هذه جهود ضخمة جبارة هائلة، يراد بها اقتلاع هذا الدين من الوجود، فحقيقتنا حين نستقبل هذا الغزو، كمن يقول: اقتلوني واذبحوني واضربوني، وأكثر من ذلك ضراوة، هو مثل من يكون أغبى من ذلك فيطلب من أعدائه أن يطعموه، بكل جراثيم الإيدز، وأن ينقلوا إليه أي مرض، فهذا وأمثاله ينقلون هذه الأمراض الفكرية والأمراض الأخلاقية إلى أهلهم وإلى ذويهم.
فما علينا جميعاً إلا أن نحيي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الواجب الذي يكون الحمل الأكبر فيه على العلماء ثم على طلاب العلم، وعلى الخطباء وعلى الأئمة، أن يحذروا الناس من ذلك قبل أن تقع الكارثة وقد بدأت مع الأسف.
فما علينا إلا توسيع الدعوة حتى تكون عامة، وأن نركز على الشباب؛ لأنهم أمل هذه الأمة وأن نشغل أوقاتهم عن طريق وسائل عدة منها: المراكز، وحلقات التحفيظ، وانتقاء المدرسين الصالحين، والمناهج الطيبة، ونشر الوسائل الإعلامية الطيبة، فهذه وغيرها لا تنقص هذه الأمة فلدينا والحمد لله وسائل طيبة.
حال من أيقن بالشهادة وهو تارك لركن من أركان الإسلام
السؤال: فضيلة الشيخ لقد قلت في حديثك أن {من شهد أن لا إله إلا الله موقناً حرم على النار} وهو حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكيف يعاقب إذن إذا كان تاركاً أحد أركان الإسلام وواحداً من الواجبات الأخرى؟
الجواب: إذا ترك الصلاة وإن كان قد قال لا إله إلا الله مثلاً فهو كافر، ولا يشمله ذلك، فالمقصود من وصل إلى حالة اليقين، واليقين كما ذكرنا يثمر لصاحبه الاستقامة، وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فالذين يحرمون على النار هم الطائفة الذين عصمهم الله تبارك وتعالى لما أعطاهم من اليقين، فلم يرتكبوا ما يوجب دخولهم النار، فاستحقوا بذلك الجنة، وإذا فعلوا ما يوجب أو ما يستحقون به النار، فإما أن تشملهم رحمة الله وشفاعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأيضاً هؤلاء طائفة لا يدخلون النار وإن كانوا في الأصل من أهلها، وإما أن يدخلوا النار فمن دخل النار علمنا أنه لم يكن من أهل اليقين، ولا من أهل الإخلاص، الذين وعد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أنه لا يدخلهم النار.
الإنكار يزيد الإيمان واليقين
السؤال: إنا نحبكم في الله ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى، ونرجو من فضيلتكم توضيح لنا هذا الأمر وهو: أنه يوجد في أحيائنا بعض المنكرات فنخشى أن ننكر هذه المنكرات فيضعف علينا الإيمان من كثرتها، فتقع هذه المنكرات، ونخشى أن لا ننكرها فنأثم؟
الجواب: لا أظن أن الذي ينكر المنكرات يضعف إيمانه، إلا إن كان قصد الأخ -مثلاً- لو كان شاباً في قوة الشهوة والشباب، والمنكر الذي ينكره -مثلاً- هو أن يذهب إلى بيوت للفساد، أو بعض المتعرين أو المتبرجات، وينصحهم ويكلمهم، فهذه الحالات عارضة.
أما الأصل فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يزيد الإيمان ويزيد اليقين، وبركاته وثمراته عجيبة، ورب رجل وُعظ أو نُهي عن منكر بكلمة فهداه الله تبارك وتعالى وأنت تشعر أو لا تشعر، فهذه نعمة عظيمة، ولكن إن كان في إنكار المنكر مفسدة فعليك اجتنابه.
ويقول شَيْخ الإِسْلامِ: إذا ترتب على إنكار المنكر مفسدة عظيمة فإنك لا تنكر هذا المنكر. كما لو رأيت امرأة متبرجة ولا تأمن على نفسك الفتنة إن كلمتها، فلا تكلمها أنت، ولكن يمكن أن يكلمها من كان شيخاً كبيراً مسناً، ويأمن على نفسه من الوقوع في الفتنة وأشباه ذلك.
مشكلة تواجه الشباب
السؤال: مشكلة تواجه الشباب، وهي: أن الواحد منا عندما يكون بين إخوانه يشعر بزيادة الإيمان، وعندما يكون وحده أو في بيته، ويصبح لوحده يضعف عنده الإيمان، وقد يرجع إلى المعاصي ومنها العادة السرية وغير ذلك، فما هو الحل لعلاج مثل هذه المشكلة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: كما ذكرنا سابقاً أن هذا شأن جبلي طبيعي في النفوس أنها لا تثبت على حالة واحدة من الإيمان ومن اليقين، بل يكون الإنسان مع إخوانه أقوى منه على انفراده كما في حديث حنظلة، لما قال: نافق حنظلة، عندما {مر بأبي بكر وهو يبكي فقال مالك يا حنظلة قال: نافق حنظلة قال: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة كأنه رأي عين فإذا رجعنا إلى الأزواج والضيعة نسينا كثيراً قال: فوالله إنا لكذلك، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقنا فلما رآه رسول الله قال: مالك يا حنظلة، قال: نافق حنظلة يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنه رأي عين فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيراً}، فهذه نفس الحالة هذه، والحل في مثل هذا أن يستديم الإنسان رقابة الله تبارك وتعالى عليه:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
وأن يعلم أن الله سبحانه مطلع على كل أحواله وهو معه أين ما كان، وأن يحاول أن يحافظ على هذا الإيمان بقدر الإمكان، وأن يحافظ على حلق الذكر، وأن يلتقي بالإخوان دائماً لأنه كلما يلتقي بهم يزداد إيمانه، ولا شك أنه كلما كان معهم فهو أبعد عن المعصية، وهذا من فوائد صحبة الأخيار.
حكم تعلم علم النفس وعدم اليقين به
السؤال: ما حكم تعلم علم النفس وعدم اليقين بكل ما فيه، وما هو رأيك في علم النفس؟
الجواب: هو باسمه وبشكله الحالي الموجود المنقول عن الغرب يؤدي ولا شك إلى الانحراف والضلال؛ لأن الذين كتبوه ودونوه لا يؤمنون بالله، أو لا يؤمنون بالغيب، أو لا يؤمنون بالروح التي هي حقيقة هذا الإنسان، وإنما تكلموا عن النفس على أنها أشبه ما يكون بأي نشاط من الأنشطة العضوية، فهؤلاء قوم لا يؤمنون بما وراء هذه المادة، وما وراء هذه الأعضاء، ولذلك نظرياتهم كنظرية بافلوف ونظرية، فرويد طبق في التحليل النفسي على الأمراض، مثلاً: بافلوف طبق على الكلاب، وغيره طبق على الفئران، فهم يعتبرون الإنسان حيواناً ويعتبرونه مادة، هذا خلاصة ما يمكن أن نوجز به حال هذا العلم الغربي.
أما من الناحية الإسلامية فكل كلام تكلم به السلف في أحوال القلب والإيمان والنفس وتزكيتها، فهو من علم النفس الإسلامي، إن سمي أو لم يسم، فكتاب الجواب الكافي، وكتاب مدارج السالكين، وكتاب إغاثة اللهفان، وغيرها من الكتب، هذه في علم النفس الإسلامي، وقد كتب علماؤنا في هذه الأبواب ما لا يمكن أن يتخيله علماء الغرب فضلاً عن أن يكتبوه؛ لأن أولئك لم يستضيئوا بنور الوحي، ومدارسنا الآن تحتاج إلى أن يكتب لها علم نفس إسلامي، مأخوذ من مشكاة الوحي ومنهج السلف الصالح.
العلاقة بين الإحسان واليقين
السؤال: هل اليقين أحد مراتب الدين، وهل هو أعلى من الإحسان، وما رأيكم في الذين يقولون: إنهم يقتنون أجهزة البث المباشر لمتابعة الأخبار؟
الجواب: أما بالنسبة لمتابعة الأخبار فباختصار، إذا تابعنا ماذا نستفيد، وحتى لو تابعنا حتى لو رأينا ما هي الثمرة؟
أما من ناحية اليقين، فهو من أعمال القلب، وعلاقته بالإحسان كما ذكرنا، فالمحسن موقن والموقن محسن، لكن هذا أحد أعمال القلب التي هي أعمال باطنة , والإحسان يشمل الأعمال الباطنة والظاهرة، أما الأعمال الظاهرة الصالحة فهي من لوازم اليقين، وثمراته.
فنحن في مجتمع -الحمد لله- فيه خير وفيه فضائل وفيه قبول، كيف لو كنا في مثل ما فيه إخواننا في الجزائر -مثلاً- كيف كانت حالهم مع فرنسا من الاضطهاد ومسخ اللغة العربية، وإلغاء المناهج الدينية، وأحكام كلها قوانين وضعية، وانحلال وانحطاط واختلاط في المدارس، وكانت الحكومة التي خلّفها الاستعمار مثله، فهذا ما ربوا عليه الناس، كفر صراح بواح لا مكان فيه للإسلام، إلا في المساجد، فلو استيأس الدعاة إلى الله، ما حققوا شيئاً، ولكنهم قاموا وتحركوا وخطبوا وتكلموا ووعظوا وإذا بهذه الأمة سبحان الله يعتقل الصف الأول وجميع أئمة المساجد، فيأتي مكانهم الخطباء ويعتقل الخطباء، فيأتي خطباء، بل هم أكثر السجناء، فيهم أكثر من ستين ألفاً، ومع ذلك المساجد فيها الخطباء والدعاة والحمد لله.
سبحان الله! كيف تفجر هذا الإيمان وهذه القوة الحمد لله قام من قام، ودعا من دعا، وصبر وصمد وتحمل الأذى، فكانت خلفه أمة والحمد لله، فنحن نحتاج إلى هؤلاء الرجال المؤمنين الأقوياء، الذين لا يخشون في الله لومة لائم، والذين يدعون إلى الله سبحانه على هدى وعلى بصيرة، ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل إقامة هذا الدين، فلِمَ لا تكن من هؤلاء وإن لم:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
اختر لنفسك طريقاً من الآن، فلتكن مجاهداً، أو فلتكن داعية، أو فلتكن عالماً، أو فلتكن آمراً بالمعروف، وما يمكن أن يكون من سبل الخير، من الآن ابدأ وستجد -بإذن الله- أن بإمكانك أن تحقق الكثير، وأن تنتج الكثير وأن الله سبحانه سيبارك في جهودك وينصرك بإذن الله، وإذا كنت أنت والآخر، وتعاون الجميع وجدت الأمة التي ينصرها الله، كما أخبر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم}، وفي رواية قال: {يقاتلون في سبيل الله حتى يأتي أمر الله}، وهو قيام الساعة والريح التي تخرج بين يدي الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 09:44]ـ
موضوع في غاية الاهمية جزى الله الشيخ سفر الحوالي خيرا
و شكرا لك يااخي ابن رجب وبارك الله فيك ...
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 10:04]ـ
نفع المولى بك أفدة الاخرين(/)
أعلام المغرب في القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 01:16]ـ
أرجو من الإخوة الكرام أن يذكروا بعضَ أعلام المغرب الأقصى في القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر.
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 02:10]ـ
* لأبي هريرة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني كتاب بعنوان "من أعلام المغرب العربي في القرن الرابع عشر "وهو مطبوع بتحقيق الشريف محمد حمزة بن علي الكتاني - دار البيارق
* ولمحمد بن الفاطمي السلمي ابن الحاج:"إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين "مطبعة النجاح الجديدة - الدارالبيضاء
* ومؤلفات أخرى
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 11:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ولعبد السلام بن عبد القادر بن سودة (ت1400هـ) رحمه الله "سل النصال للنضال بالاشياخ وأهل الكمال"وله أيضا "اتحاف المطالع بوفيات علماء القرن الثالث عشر والرابع " كليهما طبع دار الغرب الاسلامي. ولجعفر بن أحمد بن خالد الناصري كتاب " ترجمة شيخنا العلامة المحدث ابي شعيب الدكالي " ذيله محقق الكتاب د. محمد بن عزوز بجملة من تراجم علماء المغرب الذين تتلمذوا على ابي شعيب الدكالي رحمه الله , ط/ دار ابن حزم.ولعبد الله الجراري (ت1403هـ) "تاريخ علماء القرن الرابع عشر الهجري" وكتاب "من أعلام الفكر المعاصر بالعدوتين الرباط وسلا"(/)
ثقافة التهييج ,,, ومصارعة الثيران!
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 03:18]ـ
يندفع الثور هائجاً نحو الخرقة الحمراء! ليس ثمة سبب مقنع, هو فقط كُره الثور لهذا الأحمر. لو قُدِر لك أن تسأل الثور: ما بال الخرقة؟ لقال: لأنها حمراء!.
ولو قلت له: لكنك ستهلك بسيف المصارع! , لقال: لكنني يمكن أن أقتله أو أجرحه!.
فتقول له: لكنك إن قتلته ستبقى الخرقة الحمراء سالمة!. فيرد: المهم أن أشفي غليلي من المصارع وخرقته.
ونهاية هذا كله هلاكٌ حتمي للثور وبقاءٌ حتمي للخرقة الحمراء.
قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فلو أن الثور أدرك أن الله سبحانه ما خلقه لنطح الخرق الحمراء لما أقدم على هذه الخطوة المهلكة. لكنها حكمة الله سبحانه.
وأحدنا _ نحن بني البشر _ الذي كرمنا الله بالعقل يجب أن يفطن لهذه العبرة, فهيجان المشاعر والغيرة يجب أن تنضبط بضابط الشريعة الغراء الحكيمة, فلو أن مسلماً أبتلاه الله في ابنته فنما إلى علمه أنها زنت مع شابٍ ما والعياذ بالله فما ظنكم ستكون ردة فعل الأب؟
لا أحد منا يشك أبداً بأن الأب يمكن أن يقتل الشاب والبنت أو أحدهما مع أن الله حكم عليهما (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ... الآية) فإن تهور الأب وقتل الشاب؟ (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ... ) وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)
وقد سُجن الأئمة أحمد وابن تيمية فهل استنجدا بمشاعر الناس لنصرة الحق في هذه الفتنة الدينية العظيمة؟ لا ... بل صبروا ونالوا الأجر ودحر الله بصبر أحمد وحكمته فتنة خلق القرآن.
(يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)
دمتم بروية وتعقل وحكمة وفقه(/)
توحيد الاتباع ... معنى أن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 09:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام
عندما تعلمنا التوحيد قديماً عرفنا معنى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات ... وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ..
وللأسف لا نهتم بتوحيد الاتباع وهو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ..
قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام ج1 ص 89
قال تعالى: * (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) * فوجدنا الله تعالى يردنا إلى كلام نبيه (ص) على ما قدمنا آنفا، فلم يسمع مسلما يقر بالتوحيد أن يرجع عند التنازع إلى غير القرآن والخبر على رسول الله (ص) ولا أن يأتي عما وجد فيهما فإن فعل ذلك بعد قيام الحجة عليه فهو فاسق، وأما من فعله مستحلا للخروج عن أمرهما وموجبا لطاعة أحد دونهما، فهو كافر لا شك عندنا في ذلك.
وقد ذكرنا محمد بن نصر المروزي أن إسحاق بن راهويه كان يقول: من بلغه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر، ولم نحتج في هذا بإسحاق، وإنما أوردناه لئلا يظن جاهل أننا منفردون بهذا القول، وإنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلاف ما صح عنده عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقول الله تعالى مخاطبا لنبيه (ص): * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) *.
قال أبو محمد بن حزم: هذه كافية لمن عقل وحذر وآمن بالله واليوم الآخر، وأيقن أن هذا العهد عهد ربه تعالى إليه، ووصيته عز وجل الواردة عليه، فليفتش الانسان نفسه، فإن وجد في نفسه مما قضاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل خبر يصححه مما قد بلغه، أو وجد نفسه غير مسلمة لما جاءه عن رسول الله (ص)، ووجد نفسه مائلة إلى قول فلان وفلان، أو قياسه واستحسانه، وأوجد نفسه تحكم فيما نازعت فيه أحدا دون رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متى صاحت فمن دونه، فليعلم أن الله تعالى قد أقسم، وقوله الحق إنه ليس مؤمنا وصدق الله تعالى، وإذا لم يكن مؤمنا فهو كافر، ولا سبيل إلى قسم ثالث. .
وليعلم أن كل من قلد، من صاحب أو تابع أو مالكا أو أبو حنيفة والشافعي وسفيان والاوزاعي وأحمد وداود رضي الله عنهم متبرئون منه في الدنيا والآخرة، ويوم يقوم الاشهاد.
اللهم إنك تعلم أنا لا نحكم أحدا إلا كلامك وكلام نبيك - الذي صليت عليه وسلمت - في كل شئ مما شجر بيننا، وفي كل ما تنازعنا فيه، واختلفنا في حكمه، وأننا لا نجد في أنفسنا حرجا مما قضى به نبيك، ولو أسخطنا بذلك جميع من في الارض وخالفناهم، وصرنا دونهم حزبا وعليهم حربا، وإننا مسلمون لذلك طيبة أنفسنا عليه، مبادرون نحوه لا نتردد ولا نتلكأ، عاصون لكل من خالف ذلك، موقنون أنه على خطأ عندك، وأنا على صواب لديك.
اللهم فثبتنا على ذلك ولا تخالف بنا عنه، وأسألك اللهم بأبنائنا وإخواننا المسلمين هذه الطريقة حتى ننقل جميعا ونحن مستمسكون بها إلى دار الجزاء، آمين ... بمنك يا أرحم الراحمين ... أ. هـ
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 10:41]ـ
ماشاء الله كلام جميل
أسأل الله ان يرحم إمام الأندلس ابن حزم الظاهري وجميع أئمة المسلمين الذين نصروا هذا الدين وكانوا مصابيح الدجى ومنارات الهدى
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 09:14]ـ
بارك الله فيكم أخى إمام الأندلس
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 09:20]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 07:54]ـ
ما شاء الله، جزاك الله خيراً .. كنت أبحث عن هكذا نص منذ زمن، وها قد وجدته.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:08]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ... وأرجو أن نكون جميعاً ممن يعمل بما يعلم.(/)
سؤال للافاضل؟ مالذي ابكى ابا بكر؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 12:58]ـ
الحمد لله
وبعد
جاء في بعض الاحاديث
إن رجلا خيره ربه عز وجل بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها ويأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه، فبكى أبو بكر.
فهل صح هذا الحديث؟
ومالذي ابكى ابا بكر رضي الله عنه؟
ـ[أبو البراء]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 01:26]ـ
الذي أبكى أبا بكر أنه علم أن هذا الرجل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحديث يدل على ذلك حيث كان في مرضه عليه السلام وذكر الأنصار ووصى عليهم ولما بكى أبو بكر أثنى عليه الرسول عليه السلام
وهذا الحديث عند البيهقي والحاكم وهو من طريق ابن إسحاق عن الزهري عن أيوب بن بشير
فهو مرسل
وله شواهد كثيرة
والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 01:57]ـ
في البخاري:
حدثنا إِسْمَاعِيلُ بن عبد اللَّهِ قال حدثني مَالِكٌ عن أبي النَّضْرِ مولى عُمَرَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ عن عُبَيْدٍ يَعْنِي بن حُنَيْنٍ عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) جَلَسَ على الْمِنْبَرِ فقال إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا ما شَاءَ وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ فَبَكَى أبو بَكْرٍ وقال فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَعَجِبْنَا له وقال الناس انْظُرُوا إلى هذا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رسول اللَّهِ (ص) عن عَبْدٍ خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ وهو يقول فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَكَانَ رسول اللَّهِ (ص) هو الْمُخَيَّرَ وكان أبو بَكْرٍ هو أَعْلَمَنَا بِهِ وقال رسول اللَّهِ (ص) إِنَّ من أَمَنِّ الناس عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كنت مُتَّخِذًا خَلِيلًا من أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إلا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلا خَوْخَةُ أبي بَكْرٍ
وفي مسلم:
حدثنا عبد اللَّهِ بن جَعْفَرِ بن يحيى بن خَالِدٍ حدثنا مَعْنٌ حدثنا مَالِكٌ عن أبي النَّضْرِ عن عُبَيْدِ بن حُنَيْنٍ عن أبي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) جَلَسَ على الْمِنْبَرِ فقال عَبْدٌ خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ فَبَكَى أبو بَكْرٍ وَبَكَى فقال فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا قال فَكَانَ رسول اللَّهِ (ص) هو الْمُخَيَّرُ وكان أبو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ وقال رسول اللَّهِ (ص) إِنَّ أَمَنَّ الناس عَلَيَّ في مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أبو بَكْرٍ وَلَوْ كنت مُتَّخِذًا خَلِيلًا لإتخذت أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنْ إخوة الْإِسْلَامِ لَا تُبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلا خَوْخَةَ أبي بَكْرٍ.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 03:14]ـ
الحمد لله
جئنا للمقصود
السؤال الذي ينقدح في النفس الآن:
أنى لأبي بكر من قوله صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا ما شَاءَ وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ.
أقول أنى له رضي الله عنه أن هذا العبد المخير هو رسول الله صلى الله عليه و سلم , وليس فيه
ظاهر يؤيد ما ذهب اليه رضي الله عنه؟
ـ[حمد]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 10:15]ـ
القرائن أخي المجلسي.
منها:
أن ذلك بعد نزول سورة النصر.
ومنها:
أنّه كان في بداية مرض صلى الله عليه وسلم.
ومنها:
أنه كان بعد حجة الوداع. حيث ودع الناس
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 11:27]ـ
وازيد على الأخ حمد
إن الله تعالى عندما خير هذا العبد فالمحمول على ان هذا العبد خير أهل الارض او من خير اهل الأرض فنزول الوحي بهذا التخيير لا يحصل إلا لرسول ونبي لما لها من كرامة من الرحمن الرحيم العاطي ولما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم خاتم النبيين فكان من البداهة ان يكون هو ذاك العبد وان قلنا يجوز ان تعطى لما دون النبي فكان من الضرورة على هذا العبد ان يتم سؤاله ويعلن جوابه ولما لم يعلم الصحابة رضوان الله عليهم ان رسول الله قد سأل عبدا من عباد الله تعالى وقال له ان الله يخيرك بين ما عنده وبين زهرة الدنيا فان ابا بكر علم بفراسته ونباهته وفطنته ان ذاك المقصود هو نفسه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
والله اعلم
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 05:46]ـ
ما وجه الإشكال لديك يا أخي في الله؟؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 07:12]ـ
الحمد لله
وبعد
جزى الله الاخوة خيرا.
اما قوله صلى الله عليه و سلم
إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا ما شَاءَ وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ
فتلك القرائن التي تفضل بها الاخ الكريم ليست حاسمة لأن صيغة الفعل ماضية في الظاهر .. كأن النبي صلى الله عليه و سلم يتحدث عن عبد من عباد الله في الماضي.
وقول الاخ الثاني انه محمول على خير عباد الله أقول نعم لكن مالمانع ان يكون المقصود به نبيا من الانبياء السابقين فالنبي خير اهل زمانه في كل امة؟ فكيف استيقن ابو بكر رضي الله عنه من ان العبد المذكور لم يكن رسولا ماضيا خصوصا وان الحديث
بصيغة الماضي؟
واعذروني اخوتي الكرام فقصدي بهذه المحاورة مجادلة اخواني من اهل الظاهر قليلا اذ يزعمون ان الحكم بالظاهر على طريقة الظاهرية هو الحق ونحن نرى ان ابا بكر رضي الله عنه دون بقية الصحابة قد فهم امرا صحيحا لا يقتضيه الظاهر على طريقتهم
بل ولم يفهم بقية الصحابة ذلك مع انهم افصح اهل الارض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توبة]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 11:16]ـ
اما قوله صلى الله عليه و سلم
إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا ما شَاءَ وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ
فتلك القرائن التي تفضل بها الاخ الكريم ليست حاسمة ..
هي تلك القرينة التي تجدها في نص الحديث نفسه:وقال رسول اللَّهِ إِنَّ من أَمَنِّ الناس عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كنت مُتَّخِذًا خَلِيلًا من أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إلا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلا خَوْخَةُ أبي بَكْرٍ
وهي نفس القرينة التي جعلت "صاحبه" رضي الله عنه يقول (فشرب حتى ارتويت)! ... و في رواية حتى رضيت " {ولسوف يرضى} ..
و هي نفس القرينة التي جعلت الرسول صلى الله عليه و سلم: يقول: [فإني أؤمن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر] وما هما ثم!.
القرائن كثيرة،ولكن كيف يفقهها من لم يكتف بظاهرية النصوص فانتقل إلى ظاهرية خبايا النفوس.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 01:00]ـ
هي تلك القرينة التي تجدها في نص الحديث نفسه:وقال رسول اللَّهِ إِنَّ من أَمَنِّ الناس عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كنت مُتَّخِذًا خَلِيلًا من أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إلا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلا خَوْخَةُ أبي بَكْرٍ
وهي نفس القرينة التي جعلت "صاحبه" رضي الله عنه يقول (فشرب حتى ارتويت)! ... و في رواية حتى رضيت " {ولسوف يرضى} ..
و هي نفس القرينة التي جعلت الرسول صلى الله عليه و سلم: يقول: [فإني أؤمن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر] وما هما ثم!.
القرائن كثيرة،ولكن كيف يفقهها من لم يكتف بظاهرية النصوص فانتقل إلى ظاهرية خبايا النفوس.
الحمد لله
ما شاء الله لا قوة الا بالله
أحسدك على الفهم الذي لم يؤته الصحابة رضوان الله عليهم -باستثناء الصديق - حين تعجبوا من بكاء ابي بكر رضي الله عنه.
وسبحان الله كيف فهمتم انتم هذه القرائن ولم يفهمها هؤلاء الصحابة الفحول هم مع انهم اهل اللسان و الصحبة
ولتعلمي بارك الله فيك أنني أسأل الاخوة الظاهرية عن الدليل الذي عين به أبو بكر رضي الله عنه
هذا العبد [المبهم] في الكلام
هذا يسمونه في علوم القرآن تعيين المبهم
وكل ما تفضلت بذكره لا يفيد ألبتة في تعيين هذا [العبد المبهم] بحسب طريقة اهل الظاهر
فهداك الله
أي رابط بين أقواله صلى الله عليه وسلم التي ذكرتموها وتعيين هذا المبهم على طريقة الظاهرية.
.
ـ[توبة]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 01:55]ـ
هداني و إياك أخي أبا الشنقيطي ...
هي تلك القرائن و من جنسها، فإن وجدت ما الذي أبكى أبا بكر -رضي الله عنه -وجعله ينتبه إلى مقصود النبي عليه الصلاة و السلام ولم يفعل غيره من الصحابة رضوان الله عليهم -غيرها، فلا تنس وضعه هنا-بورك فيك-عسانا نستفيد منك ومن إخواننا الظاهرية ..
وإليك هذا النقل من الفتاوي للشيخ ابن تيمية رحمه الله:
وأما حديث عمر: أنه كان كالزنجي بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر " فكذب مختلق نعم كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم به وأعلمهم بمراده لما يسألونه عنه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلام العربي الذي يفهمه الصحابة رضي الله عنهم ويزداد الصديق بفهم آخر يوافق ما فهموه ويزيد عليهم ولا يخالفه. مثل ما في الصحيحين عن أبي سعيد {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: إن عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة. فاختار ذلك العبد ما عند الله. فبكى أبو بكر. وقال: بل نفديك بأنفسنا وأموالنا فجعل بعض الناس يعجب ويقول: عجبا لهذا الشيخ يبكي أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير. وكان أبو بكر أعلمنا به}.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر عبدا مطلقا وهذا كلام عربي لا لغز فيه ففهم الصديق لقوة معرفته بمقاصد النبي صلى الله عليه وسلم أنه هو العبد المخير ومعرفة أن المطلق هذا المعين خارج عن دلالة اللفظ لكن يوافقه ولا يخالفه ; ولهذا قال أبو سعيد: كان أبو بكر أعلمنا به.
ومن هذا أن الصديق - رضي الله عنه - لما عزم على قتال مانعي الزكاة قال له عمر: كيف تقاتل الناس؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل}. فقال أبو بكر. الزكاة من حقها والله ; لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال ; والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. فرجع عمر وغيره إلى قول أبي بكر.
وكان هو أفهم لمعنى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ; فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام} فهذا النص الصريح موافق لفهم أبي بكر.
وكذلك قوله في صلح الحديبية لعمر مثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم قال له وأمثال ذلك كثير. فأما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بكلام لا يفهمه عمر وأمثاله بل يكون عندهم ككلام الزنجي فمن اعتقد هذا فهو جاهل ضال عليه من الله ما يستحقه.
قال أبو سعيد الخدري (وكان أعلم الصحابة باتفاق الصحابة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 03:53]ـ
فى المسند:
26389 - حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يعقوب قال ثنا أبى عن محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير ان عائشة حدثته انه قال: حين قالوا خشينا ان يكون به ذات الجنب انها من الشيطان ولم يكن الله ليسلطه على قال بن إسحاق وقال بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا مما أسمعه يقول ان الله لم يقبض نبيا حتى يخيره قالت فلما حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة قالت قلت إذا والله لا يختارنا وقد عرفت انه الذي كان يقول لنا ان نبيا لا يقبض حتى يخير
تعليق شعيب الأرنؤوط: هذا الحديث له إسنادان: الأول: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق والثاني ضعيف
فما المانع أن يكون الصديق تفطن لهذا وأن النبى هو المراد بالتخير لاسيما وقد أشار النبى الى هذا المعنى فى حديثه قبل أن يبكى أبوبكر فى قوله صلى الله عليه و سلم
إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا ما شَاءَ وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 05:15]ـ
الأخت توبة أفادك الله وبورك فيك والله رد رائع رائع الله يوفقك كلام شيخ الاسلام يشرح الصدر وقوي جدا في الاستنباط
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 01:36]ـ
الحمد لله
يا اختنا الكريمة توبة
رضي الله عنك
يبدو انك لم تفهمي مقصودي من ايراد الموضوع
انا قصدي بإبراده ان ابين لبعض الاخوة الظاهرية ان طريقتهم في التزام الظاهر وفهم النصوص
ليست دائما صحيحة لأنهم بجمودهم عل الظاهر يخرجون من اللسان العربي الكثير من الظواهر
اللغوية.
ومن هذه الظواهر ظاهرة التجريد وهي اسلوب عربي مبين وهي ان يتحدث المتكلم عن غائب
ويقصد نفسه.
قال ابن الاثير رحمه الله:
فأما حد التجريد فإنه اخلاص الخطاب لغيرك وانت تريد به نفسك لا المخاطب نفسه
وكلمة [عبدا] في الحديث مبهمة. والعلماء يقولون في تعيين المبهمات انه موقوف على النقل المحض: بمعنى ان يصرح الله بذلك او رسوله صلى الله عليه و سلم.
قال شيخ الاسلام في ذلك: فما كان من هذا منقولا نقلا صحيحا عن النبي صلى الله عليه و سلم
كاسم صاحب موسى انه الخضر فهذا معلوم وما لم يكن كذلك بل مما يؤخذ عن اهل الكتاب ...
فهذا لا يجوز تصديقه او تكذيبه.
ومقصودي من هذه المدارسة اهل المدرسة الظاهرية خاصة فأنا أعلم أن ابا بكر رضي الله عنه محق
في تعيين العبد المبهم ... لكن مدرسة اهل الظاهر لا تسعفهم طريقته في تعيينه.
وما ذكرتم من قتال مانعي الزكاة وصلح الحديبية فهذه أمثلة خارج الموضوع لأن كلام النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك نص صريح بالامر بالقتال لهؤلاء و الصلح مع أولئك فشتان ما بين الكلامين.
فأرجو ان تفهموا المقصود من ايراد الموضوع بارك الله فيكم.
والا فبالله عليكم
أين التعيين للمبهم: في قولهم وكان ابو بكر اعلمنا بالله.
وأين التعيين للمبهم في قول النبي صلى الله عليه و سلم: إن أمن الناس علي في ماله ابو بكر.
وأين التعيين للمبهم في قوله صلى الله عليه و سلم: [فإني أؤمن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر] وما هما ثم!.
واين التعيين للمبهم في قوله صلى الله عليه و سلم: وَلَوْ كنت مُتَّخِذًا خَلِيلًا من أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إلا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلا خَوْخَةُ أبي بَكْرٍ.
بالله عليك هل فيها تفسير كلمة عبدا الواردة في الحديث؟
لا , هذه الاقوال فيها فضائل لأبي بكر رضي الله عنه فأين تعيين العبد فيها انه محمد صلى الله عليه و سلم.
وارجو ان تنبهوا اني اخاطب الظاهرية بطريقة فهمهم للنصوص أما أنا فأوقن أن ابابكر رضي الله عنه مصيب.
ولكي أبين أكثر فهذه طريقة الامام ابن حزم رحمه الله من الاحكام:
قال رحمه الله:
فإن قالوا: بأي شيء تعرفون ما صرف من الكلام عن ظاهره؟ قيل لهم وبالله تعالى التوفيق:
نعرف ذلك بظاهر آخر مخبر بذلك او بإجماع متيقن./ج3ص334.
وأنتم ترون معي ان الحديث ليس فيه ظاهر يعين أن [عبدًا] المقصود به رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ولم اجد ظاهرا آخر يعينه.
أما الاجماع فإن ابابكر كان يبكي والنبي صلى الله عليه و سلم لم يكمل كلامه بعد و الصحابة
تعجبوا من بكائه.
فإما ان تكون طريقة اهل الظاهر صحيحة فيكون أبو بكر مخطئا رضي الله عنه في تعيينه للعبد المبهم من غير دليل ظاهر.
واما ان تكون طريقة الظاهرية فيها خلل فأبو بكر هو المصيب رضي الله عنه.
قال الامام ابن حزم رضي الله عنه:
ومن ترك ظاهر اللفظ وطلب معاني لا يدل عليها لفظ الوحي فقد افترى على الله عز وجل./الاحكام
ج3ص336.
فأرجو ان تفهموا بارك الله فيكم قصدي من ايراد الموضوع وان تكون الاعتراضات في محلها حتى نستفيد جميعا.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 01:55]ـ
فى المسند:
26389 - حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا يعقوب قال ثنا أبى عن محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير ان عائشة حدثته انه قال: حين قالوا خشينا ان يكون به ذات الجنب انها من الشيطان ولم يكن الله ليسلطه على قال بن إسحاق وقال بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا مما أسمعه يقول ان الله لم يقبض نبيا حتى يخيره قالت فلما حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة قالت قلت إذا والله لا يختارنا وقد عرفت انه الذي كان يقول لنا ان نبيا لا يقبض حتى يخير
تعليق شعيب الأرنؤوط: هذا الحديث له إسنادان: الأول: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق والثاني ضعيف
فما المانع أن يكون الصديق تفطن لهذا وأن النبى هو المراد بالتخير لاسيما وقد أشار النبى الى هذا المعنى فى حديثه قبل أن يبكى أبوبكر فى قوله صلى الله عليه و سلم
إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ الله بين أَنْ يُؤْتِيَهُ من زَهْرَةِ الدُّنْيَا ما شَاءَ وَبَيْنَ ما عِنْدَهُ فَاخْتَارَ ما عِنْدَهُ
الحمد لله
أخانا الكريم أبا زكرياء
أعزك الله و ثبتك على الحق
هذا محتمل وليس قاطعا
ألا ترى معي ان الحديث بصيغة الماضي .. وأن هذا العبد قد يكون موسى أيضا عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام.
واعذرني فأنا لا اشكك في فهم الصديق الاكبر بل ألمح فقط الى ان طريقة اهل الظاهر فيها
نظر لكونها اختصرت اللسان العربي في اللفظ العربي واهملت كل التوسع الذي فيه.
بارك الله فيك.
ارجو ان تفيدنا بما قد يبدو لك.
ـ[توبة]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 06:03]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشنقيطي،قد استفدت صراحةً من ردك الأخير أشياء لم أكن أعلمها من قبل ..
بالنسبة لسؤالكم أول الأمر فلم يكن محددا، عن إيراد المبهم،و إنما كان هكذا:" أنى له رضي الله عنه أن هذا العبد المخير هو رسول الله صلى الله عليه و سلم , وليس فيه ظاهر يؤيد ما ذهب اليه رضي الله عنه؟ "
فأجبتكم بتلك القرائن،ولا أظن أن أهل الظاهر يفقهونها ... للأسف.
وما ذكرتم من قتال مانعي الزكاة وصلح الحديبية فهذه أمثلة خارج الموضوع لأن كلام النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك نص صريح بالامر بالقتال لهؤلاء و الصلح مع أولئك فشتان ما بين الكلامين. و الصلح مع أولئك فشتان ما بين الكلامين.
فأرجو ان تفهموا المقصود من ايراد الموضوع بارك الله فيكم.
هذا تابع لكلام ابن تيمية و أنا نقلت النص كاملا لأهمية ذلك،باستثناء العبارة الأخيرة لابن سعيد.
فإن قالوا: بأي شيء تعرفون ما صرف من الكلام عن ظاهره؟ قيل لهم وبالله تعالى التوفيق:
نعرف ذلك بظاهر آخر مخبر بذلك او بإجماع متيقن./ج3ص334.
وأنتم ترون معي ان الحديث ليس فيه ظاهر يعين أن [عبدًا] المقصود به رسول الله صلى الله عليه و سلم .. ولم اجد ظاهرا آخر يعينه.
أما الاجماع فإن ابابكر كان يبكي والنبي صلى الله عليه و سلم لم يكمل كلامه بعد و الصحابة
تعجبوا من بكائه.
يا اخي لم تذهب بعيدا،و الجواب أمامك .. و على طريقتهم:
(الظاهر الآخر) ما صرح به في الحديث: (وكان أعلمنا به) أي بالرسول صلى الله عليه و سلم،و ليس بالله كما نقلت أنت .. (ومعناه ما قد سطرت تحته في النقل أعلاه،فراجعه غير مأمور)
وإن كان المجادل ظاهريا صرفا سيسلم لك بهذا،لأن الضمير في (به) يحتمل ذلك! أي العودة على "المبهم".
و (الاجماع):قول أبو سعيد الخدري (وكان أعلم الصحابة باتفاق الصحابة).
فإما ان تكون طريقة اهل الظاهر صحيحة فيكون أبو بكر مخطئا رضي الله عنه في تعيينه للعبد المبهم من غير دليل ظاهر.
واما ان تكون طريقة الظاهرية فيها خلل فأبو بكر هو المصيب رضي الله عنه.
رضي الله عن سيدنا أبي بكر و الصحابة أجمعين ...
وفقك الله.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 09:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل المجلسي، فهمت على قدر فهمي ما أردته.
لم توفق أخي الكريم في اختيار المثال الذي يصلح للذي أردت بيانه وتبيانه.
لكن لماذا؟
ورد في صحيح البخاري:
(يُتْبَعُ)
(/)
3615 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَعَجِبْنَا لَهُ وَقَالَ النَّاسُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ."
446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا يُبْكِي هَذَا الشَّيْخَ إِنْ يَكُنْ اللَّهُ خَيَّرَ عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْعَبْدَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابُ أَبِي بَكْرٍ.
447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ.
وورد في سنن الترمذي:
3592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى عَنْ أَبِيهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ وَيَأْكُلَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَأْكُلَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ قَالَ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ إِذْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا صَالِحًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ قَالَ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأَمْوَالِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ إِلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ مِنْ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ"
وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَمَنَّ إِلَيْنَا يَعْنِي أَمَنَّ عَلَيْنَا.
الظاهرية عندهم أمور تضحك الثكلى لا شك.
لكن هذا الحديث واضح الدلالة.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أقر أبا بكر رضي الله عنه على فهمه كما يظهر من سياق الحديث بشكل واضح جدا.
وقال ابن حجر:
"فَالْفَهْم فِطْنَة يَفْهَم بِهَا صَاحِبهَا مِنْ الْكَلَام مَا يَقْتَرِن بِهِ مِنْ قَوْل أَوْ فِعْل، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَد فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد الْآتِي فِي الْوَفَاة النَّبَوِيَّة حَيْثُ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّه " فَبَكَى أَبُو بَكْر وَقَالَ: فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا، فَتَعَجَّبَ النَّاس. وَكَانَ أَبُو بَكْر فَهِمَ مِنْ الْمَقَام أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّر، فَمِنْ ثَمَّ قَالَ أَبُو سَعِيد: فَكَانَ أَبُو بَكْر أَعْلَمنَا بِهِ. وَاَللَّه الْهَادِي إِلَى الصَّوَاب."
وواضح طبعا أن الصديق رضي الله عنه علم أن الرسول صلى الله عليه اختار الرفيق الأعلى.
فائدة:
والرواية التي في سنن الترمذي والتي استشهدت بها مفيدة في بيان سبب بكاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لكن يؤكد بعض الباحثين أن ابن حزم الأندلسي لم يطلع على سنن الترمذي. فهل ترك الظاهرية مثل كتب ابن حزم.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 10:10]ـ
الحمد لله
رضي الله عنكم اخواني وزادكم من فضله.
أكتفي بهذا القدر من البيان وارجو ان تعيدوا النظر فيما قلته عن تعيين المبهمات.
وانا بدوري اعيد النظر في كلامكم.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[16 - Apr-2008, صباحاً 01:40]ـ
جزاك الله خيرا اخي المجلسي والحقيقة الجميع على صواب ان شاء الله
وأنت طرحت سؤالك متأملا ان يكون الجواب من الظاهرية فكان الرد من غيرهم ولهذا حصل هذا الاشكال
فقد قالوا حسن السؤال نصف الجواب ولو انك حفظك الله تعالى رسمت عنوان سؤالك للظاهرية في بادئ الامر لما حصل هذا الاشكال ولأيدناك لما ذهبت اليه وانا اتفق معك لما تفضلت به اخي المجلسي فالظاهر لا يقصد به رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم الا بجمع القرائن وحتى لو جمعت القرائن فلا يقطع به انما يكون الظن هو الغالب
والله اعلم
جزاك الله خيرا(/)
هل الإمام الشافعي يقر بالمجاز في القرآن؟
ـ[توبة]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 02:09]ـ
مما ذكره الشيخ ابن تيمية رحمه الله في كتابه الإيمان:
فإنه لم يوجد هذا في كلام احد من اهل الفقه والاصول والتفسير والحديث ونحوهم من السلف وهذا الشافعي هو أول من جرد الكلام في اصول الفقه , لم يقسم هذا التقسيم ولا تكلم بلفظ الحقيقة والمجاز ... وكذلك سائر الائمة لم يوجد لفظ المجاز في كلام احد منهم الا في كلام احمد بن حنبل
قال الإمام الشافعي رحمه الله في (الرسالة):
فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها، على ما تعرف من معانيها، وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها. وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر، ويستغني بأول هذا منه عن آخره. وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص، فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه. وعاما ظاهرا يراد به الخاص. وظاهرا يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره. فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره.
(الرسالة) النسخة الموافقة للمطبوع بتحقيق الشيخ أحمد شاكر
ـ[احمد موسى]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 02:51]ـ
اين في الكلام المنقول ان الشافعي اقر المجاز في القران؟
اتساع اللسان لا يعني المجاز لان الشافعي فصل بعدها بما قصد [عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر، ويستغني بأول هذا منه عن آخره ....... ]
اما قوله [ظاهرا يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره] انا على علم انه ما قصد المجاز بذلك (في القران) فهو الان يتكلم عن لغة العرب في هذا المقطع ولعلك خلطت بين كلامه عن كلام الله في المقطع الاول وكلام العرب في المقطع الثاني
فهو اقر ان كلام العرب به مجاز لكن هذا قد لا يفهمه كل احد فهو نزه كلام الله عن ذلك لان المجاز به تعميه وتمويه والله منزه عن هذا
شارح الرسالة اظنه الدكتور النقيب قد تكلم على هذا في شرحه عن هذا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 02:54]ـ
وظاهرا يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره.
هذا هو نفس قول شيخ الاسلام من اعتماد نظرية السياق و النظم في تأويل النص بدل نظرية الوضع و المجاز
ـ[توبة]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 11:18]ـ
هذا هو نفس قول شيخ الاسلام من اعتماد نظرية السياق و النظم في تأويل النص بدل نظرية الوضع و المجاز
بارك الله فيكم، حبذا لو نقلتم نص كلام الشيخ بحرفه حتى نرى وجه التوافق،إذ أن كلام الشافعي واضح غاية الوضوح ..
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 07:56]ـ
قال رحمه الله في الفتاوى
"فتدبر هذا فانه كثيرا ما يغلط الناس فى هذا الموضع اذا تنازع النفاة والمثبتة فى صفة ودلالة نص عليها يريد المريد أن يجعل ذلك اللفظ حيث ورد دالا على الصفة وظاهرا فيها ثم يقول النافى وهناك لم تدل على الصفة فلا تدل هنا وقد يقول بعض المثبتة دلت هنا على الصفة فتكون دالة هناك بل لما رأوا بعض النصوص تدل على الصفة جعلوا كل آية فيها ما يتوهمون انه يضاف الى الله تعالى اضافة صفة من آيات الصفات كقوله تعالى (فرطت فى جنب الله) وهذا يقع فيه طوائف من المثبتة والنفاة وهذا من أكبر الغلط فان الدلالة فى كل موضع بحسب سياقه وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية وهذا موجود فى امر المخلوقين يراد بألفاظ الصفات منهم فى مواضع كثيرة غير الصفات ( ...... )
فمن تدبر ما ورد فى (باب أسماء الله تعالى وصفاته) وأن دلالة ذلك فى بعض المواضع على ذات الله او بعض صفات ذاته لا يوجب ان يكون ذلك هو مدلول اللفظ حيث ورد حتى يكون ذلك طردا للمثبت ونقضا للنافى بل ينظر فى كل آية وحديث بخصوصه وسياقه وما يبين معناه من القرآن والدلالات فهذا أصل عظيم مهم نافع فى باب فهم الكتاب والسنة والاستدلال بهما مطلقا ونافع فى معرفة الاستدلال والاعتراض والجواب وطرد الدليل ونقضه فهو نافع فى كل علم خبرى او انشائى وفى كل استدلال او معارضة من الكتاب والسنة وفى سائر ادلة الخلق"
و مضى رحمه الله في بيان المثال التطبيقي لكلامه في فصل نفيس لولا خوف التطويل لأتيت به كله و مما قاله فيه:"ان القرب هنا بعلمه لانه قد قال (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد) فذكر لفظ العلم هنا دل على القرب بالعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذه الاية حديث ابى موسى (انكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا ان الذى تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته) فالآية لا تحتاج الى تأويل القرب فى حق الله تعالى الا على هذا القول وحينئذ فالسياق دل عليه وما دل عليه السياق هو ظاهر الخطاب فلا يكون من موارد النزاع وقد تقدم انا لا نذم كل ما يسمى تاويلا مما فيه كفاية وانما نذم تحريف الكلم عن مواضعه ومخالفة الكتاب والسنة والقول فى القرآن بالرأى.
وتحقيق الجواب:هو ان يقال اما ان يكون قربه بنفسه القرب اللازم ممكنا او لا يكون فان كان ممكنا لم تحتج الاية الى تأويل وان لم يكن ممكنا حملت الاية على ما دل عليه سياقها وهو قربه بعلمه وعلى هذا القول فاما ان يكون هذا هو ظاهر الخطاب الذى دل عليه السياق او لا يكون فان كان هو ظاهر الخطاب فلا كلام اذ لا تأويل حينئذ وإن لم يكن ظاهر الخطاب فانما حمل على ذلك لأن الله تعالى قد بين فى غير موضع من كتابه أنه على العرش وأنه فوق فكان ما ذكره فى كتابه فى غير موضع انه فوق العرش مع ما قرنه بهذه الآية من العلم دليلا على أنه أراد قرب العلم اذ مقتضى تلك الايات ينافى ظاهر هذه الاية على هذا التقدير والصريح يقضى على الظاهر ويبين معناه
ويجوز باتفاق المسلمين ان تفسر احدى الآيتين بظاهر الأخرى ويصرف الكلام عن ظاهره اذ لا محذور فى ذلك عند أحد من اهل السنة وان سمى تأويلا وصرفا عن الظاهر فذلك لدلالة القرآن عليه ولموافقة السنة والسلف عليه لأنه تفسير للقرآن بالقرآن ليس تفسيرا له بالرأى والمحذور انما هو صرف القرآن عن فحواه بغير دلالة من الله ورسوله والسابقين كما تقدم
وللإمام أحمد رحمه الله تعالى رسالة فى هذا النوع وهو ذكر الآيات التى يقال بينها معارضة وبيان الجمع بينها وان كان فيه مخالفة لما يظهر من احدى الايتين او حمل احداهما على المجاز وكلامه فى هذا اكثر من كلام غيره من الأئمة المشهورين فإن كلام غيره أكثر ما يوجد فى المسائل العملية واما المسائل العلمية فقليل وكلام الامام احمد كثير فى المسائل العلمية والعملية لقيام الدليل من القرآن والسنة على ذلك ومن قال ان مذهبه نفى ذلك فقد افترى عليه والله أعلم "
و كلامه في تقسيم اللغة الى حقيقة و مجاز في مجلد الايمان يتناول بالتفصيل كثيرا من ذلك و ان تيسر لي قد انقل مقتطفات منه
ـ[الحُميدي]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 08:53]ـ
فهمت من كلام شيخ الاسلام. أنه لا يجوز صرف النص عن ظاهره حتى تقوم قرينة في نفس السياق تدل على ذلك.(/)
طلب مساعدة
ـ[معاد الجزائري]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 09:29]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى اما بعد
احييكم بتحية الاسلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) التي هي من اسباب المحبة والتالف بين المسلمين.
احبتي في الله اكتب لكم هده الرسالة من باب قوله -صلى الله عليه وسلم- (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) وعلى ضوء هده النصيحة النبوية فاني جد محتاج للتفقه في هدا الدين الحنيف.
انا شاب جزائري ابلغ من العمر23 سنة كنت ادرس بالجامعه بتخصص الاعلانم الالي لكنني توقفت عن دلك من عامين ودلك لاسباب .. والان انا اريد الارتحال الى السعودية لطلب العلم الشرعي من مهبطه وعلى ايدي العلماء والمشايخ الصادقين لدا كتبت لكم هده الرسالة لاطلب من كل من يستطيع افادتي بالموضوع ان يراسلني.
والله يا اخوان انا لا اريد دبلوم او شهادات ولا اي شيء من هدا القبيل .. المهم هو ان ارفع عني الجهل .. والله ان غايتي من هدا الامر ان اكون من اهل الحق الدين قال عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث الفرق وهدا لن بتم الا بالتعلم لدا ارجو من كل اخ فاضل يستطيع مساعدتي وافادتي ان يتصل بي على الخاص او على البريد الالكتروني وباقرب وقت ممكن.
وفي الاخير ما عساني الا ان اقول (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)(/)
ولاية المرأة
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 09:13]ـ
بسم الله ..
اللهم اهدنا سبل السلام ..
ووفقنا للحق الذي هو أملنا ..
وغايتنا ..
واجعل الحق مبتغانا ..
ونور دربنا بضيائه .. والعيش في خيراته ..
إن ولاية الإمامة وإدارة شؤون الناس وظيفة عظيمة , صاحبها راع , ومسئول عن رعيته.
إذا .. فلا بد أن يحدد الشارع الحكيم الصفات المطلوبة لكي يحل هذا المحل العظيم كوكب قوي يسطع بإدارته لشؤون المسلمين أنوار العدل , وإصابة روح السياسة الشرعية , والحكمة التي هي ضالته.
غير أن الشارع حدد وضبط فمتى ما جاء ما يخالف هذا الضابط حكمنا بخطئه .. وإن حدث وصار منه ما صار (خيرا أم شرا ً) – وغاية الخير في اتباع أوامر الشريعة.
فمثلا: الشرع فرض القوامة للرجل؛ ومقتضى هذا القوامة رفعة الرجل على المرأة لقوله تعالى (وللرجال عليهن درجة).
فيا ترى ما معنى هذه الرفعة وما شأن هذه الدرجة التي أخذ البعض يعضض على يديه ويحوقل لماذا شرعت؟!.
لا عجب .. فالهوى يعمي ويصم.
أجمع الفقهاء , وصرح ابن حزم بأن ذلك باتفاق أهل القبلة أن الولاية العامة على الناس يشترط فيها الذكورة , دليل ذلك قول الرسول فيما رواه البخاري عن أبي بكرة قال: قال رسول الله عليه وسلم (لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة) وفي رواية على شرط الشيخين (تملكهم امرأة) وفي مسند أحمد بسند لا بأس به (لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة).
ويجب أن يعلم أن: (قوم) و (امرأة) نكرة , وقد جاءتا في سياق النفي وهو من صيغ العموم, فتعم جميع النساء ولو كانوا عاقلات! , وكل قوم حتى لو كانت (غالبيتهم) ضعاف العقول!!. – بل الحكم عام يستغرق جميع الأفراد -.
ومعنى الحديث أنه لن يحصل هناك فلاح بتولية المرأة منصب الولاية العامة للناس.
والرسول لا يقصد هنا الإخبار كما قد يفهم البعض , لأن وظيفة الرسول بيان ما تصل به أمته إلى الخير والفلاح , ومالا يجوز لها أن تفعله حتى تسلم من الشر والخسارة , وإلا كيف يخبرنا الرسول أنه لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ومع ذلك (يجيزه!!!؟) هذا تناقض تنزه الشريعة عنه. (والعاقل يفهم).
وإن سأل سائل ما علة النهي في تولية المرأة .. فالجواب: العلة هي (الأنوثة) التي عنون لها الحديث النبوي بقوله (امرأة).
وإن وقعت وقائع حكمت فيها المرأة الولاية العظمى فإن التأريخ ليس دليلا ينقلنا إلى الجواز وإلا فقد وقعت مخالفات كثيرة سردها لنا التاريخ فلم يدل ذلك على أنه حق بارتكابها , بل الحق نص كتاب الله وسنة رسوله وما جرى مجراهما من المسائل الاجتهادية.
وخروج عائشة رضي الله عنها وقيادتها معركة الجمل , فعل منها خاطئ لا يسلم به؛ لأنه خالف نص الشريعة , ورغم ذلك فلقد أنكر عليها الصحابة فعلى هذا فعلها ليس بحجة لأنها خولفت من قبل الصحابة والصحابيات كما يقرر ذلك علماء الأصول , ومن جهة ثالثة فلقد ندمت رضي الله عنها وأرضاها واعترفت بخطئها , وأثر عنها أنها كانت تبل خمارها بالدموع وهي تقرأ قوله تعالى (وقرن في بيوتكن).
ومن جهة أخيرة: فعائشة لم تخرج طلبا للولاية وإنما للمطالبة بدم عثمان والإصلاح بين الناس , وحصل ما حصل.
الإمامة الجزئية (التابعة):
وهي التي يكون فيها الإمام التابع واليا لإمارة إقليم وهو تحت سلطان الإمام ذي الإمامة الكبرى:
فهل للمرأة أن تتولى ذلك المنصب وتكون والية لإقليم من الأقاليم:
غالبية العلماء على عدم جواز تولي المرأة لإمارة إقليم لأنها في الحقيقة ملحقة بالرياسة العامة , والتعليل: لأن كلا منهما ولاية عامة , وجه ذلك: أن الرياسة العامة تولية عامة على كل المجتمع. وكذلك رئاسة منطقة أو إقليم فهي ولاية عامة: على من دونها وتحت سلطانها , فهي ولاية مصغرة من الولاية العامة , ووظيفتها التي ستجري في الولاية الصغرى كوظيفتها التي ستجري في الولاية الكبرى , لكنها بصورة مصغرة!.
منصب الوزارة:
ومهمة هذا المنصب أن يكون واسطة بين الرئيس والشعب فيما يختص بشؤون تلك الوزارة من تخطيط وتدبير.
هل للمرأة أن تتولى منصبا وزاريا في الدولة:
للمرأة أن تتولى منصبا وزاريا في الدولة إذا كان ذلك المنصب منوطا بالنساء كمثل (وزارة التعليم للبنات).
أما ما يدار بخصوص الشعب كله ذكرانا وإناثا , فليس للمرأة أن تتولى منصب الوزارة , لأنه في الحقيقة جزء من الولاية الكبرى , يدخل تحتها عموم المواطنين , فلم يكن للمرأة أن تتولى هذا المنصب لقوله صلى الله عليه وسلم (لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة).(/)
من يساعدني في بحثي هذا
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 06:12]ـ
من يساعدني في بحثي هذا وله جزيل الشكر (الحوض والميزان والصراط بين أهل السنة والمخالفين)
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 01:30]ـ
يسر الله امرك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 01:51]ـ
من يساعدني في بحثي هذا وله جزيل الشكر (الحوض والميزان والصراط بين أهل السنة والمخالفين)
حياك الله يا أخي الفاضل، ما وجه المساعدة التي ترغب فيها حتى يتمكن الإخوة من مساعدتك، سؤالك غير محدد، أحسن الله إليك.
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 08:24]ـ
هناك كتب تكلمت عن منهج أهل السنة والجماعة في الإعتقاد تفيدك منها
كتاب اللالكائي وهوشرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة
وكذلك أقرأكتاب شرح الواسطيه لإبن عثيمين رحمه الله يفدك كثيرا
وكذلك مجموع الفتاوى لإبن تيميه
هذا مايحضرني
أعانكم الله وفتح لكم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[18 - Nov-2008, مساء 10:00]ـ
الأخ الكريم ما سألك عنه المشرف وجيه و مع ذلك فحديث الحوض متواتر رواته تزيد على الستين و الميزان متواتر لأنه ورد في القرآن مرات و الصراط كذلك ما الذي تريده منا بالضبط حتى نساعدك؟ وفقنا الله جميعا لما يحب و يرضي
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 09:43]ـ
اخي الكريم,
هذه بعض الكتب التي تكلمت في هذا الباب:
الحياة او الدار الآخرة-للدكتور غالب العواجي-رسالة علمية-وهي جيدة جدا.
التذكرة للقرطبي-طبعا الطبعة المحققة رسالة علمية لكثرة الفوائد التي فيها.
ابن كثير في البداية والنهايه-الفتن والملاحم آخر المجلدات من الكتاب.
كتب العقيدة مثل: شروح الطحاوية والواسطية.
مجموعة كتب للدكتور عمر الاشقر في هذا الباب وغيره-دار النفائس.
رسالة للشيخ خالد الشايع في هذا الباب.
النار لابن رجب.
-هذا ما اذكره الآن والله يعينك.
ـ[سلوان العزاوي]ــــــــ[19 - Nov-2008, صباحاً 10:48]ـ
بارك الله فيك وبارك بوقتك وبارك بقلمك وفتح عليك فتوح العارفين بدينه ..
اخي الفاضل ارجو ان تراسلني بما تريد معرفته ... وانا بخدمتك في بحثك هذا
ولكن اخي اريد منك ان تركز على موضوع في طلبك. فما وجه المساعدة التي تريدها
ارجو مراسلتي على عنواني salwan_19802001@yahoo.com
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 11:53]ـ
وانظر كذلك في كتاب العاقبة لعبدالحق الاشبيلي
ـ[ايمان نور]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 12:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
وراجع مشاركاتك أخى فى منتدى التوحيد وضع عليها ردود بارك الله فيك ..
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Nov-2008, صباحاً 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخت ايمان,
انا في الحقيقة لا اكلم النساء, ولكن لم افهم ماذا تقصدين!؟ فأرجو التوضيح؟
وانا لا اعرف منتدى التوحيد هذا!! ولم-على حسب علمي-ادخله من قبل!
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[20 - Dec-2008, صباحاً 08:56]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 06:05]ـ
كتب الدكتور عمر الأشقر متوفرة على صيد الفوائد أو مشكاة
ـ[ايمان نور]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أخت ايمان,
انا في الحقيقة لا اكلم النساء, ولكن لم افهم ماذا تقصدين!؟ فأرجو التوضيح؟
وانا لا اعرف منتدى التوحيد هذا!! ولم-على حسب علمي-ادخله من قبل!
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
كنت أوجه كلامى لصاحب الموضوع الأخ محمد عوض بارك الله فيك وفيه لأنه وضع بعض الإستفسارات عن الحوض فى منتدى التوحيد وأشرت إليه أنه تم الرد عليها ليجمع الإجابات من هنا وهناك. .
بارك الله فيك ...(/)
أثارت غضبه أمام الجموع .. طالبة محجبة ترفض مصافحة رئيس جامعة الأزهر
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 11:08]ـ
مفكرة الإسلام: رفضت طالبة أزهرية محجبة مصافحة الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر أثناء تسلمها شهادة التقدير لتفوقها الدراسي والعلمي, وذلك التزامًا بالنهي النبوي الثابت في النهي عن مصافحة الرجال للنساء.
غير أن هذا الموقف من الطالبة المحجبة "هبة عبد الرحمن عبد الحليم" أثار غضب الدكتور "أحمد الطيب" رئيس الجامعة، والذي شغل لفترة منصب مفتى الديار المصرية قبل توليه رئاسة جامعة الأزهر.
وأمام غضب الدكتور الطيب قالت له الطالبة - أمام الجموع - أن المصافحة حرام بين النساء والرجال مشيرة إلى أن هذا هو السبب وراء امتناعها عن مصافحته، إلا أن الطيب واصل غضبه وقال: لن أسلم الجائزة إلا لمن تصافحني؛ ثم تراجع وقال للطالبة: قدمي نفسك للحاضرين أم أن الكلام حرام أيضًا؟
يذكر أن مثل ذلك الموقف قد تكرر من مسلمات فاضلات كالطالبة الكريمة سابقة الذكر في مواطن مختلفة , فقد تعرض الملك "عبد الله بن عبد العزيز آل سعود" خادم الحرمين الشريفين لموقف مماثل؛ حيث رفضت طبيبة بالحرس الوطني السعودي مد يدها لمصافحة الملك أمام الجموع وذلك أثناء تقدمها لأخذ جائزتها , إلا أن الملك عبد الله قد اتخذ موقفا إيجابيا وقدر سلوك الطبيبة ودعا لها بالبركة
جدير بالذكر، أن مصر شهدت منذ عدة سنوات ضجة بشأن مصافحة النساء، بعد أن شن العلمانيون حملة على الشيخ "عطية صقر" رحمه الله رئيس لجنة الفتوى السابق بالجامع الأزهر بعد أن أكد في فتوى لها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن مصافحة الرجال للنساء، وهو ما أثار غضب العلمانيين وقاموا بمنع إذاعة فتاوى الشيخ لفترة من الزمان. اه
قلت-أنا أبو السها-: والله لا أدري، أأ حزن من فعل هذا الرجل المحسوب على علماء الأمة، أم أفرح لشهامة هذه الفتاة واعتزازها بدينها؟؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 11:59]ـ
حفظ الله أخواتنا الكريمات ورحم الله العلامة عطية صقر ... وهدى الله كل ضال من أمة نبينا عليه السلام ....
وشكرا لك أخي أبو السها على هذا الخبر المجدد للعزم ...
ـ[الشراع]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 12:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظ الله أخواتنا الكريمات وزادهم الله هدى وثبتهم وهدى باقي اخواتنا
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 02:18]ـ
الله المستعان
جزاه الله خير على هذه الجرئة
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 03:33]ـ
شكرا لكم .. و بارك الله فيكم
أخي " كلنا دعاة": لعلك تقصد (جزاها الله خيرا .. )
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 04:36]ـ
الحمد لله
هذه هي الوسطية و التسامح التي يدعونها.
ولكن الله تعالى مظهر ما يكتمون.
سبحانه.
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 07:14]ـ
فى الغرب يرفعون القبعة لمن يجيد وقد ابدلنا الله خيرا من ذلك ان ندعوا لها ولسائر الملتزمات بالثبات والدوام على الطاعة وللاخريات الهداية ولاشباه العلماء الا تأخذهم العزة بالاثم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 07:16]ـ
الله يحفظها ويحفظ اخواتنا الطاهرات العفيفات
ـ[لامية العرب]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 11:56]ـ
بارك الله في هذه الفتاة وكثر من أمثالها
ونسأل الله أن يهدي رئيس الجامعة
نقل مبارك أخي أبو السها
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 03:02]ـ
حفظ الله تلك الأخت الفاضلة و بارك فيها ... و ما هذه بأول طوام المدعو " أحمد الطيب " ...
لقد كانت إباحة مصافحة الرجال للنساء هي أول فتوى يدلي بها " الطيب " بعد توليه للإفتاء!! و لقد خرج على الهواء مع مذيع نصراني شهير بعدائه للإسلام , و عندما سأله العلج بكل - صلافة و تكبر -: " عندما يفتي أحد المشايخ بأن مصافحة الرجل لزميلته في العمل زنا .. هل هذا تحضر؟! " يعني به الشيخ / عطية صقر - رحمه الله - ...... فما كان من عديم الكرامة إلا أن قال: " لا , بل هي حلال , و هاكم الدليل .. " و قام بإمساك يد المخرجة بقوة و مصافحتها بحرارة بالغة على الهواء!!
بل إن أول حوار صحفي مطول يجرى معه بعد توليه الإفتاء (وكان مع صحيفة العربي الناصري) خرج بالعناوين التالية:
- مصافحة الرجال للنساء حلال.
- النقاب (يعني به غطاء وجه المرأة) ليس من الإسلام.
- التماثيل حلال و كانت تملأ بيتنا و أنا صغير.
- أحب الغناء و الموسيقى , و الذهاب للسينما و المسرح.
!!!
فلا غرابة في صدور مثل هذا الموقف منه ... و الله المستعان ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:41]ـ
" لا ترى أحدا مال إلى هوى أو بدعة إلا وجدته متحيرا، ميت القلب، ممنوعا من النطق بالحق "
(الحجة في بيان المحجة للإمام الأصبهاني: 1/ 431)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 08:11]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
قلت-أنا أبو السها-: والله لا أدري، أأ حزن من فعل هذا الرجل المحسوب على علماء الأمة،
لا بأس أن تمتع قلبك وعينيك ولسانك أيضا بتلاوة الآيتين الخاتمتين لسورة النحل
أم أفرح لشهامة هذه الفتاة واعتزازها بدينها؟؟
لا بأس أن تمتع قلبك وعينيك ولسانك أيضا بتلاوة الآية 58 من سورة يونس
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 08:29]ـ
اسأل الله أن يحرر أرض الكنانة من قبضة (الحزبيين) التكفيريين منهم والمميعين, ويهديهم سبيل المؤمنين, وأن يعز أهل الحديث السلفيين فيها ويقوي شوكتهم.
ـ[باسل العلي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 08:12]ـ
ما زالت أمتنا تعبق بأنفاس العفاف ..
ولا زال الإيمان يمد القلوب بضياء الفلق ..
حفظ الله أخواتنا المباركات، وجعلهن منارة عفة وإيمان ونور ..
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 10:00]ـ
اسأل الله أن يحرر أرض الكنانة من قبضة (الحزبيين) التكفيريين منهم والمميعين, ويهديهم سبيل المؤمنين, وأن يعز أهل الحديث السلفيين فيها ويقوي شوكتهم.
و زيادة على دعاء أخونا خالد أقول أسأل الله أن يحرر أرض الكنانه و مملكتنا الحبيبه و جميع بلاد المسلمين من (أدعياء السلفيه أهل التبديع و النفاق) ويهديهم سبيل المؤمنين, وأن يعز أهل الكتاب و السنه
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 02:00]ـ
جزاها الله خيرا
والحمدلله نسمع خيراً كثيرا عن أحوال المحجبات في مصر.(/)
ارشادنا الى الطريق المناسب لعرض المواضيع
ـ[ناصر يوسف اسماعيل]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 12:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عرضت موضوعا سبب لي الظلم ولقد ارسلته تحت عنوان لكل من يفقه الشرع الاسلامي ليفيدني برايه ولم استفد براي احد من علمائنا الاكارم ارجو افادتي بتوجيه الموضوع للصواب وشكرا(/)
المعين يكفر إذا تعاطى أسباب الكفر للشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
في البداية قبل القراءة أقول أنا لا اتهم أحدا بل نعلم جميعا أن السكوت قد يكون أصلح وأسلم
ولكن حينما نرى الحياء بل الخجل الذميم عند قول كلمة الحق ونرى المصطلحات الشرعية يُراد محوها وطمسها من العقول فضلا عن الألسنة
نرجع إلى هدي السلف وإلى الأئمة الأعلام وكيف فهموا النصوص واستخدام المصطلحات وتطبيقها على الواقع
وقدر رأينا في هذه الأيام من يستحي أن يطلق كلمة الكفر على من تعاطى أسباب الكفر وإن جاهر بها في بلاد الإسلام
فالكافر لا يقال له كافر وأكثر ما يقال أن كلامه كفر وقوله كفر فلا نكفر الشخص بعينه ويبدأ يتذرع بالقول لا بد من توفر الشروط وانتفاء الموانع
وهذا حق أريد به باطل.
فهذا الشيخ العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى يشرح هذه المسألة ويقول:
يمكن أن يقال في هذا: أن المعين يكفر إذا تعاطى أسباب الكفر فإنه يكفر كفراً معيناً، فإذا علم أنه يسب الدين أو يسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو يترك الصلاة عمداً أو جَحْداً لوجوبها فيقال: فلان كافر لما أظهره من الكفر، لكن عند قتله لا بد أن يستتاب لعله يندم لعله يرجع، فإن تاب وإلا قتل على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم أنه يقتل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من بدل دينه فاقتلوه) وقال بعض أهل العلم يسجن ويعذب حتى يموت أو يتوب، والصواب الذي عليه جمهور أهل العلم أنه لا يسجن إلا ريثما يستتاب فقط، فإذا تاب فالحمد لله، وإن لم يتب وجب قتله بعد الاستتابة، وذهب كثيرٌ من أهل العلم إلى أنه يستتاب ثلاثة أيام يضيق عليه ثلاثة أيام؛ لعله ينتبه لعله يرجع، فإن لم يمهل ثلاثة أيام بل استتيب ثم قتل في الحال إن لم يتب فلا بأس في ذلك، لكن يستتاب ثلاثة أيام أولى كما جاء ذلك عن عمر -رضي الله عنه- كونه يستتاب ثلاثة أيام يكون له فيها فسحة لعله يتراجع لعله يندم لعله يتذكر ما فيه سعادته، فالحاصل أن من أتى بأعمال الكفر كُفِّر بعينه يقال: هذا كافر، إلا إذا كان مثله يجهل ذلك كالذين عاشوا في بلادٍ بعيدة عن الإسلام كمجاهل أفريقيا وأمريكا ونحو ذلك هؤلاء لا بد أن يُعلَّموا ويوجهوا ويبصروا حتى إذا عرفوا ذلك ثم استمروا على الكفر كفروا، وإلا فالذي بين أهل الإسلام ويسمع الآيات ويسمع الأحاديث أو في أمور ظاهرة لا تخفى على أهل الإسلام كالزنا ونحوه فهذا يكفر كفراً معيناً إذا قال: الزنا حلال أو الخمر حلال والربا حلال، فقد كذب الله وكذب رسوله فيكون كافراً، أو قال: الصلاة ما هي بواجبة أو الزكاة ما هي بواجبة أو صوم رمضان ما هو بواجب على المكلفين فهذا مكذب لله ورسوله، شيء معلوم من الدين بالضرورة فيكون كافراً، لكن إذا استتيب قبل أن يقتل فهذا هو المشروع، يستتاب قبل أن يقتل، تجعل له مدة ثلاثة أيام لعله يتراجع لعله يتوب.
ثم انظر لهذه الفتوى للشيخ رحمه الله
حدث حوارٌ بيني وبين صديق لي عن الإسلام، حيث قال هذا الصديق: إنه لا يصلي على الإطلاق، فقلت له: أنت كافر؛ لأن الله تعالى يقول: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ)) [البقرة:85]، وقال لي: أنت أيضاً كذلك، وذكر لي القول: (من كفَّر مسلماً فقد كفر)، وبعد ذلك تركته وذهبت حتى لا يحتدم النقاش إلى أكثر مما وصل إليه، فما حكم كلامنا هذا الذي تم بيننا، وهل نأثم عليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الصواب أن من ترك الصلاة فهو كافر وإن كان غير جاحد لها، هذا هو القول المختار والمرجح عند المحققين من أهل العلم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرَّجه الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة بن حصين - رضي الله عنه -، ولقوله أيضاً - صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرَّجه الإمام مسلم في صحيحه، ولقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) خرَّجه الإمام أحمد والإمام الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح عن معاذ - رضي الله عنه -، ولأحاديث أخرى جاءت في الباب،
فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله وأن يبادر بفعلها ويندم على ما مضى من تقصيره، ويعزم أن لا يعود، فهذا هو الواجب عليه. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصٍ معصية كبيرة وجعل هذا الكفر كفراً أصغر، واحتج بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا، لكنها لا تدل على المطلوب، فإن ما جاء في فضل التوحيد وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام ومن ذلك أمر الصلاة، فمن التزم بها حصل له ما وعد به المتقون، ومن أبى حصل عليه ما وعد به غير المتقين، ولو أن إنساناً قال: لا إله إلا الله ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر ولم ينفعه قول لا إله إلا الله أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة، فهكذا من تركها تساهلاً وعمداً وقلة مبالاة فحكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأن ترك حق هذه الكلمة، فإن من حقها أن يؤدي الصلاة، وهكذا لو وحد الله وأقر بأنه لا إله إلا الله ولكنه استهزأ بشيء من دين الله فإنه يكفر، كما قال الله عز وجل: .. قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .. (65 - 66) سورة التوبة، وهكذا لو قال: لا إله إلا الله ووحد الله وجحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب صوم رمضان أو جحد الحج مع الاستطاعة أو جحد تحريم الزنا أو جحد تحريم السرقة أو جحد تحريم اللواط أو ما أشبه ذلك فإن من جحد هذه الأمور كفر إجماعاً، ولو أنه يصلي ويصوم، ولو أنه يقول لا إله إلا الله؛ لأن هذه النواقض تفسد عليه دينه وتجعله بريئاً من الإسلام بهذه النواقض. فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر، فهكذا من ترك الصلاة وتساهل بها يكون كافراً وإن لم يجحد وجوبها في الأصح من قولي العلماء للأحاديث السابقة وما جاء في معناها. فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يرد كافرهم إلى التوبة، ومن ذلك من ترك الصلاة نسأل الله أن يهديه للإسلام، وأن يرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة، وأن يمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح، والله المستعان. سماحة شيخ هنا لا أدري هذا السائل ذكر أن كفَّر هذا الشخص المعين، يعني أطلق عليه الكفر وهذا رد عليه بقول: (من كفر مسلماً فقد كفر) ما أدري ما الحكم في هذا؟ ج/ نعم، وقوله: (من كفَّر مسلماً فقد كفر) هذا إذا كان التكفير في غير محله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من قال لأخيه يا عدو الله أو قال: يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه)، لكن هذا الذي قال له: أنت كافر بترك الصلاة قد وقعت في محلها فقد وقع تكفيره في محله، فلا يرجع إلى القائل، فلا يكون القائل كافراً؛ لأن القائل قد نفذ أمر الله وأدى حق الله وبين ما أوجبه الله من تكفير هذا الصنف من الناس، فهو مأجور وليس بكافر، وإنما الكافر الذي ترك الصلاة وعاند وكابر، نسأل الله العافية.
وفتاوى الشيخ كثيرة في هذا , وقد تتبعت فتاواه فلم أجده ينكر على من كفر من تعاطى أسباب الكفر ولم يقل هذا ليس من شأنك أو افتيات على ولي الأمر.
رحمك الله يا إمام السنة
http://www.binbaz.org.sa/mat/10652
http://www.binbaz.org.sa/mat/18097
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 12:12]ـ
أحسنت أخى بارك الله فيك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 01:58]ـ
رفعت قدرا ابا عبدالله ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 02:46]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 07:09]ـ
أبو زكريا المهاجر
ابن رجب
إمام الأندلس
بارك الله فيكم جميعا
وزادنا الله تمسكا بالكتاب والسنة
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 08:26]ـ
أضاء الله طريقك و جزاك خيرا
ـ[حارث البديع]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 04:41]ـ
احسنت علما ان الاستتابة سنة عند الجمهور وليست بواجب.
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 04:55]ـ
اريد ان اسأل عن الذين يدعون انهم يحملون هم الذين والوطن ويكفرون بعضهم البعض على امور سياسية ودنيوية بحت هذا للاهمية لاننا مفتونين بذلك(/)
(إعادة رفع) كيف تصلي أيها المسلم .. للشيخ عطاء بن عبد اللطيف حفظه الله
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 03:56]ـ
الحمد لله وحدهكيف تصلي أيها المسلم للفقيه النادرة، درة القاهرة: الشيخ عطاء بن عبد اللطيف - حفظه الله تعالى -.
تعريف بالشيخ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=59127&postcount=33)
رحلة إلى عالم مغمور ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21425&highlight=%DA%D8%C7%C1+%DA%C8% CF+%C7%E1%E1%D8%ED%DD)
ترجمة الشيخ الفقيه عطاء بن عبد اللطيف لتلميذه سمير بن مصطفى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36490)
لتحميل السلسلة (13 درس) http://ia360917.us.archive.org/2/items/Kaiftos (http://ia360917.us.archive.org/2/items/Kaiftos)
إعلان: إخوانكم في فريق تفريغ منتدى الحور العين قد بدؤوا العمل على تفريغ السلسلة، فمن أراد المشاركة فيها أو في الفريق .. فليراسلني على الخاص - جزاه الله خيرا -.(/)
بصائر في الفتن: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بصائر في الفتن
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1764 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1764)
http://www.rslan.com/images/index/Ba9a2r.gif (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1764)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1764[/ ... ]
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 10:16]ـ
جزاكم الله خيرًا أخانا الفاضل، وحفظ شيخنا المجاهد بحق -والله حسيبه-
ولكن لي سؤال: هل هذا هو الشريط الذي قال فيه الشيخ رسلان عن كتاب الشيخ المقدم "بصائر في الفتن"؛ أنه "بصائر في العمى" أو بعبارة كهذه؟ (سؤال برئ)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:43]ـ
الأخ /: (أبو عبد الرحمن) جزاك الله عنا خير الجزاء ........
أما الشيخ الفقيه /محمد سعيد رسلان فَنُشهد الله العظيم الجليل أنَّا نحبه فيه (لله دره وعلى الله أجره).
والله لقد أيقيظ فينا نهضة ...... لله أبوه ..
ومن عاجل بشري الشيخ (والله تعالى حسيبه) ثناء بعض أهل العلم عليه:
* قال درة علماء الكويت د. فلاح اسماعيل مندكار _ حفظه الله _ وهو يتكلم عن الشيخ (محمد):
" وأنا أنصح بملازمة الشيخ والاستماع إليه والاستفادة منه، فقد رأيته والله حريصا على السنة والسلفية، وعلى التأدب بالآداب الشرعية، ورأيته زاهدا ورعا، نسأل الله أن يثبتنا وإياه وأن يوفقنا وإياه، " [/ COLOR]( المرجع: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فلاح: قسم الفتاوى).
وقال في موضع آخر:
" ..... ثم في اليوم الثالي من الملتقى يتكرم علينا وعليكم جميعاً الشيخ الفاضل والأستاذ الدكتور محمد بن سعيد رسلان من مصر العزيزة ...... " (المرجع: الكلمة الإقتتاحية للشيخ فلاح مندكار - حفظه الله - وكانت في يوم 9 - 3 - 2008م بمناسبة الملتقى الثقافي الحادي عشر لشباب مسجد سالم العلي، بالكويت وهي موجودة على الموقع الرسمي للشيخ فلاح مندكار)
*وقال فضيلة الشيخ سعد بن عبد الرحمن الحصين _ حفظه الله _:
"فقد سرني أن يكون سببُ لقائي بكم في الكويت واتصالكم بي في الطائف (فضلا من الله ثم منكم) شيخَنا العلامة الدكتور محمد سعيد رسلان
والشيخ رسلان من النّوادر الذين ميّزهم الله اليوم بالجهر بقول الحق لا يخافون في الله لومة لائم (أسعده الله بطاعته والثبات على منهاج النبوة في الدين والدعوة، ونصر به دينه) الذي جمع الله له العلم والعمل، والدعوة إلى الله على بصيرة (بدروس وكتب العلم من الوحي والفقه فيه بفهم أئمة السلف في القرون الخيّرة، فلم يشغله التأليف عن التدريس والوعظ بالأحكام الشرعية من الكتاب والسنة مما يذكرنا بمثل الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وبالشيخ الفوزان والعباد حفظهما الله قدوة صالحة)، ينفون عن منهاج النبوة في الدين والدعوة ما زاحم به الحزبيون والحركيون والفكريون من مناهج البشر القاصرة فلم يَعُد أكثر من في الأرض يفرق بين الحق والباطل ولا بين اليقين والظن ولا بين الفقه والفكر، رد الله الجميع إلى دينه ردا جميلا و أعاذهم من شر الشيطان وشركه. " (المرجع: ورقة خطية (خطاب) أرسلت لأحد الأخوة من الشيخ سعد وهي موجودة عندي).
وقال العلامة الدكتور حسن بن عبد الوهاب البنا _حفظه الله تعالى _:
" ..... والقائمون بالدعوة السلفية في مصر هم: فضيلة الشيخ علي حشيش, وفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان, ................ إلخ " (المرجع: بيان للشيخ عن الدعوة السلفية بمصر بتاريخ 19 ذي الحجة 1428 هـ).
[ COLOR="Black"] وقال في موضع آخر: (وهو يتكلم عن الشيخ):
" ......... والشيخ والحمد لله يجمع بين علوم كثيرة جزاه الله خيرا نقول ذلك لا إطراء له والله نقول هذا من فضل الله عليه وعلينا وعلى المسلمين نعرف قدره ونأخذ من علمه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا المؤيد بالدليل كلامه كله بالأدله بفضل الله أين تجد هذه الأمور العظيمة؟ جزاكم الله خيرا وجزاه الله خيرا ومع ذلك عنده فقه وعنده أصول فقه وعنده تفسير وعنده سيرة .... " (المرجع: مادة صوتية للشيخ د. حسن وألقيت بعد إحدى دروس الشيخ محمد رسلان بمسجده في درس يوم السبت 24 ذو الحجة 1247هـ).
وقال فضيلة الشيخ علي حسن عبد الحميدالأثري _ حفظه الله _ مجيباً على أسئلة أحد الإخوة ممن يسأل عن الشيخ رسلان:
" .. الشيخ الحلبي: اسمع له وانتفع به , ماشاء الله عليه
السائل: جزاكم الله خيراً
الشيخ الحلبي: نسأل الله أن يزيده من فضله , على ثغْرَةٍ كبيرة " (المرجع: مادو صوتية مسجلة وهي موجودة عندي).
وقد أثنى عليه الشيخ بكر أبو زيد وعلى كتابه "فضل العلم" من خلال تقديمه لكتاب "حلية طالب العلم"؛ فقال:
(( ... فإليك حلية تحوي مجموعة آداب ....... وهى بدورها مأخوذة من أدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين من هذه الكتب:”الجامع” للخطيب البغدادي رحمه الله تعالى ..... و”فضل العلم” لمحمد رسلان ..... وغيرها كثير، أجزل الله الأجر للجميع آمين)).
وقال فضيلة الشيخ الدكتور: علي رضا _ حفظه الله _:
" هذا الرجل عندما استمعت لخطبه وقرأت له وجدت فيه بلاغة وعقيدة صحيحة ومنهجاً سلفياً وسنة وإخلاصاً - أحسبه والله حسيبه - ويسعدني أن أكتب فيه هذه الكليمات القليلة تشجيعاً له ودعاء له بالاستمرار في دعوته ومنهجه؛ فامض أيها الأخ الفاضل في طريقك وفقك الله تعالى وسدد خطاك." [/ COLOR[COLOR="Red"]]( المرجع: منتيات البيضاء العلمية بإشراف الشيخ على رضا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 05:45]ـ
ومن عاجل بشري الشيخ (والله تعالى حسيبه) ثناء بعض أهل العلم عليه:
جزاك الله خيرًا على ما تفضلت به من نقلك لثناء أهل العلم على الشيخ رسلان، فإني لأول مرة أقف على شيء من ذلك خلا قول العلامة بكر أبي زيد.
