكن العلم في ذاته صعب يحتاج إلى جهد كبير؛ لأننا نعلم أنه كلما تقدمت السن من الإنسان زاد حجمه، وقل فهمه، فهذا الرجل الذي بدأ الآن في طلب العلم ينبغي له أن يختار عالمًا يثق بعلمه ليطلب العلم عليه؛ لأن طلب العلم عن طريق المشايخ أوفر، وأقرب، وأيسر، فهو أوفر؛ لأن الشيخ عبارة عن موسوعة علمية، لا سيما الذي عنده علم نافع في النحو، والتفسير، والحديث، والفقه وغيره، فبدلاً من أن يحتاج إلى قراءة عشرين كتابًا يتيسر تحصيله من الشيخ، وهو لذلك يكون أقصر زمنًا، وهو أقرب للسلامة كذلك؛ لأنه ربما يعتمد على كتاب ويكون نهج مؤلفه مخالفًا لنهج السلف سواء في الاستدلال أو في الأحكام.
فننصح هذا الرجل الذي يريد طلب العلم على الكبر أن يلزم شيخًا موثوقًا، ويأخذ منه؛ لأن ذلك أوفر له، ولا ييأس، ولا يقول بلغت من الكبر عتيًّا؛ لأنه بذلك يَحرم نفسه من العلم.
وقد ذُكر أن بعض أهل العلم دخل المسجد يومًا بعد صلاة الظهر فجلس، فقال له أحد الناس: قم فصل ركعتين، فقام فصلى ركعتين، وذات يوم دخل المسجد بعد صلاة العصر فكبَّر ليصلي ركعتين فقال له الرجل: لا تصلِّ فهذا وقت نهي، فقال: لا بد أن أطلب العلم، وبدأ في طلب العلم حتى صار إمامًا، فكان هذا الجهل سببًا لعلمه، وإذا علم الله منك حسن النية ومنَّ عليك بالتوفيق؛ فقد تجمع من العلم الشيء الكثير.
"كتاب العلم - السؤال رقم 63"
2. وسئل الشيخ عبد الله بن جبرين (حفظه الله):
يعتذر البعض عن طلب العلم بحجة كبَر السن، وفوات وقت الطلب، ويعتذر آخرون بكونهم لا زالوا صغارًا ينتظرون أن يتقدم بهم العمر؟
فأجاب:
متى تيسر للمسلم التعلم والتفقه؛ لزمه ذلك، ولا يجوز الاعتذار عن التعلم بتقدم السن؛ فإن الكثير من الصحابة تعلموا وهم شيوخ، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، والعباس، وابن عوف، وأبي عبيدة، وغيرهم، ثم من علماء التابعين من تعلموا في الكبر، كصالح بن كيسان، فقد أدرك ابن عمر وابن الزبير وتتلمذ على الزهري وطال عمره فمات سنة 140 هـ، ولما كان طلب العلم قد يكون واجبًا على المسلم لم يخرج عن ذلك الكبير، ولا الصغير، وقد روي عن مكحول مرسلاً: "لا يستحي الشيخ أن يتعلم من الشاب"؛ أي: لأن بقاءه على الجهل نقص وعيب، وليس في تعلمه من الصغار غضاضة.
وأما الشاب: فعليه التعلم في حداثته؛ فإن ذلك أقوى لمعلوماته، فقد قال الحسن (رحمه الله): "طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر"، وروي عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: "تعلموا العلم فإنكم إن تكونوا صغار قومٍ تكونوا كبارهم غدًا"، وقال الزهري: "لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر -رضي الله عنه- إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم"، وأيضًا: فإن الشاب عنده وقت فراغ، ولا يدري ما يحدث بعده من العوائق.
" كيف تطلب العلم - السؤال رقم 43 - من موقع الشيخ"
لذا، بادر أخي الفاضل لطلب العلم، ولا يمنعنك سنك، وقد سبقت نماذج طلبوا العلم بعد سنك هذا بزمن، واحرص على الإخلاص، واجعل طلبك للعلم بنية التقرب إلى الله، وأداء الواجب الذي أوجبه الله عليك في الطلب، واقصد بعلمك رفع الجهل عن نفسك، ثم ساهم في رفع الجهل عن الناس، وجد واجتهد في الطلب، واحرص على مشايخ أهل السنة والجماعة، الزمهم، وخذ علمهم، وإياك وأهل البدعة والضلالة، واسأل ربك أن يوفقك، وأن يسهل لك الطلب والحفظ والفهم.
والله أعلم
ـ[اسعد]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 12:17]ـ
جزاك الله خير(/)
الكسل انسلاخٌ من الإنسانية!!
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
كتبه/ ماهر السيد
إن الكسلَ آفة عظيمة تعود على الأفراد والمجتمعات بالعواقب الوخيمة؛ فهو يهدم الشخصية، ويَذهب بنضارة العمر، ويؤدي بصاحبه إلى الإهمال والتأخر في ميادين الحياة الفسيحة.
من أجل هذا كان المؤمنون الصادقون يكرهون الكسل ويحتقرونه، ويستعيذون بالله منه، ويدعون بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَال) رواه البخاري.
الكسل انسلاخ من الإنسانية:
قال الإمام الراغب -رحمه الله-: من تعطّل وتبطّل انسلخ من الإنسانية، بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى. ومن تعود الكسل ومال إلى الراحة فَقَد الراحة.
وقد قيل: إن أردت ألا تتعبَ فاتعبْ حتى لا تتعبَ.
وقيل أيضاً: إياك والكسلَ والضجرَ، فإنك إن كسلتَ لم تؤدِّ حقاً، وإن ضجرتَ فلن تصبر على الحق.
ولأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية، فكل هيئة، بل كل عضو تُرك استعماله يبطُل، كالعين إذا غمضت، واليد إذا تعطلت، ولذلك وضعت الرياضات في كل شيء.
ولما جعل الله للحيوان قوة التحرك لم يجعل له رزقاً إلا بسعي منه؛ لئلا تتعطل فائدة ما جعل له من قوة التحرك.
ولما جعل للإنسان قوة الفكر، ترك من كل نعمة أنعمها عليه جانباً يصلحه هو بفكرته؛ لئلا تتعطل فائدة الفكرة، فيكون وجودها عَبَثاً.
وكما أن البدن يتعود على الرفاهية بالكسل، كذلك النفس تتعود بترك النظر والتفكر، مما يجعلها تتبلد، وترجع إلى رتبة البهائم.
وإذا تأملت قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَافِرُوا تَصِحُّوا) رواه أحمد، وصححه الألباني. ونظرتَ إليه نظراً عالياً، علمت أنه حثَّك على التحرك الذي يثمر لك جنة المأوى، ومصاحبة الملأ الأعلى، بل مجاورة الله -تعالى-.
القرآن يشنع على الكسالى:
لقد ذم الله -تعالى- الكسلَ والتباطؤَ، وجعلهما من صفات المنافقين.
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا، وإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا، وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا) (النساء:71 - 73).
فقد دعا الله المؤمنين في هذا النص إلى أن ينفروا مجاهدين في سبيل الله (ثُبَاتٍ) أي جماعاتٍ متفرقة، أو (جَمِيعًا) أي: عصبة واحدة في نفير عام، وذلك حسب مقتضيات المصلحة.
وأَنْحَى باللائمة على المبطئين، وهم من المنافقين الموجودين في صفوف المؤمنين، فهم فريق طلابُ مغانم، ولكنهم غير مستعدين أن يبذلوا أيَ جَهد في سبيل الله، فإذا دعا الداعي إلى الجهاد تباطئوا ولم يخرجوا، فإذا نالَ المجاهدين مكروهٌ فرحوا هم بالسلامة، وإذا ظفر المجاهدون وغنموا ندموا هم وتحسروا على أنفسهم، وقال قائلهم: (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا).
ويعتبر الغنيمة هي الفوز العظيم؛ لأنه منافق لا يؤمن باليوم الآخر، ولا يسعى للفوز فيه، ولو كان مؤمناً حقاً لتوقَّدَ إيمانُه حرارة فنفى عنه التباطؤ والتكاسل، وخرج إلى القتال في سبيل الله ورجا الشهادة والأجر عند الله.
وقال الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا) (النساء:142)
وقال الله -تعالى-: (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ. وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة:53 - 54)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ذمَّ الله المنافقين بأنهم لا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى، فمن كان فيه هذا الوصف من المؤمنين كانت فيه صفة من صفات أهل النفاق.
وعلة المنافقين أنهم غير مؤمنين بفائدة الصلاة وجدواها؛ لذلك فهم إذا اضطرهم نفاقهم أن يقوموا إليها مسايرة للمؤمنين، وحتى لا ينكشف نفاقهم، قاموا إليها متباطئين كسالى.
بخلاف المؤمنين الصادقين فإنهم يقومون إلى الصلاة بهمة ونشاط، ورغبةٍ صادقةٍ، ولذلك وصف المؤمنين بأنهم يقومون إلي التهجد في الليل، أو إلي صلاة الفجر تتجافى جنوبهم عن المضاجع، وهذا عنوان مصارعة همتهم لحاجة أجسادهم إلى الراحة والنوم، فقال -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون) (السجدة:61 - 17)
التكاسل عن العبادات من وساوس الشيطان:
ولما كان الشيطان عدوا للإنسان، وكان يكره منه الإيمان وعبادة الله والأعمال الصالحة، كان من وسائله تثبيط الهمم عن العبادة، والوسوسة بما يميل بالنفس إلى الكسل.
ومن أعماله أنه يعقد على قافية رأس الإنسان إذا هو نام، ليمنعه من اليقظة والنهوض إلى عبادة الله في جوف الليل. وقافية الرأس قفا الرأس ومؤخره. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًاً طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ)
فهي عقد كسل مضروب عليها بوساوس شيطانية، ومتى تراكمت على الإنسان صارت خبلاً، وقد عبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الخبل المقعد عن النشاط والهمة إلى طاعة الله وعبادته بأنه أثرٌ خبيث من آثار وساوس الشيطان.
فقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود قال: ذكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل، فقيل له: ما زال نائماً حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة قال: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِى أُذُنَيْهِ - أَوْ قَالَ - فِى أُذُنِهِ).
فمن لطائف التوجيه الإسلامي ربط الكسل وظواهره بالشيطان، وتربية المسلمين على مدافعة كل ظواهر الكسل.
الكسل دليل هوان النفس:
إن الإنسان في هذه الحياة إذا ركن إلى الراحة والدعة والخمول، هان على نفسه وعلى الآخرين، فالكسل حلقات متتالية، فمن كسل عن شيء جره ذلك إلى الكسل عن آخرَ وثالثٍ ورابعٍ حتى يلتحق بالأموات وهو يمشي على الأرض، ولربما تكاسَل عن أسباب المعاش فلجأ إلى سؤال الناس فكان دنيئاً.
وهذه الشريعة الغرَّاء تربي أبناءها على العزة والاستغناء والعفة، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ بِهِ وَيَسْتَغْنِىَ بِهِ مِنَ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ) رواه مسلم.
موقع صوت السلف
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 07:51]ـ
/// بارك الله فيك، وقد قال أبوالطيِّب المتنبي:
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ /// /// وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ(/)
بشرى () إفتتاح الغرفة الصوتية لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله
ـ[همام]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 09:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ...
http://1429.ibn-jebreen.com/banners/1.gif
يسرنا أن تزف إلى طلاب العلم بشرى إفتتاح الغرفة الصوتية لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله
وسيتم بث جميع دروس الشيخ فيها إن شاء الله ,
وسيفتتح الشيخ هذه الدورة
للدخول إلى الغرفة والاستماع للبث المباشر لدروسالشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله وإرسال الأسئلة والتواصل, تفضل عبر هذا الرابط:
www.zyzom.com
غرفة الدورة العلمية الصيفية الثامنه
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:33]ـ
يا همام جعلك الله من اهل الهمة في الأمور كلها .... قل آمين ...
ـ[همام]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 09:05]ـ
اللهم امين واياكم
بيض الله وجهط
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 11:04]ـ
شكر الله لك وزادنا الله وإياك علما نافعا وعملا صالحا
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 04:34]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل همام وكما هي عادته سباق للخير ونحب أن نبشركم أن الغرف التي يشرف عليها الأخ همام هي غرف دعوية ليس فيها إلا كل خير وكم كانت سببا في بث روح الحب والعلم بين الشباب وتحتاج من الإخوة أن يشاركوا في هذه الغرف
حتى تعم الفائدة
ـ[همام]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:49]ـ
رفع الله قدركم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:56]ـ
جزيت خيرا ..
ـ[همام]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:51]ـ
امين واياكم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 04:53]ـ
إن شاء الله أكون أول المشاركين ... لكن المشكلة .... أنني حملت البرنامج ولم أدر ما أفعل بعد ذلك ...
ـ[همام]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:52]ـ
السلام عليكم
اخي عبد الرحمن
بعد ان تقوم بتحميل البرنامج على سطح مكتب جهازك سوف تجد ايقونه برنامج الغرفه الصوتيه قم بالضغط عليه مرتين لتثبيته
بعد ذالك تجد فوق الغرف الموجوده في وسط الصفحه خانه مكتوب فيها اكتب اسمك هنا
امسح هذه الجمله (اكتب اسمك هنا) واكتب معرفك بعد ذالك بامكانك الدخول لاي غرفه موجوده في الصفحه بالضغط على زر الغرفه والانتظار لثواني لتكون داخل الغرفه ان شاء الله
اذا كان هناك اي استفسار انا بخدمتك اخي
هنا شرح بالصور للدخول ان شاء الله يفي بالغرض
http://img231.imageshack.us/img231/9302/76307266xy7.jpg
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي الحبيب
همام
وأنا نقلت هذا الموضوع لتعد الفائدة شكر الله لك
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=807892&Sec=0
ـ[همام]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 03:27]ـ
بيض الله وجهك ابو عبيده(/)
هل الاختلاف في حكم التصوير الفوتغرافي سائغ؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:38]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم مشايخنا واخواننا الكرام
عندي استفسار بخصوص التصوير الفوتوغرافي
هل الاختلاف فيه سائغ ام غير سائغ؟
وقد قرأت رسالة للشيخ مصطفى سلامة حفظه الله في حكم التصوير وذكر ان التصوير الشمسى كان موجود من فترة وقد ذكره الثعالبي في الفكر السامي وقال الشيخ مصطفى ان مبدأ التصوير الفوتغرافي هو التصوير الشمسى
فما تعليقكم على هذا؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:42]ـ
يبدو والله أعلم أن أدلة القائلين بالمنع فيها قوة مما يجعل الخلاف فيه سائغا
وإن كان الراجح خلافه .. وعليه جماهير العلماء المعاصرين
ذلك أن خفاء بعض جزئيات المسألة وإن كان دقيقا قد يقلب الحكم بالكلية
والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
سؤال لمن يجيز التصوير الفوتوغرافي:
إذا أردت أن أعلق صورة طفل فوتوغرافية على الجدار، فما حكم ذلك؟
ـ[العلامة]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:50]ـ
وجدت مقالا بعنوان "الفقيه والصورة" على الرابط:
www.philadelphia.edu.jo/artsconf/papers/9.doc
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:54]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51675
مناظرة هادئة في حكم التصوير الفوتوغرافي
ـ[باعث الخير]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 11:08]ـ
جزاكم الله خيرا
ومازالت انتظر رد مشايخنا واخواننا الكرام على ان يكون هناك ايضاح اكثر
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 11:22]ـ
التصوير بالآلات الحديثة نوعان: النوع الأول: ألا يكون له منظر ولا ظل كما في التصوير بالأشرطة فهذا جائز.
النوع الثاني: التصوير الثابت على الورق إذا كان بآلة فوتوغرافية فورية لا عمل للإنسان فيه فهذا مما اختلف فيه المتأخرون:
فقال بعض العلماء: إن هذا محروم؛ لعمومات أدلة النهي عن تصوير ذوات الأرواح.
وقال آخرون بالجواز؛ لأن التصوير بالآلة الفوتوغرافية إنما هو نقل للصورة بالآلة والتصوير مصدر يصور أي جعل هذا الشيء على صورة معينة فالمادة تقتضي أن يكون هناك فعل في نفس الصورة ونظير هذا ما لو صور خط إنسان عن طريق الآلة فالمصور ليس خط المصور وإنما هو خط الأول.
والخلاف إنما هو في نفس الفعل هل هو محرم أم لا؟ وهل صاحبه ملعون أم لا؟ فإذا حصل التصوير فالحاصل أن الصورة تأخذ أحكام الصور من وجوب طمسها وعدم إبقائها والاحتفاظ بها للذكرى وعدم تعظيمها بتعليق أو غيره وإنما يقتصر على إبقائها للحاجة إليها كما في دفتر الجواز أو دفتر الأحوال المدنية وما أشبه ذلك.
ـ[حمد]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 11:26]ـ
فإذا حصل التصوير فالحاصل أن الصورة تأخذ أحكام الصور من وجوب طمسها وعدم إبقائها والاحتفاظ بها للذكرى وعدم تعظيمها بتعليق أو غيره وإنما يقتصر على إبقائها للحاجة إليها كما في دفتر الجواز أو دفتر الأحوال المدنية وما أشبه ذلك.
هذه النقطة عندي إشكال فيها على مذهب المجيزين للتصوير الفوتوغرافي.
رأيتهم لا يجيزون تعليق صورة طفل فوتوغرافية - مثلاً - على الجدار، فما دليلهم؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
دليلهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تأمر بطمس الصورة وأيضا حديث أن الملائكة لا تدخل بيت فيه صورة. ويضا" لأنه ذريعة إلى الشرك كما حدث لقوم نوح.
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 12:15]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
أما استدلالهم بالدليل الأول والثاني - مع تجويزهم للتصوير الفوتوغرافي - ففيه نوع تناقض كما أشار الشيخ البراك.
أما الدليل الثالث: فلا ينطبق على صور الأطفال.
وأقوى تعليل وجدته: على هذا الرابط، ولكن هل يفيد الكراهية أم التحريم:
http://www.maroc-quran.com/vb/showthread.php?t=1748
الوجه الأول: أن ذلك يوجب تعلق القلب بهؤلاء الأصدقاء
تعلقاً لا ينفك عنه، وهذا يؤثر تأثيراً بالغاً على محبة الله ورسوله وشرعه ويوجب تشطير المحبة بين هؤلاء الأصدقاء وما تجب محبته شرعاً، وكأن قارعاً يقرع قلبه كلما دخل غرفته. أنتبه. أنتبه. صديقك. صديقك وقد قيل:
أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما
ـ[باعث الخير]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 03:06]ـ
النوع الأول: ألا يكون له منظر ولا ظل كما في التصوير بالأشرطة فهذا جائز.
تقصد اخي تصوير الفديو؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 10:17]ـ
نرجو إفادة أخينا باعث الخير
وأقوى تعليل وجدته: على هذا الرابط، ولكن هل يفيد الكراهية أم التحريم:
http://www.maroc-quran.com/vb/showthread.php?t=1748
الأظهر أنّ تعليقها مكروه في الأصل،
لأنّ تعليقها قد يؤدي إلى النظر إليها كثيراً وتعلق القلب بها.
كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبّاً؛ لئلا ينغمس في الدنيا.
وقد يكون حراماً إذا كان لقصد التعظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 02:23]ـ
يبدو والله أعلم أن أدلة القائلين بالمنع فيها قوة مما يجعل الخلاف فيه سائغا
وإن كان الراجح خلافه .. وعليه جماهير العلماء المعاصرين
ذلك أن خفاء بعض جزئيات المسألة وإن كان دقيقا قد يقلب الحكم بالكلية
والله أعلم
أخي الكريم العزيز أبو القاسم. من قال لك أُخي العزيز أن جمهور العلماء المعاصرين ,يرون أن التصوير الفوتغرافي خلاف المنع , أي أنهم يجيزونه ,, بل إن جمهور العلماء المعاصرين على المنع. بارك الله فيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:20]ـ
لدي كتاب اجتهد فيه مؤلفه أن يجمع كل أقوال المعاصرين القائلين بالمنع
فلم يظفر إلا بعدة قليلة .. مع كونه طالب علم تتلمذ على شيوخ كثر .. ولا أعلم عالما غير هؤلاء ولا مفتيا
في لجان الفقه أو غيرها في العالم الإسلام إلا وهو يقول بالجواز
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:35]ـ
اخي الحبيب هناك كتاب للشيخ عبدالرحمن الشثري جمع فيه أقوال العلماء المعاصرين في مسألة التصوير الفتوغرافي.
وممن ذهب إلى حرمته في عصرنا/ الشيخ محمد بن إبراهيم , والشيخ عبدالرزاق عفيفي , والشيخ عبدالله بن حميد , والشيخ عبدالعزيز بن باز , والشيخ محمد بن عثيمين وإن اختلفت بعض أقواله , والشيخ ابن قعود , والشيخ بكر ابو زيد. رحمهم الله, والشيخ عبدالرحمن البراك, والشيخ صالح الفوزان , والشيخ عبدالله بن غديان , والشيخ عبدالعزيز الراجحي , والشيخ عبدالكريم الخضير, والشيخ عبدالله السعد , والشيخ عبدالله الفوزان, والشيخ سعد الشثري ,حفظهم الله, وغيرهم من العلماء وطلاب العلم. فالجمهور على المنع. وأرجوا أن تقرأ الرسالة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:41]ـ
أحبك الله تعالى ورفع قدرك
وهل هؤلاء الجمهور بارك الله فيك؟
هل تعلم عدد العلماء في الكرة الأرضية أكرمك الله؟
أين أنت من علماء مصر وفلسطين والأردن والسودان وسوريا والمغرب العربي (الجزائر وليبيا وتونس والمغرب) والأمريكيتين
هذا الكتاب هو ما عنيته .. والعلماء المذكورون معدودون على الأصابع فما معنى "الجمهور" يا أخي؟
مع أن الباحث اجتهد وعكف على تكثير ما يستطيعه ..
ماذا عن بقية علماء الجزيرة .. كالشيخ سفر والعودة وناصر العمر وعبد العزيز الفوزان وتيار عريض جدا يسمى تيار الصحوة
ماذا عن مفتي القنوات الفضائية
والمجامع الفقهية
صدقني لا أعلم قائلا بالمنع من هؤلاء جميعا
والله الموفق
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 01:06]ـ
جزاك ربي خيراً ,, أخي أبا القاسم.
أما قولك بأني هل أعلم عدد العلماء في كرة الأرض.؟ فالجواب الله أعلم لاأدري.
أما العلماء في غير هذه البلاد , فالشيخ الألباني رحمه الله يرى الحرمة وعدم الجواز , وذهب إلى هذا من مصر الشيخ محمد عمرو عبداللطيف رحمه الله , والشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله ,وغيرهم من طلاب العلم الأقوياء,
أما الأردن وغيرها من الدول هناك من يرى عدم الجواز مثل الشيخ مشهور حسن سلمان , والهلالي وغيرهم.
وموريتانيا هناك جمع من العلماء يرون الحرمة , وهناك مشائخ مكة وهم من بلاد متفرقة مثل الشيخ يحيى عثمان المدرس , والشيخ محمد الأمين الهرري , والشيخ محمد علي آدم الأثيوبي , والشيخ عبد الوكيل الهاشمي. حفظهم الله , وبعض علماء المدينة فهناك جمع من العلماء يرون الحرمة كلا النوعين.والله أعلم.
أما قولك معنى الجمهور , ماأدري ماتقصد هل قديماً أم حاضراً , والاصل الجمهور أنه لاينضبط. فالمشهور أنه بالكثرة. وأما قديماً إذا اتفق ثلاثة من اصحاب المذاهب الأربعة وتبعهم بعض العلماء فهؤلاء هم الجمهور والله أعلم.
وأما بقية علماء الجزيرة كما ذكرت أُخي الحبيب وقلت تيار الصحوة , فأقول الشيخ ناصر العمر حفظه الله الذي اعرفه عنه أنه يرى الحرمة , وبما أنك ذكرت الصحوة , هناك الشيخ محمد الفراج والشيخ عبدالرحمن المحمود , والشيخ محمد الدويش والشيخ بشر البشر , والشيخ عمر العيد ,والشيخ عبدالعزيز العبداللطيف , وغيرهم من طلاب العلم يرون عدم الجواز , ولاأدري عن رأي الشيخ سفر حفظه الله وشافاه.
أما عن مفتي بعض القنوات فهناك من يرى حرمة التصوير , يرى جواز الفيديو ويحرم الفتوغرافي.
وكذلك المجامع الفقهية , بعض أعضائها يرون الحرمة , مثل المجمع الفقهي يرأسه قديماً العلامة بكر أبو زيد رحمه الله ويرى الحرمة.
ومجمع الفقه الإسلامي يرأسه قديماً العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله ويرى الحرمة.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه , وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 09:32]ـ
ما الذي يخرج الصورة الفوتوغرافية من النصوص المحرمة للصور والتصوير؟
من قال الفاعل الالة وليس الإنسان
قلنا له: بل الأنسان والفرق هو مقدار الجهد والنتيجة واحده
فالرسام يبذل جهد مضاعف لإنتاج الصورة وألته القلم أو الريشة
وأما المصور بالكاميرا وهي الألة هنا فيبذل جهدا أقل والنتيجة واحده في الحالتين
فما الذي جعل الصورة الأولى محرمة والثانية على الجواز؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 12:45]ـ
الرسول عليه الصلاة والسلام حرم الصور ذوات الأرواح وقد كانت في زمانه مشابهة لمخلوقات الله
مثلا: الحصان كان يرسم بحيث يفهم المتعلم والجاهل إن هذا حصان ولو لم يكن مطابقا للحصان في الحقيقة.
فكيف إذا جاءنا رسام ماهر فرسم لنا حصانا مطابقا لما في الحقيقة فهل ستخرج هذه الصورة من التحريم؟!!
طبعا لا
فكيف خرجت الصورة الفوتوغرافية؟؟؟
أتقوا الله وتدبروا قوله صلى الله عليه وسلم ((كل مصور في النار)) وقوله ((أشد الناس عذابا المصورين)) وقوله ((لعن المصورين)) وقوله ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة)) والله المستعان.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 01:12]ـ
أخي الفاضل أبا محمد العائذي سدده الله
كل من ذكرت -مع التحفظ على إسناد ما نسب لبعضهم لخروجهم على التلفاز-لا يمثلون أقل القليل
وآلية التلفاز نفسها نفس "الكاميرا" سوى أنها متحركة فإذا أوقفت الصورة .. للحظة .. كانت صورة فوتوغرافية
فأين أنت بارك الله فيك من جمهرة آلاف العلماء حول العالم
ذلك أن التصوير بالآلة المعروفة أشبه انعكاس الصورة على المرآة
فهو يقاس عليها لا على التصوير المشتمل على التمثيل
إلا أن يقال بتحريم الوقوف أمام المرآة
ولا قائل به لوقوف البي صلى الله عليه وسلم أمامها
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 02:22]ـ
وآلية التلفاز نفسها نفس "الكاميرا" سوى أنها متحركة فإذا أوقفت الصورة .. للحظة .. كانت صورة فوتوغرافية
هذه الحركة تخرجها من كونها نفسها نفس الفوتوغرافية!!
وأما كونها ربما توقفت للحظة فهذا لا يخرجها من صفة الحركة وغاية ما هنالك أن تقل سرعة الحركة والحكم للغالب أما أن تكون متحركة ولو توقفت قليلا أو تكون متوقفة ولو تحركت قليلا وبناء عليه أما تكون من المشروع أو المحظور.
والأقرب أن ما تحرك أخذ حكم المراءة وإن قلت حركته والله اعلم.
وأما الاغترار بكثرة المجوزين فهذه حجة المقلدة والله المستعان.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 09:01]ـ
عفواً على المداخلة:
ولكن بحسب علمي القاصر , فإن من يجيز تصوير الفيديو يلزمه تجويز التصوير الفوتوغرافي لأن التصوير بالفيديو هو عبارة عن التقاط لملايين الصور الفوتوغرافية في الثانية أو في الدقيقة. أي أن لقطة لمشهد فيديو لمدة دقيقة هو عبارة عن ملايين الصور الفوتوغرافية.
كما أن التشبيه بين تصوير الفيديو والمرآة تشبيه غير منضبط لأن تصوير الفيديو يمكن الاحتفاظ به ومشاهدته حتى ولو كان الشخص الموجود فيه ميتاً وهذا يتطابق مع الصور الفوتوغرافية.
باختصار:
لأا أعتقد بصحة من يرى التفريق بين التصوير الفوتوغرافي والتصوير بالفيديو , فهما - برأيي - واحد .. فإما أن يقال بجوازهما معاً أو حرمتهما معاً.
والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:51]ـ
بغض النظر عن الراجح في حكم التصوير الفوتغرافي
فإن الخلاف فيه سائغ لا ينكر فيه على المخالف
ولا يخالف في كونه كذلك إلا من ضاق علمه واطلاعه ولم يعرف فقه الخلاف وآدابه
منهم من هو موصوف بذلك في هذه المسألة بعينها
ومنهم من هو ناهج هذا المنهج في كثير من المسائل لخلل عنده في طريقة الطلب والتأصيل
وأظن أن السائل يسأل عن هذا كما عنون به لموضوعه
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 05:41]ـ
عفواً على المداخلة:
ولكن بحسب علمي القاصر , فإن من يجيز تصوير الفيديو يلزمه تجويز التصوير الفوتوغرافي لأن التصوير بالفيديو هو عبارة عن التقاط لملايين الصور الفوتوغرافية في الثانية أو في الدقيقة. أي أن لقطة لمشهد فيديو لمدة دقيقة هو عبارة عن ملايين الصور الفوتوغرافية.
كما أن التشبيه بين تصوير الفيديو والمرآة تشبيه غير منضبط لأن تصوير الفيديو يمكن الاحتفاظ به ومشاهدته حتى ولو كان الشخص الموجود فيه ميتاً وهذا يتطابق مع الصور الفوتوغرافية.
باختصار:
لأا أعتقد بصحة من يرى التفريق بين التصوير الفوتوغرافي والتصوير بالفيديو , فهما - برأيي - واحد .. فإما أن يقال بجوازهما معاً أو حرمتهما معاً.
والله أعلم.
بوركت يا أبا فهد
وإلزامك صحيح لمن أخذ بظاهر النصوص , وفرّق في الحكم.
ولكن تنزلاً مع أصحاب المقاصد , لا نستطيع إلزامهم بأن الصور المتحركة كالصور الثابتة في الحكم ولو انتجت عن طريق انتاج الصور المحرمة.
فالعبرة بالنتيجة وليس بطريقة التصنيع.
فالخمر محرم سواء بالتقطير أو بالتبريد.
وسواء كانت من العنب أو من التمر.
والعبرة بكونها مسكرة أو غير مسكرة وعلى هذه العلة يدور الحكم.
وأما صور الفيديو فهي لا تظهر إلا متحركة ويستحيل رؤيتها بدون مشغل!
فإن أمسكت الشريط بيدك فلن تجد صورا البتة إلا أن تضعه في الجهاز فتأتيك الصور متحركة مثلها مثل صور المراءة.
فما الحجة في تحريم مثل هذه التصاوير؟
ولا حجة إلا من باب الوسائل فهي محرمة من هذا الباب لما قد تجره من شر مستطير عندما يعم الجهل الدنيا اعاذنا الله وإياكم.
وأما الصور الفوتوغرافية فلا حجة في إباحتها إلا من بابي الضرورة والحاجة فقط وهي يقينا داخلة في نصوص الوعيد على التصاوير , ومن فرّق بينها وبين غيرها فإنما يُفرّق بين المتماثلات , والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 04:19]ـ
هو كذلك أخانا أمجد حفظك الله وأمتع بك.
وإنه ليحزن القلب في هذا الزمان جهل الكثير من المنتسبين للدعوة بمنهج التلقي الصحيح، فضلا عن الاتباع ومع ذلك تجدهم أعلى الناس صوتا فينعقون بما لا يفقهون.
ومن المعلوم أن ثبات منهج التلقي عند الناس، وفقه الفقه السليم هو القضية الأساسية التي يجب التركيز عليها، ولكن الكثير من الدعاة لا يريد هذا؛ لماذا؟
فالحكم الشرعي من وجوب وندب وحرمة وكراهة وإباحة لا يثبت إلا بالكتاب والسنة.
فلا يجوز لأحد أن يحل أو يحرم أو يوجب شيئا إلا بدليل من الكتاب أو السنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد اتفقت الأئمة على أن الواجب على المسلمين ما أوجبه الله ورسوله، وليس لأحد أن يوجب على المسلمين ما لم يوجبه الله ورسوله. اهـ مجموع الفتاوى (11/ 487).
وقال أيضا:
فإن البدعة الشرعية التي هي ضلالة هي ما فعل بغير دليل شرعي كاستحباب ما لم يحبه الله وإيجاب ما لم يوجبه الله وتحريم ما لم يحرمه الله. اهـ مجموع الفتاوى (2/ 100،101)
وقال أيضا:
ليس لأحد من الناس أن يلزم الناس ويوجب عليهم إلا ما أوجبه الله ورسوله، ولا يحظر عليهم إلا ما حظره الله ورسوله، فمن أوجب ما لم يوجبه الله ورسوله، وحرم ما لم يحرمه الله ورسوله، فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، وهو مضاه لما ذمه الله في كتابه من حال المشركين وأهل الكتاب الذين اتخذوا دينا لم يأمرهم الله به وحرموا ما لم يحرمه الله عليهم. اهـ منهاج السنة (8/ 308)
وقال أيضا:
ولا ريب أن الحق نوعان:
حق موجود: وبه يتعلق الخبر الصادق
وحق مقصود: وبه يتعلق الأمر الحكيم والعمل الصالح.
وضد الحق الباطل
والحق الموجود إذا أخبر عنه بخلافه كان كذبا، وهؤلاء (يقصد بهؤلاء التتار؛ لأن سياق الكلام عليهم) لا يميزون بين الحق والباطل؛ بين الحق الموجود الذي ينبغي اعتقاده، والباطل المعدوم الذي ينبغي نفيه في الخبر عنهما، ولا بين الحق المقصود الذي ينبغي اعتماده، والباطل الذي ينبغي اجتنابه، بل يقصدون ما أهوده وأمكنهم منهما.
وأصدق الحق الموجود ما أخبر الله بوجوده، والخبر الحق المقصود ما أمر الله به، وإن شئت قلت: أصدق خبر عن الحق الموجود خبر الله، وخير أمر بالحق المقصود أمر الله، والإيمان يجمع هذين الأصلين تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر. اهـ الفتاوى الكبرى (5/ 17)).
ومن هذا يتبين أن ما نشاهده اليوم على الساحة الدعوية بين الدعاة وطلبة العلم والعلماء خروج عن هذه القاعدة المهمة، فصارت الأحكام الشرعية تصدر وفق رأي الفقيه أو الداعية أو طالب العلم على حسب ما يرى ويهوى، أو على حسب اجتهاد بذل فيه وسعه، فلشرعية الثاني أخذ الأول نفس الشرعية.
وإذا كان إصدار الحكم الشرعي عن طريق الاجتهاد، فلا يحق للعالم أن يفرض رأيه على الناس، وهذا باتفاق الأمة. فنجد أنفسنا اليوم أمام إرهاب فكري، الكل يفرض ما يراه على الناس ويسقط أحكام التبديع والتفسيق على الناس عصبية وحماقة وانتصارا للذات.
نعم الخلاف في هذه المسألة خلاف سائغ لا ينكر ذلك إلا من ضاق عطنه وقل فقهه ودق علمه وجل جهله بأقوال الناس. والله الهادي إلى سواء الصراط.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 08:51]ـ
جزاكم الله خيرا وامتعنا الله بعلمكم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 11:47]ـ
نعم الخلاف في هذه المسألة خلاف سائغ لا ينكر ذلك إلا من ضاق عطنه وقل فقهه ودق علمه وجل جهله بأقوال الناس. والله الهادي إلى سواء الصراط.
زادك الله حلما كما زادك علما
يا أبا الجهاد رعاك الله مهلا مهلا .....
قولك (ضاق عطنه وقل فقهه ودق علمه ... الخ) دخل فيه أجلاء من أهل العلم بعلم منك أو بغير ذلك والله المستعان.
اعلم علمني الله وإياك بأن مسألة التصوير والتصاوير عند من لم يُفرّق بين التصوير القديم والتصوير المعاصر مسألو محسومة وداخلة في النصوص المحكمة الدالة على التحريم بل وعلى أنها من كبائر الذنوب وكفى بنا أن نذكر ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله تعالى.
فأنزع بارك الله عن قولك المتقدم واستغفر الله وتوب إليه.
ثانياً:
(يُتْبَعُ)
(/)
تقريرك الماتع المبين أن المسائل الاجتهادية التي تعوزها النصوص , لا يجوز الإنكار فيها هو كما قلت ولا نزاع فيه البتة سلمك الله.
ولكنك رحمك الله لم تحرر مناط تنزيل الحكم فاخطأت في ذلك.
فمسألة التصوير والتصاوير ليست مسألة غجتهادية عند من لم يثفرّق كما سبق والنصوص متكاثرة عليها محسومة دلالتها فيها.
وأما من جعل التصاوير المعاصرة ليست هي هي تصاوير الأمس , فلا مناص له من استعمال القياس وهو المصدر الرابع من مصادر الشريعة المحمدية.
والقياس منه ما هو جلي ومنه ما هو خفي , ولا مناص من البحث عن أصل ليقاس عليه الفرع ولن يعوزك عقلك السليم لكبير جهد حتى تعرف أن التصاوير المعاصرة من جنس التصاوير المذكورة في النصوص فيجب القياس عليها لإجتماع الأركان الأربعة للقياس:
1 - الأصل.
2 - الفرع.
3 - العلة.
4 - الحكم الثابت للأصل.
قال تعالى {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ}
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/ 176):
وكذلك القياس الصحيح حق , فان الله بعث رسله بالعدل وأنزل الميزان مع الكتاب , والميزان يتضمن العدل وما يعرف به العدل , وقد فسروا إنزال ذلك بأن ألهم العباد معرفة ذلك , والله ورسوله يسوى بين المتماثلين ويفرق بين المختلفين وهذا هو القياس الصحيح.
وقد ضرب الله فى القرآن من كل مثل , وبين القياس الصحيح وهى الأمثال المضروبة ما بينه من الحق , لكن القياس الصحيح يطابق النص , فإن الميزان يطابق الكتاب , والله أمر نبيه أن يحكم بما أنزل وأمره أن يحكم بالعدل , فهو أنزل الكتاب وانما أنزل الكتاب بالعدل قال تعالى {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ}.اهـ
والمكابرون اليوم وفي كل يوم ينكرون الواضحات وكلٌ له شبهة والله المستعان.
من ذلك من فرّق بين الإسكار بالعنب والإسكار بالتمر , ومن فرّق بين القتل بالحد والقتل بالمثقل فأوجبوا في الأول ما لم يوجبوا في الثاني وحكم الله فيهما هو هو.
ومن فرّق بين التصاوير المذكورة في النصوص والتصاوير المعاصرة مثل أولئك وليس لهم إلا شبهات عقلية وآراء بشرية ومن يهدي الله فلا مضل له.
وأخيرا يا أبا جهاد إن كانت لك حجة فأبرزها ودع عنك إطلاق الكلام بدون حساب رعاك الله.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 12:39]ـ
صدقت أخي أبا جهاد
هنا وفي مثل هذه المواطن يتميز المؤصل من المتخبط في طريق الطلب
وطالب العلم من المثقف
ومن طلب الفقه على طريقة السلف ومن طلبها على طريقة الخلف وبعض المعاصرين المتمجهدين
وهنا يبين من قرأ كتابا أو اثنين في الفقه ومن بات الفقه له سجية
اعلم علمني الله وإياك بأن مسألة التصوير والتصاوير عند من لم يُفرّق بين التصوير القديم والتصوير المعاصر مسألو محسومة وداخلة في النصوص المحكمة الدالة على التحريم بل وعلى أنها من كبائر الذنوب
لا أدري من خالف في هذا
من فرّق ومن لم يفرق متفقون على أن أصل التصوير محسوم فيه النزاع
لكن الخلاف في كون الصور الفوتغرافية هل يصدق عليها اسم الصور المحرمة شرعا أم لا؟؟
وليست المسألة مسألة عصور قديمة وجديدة!!!!!
وكفى بنا أن نذكر ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله تعالى.
كفى أن نذكر أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فهو من حرّم الصور
وإنما الكلام في صدق الصور في مراد الشارع على الصور الفوتغرافية
فكما أخرج من أخرج صور الفيديو من الصور المرادة للشارع ولم يطلب منه التوبة والاستغفار كذلك من أخرج الصور الفوتغرافية
فمحل النزاع كون هذه الصور هل يصدق عليها اسم الصورة شرعا أم لا وهل تدخل في مراد الشارع أم لا؟!!!
فأنزع بارك الله عن قولك المتقدم واستغفر الله وتوب إليه.
المنهج هو هو والمدرسة هي هي
البداية كانت خاطئة فأنى لهم أن يقتنعوا ويرجعوا لطريقة السلف في التفقه والتعامل مع النصوص
الكل يزعم أن هناك مسائل خلاف سائغة وغير سائغة لكن ما هو الفيصل في تنزيل هذا التأصيل على الفروع كهذه المسألة ومسألة الإسبال التي تقدم النقاش حولها
الفيصل هو فهم أهل العلم
إذا لم يسلك الطالب طريقتهم في التفقه سينظر إلى المسائل نظرة مغايرة عن نظرتهم وينزلها منزلة غير المنزلة التي أنزلوها
وأما من جعل التصاوير المعاصرة ليست هي هي تصاوير الأمس , فلا مناص له من استعمال القياس
هو كما قلنا من قبل ضيق أفق وعدم اطلاع على أقوال القوم وحججهم
اقرأ يا أخي حجج القوم واعرفها جيدا وافهمها على يد شيخ مأصل ومشى في تفقهه على طريقة السلف
ومن فرّق بين التصاوير المذكورة في النصوص والتصاوير المعاصرة مثل أولئك وليس لهم إلا شبهات عقلية وآراء بشرية ومن يهدي الله فلا مضل له.
والله وتالله لو أن الشيخ الألباني فقط قال بحلية هذه الصور ما قلت الذي قلت وما سفهت أراء مخالفك بهذه الطريقة التي تدل على ما ذكرنا من قبل من قلة العلم وضيق الأفق
وسبب ذلك أن المنهج خطأ من أصله وبني على خطأ
قال قتادة من لم يعرف الخلاف لم يشم الفقه بأنفه
إيه يا قتادة لو قرأت ما قرأنا وسمعت ما سمعنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماهى علة تحريم التصوير: وهل هى موجودة في التصوير الفوتغرافي أو لا لأن الحكم يدور مع علته وجودا" وعدما". أعتقد أن هذا لم يخطر ببال بعض الناس.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:10]ـ
قد كفاني أخي أمجد الرد من أول ما سطرت يراعه إلى آخر كلمة في توقيعه سلمه الله تعالى وحفظه.
وأكرر أن السؤال هنا هو: هل الخلاف في مسألة التصوير الفوتوغرافي سائغ أم لا؟
قولك (ضاق عطنه وقل فقهه ودق علمه ... الخ) دخل فيه أجلاء من أهل العلم بعلم منك أو بغير ذلك والله المستعان.
لا لم يدخل فيه العلماء الأجلاء فإن كلامي في حق من ضاق بالخلاف في المسألة وليس في من خالف في المسألة ... لكن لعله سبق فهم منك.
وبالمناسبة أنا أرجح القول بحرمة التصوير الفوتغرافي - من باب العلم بالشيء - لأن مفهوم كلامك أنني أقول بجوازه.
ولكن يبقى الخلاف سائغا ما دام قائما على ساق الدليل، ولا ينكر الخلاف هنا إلا من تربى على أحادية الطرح ولم ينظر في أقوال الناس ومسائل خلافهم.
ودونك من يذهب من العلماء إلى عدم الجواز في مسألتنا، هل تجد منهم من أحد احتكر الصواب كل الصواب له أو أنكر أن تكون المسألة اجتهادية كما فعلت يا حفظك الله.
بل كدت - لو طال المقام - تجعلها من المعلوم ضرورة من الدين .. فهون عليك أخي الكريم ..
فمن زاد فقهه قل اعتراضه.
وأما قولك:
ومن فرّق بين التصاوير المذكورة في النصوص والتصاوير المعاصرة مثل أولئك وليس لهم إلا شبهات عقلية وآراء بشرية ومن يهدي الله فلا مضل له.
هذه هي التي يدخل فيها علماء أجلاء ... فلعل الأمر اختلط عليك بارك الله فيك.
وهل يمكنك أن تبين لنا كيف فرق من فرق بين التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو مع العلم أن تصوير الفيديو هوهو التصوير الفوتوغرافي ومن ثم تشغل الكوادر بسرعة 25 كادر في الثانية.
فهل تفريقهم هنا من الشبهات العقلية والآراء البشرية؟؟
هون عليك أخي الكريم، فالمسألة فيها خلاف قائم بين أهل العلم.
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا و أن يجنبنا الزلل.
وأستغفر الله لي ولكم.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 11:01]ـ
ولكن يبقى الخلاف سائغا ما دام قائما على ساق الدليل،
قلي بربك ما هو الدليل الشرعي الذي وقفت عليه حتى أصبح الخلاف عندك سائغا؟
فأنا أسال سؤال مسترشد فارشدني بارك الله فيك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 11:02]ـ
والله وتالله لو أن الشيخ الألباني فقط قال بحلية هذه الصور ما قلت الذي قلت
والله وبالله وتالله ما صدقت يا أخي الفلسطيني في ظنك هذا!!
فاستغفر لذنبك من هذا الخرص والظن الغير صادق.
هداك الله وطهر قلبي وقلبك.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 12:10]ـ
قلي بربك ما هو الدليل الشرعي الذي وقفت عليه حتى أصبح الخلاف عندك سائغا؟
فأنا أسال سؤال مسترشد فارشدني بارك الله فيك.
البراءة الأصلية.
ماهى علة تحريم التصوير: وهل هى موجودة في التصوير الفوتغرافي أو لا لأن الحكم يدور مع علته وجودا" وعدما". أعتقد أن هذا لم يخطر ببال بعض الناس.
العلة المضاهاة، وأحسنت اخانا بندر الطائي إذ أشرت إلى هذا.
أبا عمر وفقني الله تعالى وإياك للخير .. ما كان الرفق في شيء إلا زانه فلماذا التعصب أعاذنا الله جميعا من مذمومه.
والمخالف لا يسلم لك أن التصاوير المنهي عنها في الأحاديث هي من جنس التصوير الفوتوغرافي.
التصوير الذي جاء النهي عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد كثير من الأحاديث، هو اختلاق الصورة أي أن يخلق الإنسان صورة يضاهي بها خلق الله، فهذا هو المحرم وعلة تحريمه هي مضاهاة خلق الله، وقد جاء التصريح بهذه العلة في الحديث، والعلة إذا كانت نصية فإنها تقتضي أمرين تقتضي العلية والتعليل معا، تقتضي أن الحكم تعللي وتقتضي أن علته هي ما نص عليه في الشرع، وقد نص النبي صلى الله عليه و سلم على هذه العلة فبين أنهم يضاهون خلق الله فقال: «فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة»، وكذلك قال: «من صور ذا روح عذب حتى ينفخ فيه الروح وما هو بنافخ» فهذا يشمل النحت من الحجارة ومن الخشب ومن الطين ومن قشر القثاء ونحو ذلك، وأما التصوير بالآلات بحبس الظل فإنما هو مثل النظر
(يُتْبَعُ)
(/)
في المرآة، والنظر في المرآة جائز بالإجماع وقد كان النبي صلى الله عليه و سلم ينظر في المرآة ولو كان ذلك تصويرا لما فعله، فالنظر في المرآة هو الذي يحكي الصورة تماما، ولكن الفرق بينها وبين الصورة التي في المرآة أنها مثبتة، وتثبيتها لا يقتضي حكما وهو أمر جديد لا يمكن أن تتناوله النصوص، ولا يسمى هذا صورة في لغة العرب لأن العرب إنما يطلقون الصورة على المجسمات، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه و سلم رخص فيما كان منها رقما في ثوب، قال: «إلا رقما في ثوب» فالرقم هو ما كان من النسيج أو من الصبغ، فإذا كان في ثوب فهو معفو عنه، وقد رأى بعض أهل العلم أن من شرط ذلك أن يكون صغيرا لأن الرقم يرمز إلى الصغر، أما إذا كان صورة كبيرة فلا، والصورة إذا كانت بالنسيج وكانت كبيرة فقد دل على منعها حديث عائشة في قصة القرام أنها كان لها قرام فسترت به سهوة البيت فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعرض ورجع فقلت: يا رسول الله إني تائبة، فانتزعت القرام فقسمته نصفين فجعلت منه وسادتين، وفي رواية أن القرام كان فيه صورة رجلين وفي رواية أنه كانت فيه صورة خيل مجنحة، وقد حمل ذلك بعض أهل العلم على أنه قصتان، أن القرام كان قرامين قرام فيه خيل مجنحة وقرام فيه رجلان، ولكن الذي يبدو أن قصة القرام واحدة وأنه كانت فيه خيل وفوقها رجلان فهما فارسان، فذكر في أحد الحديثين الخيل وذكر في أحدهما الرجلان فالجميع صورة وهي منسوجة على هذا الشكل فإذا كانت كبيرة معلقة فهذا المنهي عنه، وإلا فالقرام كان في بيتها ولم ينه عنه النبي صلى الله عليه و سلم قبل رفعه، ثم اتخذت منه وسادتين، وهذا لا يقتضي تمزيقه بالكلية وإنما يقتضي قطعا له، وهذا يقتضي أن الصورة إذا كانت ممتهنة ولم تكن تامة فإنه يجوز استعمالها، فلذلك لم ينه النبي صلى الله عليه و سلم عن الوسادتين وبقيتا في بيته، وعموما أنبه إلى أن كثيرا من المصطلحات التي تتجدد أو من الأمور التي تتجدد فيطلق عليها بعض الألفاظ المعروفة في اللغة فإن تسميتها بتلك الأسماء المحدثة لا يقتضي منعا ولا تغييرا لحكمها، وهذه قاعدة مهمة، وقد ذكرها ابن قدامة رحمه الله في المغني ونظمها الشيخ محمد علي رحمة الله عليه بقوله:
*تسمية العين بغير اسمها** لا تنقل الأعيان عن حكمها*
*لا تقتضي منعا ولا تقتضي** إثبات حق ليس في قسمها*
*بل حكمها من قبل في أمسها** كحكمها من بعد في يومها*
*فائدة مهمة ينبغي** إيقاف من يفتي على فهمها*
فالقهوة اسم للخمر في الأصل إذا فتحت القاموس يقول: القهوة الخمر ومن ذلك قول الشاعر: "كقهوة شارب متنطف" وهي اليوم تطلق على شراب قشر البن، فلا تقتضي تسميته قهوة تحريمه، وكذلك تسمية الكبش خنزيرا أو الخنزير كبشا لا يغير الحكم ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر الذين يستحلون الخمر في آخر الزمان فقال إنهم يسمونها بغير اسمها، فلو كانت تسمية الشي بغير اسمه مبيحة لأباحت لهم الخمر حين سموها بغير اسمها، ولذلك فما نسميه نحن صورا اليوم لا يسميه العرب صورة، وحكمه ليس كحكم الصورة، وإنما المرجع فيه إلى أمور أخرى وأدلة أخرى، فما كان منه تصويرا لما لا يحل النظر إليه كالكاشفات العاريات أو لكشف العورات أو للأصنام أو للمقدسات عند قوم والمقدرات لديهم فهذا لا يجوز، وكذلك ما كان تشبها بالنصارى الذين يعلقون الصور الكبرى في كنائسهم، فتعليق صور الرؤساء والزعماء في المكاتب والمدارس فهذا حرام لأن فيه تشبها بالنصارى، وقد نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن التشبه بهم، أما مجرد الاحتفاظ بالصورة لجواز السفر أو لبطاقة التعريف أو ليعرف الشخص مثلا أو للذكرى والاعتبار والموعظة فهذا لا حرج فيه شرعا ولم يرد أي نص به، ومن المعلوم أن الذي يحل ويحرم هو الله وحده، والله سبحانه وتعالى إنما جاء من عنده الوحي الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم، فما لم يأت تحريمه بالوحي فليس بحرام لأن الحرام هو ما حرمه الله، وتحريم الحلال مثل تحليل الحرام فهو حرام أيضا، فبعض الناس يتشدد في جانب التحريم يظن أنه أيسر من جانب التحليل وهذا غير صحيح، تحريم الحلال مثل تحليل الحرام تماما، بالنسبة للرسوم إذا كانت باليد فكانت تشبه شكل الإنسان تماما فهي من الصور لأنه اختلاق والإنسان يختلقه وينسب إليه وتنسب له البراعة فيه، أما الصور الفوتوغرافية فلا تنسب البراعة فيها للمصور فتأمل.
ولذلك فإن الذي يصوره الرسام يقول له أجدت رسمي، وأما الذي تلتقط صورته بالكاميرا فلا يقول مثل ذلك لأنه يعلم أنها ليست مضاهاة له بل هي انعكاسه.
ويجب التنبيه ـ في هذا المقام ـ على أن العمل بالاحتياط سائغ في حق الإنسان في نفسه لما فيه من الورع واطمئنان القلب، أما إلزام العامة به واعتباره منهجاً في الفتوى فإن ذلك مما يفضي إلى وضع الحرج عليهم.
وقاعدة: استحباب الخروج من الخلاف؛ ليست على إطلاقها بل اشترط العلماء في استحباب العمل بها شروطاً هي كالتالي:-
* أن لا يؤدي الخروج من الخلاف إلى الوقوع في محذور شرعي من ترك سنة ثابتة أو اقتحام مكروه أو ترك للعمل بقاعدة مقررة.
** أن لا يكون دليل المخالف معلوم الضعف فهذا الخلاف لا يلتفت إليه.
... أن لا يؤدي الخروج من الخلاف إلى الوقوع في خلاف آخر.
****أن لا يكون العامل بالقاعدة مجتهداً؛ فإن كان مجتهداً لم يجز له الاحتياط في المسائل التي يستطيع الاجتهاد فيها
بل ينبغي عليه أن يفتي الناس بما ترجح عنده من الأدلة والبراهين.
أسأل الله تعالى أن يبصرنا بديننا و أن يجنبنا الشقاق ويعصمنا من الزلل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 01:41]ـ
لا نتعصب إلا للحق إن شاء الله وهذا الظن فيك يا أبا جهاد فأحسن ظنك بأخيك
توسعت عفا الله عنك في بعض المتفق عليه التي لا خلاف فيها من مثل " إلا رقما في ثوب " وغيره.
وغاية ما أريده منك الأدلة الشرعية , وقد أسهبت مشكورا في ذكر حجة من قال بالجواز وهي:
1 - البراءة الأصلية.
2 - عدم وجود علة التحريم (المضاهاة).
3 - الصورة الفوتوغرافية ليست صورة وإن اتحدت الأسماء!!
4 - فعل المصور ليس كفعل الرسام.
============================== =
أقول وبالله استعين:
1 - البراءة الأصلية:
اظنك تعلم سلمك الله بان علة تحريم التصاوير وفعلها لم تقتصر على المضاهاة كما دندنت لنا واسهبت في ذلك , بل هناك علة علة أخرى وهي سد ذريعة الشرك كما جاء في البخاري في تفسير قوله تعالى {ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق .. الأية} عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت.
فالبراءة الأصلية (وهي بقاء حكم الشيء على الإباحة) زالت بهذه العلة الغير مختلف فيها إلا عند من لا يعتد بخلافهم.
2 - المضاهاة:
قلت علمني الله وإياك: ((التصوير الذي جاء النهي عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد كثير من الأحاديث، هو اختلاق الصورة أي أن يخلق الإنسان صورة يضاهي بها خلق الله، فهذا هو المحرم وعلة تحريمه هي مضاهاة خلق الله، وقد جاء التصريح بهذه العلة في الحديث، والعلة إذا كانت نصية فإنها تقتضي أمرين تقتضي العلية والتعليل معا، تقتضي أن الحكم تعللي وتقتضي أن علته هي ما نص عليه في الشرع، وقد نص النبي صلى الله عليه و سلم على هذه العلة فبين أنهم يضاهون خلق الله قال: «فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة»،)) انتهى كلامك
أقول وبالله استعين:
قصر التحريم على علة المضاهاة غير صحيح لوجود العلة الأخرى وهي سد باب الشرك وحماية جناب التوحيد.
ثم أن تفسيرك للمضاهاة ناقص رعاك الله والسبب أن النصوص تُفهم بالبيان من المبين صلى الله عليه وسلم إن وجد وهو موجود , فلو اتبعناك فيما تقول لقلنا بتحريم تصوير الذرة والشعيرة والاشجار بعامة كما ذهب إليه مجاهد!!
ولكن قد تبين لنا من فعل المبين صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومنه قول ابن عباس رضي الله عنه: " إن كنت ولابد فعالا فالشجر " كما خرّجه الإمام أحمد في مسنده بهذا تبين لنا عدم صحة هذا الفهم , فالنصوص مقيدة بفهم السلف الصالح ورأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهو الذي حرم تصاوير القرام وهو الذي أباح النظر في المراءة وهو لا يأمر بالمتناقضات حاشاه صلوات ربي وسلامه عليه.
والمضاهاة قال أبو عبيدة هي التشبيه وقال صاحب المحيط في اللغة هي المشاكلة وقالوا هي المباراة يعني أن تباري غيرك وقالوا تأتي بمعنى المتابعة ...
وقد روى الأعمش عن عمارة بن عمير قال: كنت جالسًا عند رجل من اصحاب ابن مسعود فمثلت فى الأرض مثال عصفور فضرب يدى. (انظر شرح ابن بطال)
فالمضاهاة تحصل بمقاربة الشيء للشيء فكيف بالمماثلة فمن باب أولى؟!!
3 - الصورة الفوتوغرافية ليست صورة وإن اتحدت الأسماء:
وكأنك تنبهت لإضطراب قول الشيخ الفقيه الحبيب لقلبي / محمد الصالح العثيمين رحمه الله وأجزل له المثوبة ففررت منه بقولك هذا؟!!
والجواب وفقك الله لمحابه أن نقول أن العبرة بالمعاني لا بالمباني فالصورة الفوتوغرافية هي صورة شرعا وعرفا ولغة وقولك وقول غيرك مكابرة في هذه النقطة والله المستعان.
فليتك عرّفت الصورة الفوتوغرافية حتى نرى الفرق بينها وبين تعريف الصورة المذكورة في النصوص , فإن قلت الصور عند العرب يعني التماثيل!
قلت لك: كذلك التماثيل عند العرب يعني الصور والدليل حديث عائشة فقد قالت " قرام فيه تماثيل " وهي صور مرسومة بالإجماع؟!!
فلا فائدة من هذه الشبهة ولا تفيدك البتة , فالعبرة بالمعنى للشيء المحرم وليس للاسم مجردا سواء اتفقت الأسماء أو اختلفت.
4 - فعل المصور ليس كفعل الرسام:
هي كغيرها سلمك الله من الشبه , وذلك أن مقدار الجهد لا يمثل فارقا في الحكم ولا يؤثر عليه , وأنت تعرف الأن أن هناك الآلآت تصنع تماثيل لها ظل بدون تدخل الإنسان إلا بمجرد إدارة مفتاح التشغيل؟!!
وفي الأخير لن يخرج التمثال إلا بفعل للإنسان سواء قل أو كثر , ولا أظنك تقول أن التمثال المصنوع باليد يختلف عن التمثال المصنوع بالآلآت!!
فهذا تفريق للمتفقات هداك الله.
وأخيرا قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ((التصوير على الورق وهذا إذا كان بآلة فوتوغرافية فورية فلا يدخل في التصوير ولا يستطيع الإنسان أن يقول إن فاعله ملعون لأنه لم يصور في الواقع فإن التصوير مصدر " صور يصور " أي جعل هذا الشيء على صورة معينة كما قال الله تعالى (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) وقال (وصوركم فأحسن صوركم) فالمادة تقتضي أن يكون هناك فعل في نفس الصورة لأن " فعل " في اللغة العربية تقتضي هذا ومعلوم أن نقل الصورة بالآلة ليس على هذا الوجه)) انتهى كلامه
أقول وبالله استعين:
يقول الشيخ أن التصوير الفرتوغرافي إنما هو نقل الصورة بالآله؟
وكذلك الرسم إنما هو نقل صورة (مخلوق من مخلوقات الله ذوات الارواح) من الخارج للورقة!!
فالرسام إنما يرسم انسان أو حيوان متصور قد خلقه الله ولكن الدقة في نقل الصورة هي الفرق بين الحالتين فهل هذه الدقة تؤثر في الحكم؟
فمن قال نعم فعليه الدليل.
وقول الشيخ رحمه الله أن الرجل إذا كتب رسالة بخط يده ثم صورت رسالته بآلة التصوير , فهل يقال هذا خط فلان أم لا؟
قلت رحمك الله يا شيخ: لا لا يقال هو خط فلان إلا تجوّزا , وإلا الصحيح أنها صورة لخط فلان وليس ذات الخط , والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 02:13]ـ
أظن الدليل الوحيد لم يجيز هذا التصوير و يخرجه من نحو 70 دليلاً كلها لعن و شرك و تعذيب أرواح مجرد أنه ليس فيه مضاهاة
و هذا قول الجبرية لأنه إلغاء لعمل المصور الذي قام به و إدعاء أن الصورة التي خرجت هي خلق الله نفسه كأن عمل الشخص هو الكسب الذي قال به الأشعري و قد سمعت أن أول من قال به هو محمد بخيت المطيعي مفتي الأزهر و معروف ما هو المذهب السائد في الأزهر
فاتقوا الله و نزهوا مشايخكم و أنفسكم عن مثل هذه الأقوال
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 02:31]ـ
أظن الدليل الوحيد لم يجيز هذا التصوير و يخرجه من نحو 70 دليلاً كلها لعن و شرك و تعذيب أرواح مجرد أنه ليس فيه مضاهاة
تظن!!!!
هل قرأت أدلة المخالف من كتبه
لو على الأقل قرأت أدلة القوم في هذا الموضوع الذي علقت عليه
يا أخي دع (أظن) في اليمن وأنصف المخالف
و هذا قول الجبرية لأنه إلغاء لعمل المصور الذي ....
يا أخي المسألة فقهية فرعية ليست عقدية ولا منهجية إذ الطرفان متفقان على أصل التحريم
فهمت كلام المخالف خطأ ثم بنيت عليه أنه قول للجبرية وبعد أيام سيأتي من يقول أن الشيخ ابن عثيمين وافق الجبرية نعم هو ليس بجبري لكنه وافق الجبرية فهذا خطأ عقدي وهو مجتهد فيعذر
أما المقلد فلا عذر له فإذا ذهب لعدم حرمة الصور الفوتغرافية فهو جبري
هذا الخلل في الرد لا أدري إلى متى سيبقى بين طلبة العلم ويشتت ويفرق
تكون المسألة فقهية فرعية فتحول إلى أصلية عقدية ثم يبنى عليها ولاء وبراء
اللهم ارحمنا برحمتك وأصلحنا واسلك بنا سبيل السلف وأهل العلم في التعلم والتعليم والسلوك والعبادة اللهم آمين
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعتقد أن بعض الناس لا يعرف شيئا" عن مسألة التصوير والصور وماهو محل الإتفاق ومحل النزاع بين السلف وماهي الأحاديث التي وردت في الصور أذ لو يعرف هذا لما كان هذا هو الجواب.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:08]ـ
هذا الخلل في الرد لا أدري إلى متى سيبقى بين طلبة العلم ويشتت ويفرق
تكون المسألة فقهية فرعية فتحول إلى أصلية عقدية ثم يبنى عليها ولاء وبراء
اللهم ارحمنا برحمتك وأصلحنا واسلك بنا سبيل السلف وأهل العلم في التعلم والتعليم والسلوك والعبادة اللهم آمين
آمين آمين
الكل يزعم أن هناك مسائل خلاف سائغة وغير سائغة لكن ما هو الفيصل في تنزيل هذا التأصيل على الفروع كهذه المسألة ومسألة الإسبال التي تقدم النقاش حولها
الفيصل هو فهم أهل العلم
إذا لم يسلك الطالب طريقتهم في التفقه سينظر إلى المسائل نظرة مغايرة عن نظرتهم وينزلها منزلة غير المنزلة التي أنزلوها
وهاهو المثال الحي الناطق:
و هذا قول الجبرية لأنه إلغاء لعمل المصور الذي قام به و إدعاء أن الصورة التي خرجت هي خلق الله نفسه كأن عمل الشخص هو الكسب الذي قال به الأشعري
وهذا تخليط ما بعده تخليط فلا الكسب جبر ... ولا الأشاعرة أنفسهم قادرون على تعريف الكسب تعريفا جامعا مانعا ... ولا أهل السنة قرروا أن الكسب هو الجبر قولا واحدا مع اتفاقهم على بدعيته ... ولا المسألة وصلت إلى هذا الدرك الذي قفزت بنا أو هويت إليه.
فالله المستعان.
يا أبا عمر وفقني الله وإياك للخير
تنبه رعاك الله إلى محل النزاع فإنك لم تحرره بعد، فإني لا أناقشك في المسألة من حيث القول الراجح فيها بل من حيث قابليتها للاختلاف.
إخوتاه، يا طلبة العلم جعلكم الله تعالى نبراسا للحق وكابوسا للجهل:
ليست الحماسة محمودة في كل موضع.
كم من الشباب يندفعون في جوانب مختلفة ثم لا يرمون على شيء لأنهم لم يرشدوا تلك الحماسة ولم يجعلوها في برامج عملية وتدرج فيمضي الوقت ولا تحصل الثمرة، وتنفق الجهود أو الأموال ولا تحصل النتيجة وذلك - حتى لا نطيل - يزيد في الأمر ولعلي أضرب مثالا في قضية العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعض الشباب في هذه الحماسة العلمية يتتبعون مسائل الخلاف وتجد الواحد بعد يوم أو يومين من بداية عنايته بالعلم أو بعنايته بالالتزام إذا به يسمع هذه المسائل الخلافية ويتحدث بها، فلان مخطئ فلان كذا ويبدد الجهود في تتبع الأخطاء وفي حفظ الأحاديث الضعيفة والموضوعة وهو لم يعرف الصحيحة بعد ولم يحفظها ولم يكون من ذلك نظرة علمية واضحة يستطيع بها أن يميز بعد ذلك الخطأ الذي قد يكون في هذه المنهجيات المختلفة.
وقد قال ابن القيم رحمه الله كما ورد في الفوائد قال: من تتبع شواذ المسائل يعني التي فيها الخلافات فقط يتتبعها، يقول: منهج أهل السنة والجماعة أخذ أصول العلم قال: وغيرهم يتتبع شواذ المسائل وهو يقول عن تجربة: وقل من رأيته يفلح في هؤلاء، ما يصل إلى ثمرة لأنه إذا صح التعبير يأخذ من كل بحر قطرة وينتهي بعد ذلك إلى ولا قطرة، ليست هناك هذه الصورة الإيجابية التي بتجميع هذه الجهود نصل بها إلى ثمرة بل هناك ضياع وخسارة.
هناك نقاط صغيرة يمكن بالمكبرات أن ترى وهي مئات أضعاف حجمها من حماسة الناس أحيانا إذا تحمس لأمر جعله هو كل شيء هو مبتدأ الأمر ونهايته وهو أوله وغايته وهو الذي لايمكن أن ينشغل أحد بسواه وإذا انشغل أحد بغيره فهو ضائع وتافه ومضيع للأمور وهكذا تندفع العاطفة تماما هي العاطفة بطبيعتها حتى لو اندفعت العاطفة كما نعرف عند العشاق والمحبين تختصر الدنيا كلها في المعشوق والمحبوب كما قال المجنون ولا بأس أن يكون هذا التفريع للشباب، يقول:
إذا قيل للمجنون: ليلى تريد ... أم الدنيا وما في طواياها
لقال غبار من تراب نعالها ... أحب لنفسي وأشفى لبلواها
يقول ابن الجوزي معلقا: وهذا مذهب المحبين بلا خلاف فمن أحب الله ورسوله كان أدنى شيء منهما أحب إليه من كل هذه الدنيا وما فيها.
فالمسألة الاندفاعية في العاطفة هذه قضية عظيمة ومن أمثلتها: التقديس والتبخيس والتهوين والتهويل: من أحببناه جعلناه ذلك الرجل الذي كأنما هو ملك مبرأ من كل عيب أما علمه فغزير وأما رأيه فسديد وأما منطقه ففصيح وأما تصرفه فحكيم، كأنما لم يكن فيه عيب مطلق ونحن حينئذ نقول: هو الأول وهو الآخر وهو الذي ينبغي أن يكون ... أين هذا من ذلك الاتزان حتى يقول النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم» ويقول: «قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان» يعني يجعل هذا الاعتدال في شخصه عليه الصلاة والسلام وهو من هو في عظمته ومكانته عند ربه سبحانه وتعالى ولذلك مما رواه أبو هريرة وهو من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحب شيء إلينا رؤيته فإذا أقبل علينا لم نقم له لأنا نعرف كراهيته لذلك.
وأحيانا إذا انتقصنا إنسانا وكان غير مقنع لنا فلا نكاد نرى له حسنة من الحسنات:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
وهذه قضية واضحة ونعرف الأمثلة في هذا قصة سلمان رضي الله عنه ولا أريد أن أطيل.
إذن هل نحن الآن مع الحماسة؟ وإلا فترت حماستنا للحماسة والمتحمسين لكننا نقول: لا للتهور، الحماسة التي قلناها نحن باقون على عهدنا بها وعلى تأييدنا لها
ولكن المشكلة: الجهل.
و مشكلة الجهل هي آفة الآفات ومن الجهل: جهل بسيط وجهل مركب كما تعلمون، الجهل الذي نقصده هنا هو غياب كثير من الأصول العلمية المهمة:
معرفة النصوص الشرعية في كثير من الميادين الحياتية والمسائل الآنية المستجدة، معرفة القواعد الشرعية التي هي خلاصة إستقراء للأدلة النصية، معرفة المقاصد الشرعية التي هي خلاصة غاية هذا الدين وأهدافه، معرفة السنن الربانية في طبيعة هذه الحياة وطبيعة قيام الدول وسقوطها وطبيعة مآل المتقين وعاقبة المكذبين والكافرين قضايا كثيرة لا بد أن ندركها ونعرف أنها سنن ماضية لا تتبدل: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} (فاطر: من الآية 43).
لا بد أن يكون عندنا يقين ومعرفة وتشرب لهذه المعاني حتى لا نندفع مع العاطفة بعيدا عن هذه الأصول العلمية المهمة وكما قلت الأمثلة قد تطول ولكنني أذكر عندما نتلو قول الله سبحانه وتعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} (محمد: من الآية 7).
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما نقول: {إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود: من الآية 49).
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الروم:60).
هذه معاني مهمة النبي عليه الصلاة والسلام طبقها والصحابة على سبيل المثال بعض الأمثلة.
في سنن أبي داود نفر من الصحابة كانوا في سفر شج أحدهم، أصابته الجنابة، استفتى أصحابه، قالوا: لا لا بد أن تغتسل، الجو بارد والرجل مشجوج، قالوا: لا بد أن تغتسل، فاغتسل فمات، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «قتلوه قتلهم الله، أفلا سألوا إذ لم يعلموا؟ إنما شفاء العي السؤال» كم من القضايا الضخمة الهائلة والمسائل الكبيرة التي من المفترض أن لا يتكلم فيها إلا أكابر العلماء مجتمعين وإذا بك تجد ذلك الشاب في مقتبل العمر يتناول الحديث فيها ويفتي فيها ويعطي القول الحاسم والجازم ويرفض كل ما يخالف رأيه وقوله وهذا في غالب الأحوال ليس عن أساس علمي وإنما هي عن اندفاعات عاطفية وخليط ومزيج من هذه التجاذبات التي تجتمع لدى هذا أو ذاك وكما قلت المسائل كثيرة.
والوعي هو: إدراك المسائل من جميع جوانبها ومعرفتها من كل وجوهها، كثيرا ما تكون النظرة إلى جانب واحد تذكرنا بالقصة المشهورة للعميان الثلاثة الذين اتفقوا هل رأوا الفيل؟ فأحدهم وقعت يده على خرطومه، والآخر وقعت يده على أذنه، والثالث فكل عندما وصف إنما وصف الجزئية التي رآها وكان الوصف أبعد ما يكون عن الحقيقة لأنه لم تكتمل الأجزاء حتى تتكامل الصورة بشكل واضح.
معرفة الواقع أصل مهم في تنزيل الحكم الشرعي على هذه المسائل وهذه مسألة طويلة وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد فصولا نفيسة في هذه المسألة وقال: إن كل عالم ينبغي أن يكون عالما بالشرع وبصيرا بالواقع حتى يستطيع أن ينزل هذا على ذاك نقص لوعي لما وراء هذه الأمور وما يترتب عليها من المفاسد والمصالح والرؤية التكاملية إذا غابت فإنها في غالب الأحوال يقع لها يعني بها مثل ذلك الذي أشرنا إليه.
كثيرة أجيال الشباب الذين لم يتلقوا تربية متكاملة منهجية على الأصول الإسلامية كثيرون منا كنا في أوقات ليس عندنا أحد يرشدنا أو ربما لقد كنا سرنا في طرق من التسيب أو التفلت أو تجاوز المحارم أو نحو ذلك ثم بعد ذلك عدنا أو كانت لنا ثقافات خليطة ثم بعد ذلك حاولنا أن تكون لنا ثقافة أصيلة هذا الخليط فيه ضعف في التربية ليس فيه تعود على منهجية متكاملة على سير واضح على تخطيط بين على صبر وانضباط كثيرا ما يكون عبارة عن هذه الردود الانفعالية وكثيرا ما نرى الجوانب المتضادة فمن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بغير أن تمر أو بغير أن يكون هناك مرور على منطقة الوسط وهذا مشاهد في كثير من الجوانب.
يرحم الله الشيخ محمدا إذ قال:
" رحابة الصدر في مسائل الخلاف:
أن يكون صدره رحبًا في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد؛ لأن مسائل الخلاف بين العلماء، إما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه ويكون الأمر فيها واضحًا فهذه لا يُعذر أحد بمخالفتها، وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال فهذه يُعذر فيها من خالفها، ولا يكون قولك حجة على من خالفك فيها؛ لأننا لو قبلنا ذلك لقلنا بالعكس قوله حجة عليك.
وأنا أريد بهذا ما للرأي فيه مجال، ويسع الإنسانَ فيه الخلافُ، أما من خالف طريق السلف كمسائل العقيدة فهذه لا يقبل من أحد مخالفة ما كان عليه السلف الصالح، لكن في المسائل الأخرى التي للرأي فيها مجال فلا ينبغي أن يتُخذ من هذا الخلاف مطعن في الآخرين، أو يتُخذ منها سببٌ للعداوة والبغضاء.
فالصحابة - رضي الله عنهم - يختلفون في أمور كثيرة، ومن أراد أن يطلع على اختلافهم فليرجع إلى الآثار الواردة عنهم يجد الخلاف في مسائل كثيرة، وهي أعظم من المسائل التي اتخذها الناس هذه الأيام ديدنًا للاختلاف حتى اتخذ الناس من ذلك تحزبًا بأن يقولوا: أنا مع فلان كأن المسألة مسألة أحزاب فهذا خطأ.
من ذلك مثلا كأن يقول أحد إذا رفعت من الركوع فلا تضع يدك اليمنى على اليسرى، بل أرسلها إلى جنب فخذيك فإن لم تفعل فأنت مبتدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
كلمة مبتدع ليست هينة على النفس، إذا قال لي هذا سيحدث في صدري شيء من الكراهية؛ لأن الإنسان بشر، ونحن نقول هذه المسألة فيها سعة إما أن يضعها أو يرسلها، ولهذا نص الإمام أحمد - رحمه الله - على أنه يخيّر بين أن يضع يده اليمنى على اليسرى وبين الإرسال؛ لأن الأمر في ذلك واسع، ولكن ما هي السنة عند تحرير هذه المسألة؟
فالجواب: السنة أن تضع يدك اليمنى على اليسرى إذا رفعت من الركوع كما تضعها إذا كنت قائمًا، والدليل فيما رواه البخاري عن سهل بن سعد قال «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة» (1) فلتنظر هل يريد بذلك في حال السجود؟ أو يريد بذلك في حال القعود؟ لا بل يريد بذلك في حالة القيام وذلك يشمل القيام قبل الركوع والقيام بعد الركوع، فيجب أن لا نأخذ من هذا الخلاف بين العلماء سببًا للشقاق والنزاع؛ لأننا كلنا نريد الحق وكلنا فعل ما أدّاه اجتهاده إليه، فما دام هكذا فإنه لا يجوز أن نتخذ من ذلك سببًا للعداوة والتفرق بين أهل العلم؛ لأن العلماء لم يزالوا يختلفوا حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
إذن فالواجب على طلبة العلم أن يكونوا يدًا واحدة، ولا يجعلوا مثل هذا الخلاف سببًا للتباعد والتباغض، بل الواجب إذا خالفت صاحبك بمقتضى الدليل عندك، وخالفكم هو بمقتضى الدليل عنده أن تجعلوا أنفسكم على طريق واحد، وأن تزداد المحبة بينكما.
_________
(1) أخرجه البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب: وضع اليمنى على اليسرى، ولفظه: ((عن سهل بن سعد قال: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة)).
ولهذا فنحن نحب ونهنىء شبابنا الذين عندهم الآن اتجاهًا قويًّا إلى أن يقرنوا المسائل بالدلائل وأن يبنوا علمهم على كتاب الله وسنة رسوله، نرى أن هذا من الخير وأنه يبشر بفتح أبواب العلم من مناهجه الصحيحة، ولا نريد منهم أن يجعلوا ذلك سببا للتحزب والبغضاء، وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: الآية: 159) فالذين يجعلون أنفسهم أحزابًا يتحزبون إليها لا نوافقهم على ذلك؛ لأن حزب الله واحد، ونرى أن اختلاف الفهم لا يوجب أن يتباغض الناس وأن يقع في عرض أخيه.
فيجب على طلبة العلم أن يكونوا إخوة، حتى وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية، وعلى كل واحد أن يدعو الآخر بالهدوء والمناقشة التي يُراد بها وجه الله والوصول إلى العلم، وبهذا تحصل الألفة، ويزول هذا العنت والشدة التي تكون في بعض الناس، حتى قد يصل بهم الأمر إلى النزاع والخصام، وهذا لا شك يفرح أعداء المسلمين والنزاع بين الأمة من أشد ما يكون في الضرر قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال، الآية:46).
وكان الصحابة- رضي الله عنهم - يختلفون في مثل هذه المسائل، ولكنهم على قلب واحد، على محبة وائتلاف، بل إني أقول بصراحة: إن الرجل إذا خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه موافق لك في الحقيقة؛ لأن كلًّا منكما طالب للحقيقة وبالتالي فالهدف واحد وهو الوصول إلى الحق عن دليل، فهو إذن لم يخالفك ما دمت تقرّ أنه إنما خالفك بمقتضى الدليل عنده، فأين الخلاف؟ وبهذه الطريقة تبقى الأمة واحدة وإن اختلفت في بعض المسائل لقيام الدليل عندها، أما مَنْ عاند وكابر بعد ظهور الحق فلا شك أنه يجب أن يعامل بما يستحقه بعد العناد والمخالفة، ولكل مقام مقال. اهـ كتاب العلم محمد بن صالح العثيمين (1/ 22 - 28).
اللهم وحد صفنا و اجمع كلمتنا وعلمنا ما ينفعنا و انفعنا بعلمنا و زدنا علما وألف بين قلوبنا واجمع شتات شملنا يا حي يا قيوم.
وأستغفر الله لي و لكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 04:52]ـ
بارك الله فيك يا أبا جهاد على التوجيهات الطيبة النافعة بحول الله.
وأما محل النزاع فهو محرر عندي رعاك الله ويكفي فيه عنوان صاحب الموضوع.
وإني اُدين الله بأن الخلاف في التصوير الفوتوغرافي ضعيف ولا يسوغ من جهة الأدلة , بل لا أدلة مع المخالف وإنما هي شبهات عقلية ومع ذلك فالمخالف عندي معذور من جهة التأويل لا من جهة قوة الخلاف.
فمن كان مقلدا فحكمه بيّن , ومن كان مسترشدا ناقشناه , فإن بقي على تأويله عذرناه ولكن لا نقره على هذا المنكر , والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 05:31]ـ
يسوغ عند من؟! وضعيف عند من؟!
الكل يزعم أن هناك مسائل خلاف سائغة وغير سائغة لكن ما هو الفيصل في تنزيل هذا التأصيل على الفروع كهذه المسألة ومسألة الإسبال التي تقدم النقاش حولها
الفيصل هو فهم أهل العلم
إذا لم يسلك الطالب طريقتهم في التفقه سينظر إلى المسائل نظرة مغايرة عن نظرتهم وينزلها منزلة غير المنزلة التي أنزلوها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 11:21]ـ
شيء أبثه
قد طال حبسه
وددت لو ما خرج
حين أرى بعض من سبق في الطلب
يصيبني الهمُّ
وأتفكر في ما يأتيني
وكيف سأكون!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 01:49]ـ
أولاً يا إخوان اعلموا أن هذه مذاكرة بين طلبة العلم فلسنا علماء فيما أظن، و المذاكرة يتوسع فيها و يذكر الطالب كل ما عن له لتعويد الطلاب على الفقه و تفتيق أذهانهم، لأنها لن تتبع بعمل إلا إذا أقرها العلماء فلا يحزن أحد لهذه الحال كما حزن السبيعي لأن هذه مجرد مذاكرة
ثم أسأل كل من قال بإباحة نوع من أنواع التصوير سواء كان الفوتوغرافي أم غيره
هل فيه عمل بشري أو لا بدون حيدة
إن قال نعم فيه عمل بشري حتى لو زعم أنه ليس كله عمل بشري لزمه أن فيه المضاهاة التي جعلها علة التحريم و أنه حرام
و إن قال ليس فيه عمل بشري لزمه إنكار مشيئة العبد و أن العبد مجبور على فعله
و خذوا خبراً عاماً " كل مصور في النار " و أخبروني بنص يخص التصوير الفوتوغرافي منه
و خذوا أمراً مطلقاً " لا تدع صورة إلا طمستها " و أخبروني بنص يقيد التصوير الفوتوغرافي منه
و اسألوا من أردتم عن هذا الدليل
علماً أنه لا يدخل في هذا الكلام من كان يحرمه في الأصل لكن يحلة لضرورة بقدرها أو لحاجة عارضة و تزول
و و فقنا الله و إياكم و مشايخنا و مشايخكم لكل خير
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 02:01]ـ
يسوغ عند من؟! وضعيف عند من؟!
يسوغ الخلاف إذا اختلف مجتهدين مطلقين أو من اتبعهما و لم يجدا دليلاً يلزم كل منها الآخر به فإنهم يعذر بعضهم بعضاً
أما أن يجتهد شخصين غير مجتهدين و يأتيان بقول من عندهما ثم يقولان يعذر بعضنا بعضاً فهذا مذهب أهل الرأي الذين يقدمون آراءهم على النصوص أو يستصحبون البراءة الأصلية و لم يعرفوا النصوص
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 02:10]ـ
بارك الله فيك يا صاحب النقب
والأخ أمجد دع عنك الأرهاب الفكري , فلم نأتي ببدع من لقول , وكن موضع الناصح إن وجدت ما تزعم في كلام إخوانك وصحح لهم.
واعلم وفقك الله بأنك مجرد مراقب لما قد تفهم منه أنه غلط ولا ينبغي فتقوم بدورك الإشرافي حوله.
وأما أن تتسلط على الحجج والبراهين الصحيحة بمجرد الرأي فليس لك هذا فأفهم ذلك.
واعلم أنك في موقع والله خطير إن لم تتق الله فيه , فتقوم بحجب الحق , وترك الباطل وأنت لا تدري.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 03:17]ـ
أولاً يا إخوان اعلموا أن هذه مذاكرة بين طلبة العلم فلسنا علماء فيما أظن، و المذاكرة يتوسع فيها و يذكر الطالب كل ما عن له لتعويد الطلاب على الفقه و تفتيق أذهانهم، لأنها لن تتبع بعمل إلا إذا أقرها العلماء فلا يحزن أحد لهذه الحال كما حزن السبيعي لأن هذه مجرد مذاكرة
نصيحة مني إليك: راجع قريبا آداب الحوار و المذاكرة .. لعلك أخطأت في بعض ما قلت.
ثم أسأل كل من قال بإباحة نوع من أنواع التصوير سواء كان الفوتوغرافي أم غيره
وعي كامل بمحل النزاع ... لمن تأمل!!
هل فيه عمل بشري أو لا بدون حيدة
نعم فيه عمل بشري.
إن قال نعم فيه عمل بشري حتى لو زعم أنه ليس كله عمل بشري لزمه أن فيه المضاهاة التي جعلها علة التحريم و أنه حرام
بشراك: حرم النظر في المرآة فإنه يلزم منه ما ألزمتنا به في إلزامك المتين هذا.
و إن قال ليس فيه عمل بشري لزمه إنكار مشيئة العبد و أن العبد مجبور على فعله
!!!!!!!!!!
و خذوا خبراً عاماً " كل مصور في النار " و أخبروني بنص يخص التصوير الفوتوغرافي منه
و خذوا أمراً مطلقاً " لا تدع صورة إلا طمستها " و أخبروني بنص يقيد التصوير الفوتوغرافي منه
و اسألوا من أردتم عن هذا الدليل
حولها ندندن.
والقائلون بالجواز لا يسلمون أن التصوير الفوتغرافي داخل هنا ... ولعلك اطلعت على أقوالهم في المسألة كما هو المفترض في من يبحث عن الحق.
فائدة مهمة:
كيف تعمل الكاميرا؟
كاميرا غير أتوماتيكية من بينتاكس
التكنولوجيا التي تعمل بها الكاميرا سهلة وبسيطة ذات أساس فيزيائي، ولتوضيح ذلك سنقوم بتوضيح العناصر الرئيسية للكاميرا والتي هي عبارة عن ثلاثة اجزاء رئيسية هي على النحو التالي:
الجزء البصري (العدسات)
الجزء الكيميائي (الفيلم)
الجزء الميكانيكي (جسم الكاميرا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكمن سر التقاط الصورة باستخدام الكاميرا في ضبط وتجميع الأجزاء الثلاثة، فيقوم الجزء البصري بتجميع الضوء المنعكس من الجسم المراد التقاط صورة له وإدخال كمية محسوبة من الضوء يتحكم فيها عمل الأجزاء الميكانيكية لتسقط على الفيلم الذي بدوره يخزن معالم الصورة في شكل تغيرات كيميائية لمادة الفيلم. هذا باختصار وللتوضيح سنقوم بشرح تفصيلي لما سبق.
ولكن قبل ذلك يجب أن نعلم أن هناك أنواع مختلفة للكاميرات فمنها الكاميرات اليدوية (غير الأتوماتيكية) وهناك الكاميرات الاتوماتيكية والكاميرات الفورية وكاميرات الديجيتال الرقمية، وحتى نوضح فكرة عمل الكاميرا سنتعامل في البداية مع الكاميرات اليدوية والتي تعرف بالانجليزية بـ manual single-lens-reflex (SLR) على ان يتم شرح فكرة عمل الأنواع الأخرى فيما بعد.
الأساس الفيزيائي للتصوير
الجزء البصري في الكاميرا هو العدسة والتي هي ببساطة جزء كروي من الزجاج، تقوم العدسة بتجميع الأشعة الضوئية المنعكسة من الجسم المراد تصويره وتكوين صورة لهذا الجسم. ولكن السؤال هو كيف تقوم العدسة الزجاجية بهذا العمل وما هو الأساس الفيزيائي لذلك؟
الضوء ينتقل من وسط الهواء (الفراغ) إلى وسط مختلف مثل الزجاج (العدسة هنا) فيحدث انحناء للضوء نتيجة لظاهرة فيزيائية تدعى انكسار للضوء Refraction نتيجة لاختلاف سرعة الضوء في الفراغ عنه في الزجاج حيث تكون سرعة الضوء أكبر مايمكن في الفراغ وتقل عند عبورها لأي وسط آخر.
ولمزيد من الفهم لظاهرة انحناء الضوء نتيجة لظاهرة الانكسار دعنا نتأمل في المثال التالي:
تخيل انك تدفع عربة بقوة منتظمة وحيث أن القوة التي تدفع بها العربة منتظمة أي ثابتة فإن سرعة العربة ستكون ثابتة ايضا، هذا إذا كان الوسط الذي تتحرك فيه العربة متجانساً أي له طبيعة منتظمة كأن تدفع العربة على الرصيف. ولكن ماذا يحدث لو بدأت تدخل بالعربة على أرض عشبية؟ فإن العربة سوف تقل سرعتها حيث ان قوة الاحتكاك تصبح اكبر ولهذا تحتاج ان تزيد قوة الدفع لتحافظ على نفس السرعة التي كانت على الرصيف.
والآن تخيل أنك قمت بدفع العربة إلى الأرض العشبية بزاوية فإن شيئاً آخر سيحدث! حيث إن العجلة اليمين للعربة تدخل إلى منطقة الأرض العشبية قبل العجلة اليسار فإن العجلة اليمين تقل سرعتها بينما العجلة اليسار لازالت محتفظة بسرعتها الأصلية، وهذا سيؤدي الي انحراف العربة إلى اليمين نتيجة لاختلاف سرعة العجلتين للعربة.
شرح ظاهرة انحناء الضوء نتيجة لظاهرة الانكسار
يكون هذا التأثير مشابه لنفس التأثير الذي يحدثه الزجاج على الضوء عندما يسقط عليه بزاوية ما، فينحني الضوء عندما يخرج من الجهة الأخرى للزجاج لأن جزء من حزمة الضوء ستكون في الفراغ فتزداد سرعتها بينما الجزء المتبقي لازال بسرعته داخل الزجاج إلى أن يترك الزجاج، وحيث أن العدسة المستخدمة في الكاميرا من الزجاج وتتكون من سطحين كرويين منحنيين للخارج كما في الشكل التالي تسمى بالعدسة المجمعة أو العدسة المحدبة Convex Lens وعندما تسقط حزمة الضوء على العدسة أو تنفذ منها فإنها تنحني باتجاه مركز العدسة.
فكرة عمل العدسة لتكوين الصورة بظاهرة انكسار الضوء
لنفترض مصدراً ضوئياً مثل شمعة فإن الضوء الصادر من لهب الشمعة المركز في نقطة محددة ينتشر في كل مكان، وتكون هذه الأشعة متباعدة باستمرار، وباستخدام عدسة مجمعة تعمل على تجميع الأشعة المتباعدة من ضوء الشمعة وتكون صورة للهب الشمعة، انظر الى الشكل السابق ودقق في مسارات الضوء الثلاثة التي انعكست من رأس القلم الرصاص (الجسم) حيث تجدها متباعدة وتقوم العدسة باعادة تجميعها لتكون الصورة على الفيلم.
التركيز أو التبئير Focus
وجدنا في الشرح السابق أن الصورة تتكون بواسطة الضوء النافذ عبر العدسة المجمعة، وتعتمد خصائص الصورة على مسار الضوء الذي ينفذ عبر العدسة والذي يعتمد على:
زاوية سقوط الضوء على العدسة
شكل العدسة نفسها
(يُتْبَعُ)
(/)
تتغير زاوية سقوط الضوء على العدسة بتقريب الجسم من العدسة او إبعاده. فعندما يكون القلم قريباً من العدسة تكون زاوية السقوط أكثر حدة منها عندما يكون القلم بعيداً عن العدسة. وينتج عن ذلك انه في حالة الجسم القريب من العدسة فإن الضوء النافذ يتم تجميعه على مسافة بعيدة بينما عندما يكون الجسم بعيداً عن العدسة فإن الضوء النافذ يتم تجميعه على مسافة قريبة. وهذا يعني أن مجموع زوايا الانحناء الكلي للضوء قبل سقوطه على العدسة وبعد نفاذه يبقى ثابتاً.
العلاقة بين بعد الجسم عن العدسة وتأثيره على بعد الصورة
والخلاصة هي أن الضوء الساقط من مصادر قريبة من العدسة يتجمع بعيدا عنها، والضوء الساقط من مصادر بعيدة يتجمع على مسافة قريبة من العدسة. بمعنى آخر تتكون الصورة بالقرب من العدسة عندما يكون الجسم بعيدا عن العدسة والعكس صحيح.
يمكنك أن تجرب هذه الظاهرة بوضع عدسة قراءة بين شمعة وجدار الغرفة باستخدام شمعة وعدسة قراءة فتشاهد تكون صورة مقلوبة للشمعة على الجدار، ولكن الصورة لا تكون واضحة تماماً حيث لا تكون معالمها واضحة وتظهر على الجدار مشوهة وهذا يعني أن صورة الشمعة لا تسقط بالضبط على الجدار فتحتاج إلى تحريك العدسة قليلاً لإظهار الصورة بأوضح شكل لها وهذا ما يعرف بالتبئير أو تركيز الصورة Focus.
الصورة الواضحة تتكون بضبط المسافة بين العدسة والفيلم
وفي الكاميرا اليدوية نقوم بنفس الشيء عندما نحرك عدسة الكاميرا في التجويف الخاص بها لنحصل على أوضح صورة حيث تتحرك العدسة لتغير المسافة بينها وبين الفيلم. وعند إيجاد الموضع الدقيق للعدسة نقول أنه تم ضبط التبئير In Focus فنحصل على صورة واضحة. (الكاميرات الأوتوماتيكية تقوم بالتبئير بطريقة إلكترونية).
العلاقة بين شكل العدسة وحجم الصورة
لاحظنا أن العدسة تعمل على انحناء الضوء الساقط عليها بزاوية محددة لا تعتمد على زاوية السقوط ولكن تعتمد على شكل العدسة المستخدمة. فالعدسة ذات الشكل الكروي الأكثر تحدباً تكون زاوية انحناء الضوء لها أكبر، وهذا له الأثر على تكوين صور أقرب إلى العدسة، بينما العدسات التي لها سطح كروي أقرب إلى السطح المستوي فإنها تكون صورة بعيدة نسبياً عن العدسة.
زيادة المسافة بين العدسة والصورة يعمل على تكبير حجم الصورة المتكونة مثلما لو كان عندك بروجكتور وقمت بإبعاده عن الحائل فإن الصورة ستكبر بزيادة المسافة بين البروجكتور والحائل حيث يعمل ذلك على انتشار الضوء على مساحة أكبر كلما زادت المسافة، وهذا ما يحدث في الكاميرا ولكن مع اعتبار أن مساحة الفيلم التي تستقبل الصورة ثابتة، فهذا يعني ان زيادة المسافة بين العدسة والصورة سيتيح للفيلم التركيز على جزء محدد من الصورة وهو ما يعرف بالتكبير Magnification ، وفي الكاميرات المتخصصة يتم تزويدها بمجموعة مختلفة من العدسات لتتيح للمصور تغيير التكبير للمشهد المراد تصويره.
قدرة التكبير للعدسة المستخدمة في الكاميرا تحدد بالطول البؤري Focal Length وهو المسافة بين العدسة والصورة عندما يكون عندها الجسم بعيداً جداً، ويحدد البعد البؤري عن طريق تكوين صورة للقمر فالمسافة بين صورة القمر والعدسة تحدد البعد البؤري لها.
عدسة كاميرا بعدها البؤري 50 مم
يستخدم المصورون المحترفون عدسات مختلفة لحالات مختلفة، فمثلاً لتصوير مشهد لجبل نستخدم عدسة ذات بعد بؤري كبير تسمى تليفوتو Telephoto Lens، ولتصوير مشاهد قريبة وذات اتساع كبير تستخدم عدسة ذات بعد بؤري قصير وتسمى عدسة الزاوية العريضة Wide-Angle Lens. أما في الحالات العادية حيث يكون التصوير لمشاهد ليست بعيدة أو قريبة فتستخدم العدسة العادية ذات بعد بؤري 5 سم والتي لا يكون لها تكبير او تأثير على الصورة.
تخزين الصورة
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الجزء الكيميائي في فكرة عمل الكاميرا وهو عبارة عن الفيلم، ويكون دور الفيلم في الكاميرا بمثابة الوسيلة التي تخزن فيها الصورة لنتمكن من طباعتها فيما بعد والاحتفاظ بها. وتعتمد فكرة تخزين محتويات الصورة على الفيلم على التغيرات الكيميائية التي يحدثها الضوء على مكونات الفيلم. حيث يتكون الفيلم من حبيبات دقيقة حساسة للضوء موزعة على شريحة بلاستيكية، وعندما تتعرض تلك الحبيبات للضوء تحدث تفاعلات كيميائية تحدث تغيرات لتلك الحبيبات التي تعرضت للضوء وتترك الباقي بدون تغيير، فهكذا يكون الفليم قد اختزن محتويات الصورة ونحتاج إلى طريقة كيميائية أخرى لإظهار الصورة ومن ثم طباعتها.
إلتقاط الصورة
تحدثنا فيما سبق عن الفكرة الأساسية لعملية التصوير الفوتوغرافي والتي تتلخص في تكوين صورة باستخدام عدسة مجمعة، وتخزين الصورة على شريحة من مواد حساسة للضوء. هذا باختصار فيما يتعلق بعملية التصوير ولكن لاخذ صورة واضحة ودقيقة فإن هناك العديد من أدوات التحكم الي لابد من القاء مزيد من الضوء عليها.
بداية لا يمكن أن تتكون الصورة إلا بعزل الفيلم عن الضوء تماماً حتى اللحظة التي نقوم فيها بالتقاط الصورة حيث نسمح في تلك اللحظة للضوء بالسقوط على الفيلم، ولهذا فإن جزء الكاميرا الداخلي عبارة عن صندوق مظلم مغلق بواسط غالق يسمى Shutter يفتح ويغلق بين العدسة والفيلم. وكلمة كاميرا هي يونانية الأصل وتعني حجرة مظلمة.
وتكمن عملية الحصول على صورة واضحة في التحكم بكمية الضوء التي تسقط على الفيلم، فكمية ضوء عالية تعني تعني تسليط ضوء أكثر من اللازم على حبيبات الفيلم الحساسة فتظهر الصورة بدون معالم أي نحصل على هالة بيضاء محل الصورة، وإذا كان الضوء أقل من المطلوب فإن حبيبات اقل من اللازم لا تكفي لإظهار الصورة ونحصل على صورة معتمة تقترب إلى السواد. وفي الشرح التالي سنوضح كيفية تحكم الكاميرا بكمية الضوء.
التحكم في كمية التعريض
إن المقصود في التحكم في كمية التعريض Exposure هي التحكم في كمية الضوء اللازمة لاظهار صورة واضحة وهذا يتم من خلال التحكم في
كمية الضوء الذي ينفذ من العدسة إلى الفيلم
فترة تعريض الفيلم للضوء
أولاً التحكم في كمية الضوء الذي ينفذ من العدسة إلى الفيلم
لزيادة وإنقاص كمية الضوء الذي يعبر من العدسة نقوم بتغيير فتحة العدسة Aperture وهو عبارة عن شرائح رقيقة من المعدن في صورة أقراص دائرية يمكن أن تغلق وتفتح معطية فتحة يمكن التحكم في نصف قطرها وتكون مثبتة خلف العدسة تماماً وهي تشبه حدقة العين التي تتسع وتضيق حسب كمية الضوء التي تتعرض لها العين. فعندما تكون فتحة العدسة ضيقة تكون كمية الضوء قليلة، وإذا كانت فتحة العدسة واسعة فإن كمية ضوء أكثر تنفذ إلى الفيلم.
ثانياً التحكم في فترة تعريض الفيلم للضوء
يتم التحكم في الفترة الزمنية لتعريض الفيلم للضوء من خلال سرعة الغالق Shatter Speed، ومعظم الكاميرات يدوية التحكم تستخدم حاجز مكون من شريحتين كل شريحة لها نفس مقاس الفيلم، قبل التقاط الصورة تكون الشريحة الأولى أمام الفيلم مغلقة فنضمن أن يكون الفيلم معزولاً تماماً عن الضوء، وعند التقاط الصورة تنزلق الشريحة الأولى بسرعة معينة لتسمح للضوء بالنفاذ إلى الفيلم وبعدها تنزلق الشريحة الثانية لتحجب الضوء عن الفيلم.
تتم العملية السابقة بواسطة حركة ميكانيكية معقدة مكونة من زنبركات ومفاتيح وتروس مثل تلك الموجودة في داخل الساعة. فعندما نقوم بالضغط على زر التقاط الصورة وهو زر تشغيل الغالق فإن عمليات ميكانيكية متسلسلة تعمل حسب توافق زمني دقيق، بحيث تعمل حركة الغالق على تحريك ذراع يعمل على تحريك مجموعة من التروس، ويمكن شد أو تخفيف الشد على الزنبركات من خلال ضبط سرعة الغالق للكاميرا، فهذا يعمل على زيادة أو تقليل الزمن اللازم لانزلاق الحاجز الأول ليفتح المجال أمام الضوء لينفذ إلى الفيلم قبل إغلاق الفتحة بواسطة الحاجز الثاني. فعند اختيار سرعة الغالق لتكون بطيئة فإن الفتحة تبقى لمدة أطول مما لو ضبطنا سرعة الغالق لتكون سريعة فينزلق الحاجز الثاني مباشرة بعد حركة الحاجز الأول مما يسمح للفتحة أن تبقى لفترة قصيرة من الزمن وبالتالي كمية أقل من الضوء.
(يُتْبَعُ)
(/)
مما سبق نرى أن هناك الكثير من الأمور التي يجب ضبطها للحصول على صورة واضحة وبجودة عالية، ومن هذه الأمور سرعة الفيلم واتساع فتحة العدسة وسرعة الغالق، وفي معظم الكاميرات اليدوية ولمساعدة المصورين المستخدمين للكاميرات اليدوية في ضبط الكاميرا على القياسات الصحيحة يتم تزويد الكاميرات بمقياس لشدة الضوء، وهذا المقياس هو عبارة عن مجس ضوئي من المواد اشباه الموصلات (فوتوديود) يقوم بتحويل شدة الضوء إلى طاقة كهربية يتم تفسيرها من خلال سرعة الفيلم وسرعة الغالق.
لنقم الآن بتجميع ماسبق ونشرح آلية عمل الكاميرا لتوجيه الضوء إلى الفيلم لالتقاط الصورة.
آلية عمل الكاميرا اليدوية
هناك نوعان من الكاميرات المستخدمة النوع الأول هو الكاميرات اليدوية والنوع الثاني هو الكاميرات الاوتوماتيكية أو ما يعرف بمصطلح صوب والتقط الصورة Point-and-Shoot، ويختلف النوعان في الطريقة التي يرى بها المصور المشهد، ففي الكاميرات الأتوماتيكية يعمل المنظار عمل نافذة خارجية في الكاميرا حيث يكون مسار الضوء الذي يعطى صورة المشهد عبر المنظار مختلف عن مسار الضوء الذي يسقط على العدسة ومن ثم على الفيلم. لذا فإن المنظار في هذا النوع يعطي صورة تقريبية للمشهد الذي سيتم تصويره على الفيلم ولكن في نوع الكاميرات اليدوي يكون المسار الضوئي الذي يعطي صورة المشهد عبر المنظار هو نفسه الذي جمعته عدسة الكاميرا ليسقط على الفيلم بمجرد الضغط على زر تحريك الغالق.
فالشعاع الضوئي الذي يحمل تفاصيل المشهد المراد تصويره حيث يسقط الضوء على مرآة مثبتة بين العدسة والغالق حيث تقوم المرأة بعكس الشعاع الضوئي ليسقط عموديا على شاشة شفافة ومن ثم على مجموعة من المرايا لتوجيه الضوء للمنظار.
مسار الضوء في الكاميرا اليدوية
الهدف من الشاشة الشفافة هي استقبال الصورة المنعكسة من المرآة، ووظيفة المرايا هي إعادة عكس الصورة لتكون صورة مماثلة غير معكوسة ومن ثم توجيهها إلى المنظار ليراها المصور قبل التقاط الصورة.
الخلاصة
نستنتج مما سبق أن فكرة التصوير فكرة بسيطة ولا تتعدى عن حجب الفيلم عن الضوء في صندوق مغلق والتحكم بكمية محددة من الضوء لتسقط على الفيلم. ولا شك أن التعقيدات التي شهدناها ما هي إلا أدوات ميكانيكية تعمل بتزامن دقيق للتحكم في الضوء بعد الضغط على زر الكاميرا لالتقاط الصورة. منقول من موقع المهندسين العرب باختصار قليل.
وأخيرا أقول:
لعله غاب عن بعض إخواننا أن كل هذه المعلومات أساسية في الحكم على التصوير الفوتوغرافي لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
وما زلت عند قولي ...
نعم الخلاف في هذه المسألة خلاف سائغ لا ينكر ذلك إلا من ضاق عطنه وقل فقهه ودق علمه وجل جهله بأقوال الناس. والله الهادي إلى سواء الصراط
هذه إن شاء الله تعالى آخر مشاركاتي في هذا الموضوع ... وما ذلك إلا لما رأيته من شطحات من بعض إخواننا زهدني في المذاكرة ... عفا الله عنا و عنه.
وأسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 04:37]ـ
مذاكرة جيدة ... سأعيد قراءتها ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 09:02]ـ
يا أبا عمر كلامك الأخير هو الإرهاب الفكري
ولا أدري هل الصرامة في دفع بعض الآراء التي ليس لها حظ من النظر _ أعني عدم اعتبار الخلاف في التصوير الفوتغرافي_ من الإرهاب الفكري
ثم لماذا تحشر الإشراف هنا ولم أحذف ولم يحذف غيري أي مشاركة أو كلمة من كلمات المخالف
أم تريد من المشرف أن لا يزيف ما وهى من الأقوال لكونه مشرفا صاحب سلطة
قولك:
وأما أن تتسلط على الحجج والبراهين الصحيحة بمجرد الرأي فليس لك هذا فأفهم ذلك.
ينبغي أن تفهم ويفهم غيرك أن كثيرا من مخالفيكم في بعض المسائل التي تحتجون عليها ببعض النصوص لا يتعمدون مخالفة النص ومعارضته بالرأي
ولكن هو يخالف في فهم النص الذي يرى أن فهمك له خاطيء أو لا يرى أنه يصح الاستدلال به على محل النزاع
فهو خالف في فهم النص لا النص فتنبه
لذلك زعم كثير من إخواننا المتحمسين أننا ومن سبقنا من علمائنا في قولنا أن غسل الجمعة ليس بواجب وجوب فرض بل وجوب سنة
زعم أننا خالفنا النص ورددناه بآرائنا كما فعلوا مع النووي وغيره
ولم يفهموا أن هؤلاء العلماء إنما خالفوهم في فهم النص لا في كونه حجة أم لا أو دفعوه برأي أو قياس
مع أن ابن رجب ذكر في الفتح أن من حمله على وجوب الفرض ليس له سلف ولم يفهم قول السلف
ومسألتنا أولى من مسألة غسل الجمعة في كون الخلاف فيها سائغ
فأي دلالة أصرح من قول النبي صلى الله عليه وسلم غسل الجمعة واجب ثم نرى جمهور العلماء على أنه سنة
ومع ذلك فهي بالاتفاق الخلاف فيها سائغ إلا عند من لا يعتد برأيه
ـ[أبومنصور]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 12:46]ـ
أما مجرد الاحتفاظ بالصورة لجواز السفر أو لبطاقة التعريف أو ليعرف الشخص مثلا أو للذكرى والاعتبار والموعظة فهذا لا حرج فيه شرعا ولم يرد أي نص به
معذرة على التطفل على هذا النقاش المفيد .. لكني شدتني عبارة اخينا ابي جهاد - وفقه الله لكل خير- .. فالذي قراته لبعض من يجيز التصوير الفوتوغرافي - كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله - انهم يفرقون بين جواز التصوير الفوتوغرافي وبين الاحتفاظ بتلك الصور للذكرى .. فيجيزون الاولى ويحرمون الثانية .. فارجو ان توضح هذه النقطة .. وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 01:00]ـ
كذلك المرآة فيها عمل بشري من صنعها وجعلها تعكس الصورة.
وأعلم أن بعض السلف لا يحرم من الصور إلا إذا كانت مجسمة بأن يصنع تمثالا" على صورة إنسان أو حيوان أما التلوين أي غير مجسمة فهى جائزة عند هؤلاء ونحن نحكي خلاف العلماء ولو كنا لا نراه.
أما الاستثناء من طمس الصور فهو حاصل فالنبي صلى الله عليه وسلم اتخذ وسادة فيها صورة كما جاء في البخاري ومسلم وهذه عائشة تلعب بالبنات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إلا رقما" مع إن بعض الذي يجيز الفوتغرافي يقول بوجوب طمس الصورة.
أما كل مصور في النار فهذا صحيح لكن التصوير الفوتغرافي لا يدخل عند من يقول به لأنه ليس مصورا.
وأعلم أن العلماء الذين يحرمون التصوير الفوتغرافي يجيزون التصوير بالفديو وما أشبه ذلك وهل هناك فرق بينه وبين الفوتغرافي حتى يكون الأول حرام والثاني جائز.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 02:04]ـ
قولك يا أبا جهاد: وعي كامل بمحل النزاع ... لمن تأمل!!
هذا تهكم لن أرد عليه إلا بقولي هل هذه آداب الحوار التي أردت تعليمي إياها
و قولك: بشراك: حرم النظر في المرآة فإنه يلزم منه ما ألزمتنا به في إلزامك المتين هذا.
أيضاً فيه تهكم و الإجابة عليه تأتي
و قولك والقائلون بالجواز لا يسلمون أن التصوير الفوتغرافي داخل هنا
أقول فما دليلهم و لماذا لا يسلمون
أما الجديد الذي جئت به فهو أن الصورة كالمرآة و هذا قياس مع الفارق المؤثر في الحكم
و الجواب أن الصورة في المرآة تابعة للصورة الحقيقية للرجل الذي يقف أمامها لأنها تزول بزواله ولهذا ليست مضاهية لها
أما الكاميرا التي شرحت طريقتها فهي في آخر المطاف عندما تعكس الصورة تثبتها على الورقة أو على شريط الفيديو و يمكن عرضها مستقلة عن الشخص الذي أمامها و لهذا تكون مضاهية لصورته و ليست تابعة لها و الفتنة بها قائمة أما الصورة في المرآة فلو كان أحد سيفتن لافتتن بصاحب الصورة التي أمام المرآة
و إن أردت صححت إلزامي و قلت لمن أباح التصوير الفوتوغرافي هل فيه عمل بشري ينتج صورة تستقر بعد زوال المصوَر ...
و هذا التصحيح استفدته من مذاكرتك فجزاك الله خيراً
الأخ أمجد و أبو عمر إن شاء الله لا يوجد إرهاب فكري من الطرفين
الأخ أمجد نعرف أن المخالفين لا يتعمدون مخالفة النص و لكن قد يخطئون و يخالفونه و قد نخطئ و نخالفه
الأخ بندر قولك: وأعلم أن بعض السلف لا يحرم من الصور إلا إذا كانت مجسمة بأن يصنع تمثالا" على صورة إنسان أو حيوان أما التلوين أي غير مجسمة فهى جائزة عند هؤلاء ونحن نحكي خلاف العلماء ولو كنا لا نراه.
انقل لنا نصوصهم لنستفيد و نتأكد هل مرادهم صناعتها أو إتخاذها
و قولك: أما الاستثناء من طمس الصور فهو حاصل فالنبي صلى الله عليه وسلم اتخذ وسادة فيها صورة كما جاء في البخاري
فهل تعني هذا الحديث قدم رسول الله (من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله (هتكه، وقال: ((أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله عز وجل)). قالت: فجعلناه وسادة أو وسادتين فهذا نص فيه على أنه هتكة قبل أن يجعله و سادة
و قولك: وهذه عائشة تلعب بالبنات على عهد النبي صلى الله عليه
مع أنه دليل مجمل فقد تسمى اللعبة بنتاً و هي ليس لها صورة أي ليس لها وجه كما نقل عن المنذري، و مع هذا إن قيل بجوازه فهو خاص بالأطفال
و قولك: وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إلا رقما"
قولهم في متخذ الصورة التي هي رقم و ليس في مصورها
و قولك: مع إن بعض الذي يجيز الفوتغرافي يقول بوجوب طمس الصورة.
كيف يجوز التصوير ثم يجب الطمس
و قولك: أما كل مصور في النار فهذا صحيح لكن التصوير الفوتغرافي لا يدخل عند من يقول به لأنه ليس مصورا.
ما الدليل أنه ليس مصوراً من اللغة و الشرع و الحس
أرجع و أقول أن من أباحه ضرورة مثل الشيخ ابن باز فهذا له دليل مخصص للأخبار و مقيد للأوامر و هو قوله تعالى: " إلا ما اضطررتم إليه "
و أن من أباحه للحاجة مثل ابن عثيمين الذي وسع الناس قوله ليحتجوا به على إباحة التصوير الفوتوغرافي بالعموم
(فقد نص في فتاواه أنه فيه عمل بشري فلا يخف أحد أنه يرمى بالجبر، و نص أنه محرم للشبهة لكن إن كان لحاجة فيعمل حتى مع وجود الشبهة)
و عندي له دليل لم يذكره بل ذكره أحد طلابه و هو الحديث " إن الله يكره هذه المشية إلا في هذا الموضع " فتقاس الصورة التي يحتاج إليها لإرهاب العدو في المعركة على المشية التي أبيحت حال المعركة لإرهاب العدو لكنها حاجة عارضة و تزول تدخل في قولهم ما حرم سداً للذريعة أبيح للحاجة
أما من إباحه لمجرد التحسين لا لضرورة و هي دفع المفاسد و لا لحاجة و هي جلب المصالح و إنما للتكميل فهذا الذي يتوجه إليه كلامي
و جزى الله خيراً من ذاكرني و فتق ذهني في العلل و المقاييس و روى لي من الآثار ما يدل على الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 03:48]ـ
هذا بحث منقول من الموسوعة الفقهية الكويتية وليعلم أنه ينبغي لطالب العلم إذا أراد المناقشة في مسألة ما فعليه أن يحيط بتلك المسألة وأدلتها وأقوال العلماء فيها لأن أقوال العلماء كما قال ابن القيم دليل إلى الدليل.ونأسف من صاحب الموضوع لأننا أبتعدنا عن الموضوع لكن لعله قد أجيب عن مايريد وبهذا البحث يتقرر قول من يقول أن الخلاف في التصوير الفوتوغرافي سائغ.