وأرجو من الأخ صاحب الموضوع أن يجيب على سؤالي السابق؛ إن كان يعلم عنه شيئًا.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 09:50]ـ
الأخ / (أبو رقية الذهبي) جعلك الله لك أوفر نصيب من اسمك ............... .
وكما هو معلوم _ أيها المسترشد _ أنَّ أول ما يزكي علاماً ما هو:منهجه وعلمه وسيرته وهديه وسمته ............ والله المستعان.
اقتراح / حبذا يا حبيبنا (أبو رقية*) لو كانت مثل هذه الأسئلة على الخاص ...... (!) _ وهذا مجرد اقتراح _ وبوركت.
ـ[باسل العلي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 04:16]ـ
وأنا أزيد أن شيخنا أبا عبد الله -حفظه الله ورضي عنه- قال عنه العلامة الدكتور فلاح بن إسماعيل حفظه الله: جاءكم أحمد بن حنبل من مصر ..
وأخبرني بعض الإخوة أن أحد المصريين قابل العلامة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبا زيد وحدثه عن الشيخ رسلان فحثه الشيخ حثا عظيما على الجلوس بين يديه .. وقال: الزموه .. ومدحه مدحا طيبا عاطرا ..
وأعلم من هذا الجانب شيئا عظيما بأسانيد عالية متصلة بكلام من هو أعلى وأعلى وأعلى ..
والشيخ ما اشتد على مَن اشتد عليهم إلا رحمة وشفقة .. والله أقول هذا بين يدي الله تعالى .. والشيخ رحيم عاطر الود .. ورع متواضع إذا رأيته لا تملك إلا حُبَّه ..
حفظه الله وكل علمائنا المباركين
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 02:49]ـ
وأعلم من هذا الجانب شيئا عظيما بأسانيد عالية متصلة بكلام من هو أعلى وأعلى وأعلى ..
فلتتحفنا بذلك بارك الله فيك؛ فنحن بالانتظار على أحر من الجمر!.(/)
سؤال عاجل
ـ[سعد الحسيني]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 07:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني في الله:ما صحة حديث (لو أنفق الرجل ثلث ماله في الطيب ما كان مسرفا) , فأرجو الإفادة أحبتي في الله , وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 07:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ejabh.com/arabic_article_65368.html
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 07:30]ـ
سمعت الشيخ عبد المحسن العباد-حفظه الله- لما سئل عن حديث (لو أنفق الرجل ثلث ماله في الطيب ما كان مسرفا) قال: لم يثبت.(/)
ما معنى هذا الكلام لابن تيمية 2؟
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 12:21]ـ
يقول شيخ الإسلام رحمه الله في شرح العمدة (1/ 385):
ومفهوم قوله صلى الله عليه وسلم "لا يمس القرآن إلا طاهر" جواز ما سوى المباشرة، وليس المس من وراء حائل كالمباشر، بدليل نقض الوضوء وانتشار حرمة المصاهر به والفدية في الحج وغير ذلك والعُلاقة وإن اتصلت به فليست منه إنما يراد لتعليقه وهو مقصود زائد على مقصود المصحف بخلاف الجلد فإنه يراد لحفظ ورق المصحف وصونه وتجوز كتابته من غير مس الصحيفة كتصفحه بعود ولأن الصحابة استكتبوا أهل الحيرة المصاحف وقيل لا يجوز الكتابة وإن أجزنا تقليبه بالعود وقيل يجوز للمحدث دون الجنب كالتلاوة. اهـ
ما معنى قوله: "نقض الوضوء وانتشار حرمة المصاهر به والفدية في الحج"
وجزاكم الله خيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 01:42]ـ
ما معنى قوله: "نقض الوضوء وانتشار حرمة المصاهر به والفدية في الحج"
وفقكم الله
((نقض الوضوء)) أي بمس المرأة مباشرة بغير حائل، وهو قول معروف لأهل العلم.
قال ابن رشد في بداية المجتهد: (ذهب قوم إلى أن مَن لمس امرأة بيده مفضيا إليها ليس بينها وبينه حجاب، ولا ستر، فعليه الوضوء)
((انتشار حرمة المصاهر به)) أي بمس المرأة مباشرة بغير حائل، وهو قول معروف أيضا لأهل العلم.
جاء في الموسوعة الفقهية: (ذهب الحنفيّة إلى أنّ حرمة المصاهرة كما تثبت بالزّنى تثبت بالمسّ والنّظر بشهوة)
((والفدية في الحج)) أي بمس المرأة مباشرة بغير حائل، وهو قول معروف أيضا لأهل العلم.
جاء في الموسوعة الفقهية: (اللّمس بشهوة والتّقبيل والمباشرة بغير جماع، يجب على من فعل شيئاً منها الدّم، سواء أنزل أم لم ينزل، وحجّه صحيح)
وفي كل ذلك فرّقوا بين المس بحائل والمس بدون حائل، فقاس عليه شيخ الإسلام التفريق بين مسّ المصحف بحائل وبدون حائل.
والله أعلم
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:00]ـ
جزاك الله خير
ووفقك لكل خير(/)
شاكله ومشاكله!!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق فسوى , وقدر فهدى , والصلاة والسلام على النبي المجتبى والرسول المصطفى ... أما بعد:
فكلنا يذكر كم كان يفرح حين كان يدرس في المرحلة الابتدائية أو المراحل الدراسية الأولى عموما بأن إجابته صحيحة , وكم كان يغبط من يجيب قبله , وكم كان يحزن عندما تنقص درجته عن الدرجة الكاملة أو يحصل زميله على درجة أفضل منه! كل ذلك مر على نفسية تلك الطفل وروحه , وستمر علينا مرة أخرى بتأثير أكبر وأقوى وهو يوم أن نرى فريقا في الجنة وفريقا في السعير! ونتمنى حينها لو أصبنا في أعمالنا؛ والإصابة في العمل تكون بشرطين:
الإخلاص , والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم!
** نقطة نظام **
غاية ما تكون ناقصا عندما تظن أنك قد بلغت الكمال , فإنك حينئذ ترضى عن نفسك وتكف عما يصلح حالك! فليس بعد التمام إلا النقصان كما يقال , ومن المحال دوام الحال! فعلى الإنسان الذي يرجو السمو فعلا أن يراقب نفسه فما أسوأ أن ترى في نفسك المحمدة ولا يراها غيرك أو تغفل النقص بينما غيرك يلحظه! وبين هذا وذاك يقف ميزان الاعتدال الذي يرى أن الإنسان لا يكمل أبدا لكن يقترب من الكمال , ولا يغتر بمحمدة ولا تؤثر فيه مذمة , إن رأى خيرا داوم عليه , وإن رأى غير ذلك سارع في تغييره والحلم بالتحلم والعلم بالتعلم!
** جزء من مقال **
من الممكن أن نطرح تساؤلا فنقول: هل أسماء اليوم الآخر أو أسماء الدنيا توقيفية؟! أم الأمر متاح لكل أحد أن يسمي بما شاء! وعلى ضوء الإجابة يكون الكلام!!
من الأسماء التي أطلقت على هذه الدار التي نحن فيها هذه الساعة – وأقول هذه الساعة لأن الإنسان لا يدري متى يرحل عن هذه الدار وهو بلا شك في طريقه للرحيل! -: دار العمل؛ وسبب ذلك ليس كما يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن الآخرة ليس فيها عمل! كلا , فالدنيا والآخرة فيهما العمل فهم يأكلون ويشربون ويتكلمون ويذهبون وينظرون وهذه كلها من الأعمال؛ لكن الفرق بينهما والله تعالى أعلم أن العمل في هذه الدار محسوب ومكتوب أو بمعنى أصح هذه الدار دار تكليف يحاسب العبد عن تقصيره فيها بخلاف دار الآخرة فإنها دار جزاء وتشريف , دار عمل بلا حساب كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه!
يفهم من هذا أن العمل موجود في الدارين , ولكل دار عمل , وعمل كل دار ينقسم إلى قسمين حسن وقبيح , فحسن الأول يترتب عليه حسن الآخر , والجزاء من العمل!
كل ما سبق إنما هو لتقرير معنى قد يغيب عن كثير من الناس وهو أن العمل لابد منه سواء أكان ذلك في طاعة أم معصية , فلا راحة بل لابد من العمل!
وما دامت الحال هذه , فما الذي جعل الناس يختلفون في أعمالهم؟ هل وجدوا لذة لم يجدها غيرهم أم ماذا؟!
والجواب عن هذا بنفس ما سبق أن لكل عمل لذة , وتختلف اللذات منها العاجل ومنها الآجل الذي يأتي بعد رياضة النفس عليها, لكن الذي جعلهم يختلفون هو الاختيار والرضا بالسبيل الذي سلكوه! لذا قال الله سبحانه وتعالى (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) وقال (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) بل قال إبليس وهو الذي لم يترك عملا إلا وله فيها حِبَالَة (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم) فمدار الأمر على القبول والاستجابة!
فمن اختار طريق الهداية والرشاد والقيام بما أوجب الله عليه , أو من اختار طريق الغواية والضلال وتضييع ما افترضه عليه , الكل منهما قد عمل عملا , فالأول سعى إلى الصالحات , والثاني منهما سعى إلى الطالحات , وما بقي إلا رضى النفس وغايتها وما تريد , وما دام الأمر كذلك لابد من العمل , فسعيك لعمل تسعد به دنيا وأخرى , أفضل بكثير من عمل تسعد له سعادة عاجلة بلذة فانية تعقبها الحسرة والندامة!
في الختام يقول الله تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً) قيل في تفسير الشاكلة هي النية والطريقة فإياك وسوء النوايا ومضلات الطرق!
** طيور مهاجرة >>
+ 100 الهداية والراحة الحقيقية (صفر) الغواية والشقاء الحقيقي - 100
+ < ------------------[بداية التكليف]--------------- > -
بعقلك إن كان صريحا أيهما تختار؟! واعلم أنه عند التمحيص تتغير المراحل!
** نقطة عبور **
رياضة النفس: أي تعوديها وقبولها وانقيادها لهذا العمل
حِبَالَة: مصيدة(/)
«حكم انشغال الدّاعية بالقصص»، لشَيخِنا صالِح الفَوزان.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئلَ صَاحِبُ الفضيلةِ العلّامة شَيْخنا صالِح بن فَوْزان الفَوْزان ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ:
ما رأي فضيلتكم في من يغمز بالدعاة و يقول أنهم أشغلوا الناس بالقصص التي لا فائدة منها واشغلوهم عن العلم و يقول أن هؤلاء القصاص الذين أنكر عليهم الصحابة هل هذا صحيح؟.
فأجاب ـ أثَابه اللَّهُ تَعَالى ـ:
نعم الذي يدعو إلى الله يكون بعلم يدعو إلى الله بعلم ويبين الأحكام الشرعية وأمور العقيدة ويبين للناس ما يجهلون من أحكام دينهم أما الاقتصار على القصص في الدعوة فهذا ليس من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قليل الفائدة لكن لو أنه أحياناً يأتي بقصة مناسبة وصحيحة للمحاضرة أو للكلمة لا بأس أما أنه يجعل كل كلامه في القصص فهذا يدخل في القصاص الذين حذر منهم السلف.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
المصدر
( http://www.al-daawah.net/page.php?pg=fatwa_desc&f_id=394)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:14]ـ
للفائدة:
الإنكار على بعض قصَّاص العصر!، للشّيخ الفاضل أبي عُمرَ عدنانَ البُخاريّ.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229&highlight=%DE%D5%C7%D5+%C7%E1% DA%D5%D1)
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 06:19]ـ
بارك الله فيك
قال أبو قلابة رحمه الله:
(ما أمات العلم إلا القصاص تجالس أحدهم سنة ولا تعلق منه بشيء،
وتجالس العالم ساعة وتخرج بعلم كثير)
ـ[عبدالله ابورغد]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 08:15]ـ
قصص السيرة النبوية وقصص الصحابة والتابعين بل وحتى القصص المعاصرة اذا ثبتت صحتها ليس فيها شئ قلل منها أو أكثر لاشئ محذور فيها بشرط صحتها.
أما القصص التي حذر منها السلف فهي القصص المكذوبة أو القصص الخرافية التي يقصد منها جلب قلوب العامة اليها.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من سياق قصص الماضين من الامم السابقة والقرآن الكريم ملئ بقصص الانبياء وغير الانبياء والله أعلم
وكل عام وأنتم بخير
ـ[أبو مروان]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 05:37]ـ
أصبحت من طوام بعض المتصدرين للدعوة، زيادة على القصص حكاية الرؤى والمنامات.
ونقل ما يراه الناس على الهوا مباشرة، وما يزيد الطين بلة، أن العوام يتأثرون بمثل هذه القصاصات وتتلهف حواسهم لسماعها، لكن إذا تحدث العالم في حال السلف وكيف كانت عبادتهم وورعهم، وهروبهم من البدع وأصحابها، يتثاقلون كلامه ويصفونه بالقسوة والشدة.
نسأل الله الهداية والثبات عليها
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 05:46]ـ
أخرج ابن أبي شيبة والمروزي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «لم يُقَص على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر ولا عهد عثمان إنما كان القصص حيث كانت الفتنة) موارد الظمآن صفحة (58)
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 08:35]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 10:12]ـ
كلام متين من علامة نحرير جزاه الله خيرا.
أيها الناطق خلفا صمتا صمتا لاعوجا ولاأمتا.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 11:33]ـ
هناك قصص الأنبياء
وهناك قصص الصالحين وردت في السنة
وهناك قصص الأولياء .. وقد ذكرها السلف في كتبهم ..
وهناك قصص الكرامات ...
فايها تقصد ياأخي ... !!!!!!!!!
ـ[أبو معاذ التونسي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 03:29]ـ
هناك قصص الأنبياء
وهناك قصص الصالحين وردت في السنة
وهناك قصص الأولياء .. وقد ذكرها السلف في كتبهم ..
وهناك قصص الكرامات ...
فايها تقصد ياأخي ... !!!!!!!!!
الذي نها عنه السلف رحمهم الله هو الانشغال بهذه القصص عن العلم الشرعي
أمّا ان ناسب ذكرها في بعض المواضع فهذا طيب كما ذكر الشيخ حفظه الله(/)
حصار غزة وبادرة أمل! ?
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:41]ـ
حصار غزة وبادرة أمل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن غزة تحت الحصار، والمسجد الأقصى يئن وجدرانه تتصدع، وإخوان القردة والخنازير يحفرون الأنفاق من تحته يبحثون عن هيكلهم المزعوم ويقيمون الجدار العازل يعزلون به الشعب الفلسطيني الباسل، ويمزقون أرضه تمزيقاً، والمسلمون في شتى بقاع الأرض قد أثقلتهم الهموم فلبنان يبحث عن رئيس يجتمع عليه الفرقاء المتنازعون، والسودان يبحث عن الجنوب الضائع، ويئن في دارفور، وباكستان الدولة النووية تنتهي من كارثة قدرية بفعل الزلازل إلى كوارث إنسانية إلى قتل وعنف وتفجيرات واغتيالات.
وأفغانستان من الاحتلال الروسي إلى الاقتتال الداخلي ثم الاحتلال الأمريكي، وإندونسيا أكبر الدول المسلمة تغرق في الفيضانات، ودول الخليج تبحث عمن يحميها من أطماع جيرانها، عراق صدام، ثم إيران الثورة التي تسعى لتصدير مذهبها، والدول العربية لا تملك القدرة على اتخاذ القرار الفعال في أي مشكلة من هذه المشكلات، وكلها تعاني المشكلات، ليست غزة وحدها محاصرة، بل إن أمتي كلها محاصرة، قد غلت يدها فهي عاجزة عن الحراك، ولكنها تئن وتتألم فأنينها وآلامها هو الدليل الوحيد على بقائها على قيد الحياة، ليس هذا أول حصار، ولن يكون آخر حصار، لقد حوصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة في شعب أبي طالب، وقد أجمع المشركون على أن يتعاقدوا على بني هاشم وبني المطلب وبني عبد مناف، وأن لا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يُسلموا إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة - مثلما تفعل أمريكا اليوم حين تفرض الحصار على أمة أو دولة فتستخرج من مجلس الأمن الدولي وثيقة الحصار - وقد دام حصار المسلمين الأوائل نحو ثلاث سنين حتى بلغ منهم الجهد مبلغه، ومع هذا بقوا صامدين صابرين، حتى قيض الله عز وجل لهذه الصحيفة الظالمة من ينقضها، ولهذا الحصار الشديد من يكسره، قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ البقرة: 153: 157].
و قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF وَلَنَبْل ُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ محمد: 31].
ثم كان الحصار الشديد للمسلمين في المدينة حينما تمالأت عليهم جنود الكفر والشرك وجاءوهم بما لا قبل لهم به، فوفق الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحفروا خندقاً وتحصنوا به، وجاء المشركون فنزلوا غربي المدينة قريباً من جبل سلع، ونزلت طائفة منهم في أعالي أرض المدينة كما قال تعالى: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ الأحزاب: 10].
(يُتْبَعُ)
(/)
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين وأسندوا ظهورهم إلى جبل سلع، ووجوههم نحو العدو، والخندق يحول بينهم وبين عدوهم، ثم بلغهم أن يهود بني قريظة قد نقضوا عهدهم وتحالفوا مع المشركين على قتالهم فكان الأمر شديداً لولا أن تداركهم الله عز وجل برحمته فنصرهم ودحر عدوهم وأنزل في ذلك سورة تتلي إلى يوم القيامة وهي سورة الأحزاب وفيها: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF
[ الأحزاب: 9 - 11].
حصارٌ وانتصار
ولكن ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مثل هذا لحصار والخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات واسترجعوا عند المصائب قائلين: «إنا لله وإنا إليه راجعون». فألقى الله عز وجل السكينة في قلوبهم، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم، وثبت الله المؤمنين وأيدهم بجند من عنده: http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF [ الأحزاب: 22: 25].
لقد زرع النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه الثقة في الله ونصره وتأييده حتى قبل مجيء الأحزاب فكان يبشرهم وهم يحفرون الخندق بفتح بلاد كسرى وقيصر، فلما رجع الأحزاب خائبين وردهم الله عز وجل فلم ينالوا خيراً، قال النبي صلى الله عليه وسلم الآن نغزوهم ولا يغزوننا.
فهل تعي الأمة اليوم هذا الدرس، وهل نتعلم من الحصار كيف يكون الثبات والصبر واليقين، وكيف تكون الأخوة الإيمانية http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_R.GIF إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ http://www.altawhed.com/Images%5CBRAKET_L.GIF
إن الحصار يكشف خبايا القلوب، ففي الحصار تظهر معادن الرجال، ويتميز الأشرار من الأخيار، والذين في قلوبهم مرض والمرجفون، عن الرجال الصادقين المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدلوا تبديلا ً.
لقد ابتلى الله سبحانه وتعالى إخواننا في غزة بالحصار ليميز الله الخبيث من الطيب، وابتلاكم الله عز وجل في مشارق الأرض ومغاربها بهم لينظر ماذا نصنع لإخواننا، فماذا نحن فاعلون؟ هل نُسلم هؤلاء الضعفاء للخوف والجوع والظلام إلا من بريق القنابل والصواريخ، وضوء الحرائق التي تلتهم البيوت؟
هل نُسلم إخواننا وننسى قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يُسلمه ولا يظلمه، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».
ماذا نحن قائلون لربنا عز وجل، والأمة في ثبات عميق فمتى نفيق، وهل أصبحنا أمة لا تستشعر طعم النصر إلا في مباراة للكرة ينشغل بها أهل الفراغ الذين يهونون عظائم الأمور فلا يلقون لها بالاً، ويهولون من صغائر الأمور حتى تملأ القلوب والأسماع والأبصار، فمتى تفيق هذه الأمة من حال الغثائية، وتعلم أن الله عز وجل أراد لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس.
لقد اعتدنا في مثل هذا البلاء أن يلقي كل واحد منا باللائمة على غيره، فتلقى الشعوب الغارقة في الوهم باللائمة على قادتها وحكوماتها، ويلقي الحكام والولاة باللائمة على الشعوب، فمتى ستعرف الأمة مصالحها؟
[الحجرات:10]. لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
وبت أشكوا إلى مولاي ما أجد
فقلت يا أملي في كل نائبة
ومن عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
مالي إلى حملها صبرٌ ولا جَلَدُ
أشكو إليك هواناً عمَّ أمتنا
وعسكر الكفر من أرجائها احتشدوا
يبغون قلع جذور الدين من غدنا
والمسلمون بقاع الأرض قد رقدوا
قد ضيعوا الدين الذي به عزوا
قد فرطوا في قول الله وأعدوا
وقد مددت يدي بالذل مبتهلاً
إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة
فبحر جودك يروي كل من يرد
واجمع على الحق والإيمان أمتنا
ولا تردنا يا فرد يا صمد
فلا تلق أخي المسلم باللائمة على غيرك، وسل نفسك ماذا أنت قائل لربك غداً؟
وماذا أنت فاعلٌ لنصرة إخوانك؟
ماذا أنت فاعلٌ لنصرة دين الله عز وجل؟
أين أنت من دعوة صالحة تدعو بها لإخوانك
والله يا إخوان نحن لا نريد منكم في غزة الا الدعاء فعليكم بالدعاء
عسى أن يكون شخص مستجاب الدعوة فيكشف الله بدعوته عنا هذا البلاء الذي
هو من ذنوبنا وتفرقنا(/)
أرجو المساعدة
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 09:28]ـ
157486 - من أحاط حائطا على أرض فهي له
الراوي: سمرة بن جندب - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]- المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3077
ــ ما درجة هذا الحديث وإن كان صحيح من صحح وأين ذكر؟؟
وإن كان ضعيف من ضعفة وأين ذكر وما أسباب الضعف؟؟
نسأل الله أن لا يحرمكم الأجر ,,,,
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 09:32]ـ
شكراً بارك الله فيكم
لقد عثرت علية
وهو
10896 - من أحاط حائطا على أرض فهي له
(حم د الضياء) عن سمرة.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 5952 في صحيح الجامع
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 10:33]ـ
وهو فى الإرواء برقم 1554 فراجعه أيضا(/)
تحرير و مناقشة فتوى حول: "حكم من مات قبل البعثة، أو قبل أن يصله الدين"
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 12:07]ـ
حكم من مات قبل البعثة، أو قبل أن يصله الدين
د. عبد العزيز بن أحمد البجادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد كان السلف يتحاشون الخوض في مسألتي أهل الفترة، وأطفال المشركين، حتى لقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما وبعضهم يرفعه أنه قال: " لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً حتى يتكلموا أو ينظروا في الأطفال والقدر "، وكان ابن المبارك لما سمع قول ابن عباس - رضي الله عنهما - هذا قال: " أفيسكت الإنسان على الجهل؟ " فقيل له: فتأمر بالكلام؟ فسكت، ولما تكلم ربيعة الرأي في أطفال المشركين قال القاسم بن محمد " إذا الله انتهى عن شيء فانتهوا وقفوا عنده" قال الراوي: " فكأنما كانت ناراً فانطفأت ".
وكأن من منع الخوض في ذلك رأى أن العلم فيه مشتبه، ومتى اشتبه العلم وجب الإمساك بإجماع أهل السنة، ولهذا قال ابن القيم - رحمه الله - عن قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: " وبالجملة فإنما يدل على ذم من تكلم فيهم بغير علم، أو ضرب الأحاديث فيهم بعضها ببعض، كما فعل مع الذين أنكر كلامهم في القدر، وأما من تكلم فيهم بعلم وحق فلا يذم".
إذا علم ذلك فقد تحصل من أقوال العلماء في مسألتي أهل الفترة، والأطفال ما يزول به الاشتباه، ويندفع الحرج عن البحث فيه، فأقول مستعيناً بالله:
المسألة الأولى:
الحكم فيمن مات قبل البعثة، فمن كانت هذه حاله فهو من أهل الفترة، ويلحق به من مات قبل أن يصله الدين، والفترة هي الزمن الذي يكون بين رسولين، فلم يدخل أهلها في رسالة الأول، ولم يدركوا رسالة الثاني، قال - تعالى -: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)، وقد كانت الفترة بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ستمائة سنة على ما في صحيح البخاري.
فمن كان من أهل الفترة فإما أن يكون قد بلغته دعوة نبي سابق، وإما أن لا يكون كذلك، فإن كان قد بلغته وآمن بها كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع، وقد جاء عند البيهقي بإسناد صحيح عن أسماء أنها قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وهو يقول: ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، قال: وذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى"
وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها، كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب"
وأما من لم تبلغه دعوة نبي ففي الحكم عليه بالنار قولان:
القول الأول: أنه في النار، وهو قول المعتزلة، وجه في مذهب أبي حنيفة قال به بعض أصحابه الماتريدية، واحتجوا لذلك بأمور:
أحدها: عموم الآيات القاضية بأن من مات كافراً فهو في النار، كقول الله - تعالى -: (ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً)، وقوله - تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به)، وقوله - تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون، وقوله - تعالى -: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
والجواب: أن هذه العمومات مخصوصة بقول الله - تعالى -: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وبغير ذلك مما يأتي بيانه - إن شاء الله -.
الثاني: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم مرفوعاً: " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي "، فلو لم تكن من أهل النار لأذن له.
والجواب: أن منع الاستغفار لكونها مشركة، ولا نزاع في أنها مشركة، لكن النزاع في مصير مشركي أهل الفترة.
الثالث: حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم، واحتجوا لقولهم بأمرين:
أحدها: عموم الآيات الدالة على أن ا لله لا يعذب أحداً قبل ورود الرسل، كقوله - تعالى -: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله - تعالى -: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله - تعالى -: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، وقوله - تعالى -: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا)، وقوله - تعالى -: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)
الثاني: حديث سعد بن عبادة في الصحيحين مرفوعاً: " ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين "
ثم إن هؤلاء القائلين بنجاتهم مختلفون هل يدخلون الجنة أو يمتحنون في عرصات القيامة، فيؤجج لهم نار، فيؤمرون بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها فقد عصى الله، فيدخله الله فيها؟
وسبب خلافهم حديث الأسود بن سريع عند أحمد مرفوعاً: " أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة " فأما الأصم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنه، فيرسل إليهم: أن ادخلوا النار " قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً ".
فلو ثبت هذا الحديث لكان فاصلا في النزاع الأول والنزاع الثاني، ولكنه معتل المتن والإسناد، أما اعتلال المتن فهو أن فيه تكليفاً بالمحال، وهو دخول النار، والله - سبحانه - لا يكلف نفساً إلا وسعها، وأما اعتلال الإسناد فهو الاختلاف على معاذ بن هشام، فقد رواه مرة عن أبيه عن قتادة، عن الأحنف، عن الأسود بن سريع ومرة عن أبيه، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة وكلتا الروايتين عند أحمد، وعلى التسليم بعدم الاختلاف فإن قتادة والحسن ثقتان مدلسان وقد عنعنا في روايتهما.
وأما ما ورد في معنى هذا الحديث مرفوعاً عن أنس عند أبي يعلى والبزار، وعن أبي سعيد عند البزار، وعن معاذ عند الطبراني، فلم يسلم إسناد أحدهما من ضعيف أو متروك. وبذلك يظهر أن الدليل مع من حكم بنجاة أهل الفترة دون امتحان لهم في الآخرة، لأن الأصل عدمه، ولم يثبت في شيء من نصوص الوحيين، لا سيما وقد تضمن تكليفاً بالمحال، بل قال القرطبي: " إنه لا يقتضي ما تعطيه الشريعة من أن الآخرة ليست دار تكليف "، وقال الحليمي: " ليس هذا الحديث بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين، لأن الآخرة ليست بدار امتحان" والله -تعالى- أعلم.
http://www.zadalmaad.com/da/show.php?id=138
و قد سبق و أن حدث جزء من النقاش حول هذا الأمر في هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=104364(/)
وقفات مع كتاب (النشيد الإسلامي المعاصر) لمؤلّفه علي بن حمزة العمري
ـ[أبوعماد]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 02:52]ـ
المقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لانبي بعده، وبعد
فإن الأناشيد الموسومة بـ الإسلامية تختلف باختلاف أدائها وألفاظها وألحانها وطريقتها في العرض، ومن خلال ذلك يكون الحكم الشرعي، فقد تكون محرمة، وقد تكون مباحة بضوابط شرعية.
ولإيضاح حقيقة هذه الأناشيد التي سُميت إسلامية - مع الأسف - جاءت هذه الوقفات مع كتاب ((النشيد الإسلامي المعاصر نشأته ووظيفته .. أحكامه وضوابطه)) للباحث علي بن حمزة العمري. الأمين العام لرابطة الفن الإسلامي العالمية.
فالباحث في كتابه هذا أراد أن يُقلّل من شأن خلاف العلماء في حكم النشيد بالوضع الحالي عموماً، وأراد تشبيهه بالمباحات الأخرى التي يكون الأصل فيها الحل كما سيأتي.
وإن الحاجة ماسّة إلى معرفة الحكم الشرعي في النشيد المعاصر لاسيما مع التطور الغريب والعجيب في الأناشيد، وذلك في إنشاء فِرَق متخصصة في الإنشاد، وإنشاء قناة خاصة بذلك كقناة شدا، وعرْض أناشيد كثيرة في قنوات أخرى غير متخصصة في النشيد، وإظهار ذلك فيما يُسمى (الفيديو كليب) مع قيام بعض المخرجين للنشيد المصوَّر بالإكثار من إظهار المردان، مع التوسع في إظهار بعض البنات القريبات من البلوغ، ووجود الانتشار الواسع لذلك كله حتى في البيوت المحافظة.
وتكمن المشكلة وتتعقّد أكثر حينما يُجعل ذلك من الدين ويُنسب إلى الإسلام، والإسلام من كثيرٍ منها براء.
وبهذا اتسع الخَرق، وعظمت المصيبة، فكان لابد على طلبة العلم الشرعي أن يُوضحوا حقيقة مايجري، ومن ذلك جاءت هذه الوقفات مع كتاب (النشيد الإسلامي المعاصر).
وبهذه الوقفات أرجوا أن ينكشف الزيغ والخداع، وقد جعلتُ هذه الوقفات فيما يلي:
الوقفة الأولى: مع الأمانة العلمية لدى الباحث علي العمري في كتابه.
الوقفة الثانية: مع إضافة الإسلام للنشيد.
الوقفة الثالثة: مع نشأة النشيد.
الوقفة الرابعة: مع ضوابط النشيد.
وقد حرصتُ في هذه الوقفات أن يتبين الحكم الشرعي من خلال مناقشته في ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله تعالى أن يوفق الباحث إلى الحق والأخذ به.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
يتبع بإذن الله.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 04:49]ـ
جزاك الله خيراً
رد عليهم باسلوب فقهي لا منهجي علّك أن تحبب إليهم الحق
بارك الله فيك
ـ[أبوعماد]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 07:35]ـ
* أعتذر أشد الاعتذار عن التأخر، وذلك لأني مشغول بإعداد رسالة الماجستير.
----------------------------------------------------
الوقفة الأولى: مع الأمانة العلمية لدى الباحث علي العمري في كتابه.
حصل بيني وبين الباحث علي العمري مراسلة عن طريق إدارة موقعه الاكتروني باسمي الصريح، حيث إن الباحث عرَض كتابه هذا على حلَقَات في موقعه قبل طبعه
فأخبرتُه بوجود رسالة علمية (ماجستير) في موضوعٍ يخصّ اهتمامَه وعملَه، وهو " حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية موازنة " للباحث صالح الغزالي، ونوقشتْ في جامعة أم القرى، وأجيزتْ بتقدير ممتاز من قِبل مشايخ معروفين بعدم التشدد، وهم:
الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي (مناقشا)
الشيخ الدكتور عابد السفياني عضو مجلس الشورى السعودي (مشرفا)
الشيخ الدكتور سليمان التويجري عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى (مناقشا).
فهذه الرسالة اشتركتْ فيها عقول علمية عالية، وأخبرتُه أيضاً بأبواب وفصول الرسالة.
وسببُ إخباري له بذلك هو قول الباحث علي العمري في كتابه: " ولعل هذا الكتاب فيما أعلم هو أول كتاب مؤصل حول مسألة النشيد الإسلامي خصوصا ومسائل مهمة في الفن عموما " (1)
وقال أيضا في كتابه: " هذا الكتاب يُعتبر بفضل الله نموذجاً لما أحلم به ويحلم به غيري، وما أسعى لتبنّيه من تأصيل شرعي " (2)
وأيضا لعله يذكر هذه الرسالة في كتابه - الذي وقتها لايزال كتاباً منشورا في الشبكة فقط -وذلك إن أراد طبع كتابه حيث يذكر ذلك في الدراسات السابقة ويستفيد منها وكذلك القرّاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعدما أخبرتُه بذلك جاءني الرد على بريدي، فقال الباحث علي: " إني على علم برسالة حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية منذ أن طبعت لكن يفترق عما كتبته، فأنا تعرضت لنشأة النشيد ولم يتعرض لها الباحث "
فأرسلتُ عليه قائلاً: " إذا كان عندك خبر عن تلك الرسالة فلِمَ لاتشر إليها خصوصا مع تأكد الداعي لذلك وهو قولك عن كتابك: ولعل هذا الكتاب فيما أعلم هو أول كتاب مؤصل حول مسألة النشيد الإسلامي خصوصا ومسائل مهمة في الفن عموما.
وإن الفرق الذي ذكرتَه من عدم تعرضه لنشأة النشيد وتعرضك لها ليس جوهريا، فإن الحكم الشرعي ليس متوقفاً على معرفة نشأة النشيد، ولما قرأتُ الفصل المتعلق بنشأة النشيد وجدتُ الكلام عن أبرز المنشدين حيث تقول: وأما في الشام فقد ظهر في الصدارة كل من أبي مازن وأبي الجود وأبي راتب.
وأنت تعلم بأن الشيخ ابن باز وابن عثيمين والباحث صالح الغزالي والمجيزين لرسالته الماجستير قد ذكروا الحكم على النشيد بين محرِّمٍ له، ومبيح بضوابط دون معرفتهم للمنشد أبو راتب .. الخ ممن ذكرتَهم في نشأة النشيد ".
ولم أجد رداً بعد ذلك.
حينها قررتُ أن أقوم بالرد على الأمور المهمة والفيصلية في الموضوع من خلال الوقفات المذكورة.
خصوصا بعدما وجدتُ الكتاب مطبوعا دون أي إضافة أو تعديل على الموجود في موقعه، وإخباري له قبل أن يطبع الكتاب بمدة طويلة.
ففي هذه الوقفة الأولى تتجلى عدم الأمانة العلمية في تجاهل الباحث علي العمري لرسالة (حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية)، فلماذا هذا التجاهل؟!!، ولماذا لم يُشِر ولو إشارة إلى تلك الرسالة العلمية المحكّمة مع علمه بها وإدراكه بأن كتابه ليس الكتاب الأول، لاسيما وأن الباحث الشيخ صالح الغزالي ذكر دراسات سابقة حول موضوعه (حكم ممارسة الفن)، وفرّق بين رسالته والدراسات السابقة، ومن هنا تتجلى الأمانة العلمية.
وتتجلى عدم الأمانة العلمية لدى الباحث علي العمري في عنصرية المنهج في التأليف، وهذا مخِل للأمانة العلمية،حيث تحدث الباحث في فصل نشأة النشيد بطريقة عنصرية
يقول الباحث علي: " ففي مصر برز نجم النقشبندي والطوبار وطه الفشني، وكان هؤلاء المنشدون يخلطون مابين النشيد الديني العام والنشيد الدعوي بوجه خاص.
وأما في الشام فقد ظهر في الصدارة كلٌ من (أبو مازن،أبو الجود،الترمذي، أبودجانة أبو راتب على الترتيب " (3)
ثم يقول: " وبرقتْ أناشيد أبومازن فترة طويلة لدى المحبين والمتابعين، وكانت أناشيده مع أخويه أبو الجود وأبو راتب أسهل في الحركة والانتشار " (4)
ثم يقول محققاً في النشيد: " والحقيقة أن الأنشودة الخليجية لم تبتعد كثيرا من ناحية الزمن خاصةً مع الانفتاح السريع للدعوة .. " (5)
هل هذه أمانة علمية من باحث دكتور في الفقه المقارن - على حد قوله في سيرته -؟!!
فكأن الكتاب مؤلَّف لمجموعةٍ معينة، وهم واقعون في محل النزاع.
يتبع = (إن شاء الله)
ـــــــــــــــــ
(1) ص 12 من كتابه (النشيد الإسلامي المعاصر)
(2) ص 13
(3) ص 29
(4) ص 30
(5) ص 32
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 02:11]ـ
أرجو منك أخي أبا عماد أن تنقد الكتاب نقدا موضوعيا دون التعرض لشخص المؤلف
لا من قريب ولا من بعيد ..
و شكر الله لك سعيك و بارك فيك و نفع بك
و فقنا الله وإياك لما يحبه و يرضه
و أعانك على إتمام بحثك لنيل العالمية ...
ـ[أبوعماد]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 07:59]ـ
الوقفة الثانية: مع إضافة الإسلام للنشيد.
هذه الإضافة تكمن فيها الخطورة، وتزداد خطورتها في هذا العصر، مع وجود القنوات الفضائية، وظهور مايُسمى بالفيديو كليب ويسمونه فيديو كليب (إسلامي).
(يُتْبَعُ)
(/)
والباحث علي العمري هو الأمين العام لرابطة الفن الإسلامي العالمية، ومن أهداف الرابطة ووسائلها (إقامة المهرجانات الفنية والمحلية والعربية والدولية، وكذلك المؤتمرات الفنية ... الخ) (1) وهي من الأعمال التي تكون سبباً في ترسيخ هذه الأناشيد والفنون الأخرى باسم الاسلام، حيث إنه متخصص في الفقه المقارن، وإمام وخطيب ممايجعل المشاركين في الإنشاد يستمرون ويقتحمون البيوت المحافظة عن طريق القنوات باسم الاسلام، وبكل ثقةٍ عمياء، لأنهم يجهلون الحكم الشرعي في ذلك فيأخذون قول الباحث علي العمري من غير دليل.
ومن توفيق الله لي أن أقف هذه الوقفات مع شيخهم المهم في الموضوع وهو الباحث علي العمري، لأن بهدايته للحق أرجوا أن يهتدي بعده عشرات مما يُؤثر على غيره من المنشدين.
ولذلك فإن هذا الكتاب الذي أقف معه قد قدّم له منشدون بارزون لهم جمهور وتلاميذ
يقول المنشد أبو الجود: " أما أن يكتب عن الفن الهادف واحد من أفذاذ المنابر فهذا يعني أمرا آخر، ورقما جديدا في عالم الفن الهادف، إذ لولا ظهور أثره وبلوغ مراميه وعلو شأنه ما كان لهذا الفن أن يتكلم فيه." (2)
إن الباحث علي العمري قد استمات لترسيخ إضافة الإسلام للنشيد المعاصر، وجعل النشيد من الدين الذي يؤجر المنشد عليه، وجعله من الأسباب الرئيسية لتثبيت هوية الأمة.
يقول الباحث علي: " إن الحديث عن المصطلحات ليس أمراً عبثا خاصة اننا في أول الطريق لتأصيل عمل الفن الإسلامي أو الهادف، وحتى يضمن استمراريته وفق الصورة المأمولة منه إن شاء الله تعالى " (3)
ويقول: " من بشائر الخير والتوفيق التفات العلماء والمفكرين لأهمية الفن الهادف في هذا الزمن المعاصر في تثبيت هوية الأمة " (4)
ولذلك أجده يوظّف الأحاديث النبوية في غير محلها باسلوبٍ باهت تبريراً للفعل المستهجن.
يقول: " ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُشارك الصحابة في كلامهم ورجزهم وكان يقول: (أبينا) يمدها ويرفع بها صوته، وذلك في رجز ابن رواحة والذي يقول فيه:
والله لولا الله ماهتدينا ... ولاتصدقنا ولاصلينا
إن أولاء قد بغوا علينا ... إن يطلبوا خطة أبينا
وكذلك في بناء المسجد في حفر الخندق كان الصحابة ينشدون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد مابقينا أبدا " (5)
لقد وظّف الباحث هذه القصة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في جواز إنشاء الفِرق الإنشادية وسمى هذه القصة مشاركةً إنشادية (6).
وسأذكر أسئلةً يتبين من خلالها النشيد اليوم الذي هو فن بذاته وما حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
س/ هل عَمِل عبدالله بن رواحة (بروفات) وأشغل نفسه فيها؟
س/ هل تفرّغ ابن رواحة للنشيد، وجعل ذلك وظيفةً لتثبيت هوية الأمة يبحث عن الرزق من خلالها؟
يقول الباحث قبل عرضه لقصة ابن رواحة: " خلق الله مواهب شتى فَمِن الناس من كان رزقه في حركة رِجْلِه، ومنهم كان رزقه في حركة يده، ومنهم كان رزقه في حركة فَمِه.
وإذا كان الأمر كذلك فإن استخدام هذه الموهبة الرائعة فيما ينفع المسلمين أمر حسن صالح " (7)
وهو يقصد استخدام النشيد المعاصر لنفع المسلمين.
ثم ساق القصة السابقة لعبدالله بن رواحة رضي الله عنه.
ولاشك بأن مايدعو إليه الباحث علي العمري فيه إكثار من سماع النشيد سواء على مستوى المنشدين والذي يكون في الإعداد والبروفات والتفرغ لذلك أو على مستوى الحضور لهذه المهرجانات فضلاً عن الملاحظات الشرعية الأخرى التي تصاحب الإنشاد مما سأذكره لاحقاً إن شاء الله.
وفي معنى ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولذا تجد مَن أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما كرهه " (8)
ويقول أيضا رحمه الله: " إن القلب إذا تعوّد سماع القصائد والأبيات والتذّ بها حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات فيستغني بسماع الشيطان عن سماع الرحمن " (9)
رحم الله ابن تيمية كيف لو أنه في هذا العصر، فالأمر تعدى الإكثار من سماع القصائد والالتذاذ بها، وإنما الإكثار من سماعها بإنشاد له مقامات يَسْتَحسِنُ تعلّمَها متخصصون في الشريعة، وله إيقاعات، وانعقاد مهرجانات، وفِرَق إنشادية متخصصة.
يتبع = إن شاء الله تعالى
ـــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) انظر أهداف ووسائل الرابطة في كتابه ص 50،51
(2) ص7 في مقدمة كتابه
(3) ص18
(4) ص17
(5) ص116
(6) انظر ص116
(7) ص115
(8) اقتضاء الصراط 1/ 484
(9) مجموع الفتاوى 10/ 532
ـ[أبوعماد]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 08:27]ـ
= تابع للوقفة الثانية
لقد استحسن الباحث علي العمري تعلّم مقامات النشيد، حيث يقول: " كل إنسان ينطق بلحن كالترتيل والترنم فله مقام معين يؤدي به، فالمقامات المشهورة هي علم يدرس طبقة الأصوات وما يناسبها في فن الإنشاد " (1)
ثم يقول في حكم تعلمه: " وتعلمه أمر جيد وخاصة لأصحاب الأصوات الجميلة سواء أكانوا منشدين أو حتى قرّاء لكتاب الله " (2)
وهنا نجد المقارنة الشوهاء بين المنشد في ترتيله للشعر وتعلمه المقامات، وبين قارىء القرآن الذي أمر الله تعالى بترتيله فقال تعالى: " ورتل القرآن ترتيلا " (سورة المزمل آية 3).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الإكثار من الشعر فضلا عن تلحينه أو ترتيله: " لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحاً خيرٌ له من أن يمتلىء شعرا " (3)
ومن هذا الحديث نأخذ مفهوم الموافقة الأولوي - كما يقول الأصوليون - وهو أن الإنشاد الذي فيه شِعْرٌ وزيادة لحن إذا امتلأ به جوف أحد كان محرما.
واليوم للأسف وباسم الاسلام من يتكسب بالنشيد ويتفرّغ لذلك، وما قناة شدا الفضائية إلا لون من ذلك.
والباحث في كتابه يخلط بين القضايا الشرعية، فيبرّر جواز تعلم المقامات للإنشاد والتي فيها تفرغ لذلك بقوله: " فليس هذا علم موسيقي ولابدعة شرعية وإلا لكان أصل كلام الإنسان وقراءته بدعة " (4)
ومن هنا نلاحظ التبرير الباهت، والقياس الفاسد.
فأركان القياس عنده في ذلك هي:
الأصل: كلام الإنسان وقراءته
الفرع: تعلّم المقامات بطرقها المتبعة
العلة الجامعة: اختلاف النطق بين الإنس
الحكم: جواز تعلم المقامات، وأنها ليست بدعة.
فهو يقول: " فليس هذا علم موسيقي ولابدعة شرعية وإلا لكان أصل كلام الإنسان وقراءته بدعة ".
ويقول الباحث علي العمري في شأن سماع النشيد:
" سماع النشيد كأمرٍمباح هو كأنواع الطعام " (5)
إذا كان النشيد مباحاً لماذا يضيف الاسلام إليه دون سائر المباحات، فهل سمعتم بِمَن يقول (عصير إسلامي)؟!!، حتى في رمضان لم يقل أحد بأن عصير التوت إسلامي، أو السمبوسة كذلك،فكأن إضافة الاسلام للنشيد مقصودة للتبرير.
وإن النشيد إذا جُعل بهذه الطريقة (فن - رسالة للأمة - فِرَق إنشادية متخصصة - كسب الرزق عن طريقه وبالتالي التفرغ له وجعله وظيفة - دفع أموالا ًضخمة في الاستديوهات والمونتاج .. الخ)
يكون النشيد حينئذٍ قد خرج عما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا واضح جلي.
= يتبع إن شاء الله تعالى
ـــــــــــــــــ
(1) ص 106
(2) ص106
(3) رواه البخاري
(4) ص106
(5) ص104
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 04:05]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم ياأباعماد, ونحن في أنتظار البقية من هذا الوقفات الجميلة , وأرى لوتطبعها في كتاب بعد أنتهائك منها يكون أفضل.
ـ[أبوعماد]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 12:53]ـ
الوقفة الثالثة: مع ضوابط النشيد
لقد حسبتُ الباحث علي العمري حينما ذكر ضوابطاً للنشيد لأجل إخراج النشيد بصورة مباحة، وان الاخلال بهذه الضوابط يلغي حكم الإباحة للنشيد لاسيما وهو حاصل على درجة الدكتوراة في الفقه المقارن.
وفي أثناء قراءتي للكتاب وصلتُ صفحة (133) التي تحمل عنوان " ضوابط النشيد "، ففرحتُ بذلك، وزاد فرحي حينما وجدته يقول في بداية ذكره للضوابط: " ولايوجد شيء إلا وله ضابط من الشريعة السمحة " (1).
لكن بعدما انتهيت من قراءة الضوابط وهي في آخر الكتاب وجدتُ الأمر بخلاف ذلك.
وإليك أيها القارىء ماذكره من ضوابط للنشيد:
ضابط: " مراعاة الأصول الفنية المتفق عليها " (2)
يقول فيه: " إنه ثمة أصول مهنية للعمل الفني أيّاً كان، فلاينبغي أن يكون الكلام مَخفيا، والإيقاع مُخفيا لكل شيء، ولاينبغي أن تتداخل الأصوات غير المتناغمة على حساب المقامات وطبقات الأصوات وعلى غير المألوف من الألحان ليكون الناتج في تقديرهم لحن جديد، وهو في الحقيقة غريب ". (3)
ضابط: " ضبط التعاملات المالية " (4)
يقول فيه: " الملاحظ أن ثمة انفلاتاً كبيرا في التعاملات المالية في حقل الانشاد، وهذا يشمل مايلي: 1 - عدم وجود إدارة مالية في بعض المناسبات والحفلات الانشادية
2 - عدم وجود قيم مالية معقولة يعرفها الناس " (5)
ثم يقول متعجباً: " منشد مبتدأ يريد أن يتساوى مع منشد مخضرم ". (6)
ضابط: " التمسك بخصوصية الفن الاسلامي ". (7)
من خلال هذه الضوابط يتبين أن الباحث علي العمري ألّف كتابه لمجموعة معينة، وياليته جعله في مذكرة ولم يطبعه، لكن قديماً قيل: (من ألّف فقد استُهدف).
ثم هل تتوافق هذه الضوابط مع مقصود تأليفه للكتاب!!؟، فالباحث بيّن الغاية من تأليف الكتاب بقوله:
" هذا الكتاب يعتبر بفضل الله نموذجاً لما أحلم به ويحلم به غيري وما أسعى لتبنّيه من تأصيل شرعي " (8)
ويقول: " يأتي هذا الكتاب ليناقش ولأول مرة أهم الأطروحات المعاصرة للنشيد الاسلامي مناقشة شرعية " (9)
* تنبيه: اقتصرتُ على هذه الوقفات لضيق الوقت، وأما الوقفة مع نشأة النشيد فقد كانت مدرجةً ومبثوثةً ضمن هذه الوقفات التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
= يتبع إن شاء الله (إضافة ملحق من رسالة " حكم ممارسة الفن في الشريعة الاسلامية " للشيخ الدكتور صالح الغزالي، وسيكون في الملحق خلاصة ماتوصل إليه الشيخ صالح في حكم النشيد وضوابطه.
__________________
(1) ص 133
(2) ص135
(3) ص 135
(4) ص 141
(5) ص 141
(6) ص 141
(7) ص 139
(8) ص 13
(9) ص 12
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 04:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم
وفقكم الله أخانا ابا عماد
وشكر لكم غيرتكم
لكن إلى الآن لم أر في ردكم ما يدل على المنع، ولم يقل أحد بوجوب التقيد بنفس الصيغة التي كانت في عهد النبوة،والأصل في العادات الإباحة، حتى يرد الناقل ولم أر منكم إلى الآن ناقلا.
وفقكم الله
ـ[العز بن عبدالسلام]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 02:59]ـ
أخي عماد لا أرى أن عمل البروفات للأناشيد وأخذ الأجرة عليها من أسباب تحريمها إذا ثبت جوازها، فأرجوا مراجعة هذه القضية، متمنياً لكم التوفيق.
ـ[أبوعماد]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 09:08]ـ
(الملحق)
" للنشيد أحكام ثلاثة بحسب تنوع ألحانه وكلماته ومقاصده وكيفية سماعه على النحو التالي:
الحكم الأول: إباحة سماع النشيد إلحاقاً له بالحداء والنصب اللذين جاءت الرخصة بإباحتهما مقيدة، فيما إذا كان النشيد موافقاً لهما في الألحان والمقاصد والكلمات وطريقة سماعه، ويتحقق ذلك بالشروط التالية:
1 - أن تقع ألحان النشيد بتطريب وترجيع يسيرين على أصل الخلقة، دون الألحان المتكلفة الموزونة على النغم الموسيقي أو المائعة الماجنة
قال ابن قدامة: " وأما الحداء فمباح لابأس به في فعله واستماعه، وكذلك نشيد الأعراب وسائر أنواع الإنشاد مالم يخرج إلى حد الغناء ".
2 - أن يقصد من سماعه الترويح والنشاط، لا التعبد شأن السماع الصوفي البدعي، أو اللذة والطرب شأن أهل الغناء الفسقي
قال الشاطبي: " ولم يكن - أي النشيد المباح - إلذاذ ولا إطراب يلهي، وإنما كان شيء من النشاط "
وقال: " ولا كان المتقدمون أيضاً يعدون الغناء جزءاً من أجزاء طريقة التعبد وطلب رقة النفوس وخشوع القلب ".
3 - ألاّ تشتمل كلمات النشيد على معنى محظور في الشرع، كأن يكون وسيلة لترويج الشعارات القومية والوطنية والحزبية المذمومة عن طريقه أيضاً.
4 - ألاّ يشتمل النشيد على آلات عزف.
5 - ألاّ تُتخذ الأناشيد ديدناً في كل وقت وحين.
6 - ألا يحدث بسببه مفسدة في الدين كالتلهي عن سماع القرآن والعلم، أو في الدنيا كتضييع بعض الواجبات والمصالح المهمة بسبب الاشتغال به.
وضابط هذه الشروط هو " الحد الذي كان يُفعل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن يقتدى به من أهل العلم "
ويخرج بهذا القيد من لا يجوز الاقتداء بهم وهم في هذا الباب صنفان:
أصحاب السماع الفسقي من أهل الغناء، وأصحاب الغناء البدعي المحدث من أهل الطرق الصوفية، والله أعلم.
= يتبع إن شاء الله ..(/)
بعد سبعين عامًا من الحظر سمح الجيشُ البحريني للعسكريين بإطلاق لحاهم،
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 01:21]ـ
مفكرة الإسلام: سمح الجيش البحريني للعسكريين بإطلاق لحاهم، بعد سبعين عامًا من الحظر، وذلك على خلفية قرار أصدره القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، من المنتظر أن يبدأ سريانه من أول مايو القادم.
وأشارت مصادر مقربة من قيادة قوة الدفاع البحرينية، أنه ستكون هناك بعض من الاشتراطات لتنظيم عملية إطلاق اللحى في المؤسسة العسكرية، مثل تحديد طولها.
وبحسب موقع العربية، قال نائب رئيس البرلمان البحريني غانم فضل البوعينين: "هذا القرار لم يأت استجابة لمقترح برلماني، ولكنه جاء تثمينًا من القيادة لدور أفراد قوة الدفاع".
القرار سيلقى ترحيبًا من شريحة واسعة من العسكريين بالبحرين
وأضاف: "ذلك القرار من شأنه أن يثلج صدور شريحة واسعة من رجال القوة وجنودها ومن جميع المسلمين؛ لأنه سيبيح لهم اتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم".
وأشار البوعينين إلى أن هذا القرار لا يتفق فقط مع تعاليم الدين الإسلامي، وإنما كذلك مع الدستور الذي ينص في المادة (1) الفقرة (أ) على أن "مملكة البحرين عربية إسلامية ... " وفي المادة (2) على "دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع ... "، وفي المادة (22) " ... وتكفل الدولة ... حرية القيام بشعائر الأديان".
يشار إلى أن الحكومة البحرينية كانت قد رفضت سابقًا اقتراحًا برلمانيًا يسمح بإطلاق اللحى للرجال ولبس النقاب للنساء في المؤسسة العسكرية، مبررة ذلك بطبيعة عمل العسكريين التي يتطلب بعضها ارتداء أقنعة تمنع تسرب الغاز، مثل المطافئ والقوات الخاصة والخدمات الطبية والمرور".
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:18]ـ
خبر جيد ... عقبال المصريين
يشار إلى أن الحكومة البحرينية كانت قد رفضت سابقًا اقتراحًا برلمانيًا يسمح بإطلاق اللحى للرجال ولبس النقاب للنساء في المؤسسة العسكرية، مبررة ذلك بطبيعة عمل العسكريين التي يتطلب بعضها ارتداء أقنعة تمنع تسرب الغاز، مثل المطافئ والقوات الخاصة والخدمات الطبية والمرور".
حجج باردة!!
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 11:41]ـ
متى يسمح لهم بتوحيد رب الأرباب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 03:13]ـ
خبر جيد ... عقبال المصريين
آمين
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:06]ـ
خبر جيد ... عقبال المصريين
آمين وخبر مفرح جدا
ـ[أحمد بن حنبل]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:10]ـ
نسأل الله التوفيق لكل الأخوة(/)
تنبيهات على بعض ما وقع في كتب الأئمة الثقات ... (5) هل تعتبر العلة الغائية علة فاعلية؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 01:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 30):
"والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
فقال في مجموع الفتاوى (18/ 309):
"ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/ 27):
"ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/ 189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 02:07]ـ
أكرم الله الشيخ
لكن لو تكرمتم توضيح هذه المعاني
العلة الغائية، العلة الفاعلية
ثم توضيح الكلام من أوله إلى آخره وخاصةً بعد قولكم قلت.
وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 12:23]ـ
أكرم الله الشيخ
لكن لو تكرمتم توضيح هذه المعاني
العلة الغائية، العلة الفاعلية
ثم توضيح الكلام من أوله إلى آخره وخاصةً بعد قولكم قلت.
وجزاكم الله خيرا،،،
العلة الغائية: هي العلة المتقدمة في العلم و الإرادة، المتأخرة في الوجود و الحصول؛ كالجلوس لصناعة الكرسي
العلة الفاعلية: هي العلة المتسببة في المعلول؛ كالنجَّار للكرسي
وأظن باقي الكلام سيتضح بمعرفة هذين المصطلحين
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 12:39]ـ
وقد ذكر الجرجاني في "التعريفات" (1/ 202) أنواع العلل وتقسيمها فقال:
"علة الشيء ما يتوقف عليه ذلك الشيء. وهي قسمان:
الأول: ما تقوم به الماهية من أجزائها وتسمى علة الماهية.
والثاني: ما يتوقف عليه اتصاف الماهية المتقومة بأجزائها بالوجود الخارجي وتسمى علة الوجود.
وعلة الماهية؛
إما لأنه لا يجب بها وجود المعلول بالفعل بل بالقوة وهي العلة المادية.
وإما لأنه يجب بها وجوده وهي العلة الصورية.
وعلة الوجود؛
إما أن يوجد منها المعلول أي تكون مؤثرة في المعلول موجدة له وهي العلة الفاعلية.
أوْ لا، وحينئذ:
إما أن يكون المعلول لأجلها وهي العلة الغائية.
أوْ لا، وهي:
الشرط؛ إن كان وجوديا،
وارتفاع الموانع؛ إن كان عدميا."
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 04:45]ـ
الحمد لله وحده ...
قد بين بعض الإخوة انتقادهم على هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133930
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:53]ـ
الحمد لله وحده ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تذكرتُ أمرًا أردتُ أن أنبه عليه في قبل ذلك ولكنني آثرتُ تركه طمعًا في رجوع الأخ عيد.
ثم نسيته وما تذكرته إلا الآن ..
فقد لفت نظري أنه عزا على التعريفات للجرجاني هكذا:
وقد تعجّبتُ لأن كتاب التعريفات للجرجاني صغير، نسختي منه في غلاف واحد فقط، وكنتُ قد اشتريته من معرض الكتاب قبل سنوات ولم يتجاوز سعره 10 جنيهات فيما أذكر.
ولا أعلم ولم أظنّ أن له طبعة في أكثر من جزء واحد.
فخطر ببالي أن الأخ عيد ينقل من الشاملة من غير تحرير ولا تركيز، فرجعتُ إليها فوجدته نفس العزو في الشاملة، مع أنّ بطاقة الكتاب في برنامج الشاملة تقول إن الكتاب في جزء واحد!
وهذا الصنيع قد مر علينا من قبل من قِبَل بعض المحققين، وهو نتاج الاعتماد على برامج البحث وأخذ ما فيها من صواب وخطأ.
=====
ثم تأمّلتُ فوجدتُ الأخ عيد قد أخطأ أيضًا في عزوه على درء التعارض في أول الموضوع حين عزا عليه:
ثم نقل نصًّا من المجلد العاشر (10/ 51) كما ذكر الشيخ فيصل وذكرتُ بعدَه، ولا يوجد هذا النص ولا شبهه في المجلد الخامس.
وهذا بحسب الطبعة المعتمدة في العزو ..
فقلتُ لعله من أخطاء التسرع أيضًا ومن علل الاعتماد الكلّي على البرامج ..
ولكن لعله أيضًا يعزو على طبعة أخرى مخالفًا للطبعة الكاملة المعتمدة من غير تبيين.
لكن تبين لي أنه أخطأ مرة ثانية وأنه اعتمد على الشاملة من غير مراجعة الكتاب، فتابع البرنامج على ما فيه من الخطأ.
والدليل على ذلك أن عزوه (5/ 231) هو نفس العزو الذي في الشاملة ..
وهو غلط لأن بطاقة الكتاب عندهم كالآتي:
الكتاب: درء تعارض العقل والنقل
المؤلف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس
الناشر: دار الكنوز الأدبية - الرياض، 1391
تحقيق: محمد رشاد سالم
عدد الأجزاء: 10
وطبعة الكنوز الأدبية الواقعة في 10 مجلدات هي المعتمدة في العزو ..
وهي التي عزا عليها الشيخ فيصل وعزوتُ عليها ..
والملاحظ أن ترقيم الأجزاء في الشاملة ينتهي عند الرقم (5) فقط مع أن الكتاب عندهم كامل ..
فالكتاب غير موافق للمطبوع، عكس ما ظن الأخ عيد هداه الله.
وحينها استظهرتُ أن الأخ عيد كتب في الشاملة (العلة الغائية علة فاعلية ... ) أو نحو ذلك ..
وما خرج له من نتائج كان عمدته في هذا الموضوع ..
وهذه الطريقة لها مساوئ عدّة، من ضمنها أن الباحث قد لا يصبر ويقرأ سباق الكلام ولحاقه، فلا يفهم المراد جيدًا، فيقع فيما وقع فيه الأخ عيد.
فالرجاء من الإخوة عدم اتباع هذه الطريقة، وعدم الاعتماد على البرامج بالكلية، وإنما يستفاد منها في البحث أحيانًا فحسب، ثم يجب العودة إلى الكتب، ويحذر من الأخطاء في إدخال النصوص أو في العزو إليها.
فإن اضطر إلى النقل منها لعدم توفر الكتاب عنده، فمن الأمانة تبيين ذلك للقارئ حتى يحذر هو من هذه الأخطاء إن كان الكتاب المنقول منه عنده.
وكثيرًا جدًّا ومنذ زمان أقول لإخواني حين أرى مثل هذه الموضوعات: سامح الله الشاملة، التي جعلت الكثير يظن أنه ذو شأن واستئهال للتصدر والاعتراض على الكبار بمجرد ضغطة زر، ولو من غير فهم.
فالله المستعان.
...
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 09:09]ـ
الشيخ الأزهري السلفي: أحسن الله إليك.
وأنا متعجبٌ جدًا من صنيع الشيخ عيد -وفقه الله-.
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 05:50]ـ
الأخ الكريم الأزهري السلفي.
لو استعملت الخاص بالشيخ عيد لكان أليق بمن اسمه الأزهري السلفي، وبدلا من نقل هذا الكلام بأكمله، كنت بينت خطأ هذا العزو، أو عدم دقة هذه الطريقة في موضوع مستقل في مكان يناسبه، وإلا فأصل الكلام لم تعترض عليه، والفهم لم تعترض عليه كذلك، بل حولت القضية إلى مضمار آخر ليس هذا مكانه.
هذا إن كانت نصيحة،،،
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 07:01]ـ
عفوا، لم أكن قرأت بعد الموضوع في ملتقى أهل الحديث، ونقل الأخ الأزهري السلفي لآخر رد له بهذه الصورة موهم.
نسأل الله الهداية لما فيه الفلاح.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 07:47]ـ
الحمد لله وحده ...
لا بأس أخي الفاضل، مع أن قولي في بداية المقتبَس هنا: (وقد تذكرتُ أمرًا أردتُ أن أنبه عليه ... قبل ذلك ... ) يدل على وجود كلام قبل ذلك فلم أظنّ أن يحصل إيهام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 03:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 30):
"والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
فقال في مجموع الفتاوى (18/ 309):
"ولهذا كانت العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وفي رسالة الزهد والورع والعبادة (1/ 27):
"ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور وهذه الإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصورة في النفس هي التي جعلت الفاعل فاعلا فيكون الإنسان متبعا لها"
وتابعه على ذلك تلميذه الحافظ ابن القيم رحمه الله فقال في شفاء العليل (1/ 189): "العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية"
قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.
وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:
"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."
وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل. .
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل. .
ذاك الكلام من شيخ الإسلام - مع افتراض ثبوته عنه - صحيح المراد والمعنى،
وإن كان عند بعض الناس مشكل موهم للتشبه الظاهر بينه وبين كلام الفلاسفة.
ولم يقل الشيخ يوما ما أن (العلة الغائية للشيء) هو (نفس العلة الفاعلة له)،
فليس معنى كلام شيخ الإسلام موافق لمعنى كلام الفلاسفة الذي أنكره.
بل قال: "ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية لعلة فاعلية"،
أي أن (الغاية) هو (السبب) في كون الفاعل (فاعلا).
فالعلة الغائية للشيء هي علة فاعلية للفعل الذي فعله فاعل ذلك الشيء.
ومعنى قولنا (الغاية) أي: تصور الغاية.
فالحكمة والرحمة هي السبب في أن يخلق الله الخلق ويربيهم ويدبرهم،
والألوهية - على هذا - علة فاعلية - أي داع وسبب مرجِّح - للخالقية والربوبية،
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. فلإرادة العبادة منهم، خلقهم جل وعلا.
يعنى أن شيخ الإسلام أراد أن يعطى معنى صحيحا للفظ مأثور عن الفلاسفة ويقيّمه.
فـ (العلة الغائية) للعالم عند الفلاسفة هو (نفس الذات الإلهية) أو (إرادة التشبه بالأول)،
وأما عند شيخ الإسلام، فالعلة الغائية من خلق العالم وتدبيره هي (الحكمة) القائمة بالخالق الحكيم.
فليس فيما قاله دور ولا تسلسل ممتنعان، لأنه لم يجعل (الغاية) هي نفس (الفاعل) كما فعل الفلاسفة.
هذا، والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 05:39]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل. .
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل. .
ذاك الكلام من شيخ الإسلام - مع افتراض ثبوته عنه - صحيح المراد والمعنى،
وإن كان عند بعض الناس مشكل موهم للتشبه الظاهر بينه وبين كلام الفلاسفة.
ولم يقل الشيخ يوما ما أن (العلة الغائية للشيء) هو (نفس العلة الفاعلة له)،
فليس معنى كلام شيخ الإسلام موافق لمعنى كلام الفلاسفة الذي أنكره.
بل قال: "ولهذا يقال: العلة الغائية علة فاعلية لعلة فاعلية"،
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن (الغاية) هو (السبب) في كون الفاعل (فاعلا).
فالعلة الغائية للشيء هي علة فاعلية للفعل الذي فعله فاعل ذلك الشيء.
ومعنى قولنا (الغاية) أي: تصور الغاية.
فالحكمة والرحمة هي السبب في أن يخلق الله الخلق ويربيهم ويدبرهم،
والألوهية - على هذا - علة فاعلية - أي داع وسبب مرجِّح - للخالقية والربوبية،
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. فلإرادة العبادة منهم، خلقهم جل وعلا.
يعنى أن شيخ الإسلام أراد أن يعطى معنى صحيحا للفظ مأثور عن الفلاسفة ويقيّمه.
فـ (العلة الغائية) للعالم عند الفلاسفة هو (نفس الذات الإلهية) أو (إرادة التشبه بالأول)،
وأما عند شيخ الإسلام، فالعلة الغائية من خلق العالم وتدبيره هي (الحكمة) القائمة بالخالق الحكيم.
فليس فيما قاله دور ولا تسلسل ممتنعان، لأنه لم يجعل (الغاية) هي نفس (الفاعل) كما فعل الفلاسفة.
هذا، والله أعلم.
وفقكم الله
ومن قال إني أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة؟
أنا أقول أنه وافقهم في لفظهم، وأن هذه الكلمة نفسها: ((العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)) خطأ حتى لو أُريد بها معنى صحيح
ومثال ذلك لو قال قائل من أهل الفضل:
الله موجود في كل الوجود
وهذا قول منتشر على ألسنة العامّة وبعض الخاصة، فهل معناه أنهم يقصدون نفس ما قصده الحلولية، كلا والله بل لو ذكرت لأحدهم ما يقصده الحلولية بهذا القول لنفر منه واستقبحه، ولبيّن لك أنه ما قصد إلا سعة علم الله وإحاطته بكل شيء
لكن هل نقرّه على قوله لصحة مقصوده؟ كلا، بل لابد أن يعلم أن نفس هذا القول غير صحيح بغض النظر عن مقصوده
ولو قال قائل من أهل الفضل:
الله كان ولا مكان
وهذا قول منتشر على ألسنة العامّة وبعض الخاصة أيضا، فهل معناه أنهم يقصدون نفس ما قصده المعطلة، كلا والله بل لو ذكرت لأحدهم ما يقصده أهل التعطيل بهذا القول لنفر منه واستقبحه، ولبيّن لك أنه ما قصد إلا أولية الله في الأزل وأن الله كان ولم يكن شيء معه
لكن هل نقرّه على قوله لصحة مقصوده؟ كلا، بل لابد أن يعلم أن نفس هذا القول غير صحيح بغض النظر عن مقصوده
أتمنى أن يتضح المراد
والله الهادي إلى سبل الرشاد
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 06:37]ـ
الحمد لله وحده ...
الأخ الفاضل نضال، أرجو منك أن تراجع الرابط على أهل الحديث كاملا قبل أن تتجشّم صعاب المواصلة بالرد في هذا الموضوع.
جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 09:39]ـ
قال الشيخ عيد فهمي أخيراً:
وفقكم الله
ومن قال إني أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة؟
أنا أقول أنه وافقهم في لفظهم، وأن هذه الكلمة نفسها: ((العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)) خطأ حتى لو أُريد بها معنى صحيح
وفاته أنه قد قال في صدر مقاله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (2/ 30):
"والعلة الغائية هي المقصودة التي هي أعلى وأشرف بل هي علة فاعلية للعلة الفاعلية"
وقد كرر شيخ الإسلام رحمه الله هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 10:12]ـ
وفقكم الله
ومن قال إني [ SIZE=6][COLOR=navy] أتهم شيخ الإسلام أنه يقصد نفس المعنى الذي أراده الفلاسفة؟
أنا أقول أنه وافقهم في لفظهم،
هذا ما فهمته منكم، حيث قلتم:
فقد قال شيخ الإسلام. . . وقد كرر هذا المعنى في أكثر من موضع في كتبه وفتاواه. فقال في الفتاوى. . . وفي رسالة الزهد. . . وتابعه على ذلك ابن القيم الله فقال الشفاء. . . قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين. . . وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة، فقال. . . وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
فبعد هذا السياق الواضح، هل أخطأ أحد إن فهم منكم تخطئة شيخ الإسلام في اللفظ والمعنى معًا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن هذه الكلمة نفسها: ((العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية)) خطأ حتى لو أُريد بها معنى صحيح
لا نرى لتخطئة هذا الكلام وجها منضبطا؛
أولا: لأن هذا الكلام بالذات ليس هو المنكر من كلام الفلاسفة، بل المنكر من كلام هؤلاء: جعل (العلة الغائية) من حيث هي هي: هي نفس (العلة الفاعلة) بهذا الاعتبار. قال ابن سينا في "نجاته":
" ومن البين أن الشيئية غير الوجود في الأعيان فإن المعنى له وجود في الأعيان ووجود في النفس وأمر مشترك فذلك المشترك هو الشيئية. والغاية بما هي شيء فإنها تتقدم سائر العلل وهي علة العلل في أنها علل وبما هي موجودة في الأعيان قد تتأخر وإذا لم تكن العلة الفاعلة هي بعينها العلة الغائية كان الفاعل متأخراً في الشيئية عن الغاية وذلك لأن سائر العلل إنما تصير عللاً بالفعل لأجل الغاية وليست هي لأجل شيء آخر وهي توجد أولاً نوعاً من الوجود فتصير العلل عللاً بالفعل "
فهذا الكلام فيه ما فيه من التخليط بين الحق والباطل، فيحتاج في تناوله إلى الفرقان. . فإن قسطا من معانيه ليست خاطئة، وإن كان في التعبير عنه ما قد لا يرضيه بعض الناس كشأن سائر الأمثال. قال شارح (الإشارات والتنبيهات) - أظنه الرازي: " الغائية لا تفيد وجود المعلول بالذات بل تفيد فاعلية الفاعل. فهي علة فاعلية بالنسبة إلى ذلك الوصف للفاعل، وعلة غائية بالنسبة إلى المعلول ". وهذا خلاف كلام الطوسي المنتقد: "فلا يحتاج في إدراك ما يصدر عن ذاته بذاته إلى صورة غير صورة ذلك الصادر التي بها هو هو" حيث أنه بهذا الكلام جعل (العلم) هو نفس (العالم المعلوم).
ثانيا: أن هذا اللفظ من شيخ الإسلام وارد في سياق خاص فيه - سباقا ولحاقا - كل ما يحتاجه القارئ لفهمه على وجهه لفظا ومعنى. فشيخ الإسلام أراد بهذا الكلام أحد المعنيين:
الأول: " أن الغاية هي التى جعل الفاعل يفعل فعله " أي: أن الغاية هي علةُ فاعليةِ الفاعل.
والثاني: "أن الله الحكيم هو الفاعل لفعل نفسه الذي به وجد المخلوقات "
فالأول يظهر من قوله في بيان التلبيس (2/ 454) وغيره: "والعلة الغائية هى المقصودة التى هى أعلى وأشرف بل هى علة فاعلية للعلة الفاعلية ولهذا قدمت فى مثل قوله إياك نعبد وإياك نستعين"، وقوله في الفتاوى (5/ 515): "فان الحركات تفتقر الى العلة الغائية كما افتقرت الى العلة الفاعلية بل العلة الغائية بها صار الفاعل فاعلا ولولا ذلك لم يفعل"، وفي الفتاوى (10/ 587): "فتبقى صورة المراد المطلوب المشتهى التى فى النفس هى المحركة للإنسان الآمرة له، ولهذا يقال العلة الغائية علة فاعلية فإن الإنسان للعلة الغائية بهذا التصور والإرادة صار فاعلا للفعل وهذه الصورة المرادة المتصور فى النفس هى التى جعلت الفاعل فاعلا"، وفي الفتاوى (14/ 13 - 14): "ولهذا بدأ فى السورة بـ (اياك نعبد) فقدم الاسم و ما يتعلق به من العبادة لأن تلك السورة فاتحة الكتاب وأم القرآن فقدم فيها المقصود الذي هو العلة الغائية، فانها علة فاعلية للعلة الغائية و قد بسطت هذا المعنى فى مواضع فى أول التفسير و فى قاعدة المحبة والارادة و في غير ذلك.
وأما المعنى الثاني، فيشير إليه قوله في الفتاوى (8/ 85): "ثم أكثر هؤلاء يثبتون علة غائية للفعل و هي بعينها الفاعلية و لكنهم متناقضون فإنهم يثبتون له العلة الغائية و يثبتون لفعله العلة الغائية و يقولون مع هذا ليس لله إرادة بل هو موجب بالذات لا فاعل بالإختيار و قولهم باطل من و جوه كثيرة"، وفي الصفدية (1/ 86): "الثاني أنه إذا جاز أن يكون الفلك واجبا بذاته أمكن أن يكون هو العلة الغائية لحركته كما أنه هو العلة الفاعلة لحركته وقد بسط الكلام على فساد قولهم في غير هذا الموضع"، وكذا في درء التعارض (5/ 114) بقوله رحمه الله: "وهم وكل عاقل يفرق بين العلة الغائية والعلة الفاعلة، فالمحبوب يقتضي ثبوت العلة الغائية ولا بد من علة فاعلية، فإن جعلوا المحبوب هو العلة الفاعلية لزم كونه مبدعا له، وهو المطلوب."
قلت: كلا المعنين صحيح، والتعبير عنهما بقوله (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) سائغ لاحتمال المصطلحات ذلك المعنيين، بشرط عدم اللبس في السياق. وعلة هذه السائغية: الإجمال في مصطلح (العلة الفاعلية). ويساعد هذا الإجمال تعريف الشيخ عيد الحبيب لها بقوله حفظه الله: "هي العلة المتسببة في المعلول"، وكذا تعريف الجرجاني لها بقوله رحمه الله: "أن يوجد منها المعلول أي تكون مؤثرة في المعلول موجدة له". فمثل هذا التعريف صادق على (القائم بنفسه المريد لأفعاله)، وعلى (العلم المتبوع والإرادة المرجحة الذان هما سبب لحصول الفعل والمراد).
هذا، والمسألة فيها دقة بعض الشيء. . فتعين التأني في تناوله، والله الموفق.
--------------------------------------
ملاحظة: النقول أخذتها من الشبكة، فلا يلزم فيها السلامة من السقط والتصحيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 10:26]ـ
الحمد لله وحده ...
الأخ الفاضل نضال، أرجو منك أن تراجع الرابط على أهل الحديث كاملا قبل أن تتجشّم صعاب المواصلة بالرد في هذا الموضوع.
جزاك الله خيرًا وبارك فيك.
بارك الله فيك أخي الكريم. . . راجعته، فكان مرعبا. . واللين خير. فتح الله لنا ولكم.(/)
استفسار: " نية المرء خير من عمله "
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 10:22]ـ
أحمد الله عزّ وجل أن يسّر لنا عودة المنتدى الطيب والنافع
أيها الأخوة الكرام والأفاضل:
أسمع هذا الحديث وهو " نية المرء خير من عمله " ولي عليه استفسارات
الاول: هل هذا حديث ثابت أم غير ثابت؟
الثاني: على فرض أنه غير ثابت فهل هو قاعدة ام ماذا؟
الثالث: وإذا كان مقبولا سواء بالمعنى أو انه ثبت من الناحية الحديثية فما معناه؟ وما هو موضعه الصحيح من الفهم , لأن الإنسان قد يقوم بعمل ما ولا يكمله ويأتي بمثل هذا الكلام
وجزاكم الله خيرا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 11:00]ـ
نقلت لك هذا الكلام على عجل
أتمنى أن تجد فيه الفائدة
هذا حديث جاء في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس لكن هاهو نصها لتسهيل البحث عليك وللمراجعة ستجدها تحت رقم 2836
- ""نية المؤمن ابلغ من عمله.
رواه العسكري في الامثال والبيهقي عن انس مرفوعا.
قال ابن دحية لا يصح، والبيهقي اسناده ضعيف. وله شواهد منها ما اخرجه الطبراني عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فاذا عمل المؤمن عملا نار في قلبه نور،
وللعسكري بسند ضعيف عن النواس بن سمعان بلفظ نية المؤمن خير من عمله ونية الفاجر شر من عمله، وروى الديلمي عن ابي موسى الجملة الاولى، وزاد وان الله عز وجل ليعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله وذلك لان النية لا رياء فيها.
قال في المقاصد وهي وان كانت ضعيفة فبمجموعها يتقوى الحديث وقد افردت فيه وفي معناه جزءا انتهى.
وقال في اللالئ حديث نية المؤمن خير من عمله اخرجه البيهقي في شعب الايمان عن انس. وفي اسناده يوسف بن عطية ضعيف كما قاله ابن دحية. وقال النسائي متروك الحديث، وروى من طريق النواس بسند ضعيف.
قال ابن الملقن في شرح العمدة في معناه تسع تاويلات: منها ان نيته خير من خيرات عمله.
ومنها أن النية المجردة عن العمل خير من العمل المجرد عنها وقيل إنما كانت نية المؤمن خيرا من عمله لأن مكانها مكان المعرفة أعني قلب المؤمن قال سهل ما خلق الله مكانا أعز وأشرف عنده من قلب عبده المؤمن وما أعطى كرامة للخلق أعز عنده من معرفة الحق فجعل الأعز في الأعز فما نشأ من أعز الأمكنة يكون أعز مما نشأ من غيره قال سهل فتعس عبد أشغل المكان الذي هو أعز الأمكنة عنده تعالى بغيره سبحانه، (وفي) أنا عند المنكسرة قلوبهم المندرسة قبورهم وما وسعني ارض ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن اشعار بذلك ولأنها تفنى بخلاف العمل، ولذا قيل الخلود في الجنة والنار جزاء للنية ولأنها تسلم عن الرياء بخلاف العمل. ""اهـ.
وما بين قوسين أظنه خطأ مطبعي وتصويبه (وفيه) والله أعلم ...
وعن النواس بن سمعان الكلابي قال قال رسول الله {نية المؤمن خير من عمله ونية الفاجر شر من عمله} وفي سنده بقية بن الوليد مدلس تدليس تسوية وقد عنعنه فالسند ضعيف
واخرجه البيقهي في شعب الإيمان (5 - 243) ولكن قال البيهقي عقب إسناده ضعيف وضعفه محدث الديار الشامية الشيخ الألباني رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه في سلسلته الضعيفة برقم 2216.
ولكن قد قوى معناه شيخ الإسلام في فتاويه من خمسة أوجه:
منها " أن الرجل لو نوى الخير ولم يعمل تكتب له حسنة ولو عمل ولم ينوي لم يكتب له شيء ".
كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا قال " قال نية المؤمن خير من عمله " لكن في سنده مسلم بن أبي كريمة وهو متشيع لا تقبل روايته وقال عنه الذهبي في ميزان الإعتدال مجهول وحكى تشيعه ابن حبان في الثقات حيث قال قال لا أعتمد عليه من أجل تشيعه. اهـ.
وقد حكى بعض أهل العلم تحسينه كالعجلوني صاحب " كتاب كشف الخفاء " لكن كما هو معروف عند أهل الحديث أن الحديث الذي لا يقبل التقوي لا يزيده ضعفه إلا هوانا وضعفا.
ولعلك تجده في المعجم الكبير للطبراني والحلية لأبي النعيم.
هذا ما وفقني الله في جمعه أرجوا أن تجد فيه بغيتك ..
والله الموفق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 06:01]ـ
وسئل ـ الامام ابن تيمية رحمه اللّه ـ عن قوله صلى الله عليه وسلم: (نية المرء ابلغ من عمله).
فاجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام قاله غير واحد، وبعضهم يذكره مرفوعا، وبيانه من وجوه:
احدها: ان النية المجردة من العمل، يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه. فانه قد ثبت بالكتاب والسنة واتفاق الائمة ان من عمل الاعمال الصالحة بغير اخلاص للّه، لم يقبل منه ذلك. وقد ثبت في الصحيحين ـ من غير وجه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة).
الثاني: ان من نوى الخير، وعمل منه مقدوره، وعجز عن اكماله، كان له اجر عامل. كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديا، الا كانوا معكم). قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: (وهم بالمدينة، حبسهم العذر). وقد صحح الترمذي حديث ابي كَبْشَة الانماري، عن النبي/ صلى الله عليه وسلم: انه ذكر اربعة رجال: (رجل اتاه اللّه مالًا وعلمًا، فهو يعمل فيه بطاعة اللّه. ورجل اتاه اللّه علمًا ولم يؤته مالًا، فقال: لو ان لي مثل ما لفلان لعملت فيه مثل ما يعمل فلان. قال: فهما في الاجر سواء. ورجل اتاه اللّه مالًا ولم يؤته علمًا، فهو يعمل فيه بمعصية اللّه. ورجل لم يؤته اللّه مالًا ولا علمًا، فقال: لو ان لي مثل ما لفلان لعملت فيه مثل ما يعمل فلان. قال: فهما في الوزر سواء).
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من دعا الى هدى، كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه، من غير ان ينقص من اجورهم شيء، ومن دعا الى ضلالة، كان عليه من الوزر مثل اوزار من اتبعه، من غير ان ينقص من اوزارهم شيء). وفي الصحيحين عنه انه قال: (اذا مرض العبد او سافر، كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم)، وشواهد هذا كثيرة.
الثالث: ان القلب ملك البدن، والاعضاء جنوده، فاذا طاب الملك طابت جنوده، واذا خبث الملك خبثت جنوده، والنية عمل الملك، بخلاف الاعمال الظاهرة فانها عمل الجنود.
الرابع: ان توبة العاجز عن المعصية تصح عند اهل السنة، / كتوبة المجبوب عن الزنا، وكتوبة المقطوع اللسان عن القذف، وغيره. واصل التوبة عزم القلب، وهذا حاصل مع العجز.
الخامس: ان النية لا يدخلها فساد، بخلاف الاعمال الظاهرة. فان النية اصلها حب اللّه ورسوله، وارادة وجهه، وهذا هو بنفسه محبوب للّه ورسوله، مرضي للّه ورسوله. والاعمال الظاهرة تدخلها افات كثيرة، وما لم تسلم منها، لم تكن مقبولة؛ ولهذا كانت اعمال القلب المجردة افضل من اعمال البدن المجردة. كما قال بعض السلف: قوة المؤمن في قلبه، وضعفه في جسمه، وقوة المنافق في جسمه، وضعفه في قلبه، وتفصيل هذا يطول.