تَصْوِيرُ صُورَةِ الإِِْنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ فِي الشَّرِيعَةِ الإِِْسْلاَمِيَّةِ:
19 - اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حُكْمِ تَصْوِيرِ ذَوَاتِ الأَْرْوَاحِ مِنَ الإِِْنْسَانِ أَوِ الْحَيَوَانِ عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْوَالٍ:
20 - الْقَوْل الأَْوَّل:
إِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ حَرَامٍ. وَلاَ يَحْرُمُ مِنْهُ إِلاَّ أَنْ يَصْنَعَ صَنَمًا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
تَعَالَى، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قَال أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (1) وَلِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَْصْنَامِ (2) - وَاحْتَجَّ الْقَائِلُونَ بِالإِِْبَاحَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي حَقِّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيل وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} (3) قَالُوا: وَشَرْعُ مَنْ قَبْلَنَا شَرْعٌ لَنَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} (4).
وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقِّ الْمُصَوِّرِينَ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ (5) وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ وَقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً (6) قَالُوا: وَلَوْ كَانَ هَذَا عَلَى ظَاهِرِهِ لاَقْتَضَى تَحْرِيمَ تَصْوِيرِ الشَّجَرِ وَالْجِبَال وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، مَعَ أَنَّ ذَلِكَ لاَ يَحْرُمُ بِالاِتِّفَاقِ، فَتَعَيَّنَ حَمْلُهُ عَلَى مَنْ قَصَدَ أَنْ يَتَحَدَّى صَنْعَةَ الْخَالِقِ عَزَّ وَجَل وَيَفْتَرِيَ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يَخْلُقُ مِثْل خَلْقِهِ.
21 - وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقِّ الْمُصَوِّرِينَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ (1) قَالُوا: لَوْ حُمِل عَلَى التَّصْوِيرِ الْمُعْتَادِ لَكَانَ ذَلِكَ مُشْكِلاً عَلَى قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ. فَإِِنَّ أَشَدَّ مَا فِيهِ أَنْ يَكُونَ مَعْصِيَةً كَسَائِرِ الْمَعَاصِي لَيْسَ أَعْظَمَ مِنَ الشِّرْكِ وَقَتْل النَّفْسِ وَالزِّنَا، فَكَيْفَ يَكُونُ فَاعِلُهُ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا، فَتَعَيَّنَ حَمْلُهُ عَلَى مَنْ صَنَعَ التَّمَاثِيل لِتُعْبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.
- وَاحْتَجُّوا أَيْضًا بِمَا يَأْتِي مِنَ اسْتِعْمَال الصُّوَرِ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبُيُوتِ أَصْحَابِهِ، وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ تَعَامُلُهُمْ بِالدَّنَانِيرِ الرُّومِيَّةِ وَالدَّرَاهِمِ الْفَارِسِيَّةِ دُونَ نَكِيرٍ، وَبِالأَْحْوَال الْفَرْدِيَّةِ لِلاِسْتِعْمَال الْوَاقِعِ مِنْهُمْ مِمَّا يَرِدُ ذِكْرُهُ فِي تَضَاعِيفِ هَذَا الْبَحْثِ، دُونَ تَأْوِيلٍ.
وَقَدْ نَقَل الأَْلُوسِيُّ هَذَا الْقَوْل فِي تَفْسِيرِهِ عِنْدَ تَفْسِيرِ الآْيَةِ " 13 " مِنْ سُورَةِ سَبَأٍ، حَيْثُ ذَكَرَ أَنَّ النَّحَّاسَ وَمَكِّيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَابْنَ الْفَرَسِ
نَقَلُوهُ عَنْ قَوْمٍ (1) وَلَمْ يُعَيِّنْهُمْ. مِنْ أَجْل ذَلِكَ فَإِِنَّ هَذَا الْقَوْل يُغْفِل ذِكْرَهُ الْفُقَهَاءُ فِي كُتُبِهِمُ الْمُطَوَّلَةِ وَالْمُخْتَصَرَةِ، وَيَقْتَصِرُونَ فِي ذِكْرِ الْخِلاَفِ عَلَى الأَْقْوَال الآْتِيَةِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
22 - الْقَوْل الثَّانِي:
وَهُوَ مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ وَبَعْضِ السَّلَفِ، وَوَافَقَهُمْ ابْنُ حَمْدَانَ مِنَ الْحَنَابِلَةِ، أَنَّهُ لاَ يَحْرُمُ مِنَ التَّصَاوِيرِ إِلاَّ مَا جَمَعَ الشُّرُوطَ الآْتِيَةَ:
الشَّرْطُ الأَْوَّل: أَنْ تَكُونَ صُورَةُ الإِِْنْسَانِ أَوِ الْحَيَوَانِ مِمَّا لَهُ ظِلٌّ، أَيْ تَكُونُ تِمْثَالاً مُجَسَّدًا، فَإِِنْ كَانَتْ مُسَطَّحَةً لَمْ يَحْرُمْ عَمَلُهَا، وَذَلِكَ كَالْمَنْقُوشِ فِي جِدَارٍ، أَوْ وَرَقٍ، أَوْ قُمَاشٍ. بَل يَكُونُ مَكْرُوهًا. وَمِنْ هُنَا نَقَل ابْنُ الْعَرَبِيِّ الإِِْجْمَاعَ عَلَى أَنَّ تَصْوِيرَ مَا لَهُ ظِلٌّ حَرَامٌ.
الشَّرْطُ الثَّانِي: أَنْ تَكُونَ كَامِلَةَ الأَْعْضَاءِ، فَإِِنْ كَانَتْ نَاقِصَةَ عُضْوٍ مِمَّا لاَ يَعِيشُ الْحَيَوَانُ مَعَ فَقْدِهِ لَمْ يَحْرُمْ، كَمَا لَوْ صَوَّرَ الْحَيَوَانَ مَقْطُوعَ الرَّأْسِ أَوْ مَخْرُوقَ الْبَطْنِ أَوِ الصَّدْرِ.
الشَّرْطُ الثَّالِثُ: أَنْ يَصْنَعَ الصُّورَةَ مِمَّا يَدُومُ مِنَ الْحَدِيدِ أَوِ النُّحَاسِ أَوِ الْحِجَارَةِ أَوِ الْخَشَبِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَإِِنْ صَنَعَهَا مِمَّا لاَ يَدُومُ كَقِشْرِ بِطِّيخٍ أَوْ عَجِينٍ لَمْ يَحْرُمْ؛ لأَِنَّهُ إِِذَا نَشَفَ تَقَطَّعَ. عَلَى أَنَّ فِي هَذَا النَّوْعِ عِنْدَهُمْ خِلاَفًا، فَقَدْ قَال الأَْكْثَرُ مِنْهُمْ: يَحْرُمُ وَلَوْ كَانَ مِمَّا لاَ يَدُومُ.
وَنُقِل قَصْرُ التَّحْرِيمِ عَلَى ذَوَاتِ الظِّل عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَيْضًا كَمَا ذَكَرَهُ النَّوَوِيُّ (1).
وَقَال ابْنُ حَمْدَانَ مِنَ الْحَنَابِلَةِ: الْمُرَادُ بِالصُّورَةِ أَيِ: الْمُحَرَّمَةِ مَا كَانَ لَهَا جِسْمٌ مَصْنُوعٌ لَهُ طُولٌ وَعَرْضٌ وَعُمْقٌ.
23 - الْقَوْل الثَّالِثُ:
أَنَّهُ يَحْرُمُ تَصْوِيرُ ذَوَاتِ الأَْرْوَاحِ مُطْلَقًا، أَيْ سَوَاءٌ أَكَانَ لِلصُّورَةِ ظِلٌّ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَهُوَ مَذْهَبُ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ. وَتَشَدَّدَ النَّوَوِيُّ حَتَّى ادَّعَى الإِِْجْمَاعَ عَلَيْهِ. وَفِي دَعْوَى الإِِْجْمَاعِ نَظَرٌ يُعْلَمُ مِمَّا يَأْتِي. وَقَدْ شَكَّكَ فِي صِحَّةِ الإِِْجْمَاعِ ابْنُ نُجَيْمٍ كَمَا فِي الطَّحْطَاوِيِّ عَلَى الدُّرِّ، وَهُوَ ظَاهِرٌ، لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ الْمَالِكِيَّةَ لاَ يَرَوْنَ تَحْرِيمَ الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ. لاَ يَخْتَلِفُ الْمَذْهَبُ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ.
وَهَذَا التَّحْرِيمُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ هُوَ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ. وَيُسْتَثْنَى عِنْدَهُمْ بَعْضُ الْحَالاَتِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا أَوِ الْمُخْتَلَفِ فِيهَا مِمَّا سَيُذْكَرُ فِيمَا بَعْدُ. (1)
- وَالتَّصْوِيرُ الْمُحَرَّمُ صَرَّحَ الْحَنَابِلَةُ بِأَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ. قَالُوا: لِمَا فِي الْحَدِيثِ مِنَ التَّوَعُّدِ عَلَيْهِ بِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ. (2)
أَدِلَّةُ الْقَوْلَيْنِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ بِتَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ:
24 - اسْتَنَدَ الْعُلَمَاءُ فِي تَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ إِِلَى الأَْحَادِيثِ التَّالِيَةِ:
الْحَدِيثُ الأَْوَّل: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيل، فَلَمَّا رَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَتَكَهُ، وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ. فَقَال: يَا عَائِشَةُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَال: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ (1). وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَال: إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقِيَامَةِ، وَيُقَال لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ.
وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّهَا قَالَتْ: فَأَخَذْتُ السِّتْرَ فَجَعَلْتُهُ مِرْفَقَةً أَوْ مِرْفَقَتَيْنِ، فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهِمَا فِي الْبَيْتِ. وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا. (2)
هَذَا وَإِِنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ أَيْضًا مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (3) وَقَوْلُهُ: إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَال لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ رَوَيَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
الْحَدِيثُ الثَّانِي:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل أَنْ يَأْتِيَهُ فِي سَاعَةٍ، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ. قَالَتْ: وَكَانَ بِيَدِهِ عَصًا فَطَرَحَهَا، وَهُوَ يَقُول: مَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلاَ رُسُلَهُ. ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِِذَا جَرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرٍ، فَقَال: مَتَى دَخَل هَذَا الْكَلْبُ؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ بِهِ. فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَهُ جِبْرِيل، فَقَال لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَعَدْتنِي فَجَلَسْتُ لَكَ وَلَمْ تَأْتِنِي؟ فَقَال: مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ. إِنَّا لاَ نَدْخُل بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ. (1) وَرَوَتْ مَيْمُونَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَادِثَةً مِثْل هَذِهِ، وَفِيهَا قَوْل جِبْرِيل: إِنَّا لاَ نَدْخُل بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ. (2) وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ بِحَادِثَةِ جِبْرِيل، وَمَا قَال لَهُ. وَرَوَى الْقِصَّةَ أَيْضًا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
الْحَدِيثُ الثَّالِثُ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ دَخَل دَارًا تُبْنَى بِالْمَدِينَةِ لِسَعِيدٍ، أَوْ لِمَرْوَانَ، فَرَأَى مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ فِي الدَّارِ، فَقَال سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: قَال اللَّهُ تَعَالَى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً. (1)
الْحَدِيثُ الرَّابِعُ:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَال: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا. فَقَال: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَال: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ، حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَال: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: كُل مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يُجْعَل لَهُ بِكُل صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا، فَيُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ قَال: إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لاَ نَفْسَ لَهُ (2).
الْحَدِيثُ الْخَامِسُ:
عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الأَْسَدِيِّ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال لَهُ: أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلاَّ تَدَعَ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ.
تَعْلِيل تَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ:
25 - اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي عِلَّةِ تَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ عَلَى وُجُوهٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الْوَجْهُ الأَْوَّل: أَنَّ الْعِلَّةَ هِيَ مَا فِي التَّصْوِيرِ مِنْ مُضَاهَاةِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَصْل التَّعْلِيل بِذَلِكَ وَارِدٌ فِي الأَْحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ، كَلَفْظِ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ (1) وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي (2) وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ حَدِيثُ: مَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ (3) وَحَدِيثِ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ. يُقَال لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ. (4) وَمِمَّا يُكَدِّرُ عَلَى التَّعْلِيل بِهَذَا أَمْرَانِ:
الأَْوَّل: أَنَّ التَّعْلِيل بِهَذَا يَقْتَضِي مَنْعَ تَحْرِيمِ تَصْوِيرِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْجِبَال وَالشَّجَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ ذَوَاتِ الأَْرْوَاحِ.
وَالثَّانِي: أَنَّ التَّعْلِيل بِذَلِكَ يَقْتَضِي أَيْضًا مَنْعَ تَصْوِيرِ لُعَبِ الْبَنَاتِ وَالْعُضْوِ الْمَقْطُوعِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا اسْتَثْنَاهُ الْعُلَمَاءُ مِنْ قَضِيَّةِ التَّحْرِيمِ - مِنْ أَجْل ذَلِكَ ذَهَبَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِِلَى أَنَّ الْمَقْصُودَ بِالتَّعْلِيل بِهَذِهِ الْعِلَّةِ مِنْ صُنْعِ الصُّورَةِ مُتَحَدِّيًا قُدْرَةَ الْخَالِقِ عَزَّ وَجَل، وَرَأَى أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَخْلُقَ كَخَلْقِهِ، فَيُرِيَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَجْزَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَنْ يُكَلِّفَهُ أَنْ يَنْفُخَ الرُّوحَ فِي تِلْكَ الصُّوَرِ.
قَال النَّوَوِيُّ: أَمَّا رِوَايَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا فَهِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى مَنْ فَعَل الصُّورَةَ لِتُعْبَدَ، وَقِيل: هِيَ فِيمَنْ قَصَدَ الْمَعْنَى الَّذِي فِي الْحَدِيثِ مِنْ مُضَاهَاةِ خَلْقِ اللَّهِ، وَاعْتَقَدَ ذَلِكَ، فَهَذَا كَافِرٌ لَهُ مِنْ أَشَدِّ الْعَذَابِ مَا لِلْكُفَّارِ، وَيَزِيدُ عَذَابُهُ بِزِيَادَةِ كُفْرِهِ ". (1)
وَيَتَأَيَّدُ التَّعْلِيل بِهَذَا بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَال شَبِيهًا بِذَلِكَ فِي حَقِّ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ يُنَزِّل مِثْل مَا أَنْزَل اللَّهُ، وَأَنَّهُ لاَ أَحَدَ أَظْلَم مِنْهُ، فَقَال تَعَالَى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَال أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَال سَأُنْزِل مِثْل مَا أَنْزَل اللَّهُ} (2) فَهَذَا فِيمَنِ ادَّعَى مُسَاوَاةَ الْخَالِقِ فِي أَمْرِهِ وَوَحْيِهِ، وَالأَْوَّل فِيمَنِ ادَّعَى مُسَاوَاتَهُ فِي خَلْقِهِ، وَكِلاَهُمَا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا.
وَمِمَّا يُحَقِّقُ هَذَا مَا تُوحِي بِهِ رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُول فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي فَإِِنَّ " ذَهَبَ " بِمَعْنَى قَصَدَ، بِذَلِكَ فَسَّرَهَا ابْنُ حَجَرٍ (1). وَبِذَلِكَ يَكُونُ مَعْنَاهَا أَنَّهُ أَظْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا الْقَصْدِ، وَهُوَ أَنْ يَقْصِدَ أَنْ يَخْلُقَ كَخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَنَقَل الْجَصَّاصُ قَوْلاً أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ الأَْحَادِيثِ " مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِخَلْقِهِ ".
26 - الْوَجْهُ الثَّانِي: كَوْنُ التَّصْوِيرِ وَسِيلَةً إِِلَى الْغُلُوِّ فِي غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِتَعْظِيمِهِ حَتَّى يَئُول الأَْمْرُ إِِلَى الضَّلاَل وَالاِفْتِنَانِ بِالصُّوَرِ، فَتُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى. وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ وَالنَّاسُ يَنْصِبُونَ تَمَاثِيل يَعْبُدُونَهَا، يَزْعُمُونَ أَنَّهَا تُقَرِّبُهُمْ إِِلَى اللَّهِ زُلْفَى، فَجَاءَ الإِِْسْلاَمُ مُحَطِّمًا لِلشِّرْكِ وَالْوَثَنِيَّةِ، مُعْلِنًا أَنَّ شِعَارَهُ الأَْكْبَرَ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) وَمُسَفِّهًا لِعُقُول هَؤُلاَءِ. وَمِنَ الْمَنَاهِجِ الَّتِي سَلَكَتْهَا الشَّرِيعَةُ الْحَكِيمَةُ لِذَلِكَ - بِالإِِْضَافَةِ إِِلَى الْحُجَّةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْبَيَانِ وَالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ - أَنْ جَاءَتْ إِِلَى مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ وَسِيلَةً إِِلَى الضَّلاَل وَلاَ مَنْفَعَةَ، أَوْ مَنْفَعَتُهُ أَقَل، فَمَنَعَتْ إِتْيَانَهُ، قَال ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَالَّذِي أَوْجَبَ النَّهْيَ عَنِ التَّصْوِيرِ فِي شَرْعِنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مَا كَانَتِ الْعَرَبُ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الأَْوْثَانِ وَالأَْصْنَامِ، فَكَانُوا يُصَوِّرُونَ وَيَعْبُدُونَ، فَقَطَعَ اللَّهُ الذَّرِيعَةَ، وَحَمَى الْبَابَ.
ثُمَّ أَشَارَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ أَنَّ التَّعْلِيل بِالْمُضَاهَاةِ وَهُوَ مَنْصُوصٌ، لاَ يَمْنَعُ مِنَ التَّعْلِيل بِهَذِهِ الْعِلَّةِ الْمُسْتَنْبَطَةِ، قَال: نَهَى عَنِ الصُّورَةِ، وَذَكَرَ عِلَّةَ التَّشَبُّهِ بِخَلْقِ اللَّهِ، وَفِيهَا زِيَادَةٌ عَلَى هَذَا عِبَادَتُهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَنَبَّهَ عَلَى أَنَّ عَمَلَهَا مَعْصِيَةٌ، فَمَا ظَنُّكَ بِعِبَادَتِهَا. (1)
وَاسْتَنَدَ الْقَائِلُونَ بِهَذَا الْوَجْهِ فِي التَّعْلِيل إِِلَى مَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ نُوحٍ، مُعَلَّقًا. عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي: وَدٍّ، وَسُوَاعٍ، وَيَغُوثَ، وَيَعُوقَ، وَنَسْرٍ. قَال: " هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِِلَى قَوْمِهِمْ: أَنِ انْصِبُوا إِِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ إِلَيْهَا أَنْصَابًا، وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ، وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ، عُبِدَتْ (2).
لَكِنْ إِِلَى أَيِّ مَدًى أَرَادَتِ الشَّرِيعَةُ الْمَنْعَ مِنَ التَّصْوِيرِ لِتَكْفُل سَدَّ الذَّرِيعَةِ: هَل إِِلَى مَنْعِ التَّصْوِيرِ مُطْلَقًا، أَوْ مَنْعِ الصُّوَرِ الْمَنْصُوبَةِ دُونَ غَيْرِ الْمَنْصُوبَةِ، أَوْ مَنْعِ الصُّوَرِ الْمُجَسَّمَةِ الَّتِي لَهَا ظِلٌّ؛ لأَِنَّهَا الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ؟ هَذَا مَوْضِعُ الْخِلاَفِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ.
وَبِنَاءً عَلَى هَذَا الْوَجْهِ رَأَى بَعْضُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدَّدَ أَوَّلاً وَأَمَرَ بِكَسْرِ الأَْوْثَانِ وَلَطَّخَ الصُّوَرَ، ثُمَّ لَمَّا عُرِفَ ذَلِكَ الأَْمْرُ وَاشْتَهَرَ رَخَّصَ فِي الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ وَقَال: إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ.
27 - الْوَجْهُ الثَّالِثُ: أَنَّ الْعِلَّةَ مُجَرَّدُ الشَّبَهِ بِفِعْل الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَنْحِتُونَ الأَْصْنَامَ وَيَعْبُدُونَهَا، وَلَوْ لَمْ يَقْصِدِ الْمُصَوِّرُ ذَلِكَ، وَلَوْ لَمْ تُعْبَدِ الصُّورَةُ الَّتِي يَصْنَعُهَا، لَكِنَّ الْحَال شَبِيهَةٌ بِالْحَال. كَمَا نُهِينَا عَنِ الصَّلاَةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا؛ لِئَلاَّ نَكُونَ فِي ذَلِكَ مِثْل مَنْ يَسْجُدُ لَهَا حِينَئِذٍ. كَمَا قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِِنَّهُ يَسْجُدُ لَهَا حِينَئِذٍ الْكُفَّارُ (1) فَكُرِهَتِ الصَّلاَةُ حِينَئِذٍ لِمَا تَجُرُّهُ الْمُشَابَهَةُ مِنَ الْمُوَافَقَةِ. أَشَارَ إِِلَى هَذَا الْمَعْنَى ابْنُ تَيْمِيَّةَ. وَنَبَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ حَجَرٍ حَيْثُ قَال: إِنَّ صُورَةَ الأَْصْنَامِ هِيَ الأَْصْل فِي مَنْعِ التَّصْوِيرِ (2) لَكِنْ إِِذَا قِيل بِهَذِهِ الْعِلَّةِ فَهِيَ لاَ تَقْتَضِي أَكْثَرَ مِنَ الْكَرَاهَةِ.
28 - الْوَجْهُ الرَّابِعُ: أَنَّ وُجُودَ الصُّورَةِ فِي مَكَان يَمْنَعُ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ إِلَيْهِ. وَقَدْ وَرَدَ النَّصُّ عَلَى ذَلِكَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَحَدِيثِ عَلِيٍّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَرَدَّ التَّعْلِيل بِهَذَا كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ، مِنْهُمُ الْحَنَابِلَةُ، كَمَا يَأْتِي، وَقَالُوا: إِنَّ تَنْصِيصَ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ لاَ تَدْخُل بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ لاَ يَقْتَضِي مَنْعَ التَّصْوِيرِ، كَالْجَنَابَةِ، فَإِِنَّهَا تَمْنَعُ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ أَيْضًا لِمَا فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ لاَ تَدْخُل الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلاَ كَلْبٌ وَلاَ جُنُبٌ (1) فَلاَ يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ مَنْعُ الْجَنَابَةِ.
وَلَعَل امْتِنَاعَ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ إِنَّمَا هُوَ لِكَوْنِ الصُّورَةِ مُحَرَّمَةً، كَمَا يَحْرُمُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ. فَامْتِنَاعُ دُخُولِهِمْ أَثَرُ التَّحْرِيمِ، وَلَيْسَ عِلَّةً. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
تَفْصِيل الْقَوْل فِي صِنَاعَةِ الصُّوَرِ:
أَوَّلاً: الصُّوَرُ الْمُجَسَّمَةُ (ذَوَاتُ الظِّل).
29 - صَنْعَةُ الصُّوَرِ الْمُجَسَّمَةِ مُحَرَّمَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ أَخْذًا بِالأَْدِلَّةِ السَّابِقَةِ.
وَيُسْتَثْنَى مِنْهَا مَا كَانَ مَصْنُوعًا كَلُعْبَةٍ لِلصِّغَارِ، أَوْ كَانَ مُمْتَهَنًا، أَوْ كَانَ مَقْطُوعًا مِنْهُ عُضْوٌ لاَ يَعِيشُ بِدُونِهِ، أَوْ كَانَ مِمَّا لاَ يَدُومُ كَصُوَرِ الْحَلْوَى أَوِ الْعَجِينِ، عَلَى خِلاَفٍ وَتَفْصِيلٍ يَتَبَيَّنُ فِي الْمَبَاحِثِ التَّالِيَةِ.
ثَانِيًا: صِنَاعَةُ الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ:
الْقَوْل الأَْوَّل فِي صِنَاعَةِ الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ
30 - مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ وَمَنْ ذُكِرَ مَعَهُمْ جَوَازُ صِنَاعَةِ الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ مُطْلَقًا، مَعَ الْكَرَاهَةِ. لَكِنْ إِنْ كَانَتْ فِيمَا يُمْتَهَنُ فَلاَ كَرَاهَةَ بَل خِلاَفُ الأَْوْلَى. وَتَزُول الْكَرَاهَةُ إِِذَا كَانَتِ الصُّوَرُ مَقْطُوعَةَ عُضْوٍ لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَ فَقْدِهِ.
31 - وَمِنَ الْحُجَّةِ لِهَذَا الْمَذْهَبِ مَا يَلِي:
(1) حَدِيثُ أَبِي طَلْحَةَ وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَرَوَاهُ سَهْل بْنُ حُنَيْفٍ الصَّحَابِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: لاَ تَدْخُل الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ (1) فَهَذَا الْحَدِيثُ مُقَيَّدٌ، فَيُحْمَل عَلَيْهِ كُل مَا وَرَدَ مِنَ النَّهْيِ عَنِ التَّصَاوِيرِ وَلَعْنِ الْمُصَوِّرِينَ.
(2) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: يَقُول اللَّهُ تَعَالَى: فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً. (2)
وَوَجْهُ الاِحْتِجَاجِ بِهِ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ هَذِهِ الأَْحْيَاءَ سُطُوحًا، بَل اخْتَرَعَهَا مُجَسَّمَةً. (1)
(3) اسْتِعْمَال الصُّوَرِ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّهَا جَعَلَتِ السِّتْرَ مِرْفَقَتَيْنِ، فَكَانَ يُرْتَفَقُ بِهِمَا، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ " وَإِِنَّ فِيهِمَا الصُّوَرَ ".
وَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِ الْحَدِيثِ قَالَتْ: كَانَ لَنَا سِتْرٌ فِيهِ تِمْثَال طَائِرٍ، وَكَانَ الدَّاخِل إِِذَا دَخَل اسْتَقْبَلَهُ، فَقَال لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَوِّلِي هَذَا، فَإِِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ، ذَكَرْتُ الدُّنْيَا (2) فَعُلِّل بِذَلِكَ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرِيصًا عَلَى أَلاَّ يَشْغَلَهُ أَمْرُ الدُّنْيَا وَزَهْرَتُهَا عَنِ الدَّعْوَةِ إِِلَى اللَّهِ وَالتَّفَرُّغِ لِعِبَادَتِهِ. وَذَلِكَ لاَ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ عَلَى أُمَّتِهِ. وَفِي رِوَايَةِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَال لَهَا: أَمِيطِي عَنَّا قِرَامَكِ هَذَا، فَإِِنَّ تَصَاوِيرَهُ لاَ تَزَال تَعْرِضُ لِي فِي صَلاَتِي (3) وَعُلِّل فِي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ بِغَيْرِ هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
عِنْدَمَا هَتَكَ السِّتْرَ فَقَال يَا عَائِشَةُ لاَ تَسْتُرِي الْجِدَارَ (4) وَقَال إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نَكْسُوَ الْحِجَارَةَ وَالطِّينَ. (5)
وَيُوَضِّحُ هَذَا الْمَعْنَى جَلِيًّا حَدِيثُ سَفِينَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِِلَى بَيْتِهِ، فَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ فَرَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْهُ فَانْظُرْ مَا رَجَعَهُ. فَتَبِعَهُ، فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ مَا رَدَّكَ؟ قَال: إِنَّهُ لَيْسَ لِي - أَوْ قَال: لِنَبِيٍّ - أَنْ يَدْخُل بَيْتًا مُزَوَّقًا. (1)
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ وَفِي رِوَايَتِهِ: فَرَأَى سِتْرًا مَوْشَيًّا، وَفِيهَا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال مَا لَنَا وَلِلدُّنْيَا، مَا لَنَا وَلِلرَّقْمِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِ؟ قَال: تُرْسِلِينَ بِهِ إِِلَى أَهْل حَاجَةٍ. (2) وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ أَنَّهُ كَانَ فِي السِّتْرِ تَصَاوِيرُ. (3)
(4) اسْتِعْمَال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ الدَّنَانِيرَ الرُّومِيَّةَ وَالدَّرَاهِمَ الْفَارِسِيَّةَ وَعَلَيْهَا صُوَرُ مُلُوكِهِمْ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ نُقُودٌ غَيْرُهَا إِلاَّ الْفُلُوسُ. وَقَدْ ضَرَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى مَا تَذْكُرُهُ الْكُتُبُ الْمُؤَلَّفَةُ فِي تَارِيخِ النُّقُودِ - الدَّرَاهِمَ عَلَى السِّكَّةِ الْفَارِسِيَّةِ، فَكَانَ فِيهَا الصُّوَرُ، وَضَرَبَ الدَّنَانِيرَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَلَيْهَا الصُّوَرُ بَعْدَ أَنْ مَحَا مِنْهَا الصَّلِيبَ، وَضَرَبَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَعَلَيْهَا صُورَتُهُ مُتَقَلِّدًا سَيْفًا، ثُمَّ ضَرَبَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَالْوَلِيدُ خَالِيَةً مِنَ الصُّوَرِ. (1)
(5) مَا نُقِل عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنِ اسْتِعْمَال الصُّوَرِ فِي السُّتُورِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُسَطَّحَاتِ. مِنْ ذَلِكَ اسْتِعْمَال زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلسُّتُورِ ذَاتِ الصُّوَرِ، وَحَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَاسْتَعْمَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَقَرَّهُ سَهْل بْنُ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَدِيثُهُمَا فِي الْمُوَطَّأِ وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ. وَاعْتَمَدُوا عَلَى مَا رَوَوْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ يَتَّكِئُ عَلَى الْمَرَافِقِ (الْوَسَائِدِ) الَّتِي فِيهَا تَصَاوِيرُ الطَّيْرِ وَالرِّجَال (2).
وَرَوَى الطَّحَاوِيُّ بِأَسَانِيدِهِ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الصَّحَابِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَجُلاً مُتَقَلِّدًا سَيْفًا. وَأَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِدِ فَتْحِ فَارِسَ، كَانَ أَيِّلاً قَابِضًا إِحْدَى يَدَيْهِ بَاسِطًا الأُْخْرَى، وَعَنِ الْقَاسِمِ قَال كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَبْدِ اللَّهِ ذَبَّابَانِ، وَكَانَ نَقْشَ خَاتَمِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْكِيَّانِ، وَرُوِيَ أَنَّ نَقْشَ خَاتَمِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذُبَابَتَانِ (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وَنَقَل ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّهُ دَخَل عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ بِبَيْتِهِ، قَال: فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ حَجْلَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ الْقُنْدُسِ وَالْعَنْقَاءِ. قَال ابْنُ حَجَرٍ: وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَحَدُ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَل أَهْل زَمَانِهِ. (2)
وَرَوَى أَحْمَدُ بِسَنَدِهِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَعُودُهُ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ. قُلْتُ: فَمَا هَذِهِ التَّصَاوِيرُ فِي الْكَانُونِ؟ قَال: أَلاَ تَرَى قَدْ أَحْرَقْنَاهَا بِالنَّارِ. فَلَمَّا خَرَجَ الْمِسْوَرُ قَال: اقْطَعُوا رُءُوسَ هَذِهِ التَّمَاثِيل. قَالُوا: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ لَوْ ذَهَبْتَ بِهَا إِِلَى السُّوقِ كَانَ أَنْفَقَ لَهَا قَال: لاَ. فَأَمَرَ بِقَطْعِ رُءُوسِهَا (3).
الْقَوْل الثَّانِي فِي صِنَاعَةِ الصُّوَرِ غَيْرِ ذَوَاتِ الظِّل (أَيِ الْمُسَطَّحَةِ):
32 - إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ كَصِنَاعَةِ ذَوَاتِ الظِّل. وَهَذَا قَوْل جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ، وَنُقِل عَنْ كَثِيرٍ مِنَ السَّلَفِ.
وَاسْتَثْنَى بَعْضُ أَصْحَابِ هَذَا الْقَوْل الصُّوَرَ الْمَقْطُوعَةَ وَالصُّوَرَ الْمُمْتَهَنَةَ وَأَشْيَاءَ أُخْرَى كَمَا سَيَأْتِي فِي بَقِيَّةِ هَذَا الْبَحْثِ.
وَاحْتَجُّوا لِلتَّحْرِيمِ بِإِِطْلاَقِ الأَْحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي لَعْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُصَوِّرِينَ، وَأَنَّ الْمُصَوِّرَ يُعَذَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْ يُكَلَّفَ بِنَفْخِ الرُّوحِ فِي كُل صُورَةٍ صَوَّرَهَا. خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ صُوَرُ الأَْشْجَارِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لاَ رُوحَ فِيهِ بِالأَْدِلَّةِ السَّابِقِ ذِكْرُهَا، فَيَبْقَى مَا عَدَاهَا عَلَى التَّحْرِيمِ. قَالُوا: وَأَمَّا الاِحْتِجَاجُ لإِِِبَاحَةِ صُنْعِ الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ بِاسْتِعْمَال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوِسَادَتَيْنِ اللَّتَيْنِ فِيهِمَا الصُّوَرُ، وَاسْتِعْمَال الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لِذَلِكَ، فَإِِنَّ الاِسْتِعْمَال لِلصُّورَةِ حَيْثُ جَازَ لاَ يَعْنِي جَوَازَ تَصْوِيرِهَا؛ لأَِنَّ النَّصَّ وَرَدَ بِتَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ وَلَعْنِ الْمُصَوِّرِ، وَهُوَ شَيْءٌ آخَرُ غَيْرُ اسْتِعْمَال مَا فِيهِ الصُّورَةُ. وَقَدْ عُلِّل فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ بِمُضَاهَاةِ خَلْقِ اللَّهِ وَالتَّشْبِيهِ بِهِ، وَذَلِكَ إِثْمٌ غَيْرُ مُتَحَقِّقٍ الاِسْتِعْمَال. (1)
ثَالِثًا: الصُّوَرُ الْمَقْطُوعَةُ وَالصُّوَرُ النِّصْفِيَّةُ وَنَحْوُهَا:
33 - تَقَدَّمَ أَنَّ الْمَالِكِيَّةَ لاَ يَرَوْنَ تَحْرِيمَ تَصْوِيرِ الإِِْنْسَانِ أَوِ الْحَيَوَانِ - سَوَاءٌ أَكَانَتِ الصُّورَةُ تِمْثَالاً مُجَسَّمًا أَوْ صُورَةً مُسَطَّحَةً - إِنْ كَانَتْ نَاقِصَةَ عُضْوٍ مِنَ الأَْعْضَاءِ الظَّاهِرَةِ مِمَّا لاَ يَعِيشُ الْحَيَوَانُ بِدُونِهِ. كَمَا لَوْ كَانَ مَقْطُوعَ الرَّأْسِ، أَوْ كَانَ مَخْرُوقَ الْبَطْنِ أَوِ الصَّدْرِ.
وَكَذَلِكَ يَقُول الْحَنَابِلَةُ، كَمَا جَاءَ فِي الْمُغْنِي: " إِِذَا كَانَ فِي ابْتِدَاءِ التَّصْوِيرَةِ صُورَةُ بَدَنٍ بِلاَ رَأْسٍ أَوْ رَأْسٌ بِلاَ بَدَنٍ، أَوْ جُعِل لَهُ رَأْسٌ وَسَائِرُ بَدَنِهِ صُورَةُ غَيْرِ حَيَوَانٍ، لَمْ يَدْخُل فِي النَّهْيِ. وَفِي الْفُرُوعِ: إِنْ أُزِيل مِنَ الصُّوَرِ مَا لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَهُ لَمْ يُكْرَهْ، فِي الْمَنْصُوصِ. وَمِثْلُهُ صُورَةُ شَجَرَةٍ وَنَحْوِهِ وَتِمْثَالٍ، وَكَذَا تَصْوِيرُهُ (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيَّةِ أَيْضًا، وَلَمْ يُنْقَل بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ خِلاَفٌ إِلاَّ مَا شَذَّ بِهِ الْمُتَوَلِّي، غَيْرَ أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِيمَا إِِذَا كَانَ الْمَقْطُوعُ غَيْرَ الرَّأْسِ وَقَدْ بَقِيَ الرَّأْسُ. وَالرَّاجِحُ عِنْدَهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ التَّحْرِيمُ، جَاءَ فِي أَسْنَى الْمَطَالِبِ وَحَاشِيَتِهِ لِلرَّمْلِيِّ: وَكَذَا إِنْ قُطِعَ رَأْسُ الصُّورَةِ. قَال الكوهكيوني: وَكَذَا حُكْمُ مَا صُوِّرَ بِلاَ رَأْسٍ، وَأَمَّا الرُّءُوسُ بِلاَ أَبْدَانٍ فَهَل تَحْرُمُ؟ فِيهِ تَرَدُّدٌ. وَالْحُرْمَةُ أَرْجَحُ. قَال الرَّمْلِيُّ: وَهُمَا وَجْهَانِ فِي الْحَاوِي وَبَنَاهُمَا عَلَى أَنَّهُ هَل يَجُوزُ تَصْوِيرُ حَيَوَانٍ لاَ نَظِيرَ لَهُ: إِنْ جَوَّزْنَاهُ جَازَ ذَلِكَ، وَإِِلاَّ فَلاَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وَيَشْمَلُهُمَا قَوْلُهُ: وَيَحْرُمُ تَصْوِيرُ حَيَوَانٍ.
وَظَاهِرُ مَا فِي تُحْفَةِ الْمُحْتَاجِ جَوَازُهُ، فَإِِنَّهُ قَال: وَكَفَقْدِ الرَّأْسِ فَقْدُ مَا لاَ حَيَاةَ بِدُونِهِ. (1)
رَابِعًا: صُنْعُ الصُّوَرِ الْخَيَالِيَّةِ:
34 - يَنُصُّ الشَّافِعِيَّةُ عَلَى أَنَّ الصُّوَرَ الْخَيَالِيَّةَ لِلإِِْنْسَانِ أَوِ الْحَيَوَانِ دَاخِلَةٌ فِي التَّحْرِيمِ. قَالُوا: يَحْرُمُ، كَإِِنْسَانٍ لَهُ جَنَاحٌ، أَوْ بَقَرٍ لَهُ مِنْقَارٌ، مِمَّا لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْمَخْلُوقَاتِ. وَكَلاَمُ صَاحِبِ رَوْضِ الطَّالِبِ يُوحِي بِوُجُودِ قَوْلٍ بِالْجَوَازِ.
وَوَاضِحٌ أَنَّ هَذَا فِي غَيْرِ اللُّعَبِ الَّتِي لِلأَْطْفَال، وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهُ كَانَ فِي لُعَبِهَا فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ لَمَّا رَآهَا حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. (2)
خَامِسًا: صُنْعُ الصُّوَرِ الْمُمْتَهَنَةِ:
35 - يَأْتِي أَنَّ أَغْلَبَ الْعُلَمَاءِ عَلَى جَوَازِ اقْتِنَاءِ وَاسْتِعْمَال الصُّوَرِ الْمُجَسَّمَةِ وَالْمُسَطَّحَةِ. سَوَاءٌ أَكَانَتْ مَقْطُوعَةً أَمْ كَامِلَةً، إِِذَا كَانَتْ مُمْتَهَنَةً، كَالَّتِي عَلَى أَرْضٍ أَوْ بِسَاطٍ أَوْ فِرَاشٍ أَوْ وِسَادَةٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
وَبِنَاءً عَلَى هَذَا، ذَهَبَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِِلَى جَوَازِ صُنْعِ مَا يُسْتَعْمَل عَلَى ذَلِكَ الْوَجْهِ، كَنَسْجِ الْحَرِيرِ لِمَنْ يَحِل لَهُ.
وَهُوَ فِي الْجُمْلَةِ مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ، إِلاَّ أَنَّهُ عِنْدَهُمْ خِلاَفُ الأَْوْلَى.
وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَجْهَانِ: أَصَحُّهُمَا التَّحْرِيمُ. وَهُوَ مَذْهَبُ الْحَنَفِيَّةِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ ابْنُ عَابِدِينَ. وَنَقَل ابْنُ حَجَرٍ عَنِ الْمُتَوَلِّي مِنَ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ أَجَازَ التَّصْوِيرَ عَلَى الأَْرْضِ. (1)
وَلَمْ نَجِدْ لِلْحَنَابِلَةِ تَصْرِيحًا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ عِنْدَهُمْ مُنْدَرِجٌ فِي تَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ.
وَسَيَأْتِي تَفْصِيل الْقَوْل فِي مَعْنَى الاِمْتِهَانِ.
سَادِسًا: صِنَاعَةُ الصُّوَرِ مِنَ الطِّينِ وَالْحَلْوَى وَمَا يَسْرُعُ إِلَيْهِ الْفَسَادُ:
36 - لِلْمَالِكِيَّةِ قَوْلاَنِ فِي صِنَاعَةِ الصُّوَرِ الَّتِي لاَ تُتَّخَذُ لِلإِِْبْقَاءِ، كَالَّتِي تُعْمَل مِنَ الْعَجِينِ وَأَشْهَرُ الْقَوْلَيْنِ الْمَنْعُ. وَكَذَا نَقَلَهُمَا الْعَدَوِيُّ وَقَال: إِنَّ الْقَوْل بِالْجَوَازِ هُوَ لأَِصْبَغَ. وَمَثَّل لَهُ بِمَا يُصْنَعُ مِنْ عَجِينٍ أَوْ قِشْرِ بِطِّيخٍ؛ لأَِنَّهُ إِِذَا نَشَفَ تَقَطَّعَ. وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: يَحْرُمُ صُنْعُهَا وَلاَ يَحْرُمُ بَيْعُهَا. (1)
وَلَمْ نَجِدْ عِنْدَ غَيْرِهِمْ نَصًّا فِي ذَلِكَ.
سَابِعًا: صِنَاعَةُ لُعَبِ الْبَنَاتِ:
37 - اسْتَثْنَى أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مِنْ تَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ وَصِنَاعَةِ التَّمَاثِيل صِنَاعَةَ لُعَبِ الْبَنَاتِ. وَهُوَ مَذْهَبُ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَدْ نَقَل الْقَاضِي عِيَاضٌ جَوَازَهُ عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ، وَتَابَعَهُ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ، فَقَال: يُسْتَثْنَى مِنْ مَنْعِ تَصْوِيرِ مَا لَهُ ظِلٌّ، وَمِنِ اتِّخَاذِهِ لُعَبَ الْبَنَاتِ، لِمَا وَرَدَ مِنَ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ.
وَهَذَا يَعْنِي جَوَازَهَا، سَوَاءٌ أَكَانَتِ اللُّعَبُ عَلَى هَيْئَةِ تِمْثَال إِنْسَانٍ أَوْ حَيَوَانٍ، مُجَسَّمَةً أَوْ غَيْرَ مُجَسَّمَةٍ، وَسَوَاءٌ أَكَانَ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْحَيَوَانَاتِ أَمْ لاَ، كَفَرَسٍ لَهُ جَنَاحَانِ.
وَقَدِ اشْتَرَطَ الْحَنَابِلَةُ لِلْجَوَازِ أَنْ تَكُونَ مَقْطُوعَةَ الرُّءُوسِ، أَوْ نَاقِصَةَ عُضْوٍ لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ بِدُونِهِ. وَسَائِرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى عَدَمِ اشْتِرَاطِ ذَلِكَ. (1)
38 - وَاسْتَدَل الْجُمْهُورُ لِهَذَا الاِسْتِثْنَاءِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِِذَا دَخَل يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ، فَيَلْعَبْنَ مَعِي. (2)
وَفِي رِوَايَةٍ قَالَتْ: قَدِمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ أَوْ خَيْبَرَ، وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ، فَهَبَّتْ رِيحٌ، فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ، فَقَال: مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟ قَالَتْ: بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهَا جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ، فَقَال: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسَطَهُنَّ؟ قَالَتْ: فَرَسٌ. قَال: وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟ قَالَتْ: جَنَاحَانِ. فَقَال: فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ؟ قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ؟ قَالَتْ: فَضَحِكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ. (3)
وَقَدْ عَلَّل الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ هَذَا الاِسْتِثْنَاءَ لِصِنَاعَةِ اللُّعَبِ بِالْحَاجَةِ إِِلَى تَدْرِيبِهِنَّ عَلَى أَمْرِ تَرْبِيَةِ الأَْوْلاَدِ.
وَهَذَا التَّعْلِيل يَظْهَرُ فِيمَا لَوْ كَانَتِ اللُّعَبُ عَلَى هَيْئَةِ إِنْسَانٍ، وَلاَ يَظْهَرُ فِي أَمْرِ الْفَرَسِ الَّذِي لَهُ جَنَاحَانِ، وَلِذَا عَلَّل الْحَلِيمِيُّ بِذَلِكَ وَبِغَيْرِهِ، وَهَذَا نَصُّ كَلاَمِهِ، قَال: لِلصَّبَايَا فِي ذَلِكَ فَائِدَتَانِ: إِحْدَاهُمَا عَاجِلَةٌ وَالأُْخْرَى آجِلَةٌ. فَأَمَّا الْعَاجِلَةُ، فَالاِسْتِئْنَاسُ الَّذِي فِي الصِّبْيَانِ مِنْ مَعَادِنِ النُّشُوءِ وَالنُّمُوِّ. فَإِِنَّ الصَّبِيَّ إِنْ كَانَ أَنْعَمَ حَالاً وَأَطْيَب نَفْسًا وَأَشْرَحَ صَدْرًا كَانَ أَقْوَى وَأَحْسَن نُمُوًّا، وَذَلِكَ لأَِنَّ السُّرُورَ يُبْسِطُ الْقَلْبَ، وَفِي انْبِسَاطِهِ انْبِسَاطُ الرُّوحِ، وَانْتِشَارُهُ فِي الْبَدَنِ، وَقُوَّةُ أَثَرِهِ فِي الأَْعْضَاءِ وَالْجَوَارِحِ.
وَأَمَّا الآْجِلَةُ فَإِِنَّهُنَّ سَيَعْلَمْنَ مِنْ ذَلِكَ مُعَالَجَةَ الصِّبْيَانِ وَحُبَّهُمْ وَالشَّفَقَةَ عَلَيْهِمْ، وَيَلْزَمُ ذَلِكَ طَبَائِعَهُنَّ، حَتَّى إِِذَا كَبَرْنَ وَعَايَنَ لأَِنْفُسِهِنَّ مَا كُنَّ تَسَرَّيْنَ بِهِ مِنَ الأَْوْلاَدِ كُنَّ لَهُمْ بِالْحَقِّ كَمَا كُنَّ لِتِلْكَ الأَْشْبَاهِ بِالْبَاطِل. (1)
هَذَا وَقَدْ نَقَل ابْنُ حَجَرٍ فِي الْفَتْحِ عَنِ الْبَعْضِ دَعْوَى أَنَّ صِنَاعَةَ اللُّعَبِ مُحَرَّمَةٌ، وَأَنَّ جَوَازَهَا كَانَ أَوَّلاً، ثُمَّ نُسِخَ بِعُمُومِ النَّهْيِ عَنِ التَّصْوِيرِ. (2)
وَيَرُدُّهُ أَنَّ دَعْوَى النَّسْخِ مُعَارَضَةٌ بِمِثْلِهَا، وَأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ الإِِْذْنُ بِاللُّعَبِ لاَحِقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى أَنَّ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي اللُّعَبِ مَا يَدُل عَلَى تَأَخُّرِهِ، فَإِِنَّ فِيهِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عِنْدَ رُجُوعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ، فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ كَانَ مُتَأَخِّرًا.
ثَامِنًا: التَّصْوِيرُ لِلْمَصْلَحَةِ كَالتَّعْلِيمِ وَغَيْرِهِ:
39 - لَمْ نَجِدْ أَحَدًا مِنَ الْفُقَهَاءِ تَعَرَّضَ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا، عَدَا مَا ذَكَرُوهُ فِي لُعَبِ الأَْطْفَال: أَنَّ الْعِلَّةَ فِي اسْتِثْنَائِهَا مِنَ التَّحْرِيمِ الْعَامِّ هُوَ تَدْرِيبُ الْبَنَاتِ عَلَى تَرْبِيَةِ الأَْطْفَال كَمَا قَال جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ، أَوِ التَّدْرِيبُ وَاسْتِئْنَاسُ الأَْطْفَال وَزِيَادَةُ فَرَحِهِمْ لِمَصْلَحَةِ تَحْسِينِ النُّمُوِّ كَمَا قَال الْحَلِيمِيُّ، وَأَنَّ صِنَاعَةَ الصُّوَرِ أُبِيحَتْ لِهَذِهِ الْمَصْلَحَةِ، مَعَ قِيَامِ سَبَبِ التَّحْرِيمِ، وَهِيَ كَوْنُهَا تَمَاثِيل لِذَوَاتِ الأَْرْوَاحِ. وَالتَّصْوِيرُ بِقَصْدِ التَّعْلِيمِ وَالتَّدْرِيبِ نَحْوُهُمَا لاَ يَخْرُجُ عَنْ ذَلِكَ.
الْقِسْمُ الثَّالِثُ: اقْتِنَاءُ الصُّوَرِ وَاسْتِعْمَالُهَا:
40 - يَذْهَبُ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ إِِلَى أَنَّهُ لاَ يَلْزَمُ مِنْ تَحْرِيمِ تَصْوِيرِ الصُّورَةِ تَحْرِيمُ اقْتِنَائِهَا أَوْ تَحْرِيمُ اسْتِعْمَالِهَا، فَإِِنَّ عَمَلِيَّةَ التَّصْوِيرِ لِذَوَاتِ الأَْرْوَاحِ وَرَدَ فِيهَا النُّصُوصُ الْمُشَدَّدَةُ السَّابِقُ ذِكْرُهَا، وَفِيهَا لَعْنُ الْمُصَوِّرِ، وَأَنَّهُ يُعَذَّبُ فِي النَّارِ، وَأَنَّهُ أَشَدُّ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا. وَلَمْ يَرِدْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فِي اقْتِنَاءِ الصُّوَرِ، وَلَمْ تَتَحَقَّقْ فِي مُسْتَعْمِلِهَا عِلَّةُ تَحْرِيمِ التَّصْوِيرِ مِنَ الْمُضَاهَاةِ لِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى.
وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ وَرَدَ مَا يَدُل عَلَى مَنْعِ اقْتِنَاءِ الصُّورَةِ أَوِ اسْتِعْمَالِهَا، إِلاَّ أَنَّ الأَْحَادِيثَ الْوَارِدَةَ فِي ذَلِكَ لَيْسَ فِيهَا ذِكْرُ عَذَابٍ أَوْ أَيِّ قَرِينَةٍ تَدُل عَلَى أَنَّ اقْتِنَاءَهَا مِنَ الْكَبَائِرِ. وَبِهَذَا يَكُونُ حُكْمُ مُقْتَنِي الصُّورَةِ الَّتِي يَحْرُمُ اقْتِنَاؤُهَا: أَنَّهُ قَدْ فَعَل صَغِيرَةً مِنَ الصَّغَائِرِ، إِلاَّ عَلَى الْقَوْل بِأَنَّ الإِِْصْرَارَ عَلَى الصَّغِيرَةِ كَبِيرَةٌ، فَيَكُونُ كَبِيرَةً إِنْ تَحَقَّقَ الإِِْصْرَارُ لاَ إِنْ لَمْ يَتَحَقَّقْ، أَوْ لَمْ نَقُل بِأَنَّ الإِِْصْرَارَ عَلَى الصَّغِيرَةِ مِنَ الْكَبَائِرِ.
وَقَدْ نَبَّهَ إِِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ التَّصْوِيرِ وَبَيْنَ اقْتِنَاءِ الصُّوَرِ فِي الْحُكْمِ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِهِ لِحَدِيثِ الصُّوَرِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَنَبَّهَ إِلَيْهِ الشَّبْرَامُلُّسِي مِنَ الشَّافِعِيَّةِ أَيْضًا، وَعَلَيْهِ يَجْرِي كَلاَمُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ. (1)
وَالأَْحَادِيثُ الدَّالَّةُ عَلَى مَنْعِ اقْتِنَاءِ الصُّوَرِ مِنْهَا:
(1) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَتَكَ السِّتْرَ الَّذِي فِيهِ الصُّورَةُ وَفِي رِوَايَةٍ قَال لِعَائِشَةَ: " أَخِّرِيهِ عَنِّي ". (2) وَتَقَدَّمَ.
(2) وَمِنْهَا أَنَّهُ قَال: إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ الْمَلاَئِكَةُ. (3) 3) وَمِنْهَا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَهُ إِِلَى الْمَدِينَةِ وَقَال: لاَ تَدَعْ صُورَةً إِلاَّ طَمَسْتهَا وَفِي رِوَايَةٍ: إِلاَّ لَطَّخْتَهَا وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ وَفِي رِوَايَةٍ: وَلاَ صَنَمًا إِلاَّ كَسَرْتَهُ. (1)
(يُتْبَعُ)
(/)
41 - وَفِي مُقَابِل ذَلِكَ نُقِل اسْتِعْمَال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لأَِنْوَاعٍ مِنَ الصُّوَرِ لِذَوَاتِ الرُّوحِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الرِّوَايَاتِ الْمُبَيِّنَةِ لِذَلِكَ فِيمَا تَقَدَّمَ (ف 31) وَنَزِيدُ هُنَا مَا رُوِيَ أَنَّ خَاتَمَ دَانْيَال النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ عَلَيْهِ أَسَدٌ وَلَبُؤَةٌ وَبَيْنَهُمَا صَبِيٌّ يَلْمِسَانِهِ. وَذَلِكَ أَنَّ بُخْتَ نَصَّرَ قِيل لَهُ: يُولَدُ مَوْلُودٌ يَكُونُ هَلاَكُكَ عَلَى يَدِهِ، فَجَعَل يَقْتُل كُل مَوْلُودٍ يُولَدُ. فَلَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ دَانْيَال أَلْقَتْهُ فِي غَيْضَةٍ رَجَاءَ أَنْ يَسْلَمَ. فَقَيَّضَ اللَّهُ لَهُ أَسَدًا يَحْفَظُهُ وَلَبُؤَةً تُرْضِعُهُ. فَنَقَشَهُ عَلَى خَاتَمِهِ لِيَكُونَ بِمَرْأًى مِنْهُ لِيَتَذَكَّرَ نِعْمَةَ اللَّهِ. وَوُجِدَتْ جُثَّةُ دَانْيَال وَالْخَاتَمُ فِي عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَدَفَعَ الْخَاتَمَ إِِلَى أَبِي مُوسَى الأَْشْعَرِيِّ (2). فَهَذَا فِعْل صَحَابِيَّيْنِ.
وَسَيَأْتِي بَيَانُ أَقْوَال الْفُقَهَاءِ فِيمَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ مِنَ الصُّوَرِ وَمَا لاَ يَجُوزُ، وَتَوْفِيقُهُمْ بَيْنَ هَذِهِ الأَْحَادِيثِ الْمُتَعَارِضَةِ.
الْبَيْتُ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ الْمَلاَئِكَةُ:
42 - ثَبَتَ هَذَا بِهَذَا اللَّفْظِ مِنْ قَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ رِوَايَةِ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَفِي غَيْرِ الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيٍّ وَمَيْمُونَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي طَلْحَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
قَال النَّوَوِيُّ: قَال الْعُلَمَاءُ: سَبَبُ امْتِنَاعِهِمْ مِنْ دُخُول بَيْتٍ فِيهِ صُورَةٌ كَوْنُهَا مَعْصِيَةً فَاحِشَةً، وَفِيهَا مُضَاهَاةٌ لِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبَعْضُهَا فِي صُورَةِ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَعُوقِبَ مُتَّخِذُهَا بِحِرْمَانِهِ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ بَيْتَهُ، وَصَلاَتَهَا فِيهِ، وَاسْتِغْفَارَهَا لَهُ، وَتَبْرِيكَهَا عَلَيْهِ وَفِي بَيْتِهِ، وَدَفْعَهَا أَذَى الشَّيْطَانِ.
وَقَال الْقُرْطُبِيُّ كَمَا فِي الْفَتْحِ: إِنَّمَا لَمْ تَدْخُل لأَِنَّ مُتَّخِذَ الصُّوَرِ قَدْ تَشَبَّهَ بِالْكُفَّارِ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الصُّوَرَ فِي بُيُوتِهِمْ وَيُعَظِّمُونَهَا، فَكَرِهَتِ الْمَلاَئِكَةُ ذَلِكَ. قَال النَّوَوِيُّ: وَهَؤُلاَءِ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لاَ يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ هُمْ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ. وَأَمَّا الْحَفَظَةُ فَيَدْخُلُونَ كُل بَيْتٍ، وَلاَ يُفَارِقُونَ بَنِي آدَمَ فِي حَالٍ؛ لأَِنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِإِِحْصَاءِ أَعْمَالِهِمْ وَكِتَابَتِهَا. ثُمَّ قَال النَّوَوِيُّ: وَهُوَ عَامٌّ فِي كُل صُورَةٍ حَتَّى مَا يُمْتَهَنُ. وَنَقَل الطَّحْطَاوِيُّ عَنْهُ: أَنَّهَا تَمْتَنِعُ مِنَ الدُّخُول حَتَّى مِنَ الصُّوَرِ الَّتِي عَلَى الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ.
وَفِي قَوْل النَّوَوِيِّ هَذَا مُبَالَغَةٌ وَتَشَدُّدٌ ظَاهِرٌ، فَإِِنَّ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهَا هَتَكَتِ السِّتْرَ وَجَعَلَتْ مِنْهُ وِسَادَتَيْنِ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئُ عَلَيْهِمَا وَفِيهِمَا الصُّوَرُ. وَكَانَ لاَ يَتَحَرَّجُ مِنْ إِبْقَاءِ الدَّنَانِيرِ أَوِ الدَّرَاهِمِ فِي بَيْتِهِ وَفِيهَا الصُّوَرُ. وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ يَمْنَعُ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ بَيْتَهُ مَا أَبْقَاهَا فِيهِ. وَلِذَا قَال ابْنُ حَجَرٍ: يَتَرَجَّحُ قَوْل مَنْ قَال: إِنَّ الصُّورَةَ الَّتِي تَمْتَنِعُ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ دُخُول الْمَكَانِ الَّذِي تَكُونُ فِيهِ هِيَ الَّتِي تَكُونُ عَلَى هَيْئَتِهَا مُرْتَفِعَةً غَيْرَ مُمْتَهَنَةٍ، فَأَمَّا لَوْ كَانَتْ مُمْتَهَنَةً، أَوْ غَيْرَ مُمْتَهَنَةٍ لَكِنَّهَا غُيِّرَتْ هَيْئَتُهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
بِقَطْعِهَا مِنْ نِصْفِهَا أَوْ بِقَطْعِ رَأْسِهَا، فَلاَ امْتِنَاعَ. (1)
وَفِي كَلاَمِ ابْنِ عَابِدِينَ مَا يَدُل عَلَى أَنَّ ظَاهِرَ مَذْهَبِ الْحَنَفِيَّةِ: أَنَّ كُل صُورَةٍ لاَ يُكْرَهُ إِبْقَاؤُهَا فِي الْبَيْتِ، لاَ تَمْنَعُ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ، سَوَاءٌ الصُّوَرُ الْمَقْطُوعَةُ أَوِ الصُّوَرُ الصَّغِيرَةُ أَوِ الصُّوَرُ الْمُهَانَةُ، أَوِ الْمُغَطَّاةُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَلأَِنَّهُ لَيْسَ فِي هَذِهِ الأَْنْوَاعِ تَشَبُّهٌ بِعُبَّادِهَا؛ لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ الصُّوَرَ الصَّغِيرَةَ أَوِ الْمُهَانَةَ، بَل يَنْصِبُونَهَا صُورَةً كَبِيرَةً، وَيَتَوَجَّهُونَ إِلَيْهَا. (2)
وَقَال ابْنُ حِبَّانَ: إِنَّ عَدَمَ دُخُول الْمَلاَئِكَةِ بَيْتًا فِيهِ صُوَرٌ خَاصٌّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَال: وَهُوَ نَظِيرُ الْحَدِيثِ الآْخَرِ: لاَ تَصْحَبُ الْمَلاَئِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ (1) إِذْ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى رُفْقَةٍ فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مُحَالٌ أَنْ يَخْرُجَ الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ لِقَصْدِ الْبَيْتِ عَلَى رَوَاحِل لاَ تَصْحَبُهَا الْمَلاَئِكَةُ وَهُمْ وَفْدُ اللَّهِ. وَمَآل هَذَا الْقَوْل أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَلاَئِكَةِ مَلاَئِكَةُ الْوَحْيِ، وَهُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ. وَنَقَلَهُ ابْنُ حَجَرٍ عَنَ الدَّاوُدِيِّ وَابْنِ وَضَّاحٍ، وَمَآلُهُ إِِلَى اخْتِصَاصِ النَّهْيِ بِعَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالْمَكَانِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، وَأَنَّ الْكَرَاهَةَ انْتَهَتْ بِوَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَِنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ. (2)
اقْتِنَاءُ وَاسْتِعْمَال صُوَرِ الْمَصْنُوعَاتِ الْبَشَرِيَّةِ وَالْجَوَامِدِ وَالنَّبَاتَاتِ:
43 - يَجُوزُ اقْتِنَاءُ وَاسْتِعْمَال صُوَرِ الْمَصْنُوعَاتِ الْبَشَرِيَّةِ وَالْجَوَامِدِ وَالنَّبَاتَاتِ، وَسَوَاءٌ أَكَانَتْ مَنْصُوبَةً أَوْ مُعَلَّقَةً أَوْ مَوْضُوعَةً مُمْتَهَنَةً، وَكَذَلِكَ لَوْ كَانَتْ مَنْقُوشَةً فِي الْحَوَائِطِ أَوِ السُّقُوفِ أَوِ الأَْرْضِ، وَسَوَاءٌ كَانَتْ مُسَطَّحَةً كَمَا هُوَ مَعْهُودٌ، أَوْ مُجَسَّمَةً كَالزُّهُورِ وَالنَّبَاتَاتِ الاِصْطِنَاعِيَّةِ، وَنَمَاذِجِ السُّفُنِ وَالطَّائِرَاتِ وَالسَّيَّارَاتِ وَالْمَنَازِل وَالْجِبَال وَغَيْرِهَا، وَمُجَسَّمَاتِ تَمَاثِيل الْقُبَّةِ السَّمَاوِيَّةِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ وَالْقَمَرَيْنِ. وَسَوَاءٌ اسْتُعْمِل ذَلِكَ لِحَاجَةٍ وَنَفْعٍ، أَوْ لِمُجَرَّدِ الزِّينَةِ وَالتَّجْمِيل: فَكُل ذَلِكَ لاَ حَرَجَ فِيهِ شَرْعًا، إِلاَّ أَنْ يَحْرُمَ لِعَارِضٍ، كَمَا لَوْ كَانَ خَارِجًا عَنِ الْمُعْتَادِ إِِلَى حَدِّ الإِِْسْرَافِ، عَلَى الأَْصْل فِي سَائِرِ الْمُقْتَنَيَاتِ.
اقْتِنَاءُ وَاسْتِعْمَال صُوَرِ الإِِْنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ:
44 - يُجْمِعُ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَحْرِيمِ اسْتِعْمَال نَوْعٍ مِنَ الصُّوَرِ، وَهُوَ مَا كَانَ صَنَمًا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى. وَأَمَّا مَا عَدَا ذَلِكَ فَإِِنَّهُ لاَ يَخْلُو شَيْءٌ مِنْهُ مِنْ خِلاَفٍ. إِلاَّ أَنَّ الَّذِي تَكَادُ تَتَّفِقُ كَلِمَةُ الْفُقَهَاءِ عَلَى مَنْعِهِ: هُوَ مَا جَمَعَ الأُْمُورَ التَّالِيَةَ:
أ - أَنْ يَكُونَ صُورَةً لِذِي رُوحٍ إِنْ كَانَتِ الصُّورَةُ مُجَسَّمَةً.
ب - أَنْ تَكُونَ كَامِلَةَ الأَْعْضَاءِ، غَيْرَ مَقْطُوعَةِ عُضْوٍ مِنَ الأَْعْضَاءِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَ فَقْدِهَا.
ج - أَنْ تَكُونَ مَنْصُوبَةً أَوْ مُعَلَّقَةً فِي مَكَانِ تَكْرِيمٍ، لاَ إِنْ كَانَتْ مُمْتَهَنَةً.
د - أَنْ لاَ تَكُونَ صَغِيرَةً.
(يُتْبَعُ)
(/)
هـ - أَنْ لاَ تَكُونَ مِنْ لُعَبِ الأَْطْفَال أَوْ نَحْوِهَا. و - أَنْ لاَ تَكُونَ مِمَّا يَسْرُعُ إِلَيْهِ الْفَسَادُ. وَقَدْ خَالَفَ فِيمَا جَمَعَ هَذِهِ الشُّرُوطَ قَوْمٌ لَمْ يُسَمَّوْا، كَمَا تَقَدَّمَ نَقْلُهُ إِلاَّ أَنَّهُ خِلاَفٌ ضَعِيفٌ. وَنَحْنُ نُبَيِّنُ حُكْمَ كُل نَوْعٍ مِمَّا خَرَجَ عَنْ هَذِهِ الشُّرُوطِ.
- اسْتِعْمَال وَاقْتِنَاءُ الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ:
45 - يَرَى الْمَالِكِيَّةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ أَنَّ اسْتِعْمَال الصُّوَرِ الْمُسَطَّحَةِ لَيْسَ مُحَرَّمًا، بَل هُوَ مَكْرُوهٌ إِنْ كَانَتْ مَنْصُوبَةً، فَإِِنْ كَانَتْ مُمْتَهَنَةً فَاسْتِعْمَالُهَا خِلاَفُ الأَْوْلَى. (1)
أَمَّا عِنْدَ غَيْرِ الْمَالِكِيَّةِ: فَالصُّوَرُ الْمُسَطَّحَةُ وَالْمُجَسَّمَةُ سَوَاءٌ فِي التَّحْرِيمِ مِنْ حَيْثُ الاِسْتِعْمَال، إِِذَا تَمَّتِ الشُّرُوطُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ.
ب - اسْتِعْمَال وَاقْتِنَاءُ الصُّوَرِ الْمَقْطُوعَةِ:
46 - إِِذَا كَانَتِ الصُّورَةُ - مُجَسَّمَةً كَانَتْ أَوْ مُسَطَّحَةً - مَقْطُوعَةَ عُضْوٍ لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَهُ، فَإِِنَّ اسْتِعْمَال الصُّورَةِ حِينَئِذٍ جَائِزٌ، وَهَذَا قَوْل جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ. وَقَدْ وَافَقَ عَلَى الإِِْبَاحَةِ هُنَا بَعْضُ مَنْ خَالَفَ، فَرَأَى تَحْرِيمَ التَّصْوِيرِ وَلَكِنْ لَمْ يَرِدْ تَحْرِيمُ الاِقْتِنَاءِ، كَالشَّافِعِيَّةِ. وَسَوَاءٌ أَكَانَتِ الصُّورَةُ قَدْ صُنِعَتْ مَقْطُوعَةً مِنَ الأَْصْل، أَوْ صُوِّرَتْ كَامِلَةً ثُمَّ قُطِعَ مِنْهَا شَيْءٌ لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَهُ. وَسَوَاءٌ أَكَانَتْ مَنْصُوبَةً أَوْ غَيْرَ مَنْصُوبَةٍ كَمَا يَأْتِي فِي الْمَسْأَلَةِ التَّالِيَةِ.
47 - وَالْحُجَّةُ لِذَلِكَ مَا مَرَّ أَنَّ جِبْرِيل قَال لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَال فَلْيَقْطَعْ حَتَّى يَكُونَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ (2) وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَال: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا، وَفِي الْحَائِطِ تَمَاثِيل، فَاقْطَعُوا رُءُوسَهَا فَاجْعَلُوهَا بِسَاطًا أَوْ وَسَائِدَ فَأَوْطِئُوهُ، فَإِِنَّا لاَ نَدْخُل بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيل (1)
وَلاَ يَكْفِي أَنْ تَكُونَ قَدْ أُزِيل مِنْهَا الْعَيْنَانِ أَوِ الْحَاجِبَانِ أَوِ الأَْيْدِي أَوِ الأَْرْجُل، بَل لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْعُضْوُ الزَّائِل مِمَّا لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَهُ، كَقَطْعِ الرَّأْسِ أَوْ مَحْوِ الْوَجْهِ، أَوْ خَرْقِ الصَّدْرِ أَوِ الْبَطْنِ. قَال ابْنُ عَابِدِينَ: وَسَوَاءٌ أَكَانَ الْقَطْعُ بِخَيْطٍ خُيِّطَ عَلَى جَمِيعِ الرَّأْسِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ، أَوْ بِطَلْيِهِ بِمُغْرَةٍ، أَوْ بِنَحْتِهِ، أَوْ بِغَسْلِهِ. وَأَمَّا قَطْعُ الرَّأْسِ عَنِ الْجَسَدِ بِخَيْطٍ مَعَ بَقَاءِ الرَّأْسِ عَلَى حَالِهِ فَلاَ يَنْفِي الْكَرَاهَةَ؛ لأَِنَّ مِنَ الطُّيُورِ مَا هُوَ مُطَوَّقٌ فَلاَ يَتَحَقَّقُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ.
وَقَال صَاحِبُ شَرْحِ الإِِْقْنَاعِ مِنَ الْحَنَابِلَةِ: إِنْ قُطِعَ مِنَ الصُّورَةِ رَأْسُهَا فَلاَ كَرَاهَةَ، أَوْ قُطِعَ مِنْهَا مَا لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ بَعْدَ ذَهَابِهِ فَهُوَ كَقَطْعِ الرَّأْسِ كَصَدْرِهَا أَوْ بَطْنِهَا، أَوْ جَعَل لَهَا رَأْسًا مُنْفَصِلاً عَنْ بَدَنِهَا لأَِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَدْخُل فِي النَّهْيِ.
وَقَال صَاحِبُ مِنَحِ الْجَلِيل مِنَ الْمَالِكِيَّةِ: إِنَّ مَا يَحْرُمُ مَا يَكُونُ كَامِل الأَْعْضَاءِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي لاَ يَعِيشُ بِدُونِهَا وَلَهَا ظِلٌّ.
غَيْرَ أَنَّ الشَّافِعِيَّةَ اخْتَلَفُوا فِيمَا لَوْ كَانَ الْبَاقِي الرَّأْسَ، عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: يَحْرُمُ وَهُوَ الرَّاجِحُ، وَالآْخَرُ: لاَ يَحْرُمُ. وَقَطْعُ أَيِّ جُزْءٍ لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَهُ يُبِيحُ الْبَاقِيَ، كَمَا لَوْ قُطِعَ الرَّأْسُ وَبَقِيَ مَا عَدَاهُ. (1)
جَاءَ فِي أَسْنَى الْمَطَالِبِ وَحَاشِيَتِهِ: وَكَذَا إِنْ قُطِعَ رَأْسُهَا، قَال: الكوهكيوني: وَكَذَا حُكْمُ مَا صُوِّرَ بِلاَ رَأْسٍ، وَأَمَّا الرُّءُوسُ بِلاَ أَبْدَانٍ فَهَل تَحْرُمُ؟ فِيهِ تَرَدُّدٌ. وَالْحُرْمَةُ أَرْجَحُ. قَال الرَّمْلِيُّ: وَهُوَ وَجْهَانِ فِي الْحَاوِي، وَبَنَاهُمَا عَلَى أَنَّهُ هَل يَجُوزُ تَصْوِيرُ حَيَوَانٍ لاَ نَظِيرَ لَهُ: إِنْ جَوَّزْنَاهُ جَازَ ذَلِكَ وَإِِلاَّ فَلاَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ.
وَفِي حَاشِيَةِ الشِّرْوَانِيِّ وَابْنِ قَاسِمٍ: إِنَّ فَقْدَ النِّصْفِ الأَْسْفَل كَفَقْدِ الرَّأْسِ.
48 - وَيَكْفِي لِلإِِْبَاحَةِ أَنْ تَكُونَ الصُّورَةُ قَدْ خُرِقَ صَدْرُهَا أَوْ بَطْنُهَا، بِذَلِكَ صَرَّحَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَبَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ. قَال ابْنُ عَابِدِينَ: هَل مِنْ ذَلِكَ مَا لَوْ كَانَتْ مَثْقُوبَةَ الْبَطْنِ مَثَلاً: الظَّاهِرُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ الثَّقْبُ كَبِيرًا يَظْهَرُ بِهِ نَقْصُهَا فَنَعَمْ، وَإِِلاَّ فَلاَ، كَمَا لَوْ كَانَ الثَّقْبُ لِوَضْعِ عَصًا تُمْسَكُ بِهَا، كَمِثْل صُوَرِ خَيَال الظِّل الَّتِي يُلْعَبُ بِهَا؛ لأَِنَّهَا تَبْقَى مَعَهُ صُورَةً تَامَّةً، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ فِي صُوَرِ الْخَيَال خَالَفَهُ فِيهِ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ، فَرَأَوْا أَنَّ الْخَرْقَ الَّذِي يَكُونُ فِي وَسَطِهَا كَافٍ فِي إِزَالَةِ الْكَرَاهَةِ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ الشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ الْبَاجُورِيُّ (1)، وَيَأْتِي النَّقْل عَنْهُ فِي بَحْثِ النَّظَرِ إِِلَى الصُّوَرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 03:48]ـ
ج - اسْتِعْمَال وَاقْتِنَاءُ الصُّوَرِ الْمَنْصُوبَةِ وَالصُّوَرِ الْمُمْتَهَنَةِ:
49 - يَرَى الْجُمْهُورُ أَنَّ الصُّوَرَ لِذَوَاتِ الأَْرْوَاحِ - مُجَسَّمَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مُجَسَّمَةٍ - يَحْرُمُ اقْتِنَاؤُهَا عَلَى هَيْئَةٍ تَكُونُ فِيهَا مُعَلَّقَةً أَوْ مَنْصُوبَةً، وَهَذَا فِي الصُّوَرِ الْكَامِلَةِ الَّتِي لَمْ يُقْطَعْ فِيهَا عُضْوٌ لاَ تَبْقَى الْحَيَاةُ مَعَهُ، فَإِِنْ قُطِعَ مِنْهَا عُضْوٌ - عَلَى التَّفْصِيل الْمُتَقَدِّمِ فِي الْفِقْرَةِ السَّابِقَةِ - جَازَ نَصْبُهَا وَتَعْلِيقُهَا، وَإِِنْ كَانَتْ مُسَطَّحَةً جَازَ تَعْلِيقُهَا مَعَ الْكَرَاهَةِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ.
وَنُقِل عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِجَازَةُ تَعْلِيقِ الصُّوَرِ الَّتِي فِي الثِّيَابِ، وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ عَائِشَةَ فِي لَعْنِ الْمُصَوِّرِينَ، وَكَانَ مِنْ خَيْرِ أَهْل الْمَدِينَةِ فِقْهًا وَوَرَعًا.
وَأَمَّا إِِذَا اقْتُنِيَتِ الصُّورَةُ - وَهِيَ مُمْتَهَنَةٌ – فَلاَ بَأْسَ بِذَلِكَ عِنْدَ الْجُمْهُورِ، كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي الأَْرْضِ أَوْ فِي بِسَاطٍ مَفْرُوشٍ أَوْ فِرَاشٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَقَدْ نَصَّ الْحَنَابِلَةُ وَالْمَالِكِيَّةُ عَلَى أَنَّهَا غَيْرُ مَكْرُوهَةٍ أَيْضًا، إِلاَّ أَنَّ الْمَالِكِيَّةَ قَالُوا: إِنَّهَا حِينَئِذٍ خِلاَفُ الأَْوْلَى.
وَوَجَّهُوا التَّفْرِيقَ بَيْنَ الْمَنْصُوبِ وَالْمُمْتَهَنِ: بِأَنَّهَا إِِذَا كَانَتْ مَرْفُوعَةً تَكُونُ مُعَظَّمَةً وَتُشْبِهُ الأَْصْنَامَ. أَمَّا الَّذِي فِي الأَْرْضِ وَنَحْوِهِ فَلاَ يُشْبِهُهَا؛ لأَِنَّ أَهْل الأَْصْنَامِ يَنْصِبُونَهَا وَيَعْبُدُونَهَا وَلاَ يَتْرُكُونَهَا مُهَانَةً.
وَقَدْ يُظَنُّ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ بَقَاءُ الصُّورَةِ الْمَقْطُوعَةِ مَنْصُوبَةً، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ فِي السُّنَّةِ مَا يَدُل عَلَى جَوَازِهَا، وَهُوَ مَا نَقَلْنَاهُ سَابِقًا مِنْ أَنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ قَال لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَال فَلْيُقْطَعْ حَتَّى يَكُونَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَإِِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَاقْطَعْ رُءُوسَهَا أَوِ اقْطَعْهَا وَسَائِدَ أَوِ اجْعَلْهَا بُسُطًا فَإِِنَّهَا تَدُل عَلَى جَوَازِ بَقَائِهَا بَعْدَ الْقَطْعِ مَنْصُوبَةً.
وَمِنَ الدَّلِيل عَلَى بَقَاءِ الصُّورَةِ الْمُمْتَهَنَةِ فِي الْبَيْتِ الْحَدِيثُ الْمُتَقَدِّمُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهَا قَطَعَتِ السِّتْرَ وَجَعَلَتْهُ وِسَادَتَيْنِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئُ عَلَيْهِمَا وَفِيهِمَا الصُّوَرُ.
وَقَدْ وَرَدَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَال: كَانُوا يَكْرَهُونَ مَا نُصِبَ مِنَ التَّمَاثِيل وَلاَ يَرَوْنَ بَأْسًا بِمَا وَطِئَتْهُ الأَْقْدَامُ. وَكَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَتَّكِئُ عَلَى
مِخَدَّةٍ فِيهَا تَصَاوِيرُ. (1)
وَلِذَا قَال ابْنُ حَجَرٍ بَعْدَ ذِكْرِ قَطْعِ رَأْسِ التِّمْثَال: فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَرْجِيحُ قَوْل مَنْ ذَهَبَ إِِلَى أَنَّ الصُّورَةَ الَّتِي تَمْتَنِعُ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ دُخُول الْبَيْتِ الَّذِي هِيَ فِيهِ: مَا تَكُونُ فِيهِ مَنْصُوبَةً بَاقِيَةً عَلَى هَيْئَتِهَا. أَمَّا لَوْ كَانَتْ مُمْتَهَنَةً، أَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُمْتَهَنَةٍ لَكِنَّهَا غُيِّرَتْ هَيْئَتُهَا إِمَّا بِقَطْعِ رَأْسِهَا أَوْ بِقَطْعِهَا مِنْ نِصْفِهَا فَلاَ امْتِنَاعَ. (2)
50 - وَالنَّصْبُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ قَال بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ: أَيُّ نَصْبٍ كَانَ. حَتَّى إِنَّ اسْتِعْمَال إِبْرِيقٍ فِيهِ صُوَرٌ تَرَدَّدَ فِيهِ صَاحِبُ الْمُهِمَّاتِ، وَمَال إِِلَى الْمَنْعِ، أَيْ لأَِنَّهُ يَكُونُ مَنْصُوبًا. وَقَالُوا فِي الْوِسَادِ: إِنِ اسْتُعْمِلَتْ مَنْصُوبَةً حَرُمَ، وَإِِنِ اسْتُعْمِلَتْ غَيْرَ مَنْصُوبَةٍ جَازَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَذَهَبَ بَعْضٌ آخَرُ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِِلَى أَنَّ النَّصْبَ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ خَاصَّةً مَا يَظْهَرُ فِيهِ التَّعْظِيمُ، فَقَدْ قَال الْجُوَيْنِيُّ: إِنَّ مَا عَلَى السُّتُورِ وَالثِّيَابِ مِنَ الصُّوَرِ لاَ يَحْرُمُ؛ لأَِنَّ ذَلِكَ امْتِهَانٌ لَهُ. وَهَذَا يُوَافِقُ مَا تَقَدَّمَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَقَال الرَّافِعِيُّ: إِنَّ نَصْبَ الصُّوَرِ فِي حَمَّامٍ أَوْ مَمَرٍّ لاَ يَحْرُمُ، بِخِلاَفِ مَا كَانَ مَنْصُوبًا فِي الْمَجَالِسِ وَأَمَاكِنِ التَّكْرِيمِ. أَيْ لأَِنَّهَا فِي الْمَمَرِّ وَالْحَمَّامِ مُهَانَةٌ، وَفِي الْمَجَالِسِ مُكَرَّمَةٌ. وَظَاهِرُ كَلاَمِ صَاحِبِ الْمُغْنِي مِنَ الْحَنَابِلَةِ أَنَّ نَصْبَ الصُّوَرِ فِي الْحَمَّامِ وَنَحْوِهِ مُحَرَّمٌ.
هَذَا، وَمِمَّا نَصَّ الشَّافِعِيَّةُ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الصُّوَرِ الْمُهَانَةِ: مَا كَانَ فِي نَحْوِ قَصْعَةٍ وَخِوَانٍ وَطَبَقٍ. (1)
وَيُلْتَحَقُ بِالْمُمْتَهَنَةِ - عِنْدَ بَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ - الصُّوَرُ الَّتِي عَلَى النُّقُودِ. قَال الرَّمْلِيُّ: وَعِنْدِي أَنَّ الدَّنَانِيرَ الرُّومِيَّةَ الَّتِي عَلَيْهَا الصُّوَرُ مِنَ الْقِسْمِ الَّذِي لاَ يُنْكَرُ، لاِمْتِهَانِهَا بِالإِِْنْفَاقِ وَالْمُعَامَلَةِ، وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَتَعَامَلُونَ بِهَا مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ، وَلَمْ تَحْدُثِ الدَّرَاهِمُ الإِِْسْلاَمِيَّةُ إِلاَّ فِي عَهْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ. وَقَال مِثْلَهُ الزَّرْكَشِيُّ (2).
51 - هَذَا بَيَانُ حُكْمِ مَا ظَهَرَ فِيهِ التَّعْظِيمُ، أَوْ ظَهَرَتْ فِيهِ الإِِْهَانَةُ. أَمَّا مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهِ أَيٌّ مِنَ الْمَعْنَيَيْنِ، وَذَلِكَ فِي مِثْل الصُّورَةِ الْمَطْبُوعَةِ فِي كِتَابٍ، أَوِ الْمَوْضُوعَةِ فِي دُرْجٍ أَوْ خِزَانَةٍ أَوْ عَلَى مِنْضَدَةٍ، مِنْ غَيْرِ نَصْبٍ. فَفِي كَلاَمِ الْقَلْيُوبِيِّ نَقْلاً عَنِ ابْنِ حَجَرٍ وَغَيْرِهِ: يَجُوزُ لُبْسُ مَا عَلَيْهِ صُورَةُ الْحَيَوَانِ وَدَوْسُهُ وَوَضْعُهُ فِي صُنْدُوقٍ أَوْ مُغَطًّى (1).
وَفِي مُخْتَصَرِ الْمُزَنِيِّ مَا يَدُل عَلَى قَصْرِ التَّحْرِيمِ عَلَى الْمَنْصُوبِ، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: وَصُورَةُ ذَاتِ رُوحٍ إِنْ كَانَتْ مَنْصُوبَةً (2) وَرَوَى ابْنُ شَيْبَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ قَال: لاَ بَأْسَ فِي حِلْيَةِ السَّيْفِ وَلاَ بَأْسَ بِهَا (أَيْ بِالتَّمَاثِيل) فِي سَمَاءِ الْبَيْتِ (أَيِ السَّقْفِ)، وَإِِنَّمَا يُكْرَهُ مِنْهَا مَا نُصِبَ نَصْبًا (3).
وَأَصْل ذَلِكَ مَرْوِيٌّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَفِي مُسْنَدِ الإِِْمَامِ أَحْمَدَ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ أَنَّهُ قَال: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمٍ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ فِيهَا تَمَاثِيل طَيْرٍ وَوَحْشٍ، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ يُكْرَهُ هَذَا؟ قَال: لاَ، إِنَّمَا يُكْرَهُ مِنْهَا مَا نُصِبَ نَصْبًا (4).
اسْتِعْمَال لُعَبِ الأَْطْفَال الْمُجَسَّمَةِ وَغَيْرِ الْمُجَسَّمَةِ:
52 - تَقَدَّمَ أَنَّ قَوْل الْجُمْهُورِ جَوَازُ صِنَاعَةِ اللُّعَبِ الْمَذْكُورَةِ. فَاسْتِعْمَالُهَا جَائِزٌ مِنْ بَابٍ أَوْلَى، وَنَقَل الْقَاضِي عِيَاضٌ جَوَازَهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ، وَتَابَعَهُ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ، قَال: قَال الْقَاضِي: يُرَخَّصُ لِصِغَارِ الْبَنَاتِ. (1)
وَالْمُرَادُ بِصِغَارِ الْبَنَاتِ مَنْ كَانَ غَيْرَ بَالِغٍ مِنْهُنَّ. وَقَال الْخَطَّابِيُّ: وَإِِنَّمَا أَرْخَصَ لِعَائِشَةَ فِيهَا لأَِنَّهَا إِذْ ذَاكَ كَانَتْ غَيْرَ بَالِغٍ. قَال ابْنُ حَجَرٍ: وَفِي الْجَزْمِ بِهِ نَظَرٌ، لَكِنَّهُ مُحْتَمَلٌ، لأَِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ بِنْتَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَأَمَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ فَكَانَتْ قَدْ بَلَغَتْ قَطْعًا (2) فَهَذَا يَدُل عَلَى أَنَّ التَّرْخِيصَ لَيْسَ قَاصِرًا عَلَى مَنْ دُونَ الْبُلُوغِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْهُنَّ، بَل يَتَعَدَّى إِِلَى مَرْحَلَةِ مَا بَعْدَ الْبُلُوغِ مَا دَامَتِ الْحَاجَةُ قَائِمَةً لِذَلِكَ.
53 - وَالْعِلَّةُ فِي هَذَا التَّرْخِيصِ تَدْرِيبُهُنَّ عَنْ شَأْنِ تَرْبِيَةِ الأَْوْلاَدِ، وَتَقَدَّمَ النَّقْل عَنِ الْحَلِيمِيِّ: أَنَّ مِنَ الْعِلَّةِ أَيْضًا اسْتِئْنَاسَ الصِّبْيَانِ وَفَرَحَهُمْ (3). وَأَنَّ ذَلِكَ يَحْصُل لَهُمْ بِهِ النَّشَاطُ وَالْقُوَّةُ وَالْفَرَحُ وَحُسْنُ النُّشُوءِ وَمَزِيدُ التَّعَلُّمِ. فَعَلَى هَذَا لاَ يَكُونُ الأَْمْرُ قَاصِرًا عَلَى الإِِْنَاثِ مِنَ الصِّغَارِ، بَل يَتَعَدَّاهُ إِِلَى الذُّكُورِ مِنْهُمْ أَيْضًا. وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِهِ أَبُو يُوسُفَ: فَفِي الْقُنْيَةِ عَنْهُ: يَجُوزُ بَيْعُ اللُّعْبَةِ، وَأَنْ يَلْعَبَ بِهَا الصِّبْيَانُ. (1)
54 - وَمِمَّا يُؤَكِّدُ جَوَازَ اللُّعَبِ الْمُصَوَّرَةِ لِلصِّبْيَانِ - بِالإِِْضَافَةِ إِِلَى الْبَنَاتِ - مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ الأَْنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: أَرْسَل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِِلَى قُرَى الأَْنْصَارِ الَّتِي حَوْل الْمَدِينَةِ: مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ. فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ بِهِمْ إِِلَى الْمَسْجِدِ، فَنَجْعَل - وَفِي رِوَايَةٍ: فَنَصْنَعُ - لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ، فَإِِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ إِيَّاهُ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِِْفْطَارِ. (2)
55 - وَانْفَرَدَ الْحَنَابِلَةُ بِاشْتِرَاطِ أَنْ تَكُونَ اللُّعْبَةُ الْمُصَوَّرَةُ بِلاَ رَأْسٍ، أَوْ مَقْطُوعَةَ الرَّأْسِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَمُرَادُهُمْ أَنَّهُ لَوْ كَانَ الْبَاقِي الرَّأْسَ، أَوْ كَانَ الرَّأْسُ مُنْفَصِلاً عَنِ الْجَسَدِ جَازَ، كَمَا تَقَدَّمَ. وَقَالُوا: لِلْوَلِيِّ شِرَاءُ لُعَبٍ غَيْرِ مُصَوَّرَةٍ لِصَغِيرَةٍ تَحْتَ حِجْرِهِ مِنْ مَالِهَا نَصًّا، لِلتَّمْرِينِ. (3
لُبْسُ الثِّيَابِ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرُ:
56 - يُكْرَهُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ لُبْسُ الثِّيَابِ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرُ، قَال صَاحِبُ الْخُلاَصَةِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ: صُلِّيَ فِيهَا أَوْ لاَ. لَكِنْ تَزُول الْكَرَاهَةُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ بِمَا لَوْ لَبِسَ الإِِْنْسَانُ فَوْقَ الصُّورَةِ ثَوْبًا آخَرَ يُغَطِّيهَا، فَإِِنْ فَعَل فَلاَ تُكْرَهُ الصَّلاَةُ فِيهِ. (1)
وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: يَجُوزُ لُبْسُ الثِّيَابِ الَّتِي فِيهَا صُوَرٌ حَيْثُ نَصُّوا عَلَى أَنَّ الصُّورَةَ فِي الثَّوْبِ الْمَلْبُوسِ مُنْكَرٌ، لَكِنَّ اللُّبْسَ امْتِهَانٌ لَهُ فَيَجُوزُ حِينَئِذٍ. (2) كَمَا لَوْ كَانَ مُلْقًى بِالأَْرْضِ وَيُدَاسُ. وَالأَْوْجَهُ كَمَا قَال الشِّرْوَانِيُّ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ مِنَ الْمُنْكَرِ إِِذَا كَانَ مُلْقًى بِالأَْرْضِ (أَيْ مُطْلَقًا).
أَمَّا الْحَنَابِلَةُ: فَقَدِ اخْتَلَفَ قَوْلُهُمْ فِي لُبْسِ الثَّوْبِ الَّذِي فِيهِ الصُّورَةُ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: التَّحْرِيمُ، وَهُوَ قَوْل أَبِي الْخَطَّابِ قَدَّمَهُ فِي الْفُرُوعِ وَالْمُحَرَّرِ. وَالآْخَرُ: أَنَّهُ مَكْرُوهٌ فَقَطْ وَلَيْسَ مُحَرَّمًا، قَدَّمَهُ ابْنُ تَمِيمٍ (3).
وَوَجْهُ الْقَوْل بِعَدَمِ التَّحْرِيمِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: إِلاَّ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ. (4)
اسْتِعْمَال وَاقْتِنَاءُ الصُّوَرِ الصَّغِيرَةِ فِي الْخَاتَمِ وَالنُّقُودِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
57 - يُصَرِّحُ الْحَنَفِيَّةُ أَنَّ الصُّوَرَ الصَّغِيرَةَ لاَ يَشْمَلُهَا تَحْرِيمُ الاِقْتِنَاءِ وَالاِسْتِعْمَال، بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَادَةِ عُبَّادِ الصُّوَرِ أَنْ يَسْتَعْمِلُوهَا كَذَلِكَ. وَضَبَطُوا حَدَّ الصِّغَرِ بِضَوَابِطَ مُخْتَلِفَةٍ.
قَال بَعْضُهُمْ: أَنْ تَكُونَ بِحَيْثُ لاَ تَبْدُو لِلنَّاظِرِ إِلاَّ بِتَبَصُّرٍ بَلِيغٍ. وَقَال بَعْضُهُمْ: أَنْ لاَ تَبْدُوَ مِنْ بَعِيدٍ. وَقَال صَاحِبُ الدُّرِّ: هِيَ الَّتِي لاَ تَتَبَيَّنُ تَفَاصِيل أَعْضَائِهَا لِلنَّاظِرِ قَائِمًا وَهِيَ عَلَى الأَْرْضِ. وَقِيل: هِيَ مَا كَانَتْ أَصْغَر مِنْ حَجْمِ طَائِرٍ. وَهَذَا يَذْكُرُونَهُ فِي بَيَانِ أَنَّهَا لاَ تُكْرَهُ لِلْمُصَلِّي. لَكِنْ قَال ابْنُ عَابِدِينَ: ظَاهِرُ كَلاَمِ عُلَمَائِنَا أَنَّ مَا لاَ يُؤَثِّرُ كَرَاهَةً فِي الصَّلاَةِ لاَ يُكْرَهُ إِبْقَاؤُهُ. وَقَدْ صَرَّحَ فِي الْفَتْحِ وَغَيْرِهِ بِأَنَّ الصُّورَةَ الصَّغِيرَةَ لاَ تُكْرَهُ فِي الْبَيْتِ، وَنُقِل أَنَّهُ كَانَ عَلَى خَاتَمِ أَبِي هُرَيْرَةَ ذُبَابَتَانِ.
وَفِي التَّتَارْخَانِيَّةَ: لَوْ كَانَ عَلَى خَاتَمِ فِضَّةٍ تَمَاثِيل لاَ يُكْرَهُ، وَلَيْسَتْ كَتَمَاثِيل فِي الثِّيَابِ؛ لأَِنَّهُ صَغِيرٌ. (1) وَقَدْ تَقَدَّمَ النَّقْل عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمُ اسْتَعْمَلُوا الصُّوَرَ فِي الْخَوَاتِمِ، فَكَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً مُتَقَلِّدًا سَيْفًا، وَكَانَ نَقْشُ خَاتَمِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْكِيَّيْنِ، وَكَانَ عَلَى خَاتَمِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيَّلٌ (1).
وَلاَ يَخْتَلِفُ حُكْمُ الصُّوَرِ الصَّغِيرَةِ عَنِ الصُّوَرِ الْكَبِيرَةِ عِنْدَ غَيْرِ الْحَنَفِيَّةِ. إِلاَّ أَنَّ الصُّوَرَ الَّتِي عَلَى الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ جَائِزَةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ لاَ لِصِغَرِهَا، وَلَكِنْ لأَِنَّهَا مُمْتَهَنَةٌ كَمَا تَقَدَّمَ. وَقَدْ صَرَّحَ الْحَنَابِلَةُ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لُبْسُ الْخَاتَمِ الَّذِي فِيهِ الصُّورَةُ. (2)
النَّظَرُ إِِلَى الصُّوَرِ:
58 - يَحْرُمُ التَّفَرُّجُ عَلَى الصُّوَرِ الْمُحَرَّمَةِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ. لَكِنْ إِِذَا كَانَتْ مُبَاحَةَ الاِسْتِعْمَال - كَمَا لَوْ كَانَتْ مَقْطُوعَةً أَوْ مُهَانَةً - فَلاَ يَحْرُمُ التَّفَرُّجُ عَلَيْهَا.
قَال الدَّرْدِيرُ فِي تَعْلِيل تَحْرِيمِ النَّظَرِ: لأَِنَّ النَّظَرَ إِِلَى الْحَرَامِ حَرَامٌ (3).
وَلاَ يَحْرُمُ النَّظَرُ إِِلَى الصُّورَةِ الْمُحَرَّمَةِ مِنْ حَيْثُ هِيَ صُوَرٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ.
وَنَقَل ابْنُ قُدَامَةَ أَنَّ النَّصَارَى صَنَعُوا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ طَعَامًا فَدَعَوْهُ، فَقَال: أَيْنَ هُوَ؟ قَال: فِي الْكَنِيسَةِ. فَأَبَى أَنْ يَذْهَبَ: وَقَال لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: امْضِ بِالنَّاسِ فَلْيَتَغَدَّوْا. فَذَهَبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ فَدَخَل الْكَنِيسَةَ، وَتَغَدَّى هُوَ وَالنَّاسُ، وَجَعَل عَلِيٌّ يَنْظُرُ إِِلَى الصُّوَرِ، وَقَال: مَا عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ دَخَل فَأَكَل (1).
وَلَمْ نَجِدْ نَصًّا عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ فِي ذَلِكَ. لَكِنْ قَال ابْنُ عَابِدِينَ: هَل يَحْرُمُ النَّظَرُ بِشَهْوَةٍ إِِلَى الصُّورَةِ الْمَنْقُوشَةِ؟ مَحَل تَرَدُّدٍ، وَلَمْ أَرَهُ، فَلْيُرَاجَعْ.
فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ مَعَ عَدَمِ الشَّهْوَةِ لاَ يَحْرُمُ.
عَلَى أَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مِنْ مَذْهَبِ الْحَنَفِيَّةِ دُونَ سَائِرِ الْمَذَاهِبِ: أَنَّ الرَّجُل إِِذَا نَظَرَ إِِلَى فَرْجِ امْرَأَةٍ بِشَهْوَةٍ، فَإِِنَّهَا تَنْشَأُ بِذَلِكَ حُرْمَةُ الْمُصَاهَرَةِ؛ لَكِنْ لَوْ نَظَرَ إِِلَى صُورَةِ الْفَرْجِ فِي الْمِرْآةِ فَلاَ تَنْشَأُ تِلْكَ الْحُرْمَةُ؛ لأَِنَّهُ يَكُونُ قَدْ رَأَى عَكْسَهُ لاَ عَيْنَهُ. فَفِي النَّظَرِ إِِلَى الصُّورَةِ الْمَنْقُوشَةِ لاَ تَنْشَأُ حُرْمَةُ الْمُصَاهَرَةِ مِنْ بَابٍ أَوْلَى. (2)
59 - وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: لاَ يَحْرُمُ النَّظَرُ - وَلَوْ بِشَهْوَةٍ - فِي الْمَاءِ أَوِ الْمِرْآةِ. قَالُوا: لأَِنَّ هَذَا مُجَرَّدُ خَيَال امْرَأَةٍ وَلَيْسَ امْرَأَةً. وَقَال الشَّيْخُ الْبَاجُورِيُّ: يَجُوزُ التَّفَرُّجُ عَلَى صُوَرِ حَيَوَانٍ غَيْرِ مَرْفُوعَةٍ. أَوْ عَلَى هَيْئَةٍ لاَ تَعِيشُ مَعَهَا، كَأَنْ كَانَتْ مَقْطُوعَةَ الرَّأْسِ أَوِ الْوَسَطِ، أَوْ مُخَرَّقَةَ
الْبُطُونِ. قَال: وَمِنْهُ يُعْلَمُ جَوَازُ التَّفَرُّجِ عَلَى خَيَال الظِّل الْمَعْرُوفِ؛ لأَِنَّهَا شُخُوصٌ مُخَرَّقَةُ الْبُطُونِ. (1)
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَال لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ، يَجِيءُ بِكَ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَال لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ، فَإِِذَا أَنْتِ هِيَ (2) قَال ابْنُ حَجَرٍ: عِنْدَ الآْجُرِّيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ: لَقَدْ نَزَل جِبْرِيل بِصُورَتِي فِي رَاحَتِهِ حِينَ أَمَرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَزَوَّجَنِي فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ نَظَرُ الرَّجُل إِِلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي يَحِل لَهُ النَّظَرُ إِلَيْهَا، مَا لَمْ تَكُنِ الصُّورَةُ مُحَرَّمَةً، عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنَ التَّفْصِيل وَالْخِلاَفِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 09:37]ـ
ملاحظات على ما جاء في الموسوعة
1 - القول الأول لم يذكر له قائل مجتهد
2 - نقل النووي عن مالك بل نقل الإجماع كما قالوا هم بتحريم التصوير حتى لو كان رقماً و لم يذكروا هم المرجع الذي قال المالكية فيه بالجواز
3 - القول الثالث يؤيد ما قلنا
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:10]ـ
هذا نص من الشيخ ابن عثيمين أنه لا يجيز الصورة الفوتوغرافية إلا للضرورة أو الحاجة و قد توسع الناس في رأيه
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم الشيخ. .. . حفظه الله تعالى وجعله من عباده الصالحين، وأوليائه المؤمنين المتقين، وحزبه الملحين، آمين.
وبعد فقد وصلني كتابكم الذي تضمن السلام والنصيحة فعليكم السلام، ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله عني على نصحتكم البالغة التي أسال الله تعالى أن ينفعني بها.
ولا ريب أن الطريقة التي سلكتموها في النصيحة هي الطريقة المثلى للتناصح بين الإخوان، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ولقد بلغت نصيحتكم مني مبلغاً كبيراً بما تضمنته من العبارات الواعظة والدعوات الصادقة، أسأل الله أن يتقبلها، وأن يكتب لكم مثلها.
وما أشرتم إليه - حفظكم الله - من تكرر جوابي على إباحة الصورة المأخوذة بالآلة: فإني أفيد أخي أنني لم أبح اتخاذ الصورة - والمراد صورة ما فيه روح من إنسان أو غيره - إلا ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه، كالتابعية، والرخصة، وإثبات الحقائق ونحوها.
وأما اتخاذ الصورة للتعظيم، أو للذكرى، أو للتمتع بالنظر إليها، أو التلذذ بها فإني لا أبيح ذلك، سواء كان تمثالاً أو رقماً، وسواء كان مرقوماً باليد أو بالآلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة)) (1). وما زالت أفتي بذلك، وآمر من عنده صور للذكرى بإتلافها، وأشدد كثيراً إذا كانت الصورة صورة ميت.
وأما تصوير ذوات الأرواح من إنسان أو غيره فلا ريب في تحريمه، وإنه من كبائر الذنوب، لثبوت لعن فاعله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر فيما إذا كان تمثالاً - أي مجسماً - أو كان باليد، أما إذا كان بالآلة الفورية التي تلتقط الصورة ولا يكون فيها أي عمل من الملتقط من تخطيط الوجه وتفصيل الجسم ونحوه، فإن التقطت الصورة لأجل الذكرى ونحوها من الأغراض التي لا تبيح اتخاذ الصورة فإن التقاطها بالآلة محرم تحريم الوسائل، وإن التقطت الصورة للضرورة أو الحاجة فلا بأس بذلك.
هذا خلاصة رأيي في هذه المسألة، فإن كان صواباً فمن الله وهو المان به، وإن كان خطأ فمن قصوري أو تقصيري، وأسأل الله أن يعفو عني منه، وأن يهديني إلى الصواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 02:59]ـ
الله اكبر ورحم الله هذا الإمام
المرجع بارك الله فيك يا أخي
هذا نص من الشيخ ابن عثيمين أنه لا يجيز الصورة الفوتوغرافية إلا للضرورة أو الحاجة و قد توسع الناس في رأيه
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم الشيخ. .. . حفظه الله تعالى وجعله من عباده الصالحين، وأوليائه المؤمنين المتقين، وحزبه الملحين، آمين.
وبعد فقد وصلني كتابكم الذي تضمن السلام والنصيحة فعليكم السلام، ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله عني على نصحتكم البالغة التي أسال الله تعالى أن ينفعني بها.
ولا ريب أن الطريقة التي سلكتموها في النصيحة هي الطريقة المثلى للتناصح بين الإخوان، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ولقد بلغت نصيحتكم مني مبلغاً كبيراً بما تضمنته من العبارات الواعظة والدعوات الصادقة، أسأل الله أن يتقبلها، وأن يكتب لكم مثلها.
وما أشرتم إليه - حفظكم الله - من تكرر جوابي على إباحة الصورة المأخوذة بالآلة: فإني أفيد أخي أنني لم أبح اتخاذ الصورة - والمراد صورة ما فيه روح من إنسان أو غيره - إلا ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه، كالتابعية، والرخصة، وإثبات الحقائق ونحوها.
وأما اتخاذ الصورة للتعظيم، أو للذكرى، أو للتمتع بالنظر إليها، أو التلذذ بها فإني لا أبيح ذلك، سواء كان تمثالاً أو رقماً، وسواء كان مرقوماً باليد أو بالآلة لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة)) (1). وما زالت أفتي بذلك، وآمر من عنده صور للذكرى بإتلافها، وأشدد كثيراً إذا كانت الصورة صورة ميت.
وأما تصوير ذوات الأرواح من إنسان أو غيره فلا ريب في تحريمه، وإنه من كبائر الذنوب، لثبوت لعن فاعله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ظاهر فيما إذا كان تمثالاً - أي مجسماً - أو كان باليد، أما إذا كان بالآلة الفورية التي تلتقط الصورة ولا يكون فيها أي عمل من الملتقط من تخطيط الوجه وتفصيل الجسم ونحوه، فإن التقطت الصورة لأجل الذكرى ونحوها من الأغراض التي لا تبيح اتخاذ الصورة فإن التقاطها بالآلة محرم تحريم الوسائل، وإن التقطت الصورة للضرورة أو الحاجة فلا بأس بذلك.
هذا خلاصة رأيي في هذه المسألة، فإن كان صواباً فمن الله وهو المان به، وإن كان خطأ فمن قصوري أو تقصيري، وأسأل الله أن يعفو عني منه، وأن يهديني إلى الصواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 11:10]ـ
بارك الله فيكم
وأظن أن المسألة أخذت حقها من النقاش ....
بقيت جزئية وهي أن قول من قال أن الخلاف في هذه المسألة سائغ لم يقل ذلك لمخالفة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في عدم تحريمها بل لأنه ينطلق من أصول وقواعد في فقه الخلاف فأرجو التنبه ذلك ولله أعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 03:02]ـ
أقرأ كلام الشيخ جيدا" فيما نقلت.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 01:24]ـ
ختام مذاكري
الله اكبر ورحم الله هذا الإمام
المرجع بارك الله فيك يا أخي
فتاوى الشيخ المجلد الثاني عشر
بارك الله فيكم
وأظن أن المسألة أخذت حقها من النقاش ....
بقيت جزئية وهي أن قول من قال أن الخلاف في هذه المسألة سائغ لم يقل ذلك لمخالفة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في عدم تحريمها بل لأنه ينطلق من أصول وقواعد في فقه الخلاف فأرجو التنبه ذلك ولله أعلم
ختمنا المذاكرة لطلبك لكنك لم تذكر أثناء المذاكرة هذه الأصول و القواعد التي أباحت التصوير
أقرأ كلام الشيخ جيدا" فيما نقلت.
قرأته جيداً و أعرف ماذا تعني أنه خالفني في العلة التي هي المضاهاة و أنها ليست في التصوير الفوتوغرافي لكنه وافقني في الحكم أنها لا تجوز إلا لضرورة أو حاجة
أما أنت فقد وافقك في العلة أنها ليست موجودة في التصوير الفوتوغرافي لكنه خالفك في الحكم فجعلها للضرورة أو الحاجة و أما أنت فوسعتها
و الزبدة في الفقه هو الحكم و معرفة العلة وسيلة له
ـ[أبومنصور]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 01:24]ـ
معذرة على التطفل على هذا النقاش المفيد .. لكني شدتني عبارة اخينا ابي جهاد - وفقه الله لكل خير- .. فالذي قراته لبعض من يجيز التصوير الفوتوغرافي - كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله - انهم يفرقون بين جواز التصوير الفوتوغرافي وبين الاحتفاظ بتلك الصور للذكرى .. فيجيزون الاولى ويحرمون الثانية .. فارجو ان توضح هذه النقطة .. وجزاك الله خيرا.
ارجو من الاخ أبو جهاد الأثري ان يبدي رايه في المشاركة رقم 48 او اي احد من الاخوة ممن يرى رايه وذلك لاهمية المسئلة.
وبارك الله فيكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 08:47]ـ
ختمنا المذاكرة لطلبك لكنك لم تذكر أثناء المذاكرة هذه الأصول و القواعد التي أباحت التصوير
أكرمك الله
لم أرد ختم المذاكرة من جهتكم بل من جهتي
فإني رأيت أني قلت ما عندي وأن مرادي قد فهم فأنا اكتفيت بما ذكرت وليس عندي مزيد
أما الأصول والقواعد المذكورة فأردت بها الأصول في فقه الخلاف وأنواعه وبيان السائغ وغيره ولم أقصد الأصول والقواعد في مسألة التصوير
ولذلك لم أتكلم وأناقش فيها وإنما انصب كلامي على كون الخلاف فيها سائغا أم لا؟
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 11:18]ـ
الله اكبر ورحم الله هذا الإمام
كنت قد جمعت موضوعا بينت فيه , أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وإن كان قد خالف في التصوير الفوتوغرافي إلا أنه قد وافق باقي العلماء المعتد بهم في الحكم الشرعي لهذه التصاوير.
فلما وقفت على ما نقله لنا أخونا (من صاحب النقب) فرحت وقلت الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وهذا هو الجمع للفائدة:
============================== =====
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من اطاع أمره واجتنب نهيه والتزم هداه أما بعد,
يخلط الناس اليوم في موضوع التصوير وقد جاءت فيه الأحاديث الصريحة والصحيحة بالنهي عن هذا الفعل الذي يبغضه الله ورسوله والمؤمنين , كيف لا وفاعله يضاهي خلق الله العلي المتعال.
والنهي عن التصوير يتضمن ثلاثة أمور:
1 - تحريم التصوير ولعن المصورين لقوله عليه الصلاة والسلام:" لعن الله المصورين " وقوله عليه الصلاة والسلام:" أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورين ".
2 - تحريم اقتناء الصور لقوله عليه الصلاة والسلام: " لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب ".
3 - المشاركة في التصوير مُصوِراً أو مُصوَراً لقوله تعالى {تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشهر من نُقل عنه الخلاف في مسألة التصوير الحديث من أهل العلم والفضل هو الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة , ومع ذلك فقد أخذ بعض الناس فتواه على ما يشتهونه ولم يتقيدوا بقول الشيخ رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى.
فالشيخ وإن كان يقول أن التصوير الفوتوغرافي يختلف عن التصوير باليد ولكنه يحرم التصوير واقتناء الصور مطلقاً إلا في حالة الضرورة والحاجة فقط.
وهو في النهاية يكون موافقا لكل العلماء الذين حرموا التصوير مطلقا وأجازوه للضرورة أو الحاجة فقط فلتتنبه.
يقول الشيخ ابن عثيمين بعد أن ذكر الخلاف في المسألة:
إذا كان لغرض محرم صار حراما، وإذا كان لغرض مباح صار مباحا لأن الوسائل له أحكام المقاصد، وعلى هذا، فلو أن شخصا صور أنسانا لما يسمونه بالذكرى، سواء كانت هذه الذكرى للتمتع بالنظر إليه أو التلذذ به أو من أجل الحنان والشوق إليه،فإن ذلك محرم و لا يجوز لما فيه من اقتناء الصور، لأنه لا شك أن هذه صورة ولا أحد ينكر ذلك , وإذا كان لغرض مباح كما يوجد في التابعية والرخصة والجواز وما أشبهه، فهذا يكون مباحا. أهـ
وقال رحمه الله أيضا:
والاحتياط الامتناع من ذلك، لأنه من المتشابهات ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، لكن لو احتاج إلى ذلك لأغراض معينة كإثبات الشخصية فلا بأس به، لأن الحاجة ترفع الشبهة لأن المفسدة لم تتحقق في المشتبه فكانت الحاجة رافعة لها.
وأما إقتناء الصور فعلى نوعين:
النوع الأول: أن تكون الصورة مجسمة أي ذات جسم فاقتناؤها حرام وقد نقل ابن العربي الإجماع عليه نقله عنه في فتح الباري.
النوع الثاني: أن تكون الصورة غير مجسمة بأن تكون رقماً على شيء فهذه أقسام:
القسم الأول: أن تكون معلقة على سبيل التعظيم والإجلال مثل ما يعلق من صور الملوك، والرؤساء، والوزراء، والعلماء، والوجهاء، والآباء، وكبار الإخوة ونحوها، فهذا القسم حرام.
القسم الثاني: أن تكون معلقة على سبيل الذكرى مثل من يعلقون صور أصحابهم وأصدقائهم في غرفهم الخاصة فهذه محرمة.
القسم الثالث: أن تكون معلقة على سبيل التجميل والزينة، فهذه محرمة أيضاً.
القسم الرابع: أن تكون ممتهنة كالصورة التي تكون في البساط والوسادة، وعلى الأواني وسماط الطعام ونحوها، فنقل النووي عن جمهور العلماء من الصحابة والتابعين جوازها.أهـ
وللأسف أن الناس اليوم إذا تكلموا في حكم التصوير يتكلمون بشكل مجمل , ويتعلقون بإجازة بعض العلماء للتصوير فيستبيحون الحرام قبل الحلال والله المستعان , فهناك أوجه في حكم التصوير لا خلاف على تحريمها عند أهل العلم ومنها:
1 - تحريم الصور التي ترسم لذوات الأرواح من إنسان أو حيوان مطلقاً.
2 - تحريم صنع ما له ظل من المجسمات والتماثيل على شكل ذوات الأرواح من إنسان أو حيوان مطلقاً.
3 - تحريم الإحتفاظ بالصور المرسومة بالرسم لذوات الأرواح من إنسان أو حيوان مطلقاً.
4 - تحريم الإحتفاظ بما له ظل من المجسمات والتماثيل على شكل ذوات الأرواح من إنسان أو حيوان مطلقاً.
5 - تحريم الإحتفاظ بالصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح من إنسان أو حيوان لغرض الذكرى أو الزينة.
فالإجماع منعقد على تحريم هذا الأقسام وهو إجماع معتبر عند أهل العلم ولا تجد لهم مخالف إلا من شذ ولا عبرة بالقول الشاذ.