واللّه اعلم.(/)
ماهي افضل مدينة للسكنى فيها؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 06:15]ـ
قال الامام ابن تيمية رحمه الله
وفي السنن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه قال: (رباط يوم في سبيل الله خير من الف يوم فيما سواه من المنازل) وقال ابو هريرة: لان ارابط ليلة في سبيل الله احب الى من ان اقوم ليلة القدر عند الحجر الاسود؛
ولهذا كان افضل الارض في حق كل انسان ارض يكون فيها اَطْوَع لله ورسوله،
وهذا يختلف باختلاف الاحوال، ولا تتعين ارض يكون مقام الانسان فيها افضل وانما يكون الافضل في حق كل انسان بحسب التقوي والطاعة والخشوع والخضوع والحضور، وقد كتب ابو الدرداء الى سلمان: هلم الى الارض المقدسة، فكتب اليه سلمان: ان الارض لا تقدس احدًا وانما يقدس العبد عمله. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخي بين سلمان وابي الدرداء، وكان سلمان افقه من ابي الدرداء في اشياء من جملتها هذا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 06:07]ـ
ترفع للفائدة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 08:56]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 09:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
بيانات ونداءات العلماء والدعاة
ـ[أبوقتادة]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:20]ـ
بيانات ونداءات العلماء والدعاة
أيه الإخوة أبشركم بأني جمعت عددا لا بأس به من بيانات ونداءات العلماء والدعاة
على مستوى العالم الإسلامي.
لكن فاتني الكثير ..
وفي النية إعداد ملف متكامل حول موضوع (بيانات ونداءات العلماء والدعاة)
ولعل الإخوة يفيدوني بـ
1/ أول بيان صدر على مدار التاريخ على مستوى العالم أجمع؟
2/ أول بيان صدر على مدار التاريخ على مستوى العالم الإسلامي؟
3/ أول بيان صدر في العصر الحاضر؟
4/ مقالات وانتقدات موضوعية حول (بيانات ونداءات العلماء والدعاة).
5/ فن كتابة البيانات والنداءات؟
6/ المساعدة في جمع البيانات والنداءات السابقة، خاصة وأن بعضها نشر المنتديات ونحوها.
وبعضها ربما لا تجده في الموقع الذي نٌشر فيه البيان لخلل برمجي .. ونحو ذلك ..
ويا ليت الإخوة يفيدونني بأفكارهم حول الموضوع بشكل عام.
ـ[أبوقتادة]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:26]ـ
وهذا مقال وجدت على الشبكة
بعنوان: (بيانات العلماء ضرورات ومحاذير)
للشيخ/ عمار بن ناشر العريقي
في موقع منبر علماء اليمن
http://olamaa-yemen.net/index.php?id=4456&t=b1
ـ[أبوقتادة]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:35]ـ
مواقع وضعت روابط للبيانات
الحملة العالمية لمقاومة العدوان
http://qawim.net/index.php?option=co...d=24&Itemid=61
شبكو نور الإسلام
http://www.islamlight.net/index.php?...1789&Itemid=33
منبر علماء اليمن
http://olamaa-yemen.net/index.php?t=7
ـ[أبوقتادة]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 07:34]ـ
كذلك من المواقع:
اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء (ص)
http://www.icsfp.com/AR/*******s.aspx?AID=3295
* ملاحظة: أيها الإخوة من الأمس: وأنا أدخل رابط (اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء) لكنه لا يظهر بشكل صحيح؛ وإنما يظهر نجوم هكذا (*********) داخل الرابط!
فهل المشكلة في الموقع أم برمجية أم ماذا؟(/)
من يفيدني في هذا الإسناد فقد أعياني؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 01:36]ـ
السلام عليكم،
قال الإمام اللالكائي (1/ 185): "أخبرنا محمد بن رزق الله، قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث النخعي، قال: قال حدثنا ابو سعيد يحيى بن أحمد، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن بسطام يقول: سمعت سهل بن محمد قرأها على على علي بن المديني" ... ثم ساق عقيدة علي بن المديني.
1 - لم أجد إسناداً آخر لهذا الاعتقاد، فهل له إسناد آخر؟
2 - لم أعرف أحداً من رجال الإسناد، ومع ذلك فقد قال صاحب كتاب (علي بن المديني .. ) إن إسناده صحيح، فهل من مساعد بارك الله فيكم؟
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[24 - Aug-2008, مساء 04:51]ـ
هل من معين بعد الله؟(/)
أتريد أن تعلم متى تحين ساعة وفاتك؟!!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لمن له الحمد من كل وجه والصلاة والسلام على خير حَمَدَ وحُمِدْ محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اللهم تسليما .. أما بعد:
فيا أمة الإسلام صبرا , ويا ثغور النور مهلا , إن مع العسر يسرا؛ ما ضاقت إلا لتتسع , وما اشتدت إلا لتنفرج , وما استحكمت إلا لتزول! ألا تري أن البلاء إذا اشتد زال , وأن الماء إذا بلغ فم السقاء نقص؛ فأري الله من نفسك خيرا , واذكري قول يعقوب لبنيه (وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) وقوله تعالى (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) والعجيب لمن تأمل هذه السورة وجدها تعرضت في مواضع عديدة عن الجانب النفسي وجانب النظام والسياسة؛ فالنصر آت لا محالة ولكنكم تستعجلون كما قال صلى الله عليه وسلم!
** نقطة نظام **
إشارة حمراء! هل نظرت إليها يوما متأملا؟!
ما رأيكم لو وضعنا لأنفسنا إشارة واحدة كإشارة المرور؟! نقف عند الحمراء وهي أمور المعصية والشر , ونسير بلا توقف عند الخضراء وهي أمور الطاعة والخير , ونتمهل عند الصفراء فيما ليس لنا به علم ولم يتبين لنا فيه حكم!!
حينها سنسلم حين يتعثر ويسقط الآخرون على الصراط , كما يسلم صاحب المركبة الذي قَدَّرَ إشارة المرور!
** جزء من مقال **
سأبدأ بطرح تساؤل غريب , [لكن بما أنكم قرأتم العنوان أود أبيّن أمر أخشى أن يتبادر إلى ذهن أحد منكم! وهو كثرة الحديث عن الموت .. أنا أعلم أن الحديث عنه مخيف وأن الناس تهرب عما يذكرها بحقيقة قال عنها الحسن البصري رحمه الله: ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت – وعن أبي حازم نحوه كما في الحلية – لكن كما يقال ما تَكرّر تَقَرّر! وليس المراد من هذا إفساد الحياة فالحياة لا تلذ إلا بمحفز ولا أعظم من محفز الموت وراجع مقال " هل تخاف من الموت إذن تفضل؟! " على المدونة ففيه فائدة , تغني عن تكرار الكلام , ما أقصده أن ما أطرحه في هذا الشأن إنما هو للتنبيه إلى الاشتغال بما ينفع في دين أو دنيا ولا خير في دنيا لا تنفع في آخرة!]
قلت أني سأبدأ بطرح تساؤل غريب طرحته على نفسي عندما رأيت وأنا أقود سيارتي شمس يوم قد بدت بالمغيب , وذلك بعد وفاة درة العلماء كما يحلو لي أن أسميه الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى: يا ترى ما اليوم الذي ستشرق فيه شمسه ولا (فلان .. أقصد نفسي .. ) ينادى فيه على وجه الأرض؟!
تساؤل طُرح بدون أي مقدمات أو تفكير مسبق! لكنه طُرِح فهل من إجابة؟!
لم أزد حينها إلا أن استنشقت كمية من الهواء ثم أخرجتها بصوت مسموع! وكانت هي إجابتي؟!
ولو أنا طرحنا مثل هذا التساؤل أو سألنا سؤالا أبلغ من هذا وأكثر تأثيرا , قد تتباين فيه الإجابات! وهو:
لو علمت أنك ستموت في يوم كذا بتاريخ كذا .. ماذا ستفعل؟!
لوجدنا أن هناك من يقول: سأذهب إلى مكة , ومن يقول: سأكون في المسجد , ومن يقول: سأصلي , ومن يقول سأقرأ القرآن , ومن يقول: سأمرح وألعب وألهو وأتمتع بمتاع الدنيا إلى قبل ذلك اليوم بشهر أو شهرين أو سنة أو سنتين ثم أتوب! أليس الله يبدل السيئة حسنة لمن تاب , ستبدل كل سيئاتي إلى حسنات وأتعبد الله فيما بقي؟!!
فيوجد من الناس من منعه خوف الموت الوقوع في المعصية! وتمنى لو علم ساعة وفاته حتى يعملها , ولا تستبعد فللناس أحوال وعجائب!
ومع هذا فإني أقول لو علم كل إنسان أنه سيموت في يوم كذا بالساعة والدقيقة والثانية , فإنه لن يفيده شيئا؟!!
والسبب أنه لا يعلم الغيب , فلو علم ساعة وفاته هل يعلم أنه سيبقى إلى أن تحين بكامل صحته وعافيته؟!
كم من أناس هم في حكم الموتى ولم تحن ساعتهم بعد! وكم من إنسان مكث في غيبوبة ما شاء الله أن يمكث , تصل في بعض الحالات إلى عشرات السنين ثم بعد ذلك يتوفى!
فهل أيقنتم بأن العلم بساعة الوفاة لا ينفع؟! وأن من الخطأ أن يؤخر الإنسان توبته إلى أن يبلغ أربعين سنة أو خمسين سنة! قد تبلغ أكثر من ذلك لكن قد تبلغها وأنت في حكم الأموات , وقد ينتهي بك الأجل على هذا الحال وقد تشفى وما ذلك على الله بعزيز!
لذا من حكمة الله وتعالى ورحمته أن أخفى عنا ساعة الوفاة ليس لأنها تكدر صفو الحياة وإن كانت كذلك , إنما لتمنع بعض الناس من التمادي في غيّه ولهوه! وليشتغل الناس بما ينفعهم على الحقيقة.
فجل جلاله من حكيم خبير , لطيف بصير , عليم كريم , رحمن رحيم!
** طيور مهاجرة >>
اعلم أن رزقك لن يأخذه غيرك , وأن ما كتب لك لن يمنعك منه أحد , وأنك لن تغادر الدنيا إلا وقد استكملت رزقك وانتهى رزقك فيها , فماذا تريد من دار ليس لك فيها رزق ومن عمل ليس لك فيه أجر! وأن أجلك إذا جاء لا يؤخر , فلمَ الكدر والضيق والحزن؟!
** نقطة عبور **
تمنى: كلمة التمني تطلق عند إرادة وطلب الشيء المستحيل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 02:40]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عصام]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 05:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^
** طيور مهاجرة >>
اعلم أن رزقك لن يأخذه غيرك , وأن ما كتب لك لن يمنعك منه أحد , وأنك لن تغادر الدنيا إلا وقد استكملت رزقك وانتهى رزقك فيها , فماذا تريد من دار ليس لك فيها رزق ومن عمل ليس لك فيه أجر! وأن أجلك إذا جاء لا يؤخر , فلمَ الكدر والضيق والحزن؟!
جزاك الله كل خير
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 11:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك الله وشكر الله مرورك .. أحسن الله لنا ولكم الخاتمة ..
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 11:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وفيك بارك الله .. شكر الله مرورك .. أحسن الله لنا ولكم الخاتمة ..
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[24 - Apr-2008, صباحاً 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^
جزاك الله كل خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأنتم كذلك جزيتم خيرا .. شكر الله مروركم .. أحسن الله لنا ولكم الخاتمة ..
ـ[أبوهناء]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 02:01]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله خاتمتنا وخاتمتك ....
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 12:13]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله خاتمتنا وخاتمتك ....
وفيك بارك الله .. أجاب الله دعاءك .. وشكر الله مرورك ونفع بك ..(/)
إشكال في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن (آدم عليه السلام): إنَّه نبيٌّ مرسلٌ."
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في صحيح قصص الأنبياء للشيخ سليم الهلالي (40):
عن أبى ذر قال: قلت: يا رسول الله كم الانبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا.
قلت: يا رسول الله كم لرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير.
قلت: يا رسول الله من كان أولهم؟ قال آدم.
قلت: يا رسول الله نبى مرسل؟ قال: نعم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا. اهـ
قال الشيخ سليم في الحاشية:
صحيح أخرجه ابن حبان (361) والطبراني في الكبير (1651) وأبو نعيم في الحلية (1/ 166) والطيالسي (478) وأحمد (5/ 178و179و265) والنسائي في الكبري (9/ 180/11968 - تحفة الأشراف) والحاكم (2/ 597) والبيهقي (9/ 4) وغيرهم من طرق عن أبي ذر.
قلت: وهو بمجموعها صحيح، وإن كان بعضها لا يخلو من مقال.
وصححه شيخنا الألباني رحمه الله في المشكاة (5737) والصحيحة (2668). اهـ
قول النبي صلى الله عليه وسلم في آدم أنه نبي مرسل: "نعم"، ألا يتعارض مع ما نعلمه من أنه أول رسول كما في حديث الشفاعة المعروف؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 10:59]ـ
للتذكير والبحث
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:41]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في صحيح قصص الأنبياء للشيخ سليم الهلالي (40):
عن أبى ذر قال: قلت: يا رسول الله كم الانبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا.
قلت: يا رسول الله كم لرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير.
قلت: يا رسول الله من كان أولهم؟ قال آدم.
قلت: يا رسول الله نبى مرسل؟ قال: نعم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا. اهـ
قال الشيخ سليم في الحاشية:
صحيح أخرجه ابن حبان (361) والطبراني في الكبير (1651) وأبو نعيم في الحلية (1/ 166) والطيالسي (478) وأحمد (5/ 178و179و265) والنسائي في الكبري (9/ 180/11968 - تحفة الأشراف) والحاكم (2/ 597) والبيهقي (9/ 4) وغيرهم من طرق عن أبي ذر.
قلت: وهو بمجموعها صحيح، وإن كان بعضها لا يخلو من مقال.
وصححه شيخنا الألباني رحمه الله في المشكاة (5737) والصحيحة (2668). اهـ
قول النبي صلى الله عليه وسلم في آدم أنه نبي مرسل: "نعم"، ألا يتعارض مع ما نعلمه من أنه أول رسول كما في حديث الشفاعة المعروف؟
وجزاكم الله خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل لم يتبين لي وجه التعارض الذي ظهر لك بين كونه ((نبي مرسل)) وكونه ((أول رسول))!!
ما وجه الإشكال في هذا، أرجو التوضيح أكثر؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:53]ـ
وصف النبي بأنه مرسل: رد على من يجعل تعريف النبي: من أوحي إليه ولم يؤمر بتبليغه
وأما وصف الرسول بالنبوة .. فلأن كل رسول نبي ..
والحديث المذكور لا يصح .. ضعفه الشيخ السعد ولا ترقى مجموع طرقه للحكم بصحته
والله أعلم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 05:45]ـ
لعل الأخ السائل قصد أن الحديث يتعارض مع كونه جاء في حديث الشفاعة الطويل صحيح البخارى - (ج 14 / ص 429) "ائْتُوا نُوحًا فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ"
فإن كان هذا قصد السائل فالحديث الذي ذكره إن صح يجمع بينه وبين هذا بأن يقال نوح أول رسول أرسل إلى أهل الأرض بعد ظهور الشرك.
أو نوح أول رسول أرسل إلى أهل الأرض أما آدم فأول رسول ولكنه لم يرسل إلى أهل الأرض لأن الأرض لم يكن لها أهل في زمانه ولكن أرسل إلى بنيه.
أما إن لم يصح الحديث فيمكن أن يقال إن آدم كان نبيا ولم يكن رسولا.
والله تعالى أعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 08:10]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في صحيح قصص الأنبياء للشيخ سليم الهلالي (40):
عن أبى ذر قال: قلت: يا رسول الله كم الانبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا.
قلت: يا رسول الله كم لرسل منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير.
قلت: يا رسول الله من كان أولهم؟ قال آدم.
قلت: يا رسول الله نبى مرسل؟ قال: نعم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا. اهـ
قال الشيخ سليم في الحاشية:
صحيح أخرجه ابن حبان (361) والطبراني في الكبير (1651) وأبو نعيم في الحلية (1/ 166) والطيالسي (478) وأحمد (5/ 178و179و265) والنسائي في الكبري (9/ 180/11968 - تحفة الأشراف) والحاكم (2/ 597) والبيهقي (9/ 4) وغيرهم من طرق عن أبي ذر.
قلت: وهو بمجموعها صحيح، وإن كان بعضها لا يخلو من مقال.
وصححه شيخنا الألباني رحمه الله في المشكاة (5737) والصحيحة (2668). اهـ
قول النبي صلى الله عليه وسلم في آدم أنه نبي مرسل: "نعم"، ألا يتعارض مع ما نعلمه من أنه أول رسول كما في حديث الشفاعة المعروف؟
وجزاكم الله خيرا.
يا أخي لم أر أن الألباني صحح كلمة مرسل فأرجو التأكد من ذلك أخشى أن يكون خطأ على الشيخ رحمه الله فعلمي أن الشيخ يقول بأن آدم نبي وليس برسول.(/)
هل للحاضر الصحيح التيمم في أول الوقت عند فقدان الماء حتى لو ظن وجود الماء آخر الوقت؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 02:33]ـ
هل يجوز التيمم في أول الوقت للحاضر الذي لا يجد ماء لكنه يتيقن أو يغلب على ظنه وجود الماء في الوقت؟؟
قال ابن حزم في المحلى 2/ 120:
" وأما الحاضر فلا خلاف من أحد في أنه ما دام يرجو بوجود الماء قبل خروج الوقت فإنه لا يحل له التيمم وما أبيح له التيمم ثم تيقن خروج الوقت إلا باختلاف ولولا النص ما حل له"
فهل فعلا هناك اتفاق على أنه لا يجوز للحاضر الصحيح التيمم في أول الوقت إذا ظن وجود الماء آخر الوقت
ملحوظتان:
1 - ابن حزم يجيز للمسافر التيمم في أول الوقت حتى لو ظن وجود الماء آخر الوقت , فلم الفرق بين المسافر والحاضر؟؟
2 - هناك بعض النقولات على جواز التيمم في أول الوقت حتى لو ظن وجود الماء في الوقت لكن قد يعترض لذلك بأن المراد به المسافر لا الحاضر المجموع للنووي 2/ 298 , 300: 302
فهل هناك أحد من أهل العلم صرح بأن الحاضر الصحيح له أن يتيمم في أول الوقت حتى لو ظن وجود الماء في الوقت؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 11:15]ـ
فهل هناك أحد من أهل العلم صرح بأن الحاضر الصحيح له أن يتيمم في أول الوقت حتى لو ظن وجود الماء في الوقت؟
نعم؛ أنظر لزاما (غاية البيان في شرح زبد ابن رسلان ص61) فقد قال بالإباحة.(/)
بذلك أحييتُ مراقبة الله في قلبي إذ خلوت بمحارمه.!!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 05:41]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن التصنُّع للناس وستر القبيح عنهم وسلبَ ألبابهم بمعسول الكلامِ ومُنَمِّق المواعظ , والتحلي أمام أعينهم بثوب عمرَ بن عبد العزيز وطاووس وبشر وابن أدهمَ وغيرهم رحمهم الله , كل ذلك ليس من الصعوبة على أي إنسان إلا من رحم الله.!!
ولكن العقبة والمنزلة التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم أراد الله به وله خيراً هي أن يستوي عندي وعندك نظر الناس أجمعين وغفلتهم كذلك , ويستوي عندنا رضاهم وسخطهم ومدحهم وذمهم, وأن لا تؤثر فينا الخلوة بمحارم الله شيئاً , بل لا تزيدنا هذه الخلوات إلا تقى ومراقبة ومخافة لمن يعلم السرَّ وأخفى.!
فالمرء بين الصالحين لا يجد مشقة في استصلاح نفسه وإلزامها الجادة , ولكنَّه إذا خلا بالحرمات فهناك يتميز من بكى ممن بكى ومن صلُحَ ممن تصلَّح , ولربما حرص اللعين الرجيم على إدخال اليأس والقنوط إلى قلب الواقعين في معاصي الخلوات , بعد إغارته عليك بجنده وتحزبه في تلك الإغارة بالنفس الأمارة بالسوء والهوى.!
ومن هنا أدرت نفع نفسي وإخوتي بذكر مواقف وآيات وأحاديث وآثار رآها الإخوة الفضلاء والأخوات الفضليات زاجرةً لنفوسهم عن جناية الخلوة وارتكابها , وما أبرئ نفسي فالله يعلمُ أني غريق يطلب النجاة وشارد يريد الأوبة وقد ضل السبيل , وحيران يطلب الدليل لهدايته , فلا يبخلنَّ أحد منكم على من كانت هذه حاله والله تعالى المستعان.
يقول أحد الإخوة:
إذا هممت بمقارفة معصية حجزني عنها قول الله تعالى (أفمن يلقى في النار خيرٌ أمَّن يأتي آمنا يومَ القيامة) فأقول بل الآمن يومئذ خيرٌ والله فأنزجر وأعود لرشدي.!!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 07:02]ـ
[ COLOR="Blue"] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن التصنُّع للناس وستر القبيح عنهم وسلبَ ألبابهم بمعسول الكلامِ ومُنَمِّق المواعظ , والتحلي أمام أعينهم بثوب عمرَ بن عبد العزيز وطاووس وبشر وابن أدهمَ وغيرهم رحمهم الله , كل ذلك ليس من الصعوبة على أي إنسان إلا من رحم الله.!!
!
ما أكثرهم لا كثرهم الله.
،
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 07:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالمرء بين الصالحين لا يجد مشقة في استصلاح نفسه وإلزامها الجادة , ولكنَّه إذا خلا بالحرمات فهناك يتميز من بكى ممن بكى ومن صلُحَ ممن تصلَّح
بارك الله فيك ........ و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 08:57]ـ
يقول أحد الإخوة:
إذا هممت بمقارفة معصية حجزني عنها قول الله تعالى (أفمن يلقى في النار خيرٌ أمَّن يأتي آمنا يومَ القيامة) فأقول بل الآمن يومئذ خيرٌ والله فأنزجر وأعود لرشدي.!!
الله أكبر.
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا زيد الشنقيطي.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 10:31]ـ
نفع الله بك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 11:01]ـ
[ COLOR="Blue"] ولكن العقبة والمنزلة التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم أراد الله به وله خيراً هي أن يستوي عندي وعندك نظر الناس أجمعين وغفلتهم كذلك , ويستوي عندنا رضاهم وسخطهم ومدحهم وذمهم,.!!
لا أدري و لكن يخيل الي شيخنا أنك لا تقصد الاستواء بالاطلاق بل تقصد الاستواء في القصد و الطلب و النية أما طلب الاستواء في الأثر و التأثر كما هو مقتضى كلام بعض اهل التصوف فخروج عن حد الانسانية فالرسول صلى الله عليه و آله و سلم كان يتأثر بمدح الناس و ذمهم و ما كان الأمر عنده سواء
بارك الله فيكم و وقانا الله و اياكم شرور أنفسنا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 11:35]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
"وكم رأيت من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الله إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات،
فلا حلاوة لرؤيتهم ولا يحن أحد للقائهم، فوجودهم كعدمهم " أ. هـ صيد الخاطر
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 01:16]ـ
لا أدري و لكن يخيل الي شيخنا أنك لا تقصد الاستواء بالاطلاق بل تقصد الاستواء في القصد و الطلب و النية أما طلب الاستواء في الأثر و التأثر كما هو مقتضى كلام بعض اهل التصوف فخروج عن حد الانسانية فالرسول صلى الله عليه و آله و سلم كان يتأثر بمدح الناس و ذمهم و ما كان الأمر عنده سواء
بارك الله فيكم و وقانا الله و اياكم شرور أنفسنا
يعجبني الرجوع للسنة في كل قول وفعل، ولو قلت ـ أخي ـ: "المساواة " بدلا من الاستواء لكان أصح صحيحا، فإن الإستواء هو العلو، ولستَ تريده حتما.
ومشاركة مني في هذا الموضوع أقول: ماذا عن قوله صلى الله عليه وسلم:" من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر ".
وكنت أعرف إحدى الصالحات ـ رحمها الله ـ كانت تشدد على نفسها في هذه المسألة، فكانت تخبرنا أنها لم تصل الفجر حاضرا ـ مثلا ـ وهكذا وكنت أنهاها، من باب الستر على النفس فإن الستر على النفس أولى من الستر على الآخرين. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 05:02]ـ
لا أدري و لكن يخيل الي شيخنا أنك لا تقصد الاستواء بالاطلاق بل تقصد الاستواء في القصد و الطلب و النية أما طلب الاستواء في الأثر و التأثر كما هو مقتضى كلام بعض اهل التصوف فخروج عن حد الانسانية فالرسول صلى الله عليه و آله و سلم كان يتأثر بمدح الناس و ذمهم و ما كان الأمر عنده سواء
بارك الله فيكم و وقانا الله و اياكم شرور أنفسنا
لقد ابتعدتَّ وأبعدت أخي الكريم عن المراد.
فأنا لا أعني هنا ما كان من عاجل بشرى المؤمن كما صحت بذلك السنة عن سيدنا رسول الله (ص) لكن ما أعنيه هو أن يكون مدح الناس وذمهم هو فيصل رضى الواحد منا عن نفسه وعمله بحيث يُخلي ترقبنا لذلك واطمئناننا به أفئدتنا من الاهتمام لرضى الله وقبوله للأعمال.!
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 06:10]ـ
في الحديث الشريف كما عند الدارمي عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا: " لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإن لقيتموهم فاثبتوا ... ".الحديث ... فالمرء عليه أن لا يتمنى الفتنة والبلاء، ولكن إذا صادف وابتلي فليثبت وليتق الله، لأن الفتن مزلة الأقدام، ولا يأمن مكر الله إلى القوم الخاسرون كما لا يخفى ...
ـ[كاغد]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 04:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ام الدحداح]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم.واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى. اذا خلوت الظهر يوما فلا تقل خلوت ولاكن قل علي رقيب. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 07:51]ـ
يقول أحد الإخوة:
إذا هممت بمقارفة معصية حجزني عنها قول الله تعالى (أفمن يلقى في النار خيرٌ أمَّن يأتي آمنا يومَ القيامة) فأقول بل الآمن يومئذ خيرٌ والله فأنزجر وأعود لرشدي.!!
نعمتِ الموعظة هذه، جزاك الله خيراً.
يعجبني الرجوع للسنة في كل قول وفعل، ولو قلت ـ أخي ـ: "المساواة " بدلا من الاستواء لكان أصح صحيحا، فإن الإستواء هو العلو، ولستَ تريده حتما.
كأن كلامك يشير إلى تخطئة هذا المصدر الذي استعمله الأخ، أو حصر معنى الاستواء بالعلو؟
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 09:16]ـ
أسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح أحوالنا، وأن يطهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة ...
(إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب)
ومن وصية لقمان الحكيم لابنه
(يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في ضخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير)
وجزى الله خير الجزاء الأخ الشنقيطي وبارك فيه.
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعود إلى الموضوع:
ذكر الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه النفيس الفذ "عدة الصابرين" بابا وسمه بـ في الأساب التي تعين على الصبر وذكر منها:
في ص102: فصل تقوية باعث الدين، وذكر عشرين أمرا.
وكلها في غاية الأهمية من وقف عليها وفهمها وعمل بها فلا يكاد يصدر من معصية!
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعود إلى الموضوع:
ذكر الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه النفيس الفذ "عدة الصابرين" بابا وسمه بـ في الأساب التي تعين على الصبر وذكر منها:
في ص102: فصل تقوية باعث الدين، وذكر عشرين أمرا.
وكلها في غاية الأهمية من وقف عليها وفهمها وعمل بها فلا يكاد يصدر من معصية!
أخي عبدالله بارك الله فيك، هلا ذكرت بعض هذه الأسباب إن تعذر ذكر كلها، فلعلك إن ذكرتها تنفع بها أقواما، من ضعفاء الإيمان كمثلي ...
ـ[أبو ساجدة]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:44]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
"وكم رأيت من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الله إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات،
فلا حلاوة لرؤيتهم ولا يحن أحد للقائهم، فوجودهم كعدمهم " أ. هـ صيد الخاطر
أحسن الله إليك أخي الكريم أبا زيد وبارك فيك وشكر لك، ولكل أحبائنا المشاركين
وبوركت أخي الكريم أمجد على الاقتباس الجميل الذي وقع على قلبي وقوعا شديدا .. وأفكر في اتخاذه توقيعا لي .. لأراه معي دائما في المجلس(/)
فضيلة الشيخ: عبد الله المنيع حفظه الله: هل تتم عمليات البيع والشراء بنظام التورق تحت
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 09:10]ـ
فضيلة الشيخ: عبد الله المنيع حفظه الله: هل تتم عمليات البيع والشراء بنظام التورق تحت إشرافكم كهيئة شرعية،
المفتي: عبدالله بن سليمان بن منيع
12/ 9/2005
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما ذكره الأخ السائل الكريم بأنه صدر منا جواز التورق، نقول: نعم، والتورق لم يصدر جوازه منا فقط، وإنما هو رأي جمهور أهل العلم، فيما يتعلق بصحته، فقال به مجموعة كبيرة من علماء المذاهب المختلفة كالمذهب الحنفي والمالكي، والشافعي والحنبلي كما، صدر من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبد العزيز بن باز – رحمهما الله- واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وكذلك مجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي، وغيرهم والكثير من الهيئات الرقابية الشرعية للمؤسسات المالية، كلهم صدر منهم الحكم بجواز التورق.
ولكن التورق الذي ذكر السائل طريقته في سؤاله بأنه جاء للبنك وقال لهم أنا بحاجة إلى مبلغ خمسين ألف – مثلاً-، وأنهم قاموا بإجراء التورق بأنفسهم، ولم يعلم إلا والمبلغ مسجل في حسابه، نقول: هذا باطل، وليس صحيحاً فهو لم يتول لا بيعاً ولا شراء ولا مقابلة شيء من ذلك، ولا مباشرة أي شيء من هذا، فهذا أشبه ما يكون بشخص احتاج مبلغ خمسين ألف، فقالوا: لا بأس فنحن نعطيك الخمسين ألف ونضعها في حسابك ونقيدها عليك بستين ألفاً أو سبعين ألفاً أو أقل أو أكثر، نقول هذا باطل، ولا يصح، وليس هذا هو التورق وإنما التورق أن يأتي المريد للمبلغ، ويقول أيها البنك أنا أريد أن أشتري منكم سلعة بمبلغ كذا وكذا، ثم بعد أن يقوم البنك المعروض عليه البيع بتملك هذه السلعة يقوم ببيعها على هذا العميل، والعميل يتولى قبول البيع، والأول يتولى الإيجاب في البيع ثم تتم العملية بيعاً وشراء، وتنتقل السلعة إلى ملكية العميل وتستقر في ذمته المديونية، أي قيمة هذه السلعة ثم يقوم العميل بالتصرف بسلعته سواء كانت سيارة أو كانت أسهماً، أو كانت إسمنتاً، أو أي سلعة من السلع التي يجوز بيعها وشراؤها، بعد ذلك يتسلم سلعته ويتصرف فيها ببيعها أو يوكل من يبيعها، أو نحو ذلك.
هذه هي الطريقة التي أفتينا بها، أما أن يكون الأمر مثل ما ذكره السائل فنبرأ إلى الله من ذلك، ولا يمكن أن تكون هناك جهة شرعية تقول بجواز هذا التصرف الذي ذكره السائل بأنه بمجرد أن يبدي الشخص للبنك رغبته بأنه بحاجة إلى خمسين ألفاً، فيقال له خلال ساعة أو نصف ساعة أو شيء من هذا نقوم بالقيام بإجراءات شكلية، ثم نقيد ذلك في حسابك، فهذا باطل، ولا يصح، ولم يصدر منا فتاوى، ولا من إخواننا القائمين على الهيئات الرقابية بجواز ذلك، فعلى إخواننا العملاء أن يتقوا الله، وأن يعرفوا كيف يتعاملون، وينبغي للعميل إذا أراد سلعة أن يتولى شراءها بنفسه بعد التأكد من ملكية بائعها عليه، ثم يتصرف بسلعته يبيعها، ويقبض ثمنها، ويقضي بها حاجته، ويستقر ثمنها المؤجل في ذمته للذي باعها، ولا يجوز أن يبيع هذه السلعة إلى من باعها عليه؛ لأن هذه هي العينة، فينبغي أن يكون منا هذا التأكد وهذا النظر حتى تكون المبايعة صحيحة، وحتى تكون الفتاوى الصادرة منطبقة على هذا التصرف الصحيح.
وأما ما ذكره السائل فنبرأ إلى الله منه، ولا يمكن أن يتم تحت إشرافنا، وإذا تم ذلك من موظف جاهل لا يعرف فهو الذي يتحمل إثم هذا العمل مع العميل الذي يساعده على إتمام هذه العملية الصورية التي ليس لها علاقة بالتورق. والله أعلم.
http://www.halal2.com/ftawaDetail.asp?id=155
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 10:18]ـ
وقد نص شيخ الإسلام على تحريمه وأنه من أبواب الربا ... والخلاف في المسألة واسع ..
ـ[عبد العليم الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 02:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثاب الله الشيخ الفاضل المنيع على بيانه ولكن أسأل الشيخ وأخواني في هذا المنتدى المبارك بعد هذا البيان الشافي من الشيخ واذا كان هذا حال البنوك كما هو معلوم إلا ماندر وهذه طريقتهم فلا بضاعة ولاقبض ولاغيره وهم عند من يسائلهم عن ذلك وينكر يتنمرون بلجانهم الشرعية التي الشيخ عافاه الله عضو في كثير منها والسؤال بعد ذلك هل اللجان قادرة حقيقة على المراقبة أم هي لجان استشارية فقط وماحكم استخدام اسماء أهل العلم في الترويج لهذه الأماكن التي تحارب الله بالربا ومنهم من تاب ظاهراً والله أعلم بالخفيات وإن كان للتوبة من الربا شروط لاتخفى على اللجان منها (فلكم رؤس أموالكم) وماعلمنا بهذا أنه حصل أوحتى تطرق له من اللجان الموقرة وأعضائها تم ماحكم أخذ الأموال والرواتب من هذه البنوك الربويه أوالتائبة من غير طريق شرعية تلاعباً وتصيداً لأموال الناس ولسان حالهم يقول وراكم وراكم بالفوائد الربوية أو التورقات الوهمية مع تزكيات اللجان الشرعية. مشائخنا الكرام هناك فرق بين إعطاء الفناوي الشرعية لمن يطبقها وإعطائها لمن يتخذها ستاراً وهناك فرق بين المخرج الشرعي الذي ييسره الله ثم أهل العلم لمن أتقى وبين المخارج والحيل المقصود بها التحايل والتلاعب كما أنه من المعلوم أن هناك صوراً من البيوع مثل التورق لايجوز أن يركن فيها وفي تطبيقها بشروظها للفساق المتلبسين بالربا المحاربين لله به فما تعطيهم عذه الفتاوي الا ستاراً على مكرهم وإعانة على باطلهم وان لم يشعر أعضاء اللجان الكرام اللهم نسألك التسديد والتأييد.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
مساعدة: أين ذكر الرازي تعريف الأهلية في المحصول
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 09:54]ـ
لأني بحثت عنه ولم أجده
والطبعة التي لدي طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق العلواني
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:02]ـ
الأمر مهم بارك الله فيكم
ـ[المحدث السكندرى]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى الفاضل ربما ينفعك هذا الرابط
www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=59 870&d=1221398219
File Format: Microsoft Word - View as HTML
طلبك؟ تعريف الاهلية فى المجلد الاول من ص 93 الى 104 الاحكام التكليفية
ـ[المحدث السكندرى]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 11:25]ـ
اخى الفاضل العوضى من ص 105
التقسيم الثاني
الفعل إما أن يكون حسنا أو قبيحا
وتحقيق القول فيه أن الإنسان إما أن يصدر عنه فعله وليس هو على حالة التكليف
وإما أن يصدر عنه الفعل وهو على حالة التكليف
والأول كفعل النائم والساهي والمجنون والطفل فهذه الأفعال لا يتوجه نحو فاعليها ذم ولا مدح وإن كان قد يتعلق بها وجوب ضمان وأرش في مالهم ويجب اخراجه على وليهم
والثاني ضربان لأن القادر عليه المتمكن من العلم بحاله إن كان له فعله فهو الحسن وإن لم يكن فهو القبيح
ثم قال أبو الحسين البصري رحمه الله .............................. ... الى اخره للعلم النسخة الى عندى نفس نسختك بالتوفيق(/)
الشيخ عبد العزيز بن باز ينصح ب: الشيخ أبي أويس الحسني
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 12:49]ـ
الشيخ عبد العزيز بن باز ينصح ب: الشيخ أبي أويس الحسني
كان الشيخان ابن باز وأبو الحسن الندوي يُثنيان على الشيخ أبي أويس
قال أبو أويس:في رونق القرطاس ومجلب الإيناس: صحيفة 121
-زارني يوم السبت 4 ذي الحجة 1422هـ - 6 فبراير 2002 م. الأخ في الله الدكتور عبد الله الأحمري من (أبْها) من السعودية، والعجب أنه زار بيتي ليْلاً فلم يجدني فسأل عني فأخبره الولد بأني أُلقي ساعته درساً بمسجد معهد الشاطبي فحرص على الزيارة والرؤية وأبلغه الولد فحضر الدرس واتصل بعده بي وسلم والتزم وأخذْته معي إلى المنزل فأخبرني أنه إنما شدَّ الرحلة من (أبْها) إلى تطوان ليراني ويستجيزني وأنه سيرجع الليلة إلى البيضاء ليسافر ليْلاً إلى بلده، فأجزته، وكان من أغرب ما سمعت منه أن الشيخ عبد العزيز بن باز وأبا الحسن الندوي حثيَّاه على زيارتي واستجازتي،وسبحان الله وبحمده فإني أعرف الشيخ ابن باز بالرؤية الخاطفة فقط ولم أُجالسه، أما الندوي فلم أراه إلا في الصحف وتلفاز المغرب مرة واحدة، والله أعلم
منقول من http://www.bokhabza.com/play.php?catsmktba=244
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:20]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..
ـ[ابن خالد]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:25]ـ
رحم الله الامام بن باز و حفظ الله العلامه أبو أويس بوخبزه
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 02:04]ـ
الله يرحمك يا أخي عالي الهمة .... لا نقول إلا مايرضي الرب ...
ـ[حرملة]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 10:34]ـ
أحزن عند ما أسمع موت طالب علم أو عالم جليل لأنهم عصارة هذه الأمة رحم الله أخانا عالي الهمة و أدخله فسيح جناته
ـ[العرب]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 05:38]ـ
الله يرحمك يا أخي عالي الهمة .... لا نقول إلا مايرضي الرب(/)
رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى القطر التونسي
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، ولا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا.
أما بعد، فقد قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) يوسف (108). وقال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران (31). وقال تعالى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر (7).وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَام) المائدة (3).
فأخبر سبحانه تعالى أنه أكمل الدين وأتمه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بلزوم ما أتى به إلينا من ربنا،وترك البدع والتفرق والاختلاف. وقال تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) الأعراف (3).وقال تعالى: () وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام (153).
والرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن أمته آخذة ما أخذه الأمم قبلها شبرا فشبرا وذراعا فذراعا. وأخبر في الحديث أن أمته ستفترق ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟. قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.
وإذا عرفت هذا، فمعلوم ما عمت به البلوى من حوادث الأمور التي أعظمها الإشراك بالله، والتوجه إلى الموتى، وسِؤالهم النصر على العدى، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسماوات، وكذلك التقرب إليهم بالنذور، وذبح القربات، والاستعانةُ بهم في كشف الشدائد وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله تعالى.
وصرف الشيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها، لأنه سبحانه أغنى الأغنياء عن الشركاء، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه، وأخبر أن المشركين يدعون الملا ئكة والأنبياء والصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا لهم عنده، وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب كفار.
وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) يونس (18).، فأخبر أن من جعل بينه وبين الله وسائط لأجل الشفاعة فقد عبدهم وأشرك بهم، وذلك أن الشفاعة كلها لله كما قال فعالى: (قل لله الشفاعة لله جميعا) الزمر (44) و (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) البقرة (255)، وقال تعالى (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) طه (109). وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد، كما قال تعالى، (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) الأنبياء (28).فالشفاعة حق ولا تطلب في الدنيا إلا من الله، كم قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) الجن (18). وقال تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) يونس (106).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء وصاحب المقام المحمود، وآدمُ فمن دونه تحت لوائه لا يشفع إلا بإذن الله، ولا يشفع ابتداء، بل يأتي فيخر ساجدا، فيحمده بمحامد يعلمه إياها، ثم يقول له: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع.، ثم يحد له حدا فيدخلهم الجنة، فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء؟.
وهذا الذي ذكرنا لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على منهاجهم، وما حدث من سؤال الأنبياء والأولياء من الشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها وإسراجها والصلاة عندها وجعل الصدقة والنذور لها، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم أمنه وحذر منها، كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم السلعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد أقوام من أمتي الأوثان).
وهو صلى الله عليه وسلم حمى جانب التوحيد أعظم حماية، وسد كل طريق موصل إلى الشرك، فنهى أن يجصص القبر ويبنى عليه، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، وثبت فيه لفظ: أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه. ولذلك قال غير واحد من العلماء: يجب هدم القباب المبنية على القبور، لأنها أُسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذا الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس، حتى آل الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا، حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه، بعد ما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة، ممتثلين لقوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال (39). فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان دعوناه بالسيف والسنان، كما قال تعالى، (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحديد (25.
وندعو إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج بيت الله الحرام، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ولله عاقبة الأمور.
فهذا ما نعتقده وندين الله به، فمن عمل على ذلك فهم أخونا المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا.
ونعتقد أن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة، وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. انتهى
أورد هذه الرسالة أحمد بن أبي ضياف في كتابه " إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان " في الجزء الثالث ص 60_ 63، ثم قال - بعد ذم وقدح في دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب- قال: ولما شاعت هذه الرسالة في القطر التونسي، بعث بها الباي حمودة باشا إلى علماء عصره، وطلب منهم أن يوضحوا للناس الحق، فكتب عليها العلامة المحقق نسيج وحده؟، أبو الفداء إسماعيل التميمي، كتابا مطولا بديعا ... ، وأجاب عنها العلامة المحقق .. أبو حفص عمر بن المفتي العلامة فخر المذهب المالكي أبي الفضل قاسم المحجوب، برسالة بديعة؟ مشتملة على الرد عليه، ... (ثم ذكر الرد) وهو رد فيه من التلبيسات والمغالطات والشركيات ما الله به عليم، ولعل النفس تنشط في الرد عليه، وإنما دفعني لإيراد هذه الرسالة هو أنه وقعت بين يدي رسالة قصيرة غير منسوبة إلى مؤلف، موسومة ب " رسالة علماء تونس إلى الضال الوهابي " اقتبسها صاحبها من كتاب ابن أبي ضياف سالف الذكر، وهذا الفعل يندرج طبعا ضمن محاربة المنهج السلفي الذي بدأ ينتشر في أوساط الناس- بالبلاد التونسية -عموما وفي الشباب خصوصا من أجل تشويه هذه الدعوة وإسقاط رموزها، يقول الناشر المجهول (عينا وحالا): والحق يقال إن انعكاسات دعوة هذا النجدي ظاهرة في مجازر الجزائر ومصر واليمن وغيرها من البلاد الإسلامية، وفي اغتيال من خالفهم وقتل الأطفال والأبرياء، وتفجير الحافلات، وتكفير مخالفيهم وإباحة دمائهم .. ص3_4.
فانظر رحمك الله إلى هذا البهتان العظيم الذي سُيسأل عنه صاحبه يوم القيامة، وكيف جعلوا هذه الدعوة المباركة تساوي الإرهاب والدماء والقتل والتفجير والتكفير والفتن (سبحانك هذا بهتان عظيم). وللحديث تتمة -إن شاء الله-
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توجد رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى كافة أهل المغرب خصوصا العلماء بخط يده ونشرتها مصورة مجلة الدارة بعدد شوال 1401 وهي لا تختلف في شيء عن رسالته إلى القطر التونسي إلا في أمور في أولها وذلك على النحو التالي:
رسالته الى تونس: ــــــــــ رسالته الى المغرب:
من شرور أنفسنا ــــــــــ من شر الفسقاء
و لا يضر الله شيئا ــــــــــ و لا يضر الله أحدا وصلى الله على سيدنا محمد
فهل يوجد هذا الاختلاف في الرساة الخطية إلى القطر التونسي؟ وهل الصلاة على رسول الله وتسييده سأقطة أم أسقطت؟
آمل أن يكون النص الخطي أو المصور للرسالة تحت يد الأخ الكريم ليفيدنا في الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 10:21]ـ
بارك الله فيكم ..
قلتم: (ولعل النفس تنشط في الرد عليه). ستنشط - بإذن الله -؛ لأن من الواجب على طلبة العلم من أهل السنة في كل بلد: نشر الحق بالأسلوب المناسب، مع تفنيد شبهات أهل الأهواء وقاطعي طريق الهداية، فاستعن بالله ولا تعجز.
وفقك الله ..
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:39]ـ
فكتب عليها العلامة المحقق نسيج وحده؟، أبو الفداء إسماعيل التميمي، كتابا مطولا بديعا ... ، وأجاب عنها العلامة المحقق .. أبو حفص عمر بن المفتي العلامة فخر المذهب المالكي أبي الفضل قاسم المحجوب، برسالة بديعة؟ مشتملة على الرد عليه، ... (ثم ذكر الرد) وهو رد فيه من التلبيسات والمغالطات والشركيات ما الله به عليم، ولعل النفس تنشط في الرد عليه
هذان الكتابان مع كتاب ثالث في الوقف طبعت في تونس سنة 1910م، اعتماداً على التاريخ المذكور.
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 04:26]ـ
* أخونا محمد عزالدين المعيار بارك الله فيكم:
نقلت الرسالة حرفيا من كتاب إتحاف أهل الزمان ولم أطلع على الرسالة الخطية، على أنه يبدو أن الشيخ بعث الرسالة نفسها إلى كثير من الأقطار، والخلاف اليسير بين ألفاظها إنما يعود: إما إلى تصرف النساخ وإما الخطأ عند النقل.
* الشيخ سليمان الخراشي شكرا لكم، ستنشط النفس إن شاء الله،
* أخانا سعيد العباسي شكرا لكم على هذه المعلومة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 07:46]ـ
بارك الله في الجميع(/)
عصف الذهن (3) .. أهل السنة ليسوا أكثر الأمة .. والأشاعرة أيضاً ليسوا كذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 02:29]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
أما بعد ..
فصورة القضية تتلخص في إيراد أورده الأشاعرة المتأخرون على أهل السنة السلفيين، وكان مفاده: كيف تزعمون أنكم على الحق ونحن معنا قرينة لائحة متضحة على أن الحق معنا وهي: أننا أكثر الأمة ..
فغالب علماء الأمة، المفسرون والمحدثون والفقهاء واللغويون والأصوليون =أشاعرة وماتريدية ..
وهذه قرينة ظاهرة ليس معكم مثلها .. ولو كنتم على الحق لكنتم أكثر الأمة ..
فكان أن رد عليهم أهل السنة بجواب صورته:
((ليس الرأيُ ما ذهبت إليه، من أن جمهورَ الأمةِ من الأشعرية وانظر حولك في محيطك الذي تعيش فيه، هل عوام الأمة يعرفون الأشعري والماتريدي، وماذا يقولون في علو الله تبارك وتعالى على عرشه، وماذا يعتقد العوام في ((الإسراء والمعراج))، حتى مَنْ يقول منهم إن الله في كل مكان فإذا باحثته لم يكن يريد إلا السلطان والعلم والجبروت وما أشبه ذلك من المعاني الصحيحة ولم يُرِدْ أحدٌ منهم الحلولَ أو الاتحادَ قط، ولا خطر بقلب أحدهم ((لا خارجَ العالم ولا داخلَهُ)) وكذلك قُلْ في أفعال العباد، فكل العوام يثبتون عموم الإرادة والخلق، فكل شيء بإرادة الله وخلقه، ويثبتون مع ذلك اكتسابَ العبدِ لأفعاله، فالله خالقٌ مريدٌ حقيقةً، والعبدُ فاعلٌ حقيقةً ولا تَنافِىَ في شيء من ذلك عندهم ولا يناقضون بين هذا وهذا، ولا يقولون بجبرٍ أو كسبٍ أو نحو ذلك، كما لا يتوقف أحد من العوام عن إثبات شيء من صفات الله تعالى على ما يليق به، لا يمنعه ((حلول حوادث)) ولا ((حوادث لا أول لها)) عن ذلك، وسَلْ يا دكتور عمر أيَّ عاميٍّ هل ربُّنا سبحانه يُوصَفُ برحمةٍ ورضا وغضب، أم المراد ((إرادة الثواب وإرادة العقاب)) وأن الرحمة خور والغضب غليان ... الخ من التأويلات الأشعرية الغريبة البعيدة.
فكل هؤلاء ليسوا من الأشاعرة، وإثباتهم ليس متلقىً عن أحد بل بفطرتهم النقية التي لم تتلوث بترهات علم الكلام الذي غرسه المتكلمون ومنهم الأشاعرة، وهؤلاء هم جمهور الأمة قبل ((القرن السابع)) وبعده)).
هذا مثال على الرد ولم أر ممن حاولوا الرد على إيراد الأشاعرة من خرج عن هذا النسق في الرد ..
الآن نلاحظ أن أهل السنة لما حاولوا الرد على هذا الإيراد =فزعوا إلى ذكر العوام وأنهم على الفطرة وعقيدة العجائز، ولا شك أن العوام هم دائماً أكثر الأمة ... وفرحوا بردهم هذا وركنوا إليه وصارت الحجة تُقلب على الأشاعرة فيقال: بل نحن أهل السنة أكثر الأمة ....
والآن نبدأ التعليق على ما تقدم مضمنين هذا التعليق الرأي الذي نرتضيه في هذه المسألة ...
1 - هذا الولوع بالكثرة والحرص على وصف المذهب بها وجعلها قرينة على إصابة الحق = لا ينبغي أبداً وفيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً:
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
والله يقول: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
والله يقول: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
والله يقول: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}
والداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة ....
والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون أقل بكثير من غيرهم ..
والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة قليلة .....
والفرقة الناجية واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة ....
والسؤال الذي يبرز بعد كل هذا: لم هذا الولوع بالكثرة والانتساب إليها (؟؟؟)
2 - هذه المسألة أكثر منها ومن ذكرها الأشاعرة المعاصرون وجابههم بهذا الرد أهل السنة المعاصرون ... وإلا فالكلام فيها قديم تجد له أصولاً سابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الذي في كلام السلف: الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك ... ولم يك عندهم هذا الولوع بالكثرة .... غاية الأمر أن يعددوا العلماء المنتسبين لأهل السنة أما الوصف بالكثرة في الأمة فلا .. وشيخ الإسلام وتلاميذه كانوا وحدهم في خضم هائل من المخالفين؛ورأينا في كلامهم كثرة الحديث عن الغربة والاغتراب ولم نر حديث الكثرة هذا، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كان وحده في قاموس من المخالفين الشانئين ولم نر منه ذاك الولوع بالاستكثار ... بل ذكر أن الاحتجاج بالكثرة من سيما أهل الجاهلية ... والشيخ الألباني كان كدوحة الخير في صحراء قاحلة من الأعداء والمناوئين فلم نر منه هذا الولوع بالاستكثار بل لعلي رأيت في كلامه وكلام الإمام المجدد التمدح بالقلة وأنها شعار أهل الحق ..
فلم جارى أولئك الباحثون تلك الشبهة الأشعرية وحاولو الركض في مضمار التكثر البغيض هذا (؟؟؟؟)
وإذاً فهبنا قلنا الأشاعرة أكثر الأمة ..
فكان ماذا (؟؟)
وهل يُعدُ هذا مدحاً إلا على سنن أهل الجاهلية المتمدحين بالكثرة (؟؟!)
4 - إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر ... خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف .. فإدخال العوام حيدة ظاهرة ....
وإدخال العوام خطأ في نفس الأمر فالعوام ليسوا معياراً تُقاس به الأمة، والعامي إن وافق الحق فليس ذلك عن استدلال-في الغالب- ولذا يسهل إدارته عما هو عليه من الرأي من أقرب طريق ... بل لو شئنا أن نقيس الأمور بميزانها الصحيح لقلنا: إن الغالب على العوام عدم الخلو من الاعتقاد الفاسد ولو في وجه من الوجوه فخرجوا بذلك عن أن يكونوا من أهل السنة الخلص ... فالعامي حين يصيب أو حين يخطئ فهو لا يرتكز في صوابه وخطأه على علم وحجة وإنما هو التقليد والجهل لا غير ...
4 - كلام الأشاعرة صحيح في أن المنتسبين لمذهبهم كثر أما أنهم أكثر الأمة عبر الألف وخمسمائة عام .. فباطل وتزيد محض.
5 - ثم الأشاعرة ليسوا أكثر الأمة ولا حتى إذا جعلنا العلماء هم الميزان ... وبرهان ذلك فيما يلي:
1 - منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام تحول الأشعري إلى طريقة ابن كلاب زهاء أربعة قرون،ليس فيها أشعري ولا مذهب أشعري ... والقول بإن هذه القرون كانت على طريقة الأشعري لأنها هي الحق =هو استدلال بمحل النزاع فالسلفيون يدعون نفس الدعوى ... فخرجت هذه القرون الأربعة عن أن يستدل بها على الكثرة ..
2 - من القرن الرابع الهجري إلى الآن وبلاد الهند ودول الاتحاد السوفيتي كلها على مذهب الماتريدية وليس هو مذهب الأشاعرة ومجرد الاختلاف في الأصول وفي النسبة يمنع جعلهم والأشاعرة واحداً ... فخرج هذا الفصيل بأكمله عن أن يستدل به على الكثرة ...
3 - مذهب الأشاعرة منذ أبي الحسن وحتى ما قبل الرازي شئ ومذهب الأشاعرة بعد الرازي شئ آخر .... والخلاف بين المذهبين يشق الصف الأشعري ويمنع وصفه بأنه مذهب واحد ... ولذلك كان أهل الفطنة من الأشاعرة المتكلمين عن الكثرة يُركزون على القرن السابع فما بعده ...
4 - كان المذهب الأشعري من القرن الرابع للسابع موجوداً. هذا صحيح .. أما أنه هو الأكثر فلا وكلا بل لعل القرنين الرابع والخامس شهدا سيطرة وانتشاراً كاملين للحنابلة السلفيين ....
5 - وإذاً فالوجود الحقيقي الذي يمكن وصفه بالكثرة للأشاعرة هو وجودهم بعد القرن السابع ... وقد ألمحنا إلى مفارقة طريقتهم لطريقة الأشعري وأتباعه الأول: الاسفراييني والباقلاني ...
6 - الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)
من هم في أنفسهم (؟؟)
ومن هم قياساً إلى القرون السابقة (؟؟؟)
أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك .... فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ... ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر ...
أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك ....
أما الاجتهاد ... فعلماء ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد؛فباب الاجتهاد مغلق،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والاعتقاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والسلوك تبع لإمام تقليداً ودوراناً ...
أما النظر الحر، والاستدلال الخالص، والاجتهاد غير المتقيد بمذهب وإمام فلم يك موجوداًَ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فبأي شئ صار أولئك علماء الأمة الذين تُقاس بهم الكثرة والغلبة (؟؟؟)
دع عنك أن علماء ما بعد القرن السابع متنازعون في مسائل الاعتقاد بين سلفي وأشعري وخارجي ومعتزلي وإباضي ومرجئي ... فوصف إحدى طوائفهم بالجمهور متعذر ... نعم قد يصح هذا الوصف في مكان دون آخر أما كحكم عام على التاريخ الإسلامي أو حتى على حقبة واسعة منه=فهذا تعميم غير مرضي ..
وخلاصة القول:
1 - ليس الأشاعرة هم الأكثر ولا نحتاج في تعضيد هذا لأكثر مما ذكر ...
2 - ليس أهل السنة هم الأكثر عبر القرون السابقة كلهاوالبراهين على تلك والتي قبلها واحدة،وإدخال العوام في هذا ليس بحسن.
3 - التمدح بالكثرة خطأ ظاهر، والأدلة ظاهرة في أن أهل الحق والفرقة الناجية والطائفة المنصورة يكونون أقل من غيرهم. فلم الولوع بالكثرة على هذا النحو العجيب ... وفي المعتز بالكثرة المعير بالقلة شبه من القائل: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}.
وأختم بهذا النص الشريف ..... الذي يُظهر لك أن علماء السلف لم يردوا تلك الشبهة الأشعرية بأن يجاروهم في دعوى الكثرة ... وإنما ردوا عليهم بسنن القرآن ...
قال ابن قدامة في كتابه: ((المناظرة في القرآن)):
((ومن العجب [أن] أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم. ويستدلون على بطلان السنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم.
[فصل مهم في الرد على ما ادعوه]
فيجعلون ما جعله النبي صلى الله عليه وسلم دليل الحق وعلامة السنة دليلاً على الباطل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم.
ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق، فقال قوم نوح له {ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين} وقال قوم صالح فيما أخبرنا الله عنهم بقوله {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي أمنتم به كافرون} وقال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم {وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين} وقال الله عز وجل {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه} ونسوا قول الله عز وجل {وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} وقوله سبحانه {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وقوله سبحانه {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ...... } وقوله سبحانه {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجهاً منهم} وقوله تعالى {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ... } إلى قوله تعالى {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين}.
وقد كان قيصر ملك الروم وهو كافر أهدى منهم، فإنه حين بلغه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم سأل عنه أبا سفيان فقال: يتعبه ضعفاء الناس أو أقوياؤهم؟ فقال بل ضعفاؤهم فكان مما استدل به على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنهم أتباع الرسل في كل عصر وزمان.
وفي الآثار: أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه تعالى قال له: يا موسى لا يغرنكما زينة فرعون هولا ما متع به فإنني لو شئت أن أريكما [زينة] أن مقدرته تعجز عن أقل مما أوتيتما لفعلت ولكنني أظن بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديماً ما خرت لهم أني لأذوهم عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة، وإني لأجبنهم سلوتها ونعيمها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وما ذلك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من الآخرة سالماً موفراً لم تكله الدنيا ولم يطعه الهوى. [صحيح من قول وهب بن منبه]
وقد روي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ:
" إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فرفع رأسه في البيت فلم يرى فيه إلا أهبة ثلاثة، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ على رمال حصير، ما بينه وبينه شيء قد اثر في جنبه فقلت يا رسول الله وأنت على هذه الحال وفارس والروم وهم لا يعبدون الله لهم الدنيا، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم محمراً وجهه ثم قال: " أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أما أرضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " [حديث صحيح]
هذا معنى الخبر.
ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة، وجنبنا الكفر والبدعة، وحبب إلينا الإيمان وزبنه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 03:33]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم أبافهر على هذا العصف:)
يقول فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد في قطف الجنى الداني في الفائدة الثامنة
هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة؟
الأشاعرة هم المنتسبون إلى أبي الحسن الأشعري، وهو علي بن إسماعيل المتوفى سنة (330هـ) رحمه الله، وقد مرَّ في العقيدة بثلاثة أطوار: كان على مذهب المعتزلة، ثم في طور بين الاعتزال والسُّنَّة، يثبت بعضَ الصفات ويؤوِّل أكثرها، ثمَّ انتهى أمره إلى اعتقاد ما كان عليه سلف الأمة؛ إذ أبان عن ذلك في كتابه الإبانة، الذي هو من آخر كتبه أو آخرها، فبيَّن أنَّه في الاعتقاد على ما كان عليه إمام أهل السُّنَّة، الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – وغيره من أهل السُّنَّة، وهو إثبات كلّ ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله من الأسماء والصفات، على ما يليق بالله، من غير تكييف أو تمثيل، ومن غير تحريف أو تأويل، كما قال الله عزَّ وجلَّ: " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "
والأشاعرة باقون على مذهبه الذي كان عليه قبل الانتقال إلى مذهب أهل السُّنَّة والجماعة، وقد اشتهر عند بعض الناس مقولةٌ أنَّ الأشاعرة في هذا العصر يُمثِّلون 95? من المسلمين، وهذه المقولة غير صحيحة من وجوه:
الأول: أنَّ إثبات مثل هذه النسبة إنِّما يكون بإحصاء دقيق يؤدِّي إلى ذلك، وهو غير حاصل، وهي مجرَّد دعوى.
الثاني: أنَّه لو سُلِّم أنَّهم بهذه النِّسبة؛ فإنَّ الكثرةَ لا تدلُّ على السلامة وصحَّة العقيدة، بل السَّلامةُ وصحَّةُ المعتقد إنَّما تحصل باتِّباع ما كان عليه سلف هذه الأمَّة من الصحابة ومَن سار على نهجهم، وليست باتِّباع معتقد توفي صاحبُه في القرن الرابع، وقد رجع عنه، وليس من المعقول أنَّ يُحجب حقٌّ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم، ثم يكون في اتِّباع اعتقاد حصلت ولادتُه بعد أزمانهم.
الثالث: أنَّ مذهب الأشاعرة إنَّما يعتقده الذين تعلَّموه في مؤسَّسات علمية، أو تعلَّموه من مشايخ كانوا على مذهب الأشاعرة، وأمَّا العوام
– وهم الأكثرية – فلا يعرفون شيئاً عن مذهب الأشعرية، وإنَّما هم على الفطرة التي دلَّ عليها اعتقاد الجارية في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وقد تقدَّم.
والعقيدة المطابقة للفطرة هي عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة، وقد مرَّ إيضاحُ ذلك قريباً في الفائدة الثالثة.
الصفحة 35 - 36 من كتاب قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن ابي زيد القيرواني تأليف عبد المحسن بن حمد العباد البدر
دار ابن القاسم دار ابن عفان
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 04:30]ـ
بارك الله فيكما
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 06:17]ـ
جزاكم الله خيراً
شيئان إضافيان
1. إذا احتجوا بالكثرة فيقال لهم: النصارى أكثر الناس فهل يعني أنهم على الحق؟ وردهم على هذا هو ردنا عليهم.
2. اجعل 95 % من الأمة أشاعرة فيكفيكم أنه ليس معكم صحابي، ولا تابعي، ولا تابع تابعي، فمن الناس إلا هم؟! ومن يستكثر بعقيدة ليس معهم فيها واحد من أولئك؟!
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 11:13]ـ
هم يحتجون بذلك على المقلّدة، فيقولون للمقلّدة إحتمال خطأ القليل أكثر من إحتمال خطأ الكثير. و بما أنّنا أكثر الأمّة فكان الأولى تقليدنا
فما قولكم إخواني الكرام؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 02:20]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا فهر السلفي و جزاك الله خيرا
هم يحتجون بذلك على المقلّدة، فيقولون للمقلّدة إحتمال خطأ القليل أكثر من إحتمال خطأ الكثير. و بما أنّنا أكثر الأمّة فكان الأولى تقليدنا
فما قولكم إخواني الكرام؟
من أين لهم أن أكثر الأمة أشاعرة؟؟؟ لا يستطيعون إثبات ذلك إلا بعد أن يلج الجمل من سم الخياط و يكفي انهم كانوا قلة في بداية ظهورهم في القرن الرابع و الخامس و قد لُعنوا على المنابر
و قد بيّن الحافظ جمال الدين يوسف بن عبدالهادي رحمه الله - ت 909 هـ - في كتابه " جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر " كيفية إنتشار الأشاعرة فقال رحمه الله:
http://moon-up.com/uploads/7d22245650.jpg (http://moon-up.com)
http://moon-up.com/uploads/5695daf9f6.jpg (http://moon-up.com)
و إن إستدلوا بكثرتهم في القرون المتأخرة - من القرن الثامن الهجري فما بعده - يجاب على ذلك بأنهم قلة في القرون الأولى مقابل أئمة السنة و الأثر فهل يصح أن يظهر الحق في القرون المتأخرة و يخفى على أئمة الدنيا في القرون الأولى؟ سبحان الله!
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 03:04]ـ
بل ويحتجون بأنهم في نتائج العقيدة على ما كان عليه الصدر الأول والسلف الصالح وإن اختلفت المصطلحات والتعبيرات عن مضمون تلك العقيدة .. ويقولون بأن السلف الصالح وهم الصحابة والتابعين لم تؤثر عنهم في العقائد سيما مسألة الصفات الخبرية نصوص لا تحتمل التأويل في مذهب معين، وإلا لما حصل اختلاف أصلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 06:29]ـ
بل ويحتجون بأنهم في نتائج العقيدة على ما كان عليه الصدر الأول والسلف الصالح وإن اختلفت المصطلحات والتعبيرات عن مضمون تلك العقيدة .. ويقولون بأن السلف الصالح وهم الصحابة والتابعين لم تؤثر عنهم في العقائد سيما مسألة الصفات الخبرية نصوص لا تحتمل التأويل في مذهب معين، وإلا لما حصل اختلاف أصلا.
هذا من جهلهم - و لا أريد أن أقول انه من بهتانهم و كذبهم - و لا يمكنهم أن يثبتوا ان السلف قالوا بأن الله تعالى لا داخل العالم و لا خارجه و لا متصل ولا منفصل، ولا ترفع إليه الأيدي ولا تتوجه له القلوب بالعلو كما فطرها الله عز وجل، وأن القرآن العربي مخلوق -عند التعليم فقط! - و هو حكاية عن كلام الله تعالى لا كلامه تعالى! ولا يتكلم ولا ينادي ... ألخ
و لو كانوا وجدوا شيئا من ذلك لأصلّوه و لكنك تقرأ في كتبهم فتمر الصفحات دون أن تجد إستدلالا لعقيدتهم بالآيات و الأحاديث والآثار السلفية إلا في معرض النقد أو الرد! فأين هم من السلف؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 10:22]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً ....
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 01:35]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا فهر ونفع بكم.
مقال رائع جزاكم الله خيرا.
فقط أريد الإشارة إلى شيء قد يغيب عن الذهن، هو أننكم قلتم:
4 - إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر ... خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف .. فإدخال العوام حيدة ظاهرة ....
قلت: الاستقواء بالعوام يصح في نقطة مهمة، وهو الاستشهاد بالفطرة. وهذا ما فعله شيخ الإسلام وغيره. ففطرة العوام من الأشاعرة والماتريدية والنصارى واليهود وكثير من أصحاب النحل والملل الذين لم يكدرهم الكلام والفلسفة والخرافات. . كلها شاهدة مثلا على أن الرب فوق العالم ومهيمن عليه. وهذا استدلال في محله. بل الخطأ الاقتصار بدلالة فطرة أهل السنة وحدهم، فإن هذا استدلال بنفس المذهب، فكان مصادرة على المطلوب. وكون الأشاعرة يعتقدون على ما يخالف فطرة هذا الكم الهائل من الناس عربهم وعجمهم مسلمهم وكافرهم = يدل دلالة ظاهرة على كذب ذلك الاعتقاد منهم وخروجه عن الحدس والبداهة.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[17 - Mar-2010, صباحاً 12:45]ـ
وجيه جداً توجيه النظر نحو قاعدة (الكثرة لا تعني الحق) ..
جزاك الله خيراً - أبا فهر - على الإفادة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2010, صباحاً 12:58]ـ
جزاك الله خير الجزاء وأوفاه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2010, صباحاً 01:00]ـ
أخي نضال ..
كلامك عن الفطرة كلام حسن ولكنه كما تعلم ضيق الموارد .. والحديث إنما هو عن رصد عام .. وغاية ما تفضلت به أن يقال أكثر الناس تأبى فطرتهم بعض عقائد الأشاعرة .. وهذا حسن في نفسه لكنه أضيق من محل النزاع، وهو سهل القلب كما تعلم ودليل ذلك تحذير بعض أهل السنة من التحديث ببعض أحاديث الصفات في مجامع العوام ..
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[17 - Mar-2010, مساء 08:32]ـ
بارك الله فيكم ...
قال الشيخ أبابطين:
[إذا عرفت مذاهب: الفرق المسؤول عنها، فاعلم: أن أكثر أهل الأمصار اليوم: أشعرية، ومذهبهم في صفات الرب سبحانه وتعالى: موافق لبعض ما عليه المعتزلة الجهمية؛
فيهم: يثبتون بعض الصفات، دون بعض، فيثبتون الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة والسمع، والبصر، والكلام وينفون ما سوى هذه الصفات، بالتأويل الباطل.
مع أنهم: وإن أثبتوا صفة الكلام، موافقة لأهل السنة، فهم في الحقيقة: نافون لها؛ لأن الكلام عندهم، هو: المعنى فقط، ويقولون: حروف القرآن مخلوقة، لم يتكلم الله بحرف، ولا صوت؛ فقالت لهم الجهمية: هذا هو نفس قولنا: إن كلام الله مخلوق؛ لان المراد: الحروف، لا المعنى؛ ومذهب السلف قاطبة: أن كلام الله غير مخلوق، وأنه تكلم بالقرآن حروفه ومعانيه، وأنه سبحانه يتكلم بصوت يسمعه من شاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأشعرية: لا يثبتون علو الرب فوق سماواته، واستوائه على عرشه، ويسمعون: من أثبت صفقة العلو، والاستواء على العرش: مجسماً، مشبهاً؛ وهذا خلاف ما عليه أهل السنة، والجماعة فانهم يثبون صفة العلو الاستواء كما أخبر سبحانه بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تكيف، ولا تعطيل، وصرّح كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء، والأشاعرة وافقوا الجهمية في هذه الصفة لكن الجهمية يقولون: إنه سبحانه
في كل مكان؛ والحلولية، والأشعرية، يقولون: كان ولا مكان، فهو على ما كان، قبل أن يخلق المكان
والأشعرية: يوافقون أهل السنة، في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، ثم يقولون، معنى الرؤية: إنما هو زيادة علم يخلقه الله، في قلب الناظر ببصره، لا رؤية بالبصر، حقيقة عياناً؛ فهم بذلك: نافون للرؤية، التي دل عليها القرآن، وتواترت بها الأحاديث عن النبي. صلى الله عليه وسلم.
ومذهب الأشاعرة: أن الإيمان مجرد التصديق، ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح؛ قالوا: وإن سميت الأعمال في الأحاديث إيمانا فعلى المجاز، لا الحقيقة.
ومذهب أهل السنة والجماعة: إن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، وقد كفر جماعة من العلماء: من أخرج العمل عن الإيمان.
فإذا تحققت: ما ذكرنا، من مذهب الأشاعرة، من نفي صفات الرب سبحانه، غير السبع التي ذكرنا، ويقولون: إن الله لم يتكلم بحرف ولا صوت، وإن حروف القرآن مخلوقة، ويزعمون: أن كلام الرب سبحانه معنى واحد، وأن نفس القرآن، هو نفس التوراة والإنجيل؛ لكن: إن عبر عنه بالعربية، فهو قرآن وان عبر عنه بالعبرانية، فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية، فهو إنجيل، ولا يثبتون رؤية أهل الجنة ربهم بأبصارهم. إذا عرفت ذلك: عرفت خطأ من جعل الأشعرية من أهل السنة، كما ذكره السفاريني في بعض كلامه، ويمكن أن
أدخلهم في أهل السنة: مداراة لهم، لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة، في بعض ما هم عليه."] اهـ.
------------
الأفضل أن نقول أن الأشاعرة الآن أكثر من أهل السنة، ونبين أن الله عز وجل ذم الكثرة، قال الله عز وجل: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}، فعندئذ يشعر المخالف بصدق قولنا وأننا نريد الحق، لأنه إن كنت ترى أن أهل السنة أكثر من الأشاعرة فالمخالف يتيقن عكس ذلك ولن يقبل منا أي كلام بعد ذلك لأنه تيقن عدم صحة كلامنا بالواقع والمشاهدة، وسينظر لنا على أننا من الكاذبين المتكلفين فإن سلمنا له بصحة كثرة الأشاعرة عن أهل السنة نكون بذلك سحبنا بساط الهوى من تحت قدميه إن شاء الله تعالى، وألزمناه الصدق وإن قال الصدق فلن يسعه إن شاء الله تعالى إلا أن يتبع مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 07:20]ـ
اسمحوا لي بالدخول بينكم مع أنني على المذهب العجائزي في العقائد .. عجائز نيسابور الطيبات المباركات:)
ههنا مسائل كثيرة:
الأولى و هي الأهم:
أن السواد الأعظم هم من العوام البسطاء - حتى الأطباء منهم باعتبار الموضوع -
و هؤلاء مع جهلهم المشرف بمسائل الدقّ يخالفهم جماعات منهم الأشاعرة الخياليين لا المصلحين .. لأن المصلحين منهم كالشيخ البوطي يتركونهم في حالهم الأولى الفطرية .. بل يوجبون ذلك عليهم!؟!
و من تلك الجماعات جموع طلاب العلم ممن ينتمي ل " السلفية " الذين يوجبون على العوام مسائل الدق تلك! .. لا يقولون ذلك بأفواههم غالبا و صراحة و إنما من من واقع تصرفاتهم و أحكامهم على غيرهم ممن لا يتلفظ أو يتعانى المسائل التي يتعانونها ... !؟! مثلاً يجعلون التبليغي قسيماً لأهل السنة لأنه لا يتكلم في التوحيد مثلاً بالطريقة نفسها!؟!
و هؤلاء العوام هم الأقرب إلى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" ما أنا عليه و أصحابي "
من جهة طبيعة الإيمان الفطرية .. و إن كانوا بعيدين عنه من جهة شدة الإيمان الداعي إلى التضحية للدين!
و المسارعة للدخول فيهم هي النجاة لأنهم السواد الأعظم:
" عليك بالسواد الأعظم "
و تفسير هذه ليس على ما هو متداول بين إخواننا السلفيين!
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Mar-2010, صباحاً 03:50]ـ
و هؤلاء مع جهلهم المشرف بمسائل الدقّ يخالفهم جماعات منهم الأشاعرة الخياليين لا المصلحين ..
عفواً جرى القلم بالخطأ::)
الأشاعرة الخياليون لا المصلحون
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 07:19]ـ
جزاك الله خيرا أبا فهر
موضوع وبحث مفيد
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 05:53]ـ
بارك الله فيكم(/)
روضة الأرواح وجنة الأفراح بتصحيح حديث «سبحانك اللهم وبحمدك ... » في دعاء الاستفتاح
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 06:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد
فقد كنت أستشكل قديما تفضيل الإمام أحمد رحمه الله لدعاء «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» في الاستفتاح على غيره من الأدعية الواردة مع أنه متكلم فيه وغيره أصح منه، حتى قرأت كلاما لشيخ الإسلام يوضح فيه وجه تفضيله من جهة المعنى، وتبعه على ذلك تلميذه ابن قيم الجوزية، فقرأته وانشرح صدري له، لكنني لم أنشط للنظر في هذا الحديث من جهة المبنى أي: دراسة أسانيده، حتى قدّر الله لي أن طُلب مني العمل في تحقيق أثر الضحاك في تفسير قوله عز وجل {وسبح بحمد ربك حين تقوم} قال: حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء الكلمات: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» فتطرقت حينئذ لهذا الحديث نافلة وجمعت طرقه، وكان ذلك من خير القدر لي حيث لم يكن يتيسر لي لولا أن يسّره الله، فالحمد لله في الأولى والآخرة.
وقبل أن أشرع في ذكر طرق الحديث أتحف إخواني بدرر تقريرات العلامة تقي الدين النميري ويواقيت تأملات تلميذه شمس الدين الزرعي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
فصل:
أنواع الإستفتاح للصلاة ثلاثة، هى أنواع الأذكار مطلقا بعد القرآن:
- أعلاها ما كان ثناء على الله
- ويليه ما كان خبرا من العبد عن عبادة الله
- والثالث ما كان دعاء للعبد
ثم قال:
فصل:
إذا تبين هذا الأصل:
فأفضل أنواع الإستفتاح ما كان ثناء محضا مثل: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» ولهذا كان أكثر السلف يستفتحون به وكان عمر بن الخطاب يجهر به ويعلمه الناس
وبعده النوع الثانى وهو الخبر عن عبادة العبد كقوله: «وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض ... » وهو يتضمن الدعاء
وبعده النوع الثالث كقوله: «اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب ... »
فإن قلتَ: هذا الترتيب عكس الأسانيد فإن:
حديث: «اللهم باعد بينى وبين خطاياى ... » فى الصحيحين
وحديث: «وجهت وجهى ... » فى صحيح مسلم
وحديث: «سبحانك اللهم وبحمدك .... » فى السنن، وقد تُكلِّم فيه
قلتُ: كون هذا مما بلغنا من طريق أصح من هذا، فهذا ليس فى صفة الذكر نفسه فضيلة توجب فضله على الآخر، لكنه طريق لعلمنا به، والفضيلة كانت ثابتة عن النبى وفى زمنه قبل أن يبلغنا الأمر
وقد ثبت فى الصحيح عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان كان يجهر بقوله «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى وجدك ولا إله غيرك» يعلمه الناس.
فلولا أن هذا من السنن المشروعة لم يفعل هذا عمر ويقره المسلمون عليه
وأيضا فإن قوله: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» يتضمن الباقيات الصالحات كما فى صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل أى الكلام أفضل قال ما اصطفى الله لملائكته «سبحان الله وبحمده»
فهذه الكلمة هى أول ما فى الإستفتاح وهى أفضل الكلام
وأيضا فالله قد أمر بالتسبيح بحمده وعبر بذلك عن الصلاة بقوله: {فسبح بحمد ربك حين تقوم} وقد قال طائفة من المفسرين كالضحاك فى تفسير هذه الآية: هو قول المصلى: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»
والمقصود هنا أن نقول:
التسبيح مقرون بالتحميد، فإن الله تعالى يذكر في غير موضع: "التسبيح بحمده".
- كقول "الملائكة": {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ}
- وقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}
- وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ}
فنقول: "التسبيح والتحميد" يجمع النفي والإثبات؛ نفي المعايب وإثبات المحامد، وذلك يتضمن التعظيم.
فالتسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب.
والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يحمد عليها
فكلما سبّح الربّ تنزّهت نفسه عن أن يصف الربّ بشيء من السوء، فإذا سبح العبدُ الربَّ كان قد زكى نفسه.
وكذلك الحمد، كلما حمد العبد ربه تحقق حمده في قلبه، وازداد ومعرفة بمحامده، ومحبة له، وشكرا له.
والحمد إنما يتم بالتوحيد، وهو مناط للتوحيد ومقدمة له ولهذا يفتتح به الكلام، ويثنى بالتشهد، ولهذا قال في آخر هذا الدعاء: «ولا إله غيرك»
انتهى كلام شيخ الإسلام بتصرف
شرح: «سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك» مأخوذ من كلام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
«سبحانك الله وبحمدك» من قالها شاهد بقلبه ربا منزها عن كل عيب سالما من كل نقص محمودا بكل حمد فحمده يتضمن وصفه بكل كمال وذلك يستلزم براءته من كل نقص «وتبارك اسمك» أي عظمت بركة اسمه؛ فلا يذكر على قليل إلا كثره، ولا على خير إلا أنماه وبارك فيه، ولا على آفة إلا أذهبها، ولا على شيطان إلا رده خاسئا داحرا
وكمال الاسم من كمال مسماه فإذا كان شأن اسمه الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء فشأن المسمى اعلى واجل
«وتعالى جدك» أي ارتفعت عظمته وجلت فوق كل عظمة وعلا شأنه على كل شأن وقهر سلطانه على كل سلطان فتعالى جده أن يكون معه شريك في ملكه وربوبيته أو في إلهيته أو في أفعاله أو في صفاته كما قال مؤمن الجن: {وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}
فضائل هذا الدعاء على غيره من أدعية الاستفتاح
- منها جهر عمر به يعلمه الصحابة
- ومنها اشتماله على أفضل الكلام بعد القرآن
- ومنها أنه استفتاح أخلص للثناء على الله وغيره متضمن للدعاء والثناء أفضل من الدعاء
- ومنها أن غيره من الاستفتاحات عامتها إنما هي في قيام الليل في النافلة وهذا كان عمر يفعله ويعلمه الناس في الفرض
- ومنها أن هذا الاستفتاح إنشاء للثناء على الرب تعالى متضمن للإخبار عن صفات كماله ونعوت جلاله والاستفتاح بـ «وجهت وجهي ... » إخبار عن عبودية العبد وبينهما من الفرق ما بينهما
- ومنها أن من اختار الاستفتاح بـ «وجهت وجهي ... » لا يكمله وإنما يأخذ بقطعة من الحديث ويذر باقيه، بخلاف الاستفتاح بـ «سبحانك اللهم وبحمدك ... » فإن من ذهب إليه يقوله كله إلى آخره
انتهى كلام الحافظ ابن القيم بتصرف
والآن أتحف كل نفس طيبة مطمئنة عامرة بحب الله لاهجة بذكره سبحانه - أتحفها بتخريج هذا الحديث وجمع طرقه؛ لبيان صحته خلافا لما ذكره البعض من تضعيفه؛ ليكون ذلك عونا لها على المداومة عليه، والتحليق في «روضة الأرواح وجنة الأفراح» مع الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، مع استحضار معانيه التي ذكرها العالم الرباني ابن تيمية الحراني، واستذكار محاسنه التي زبرها طبيب القلوب الرضية ابن قيم الجوزية.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 06:20]ـ
قد ورد هذا الدعاء مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا إلى عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
أما المرفوع فقد ورد عن عدد من الصحابة منهم:
1 - أبو سعيد الخدري
أخرجه أحمد (3/ 69) والنسائي (899، 900) وفي الكبرى (972، 973) من طريق علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدرى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»
وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (899)
وهو حديث ضعيف تفرد به علي بن علي الرفاعي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق (1/ 236 - 237): (قال الترمذي قد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي، وقال أحمد لا يصح هذا الحديث، وقال حرب بن إسماعيل عن أحمد بن حنبل علي بن علي الرفاعي لم يكن به بأس، وقال عثمان بن سعيد عن يحيى بن معين ثقة، وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن علي بن علي الرفاعي فقال ليس بحديثه بأس، قلت يحتج بحديثه قال لا ثم قال حدث وكيع عنه قال ثنا علي بن علي وكان ثقة، وقال أبو زرعة ثقةوقال أبو داود في هذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي عن الحسن رحمه الله الوهم من جعفر، وقال عبد الله بن أحمد حديث أبي سعيد حديث علي بن علي لم يجد أبي إسناده، قال عبد الله لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل)
2 - أم المؤمنين عائشة
أخرجه الترمذي كتاب الصلاة باب ما يقول عند افتتاح الصلاة (243) وابن ماجه في سننه كتاب الصلاة باب افتتاح الصلاة (806) وابن خزيمة في صحيحه (470) والدارقطني في السنن (1/ 296 ح 113)، والبيهقي في السنن (2/ 34) وغيرهم من طرق عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»
وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (243)، وصحيح سنن ابن ماجة (806)
وهو حديث ضعيف جدا تفرد به حارثة بن أبي الرجال
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه، وحارثة قد تكلم فيه من قبل حفظه.
وقال ابن خزيمة: وحارثة بن محمد رحمه الله ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه
وذكر العقيلي هذا الحديث في ترجمة حارثة في الضعفاء (1/ 288) وقال: لم يتابعه عليه إلا من هو دونه
وذكره ابن عدي أيضا في ترجمة حارثة في الكامل (2/ 199) وقال: ولحارثة هذا غير ما ذكرت من الحديث وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه
وقال العراقي في أماليه (ص 75): فيه ضعف
وقال البيهقي في معرفة السنن والآثار للبيهقي (2/ 403): حارثة بن أبي الرجال، ضعيف لا يحتج به، ضعفه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل والبخاري وغيرهم، وروي من وجه آخر عن عائشة، وليس بمحفوظ.