وقد تقرر في الشريعة أن الخروج من الخلاف في المسائل الخلافية أولى لحفظ الدين والعرض ولا يحتج بالخلاف على الجواز إلا جاهل كما قال ابن عبد البر رحمه الله ولا يكون الخروج من الخلاف إلا بالإحتياط للدين وترك المشتبهات التي من حام حولها فقد وقع في الحرام كما قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.
والله اعلم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 11:25]ـ
و الزبدة في الفقه هو الحكم و معرفة العلة وسيلة له
نعم هذا هو!!
وهذا من تسديد الله جل وعز للأئمة من أمثال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله ربما تخفى عليه بعض العلل عند دراسة الحديث ويقف عليها غيره , فيصيب رحمه الله في الحكم على الحديث صحة وضعفا ويخطيء غيره ممن يدعي الاهتمام بعلم العلل؟!
فسبحان الله الموفق والمسدد لمن صلح قصده.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 11:40]ـ
5 - تحريم الإحتفاظ بالصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح من إنسان أو حيوان لغرض الذكرى أو الزينة.
فالإجماع منعقد على تحريم هذا الأقسام وهو إجماع معتبر عند أهل العلم ولا تجد لهم مخالف إلا من شذ ولا عبرة بالقول الشاذ.
هل تستطيع أن تثبت الإجماع على القسم الخامس؟!!!!!
أم هو إلقاء للكلام على عواهنه من غير تحقيق وتدقيق
أم انتصارا للرأي حتى تصم المخالف بالشذوذ وعليه فلا يكون الخلاف سائغا.
لم تجد سبيلا لذلك إلا حكاية الإجماع على ذلك أين أنت من كلام الإمام أحمد في الإجماع؟!!
يا سلفي!! حقق ودقق ونقب ولا تخرق وتلفق فليس هذا سبيلا للسلف والسلفية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 11:52]ـ
وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله ربما تخفى عليه بعض العلل عند دراسة الحديث ويقف عليها غيره , فيصيب رحمه الله في الحكم على الحديث صحة وضعفا ويخطيء غيره ممن يدعي الاهتمام بعلم العلل؟!
فسبحان الله الموفق والمسدد لمن صلح قصده.
لم أر تناقضا كهذا من قبل!
إذا كانت العلة قادحة فكيف يكون مصيبا في تصحيحه للحديث أم أن قول الألباني حجة تردُّ به أدله وحجج وتعليلات المخالفين
من أهل العلم الذين تسفه آراءهم وتخرجهم أنت _ومن معك ممن ينتمي لجماعتك_ من السلفية لخلافهم للألباني رحمه الله في التصحيح والتضعيف ودعواهم التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في التعليل والتصحيح
وإذا كانت العلة غير قادحة أصبح كلامك بلا فائدة لأنه لا يوجد أحد منهم يضعف الحديث بعلة غير قادحة
وإنما الخلاف قد يقع في كون هذه العلة قادحة أم لا وهذا واقع من الطرفين عكسا وطردا
فسبحان من وفق ثلة من العلماء وطلبة العلم إلى هذا المنهج نصحا للإمام الألباني وغيره ممن سبقه أو جاء بعده
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 12:26]ـ
لا يمكن حصول الفائدة مع هذه المكابرة والتعصب والبعد عن روح الفقه وأي فقيه يرضا بهذه المناقشة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 01:43]ـ
لا يمكن حصول الفائدة مع هذه المكابرة والتعصب والبعد عن روح الفقه وأي فقيه يرضا بهذه المناقشة وهل يحكى الإجماع ومذهب كامل بإمامه وأصحابه على خلاف ما نقل.
نحن نتكلم عن الخلاف هل هو سائغ أم لا؟ وكلام الشيخ معروف ليس عليه غبارا" وأنت تخلط بين التصوير الذي هو الفعل والصورة والشيخ له رأي في المسألة الأولى أنه ليس داخل في المحرم وتفصيل في المسألة الثانية إذا كانت صورة فوتوغرافية وأجرى عليها الأحكام الخمسة لهذا نسب إلى الشيخ عدم تصور الواقع جيدا" بهذا التفريق والصحيح أنه ليس فيه تناقضا" لأن الفعل له حكم والصورة لها حكم ولا يلزم عند الجمهور تحريم التصوير تحريم اقتنائها أو استعمالها كذلك لايلزم عدم تحريم التصوير الفوتغرافي جواز الصورة لأن عند صاحب هذا القول وهو الشيخ أن تحريم التصوير الفوتغرافي تحريم وسائل لا مقاصد أفهم هذا جيدا".
أما هل الخلاف سائغ أو لا؟ ظننت أن بعد نقل البحث صارت المسألة أوضح من الشمس في رابعة النهار ألا يكون سائغا ومذهب لا يختلف عندهم بعدم تحرم الصورة التي ليس لها ظلا" وهو أشد مانحن بصدده ألا يكون سائغا وبعض العلماء لا يحرم إلا مكان صنما يعبد ألا يكون سائغا وبعض العلماء لا يحرم الصور الممتهنة ألا يكون سائغا وبعض العلماء يشترط للتحريم أن لا تكون الصورة صغيرة كيف بهذه الصور الفوتوغرافية التي عند جمع من العلماء الكبار ليست من الصور المحرمة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 04:06]ـ
معذرة سوف أغلق الموضوع لأنه خرج عن إطاره.
لا سيما بعد أن ظهر جواب سؤال السائل، وأن الخلاف في المسألة سائغ، ولا يقول بغير ذلك من له مسكة من عقل فضلا عن علم.
والإشكال عند بعض من قصر نظره وضاق أفقه أنه لا يفقه أصلا معنى قولنا (الخلاف سائغ).(/)
((المَقْري والمَقَّري: تحقيق علمي في ضبط كلمة المَقْري)) مقال نشر في مجلة دع
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 02:05]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والصلاة على رسوله محمد المبعوث رحمة للعالمين؛ وبعد:
إن الناظر في كتب علمائنا يجد شدة حرصهم على ضبط أسماء الأعلام، وضبط كناهم، وأنسابهم، مما جعلهم يصنفون المصنفات، ويؤلفون المؤلفات في هذا الباب خاصة؛ وذلك لتجنب وقوع الخطأ، والخلط، والغلط بين أولئك الأعلام.
وبنظرة سريعة في فهارس الكتب سنجد عددا كبيرا من كتب هذا النوع – قديما وحديثا -.
وأنا – هنا – لا أريد أن أتكلم عن هذا العلم، فهذا له موطن آخر؛ وإنما غرضي – هنا - هو نقل مقال الأستاذ عبد القادر زمامه؛ حول ضبط لفظة (المقري)؛ مع ذكر بعض الأمور – مني – قبل ذكر مقاله. والنتيجةُ التي خرج بها الأستاذ عبد القادر هي الحقيقة التي يجب الأخذ بها، وترك ما سواها.
وهذا البحث قامت بنشره مجلة (دعوة الحق) في العدد الخامس ص (160 - 162) من السنة الرابعة عشرة (ربيع الأول) عام (1391) هجرية. كما نشر في غيرها من المجلات.
ومساهمة – مني - في نشر العلم، وابتغاء الأجر والثواب؛ قمت بطبع هذه الوريقات من تلكم المجلة.
والأمور التي أحببت أن أذكرها - حول هذه المسألة - قبل نقل بحث الأستاذ هي:
1 - أن الذي اشتُهِر في ضبط هذا اللفظ هو بفتح الميم وتشتديد القاف؛ وهذا الاشتهار منشؤه التقليد؛ كما سيأتي.
2 - أن هناك عددا من الأعلام ممن ينتسبون إلى (مقرة) ومن أشهرهم – كما ذكر الأستاذ زمامه -:
أ - أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري – رحمه الله -؛ ومن أشهر كتبه (القواعد الفقهية) و (عمل من طب لمن حب) و (الحقائق والرقائق) وغيرها. المتوفى سنة (758) هجرية.
ب – أبو عثمان سعيد بن أحمد المقري – رحمه الله – مفتي تلمسان خمسا وأربعين سنة. وقيل: ستين سنة! كان حيا سنة (1011) هجرية؛ كما في (البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان) ص (105) (الطبعة الثعالبية) وبهذا يتبين خطأ الأستاذ زمامه؛ حيث أرخ لوفاته بتاريخ (1010) هجرية!!
ج - أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد المقري – رحمه الله – ومن أشهر كتبه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب) و (أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض) و (روضة الأنس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس) المتوفى سنة (1041) هجرية.
3 – أن (المقري) نسبة إلى بلدة (مقرة) - بسكون القاف - من قرى زاب بالجزائر؛ في ولاية (المسيلة) – الآن -؛ وأخطأ بعضهم – كالزركلي في أعلامه – في قوله: بأنها من قرى تلمسان؛ ولعل الزركلي أخذ هذا من المحبي؛ لأن كتاب المحبي – خلاصة الأثر – أحد مراجع الزركلي في ترجمة أبي العباس المقري صاحب (نفح الطيب)؛ والمحبي ذكر هذا في ترجمته في خلاصته.
4 - أغرب الأستاذ محمد أبو الأجفان – رحمه الله – حيث ضبط لفظ (المقري) هكذا (المَقَرِّي) بفتح الميم، وفتح القاف، وتشديد الراء المكسورة!!
ولم أر أحدا فعل هذا سواه.
5 – أن الدكتور أحمد بن عبد الله بن حميد – حفظه الله – في مقدمته للقواعد الفقهية للمقري: بعد أن ذكر أن (المقري) هي بفتح الميم وتشديد القاف - قال في (1/ 54): وقيل: إن ضبطه المقري - بفتح الميم وسكون القاف .. إلخ.
ثم قال: وهما لغتان في قرية مقرة التي ينسب إليها المقري.انتهى.
قلت (أشرف): وهذا غير صحيح كما ستراه قريبا.
وهناك غيره من قال: إنهما لغتان – وهو غير صحيح - كما في (شذرات الذهب) (8/ 333) (طبعة دار ابن كثير) وغيرها.
6 - هناك بحث نشر في إحدى المجلات حول ضبط لفظة (المقري)؛ وليس – هو – بين يدي – الآن - فلعلي أجده فيما يأتي من أيام!
7 – أن هناك عددا لا بأس من الأبحاث والدراسات عن أبي العباس المقري وكتابه (نفح الطيب) وتكلموا عن ضبط هذه اللفظة، ولست بحاجة لذكرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 – استقر في أذهان كثير من أهل العلم وطلابه – بما فيهم الأستاذ زمامه صاحب المقال - أن هناك كتابا مفردا في ضبط لفظة (المقري) واسمه (الوشي العبقري في ضبط الإمام المقري) لمحمد الصغير اليفرني – نسبة إلى مدينة (يفرن) أتمها سنة (1156) هجرية كما في (فهرس الفهارس) (2/ 574) وهذا الكلام غير صحيح! وإليك الدليل: قال أبو قراب محمد المَقْري صاحب رسالة (النسيم البحري في ضبط لفظ المَقْرِي) بعد كلام له كما في النبذة عن رسالة (النسيم البحري .. ): وقد قعدت زمنا طويلا وأنا أعتقد وجود هذا المصنف - (قلت أشرف): يقصد (الوشي العبقري) - إلى أن وقعت على بحث في منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ضمن الرقم (27) من (سلسلة بحوث و دراسات) الصادر تحت عنوان (وقفات في تاريخ المغرب) نشر فيه الأستاذ عبد الله نجمي كتاب (الوشي العبقري في مساورة الإمام المقري لمحمد الصغير الإفريني).
و قد بين نجمي في مقاله: أن الاسم الحقيقي للمخطوط هو ما ذكره، وأن موضوعه: ردٌّ لليفريني على الحافظ المقري في مسائل فقهية، وليس موضوعه، ولا اسمه] يدل على [ما ذكره العلامة الكتاني.
كما بين أن سبب غلط صاحب (فهرس الفهارس) هو أن اليفريني قد عقد - فعلا - في آخر رده فصلا تطرق فيه إلى ضبط لفظ المقري فقال: مسكة ختام تميط عن نهاية اللثام: وذلك في ضبط لفظ المقري الذي تعرضنا لمباحثته ....
فظن بذلك الكتاني - رحمه الله - أن موضوع المخطوط هو في ضبط لفظ المقري، ونقل عنه جميع من جاء بعده حتى جاءت دراسة الأستاذ عبد الله نجمي لتميط اللثام عن حقيقة المخطوط الذي استفاده الأستاذ نجمي من الخزانة البوعزاوية. انتهى المقصود من كلامه.
9 – قال أبو قراب محمد المقري – صاحب (النسيم البحري ... ): عند قراءتي لهذا البحث – (قلت أشرف): يقصد بحث الأستاذ نجمي - اعتزمت أن أكون أول من يفرد لهذه المسألة بحثا ينزع البرقع عنها.
قلت (أشرف): وهذا القول غير مقبول؛ لأن هناك من سبقه في كتابة بحث حول ضبط هذه اللفظة؛ منهم الأستاذ زمامه في مقاله هذا، وغيرُه.
وكتبه: أبو عبد الخالق أشرف السلفي.
والآن إلى ما كتبه الأستاذ عبد القادر زمامه:
((المَقْري والمَقَّري: تحقيق علمي في ضبط كلمة المَقْري))
سمح الزمان بجلسة قصيرة ممتعة، مع الأستاذ الجليل الدكتور أمجد الطرابلسي عضو مجمع اللغة العربية بدمشق. والأستاذ بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس: ..
وكان الحديث طريفا ممتعا تناول شؤونا وشجونا ... وأثناءه لفت نظر الدكتور المحترم أنني حينما أتحدث عن أبي العباس المقري صاحب نفح الطيب انطق بكلمة " المقري " بفتح الميم وسكون القاف .. ! مع أن المعروف الجاري على الألسنة والأقلام خلاف ذلك ... !
وقد أجملت إجابتي إذا ذاك حسب ما سمحت به تلك الجلسة القصيرة الممتعة ... واعود اليوم إلى هذا الموضوع ... ولعل في ذلك فائدة ... ! يذكر الرحالة ابن حوقل مدينة مقرة .. ويجعلها بين مدينتي: ميلة ... والمسيلة ... وقد عرف ابن حوقل الشمال الإفريقي والأندلسي وصقلية أثناء رحلته الواسعة التي قام بها في النصف الأول من القرن الرابع الهجري (1).
ويذكرها – أيضا – الجغرافي اللغوي أبو عبيد البكري المتوفى سنة 487 هـ في كتابه " المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب " مرتين ... والمستغرب أن طابع الكتاب جعل شدة على القاف عند ذكره مدينة مقرة .. ص 51. وأهمل ذلك عند ذكر وادي مقرة ص 144 ..
أما ياقوت الحموي (قلت أشرف) في الأصل المحوي!! – فقد ذكرها في كتابه: معجم البلدان ... قائلا: " مقرة " بالفتح ثم السكون ... ! وتخفيف الراء كأنه إن كان عربيا من الاستنقاع.
تقول مقرت السمكة في الماء والملح مقرا إذا انقعتها فيه ... ومقرة مدينة بالمغرب في بر البربر قريبة من قلعة بني حماد، بينها وبين طبنة ثمانية فراسخ ... كان بها محلة للسلطان ... ضابطة للطريق .. ينسب إليها عبد الله بن محمد بن الحسن المقري ... ذكره السلفي في تعاليقه ..... " (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
فياقوت الحموي المتوفى سنة 626 هـ عرف هذه المدينة معرفة سماع واطلاع ... وضبطها كما ضبط أسماء مدن أخرى في المشرق والمغرب وهو بهذا الضبط يكون – فيما نعلم – أقدم نص عندنا معروف نجد فيه اسم مقرة ... كما نجد ضبطها ... والنسبة إليها ... !
والشخصية العلمية التي انتسب إلى هذه المدينة خلال القرن الثامن الهجري وكان لها طنين ورنين .. في بلاد المغرب العربي والأندلس والمشرق.
هي شخصية أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري. من أسرة المقري المعروفة في تلمسان منذ انتقالها من مقرة ...
وانتقل أبو عبد الله المقري هذا إلى مدينة فاس وجعله أبو عنان المريني قاضي الجماعة بها وبنى له المدرسة العنانية ليكون المدرس بها ... !
والمقري هذا اتصل به جماعة من أقطاب العصر ... في المغرب العربي، والأندلس، والمشرق، كابن خلدون، وابن الخطيب، وأبي الوليد ابن الأحمر، وابن قيم الجوزية في دمشق .. وأبي حيان في مصر ... وبذلك نجد له ترجمة حافلة .. وشهرة واسعة ... عند أهل المشرق والمغرب ... وتوفي بفاس سنة 759 هـ ونقل جثمانه إلى مدينة تلمسان وبها دفن ... !
وهنا تبتدئ قصة المقري. والمقري ... فالمقري هكذا عرف في حياته. كما عرف في أقلام الذين خالطوه، أو اتصلوا به مباشرة باسم محمد المقري التلمساني .... بفتح الميم وتسكين القاف .. !
والدليل على ذلك:
1) أن ابن خلدون المتوفى سنة 808 هـ وهو ممن اتصل بالمقري وأخذ عنه وصاحبه ... وعرف مدينة مقرة ... وذكرها في كتابه " العبر " مرارا (3) ضبط بقلمه كلمة " المقري " بفتح الميم وسكون القاف. وكسر الراء ... ! كما جاء ذلك في النسخة الخطية التي طبعت عليها النسخة المطبوعة من كتاب: " التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا " بتعليق الأستاذ البحاثة المحقق محمد بن تاويت الطنجي (4).
2) أنا أبا الوليد إسماعيل ابن الأحمر المؤرخ النسابة المتوفى بفاس سنة 808 هـ أو سنة 810 هـ.
وهو ممن اتصلوا بالمقري في حياته بفاس ... ضبط في فهرسته كلمة " مقري " بفتح الميم وسكون القاف ... كما نقل ذلك عنه الشيخ أحمد بابا التنبكتي في كتابه: " نيل الابتهاج " (5).
3) أن ابن مرزق الحفيد المتوفى سنة 842 هـ وهو وإن لم يتصل بأبي عبد الله المقري ... ولكنه اتصل بتلامذته في تلمسان وغيرها اتصالا وثيقا ألف كتابا في ترجمة المقري سماه: " النور البدري في التعريف بالفقيه المقري " (6).
4) أنا أبا عبد الله محمد محمد بن عبد الملك القيسي المعروف بالمنتوري الرحالة المحدث صاحب الفهرسة المفيدة المتوفى سنة 834 هـ ذكر في فهرسته المخطوطة في الخزانة الملكية عدد 1578 كتاب الحقائق والرقائق لأبي عبد الله المقري ... وضبط كلمة المقري بسكون القاف ... !
والنسخة المذكورة من الفهرسة هي بقلم ناسخها علي بن قاسم بن علي البياضي الأنصاري وقد كتبها بمدينة (بلش) حرسها الله في 26 جمادى الأولى عام 873 هـ كما في آخر الفهرسة.
بعد هؤلاء صرنا نسمع نغمة أخرى عند مؤلفين آخرين ... فالشيخ عبد الرحمان الثعالبي دفين الجزائر المتوفى سنة 875 هـ ... (7) والشيخ أبو العباس الونشريسي دفين فاس المتوفى سنة 914 هـ ... (8) ينقل عنهما الشيخ أحمد بابا السوداني المتوفى سنة 1036 هـ في كتابه " نيل الابتاج " أنهما ضبطا كلمة المقري بفتح الميم، وتشديد القاف المفتوحة ... (9) وينقل عن الإمام زروق المتوفى سنة 899 هـ أنه ضبطها كما كان يضبطها ابن خلدون، وابن الأحمر، وابن مرزق، يعني بفتح الميم وسكون القاف ... ! (10)
وظهرت بتلمسان من أسرة المقري شخصية علمية ثانية اشتهرت بين الناس، وهي شخصية سعيد بن أحمد المقري المتوفى سنة 1010هـ فصرنا نجد في ترجمته أمثال ما ننقله عن المؤرخ أبي العباس ابن القاضي في كتابه " درة الحجال " حيث يقول: (11)
" نسبة إلى مقرة ... ! بفتح القاف المشددة .. ! مدينة بين الزاب والقيروان .. كذا ضبط نسبهم الونشريسي كما تقدم ... وقيل بسكون القاف ... والأول أصح .. إذ الونشريسي أعلم الناس بنسبهم .. !! "
ونبغت الشخصية الثالثة من أسرة المقري ... وهي شخصية أبي العباس المقري صاحب كتاب نفح الطيب المتوفى بالقاهرة سنة 1041 هـ فوجد الخلاف قد نضج في ألسنة العلماء وأقلامهم ... !
(يُتْبَعُ)
(/)
طائفة تقول وتكتب المقري .... وطائفة أخرى تقول وتكتب المقري ... وعوض أن يرجع إلى الأصول القديمة .. وهو الحافظ المطلع الواعية المتبحر ... ويعرف المستند الذي استند عليه المتاخرون في ضبط كلمة " المقري " بتشديد القاف ... بعد أن كان المتقدمون يسكنون القاف اعتمادا على ياقوت الحموي ... جارى الواقع الذي وجدوه ... ! إن لم نقل: أيده، ودعمه ... !
وقال في كتابه نفح الطيب:
" هما لغتان ... !!! " (12)
كما قال عن الكتاب الذي ألفه ابن مرزوق الحفيد في ترجمة جد المقري ... وسماه: " النور البدري في عريف بالفيه المقري " ما نصه: " وهذا بناء منه على مذهبه ... ! أنه بفتح الميم وسكون القاف ... ! كما صرح بذلك في شرح الألفية عند قوله:
" ووضعوا لبعض الأجناس علم ". (13)
ثم صارت المسألة عند الذين كتبوا في هذا الموضوع من أهل المشرق والمغرب – وما أكثرهم – مجرد نقل لهاتين ... " اللغتين (14) .... !! "
بل وقع ما هو طريف في الموضوع ... وذلك أننا صرنا نسمع من يحاول التفقة في النسبة، بين أبي عبد الله المقري القاضي فاي المتوفى سنة 759 هـ فيسميه هكذا المقري بفتح الميم وسكون القاف ... ! وبين حفيده أبي العباس المقري صاحب نفح الطيب المتوفى سنة 1041 هـ فيسميه المقري بفتح الميم وتشديد القاف ... ! مع أن الأسرة كلها تنتسب إلى مدينة واحدة وهي مدينة مقرة ...
فكيف يكون الجد مَقْريا ... والحفيد مَقَّريا.
وكما رأينا الحفيدابن مرزق يؤلف في المقري الجد كتابه: " النور البدري في التعريف بالفقيه المقري " رأينا المؤرخ أبا عبد الله محمد الصغير اليفرني مؤلف كتابي: الصفوة ... والنزهة ... المتوفى بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري .. (15) يؤلف كتابا في أبي العباس المقري صاحب نفح الطيب يسميه: " الوشي العبقري في ضبط الإمام المقري " (16)
هذا صلب الموضوع ... – فيما نعلم – وهناك هوامش وذيول .. ! طويناها لئلا نعطي المسألة أكثر مما تستحق ... !
غير أنه ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن " مقرة " كانت معروفة قديما عند سكان ذلكم الإقليم باسم " مقرة " بالقاف المعقودة ... ! وما زالت معروفة بهذا الاسم إلى الآن ... فيما بلغنا.
فإذا ثبت هذا، فإن النسبة إلى مقرة تكون قد بدأت هكذا: المقري ... ثم تحولت إلى المقري ... ! ثم إلى القري ...
ولله في خلقه شؤون ...
فاس: عبد القادر زمامه
الحواشي:
(1) كتاب صورة الأرض لابن حوقل ص (67). ط. بيروت.
(2) معجم البلدان.ج (5).ص (175) ط. بيروت وعبد الله مذكور في (صلة الصلة) لابن الزبير ص (5) ط. الرباط 1937.
(3) انظر الجزء السابع من طبعة بيروت ص (324). و ص (326).
(4) انظر ذلك ص (450).
(5) ص (249) ط مصر سنة (1351هـ).
(6) البستان ص (164) ط الجزائر سنة (1908م).
(7) تعريف الخلف ج (1)، ص (63) ط الجزائر سنة (1907م).
(8) المصدر السابق ج (1) ص (58).
(9) انظر ص (249) من (نيل الابتهاج).
(10) انظر ص (250) من نيل الابتهاج.
(11) انظر ج (2) ص (473) ط. الرباط (1936م).
(12) انظر ج (5) ص (205) ط. بيروت سنة (1968).
(13) نفس المصدر السابق.
(14) انظر سلافة العصر في آخر ترجمة المقري ص (591).
(15) انظر المقصد الأول خاتمة كتاب التقاط الدرر للقادري " مخطوط ".
(16) فهرس الفهارس ج (2) ص (15).
قلت (أشرف):
1 - النقاط وعلامات الاستفهام والتعجب كلها من صنع الأستاذ زمامه.
2 - جاء رسم الحموي في أحد المواضع (المحوي) فأصلحته.
3 - رسم االأستاذ زمامه (الونشريشي) فرسمتها بالسين المهملة هكذا (الونشريسي). فليعلم هذا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منا هنا على ملف وورد ( http://www.salafishare.com/18V
السؤال
6EM2E72G/CHK
السؤال
AHV.doc)
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 01:25]ـ
للرفع
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[24 - Aug-2009, صباحاً 10:35]ـ
يرفع.
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 02:11]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم وجزى الله الأخ أبا وائل الجزائري خيراً؛ لأنه أرشدني إلى هذا التحقيق الماتع.(/)
نفيس: احتساب الأجر في النفقة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 05:41]ـ
قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في جواب الاعتراضات المصرية (ص 94): ... وإذا كان كذلك؛ فما جعله الله - سبحانه - في الإنسان من المحبة والبغضة لما يستعين به على المحبة المقصودة لنفسها، وهي عبادة الله وحده، مثل محبة الأكل والشرب والنكاح وبُغْضِ المُؤْذِيَات = إنْ فَعَلَهُ بنية الاستعانة على ما خُلِقَ له كان داخلاً في عبادته، وكان له عليه الأجر، كما قال - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن أبي وقاص: " إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا ازددتَ بها درجةً ورفعةً، حتى اللقمة تضعها في في امرأتك "، وقال: " نفقة المسلم على أهله يحتسبها صدقة "؛ بل نفقة المرء على نفسه وعياله أفضل من نفقته على من لا تلزمه نفقته، لأن ذلك واجبٌ، وما تقرب العبادُ إلى الله بمثل أداء ما افترض عليهم، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: " كفى بالمرء إثمًا أن يُضَيِّعَ مَنْ يقوت "، وقال: " خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " ... وكل هذه الأحاديث في الصحاح، وقال: " دينار تنفقه في سبيل الله، ودينار تعطيه لمسكين، ودينار أنفقته على أهلك؛ أعظهما أجراً الذي أنفقته على أهلك، وهذا حديث ثابت أيضاً.
ولكن أكثر الناس يفعلون ذلك طبعاً وعادةً لا يبتغون به وجه الله تعالى، كما يفعلون في قضاء الديون من أثمان المبيعات والقروض وغير ذلك من المعاوضات والحقوق؛ وهذه كلها واجبات، فمن فعلها ابتغاءَ وجه الله كان عليها من الأجر أعظمُ من أجر المُتَصَدِّقِ نافلةً؛ لكن يتصدقُ أحدهم بالشيء اليسير على المسكين وابن السبيل ونحو ذلك لوجه الله - تعالى -، فيجدُ طعمَ الإيمان والعبادةِ لله، ويعطي في هذه ألوفاً فلا يجد في ذلك طعمَ الإيمانِ والعبادة، لأنه لم ينفقه ابتغاء وجهِ الله؛ فمن هذا الوجه صارَ في عُرْفِهِم أن هذه النفقات التي لا بُدَّ منها ليست عبادةً، وقد لا يستشعرون إيجاب الشارعِ لها، وإنما يستشعر أحدهم ما في تركه من المضرة العاجلة ... إلخ.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 07:39]ـ
نفع الله بك، وبارك فيك وعليك، وجزاك خيرًا يابن العم.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
فائدة نفيسة .. جزاك الله خيرا.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 01:17]ـ
للفائدة، واحتساب الأجر.(/)
اشكال حول ايمان الكفار بربوبية الله تعالى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 11:08]ـ
يقول الامام الطبرى
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} يوسف106
يقول فى تفسير الطبرى
لقول في تأويل قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)}
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وما يُقِرُّ أكثر هؤلاء = الذين وصَفَ عز وجل صفتهم بقوله وكأين من آية في السموات والأرض يمرُّون عليها وهم عنها معرضون) = بالله أنه خالقه ورازقه وخالق كل شيء = (إلا وهم مشركون)، في عبادتهم الأوثان والأصنام، واتخاذهم من دونه أربابًا، وزعمهم أنَّ له ولدًا، تعالى الله عما يقولون.
انتهى
الملون باللون الاحمر أشكل على فما معنى الارباب اذا كانوا هم لايؤمنون الا بالله ربا
وكقوله تعالى (فيسبوا الله عدوا) فكيف يسبونه وهو يؤمنون به ربا؟
أرجو التوضيح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2008, صباحاً 11:35]ـ
من قال إنهم لا يؤمنون إلا بالله ربا؟
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 12:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي
النقطوة الأولى اوافقك أخي أبو مالك عليها فهم يؤمنون بالله ولكنهم يشركون معه غيره قال تعالى على لسان الكفار "والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى" الزمر. فعبادتهم الأرباب لا يتنافى مع عبادتهم لله ولكنه شرك أكبر يخلد صاحبه في النار.
النقطة الثانية: فالمقصود يسبوا الإله الذي يؤمن به المؤمنون وهو بالضرورة الله عز وجل قال تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" وهذ النهي سدا لذريعة أكبر فعندما يسب المسلمين آلهتهم المزعومة سيسب رب المسلمين وكما بينا بالضرورة هو الله تعالى. والعدوا هنا بمعنى تجاوز الحد والوقوع في الجور. قال ابن عباس قالت كفار قريش لأبي طالب: إما أن تنهى محمدا وأصحابه عن سب آلهتنا والغض منها، وإما أن نسب إلهه ونهجوه، فنزلت الآية الثانية
وذكر العلماء أنه حكمها باقي.
أتمنى أن أكو أفد بهذ التوضيح البسيط والله ولي التوفيق
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 01:17]ـ
/// المشركون في الجاهليَّة الأولى وبعدها قد يقرُّون بالربوبيَّة أصلًا؛ لكن قد يقع عندهم إشراكٌ في أفراده.
/// وها أيضًا ظاهر من نقلك لكلام الطبري، فقد قال في مطلع كلامه: "وما يُقِرُّ أكثر هؤلاء ... بالله أنه خالقه ورازقه وخالق كل شيء إلا وهم مشركون" فقد أثبت لهم الإقرار بالربوبيَّة ثمَّ بيَّن وقوعهم في شرك في أفراده.
/// وينظر في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=1315
/// من موضوع قديم لي:
حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام:
• الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد
• فقد دلَّت دلائل الكتاب والسنة على أنَّ مشركي العرب كانوا واقعين في جملٍ من شرك الإلوهية والربوبية والأسماء والصفات.
• وبيان هذا وتفصيله في أمرين مهمين:
1 - الأمر الأول: أنَّ مشركي العرب ما كانوا يوحِّدون العبادة كلها لأصنامهم؛ بل كانت لهم عبادات لله تعالى؛ كالذبح والنذر والصلاة والحج والصوم والإطعام و ... الخ.
• لكنَّ شركهم الذي كفروا به إنما كان في (إشراكهم غير الله) فيما هو من خصائص الله تعالى؛ وذلك بصرف شيءٍ من أنواع العبادة لغيره.
• كالذبح لله ولغيره، ودعاء الله ودعاء غيره، ورجاء الله ورجاء غيره، والخوف من الله والخوف من غيره ومحبة الله ومحبة غيره، و ... و ... الخ.
• أمَّا أنهم كانوا متمحِّضين في الوثنية فهذا لم يكن؛ كحال كثير من أمم الكفر الغارقة في الوثنية؛ كطوائف من الهندوس، وأشتات من وثنيي أفريقيا.
• فهذه الأمم – فيما يحكى عنهم - تتوجَّه بالعبادة كلها إلى غير الله، وكثير منهم لا يعرف أنَّ له إلهاً في السماء أصالةً.
• إذا تبيَّن هذا عُلِمَ أنَّ مشركي العرب كانوا يشركون بأفرادٍ من توحيد الألوهية، وهو: توحيد الله بأفعال العباد، ولم يكونوا مشركين بصرف العبادة (كلها) لغير الله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الأمر الثاني: أنَّ مشركي العرب مع توحيدهم الله وإقرارهم له سبحانه في (أصل) توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية إلاَّ أنهم كانوا واقعين في (أفراد) من الشرك في هذين التوحيدين أيضاً.
• وشواهد هذا الأمر في الكتاب والسنة كثيرة:
• أمَّا ما كان في شرك العرب في توحيد الأسماء والصفات، فقوله تعالى: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)).
• وقوله تعالى: ((قل ادعو الله او ادعو الرحمن أيَّناً ما تدعو فله الأسماء الحسنى)).
• وقوله تعالى: ((وهم يكفرون بالرحمن هو ربي لا إله لاَّ هو عليه توكلت وإليه متاب)).
• والشاهد من هذه الآيات الثلاثة: أنَّ المشركين كانوا لا يقرُّون ببعض أسماء الله تعالى؛ كالرحمن.
فصلٌ: وأما ما كان من شركهم في الربوبية فقوله صلى الله عليه وسلم: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من مطرنا بنوء كذا فذلك كافرٌ بي ن مؤمنٌ بالكوكب، وأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكب)).
• والشاهد من هذا الحديث: أنَّ الشرك في الاستسقاء بالنجوم (وهو نسبة نزول المطر أو سببه إلى الأنواء والنجوم) إنما هو شركٌ في الربوبية.
• ووجه كونه شركاً في الربوبية: أنه اعتقاد تأثير بعض الأنواء بكونها منزلةً للمطر أو سبباً لنزوله؛ والواجب نسبة إنزال المطر لله وحده، وعدم جعل شيءٍ سبباً لم يجعله الله كذلك.
• وهذه النسبة تناقض توحيد الربوبية؛ الذي هو توحيد الله بأفعاله؛ ومن أفعاله: إنزال المطر.
• ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك، الطيرة شرك))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرقى والتمائم والتولة والطيرة شركٌ)).
• والشاهد من هذين الحديثين: أنَّ الطيرة - وهو التشاؤم - شركٌ في الربوبية.
• ووجه كونه شركاً في الربوبية: أنه اعتقاد تأثير بعض الأعيان أو الأزمان بالشر والسوء على الناس؛ والواجب نسبة الخلق لله وحده، وهو يناقض توحيد الربوبية؛ الذي هو توحيد الله بأفعاله.
• وكذا الاعتقاد في التولة (وهو ما يصنع من الرقى التى تحبب أحد الزوجين للآخر) أنها جالبة للنفع، أو الرقى عموماً أنها دافعة للضر؛ كالعين والسحر والجن = فهذا كله من الشرك في توحيد الربوبية.
• وكذا قولهم: ((وما يهلكنا إلاَّ الدهر))؛ فهذا نسبة الإماتة للدهر، وهو شركٌ في الربوبية.
• وكذا قولهم في الشجرة المتبرَّك: ((اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط))؛ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: ((اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة))، ووجهه اعتقاد جلب النفع من غير الله، وهو شرك في الربوبية.
• وكذا حرمة التصوير؛ بتعليل: ((المضاهاة لله تعالى في الخلق)) = هو من هذا الباب، وكان المشركون أصحاب تماثيل وتصاوير.
• تنبيه: ولو جعلنا (توحيد الحاكمية) قسماً رابعاً من أقسام التوحيد! وهو وجهة نظر، فيها نظَر! لأنَّه خلاف المشهور، ولأنَّه فرد من أفراد توحيد الألوهية = أقول: ولو جعلناه قسماً رابعاً لقلنا إنَّ مشركي العرب - وغيرهم كاليهود - كانوا واقعين أيضاً في شرك الحاكمية.
• تنبيهٌ آخر: فإن قيل-وقد قيل-: فكيف يُجمع يين ما ذكره الله في كتابه من إقرار المشركين بأفراد الربوبية وبين ما ذُكِر من وقوعهم في أجناس من الشرك به؟!
• فالجواب: أنَّ الإقرار محمول على الإقرار من حيث (الجملة)، وليس في كلِّ الأفراد.
• وأما الشرك الذي كانوا واقعين فيه فهو في بعض الأفراد دون بعض.
• والمتأمِّل لصنيع الشيخ محمد بن عبدالوهَّاب رحمه الله في كتابه العظيم (التوحيد) إنما أراد الردَّ على مشركي زمانه الذين كانوا يفسرون التوحيد بالربوبية حسبُ؛ فبيَّن أنَّ شرك العرب كان (معظمه) في الألوهية؛ وهو ماكانوا واقعين فيه؛ وهو اتخاذهم الوسائط إلى الله؛ فشركهم مثل شرك من قبلهم؛ بل أشد.
• وقد عنون هو رحمه الله في كتابه الآخر (التوحيد) أبواباً يفهم منها هذا الذي بيَّنته ونبَّهت عليه؛ كباب من تبرَّك بشجرة او حر أو نحوهما، وباب ما جاء في التطيُّر، وباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء، وباب قوله: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ... )، وباب من سبَّ الدهر فقد آذى الله، وباب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات ... الخ.
• والنصوص التي أوردها تحت هذه الأبواب أوضح بيان على ما ذكرت.
• وقال في مسائل الجاهلية: المسألة 38: الإلحاد في الصفات؛ كقوله تعالى: ((ولكن ظننتم أنَّ الله لا يعلم كثيراً مما تعملون)).
• وفي المسألة 39: الإلحاد في الأسماء؛ كقوله: ((وهم يكفرون بالرحمن)).
• وخلاصة ما تقدَّم في ثلاثة أمور:
1 - الأول: أنَّ المشركين كان عندهم خلل في أصل توحيد الألوهية (العبادة)؛ لذا ما كانوا مقرِّين بإله واحدٍ يستحق كل انواع العبادة، من دعاء ونذر واستغاثة , ... الخ؛ كما حكاه الله عنهم، فقال: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيء عجاب).
2 - الثاني: أنَّ المشركين كانوا مقرِّين لله بتوحيد الربوبية، لذا حين يسألون عمن ينزل المطر ويحي ويميت ويرزق فإنهم يقولون: (الله!).
لكن وقعت منهم أفراد إشراك في هذا التوحيد.
3 - الثالث: أنَّ الحكم على الأصل والعموم، لا على الأفراد.
لذا استدلَّ أئمة التوحيد سلفاً وخلفاً على مشركي زمانهم بما كان عليه حال مشركي الأمم السابقة؛ إذ لم يفهم هؤلاء المعاصرون معنى الشرك الذي لأجله اكفرهم الله ودعاهم الأنبياء إلى نقيضه.
وكونهم مقرين بـ (وجود الله) لم يترك الأنبياء محاربة ما كانوا يعتقدونه من وثنيات وشركيات.
وكونهم كانوا يتقربون إلى الله بشيءٍ من أنواع العبادات فهذا لم ينف عنهم الكفر، ولم يخرجهم من دائرة الشرك.
.......(/)
هل من ناصر لعقيدة الاسلام؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 04:37]ـ
أحد مشرفى المواقع قال
نزولا على رغبة كثير من الاخوه الاعضاء بالسماح ببعض النقاشات فى مواضيع العقيده فاننا نترك هذا الموضوع بشرط ان كل من يسىء او يشتم او يتخطى حدوده سوف تحفذ مشاركته كلها
هذا للعلم وللجميع
كما اتمنى على الاخوه الذين سبق ان طرحوا اراءهم فى هذا الموضوع ان يوسع المجال للمتناقشين لعلنا نرى اراء جديده نستفيد منها
هذه تجربه اخيره للسماح بمواضيع العقيده فارجوا ان تنجحوها
والمجادل الخبيث أشعرى ويستغل الجهل الموجود فى هذا الموقع فبدس فيه سمومه
فمن عنده وقت من الطلبة الكبار العقلاء يراسلنى على الخاص ويأخذ الرابط(/)
هذا جزاء من اعتقد غير عقيدة السلف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 11:46]ـ
كثير من المبتدئين من دارسى الغقيدة السلفية قد لايعلمون بالتفصيل جزاء من حاد عن ما يدرسونه
وأرجو التكاتف سويا لتفصيل وتوضيح هذا الموضوع
أبدأ
فى تفسير أضواء البيان لسورة (ص) الاية رقم 27يقول
انظر الكلام الملون باللون الاحمر
{وَمَا خَلَقْنَا ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِ?لْحَقِّ} وفي آخر سورة قد أفلح المؤمنون. في الكلام على قوله: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـ?كُمْ عَبَثاً}. قوله تعالى: {ذَ?لِكَ ظَنُّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ?لنَّارِ}. الإشارة في قوله ذلك راجعة إلى المصدر الكامن في الفعل الصناعي، ذلك أي خلقنا السماوات والأرض باطلاً هو ظن الذين كفروا بنا، والنفي في قوله ما خلقنا، منصب على الحال لا على عاملها الذي هو خلقنا، لأن المنفي بأداة النفي التي هي ما: ليس خلقه للسماوات والأرض، بل هو ثابت، وإنما المنفي بها، هو كونه باطلاً، فهي حال شبه العمدة وليست فضلة صريحة، لأن النفي منصب عليها هي خاصة، والكلام لا يصح دونها. والكلام في هذا معلوم في محله، ونفي كون خلقه تعالى للسماوات والأرض باطلاً نزه عنه نفسه ونزهه عنه عباده الصالحون، لأنه لا يليق بكماله وجلاله تعالى.
أما تنزيهه نفسه عنه ففي قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـ?كُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ}.
ثم نزه نفسه، عن كونه خلقهم عبثاً، بقوله تعالى: {فَتَعَـ?لَى ?للَّهُ ?لْمَلِكُ ?لْحَقُّ لاَ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ?لْعَرْشِ ?لْكَرِيمِ} أي تعالى وتقدس وتنزه عن كونه خلقهم عبثاً.
وأما تنزيه عباده الصالحين له عن ذلك، ففي قوله تعالى: {إِنَّ فِى خَلْقِ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ وَ?خْتِلَـ?فِ ?لَّيْلِ وَ?لنَّهَارِ لاّيَـ?تٍ لاٌّوْلِى ?لاٌّلْبَـ?بِ?لَّذِينَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ قِيَـ?ماً وَقُعُوداً وَعَلَى? جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَـ?طِلاً سُبْحَـ?نَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، فقوله تعالى عنهم سبحانك أي تنزيهاً لك، عن أن تكون خلقت السماوات والأرض باطلاً. فقولهم سبحانك تنزيه له، كما نزه نفسه عن ذلك بقوله تعالى: {فَتَعَـ?لَى ?للَّهُ ?لْمَلِكُ ?لْحَقُّ}.
وقوله تعالى في هذه الآية: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ?لنَّارِ} يدل على أن من ظن بالله ما لا يليق به جل وعلا، فله النار.
وقد بين تعالى في موضع آخر أن من ظن بالله ما لا يليق به أراده وجعله من الخاسرين، وجعل النار مثواه. وذلك في قوله تعالى: {وَلَـ?كِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ?للَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَوَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ?لَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ?لُخَـ?سِرِين َفَإِن يَصْبِرُواْ فَ?لنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ}(/)
(الْمُسَبِّحَاتِ)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 07:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد:
أما بعد:
الْمُسَبِّحَاتِ
أخرج الترمذي في سننه بإسناده عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ الْمُسَبِّحَاتِ قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ وَيَقُولُ إِنَّ فِيهِنَّ آيَةً خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ"
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
[صححه الألباني]
قال المباركفوري في التحفة:
قَوْلُهُ: (كَانَ يَقْرَأُ الْمُسَبِّحَاتِ)
بِكَسْرِ الْبَاءِ نِسْبَةٌ مَجَازِيَّةٌ وَهِيَ السُّوَرُ الَّتِي فِي أَوَائِلِهَا سُبْحَانَ أَوْ سَبَّحَ بِالْمَاضِي أَوْ يُسَبِّحُ أَوْ سَبِّحْ بِالْأَمْرِ وَهِيَ سَبْعَةٌ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} وَالْحَدِيدُ وَالْحَشْرُ وَالصَّفُّ وَالْجُمُعَةُ وَالتَّغَابُنُ وَالْأَعْلَى
(قَبْلَ أَنْ يَرْقُدَ)
أَيْ: يَنَامَ
(يَقُولُ)
اِسْتِئْنَافٌ لِبَيَانِ الْحَامِلِ لَهُ عَلَى قِرَاءَةِ تِلْكَ السُّوَرِ كُلَّ لَيْلَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ
(إِنَّ فِيهِنَّ)
أَيْ: فِي الْمُسَبِّحَاتِ
(آيَةً)
أَيْ: عَظِيمَةً
(خَيْرٌ)
أَيْ هِيَ خَيْرٌ
(مِنْ أَلْفِ آيَةٍ)
قِيلَ هِيَ {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ} وَهَذَا مِثْلُ اِسْمِ الْأَعْظَمِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَسْمَاءِ فِي الْفَضِيلَةِ فَعَلَى هَذَا فِيهِنَّ أَيْ فِي مَجْمُوعِهِنَّ. وَعَنْ الْحَافِظِ اِبْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ اِنْتَهَى. قَالَ الْقَارِي: وَالْأَظْهَرُ أَنَّهَا هِيَ الْآيَةُ الَّتِي صُدِّرَتْ بِالتَّسْبِيحِ، وَفِيهِنَّ بِمَعْنَى جَمِيعُهُنَّ وَالْخَيْرِيَّةُ لِمَعْنَى الصِّفَةِ التَّنْزِيهِيَّةِ الْمُلْتَزِمَةِ لِلنُّعُوتِ الْإِثْبَاتِيَّةِ. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: أَخْفَى الْآيَةَ فِيهَا كَإِخْفَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي اللَّيَالِي وَإِخْفَاءِ سَاعَةِ الْإِجَابَةِ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ مُحَافَظَةً عَلَى قِرَاءَةِ الْكُلِّ لِئَلَّا تَشِذَّ تِلْكَ الْآيَةُ.
قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ بَعْدَ نَقْلِ تَحْسِينِ التِّرْمِذِيِّ: وَفِي إِسْنَادِهِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ وَبَقِيَّةُ فِيهِ مَقَالٌ، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ مُرْسَلًا اِنْتَهَى.
قُلْتُ: وَبَقِيَّةُ كَثِيرُ التَّدْلِيسِ وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بَحِيرٍ بِالْعَنْعَنَةِ."أهـ
وقال ابن كثير في تفسيره:
والآية المشار إليها في الحديث هي- والله أعلم- قوله: {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} كما سيأتي بيانه إن شاء الله وبه الثقة.
....
قال أبو داود حدثنا عباس بن عبد العظيم حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة - يعنى بن عمار- حدثنا أبو زُمَيْل قال: سألت بن عباس فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال ما هو؟ قلت والله لا أتكلم به قال: فقال لي أشيء من شك؟ قال -وضحك - قال: ما نجا من ذلك أحد قال حتى أنزل الله {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ [لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ]} الآية [يونس:94] قال: وقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ورد في ذلك أحاديث، فمن ذلك ما قال الإمام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا ابن عياش، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: "اللهم، رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحب والنوى، لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول ليس قبلك شيء وأنت الآخر ليس بعدك شيء، وأنت الظاهر ليس فوقك شيء وأنت الباطن ليس دونك شيء. اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر"
ورواه مسلم في صحيحه: حدثني زهير بن حرب، حدثنا جرير عن سُهَيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام: أن يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: اللهم، ربّ السموات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم، رَبَّنَا وربّ كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، اللهم، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر ... " أهـ
وقال الزركشي في البرهان:
" سبح لله هذه كلمة استأثر الله بها فبدأ بالمصدر منها فى بنى إسرائيل لأنه الأصل ثم الماضى سبح لله فى الحديد والحشر والصف لأنه أسبق الزمانين ثم المستقبل فى الجمعة والتغابن ثم بالأمر فى سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها وهى أربع المصدر والماضى والمستقبل والأمر المخاطب فهذه أعجوبة وبرهان " أهـ
* وقد بدأت المسبحات بالآيات التالية:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الإسراء:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=17
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحديد:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=57
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الحشر:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=59
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (الصف:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=61
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الجمعة:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=62
{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التغابن:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=64
{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (الأعلى:1)
http://www.islamway.com/?iw_s=
السؤال
uran&iw_a=chapters&chapter_id=87
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 05:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك، وهو بحث ماتع ومفيد، ولكن للفائدة كان آخر أمر هذا الحديث أن ضعفه المحدث الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الترغيب برقم (344)، والله أعلم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك، وهو بحث ماتع ومفيد، ولكن للفائدة كان آخر أمر هذا الحديث أن ضعفه المحدث الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الترغيب برقم (344)، والله أعلم.
وبارك الله فيك أخي الفاضل، معلومة مفيدة.
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 10:39]ـ
وإياك أخي الفاضل، ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:19]ـ
وإياك أخي الفاضل، ورفع قدرك في الدنيا والآخرة.
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة أخي الفاضل.(/)
من عنده علم عن الطباعة في مصر
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 07:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من عنده علم عن الطباعة في مصر من الاخوة؛ لإن عندي مغلف وأرغب في طباعته، طبعة خيرية؛ لذلك أريد معلومات عن أسعار الطباعة وأفضل المطابع.
وشكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 07:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من عنده علم عن الطباعة في مصر من الاخوة؛ لإن عندي مغلف وأرغب في طباعته، طبعة خيرية؛ لذلك أريد معلومات عن أسعار الطباعة وأفضل المطابع.
وشكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ما معنى مغلف أخي الكريم؟ هل تقصد كتاب غلاف وليس مجلدا؟
عموما أنت تقول طبعة خيرية والمطابع في مصر كثيرة في منطقة العاشر من رمضان أفضل مطابع وهي تابعة أي منطقة العاشر من رمضان لمحافظة الشرقية بمصر، ولكن تبقى مشكلة النقل والتخزين والأهم التوزيع، إنه أمر شاق، وبما أنه لي تجربة حديثة في التصنيف والطباعة، كتابي: النصوص الشرعية المثبتة لفضل الأمة المتأخرة " فقد عهدت به لدار نشر كبيرة في الإسكندرية وهذا ما أنصحك به فمن خلاله يتم الطباعة وتتفق معه على أفضل الخامات ونوع الورق ... وهو يوزع لك، بجانب ما تريد أنت توزيعه. وفقنا الله لما يحب ويرضى
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 04:43]ـ
الأخ سعود بن مقبل,
نما إلى علمي أن الشيخ دمشقية - حفظه الله - له تجربة مماثلة حيث أوكل لإحدى دور النشر المصرية طباعة واحد من كتبه, وقد كان يتردد على مصر لمتابعة عملية الطباعة فلماذا لاتتواصل معه أخي الكريم لعله يهديك لماتريد؟
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 07:16]ـ
أرسل لي رسالة بحجم الكتاب وعدد صفحاته، ووصف تقريبي لخامة الورق الداخلي والغلاف،وعدد النسخ وأنا أخبرك بالسعر التقريبي
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأفاضل أبو عبد الملك وجولدن
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:53]ـ
أرسل لي رسالة بحجم الكتاب وعدد صفحاته، ووصف تقريبي لخامة الورق الداخلي والغلاف،وعدد النسخ وأنا أخبرك بالسعر التقريبي
الكتاب أو المغلف
بالحجم العادي: 17*24
الصفحات: 250
النسخ: 1000
الورق: أفضل الموجود.
كم يكلف مجلدا أو مغلفا
بارك الله في جهدك ...... ووقتك
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:59]ـ
أرسل لي رسالة بحجم الكتاب وعدد صفحاته، ووصف تقريبي لخامة الورق الداخلي والغلاف،وعدد النسخ وأنا أخبرك بالسعر التقريبي
أما بالنسبة لما أريده طبعة خيرية
فعدد الورق: 50 ورقة
شكرا لك.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 05:26]ـ
الكتاب أو المغلف
بالحجم العادي: 17*24
الصفحات: 250
النسخ: 1000
الورق: أفضل الموجود.
كم يكلف مجلدا أو مغلفا
بارك الله في جهدك ...... ووقتك
أرسلت لك رسالة خاصة بالمواصفات ونوع الطباعة حسب تقديري لكلامك والتكلفة على وجه التقريب في مصر
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 06:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أخي حسن
لكن بالنسبة للمغلف 50 ورقة كم تكلفته.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 06:16]ـ
لم تحدد مواصفاته وعدد النسخ كما حددت في السابق
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 08:58]ـ
بنفس الموصفات، والحجم
لكن خمسين ورقة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 03:08]ـ
لم تحدد عدد النسخ!
لو كان نفس العدد وهو الألف نسخة، واستخدمنا غلاف مناسب، ستكون التكلفة حوالي 25% من التكلفة السابقة إذا كان الكتاب 50 صفحة ..
فمن أعراف الطباعة أن التكلفة للنسخة الواحدة تقل بزيادة العدد ..
كذلك لم أفهم هل المقصود 50 صفحة أم 50 ورقة (أي بما يعادل 100 صفحة)؟(/)
تصنيف الناس وأقسامه للشيخ الفوزان سلمه الله
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 10:46]ـ
تصنيف الناس وأقسامه:
أكد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بأن الخوض والقول هذه الأيام في تصنيف الناس قد كثر بمعنى تقسيمهم والتمييز بينهم من حيث مذاهبهم وهذا الامر فيه تفصيل لابد من بيانه خشية الالتباس وذلك على الوجه التالي:
1 - تصنيف الناس بحسب الهوى ومن باب التفاخر فهذا منهي عنه ولا يجوز قال الله تعالى (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم لآدم وآدم من تراب. لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود الا بالتقوى) فالتميز انما هو بالتقوى لا باللون والجنس.
2 - تصنيف الناس بحسب اعتقاداتهم واعمالهم لإنزال كل منهم منزلته ومعاملته بما يليق به فهذا امر واقع وامر مشروع فالناس ليسوا على حد سواء فمنهم الكافر والمؤمن والمنافق والبر والفاجر وهذا التصنيف وارد في الكتاب والسنة ولا مجال لإنكاره لأنه ثابت شرعا وواقع فعلا وفي المثل (من كان الناس عنده سواء فليس لعلته دواء).
3 - تصنيف المؤمنين بحسب ما أتاهم الله من العلم والإيمان والعمل قد جاء في الكتاب والسنة قال تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وقال تعالى (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله). الآية. وقال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذي لا يعلمون) وقال تعالى (لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى).
4 - تصنيف المؤمنين إلى سني وبدعي والى مؤمن كامل الايمان ومؤمن ناقص الايمان والى مستقيم وعاص لانزال كل منزلته ومعاملته بما يليق به شرعا واعطائه حقوقه اللائقة به امر مشروع قال النبي صلى الله عليه وسلم (انزلوا الناس منازلهم).
5 - تصنيف الكفار بحسب مللهم ومعاملة كل منهم بحسب ما شرعه الله في حقه امر ضروري واجب شرعي فالكافر الكتابي له احكام والكافر الوثني أو الملحد له احكام أخرى هذا في الدين. واضاف الشيخ الفوزان اما في الآخرة فجميعهم في النار إذا ماتوا على الكفر وقد يتفاوتون في العذاب وعلى كل فلابد من التمايز بين المؤمنين والكفار واهل السنة واهل البدعة قال الله تعالى (ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم والذين آووا ونصروا اولئك بعضهم أولياء بعض). إلى قوله تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعضهم الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) قال الامام بان كثير رحمه الله: ذكر تعالى اصناف المؤمنين وقسمهم إلى مهاجرين أخرجوا من ديارهم واموالهم وجاءوا لنصرة الله ورسوله وإقامة دينه وبذلوا أنفسهم واموالهم في ذلك والى انصار وهم المسلمون من اهل المدينة إذ ذاك آووا اخوانهم المهاجرين في منازلهم وواسوهم في اموالهم ونصروا الله ورسول بالقتال معهم فهؤلاء (بعضهم أولياء بعض) أي كل منهم احق بالآخر من كل أحد الى ان قال رحمه الله على قوله تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) لما ذكر تعالى ان المؤمنين بعضهم أولياء بعض قطع الموالاة بينهم وبين الكفار. ومعنى قوله تعالى (الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) اي أن لم تجانبوا المشاركين وتوالوا المؤمنين والا وقعت الفتنة في الناس وهو التباس الأمر واختلاط المؤمن بالكافر فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل. انتهى كلامه رحمه الله.
6 - لا يجوز تصنيف المؤمنين بالظن لأن الأصل في المؤمن الخير فلا تجوز اساءة الظن به قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم) وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وبين الشيخ الفوزان بان تصنيف الناس ليس جائزا مطلقا ولا ممنوعا مطلقا. بل لابد من التفصيل حسب الأدلة. وتصنيف الناس حسب الأدلة لا يعني تحريم التعامل بينهم فيما اباح الله من البيع والشراء وتبادل المنافع والخيرات النافعة والتمثيل الدبلوماسي بينهم ومكافأة المحسنين من جميع الاطراف حسبما جاءت به الأدلة ومنع التظالم فيما بينهم قال تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى). ويجب على المسلمين نحو الاطراف الأخرى المخالفة لهم دعوتهم إلى الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وجهادهم لإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن الكفر إلى الإيمان ولا يتركوهم في غيهم وضلالهم وهم يقدرون على بذل الأسباب لانقاذهم قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). أي كنتم خير الناس للناس وتبين من هذا ان مقولة منع تصنيف الناس فيها تفصيل وان التصنيف الجاري على مقتضى الشرع جائز بل قد يكون واجبا لبيان الحق ورد الباطل وعدم الالتباس والا لماذا صنفت كتب الفرق والملل والنحل مثل كتاب (الفرق بين الفرق) للبغدادي والملل والنحل للهشرستاني ومقالات الاسلاميين للأشعري والفصل لابن حزم هذا وبالله تعالى التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم(/)
تعدد النيات في العبادات
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:47]ـ
أريد بحثا مطولا في هذه المسألة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 02:44]ـ
راجع كتاب مقاصد المكلفين لعمر سليمان الأشقر الفصل الرابع من هالباب الأول شروط النية ومبطلاتها فى مبحث عدم التشريك
وهذا رابط الكتاب
http://www.waqfeya.com/open.php?book=588&cat=10
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 12:28]ـ
لا أخي أقصد جمع النيات في العبادة الواحدة كالجمع بين النوافل في صلاة واحدة مثلا(/)
كيف تخالف غيرك مع الاحتفاظ بوده .. ؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 10:43]ـ
كيف تخالف غيرك مع الاحتفاظ بوده .. ؟
كثيرا ما يقول المختلفون:الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
وهي قاعدة شريفة .. لو كان لها رجال!
فكيف يصار إلى العمل بها ونحن أمة العدل .. ولاسيما في وسط طلبة العلم وأهله؟
هذا ما سأحاول الإجابة عليه باختصار قد يكون مخلّا ..
أول شيء-حدد نوع المسألة المختلف فيها .. أهي مما يسوغ الاختلاف فيها؟
وضابط ذلك أن يكون مما اختلف فيه السلف خاصة .. قل في ذلك الخلاف أو كثر ..
فإذا كان محل النزاع مما سبق فيه الخلاف في القرون المفضلة .. فتصور أن منازعك هو الأوزاعي أو الليث أو مكحول أو عطاء أو النخعي أو ابن سيرين .. إلخ
ثانيا-تذكر -وهذا أهم من الأول-أن الغاية الأسمى الوصول للحق .... فإنه لو شاب هذا الأصل دخَل .. كنت مماريا بالباطل وإن كان كلامك حقا محضا
ثالثا-اعلم أن أخاك الذي تخالفه .. ليس نسخة مكرورة منك .. بل له كِيانه وعلمه وتربيته
وما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه ..
رابعا-تزوّد بقدر عال من حُسن الظن .. فإنه عصمة من نزغ الشيطان
حتى لو أدى بك إلى التغابي أحيانا .. فإذا لم تستطع حسن الظن بأخيك المسلم فتكلفه تكلفا
خامسا-إذا شعرت أن الجدال أخذ منحى يحيد عن الغاية العليا .. فاصمت وكفّ وأقصر
لتحفظ لنفسك خط رجعة إلى الود الذي كاد أن يفسد واستحضر في هذا حديث "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا"
سادسا-ادع لنفسك ولمحاورك في نفسك بالهداية للسداد .. ولكن بصدق!
وفي الأثر الصحيح: اللهم اهدنا وسددنا من حديث علي رضي الله عنه
سابعا-عليك بقاعدة الشافعي الذهبية:ماناظرت أحدا إلا وددت أن يظهر الله الحق على لسانه
فإنها قاعدة تنضح بنور الإخلاص .. وقاعدته الأخرى المكمّلة لها: ألا يسعنا أن نكون إخوانا وإن اختلفنا في مسألة؟
ثامنا-اعلم أن رجوعك إلى قول محاورك ليس من الضعف العلمي في شيء .. بل قوة علمية لا يستطيعها إلا من نوّر الله بصائرهم بالحق .. فأجراه على ألسنتهم ..
هو والله قوة علمية قد امتزجت بالإخلاص .. فتولّد منهما رفعة وعزة ..
ولأن يفحمك وتكسبه أخا مسلما محبا خير لك من أن تفحمه وتخسره
تاسعا-إذا وصل النقاش إلى جزء تجهله ثم وجدت محاورك أدلى بحجة تقتضي مزيد علم لدفع قوله ..
فقل -ولو في نفسك-لا أدري ولا أعلم وأخواتها فقد يكون هذا الفارق الذي جهلته وإن كان يسيرا مرجحا لقوله
وإن كنت في الجملة أعلم منه"ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"
عاشرا-لا تلتفت إلى نظر الناس الذي يرون محاورتك إياه ..
فإن ذلك يشوش عليك نيتك .. وإن بدا كلامك لطيفا معه
بل راقب ربك عز وجل .. ناويا في حواره العمل بحديث "الدين النصيحة قيل لمن .. قال عليه الصلاة والسلام: لله وسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" ..
-لا تكن واثقا جدا كأن قولك صواب لا يحتمل الخطأ بل أقول
إياك أن يدخل عليك الشيطان من مدخل إعمال قول الشافعي: قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب .. فذلك لمن بلغ درجة رفيعة سامقة في العلم
بل اجعل الكفتين سواء .. إلا أن يكون محل النقاش المتنازع فيه .. فيه دليل واضح عندك .. وهو يفتقر لديل مضاد
والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:04]ـ
جزاكم الله كل خير أخي الكريم.
كيف تخالف غيرك مع الاحتفاظ بوده .. ؟
ومن يغامر بذلك؟
أليس الأصح أن نقول:
كيف تحافظ على ود غيرك إذا خالفك؟ (أوخالفته)
كثيرا ما يقول المختلفون:الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
بحثت في وقت مضى عن أصل هذه "المقولة" أو من أول من صدرت عنه، و لم أجد الجواب.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:11]ـ
لكنها مقولة صحيحة .. ولها أصل من الشواهد التي ذكرتها .. من كلام رسول الله وسلوك السلف وقولهم
أما قولكم: أليس الأصح .. فلا يلزم يا أخية
لأني افترضت أني سأخالفه ابتداءا لكونه غلِط ..
والمعنى أردت أن تخالفه فافعل ولاضير مادمت ترى الحق معك .. فكيف تحافظ على وده؟
ـ[مستور الحال]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:24]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك.
كم نحن بحاجة إلى هذه الوصايا.
وطريقتي في الخلاف أن أمتدحه وأجعله موافقاً لي وأحمل كلام الخصم دائماً على نقاط الاتفاق مهما أمكن وأحتج له من الأدلة ما أراها تقرب الخلاف وتحمله على الوجه الصحيح - يعني أسبقه وأخدمه، حتى لا يبادر بالاعتراض.
أما إن لم يمكنني فالله المستعان لا أحب أن أدخل في هذا الجدال لأن قلبي لا يحتمل النقاشات.
ـ[توبة]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:37]ـ
لكنها مقولة صحيحة .. ولها أصل من الشواهد التي ذكرتها .. من كلام رسول الله وسلوك السلف وقولهم
أ
نعم من حيث المعنى لا اشكال فيها _ان شاء الله_، ولكني قصدت تركيب الجملة،تبدو لي "معربة" عن أحد المفكرين أو الفلاسفة ..
ما قولكم: أليس الأصح .. فلا يلزم يا أخية
لأني افترضت أني سأخالفه ابتداءا لكونه غلِط ..
والمعنى أردت أن تخالفه فافعل ولاضير مادمت ترى الحق معك .. فكيف تحافظ على وده؟
ربما معك حق أخي الكريم، و "الاختلاف لا يفسد للود قضية "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:42]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبو القاسم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 06:00]ـ
وإياك أخي المحبوب إمام الأندلس
وجزى الله خيرا من صحح العنوان
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 06:11]ـ
اللهم اهدنا وسددنا(/)
ملف شهر رجب # يرجى نشره في المنتديات #
ـ[أبو الدحداح]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.almdni.com/up/uploads/48bfbf901f.jpg (http://www.almdni.com/up)
للإطلاع على هذه المواضيع، يرجى النقر علىالرابط التالي:
http://www.saaid.net/mktarat/12/7.htm
يرجى نشره في المنتديات
ـ[رأفت المعيقلي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على ذلك وأنا أول من ينشر الموضووع بإذن الله0
والدال على الخير كفاعله؛؛؛
مع تحياتي للجميع:
أبو تركي
ـ[هيا]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 09:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا(/)
قصص دعوية باطلة
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 02:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب من الأخوة الإعزاء إفادتي عن قصص دعوية معاصرة تبيّن أنها: باطلة مكذوبة
مع ذكر المرجع إن تيسر
وشكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...(/)
نازلة تحتاج إلى رد سريع
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 05:54]ـ
وقع أحد الأخوة في مأزق حرج مع زوجته ويريد من الأخوة حلا شرعيا مؤصلا
القضية باختصارأن هذا الأخ متزوج منذفترة وله من زوجته عدة أولادإلا أنه قبل أيام كان في زيارة لصديق له ليهنئه بمولودة فلما هنئه بها قال زوجتكها قال موافق ودفع له مهرولماعلمت زوجته بذلك أحتالت على المولودة حتى أرضعتها ثم أخبرته بذلك فهو يسأل هل حرمتا عليه معا أم الطفلة فقط أو زوجته دون الطفلة وأصبح في حيرة من أمره لا يستطيع مقاربة أهله هكذا ورد إلي السؤال لم أزد فيه لاقليل ولاكثير
فالرجاء من الأخوة سرعة الرد الأن الأخ يعيش في وضعية شديد بل أخبرني أنه لايكادينام من شدة الهم الذي أصابه ونرجوا مشاركة المشايخ والمشرفين وكل من قرأ عن هذه المسألة ولكم تقديري وتحياتي
ملاحظة: فزوجته أصبح أما لزوجته الأخرى
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 06:09]ـ
هذا تلخيص وافٍ لمذاهب العلماء في المسألة من الموسوعة الفقهية الكويتية مادة رضاع الفقرة 27:
الرضاع الطارئ على النكاح:
27 - الرضاع المحرم الطارئ على النكاح يقطعه كما يمنع ابتداءه ; لأن أدلة التحريم لم تفرق بين رضاع مقارن وبين طارئ عليه , ثم قد يقتضي الرضاع الطارئ على النكاح مع القطع حرمة مؤبدة , وقد لا يقتضي ذلك.
فإذا كانت عنده زوجة صغيرة فأرضعتها امرأة تحرم عليه بنتها (كأمه من النسب , أو الرضاع , أو جدته , أو بنته , أو حفيدته , أو زوجة أبيه , أو زوجة ابنه , أو زوجة أخيه بلبانهم) رضاعا محرما انفسخ النكاح , وحرمت عليه حرمة مؤبدة ; لأنها صارت أخته , أو عمته , أو خالته , أو حفيدته , أو بنت ابنه , أو ابنة أخيه. أما إن كان اللبن من غير الأب , والابن , والأخ فلا يؤثر ; لأن غايته أن تكون ربيبة لهم وليست بحرام عليهم.
وإن أرضعتها زوجة له أخرى فسد نكاح الكبيرة المرضعة في الحال , وحرمت عليه مؤبدا باتفاق الفقهاء ; لأنها صارت أم زوجته , والأم تحرم بنكاح البنت لقوله تعالى: {وأمهات نسائكم} ولم يشترط الدخول بها , أما الصغيرة فإن أرضعتها بلبن الزوج أو دخل بالمرضعة انفسخ النكاح , وحرمت عليه مؤبدا ; لأنها صارت بنته بالرضاع , أو ربيبة دخل بأمها. أما إن أرضعت بلبن غيره ولم يدخل بالمرضعة , فلم تحرم عليه مؤبدا , وهذا محل اتفاق بين الفقهاء ; لأنها ربيبة لم يدخل بأمها. والله يقول: {فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم} وانفسخ النكاح عند جمهور الفقهاء ; لأن اجتماع الأم والبنت في نكاح ممتنع. وفي هذا الموضوع تفريعات تنظر في الكتب المطولة في باب الرضاع.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 07:52]ـ
الأخ الفاضل عبدالله جزيت خيرا على هذا النقل ولكن ياحبذا لوتم نقل كلام أهل العلم بالتفصيل مع ذكر مذا هبهم وأدلتهم وتعليلاتهم والراجح في المسألة
علما أن صاحب الواقعة موجود معي ولك تقديري وأجدد الدعوة للأخوة للمشاركة في أسرع وقت
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:06]ـ
لقد أوقعا نفسيهما في معضلة، لا مخرج لهما منها فعلى قول جماهير أهل العلم، فقد حرمتا عليه، الصغيرة بنته، والكبيرة أم زوجه من الرضاع وكلاهما محرم على التأبيد عند الجماهير بل حكاه غير واحد إجماعاً، وعلى هذا مشى المشايخ الباحثون في الموسوعة الكويتية المنقول منها أعلاه، وهو قول الأئمة الأربعة وغيرهم.
ولشيخ الإسلام قول في المسألة مبني على مذهبه في تحريم المصاهرة بالرضاع فهو لا يراها محرمة، وقد ذكر بعض مشايخنا أن بعض أهل العلم قال: هذا مما لم يسبق إليه الشيخ رحمه الله.
ولا أعرف أحداً يفتي بقول شيخ الإسلام في المسألة بعد الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
ومشايخنا الذين يعتبرون قول شيخ الإسلام يعتبرونه في الاحتياط فيمنعون البنت والأم من الكشف له وإجراء أحكام المحرمية احتياطاً لقول الشيخ، ويحرمونها عليه احتياطاً لقول الجمهور المنقول الإجماع عليه.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:19]ـ
أبو القعقاع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لأبد أن تنظر هل بلغ الرضاع خمس رضاعات وماهي صفته بعدها ننظر
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 10:50]ـ
صاحب القضية يقول أن زوجته قالت أنها ربما أرضعتها أكثر من خمس رضعات ولكن على فرض أن الرضعات الخمس لم تكتمل فهل ذلك يغير في الحكم أرجوا التفصيل وأنا ومعي صاحب القضية لازلنا نبحث ولكم تقديري
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 11:28]ـ
قبل أيام كان في زيارة لصديق له ليهنئه بمولودة فلما هنئه بها قال زوجتكها قال موافق ودفع له مهر
عندما حدث هذا هل كانا ينويان العقد فعلا أم كانا مازحين؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
نعم لابد من خمس رضعات على الصحيح ولا بد أيضا من أن تكون هذه الرضعات كالوجبات فلا بد من زمن يقطع اتصال الثانية بالأولى أما ما دام في حجر المرأة فإنها رضعة واحدة كما تقول هذه أكلة هذا غداء هذا عشاء وما أشبه ذلك فالعشاء ليس كل لقمة ترفعها إلى فمك بل مجموع اللقم وكذلك الغداء وعليه فالمراد بالرضعة الفعلة من الرضاع التي تنفصل عن الأخرى وأما مجرد فصل الثدي فهذا لا يعتبر رضعة وهو اختيار شيخنا ابن عثيمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 01:01]ـ
ولشيخ الإسلام قول في المسألة مبني على مذهبه في تحريم المصاهرة بالرضاع فهو لا يراها محرمة،
.
قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5\ 459:
(وتحريم المصاهرة لا يثبت بالرضاع فلا يحرم على الرجل نكاح أم زوجته وابنتها من الرضاع ولا على المرأة نكاح أبي زوجها وأمه من الرضاع)
قال ابن رجب في القاعدة 152 من قواعده:
(النوع الرابع: المحرمات بالرضاع , فيحرم به ما يحرم من النسب في الأنواع الثلاثة المتقدمة واختار الشيخ تقي الدين أنه لا يثبت به تحريم المصاهرة فلا يحرم على الرجل نكاح زوجته وابنتها من الرضاع , ولا على المرأة نكاح أبي زوجها وابنه من الرضاع. وقال أحمد في رواية ابن بدينا في حليلة الابن من الرضاع: لا يعجبني أن يتزوجها , يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. وليس على هذا الضابط إيراد صحيح سوى المرضعة بلبن الزنا , والمنصوص عن أحمد في رواية عبد الله أنها محرمة كالبنت من الزنا فلا إيراد إذا - والله أعلم.)
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
بارك الله فيكم
الأمر مشكل، كما أشار الشيخ حارث الهمام وفقه الله
لكن ينبغي النظر أولاً في اكتمال الرضعات المحرِّمات
فإن شكت المرأة في إتمام خمس رضعات فلا أثر لذلك الرضاع في التحريم
إذ اليقين لا يزول بالشك، ومن شك في عددٍ فالأصلُ البناءُ على الأقل، ومن شَكَّ في وجودٍ فالأصلُ العدم
ورأي شيخ الإسلام ذكره في الفتاوى، وذكره تلميذه ابن مفلح في الفروع، وابن رجب في القواعد -كما ذكر أخي الكريم عبدالله ابن سفران- وذكره كذلك في (جامع العلوم والحكم) وبيَّن انه لا يعلم خلافٌ بين السلف في القول بالتحريم، أو لا يُعلم من السلف مَنْ قال بقول الإمام ابن تيمية، أو نحو ذلك
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:20]ـ
وهناك سؤال آخر
هل يصح أصلا هذا الزواج الذي تم بهذه الرضيعة؟
وهل كلام الفقهاء يسقط على هذه الطفلة الرضيعة؟ أليس هناك فرق بين الصغيرة والرضيعة؟
وإذا قلنا بعدم صحة هذا الزواج، وهذا ما أراه - والعلم عند الله- فهي ابنة السائل من الرضاع، وتكون زوجة السائل قد نجحت في ما أرادت.
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 02:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك مسالة الزاوج ثم قبل الرضاع اذ هي زوجته قبل ان تكون ابنته من الرضاعة
ثم الرضاع كان تحايل على الشرع من طرف الزوجة لتسقط الزواج الواقع ولم يكن رضاعا عاديا
اضافة الى ما قاله الاخ الكريم هل يصح الزواج اصلا بالرضيعة
يجب مراعاة هذه المسائل اولا
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 06:55]ـ
عندما حدث هذا هل كانا ينويان العقد فعلا أم كانا مازحين؟
هذه الأمور ليس فيها مزح كما في الحديث ثلاث جدهن جد وهزلهن جد ومنها النكاح ثم إن الرجل جاد وليس هناك مجال للعب وجزيت خيرا على المرور والمشاركة وننتظر المزيد
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 07:10]ـ
الأخوة بندر الطائي شكرا وننتظرمنك مشاركة أقوى
الأخ عبدالله بن سفران نشكرلك المجهود الذي تبذله ونتمنى منك التركيز أكثر على صلب الموضوع وتقبل تقديري
الشيخ الحمادي شكرالك على المشاركة ونرجوا منك المزيدفالأخ في حرج وتقبل منى كامل التحايا
أسلام منصور شكرا على المشاركة وحبذالوتذكرأدلة المسألة وكلام السلف فيها جزيت خيرا
عزيزي الفاضل ابوعبدالله عمرماهو المانع من زواج الرضيعة مادام وليها هوالذي زوجها وليس بالضرورة أن يدخل بها قبل التاسعة شكرا على المشاركة وننتظر المزيد من الجميع
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 08:45]ـ
وقع أحد الأخوة في مأزق حرج مع زوجته ويريد من الأخوة حلا شرعيا مؤصلا
القضية باختصارأن هذا الأخ متزوج منذفترة وله من زوجته عدة أولادإلا أنه قبل أيام كان في زيارة لصديق له ليهنئه بمولودة فلما هنئه بها قال زوجتكها قال موافق ودفع له مهرولماعلمت زوجته بذلك أحتالت على المولودة حتى أرضعتها ثم أخبرته بذلك
أولا: لابد من التأكد من أن الزوجة أرضعت الطفلة خمس رضعات مشبعات كما أشار أحد الأخوة فيما سبق. فلا أعتقد أنها ملكت الوقت الكافي وخصوصا أن المسألة حدثت منذ أيام.
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 08:53]ـ
الأخ الكريم أبوالقعقاع وفقه الله
تأكد من عدد الرضعات، فإن كانت المرضعة شاكةً في بلوغها خمسَ رضعات فلا إشكال
وليحبس زوجته عن الوصول إلى تلك البنت مرة أخرى (ابتسامة)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 08:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم الرضاع كان تحايل على الشرع من طرف الزوجة لتسقط الزواج الواقع ولم يكن رضاعا عاديا
يجب مراعاة هذه المسائل اولا
ورد في السنن الكبرى للبيهقي:
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبى عمرو نا أبو العباس محمد بن يعقوب انا الربيع بن سليمان انا الشافعي انا مالك عن عبد الله بن دينار قال جاء رجل إلى ابن عمر رضى الله عنهما وانا معه عند دار القضاء يسأله عن رضاعة الكبير فقال ابن عمر جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال كانت لى وليدة وكنت اطؤها فعمدت امرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت دونك فقد والله أرضعتها فقال عمر أوجعها وائت جاريتك انما الرضاعة رضاعة الصغير - (وأخبرنا) على بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد نا اسمعيل بن محمد الصفار نا الحسن بن على بن عفان نا ابن نمير عن عبيد الله (3) ابن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنه قال عمدت امرأة من الانصار إلى جارية لزوجها فأرضعتها فلما جاء زوجها قالت:
ان جاريتك هذه قد صارت ابنتك فانطلق الرجل إلى عمر رضى الله عنه فذكر ذلك له فقال له عمر رضى الله عنه عزمت عليك لما رجعت فأصبت جاريتك وأوجعت ظهر امرأتك - وفى (4) رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر رضى الله عنه فانما الرضاعة رضاعة الصغير " أهـ
هناك مسالة الزاوج ثم قبل الرضاع اذ هي زوجته قبل ان تكون ابنته من الرضاعة
هذه الملاحظة مهمة.
وما أحوجنا إلى تفقيه النساء بأمور الدين. حتى لا تخرب بيوت المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:10]ـ
القضية لها أكثرمن اسبوعين وزجته قالت أنها أرضعتها خمس مرات وربما تزيد وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الذي تزوج إمرأة فجاءت إمرأة فذكرت أنها أرضعتهم فأمره الرسول بفراقها وقال كيف وقد قيل ولك تحياتي أخي
ابوالأسودوننتظرمنك مشاركة أقوى وشكرا
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:32]ـ
وهناك سؤال آخر
هل يصح أصلا هذا الزواج الذي تم بهذه الرضيعة؟
وهل كلام الفقهاء يسقط على هذه الطفلة الرضيعة؟ أليس هناك فرق بين الصغيرة والرضيعة؟
وإذا قلنا بعدم صحة هذا الزواج، وهذا ما أراه - والعلم عند الله- فهي ابنة السائل من الرضاع، وتكون زوجة السائل قد نجحت في ما أرادت.
أخي الكريم إسلام، هل تعرف من أهل العلم من استثنى الرضيعة من الصغيرة في جواز إنكاحها؟
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:39]ـ
ورد في السنن الكبرى للبيهقي:
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبى عمرو نا أبو العباس محمد بن يعقوب انا الربيع بن سليمان انا الشافعي انا مالك عن عبد الله بن دينار قال جاء رجل إلى ابن عمر رضى الله عنهما وانا معه عند دار القضاء يسأله عن رضاعة الكبير فقال ابن عمر جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال كانت لى وليدة وكنت اطؤها فعمدت امرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت دونك فقد والله أرضعتها فقال عمر أوجعها وائت جاريتك انما الرضاعة رضاعة الصغير - (وأخبرنا) على بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد نا اسمعيل بن محمد الصفار نا الحسن بن على بن عفان نا ابن نمير عن عبيد الله (3) ابن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنه قال عمدت امرأة من الانصار إلى جارية لزوجها فأرضعتها فلما جاء زوجها قالت:
ان جاريتك هذه قد صارت ابنتك فانطلق الرجل إلى عمر رضى الله عنه فذكر ذلك له فقال له عمر رضى الله عنه عزمت عليك لما رجعت فأصبت جاريتك وأوجعت ظهر امرأتك - وفى (4) رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر رضى الله عنه فانما الرضاعة رضاعة الصغير " أهـ
.
أخي الكريم
لا علاقة لهذا الأثر بالموضوع، ففيه عدم تأثير الرضاعة لكبر الرضيعة لا للتحايل الذي ذكره الأخ وأتيت بالآثار معلقاً على قوله.
أما قوله وليدة فلا يعني أنها في سن الرضاعة.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:43]ـ
الأخ عبدالله بن سفران نشكرلك المجهود الذي تبذله ونتمنى منك التركيز أكثر على صلب
صلب الموضوع انتهيت منه في تعليقي الأول فالإجماع محكي على أنهما تبينان منه، فإذا أردت غير ذلك فبينه أخي الكريم.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:44]ـ
نسأل الله التوفيق والسداد
نصيحتي للأخ صاحب القضية أن يراجع القضاء، وأن يجعل القضاء يفصل في هذه المسألة؛ فإنها مسألة كبيرة متعلقة بطرفين، يحتاج فيها إلى نظر وتأمل.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك مسالة الزاوج ثم قبل الرضاع اذ هي زوجته قبل ان تكون ابنته من الرضاعة
وهل فرق أحد من أهل العلم بين طرو النكاح على الرضاع وطرو الرضاع على النكاح؟ ثم الرضاع كان تحايل على الشرع من طرف الزوجة لتسقط الزواج الواقع ولم يكن رضاعا عاديا
هذا يستوجب أن تضمن الضرر الواقع على الزوج، وقد يستوجب التعزير، أما غير ذلك فلا شاهد له من الشرع.
اضافة الى ما قاله الاخ الكريم هل يصح الزواج اصلا بالرضيعة
يجب مراعاة هذه المسائل اولا
فهل هذه مجرد افتراضات أم سبق وأن رأيت من يقول بذلك، فإني لا أعرف أحداً يقول به.
بارك الله فيك
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:50]ـ
أخي الكريم
لا علاقة لهذا الأثر بالموضوع، ففيه عدم تأثير الرضاعة لكبر الرضيعة لا للتحايل الذي ذكره الأخ وأتيت بالآثار معلقاً على قوله.
أما قوله وليدة فلا يعني أنها في سن الرضاعة.
بلى هناك علاقة.
ثم الرضاع كان تحايل على الشرع من طرف الزوجة لتسقط الزواج الواقع ولم يكن رضاعا عاديا
ألم تتحايل الزوجة في الأثر السابق، ومع ذلك، لم يلتفت عمر رضي الله عنه لهذا التحايل.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 10:00]ـ
القضية لها أكثرمن اسبوعين وزجته قالت أنها أرضعتها خمس مرات وربما تزيد وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في قصة الرجل الذي تزوج إمرأة فجاءت إمرأة فذكرت أنها أرضعتهم فأمره الرسول بفراقها وقال كيف وقد قيل ولك تحياتي أخي
أبو القعقاع أنت ترى أن رضاع الزوجة قبل الزواج يقاس على رضاعها بعد الزواج،
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 10:51]ـ
بلى هناك علاقة.
ألم تتحايل الزوجة في الأثر السابق، ومع ذلك، لم يلتفت عمر رضي الله عنه لهذا التحايل.
والله أعلم وأحكم.
أما قرأت ما نقلته؟ (فقال عمر أوجعها وائت جاريتك انما الرضاعة رضاعة الصغير)
هذا هو تعليل عمر لحكمه صراحة من كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 11:27]ـ
أخي الكريم إسلام، هل تعرف من أهل العلم من استثنى الرضيعة من الصغيرة في جواز إنكاحها؟
هل ثبت انه في عصور الاسلام الزاهرة في عهد النبي أو عهد احد خلفائه الراشدين أن تمت زيجة برضيعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألم يقل المعصوم صلى الله عليه وسلم " لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ "
رواه الشيخان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف يمكن استئذان الرضيعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وقد علق النبي صحة نكاحها على إذنها؟؟؟؟؟؟؟؟
سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:19]ـ
أخي الكريم إسلام، هل تعرف من أهل العلم من استثنى الرضيعة من الصغيرة في جواز إنكاحها؟
بل هناك من استثنى الصغيرة أصلاً فضلاً عن الرضيعة
قال ابن حزم في المحلى: قال ابن شبرمة: لا يجوز انكاح الاب ابنته الصغيرة حتى تبلغ وتأذن، ورأى أمر عائشة رضى الله عنها خصوصا للنبى صلى الله عليه وسلم كالموهوبة، ونكاح أكثر من أربع. أ. هـ
أي أمراً خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يعمم شأنه شأن جواز نكاحه للموهوبة وجواز نكاحه لأكثر من اربع وكلها من خصوصياته صلى الله عليه وسلم
وهو رأي وجيه لا سيما وأنه بذلك لا يكون ثم تعارض بين زواج النبي بعائشة (الصغيرة وليست الرضيعة) وبين حديث الشيخين السابق ذكره في المشاركة السالفة والذي يشترط إذن المراة لكي تزوج - والله اعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
قال ابن المنذر: أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم أن نكاح الأب ابنته الصغيرة جائز إذا زوجها من كفء ويجوز له تزويجها مع كراهتها وامتناعها.
قال المهلب: أجمعوا أنه يجوز للأب تزويج ابنته الصغيرة البكر ولو كانت لا يوطأ مثلها إلا أن الطحاوي حكى عن شبرمة منعه فيمن لا توطأ وحكى ابن حزم عن ابن شبرمة مطلقا أن الأب لا يزوج ابنته الصغيرة حتى تبلغ وتأذن وزعم أن تزويج عائشة وهي بنت ست سنين كان من خصائصه.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:18]ـ
أما قرأت ما نقلته؟ (فقال عمر أوجعها وائت جاريتك انما الرضاعة رضاعة الصغير)
هذا هو تعليل عمر لحكمه صراحة من كلامه.
أخي الفاضل نعم قرأت الذي نقلته.
ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إنما الرضاعة رضاعة الصغير "
فإذا تصورنا أن الرجل قال له أن جاريته كانت رضيعة،
فالمقصود أن لازم قول عمر رضي الله عنه السابق، أن الرضيعة تحرم.
فعلى هذا الأمر تدور المسألة، فكأنه يقول لوكانت رضيعة لحرمت، فإذن لا عبرة بالاحتيال.أليس كذلك؟
والله أعلم وأحكم.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:25]ـ
شكر الله لك أخي الكريم عبدالله بن سفران وكل من شارك .. فقد أحسنت التقرير وأجدت.
والإجماع على تحريم الزوجتين؛ الرضيعة بلبن الزوجة الكبيرة منقول عن غير واحد، فلا يضره خلاف ابن شبرمة ولا خلاف غيره -وهذا على فرض ثبوت المنقول عن ابن شبرمة فابن حزم لم يسنده، ثم اقتضاء الثبوت بطلان العقد أو فساده لا إيقاف استمراره على الإذن كما هو قول طائفة في مسائل مقاربة على مخالفة هذا القول للنصوص وعمل السلف المنقول-.
وأقول لأخي أبي القعقاع وصاحبه الذي معه صاحب النازلة:
أخي الكريم لا ينبغي أن يكون همك إيجاد المخرج لك، بل ليكن همك معرفة حكم الله والتزامه، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.
ونصيحتي لك أن تستفتي في هذه المسألة من ترجحه من أهل العلم وتثق في دينه وفتواه.
ولا تعول كثيراً على ما يعلق في مثل هذه المنتديات فإن فيها مبتدئين في العلوم وفيها من يتجرأ على المسائل ويهجم عليها من أول وهلة وما كان قد سمع بها فضلاً عن اشتغاله ببحثها قبل وهذا ظاهر في بعض المشاركات هنا.
ولن تبرأ ذمتك بالتعويل على أمثال هؤلاء.
فنصيحتي لك بأن تراجع أهل العلم المعروفين الراسخين ثم اصدر عن قول من ترضى وتديّن منهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:28]ـ
أخي الفاضل نعم قرأت الذي نقلته.
ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إنما الرضاعة رضاعة الصغير "
فإذا تصورنا أن الرجل قال له أن جاريته كانت رضيعة،
فالمقصود أن لازم قول عمر رضي الله عنه السابق، أن الرضيعة تحرم.
فعلى هذا الأمر تدور المسألة، فكأنه يقول لوكانت رضيعة لحرمت، فإذن لا عبرة بالاحتيال.أليس كذلك؟
والله أعلم وأحكم.
إذا كنت فهمت كلامك جيداً (وقد اكون لم أقهم قصدك) فأنا أرى أنك عدت الآن إلى أن مناط عدم الاعتبار عند عمر هو ان من رضعت كبيرة وليست صغيرة، وهذا هو ما أقوله فلا علاقة للأثر بالموضوع (حيث أن المرتضعة هنا في سن الرضاع) فضلاً عن كونه شاهداً لكلام الأخ أن ما دام هناك احتيال من الكبيرة فلا يتم التحريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 01:45]ـ
وأقول لأخي أبي القعقاع وصاحبه الذي معه صاحب النازلة:
ونصيحتي لك أن تستفتي في هذه المسألة من ترجحه من أهل العلم وتثق في دينه وفتواه.
ولا تعول كثيراً على ما يعلق في مثل هذه المنتديات فإن فيها مبتدئين في العلوم وفيها من يتجرأ على المسائل ويهجم عليها من أول وهلة وما كان قد سمع بها فضلاً عن اشتغاله ببحثها قبل وهذا ظاهر في بعض المشاركات هنا.
ولن تبرأ ذمتك بالتعويل على أمثال هؤلاء.
فنصيحتي لك بأن تراجع أهل العلم المعروفين الراسخين ثم اصدر عن قول من ترضى وتديّن منهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا ما كنت أريد قوله فسبقني أخي حارث.
وقد بحث لك عن رابط لاستفتاء اللجنة الدائمة للإفتاء ولكن للأسف الخدمة غير متوفرة حالياً، فلو راسلتهم بالبريد لكان خيراً.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:06]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الهمام قلت " والإجماع على تحريم الزوجتين؛ الرضيعة بلبن الزوجة الكبيرة منقول عن غير واحد، فلا يضره خلاف ابن شبرمة ولا خلاف غيره -وهذا على فرض ثبوت المنقول عن ابن شبرمة فابن حزم لم يسنده "
فاعلم يا اخي ان معنى الاجماع أنه لم يخالف احد من العلماء في المسألة، فإذا ثبت ان هناك مخالف لم يكن إجماعاً، وكثيراً ما حكى الاجماع ابن المنذر وغيره ولم يكن ثم إجماع، وكلام الامام احمد في ادعاء الاجماعات مشهور " من ادعى الاجماع فهو كاذب وما يدريه لعل الناس اختلفوا " نعم فهم قد اختلفوا.
ولست أدري ما الذي يجعل قول ابن شبرمة غير ناقض للاجماع - هل تظنه سباكاً أو نقاشاً؟؟؟ - بل هو ابن القرون المفضلة وكان في عصر الأئمة المشاهير، ولقد ذكرتني بقول من لم يجعل مخالفة داود الظاهري ناقضة للاجماع في مسألة عدم وجوب السواك مما حدا بالشوكاني في النيل لرميهم باتباع الهوى وقال " لهوى النفوس سريرة لا تعلم "!!
وتحدثت أن ابن حزم لم يسند، فإن كنت منصفاً فأخبرني هل أسند غيره ممن حكى الاجماع عن كل واحد ممن ادعى انه أجمع على هذا القول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعلم أن المنهج السلفي مبني على التمسك بالدليل وعدم التعصب لأقوال الرجال، بيد أني ما رأيت في معظم ما قيل غير أقوال الرجال، وحينما ذكرت حديث الصحيحين لم يعره أحد انتباهاً، فلتجعلوه قولاً لأحد السلف أو لأحد الفقهاء فلعلكم تهتمون به أو تناقشوني حوله!!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
هل ثبت انه في عصور الاسلام الزاهرة في عهد النبي أو عهد احد خلفائه الراشدين أن تمت زيجة برضيعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال ابن أبي شيبة في مصنفه: (حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه أن الزبير زوج ابنة له صغيرة حين نفست يعني حين ولدت).
ألم يقل المعصوم صلى الله عليه وسلم " لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ "
رواه الشيخان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف يمكن استئذان الرضيعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وقد علق النبي صحة نكاحها على إذنها؟؟؟؟؟؟؟؟
من أبجديات أصول الفقه ودلالات الكلام أن لا يعارض خاص بعام والحديث الذي ذكرته عام في الصغيرة والكبيرة، فلا تعارض به أدلة خاصة.سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم
هون عليك يا أخي وارفق بأعصابك فليس هذا ببدع من القول ولا من يقوله يهود ولا مبتدعة ولا حمير، إنما هم السواد الأعظم من ورثة محمد صلى الله عليه وسلم، وليتك تنفق من وقتك دقيقة بدل كل علامة استفهام كتبتها لتفهم المسألة ومعرفة كلام أهل العلم فيها.
بل هناك من استثنى الصغيرة أصلاً فضلاً عن الرضيعة
ليس هذا سؤالي بل سؤالي هو من استثنى الرضيعة من الصغيرة لأن هذا ليس بقول الجماهير وليس بقول ابن شبرمة
كما قال ابن حزم في المحلى: قال ابن شبرمة: لا يجوز انكاح الاب ابنته الصغيرة حتى تبلغ وتأذن، ورأى أمر عائشة رضى الله عنها خصوصا للنبى صلى الله عليه وسلم كالموهوبة، ونكاح أكثر من أربع. أ. هـ
أعلم ذلك وقد نقله السرخسي أيضاً عنه وعن أبي بكر الأصم، ولكن يطلب إثبات ذلك فقد حكي الإجماع على خلافه والسرخسي وابن حزم من أهل القرن الخامس وابن شبرمة من أهل القرن الثاني فهو مرسل ضعيف كما أنه ليس هو المسؤول عنه، المسؤول عنه هو (استثناء الرضيعة من الصغيرة).
أي أمراً خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يعمم شأنه شأن جواز نكاحه للموهوبة وجواز نكاحه لأكثر من اربع وكلها من خصوصياته صلى الله عليه وسلم
وهو رأي وجيه لا سيما وأنه بذلك لا يكون ثم تعارض بين زواج النبي بعائشة (الصغيرة وليست الرضيعة) وبين حديث الشيخين السابق ذكره في المشاركة السالفة والذي يشترط إذن المراة لكي تزوج - والله اعلم
بل الأمر أسهل من ذلك وهو أن حديث زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة مخصص لحديث استئذان البكر والثيب، ولا تنتقل إلى الجمع المتكلف ما دام هناك ما هو أقرب منه، وتخصيص حديث بغيره أسهل من إدعاء خصيصة للنبي لم تذكر في خصائصه.
هذا والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:37]ـ
إذا كنت فهمت كلامك جيداً (وقد اكون لم أقهم قصدك) فأنا أرى أنك عدت الآن إلى أن مناط عدم الاعتبار عند عمر هو ان من رضعت كبيرة وليست صغيرة، وهذا هو ما أقوله فلا علاقة للأثر بالموضوع (حيث أن المرتضعة هنا في سن الرضاع) فضلاً عن كونه شاهداً لكلام الأخ أن ما دام هناك احتيال من الكبيرة فلا يتم التحريم.
أخي الفاضل:
في بداية الأمر قال أخي الفاضل أبو عبدالله عمر:
ثم الرضاع كان تحايل على الشرع من طرف الزوجة لتسقط الزواج الواقع ولم يكن رضاعا عاديا
فقال محدثك:
ورد في السنن الكبرى للبيهقي:
(أخبرنا) أبو سعيد بن أبى عمرو نا أبو العباس محمد بن يعقوب انا الربيع بن سليمان انا الشافعي انا مالك عن عبد الله بن دينار قال جاء رجل إلى ابن عمر رضى الله عنهما وانا معه عند دار القضاء يسأله عن رضاعة الكبير فقال ابن عمر جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال كانت لى وليدة وكنت اطؤها فعمدت امرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت دونك فقد والله أرضعتها فقال عمر أوجعها وائت جاريتك انما الرضاعة رضاعة الصغير - (وأخبرنا) على بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد نا اسمعيل بن محمد الصفار نا الحسن بن على بن عفان نا ابن نمير عن عبيد الله (3) ابن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنه قال عمدت امرأة من الانصار إلى جارية لزوجها فأرضعتها فلما جاء زوجها قالت:
ان جاريتك هذه قد صارت ابنتك فانطلق الرجل إلى عمر رضى الله عنه فذكر ذلك له فقال له عمر رضى الله عنه عزمت عليك لما رجعت فأصبت جاريتك وأوجعت ظهر امرأتك - وفى (4) رواية عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر رضى الله عنه فانما الرضاعة رضاعة الصغير " أهـ
فقلت أنت:
أخي الكريم
لا علاقة لهذا الأثر بالموضوع، ففيه عدم تأثير الرضاعة لكبر الرضيعة لا للتحايل الذي ذكره الأخ وأتيت بالآثار معلقاً على قوله.
أما قوله وليدة فلا يعني أنها في سن الرضاعة
فقلت أنا:
بلى هناك علاقة.
اقتباس:
ثم الرضاع كان تحايل على الشرع من طرف الزوجة لتسقط الزواج الواقع ولم يكن رضاعا عاديا
ألم تتحايل الزوجة في الأثر السابق، ومع ذلك، لم يلتفت عمر رضي الله عنه لهذا التحايل.
والله أعلم وأحكم.
فقلت أنت:
أما قرأت ما نقلته؟ (فقال عمر أوجعها وائت جاريتك انما الرضاعة رضاعة الصغير)
هذا هو تعليل عمر لحكمه صراحة من كلامه.
فقلت أنا:
أخي الفاضل نعم قرأت الذي نقلته.
ألم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إنما الرضاعة رضاعة الصغير "
فإذا تصورنا أن الرجل قال له أن جاريته كانت رضيعة،
فالمقصود أن لازم قول عمر رضي الله عنه السابق، أن الرضيعة تحرم.
فعلى هذا الأمر تدور المسألة، فكأنه يقول لوكانت رضيعة لحرمت، فإذن لا عبرة بالاحتيال.أليس كذلك؟
والله أعلم وأحكم
فقلت أنت:
إذا كنت فهمت كلامك جيداً (وقد اكون لم أفهم قصدك) فأنا أرى أنك عدت الآن إلى أن مناط عدم الاعتبار عند عمر هو ان من رضعت كبيرة وليست صغيرة، وهذا هو ما أقوله فلا علاقة للأثر بالموضوع (حيث أن المرتضعة هنا في سن الرضاع) فضلاً عن كونه شاهداً لكلام الأخ أن ما دام هناك احتيال من الكبيرة فلا يتم التحريم.
وأرد فأقول لك:
أخي الفاضل كلام عمر رضي الله عنه يدل على أنها لو كانت صغيرة، لحرمت، أليس كذلك.
فإذا كان لاحتيال المرأة عقوبة في حال كون الأمة رضيعة وفعلت فعلتها، فحتما لن تكون إسقاط الحرمة التي تنتج بعد الرضاع.
والله أعلم وأحكم.
ـ[الفارس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رقم الإفتاء في الطائف: 027320900
وفي الرياض: 014595555
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:47]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الهمام قلت " والإجماع على تحريم الزوجتين؛ الرضيعة بلبن الزوجة الكبيرة منقول عن غير واحد، فلا يضره خلاف ابن شبرمة ولا خلاف غيره -وهذا على فرض ثبوت المنقول عن ابن شبرمة فابن حزم لم يسنده "
فاعلم يا اخي ان معنى الاجماع أنه لم يخالف احد من العلماء في المسألة، فإذا ثبت ان هناك مخالف لم يكن إجماعاً، وكثيراً ما حكى الاجماع ابن المنذر وغيره ولم يكن ثم إجماع، وكلام الامام احمد في ادعاء الاجماعات مشهور " من ادعى الاجماع فهو كاذب وما يدريه لعل الناس اختلفوا " نعم فهم قد اختلفوا.
فعلام قلت إذاً: (هل ثبت انه في عصور الاسلام الزاهرة في عهد النبي أو عهد احد خلفائه الراشدين أن تمت زيجة برضيعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
ولست أدري ما الذي يجعل قول ابن شبرمة غير ناقض للاجماع - هل تظنه سباكاً أو نقاشاً؟؟؟ - بل هو ابن القرون المفضلة وكان في عصر الأئمة المشاهير، ولقد ذكرتني بقول من لم يجعل مخالفة داود الظاهري ناقضة للاجماع في مسألة عدم وجوب السواك مما حدا بالشوكاني في النيل لرميهم باتباع الهوى وقال " لهوى النفوس سريرة لا تعلم "!!
وتحدثت أن ابن حزم لم يسند، فإن كنت منصفاً فأخبرني هل أسند غيره ممن حكى الاجماع عن كل واحد ممن ادعى انه أجمع على هذا القول؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بل أسند عن بعضهم ولم يسند عن مخالف لهم وهذا عند أخيك كاف، وإلا لكان الإقرار بالإجماع صورياً لا يخرج عن المخاتلة والمداورة.
أعلم أن المنهج السلفي مبني على التمسك بالدليل وعدم التعصب لأقوال الرجال، بيد أني ما رأيت في معظم ما قيل غير أقوال الرجال، وحينما ذكرت حديث الصحيحين لم يعره أحد انتباهاً، فلتجعلوه قولاً لأحد السلف أو لأحد الفقهاء فلعلكم تهتمون به أو تناقشوني حوله!!
المنهج السلفي كما هو واضح من اللفظ راجع إلى السلف، فمن خالف السلف لدليل يزعمه فليقل أنا دليلي ولا يقل أنا سلفي.
وحديث الصحيحين لم يعره أحد انتباهاً لأن ذكرك له من التكلف فهو يتكلم عن صورة أعم مما نحن فيه، ومن وضوح عدم دلالته أنك لن تجده في الأدلة المذكورة لابن شبرمة والأصم.
وأنت تأولت حديث زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة فلا تدع أنك متمسك بالأحاديث وغيرك متمسك بالرجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:54]ـ
عذرا على إتعابك
وأرد فأقول لك:
أخي الفاضل كلام عمر رضي الله عنه يدل على أنها لو كانت صغيرة، لحرمت، أليس كذلك.
أقول نعم وهذا هو بيت القصيد
فإذا كان لاحتيال المرأة عقوبة في حال كون الأمة رضيعة وفعلت فعلتها، فحتما لن تكون إسقاط الحرمة التي تنتج بعد الرضاع.
والله أعلم وأحكم.
لا أستحيي أن أقول لم أفهم العبارة الثانية، هل تقول أنه لا تكون العقوبة في حالة الصغيرة إسقاط الحرمة؟ إذا كان نعم فنحن متفقان وأكون قد فهمت خطأً أنك تستشهد للأخ بإيرادك الروايات عقب قوله.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 04:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رقم الإفتاء في الطائف: 027320900
وفي الرياض: 014595555
ومن خارج السعودية
0096627320900
0096614595555
وبإمكانه سؤالهم عن العنوان البريدي
وإذا كان في السعودية فأنصحه رفع الموضوع إلى المحاكم الشرعية فهو أولى.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 04:11]ـ
عذرا على إتعابك
، هل تقول أنه لا تكون العقوبة في حالة الصغيرة إسقاط الحرمة؟ إذا كان نعم فنحن متفقان.
لا تعب هذا واجبي
نعم، لا تكون العقوبة في حالة الصغيرة إسقاط الحرمة،
وأردت أن أحقق فقه عمر رضي الله عنه في المسألة. لأنه تخصصي،
ورأيت أن ذلك مهم.
وأتمنى أن يسأل الأخ دار الإفتاء.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 04:47]ـ
الشيخ وليد شكرا على المرور والمشاركة وما أشرت به هو عين الصواب وصاحبي لايريدأن تصل القضية للمحكمة حاليا. وننتظر أن تدلوا بدلوك ولك تقديري
الأخ الفاضل حارث همام شكرالله لك النصيحة وأحسنت المشورة وقد ذهبنا إلى بعض المشايخ المعروفين وقالوا أن المسألة تحتاج إلى بحث فأحببت أن يشارك أخواني طلبة العلم بأرائهم وبحوثهم حتى تعم الفائدة وهذا المجلس فيه مشايخ معروفين وطلبة علم متمكنين ولك تحياتي (وابتساماتي) والرجاء من الأخوة التركيز على الموضوع ولهم كامل تقديري
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:10]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 5/ 557: وهل يحرم نظير المصاهرة بالرضاع فيحرم عليه أم امرأته من الرضاع وبنتها من الرضاع وامرأة ابنه من الرضاعة أو يحرم الجمع بين الأختين من الرضاعة أو بين المرأة وعمتها وبينها وبين خالتها من الرضاعة؟ فحرمه الأئمة الأربعة وأتباعهم وتوقف فيه شيخنا وقال إن كان قد قال أحد بعدم التحريم فهو قوي.
قال المحرمون: تحريم هذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب." فأجرى الرضاعة مجرى النسب وشبهها به فثبت تنزيل ولد الرضاعة وأبي الرضاعة منزلة ولد النسب وأبيه فما ثبت للنسب من التحريم ثبت للرضاعة فإذا حرمت امرأة الأب والأبن وأم المرأة وابنتها من النسب حرمن بالرضاعة وإذا حرم الجمع بين أختي النسب حرم بين أختي الرضاعة هذا تقدير احتجاجهم على التحريم قال شيخ الاسلام: الله سبحانه حرم سبعا" بالنسب وسبعا" بالصهر كذا قال بن عباس رواه البخاري قال: ومعلوم أن تحريم الرضاعة لا يسمى صهرا" وإنما يحرم منه ما يحرم من النسب والنبي صلى الله عليه وسلم قال " يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة. متفق عليه.
ومما يدل على ذلك أيضا" قوله تعالى في المحرمات: (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) ومعلوم أن لفظ الابن إذا أطلق لم يدخل فيه ابن الرضاع فكيف إذا قيد بكونه ابن صلب وقصد إخراج ابن التبني بهذا لا يمنع إخراج ابن الرضاع ويوجب دخوله وقد ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سهلة بنت سهيل أن ترضع سالما" مولى أبي حذيفة ليصير محرما" لها فأرضعته بلبن أبي حذيفة زوجها وصار ابنها ومحرمها بنص النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان هذا الحكم مختصا" بسالم أو عاما" كما قالته أم المؤمنين عائشة فبقي سالم محرما" لها لكونه أرضعته وصارت أمه ولم يصر محرما" لها لكونها امرأة أبيه من الرضاعة فإن هذا لا تأثير فيه لرضاعة سهلة له بل لو أرضعته جارية له أو امرأة أخرى صارت سهلة امرأة أبيه وإنما التأثير لكونه ولدها نفسها وقد علل بهذا في الحديث نفسه ولفظه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرضعيه " فألرضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة ولا يمكن الإجماع في هذه المسألة ومن ادعاه فهو كاذب فإن سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وأبا قلابة لم يكونوا يثبتون التحريم بلبن الفحل وهو مروي عن الزبير وجماعة من الصحابة وكانوا يرون أن التحريم إنما هو من قبل الأمهات فقط فهؤلاء إذا لم يجعلوا المرتضع من لبن الفحل ولدا" له فأنهم لا يحرموا عليه امرأته ولا على الرضيع امرأة الفحل بطريق الأولى فعلى قول هؤلاء فلا يحرم على المرأة أبو زوجها من الرضاعة ولا ابنه من الرضاعة.
فإن قيل: هؤلاء لم يثبتوا البنوة بين المرتضع وبين الفحل فلم تثبت المصاهرة لأنها فرع ثبوت بنوة الرضاع فإذا لم تثبت له لم يثبت فرعها وأما من أثبت بنوة الرضاع من جهة الفحل كما دلت عليه السنة الصحيحة الصريحة وقال به جمهور أهل الاسلام فإنه تثبت المصاهرة بهذه البنوة فهل قال أحد ممن ذهب إلى التحريم بلبن الفحل: إن زوجة أبيه وابنه من الرضاعة لا تحرم؟
قيل: المقصود أن في تحريم هذه نزاعا" وأنه ليس مجمعا" عليه وبقي النظر في مأخذه هل هو إلغاء لبن الفحل وأنه لا تأثير له أو إلغاء المصاهرة من جهة الرضاع وأنه لا تأثير لها وإنما التأثير لمصاهرة النسب؟
ولا شك أن المأخذ الأول باطل لثبوت السنة الصريحة بالتحريم بلبن الفحل وقد بينا أنه لا يلزم من القول بالتحريم به إثبات المصاهرة به إلا بالقياس وقد تقدم أن الفارق بين الأصل والفرع أضعاف أضعاف الجامع وأنه لا يلزم من ثبوت حكم من الأحكام النسب ثبوت حكم آخر.وهذا هو اختيار شيخنا ابن عثيمين وعليه أكثر طلابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:25]ـ
والرجاء من الأخوة التركيز على الموضوع ولهم كامل تقديري
أخي الفاضل بالنسبة لي أنا مركز، فأثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مؤكد أن أهل العلم في حاجته عند دراسة هذه المسألة. فتنبه.
وعندي سؤال:
يا ترى هل حكم رضاع أمة الزوج الرضيعة من الزوجة،
له نفس حكم رضاع الزوجة الرضيعة من الزوجة الأخرى.؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 07:59]ـ
قال ابن القيم في زاد المعاد 5/ 557: وهل يحرم نظير المصاهرة بالرضاع فيحرم عليه أم امرأته من الرضاع وبنتها من الرضاع وامرأة ابنه من الرضاعة أو يحرم الجمع بين الأختين من الرضاعة أو بين المرأة وعمتها وبينها وبين خالتها من الرضاعة؟ فحرمه الأئمة الأربعة وأتباعهم وتوقف فيه شيخنا وقال إن كان قد قال أحد بعدم التحريم فهو قوي.
قال المحرمون: تحريم هذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب." فأجرى الرضاعة مجرى النسب وشبهها به فثبت تنزيل ولد الرضاعة وأبي الرضاعة منزلة ولد النسب وأبيه فما ثبت للنسب من التحريم ثبت للرضاعة فإذا حرمت امرأة الأب والأبن وأم المرأة وابنتها من النسب حرمن بالرضاعة وإذا حرم الجمع بين أختي النسب حرم بين أختي الرضاعة هذا تقدير احتجاجهم على التحريم قال شيخ الاسلام: الله سبحانه حرم سبعا" بالنسب وسبعا" بالصهر كذا قال بن عباس رواه البخاري قال: ومعلوم أن تحريم الرضاعة لا يسمى صهرا" وإنما يحرم منه ما يحرم من النسب والنبي صلى الله عليه وسلم قال " يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة. متفق عليه.
ومما يدل على ذلك أيضا" قوله تعالى في المحرمات: (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) ومعلوم أن لفظ الابن إذا أطلق لم يدخل فيه ابن الرضاع فكيف إذا قيد بكونه ابن صلب وقصد إخراج ابن التبني بهذا لا يمنع إخراج ابن الرضاع ويوجب دخوله وقد ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سهلة بنت سهيل أن ترضع سالما" مولى أبي حذيفة ليصير محرما" لها فأرضعته بلبن أبي حذيفة زوجها وصار ابنها ومحرمها بنص النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان هذا الحكم مختصا" بسالم أو عاما" كما قالته أم المؤمنين عائشة فبقي سالم محرما" لها لكونه أرضعته وصارت أمه ولم يصر محرما" لها لكونها امرأة أبيه من الرضاعة فإن هذا لا تأثير فيه لرضاعة سهلة له بل لو أرضعته جارية له أو امرأة أخرى صارت سهلة امرأة أبيه وإنما التأثير لكونه ولدها نفسها وقد علل بهذا في الحديث نفسه ولفظه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرضعيه " فألرضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة ولا يمكن الإجماع في هذه المسألة ومن ادعاه فهو كاذب فإن سعيد بن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وأبا قلابة لم يكونوا يثبتون التحريم بلبن الفحل وهو مروي عن الزبير وجماعة من الصحابة وكانوا يرون أن التحريم إنما هو من قبل الأمهات فقط فهؤلاء إذا لم يجعلوا المرتضع من لبن الفحل ولدا" له فأنهم لا يحرموا عليه امرأته ولا على الرضيع امرأة الفحل بطريق الأولى فعلى قول هؤلاء فلا يحرم على المرأة أبو زوجها من الرضاعة ولا ابنه من الرضاعة.
فإن قيل: هؤلاء لم يثبتوا البنوة بين المرتضع وبين الفحل فلم تثبت المصاهرة لأنها فرع ثبوت بنوة الرضاع فإذا لم تثبت له لم يثبت فرعها وأما من أثبت بنوة الرضاع من جهة الفحل كما دلت عليه السنة الصحيحة الصريحة وقال به جمهور أهل الاسلام فإنه تثبت المصاهرة بهذه البنوة فهل قال أحد ممن ذهب إلى التحريم بلبن الفحل: إن زوجة أبيه وابنه من الرضاعة لا تحرم؟
قيل: المقصود أن في تحريم هذه نزاعا" وأنه ليس مجمعا" عليه وبقي النظر في مأخذه هل هو إلغاء لبن الفحل وأنه لا تأثير له أو إلغاء المصاهرة من جهة الرضاع وأنه لا تأثير لها وإنما التأثير لمصاهرة النسب؟
ولا شك أن المأخذ الأول باطل لثبوت السنة الصريحة بالتحريم بلبن الفحل وقد بينا أنه لا يلزم من القول بالتحريم به إثبات المصاهرة به إلا بالقياس وقد تقدم أن الفارق بين الأصل والفرع أضعاف أضعاف الجامع وأنه لا يلزم من ثبوت حكم من الأحكام النسب ثبوت حكم آخر.وهذا هو اختيار شيخنا ابن عثيمين وعليه أكثر طلابه.