قلت كأنه يشير إلى ما أخرجه أبو داود (776) من طريق طلق بن غنام حدثنا عبد السلام بن حرب عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (776)
لكن قال أبو داود: ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام وقد روى قصة الصلاة جماعة عن بديل لم يذكروا فيه شيئا من هذا، وليس هذا الحديث بالقوي
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 86): ورجال الإسناد ثقات لكن فيه انقطاع، يعني بين أبي الجوزاء وعائشة
وله طريق ثالثة أخرجها الطبراني في الدعاء (503) والدارقطني في السنن (1/ 301 ح 16) من طريق سهل بن عامر البجلي حدثنا مالك بن مغول عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وهو حديث منكر تفرد به سهل بن عامر البجلي عن مالك بن مغول
قال الذهبي في الميزان: سهل بن عامر البجلي عن مالك بن مغول، كذبه أبو حاتم، وقال البخاري منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث روى لنا أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث. وانظر لسان الميزان (3/ 119 رقم 413)
3 - أنس بن مالك
أخرجه أبو يعلى (3735)، والدارقطني في السنن (1/ 300 ح 12) من طريق الحسين بن الأسود عن محمد بن الصلت عن أبي خالد الأحمر عن حميد عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتح الصلاة كبر ثم رفع يديه حتى يحاذي إبهاميه أذنيه ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولاإله غيرك»
قال الدارقطني: هذا إسناد كلهم ثقات
لكن قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق (1/ 236): (الحسين بن علي بن الأسود قال المروزي سئل عنه أحمد بن حنبل فقال لا أعرفه وقال أبو حاتم صدوق، وقال ابن عدي يسرق الحديث وأحاديثه لا يتابع عليها، وقال الأزدي ضعيف جدا يتكلمون في حديثه)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو حاتم في علل الحديث (1/ 153): هذا حديث كذب لا أصل له.
ثم وجدت متابعة لهذا الحديث من طريق حميد
أخرجها الطبراني في الدعاء (506) قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى زحمويه ثنا الفضل بن موسى السيناني عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 127): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون.
وقال ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 129): متابعة جيدة
وله طريق أخرى عن أنس أخرجها االطبراني في الأوسط (3039) والدعاء (504) من طريق مخلد بن يزيد عن عائذ بن شريح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي كان إذا استفتح الصلاة يكبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
إسناده ضعيف تفرد به عائذ بن شريح
قال ابن حجر في لسان الميزان (3/ 226 رقم 1014): عائذ بن شريح صاحب أنس الذي روى عنه بكر بن بكار قال أبو حاتم في حديثه ضعف وقال ابن طاهر: ليس بشيء
4 - واثلة بن الأسقع
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 64 ح 155) والأوسط (8349) ومسند الشاميين (569، 3404) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي عن عبد الله بن عبد الملك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وهو حديث منكر تفرد به عمرو بن الحصين العقيلي
قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، و ليس بشيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدى: حدث عن الثقات بغير حديث منكر، و هو مظلم الحديث، وقال الدارقطنى وابن حجر: متروك. انظر: تهذيب التهذيب (8/ 19 رقم 32)
5 - عمر بن الخطاب
أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 299 ح 6) وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (439) حدثنا عثمان بن جعفر بن محمد الأحول حدثنا محمد بن نصر المروزي أبو عبد الله ثنا عبد الله بن شبيب حدثني إسحاق بن محمد عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كبر للصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولاإله غيرك
قال الدارقطني: رفعه هذا الشيخ عن أبيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم والمحفوظ عن عمر من قوله كذلك رواه إبراهيم عن علقمة والأسود عن عمر، كذلك رواه يحيى بن أيوب عن عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله، وهو الصواب
وسئل الدارقطني في العلل (2/ 141) عن حديث الأسود عن عمر كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتح الصلاة كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
فقال: يرويه إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم، وخالفه إبراهيم النخعي رواه عن الأسود عن عمر قوله غير مرفوع وهو الصحيح
6 - عبد الله بن مسعود
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 108 ح 10117) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا فردوس الأشعري ثنا مسعود بن سليمان قال سمعت الحكم يحدث عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وله طريق أخرى عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 149 ح 10280) و الأوسط (428، 1026) وابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (5/ 190) من طرق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود شيئا
7 - الحكم بن عمير الثمالي
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 218 ح 3190) وفي الدعاء (507) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي قال كان رسول الله يعلمنا إذا قمتم إلى الصلاة فقولوا الله أكبر سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وإن لم تزيدوا على التكبير أجزأكم
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 122): رواه الطبراني في الكبير، وفيه: يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو واحد منها من كلام إلا أنها في مجموعها تجعل النفس تطمئن لثبوت هذا الحديث مرفوعا خاصة إذا انضم إليها ما جاء موقوفا عن عدد من الصحابة من فعلهم كما سنرى وهم لن يفعلوه ويحرصوا عليه إلا لثبوته عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مأخذ الإمام أحمد رحمه الله في اختياره لهذا الذكر وتقديمه على غيره
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 06:21]ـ
الآثار الموقوفة عن الصحابة
1 - أبو بكر الصديق
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 209 ح 2393) من طريق ابن عجلان قال بلغني أن أبا بكر كان يقول مثل ذلك أي: إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وهو بلاغ شديد الإعضال فإن بين ابن عجلان وأبي بكر مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل
وأخرج عبد الرزاق في المصنف (2/ 76 ح 2558) عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق عن أبي بكر وعن عمر وعن عثمان وعن ابن مسعود أنهم كانوا إذا استفتحوا قالوا سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وهذا معضل كالذي قبله وشيخ ابن جريج في مجهول أيضا
2 - عمر بن الخطاب
أخرجه مسلم (399) من حديث عبدة وهو ابن أبي لبابة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وعبدة لا يعرف له سماع من عمر، وإنما سمع من عبد الله بن عمر.
لكن له متابعات كثيرة عن عمر:
1 - ابن عمر عن أبيه
أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 299 ح 7) من طريق عمر بن شيبة عن نافع عن بن عمر عن عمر: أنه كان إذا كبر للصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولاإله غيرك
قال الدارقطني: هذا صحيح عن عمر قوله
2 - الأسود عن عمر
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 208 ح 2387)، (1/ 209 ح 2389)، (1/ 210 ح 2404)، (1/ 214 ح 2456)، (2/ 268 ح 8851) والدارقطني في السنن (1/ 300 ح 8، 10، 11)، (1/ 301 ح 17) والحاكم في المستدرك (1/ 361 ح 860) والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 34 ح 2180) وغيرهم من طرق عن الأسود أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين افتتح الصلاة كبر ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
3 - علقمة عن عمر
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 209 ح 2390) والدارقطني في السنن (1/ 300 ح 9) من طريق إبراهيم عن علقمة: أنه انطلق إلى عمر بن الخطاب قال فرأيته قال حين افتتح الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولاإله غيرك
4 - حكيم بن جابر عن عمر
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 209 ح 2392) من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر أن عمر كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
5 - أبو وائل عن عمر
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 209 ح 2394) عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال: كان عمر إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك يسمعنا
ورواه غيرهم أيضا عن عمر رضي الله عنه وهو متواتر عنه
3 - عبد الله بن مسعود
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 209 ح 2391) من طريق أبي عبيدة عن عبد الله أنه كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله شيئا
4 - عثمان بن عفان
أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 302 ح 18) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا الحسن بن عرفة ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال: كان عثمان إذا افتتح الصلاة يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك يسمعنا ذلك.
وأظنه تصحيفا فقد روى الحديث ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي بكر بن عياش بسنده سواء فجعله عن عمر رضي الله عنه، وعمر وعثمان يشتبهان ببعض في الخطوط القديمة إذا كتبت كلمة (عثمان) بغير ألف (عثمن) وعريت عن النقط كما هو معلوم لأهل هذا الشأن.
وقد قال ابن المنذر في الأوسط (4/ 150): وممن روينا عنه أنه كان يقول هذا القول إذا استفتح الصلاة، أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود. أ.هـ ولم يذكر عثمان
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن أخرج عبد الرزاق في المصنف (2/ 76 ح 2558) عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق عن أبي بكر وعن عمر وعن عثمان وعن ابن مسعود أنهم كانوا إذا استفتحوا قالوا: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»
فذكر عثمان وهو معضل كما سبق.
وقال ابن رجب في فتح الباري (5/ 184): صح هذا عن عمر بن الخطاب، روي عنه من وجوه كثيرة، وعن ابن مسعود، وروي عن أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان، وعن الحسن وقتادة والنخعي، وهو قول الأوزاعي والثوري وأبي حنيفة وابن المبارك وأحمد وإسحاق في رواية.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 06:22]ـ
وقد ورد هذا الذكر مرفوعا مجموعا مع حديث التوجه المشهور «وجهت وجهي ... »، روي من حديث جابر وابن عمر وعلي رضي الله عنهم ولا يثبت واحد منها:
1 - جابر بن عبد الله
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 35) من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد السلام بن محمد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة أن أباه حدثه أن محمد بن المنكدر أخبره أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم: كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، وجهت وجهي ... الحديث
حديث ضعيف
وخالفه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف فرواه عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر
قال البيهقي في معرفة السنن والآثار (2/ 405): وروي عن محمد بن المنكدر، مرة عن جابر، ومرة عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجمع بينهما، وليس بالقوي
2 - عبد الله بن عمر
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 353)، وفي الدعاء (508) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله إذا استفتح الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
حديث ضعيف
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 127): فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف.
وقد ذكره الذهبي في ترجمة عبد الله بن عامر الأسلمي في ميزان الاعتدال (2/ 449) وقال: ضعفه أحمد، والنسائي، والدارقطني، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال البخاري: يتكلمون في حفظه، وسئل عنه ابن المدينى فقال: ذاك عندنا ضعيف ضعيف.
وله طريق آخر أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (174): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي قال ثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي قال ثنا سعيد بن كثير بن عفير قال: حدثني المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم تبارك اسمك وتعالى جدك وذكر الحديث بطوله
أعلّه الحاكم بأن المنذر بن عبد الله سلك فيه طريق الجادّة والصواب ما رواه غيره عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن ابي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا افتتح الصلاة قال وجهت وجهي ... فذكر الحديث وهو مخرج في صحيح مسلم
3 - علي بن أبي طالب
قال إسحاق بن راهوية في جامعه: وإذا أراد أن يجمع بين سبحانك اللهم، وبين وجهت وجهي أحب إلي لما يرويه المصريون حديثا عن الليث ابن سعد، عن سعيد بن يزيد عن الاعرج عن عبيد الله بن أبي رافع علي بن أبي طالب، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم.
حديث موضوع
ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 168) ثم قال: قال أبي: هذا حديث باطل موضوع لا أصل له أرى أن هذا الحديث من رواية خالد بن القاسم المدايني، وكان المدايني خرج إلى مصر فسمع من الليث، فرجع إلى المداين فسمعوا منه الناس، فكان يوصل المراسيل ويضع لها أسانيد، فخرج رجل من أهل الحديث إلى مصر في تجارة، فكتب كتب الليث هناك، وكان يقال له محمد بن حماد الكزو يعني القرع، ثم جاء بها إلى بغداد، فعارضوا بتلك الأحاديث، فبان لهم أن أحاديث خالد مفتعلة.
وقد روى مسلم حديث علي منفردا بقوله وجهت وجهي ... إلخ فقط
وقد عمل بعض أهل العلم بذلك الجمع مع عدم ثبوته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وإن استفتح العبد بهذا بعد ذلك فقد جمع بين الأنواع الثلاثة وهو أفضل الاستفتاحات. كما جاء ذلك في حديث مصرحا به وهو اختيار أبي يوسف، وابن هبيرة الوزير من أصحاب أحمد، وهكذا أستفتح أنا)
وقال ابن رجب الحنبلي:
(وقالت طائفة: يجمع بين قوله: ((سبحانك اللهم وبحمدك)) وقوله: ((وجهت وجهي)). وهو قول أبي يوسف، وإسحاق في رواية، وطائفة من الشافعية ومنهم: أبو إسحاق المروزي، وطائفة قليلة من أصحابنا. وقد ورد في الجمع بينهما أحاديث غير قوية الأسانيد)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 06:23]ـ
وقد وقفت على فضيلة لهذا الذكر بغير تخصيص له بالاستفتاح:
أخرج الإمام النسائي في السنن الكبرى، وفي عمل اليوم والليلة، وابن منده في التوحيد ومن طريقه الأصبهاني في الترغيب، والبيهقي في شعب الإيمان، وفي الدعوات الكبير، جميعهم من طريق أبي جعفر محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إن أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل: اتق الله. فيقول: عليك نفسك»
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جعفر الأصبهاني وهو ثقة ثبت من شيوخ البخاري.
لكن قد خالفه جماعة رووا هذا الحديث عن أبي معاوية بإسناده موقوفا على عبد الله بن مسعود ولم يرفعوه منهم:
1 - أبو بكر بن أبي شيبة الحافظ في مصنفه
2 - هناد بن السري الحافظ في كتابه الزهد
3 - محمد بن العلاء الحافظ عند النسائي في الكبرى
وقد تابع أبا معاوية جماعة فرووه عن الأعمش موقوفا منهم:
1 - سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث عند مسدد في مسنده
2 - محمد بن فضيل الضبي الثقة في كتابه الدعاء وعند ابن أبي شيبة
3 - داود بن نصير الطائي الثقة الفقيه الزاهد عند النسائي في الكبرى
4 - أبو الأحوص الكوفي الثقة الحافظ المتقن عند النسائي في الكبرى
والوقف أصح فلا يقوى أبو جعفر الأصبهاني على مخالفة كل هؤلاء الرواة وفيهم أئمة حفاظ.
لكن هذا من حيث الرواية، أما من حيث المعنى فهذا مما له حكم المرفوع بلا شك؛ لأنه لا يقال بالرأي.
والشطر الثاني فيه وعيد شديد لمن يستخف بكلمة: «اتقِ الله» إذا قيلت له، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[أسماء]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الشرح المفصل و القيم
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفع بك و لاحرمك الاجر و الثواب
جعله ربي في ميزان حسناتك
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 01:45]ـ
جزاكم الله خير على هذا البحث الرائق الرائع
أسأل الله أن يبارك فى عمر الشيخ وفى علمه وأن يحفظه من كل سوء
محب لكم فى الله(/)
## وقفات جميلة جداً مع المسعى الجديد ## بقلم: الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 02:19]ـ
بقلم المشرف على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
aasaggaf@dorar.net
16/4/1429 هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بادئ ذي بدء أود التنويه إلى أن هذه الوقفات ليست فتوى بصحة السعي في المسعى الجديد أو بطلانه، ولا هي بحث علمي يسرد الأدلة ويناقشها، ولكنها توصيف للحال وتكييف للمشكلة وتوضيح للموقف الذي ينبغي أن يتخذه المسلم إزاءها.
الوقفة الأولى:
أن هذه القضية معضلة وليست بالهينة، ونازلة من النوازل التي ما ينبغي أن يفتي فيها متوسطو طلبة العلم فضلاً عن صغارهم، وما ينبغي أن يُترك من هب ودب من الإعلاميين وغيرهم يخوضون فيها بجهل أوهوى أو لأطماع شخصية.
الوقفة الثانية:
أنها قضية تمس ركناً من أركان الإسلام، وعبادة من أشرف العبادات (الحج والعمرة)، فعلى المسلم ألاَّ يستخف بها ويبحث عن أيسر الفتاوى فيها، بل عليه أن يتحرى أصوبها وأحوطها ولا يغتر بكثرة المفتين والمؤيدين، لكن عليه أن ينظر في أقوال أكثرهم علماً وورعاً، وأحرصهم على اتباع السنة.
الوقفة الثالثة:
على طالب الحق ألا يغتر بما تتناقله وسائل الإعلام من مجلات وصحف وإنترنت وغيرها فهذه ليست مصادر لتلقي العلم إلا ما كان منها منقولاً عن الثقات الأثبات.
الوقفة الرابعة:
أصل الخلاف في المسألة قضيتان:
الأولى: هل نحن مقيدون في السعي بين الصفا والمروة بعرضهما أم يجوز الخروج عنهما بما يقاربهما أو يحاذيهما؟
والثانية: كم عرض الصفا والمروة وهل يتسعان فتشملهما التوسعة الجديدة أم لا؟
لذلك انقسم المتكلمون في هذه المسألة إلى ثلاث فئات:
الأولى: ترى جواز السعي خارج عرض جبلي الصفا والمروة.
والثانية: ترى أنه لابد من السعي بين الجبلين عرضاً وطولاً ولكنهم يرون أن عرضهما يتسع ليشمل المسعى الجديد وزيادة، وهاتان الفئتان تجوِّزان السعي في المسعى الجديد.
والثالثة: ترى أنه لابد من السعي بين الجبلين عرضاً وطولاً وأن المسعى الجديد خارج عرض الجبلين من جهة الشرق المقابلة للكعبة من الجهة الأخرى، وبالتالي فهم لا يجيزون السعي في المسعى الجديد.
الوقفة الخامسة:
أن غالبية هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية إضافة إلى علماء كبار ليسوا فيها، هم من الفئة الثالثة. وحجتهم أنه ثبت تاريخياً أن عرض المسعى ستة وثلاثون ذراعاً تقريباً أي ما يعادل 20 متراً وهو عرض المسعى الحالي بعد آخر توسعة حصلت له عام 1375هـ، وأن الجدار القائم وضع بفتوى من سماحة مفتي المملكة آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم بعد أن كلف لجنة عاينت الموقع وحددت عرض الصفا وبناء على هذه الفتوى تمت التوسعة المذكورة آنفاً، وهذا أقوى دليل لدى المانعين.
الوقفة السادسة:
أنه صدرت خلال الأشهر الماضية فتاوى لبعض العلماء وبحوث علمية لبعض طلبة العلم ودراسات تاريخية وجغرافية وجيولوجية وتقارير هندسية لمنطقة المسعى وتم توثيق شهادة عدد من كبار السن من أهالي مكة لدى المحكمة بمكة يشهدون أن المسعى ممتد إلى التوسعة الجديدة، وهذا أقوى أدلة المجيزين، وقد قرأت هذه الفتاوى والبحوث، وتناقشت مع عدد ممن لديهم الصور والخرائط والتقارير الجغرافية والجيولوجية واطلعت على شهادة الشهود.
الوقفة السابعة:
أن وسائل الإعلام نقلت لنا تأييد عدد كبير من علماء ومفتي العالم الإسلامي لبناء التوسعة الجديدة وأغلبهم علق ذلك بالمصلحة والتوسعة على الحجاج والمعتمرين، وهذا فيه دلالة على أحد أمرين: إما أن يكون هذا المؤيِّد لم يحط علماً بالقضية ويظن –ثقة- أن المسعى الجديد لا يخرج عن عرض الصفا، أو أنه ممن لا يرون بأساً بالسعي خارج الصفا تيسيراً على الناس.
الوقفة الثامنة:
أن علماء الشيعة كبارهم وصغارهم مختلفون كذلك فمنهم المجيز ومنهم المانع، وإنما ذكرتهم –مع أنه لا يُعتد بفقههم- لما لهم من ثقل سياسي وحضور كثيف في الحج والعمرة وقد يكون له تأثير في مسار القضية.
الوقفة التاسعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أعمال التوسعة للمسعى حتى كتابة هذه السطور تسير على قدم وساق، ليل نهار، وما هي إلا أشهر ويصبح المسعيان الجديد والقديم -بعد إعادة بنائه- جاهزين للاستخدام وتتحول القضية من نقاش علمي نظري إلى تطبيق عملي وسيسأل الناس نحج أم لا نحج؟ نعتمر أم لا نعتمر؟ نسعى أم لا نسعى؟ وكيف نسعى؟
الوقفة العاشرة:
وهي بيت القصيد، ما موقف المسلم من كل ما يجري؟ وما العمل الآن؟ وما المتوقع أن يحصل في الأشهر القليلة القادمة؟ وما الذي سيسفر عنه هذا الخلاف القائم اليوم؟ وهذه كلها أسئلة تحتاج إلى إجابة:
أولاً: من الناحية الشرعية فلن يعدو الأمر ثلاث احتمالات:
1 - أن يقتنع المانعون بأدلة المجيزين ويصدروا فتوى بالجواز (ولو بالأغلبية)
2 - أن يقتنع المجيزون بأدلة المانعين ويتراجعوا عن أقوالهم (ولو بالأغلبية) وأعني بهم العلماء وبعض طلبة العلم الذين كتبوا بحوثاً علمية في الموضوع أما أصحاب الإشادة والتهنئة والتبريك فليسوا من أهل هذه المسائل في قبيل ولا دبير.
3 - أن يبقى كلٌ على رأيه. وإن تراجع بعض هؤلاء وبعض هؤلاء بما لا يؤثر في رفع الخلاف.
ثانياً: من الناحية العملية فلن يعدو الأمر ثلاثة احتمالات أيضاً وهي تبع للناحية الشرعية:
1 - في حال اقتناع المانعين بأدلة المجيزين فالأمر واضح، وسيمضي المشروع كما خُطط له وسيسعى الناس في المسعى الجديد (إلا قليل منهم ولا حكم لهم)
2 - في حال اقتناع المجيزين بأدلة المانعين فالأمر أيضاً واضح وسيكون السعي في المسعى القديم بعد أن يكون قد تم تجديده آنذاك، أما مبنى المسعى الجديد فستكون له وظيفة أخرى يحددها المسئولون عن إدارة المسجد الحرام.
3 - الحالة الثالثة وهي بقاء كلٍّ من الفريقين –أو أغلبهم- على رأيه، فها هنا لا يخلو الأمر من حالين:
الحال الأول: أن يمضي الأمر بما يوافق رأي المانعين فيؤول الأمر إلى ما ذُكر قبل قليل وهو: حال اقتناع المجيزين بأدلة المانعين
الحال الثانية: أن يمضي الأمر بما يوافق رأي المجيزين وهنا لا يخلو من حالين أيضاً:
الأول: أن يكون المسعى الجديد في اتجاه واحد من الصفا إلى المروة والقديم في اتجاه واحد أيضاً من المروة إلى الصفا –وهذا هو ما صُمم له حسب اطلاعي على المخططات- وهنا لا بد أن يكون للعلماء المانعين وقفة مع الحدث وفتوى تتناسب مع هذه النازلة ومع الوضع القائم.
الثاني: أن يكون كلٌّ من المسعيين القديم والجديد باتجاهين، فيكون السعي في مبنى المسعى الجديد من باب الاختيار لا الإجبار، وهنا سيقلد الساعون من يثقون في فتواه وسيتبع بعضهم الأيسر له دون النظر في الحكم كما هو الحال في السعي في الطابق العلوي.
وعليه فالخوض في هذا الآن ليس مجدياً وفيه تضييع للأوقات، كما أنه ليس من الحكمة التسرع في إطلاق الأحكام واتخاذ موقف قد يندم عليه المرء مستقبلاً.
الوقفة الحادية عشرة:
ما العمل الآن وقد تم هدم المسعى القديم ولا يوجد إلا المسعى الجديد ومن العلماء من يفتي بجواز وإجزاء السعي فيه ومنهم من يفتي ببطلانه؟
والجواب أنه مادام الأمر كذلك فلا يخلو الأمر من حالات ثلاث:
1 - أن يكون المرء مقتنعاً بقول المانعين فلا يسعه خلافه ولا يجزئه السعي.
2 - أن يكون المرء مقتنعاً شرعاً لا هوىً بقول المجيزين فيقلدهم وكلٌّ يتحمل مسئولية فتواه.
3 - أن يكون متردداً ولم يظهر له رجحان أحد القولين فهذا الأولى في حقه الأخذ بالأحوط وبما عليه الأكثر علماً واتباعاً للسنة.
بقي أمرٌ آخر، وهو: هل هذا الاختلاف من الأمور الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف ولا إنكار في مسائل الاجتهاد أم هو من المسائل التوقيفية المنصوص عليها؟
وهذا محله الوقفة الأخيرة.
الوقفة الأخيرة:
هذه المسألة المعضلة، والنازلة المجلجلة، من حيث النظر إلى النصوص الشرعية فهي مسألة توقيفية وليست اجتهادية فالسعي بين الصفا والمروة طولاً وعرضاً يكاد يكون محل اتفاق بين العلماء ولو خالف البعض فيه، ومن حيث توصيف الحال وهل المسعى الجديد يقع ضمن الصفا والمروة أم خارجهما؟ فمحل نظر وبحث واجتهاد وعليه يدور الخلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنظر إلى أدلة الفريقين تبين أن أقوى دليل لدى المانعين كما سبق ذكره شهود العيان عند بدء أول توسعة للمسعى بين عامي 1374هـ و 1378هـ وأقوى دليل لدى المجيزين شهود كبار السن الموجودين الآن، وهذه المسألة تحتاج إلى بسط ليس هذا محله، ولكن لا بأس في الاختصار لتتضح الصورة:
(1) أما شهود العيان فكان ذلك عام 1374هـ حيث شُكلت لجنة لمعاينة موضع المسعى ورفعت تقريرها لسماحة مفتي المملكة آن ذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والذي بناء عليه أصدر فتواه قائلاً: (تأملت قرار الهيئة المنتدبة من لدن سمو وزير الداخلية، وهم فضيلة الأخ الشيخ عبدالملك بن إبراهيم وفضيلة الشيخ عبدالله بن دهيش وفضيلة الشيخ علوي المالكي حول حدود موضع السعي مما يلي الصفا المتضمن أنه لا بأس بالسعي في بعض دار آل الشيبي والأغوات المهدومتين هذه الأيام توسعة، وذلك البعض الذي يسوغ السعي فيه هو ما دفعه الميل الموجود في دار آل الشيبي إلى المسعى فقط وهو الأقل، دون ما دفعه هذا الميل إلى جهة بطن الوادي مما يلي باب الصفا وهو الأكثر؛ فإنه لا يسوغ السعي فيه، فبعد الوقوف على هذا الموضع في عدة رجال من الثقات رأيت هذا القرار صحيحًا، وأفتيت بمقتضاه) (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم 5/ 132)
والجدير بالذكر هنا أن اللجنة كما في تقريرها اصطحبت معها مهندساً وفنياً وقالت في نهاية التقرير: (هذا ما تقرر متفقاً عليه بعد بذلنا الوسع، سائلين من الله تعالى السداد والتوفيق) ثم وقع الجميع، وهذا يعني أن قرارهم هذا كان إجماعاً منهم كما أنهم بذلوا فيه وسعهم وطاقتهم.
وفي يوم الثلاثاء الموافق 10/ 2/1378هـ شُكلت لجنة أخرى من عدد من المشايخ وأعيان أهالي مكة وهم: الشيخ عبدالملك بن إبراهيم، والشيخ عبدالله بن جاسر، والشيخ عبدالله بن دهيش، والسيد علوي المالكي، والشيخ محمد الحركان، والشيخ يحيى أمان، وبحضور صالح قزاز وعبدالله ابن سعيد مندوبي محمد بن لادن لمعاينة مساحة الصفا والمروة، واستبدال الدرج بمزلقان، ونهاية أرض المسعى ومما جاء في تقرير اللجنة: (وبالنظر لكون الصفا شرعًا هو الصخرات الملساء التي تقع في سفح جبل أبي قبيس، ولكون الصخرات المذكورة لا تزال موجودة للآن وبادية للعيان، ولكون العقود الثلاثة القديمة لم تستوعب كامل الصخرات عرضًا. فقد رأت اللجنة أنه لا مانع شرعًا من توسيع المصعد المذكور بقدر عرض الصفا. وبناء على ذلك فقد جرى ذرع عرض الصفا ابتداء من الطرف الغربي للصخرات إلى نهاية محاذاة الطرف الشرقي للصخرات المذكورة في مسامتة موضع العقود القديمة ... ) (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم 5/ 141)
وجاء في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (5/ 138):
(من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فبناء على أمركم الكريم المبلغ إلينا من الشيخ يوسف ياسين في العام الماضي حول تنبيه الابن عبدالعزيز على وضع الصفا ومراجعة ابن لادن لجلالتكم في ذلك، وحيث قد وعدت جلالتكم بالنظر في موضوع الصفا ففي هذا العام بمكة المكرمة بحثنا ذلك، وتقرر لدي ولدى المشايخ: الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ علوي عباس المالكي، والأخ الشيخ عبدالملك بن إبراهيم، والشيخ عبدالله بن دهيش، والشيخ عبدالله بن جاسر، والشيخ عبدالعزيز ابن رشيد: على أن المحل المحجور بالأخشاب في أسفل الصفا داخل في الصفا، ماعدا فسحة الأرض الواقعة على يمين النازل من الصفا فإننا لم نتحقق أنها من الصفا، أما باقي المحجور بالأخشاب فهو داخل في مسمى الصفا، ومن وقف عليه فقد وقف على الصفا كما هو مشاهد، ونرى أن ما كان مسامتاً للجدار القديم الموجود حتى ينتهي إلى صبة الأسمنت التي قد وضع فيها أصياخ الحديد هو منتهى محل الوقوف من اليمين للنازل من الصفا. أما إذا نزل الساعي من الصفا فإن الذي نراه أن جميع ما أدخلته هذه العمارة الجديدة فإنه يشمله اسم المسعى، لأنه داخل في مسمى ما بين الصفا والمروة، ويصدق على من سعى في ذلك أنه سعى بين الصفا والمروة. هذا وعند إزالة هذا الحاجز والتحديد باللينبغي حضور كلاً من المشائخ: الأخ الشيخ عبدالملك، والشيخ علوي المالكي، والشيخ عبدالله بن جاسر والشيخ عبدالله بن دهيش، حتى يحصل تطبيق ما قرر هنا، وبالله
(يُتْبَعُ)
(/)
التوفيق)
وعندما أرادت الدولة السعودية عام 1393هـ توسعة المسعى أصدرت هيئة كبار العلماء وقتها فتوى بجواز السعي فوق سقف المسعى نظراً لأن المسعى قد استوعب مابين الصفا والمروة طولاً وعرضاً وجاء في الفتوى: (وبعد تداول الرأي والمناقشة انتهى المجلس بالأكثرية إلى الإفتاء بجواز السعي فوق سقف المسعى عند الحاجة، بشرط استيعاب ما بين الصفا والمروة، وأن لا يخرج عن مسامتة المسعى عرضاً)
وكل هذا يعني أن حدود نهاية الصفا قد تم تحديدها منذ ذلك الوقت وبناء عليه تم بناء الجدار الواصل من الصفا إلى المروة لذلك كان يفتي العلماء بعد ذلك ببطلان من سعى خارج هذا الجدار.
(2) وأما شهود الحال فقد وُثقت شهادة سبعة من كبار السن من أهالي مكة بالمحكمة العامة بمكة المكرمة وصدر بها صك شرعي بتاريخ 24/ 12/1427هـ جاءت شهاداتهم على النحو التالي:
1 - فوزان بن سلطان بن راجح العبدلي الشريف من مواليد عام 1349هـ، قرر قائلاً: إنني أذكر أن جبل المروة يمتد شمالاً متصلاً بجبل قعيقعان وأما من الجهة الشرقية فلا أتذكر وأما موضوع الصفا فإنني أتوقف.
2 - عويد بن عياد بن عايد الكحيلي المطرفي، من مواليد عام 1353هـ، قرر قائلاً: إن جبل المروة كان يمتد شرقاً من موقعه الحالي بما لا يقل عن ثمانية وثلاثين متراً، وأما الصفا فإنه يمتد شرقاً بأكثر من ذلك بكثير.
3 - عبد العزيز بن عبدالله بن عبدالقادر شيبي، من مواليد عام 1349هـ، قرر قائلاً: إن جبل المروة يمتد شرقاً وغرباً وشمالاً ولا أتذكر تحديد ذلك بالمتر، وأما الصفا فإنه يمتد شرقاً بمسافة طويلة حتى يقرب من القشاشية بما لا يزيد عن خمسين متراً.
4 - حسني بن صالح بن محمد سابق، من مواليد عام 1357هـ، قرر قائلاً: إن جبل المروة يمتد غرباً ويمتد شرقاً بما لا يقل عن اثنين وثلاثين متراً. وكنا نشاهد البيوت على الجبل ولما أزيلت البيوت ظهر الجبل وتم تكسيره في المشروع، وأما جبل الصفا فإنه يمتد من جهة الشرق بأكثر من خمسة وثلاثين أو أربعين متراً.
5 - محمد بن عمر ابن عبدالله زبير، من مواليد عام 1351هـ، قرر قائلاً: إن المروة لا علم لي بها وأما الصفا فالذي كنت أشاهده أن الذي يسعى كان ينزل من الصفا ويدخل في برحة عن يمينه، وهذه البرحة يعتبرونها من شارع القشاشية ثم يعود إلى امتداد المسعى بما يدل على أن المسعى في تلك الأماكن أوسع.
6 - درويش بن صديق بن درويش جستنيه، من مواليد عام 1357هـ، قرر قائلاً: إن بيتنا سابقاً كان في الجهة الشرقية من نهاية السعي في المروة وكان يقع على الصخور المرتفعة التي هي جزء من جبل المروة، وقد أزيل جزء كبير من هذا الجبل بما في ذلك المنطقة التي كان عليها بيتنا وذلك أثناء التوسعة التي تمت في عام 1375هـ، وهذا يعني امتداد جبل المروة شرقاً في حدود من خمسة وثلاثين إلى أربعين متراً شرق المسعى الحالي، وأما الصفا فإنها كانت منطقة جبلية امتداداً متصلاً بجبل أبي قبيس ويعتبر جزءاً منه وكنت أصعد من منطقة السعي في الصفا إلى منطقة أجياد خلف الجبل.
7 - محمد بن حسين بن محمد سعيد جستنيه، من مواليد عام 1361هـ، قرر قائلاً إن جبل المروة كان يمتد من الجهة الشرقية والظاهر أنه يمتد إلى المدعى وأما جبل الصفا فإنه يمتد شرقاً أيضاً أكثر من امتداد جبل المروة.
والملاحظ على هذه الشهادات أنها غير متطابقة فمنهم من لا يذكر الامتداد، ومنهم من أثبت الامتداد ولا يذكر المسافة، والذين أثبتوها على خلاف كم هي؟ ولم يتفق اثنان على قول واحد، وإن كان الغالبية يرون –حسب ذاكرتهم- أن هناك زيادة على الموجود حالياً.
وخلاصة الأمر أن دليل المانعين القوي هو شهود العيان قبل البدء في أول توسعة عام 1375هـ ودليل المجيزين القوي هو شهادة الشهود بعد ذلك بـ 54 عاماً، ولكلٍ منهما أدلة أخرى لا ترفع الخلاف، من ذلك نقل المانعين لأقوال عدد من العلماء وخاصة علماء الشافعية والتي منها ما ذكره النووي في (المجموع) (8/ 76): (قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي فلو مر ورواء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره لم يصح سعيه لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فعله في غيره كالطواف، قال أبو علي البندنيجي في كتابه (الجامع): موضع السعي بطن الوادي، قال الشافعي في القديم: فإن التوى شيئاً يسيراً أجزأه وإن عدل
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجزئه) انتهى.
ومن ذلك أيضاً قول الرملي الشافعي كما في (نهاية المحتاج شرح المنهاج) (3/ 383): (إن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيراً لم يضر كما نص عليه الشافعي رضي الله عنه).
فقول الشافعي: (إن التوى شيئاً يسيراً أجزأه) مفهومه: لو التوى كثيراً لم يجزئه فكيف بالعشرين متراً وهي زيادة المسعى الجديد؟!
وغيرها من الأقوال الموجودة في مظانها من كتب الفقه وذكرها عدٌد ممن كتب في هذا الموضوع بتوسع وليس هنا محل التفصيل فيها.
لذلك ختمت اللجنة -التي تمت الإشارة إليها وفيها عددٌ من علماء وأعيان الحجاز ونجد- تقريرها بقولها: (وحيث أن الحال ما ذكر بعاليه، ونظراً إلى أنه في أوقات الزحمة عندما ينصرف بعض الجهال من أهل البوادي ونحوهم من الصفا قاصداً المروة يلتوي كثيراً حتى يسقط في الشارع العام فيخرج من حد الطول من ناحية باب الصفا والعرض معاً ويخالف المقصود من البينية بين الصفا والمروة. وحيث أن الأصل في السعي عدم وجود بناء وأن البناء حادث قديما وحديثا. وأن مكان السعي تعبدي، وأن الالتواء اليسير لا يضر، لأن التحديد المذكور بعاليه العرض تقريبي، بخلاف الالتواء الكثير كما تقدمت الإشارة إليه في كلامهم فإننا نقرر ما يلي: ......... )
كما استشهد المانعون بذرع عددٍ من المؤرخين عرض المسعى كالأزرقي والفاكهي وغيرهما وقد نصوا أنه خمسة وثلاثون ذراعاً ونصف ذراع، أي ما لا يزيد عن عشرين متراً وهو عرض المسعى القديم.
أما المجيزون فمن أدلتهم الأخرى أن الصفا والمروة كانا أكبر مما هما عليه الآن، وأن الفقهاء لم يحددوا عرض المسعى، وأن المؤرخين اختلفوا فيه وأن لديهم دراسة جيولوجية وخريطة تم إعدادها قبل عشرين عاماً توضح امتداد جبل الصفا إلى جبل أبي قبيس، الخ. ولكن يبقى كما سبق ذكره أن أقوى أدلة لدى الطرفين: شهود العيان عام 1375هـ وشهود الحال الآن.
وبعد:
فعلى المسلم أن يتحرى الصواب ولا يتعصب لرأي أو شخص، فالمسألة لها ما بعدها سنين عديدة وعليه أن يحذر من أن يأخذه الحماس والعاطفة والتعصب لرأي دون آخر، وليتذكر الوقوف بين يدي الله تعالى وألا يجعل ما يتوهم أنه مصلحة أو تيسير على الناس هو الفيصل في القضية، كما لا يضيق على الناس ما يسَّره الله وأباحه لهم.
وأختم بكلام للشيخ محمد بن إبراهيم يتناسب مع هذا المقام حيث قال كما في مجموع فتاويه (5/ 146): (إنه يتعين ترك الصفا والمروة على ما هما عليه أولاً، ويسعنا ما وسع من قبلنا في ذلك، ولو فتحت أبواب الاقتراحات في المشاعر لأدى ذلك إلى أن تكون في المستقبل مسرحاً للآراء، وميداناً للاجتهادات، ونافذة يولج منها لتغيير المشاعر وأحكام الحج، فيحصل بذلك فساد كبير. ... ولا ينبغي أن يلتفت إلى أماني بعض المستصعبين لبعض أعمال الحج واقتراحاتهم، بل ينبغي أن يعمل حول ذلك البيانات الشرعية بالدلائل القطعية المشتملة على مزيد البحث والترغيب في الطاعة والتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته في المعتقدات والأعمال، وتعظيم شعائر الله ومزيد احترامها)
و ما أحوج طلاب العلم اليوم لكلام قاله الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله لطلابه يوصيهم قائلاً: (أوصيكم بالثبات في جميع أموركم فإنه من أعظم ما انتفعت به، فإني أخذت على نفسي أن لا أغير رأياً رأيته في أمر علمي أو عملي حتى يثبت لي خطؤه كما ثبت لي صوابه فانتفعت بذلك كثيراً)
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 05:55]ـ
نفع الله بكما جميعاً، كلام رصين.
والخلاف هو في تحقيق المناط هل هذا من المسعى أو لا والله أعلم.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 02:19]ـ
نريد فتوى
هل نعتمر أم لا
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
كلام جيد من الشيخ علوي ..
لكني أكره بشدة أمثال هذه النوعية من المقالات التي تقول في أول الكلام:
ليست فتوى بصحة السعي في المسعى الجديد أو بطلانه
ثم في النهاية لا يفهم القارئ شئ سوى , ما يعتقده الكاتب , و هو البطلان بشكل لا لبس فيه.
أي أنه ينشر فتواه أو الرأي الذي يعتقده بطريق غير مباشرة.
كان الأولى أن يكون صريحاً , و لا يذهب الشيخ - حفظه الله - إلى مثل هذه الأساليب التي لا تليق بأهل العلم.
ما المانع أن يبين ميله لهذا الرأي , حتى يكون القارئ على بينة ممن يناقش أدلة الفريقين.
لا أن ينصب الشيخ نفسه حكماً , ثم ينتصر لرأيه دون شعور القارئ.
قول الشيخ حفظه الله:
والملاحظ على هذه الشهادات أنها غير متطابقة
قول غريب , و تحامل واضح في الانتصار للرأي.
بل الملاحظ بشدة هو عدم تناقضها أبداً , و يمكن بسهولة لأدنى شخص أن يجمع بين هذه الأقوال القريبة من بعضها جداً.
مما يبين تطابقها الواضح.
وفق الله الشيخ علوي لكل خير و سدده , و ما أحوج الأمة إلى الصراحة في الآراء و الوضوح في المواقف , بدل هذه المواقف التي تزعم الحيادية و هي أبعد شئ عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتعلم]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:17]ـ
كلام الشيخ في غاية الاعتدال في تقديري وكونه لا يصرح من البداية برأيه منهج سديد سليم ليجعل القارئ يقرر ما يراه من غير تأثير عليه، وعرض الخلاف وما عند كل فريق نوع من مذاكرة العلم ولا يلزم منها أن تكون فتوى محددة يقرر فيها رأي واحد، والشيخ لعله لا يحب أن يصدر أحد عن رأيه لكن يحب أن يوضح الأمور للناس من جهة وجه الخلاف وحجة كل فريق لا كما صنعه كثير ممن كتب منتصرا لرأي معرضا عما عند الآخر من الحجة حتى استهجن فئام من الناس قول المانعين من غير أن يفهموا وجه قولهم ولا دليله.
وأما تناقض الشهود في اختلاف التقدير فهو واضح!
والعجيب هو صغر أعمارهم فبعضهم لم يبلغ السبعين وشهادتهم على أمر قبل قبل 55 سنة أي يحكون عن تصورات لهم أيام الطفولة والمراهقة ومعلوم أن الصغير دائما يرى الأشياء كبيرة ويجد هذا كل واحد منا في نفسه في بيتهم القديم وحارتهم القديمة وو .. إذا رآها بعد زمن لا يكاد يصدق أنها هي من صغرها عما في خياله عنها، فكيف يقدم قول هؤلاء على من كان من زمرة العلماء قبل 55 سنة وهم اللجنة التي قدرت ورأت بحضور الأعيان وهؤلاء الشهورد عامتهم وقتها من زمرة الصبيان؟!
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 05:32]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي، وفي الشيخ علوي نفع الله به
وقفاتٌ مهمة، جزاه الله خيراً
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 05:53]ـ
جزى الله الشيخ علوي خيراً وكذلك الناقل ونفع بكم.
ـ[ابو عمر الحنبلي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيك ياشيخ علوي حفظك الله ورعاك(/)
تذكير من الشيخ الشنقيطي -حفظه الله- بحقوق أقاربنا الأموات رحمهم الله وغفر لهم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 05:53]ـ
في شرح الشيخ لسنن الترمذي ورد إلى الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - سلمه الله ورعاه - هذا السؤال:
فضيلة الشيخ-حفظك الله- كما تعلمون-حفظكم الله- أن للقريب على قريبه حقاً عظيماً خصوصاً إذا كان القريب ميتاً وإن بعض الناس يغفل عن هذه الحقوق فهلا تفضلتم بكلمة توجيهية حول هذه الحقوق؟
فأجاب بهذا الجواب المؤثر في النفوس والموقظ لها من الرقدة والسبات:
القريب الميت له حق على قريبه، بل أموات المسلمين عموماً ينتظرون من أحيائهم حقوقاً أن يحفظوها ولا يضيعوها وأن يؤدوها ولا ينسوها، نعم كم من ميت في قبره ينتظر من أخيه المسلم أن يترحم عليه كم من ميت في قبره ينتظر من أخيه المسلم أن يدعو ربه أن يوسع عليه، وقف رسول الله على أموات المسلمين لكي يسن للأمة وللمؤمنين الترحم على أمواتهم لكي يتذكروا وشيجة الإسلام التي بينهم وبين إخوانهم، فكيف إذا كانوا من الأقرباء وقف رسول الله (ص) يوماً بعد أن دخل بقيع الغرقد وقال: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم)) ثم قال: ((وددت أني رأيت إخواني)) قالوا - يا رسول الله - أولسنا إخوانك؟ قال: ((أنتم أصحابي إنما إخواني الذين يأتون من بعد))، يقول: ((وددت أني رأيت إخواني)) يود أن يراكم، والود هو خالص الحب وخالص ما يريده الإنسان مما يشتهيه ويطلبه، انظروا إلى كريم خلقه وإنا والله نشهد الله أننا وددنا لو رأيناه وودنا أننا كنا معه-عليه الصلاة والسلام- نفديه بأرواحنا وأنفسنا-صلوات ربي وسلامه وبركاته عليه إلى يوم الدين-.
فالترحم على أموات المسلمين لا شك أنه حق على الأحياء وأثنى الله عز وجل على من حفظ هذا الحق وزكاه بالخير فقال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ}
يا هذا سل نفسك كم لك من قريبٍ ميتٍ عظم حقه عليك فلم تزره يوماً من الأيام تترحم عليه، وقد كان يخرج في جوف الليل الأظلم إلى القبور يتذكر الآخرة ويترحم على أموات المسلمين، فما بالك بالقريب كم من عم وعمة وكم من خال وخالة بل كم من ابن كم من بنت وكم من أب وكم من أم حنون رحيمة كانت لك ستراً في هذه الدنيا وحسنة ونعمة من الله-جل وعلا- هل تذكرتها هل زرتها وترحمت عليها ووقفت على قبرها وقلت: يا رب عظمت حقوق الوالدين على الولد وها أنا أؤدي بعض حقها على اللهم اغفر لها وارحمها.!!
وقف رسول الله على أبي سلمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد فاضت روحه فسمع الصوت من داخل البيت فقال (ص): ((لا تقولوا إلا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)) ثم قال: ((اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه)).
وفىَّ رسول الله (ص) لأصحابه بعد موتهم فزار شهداء أحد كما في الحديث الصحيح فزارهم قبل موته، تقول أم المؤمنين كالمودع لهم-صلوات الله وسلامه عليه-، فإذا كان هذا في عموم المسلمين يحفظ الإنسان حقوق إخوانه من القرابة، تعود أن تحفظ حقوق الناس حتى أصدقائك وأحبابك وأهل ودك الذين ماتوا وانقضوا تذكرهم برحماتك، من طلاب العلم وأهل الخير والصلاح من إذا تهجد أو صلى أو كان في عبادته يتذكر والديه يتذكر قرابته كيف تنزل الرحمات على الإنسان حينما يبدأ بالحقوق ويبدأ بالأقرب فالأقرب، الرجل يسأل النبي عمن يتصدق؟ فأمره النبي (ص) أن يتصدق على نفسه ثم على القرابة ثم الأقرب فالأقرب أدناك فقال له: ((أختاك وأخاك ثم أدناك أدناك))، فتبدأ في دعائك لنفسك وتسأل الله خير دينك ودنياك وآخرتك ثم يخشع قلبك وتفيض عيناك حينما تتذكر حق الوالدين فتتذكر أمك وتذكر أباك إن كانا حيَّين سألت الله لهم حسن الخاتمة وسألت الله لهم صلاح الأمور وانشراح الصدور وسألت الله لهم أن يجزهم عنك خير الجزاء لماذا تجد الإنسان في بعض الأحيان يعيش في قلق قد يكون القلق حقوقاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ضيعها قد يكون القلق الغفلة عن هذه النعم التي لو أن الله منحها للعبد لأصابته الرحمات وكان الله يلطف بهم بالبلايا ولا يتسلط عليهم عدوٌّ حينما كان يحفظ الحي حق الميت يحفظ القريب حق القريب وكل يخاف من الحقوق؛ لأنه يعلم أنه لا يسلَّط عليه إلا إذا ضيعها أو فرط فيها.
سل نفسك، كم قمت من حق للوالدين.؟
وهل أنت راض عن أمك التي فارقتك وودعتك وكلها أمل أن تذكرها ولا تنساها وكلها أمل أن تذكر تلك الأيام التي خلت والحسنات التي مضت فلا تملك إلا أن تدعو لها من قلبك وتسترحم ربك لها.؟
هل تذكرت والداً طالما مسح برأسك وطالما ضمك وطالما شمك وطالما لثمك وطالما قام على حقوقك ورعاك على أحسن ما يكون الأب لابنه.؟
هل تذكرت حقه وهو اليوم غريبٌ عنك بعيدٌ عنك أحوج ما يكون إلى دعوة صادقة من قلبك أن تترحم عليه أن تذكره ولا تنساه.؟
نعم إنك إن فعلت ذلك زكاك رسول الهدى فقال-صلوات الله وسلامه عليه-: ((أو ولد صالح يدعو له)) الله أكبر، كان بعض المشايخ والعلماء يقول: من علامة صلاح العبد أن تجده لا ينسى والديه بعد موتهما فإذا وجدته كثير الترحم على الوالدين كثير الدعاء للوالدين الاستغفار للوالدين فاعلم أنه من أمارات صلاحه ذلك هل تذكرت الأعمام والعمات هل تذكرت الأخوال والخالات هل تذكرت آل كل والقرابات من الذين فجعت بهم من الأموات هل تذكرتهم الآن من أحوج ما يكونون إلى دعوة ربما تقول: ربَّ ارحم فلاناً ويكون في قبره في ضيق وكرب فيفرج الله كربه بتلك الدعوة وتكون راحماً لعبد فيرحمك الله من فوق سبع سماوات.!!
نعم ما أحوج الأموات إلى دعوة الأحياء وما أحوج الأحياء أن يتذكر الذين مضوا، وعلى الأئمة والخطباء أن ينبهوا الناس على هذه الحقوق وأن ينبهوا الناس على أموات المسلمين المحتاجين للدعوات الصالحة وأن ينبهوهم على أسباب الرحمة؛ لأن هذه من أسباب الرحمة فالراحمون يرحمهم الله، ويقف الإنسان مسترحماً بقلب حي حاضر ويعلم أن الله يحب منه ذلك وأن الله يرضى عنه في ذلك ولا يقف الأمر على القرابة فالسؤال عام لكل الناس والقرابة حقهم أكبر، والآن تذكر إذا جيت تريد أن تنظر إلى واقع القريب تذكر أنه لو حضرت منيتك تذكر لو أنك الآن في قبرك ماذا تنتظر من أولادك سؤال تسأله وتقول: سبحان الله أنسيني ابني أنسيني فلذة كبدي هكذا يُغفَل عن كل إنسان.!!
ينتظر أموات المسلمين ينتظرون الدعوات ينتظرون صالح الدعوات ينتظرون الترحم عليهم فهذه أمور كلها مسنونة مشروعة ومن وشائج الإسلام أن الله لم يقطع أخوة الإسلام بالموت فالأخلاء يتقاطعون ويتباعدون بمجرد الموت؛ لكن أخوة الإسلام تبقى شافعة نافعة حتى في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} فهؤلاء لا تنقطع أخوتهم لكن المتقين المتقون الصالحون الذين يرعون الحقوق ويقومون بها، وأما عموم المسلمين أموات المسلمين عموماً فلا يذكرون إلا بكل خير قال (ص): ((اذكروا محاسن موتاكم))
كم من أخٍ لك ومحب لك بينك وبينه ود وحب هل تذكرت تلك الأيام الماضيات وترحمت عليه وزرت أهله بعد موته أو وجدت عندهم حاجة قضيتها أو كربة فرجتها وفاءً لأخيك.؟
فإن النبي (ص) يقول: ((حفظ العهد من الإيمان))، وأذكرُ من أهل الود والأخوة الصادقة من يضرب به المثل في الترحم على الأموات من إخوانه وأصدقائه.
حتى إني أذكر بعض أصدقاء الوالد-رحمه الله- يقول: وكان من قُوَّام الليل، ومد الله في عمره وعمِّر-رحمه الله برحمته الواسعة- وعمر على صحة وعافية، ولكنه كان لا يترك قيام الليل، وكان يقولون من أعظم الأسباب التي يعافي الله بها العبد ويدفع عنه بها البلاء والشرور قيام الليل، فكان-رحمه الله- محافظاً على قيام الليل، وكان ذات مرة تذاكر أمر في حق سأله بعض القرابة وكان من أعز أصدقاء الوالد حتى إنه-رحمه الله- لما خرجنا من البقيع بعد دفن الوالد-رحمه الله- وقف وبكى كالطفل وقال: أقسم بالله العظيم وكان عنده ولد كقرة عين، والله من أبر الناس به وكان لا يساوي بهذا الولد وكان يقول: أقسم بالله العظيم لموت ابني هذا أهون علي من موت الشيخ المختار-رحمه الله- من شدة المحبة ومن شدة الأخوة.!!
فهذا الرجل كان يقول-رحمه الله-: والله إني لأسمي أصحابي في جوف الليل واحداً واحداً، ما يقول ربَّ اغفر لي ولأصحابي ولأخواني إنما يتذكرهم رجلاً رجلاً حتى يكون ذلك ادعى لتذكر فضائلهم وأخوتهم.!
هل الإسلام إلا حفظ الحقوق، الإنسان يقال له ملتزم وصالح ومع ذلك قل أن يفعل الخير له ولأقرب الناس منه ثم يدعي أنه على التزام وصلاح!!
أين الالتزام وأين المحبة الصادقة لله إذا لم تشبها الرحمة والله يقول لنبيه (ص): {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً} فالالتزام هو الرحمة أن ترحم وترحَم حتى تُرحم وجرب ذلك وستجد أثره.
أُذكرْ قرابتك أموات المسلمين وأكثر من الترحم عليهم وذكر محاسنهم والكف عن مساوئهم وأحْي ذلك في إخوانك وأخواتك وقرابتك يجلس الإنسان مع إخوانه وأخواته ويقول لهم: يا إخوان ويا أخوات هل تتذكرون والدي ووالدتي هل لكم أن تترحموا عليهم يذكرهم بهذه الحقوق حتى يكون مباركاً أين ما كان آمراً بالخير رحمة بالمسلمين- ونسأل العظيم رب العرش الكريم في هذه الساعة بعزته وجلاله وعظمته وكماله ورحمته التي وسعت كل شيء أن يسبغ شآبيب الرحمات على قبور المؤمنين والمؤمنات - اللهم اغفر لهم مغفرة تامة كاملة يا حي يا قيوم نسألك بعزتك وجلا لك ألا تفتنا بعدهم ولا تحرمنا أجرهم وأن تحسن لنا العاقبة من بعدهم إنك ولي ذلك والقادر عليه -، والله - تعالى - أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 08:24]ـ
جزاكم الله تعالى خيرًا على هذا النقل المؤثر، و جزى الله الشيخ محمدًا خيرًا على هذه النصيحة، فهي - حقًا - نصيحة مؤثرة كم بنا حاجة إلى مثلها.
اللهم ارحم موتى المسلمين و اغفر لهم و وسع و نور قبورهم.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 06:27]ـ
أسعدكم الله وبارك الله فيكم ... ونفع الله بالشيخ وبارك فيه(/)
المنهج النقدي في نشر التراث
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 09:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المنهج النقدي في نشر التراث وقراءته أيا كان نوعه مطلوب , بل هو ظاهرة صحية في الأمة حتى تبني عقائدها , ومن ثم باقي أعمالها على الحق , وهو السبيل إلى الابتعاد عن هذا التقليد الذي أطبق علينا , وكان من أعظم أسباب تخلفنا , فلنربأ بأنفسنا عن مبدإ السكوت والتسليم الذي دأبت بعض الجهات عليه , وأدى إلى كبائر في العقائد وغيرها , تلقاها المتأخر عن المتقدم دون نظر.
إن الانتفاع بالتراث والاعتبار بالماضي لا يكون إلا إذا قوم تقويماً صحيحاً , لا إفراط فيه ولا تفريط , ولا سيما في هذا الوقت الذي تتجه فيه معظم الجهود إلى التنويه بعلماء البلد وزعمائها مدحاً وإطراء , وكأن القائمين بذلك يجارون من يريدون التعويض عن تقصيرهم في النهوض بحاضر البلد , إن لم أقل سعيهم في تخريبه , فيلجأون إلى بعث الاهتمام بالماضي اهتماماً شكلياً , يغلب عليه الطابع المظهري الاحتفالي , دون دراسة موضوعية متجردة في غالب الأحوال.
فما أقل أن تسمع كلمة فيها تقويم صحيح للرجال وفترات التاريخ كما هو المطلوب من الباحثين , ومن جازف بذلك فقلما يسلم من الأخطار , وما العهد ببعيد عن الجدال الذي احتدم في بلادنا حول كتابة تاريخ الثورة الجهادية وما يزال , حتى رفعت الدعاوى أمام القضاء ضد كل من تجرّأ على كشف المخبوء! , وهب أن الأمر سار كما أرادوا , فما القول يوم تبلى السرائر , وتفضح الضمائر , وتشهد الألسن والأيدي والجلود؟ ,
أما المنازل التي أقامها الدهماء وحتى بعض المثقفين في نفوسهم لبعض أسلافهم ذامين أو مادحين , فإنها لا تغير الحقائق , وكثير من تلك المنازل قائم على غير التقويم الصحيح , حتى إذا نقبت في سير من أفضو إلى ما قدموا , لم تجد الأمر كما ظن المادحون وفهموا.
عجباً لأمر الناس عندنا: يصغرون الكبير , ويكبرون الصغير , وكثيراً ما يعدون في الزعماء والمصلحين من سعى في إهلاك الحرث والنسل بلسانه أو بيده أو بهما , وأحسن أحوالهم أن يسكتوا إذا ذكر الصالحون العاملون , حتى إذا ماتوا دفنوا في صمت وإغماض جرس , على أنهم كثيراً ما يبخسون حقهم , وقد يشوهون سمعتهم بعد موتهم أكثر مما يفعلون بهم وهم أحياء , أما غيرهم فلو اقتصر تفضيلهم على النياحة المصطنعة في رثاء من مات لهان الخطب , علماً أن النائحة ليست كالثكلى كما قال الحسن البصري , لكن الأمر قد تجاوز ذلك إلى هذه المفاضلة الجائرة بين الأحياء , حيث يوسد الأمر لغير أهله , , والذي تعجب له من أمر الدهماء , أنهم إذا اعتقدوا في بعض الأموات صلاحاً ظنوا أن من الإحسان إليهم أن يقيموا على قبورهم ضرائح , تقصد باطلاً لقضاء الحاجات ,وتفريج الكربات , وطلب الذريات , ويتخذها أقاربهم وسيلة لجمع الأموال والاسترزاق , واكتساب المحامد والمفاخر , ويصبح ذلك من بين ما يذكر في تراجمهم وسيرهم على سبيل التنويه بفضلهم ومكانتهم , وقد يثبت ذلك لهم بعض العلماء الموثوقين!! , والأموات إن كانوا صالحين لا ضير عليهم , كما قال تعالى " إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أو لئك عنها مبعدون ".
ولا ننكر أن بعض زعماء الإصلاح وقادة الجهاد , تقام لهم الذكريات , وتعقد من أجلهم الملتقيات , ويعتقد كثير من الناس أن ذلك من تكريمهم , ولكن عليك أن تبحث عن مبادئهم وقيمهم , لتعلم مدى وفاء المحتفلين بهم لهذه المبادئ , فابحث عما يربط كثيراً من الناس عندنا بالشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله- فلنقتصد في هذا الزينة الظاهرة , ولنعلم أن المبالغة في تزيين الظاهر قد تنبئ برداءة الباطن:
وما الحلي إلا زينة من نقيصة \\ يتمم من حسن إذا الحسن قصرا
فأما إذا كان الجمال موفرا \\ كحسك لم يحتج إلا أن يزورا(/)
الكلام عن الارهاب من منظور شرعي للشيخ أبي الحسن المأربي
ـ[ولد برق]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 11:25]ـ
http://marebpress.net/userimages/Image/nadoa/konfrin2.JPG
صورة ألتقطت في الإجتماع
مأرب برس
(الإرهاب وأثره على المجتمع)
ورقة العمل الأولى
(الجانب الشرعي وفساد النظرية الإيديولوجية للعنف) للشيخ / ابو الحسن السليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفي وسلام على عباده الذين اصطفي. إما بعد:
أيها الحاضرون جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإني لأحمد الله عز جل الذي يسر هذه الندوة العلمية المباركة , والتي تحت عنوان: "الإرهاب وأثاره على المجتمع" والتي يتوخي من خلالها ألقاء الضوء على بعض الجوانب التي تقضي إلى تقويم الاعوجاج الذي حصل في الإفهام والسلوكيات، والى حماية المجتمعات والأجيال من المفاهيم الخاطئة، والتعبئة الفاسدة،
والى وضع الضوابط الصحيحة للتعايش بين سكان المعمورة، والحوار البناء الذي يتوصل من ورائه إلى معرفة الحق وأهله.
كما إني اشكر سعادة محافظ المحافظة الأستاذ عارف الزوكا الذي عهدناه حريصا على رعاية مثل هذه الندوات التي تساهم في ترشيد المسيرة الفكرية وتمهد للأمن الفكري والعيش الهنيء لأبناء المحافظة وغيرها والشكر موصول للإخوة القائمين على موقع " مأرب برس الإخباري" الذي ينظم هذه الندوة ولولا الله سبحانه وتعالي ثم جهود صادقة وعقول متفتحة لما برزت الندوة في هذه الصورة المشرفة – إن شاء الله تعالي
فمزيدا من الجهود ومزيدا من السهر من اجل حماية عقول الأجيال ومزيدا من البذل والعطاء لسلامة السفينة في خضم الأمواج العاتية والرياح المدمرة والله ولى التوفيق والسداد ناولا وأخرا.
ولقد طلب مني آن أشارك في هذه الندوة بورقة عمل حول "الجانب الشرعي وفساد النظرية الإيديولوجية
للإرهاب "فأقول – مستعينا بالله عز وجل
الإرهاب: الذي هو ترويع الآمنين بغير حق وظلمهم وإيذاؤهم في الدم أو في المال أوفي العرض أوفي الأرض كل هذا لايقره دين سماوي ولانقل صحيح لاعقل صريح فقد اتفقت كل المصادر على اختلاف مشارب العقلاء –على تجريم هذا الفعل وذم أهله سواء انتسبوا إلى الإسلام والبلاد الإسلامية أو إلى غير الإسلام وبلادة وسوء صدر ذلك من دول منظمة تملك الجيوش والاقتصاد والإعلام , أو من عصابات ابتزازية , أو جماعات عقائدية , أو أفراد همجيين فوضويين , فالإرهاب بالمعني السابق مرفوض ممن كان , وأين كان.
والكلام على فساد النظرية الإيديولوجية للإرهاب من غير المسلمين ليس هذا مقامه وإنما يهمني في هذا الوقت القصير جدا أن أتكلم على فساد النظرية العقدية عند من ينتمي إلى الدعوة الإسلامية ويمارس الإرهاب لأصفي صورة الإسلام النقية البهية من هذا اللوثة الذي أصابها بجهل أبناء الإسلام بالطريق الصحيح للدعوة والبناء فان النبي صلي الله عليه واله وسلم دعا إلى الله تعالي بالحكمة والموعظة الحسنة وكان حريصا على هداية قريش وهي قي عنفوان كفرها وإعراضها وإيذائها للنبي صلي الله عليه واله وسلم وأصحابه الكرام –رضي الله عنهم-بل قال الله سبحانه وتعالي له: "لعلك باخع نفسك على أثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا" ومن الدعاء الشهير لأحد الأنبياء الذي شحه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: " اللهم اغفر لقومي فأنهم لايعلمون"
وان أوسع الأبواب التي انتشر منها الإسلام باب الدعوة إلى الله بالعلم والتعليم وإزالة الشبهات ونقض حجج ومزاعم المنفرين عن الإسلام بالحجة والبرهان وباب الإحسان إلى الناس والدعوة العلمية بلزوم الصدق والعدل والوفاء والتواضع ومكارم الأخلاق تلكم الأحوال التي أقبلت بقلوب المعرضين عن الإسلام وعلموا أنه دين حق, ودين رحمة , ودين حجة وبرهان , وحوار قائم على أسس صحيحة وبة صلاح الدنيا والاخره فأقبل الناس على دين الله أفواجا وأمما وشعوبا ولو نظرنا إلى عدد من مات من الكفار الذين حاربوا النبي صلي الله عليه واله وسلم لما زادوا عن مائتي رجل مما يدل على إن نبي الإسلام –صلي الله علية واله وسلم –لم يبعث لسفك الدماء وإنما بعث رحمة مهداه , ورحمة للعالمين وليتمم مكارم الأخلاق , ولو نظرنا إلى أي نظرية قومية وأغيرها وإنها ماقامت الأعلى جثث الآلاف والملايين , وأضعافهم من المهاجرين والنازحين , وسرعان ماتسقط هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
النظرية وينقلب عليها أهلها ويتنكرون لها , ونظرنا كيف نشأالاسلام وانتشر , واستمر إلى ألان , والى قيام الساعة بأقل التكاليف والتضحيات , ويكسب القلوب لمجرد إرغام الأجساد , علمنا أن الإسلام دين صحيح , ومنهج ناصع رجيح , فما أصابه بعد ذلك فهو من جهل أبنائه , وكيف أعدائه أبرز معالم النظرية الإيديولوجية عند من وقع في الاهارب وهو ينتمي إلى الدعوة الإسلامية:
1/ تكفير حكام المسلمين وولاة الأمور مطلقا وبلا استثناء , ويستوي عند عدد كثير منهم أو أكثرهم جميع الحكام الموجودين على ظهر الأرض اليوم في باب الردة عن الإسلام , ومن ثم كفروا أعوانهم الوزراء والمستشارين , وهكذا تسلسلت بهم سلسلة التكفير حتى كفروا المجتمعات , بل كفروا أو طعنوا في إخلاص كبار العلماء , بحجة أنهم لايقولون الحق ,ويبيعون دينهم بدنيا الحكام , ووصلوا بهذا إلى إسقاط مرجعية العلماء , حتى لاياخذ الناس بفتواهم في التحذير من حملة الفكر المبالغ في التكفير , وحثهم على لزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف , وأما المعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وخطورة هذا الأمر تكمن في التورط في حماة التكفير للمسلمين , وقد حذر النبي صلي الله علية واله وسلم من لك , فقال: " من قال لأخيه ياكافر , فقد باء بها أحدهما , إن كان كما قال , وإلا رجعت عليه"كمن نكمن خطورته في قطع الأواصر والولاء بين المؤمنين , فان من كفرك فقد أوغلا صدرك عليه , وحملك على عدواته والانتقام منه وهذه الحالقه التي حذر منها النبي صلي الله عليه واله وسلم , وقال في فساد ذات البين: " لااقول حالقة الشعر , ولكن حالقة الدين ".
2/ وبنوا على تكفيرهم مخالفتهم أوتضليلهم ورميهم بالعمالة والنفاق والزندقة استحلال دمائهم , باعتبار أنهم عثرة في طريق مايسمونة بـ"الجهاد" وإذا كان الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا , وجهادهم يزيد الطين بله , والمريض علة , والمسلمين ذلة , فهذا فساد وليس بجهاد , والإسلام ينظر إلى المعاني والمسميات , لامجردالألقاب والشعارات.
فمن هنا توسعوا في قتل من عصم الله دماءهم وأموالهم وأعراضهم , واستحلوا ماحرم الله بأدنى الشبهات , وتجرا الصغار منهم والأحداث والجدد فيهم على الفتوى في الدماء والقضايا التي لو عرضت على أمير المؤمنين عمر لجمع لها أهل بدر والحديبية , يستشيرهم قبل الإقدام على آمر فيها
3/وبنوا على ذلك أيضا استحلال دماء الوافدين إلى البلاد من غير المسلمين من السياح والخبراء وغيرهم , بحجة إن الذي أعطاهم الأمان والعهد المتمثل في "الفيزا" كافر لاحرمة له , أو خائن لمصالح المسلمين , أو متواطئ معهم على حرب الإسلام وأهله , ولو سلمنا أن هذا واقع في البعض فآخرون ليسوا كذلك , إنما لهم نظرة أخري , ولو سلمنا –جدلا- بوقوع الجميع في ذلك , فبقي النظر في الطريق الصحيح الذي يعالج المرض , ولا نختصر الإسلام في فوهات البنادق , ودوي المتفجرات , وألسنة النيران المتصاعدة!!!
4/ الفهم المشوه لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فيرون أنه لابد من أطر المسلمين وغيرهم على الحق أطرا, ولوأدي ذلك إلى مفاسد أكبر , ولو لم يتحقق هذا الابالقتل والتفجير , وإذا سلكت الدعوة هذا المسلك , فقد خنقت نفسها بيدها , لأن النبي صلي الله عليه واله وسلم صبر على وجود كثير من المنكرات , لعلمه أنه لو عزم على تغيرها, فستتحدث فتن ومنكرات أكبر منها , وتغير المنكر إذا كان سيفضي إلى ماهو أنكر منه, فبقاؤه على ماهو عليه من المعروف , وإزالته –والحال هذه- من المنكر.
فكثير من حملة هذا الفكر لايعطون مقاصد الشريعة في المسائل التي يتزاحم فيها الخير والشر حقها في النظر والدراسة, ولذلك كانوا –في كثير من الأحوال-كمن أراد أن يطلب زكاما فأحدث جذاما, ومن أراد أن يبني قصرا فهدم مصرا!! فالشريعة لاتنظر إلى مثالية خيالية , ولكن تأمر بترشيد الواقع ما أمكن , وما عجزنا عنه فلن يكلفنا الله تعالي به.
5/ تعميمهم الحكم على غير المسلمين بأنهم جميعا محاربون , أو على الأقل الحكم على رعايا دولة كاملة بأنهم جميعا محاربون بحجة أن دولتهم احتلت البلد الفلاني من بلاد المسلمين , ومع أن احتلال بلاد المسلمين , وهتك أعراض النساء, وقتل الرجال ظلما وعدوانا من أعلي صور الإرهاب المذموم , إلا أن الإسلام دين عدل وإنصاف , وليس دين جور وإجحاف , والله عز وجل يقول: " وإذا قلتم فاعدلوا " ويقول: "لاتزر وازرة وزر أخري" ويقول: "ولا يجر منكم شنآن قوم على الاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " فلا تسوية في الشريعة بين المحارب المعتدي , والمسالم المتبرئ من عدوان غيره , والظلم لايدفع بظلم وجور.
6/ ظن بعضهم أن الفتوى لاتؤخذ إلا من سبق أن سجنته حكومته , أو يكون له رصيد في قلقلة الأمن وزعزعة الاستقرار , وهذا باطل , لأن الله تعالي يقول: " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ولم يأمر بالرجوع إلى من سجن أو فجر حافلة أو سفارة أو مبني .... الخ
7/ ظن بعضهم أن الخروج على الحكام وزعزعة الأمن من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المأمور به في الشريعة.وهذا مخالف لأصول أهل السنة والجماعة التي تأمر بالصبر وعدم شقا العصا لقولة صلي الله علية واله وسلم: " اداوا الذي عليكم. وسلوا الله الذي لكم " وقوله صلي الله علية وسلم: " اسمع وأطع.وان ضرب ظهرك وأخذ مالك " وقولة صلي الله علية وسلم: " اسمع وأطع فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم" وباب النصيحة مفتوح "فمن أنكر بريء ومن كره سلم, ولكن من رضي وتابع"
8/ استدلالهم بقصص وحكايات وكلمات لبعض العلماء منها ما لا يصح سنده أصلا والذي صح وضعه في غير موضعه وقد فصلت هذا كله في كتابي: " فتنة التفجيرات والاغتيالات: الأسباب والآثار والعلاج " وقد طبع عدة مرات وركز ت فيه على تجسيد فكرة الحوار العلمي الهادئ المنصف لحملة هذه الأفكار فأسال الله إن ينفع به وبغيرة من الجهود التي تسعي لترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال وتجتث جذور الغلو والانحلال. أنة على كل شي قدير , وبالإجابة جدير وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم تسليما كثيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 04:40]ـ
لا أرى إلا هذه الندوة مشابهة للمؤتمرات المقامة ضد الإرهاب في العالم برعاية الطواغيت لكنها ألبست ثوب الإسلام و السلفية. {السلفية الأمريكية}
نسأل الله السلامة و العافية.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 12:16]ـ
الحمد لله
أولا، فلتعلم ان مصطلح الارهاب - بمعناه هذا - من اختلاق الدول الكافرة وهو مثل الديموقراطية و الليبيرالية، ومن العار على طالب العلم فضلا عمن يزعم انه عالم او شيخ أن يماشي الدول الكافرة في اصطلاحاتها التي لا يدري عن حقيقتها شيئا إلا ان يروج لها أفكارها.
فيا لها من سوءة وأي سوءة! أن يتلقف المرء مصطلحا من الغرب الكافر!!! لا يدري ما المقصود به؟ وما حدوده؟ وأين يبدأ؟ وأين ينتهي!! يتلقفه كالببغاء ثم يبدأ بترديده في المحاضرات ويدندن حوله لا لشيء الا لأن جورج بوش و زمرته روجوا لهذا المصطلح بعد أن كان مصطلح [المجاهدين] قبله ن في زمن رونالد ريغان وغيره.
ثانيا، من يزعم أنه شيخ أو طالب علم على الأقل يُفترض فيه ان يتكلم بمصطلحات أهل العلم و القرآن، لأن مصطلحاتنا
هي الحاكمة وكتابنا هو المهيمن على ما قبله وعلى ما سيحدث الناس بعده، وعليه، فمن تصدر للفتيا فليقتصر على الفاظ القرآن و السنة ومصطلحات اهل العلم التي نعلم حدودها في كتاب ربنا و سنة نبينا أو في الحد الذي وضعه له أهل العلم الصادقون.
ثالثا، لو سلمنا بعد كل هذا ل [شيخك] لكان لزاما عليه أن لا يطلق الارهاب أي ان لا يذكره مطلقا عن كل قيد، فإن من الارهاب ما امر به الملك القدوس العزيز الحكيم فاقرأ سورة الانفال حيث قال ربنا: [ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم].
رابعا: ان قلت مصطلح الارهاب - بمعناه الحالي - ليس مصطلحا جديدا، بل جاء به القرآن، قلنا لك:
واعجبا!
ـ[ولد برق]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 12:38]ـ
شكرا للأخوين الكريمين التونسي و الشنقيطي على تعليقهما بغض النظر عن الخطأ و الصواب
مرور كريم(/)
دلالة السياق ومقاصد الشريعة ودورهما في فهم النص ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
إن القراّن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد جاءا ليكونا نبراسًا لحياتنا، وسراجًا يضيء لنا دربنا في الحياة الدنيا، ويقودنا إلى رضوان الله تعالى وإلى جنته ..
ومن تتبع الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة واستقرأهما حق الاستقراء، وجد أن الشريعة أتت بمقاصد أساسية ركزت عليها، ورمت إليها، بل لا يكاد ينفك نص عن خدمة مقصد من هذه المقاصد العظيمة، ومن هذه المقاصد الهامة:
1 – حفظ الدين ..
2 – حفظ النفوس المعصومة ...
3 – حفظ المال ..
4 – حفظ العرض ..
5 – حفظ العقل ..
6 – حفظ النسل ..
لذلك وجب على من أراد فهم القراّن الكريم والسنة النبوية المطهرة أن يفهمهما في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية، وإلا ضل فهمه، و ما استطاع الاستفادة الحقيقية منهما ...
وأيضًا كما يجب الاهتمام بمقاصد الشريعة، فإنه يجب النظر إلى سياق النص، وفهمه في ضوء السياق وقصد المتكلم؛ إذ إن تجريد الكلام عن سياقه قد يغير المعنى تمامًا ..
وسنحاول إن شاء الله تعالى أن نتعرض لهاتين الجزئيتين في هذه الوريقات القليلة رجاء أن يكون فيها بعض النفع لإخواني الأحباء، والله ولي التوفيق ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:22]ـ
أولًا: قصد المتكلم أودلالة السياق ودورها في فهم النص الديني ..
- أهمية فهم مقصد المتكلم في فهم النص
إن فهم مقصد المتكلم الذي يتضح من خلال السياق له دور كبير في فهم النص أيًا كان نوع هذا النص، فأنت إن كان لك صديق يسمى مثلًا (مصطفى) فأرسلت إليه خطابًا وبدأتَه بقولك: (أخي الحبيب مصطقى) فإنه سيفهم أن المقصود (مصطفى) حتى وإن كتبتها (مصطقى)! وذلك لأنه يفهم مقصد المتكلم، فسهل عليه فهم النص، حتى وإن احتوى على خطأ إملائي ..
إذا اتجهنا إلى علم الصرف مثلًا وجدنا أن كثيرًا من المشتقات تشترك في أوزان واحدة كاسم المفعول واسم الزمان والمكان من غير الثلاثي، فكلمة (مُجتَمع) مثلًا يمكن أن تكون اسم مفعول أو اسم مكان أو زمان والذي يحدد ذلك سياق النص ومعرفة مقصد المتكلم ..
وكلمة (مِذْياع) مثلًا قد تكون اسم اّلة وقد تكون صيغة مبالغة، وتحديد ذلك راجع فقط إلى قصد المتكلم ...
وكلمة (مختار) قد تكون اسم فاعل وقد تكون اسم مفعول، و لا مرجح أمامي بينهما إلا معرفة قصد المتكلم، وقس على ذلك عشرات الأمثلة ..
فإذا اتجهنا إلى النص الشرعي المتمثل في القراّن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وجدنا أن علماءنا رحمهم الله تعالى لم يغفلوا هذا المقصد، بل نبهوا عليه، واهتموا به، وأكدوا على أن فهم الألفاظ وحدها غير كاف في فهم النص الشرعي:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
(قال الجوهري: الاستنباط كالاستخراج ومعلوم أن ذلك قدر زائد على مجرد فهم اللفظ فإن ذلك ليس طريقة الاستنباط إذ موضوعات الألفاظ لا تنال بالاستنباط وإنما تنال به العلل والمعاني والأشباه والنظائر ومقاصد المتكلم والله سبحانه ذم من سمع ظاهرا مجردا فأذاعه وأفشاه وحمد من استنبط من أولى العلم حقيقته ومعناه.
يوضحه أن الاستنباط استخراج الأمر الذي من شأنه أن يخفي على غير مستنبطه ومنه استنباط الماء من أرض البئر والعين) (1) ..
- ويقول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه:
(فإذا كان الله لرأفته بخلقه أنزل كتابه على سبعة أحرف معرفة منه بأن الحفظ قد يزل: ليحل لهم قراءته وإن اختلف اللفظ فيه ما لم يكن في اختلافهم إحالة معنى-: كان ما سوى كتاب الله أولى أن يجوز فيه اختلاف اللفظ ما لم يحل معناه.
وكل ما لم يكن فيه حكم اختلاف اللفظ فيه لا يحيل معناه.
وقد قال بعض التابعين: لقيت أناسا من أصحاب رسول الله فاجتمعوا في المعنى واختلفوا علي في اللفظ فقلت لبعضهم ذلك فقال: لا بأس ما لم يحيل المعنى.) (2) ..
ويقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن سمات لغة العرب التي جاءت بها الشريعة المطهرة:
(أن من شأنها الاستغناء ببعض الألفاظ عما يرادفها أو يقاربها، ولا يعد ذلك اختلافا ولا اضطرابا إذا كان المعنى المقصود على استقامة، والكافي من ذلك نزول القرآن على سبعة أحرف، كلها شافٍ كافٍ، وفي هذا المعنى من الأحاديث وكلام السلف العارفين بالقرآن كثير، وقد استمر أهل القراءات على أن يعملوا بالروايات التي صحت عندهم مما وافق المصحف، وأنهم في ذلك قارئون للقرآن من غير شك ولا إشكال، وإن كان بين القرائتين ما يعده الناظر ببادئ الرأي اختلافا في المعنى؛ لأن معنى الكلام من أوله إلى آخره على استقامة لا تفاوت فيه بحسب مقصود الخطاب، كـ: {مَالِكِ} و "مَلِكِ" [الفاتحة: 4].
{وَمَا يَخْدَعُون َ4 إِلَّا أَنْفُسَهُم}، [البقرة: 9].) (3) ..
فنجد في النص الأول كيف وضح الجوهري وابن القيم رحمهمها الله تعالى يوضحان أن مجرد فهم الألأفاظ المجردة ليس كافيًا في فهم النص، بل لا بد من سبر غوره، كما تسبر أغوار الأرض، ويؤتى بالمياه، بل إن الذي يكتفي في فهم النصوص بمجرد اللفظ الظاهر مذموم ...
أما النص الثاني والثالث فقد وضح فيه الشافعي و الشاطبي أن من سمات لغة العرب اختلاف الألفاظ في السياق الواحد، دون أن يحدث هذا الاختلاف اختلافًا أو اضطرابًا في المعنى، وهذا يدل على أن فهم السياق ومقصد المتكلم له دور كبير في فهم النص ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:24]ـ
- قصد المتكلم ودلالة السياق وتفسير القراّن الكريم
إن المفسر لكتاب الله عز وجل لا يمكنه أن يفسره بمجرد علمه بالألفاظ وحدها، بل لا بد أن ينظر بدقة وإمعان في السياق القراّني؛ حتى يعرف قصد المتكلم ..
وقد ذكر الأئمة رحمهم الله تعالى هذه القاعدة ونصوا عليها، وطبقوها عمليًا في تفسيراتهم، وقد سماها العلماء ب (دلالة السياق)، و نص بعض العلماء على إجماع العلماء على هذه القاعدة:
- قال الزركشي رحمه الله في البحر المحيط:
(دلالة السياق أنكرها بعضهم, ومن جهل شيئا أنكره، وقال بعضهم: إنها متفق عليها في مجاري كلام الله تعالى) (4).
- وقال الزركشي أيضًا:
(قال الشيخ عز الدين في كتاب الإمام": السياق يرشد إلى تبيين المجملات, وترجيح المحتملات, وتقرير الواضحات. وكل ذلك بعرف الاستعمال. فكل صفة وقعت في سياق المدح كانت مدحا, وإن كانت ذما بالوضع. وكل صفة وقعت في سياق الذم كانت ذما وإن كانت مدحا بالوضع, كقوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [سورة الدخان:44]) .... (5).
- وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن من أسباب الخطأ في التفسير النظر إلى الألفاظ وحدها دون النظر إلى قصد المتكلم فقال:
(قوم فسروا القراّن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقراّن والمنزل عليه والمخاطب به). (6).
ففي النص الأول نجد الزركشي قد بين أن إنكار دلالة السياق إنما هو من الجهل! فهذه الدلالة قد نص بعض العلماء على إجماع العلماء عليها ..
وفي النص الثاني نجد أن العز بن عبد السلام يوضح أن السياق يوضح المقصود من النص، حتى وإن بدا النص في ألفاظه المجردة عن السياق له مقصود اّخر ..
وفي النص الثالث وضح لنا ابن تيمية كيف أن قص النظر على اللفظ وحده سبب للوقوع في الخطأ في التفسير ..
أمثلة على تطبيق العلماء لهذه الدلالة في تفسيراتهم:
1 – رجح الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره لقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (7) تفسير محمد بن جعفر بن الزبير رحمه الله الذي فسرها بقوله: (قل إن كنتم تحبون الله"، أي: إن كان هذا من قولكم - يعني: في عيسى - حبًّا لله وتعظيمًا له =،"فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، أي: ما مضى من كفركم ="والله غفور رحيم") (8).
وعلل الإمام الطبري ترجيحه هذا بدلالة السياق، حيث قال:
(وأولى القولين بتأويل الآية، قولُ محمد بن جعفر بن الزبير. لأنه لم يجر لغير وفد نجرانَ في هذه السورة ولا قبل هذه الآية، ذكرُ قوم ادَّعوا أنهم يحبُّون الله، ولا أنهم يعظمونه، فيكون قوله."إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" جوابًا لقولهم، على ما قاله الحسن.
وأمّا ما روى الحسن في ذلك مما قد ذكرناه، فلا خبر به عندنا يصحّ، فيجوز أن يقال إنّ ذلك كذلك، وإن لم يكن في السورة دلالة على أنه كما قال. إلا أن يكون الحسن أرادَ بالقوم الذين ذكر أنهم قالوا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفدَ نَجران من النصارى، فيكون ذلك من قوله نظير اختيارنا فيه.
فإذْ لم يكن بذلك خبر على ما قلنا، ولا في الآية دليلٌ على ما وصفنا، فأولى الأمور بنا أن نُلحق تأويله بالذي عليه الدّلالة من آي السورة، وذلك هو ما وصفنا. لأن ما قبل هذه الآية من مبتدأ هذه السورة وما بعدها، خبرٌ عنهم، واحتجاجٌ من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ودليل على بُطول قولهم في المسيح. فالواجب أن تكون هي أيضًا مصروفةَ المعنى إلى نحو ما قبلها ومعنى ما بعدها.) (9).
2 – رجح الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (10) تفسير ابن عباس رضي الله عنهما ومقاتل رحمه الله بأن الاّية من محاورة نوح لقومه.
وعلل الإمام القرطبي هذا الترجيح بقوله:
(لأنه ليس قبله ولا بعده إلا ذكر نوح وقومه؛ فالخطاب منهم ولهم) (11).
فنجد هنا أن ترجيح الإمام القرطبي رحمه الله اعتمد على دلالة السياق وعلى قصد المتكلم ..
3 – رجح الإمام ابن كثير رحمه الله أن المراد بقوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (12) أنه لا يقدر أحد فعل شيء في هذا اليوم إلا الله عز وجل، ورجح هذا القول على قول من قال إن المراد أنه القادر على إقامة هذا اليوم، حتى وإن كان المعنى الثاني صحيحًا، إلا أن السياق يدل على المعنى الأول:
- يقول رحمه الله:
(قال الضحاك عن ابن عباس: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يقول: لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما، كملكهم في الدنيا. قال: ويوم الدين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، إلا من عفا عنه. وكذلك قال غيره من الصحابة والتابعين والسلف، وهو ظاهر.
وحكى ابن جرير عن بعضهم أنه ذهب إلى تفسير {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أنه القادر على إقامته، ثم شرع يضعفه.
والظاهر أنه لا منافاة بين هذا القول وما تقدم، وأن كلا من القائلين بهذا وبما قبله يعترف بصحة القول الآخر، ولا ينكره، ولكن السياق أدل على المعنى الأول من هذا) (13) ..
- والأمثلة على ذلك كثيرة ومن أراد الاستزادة فليراجع الرسالة القيمة العظيمة للدكتور حسين الحربي وفقه الله تعالى وهي بعنوان (قواعد الترجيح عند المفسرين) ومنها الترجيح بالسياق من ص121 وما بعدها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:25]ـ
- قصد المتكلم ودلالة السياق وتفسير الحديث الشريف
ما ذكرناه في تفسير القراّن الكريم ينطبق تمامًا على تفسير السنة النبوية المطهرة، فلا بد لمفسر السنة الذي يروم معرفة الحق في تفسيرها، أن ينظر بعناية وروية إلى السياق وإلى قصد المتكلم، وأن لا يكون مبلغ علمه الألفاظ المجردة عن السياق فقط ..
ولقد نبه علماؤنا الأفذاذ رحمهم الله تعالى في شروحهم للأحاديث الشريفة على هذا المقصد، وإليك بعض الأمثلة العملية في تفسيراتهم رحمهم الله تعالى:
1 – قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
(هل يستريب عاقل في أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: "لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان" إنما كان ذلك لأن الغضب يشوش عليه قلبه وذهنه ويمنعه من كمال الفهم ويحول بينه وبين استيفاء النظر ويعمى عليه طريق العلم والقصد فمن قصر النهى على الغضب وحده دون الهم المزعج والخوف المقلق والجوع والظمأ الشديد وشغل القلب المانع من الفهم فقد قل فقهه وفهمه والتعويل في الحكم على قصد المتكلم والألفاظ لم تقصد لنفسها وإنما هي مقصودة للمعاني والتوصل بها إلى معرفة مراد المتكلم ومراده يظهر من عموم لفظه تارة ومن عموم المعنى الذي قصده تارة وقد يكون فهمه من المعنى أقوى وقد يكون من اللفظ أقوى وقد يتقاربان كما إذا قال الدليل لغيره لا تسلك هذا الطريق فإن فيها من يقطع الطريق أو هي معطشة مخوفة علم هو وكل سامع أن قصده أعم من لفظه وأنه أراد نهيه عن كل طريق هذا شأنها فلو خالفه وسلك طريقا أخرى عطب بها حسن لومه ونسب إلى مخالفته ومعصيته ولو قال الطبيب للعليل وعنده لحم ضأن لا تأكل الضأن فإنه يزيد في مادة المرض لفهم كل عاقل منه أن لحم الإبل والبقر كذلك ولو أكل منهما لعد مخالفا والتحاكم في ذلك إلى فطر الناس وعقولهم ولو من عليه غيره بإحسانه فقال والله لا أكلت له لقمة ولا شربت له ماء يريد خلاصه من منته عليه ثم قبل منه الدراهم والذهب والثياب والشاة ونحوها لعده العقلاء واقعا فيما هو أعظم مما حلف عليه ومرتكبا لذروة سنامه ولو لامه عاقل على كلامه لمن لا يليق به محادثته من امرأة أوصي فقال والله لا كلمته ثم رآه خاليا به يواكله ويشاربه ويعاشره ولا يكلمه لعدوه مرتكبا لأشد مما حلف عليه وأعظمه.) (14).
فنجد أن ابن القيم رحمه الله فسر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ) (15) بقصد المتكلم لا بمجرد اللفظ، فمجرد اللفظ هو النهي عن قضاء الغضبان – ووردت روايات أخرى في الجوع والعطش -، أما قصد المتكلم النهي عن قضاء مشوش الذهب سواء كان التشويش نتيجته الغضب أو الهم أو الحزن ونحو ذلك ..
2 – عن جرير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) (16).
استدل بعض العلماء رحمهم الله تعالى بهذا الحديث على جواز الإحداث في دين الله تعالى طالما أنه كان حسنًا، والناظر للحديث – من بعد - قد يوافق على هذا المعنى، إلا أن الذي يعود إلى السياق، ويتمعن في النظر فيه يرى أن الأمر على غير ذلك ..
- قال الإمام الشاطبي رحمه الله وهو يرد على من استدل بهذا الحديث على جواز الإحداث في دين الله تعالى:
(قوله صلى الله عليه وسلم من سن سنة حسنة الحديث ليس المراد به الاختراع البتة والا لزم من ذلك التعارض بين الادله القطعية ان زعم مورد السؤال ان ما ذكره من الدليل مقطوع به فإن زعم انه مظنون فما تقدم من الدليل على ذم البدع مقطوع به فيلزم التعارض بين القطعى والظني والاتفاق من المحققين ولكن فيه من وجهين
احدهما انه يقال انه من قبيل المتعارضين اذ تقدم اولا ان ادلة الذم تكرر عمومها في احاديث كثيره من غير تخصيص واذا تعارضت ادلة العموم والتخصيص لم يقبل بعد ذلك التخصيص
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني على التنزيل لفقد التعارض فليس المراد بالحديث الاستنان بمعنى الاختراع وإنما المراد به العمل بما ثبت من السنة النبوية وذلك لوجهين احدهما ان السبب الذي جاء لاجله الحديث هو الصدقة المشروعة بدليل ما في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
في صدر النهار فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار او العباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فقمص وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما رآهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن واقام فصلى ثم خطب فقال يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة الآية والآية التي في سورة الحشر اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة قال فجاءه رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت
قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتهلل كأنه مذهبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سن في الاسلام سنة حسنه فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من أجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير ان ينقص من اوزارهم شيء
فتأملوا اين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من سن سنة سيئة تجدوا ذلك فيمن عمل بمقتضى المذكور على ابلغ ما يقدر عليه حتى بتلك الصره فانفتح بسببه باب الصدقه على الوجه الأبلغ فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى قال من سن في الاسلام سنة حسنة الحديث فدل على ان السنة ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي وهو العمل بما ثبت كونه سنة وان الحديث مطابق لقوله في الحديث الآخر من احيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي الحديث إلى قوله ومن ابتدع بدعة ضلالة فجعل مقابل تلك السنة الابتداع فظهر ان السنة الحسنة ليست بمبتدعة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم
ومن احيا سنتي فقد احبني ووجه ذلك في الحديث الاول ظاهر لانه صلى الله عليه وسلم
لما مضى على الصدقة اولا ثم جاء ذلك الانصاري بما جاء به فانثال بعده العطاء إلى الكفاية فكأنها كانت سنة ايقظها رضي الله تعالى عنه بفعله
فليس معناه من اخترع سنة وابتدعها ولم تكن ثابتة
ونحو هذا الحديث في رقائق ابن المبارك مما يوضح معناه عن حذيفة رضي الله عنه قال قام سائل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأل فسكت القوم
ثم ان رجلا اعطاه فأعطاه القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من استن خيرا فاستن به فله اجره ومثل أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا ومن استن شرا فاستن به فعليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم فإذا قوله من سن سنة معناه من عمل بسنة لا من اخترع سنة) (17) ..
فنجد هنا أن الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى قد بين أن خطأهم في فهم هذا الحديث الشريف راجع إلى تجريد الحديث من سياقه، فإذا عدنا إلى السياق وجدنا أن معنى (سن سنة حسنة) أي أعاد سنة للنبي صلى الله عليه وسلم قد درست وتغافل عنها الناس ..
3 – عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس من البر الصيام في السفر) .. (18) ..
أخذ الظاهرية رحمهم الله تعالى من هذا الحديث حرمة الصوم على المسافر، والناظر للنص بظاهرية سيتفق معهم في هذا الحكم، إلا أن الذي يعود إلى سياق الحديث ستتضح له الوجهة الصحيحة، فإن الحديث بتمامه هو:
(عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال: "ما هذا؟ " قالوا: صائم, قال: "ليس من البر الصيام في السفر)
- يقول الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
(أخذ من هذا: أنه كراهة الصوم في السفر لمن هو في مثل هذه الحالة ممن يجهده الصوم ويشق عليه أو يؤدي به إلى ترك ما هو أولى من القربات ويكون قوله: "ليس من البر الصيام في السفر", منزلا على مثل الحالة والظاهرية المانعون من الصوم في السفر يقولون: إن اللفظ عام والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ويجب أن تتنبه للفرق بين دلالة السياق والقرائن الدالة على تخصيص العام وعلى مراد المتكلم وبين مجرد ورود العام على السبب لا يقتضي التخصيص به كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] بسبب سرقة رداء صفوان وأنه لا يقتضي التخصيص به بالضرورة والإجماع أما السياق والقرائن: فإنها الدالة على مراد المتكلم من كلامه وهي المرشدة إلى بيان المجملات وتعيين المحتملات فاضبط هذه القاعدة فإنها مفيدة في مواضع لا تحصى وانظر في قوله عليه السلام: "ليس من البر الصيام في السفر" مع حكاية هذه الحالة مع أي القبيل هو؟ فنزله عليه.) (19) ..
فنجد في هذا النص أن ابن دقيق العيد نبه على شيء في غاية الأهمية، وهو التفريق بين قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وبين السياق الذي يقتضي التخصيص، فإن قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب تنزل على القضايا المتفقة في جوهر القضية، وإن اختلفت الصور والأشكال، كأن ينزل حكم ما من أجل فعل أحد من الناس، فلا يقتصر هذا الحكم على فلان، بل على كل من أتى بمثل فعله، أما مع الاختلاف الحقيقي، وتعليق الحكم على على معينة، فإن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:28]ـ
ثانيًا: مقاصد الشريعة ودورها في فهم النص الديني
إن الشريعة الإسلامية قد أتت كما ذكرنا من قبل بمقاصد عظيمة لها، بل كل تكاليفها راجعة إلى حفظ هذه المقاصد:
- يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى:
(تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق) (20).
فلما كان ذلك كذلك وجب على كل متصدٍ لتفسير النص الديني أن يراعي مقاصد الشريعة المطهرة في أثناء تفسيره، فقد يؤدي خلو المفسر للنص الديني عن فهم مقاصد الشريعة إلى الخطأ في فهم النص ..
لذلك كانت أصوب الاّراء وأعدلها وأسلمها وأحكمها اّراء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وذلك لأنهم جمعوا مع عدالتهم العلم بمقاصد الشريعة الإسلامية، فهم قد عايشوا صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى معايشتهم لأسباب النزول، وقوة علمهم بلغة العرب، وغير ذلك من الأدوات التي أهلتهم لفهم مقاصد الشريعة وإدراكها إدراكًت منقطع النظير:
- يقول شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى:
(قال شيخنا: وقد تأملت من هذا الباب ما شاء الله فرأيت الصحابة أفقه الأمة وأعلمها واعتبر هذا بمسائل الأيمان والنذور والعتق وغير ذلك ومسائل تعليق الطلاق بالشروط فالمنقول فيها عن الصحابة هو أصح الأقوال وعليه يدل الكتاب والسنة والقياس الجلي وكل قول سوى ذلك فمخالف للنصوص مناقض للقياس وكذلك في مسائل غير هذه مثل مسألة ابن الملاعنة ومسألة ميراث المرتد وما شاء الله من المسائل لم أجد أجود الأقوال فيها إلا أقوال الصحابة وإلى ساعتي هذه ما علمت قولا قاله الصحابة ولم يختلفوا فيه إلا كان القياس معه لكن العلم بصحيح القياس وفاسده من أجل العلوم وإنما يعرف ذلك من كان خبيرا بأسرار الشرع ومقاصده وما اشتملت عليه شريعة الإسلام من المحاسن التي تفوق التعداد وما تضمنته من مصالح العباد في المعاش والمعاد وما فيها من الحكمة البالغة والنعمة السابغة والعدل العام والله أعلم) (21).
- وقال رحمه الله أيًَضا في أنواع الرأي المحمود:
(النوع الأول: رأي أفقه الأمة وأبر الأمة قلوبا وأعمقهم وأقلهم تكلفا وأصحهم قصودا وأكملهم فطرة وأتمهم إدراكا وأصفاهم أذهانا الذين شاهدوا التنزيل وعرفوا التأويل فهموا مقاصد الرسول فنسبة آرائهم وعلومهم وقصودهم إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كنسبتهم إلى صحبته والفرق بينهم وبين من بعدهم في ذلك كالفرق بينهم وبينهم في الفضل فنسبه رأى من بعدهم إلى رأيهم كنسبة قدرهم إلى قدرهم.
قال الشافعي رحمه الله في رسالته البغدادية التي رواها عنه الحسن بن محمد الزعفراني وهذا لفظه: "وقد أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسبق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا ومن أدركنا ممن يرضى أو حكى لنا عنه ببلدنا صاروا فيما لم ليعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا أو قول بعضهم إن تفرقوا وهكذا نقول ولم نخرج عن أقاويلهم وإن قال أحدهم ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله) ... (22).
لذلك فإن مقاصد الشريعة أحد المرجحات التي يرجح بها الفقيه فهمًا معينًا لكتاب الله جل وعلا، فكلما كان رأيه أقرب إلى مقاصد الشريعة كان رأيه أقرب إلى الصواب، والعكس صحيح ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:29]ـ
- مقاصد الشريعة وتفسير القراّن الكريم
يجب على المفسر أن يكون عارفًا بمقاصد الشريعة؛ حتى لا يقع في الشطط والغلط، ويخطىء في فهم مراد الله تعالى، فالقراّن – كما قال ابن كثير رحمه الله - يرشد إلى المقاصد الصحيحة والمآخذ العقلية الصريحة ... (23).
- وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فمراد الله من كتابه هو بيان تصاريف ما يرجع إلى حفظ مقاصد الدين) (24)
ولقد راعى أئمتنا المفسرون الأفذاذ رحمهم الله تعالى مقاصد الشريعة أثناء تفسيرهم، وإليك نماذج عملية من تفسيراتهم:
1 – قال تعالى: (رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأعْنَاقِ) (25) ..
ذهب جمع من المفسرين إلى أن معنى الاّية الكريمة أن سليمان عليه السلام قام بضرب أعناق الخيل بعدما شغلته عن صلاة العصر من قول القائل: (مسح علاوته) إذا ضرب عنقه ..
وذهب اّخرون إلى أن المراد من الاّية الكريمة أنه قام بمسح أعرافها وعراقيبها حبًا لها وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ..
والقول الثاني قد رجحه إمام المفسرين الطبري رحمه الله تعالى، وكان في ترجيحه معتمدًا على مقاصد الشريعة كحفظ المال:
- يقول رحمه الله:
(وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية، لأن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لم يكن إن شاء الله ليعذب حيوانًا بالعرقبة، ويهلك مالا من ماله بغير سبب، سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنطر إليها، ولا ذنب لها باشتغاله بالنظر إليها) (26) ..
2 – قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)) .. (27)
اختلف المفسرون هل كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام ناظرًا أو مناظرًا؟؟
ورجح الإمام ابن كثير رحمه القول الثاني:
- قال رحمه الله:
(والحق أن إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، كان في هذا المقام مناظرا لقومه، مبينا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام، فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية، التي هي على صورة الملائكة السماوية، ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكته، ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر، وغير ذلك مما يحتاجون إليه. وبين في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل، وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة، وهي: القمر، وعطارد، والزهرة، والشمس، والمريخ، والمشترى، وزحل، وأشدهن إضاءة وأشرقهن عندهم الشمس، ثم القمر، ثم الزهرة. فبين أولا أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية؛ لأنها مسخرة مقدرة بسير معين، لا تزيغ عنه يمينًا ولا شمالا ولا تملك لنفسها تصرفا، بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة، لما له في ذلك من الحكم العظيمة، وهي تطلع من المشرق، ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه، ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال. ومثل هذه لا تصلح للإلهية. ثم انتقل إلى القمر. فبين فيه مثل ما بين في النجم.
ثم انتقل إلى الشمس كذلك. فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار، وتحقق ذلك بالدليل القاطع، {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} أي: أنا بريء من عبادتهن وموالاتهن، فإن كانت آلهة، فكيدوني بها جميعا ثم لا تنظرون، {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أي: إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها، الذي بيده ملكوت كل شيء، وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، كما قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] وكيف يجوز أن يكون إبراهيم [الخليل] ناظرا في هذا المقام، وهو الذي قال الله في حقه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} الآيات [الأنبياء: 51، 52]، وقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120 - 123]، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 161].
وقد ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل مولود يولد على الفطرة" وفي صحيح مسلم عن عياض بن حماد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء" وقال الله في كتابه العزيز: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] ومعناه على أحد القولين، كقوله: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} كما سيأتي بيانه.
فإذا كان هذا في حق سائر الخليقة، فكيف يكون إبراهيم الخليل -الذي جعله الله {أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120] ناظرا في هذا المقام؟! بل هو أولى الناس بالفطرة السليمة، والسجية المستقيمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك ولا ريب. ومما يؤيد أنه كان في هذا المقام مناظرًا لقومه فيما كانوا فيه من الشرك لا ناظرا قوله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنزلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)}) (28) ..
فنجد أن ابن كثير هنا قد اعتمد في ترجيحه على مقاصد الشريعة وقواعدها، فمن مقاصدها حفظ الدين، ومن حفظه التأدب مع الأنبياء عليه الصلاة والسلام، ولما كان القول بأن إبراهيم كان ناظرًا فيه ما فيه! رجح ابن كثير رحمه الله القول الثاني ..
3 - قوله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (29) ..
ذهب بعض المفسرين إلى أن قدر هنا من القدرة، وهذا القول مرفوض رفضًا تامًا:
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:
(قوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} قيل: معناه استنزله إبليس ووقع في ظنه إمكان ألا يقدر الله عليه بمعاقبته. وهذا قول مردود مرغوب عنه؛ لأنه كفر) (30).
فإذا ظن العبد أن الله تعالى لا يقدر عليه فهذا كفر والعياذ بالله، ونسبة الكفر إلى الأنبياء تخالف مقاصد الشريعة مخالفة تامة ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:31]ـ
- مقاصد الشريعة وتفسير الحديث الشريف
(يُتْبَعُ)
(/)
ما قلناه عن أهمية المقاصد في تفسير القراّن الكريم ينطبق تمامًا على السنة المطهرة، فلا بد من مراعاة المقاصد في فهم السنة الشريفة، وتفسيرات علمائنا رضي الله عنهم شاهدة على ذلك، وإليك بعضها:
1 – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه) (31).
استدل أهل الظاهر وبعض المتكلمين بهذا الحديث على جواز امتلاك الابن لأبيه، حيث قالوا إذا صح الشراء فقد صح الملك، وهذا في الحقيقة جهل منهم بمقاصد الشريعة:
- يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:
(وذهب أهل الظاهر وبعض المتكلمين إلى أن الأب لا يعتق على الابن إذا ملكه؛ واحتجوا بقوله عليه السلام: " لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه ". قالوا: فإذا صح الشراء فقد ثبت الملك، ولصاحب الملك التصرف. وهذا جهل منهم بمقاصد الشرع؛ فإن الله تعالى يقول: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} فقد قرن بين عبادته وبين الإحسان للوالدين في الوجوب، وليس من الإحسان أن يبقى والده في ملكه وتحت سلطانه؛ فإذا يجب عليه عتقه إما لأجل الملك عملا بالحديث "فيشتريه فيعتقه"، أو لأجل الإحسان عملا بالآية. ومعنى الحديث عند الجمهور أن الولد لما تسبب إلى عتق أبيه باشترائه نسب الشرع العتق إليه نسبة الإيقاع منه) (32) ..
2 - عَنْ أَنَسٌ رضي الله عنه قَالَ: {غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غَلَا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا.
فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ، إنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى وَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْلُبُنِي بِمَظْلِمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ} (33) ..
قد يُستدل بهذا الحديث على حرمة التسعير للإمام مطلقًا مهما كانت الظروف .. ..
لكن راعى العلماء رحمهم الله مقاصد الشريعة في ذلك، فقالوا إن كان الغلاء بسبب العرض والطلب أي كان غلاء طبيعيًا فليس لولي الأمر التسعير، أما إن كان سببه الاحتكار والاستغلال فهنا يجب على الحاكم التدخل:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(لولي الأمر أن يكره الناس على بيع ما عندهم بقيمة المثل عند ضرورة الناس إليه مثل من عنده طعام لا يحتاج إليه والناس في
مخمصة. فإنه يجبر على بيعه للناس بقيمة) (34) ..
- وقال رحمه الله أيضًا: -
(ومن هنا يتبين أن السعر منه ما هو ظلم لا يجوز ومنه ما هو عدل جائز فإذا تضمن ظلم الناس وإكراههم بغير حق على البيع بثمن لا يرضونه، أو منعهم مما أباحه الله لهم: فهو حرام.
وإذا تضمن العدل بين الناس مثل إكراههم على ما يجب عليهم من المعاوضة بثمن المثل، ومنعهم مما يحرم عليهم من أخذ زيادة على عوض المثل: فهو جائز، بل واجب. فأما الأول فمثل ما روى أنس " قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله لو سعرت؟ فقال: إن الله هو القابض الباسط الرازق المسعر وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال "، رواه أبو داود والترمذي وصححه. فإذا كان الناس يبيعون سلعهم على الوجه المعروف من غير ظلم منهم وقد ارتفع السعر إما لقلة الشيء وإما لكثرة الخلق: فهذا إلى الله. فإلزام الخلق أن يبيعوا بقيمة بعينها إكراه بغير حق. وأما الثاني فمثل أن تنفع أرباب السلع من بيعها مع ضرورة الناس إليها إلا بزيادة على القيمة المعروفة فهنا يجب عليهم بيعها بقيمة المثل ولا معنى للتسعير إلا إلزامهم بقيمة المثل فيجب أن يلتزموا بما ألزمهم الله به. وأبلغ من هذا أن يكون الناس قد التزموا ألا يبيع الطعام أو غيره إلا أناس معروفون لا تباع تلك السلع إلا لهم، ثم يبيعونها هم، فلو باع غيرهم ذلك منع إما ظلمًا لوظيفة تؤخذ من البائع، أو غير ظلم، لما في ذلك من الفساد فههنا يجب التسعير عليهم بحيث لا يبيعون إلا بقيمة المثل ولا يشترون أموال الناس إلا بقيمة المثل بلا تردد في ذلك عند أحد من العلماء) .. (35) ..
3 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ) (36) ..
قد يُفهم من هذا الحديث الشريف حرمة سفر المرأة دون محرم مطلقًا ..
لكن علماءنا الذين استعانوا في فهمه بالمقاصد الشرعية رأوا خلاف ذلك:
- قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى:
(لم يختلفوا في أنه ليس للمرأة السفر في غير الفرض (37) إلا مع زوج أو محرم إلا كافرة أسلمت في دار الحرب أو أسيرة تخلصت. وزاد غيره أو امرأة انقطعت من الرفقة فوجدها رجل مأمون فإنه يجوز له أن يصحبها حتى يبلغها الرفقة) (38) ..
إذن ففرار المسلمة من دار الكفر إلى دار الإسلام يجوز من غير المحرم؛ لأن فيه حفظًا للدين، وحفظها من أهم مقاصد الشريعة ..
وسفر الأسيرة التي هربت أو غيرها ممن تعرضت لضرورة جائز دون محرم لأن فيه حفظًا للنفس والعرض وغيرهما من مقاصد الشريعة الإسلامية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:32]ـ
- خاتمة البحث
رأينا فيما مضى كيف أن علماءنا فهموا النصوص الشرعية في ضوء السياق وفي ضوء المقاصد الشرعية، ولم يعتمدوا فقط على ظواهر الألفاظ ...
ولقد عرف الفكر الإسلامي على مر مراحله ثلاث مدارس مختلفة:
1 – مدرسة وقفت عند ظواهر النصوص، ولم تتعرض لمقاصد الشريعة، ولم تلتفت لسياق النص، وهي مدرسة الظاهرية ..
2 – مدرسة على العكس من الأولى تمامًا حاربت النصوص، وتعسفت في التعامل معها باسم المصلحة والمقاصد، فجاءت اّراؤهم منحرفة تمامًا عن الدين الشريف ..
3 – مدرسة متوسطة معتدلة، عظمت النصوص ووقرتها، لكنها فهمتها في ضوء سياقاتها، وفي ضوء مقاصد الشريعة، وفي ضوء أفهام الصحابة التي تعد أصوب الأفهام ...
والمدرسة الأخيرة هي المدرسة التي سار عليها أغلب علماء الأمة رحمهم الله تعالى ..
فقد حارب علماؤنا منكري النصوص، والمتعسفين في التأويل؛ لذلك وضعوا للتأويل شروطًا صارمة من أهمهما ألا يعطل النصوص الشرعية:
- قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:
(قال:بعض الأصوليين كل تأويل يرفع النص أو شيئا منه فهو باطل) (39).
ولقد تواترت نصوص الأئمة رضوان الله تعالى عليهم على الدعوة إلى اتباع نصوص الكتاب والسنة والعض عليهما بالنواجذ ..
وأيضًا فإن غالب الأئمة رحمهم الله تعالى لم يرضوا بطريقة الظاهرية رحمه الله تعالى، خاصة وأن طريقتهم قد أوقعتهم في شذوذات عجيبة!
- قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
(مما يعلم بطلانه قطعا: ما ذهبت إليه الظاهرية الجامدة: من أن الحكم مخصوص بالبول في الماء حتى لو بال في كوز وصبه في الماء: لم يضر عندهم أو لو بال خارج الماء فجرى البول إلى الماء: لم يضر عندهم أيضا والعلم القطعي حاصل ببطلان قولهم لاستواء الأمرين في الحصول في الماء وأن المقصود: اجتناب ما وقعت فيه النجاسة من الماء وليس هذا من مجال الظنون بل هو مقطوع به) (40).
- وعلق الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى على قول الظاهرية رحمهم الله تعالى بجواز تغطية المحرم الحي لوجهه وعدم جواز تغطية المحرم الميت لوجهه فقال:
(وفيه قول ثالث شاذ: إن كان حياً، فله تغطية وجهه، وإن كان ميتاً، لم يجز تغطيةُ وجهه، قاله ابنُ حزم، وهو اللائق بظاهريته) (41) ..
- لذلك اختلف علماء الأصول رحمهم الله تعالى في الاعتداد بخلاف الظاهرية فذهب كثير منههم إلى عدم الاعتداد بخلافهم، ورجح الإمام أبو عمرو بن الصلاح أنه لا يُعتد بخلافهم فيما شذوا فيه كمسألة التغوط في الماء الراكد، وقولهم بعدم القياس في الأصناف الربوية، وغيرها من المسائل الشنيعة – على حد تعبير ابن الصلاح – أما فيما عدا ذلك من المسائل فإنه يعتد بخلافهم .. (42) ..
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يجعل ما كتبته في موازين حسناتي، إنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:33]ـ
الإحالات
1 - إعلام الموقعين ج1 ص225 - الناشر: مكتبة الكليات الأزهرية، مصر، القاهرة.
الطبعة: 1388هـ/1968م.
2 – الرسالة ص 274 – 275 - المحقق: الشيخ أحمد شاكر.
الناشر: مكتبه الحلبي، مصر
الطبعة: الأولى، 1358هـ/1940م.
3 – الموافقات ج2 ص318 – 319 – المحقق: الشيخ عبد الله دراز.
الناشر: دار الحديث – القاهرة – مصر.
الطبعة: 1427 – 2006.
4 – البحر المحيط في أصول الفقه ج4 ص 357. المحقق: محمد محمد تامر.
الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
الطبعة: الطبعة الأولى، 1421هـ / 2000م.
5 – المصدر السابق.
6 – مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية مع شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص84.
المحقق: إسلام منصور.
الناشر: دار البصيرة – مصر - الإسكندرية.
7 – اّل عمران 31.
8 – جامع البيان في تأويل القرآن ج6 ص323.
المحقق: الشيخ أحمد محمد شاكر.
الناشر: مؤسسة الرسالة.
الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
9 – المصدر السابق ص324.
10 – هود 35.
11 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج9 ص29.
المحقق: هشام سمير البخاري.
الناشر: دار عالم الكتب، الرياض، المملكة العربية السعودية.
الطبعة: 1423هـ/ 2003م.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 – الفاتحة 4.
13 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج1 ص134.
المحقق: سامي بن محمد سلامة.
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع.
الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م.
14 – إعلام الموقعين ج1 ص217.
15 – رواه البخاري في صحيحه – كتاب الأحكام – باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟
16 – رواه مسلم في صحيحه – كتاب الزكاة – باب الحث على الصدقة وأنواعها وأنها حجاب من النار.
17 – الاعتصام للشاطبي ج1 ص123 – 14.
المحقق: مكتب البحوث والدراسات.
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان.
الطبعة: الأولى 1423 – 2002.
18 – رواه النسائي في سننه – كتاب الصيام – باب ما يكره من الصيام في السفر.
19 – إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد ص277 – 278.
المحقق: مصطفى شيخ مصطفى و مدثر سندس.
الناشر: مؤسسة الرسالة.
الطبعة: الطبعة الأولى 1426 هـ - 2005 م.
20 – الموافقات ج2 ص265.
21 – إعلام الموقعين ج2 ص57.
22 – المصدر السابق ج1 ص79 – 80.
23 – تفسير ابن كثير ج7 ص63.
24 – تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور ج1 ص37.
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان.
الطبعة: الأولى، 1420هـ/2000م.
25 – سورة ص 33.
26 – تفسير الطبري ج21 ص196.
27 – الأنعام من 74 – 79.
28 – تفسير ابن كثير ج3 ص292 – 293.
29 – الأنبياء 87.
30 – تفسير القرطبي ج11 ص331.
31 – رواه مسلم في صحيحه – كتاب العتق – باب فضل عتق الوالد.
32 – تفسير القرطبي ج5 ص7.
33 – رواه الترمذي في سننه – كتاب البيوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – باب ما جاء في التسعير.
34 – مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ج28 ص75 – 76.
المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم.
الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
الطبعة: 1416هـ/1995م.
35 – المصدر السابق ص76 – 77.
36 – رواه البخاري في صحيحه – كتاب جزاء الصيد – باب حج النساء ..
37 – أي في حج الفريضة.
38 – فتح الباري ج4 ص76.
المحقق: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز والشيخ محب الدين الخطيب.
رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها:الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي.
الناشر: دار الفكر (مصور عن الطبعة السلفية).
39 – المستصفى ج2 ص59.
المحقق: محمد بن سليمان الأشقر.
الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.
الطبعة: الأولى، 1417هـ/1997م.
40 – إحكام الأحكام ص22.
41 – زاد المعاد ج2 ص44.
الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.
الطبعة: الثالثة, 1406هـ/1986م.
42 – فتاوى ابن الصلاح في التفسير والحديث والأصول والفقه ص69.
المحقق: د. عبد المعطي أمين قلعجي.
الناشر: دار الوعي – حلب.
الطبعة: الأولى: 1403 – 1983.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:33]ـ
كتب استفدت منها في بحثي ولم ترد في الإحالات:
1 – التصور اللغوي عند الأصوليين للدكتور السيد أحمد عبد الغفار.
2 – السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها للدكتور يوسف القرضاوي.
3 – قواعد الترجيج عند المفسرين للدكتور حسين الحربي.
4 – مقاصد الشريعة الإسلامية للأستاذ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 09:57]ـ
للأهمية يراجع http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15658(/)
في فتوى للشبكة الإسلامية: التحذير من كتابات (السقاف)
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:01]ـ
رقم الفتوى: 39089
عنوان الفتوى: التحذير من كتابات (السقاف)
تاريخ الفتوى: 24 شعبان 1424/ 21 - 10 - 2003
السؤال
السلام عليكم قرأت في بعض المواقع عن رجل يدعى "حسن بن علي السقاف"، وهو يرد في كتب كثيرة على الألباني بردود فظيعة حتى أنه يقول إنه لا يعلم شيئاً في علم الحديث، وينصح الألباني بأن يسمي السلسلة الصحيحة بالضعيفة والعكس، فمن هذا الرجل، وهل هو صوفي؟ نرجو التوضيح، فالأمر يخص محدث العصر؟! جزيتم خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الرجل المدعو حسن السقاف له كثير من الخلط والخبط في العقيدة، وله إساءات بالغة على كثير من أهل العلم المنتسبين إلى منهج السلف، فيسميهم مشبهة وحشوية ومجسمة، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومن المعاصرين الشيخ الألباني والشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين، وقد ذكر صاحب كتاب "كتب حذر منها العلماء" الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مؤلفات هذا الرجل السقاف ضمن هذه الكتب التي قد وقع التحذير منها، ومن ذلك:
كتاب: عقيدة أهل السنة والجماعة.
كتاب: بهجة الناظر في التوسل بالنبي الطاهر.
كتاب: الإغاثة بأدلة الاستغاثة.
كتاب: إلقام الحجر للمتطاول على الأشاعرة من البشر.
كتاب: تلقيح الفهوم العارية في نفي لفظ "أين الله" وعدم ثبوته في حديث الجارية.
هذه بعض مؤلفاته المحشوة بالسموم، وقد تولى عدد من الأفاضل الرد عليه ومن هؤلاء:
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان في كتابه: الكشاف عن ضلالات حسن السقاف.
الشيخ علي الحلبي في كتاب: الأنوار الكاشفة لتناقضات السخاف الزائفة، وكتاب الإيقاف على أباطيل قاموس شتائم السقاف.
والشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد في كتابه: الإتحاف بعقيدة الإسلام والتحذير من جهمية السقاف.
وغير هؤلاء، ولمزيد من الفائدة يراجع كتاب: "كتب حذر منها العلماء" ص 296 فما بعدها.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 08:15]ـ
هذا الرجل ضال مضل، قاتله الله
وله من السموم الشيء الكثير، وقد جمع كل ضلالات من قبله
نسأل الله السلامة و العافية(/)
نصيحة نافعة ووصية جامعة
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 09:18]ـ
نصيحة نافعة ووصية جامعة
للعلامة السّلفي
الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله تعالى -
1359هجرية - 1940 ميلادية
اعلموا - جعلكم الله من وعاة العلم , ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم , وجملكم بعزة الاتباع , وجنّبكم ذلة الابتداع - أن الواجب على كل مسلم في كل مكانٍ وزمانٍ أن يعتقد - عقداً يتشرّبُهُ قلبه , وتسكنُ له نفسه , وينشرح له صدره , ويلهجُ به لسانه , وتنبني عليه أعماله - أنّ دين الله تعالى - من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان - إنما هو في القرآن والسنّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين , وأن كل ماخرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول - قولاً كان أو عملاً أو اعتقاداً أو حالاً - فإنه باطل من أصله مردود على صاحبه ,كائناً من كان في كل زمانٍ ومكان.
هذه نصيحتي لكم ووصيتي أفضت بها إليكم فاحفظوها واعملوا بها , تهتدوا وترشدوا - إن شاء الله تعالى - فقد تضافرت عليها الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أساطين الملّة من علماء الأمصار وأئمّة الأقطار وشيوخ الزّهد الأخيار , وهي لعمري الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان , ولا يردّها إلاّ أهل الزيغ والبهتان!.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 12:41]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 04:08]ـ
جزاك الله خير الجزاء ........
فائدة تخط بماء الذهب ......
حبذا لو أتحفتنا بالمصدر ...........
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 04:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه النصيحة حرّرها الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله - في خاتمة رسالة " جواب سؤال عن حسن مقال "
وقد اعتنى بها وعلق عليها فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن محمود - حفظه الله - , وقد طبعت هذه الرسالة ضمن كتاب " ابن باديس - حياته وآثاره " (3/ 152 - 174) , جمع الدكتور عمار طالبي , نشر الشركة الجزائرية.
وطبعت ضمن كتاب " صراع بين السنة والبدعة " (1/ 69 - 88) للشيخ أحمد حماني - رحمه الله -
وطبعت ضمن " آثار الإمام عبد الحميد بن باديس " (3/ 213 - 232) , نشر وزارة الأوقاف بالجزائر.
وما أجمله الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله- في هذه الوصية ,, توسع فيه في رسالته العقائد الإسلامية
ولشيخنا محمد علي فركوس تعليق ماتع على رسالة العقائد الإسلامية تجده في موقعه.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 11:09]ـ
أرجوا المعذرة فقد وقع مني سهو في ذكر العنوان الصحيح للرسالة , فبدل سوء مقال وضعت حسن مقال , فهي:" جواب سؤال عن سوء مقال ". للشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -(/)
دورات حفظ الصحيحين والسنن -بالمسجد الحرام بمكة (العطلة الصيفية):: للشيخ يحيى اليحيى::
ـ[ابومحمد السبيعي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عجل , وبادر
دورات حفظ السنة بالمسجد الحرام
بمكة المكرمة
الدورة الثامنة (1429هـ)
http://up.joreyat.org/24Apr2008/1234567.jpg
:: :: مقر الدورة::::
فندق مجاور للحرم.
:::: توقيت الدورة::::
البداية: يوم الجمعة 22/ 6 / 1429هـ
النهاية: يوم الأربعاء 5/ 8 / 1429هـ
:::: مدة الدورة::::
(40) يوماً
:::: فروع الدورة::::
الفرع الأول: حفظ (المتفق عليه) من الجمع بين الصحيحين.
الفرع الثاني: مراجعة (المتفق عليه) مع حفظ حاشية مسلم + حفظ مفردات البخاري ومسلم.
الفرع الثالث: حفظ السنن.
الفرع الرابع: مراجعة الصحيحين والسنن + حفظ المسند.
:::: شروط الدورة::::
1 - حفظ القرآن الكريم (كاملاً).
2 - اجتياز المقابلة.
:::: للتسجيل في الدورة::::
عن طريق موقع الدورة على الرابط:
http://www.alwahyain.net/site111/
أو الاتصال على جوال الدورة
:::: آخر يوم للتسجيل:::::
1/ 5 / 1429هـ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[ابومحمد السبيعي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 01:35]ـ
:: تنبيه::
مقره الدورة: في المسجد الحرام بمكة المكرمة!
السكن: فندق مجاور للحرم!
الدورة تتكفل طيلة أيامها بـ:
1 - أجور السكن.
2 - التغذية.
3 - النظافة (الملابس)!
ـ[ابومحمد السبيعي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 02:39]ـ
للرفع ..
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
والشيخ يحيى اليحيى له جهود وقد تخرج على يديه
ثلة من العلماء وطلبة العلم .. منهم الشيخ: يوسف الغفيص عضو هيئة كبار العلماء
والشيخ: تركي الغميز والشيخ عمر المقبل وغيرهم من طلابة العلم نفع الله بالجميع.(/)
فائدة في تحقيق معنى القيراط الذي وقع في حديث الجنازة
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:50]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:
لم أزل حريصاً على معرفة المراد بالقيراط في هذا الحديث، وإلى أي شيء نسبته حتى رأيت لابن عقيل فيه كلاماً، قال القيراط: نصف سدس درهم مثلاً، أو نصف عشر دينار، ولا يجوز أن يكون المراد هنا جنس الأجر، لأن ذلك يدخل فيه ثواب الإيمان وأعماله كالصلاة والحج وغيره، وليس في صلاة الجنازة ما يبلغ هذا. فلم يبق إلا أن يرجع إلى المعهود، وهو الأجر العائد إلى الميت ويتعلق بالميت أجر الصبر على المصاب فيه. وأجر تجهيزه وغسله ودفنه والتعزية به، وحمل الطعام إلى أهله وتسليتهم، وهذا مجموع الأجر الذي يتعلق بالميت، فكان للمصلي والجالس إلى أن يقبر سدس ذلك أو نصف سدسه إن صلى وانصرف، قلت: كان مجموع الأجر الحاصل على تجهيز الميت من حين الفراق إلى وضعه في لحده وقضاء حق أهله وأولاده وجبرهم ديناراً مثلا فللمصلي عليه قيراط من هذا الدينار، والذي يتعارفه الناس من القيراط أنه نصف سدس، فإن صلى عليه وتبعه كان له قيراطان منه، وهما سدسه وعلى هذا، فيكون نسبة القيراط إلى الأجر الكامل بحسب عظم ذلك الأجر الكامل في نفسه، وكلما كان أعظم كان القيراط منه بحسبه فهذا بين ههنا. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: من اقتنى كلباً إلا كلب ماشية أو زرع نقص من أجره أو من عمله كل يوم قيراط، فيحتمل أن يراد به هذا المعنى أيضاً بعينه، وهو نصف سدس أجر عمله ذلك اليوم ويكون صغر هذا القيراط وكبره بحسب قلة عمله وكثرته، فإذا كانت له أربعة وعشرون ألف حسنة مثلاً نقص منها كل يوم ألفا حسنة وعلى هذا الحساب، والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مبلغ الجهد في فهم هذا الحديث.
بدائع الفوائد (2/ 123) المكتبة التوقيفية.
منقول(/)
خطبة الشيخ عبد المحسن القاسم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 07:34]ـ
خطبة الشيخ عبد المحسن القاسم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً 0
أما بعد:- فاتقو الله عباد الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى
أيها المسلمون:-
كان الناس أمةً واحدة على الفطرة القويمة فاجتالت الشياطين من حاد منهم عن الطريق السوي فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين والشيطان ملازم للإنسان يوسوس له ويغويه ومن رأفة الله بعباده أن جعل للبشر أعواناً من جنسهم يدعونهم إلى الخير ويحذرونهم من الفتن وإتباع الهوى وهم الرسل وأتباعهم قال سحانه {إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك} وقال جل وعلا {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} وقال شعيب عليه السلام {وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط} وقال الله لنبينا محمد ? {يا أيها المدثر قم فأنذر} ومن صفات نبينا محمد ? في كتاب الله أنه آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر قال عز وجل عنه مثنياً عليه {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر} والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الدين وهو المهمة التي بعث الله بها النبيين وقدمه الله في آيات على الإيمان بالله مع أنه جزء منه قال سبحانه {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} وذكره سبحانه قبل الصلاة والزكاة قال عز وجل {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} قال ابن العربي رحمه الله: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين وعمدة من عمد المسلمين وهو فرض على الجميع وهو فرض على جميع الناس مثنى وفرادى ولافلاح لهذه الأمة إلا بإقامته قال جل شأنه {ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وأقسم الله أن الإنسان خاسر إلا إن أمر بالخير ونهى عن ضده قال سبحانه {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق – أي بالأمر والنهي - وتواصوا بالصبر} 0
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول أهل السنة والجماعة يعتقدون شرعيته بقلوبهم ويقرون به بألسنتهم ويؤدونه بجوارحهم بحسب استطاعتهم قال شيخ الإسلام ثم هم أي أهل السنة مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدينون بالنصيحة للأمة ويعتقدون معنى قوله ? المؤمن للمؤمن كالبنيان قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله متى تخلف العمل بموجب ما اعتقدوه دل على تخلف الاعتقاد ومتى ضعف دل على ضعف الاعتقاد ولقد كان الصحابة يبايعون النبي عليه قال جرير بن عبدالله ? (بايعت النبي على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم) متفق عليه وإقامته من شكر نعم الله على العبيد قال سبحانه {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر} وهو من مكفرات الذنوب والخطايا قال النبي ? (فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) متفق عليه وهو صدقة من الصدقات قال النبي عليه الصلاة والسلام (وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة) وأمر النبي من جلس في طريق أن يؤدي تلك العبادة وهو على حاله قال عليه الصلاة والسلام (إذا أتيتم إلى المجالس فأعطوا الطريق حقها قال وماحق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر) متفق عليه 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وواجب الحسبة ليس خاصاً بفئة دون أخرى بل كل فردٍ مكلَّفٌ بأداء تلك الطاعة قال عليه الصلاة والسلام (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم قال ابن عطية (والإجماع منعقد على أن النهي عن المنكر فرض على من أطاقه) 0 وهو دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام ومعنى من معاني الخير والحب للأمة ومن أسباب نيل رحمة الله على العباد وأمارة على ائتلاف المجتمع وتعاضده فالخير في الناس ماضٍ والفطر مجبولة عليه وعلى حب من دعاها إليه فلا تتوانى أيها المسلم والمسلمة عن أداء تلك العبادة ودعوة الآخرين والصبر عليهم والحلم معهم فقلوبهم للخير مقبلة والأجر على قدر الإخلاص والنصب واحذر السآمة وعاود النصيحة تلو الأخرى بحكمة، نوح عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم سراً وجهاراً ليلاً ونهاراً قال النووي (لايسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لايفيد في ظنه) 0
بتركه يرد دعاء المسلمين قال النبي ? (والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) رواه الترمذي والإعراض عنه من أسباب هلاك الأمم قال عز وجل {لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكان يفعلون} قال النبي ? إن أول مادخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ماتصنع فإنه لايحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض) رواه أحمد قال الحسن مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وإلا كنتم أنتم الموعظات 0
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة شرعت لكل الأمم والله أثنى على من قام بها من اليهود والنصارى قبل نسخ دينهم قال سبحانه {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات} وقال لقمان وهو من الأمم السابقة ينصح ابنه (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك) فلا عجب في هذه الأمة إذاً إن أمر رجل بأداء الصلاة أو ذكّرت امرأة بالحجاب أوأرشد تائه إلى طريق الرشاد أوكُفَّ شرُّ ساحرٍ عن العباد 0
أيها المسلمون:-
الدين عند الله الإسلام وأبى الله إلا أن يتمه قال سبحانه {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره} قال ابن كثير مثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفيء شعاع الشمس بنفخة وهذا لا سبيل إليه فكذلك ما أرسل الله به رسوله لابد أن يتم ويظهر0 والله سبحانه تكفل بنشر هذا الدين وفتح القلوب له قال النبي (ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار أي ماطلع عليه الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا دخله هذا الدين) رواه أحمد ولن يشاد أحد هذا الدين أو يرد أحكامه وشرعه إلا غلبه 0 قوم هود لما قالوا لنبيهم سواء علينا أو عظت أم لم تكن من الواعظين أرسل الله عليهم الريح العقيم 0 وقوم لوط لما قالوا لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين أخذتهم الصيحة مشرقين، ومن زعم أنه سيطفيء الدين أو يبطل شعيرة من شعائره فقد طلب محالاً قال جل وعلا {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون} وما عادى أحد هذا الدين أو أهله إلا أذله الله قال فرعون لأتباع موسى لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين فأغرقه الله بالماء، وقوم شعيب سخروا بنبيهم وقالوا له أصلاتك تأمرك أن نترك مايعبد آباؤنا أو نفعل في أموالنا مانشاء فأخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين 0 ومن لمز شعيرة من شعائر الله أو سخر منها أو أبغضها فقد عرض نفسه لوعيد الله وقوله قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم 0 ومن طلب الرفعة والعزة والعلو فلن يجدها في غير التمسك بالدين قال سبحانه {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً} بالدين بقيت سير الأنبياء والصحابة والسلف خالدة وبمعاداة الدين طويت أيام أبي جهل وأبي لهب وأُبيّ وأصبحت كاسدة 0 فأقبل على هذا الدين بقلبك ولسانك وجوارحك وافرح به وبأحكامه وتمسك به واثن عليه وشِدْ به وعظمه في المجالس والمحافل وغيرها وأظهر فضائله ومحاسنه وادع غيرك إليه وأعلن سرورك بهدايتك إليه قال سبحانه {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ومجد رب العالمين
فما قرب أحد من الدين إلا عز وعظم وسدد الله أقواله وأفعاله قال النبي عليه الصلاة والسلام (ليس أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك مدح نفسه) متفق عليه ومن قام بالدين والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فحقه الشكر والثناء والتبجيل والدعاء الأنصار نصروا دين الله فقال عنهم النبي ? (الأنصار لايحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله) رواه مسلم وورقة بن نوفل ابن عم النبي عاش في الجاهلية بفطرته وأدرك نزول الوحي على النبي وهو شيخ مسن وتمنى إدراك الرسالة لنصرة الدين وقال للنبي ياليتني فيها جذعاً أي شاباً حين يخرجك قومك وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً فمن عاش في الإسلام أولى بنصره ونشره ومحبته ممن عاش في الجاهلية وتمنى أن يدرك النبي وينصر دينه0
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم(/)
جنايات على العلم والمنهج (2) ... تحرير أقوال العلماء عبر النقل والعزو المرسل ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 09:14]ـ
جنايات على العلم والمنهج (2) ... تحرير أقوال العلماء عبر النقل والعزو المرسل والتقصير في طلب الرواية والإسنادِ في ذلك.
قال الإمام عبد الله بن المبارك: ((الإسناد من الدين، ولولا الإسنادُ لقال من شاء: ما شاء)).
وقال ابن المبارك أيضاً: ((مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم)).
وقال: ((بيننا وبين القوم القوائم ـ يعني ـ الإسناد))
قال أبو عبد الله الحاكم: ((فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقل الأسانيد فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بُتْراً)).
قلتُ: وشرف الإسناد وضرورة طلبه لا تختص بالمرفوعات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،بل هي كذلك في كل قول يُنسبُ إلى قائل، وما أعلم باباً من أبواب العلم تساهل أهل العلم في إسناده =غير أبواب الزهد والحكمة مع تأكيدهم على استحباب طلب الإسناد لها.
وهكذا بقيت الأمة أمة إسناد لا يرضى الواحد منهم أن ينسب مقالة لقائل إلا ويسوق سنده إلى هذا القائل،لا يُستثنى من ذلك إلا مجالس يثقل فيها سوق الإسناد لعلم الحاضرين به وكونه ليس موضع مشاححة ..
وبتناقص الزمان تتناقص الهمم ويتناقص العلم ويتناقص الحرص ويغلب طلب السهولة على الناس، وغلب على نفر من المتفقهة الذين لم يكن لهم بالحديث عناية=هجر الإسناد والاسترواح إلى النقل المُجرد العاري عن سوق الإسناد، وغلبت الثقة بالناقل على الناس فصاروا يتبعون الناقل في نقله من غير تثبت ولا روية ولا طلب إسناد والكل متلازم ..
حتى إذا هجم القرن الخامس الهجري أخذت الرواية في الخفوت حتى انزوت تماماً وأصبحت تُساق لمرادات أُخر غير مراد توثيق نسبة الكلام إلى قائله ... ولولا طبقة البيهقي وابن عبد البر لأوشكت كتب الفقهاء المرسلة غير المسندة أن تكون هي السمة العامة لهذا القرن ...
ولله در القائل: والأسانيد متى خفيت اختلط صادق الأنباء بكذبها، وصحيح الأخبار بضعيفها، والتبس الحق بالباطل، فَصُوِّرَ في الأذهان مالم يكن، ومُثل في العقول مالم يقع، وأخطأ اللاحق سنة السابق، وضل الآخر سبيل الأول، وتشعب الرأي، وافترق النظر، وكثرت المذاهب، فشاع الخلاف، وعمَّت الفرقة، لايذهل عن ذلك عاقل، ولا يرتاب فيه عالم.
فإلى القرن الخامس كنا قد انتهينا إذاً وفيه استهلت صارخة نكبات التقليد .. فكان العلم عند كثير من حملة العلم يومها =نقل قول إمام متقدم، ثم حسبه حكاية قوله، فصار قول المتكلم حجة المتأخر،ورأي السابق دليل اللاحق، ومذهب الأول برهانُ الآخر ... وحتى الحوادث والنوازل التي لا يُعرف للإمام السابق فيها قول ماكان حكمها يُطلب من الأدلة وإنما كان يُخرَّج تخريجاً على أقوال الإمام وما يُظن أنه أصوله .. وقُرِنَ ذلك بتعظيم الأئمة الأربعة حتى أوشك البعض على القول أنهم خُلَقوا خلقاً غير خلق الناس، وأنهم لا يُدانيهم غيرهم فضلاً وعلماً وعملاً ..
وإلى هذه الطبقة كان الإسناد موجوداً في بعض الكتب المتداولة وإن هُجر في مجالس الدرس والتعليم ...
حتى استهل القرن السادس ومعه بلية أخرى .. فقد ضعفت الهمم، وخمدت العزائم، فصار الناس إلى طلب مختصرات يختصرون فيها الكتب التي وصلتهم مسندة متصلة .. فصار الناس إلى حذف الأسانيد، ثم عم هجرها فكأنه وباء سرى في الناس حتى سرى إلى أعيان الحفاظ وأعلام المحدثين ... فلما شاع ذلك وكثر ألف فلم يستغرب وقبل فلم يستنكر، وصار من أراد التصنيف جمع ما عنده من كتب المتقدمين فجردها من الإسناد، وولف بينها وكتب مقدمة صرَّح فيها بمصادره، فما هو إلا أن تحذف منها أسانيدها،حتى تتشابه كلها، فلا يتميز صدقها من كذبها، ولا حقها من باطلها .. وباتت كلها في الظاهر سواء، فقد خفيت أسانيدها وجهلت أصولها ... ولما كانت تلك طريقة سهلة .. فقد كثرت التصانيف،وفاضت التآليف، عارية عن الإسناد،مبتوتة الصلة بأصولها المأخوذة عنها ... وثقل الأمر على النُساخ .. فأَنسيت كتب كتباً .. وشغلت تصانيف محل تصانيف ... وصار المختصر المعتصر المجرد هذا يستبدل بالأصل المطول في مجلدات .. فهو أرخص ثمناً وأخف حملاً وأقل مؤنة .. وحتى صار عالي الهمة من أهل
(يُتْبَعُ)
(/)
العلم يطلب الأصل المسند السنين الطوال فلا يستطيع تحصيله .. فإذا حصله كان بآلاف الدنانير .. وصرنا نحنُ إلا هذا الزمان لا نجدُ من كتاب عظيم جليل كسنن البيهقي=إلا نسخة ملفقة من عدد من النسخ فنخرج عليها الكتاب .. ووالله لو شُغل النساخ والطلاب بتلكم الأصول لما ضاعت وضيعت جم العلم معها ... وقُرِنَ ذلك بتعظيم ما أسموه: علوم الاجتهاد، وتضييق سبيل العلم بالرواية والرواة، والدعوة إلى الاكتتفاء في نقد السنة بنقل قول عالم من العلماء ولو كان الحاكم،وصار الناس إلى كتب أحاديث الأحكام مجردة الأسانيد، و .. وصار علم الرواية والحديث علماً للمفاليس لا غير .. لا تُدرس منه سوى رسوم نظرية غلبت عليها الصبغة الأصولية الفقهية .. ورحم الله أبا حاتم وأبا زرعة ومشيخة النقاد ..
ومع قلة الرواية وقلة العناية بطلب الإسناد يكثر شيئان:
الدعاوى، والقياس ...
أما القياس فله حديث آخر ...
أما الدعاوى فهي حديثنا ...
فقد آلت إلينا تركة حفتها الدعاوى من كل جانب ....
إجماعات تحكى .........
وقال واشتهر فلم يعلم فيهالخلاف فكان إجماعاً ..
وأقوال إلى الجماهير وأكثر العلماء تُنسب ....
وهو قول أبي حنيفة ....
وهو قول مالك ....
وهو قول الشافعي ....
وهو قول أحمد ....
وبه كان يقول أبو الحسن الأشعري ...
وصارت تجبهك تلك الدعاوى أينما ذهبتَ ...
وليست الدعاوى تُذم لمجردها وإنما تُذم إذا عريت عما يؤيدها من الحجة والبرهان ...
فإذا قلتَ: فما الحجة والبرهان فيما نحن فيه (؟؟؟)
قلنا: لانطلب حجةً ولا برهاناً فوق ما صار عليه سلفنا القرون المتتابعة إما نقل من كتاب صحت نسبته لمؤلفه .. وإما إسناد .. أو شبه الإسناد من النقل المتصل بالطبقات عن الإمام الذي نسب له القول ... وهل بريء ديننا من التحريف وهل حُفظ من أن يُدس فيه ماليس منه =إلا بما ذُكر ....
أما مجرد النقل المرسل والعزو المجرد عن الإسناد من ناقل لم يدرك الإمام المنقول عنه فلا والله لا نثق به ثقتنا بالرواية ولا نركن إليه ركوننا للإسناد .. ولا يُكتفى به بمجرده في نسبة المقالات لقائليها ...
فإن قلتَ: فهل تُطرح هذه المنقولات جملة ويُرمى ويُضرب بها عرض الحائط (؟؟؟)
قلنا: لا بالطبع ...
ولكن هذه المنقولات يعتورها الخطأ في النقل ... والخلل في الإسناد المستور ... والوهم في ضبط المنقول على وجهه ... ويخلط أولئك النقلة فيجعلون ما هو من مقولات أصحاب الإمام =قولاً منصوصاً للإمام نفسه ..
يقول شيخ الإسلام: ((وَهُنَا مَسْأَلَةٌ ثَانِيَةٌ قَدْ يُظَنُّ أَنَّهُ أَرَادَهَا وَلَمْ يُرِدْهَا لَكِنَّا نَتَكَلَّمُ عَلَى تَقْدِيرِ إرَادَتِهَا وَهُوَ أَنَّ مَنْ الْتَزَمَ مَذْهَبًا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ عَنْهُ قَالَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَد وَكَذَلِكَ غَيْرُ هَذَا مَا يَذْكُرُهُ ابْنُ حَمْدَان أَوْ غَيْرُهُ-أي عن أحمد-؛ يَكُونُ مِمَّا قَالَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَنْصُوصًا عَنْهُ وَكَذَلِكَ مَا يُوجَدُ فِي كُتُبِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ كَثِيرٌ مِنْهُ يَكُونُ مِمَّا ذَكَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِمْ وَلَيْسَ مَنْصُوصًا عَنْهُمْ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ الْمَنْصُوصُ عَنْهُمْ خِلَافَ ذَلِكَ)).
بل وأكبر من ذلك أن الكثير مما ينقلونه عن الأئمة وينسبونه إليهم= إنما حصله الناقل استنباطاً وتخريجاً على أصول الإمام ثم هو بعدُ يستجيز أن ينسبه لإمامه تصريحاً فيقول: قال الشافعي .... أو أقل رتبة في الإيهام كأن يقول: وهو قول الشافعي ...
يقول شيخ الإسلام: ((وهذا أصل معروف لكثير من أهل الكلام والفقه يسوغون أن ينسب إلي النبي نسبة قولية توافق ما اعتقدوه من شريعته حتي يضعوا أحاديث توافق ذلك المذهب ولينسبونها إلي النبي، لكن ابن فورك لم يكن من هؤلاء، وإنما هو من الطبقة الثانية الذين ينسبون إلي الأئمة ما يعتقدون هم أنه الحق فهذا واقع في كثير من طائفته، حتي أن في زماننا في بعض المجالس المعقودة قال كبير القضاة: إن مذهب الشافعي المنصوص عنه كيت وكيت، وذكر القول الذى يعلم هو وكل عالم أن الشافعي لم يقله، ونقل القاضيان الآخران عن أبي حنيفة ومالك مثل ذلك، فلما روجع ذلك القاضي قيل له: هذا الذى نقلته عن الشافعي من أين هو؟، أى أن الشافعي لم يقل هذا، فقال: هذا قول العقلاء،
(يُتْبَعُ)
(/)
والشافعي عاقل لا يخالف العقلاء، وقد رأيت في مصنفات طوائف من هؤلاء ينقلون عن أئمة الإسلام المذاهب التي لم ينقلها أحد عنهم لاعتقادهم أنها حق، فهذا أصل ينبغى أن يعرف)) [نقض التأسيس (1/ 146،147)].
ويقول الدهلوي: ((واعلم أني وجدت أكثرهم يزعمون أن بناء الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله على هذه الأصول المذكورة في كتاب البزدوي ونحوه وإنما الحق أن أكثرها أصول مخرجة على قولهم وعندي أن المسألة القائلة بأن الخاص مبين ولا يلحقه
البيان وأن الزيادة نسخ وأن العام قطعي كالخاص وأن لا ترجيح بكثرة الرواة وأنه لا يجب العلم بحديث غير الفقيه إذا انسد به باب الرأي وأن لا عبرة بمفهوم الشرط والوصف أصلا وأن موجب الأمر هو الوجوب البتة وأمثال ذلك أصول مخرجة على كلام الأئمة وأنه لا تصح بها رواية عن أبي حنيفة وصاحبيه وأنه ليست المحافظة عليها والتكلف في جواب ما يرد عليها من صنائع المتقدمين في استنباطهم كما يفعله البزدوي وغيره أحق من المحافظة على خلافها والجواب عما يرد عليه)).
وإذاً: فالرأي عندي أن يبقى في الذروة من الصحة ما كان في كتاب الإمام وكان كتابه صحيح النسبة إليه ..
ومثله إن لم يفوقه بحسب قوة الإسناد=ما يُنقل عن الإمام بالسند الصحيح ..
أما غيرها من المنقولات فلا تُطرح جملة وإنما تكون منزلتها من الإسناد بمنزلة الرأي من الرواية ... فقد تٌقبل إن احتفت بها قرائن تُقوي حالها ...
وقد تُرد إن احتفت بها قرائن تُضعف شأنها ...
وقد تبقى وحظها الحكايةُ لا غير فيُكمل بها البحث ولا يُركن إليها في علم ولا تحقيق ..
واعتبر بالقرون الثلاثة الأولى .. تجد فقهاً وعلماً جماً، مؤسس كله على سوق الإسناد ونسبة كل قول لقائله من الصحابة والتابعين وأتباعهم معضداً بسنده .. تجلله حجته .. يصحبه برهانه ..
واعلم أنك إذا ما جعلت الإسناد طلبتك في كل قضية،وأوقفت النقل المرسل العاري عن الإسناد فلم تعتبره ولم تقبله إلا بمعضدات=استقام نهجك وسلمت طريقتك وكنت في العلم على محجةٍ بيضاء لا يتطرق إليها الشك ولا ينتابها الريب ...
وتأمل كيف يفزع أهل السنة إلى الإسناد فيما يُنسب إلى السلف من مستبشعات في الاعتقاد والتأويل =فإذا بأسانيد تلك المستبشعات مظلمة تهوي بمروياتها في جب الترك،فإذا ساحة السلف بيضاء نقية من كل شبهة غوية .. واسأل معي: لم لا يُطرد النهج فيُطلب الإسناد فلا يُنسب إلى قائل قول من غير حجة بينة .. ودلالة ظاهرة .. وبرهان واضح .. وإسناد لائح (؟؟؟)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:45]ـ
هل في زماننا هذا لحفظ الاسناد أهمية كما في السابق؟
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:36]ـ
لا جديد في الموضوع ..
فأبو فهر يتحفنا بدرة.
سلمت أناملك ابا فهر
ولكن ما السبيل إلى ما ذكرت أيها الحبيب؟!
و قد تكاثرت الكتب، و زادت المصنفات، و لو أردنا ما ذكر ت لفنيت الأعمار، و انقضى الزمان، ولم نحصل سوى بضع مسائل معدودة، تجدها محررة!
فهل ترى أن نلقى نتاج أهل العلم الأئمة خلف ظهورنا، ونقول للطلاب: ها أنتم أمامكم البحر فاقصدوه واتركوا القنوات،و إياكم ثم إياكم بنقل العلم من كتاب غير مسند إلا بعد التمحيص، والبحث عن التنصيص؟
و ما نفعل بالملخصات؟
وما نفعل بالموسوعات القديمة والحديثة والتي حررها إمام كالمقدسي في المغني، أو مؤسسة ككثير من الحديثة؟
و ما نفعل بالشروح كالسبل؟
و ما نفعل بالعُمد ككتب المذاهب الفقهية (الحنبلي مثلا)؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 08:46]ـ
أضم صوتي الى صوت الأخ الكريم أبي فيصل
فيا أبا فهر وفقك الله، ليس كل قول يحتاج الى أن يعنى العلماء بضبط اسناده ونسبته الى صاحبه ضبطا متصلا بلا شذوذ ولا علة، على نحو ما يجب عليهم فيما هو منسوب الى السلف الأول من الصحابة فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولهذا كان تساهلهم في رواية التاريخ - ما لم يكن فيها ما يشذ عن أصل حسن الظن بالسلف والصحابة رضي الله عنهم - أمرا مشهورا لا أحسبه يخفى عليك. أما حكاية مذاهب العلماء من الكتب المنسوبة الى أتباعهم، فقد جرى اتفاق بين أهل العلم على الأصول العامة لمذاهب الأئمة، يكذبون نسبة كل قول مخالف لها الى المذهب، فهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الاتفاق هو جل ما يحتاج اليه طالب العلم لتبين القول الذي هو العمدة في المذهب تمييزا له عما سواه، فضلا عما ذكرتم من الأسانيد الموصولة الى الأئمة أنفسهم، رحمهم الله .. وعلى أي حال فالأمر ولله الحمد ليس فيه ما يدعو الى تكلف ما قد لا يطيقه أحد .. والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 09:03]ـ
أضم صوتي الى صوت الأخ الكريم أبي فيصل
فيا أبا فهر وفقك الله، ليس كل قول يحتاج الى أن يعنى العلماء بضبط اسناده ونسبته الى صاحبه ضبطا متصلا بلا شذوذ ولا علة، على نحو ما يجب عليهم فيما هو منسوب الى السلف الأول من الصحابة فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!
كل قول فيه حكم لا بد من ضبط سنده هذا هو ما ينفق في سوق العلم -عندي-ولا ينفق غيره إن رمنا منهجاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... ولا أمنع اعتماد غير الرواية ولكن اعتمادها يكون من باب الاجتهاد في استنباط منهج وقول الإمام ..
ولهذا كان تساهلهم في رواية التاريخ - ما لم يكن فيها ما يشذ عن أصل حسن الظن بالسلف والصحابة رضي الله عنهم - أمرا مشهورا لا أحسبه يخفى عليك.
لا أجد عشرة أقوال في تقرير هذا التساهل ... وإن كنت تقصد مجرد سوق الأسانيد الضعيفة في كتب التاريخ ... فمثله في كتب السنة .. فهلا عددته تساهلاً .. وأنا لا أمنع أن تكزن شروط قبول المنقول عن السلف أقل شدة من شروط المنقول عن رسول الله (ص) ... ولكن الذي أمنعه وأوجب على كل عاقل أن يمنعه =هو النقولات العارية عن الإسناد بالمرة .. فهذه خرجت من باب التساهل إلى باب احتمال الصدق والكذب وبينهما الظن والخرص ...
أما حكاية مذاهب العلماء من الكتب المنسوبة الى أتباعهم، فقد جرى اتفاق بين أهل العلم على الأصول العامة لمذاهب الأئمة، يكذبون نسبة كل قول مخالف لها الى المذهب، فهذا الاتفاق هو جل ما يحتاج اليه طالب العلم لتبين القول الذي هو العمدة في المذهب تمييزا له عما سواه
أي اتفاق يا مولانا (؟؟؟)
بل الخلاف في ضبط مذهب الإمام في الفروع (استطراداً وأعلم أنك لم تقصدها) بين أتباعه يقرب من درجة الخلاف بين الأئمة وبعضهم في ضبط مراد الشارع من الأحكام (؟؟؟)
أما الخلاف بينهم في الأصول فأقل من ذلك رتبة لكنه موجود يقوى ويضعف ... وهذا أمر لا ينكر .. بل هو طبيعي للغاية .. فإذا استثنينا الشافعي فلا يوجد من الأئمة أصلاً من كتب أصوله بنفسه .. لذا وجد الخلاف في ضبط هذه الأصول .. واعتبر بما بين المدرسة الحنفية البغدادية وما بين المدرسة الحنفية السمرقندية من الخلاف في ضبط مذهب أبي حنيفة ..
فضلا عما ذكرتم من الأسانيد الموصولة الى الأئمة أنفسهم، رحمهم الله .. وعلى أي حال فالأمر ولله الحمد ليس فيه ما يدعو الى تكلف ما قد لا يطيقه أحد .. والله أعلم
يا مولانا إليك مسألة للتمرين:
يُنسب لأبي حنيفة الآتي:
1 - لا يقبل أبو حنيفة خبر الواحد إذا خالف القياس.
2 - لا يقبل أبو حنيفة خبر الواحد إذا خالف ظاهر القرآن.
3 - لا يقبل أبو حنيفة خبر الواحد إذا خالف عمل الراوي.
4 - لا يقبل أبو حنيفة خبر الواحد فيما تعم به البلوى.
5 - لا يقبل أبو حنيفة خبر الواحد من الروي غير الفقيه.
اطلب لي من أقوال أبي حنيفة ما يُصدق كل واحدة من هذه ..
وابحث لي هل نص الأحناف على أن بعض هذه الشروط من كلام بعض رجالات مذهب أبي حنيفة أم من كلامه هو ..
وقبل ذلك لك مكافأة جليلة إذا وقفت على لفظو: (خبر الواحد) في كلام أبي حنيفة ..
ولتسهيل الأمر خذ معك كتب محمد بن الحسن وأبي يوسف وسأعد ما فيها مذهباً لأبي حنيفة ما داموا جعلوه هم (أي الصاحبين) كذلك لاتصال السند ...
ولفتح باب العلم: اسأل نفسك لماذا كثر الكلام في الاعتراضات على خبر الواحد ونسبة الكلام فيه لأبي حنيفة =من معتزلة بغداد من الأحناف (؟؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 09:13]ـ
تنبيه مهم: هذا تنشيط للمذاكرة ... وتقوية للاستدلال ... وليس اختباراً أو ما ما شابهه مما يكره وينافي أدب الحوار ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 11:23]ـ
بارك الله فيكم، ولا داعي للتنبيه، فليس في الأمر شبهة سوء أدب في الحوار أو طلب للاختبار أو ما الى ذلك، اذ قد تبين لي قصدكم من طلبتكم هذه، وفهمت مرادكم منها - أو هكذا أظن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- وحتى يا شيخنا لو كلفتمونا بتمرين أو اختبار أو نحوه في سياق كلامكم، ورأينا في أدائه نفعا راجحا لنا، لما كرهنا ذلك أبدا، فما جئت الى هذا المكان أصلا الا للمدارسة والافادة .. (ابتسامة)
أما بعد، فالذي فهمته من كلامكم عن اختلاف القول فيما ينسب الى أبي حنيفة من المذاهب، هو نقضكم به لما ذكرته آنفا من كون مذاهب الأئمة عليها نوع من الاتفاق العام .. وصدقتم في ذلك فقد خرج اللفظ مني عاما على نحو لم أصب به مرادي منه .. وما أردته هو الأصول العامة التي تميز فقه كل مذهب في الاستدلال والنظر عن غيره من المذاهب .. وهذه - بالجملة لا بالتفصيل - معلومة باستقراء كتب الفقهاء أتباع كل مذهب منها وتفريعاتهم على ذلك المذهب. وأنا أتفق معكم في كون الأقوال قد تتغاير بل وقد تتضارب مع نسبتها جميعا الى امام المذهب، وهذا أمر يظهر منه - ولا شك - أن المذهب كلما تأخر عليه الزمان، كلما صار أشبه ما يكون بعباءة واسعة فضفاضة لا تزداد الا اتساعا ويدخل تحتها كل صاحب قول بقوله ورأيه الذي يزعم تفريعه على المذهب، فان لم يجد ما يثبت به ذلك، زعم نسبة قول جديد الى الامام رأسا، ولو بألفاظ موهمة على نحو ما عرضتم في مقالكم. وهذا عند التأمل لا أراه الى نتاجا لغلو القوم في اتباع تلك المذاهب الأربعة، فلما كان الفقيه في بعض الأعصار والأمصار لا يكاد يقبل منه القول أحيانا حتى تثبت نسبته الى مذهب منها دون غيره، كان بعض الفقهاء لا يجدون بدا من تلمس الأبواب التي يصلون عبرها الى قبول أقرانهم من الفقهاء لأقوالهم، وان استلزم ذلك استنباط أصل أو قاعدة تنسب الى أحد الأئمة على أنها من مذهبه وبها كان يقول! بل وقد وصل الأمر الى حد وضع الأقوال المنسوبة اليهم بالباطل!
هذا واقع لا أنكره. ولكن هنا يأتي ما أردت مناقشتكم فيه، وفقكم الله وسددكم، وأضعه على هيئة سؤال: لماذا يحتاج طالب العلم في نظركم الى ان سجتهد في البحث في أسانيد الأقوال المنسوبة لامام من الأئمة، وينظر في رجال تلك الأسانيد، ويفني في ذلك الأوقات والأعمار، مع أنه قد يكون من الاولى له والأنفع - والأقصر طريقا الى الحق - أن يركز اذ ذاك على كلام صاحب الكتاب المنقول فيه ذلك القول وما معه من أدلة واستدلالات تعضد مذهبه هذا، أيا كان ذلك المذهب، وأيا كانت صحة نسبته الى الامام، فيكون نظره منصبا من باب اولى على أدلة صاحب الكتاب وتحقيق ثبوتها وصحة الاستدلال المرام منها؟
انه لا يزال الباحثون في كتب المذاهب يفيدون مما في تلك الكتب من استدلالات ويرجحون ما يتجلى لهم صحة الاستدلال فيه منها، - سواء صحت نسبة تلك المناهج المتبوعة فيها الى امام المذهب أو لم تصح - وينقلون ما ينقلون من الأقوال غالبا بصيغة على نحو (في القول المروي عن أحمد) مثلا وهي صيغة تمريض يظهر منها ادراكهم لاحتمال بطلان تلك النسبة الى الامام أصلا، ولكن ذلك لا يضيرهم في طلبتهم، لأن غابتهم لا ينبغي ان تكون هي تحقيق كل الأقوال المنسوبة الى أحمد - مثلا - وتصحيحها وجمعها كلها الى بعضها البعض حتى يتسنى لهم اتباعه عليها مهما كانت! فأنا حقيقة ليس يضيرني أن أعتقد أنه قد كان للامام أبي حنيفة - مثلا - قولان - بل عشر أقوال - في احدى المسائل، قول قديم وقول جديد، مع أنه في الحقيقة وعند التحقيق قد لا تصح نسبة أي من القولين اليه أصلا! هذا لا يضيرني اعتقاده - أخذا من كتب من ينسبون الأقوال اليه - الا ان كان في نسبتها اليه ما يستوجب الذب عنه رحمه الله بنفيهما لطعنهما في امامته مثلا - وهذه حالة خارجة عما نحن بصدده هنا!
يضيرني في ديني أن أعتقد صحة حديث ضعيف - تفريطا مني في النظر في حال اسناده - من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أبني عليه الحكم والعمل، ولكن لا يضيرني أن أعتقد أنه كان للامام أحمد قولان في احدى المسائل مع أنه في الحقيقة لم يكن له الا قول واحد!
فصرف جهود طلبة العلم المحققين الى تحقيق صحة الأقوال المنسوبة الى الأئمة، زيادة على ما درجت عليه مناهج العلماء وطلبة العلم في تعاملهم مع تلك الأقوال، هذا أراه يا شيخنا المفضال يفتح بابا للغلو في التمذهب والتقليد والذي ما علمتكم الا من أكثر أهل المجلس تحذيرا منه، وان لم يكن كذلك، فلعل غيره - كصرف النظر الى أدلة تلك الأقوال على ميزان الكتاب والسنة - يكون اولى منه وأنفع، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 11:25]ـ
تنبيه مهم: أرجو ألا يفهم من هذه العبارة بالذات: "يضيرني في ديني أن أعتقد صحة حديث ضعيف - تفريطا مني في النظر في حال اسناده - من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أبني عليه الحكم والعمل، ولكن لا يضيرني أن أعتقد أنه كان للامام أحمد قولان في احدى المسائل مع أنه في الحقيقة لم يكن له الا قول واحد! " أنني أدعو الى التساهل في قبول قول كل من هب ودب اذا ما جاء منسوبا الى واحد من الأئمة الأعلام رحمهم الله .. وانما أدعو الى وضع كل شيء في نصابه الصحيح وتقديره بقدره بلا افراط أو تفريط .. بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 10:02]ـ
ولكن هنا يأتي ما أردت مناقشتكم فيه، وفقكم الله وسددكم، وأضعه على هيئة سؤال: لماذا يحتاج طالب العلم في نظركم الى ان سجتهد في البحث في أسانيد الأقوال المنسوبة لامام من الأئمة، وينظر في رجال تلك الأسانيد، ويفني في ذلك الأوقات والأعمار، مع أنه قد يكون من الاولى له والأنفع - والأقصر طريقا الى الحق - أن يركز اذ ذاك على كلام صاحب الكتاب المنقول فيه ذلك القول وما معه من أدلة واستدلالات تعضد مذهبه هذا، أيا كان ذلك المذهب، وأيا كانت صحة نسبته الى الامام، فيكون نظره منصبا من باب اولى على أدلة صاحب الكتاب وتحقيق ثبوتها وصحة الاستدلال المرام منها؟
انه لا يزال الباحثون في كتب المذاهب يفيدون مما في تلك الكتب من استدلالات ويرجحون ما يتجلى لهم صحة الاستدلال فيه منها، - سواء صحت نسبة تلك المناهج المتبوعة فيها الى امام المذهب أو لم تصح - وينقلون ما ينقلون من الأقوال غالبا بصيغة على نحو (في القول المروي عن أحمد) مثلا وهي صيغة تمريض يظهر منها ادراكهم لاحتمال بطلان تلك النسبة الى الامام أصلا، ولكن ذلك لا يضيرهم في طلبتهم، لأن غابتهم لا ينبغي ان تكون هي تحقيق كل الأقوال المنسوبة الى أحمد - مثلا - وتصحيحها وجمعها كلها الى بعضها البعض حتى يتسنى لهم اتباعه عليها مهما كانت! فأنا حقيقة ليس يضيرني أن أعتقد أنه قد كان للامام أبي حنيفة - مثلا - قولان - بل عشر أقوال - في احدى المسائل، قول قديم وقول جديد، مع أنه في الحقيقة وعند التحقيق قد لا تصح نسبة أي من القولين اليه أصلا! هذا لا يضيرني اعتقاده - أخذا من كتب من ينسبون الأقوال اليه - الا ان كان في نسبتها اليه ما يستوجب الذب عنه رحمه الله بنفيهما لطعنهما في امامته مثلا - وهذه حالة خارجة عما نحن بصدده هنا!
يضيرني في ديني أن أعتقد صحة حديث ضعيف - تفريطا مني في النظر في حال اسناده - من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن أبني عليه الحكم والعمل، ولكن لا يضيرني أن أعتقد أنه كان للامام أحمد قولان في احدى المسائل مع أنه في الحقيقة لم يكن له الا قول واحد!
فصرف جهود طلبة العلم المحققين الى تحقيق صحة الأقوال المنسوبة الى الأئمة، زيادة على ما درجت عليه مناهج العلماء وطلبة العلم في تعاملهم مع تلك الأقوال، هذا أراه يا شيخنا المفضال يفتح بابا للغلو في التمذهب والتقليد والذي ما علمتكم الا من أكثر أهل المجلس تحذيرا منه، وان لم يكن كذلك، فلعل غيره - كصرف النظر الى أدلة تلك الأقوال على ميزان الكتاب والسنة - يكون اولى منه وأنفع، والله أعلم.
بارك الله فيكم ...
جواب سؤالكم في النقاط التالية:
1 - بل الكذب والخطأ على كل واحد من الناس مذموم معيب سواء كان هذا الواحد نبياً أو صحابياً أو عالماً أو حتى يهودياً أو نصرانياً ..
نعم.يتفاوت الخطأ والكذب بتفاوت قدر المذكورين .. ولكنه لا يخرج أبداً عن كونه خطأ وكذب ..
2 - وطلب الدقة والتثبت في نسبة الأقوال لقائليها مطلوب ممدوح بقطع النظر عن هذا القائل من هو ..
نعم. تزداد الحاجة لطلب الثقة والتثبت إذا كان القائل قوله حجة .. ولكن نزول قدر باقي الناس عن هذه الرتبة الشريفة لا يحرمهم حق أن لا يُنسب لهم إلا ما قالوه .. وأن لا يتقول عليهم بغير ما رأوه ..
3 - ثم الاعتزاء إلى السلف مطلوب محبوب،والبحث عن سلف لك فيما تقول مرغوب، وصار التعلق بالقائل القديم مما يدفع غن المتكلم غائلة الابتداع، وما يجعل لقوله شرعية الإعذار؛ فلا يُقال: قال مالم يُقل .. وصار من أراد نشر عقيدة أو فقه أو غيرها من وجوه الرأي =يرى أنه إذا نسبها إلى عالم ممن سلف من العلماء =فقد التجأ إلى ركن وثيق ..
/// وأعلى رتبة من تلك: أن عمل القرون المفضلة يوشك أن يكون حجة في الدين،فأي معين لك على تقرير كون الحق في رأيك=من أن تجعله قولاً وعملاً لتلك القرون ..
/// ثم أتباع الأئمة الأربعة قد عموا المعمورة .. وهم يرون أن أقوال أئمتهم بمنزلة الشرائع إلى الدين ..
/// ثم أقوال أهل العلم وإن اتفقنا أنا وأنت على عدم حجيتها فسنتفق-إن شاء الله-على أنها هدايات ومنارات ..
كلُ ذلك يا صاحبي .. يمنع أن ننسب إلى علماء السلف والخلف وِأي متكلم كان قولاً بغير الطريق الذي ذكرتُ لك .. وليس ذلك من التعصب أو شبهه .. بل هو من باب تصحيح طرق النظر .. وأحد أهم طرق النظر عندي أن نضبط مناهج الأئمة وأن نعرف كيف كانوا ينظرون ..
وأحد أصول منهجي: أن أحب السلف جميعاً حباً واحداً لا أفرق بينهم إلى بما فضل الله به بعضهم على بعض وأن أعلم أنه ما من واحد منهم إلا وقد أصاب شعباً من الحق وشعباً من الباطل وأنه ما حاز واحد منهم الحق إلى رحله .. بل لا يزال الحق مفرق فيهم .. وواجبي أن أطلب جمع هذا الحق المفرق فيهم في نفسي-وهذا عسير جداً-ولكني أسعى فإما أصبت أجراً وإما اثنين والله الموفق
وكيف إذاً يتسنى لي ضبط مناهجهم ومعرفة كيف كانوا ينظرون (؟؟؟)
الذي توصلتُ إليه: أنه ليس أضبط لمنهجك وأقوم وأطرد .. من التزام السند الصحيح أو النقل العالي من كتاب الإمام أو النسبة المستفيضة متصلة الطبقات .. أما ما دون ذلك .. فهو عمل الباحثين كما ذكرتُ .. وعليه جرى عمل علماء المذاهب كما أشرتَ .. وهو غير نافق عندي ولا أراه إلا باب شر .. وأبعد أمر عن أن يكون منهجاً لأمة الإسناد ..
..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 06:16]ـ
بارك الله فيكم
يا أبا فهر أنا لا خلاف لي معكم على أنه من الأولى والأليق بالأئمة الأعلام ألا ننسب اليهم الا قولا علمنا صحته عنهم، وأن يكون لنا قدر من العناية بهذا التدقيق ..