بحث مسألتنا في ماذكر ابن القيم عن بعض العلماء الذين لا يرون التحريم بلبن الفحل وكما ترى ماذا قال ابن القيم حيث قال لا شك أن المأخذ الأول باطل.
وأما خلاف ابن تيمية فليس داخل في هذه المسألة.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:01]ـ
الأخ الفاضل حارث همام شكرالله لك النصيحة وأحسنت المشورة وقد ذهبنا إلى بعض المشايخ المعروفين وقالوا أن المسألة تحتاج إلى بحث فأحببت أن يشارك أخواني طلبة العلم بأرائهم وبحوثهم حتى تعم الفائدة وهذا المجلس فيه مشايخ معروفين وطلبة علم متمكنين ولك تحياتي (وابتساماتي) والرجاء من الأخوة التركيز على الموضوع ولهم كامل تقديري
إسأل غيره ممن تثقون بدينه وترجحونه على من سواه، ولا أظنك إن سألت أحد الأكابر أن يتردد في الجواب.
وليس التقليد تبعاً لطلبة العلم والمشايخ المعروفين بل الأرجح الذي تبرأ به ذمة الرجل وذمة زوجه ولا أظن أن أحد هؤلاء يكتب في هذا المتلقى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 04:25]ـ
إسأل غيره ممن تثقون بدينه وترجحونه على من سواه، ولا أظنك إن سألت أحد الأكابر أن يتردد في الجواب.
وليس التقليد تبعاً لطلبة العلم والمشايخ المعروفين بل الأرجح الذي تبرأ به ذمة الرجل وذمة زوجه ولا أظن أن أحد هؤلاء يكتب في هذا المتلقى!
أحسنت شيخنا - بارك الله فيك - فهذا المجلس المبارك - و مثله و من قبله "ملتقى أهل الحديث" - إنما جعل لتدارس طلبة العلم , و لم يجعل للإفتاء. و جل الكاتبين في هذا الموقع - إن لم يكن كلهم - لم يدر ببالهم الإفتاء و لا هم تصدروا له , و إنما هي مدارسة العلم ...
و من أراد الاستفتاء فمواقع الفتوى كثيرة و متوفرة , و كذا أرقام و عناوين العلماء المعروفين.(/)
لطيفة: هل يتصور أن يكره الإنسان على شيء يريده؟! / عبد الكريم الخضير
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:28]ـ
قال ابن حجر في فتح الباري: " الإكراه هو إلزام الغير بما لا يريده " (!)
قال الشيخ عبد الكريم الخضير معلقاً:
(يعني هل يتصور أن يكره الإنسان على شيء يريده؟!
يكره على شيء يريده؟!
من هنا نستحضر ما قاله أهل العلم في الإكراه على الزنا. . . في الإكراه على الزنا. . . المرأة تكره على الزنا لكن الرجل هل يمكن أن يكره على الزنا؟
نعم؟
يعني بقية الأمور يمكن أن يتصور الإكراه فيها، لكن الزنا ينازع كثير من أهل العلم في دخوله تحت الإكراه. . .
لأنه إذا كان لا يريده بالفعل لا يتمكن منه. . لا يستطيع أن يتمكن منه، وإن تمكن منه فهو إكراه بما يريده؛ وحين إذٍ يرتفع مسمى الإكراه.
يقول هنا: " الإكراه إلزام الغير بما لا يريده"
وهل يمكن الإكراه على الإرادة؟!
الإكراه على الفعل ممكن، والإكراه على الإرادة ممكن والا غير ممكن يعني " افعل وإلا قتلناك؟ "
قلنا أنه إذا كان لا يريد فإنه لا يستطيع أن يفعل لأنه لا يمكن أن ينتشر، لكن الإكراه على الإرادة. .
يعني رجل صالح لا يفكر في هذه الأمور ورأى بارقة السيف. . -نسأل الله السلامة والعافية كما يوجد في بعض الأقطار أكرهوا على وطء المحارم نسأل الله السلامة والعافية-. . بارقة السيف لها رهبة ولها هيبة تجعل الإنسان يفكر في غير التي بين يديه فيعالج نفسه من أجل أن يقع عليها خشية من القتل، وهنا يتصور الإكراه على الإرادة.
وإلا فمن الأصل يقول اقتلوا أو افعلوا ما شئتم. هذا اذا لم نتصور الإكراه على الإرادة. . .
ثم قال: وهنا في حال الإكراه. . الإكراه على الإرادة الأصل لا يمكن أن يكون إلا إذا تخيل أنها غير هذه المرأة المحرمة عليه إتقاءًا للسيف.
من هنا قال بعضهم أنه يتصور الإكراه على الزنا بالنسبة للرجل، يعني من هذا الوجه الدقيق.
يعني الكلام الأول ظاهر في كونه لا يمكن الإكراه. . كلام من قال بأنه لا يمكن الإكراه ظاهر لأن الإكراه على الفعل غير الإكراه على الإرادة.
لكن إن وصل الأمر إلى أنه بين خيارين إما أن يقتل. . وهذا قد يضحي بنفسه فيقتل ولا يعاشر المرأة المحرمة لاسيما -نسأل الله السلامة والعافية- يكره على شيء من محارمه هذا لا يمكن. . يمكن أن يقدم نفسه دون ذلك لكن إذا حصل خيار بين الزنا وبين ما هو أعظم منه من المحرمات. . يكره إما أن تقتل فلان أو تقع على فلانه!
إذا أكره على هذين الخيارين وأراد أن يرتكب أخف الضررين يتصور أو لا يتصور؟!
يا أخوان مثل هذه المسائل ترى الآن -نسأل الله السلامة والعافية- قائمة ما هي بنظرية!
الكفار لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة). اهـ المقصود.
قاله الشيخ في الدرس الثامن عشر (!) من شرحه على حديث إنما الأعمال بالنيات من صحيح البخاري.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 03:40]ـ
أفادك الله.
ومما يتميز به الشيخ عبدالكريم الخضير - وفقه الله - دقة النظر في المسائل العلمية .. نفع الله به ..
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 08:14]ـ
بارك الله فيك.(/)
تعجبت من هذا الشيخ، سامحه الله وغفر له!
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أغمني ما سمعت البارحة في إذاعة القرآن الكريم، عند بثهم لبرنامج يشرح كتاب في العقيدة الإسلامية، وقد تعجبت كثيرا، بل اندهشت أكثر عند قراءة مقدم البرنامج لمتن الكتاب أن الشيخ جزاه الله خيرا لم يتعقب ما ذكره صاحب هذا المتن من اتهامه لصحابي جليل، وهو أحد الصحابة الذين شهدوا غزوة بدر، ألا وهو الصحابي ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه، فبدلا أن يعلق الشيخ غفر الله له على تبرئة هذا الصحابي من هذا الافتراء، وبيان خطأ ما لفقه صاحب هذا المتن عليه، وبيان كذب هذا الحديث، بل ذهب سامحه الله وغفر له إلى موافقة هذا المؤلف رحمه الله إلى ما ذهب إليه من الوقيعة والافتراء عليه، بل وإتهامه بالنفاق الأكبر والمخرج من الملة، وفي هذا جناية عظيمة وكبيرة على هذا الصحابي الجليل، والله المستعان، ومن المعلوم أن العلماء إن لم أقل أغلبهم قد كذَّب هذه القصة الملفقة على هذا الصحابي رضي الله عنه.
وإليك بيان أسماء هؤلاء العلماء والمحدثين ممن ذهبوا إلى تضعيف وكذب هذا الحديث، وهم:
1. الإمام ابن حزم.
2. الحافظ البيهقي.
3. الإمام القرطبي.
4. الحافظ الذهبي.
5. الحافظ العراقي.
6. الحافظ الهيثمي.
7. الحافظ ابن حجر.
8. العلامة المناوي.
9. العلامة الألباني رحمهم الله تعالى أجمعين.
فاستغربت وتعجبت كيف خفي هذا على الشيخ غفر الله له وسامحه!!!!، ورحم الله من قال:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، والله أعلم.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:20]ـ
جزاك الله خيراً.
هذه القصة للأسف الشديد منتشرة بين الكثيرين.
ولعل الشيخ ينبه على ضعف الحديث ويستدرك ذلك في الحلقة القادمة.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:22]ـ
اللهم اعصمنا من الزلل , واغفر لمن زل ....
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 10:19]ـ
هذه القصة للأسف الشديد منتشرة بين الكثيرين.
ما هي بارك الله فيكم؟
أو
أين أجدها؟
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:19]ـ
الإخوة الكرام أبو حازم البصري، وعبد الرحمان المغربي، وعبد الملك السبيعي، جزاكم الله خيرا، وللفائدة المرجوة للأخ الكريم عبد الملك السبيعي أنظر هذه الوصلة:
http://www.islam ... .net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=15817
ـ[أبو فايزة]ــــــــ[19 - Dec-2008, صباحاً 05:14]ـ
يااخي الرابط ما يعمل
ـ[يوسف الرومي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 05:20]ـ
قصة ثعلبة (حمامة المسجد) غير صحيحة
السؤال:
هل قصة ثعلبة ونزول قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله ... الآيات) صحيحة؟ علماً بأنهم كانوا يسمونه حمامة المسجد.
الجواب:
الحمد لله
"ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) التوبة/74، أنه ثعلبة بن حاطب – لا يصح سنده، وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين، استشهد يوم أحد، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلم، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد.
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/ 49).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله .... ) الآيات نزلت في بيان حال بعض المنافقين. وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة ذكرها كثير من المفسرين وروجها كثير من الوعاظ فضعيف لا صحة له، وهي مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة من أن الله يقبل توبة التائب من أي ذنب كان " انتهى من شرح رسالة "أصول في التفسير"
الإسلام سؤال وجواب(/)
صلى العصر جماعة بنية الظهر هل تحسب له الجماعة؟
ـ[أبو فراس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:30]ـ
اتصل علي قبل قليل أحد الإخوة وسألني هذا السؤال يقول: نمت عن صلاة الظهر ولم أستيقظ إلا مع أذان العصر فلحقت بالجماعة وصليت معهم بنية الظهر لأني سمعت الشيخ سلمان العودة يجيز ذلك وبعد الصلاة وجدت جماعة أخرى يصلون العصر فصليت العصر معهم فهل تحسب لي الجماعة في الصلاة الأولى؟
بحثت عن الموضوع فوجدتهم في موقع إسلام أون لاين يجيزون الصلاة مع الجماعة بنية صلاة أخرى وقال المفتي الشيخ حامد العطار عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ردا على السؤال التالي: إذادخل شخص إلى المسجد ووجدهم يصلون العصر وهو لم يصلي الظهر فهل يدخل معهم بنية الظهر؟
بسم الله،والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد: -
لا يفوتني أولا أن أنبه إلى أن تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها كما في هذا السؤال لا يجوز إلا في حالات ثلاثة:
النوم والنسيان، ونية الجمع، وفي غير ذلك يكون التأخير من الكبائر العظام، التي يجب التوبة منها فورا.
ثم هذا الداخل يجوز له أن ينوي الظهر خلفهم على الراجح من أقوال أهل العلم – وهو مذهب الإمام الشافعي- ثم إذا فرغ من صلاته معهم صلى العصر.
والله أعلم.
وكذلك هذه الفتوى في موقع الإسلام سؤال وجواب
وكذلك لو دخل المسجد، فهل يصلي مع الجماعة الصلاة الحاضرة، أم يقضي ما عليه أولا؟
ذهب أحمد في رواية اختارها شيخ الإسلام إلى أن الترتيب يسقط بخوف فوت الجماعة.
لكن للإنسان في هذه الحالة أن يدخل مع الجماعة بنية الصلاة الفائتة، كمن عليه الظهر، وجاء المسجد وهم يصلون العصر، فله أن يصلي مع الجماعة بنية الظهر، ولا يضر اختلاف نيته عن نية إمامه، ثم يصلي العصر بعد ذلك.
انظر الشرح الممتع 2/ 138 - 144
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=49019&ln=ara
لكن السؤال هل تحسب له الجماعة في الصلاة الأولى؟ وجزاكم الله خيرا(/)
قال المحققون/ أهل التحقيق! فليتنبه الطالب
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:00]ـ
قال الحافظ في فتح الباري:
" ونص الشافعي على كراهة تعاطي الحيل في تفويت الحقوق فقال بعض أصحابه هي كراهة تنزيه، وقال كثيرٌ من محققيهم كالغزالي هي كراهة تحريم ويأثم بقصده ".
قال الشيخ عبد الكريم الخضير معلقاً:
("وقال كثير من محققيهم "!
التحقيق هذا اللفظ يُستعمل لنصر ما يريد القائل نصره من الأقوال.
تحقيق نسبي. . يعني لا يوجد تحقيق على الإطلاق.
لأنه قد يقول قائل: " قال كثير من محققيهم " كيف يقال الغزالي محقق وعنده خلل في العقيدة؟!
نقول: في هذه المسألة أوفي كثير من المسائل عنده شيء من التحقيق.
فقد تطلق إطلاقاً عاماً وقد تطلق إطلاقاً مقيداً. . إما في باب من الأبواب أو في مسألة من المسائل. . نعم بحث المسألة. . صار محقق فيها وإن كان عنده مخالفات كثيرة [في غيرها]، لكن على الإطلاق واقتران هذا الوصف بالاسم لا ينبغي أن يكون لشخص عنده خلل.
لأن هذا يغرر بالقاريء يغرر بالقاريء. . لأن الإنسان إذا سمع: " قال كثير من الحققين كالغزالي " يظن أنه محقق في جميع أبواب الدين. . [وهو] وعنده خلل كبير في باب الاعتقاد.
ومثل ما قلنا مراراً أن هذه يستعملها بعض المؤلفين لنصر ما يراه؛ لأنه إذا وصفه بالمحقق قد يستسلم بعض القراء. . قد يستسلم بعض القراء.
وعلى كل حال هو في بعض المسائل عنده شيء من النظر وعنده تحقيق ونظر دقيق لكن في كثير من مسائل الاعتقاد عنده خلل كبير.
لأن العرف عندنا في أوساط أهل السنة أن كلمة محقق لا تطلق إلا على من سلمت عقيدته من الشوائب. . سلمت عقيدته من الشوائب.
هناك بعض المؤلفين تجده يثني على العالم ويثني على ضده من غير تمييز.
مثلا: الألوسي صاحب " روح المعاني " [يقول]: قال الإمام المحقق ابن القيم وقال الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي " قدس سره "! جمعٌ بين الضب والحوت! وقال شيخ الإسلام وقال فلان. .
ومثله أو قريب منه القاسمي ينقل عن هؤلاء وهؤلاء. . وهذه أمانة. . النقل أمانة. . فيه تغرير بالقاريء. . فيه تغرير بالقاريء). اهـ
ـ[حسام68]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 08:48]ـ
تنبيه مهم،،،
والكثير ممن ينقلون الأقوال يقعون في هذه الهوة الكبيرة،،،،
وجزاك الله خيراً على نقلك لكلام الشيخ حفظه الله ورعاه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 09:38]ـ
جزاكم الله خيرا
وكلام الشيخ طيب نافع
وأمّا عبارة ابن حجر فهي عبارة سليمة وليس فيها شيء .. ولا أجد الشيخ حفظه الله يتعقبها .. والذي يظهر أنه يريد التنبيه - استطرادا - على خطورة سوء استخدام الأوصاف والألقاب وعدم مراعاة الضوابط في ذلك ..
ثم إني أقول: حتى وصف "المحقق" - هكذا بإطلاق - يُعلَم قيده بالسياق الذي يُقال فيه .. فإذا كان الباب باب رقائق فوردت كلمة "المحقق" فالمراد المحقق في مسائل القلوب .. وهكذا في أبواب الفقه والحديث وباقي أنواع العلوم .. وأما إذا ورد وصف "المحقق" في صدر ترجمة مثلا .. فقد يراد به الإطلاق .. وقد يُراد به الخصوص في حال شهرة المترجَم له بفن معيّن من الفنون .. فيُقيّد الوصف بذلك الفنّ .. والذي يظهر أن المسألة تترك للقرائن والأحوال .. والله أعلم.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:07]ـ
الأخوة الكرام في الإشراف جزيتم خيراً على تحرير العنوان.
الأخ حسام وجزاكم الله خيراً.
الشيخ الحبيب أشرف زادك الله شرفاً، وما نبهتم عليه سليم، وإنما ذكرتُ كلام الحافظ ليُعلم سياق كلام الشيخ حفظه الله، وإلا فإن ظاهر عبارة الحافظ تقييد " تحقيق " الغزالي في المذهب الشافعي.(/)
موضوع للحوار العلمي: بيع الشقق قبل اكتمال بنائها.
ـ[محمد السالم]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 11:08]ـ
لعل الجميع سمع عن عقود بيع الشقق على الوصف المسبق.
وحاصلها أن يقوم أحد المستثمرين أو المتاجرين في سوق العقار بالتعاقد مع مقاول على إنشاء بناية سكنية ذات أدوار متعددة.
وقبل أن يقوم المقاول في بدء العمل، يقوم المستمثر ببيع شقق البناية، بناء على المواصفات الهندسية الموجودة عنده، والتي سوف تقوم البناية على مواصفاتها.
ويمكن لمن أراد شراء الشقة أن يدفع المبلغ كله حالا، أو - وهذا هو الأغلب - أن يدفع دفعة مقدمة، ويقسط الباقي على أقساط شهرية تنتهي بتسليم الشقة بعد 3 أو 4 سنوات.
السؤال الأول: ما حكم بيع المستثمر للشقق بهذه الطريقة، وهل هو داخل في بيع السلم أو الاستصناع؟
السؤال الثاني: في حال ما لو اشترى " زيد " من هذا المستثمر شقة من الشقق على الوصف والتقسيط، هل له بيعها قبل انتهائها، أي وهي ما زالت قيد الإنشاء، أم لا بد أن ينتظر انتهاء المشروع وتسليم الشقة ثم بعد ذلك يقوم ببيع شقته.
وحاصل أعمال كثير من الناس أنه يشتري الشقة من المستمثر على أن تسلم بعد أربع سنوات، ولكنه لا ينتظر سوى ارتفاع سعر سوق العقار شيئا قليلا، ثم يبيع ليحصل على الفائدة السريعة، ثم ينتقل لشراء شقة أخرى، وهكذا دواليك.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 02:45]ـ
الذي يظهر جواز ذلك ..
لأن من باب السلم ,,لانه منضبط بالصفة ....
_دراسة لافتوى_
ـ[محمد السالم]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:31]ـ
أستاذي الفاضل
لا شك أن الصورة صورة عقد السلم الذي حقيقته بيع موصوف في الذمة.
ولكن بيع السلم يشترط فيه تعجيل الثمن كاملا في مجلس العقد، وأجاز المالكية اليسير من الوقت كالثلاثة الأيام بعد عقد، لكن الفقهاء شبه اتفاق على وجوب تسليم الثمن في عقد السلم، قالوا لأن ذلك بيع دين بدين، وهذا مجمع على تحريمه.
وأجاز بعض فقهاء المالكية في عقد السلم تسليم بعض الثمن وتأجيل البعض، قالوا إن تسليم البعض تسليم للكل، لكنه رأي ضعيف عندهم.
وقد عد بعض الباحثين هذه صورة من صور الاستصناع الذي أجازه جمهور فقهاء الحنفية، وأخذ به مجمع الفقه الإسلامي، ولكن عقد الاستصناع عند جماهير الحنفية غير لازم إلا رأيا لا يكاد يصح عن أبي يوسف رحمه الله، وبه أخذت مجلة الأحكام العدلية، واعتمده مجمع الفقه الإسلامي.
لكن هل يجوز عند فقهاء الحنفية الذين يجيزون الاستصناع بيع المصنوع قبل قبضه؟
الله أعلم
ـ[محمد السالم]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:45]ـ
شراء بيت بناء على المخططات الهندسية قبل الانتهاء من الإنشاء؟
المفتي: محمد بن سعود العصيمي4/ 7/2006نعم يجوز ذلك إذا كانت تلك المخططات واضحة وضوحا يمنع اللبس والخلاف بين الطرفين، البائع والمشتري. ويجوز للمشتري بعد الانتهاء من البناء بيعه، ولا يصح له ذلك قبل الانتهاء. والله أعلم.
http://www.halal2.com/ftawaDetail.asp?id=6730
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 11:27]ـ
بارك الله فيك أخي محمد السالم.
أتمنى أن نظفر بفتوى أكثر تفصيلاً؛ فهذا النوع من المعاملات منتشر جداً.
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:21]ـ
ينبغي التفريق بين بيع الشقق قبل تمامها من قبل منشئها وبين تداول بيعها ... فالأول يخرج على أنه من قبيل الاستصناع ...
وفتوى الدكتور العصيمي فيما يظهر هي في الحالة الأولى وكذلك المجمع والله أعلم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 04:55]ـ
وجدت هذه الفتوى من مركز الفتوى على الشبكة الإسلامية:
أرجوالإفادة بماهية عقد الاستصناع وشروطه وأحكامه ونسخة منه إن أمكن.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاستصناع في اصطلاح الفقهاء: أن يطلب إنسان من آخر شيئا لم يصنع بعد ليصنع له طبق مواصفات محددة، بمواد من عند الصانع، مقابل عوض مالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو شبيه بالإجارة، وبالسَّلَم، والبيع بالمعنى الخاص، أما شبهه بالإجارة فلأن العمل فيه جزء من المعقود عليه، وأما شبهه بالبيع من حيث أن الصانع يقدم المواد من عنده مقابل عوض، لكن تعريف الفقهاء المتقدم له يخرجه عن كونه واحداً من الثلاثة، ويوضح أنه عقد مغاير لهذه العقود، وهو من المعاملات الجائزة عند العلماء في الجملة، وإن كانوا اختلفوا في النوع الجائز منه، فالأئمة الثلاثة: مالك والشافعي وأحمد جعلوه سلما، واشترطوا لصحته شروط السلم. التي من أهمها تقديم رأس المال في مجلس العقد.
أما الحنفية فقد أجمعوا -أو أكثرهم- على جوازه طبقاً للتعريف المتقدم، وجعلوه عقداً مغايراً للسلم فلا تجب فيه مراعاة شروطه، لكن منهم من قال: إنه مواعدة غير ملزمة لأحد الطرفين، وليست بيعاً إلا عند الفراغ من العمل وتسليم المصنوع إلى المستصنع وقبض الثمن، فإنه يلزم حينئذ. وهذا قول مرجوح عندهم، والذي عليه أكثرهم أنه عقد، وليس مجرد وعد.
والذي نرى - والله أعلم-أن الصحيح في تكييف عقد الاستصناع أنه عقد مستقل، ليس بيعاً، ولا إجارة، ولا سلماً -كما قدمنا- وهذا هو رأي مجمع الفقه الإسلامي، وذلك لمغايرته لكل الثلاثة. وقد استدل من أجازه بقوله تعالى: (قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداًّ * قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً) [الكهف:94،95] قال ابن عباس: خرجاً: أجراً عظيماً.
هذا مع ما فيه من الرفق والتيسير على الصانع والمستصنع معاً، ولا شك أن جلب ما ييسر على الناس مقصد من مقاصد الشرع التي بني عليها، فتنبغي مراعاته حيث لم يرد نص يقضي بعدم ذلك، وإنما كان فيه تيسير عليهما لأن الصانع يكون قد باع مصنوعه مسبقاً وتحقق الربح فيه، فهو يعمل على هدى وبصيرة، ولولا عقد الاستصناع لاحتاج إلى البحث بعد صناعة الشيء عن فرصة لتسويقه، فقد يبيعه فوراً، وقد يتأخر بيعه، بل قد يكسر عنده فيتحمل نفقاته وصيانته وغير ذلك مما يمكن تجنبه وتفاديه بعقد الاستصناع.
وهناك أيضاً سلع يتعذر صنعها قبل وجود مشتر لها كبناء منزل بمواصفات معينة، وفي مكان معين ونحو ذلك.
وأما المستصنع فلأنه يستطيع أن يضع الشروط ويحدد المواصفات المرغوبة عنده، والملائمة لذوقه وغير ذلك مما لا يحصل غالباً إلا في هذا النوع من العقود. أما شروط صحته فإليك أيها السائل أهمها.
1 - تحديد مواصفات الشيء المطلوب تحديداً يمنع التنازع والخصام عند التسليم.
2 - عدم ذكر الأجل عند العقد، فإن ذكر أجل انقلب إلى عقد سلم تراعى فيه شروط السلم وأحكامه، وهذا عند الإمام أبي حنيفة.
لكن الذي قرره مجمع الفقه الإسلامي ويتماشى مع المعاملات المعاصرة هو أنه يجوز ذكر الأجل، بل يجب حسماً للنزاع، على أن الأجل الذي يجوز ضربه هو ما يحتاج إليه لإتمام العمل وليس أكثر من ذلك، ولا يشترط في صحة هذا العقد تعجيل الثمن بل يجوز تأخيره كله أو بعضه. لأنه ليس سلما، كما لا يشترط أن يكون ما يأتي به العامل من صنعه هو إلا إذا اشترط المستصنع ذلك.
وأخيراً، إذا اكتملت شروط صحة عقد الاستصناع وانتفت عنه الموانع فإن الصحيح أنه يلزم كلا من الطرفين، فلا يحق لأحدهما فسخه إلا برضى الطرف الآخر، هذا هو الذي تقتضيه المصلحة، وتنتفي معه المضرة، وهو الذي أخذ به مجمع الفقه الإسلامي، وهو قول عند بعض الأحناف. ومن أراد المزيد من الاطلاع على أحكام الاستصناع فليراجع: "بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة" تأليف: الدكتور محمد عثمان، والدكتورعمر سليمان الأشقر، ففيه الفائدة. وقد اعتمدنا عليه في هذه الفتوى.
والله الموفق للصواب.
http://www.islam ... .net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=11224&Option=FatwaId
ولكن تبقى مسألة بيع المُستَصنَع -إذا قلنا أن هذا عقد استصناع- من قبل المشتري الأول قبل الانتهاء من صنعه.
ـ[محمد السالم]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 06:35]ـ
شكرا لجميع الإخوة على هذه الإفادات الطيبة، وهذا بحث ووجهة نظر حول الموضوع:
http://www.4shared.com/file/54998816/fc957698/1_online.html?dirPwdVerified=8 8993976(/)
جنايات على العلم والمنهج (8) .. ظاهر اللفظ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 02:10]ـ
جنايات على العلم والمنهج (8) .. ظاهر اللفظ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
فمن أكثر ما يغيظ النفس المؤمنة ويملأ جنباتها بالكمد =أن يُسيطر تركيب مولد كهذا على المتفقهة ويصير حجر رحى تدور عليه عملية الاستنباط والاجتهاد ..
هذا لو كان مولداً فحسب .. فكيف لو كان هو وجل ما يتعلق به من المسائل =من أودية الباطل لا غير.
وللدلالة على ما أريد أقول:
ظاهر اللفظ يُطلق ويراد به ما فهمه المتلقي من كلام المتكلم.
وتارة يراد به نفس ما أراده المتكلم بكلامه.
كذا قال الشيخ ..
والبين من حال المشتغلين بالعلم بعد القرون المفضلة وعصر الأئمة،ولغلبة طاغوت المجاز والفكرة الباطلة المسماة بأصل الوضع =هو جعل ما يفهمه المتلقي –وفقاً للوضع اللغوي- هو عين مراد المتكلم .. وسمي ذلك بهذا الاسم: ظاهر اللفظ.
وصار الأمر قضاء مبرماً = أن تقرأ النص من كلام الله أو كلام رسوله فيكون ما يتبادر إلى ذهنك من معنى النص –مع تقويم هذا المتبادر بالوضع اللغوي –هو عين ما أراد الله ورسوله بهذه الألفاظ.
ثم صار هذا الظاهر أصلاً لا يجوز الخروج عنه إلا بدليل؛فإن وجد هذا الدليل المُخرج عن هذا الظاهر جاز الخروج عن الظاهر وساغ وصارت هذه العملية تُسمى تأويلاً، وبالطبع فهذا التأويل المرتكز على دليل يُسمى تأويلاً صحيحاً وغير المرتكز على دليل يسمى تأويلاً فاسداً أو تحريفاً.
ثم رزق الله الأمة بالظاهرية فكان من كلامهم: ((ولا يحل لأحد أن يحيل آية عن ظاهرها،ولا خبراً عن ظاهره .. ومن أحال نصاً عن ظاهره في اللغة بغير برهان من [نص] آخر أو إجماع فقد ادعى أن النص لا بيان فيه ... )).
ولا حظ بعض الأذكياء أننا لو استثنينا قضية القياس والتعليل؛فليس بين الظاهرية والجمهور خلاف منهجي مؤثر بل منهج الظاهرية هو عينه منهج الجمهور من جهة قضية ظاهر اللفظ،وإنما الخلاف في تطبيق هذه النظرية،ويوسع دائرة الخلاف في التطبيق هجر الظاهرية لدلالة القياس ..
ولذا عبر بعضهم بقوله: والظاهرية (كمنهج) هي طريقة الصحابة وهي التي ينبغي أن تكون طريقتنا جميعاً بناء على نظرية ظاهر اللفظ،,إنما المعيب هو الظاهرية (كمذهب) لما فيه من الزيادات على نظرية ظاهر اللفظ.
ومن أعظم ما لبس به من الحق لتقرير باطل نظرية ظاهر اللفظ=عربية القرآن وكونه بلسان عربي مبين وكون النبي (ص) عربياً يُخاطب عرباً بلسانهم.
والآن وقد أظهرنا صورة القضية فقد آن أوان الفحص عن بطلانها وزيفها ...
أولاً: كان يكون هذا المنهج الذي يجعل ما يتبادر إلى ذهن السامع –وفقاً للوضع اللغوي-هو عين مراد المتكلم =صحيحاً صواباً لو:
1 - لو كانت قضية الوضع اللغوي الأول قضية صحيحة ثابتة .. ولكنها للأسف حديث خرافة.
2 - لو كان اللفظ يستعمل في لسان العرب قوم النبي بإزاء معنى واحد فحسب.
3 - لو كان هذا المعنى الواحد-لو كان-معروفاً مضبوطاً.
4 - لو كانت معاجم العربية –وهي عمدة القوم في معرفة معنى اللفظ في اللغة-تفصل فصلاً ظاهراً وتبين بياناً واضحاً معاني الألفاظ في لسان العرب قوم النبي ولا تخلطها بمعاني الألفاظ عند من بعدهم إلى ثلاثمائة عام أحياناً.
5 - لو كانت معاجم العربية مصادر موثوقة بإطلاق لا يحتاج النظر فيها إلى اجتهاد خاص.
6 - لو كانت معاجم العربية تعتمد كلها على النقل الذي لا رأي فيه.
7 - لو كان لسان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُفارق لسان قومه قط.
8 - لو كان فهم مراد الله والرسول لا يتوقف سوى على معرفة الأوضاع اللغوية.
9 - لو كانت ألسنة الناس لا تختلف ويختلف تبعاً لها ما يسبق إلى ذهن المتلقي من معاني الألفاظ.
10 - لو كان النص الواحد-بالنسبة لنا- يصلح لمعرفة مراد الله ورسوله به.
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 02:50]ـ
فإن قلتَ: إذا استثنينا ما أثرتَه عن الوضع اللغوي والمعاجم كمصدر للوقوف عليه =فقد احترز القوم لغالب ما ذكرتَ بعدُ بفسحهم الباب للنظر في بقية الأدلة التي قد تصرف هذا اللفظ عن ظاهر فلا يزال باب الوصول إلى مراد المتكلم مفتوحاً لم يُغلق بمجرد إثبات هذا الظاهر.
قلنا: إنما مثل هذا كمثل مسافر يسلك طريقاً يعلم أنه لا يهديه إلى مقصده ثم يتعلق بأنه ربما وجد طرقاً أخرى تعيده إلى الطريق الذي سيوصله إلى مقصده.
فعلامُ إذا يا صاحبي النصب، والطريق لاحبة بينة متضحة لا لبس فيها ولا غبش ..
ولا تأمن في طريقك الذي سلكت من عقبات وتطويل ..
فمن متمسك بهذا الظاهر الأول لا يأبى الانتقال عنه ولو جئته بكل آية .. وهو معذور في ذلك لأننا وافقناه في أن هذا الظاهر الأول حق يصلح للتمسك به ..
نعم. هذا أحد أكبر أودية الباطل في نظرية ظاهر اللفظ تلك، وهي أن أصحاب هذه النظرية يُقرون بأن هذا الظاهر الأول المبني على الوضع اللغوي فحسب =حق يصلح للتمسك به وعدم الزوال عنه إلا بدليل ..
ولا يكون هذا الظاهر إلا أحد مفردات الباب التي تجمع إلى بعضها لمعرفة تفسير كلام المتكلم على ما سنبيبن بعدُ، أما أن يُجعل بالمكانة التي وصفت .. فلا.
أما التطويل في تلك الطريقة فهي النزاعات المستمرة بين متمسك بالظاهر –الذي ليس بحق أصلاً-وبين مورد أدلة وبين معترض عليها وبين وبين ...
والحال: أن كل هؤلاء لم يسلكوا الطريق الحقة في تفسير كلام المتكلم أصلاً وليس معهم من العلم إلا غبرات في أوعية ضيقة لا تسمن ولا تغني .. فضلاً عن أن تُجعل حججاً تَدفع ويُدفع بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 03:13]ـ
يتبع ليلاً بإذن الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 09:08]ـ
فإن قلتَ: فما هو المنهج اللاحب المستنير في تفسير كلام العلي الكبير وكلام رسوله البشير النذير (؟)
قلتُ: الطريق الصحيحة التي لا بديل عنها في ذلك،والتي لا يهتدي من يروم تفسير كلام الله وكلام رسوله بل وكل كلام =إلا بها ..
هي: جمعُ الباب.
ومن نفيس كلام أهل الحديث: الباب إذا لم تجمع طرقه لم تتبين علله.
قلت: وليس هذا في الحديث فحسب بل في كل مسألة يُراد الوصول إلى حكم الله ورسوله فيها ..
والبلية كل البلية ما تراه من عوام المشتغلين بالعلم يسمع أو يقرأ كلاماً في مسألة قد حوى حكماً قد بني على حجة أو حجتين،ثم هو يقذف به في وجهك متبوعاً بتهم معلبة من جنس مخالفة السنة ومخالفة الدليل والإعراض عن الحجة ..
وكل من رام تفسير كلام الله ورسوله فقد وجب عليه أن يجمع:
كل ما يتصل بالنص المراد تفسيره سواء كان هذا المتصل بالنص في:
1 - القرآن.
2 - السنة
3 - كلام الصحابة والتابعين وأكابر أتباعهم.
4 - تفسير الفقهاء إلى زمان الباحث،ولكل قدره.
5 - تفسير اللغويين إلى زمان الباحث،ولكل قدره.
6 - عمل المسلمين.
ثم يبدأ في تمحيص هذا الجمع بأول آلة وهي أن يرد من هذا الجمع كل مالم تثبت نسبته لقائله،وآلة ذلك هي النقد الإسنادي والنقد المتني، بحيث لا يتعامل مع جزء من أجزاء المادة المجموعة إلا وهو ثابت النسبة صحيح النسب.
ثم يبدأ في تمحيص المادة الصحيحة التي بقيت له بأدوات النظر والاجتهاد وعمادها الخبرة بلسان العرب ولسان النبي وأساليب القرآن، مستنيراً مستضيئاً بتفسير الفقهاء وتفسير اللغوين وعمل المسلمين.
وفي تضاعيف ذلك أصول لابد من مراعاتها ..
كتقديم تفسير الصحابة وفهمهم على غيرهم في الجملة.
وكتقديم تفسير الفقهاء على تفسير اللغويين في الجملة.
وأشياء أخر ليس هذا محلها ..
ثم يصل الباحث بعد ذلك كله إلى غرض النبي (ص) ومراده بالنص ...
من غير ضرب قوانين عن الظاهر كذا فلا يُخرج عنه إلا بدليل ..
والأصل أنه أراد الوجوب فلا يُخرج عنه إلا بدليل ...
إلى آخر هذا التألي الذي لا أساس له، ولا داعي له ..
وبغير ما رأيتَ من جمع المادة والباب لا يهتدي أحد –إلا ما شاء الله-إلى الحق بطريق صحيح ..
ثم لابد أن يوقن الباحث أن ما وصل إليه ما هو إلا نتيجة اجتهادية فلا يعدو بها رتبتها ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 10:46]ـ
لله درك يا ابا فهر ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 07:55]ـ
بارك الله فيك ...
1 - لأن علم الاستنباط علم ذو مسائل وأحد مسائلها الاستنباط من ظاهر النص، وهذا النوع من الاستنباط له أدواته منها السياق، ومنها ما ذكره الكاتب من تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بالمأثور وتفسير القرآن باللغة، وهي المعروفة بطرق التفسير، فلم يأت بجديد سوى تسفيهه لعلماء أجلة أكدوا على مسألة تحكيم ظاهر النص خاصة لمن يستنبط بواطن دلالته باعتبار أدوات الاستنباط من دلالة النص الظاهرة كالزركشي والسيوطي وغيرهما.
ظاهر اللفظ إن أريد به نفس مراد المتكلم وتُوصل إليه بما ذكرتُ وذكرتَ فلا عيب ولا عتب ..
وواقع الحال غير هذا ...
والذي يتبع ما ذكرتَه وذكرتُه لن ترى قط في كلامه هذه العبارة: وظاهر الآية العموم إلا أنها خُصت بكذا وكذا ...
فهذه العبارة وأجناسها لا معنى لها أصلاً، ولا معنى ولا داعي لدراسة النص الواحد والحكم على ظاهره: ماهو (؟) ثم جعل هذا الظاهر حكماً وفيصلاً وحقاً يُتمسك به ..
وإنما سبيل دراسة النصوص وتفسيرها ما ذكرتَ وذكرتُ ..
2 -
يشكك بالمعاجم اللغوية ...... ثم يعتبر اللغة من أصول معرفة دلالة النص في الوقت الذي شكك بها، بل ويجعلها بعد كلام الفقهاء، والعجيب أن الفقهاء عمدتهم في بيان القرآن اللغة فيكون في كلامه دور يبطل أصل الكلام!!
هذا أوقعك فيه عدم التثبت والروية في تأمل الكلام؛فلسان العرب أصل يُرجع إليه في تفسير النصوص، والمعاجم هي إحدى سبل معرفة لسان العرب .. وما أوردناه إنما هو إلماحة إلى طريقة التعامل مع المعاجم وما يعتورها من نقص يجعلها غير موصلة دائماً إلى معرفة ما هو لسان العرب، وليس هذا تشكيكاً ولا دوراً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال: الأحاديث النبوية إحدى سبل معرفة تفسير القرآن .. فحين يُنبه الباحث على أن هناك أحاديث ضعيفة، وعلى أن هناك من الأحاديث ما هو نص في تفسير الآية، ومنها ما إسقاطه على الآية محل نظر و اجتهاد=فإنه حينها لا يكون مشككاً في الأحاديث ولا متناقضاً حين جعل الأحاديث مصدراً من مصادر التفسير ..
3 -
ثم ماالذي يجعل كلام الفقهاء مقدماً على كلام اللغويين، وأين الدليل في ذلك هل هو مجرد رأيه في المسألة، أو انتصاره للفقهاء أو رأيِ ما؟!
أما هذه فقد قال بها بعض أهل العلم وأنا موقن بصحة كلامهم فيها ولا علي ولا عليك إن اختلفنا فيها ..
1 - قال ابن تيمية: ((فالتأويل الثاني هو تفسير الكلام، وهو الكلام الذي يفسَّر به اللفظ حتى يفهم معناه أو تعرف علته أو دليله، وهذا التأويل الثالث هو عين ما هو موجود في الخارج، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن (). تعني قوله تعالى: (فسبح بحمد ربك واستغفره)
" وقول سفيان بن عيينة: "السنة هي تأول الأمر والنهي.
فإن نفس الفعل المأمور به هو تأويل الأمر به، ونفس الموجود المخبر عنه هو تأويل الخبر، والكلام خبر وأمر.
ولهذا يقول أبو عبيد وغيره: الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة. كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء،)).
2 - قال ابن تيمية بعدها: ((لأن الفقهاء يعلمون نفس ما أمر به ونفس ما نهي عنه، لعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعلم أتباع أبقراط وسيبويه ونحوهما من مقاصدهم ما لا يعلم بمجرد اللغة)).
3 - قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 398 - 399)
قال أبو عبيد: قال الأصمعي: اشتمال الصماء عند العرب: أن يشمل الرجل بثوبه، فيجلل به جسده كله، ولا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده، وربما اضطبع فيه على تلك الحال.
قال: وأما تفسير الفقهاء؛ فإنهم يقولون: هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من احد جانبيه، فيضعه على منكبيه فيبدو منه فرجه.
قال أبو عبيد: والفقهاء أعلم بالتأويل في هذا، وذلك اصح معنى في الكلام. انتهى.
وجعل الخطابي: اشتمال الصماء: أن يشتمل بثوب يجلل به بدنه، ثم يرفع طرفيه على عاتقه الأيسر.
فإن لم يرفعه على عاتقه فهو اشتمال اليهود الذي جاء النهي عنه في حديث ابن عمر، وإنما كان النبي يشتمل بالثوب ويخالف بين طرفيه، فهو مخالف لهما جميعا.
وهذا الذي قاله أبو عبيد في تقديم تفسير الفقهاء على تفسير أهل اللغة حسن جدا.؛ فإن النَّبِيّ قَدْ يتكلم بكلام من كلام العرب يستعمله فِي معنى هُوَ أخص من استعمال العرب، أو أعم مِنْهُ، ويتلقى ذَلِكَ عَنْهُ حملة شريعته من الصَّحَابَة، ثُمَّ يتلقاه عنهم التابعون، ويتلقاه عنهم أئمة العلماء، فلا يجوز تفسير ما ورد في الحديث المرفوع إلا بما قاله هؤلاء أئمة العلماء الذين تلقوا العلم عمن قبلهم، ولا يجوز الإعراض عن ذلك والاعتماد على تفسير من يفسر ذلك اللفظ بمجرد ما يفهمه من لغة العرب؛ وهذا أمر مهم جدا، ومن أهمله وقع في تحريف كثير من نصوص السنة، وحملها على غير محاملها. والله الموفق.
انتهى. من جوابي على بعض إخواننا في منتدى آخر ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 08:29]ـ
زد زد يا أبا فهر!
تلك مسائل لا زالت تداعب أفكاري بل تهزها منذ أمد بعيد .... !
و لا أجد وقتا لبحثها .. ؟
و ربما لا أجد قدرة كالتي أوتيتها ..
سلمت يداك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 09:27]ـ
سلمك الله من كل سوء ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيك أخي (ابن رجب) نسيتُ رد تحيتك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 07:15]ـ
جواب على منتدى آخر؛ فيه فوائد شتى
بارك الله فيكم جميعاً ...
وأشكر لكم جميعاً مداراستكم النافعة ..
وأجيبكم جميعاً في سياق واحد بإعادة تصوير المسألة فأقول:
الفاضل الدمشقي ...
جواب الأولى والثانية واحد .. فهذا التعريف الذي تراه هو معنى كلام (الشيخ) وهو ابن تيمية ....
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل كلامه في ((منهاج السنة)) .. وتكلم هناك على أن ظاهر اللفظ يطلق ويُراد به معنى اللفظ الذي أراده منه المتكلم،وحينها فإن هذا المعنى -في كلام الله-لم ولن يتعارض مع السنة لأن الكل من عند الله ..
ويُطلق ويُراد به ما فهمه السامع من الكلام .. وهذا قد يتعارض مع السنة لسوء فهم السامع لا للعيب الذي في كلام المتكلم ...
وقد يكون ما فهمه السامع هو عين مراد المتكلم وحينها يلتقي المفهومان ...
ونظرية ظاهر اللفظ هذه نظرية كبيرة جداً ... ومصطلح (ظاهر اللفظ) هو أو سع وأشمل من مصطلح (الظاهر) الذي يُذكر في مراتب الدلالات .. وبينهما مواضع التقاء .. وضد الظاهر الذي في مراتب الدلالات:المؤول .. وضد الظاهر الذي معنا: الباطن
وظاهر اللفظ -بمعنى ما يفهمه السامع- هو: ((هُوَ مَا يَسْبِقُ إلَى الْعَقْلِ السَّلِيمِ مِنْهُ لِمَنْ يَفْهَمُ بِتِلْكَ اللُّغَةِ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ ظُهُورُهُ بِمُجَرَّدِ الْوَضْعِ وَقَدْ يَكُونُ بِسِيَاقِ الْكَلَامِ)).
وهذا من تعريفات الشيخ أيضاً ...
وأنت ترى أن هذا التعريف يستوي فيه النص والظاهر (اللذان في مراتب الدلالات) ..
فكلاهما يسبق إلى سامعهما فيه فهم ..
والفرق بينهما ..
أنه في النص لن يحتمل النص سوى هذا المعنى الذي سبق للفهم: ((تلك عشرة كاملة)) ..
أما في الظاهر .. فقد يحتمل معنى آخر يُذهب إليه بدليل فيكون اسمه حينها (المؤول)) .. ولا يعود النص حينها ظاهراً ... وقد يبقى على هذا المعنى فلا يُذهب عنه ويبقى له اسم: ((الظاهر)) ...
الآن: أين موضع الجناية (؟؟؟)
موضعها تلقاه أينما يممت وجهك في كتب العقائد والتفسير وشروح الحديث بل وكتب اللغة وأصول الفقه (بعد عصر الآئمة وظهور نظرية المجاز واختلاط بدع الأشاعرة ببدع المعتزلة وتصنيف الفريقين في العلوم يدسون ضلالهم في تضاعيف هذا التصنيف) ...
صارت النصوص تُفسر وفقاً للآلية التالية ..
1 - يُقبل العالم بوجهه على النص فيتبادر إلى فهمه منه مراد معين ..
2 - يتحكم في هذا المتبادر عوامل شتى أهمها: الوضع اللغوي الأول للألفاظ-كما يرون-،والسياق، وخلفية العالم العلميةومدى استحضاره للجزئيات العلمية المتعلقة بهذا النص من أدلة أخرى أو تفسيرات مسبقة قرأها وتلقاها لهذا النص ..
3 - وبما إن التنبه لدلالة السياق واستحضار تلك الخلفية العلمية أو حتى وجودها من الأساس شئ يتفاوت فيه الناس=فقد كان المهيمن الأول على هذا المتبادر والذي يُسعى إليه للتقويم هو الوضع اللغوي الأول ..
4 - وصار القانون الأصولي على هذا النهج: المتبادر للفهم وفقاً للوضع اللغوي (متضمناً الحقائق الأربع عند من يرى أنها حقائق لا مجازات) هو ظاهر اللفظ ..
5 - فإن لم يحتمل النص معنى غيره كان: ((النص)) (عند من يفرق بين النص والظاهرعلى طريقة المتكلمين .. وللأحناف طريقة أخرى في التفريق بين النص والظاهر وهي التي تعتمد على السياق ولبعض الأحناف مذهب ثالث) ..
6 - فإن احتمل معاني أُخر (سمي الظاهر) ووجب التمسك بهذا الظاهر فلا يُزال عنه إلا بقرينة ..
7 - وحينها يُعد من القرائن: السياق، والأدلة الخارجية من القرآن والسنة .. و ... و ...
8 - فإن قام الدليل على صرف هذا النص عن ظاهره سمي النص (مؤول) وسميت هذه العملية (التأويل) ..
الآن وقد اتضحت هذه الآلية .. فأنا أسلم أنه صارت عليها القرون من بعد عصر الآئمة إلى زماننا هذا .. وكان عليها أغلب العلماء ...
ثم أجد في نفسي القوة لأزعم أنها طريقة باطلة في تفسير النصوص ..
ثم أجد في نفسي القوة لأزعم أن أحداً من السلف الصالح، القرون المفضلة، الصحابة والتابعون وأتباعهم، بل وعصر الأئمة=لم يسر عليها أو يستعملها ..
ولأن الباطل لا يكاد يأتي صريحاً قط بل لابد له من التسربل ببعض سرابيل الحق فقد اشتبهت هذه الطريقة على الناس وظنوها صحيحة قويمة .. وأعظم ما لبس به لتصحيحها هو عربية القرآن كما ذكرتُ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وليست عربية القرآن بما ينفع التمسك به هنا .. فلا شك أن القرآن عربي وأن سنن العرب في كلامها مما يُنتفع به في فهم مراد الله ومراد الرسول .. ولكنهم إنما أخذوا من كلام العرب شيئاً واحداً سموه: الوضع اللغوي الأول .. وجعلوه هو ظاهر اللفظ الذي لا يُخرج عنه إلا بدليل ... فمن أين لهم إثبات الوضع اللغوي (؟) ومن أين لهم أن هذا المعنى بعينه هو الوضع الأول (؟؟) ومن أين لهم أن الله تبارك وتعالى أراد هذا المعنى بعينه (؟؟) ومن أين لهم أن النبي (ص) لم يخرج عن لسان العرب في هذا اللفظ بالذات إلى لسانه هو الذي يُفارق لسانهم أحياناً ... واسأل ما شئت بعد ذلك فلا جواب عندهم ..
وكان الواجب والطريق الصحيحة فيما نزعم أنه مادام ثبت أن اللفظ العربي يستعمل في عدة معاني وأن لسان النبي (ص) قد يُفارق لسان قومه إلى لسان جديد أوجده الشرع=وجب عندها أن يُقف فلا يُقال أراد معنى من المعاني إلا بدليل ..
أما أن يُستند إلى مجرد الوضع اللغوي فيقال: أراد كذا فلا يُصرف عنه إلا بدليل فهذا هو التألي بعينه فيما نرى ..
ثم هذه الطريقة أصلاً لا فائدة منها .. فكثير من نصوص الشرع لا يُستطاع التعامل مع نص فيها بمفرده و لا تفسر على وجهها إلا إذا جمعت مع غيرها ... فما فائدة التمسك بهذا الظاهر أصلاً (؟؟!!)
وإذاً فنحن نثبت من كلام هؤلاء حقاً نوافقهم فيه وننفي منه باطلاً نخالفهم فيه ..
أما الحق الذي نُثبته فهو:
((خاطب الله بكتابه العربَ بلسانها على ما تَعْرِف مِن معانيها وكان مما تعرف من معانيها: اتساعُ لسانها وأنَّ فِطْرَتَه أنْ يخاطِبَ بالشيء منه عامًّا ظاهِرًا يُراد به العام الظاهر ويُسْتغنى بأوَّل هذا منه عن آخِرِه. وعاماً ظاهراً يراد به العام ويَدْخُلُه الخاصُّ فيُسْتَدلُّ على هذا ببَعْض ما خوطِبَ به فيه وعاماً ظاهراً يُراد به الخاص. وظاهراً يُعْرَف في سِياقه أنَّه يُراد به غيرُ ظاهره. فكلُّ هذا موجود عِلْمُه في أول الكلام أوْ وَسَطِهِ أو آخِرَه
وتَبْتَدِئ الشيءَ من كلامها يُبَيِّنُ أوَّلُ لفظها فيه عن آخره. وتبتدئ الشيء يبين آخر لفظِها منه عن أوَّلِهِ
وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها
وتسمِّي الشيءَ الواحد بالأسماء الكثيرة وتُسمي بالاسم الواحد المعانيَ الكثيرة .. ))
وأما الذي ننفيه:
1 - أن يُجعل بعض هذا هو الوضع اللغوي الأول وبعضه مجاز خرج إليه بقرينة.
2 - وأن يُجعل هذا المتبادر أصلاً يصلح للتمسك به فلا يُخرج عنه إلا بدليل ..
3 - وإطلاق القول بإنه ظاهر اللفظ ..
فهذا المتبادر يتفاوت تفاوتاً كبيراً بتفاوت الناظر وعقله وعلمه .. ولفظ الظاهر على هذا لفظ مجمل جداً .. فالشافعي وغيره من أهل العلم استعملوه وأرادوا أنه الذي يسبق إلى فهم السامع ولم يجاوزوا به هذا القدر .. أما المتأخرون فأكسبوه أحكاماً من صلاحيته للتمسك به وألا يخرج عنه إلا بدليل .. كل ذلك قاد إلى اشتباهه بلفظ الظاهر الذي هو ما يصل إليه الناظر في تفسير النصوص بعد جمع أدلة الباب جميعاً .. والذي هو عند مفسر النصوص: مراد الله ورسوله بالنص ..
خلاصة:
السلف استعملوا لفظ الظاهر وأرادوا به معنيين:
الأول: ما يتبادر إلى فهم الناظر للنص (ويتحكم في هذا المتبادر عوامل شتى) .. ولم يعطوا لهذا الظاهر أي نوع من الأحكام .. فلم يجعلوه هو الراجح .. ولم يجيزوا التمسك به إلا من بابة واحدة هي: قد أحسن من انتهى إلى ماقد سمع وأوجبوا عليه البحث والنظر وطلب العلم بجمع أدلة الباب وسؤال أهل الذكر لتقويم هذا المتبادر .. ولا يستجيز السلف أن يُطلق القول بأن هذا المتبادر هو ظاهر كلام الله .. بحيث يجعل هذا الباطل والضلال (الذي قد يكون هو المعنى المتبادر أحياناً) هو ظاهر كلام الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: ما يصل إليه الناظر في تفسير النصوص بعد جمع الباب كما أوضحنا .. وهذا قد أجاز السلف التمسك به وعدم الخروج عنه إلا ببينة .. وإذا ظهرت هذه البينة فإنما تفيد تقصير هذا الباحث في الجمع لا غير .. وإنما أجازوا التمسك بهذا الظاهر ولم يجيزوا التمسك بالأول .. لأن الظاهر الأول هو بادي الرأي لا غير .. في كثير من الموارد لا يكون هو مراد الله .. أما الظاهر الثاني فقد اجتهد صاحبه واستفرغ وسعه في معرفة مراد الله بما يكون مظنة الإصابة ويكون صاحبه قد استمسك على علم عنده قد استفرغ الوسع فيه ..
ولا يوجد في كلام السلف جميعاً التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره .. لأن المعتبر عندهم هو جمع أدلة الباب فغاية من تأتيه بينة تصرفه عن الظاهر الذي تمسك به=أنه قد أخطأ في تفسير (تأويل) النص لتقصيره في الجمع .. وعملية الجمع هذه المؤدية للوصول لمراد الله هي التأويل والتفسير ..
أما الخلف ..
فأطلقوا ظاهر اللفظ وأرادوا به ما يتبادر إلى فهم السامع (وجعلوا القانون الحاكم لهذا المتبادر الوضع اللغوي الأول) فكانت المخالفة الأولى للسلف ..
وأجازوا التمسك بهذا الظاهروجعلوه هو الراجح بمجرد كونه المتبادر، وبعضهم أجاز هذا التمسك بغير بحث مطلقاً .. فكانت المخالفة الثانية للسلف ..
ثم إن أتى صارف يصرف عن هذا الظاهر الراجح المتمسك به سموه تأويلاً فأجازوا الذهاب للمعنى الذي جعلوه مرجوحاً .. وجعلوا هذا الذي انصرف مع الصارف قد انصرف من علم إلى علم .. وهذه المخالفة الثالثة للسلف ..
وأجاز بعضهم أن يسمى هذا الذي تُرك وذُهب عنه ظاهر اللفظ مطلقاً .. وهذه مخالفة للسلف ..
واجاز بعضهم أن يكون ظاهر اللفظ وظاهر كلام الله كفر وضلال .. وأن يكون الله قد خاطب عباده بكلام ظاهره العذاب .. وأن الهداية نكون في الخروج عن ظاهر كلام الله .. وهذه مخالفة للسلف ..
وكل ذلك أوقعهم فيه:
1 - الإجمال في إطلاق ظاهر اللفظ ..
2 - وجعل المتبادر إلى ذهن وفق مقتضى الوضع اللغوي حق يصلح للتمسك به.
3 - وغفلتهم عن أن التفسير الحق للنصوص لا تكون طريقة ظاهر اللفظ هذه سبيله وإنما غايتها أن تكون خطوة تصيب المتلقي أول سماع النص ثم واجبه بعدها البحث عن تفسيره على الطريقة التي وصفنا ..
ولا تناقض في الطريقة التي وصفنا .. فلسان العرب فيها هو أحد روافد التفسير .. وعندهم هو حق يصلح للتمسك به بمفرده حتى يأتى غيره ...
وأختم بهذا النص من كلام الشيخ:
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُقَدِّرَ قَدْرَ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ بَلْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَحْمِلَ كَلَامَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ إلَّا عَلَى مَا عُرِفَ أَنَّهُ أَرَادَهُ لَا عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ ذَلِكَ اللَّفْظُ فِي كَلَامِ كُلِّ أَحَدٍ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَتَأَوَّلُ النُّصُوصَ الْمُخَالِفَةَ لِقَوْلِهِ؛ يَسْلُكُ مَسْلَكَ مَنْ يَجْعَلُ " التَّأْوِيلَ " كَأَنَّهُ ذَكَرَ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ وَقَصْدُهُ بِهِ دَفْعُ ذَلِكَ الْمُحْتَجِّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ النَّصِّ وَهَذَا خَطَأٌ؛ بَلْ جَمِيعُ مَا قَالَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ. فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَنَكْفُرَ بِبَعْضِ، وَلَيْسَ الِاعْتِنَاءُ بِمُرَادِهِ فِي أَحَدِ النَّصَّيْنِ دُونَ الْآخَرِ بِأَوْلَى مِنْ الْعَكْسِ، فَإِذَا كَانَ النَّصُّ الَّذِي وَافَقَهُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ اتَّبَعَ فِيهِ مُرَادَ الرَّسُولِ؛ فَكَذَلِكَ النَّصُّ الْآخَرُ الَّذِي تَأَوَّلَهُ فَيَكُونُ أَصْلُ مَقْصُودِهِ مَعْرِفَةَ مَا أَرَادَهُ الرَّسُولُ بِكَلَامِهِ؛ وَهَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ بِكُلِّ مَا يَجُوزُ مِنْ تَفْسِيرٍ وَتَأْوِيلٍ)).
ـ[الحُميدي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 03:01]ـ
ليس هناك جديد .. ،سوى طريقة العرض الممتعة .. ،بارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 07:22]ـ
الفاضل أبو محمد .. سأقرأ وأُعلمك بما عندي ..
=======
الفاضل الحميدي .. وفيك بارك الله.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 05:28]ـ
أرجو من الشيخ أبي فهر بيان ما اصطلح عليه الإمام الشافعي بـ (الظاهر) و (الباطن) في رسالته مشكورين. .
(يُتْبَعُ)
(/)
خصوصا قوله هذا رحمه الله: (فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها على ما تعرف من معانيها وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها وأن فطرته أن يخاطب بالشيئ منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر ويستغني بأول هذا منه عن آخره وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه وعاما ظاهرا يراد به الخاص وظاهر يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره).
أنا أرى - والله أعلم - أن مراد الشافعي بـ (الظاهر) شيئان: الأول: (صورة اللفظ وصورة منطوقه) لا معناه في ذهن السامع أيا كان هذا المعنى - لا في أول سماعه للكلام ولا في منتهى اجتهاده في تفهم الكلام.
والثاني: (معناه الغالب عند السامعين المطابق لصورة اللفظ). وهذا قريب جدا من نظرية المتأخرين الذين أنكرتموهم. قال في الرسالة بالحرف الواحد: (وقال الله لنبيه (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به) فاحتملت الآية معنيين (1) أحدهما أن لا يحرم على طاعم أبدا إلا ما استثنى الله وهذا المعنى الذي إذا وجه رجل مخاطبا به كان الذي يسبق إليه انه لا يحرم غير ما سمى الله محرما وما كان هكذا فهو الذي يقول له أظهر المعاني وأعمها وأغلبها والذي لو احتملت الآية معنى سواه كان هو المعنى الذي يلزم أهل العلم القول به إلا أن تأتي سنة النبي تدل على معنى غيره مما تحتمله الآية فيقول هذا معنى ما أراد الله تبارك وتعالى ولا يقال بخاص في كتاب الله ولا سنة إلا بدلالة فيهما أو في واحد منهما ولا يقال بخاص حتى تكون الآية تحتمل أن يكون أريد بها ذلك الخاص فأما ما لم تكن محتملة له فلا يقال فيها بما لم تحتمل الآية (2) ويحتمل قول الله (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه) من شئ سئل عنه رسول الله دون غيره ويحتمل مما كنتم تأكلون وهذا أولى معانيه استدلالا بالسنة عليه دون غيره).
وهل الشافعي هو أول من دعى إلى هذه النظرية؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيك ..
توضيح مراد الشافعي يحتاج لشرح موارد هذه القسمة في الرسالة وقد جهدت محاولاً تصويرها في موضوع = فتعبتُ، فأعرضت عنها ..
لكن عموماً ..
الشافعي يتكلم عن ظاهرين:
الأول: الذي يظهر من النص لغير العالم بالعربية والسنن [وهو المرادف لهذا الذي شرحناه هاهنا] وقد شنع الشافعي على المتمسك بهذا الظاهر في رسالته كثيراً
الثاني: الذي يظهر من النص للعالم بالعربية والسنن والشافعي يوجب على العالم بالعربية والسنن أن يتمسك بهذا الظاهر؛لأن ما معه من العلم بالعربية والسنن يؤهله لإصابة مراد المتكلم بحيث يكون الظاهر له غالبا هو مراد المتكلم، ومع ذلك يجوز الشافعي خطأ هذا العالم وأنه قد تظهر له من السنن ما يبين خطأه في الفهم فإنه لا يحيط بالعربية ولا السنن إنسان غير نبي.
وكلام الشافعي صحيح، لكن كلامنا أن هذا القسم الثاني المتعلق بالعالم بالعربية والسنن لم يتحقق على وجهه على نحو تبرأ به ذمة المتعبد بهذا الظاهر إلا في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم،أما من بعدهم فلا تزال الشقة تبعد بينهم وبين العربية الأولى بعداً يوجب مزيد طلب للدلالات ومزيد تنقير على السنن، ولا تزال تبعد حتى لم تعد تصلح هذه العربية التي في قلوبهم لئن تكون عربية يرتكز عليها في فهم ظاهر النص، وكذا السنن ولكن الجناية في بعد الشقة عن العربية أظهر ..
وأصل هذا الباب: أن النصوص نزلت على قلوب فقيهة بالعربية الأولى لم يكن يلزمها في غالب الموارد لتعرف مراد المتكلم سوى أن تقرأ النص، فمحاولة جعل طريق درك مراد المتكلم في القرون بعدهم هي نفس طريق درك مراده عندهم وهو ظاهر النص وسماعه وما يسبق للقلب منه = هو عبث محض ويوشك أن يكون طريق ضلالة ..
فالشافعي يتكلم عن بناء التفقه على ظاهر النص للعالم بالعربية والسنن وهذا شيء له ميزانه في نظر الشافعي راوية السنن وراوية شعر هذيل ..
أما متكلمة الأصوليين ومخترعة نظرية ظاهر اللفظ فيتكلمون عن بناء التفقه على ظاهر النص لمن عهدوهم من أجناس الفقهاء الذين كانت المسافة بينهم وبين العربية الأولى والدراية بالسنن كالمسافة بين عقائدهم وسلوكهم وبين عقائد وسلوك القرن الأول ..
...
مفتاح:
العام الذي تم تخصيصه هل أراد الله به العموم أولاً؟
الجواب: لا وإلا كان التخصيص نسخاً
إذاً فالنص الأول مراد به من أول أمره الخصوص، وإنما العموم توهمه من ألقى سمعه لظاهر اللفظ ولم يحط علماً بتصرفات بيان الكلام العربي ولم يحط علماً بباقي كلام المتكلم ولم يحط علماً بالسنن المبينة.
وإذاً: فأكثر ما تقرأه في أبواب العام والخاص والمطلق والمقيد هي محاولات لعلاج كارثة الاعتماد على ظاهر اللفظ ..
ولذا كانت أمثلة الشافعي في أول رسالته التي ينعى بها على جهلة العربية والسنن كلها في أبواب العموم ونحوه ..
فلا يوجد عام قد خص بل يوجد نص توهم عمومه لتقصير في الجمع والنظر، ولا يوجد مطلق قيد وإنما يوجد نص توهم إطلاقه لتقصير في الجمع والنظر ..
خلاصة قولنا: نعم يجوز التمسك بظاهر اللفظ، ولكن هذا الظاهر ليس هو ما يسبق للفهم إلا إذا كان الفهم فهم عربي فقيه بالعربية الأولى عالم بسنن النبي صلى الله عليه وسلم ففقهه وعلمه حاضران فعملية البحث والجمع والنظر تلتي نقول إنها هي طريق تحصيل الظاهر المتمسك به = تحصل عند هذا الفقيه في قلبه على جهة أسرع لا تلحظ كالفرق بين ما يحصل بالبداهة لشخص ويحصل لآخر بالنظر ..
وهذا بيان يصيب المحز فاستمسك به وضعه بين الأنف والعين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 02:00]ـ
لي عودة بارك الله فيكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 10:45]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا فهر.
لا زلنا نرى أن الشافعي أراد بالظاهر أحيانا: المظهر، أي شكل اللفظ وصورته.
فهذا متفق عليه بين الفقيه والعامي بين العربي والنبطي. . وشواهد هذا كثير جدا في رسالته رحمه الله لا تنكر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Apr-2010, مساء 06:52]ـ
بل أراد بالظاهر في كل موطن شكل اللفظ وصورته ولكن من أخذ به عنده فهو حينها جاهل مذموم ..
وإنما يجوز الأخذ عنده بشكل اللفظ وصورته للعالم بالعربية واللغة علماً يقضي له بأن المظهر والمُبطن سواء لا يحتاج مع علمه بالعربية والسنن لتحقيق هذا القضاء إلا مجرد التعامل مع الشكل والصورة ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Apr-2010, صباحاً 10:29]ـ
ليس مطردا. بل أراد به أحيانا آخر: ما يظهر (أي يترجح) للمتلقى من بين معاني النص المحتملة - وإن خالف شكله وصورته. وإلا لما قال (هذا أظهر من هذا) ولما قال: (الصنف الذي يدل لفظه على باطنه دون ظاهره). ولما قال: (ولو لا دلالة السنة كان ظاهر القرآن أن الاموال كلها سواء). فائدة: بهذا، فرق الشافعي بين (الشكل) وبين (المضمون) حيث إنهما قد اتحدا وقد افترقا. فهل هذا الأصل من أباجيد (المجاز)؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 03:02]ـ
بوركت ..
هو هنا يفرق بين الظاهر الذي يظهر للعامي والظاهر الذي يظهر للعالم بالعربية والسنن ..
بعبارة أخرى: يفرق بين الشكل والصورة وما يحدثانه من دلالة في قلب العامي ..
وبين الشكل والصورة وما يحدثانه من دلالة في قلب العالم بالعربية والسنن ..
فقوله مثلاً: ((ولو لا دلالة السنة كان ظاهر القرآن أن الاموال كلها سواء))
هذا الظاهر هو ماذا؟؟
هو ظاهر عار عن السنن فهو إذاً الظاهر كما يظهر للجاهل بالسنن ..
بعبارة أخرى: لا يتنافى الشكل والصورة مع الباطن إلا مع الجهل بالعربية والسنن أو النقص في استقرائهما ..
أما الشكل والصورة (الظاهر) بالنسبة للعالم بالعربية والسنن المستوعب لهما فمتحدان أبداً ..
لذلك تكلم الشافعي عن أنه لا يحيط بالعربية والسنن واحد ..
وهذه إشارة شريفة جداً منه إلى وهاء التمسك بالظاهر من غير بحث وتنقير ثم العالم بالعربية والسنن علم قلب أو علم بحث يكون ما يظهر له مختلفاً عن ما يظهر للجاهل المقصر اختلافاً يجيز له التمسك بالظاهر مع عدم أمن الخلل عدماً يوجب له الرجوع لما تفيده إياه العربية والسنن بعدُ ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 12:06]ـ
وماذا عن قوله (الصنف الذي يدل لفظه على باطنه دون ظاهره) يا شيخنا؟!
أليس (الظاهر) هنا ظاهر التركيب (كون القرية مفعول السؤال) منعت من إرادته القرينة العقلية (القرية لا تنبئ شيئا)؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2010, صباحاً 02:40]ـ
دون ظاهره الذي يظهر لمن يجهل أن من أساليب العربية سؤال القرية والمراد أهلها ..
وإلا فظاهره لمن فقه هذا الباب من العربية موافق لباطنه سواء ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 04:46]ـ
وهل معنى قوله (والقرآن على ظاهره حتى تأتي دلالة منه أو سنة أو إجماع بأنه على باطن دون ظاهر) هو أن (القرآن يفهم على ما فهمه الجهلاء حتى تأتي دلالة منه أو سنة أو إجماع بأنه على ما فهمه العلماء دون الجهلاء)؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2010, مساء 07:32]ـ
بل على ظاهره الذي يظهر للعالم بالعربية والسنن حتى تأتي حجة تبين له أنه على باطن دون الظاهر الذي ظنه؛لتقصير وقع له في عربيته وسننه أدى لغلطه في تبين الظاهر؛ إذ لا يحيط بالعربية والسنن إنسان غير نبي ..
وهذا هو فرق ما بين العالم بالعربية والسنن علم قلب أو علم بحث وأنه يجوز له التمسك بالظاهر حتى يأتي ما ينقله عنه دون الجاهل بهما والذي لا يجوز له التمسك بهذا الظاهر ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 01:04]ـ
إذن لا حاجة للتفريق - في شأن مصطلح (الظاهر) - بين العامي والعالم فضلا عن نسبة هذا التفريق إلى الإمام الشافعي، فإن العالم مهما بلغ من علمه فهو جاهل بالنسبة لمن علم ما لم يعلم. بل صنيع الإمام يدل على أن مصطلح (الظاهر) عنده عام لا يختص بجاهل دون عالم أو عالم دون جهل. . . وكأني بالإمام قد سننت سنة عامة وأصلّت أصلا كليا أنه يجب على كل أحد - مهما كان قدر علمه - أن يتمسك بهذا الظاهر حتى يأتيه ما يصرفه عنه. هكذا قلنا مجملا.
وقلنا مفصلا: إن هذا المصطلح - مصطلح (الظاهر) - عند الإمام على نمطين: النمط الأول أن يعنى به الإمام: (شكل اللفظ ومظهره ومخرجه وصورة تركيبه) والنمط الثاني أن يعني به الإمام: (ما يترجح للمتلقي من معاني هذا اللفظ في هذا النص بهذا الشكل والتركيب بعيدا عن غيره من النصوص).
فالأول مثل قوله رحمه الله: (وأن فطرته أن يخاطب بالشيئ منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر ويستغني بأول هذا منه عن آخره ... وعاما ظاهرا يراد به الخاص) أي: (يخاطب بلفظ عام المظهر والمخرج - وهو المحلى بلام التعريف أو غيره من صيغ العموم - ولا يراد به إلا العام، ويخاطب أيضا بلفظ عام المظهر يريد به الخاص). ومنه قوله: (باب بيان ما أنزل من الكتاب عام الظاهر وهو يجمع العام والخصوص) أي: (ما كان الألفاظ فيه مظاهرها وأشكالها عامة لكن بعضها أريد به العام وبعضها أريد به الخاص). ومنه قوله: (بيان ما نزل من الكتاب عام الظاهر يراد به كله الخاص) أي: (عام المظهر والمخرج خاص المضمون والمعنى).
- يتبع -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 02:39]ـ
إذن لا حاجة للتفريق - في شأن مصطلح (الظاهر) - بين العامي والعالم فضلا عن نسبة هذا التفريق إلى الإمام الشافعي، فإن العالم مهما بلغ من علمه فهو جاهل بالنسبة لمن علم ما لم يعلم. بل صنيع الإمام يدل على أن مصطلح (الظاهر) عنده عام لا يختص بجاهل دون عالم أو عالم دون جهل. . . وكأني بالإمام قد سننت سنة عامة وأصلّت أصلا كليا أنه يجب على كل أحد - مهما كان قدر علمه - أن يتمسك بهذا الظاهر حتى يأتيه ما يصرفه عنه. هكذا قلنا مجملا.
وقلنا مفصلا: إن هذا المصطلح - مصطلح (الظاهر) - عند الإمام على نمطين: النمط الأول أن يعنى به الإمام: (شكل اللفظ ومظهره ومخرجه وصورة تركيبه مهما كان المقصود المراد به). والنمط الثاني أن يعني به الإمام: (ما يترجح عند المتلقي من المعاني المحتملة لهذا اللفظ في هذا النص بهذا الشكل والتركيب بعيدا عن النظر إلى غيره من النصوص).
فالأول مثل قوله رحمه الله: (وأن فطرته أن يخاطب بالشيئ منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر ويستغني بأول هذا منه عن آخره ... وعاما ظاهرا يراد به الخاص) أي: (أن يخاطب بلفظ عام المظهر والمخرج - وهو المحلى بلام التعريف أو مضاف إليه لفظ الكل أو غير ذلك من صيغ العموم - ولا يراد به إلا العام، وأن يخاطب كذلك بلفظ عام المظهر والمخرج مع إرادة الخاص). ومنه قوله: (باب بيان ما أنزل من الكتاب عام الظاهر وهو يجمع العام والخصوص) أي: (ما كان الألفاظ فيه عام المظاهر والمخارج لكن قصد ببعضها العام وقصد ببعضها الخاص). ومنه قوله: (بيان ما نزل من الكتاب عام الظاهر يراد به كله الخاص) أي: (عام المظهر والمخرج خاص المراد والمقصود). ومنه قوله: (الصنف الذي يدل لفظه على باطنه دون ظاهره) أي الذي يدل لفظه على شيء غير موجود في مظهر النص ومخرج اللفظ كأن يدل على محذوف هو في الحقيقة مفعول قد حل محله غيره.
والنمط الثاني مثل قوله رحمه الله: (فكان ظاهر قول الله {فاغسلوا وجوهكم} أقل ما وقع عليه اسم الغسل وذلك مرة واحتمل أكثر) أي أن هذا النص - بصرف النظر عن غيره من النصوص - محتمل لمعنيين وقصدين أحدهما أولى من الآخر. وهذا الأولى هو المسمى بالظاهر. ثم قد قوَت النصوص الأخرى هذا المعنى الظاهر وقد أبطله ورجحت المعنى الآخر المحتمل. ولذلك قال الشافعي: (فسن رسول الله الوضوء مرة فوافق ذلك ظاهر القرآن).
ومن هذا النمط أيضا قول الإمام: (قال الله {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير} فذكر الله أن على المتوفى عنهن عدة وأنهن إذا بلغنها فلهن أن يفعلن في أنفسهن بالمعروف ولم يذكر شيئا تجتنبه في العدة .. فكان ظاهر الآية أن تمسك المعتدة في العدة عن الأزواج فقط مع إقامتها في بيتها بالكتاب، وكانت تحتمل أن أمسك عن الأزواج وأن يكون عليها في الإمساك عن الأزواج إمساك عن غيره مما كان مباحا لها قبل العدة من طيب وزينة. فلما سن رسول الله على المعتدة من الوفاة الإمساك عن الطيب وغيره كان عليها الإمساك عن الطيب وغيره بفرض السنة والإمساك عن الأزواج والسكنى في بيت زوجها بالكتاب). قلت: فنص الآية وحدها إنما تفرض العدة فالمعنى الظاهر منه هو الإمساك فقط عن الزواج مع البقاء في البيت، وإن كان هناك معنى آخر محتملة أكثر من هذا. ثم أتت السنة بنص يرفع هذا الظاهر ويقوى ذاك المحتمل بأن منعها أيضا من التطيب والتزين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 02:54]ـ
بل صنيع الإمام يدل على أن مصطلح (الظاهر) عنده عام لا يختص بجاهل دون عالم أو عالم دون جهل
التفريق بينهما وبين موقف كل منهما من الظاهر منتشر في الرسالة ..
والنصوص التي ذكرتها بعدُ لا تخرج عن كونها وصف لظاهر يراه من لم يكن معه علم تام بالسنن .. وليس هذا -عنده-مما يجوز التمسك به ..
وما ذكرته أنت من نمطين: أجنبي عن مراد الشيخ فيما أرى ..
وأضرب مثالين فقط للنمطين اللذين قررتهما أنا؛لضيق وقتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشافعي: ((وقال: (يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)) قال:فمخرج اللفظ عام على الناس كلهم وبين عند أهل العلم منهم أنه إنما يراد بهذا اللفظ العام المخرج بعض الناس دون بعض لانه لا يخاطب بهذا إلا من يدعو من دون الله إله
.. فهذه الآية في مثل معنى الآيات قبلها لا تختلف عند أهل العلم باللسان)).
فهذا ظاهر سبق لفهم ناقص العلم بالعربية ..
وقال الشافعي: ((وقال الله لنبيه (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما
على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به) فاحتملت الآية معنيين أحدهما أن لا يحرم على طاعم أبدا إلا ما استثنى الله وهذا المعنى الذي إذا وجه رجل مخاطبا به كان الذي يسبق إليه انه لا يحرم غير ما سمى الله محرما وما كان هكذا فهو الذي يقول له أظهر المعاني وأعمها وأغلبها والذي لو احتملت الآية معنى سواه كان هو المعنى الذي يلزم أهل العلم القول به إلا أن تأتي سنة النبي تدل على معنى غيره مما تحتمله الآية فيقول هذا معنى ما أراد الله تبارك وتعالى .. ويحتمل قول الله (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه) من شئ سئل عنه رسول الله دون غيرهويحتمل مما كنتم تأكلون وهذا أولى معانيه استدلالا بالسنة عليه دون غيره)).
فهذا ظاهر سبق لفهم ناقص العلم بالسنة .. ولولا وجود السنة لجاز له التمسك به فلما وجدت السنة كان المعنى الآخر هو المترجح الواجب التمسك به ..
ومثل هذا الظاهر الذي قد يسبق للفهم لنقص العلم بالعربية والذي قد يسبق للفهم لنقص العلم بالسنن = لا نمنع أنه قد يظهر ولكننا نمنع أنه ظاهر ثابت في نفس الأمر بل من كان عالماً بهما لم يظهر له ذلك وكان المعنى المراد بيناً عنده من أول مرة ولم يرد على قلبه إرادة المعنى الذي يزعم ظاهراً ونمنع أنه يجوز التمسك بهذا الظاهر لغير العالم بالعربية والسنن ..
وإنما يجوز التمسك بالظاهر لمن أداه فقهه بالعربية والسنن إلى أن السابق للفهم موافق لمراد الله ليس في العربية ما يرجح غير السابق عليه وليس في السنن ما يرجح غير السابق عليه ..
والرسالة كتاب شريف لا يهتدى لمراداته إلا بتكرير النظر وتطويله ..
ـ[أيمن علي صالح]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 05:33]ـ
هناك خلط عظيم في هذه المشاركة وجناية كبرى على الأصوليين والفقهاء واللغويين الذين أطبقوا على أن الأصل في اللفظ أن يدل على ظاهره حتى تصرفه قرينة إلى غير ذلك، وذلك لما يلي:
أولا: عندما قال الأصوليون بأن الظاهر هو ما يسبق إلى أفهام السامعين، أو هو ما يتبادر إلى الفهم فهذا كلام عن الظاهر في اللغة بشكل عام لا الظاهر في كلام الشارع خاصة، وقد احتاجوا إلى بيانه في أصول الفقه لأنه محتاج إليه في تفسير كلام الناس في الأيمان والنذور والطلاق والبيوع وغير ذلك، فمن قال لزوجه: "أنت طالق" لا يقبل قولُه: إنما أردت طالقاً من عِقَال دون قرينة تدل على ذلك؛ لأن ظاهر اللفظ يدل على الطلاق. أما في كلام الشارع فقد ذكر الأصوليون أن الحقيقة الشرعية، وهي المعنى المتبادر للفظ في عهد الرسالة، تقدَّم على الحقيقة العرفية والحقيقة اللغوية، بينما في كلام الناس تقدم الحقيقة العرفية. وطرق معرفة الحقيقة الشرعية هي نفسها ما ذكره أبو فهر من جمع ما في الباب، ويعبر عنه الأصوليون باستقراء موارد اللفظ في كلام الشارع وكذلك بـ القرائن.
ثانيا: وجود ظاهر للفظ وأنه هو الأصل ظاهرةٌ لغوية عالمية ولا تختص بلغة العرب، لأنه لولا الظاهر لما استطاع الناس أن يفهم بعضهم بعضا على نحو جيد، ولاستطاع كل واحد أن يفسر كلامه على نحو لا يفهمه السامع ظاهرا. ولذلك تنحو كل الجماعات التي تتكلم بلغة ما إلى تقليل كل ما يُخلّ بالتفاهم قدر الإمكان، وإذا أراد أحد نقل اللفظ عن ظاهره يوجب النظام اللغوي عليه أن يبين المقصود بكلامه بقرينة، ولما كان اللفظ المشترك خارجا عن هذه القاعدة كان قليلا نسبيا في كل لغة ومن هنا قال الأصوليون: الأصل عدم الاشتراك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: ادعى بعض الأصوليين أن ثمة عشر احتمالات ترد على أي لفظ تمنعه من إفادة القطع بمدلوله، وهي مسألة مشهورة في الأصول، وحاصلها نفي إفادة القطع واليقين عن مدلول كلام الشارع. أما أبو فهر فقد أورد في مشاركته جانبا من هذه الاحتمالات وتوصل بواسطتها لا إلى نفي القطع فحسب بل إلى نفي الظن الغالب أيضا؛ لأن إنكار الظاهر هو نفي لأن يدل أي نص بنفسه على معنى قطعا أو ظنا إلا من خلال النظر في جميع النصوص المرتبطة. وممن أجاد في إيراد هذه الاحتمالات ـ كعادته في إيراد الشبه ـ الرازي في المحصول، وكان رده عليها بعد التسليم بها بأن القرائن (ومنها جمع ما في الباب) ترفعها، أما الشاطبي في الموافقات فقد أقر بالاحتمالات وتشبث بالاستقراء ـ وهو لا يعدو كونه نوعا خاص من الاقتران ـ كوسيلة لدفعها والوصول إلى القطع بمعاني الألفاظ. أما ابن القيم فقد أفاض ـ أظنه في اجتماع الجيوش الإسلامية ـ في الرد على من قال بورود هذه الاحتمالات على الألفاظ.
رابعا: حاصل رأي أبي فهر بإلغاء الظاهر هو التمسك بمذهب الواقفية في الأصول: وهم الذين يقولون لا ندري ما المقصود بالأمر أهو الوجوب أو الندب أو غير ذلك حتى ننظر في القرائن، ولا ندري ما المقصود بالعموم أهو الاستغراق أو غيره حتى ننظر في القرائن ومسائل كثيرة من هذا القبيل، لكن الفرق بين أبي فهر وغيره أن أبا فهر ألغى ظاهر مطلقا في كل الألفاظ أما الواقفية فقد توقفوا في مسائل معدودة كصيغ الأمر والعموم
خامسا: يلزم عن رأي أبي فهر ـ ولازم المذهب ليس مذهبا ـ تأييد مذهب الباطنية في تفسير معاني الألفاظ، فإنهم لما أوردوا الاحتمالات على الألفاظ وشككوا في أن اللغة ومعاجمها قادرة على بيان معاني الألفاظ على التحقيق كما أراد الشارع قالوا بوجوب الرجوع إلى قول الإمام المعصوم لتفسيرها، وفسروها لا بما هو خارج عن الظاهر فحسب بل بما هو خارج عن لغة العرب أصلا.
سادسا: لا أدري كيف يعتمد أبو فهر على كلام الفقهاء وكلام المفسيرين وغيرهم في الوصول إلى المقصود من كلام الشارع مع أن الفقهاء والمفسرين أطبقوا على استعمال قانون الظاهر والمؤول وإن بمسمَّياتٍ مختلفة، فإذا كان منهجهم خطئا في تفسير كلام الشارع فكيف يعتبر قولهم بعدئذ.
سابعا: لنفرض أن مسألة لم يرد فيها إلا نص واحد من الشارع، وليس ثمة فيها أقوال للصحابة أو التابعين، فعلى مذهب "إلغاء الظاهر وجمع ما في الباب" لا يمكن معرفة المراد بهذا النص، لأن العودة إلى المعجم وكلام العرب غير كاف في هذا، فهل يلتزم أبو فهر هذا؟
ثامنا وأخيرا: هذه الخواطر التي يكتبها البعض دون بحث معمق وببادئ الرأي وهواجم الفِكَر، ويخرجون بها عن أقوال الجماهير لا تقود إلى علم مؤصل ومنهجية سليمة في التفكير والبحث وتجرِّئ بعض المغرضين والطاعنين والمتعالمين، والذين يريدون أن يكونوا شيئا مذكورا، على علماء الأمة وفقهائها.
كتبه:
د. أيمن صالح
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Apr-2010, صباحاً 06:58]ـ
لو أتبعت الأمثلة التطبيقية من الرسالة بأمثلة من تفسير الطبري لتوضحت الصورة أكثر .. ففيه نظائر كثيرة في استعمال لفظة الظاهر ... و يبدو لي أن لا علاقة بين ما وضحه الشيخ ابو فهر من استعمالات لفظة الظاهر عند الأئمة الأوائل و بين مذهبه في الأصل في صيغة الأمر .. مع أني أيضا اعتقد ان مذهبه فيها هو مذهب الواقفة الا أن من انتقده في مسألة الظاهر ببنائها على مسألة الأمر يرتكب نفس خطئه من جمعهما تحت جنس واحد نفيا او اتباثا .. و الشكر موصول للشيخ على المقال الجميل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 01:00]ـ
والرسالة كتاب شريف لا يهتدى لمراداته إلا بتكرير النظر وتطويله ..
كلام سليم. . وهذا ما فعلنا إن شاء الله.
والنصوص التي ذكرتها بعدُ لا تخرج عن كونها وصف لظاهر يراه من لم يكن معه علم تام بالسنن .. وليس هذا -عنده-مما يجوز التمسك به
كيف. . وقد قال إنه لا أحد له علم تام بالسنن؟!
ثم إنه قال في نفس النص الذي ذكرتم بعده: وهذا المعنى الذي إذا وجه رجل مخاطبا به كان الذي يسبق إليه انه لا يحرم غير ما سمى الله محرما وما كان هكذا فهو الذي يقول له أظهر المعاني وأعمها وأغلبها والذي لو احتملت الآية معنى سواه كان هو المعنى الذي يلزم أهل العلم القول به إلا أن تأتي ...
واضح أنه يسوي هنا بين أهل العلم وغيره في أن (الظاهر) من الآية هو عدم تحريم غيره، ويجب التمسك بهذا الظاهر إلى أن تأتي أدلة أخرى تقيدها أو تصرفها عن هذا الظاهر. فهذا من النمط الثاني الذي بينته.
ثم ماذا فعلتم بالنمط الأول من استعمال الشافعي لمصطلح الظاهر؟؟
كيف تفسرون قوله مثلا: (ما نزل من الكتاب عام الظاهر يراد به كله الخاص) أليس هو عام الشكل والمخرج والصيغة؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 02:16]ـ
رب أعنا برحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 02:26]ـ
لو أتبعت الأمثلة التطبيقية من الرسالة بأمثلة من تفسير الطبري لتوضحت الصورة أكثر .. ففيه نظائر كثيرة في استعمال لفظة الظاهر ...
نعم. . فتح الله عليك، أخي الفاضل.
فمن النمط الأول قوله رحمه الله: (والخبرُ عن الخاصّ في المراد بالعامّ الظاهر، وعن العامّ في المراد بالخاصّ الظاهر)، وقوله: (ولكن لما كان معلومًا معناه، اكتفى بما قد ظَهر من كلامه، عن إظهار ما حذف منه)، وقوله: (كان البعضُ الظاهر دالا على البعض الباطن وكافيًا منه)، وقوله: (وقد دللنا فيما مضى على جواز حذف كل ما دل الظاهر عليه)، وقوله: (إذْ كان فيما ذكر من الكلام الظاهر دلالة على معنى ما ترك)، وقوله: (وإن كان في إحداهما زيادة معنى على الأخرى من جهة الظاهر والتلاوة. فأما من جهة المفهوم بهما فهما متفقتان).
فمصطلح (الظاهر) في كل هذا معناه: الصورة والشكل والمخرج والمتلو والمذكور والمجيئ من اللفظ وتركيبه؛ وفي مقابله: المراد، المعنى، الدلالة، التأويل، المفهوم. . . أو المضمر، المحذوف، المتروك، الباطن.
ومن النمط الثاني قوله رحمه الله: (وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام إلى باطن لا دلالة على صحته)، وقوله: (وذلك خلاف ما في ظاهر التلاوة)، وقوله: (وهذا تأويل وإن كان له مخرج ووَجْه فإنه خلاف الظاهر المفهوم بنفس الخطاب .. وتأويل القرآن على المفهوم الظاهر الخطاب دون الخفي الباطن منه - حتى تأتي دلالة من الوجه الذي يجب التسليم له بمعنىً خلافَ دليله الظاهر المتعارف في أهل اللسان الذين بلسانهم نزل القرآن - أولى)، وقوله: (فالذي هو أولى بتأويل الآية ما وصفنا، إذ كان ذلك هو الظاهر المفهوم بالآية دون غيره)، وقوله: (وغير جائزة إحالة الظاهر إلى الباطن من التأويل بغير برهان لما قد بينا في كتابنا "كتاب البيان عن أصول الأحكام")، وقوله: (فالذي هو أولى بتأويل الآية، ما دلّ عليه الظاهرُ دون ما احتمله الباطن الذي لا دلالة له على أنه المعنيُّ بها)، وقوله: (فكان الظاهر من التأويل أن الفريقَ الموصوف بأنه شرى نفسه لله وطلب رضاه، إنما شراها للوثُوب بالفريق الفاجر طلبَ رضا الله. فهذا هو الأغلب الأظهر من تأويل الآية)، وقوله: (فلم يكن لنا أن نحيل ظاهر تنزيل إلى باطن، ولا نقل عام إلى خاص، إلا بحجة يجب التسليم لها)، وقوله: (فإن ذلك، وإن كان له وجه مفهوم، فليس ذلك الأغلب الظاهرَ في استعمال الناس في الكلام)، وقوله: (ولكن ليس الظاهر من معنى الكلام ذلك، وإن كان قد يؤول معناه إليه).
مصطلح (الظاهر) في كل هذا معناه: (ما ترجح من معاني النص عند الاستقلال عن غيره من النصوص). وفي مقابله: الباطن من التأويل، محتمل باطن، وجه خفي، مستكره، مستنكر، منزع بعيد. وهذا النمط من الظاهر هو الذي يمكن أن يقال فيه بالتفاضل، ويقال: هذا المعنى أظهر من هذا، ويقال: هذا هو أظهر معانيها. . كما قال الشافعي: أظهرها وأعمها وأغلبها. وهذا النمط الثاني من (الظاهر) هو الذي يجب على كل أحد التمسك به إلا أن أتت الأدلة الأخرى تنقله منه إلى معنى آخر مما احتمله النص، إذ أن كل أحد مأمور بأن ينتهي إلى ما قد سمع - مع بقاء الحث عليه بمزيد التعلم والتفهم.
قال أبو جعفر عند تفسير قوله تعالى {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}: (وأولى القولين عندي بالصواب في تأويل ذلك، ما قاله ابن عباس، من أنّ معنى:"الدخول" الجماع والنكاح. لأن ذلك لا يخلو معناه من أحد أمرين: إما أن يكون على الظاهر المتعارَف من معاني"الدخول" في الناس، وهو الوصول إليها بالخلوة بها = أو يكون بمعنى الجماع. وفي إجماع الجميع على أن خلوة الرجل بامرأته لا يحرِّم عليه ابنتها إذا طلِّقها قبل مَسِيسها ومُباشرتها، أو قبل النَّظر إلى فرجها بالشهوة، ما يدلُّ على أن معنى ذلك هو الوصول إليها بالجماع).
هذا. . وقد جمع الإمام الطبري بين النمطين عند تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ}. قال رحمه الله: (وأولى التأويلين في ذلك عندي الصواب التأويل الأول، وذلك أن ذلك هو أظهر معنييه، وأشبههما بظاهر التنزيل). فقوله (أظهر معنييه) من النمط الثاني، وقوله (ظاهر التأويل) من النمط الأول. . فشكل اللفظ يذكر الضمير العائد إلى المعمر الأول، وأرجح معانيه كذلك أيضا. فليتأمل وليتوكل على الرحيم الرحمن.
الا أن من انتقده في مسألة الظاهر ببنائها على مسألة الأمر يرتكب نفس خطئه من جمعهما تحت جنس واحد نفيا او اتباثا ..
ليتك توضح أكثر أخانا الكريم. . بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:15]ـ
1 - العلم بعدم السنة التي تثبت خطأ ما سبق للفهمهو إما علم القلب وهو شيء قد يجزم به الباحث العالم بناء على سبق علمه أنه لم يأت في السنة كذا ويكون أيضا بعلم البحث الخاص عند النظر في المسألة المعينة فيجوز له عندها الحكم بذلك، أما عدم وجود إنسان يحيط بالسنة فهي تفيد في إمكان دخول الخطأ عليه رفم العلم والبحث مالم تكن مسألة إحاطة ..
2 -
ويجب التمسك بهذا الظاهر إلى أن تأتي أدلة أخرى تقيدها أو تصرفها عن هذا الظاهر. فهذا من النمط الثاني الذي بينته.
لا يوجد عند الشافعي شيء اسمه إلى أن تأتي؛فقد انقطع الوحي:)
فليس هناك إتيان ..
وإنما الشافعي يتكلم عن الظاهر عند أهل العلم وكلامه عن الرجل من أهل العلم ثم يقدر ما هو موقف هذا الرجل من أهل العلم لو لم تأت هذه السنة ..
فهو يتكلم عن تقدير عدم الإتيان .. وإلا فلا يجوز عنده التكلم في معنى كتاب الله إلا بعد البحث والتنقير عن خمسة أمور ذكرها في أول رسالته أو قيام علم القلب الصادق مقام هذا البحث ..
2 - عام الظاهر والشكل والمخرج عند غير أهل العلم باللسان أما أهل العلم باللسان فخصوصه بين عندهم من أول مرة لم يسبق لفهمهم غيره، وإن سبق فهو على سبيل الخطأ لا يجوز التمسك به.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 03:44]ـ
هذا منكم تكلف يا شيخنا لا يليق بالباحث الحر مثلكم. . فأرجو إعادة التأمل فيه.
ثم إن الذي انقطع من الوحي (تنزيله) لا (وصوله ومجيء ما فيه من الأدلة إلى أحدنا). ولم أقل: (إلى أن ينزل الوحي).
ومنذ متى يكون لشكل اللفظ ومخرج النص اختلاف؟؟ الاختلاف في الحمل والفهم يا شيخنا لا في الشكل واللفظ، فليتدبر.
بارك الله فيكم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 04:07]ـ
قال أبو جعفر: (وإنما الكلام موجه معناه إلى ما دل عليه ظاهره المفهوم، حتى تأتي دلالة بينة تقوم بها الحجة على أن المراد به غير ما دل عليه ظاهره، فيكون حينئذ مسلما للحجة الثابتة بذلك). وقال: (وذلك أن الكلام محمول معناه على ظاهره المعروف، دون باطنه المجهول، حتى يأتي ما يدل على خلاف ذلك، مما يجب التسليم له). وأبو جعفر ولد بعد انقطاع الوحي بقرون:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 04:14]ـ
هناك خلط عظيم في هذه المشاركة وجناية كبرى على الأصوليين والفقهاء واللغويين الذين أطبقوا على أن الأصل في اللفظ أن يدل على ظاهره حتى تصرفه قرينة إلى غير ذلك، وذلك لما يلي:
أولا: عندما قال الأصوليون بأن الظاهر هو ما يسبق إلى أفهام السامعين، أو هو ما يتبادر إلى الفهم فهذا كلام عن الظاهر في اللغة بشكل عام لا الظاهر في كلام الشارع خاصة.
لا يوجد شيء في اللغةاسمه الظاهر وفقاً لنظريتهم تلك ولا يوجد شيء في الشرع الذي هو نفسه اللسان العربي شيء من ذلك، وقد سبق بيان هذا في مواضيع ومواضع شتى ..
وقد احتاجوا إلى بيانه في أصول الفقه لأنه محتاج إليه في تفسير كلام الناس في الأيمان والنذور والطلاق والبيوع وغير ذلك، فمن قال لزوجه: "أنت طالق" لا يقبل قولُه: إنما أردت طالقاً من عِقَال دون قرينة تدل على ذلك؛ لأن ظاهر اللفظ يدل على الطلاق.
وليس الظاهر هاهنا هو ظاهر اللفظ الواحد الذي له معنيين بل هو ظاهر هذا اللفظ المخاطب به رجل زوجته وليست في عقال ..
فلا علاقة لهذا بمحل البحث ..
أما في كلام الشارع فقد ذكر الأصوليون أن الحقيقة الشرعية، وهي المعنى المتبادر للفظ في عهد الرسالة، تقدَّم على الحقيقة العرفية والحقيقة اللغوية، بينما في كلام الناس تقدم الحقيقة العرفية. وطرق معرفة الحقيقة الشرعية هي نفسها ما ذكره أبو فهر من جمع ما في الباب، ويعبر عنه الأصوليون باستقراء موارد اللفظ في كلام الشارع وكذلك بـ القرائن.
كل هذا باطل سبق بيانه .. وإثبات هذه الحقائق مبني على إثبات الوضع ثم استعمالها مبني على تلك النظرية الفاسدة في التفسير ..
ثانيا: وجود ظاهر للفظ وأنه هو الأصل ظاهرةٌ لغوية عالمية ولا تختص بلغة العرب،
جئنا للأخطاء الشائعة ..
وجود معنى قد يسبق للذهن عند سماع لفظ معين هذا ظاهرة عالمية تاريخية كمان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أن يكون هذا المعنى هو الأصل الذي يحمل عليه كلام المتكلم بينما اللفظ يحتمل أكثر من معنى يمكن أن يُقصد= هذه بالذات كذبة يونانية ..
لأنه لولا الظاهر لما استطاع الناس أن يفهم بعضهم بعضا على نحو جيد، ولاستطاع كل واحد أن يفسر كلامه على نحو لا يفهمه السامع ظاهرا.
دعوى ..
والناس تفهم ووسائل الفهم موجودة وإنما حصرها في دعوى أن الأصل في لفظ معين كذا من الألفاظ التي تستعمل في أكثر من معنى = هو الكذب ..
رابعا: حاصل رأي أبي فهر بإلغاء الظاهر هو التمسك بمذهب الواقفية في الأصول: وهم الذين يقولون لا ندري ما المقصود بالأمر أهو الوجوب أو الندب أو غير ذلك حتى ننظر في القرائن، ولا ندري ما المقصود بالعموم أهو الاستغراق أو غيره حتى ننظر في القرائن ومسائل كثيرة من هذا القبيل، لكن الفرق بين أبي فهر وغيره أن أبا فهر ألغى ظاهر مطلقا في كل الألفاظ أما الواقفية فقد توقفوا في مسائل معدودة كصيغ الأمر والعموم
هذا باطل ..
فليس كلامي في جنس الألفاظ وليس هو موافقاً للواقفية وقد سبق بيان فرق ما بين كلامنا وكلامهم،ولا علي إن أصر الناس بعدها عل نسبة الباطل لي؛فتلك سنة فريق منهم ..
وللتأكيد: فأنا أعتقد أن من النصوص ما يفيد العموم وأن من الألفاظ ما يفيد الوجوب بنفسه ..
خامسا: يلزم عن رأي أبي فهر ـ ولازم المذهب ليس مذهبا ـ تأييد مذهب الباطنية في تفسير معاني الألفاظ، فإنهم لما أوردوا الاحتمالات على الألفاظ وشككوا في أن اللغة ومعاجمها قادرة على بيان معاني الألفاظ على التحقيق كما أراد الشارع قالوا بوجوب الرجوع إلى قول الإمام المعصوم لتفسيرها، وفسروها لا بما هو خارج عن الظاهر فحسب بل بما هو خارج عن لغة العرب أصلا.
هذا عبث يتنزه عن إيراده باحث جاد في هذه المقامات فلا تعليق لي عليه فمجرد ظن هذا لازماً يدل على عدم فقه كلامي بالمرة وليورد الأخ أيمن من كلامي ما دله على هذا اللزوم إن استطاع وبالمرة فليورد لي الموضع الذي قلت فيه أن اللسان والنظر فيه لا يوصلان لمعرفة دلالات الألفاظ .. أما اختراع اللزوم من غير وجود ما يدل عليه فليس كلاماً علمياً، بل هو بالتشنيع والإرهاب الفكري أشبه ..
سادسا: لا أدري كيف يعتمد أبو فهر على كلام الفقهاء وكلام المفسيرين وغيرهم في الوصول إلى المقصود من كلام الشارع مع أن الفقهاء والمفسرين أطبقوا على استعمال قانون الظاهر والمؤول وإن بمسمَّياتٍ مختلفة، فإذا كان منهجهم خطئا في تفسير كلام الشارع فكيف يعتبر قولهم بعدئذ.
أول من أعتمد عليهم هم القرون المفضلة وهم تنزهوا عن هذا الباطل والخير فيمن بعدهم درجات وقد يضل الرجل في أصل ويصيب في فرع وقد يصيب مراد النبي صلى الله عليه وسلم بطريق فاسدة وذو القلب العقول ينتفع بالمخطيء كما ينتفع بالمصيب .. والرازي-مثلاً- من أجهل الناس بمراد الله والرسول في مواضع شتى،ثم يجد عنده الباحث إصابات حسنة لهذا المراد في مواضع أخرى، فليس فيما ذكرتُه واستشكلتَه ما يُنكر ..
سابعا: لنفرض أن مسألة لم يرد فيها إلا نص واحد من الشارع، وليس ثمة فيها أقوال للصحابة أو التابعين، فعلى مذهب "إلغاء الظاهر وجمع ما في الباب" لا يمكن معرفة المراد بهذا النص، لأن العودة إلى المعجم وكلام العرب غير كاف في هذا، فهل يلتزم أبو فهر هذا؟
لا يوجد نص واحد أراد الله ورسوه تعبدنا به ولا يوجد في أدوات الفهم ما يعين على معرفة المراد، وقد يغيب المراد على بعض الناس لكنه لا يغيب عن كلهم، والنصوص الأخرى هي بعضا الأدوات وأنا لم أقل بوجوب اجتماع جميع أدوات الفهم في كل نص، وهذا مما يوكد عجلة الأخ وعدم صبره على فهم كلامي ..
ثامنا وأخيرا: هذه الخواطر التي يكتبها البعض دون بحث معمق وببادئ الرأي وهواجم الفِكَر، ويخرجون بها عن أقوال الجماهير لا تقود إلى علم مؤصل ومنهجية سليمة في التفكير والبحث وتجرِّئ بعض المغرضين والطاعنين والمتعالمين، والذين يريدون أن يكونوا شيئا مذكورا، على علماء الأمة وفقهائها.
كتبه:
د. أيمن صالح
والعجلة إلى الرد على كلام الناس دون تأمله وإرضاء النفس بوصف ما يخالفها بالخواطر لا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً ..
أخي أيمن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أخوك يبطل المجاز والاشتراك والحقائق الأربعة والظاهر والتأويل ودلالة اللفظ المحتمل على معنى واحد دلالة أصلية ويبطل أكثر مناهج الأصوليين بعد الشافعي ..
ولك طريقان بعدُ:
إما أن تقول هذه ضلالة رجل لا تشغلني فتعرض عنها ..
وإما أن تقبل على ردها وحينها فواجب العدل يقتضي أن تجمع مقالاته وتفقهها ثم ترد على أصوله وتناقشه فيها ..
فإن أردت واستطعت= فتفضل مشكوراً ..
وإن أعرضت وبنفسك ربأت= فلا بأس عليك فابق معذوراً ..
أما أن تهجم على فرع ولا تفقهه ولا تفقه أصول صاحبه = فهذا معيب جداً وقبيح جداً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 05:15]ـ
ليس ثم تكلف والحمد لله ..
أما اختلاف المخرج فوجود أشهر من أن يُذكر فضلاً عن أن سواغ أن يُنكر ..
فمخرج اللفظ هو ظاهره الذي يسبق للفهم وهذا يختلف اختلافاً يكثر ويقل بحسب علم السامع وفقهه بأحوال المتكلم ..
وجعل المخرج ثابتاً هو نفسه ما دعى أقوام لإطلاق أن ظاهر النصوص يكون غير مراد ..
وأصل ذلك الباطل:
هو تنزيل ما يُحدثه اللفظ في نفسك من معنى سابق منزلة ما كان يحدثه في نفس العربي صاحب اللسان الأول ..
وهذا خلط عظيم بل يتفقان ويختلفان ..
وكلما بعدت الشقة بين لسانك واللسان الأول علماً وزماناً اختلفت المخارج وتنوعت المعاني التي تسبق لفهمك ..
وازدادت الحاجة لتعيين مراد الله والرسول باللفظ بطرائق البحث والنظر وضعفت دلالة هذا السابق وهذا المخرج المظنون على المراد ..
ولذلك لم يحتج الصحابة لبيان كثير من دلالات الألفاظ التي نتنازع فيها الآن أو ينازع فيها بعض المبتدعة؛ لوضوح معانيها عند عامتهم وعدم احتياجها للبيان؛وما ذلك لإلا لاتحاد لسانهم مع اللسان الأول الذي نزل به الشرع اتحاداً يضيق الحاجة لطلب البيان ويقللها ..
وهذا هو السبب في عدم اعتياص معاني ألفاظ الصفات عليهم ومناطحة المبتدعة لنا من بعدهم لما جعلوا مخرج ألفاظها هو ما سبق لفهومهم الأعجمية وقلوبهم التي أعرضت عن السنن وجعلتها منسية ..
قال أبو جعفر: (وإنما الكلام موجه معناه إلى ما دل عليه ظاهره المفهوم، حتى تأتي دلالة بينة تقوم بها الحجة على أن المراد به غير ما دل عليه ظاهره، فيكون حينئذ مسلما للحجة الثابتة بذلك). وقال: (وذلك أن الكلام محمول معناه على ظاهره المعروف، دون باطنه المجهول، حتى يأتي ما يدل على خلاف ذلك، مما يجب التسليم له). وأبو جعفر ولد بعد انقطاع الوحي بقرون:)
أما كلام الطبري ففي غير محله .. وهو عوج في البحث، وأَمْتُه أن يقال: لا يفسر كلام رجل بكلام رجل آخر وإنما يستدل به إن كان البحث في منهج جمع من العلماء أما والبحث في واحد فتفسير كلام الواحد يكون بالنظر فيه هو لا في النظر فيه وفي جيرانه ومن يسكنون فوقه ومن يسكنون تحته ..
وإن انتقل البحث للطبري ومنهجه وموقفه من ظاهر اللفظ = ساغ إيراد مثل هذه الأشياء ..
لكن الآن ليس لها موضع سوى تشتيت البحث والتعلق بما لا يفيد في تفسير منهج الرجل محل البحث ..
وكلامنا كان عن الشافعي وأن مراده بالإتيان ليس هو جواز مطلق التمسك بهذا الأول بل هو لا يجيز هذا التمسك إلا للعالم علم قلب أو علم بحث بعدم وجود ما يخالفه في السنة فإن أوقف بعد على ما يدل على خطأه=رجع ..
وليس مراده التمسك بظاهر ثم انتظار الإتيان كأنما هو وحي سيوحى ..
وإنما الشيخ يمثل لمكانة السنة ويحط على من لا يعتبرونها في البيان ..
يدلك على هذا أنه لا يوجد نص قد أتى بل النص موجود من قبل وإنما هو يوكد متى يجوز للباحث القول بالقرآن ومتى لا يجوز له القول به حتى يضم إليه السنة ..
فالشيخ لما يتكلم عن ظاهر القرآ ودلالته فإنما يتكلم عن تلك الدلالة المجردة بشرط تحصلها للعالم بسنن العربية ثم إذا تحصلت بعد فإنما يذكرها؛ ليهيء البحث فيها بأن تقرن بغيرها من أدوات العلم،فإن لم يوجد ما يصرف عنها جاز التمسك بها ..
أما الزعم بأن الظاهر الذي هو أداة علمية هو ما يظهر لغير العالم بسنن العربية = فهذا كذب على الشيخ ..
وأما الزعم بأن هذا الظاهر يجوز التمسك به والقول به قبل استكمال أدوات النظر وقبل حصول العلم يعدم ما ينقل عن هذا الظاهر نقلة تبين خطأه وأن الظاهر المراد غيره = فهذا كذب على الشيخ
وهذا بين جداً والحمد لله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس مراده أن يعرض لنظرية الظاهر المكذوبة تلك ولم يبوب لها ولم يجعلها أصلاً ولا فرعاً في منهجه ..
وإنما تصيد لفظ الظاهر من يظن انه يعضد تلك النظرية المكذوبة ..
وخلاصة النظر:
الظاهر الذي يسبق لفهم العالم بالعربية وبالسنن علم قلب أو علم بحث ونظر = يجوز له التمسك به ..
أما الظاهر الذي يسبق لفهم من ليس بعالم ومن لم يبحث ممن يحوجه علمه للبحث = فلا يجوز التمسك به، ولا يجوز للرجل أن يتكلم بعلم في الكتاب إلا بعد جمع أبواب خمسة ذكرها في أول رسالته وذضم إليها العربية ..
وهذا النظر بين من سياقات الشافعي كما مثلنا لها فهو لم يذكر ظاهراً ثابتاً في نفس الأمر وحاشاه أن يتورط في هذا الكذب فأي ظاهر ثابت هذا وقد تورط الناس في فهم معان للكتاب والسنة لم يفهمها الصحابة ولم يردها المتكلم ..
ونفس دعوى الظاهر الثابت هي دعوى من زعم أن ظاهر النصوص غير مراد ..
وكل ذلك خطل في الرأي وعي في البيان ..
والله أنزل كتابه بلسان عربي مبين وبين نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن ببيانات شتى فلو قدر من جمع في قلبه اللسان تاماً والسنة تامة = لما كان يظهر له ولا يسبق إلى فهمه إلا عين مراد الله والرسول ..
ولما كان الناس في نقص من العلمين = وقعت الفجوة بين ما يسبق إلى فهومهم وبين المراد ..
ولما كان الناس في نقص يتفاحش في العلمين = امتنع أن يعد هذا الذي يسبق إلى الفهم شيئاً يعتمد عليه في معرفة مراد المتكلم ..
ورجع الأمر إلى جمع الأبواب ومحاولة تعويض هذا النقص لسد تلك الفجوة ..
وليس في كلام الشافعي شيء يشبه أن يُجعل حجة لمن يقول بهذه النظرية الفاسدة وإنما يغمض كلامه ويشتبه على من لم يجمع أوله وآخره ولم يفقه سياقه فانتزع منه مالم يسقه الشافعي لأجل ما انتُزع لأجله من كلامه، وهذا الانتزاع -كما عودتنا سنة العلم- مضل جداً ..
وبعدُ ..
فهذه خلاصة ما عندي في تفسير كلام الإمام، ولا أرى فيه عوجاً ولا أمتاً ..
وأراه واضحاً جداً في اشتراط جمع الأبواب التي ذكرها في أول الرسالة للتكلم في الوحي ..
وأراه واضحاً جداً في جعله الظاهر المخالف للباطن في اللسان إنما يظهر للجهلة أما أهل العلم باللسان فهو عندهم بين ..
وأراه واضحاً جداً في أن ما يظهر لعدم العلم بالسنة إنما هو لمن لم يجمعها وأنه لا يجوز التمسك به إلا في حالة أن يؤدي العلم لعدم وجود تلك السنة وان كلامه عن التمسك لولا وجود السنة واضح جداً في أنه كام تقديري مسوق لبيان مكانة السنة وليس مسوقاً لتقرير جواز التمسك قبل البحث والنظر وجمع الأبواب التي ذكرها هو في أول الرسالة ..
وإن مثل قوله: ((والقرآن على ظاهره حتى تأتي دلالة منه أو سنة أو إجماع بأنه على باطن دون ظاهر))
هو في الظاهر الذي يظهر لمن فقه تلك الأبواب وجمعها فلم يجد فيها ما يصرفه عن الظاهر فهو على الظاهر حتى تأتيه زيادة علم وأن ليس مراده التمسك به قبل جمع تلك الأبواب؛لأن هذا التمسك عنده بهذا قبل النظر في الكتاب والسنة والإجماع والقياس وسنن العربية هو تكلم بغير العلم كما قال في أول الرسالة في نصه الذي مفتتحه: ((وهذا الصنف من العلم دليل على ما وصفت قبل هذا على أن ليس لاحد أبدا أن يقول في شئ حل ولا حرم إلا من جهة العلم وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الاجماع أو القياس وعنى هذا الباب معنى القياس .. ))
ثم ذكر معرفة العربية والخلاف والناسخ والمنسوخ ثم قال: ((فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الامساك أولى به أقرب من السلامة له إن شاء الله)).
وقد طبق هذا في الأم فقال:
((قَالَ الشّاَفعيُّ: وكان كُلُّ من خَرَجَ مُجْتَازًا من بَلَدٍ إلَى غَيْرِهِ يَقَعُ عليه اسْمُ السَّفَرِ قَصَرَ السَّفَرُ أَمْ طَالَ ولم أَعْلَمْ من السُّنَّةِ دَلِيلاً على أَنَّ لِبَعْضِ الْمُسَافِرِينَ أَنْ يَتَيَمَّمَ دُونَ بَعْضٍ وكان ظَاهِرُ الْقُرْآنِ أَنَّ كُلَّ مُسَافِرٍ سَفَرًا بَعِيدًا أو قَرِيبًا يَتَيَمَّمُ)).