ولكن الذي أخشاه أن تكون بذلك طالبا لما لم ير أحد من أهل العلم قبلك انفاق الأوقات فيه وفي ضبطه، ولم يروا الى طلبه ضرورة .. فتوسعوا فيه اما لتعذره وصعوبته الشديدة، واما لكون غيره أولى منه بالبحث والنظر والتمحيص والتدقيق ..
ولهذا قلت:
"فصرف جهود طلبة العلم المحققين الى تحقيق صحة الأقوال المنسوبة الى الأئمة، زيادة على ما درجت عليه مناهج العلماء وطلبة العلم في تعاملهم مع تلك الأقوال ... الخ"
فالذي أخشاه أن تعد أنت ما لم ير فيه أحد من العلماء بأسا أو تفريطا= جناية على العلم والمنهج، فتخطئ سائر علماء الأمة بل وتنسبهم الى الجناية من حيث لا تشعر!
وقد خطر لي الآن خاطر آخر:
لو أنك سلكت هذا المسلك، فماذا تتوقع أن تكون النتيجة؟ لربما وجدت أن أكثر ما نسب الى الأئمة في كتب أتباعهم اما من المراسيل أو ما لا سند له أصلا من ناقله! فماذا سيحدث لو أسقطت كل هذه النصوص بناءا على أمثال تلك العلة في روايتها؟؟ هل سيبقى من أمهات الكتب ما يمكن النظر فيه بعد ذلك؟؟ الوحيد الذي حرر مذهبه بيده هو الشافعي كما تعلم، وعدا ذلك فكلام الأئمة منثور في كتب أتباعهم .. فماذا سيبقى لنا؟؟
وفقكم الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيك ..
أول الأمر أن يُقال:
ولكن الذي أخشاه أن تكون بذلك طالبا لما لم ير أحد من أهل العلم قبلك انفاق الأوقات فيه وفي ضبطه، ولم يروا الى طلبه ضرورة .. فتوسعوا فيه اما لتعذره وصعوبته الشديدة، واما لكون غيره أولى منه بالبحث والنظر والتمحيص والتدقيق ..
تلك كلية غير صحيحة ...
وهجر طلب الإسناد والاعتماد عليه كأحد أهم سبل تثبيت القول =هو هدي السلف الصالح والقرون المفضلة .. تشهد بذلك كتبهم وأقوالهم ..
وإنما حدث ضعف التثبت وطلب السهولة والتيسير على النحو الذي تصف =بعد القرن الرابع وعم وطم في الخامس والسادس وما بعدهما ..
فالذي يطلب ما أطلب لا يكون بذلك مخالفاً إلا لأولئك المتأخرين ...
وثاني الأمر: أني أقول أن لإثبات نسبة الأقوال للعلماء طريق آخر وهو اعتبار مجموع القرائن .. ككثرة الناسبين للقول .. مع اتساق القول مع بعض تصرفات الإمام .. وكأن يكون من الناسبين عالم محرر و ... و ... وغير ذلك من القرائن ...
ولكن هذا الطريق يكون من باب الاجتهاد لا النص ..
وقد أشرتُ لهذا في أصل الموضوع فقلت:
وإذاً: فالرأي عندي أن يبقى في الذروة من الصحة ما كان في كتاب الإمام وكان كتابه صحيح النسبة إليه ..
ومثله إن لم يفوقه بحسب قوة الإسناد=ما يُنقل عن الإمام بالسند الصحيح ..
أما غيرها من المنقولات فلا تُطرح جملة وإنما تكون منزلتها من الإسناد بمنزلة الرأي من الرواية ... فقد تٌقبل إن احتفت بها قرائن تُقوي حالها ...
وقد تُرد إن احتفت بها قرائن تُضعف شأنها ...
وقد تبقى وحظها الحكايةُ لا غير فيُكمل بها البحث ولا يُركن إليها في علم ولا تحقيق ..
ـ[الشّك العلمي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:42]ـ
إذا فهمتُ كلام شيخين فبينهما تكامل وأيّما تكامل.
- هناك دعوة لطلب الإسناد. في أيّ عصر كان - الشيخ أبو فهر السّلفي.
- وهناك دعوة لئلا يتحوّل هذا الطلب إلى مضيعة لما هو أهمّ منه. في هذه العصور المتأخّرة.- الشيخ أبو الفداء.
لكن ضاع فيما بين الطرحين (كما هو دأب مناقشات الحذاق)
أشاء مهمّة جديرة بالاهتمام، ففي هذا الوضوع مثلاً ضاعت الإشارة لما يلي:
أ/ اللغة التي صاغها أبو فهر السّلفي طرحه – فألفاظه وصيغه تملك القارئ وتطربه فصاحة وجزالة.
ب/ التسلسل التّاريخي الذي نَقل الموضوعَ من مسئلة علميّة إلى مسئلة في تاريخ العلم- طرح أبو فهر.
ج/ متعة تأصيل المعلومات وتسجيلها بصورة متدرّجة وفي تراكمات: زمانيّة ومكانيّة واجتماعيّة- طرح أبوفهر.
د/ توثيق المعلومات الذي هو من أدبيات البحث العلمي- أظنّ أنهّ محاكات لمفهوم حفظ السّند والإسناد.
ه/ التخوّف الذي يبديه الشيخ أبو الفداء ربّما يتوجّه إلى أبناء هذا العصر - الذين قلّت عزيمتهم وضعفت همّتهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
في عصر سمته بل شعاره "الاستهلاك السّريع" - أكثر مما يتوجّه إلى خاصيّتي السّند و الإسناد.
شكراً للشيخين الكريمين.
واعذونا في هذا التطفّل.
ورحم الله الإمام الشاطبي:
إلا تُقَذّي فلا تُقْذي مشاربها
لاتُنْزِرنّ نَزُوراً أو ترى غُرُرا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 08:01]ـ
يا أبا فهر وفقك الله: في أصل الموضوع كلام يفهم قارئه أنك تطالب بأن يكون كل قول ينسب للامام - وحتى تجيز أن يقبله من يتناوله كقول للامام أو مذهب له - مدعوما بالاسناد، ليتحرر مذهب الامام بناءا على ذلك!
فما أعز تلك الطلبة على طالبها وما أبعدها عن التحصيل!!
أنظر الى هذا الكلام - مثلا – لفقيه من أئمة المالكية في مصنفه .. في باب الصيام يقول:
" (قوله فلا يقضي إلخ) أي فلو قضى المسافر ما عليه من رمضان الماضي في هذا الحاضر فإنه لا يجزئ عن واحد منهما اتفاقا , وأما الحاضر إذا صام رمضان الحاضر قضاء عن الماضي فقيل لا يجزئ عن واحد منهما , وهو قول مالك وأشهب وسحنون وابن حبيب وابن المواز وصححه ابن رشد ثم اختلف أصحاب ذلك القول فقيل أنه لا يلزمه كفارة كبرى مع كون صومه لا يجزئه عن رمضان الحاضر ولا الماضي وذلك ; لأنه صامه ولم يفطر وصوبه ابن أبي زيد وقال ابن المواز: يلزمه كفارة كبرى مع الكفارة الصغرى عن كل يوم لفطره فيه عمدا يرفعه نية رمضان إلا أن يعذر بجهل أو تأويل واقتصر ابن عرفة عليه فيفقد اعتماده كما قال والذي ذكره ابن القاسم في المدونة أن الحاضر إذا صام رمضان الحاضر قضاء عن الفائت بأنه يجزئ عن الحاضر , وإن لم ينوه وصوبه في النكت كما قال المواق وعليه للماضي مد عن كل يوم قال عبق وينبغي أن يكون به الفتوى قاله شيخنا العدوي وصححه بعض شيوخنا والحاصل أن كلا من القولين قد صحح."
(حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1/ 537)
وأقول لو أردنا تطبيق ما تطلب في هذا النقل السالف، فهل تطالبنا بأن نرد قول الدسوقي عن مذهب مالك اذ ينسب اليه ما ينسب، لأنه لم يسق لكلامه سندا؟ أم تطالنا بأن نفرغ الجهد والوسع في البحث عن مثل هذا القول فيما أسند الى مالك بسند متصل حتى لا نكون بهذا النقل قد نسبنا الى مالك ما لم يقله؟ أو ترانا ننظر فيما ادعاه الدسوقي من أن ابن رشد قد صحح قول مالك وأشهب وسحنون وابن حبيب وابن المواز، هل كان ذلك كله بسند متصل بلا علة أو شذوذ أم لا؟
ولعلنا ان وفينا الامام مالك حقه في تحقيق نسبة القول اليه، ثم وجدنا من الوقت متسعا، لكان حريا بنا أيضا أن نحقق قول أبي القاسم والعدوي، وننظر هل صح فعلا عن العدوي هذا الكلام الذي زعم الدسوقي نسبته اليه ها هنا أم ماذا؟
ثم ان فعلنا ذلك كله وأفرغنا فيه ما أفرغنا من وقت وجهد، خرجنا بأننا نشك في نسبة القول كذا الى فلان وفلان، وهي عندنا بمنزلة الرأي من الرواية، أما القول كذا فثابت النسبة الى فلان بالسند المتصل، فهو الرواية عنه!! ثم ماذا بعد؟؟
يا شيخنا هذا تكلف لأمر عسير من شأنه أن يشتت الباحثين، ويصرف جهودهم الى تحقيق مذهب فلان ومذهب فلان من الأئمة بدلا من تحقيق أصول المسائل وأدلة المتنازعين فيها!
فسواء صح أن قال مالك هذا الكلام أم لم يصح فالعهدة فيه على من نسبه اليه على أي حال، هذه أولا .. وثانيا فسواء صحت أم لم تصح فهي رأي واجتهاد اما من مالك أو ممن نسبه اليه، وواجبنا أن ننظر فيه كما ننظر في غيره من مناهج الاستدلال، ونفيد منه، سواء ثبت سنده ونسبته الى مالك أو غيره من الأئمة أو لم يثبت! ومنزلة كل واحد من تلك الأقوال ومكانه من الدليل هي التي توجهنا في الأخذ والترك وعليها المعول عند الترجيح! أما أن نعطل كل هذا النظر الذي هو بغية الطالب منا في تلك الكتب، حتى نبحث أولا هل صحت نسبة هذا القول أو ذاك الى مالك أو غيره فهذا ما سمعت به من أحد قبلك!
ما فائدة أن نفرز بطون كتب الأئمة وأتباعهم ومصنفاتهم لنقرر أي الأقوال فيها هو الرواية وأيها هو الرأي المنسوب بلا سند، كما صنع أئمة الحديث في روايات النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نعلم أنه سواء ما صحت نسبته أو ما لم تصح، فكله من الرأي الذي يعرض على الدليل فان وافقه قبل وان خالفه رددناه؟؟
ثم ما السبيل الى ذلك حتى لو طلبناه، ولم يعتن أتباع هؤلاء الأئمة بنقل كلامهم بالسند - في الأعم الأغلب - كما اعتنى الناس بنقل كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين؟؟ وأنا أقول الحمد لله أنهم لم يفعلوا والا لكان الغلو في هؤلاء الأئمة عند من تبعهم أضعاف ما كان مما لا يخفى عليك! يفاخر الناس بأن عندهم أسانيد لأقوال الامام فلان وكأنه اسناد الى النبي صلى الله عليه وسلم! ولو كان لهذا الذي تطلبه ضرورة لما قدر الله أن يقع فيه التساهل من الأمة كلها من لدن هؤلاء الأئمة الى يوم الناس هذا!! ففرق يا أخانا الكريم بين حفظ نصوص الوحي، والذي تكفل الله به وسبب له أسبابه حتى صرنا نحن أمة الاسناد، وبين حفظ اجتهادات بعض الأئمة وآرائهم فيها والذي لا يقول عاقل أنه يستوي مع حفظ الوحي في المنزلة، مهما بلغت منزلة هؤلاء الأئمة ومهما كان تقدمهم في الزمان الفاضل من بعد الصحابة والتابعين! نعم هؤلاء الأئمة كانوا في نهاية القرون الثلاث الفاضلة، وعليه فمذاهبهم وأقوالهم تدخل في جملة ما على الأمة أن تعتني به من تراث السلف، وهذه لا أماري فيها، ولكن أن يقال لنا الآن حرروا أقوال الأئمة بالسند وأفرغوا الوسع في طلب ذلك، فبأي شيء تطالبنا يا أبا فهر؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 09:33]ـ
الفاضل (الشك العلمي) جزاك الله خيراً ...
=============================
يا أبا الفداء .. أولو كان ما أدعو إليه هيناً بعد تراكم السنون الطوال على هجره=أكان خيرة العلماء يرضون بخلافه (؟؟؟)
نعم هو شاق وعسير ...
ونعم. لا أرضى بغيره.
ولا أنكر على من طلب السهولة والتيسير ...
ولكن في مواضع المشاححة والمحاججة .. فلا يلومن هو = من طلب الدقة والتوثيق ...
وأنا -في البحث العلمي-أحب السلف حباً واحداً ... وأكره جداً أن يصرخ الباحث طالباً صحة السند فيما نُسب للصحابة والتابعين .. ثم هو فيمن بعدهم متهاون متكاسل ..
وأكره جداً من يصرخ طالباً صحة السند إذا جابهه أشعري أو مفوض أو قبوري بخبر عن إمام من الأئمة يُشيد بدعته .. ثم هو في غير ذلك متكاسل متهاون ..
ولي أن أعذر مثل هذا الباحث .. فالأمر شاق .. والطريق عسيرة .. ولكني أكره جداً أن يجعل تكاسله وتهاونه =شريعة لطلبة العلم ..
وأخرى: أنا يا أبا الفداء أسعى لتأسيس منهج لي أسير عليه في بحثي العلمي .. وأرجو إذا بلغتُ الأربعين أن أتمه .. وطلب الإسناد والحرص عليه سنة القرون المفضلة ... فهل علي من عتب إن ارتضيته لي منهجاً (؟؟)
شاق .. نعم.
مستحيل .. لا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 09:23]ـ
"ولكن في مواضع المشاححة والمحاججة .. فلا يلومن هو = من طلب الدقة والتوثيق ... "
ألا ترى يا مولانا أن هذا قيد جديد لم تكن قائلا به في أول الموضوع؟
تقول أنك لا تلوم من يتساهل ولا يعتني باسناد الكلام الى الأئمة الأعلام، ولكنك تدعو الناس الى ألا يقع منهم اللوم على من يطلب التوثيق والدقة في مواضع المشاححة والمحاججة! فهل خالفتك في هذه يا أبا فهر؟ (ابتسامة)
ما كنت لأختلف معك في هذا المعنى، وما كان لأحد أن يخالف فيه! ففي مواضع المشاححة نطالب بالاسناد واثبات نسبة القول الى الامام وهذا لا مراء فيه. بل هذا عين ما قلته في رد آنف لي، أنه ما لم يكن القول المنسوب الى الامام فيه ما يستنكر أو فيه ما مؤداه الطعن في الامام، فانه لا ضرورة لطلب الاسناد!
"وأكره جداً أن يصرخ الباحث طالباً صحة السند فيما نُسب للصحابة والتابعين .. ثم هو فيمن بعدهم متهاون متكاسل .. "
ها أنت قد قررت منذ قليل أن الأمر يقدر بقدره! فان كانت حاجة فبقدرها وان كانت ضرورة فبقدرها، وان لم يكن هذا ولا ذاك فلا حرج ..
أما أن يقال هاتوا الاسناد مطلقا لكل شيء نسب الى امام من الأئمة أيا كان، فهذا هو ما كنت فيه أنازعك .. وهو ما أراه العنت بعينه!!
فالذي تطلق أنت كونه من التهاون والكسل (بل وعنونت له بأنه من "الجنايات" هكذا باطلاق)، قد يكون في بعض الأحوال هو الأولى بلا نكارة.
"وأكره جداً من يصرخ طالباً صحة السند إذا جابهه أشعري أو مفوض أو قبوري بخبر عن إمام من الأئمة يُشيد بدعته .. ثم هو في غير ذلك متكاسل متهاون .. "
وأقول ها أنت تطلق الكلام مجددا بلا قيد، مع أنك قد أقررت به فيما قدمت به كلامك! يا أبا فهر لا يستوي من ينسب الى امام من الأئمة القول بأن يد الله هي كناية عن القدرة - مثلا - أو أن استواءه على العرش يراد به الاستيلاء، بالذي ينسب اليه القول - مثلا - بعدم جواز التطهر من ماء خلت به المرأة، أو بوجوب الوضوء من كل ما مسه النار! فأنا أراه ضروريا أن أطالب صاحب الزعم الأول باثبات نسبة ذلك القول الباطل الى الامام، لأن اثبات بطلان تلك النسبة - وان كان ليس دليلا شرعيا في ذاته حتى لو فرضنا أنه صح عنه- مما يستلزمه الذب عن هؤلاء الأئمة الذين شهدت لهم الأمة بصحة المنهج والورع وحسن الديانة. أما آخر ما استقر عليه مذهبه في مسألة من دقائق مسائل الفروع فليس اثبات السند فيه ضرورة يجب على الباحثين تحريها!!
فلنقدر كل شيء بقدره الصحيح يا أبا فهر، بارك الله فيك. أنا لا أدعو أن يكون منهجنا التساهل، ولكني أكره العنت والتشديد في غير محله! فلا انا أدعوك الى التساهل ولا أنا أعدوك الى التشديد .. ولا أقول للناس أفرطوا ولا أقول لهم فرطوا! وانما أريد أن أتخذ بين ذلك قواما! .. وما أرى ذلك الا كان هو سبيل أهل المنهج المستقيم في هذه الأمة من لدن القرون الأولى والى يومنا هذا والى قيام الساعة، ولا تزال طائفة قائمة به ظاهرة عليه لا يضرها من خالفها أو خذلها الى يوم القيامة .. والله الموفق المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 11:48]ـ
مواضع المشاححة هي كل ما اختلف فيه متناظران ....
ولو اتفقا فرضيا من بعضهما ضعف التوثيق فلن يرضاه منهما ثالث يخالفهما ....
فمواضع المشاححة على الحقيقة هي جل مباحث العلم .. وجل ما وقع فيه الخلاف ..
ولا ألوم من رضي السهولة لنفسه .. أما إن جاء يقيم علي حجة بكلام مقطوع مبتوت فصنيعه عندها -عندي- جناية على العلم والمنهج ..
وأما إن جئت أحاققه فرضي بكلام مقطوع .. قلنا: اطمئن له في نفسك كيف شئت ولكنا لا نرضى حجة مبتوتة مقطوعة ..
فلا قيد هناك ... والكلام على إطلاقه ... وإنما هو تفريق بين ما يرتضيه المرء لنفسه يقتنع به فهذا بابه أوسع وقد يكون مجرد تقليد عالم .. وبين ما ينفق في سوق الحجج ويصلح لئن يكون أرضية مشتركة يقف عليها من يرومون دقة البحث وسلامة المنهج ..
وتمثيلي بباب الاعتقاد هو من باب الإلزام .. وباب العلم عندي واحد من جهة الحجج والدلائل .. فلا يجوز أن أثبت لمالك قولاً في الاعتقاد بغير طريق صحيح .. ولا يجوز أن أثبت له في الفقه قولاً بغير طريق صحيح .. هما سواء من هذه الجهة ..
وليس ذاك بتشدد ولا تعنت .. بل هو طريق السلف: الإسناد من الدين، وسموا لنا رجالكم ....
وكذا في كلام كل متكلم إلى يوم القيامة .. وما سواه فباب كذب وحديث خرافة ..(/)
فوائد جميلة مجموعة من كتب العلماء على حديث أبي بكر الصديق ((اللهم إني ظلمت نفسي))
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 11:17]ـ
حديث: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي"
7387 - 7388 - حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو عن يزيد عن أبي الخير سمع عبد الله بن عمرو أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم.
الفوائد:
من لطائف إسناد الحديث: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((وفيه تابعي عن تابعي وهو يزيد عن أبي الخير , وصحابي عن صحابي وهو عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبي بكر الصديق)).
وقال أيضا: ((وفي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر هذا الدعاء إشارة إلى إيثار أمر الآخرة على أمر الدنيا , ولعله فهم ذلك من حال أبي بكر وإيثاره أمر الآخره)).
قال العلامة الطيبي رحمه الله:
((قوله: ((مغفرة)): أي غفرانا , ودل التنكير على أن المطلوب غفران عظيم لا يُكتنه كنهه.
ثم وصفه بقوله ((من عندك)) مُريدا لذلك التعظيم؛ لأن ما يكون من عند الله لا يحيط به وصف واصف , كما في قوله: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً} الكهف65
من جمع:
اشرف عبدالمقصود
ووجدت من شرح شيخ الإسلام وغيره لهذا الحديث كثيرا من الفوائد لكن اكتفيت بهذا ولعل الأخوة يشاركون ونستفيد جميعا(/)
أيهما أفضل: معاوية رضي الله عنه أم عمر بن عبد العزيز رحمه الله؟؟؟
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[25 - Apr-2008, صباحاً 12:43]ـ
معاوية ............ باب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
سُئل أبوعبد الرحمن النسائي عن معاويةَ بن أبي سفيان - صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال" إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسسلام الصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار. قال: فمن أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة". رواه ابن عساكر في تاريخه (مختصره لابن منظور 2/ 205 وتهذيب الكمال 1/ 339 وبغية الراغب المتمني ص129)
و هو أخو أمِّ المؤمنين؛ زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم؛ أمِّ حَبيبة رَمْلة بنت أبي سفيان رضي الله عنهم، ولذلك قال الإمام أحمد: أقول: معاوية خال المؤمنين، وابن عمر خال المؤمنين. رواه الخلال في السنة (2/ 433) بسند صحيح
عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، قال: قلت لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلُّ صِهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي؟ قال: بلى. قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم! له صهر ونسب. رواه الخلال في السنة (2/ 433) واللالكائي (8/ 1445)
وصح عن أبي هريرة حباب المكتب أنه قال: كنا عند الأعمش؛ فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدلَه، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتُم معاوية؟ قالوا: في حِلمه؟ قال: لا والله! بَلْ في عَدله. رواه الأثرم (منهاج السنة 6/ 233) ومن طريقه الخلال في السنة (2/ 437)، وإسناده كوفي.
و عن عمر بن عبد العزيز قال:
"رأيتُ رسولَ الله [صلى الله عليه وسلم]؛ وأبوبكر وعمر جالسان عنده، فسلمت عليه وجلست، فبَينا أنا جالس إذْ أُتيَ بعَليٍّ ومعاويةَ، فأُدخلا بيتاً وأُجيفَ عليهما الباب؛ وأنا أنظرُ إليهما، فما كان بأسرعَ أن خرَجَ عَليٌ وهو يقول: قُضِيَ لي وربِّ الكعبة! وما كان بأسرعَ أن خرج معاويةُ على إثره وهو يقول: غُفر لي وربِّ الكعبة".رواه ابن أبي الدنيا في المنامات (124 واللفظ له) ومحمد بن مروان السعيدي في المجالسة، ومن طريقهما ابن عساكر (50/ 140) بسند رجاله ثقات.
و عن رباح بن الجراح الموصلي قال سمعت رجلا يسأل المعافى بن عمران فقال يا أبا مسعود أيش عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان فغضب من ذلك غضبا شديدا وقال لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله عز وجل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي أصحابي وأصهاري فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس. (الآجري 5/ 2466 واللالكائي 8/ 1445 وتاريخ بغداد 1/ 209 ومن طريقه الجورقاني 1/ 195 وقال: هذا حديث مشهور)
و قال محب الصحابة الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله في بعض تعليقاته على كلام القاضي بن العربي في كتابه الماتع "العواصم من القواصم" (بتصرف يسير):
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في (منهاج السنة 3: 185) لم يكن من ملوك الإسلام ملك خيراً من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية، إذا نسبت ايامه إلى من بعده. وإذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر ظهر التفاضل. وقد روى أبو بكر الأثرم – ورواه ابن بطة من طريقة – حدثنا محمد بن عمرو ابن جبلة، حدثنا محمد بن مروان، عن يونس، عن قتادة قال: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم: هذا المهدى. وروى ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال: لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدى. وروى الأثرم: حدثنا أحمد بن جواس، حدثنا أبو هريرة المكتب قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله. وقال عبد الله بن احمد بن حنبل::اخبرنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة الثقفى، عن أبي إسحاق السبيعي أنه ذكر فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم: كان المهدى. وهذه الشهادة من هؤلاء الأئمة الأعلام لأمير المؤمنين معاوية صدى استجابة الله عز وجل دعاء نبيه صلى الله عليه و سلم لهذا الخليفة الصالح يوم قال صلى الله عليه و سلم ((اللهم اجعله هادياً، مهدياً، واهد به)) وهو من اعلام النبوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في كتاب مناقب الصحابة من صحيح البخاري (ك 62 ب 28 ج 4 ص 219) حديث ابي مليكة ان ابن عباس قيل له: ((هل لك في أمير المؤمنين ومعاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة. فقال: إنه فقيه)). وفي كتاب المناقب من جامع الترمذي (ك 46 ب 47) حديث عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لمعاوية ((اللهم اجعله هادياً مهدياً وأهد به)) ورواه الطبراني من طريق سعيد بن عبد العزيز التنوخي – وكان لأهل الشام كالإمام لأهل المدينة – عن ربيعة بن زيد الإيادى أحد الأئمة الأعلام عن عبد الرحمن بن ابي عميرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لمعاوية ((اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب)). واخرجه الإمام البخاري في التاريخ قال: قال لى أبو مسهر (وذكره بالعنعنة)
و روى الترمذي عن أبي إدريس الخولاني من كبار علماء التابعين ـ وأعلم أهل الشام بعد أبي الدرداء أن عمر ابن الخطاب لما عزل عمير بن سعد الأنصاري الأوسي عن حمص وولى معاوية ـ قال الناس: عزل عميراً وولى معاوية (قال البغوي في معجم الصحابة: وكان عمير يقال له " نسيج وحده ". قال ابن سيرين: (إن عمراً كان يسميه بذلك لإعجابه به وكان عميراً من الزهاد) فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" اللهم اهد به " ويروى أن الذي شهد هذه الشهادة لمعاوية أمير المؤمنين عمر، فإن كان هو الذي شهدها له وروى دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية بأن يهدي الله به فذلك أمر عظيم لعظم مكانة عمر، وإن كان الذي شهد بذلك عمير بن سعد الأنصاري ـ مع أنه هو المعزول بمعاوية عن ولاية حمص ـ فإن ذلك لا يقل عظمة عما لو كانت الشهادة لمعاوية من عمر، وقد علمت أن عميراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه = من زهاد الأنصار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (3:189) وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سيرة الولاة، وكان رعيته يحبونه، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم " ورواه الإمام أحمد من حديث العرباض بن سارية السلمى. ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي، ورواه اسد بن موسى وبشر بن السرى وعبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح الإسناده. وزاد في رواية بشر بن السرى ((وأدخله الجنة)). ورواه ابن عدى وغيره عن ابن عباس. ورواه محمد بن سعد بسنده إلى مسلمة ابن مخلد احد فاتحى مصر وولاتها. ورواة هذه الدعاء النبوي لمعاوية من الصحابة أكثر من أن يحصوا. (وانظر البداية والنهاية 8: 120 – 121. وانظر ترجمة معاوية في حرف الميم من تاريخ دمشق لابن عساكر.
ومن لم يصدق هذا الحديث فهو منكر لكل ما ثبت في السنة من شريعة الإسلام. وفي الشيعة المبغضين لمعاوية اللاعنين له من يزعمون أنهم منتسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهل تراهم يحقدون على جدهم r لرضاه عن معاوية واستعاته به ودعائه له؟ ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) وروى الحافظ ابن عساكر عن الإمام أبي زرعه الرازى أنه قال له رجل: إنى ابغض معاوية. فقال له: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً. فقال له أبو زرعة: ((ويحك، إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فإيش دخولك أنت بينهما؟)).
...... ومعاوية قد ولى الشام للخلافة الراشدة مدة عشرين سنة، ثم اضطلع بمهمة الإسلام كلها عشرين سنة أخرى في الوطن الإسلامي الأكبر بعد بيعة الحسن بن على له، فكان في الحالتين قواماً بالعدل، محسناً إلى الناس من كل الطبقات، يكرم اهل المواهب ويساعدهم على تنمية مواهبهم، ويسع بحمله جهل الجاهلين بذلك نقائصهم، ويلتزم في الجميع أحكام الشريعة المحمدية بحزم ورفق ومثابرة وإيمان. يؤمهم في صلواتهم ويوجههم في مجتمعهم ومرافقهم ويقودهم في حروبهم. وفي منهاج السنة 3: 185 والمتنقى منه ص 389 قول الصحابي الجليل أبي الدرداء لأهل الشام ((ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من إمامكم هذا)) يعني معاوية.وقد رأيت قول الأعمش اللذين ذكروا عنده عمر بن عبد العزيز وعدله: ((كيف لو ادركتم معاوية؟)) قالوا: في
(يُتْبَعُ)
(/)
حلمه؟ قال: ((لا والله، بل في عدله)) وقد بلغ من استقامته على جادة الإسلام أنه قال فيه أمثال قتادة ومجاهد وابي إسحاق السبيعي – وكلهم من الأئمة الأعلام -: كان معاوية هو المهدى. والذي يتبع سيرة معاوية في حكمه يرى ان حكومته في الشام كانت حكومة مثالية في العدل والتراحم والتآسى. لم يخبر بين الطيب والأطيب إلا أختار الأطيب على الطيب. فإذا كان هذا المسلك في اربعين سنة يؤهل الأمير المسلم للخلافة على المسلمين وقد ارتضوه لذلك واغتبطوا به فهو خليفة، ومن سماه ملكاً لا يستطيع أن يكابر في أنه من أرحم ملوك الإسلام وأصلحهم، كنا ايام طلب العلم في القسطنطينية في مجلس للطلبة يتناقشون فيه موضوع سيرة معاوية وخلافته. وكان ذلك في ايام السلطان عبد الحميد. فوقف صديقي الشهيد السعيد عبد الكريم قاسم الخليل – وكان شيعياً – فقال: ((انتم تسمون سلطاننا خليفة، وأنا أخوكم لشيعي أعلن أن يزيد بن معاوية كان بسيرته الطيبة أحق بالخلافة واصدق عملاً بالشرع المحمدى من خليفتنا، فكيف بأبيه معاوية)). على أن معاوية كان يقول عن نفسه – فيما رواه خيثمة عن هارون بن معروف عن ضمرة ابن شوذب -: ((انا أول الملوك وآخر خليفة))،و نقل ذلك الحافظ ابن كثير (8/ 131) عن محمد بن سيرين قال: حدثنا عارم، حدثنا حماد بن زيد، عن معمر، عن الزهري " أن معاوية عمل سنتين عمل عمر ما يخرم فيه ثم إنه بعد عن ذلك " وقد يظن من لا نظر له في حياة الشعوب وسياستها أن الحاكم يستطيع أن يكون كما يريد أن يكون حيثما يكون، وهذا خطاء فللبيئة من التأثير في الحاكم وفي نظام الحكم أكثر مما للحاكم ونظام الحكم من التأثير على البيئة، وهذا من معاني قول الله عز وجل {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} الرعد 11 ....... بل أن معاوية نفسه ذلك لعمر لما قدم عمر الشام وتلقاه معاوية في موكب عظيم، فاستنكر عمر ذلك، واعتذر له معاوية بقوله: إنا بأرض جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام واهله ونرهبهم به)). فقال عبد الرحمن بن عوف لعمر: ((ما أحسن ما صدر عما أوردته فيه يا أمير المؤمنين)) فقال عمر: من اجل ذلك جشمناه ما جشمناه)) (البداية والنهاية 8: 124 – 125)، وسيرة عمر التى حاول معاوية أن يسير عليها سنتين كانت المثل الأعلى في بيته، وكان يزيد يحدث نفسه بالتزامها. روى بن ابي الدنيا عن أبي كريب محمد ابن العلاء الهمداني الحافظ عن رشدين المصري عن عمرو بن الحارث الأنصاري المصري عن بكير بن الأشج المخزومي المدني ثم المصري أن معاوية قال ليزيد: كيف تراك فاعلاً إن وليت؟ قال: كنت والله يا أبة عاملا فيهم عمل عمر بن الخطاب. فقال معاوية: سبحان الله يا بنى، والله لقد جهدت على سيرة عثمان فما اطلقها، فكيف بك وسيرة عمر (ابن كثير 8: 229). والذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم: إنه كان من الزاهدين والصفوة الصالحين. روى الإمام أحمد في كتاب الزهد (ص 172 طبع مكة) عن ابي شبل محمد بن هارون عن حسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة القرشي عن على بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع. وأخرج ابن كثير (8: 134) عن يونس بن ميسر الحميري الزاهد (وهو من شيوخ الإمام الأوزاعى) قال: رأيت معاوية في سوق دمشق، وهو مردف وراءه وصيفاً وعليه قميص مرقوع الجيب، يسير في اسواق دمشق. وكان قواد معاوية وكبار أصحابه يستهدونه ملابسه للتبرك بها، فكان إذا حضر أحدهم إلى المدينة وعليه هذه الملابس يعرفونها ويتغالون في اقتنائها. روى الدارقطني عن محمد بن يحيى بن غسان أن القائد الشهير الضحاك بن قيس الفهرى قدم المدينة، فأتى المسجد فصلى بين القبر والمنبر، وعليه برد مرقع قد ارتدى به من كسوة معاوية، رآه أبو الحسن البراد فعرف أنه برد معاوية فساومه عليه وهو يظنه أعرابياً من عامة الناس، حتى رضى أبو الحسن البراد أن يدفع له ثلاثمائة دينار. فانطلق به الضحاك بن قيس إلى بيت حويطب بن عبد العزى فليس رداء آخر وأعطى أبا الحسن البراد بلا ثمن وقال له ((قبيح بالرجل أن يبيع عطافه، فأخذه فلبسه)) فأخذه أبو الحسن فباعه فكان أول مال أصابه (ابن عساكر 7: ص 6) وقد أوردنا هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة الكاذبة التى كان أعداؤه واعداء الإسلام يصورونه بها، فمن شاء بعد هذا أن يسمى معاوية خليفة واميراً للمؤمنين، فعن سليمان بن مهران الأعمش – وهو من الأئة الأعلام الحافظ، وكان يسمى ((المصحف)) لصدقه – كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله. ومن لم يملأ عينه وأراد أن يضن عليه بهذا اللقب، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله وحلمه وجهاده وصالح وعمله، وكان وهو في دنيانا لا يبالى أن يلقب بالخليفة أو الملك، وإنه في آخرته لأكثر زهداً بما كان يزهد به في دنياه.
انتهى كلام الشيخ الخطيب رحمه الله
أخيرا:
فقد نبتت في هذه الأيام نابتة سوء وكثرت ممن ينالون من صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و صهره معاوية رضي الله عنه
فصدق من قال
التصوف باب التشيع
و صدق من قال
من أراد معاوية فقد أراد الصحابة
و من أراد الصحابة فقد أراد الإسلام
و الحمد لله رب العالمين
و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو السها]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 08:11]ـ
جزاكم الله خيرا أبا يحيى بن يحيى
اللهم اشهد أني أحب معاوية وأتقرب إليك ببغض من يبغضه:
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:40]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الجمع الطيب المبارك، وجعل هذه المشاركة في ميزان حسناتك.
ـ[باسل العلي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 12:49]ـ
ما شاء الله .. رضي الله عن سيدنا معاوية وعن أخينا أبي يحيى
سلم قلمك وبارك الله في عقيدتك .. ورزقنا وإياك حسن الخاتمة والموت على الإسلام والسنة ..
آمين
ـ[الهاشمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 05:40]ـ
بارك الله فيك أخي أبو يحيى
لايختلف اثنان من أهل السنة والجماعة في فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وكذلك في فضل خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو أول ملوك الإسلام.
لكن أحببت أن أنبه على أمر هو:
كل الأحاديث التي أوردتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية رضي الله عنه غير صحيحة. اللهم حديث (اللهم اجعله هادياً مهدياً) الذي اختلف فيه والصحيح أنه ضعيف.
قال إسحاق بن راهويه وبن الجوزي رحمهما الله تعالى بأنه لايصح حديث في فضل معاوية بعينه.
ولكن هذا لايقدح في فضل معاوية رضي الله عنه؛ فيكفي أنه صحابي؛ بل هو من كتاب الوحي وهذا يدل على مكانته رضي الله عنه إذا أمنه الرسول صلى الله عليه وسلم على وحيه.وغير ذلك.
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 12:43]ـ
جزاكم الله خيرا أبا يحيى بن يحيى
اللهم اشهد أني أحب معاوية وأتقرب إليك ببغض من يبغضه:
جزاك الله خيراً على هذا الجمع الطيب المبارك، وجعل هذه المشاركة في ميزان حسناتك.
ما شاء الله .. رضي الله عن سيدنا معاوية وعن أخينا أبي يحيى
سلم قلمك وبارك الله في عقيدتك .. ورزقنا وإياك حسن الخاتمة والموت على الإسلام والسنة ..
آمين
جزاكم الله خيرا
و بارك فيكم
و رزقنا و إياكم العلم النافع و العمل الصالح
بارك الله فيك أخي أبو يحيى
لايختلف اثنان من أهل السنة والجماعة في فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وكذلك في فضل خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو أول ملوك الإسلام.
لكن أحببت أن أنبه على أمر هو:
كل الأحاديث التي أوردتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية رضي الله عنه غير صحيحة. اللهم حديث (اللهم اجعله هادياً مهدياً) الذي اختلف فيه والصحيح أنه ضعيف.
قال إسحاق بن راهويه وبن الجوزي رحمهما الله تعالى بأنه لايصح حديث في فضل معاوية بعينه.
ولكن هذا لايقدح في فضل معاوية رضي الله عنه؛ فيكفي أنه صحابي؛ بل هو من كتاب الوحي وهذا يدل على مكانته رضي الله عنه إذا أمنه الرسول صلى الله عليه وسلم على وحيه.وغير ذلك.
جزاك الله خيرا على التوضيح أخي الحبيب
لكن أنا لم أورد أحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم
أنا أوردت بعض الآثار عن السلف
ثم نقلت كلام الشيخ الخطيب رحمه الله
و هو من نقل الأحاديث
بارك الله فيك و نفع بك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 07:54]ـ
أخي الهاشمي غير صحيح .. ليس كل ماذكره ضعيف .. بل جله صحيح
وأجل منقبة لمعاوية أن رسول الله ائتمنه على كلام الله تعالى ..
ثم استعمال المهم المحدث الفاروق له .. ثم الخليفة الراشد ذو النورين
ثم وصف حبر الأمة إياه له بأنه فقيه .. كما في البخاري .. و"الفقيه" عندهم درجة أفخم بكثير مما نستعملها به
ثم قول رسول الله "وأما معاوية فصعلوك لا مال له" لأنه لم يعبه في دينه .. وإنما بقلة المال ..
ولاشد أن رسول الله لا يسكت عن البيان في مثل هذا الموطن ..
بل هذه الحالة مما تجوز الغيبة فيه باتفاق ..
والله المستعان
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 07:58]ـ
بارك الله فيك أخي أبايحيى ..
وصدقت: (التصوف باب التشيع). فعلى أهل السنة الحذر من " الطابور الخامس " للرافضة، لا كثرهم الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 08:19]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نقل أبوعلي الغَسَّاني الجَيَّاني - كما ذكر ابن خَلِّكان -: (أن عبد الله بن المبارك سئل: أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: "والله إنَّ الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عُمر بألف مرَّة، صلَّى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده. فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟ ").اهـ.
ـ[عبدالرحمن]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 08:32]ـ
على أهل السنة الحذر من " الطابور الخامس " للرافضة لانهم اهل الفتن والبغضاء لصحابة رسول الله خصوصا ولاهل السنة والجماعة عموما.
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 08:35]ـ
أخي الهاشمي غير صحيح .. ليس كل ماذكره ضعيف .. بل جله صحيح
وأجل منقبة لمعاوية أن رسول الله ائتمنه على كلام الله تعالى ..
ثم استعمال المهم المحدث الفاروق له .. ثم الخليفة الراشد ذو النورين
ثم وصف حبر الأمة إياه له بأنه فقيه .. كما في البخاري .. و"الفقيه" عندهم درجة أفخم بكثير مما نستعملها به
ثم قول رسول الله "وأما معاوية فصعلوك لا مال له" لأنه لم يعبه في دينه .. وإنما بقلة المال ..
ولاشد أن رسول الله لا يسكت عن البيان في مثل هذا الموطن ..
بل هذه الحالة مما تجوز الغيبة فيه باتفاق ..
والله المستعان
جزاك الله خيرا و بارك فيك
بارك الله فيك أخي أبايحيى ..
وصدقت: (التصوف باب التشيع). فعلى أهل السنة الحذر من " الطابور الخامس " للرافضة، لا كثرهم الله.
نفع الله بكم شيخنا و بارك فيكم
نقل أبوعلي الغَسَّاني الجَيَّاني - كما ذكر ابن خَلِّكان -: (أن عبد الله بن المبارك سئل: أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: "والله إنَّ الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عُمر بألف مرَّة، صلَّى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده. فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟ ").اهـ.
مع الأسف
هناك أناس من بني جلدتنا تقشعر جلودهم من مثل هذا الكلام
جزاك الله خيرا أخي
على أهل السنة الحذر من " الطابور الخامس " للرافضة لانهم اهل الفتن والبغضاء لصحابة رسول الله خصوصا ولاهل السنة والجماعة عموما.
صدقت أخي
بارك الله فيك
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 02:37]ـ
طبعا سيدنا معاوية صحابي جليل ولكن ليس معنى هذا أنه لم يخطئ بل أخطأ وهذا لا ينقص من قدره لأنه ليس أحد معصوما إلا الأنبياء، ثم إن بعض المحققين يتحرج من ذكر السبب الحقيقي لخروج معاوية رضي الله عنه على علي رضي الله عنه ويذكر أن خروجه من أجل القبض على قتلة عثمان وهذا غير منطقي بل خروج معاوية إنما كان لأخذ الخلافة ولو اعتبرنا أن هذا خطأ كبير فإنه يشبه تماما ما فعله حاطب بن أبي بلتعة الذي أخبر قريشا بمقدم النبي عليهم وهذا يعتبر خيانة عظمى ومع ذلك فذنوبهم كلهم مغفورة تتوه في بحار حسناتهم الهائلة ويكفيهم أنهم أوصلوا لنا الدين وضحوا بأرواحهم وأموالهم لنصرة الإسلام ورسول الإسلام فاللهم ارض عنهم واحشرني معهم واجعلني جارا لهم في الجنة.
ـ[أسد الدين محمد]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 01:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي في مشاركتي الأولى بهذا الموقع المبارك أن أشكر كل القائمين عليه والمشاركين به
وبعد:
فقد قرأت كل ما كتب في هذا الموضوع الحساس فعلاً والذي نعاني من تبعاته إلى الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله
وحتى لا أُفهم خطأً فأنا لست مع اللاعنين ولا الشاتمين ولا الطاعنين، ولما قرأت الموضوع ناقشت بعض من يرى غير هذا الرأي وأنا متسلح بما جاء في هذا الموضوع من أحاديث وأقوال وبراهين، ولكن الآخر سألني بما لم أعرف إجابته فأرجو من الإخوة الكرام مساعدتي في هذا الموضوع، والأسئلة هي:
هل يعدل إسلام معاوية المتأخر إسلام الرعيل الأول؟
هل كان لمعاوية أن يخرج على الإمام علي رضي الله عنه؟
هل كان من حقه أن يلغي الشورى ويبايع بالخلافة لابنه يزيد؟
هل حقاً أن عمر بن عبد العزيز منع شتم علي وابنائه رضي الله عنهم على المنابر؟ وإن كان كذلك فمن سنَّ ذلك؟
هذه هي الأسئلة التي وجهها إليَّ وأرجو أن لا أتهم بما ليس في فأنا مقرٌّ بمكانة الصحابة جميعاً رضي الله عنهم ولا أسب أحداً منهم وما كان لي ذلك، ولكنها أسئلة لم أعرف إجاباتها فأرجو المعونة والمساعدة.
والحمد لله رب العالمين(/)
سؤال عن معنى قول الإمام الشافعي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 04:53]ـ
قال الشافعي رحمه الله في الرسالة:
((فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها على ما تعرف من معانيها، وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر ويستغني بأول هذا منه عن آخره، وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه))
أرجو ممن عنده علم أن يشرح لي الجزء المعلم بالحمرة، وما الفرق بين (عاما ظاهرا) الأولى و (عاما ظاهرا) الثانية؟ وما المقصود بـ (يستغنى) في كلامه؟
ـ[توبة]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 05:11]ـ
لو نقلتم تتمة نصه أفضل ليتضح المعنى للاخوة الفضلاء و يسهل حل الاشكال الوارد:
وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر، ويستغني بأول هذا منه عن آخره. وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص، فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه. وعاما ظاهرا يراد به الخاص. وظاهرا يعرف في سياقه أنه يراد به غير ظاهره.
فهو يقسم العام الظاهر إلى ثلاثة أقسام:
=عام ظاهر يراد به العام الظاهر.
=عام ظاهر يراد به العام و يدخله الخاص.
=عام ظاهر يراد به الخاص.
ومن سياق كلامه يبدو أنه يفرق بين العام الظاهر و الظاهر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 05:14]ـ
أنا لا أريد شرح كلام الشافعي كاملا، أنا أريد الفرق بين (عاما ظاهرا) الأولى و (عاما ظاهرا) الثانية، ومعنى الاستغناء في كلامه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:15]ـ
قوله بعد ذلك:
"فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره
وتبتدئ الشيء من كلامها يبين أول لفظها فيه عن آخره وتبتدئ الشيء يبين آخر لفظها منه عن أوله"
يفيد في معرفة معنى الاستغناء
وقد ضرب الشاطبي أمثله على كلام الشافعي هذا في الاعتصام لكن لم أستفد منه في فهم المراد ولعلّ غيري يفيد منه فلينظر
وهي مأخوذة من كلام الشافعي في الأم والرسالة
قال الشافعي في الأم:
"ولكن أرأيت العام في القرآن كيف جعلته عاما مرة وخاصا أخرى، قلت له لسان العرب واسع وقد تنطق بالشئ عاما تريد به الخاص فيبين في لفظها
ولست أصير في ذلك بخبر إلا بخبر لازم، وكذلك أنزل في القرآن فبين في القرآن مرة وفي السنة أخرى قال فاذكر منها شيئا قلت قال الله عزوجل (الله خالق كل شئ) فكان مخرجا بالقول عاما يراد به العام وقال (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فكل نفس مخلوقة من ذكر وأنثى فهذا عام يراد به العام وفيه الخصوص وقال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فالتقوى وخلافها لا تكون إلا للبالغين غير المغلوبين على عقولهم .... ألخ الأمثلة
فعلى ضوء ما تقدم
هذه محاولة لفهم المراد:
وما الفرق بين (عاما ظاهرا) الأولى و (عاما ظاهرا) الثانية؟
لا فرق كقوله في الأم المتقدم كقولك خاص يراد به الخاص فقوله تعالى (خالق كل شيء) عام أراد به العام وهو أن السموات والأرض ومن فيهن وو .. مخلوقة له فهذا العام المراد (الثاني) هو نفسه العام (الأول) المذكور في الآية
وما المقصود بـ (يستغنى) في كلامه؟
على ضوء ما تقدم في الرسالة
يعني أن فهمه مستقل بأوله لا يحتاج إلى غيره من خاص أو فرد من أفراد العموم أو غير ذلك سواء كان هذا في وسط الكلام أو في آخره
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:21]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
ولكني أرى أنه لا يصح أن يقال بأنهما واحد بإطلاق، فلا يصح أن أقول لك: (الرجل يراد به الرجل) و (السماء يراد بها السماء) و (الأرض يراد بها الأرض) و (الإنسان يراد به الإنسان) .... إلخ.
لا يصح هذا إلا إن كان هناك اختلاف ما بين الأول والثاني، كأن يراد بالأول مثلا اللفظ وبالثاني المعنى، أو يراد بالأول المجرد وبالثاني الوارد في سياق، أو نحو ذلك من الاختلافات.
أما أن يكون الأول هو الثاني تماما بلا أدنى اختلاف، فهذا غير ممكن؛ لأنه يكون من بابة (فسر الماء بعد الجهد بالماء).
والذي أراه أن هذه العبارة من الإمام الشافعي فيها تصريح بأن الألفاظ أو التراكيب موضوعة لمعان، ثم قد يراد بالاستعمال هذا الوضع، وقد يراد غيره.
والذي أراه أن الاستغناء في كلام الشافعي هو عدم وجود القرينة.
فهل فهمي صحيح؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:43]ـ
عندي احتمالات:
الأول: ما تقدم وأما ما ذكرته فهو وارد في غير محل ذكر التقسيم بمعنى أن الشافعي أراد بيان أقسام العام فمنه عام باق على عمومه ومنه عام يدخله التخصيص لكن نزل الأكثر فيه منزلة الجميع وعام يراد به الخاص ووإلخ
فبدل أن يقول عام باق على عموم قال عام يراد به العام لأن الأصل في العام أنه باق على عمومه يعني الأصل في اللفظ العام العموم
فهو كقولك الصيام مثلا أقسام:
صيام هو الصيام (يعني الصيام المعهود وهو الإمساك) وصيام الخواص وصيام خواص الخواص والصيام عن الكلام وو ..
فقولك الصيام هو الصيام مفيد ليس كتفسير الماء بالماء لأنه مذكور في محل التقسيم والمقابلة
الثاني: أن المراد بالعام الأول العام وبالثاني مدلوله وهو العموم
وأظن أن هذه الاحتمالات لا تخالف قولك أن في كلام الشافعي إشارة إلى أصل الوضع لأنه تكلم أولا عن أصل وضع العام ثم انتقل إلى المعانى الأخرى له التي تنقل بواسطة القرينة
والذي أراه أن الاستغناء في كلام الشافعي هو عدم وجود القرينة.
فهل فهمي صحيح؟
هذا أعم مما ذكرتُه شامل له
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:56]ـ
ولكن ألا يعكر هذا الكلام على ما قرره شيخ الإسلام أنه لا يوجد شيء اسمه أصل الوضع يختلف عن الاستعمال؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 06:04]ـ
........................ مكرر
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:15]ـ
قال الشافعي رحمه الله في الرسالة:
((فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها على ما تعرف من معانيها، وكان مما تعرف من معانيها اتساع لسانها وأن فطرته أن يخاطب بالشيء منه عاما ظاهرا يراد به العام الظاهر ويستغني بأول هذا منه عن آخره، وعاما ظاهرا يراد به العام ويدخله الخاص فيستدل على هذا ببعض ما خوطب به فيه))
أرجو ممن عنده علم أن يشرح لي الجزء المعلم بالحمرة، وما الفرق بين (عاما ظاهرا) الأولى و (عاما ظاهرا) الثانية؟ وما المقصود بـ (يستغنى) في كلامه؟ الذي يطهر لي، أن:
قوله (عاما ظاهرا) يعنى عام اللفظ والمخرج والخطاب، بحيث أضاف إلى اللفظ (كل) و (جميع) ـ أو أطلق اللفظ مهملاً من غير استثناء ولا يضاف إليها (بعض) ولا نحوه من المضافات.
وقوله: (يراد به عاما ظاهرا) أي: المعنى العام والمراد العام، بحيث لا يخرج عنه كل ما يمكن أن يصدق دخوله فيه من الأفراد.
وقوله: (ويستغني بأول هذا منه عن آخره) أي: يستغنى بهذا الذكر للفظ العام - في أول الكلام - عن لحاقه من الكلام، لأنه عندئذ دال على العام الظاهر، فليس يفتقر إلى تخصيص ولا استثناء بعده.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:57]ـ
أفهم من كلامك أن العبارة الواحدة لها (لفظ) ولها (معنى) وأنهما مختلفان، فالعبارة الواحدة قد تكون (في اللفظ) عامة، ولكنها (في المعنى) خاصة، وينسحب هذا الكلام على باقي الأوصاف التي يوصف بها الكلام، فالعبارة الواحدة قد يكون فيها حذف في اللفظ ولا يكون فيها حذف في المعنى، وقد يكون اللفظ يدل على شيء، ولكن المعنى شيء آخر، وهكذا ...
وخلاصة هذا الكلام أن اللفظ له حكم والمعنى له حكم آخر، ولا فرق بين هذا الكلام وبين كلام أصحاب المجاز.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 03:58]ـ
أراد الإمام الشافعي - والله أعلم - أن اللفظ الواحد له حكمان: حكم بالنسبة إلى صورته في الظاهر، وحكم بالنسبة إلى معناه الباطن المراد. فاللفظ دائما الدلالة على معناه، فلا يختلفان. لكن صورة اللفظ - أو: مخرجه - شيءٌ، ومعناه أو المراد به شيءٌ آخر.
وهذه الآيات مثلا:
1 - رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
2 - إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
3 - فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
4 - إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
5 - أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ
6 - الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
لفظ (الناس) فيها كلها واحد بالصورة - وهو (عام الظاهر)، لكن معانيه مختلفة حسب السياق والمراد.
ففي الأولى عام الصورة والمراد،
وفي الثانية يراد به العام ويدخله الخاص،
وفي الثالثة يراد به الخاص،
والرابعة تجمع بين العموم والخصوص،
وفي الخامسة والسادسة يراد به كله الخاص،
إلا أن المقصود بـ (الناس) الأول في الآية السادسة مخالف للمقصود بـ (الناس) الثاني فيها، في حين أن المقصود بهما في الآية الخامسة واحد - وهم الكفار من أهل مكة.
وأما لفظ (الناس) في هذه الآية:
{المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
فهو خاص الظاهر والمخرج حيث أضيف إليه قوله تعالى (أكثر) فلا يستغرق جميع أفراده لا ظاهرا ولا باطنا.
فالشافعي رحمه الله أراد بكلامه في (الرسالة) أن اللفظ الواحد قد يخصص بتخصيص ملفوظ يظهر في الكلام، وقد لا يخصص بلفظ مذكور اكتفاء بدلالة السياق أو العقل على ذلك التخصيص.
فالأصل في التخصيص - على مصطلحات الشافعي - أن يكون ظاهرا، أي: ملفوظا. وقد يقع باطنا، أي: مقصودا مفهوما من غير النطق به في الكلام.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 04:13]ـ
والفرق بين الشافعي وأرباب المجاز: أنه يجعل (اللفظ) ليس له (معنى) أو (مراد) بمجرد الصورة المجردة البسيطة، بل لا بد لحصول معناه من التواجد في الكلام الملفوظ. . ومعلوم أن الكلام الملفوظ لا يكون "مطلقا" عن "القيود" ألبتة، بل دائم التقييد بالقرائن تعين مدى عمومه أو خصوصه.
وأما أصحاب (المجاز)، فقد جعلوا للفظ "دلالة وضعية" أو "معنى حقيقيا" قبل الاستعمال أو عنده، خارج الكلام أو فيه. وهذا هو الذي أنكرناه.(/)
شبهة .. والرد عليها مع الاعتذار عن سوء الفهم
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 08:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فأولاً: أعتذر لسوء الفهم الذي سببه تعليقي على المقال.
وثانياً: فأنا عضو مستجد أحببت أن أنتمي إلى هذا الركب المبارك في هذا المنتدى لأستفيد من موضوعاته وأسأل من فيه من المشايخ عما أشكل عليّ من الأمور.
وثالثاً: إنما كان استشهادي بالآية الكريمة أن وصف هؤلاء الأئمة بالظاهرية إنما هي دعوى لا دليل عليها، كمثل ما ادعى اليهود والنصارى انتساب خليل الله إبراهيم إليهم.
فالمقصود من الاستشهاد نفي هذه الدعوى، ولا يعني من الاستشهاد التشبيه في المدعي ولا في المدعى عليه. على أن التشبيه في الجملة جائز بحصول الاشتراك ولو في جزئية (وهي ههنا الدعوى)، ومثال ذلك قولهم: ليلى كالقمر.
على أن إطلاق الآيات التي نزلت في الكفار على بعض المؤمنين لوجود الشبه في الجملة أسلوب شرعي، ويؤيده حديث الحسين بن عليّ رضي الله عنهما في الصحيحين أن علياً أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً فقال: (ألا تصليان؟) قال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ولم يرجع إليّ شيئاً ثم سمعته وهو منصرفٌ يضرب فخذه ويقول: (وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلاً).
وعلى كلٍ فإنني أعتذر مرة أخرى عن عدم تفصيلي في مرادي.
ويؤسفني أن تُسببَ أولُ مشاركاتي بهذا المنتدى هذه الإشكالية.
فالله يغفر لي.(/)
سلسة: من ثمرات الاستماع للمحاضرات (1) فوائد من شرح (القواعد الأربع) للشيخ صالح اللحيدان
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:41]ـ
سلسلة من ثمرات الاستماع للمحاضرات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله، وبعد:
لقد من الله على عباده بنعم كثيرة جليلة لا تعد ولا تحصى، ومنها وسيلة الشريط المسموع وما حواه من كلام رب البرية و محاضرات علمية .. وحيث أنني كنت أدون بعض الفوائد مما سمعته من بعض المحاضرات عزمت على الإفادة لإخوتي بتنزيل ما تيسر لي منها، وأرجوا من كل أخ ناصح التنبيه على الأخطاء الإملائية أو غيرها .. وأن لا ينسوني بصالح دعائهم. والله الموفق.
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:43]ـ
الحلقة الأولى (01) فوائد من شرح (القواعد الأربع)
للشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان-حفظه الله تعالى-
1 - الإنسان كلما كلما كان خفيف الرأي و التفكير و العقل، كلما كان عرضة لأن يصرفه كل صارف. (1/وجه:2).
2 - الحكمة ضالة المؤمن: هذا المعنى صحيح، وهو لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم نصا، لكن المعنى صحيح: الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فليأخذها، غير أن الإنسان لا يطلب العلم عند أهل البدعة إلا إذا كان هذا العلم لا يجد من يعلمه إياه سوى أهل هذه البدعة أو هذا الكافر، ففي هذه الحالة لا حرج إذا كان الإنسان محاجا لهذا العلم ولا يمكن أن يصل إليه إلا عن طريق هذا المبتدع أو عن طريق هذا الكافر، وفي هذه الحال يوطن نفسه على الأخذ بالاحتياط لألا يزل، معلوم أن المُعلِم له أثر على المُعلَم، ينبغي أن يهيئ نفسه على أن يكون أمره محصورا في فهمه ذلك العلم، وأن لا يرجع إليه إلا إذا لم يجد من يقوم مقامه في ذلك العلم. (1/وجه:2).
3 - الرطوبة التي تخرج من فرج المرأة لا تنقض الوضوء. (1/وجه:2).
4 - رفع الصوت بقراءة القرآن لكي يُذهِبَ النوم عنه في صلاة الليل لا بأس. (1/وجه:2).
5 - لا عُذر لأحد في الشرك. (1/وجه:2).
6 - العلم الحقيقي هو الذي يطبق على الواقع، والواقع يسميه العلماء المتقدمون إذا علم الإنسان فقه شيء فقه النوازل. (1/وجه:2).
7 - العلم إنما يثبت بتكرار مطالعته و مذاكرته وكما يقول ذاك: ويزكيه الاستعمال و الأخذ و الرد. (2/وجه:1).
8 - لم يكن الصحابة ينشدون الشعر للدعوة، غنما كانوا ينشدون الشعر للترويح عن النفس و الاستجمام، كالأسفار الشاقة وحفر الآبار. (2/وجه:1).
9 - إذا أتقن طالب علم كتابا على شيخ وأحسن فهمه وعرضه، فلا حرج أن يدرسه، لكن ينبغي أن يستأذن شيخه ليأذن له. (2/وجه:1).
10 - طلب البركة من شخص بالتمسح به أو أخذ أثره؛ يعد من الشرك الأصغر وهو لا يجوز. (2/وجه:2).
11 - المصريون يغلب عليهم أنهم يستخفون بمن تولى أمرهم كما وصفهم عمرو بن العاص رضي الله عنه. (2/وجه:2).
12 - بدون شك أن الله قد نفع الإسلام و المسلمين بمصر بالنسبة للأزهر، فإن الأزهر احتضن العلوم الإسلامية من حديث و علم لسان وغير ذلك .. ولهذا ففيها الخير الكثير، لكن الكتاب الذين كتبوا إما عن الإسلام ونحو ذلك .. ينبغي ألا يغتر من أراد أن يستنير الاستنارة الحقة، وليرجع لكتب المتقدمين. (2/وجه:2).
13 - تنظيم الإخوان المسلمين هو أقرب شيء إلى السياسة، لأنهم لا يستنكرون من يُعظم القبور، ويُعظمون المشايخ المتصوفة، هم اهتموا بالمظهر الإسلامي العام بأن تكون السُلطة في نظر الإسلام، لكن لما يكون القصد السلطة .. تكثر المعوقات و يقل الصفاء. (2/وجه:2).
14 - الخطأ في الشاب الذي لم يجرب -قطعا-أكثر في الغالب من كبار سن عرفوا الدهر و عرفهم. (2/وجه:2).
15 - لغة الأدب و آدابها تثقيف للسان وإعانة على نصاعة البيان. (3/وجه:1).
16 - ثوب الشهرة مما ينبغي أن يجتنب، وثوب الشهرة أن يلبس الإنسان ثوبا يكون في رأي الناس أنه أمر مختلف عن حالهم كلهم، فإذا كان كذلك فيحسن للرجل أن لا يقصر ثوبه تقصيرا يلفت الأنظار مادام أن الناس لا يلبسون ذلك، لكن لا ينبغي أن يجعله يتجاوز الكعبين، فما دام أنه مباح ما حتى أنصاف الساقين فمشابهة الجماعة لاجتناب ما يلفت أنظارهم أمر مطلوب. (3/وجه:1).
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - من أحسن كتب التاريخ التي سردت الوقائع و سيرة النبي صلى الله عليه و سلم إن لم يكن أحسنها هو كتاب: (البداية و النهاية) لابن كثير، أما المختصرات كاب السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو كتاب سيرة و عقيدة. (3/وجه:1).
18 - لاشك أن الإنسان إنما تقوم عليه الحجة إذا بلغه ما يفهمه، وأما إذا بلغه ما لا يفهمه فإنه لا يزال لم تبلغه الحجة، لكن الآن يستطيع كل من سمع عن الإسلام أن يسأل ولا جد بلدا غلا ويعرف هذا الدين. (3/وجه:2).
19 - كلما كان الوقت متسع في الركوع و السجود فالأولى الجمع بين الأذكار المتنوعة. (3/وجه:2).
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:50]ـ
السلسة الأولى
فوائد من شرح (القواعد الأربع)
للشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان-حفظه الله تعالى-
1 - الإنسان كلما كلما كان خفيف الرأي و التفكير و العقل، كلما كان عرضة لأن يصرفه كل صارف. (1/وجه:2).
2 - الحكمة ضالة المؤمن: هذا المعنى صحيح، وهو لم يثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم نصا، لكن المعنى صحيح: الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فليأخذها، غير أن الإنسان لا يطلب العلم عند أهل البدعة إلا إذا كان هذا العلم لا يجد من يعلمه إياه سوى أهل هذه البدعة أو هذا الكافر، ففي هذه الحالة لا حرج إذا كان الإنسان محاجا لهذا العلم ولا يمكن أن يصل إليه إلا عن طريق هذا المبتدع أو عن طريق هذا الكافر، وفي هذه الحال يوطن نفسه على الأخذ بالاحتياط لألا يزل، معلوم أن المُعلِم له أثر على المُعلَم، ينبغي أن يهيئ نفسه على أن يكون أمره محصورا في فهمه ذلك العلم، وأن لا يرجع إليه إلا إذا لم يجد من يقوم مقامه في ذلك العلم. (1/وجه:2).
3 - الرطوبة التي تخرج من فرج المرأة لا تنقض الوضوء. (1/وجه:2).
4 - رفع الصوت بقراءة القرآن لكي يُذهِبَ النوم عنه في صلاة الليل لا بأس. (1/وجه:2).
5 - لا عُذر لأحد في الشرك. (1/وجه:2).
6 - العلم الحقيقي هو الذي يطبق على الواقع، والواقع يسميه العلماء المتقدمون إذا علم الإنسان فقه شيء فقه النوازل. (1/وجه:2).
7 - العلم إنما يثبت بتكرار مطالعته و مذاكرته وكما يقول ذاك: ويزكيه الاستعمال و الأخذ و الرد. (2/وجه:1).
8 - لم يكن الصحابة ينشدون الشعر للدعوة، غنما كانوا ينشدون الشعر للترويح عن النفس و الاستجمام، كالأسفار الشاقة وحفر الآبار. (2/وجه:1).
9 - إذا أتقن طالب علم كتابا على شيخ وأحسن فهمه وعرضه، فلا حرج أن يدرسه، لكن ينبغي أن يستأذن شيخه ليأذن له. (2/وجه:1).
10 - طلب البركة من شخص بالتمسح به أو أخذ أثره؛ يعد من الشرك الأصغر وهو لا يجوز. (2/وجه:2).
11 - المصريون يغلب عليهم أنهم يستخفون بمن تولى أمرهم كما وصفهم عمرو بن العاص رضي الله عنه. (2/وجه:2).
12 - بدون شك أن الله قد نفع الإسلام و المسلمين بمصر بالنسبة للأزهر، فإن الأزهر احتضن العلوم الإسلامية من حديث و علم لسان وغير ذلك .. ولهذا ففيها الخير الكثير، لكن الكتاب الذين كتبوا إما عن الإسلام ونحو ذلك .. ينبغي ألا يغتر من أراد أن يستنير الاستنارة الحقة، وليرجع لكتب المتقدمين. (2/وجه:2).
13 - تنظيم الإخوان المسلمين هو أقرب شيء إلى السياسة، لأنهم لا يستنكرون من يُعظم القبور، ويُعظمون المشايخ المتصوفة، هم اهتموا بالمظهر الإسلامي العام بأن تكون السُلطة في نظر الإسلام، لكن لما يكون القصد السلطة .. تكثر المعوقات و يقل الصفاء. (2/وجه:2).
14 - الخطأ في الشاب الذي لم يجرب -قطعا-أكثر في الغالب من كبار سن عرفوا الدهر و عرفهم. (2/وجه:2).
15 - لغة الأدب و آدابها تثقيف للسان وإعانة على نصاعة البيان. (3/وجه:1).
16 - ثوب الشهرة مما ينبغي أن يجتنب، وثوب الشهرة أن يلبس الإنسان ثوبا يكون في رأي الناس أنه أمر مختلف عن حالهم كلهم، فإذا كان كذلك فيحسن للرجل أن لا يقصر ثوبه تقصيرا يلفت الأنظار مادام أن الناس لا يلبسون ذلك، لكن لا ينبغي أن يجعله يتجاوز الكعبين، فما دام أنه مباح ما حتى أنصاف الساقين فمشابهة الجماعة لاجتناب ما يلفت أنظارهم أمر مطلوب. (3/وجه:1).
17 - من أحسن كتب التاريخ التي سردت الوقائع و سيرة النبي صلى الله عليه و سلم إن لم يكن أحسنها هو كتاب: (البداية و النهاية) لابن كثير، أما المختصرات كاب السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو كتاب سيرة و عقيدة. (3/وجه:1).
18 - لاشك أن الإنسان إنما تقوم عليه الحجة إذا بلغه ما يفهمه، وأما إذا بلغه ما لا يفهمه فإنه لا يزال لم تبلغه الحجة، لكن الآن يستطيع كل من سمع عن الإسلام أن يسأل ولا جد بلدا غلا ويعرف هذا الدين. (3/وجه:2).
19 - كلما كان الوقت متسع في الركوع و السجود فالأولى الجمع بين الأذكار المتنوعة. (3/وجه:2).
ـ[محمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 09:00]ـ
أعتذر على التكرار ..(/)
اشكال ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم ..
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 02:33]ـ
في الحد يث الثامن عشر ..
في صفحة 396 طبعة شعيب ...
قال الحافظ: ورأْيُ البخاري وشيخِه عليّ بن المديني، وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم أنَّ الحديثَ لا يَتَّصِلُ إلا بصحة اللقيِّ، وكلامُ الإمام أحمد يدلُّ على ذلك، ونصَّ عليه الشافعي في " الرسالة " وهذا كُلُّه خلاف رأي مسلم - رحمه الله -.
فلا أدري ما صحة الاجماع الذي نقله مسلم في المقدمة دام أن الامام أحمد خالفه والشافعي كذلك .. !
أتمنى الافائدة!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 12:06]ـ
بارك الله فيكم
هذه من المسائل الكبار
وهذا الذي ذكره ابن رجب رحمه الله نصره غير واحد من المتأخرين ومن المعاصرين
وصنفت فيه مصنفات للشيخ الشريف حاتم العوني وإبراهيم اللاحم وغيرهم
فحكاية مسلم للإجماع متكلم فيها
والله أعلم
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 02:04]ـ
بارك الله فيكم
هذه من المسائل الكبار
وهذا الذي ذكره ابن رجب رحمه الله نصره غير واحد من المتأخرين ومن المعاصرين
وصنفت فيه مصنفات للشيخ الشريف حاتم العوني وإبراهيم اللاحم وغيرهم
فحكاية مسلم للإجماع متكلم فيها
والله أعلم
اهلا وسهلا بك أخي امجد .. طيب
وما اسم هذه الكتب التي تم نشرها!
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 07:35]ـ
من تدريب الراوى:
(وفي اشتراط ثبوت اللقاء) وعدم الاكتفاء بإمكانه (وطول الصحبة) وعدم الاكتفاء بثبوت اللقاء (ومعرفته بالرواية عنه) وعدم الاكتفاء بالصحبة (خلاف منهم من لم يشترط شيئا من ذلك) واكتفى بإمكان اللقاء وعبر عنه بالمعاصرة (وهو مذهب مسلم بن الحجاج وادعى الإجماع فيه) في خطبة صحيحه وقال إن اشتراط ثبوت اللقاء قول مخترع لم يسبق قائله إليه وأن القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم بالأخبار قديما وحديثا أنه يكفي أن يثبت كونهما في عصر واحد وإن لم يأت في خبر قط أنهما اجتمعا أو تشافها قال ابن الصلاح وفيما قاله مسلم نظر قال ولا أرى هذا الحكم يستمر بعد المتقدمين فيما وجد من المصنفين في تصانيفهم مما ذكروه عن مشايخهم قائلين فيه ذكر فلان أو قال فلان أي فليس له حكم الاتصال ما لم يكن له من شيخه إجازة ومنهم من شرط اللقاء وحده وهو قول البخاري وابن المديني والمحققين ومنهم من شرط طول الصحبة ومنهم من شرط معرفته بالرواية عنه وكثر في هذه الأعصار استعمال عن في الإجازة فإذا قال أحدهم قرأت على فلان عن فمراده انه رواه عنه بالإجازة (ومنهم من شرط اللقاء وحده وهو قول البخاري وابن المديني والمحققين) من أئمة هذا العلم قيل إلا أن البخاري لا يشترط ذلك في أصل الصحة بل التزمه في جامعه وابن المديني يشترطه فيهما ونص على ذلك الشافعي في الرسالة (ومنهم من شرط طول الصحبة) بينهما ولم يكتف بثبوت اللقاء وهو أبو المظفر السمعاني (ومنهم من شرط معرفته بالرواية عنه) وهو أبو عمرو الداني واشترط ابو الحسن القابسي ان يدركه إدراكا بينا حكاه ابن الصلاح قال العراقي وهذا داخل فيما تقدم من الشروط فلذلك أسقطه المصنف قال شيخ الإسلام من حكم بالانقطاع مطلقا شدد ويليه من شرط طول الصحبة ومن اكتفى بالمعاصرة سهل والوسط الذي ليس بعده إلا التعنت مذهب البخاري ومن وافقه وما أورده مسلم عليهم من لزوم رد المعنعن دائما لاحتمال عدم السماع ليس بوارد لأن المسألة مفروضة في غير المدلس ومن عنعن ما لم يسمعه فهو مدلس قال وقد وجدت في بعض الأخبار ورود عن فيما لم يكن سماعه من الشيخ وإن كان الراوي سمع منه الكثير كما رواه أبو إسحق السبيعي عن عبد الله بن خباب بن الأرت أنه خرج عليه الحرورية فقتلوه حتى جرى دمه في النهر فهذا لا يمكن أن يكون أبو إسحق سمعه من ابن خباب كما هو ظاهر العبارة لأنه هو المقتول قلت السماع إنما يكون معتبرا في القول وأما الفعل فالمعتبر فيه المشاهدة وهذا واضح (وكثر في هذه الأعصار استعمال عن في الإجازة فإذا قال أحدهم) مثلا (قرأت على فلان عن فلان فمراده أنه رواه عنه بالإجازة) وذلك لا يخرجه عن الاتصال.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 02:54]ـ
منها السنن الأبين لابن رشيد وإجماع المحدثين للعوني والاتصال والانقطاع لللاحم والانتفاع في مناقشة الاتصال والانقطاع للعوني
وثمت متفرقات للمتأخرين كابن الصلاح والعراقي وابن حجر وللمعاصرين كالسعد والطريفي وغيرهم
رضي الله عن الجميع
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 10:56]ـ
جزاك الله خيرا ً(/)
هل هناك ملكة تنبه السامع إلى أخطاء التلاوة؟
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 07:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المشاهد أن من الناس من يوفقون بكثرة سماعهم لتلاوة كتاب الله تعالى إلى اكتساب القدرة -بإذن الله- على الانتباه إلى الخطأ في تلاوة الآيات الذي قد يقع فيه بعض المقرئين من تبديل كلمة بكلمة أو تغيير حركة فهل يصح دخول هذه القدرة في باب الملكات والهبات التي يختص الله بها من عباده أم أنها من باب المكتسبات التي يحصلها المرء بكثرة السماع والتلاوة حيث أن بعض إخواني قال بالقول الأول وأنا ملت إلى الثاني وجزى الله خيراً من أفادنا بعلم. والله أعلم وأحكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبوهناء]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 12:58]ـ
أحسنت أخي الكاتب على الموضوع ......... وبعد
والله حصلت لي شخصيا عندما كنت طالبا وتحصل الآن كمعلم للقرءان وأحيانا بعد الامامة مواقف لا يتسع المقام لذكرها ويعجز العقل عن تفسيرها في تدارك آيات كتاب الله الكريم أحيانا حتى بعد مرور فترة يوم أو يومين ولا أبالغ حين أعلمك أن منها من حصلت في لحظات كانت بين اليقظة والمنام ... وسبحان من تكفل بحفظ كتابه والحمد لله الذي أنعم علينا بشرف حمله،فاللهم اجعلنا من الحافظين لحدوده كما جعلتنا حافظين لحروفه .....
ـ[قلب طيب]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 03:58]ـ
سبحان الله
و لما لا تكون الأثنين معا
أعتقد إنها تكون هبة بداية و منحة من الله لعبده
و عندما يحسن العبد استغلالها و يعيش مع كتاب الله
تلاوة و حفظا و تدارسا و تدريسا
بلا شك يكسبه هذا ملكة التنبه لهذه الأخطاء
و الله أعلم.(/)
«لن يصلح آخر هذه الأمّة إلا بما صلح أولها، محاضرة لسماحة العلاّمة عبد العزيز آل الشيخ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 01:27]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكل خير.
«لن يصلح آخر هذه الأمَّة إلا بما صلح أولها،
محاضرة
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ
مُفتي عَام المَمْلَكةِ العَربيّةِ السّعُودِيَّةِ
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ.»
[وصلة المحاضرة]
( http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=49308)
وفّق اللَّه الجميع للعلم النَّافع والعمل الصَّالح، وزادني وإيّاكم وسائر المسلمين علمًا وتوفيقًا، وضاعف أجر الجميع.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمانُ بنُ عَبدِ القَادِر أبُو زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
جزى الله العلامة / عَبْد العَزيِزْ خير الجزاء .......
وجزى الله الناقل (الأخ َأبو زَيْد) خير الجزاء .........
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 01:57]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وباركَ فيكُم.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
جزى الله سماحة الشيخِ عبد العزِيزِ، وبارك فيك أخي الكريم سلمان ...
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ...(/)
ما معنى هذا الكلام لابن كثير؟
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 02:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون [البقرة: 243]: "قال ابن إسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الارض فقال لهم الله موتوا فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة"
البداية والتهاية (2/ 280) وصحيح قصص الأنبياء (397)
ما معنى قوله: فحظروا عليهم حظيرة دون السباع؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[توبة]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 04:54]ـ
حظر الحظار حائط الحظيرة تتخذ من خشب أو قصب. وكل ما حال بينك وبين شيء فقد حظره عليك. والحظارة بمعنى الحظيرة. والحظر الشجر ذو الشوك يحظر به على الشاء وغيرها. (المحيط)
وفي (لسان العرب):والحظر الشجر المحتظر به وقيل الشوك الرطب.
و مثل معناه قوله تعالى (كهشيم المحتظر):
قال ابن عباس: "المحتظر" هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك؛ فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم.
قال الضحاك: هو الحظيرة تتخذ للغنم يبس فتصير رميما.
وعليه فالمعنى الظاهر من قوله: (فحظروا عليهم حظيرة دون السباع)
أحاطوا بهم حظيرة من الشجر و الشوك حتى تمنعهم من السباع.
والله أعلم.
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 08:18]ـ
جزاك الله خيرا(/)
فوائد من الطب النبوي لابن القيم
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 04:55]ـ
من كتاب الطب النبوي لابن القيم:
وقد رأيت أن أختم الكلام في هذا الباب بفصل مختصر عظيم النفع في المحاذر والوصايا الكلية النافعة لتتم منفعة الكتاب ورأيت لابن ماسويه فصلا في كتاب المحاذير نقلته بلفظه قال:
من أكل البصل أربعين يوما وكلف فلا يلومن إلا نفسه
ومن اقتصد فأكل مالحا فأصابه بهق أو جرب فلا يلومن إلا نفسه
ومن جمع في معدته البيض والسمك فأصابه فالج أو لقوة فلا يلومن إلا نفسه
ومن دخل الحمام وهو ممتلئ فأصابه فالج فلا يلومن إلا نفسه
ومن جمع في معدته اللبن والسمك فأصابه جذام أو برص أو نقرس فلا يلومن إلا نفسه
ومن جمع في معدته اللبن والنبيذ فأصابه برص أو نقرس فلا يلومن إلا نفسه
ومن احتلم فلم يغتسل حتى وطئ اهله فولدت مجنونا أو مخبلا فلا يلومن إلا نفسه
ومن أكل بيضا مسلوقا باردا وامتلأ منه فأصابه ربو فلا يلومن إلا نفسه
ومن جامع فلم يصبر حتى يفرغ فأصابه حصاة فلا يلومن إلا نفسه
وقال ابن بختيشوع: احذر أن تجمع البيض والسمك فإنهما يورثان القولنج والبواسير ووجع الأضراس
وإدامة أكل البيض يولد الكلف في الوجه وأكل الملوحة والسمك المالح والإفتصاد بعد الحمام يولد البهق والجرب.
إدامة أكل كلى الغنم يعقر المثانة الإغتسال بالماء البارد بعد أكل السمك الطري يولد الفالج
وطء المرأة الحائض يولد الجذام الجماع من غير أن يهريق الماء عقيبه يولد الحصاة طول المكث في المخرج يولد الداء الدوي.
قال أبقراط: الإقلال من الضار خير من الإكثار من النافع
وقال: استديموا الصحة بترك التكاسل عن التعب وبترك الإمتلاء من الطعام والشراب
وقال بعض الحكماء: من أراد الصحة فليجود الغذاء وليأكل على نقاء وليشرب على ظمأ وليقلل من شرب الماء ويتمدد بعد الغداء ويتمش بعد العشاء ولا ينم حتى يعرض نفسه على الخلاء وليحذر دخول الحمام عقيب الإمتلاء ومرة في الصيف خير من عشر في الشتاء وأكل القديد اليابس بالليل معين على الفناء ومجامعة العجائز تهرم أعمار الأحياء وتسقم أبدان الأصحاء ويروى هذا عن علي رضي الله عنه ولا يصح عنه وإنما بعضه من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب وكلام غيره
وقال الحارث: من سره البقاء - ولا بقاء - فليباكر الغداء وليعجل العشاء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء
وقال الحارث: أربعة أشياء تهدم البدن: الجماع على البطنة ودخول الحمام على الإمتلاء وأكل القديد وجماع العجوز.
ولما احتضر الحارث اجتمع إليه الناس فقالوا: مرنا بأمر ننتهي إليه من بعدك فقال: لا تتزوجوا من النساء إلا شابة ولا تأكلوا من الفاكهة إلا في أوان نضجها ولا يتعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء وعليكم بتنظيف المعدة في كل شهر فإنها مذيبة للبلغم مهلكة للمرة منبتة للحم وإذا تغذى أحدكم فلينم على إثر غدائه ساعة وإذا تعشى فليمش أربعين خطوة
وقال بعض الملوك لطبيبه: لعلك لا تبقى لي فصف لي صفة آخذها عنك فقال: لا تنكح إلا شابة ولا تأكل من اللحم إلا فتيا ولا تشرب الدواء إلا من علة ولا تأت الفاكهة إلا في نضجها وأجد مضغ الطعام وإذا أكلت نهارا فلا بأس أن تنام وإذا أكلت ليلا فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة ولا تأكلن حتى تجوع ولا تتكارهن على الجماع ولا تحبس البول وخذ من الحمام قبل أن يأخذ منك ولا تأكلن طعاما وفي معدتك طعام وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه فتعجز معدتك عن هضمه وعليك في كل أسبوع بقيئة تنقي جسمك ونعم الكنز الدم في جسدك فلا تخرجه إلا عند الحاجة.
فصل
وأربعة أشياء تمرض الجسم: الكلام الكثير والنوم الكثير والأكل الكثير والجماع الكثير.
فالكلام الكثير: يقلل مخ الدماغ ويضعفه ويعجل الشيب.
فصل
(يُتْبَعُ)
(/)
والحمية المفرطة في الصحة كالتخليط في المرض والحمية المعتدلة نافعة وقال جالينوس لأصحابه: اجتنبوا ثلاثا وعليكم بأربع ولا حاجة بكم إلى طبيب: اجتنبوا الغبار والدخان والنتن وعليك بالدسم والطيب والحلوى والحمام ولا تأكلوا فوق شبعكم ولا تتخللوا بالباذروج والريحان ولا تأكلوا الجوز عند المساء ولا ينم من به زكمة على قفاه ولا يأكل من به غم حامضا ولا يسرع المشي من افتصد فإنه مخاطرة الموت ولا يتقيأ من تؤلمه عينه ولا تأكلوا في الصيف لحما كثيرا ولا ينم صاحب الحمى الباردة في الشمس ولا تقربوا الباذنجان العتيق المبزر ومن شرب كل يوم في الشتاء قدحا من ماء حار أمن من الأعلال ومن دلك جسمه في الحمام بقشور الرمان أمن من الجرب والحكة ومن أكل خمس سوسنات مع قليل مصطكى رومي وعود خام ومسك بقي طول عمره لا تضعف معدته ولا تفسد ومن أكل بزر البطيخ مع السكر نظف الحصى من معدته وزالت عنه حرقة البول.
فصل
أربعة تهدم البدن: الهم والحزن والجوع والسهر
وأربعة تفرح: النظر إلى الخضرة وإلى الماء الجاري والمحبوب والثمار
وأربعة تظلم البصر: المشي حافيا والتصبح والتمسي بوجه البغيض والثقيل والعدو وكثرة البكاء وكثرة النظر في الخط الدقيق.
وأربعة تقوي الجسم: لبس الثوب الناعم ودخول الحمام المعتدل وأكل الطعام الحلو والدسم وشم الروائح الطيبة.
وأربعة تيبس الوجه وتذهب ماءه وبهجته وطلاوته: الكذب والوقاحة وكثرة السؤال عن غير علم وكثرة الفجور.
وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته: المروءة والوفاء والكرم والتقوى
وأربعة تجلب البغضاء والمقت: الكبر والحسد والكذب والنميمة
وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل وكثرة الإستغفار بالأسحار وتعاهد الصدقة والذكر أول النهار وآخره
وأربعة تمنع الرزق: نوم الصبحة وقلة الصلاة والكسل والخيانة
وأربعة تضر بالفهم والذهن: إدمان أكل الحامض والفواكه والنوم على القفا والهم والغم
وأربعة تزيد في الفهم: فراغ القلب وقلة التملي من الطعام والشراب وحسن تدبير الغذاء بالأشياء الحلوة والدسمة وإخراج الفضلات المثقلة للبدن
ومما يضر بالعقل: إدمان أكل البصل والباقلا والزيتون والباذنجان وكثرة الجماع والوحدة والأفكار والسكر وكثرة الضحك والغم.
قال بعض أهل النظر: قطعت في ثلاث مجالس فلم أجد لذلك علة إلا أني أكثرت من أكل الباذنجان في أحد تلك الأيام ومن الزيتون في الآخر ومن الباقلا في الثالث.
فصل
قد أتينا على جملة نافعة من أجزاء الطب العلمي والعملي لعل الناظر لا يظفر بكثير منها إلا في هذا الكتاب وأريناك قرب ما بينها وبين الشريعة وأن الطب النبوي نسبة طب الطبائعيين إليه أقل من نسبة طب العجائز إلى طبهم.
والأمر فوق ما ذكرناه وأعظم مما وصفناه بكثير ولكن فيما ذكرناه تنبيه باليسير على ما وراءه ومن لم يرزقه الله بصيرة على التفصيل فليعلم ما بين القوة المؤيدة بالوحي من عند الله والعلوم التي رزقها الله الأنبياء والعقول والبصائر التي منحهم الله إياها وبين ما عند غيرهم
ولعل قائلا يقول: ما لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وما لهذا الباب وذكر قوى الأدوية وقوانين العلاج وتدبير أمر الصحة؟
وهذا من تقصير هذا القائل في فهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإن هذا وأضعافه وأضعاف أضعافه من فهم بعض ما جاء به وإرشاده إليه ودلالته عليه وحسن الفهم عن الله ورسوله من يمن الله به على من يشاء من عباده.
فقد أوجدناك أصول الطب الثلاثة في القرآن وكيف تنكر أن تكون شريعة المبعوث بصلاح الدنيا والآخرة مشتملة على صلاح الأبدان كاشتمالها على صلاح القلوب وأنها مرشدة إلى حفظ صحتها ودفع آفاتها بطرق كلية قد وكل تفصيلها إلى العقل الصحيح والفطرة السليمة بطريق القياس والتنبيه والإيماء كما هو في كثير من مسائل فروع الفقه ولا تكن ممن إذا جهل شيئا عاداه.
ولو رزق العبد تضلعا من كتاب الله وسنة رسوله وفهما تاما في النصوص ولوازمها لاستغنى بذلك عن كل كلام سواه ولاستنبط جميع العلوم الصحيحة منه.
فمدار العلوم كلها على معرفة الله وأمره وخلقه وذلك مسلم إلى الرسل صلوات الله عليهم وسلامه فهم أعلم الخلق بالله وأمره وخلقه وحكمته في خلقه وأمره.
وطب أتباعهم: أصح وأنفغ من طب غيرهم وطب أتباع خاتمهم وسيدهم وإمامهم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعليهم: أكمل الطب وأصحه وأنفعه ولا يعرف هذا إلا من عرف طب الناس سواهم وطبهم ثم وازن بينهما فحينئذ يظهر له التفاوت وهم أصح الأمم عقولا وفطرا وأعظمهم علما وأقربهم في كل شئ إلى الحق لأنهم خيرة الله من الأمم كما أن رسولهم خيرته من الرسل والعلم الذي وهبهم إياه والحلم والحكمة أمر لا يدانيهم فيه غيرهم وقد روى الإمام أحمد في مسنده: من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله] فظهر أثر كرامتها على الله سبحانه في علومهم وعقولهم وأحلامهم وفطرهم وهم الذين عرضت عليهم علوم الأمم قبلهم وعقولهم وأعمالهم ودرجاتهم فازدادوا بذلك علما وحلما وعقولا إلى ما أفاض الله سبحانه وتعالى عليهم من علمه وحلمه، ولذلك كانت الطبيعة الدموية لهم والصفراوية لليهود والبلغمية للنصارى ولذلك غلب على النصارى البلادة وقلة الفهم والفطنة وغلب على اليهود الحزن والهم والغم والصغار وغلب على المسلمين العقل والشجاعة والفهم والنجدة والفرح والسرور وهذه أسرار وحقائق إنما يعرف مقدارها من حسن فهمه ولطف ذهنه وغزر علمه وعرف ما عند الناس وبالله التوفيق.
زاد المعاد (الجزء الرابع (الطب النبوي))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهاشمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيك أخي باوزير على النقل من كتب شيخ الإسلام بن القيم رحمه الله(/)
الأسرى أمانة مهدرة وحق ضائع
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 02:43]ـ
الأسرى أمانة مهدرة وحق ضائع
أبو يونس العباسي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وسلم.
- لا يشك عاقل فضلا عن المجنون , أن أهون الأسرى على حكوماتهم وأنظمتهم هم أسرى المسلمين, ذلك أن حكومات الطواغيت في العالم الإسلامي تشارك العدو الكافر في عداوة أسرى المسلمين, فأسرى التوحيد يحملون منهجا يهدد عروش الطغاة عربا وعجما , ومن أجل كبير أثر الأسرى على الطاغوت وأعوانه نسطر هذه الكلمات ونهديها إلى أسرانا معترفين لهم بفضله ,وسائلين المولى أن يفك أسرهم , أنه ولي ذلك والقادر عليه.
- ما هو المقصود بالأسير ولماذا أسروه؟
الأسير هو إنسان قيدت حريته بين جدران أربعة , لا يستطيع مغادرة هذه الجدران إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى.
-أما عن سبب أسره فلأنه اتبع منهج الله , لأنه يحمل منهجا يهدد عروش الطواغيت الظالمين, لأنه آمن بالله وبالله وحده مصداقا لقوله تعالى:"وما نقموا منه ألا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموت والأرض والله على كل شيئ شهيد"
-سجنوه لأنه صدع بالحق , لأنه عرى الباطل, لأنه رفض أن يكون عبدا لمخلوق مثله , لأنه أبى إلا أن يكون عبدا لله وحده من أجل هذا أسر ويا نعم ما أسر من أجله.
-من هو المأسور حقيقة؟
أخي الأسير أنت الحر في زمن العبيد , المأسور حقيقة من أسره هواه , المأسور حقيقة من أسرته الدنيا , المأسور حقيقة من أسرته نفسه الأمارة بالسوء, المأسور حقيقة من عبد المخلوق على حساب عبادته للخالق.
ورحم الله شيخ الإسلام إذ يجلي هذه الحقيقة بقوله:ماذا يفعل بي أعدئي إن جنتي وبستاني في صدري أنا ذهبت ارتحلت معي ,إن سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة"
وقال الأستاذ سيد قطب رحمه الله:
أخي أنت حر وراء السدود أخي أنت حر بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد
-أخي الأسير لاتحزن لأنك أسير الحق ,أنت أسير الحرية , أنت أسير المنهج ,أنت أسير العدالة , وتذكر دائما أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا أن الأجر على قدر المشقة وأجرك على قدر نصبك.
-هل يجب علينا أن ننصر الأسرى؟
أن مناصرة الأسرى هو واجب ديني على كل مسلم كل على حسب طاقته, كيف لا يكون ذلك كذلك وقد أخرج البخاري عن إبي موسى الأشعري أنه صلى الله عليه وسلم "فكو العاني" يعني الأسير
-فكاك الأسرى أمر واجب بالنفس قتالا, وبالمال بذلا, بالكلمة قولا, وبالدعاء تردادا وتكرارا سرا وجهرا, وبالكتاب والسنة تمسكا لأنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة.
- فكاك الأسرى من الإيمان لأن أحدنا لا يحب الأسر لنفسه ,فيجب عليه ألا يحب الأسر لإخوانه كما عند النسائي من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
-فكاك الأسرى من حقوق الأخوة الإيمانية ولوازمها والله تعالى يقول "إنما المؤمنون إخوة" ومصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:"المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس." أخرجه أحمد وحسنه الألباني عن سهل بن سعد
وكما في البخاري من حديث أبي موسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
-هل يوجد علاقة بين الأسر والصبر؟
-نعم يوجد علاقة بين الأسر والصبر فالأسير صابر على طاعة الله وعن معصية الله برضاه بعذابات الأسر ولا أن يفرط بدينه , صابر على قضاء الله وقدره الذي قدر وقضى له بحكمته أن يؤسر فالحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار.
-اصبر أيها الأسير فإن النصر مع الصبر
-اصبر أيها الأسير فالصبر مفتاح الفرج
- اصبر أيها الأسير فاصبر دواء الدهر
-اصبر فأجر الصبر عظيم
-اصبر فالله مع الصابرين
-اصبر فالله يحب الصابرين
اصبر واستعن باصبر على مصابك "واستعينوا بالصبر والصلاة"
-اصبر فالصبر صفة المرسلين الصادقين ومن سيدخلون جنة النعيم.
-هل هناك علاقة بين الأسر والتضحية؟
- ضحى الأسير بحريته من أجل ربه ودينه
-ضحى الأسير براحته من أجل أن يرتاح غيره
-ضحى الأسير بوقته ليستغل غيره أوقاتهم بما يعود بالنفع على البلاد والعباد
-ضحى الأسير بنفسه من أجل غيره ,طمعا في الأجر من الله , طمعا في الجنة , طمعا في رضى الله لاغير
_الأسير حاله كما قال الله تعالى "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "(/)
العجب العجاب من هذه الصفات والألقاب التي ما أنزل الله بها من سلطان
ـ[محمد بن زين العابدين رستم]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 08:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأحباب، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:
فمذ أن من الله علي بالعضوية في عدة مواقع ومنتديات، وأنا لا ينقضي عجبي من هذه الألقاب التي تسمى بها أصحابها، ورأس بها أٍربابها، ورمز بها المتسترون تحتها إلى أنفسهم، وكنت شديد العجب أيضا من صبر إدارات هذه المنتديات على هؤلاء الذين اختاروا التستر دينا، والتقية هجيرا، والتعمية على الخلق سلوكا ومنهجا ...
ولقد هممت مرارا كثيرة بالكتابة في هذا الشأن، بيد أن ذلك لم يقدر لي إلا اليوم، بعد استخارة واستشارة، وتفكر ومراودة ...
وأحب بادئ ذي بدء أن ألفت النظر ههنا، إلى أني بما آتي ههنا وأذر لست أقصد أحدا بعينه، ولا امرءا بشخصه، وأن ما سأذكره من نماذج وأمثلة ليس المقصود النكير على أصحابها، ولا التشنيع على أربابها، بل المقصود من ذلك كله النصيحة لهم، وادخار الأجر في التنفير من عملهم وسلوكهم ..
كما أرغب إلى ذوي الحجى والعلم ممن وثق الناس بدقيق آرائهم مشاركتي في الحديث في هذا الموضوع موافقة أو معارضة، فالخير نقصد، والإصلاح نسعى إليه ونلهج ..
ولقد زهدني في هذه الألقاب، ورغبني عنها أمور منها:
* كثرة من تسمى بها، فما من موقع، ولا منتدى إلا وأنت واجد لهذه الألقاب ذكرا، وواقف منها على خبر ..
* عدول كثير من المعروفين بأسمائهم إلى استعمالها من غير سبب داع إلى ذلك، ولا باعث عليه، حتى غدا ذلك موضة مستعملة، وطريقة متبعة، ونهجا سالكا، وهديا مسنونا مرعيا ..
* تكبر بعض أصحاب هذه الألقاب على الخلق، ومدحهم لأنفسهم بأجمل الصفات، وأحسن النعوت، وتشبعهم في ذلك بما لم يعطوا، وتزينهم بالكذب، وتدثرهم بالتزيد والدعاوى الفارغة، ودونك أيها القارئ الحبيب جملة من هذه الألقاب التي لا نتعمد أذى أصحابها من ذكرها- تقف بك على جلية الأمر: إمام الأندلس، عالي الهمة، صقر قريش،،،،،
* مقاصد بعض أصحاب هذه الألقاب حسنة، ونياتهم في ذلك سليمة خالصة، لكن لما دخل في هذا الأمر من لايحسن، ومن يذهب بنفسه بها أيما مذهب، وجب الترك لهذا الأمر، والنبذ له ..
*في استعمال هذه الألقاب تدليس على القارئ والمحاور والمناقش، إذ القارئ و المحاور والمناقش، لا يعرف من يقرأ له ولا من يناقش ولا من يحاور، ولربما ناقشت أيها العالم المعروف من قلَّت في العلم بضاعته، وكسدت في المعرفة تجارته، وأذهبت في ذلك أوقاتا، وصرفت فيه عمرا، وهو متستر تحت لقب كبير حجمه، جليل وقعه، وأنت لا تعلم؟؟
وربما كان المناقش لك، عدوا من كبار شانئيك الذين مهما قلت، فلن يسمع لقولك ولو أتيت بالله وملائكته والناس أجمعين؟؟؟؟؟؟
ألا إن أمر هذه الألقاب قد استفحل وطغا، ولابد لإدارات المنتديات من وقفة تستدرك من خلالها الفوات، وترقع الخرق، وتداوي الجرح، ومن جملة ذلك:
* اشتراط الوضوح في ذكر الاسم الحقيقي لطالب العضوية في المنتدى.
* لا بد من تقديم الأوراق الثبوتية بذلك إلى إدارة المنتدى، بالإرسال البريدي العادي وغيره.
* لابد من إخلاص النية بالنسبة لمريد العضوية ....
هذا والله من وراء القصد وهو يهدي إلى أقوم سبيل ..
ـ[البريك]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 09:48]ـ
حجرت واسعا أستاذنا الكريم .. والمنتديات إنما أسست لتبادل الأفكار ومناقشتها والاستفادة من الذين حباهم الله بمزية علم وفضل معرفة ... لا لمعرفة الأشخاص ... والتدقيق في هوياتهم ..
هكذا أرى والله أعلم.
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 10:17]ـ
بارك الله فيك
ومما يضاف إلى تلك الألقاب التي تستحق المنع لما تجلبه من نوع منقصة بحق أهل العلم
وهي التسمية بأسمائهم, لا ألقابهم ... فتجد مثالا: أحمد بن حنبل (يرد على موضوع وهوليس الإمام أحمد)
وتجد آخر لقبه: ابن تيمية ... وآخر ابن القيم .... وآخر: الإمام الأوزاعي .... وسفيان الثوري .... والألباني .... وابن باز ..... رحم الله علماء المسلمين
وكأن المنتدى هذا أو ذاك يعيش فيه الأئمة الفحول .... فمثلا إن كتبتَ موضوعا
ورد عليه أحدهم يأتيك تنبيه على إيميلك
"قام أحمد بن حنبل بالرد على موضوعك لرؤية رده الرجاء انقر على هذا الرابط"!!!!!
أنا أكرر ليس غرضي أصحاب هذا الألقاب بشخوصهم الآن ,وإنما غرضي التنبيه.ومناقشة ما عند إخواني من طلبة العلم
وفق الله الجميع, وبصرنا بالحق.
والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 10:29]ـ
بل الأدهى أن أحد أعضاء هذا المنتدى لقبه
حواري رسول الله
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 01:55]ـ
وربما كان المناقش لك، عدوا من كبار شانئيك الذين مهما قلت، فلن يسمع لقولك ولو أتيت بالله وملائكته والناس أجمعين؟؟؟؟؟؟
غفر الله لك
هذا الأسلوب خطأ, فالله جل ذكره أجل من أن يوضع اسمه في سياق كهذا
ثم لا أرى هناك داعيا لذكر معرفات معروفة في المنتدى, ويكفي ضرب أمثلة افتراضية حتى لا تثير حفيظتهم, لاسيما والأمر محل نظر في بعض الصور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:40]ـ
بل هي تربية قسرية للنظر في الأقوال لا الأشخاص، ولنعم التربية هي؛ إذ إننا عانينا طويلا من تقديس الأشخاص.وبهذه الطريقة المحمودة يُقيَّم كلام كل شخص أيَّاً كان على ضوء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حسب فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين(/)
لكي تصبح غنيا .. نظرة دينية عملية واقعية
ـ[سلطان همه]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 01:06]ـ
أولا: أحب أن أذكر سبب تسمية أصدقائي لي بهذا الاسم .. وذلك أن الهم المقصود هو الهم الديني سواء كان شخصيا أم عاما، ولما كان هذا الهم قد يدفع صاحبه إلى التصرف بشكل يعادي ثمرة هذا الهم كان في حاجة إلى سلطان عليه وهذا السلطان يحول الهم من الشكل السلبي إلى الشكل الإيجابي، ولما ناقشتهم في هذا الأمر ذات مرة من المرات في إحدى مجالسنا دعوني بهذا الاسم. ومن آنذاك وأنا عندهم سلطان همه.
ثانيا: والآن لنعد إلى موضوعنا وهو الغنى والغنى كما هو معلوم على نوعين غنا معنويا وهو الأسمى وغنا ماديا وهو مدار الحديث.
ولكي نناقشه أولا ينبغي أن نعرف بأنه ليس وسيلة للترف والسرف وإنما هو وسيلة لرضا الرحمن تبارك وتعالى مع الاقتصاد المستحب بله وأن نخشوشن كما دعانا عمر إلى ذلك، فإذا ما كان هذا دافعنا فقد عبرنا هذه المحطة إلى المحطة التي تليها.
ثالثا: والمحطة التي تليها إنما تتناول الأسباب التي تؤدي إلى الغنى المادي وهذه الأسباب على نوعين أيظا معنويا وماديا وبداية نتناول الأسباب السامية المعنوية وهي في النقاط التالية:
* مراعاة تقوى الله في مجال العمل تجارة كانت أو وظيفة أو أي مجال مربح وضبط المعاملات بالضوابط الشرعية.
* أن تكون قدوة لغيرك في اجتناب الأمور التي فيها خلافات شرعية ولو كانت سائغة بله ولو كانت مكروهة سلامة منك لسمو مالك عن الشبهة التي أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - باجتنابها ومراعاة منك لأولادك وأثر ذلك في تربيتهم وعلى سلوكيات زوجتك كذلك وأنت تؤتى من حيث لا تدري، فمن آكد الأمور التي جاءت الشريعة بطلبها على صورة نقية من الشوئب إنما هي كسب المال من حل صاف رائق.
* أن تراعي ملكين المناداة صباحا اللهم أعط منفقا خلفا وممسكا تلفا.
* أن تضع في اعتبارك أقاربك أولا وأحقيتهم في نفقتك.
* أن تضع في اعتبارك من يأتي طالبا العون وأنت قادر عليه ولكن تحبسك حاجاتك الكمالية بله والترفيهية المترفة والتحسينيات.
* وأخيرا .. إذا ما لم تضع هذه الاعتبارات والمراعاة لها جيدا فسيأتي الكسب عليك في النهاية وبالا وسيأتي يوم تتمنى فيه ولو كنت خفيف الحمل طوي البطن بالي الثياب.
رابعا: والآن ومحطتنا الأخيرة وهي الأسباب المادية:1 - الحديث مع أصحاب الخبرات وأما ذوي الخبرات المسلوبة فسيأتي حديثهم عقبه. وأصحاب الخبرات أعني بهم أصحاب الأعمال التجارية أو الموظفين وأول ما يلزمهم هو معرفة فقه البيع والشراء وفقه التعاملات الخاصة بوظائفهم.
2 - وأما الخطوة الثانية مع التجار هو الإلمام بالحالة التجارية للسلعة في شتى الأماكن وكيفية توظيف المال التوظيف الأمثل ويرجع في هذا إلى أهل الاقتصاد.
3 - ثم مراعاة الإنفاق بشكل أبلغ من غيرهم لأنهم عرضة لما لا عرضة لغيرهم به.
4 - مراعاة دعوة الناس إلى دعوتنا السلفية ولو تطلب الأمر الخسارة أحيانا وسيأتي الفتح من الله قريبا بإذن الله من فضل ذلك التسامح.
5 - وأما الخطوة الثالثة فمع الموظفين، وأول ما يلزمهم هو التيسير على الناس في المصالح دونما إخلال بطبيعة العمل الأساسية والتي يأتي الفساد من جانبها، ولكن التيسير الشرعي ومراعاة نفسيات الناس المختلفة وأن الأرواح جنود وقد لا يروق لك كل الزوار.
6 - محاولة استغلال وقت الفراغ في أي نشاط من الأنشطة الرابح ولو كان بأيسر الأموال واستثمارها، أو محاولة الدخول في نشاط تجاري بعد عمل دراسة تجارية حوله وسؤال أهل الخبرة في ذاك النشاط المرجو.
واختم حديثي البسيط بالتذكير بأن المال فتنة والفتنة الآكد تجنبها وليس الخلطة به والمال من أقرب الطرق التي تفسد على المرء قلبه وشهد بهذا أئمتنا أئمة السلف أجمع إلا النادر منهم، كما أنه أطول للحساب وللعرض والسؤال، نجانا الله وإياكم ولا أطال لنا الله الوقفة.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين ..
الفقير إلى رحمة الله تعالى / أبو نبيل الترابي(/)
قبول الحق من كل أحد. للشيخ أبي الحسن المأربي
ـ[أبو رزان]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهذه فاتحة خير، فقد تم فتح موقع الشيخ مصطفى أبي الحسن السليماني المأربي موطنا، بحمد الله
وقد اخترت لكم هذه المادة لعلها يستفيد منها بعض الغلاة. الذين لايأخذون بالحق،إلا من كان
على شاكلتهم. نسأل الله لنا ولهم السداد في القول والعمل.
http://www.marebe.net/play.php?catsmktba=15
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 10:57]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ولد برق]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 02:25]ـ
بارك الله فيك أخي
و جزاك الله خيرا(/)
تعالوا بنا نتعلم الإنصاف ... نماذج مشرقة فهل نكررها؟؟
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 11:22]ـ
تعالوا بنا نتعلم الإنصاف ... نماذج مشرقة فهل نكررها؟؟
جهد جمع الفاضل: ابو بكر المقدسي
من منتدى أنا مسلم
جزاه الله عنا خير الجزاء وأجزلهُ واوفاه.
======================
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد فإن سلوك الإنصاف أمرٌ عزيزٌ، ولا يتهيأ إلا من أعطي قوة على محاربة الهوى، وقمع حظوظ النفس، وإعطاء كل شيء حقه، وإنزال الناس منازلهم، ولهذا لا يستطيعه أي أحدٍ، ولا يقدر على التجمل بهذا السلوك من لم يكن عنده استعداد داخلي له.
والإنصاف مأخوذ من النصف، فكأن المنصف أعطى نصفاً لما يعتقد، ونصفاً لما يعتقد غيره، ولهذا لم يصعب عليه الانحياز إلى أيٍّ منهما نظراً لأنه في المنتصف، بخلاف صاحب النظرة المخالفة فإنه يصعب عليه تقبل رأي غيره، أو الإذعان بصواب الآخرين وخطأ نفسه ومن يرى رأيهم، لأنه وضع نفسه على مسافة بعيدة لا تقبل التقاءً ولا تراجعاً، وهذا أول مراحل الخطأ لأنه يظن نفسه صاحب الحق المطلق، ومن سواه هم أصحاب الخطأ المطلق.
قال ابن منظور في لسان العرب: 9/ 33: ((والإنصاف: إعطاء الحق، وقد انتصف منه وأنصف الرجل صاحبه إنصافاً، وقد أعطاه النصفة. ابن الأعرابي: أنصف إذا أخذ الحق وأعطى الحق، والنِّصفة: اسم الإنصاف وتفسيره؛ أن تعطيه من نفسك النصف أي: تعطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك، ويقال: انتصفت من فلان، أخذت حقي كاملاً حتى صرت أنا وهو على النِّصف سواء)).
والدعوة إلى الإنصاف، والحث على سلوكه مبدأ قرآني، ودعت إليه السنة المطهرة،
قال تعالى:) ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وأطراف النهار (.
قال الطبري: 4/ 51: القول في تأويل قوله تعالى: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل) يعني بقوله جل ثناؤه: ليسوا سواء، ليس فريقاً أهل الكتاب أهل الإيمان منهم والكفر سواء، يعني بذلك متساوين، يقول: ليسوا متعادلين، ولكنهم متفاوتون في الصلاح والفساد، والخير والشر، وإنما قيل: ليسوا سواء لأنَّ فيه ذكر صليت من أهل الكتاب اللذين ذكرهما الله في قوله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون، ثم أخبر جلَّ ثناؤه عن حال صليت عنده المؤمنة منهما والكافرة، فقال: ليسوا سواء، أي ليس هؤلاء سواء المؤمنون منهم والكافرون، ثم ابتدأ الخبر جل ثناؤه عن صفة الفرقة المؤمنة من أهل الكتاب ومدحهم وأثنى عليهم بعد ما وصف الفرقة الفاسقة منهم بما وصفها به من الهلع ونخب الجنان ومحالفة الذل والصغار وملازمة الفاقة والمسكنة وتحمل خزي الدنيا وفضيحة الآخرة فقال من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون.
وهناك آيات أخرى تدعو لهذا السلوك، ووضوحها يغني عن نقل تفسيرها، ومنها:
قول الله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ([المائدة: 8]، وقال في الآية قبلها:) وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ([المائدة: 2]، وقال:) وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ([الأنعام: 152]،) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ([النحل: 90]
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في السنة فقد روي مرفوعاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه من الخيلاء، وثلاث منجيات: العدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفاقة، ومخافة الله في السر والعلانية)) رواه الطبراني في "الأوسط": 5/ 328 رقم (5452) وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وهناك آثار وردت فيها كلمة الإنصاف لكن يشوبها الضعف، ومنها ما ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 15/ 347، عن أبي جعفر مرسلا وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسد الأعمال ثلاثة ذكر الله على كل حال والإنصاف من نفسك ومؤاساة الأخ في المال))، وعزاه لابن المبارك وهناد والحكيم - عن أبي جعفر حل - عن علي موقوفا. وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة: 1665.
وروى البخاري معلقاً في صحيحه:1/ص19 (طبعة البغا) عن عَمَّار أنه قال: ثَلَاثٌ من جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الْإِيمَانَ الْإِنْصَافُ من نَفْسِكَ وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ وَالْإِنْفَاقُ من الْإِقْتَارِ. ورواه موصولاً: ابن أبي شيبة في مصنفه: 6/ 172 رقم (30440) وغيره كما بين ابن حجر في تغليق التعليق: 2/ 36 - 37، وروى البزار والطبراني هذا الأثر مرفوعاً، لكن الأصوب وقفه.
وهناك آثار وأخبار كثيرة عن السلف رضي الله عنهم في هذا المعنى، واستقصاؤها يطول الموضوع.
والمقصود أن سلوك الإنصاف والدعوة إليه مبدأ قرآني كما ورد الحث عليه في غير ما آية، وحثت السنة المطهرة عليه وجعلته من المنجيات، وكذا ورد عن السلف من صحابة وغيرهم امتداح لهذا الخلق، بل هو من مكملات الإيمان كما ورد في كلام عمار رضي الله عنه ولهذا فليس غريباً أن نجد التطبيق العملي لهذا لمبدأ من الصحابة أنفسهم.
ففي صحيح البخاري 5/ 2278: َعَنْ هِشَامِ بن عُرْوَةَ عن أبيه قال: ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، فقالت: لَا تَسُبُّهُ فإنه كان يُنَافِحُ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية مسلم في صحيحه: 4/ 1933، رقم (2487) عن هِشَامٍ عن أبيه أَنَّ حَسَّانَ بن ثَابِتٍ كان مِمَّنْ كَثَّرَ على عَائِشَةَ فَسَبَبْتُهُ، فقالت: يا بن أُخْتِي دَعْهُ فإنه كان يُنَافِحُ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فهذا حسان ابن ثابت كان ممن خاض في الإفك، ومع ذلك لم تسمح السيدة عائشة رضي الله عنها لابن أختها عروة بن الزبير أن يسبه بسبب منافحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وموقف آخر من مواقف الإنصاف وهو صادر عن عمار بن ياسر رضي الله عنه، وكان عمار في جيش معاوية، وفي مقابله كانت السيدة عائشة، فماذا كان موقفه؟؟
روى البخاري في صحيح: 6/ 2600 رقم (6687) عن أبي مَرْيَمَ عبد اللَّهِ بن زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قال: لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إلى الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بن يَاسِرٍ وَحَسَنَ بن عَلِيٍّ، فَقَدِمَا عَلَيْنَا الْكُوفَةَ فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ، فَكَانَ الْحَسَنُ بن عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ في أَعْلَاهُ وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ من الْحَسَنِ، فَاجْتَمَعْنَا إليه فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يقول: إِنَّ عَائِشَةَ قد سَارَتْ إلى الْبَصْرَةِ، ووالله إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم في الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، ِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ.
فانظر إلى هذا الأنصاف بالرغم من وجود حرب بينهم، ومع ذلك لم يدفعه هذا للتأليب بالحق والباطل، وتكفير كل من عداه وحاربه، ولهذا قال ابن حجر في فتح الباري: 13/ 58: ومراد عمار بذلك: أن الصواب في تلك القصة كان مع علي، وأن عائشة مع ذلك لم تخرج بذلك عن الإسلام، ولا أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق.
رحم الله عماراً فقد كان صادق اللهجة، وكان لا تستخفه الخصومة إلى أن ينتقص خصمه فإنه شهد لعائشة بالفضل التام مع ما بينهما من الحرب. كما ذكر ذلك ابن هبيرة ونقله عنه ابن حجر في الفتح: 13/ 59.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنماذج منه ذا القبيل كثيرة، لكنني آثرت أن أنقل هذين الأنموذجين لأنهما يمثلان قمة الإنصاف؛ ففي الأنموذج الأول: السيدة عائشة تنصف حسان بن ثابت بالرغم من أنه وقع في عرضها، وهذا أمرٌ عظيم، ويصعب على الإنسان أن ينسى أو يُسامح في مثل هذه المواقف، فكيف بالإنصاف؟؟!!
أما الأنموذج الثاني فهو ممن وقعت بينهم حروب، ووقوف السيدة عائشة في مواجهة جند علي رضي الله عن الجميع، مع ما لها رضي الله عنها من مكانة في قلوب المسلمين، ومع هذا ما كان من عمار إلا الإنصاف وعدم اهتبال الفرص للإسقاط وبيان أنها على غير هدى.
فليكف إذاً عن التكفير أناس يرون كل من ناوأهم أو انتقدهم، أو بين لهم خطأهم خارج عن الملة، ويجتهدون في تلفيق الأحكام له، فليس هذا من منهج من سلف.
=======================
(2)
الجزء الثاني: عن الإنصاف ومجالاته، مع ذكر التطبيقات العملية من سير السلف ومواقفهم.
مجالات الإنصاف
أولاً: الإنصاف مع النفس، أو الانتصاف من النفس، وقد يُشكل على بعض من يقرأ هذا كيف يكون الإنصاف مع النفس؟؟ وما رسخ في الأذهان يقود إلى أن هذا الخلق مرتبط بالغير؟؟
فأقول إن الإنصاف مع النفس يكون بإنزالها منزلة الغير، والنظر إلى ما صدر عنها هل هو مقبول أم مردود؟؟ أو النظر إلى ما يقوله وينتقده الآخرون، والتجرد عند النظر إليه لمعرفة أحقٌ هو أم لا؟؟
وبناءً على هذا يمكننا القول أن الإنصاف مع النفس يكون من خلال أمرين؛ أولهما: قبول الحق وعدم رده من أي إنسان صدر عنه، والثاني: التراجع عن الخطأ في حال التأكد منه.
1 _ أما فيما يتعلق بالأمر الأول وهو قبول الحق، فهذا أمرٌ يدل على إنصاف، وانقياد للحق، وتواضع في النفس، وهذه أخلاق المتقين التي دعا إليها سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لأن عدم قبول الحق نوع من الكبر، والكبر متعارض مع خُلق الإنصاف، وقد روى مسلم في صحيحه:1/ 93: عن عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ من كان في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ من كِبْرٍ، قال رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قال: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ؛ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ الناس ".
وغمط الناس: احتقارهم، وبطر الحق: رده وعدم القبول به.
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص 122: "والكبر ببطر الحق وهو التكبر عليه والامتناع من قبوله كبرا إذا خالف هواه ومن هنا قال بعض السلف التواضع أن تقبل الحق من كل من جاء به وإن كان صغيرا فمن قبل الحق ممن جاء به سواء كان صغيرا أو كبيرا وسواء كان يحبه أو لا يحبه فهو متواضع ومن أبي قبول الحق تعاظما عليه فهو متكبر ". وهذا القول الذي عزاه ابن رجب عن بعض السلف
فهو مروي عن الفضيل بن عياض فقد روى ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول: ص118 رقم 88 عن إبراهيم بن الأشعث قال: سألت الفضيل عن التواضع فقال: التواضع أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته منه، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه.
وعدم قبول الحق له صور، وأهمها الرد الصريح والمباشر للحق، والإعلان عن عدم الامتثال له، ومن الصور أن يكثر المرء في اللجاجة والمراء وهو يعلم أن المقابل له تكلم بالحق، وبالصواب نطق، فوجد التسليم له صعباً فيتمادى في المراء دون وجه حق، وهذا من رد الحق أيضاً ونجده يحصل، ومن صور رد الحق أن يتأوله تأولاً بعيداً ويحمله على أضعف الوجوه، فراراً من التسليم، فيضيف هنا إلى رد الحق تحريفه، علم أم لم يعلم.
وهذه وجوه من وجوه رد الحق نراها وقد يفعلها بعضنا، ولكن السعيد من وُفِّق إلى معرفة الحق والتزامه والعمل به.
ومن أسباب رد الحق الاعتداد بالنفس، واحتقار القائل به، ولهذا ذكر الفضيل بن عياض ما ذكر في ضرورة قبول الحق من أي قائل به ولو كان صبياً صغيراً، وفي هذا قتل لحظوظ النفس، وقسراً لها على تقبل الحق من أي قائل به.فهذا هو الأمر الأول وهو قبول الحق من أي قائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – أما الأمر الثاني فهو الرجوع إلى الحق إن صدر من غيره، أو التراجع عن الخطأ إن حصل فهو أمرٌ مطلوب، ودعا إليه الشرع أيضاً، وبإمكاننا القول إن النصوص الحاثة على هذا الخلق هي نصوص امتداح التراجع والتوبة إجمالاً، كقوله صلى الله عليه وسلم: " كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التَّوابون " فهو وإن كان وارداً في الخطأ الناجم عن المعصية والسلوك إلا أنه ليس ثمة ما يمنع من حمله على كل خطأ حتى ولو كان خطأً علمياً، وهذا ما أراه.
ومما يصلح أن يكون شاهداً على هذا الأمر رواية قتال مانعي الزكاة ورجوع عمر إلى رأي أبي بكر بعد أن تبين له سداده، وفي هذا يقول ملا علي قاري في مرقاة المفاتيح: 4/ 249: (قال عمر: فوالله ما هو - أي الشأن - ألا رأيت، أي علمت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال، وفتح قلبه بالإلهام غيرة على أحكام الإسلام، فعرفت أنه أي رأي أبي بكر أو القتال هو الحق. وهذا إنصاف منه رضي الله عنه ورجوع إلى الحق عند ظهوره.
ومن الأمثلة على هذا ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد: 10/ 308 قال: حدثنا محمد بن العباس حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد أخبرنا الحسين بن الحسن المروزي من حفظه قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله، قال: فسألته عن مسألة فغلط فيها، فقلت: أصلحك الله، القول في هذه المسألة كذا وكذا، إلا أني لم أرد هذه إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها، فاطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنباً في الحق أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل. وهذا الخبر مروي كذلك في الحلية لأبي نعيم، والطيوريات للسلفي، وأخبارالقضاة لوكيع، والأمالي الشجرية، وهو يبين فضيلة التراجع عن الخطأ والرجوع إلى الحق، ولعمري فإن هذا لا يستطيعه إلا آحاد الرجال الذين آثروا الحق على كل وشيجة، ولو كانت النفس.
ثانياً: الإنصاف مع الآخرين،أما الإنصاف مع الآخرين فهو يتنوع أيضاً ويتفرَّع، فمنه الإنصاف مع من نرتضي ونحب، والإنصاف مع الخصوم.
1 – الإنصاف مع من نرتضي ونحب، وهذا أيضاً قد يُشكل فهمه على بعض الناس، لأنهم إنما فهموا الإنصاف لا تكون إلا مع الخلاف، وهذا حقٌ ولكنه مع الموافقة والمحبة يكون أشد، لأن النفس كما تميل إلى الانتصار للذات، تميل مع من توافق وتحب إلى المحاباة، وبهذا يكون الإنصاف مع من نرتضي ونحب بعدم موافقتهم على جور أو ظلم، ورائدنا في هذا الفهم وهذا التصنيف قوا النبي صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقالوا يا رسول الله ننصره مظلوماً ولكن ... أن تأخذ بيده وتبين له خطأه.
إذاً هكذا ينبغي أن يكون تصرف الإنسان مع من يحب أن ينتصر لهم، وإن أخطأوا ألا يُجاريهم على خطئهم، ويبين لهم الصواب، وإن كان خطؤهم شنيعاً أن يبينه للآخرين لئلا يغتر به آخرون، ولقد طبق المحدِّثون رحم الله أمواتهم وبارك في أحيائهم هذا الميزان بأدق تفاصيله، فجرحوا الأب والابن والأخ والقرابة إن احتاج الأمر إلى بيان في ظاهرة فريدة في التاريخ تبين مدى تقديمهم الحق على أية رابطة.
فقد روى ابن حبان في المجروحين 2/ 15 قال: سئل علي بن المديني عن أبيه فقال اسألوا غيري؟ فقال: سألناك، فأطرق ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدين أبي ضعيف.
وروى ابن عدي في الكامل: 4/ 265: سمعت علي بن عبد الله الداهري يقول سمعت أحمد بن محمد بن عمرو بن عيسى كركر يقول سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول: ابني عبد الله هذا كذاب.
وروى مسلم في مقدمة الصحيح: 1/ 27: قال: حدثني الفضل بن سهل حدثنا وليد بن صالح قال: قال عبيد الله بن عمرو: قال زيد - يعني بن أبي أنيسة -: لا تأخذوا عن أخي.
وبأوضح من هذا روى ابن عدي في الكامل: 7/ 186 قال: ثنا احمد بن الحسين الصوفي حدثني هارون بن سفيان المستملي حدثني عبد الله بن جعفر الرقي حدثني عبيد الله بن عمرو قال: قال لي زيد بن أبى أنيسة: لا تكتب عن أخي يحيى فإنه كذاب.
وفي سؤالات أبي عبيد 1/ 318: سمعت أبا داود يقول: قال شعبة لو حابيت أحدا حابيت هشاماً بن حسان - وكان قريبه -.
(يُتْبَعُ)
(/)
الكامل: 7/ 112: سمعت يزيد بن هارون يقول كنية هشام بن حسان أبو عبد الله ثنا احمد بن محمد بن شبيب ثنا أحمد بن أسد ثنا شعيب بن حرب سمعت شعبة يقول: لو حابيت أحداً حابيت هشام بن حسان، كان ختني ولكن لم يكن يحفظ.
وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال (ترجمة حسين بن أبي السري العسقلاني): قال أبو عروبة الحراني هو خال أمي وهو كذاب.
فهذه نماذج كما يرى الناظر صدرت عن أهل الحديث خالية من المحاباة وتقديم رابطة القرابة، وهذه قمة الإنصاف، وهي تجعلنا نطمئن إلى أحكام هؤلاء الأعلام ونقداتهم.
2 – الإنصاف مع الخصوم، وهادينا في هذا الصنف هو قول الله تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)، أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل معهم، والإنصاف مع الخصوم أمرٌ عزيز كما ذكر الذهبي في ترجمة أبي بكر بن العربي، حيث رد على منتقدي أبي بكر الذين تحايدوا الإنصاف، وسعدوا بوقوعه في الخلل والزلل فسارعوا إلى نقده فقال: (سير أعلام النبلاء ج20/ص202 - 203):قرأت بخط ابن مسدي في معجمه: أخبرنا أحمد بن محمد بن مفرج النباتي سمعت ابن الجد الحافظ غيره يقولون حضر فقهاء إشبيلية أبو بكر ابن المرجى وفلان وفلان وحضر معهم ابن العربي فتذاكروا حديث المغفر، فقال ابن المرجى: لا يعرف إلا من حديث مالك عن الزهري، فقال ابن العربي: قد رويته من ثلاثة عشر طريقاً غير طريق مالك!! فقالوا أفدنا هذا؟ فوعدهم ولم يخرج لهم شيئاً، وفي ذلك يقول خلف بن خير الأديب:
يا أهل حمص ومن بها أوصيكم ......... بالبر والتقوى وصية مشفق
فخذوا عن العربي أسمار الدجى .......... وخذوا الرواية عن إمام متق
إن الفتى حلو الكلام مهذب ............ إن لم يجد خبرا صحيحا يخلق
قلت (الذهبي): هذه حكاية ساذجة لا تدل على تعمد، ولعل القاضي رحمه الله وهم وسرى ذهنه إلى حديث آخر، والشاعر يخلق الإفك، ولم أنقم على القاضي رحمه الله إلا إقذاعه في ذم ابن حزم واستجهاله له، وابن حزم أوسع دائرة من أبي بكر في العلوم وأحفظ بكثير، وقد أصاب في أشياء وأجاد، وزلق في مضايق كغيره من الأئمة والإنصاف عزيز.
إذاً عدم الإنصاف هو مظنة ما يقع بين الخصوم، ولهذا لما يقع الإنصاف من الخصم اشدد يدك به، وخذه غير ناظر إلى أي أمر آخر، وبخاصة إذا كان متعلقاً بالكفر والإيمان.
ومن ذلك أيضاً ما حصل للعلامة ابن القطان الفاسيصاحب الكتاب الأعجوبة (بيان الوهم والإيهام): قال المراكشي (الذيل والتكملة: 8/ 2 /433): ((قرئ على أبي الحسن ابن القطان يوما في مدة العادل ... حديثٌ من أعلام النبوة فتكلم عليه أبو الحسن بما حضره فيمضمنه، ثم ختم الخوض فيه بأن قال: هذا من صفاء باطن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـوشف جوهره في كلام نحو هذا، فنسب إليه القول باكتساب النبوات،وجرت في ذلك طائفة من ثالبيه والطاعنين عليه وكتبوا رسمين، استدعوا في أحد هما شهادة الشهود بمقابلتهتلك، واستدعوا في الآخر فتاوى أهل العلم في قائل تلك المقالة، وأطالوا في ذلكوأعرضوا، ونسبه معظم الفرووعيين؟ إلى البدعة وكفره آخرون منهم، وأجمع المتألبونعليه أنه لا يتم لهم الغرض من هذا العمل إلا بفتيا أبي الحجاج المكلاتي (ت626هـ/1229م) وقال:هو لا شك عدوه المناصب له، وسيغتنم هذه الواقعة للظفر به، والنيل منه، فتوجهوا بالرسمين إليه سائلين حكم الله فيه، واثقين منه بأنه يوجب قتله، أو معاقبته المعاقبة الشديدة، فلما نظر فيهما لم يتوقف عن تمزيقهماوإعدامهما البتة، وأنحى على الساعين في ذلك بأشد اللوم وبالغ في توبيخهم وتقريعهمونال منهم أقبح منال، ثم قال: يا سيئي النظر وقليلي العقل! تعمدون إلى أجلشيوخكم، وأشهر علمائكم، وقد علمتم صيته في الآفاق بأنه وقف حياته، واشتهر طول عمرهفي خدمة السنة وعلوم الشريعة حتى صار من أئمتها والسابقين في ميدان المعرفة بها،وخوضه أبداً إنما هو مع جلة حملتها، وعظماء نقلتها من عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلى عصرنا هذا، وتتعرضون له بمثل هذا السعي القبيح!! فما الذي تفعلون غداًأو بعد غدٍ معي أو مع أمثالي ممن لا يعمر مجالسه أبداً إلا بالنظر مع القدريةوالشيعة والرافضة والمعتزلة والكرامية والإباضية والإمامية والإبراهيمية، وغيرهم منالفلاسفة وأهل الأهواء والبدع الحائدين عن مذاهب أهل السنة، ولا يشتغل ألا في ضرببعض أقوالهم ببعض؟؟!! اذهبوا خيَّب الله سعيكم، وأراح الإسلام والمسلمين منكم ((.
فانظر إلى هذا الأنصاف من أبي الحجاج المكلاتي مع خصم هو من ألد خصومه، وبماذا شهد له، ولم تمنعه الخصومة من الانتصار للحق، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، ورحم كذلك أبا الحسن ابن القطان فقد كان من العلماء المبرزين.
هذه بعض مجالات الإنصاف أحببت أن أضعها بين أيدي إخواني، راغباً أن نستفيد منها، ونتخلق بخلق من ورد ذكره، سائلاً الله أن ينفع به كاتبه، وقارئه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 03:12]ـ
بارك الله فيكما
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 01:08]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Sep-2008, مساء 03:51]ـ
حق هذا البحث أن يثرى ... و أن يراجع ... و أن يبقى دوما للمدارسة القلبية؟! " و ذكّر "
بارك الله فيكم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 09:48]ـ
حق هذا البحث أن يثرى ... و أن يراجع ... و أن يبقى دوما للمدارسة القلبية؟! " و ذكّر "
بارك الله فيكم.
هكذا حقه .....(/)
الفرق بين النصيحة والتعيير للحافظ بن رجب رحمه الله (باختصار)
ـ[الهاشمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 06:16]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على إمام المتقين، وخاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه كلمات مختصرة جامعة في الفرق بين النصيحة والتعيير – فإنهما يشتركان في أن كلاً منهما: ذِكْرُ الإنسان بما يكره ذِكْرَه، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس والله الموفق للصواب.
اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص.
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.
وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.
ولهذا نجد في كتبهم المصنفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث والفقه واختلاف العلماء وغير ذلك ممتلئة بالمناظرات وردِّ أقوال من تُضَعَّفُ أقواله من أئمة السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ولا ادعى فيه طعناً على من ردَّ عليه قولَه ولا ذمَّاً ولا نقصاً اللهم إلا أن يكون المصنِّف ممن يُفحش في الكلام ويُسيءُ الأدب في العبارة فيُنكَر عليه فحاشته وإساءته دون أصل ردِّه ومخالفته، إقامةً للحجج الشرعية والأدلة المعتبرة. وسبب ذلك أن علماء الدين كلُّهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ولأنْ يكون الدين كله لله وأن تكون كلمته هي العليا، وكلُّهم معترفون بأن الإحاطة بالعلم كله من غير شذوذ شيء منه ليس هو مرتبة أحد منهم ولا ادعاه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم.
ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كذب أبو السنابل " لما بلغه أنه أفتى أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر.
هذا ما أحببت نقله في هذا الباب ومن أراد الإستزاده فليرجع لكتاب بن رجب رحمه الله في هذا الباب.
الله يحفظنا على التوحيد والسنة.(/)
نريد الشيخ الذي يضحك الناس؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 06:13]ـ
رقم: 268
قال الامام البخاري رحمه الله في كتاب الأدب المفرد > باب: المزاح >
حدثنا صدقة قال: أخبرنا معتمر عن حبيب أبي محمد، عن بكر بن عبد الله قال:: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال!.).
صحيح.
قال في القاموس والتَّبادُحُ: التَّرامِي بشيءٍ رِخْوٍ،
هكذا كان الصحابة الاخيار يمزحون في بعض الاوقات فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال
كما وصفهم هذا التابعي رحمه الله وليس كحال بعض الناس اليوم والذين حياتهم كلها هزل وضحك حتى في امور الدين
كما قال بعض الفضلاءيقولون لمن يدعو العلماء لمحاضرات دينية نريد الشيخ الذي يضحك الناس
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 06:58]ـ
هل من تحقيق للإسناد؟
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 07:16]ـ
هل من تحقيق للإسناد؟
الحديث صحيح الاسناد
اخرجه المزى فى تهذيب الكمال
وصححه الالبانى فى السلسلة الصحيحة 435
والله تعالى اعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 07:34]ـ
شكرا لكما.و بارك الله فيكما ...
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 07:50]ـ
صدقت ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 01:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 02:06]ـ
نريد الشيخ الذي يضحك الناس ويبكي الناس:)
بارك الله فيك شيخنا الغامدي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 05:50]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 10:50]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد
ما أحوجنا إلى ذلك!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 10:59]ـ
(كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال!.).
صحيح.
قال في القاموس والتَّبادُحُ: التَّرامِي بشيءٍ رِخْوٍ،
أخي الكريم:
جزاك الله خيرا، لقد استشكل علي هذا الأمر، ممكن تزيل ما استشكل علي؟
(كيف كان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتبادحون بالبطيخ، وهو نعمة من نعم الله تعالى)؟!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:07]ـ
((ومما ورد في مزاح أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ما رواه البخاري عن بكر بن عبد الله المزني قال: [كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمازحون حتى يتبادحون بالبطيخ، فإذا حزبهم أمر كانوا هم الرجال] وهذا حديث صحيح رواه البخاري في الأدب المفرد , وهذا ليس فيه إهدار للنعمة، أو أنه يؤذي، بمعنى: أنه يضربه بشيء ثقيل, فلو أنه حصل في بعض المناسبات أن رماه بقشرته -مثلاً- دون أن يؤذيه فلا بأس, لكن المقصود أنه كان في بعض المواقف يحصل شيء من هذا, قد يكون في الأسفار عندما يكون الجو فيه تعب, فيكون المزاح في السفر مما يقبل لأن في السفر شدة وعناء, والملاطفة والممازحة في السفر أوكد من الحضر, فيكون مقبولاً)).
سلسلة الآداب الإسلامية (درس رقم 17 - دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية).
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:22]ـ
صدقتَ يا شيخنا .. باركَ الله فيكم،،
والحقيقة أُريد الشيخ الذي يُبكي ويُسيل الدموع، علَّ القلوب تلين قليلًا من خشية الله .. !!
والله المستعان
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:35]ـ
صدقتَ يا شيخنا .. باركَ الله فيكم،،
والحقيقة أُريد الشيخ الذي يُبكي ويُسيل الدموع، علَّ القلوب تلين قليلًا من خشية الله .. !!
والله المستعان
كلام سديد
وإن القلوب مشارَبٌ، والمقصِدُ الترويحُ، لا الإسفاف والتبسط المذموم.
اللهم ألن قلوبنا لطاعتك، وارزقنا البكاء من خشيتك.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:43]ـ
صدقتَ يا شيخنا .. باركَ الله فيكم،،
والحقيقة أُريد الشيخ الذي يُبكي ويُسيل الدموع، علَّ القلوب تلين قليلًا من خشية الله .. !!
والله المستعان
ذكرتني بشيخ اسمه اذا لم اكن واهما عبدالكريم الدوسري كان دائما يبكي الناس في محاضراته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:35]ـ
شكر ا لكم وبارك الله فيكم جميعا
على تعليقاتكم النافعة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 12:47]ـ
بين اضحاك الناس وابكائهم اقول لكل مقاماً مقال
وكم من داعية اضحك من حوله وادخل السرور على قلوبهم بعد ان ذكّرهم بالله
فخرجوا من عنده وهم يدعون له ويتمنون لو يعاد ذلك المجلس مره اخرى
وللاسف اصبح من علامات الانسان الملتزم انه عبوس جهوم يهاب الناس التحدث معه
ويخشى من حوله ان يلتزموا بدين الله حتى لا يفقدوا الابتسامه من وجهه وما يدري ذلك
الملتزم ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما روئ احد اكثر تبسماً منه فداه ابي وامي
فيا طلبة العلم ان منكم منفرون ان منكم منفرون ان منكم منفرون .... فاتقو الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 05:26]ـ
اخي الكريم ماجد
الناس في مجال البشاشة واستقبال الآخرين بين إفراط وتفريط، فمنهم العابس المتجهم، الذي يقابل أخاه المسلم وكأنه قاتل أبيه، وهذا مذموم بلا شك والعياذ بالله، ومحروم من الحسنات)، والصنف الآخر أفرط أيضا في البشاشة بإكثاره من الضحك في جميع الأحوال،
وهذا مذموم أيضا، بل الوسط أن يكون الضحك قليلا، والتبسم كثيرا، والمؤمن لو درس شمائل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لعلم أنه كان كثير التبسم قليل الضحك، مع تهلل وجهه وإشراقته لكل من يلقاه صلى الله عليه وسلم، وكان إذا ضحك تبدو نواجذه لا أضراسه صلى الله عليه وسلم: فعن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت وقعت على أهلي في رمضان قال (أعتق رقبة). قال ليس لي قال (فصم شهرين متتابعين). قال لا أستطيع قال (فأطعم ستين مسكينا). قال لا أجد فأتي بعرق فيه تمر - قال إبراهيم العرق المكتل - فقال (أين السائل تصدق بها). قال على أفقر مني والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه / صحيح البخاري 5/ 2260
قال الإمام الماوردي رحمه الله في كتاب: ادب الدنيا والدين تحت عنوان: (آفة الضحك)
قال: "وأما الضحك فإن اعتياده شاغلٌ عن النظر في الأمور المهمة"، أي: أن الإنسان الذي يكثر الضحك إنسان غير جاد، وكثرة الضحك من علامات عدم الجدية المطلوبة من المسلم.
وقال في مفاسد الضحك: "والإكثار منه مذهلٌ عن الفكر في النوائب الملمة"، أي: إذا نزل بالإنسان نائبة ملمة وصار يُكثر من الضحك، لم يستطع فكره أن يجتمع لأجل مواجهتها، "وليس لمن أكثر منه هيبةٌ ولا وقار"، وهذه مضرة ثانية، فالشخص المكثر من الضحك يزول وقاره وهيبته من نفوس الناس،
ولذلك يجترئون عليه، لما صار مكثراً للضحك، وتسقط هيبته من قلوب الناس، ولا شك أن هذه السلبية قاتلة لأثر الداعية على الآخرين،
ثم تامل قولي في اصل المقال
وليس كحال بعض الناس اليوم والذين حياتهم كلها هزل وضحك حتى في امور الدين
كما قال بعض الفضلاءيقولون لمن يدعو العلماء لمحاضرات دينية نريد الشيخ الذي يضحك الناس
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 06:30]ـ
أحسنت أخي الغامدي.
وفي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال:
(لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب).وصححه العلامة الألباني.
إن مما يحزن القلب، ويستحيي منه الحيي أن تكون محاضرة الشيخ المزعوم من أولها إلى آخرها ضحك وهزل ونكت!! زعم أنه يريد أن يحبب الدين للناس!! فأين هو من هذا الحديث الخطير؟! .. كثرة الضحك تميت القلب، أين هو من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى دين الله عزوجل؟!
وخير الهدى هدى محمدٍ ** وشر الأمور المحدثات البدائع.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 07:36]ـ
اخي الكريم ماجد
الناس في مجال البشاشة واستقبال الآخرين بين إفراط وتفريط، فمنهم العابس المتجهم، الذي يقابل أخاه المسلم وكأنه قاتل أبيه، وهذا مذموم بلا شك والعياذ بالله، ومحروم من الحسنات)، والصنف الآخر أفرط أيضا في البشاشة بإكثاره من الضحك في جميع الأحوال،
وهذا مذموم أيضا، بل الوسط أن يكون الضحك قليلا، والتبسم كثيرا، والمؤمن لو درس شمائل المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لعلم أنه كان كثير التبسم قليل الضحك، مع تهلل وجهه وإشراقته لكل من يلقاه صلى الله عليه وسلم، وكان إذا ضحك تبدو نواجذه لا أضراسه صلى الله عليه وسلم: فعن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت وقعت على أهلي في رمضان قال (أعتق رقبة). قال ليس لي قال (فصم شهرين متتابعين). قال لا أستطيع قال (فأطعم ستين مسكينا). قال لا أجد فأتي بعرق فيه تمر - قال إبراهيم العرق المكتل - فقال (أين السائل تصدق بها). قال على أفقر مني والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه / صحيح البخاري 5/ 2260
قال الإمام الماوردي رحمه الله في كتاب: ادب الدنيا والدين تحت عنوان: (آفة الضحك)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: "وأما الضحك فإن اعتياده شاغلٌ عن النظر في الأمور المهمة"، أي: أن الإنسان الذي يكثر الضحك إنسان غير جاد، وكثرة الضحك من علامات عدم الجدية المطلوبة من المسلم.
وقال في مفاسد الضحك: "والإكثار منه مذهلٌ عن الفكر في النوائب الملمة"، أي: إذا نزل بالإنسان نائبة ملمة وصار يُكثر من الضحك، لم يستطع فكره أن يجتمع لأجل مواجهتها، "وليس لمن أكثر منه هيبةٌ ولا وقار"، وهذه مضرة ثانية، فالشخص المكثر من الضحك يزول وقاره وهيبته من نفوس الناس،
ولذلك يجترئون عليه، لما صار مكثراً للضحك، وتسقط هيبته من قلوب الناس، ولا شك أن هذه السلبية قاتلة لأثر الداعية على الآخرين،
ثم تامل قولي في اصل المقال
وليس كحال بعض الناس اليوم والذين حياتهم كلها هزل وضحك حتى في امور الدين
كما قال بعض الفضلاءيقولون لمن يدعو العلماء لمحاضرات دينية نريد الشيخ الذي يضحك الناس
سلمت يمينك يا أبا محمد؛ وإنما الأعمال بالنيات
أحسنت أخي الغامدي.
وفي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال:
(لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب).وصححه العلامة الألباني.
إن مما يحزن القلب، ويستحيي منه الحيي أن تكون محاضرة الشيخ المزعوم من أولها إلى آخرها ضحك وهزل ونكت!! زعم أنه يريد أن يحبب الدين للناس!! فأين هو من هذا الحديث الخطير؟! .. كثرة الضحك تميت القلب، أين هو من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة إلى دين الله عزوجل؟!
وخير الهدى هدى محمدٍ ** وشر الأمور المحدثات البدائع.
كلام واقعي، يا أبا أحمد.
فإنّ القلوب مشارب، فمنها ما يلين بالابتسامة، ومنها ما يلين بالزجر.
وقد قال أحد الدعاة - وسمعتها منه- أنه قد أسلم عليه نفر من الناس، كلٌّ منهم يقول: عجبنا لابتسامتك، كيف أنت وتلك هيئتك تلبس القميص وتطلق اللحية، وعليك عمامة، ومع ذلك لا تفارق الابتسامة فاك.
نعم إخوتي في الله، نحتاج إلى رجل إذا رآه الناس من بعيد تهللوا بطلعته، لا لشخصه، ولكن لسمته.
ربما يزعج بعض الناس أن يبتسم الخطيب أو يمزح الداعي أو العالم، أو أن يمزج جده بهزلٍ، وقد والله رأينا أمثال هؤلاء.
وأكرر عليهم نقل أخي أبي أحمد السالف:
وخير الهدى هدى محمدٍ ** وشر الأمور المحدثات البدائع
وليس الأمر كما تفضلتم بأن يكون كلام الدعاة أو الخطباء هزل مقيت، تذهب به الهيبة، وتضيع به الدعوة، كلاَّ، والتوسط والاعتدال أمر محمود، وإنما ذكر هذا كما تفضل الأخ (ماجد) بما صار ملازما لطالب العلم أو الداعية أن يكون عبوسا، فالحاجة لطبيب يطب الناس من ألم، كحاجة الناس في الدنيا إلى العلم. وأين طريق العلم؟ إنما هو على يد العلماء، فإن مُنع الناس طِيب التلقي، ذهب العلم، وذهاب العلم .... وما أدراك ما ذهاب العلم.
وبالله التوفيق
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 02:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اسمحوا لي بالمشاركة التالية:
روى الإمام أحمد أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لنعيمان بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، وكان يقال له: النعيمان: لو نحرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم (أي اشتهيناه)، ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها، فنحرها النعيمان، ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته فصاح: وا عقراه يا محمد! فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فعل هذا؟ قالوا: النعيمان، فأتبعه يسأل عنه، فوجده في دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب رضي الله عنه قد اختفى في خندق وجعل عليه الجريد والسعف، فأشار إليه رجل ورفع صوته يقول: ما رأيته يا رسول الله، وأشار بإصبعه حيث هو، فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تغير وجهه بالسعف الذي سقط عليه، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك، ثم غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه خرج تاجراً إلى بصرى، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة رضي الله عنهما، وكلاهما بدري (أي شهد بدرا)، وكان سويبط على الزاد، فقال له نعمان: أطعمني! قال: حتى يجيء أبو بكر، وكان نعيمان مضحاكاً مزاحاً، فذهب إلى ناس جلبوا ظهراً فقال: ابتاعوا مني غلاماً عربياً فارهاً؟ قالوا: نعم، قال: إنه ذو لسان، ولعله يقول: أنا حر، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوه علي! فقالوا: بل نبتاعه، فابتاعوه منه بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها، وقال: دونكم هو هذا! فقال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حر! قالوا: قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحابه إليهم، فردوا القلائص وأخذوه، ثم أخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فضحك هو وأصحابه منها حولاً.
والله أعلم ...
محبكم محب الإمام ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 03:24]ـ
شكر ا لكم وبارك الله فيكم وللفائدة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَصْحَابِهِ شَىْءٌ فَخَطَبَ فَقَالَ
" عُرِضَتْ عَلَىَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ
وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لضحكتم قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا "
. قَالَ فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ - قَالَ - غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ وَلَهُمْ خَنِينٌ - قَالَ - فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا - قَالَ - فَقَامَ ذَاكَ الرَّجُلُ فَقَالَ مَنْ أَبِي قَالَ " أَبُوكَ فُلاَنٌ ". فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ( http://java******:openquran(4,101,101 ))
الحديث في صحيح مسلم
عن أبي ذر ( http://islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=1584) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لوددت أني كنت شجرة تعضد ( http://islam ... .net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2234&idto=2235&bk_no=2&ID=1555#docu)
قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وأنس
قال الترمذي حديث حسن غريب
ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر ( http://islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=1584) قال لوددت أني كنت شجرة تعضد(/)
تبصير العابد بجواز مكث الحائض في المساجد
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:29]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بترجيح قول من جوز مكث الحائض في المسجد،وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي وقول الإمام داود وابن حزم الظاهريان، و في رواية عن أحمد.
وسبب ترجيح قولهم هو عدم وجود نص صحيح صريح في حرمة مكث الحائض في المسجد،وأدلة جمهور العلماء إما صحيحة غير صريحة أو صريحة غير صحيحة
فقد استدل الجمهور بقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ? (النساء: 43) فقالوا لا تجوز صلاة الجنب إجماعاً وقوله? إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ? يقصد بها من يمر مرور الكرام من المسجد فله ذلك والحائض أغلظ من الجنب فمنعها من المكث في المسجد من باب أولى،ويرد على الجمهور بأن المراد الصلاة ذاتها لا المسجد فيكون المعنى: ولا تقربوا الصلاة جنباً إلا بعد أن تغتسلوا إلا فى حال السفر فصلوا بالتيمم،ولذا قال تعالى بعدها: ?وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ? فقوله تعالى: ? لا تَقْرَبُوا الصلاةَ ? المراد بها الصلاة ذاتها، و ليس موضع الصلاة , و الأرض إنما هي مسجد إلا القبر والحمام , والقول بأن المقصود موضع الصلاة خلاف الأصل،وإذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال فبقى الحكم على البراءة الأصلية.
ويؤيد هذا ما رواه البخاري من مكث أهل الصفّة في المسجد و لا شك أنهم كانوا يجنبون، وأن ابن عمر كان ينام و هو شاب أعزب لا زوج له في المسجد النبوي،واستدل الجمهور بما رويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب)،وهذا الحديث غير صحيح فمدار الحديث على جُسرة، وهى لا تحتمل التفرد، وممن ضعفه الخطابي و البيهقي وعبد الحق الإشبيلي و ابن حزم والنووي والألباني (انظر المحلى لابن حزم 1/ 401، إرواء الغليل للألباني حديث رقم 193)
واستدل الجمهور بما رواه مسلم أن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ناوليني الخمرة من المسجد " قالت: فقلت: إني حائض. فقال: "إن حيضتك ليست في يدك " قالوا هذا الحديث يدل على أن المتقرر عند عائشة أن الحائض ممنوعة من دخول المسجد،ولذلك اعتذرت عن تنفيذ الأمر لكونها حائضاً. و أنه صلى الله عليه وسلم أقرها على هذا الاعتذار،وإنما بين لها أن الحيضة ليست في اليد فمجرد إدخال اليد في المسجد لا يدخل في النهي،ويرد عليهم تحرج عائشة إنما هو من مسك الخمرة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: " إن حيضتك ليست في يدك "، وسياق الحديث يدل عليه وليس التحرج من دخول المسجد،ولو كان في الحديث احتمال ما قالوا فالقاعدة إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال.
واستدل الجمهور بأمر النبي صلى الله عليه وسلم اعتزال الحيض عن مصلى النساء قالوا إذا منع صلى الله عليه وسلم الحائض من دخول المصلى فمنعها من دخول المسجد أقوى؛ لأن حرمة المسجد أشد توقيراً وتعظيماً من حرمة المصلى،ويرد عليهم بأن المقصود من اعتزال المصلى اعتزال الصلاة،بدليل رواية مسلم فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، واستدل الجمهوربما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم فى الاعتكاف كان يخرج رأسه من المسجد، فترجل رأسه عائشة،وهى حائض فلو كان دخولها المسجد جائزا لكان هذا أيسر عليه صلى الله عليه وسلم لاسيما وهو معتكف فلا يلجأ أن يخرج رأسه وهو معتكف ومعلوم أن المعتكف لا يجوز أن يخرج من المسجد وإلا بطل اعتكافه، وأيضاً لا ينبغي له أن يخرج جزءا من أجزاءه خارج المسجد،ويرد عليهم بأن الحديث ليس صريحاً فى منع الحائض من دخول المسجد فهو مجرد فعل غاية ما فيه جواز إخراج المعتكف رأسه من المسجد ليغسله أهله، و قد يكون عدم دخولها لعلة أخرى غير الحيض كأن يكون بالمسجد رجال ونحو ذلك، وإن احتمل الحديث قولهم فمن المقرر في الأصول أنه إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال
و قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة لما جاءها الحيض و هي في الحج " ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم , فافعلي ما يفعله الحاج غير ألا تطوفي بالبيت " رواه البخاري فمنع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة الطواف بالبيت فقط،و لم يمنعها من بقية المناسك و العبادات للحاج مثل قراءة القرآن و المكث في المسجد لذكر الله , فلو كان مكوثها في المسجد ممنوعا لبين لها صلى الله عليه وسلم ذلك
وأخرج ابن منصور فى سننه بإسناد حسن أن بعض الصحابة كانوا يجنبون و يجلسون في المسجد وهم على وضوء فقط فيجوز إذاً من غير وضوء؛ لأن الوضوء لا يرفع الحدث الأكبر هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وكتب ربيع أحمد طب عين شمس الجمعة 26/ 1/ 2007 م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:34]ـ
اختلف الفقهاء فى جواز مكث الحائض فى المسجد على قولين المنع،وهذا هو قول جماهير أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة يرونَ أنه لا يجوز للمراءة الحائض أن تدخل المسجد، والقول الآخرالجواز،، وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي وبه قال الإمام داود وابن حزم الظاهريان، وحكم المنع عند المانعين خاص بالحائض دون المستحاضة والمستحاضة لا تاخذ حكم الحائض،ولها دخول المسجد والمكث فيها وحضور مجالس العلم والذكر و حلقات القرآن فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعتكف مع بعض نساءه وهي مستحاضة ترى الدم فربما وضعت تحتها الطست من الدم فهذا الحديث به دلالة واضحة جداً على جواز مكث المستحاضة فى المسجد لأنها دخلت مع النبي-صلى الله عليه وسلم- والنبي يعلم أنه ينزل عليها دم الأستحاضة واقرها على ذلك.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:36]ـ
الدليل الأول:
قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْعَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً? [النساء: 43]
وجه الدلالة من الآية كما قالوا:
قوله? لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ? فالصلاة إما أن تكون الركوع والسجود أو تكون موضع الصلاة،والمقصود بها المسجد، وموضع الصلاة مقول و القرينة هى ?وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ? لأن الجنب لا يجوز له أن يصلي،ولا تصح صلاته أذن ليس المقصود هنا الركوع والسجود،ولكن مكان الصلاه؛لأنه بالإجماع لا تجوز صلاة الجنب وقوله? إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ ? يقصد بها من يمر مرور الكرام من المسجد فله ذلك والحائض أغلظ من الجنب فتمنع من المسجد إذن وجه الدلالة عندهم: إذا منع الجنب من المسجد إذن من باب أولى أن تمنع الحائض.
مناقشة الاستدلال:
هذا أحد تأويلى السلف لمعنى الآية، والتأويل الآخر أن المراد الصلاة ذاتها لا المسجد فيكون المعنى:ولا تقربوا الصلاة جنباً إلا بعد أن تغتسلوا إلا فى حال السفر فصلوا بالتيمم،ولذا قال بعدها:?وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ? فقوله تعالى: ?لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ?المراد بها الصلاة ذاتها، و ليس موضع الصلاة , وذلك لأن الأرض إنما هي مسجدكما في الحديث الذي أخرجه البخاري و غيره من حديث جابر بن عبد الله " وجعلت لي الأرض مسجدا و طهورا " , وهذا القول هو قول آخر في الآية لعلي بن أبي طالب و ابنعباس و سعيد بن الجبير و الضحاك،،والقول بأن المقصود موضع الصلاة خلاف الأصل، و إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال فبقى الحكم على البراءة الأصلية، و يؤيد هذا ماروى البخارى من مكوث أهل الصفّة في المسجد باستمرار و لا شك أنهم كانوا يجنبون , و كان عبد الله بن عمر ينام و هو شاب أعزب لا زوج له في مسجد النبي صلى اللَّه عليه وسلم متفق عليه،وذهاب بعض العلماء إلى قياس الحيض و النفاس على الجنابة في حرمة المكث،وإن كان خلاف الصحيح فهوغير مسلّم، بل الظاهر أنّ حكمهما مختلف لوجود الفارق بين الحالتين، إذ يُفرَّقُ بين الجنابة و بين الحدث الأكبر الحاصل بالحيض و النفاس، بكون رفع الجنابة مقدوراً عليه في كلّ وقت، بخلاف ما يعرِض للمرأة من شئون النساء التي لا ترتفع إلا لأجل الله أعلم به فالجنب باختياره أن يزيل هذا المانع بالاغتسال، و أما الحائض فليس باختيارها أن تزيل هذا المانع.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:37]ـ
الدليل الثانى:
قوله صلى الله عليه وسلم: (إني لا أحل المسجدلحائض،و لا جنب) [1].
مناقشة الدليل:
هذا الحديث حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن مدار الحديث على جُسرة،وهى لاتحتمل التفرد، وممن ضعفه الخطابي والبيهقي وعبد الحق الإشبيلي والنووي والألباني وبالغ ابن حزم فقال: [إنه باطل] [2].
[1]- رواه أبوداود232 والبيهقى 2/ 442 و ابن خزيمة 2/ 284
[2]- انظر المحلى لابن حزم 1/ 401، إرواء الغليل للألبانى 1/ 162.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:39]ـ
الدليل الثالث:
قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "ناوليني الخمرة من المسجد" قالت فقلت: اني حائض. فقال "إن حيضتك ليست في يدك". رواه مسلم
وجه الدلالة كما يقولون:
" وجه الدلالة منه أمران: الأول:- أن المتقرر عند عائشة رضي الله عنها أن الحائض ممنوعة من دخول المسجد،ولذلك اعتذرت عن تنفيذ الأمر لكونها حائضاً. الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم أقرها على هذا الاعتذار،وإنما بين لها أن الحيضة ليست في اليد فمجرد إدخال اليد في المسجد لا يدخل في النهي، وهذا يدل على أن المتقرر عندهم هو أن الحائض ممنوعة من دخول المساجد، ولأنه يخشى من تلويث المسجد بشيء من نجاسة دم الحيض،وهو بقعة الصلاة التي يطلب طهارتها.
مناقشة الاستدلال:
تحرجت عائشة رضى الله عنها أن تمسك الخُمرة، وهى السجادة التى سيصلى عليها النبى فى حال حيضها بدليل قوله"إن حيضتك ليست في يدك" ولم تتحرج من دخول المسجد فبطل الاستدلال به،ولو كان في الحديث احتمال ماقالوا فالمقرر فى أصول الفقه إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:40]ـ
الدليل الرابع:
أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نخرج الحيض يوم العيدين، وذوات الخدور، فيشهدان جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزل الحيض عن مصلاهن، قالت امراة: يا رسول الله، أحدانا ليس لها جلباب؟ قال: (لتلبسها صاحبتها من جلبابها).
وجه الدلالة من هذا الحديث كما يقولون:
إذا منع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحائض من دخول المصلى فلأن تمنع من دخول المسجد أقوى؛لأن حرمة المسجد أشد توقيراً وتعظيماً من حرمة المصلى من باب أولى.
مناقشة الدليل:
المقصود من اعتزال المصلى اعتزال الصلاة،فقدر وى الحديث نفسه بلفظ ((فأما الحيض فيعتزلن الصلاة)) وهى فى صحيح مسلم وغيره
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:41]ـ
الدليل الخامس:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كما فى الحديث الذى رواه البخارى فى الاعتكاف يخرج رأسه من المسجد،وهو معتكف فترجل رأسه عائشة-رضي الله عنها - وهى حائض فلو كان دخولها المسجد جائز لكان هذا أيسر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا سيما وهو معتكف فلا يلجأ يخرج رأسه وهو معتكف - ومعلوم أن المعتكف لا يجوز أن يخرج من المسجد وألا بطل اعتكافه - وأيضاً لا ينبغي له أن يخرج جزء من أجزاءه خارج المسجد.
مناقشة الاستدلال:
ليس الحديث صريحاً فى منع الحائض من دخول المسجدفقد يكون عدم دخولها لعلة أخرى غير الحيض كأن يكون بالمسجد رجال ونحو ذلك، ولو كان في الحديث احتمال ماقالوا فالمقرر فى أصول الفقه إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:42]ـ
الدليل السادس:
أن القول بمنع المكث ناقل عن الأصل،و الدليل الناقل عن الأصل مقدم على الدليل المبقي على البراءة الأصلية.
مناقشة الدليل السادس:
هذا لوكان ما استدل به المانعون استدلالاً صحيحاً أما أدلة المانعون إما أدلة ضعيفة غير صحيحة أوصحيحة غير صريحة.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:50]ـ
الدليل الأول: البراءة الأصلية إذ ان الأصل عدم النهي إلا أن يأتي دليل صحيح صريح يدل على منع دخول المرأة الحائض المسجد.
الدليل الثانى: العلماء أجازوا للكافر دخول المسجد رجلاً كان أو امرأة والمكث فيه فالمسلم أولى،وإن كان جنباً والمسلمة كذلك وإن كانت حائضاً فإن كان المنع من دخول المسجد والمكث فيه بسبب النجاسة المعنوية، فهو منقوضبدخول الكافر، وإن كان المنع بسبب النجاسة الحسية فهو منقوض بدخولالأطفال المسجد مع عدم تحرزهم عن النجاسة، بل ثبت في البخاري من حديث ابن عمر: " أن الكلاب كانت تقبل وتدبر " زاد في رواية " وتبول ". وإن قالوا الشرع فرق بين الكافر والمسلم فقام الدليل على تحريم مكث الجنب والحائض فهذا قياس مع النص نقول قولكم يكون حجة إذا ثبت وجود نص صحيح صريح فى المنع من المكث فى المسجد ولا يوجد.
الدليل الثالث:
عن عائشة -رضي الله عنها وأرضاها – قالت:إن وليدة سوداء كانت لِحَي من العرب فاعتقوها فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت فكان لها خباء في المسجد)
قال ابن حزم: فهذه امرأة ساكنة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمعهود من النساء الحيض فما منعها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناقشة الاستدلال:
رد المانعون على هذا الاستدلال بما يلى: - يحتمل أنها كانت تقيم بالمسجد،ووقت حيضها تخرج من المسجد. - ويحتمل مكوثها فى المسجد،وهى حائض وعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- وتركها ولم يخرجها من المسجد ولم ينهاها فهذه سنة تقريرية و ظاهره تعارض مع السنة القولية فأنه مقدم السنة القولية لأنه اقوى فى الدلالة من السنة التقريرية وهذا مكرر عند علماء الحديث وعلماء الأصول. - إن كان النبي-صلى الله عليه وسلم- علم بحيضها وتركها بالمسجد - فهذه واقعة عين ((ووقائع العين عند العلماء لا يجوز القياس عليها)) حال المرأة بأنها شريدة وحيدة فريدة لا مكان لها يأويها فالنبي-صلى الله عليه وسلم- علم بحيضها فأستثناها من الحكم العام وللشرع أن يستثني ما شاء من الحكم العام فيكون التأصيل العام هو انه لا يجوز للحائض الدخول المسجد. - لا نقول أنها واقعة عين ولكن نقول أنه حكم خاص لهذه المرأة
(يُتْبَعُ)
(/)
السوداء والنبي -صلى الله عليه وسلم- سمح لها بالمكوث فى المسجد للضرورة والضرورات تبيح المحظورات.
رد رد المانعون:
أما عن الاحتمال الأول فهذا خلاف الأصل ويحتاج دليل،ولادليل، ولوكان المتقرر عند عائشة رضي الله عنها أن الحائض ممنوعة من المكث فى المسجد، لقالت وكانت وقت حيضها تخرج من المسجد، أماقولهم فهذه سنة تقريرية و ظاهرالحديث تعارض مع السنة القولية فخطأ؛ لأنه لاتوجدسنة قولية صحيحة صريحة فى منع مكث الحائض فى المسجد، وقولهم استثناها النبى صلى الله عليه وسلم من الحكم العام قول يحتاج لدليل فأين الدليل على هذا الحكم العام كما يقولون؟!!
الدليل الرابع:
قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة لما جاءها الحيض و هي في الحج " ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم , فافعلي ما يفعله الحاج غير ألا تطوفي بالبيت " [1]. فمنع رسول الله عائشة الطوافبالبيت فقط و لم يمنعها من بقية المناسك و العبادات للحاج مثل قراءة القرآن و اللبثفي المسجد لذكر الله, فلو كان مكوثها في المسجد ممنوع لبينلها صلى الله عليه و سلم ذلك , فإذا كان هذا هو حالالحائض التي جنابتها هي أشد من جنابة الرجل , فجواز ذلك له من باب أولى.
مناقشة الاستدلال: أراد عليه الصلاة والسلام أن يعلمها بأنه يجوز للحائض أن تقوم بكل مناسك الحج إلا الطواف،وأما حكم دخولها المسجد فمعلوم عندها أنه ممنوع إذ هى راوية الحديث.
رد رد الاستدلال:
قولهم يصح لوكان حديث عائشة فى المنع من المكث صحيحا.
الدليل الخامس:
ماروى البخارى من مكوث أهل الصفّة في المسجد باستمرار و لا شك أنهم كانوا يجنبون، و كان عبد الله بن عمركما فى الصحيحين ينام و هو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صلى اللَّه عليه وسلم، والشاب يعتريه الاحتلام كثيراً، ولم يُنه عن المكث فى المسجد حال الجنابة.
رد الاستدلال:
أهل الصفة مستثنون؛لأنهم ليس لهم أهل ولامال،وأما ابن عمرفلم يذكر أن النبى عليه الصلاة والسلام اطلع على هذا وأقره.
رد رد الاستدلال:
استثناء أهل الصفة فغير مسلم؛لأن بإمكانهم الاغتسال أو على الأقل التيمم إذا تعذر وجود الماء، وأما قولهم بعدم إطلاع النبى على فعل ابن عمرو فغير مسلم أيضاً؛ أنه لو خفى على النبى فإنه لا يخفى على الله فكان ينبغى أن يخبره الوحى بذلك فينهاه.
الدليل السادس:
أثر عطاء أن رجالاً من أصحاب رسول الله كانوا يجنبون و يجلسون في المسجد وهمعلى وضوء فقط [2] , فيجوز إذا من غير وضوء؛لأن الوضوء لا يرفع الحدث الأكبر , وإنمايخففه فقط كما يقول العلماء.
الدليل السابع:
عن ميمونة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضع رأسه في حجرإحدانا، فيتلو القرآن، وهي حائض. وتقومإحدانابالخمرة إلى المسجد، فتبسطها، وهي حائض) [3].
وجه الدلالة:
فدل ذلك على جواز مرور الحائض في المسجد , فإن كان ذلك للحائض التي حيضتها ليستبيدها فماذا يكون الحال بالنسبة للجنب الذي يمكنه أن يغتسل و يتخلص من جنابته؟ فجوازه للجنب من باب أولى إذًا.
[1]-رواه البخارى في صحيحه رقم 1650
[2]- أخرجه سعيد بن منصور فى سننه بإسناد حسن4/ 1275
[3]- رواه النسائي في سننه وصححه الألباني في صحيحة سنن النسائي رقم 272
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:51]ـ
القول بجواز مكث الحائض فى المسجد،هو القول الراجح؛لأنه يوافق الأصل، ولايوجد ما يخالف الأصل بل يوجد ما يؤيده أما أدلة الجمهور فهى إما صحيحة غير صريحة أوصريحة غير صحيحة، ومن أنصار هذا القول من المعاصرين أبو مالك كمال بن السيد سالم فى كتابه صحيح فقه السنة،والأستاذ الدكتور حسام الدين موسى فى كتابه يسألونك واختار هذا القول العلامة الألباني كما في تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص 119هذا و بالله التوفيق والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات. وكتبه ربيع أحمد سيد طب عين شمس الخميس18جماد آخر1427هـ 13يوليو 2006 مـ
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:58]ـ
القول بجواز مكث الحائض في المسجد ليس قولا شاذا فالقول الشاذ هو القول الذي سبقه إجماع مستقر، أو هو القول الذي جمع مع المخالفة التفرد بلا دليلٍ معتبر و مسألة مكث الحائض في المسجد غير مجمع عليها، وقول جماهير أهل العلم ليس بحجة فالحجة ما أجمع العلماء عليه ولا إجماع هاهنا،ولو سلمنا جدلا أن المخالف عالم واحد فقد جرى في عصر الصحابة خلاف الواحد منهم،ولم ينكروا عليه بل سوغوا له الاجتهاد فيما ذهب إليه مع مخالفة الأكثر، ولو كان إجماع الأكثر حجة ملزمة للغير لأخذ به، ولأنكروا على المخالف،ولو أنكروا لنقل إلينا ذلك،والمنقول عنهم الإقرار فدل هذا على أن إجماع الكثرة ليس بحجة، ومن ذلك اتفاق أكثر الصحابة على امتناع قتال مانعي الزكاة مع خلاف أبي بكر لهم، وكذلك خلاف أكثر الصحابة لما انفرد به ابن عباس في مسألة العول وتحليل المتعة وأنه لا ربا إلا في النسيئة،وكذلك خلافهم لابن مسعود فيما انفرد به في مسائل الفرائض، ولزيد بن أرقم في مسألة العينة، ولأبي موسى في قوله: النوم لا ينقض الوضوء، ولأبي طلحة في قوله بأن أكل البرد لا يفطر إلى غير ذلك،ولو كان إجماع الأكثر حجة، لبادروا بالإنكار والتخطئة، فإن قيل قد أنكروا على ابن عباس خلافه في ربا الفضل في النقود، وتحليل المتعة، و العول نقول بأن إنكار الصحابة على ابن عباس فيما ذهب إليه لم يكن بناء على إجماعهم واجتهادهم، بل بناء على مخالفة ما رووه له من الأخبار الدالة على تحريم ربا الفضل ونسخ المتعة، على ما جرت به عادة المجتهدين في مناظراتهم، والإنكار على مخالفة ما ظهر لهم من الدليل حتى يبين لهم مأخذ المخالفة فما وجد منهم من الإنكار في هذه الصور لم يكن إنكار تخطئة بل إنكار مناظرة في المأخذ.