فهذا ظاهر تُمسك به لما لم يوجد في السنة خلافه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: ((وَاَلَّذِي هو أَشْبَهُ بِظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَأَوْلَى بِأَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدِي وَأَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ أَنْ تَكُونَ الْعُمْرَةُ وَاجِبَةً فإن اللَّهَ عز وجل قَرَنَهَا مع الْحَجِّ فقال {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فما اسْتَيْسَرَ من الْهَدْيِ} وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ قبل أَنْ يَحُجَّ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَنَّ إحْرَامَهَا وَالْخُرُوجَ منها بِطَوَافٍ وَحِلاَقٍ وَمِيقَاتٍ وفي الْحَجِّ زِيَادَةُ عَمَلٍ على الْعُمْرَةِ فَظَاهِرُ الْقُرْآنِ أَوْلَى إذَا لم يَكُنْ دَلاَلَةٌ على أَنَّهُ بَاطِنٌ دُونَ ظَاهِرٍ وَمَعَ ذلك قَوْلُ بن عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ.
فَظَاهِرُ الْقُرْآنِ أَوْلَى إذَا لم يَكُنْ دَلاَلَةٌ على أَنَّهُ بَاطِنٌ دُونَ ظَاهِرٍ)).
وقوله: ((وَاسْمُ الرَّهْنِ جَامِعٌ لِمَا يَظْهَرُ هَلاَكُهُ وَيَخْفَى وَإِنَّمَا جاء الْحَدِيثُ جُمْلَةً ظَاهِرًا وما كان جُمْلَةً ظَاهِرًا فَهُوَ على ظُهُورِهِ وَجُمْلَتِهِ إلاَّ أَنْ تَأْتِيَ دَلاَلَةٌ عَمَّنْ جاء عنه أو يَقُولَ الْعَامَّةُ على أَنَّهُ خَاصٌّ دُونَ عَامٍّ وَبَاطِنٌ دُونَ ظَاهِرٍ ولم نَعْلَمْ دَلاَلَةً جَاءَتْ بهذا عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَصِيرُ إلَيْهَا)).
فهذا نص في أن التمسك بالظاهر السابق هو الظاهر الذي حصل للعالم باللسان وإنما هو بعد علم عدم وجود الدلالة وليس قبل العلم بعدم وجود الدلالة.
وقوله: ((قَالَ الشّاَفعيُّ: رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قال اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى في غَيْرِ آيَةٍ في قِسْمِ الْمِيرَاثِ {من بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بها أو دَيْنٍ} وَ {من بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بها أو دَيْنٍ} قال الشَّافِعِيُّ فَنَقَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِلْكَ من مَاتَ من الأَحْيَاءِ إلَى من بَقِيَ من وَرَثَةِ الْمَيِّتِ فَجَعَلَهُمْ يَقُومُونَ مَقَامَهُ فِيمَا مَلَّكَهُمْ من مِلْكِهِ وقال اللَّهُ عز وجل {من بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بها أو دَيْنٍ} قال فَكَانَ ظَاهِرُ الآيَةِ الْمَعْقُولُ فيها {من بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بها أو دَيْنٍ} إنْ كان عليهم دَيْنٌ.
قَالَ الشّاَفعيُّ: وَبِهَذَا نَقُولُ وَلاَ أَعْلَمُ من أَهْلِ الْعِلْمِ فيه مُخَالِفًا وقد تَحْتَمِلُ الآيَةُ مَعْنًى غير هذا أَظْهَرَ منه وَأَوْلَى بِأَنَّ الْعَامَّةَ لاَ تَخْتَلِفُ فيه فِيمَا عَلِمْت وَإِجْمَاعُهُمْ لاَ يَكُونُ عن جَهَالَةٍ بِحُكْمِ اللَّهِ إنْ شَاءَ اللَّهُ.))
فانظر كيف طلب إجماع الناس على معنى هذا الظاهر وكيف لم ينصرف لمعنى يراه أظهر لمكان إجماع الناس المعين لصحة السابق للفهم وموافقته لمراد المتكلم.
وقال الشافعي: ((وقال اللَّهُ عز وجل {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} وقال عز ذِكْرُهُ {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} فَلَوْ صِرْنَا إلَى ظَاهِرِ الْقُرْآنِ [فهل يقول فقيه أن الشافعي يجوز هذه الصيرورة إلى التمسك بهذا الظاهر لغير العالم بالسنن وعدم وجود ما يخالف الظاهر فيها؟؟] قَطَعْنَا من لَزِمَهُ اسْمُ سَرِقَةٍ وَضَرَبْنَا كُلَّ من لَزِمَهُ اسْمُ زِنًا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَمَّا قَطَعَ النبي في رُبُعِ دِينَارٍ ولم يَقْطَعْ في أَقَلَّ منه وَرَجَمَ الْحُرَّيْنِ الثَّيِّبَيْنِ ولم يَجْلِدْهُمَا اسْتَدْلَلْنَا على أَنَّ اللَّهَ عز وجل إنَّمَا أَرَادَ بِالْقَطْعِ وَالْجَلْدِ بَعْضَ السُّرَّاقِ دُونَ بَعْضٍ وَبَعْضَ الزُّنَاةِ دُونَ بَعْضٍ)).
ثم أختم بهذه العبارة التي تشكل المحرك الأول لمنهجية الشافعي وهي قوله: ((قَالَ الشّاَفعيُّ: وَلاَ تَكُونُ سُنَّةٌ أبدأ تُخَالِفُ الْقُرْآنَ وَاَللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ)).
ولا يكون ذلك أبداً إلا إن كان الظاهر الذي يجوز التمسك به من القرآن هو ما أفيد بعلم أن ليس في السنة ما يخالفه.
وإنما تقع المعارضة التي ينكرها الشافعي على مخالفيه = بين ظاهر سبق وهو متوهم غير مراد وبين سنة صحيحة أو بين ظاهر سبق وهو مراد وسنة معدومة أو ضعيفة.
ولذلك كان مفتاح نظر الشافعي أن ما يراه مخالفوه مخالفاً لظاهر القرآن من السنن التي يردونها أن هذا الظاهر قد سبق لذهنهم لنقص العلم بالعربية ونقص العلم بوجوه السنن وبيانها ..
وأن الظاهر الذي هو علم يتمسك به هو ما ظهر للعالم بالعربية والعالم يالسنن ومعه لا يتعارض ظاهر الكتاب مع سنة قط ..
والحمد لله وحده ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 08:16]ـ
قوله تعالى: (واسأل القرية). . هل يختلف الاثنان أن المفعول الظاهر لفظا فيه (القرية)؟
وقوله تعالى: (إن الناس قد جمعوا لكم). . هلى يختلف الاثنان أن لفظ الناس محلى بألف ولام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:27]ـ
الظاهر هو لفظ القرية ولفظ الناس لكن من قال إن المعنى الظاهر هو بيوت القرية وجميع الناس؟؟
لا يختلف الاثنان أن لفظ الناس معرف بالألف واللام لكن قد يختلفون في الدلالة التي تسبق لأذهانهم من هذا اللفظ المعرف بالألف واللام ..
فالناس لا يختلفون أن الظاهر هو لفظ القرية ولفظ الناس لكنهم يختلفون في الدلالة التي تظهر لهم من هذه الألفاظ ..
فربما يظهر لناقص العلم أن الناس هم الناس كلهم لكن العالم بالعربية والسنن علماً تاماً لا يسبق إلى فهمه إلا أن المراد بعض الناس ..
لا يختلف الناس أن لفظ اليد هو الظاهر في الآية لكنهم يختلفون في الدلالة التي تسبق لقلوبهم من هذا اللفظ ..
فالبحث أخي نضال ليس في الألفاظ الظاهرة بل في الدلالات الظاهرة ..
وعمل المفسر هو طلب دلالة اللفظ التي أرادها المتكلم ..
وعملنا في إبطال هذه النظرية هو إفساد ومنع إمكان صلاحية الدلالة التي تسبق للذهن لأن تكون أداة تفسير للنص فضلاً عن أن تصلح للتمسك بها ..
ثم نذكر أن الأداة الصالحة في هذا الباب هي ما يسبق لذهن العالم بالعربية والسنن علم قلب غالب فيأخذ ما سبق لذهنه حينها ويعرضه على باقي ما ذكرنا ليستبعد عنصر الوهم والخطأ وأن يكون قد فاته من سنن العربية أو سنن الوحي أو .. أو .. ما أدى لغلط هذا الذي سبق إلى فهمه ..
وكما ترى فالذي يسبق لذهن العالم بالعربية والسنن هو مجرد أداة وعنصر من عناصر النظر وليس يصلح متمسكاً مع بعد الشقة عن اللسان الأول
وازدياد احتمالات الغلط في الذي سبق للفهم ..
===
أخي الكريم نضال: قد أبدى أخوك أبو فهر حجته في هذا الباب وليس عندي-الآن-مزيد عليها،وأنا قد نفضت عني قضية المجاز كلها بفروعها؛لاشتغالي هذه الأيام بأبواب أخرى ترهقني ارهاقاً شديداً؛ لذا فأستأذنك في أن يتوقف حوارنا عند هذا القدر وأستميحك عذراً في ذلك ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 04:49]ـ
أجدت و أفدت بارك الله فيك ... لو زدت أكثر مع الشيخ نضال بارك الله فيك
ـ[أيمن علي صالح]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 10:26]ـ
أخي أبا فهر، أحسن الله إليك ونوَّر قلبك وأطلق لسانك، رُبَّما أسأت فهمك في مشاركتي السابقة (لكثرة المشترك والمجاز في كلامك ... :) ابتسامه:)). وما أفهمه الآن من مجموع مشاركاتك وتوضيحاتك في هذا الموضوع لا سيَّما الآخر منها هو الآتي:
1. أنك لا تنفي أن اللفظ (مفردا أو مركبا) قد يكون له معنيان هو على أحدهما أقوى دلالة منه على المعنى الآخر، أي أنه يدل على أحد هذين المعنيين دلالة راجحة وعلى المعنى الآخر دلالة مرجوحة، كصيغة الأمر تحتمل الوجوب والندب، ومعنى الوجوب أقوى.
2. والذي تنفيه وتنتقده هو أن يزعم السامع أو المتلقي أو الناظر في الكلام أن ما تبادر إلى ذهنه من معنىً هو مراد المتكلم من هذين المعنيين دون الآخر
3. وأن المنهج الصحيح للوصول إلى المعنى المقصود للمتكلم هو "جمع الباب" بالنظر إلى كافة النصوص التي تتعلق بموضوع الكلام لتحديد مراد المتكلم من المعنيين المحتملين
4. أن هذا المنهج هو منهج فقهاء السلف كالإمام الشافعي، رحمه الله تعالى، وغيره. أما بعد ذلك فقد تنكب الأصوليون والفقهاء والمفسرون هذا المنهج وقرروا أنه لا بد أن يُصار إلى الظاهر المتبادر إلى الذهن زاعمين أنه هو الأصل.
فهل فهمي هذا سليمٌ أم لا؟
د. أيمن صالح
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 11:49]ـ
الشيخ الفاضل أبا فهر حفظكم الله. . بارك الله فيكم ونفع بكم.
هو نحن أصلا لا نختلف كثيرا في حقيقة القضية. . هي قضية السابق إلى الذهن ومدى جواز الاعتماد عليها.
وإنما كان الاختلاف بيننا في مسألتين:
(1) أولاهما: فهم مراد الشافعي بمصطلح (الظاهر) عنده، بخصوصه، أو مراد أمثاله من السلف بهذا المصطلح.
(2) والثانية: كيفية تعامل الفرد من هذو الأمة مع (السابق إلى ذهنه من معاني الكتاب والسنة.
فلي في المسألة الأولى ست مقامات في مناسبتين: مناسبة الدعوى ومناسبة الرد على المخالف. ففي الأولى: الاستعراض والاحتجاج والاستئناس. وفي الثانية: الممانعة والمعارضة والمناقضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي (الاستعراض) أدعى أن مراد الشافعي بمصطلح (الظاهر) في كتاباته على نمطين: إما أن يريد به (ظاهر اللفظ والصيغة) أي شكله ومخرجه - وهذا هو الذي لا يختلف فيه الاثنان، وإما أن يريد به (ظاهر المعنى والمفهوم) أي راجحه عند الاستقلال من النصوص الأخرى - وهذا هو الذي قد يختلف فيه الأنظار.
وفي مقام (الاحتجاج) أتيت بنصوص الشافعي تشهد على هذه الدعوى مني بالصحة والسداد إن شاء الله. فمثل قوله: (عام الظاهر يراد به الخاص) لا يمكن أن يفسر مصطلح (الظاهر) هنا بظاهر المعنى ولا بظاهر الفهم ولا بالسابق إلى ذهن فلان، فإنه لم يقل: (عام عند الجاهل وخاص عند العالم) فلم يفرق هنا بين فلان وفلان، بل قال: (عام الظاهر وخاص المراد). فالتفسير الصحيح الوحيد لمثل هذا الاستخدام من الإمام لمصطلح الظاهر - والذي قابله بمصطاح (المراد) أو (الباطن المراد) - هو ظاهر اللفظ، أي ما شهدنا من مخرج اللفظ وشكله وتركيبه الصوري بصرف النظر عما حوى اللفظ في ذلك النص المعين من المعنى والدلالة والمقصود والمراد. فقوله: (عام الظاهر يراد به الخاص) معناه: (عام الصورة خاص المقصود). وكونه عام الصورة هو مثل إضافة الألف واللام إليه - ما يجعله يصدق على جميع الناس (أو بمصطلح الشافعي: لمن يلزمه اسم الناس). وكونه خاص المقصود هو أن يراد بهذا اللفظ العام المخرج غي هذا النص بعينه: بعض الناس دون بعض.
وأما مثل قوله (هذا النص يحتمل معنيين الظاهر منهما كذا) وقوله (وكان هذا المعنى هو الظاهر من الآية) ومقل قوله (هذا أظهر معانيها) فمصطلح (لظاهر) هنا مقابله (الباطن المستكره) لا (الباطن المراد). إذن هو (الظاهر في المعنى) لا (في اللفظ). وهذا هو (الاحتمال الراجح من معاني النص عند الاستقلال عن النصوص الأخرى)، ثم قد تقوي النصوص الأخرى هذا المعنى الراجح المؤقت وقد تخالفه ويجعله مرجوحا.
وفي مقام (الاستئناس) ذكرت موارد هذا المصطلح - مصطلح (الظاهر) - في كلام الإمام الطبري في تفسيري. . للتدليل على أن الشافعي ليس هو وحده الذي استخدم هذا المصطلح بذلك الاستخدام، بل شاركه غيره من السلف. فكان واضحا جليا من صنيع الإمام الطبري أنه إما أن يستخدم مصطلح (الظاهر) في مقابل (المعنى والمراد والتأويل) وإما أن يستخدمه في مقابل (المستنكر والمستبعد والمحتمل الخفي). فالأول لا معنى له إلا (ظاهر اللفظ وشكله). والثاني لا معنى له إلا (ظاهر المعنى وراجحه). . تماما مثل ما اعتاد عليه الإمام الشافعي.
أختصر الكلام فأقول: أما في المسألة الثانية، والذي هو مسألة (كيفية تعامل المرء مع السابق إلى فهمه من معنى النص). . فنحن أصلا لا نختلف في أن النص لا يفهم فهما صحيحا على وجه قطعي - أو بمصطلح الشافعي: على الإحاطة وإصابه الحق في الباطن - إلا بعد جمع الباب على يد عالم باللسان متضلع بمعرفة السنن بصير بكلام من سبقه من أهل العلم. لكن أقول: عند الاشتباه وتكافؤ الظنون، يعمل المرء بما ترجح لديه من معاني النص بعد إخلاص النية وصدق الاجتهاد مع مزيد التعلم والتفهم ولا يتكئ على مجرد السابق إلى ذهنه في أول وهلة. . فإنما هو معنى راجح مؤقتا لا دائما مستمرا. وبالجملة: على المرء - مهما كان علمه وجهله - أن يجتهد في بلوغ الحق بقدر المستطاع بما تيسر في يديه من الدلائل نصا وقياسا أو بتقليد من ترجح لديه علمه وورعه من العلماء، مع مزيد الاستمرار في ترقية النفس وترقية الفهم.
أختم هذا الكلام بكلام الإمام رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن المسلمين خيرا كثيرا:
(وإذا كان هذا هكذا، كان على العالم أن لا يقول إلا من جهة العلم. وجهة العلم: الخبر اللازم والقياس بالدلائل على الصواب .. ولو قال بلا خبر لازم وقياس كان أقرب من الإثم من الذي قال وهو غير عالم وكان القول لغير أهل العلم جائزا. ولم يجعل الله لاحد بعد رسول الله أن يقول إلا من جهة علم مضى قبله وجهة العلم بعدُ: الكتاب والسنة والإجماع والآثار وما وصفت من القياس عليها.
ولا يقيس إلا من جمع الآلة التي له القياس بها، وهي العلم بأحكام كتاب الله وفرضه وادبه وناسخه ومنسوخه وعامة وخاصة وإرشاده، ويستدل على ما احتمل التأويل منه بسنن رسول الله، فإذا لم يجد سنة فبإجماع المسلمين، فإن لم يكون إجماع فبالقياس. ولا يكون لاحد أن يقيس حتى يكون عالما بما مضى قبله من السنن وأقاويل السلف وإجماع الناس واختلافهم ولسان العرب. ولا يكون له أن يقيس حتى يكون صحيح العقل وحتى يفرق بين المشتبه ولا يعجّل بالقول به دون التثبيت. ولا يمتنع من الاستماع ممن خالفه لأنه قد يتنبه بالاستماع لترك الغفلة ويزداد به تثبيتا فيما اعتقده من الصواب.
وعليه في ذلك بلوغ غاية جهده والإنصاف من نفسه حتى يعرف من أين قال ما يقول وترك ما يترك. ولا يكون بما قال - أعنى منه بما خالفه - حتى يعرف فضل ما يصير إليه على ما ترك إن شاء الله. فأما من تم عقله ولم يكن عالما بما وصفنا فلا يحل له أن يقول بقياس وذلك أنه لا يعرف ما يقيس عليه كما لا يحل لفقيه عاقل أن يقول في ثمن درهم ولا خبرة له بسوقه.
ومن كان عالما بما وصفنا بالحفظ لا بحقيقة المعرفة، فليس له أن يقول أيضا بقياس لأنه قد يذهب عليه عقل المعاني. وكذلك لو كان حافظا مقصرا العقل أو مقصرا عن علم لسان العرب، لم يكن له أن يقيس من قبل نقص عقله عن الآلة التي يجوز بها القياس. ولا نقول يسع هذا - والله أعلم - أن يقول أبدا إلا اتباعا ولا قياسا.)
بارك الله فيكم - شيخنا الكريم - ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 12:26]ـ
أما بخصوص لفظ (القرية)، فتحريرات ابن تيمية عندي أفضل من إطلاق الشافعي والطبري رحمهم الله. . بحجة الشهرة والشيوع أيضا، والله أعلم.(/)
سؤال: ماذا تسأل أي عالم عندما تريد أن تجري لقاء معه
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 05:59]ـ
فعندي بعض العلماء أريد أن أجري لقاءات مطولة معهم فما هي أساسيات مثل هذه اللقاءات , وحقيقة أني أريد أن اعمل مثل هذه اللقاءات لكي احفظ تراجمهم.
والله الموفق(/)
لماذا لٌقب أبو حنيفة بالإمام الأعظم؟؟؟
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 06:50]ـ
لماذا؟؟!
.
.
.
وشكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:49]ـ
لا أظن أن هذا التلقيب قديم، وأغلب ظني أنه حادث بعد الدولة العثمانية ...
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 03:51]ـ
قال البخاري في التاريخ الكبير:
2198 - سليم بن عيسى القارئ الكوفي، سمع الثوري وحمزة الزيات، روى عنه أحمد بن حميد وضرار بن صرد، قال لي ضرار بن صرد حدثنا سليم سمع سفيان: قال لي حماد بن أبي سليمان أبلغ أبا حنيفة المشرك أني برئ منه، قال: وكان يقول: القرآن مخلوق، وهو مولى لبني تيم بن ثعلبة بن ربيعة.
فلعل التسمية جاءت من المعتزلة والله أعلم!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 09:13]ـ
هذا الخبر الذي أوردتَه ضعيف ..
فسليم هذا قال عنه العقيلي: مجهول في النقل،حديث منكر غير محفوظ. وهذا هو الراجح في حاله
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 12:03]ـ
قال البخاري في التاريخ الكبير:
2198 - سليم بن عيسى القارئ الكوفي، سمع الثوري وحمزة الزيات، روى عنه أحمد بن حميد وضرار بن صرد، قال لي ضرار بن صرد حدثنا سليم سمع سفيان: قال لي حماد بن أبي سليمان أبلغ أبا حنيفة المشرك أني برئ منه، قال: وكان يقول: القرآن مخلوق، وهو مولى لبني تيم بن ثعلبة بن ربيعة.
وقد رجع رحمه الله عن هذا القول!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 01:20]ـ
وهل قال به أصلا حتى يرجع؟
السبب هو التعصب .. فأتباع أبي حنيفة أكثر الأتباع تعصبا
ألم تسمع ما نسبوه لرسول الله"سراج أمتي أبو حنيفة"؟
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 02:42]ـ
الرجاء من الإخوة الكرام توقير الأئمة الأعلام و احترامهم الاحترام التام ومراعاة شعور أتباعهم من المسلمين في مختلف بقاع المعمور
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " من ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم وتكلم إما بظن و إما بهوى " ... " وقد بينا هذا في رسالة " رفع الملام عن الأئمة الأعلام "
ولعل في هذا النص من الإشارات ما يكفي ويشفي و أبو حنيفة النعمان من أئمة الإسلام العظام الذين لا يجود الزمان بمثله إلا قليلا وممن يصدق عليهم قول القائل:
حلف الزمان لياتين بمثله * * * حنتت يمينك يا زمان فكفر
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 03:12]ـ
وصف أبي حنيفه رحمه الله بالإمامة كثير في كتب أهل العلم، أمَّا وصفه بالإمام الأعظم فلا أراه إلا كما قال أخونا:
لا أظن أن هذا التلقيب قديم، وأغلب ظني أنه حادث بعد الدولة العثمانية ...
وأنبه الإخوة الأعضاء أن لا يكون هذا الموضوع للخوض في عرض هذا الإمام وفي علمه وعلينا أن نتقي الله في علمائنا، ومن أراد أن يناقش مسألة علمية فأهلا وأما من أراد الخوض في الأعراض ولحوم أهل العلم فأبعده الله.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 03:18]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل علي أحمد عبد الباقي على هذه الكلمة التوجيهية الطيبة و هذا هو المظنون في موقعنا الذي نريده مثالا للالتزام بالحق والفضيلة واحترام العلم والعلماء
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 03:19]ـ
استدراك: وقفت على وصف أبي حنيفة رحمه الله بـ (الإمام الأعظم) في عمدة القارئ لبدر الدين العيني وهو من مشاهير الأحناف في القرن التاسع الهجري.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 03:20]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل علي أحمد عبد الباقي على هذه الكلمة التوجيهية الطيبة و هذا هو المظنون في موقعنا الذي نريده مثالا للالتزام بالحق والفضيلة واحترم العلم والعلماء
وفيكم بارك الله يا شيخ محمد جعلنا الله عند حسن ظنكم بنا.
ـ[الباجي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 07:15]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=855313&postcount=5
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 12:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جزيل الشكر الأخ المعيار والمشرف عبد الباقي
على دفاعهما عن الأئمة الأعلام الذين أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الدين الحنيف
فلا ينبغي أن يتفوه بالكلام عليهم متكلم إلا في مقام تبيين خطأ مع التوقير والإجلال والاحترام
وإن لأعجب أشد العجب ممن يزعمون أنهم على نهج السلف الصالح كيف يتطاولون هذا التطاول الثمج
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 02:13]ـ
لعل الحنيفية لقبوه بذلك حتى يميزوه عن الشيخين القاضي أبو يوسف والإمام محمد الشيباني ـ رحمهم الله ـ
فالشيخان من أعظم الأئمة في مذهبهم والإمام أبو حنيفة أعظمهم، فلعل التسمية أتت من هناك والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 03:07]ـ
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه الذكريات الجزء السابع ص 118
الشافعي قرا على محمد (يقصد ابن الحسن) كتبه الفقهية فكان شبه تلميذ له واحمد تلميذ الشافعي فمن هنا كان أبو حنيفة الأمام الأعظم انتهى كلامه رحمه الله
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 12:38]ـ
الإمام أبو حنيفة لا يحتاج منا شهادة ولا ثناء فقد خلد الله ذكره بين الناس فلا داعي أبداً الكلام في عرضه
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 07:07]ـ
لعل الحنيفية لقبوه بذلك حتى يميزوه عن الشيخين القاضي أبو يوسف والإمام محمد الشيباني ـ رحمهم الله ـ
فالشيخان من أعظم الأئمة في مذهبهم والإمام أبو حنيفة أعظمهم، فلعل التسمية أتت من هناك والله أعلم.
و هذا ما نصره الشيخ تقي الدين الهلالي في كتابه "الدعوة في أقطار مختلفة "، إن لم أَهم.
و إن وقفت على النقل و فيتكم به، و دمتم موفقين.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 12:56]ـ
قال الشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي – رحمه الله تعالى – كما في (الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة):" .. و كنت [في العراق] أسكن بقرب المسجد المنسوب إلى أبي حنيفة و يسمى عندهم جامع الإمام الأعظم ـ و هذا اللفظ أطلقه الأتراك في زمان حكمهم على أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ و لا شك في إمامته و لا في عظمته, و لكن هذا اللفظ مبتدع يشبه ملك الملوك و (شاه شاه) و قاضي القضاة. و جاء في الحديث الصحيح: {أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك} و كره الأئمة كل ما كان قريبا من هذا المعنى".اهـ
ـ[حرملة]ــــــــ[25 - Sep-2008, صباحاً 05:32]ـ
لقد غلا في الرجل طائفتان طائفة رفعته فوق درجته حتى جعلت نصوص تابعة لأقواله وآرائه و أخرى كفرته أو مقتته أو بدّعته وأطلقت لسانها فيه وأرى بعضهم قد سطّروا كلماتهم هنا، يا إخواني من أهل الحديث انتبهوا وتحاشوا عن مثل هذه الأمور كما فعله إمامنا الذهبي و إمام الأئمة أبوالعباس.
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 06:15]ـ
و هذا ما نصره الشيخ تقي الدين الهلالي في كتابه "الدعوة في أقطار مختلفة "، إن لم أَهم.
و إن وقفت على النقل و فيتكم به، و دمتم موفقين.
أعود لأقول أنني وهمت بحقٍ لأن الذي مر معي هو ما نقله أخونا عبد الحق و لم يَبِن لي أين قرأت ما إليه أشرت إلا من النقل.
فالكتاب الذي قرأت فيه المسألة إنما هو كتاب العلامة محمد حبيب الله بن مايابي الشنقيطي الموسوم " إضاءة الحالك من ألفاظ دليل السالك إلى موطأ الإمام مالك ".
قال رحمه الله: لماذا أطلق على أبي حنيفة وصف الأعظم؟
بالنسبة لصاحبيه الإمام أبي يوسف و الإمام محمد بن الحسن، لأن الحنفية يقولون لكل منهم الإمام ففرقوا بين الإمام أبي حنيفة و بين صاحبيه بالأعظم له هو دينهما كما يؤخذ من كلام اللكنوي في "طبقات الحنفية " و من كلام غيره من قدمائهم، و أما الجهلة منهم فيظنون أنه أعظم من الأئمة الثلاثة مع أنّ كل منهم مجتهد منطلق لا يقلد غيره، و لا وجه لأعظمية أبي حنيفة عن الثلاثة اللهم إلا إن كان من حيث كونه تابعيا و تراجم الأربعة محفوظة عند المحدثين فراجعها.إهـ
[ص: 108 / ط: دار الفضيلة / ت: محمد صديق المنشاوي](/)
ما حقيقة هذه القصة جزاكم الله خيرا
ـ[عابر السبيل]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:36]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم وبه نستعين
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد
سؤالي إخواني واستفساري حول هذه القصة
وهي قصة رواها أحد الأساتذة لتلاميذه
فساروا يحكونها في كل مكان
وقد سُئلت في الأمر فبحثت فلم أجد شيئا
وأرجو ممن علم أن القصة موضوعة أو من الاسرائليات أو من خزعبلات هذا العصر أن يفيدنا
والقصة كما يرويها ابن أخ صديق لي
يقول ان البحر عصى الله وطغى وتجبر بقوته فبعث له الله بعوضة فشربت منه
أفيدونا جزاكم الله خيرا
والله من وراء القصد
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة غير صحيحة لصيغت الكلام فيها
لان البحر ورد في الأثر أنهو يستأذن ربه أن يهلك العصات فوق ظهره ..
وأن كان عصى الله فمتا عصى البحر الله ولماذا عصى,, هذا هو السؤال أن صح هذا الأثر؟؟؟
يقول الرسول صلى اله علية وسلم .. البينه على من أدعى ,, وأين البينه .. ينبغي أن يُسأل هذا المدرس؟؟؟
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة: لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، وهذه أحد الأسباب التي أدت إلى ضعف الأمة الإسلامية، والله المستعان.(/)
ترك الصلاة خلف مستور الحال بدعة أول من أحدثها الخوارج المارقين
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 10:43]ـ
يقول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في رسالة الإمامة: ( .. ذكرت - وفقنا الله وإياك لعلم يقرب منه وعمل يرضيه – أنك رأيت الرجل يصلي خلف الرجل الإمام أياماً كثيرة لا يدري مذهبه. فاعلم _ عافنا الله وإياك_ أن البحث عن مثل هذا أحدثه الخوارج فهي التي كشفت الناس مذاهبهم وامتحنتهم في ذلك وسلك سبيلهم المأمون والمعتصم والواثق مع ابن أبي داود وبشر المريسي ومن هنالك وما امتنع قط أحد الصحابة رضي الله عنهم ولا خيار التابعين من الصلاة خلف كل إمام صلى بهم حتى خلف الحجاج وجيش بن دلجة ونجدة الحروري والمختار وكل متهم بالكفر ... إلى أن قال: فإن كنت لا تستجيز الصلاة خلف من سميت لك فقد خسرت صفقتك) إهـ رسائل ابن حزم (3/ 207)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 11:15]ـ
جزاك الله خيراً ..
قول ابن حزم:
وما امتنع قط أحد الصحابة - رضي الله عنهم - ولا خيار التابعين من الصلاة خلف كل إمام صلى بهم، حتى خلف الحجاج وجيش بن دلجة ونجدة الحروري والمختار وكل متهم بالكفر .. إلى أن قال .. : فإن كنت لا تستجيز الصلاة خلف من سميت لك فقد خسرت صفقتك
أود أن أفهم شيئاً .. هل يعني ابن حزم جواز الصلاة خلف من اتُّهم بالكفر؟ .. بل قل .. من ثبت الكفر عليه يقيناً، كالمختار؟
أما مسألة ترك الصلاة خلف الإمام في زمن فشو الكفر، إلا بعد استبيان عقيدته، فأظن أن الأثر التالي قد ينفع في هذه المسألة:
ورد في السنة، لعبد الله بن أحمد (1/ 130) عن يحيى بن معين أنه كان يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر المأمون ما أظهر، يعني القرآن مخلوق.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 07:06]ـ
وهذا نقل أصرح
سئل الامام أحمد: أمُرُّ في الطريق فأسمع الإقامة ترى أن أُصلي؟
فقال: " قد كنتُ أُسهِّلُ، فأما إذا كثرت البدع فلا تُصَلِّ إلا خلف من تعرف "!
لعل الامام أحمد كان خارجياً مارقاً
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 07:56]ـ
أبو عبد الرحمن المغربي اسأل الإمام ابن حزم رحمه الله فهو صاحب الكلام وإنما أنا ناقل
ثم أخي الكريم هلا ذكرت سند الأثر الذي نقلته عن الإمام أحمد بارك الله فيك.
وأما الأخ الفاضل أبو شعيب فالأثر الذي أورده من (كتاب السنة) خارج عن أصل المسألة المطروحة وهي الصلاة خلف مستور الحال، وقد أجابك الشيخ في رسالته الثلاثنية في التحدير من الغلو في التكفير فقال حفظه الله: ( ... كان بعضهم يستدل بحرص الإمام أحمد على الصلاة خلف من يعرف، عند انتشار بدعة الجهمية، ونحن لا ننكر جواز حرص المسلم على الصلاة خلف الفاضل، ولا ننكر جواز هجر المبتدع لزجره وإنكار بدعته، إنما الكلام في منع الصلاة وعدم تجويزها، أو إعادتها خلف من لا يكفر ببدعته .. فضلا عن منعها أو إعادتها خلف مستور الحال بحجة انتشار البدع والكفر أو الردة.
وأقبح من ذلك التوقف عن إسلامه أو إبطال الصلاة خلفه، مع انه لم يظهر ناقضا أو سببا مكفرا.
بل الأصل جواز الصلاة خلف المسلم مستور الحال الذي الأصل فيه الإسلام، ما لم يظهر منه ناقض، -فإن أظهر ناقضا لم يعد حاله مستورا – فإذا تصادفت صلاتنا خلف المستور صلينا ولم نتحرج، وهذا لا يمنعنا من الحرص في الظروف المعتادة على الصلاة خلف الأفاضل وتحري أصحاب السنة، خصوصا في الجمع حتى لا نفجأ في الخطب بما يسوؤنا ..
وفعل الإمام احمد محمول على الاستحباب لا على الوجوب، كما قال شيخ الإسلام: (ما زال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور .. إلى أن قال: (وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الاستحباب كما نقل ذلك عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله ولم يقل أحمد؛ إنه لا تصح إلا خلف من أعرف حاله) أهـ. مجموع الفتاوى (3/ 280)) إنتهى كلام المقدسي من الثلاثنية
(يُتْبَعُ)
(/)
وسوف أ نقل لك قول شيخ الإسلام بتمامه فقد قال رحمه الله: ( .. ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات لا يدعون الجمعة والجماعة كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم فإن كان الإمام مستورا لم يظهر منه بدعة ولا فجور صلى خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين ولم يقل أحد من الأئمة إنه لا تجوز الصلاة إلا خلف من علم باطن أمره بل مازال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور ولكن إذا ظهر من المصلى بدعة أو فجور وأمكن الصلاة خلف من يعلم أنه مبتدع أو فاسق مع إمكان الصلاة خلف غيره فأكثر أهل العلم يصححون صلاة المأموم وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وهو أحد القولين في مذهب مالك وأحمد وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر وليس هناك جمعة أخرى فهذه تصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة أهل السنة بلا خلاف عندهم
وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الإستحباب كما نقل ذلك عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله ولم يقل أحمد إنه لا تصح إلا خلف من أعرف حاله ولما قدم أبو عمرو عثمان بن مرزوق إلى ديار مصر وكان ملوكها في ذلك الزمان مظهرين للتشيع وكانوا باطنية ملاحدة وكان بسبب ذلك قد كثرت البدع وظهرت بالديار المصرية أمر أصحابه أن لا يصلوا إلا خلف من يعرفونه لأجل ذلك ثم بعد موته فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة ثم صار العلم والسنة يكثر بها ويظهر
فالصلاة خلف المستور جائزة باتفاق علماء المسلمين ومن قال أن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة) إهـ
فالأمر أمر استحباب أخي أبو شعيب ولم يقل الإمام أحمد أن الصلاة لا تجوز فضلاً أن يعتبرها باطلة كما هو قول الخوارج المارقين.
وهذا رابط للشيخ سفر الحوالي يشرح فيه كلام شيخ الإسلام في حكم الصلاة خلف مستور الحال سوف تستفيد منه كثيراً لأنه ذكر أمور هامة جداً .. تفضل هذا الرابط:
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=1226
وهذا بعض أقوال شيخ الإسلام رحمه الله في المسألة:
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وتجوز الصلاة خلف كل مستور، باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين، فمن قال: لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن، فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم والله تعالى أعلم) أهـ. مجموع الفتاوى (4/ 331).
وقال ايضا (23/ 199): (يجوز للرجل أن يصلي الصلوات الخمس والجمعة وغير ذلك خلف من لم يعلم منه بدعة ولا فسقا، باتفاق الأئمة الأربعة، وغيرهم من أئمة المسلمين، وليس من شرط الإتمام أن يعلم المأموم اعتقاد إمامه، ولا أن يمتحنه فيقول: ماذا تعتقد؟ بل يصلي خلف مستور الحال) أهـ.
وقال أيضا رحمه الله (3/ 175 - 176):
(فالصلاة خلف مستور الحال جائزة باتفاق علماء المسلمين، ومن قال أن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله، فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة .. ) أهـ.
وهذا كتاب (حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع و المتجاهر بالفسق والحالق) للشيخ عمر مسعود الحدوشي تكلم فيه عن هذه المسألة بكلام جيد
تفضل الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103066&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%D5% E1%C7%C9+%CE%E1%DD
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 08:53]ـ
أخي الكريم، بارك الله فيك .. لقد قلت:
وأما الأخ الفاضل أبو شعيب فالأثر الذي أورده من (كتاب السنة) خارج عن أصل المسألة المطروحة وهي الصلاة خلف مستور الحال
ثم أوردت في النقل عن الشيخ الحبيب أبي محمد المقدسي - حفظه الله -:
ولا ننكر جواز هجر المبتدع لزجره وإنكار بدعته، إنما الكلام في منع الصلاة وعدم تجويزها، أو إعادتها خلف من لا يكفر ببدعته .. فضلا عن منعها أو إعادتها خلف مستور الحال بحجة انتشار البدع والكفر أو الردة.
والنقل هو عن يحيى ابن معين كان يعيد الصلاة بعد أن أظهر المأمون ما أظهر ..
لكن لعلّك تقول: نعم، لأن المأمون اشترط على جميع الخطباء والأئمة القول بخلق القرآن، وإلا فإنهم يُعزلون .. وهذا وارد في التاريخ .. (ما علمت ذلك إلا مؤخراً) .. وبذلك تدحض هذه الشبهة.
ولكن أساس المسألة أخي الفاضل هي في أحكام الديار .. فلقد بحثت طويلاً في هذه المسألة، ووجدت أن مستور الحال هذا لا يُحكم عليه بإسلام أو كفر حتى يتبيّن معتقده .. ولعلك تخالفني .. ولا أنكر عليك ولا على أحد ممن يرى ما تراه.
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 01:10]ـ
قال (الامام الدهلوي):
"أبو عبد الرحمن المغربي اسأل الإمام ابن حزم رحمه الله فهو صاحب الكلام وإنما أنا ناقل
ثم أخي الكريم هلا ذكرت سند الأثر الذي نقلته عن الإمام أحمد بارك الله فيك."
ليس بن حزم من وضع عنوان موضوعك
و لو كان حياً بيننا لسألناه
لا بأس إن كنت مقلداً له في هذه المسألة أن تجيبنا عن الأثر الذي ذكرت لك
حتى لا يلزمك القول أن الامام أحمد و من تبنى قوله من الخوارج المارقين
الأثر تجده في كتاب طبقات الحنابلة لابي يعلى (1/ 59) عن المروذي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 01:36]ـ
أخي المكرم أبو عبد الرحمن سبق الجواب على كلامك في مشاركتي الثانية ولا أدري هل أنت قرأتها أو لا؟!.
والعنوان الذي وضعته للموضوع مطابق لما نقلته عن الإمام ابن حزم رحمه الله فقد قال: ( ... أنك رأيت الرجل يصلي خلف الرجل الإمام أياماً كثيرة لا يدري مذهبه. فاعلم _ عافنا الله وإياك_ أن البحث عن مثل هذا أحدثه الخوارج فهي التي كشفت الناس مذاهبهم وامتحنتهم في ذلك وسلك سبيلهم المأمون والمعتصم والواثق مع ابن أبي داود وبشر المريسي) إهـ.
فكلامه واضح وصريح ... فلا أرى أي تعارض بين العنوان والنقل.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 01:55]ـ
نعم قرأت مشاركتك الثانية و الأولي كذلك
و لم أنقل كلامك إلا بعد أن قرأته
أنا لم أدعي أن عنوانك يتعارض مع ما نقلته عن بن حزم
بل العكس و لا أدري كيف فهمت ذلك من كلامي
فعنوان موضوعك يدل على أنك تتبنى ما نقلته عن ابن حزم و لاتعارضه
و لا إشكال في ذلك فلك أن تعتقد ما تراه صواباً
الآن
مارأيك في من تبنى قول الامام أحمد -كما تبنيت أنت قول ابن حزم- و لم ير الصلاة خلف من لا يعرفه
أيشمله الحكم الذي تبنيته (أنه من الخوارج المارقين)؟
و ما رأيك بمن أفتاه بذلك (الامام أحمد) أهو الذي أصل لهذه البدعة الخارجية؟
هذا ما أريد معرفته منك لو تكرمت
لا أستطيع أن أوضح أكثر من هذا
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 02:10]ـ
أخي المكرم أبو شعيب تقول: ( ... ولكن أساس المسألة أخي الفاضل هي في أحكام الديار .. فلقد بحثت طويلاً في هذه المسألة، ووجدت أن مستور الحال هذا لا يُحكم عليه بإسلام أو كفر حتى يتبيّن معتقده .. ولعلك تخالفني .. ولا أنكر عليك ولا على أحد ممن يرى ما تراه.) إهـ.
أقول: هذا الكلام وقع فيه خطأ واضخ حتي لم تفرق بين مصطلح (مستور الحال) وبين (مجهول الحال) ...
فالأول وهو: (مستور الحال) الذي يُظهر الإسلام الظاهر أو الحكمي ولم يَظهر منه كفر أو فسق أو بدعة فهذا لا شك أنه مسلم عدل سواء كان في دار الإسلام أو دار الكفر لأن المسلم معصوم الدم ومال على كل حال كما يقول الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى: (اعلم أن التعرض لذكر دار الإسلام ودار الكفر قليل الفائدة جدًا لما قدمنا لك في الكلام على دار الحرب، وأن الكافر مباح الدم والمال على كل حال ما لم يؤمَّن من المسلمين، وأن مال المسلم ودمه معصومان بعصمة الإسلام في دار الحرب وغيرها.) إهـ كتاب السيل الجرار.
وأما الثاني وهو: (مجهول الحال) فهذا الذي لا يظهر منه الكفر أو الإسلام ويُجهل حقيقة حاله.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (مجهول الحال؛ كمن يوجد في فلاة يمر بها المسلم والكافر فلا يصلَّى عليه إلا بعد وجود ما يدل على إسلامه كما ذكر المصنف لأن الصلاة على الكافر حرام) إهـ السيل الجرار.
وأما بماذا يُحكم على مجهول الحال فلعل هذه الأقوال تفيد في حكم المسألة:
يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه القواعد في شرح قاعدة تعارض الأصل والظاهر: ( .. ومنها لو وجد في دار الإسلام ميت مجهول الدين فإن لم يكن عليه علامة الإسلام ولا الكفر أو تعارض فيه علامة الإسلام والكفر صُلي عليه نص عليه _ يقصد الإمام أحمد _ فإن كان عليه الكفر خاصة فمن الأصحاب من قال يصلى عليه والمنصوص عن أحمد أنه لا يصلى عليه ويدفن ... وهذا يرجع إلى تعارض الأصل والظاهر، إذ الأصل في دار الإسلام الإسلام والظاهر في هذا الكفر، ولو كان الميت في دار الكفر فإن كان عليه علامة من علامات الإسلام صُلي عليه وإلا فلا نص عليه أحمد في رواية علي بن سعيد وهو ترجيح للظاهر على الأصل هاهنا كما رجحه في الصورة الأولى ولم يرجع الأصحاب هنا الأصل كما رجحوه ثم لأن الأصل قد عارضه أصل أخر وهو أن الأصل في كل مولود أنه يولد على الفطرة) إهـ القواعد للإمام ابن رجب الحنبلي.
ويقول الإمام الجصاص رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (تعرفهم بسيماهم .. الآية): (وهذا يدل على أن لما يظهر من السيما حظاً في اعتبار حال من يظهر ذلك عليه، وقد اعتبر أصحابنا ذلك في الميت في دار الإسلام أو دار الكفر إذا لم يعرف أمره قبل ذلك في إسلام أو كفر أنه ينظر إلى سيماه فإن كانت عليه سيما أهل الكفر من شد زنار أو عدم ختان وترك الشعر على حسب ما يفعله رهبان النصارى، حكم له بحكم الكفار ولم يدفن في مقابر المسلمين ولم يصل عليه، وإن كان عليه سيما أهل الإسلام حكم له بحكم المسلمين في الصلاة والدفن، وإن لم يظهر عليه شئ من ذلك فإن كان في مصر من الأمصار التي للمسلمين فهو مسلم، وإن كان في دار الحرب فمحكوم له بحكم الكفر فجعلوا اعتبار سيماه بنفسه أولى منه بموضعه الموجود، فإذا عدمنا سيما حكمنا له بحكم أهل الموضع وكذلك اعتبروا في اللقيط) أحكام القرآن للجصاص.
هذا بالنسبة للميت مجهول الدين ... وأما الحي فالأمر يختلف إذ يمكن التبين من حكمه بالوقف على حاله وسؤاله والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 02:36]ـ
أخي المكرم أبو عبد الرحمن المغربي وفقك الله تعالى: بالسنبة إلى المسألة فهي واضحة جداً .. فهناك فرق كبير بين قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى ومذ هب الخوارج والروافض وهاك الفرق بين الأمرين:
فالإمام أحمد رحمه الله لم يقل أبداً أن الصلاة خلف مستور الحال باطلة ولا تصح كما هو قول الخوارج والروافض .. وإنما استحب الصلاة خلف من يعلم حاله في زمن انتشار البدع ولم يمنع الناس من ترك الصلاة خلف من لا يعرفون حاله .. أما الخوارج والروافض فهم يوجبون على المسلم أن لا يصلي إلا خلف من يعرف حاله ولا يصححون الصلاة خلف مستور الحال ويقولون من صلى خلف من لا يعرف حاله فصلاته باطلة حتى لو كان في زمان أو مكان لا تظهر فيه البدع والفجور ... وهذه هي البدعة الشنيعة التي ذمهم من أجلها السف ... فهل عرفت الأن الفرق بين قول الإمام أحمد رحمه الله ومذهب أهل البدع من الخوارج والروافض في المسألة ... فكيف يستقيم في العقل تشبيه ومقارنة قول إستثنائي للإمام أحمد في حالة مخصوصة وهو مجرد رأي لم يلزم به غيره مع قول الخوارج والروافض الذي جعله أصل يلزمون به أنفسهم والناس ويبطلون به العبادات الشرعية ... فالفرق كبير وواضح جداً.
واقرأ هذه الأقوال لشيخ الإسلام رحمه الله جيداً سوف تعرف الفرق بين الصورتين.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وتجوز الصلاة خلف كل مستور، باتفاق الأئمة الأربعة وسائر أئمة المسلمين، فمن قال: لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن، فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم والله تعالى أعلم) أهـ. مجموع الفتاوى (4/ 331).
وقال أيضا رحمه الله (3/ 175 - 176):
(فالصلاة خلف مستور الحال جائزة باتفاق علماء المسلمين، ومن قال أن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله، فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة .. ) أهـ.
قلت: لاحظ أخي الكريم: الصلاة خلف مستور الحال جائزة بالإتفاق والإمام أحمد رحمه الله لا يخالف في ذلك
ولاحظ أيضاً: أن من جعل أصل عقيدته أنه لا يصلي إلا خلف من يعرف حاله فهو مبتدع مخالف للصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وحاشا الإمام أحمد رحمه الله أن يكون من هؤلاء المبتدعة.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يصلون الجمع والأعياد والجماعات لا يدعون الجمعة والجماعة كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم فإن كان الإمام مستورا لم يظهر منه بدعة ولا فجور صلى خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين ولم يقل أحد من الأئمة إنه لا تجوز الصلاة إلا خلف من علم باطن أمره بل مازال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم المستور ولكن إذا ظهر من المصلى بدعة أو فجور وأمكن الصلاة خلف من يعلم أنه مبتدع أو فاسق مع إمكان الصلاة خلف غيره فأكثر أهل العلم يصححون صلاة المأموم وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وهو أحد القولين في مذهب مالك وأحمد وأما إذا لم يمكن الصلاة إلا خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر وليس هناك جمعة أخرى فهذه تصلى خلف المبتدع والفاجر عند عامة أهل السنة والجماعة وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة أهل السنة بلا خلاف عندهم
وكان بعض الناس إذا كثرت الأهواء يحب أن لا يصلي إلا خلف من يعرفه على سبيل الإستحباب كما نقل ذلك عن أحمد أنه ذكر ذلك لمن سأله ولم يقل أحمد إنه لا تصح إلا خلف من أعرف حاله ولما قدم أبو عمرو عثمان بن مرزوق إلى ديار مصر وكان ملوكها في ذلك الزمان مظهرين للتشيع وكانوا باطنية ملاحدة وكان بسبب ذلك قد كثرت البدع وظهرت بالديار المصرية أمر أصحابه أن لا يصلوا إلا خلف من يعرفونه لأجل ذلك ثم بعد موته فتحها ملوك السنة مثل صلاح الدين وظهرت فيها كلمة السنة المخالفة للرافضة ثم صار العلم والسنة يكثر بها ويظهر
فالصلاة خلف المستور جائزة باتفاق علماء المسلمين ومن قال أن الصلاة محرمة أو باطلة خلف من لا يعرف حاله فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة) إهـ
فهذا النص الأخير يوضح لك الفرق الشاسع بين قول الإمام أحمد رحمه الله وبين مذهب الخوارج في المسألة وفقنا الله وإياك إلى الهدى والصلاح .. والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:12]ـ
أخي الإمام الدهلوي،
جزاك الله خيراً.
هل ترى أن الصلاة خلف "مستور الحال" من بني حنيفة على عهد مسيلمة الملعون جائزة؟ .. وهو لم يُظهر لك إيمانه بمسيلمة ولم يُظهر كفراً؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 04:39]ـ
(الامام الدهلوي)
قولك:" أما الخوارج والروافض فهم يوجبون على المسلم أن لا يصلي إلا خلف من يعرف حاله ولا يصححون الصلاة خلف مستور الحال ويقولون من صلى خلف من لا يعرف حاله فصلاته باطلة حتى لو كان في زمان أو مكان لا تظهر فيه البدع والفجور ... "
لو تكرمت بذكر مرجعك و تذكر لنا من نسب هذا للخوارج قبلك.
ثم أجدني مضطر لتذكيرك بعنوان موضوعك و هو:"ترك الصلاة خلف مستور الحال بدعة أول من أحدثها الخوارج المارقين"
وبعد هذا أعيد تذكيرك بسؤالي مرة أخرى:
الشخص الذي أفتاه الامام أحمد و ترك الصلاة خلف من لا يعرف هل تلبس ببدعة؟
سبق و أن أجبت ب (لا) و قلت أن هذا مخصوص بزمن فشو البدع
جيد
لدينا الآن شخص ترك الصلاة خلف من لا يعرف و لم يكن بذلك خارجياً بل كان بذلك متبعاً لامام من أئمة أهل السنة.
عد و تأمل الآن عنوان موضوعك:"ترك الصلاة خلف مستور الحال بدعة أول من أحدثها الخوارج المارقين".
لا تقل لي أنك لم تفهم بعد
سؤال أخير بعد كل ما تقدم:
شخص آخر وقع على هذه الفتوى في زماننا و ترك الصلاة خلف من لا يعرف لفشو الشرك و الكفر في محيطه فضلاً عن البدع هل سيكون من الخوارج؟
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 06:43]ـ
الأخ المكرم أبو شعيب تقول: (هل ترى أن الصلاة خلف "مستور الحال" من بني حنيفة على عهد مسيلمة الملعون جائزة؟ .. وهو لم يُظهر لك إيمانه بمسيلمة ولم يُظهر كفراً؟) إهـ.
أقول: دعنا الأن من مسألة (بني حنيفة) لأنه لا يصح قياسها على مجتمعاتنا المعاصرة لأسباب كثيرة ... وسوف أنقل لك بالنسبة إلى موضوع التبعية كلام الشيخ الفاضل عبد المجيد الشاذلي حفظه الله في كتابه (البلاغ المبين) ... فانتظر حتى أجهز لك الكلام وأرتبه.
أما إن تغير السؤال وأصبح هل ترى الصلاة خلف مستور الحال ما لم يظهر منه الكفر الصراح .. فالجواب: نعم، الصلاة خلفه صحيحة. والدليل هو أن السلف كانوا يصلون خلف من اتهم بالكفر والإلحاد مثل المختار الثقفي والحجاج بن يوسف الثقفي الذي كفره جهمور أهل العلم كما نقل ذلك النووري رحمه الله تعالى.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يصلون خلف من يعرفون فجوره، كما صلى عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط وقد كان يشرب الخمر، وصلى مرة الصبح أربعاً وجلده عثمان بن عفان رضي الله عنه على ذلك وكان عبد الله بن عمر وغيره من الصحابة يصلون خلف الحجاج بن يوسف وكان الصحابة والتابعون يصلون خلف بن أبي عبيد وكان متهماً بالإلحاد وداعياً إلى الضلال) إهـ الفتاوي (3/ 281).
وقال ابن حزم رحمه الله: ( .. وما امتنع قط أحد الصحابة رضي الله عنهم ولا خيار التابعين من الصلاة خلف كل إمام صلى بهم حتى خلف الحجاج وجيش بن دلجة ونجدة الحروري والمختار وكل متهم بالكفر ... إلى أن قال: فإن كنت لا تستجيز الصلاة خلف من سميت لك فقد خسرت صفقتك) إهـ رسائل ابن حزم (3/ 207).
أقول: إن كان السلف صلوا خلف المختار وهو متهم بالكفر فمن باب أولى صحة الصلاة خلف الإمام الذي تسأل عنه أخي أبو شعيب ما لم يظهر منه الكفر الصراح.
وقد قال ابن قدامة رحمه الله: (إذا صلى خلف من شك في إسلامه أو كونه خنثى فصلاته صحيحة ما لم يبن كفره وكونه خنثى مشكلاً، لأن الظاهر من المصلين الإسلام إذا كان إماماً والظاهر السلامة من كونه خنثى، سيما إذا كان إماماً والظاهر السلامة من كونه خنثى سيما من يؤم الرجال، فإن تبين بعد الصلاة أنه كافر أو خنثى فعليه الإعادة على ما بينا وإن كان الإمام ممن يسلم تارة ويرتد أخرى لم يصل خلفه حتى يعلم على أي دين هو) إهـ المغني (2/ 34).
وواضح جداً أن الصلاة خلف من يُشك في كفره صحيحة، فمن باب أولى أن الصلاة خلف من يُجهل كفره أصح والله أعلم.
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 06:56]ـ
هذا رابط لكتاب "حكم مستور الحال" للشيخ أبو مريم عبد الرحمن المخلف http://www.hotlinkfiles.com/files/1847453_zjmh6/hukmulmastur_032320.doc للإفادة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 07:33]ـ
أخي الكريم،
بيّن لي، جزاك الله خيراً .. لماذا لا يصحّ القياس على بني حنيفة؟ .. اذكر لي وجه الخلاف، وأنا أجادلك فيه، إن شاء الله.
قال الإمام موفّق الدين أبو محمد بن قدامة - رَحِمَهُ الله -: ( .. الأصل أن من كان في دار فهو من أهلها، يثبت له حكمهم، ما لم يقم على خلافه دليل)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, صباحاً 11:02]ـ
الأخ المكرم أبو عبد الرحمن المغربي: لقد سبق أن وضحت في مشاركتي السابقة كثير من النقاط التي طرحتها في كلامك الأخير، ولكن الظاهر أنك لم تركز على فهم كلامي جيداً، لذا سوف أعيد توضيح بعض النقاط حتى تتضح المسألة بشكل أوضح.
فأقول مستعيناً بالله تعالى:
أولاً: تسأل عن مذهب الخوارج والرافضة في المسألة ... وتريد أن تعرف من نسب هذا المذهب إليه من أهل العلم.
فالجواب هو كالآتي:
أما الخوارج فإن من مذهب أنهم يكفرون كل من خالفهم في معتقداتهم حتى اعتبروا ديار مخالفيهم من أهل السنة والجماعة هي ديار كفر وشرك ولذلك قالوا لا تجوز الصلاة إلا خلف من كان على معتقدهم فأوجبوا على اتباعهم أن يمتحنوا الناس في عقائدهم فمن أظهر لهم الموافقة فهو منهم تصح الصلاة خلفه ومن خالفهم فهو كافر يجب البراءة منه ولا تصح الصلاة خلفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول ابن حزم رحمه الله: (إنك رأيت الرجل يصلي خلف الإمام أياماً كثيرة لا يدري مذهبه فأعلم ـ عافنا الله وإياك ـ أن البحث عن مثل هذا أحدثه الخوارج فهي التي كشفت الناس مذاهبهم وامتحنتهم في ذلك وسلك سبيلهم المأمون والمعتصم والواثق مع ابن أبي داؤد وبشر المريسي ومن هنالك) إهـ.
فهذا الإمام ابن حزم رحمه الله يوضح أن أول من أحدث هذه البدعة المنكرة هم الخوارج المارقين
والسبب كما أشرت لك سابقاً أن الخوارج كانوا يكفرون مخالفيهم ويعتبرون دار السنة هي بلاد كفر وشرك.
فهل فهمت الأن مقصود قولي عندما قلت: (أما الخوارج فهم يوجبون على المسلم أن لا يصلي إلا خلف من يعرف حاله ولا يصححون الصلاة خلف مستور الحال ويقولن من صلى خلف من لا يعرف حاله فصلاته باطلة حتى لو كان في زمان أو مكان لا تظهر فيه البدع والفجور) إهـ.
فالمقصود من هذه العبارة أنهم لا يصححون الصلاة إلا خلف من يقول بمقالاتهم لأن المخالف لهم كافر ودار السنة عندهم بلاد كفر وشرك.
وأما الروافض فهم على نهج أسلافهم من الخوارج المبتدعة.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومن أنكر مذهب الروافض وهو لا يصلي الجمعة والجماعة، بل يكفر المسلمين فقد وقع في مثل مذهب الروافض، فإن من أعظم ما أنكره أهل السنة عليهم تركهم الجمعة والجماعة وتكفير الجمهور) إهـ الفتاوى.
فإن الرافضة كما تعلم يكفرون مخالفيهم من أهل السنة والجماعة ويعتبرون بلاد السنة هي دار كفر ... ولذلك هم لا يجوزن الصلاة إلا خلف من كان رافضي مثلهم .. فمنعوا الصلاة خلف مستور الحال وأوجبوا الوقوف على باطن حاله .. فإن وافقهم في رفضهم فهو منهم تصح الصلاة خلفهم وإن خالفهم فهو كافر لا تجوز الصلاة خلفه.
وأما تركهم صلاة الجمعة والجماعات مع المسلمين ذلك لأن هذه العبادات لا تصح إلا خلف الإمام الوصي المعصوم الظاهر بزعهم، وهذا الإمام الوصي قد اختفى في السرداب وليس للأمة إمام، فتترك الجمعة والجماعات والأعياد حتى يظهر الإمام، فهذه العبادات مرتبطة عندهم بوجود الإمام المعصوم كسائل العبادات عندهم، لذلك فصلاة الجمعة عند الرافضة إنما استحبها بعض أئمتهم وقال بعضهم تصلى من أجل المصلحة حتى يجتمع الناس فقط ولا يعبرونها فرض عين كما يفعل أهل السنة والجماعة ... إن شاء الله يكون المعنى مفهوم هذه المرة؟!.
ثانيا: تسأل عن فتوى الإمام أحمد رحمه الله وتقول أن الشخص الذي أفتاه الإمام أحمد وترك الصلاة خلف من لا يعرف هل تلبس ببدعة؟
والجواب: سبق أن نقلت لك كلام شيخ الإسلام رحمه الله الذي يقول فيه: أن قول الإمام أحمد رحمه الله محمول على وجه الإستحباب ولم يقل أن الصلاة لا تصح إلا خلف من أعرف حاله كما هو صريح مذهب الخوارج والرافضة.
ثم عندما رجعت إلى المسألة وتأملت فيها جيداً وجدت أن الإمام أحمد رحمه الله عنده أكثر من رواية وله تفصيل في المسألة، فإن الإمام أحمد رحمه الله عندما منع من الصلاة خلف أئمة الجهمية كان بسبب أنه يكفرهم بأعيانهم لأنه قد رأى أن الحجة قد بلغتهم ولم يبقى لهم عذر.
يقول الشيخ عمر الحدوشي: (وللإمام أحمد مذهبان في المسألة: مذهب متقدم، ومذهب متأخر، فالمذهب المتقدم كان لا يكفر من قال: بخلق القرآن قال: لم أكن أكفرهم. فلما قرأت شيئاً من كتاب الله ـ وذكر بعض الآيات ـ فقال: ولكني الآن أكفرهم) .. قال ابن تيمية: (إن الإمام أحمد كان يكفر القائل بخلق القرآن ثم كان يصلي وراء بعضهم).
وهذا الكلام لا يصح على إطلاقه، لأنه قد تبين أن الإمام أحمد قد اعتذر من الصلاة وراء هؤلاء القوم، سئل عن القائل بأن القرآن مخلوق، فقال: هو كافر، قيل له: يقول به الكرابيسي فقال: هو كافر، فقالوا له: فلان يقول به، قال: هو كافر، يكفر عينهم، فقالوا: نصلي وراءهم؟ قال: لقد كنت متساهلاً. لا تصلوا وراءهم، قالوا: نصلي وراء الرافضة، قال: لا، قالوا: فالمرجئة، قال: هم خبثاء)
وقد وجدت شيئاً من هذا القول: عند ابن تيمية نفسه في كتابه " درء تعارض العقل والنقل " حيث قال: (لقد تبين للإمام أحمد أن النافين لصفات الله مآل أمرهم إلى التعطيل)
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن الأمر صار يتضح أكثر في ذهن الإمام أحمد حتى صار يرى أن الحجة قد بلغت الناس، وقد سئل عمن قال: بأن القرآن مخلوق، هل يكفر، قال: نعم، قالوا: أنقتله؟ قال: بعد الإستتابة) إهـ نقلاً عن كتاب حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق لصاحبه الشيخ عمر الحدوشي.
وبناءً على ما سبق يكون مقصود الإمام أحمد رحمه الله من قوله في الرواية التي ذكرها أبو يعلى في طبقاته حيث قال: (سئل الأمام أحمد:أمُر في الطريق فأسمع الإقامة ترى أن أصلي؟ فقال: قد كنت أُسهل، فأما إذا كثرت البدع فلا تصل إلا خلف من تعرف) إهـ المصدر السابق.
فقوله: كنت أُسهل أي أنه لم يكن يحكم على أؤلئك الأئمة بالكفر حتى إذا بلغت الحجة صار يكفرهم بأعيانهم ويمنع الصلاة خلفهم لأنهم كفار كما نقل الشيخ الخدوشي أحد رواية تدل على هذا المعنى في كلامه السابق فراجعه.
و قدسئل الإمام أحمد: (أتصلي خلف الرافضي، قال: لا، قيل: والقدري، قال: لا، قيل: والمعتزلي، قال: لا، قيل له: إنك كنت تصلي خلف من يقول: بخلق القرآن؟ فقال: كنت متأولاً فتراجعت عن الصلاة خلفهم) إهـ. المصدر السابق
قلت: ويكون هذا التأويل هو سبب تساهل الإمام أحمد رحمه الله في شأنهم أول الأمر حتى إذا أتضح له كفرهم بأعيانهم منع من الصلاة خلفهم لأن الذي كان يتقلد الإمامة لابد أن يكون جهمياً يوافقهم على مقالاتهم الكفرية لأنه يمتحن في عقيدته فإن لم يظهر الموافقة يُعزل، حتى أنهم كانوا لا يعقدون لرجل على امرأة إلا إذا أقر هم على مذهبهم فكيف بالإمامة .. كما كان الحال في دولة العبيديين حيث كانوا يفرضون على الإئمة والخطباء لعن الصحابة على المنابر.
وبهذا يمكن الجمع بين نصوص الإمام أحمد رحمه الله في المسألة وتُفهم على هذا التفصيل .. وهذا مجرد محاولة لتأصيل المسألة والله أعلم فقد يكون صواب وقد يكون خطأ.
وأما قولك: (لدينا الآن شخص ترك الصلاة خلف من لا يعرف ولم يكن بذلك خارجياً بل كان بذلك متبعاً لإمام من أئمة أهل السنة.) إهـ.
الجواب: سبق أن وضحت لك رأي في المسألة فراجعه.
وأما قولك: (شخص آخر وقع على هذه الفتوى في زماننا وترك الصلاة خلف من لا يعرف لفشو الشرك والكفر في محيطه فضلاً عن البدع هل سيكون من الخوارج؟) إهـ.
جوابه: سبق وأن وضحت لك رأي في المسألة فراجعه.
وهذا رواية للإمام أحمد رحمه الله لعلها تفيدك في حكم المسألة.
يقول عبد الله بن الإمام أحمد: (حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: لو أن خمسين يؤمون الناس يوم الجمعة لا يقولون: القرآن مخلوق، يأمر بعضهم بعضاً بالإمامة إلا أن الرأس الذي يأمرهم يقول: هذا، رأيت الإعادة، لأن الجمعة إنما تثبت بالرأس فأخبرت أبي بقول أبي عبيد فقال: هذا يضيق على الناس إذا كان الذي يصلي بنا لا يقول بشئ من هذا صليت خلفه فإذا كان يصلي بنا يقول بشئ من هذا القول أعدت الصلاة خلفه) إهـ نقلاً من كتاب حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق.
فأنت ترى أن الإمام أحمد قد خالف أبي عبيد في قوله ورأي أن الصلاة خلف الإمام مستور الحال تجوز رغم فشور القول بخلق القرآن في ذلك الوقت.
وقد كان المرازقة وهم طائفة من المتصوفة أتباع أبو عمرو عثمان بن مرزوق رحمه الله لا يرون الصلاة إلا خلف من يعرفون حاله لما كانوا في الديار المصرية أيام بني عبيد الباطية الكفرة بسبب فشو الكفر والزندقة في تلك الديار والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 07:07]ـ
(الامام الدهلوي)
كأنك تظن أني أريد فهم مسألة الصلاة خلف "مستور الحال" و ماهو الصواب فيها و ماهو الخطأ ... وكيف نفهم أقوال العلماء في المسألة ... كل هذا مايهمني الآن فلا تتعب نفسك بالكلام فيما لم أطلبه منك و لا تلصق كلام العلماء في المسألة فهذا ليس موضوعنا.
أما قولك:
"وأما قولك: (لدينا الآن شخص ترك الصلاة خلف من لا يعرف ولم يكن بذلك خارجياً بل كان بذلك متبعاً لإمام من أئمة أهل السنة.) إهـ.
الجواب: سبق أن وضحت لك رأي في المسألة فراجعه.
وأما قولك: (شخص آخر وقع على هذه الفتوى في زماننا وترك الصلاة خلف من لا يعرف لفشو الشرك والكفر في محيطه فضلاً عن البدع هل سيكون من الخوارج؟) إهـ.
جوابه: سبق وأن وضحت لك رأي في المسألة فراجعه.
لو تعيد لي جوابك فأنا لم أره فأعذرني
و تذكر أني أطالبك بحكم المفتي و المستفتي و هل قالوا أو عملوا عمل الخوارج
أرجوك لا تنقل لي أقوال العلماء ... و لا شرحك لها .. و لا كم قولاً لفلان فيها ... فليس ذلك مما أريده
هناك مفتي و مستفتي هل تراهما أو أحدهما على مذهب الخوارج؟
هذا فقط لا غير
وفقك الله.
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 07:15]ـ
للمتابعة
ـ[أبو طلحة الثاني]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 07:16]ـ
للمتابعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 08:21]ـ
الأخ المكرم أبو عبد الرحمن وقفنا الله وإياه لما يحب ويرضاه .. نحمد الله أنك الأن أصبحت تفهم كلامي شيئاً فشيئاً .. فلم تسأل في سؤالك الأخير عن مذهب الخوارج والرافضة في المسألة لعل الأمر أتضح لك ... ولم يبقى عندك أشكال إلا في فهم الرواية التي نقلتها عن الإمام أبو يعلى في طبقاته ... والجواب على هذا الأشكال سهل إن كنت تريد أن تفهم أصلاً لأنك تقول لا يهمني فهم أقوال العلماء وهذا معضلة ولكن هذا شانك الخاص .. ولكني أذكرك أنه لا داعي إلى العبارات غير جيدة فبدل عبارة تلصيق كان يمكن أن تستعمل عبارة تنقل ... فأنا نقلت العلم ولم ألصق .. فهذا أحسن حتى نحافظ على أداب الحوار.
وأما الجواب على سؤالك الذ ي تقول فيه: (لدينا الآن شخص ترك الصلاة خلف من لا يعرف ولم يكن بذلك خارجياً بل كان بذلك متبعاً لإمام من أئمة أهل السنة.) إهـ
وقولك: (شخص آخر وقع على هذه الفتوى في زماننا وترك الصلاة خلف من لا يعرف لفشو الشرك والكفر في محيطه فضلاً عن البدع هل سيكون من الخوارج؟) إهـ
فالجواب: أن هذا سؤال غير مستقيم وهو مبني على فهم خاطئ لكلام الإمام أحمد رحمه الله، فإن الإمام رحمه الله لم يمنع من الصلاة خلف الإمام مسستور الحال وهذا نص الرواية تثبت ذلك كما نقلتها سابقاً.
يقول عبد الله بن الإمام أحمد: (حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول: لو أن خمسين يؤمون الناس يوم الجمعة لا يقولون: القرآن مخلوق، يأمر بعضهم بعضاً بالإمامة إلا أن الرأس الذي يأمرهم يقول: هذا، رأيت الإعادة، لأن الجمعة إنما تثبت بالرأس فأخبرت أبي بقول أبي عبيد فقال: هذا يضيق على الناس إذا كان الذي يصلي بنا لا يقول بشئ من هذا صليت خلفه فإذا كان يصلي بنا يقول بشئ من هذا القول أعدت الصلاة خلفه) إهـ نقلاً من كتاب حكم الصلاة خلف المبتدع والفاسق.
فأنت ترى أن الإمام أحمد قد خالف أبي عبيد في قوله .. ورأي أن الصلاة خلف الإمام مستور الحال تجوز رغم فشور القول بخلق القرآن في ذلك الوقت.
وأما رواية أبو يعلى رحمه الله فقد شرحت لك بأن الإمام أحمد قد كان يرى التسهيل ثم المنع لأنه لم يكن يكفرهم في أول الامر بسبب التأويل كما حكاه عن نفسه ثم لما رأي أن الحجة قد بلغت ولا عذر لعم أمر أن لا يصلى خلفهم لأنه كان قد كفرهم والصلاة خلف الكافر لا تجوز ... فهو يقصد الإمام الكافر وليس مستور الحال وهذا هو الفرق بين فهمك للرواية وفهمي الذي أتضح لي بعد النظر في أكثر من رواية:
فقد سئل الإمام أحمد رحمه الله: (أتصلي خلف الرافضي، قال: لا، قيل: والقدري، قال: لا، قيل: والمعتزلي، قال: لا، قيل له: إنك كنت تصلي خلف من يقول: بخلق القرآن؟ فقال: كنت متأولاً فتراجعت عن الصلاة خلفهم) إهـ.
فهو تعذر في أول الأمر بالتأويل وأنه لم يكن يكفرهم بأعيانهم.
وسئل الإمام أحمد عن القائل بأن القرآن مخلوق، فقال: هو كافر، قيل له: يقول به الكرابيسي فقال: هو كافر، فقالوا له: فلان يقول به، قال: هو كافر، يكفر عينهم، فقالوا: نصلي وراءهم؟ قال: لقد كنت متساهلاً. لا تصلوا وراءهم، قالوا: نصلي وراء الرافضة، قال: لا، قالوا: فالمرجئة، قال: هم خبثاء) إهـ.
فالتسهيل الذي قصده الإمام أحمد رحمه الله في أول الأمر هو عدم تكفيرهم لأنه كان متأولاً ثم لما رأي أن الحجة قد بلغتهم كفرهم ومنع الصلاة خلفهم لأنهم كفار وليس لأنه يجهل حالهم فلا يصلي خلفهم كما تفهم أنت من الرواية.
لأن الإمام أحمد قد خالف أبو عبيد ورأي أن الصلاة خلف الإمام مستور الحال تجوز ما لم يظهر الكفر كما سبق نقله
فأنا أفهم المسألة بجمع أطراف النصوص لا بتقطيعها وأخذ ما أهوى والأعراض عن ما يعارض الهوى والعياذ بالله
وعليه فإني أرى أن سؤالك من أساسه خطأ والإستدلال برواية الإمام احمد رحمه الله هو أيضاً خطأ بسبب سؤء فهملك لها والله أعلم ... هذا ما عندي في المسألة ويمكن أن تسأل باقي الأخوة إن كنت تريد أن تفهم والله أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 08:42]ـ
الإمام الدهلوي،
بارك الله فيك .. لو أنك تذكر لنا مصدر هذه الروايات عن الإمام أحمد التي تفضّلت بها، زيادة في التوثيق
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 08:59]ـ
أخي المكرم أبو شعيب كل هذه الروايات نقلتها من كتاب (حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع والفاسق) للشيخ عمر الحدوشي
وهو قد ذكر في كتابه مصدر هذه الروايات تفضل هذا رابط الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103066&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%D5% E1%C7%C9+%CE%E1%DD
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 11:39]ـ
(الامام الدهلوي)
أشكرك على إجاباتك الدقيقة و المفصلة على كل أسئلتي (وكان هذا عين ماطلبته منك)
رغم أن أسئلتي كانت خطأ و مع ذلك أجبت بكل دقة فالله درك
واعذرني على كلمة "اللصق" فلجهلي لم أعلم أنها لفظة بذيئة تنقص من قدرك و كل هذا من قلة أدبي
و لم أنتبه أنك نقلت دون لصق فأعذرني لكل هذا.
و آخر الاعتذارات هو اعتذاري عن كل تعليق علقته على مشاركاتك
فهذا أمر لن يتكرر مرة أخرى بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 12:17]ـ
الأخ المكرم أبو عبد الرحمن المغربي لا بأس فالرجوع إلى الحق فضيلة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 03:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل الإمام الدهلوي، هل ثبت أن الإمام أحمد ترك الجمعة و الجماعة مدة من الزمن و أنه كان يقول لمن زاره و أخبره بحلول وقت الجماعة:" نحن في جماعة "؟ و إن ثبت فما توجيهك له؟ ألتكفيره أعيان الجهمية و معرفته بحال أءمة المساجد في وقته؟
أرجو الإفادة ...
و هل ثبت عن أحد الأءمة في عهد العبيدين أنه كان يوصي طلابه إذا أتوا مصر ألا يصلوا إلا خلف من يعرفون؟ وإذا ثبت فما توجيهك له؟
و جزاك الله خيرا(/)
مرض القلوب، ومرض الأبدان
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 03:32]ـ
المرض: نوعان: مرض القلوب، ومرض الأبدان
وهما مذكوران في القرآن.
ومرض القلوب: نوعان: مرض شبهة وشك، ومرض شهوة وغي
وكلاهما في القرآن. قال تعالى في مرض الشبهة: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا} [البقرة: 110]. وقال تعالى: {وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا} [المدثر: 31]. وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة، فأبى وأعرض: {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون} [النور: 48: 49]
فهذا مرض الشبهات والشكوك.
وأما مرض الشهوات، فقال تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض} [الأحزاب: 32]. فهذا مرض شهوة الزنى، والله أعلم.
فصل: وأما مرض الأبدان
فقال تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} [النور: 61]، وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع يبين لك عظمة القرآن، والإستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه، وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة: حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي، واستفراغ المواد الفاسدة، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة.
فقال في آية الصوم: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة: 184]، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض، وللمسافر طلبًا لحفظ صحته وقوته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة، وما يوجبه من التحليل، وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل، فتخور القوة، وتضعف، فأباح للمسافر الفطر حفظًا لصحته وقوته عما يضعفها.
وقال في آية الحج: {فمن كان منكم مريضًا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} [البقرة: 196]، فأباح للمريض، ومن به أذى من رأسه، من قمل، أو حكة، أو غيرهما، أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغًا لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر، فإذا حلق رأسه، تفتحت المسام، فخرجت تلك الأبخرة منها، فهذا الإستفراغ يقاس عليه كل استفراغ يؤذي انحباسه.
والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة: الدم إذا هاج، والمني إذا تبيغ، والبول، والغائط، والريح، والقيء، والعطاس، والنوم، والجوع، والعطش. وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه.
وقد نبه سبحانه باستفراغ أدناها، وهو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه، كما هي طريقة القرآن التنبيه بالأدنى على الأعلى.
وأما الحمية: فقال تعالى في آية الوضوء: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} [النساء: 43]، فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، وهذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج، فقد أرشد ـ سبحانه ـ عباده إلى أصول الطب ومجامع قواعده، ونحن نذكر هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك، ونبين أن هديه فيه أكمل هدي.
فأما طب القلوب، فمسلم إلى الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم وعلى أيديهم، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربها، وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا صحة لها ولا حياة البتة إلا بذلك، ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل، وما يظن من حصول صحة القلب بدون اتباعهم، فغلط ممن يظن ذلك، وإنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية، وصحتها وقوتها، وحياة قلبه وصحته، وقوته عن ذلك بمعزل، ومن لم يميز بين هذا وهذا، فليبك على حياة قلبه، فإنه من الأموات، وعلى نوره، فإنه منغمس في بحار الظلمات.
فصل: وأما طب الأبدان: فإنه نوعان
نوع قد فطر الله عليه الحيوان ناطقه وبهيمه، فهذا لا يحتاج فيه إلى معالجة طبيب، كطب الجوع، والعطش، والبرد، والتعب بأضدادها وما يزيلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: ما يحتاج إلى فكر وتأمل، كدفع الأمراض المتشابهة الحادثة في المزاج، بحيث يخرج بها عن الاعتدال، إما إلى حرارة، أو برودة، أو يبوسة، أو رطوبة، أو ما يتركب من اثنين منها، وهي نوعان: إما مادية، وإما كيفية، أعني إما أن يكون بانصباب مادة، أو بحدوث كيفية، والفرق بينهما أن أمراض الكيفية تكون بعد زوال المواد التي أوجبتها، فتزول موادها، ويبقى أثرها كيفية في المزاج.
وأمراض المادة أسبابها معها تمدها، وإذا كان سبب المرض معه، فالنظر في السبب ينبغي أن يقع أولًا، ثم في المرض ثانيًا، ثم في الدواء ثالثًا. أو الأمراض الآلية وهي التي تخرج العضو عن هيئته، إما في شكل، أو تجويف، أو مجرى، أو خشونة، أو ملاسة، أو عدد، أو عظم، أو وضع، فإن هذه الأعضاء إذا تألفت وكان منها البدن سمي تألفها اتصالًا، والخروج عن الاعتدال فيه يسمى تفرق الإتصال، أو الأمراض العامة التي تعم المتشابهة والآلية.
والأمراض المتشابهة: هي التي يخرج بها المزاج عن الاعتدال، وهذا الخروج يسمى مرضًا بعد أن يضر بالفعل إضرارًا محسوسًا.
وهي على ثمانية أضرب: أربعة بسيطة، وأربعة مركبة، فالبسيطة: البارد، والحار، والرطب، واليابس، والمركبة: الحار الرطب، والحار اليابس، والبارد الرطب، والبارد اليابس، وهي إما أن تكون بانصباب مادة، أو بغير انصباب مادة، وإن لم يضر المرض بالفعل يسمى خروجًا عن الاعتدال صحة.
وللبدن ثلاثة أحوال: حال طبيعية، وحال خارجة عن الطبيعية، وحال متوسطة بين الأمرين. فالأولى: بها يكون البدن صحيحًا، والثانية: بها يكون مريضًا. والحال الثالثة: هي متوسطة بين الحالتين، فإن الضد لا ينتقل إلى ضده إلا بمتوسط، وسبب خروج البدن عن طبيعته، إما من داخله، لأنه مركب من الحار والبارد، والرطب واليابس، وإما من خارج، فلأن ما يلقاه قد يكون موافقًا، وقد يكون غير موافق، والضرر الذي يلحق الإنسان قد يكون من سوء المزاج بخروجه عن الاعتدال، وقد يكون من فساد في العضو، وقد يكون من ضعف في القوى، أو الأرواح الحاملة لها، ويرجع ذلك إلى زيادة ما الاعتدال في عدم زيادته، أو نقصان ما الاعتدال في عدم نقصانه، أو تفرق ما الاعتدال في اتصاله، أو اتصال ما الاعتدال في تفرقه، أو امتداد ما الاعتدال في انقباضه، أو خروج ذي وضع وشكل عن وضعه وشكله بحيث يخرجه عن اعتداله.
فالطبيب: هو الذي يفرق ما يضر بالإنسان جمعه، أو يجمع فيه ما يضره تفرقه، أو ينقص منه ما يضره زيادته، أو يزيد فيه ما يضره نقصه، فيجلب الصحة المفقودة، أو يحفظها بالشكل والشبه، ويدفع العلة الموجودة بالضد والنقيض، ويخرجها، أو يدفعها بما يمنع من حصولها بالحمية، وسترى هذا كله في هدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شافيًا كافيًا بحول الله وقوته، وفضله ومعونته.
الطب النبوي .. من كلام أبن القيم الجوزي ..(/)
وهذا لقاء آخر مع علامة طنجة وشيخها هدية مني لرواد المنتدى
ـ[أبو عبيدة الأثري]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 06:57]ـ
السلام عليكم
وهذا لقاء آخر مع علامة طنجة وشيخها محمد الجردي حفظه الله أجراه معه أخوكم أبو عبيدة الناظوري هدية مني لرواد المنتدى
وأرجو من الأخ خالد أن ينزله بصيغة أخرى كما فعل بلقاء الشيخ بوخبزة
الرابط:
http://rapidshare.com/files/128132872/__1604___1602___1575___1569___ _1575___1604___1588___1610___1 582____1575___1604___1580___15 85___1583_.html(/)
دخلت على أبي عبد الله في منزله ما لا أحصيه
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 01:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذه الكلمة في أكثر من موضع منسوبة إلى الإمام أبي داود، فهل يتكرم أحد الإخوان بتوثيقها؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 08:22]ـ
للرفع والتذكير، رفع الله قدركم.(/)
نصيحة الشيخ صالح آل الشيخ لمن ينسي العلم
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 06:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نصيحة الشيخ صالح آل الشيخ لمن ينسي العلم
{الصوت من هنا ( http://ia341016.us.archive.org/3/items/sale7al-shikh_771/nasiha.mp3) }
المقدم: أحسن الله إليكم ورفع درجاتكم ونفعنا بعلمكم.
فضيلة الشيخ أنا لي رغبة في طلبة العلم وإفادة غيري؛ ولكن مشكلتي أني إذا سمعت العلم أنساه ولا يبقى في ذاكرتي منه شيء، وبماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرا.
ج/ الحمد لله وبعد: الناس يتفاوتون في طلب العلم، ليس كل من طلب العلم صار حافظا لكل ما يسمع؛ لكن سيحفظ شيئا، والعلم يؤخذ شيئا فشيئا، فإذا كرر حفظ، وأنا أوصيه بأن يجتهد في حفظ القرآن؛ لأن الحفظ غريزة، وبالحفظ وتكرار الحفظ تزداد، وتقوى ومن جرب وجد أن حفظ القرآن به يبدأ الطريق في انفتاح الحافظة، السائل إذا كان أنه لم يحفظ القرآن، فليجتهد في حفظ القرآن.
لذلك كان جمع من أهل العلم يعني في الزمن القديم لما كان طالب العلم يأتي للمسجد ويلازم المشايخ في كل اليوم، إذا أتى يريد العلم وهو لم يحفظ القرآن قالوا لا احفظ القرآن أولا ثم إيتِ؛ لأن حفظ القرآن يفتق الحافظة.
لهذا من حفظ، جرب حفظ القرآن يجد مثلا أن أول عشرة أجزاء تجد يجلس في الثمن ساعة يحفظ فيه يحفظه، ثم يحتاج إلى تكرار؛ لكن بعد ذلك في العشرين جزء الثانية يسهل يسهل حتى ربما حفظ ثلاثة أثمان أربع نصف جزء في جلسة بين المغرب والعشاء أو بعد الفجر، وهذا واقع.
فإن الحافظة مع ممارستها واستعمالها تزيد، لذلك أوصيه بحفظ القرآن والاجتهاد في اعلم فإن العلم يزداد بإذن اله تعالى، والحفظ يأتي إن شاء الله تعالى.(/)
طلب مساعدة في نسبة هذا الكلام للسيوطي -رحمه الله-
ـ[حسين الجزائري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني بارك الله فيكم:
ذكر الشيخ العلامة صالح بن العثيمين في شرحه للواسطية كلاما نسبه لتفسير الجلالين هو: "وخص العقل ذاته، فليس عليها بقادر" في تفسير آخر سورة المائدة.
و لم أجدها في تفسير الجلالين الذي عندي: «طبعة دار ابن كثير».
لو أحد منكم ينظر لعل اختلاف النسخ هو السبب، أو هي في مؤلف آخر للسيوطي.
وهذا من ورائه فائدة إن شاء الله تبارك وتعالى.
بارك الله فيمن أعان وأفاد.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 09:59]ـ
{لله ملك السماوات والأرض} خزائن المطر والنبات والرزق وغيرها {وما فيهن} أتى بما تغليبا لغير العاقل {وهو على كل شيء قدير} ومنه إثابة الصادق وتعذيب الكاذب وخص العقل ذاته فليس عليها بقادر. اهـ
تفسير الجلالين (1/ 161) ط. دار الحديث
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 10:05]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
غفرالله للسيوطي
قالها في تفسير آخر آية من سورة المائدة آية 120
وهي موجودة وأنا أقرأها الآن في تفسير الجلالين، طبعة مركز فجر , ص 269.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 10:07]ـ
عفوا أخي أبي جهاد لم أر جوابك إلا بعد ما كتبت مشاركتي، وجوابك أحق وأولى.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 10:16]ـ
خيرا يكن لكمو في الخير خيران.
نفع الله بك.
ـ[حسين الجزائري]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 01:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، نفع بكم.(/)
(علاج الوسوسة في الإيمان) , الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 12:36]ـ
علاج الوسوسة في الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله، وَلْيَنْتَهِ"1.
وفي لفظ "فليقل: آمنت بالله ورسله"2 متفق عليه. وفي لفظ "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولون: من خلق الله؟ "3.
يقول العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله:
احتوى هذا الحديث على أنه لا بد أن يلقي الشيطان هذا الإيراد الباطل: إما وسوسة محضة4، أو على لسان شياطين الإنس وملاحدتهم.
وقد وقع كما أخبر، فإن الأمرين وقعا، لا يزال الشيطان يدفع إلى قلوب من ليست لهم بصيرة هذا السؤال الباطل، ولا يزال أهل الإلحاد يلقون هذه الشبهة التي هي أبطل الشبه، ويتكلمون عن العلل وعن مواد العلم بكلام سخيف معروف.
وقد أرشد النبي صلّى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم إلى دفع هذا السؤال بأمور ثلاثة: بالانتهاء، والتعوذ من الشيطان، وبالإيمان.
أما الانتهاء – وهو الأمر الأول: فإن الله تعالى جعل للأفكار والعقول حداً تنتهي إليه، ولا تتجاوزه. ويستحيل لو حاولت مجاوزته أن تستطيع، لأنه محال، ومحاولة المحال من الباطل والسفه، ومن أمحل المحال التسلسل في المؤثرين والفاعلين. فإن المخلوقات لها ابتداء، ولها انتهاء. وقد تتسلسل في كثير من أمورها حتى تنتهي إلى الله الذي أوجدها وأوجد ما فيها من الصفات والمواد والعناصر {وَأَنَّ إلى رَبِّكَ المُنْتَهَى} [النجم:42] , فإذا وصلت العقول إلى الله تعالى وقفت وانتهت، فإنه الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء.
فأوّليته تعالى لا مبتدأ لها مهما فرضت الأزمان والأحوال.
وهو الذي أوجد الأزمان والأحوال والعقول التي هي بعض قوى الإنسان. فكيف يحاول العقل أن يتشبث في إيراد هذا السؤال الباطل.
فالفرض عليه المحتم في هذه الحال: الوقوف، والانتهاء.
الأمر الثاني: التعوذ بالله من الشيطان.
فإن هذا من وساوسه وإلقائه في القلوب؛ ليشكك الناس في الإيمان بربهم.
فعلى العبد إذا وجد ذلك: أن يستعيذ بالله منه، فمن تعوذ بالله بصدق وقوة أعاذه الله وطرد عنه الشيطان، واضمحلت وساوسه الباطلة.
الأمر الثالث: أن يدفعه بما يضاده من الإيمان بالله ورسله، فإن الله ورسله أخبروا بأنه تعالى الأول الذي ليس قبله شيء، وأنه تعالى المتفرد بالوحدانية، وبالخلق والإيجاد للموجودات السابقة واللاحقة.
فهذا الإيمان الصحيح الصادق اليقيني يدفع جميع ما يضاده من الشبه المنافية له، فإن الحق يدفع الباطل. والشكوك لا تعارض اليقين.
فهذه الأمور الثلاثة التي ذكرها النبي صلّى الله عليه وسلم تبطل هذه الشبه التي لا تزال على ألسنة الملاحدة، يلقونها بعبارات متنوعة.
فأمر بالانتهاء الذي يبطل التسلسل الباطل، وبالتعوذ من الشيطان الذي هو الملقي لهذه الشبهة، وبالإيمان الصحيح الذي يدفع كل ما يضاده من الباطل.
والحمد لله فبالانتهاء: قطع الشر مباشرة.
وبالاستعاذة: قطع السبب الداعي إلى الشر.
وبالإيمان اللجأ والاعتصام بالاعتقاد الصحيح اليقيني الذي يدفع كل معارض.
وهذه الأمور الثلاثة هي جماع الأسباب الدافعة لكل شبهة تعارض الإيمان. فينبغي العناية بها في كل ما عرض للإيمان من شبهة واشتباه يدفعه العبد مباشرة بالبراهين الدالة على إبطاله، وبإثبات ضده وهو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، وبالتعوذ بالله من الشيطان الذي يدفع إلى القلوب فتن الشبهات، وفتن الشهوات، ليزلزل إيمانهم، ويوقعهم بأنواع المعاصي.
فبالصبر واليقين: ينال العبد السلامة من فتن الشهوات، ومن فتن الشبهات.
والله هو الموفق الحافظ.
ص 27 - 28 - من كتاب (بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار) الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1 أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: 3276, ومسلم في "صحيحه" رقم: 134 بعد 214.
2 أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 134 بعد 214.
3 أخرجه: مسلم في "صحيحه" رقم: 130 بعد 215, وأبو عوانة في "مسنده" 1/ 82.
4 في المطبوع: "محصنة"!!
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 01:51]ـ
بارك الله فيك في هذه الإفادة الطيبة ورحم العالم الجليل السعدي و جميع المسلمين.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 10:01]ـ
بارك الله فيك في هذه الإفادة الطيبة ورحم العالم الجليل السعدي و جميع المسلمين.
وفيك بارك الله نشكر مروركم أخي الكريم.(/)
مفاهيم جوهرية غائبة ...... فكرا أو قلبا؟! ـــــ من كلام الإمامين القيمين؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Jul-2008, صباحاً 02:59]ـ
إخوتي و أساتذتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه قبسات هي معالم منيرة لدرب المسلم المظلمة اليوم ... اقتبستها لكم من كلام الإمامين الجليلين ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله تعالى ...
أبدؤها بواحدة فقط .. ! فقد أضناني السهر اليوم , أستميحكم العذر.:)
1 -
" اليقين من الإيمان كالروح من الجسد .... و به تفاضل العارفون , و فيه تنافس المتنافسون , و إليه شمر العاملون , و عمل القوم إنما كان عليه , و إشارتهم كلها إليه."!
ـ ابن القيم ـ
.........
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 01:28]ـ
ما أطيب اليقين و ما ألذه ..... و لكن!؟
ما أسرع ذبوله!؟
فكيف ....
كيف ... ؟
كيف نبدأ رحلة اليقين؟!
.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 11:32]ـ
ما أطيب اليقين و ما ألذه ..... و لكن!؟
ما أسرع ذبوله!؟
فكيف ....
كيف ... ؟
كيف نبدأ رحلة اليقين؟!
.
ما زلت أسأل كيف .... هنا وهناك ... و لا أحد من إخوتي هؤلاء يجيبني؟:):):)
اللهم اغفر لهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 01:43]ـ
ما زلت أسأل كيف .... هنا وهناك ... و لا أحد من إخوتي هؤلاء يجيبني؟:):):)
اللهم اغفر لهم.
ما زلت!
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 02:10]ـ
" ... فأول منازل العبودية اليقظة وهي انزعاج القلب لروعة الإنتباه من رقدة الغافلين ولله ما أنفع هذه الروعة وما أعظم قدرها وخطرها وما أشد إعانتها على السلوك فمن أحس بها فقد أحس والله بالفلاح وإلا فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه شمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سبى منها ..... "
ابن القيم
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 - Sep-2008, صباحاً 08:00]ـ
" ... فأول منازل العبودية اليقظة وهي انزعاج القلب لروعة الإنتباه من رقدة الغافلين ولله ما أنفع هذه الروعة وما أعظم قدرها وخطرها وما أشد إعانتها على السلوك فمن أحس بها فقد أحس والله بالفلاح وإلا فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه شمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سبى منها ..... "
ابن القيم
ترى؟
هل نحن مستيقظون؟
و هل اليقظة درجات؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: كيف استطعت القيام بكل تلك الأعمال؟
فأجاب:
" إذا كانت الروح تعمل فالجوارح لا تكل!!! "
و هل تعمل إلا الروح التي أبصرت و استيقظت و استشرفت فاستعظمت؟!!
...
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 10:32]ـ
كنت سأنتقل لمفهوم آخر .. و لكنني رأيت أن الوقوف هنا ثانية أنفع!!!
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 08:30]ـ
يرفع لدفع من توقف عن النفع ... و ليرى مقدار جموده من لا يريد القاء السمع:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 - Nov-2008, صباحاً 04:30]ـ
فلله در صاحب الإمتاع و المؤانسة .... الحبيب و النافع في المجالسة ... أستاذنا ابن الرومية الذي لا يحب في معالي الدنيا المنافسة .. !
اللهم أمتعنا به و بارك عليه و فيه .... و في هذا المجلس المبارك كله ... حتى إخواننا الذين بغوا علينا!!:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 09:23]ـ
فإذا انتبه شمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سبى منها
فحي على جنات عدن فإنها .... منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى .... نعود إلى أوطاننا ونسلم
فأخذ في أهبة السفر فانتقل إلى منزلة العزم وهو العقد الجازم على المسير ومفارقة كل قاطع ومعوق ومرافقة كل معين وموصل وبحسب كمال انتباهه ويقظته يكون عزمه وبحسب قوة عزمه يكون استعداده.
فإذا استيقظ أوجبت له اليقظة الفكرة وهي تحديق القلب نحو المطلوب الذي قد استعد له مجملا ولما يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه.
فإذا صحت فكرته أوجبت له البصيرة فهي نور في القلب يبصر به الوعد والوعيد والجنة والنار وما أعد الله في هذه لأوليائه وفي هذه لأعدائه فأبصر الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحق وقد نزلت ملائكة السموات فأحاطت بهم وقد جاء الله وقد نصب كرسيه لفصل القضاء وقد أشرقت الأرض بنوره ووضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهداء وقد نصب الميزان وتطايرت الصحف واجتمعت الخصوم وتعلق كل غريم بغريمه ولاح الحوض وأكوابه عن كثب وكثر العطاش وقل الوارد ونصب الجسر للعبور ولز الناس إليه وقسمت الأنوار دون ظلمته للعبور عليه والنار يحطم بعضها بعضا تحته والمتساقطون فيها أضعاف أضعاف الناجين فينفتح في قلبه عين يرى بها ذلك ويقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة يريه الآخرة ودوامها والدنيا وسرعة انقضائها ..
ـ[أقدار]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 10:01]ـ
السؤال ياخلوووووووصي ..
كيف يأتي اليقين على الكلمة الطيبة لااله الا الله محمد رسول الله ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Apr-2009, مساء 02:09]ـ
السؤال ياخلوووووووصي ..
كيف يأتي اليقين على الكلمة الطيبة لااله الا الله محمد رسول الله ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ههنا مشاورات و محاولات من الإخوة الأفاضل و مني للجواب ... :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17705
بارك الله فيكم.
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 09:52]ـ
قال ابن القيم رحمه الله: " والعبد إذا اتبع هواه فسد رأيه ونظره فأَرَتْه نفسه الحسنَ في صورة القبيح , والقبيحَ في صورة الحسن , فالتبس عليه الحق بالباطل فأنّى له الانتفاع بالتذكر أو بالتفكر أو بالعظة "
بارك الله في أخينا
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 05:30]ـ
و فيكم بارك الله حضرة الأخت الفاضلة ..
و قريب منه قول الإمام ابن تيمية رحمه الله:
" كم تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله "؟!!
.
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 07:42]ـ
... الفهم الفهم فيما أدلى إليك
فالفهم نعمة من الله على عبده
ونور يقذفه الله في قلبه يعرف به ويدرك مالا يدركه غيره ولا يعرفه فيفهم من النص مالا يفهمه غيره مع استوائهما في حفظه وفهم أصل معناه فالفهم عن الله ورسوله عنوان الصديقية ومنشور الولاية النبوية
وفيه تفاوتت مراتب العلماء حتى عد ألف بواحد فانظر إلى فهم ابن عباس وقد سأله عمر ومن حضر من أهل بدر وغيرهم عن سورة إذا جا نصر الله والفتح وما خص به ابن عباس من فهمه منها أنها نعي الله سبحانه نبيه إلى نفسه وإعلامه بحضور أجله وموافقة عمر له على ذلك وخفائه عن غيرهما من الصحابة وابن عباس إذ ذاك أحدثهم سنا وأين تجد في هذه السورة الإعلام بأجله لولا الفهم الخاص ويدق هذا حتى يصل إلى مراتب تتقاصر عنها أفهام أكثر الناس فيحتاج مع النص إلى غيره ولا يقع الإستغناء بالنصوص في حقه وأما في حق صاحب الفهم فلا يحتاج مع النصوص إلى غيرها.
" المدارج "(/)
مائة مسألة في طلب العلم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 07:19]ـ
محاضرة شرعية بعنوان
مائة مسألة في طلب العلم
للشيخ//
سعد بن سعيد الحجري
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=52405(/)
تأمّلٌ في حديث ابن عباس لوضوء رسول الله: غَرفة واحدة لكل عضو!
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Jul-2008, صباحاً 06:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: (أنه توضأ فغسل وجهه فأخذ غرفة من ماء فتمضمض بها واستنشق ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا -أضافها إلى يده الأخرى- فغسل بها وجهه ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى ثم مسح برأسه ثم أخذ غرفة من ماء فرشّ بها على رجله اليمنى حتى غسلها ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها رجله اليسرى ثم قال: هكذا رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يتوضأ).
رواه البخاري.
في هذا الحديث فائدة لبعض من يتوضأ بالصنبور، وهي:
أنك عندما تجعل العضو -كالمرفق مثلاً- تحت الصنبور مدةً، أو كان ماء الصنبور كثيراً.
فإنّ جريان الماء هنا: هو في الحقيقة أكثر من غَسلة واحدة؛ لكثرة مرور الماء على العضو.
وقد كنتُ سابقاً أحسبها غسلة.
ولكن هذا الحديث العجيب يفيد بأنّ الغرفة الواحدة تستطيع أن تغسل بها العضو كله.
فلا داعي للإسراف يا من يوَسوَس له.
من مداخل الشيطان في هذا الباب: أن يوحي إليه أنك حين تستخدم ماء قليلاً ثم تدلك، بأنّ هذا مسح وليس غَسلاً.
والجواب: أنّ أدنى جريان للماء هو غسل، وأنت حينما تدلك فإنك تُنقّل الماء في العضو وتجريه
والمسح ليس فيه ذلك بل هو بلّ اليد ثم المسح بها.
ـ[أم شهد]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 07:52]ـ
ماذا عن الثليث؟؟(/)
بخصوص اهل البصرة والجزيرة "التي بين دجلة والفرات"
ـ[ابن سفينة]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 01:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاني احمد الله اليكم
الذي لا اله الا الله العلى القدير
واحببت ان اسأل عن كبار تابعي اهل البصرة
وفي الجزيرة " التي بين دجلة والفرات "
في القرنين
الاول والثاني الهجري
رحمه الله تعالى
هل هناك من مرجع خاص بهم وبتراجمهم؟
جزاكم الله خيرا
والله الهادي الى سواء السبيل(/)
اغترف من الحسنات!!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 06:52]ـ
إخوتي وأخواتي:
لنحيي سنةً يغفل عنها كثير من الناس، وتركها من علا مات الساعة في أخر الزمان:
إخوتاه،أجدد لكم اليوم التحية،
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
فهل من مجيب؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 07:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 09:14]ـ
شكراً لاستجابتك أبا جهاد،
أسأل الله أن ييسر لك الأمر، ويجزل لك الأجر،
ويرفع الذكر، ويشرح الصدر، وينور القبر،
ويثبت القدم يوم يقوم الناس لرب العالمين.(/)
الإجازة الصيفية، يا ترى بماذا ستُقضى؟؟ لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 10:34]ـ
الإجازة الصيفية، يا ترى بماذا ستُقضى؟؟ لابن عثيمين رحمه الله
الخطبة الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في زمرته يوم يقوم الناس لرب العالمين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعرفوا قدر الأوقات التي هي خزائن أعمالكم، بادروها بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان وانصرام الزمان، إن كل يوم، بل كل ساعة، بل كل دقيقة، بل كل لحظة تمر بكم فلن ترجع إليكم، وإن كل يوم وساعة ودقيقة ولحظة تمر بكم فإنها قصر في أعماركم ودنو لآجالكم، فانتبهوا عباد الله لهذه الحقيقة، فما هي إلا سويعات ولحظات، ثم إذا بكم قد حلَّ بكم المنون وندمتم على ما فرطتم من الأعمال الصالحة في الأوقات التي يمكنكم أن تعملوا بها صالحاً، إن هذه الحقيقة يغفل عنها كثيرٌ من الناس فانتبهوا لها.
أيها الناس، إن المعلمين منا والمتعلمين يستقبلون في هذه الأيام إجازة السنة الدراسية والإجازة الصيفية، فيا ترى بماذا ستُقضى هذه الإجازة؟
إن من الناس من يقضيها في بلده لا يغادرها في رحلات ولا أسفار، ولكن يتفرغ لأعماله الخاصة، وإني أوجه الخطاب لهؤلاء أن يحرصوا على أن تكون إجازتهم إجازة عمل بنَّاء، إجازة عمل نافع، إجازة تحصيل للمصالح الدنيوية إما في مراجعة علوم يودون التخصص فيها، وإما في اجتماع على درس ثقافة عامة، وإما في الحضور إلى المكتبات للاستزادة من العلم، وإما في اشتغال بمصالح دنيوية مع أوليائهم في حراثة أو تجارة أو غير ذلك،
وإن من الناس من يقضي الإجازة بالسفر إلى مكة والمدينة ونِعم السفر هذا، يذهبون إلى مكة والمدينة للعمرة والصلاة في المسجد الحرام والصلاة في المسجد النبوي، وزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بعد الصلاة في المسجد هذا من أفضل الأعمال، فإن النفقة فيه مخلوفة، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والصلاة في المسجد الحرام؛ المسجد الذي فيه الكعبة أفضل من مائة ألف صلاة، وإنما يختص هذا الفضل في المسجد الذي فيه الكعبة دون غيره من مساجد مكة وبقاعها؛ لأن الله - تبارك وتعالى - قال: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى? [الإسراء: 1]، وقد أُسرى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الحِّجر؛ الذي هو جزء من الكعبة، وفي صحيح مسلم عن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول عن المسجد النبوي: "الصَّلاَةُ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ" (1)، ومن المعلوم أن مسجد الكعبة هو البناية المحيطة بها، أي: المسجد الذي يسميه الناس الحرم، أما مساجد مكة وجميع ما كان داخل أميال مكة فإنه لا شك أن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في الحل؛ ولهذا لما نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - الحديبية وبعضها حل وبعضها حرم كان نازلاً في الحِل ولكنه عند الصلاة يدخل إلى الحرم، أي: إلى داخل حدود الحرم، إنني أوجه الخطاب إلى هؤلاء الذين يتوجهون إلى مكة والمدينة أن يخلصوا النية لله عز وجل، وأن يحرصوا على تطبيق سُنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وأن يتبعوا هَدْيَه، فإن العبادة لن تكون صحيحة ولن تكون مقبولة حتى تُبنى على هذين الأساسين: الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فليحرصوا على الصلاة في أوقاتها، يصلونها قصراً من حين الخروج من بلدهم إلى أن يرجعوا إليه ولو طالت المدة إلا أن يُصلوا خلف إمام يُتِم الصلاة، فإنه يلزمهم الإتمام تبعاً لإمامهم، سواء أدركوا الصلاة معه من أولها أم من أثنائها؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا" (2)، وإذا كانوا في البلد الذي سافروا إليه لزمهم الحضور إن كانوا من أهل الجماعة وإن كانوا مسافرين، أما إذا فاتتهم الصلاة فإنهم يصلون قصراً أي: ركعتين في الرباعية الظهر والعصر والعشاء، سواء طالت مدة إقامتهم في هذا البلد أو قصرت؛ لأن نبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لم يحد للناس حداً فيقول لهم: إن أقمتم كذا وكذا فاقصروا، وإن زدتم كذا وكذا فأتموا، لم يرد عنه ذلك في حديث صحيح ولا ضعيف، وإنما أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إقاماتٍ مختلفة كلها يقصر فيها الصلاة، أقام في تبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة، وأقام في مكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة، وأقام فيها عام حجة الوداع وهي آخر سفرة له عشرة أيام يقصر الصلاة أربعة أيام قبل الخروج إلى منى والباقي قبل أن يرجع إلى المدينة، أما الجمع للمسافر فإن كان سائراً فهو أفضل من تركه أي إذا كان يمشي فالأفضل أن يجمع، فيجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، إما جمع تقديم وإما جمع تأخير حسب الأيسر له، والأيسر له هو الأفضل، سواء كان جمع تقديم أم جمع تأخير، أما إن كان نازلاً فَتَركُ الجمع أفضل وإن جمع فلا بأس، وإذا وصل إلى الميقات أو حاذاه في الطائرة فليُحرم بأن ينوي الدخول في النسك، والأفضل أن يغتسل الإنسان في الميقات وإن اغتسل في بيته قبل أن يركب سيارته أو الطيارة فإن ذلك كاف إن شاء الله؛ لقِصَرِ المسافة بل لقِصَرِ المدة بين خروجه من بلده ووصوله إلى الميقات، فإذا وصل إلى مكة فليبادر بأداء العمرة فليطف بالبيت ويُصلي ركعتين خلف المقام وإلا ففي أي مكان من المسجد ثم يسعى بين الصفا والمروة يبدأ بالصفا ويختم بالمروة، ومن المعلوم أن الطواف والسعي كل واحدٍ منهما سبع أشواط وبعد السعي يُقصر أو يحلق رأسه ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس لا لجهة واحدة منه، ثم إذا كان الإنسان من نيته أن يخرج من مكة من حين انقضاء العمرة كفاه الطواف الأول عن طواف الوداع، وإن مكث في مكة بعد انتهاء العمرة ولو يسيراً فلا يخرجن حتى يطوف للوداع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لاَ ينصرف أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ" (3)، وقد سَمَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - العمرة حجاً أصغر، وإذا كانت المرأة حائضاً عند الوصول إلى الميقات فإن كانت تظن أنها تطهر قبل خروجهم من مكة فإنها تغتسل وتُحرم ولكن لا تطوف ولا تسعى حتى تطهر وتبقى على إحرامها حتى تطوف بالبيت وتسعى وتُقَصِر، ومعنى قولنا: تبقى على إحرامها؛ أنها تتجنب جميع محظورات الإحرام، أما الثياب فلها أن تُغيرها وتلبس غيرها، وأما إذا كانت لا تظن أنها تطهر قبل خروجها من مكة فإنها لا تحُرِم، ولكن إن قُدِّر أنهم تأخروا في مكة وطهرت قبل خروجهم منها وأحبت أن تأتي بعمرة من التنعيم فلا بأس،
أما المدينة النبوية مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وموضع دفنه وبعثه صلى الله عليه وسلم، ففيها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها قبره وقبر أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والثلاثة كلها في مكان واحد حجرة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -، وفيها البقيع، وفيها قبور الشهداء في أحد ومن بينهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رضي الله عنهم – أجمعين، وفيها المسجد الذي أُسس على التقوى: مسجد قباء الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتيه كل يوم سبت ماشياً وراكباً، فهذه خمسة مواضع في المدينة يُؤتى إليها وما سواها فلا أصل لزيارته، لا المساجد السبعة التي يزعمون، ولا مسجد القبلتين، ولا غير ذلك، كل هذا لا أصل لزيارته،
فهذان صنفان من الناس في قضاء الإجازة الصنف الأول: من يبقى في بلده، والثاني: من يُسافر إلى الأماكن المعظمة مكة والمدينة،
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الصنف الثالث: فمن يُسافر لغرض شرعي؛ كزيارة قريب يصل بها رحمه، وكالسفر لطلب العلم، وكالسفر لعيادة مريض، أو إصلاحٍ بين الناس، أو موعظة الناس وتبصيرهم بدينهم في القرى والبوادي، ولا يخفى ما في صلة الرحم من الثواب العظيم، فمن وصل رحمه وصله الله - عز وجل -، ولا يخفى ما في السفر لطلب العلم، فإن "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ"، أما الصنف الرابع: فهو من يسافر للترفه بما أنعم الله به عليه في الرحلات وهذا نوعان، النوع الأول: من يُسافر إلى داخل البلاد في المناطق الريفية ولا سيما في جنوب المملكة فهذا قد نفع نفسه بالترفه بما أنعم الله به، وأذن فيه، ونفع بلاده بدفع النفقات فيها مما يقوي اقتصادها، وينفع أفرادها، ولكن عليه أن يتقي الله بأداء الواجبات، واجتناب المحرمات، فيصلي من تلزمه الجماعة مع الجماعة، ويحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبعد عن سفاسف الأمور وسفاهة العقول، أما النوع الثاني - وما أدراك ما النوع الثاني! إنه الخطر العظيم الجسيم -: وهو من يسافر إلى خارج البلاد ولا سيما بلاد الكفر التي دمرت بالكفر، والمجون، والفجور، ومسكرات العقول، ومفسدات القلوب، لا يُسمع فيها أذان، ولا تُقام فيها جماعة صلوات، وإنما هي نواقيس النصارى، وأبواق اليهود، فيرجع وقد تلوث فكره بهذه الأعمال، ونقص إيمانه، وخسر ماله، وسلب عقله بما افتتن بها فيما رآه من متاع الدنيا وزهرتها، فيكون ممن بدلوا نعمة الله كفراً، واستعانوا بما رزقهم الله من المال والصحة على معصيته، فخسر دينه ودنياه، وهم بذلك العمل المشين قووا اقتصاد هؤلاء الأعداء، وأدخلوا عليهم الفرح والسرور؛ حيث كانت بلادهم مرادة ومصيدة لمن يفد إليهم، فليحذر العاقل اللبيب أن يكون من هذا النوع، وليعلم أن هؤلاء المسافرين إلى بلاد الكفر وإن نعموا أبدانهم بما نالوه من الترف، فقد أتلفوا أرواحهم، وفقدوا راحتهم بما حصل لهم من التعب الفكري والقلق النفسي إذا فقدوا هذا برجوعهم إلى أوطانهم، وربما يكونون قد لوثوا أدمغتهم، ولا أقول قد غسلوا أدمغتهم؛ لأن الغسل تطهير، ولكن صواب العبارة أن يقال: لوثوا أدمغتهم بما سمعوا أو شاهدوا من أفكار وأخلاق، ولا شك أن هذا سيكون له تأثير على النشء الصغار الذين صحبوهم، فإن الصغار لن ينسوا هذه المشاهدات والمسموعات، فليتقِ الله أمرؤ في نفسه، وليتقِ الله في أهله، وليتقِ الله في مجتمعه إن هذه اللوثات والقاذورات إذا رجع بها إلى بلده فسوف يؤثر على من حوله وعلى كل من يتصل به(/)
الاقتصاد الاستهلاكي ومواجهته
ـ[السيد سليمان نور الله]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 05:34]ـ
الاقتصاد الاستهلاكي ومواجهته
السيد سليمان نور الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد؛
مما لا شك فيه أن الاقتصاد عماد كل أمة ومن أهم مقومات نهوضها وتقدمها، وللاقتصاد القوي دور أساس في الهيمنة الفكرية والسياسية والعسكرية التي يشهدها العالم الآن، ومنذ الانعقاد الأول لقمة الدول الصناعية السبع الكبرى في عام 1971م وهي تركز بشكل قوي في برامجها على مؤامرة إغراق العالم الثالث بالاقتصاد الاستهلاكي حيث تمثلت أهدافها في:
1 - إغداق القروض السهلة على عامة دول العالم الثالث حسب ترتيب موضوع لغايات تنفيذ المؤامرة.
2 - منح المساعدات الكبيرة لبعض البلدان التي تساعد في تنفيذ المخطط عندما تقيم تلك البلدان المبررات للمساعدة مثلما جرى مع بعض الدول العربية.
3 - توجيه تلك القروض والمساعدات إلى قطاع الخدمات وليس الصناعة أو الزراعة، وحمل الدول المستفيدة على توظيف مبالغ ضخمة وخيالية لا طاقة لها بها في هذا القطاع بحجة إقامة البنية الأساسية للتنمية المزعومة علمًا بأن البنية الفوقية مستحيلة أو غير مسموح بها.
4 - فتح أسواق دول العالم الثالث وإغراقها بكل أصناف السلع الرأسمالية المصممة أصلا لمخاطبة الغرائز المتخلفة في الإنسان واستهلاكه جهدًا ووقتًا.
5 - رفع أسعار المواد الخام لما يتعدى المعقول وذلك لتوفير السيولة اللازمة لتنفيذ برنامج المؤامرة خاصة وأن مصادر هذه المواد تقع أصلا تحت سيطرة الدول العظمى حتى ولو كانت في غير بلادها؛ لخلق ازدهار كاذب في البلدان المصدرة للمواد الخام، وخنق الدول الأخرى التي تعارض البرنامج على مبدأ: من لم يمت بالسيف مات بغيره.
6 - خنق الصناعات الوطنية وخاصة تلك التي تستوعب عمالة كبيرة وتشجيع توظيف القدرات الصناعية في الصناعات التكميلية التي تعتمد كلية على المركز الرأسمالي.
7. قتل الزراعة الفلاحية كعمود هام من أعمدة الاقتصاد الوطني من خلال إغراق السوق بالغذاء الرخيص.
8. خلق بؤر توتر ونزاعات إقليمية حيثما كان ذلك ممكنًا بقصد إنعاش سوق الأسلحة التي غدت باهظة التكاليف بسبب تطورها واعتمادها أكثر فأكثر على التكنولوجيا.
وللأسف فإن البلدان الإسلامية تتبع منذ عقود نمطا استهلاكيا مأخوذا عن الثقافة الاستهلاكية الغربية التى تقيس قيمة الإنسان بما في حياته من كماليات، وبمقدار ما يشتريه. وهكذا فقد أصبح طراز المعيشة الغالية، والتى لا تطيقها حتى بعض البلدان الصناعية، رمز الوجاهة والمكانة الاجتماعية في البلدان الإسلامية الأكثر فقرا. وقد أدت هذه الأنماط إلى جانب عدد من العادات والطقوس غير الإسلامية الممتدة من الولادة حتى الزواج والموت، إلى نمط استهلاك غير منطقي لا تبرره قيم تلك البلدان ولا مواردها. ويضطر ضحايا هذا النوع من المنافسة إلى العيش عيشة تتجاوز إمكاناتهم وإلى اللجوء إلى أساليبَ فاسدةٍ وغير أخلاقية لتغطية العجز الناجم عن الفرق بين الدخل والانفاق غير المنطقي. لذا فقد ارتفع الاستهلاك الإجمالى وتراجعت المدخرات، ويبقى تكوين رأس المال الذي يقوم على المدخرات المحلية غير كاف. وبما أن معظم السلع والخدمات الكمالية التى تنطوي على المباهاة ذات منشأ أجنبي؛ فقد ارتفع الطلب على القطاع الأجنبي ارتفاعا حادا، وكان لابد من تكثير الهوة الفاصلة بالاقتراض من الخارج، مما ساهم في زيادة عبء الدين وما يقترن بذلك من زيادة الضغط على الموارد في المستقبل.
ومن شأن هذا أن يحتاج إلى تغيير ثوري في طراز الحياة السائد ولا سيما لدى الأغنياء. ولا يمكن السماح للاستهلاك عندئذ بأن يصبح الغاية الوحيدة لحياة الفرد كما هو الحال في ظل الرأسمالية.
ولا شك أن الاقتصاد ضروري لتلبية ضرورات الأمة وحاجاتها، وعندما اهتمت دول العالم بعلم الاقتصاد فمن أجل تحقيق التوازن بين الحاجات الإنسانية والموارد المتاحة، والتوازن بينهما يقتضي العمل على تنمية الموارد وترشيد الحاجات، وتنمية الموارد تتحقق بالبرامج الجادة لاكتشافها أو ابتكارها مع حسن استغلالها وتوزيعها بحكمة تعمل على الحفاظ عليها دون إهدارها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ترشيد الاحتياجات فيكون من خلال ترشيد الاستهلاك والإنفاق عليه؛ بدءا من الخلية الأولى في المجتمع وهو الفرد، ويجمع الإسلام ذلك كله في كلمة جامعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله امرءا اكتسب طيبا، وأنفق قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته" حيث إنه لا إنفاق أو استهلاك بدون كسب وإنتاج.
وفي الحقيقة فإن العامل الأهم لحل المشكلة الاقتصادية هو الحاجات التي تؤدي إلى ضبط الاستهلاك وبالتالي ترشيد الإنفاق؛ لذا نرى الكثير من النصوص الشرعية والأصول الفقهية تركز في خطابها الاقتصادي والمالي على الإنفاق وترشيد الاستهلاك، ومن ذلك:
- أن الإنفاق وبالتالي الاستهلاك يكون في حدود الدخل والكسب؛ وهذا ما يدل عليه قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما ءاتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا} ومن شأن هذا التوجيه أن يحقق التوازن بين الموارد والحاجات ولا يدفع الإنسان لزيادة استهلاكه عن دخله مما يدفعه إلى المداينة.
- الإنفاق على الضرورات أولا ثم الحاجيات ثم التحسينات أو الكماليات وفق ما هو مقرر في أصول الفقه.
- الإنفاق على الأوجه التي تفيد الإنسان بما يؤدي إلى المحافظة على الموارد وحسن تخصيصها، وهذا ما يظهر في نهي الإسلام عن التبذير الذي يعرف بأنه: صرف الشيء فيما لا ينبغي، وهو الصرف في المعاصي، لذا يقول سبحانه وتعالى: {وءاتِ ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}.
- الإنفاق في حدود المطلوب بلا إسراف ولا تقتير؛ حيث يعرف الإصراف بأنه: صرف الشيء فيما ينبغي زيادة على ما ينبغي، ويعرف التقتير بأنه: صرف الشيء فيما ينبغي أقل مما ينبغي، وفي ذلك يقول تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} وقوله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}. مما يبين عظمة الإسلام في توجيهاته وأحكامه لحل المشكلة الاقتصادية.
وفي مواطن كثيرة من السنة المشرفة نجد ما يدعو إلى ترشيد الاستهلاك الفردي والجماعي ويحث عليه؛ ومن ذلك: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا: " كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير سرف ولا مخيلة " بل توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسرف في الأكل والشرب بالعذاب، فقال: " إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب أو الفضة؛ إنما يجرجر في بطنه نار جهنم " لذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: " وأسألك القصد في الفقر والغنى " والقصد هو التوسط بلا إفراط ولا تفريط وهو معنى ترشيد الاستهلاك، والقصد في الإنفاق يأتي بالبركة في الطعام؛ قال صلى الله عليه وسلم: " إذا سقطت لقمة أحدكم، فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وليسلت أحدكم الصحفة، فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة " والبركة تزيد في الطعام وتجعله شفاء من الأمراض.
ومعنى هذا ألا تبقى فضلات تلقى في القمامة ولا ينتفع بها أحد، في حين أن هناك من الناس من يحتاج إليها، وإلى الأقل منها. كما أنه ينبغي ألا يستهان بالقليل من نعم الله، ولو كان لقمة تسقط من الإنسان، فينبغي له أن يميط عنها الأذى ويأكلها، ولا يدعها تذهب هدرا بلا فائدة، فمثل هذا الإهدار للشيء يعبر عنه الشرع بأنه يذهب للشيطان. فكل ما لا يستفاد منه فمآله إلى الشيطان. وقد تقول: ما قيمة لقمة تسقط أو فضلة تبقى من صحفة؟! ولكن الذي ينظر إلى ذلك على مستوى الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، ومستوى وجباتٍ ثلاث كل يوم؛ يعلم أن ذلك يقدر في مجموعه وفي النهاية بعشرات الملايين.
ويتحدث النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحتاج البيت من فراش، ويرشد إلى عدم التوسع في ذلك من غير مبرر ولا حاجة داعية، فيقول صلى الله عليه وسلم: " فراش للرجل، وفراش لامرأته، وفراش للضيف، والرابع للشيطان " ذلك أنه زيادة لغير حاجة ولا مصلحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث جبريل الشهير أخبر أن من علامات الساعة أن يفيض المال ولا يحسن الناس إنفاقه أو استهلاكه، حتى أنهم يتطاولون في البنيان: " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " وتطاولهم في البنيان يفيد تسابقهم وتنافسهم فيه، وهذا علامة على الزخارف والانغماس في حب الدنيا بعدما كانوا حفاة بلا نعل، عراة بلا ثوب عالة بلا طعام لا يعرفون من الحرف والصناعات إلا رعاية الأغنام وإن كانت هذه الأوصاف لا تعتبر ذما، كما أن الوصف " يتطاولون في البنيان " لا يعتبر ذما؛ لأن البناء ليس محرما بشروط، فقد جاء في الحديث: "إن المسلم يؤجر في كل شيء إلا في شيء يجعله في هذا التراب " وعنه صلى الله عليه وسلم: " أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا، إلا ما لا " يعني إلا ما لا بد منه، والذي يفهم من هذا الباب أن للمسلم أن يبني بيته فيما يحتاج إليه ويوسع لنفسه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أحب المسكن الواسع وجعله من السعادة فيما رواه ابن حبان: " أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق " وأحاديث النهي والتحذير الواردة في السياق إنما عن الإسراف والزخرفة والمباهاة؛ مثل النقوش ووضع الذهب وغيره بالأسقف والجدران. هنا نعود إلى القواعد العامة: فالبناء ليس محرما في أصله، ولكن له ضوابطه {ولا تجعل يدك مغلولة إل عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} و {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين} إنه تحذير من بسط اليد الزائد كالتبذير والترف.
تعال معي ننظر إلى الناحية الاقتصادية في أمتنا خاصة في المباني، ماذا نلاحظ: أبنية للمحرمات: دور "الأوبرا"، والمسرح، والسينما، واستوديوهات، معاهد الرقص، صالات "الديسكو"، "البارات" .... ألخ. أبنية لا تعرف لماذا؟ الأبراج (برج القاهرة مثلا) الأشكال التي يسمونها جمالية، وليست بسيطة بل ذات أشكال باهظة التكاليف. القصور: لفرد واحد قد يبني عدة قصور وكل قصر عدة مباني، وكل مبنى فيه كذا وكذا .. لماذا؟ وفي الأثر: "حجرة لك، وحجرة لأهلك، وحجرة لولدك، وحجرة لابنتك، وحجرة للضيف، وما زاد للشيطان" حتى المساجد: أطول مئذنة .. زخارف هي للمساجد من علامات الساعة.
القرآن يخبرنا: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله} إن استرضاء مشاعر المسلمين بذلك لا ينفع عند الله، الذي يرضاه الله إيمان وجهاد.
الزخارف: إذا كان منهي عنها بالمساجد فكيف بالبيوت التي ينفق الملايين على إضاءتها .. يستوي في ذلك ما يعرف بالدول الغنية أو الفقيرة؛ لأن كل دولة فيها أهل الترف.
إن هذا كله يضيع حق الفقراء والمساكين واليتامى. إن هذا كله يضيع حق المجاهدين. نعم قد يعطي بعض أهل الخير أو يعطي بعض الناس – على استحياء – فتات موائدهم.
لكن الحديث الآن على المناخ العام {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} إن دقة ألفاظ الحديث تبدو في قوله صلى الله عليه وسلم: " يتطاولون في البنيان" في الأعمال التي لا تُوجِدُ أمةً ذات اقتصاد قوي - بلغة العصر مجتمع استهلاكي لا إنتاجي.
إذن لا بد من تبعية هذه الدول اقتصاديا لغيرها؛ أي: لعدوها ... إن الأمة التي تسلم اقتصادها لعدوها ستعيش في دائرته .. ستجد نفسها تعبث بالشريعة الإسلامية في مجال الاقتصاد: ستتعامل بالربا المُجلِب لحرب الله ورسوله، ستتعامل بالرشوة الملعون صاحبها، تقسو القلوب، تمنع الزكاة، لا تُقبل الدعوات.
كل ذلك في عموم المجتمع – إلا ما رحم ربي وقليل ما هم – لأنهم يريدون التفاخر. والتبعيةُ للغير تؤدي إلى هلكة المجتمع، والمعصيةُ لله تجلب غضب الله
لذلك كان " أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " من علامات الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة تامة في ترشيد الاستهلاك؛ حيث كانت حياته الشريفة بعيدة عن كل مظاهر الترف والسرف، وكتب السيرة النبوية تذكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يتخذ فراشا وطيئا، وكان ينام على الحصير حتى وُجد أثره في جنبه، وكانت وسادته حشوها من ليف، ولم يشبع طوال عمره تقربا إلى الله ورعاية لحقوق فقراء المسلمين مخافة أن يكونوا جياعا وهو شبعان، عن أبي هريرة رضي الله عنه: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير " وصار الصحابة رضوان الله عليهم على درب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا أبو بكر رضي الله عنه لما ولي الخلافة، قال الصحابة: افرضوا لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغنيه. قالوا: نعم، بردان: إذا أخلقهما وضعهما، وأخذ مثلهما، وظهران: إذا سافر، ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف، قال أبو بكر: " رضيت " وفي رواية أنهم قسموا له خمسين ومائتا دينار في السنة، وشاة يؤخذ من بطنها ورأسها وأكارعها، فلم يكن يكفيه ذلك ولا عياله، فذهب إلى السوق ليتدبر طعام بيته، فلقيه عمر، فأخذ بيده ليخرجه من السوق، فقال أبو بكر لا حاجة لي في إمارتكم، رزقتموني ما لا يكفيني ولا عيالي، فقال عمر: فإنا نزيدك، فقال أبو بكر: ثلاثمائة دينار، والشاة كلها، فوافق له عمر وعلي على ذلك. ولما حضرته الوفاة قال: ردوا ما عندنا من مال المسلمين، فرفع إلى عمر بن الخطاب لقوح وعبد وقطيفة ما تساوي خمسة دراهم، فقال عمر: " لقد أتعبت من بعدك " ولما ولي عمر رضي الله عنه الخلافة قال: إني كنت امرأ تاجرا يغني الله عيالي بتجارتي وقد شغلتموني بأمركم هذا، فما ترون أنه يحل لي في هذا المال – وعلي رضي الله عنه ساكت – فأكثر القوم، فقال: ما تقول يا علي؟ قال: ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف، ليس لك غيره، فقال القوم: القول ما قاله علي، يأخذ قوته. قال سعد بن أبي وقاص: والله! ما كان عمر بن الخطاب بأقدمنا هجرة، وقد عرفت بأي شيء فضلنا؛ كان أزهدنا في الدنيا.
هذا وقد حدد الإسلام المعايير الكمية والنوعية لاستهلاك السلع والخدمات ترشيدا للاستهلاك؛ فلا يسمح للفرد المسلم أن يستهلك الأشياء كيفما شاء بلا ضوابط؛ بل يحدد له المعيار المناسب الذي يصلح حياته دون أن يسبب ضررا للمجتمع حوله، مراعيا في ذلك الطبقات المتلفة في المجتمع، والظروف والأحوال المحيطة به. فتناول الشرع إنفاق المسلم في المال والثياب والطعام والشراب وبناء المسكن وما يلزمه من المستلزمات. ومن ذلك:
المال: الذي إن أفرط المسلم في إنفاقه، اضطر إلى الاستدانة والتحرج أمام الناس، وقد تعوذ منها المصطفى صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " وحين أراد كعب بن مالك أن ينخلع من ماله توبة إلى الله تعالى، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك " كما منع سعد ابن أبي وقاص أن يتصدق بجميع ماله، واكتفى منه بالثلث، والثلث كثير، ثم وجهه للمصلحة المالية التي يحتاجها ورثته من بعده فقال: " إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير لهم من أن تذرهم عالة يتكففون الناس " وأراد صحابي أن يتصدق ببيضة من ذهب وقال: ما أملك غيرها، وأصر على التصدق بها، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحذفه بها، فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي أحدكم بما يملك، فيقول: هذه صدقة، ثم يقعد يستكف الناس، خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " يقول الإمام الخطابي في شرح الحديث: وفي الحديث من الفقه؛ أن الاختيار للمرء أن يستبقي لنفسه قوتا، وألا ينخلع من ملكه أجمع مرَّة واحدة، لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وشدة نزاع النفس إلى ما خرج من يده، فيندم؛ فيذهب ماله، ويبطل أجره، ويصير كلا على الناس، وإنما لم ينكر على أبي بكر الصديق خروجه من ماله أجمع لما علمه من صحة نيته وقوة يقينه، ولم يخف عليه الفتنة، كما خافها على الرجل الذي رد عليه الذهب وقد مر قريبا بعض من الآيات التي تحض على التوسط في الإنفاق وتنهى عن التبذير والتقتير معا
(يُتْبَعُ)
(/)
أما اللباس: فالغرض الأول منه ستر العورة، ثم ما يكفي المرء لدفع الحر والبرد عنه {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} وكذلك لباس الحرب {وسرابيل تقيكم بأسكم} فهذا من نعم الله تعالى التي يجب إظهارها {كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون} فإن أراد التزين لقوله تعالى: {يا بني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} فالمنهي عنه الإسراف في ذلك ويشتد النهي إذا كان في المجتمع ذوو الحاجة من الفقراء ممن لا يجدون ما يدفع عنهم البرد والحر. كما راعى الشرع الحالة النفسية لكل من الرجل والمرأة في اللباس؛ حيث أحل الحرير والذهب للنساء، وحرمهما على الرجال " الذهب والحرير حل لإناث أمتي، وحرام على ذكورها "
أما المأكل والمشرب: فقد حرم الشرع على المسلم أنواعا من الطعام والشرب، ضررها ظاهر ولا نفع لها، كما أنها تستنزف ماله وتجعله دائم الإسراف إذا أدمنها: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق} وقال تعالى: {يا يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} ثم أحل له ما وراء ذلك وأمرنا أن نأكل منه بالقصد دون اعتداء {يا أيها الذين ءامنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين * وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون} وفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صفات المؤمن وصفات الكافر بمقدار ما يأكل كل منهما: " المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء " والمعنى أن الكافر يأكل سبعة أضعاف ما يأكل المؤمن، أو تكون شهوته سبعة أضعاف شهوته، وذكر المعي كناية عن الشهوة؛ لأن الشهوة هي التي تقبل الطعام وتأخذه كما يأخذ المعي، وليس المعنى زيادة عدد معي الكافر على معي المؤمن وقد ثبت علميا ضرر كثير من المأكولات باهظة الثمن كالمعجنات " بيتزا، برجر " وكذلك المياه الغازية فلا يكثر المسلم من ذلك، والأولى اجتنابه.
وأما المسكن: فقد سبق الكلام في حديث جبريل: " وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " فالأصل في المسكن أن يكون مناسبا للستر عن أعين الناس ملائما لطلب الراحة من عناء الكد والعمل، حافظا لكل فرد في البيت حقه في الخلوة والاستتار عن غيره دون أن ينكشف عليه، كل ذلك دون إسراف في الاتساع أو الارتفاع أو الزخرفة والهندسة التي ينفق فيها البعض بلا طائل.
وأما الزينة: فهي في الأصل مباحة ما لم يصبها إسراف أو مخيلة، وقد حرم الشرع أنواعا من الزينة بعينها وجلها مما يستنزف مالا ويستهلك إنفاقا، كاتخاذ الأواني من الذهب أو الفضة، ونحت التماثيل المحرمة، وقد وجدنا في مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة من يهتم بمثل هذه المحرمات ويتفاخر بها، في حين أنه قد نما إلى علمه قطعا أن هناك ملايين من إخوانه المسلمين من لا يجد قوت يومه.
فإذا انضبط المسلم بتوجيهات الشرع أمرا ونهيا، واستحضر أمامه حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، واقتدى بهم في حياته الاقتصادية، استطاع بذلك أن ينظم أموره المالية، ويرشد اقتصاده، ويقضي حياته مستورا دون دين أو فاقة، ساعيا في ذلك لطلب الرزق الحلال، مستمدا البركة فيه من الله عز وجل.
ولا ينس الفرد المسلم داخل أسرته أن يدربهم على ترتيب أمورهم المالية منضبطين بشرع الإسلام الحنيف؛ بخاصة أبناءنا الصغار، حتى ينشؤوا على الخير والمصلحة الخاصة والعامة، فيسعدون في مستقبلهم، الذي هو أمل الأمة
والنفس كالطفل إن أهملته سب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
وكتبه السيد سليمان نور الله
ـ[السيد سليمان نور الله]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 05:38]ـ
أهم المراجع:
- اقتصاد الاستهلاك أو المؤامرة الكبرى لفؤاد النمري - منتدى الصوت الحر
- ترشيد الاستهلاك الفردي في الاقتصاد الإسلامي لمنظور أحمد الأزهري ط1 دار السلام القاهرة 1422هـ - 2002م.
- رواه الخطيب البغدادي في تاريخه من طريق ابن النجار عن عائشة رضي الله عنها، وأورده السيوطي في الجامع الكبير 173 – 14358 وفي الجامع الصغير 4/ 4418 ورمز له بالضعف.
- الطلاق: 7
(يُتْبَعُ)
(/)
- الإسراء: 26
- الفرقان: 67
- الأعراف 31
- بتصرف من تقديم الأستاذ الدكتور محمد عبد الحليم عمر لكتاب ترشيد الاستهلاك الفردي في الاقتصاد الإسلامي.
- رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم.
- رواه مسلم عن أم سلمة.
- جزء من حديث رواه النسائي رقم 1305 كتاب الصلاة باب الدعاء بعد الذكر عن عمار بن ياسر، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
- يعني يتتبع ما بقي فيها من الطعام، ويمسحها بالإصبع ونحوها.
- رواه مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه.
- رواه مسلم عن جابر.
- السنة مصدرا للمعرفة والحضارة للدكتور يوسف القرضاوي ط1 دار الشروق القاهرة 1417هـ - 1997م.
- اشتهرت هذه الرواية عن مسلم من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأصل الحديث عند البخاري وأحمد وغيرهما، وهو متواتر عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، وانظر الهداية الربانية للشيخ عبد الخالق حسن الشريف (2/ 17، 18) ط1 دار التوزيع والنشر الإسلامية القاهرة 1412هـ - 1991م.
- الهداية الربانية (2/ 30).
- متفق عليه من رواية قيس بن أبي حازم واللفظ للبخاري.
- رواه أبو داود عن أنس – رقم: 5237 كتاب: الأدب – باب: ما جاء في البناء.
- رواه ابن حبان في صحيحه عن برقم: 1232 كتاب النكاح – باب فيما يرغب فيه من النساء وما ينهى عنه.
- الهداية الربانية (2/ 30، 31).
- الإسراء: 29.
- الإسراء: 16.
- الواقعة: 45.
- التوبة: 19.
- الرعد: 11.
- الهداية الربانية (2/ 118: 121).
- رواه البخاري والترمذي – كتاب الأطعمة.
- الرياض النضرة في مناقب العشرة (ص 291) والخليفة الأول أبو بكر الصديق شخصيته وعصره للدكتور علي محمد الصلابي (ص 136).
- تخريج الدلالات السمعية للخزاعي التلمساني (ص 804) باب أرزاق الخلفاء- ط وزارة الأوقاف المصرية 1981م.
- أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، وابن عساكر في تاريخه.
- رواه البخاري رقم 6369 كتاب الدعوات.
- رواه البخاري.
- متفق عليه.
- رواه أبو داود عن جابر رقم 1673 كتاب الزكاة.
- معالم السنن في شرح سنن في داود للخطابي (2/ 311) ط أنصار السنة 1948م وترشيد الاستهلاك الفردي في الاقتصاد الإسلامي (ص 221).
- النحل: 81.
- النحل: 81.
- الأعراف: 31.
- رواه الطبراني في الكبير عن زيد بن أرقم وعن واثلة.
- المائدة: 3.
- المائدة: 90.
- المائدة: 87، 88.
- متفق عليه من حديث عمر وحديث أبي هريرة.
- إحياء علوم الدين للغزالي (3/ 82) ط دار المعرفة بيروت.(/)
(5 محاضرات) مدخل و مقدمات مهمة لدارس علم الفقه
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 07:42]ـ
الشيخ يوسف بن عبد الله الشبيلي
دورة أقيمت في جامع الحسون بالدمام بتاريخ 9/ 8/1427 هـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3045
http://img253.imageshack.us/img253/5382/73307258br1.jpg
ـ[باعث الخير]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 07:49]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبومنصور]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:34]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
برنامج "بينات" لأول مرة .. مرئي
ـ[رقاء]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 08:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحمد الله تعالى، قام منتدى أهل التفسير بوضع برنامج بينات " مرئي " (فيديو) لأول مرة على الشبكة
فالحمدلله حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
برنامج يقوم على تفسير للقرآن الكريم جزءا جزءا، وتاملات في بعض الآيات، يجمع بين أصحاب الفضيلة: الشيخ د. محمد الخضيري، الشيخ د. مساعد الطيار، الشيخ د. عبدالرحمن الشهري - حفظهم الله ونفع بهم -
برنامج رائع .. لن تمل من تكرار سماعه .. لتعلقه بأشرف كلام .. كلام رب العالمين
الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=58232
ـ[أبومنصور]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:37]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
شبهة عن قصة فى البخارى
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم
أحبتى وأخوتى فى الله
أحد الإخوة أثار أمامى شبهة فى قصة سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف
وتتعلق بطلب الصحابى سعد من أخيه عبد الرحمن النظر لزوجاته
----
والقصة فى صحيح البخارى
عن أنس رضي الله عنه قال: قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع وكان كثير المال، فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك، فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئا من سمن وأقط، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه وضر من صفرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهيهم، قال: تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: ما سقت إليها؟ قال: وزن نواة من ذهب أو نواة من ذهب. فقال: أولم ولو بشاة. اهـ
--
ووجدت هذه الفتوى ولكنها رد على جزئية امتهان المرأة وليس طلب النظر إلى زوجاته
http://www.islam ... .net/ver2/fatwa/S...Option=FatwaId (http://www.islam ... .net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=77658&Option=FatwaId)
, مع ملاحظة أن الحديث ليس عن جواز النظر لوجه المرأة أو جواز كشف وجهها ولكن كيف لزوج أن يطلب هذا الطلب وهى فى عصمته؟؟
والحمد لله
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 12:38]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يمكن أن يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار وأمرهم بالتواسي والترابط والاحسان، ولم يكن مما أمر النبي به التقاسم في الأزواج إذن لذكر، فكان ما فعله سعد بن الربيع اجتهاداً منه ومبالغة في التواسي والتآخي حتى غلب شدة امتثاله لأمر النبي على غيرته البشرية فأباح لأخيه عبد الرحمن النظر لزوجته للحاجة _ اختيار أحدهما - مع ضرورة مراعاة الاتي:
1: هذا كان عرضاً فقط من سعد ولم يقبل به عبد الرحمن ولذلك لم يتم هذا الأمر.
2: هذا الذي حدث كان في بدء العهد المدني ولم يكن المسلمون لا سيما الأنصار ومنهم سعد على دراية تامة شاملة بأحكام الاسلام - وإن كان الايمان في قلوبهم كالجبال الرواسي - بل لم تكن جل التشريعات الاسلامية قد أنزلت بعد.
3: لم يحدث ولم يذكر عن احد من الصحابة غير سعد أنه فعل ما فعل سعد.
4: لم يذكر أيضاً أن النبي اطلع على ذلك وأقره.
والله أعلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 12:59]ـ
الأخ الفاضل / علاء.
هذه الشبهة مبنية على جهل كبير باللغة العربية، وسببها أن صاحب الشبهة خفي عليه أن الفعل (نظر) يأتي بمعنى: تدبر أو فكر.
فيقال للرجل: انظر أي الدارين خيرا لك.
ويستحيل أن يكون المراد نظر العين وإنما نظر الفكر والبصيرة، أي تدبر في حالك واختر أنفعهما لك.
فقول سعد لعبد الرحمن - رضي الله عنهما -: انظر، يعني تدبر أمرك وفكر في أعجبهما إليك فأطلقها لك.
ويكثر استعمال الفعل (نظر) و (نظر في) بحرف الجر (في) للتدبر والتفكر.
أما (نظر إلى) بحرف الجر إلى فلا تكون إلا لنظر العين. والله أعلم.
هدانا الله وإياك ورزقنا العلم النافع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:27]ـ
حتى لو قلنا إن النظر في الحديث بمعنى نظر العين؛ فليس فيه إشكال.
لأن هذا الحديث قبل نزول الحجاب بلا نزاع، والنظر إلى المرأة بنية الزواج جائز أيضا بلا نزاع.
والقول بأن هذا اجتهاد خاطئ من الصحابي وأن النبي لم يطلع عليه، فيه نظر؛ لأن هذا لا يقال إلا عند الضرورة، ولا حاجة إليها هنا.
وكذلك القول بأن هذا الصحابي لم يكن على دراية بأحكام الشرع، فيه ما فيه.
وكذلك القول بأن هذا لم يفعله أحد سوى هذا الصحابي، لا معنى له.
فالإشكال غير موجود، والحمد لله.
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:38]ـ
حتى لو قلنا إن النظر في الحديث بمعنى نظر العين؛ فليس فيه إشكال.
لأن هذا الحديث قبل نزول الحجاب بلا نزاع، والنظر إلى المرأة بنية الزواج جائز أيضا بلا نزاع.
والقول بأن هذا اجتهاد خاطئ من الصحابي وأن النبي لم يطلع عليه، فيه نظر؛ لأن هذا لا يقال إلا عند الضرورة، ولا حاجة إليها هنا.
وكذلك القول بأن هذا الصحابي لم يكن على دراية بأحكام الشرع، فيه ما فيه.
وكذلك القول بأن هذا لم يفعله أحد سوى هذا الصحابي، لا معنى له.
فالإشكال غير موجود، والحمد لله.
ولكنها متزوجة- بارك الله فيك-
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:42]ـ
هذا واضح بارك الله فيك، وقلنا إن هذا قبل نزول الحجاب.
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:43]ـ
الأخ الفاضل / علاء.
هذه الشبهة مبنية على جهل كبير باللغة العربية، وسببها أن صاحب الشبهة خفي عليه أن الفعل (نظر) يأتي بمعنى: تدبر أو فكر.
فيقال للرجل: انظر أي الدارين خيرا لك.
ويستحيل أن يكون المراد نظر العين وإنما نظر الفكر والبصيرة، أي تدبر في حالك واختر أنفعهما لك.
فقول سعد لعبد الرحمن - رضي الله عنهما -: انظر، يعني تدبر أمرك وفكر في أعجبهما إليك فأطلقها لك.
ويكثر استعمال الفعل (نظر) و (نظر في) بحرف الجر (في) للتدبر والتفكر.
أما (نظر إلى) بحرف الجر إلى فلا تكون إلا لنظر العين. والله أعلم.
هدانا الله وإياك ورزقنا العلم النافع.
ليس عن جهل باللغة العربية , ولكننا تربينا على هذه القصة من طفولتنا
وكان الشرح دائماً يشير إلى النظر بالعين لا التفكر كما أشرت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:46]ـ
هذا واضح بارك الله فيك، وقلنا إن هذا قبل نزول الحجاب
نعم هذا أقرب شىء
وغالبية الإخوة أشاروا لذلك
وهذا قول أحد الإخوة فى أحد المنتديات
----
في أي عام هجري دار هذا الحوار بين كل من عبدالرحمن و سعد رضي الله عنهما؟!
ثم ممن خرجت هذه الكلمة!! و كم مضى على إسلامه؟
فربما إن جمعنا الإجابات إلى بعضها، سنستطيع أن ندرك الدواعي (العاطفية) التي
دفعت ذلك (الأنصاري) ليقول ما قال ..
إلا أن (السابق) بإسلامه، كان أكثر استقراراً من حيث العاطفة فأدرك حقيقة ما
ما يمر به ذلك الطائر من فرحة تلك الأخوة ...
و الله أعلم
-------------
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:48]ـ
لعل الأخ أشكل عليه كيف يقول لها انظر إليها وهي مازالت زوجته .. كأنه لا يغار
هذا ما أراده أخونا
والجواب أن أخوة الدين غلبت الغيرة الفطرية وبهذا تعلم كيف كان الصحابة مسلمين وجوههم لله تعالى
حتى فيما يعاكس هواهم أو غرائزهم ..
وحيث إن النظر جائز كما هو وضح من أنك لم تستشكل هذا ..
فقد سارع سعد بن الربيع وهو من الذين قال الله فيهم"ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
إلى مناصفة أخيه بكل ما يملك .. ولو كان يملك قسمة روحه لفعل ..
والله أعلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 02:19]ـ
ليس عن جهل باللغة العربية , ولكننا تربينا على هذه القصة من طفولتنا
وكان الشرح دائماً يشير إلى النظر بالعين لا التفكر كما أشرت.
أخي الحبيب، بارك الله فيك، اذكر لي شرحًا واحدًا معتمدًا ذكر أن المراد في الحديث نظر العين لا التفكر، أحسن الله إليك، وهذا سؤال للتعلم فأنا فعلا أجهل هذا القائل!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 02:44]ـ
"ويستحيل أن يكون المراد نظر العين وإنما نظر الفكر والبصيرة، أي تدبر في حالك واختر أنفعهما لك.
فقول سعد لعبد الرحمن - رضي الله عنهما -: انظر، يعني تدبر أمرك وفكر في أعجبهما إليك فأطلقها لك."
شيخنا المبارك أحسن الله اليكم، هذا الكلام فيه تكلف.
فقوله "أنظر أعجبهما" ظاهر في أن المراد انظر بعينك لتقرر أيهما تعجبك فأتركها لك لتتزوجها .. فهل من سلف لكم في حملها على أن المراد نظر العقل لا نظر العين؟
الأمر والله أعلم، كما تفضل بعض اخواننا الفضلاء، أن سعدا رضي الله عنه من فرط محبته لأخيه، أراد من فرط محبته أن يبين لأخيه أنه مستعد لقسمة كل شيء معه، حتى لو أراد أن يطلق له أعجب امرأتيه اليه - وكان ذلك قبل فرض الحجاب - ليتزوجها لفعل، ففاض الايثار الدال على شدة المحبة والاخاء حتى على محبة الرجل لزوجه وغيرته عليها وحرصه على ابقائها لنفسه .. آثر أخاه على نفسه في أخص ما يملك اليه وأحبه الى نفسه، حتى الزوج! ولذا نزل فيهم قول الله تعالى ((وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) [الحشر: 9]
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 02:53]ـ
"أخي الحبيب، بارك الله فيك، اذكر لي شرحًا واحدًا معتمدًا ذكر أن المراد في الحديث نظر العين لا التفكر، أحسن الله إليك، وهذا سؤال للتعلم فأنا فعلا أجهل هذا القائل!!! "
أكرمكم الله شيخنا الفاضل، بل الأقرب أن يوجه السؤال اليكم بعكس ذلك ..
فهذا الحافظ بن حجر يقول في فتح الباري: "قَوْله (بَاب قَوْل الرَّجُل لِأَخِيهِ: اُنْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ شِئْت حَتَّى أَنْزِل لَك عَنْهَا)
هَذِهِ التَّرْجَمَة لَفْظ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف فِي الْبُيُوع.
قَوْله (رَوَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف)
وَصَلَهُ فِي الْبُيُوع عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد أَيْ اِبْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ: قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف. وَأَوْرَدَهُ فِي فَضَائِل الْأَنْصَار عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس عَنْ إِبْرَاهِيم وَقَالَ فِي رِوَايَته " اُنْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْك فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقهَا، فَإِذَا اِنْقَضَتْ عِدَّتهَا فَتَزَوَّجْهَا " وَهُوَ مَعْنَى مَا سَاقَهُ مَوْصُولًا فِي الْبَاب عَنْ أَنَس بِلَفْظِ " فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفهُ أَهْله وَمَاله " وَيَأْتِي فِي الْوَلِيمَة مِنْ حَدِيث أَنَس بِلَفْظِ " أُقَاسِمك مَالِي، وَأَنْزِل لَك عَنْ إِحْدَى اِمْرَأَتَيَّ "، وَسَيَأْتِي بَقِيَّة شَرْح الْحَدِيث الْمَذْكُور فِي أَبْوَاب الْوَلِيمَة. وَفِيهِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ الْإِيثَار حَتَّى بِالنَّفْسِ وَالْأَهْل. وَفِيهِ جَوَاز نَظَر الرَّجُل إِلَى الْمَرْأَة عِنْد إِرَادَة تَزْوِيجهَا، وَجَوَاز الْمُوَاعَدَة بِطَلَاقِ الْمَرْأَة، وَسُقُوط الْغَيْرَة فِي مِثْل ذَلِكَ، .. " أهـ (14/ 304)
فلو لم يكن يفهم المراد من قوله "أنظر أعجبهما اليك" على أنه نظر العين لما خرج من الحديث بجواز نظر الرجل الى المرأة عند ارادة تزويجها!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 03:27]ـ
أخي الفاضل، نعم وقع في الفتح (11/ 335/ تحقيق نظر الفريابي): ((وفيه: جواز نظر الرجل إلى المرأة عند إرادة تزوجها، وجواز المواعدة بطلاق المرأة، وسقوط الغيرة في مثل ذلك، وتنزه الرجل عما يبذل له من ذلك ... )).
فالبخاري - رحمه الله - بوب: ((باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها)).
ومراده رحمه الله - حسب فهمي القاصر-: جواز صدور مثل هذه العبارة من الرجل لأخيه المسلم وأن هذا جائز لا حرج فيه.
وأما ما ذهب إليه بعض الإخوة من أن هذا قبل الحجاب ومعناه أنه غير جائز بعد ضرب الحجاب ففيه تكلف أيضًا، إذ تبويب البخاري رحمه الله مطلق ويدل على أن هذا جائز دائمًا للحديث المذكور ولم يقيد ذلك بفترة وكذلك لم يوجهه الحافظ بأن ذلك قبل نزول الحجاب فظهر من ذلك أنه توجيه لا يخلو من تكلف أيضًا، فإن كان هذا الفعل جائزا وقتها بدافع الإيثار والمحبة فهو جائز في كل وقت بنفس الدافع. والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 03:32]ـ
شيخنا المبارك أحسن الله اليكم، هذا الكلام فيه تكلف.
فقوله "أنظر أعجبهما" ظاهر في أن المراد انظر بعينك لتقرر أيهما تعجبك فأتركها لك لتتزوجها .. فهل من سلف لكم في حملها على أن المراد نظر العقل لا نظر العين؟
[الحشر: 9]
حقيقة الأمر أنني كلما سمعت هذا الحديث حملته هذا المحمل الذي ذكرته ولم يرد في ذهني أنه دعاه للنظر إليها بعينه، لكن لا أذكر سلفًا في ذلك ولكن أحاول البحث علِّي أجد مخرجًا. (ابتسامة)
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 05:34]ـ
ما يتبادر إلى الذهن عند تأمل فهم الأخ علي هو كيف يمكن لإنسان أن يتفكر ويتدبر ويختار بين امرأتين مجهولتين له، فالإنسان لا يختار إلا ما يعلمه لا ما يجهله!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 05:34]ـ
"وأما ما ذهب إليه بعض الإخوة من أن هذا قبل الحجاب ومعناه أنه غير جائز بعد ضرب الحجاب ففيه تكلف أيضًا، إذ تبويب البخاري رحمه الله مطلق ويدل على أن هذا جائز دائمًا للحديث المذكور ولم يقيد ذلك بفترة وكذلك لم يوجهه الحافظ بأن ذلك قبل نزول الحجاب"
بارك الله فيكم.
ليس هناك أظهر على كون المراد هو النظر بالعين من تبويب البخاري وشرح ابن حجر رحمهما الله .. وهذا لا يدفع الا بتكلف. ولكن يبقى الآن الاشكال في الحكم المبني على ذلك عند كل من الامامين رحمهما الله. فأما قولكم أن التبويب عند البخاري لم يرد عليه استثناء أو تخصيص أو تقييد أو نحو ذلك، فلا اشكال فيه، لأن الحكم في نفسه، أعني عموم جواز النظر للمرأة قبل الزواج بها، باق غير منسوخ، وليس يؤخذ من هذا الحديث الا ما يعضد ذلك الحكم في جملته. أما كونه لم يعقب على حالة ذلك الحديث - وهي في نظري واقعة عين لا يستدل بها وان جاز الاستئناس بها في هذا الباب، والله أعلم - بأنها كانت قبل فرض الحجاب، ولم يعد ذلك العمل تحديدا - وليس عموم نظر الرجل للمرأة بغية الزواج - مباحا بعده، فهذا لا يلزم منه أن يخرج البخاري الحديث من ذلك الباب أو أن يغير من عنوان الباب من أجله!
وأما كلام ابن حجر رحمه الله، فنحن دونه أمام احتمالين:
- اما أن يكون رحمه الله يرى البقاء على جواز أن يعرض الرجل امرأتيه على من يحب لينظر اليهما ويختار أعجبهما اليه فيطلقها له طواعية ليتزوجها بعد عدتها، حتى بعد فرض الحجاب!
- واما أنه يرى تلك الحالة - من تجويز نظر الرجل لامرأة رجل غيره باذنه لترغيبه في نكاحها - منسوخة بفرض الحجاب!
فان قلنا أن الاحتمال الأول هو الصحيح، فقد نسنباه لقول غريب، ولا أعلم قائلا به من السلف .. وعمل واحد من الصحابة ليس بحجة في مثل هذا (وأنا جاهل فقولي لا أعلم لا يلزم أحدا بشيء البتة، فمن علم أحدا يقول بذلك من الصحابة أو الأئمة فليتحفنا به مأجورا)، فلا نجد الا أن نقول بالاحتمال الثاني، ويرد عليه الاشكال بأنه كان يلزمه أن يبين أن هذا كان قبل الحجاب، ان كان يعتقد أن الحجاب ينسخ ذلك الحكم، ولكنه لم يفعل .. فيضعف هذا الاحتمال لذلك .. فهل نوافقه رحمه الله على هذا الحكم ان لم يبق أمامنا سوى هذا المحمل لقوله؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 09:17]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
كبر عليكم أن يكون المراد بـ " انظر أعجبهما اليك " نظر العين فقلتم نظر الفكر.
سلمنا انه نظر الفكر - وهو أيضاً وجيه ومحترم - فعلى أي أساس يفكر الرجل ويختار إلا أن يكون ذلك بالنظر بالعين السابق لهذا الموقف أو اللاحق له؟
هل يمكن - مثلا- أن يذكر سعد اسمي المرأتين ويقول له امكث متفكراً واختر اسماً منهما أم ماذا؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 11:06]ـ
سبحان الله ... قلت في تعقيبي السابق: "فأما قولكم أن التبويب عند البخاري لم يرد عليه استثناء أو تخصيص أو تقييد أو نحو ذلك، فلا اشكال فيه، لأن الحكم في نفسه، أعني عموم جواز النظر للمرأة قبل الزواج بها، باق غير منسوخ، وليس يؤخذ من هذا الحديث الا ما يعضد ذلك الحكم في جملته. أما كونه لم يعقب على حالة ذلك الحديث - وهي في نظري واقعة عين لا يستدل بها وان جاز الاستئناس بها في هذا الباب، والله أعلم - بأنها كانت قبل فرض الحجاب، ولم يعد ذلك العمل تحديدا - وليس عموم نظر الرجل للمرأة بغية الزواج - مباحا بعده، فهذا لا يلزم منه أن يخرج البخاري الحديث من ذلك الباب أو أن يغير من عنوان الباب من أجله! "
وهذا وهم مني - غفر الله لي - لأن تبويب البخاري جاء كالتالي: "باب قول الرجل لأخيه: انظر أي زوجتي شئت حتى أنزل لك عنها" وليس الحديث تحت باب جواز نظر طالب النكاح للمرأة عموما ..
ولكن يبقى الاشكال قائما في هذا الحكم تحديدا والذي خرجا به من الحديث، فهما يجيزان أن يعرض الرجل امرأتيه على أخيه لينظر أيهما أعجب اليه فينزل له عنها .. فهل يتابعان على ذلك؟ وهل يعد هذا الحديث حجة على هذا الذي ذهبا اليه، رحمة الله عليهما؟ وهل قال بهذا غيرهما من السلف؟
لعل بعض الاخوان يظن أن هذا من المصادرة على غاية صاحب الموضوع، ولكن لا أظن أن الشبهة ستندفع دفعا كاملا الا بحسن توجيه تلك المسألة. والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 01:34]ـ
لي تعقيب صغير على قول الأخوة الأفاضل:
ما يتبادر إلى الذهن عند تأمل فهم الأخ علي هو كيف يمكن لإنسان أن يتفكر ويتدبر ويختار بين امرأتين مجهولتين له، فالإنسان لا يختار إلا ما يعلمه لا ما يجهله!
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
كبر عليكم أن يكون المراد بـ " انظر أعجبهما اليك " نظر العين فقلتم نظر الفكر.
سلمنا انه نظر الفكر - وهو أيضاً وجيه ومحترم - فعلى أي أساس يفكر الرجل ويختار إلا أن يكون ذلك بالنظر بالعين السابق لهذا الموقف أو اللاحق له؟
هل يمكن - مثلا- أن يذكر سعد اسمي المرأتين ويقول له امكث متفكراً واختر اسماً منهما أم ماذا؟!
أيها الأفاضل لا أدري ما وجه الاستغراب في ذلك أليس الرجل تنعت له المرأة وتوصف له أخلاقها فيرغب في الزواج منها قبل رؤيتها، وهل يقع في نفسك أن عبد الرحمن الذي خرج مهاجرًا لا مال له ولا أهل يعرض عليه أخوه امرأته فيرد عليه بأنه لا يرغب في الزواج منها لأنها غير جميلة، هذا عجيب.
ووارد جدًا ان يكون الرجل على سفر فيكلف من أهل بيته من يبحث له عن عروس فتنعت له أكثر من امرأة فتقع في نفسه واحدة فيفضلها على الأخريات وهذا معروف مشاهد فما وجه استنكاركم، بارك الله فيكم!!!
وأما الأخ أبو الفداء فلست مختلفًا معه فيما قال، وكنت في البداية قد استنكرت فهم الحديث على النحو الواقع في الشبهة المذكورة لكن كلام ابن حجر الذي ذكره يدل على أنه فهم هذا الفهم وهو موضع إشكال بالنسبة لي فعلا وما أجاب به الإخوة من أن ذلك قديم وقبل الحجاب وانه فعل صحابي واحد ولم ينقل عن غيره أو أنها واقعة عين فكل ذلك لا يخلو عندي من تكلف بارك الله فيكم، وما زلت أميل إلى الفهم الذي قدمته وأنه لم يقصد نظر العين، وصنيع البخاري رحمه الله لا يعارض ذلك وأما ما فهمه ابن حجر فأرى - غفر الله لي - أنه بعيد، ولا علاقة له بجواز نظر الرجل إلى من يريد الزواج منها وهو جائز بأدلة أخرى شرط ألا تكون متزوجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المسألة التي وردت في الحديث من أنه يجوز للرجل أن يعرض زوجته على من يحب ليطلقها ويتزوجها هو فمازال مشكلا عندي بناء على فهم الحافظ ابن حجر للحديث لكن إن نقل جواز ذلك عن أحد من السلف يقوي قوله فهم الحديث على جواز نظر العين بنية الزواج لزوجة الغير بعد إذنه فعلى العين والرأس، بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:56]ـ
الأمر الذي أود أن أضيفه أن بعض أعداء الدين اذ يتصورون أن هذا حكم مطرد ماض في الاسلام، وهو جواز أن يأتي الرجل الى أخ له يحبه في الله فيقول له اختر احدى امرأتي أنزل لك عنها لتتزوجها، فهم يؤسسون على ذلك الظن منهم أمورا لا محل لها من الشرع المطهر البتة! فيقولون قاتلهم الله أن هذا معناه أن المرأة عند المسلمين هي دابة لا تمييز لها ولا اختيار، فكأنما يعرض الرجل على غيره من الرجال بعض الدواب التي عنده ليختار التي تعجبه فيهبها له، فيسوقها خلفه وينصرف بها! زد على ذلك مسألة النخوة والغيرة وما الى ذلك.
ونقول أن مبالغة الرجل من آحاد الأنصار في اظهار شدة محبته لأخيه على هذا النحو، - وقد رفض عبد الله بن عوف ذلك العرض شديد السخاء - لا تعني أنه لا غيرة له ولا مروءة، بل في نفسه خصاصة من ذلك كما نص القرءان ولكنه يؤثر أخاه حتى في أخص ما عنده، ولم يكن من الشرع حينئذ ما يمنع ذلك، فأظهر ايثاره لأخيه بصدق وان كان في نفسه يكره ترك احدى امرأتيه! وكذلك فان هذا العرض لا يعني أنه هضم حق امرأتيه في قبول أو رفض أن تكون احداهما زوجة لرجل آخر لا تعرفه اذا ما طلقها هو وتركها! فهذا العرض لم يقبله عبد الرحمن بن عوف أصلا، فكل ما يشيدونه عليه من تصورات ولوازم متوهمة انما هو هباء لا قيمة له ولا اعتبار به على الاطلاق! وقد بينا أن عمله هذا رضي الله عنه وان كان منه امعانا في اظهار شدة المحبة في الله، الا أنه لا ينبني عليه حكم، ولم يبلغنا أنه قد انبنى على هذه الواقعة عمل عند الصحابة أو من تبعهم الى يوم الناس هذا! فدل ذلك على أن هذا الموقف وان كان من مناقب وفضائل فاعله رضي الله عنه لدلالته على شدة المحبة والاخاء في الله، الا أنه لا يؤسس عليه حكم شرعي عام كمثل الذي بوب له البخاري وصرح به ابن حجر في شرحه رحمهما الله .. فان قال قائل أن هذا الأمر أصبح مستقرا في فعل الصحابة ومن أتى بعدهم وترتبت عليه أحكام عندهم، فليأتنا بدليل ذلك وبيانه من أقوالهم وأفعالهم! فان قال أنهم لم ينكروا عليه ذلك، قلنا ان الأمر لم يقع أصلا وعبد الرحمن لم يقبل عرض سعد في هذا، حتى يقال أن هذا حكم جائر يسلب المرأة ارادتها أو يفعل كذا وكذا كما يأفكون! فان كان عبد الرحمن - وهو الذي عرض عليه العرض - نفسه لم يقبله، ودعى لسعد بأن يبارك الله له في أهله وماله على عرضه الكريم هذا، فكيف يقال بعد ذلك أن سكوت الصحابة اقرار لوقوع مثل هذا العمل وما يترتب عليه، وقبول لقيام حكم شرعي عليه؟ سكوتهم عن أي شيء وما وقع شيء أصلا الا عرض كريم من أنصاري فيه امعان في السخاء والكرم والايثار بما لا يتصور أن يؤثر رجل به غيره على نفسه، ورد من المهاجري لذلك العرض الكريم ودعاء لباذله؟ لم يقع شيء أصلا حتى يقولوا ما يقولون!
وحتى لو فرضنا - للتنزل مع المجادل - أن عبد الرحمن رضي الله عنه قبل عرض أخيه هذا ووافق عليه، واختار احدى امرأتي سعد ليتركها له، فما موقف تلك المرأة؟ لو رفضت هي الزواج من عبد الرحمن لم يكن لسعد أن يجبرها على ذلك ولا لغيره! لأن القبول من كلا طرفي العقد شرط في صحته! فهذه مسألة لم يتطرق أحد من الصحابة أو الأئمة الى النظر فيها وتفصيلها - فيما أعلم - لأنه وبكل بساطة، عبد الرحمن لم يقبل العرض، ولم يتحول الأمر الى شريعة تمضي في الناس بعد حتى توضع لها الضوابط والشروط وتبحث في كتب أئمة الفقه!(/)
) (نداء إلى البرلمانيين الإسلاميين)
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 09:14]ـ
مسألة تحكيم الشريعة مسألة خلافية؟!!!! (الجزء الثاني) (نداء إلى البرلمانيين الإسلاميين) (مقال للشيخ أبي يونس العباسي)
نداء إلى البرلمانيين الإسلاميين
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاةوالسلام على من لانبي بعده , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا:لأن مصلحة الشعب في دخول هذه البرلمانات. قلت: لستم أنتم من يحدد ماهية المصلحة , إن الذي يحدد ماهية المصلحة هو الله تبارك وتعالى , ودخول البرلمانات كفر بالله تعالى , فهل فعل الكفر مصلحة , نعم هو مصلحة ولكنها مصلحة ملغاة. ثم قولوا لي: ألستم أنتم من علمنا أن مصلحة الدين هي أولى المصالح وأولى الضروريات الخمسة التي أمرت الشريعة بالحفاظ عليها , وأنه إذا تعارضت مصلحة الدين مع غيرها من المصالح قدمت مصلحة الدين , والسؤال الموجه لكم الآن لماذا لا تقدمون مصلحة الدين؟.
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ فقالوا: لكي ندفع الضرر الأشد بفعل الضرر الأخف. فقلت: وهل هناك ضرر أكبر من ضرر الكفر الذي تلبستم به بدخولكم للبرلمانات الوثنية , وترككم لتحكيم دين رب البرية جل وعلا , وإن لم يكن الأمر هكذا , فما هو المقصود بقوله تعالى:"والفتنة أكبر من القتل " وقوله:"والفتنة أشد من القتل" اللهم إنا نعوذ بك أن نجادل بالباطل لندحض به الحق.
فقالوا لي: آه , تريدنا أن نترك الحكم والسيادة للعلمانيين , فأنت من شيوخ العلمانية المعادي للمجاهدين. فقلت: أن تتركوا الحكم للعلمانيين مؤقتا , إلى أن تصلوا للحكم بطريق ليس فيها كفر وشرك , خير من أن تستعجلوا الثمرة وتشاركوهم في كفرهم الناتج عن تحكيمهم للقوانين الوضعية الخبيثة. فقالوا: والله يا أخانا إن دخولنا للبرلمانات التشريعية (الوثنية) ما هو إلا وسيلة لإرجاع الخلافة. فقلت: نحن لسنا ميكافليين , إن رسولنا صلى الله عليه وسلم علمنا أن (الغاية لا تبرر الوسيلة) وأن الغاية النبيلة لا بد من الوصول إليها بوسيلة نبيلة , والوسيلة النبيلة هي التمسك بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم , وعدم الانحراف عنه , والدعوة الجادة إليه , وحمايته , والجهاد دونه , عندها سيمكن الله لنا وبأدنى الإمكانيات إذ إن النصر من عند الله العزيز الحكيم وهو صاحب الأرض يرثها من يشاء من عباده , وعباده الذين يشاء أن يرثوا الأرض هم من وحده قولا وعملا ثم أعدوا ما يستطاع من الأسباب المادية , قال الله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" أما استعجال الثمرة قبل أوانها فقد قيل في ذلك: من استعجل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه.
-وها أنتم دخلتم البرلمانات الوثنية فلم تصلحوا , بل أفسدكم العلمانيون , وأرجعوا دعوتكم إلى الوراء ما الله به عليم , وحاربوكم وحالوا بينكم وبين الإصلاح والتغيير الذي أردتموه (كما حصل في الجزائر وفلسطين وغيرها) بل منعوكم من الترشح لها (كما حصل في مصر في الانتخابات الأخيرة) أو زوروا الانتخابات (كما حصل في الأرن في الانتخابات الأخيرة) وذلك لتعلموا أن الإصلاح والتغيير مع عبيد أمريكا واليهود لا يكون بدخول المجالس الوثنية وإنما يكون بالوسائل التالية:
-قال الله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" - قال الله تعالى: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" - قال الله تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " (تأمل اللطيفة في الجمع بين إنزال الكتاب والحديد) - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "قوام هذا الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر" - وكما قيل يوما: لا يفل الحديد إلا الحديد وألف قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد - قال أبو تمام: السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
هكذا يحسم الأمر مع عبيد اليهود والنصارى مع توفر التوحيد الحقيقي طبعا قبل العدة والعتاد , وإلا إذا استوينا في المعصية كانت الغلبة للأقوى , ما قلناه آنفا هو سنة اله في حسم المعارك بين الإسلام والكفر ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا , فهل ستفقهون هذه السنة , أم ستظلون تقرصون وتقرصون من نفس الجحر , الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لايلدغ المؤمن من الجحر مرتين ".
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا: البرلمان منبر للدعوة إلى الله تعالى!!! فقلت: نعم صدقوا ولكن هو منبر للصد عن سبيل الله , هو منبر للكفر والشرك والإلحاد , ما أشد عجبي وعجب كل عاقل منكم , ضاقت عليكم الدنيا حتى جعلتكم لم تجدوا إلا البرلمان للدعوة إلى الله , ويا ليتكم تدعون إلى الله , لا بل تشاركون المشرعين في تشريعاتهم وكأنكم قد نسيتم أن التشريع من خصائص الله والله وحده. قالوا: هو منبر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قلت: حقا هذا زمن العجائب , وزمن تبديل الحقائق , وتسمية الأشياء بغير اسمها , وإلا كيف يسوغ تسمية الكفر معروفا والمنكر توحيدا , حقا هذا هو الاستخفاف بعقول الناس واستغباؤهم كما كان يفعل فرعون " فاستخف قومه فأطاعوه " ولكن لسنا فراعنة حتى نطيعكم , بل نقول لكم: (معروف مين والناس نايمين العبوا غيرها) سامحوني على هذا الأسلوب فالأمر كما قيل: هم يبكي وهم يضحك, حقا نقول: اللهم ثبت علينا العقل والدين.
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا: لماذا تضيق واسعا , نحن نستفيد من النظم الجاهلية في خدمة الدعوة , والنبي كان يستفيد من النظم الجاهلية في خدمة الدعوة , فاقرأوا السيرة ثم تعالوا وحاورونا. فقلت: آه , تقصدون أن النبي استفاد من عمه في حماية الدعوة , ولكن هل استفادة النبي بعمه فيها محذور شرعي كما هو الحال في مسألة تحكيم الشريعة , للأسف قياس مع الفارق , وستقولون أيضا: النبي استفاد من جوار المطعم بن عدي , ولكن هل في جوار المطعم محذور شرعي كالدخول في المجالس الوثنية , أيضا هو قياس مع الفارق , اللهم سلمنا من الجدل بالباطل وعن الباطل اللهم آميين.
-قالوا لي يوما: أنت من أعداء الإسلام السياسي ولذلك أنت تحرم الدخول في المجالس التشريعية (الوثنية). فقلت: بل أنا أدعو إلى الإسلام الكامل: إسلام العقيدة والعبادة والجهاد والاجتماع والاقتصاد والتربية والتعليم والصحة ....... إلخ , ولكن السياسة التي أدعوا إليها سياسة مضبوطة بالمنهج الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , بخلاف سياستكم غير المنضبطة إلا بالهوى أو بالشهوات , أو بالنزوات , وفي بعض المرات تكون منضبطة بالشرع حتى لا أظلمكم.
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ قالوا لي: من تكون أنت أمام فلان وفلان وعلان ممن أجاز المشاركة في هذه المجالس. فقلت: ومن يكون هؤلاء أمام علماء السلف قاطبة الذي حرموا تحكيم القوانين الوضعية , ثم إن العبرة بالدليل من الكتاب والسنة أو مابني عليهما , لا بأقوال الرجال , فإنه لا يوجد طاعة مطلقة إلا لله ورسوله أما من سواهما فطاعته تابعة لطاعة الله ورسوله , قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " فأنت ترى أن الله لم يقل " وأطيعوا أولي الأمر" مع أنه قال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول والسر في ذلك ما أسلفناه أن طاعة أولي الأمر (العلماء والأمراء) ليست مطلقة ولكنها تابعة لطاعة الله ورسوله , أوما سمعتم ابن عباس لما قال لمن رد قول رسول الله بقول أبي بكر وعمر (وهما أبو بكر وعمر) قال له: يوشك أن تنزل عليك حجارة من السماء , أقول لك: قال رسول الله , وتقول: قال أبو بكر وعمر , ورحم الله الإمام مالك لما قال: كل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا صاحب هذ القبر (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم).
يا أيها البرلمانيون الإسلاميون: لماذا دخلتم المجالس الوثنية , ونحيتم شريعة رب البرية -سبحانه وتعالى- عن الحكم والفصل في نزاعات الناس؟ فقالوا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ويوسف -عليه السلام- والنجاشي - رضي الله عنه - فقلت: آه , تقصدون أن هؤلا ء تركوا تحكيم الشريعة وهم من هم , أيها البرلمانيون الإسلاميون: يؤسفني أن أقول لكم: خاب ظنكم ودحضت حجتكم.
-أما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - فمن سيصدقكم أنه ترك تحكيم الشريعة , وهو من هو في شدة التمسك بالحق , لا يعرف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -من قال عنه بأنه: ترك تحكيم الشريعة في عام الرمادة ولا في غيره , فإن السبب في عدم قطع يد السارق في عام الرمادة لأنه ليس سارقا على الحقيقة , إذ السارق من يسرق ليغتني , لا من يسرق ليعيش أو ليسكت كلب الجوع , وهكذا كان عام الرمادة , عام اشتدت فيه حاجة الناس واشتد عوزهم فسرقوا , فكانت الحاجة الشديدة والعوز الرهيب والجوع الفظيع شبهة درأ بها عمر - رضي الله عنه الحد - والنبي يقول: ادرؤا الحدود بالشبهات , ثم كيف لعمر أن يعطل حدا هكذا بدون سبب شرعي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كما عند أبي داوود وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.ثم يقال عمر ترك تحكيم الشريعة , سبحانك يا ربنا هذا بهتان عظيم.
-أما شبهة النجاشي فهي أسخف من السخيفة , فالنجاشي أظهر الإسلام والموافقة على ما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- وشهد أن ما جاء به محمد وما جاء به عيسى - عليهما السلام - يخرجان من مشكاة واحدة , ولم يبال بحاشيته , ولم يكن يطيعهم في الفساد والإفساد إذا أغروه به , بل كان يحكم بين الناس بما يعلمه أنه الأقرب إلى الحق والأرضى لله رب العالمين , وما بلغه من شريعة محمد طبقه , وما لم يبلغه , فهو معذور فيه , إذ إنه مات والشريعة لما تكتمل , فقد أدى النجاشي ما وجب عليه من الشرع حتى لاقى ربه , أما القول بأنه لم يحكم الشريعة هكذا , فهو قول يفتقر إلى دليل , حاشا سوء الظن بالنجاشي -رضي الله عنه - نسأله تعالى أن يقينا سوء الظن بالمسلمين.
-أما الشبهة في حق يوسف -عليه السلام- أنه لم يحكم الشريعة , ففيها قلة أدب مع نبي من أنبياء الله ما لا يليق بمسلم أن يكون من أهلها , فحاشاه - عليه السلام - ثم حاشاه ألا يحكم الشريعة , وهو من قال الله حاكيا عنه قوله: "إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه" وهذه الآيه تحمل معنى جليلا ألا وهو: أن تحكيم الشريعة من توحيد الألوهية , فهل يسع سيدنا يوسف والفاروق والنجاشي أن يخلوا بتوحيد الألوهية , سبحانك ربنا هذا إفك مبين , وهل يتصور بناء على هذا أن يشارك يوسف - عليه السلام - في حكومة طاغوت يحكم قوانين البشر , حاشاه ثم حاشاه , ولذلك جاء عند القرطبي أن هذا العزيز أسلم لله رب العالمين بعد أن دعاه يوسف -عليه السلام - للإسلام , وهذا يتوافق مع قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " إذ لو كان يوسف -عليه السلام-وحاشاه ,يحكم قوانين البشر لما سمى الله وصوله إلى وزارة التموين تمكينا , لأن التمكين هو أن نسوس الكون بمن فيه بالمنهج الذي أوحاه الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد ثبات على الدين في فترة الابتلاءات.
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها , ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعد وفاته , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء , إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: ابو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
25جمادى الآخر ,1429ه
الموافق29|6|2008(/)
هل يعتد بخلاف الظاهرية؟
ـ[علي ونيس]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 10:21]ـ
مسألة: هل يعتبر بخلاف الظاهرية في الإجماع؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على خمسة أقوال ذكرها الزركشي في البحر المحيط (6/ 424) وملخصها:
الأول:
ـ ذهب قوم منهم القاضي أبو بكر, والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني (ت 316 هـ) , ونسبه إلى الجمهور: أنه لا يعتد بخلاف من أنكر القياس في الحوادث الشرعية.
نقل هذا القول عن أبي إسحاق: ابن الصلاح في فتاويه (2/ 750)، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (1/ 182، 183)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (13/ 104)، وابن كثير في طبقات الفقهاء الشافعيين (1\ 172)، والزركشي في البحر المحيط (6/ 424)، وابن السبكي في الطبقات الكبرى (2/ 289)، والصفدي في الوافي بالوفيات (13/ 297)
ـ وتابع هذا القول إمام الحرمين (ت 478 هـ) كما في البرهان، 2\ 819 - في مبحث مسالك العلة -، وانظر: فيض القدير للمناوي 6\ 226.
قال إمام الحرمين الجويني: " المحققون لا يقيمون لخلاف الظاهرية وزنا; لأن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد, ولا تفي النصوص بعشر معشارها. وقال في كتاب اللعان: إن قول داود بإجزاء الرقبة المعيبة في الكفارة نقل الشافعي - رحمه الله تعالى - الإجماع على خلافه. قال: وعندي أن الشافعي لو عاصر داود لما عده من العلماء" انتهى.
وقد اعترض ابن الرفعة على إطلاق إمام الحرمين بأن القاضي الحسين نقل عن الشافعي - رضي الله عنه - أنه قال في الكتابة: لا أمتنع من كتابة العبد عند جمع القوة والأمانة, وإنما أستحب الخروج من الخلاف, فإن داود أوجب كتابة من جمع بين القوة والأمانة, وداود من أهل الظاهر, وقد أقام الشافعي لخلافه وزنا, واستحب كتابة من ذكره لأجل خلافه. ا هـ.
وهذا وهم عجيب من ابن الرفعة; لأن داود إنما ولد قبل وفاة الشافعي بسنتين; لأنه ولد سنة اثنتين ومئتين, ولا يمكن أن يقال: اعتبر الشافعي خلافه, فغلط ابن الرفعة لأجل فهمه أن هذه الجملة من كلام الشافعي, وليس كذلك وإنما استحب هو, بفتح الحاء, وهو من كلام القاضي الحسين والمستحب هو القاضي الحسين, لكنه علله بتعليل غير صحيح لما ذكرناه. نعم, أوجبها قبل غير داود, فالمراد الخلاف الذي عليه داود لا خصوص داود.
على أنه قد قيل: إن كلام القاضي الحسين مستقيم, والجملة من قول الشافعي, وليس المراد صاحب الظاهر, بل المراد به داود بن عبد الرحمن العطار شيخ الشافعي بمكة, الذي قال فيه الشافعي: ما رأيت أورع منه, ولعله الذي نقل عنه الشافعي وجوب العقيقة, فإن الشافعي قال كما حكاه عنه الإمام في " النهاية ": في باب العقيقة أفرط في العقيقة رجلان, رجل قال بوجوبها, وهو داود, ورجل قال ببدعتها وهو أبو حنيفة, وكلام القاضي الحسين في التعليق لا يقتضي أن يكون هو داود الظاهري; لأنه نقل عن الشافعي أنه قال: أستحب كتابة من جمع بين القوة والأمانة للخروج من الخلاف, فإن داود يوجب كتابة من جمع بين القوة والأمانة, ولم يقل داود الظاهري كما نقله ابن الرفعة.
ـ والغزالي (ت 505 هـ) كما في البحر المحيط (6/ 424)، حاشية العطار على شرح جمع الجوامع 2\ 242., قالوا; لأن من أنكره لا يعرف طرق الاجتهاد, وإنما هو متمسك بالظواهر, فهو كالعامي الذي لا معرفة له,
ـ وحكاه الأستاذ أبو منصور عن أبي علي بن أبي هريرة (ت 345 هـ) وطائفة من أقرانه نقله عنه ابن الصلاح في فتاويه (1/ 207)، والنووي في تهذيب الأسماء (1/ 183)، والذهبي في (السير (13\ 104).
ـ وبه قال النووي (ت 676 هـ) حيث جزم بعدم الاعتداد بقولهم.
قال في باب السواك في شرح مسلم (3/ 142): " إن مخالفة داود لا تقدح في انعقاد الإجماع على المختار الذي عليه المحققون الأكثرون " انتهى. وانظر المجموع (9/ 291).
ونقله عنه السيوطي في (تدريب الراوي 2\ 192)، وذكر ابن كثير في حوادث (سنة 763 هـ) رؤيا رآها للنووي سأله فيها عن عدم إدخاله شيئا من مصنفات ابن حزم في (شرح المهذب) له. راجع (البداية والنهاية 18\ 350).
ـ ورجح هذا القول صلاح الدين الصفدي (ت 826 هـ) الوافي بالوفيات، للصفدي (13/ 297، 298).
ـ وولي الله العراقي (ت 826 هـ) كما في طرح التثريب شرح التقريب، 2\ 37.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ونقله أبو منصور البغدادي (ت 429 هـ) عن طائفة من متأخري الشافعيين، كما ذكر ذلك ابن الصلاح في فتاويه (1/ 207)، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (1\ 183)، والذهبي في (سير أعلام النبلاء (13\ 104)، والزركشي في البحر المحيط (6/ 424)، وابن كثير في (طبقات الفقهاء الشافعيين 1 \
ـ وكذا قال أبو بكر الرازي من الحنفية: " لا يعتد بخلافهم, ولا يؤنس بوفاقهم" انتهى.
ـ وبه قال أبو العباس بن سريج (ت 306 هـ) كما في كتاب: (المحمدون من الشعراء للقفطي 2\ 427).
ـ وقال بدر الدين الزركشي (ت 794 هـ) (4): ((ولم يعدهم المحققون من أحزاب الفقهاء. . . وأخرجوهم من أهل الحل والعقد)).
ـ وحكاه ابن دقيق العيد (ت 702 هـ) في الإمام شرح الإلمام، 1\ 413.
ـ والصنعاني (ت 1182 هـ) كما في كتاب العدة، 1\ 131.
عن بعض الناس.
ـ وأبو الحسن الكرخي (ت 340 هـ) في (الفصول في الأصول 3\ 297 ط: الكويت).
ـ وأبو بكر الجصاص الرازي (ت 370 هـ) فقال في مقدمة كتابه (أحكام القرآن): (لو تكلم داود في مسألة حادثة في عصره، وخالف فيها بعض أهل زمانه لم يكن خلافا عليهم)) ا. هـ، ونحوه قال في كتابه (الفصول في الأصول 3\ 296).
ـ والحموي (ت 1098 هـ) في غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر، 3\ 299.
ـ وابن عابدين (ت 1252 هـ) كما في حاشيتة 6\ 99) وفيه أن خلاف الظاهرية لا ينقض إجماع الفقهاء. وانظر: تيسير التحرير لأمير بادشاه 4\ 222.
ـ ومن المالكية: القاضي أبو بكر الباقلاني (ت 403 هـ).
نقله ابن الصلاح في الفتاوى (1/ 207)، والقرطبي في (المفهم 1\ 543)، والزركشي في البحر المحيط (6/ 424)، وابن السبكي في الطبقات الكبرى (2/ 289).
ـ وابن بطال (ت 449 هـ) شرح صحيح البخاري، لابن بطال 1\ 352.
ـ والقاضي أبو بكر ابن العربي (ت 543هـ) كما في العواصم من القواصم، ص 257، وعارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي 10\ 108.
ـ والدردير (ت 1201 هـ) كما في بلغة السالك لأقرب المسالك، 2\ 389.
ـ وعُلَيْش (ت 1299 هـ) كما في فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك، 1\ 101،96.
ـ القاضي عياض، حتى عد مذهب داود الظاهري بدعة.
انظر: (المعيار المعرب 2\ 491) وفيه أن (القاضي عياضا) نقل عن بعض العلماء أن مذهب داود بدعة ظهرت بعد المائتين.
أدلة هذا القول:
استدل أصحاب هذا القول بأدلة متعددة، بعبارات مختلفة، وسأسوق بعضا منها:
- أن أهل الظاهر ليسوا من العلماء ولا من الفقهاء، بل هم من جملة العوام الذين لا يعتد بخلافهم. وهو المنقول هنا في المفهم عن القاضي أبي بكر.
انظر: الفصول في الأصول 3\ 296، سير أعلام النبلاء (13\ 104).
- أن معظم الشريعة صدر عن الاجتهاد، والنصوص لا تفي بالعشر من معشار الشريعة، فبإنكارهم القياس والاجتهاد يكونون ملتحقين بالعوام، وكيف يدعون الاجتهاد، ولا اجتهاد عندهم، وإنما غاية التصرف التردد على ظواهر الألفاظ.
انظر: البرهان للجويني 2\ 818
- أن من أنكر القياس لا يعرف طرق الاجتهاد، وإنما هو متمسك بالظواهر، فهو كالعامي الذي لا معرفة له.
انظر: البحر المحيط (6/ 424).
- أنهم لا يعتد بخلافهم لأنهم من جملة العوام، وأن من اعتد بخلافهم فإنما ذلك لأن مذهبه أنه يعتبر خلاف العوام في انعقاد الإجماع، والحق خلافه.
انظر: البحر المحيط (6/ 424)، وهو مذكور في المفهم هنا أيضا.
- ولأنهم في الشرعيات كالسوفسطائية في العقليات.
انظر: البحر المحيط (6/ 424).
- أن منكري القياس من الظاهرية ليسوا من علماء الأمة؛ لأنهم مباهتون على عنادهم فيما ثبت استفاضةً وتواترا، ومن لم يزعه التواتر، ولم يحتفل بمخالفته لم يوثق بقوله ومذهبه.
انظر: البرهان للجويني 2\ 818.
- أنهم كالشيعة في الفروع، ولا يلتفت إلى أقوالهم، ولا ينصب معهم الخلاف، ولا يعتنى بتحصيل كتبهم، ولا يدل مستفت من العامة عليهم.
انظر: سير أعلام النبلاء (13\ 104).
- أنهم لم يبلغوا رتبة الاجتهاد، ولا يعتبر في الإجماع إلا خلاف من له أهلية النظر والاجتهاد.
قاله أبو إسحاق الإسفراييني [نقله عنه ابن الصلاح في فتاويه (1/ 207)، وسير أعلام النبلاء (13\ 105)، وطبقات الشافعية الكبرى 2\ 289]
ـ بالغ بعضهم فلم يعدوا الظاهرية من العلماء والفقهاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قاله أبو بكر الباقلاني كما نقله عنه أبو العباس القرطبي هنا في المفهم، وابن السبكي في الطبقات الكبرى (2/ 289).
- أنهم لما أحدثوا قواعد تخالف الأولين، أفضت إلى المناقضة لمجلس الشريعة، فلم يعتبر خلافهم.
انظر: البحر المحيط، لبدر الدين الزركشي (6/ 424).
- أنهم لما اجترءوا على دعوى أنهم على الحق، وأن غيرهم على الباطل أخرجهم أهل العلم من أهل الحل والعقد.
انظر: البحر المحيط، لبدر الدين الزركشي (6/ 424).
- أنه قد دل الدليل القاطع على أصل القياس، وهو لا يحتمل المنازعة فيه لظهوره.
وقد نازع الظاهرية فيه.
وهذه المنازعة الظاهر أنها عناد، والمعاند في الحق لا عبرة بقوله، وهذا ظاهر.
وإن لم تكن عنادا - كما هو الظنون بذوي الحجى -، فقد نفوا ما ثبت بالدليل القاطع باجتهاد، قصاراه إفادة الظن الذي لا يعارض القطع الظاهر.
انظر: الوافي بالوفيات، للصفدي (13/ 298).
ـ أن الاجتهاد الواقع على خلاف الدليل القاطع كاجتهاد من ليس من أهل الاجتهاد في إنزالهما بمنزلة ما لا يعتد به، وينقض الحكم به.
انظر: فتاوى ابن الصلاح (1/ 207).
- أن من أنصف لنفسه علم أن النصوص التي أخذت منها الأحكام لا تفي بعشر معشار الحوادث التي لا نهاية لها، فما الذي يقوله الظاهري في غير المنصوص إذا أتاه عامي وسأله عن حادثة لا نص فيها، أيحكم فيها بشيء أم يدع العامي وجهله؟
لا قائل من المسلمين بالثاني؛ أعني أنا ندع العامي يخبط في دينه، وإن حكم فيها - والواقع أن لا نص -؛ فإما أن يقيس، أو يخترع من نفسه حكما يلزم الناس الأخذ به.
إن اخترع من عند نفسه ونسبه إلى الحكم الشرعي كان كاذبا على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا كان ملزما للناس بفلتات لسانه، فما بقي إلا أنه لا يخترعه من عند نفسه ويقيسه على الصور المنصوص عليها.
والظاهري لا يقول بذلك، فعاد الأمر إلى أنه إما أن يدع العامي يخبط في دينه بما لم ينزل الله به سلطانا، أو يكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو يلزم الناس بهفواته، والثلاثة لا يقولها ذو لب -معاذ الله-
انظر: الوافي بالوفيات، للصفدي (13/ 298).
- أن داود ينفي حجج العقول ... فمن كان هذا مقدار عقله ومبلغ علمه كيف يجوز أن يعد من أهل العلم وممن يعتد بخلافه ...
انظر: الفصول في الأصول، للجصاص 3\ 296.
- أنهم قد أخذوا هذا القول -نفي القياس- عن النظام من المعتزلة، وقد كفره جمع من أهل العلم.
انظر: فقه أهل العراق وحديثهم، للكوثري ص 17.
مما سبق من تعليلات القائلين بعدم الاحتجاج بخلاف الظاهرية يتبين أنهم يدورون حول معنى واحد وإن اختلفت العبارات، وهو:
أن الظاهرية عندما أنكروا القياس خرجوا عن دائرة العلم، وأهله [وصاروا في دائرة العوام، أو الجهال، أو المبتدعة، أو المباهتين - بحسب اختلاف العبارات -] وهؤلاء لا يصح الاحتجاج بهم في الإجماع، ولا يقدح خلافهم فيه.
ونلخص السبب في ذلك - مما تقدم – في ثلاثة أمور:
أ - أن النصوص الشرعية لا تفي بجميع الأحكام الشرعية، ولا بد من القياس لإظهار الأحكام الشرعية، فكان العمل بمذهب الظاهرية تعطيلا للشريعة.
ب - أن الظاهرية وافقهم في قولهم هذا كثير من أهل البدع.
ج - أن القياس قد دل عليه (الدليل القاطع) فإنكارهم له إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة، فخالفوا صريح العقول، وصحيح المنقول.
رد الظاهرية ومن وافقهم على ماذكر:
أما الأمر الأول؛ وهو أن النصوص الشرعية لا تفي بجميع الأحكام الشرعية، ولا بد من القياس لإظهار الأحكام الشرعية.
فلا يسلم ذلك - عندهم - فإن في القرآن والسنة بيانا لجميع الأحكام الشرعية إما بطريق المنطوق أو المفهوم أو غيرها من دلائل الألفاظ ووسائل الاستنباط غير القياس، ويدل على ذلك عموم قول الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}، وقوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}.
وقال ص 118: " كل أبواب الفقه ليس منها باب إلا وله أصل في الكتاب والسنة نعلمه والحمد لله، حاشا القراض فما وجدنا له أصلا البتة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حزم في النبذة الكافية في أصول الفقه (ص 61): " فاذ قد صح يقينا بخبر الله تعالى الذي لا يكذبه مؤمن أنه لم يفرط في الكتاب شيئا وأنه قد بين فيه كل شيء وان الدين قد كمل وأن رسول الله (صلع) قد بين للناس ما نزل اليهم فقد بطل يقينا بلا شك ان يكون شيء من الدين لا نص فيه ولا حكم من الله تعالى ورسوله " انتهى.
وقال أبو إسحاق الشاطبي (ت 790 هـ): " العالم بالقرآن على التحقيق عالم بجملة الشريعة، ولا يعوزه منها شيء، والدليل على ذلك أمور. . .
ومنها: التجربة؛ وهو أنه لا أحد من العلماء لجأ إلى القرآن في مسألة إلا وجد لها أصلا، وأقرب الطوائف من إعواز المسائل النازلة أهل الظاهر الذين ينكرون القياس، ولم يثبت عنهم أنهم عجزوا عن الدليل في مسألة من المسائل " ا. هـ. انظر: الموافقات للشاطبي 4\ 189.
وقال الشوكاني (ت 1255 هـ) بعد ذكره لدليل المانعين من الاعتداد بخلاف منكري القياس: " ويجاب عنه بأن من عرف نصوص الشريعة حق معرفتها، وتدبر آيات الكتاب العزيز، وتوسع في الاطلاع على السنة المطهرة، علم بأن نصوص الشريعة جمع جم، ولا عيب لهم إلا ترك العمل بالآراء الفاسدة التي لم يدل عليها كتاب، ولا سنة، ولا قياس مقبول (وتلك شكاة ظاهر عنك عارها). نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم ترك الجمود عليها، ولكنها بالنسبة إلى ما وقع في مذاهب غيرهم من العمل بما لا دليل عليه البتة قليلة جدا ".
انظر: إرشاد الفحول ص 72.
أما الأمر الثاني؛ وهو أن الظاهرية وافقهم في قولهم هذا كثير من أهل البدع.
فقد دفع ابن حزم ذلك بأمرين؛
أحدهما: أنه لا يهمه من وافقه من أهل الباطل، فلا ينكر أن تقول اليهود لا إله إلا الله ويقولها هو.
وثانيهما: أنها لا تخلو كلمة حق أو باطل يذهب إليها غيره من آخذ بها من أهل الباطل، فالأخذ بالقياس قال به بعض المعتزلة، والأزارقة، وأحمد بن حابط، ولكل هؤلاء من شنيع الأقوال ما هو كفر.
انظر: الإحكام (7/ 483).
أما الأمر الثالث؛ وهو أن القياس قد دل عليه (الدليل القاطع)، فإنكار الظاهرية له إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة، فخالفوا بذلك صريح العقول، وصحيح المنقول.
فهو محل النزاع بين الظاهرية وغيرهم، وقد أطال الظاهرية في نقاش هذه الأدلة التي استدل بها القائلون بصحة القياس.
انظر: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (1/ 16)، وما بعدها.
إضافة إلى أن (الدليل القاطع) إن سلم به، فإنما هو قد دل على أصل القياس، وصحة الاستدلال بجنسه. لا على صور آحاده؛ فإنها باتفاق ظنية، ما عدا بعض الصور التي قال بعض العلماء بأن القياس فيها قطعي؛ كالقياس الأولوي على نزاع في تسميته قياسا.
وبذلك يتبين فساد المقدمات التي بنى عليها أصحاب هذا القول نتيجتها؛ وهو عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية مطلقا.
فإذا سقطت المقدمات سقطت النتيجة المترتبة عليها.
وعليه يتبين ضعف هذا القول - والله أعلم -.
الثاني:
ـ وبه قال القاضي عبد الوهاب (ت 422 هـ) من المالكية.
قاله في الملخص ونقله عنه الزركشي في البحر المحيط (6/ 424).
": يعتبر كما يعتبر خلاف من ينفي المراسيل, ويمنع العموم ومن حمل الأمر على الوجوب; لأن مدار الفقه على هذه الطرق.
ـ ومن الشافعية أبو منصور البغدادي الشافعي (ت 429 هـ)؛ وحكى أنه الصحيح من مذهب الشافعية.
نقله ابن الصلاح في فتاويه (1/ 207)، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات (1\ 183)، وابن كثير في (طبقات الشافعين 2\ 174)، وابن السبكي في الطبقات الكبرى (2/ 289)، وهو خلاف ما نص عليه في (الفتاوى).
ـ ونُسب هذا القول لأبي عمرو ابن الصلاح (ت 650 هـ).
انظر: فتاوى ابن الصلاح (1/ 207).
ـ وقال به الذهبي (ت 748 هـ) سير أعلام النبلاء، للذهبي (13\ 104).
ـ وابن السبكي (ت 771 هـ) كما في طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي 2\ 289، و (شرح المحلي على جمع الجوامع لابن السبكي 2\ 491).
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن ابن السبكي إنما يقبل قول داود بن علي، دون ابن حزم، فقد قال تعليقا على كلام إمام الحرمين في عدم قول أهل الظاهر: '' قول إمام الحرمين إن المحققين لا يقيمون للظاهرية وزنا، وإن خلافهم لا يعتبر، محله عندي ابن حزم وأمثاله، وأما داود فمعاذ الله أن يقول الإمام أو غيره أن خلافه لا يعتبر، فلقد كان جبلا من جبال العلم والدين، له من سداد النظر وسعة العلم ونور البصيرة والإحاطة بأقوال الصحابة والتابعين، والقدرة على الاستنباط ما يعظم وقعه، وقد دونت كتبه، وكثرت أتباعه، وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في (طبقاته) من الأئمة المتبوعين في الفروع '' ا. هـ. [البهجة الوردية 4\ 26، شرح المحلي على جمع الجوامع 2\ 491].
وقال ابن الصلاح في الفتاوى (1/ 207)، والنووي تهذيب الأسماء واللغات (1\ 183). (وهو الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمة المتأخرين)
ـ واختار هذا القول غير واحد من المحققين؛
كالعلامة ابن القيم (ت 751 هـ) في مواضع من كتبه منها: (زاد المعاد 5\ 331 - كتاب الظهار -)، و (إعلام الموقعين 2\ 277، و 3\ 182).
والصنعاني (ت 1182 هـ) في العدة 1\ 140.
والشوكاني (ت 1250 هـ) في إرشاد الفحول ص 71.
والشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت 1393 هـ) في نثر الورود على مراقي السعود، للشنقيطي 2\ 428، أضواء البيان، ونسبه للمحققين من علماء الأصول.
أدلة القول الثاني، وهو الاعتداد بخلاف الظاهرية مطلقا:
- أن ما تفردوا به هو من قبيل مخالفة الإجماع الظني، وتندر مخالفتهم لإجماع قطعي.
انظر: سير أعلام النبلاء (13\ 104).
- قال الصنعاني (ت 1182 هـ) في العدة شرح إحكام الأحكام 1\ 140 - بتصرف يسير -.: إن الظاهرية لم يخالفوا في المسائل المجمع عليها؛ لأن التحقيق أنه لم يقم الدليل إلا على حجية الإجماع القولي، وقد كذب من ادعاه إلا في المسائل الضرورية - كما قال الإمام أحمد-.
فإذا حققت فالحق أن دعوى الإجماع طريقة القاصرين، إذا أعيتهم الأدلة ادعوه على منازعهم، ولا يليق ذلك بأئمة التحقيق، فليس العمدة إلا الدليل من الكتاب والسنة أو قياس في معنى الأصل، فإذا قام الدليل فلا ينظر إلى التنقيش قال به قائل أو لا؟، فلا وحشة مع الدليل، ولا ناظر بعد وجوده إلى قال ولا قائل ولا قيل، والله يقول الحق ويهدي السبيل.
- أن هؤلاء المخالفين في القياس كلا أو بعضا، هم بعض الأمة، فلا بد من الاعتداد بخلافهم.
انظر: إرشاد الفحول ص 210.
- أنه لم يذكر أحد من العلماء أن من شرط المجتهد المعتبر قوله أن يكون من أهل القياس القائلين به.
- أن قول الظاهرية اجتهاد منهم، ومن لم يعتد بخلافهم كان هذا اجتهادا منه فكيف يرد اجتهاد بمثله.
انظر: سير أعلام النبلاء (13\ 105)، ونقله عنه الصفدي في (الوافي 13\ 474).
- أن داود الظاهري كان يقرئ مذهبه، ويناظر عليه، ويفتي به في مثل بغداد، وكثرة الأئمة بها وبغيرها، فلم نراهم قاموا عليه، ولا أنكروا فتاويه ولا تدريسه، ولا سعوا في منعه من بثه.
انظر: سير أعلام النبلاء (13\ 105). ثم ذكر أمثلة لبعض العلماء الذين عاصروا داود.
- أنهم وإن جاء عنهم مسائل غريبة، فإنهم علماء مجتهدون، وقد صدر من كثير من العلماء مسائل تخالف الإجماع، وإنما تحكى للتعجب؛ كقول ابن عباس في المتعة، والصرف، وإنكار العول.
انظر: سير أعلام النبلاء (13\ 105 - 106).
- أن كثيرا من الأئمة المصنفين أوردوا خلاف الظاهرية في كتبهم، مما يدل على اعتبارهم له، فلولا اعتدادهم بخلافهم لما أوردوا مذاهبهم في مصنفاتهم، لمنافاة موضوعها لذلك.
انظر: فتاوى ابن الصلاح (1/ 207).
- أننا ما اعتددنا بخلافهم لأن مفرداتهم حجة، بل لتحكى في الجملة، وبعضها سائغ، وبعضها قوي، وبعضها ساقط.
انظر: سير أعلام النبلاء (13\ 104).
- أنه يلزم القائل بعدم الاعتبار بخلاف الظاهرية في الإجماع يلزمه أن لا يعتبر خلاف منكر العموم، وخبر الواحد، ولا ذاهب إليه.
انظر: البحر المحيط (6/ 424)، نقلا عن الأصفهاني شارح (المحصول).
- أن خلاف الظاهرية معتبر كما يعتبر خلاف من ينفي المراسيل، ويمنع العموم، ومن حمل الأمر على الوجوب؛ لأن مدار الفقه على هذه الطرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر: البحر المحيط (6/ 424)، نقلا عن القاضي عبد الوهاب في (الملخص).
- أن عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية غير صحيح؛ لأنه إن كان نفيا للوجود فهذا كذب تدفعه المشاهدة والعيان، وإن قيل: إن الله أمر بعدم سماعه، أو رسوله أمر بذلك فهذا شر من الأول لأنه كذب على الله ورسوله.
مما تقدم يتبين أن الحديث في قبول خلاف الظاهرية ما ادعي فيه الإجماع مقبول وأنه مانع من انعقاد الإجماع لأمور:
أ - منع صحة الإجماع شرعا، وعقلا في المسائل التي خالف فيها الظاهرية.
انظر: ابن حزم في (الإحكام 2\ 494 - 506) وقد أطال النفس في تقرير هذا الأصل هناك.
ب - وعلى فرض صحة الإجماع قبل خلافهم، فإنه يمنع من الوقوع؛ لأن الوقائع التي ادعي فيها خلاف الظاهرية للإجماع، إنما هو خلاف ظني.
قاله الذهبي في (السير 13\ 104)، والصنعاني في (العدة شرح إحكام الأحكام 1\ 140)
ج - أن إنكارهم للقياس لا يعني خروجهم من دائرة العلماء؛ لأنهم مجتهدون توفرت فيهم جميع أدوات الاجتهاد - ولم يذكر أحد من العلماء أن من شروط المجتهد أن يكون عاملا بالقياس في المسألة المجتهد فيها -، كما أنه يلزم من عدم الاعتداد بخلافهم عدم الاعتداد بخلاف منكري حديث الآحاد - مطلقا أو في وقائع معينة - ومنكري العمل بالحديث المرسل، ومن يرى نسخ القرآن بالسنة، ومنكري العموم، وغير ذلك من صور عدم العمل ببعض آحاد الأدلة المتفق عليها من الكتاب والسنة.
د - (القلب للدليل) وهو أن الإجماع منعقد على قبول خلاف الظاهرية؛ لأن داود الظاهري أظهر قوله في عصره وكذا تلامذته من بعده وحكى خلافهم أهل العلم في كتبهم، ولم يرو عن أحد معاصريه أنه أنكر خلافه ولم يعتد به.
الثالث:
نقل ابن الصلاح عن الأستاذ أبي منصور أنه حكى عن ابن أبي هريرة وغيره, أنهم لا يعتد بخلافهم في الفروع, ويعتد بخلافهم في الأصول.
الرابع:
قال الإبياري (ت 618 هـ): القول بعدم الاعتداد بخلافهم على الإطلاق غير صحيح عندنا, بل إن كانت المسألة مما تتعلق بالآثار والتوقيف واللفظ اللغوي, ولا مخالف للقياس فيها لم يصح أن ينعقد الإجماع بدونهم إلا على رأي من يرى أن الاجتهاد لا يتجزأ.
فإن قلنا: بالتجزؤ, لم يمنع أن يقع النظر في فرع هم فيه محقون, كما نعتبر خلاف المتكلم في المسألة الكلامية; لأن له فيه مدخلا, كذلك أهل الظاهر في غير المسائل القياسية يعتد بخلافهم. نقله عنه في البحر المحيط (6/ 424).
أدلة هذا القول:
أن المسألة إن كانت مما يتعلق بالآثار والتوقيف واللفظ اللغوي، ولا مخالف للقياس فيها، لم يصح أن ينعقد الإجماع بدونهم - إلا على رأي من يرى أن الاجتهاد لا يتجزأ -.
فإن قلنا بالتجزؤ، لم يمنع أن يقع النظر في فرع هم فيه محقون، كما نعتبر خلاف المتكلم في المسألة الكلامية؛ لأن له فيه مدخلا، كذلك أهل الظاهر في غير المسائل القياسية يعتد بخلافهم.
انظر: البحر المحيط (6/ 424)، نقلا عن الأبياري، وقد سبق.
ويظهر بتأمل هذا القول أنه عائد في الحقيقة إلى القول الأول القائل بعدم الاعتداد بخلاف الظاهرية؛ لأن جل المسائل إنما هي قياسية؛ كما قال إمام الحرمين الجويني (ت 478 هـ) (2): " إن معظم الشريعة صدر عن الاجتهاد، والنصوص لا تفي بالعشر من معشار الشريعة ".
انظر: البرهان، للجويني 2\ 818.
كما أن في التفريق بين المسائل التي يدخلها القياس والتي لا يدخلها القياس خلافا بين العلماء؛ فمثلا مسائل الحدود، والكفارات، والعبادات فإن بين القائسين خلافا في جريان القياس فيها من عدمه.
انظر: انظر الخلاف بين القائسين في دخول القياس في هذه المسائل في المصادر التالية: نشر البنود 2\ 112، الإحكام للآمدي 3\ 196، شرح الكوكب المنير 4\ 20.
إضافة لذلك فإن هذا التفريق هو محل النزاع؛ فإن الظاهرية يرون أن جميع هذه المسائل ليست قياسية؛ فيكون قولهم معتبرا.
الخامس:
وبه قال ابن الصلاح في فتاويه (1/ 207)، ونسبه له ابن كثير في (طبقات الفقهاء الشافعيين 2\ 174)، وابن السبكي في الطبقات الكبرى (2/ 289).
: وهو أن الصحيح من المذهب الاعتداد بخلافهم, ولهذا يذكر الأئمة من أصحابنا خلافهم في الكتب الفرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: والذي أجيب به بعد الاستخارة: أن داود يعتبر قوله, ويعتد به في الإجماع إلا ما خالف القياس, وما أجمع عليه القياسيون من أنواعه أو بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها, فاتفاق من سواه على خلافه إجماع ينعقد, فقول المخالف حينئذ خارج عن الإجماع , كقوله في التغوط في الماء الراكد, وتلك المسائل الشنيعة , وفي " لا ربا إلا في النسيئة " المنصوص عليها , فخلافه في هذا وشبهه غير معتد به. ا هـ.
أدلة هذا القول:
ـ أن خلاف الظاهرية فيما خالف القياس الخفي معتبر؛ لما سبق في أدلة القول الثاني.
ـ أما خلافهم فيما خالف القياس الجلي فهو غير معتد به؛ لكونه مبنيا على ما يقطع ببطلانه، والاجتهاد الواقع على خلاف الدليل القاطع كاجتهاد من ليس من أهل الاجتهاد في إنزالهما بمنزلة ما لا يعتد به، وينقض الحكم به.
انظر: فتاوى ابن الصلاح (1/ 207).
ـ ولأنه يجوز تبعيض الاجتهاد؛ بمعنى أن يكون العالم مجتهدا في نوع دون غيره، فكذلك الظاهرية يعتبر قولهم فيما عدا ما خالفوا القياس الجلي.
انظر: فتاوى ابن الصلاح (1/ 207).
ـ ولأن المسائل التي خالفوا فيها القياس الجلي، وما أجمع عليه القياسيون من أنواعه، أو بنوه على أصولهم التي قام الدليل القاطع على بطلانها باتفاق من سواهم على خلافه، إجماع منعقد. وقولهم حينئذ خارج من الإجماع؛ كقولهم في التغوط في الماء الراكدة؛ وقولهم: لا ربا إلا في الستة المنصوص عليها.
فخلافهم في هذا، وشبهه غير معتد به؛ لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه، والاجتهاد على خلاف الدليل القاطع مردود، وينتقض حكم الحاكم به.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1\ 184.
الرد على هذا القول:
ويعرض على تفريقهم بين القياس الجلي، والقياس الخفي في الاعتداد بخلاف الظاهرية في الثاني دون الأول. أن يقال لهم:
أ - إن تقسيم القياس إلى جلي وخفي - بحسب تقسيم الشافعية (3) - إنما هو تقسيم لما يطلق عليه القياس، لا القياس الشرعي المعرف بين الأصوليين، والذي فيه نزاع الظاهرية.
فإن الجمع بنفي الفارق - وهو القياس الخفي - ليس من حقيقة القياس.
انظر: تيسير التحرير لأمير بادشاه 4\ 77.
فعاد هذا القول للقول الأول، وهو نفي الاعتداد بخلاف الظاهرية مطلقا، فيكون القول فيهما واحدا.
ب - كذلك فإنه يقال: إما أن يعمم عدم الاعتداد بخلاف من خالف قول الأكثر في القياس الجلي سواء كان من أهل القياس، أم لا. أو أن يخص بأهل الظاهر فقط.
فإن قيل بالأول وهو أن كل من خالف في القياس الجلي لم يقبل قوله، ولا يعتد بخلافه، فهذا يؤدي إلى القول بقطعية هذا القياس، وفيه نظر؛ بدليل خلاف بعض القياسيين فيه.
وإن قيل بتخصيص منكري القياس فقط. ففيه تحكم؛ لأنه ربما خالف في هذه المسألة التي يدعي أن القياس فيها جلي غير الظاهرية ممن يعمل القياس؛ فيكون القائل هذا القول قد أهمل خلاف الظاهري، وأعمل خلاف غيره في مسألة واحدة، وهو تحكم.
مثال ذلك: ما ذكره أصحاب هذا القول من التمثيل للمسائل التي خالف فيها الظاهرية القياس الجلي؛ بأن الظاهرية يقولون: " بأن الربا لا يجري إلا في الأصناف الستة المنصوص عليها في الحديث فقط، ولا يتعداها لغيره"
وهو ما روى مسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: '' الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد ''.
وهذه المسألة لم ينفرد بها الظاهرية بل وافقهم عليها بعض أهل القياس، فقال به أبو الوفا ابن عقيل (ت 513 هـ) من الحنابلة، في كتابه (عمد الأدلة)، ونقله المرداوي في (الإنصاف 12\ 17) ونسب هذا القول لمذهب طاوس، وقتادة، وجماعة.
فإن قبلنا خلافه، ورددنا خلاف الظاهرية فهو تحكم. وإن قلنا برد خلاف الجميع فلا فائدة من تخصيص الظاهرية بعدم الاعتداد بقولهم، بل نرد خلاف جميع من خالف في هذا القياس.
والراجح في هذه المسألة - والله تعالى أعلم - هو الاحتجاج بخلاف الظاهرية مطلقا، وعدم انعقاد الإجماع بدونهم.
وأن خلافهم مانع من انعقاده.
ولا يصح رد قولهم بإجماع معاصريهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما شذوا فيه فيرده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما اللذان يحكمان ببطلانه حال عرضه عليهما، وحسبنا رد الكتاب والسنة له دون زيادة عليه أو نقصان منه.
والله أعلم.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 06:53]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 07:54]ـ
الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية
"دراسة تأصيلية"
للدكتور \ عبد السلام بن محمد الشويعر
عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية قسم العلوم الشرعية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. . أما بعد فإن مسألة (الاعتداد بخلاف الظاهرية في الفروع الفقهية) من المسائل التي يحتاجها الفقيه وتعرض له، خصوصا عند نظره في الخلاف العالي بين المذاهب الفقهية، فكثيرا ما يتوقف الناظر عند بعض المسائل الفقهية التي انفرد بها الظاهرية عن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، وذلك بسبب اختلاف أصول هذا المذهب عن البقية باعتماده على ظواهر النصوص وعدم عمله بالقياس، إضافة لما في شخصية بعض المنتسبين إليه من التميز سواء في سلاسة العبارة وقوة الحجة، أو شدة التعبير على المخالفين حتى قورن أحيانا بسيف الحجاج شدة وبطشا، مما يجعل البعض يتوقف عند هذا المذهب وأصحابه وقفة إعجاب أحيانا، أو حنق أحيانا أخرى، أو توسطا بين ذلك توقف نظر وتأمل. فلذلك عمد بعض الباحثين لهذه المفردات فجمعها، واعتنى بدراستها لكن من الناحية الفقهية فقط (1).
ولما لم أقف على من أفرد النظر في هذه المفردات من ناحية تأصيلية، من حيث اعتمادها والاعتداد بها مع ما يراه المطالع لكتب كثير من الفقهاء- مع جلالة قدرهم- عندما يحكون خلافا شاذا للظاهرية يتبعونه بعبارة مؤداها (أن خلاف الظاهرية غير معتبر) مع اختلاف في البناء والصياغة لهذا المعنى؛ ففي حين يكتفي البعض بهذا الرد عن مقارعتهم بالحجة والبرهان، يزيد آخرون ببعض الأوصاف والنعوت الغريبة لهذا المذهب الفقهي، حتى صارت هذه طريقة للبعض لرد خلاف الظاهرية دون النظر في دليلهم وتعليلهم، بل وصمها بعض العلماء بأنها: (طريقة القاصرين، إذا أعيتهم الأدلة ادعوه على منازعهم، ولا يليق ذلك بأئمة التحقيق). (2)
فأردت البحث في هذه المسألة، وهل هي مسألة مسلمة بين الفقهاء، أم هي من مواضع النزاع بينهم؟ وزاد عزمي ما سبق بيانه من عدم وقوفي على من أفرد بحثها، مع أهميتها.
فجمعت شتات هذه المسألة من غير مظانها، من بطون الكتب (3)، وخبايا الزوايا بحسب المستطاع، فإن هذه المسألة اشترك في بحثها شراح الأحاديث، وعلماء الفقه عند ذكرهم لخلافات الظاهرية في الفروع الفقهية- وذكرها علماء الأصول- في مباحث الإجماع، والقياس، والاجتهاد والتقليد، وغيرها من المباحث، بل وكان للمؤرخين نصيب في ذكر هذه المسألة- كما سيأتي-. فسطرت هذا البحث جمعا للمتفرق، وتوليفا لهذا الشتات، سائلا الله تعالى التوفيق والسداد.
وجعلته في أربعة مباحث:
الأول: تحرير محل النزاع في المسألة.
الثاني: سبب الخلاف في المسألة.
الثالث: خلاف أهل العلم في المسألة، وأدلتهم، والترجيح.
الرابع: أمثلة تطبيقية لخلاف الظاهرية.
(1) منها كتاب: (ابن حزم والمسائل التي خالف فيها الجمهور في العقائد والأصول والعبادات) لمحمد صالح موسى حسين من منشورات جامعة (سبها) بليبيا سنة 1995م. وغيره
(2) ما بين القوسين من كلام الصنعاني في (العدة 1\ 140).
(3) كان مجموع ما رجعت إليه من الكتب ونقلت عنه في هذه الوريقات ما ينيف على تسعين مرجعا.
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=1211
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 07:57]ـ
قال الإمام الجصاص فيفي أصول الفقه عن داود - إمام فرقة الظاهرية - وغيره من أئمتهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِ مَنْ لَا يَعْرِفُ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ .. : كَدَاوُد الْأَصْبَهَانِيِّ وَالْكَرَابِيسِيِّ، وَأَضْرَابِهِمَا مِنْ السُّخَفَاءِ (الْجُهَّالِ)، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ إنَّمَا كَتَبُوا شَيْئًا مِنْ الْحَدِيثِ، وَلَا مَعْرِفَةَ لَهُمْ بِوُجُوهِ النَّظَرِ، وَرَدِّ الْفُرُوعِ وَالْحَوَادِثِ إلَى الْأُصُولِ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ الَّذِي لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ، لِجَهْلِهِ بِبِنَاءِ الْحَوَادِثِ عَلَى أُصُولِهَا مِنْ النُّصُوصِ، وَقَدْ كَانَ دَاوُد يَنْفِي حُجَجَ الْعُقُولِ، وَمَشْهُورٌ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (بَلْ عَلَى
الْعُقُولِ)، وَكَانَ يَقُولُ: لَيْسَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِنَا دَلَائِلُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى تَوْحِيدِهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ إنَّمَا عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالْخَبَرِ، وَلَمْ يَدْرِ الْجَاهِلُ أَنَّ الطَّرِيقَ إلَى مَعْرِفَةِ صِحَّةِ خَبَرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالْفَرْقِ بَيْنَ خَبَرِهِ وَخَبَرِ مُسَيْلِمَةَ وَسَائِرِ الْمُتَنَبِّئِينَ وَالْعِلْمِ بِكَذِبِهِمْ إنَّمَا هُوَ الْعَقْلُ، وَالنَّظَرُ فِي الْمُعْجِزَاتِ، وَالْأَعْلَامِ وَالدَّلَائِلِ، الَّتِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَمَنْ كَانَ هَذَا مِقْدَارَ عَقْلِهِ وَمَبْلَغَ عِلْمِهِ كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُعَدَّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ؟ وَمِمَّنْ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ؟ وَهُوَ مُعْتَرِفٌ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى، لِأَنَّ قَوْلَهُ: إنِّي مَا أَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ جِهَةِ الدَّلَائِلِ اعْتِرَافٌ مِنْهُ بِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُهُ، فَهُوَ أَجْهَلُ مِنْ الْعَامِّيِّ، وَأَسْقَطَ مِنْ الْبَهِيمَةِ، فَمِثْلُهُ لَا يُعَدُّ خِلَافًا عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ إذَا قَالُوا قَوْلًا يُخَالِفُهُمْ، فَكَيْفَ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَهُ
رد الإمام ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه النفيس " ابن حزم خلال ألف عام " (4/ 242) عن كلام الجصاص بقوله:
" ما نقله الكوثري عن الجصاص من باب التهويش والدعوى بغير برهان.
ولو فرض أن الإجماع كما يتصوره الأحناف لما جاز إلغاء خلاف أهل الظاهر، لأنه إنما يلغي خلاف من كان غير مؤمن أو كان جاهلاً وهاتان صفتان معدومتان في أهل الظاهر.
والمقاييس ووجوه النظر التي يفخر بها الرازي تركها الظاهريون رغبة عنها لا قصوراً في فهمهم عن تصورها، ولا عجزاً في مواهبهم عن ابتكارها، لأنهم بسبيل تحرير المفهوم الشرعي فقط ولو كانوا بسبيل تمرين الذهن بالأعيب القياس أو في سبيل إشباع الثقافة البشرية بالآراء البشرية المولدة لما شق احد غبارهم، بل هم رواد علماء المسلمين في تحرير نظرية المعرفة التي يميز بها معرفة الشرع عن المعارف الدنيوية.
وما نقله عن داود من إنكار حجج العقول ليس صحيحاً وإنما هو تعمد لإساءة الفهم عنه، لأن مبنى فقهه على النظر والاستدلال، وإنما ألغى اقتراح العقل ثم جعل اقتراحه شرعاً وقصر مهمة العقل في فهم الشرع والتمييز بين دلالاته وأحكامه.
وكذلك ما زعمه من إنكار دواد لدلالات الكون والأنفس لا بد أن يكون نتيجة تحوير لمفصده، وتعمداً لإساءة فهم كلامه لا سيما الاستدلال بالكون والأنفس ظاهر شرعي.
إن العقل عند أهل الظاهر سبيل الإيمان بالله وبكتبه ورسله وسبيل الاعتبار بالكون وسبيل فهم الشرع ولكنه لا يملك الاقتراح على الله.
فكما لا يملك العقل باقتراحه تغيير سنة الله الكونية كأن يكون لزيد عين في قفاه أولى من وضع جميع العينين قدامه كذلك لا يملك الاقتراح على الله في شرعه، وسنة الله في كونه وفي شرعه لا تبديل لها.
والفارق بين داود وبين الرازي أن داود يتبع نصوص الشرع ويحرر مرادها، أما الرازي فيتعب نفسه في تحرير مراد أبي حينفة ومعروف عن أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ أنه من أقل الأئمة إحاطة بنصوص الشرع إلا أن كثرة أتباعه منذ زعامة أبي يوسف من الفتن في المجتمعات الإسلامية والله المسؤول جل جلاله أن يعفوا عنه وعن متبعيه اجتهاداً منهم وأن يفيىء بعامة المسلمين إلى أحب الوسائل إليه في فهم دينه " أ. هـ.
مستفادة من مشاركة لشيخنا عبد العزيز الحنوط
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 11:39]ـ
مسألة (الاعتداد بخلاف فلان) فيها ما فيها من التعصب و الجدل العقيم.
والأولى تسليم الأمر إلى أهلها. . بحسب المقام.
فالمسائل النحوية، يعتد النحوي الكبير بخلافه فيها وإن كان معتزلة المشرب في العقائد،
والمسائل الفقهية، يعتد بخلاف الفقيه الشهير فيها وإن كان منكرا لمعانى لصفات كبعض الأشعرية والظاهرية،
والمسائل التاريخية، يعتد بخلاف المؤرخ العظيم فيها وإن كان كثير اللحن في الكلام وقيل المعرفة بفروع الأخكام.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 12:05]ـ
أظن أننا نتكلم هنا عن المذهب وليس فلانا ....
والإعتداد بمن يرفض التقليد و التعصب للأشخاص أولى من الإعتداد بمذهب يقدس علمائه ويستحي من تخطئتهم ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 06:46]ـ
وهل المذهب - يا أخي - إلا قول فلان وفلان؟
إنما الاعتداد بمن عرف الأصول والأدلة وكيفية تطبيقها. . لا بمجرد رفض التقليد ودعوى الاجتهاد.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 07:43]ـ
السلام عليكم
القول بأن خلاف الظاهرية لا يعتد به, لا معنى له ,لأنه كل واحد بإمكانه أن يدعي أن قول مخالفيه لا يعتد به, لكن ليس كل واحد بإمكانه أن يستدل بالدليل, فمثلا ابن حزم عندما يخالف أحدا لا يتكلم بطريقة ورثها عن أجداده , بل بالحجة, و الذي يرى أن خلافه لا يعتد به فليشمر على ساعديه و ليقابل الحجة بالحجة, فحتى الظاهرية بإمكانهم أن يقولوا أن خلاف المذاهب الأخرى لا يعتد بها لأنها تقول بالقياس , أنا لست متخصصا في الشريعة و أنا في بداية التكوين إلا أنه لم اقرأ كتابا مثل المحلى
و بارك الله فيكم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله فيك أخي كمال أحسنت وأجدت ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 10:37]ـ
أحسن الله إليكم. . . لا بد من الفهم أن مسألة الاعتداد بقول فلان تنبني على الاختلاف في أصول الأدلة وأصول المسائل.
فأهل السنة مثلا متفقون على أن أسماء الله تعالى كلها حسنى وأوصافه المنصوصة مفهومة لها معنى. وعلى هذا الأساس فهموا نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بهذا الموضوع. فإن أتى بعدهم آت ينتمي إلى (الاجتهاد)، وادعى مع ذلك أن (عين الله) غير (أعين الله)، وأن له تعالى (يد) و (يدان) و (أيدي) أغيار متباينة! فمخالفة هذا القائل - كائنا من كان - لا يعتد بها. لماذا؟ لأنه يخالفنا أساسا في أصول المسائل والدلائل. فمع اختلافه لنا في الأصول، كيف نعتد بخلافه في الفروع؟ هذا لا يعقل.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 03:49]ـ
السلام عليكم
القول بأن خلاف الظاهرية لا يعتد به, لا معنى له ,لأنه كل واحد بإمكانه أن يدعي أن قول مخالفيه لا يعتد به, لكن ليس كل واحد بإمكانه أن يستدل بالدليل, فمثلا ابن حزم عندما يخالف أحدا لا يتكلم بطريقة ورثها عن أجداده , بل بالحجة, و الذي يرى أن خلافه لا يعتد به فليشمر على ساعديه و ليقابل الحجة بالحجة, فحتى الظاهرية بإمكانهم أن يقولوا أن خلاف المذاهب الأخرى لا يعتد بها لأنها تقول بالقياس , أنا لست متخصصا في الشريعة و أنا في بداية التكوين إلا أنه لم اقرأ كتابا مثل المحلى
و بارك الله فيكم.
المحلى مرجع مهم وممتاز للباحث الناقد ولكنه لا يصلح كتاباً للتعلم فأغلاطه في الاستدلال المنطقي تغطيها عن المبتدئ نبرة الثقة في النفس وتشويه صورة المخالف.
أما بالنسبة لردك فهل تعتد بخلاف من ينكر حجية أخبار اللآحاد في الفقه؟ حيث أنه لا يمنعه أن يقول بل أنا لا أعتد بخلاف من يحتج بأخبار الآحاد؟
ـ[كمال يسين]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 10:47]ـ
أخي الكريم عبد الله
السؤال الذي كان مطروحا هو هل يعتد بخلاف الظاهرية في الإجماع
أبدأ بهذه الكلمات الذهبية
قال ابن حزم في الإحكام-الباب الثاني و العشرون-
.. فاتباع النص فرض, سواء أجمع الناس عليه أو اختلفوا فيه, لا يزيد النص مرتبة في و جوب الإتباع أن يجمع الناس عليه, و لا يوهن و جوب اتباع اختلاف الناس فيه, بل الحق حق و إن اختلف فيه, و إن الباطل باطل و إن كثر القائلون به, و لو لا صحة النص عن النبي بأن أمته لا يزال منهم من يقوم بالحق و يقول به- فبطل بذلك أن يجمعوا على باطل- لقلنا: و الباطل باطل و إن أجمع عليه, لكن لا سبيل إلى الإجماع على باطل.- انتهى كلامه رحمه الله-
أنا أتساءل: هل كلفنا الله تعالى معرفة الإجماع
أسألك بماذا استدل القائلون بالإجماع على حجية الإجماع
أكيد ستذكرالآية " و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم"النساء 115
فلو سلمنا جدلا أن هذه الآية حجة في و جوب إتباع الإجماع ,كان من اللازم الاعتداد بخلاف الظاهرية في الإجماع لأنهم مؤمنون و سبيلهم داخل في سبيل المؤمنين
(يُتْبَعُ)
(/)
و الذي يرى عدم الاعتداد بخلاف الظاهرية, فقد أخرجهم من جملة المؤمنين و هذه طامة كبرى.
و الذي يرى أن سبيل المؤمنين يعني سبيل المجتهدين من المؤمنين و من ثم يخرج الظاهرية من جملة المجتهدين حتى ينصر رأيه , فلا أعلم كيف سيرد على الشيعي الذي يستدل على إمامة علي رضي الله عنه بالآية "إنما وليكم الله و رسوله و الذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون"المائدة 55 - فهم يقولون أن الذين آمنوا يقصد بهم علي رضي الله عنه.
و الذي يرى أن الآية ليست دليلا على حجية الإجماع , إما سيأتي بأدلة أخرى و يكون جوابها نفس الجواب الأول, و إما سيقول أنه ليس هناك دليل على حجية الإجماع , فإذا كان كذلك رجعنا إلى القول بأن الاعتداد بخلاف فلان و علان في الإجماع لا معنى له.
و الجواب على سؤالك هو كالتالي
لو كلفنا الله باتباع الإجماع لكان من واجب كل مسلم أن يبحث عن معنى الإجماع في كتاب الله عز وجل أو سنة نبينا صلى الله عليه و سلم,
فإذا و جدنا أن الإجماع هو إجماع أهل القياس , و جب علينا اتباع إجماع أهل القياس.
و إن وجدنا أن الإجماع هو إجماع أهل المدينة, و جب علينا اتباع إجماع أهل المدينة.
و إن وجدنا أن الإجماع هو إجماع أهل الذين يأخذون بخبرالآحاد و جب علينا اتباع إجماعهم
و في كل هذه الأحوال جاز إطلاق لفظ الإجماع.
أما إن لم نجد شيئا من هذا, فهي ظنون, و معاذ الله أن نبني الأحكام من الظنون.
أما إذا لم يكلفنا الله به يعني الإجماع, فلا يجوز إطلاق لفظ الإجماع, بل يقيد ,فيقال في مسألة ما:و في هذا إجماع أهل القياس , أو إجماع الذين يأخذون بخبر الواحد, و هذا التقييد حتى يتبين أن هذا اللفظ هو وضعي و ليس من الشرع في شيء
هذا رأيى يلزمني أنا و لا يلزم الظاهرية و لا أي مذهب آخر
أما بخصوص المحلى , فأنا متيقن أنه يأتي بالفائدة على المبتدئ, لأنه سيتعلم من خلاله عدم تقليد أي أحد.
هذا و أعتذر منكم على الأخطاء اللغوية
ـ[المقري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 11:48]ـ
قال تعالى جعلوا اصابعهم في آذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكبارا.
هكذا هم أهل الكهانة في الديانة مذ عهد نوح لا يقوون على استماع الحق و الانصات إلى الحجة.
فلا يستطعون قراءة المحلى و الاحكام و ينفرون عنه بحجج كثيرة عديدة
والذين لايؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد.
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره أهل الرأي أهل الظن
ان يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون.
وهكذا عندما يصبح الجويني رحمه الله من أهل الحديث و يعتد بخلافه و يصبح داود و ابن حزم خارجا عن أهل الحديث بل و لا يعتد بهم تصدق نبوة المصطفى إذ يقول بدأ هذا الدين غريبا ثم سيعود غريبا كما بدأ.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:02]ـ
الظاهرية من أهل السنة والجماعة ... ومثل هذه المواضيع لمتعصبة المذهبية تثير التعصب المذهبي المذموم لدى الخصوم كما هو لدى القائلين.
فهو كبعض متعصبة المذهبية (وخوصاً الخرافيين منهم) الذين يقولون مثلاً: ان خلاف الحنابلة لا يعتد به! لأنهم أهل حديث وليسوا اهل فقه!!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 04:10]ـ
حياك الله أخي كمال
أخي الكريم عبد الله
السؤال الذي كان مطروحا هو هل يعتد بخلاف الظاهرية في الإجماع
أبدأ بهذه الكلمات الذهبية
..... ذكرت هنا كلاماً طويلاً لم أفهم منه جواب سؤالي، وجواب سؤالي يكون بنعم أو لا، ولست أريد من السؤال إثبات عدم الاعتداد بالظاهرية وإنما كانت مناقشة لجزئية وهي قولك: (و الذي يرى أن خلافه لا يعتد به فليشمر على ساعديه و ليقابل الحجة بالحجة, فحتى الظاهرية بإمكانهم أن يقولوا أن خلاف المذاهب الأخرى لا يعتد بها لأنها تقول بالقياس)
وأعيد عليك سؤالي:
هل تعتد بخلاف من ينكر حجية أخبار اللآحاد في الفقه؟ حيث أنه لا يمنعه أن يقول بل أنا لا أعتد بخلاف من يحتج بأخبار الآحاد؟
أما بخصوص المحلى , فأنا متيقن أنه يأتي بالفائدة على المبتدئ, لأنه سيتعلم من خلاله عدم تقليد أي أحد.
هدف نبيل ولكن الوسيلة لا تحققه، فستجد أكثر من يفعل ذلك لا يكاد يخالف ابن حزم، ولا غيره شيئاً فلا يقرأ أدلته ولا يحاول فهم استدلالاته، بل تراه يقلد ابن حزم حتى في ألفاظ السباب نفسها، ولك في رد المقري هنا مثال واضح، فنحن نتكلم عن كتب ابن حزم هل تكون كتاباً تعليمياً للمبتدئ أم مرجعاً مهماً للباحث، فكأن من رجح الثاني قد نقض توحيده!
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 04:18]ـ
الظاهرية من أهل السنة والجماعة ... ومثل هذه المواضيع لمتعصبة المذهبية تثير التعصب المذهبي المذموم لدى الخصوم كما هو لدى القائلين.
فهو كبعض متعصبة المذهبية (وخوصاً الخرافيين منهم) الذين يقولون مثلاً: ان خلاف الحنابلة لا يعتد به! لأنهم أهل حديث وليسوا اهل فقه!!
أخي الكريم الظاهرية كغيرهم من المذاهب الفقهية فيهم من هو من أهل السنة والجماعة وفيهم من هو من أهل الضلالة.
والمتعصب المذهبي هو من يلزم الناس بمذهبه فيوجب عليهم اتباع أبي حنيفة أو الشافعي أو الظاهري، وليس من يقول أن معرفة القياس من شروط الاجتهاد.
ولا تجد من الحنابلة من يرمي ابن عبد البر بالتعصب لعدم ذكره أحمد مع غيره، بخلاف إخواننا شباب الظاهرية ومحبوها فما أن ترد هذه المسألة حتى يجن جنونهم.
فالمسألة ليست حقداً على الظاهرية ولكنها مخرجة على كون القياس من أدوات الاجتهاد الضرورية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت الخير]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:11]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[كمال يسين]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:22]ـ
أخي الفاضل عبد الله
سؤالك أجبتك عليه
لكن سأوضح
الذين ينكرون حجية أخبار الآحاد أنا شخصيا أراهم مخطئون,
فلو كانت مسألة فيها نص عن طريق خبر الآحاد, أرى أنه واجب علي أن آخذ بالحكم الذي يستنبط من ذلك الخبر,
و لو أجمع الذين يحتجون بخبر الآحاد على ذلك الحكم أرى أنه لا ينبغي أن نسمي ذلك إجماعا ,لأنه توجد طائفة من المسلمين لم يأخذوا بذلك الحكم لعدم حجية خبرالآحاد عندهم, و لا يوهن وجوب اتباع ذلك النص لعدم إجماع المسلمين عليه.
فمادام لم أجد نصا يوجب علي اتباع إجماع طائفة ما, فجوابي على سؤالك أنني أعتد بخلافهم في إطلاق لفظ الإجماع ,و لكن لا أعتد بما ذهبوا إليه.
حتى يكون كلامي واضحا: قولي: أعتد بخلافهم في إطلاق لفظ الإجماع, معناه أن الحكم الذي اختلفنا فيه لا أسميه إجماعا,
لكنني أعتقد إعتقادا جازما أننا ملزمون باتباع ذلك النص, فالحق حق و لو اختلف فيه.
أسألك سؤال:
هل القول بالقياس مجمع عليه
فإن قلت أن القول بالقياس فيه إجماع ,
سألتك إجماع من,
فإن قلت إجماع أهل القياس,
قلت لك و هل ممكن أن لا يجتمع أهل أصل على إثبات
ذلك الأصل-فيبطل هذا الجواب.
و إن قلت إجماع المسلمين,
قلت لك: إذن لا يقع الإجماع على حكم إلا إذا اجتمع جميع
المسلمين عليه.
و إن قلت أن القول بالقياس ليس فيه إجماع,
سألتك لماذا؟ فتجيب أنه يوجد نفاة للقياس,
فبهذا الجواب يظهر أنك إعتدت بخلاف نفاة القياس في الإجماع.
و بارك الله فيكم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 03:59]ـ
ممكن أن أضيف إضافة قليلة:
أن من كان مذهبه صحيحاً في العقيدة، فينظر في فقهه، إن كان موافقاً لشروط الإجتهاد قبل مثل المذاهب الأربعة، و إن كان غير موافق مثل أهل الرأي و الظاهرية، لم يقبل، إلا في مسألة معينة يعلم العالم أنها اكتملت فيها شروط الإجتهاد مثل أن تكون المسألة ليس فيها قياس فيكون مذهب الظاهرية فيها معتبراً، لأن مذهبهم في العموم لم يقبل من أجل إنكارهم القياس، و عكسهم أهل الرأي، فإن كانت المسألة ليس فيها نص فربما يقبل فيها قول أهل الرأي، لأن مذهبهم لم يعتبر من أجل تقديم آرائهم على النصوص
و ربما من قال بعدم الإعتداد بهم أي في المذهب كله، أما مسألة معينة وافقت شروط الإجتهاد فلا
و من هذا أني سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير قال سألت الشيخ ابن باز إذا وافق النص قول الظاهرية هل نأخذ به؟
قال نعم إذا وافق النص يؤخذ به
و جزاكم الله خيراً(/)
أريد نقولات عن عقلية الجنّ
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 02:49]ـ
السلام عليكم
سمعت أكثر من مرة
أن عقلية الجنّ كعقلية الأطفال ,
وأنهم مع ما حباهم الله به من قدرات خارقة لديهم جهل شديد ,
على سبيل المثال:
فى سورة الجنّ:
" .. وأنا طننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا .. " فهم بعقليتهم الضعيفة لم يتخيلوا أن يكذب بعض الناس على الله.
وقوله تعالى:
"قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى ... "
فهم لم يعلموا بنبىّ اسمه عيسى وآخر معرفتهم بموسى.
والحمد لله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 03:31]ـ
فهم بعقليتهم الضعيفة لم يتخيلوا أن يكذب بعض الناس على الله.
وقوله تعالى:
"قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى ... "
فهم لم يعلموا بنبىّ اسمه عيسى وآخر معرفتهم بموسى.
والحمد لله
ممن سمعت قال هذا الكلام؟(/)
اشكال حول اتباع السلف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 12:13]ـ
من مقال السلفيون هم العقلانيون! أ. د. جعفر شيخ ادريس
أشكل على الكلام المخطط والاشكال هو اننا لا نأخذ من السلف الا فهم الادراك الاساس لمعانى النصول الذىيستوى فيه المؤمن والكافر فمعنى الكلام فى نظرى أننا لانأخذ منهم شيئا أصلا!
أرجو توضيح مقصده
وثانياً: إن مما نتلقاه من السلف هو ما يمكن أن تسميه بالإدراك الأساس لمعاني النصوص، وهو إدراك ضروري لكل تفكّر في النصوص واجتهاد فيها. قال صاحبه: ما ذا تعني؟
قال العالم: أعني أنك إذا لم تدرك المعنى الأساس للكلام؛ فكيف تتأمله أو تفكر فيه؟
قال صاحبه: إذن؛ فأنتم تُعمِلون العقل حتى في النصوص؟
قال العالم: أجل! لأن ربنا يأمرنا بأن نتدبر كتابه؛ وهل يكون تدبر إلا بإعمال العقل؟
قال صاحبه: ما الفرق إذن بينكم وبين من يسمَّوْن بالعقلانيين؟
قال العالم: نحن لا نسلِّم بأنهم هم العقلانيون، بل نرى في منهجهم تناقضاً يتنافى مع العقلانية كما ذكرت لك من قبل.
قال صاحبه: فما مجال العقل في الشرع في رأيكم؟
قال العالم: يعمل العقل في مجالات كثيرة بيّنها القرآن الكريم، فمنها إدراك المعنى الأساس، وهو إدراك عقلي يستوي فيه المؤمن والكافر الذي يتكلم اللغة التي نزل بها كتاب الله وتحدث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال - تعالى -: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 57].
إن الإنسان لا يؤمن بكلام أو ينكره، ولا يرويه على حقيقته أو يحرفه؛ إلا بعد أن يعقله.(/)
كيف نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عصر العولمة ?
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:06]ـ
كيف نتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عصر العولمة
أبو يونس العباسي
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -,وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه , وسلم تسليما كثيرا , وبعد ....
-دعيت إلى مسجد من مساجد قطاع غزة لإعطاء ندوة بعنوان هذا المقال , فتكلمت للناس حول هذا المقال , وكانوا ينظرون إلى -وخاصة الملتزمون منهم- نظرة ذهول ممزوجة بسعادة وسرور , ولكن بعد أن أنهيت الدرس ورجعت إلى بيتي , لحق الإخوة الذين دعوني إلى الدرس مضايقات كثيرة وبسبب ما قلته في الدرس , فكان هذا سببا في أن أسطر لكم هذا الدرس في هذا المقال.
-في وقت تعاظم فيه الكفر واتباع الكافرين , نادى أتباع سيد المرسلين _ محمد صلى الله عليه وسلم - إلى وجوب اتباع النبي الكريم , لما في اتباعه من الخير العميم , على الآدميين وغير الآدميين , ومن أجل ذلك كان هذا المقال " كيف نتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في عصر العولمة؟؟؟
-وبادئ ذي بدئ لا بد لنا أن نعرف ما هو المقصود بالاتباع , والاتباع هو: الاقتداء والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتقادات والأقوال والأفعال والتروك.
-فلا بد على كل مسلم - إن كان مسلما حقيقيا - أن يعتقد العقيدة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكفر بكل ما خالفها من عقائد كافرة فاجرة , ضالة مضلة , لابد بد عليه أن يقتدي ويتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أقواله , بل لابد عليه أن يضبط أقواله بمنهج الله تبارك وتعالى - كتابا وسنة - , لابد عليه - إن كان مسلما حقيقيا - أن يقلد ويتبع النبي في أفعاله , بل يلزمه أن يضبط أفعاله جميعا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعليه كذلك أن يترك كل ما ترك الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن ينتهي عن كل ما نهاه عنه الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم.
-أما العولمة فهي: أن يخضع العالم لنظام واحد يحكمه ويديره في جميع مجالات الحياة.
ويا ليت هذا النظام نظام عدل وعدالة , إنه وللأسف نظام ظلم واستبداد وواسطة وتسلط وفجور وفساد وإفساد وضلال وإضلال , إنه النظام الصهيوأمريكي ,.
-إخوتاه: ونحن نتحدث عن العولمة , لا بد أن نفرق بينها وبين عالمية الإسلام , العولمة معروف أنها نظام وضعي بشري , في حين أن مصدر عالمية الإسلام هو الله رب العالمين , قال الله تعالى:"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " وقال أيضا:" أفمن يخلق كمن لا يخلق" , العولمة يقصد واضعوها منها تعبيد الناس للناس , قال الله تعالى على لسان فرعون وهو يحدث قومه:"ما علمت لكم من إله غيري" , أما عالمية الإسلام فيقصد بها تعبيد الناس لرب الناس - سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " , عالمية الإسلام يقصد منها الخير للإنسان كإنسان , مصداقا لقوله تعالى:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " وكما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:"عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل. وفي رواية يقادون إلى الجنة بالسلاسل" , وهؤلاء قوم نغزوا بلادهم فنأسرهم , فيكون أسرنا لهم سببا في دخولهم الإسلام , ومن ثم دخول الجنة , وحول هذا المعنى يقول ربعي بن عامر - رضي الله عنه -:" نحن قوم ابتعثنا الله تعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة" , أما العولمة فهي تقوم على مصلحة فئة قليلة , على حساب المصلحة العامة , فلسان حال أرباب العولمة - عربا وعجما - يقول: أنا ومن بعدي الطوفان , ولذلك فإنك ترى هؤلاء يكبون ملايين الأطنان من القمح في البحر مع أنه يموت آلاف البشر على سطح الأرض جوعا , وإذا سألت عن السبب؟ سيتبين لك أنها المصالح الذاتية , التي يمكننا أن نسميها:"الأنانية" , والأنانية خلق مذموم عندنا في غزة , ولذلك شاع عندنا المثل القائل:" من أحب نفسه كرهته جماعته ", عالمية الإسلام لا تفرق في أحكامها بين إنسان
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنسان , بل الجميع أمامها عند الحكم والقضاء سيان , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ", عالمية الإسلا تعني: أن تموت الواسطة , ويموت ما يسمى بالمحسوبية , وان تهلك ازدواجبة الحكم , والكيل بمكيالين والوزن بميزانين , وإن الوقوع والتلبس في ما ذكرنا سابقا هو سبب هلاك الأمم , يدل على هذا الفهم , الحديث الذي أخرجه أبو داوود عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت:" أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أسامة أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ", أما العولمة فعلى العكس من ذلك تماما , انظر للازدواجية في الحكم بين ما يفعله اليهود بنا , كيف يكون حكم دول العالم عليه؟!!! وكيف يكون الحكم على تصرفاتنا ودفاعنا عن نفسنا؟!!!
-إخوة التوحيد والإيمان: لو كان الذي يدعوا للعولمة على حساب عالمية الإسلام , هو الكافر وحسب , لهان الخطب , بل إن من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , يدعون إلى منهج العولمة , ويرون فيه سبيل النهوض والتحرر , وإلا سيبقى حالنا على ما هو عليه , ولقد ذكر لنا رسول الله هذا الصنف من الناس كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه من حديث حذيفة أن الرسول - صلى الله عليهوسلم - قال:" تكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا فالزم جماعة المسلمين وإمامهم فإن لم تكن جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك".
-أحبتي في الله: لابد علينا أن نتنبه أن منهج محمد - صلى الله عليه وسلم - ليس معيقا لنا عن التقدم والتحضر والرقي , بل هو يدعوا وبشدة إلى هذه الأمور , ولا بد علينا كذلك ان نعلم وعلى مر تاريخنا الطويل اننا لم نعز يوما إلا بهذ المنهج الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى:" لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ووجه الشاهد قوله تعالى:"فِيهِ ذِكْرُكُمْ " يعني فيه عزكم وشرفكم وسؤددكم وتقدمكم وازدهاركم , ويقول الفاروق عمر - رضي الله عنه وأرضاه -:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ", ثم قولوا لي: ألم نجرب القومية والاشتراكية والبعثية والشيوعية والوطنية والديمقراطية والعلمانية ,والشرعية الدولية والإقليمية , فلم تزدنا إلا ذلا إلى ذلنا , وضعفا إلى ضعفنا , وتأخرا إلى تأخرنا!!!
إخوة التوحيد والإيمان: إن الله هو العزيز , والعزة صفة من صفاته , وهي لا تنال إلا بطاعته واجتناب معاصيه , قال الله تعالى:"الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " وقال جل شأنه:"مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ " , فكيف يريد البعض نيلها بموالاة الكفرة , سواء أكانوا يهودا ام نصارى أم روافض , إذن وبناء على ما سبق: لابد من تجديد البيعة مع الله - تبارك وتعالى -وتجديد العهد معه , على أن نتمسك بالكتاب والسنة - بفهم سلف الأمة - , وفي جميع مناحي الحياة , لابد من تجديد البيعة , والعهد مع الله تعالى على أن نكفر بالطاغوت عربيا كان او أعجميا , ولنصرخ عاليا: في سبيل الله قمنا , نبتغي رفع
(يُتْبَعُ)
(/)
اللواء, فليعد للدين جده , وليعد للأقصى طهره , ولترق منا الدماء , لابد من الرجوع إلى الكتاب والسنة , لأن كل ما أصابنا هو بسبب البعد عن الكتاب والسنة , أخرج مالك في موطأه وحسنه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال -:" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا , كتاب الله وسنتي "
-وبناء على كل ما ذكرناه , فإننا نعلن كفرنا بالعولمة ورفضنا للأسس التي تقوم عليها , ولقد حذررنا رسول الله منها ومن اهلها , كما في الحديث الذي أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال:"تتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. قيل يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن!!! , ونحن نبرأ إلى الله تعالى ممن يقف مع العولة ضد عالمية الإسلام , وما اكثرهم بيننا , ونرى أن هؤلاء ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني:" حليف القوم منهم " وقوله - صلى الله عليه وسلم - كما عند أبي يعلى من حديث ابن مسعود:" من كثر سواد قوم فهو منهم " , نعوذ بالله من الضلال وأهله.
-إخوة التوحيد والإيمان: وإن من أبرز مظاهر العولمة في واقعنا المعاصر "الديمقراطية" , والتي تعني:"حكم الشعب للشعب " , ومن هنا يصاب الاتباع في مقتله , إذ إن الاتباع يقضي أن يكون الحكم لا للشعب , بل لله وحده , قال الله تعالى:" إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " وقال كذلك:" ولا يشرك في حكمه أحدا " , بل يصل الأمر في هذه القضية إلى القول بكفر من لم يحكم الشريعة , ودليل ذلك قوله تعالى:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون", وتفرع عن الديمقراطية اللعينة كأثر من آثار العولمة " العلمانية" التي أستميحكمم عذرا أن أسميها " طاغوت العصر", والعلمانية هي:"فصل الدين عن الدولة ", أو إن شئت فقل:"حصر الدين في مجال العبادة والعبادة فحسب", أو كما يقو كبار السن عندنا عن العلمانية:"منهج صل وول" , ونحن نعتقد أن الدين الإسلامي هو نظام شامل , جاء ليدير كل صغيرة وكبيرة من قضايا هذه الحياة , وذلك لأن الإسلام دين كامل بشهادة رب العالين , قال الله تعالى: "الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ " , وقال جل شأنه:" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ " , وجعل تحكيم الشريعة في جل قضايا الحياة شرطا من شروط الإيمان بالله واليوم الآخر , قال ربنا جل جلاله:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " , وعليه فلا يجوز للمسلم أن يأخذ بجزئية ويترك جزئية مما جاء به الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - , وحول هذا المعنى يقول الله تعالى:"ادخلوا في السلم كافة", وفي هذا رد على بعض المبتدعة الذين قسموا الدين إلى قشر ولب , كما هو حال العلمانيين وأذنابهم , مع العلم أن هذا تقسيم ما انزل الله به من سلطان , بل هو تقسيم صدر عن أهواءهم وبإيحاء من شياطينهم , قال الله تعالى:" وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ", ويا ليتهم وهم يقولون هذا يظنون أنهم قد أتو بذنب جلل , بل يظنون أنهم بذلك التزموا الوسطية والاعتدال , لهؤلاء نقول ما قاله أنس كما في صحيح البخاري: " إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدق من الشعر , كنا نعدها على عهد رسول الله من الكبائر", وهنا لا بد من التنويه على أن الخزي والعار والشنار إنما هو من داء العلمانية الذي نخر في جسد الاتباع عند المسلمين , نعم .. سبب ما نحن فيه اليوم من وضع مزري , هو اننا نعمل ببعض جوانب الدين ونترك البعض الآخر , ودليل هذا الكلام قول الله تبارك وتعالى:" أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" , ولكن لي عندك رجاء أن تتأمل في الذنب الوارد في الآية وعقوبته , ليتبين لك الخطر العظيم الذي وقعت فيه الأمة في هذه الأيام.
-أحبتي في الله: لقد حرصت العولمة الكافرة على تدمير كل ما يمت للأخلاق والآداب الإسلامية بصلة , بينما يملي علينا الاتباع للرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نلتزم بالأخلاق والآداب والصفات الحميدة التي اتصف بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه - رضي الله عنهم وأرضاهم - ولا يجوز لنا أن ننسى أن ترسيخ المنظومة الأخلاقية عند الناس , من أبرز أهداف دعوة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - , ولذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند الحاكم وصححه الألباني من حديث أبي هريرة: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
-حقا إننا ومن خلال الدعوة إلى الأخلاق نهدف إلى إنشاء جيل رباني فريد , رجال يسيرون على منهاج النبوة , رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين , رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة , يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار , رجال إذا عاهدوا الله صدقوا ما عاهدوا الله عليه , وما بدلوا تبديلا , رجال قوامون على النساء , بالنفقة والرعاية والتوجيه والتأديب والإرشاد , وكف أذاهن ومفاتنهن عن المسلمين, أمثال هؤلاء الرجال نحن نسعى لإيجادهم والعناية بهم , والعولمة وأذنابها من طواغيت العرب والعجم , يعملون عل القضاء على أمثال هؤلاء الرجال , ولكن حسبنا ان ربنا قال:" يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
-أحبتي في الله: إن الحق لا يعرف بكثرة أو بقلة , إن الحق يحمل من المبادئ والمقاصد والغايات , ما يدلك وبكل وضوح على أنه الحق , ومن سنن الله في هذا الكون أن أهل الحق غالبا ما يكونون هم الأقلة , ويكون مع الباطل الكثرة الكاثرة من الناس , خاصة في مثل هذا الوقت الذي عم فيه الباطل وطم , أخرج أحمد في مسنده وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " وفسرت بعض الراوايات صفة هؤلاء الغرباء بأنهم الذين يصلحون إذا فسد الناس , أو يصلحون ما أفسد الناس , أو هم ناس صالحون قليل بين ناس سوء كثير , ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم. قال الله تعالى مبينا لنا حقيقة من حقائق الكثرة والقلة:" وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون", وقال جل شأنه:" وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ", وعلاقة كلامنا هذا مع العولمة , أن العولمة تجعل من الكثرة دليلا على الحق , والاتباع يرى أن الحق لا يعرف بكثرة ولا قلة , وإنما يعرف بالجوهر , ولا يجوز لنا هنا ان ننسى بأن الحق أبلج والباطل لجلج , ومن طلب الحق بصدق فلا بد أن يجده , والنصيحة الموجهة لي ولكم هي: عليكم بطريق الهدى ولا تغتروا بقلة السالكين , وإياكم وطريق الردى ولا تغتروا بكثرة الهالكين.
-إخوة التوحيد والإيمان: العولمة دعوة للفساد و الإفساد , دعوة للضلال والإضلال , دعوة يقصدون منها القضاء على منهج محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا بد لنا أن نواجه الجهد بالجهد والتعب بالتعب والتضحيات بالتضحيات , ولكن شتان بين جهد وجهد وتعب وتعب وتضحيات وتضحيات , فريق في سبيل الله , وفريق في سبيل الطاغوت , هنا لابد أن نعلم بأن أبناء الإسلام ما تأثروا بالعولمة ودعاتها , إلا يوم قصرنا في دعوتهم إلى الحق , وقديما قال علماء السلف:" نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل" , ولو شغلت قلوب المسلمين بالحق , لما تشربت الباطل على الإطلاق , فإن المشغول لا يشغل كما يقال , إذن فالمطلوب منا أن ندعوا إلى الإسلام , كل حسب استطاعته وعلمه ,أخرج أحمد في مسنده وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمروا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" أحبتي في الله: إن أرباب العولمة عربا وعجما , يريدون لمنهجهم الساقط أن ينتشر , إن لم يكن بالتراضي فبتهشيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الأنوف , وهنا وحتى نحافظ على ديننا وهويتنا الإسلامية , لابد من امتلاك القوة , التي نحمي بها منهجنا وديننا وعقيدتنا , فحق بدون قوة حق ضائع , مهان أهله , ذليلون أتباعه , والأمر كما قيل:"لايفل الحديد إلا الحديد ", "وألف قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد" , قال الله تعالى:" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " وقال أيضا:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " وقال كذلك:" الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "قال أبو تمام: السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب.
إخوة التوحيد والإيمان: قالوا: العولمة توحدنا , فقلت: العولمة تفرق ولا توحد , تشتت ولا تجمع , لأنها تقوم على العناية بالمصالح الخاصة , على حساب المصالح العامة , أي تقوم على المثل القائل:" أنا وبس والباقي خس" أما الا تباع فهو يوحد , هو يجمع , هو يؤلف , وإن الخزرجيون لما أسلموا لله رب العالمين , قالوا للنبي الكريم:" لقد تركنا قومنا وما من قوم يوجد بينهم من العداوة والبغضاء ما بينهم , فعسى الله أن يجمعهم بك " ,فكان الأمر كما قالوا , مع أنهم حاولوا قبل ذلك محاولات ومحاولات لإنهاء الحرب التي دامت بينهم أربعين سنة , فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , وأقول إن من انطبق على أسلافنا ينطبق علينا , فلن نتوحد , ولن ترتفع العداوة والبغضاء من بيننا , إلا إذا توحدنا على التوحيد , قال الله تعالى: " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ", فالذي يؤلف هو الله , والله لا يؤلف إلا على التوحيد والاتباع.
أحبتي في الله: درج الصالحون عندنا أن يقولوا: ما كان لله دام واتصل , وما كان لغيره انقطع وانفصل , والعولمة منهج يقصد به غير الله فهو منقطع منفص فان بإذن الله تعالى , أما الاتباع للسيد المطاع - ربنا الرحمن الرحيم - فهو متصل دائم , قال الله تعالى:" أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " وقال جل شأنه:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " , وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما عند أحمد وحسنه الألباني من حديث أبي عنبة الخولاني:" لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة"
إخوة التوحيد: سننتصر بإذن الله , ستكون العاقبة لنا , سنرفع راية العقاب على الأقصى , وفوق الجامع الأزهر , وفوق الجامع الأموي , وسنرفعها بحق وحقيقة في جزيرة العرب , سنعليها في سماء إيران , وفوق قباب الأندلس و سنرفعها فوق البيت الأبيض بإذن الله , ويومها سنحوله لمسجد يركع ويسجد فيه لرب العالمين , إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وإننا لصادقون.
-إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن بثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:ابو يونس العباسي
مدينة العزة غزة(/)
ما رأيكم بهذه العبارة؟
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 06:09]ـ
كثير من الناس يقولون نور الله في القلب
فهل هذه العبارة صحيحة؟
وما الدليل على شرعيتها أو عدم شرعيتها؟
وجزاكم الله خيرا(/)
كيف تبحث مسألة فقهية؟؟
ـ[الهجرة]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 09:45]ـ
كيف تبحث مسألة فقهية؟ - فيصل بن علي البعداني
لبحث مسألة فقهية بحثاً علمياً عدة خطوات أهمها:
أولاً: قبل البدء ببحث المسألة:
هناك العديد من الأمور التي لا بد لطالب العلم من مراعاتها قبل أن يُقْدِم على البحث في مسألة فقهية، ولعل من أهمها:
1 - تجريد النية:
التفقه في الدين من أجلِّ العبادات وأعظمها؛ ولذا فتجريد النية وإخلاصها شرط لقبول الله له من العبد، وقد استفاضت النصوص التي جاءت ببيان ذلك وتجليته، ومنها: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم علماً مما يُبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عَرَضاً من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة، يعني: ريحها» (1)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت؛ ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» (2)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تَعَلَّموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس؛ فمن فعل ذلك فالنارَ النارَ» (3)، وفي رواية قال -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجاري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم» (4).
وعلاوة على أن الأجر على التعلم فإنه لا يدرك إلا بحسن النية؛ فإن للنية الحسنة أثراً في إصابة الحق والاهتداء للصواب؛ إذ طلب العلم نوع من استهداء الله تعالى، وقد قال عز وجل: «فاستهدوني أهدكم» (5)، هذا غير اللذة والمتعة الحاصلة للمتعلم والباحث المخلص لله تعالى.
فانظر يا طالب العلم في نيتك، والأمر الذي تريده ببحثك؛ فإن كانت النية لربك خالصة، وكان مرادك اللهَ والدار الآخرة فامض في بحثك (6)، وإن كان في النية دَخَلٌ فجردها لله واجعلها خالصة لوجهه سبحانه قبل أن تقدم على بحثك؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العبد عملاً ليس خالصاً لوجهه سبحانه كما قال تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» (7).
2 - الرغبة في الوصول إلى الحق:
من أعظم واجبات طالب العلم توطينه لنفسه على الدوران مع الحق حيث دار؛ بحيث يبحث في النصوص الشرعية بهدف اتباعها وتحكيمها والانقياد لها ظاهراً وباطناً، لا بهدف قيادتها ولَيِّ معانيها؛ بحيث يأتيها وقد حدد مسبقاً الحكم الذي يريد استخراجه منها، وما أتى إليها إلا لعضد قوله والانتصار لرأيه، ولذا تجده مبادراً إلى قبول النصوص التي يراها موافقة لهواه وإن كانت ضعيفة الثبوت أو الدلالة، وفي الوقت نفسه تراه مجتهداً في رد النصوص التي تعارض هواه مهما بلغت قوةً في الثبوت والدلالة؛ لأنه ليس مقصده أن يفهم مراد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، بل أن ينصر رأيه كيفما تَأَتَّى له وأمكن. قال ابن حزم: «ولا أرقّ ديناً ممن يوثق رواية إذا وافقت هواه، ويوهنها إذا خالفت هواه؛ فما يتمسك فاعل هذا من الدين إلا بالتلاعب» (8).
وهذا كما لا يخفى عبادة للهوى واتباع لما تشتهيه الأنفس. يقول الشيخ محمود شلتوت في كلام نفيس له ما نصه: «وقد يكون الناظر في الأدلة ممن تمتلكهم الأهواء فتدفعه إلى تقرير الحكم الذي يحقق غرضه، ثم يأخذ في تلمس الدليل الذي يعتمد عليه ويجادل به، وهذا في الواقع يجعل الهوى أصلاً تُحمل عليه الأدلة، ويُحكم به على الأدلة، وهذا قلب لقضية التشريع، وإفساد لغرض الشارع من نصب الأدلة» (9).
على أن من أعظم ما يعوق الباحث عن الوصول في بحثه إلى الحق التزامه بمذهب معين يسلِّم له بكل مسائله وترجيحاته، وقيامه بتقديم آراء أكابر مذهبه على النصوص الشرعية الثابتة ومحاجته للآخرين بها، ومن الأمثلة الصارخة لهذا الزيغ قول الكرخي الحنفي عفا الله عنه: «كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤوَّلة أو منسوخة، وكل حديث كذلك فمؤول أو منسوخ» (10)، ومعلوم أنه لا رأي لأحد مع النص الثابت، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية زيغ ذلك فقال - رحمه الله تعالى -: «وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة:
(يُتْبَعُ)
(/)
النص، والإجماع، ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية لا بأقوال بعض العلماء؛ فإن أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية، ومن تربى على مذهب قد تعوده واعتقد ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وتلقته الأمة بالقبول، بحيث يجب الإيمان به، وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسر أو يتعذر إقامة الحجة عليه، ومن كان لا يفرق بين هذا وهذا لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء، وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم، مثل: المحدث عن غيره، والشاهد على غيره، لا يكون حاكما» (11)، وقال رحمه الله: «وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، يوالي عليها ويعادي، غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك السنة ويعادون» (12).
فعلى من يحرص على الوصول للحق أن يتجرد في البحث، وأن يحذر اتباع الهوى، وإياه والتعصب والجمود؛ فإن عاقبة ذلك وخيمة دنيا وأخرى.
3 - البحث عن العلم الذي يعمل به:
بالبحث الدؤوب والقراءة المتواصلة والسؤال عما أشكل تزداد معرفة العبد ويتجلى له الحق.
ولكن المعرفة ذاتها ليست غاية في ذاتها يسعى إليها العبد، بل هي وسيلة للاعتقاد الحسن والفعل الصائب، وطريق لمهابة الله وخشيته وخوف عقابه.
وقد كان ذلك منهج السلف الصالح، وقد استفاضت الآثار عنهم في الدلالة على ذلك، وبيان أن العلم النافع هو ذلك الذي يقود صاحبه للخشية ويدفعه للعمل، ومنها:
قول أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه: «تعلموا العلم واعملوا به، ولا تتعلموه لتتجملوا به؛ فإنه يوشك إن طال بكم زمان أن يُتَجَمَّل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه» (13)، وقول ابن مسعود رضي الله عنه: «يا أيها الناس تعلموا؛ فمن علم فليعمل» (14)، وقول أبي الدرداء رضي الله عنه: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالماً لا ينتفع بعلمه» (15)، وقول الحسن البصري: «إنما الفقيه: العالم في دينه، الزاهد في دنياه، الدائم على عبادة ربه» (16)، وقول الفضيل: «من أوتي علماً لا يزداد فيه خوفاً وحزناً وبكاء خليق بأن لا يكون أوتي علماً، ثم قرأ: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} (النجم: 59 - 60)» (17). وقال التيمي: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه خليق أن لا يكون أوتي علماً ينفعه؛ لأن الله نعت العلماء بقوله: {إنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} (الإسراء: 107 - 109)» (18). وقد تجاوز السلف في ذلك مجرد الحث والدعوة إلى التطبيق كما قال الحسن البصري: «قد كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره وبِرِّه» (19)، وكما قال مالك: «أدركت الناس وما يعجبهم القول، إنما يعجبهم العمل» (20).
فيا من فاق كثيراً من الناس بعلمه! ما أجدرك أن تفوقهم بعملك، واعلم أن العالم من وافق علمه عمله، واحرص إذا أحدث الله لك علماً أن تحدث له به عبادة وعملاً.
وإن من أعظم الأمور المعينة لك على ذلك: أن تُعرض عن البحث في المسائل النظرية التي لا يترتب عليها كبير فائدة أو عمل (21)، وأن تترك المراء فيما تبحث؛ لأنه يقسي القلب، ويزرع الشحناء، ويورث الضغائن. قال الحسن البصري حين رأى قوماً يتجادلون: «هؤلاء قوم ملُّوا العبادة، وخفَّ عليهم القول، وقلَّ ورعهم فتكلَّموا» (22)، وأن تتذكر أن العمر قصير محدود فلا تجعله يذهب عليك سدى فيما لا ينفع.
4 - امتلاك القدرة على البحث:
لا بد للشخص الذي يريد الإقدام على بحث مسألة من أن يكون قادراً على ذلك، ولعل من أهم ما يجب توفره فيمن يريد بحث مسألة فقهية ما يلي:
أ - معرفة اللغة العربية وفنون القول فيها (23).
ب - معرفة المسائل الهامة في أصول الفقه، وأهمها:
- الأدلة الشرعية ومراتبها.
- الحكم الشرعي وأقسامه.
- دلالات الألفاظ وطرق الاستنباط.
- الناسخ والمنسوخ.
- التعارض والترجيح.
- ترتيب الأدلة.
- مقاصد التشريع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج - جمع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بموضوع البحث.
د - القدرة على معرفة صحة الأحاديث من ضعفها سواء أكان ذلك بتخريجها ودراسة أسانيدها، أم بالقدرة على مراجعة كلام أهل العلم فيها.
ه - الاطلاع على تفسير الآيات المتعلقة بالبحث من كتب التفاسير المعتمدة، وبخاصة من كتب تفاسير آيات الأحكام.
و - الاطلاع على شروح الأحاديث المتعلقة بالبحث، وبخاصة من تلك الكتب التي عنيت بشرح أحاديث الأحكام.
ز - معرفة أهم الكتب الفقهية المعتمدة في كل مذهب، والمدونات الفقهية غير المذهبية التي حرصت على مراعاة الدليل.
ج - العناية بمعرفة مذاهب الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأئمة الفقه المتقدمين.
ط - الأناة وعدم العجلة، والصبر على مشاق البحث وتجاوز صعابه.
ي - التفرغ الذهني عند القيام بجمع معلومات البحث وتمحيص مسائله ودراستها.
ك - وجود رغبة جادة، ودوافع قوية في موضوع البحث.
ل - لا بد لمن كان مبتدئاً في البحث من أن يكون له شيخ متمرس يرعاه ويشرف عليه.
5 - الاستعانة بالله واللجوء إليه:
يُشْغَل كثير من العباد بصورة العمل وحسن القصد عن الاستعانة بالله تعالى وإظهار الافتقار والحاجة إليه (24)، وهذا خطأ فاحش؛ إذ أجمع العالمون بالله تعالى على أن كل خير يحصل للعبد فأصله بتوفيق الله له، وما استُجلب التوفيق بمثل المبالغة في الدعاء والمسألة وطلب المعونة، والاستكثار من إظهار الافتقار ومسيس الحاجة، ولا فات إلا بإهمال ذلك (25)، وقد كانت تلك طريقة النبي -صلى الله عليه وسلم- والهدي الذي سار عليه؛ فها هو -صلى الله عليه وسلم- كان يستفتح صلاة الليل داعياً: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (26)، وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ» (27)، ولم يكتف بدعائه، بل كان يوجه أصحابه إلى ذلك قائلاً: «سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع» (28).
وقد كان هذا ديدناً للسلف وهدياً لهم، ولعل من أجلى صور استعانتهم بالله على التعلم والوصول للحق عبر البحث والمطالعة ما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية عن نفسه، فقال: «ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم، وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني! وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها وأمرِّغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني!» (29).
وكثرة العلوم والمراجع بين يدي الباحث لا تنفعه إن لم يُعِنْهُ الله سبحانه وتعالى على الوصول ألى الحق. قال ابن تيمية: «وقد أَوْعَبَتِ الأمةُ في كل فن من فنون العلم إيعاباً، فمن نوَّر الله قلبه هداه بما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالاً» (30).
فأكثِرْ يا طالب العلم من دعاء الله والتضرع بين يديه، وسؤاله العون والتسديد، وإياك أن يكون نصيبك الخذلان من هذا السبيل.
ثانياً: خطوات البحث:
لكي يتم بحث مسألة فقهية بحثاً جاداً لا بد من سلوك الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: جمع مصادر البحث الأساسية:
وفي هذا الجانب يحسن التنبيه على الأمور التالية:
1 - تكاد أن تكون المصادر الأساسية لبحث مسألة فقهية ما يلي:
- الآيات القرآنية المتعلقة بالمسألة محل البحث وتفسيرها من كتب التفاسير المعتمدة، وبخاصة تلك الكتب التي عنيت بتفسير آيات الأحكام (31).
- الأحاديث النبوية المتعلقة بالمسألة محل البحث وشروحها، وبخاصة تلك الشروح التي عنيت بشرح أحاديث الأحكام (32).
ولا بد للباحث في الأحكام من معرفة صحة الحديث من ضعفه حتى يتمكن من البناء عليه، ولذا فلا بد له من الرجوع إلى الكتب التي اهتمت بتخريج الأحاديث وبيان مدى صحتها من ضعفها (33).
- الكتب التي عني أصحابها بتدوين الإجماع في المسائل الفقهية (34).
- الكتب التي عني أصحابها بذكر فتاوى الصحابة و أئمة التابعين (35).
- الكتب المعتمدة في كل مذهب من المذاهب الأربعة، مع العناية بتحرير أقوال الأربعة أنفسهم، وأقوال أتباعهم (36).
(يُتْبَعُ)
(/)
- الكتب التي عني أصحابها بجمع اجتهادات بعض أئمة الفقه، مثل موسوعة فقه الإمام الثوري، وموسوعة فقه الإمام الأوزاعي ... ونحوهما.
- الكتب والدراسات الفقهية التي اعتنت بإيراد الخلاف وعرض أدلة الأقوال المختلفة (37).
- الكتب والدراسات الفقهية التي حرص أصحابها على اعتماد الدليل من دون الالتزام بأصول مذهب من المذاهب المعتبرة (38).
- كتب الفتاوى (39).
- الكتب الفقهية المصنفة في أبواب أو موضوعات أو مسائل فقهية خاصة (40).
2 - إدراك طبيعة المصنفات الفقهية وخصائصها، وأنها ليست سواء من حيث ذكر الخلاف وإيراد الأدلة والترجيح.
ففي ذكر الخلاف: منها ما لا يذكر خلافاً، بل يقتصر على إيراد ما عليه المذهب، ومنها ما يورد خلافاً لكنه يقتصر على إيراد الخلاف داخل المذهب، ومنها ما يتجاوز ذلك إلى ذكر الخلاف مع المذاهب الأخرى.
وفي إيراد الأدلة: منها: ما لا يورد الأدلة، ومنها: ما يوردها، والكتب التي تورد الأدلة منها: ما يناقش الأدلة الأخرى، ومنها: ما لا يناقشها.
وفي الترجيح: منها: ما يقتصر على إيراد ما يراه راجحاً فقط، ومنها: ما يورد الأقوال ولا يرجِّح بينها، ومنها: ما يورد الأقوال ويرجح بينها.
3 - تختلف المصنفات الفقهية من حيث الشكل اختلافاً بيناً؛ إذ منها:
- المطولات: وهي التي اهتم أصحابها فيها ابتداء بإيراد المسائل الفقهية بنوع من البسط.
- المتون والمختصرات: وهي التي اختصر أصحابها فيها كتباً مطولة، أو ألفها أصحابها ابتداء بطريقة مختصرة.
- الشروح: وهي التي قام أصحابها فيها بتناول كتب أخرى بالشرح والإيضاح.
- الحواشي: وهي التي علق أصحابها فيها على مواضع من شروح المختصرات بهدف التأييد أو الاعتراض أو الإيضاح.
- المنظومات الفقهية: وهي التي نظم أصحابها فيها مسائل بعض المتون الفقهية، أو شيئاً من مسائل الفقه دون الارتباط بكتاب.
4 - تختلف طريقة المصنفات الفقهية في ترتيب الكتب والأبواب داخلها من مذهب إلى آخر، كما أن المصنفات الفقهية داخل المذهب الواحد تختلف أيضاً نظراً لتطور الترتيب الفقهي للكتب والأبواب زمناً بعد آخر، وما لم يدرك الباحث هذا الأمر بصورة جيدة فقد يضل الطريق في الوصول إلى المعلومة (41).
5 - يعد (المحلى لابن حزم) من أهم الكتب الفقهية التي اعتنت بالدليل وأولته عنايتها، وناقشت أدلة الأقوال الأخرى، وبينت ضعف أوجه الاستدلال بها من وجهة نظر ابن حزم، وسيفيد الباحث أيما فائدة في هذا الجانب، لكن الباحث المبتدئ لا ينصح أبداً بالرجوع إليه للأسباب التالية:
- ظاهرية ابن حزم المفرطة في فهم النصوص والتعامل معها في الفروع خاصة (42).
- ضعف لغته الفقهية وميله إلى الجزم بالأقوال التي يقول بها؛ مع أن كثيراً من الاختلافات معتبرة، والأمر لا يعدو أن يكون صحيحاً وأصح، أو ظاهراً وأظهر، وإن تجاوز الأمر ذلك فراجحاً وأرجح.
- تطاوله في أحيان كثيرة على أهل العلم الذين يناقش أقوالهم بعبارات قاسية، وفي أحيان قد تكون نابية (43).
6 - أهمية الاستفادة من البرامج الشرعية على أجهزة الحاسوب في البحث نظراً لتقريبها للباحث كثيراً من المعلومات التي يحتاجها، مع التنبه لما يقع فيها من تصحيف أو سقط.
7 - المصادر التي يمكن أن تخدم الباحث في المسائل الفقهية عديدة وكثيرة، ورجوعه إلى جميعها في كل مسألة من مسائل بحثه قد يعوقه عن إتمامه، ولذا فمن المستحسن أن يقوم الباحث بتقسيم المسائل إلى نوعين:
النوع الأول: مسائل أشبعها أهل العلم بحثاً، وهذه يحسن بالباحث الرجوع فيها إلى المصادر التي عرفت بالتحقيق وحسن المناقشة والعرض للأقوال وأدلتها، بالإضافة إلى مصدر أو مصدرين من الكتب المعتمدة في كل مذهب من المذاهب الفقهية المعتبرة؛ لتوثيق النسبة ومعرفة القول المختار في المذهب، وأدلته، وأوجه ترجيحه، والطريقة التي تمت بها مناقشة الأقوال الأخرى.
النوع الثاني: مسائل لم تبحث بعد أو بحثت ولكن ما تزال محتاجة إلى مزيد تمحيص ونظر مثل مسائل النوازل الفقهية، وهذه لا بد فيها من محاولة استقصاء جميع ما كتب حولها والاستفادة منها بقدر الإمكان (44).
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - من الأهمية بمكان حين المطالعة في المصادر الفقهية المختلفة مراعاة وجود مصطلحات حرفية وكلمية خاصة بكل مذهب تشير في أحيان إلى بعض أئمة المذهب أو كتبهم أو المذاهب والآراء أو الاختيار والترجيح، وفي أحيان لا تكون تلك المصطلحات عامة في كل كتب المذهب بل ربما كانت خاصة بكتبٍ دون غيرها.
الخطوة الثانية: تحديد مسألة البحث:
وهنا يحسن التنبيه على الأمور التالية:
- أن كثيراً من النتائج غير الصحيحة التي يصل إليها طالب العلم في بحثه تعود إلى عدم تصور المسألة المبحوثة وتحديدها بدقة.
- الخطوات المقترحة للوصول إلى تحديد دقيق للمسألة هي:
أ - القراءة في الموضوع بغرض تصور المسألة وتحديد جوانبها، لا الوصول إلى حكم محدد حيالها.
ب - تحرير محل النزاع عن طريق:
- تحديد الجوانب المتفق عليها في المسألة بين أهل العلم.
- تحديد الجوانب المختلف فيها في المسألة بين أهل العلم، وبيان سبب ذلك.
الخطوة الثالثة: جمع المادة العلمية ودراستها:
وهنا يحسن التنبيه على الأمور التالية:
- ينبغي التفريق بين حالتين من حالات البحث:
الأولى: حالة كون المسألة المبحوثة واحدة، وهذه لا إشكال فيها؛ لأن الباحث سيعمد إلى جمع المادة العلمية المتعلقة بها، ومن ثمَّ دراستها وتمحيصها، ومن ثمَّ صياغتها.
الثانية: حالة كون البحث يتناول أكثر من مسألة، وهنا يوجد أمام الباحث خياران:
أ - جمع كل ما يتعلق بكل مسألة على حدة، ومن ثم دراستها وتمحيصها والانتهاء من صياغتها، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى المسألة الأخرى جمعاً ودراسة وصياغة، وهكذا.
ب - جمع كل ما يتعلق بمسائل البحث في كل مصدر وتدوينها في أوراق أو بطاقات؛ بحيث لا يتم الرجوع إلى ذلك المصدر مرة أخرى، ومن ثم الانتقال بعد ذلك إلى مصدر آخر وجمع مادة البحث الموجودة فيه وتدوينها كما سبق، وهكذا يفعل مع المصادر الأخرى إلى أن تنتهي، ومن ثم يتم تصنيف المادة العلمية المدونة في الأوراق أو البطاقات حسب مسائل البحث، ثم يتم دراسة وتمحيص وصياغة كل مسألة من مسائله على حدة، وبعد الانتهاء منها يتم الانتقال إلى المسألة الأخرى، وهكذا.
- لا ينبغي لطالب العلم أن يلجأ في بحثه إلى تشقيق المسائل تشقيقاً مخلاً، وعلى ذلك فينبغي له أن يُعرض عما قد يجد في المسألة محل البحث من أقوال متهالكة ليس عليها أثارة من علم، إلا على سبيل التنبيه عليها وتحذير الآخرين من الاغترار بها.
- تكثر الرموز والمصطلحات الفقهية في غالب المصادر والمراجع الفقهية، كما أن كثيراً من المدونات الفقهية حرصت على الإيجاز حرصاً جعلها تقرب من الإلغاز، وهذا مما يزيد من عبء الباحث، ويعظم من مسؤوليته في تفهم أقوال الفقهاء ومرامي عباراتهم، وأوجه استدلالاتهم بالنصوص.
- أثناء قيام الباحث بدراسة المسألة وتمحيصها لا بد من احترازه من مسلكين معيبين في الدراسات الفقهية:
الأول: مسلك من يهتم بتحرير المسألة وذكر تفريعاتها نقلاً عن كتب الفقهاء دون أن يعتني بإيراد الأدلة، والتأكد من مدى ثبوتها وصحة دلالتها على المسألة.
الثاني: مسلك من يهتم بإيراد الأدلة ومدى ثبوتها لكنه يهمل تحرير المسألة فقهياً، وغالباً لا يهتم بدقة دلالة النصوص على المسألة المبحوثة، وهذا المسلك يكثر في عصرنا لدى المشتغلين بالحديث النبوي وتخريجه.
ولو أن الباحث جمع بين المسلكين فاهتم بتحرير المسألة وتدقيقها، وتأكد من ثبوت الأدلة ووجه الدلالة منها، واعتنى بأقوال الصحابة والسلف لكان في ذلك خير كثير.
- مرحلة دراسة المسألة وتمحيصها من أهم المراحل التي ينبغي لطالب العلم، وبخاصة المبتدئ أن يقوم فيها بمراجعة أهل العلم وسؤال أهل الاختصاص، وبخاصة في المسائل المشكلة.
ـ[الهجرة]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 09:56]ـ
الخطوة الرابعة: الترجيح ومناقشة الأدلة:
وهنا يحسن التنبيه على أمور:
- إدراك خطورة الترجيح وعظم المسؤولية الملقاة على عاتق من يقوم به، وفي المقابل إدراك أهميته وضرورة قيام الراسخين من أهل العلم به.
- يحسن بالباحث في هذه الخطوة أن يذكر القول الراجح، ويبين أوجه رجحانه، ثم يناقش أدلة الأقوال الأخرى ويجيب عنها (45)، ثم يبين إن كان للخلاف ثمرة أم لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- من الأمور الهامة التي لا بد لطالب العلم من التنبه لها قبل أن يخوض غمار الترجيح بين الأقوال والمقارنة بين أدلتها، والمناقشة لها ما يلي:
1 - ضرورة جمع النصوص في الباب الواحد. قال الإمام أحمد: «الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضا» (46)، وجمع النصوص يزيل كثيراً من الالتباس والاختلاف. قال ابن تيمية: «وقلَّ أن تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام» (47).
2 - معرفة أن جميع الأدلة الشرعية الصحيحة يجب اتباعها والعمل بها لكن لا ينظر الباحث في القياس والأدلة المختلف فيها إلا عند فقد النص والإجماع؛ إذ لا اجتهاد مع النص أو الإجماع.
3 - الأدلة الشرعية الصحيحة متفقة لا تتعارض البتة؛ فإذا وجد نصان متعارضان لا يمكن الجمع بينهما بطرق الجمع المعتبرة عند أهل الشأن؛ فأحدهما إما غير ثابت وإما منسوخ.
وإذا وجد تعارض بين نص وقياس فأحدهما غير صحيح.
4 - الأدلة منها السمعي ومنها العقلي، وكل منهما قد يكون قطعياً وقد يكون ظنياً؛ فالأدلة القطعية أياً كانت لا تتعارض بالاتفاق؛ لأن تعارضها يلزم منه اجتماع النقيضين، وهو محال.
وإذا تعارض قطعي وظني عمل بالقطعي سمعياً كان أو عقلياً؛ لأن الظن لا يرفع اليقين (48).
5 - القول بالتعارض بين الأدلة شديد، ولذا فالواجب التثبت من صحة الأدلة، والتعمق في فهمها (49)، والحرص على درء التعارض بينها بقدر الإمكان.
6 - على الباحث حين يقوم بمناقشة الأدلة والترجيح بين الأقوال أن يحذر من الوقوع في إحدى ظاهرتين:
الأولى: التفريط والتساهل في عرض الأحكام وتقريرها باسم التيسير على الناس ورفع الحرج عنهم.
الثانية: التضييق على الناس والتشديد عليهم باسم الانضباط بالشرع والمحافظة على الأصول.
7 - التعارض المعتبر الذي يحتاج إلى نظر هو الذي يقع بين الأدلة الظنية؛ فإذا وقع تعارض بين دليلين ظنيين فالواجب على الترتيب: الجمع إن أمكن، فإن تعذر الجمع وعرف التاريخ قيل بالنسخ؛ فإن لم يعرف المتأخر فعلى الباحث أن يلجأ إلى الترجيح لأحدهما بدليل؛ فإن عجز عن الترجيح فالواجب التوقف (50)؛ فإن اضطر إلى العمل، وكانت هذه حاله فليقم بتقليد أحد المجتهدين (51).
- لا بد لطالب العلم أثناء الترجيح من التأني في إطلاق الأحكام وعدم التسرع في الجزم والصرامة في الأحكام التي يختارها، وأن يتجنب إطلاق ألفاظ التحليل والتحريم، والحق والباطل، والصحة والخطأ بقدر الإمكان إلا عندما يكون متيقناً من أن الأمر كذلك، قال الأعمش: «ما سمعت إبراهيم يقول قط: حلال ولا حرام، إنما كان يقول: كانوا يكرهون، وكانوا يستحبون» (52)، وقال الربيع بن خثيم: «إياكم أن يقول الرجل لشيء: إن الله حرم هذا ونهى عنه، فيقول الله: كذبتَ، لم أحرمه ولم أَنْهَ عنه. قال: أو يقول: إن الله أحل هذا وأمر به، فيقول: كذبتَ، لم أحله ولم آمر به» (53)، وقال مالك: «لم يكن من أمر الناس ولا مَنْ مضى من سلفنا ولا أدري أحداً أقتدي به يقول في شيء: هذا حلال وهذا حرام، ما كانوا يجترئون على ذلك، وإنما كانوا يقولون: نكره هذا، ونرى هذا حسناً، ونتقي هذا، ولا نرى هذا)» (54).
- حينما يختار الباحث قولاً، ويقوم بمناقشة الأقوال الأخرى، وبيان أوجه رجحانها، فلا ينبغي له تجاوز نقد الأقوال إلى أصحابها، والتشنيع على المخالفين وتسفيه آرائهم، بل عليه التأدب معهم، والتماس العذر لهم بقدر الإمكان.
- حين يجد الباحث في المسألة قولاً معتبراً ولا يجد له دليلاً، أو يجد له أدلة غير معتبرة، ويرى وجود أدلة قوية له فعليه ذكرها ووجوه الدلالة منها.
- إذا لم يتمكن الباحث من الترجيح الكلي بين الأقوال فبإمكانه اللجوء إلى الترجيح الجزئي كأن يقول: وهذه الأقوال الثلاثة أقوى الأقوال أو أضعفها، وحين لا يتبين له شيء من ذلك فليتوقف ولا يُقْدِم على شيء لا يستطيعه؛ لأن الأمر عبادة ودين، ولأن يترك المرء الترجيح في بعض المسائل حتى يفتح الله له فيها ولو بعد حين خير له من أن يرجح مع وجود إشكال لديه، وسبقه في ذلك كثير من الأئمة؛ فقد توقفوا في مسائل عديدة، وهم من هم علماً واستنباطاً.
الخطوة الخامسة: تدوين المسألة وصياغتها:
وهنا يحسن التنبيه على أمور:
- في تدوين المسألة أمام الباحث خياران:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: تدوينها حسب الأقوال التي فيها لا القائلين بها، وبعد ذلك يتم نسبة كل قول إلى قائله، وحين ترتيبها في الصياغة يبدأ بعرض القول الأقوى ثم الذي يليه، وهكذا. فإن لم يظهر للباحث أيها أكثر قوة بدأ بالقول الذي قاله المتقدم، فيبدأ بقول الحنفية فقول المالكية، وهكذا، وهذا الخيار هو الأوْلى.
الثاني: تدوينها حسب القائلين لا الأقوال التي فيها، ويبدأ عند ذلك بالقول الذي قاله المتقدم، فيبدأ بقول الحنفية فقول المالكية، فقول الشافعية، فقول الحنابلة.
- يحسن بالباحث الاقتصار في نسبة الأقوال على المذاهب الفقهية الأربعة، إلا أن يرى خلافاً معتبراً لها من قِبَل إمام معتبر؛ فعند ذلك يدون خلافه لها ناسباً ذلك إليه.
- حين عرض الأدلة لا بد من ترتيبها حسب منزلتها بحيث تقدم الأدلة النقلية على الإجماع والأدلة العقلية، ويقدم الإجماع على الأدلة العقلية، وفي الأدلة النقلية يقدم الكتاب على السنة.
- حين تدوين أدلة الأقوال يحسن بالباحث الإعراض عن إيراد الحجج الضعيفة والبراهين الواهية إلا على سبيل التنبيه لما يحتاج إلى ذلك.
- العناية بصياغة المسألة صياغة تربوية تدفع قارئها إلى التطبيق وتجعله يسارع إلى الامتثال والعمل.
- في عرض الأدلة أمام الباحث خياران:
أ - أن يعرض أدلة كل قول بعد عرض القول مباشرة؛ بحيث يعرض الدليل، ووجه الدلالة منه، والاعتراض عليه، والجواب عن ذلك، وهذا أوْلى.
ب - أن يؤخر عرض الأدلة ووجه الدلالة منها، والاعتراضات عليها، والأجوبة عن ذلك إلى ما بعد الانتهاء من عرض الأقوال كلها.
- يحسن أن يتم تدوين المسألة على مرحلتين كحد أدنى:
الأولى: يتم التركيز فيها على تدوين القضايا الكلية في المسألة بدقة.
الثانية: يتم التركيز فيها على تدقيق المسألة وتمحيصها وتدوين القضايا الجزئية بدقة.
وإلا فإنه سيحصل في الغالب قصور ظاهر في جوانب البحث الكلية والجزئية.
- أثناء القيام بتدوين المسألة ينبغي مراعاة ما يلي:
أ - الحرص على اختيار العبارات ووضوح الأسلوب وتلاؤم ذلك مع طبيعة البحث الفقهية.
ب - جودة العرض وحسن الترتيب.
ج - الاعتناء بالأمثلة المعاصرة.
د - تحويل المقاييس والموازين إلى المقاييس المعاصرة.
ه - ربط الأحكام الفقهية بالسلوك والجانب العملي.
و - نقد الواقع في ضوء ما قرره الباحث.
ز - مراعاة الأصول العلمية للبحث، والتي من أهمها:
- ترقيم الآيات، وتخريج الأحاديث والحكم عليها.
- الأمانة في النقل، والدقة في نسبة الأقوال إلى أصحابها (55).
- الاعتماد على المصادر الأصلية، وعدم اللجوء إلى الثانوي منها إلا عند الحاجة.
- شرح الغريب، وتوضيح المصطلحات.
- العناية بقواعد اللغة والإملاء وعلامات الترقيم.
- وضع فهارس فنية فيما يحتاج إليه.
الهوامش:
(1) سنن أبي داود، رقم: 3664، وصححه الألباني في صحيح السنن، رقم: 3112.
(2) صحيح مسلم، رقم: 1905.
(3) سنن ابن ماجة، رقم: 254، وصححه الألباني في صحيح السنن، رقم: 206.
(4) سنن ابن ماجة، رقم: 260، وحسنه الألباني في صحيح السنن، رقم: 209.
(5) صحيح مسلم، رقم: 2577.
(6) وتشمل النية الصالحة (مع التعبد لله بطلب العلم): نية رفع الجهل عن نفسه، ونية تصحيح عبادته وطاعته، ونية نفع الناس وإفادتهم.
(7) صحيح مسلم، رقم: 2985.
(8) المحلى 4/ 180
(9) البدعة: أسبابها ومضارها لشلتوت: 24.
(10) الرسالة في أصول الحنفية للكرخي - مطبوع مع تأسيس النظر للدبوسي 169.
(11) مجموع الفتاوى لابن تيمية: 26/ 202 203، وليس مراده رحمه الله تنقص أحد من أهل العلم، وإنما التحذير من زلاتهم، ولذا نجده رحمه الله تعالى يقول - كما في الفتاوى الكبرى: 2/ 23 - : (وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء، كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم أهله) ونجده رحمه الله يقول - كما في الفتاوى الكبرى: 3/ 178 - : (دين الإسلام إنما يتم بأمرين: أحدهما: معرفة فضل الأئمة وحقوقهم ومقاديرهم وترك كل ما يجر إلى ثلمهم. والثاني: النصيحة لله سبحانه ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وإبانة ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى).
(12) مجموع الفتاوى لابن تيمية: 20/ 164.
(13) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: 1/ 693 رقم: 1226.
(14) العلم لأبي خيثمة: 6.
(15) سنن الدارمي، رقم: 262.
(يُتْبَعُ)
(/)
(16) شعب الإيمان للبيهقي: 2/ 296 رقم: 183.
(17) شعب الإيمان للبيهقي: 2/ 291 رقم: 1811.
(18) المصنف لابن أبي شيبة، رقم: 35360.
(19) الزهد لابن أبي عاصم: 1/ 285.
(20) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: 1/ 697 رقم: 1235.
(21) ومن ذلك: الإغراق في التعريفات وبحث المسائل التي يندر وقوعها.
(22) فضل علم السلف، لابن رجب: 51 - 52.
(23) ويشمل ذلك: معرفة غريب اللغة ودلالات الألفاظ، ومعرفة الإعراب؛ إذ به يختلف المعنى، ومعرفة البلاغة والحقيقة والمجاز.
(24) يقسم ابن القيم في مدارج السالكين: 1/ 99 أحوال الناس في العبادة والاستعانة إلى أربعة أقسام: القسم الأول: من جمع عبادة واستعانة، وهذا أجلُّ الأقسام وأفضلها. الثاني: المعرضون عن العبادة والاستعانة، وهو أسوأ الأقسام وشرها. الثالث: من ليس له عبادة، وله استعانة بالله على حظوظه وشهواته، ومن كانت هذه حاله فأسعف بحاجته وقضيت له؛ فإن ذلك لا يعني علو مرتبته ومحبة المولى له وأنه من أولياء الله المقربين. الرابع: من له نوع عبادة بلا استعانة، وهذا يكثر في الصالحين، قال ابن القيم: (فهؤلاء لهم نصيب من التوفيق والنفوذ والتأثير بحسب استعانتهم وتوكلهم، ولهم من الخذلان والضعف والمهانة والعجز بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم، ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه، وكان مأموراً بإزالته لأزاله).
(25) انظر: الفوائد، لابن القيم: 97.
(26) صحيح مسلم، رقم: 770.
(27) سنن أبي داود، رقم: 5094، وصححه الألباني في صحيح السنن، رقم: 4248.
(28) سنن ابن ماجة، رقم: 3843، وصححه الألباني في صحيح السنن، رقم: 3100.
(29) العقود الدرية: 26.
(30) الفتاوى 10/ 665.
(31) لعل من أهم كتب التفسير التي عنيت بالأحكام: أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن للهراس الشافعي، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، أضواء البيان للشنقيطي.
على أن كتب التفسير المطولة لا تخلو من ذكرٍ لأحكام كجامع البيان للطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، والبحر المحيط لأبي حيان.
(32) لعل من أهم الشروح الحديثية التي اختصت بشرح أحاديث الأحكام: شروح عمدة الأحكام للمقدسي، ومن أهم ما طبع منها: إحكام الأحكام لابن دقيق العيد، الإعلام لابن الملقن، العدة للصنعاني. ومنها: طرح التثريب في شرح التقريب للعراقي، سبل السلام للصنعاني، نيل الأوطار للشوكاني. وتعد الشروح الحديثية المطولة من أهم مصادر الفقيه، ولعل من أبرزها: شروح صحيح البخاري، وأهمها: فتح الباري لابن حجر، عمدة القاري للعيني، إرشاد الساري للقسطلاني.
ومنها: شروح مسلم، ومن أهمها: المعلم للمازري، والكتب التي أكملته ك: إكمال المعلم لعياض، وإكمال إكمال المعلم للأبي، مكمل إكمال الإكمال للسنوسي. ومنها: المنهاج للنووي، والمفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم لأبي العباس القرطبي.
ومنها: شروح السنن الأربع، ومن أهمها: عون المعبود شرح سنن أبي داود للعظيم أبادي، بذل المجهود في حل أبي داود خليل السارنغوري، عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي لابن العربي، تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي للمباركفوري.
ومنها: شروح الموطأ والكتب التي خدمته، ومن أهمها: التمهيد والاستذكار لابن عبد البر، المنتقى للباجي، شرح الزرقاني.
ومنها: شرح السنة للبغوي، فيض القدير للمناوي.
(33) لعل من أهم الكتب المفيدة في هذا الباب: نصب الراية للزيلعي، التلخيص الحبير لابن حجر، الجامع الصغير للسيوطي، كتب الألباني، ومن أهمها: إرواء الغليل، و السلسلتان الصحيحة والضعيفة، صحيح الجامع وضعيفه، صحيح وضعيف السنن الأربع.
(34) من أهم كتب الإجماع المتداولة: الإجماع لابن المنذر، مراتب الإجماع لابن حزم مع نقده لابن تيمية، موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي لسعدي أبو حبيب، إجماعات ابن عبد البر في العبادات، موسوعة الإجماع لابن تيمية كلاهما للبوصي، ومن أهم من عني بتدوين الإجماع من الأئمة في كتبه: ابن عبد البر، وابن المنذر، والنووي، وابن هبيرة.
(35) ومن أهمها: مصنف عبد الرزاق، مصنف ابن أبي شيبة، السنن الكبرى للبيهقي، الأوسط لابن المنذر، المحلى لابن حزم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(36) الكتب الفقهية المدونة في كل مذهب من المذاهب الأربعة كثيرة، والمتوافق منها مع ما استقر عليه المذهب ليس بالقليل، ولذا فحصرها مما يعسر، ولكن لعل من أهمها:
* بالنسبة للمذهب الحنفي: شرح معاني الآثار للطحاوي، المبسوط للسرخسي، البحر الرائق لابن نجيم، فتح القدير لابن الهمام، تبيين الحقائق للزيلعي، البناية للعيني.
* بالنسبة للمذهب المالكي: الكافي لابن عبد البر، المدونة الكبرى، الرسالة لابن أبي زيد وشروحها كالثمر الداني، مختصر خليل وشروحه كشرح الدردير وحاشية الدسوقي عليه، الذخيرة للقرافي.
* بالنسبة للمذهب الشافعي: المنهاج للنووي وشروحه كمغني المحتاج ونهاية المحتاج، المهذب للشيرازي وشروحه كالمجموع للنووي وتكملته للسبكي، متن أبي شجاع وشروحه كالإقناع للشربيني.
* بالنسبة للمذهب الحنبلي: المغني لابن قدامة، شرح الزركشي على مختصر الخرقي، المبدع لابن مفلح، الإنصاف للمرداوي، كشاف القناع والروض المربع لمنصور البهوتي.
(37) لعل من أهم المصنفات التي تخدم الباحث في هذا الجانب: الأم للشافعي، الأوسط لابن المنذر، الاستذكار لابن عبد البر، المغني لابن قدامة، المجموع للنووي، الذخيرة للقرافي، المبسوط للسرخسي، فتح القدير لابن الهمام، الروضة الندية لصديق خان، ومن الدراسات الحديثة: الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، الشرح الممتع لابن عثيمين.
(38) لعل من أهم ما يخدم الباحث في هذا الجانب: الجهود الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وجهود العلامتين الصنعاني والشوكاني، والجهود الفقهية لبعض أهل العلم المعاصرين كالعلامة الشنقيطي وابن سعدي وابن عثيمين، وبعض الرسائل الجامعية الجادة المتعلقة ببعض الموضوعات والمسائل الفقهية كاختيارات ابن قدامة الفقهية للدكتور علي الغامدي.
(39) دونت فتاوى كثير من العلماء، وتعد الجوانب الفقهية من أكثر ما تم تناوله فيها، ولعل من أشهرها: مجموع فتاوى ابن تيمية، والفتاوى المصرية والفتاوى الكبرى له، فتاوى النووي، فتاوى ابن الصلاح، فتاوى الشاطبي، فتاوى ابن حجر الهيثمي، فتاوى السبكي، فتاوى ابن رشد، الفتاوى الهندية، المعيار المعرب للونشريسي، فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية.
(40) من الكتب الفقهية التي دونها أصحابها في موضوعات ومسائل خاصة: الخراج لأبي يوسف، تحريم النرد والشطرنج والملاهي للآجري، الفروسية لابن القيم، فصول الأحكام للباجي، كثير من البحوث والدراسات الجامعية التي اتجهت بقوة نحو هذا الأمر.
(41) راجع في الموضوع: ترتيب الموضوعات الفقهية ومناسباته في المذاهب الأربعة للدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، وقد قام عبد الله آل سيف بوضع فهرست لمواضع الكتب والأبواب في أهم المصادر الفقهية في المذاهب الأربعة بعنوان: اللباب في الدلالة على مواضع الكتب والأبواب. (42) يقول ابن كثير في البداية: 15/ 796 مجلياً ذلك: (والعجب كل العجب أنه كان ظاهرياً في الفروع، لا يقول بشيء من الأقيسة، لا الجلية ولا غيرها، وهذا الذي وضعه عند العلماء، وأدخل عليه خطأً كبيراً في نظره وتصرفه، وكان مع هذا من أشد الناس تأويلاً في باب الأصول؛ لأنه كان قد تضلع أولاً من علم المنطق).
(43) قال الذهبي في السير: 18/ 186مبيناً حاله في ذلك: ( .. فإنه رأس في علوم الإسلام، متبحر في النقل، عديم النظير على يبس فيه، وفرط ظاهرية في الفروع لا الأصول … وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب، بل فجج العبارة، وسب وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله؛ بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة، وهجروها، ونفروا منها، وأحرقت في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقاداً واستفادة، وأخذاً ومواخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجاً في الرَّصْف بالخرز المهين، فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزؤون، وفي الجملة فالكمال عزيز، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
(44) من المفيد الاستفادة من بحوث المجامع الفقهية، مثل مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، والكتب المؤلفة لدراسة بعض النوازل، مثل: فقه النوازل لبكر أبو زيد.
(45) بمثل: أن يبين عدم ثبوت الدليل، أو دلالته للقول المختار ووجه ذلك، أو عدم دلالته على القول الذي استدل به له، أو وجود معارض أقوى منه، وهكذا.
(46) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 212.
(47) الحسبة في الإسلام، ص 65.
(48) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية: 1/ 79، شرح الكوكب المنير لابن النجار: 4/ 607 - 608.
(49) الفهم من أهم الملكات الفقهية التي ينبغي السعي لتنميتها، مع أن الناس متفاوتون فيها تفاوتاً عظيماً، قال الإمام أحمد: «رب شخص يفهم من النص حكماً أو حكمين، ويفهم منه الآخر مائة أو مائتين». (مفتاح دار السعادة 1/ 60).
(50) انظر: شرح الكوكب المنير لابن النجار: 4/ 609، مذكرة أصول الفقه للشنقيطي: 317.
(51) انظر: شرح الكوكب المنير لابن النجار: 4/ 613.
(52) سنن الدارمي، رقم: 184.
(53) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: 2/ 1075 رقم: 2090.
(54) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: 2/ 1075 رقم: 2091.
(55) مما ينبغي التنبه له: أن ما في كتب المذاهب من الأقوال ليست بالضرورة هي اجتهادات الأئمة الأربعة، بل قد تكون من اجتهادات تلاميذهم، بل ومتأخري علماء المذهب.
المصدر: مجلة البيان، العدد 200 - مايو/يونيو 2004م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 01:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[02 - Feb-2009, مساء 03:47]ـ
بارك الله فيك
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 04:54]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أثابك الله و جعله جهدا مذكورا فيشكر و متقبلا فيؤجر غير أنني أريد أن أنبه الى المسائل التالية:1/الالمام بالمسأله و تحقيق مناط الحكم الشرعي فيها فالحكم على الشيء جزء تصور ه 2/معرفة الأشباه و النظائر 3/التحقق من أن الاجماع متيقن في حالة وجدت أن المسألة محل اجماع فقد تتبعت شخصيا مراتب الاجماع لابن حزم مع حاشية ابن تيمية فوجدت شيخ الاسلام ابن تيمية يسكت على كثير من اجماعات ابن حزم الواهمة كما أن لابن المنذر اجماعات واهمة و قد بينا ذلك كله في كتابنا "الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع" مع الدليل 4/مطالعة الكتب التي اهتمت بمسائل الخلاف فكتب اختلاف الفقهاء مهمة و معرفة أسبابها أهم.و جزاك الله خيرا فقد أجدت و أفدت
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 05:12]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أثابك الله و جعله جهدا مذكورا فيشكر و متقبلا فيؤجر غير أنني أريد أن أنبه الى المسائل التالية:1/الالمام بالمسأله و تحقيق مناط الحكم الشرعي فيها فالحكم على الشيء جزء تصور ه 2/معرفة الأشباه و النظائر 3/التحقق من أن الاجماع متيقن في حالة وجدت أن المسألة محل اجماع فقد تتبعت شخصيا مراتب الاجماع لابن حزم مع حاشية ابن تيمية فوجدت شيخ الاسلام ابن تيمية يسكت على كثير من اجماعات ابن حزم الواهمة كما أن لابن المنذر اجماعات واهمة و قد بينا ذلك كله في كتابنا "الاشعاع و الاقناع بمسائل الاجماع" مع الدليل 4/مطالعة الكتب التي اهتمت بمسائل الخلاف فكتب اختلاف الفقهاء مهمة و معرفة أسبابها أهم.و جزاك الله خيرا فقد أجدت و أفدت
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل. وقد شوقتنا لكتابكم (الاقناع) ولكن عندي سؤال هنا عن منهجكم فيه و هل تعتدون بخلاف الظاهرية؟ وهل ترون أنه إذا أجمع على أهل عصر على قول بعد الخلاف أن هذا إجماع مستقر؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[تقى الدين أبو عبد الرحمن]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 07:52]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(/)
ياابن آدم تأمل
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ياابن آدم ما أضل عقلك، وأنت عن سكرة الموت وشدته غافل.
قال الله تعالى (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) ق:19.
ياابن آدم إياك والأمل واتكال على الأماني فإن أجلك في كل نفس من نفسك ينتهي.
قال الله تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف 34.
يابن آدم أتعصي الله وتجاهر به وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟!
قال الله تعالى" (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وأنتم مسلمون (البقرة: 102).
ياابن آدم تتذوق النعم وتنسى عن قريب أن للموت ذائق
قال الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) آل عمران:185
ياابن آدم تمشي على الأرض متكبراً بمالك وجاهك وكل ذلك فاني
قال الله تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) الرحمن: 26،27.
ياابن آدم نفسك تطغيك وسلطتك تغويك وأنت تعلم أن ذلك هالك
قال الله تعالى (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص:88
ياابن آدم سيرك إلى الآخرة يوصلك، وجزاؤك تجده وافياً لا تُظلمُ.
قال لله تعالى"وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" البقرة.
وتأمل هذا الحديث الذي يجمع لك الحياة كلها في ثلاث.
عن أنس قَال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "يتبع الميِت ثلاثة فَيرجِع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فَيرجِع أهله وماله ويبقَى عمله "متفق عليه.
حكمة:
يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخر الجمل ميتاً، فنزل الأعرابي عنه، وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: ما لك لا تقوم؟
مالك لا تنبعث؟.
هذه أعضاؤك كاملة!!
وجوارحك سالمة!!
ما شأنك؟
ما الذي كان يحملك؟
ما الذي صرعك؟
ما الذي عن الحركة منعك؟
ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره، متفكراً في شأنه!!
شعر:
قد مضى العمر وفات ... ياأسير الغفلات
حصّل الزاد وبادر ... مسرعاً قبل الفوات
فإلى كم ذا التعامي ... عن أمور واضحات
وإلى كم أنت غارق ... في بحار الظلمات
لم يكن قلبك أصلا ... بالزواجر واالعظات
بينما الإنسان يسأل ... عن أخيه قيل مات
وتراهم حملوه ... سرعة للفلوات
أهله يبكوا عليه ... حسرة بالعبرات
أين من قد كان يفخر ... بالجياد الصافنات
وله مال جزيل ... كالجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف ... للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث ... من عظام ناخرات
فاغنم العمر وبادر ... بالتقى قبل الممات
واطلب الغفران ممن ... ترتجي منه الهبات
دعاء:
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض
ويوم العرض عليك
اللهم هون علينا سكرات الموت
اللهم ثبتنا عند سؤال الملكين
اللهم لا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين
والحمد لله رب العالمين
منظر:
http://www.saaid.net/flash/mm.swf
طلب:
أسألكم الدعاء بظهر الغيب
بطاقة التعريف:
عبد ربه الفقير الى الله تعالى أخوكم أحمد يخلف
ـ[عبدالله السلمي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 01:28]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
من تفسير الشيخ السعدي رحمه الله (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
تفسير سورة التكاثر
[1 ـ 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: {أَلْهَاكُمُ} عن ذلك المذكور {التَّكَاثُرُ} ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى.
فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم] {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.
ودل قوله: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.
فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال في دار باقية غير فانية، ولهذا توعدهم بقوله: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.
ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا}.
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.
أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 02:14]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل عبد الله السلمي على الإضافة القيمة(/)
رسائل للشيخ ابن عثيمين في إظهار الصلاة والقراءة في مكبر الصوت من سماعات المنارة.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 12:26]ـ
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى المكرم إمام مسجد ....... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فإنكم - بارك الله فيكم - تظهرون الصلاة والقراءة فيها في مكبر الصوت (الميكرفون) من سماعات المنارة. وهذا أمر لا تدعوا الحاجة إليه؛ لأن الإمام إنما يصلي بمن كان داخل المسجد لا من كان خارجه، وحينئذ يكون إظهار الصوت من سماعات المنارة عديم الفائدة، ومع كونه عديم الفائدة فإن فيه تشويشاً على من يسمعه من أهل البيوت والمساجد، كما اشتكى من ذلك بعض الناس. وقد روى الإمام مالك في موطئه (1) 1/ 167 أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: "إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن". وروى أبو داود 2/ 97 (2) (مختصر الخطابي)، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعهم يجهرون بالقراءة فقال: "ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة".
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه 23/ 64: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين.
ومن جواب له 1/ 305 من الفتاوى ط قديمة: ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع منه أه.
وفي إظهار الصوت من سماعات المنارة - بالإضافة إلى التشويش والتأذي - تهاون الناس بالمسارعة إلى الحضور؛ لأنهم يسمعون الصلاة ركعة،ركعة وجزءاً جزءاً فيتباطئون اعتماداً على أن الإمام في أول الصلاة فلا يزال بهم التباطؤ حتى تفوتهم الصلاة.
وفيه أيضاً أن المقبل إلى المسجد قد تحدوه رغبته في الإدراك إلى السرعة فيقع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا" (1).
والإنسان إذا علم أن فعله يترتب عليه أذية لإخوانه وتشويش عليهم في عبادتهم، ووقوع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من أذية المصلين بعضهم بعضاً بالجهر، وأن فعله عديم الفائدة، أو قليلها فلن يتردد في تركه طاعة لله تعالى ورسوله، وتفادياً لأذية إخوانه والتشويش عليهم، والله الموفق.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 24/ 5/1407ه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى المكرم إمام مسجد ....... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فإن الداعي لتحريره أنه اتصل بي اليوم أحد جماعة المساجد القريبة منكم يذكر أن الميكرفون في مسجدكم مفتوح على سماعة المنارة، وأنه يشوش عليهم صلاتهم في استماع قراءة إمامهم وتسبيح ركوعهم وسجودهم ودعائهم.
ولقد كنا البارحة ونحن في الجامع نسمع القراءة في الميكرفون نسمعها بوضوح، حيث كان القارئ يقرأ في سورة مريم فلما وصل آية السجد مدها وسجد، ونسمعه كذلك في دعاء القنوت فإذا كنا نسمع ذلك ونحن في الجامع فما بالك في المساجد التي هي أقرب إلى الصوت من الجامع.
ثم ما بالك بمن يتهجد في بيته من شيخ كبير وعجوز، ومن لا يرغب الحضور إلى المسجد في آخر الليل؟ أظن أنهم لا يستطيعون إتقان قراءتهم، وتسبيحهم لله، ودعائهم له وهم يسمعون هذا الصوت الرفيع حولهم.
وفي ظني أن الذي يقرأ في الميكرفون في سماعة المنارة المرتفعة صوتاً ومكاناً ظني أنه إنما قصد خيراً - إن شاء الله - ولم يقصد الإضرار بإخوانه، لكن هو في الحقيقة قد أضر بهم من حيث لا يشعر حيث شوش عليهم في صلاتهم ودعائهم، كما أنه وقع أيضاً فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن". رواه الإمام مالك في الموطأ (1). قال ابن عبد البر: وهو حديث صحيح.
وإذا كان الجهر بالقرآن حيث يشوش على من حوله من المصلين والذاكرين والداعين وقوعاً فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وأذية على المسلمين فإنكم تعلمون ما يترتب على مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأذية المؤمنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سئل شيخ الإسلام بن تيميه - رحمه الله - عمن يجهر بقراءته فيحصل به أذى على المصلين فأجاب بقوله: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين. انتهى.
فالواجب على المسلم الابتعاد عن الوقوع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما فيه أذية إخوانه المسلمين لاسيما المتعبدون منهم بالصلاة والدعاء، وأن يقدر حال إخوانه ويعرف مدى الأذية التي تلحقهم في عبادتهم من أجل جهره في قراءته، فإن لو قدرت مسجداً حولك قد رفع إمامه، أو المحدث فيه صوته عالياً على المنارة حتى صار يشوش عليك، لا تدري ما تقول في صلاتك، يخلط عليك في قراءتك ودعائك، وتسبيحك في ركوعك وسجودك، أفلا ترى أنه أساء إليك وأن الواجب عليه كف هذه الإساءة، فما بال الإنسان يستسيغ هذا الفعل من نفسه ويرى أنه من غيره إساءة؟
والمؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فكما أن المرء يحب أن يقبل على صلاته ويعرف ما يقول فيها، ويكره أن يسمع ما يشوش عليه فيها، فإخوانه المسلمون يحبون ما يحب، ويكرهون ما يكره، يحبون أن يقبلوا على صلاتهم ويعرفوا ما يقولون فيها، ويكرهون أن يسمعوا ما يشوش عليهم، فاتقوا الله فيهم وابتعدوا عما يشوش عليهم، وكونوا عوناً لهم على كمال صلاتهم فإن الله سبحانه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
ولا طريق لكم إلى ذلك إلا باتباع أحد أمرين:
إما بوضع سماعة داخلية لأهل المسجد خاصة تكون داخل المسجد كما صنع الناس في مساجدهم.
وإما بإلغاء الميكرفون والاكتفاء بصوتكم وفيه كفاية إن شاء الله ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وأما فتح الصوت على سماعة المنارة ففيه تشويش على من يسمعه من المصلين والذاكرين والداعين وقد علمتم ما في ذلك من المخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأذية المؤمنين، ومثلكم لا يرضى بذلك.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وجعلنا جميعاً من دعاة الخير، وأنصار الحق، السائرين على نور من الله وبصيرة في أمرهم إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد انتشر في مساجد المسلمين في السنوات الأخيرة تركيب جهاز يسبب التشويش والإزعاج لكثير من المسلمين يسمى جهاز ترديد الصدى يضاف إلى مكبر الصوت لتضخيمه وترديد صداه في جنبات المسجد, مع العلم بأن ذلك يؤدي إلى أن يسمع المأموم قراءة الإمام وكأنه يردد كلمتين والحرف حرفين وخصوصاُ حروف الصفير, ويحصل من ذلك إزعاج وتشويش على بعض المصلين, نرجو من فضيلتكم بيان رأيكم في هذا وتوجيه نصيحة لمن يتسبب في جلب ما يشوش على المصلين إلى المسجد.
جزاكم الله خيراً, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان لا يحصل من جهاز ترديد الصدى إلا تحسين الصوت داخل المسجد فلا بأس به؛ أما إذا كان يحصل منه ترديد الحروف فحرام؛ لأنه يلزم منه زيادة حرف أو حرفين في التلاوة, فيغير كلام الله تعالى عما أنزل عليه, قال في كتاب ((الإقناع)) وكره أحمد قراءة الألحان وقال: وهي بدعة. فإن حصل معها تغيير نظم القرآن وجعل الحركات حروفاً حرم.ا. ه كلامه وأما كان الصوت يخرج عن المسجد من فوق المنارة فإن كان ليس حوله مساجد يشوش عليهم أو مساكن يتأذى أهلها بالصوت فأرجو أن لا يكون بذلك حرج, وأما إذا كان حوله مساجد يشوش عليهم أو مساكن يتأذى أهلها بالصوت فلا يرفعه من فوق المنارة لما في ذلك من أذية الآخرين والتشويش عليهم, وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: فكشف الستر وقال (ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً, ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة)).أو قال في الصلاة.أخرجه أبو داود ونحوه عن البياضي فروة بن عمرو رواه مالك في الموطأ, قال ابن عبد البر حديث البياضي وأبي سعيد ثابتان صحيحان. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين. ا.ه.ولنا جواب طويل على هذه المسألة كتبناه سابقاً (1). أرجو تعالى أن ينفع به. كتبه محمد الصالح العثيمين في 23/ 8/1419ه.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 11:24]ـ
لله درها من فائدة!
نقل رائع، ماتع ..
متعكم الله بالصحة والعافية، وجعلها عونا لكم على طاعة ربكم ..
سابقا كنت أتضايق ممن يجعل صوته داخل المسجد فقط، فلا يسمعه من كان بالخارج؛ حيث أننا نريد سماع صوت الإمام وهو يصلي بالناس ونحن في البيوت فله لذة أخرى؛ وإمام مسجد الحي الذي أنا به نادرا ما يخرج صوت قراءته خارج المسجد عن طريق مكبر الصوت، أما الآن بعد قراءتي لهذه الفتاوى القيمة، فأقول: جزاه الله خيرا على حسن صنيعه ..
وحقا كما قال الشيخ ابن عثيمين - ر حمه الله - إنهم يشوشون على المصلين، لا سيما في صلاة الجمعة، أريد صلاة الظهر وإذا بصوت الإمام يشوش علي قراءتي ولا أكاد أخشع، فقلت: لن أصلي الظهر ثانية حتى ينتهي من صلاته بالناس؛ من أجل أن لا أخسر الخشوع في صلاتي ..
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 05:55]ـ
لله درها من فائدة!
نقل رائع، ماتع ..
متعكم الله بالصحة والعافية، وجعلها عونا لكم على طاعة ربكم ..
سابقا كنت أتضايق ممن يجعل صوته داخل المسجد فقط، فلا يسمعه من كان بالخارج؛ حيث أننا نريد سماع صوت الإمام وهو يصلي بالناس ونحن في البيوت فله لذة أخرى؛ وإمام مسجد الحي الذي أنا به نادرا ما يخرج صوت قراءته خارج المسجد عن طريق مكبر الصوت، أما الآن بعد قراءتي لهذه الفتاوى القيمة، فأقول: جزاه الله خيرا على حسن صنيعه ..
وحقا كما قال الشيخ ابن عثيمين - ر حمه الله - إنهم يشوشون على المصلين، لا سيما في صلاة الجمعة، أريد صلاة الظهر وإذا بصوت الإمام يشوش علي قراءتي ولا أكاد أخشع، فقلت: لن أصلي الظهر ثانية حتى ينتهي من صلاته بالناس؛ من أجل أن لا أخسر الخشوع في صلاتي ..
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
بارك الله فيك أختي الكريمة وسدد خطاك.
ـ[الهاجرية]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 06:52]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم ونفع بكم
ليت هذه الرسالة تطبع وتوزع على ائمة المساجد
ويتكرم أحد الأخوة لمن له ويوصل هذا الأقتراح
لمؤسسة الشيخ ابن عثيمين لعلهم يطبعونها على شكل رسالة
وفقكم الله
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 07:11]ـ
ما شاء الله رائعة، من شيخ الإسلام في عصره محمد بن صالح العثيمين
ـ[أبو جابر الغزالي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 11:55]ـ
لا يوجد من العلماء المعاصرين من قال بمثل قول شيخنا العلامة أبن عثيمين رحمة الله تعالى فيما اعلم
=========================
والأمر اجتهادي من قبل الشيخ رحمة الله تعالى إذا فلا دليل شرعي صريح واضح في المسألة بل هي من الأمور العصرية المحدثه التي يسع الأخذ فيها والرد.
والذ تطمأن له النفس والله وأنا أمام مسجد
أن سماع القرآن والصلاة من المساجد فيه فوائد كثيرة تتعدى تلك المفسدة التي ذكرها الشيخ وهي ظنية في كثير من المواضع:
اولاً: على عكس ما ذكر الشيخ فعند سماع القرأة يزيد الأنسان حرصة على الوصول للمسجد وإدارك الإمام , خلافا إذا كان لا يسمع فلا يدري اصلى الناس أم لا.
ثانيا: كثر في هذا الزمان التغريب للأمة الإسلامية وطمس معالمها ولعل في اظهار الأذان والصلاة وسماع القرآن اظهار لمعالم الدين الإسلامي والتزام البلد بهذه الفريضة العظيمة.
ثالثا: فيها دعوة لمن لا يدخلون المساجد , فكم قد يسلم عاملون في الطرقات وفي المتنزهات عند سماع إمام ذو صوت ندي او تلاوة باكية ولقد صل أمامي موقفا كهذا إذا اسلم رجل في مجمع سكني بسبب دعاء القنوت في رمضان وهذا مشاهد تماما.
رابعا: اشعار قاطع الصلاة بوخز الضمير وتأنيب نفسه عند سماع آيات الله تتلى وتردد على السماع وهو بعيد عن المسجد , فكم من نائم عن صلاة الفجر زاد نشاطه وهمته عند سماع الأمام والمصلين في المساجد فتحركت همته وقام لأداء الصلاة.
خامسا: الغرب لكل من شاهدهم يزعجون الناس ليل ونهار بصوت اجراس الكنيسة وياليتكم سمعتموهم دون اي حياء او غيرة ونحن قرآننا شفاء للصدور , فكيف يكون فيه ازعاج للنفوس بل " تشمأز منه قلوب الذين لا يؤمنون بالأخرة .. " نعم فالقلوب المريضه هي التي تشمأز من القرآن فهل ندعهم في سباتهم ام نبقى على النصح بإسماعهم القرآن.
رحم الله العلامة أبن عثيمين رحمة واسعة وأسكنه الجنة آمين
وفق الله الجميع
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 01:31]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم ونفع بكم
ليت هذه الرسالة تطبع وتوزع على ائمة المساجد
ويتكرم أحد الأخوة لمن له ويوصل هذا الأقتراح
لمؤسسة الشيخ ابن عثيمين لعلهم يطبعونها على شكل رسالة
وفقكم الله
بارك الله فيك أختي الكريمة وسدد خطاك.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 01:44]ـ
لا يوجد من العلماء المعاصرين من قال بمثل قول شيخنا العلامة أبن عثيمين رحمة الله تعالى فيما اعلم
قد وقع النزاع في جواز الاذان في المكرفون وهي مسألة معروفة.
=========================
والأمر اجتهادي من قبل الشيخ رحمة الله تعالى إذا فلا دليل شرعي صريح واضح في المسألة بل هي من الأمور العصرية المحدثه التي يسع الأخذ فيها والرد.
أجب عن الحديث الذي أورده الشيخ.
والذ تطمأن له النفس والله وأنا أمام مسجد
أن سماع القرآن والصلاة من المساجد فيه فوائد كثيرة تتعدى تلك المفسدة التي ذكرها الشيخ وهي ظنية في كثير من المواضع:
اولاً: على عكس ما ذكر الشيخ فعند سماع القرأة يزيد الأنسان حرصة على الوصول للمسجد وإدارك الإمام , خلافا إذا كان لا يسمع فلا يدري اصلى الناس أم لا.
الواقع على خلاف ما ذكرت.
ثانيا: كثر في هذا الزمان التغريب للأمة الإسلامية وطمس معالمها ولعل في اظهار الأذان والصلاة وسماع القرآن اظهار لمعالم الدين الإسلامي والتزام البلد بهذه الفريضة العظيمة.
ليس من معالم الدين إظهار القراءة في مكبر الصوت.
ثالثا: فيها دعوة لمن لا يدخلون المساجد , فكم قد يسلم عاملون في الطرقات وفي المتنزهات عند سماع إمام ذو صوت ندي او تلاوة باكية ولقد صل أمامي موقفا كهذا إذا اسلم رجل في مجمع سكني بسبب دعاء القنوت في رمضان وهذا مشاهد تماما.
النادر لا عبرة به.
رابعا: اشعار قاطع الصلاة بوخز الضمير وتأنيب نفسه عند سماع آيات الله تتلى وتردد على السماع وهو بعيد عن المسجد , فكم من نائم عن صلاة الفجر زاد نشاطه وهمته عند سماع الأمام والمصلين في المساجد فتحركت همته وقام لأداء الصلاة.
عدم اذية المصلين في البيوت اولى من هذا الذي لا يصلي.
خامسا: الغرب لكل من شاهدهم يزعجون الناس ليل ونهار بصوت اجراس الكنيسة وياليتكم سمعتموهم دون اي حياء او غيرة ونحن قرآننا شفاء للصدور , فكيف يكون فيه ازعاج للنفوس بل " تشمأز منه قلوب الذين لا يؤمنون بالأخرة .. " نعم فالقلوب المريضه هي التي تشمأز من القرآن فهل ندعهم في سباتهم ام نبقى على النصح بإسماعهم القرآن.
من قال إنه فيه ازعاج.
رحم الله العلامة أبن عثيمين رحمة واسعة وأسكنه الجنة آمين
وفق الله الجميع
بارك فيك.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
- شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين
- قال أهل العلم في هذان الحديثان (إنما الأعمال بالنيات) و (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) يجمعان الدين كله لأن الأول ميزان الباطن والثاني ميزان الظاهر صفحة11
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولم يقل (فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها) قيل لطول الكلام بل لم ينص عليهما احتقارا وإعراضا عن ذكرهما لأنها نية فاسدة منحطة ص12
- أقسام الهجرة ثلاثة:
1 - هجرة للعمل وهي أن يهاجر الإنسان ما نهاه الله عنه من المعاصي والفسوق كما قال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) متفق عليه
2 - هجرة العامل: هي مهاجرة المهاجر بالمعصية تكون إذا نتج عنها مصلحة
3 - هجرة المكان: كالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام وهي واجبة للإنسان الذي لايستطيع إظهار دينه وإقامة شعائر الإسلام ومستحبة للذي يستطيع إظهاره ولايعارض إذا أقام شعائره ص12
- الجهاد يكون فرض عين في أربع حالات وما سواها فرض كفاية وهي: 1 - إستنفار ولي الأمر المؤمنين للجهاد 2 - إذا حاصر العدو بلده 3 - إذا احتيج لإنسان يستطيع استخدام نوع من السلاح دون الآخرين وإن لم يستنفره الإمام وذلك لأنه محتاج إليه 4 - أثناء إلتقاء الصفين ص17
- قال أهل العلم ويجب على المسلمين أن يكون منهم جهاد في العام مرة واحدة
- قال صلى الله عليه وسلم (صدق عبدالله , زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم) ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز أن يعطي الإنسان ولده من الزكاة بشرط أن لايكون في ذلك إسقاط لواجب عليه وهو النفقة ص 21
-المريض مرض الموت لايجوز له أن يتصدق بأكثر من الثلث لأن ماله قد تعلق به حق الغير وهم الورثة إلا إذا لم يمانعوا ص 22
- قال الفقهاء رحمهم الله تعالى والأفضل أن يوصي بالخمس لا يزيد عليه اقتداءا بأبي بكر الصديق رضي الله عنه لقوله (أرضى مارضيه الله لنفسه) يعني الخمس ص 23
- قتال الطلب: أي ما نطلب إلا من أباح الشارع قتاله ص 35
- قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله كتب الحسنات والسيئات) كتابته للحسنات والسيئات تشمل معنيين 1 - كتابة ذلك في اللوح المحفوظ 2 - كتابته إياهما إذا عملها العبد حسب ما تقتضيه حكمته وحسب ما يقضيه عدله وفضله ص 38
- التفاوت الذي يحصل في الحسنات بين الأشخاص جراء العمل الصالح الذي قاموا به هو مبني على الإخلاص والمتابعة فكلما كان الإنسان في عبادته أخلص لله كان أجره أكثر وكلما كان الإنسان أتبع في عبادته للرسول صلى الله عليه وسلم كانت عبادته أكمل وثوابه أكثر ص 39
- إذا أصاب المرأة فقر وحاجة لايجوز لها أن تزني من أجل الضرورة ص 40
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 10:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- شروط التوبة خمسة: 1 - الإخلاص لله في التوبة 2 - الندم على ما فعل من المعصية وهذا يدل على صدقه في التوبة 3 - أن يقلع عن الذنب الذي هو فيه وهذا من أهم شروطه 4 - العزم أن لاتعود في المستقبل إلى هذا العمل 5 - أن تكون في زمن تقبل فيه التوبة وذلك على نوعين: 1 - باعتبار كل إنسان بحسبه , فلابد أن تكون التوبة قبل حلول أجل الموت 2 - باعتبار العموم , إذا طلعت الشمس من مغربها صفحة 43 إلى ص 46
- إذا تاب الإنسان إلى ربه حصل فائدتين: 1 - امتثال أمر الله ورسوله الذي فيه كل خير 2 - الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يتوب في اليوم مئة مرة ص 49
- إن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده لمحبته سبحانه للكرم فإنه يحب أن يعفو وأن يغفر أحب إليه من أن ينتقم ويؤاخذ ولهذا يفرح بتوبة الإنسان ص51
- إن هذا الدين قام بأمرين: 1 - بالعلم والبيان 2 - وبالسلاح والسنان , حتى إن بعض العلماء قال: (إن طلب العلم أفضل من الجهاد في سبيل الله بالسلاح) لأن حفظ الشريعة إنما يكون بالعلم , والجهاد بالسلاح مبني على العلم ص 54
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 02:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ثبت في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم فأهوى المغيرة لينزع خفيه فقال (دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما) ففي هذا دليل واضح على أن الإنسان الذي عليه جوارب أو عليه خفان أن الأفضل أن يمسح عليهما ولا يغسل رجليه ص55
- ذهب جمهور العلماء إلى أن للقاتل توبة لقوله تعالى (إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وذكر عن ابن عباس أن القاتل ليس له توبة لأن الله تعالى يقول (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) لكن ما ذهب إليه جمهور العلماء هو الحق وماروي عن ابن عباس فإنه يحمل على أنه ليس له توبة بالنسبة للمقتول وذلك لأن القاتل إذا قتل تعلق فيه ثلاث حقوق: 1 - حق لله: فلاشك أن الله يغفره بالتوبة لقوله تعالى (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) ولقوله تعالى (والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) 2 - حق المقتول: يبقى القاتل مطالبا به - ولو تاب - وإذا كان يوم القيامة فالله يفصل بينهم 3 - حق أولياء المقتول: فإنها لاتصح توبة القاتل حتى يسلم نفسه إلى أولياء المقتول ويقر بالقتل ويقول أنا القاتل وأنا بين أيديكم إن شئتم اقتلوني وإن شئتم خذوا الدية وإن شئتم اسمحوا ص 59 و60
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 01:47]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال العلماء رحمهم الله تعالى إنه لايجوز أن يرجم - أي الزاني المحصن- بالحجارة الكبيرة لأنها تجهز عليه ويموت سريعا ولا بالصغيرة لأن هذه تؤذيه وتطيل موته ولكن متوسطة حتى يذوق الألم ثم يموت ص 65
- فإذا قال قائل أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) والقتلة بالسيف أريح للمرجوم من الرجم بالحجارة؟ قلنا: بلى قد قاله الرسول صلى الله عليه وسلم , لكن إحسان القتلة يكون بموافقتها للشرع ص65
- الفاسق المارد الماجن الذي يتحدث بالزنى افتخارا والعياذ بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل , لأن الذي يفتخر بالزنى مقتضى حاله أنه استحل الزنى والعياذ بالله ومن استحل الزنى فهو كافر ص 65 و66
- الصبر لغة الحبس وشرعا حبس النفس على ثلاثة أمور: 1 - طاعة الله 2 - عن محارم الله 3 - على أقدار الله المؤلمة , هذه أنواع الصبر التي ذكرها العلماء
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الإنسان إذا أصابته المصيبة له أربع حالات: 1 - أن يتسخط إما بقلبه أو بلسانه أو بجوارحه , فالتسخط بالقلب أن يكون في قلبه شيء على ربه من السخط ويشعر كأن الله قد ظلمه بهذه المصيبة , وأما باللسان فأن يدعوا بالويل والثبور وأن يسب الدهر وبالجوارح مثل أن يلطم خده أو يصفع رأسه ...... وحال السخط عموما حال الهلعين الذين حرموا من الثواب ولم ينجوا من المصيبة بل اكتسبوا الإثم
2 - أن يصبر, فالصبر على المصيبة بأن يحبس نفسه صابرا عليها لكنه كاره لها
3 - أن يرضى بها رضاءا تاما وكأنه لم يصب بها
4 - أن يشكر فيشكر الله سبحانه وتعالى من أجل أن الله تعالى يرتب له من الثواب على هذه المصيبة أكثر مما أصابه ص 68
- قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فأمر الله المؤمنين بمقتضى إيمانهم وبشرف إيمانهم بهذه الأوامر الثلاثة بل الأربعة: اصبروا: فالصبر هنا عن المعصية , وصابروا: المصابرة على الطاعة لأن فيها أمران: 1 - فعل يتكلف به الإنسان ويلزم نفسه به 2 - ثقل على النفس , فلهذا الصبر على الطاعة أفضل من الصبر على المعصية لهذا قال تعالى " وصابروا ", ورابطوا: المرابطة كثرة الخير وتتابع الخير , والتقوى تعم ذلك كله ص 69
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 02:38]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 10:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-الفلاح كلمة جامعة تدور على شيئين: على حصول المطلوب وعلى النجاة من المرهوب ص 69
- الجوع له معنيين: 1 - أن يحدث الله سبحانه في العباد وباء هو وباء الجوع بحيث يأكل الإنسان ولايشبع لمرض فيه 2 - الجذب والقحط وهذا من الجوع ص70
- قال الله تعالى (حتى نعلم المجاهدين) أي علما يترتب عليه الجزاء وقال بعض أهل العلم المراد به علم الظهور ص 72
- قال الله تعالى (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) هذا دليل على أن صلاة الله عزوجل ليست هي الرحمة لأن الله عطف الرحمة على الصلوات والعطف يقتضي المغايرة ولكن هي أخص وأكمل وأفضل هي ثناء الله عليهم في الملأ الأعلى عند الملائكة ص 73
- اختلف العلماء في جواز أن تصلي على شخص أي (اللهم صلي على فلان) على أقوال ثلاثة: فمنهم من أجازها مطلقا ومنهم من منعها مطلقا ومنهم من أجازاها إذا كانت تبعا , والصحيح أنها تجوز إذا كانت تبعا كما في قوله (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد) أو لم تكن تبعا ولكن لها سبب كما قال الله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) ص 73
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الطعام والشراب الذي يأكله ويشربه الكافر يعاقب عليه يوم القيامة لقوله تعالى (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين أمنوا في الحياة الدنيا) للذين آمنوا لا غيرهم (خالصة يوم القيامة) يعني ليس عليهم من شوائبها يوم القيامة فمفهوم الآية الكريمة أنها لغير المؤمنين حرام وأنها ليست خالصة لهم يوم القيامة وأنهم سيعاقبون عليها , ودليل آخر قوله تعالى (ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) أي أن على غير المؤمنين جناح فيما طعموه مابين ص 74 و ص 79
- قال العلماء " تسن تعزية المصاب " ولم يقولوا تعزية القريب , لآن القريب لايصاب ولايهتم بموت قريبه , والبعيد يصاب ويحزن لقوة الصداقة التي كانت بينهما فهذا يعزى وذاك لا ص 84
- الجهل له معنيان: 1 - عدم العلم بالشيء 2 - السفه والتطاول ص 117
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:58]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم ووفقكم الرحمن لما يحبه و يرضاه
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 12:59]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يجوز التخلف عن صلاة الجماعة إذا كان الإنسان منبوذا وعجزت نفسه أن تتحمل هذا كما فعل صاحبا كعب بن مالك ص132
- قال أهل العلم أن القيام فيه ثلاثة أقسام: 1 - القيام إلى الرجل هذا لابأس به وقد جاءت به السنة أمرا وإقرارا وفعلا , فأمرا وذلك عندما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم القوم أن يقوموا لسعد بن معاذ وإقرارا حينما وقف طلحة بن عبيد الله إلى كعب يهنئه بتوبته وفعلا أنه لما قدم وفد ثقيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قام لهم أو قام إليهم 2 - القيام للرجل لابأس به لا سيما إذا اعتاد الناس ذلك وصار الداخل إذا لم تقم له يعد ذلك امتهانا له فإن ذلك لابأس به وإن كان الأولى تركه كما في السنة , لكن إذا اعتاده الناس فلاحرج فيه 3 - القيام على الرجل كأن يكون جالسا ويقوم واحدا على رأسه تعظيما له فهذا منهي عنه أما إذا كان المقصود به حفظ الرجل من شر وحماية له وإغاظة للعدو فإن هذا لابأس به ص 136
- الفسق من أسباب انتفاء رضى الله عن العبد والطاعة من أسباب الرضا ص 139
- المراقبة لها وجهان: 1 - أن تراقب الله تعالى 2 - أن الله تعالى رقيب عليك ص 152
- القيام في الصلاة أشرف من السجود بالذكر والسجود أفضل من القيام بهيئته ص 153
- ينبغي للمسافر أن يتنفل بجميع النوافل كالمقيم سواءا إلا الرواتب ص 177
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Aug-2008, صباحاً 12:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إذا غاب عن ذهنك تعيين نية أي صلاة سوف تصلي فنقول يعينها الوقت , أما في النفل المعين كالوتر والضحى والرواتب فلابد أن تنوي مثلا الوتر إن صليته ولكن مانويت الوتر وفي أثناء الصلاة نويتها وتر فهذا لايصح ص 179
- إذا جاء رجلان رأى شخصا يصلي وحده فأرادا أن يأتما به فلينبهاه فإن سكت فقد أقرها وإذ رفض فليشر بيده أن لاتصليا خلفه وهذا هو الأحوط والأولى ص 181
- وفي الرقاب: ذكر العلماء أنها تشمل ثلاثة أنواع: 1 - أن تشتري عبدا فتعتقه 2 - أن تساعد مكاتبا في مكاتبته , والمكاتب هو العبد الذي اشترى نفسه من سيده 3 - أن تفك بها أسيرا مسلما ص 199و200
- الهدى إذا ذكر وحده يشمل العلم والتوفيق للحق , أما إذا قرن معه ما يدل على التوفيق للحق فإنه يفسر بمعنى العلم ص 251
- اليمين " أي الحلف " على الماضي ليس فيه كفارة لكن صاحبه يكون سالما إذا كان صادقا ويكون آثما إذا كان في حلفه كاذبا , أما في المستقبل ففيها الكفارة ص 253
- إذا حلفت على شيء ورأيت غيرها أتقى لله منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو أتقى لقوله صلى الله عليه وسلم " فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير " ص 253
- اليقين هو ثبات وإيمان ليس معه شك بوجه من الوجوه وهو أعلى درجات الإيمان , والتوكل ثمرة من ثمراته ص 256
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 02:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إن كل حديث يأتي فيه بأن من فعل كذا وكذا فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فاعلم أن قوله ما تأخر ضعيف لايصح لأن هذا من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم ص 316
- جواز إقامة الجماعة في صلاة الليل لكن ليس دائما ص 327
- الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال وليس الثناء كما هو مشهور عند كثير من العلماء والدليل في الحديث القدسي: أن العبد يقول في صلاته" الحمد لله رب العالمين" يقول الله تعالى " حمدني عبدي " فإذا قال " الرحمان الرحيم " قال الله سبحانه وتعالى " أثنى علي عبدي " ففرق بين الحمد والثناء ص 353
- النذر أقسام: 1 - قسم حكمه حكم اليمين: فهو الذي قصد الإنسان به تأكيد الشيء نفيا أو إثباتا أو تصديقا أو تأكيد مثل أن يقول إن كنت كاذبا فلله علي نذر أن أفعل كذا وهذا نوى اليمين فله ما نوى
2 - قسم نذر محرم أي ينذر أن يفعل شيئا محرما فهذا لايوفي بنذره لكن عليه كفارة اليمين
3 - قسم نذر طاعة وهذا يلزمه أن يوفي به لأنه طاعة ص399و400
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 03:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إن كل ماقيد بسبب فإنه إذا زال سببه لايقضى إلا أن يكون واجبا من الواجبات كالصلاة المفروضة وأما ما قيد بوقت فإنه يقضي إذا فات لعذر كالسنن الرواتب ص403
- طلب العلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: 1 - فرض عين فهو علم ما تتوقف العبادة عليه يعني العلم الذي لايسع للمسلم جهله 2 - فرض كفاية فهو العلم الذي تحفظ به الشريعة يعني العلم الذي لو ترك لضاعت الشريعة فإذا قام به من يكفي سقط عن الباقين وصار طلب العلم في حق غيره سنة وهو القسم الثالث ص 406
- يشمل قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) على معنيين: 1 - وهو أن كل مايفعله فهو حسن فالتأسي به حسن 2 - إننا مأمورون بأن نتأسى به أسوة حسنة , لانزيد على ما شرع ولا ننقص عنه لأن الزيادة أو النقص ضد الحسن ولكننا مأمورون بأن نتأسى به ص 407
- قال العلماء (لاواجب مع عجز ولا محرم مع ضرورة) ص418
- الأصل فيما يدين به الإنسان ربه ويتقرب به إليه الأصل فيه المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنه مشروع ص 424
- الأصل في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه للتحريم إلا إذا قام دليل على أنه للكراهة التنزيهية ص 430
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- من المحاذير الكثيرة التي يقع فيها المبتدع:
1 - أن ما ابتدعه فهو ضلالة بنص القرآن والسنة وذلك أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق وقد قال الله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال)
2 - أن البدعة خروجا عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله سبحانه وتعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)
3 - أن هذه البدعة التي ابتدعها تنافي تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله
4 - أن مضمون البدعة الطعن في الإسلام وذلك أن الإسلام لم يكمل إلا بتلك البدعة
5 - أن البدعة تتضمن تفريق الأمة الإسلامية فهذا يبتدع شيئا والآخر يبتدع شيئا وكل واحد يقول الحق معي والضلال مع الآخر
6 - أن البدعة إذا انتشرت في الأمة اضمحلت السنة ولهذا قال بعض السلف ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها , يعني أو أشد
7 - أنه يتضمن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأن هذه البدعة التي زعمت أنها عبادة إما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بها وحينئذ يكون جاهلا وإما أن يكون قد علم بها ولكنه كتمها وحينئذ يكون كاتما للرسالة أو لبعضها وهذا خطير جدا ص 445
- ترد الأمة في القرآن الكريم على أربعة معان: 1 - أمة بمعنى الطائفة 2 - أمة بمعنى الملة 3 - أمة بمعنى السنين 4 - أمة بمعنى الإيمان
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 11:05]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالحي على هذه الفوائد العظيمة،
ولكن لدي إشكالان، أتمنى منك أو من الإخوة الأكارم توضيحها:
1 - القيام إلى الرجل هذا لابأس به وقد جاءت به السنة أمرا وإقرارا وفعلا , فأمرا وذلك عندما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم القوم أن يقوموا لسعد بن معاذ وإقرارا حينما وقف طلحة بن عبيد الله إلى كعب يهنئه بتوبته وفعلا أنه لما قدم وفد ثقيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قام لهم أو قام إليهم 2 - القيام للرجل لابأس به لا سيما إذا اعتاد الناس ذلك وصار الداخل إذا لم تقم له يعد ذلك امتهانا له فإن ذلك لابأس به وإن كان الأولى تركه كما في السنة , لكن إذا اعتاده الناس فلاحرج فيه
مالفرق بين القسمين؟
*
*
*
إن كل ماقيد بسبب فإنه إذا زال سببه لايقضى إلا أن يكون واجبا من الواجبات كالصلاة المفروضة وأما ما قيد بوقت فإنه يقضي إذا فات لعذر كالسنن الرواتب
أتمنى التوضيح بالأمثلة بارك الله فيك!
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:50]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير أخي الكريم و بالنسة للجواب الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- لايجوز منازعة الحاكم أو ولي الأمر عن منصبه إلا بشروط وهي:
1 - أن ترو , فلابد من علم , مجرد ظن لايجوز الخروج على الأئمة , لابد أن نعلم
2 - أن نعلم كفرا لا فسقا , مهما فسق ولاة الأمور لايجوز الخروج عليهم و لو شربوا الخمر لو زنوا , لو ظلموا الناس
3 - الكفر البواح أي الصريح فأما ما يحتمل التأويل فلايجوز الخروج عليهم يعني فيه احتمال أنه ليس بكفر لكن إذا كان الكفر صريحا كأن يقول: إن الخمر حلالا فاشربوا والزنا حلالا فالزنوا فهذا كفر صريح ويجب على الرعية أن يزيلوه بكل وسيلة ولو بالقتل
4 - عندكم فيه من الله برهان يعني عندنا دليل قاطع على أن هذا كفر , فإن كان الدليل ضعيفا في ثبوته أو ضعيفا في دلالته فإنه لا يجوز الخروج عليهم لأن الخروج فيه شر كثير ومفاسد عظيمة ص 493
- وإذا رأينا هذا مثلا فلاتجوز المنازعة حتى تكون لدينا قدرة على إزاحته فإن لم يكن لدينا قدرة فلايجوز الخروج لأن هذا من إلقاء النفس في التهلكة فيقضي على البقية الصالحة وتتم سيطرته لكن لابد أن نتحيل بكل حيلة على القضاء عليه وعلى حكمه لكن بالشروط الأربعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم (أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان) ص 493و494
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) الإستفهام هنا للإنكار وللتوبيخ , يقول لهم: كيف يقع منكم هذا الشيء؟ أين عقولكم لو كنتم صادقين؟ ص 513
- حمل الإنسان الأمانة التي كلفه الله بها وهي الإلتزام بالأوامر والإبتعاد عن النواهي بأمرين: 1 - العقل 2 - الرسل ص 518
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان) متفق عليه , وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر لأمرين: 1 - أن نحذر من هذه الصفات الذميمة لأنها من علامات النفاق ويخشى أن يكون هذا النفاق العملي مؤديا إلى نفاق في الإعتقاد فيخرج من الإسلام وهو لا يشعر 2 - لنحذر من يتصف بهذه الصفات ونعلم أنه منافق يخدعنا ويلعب بنا وأن عكس ذلك يكون من علامات الإيمان ص520
- إذا جاءت (عسى) من الله فهي واجبة خلافا لقول الخلق التي تكون لترجي ص 524
- القاذف يعاقب بثلاث عقوبات إن لم يأتي بأربعة شهداء: 1 - يجلد ثمانين جلدة لقوله تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة) 2 - ألا تقبل شهادته أبدا قوله تعالى (ولاتقبلوا لهم شهادة أبدا) 3 - الفسق أن يكون فاسقا بعد أن كان عدلا لقوله تعالى (وأولئك هم الفاسقون) , لكن إذا تابوا وأصلحوا لايكونون فساقا لقوله تعالى (إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) ص 546
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
واصل ... ربي يعيشك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:12]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إن قاتل المسلم مستحلا لقتله بغير إذن شرعي فهو كافرا كفرا مخرجا عن الملة , وإن قتله بتأويل أو لقصد رئاسة أو لقصد سلطان أو عصبية أو حمية أو ما أشبه ذلك فإنه لايكفر كفر ردة بل يكون كفره دون كفر وعليه أن يتوب ويستغفر لقوله عزوجل (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) ص 547
- قال صلى الله عليه وسلم (أتدرون ما المفلس؟) الإستفهام هنا للإستعلام الذي يراد به الإخبار ص 551
- الدماء المحرمة أربعة أصناف: 1 - دم مسلم 2 - دم ذمي 3 - دم معاهد 4 - دم مستأمن ص 554
- المعاهدون ثلاث أقسام:
1 - قسم أتموا عهدهم فهؤلاء نتمم عهدهم
2 - قسم خانوا أو نقضوا العهد قال الله تعالى (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين) فهؤلاء ينتقض عهدهم
3 - قسم من لم ينقض العهد لكن نخاف منه أن ينتقض العهد , فهؤلاء نخبرهم بألا عهد بيننا وبينهم كما قال تعالى (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لايحب الخائنين) ص558
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 03:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إذا قتل إنسان آخر غيلة أي على غفلة فإن القاتل يجب أن يقتل قصاصا وإن عفا عنه أولياء المقتول لأن القتل غيلة شر وفساد وهذا قول الإمام مالك وابن تيمية واختاره الشيخ ابن عثيمين ص 558
- قال صلى الله عليه وسلم: (من لايرحم الناس لا يرحمه الله) متفق عليه ص 564
- التخفيف في الصلاة نوعان: 1 - تخفيف دائم وهو ما وافق سنة النبي صلى الله عليه وسلم 2 - تخفيف طارئ وهو مادعت إليه الحاجة وهو أيضا من السنة ص 566
- من مفاسد الحسد: 1 - أنه تشبه باليهود أخبت عباد الله تعالى 2 - أن فيه دليل على خبت نفس الحاسد وأنه لا يحب لإخوانه ما يحب لنفسه 3 - أن فيه اعتراضا على قدر الله عزوجل وقضائه 4 - أنه كلما أنعم الله على عباده نعمة إلتهبت نار الحسد في قلبه فصار دائما في غم وحسرة 5 - أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب 6 - أنه يعرقل الإنسان عن السعي في الأشياء النافعة لأنه دائما يفكر فيمن أنعم الله عليهم فيكون في غم متحسر منطويا على نفسه 7 - أنه لا يمكن أن يغير شيئا مما قضاه الله عزوجل أبدا مهما عملت ومهما كرهت 8 - أنه ربما يترقى بالإنسان إلى أن يصل إلى درجة العائن الذي يعين الناس 9 - أن يؤدي إلى تفريق المسلمين لأن الحاسد عند الناس مكروه عند الناس مبغض ص 576
- من علامات الحسد: أن الحاسد يحب دائما أن يخفي فضائل غيره ص 576
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:31]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* باب تعظيم حرمات المسلمين:
- بيع البعض على البعض وفيه ثلاث حالات: 1 - أن يكون البيع أو الشراء على أخيه في زمن الخيار فلا شك أنه حرام 2 - أن يكون بعد انتهاء زمن الخيار بمدة قريبة ففيه خلاف بين العلماء والصحيح أنه حرام 3 - أن يكون بزمن بعيد كشهر أو شهرين أو أكثر فهذا لا بأس فيه و لا حرج فيه ص 580
- إذا شرع الناس في دفن الميت فينبغي للإنسان أن يشارك في الدفن بأن يحثوا بيديه ثلاث حثيات ثم ينصرف وإن شاء شارك إلى انتهاء الدفن ص 587
- ينبغي للإنسان أن يقف بعد انتهاء من الدفن ويقول: اللهم اغفر له , اللهم ثبته ثلاثا ص588
- إذا حلف الحالف أي قال والله لأفعل كذا وكذا ثم قال إن شاء الله سواء سمعه من حلف عليه أو لم يسمعه ففيها فائدتين: 1 - أن ييسر لك الله الأمر لتبر بيمينك 2 - أنك إذا حنثت ما يلزمك الكفارة ص 594
- إذا كان شخص يبحث عن ضالته في المسجد مثل شخص يقول من رأى منكم شاة أو بعيرا أو غير ذلك يجب أن ندعوا عليه ونقول: لا ردها الله عليك وإذا رأينا شخص يبيع في المسجد ويشتري فإننا نقول: لا أربح الله تجارتك ص 596
- إذا اجتمع في الشيء مفسدة ومصلحة غلب الأقوى منهما والأكثر وإن تساوى الأمران غلبت المفسدة لأن درء المفسدة أولى من جلب المصلحة ص 596
* باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين:
- فلو فرض أن رجلا مات قبل سنة أو سنتين , وأحببت أن تصلي على قبره وأنت لم تصل عليه فلابأس ص 627
- جواز إعادة الصلاة على الجنازة لمن صلى عليها من قبل إذا وجد جماعة أخرى ص 627
* باب وجوب أمر أهله وأولاده المميزين:
- التسمية على الذبيحة شرط من شروط التذكية , إذا لم تسم على الذبيحة فهي حرام ميتة , كأنما ماتت بغير ذبح ص 684
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 08:37]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- باب الخوف:
- قال الإمام أحمد: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا - أي العبد - فأيهما غلب هلك صاحبه لأنه إن غلب جانب الرجاء صار من الآمنين من عذاب الله وإن غلب جانب الخوف صار من القانطين من رحمة الله وكلاهما سيئ فينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحدا ص 749
- قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق يعني الصادق فيما يقول والمصدوق فيما يوحى إليه من الوحي وفيما يقال له من الوحي فهو صادق لا يخبر إلا بالصدق ومصدوق لا ينبأ إلا بالصدق ص750
- فضل الزهد في الدنيا:
- سميت الدنيا لسببين: 1 - أنها أدنى من الآخرة لأنها قبلها 2 - أنها دنيئة ليست بشيء بالنسبة للأخرة
- باب ذكر الموت وقصر الأمل:
- الوصية ثلاث أنواع: 1 - واجبة 2 - محرمة 3 - جائزة
1 - الواجبة نوعان: 1 - أن يوصي الإنسان بما عليه من الحقوق الواجبة لئلا يجحدها الورثة , فيضيع حق من هي له , لا سيما إذا لم يكن عليها بينة 2 - وكذلك وصية من ترك مالا كثيرا لأقاربه الذين لايرثون بدون تقدير على ألا تزيد على الثلث
2 - المحرمة نوعان أيضا: 1 - أن تكون لأحد من الورثة 2 - أن تكون زائدة على الثلث
3 - الجائزة أو المباحة: ما سوى ذلك ولكن الأفضل أن تكون من الخمس فأقل وإن زاد إلى الربع فلابأس وإلى الثلث فلابأس ولا يزيد على الثلث ص 856
- يجوز الشرط في الدعاء والدليل على ذلك مثل آية اللعان ص 865
- باب الورع وترك الشبهات:
- حسن الخلق يكون في عبادة الله ويكون في معاملة عباد الله فبالنسبة لعبادة الله أن يتلقى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح ونفس مطمئنة ويفعل ذلك بانقياد تام بدون تردد وبدون شك وبدون تسخط ص 873
- قال صلى الله عليه وسلم (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) متفق عليه , لكن لابد لهذا من شروط: 1 - أن يكون اللبن من آدمية 2 - أن يكون الرضاع خمس رضعات فأكثر ولو لم يشبع 3 - أن يكون في زمن الإرضاع ص 875
- التواضع لله له معنيان: 1 - أن تتواضع لدين الله فلا تترفع عن الدين ولا تستكبر عنه وعن أداء أحكامه 2 - أن تتواضع لعباد الله من أجل الله لا خوفا منهم ولا رجاء لما عندهم ولكن لله عز وجل ص 889
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 08:42]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب الأدب: باب الحياء وفضله والحث على التخلق به
- إن قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة) ترك تعيينها من أجل أن نحرص نحن على تتبعها في الكتاب والسنة حتى نجمع هذه الشعب ثم نقوم بالعمل بها وهذا من حكمة النبي صلى الله عليه التي آتاه الله تعالى ص 981
- (والحياء شعبة من الإيمان) الحياء إنكسار يكون في القلب وخجل لفعل ما لا يستحسنه الناس , والحياء من الله والحياء من الخلق من الإيمان , فالحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله وأن ينتهي عما نهى الله والحياء من الناس يوجب للعبد أن يستعمل المروءة وأن يفعل ما يجمله ويزينه عند الناس ويتجنب ما يدنسه ويشينه فالحياء كله من الإيمان ص 982
- الإيمان عند أهل السنة والجماعة يتضمن كل هذه الأربعة: اعتقاد القلب , عمل القلب , قول اللسان , عمل الجوارح وأدلة ذلك من الكتاب والسنة كثيرة ص 982
- الحياء الذي يمنع من السؤال عما يجب السؤال عنه حياء مذموم , و لا ينبغي أن نسميه حياءا بل نقول إن هذا خور وجبن وهو من الشيطان فاسأل عن دينك و لا تستح , أما الأشياء التي لا تتعلق بالأمور الواجبة فالحياء خير من عدم الحياء ص 984
- باب الوفاء بالعهد و إنجاز الوعد:
- (إذا خاصم فجر) والخصومة على نوعين: 1 - أن يدعي ما ليس له 2 - أن ينكر ما يجب عليه ص 991
- باب المحافظة على ما اعتاده من الخير:
- كل من طلب العلم فإن الله تعالى يثيبه على طلبه ثواب الفرض , وثواب الفرض أعظم من ثواب النافلة كما جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى قال (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه) فطلب العلم فرض كفاية إذا قام به الإنسان قام بفرض عن عموم الأمة وقد يكون فرض عين فيما إذا احتاج الإنسان إليه في نفسه ص 995
(يُتْبَعُ)
(/)
- ينبغي للمسلم إذا من الله عليه بعمل مما يتعبد به لله من عبادات خاصة كالصلاة أو عبادات متعدية كطلب العلم ألا يتقاعس و ألا يتأخر ليستمر على ذلك فإن ذلك من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن إرشاده بقوله: (يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) متفق عليه ص 995
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:08]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* باب استحباب بيان الكلام و إيضاحه ..... :
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلم على قوم (سلم عليهم ثلاثا) معناه: أنه كان لا يكرر أكثر من ثلاث يسلم مرة فإذا لم يجب سلم الثانية فإذا لم يجب سلم الثالثة فإذا لم يجب تركه ص 997
* باب الوعظ و الإقتصاد فيه:
- الوعظ هو ذكر الأحكام الشرعية مقرونة بالترغيب والترهيب ص 1000
- قوله (سبيل الله) أضيف لفظ الجلالة إلى (سبيل) لبيان الدلالة على أن الدين هو - دائما - الطريق إلى الله تعالى ص 1001
* باب الوقار والسكينة:
- الوقار: هو هيئة يتصف بها العبد يكون وقورا بحيث إذا رآه من رآه يحترمه ويعظمه
- السكينة: هي عدم الحركة الكثيرة و عدم الطيش , بل يكون ساكنا في قلبه و في جوارحه و في مقاله ص 1008
- قال الله تعالى (و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) يعني قالوا قولا يسلمون به من شرهم وليس المعنى أنهم يلقون السلام , بل المعنى أنه إذا خاطبه الجاهل قال قولا يسلم به من شره إما أن يدافعه بالتي هي أحسن و إما أن يسكت إذا رأى السكوت خيرا , المهم أنه يقول قولا يسلم به , لأن الجاهل أمره مشكل إن خاصمته أو جادلته فربما يبدر منه كلام سيئ عليك وربما يبدر منه كلام سيئ على ما تدعوا إليه من الخير فيسب الدين و ما أشبه ذلك و العياذ بالله ص 1008
* باب الندب إلى إتيان الصلاة و العلم و نحوهما:
- قال أهل العلم: إذا خشي فوات الركعة يعني فوات الركوع فلابأس أن يسرع قليلا سرعة لا تكون سرعة قبيحة فإنه لا بأس بذلك لكن لا ينبغي أن تكون سرعة تقبح يكون لها جلبة و صوت ص 1010
* كتاب أدب الطعام: * باب التسمية في أوله و الحمد في آخره
- سؤال: إذا كان الناس جميعا و بدؤوا بالطعام فهل يكفي تسمية الواحد؟
الجواب: إن كان الواحد سمى سرا فإن تسميته لا تكفي لأن الأخرين لم يسمعوها , و إن سمى جهرا و نوى عن الجميع فقد يقال: إنها تكفي , و قد يقال: الأفضل أن يسمي كل إنسان لنفسه و هذا أكمل و أحسن ص 1054
- الصحيح أن التسمية عند الأكل واجبة وأن الإنسان إذا لم يسم فهو عاص لله عزوجل وراض بأن يشاركه في طعامه أعدى عدو له و هو الشيطان فلذلك كانت التسمية واجبة ص 1054
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 02:12]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* كتاب اللباس: باب استحباب الثوب الأبيض ..........
- قال الله تعالى (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم) أي عوراتكم (وريشا) أي ثياب زينة وجمال زائد عن اللباس الضروري (ولباس التقوى) هذا هو اللباس المعنوي (ذلك خير) أي خير من اللباس الظاهر سواء كان مما هو ضروري كالذي يواري السوءة أو من الكمالي , وإذا كان لباس التقوى خيرا من لباس الظاهر فيجب على الإنسان أن يفكر حيث تجدنا نحرص على نظافة اللباس الظاهر لكن لباس التقوى كثير من الناس لا يهتم به يتنظف أو يتسخ لا يهتم مع أن هذا كما قال الله عز وجل هو الخير وهو إشارة أنه يجب الإعتناء بلباس التقوى أكثر مما يجب الإعتناء بلباس الظاهر الحسي لأن لباس التقوى أهم وهنا قال: ذلك خير ولم يقل ولباس التقوى هو خير لأن ذلك إسم إشارة وجيء بها للبعيد إشارة إلى علو مرتبة هذا اللباس كما قال تعالى (ألم ذلك الكتاب لاريب فيه) ولم يقل هذا الكتاب إشارة إلى علو مرتبة القرآن كذلك قوله (ذلك خير) إشارة إلى علو مرتبة لباس التقوى ص 1085
- العلماء ثلاثة أقسام: 1 - عالم ملة 2 - وعالم دولة 3 - وعالم أمة ص 1105
- كل ذنب فيه وعيد الآخرة فهو كبيرة من كبائر الذنوب عند أهل العلم ص 1111
- يجوز لبس الحرير في أربع حالات: 1 - إذا كان لحاجة كالحكة ويكون ممايلي الجسد 2 - إذا كان أربعة أصابع فأقل - يعني حجمه- 3 - إذا كان مختلطا و الأكثر ظهورا سوى الحرير 4 - في الحرب من أجل إغاظة الكفار ص 1114
- اليقين: هو أعلى درجات الإيمان لأنه إيمان لا شك معه ولاتردد , تتيقن ماغاب عنك كما تشاهد ما حضر بين يديك ص 1129
* باب ما يقوله بعد تغميض الميت:
- أنه ينبغي للإنسان إذا أصيب بمصيبة ألا يدعو لنفسه إلا بالخير ص 1189
- ينبغي لمن حضر الميت إذا خرجت روحه و انفتح بصره أن يغمضه مادام حارا لأنه إذا برد و عيناه شاخصتين ,قال العلماء: وينبغي أيضا أن يلين مفاصله قبل أن تبرد و تشخص وذلك بأن يرد ذراعه إلى عضده وعضده إلى صدره ثم يمد يده و يرد الساق إلى الفخذ والفخذ إلى البطن ثم يمدها عدة مرات حتى تلين ليسهل تغسيله وتكفينه ص 1189
- ينبغي لمن حضر الميت وأغمضه أن يدعو له وإذا دعا بهذه الدعوات العظيمة التي دعا بها الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة كان خيرا وإن لم يعرفها دعا بما شاء ص 1190
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* باب ما يقال عند الميت و ما يقوله من مات له ميت:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يكره قال: (الحمد لله على كل حال) و إذا أصابه ما يسره قال: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) أخرجه ابن ماجة في الأدب و الحاكم في المستدرك ص 1191
- ينبغي للإنسان في تعزية أخيه أن يقول له هذه الكلمات فهي أحسن ما يعزى به (إن لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيء عنده بأجل مسمى إصبر و احتسب) ص 1191
* باب الكف عما يرى في الميت من مكروه:
- قال العلماء رحمهم الله تعالى يكره لغير المعين في غسله أن يحضر غسله حتى و لو كان قريبا له لأنه ربما يرى ما يكره فيكون في ذلك إساءة إلى الميت ص 1195
- الجنازة بالفتح إسم للميت و الجنازة بالكسر إسم للنعش الذي عليه الميت ص 1196
كل ابن أنثى ولو طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول ص 1196
- و قالوا: لا ينبغي لتابع الجنازة أن يتحدث في شيء من أمور الدنيا بل يفكر في نفسه و إذا كان معه أحد يكلمه فليذكره بمآل كل حي حتى يكون تشييع الجنازة تشييعا و عبرة أي قضاء لحق المسلم و عبرة للمشيع ص 1196
- الصحيح أن اتباع المرأة للجنازة حرام ص 1196
- الإسراع في الجنازة يشمل الإسراع في تجهيزها و الإسراع في تشييعها و الإسراع في دفنها ص 1202
- فالسنة أن تفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه و سلم فقط فإذا كان الناس جلوسا و لم يدفن الميت فاجلس في انتظار دفنه و تحدث حديث المجالس حديثا عاديا و قد أخذ بعض الناس ترجمة النووي و ترجمة البخاري في صحيحه (باب الموعظة عند القبر) أخذوا منها أن يكون الرجل خطيبا في الناس برفع صوت: ويا عباد الله و ما أشبه ذلك من الكلمات التي تقال في الخطب و هذا فهم خاطئ غير صحيح فالموعظة عند القبر تقيد بما جاء في السنة فقط لئلا تتخذ المقابر منابر, فالمواعظ الهادئة يكون الإنسان فيها جالسا و يبدوا عليه أثر الحزن و التفكر و ما أشبه ذلك و ليست موعظة و كأنه ينذر الجيش ص 1207
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 03:02]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: (اللهم إنا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم) رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح ص 1227
- قال عليه الصلاة والسلام: (من لم يتغن بالقرآن فليس منا) قال العلماء: و هذه الكلمة لها معنيان 1 - (من لم يتغن به) أي من لم يستغن به عن غيره بحيث يطلب الهدى من سواه فليس منا , فهذا - لا شك - أن من طلب الهدى من غير القرآن أضله الله و العياذ بالله 2 - (من لم يتغن) أي من لم يحسن صوته بالقرآن فليس منا , فيدل على أنه ينبغي للإنسان أن يحسن صوته بالقرآن و أن يستغني به عن غيره ص 1248
- الصمد: اختلفت عبارات المفسرين في معناه , لكن المعنى الجامع لها أن الصمد هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته ص 1252
- (وهو العلي العظيم) قال بعض أهل العلم: و العلو نوعان: علو ذاته و علو صفاته , فصفاته فوق كل شيء و العظيم يعني ذو العظمة و العزة و الكبرياء و الجلال ص 1260
- لا يجوز للإنسان أن يقتل الحية إذا رأها في بيته و لكن حرج عليها ثلاثة أيام قل لها أنت مني في حرج , لا تقعدي في بيتي إذا جاءت بعد الثالثة اقتلها لأنها إن كانت جنية فهي إذا حرجت لا تأتي , و إن كانت غير ذلك فإنها لا تدري فتأتي بعد الثالثة و حينئذ تقتل , إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم استثنى نوعين من هذه الدواب تقتل و لو في البيوت وهما: الأبتر و هو قصير الذنب وهو نوع من الحيات و ذو الطفيتين يقول العلماء إنهما خطان أبيضان على ظهر الحية , وهاتين الحيتين يقتلان و لو في البيوت لأنهما كما قال النبي عليه الصلاة و السلام: يخطفان البصر من شدة قبحهما و يدفعان ما في بطون النساء من حمل فهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتل هذين النوعين و لو في البيوت ص 1262
(يُتْبَعُ)
(/)
- إن زيارة القبور لا تحل للنساء فلا يجوز للمرأة أن تزور المقبرة أما إذا مرت المرأة بالمقبرة من غير أن تخرج لقصد الزيارة فلابأس أن تقف و تسلم و تدعوا كما يدعوا الرجال يعني هناك فرق بين القصد و عدم القصد ص 1275
- و أما (انتظار الصلاة بعد الصلاة) بمعنى أن الإنسان إذا فرغ من هذه الصلاة يتشوق إلى الصلاة الأخرى و هكذا يكون قلبه معلقا بالمساجد كلما فرغ من صلاة فهو ينتظر الصلاة الأخرى هذا أيضا مما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ص 1276
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
- قال عليه الصلاة والسلام (الطهور شطر الإيمان) يشمل طهور الماء , التيمم , طهارة القلب من الشرك والشك والغل والحقد على المسمين , وغير ذلك مما يجب التطهر منه فهو يشمل الطهارة الحسية والمعنوية (شطر الإيمان) نصفه والنصف الثاني هو التحلي بالأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة لأن كل شيء لا يتم إلا بتقيته من الشوائب وتكمليه بالفضائل فالتكميل بالفضائل نصف والتنقية من الراذئل نصف الآخر ص1276
- الأذان فرض في السنة الثانية من الهجرة ص 1277
- الحج فرض في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة والصيام فرض في السنة الثانية من الهجرة ص 1309
- وإذا فاتت الرواتب التي قبل الصلاة فإنه يقضيها بعد ذلك ص 1321
- وإذا كانت للصلاة سنتان قبلها وبعدها وفاتته الأولى فإنه يبدأ أولا بالبعدية ثم ما فاتته ص 1321
- إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي راتبة الظهر إذا كان مسافرا ص 1327
- كلما جاءتك لعل في القرآن فهي للتعليل لأن الرجاء إنما يكون من شأن من يتعسر عليه الأمر وأما الله عزوجل فكل شيء يسير عليه فقوله تعالى مثلا (لعلكم تتقون) يعني لأجل أن تتقوا ص1343
- قال العلماء إذا قال الله تعالى في القرآن (عسى) فهو واجب مثل قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) يعني أن الله سيبعثك مقاما محمودا ص 1351
- تسبيح الله تعالى يعني تنزيهه عن كل نقص وعيب ص 1353
- الحمد يعني وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم فإن كرر المدح صار ثناءا ص 1353
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:38]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- سميت التراويح لأن السلف الصالح كانوا يقومون رمضان و يطيلون القيام والركوع والسجود فإذا صلوا أربع ركعات - يعني بتسليمتين - استراحوا وإذا صلوا أربعا استراحوا ثم يصلون ثلاثا وهذا يؤيده حديث عائشة رضي الله تعالى عنها (كان يصلي أربعا فلاتسأل عن حسنهن و طولهن ثم يصي أربعا فلاتسأل عن حسنهن وطوهن ثم يصي ثلاثا) ص 1369
- ليلة القدر سميت بذلك لوجهين: 1 - أنه يقدر ما يكون في السنة من أعمال بني آدم وغيرها ودليل ذلك قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم) يعني يفصل ويبين 2 - أن ذلك الشرف أي ليلة القدر, أي ليلة ذات شرف لأن قدرها عظيم ويدل على ذلك ما في سورة القدر ص 1371
- المرض ثلاثة أقسام: 1 - المرض الذي لا يرجى برؤه بل هو مستمر فهذا لا صيام على المريض ولكن عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا 2 - المريض مرضا يضره الصوم ويخشى عليه أن يهلك به , كمريض لا يستطيع الإستغناء عن الماء .. فهذا يحرم عليه الصوم قوله تعالى (ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) 3 - مرض يشق معه الصوم لكن لاضرر فيه والأفضل أن يفطر و لايصوم ويقضي بعد ذلك , وأما المرض الذي لا يتأثر به الصيام فإنه لايجوز فيه الفطر لأن الحكمة من الرخصة هي إزالة المشقة وهذا لا مشقة عليه إطلاقا فلايحل له الفطر و الأصل وجوب الصوم في وقته إلا بدليل بين واضح يبيح للإنسان أن يفطر ثم يقضي بعد ذلك ص 1391
- السفر له ثلاثة أقسام: 1 - قسم يضره الصوم ويشق عليه مشقة شديدة بسبب سفره ويعلم أنه لو صام لتضرر به وشق عليه مشقة غير محتملة فهذا يكون عاصيا إذا صام 2 - من يشق عليه مشقة ولكنها محتمة فهذا يكره له الصوم وليس من البر أن يصوم ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه قال (ماهذا) قالوا صائم فقال صلى الله عليه وسلم (ليس من البر الصيام في السفر) 3 - من لا يتأثر بالسفر إطلاقا فهذا اختلف فيه العلماء أيهما أفضل يفطر أم يصوم أو يخير والصحيح أن الأفضل أن يصوم لأن ذلك أشد اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أيسر على المكلف فإن الصيام مع الناس أيسر من القضاء ولأنه أسرع في المبادرة في إبراء الذمة ولأنه يوافق الزمن الذي يكون فيه الصوم أفضل وهو شهر رمضان فمن أجل هذه الأربعة كان الصوم أفضل ص 1392
- إن هناك من يقول أن الدين الإسلامي دين مساواة, فهذا كذب على الدين الإسلامي , لأن الذين الإسلامي ليس دين مساواة , الدين الإسلامي دين عدل وهو إعطاء كل شخص ما يستحق فإذا استوى شخصان في الأحقية فحينئذ يتساويان فيما يترتب على هذه الأحقية , أما مع الإختلاف فلا , ولا يمكن أن يطلق على الدين الإسلامي أنه دين مساواة أبدا , بل إنه دين العدل لقوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى) ص 1434
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:21]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- الشكر له فائدتان عظيمتان: 1 - الإعتراف بالله تعالى في حقه وفضله وإحسانه 2 - سبب لمزيد النعمة كلما شكرت زادت نعمتك وشكر الله تعالى كما قال أهل العلم هو القيام بطاعة المنعم وهو الله سبحانه وتعالى ص 1492
- (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد) والمراد بآل محمد هنا كل أتباعه على دينه فإن آل الإنسان قد يراد بهم أتباعه على دينه و قد يراد بهم قرابته لكن في مقام الدعاء ينبغي أن يراد بهم العموم لأنه أشمل فإن قال قائل: هل تأتي الآل بمعنى الأتباع؟ قلنا: نعم قال الله تعالى (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) قال العلماء: معناه أدخلوا أتباعه أشد العذاب وهو أولهم , كما قال تعالى (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود) ص 1503
- وقوله كما صليت على إبراهيم .... , الكاف هنا للتعليل وهذا من باب التوسل بأفعال الله السابقة إلى أفعاله اللاحقة , يعني كما مننت بالصلاة على إبراهيم و آله فامنن بالصلاة على محمد وآله عليه الصلاة والسلام فهي من باب التعليل وليست من باب التشبيه ص 1503
- إن الشيء المقيد بالدبر أي دبر الصلاة إن كان دعاء فهو قبل التسليم وإن كان ذكرا فهو بعد التسليم ويدل لهذه القاعدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث ابن مسعود في التشهد لما ذكره , قال: ثم ليتخير من الدعاء ماشاء أو ما أحب أو أعجبه إليه , أما الذكر فقال الله تعالى (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم) ص 1515
- إذا رفع شخص أحد أعضائه السبعة المأمور السجود عليها حتى قام من السجود فصلاته باطلة وهذا مذهب الأئمة الأربعة ص 1520
- لا حول ولاقوة إلا بالله هذه كلمة إستعانه وليس كلمة إسترجاع فإذا أردت أن يعينك الله على شيء فقلها ص 1525
- المعوذات نزلتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سحره الخبيث لبيد بن الأعصم اليهودي فأنزل الله هاتين السورتين فرقاه بهما جبريل فأحل الله عنه السحر ص 1538
- قال تعالى (ادعوني أستجب لكم) والمراد بالدعاء هنا دعاء العبادة وهو أن يقوم الإنسان بعبادة الله ودعاء المسألة وهو ان تسأل الله الشيء ص 1545
- الإستجابة في دعاء العبادة قبولها والإستجابة في دعاء المسألة إعطاء الإنسان ما سأل ص 1545
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال صلى الله عليه وسلم (اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) فيتبادر إلى الذهن أن الأولى أن يقال (إلى طاعتك) لكن قوله (على طاعتك) أبلغ يعني قلب القلب على الطاعة فلا يتقلب على معصية الله لأن القلب إذا تقلب على الطاعة صار يتنقل من طاعة إلى أخرى ص 1552
- إن التفصيل في مقام الدعاء أمر مطلوب لأنه يؤدي إلى أن يتذكر الإنسان كل ما عمل مما أسر وأعلن وعلم ومالم يعلم , لأنه كلما تمادى في سؤال الله عزوجل ازداد تعلقا بالله تعالى ومحبة له وخوفا منه ورجاءا , فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفصل فيما يسأل ربه عزوجل من مغفرة الذنوب وغيرذلك ص 1559
- إذا دعوت الله فادع الله تعالى وأنت مغلب للرجاء على اليأس حتى يحقق الله لك ماتريد ص 1567
- إن الإنسان إذا غضب لسبب يقتضي الغضب فإنه لا يلام عليه , ولايخدش من فضله و لا مرتبته ص 1576
- قال خبيب رضي الله عنه حين قام القوم بقتله:
فلست أبالي حين أقتل مسلما ***** على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ***** يبارك على أوصال شلو ممزع ص 1588
- الذي يكون فيه صفات الأربع التي اتصف بها يكون منافقا خالصا وهذا النفاق هو النفاق العملي الذي يكون عليه أهل النفاق العقدي فإن الذين يتصفون بهذه الصفات فإنهم يؤمنون بالله واليوم الأخر إيمانا حقيقيا ولكنهم يستعملون هذه الصفات التي فيها شيء من النفاق ص 1622
- الفجور في الخصومة ينقسم إلى قسمين: 1 - أن يجحد ماكان عليه 2 - أن يدعي ما ليس له ص 1624
- ينقسم النذر إلى: 1 - نذر الطاعة فهذا يجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه) 2 - نذر معصية فهذا لا يجوز الوفاء به لقوله عليه الصلاة والسلام (من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه) ولكن يجب عليه ان يكفر كفارة اليمين 3 - مايسمى عند العلماء بنذر اللجاج والغضب وهو الذي يقصد به الإنسان المنع أو الحث أو التصديق أو التكذيب مثل أن يقول: لله علي نذر أن لا أفعل كذا وكذا يحملها على ذلك أنه يريد الإمتناع , ما أراد النذر لكن أراد معنى النذر , فهذا يخير بين فعله إن كان فعلا أو تركه إن كان تركا وبين كفارة اليمين 4 - النذر المطلق يعني ليس في شيء محدد قال الإنسان: لله علي نذر فقط فهذا عليه كفارة يمين لقوله صلى الله عليه وسلم (كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين) ص 1639
- إن تخصيص أحد بعينه باللعن هذا حرام و لا يجوز , أما على سبيل العموم فلابأس ص 1643
- كل شيء رتب عليه عقوبة في الأخرة فإنه يكون من كبائر الذنوب ص 1656
- توجيه الخطاب للمؤمن (يأيها الذين آمنوا) يدل على أن ما يتلى عليه من مقتضيات الإيمان وأن فقده ومخافلته نقص في الإيمان كما أن تصدير الحكم بالنداء يدل على الإهتمام به ص 1670
- إذا حسن ظن المرء بربه وتألى على الله في أمر ليس فيه عدوان على الغير فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره) ص 1672
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 07:07]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نهاية الفوائد المنتقاة من شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين و الحمد لله تعالى حمدا كثيرا
- ومن النياحة اجتماع الناس في بيت الميت ويؤتى إليهم بالطعام أو يصنعون لهم الطعام ويجتمعون عليه فإن هذا محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة و هؤلاء نواح لحديث جابر بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال (كنا نرى الإجتماع في بيت الميت وصنع الطعام من النياحة) ص 1674
- قال الله تعالى (يمحق الله الربا) بتلفه , لكن التلف بوعان: 1 - تلف حسي كأن يسلط على ماله آفة تفنيه , إما أن يمرض ويحتاج إلى دواء ومعالجات أو يمرض أهله أو يسرق أو يحترق هذه عقوبة الدنيا 2 - محق معنوي: المال عنده يكيس أكياس لكنه كالفقير لا ينتفع به يدخره ويجمعه ص 1705
- الحمو الموت يعني كما أن الإنسان يفر من الموت فيجب أن يفر من دخول أقاربه على زوجته وأهله بلا محرم وهذا يدل على التحذير الشديد ص 1726
- الكتابة على القبر التي لا يراد بها إلا إثبات الإسم للدلالة على القبر فهذا لا بأس بها ص 1807
- الإحداد - أي حداد المرأة على زوجها - أن تجتنب المرأة الأشياء التالية: 1 - لباس الزينة: لا تلبس ثوبا يعد ثوب زينة أما الثياب العادية فلها أن تلبسها بأي لون كان 2 - الطيب بجميع أنواعه: أما إذا طهرت من الحيض فلها أن تطيب محل الخبت بشيء يسير حتى لا يكون لها رائحة 3 - الحلي بجميع أنواعه 4 - ألا تخرج من البيت أبدا إلا لضرورة أو حاجة 5 - التجميل والتكحل بالكحل وما أشبه ذلك حتى لو فرضنا أن عينها فيها مرض فلا تتكحل إلا بصبر أو شبهه - مما لا لون له - تفعله بالليل وتمسحه بالنهار هذا إن احتاجت وإلا فلا ص 1818
- نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبيع الحاضر للبادي ومعنى هذا أن يأتي إنسان قادم من البادية بغنمه أو سلعته كيفما كانت ليبيعه في السوق فيأتي الإنسان إليه وهو من أهل البلد ويقول يا فلان أنا أبيع لك , هذا لايجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض) رواه مسلم ص 1820
- إذا وقع الوباء في الأرض فإنه لا يجوز لإنسان أن يخرج منها فرارا منه وأما إذا خرج لحاجة فلابأس ص 1834
- عقوبة الساحر أن يقتل سواء كفر بسحره أو لم يكفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم (حد الساحر ضربة بالسيف) ص 1837
- العهد الذي يكون بين المسلمين والكفار ثلاثة أقسام: 1 - عهد مؤبد وهذا لا يجوز 2 - عهد مطلق وهذا جائز على القول الراجح 3 - عهد مؤقت وهذا جائز ص 1837
إنتهت السلسلة بحول الله تعالى و قوته
ـ[أسماء]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 10:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء أخي عبد الحي على جهدك المتواصل
بارك الله فيك و جعله ربي في ميزان حسناتك
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 08:51]ـ
تضافُ للفوائد التي جمعتموها::
فوائدُ ثمينة من شرحِ كتاب رياض الصَّالحين للشيخ ابن عُثيمين (1)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49177
فوائدُ ثمينة من شرحِ كتاب رياض الصَّالحين للشيخ ابن عُثيمين (2)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49225
بارك الله فيكم.(/)
سؤال للأخوة الأفاضل في قضية النفي في الصفات ..
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 05:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أيها الأخوة الأفاضل دار حوار بيني وبين أحد الإخوة الذين ينفون بعض الصفات لله عز وجل وكان مما قال:
اخي الفاضل انت تقول مستشهدا ومؤيدا للقول بأثبات يدان حقيقيتان لله لانعلم مهيتهما {تليقان بجلاله} وهذه الاخيرة هي للهروب من التشبيه؟؟
حسنا هل تقول بأن الله مبعض أي أنه مركب بما أن له يد وعين،وقدم يضعها في النار يوم القيامة لتمتلئ وكذلك له جنب وغيره من الصفات التي وردت في القرآن؟؟
وأنه لايجوز القول بمجازية الصفات او بالتأويل فيهاهل يجب أثبات الفاظ القرآن كما جاءت من دون تأويل او مجاز؟؟
هل تظن أن لغتنا العربية تستطيع أن تصف الله بصفة او بمجاز او بمثل
أن الله اتى بما اتى به من باب التعريف للناس وليس من باب التمثيل والوصف لذاته فذاته لاتوصف إلا به هو.
ومن صفات الله تعالى الثابته له سبحانه بالكتاب و السنة الصحيحة صفة اليدين
وقد فهم من اخذ بظاهر القرآن أن هذه الصفات كالوجه و العين و اليدين و اليمين و الاصابع و الساق و القدم و نحوها أعضاء و جوارح لكنها تختلف في الكيفية عن صفات المخلوقين وأستدل بمثل بتنوع صفات المخلوقات نفسها وأختلافها؟؟
فلو قلنا بإثبات ذلك يلزم كونه تعالى متبعضا متجزءا مركبا و غير ذلك من من اللوازم الباطلة؟
اخي الكريم نحن بين مشبه وبين نافي للصفات فالمشبه يثبت مأثبته القرآن دون تأويل او مجاز والنافي أنكر الصفات ولو على سبيل المجاز،وهذه أشكالية،
إن البعض اخي قد وصف الله باوصاف المخلوقين واتبع قوله بعبارة {كما يليق بجلاله} وهي عبارة نفي التشبيه المشبه؟؟} والأخر أنكر وجود حتى الذات مع أثباتها لفظا وأنكارها وجودا لكي لايقع في التشبيه.
فانت تقراء لاحدهم وهو الشيخ ابن جبرين قوله}
فنقول: اتهم بالقول بذلك أئمة الدعوة السلفية وهو كقوله آنفا: يجلس ويقوم، ويغدو ويروح، وينزل ويرتفع، وقد ذكرنا الجواب عنه آنفا، وأوضحنا أنه لا يلزم من إثبات المجيء والنزول الذي وردت به الأدلة أن نقول بالحركة والانتقال المحسوس الذي هو من خواص المحدثات والمركبات، بل مجيء الله ونزوله هو كما يليق به، وهو حق حقيقي ليس بمجاز، ولا يصح نفيه بعد ثبوته في النصوص التي دلالتها قطعية.
ذكر الكاتب أمثلة على تأويل بعض الآيات المتشابهة
المثال الأول: تأويل قول الله تعالى: وَجَاءَ رَبُّكَ.
______________________________
انظر إلى عبارة {نزوله كما يليق به}
___________________________
ويقول الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله {أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل نزولا حقيقيا} وهذا قوله كما ورد في رسائله}
أما العلو فنقول ينزل لكنه عال عز وجل على خلقه لأنه ليس معنى النزول أن السماء تقله وأن السموات الأخرى تظله إذ إنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته:فنقول: هوينزل حقيقةمع علوه حقيقة وليس كمثله شيء
____________________
كيف افهم هذا اخي الكريم يثبت مع عدم الأثبات؟؟؟
______________________________ _____
يقول سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وغفر له في فتواه المنشورة بجريدة الدعوة العدد 1016 في رده على ما يسمى بالمجاز في القرآن:
الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة وكل ما فيه فهو حقيقة في محله ومعنى قول بعض المفسرين أن هذا الحرف زائد يعني من جهة قواعد الإعراب وليس زائدا من جهة المعنى، بل له معناه المعروف عند المتخاطبين باللغة العربية. لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم كقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يفيد المبالغة في نفي المثل، وهو أبلغ من قوله: (ليس مثله شيء) وهكذا قوله سبحانه: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير، وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها، وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة تصرفها في الكلام، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذلك من مجاز اللغة أي مما يجوز فيها ولا يمتنع، فهو مصدر ميمي كـ " المقام " و " المقال " وهكذا قوله سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ يعني حبه، وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها، وهو من باب الإيجاز والاختصار لظهور المعنى. والله ولي التوفيق.
______________________________ ______
إذا اخذنا بهذا القول فأننا سنقع في أشكال بكيفية تفسير بعض الآيات ثم إن اللغة العربية نفسها فيها مافيها من المجاز والجناس والطباق والتشبيه والتمثيل والأستعارة وغيره،،، وبما أن القرآن الكريم نزل بها فلابد أن ياخذ بما فيها من تنوع
وإلا قل لي كيف نفسر هذه الآية إذا لم يكن هنالك مجاز أنظر إلى قوله تعالى {وأخفض لهما جناج الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا}
الذل هنا وحسب قاعدة عدم التشبيه والمجاز له جناح والجناح معلوم بأنه مايختص به الطاير او ماهو زايد في الجنب،،اليست هذه دلالة على الخضوع والرحمة والرفق اليست تشبيه او مجاز؟؟؟
ثم تعال إلى آيات أخرى يقول فيها تعالى:
أـ (هل ينظُرونَ إلا أن يأتيَهُمُ اللهُ).
ب_ (وجاءَ رَبُّكَ).
ج_ (الرّحمنُ على العرشِ استوى).
وهذا تاكيد لأن يكون مجازاً لا محالة لأن الإتيان والمجيء انتقال من مكان إلى مكان، وصفة من صفات الأجسام، وأن الاستواء إن حمل على ظاهره لم يصح إلا في جسم يشغل حيّزاً، ويأخذ مكاناً، والله عزّ وجلّ خالق الأماكن والأزمنة، ومنشىء كل ما تصح عليه الحركة والنقلة والتمكن والسكون والانفصال والاتصال والمماسة والمحاذاة.
وهنا اخي الأحمدي: لو لم نقل بالمجاز، لنسبنا المثلية والتشابه لله تعالى دون دراية. انظر إلى قوله تعالى:
(ومَن كانَ في هذهِ أعمى فَهُوَ في الآخرةِ أعمى وأَضلُّ سبيلاً).
فإن حملنا هذه الآية على ظاهرها، وهو عمى العين، فيكون المعنى من كان في الحياة الدنيا أعمى العين فهو في الآخرة أعمى العين، بل وأضل سبيلاً!!
فايدة:
إن استعمال المجاز في القرآن نابع من الحاجة إليه في بيان محسنات القرآن البلاغية، وإلا لأضحى كلاما عاديا ًفهو والحقيقة يتقاسمان شطري الحسن والجمال البياني والتصويري لمعرفة مايجب أن يُعرف او يُفهم.
وشكرا.
كيف نرد عليه ....
وجزاكم الله كل خير ...
ـ[الصواعق المرسلة]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 07:55]ـ
مشايخنا الأفاضل أرجو منكم إفادتي وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 10:19]ـ
أنصحك أخي أن لا تدخل في نقاش مع أمثال هؤلاء.
لأنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا بما هو راسخ العلم فيه، خاصة في المناظرات العقدية.
والكلام الذي نقلته يظهر منه أن قائله واضح الجهل، ولا يدري حقيقة مذهبه ولا حقيقة مذهب مخالفيه أصلا، فكيف يصح أن تناظر مثل هذا؟!
لقد اتفق العلماء جميعا على أن المجاز إن قيل به لا بد له من قرينة تدل على أن المراد مخالف لظاهره، فما بالك والقرائن متكاثرة على أن المراد هو حقيقة اللفظ، ولو تصفحت كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ستجد ألوف الصفحات في عشرات المجلدات في بيان هذا الأمر وتقريره وتأصيله بما لا يدع مجالا للشك على الإطلاق، مثل كتاب (بيان تلبيس الجهمية) وكتاب (درء تعارض العقل والنقل) وغيرها.
وأكثر ما يضحك في كلام هذا المبتدع كلامه عن التركيب والتبعيض!!
فنقول له: أنت تزعم أن الله متصف بسبع صفات، فهل هذه الصفات السبع شيء واحد أو عدة أشياء؟!!
إن قلت شيء واحد نقضت كلامك، وإن قلت عدة أشياء فقد أثبت التركيب الذي تريد أن تفر منه!!
ويقال أيضا: ماذا تعني بالتركيب؟!
إن كنت تقصد بالتركيب الأمور التي هي لازمة لذات الله عز وجل بحيث لا تتصور الذات إلا بها، فهذا يقول به جميع الطوائف، ولا نسلم أن الوصف بها تركيب، فإن كنت تريد أن تسميها تركيبا فهذا اصطلاح خاص بك، لا يصح جعله وسيلة للطعن في النصوص ودلالاتها.
الكلام في المسألة يطول يا أخي الكريم، والحق فيها واضح لا يستريب فيه عاقل، ولكن الإشكال يدخل على من يناظر المبتدعة قبل الرسوخ، ولذلك فلا أنصحك أن تلج هذا الباب قبل أن تتقن أصول العلم.(/)
هل يجوز أن أسأل هذا السؤال أم لا? هل إبليس ذكر أم أنثى؟
ـ[سؤال]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 05:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إبليس هل هو ذكر أم أنثى؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 05:40]ـ
ذكر
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 10:28]ـ
ذكرته بأي وجه أخي؟
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 10:47]ـ
الجن فيهم ذكور و إناث ... لقوله تعالى: " ... يعوذون برجال من الجن " ولقوله عليه السلام: (اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث) كما فسرها غير واحد بالذكور والإناث، والجن لهم ذرية " أفتتخذونه وذريته ... ". ولا تكون الذرية إلا باجتماع ذكر بأنثى ....
وقد خاطب الله إبليس بخطاب المذكر .. فهو حتما ذكر ...
والله أعلم!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 07:53]ـ
تحرير جيد
بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 05:39]ـ
قال العلامةالشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان
وقوله في هذه الآية الكريمة: {وذريته} دليل على أن للشيطان ذرية. فادعاء أن لا ذرية له مناقض لهذه الآية مناقضة صريحة كما ترى. وكا ما ناقض صريح القرآن فهو باطل بلا شك! ولكن طريقة وجود نسله هل هي عن تزويج أو غيره. لا دليل عليها من نص صريح، والعلماء مختلفون فيها. وقال الشعبي: سالني الرجل: هل لإبليس زوجة؟ فقلت: إن ذلك عرس لم أشهدع! ثم ذكرت قوله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أوليآء من دوني} فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زجة فقلت: نعم. وما فهمه الشعبي من هذه الآبة من أن الذرية تستلزم الزوجة روي مثله عن قتادة. وقال مجاهد: إن كيفية وجود النسب منه أنه أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات: قال: فهذا أصل ذريته.
وقال بعض أهل العلم: إن الله تعالى خلق له في فخده اليمنى ذكرا، وفي اليسرى فرجا، فهو ينكح هذا بهذا فيخرج له كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطانا وشيطانة.
ولا يخفى أن هذه الأقوال ونحوها لا معول عليها لعدم اعتضادها بدليل من كتاب أو سنة. فقد دلت الآية الكريمة على أن له ذرية. أما كيفية ولادة تلك الذرية فلم يثبت فيه نقل صحيح، ومثله لا يعرف بالرأي. وقال القرطبي في تفسير هذه الآية:
قلت: الذي ثبت في هذا الباب من الصحيح ما ذكره الحميري في الجمع بين الصحيحين عن الإمام أبي بكر البرقاني: أنه خرج في كتابه مسندا عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، من رواية عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(3/ 358)
«لاتكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ» وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه.
قال مقيدة عفا الله عنه: هذا الحديث إنما يدل على أنه يبيض ويفرخ، ولكن لا دلالة فيه على ذلك. هل هي من أنثى هي زوجة له، أو من غير ذلك. مع أن دلالة الحديث على ما ذكرنا لا تخلوا من احتمال. لأنه يكثر في كلام العرب إطلاق باض وفرخ على سبيل المثل. فيحتمل معنى باض وفرخ على سبيل المثل؛ فيحتمل معنى باض وفرخ أنه فعل بها ما شاء من إضلال وإغواء ووسوسة ونحو ذلك على سبيل المثل، لأن الأمثال لا تغير ألفاظها
وقال العلامةا ابن عثيمين رحمه الله
قوله: {وذريته} أي: من ولدوا منه،
سئل بعض السلف -
سأله ناس من المتعمقين - فقالوا هل للشيطان زوجة؟
قال إني لم أحضر العقد،
وهذا السؤال لا داعي له، نحن نؤمن بأن له ذرية أما من زوجة أو من غير زوجة ما ندري، أليس الله قد خلق حواء من آدم؟ بلى، فيجوز أن الله خلق ذرية إبليس منه كما خلق حواء من آدم.
وهذه المسائل - مسائل الغيب - لا ينبغي للإنسان أن يورد عليها شيئا يزيد على ما جاء في النص؛ لأن هذه الأمور فوق مستوانا، نحن نؤمن بأن لإبليس ذرية ولكن هل يلزمنا أن نؤمن بأن له زوجة؟
الجواب: لا يلزمنا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 05:56]ـ
لا أستبعد أن يكون الملعون مخنثا .. (ابتسامة)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 06:01]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا السؤال لا داعي له، نحن نؤمن بأن له ذرية أما من زوجة أو من غير زوجة ما ندري، أليس الله قد خلق حواء من آدم؟ بلى، فيجوز أن الله خلق ذرية إبليس منه كما خلق حواء من آدم.
وهذه المسائل - مسائل الغيب - لا ينبغي للإنسان أن يورد عليها شيئا يزيد على ما جاء في النص؛ لأن هذه الأمور فوق مستوانا، نحن نؤمن بأن لإبليس ذرية ولكن هل يلزمنا أن نؤمن بأن له زوجة؟
الجواب: لا يلزمنا.
بوركتم على هذا النقل يا أبا محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيك
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:39]ـ
قال العلامةالشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان
وقوله في هذه الآية الكريمة: {وذريته} دليل على أن للشيطان ذرية. فادعاء أن لا ذرية له مناقض لهذه الآية مناقضة صريحة كما ترى. وكا ما ناقض صريح القرآن فهو باطل بلا شك! ولكن طريقة وجود نسله هل هي عن تزويج أو غيره. لا دليل عليها من نص صريح، والعلماء مختلفون فيها. وقال الشعبي: سالني الرجل: هل لإبليس زوجة؟ فقلت: إن ذلك عرس لم أشهدع! ثم ذكرت قوله تعالى: {أفتتخذونه وذريته أوليآء من دوني} فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زجة فقلت: نعم. وما فهمه الشعبي من هذه الآبة من أن الذرية تستلزم الزوجة روي مثله عن قتادة. وقال مجاهد: إن كيفية وجود النسب منه أنه أدخل فرجه في فرج نفسه فباض خمس بيضات: قال: فهذا أصل ذريته.
وقال بعض أهل العلم: إن الله تعالى خلق له في فخده اليمنى ذكرا، وفي اليسرى فرجا، فهو ينكح هذا بهذا فيخرج له كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطانا وشيطانة.
ولا يخفى أن هذه الأقوال ونحوها لا معول عليها لعدم اعتضادها بدليل من كتاب أو سنة. فقد دلت الآية الكريمة على أن له ذرية. أما كيفية ولادة تلك الذرية فلم يثبت فيه نقل صحيح، ومثله لا يعرف بالرأي. وقال القرطبي في تفسير هذه الآية:
قلت: الذي ثبت في هذا الباب من الصحيح ما ذكره الحميري في الجمع بين الصحيحين عن الإمام أبي بكر البرقاني: أنه خرج في كتابه مسندا عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، من رواية عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(3/ 358)
«لاتكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ» وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه.
قال مقيدة عفا الله عنه: هذا الحديث إنما يدل على أنه يبيض ويفرخ، ولكن لا دلالة فيه على ذلك. هل هي من أنثى هي زوجة له، أو من غير ذلك. مع أن دلالة الحديث على ما ذكرنا لا تخلوا من احتمال. لأنه يكثر في كلام العرب إطلاق باض وفرخ على سبيل المثل. فيحتمل معنى باض وفرخ على سبيل المثل؛ فيحتمل معنى باض وفرخ أنه فعل بها ما شاء من إضلال وإغواء ووسوسة ونحو ذلك على سبيل المثل، لأن الأمثال لا تغير ألفاظها
وقال العلامةا ابن عثيمين رحمه الله
قوله: {وذريته} أي: من ولدوا منه،
سئل بعض السلف -
سأله ناس من المتعمقين - فقالوا هل للشيطان زوجة؟
قال إني لم أحضر العقد،
وهذا السؤال لا داعي له، نحن نؤمن بأن له ذرية أما من زوجة أو من غير زوجة ما ندري، أليس الله قد خلق حواء من آدم؟ بلى، فيجوز أن الله خلق ذرية إبليس منه كما خلق حواء من آدم.
وهذه المسائل - مسائل الغيب - لا ينبغي للإنسان أن يورد عليها شيئا يزيد على ما جاء في النص؛ لأن هذه الأمور فوق مستوانا، نحن نؤمن بأن لإبليس ذرية ولكن هل يلزمنا أن نؤمن بأن له زوجة؟
الجواب: لا يلزمنا.
جزاكم الله خيرا أخي أبو محمد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:46]ـ
فائدة
قال العلامة الزرقاني في جوابه على الأسئلة التي وردت إليه (يسير الله طبعها آمين):
(يُتْبَعُ)
(/)
خامس عشرها وسادس {عشرها} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn1)2 ) وسابع {عشرها} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn2)3 ) وثامن عشرها: عزازيل، أي (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn3)4 ): إبليس، أبو الجن هل (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn4)5 ) أصله ملك؟ وهل له زوجة، أم يبيض (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn5)6 )؟ وما عد بيضه؟ وكم نسله كل يوم؟ الجواب (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn6)7 ):
ذهب الأكثرون كما قال القاضي عياض، إلى أن إبليس لم يكن من الملائكة {لأن الملائكة لا يعصون الله} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn7)1 ) طرفة عين. وهو أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس، وإنما كان من الجن الذين ظفر بهم الملائكة، فأسره بعضهم صغيرا وذهب به إلى السماء، فالاستثناء في قوله تعالى: [إلا إبليس] منقطع.
قال عياض: والاستثناء من {غير} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn8)2 ) الجنس شائع في كلام العرب، قال تعالى: [ما لهم به من علم إلا إتباع الظن]. ورجحه السيوطي بأنه {الذي} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn9)3 ) دلت عليه الآثار.
وذهبت طائفة (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn10) 4) إلى أنه كان من الملائكة من طائفة يقال لهم (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn11) 5) الجن، ثم مسخ لما طرد. وعزاه القرطبي للجمهور، وصححه النووي، متعلقا بأنه لم ينقل أن غير الملائكة أمر (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn12) 1) بالسجود، وبأن الأصل في الاستثناء أن يكون من الجنس.
وتعقب: بأن ابن عقيل حكا في (تفسيره) (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn13) 2) تبعا لغيره أن الملائكة وجميع العالمين أمروا بالسجود حينئذ، ولكن خصّوا بالخطاب دون غيرهم لكونهم أشرف العالمين يومئذ، وبأن الاستثناء من غير الجنس شائع فلا ينهض حجة.
وفي (حياة الحيوان): {إن} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn14) 3) المشهور أن جميع الجن من ذرية إبليس، وبذلك يستدل على أنه ليس من الملائكة، لأنهم لا يتناسلون وليس فيهم إناث.
وقيل: الجن {من} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn15) 4) جنس وإبليس واحد منهم، ولا (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn16) 5) شك أن للجن (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn17) 6) ذرية بنص القرآن، ومن كفر منهم يقال له: شيطان.
وفي الحديث: "لما أراد الله أن يخلق لإبليس نسلا وزوجة، ألقى عليه الغضب فطارت منه شطية (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn18) 7) من نار فخلق منها امرأته" (8) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn19) ، ويقال: اسمها طرطبة (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn20) 9). وقال النقاش: {بل} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn21) 10) هي حاضنة أولاده.
وقيل: خلق الله له في فخذه اليمنى ذكرا، وفي اليسرى فرجا، فينكح هذا بهذا، فيخرج {له} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn22) 1) كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطانا وشيطانه.
ويقال: أنه باض ثلاثين بيضة، عشرة في المشرق، وعشرة في المغرب، وعشرة في وسط الأرض، فخرج (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn23) 2) من كل بيضة جنس من الشياطين كالعقارب والغيلان والقطاربة (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn24) 3) والجان، وأسماء مختلفة، وكلهم عدو لبني آدم لقوله تعالى: [أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو] إلا من آمن منهم. {انتهى} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn25) 4)
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال: باض إبليس خمس بيضات، فذريته من ذلك (5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn26) .
وفي منظومة ابن العماد:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل {له} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn27) 6) من زوجة قيل نعم
قد قاله الشعبي هذاك (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn28) 7) العلم
وقيل لا (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn29) 1) بل فخذه فيها ذكر
وفخذه اليسرى له فيها شكر
يطأ (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn30) 2) بفرج آخر (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftn31) 3) ثم يلد
في كل يوم عدة ألف ولد
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 1)2) زيادة من (الأصل) و (ب) و (هـ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 2)3) زيادة من (الأصل) و (ب) و (هـ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 3)4) ساقط من (د).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 4)5) في (ح): هم.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 5)6) في (أ) و (ب) و (ز) و (ح): بيض.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 6)7) في (ز): جوابه.
في حاشية (د): مسألة: قال القرافي: اتفق الناس على تكفير إبليس بقصته مع آدم عليه السلام، وليس مدْرك الكفر فيها الامتناع من السجود، وإلا لكان كل من أمر بالسجود فامتنع منه كان كافرا، وليس كذلك.
ولا كان كفره لكون حسد آدم عليه السلام على منزلته من الله عز وجل، وإلا لكان كل حاسد كافرا.
ولا كان كفره لعصيانه وفسوقه، وإلا لكان كل عاص كافرا.
وقد أشكل ذلك على جماعة من العلماء، وينبغي أن يعلم أنه إنما كفر لنسبته الحق جل جلاله إلى الجور والتصرف الذي ليس بمرضي.
واظهر ذلك من قوله تعالى: [أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين]، ومراده: أن إلزام العظيم الجليل للسجود للحقير من الظلم، وهذا وجه كفره لغير الله تعالى عنه.
وقد اجمع المسلمون على أن من نسب الله تعالى لذلك كان كافرا.
واختلفوا هل كان قبل إبليس كفارا أو لا؟:
فقيل: لا، وأنه أول من كفر.
وقيل: كان قبله قوم كفار، وهم الجن الذين كانوا في الأرض.
واختلفوا أيضا هل كفر إبليس جهلا أو عنادا؟ على قولين بين أهل السنة، ولا خلاف أنه كان عالما بالله تعالى قبل كفره، فمن قال أنه كفر جهلا قال: إنه سُلب العلم عند كفره. ومن قال أنه كفر عنادا قال: كفر ومعه علمه.
قال ابن عطية: والكفر عند بقاء العلم مستبعد، إلا أنه عندي جائز لا يستحيل مع خذلان الله تعالى لمن شاء. انتهى من حياة الحيوان الوسطى
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 7)1) زيادة من (ح).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 8)2) ساقط من (ح).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 9)3) ساقط من (ح).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 10)4) ساقط من (هـ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 11)5) في (أ): لها.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 12)1) في (و): أمروا.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 13)2) في باقي النسخ ما عدا (أ) و (ز): التفسير.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 14)3) زيادة من (أ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 15)4) زيادة من (أ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 16)5) في (ب) و (ج) و (د) و (هـ): فلا.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 17)6) في (أ) و (ب) و (ج): الجن.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 18)7) في (هـ): شظية. وهي الموافقة لما في مصادر التخريج.
(8) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 19) انظر النهاية في غريب الحديث 2/ 476، لسان العرب 14/ 433.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 20)9) في (أ) و (ب) و (هـ): طرطية. وأتت في (و) بدون نقط. وفي (ح): طرثية.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 21)10) ساقط من (ب) و (ز) و (ح).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 22)1) ساقط من (ب) و (ج) و (هـ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 23)2) في (هـ): فيخرج.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 24)3) في (أ): والقطارية. وفي (ب) و (هـ) و (ح): والعطارية. وفي (ج): والعطاربة.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 25)4) ساقط من (ج).
(5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 26) انظر الدر المنثور 5/ 404.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 27)6) ساقط من (د) و (و).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 28)7) في (ب): ذلك.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 29)1) ساقط من (أ).
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 30)2) في (ب): يطأه.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=17961#_ftnref 31)3) في (هـ): أخرى. وفي (و): آخرا.(/)
شرح حديث لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه للشيخ محمد سعيد رسلان
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:28]ـ
قال الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
الحمد لله رب العالمين وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له،هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة وسلاما ًدائمين متلازمين إلى يوم الدين أما بعد، فلا بد من الإيمان بالقدر على هذا النهج السوى والمنهج المرضى ومن لم يؤمن به لا يقبل منه عمل وإن عمل ما عمل،من لم يؤمن بالقدر على هذا النحو هو ضال مبتدع ولا يقبل منه عمل وجزاءه ماسيذكره الرسول صلى الله عليه وسلم
،أخرج الإمام أحمد وأبو داود وبن أبى عاصم فىالسنةوالحاكم فى المستدرك وبن ماجة واللفظ له والحديث حديث صحيح ثابت (قال بن الديلمى وقع فى نفسى شىء من هذا القدر فخشيت أن يفسد على دينى وأمرى فأتيت أبى بن كعب فقلت ياأبا المنذر إنه قد وقع فى نفسى شىء من هذا القدر فخشيت أن يفسد على دينى وأمرى فحدثنى منذلك بشىء لعل الله أن ينفعنى به فقال أى-أبى-رضى الله عنه: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل جبل احد ذهباً أو مثل جبل أحد تنفقه فى سبيل الله ما قُبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إذا مت على غيرهذا دخلت النار فلا بد فلا بد من الإيمان بالقدر على هذا المنهج المرضى و النهج السوى ومن لم يأت بهذا الإيمان بالقدر خيره وشره وهو الركن السادس من أركان الإيمان كما فى حديث جبريل وغيره فإنه يدخل النار ولا يكون من أتباع النبى المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما جاء عن ربه قال أبى لابن الديلمى ولا عليك أن تأتى أخى عبد الله بن مسعود فتسأله قال فأتيت عبد الله بن مسعود فسألته فذكر مثل ما قال أبى وقال لى (يعنى عبد الله) لا عليك أن تأتى حذيفة فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قالا وقال ائت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرح بالرفع وكان قبل موقوفاً فى حكم المرفوع أما هنا فقد صرح بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو كان لك مثل جبل احد ذهباً أو مثل جبل أحد تنفقه فى سبيل الله ما قُبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنك إذا مت على غيرهذا دخلت النار. النبى صلى الله عليه وسلم يقول فى هذا الحديث الثابت الصحيح وقد رواه عنه جمع من الصحابة. فأبى وعبد الله بن مسعود وحذيفة وزيد بن ثابت رضى الله تبارك وتعالى عنهم جميعا يروون عن النبى صلى الله عليه وسلم فهؤلاء أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وكلهم أجمعوا على هذا لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم يقول فى آخر الحديث وأنك إذا مت على غيرهذا دخلت النار هذ ا الحديث فيه أن الله تعالى لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم رحمهم.المعتزلة يردُّون هذا الحديث أصلا والأشاعرة يجوزون أن يعذب الله عز وجل الناس من غير سبب لأنهم لا حكمة عندهم ولا تعليل لأفعال الله تعالى يفعل كما يدعون ما يشاء بدون علة وبدون سبب فلا يثبتون الحكمة ولا يقولون بالتعليل. هذا من شأن الأشاعرة وأما المعتزلة فيردون هذا الحديث وما على شاكلته من الأحاديث أصلا.وهذا الحديث أهل الحديث لا يفسرونه بهذا ولا بهذا لا بالذى ذهب إليه المعتزلة ولا بالذى ذهب إليه الأشاعرة بل يفسرونه بعظم معرفتهم لربهم جل وعلى وخشيتهم له ومعرفتهم بحقوقه فيقول أئمة أهل السنة إن أهل السموات وأهل الأرض إنما قاموا برحمة الله عز وجل فما فيهم حركة ولا حياة ولا شأن إلا وفى كل منذلك فضل من الله ورحمة ونعمة أفاضها عليهم بما قامت حياتهم وبها استقاموا كما قال تعالى (وما بكم من رحمة فمن الله) فمن حق الله تبارك وتعالى على العبد الذى جعل النعم عليه متواترة على هذا النحو فى كل حركة وسكنة وفى كل انبعاث وسكون وتثبطه وثبوطه جعل ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك واصل على هذا النحو من حق الله تبارك وتعالى على هذا العبد المكلف الذى لا تطرف له عين إلا بنعمة ولايأكل إلا بنعمة ولا يتنفس إلا بنعمة ولا يتعلم إلا بنعمة ولا يخطو ولا يتكلم ولا يفرح إلا بنعمة إلى نعم لا تعد ولا تحصى من حق الله تعالى أن يقابل العبد كل نعمة بشكر يقابل تلك النعمة فهل تسع الحياة هذا. لا تسع فلو حاسب الله أهل السموات وأهل الأرض على حقيقة شكر ما أنعم به عليهم لما قامت حيلة العبد ولا قام إيمانه بل التوبة والاستغفار وقبول ذلك –يعنى قبول الوالنعمة بالمتاب على العبد المذنب المستغفر – كل ذلك نعمة من الله تعالى.فلو عذب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهوغيرظالم لهم لا يقومون بشكر نعمه عليهم تبارك وتعالى. قال شيخ الإسلام-رحمه الله- فى منهاج السنة فى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (لن يدخل أحد الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا انا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل وفى الحديث الذى رواه أبو داوود وغيره (لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم).قال شيخ الإسلام وهذا يقال لأجل المناقشة فى الحساب والتقصير فى حقيقة الطاعة وهو قول من يجعل الظلم مقدوراً له له تعالى ولكنه غير واقع وقد يقال بأن الظلم لا حقيقة له لأنه إنما يتصرف ويحكم فى خَلقِه وخَلقُه ملكه يقول شيخ الإسلام وقد يقال بأن الظلم لا حقيقة له وأنه مهما قُدر من الممكنات لم يكن ظلما قال والتحقيق-يعنى الذى عليه أهل العلم والمعرفة من أهل السنة- والتحقيق لو أن الله فعل ذلك فلا يفعله إلا بحق لا يفعله وهو ظالم سبحانه ولكن إذا لم يفعله فقد يكون ظلما يتعالى الله تبارك وتعالىعنه فهذا كلام شيخ الإسلام وقال فى مجموع الفتاوى والحديث الذى فى السنن (إن الله لو عذب أهل سمواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيراً من أعمالهم) يتبين من هذا الحديث ويبين هذا الحديث أن العذاب لو وقع لكان لاستحقاقهم ذلك وهذا يبين أن من الظلم المنفى عقوبة من لم يذنب (إنى حرمت الظلم على نفسى) (إن الله لا يظلم الناس شيئا).فنفى الله رب العالمين الظلم عن نفسه وكما هو معلوم فى الصفات السلبية إنما تذكر تلك الصفات المنفية لا من أجل محض النفى وإنما لاثبات كمال الضد فهو سبحانه وتعالى لا يظلم لكمال عدله لأن محض النفى لا يكون كمالا.تقول الجدار لا يظلم لأنه محل غير قابل لظلم وعدل يقع منه وأيضا تقول قبيلة لا يدرون بذمة ولا يظلمون حبة خردل فلا يظلمون ها هنا لعدم قدرتهم على الظلم. فعدم وقوع الظلم لا يعد كمالا إلا عند ثبوت كمال العدل وذلك ما هو متصفٌ به جل وعلا فيقول شيخ الاسلام إن من الظلم المنفى عقوبة من لم يذنب فعقوبة من لم يذنب أصلاً هذا من الظلم الذى نفاه رب العالمين عن نفسه وقال الشيخ محمد صالح العثيمين –رحمه الله-معنى الحديث أن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهم مستحقون للعذاب وهو غير ظالم سبحانه ومتى يستحقون-يعنى وقوع العذاب عليهم – إذا خالفوا فى ترك الطاعة وإذا فعلوا المعصية ومتى يستحقون؟ إذا خالفوا في ترك الطاعة أو فعل المعصية قال ذلك فى شرح السفارينية.
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:34]ـ
فليس فى الحديث متعلق لنفاة الحكمة كالأشاعرة ومن لف لفهم بل الحديث فى سياقه يثبت الحكمة وينفى الظلم وحق الله تعالى على أهل السماوات وأهل الأرض أن يطاع فلا ينسى وأن يذكر فلا وأن يشكر فلا يكفر وأن تكون قوة الحب والإنابة والتوكل والخشية والمراقبة والخوف والرجاء يكون جميع ذلك متوجها إليه تبارك وتعالى ومتعلقاً به جل وعلا.قال الإمام البربهارى-رحمه الله- فى شرح السنة واعلم أنه لا يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله ولا يعذب الله أحداً إلا على قدر ذنوبه ولو عذب الله أهل السماوات وأهل الأرضيين برَّهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم لهم لا يجوز أن يقال فى الله تبارك وتعالى إنَّه ظالم لهم لا يجوز أن يقال فى الله تبارك وتعالى إنه ظالم سبحانه وتعالى.إنَّما يظلم من يأخذ ماليس له والله جل ثناؤه له الخلق والأمر. الخلق خلقه والدار داره لا يسأل عمَّا يفعل وهم يسألون. لا يقاال لم ولاكيف لا يدخل أحد بين الله وخلقه. لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يدخل أحد بين الله وخلقه. لا يدخل أحد بين الله وخلقه لا يقال لم ولايقال كيف. قال الإمام بن القيم –رحمه الله –فى الداء والدواء لم يقدر الله حق قدره من قال إنه يجوز أن يعذب الله أولياءه ومن لم يعصه طرفة عين ويدخلهم دار الجحيم وأنه يجوز أن ينعم أعداءهن ومن لم يؤمن به طرفة عين ويدخلهم دار النعيم.ماقدر الله حق قدره من قال هذا ومن قال إن كلا الأمرين بالنسبة إليه تعالى سواء وأن الخبر المحض جاء عنه بخلاف ذلك. فمعناه للخبر –يقولون هذا- يقولون الذين لا يقدرون الله حق قدره إن الخبر المحض جاء عن الله تعالى بخلاف ذلك فمعناه للخبر لا لمخالفة حكمته وعدله وقد أنكر الله سبحانه فى كتابه عن من جوز عليه ذلك غاية الإنكار وجعل الحكم به من أسوأ الأحكام. قال تعالى (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِين مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ وقال تعالىأَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) فهذا من الحق الذى أقام عليه الله رب العالمين خلق الله والأرض أن تجزى كل نفس بما كسبت وقال تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) فهذا كما ترى نفاه
الله رب العالمين والله رب العالمين يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد وليس فى الحديث الذى هو فى السنن وعند بن أبى عاصم وأخرجه الحاكم فى المستدرك وهو صحيح أن الله تبارك وتعالى لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالمٍ لهم ولو رحمهم لكانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ليس فى هذا الحديث متعلق لا للمعتزلة الذين يردُّون هذا أصلاً وأمثاله ولا للأشاعرة الذين ينكرون الحكمة ولا يثبتونها لله رب العالمين ولا يثبتون التعليل ويقولون إنه يفعل ما يفعل لا لحكمة ولا لسبب ليس فى هذا الحديث متعلق لا لهؤلاء ولا لهؤلاء وقول أهل السنة على النحو الذى مر. نسأل الله رب العالمين أن يحققنا بالإيمان الصحيح وأن يجعلنا قائمين عليه متحلين به ثابتين عليه وأن يقبضنا عليه إنُّه على كل شى قدير نسأله جات قدرته وتقدست أسماؤه أن يختم لنا بخير إنُّه على كل شى قديروأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله إنُّه على كل شى قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1356
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 02:48]ـ
أنت مفرغ الشريط أم من؟
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 05:48]ـ
أنت مفرغ الشريط أم من؟
نعم أنا مفرغ الشريط وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 03:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لله درك يابنت الصديق هكذا يكون طريق الأحرار
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 02:32]ـ
أسماء بنت الصديق ترسم لابنها طريق الأحرار:
بعد انتهاء موسم الحج نادى الحجاج في الناس أن يعودوا إلى بلادهم لأنه سيعود إلى ضرب البيت بالحجارة، وبالفعل بدأ يضرب الكعبة، وشدد على ابن الزبير، وتحرج موقفه وانفض عنه معظم أصحابه، ومنهم ابناه حمزة وخبيب، اللذان ذهبا إلى الحجاج وأخذا منه الأمان لنفسيهما. فلما رأى ذلك دخل على أمه فقال لها: يا أمه، خذلني الناس حتى ولديّ وأهلي، فلم يبق معي إلى اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟
فقالت: أنت -والله- يا بني أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على الحق وإليه تدعو فامض له، فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك، وأهلكت من قتل معك، وإن قلت: كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت، فهذا ليس من فعل الأحرار ولا أهل الدين، وكم خلودك في الدنيا، القتل أحسن.
فدنا ابن الزبير فقبل رأسها وقال: هذا -والله- رأيي، والذي قمت به داعيًا إلى يومي هذا ما ركنت إلى الدنيا، ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمه، ولكني أحببت أن أعلم رأيك، فزدتني بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أمه فإني مقتول من يومي هذا، فلا يشتد حزنك وسلمي الأمر لله، فإن ابنك لم يتعمد منكرًا، ولا عملاً بفاحشة، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم
يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يبلغني ظلم عن عمالي فرضيت به بل أنكرته، ولم يكن شيء آثر عندي من رضا ربي، اللهم إني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي، أنت أعلم بي، ولكن أقوله تعزية لأمي لتسلو عني، فقالت أمه: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنًا إن تقدمتني، وإن تقدمتك ففي نفسي، اخرج حتى أنظر إلى ما يصير أمرك.
قال: جزاك الله يا أمه خيرًا، فلا تدعي الدعاء لي قبل وبعد.
فقالت: لا أدعه أبدًا، فمن قتل على باطل فقد قتلت على حق،
ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل، وذلك النحيب والظمأ في هواجر المدينة ومكة، وبره بأبيه وبي، اللهم قد سلمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين، فتناول يديها ليقبلها
فقالت: هذا وداع فلا تبعد.
فقال لها: جئت مودعًا لأني أرى هذا آخر أيامي من الدنيا،
قالت: امض على بصيرتك وادن مني حتى أودّعك. فدنا منها فعانقها وقبلها فوقعت يدها على الدرع، فقالت: ما هذا صنيع من يريد ما تريد. فقال: ما لبسته إلا لأشد منك.
قالت: فإنه لا يشد مني، فنزعها ثم أدرج كميه، وشد أسفل قميصه، وجبة خز تحت القميص، فأدخل أسفلها في المنطقة، وأمه تقول: البس ثيابك مشمرة، ثم انصرف ابن الزبير وهو يقول:
إني إذا أعرف يومي أصبر ... وإنما يعرف يومه الحُر
فسمعت والدته قوله فقالت: تصبر والله إن شاء الله، أبوك أبو بكر والزبير، وأمك صفية بنت عبد المطلب.
وماأحلى هذه الكلمات عن استشهاد البطل الثابت على الحق ولاعجب فقد ورثه من جده لأمه أبو بكرالصديق رضى الله عنه عند إنفاذ جيش أسامة،و ارتداد العرب وقال كلاماته الشهيرة ((والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها الى رسول الله لقاتلتهم على منعها وفي رواية: والله لو منعوني عقالاً، كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم على منعه)).
استشهاد ابن الزبير - رضي الله عنه -:
إن الثبات على المبدأ -وإن كان يعارض مصالح الشخص، ويعرضها للخطر- يعتبر من أنبل الصفات، وقد تأصلت هذه الصفة في ابن الزبير، فما وهن وما ضعف وما استكان في سبيل المبادئ التي نادى من أجلها، ففي آخر يوم من حياته صلى ركعتي الفجر ثم تقدم وأقام المؤذن فصلى بأصحابه فقرأ: {ن وَالْقَلَمِ} حرفًا حرفًا، ثم سلم فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة بليغة جاء فيها: ... فلا يرعكم وقع السيوف فإني لم أحضر موطنًا قط إلا ارتثثت فيه من القتل، وما أجد من أدواء جراحها أشد مما أجد من ألم وقعها. صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم، لا أعلم أمرأ كسر سيفه، واستبقى نفسه، فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل، غضوا أبصاركم عن البارقة، وليشغل كل امرئ قرنه، ولا يلهينكم السؤال عني، ولا تقولن: أين عبد الله ابن الزبير؟ ألا من كان سائلاً عني فإني في الرعيل الأول.
أبي لابن سلمى أنه غير خالد ... ملاقي المنايا أي صرف تيممًا
فلست بمُبتاع الحياة بسُبَّة ... ولا مُرتَق من خشية الموت سُلَّما
احملوا على بركة الله. ثم حمل عليهم حتى بلغ بهم الحجون، فرُمي بآجرة فأصابته في وجهه فأرعش لها، ودمي وجهه، فلما وجد سخونة الدم يسيل على وجهه ولحيته قال:
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
وقاتلهم قتالاً شديدًا، فتعاونوا عليه فقتلوه يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة وله ثلاث وسبعون سنة، وتولى قتله رجل من مراد، وحمل رأسه إلى الحجاج، وسار الحجاج وطارق بن عمرو حتى وقفا عليه، فقال طارق: ما ولدت النساء أذكر من هذا. فقال الحجاج: أتمدح مخالف أمير المؤمنين؟ قال: نعم هو أعذر لنا، ولولا هذا لما كان لنا عذر، إنا محاصروه منذ سبعة أشهر وهو في غير جند ولا حصن ولا منعة فينتصف منا، بل يفضل علينا، فبلغ كلامهما عبد الملك فصوب طارقًا، ولما صلب ابن الزبير ظهرت منه رائحة المسك، وقد ذكر أن ابن الزبير في يوم استشهاده قال: ما أُراني اليوم إلا مقتولاً، لقد رأيت في ليلتي كأن السماء فرجت لي، فدخلتها، فقد -والله- مللت الحياة وما فيها.
من كتاب خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضى الله عنه
تأليف: الدكتور علي محمد محمد الصلابي
اللهم أرزقنا الثبات على الحق وإن كثر المتخاذلون وقل الناصرون فأنت نعم المولى ونعم النصير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 10:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أرزقنا الثبات على الحق وإن كثر المتخاذلون وقل الناصرون فأنت نعم المولى ونعم النصير
اللهم آمين ..
بارك الله فيك على نقلك القيم و جزاك الله عنا كل خير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيكِ أختى أسماء
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 10:35]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مالك على ذكر سيرة أسماء وإبنها البطل ابن الزبير رضي الله عنهما .. وهذه إضافة لما ذكرت: ""عن سالم بن عبد الله بن عروة عن أبيه أن رسول الله ص كلم فى غلمة ترعرعوا منهم عبد الله ابن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمر بن أبى سلمة فقيل يا رسول الله لو بايعتهم فتصيبهم بركتك ويكون لهم ذكر فأتى بهم إليه فكأنهم تكعكعوا واقتحم عبد الله بن الزبير فتبسم رسول الله ص وقال إنه ابن أبيه وبايعه"" وأيضاً
""قالوا وكان يخرج من باب المسجد الحرام وهناك خمسمائة فارس وراجل فيحمل عليهم فيتفرقون عنه يمينا وشمالا ولا يثبت له أحد وهو يقول
إنى إذا أعرف يومى أصبر * إذ بعضهم يعرف ثم ينكر
وكانت أبواب الحرم قد قل من يحرسها من أصحاب ابن الزبير وكان لأهل حمص حصار الباب الذى يواجه باب الكعبة ولأهل دمشق باب بنى شيبة ولأهل الأردن باب الصفا ولأهل فلسطين باب بنى جمح ولأهل قنسرين باب بنى سهم وعلى كل باب قائد ومعه أهل تلك البلاد وكان الحجاج وطارق بن عمرو فى ناحية الأبطح وكان ابن الزبير لا يخرج على أهل باب إلافرقهم وبدد شملهم وهو غير ملبس حتى يخرجهم إلى الأبطح ثم يصيح لو كان قرنى واحدا كفيته فيقول ابن صفوان وأهل الشام أيضا إى والله وألف رجل ولقد كان حجر المنجنيق يقع على طرف ثوبه فلا ينزعج بذلك ثم يخرج إليهم فيقاتلهم كانه أسد ضارى حتى جعل الناس يتعجبون من إقدامه وشجاعته"" ووالله إنه من أشجع الشجعان وبطل من أبطال الإسلام من كتاب البدايه والنهاية لابن كثير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 07:17]ـ
جزاك الله خيرا أخى إبراهيم على الإضافة القيمة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 03:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكملة لما سبق
الصحابى الجليل عبد الله بن الزبير هو مثال للعابد المجاهد القوى الشجاع فقد اجتمعت فيه خصال الخير ما لم تجتمع لغيره.
الشجاعة والجراءه:
يقال أنه استمد قوته من شرب دم النبى صلى الله عليه وسلم
قال ابن كثير: وقد روي من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبي صلى الله عليه وسلم، " كان النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم
وقد روي من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبي صلى الله عليه وسلم، " كان النبي صلى الله عليه وسلم قد احتجم
في طست فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه فقال له لا تمسك النار إلا تحلة القسم، وويل لك من الناس وويل للناس منك ".
وفي رواية أنه قال له: " يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد، فلما بعد عمد إلى ذلك الدم فشربه، فلما رجع قال: ما صنعت بالدم؟ قال: إني شربته لازداد به علما وإيمانا، وليكون شئ من جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم في جسدي، وجسدي أولى به من الارض، فقال: ابشر لا تمسك النار أبدا.
وويل لك من الناس وويل للناس منك ". (1)
والله أعلم بصحة الحديثين
مع عمر الخطاب رضى الله عنه:
وقيل: أول ما علم من همة ابن الزير أنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان وهو صبي فمر به رجل فصاح عليهم ففروا، ومشى ابن الزبير القهقري وقال: يا صبيان اجعلوني أميركم وشدوا بنا عليه، ففعلوا. ومر به عمر بن الخطاب وهو يلعب ففر الصبيان ووقف هو، فقال له عمر: ما لك لم تفر معهم؟ فقال: لم أجرم فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك. (2)
أما عن شجعاته _رضى الله عنه_ يوم حصار مكة:
* كان ابن الزبير لا يخرج على أهل الباب إلا فرقهم وبدد شملهم، وهو غير ملبس حتى يخرجهم إلى الابطح ثم يصيح: لو كان قرني واحدا كفيته
* يقول ابن صفوان وأهل الشام أيضا: إي والله وألف رجل، ولقد كان حجر المنجنيق يقع على طرف ثوبه فلا ينزعج بذلك، ثم يخرج إليهم فيقاتلهم كأنه أسد ضاري، حتى جعل الناس يتعجبون من إقدامه وشجاعته (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحميدي عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن ابن المنكدر قال: لو رأيت ابن الزبير يصلي كأنه غصن شجرة يصفقها الريح، والمنجنيق يقع ها هنا وها هنا.
قال سفيان: كأنه لا يبالي به ولا يعده شيئا. (4)
وقال عمر بن عبد العزيز يوما لابن أبي مليكة: صف لنا عبد الله بن الزبير، فقال: والله ما رأيت جلدا قط ركب على لحم ولا لحما على عصب ولا عصبا على عظم مثله، ولا رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه، ولقد مرت آجرة من رمي المنجنيق بين لحيته وصدره فوالله ما خشع ولا قطع لها قراءته، ولا ركع دون ما كان يركع، وكان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شئ إليها.
(5) وقد ذكرنا أنه شهد مع ابن أبي سرح قتال البربر وكانوا في عشرين ومائة ألف، والمسلمون عشرون ألفا، فأحاطوا بهم من كل جانب، فما زال عبد الله بن الزبير يحتال حتى ركب في ثلاثين فارسا، وسار نحو ملك البربر وهو منفرد وراء الجيش، وجواريه يظللنه بريش النعام، فساق حتى انتهى إليه والناس يظنون أنه ذاهب برسالة إلى الملك، فلما فهمه الملك ولى مدبرا فلحقه عبد الله فقتله واحتز رأسه وجعله في رأس رمح وكبر وكبر المسلمون، وحملوا على البربر فهزموهم بين أيديهم فقتلوا منهم خلقا كثيرا وغنموا أموالا وغنائم كثيرة جدا، وبعث ابن أبي سرح بالبشارة مع ابن الزبير فقص على عثمان الخبر وكيف جرى، فقال له عثمان: إن استطعت
أن تؤدي هذا للناس فوق المنبر، قال: نعم! فصعد ابن الزبير فوق المنبر فخطب الناس وذكر لهم كيفية ما جرى، قال عبد الله: فالتفت فإذا أبي الزبير في جملة من حضر، فلما تبينت وجهه كاد أن يرتج علي في الكلام من هيبته في قلبي، فرمزني بعينه وأشار إلي ليحضني، فمضيت في الخطبة كما كنت، فلما نزلت قال: والله لكأني أسمع خطبة أبي بكر الصديق حين سمعت خطبتك يا بني. (6)
عبادته:
*وسئل ابن عباس عن ابن الزبير فقال: كان قارئا لكتاب الله، متبعا لسنة رسول الله، قانتا لله صائما في الهواجر من مخافة الله، ابن حواري رسول الله، وأمه بنت الصديق، وخالته عائشة حبيبة حبيب الله، زوجة رسول الله، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله.
*وروي أن ابن الزبير كان يوما يصلي فسقطت حية من السقط فطوقت على بطن ابنه هاشم فصرخ النسوة وانزعج أهل المنزل واجتمعوا على قتل تلك الحية فقتلوها، وسلم الولد، فعلوا هذا كله وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا درى بما جرى حتى سلم. (7)
كَرِّرْ عَليَّ حدِيثَهُم يَا حادِي ... فحدِيثُهُم يَجْلُو الفؤادَ الصَّادِي
هذه تذكره بأبطالنا الحقيقيين وليس أبطال الأفلام السياسية (وأنتم تعلمون قصدى) أبطال ماتوا من أجل الحق، فهؤلاء نفتخر بهم أما أبطال هذه الأيام هم أبطال من نسج الخيال الاعلامى
بهؤلاء تنتصر الأمة بأبى بكر وخالد،بابن الزبير وطارق،بصلاح الدين ونور الدين،بقطز والفاتح
لا تنتصر الأمة بقيادة صاحبة البدعة أو العقيدة الضالة إنما بصاحب العقيدة الصحيحة متبع السنة
وإن حقق صاحب البدعة انتصارا إنما هو تذكرة لأصحاب الحق أن يأخذوا بطرفى الدين الكتاب والسنة فبهما فقط ننتصر (وانتصار المبتدعة هم بأخذهم بالأسباب) ولو بقينا مائة عام نتسلح ونأخذ من علوم الشرق والغرب فلا يفلح ذلك،وكما قيل نحن أمة لا نَصْلُح إلا بدين،ولا يصلح أمر آخر الأمة إلا بما صلح بها أولها. ويصدق فى الصحابة قول الشاعر
قل للاحبة في الاعماق ذكراكم ... يمضي الزمان ونبض القلب يهواكم
جاءت رسائلنا تترى لتلقاكم****لاخير فينا اذا يوما نسيناكم.
****************************** **********************
. (1) لعل أحد الأخوة ينبهنى إن كان الحديث ضعيفاً
(2) الكامل فى التاريخ.
(3) البداية والنهاية ج8 ص 365
(4) البداية والنهاية.ج8ص 367
(5) البداية والنهاية ج8 ص 368
(6) البداية والنهاية ج8 ص 370
(7) المصدر السابق ورقم الصفحات(/)
خذ نسختك من شريط (الوصايا المهمة لعامة الأمة) للشيخ صالح السحيمي - حفظه الله - مفرغ
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 02:44]ـ
شريط
(وصايا مهمة لعامة الأمة)
للشيخ صالح بن سعد السحيمي
- حفظه الله تبارك وتعالى -
((كلام المقدم))
نرحب بكم جميعا في هذا الملتقى العاشر الذي نتواصل به جميعا، وهدفه كله ابتغاء وجه الله - تبارك وتعالى - في نشر العلم النافع، وأن يكون ذلك من أسباب العمل الصالح.
ونشر السنة يحتاج إلى تواصٍ، وتعاون، وتتظافر جهود، والحمد الله نحن فرحون بهذا التناصر والتواصي، وهذا الحضور الذي نسأل الله – عز وجل – أن يثمر انتفاعا في المنهج، وفي العمل، وفي لزوم السنة، ونسأل الله – عز وجل – أن يبارك في كل جهد، ولا يحقر أحدٌ جهدا في نصر، ولو بكلمة يسيرة، ولو بحضور، ولو بالدلالة على الخير، والإرشاد إلى أئمة الهدى، وعلماء أهل السنة والجماعة.
أيها الإخوة: لا شك أننا في هذا اللقاء نجثني فوائد كثيرة، وأنا من أولهم.
وكلنا طلبة علم، والعلم درجات، والناس فيه رتب، وفوق كل ذي علم عليم.
وإذا حضر مشايخنا، وحضر أئمتنا انتفعنا جميعا من هذا.
ومن أعظم ما يكون من الانتفاع – سوى ما هو معلوم من العلم النافع – هو شحذ الهمم، وهذا النشاط الذي نجده في أنفسنا، وأجده في نفسي خاصة، أجده في كل لقاء ألتقي به مع عالم، أو إمام مبرز، أو شيخ له باعه في طلب العلم، وفي نشره، وفي نصرة السنة، خصوصا في المقامات التي قام فيها أهل البدع، ورفعوا عقيرتهم في التثبيط على الولاة، وتأييد الشر، فكانت لهم مقامات هي بمنزلة الجهاد، بل هي جهاد، كانت من أسباب صيانة البلاد والعباد عن الشرور والفتن، وكلنا حقيقة نرفل بنعمة الأمن والأمان والصحة والعافية بعد أن ذهبت ديارنا بسبب الاحتلال البعثي العراقي، وعرفتهم جميعا مواقف أهل الأهواء، ومواقف المتعالمين، ومواقف أصحاب المناهج التكفيرية، ومواقف القطبيين، ولا بد كل جماعة أساسها: إما متعالمون، وإما أنصاف متعالمين، وإما أقوام غارقون في التنظير، فإن للتنظير شهوة أعظم من شهوة (أظنها قال النفس)؛ لذلك قال وهب بن منبه – رحمه الله تعالى – أن للعلم طغيانا كطغيان المال.
وفقه الواقع ثبت بالدليل القاطع، وبالتجربة العملية أن المبرزين فيهم هم أئمتنا، وعلماؤنا، وأن أئمة التنظير الذين كانوا ينظرون في بريدة، وفي جدة، لم يقدموا للأمة حلا واقعيا أبدا؛ ولذلك الأمة تمر بمتغيرات إقليمية خطيرة وحساسة تشبه الأجواء التي عشناها في تلك الأيام من بعض الوجوه؛ لذلك نحتاج أن نذكركم، ومثلكم – إن شاء الله – نرجو ونحسن فيه الظن -: أنه لن يكرر الخطأ أبدا، ولن يغتر بأولئك القوم الذين نعتناهم بالنعوت المعروفة، وإنما سيكيلون الأمر إلى عالمه كما الله - تبارك وتعالى -: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) سورة النساء آية رقم (83).
أيها الإخوة في الله: في بلادنا هذه، في هذه الأيام خصوصا نرى حضورا نشيطا لبعض أولئك القوم الذين نعتناهم بما ذكرناه، وحضورهم في مثل هذه المتغيرات الإقليمية لاشك أنه لا يبعث على الطمأنينية؛ لمن جربهم، وعرف سيرتهم، وسبر مناهجهم؛ لذلك يجب علينا في مثل هذه الأيام أن نكثف نشاطنا ديانة، وطاعة لله – تبارك وتعالى -، وقطعا للطريق حتى لا يكرر هؤلاء فتنتهم التي فعلوها من قبل.
وإذا نجم ناجم البدع، أو أهلها وجد البدار إلى حد أئمة أهل السنة، وإبرازهم إلى الناس، وتقديمهم إلى الناس، حتى نصون الناس، وتصون الديار والبلاد والعباد عن الشرور والفتن؛ ولذلك أيها الإخوة في الله هذا المخيم أقيم من أجل هذا الغرض، وسيقام – إن شاء الله – مخيم مثل هذا – إن شاء الله – وهو من باب التكامل في الجهود، والتناصر والتعاضد، وليس من باب (كلمة أظنها التضاهي) بل المشايخ هم المشايخ، ومعهم آخرون من أهل من ديار مختلفة: من المملكة العربية السعودية، ومن مصر الشيخ حسن البنا شقيق الشيخ محمد البنا السلفي المعروف بجدة، وليس حسن البنا الذي مات، وننشر
(يُتْبَعُ)
(/)
مذهب فرقته المعلومة، كذلك إخوة من اليمن، إخوة من الصومال الشيخ عثمان المعلمي، مشايخ على السنة المحضة.
الشيخ عبد المالك الرمضاني، وشيخنا الفاضل الكريم الشيخ صالح السحيمي؛ وإن شاء الله نحاول – أيضا – في فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ، وهناك – أيضا – (أظنه قال أشياء) أخرى وكبرى مفآجات – إن شاء الله –، نسأل الله – عز وجل – أن ييسر الأمور.
وسيكون هذا الملتقى – إن شاء الله – في منطقة القرين، في البراح الذي قبل سنترال القرين الذي أقمنا فيها ندوة الذب عن الإمامين ابن باز وابن عثيمين.
وسيكون تاريخ هذا الملتقى من (21) / (3) من هذا الشهر، إلى (23) / (3) يعني: أربعاء وخميس وجمعة بعد المغرب مباشرة، نصلي في مخيم مثل هذا، في نفس المخيم، نرجو من الإخوة الصلاة في نفس المخيم مباشرة، أن يبكروا قبل صلاة المغرب؛ لينتفعوا بالمشايخ.
وبعد الصلاة ..... وأيضا نصرة، وأيضا يحصل بهذا اللقاء من الفوائد الكثيرة ما هو معلوم.
شيخنا وضيفنا - لا شك - أنكم تعرفونه جميعا، وهو – حقيقة - ممن ناصر الدعوة السلفية في الكويت، وأكثرهم حضورا إلى الكويت، وحصل بسبب محاضراته التي ألقاها خير كثير، وما زال التواصل مستمرا مع شيخنا، ومع سائر إخواننا، وعلمائنا، ومشايخنا.
فهذا اللقاء – لاشك – أنه – إن شاء الله – لقاء يحصل به سرور لأهل السنة في كل مكان، فقلوب أهل تتآلف، ولو باعدت الأوطان؛ لأن كلمة التوحيد تجمعهم على الحق – بإذن الله تبارك وتعالى -.
شيخنا المحاضر هو فضيلة الشيخ العلامة الدكتور صالح بن سعد السحيمي الحربي، وهو عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية، ورئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية، والمدرس بالمسجد النبوي، وموجه الدعاة بمنطقة المدينة النبوية حاليا؛ فنسأل الله – عز وجل - أن يسدده في محاضرته، وأن ينفعنا جميعا بها، وليتفضل فضيلة الشيخ.
والآن الشيخ صالح السحيمي – حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، وعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأقول: بادئ ذي بدء: أسأل الله لي ولكم الإخلاص والصواب في القول والعمل.
ثم إنني أشكر إخوتي على حسن ظنهم بأخيكم الصغير، وإن كنت أعرف أنني لن أوفيَ مثل هذا الموقف حقه، وبخاصة أن أخي الفاضل فضسلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ – وفقه الله – قد طرق كثيرا – إن لم يكن أكثر الوصايا التي أردت أن أتحدث عنها، بما لا مزيد عليه؛ فجزاه الله عني وعنكم وعن المسلمين خير ما يجزئ به عباده الصالحين؛ لأن العنوان (وصايا مهمة لعامة الأمة) وقد تضمنت أسباب العزة والتمكين العظيمة التي عرض لها الشيخ – وفقه الله – ولا نقول: تعرص؛ فإن كلمة تعرض خطأ لغوي يقع فيها بعض المحاضرين، وإنما نقول: المسائل التي تكلم، أو عرض لها، أو تحدث عنها – جزاه الله خيرا -.
ولذلك لن أطيل فيها، وقد تجدون تكرارا فاعذروني؛ ولذلك سوف أختصر.
أسأل الله لي ولكم العلم النافع، والعمل الصالح.
هذه الوصايا سوف أعرضها في نقاط مختصرة:
(10:14) الوصية الأولى والمهمة: وهي وصية الله لأنبيائه، ورسله، والأولين، والآخرين: تقوى الله – عز وجل -.
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) سورة النساء آية (131).
وقال تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) سورة آل عمران آية (102).
وقال تبارك وتعالى – مخابطا من يريد التزود بالعلم والعمل الصالح -: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) سورة البقرة آية (282).
تقوى الله – يا إخوتاه! – تنحصر في ضابط مختصر وهو: امتثال أوامر الله – سبحانه وتعالى - واجتناب نواهيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
العمل بكتاب الله – تعالى – على نور من الله، وعلى هدى السلف الصالح، والعمل بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نور من الله، وعلى هدي السلف الصالح.
هذه حقيقة التقوى.
بأن يطبق المسلم تعاليم الإسلام: قولا، وعملا، واعتقادا؛ فإذا فعل ذلك استكمل التقوى، وتنقص التقوى بحسب ما ينقص من أعمال، مع أن بعض النقص - قد – يبطلها بالكلية، والبعض ينقصها.
هذه هي الوصية الأولى.
أوصيكم ونفسي بتقوى الله: في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وحتى على أثرة عليك – يا عبد الله! – كما أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أصحابه، والأنصار خاصة.
(12:34) الوصية الثانية: العلم: التزود بالعلم النافع الذي هو أساس العمل الصالح، وكثير ما يتحدث عن العلم، وهو نوعان:
كفائي، وعيني.
فالعلم العيني: هو أن يتعلم المرء المسلم القدر الذي تصح به عبادته؛ حتى يعبد الله على بصيرة كما قال الله – تبارك وتعالى – مخاطبا رسوله – صلى الله عليه وسلم -: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) سورة يوسف آية (108).
فيعرف التوحيد من الشرك، والحلال من الحرام، والهدى من الضلال، والسنة من البدعة.
إذا حصل هذا القدر؛ فإنه يكفيه لنفسه.
والقسم الثاني الكفائي: وهو العلم الذي يحتاج إليه المسلمون، من توجيه، وإرشاد، واجتهاد، وقضاء، وفتيا، وتعليم وتعلم، وتعليل وبيان للحق، وتحذير من الفتن.
وكونه يوجد القاضي، والمفتي، والمعلم، والموجه، بل والعلوم الكونية: كوجود الطبيب، والمهندس، وما يحتاج إليه المسلمون، هذا النوع من العلم يعتبر فرضا كفائيا إن قام به من يكفي سقط الإثم عن الجميع، وإن تركوه جميعا = أثموا جميعا.
هذا هو العلم الذي يقصده أهل العلم عندما يتحدثون.
والذي يطلب العلم ينال فوائدَ كثيرةً؛ لستُ في صدد حصرها، غير أنني سأقتصر على ذكر أمرين:
الفائدة الأولى: أن من يتعلم أمور دينه = يعبد الله على بصيرة؛ لا يضع قدمه إلا حيث يجب أن توضع، لا يفعل عبادة بهواه، ولا بمحض اجتهاده، ولا يتعصب، ولا يتبع الهوى، ولا ينفرد بالرأي، وإنما يعبد الله على بصيرة، على دليل، على حجة، على برهان (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) سورة يوسف آية (108).
فهذا أمر من الله – تبارك وتعالى – لرسوله وأتباعه المؤمنين إلى يوم القيامة.
هذه الفائدة الأولى: أن من يتعلم، ومن يتفقه في دين الله = يعبد الله على بصيرة، لا تزعزه الأهواءُ، ولا تخلخله الآراءُ المختلفة، ولا يجري خلف كلّ ناعق، ولا يطبل خلف كل مُزمَّر؛ وإنما يثبت على قدم راسخة؛ لأنه تعلم العلم الشرعي.
الفائدة الثانية – أو الثمرة الثانية من العلم -: أنه يكون مشعل هداية لغيره؛ فيفيد ويستفيد؛ ينفع الله به الأمة، يهديهم إلى سواء السبيل، يكون مفتاحا للخير، مغلاقا للشر، يكون قدوة صالحة للمؤمنين؛ يقتدون به في أقواله، وأفعاله – إذا سلك هذا الطريق -؛ وقد بين الله - تبارك وتعالى – ذلك في كتابه حيث قال: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) سورة التوبة آية (122).
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذا المعنى: من دعا إلى هدى كان من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
وقال - صلى الله عليه وسلم - من حديث عبد الله البجلي: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
والمقصود: من أحْى سنة من سنن المصطفى – صلى الله عليه وسلم -.
هاتان الفائدتان أساس عظيم في طلب العلم الشرعي، أو ثمرتان عظيمتان لطلب العلم الشرعي، وهناك فوائد جمة لا أستطيع حصرها منها:
1 – أنه مسلك أهل الجنة؛ إنه طريق يؤدي إلى الجنة.
2 – وأن الله يرفع درجاته.
3 – وأنه أشد الناس خشية لله.
4 – وأن فضله على غيره كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.
5 – وأنه وراث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وأنه لاتنطلي عليه الشبه التي تنطلي على غيره؛ يبددها ويبدد ظلامها بنور العلم الشرعي.
7 – وأنه يلهج - دائما - بذكر الله. وغير ذلك من الفوائد الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.
(18:55) الوصية الثالثة: الاعتصام بالكتاب والسنة، وهذا لابد أن يبنى على العلم الذي سبق بيانه.
وهو ما بينه أخي - وفقه الله – فلا داعي للإطالة فيه.
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) سورة آل عمران آية (103).
فالمعتصَم والملاذ هو كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: حبل الله هو الإسلام.
وقال: حبل الله هو القرآن.
والقرآن إذا ذكر شمل السنة؛ لأن كليهما وحي من الله – سبحانه وتعالى -.
فالاعتصام بحبل الله المتين سبب لاجتماع الكلمة، ووحدة الصف؛ لسنا ممن يقول: وحدة الصف ولو اختلف الرأي. وإنما نقول: وحدة الصف على توحيد الله = هو الذي يجمع الأمة؛ وهذه وصية ستأتي بعد قليل.
إذن الاعتصام بحبل الله – جل وعلا – والتمسك بالكتاب والسنة اللذين لن يفترقا حتى يردا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الحوض.
قال رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم – في خطبة الحاجة - كثيرا ماكان يكرر: إن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم –، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
قال الله - تبارك وتعالى -: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) سورة الحشر آية (7).
وقال تبارك وتعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) سورة الأنفال آية (24).
وقال - جل وعلا - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) سورة النساء آية (59).
وقد تكلم أخي – وفقه الله - على هذه القضية بما لا مزيد عليه.
(21:29) الوصية الرابعة: الاقتداء بالصحابة – كما ذكر أخي – وفقه الله - الذين قال الله – تبارك وتعالى - في الاقتداء بهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) سورة التوبة آية (100).
وقال تبارك وتعالى – بعد أن ذكر صفات المهاجرين، وصفات الأنصار في سورة الحشر – قال بعد ذلك – (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة الحشر آية (10).
وقد سمعتم الأحاديث التي أوردها أخي فضيلة الشيخ الدكتور فلاح – وفقه الله – فلا داعي لتكرارها.
(22:30) الوصية الخامسة: السير على هدي السلف الصالح، وعلى رأسهم الصحابة - كما بُيّن في الوصية الرابعة - الذين بهم قام القرآن – هذه عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكر في الحموية – وبه قاموا، وبهم نطق القرآن، وبه نطقوا.
أولئك الرعيل الأول الذين قال فيهم عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: من كان مستنا – أو من كان متأسيا في الرواية الأخرى – فليتأس بأصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإنهم أعمق هذه الأمة علما، وأقلها تكلفا، وأصدقها قيلا، وأحسنها خلقا، أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه إلى أن قال: فاستمسكوا بهديهم فإنهم على الصراط المستقيم.
وقال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله -: سن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وولاة الأمر من بعده، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغيرها، ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها؛ من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين = ولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم، وساءت مصيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
(24:30) الوصية السادسة: الرجوع إلى العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله – جل وعلا – تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) سورة النساء آية (83).
مما آلمني مرة ونحن في مدينة من مدننا في المملكة أنني لما دعوت إلى لزوم العلماء والأخذ عنهم وثني الركب عندهم قام اثنان متأثران بجماعة موجودة في الساحة: جماعة صوفية تتلبس بلباس الدعوة وهي تدعوة إلى التصوف في حقيقة الأمر، وكان هذان الشابان متأثرين بتلك الجماعة فخرجا معي: وكان إلى يميني فضيلة شيخنا الشيخ صالح البليهي - رحمه الله تعالى - وعن يساري فضيلة شيخنا الشيخ محمد المرشد - رحمه الله تعالى -.
أنا ذكرتُ بالمناسبة مشايخنا:
سماحة الشيخ ابن باز، سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وفضيلة الشيخ العثيمين، الشيخ الألباني، وغيرهم، ذكرت عددا من المشايخ آنذاك، وكان هذا قبل خمسة عشر سنة قديم الكلام هذا، عفوا سبعة عشرة سنة!
فقال هذان الشابان: أنت تقول: إن العلم لا يوجد إلا عند هؤلاء؟!
يا أخي! اخرج في سبيل الله ومع هذه الجماعة، والعلم يأتيك فويضات!!
لا إله إلا الله!!
التفت قلتُ: يا ابني! وكان صغيرا (15) أو (14) – يا ابني كلمة (فويضات) من أين جاءتك؛ في قلب نجد في قلب بلد التوحيد؟!!
من أين جاءتك كلمة الفويضات؟ جاءتك من الأحزاب، وغيرهم من الأصحاب، لا حول ولا قوة إلا بالله.
ناصحتُه ثم مضيت في سبيلي.
إذن الأمر السادس هو الرجوع إلى العلماء، ولاسيما ونحن نشهد هذه الأيام – كما أشار أخي – وفقه الله – فضيلة الشيخ حسين - نشهد حملة شرسة على علماء الأمة من قبل منظري الفضائيات المشبوهة، ومواقع الإنرنت.
ويصفون العلماء بأوصاف فاقوا فيها المعتزلة!! والله ما قال المعتزلة ربع قولهم.
وقد يحسب بعضهم على أنه من أهل المنهج! زعما منه وإلا فهو بعيد عنه أعني منهج الحق منهج أهل السنة والجماعة.
لكنه يوالي عباد القبور، ويوالي القائلين بوحدة الوجود، ويوالي منكري صفات الرب - سبحانه وتعالى -، ويوالي من يضع الأحاديث على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويوالي من يحرف القرآن عن ظاهره يواليه على إخوانه؛ فأين دعواه سلوك المنهج السلفي؟!
والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
فانتبه لهذه الوصية يا عبدَ الله! لزوم العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله – عز وجل -: تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ وهم موجودون – ولله الحمد – وأتباعهم – ولله الحمد – موجودون؛ لكن نقول: شذت فئة من شبابنا، وطبلت خلف المطبلين؛ فنسأل الله أن ينقذهم من هذا الوحل.
(28:37) الوصية السابعة: التواضع؛ إذ أن من تواضع لله رفعه، كثير من المتعالمين إنما أوصلهم إلى ما وصلوا إليه من الغرور إنما هو التعالم، والتكبر، والغرور، والانخداع بما حصل من علم يسير.
يقول بعض السلف: لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه عَلِم فقد جهل.
ومما استفدته من شيخنا الشيخ حماد – رحمه الله تعالى – وهو من مشايخ الدعوة السلفية المباركة على نهج أئمتنا الأفاضل – قديما وحديثا -؛ قال: إن العلم ثلاثة أنواع:
علم يورث الكبر.
علم يورث الخشية.
علم يورث التواضع.
ثم فصل – رحمه الله – وبين أن بعض من حصّل علما قليلا؛ ثم أخذ يتباهى به على الناس، ويتقعر، ويتفاصح، ويختار الكلام الغريب، ويأتي بغرائب الأمور، ويخالف في فتاواه، ويتسرع في الفتوى، وما إلى ذلك = هذا هو العلم الذي يورث الكبر، قد يكون عنده شيء من العلم، لكنه أضاعه بهذا الكبر، إذا شعر بنفسه أن هذا العلم يجعله يتعاظم على الناس، ويتكبر؛ فليتق الله، وليتبنه إلى أنه وصل إلى مرحلة خطيرة.
هذا العلم يورث الكبر، وكثير من أرباب الفضائيات الذين يغتروا بعض الناس = من هذا القبيل، من هذا القبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)