لا يوجد نص لدى المانعين في المسألة والصحيح من أدلتهم غير صريح كحديث ناوليني الخمرة فهي تحرجت من مسكها باليد، وكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك إن حيضتك ليست في يدك، ويقوي هذا أن المناولة تكون باليد لا بالجسد ثم كيف يستدل بالترك على المنع فإذا كان الفعل نفسه لا يدل على الوجوب فكيف يكون الترك دالا على التحريم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 06:06]ـ
أخي الفاضل / ربيع
جزاك الله خيرًا
لم أكن أعلم باشتراكك بهذا المجلس إلا بعد مشاهدتي موضوعك هذا.
بارك الله فيك
لا تنسَ أن تضعه بالمرفقات (وورد)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 06:55]ـ
أخي الفاضل / ربيع
جزاك الله خيرًا
لم أكن أعلم باشتراكك بهذا المجلس إلا بعد مشاهدتي موضوعك هذا.
بارك الله فيك
لا تنسَ أن تضعه بالمرفقات (وورد)
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب يحيي
البحث على الروابط الاتية:
http://www.mediafire.com/upload_complete.php?id=xmt1cij f9ci
http://uploadmachine.com/file/1874/--------------------------------------------------------------------------------doc.html
تبصير العابد بجواز مكث الحائض في المساجد على هذا الرابط:
http://uploadmachine.com/file/1875/-----------------------------------------------------------------doc.html
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 07:27]ـ
الأخ الكريم صاحب الموضوع:
أولا: اسمح لي بتغيير عنوان الموضوع إلى نقاش أو حوار أو ما شابه ذلك.
ثانيا: ماذا تقول في حكم الحائض إذا مكثت في المسجد فنزل منها دم لوث المسجد، هل هذا جائز؟ وإذا قلت غير جائز، فما الدليل (الصحيح الصريح) على عدم جوازه؟
ثالثا: ما الدليل (الصحيح الصريح) على أن المرأة التي كان لها حفش في المسجد لم تكن تتغوط في المسجد؟
رابعا: كلمة (الدليل الصحيح الصريح) هذه كلمة فضفاضة تختلف فيها وجهات النظر، فما تظنه أنت دليلا صريحا يراه غيرك وهما لا يصح في عقل عاقل، وما تراه أنت وهما يراه غيرك من علماء السلف والخلف دليلا صحيحا صريحا.
خامسا: اتفق أهل العلم على أن ظاهر النصوص يكفي في الاستدلال، ولا يشترط أن يكون كل حديث أو آية (نصا) في محل النزاع؛ لأن أكثر النصوص يرد عليها بعض الفهوم المختلفة.
سادسا: قولنا (عند الاحتمال يسقط الاستدلال) معناه إذا كان الدليل محتملا احتمالات متساوية أو قريبة من التساوي، أما إذا كان الدليل راجحا في أحد الاحتمالات مرجوحا في غيرها، فالاستدلال به صحيح اتفاقا.
سابعا: الراجح الذي لا ينبغي القول بسواه أن الحائض لا يجوز لها المكث في المسجد، والقول بخلاف ذلك قول شاذ لا يبعد أن يكون مخالفا مبتدعا بعد عهود السلف.
ثامنا: حديث عائشة (حيضتك ليست في يدك) واضح الدلالة في المطلوب؛ لأنه واضح جدا في التفريق بين اليد وبين غيرها، فإما أن نقول إن ذكر اليد في الحديث له فائدة، وإما أن نقول إن كلام الرسول لا فائدة منه، وحاشاه!
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 09:22]ـ
سابعا: الراجح الذي لا ينبغي القول بسواه أن الحائض لا يجوز لها المكث في المسجد، والقول بخلاف ذلك قول شاذ لا يبعد أن يكون مخالفا مبتدعا بعد عهود السلف.
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ، وأثابك الجنة.
أراكم ـ حفظكم الله تعالى ـ قد قطعتم أي أمل بما اقترحتم من تغيير عنوان الموضوع إلى نقاش أو حوار أو شبه ذلك، بقولكم هذا.
أما العبد الفقير فيبدأ هذا الحوار بالقول:
الراجح في هذا المسألة جواز دخول الجنب والحائض المسجدَ مروراً أو مكثاً لعدم الدليل، استصحاباً للأصل، وهو الإباحة، ولضعف أدلة النهي ثبوتاً أو دلالةً، وللعلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس فتوى مفصلة ماتعة في ذلك، ولبعض طلبة العلم رسالة بعنوان "السبيل المرشد لمعرفةِ حُكمِ مكثِ الُجنبِ والحائضِ في المسجِد" انفصل فيها إلى جواز المكث لهما.
وهذا نص فتوى العلامة الفركوس ـ حفظه الله تعالى ـ:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يرد دليل ثابت وصريح في حق الحائض ما يمنعها من دخول المسجد، والأصل عدم المنع، وقد وردت جملة من المؤيدات لهذا الأصل مقررة للبراءة الأصلية منها: ما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري وغيره:" أنّ وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت فكان لها خباء في المسجد أو حفش" (1) ولا يخفى عدم انفكاك الحيض عن النساء إلا نادرا، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنّه أمرها باعتزال المسجد وقت حيضتها والأصل عدمه، ولا يصح أن يعترض عليه بأنّه واقعة عين وحادثة حال لا عموم لها، لأنّ الذي يضعف صورة تخصيصها بذلك كون القصة مؤكدة للبراءة الأصلية، يؤيدها عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المسلم لا ينجس» (2) ويقوي هذا الحكم مبيت أهل الاعتكاف في المسجد مع ما قد يصيب المعتكف النائم من احتلام، والمعتكفة من حيض، وهي أحوال غير خفيّة الوقوع في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم ومنتشرة انتشارا يبعد معه عدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهو المؤيَّد بالوحي.
ويشهد للأصل السابق قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها في حجة الوداع لمّا حاضت: «افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري» (3)، ولم يمنعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الدخول إلى المسجد والمكث فيه، وإنّما نهاها عن الطواف بالبيت، لأنّ الطواف بالبيت صلاة، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "إنّ أول شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم مكة أنّه توضأ ثمّ طاف بالبيت" (4) فهذا يدل على وجوب الطواف على طهارة، بناء على أنّ كلّ أفعاله صلى الله عليه وسلم في الحج محمولة على الوجوب في الأصل. ومعلوم للعاقل أنّ الفعل لا يمكن أن يؤمر به وينهى عنه من وجه واحد لاستحالة اجتماع الضدين، وهو تكليف بما لا يطاق، وإنّما يجوز أن يكون الفعل مأمورا به من وجه ومنهيا عنه من وجه آخر لإمكان اجتماع مصلحة ومفسدة في الفعل الواحد، وبالنظر لوجود الوصف المانع من الطواف نَهَى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لاشتماله على مفسدة، وأمرها بما يفعله الحاج لاشتماله على تحصيل مصلحة، ولا يخفى أنّ جنس فعل المأمور به والمثوبة عليه أعظم من جنس ومثوبة ترك المنهي عنه، وأنّ جنس ترك المأمور به والعقوبة عليه أعظم من جنس والعقوبة على فعل المنهي عنه (5)، وإذا تقرر ذلك فإنّ أمره صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها-وهي حائض- أن تفعل ما يفعله الحاج إنّما هو من جنس المأمور به وهو أعظم من جنس ترك المنهي عنه، فلو كان أمره صلى الله عليه وآله وسلم مقتضيا لعدم جواز دخول الحائض المسجد لكان عدولا عن جنس المأمور به إلى المنهي عنه، وهو دونه في الرتبة، فيحتاج-حالتئذ-إلى بيان في الحال وتأخيره عن وقت الحاجة لا يجوز كما تقرر في الأصول (6).
ويشهد-أيضا- للأصل المتقدم، إنزاله صلى الله عليه وآله وسلم وفد ثقيف في المسجد قبل إسلامهم، ومكث فيه الوفد أياما عديدة وهو صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى الإسلام، كما استقبل في مسجده نصارى نجران حينما جاءوه لسماع الحق ومعرفة الإسلام، هذا وغيره وإن كان يدلّ على جواز إنزال المشرك في المسجد والمكث فيه لمن كان يرجى إسلامه وهدايته مع ما كانوا فيه من رجس معنوي كما قال تعالى: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) [التوبة:28] ولا يبعد أن تتعلق بهم جنابة من غير اغتسال أو نجاسة حسية من بول أو غائط لعدم الاحتراز، فإنّ المسلم والمسلمة أطهر حالا وأعلى مكانا وأولى بدخول المسجد والمكث فيه ولو اقترن بهم وصف الجنابة أو الحيض أو النفاس لكون المسلم طاهرا على كلّ حال لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المسلم لا ينجس» (7)، ولا يصح أن يُعترض بأنّ حكم المنع خاص بالمسلمين دون المشركين فلا يلحق بهم إلحاقا قياسيا، ذلك لأنّ المعتقد قائم في أنّ الكفار مخاطبون إجماعا بالإيمان -الذي هو الأصل- ومطالبون بالفروع مع تحصيل شرط الإيمان للأوامر الشرعية الموجبة للعمل المتصفة بالعموم لسائر الناس كقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) [آل عمران:97] وغيرها والكافر معاقب أخرويا على ترك أصل الإيمان أولا، وما يترتّب عليه من
(يُتْبَعُ)
(/)
فروع الشريعة ثانيا، لِما أخبر به تعالى عن سائر المشركين في معرض التصديق لهم، تحذيرا من فعلهم: (ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين و كنا نخوض مع الخائضين و كنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) (8) [المدثر:42/ 47].
هذا، وغاية ما يتمسك به المانعون من دخول الحائض المسجد:
أولا: إلحاقها بالجنب إلحاقا قياسيا إذ الجنب-وهو المقيس عليه- ورد النهي عن قربانه المسجد إلاّ إذا اتخذه طريقا للمرور وذلك في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) [النساء:43]، ويكون حمل الآية على الإضمار تقديره: "لا تقربوا مواضع الصلاة"، أو كناية عن المساجد حيث أقيمت مقام المصلى أو المسجد، وهذا التفسير -وإن نقل عن بعض السلف كابن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وغيرهم- إلاّ أنّه معارض بتفسير آخر يحمل الصلاة على نفسها ويكون معنى الآية: "ولا تقربوا الصلاة جنبا إلا أن تكونوا مسافرين ولم تجدوا ماء فتيمموا" وهذا التفسير منقول عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم ومجاهد والحسن ابن مسلم وغيرهم، وبه قال أحمد والمزني.
والتفسير الأول الذي حمل الصلاة على مواضعها أو حمله كنايةً عن المساجد مخالف للأصل، إذ الأصل في اللفظ أن يكون مستقلا ومكتفيا بذاته، لا يتوقف معناه على تقدير، خلافا للإضمار، وإذا دار اللفظ بين الاستقلال والإضمار، فإنّه يحمل على الاستقلال لقلة اضطرابه، والتفسير الثاني مستغنٍ في دلالته عن الإضمار بخلاف الأول فمفتقر إليه، ومعلوم أنّ الألفاظ المقدرة إنما يُصار إليها عند الحاجة وانعدام وجود لفظ مناسب لمعنى اللفظ ضرورة لتصحيح الكلام، وقد استقام المعنى بالتفسير الثاني فلا يُعدل إلى غيره، وقد يُعترض أنّ تأوُّل الآية على أنّ «عابري سبيل» هم المسافرون، ولم يكن في إعادة ذكره في قوله تعالى: (وإن كنتم مرضى أو على سفر) معنى مفهوم، إذ لا فائدة في تكراره وانتفاؤها عبث يجب تنزيه الشارع عنه، ولو أفاد تكراره التأكيد لكان خلاف الأصل، إذ الأصل التأسيس وهو أولى من التأكيد، ذلك لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو إفهام السامع ما ليس عنده.
فجوابه أنّ التأسيس مبني على صرف كلمة "الصلاة" عن معناها الحقيقي إلى المعنى المجازي وهو خلاف الأصل، إذ المقرّر في الأصول أنّ النص إذا دار بين الحقيقة الشرعية والمجاز الشرعي، فحمل اللفظ الشرعي على حقيقته أولى من حمله على المجاز، فضلا عن ذلك فإنّه يلزم على القول بأنّ في القرآن مجازا، أن القرآن يجوز نفيه لإجماع القائلين بالمجاز على أنّ كلّ مجاز يجوز نفيه ويكون نافيه صادقا في نفس الأمر ولا ريب أنّه لا يجوز نفي شيء من القرآن (9)، وبناء على ما تقدم فحمل اللفظ المبني على حقيقته الشرعية المكتفي بذاته على وجه الاستقلال، -وإن أفاد التأكيد- أولى من حمله على المجاز المفتقر في دلالته على الإضمار -وإن أفاد التأسيس- لأصالة الحقيقة الشرعية وهي مقدّمة على الحقيقة العرفية واللغوية فمن باب أولى مع المجاز الشرعي.
ولو حملنا تفسير الآية على تقدير الإضمار فإنّ الحكم يقتصر على الجنب ولا تُلحق به الحائض إلاّ بنوع قياس يظهر قادح الفرق بينهما جليا من ناحية أنّ الجنب غير معذور بجنابته وبيده أن يتطهر، والآية تحثه على الإسراع في التطهر، بخلاف الحائض فمعذورة بحيضتها، فلا تملك أمرها ولا يسعها التطهر من حيضتها إلاّ بعد انقطاع الدم، فحيضتها ليست بيدها، وإنّما هي شيء كتبه الله على بنات آدم، وهذا الفرق الظاهر بين المقيس والمقيس عليه يقدح في القياس فيفسده. وتبقى الآية محصورة في الجنب دون الحائض جمعا بين الأدلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع ذلك فحمل لفظ "الصلاة" على الحقيقة الشرعية والاستقلال أولى بالتفسير لما يشهد لذلك عموم حديث «المسلم لا ينجس» وما تقدم من أدلة شاهدة على الجواز كمبيت الوليدة السوداء وأهل الاعتكاف وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت: «افعلي ما يفعله الحاج إلا أن تطوفي بالبيت» وفضلا عن ذلك لو سُلّم القياس على الجنب فقد ثبت أنّ أصحاب الصّفّة كانوا يبيتون في المسجد لا مأوى لهم سواه (10) ويؤيد ما ذكرنا ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه بإسناد حسن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال:"رأيت رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤا وضوء الصلاة" (11).
ثانيا: وأمّا الاستدلال بحديث جسرة بنت دجاجة قالت: "سمعت عائشة رضي الله عنها تقول:"جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد» ثمّ دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئا رجاء أن تنزل فيهم رخصة فخرج إليهم بعد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب» (12) فلو صح الحديث لكانت دلالته صريحة على تحريم دخول المسجد للحائض والجنب، ولكنّه ضعيف لا يصلح للاحتجاج به لمجيئه عن طريق جسرة، وحاصل القول فيها أنّ الحجة لا تقوم بحديثها إلاّ بشواهد، و لهذا قال الحافظ في التقريب: "إنها مقبولة" (13) أي مقبولة إذا توبعت وإلا فليّنَة، وفي هذا الحديث لم تتابع، والحديث ضعفه جماعة منهم: الإمام أحمد والبخاري والبيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي وغيرهم.
ثالثا: أمّا حديث أمّ عطية قالت: "أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين" (14) الذي استدل به على منع الحائض من المصلى فتكون ممنوعة من المسجد من باب أولى، ومن جهة أخرى فلو حمل اللفظ على "الصلاة" لأفاد التأكيد الذي يقصد به تقوية لفظ سابق، وهو على خلاف الأصل، لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو التأسيس، لذلك كان حمله على "المصلّى" أولى من حمله على "الصلاة" فالصواب أنّه لا دلالة فيه على هدا المعنى، لأنّ المراد بالمصلى في الحديث إنّما هي الصلاة ذاتها بدليل رواية مسلم وغيره وفيه: "فأمّا الحيض فيعتزلن الصلاة". ويقوي هذا المعنى رواية الدارمي: "فأمّا الحيض فإنّهنّ يعتزلن الصف" (15)، فحمله على الصلاة نفسها ليس فيه خلاف بينما إذا ما حملت على لفظ "المصلى" فمختلف فيه، وقد تقرر أنّ المتفق عليه أرجح من المختلف فيه. ومن زاوية أخرى فحمله على التأكيد-وإن كان خلاف الأصل- إلاّ أنّه أولى بالتقديم لوجود قرائن تدلّ عليه، منها: أنّ لفظ الاعتزال الذي هو التنحي والبعد عن الشيء يتعدى بحرف"عن" الدّال على المجاوزة، وهو يدلّ بدلالة الالتزام على ابتداء الغاية، إذ كلّ مجاوزة فلا بدّ لها من ابتداء غاية، فيكون المصلى هو مبدأ الاعتزال وهو الغاية المأمور بها، فدلّ على أنّ الحائض حلّت به ابتداء، علما أنّ المصلى غير محدود بحدّ حتى يمكن أن تخرج منه، ولو سُلّم أنّه محدود حدّا عرفيا لما وسعها أن تَرِده من جديد عند سماع خطبة العيد ودعوة المصلين الذي هو علة خروجها إلى المصلى، فدلّ ذلك على أنّ المراد بالمصلى الصلاة ذاتها.
وعلى تقدير حمل الحديث على اللفظين معا، للزوم أحدهما الآخر باعتزال الحائض المصلى والصلاة بحيث لا يكون أحد اللفظين نافيا للآخر فلا دلالة فيه-أيضا- على منع الحائض من دخول المسجد، ذلك لأنّ صلاة العيد التي كان يؤديها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه إنّما كانت بالفضاء ولم ينتقل عنه بسند مقبول على أنّه أداها في المسجد، وقد جعلت الأرض كلّها مسجد، والحائض والجنب يباح لهما جميع الأرض بلا خلاف، وهي مسجد فلا يجوز أن يُخَصّ بالمنع من بعض المساجد دون بعض (16).
-أمّا قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "ناوليني الخمرة من المسجد" قالت: فقلت: إنّي حائض فقال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» (17) وفي رواية مسلم: "تناوليها فإن الحيضة ليست في اليد" (18) وقد اختلف في فقه الحديث وهل الخمرة كانت داخل المسجد أو خارجه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أجاز لها دخول المسجد بظاهر لفظ الحديث السابق الذي يفيد أن الخمرة كانت بداخل المسجد، فقد حمل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن حيضتك ليست في يدك» على قيام عذرها بحيضتها ولا دخل لها ولا إرادة لها فيها، ويعضد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لها: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم» وعليه فلا دلالة على منع الحائض من الدخول فيه، ومن منع منه الحائض استدل برواية النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد قال: «يا عائشة ناوليني الثوب" فقالت: إني لا أصلي، فقال: «ليس في يدك» فناولته (19). وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه: قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فقال: "يا عائشة ناوليني الثوب" فقالت: إني حائض فقال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» (20) فإنّ ظاهر الروايتين يفيد أنّ الخمرة كانت خارج المسجد وأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذن لها في إدخال يدها فقط دون سائر جسدها ولو كان أمرها بدخول المسجد لم يكن لتخصيص اليد معنى.
والحديث تنازعه الفريقان والظاهر أنّه غير صريح في المنع ولا في الإباحة، ينبغي العدول عنه إلى غيره من الأدلة، وإذا لزم الترجيح بينهما لكان حمل قوله: «إن حيضتك ليست في يدك» على معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم» وتفسيره به أولى، لأنّ ما يعضده دليل مقدّم على ما لم يعضده دليل آخر، ومن جهة أخرى فإنّ الاستدلال بالحديث على تخصيص إدخال اليد في المسجد دون سائر الجسد تأباه الصناعة الأصولية وقد تقرر في القواعد أنّ "تحريم الشيء مطلقا يقتضي تحريم كل جزء منه" (21)، لذلك كانت الأدلة المقررة للبراءة الأصلية مثيرة لغلبة الظن وموجبه للعمل.
ومع ذلك فإن كان في ترك الحائض دخول المسجد ما تحقق به مصلحة راجحة من تأليف القلوب عن طريق ردم الخلاف فإنه: "يستحب الخروج من الخلاف" (22) وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم تغيير بناء البيت لما فيه جمع القلوب وتأليفها وصلّى ابن مسعود خلف عثمان رضي الله عنهما بعد إنكاره عليه لإتمام الصلاة في السفر دفعا للخلاف ونبذا للشقاق، أمّا إذا كانت الحاجة أو المصلحة داعية إلى دخول المسجد لطلب العلم الشرعي أو للاستفتاء مثلا كان مأخذ المخالف ضعيفا، وحالتئذ فليس الورع والحيطة الخروج من الخلاف، لأنّ شرطه أن لا يؤدي مراعاته إلى ترك واجب أو إهمال سنة ثابتة أو خرق إجماع، بل الورع في مخالفته لموافقة الشرع فإنّ ذلك أحفظ و أبرأ للدين والذمة.
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّ اللّهم على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
الجزائر في:222 محرم 1419هـ
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في الصلاة (439)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
2 - أخرجه مسلم في الحيض (851)، وأبو داود في الطهارة (230)، والنسائي في الطهارة (268)، وابن ماجة في الطهارة (535)، وأحمد (24169) من حديث حذيفة رضي الله عنه.
3 - أخرجه البخاري في الحيض (305)، ومسلم في الحج (2977)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
4 - أخرجه البخاري في الحج (1641)، ومسلم في الحج (3060)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
5 - انظر أفضلية جنس فعل المأمور به على جنس ترك المنهي عنه في "المجموع" لابن تيمية (20/ 85) وما بعدها، و"الفوائد" لابن القيم (157) وما بعدها.
6 - نقل ابن قدامة عدم الخلاف على هذا الأصل، انظر:"روضة الناظر" لابن قدامة: (2/ 57)، "المسوّدة" لآل تيمية: (181). وأفاد الشيخ الشنقيطي أنّ من أجازه وافق عدم وقوعه ("المذكرة":185، "أضواء البيان":1/ 98،97).
7 - تقدم تخريجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - انظر اختلاف العلماء في مسألة مخاطبة الكفار بفروع الشريعة في"المعتمد" لأبي الحسين: (1/ 295)، "التبصرة" للشيرازي: (80)، "الإشارة" للباجي: (174)، "المحصول" للفخر الرازي: (1/ 145)، "الإحكام" للآمدي: (1/ 110)، "شرح تنقيح الفصول" للقرافي: (163)، "أصول السرخسي": (1/ 87)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (22/ 7 - 16)، "زاد المعاد" لابن القيم: (5/ 698 - 699)، "فواتح الرحموت" للأنصاري: (1/ 128)، "شرح الكوكب المنير" للفتوحي: (1/ 503)، "الأشباه والنظائر" للسيوطي: (253)، "إرشاد الفحول" للشوكاني: (10)، "مذكرة الشنقيطي": (33 - 34).
9 - انظر"منع جواز المجاز" للشنقيطي: (4 - 5). وأهل السنة يختلفون في وقوع المجاز في القرآن، فمنهم من منع وقوعه مطلقا، ومنهم من أجازه فيما عدا آيات الصفات الواجب حملها على الحقيقة دون المجاز، والظاهر أنّ الخلاف لفظي على ما صرح به ابن قدامة-رحمه الله-.
(انظر المسألة في "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة: (103 - 109 - 132) "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي: (1/ 64)، "روضة الناظر" لابن قدامة: (1/ 182)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (5/ 200 - 201) (7/ 88 - 90 - 96 - 108)، "الصواعق المرسلة" لابن القيم: (2/ 632)، "شرح الكوكب المنير": (1/ 191))
10 - انظر صحيح البخاري: (11/ 281)، في الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
11 - تمام المنة للألباني ص: (118).
12 - أخرجه أبو داود: (1/ 157 - 159)، والبيهقي: (2/ 442 - 443)، وابن خزيمة: (2/ 284)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وحديث جسرة بنت دجاجة ذكره الألباني في الإرواء (1/ 162)، وقال: (ضعيف، في سنده جسر بنت دجاجة، قال البخاري: عندها عجائب، وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي، بل قال ابن حزم: "إنّه باطل"، وقد فصلت القول في ذلك في "ضعيف السنن" رقم:32)، وخرجه في الإرواء برقم:193، وضعفه وذكر علل من ضعفه، وذكر أنّ رد في ضعيف سنن أبي داود على من صححه كاتبن خزيمة وابن القطان والشوكاني، وضعفه أيضا في تمام المنة: ص (118).
13 - تقريب التهذيب لابن حجر: (2/ 593).
14 - متفق عليه: البخاري في العيدين (974)، ومسلم في صلاة العيدين (2091)، من حديث أم عطية رضي الله عنها.
15 - أخرجه الدارمي (1662)، من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية، ورجال سنده كلهم ثقات، أمّا عبد العزيز إن كان هو العمى فهو ثقة حافظ، وهشام بن حسان الأزدي فهو ثقة -أيضا-.
16 - انظر المحلى لابن حزم (2/ 182).
17 - أخرجه مسلم في الحيض (715)، وأبو داود في الطهارة (261)، والترمذي في الطهارة (134)، والنسائي في الطهارة (271)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وانظر الإرواء (1/ 212).
18 - مسلم في الحيض (716).
19 - النسائي في الطهارة (270).
20 - مسلم في الحيض (717)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
21 - مجموع الفتاوى لابن تيمية (21/ 85).
22 - انظر هذه القاعدة في الأشباه والنظائر للسيوطي (136)، القواعد الفقهية للندوي (336).
منقول من موقع الشيخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 09:44]ـ
كلام الشيخ له احترامه، ولكن كلام جماهير أهل العلم وسلف الأمة أولى؛ لأنهم أفهم للنصوص، ومن أسهل الأمور عند طلبة العلم أن تقول (لا دليل عليه)؛ لأنه ليس كل واحد يستطيع أن يفهم الأدلة.
والقول باستصحاب البراءة الأصلية لأن الأدلة المذكورة ضعيفة فيه ما فيه؛ لأن البراءة الأصلية من أضعف الأدلة عند جماهير العلماء.
والقول بأن حديث (حيضتك ليست في يدك) معناه نفس معنى (هذا شيء كتبه الله على بنات آدم) واضح الفساد بما يغني عن رده!!!
والعلماء الذين أجازوا مكث الحائض في المسجد على عيننا ورأسنا، ولكن كل عالم له زلة.
ولو سلكنا هذه الطريقة المذكورة في الترجيح في سائر مسائ الفقه، فسنجد أن معظم الأدلة ليست صريحة، وأن كل دليل يرد عليه احتمال فيسقط به الاستدلال!!!
المسألة واضحة عندي، وحتى الآن لم يأت أحد بمقنع في حديث (حيضتك ليست في يدك)، وأرجو أن يناقشني فيه من أراد النقاش، وكذلك يجيب عن الأسئلة التي طرحتها في المشاركة السابقة.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 11:37]ـ
حبذا أخي الفاضل أبا مالك أن تفصِّل في ذكر أدلة المنع، فقرة فقرة، لمناقشتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة مختلف فيها من زمان لكن الراجح عندى هو جواز مكث الحائض بالمسجد وقال هذا القول من المعاصرين كل من
1: الشيخ الالبانى
2:الشيخ الحوينى وقال هذة المسألة اجمع الائمة الاربعة على عدم الجواز (اى جواز مكث الحائض فى المسجد) وخالفهم ابن حزم وهو القول الراجح عندى
وهو قول اكثر اهل الحديث
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:17]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ، وأثابك الجنة.
أراكم ـ حفظكم الله تعالى ـ قد قطعتم أي أمل بما اقترحتم من تغيير عنوان الموضوع إلى نقاش أو حوار أو شبه ذلك، بقولكم هذا.
أما العبد الفقير فيبدأ هذا الحوار بالقول:
الراجح في هذا المسألة جواز دخول الجنب والحائض المسجدَ مروراً أو مكثاً لعدم الدليل، استصحاباً للأصل، وهو الإباحة، ولضعف أدلة النهي ثبوتاً أو دلالةً، وللعلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس فتوى مفصلة ماتعة في ذلك، ولبعض طلبة العلم رسالة بعنوان "السبيل المرشد لمعرفةِ حُكمِ مكثِ الُجنبِ والحائضِ في المسجِد" انفصل فيها إلى جواز المكث لهما.
وهذا نص فتوى العلامة الفركوس ـ حفظه الله تعالى ـ:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فلم يرد دليل ثابت وصريح في حق الحائض ما يمنعها من دخول المسجد، والأصل عدم المنع، وقد وردت جملة من المؤيدات لهذا الأصل مقررة للبراءة الأصلية منها: ما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري وغيره:" أنّ وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت فكان لها خباء في المسجد أو حفش" (1) ولا يخفى عدم انفكاك الحيض عن النساء إلا نادرا، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنّه أمرها باعتزال المسجد وقت حيضتها والأصل عدمه، ولا يصح أن يعترض عليه بأنّه واقعة عين وحادثة حال لا عموم لها، لأنّ الذي يضعف صورة تخصيصها بذلك كون القصة مؤكدة للبراءة الأصلية، يؤيدها عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المسلم لا ينجس» (2) ويقوي هذا الحكم مبيت أهل الاعتكاف في المسجد مع ما قد يصيب المعتكف النائم من احتلام، والمعتكفة من حيض، وهي أحوال غير خفيّة الوقوع في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم ومنتشرة انتشارا يبعد معه عدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهو المؤيَّد بالوحي.
ويشهد للأصل السابق قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها في حجة الوداع لمّا حاضت: «افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري» (3)، ولم يمنعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الدخول إلى المسجد والمكث فيه، وإنّما نهاها عن الطواف بالبيت، لأنّ الطواف بالبيت صلاة، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "إنّ أول شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم مكة أنّه توضأ ثمّ طاف بالبيت" (4) فهذا يدل على وجوب الطواف على طهارة، بناء على أنّ كلّ أفعاله صلى الله عليه وسلم في الحج محمولة على الوجوب في الأصل. ومعلوم للعاقل أنّ الفعل لا يمكن أن يؤمر به وينهى عنه من وجه واحد لاستحالة اجتماع الضدين، وهو تكليف بما لا يطاق، وإنّما يجوز أن يكون الفعل مأمورا به من وجه ومنهيا عنه من وجه آخر لإمكان اجتماع مصلحة ومفسدة في الفعل الواحد، وبالنظر لوجود الوصف المانع من الطواف نَهَى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لاشتماله على مفسدة، وأمرها بما يفعله الحاج لاشتماله على تحصيل مصلحة، ولا يخفى أنّ جنس فعل المأمور به والمثوبة عليه أعظم من جنس ومثوبة ترك المنهي عنه، وأنّ جنس ترك المأمور به والعقوبة عليه أعظم من جنس والعقوبة على فعل المنهي عنه (5)، وإذا تقرر ذلك فإنّ أمره صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها-وهي حائض- أن تفعل ما يفعله الحاج إنّما هو من جنس المأمور به وهو أعظم من جنس ترك المنهي عنه، فلو كان أمره صلى الله عليه وآله وسلم مقتضيا لعدم جواز دخول الحائض المسجد لكان عدولا عن جنس المأمور به إلى المنهي عنه، وهو دونه في الرتبة، فيحتاج-حالتئذ-إلى بيان في الحال وتأخيره عن وقت الحاجة لا يجوز كما تقرر في الأصول (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشهد-أيضا- للأصل المتقدم، إنزاله صلى الله عليه وآله وسلم وفد ثقيف في المسجد قبل إسلامهم، ومكث فيه الوفد أياما عديدة وهو صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى الإسلام، كما استقبل في مسجده نصارى نجران حينما جاءوه لسماع الحق ومعرفة الإسلام، هذا وغيره وإن كان يدلّ على جواز إنزال المشرك في المسجد والمكث فيه لمن كان يرجى إسلامه وهدايته مع ما كانوا فيه من رجس معنوي كما قال تعالى: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) [التوبة:28] ولا يبعد أن تتعلق بهم جنابة من غير اغتسال أو نجاسة حسية من بول أو غائط لعدم الاحتراز، فإنّ المسلم والمسلمة أطهر حالا وأعلى مكانا وأولى بدخول المسجد والمكث فيه ولو اقترن بهم وصف الجنابة أو الحيض أو النفاس لكون المسلم طاهرا على كلّ حال لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المسلم لا ينجس» (7)، ولا يصح أن يُعترض بأنّ حكم المنع خاص بالمسلمين دون المشركين فلا يلحق بهم إلحاقا قياسيا، ذلك لأنّ المعتقد قائم في أنّ الكفار مخاطبون إجماعا بالإيمان -الذي هو الأصل- ومطالبون بالفروع مع تحصيل شرط الإيمان للأوامر الشرعية الموجبة للعمل المتصفة بالعموم لسائر الناس كقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) [آل عمران:97] وغيرها والكافر معاقب أخرويا على ترك أصل الإيمان أولا، وما يترتّب عليه من فروع الشريعة ثانيا، لِما أخبر به تعالى عن سائر المشركين في معرض التصديق لهم، تحذيرا من فعلهم: (ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين و كنا نخوض مع الخائضين و كنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) (8) [المدثر:42/ 47].
هذا، وغاية ما يتمسك به المانعون من دخول الحائض المسجد:
أولا: إلحاقها بالجنب إلحاقا قياسيا إذ الجنب-وهو المقيس عليه- ورد النهي عن قربانه المسجد إلاّ إذا اتخذه طريقا للمرور وذلك في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) [النساء:43]، ويكون حمل الآية على الإضمار تقديره: "لا تقربوا مواضع الصلاة"، أو كناية عن المساجد حيث أقيمت مقام المصلى أو المسجد، وهذا التفسير -وإن نقل عن بعض السلف كابن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وغيرهم- إلاّ أنّه معارض بتفسير آخر يحمل الصلاة على نفسها ويكون معنى الآية: "ولا تقربوا الصلاة جنبا إلا أن تكونوا مسافرين ولم تجدوا ماء فتيمموا" وهذا التفسير منقول عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم ومجاهد والحسن ابن مسلم وغيرهم، وبه قال أحمد والمزني.
والتفسير الأول الذي حمل الصلاة على مواضعها أو حمله كنايةً عن المساجد مخالف للأصل، إذ الأصل في اللفظ أن يكون مستقلا ومكتفيا بذاته، لا يتوقف معناه على تقدير، خلافا للإضمار، وإذا دار اللفظ بين الاستقلال والإضمار، فإنّه يحمل على الاستقلال لقلة اضطرابه، والتفسير الثاني مستغنٍ في دلالته عن الإضمار بخلاف الأول فمفتقر إليه، ومعلوم أنّ الألفاظ المقدرة إنما يُصار إليها عند الحاجة وانعدام وجود لفظ مناسب لمعنى اللفظ ضرورة لتصحيح الكلام، وقد استقام المعنى بالتفسير الثاني فلا يُعدل إلى غيره، وقد يُعترض أنّ تأوُّل الآية على أنّ «عابري سبيل» هم المسافرون، ولم يكن في إعادة ذكره في قوله تعالى: (وإن كنتم مرضى أو على سفر) معنى مفهوم، إذ لا فائدة في تكراره وانتفاؤها عبث يجب تنزيه الشارع عنه، ولو أفاد تكراره التأكيد لكان خلاف الأصل، إذ الأصل التأسيس وهو أولى من التأكيد، ذلك لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو إفهام السامع ما ليس عنده.
فجوابه أنّ التأسيس مبني على صرف كلمة "الصلاة" عن معناها الحقيقي إلى المعنى المجازي وهو خلاف الأصل، إذ المقرّر في الأصول أنّ النص إذا دار بين الحقيقة الشرعية والمجاز الشرعي، فحمل اللفظ الشرعي على حقيقته أولى من حمله على المجاز، فضلا عن ذلك فإنّه يلزم على القول بأنّ في القرآن مجازا، أن القرآن يجوز نفيه لإجماع القائلين بالمجاز على أنّ كلّ مجاز يجوز نفيه ويكون نافيه صادقا في نفس الأمر ولا ريب أنّه لا يجوز نفي شيء من القرآن (9)، وبناء على ما تقدم فحمل اللفظ المبني على حقيقته الشرعية المكتفي بذاته على وجه الاستقلال، -وإن أفاد التأكيد- أولى
(يُتْبَعُ)
(/)
من حمله على المجاز المفتقر في دلالته على الإضمار -وإن أفاد التأسيس- لأصالة الحقيقة الشرعية وهي مقدّمة على الحقيقة العرفية واللغوية فمن باب أولى مع المجاز الشرعي.
ولو حملنا تفسير الآية على تقدير الإضمار فإنّ الحكم يقتصر على الجنب ولا تُلحق به الحائض إلاّ بنوع قياس يظهر قادح الفرق بينهما جليا من ناحية أنّ الجنب غير معذور بجنابته وبيده أن يتطهر، والآية تحثه على الإسراع في التطهر، بخلاف الحائض فمعذورة بحيضتها، فلا تملك أمرها ولا يسعها التطهر من حيضتها إلاّ بعد انقطاع الدم، فحيضتها ليست بيدها، وإنّما هي شيء كتبه الله على بنات آدم، وهذا الفرق الظاهر بين المقيس والمقيس عليه يقدح في القياس فيفسده. وتبقى الآية محصورة في الجنب دون الحائض جمعا بين الأدلة.
ومع ذلك فحمل لفظ "الصلاة" على الحقيقة الشرعية والاستقلال أولى بالتفسير لما يشهد لذلك عموم حديث «المسلم لا ينجس» وما تقدم من أدلة شاهدة على الجواز كمبيت الوليدة السوداء وأهل الاعتكاف وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت: «افعلي ما يفعله الحاج إلا أن تطوفي بالبيت» وفضلا عن ذلك لو سُلّم القياس على الجنب فقد ثبت أنّ أصحاب الصّفّة كانوا يبيتون في المسجد لا مأوى لهم سواه (10) ويؤيد ما ذكرنا ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه بإسناد حسن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال:"رأيت رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤا وضوء الصلاة" (11).
ثانيا: وأمّا الاستدلال بحديث جسرة بنت دجاجة قالت: "سمعت عائشة رضي الله عنها تقول:"جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد» ثمّ دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئا رجاء أن تنزل فيهم رخصة فخرج إليهم بعد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب» (12) فلو صح الحديث لكانت دلالته صريحة على تحريم دخول المسجد للحائض والجنب، ولكنّه ضعيف لا يصلح للاحتجاج به لمجيئه عن طريق جسرة، وحاصل القول فيها أنّ الحجة لا تقوم بحديثها إلاّ بشواهد، و لهذا قال الحافظ في التقريب: "إنها مقبولة" (13) أي مقبولة إذا توبعت وإلا فليّنَة، وفي هذا الحديث لم تتابع، والحديث ضعفه جماعة منهم: الإمام أحمد والبخاري والبيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي وغيرهم.
ثالثا: أمّا حديث أمّ عطية قالت: "أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين" (14) الذي استدل به على منع الحائض من المصلى فتكون ممنوعة من المسجد من باب أولى، ومن جهة أخرى فلو حمل اللفظ على "الصلاة" لأفاد التأكيد الذي يقصد به تقوية لفظ سابق، وهو على خلاف الأصل، لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو التأسيس، لذلك كان حمله على "المصلّى" أولى من حمله على "الصلاة" فالصواب أنّه لا دلالة فيه على هدا المعنى، لأنّ المراد بالمصلى في الحديث إنّما هي الصلاة ذاتها بدليل رواية مسلم وغيره وفيه: "فأمّا الحيض فيعتزلن الصلاة". ويقوي هذا المعنى رواية الدارمي: "فأمّا الحيض فإنّهنّ يعتزلن الصف" (15)، فحمله على الصلاة نفسها ليس فيه خلاف بينما إذا ما حملت على لفظ "المصلى" فمختلف فيه، وقد تقرر أنّ المتفق عليه أرجح من المختلف فيه. ومن زاوية أخرى فحمله على التأكيد-وإن كان خلاف الأصل- إلاّ أنّه أولى بالتقديم لوجود قرائن تدلّ عليه، منها: أنّ لفظ الاعتزال الذي هو التنحي والبعد عن الشيء يتعدى بحرف"عن" الدّال على المجاوزة، وهو يدلّ بدلالة الالتزام على ابتداء الغاية، إذ كلّ مجاوزة فلا بدّ لها من ابتداء غاية، فيكون المصلى هو مبدأ الاعتزال وهو الغاية المأمور بها، فدلّ على أنّ الحائض حلّت به ابتداء، علما أنّ المصلى غير محدود بحدّ حتى يمكن أن تخرج منه، ولو سُلّم أنّه محدود حدّا عرفيا لما وسعها أن تَرِده من جديد عند سماع خطبة العيد ودعوة المصلين الذي هو علة خروجها إلى المصلى، فدلّ ذلك على أنّ المراد بالمصلى الصلاة ذاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى تقدير حمل الحديث على اللفظين معا، للزوم أحدهما الآخر باعتزال الحائض المصلى والصلاة بحيث لا يكون أحد اللفظين نافيا للآخر فلا دلالة فيه-أيضا- على منع الحائض من دخول المسجد، ذلك لأنّ صلاة العيد التي كان يؤديها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه إنّما كانت بالفضاء ولم ينتقل عنه بسند مقبول على أنّه أداها في المسجد، وقد جعلت الأرض كلّها مسجد، والحائض والجنب يباح لهما جميع الأرض بلا خلاف، وهي مسجد فلا يجوز أن يُخَصّ بالمنع من بعض المساجد دون بعض (16).
-أمّا قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "ناوليني الخمرة من المسجد" قالت: فقلت: إنّي حائض فقال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» (17) وفي رواية مسلم: "تناوليها فإن الحيضة ليست في اليد" (18) وقد اختلف في فقه الحديث وهل الخمرة كانت داخل المسجد أو خارجه؟
فمن أجاز لها دخول المسجد بظاهر لفظ الحديث السابق الذي يفيد أن الخمرة كانت بداخل المسجد، فقد حمل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن حيضتك ليست في يدك» على قيام عذرها بحيضتها ولا دخل لها ولا إرادة لها فيها، ويعضد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لها: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم» وعليه فلا دلالة على منع الحائض من الدخول فيه، ومن منع منه الحائض استدل برواية النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد قال: «يا عائشة ناوليني الثوب" فقالت: إني لا أصلي، فقال: «ليس في يدك» فناولته (19). وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه: قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فقال: "يا عائشة ناوليني الثوب" فقالت: إني حائض فقال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» (20) فإنّ ظاهر الروايتين يفيد أنّ الخمرة كانت خارج المسجد وأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذن لها في إدخال يدها فقط دون سائر جسدها ولو كان أمرها بدخول المسجد لم يكن لتخصيص اليد معنى.
والحديث تنازعه الفريقان والظاهر أنّه غير صريح في المنع ولا في الإباحة، ينبغي العدول عنه إلى غيره من الأدلة، وإذا لزم الترجيح بينهما لكان حمل قوله: «إن حيضتك ليست في يدك» على معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم» وتفسيره به أولى، لأنّ ما يعضده دليل مقدّم على ما لم يعضده دليل آخر، ومن جهة أخرى فإنّ الاستدلال بالحديث على تخصيص إدخال اليد في المسجد دون سائر الجسد تأباه الصناعة الأصولية وقد تقرر في القواعد أنّ "تحريم الشيء مطلقا يقتضي تحريم كل جزء منه" (21)، لذلك كانت الأدلة المقررة للبراءة الأصلية مثيرة لغلبة الظن وموجبه للعمل.
ومع ذلك فإن كان في ترك الحائض دخول المسجد ما تحقق به مصلحة راجحة من تأليف القلوب عن طريق ردم الخلاف فإنه: "يستحب الخروج من الخلاف" (22) وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم تغيير بناء البيت لما فيه جمع القلوب وتأليفها وصلّى ابن مسعود خلف عثمان رضي الله عنهما بعد إنكاره عليه لإتمام الصلاة في السفر دفعا للخلاف ونبذا للشقاق، أمّا إذا كانت الحاجة أو المصلحة داعية إلى دخول المسجد لطلب العلم الشرعي أو للاستفتاء مثلا كان مأخذ المخالف ضعيفا، وحالتئذ فليس الورع والحيطة الخروج من الخلاف، لأنّ شرطه أن لا يؤدي مراعاته إلى ترك واجب أو إهمال سنة ثابتة أو خرق إجماع، بل الورع في مخالفته لموافقة الشرع فإنّ ذلك أحفظ و أبرأ للدين والذمة.
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّ اللّهم على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
الجزائر في:222 محرم 1419هـ
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في الصلاة (439)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
2 - أخرجه مسلم في الحيض (851)، وأبو داود في الطهارة (230)، والنسائي في الطهارة (268)، وابن ماجة في الطهارة (535)، وأحمد (24169) من حديث حذيفة رضي الله عنه.
3 - أخرجه البخاري في الحيض (305)، ومسلم في الحج (2977)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
4 - أخرجه البخاري في الحج (1641)، ومسلم في الحج (3060)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - انظر أفضلية جنس فعل المأمور به على جنس ترك المنهي عنه في "المجموع" لابن تيمية (20/ 85) وما بعدها، و"الفوائد" لابن القيم (157) وما بعدها.
6 - نقل ابن قدامة عدم الخلاف على هذا الأصل، انظر:"روضة الناظر" لابن قدامة: (2/ 57)، "المسوّدة" لآل تيمية: (181). وأفاد الشيخ الشنقيطي أنّ من أجازه وافق عدم وقوعه ("المذكرة":185، "أضواء البيان":1/ 98،97).
7 - تقدم تخريجه.
8 - انظر اختلاف العلماء في مسألة مخاطبة الكفار بفروع الشريعة في"المعتمد" لأبي الحسين: (1/ 295)، "التبصرة" للشيرازي: (80)، "الإشارة" للباجي: (174)، "المحصول" للفخر الرازي: (1/ 145)، "الإحكام" للآمدي: (1/ 110)، "شرح تنقيح الفصول" للقرافي: (163)، "أصول السرخسي": (1/ 87)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (22/ 7 - 16)، "زاد المعاد" لابن القيم: (5/ 698 - 699)، "فواتح الرحموت" للأنصاري: (1/ 128)، "شرح الكوكب المنير" للفتوحي: (1/ 503)، "الأشباه والنظائر" للسيوطي: (253)، "إرشاد الفحول" للشوكاني: (10)، "مذكرة الشنقيطي": (33 - 34).
9 - انظر"منع جواز المجاز" للشنقيطي: (4 - 5). وأهل السنة يختلفون في وقوع المجاز في القرآن، فمنهم من منع وقوعه مطلقا، ومنهم من أجازه فيما عدا آيات الصفات الواجب حملها على الحقيقة دون المجاز، والظاهر أنّ الخلاف لفظي على ما صرح به ابن قدامة-رحمه الله-.
(انظر المسألة في "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة: (103 - 109 - 132) "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي: (1/ 64)، "روضة الناظر" لابن قدامة: (1/ 182)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (5/ 200 - 201) (7/ 88 - 90 - 96 - 108)، "الصواعق المرسلة" لابن القيم: (2/ 632)، "شرح الكوكب المنير": (1/ 191))
10 - انظر صحيح البخاري: (11/ 281)، في الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
11 - تمام المنة للألباني ص: (118).
12 - أخرجه أبو داود: (1/ 157 - 159)، والبيهقي: (2/ 442 - 443)، وابن خزيمة: (2/ 284)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وحديث جسرة بنت دجاجة ذكره الألباني في الإرواء (1/ 162)، وقال: (ضعيف، في سنده جسر بنت دجاجة، قال البخاري: عندها عجائب، وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي، بل قال ابن حزم: "إنّه باطل"، وقد فصلت القول في ذلك في "ضعيف السنن" رقم:32)، وخرجه في الإرواء برقم:193، وضعفه وذكر علل من ضعفه، وذكر أنّ رد في ضعيف سنن أبي داود على من صححه كاتبن خزيمة وابن القطان والشوكاني، وضعفه أيضا في تمام المنة: ص (118).
13 - تقريب التهذيب لابن حجر: (2/ 593).
14 - متفق عليه: البخاري في العيدين (974)، ومسلم في صلاة العيدين (2091)، من حديث أم عطية رضي الله عنها.
15 - أخرجه الدارمي (1662)، من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية، ورجال سنده كلهم ثقات، أمّا عبد العزيز إن كان هو العمى فهو ثقة حافظ، وهشام بن حسان الأزدي فهو ثقة -أيضا-.
16 - انظر المحلى لابن حزم (2/ 182).
17 - أخرجه مسلم في الحيض (715)، وأبو داود في الطهارة (261)، والترمذي في الطهارة (134)، والنسائي في الطهارة (271)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وانظر الإرواء (1/ 212).
18 - مسلم في الحيض (716).
19 - النسائي في الطهارة (270).
20 - مسلم في الحيض (717)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
21 - مجموع الفتاوى لابن تيمية (21/ 85).
22 - انظر هذه القاعدة في الأشباه والنظائر للسيوطي (136)، القواعد الفقهية للندوي (336).
منقول من موقع الشيخ.
جزاكم الله خيرا على نقلكم المبارك
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:19]ـ
أولا: لا أحب تغيير اسم موضوعي.
ثانيا: نزول دم من الحائض قد يحدث، وهو مثل دخول الصبيان المسجد مع احتمال تبولهم بل وتبرزهم أحيانا، ومعلوم أنه يجوز للصبيان دخول المسجد، إذا لم تحصل منهم نجاسة،وهنا كذلك فيجب على المرأة الاحتراز من تلويث المسجد.
ثالثا: ومن المعلوم أن مكان قضاء الحاجة لم يكن في البيوت فمن باب أولى لمن يكن في المساجد.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا:ما دام ليس في المسألة نص فالمسألة محل اجتهاد قابلة للأخذ والرد، والتحريم حكم شرعي يحتاج لنص صحيح صريح يحسم مادة النزاع، وإذا كان الدليل محتمل أمرين متساويين فليس بأحدهما بأولى من الآخر، و أدلة المسألة التي نحن بصددها احتمالات المبيحين فيها أقوى من احتمالات المانعين، وليست متساوية فتسقط أدلة المانعين. أين تساوي الاحتمالات في قوله صلى الله عليه وسلم ناوليني الخمر فقالت السيدة عائشة إني حائض قال إن حيضتك ليست في يدك؟ و المناولة إنما تكون باليد فندما تجاوب بأنها حائض أي أنها تتحرج من مسك الخمرة، وهي حائض، ولوكان تحرجها من دخول المسجد لما كانت إجابته صلى الله عليه وسلم إن حيضتك ليست في يدك هل هذا الاحتمال أقوى أم احتمال المانعين بأنها تحرجت من دخول المسجد ثم كيف يستدل بترك الفعل على الحرمة،فإذا كان فعل الشيء لا يدل على الجواز فكيف يكون ترك الشيء دالا على التحريم؟
خامسا: نعم ظاهر النصوص يكفي في الاستدلال إن كان هو الظاهر، وليس ظاهر موهوم أو ظاهر معارض بظاهر آخر، وأين ظاهر المنع من الاستدلال بالآية،والمانعين قد خالفوا ظاهر الآية فبدل من أن يكون النهي عن قربان الصلاة نفسها كحرمة قرب الزنا و كحرمة قرب خطوات الشيطان حملوه على مواضعها مع أن قولنا بحرمة الصلاة للسكارى أوضح من قولنا بحرمة قرب السكارى لمواضع الصلاة؛ لأنهم لا يدرون ما يقولون،والمعنى لا تصلوا في حالة السكر حتى تعلموا قبل الشروع ما تقولونه قبلها إذ بذلك يظهر أنكم ستعلمون ما ستقرءُونه فيها،وعابر السبيل المسافر إذا لم يجد الماء يتيمم،وقوله وإن كنتم مرضى بعد ذلك تفصيل لما أجمل في الاستثناء وبيان ما هو في حكم المستثنى من الأعذار، والاقتصار فيما قبل على استثناء السفر مع مشاركة الباقي له في حكم الترخيص للإشعار بأنه العذر الغالب المبني على الضرورة الذي يدور عليها أمر الرخصة، ولهذا قيل: المراد بغير عابري سبيل غير معذورين بعذر شرعي إما بطريق الكناية أو بإيماء النص ودلالته. وبهذا يندفع الإيراد السابق على الحصر وإنما لم يقل: إلا عابري سبيل أو مرضى فاقدي الماء حساً أو حكماً لما أن ما في النظم الكريم أبلغ وأوكد منه لما فيه من الإجمال والتفصيل.
سادسا: عند الاحتمال يسقط الاستدلال إذا كانت احتمالات متساوية، وفي هذه المسألة احتمالات المانعين مرجوحة.
سابعا: القول بالشذوذ يحتاج لدليل فهو نتيجة بلا مقدمات، وهل المسألة مجمع عليها؟ وهل المسألة فيها نصوص صريحة في المنع؟ وهل خلاف داود الظاهري لا يعتد به؟ والمبيحين قد استدلوا بأدلة،ويجب العمل بالدليل وإن لم يعرف أن أحداً عمل به.
ثامنا: حيضتك ليست في يدك يستلزم أن عائشة تحرجت من مسك الخمرة لا تحرجت من دخول المسجد ثم أين الدلالة على المنع فغاية ما في الحديث مع التسليم للمانعين جواز عدم دخول المسجد حال الحيض، وليس حرمة دخول المسجد ففرق بين الترك ووجوب الترك.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 05:05]ـ
الأخوة الكرام
هناك فارق بين النجاسة وبين الجنابة أو الحيض
فالمسلمة الحائض غير نجسة والجنب غير نجس وتذكروا حديث (المؤمن لا ينجس) ... المشركون هم النَجَس.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:19]ـ
الأخوة الكرام
هناك فارق بين النجاسة وبين الجنابة أو الحيض
فالمسلمة الحائض غير نجسة والجنب غير نجس وتذكروا حديث (المؤمن لا ينجس) ... المشركون هم النَجَس.
جزاكم الله خيرا أخانا الحبيب على التذكرة
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 07:14]ـ
الأخ الكريم صاحب الموضوع:
أولا: اسمح لي بتغيير عنوان الموضوع إلى نقاش أو حوار أو ما شابه ذلك.
ثانيا: ماذا تقول في حكم الحائض إذا مكثت في المسجد فنزل منها دم لوث المسجد، هل هذا جائز؟ وإذا قلت غير جائز، فما الدليل (الصحيح الصريح) على عدم جوازه؟
ثالثا: ما الدليل (الصحيح الصريح) على أن المرأة التي كان لها حفش في المسجد لم تكن تتغوط في المسجد؟
رابعا: كلمة (الدليل الصحيح الصريح) هذه كلمة فضفاضة تختلف فيها وجهات النظر، فما تظنه أنت دليلا صريحا يراه غيرك وهما لا يصح في عقل عاقل، وما تراه أنت وهما يراه غيرك من علماء السلف والخلف دليلا صحيحا صريحا.
خامسا: اتفق أهل العلم على أن ظاهر النصوص يكفي في الاستدلال، ولا يشترط أن يكون كل حديث أو آية (نصا) في محل النزاع؛ لأن أكثر النصوص يرد عليها بعض الفهوم المختلفة.
سادسا: قولنا (عند الاحتمال يسقط الاستدلال) معناه إذا كان الدليل محتملا احتمالات متساوية أو قريبة من التساوي، أما إذا كان الدليل راجحا في أحد الاحتمالات مرجوحا في غيرها، فالاستدلال به صحيح اتفاقا.
سابعا: الراجح الذي لا ينبغي القول بسواه أن الحائض لا يجوز لها المكث في المسجد، والقول بخلاف ذلك قول شاذ لا يبعد أن يكون مخالفا مبتدعا بعد عهود السلف.
ثامنا: حديث عائشة (حيضتك ليست في يدك) واضح الدلالة في المطلوب؛ لأنه واضح جدا في التفريق بين اليد وبين غيرها، فإما أن نقول إن ذكر اليد في الحديث له فائدة، وإما أن نقول إن كلام الرسول لا فائدة منه، وحاشاه!
اسمح لي أبا مالك -حفظكم الله -أن أقول أن هذه الإيرادات العامة، لا تصلح في باب العلم خصوصا وأن البحث موجود بين يديك، فكان الأولى مناقشة الأدلة التي ذكرها أخونا الشيخ ربيع أحمد، والإجابة عليها دليلا دليلا، ثم إثبات شذوذ هذا الري بالدليل والبرهان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسندي]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 03:10]ـ
اخي ربيع وفقك الله لكل خير تعليلك بان قول عائشة: اني حائض تحرجا من مس الخمرة!! عليل ولا اظن ان احدا من السلف فهم هذه العلة المعتلة!
اذ كيف تتحرج من مس ما هو من سعف وخيوط قد فارقته اللزوجة , وهي كانت تتعرق العرق من اللحم ثم تناوله النبي صلى الله عليه وسلم قالت فيضع فاه على موضع في.
وقد اخرج الحديث مسلم من رواية ابي هريرة رضي الله عنه فقال فيه ناوليني الثوب فقالت اني حائض فقال ان حيضتك ليست في يدك.
ومعلوم ان ابا هريرة اسلم في السنة السابعة والنبي صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة في السنة الثانية اي خمس سنوات ولم تعرف رضي الله عنها ان مسها بيدها لشي وهي حائض لا ينجسه!!!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 09:35]ـ
أولا: ظاهر اللفظ يدل على فهمي أنها تحرجت من مس الخمرة فالمناولة باليد،وليست بدخول المسجد أو عدم دخوله، وكان الجواب مؤكدا لهذا الفهم إن حيضتك ليست في يدك.
ثانيا: عدم العلم بأن أحدا من السلف قال بهذا الفهم ليس شرطا في صحة الفهم فلم يجمع السلف على الفهم الآخر أصلا، و لا يشترط عدم العلم العدم.
ثالثا: القول بأنه كيف تتحرج من مس ما هو من سعف وخيوط قد فارقته اللزوجة، و هي كانت تتعرق العرق من اللحم ثم تناوله النبي صلى الله عليه وسلم قالت فيضع فاه على موضع في؟ فالجواب الخمرة هي فراش صغير على قدر الوجه يعمل من سعف النخل يسجد عليه المصلي فهي تحرجت من مسه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسجد عليه، فلا تقاس الخمرة على وضع الفم على موضع فم المرأة الحائض، و النبي صلى الله عليه وسلم قد بين جواز الأكل مع الحائض و مداعبتها عكس ما كان سائدا عن اليهود أن الحائض نجسة فطبيعي أن يكون في نفس السيدة عائشة شيئا من مس الخمرة التي يسجد النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وقد بان لها جواز وضع الفم على موضع الفم من فعله صلى الله عليه وسلم أما مسك الخمرة فكانت في نفسها منه شيء فبين لها النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا بأس به إذ أن حيضتها ليست في يدها.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 09:50]ـ
و الجزم بأن السيدة عائشة ظلت خمس سنوات و لم تعرف رضي الله عنها أن مسها بيدها لشيء و هي حائض لا ينجسه غير مسلم فما يدرينا هل قالت أن مسها أي شيء لا ينجسه فضلا عن أنه لا يشترط أنها تحرجت من مسك شيء أنها تعتقد أنها تنجسه مجرد تحرج.
السياق وضح أنها تحرجت من مسك الخمرة فكيف نعدل عنه بمجرد فهم غير منصوص على صحته؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 09:59]ـ
لماذا لا نقول مناولة الخمرة من المسجد تقتضي جواز دخول المسجد،وجواز المكث في المسجد يقاس على جواز دخوله، و التفريق بينهما تفريق بلا مفرق.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:46]ـ
لإثراء الموضوع وجدت للشيخ سلمان العودة هاته الفتوى:
للعلماء في هذه المسألة قولان:
/// أحدهما: تحريم مكثها في المسجد: وهذا مذهب الأئمة الأربعة:
- محتجين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم باعتزال الحيّض المصلى في يوم العيد، كما في حديث أم عطية رضي الله عنها، وهو في الصحيحين (1). ويجاب عنه بأن المقصود: اعتزال الصلاة، كما في صحيح مسلم في رواية قالت: «فيعتزلن الصلاة» (2).
- أما حديث: «لا أُحِلّ المسجد لحائض ولا جُنُب». فهو ضعيف، وفي سنده جهالة (3).
- كما استدلوا بمنع الحائض من الطواف بالبيت، كما في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها: «افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري» (4). والظاهر أن هذا منع من فعل الطواف، ولم يتعرض لدخول المسجد، بل ربما استدل بالحديث على جواز الدخول، حيث لم يستثنه.
/// ثانيهما: جواز مكث الحائض في المسجد: وهو مذهب الظاهرية، واختيار المزّي من الشافعية، ومال إليه بعض الباحثين والمحققين:
- واستدلوا بالأصل، حيث إن الأصل الجواز، والمانع هو الذي يلزمه الدليل.
- كما استدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه، حيث كان جنبًا، فانخنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: كنت جنبًا. فقال عليه السلام: «سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس» (5).
- ومن أدلتهم:
* دخول الكافر المسجد ومكثه فيه، كما في صحيح البخاري من قصة ثمامة بن أُثال رضي الله عنه (6).:
-| فإن كان المنع بسبب النجاسة المعنوية، فهو منقوض بدخول الكافر،
-| وإن كان المنع بسبب النجاسة الحسية فهو منقوض بدخول المستحاضة، كما في صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها، أن إحدى أمهات المؤمنين اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا ربما وضعوا الطست تحتها من الدم (7).
-| وقد صح وثبت من غير طريق دخول الأطفال المسجد، مع عدم تحرزهم عن النجاسة،
-| بل ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن الكلاب كانت تبول وتقبل وتدبر في المسجد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا يرشون شيئًا من ذلك (8).
وهذه أدلة قوية معتضدة بالبراءة الأصلية، فيمكن الركون إليها عند الحاجة، والله أعلم.
(1) صحيح البخاري (324)، وصحيح مسلم (890).
(2) صحيح مسلم (890).
(3) رواه أبو داود (232)، وابن ماجه (645)، وابن خزيمة (1327)، والبيهقي (2/ 442).
(4) رواه البخاري (1650)، ومسلم (1211).
(5) صحيح البخاري (285)، وصحيح مسلم (371).
(6) صحيح البخاري (469)، وصحيح مسلم (1764).
(7) صحيح البخاري (310).
(8) صحيح البخاري (174).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 12:17]ـ
و هذه فتوى أخرى: لخالد عبد المنعم الرفاعي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في دخول الحائض المسجد فمنع منه جماهير أهل العلم ومنهم الأئمة الأربعة، ومن أقوى ما احتجوا به حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب"، وهو حديث ضعيف ضعفه البخاري والألباني ولو صح لكان نص في محل النزاع.
وذهب إلى جواز دخول الحائض المسجد وأنها لا تمنع إلا لمخافة ما يكون منها زيد بن ثابت، وهو مذهب داود المزني وابن حزم واحتجوا بأدلة منها:
ما رواه البخاري عائشة أم المؤمنين: أن وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فكان لها خباء في المسجد أو حفش، وقال أبو محمد ابن حزم في المحلى: قال على: فهذه امرأة ساكنة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمعهود من النساء الحيض فما منعها عليه السلام من ذلك ولا نهي عنه، وكل ما لم ينه عليه السلام عنه فمباح ... ولو كان دخول المسجد لا يجوز للحائض لأخبر بذلك عليه السلام عائشة إذ حاضت، فلم ينهها إلا عن الطواف بالبيت فقط، ومن باطل المتيقن أن يكون لا يحل لها دخول المسجد فلا ينهاها عليه السلام عن ذلك يقتصر على منعها من الطواف، وهذا قول وداود وغيرهما.
ومنها: ما رواه الجماعة إلا البخاري عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناوليني الخمرة من المسجد"، فقلت: إني حائض، فقال: "إن حيضتك ليست في يدك"، قال الإمام الشوكاني في (نيل الأوطار): والحديث يدل على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة ولكنه يتوقف على تعلق الجار والمجرور، أعني قوله: "من المسجد"، بقوله: "ناوليني"، وقد قال بذلك طائفة من العلماء، واستدلوا به على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة تعرض لها إذا لم يكن على جسدها نجاسة وأنها لا تمنع من المسجد إلا مخافة ما يكون منها.
والحاصل أن المسألة محل خلاف بين أهل العلم فلا يجوز فيها الإنكار على من أخذ بأحد القولين كما هو مقرر عند أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومسائل الاجتهاد لا يسوغ فيها الإنكار إلا ببيان الحجة وإيضاح المحجة: لا الإنكار المجرد المستند إلى محض التقليد؛ فإن هذا فعل أهل الجهل والأهواء".
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 01:03]ـ
يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - فلسطين: "إن الحديث الذي استدل به جمهور العلماء وهو: (لا أحل المسجد لجنب ولا لحائض) اختلف فيه أهل الحديث اختلافاً كبيراً لأنه من رواية أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة وقد ضعفهما جماعة من أهل الحديث كالخطابي والبيهقي وعبد الحق الاشبيلي وابن حزم ونقل التضعيف عن الإمام أحمد أيضاً.
وقال الإمام البغوي: [وجَوَّزَ أحمد والمزني المكث فيه وضعّف أحمد الحديث لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول وتأوّل الآية على أن - عابري السبيل - هم المسافرون تصيبهم الجنابة فيتيممون ويصلون وقد روي ذلك عن ابن عباس] شرح السنة 2/ 46. ومن المعاصرين الشيخ الألباني حيث قال: [قال البيهقي: ليس بالقوي]. وقال عبد الحق الإشبيلي: [لا يثبت] تمام المنة 119.
وقد ضعف الإمام النووي هذا الحديث في كتابه خلاصة الأحكام حيث قال: [باب ذكر المحدث والجنب والحائض وقراءتهم ومسهم المصحف ودخولهم المسجد] ثم ساق بعض الأحاديث الصحيحة في الباب ثم قال: فصل في ضعيفه وذكر عدة أحاديث ضعفها ومنها حديث: (لا أحل المسجد لحائض ولا جنب) انظر خلاصة الأحكام 1/ 206 - 210.
وقال الحافظ ابن حجر عن أفلت بن خليفة بأنه مجهول الحال … التخليص الحبير 1/ 140. وقال الخطابي: [وضعفوا هذا الحديث وقالوا أفلت راويه مجهول ولا يصح الاحتجاج بحديثه …] معالم السنن 1/ 67. وضعف الحديث برواية ابن ماجة أيضاً صاحب الزوائد حيث قال: [إسناده ضعيف مخدوج لم يوثق وأبو الخطاب مجهول] سنن ابن ماجة 1/ 212.
(يُتْبَعُ)
(/)
وضعف ابن حزم الحديث برواياته كلها فقال: [وهذا كله باطل أما أفلت فغير مشهور ولا معروف بالثقة وأما مخدوج فساقط يروي المعضلات عن جسرة وأبو الخطاب الهجري مجهول وأما عطاء الخفاف فهو عطاء بن مسلم منكر الحديث وإسماعيل مجهول ومحمد بن الحسن مذكور بالكذب وكثير بن زيد مثله فسقط كل ما في هذا الخبر جملة] المحلى 1/ 401. ولا يخفى أن كثيراً من العلماء قد حسنوا هذا الحديث. انظر نصب الراية 1/ 194. 3."
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 01:46]ـ
يقول الشيخ حامد العطار:
"أما دخول الحائض والنفساء المسجد (ومثلهما الجنب) فمحل خلاف بين أهل العلم ... فجمهور العلماء على تحريم دخولهم المسجد، وهذا هو الرأي الشائع عند عامة الناس، وكذلك هو الشائع عند كثير من العلماء، ولا يكاد يفتى إلا به.
ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك رأي آخر للفقهاء، فمن حفظ فهو حجة على من لم يحفظ، ومن عرف فهو حجة على من لم يعرف. فبعض الفقهاء أجاز لهم دخول المسجد، ومن هؤلاء الإمام أحمد،والمزني صاحب الشافعي، وأبو داود وابن المنذر، وابن حزم، والشيخ الألباني، والشيخ القرضاوي اختار هذا خاصة في الحائض.
والترجيح بين هذين الرأيين مثل الترجيح في كافة الآراء المختلف فيها يكون بحسب الأدلة.
ومن الخطأ أن يسأل الذين جوزوا دخول الحائض للمسجد عن أدلة جوازهم؛ لأن الأصل هو الجواز، ولكن يسأل من حرم أين أدلة التحريم؛ لأنه لا تحريم إلا بنص.
ولذلك قدم المانعون لهؤلاء الأصناف من دخول المسجد الأدلة التي تفيد التحريم، ولكن هذه الأدلة لم تثبت أمام التحقيق.
وأبرز ما استدل به المانعون في هذا الجانب حديث "إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب" وهذا حديث رواه أبو داود، ولكن الحديث ضعيف، ضعفه أحمد بن حنبل، وضعفه الشيخ الألباني، وبينوا سبب ضعفه، فكيف نأخذ حكما من حديث ضعيف؟؟؟!
ومن أدلتهم أيضا أن النجس لا يدخل المسجد، والرد على ذلك سهل؛ ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة"المسلم لا ينجس".
فينبغي أن يقر في الأذهان أن التحريم لا يكون إلا بنص، وأما من يجيز فقد تمسك بالبراءة الأصلية فلا يطالب بدليل.
على أن عبقرية ابن حزم أسعفته بدليل يدل على جواز مكث الحائض في المسجد، وهو حديث في صحيح البخاري؛ فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة أم المؤمنين {أن وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فكان لها خباء في المسجد أو حفش}. (الحفش: بيت صغير قليل الارتفاع)
قال ابن حزم: فهذه امرأة ساكنة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمعهود من النساء الحيض فما منعها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم. "
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 03:39]ـ
فتوى الشيخ سليمان بن ناصر العلوان:
اختلف العلماء في حكم دخول الحائض المسجد على ثلاثة مذاهب
المذهب الأول: عدم جواز دخول الحائض المسجد، وهذا المشهور في مذهب مالك، والشافعي، وأهل الرأي، وأحد القولي من مذهب أحمد، واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم (إني لا أحل المسجد لحائض أو جنب) وبقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة (افعلي ما يفعل الحاج غير أن تطوفي بالبيت) والحديث متفق على صحته، واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى الحيض أن يشهدن صلاة العيد) والحديث متفق على صحته.
المذهب الثاني: جواز دخول الحائض المسجد للحاجة والضرورة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم (ضرب خباء للمرأة السوداء) رواه البخاري في صحيحة (3835) من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة ’ قالوا ولا بد لهذه المرآة أن تحيض، ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُضرب لها خباء في المسجد، ويلحق بهذا دخول الحائض المسجد لحضور محاضرة ودروس علمية ونحو ذلك.
المذهب الثالث: جواز دخول الحائض المسجد إن أمنت التلويث، وهذا المذهب محكي عن مالك، وأحد القولين في مذهب الشافعي، وأحمد، وهذا القول الظاهرية، واختاره ابن حزم، وفيه قوة بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة (ناوليني الخمرة من المسجد) فقالت: إني حائض قال (إن حيضتك ليست في يدك) رواه الإمام مسلم في صحيحه (298) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، ويحتج لذلك بالبراءة الأصلية حيث لم يثبت دليل صحيح بالمنع، ويجاب عن خبر (لا أحل المسجد لحائض ولا جنب) بأنه خبر لا يثبت، رواه أبو داود (232) وابن خزيمة (284/ 2) من طرق عن عبدالواحد بن زياد، عن أفلت بن خليفة، قال حدثتني جسرة بنت دجاجة، عن عائشة.
قال البخاري رحمه الله عند جسرة عجائب، وقال ابن حزم (هذا حديث باطل) وقد بينت ما فيه من العلل في موضع آخر، والله أعلم.
وأُجيب عن حديث عائشة، بأن هذا وارد في الطواف ولا علاقة له بدخول المسجد، وهذا ظاهر.
وأُجيب عن نهي النبي صلى الله عليه وسلم للحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين بأن المراد بالمصلى هو المكان الذي يصلى فيه وليس هو المسجد، فتكون الحائض نائية عن المصلى الذي يصلى فيه، لئلا تضايق المصليات وتشوش عليهن،ونحو ذلك، والله أعلم.
أخوك سليمان بن ناصر العلوان
1423/ 8/8هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 06:01]ـ
فتوى الشيخ سليمان بن ناصر العلوان:
اختلف العلماء في حكم دخول الحائض المسجد على ثلاثة مذاهب
المذهب الأول: عدم جواز دخول الحائض المسجد، وهذا المشهور في مذهب مالك، والشافعي، وأهل الرأي، وأحد القولي من مذهب أحمد، واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم (إني لا أحل المسجد لحائض أو جنب) وبقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة (افعلي ما يفعل الحاج غير أن تطوفي بالبيت) والحديث متفق على صحته، واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى الحيض أن يشهدن صلاة العيد) والحديث متفق على صحته.
المذهب الثاني: جواز دخول الحائض المسجد للحاجة والضرورة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم (ضرب خباء للمرأة السوداء) رواه البخاري في صحيحة (3835) من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة ’ قالوا ولا بد لهذه المرآة أن تحيض، ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُضرب لها خباء في المسجد، ويلحق بهذا دخول الحائض المسجد لحضور محاضرة ودروس علمية ونحو ذلك.
المذهب الثالث: جواز دخول الحائض المسجد إن أمنت التلويث، وهذا المذهب محكي عن مالك، وأحد القولين في مذهب الشافعي، وأحمد، وهذا القول الظاهرية، واختاره ابن حزم، وفيه قوة بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة (ناوليني الخمرة من المسجد) فقالت: إني حائض قال (إن حيضتك ليست في يدك) رواه الإمام مسلم في صحيحه (298) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، ويحتج لذلك بالبراءة الأصلية حيث لم يثبت دليل صحيح بالمنع، ويجاب عن خبر (لا أحل المسجد لحائض ولا جنب) بأنه خبر لا يثبت، رواه أبو داود (232) وابن خزيمة (284/ 2) من طرق عن عبدالواحد بن زياد، عن أفلت بن خليفة، قال حدثتني جسرة بنت دجاجة، عن عائشة.
قال البخاري رحمه الله عند جسرة عجائب، وقال ابن حزم (هذا حديث باطل) وقد بينت ما فيه من العلل في موضع آخر، والله أعلم.
وأُجيب عن حديث عائشة، بأن هذا وارد في الطواف ولا علاقة له بدخول المسجد، وهذا ظاهر.
وأُجيب عن نهي النبي صلى الله عليه وسلم للحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين بأن المراد بالمصلى هو المكان الذي يصلى فيه وليس هو المسجد، فتكون الحائض نائية عن المصلى الذي يصلى فيه، لئلا تضايق المصليات وتشوش عليهن،ونحو ذلك، والله أعلم.
أخوك سليمان بن ناصر العلوان
1423/ 8/8هـ
جزاكم الله خيرا على جهدكم المبارك و نقولاتكم الطيبة
ـ[توبة]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 07:12]ـ
بارك الله فيكم،
بالنسبة لتحرير الشيخ فركوس للمسألة سبق أن أوردت بعضا منه في موضوع مماثل بملتقى أهل الحديث،ورد أحد الإخوة الكرام بما يلي:
الحمد لله وبعد: قوله"" لأنّ المراد بالمصلى في الحديث إنّما هي الصلاة ذاتها بدليل رواية مسلم وغيره وفيه: "فأمّا الحيض فيعتزلن الصلاة"ويقوي هذا المعنى رواية الدارمي: "فأمّا الحيض فإنّهنّ يعتزلن الصف"أقول:وهذا باطل،فمع انه مخالف للأصل الذي وضع الكلام عليه من أن الانشاء والتأسيس مقدم على التوكيد فإن اكثر الرواة رووه على خلاف هذين اللفظين. ثم تأمل معي لفظ الشيخين هذا:
(أمَرَنَا يَعْنِى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ نُخْرِجَ فِى الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ.) وأخبرني إن كان يستقيم مع تأويلك للمصلى بالصلاة، فيكون المعنى أنه أمر الحيض أن يعتزلن صلاة المسلمين؟؟؟ وهل يجهل هؤلاء الحيض أنهن ممنوعات من الصلاة حتى يحتجن الى هذا التأكيد وقد قلت في بعض كلامك "لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو إفهام السامع ما ليس عنده."؟؟ فلم يبق الا أن يترك الكلام على أصل وضعه،ويجب المصير الى القول بالمجاز ــ مجاز الحذف ــ في اللفظين الذين سقتهما فيكون المعنى "يعتزلن موضع الصلاة "و "موضع الصف "ومما يزيد الأمر بيانا وايضاحا رواية"والحُيَّضُ يخرُجنَ، فيَكُنَّ خلفَ الناس، يُكبِّرْنَ مع الناس».هذا ما فهمه الأئمة ومنهم ابن حبان إذ يقول "ذكر البيان بأن الحيض إذا شهدن أعياد المسلمين يجب أن يكن ناحية من المصلى "
--قال: (ومن زاوية أخرى فحمله على التأكيد-وإن كان خلاف الأصل- إلاّ أنّه أولى بالتقديم لوجود قرائن تدلّ عليه، منها: أنّ لفظ الاعتزال الذي هو التنحي والبعد عن الشيء يتعدى بحرف"عن" الدّال على المجاوزة، وهو يدلّ بدلالة الالتزام على ابتداء الغاية، إذ كلّ مجاوزة فلا بدّ لها من ابتداء غاية، فيكون المصلى هو مبدأ الاعتزال وهو الغاية المأمور بها، فدلّ على أنّ الحائض حلّت به ابتداء، علما أنّ المصلى غير محدود بحدّ حتى يمكن أن تخرج منه، ولو سُلّم أنّه محدود حدّا عرفيا لما وسعها أن تَرِده من جديد عند سماع خطبة العيد ودعوة المصلين الذي هو علة خروجها إلى المصلى، فدلّ ذلك على أنّ المراد بالمصلى الصلاة ذاتها.) أقوال: هذا قصور،فلفظ الاعتزال الأفصح تعديته بنفسه وبه نطق القرآن وهذا الحديث شاهد على ذلك. فأما تعديته ب"عن "ففصيح في موضعه ــ إذا ضمنته معنى "نحى " ــ أما في هذا الموضع فينبغي تضمينه معنى "تنحى " فقوله "يعتزلن المصلى " اي لايقربنه ولا يغشينه ابتداء بل يكن منه بناحية،ولو قلنا بقولك لعسرعلينا فهم "فاعتزلوا النساء في المحيض"
قال: (وقد جعلت الأرض كلّها مسجد، والحائض والجنب يباح لهما جميع الأرض بلا خلاف، وهي مسجد فلا يجوز أن يُخَصّ بالمنع من بعض المساجد دون بعض).
قلت: على قوله هذا لم تبق للمسجد أي خصوصية فهو كأي بقعة من بقاع الأرض فيصح له أن يقضي حاجته فيه وان ينشد ضالته وان يتخذه سوقا ولن يعود لقوله عليه السلام "انما بنيت المساجد للصلاة ولذكر الله " أي معنى.بل عليه أن لا يجلس في أي ارض حتى يصلي ركعتين ...... إلخ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123630
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 07:42]ـ
جزاكم الله خيرا على جهدكم المبارك و نقولاتكم الطيبة
و فيكم بارك الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 07:44]ـ
بارك الله فيكم،
بالنسبة لتحرير الشيخ فركوس للمسألة سبق أن أوردت بعضا منه في موضوع مماثل بملتقى أهل الحديث،ورد أحد الإخوة الكرام بما يلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123630
جزاك الله خيرا
و ما وقع فيه الشيخ فركوس من أخطاء لا تأثير له على الأدلّة الأخرى التي استدلّ به المجيزين
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 07:47]ـ
فتوى الشيخ عبد الرحمن السحيم
وهنا يَرِد سؤال:
وهو:
هل دلّ الدليل على منع الحائض من دخول المسجد؟
فالجواب: لا، إلا أن تخشى أن تلوّث المسجد.
وما ورد إما غير صحيح، وإما غير صريح.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت: افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري.رواه البخاري ومسلم.
والقاعدة: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
ولم يقُل لها النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخلي المسجد، وإنما نهاها عن الطواف بالبيت حتى تطهر.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: ناوليني الخمرة من المسجد. قالت: فقلت: إني حائض. فقال: إن حيضتك ليست في يدك. رواه مسلم.
فقد قال الشوكاني رحمه الله: والحديث يدل على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة، ولكنه يتوقف على تعلق الجار والمجرور أعني قوله " من المسجد " بقوله " ناوليني " وقد قال بذلك طائفة من العلماء، واستدلوا به على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة تعرض لها إذا لم يكن على جسدها نجاسة، وأنها لا تمنع من المسجد إلا مخافة ما يكون منها. اهـ.
يعني مخافة ما يكون منها من تلويث المسجد.
وبهذا قال الإمام مالك رحمه الله
قال في مواهب الجليل:
وقال: لا ينبغي للحائض أن تدخل المسجد؛ لأنها لا تأمن أن يخرج من الحيضة ما ينزه عنه المسجد، ويدخله الجنب لأنه يأمن ذلك.
قال: وهما في أنفسهما طاهران سواء، وعلى هذا يجوز كونهما فيه إذا استثفرت. اهـ.
والاستثفار هو التحفّظ.
وقد استدل بعض العلماء على منع الجنب من دخول المسجد بقول الله عز وجل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ)
فهذه الآية الصحيح أنها فيما يتعلق بقربان الصلاة لا بدخول المساجد، فالآية واضحة في نهي المؤمنين عن أداء الصلاة في تلك الأحوال لا عن دخول المساجد.
قال البغوي: وجوّز أحمد والمزني المكث فيه (يعني في المسجد)، وضعف أحمد الحديث؛ لأن راويه (أفلت) مجهول، وتأول الآية على أن (عَابِرِي سَبِيلٍ) هم المسافرون تُصيبهم الجنابة، فيتيممون ويُصلّون، وقد روي ذلك عن ابن عباس. انتهى.
وقال ابن المنذر: يجوز للجنب المكث في المسجد مطلقا.
وأما حديث: لا أُحلّ المسجد لحائض ولا لجُنُب. فقد رواه أبو داود ومدار إسناده على جسرة بنت دجاجة، وهي مقبولة، أي عند المتابعة.
وقال البخاري في التاريخ الكبير عنها: عندها عجائب.
ولذا قال الحافظ عبد الحق: هذا الحديث لا يثبت.
فبقي الجُنب والحائض على البراءة الأصلية من عدم المنع من دخول المساجد
وعلى البراءة الأصلية من عدم التنجس لقوله عليه الصلاة والسلام: إن المؤمن لا ينجس. رواه البخاري ومسلم
خاصة إذا كان هناك مصلحة من دخول الجُنب أو الحائض المسجد.
وقد أدخل النبي صلى الله عليه وسلم ثمامة بن أثال وكان مشركا، أدخله إلى مسجده صلى الله عليه وسلم وربطه في سارية من سواري المسجد، ثم أسلم فيما بعد، والحديث في الصحيحين.
فإذا كان المشرك لا يُمنع من دخول المسجد لوجود مصلحة، فالمسلم الذي أصابته الجنابة أو المسلمة التي أصابها الحيض أولى أن لا يُمنعوا.
قال الإمام النووي رحمه الله: الأصل عدم التحريم، وليس لمن حرّم دليل صحيح صريح. اهـ.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 08:00]ـ
و هذا بحث لأحد الإخوة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:
فإنَّ مسألة "مكث الجُنب والحائض في المسجد" من المسائل التي اختلفت فيها مذاهب أهل العلم من لدن الصحابة وإلى عصرنا هذا؛ وإليك تفصيل هذه الأقوال:
أقوال أهل العلم في هذه المسألة:
قال الفقيه ابن رشد رحمه الله تعالى [بداية المجتهد 1/ 35]: ((اختلف العلماء في دخول المسجد للجنب على ثلاثة أقوال:
- فقوم منعوا ذلك بإطلاق وهو مذهب مالك وأصحابه.
- وقوم منعوا ذلك إلا لعابر فيه، لا مقيم ومنهم الشافعي.
- وقوم أباحوا ذلك للجميع ومنهم داود وأصحابه فيما أحسب)).
وزاد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى قولاً رابعاً فقال [المجموع 26/ 178]:
((ولهذا ذهب أكثر العلماء كالشافعي وأحمد وغيرهما إلى: الفرق بين المرور واللبث جمعاً بين الاحاديث.
ومنهم من: منعها من اللبث والمرور كأبي حنيفة ومالك.
ومنهم من: لم يحرم المسجد عليها، وقد يستدلون على ذلك بقوله تعالى: "ولا جنبا إلا عابري سبيل".
- وأباح أحمد وغيره اللبث لمن يتوضأ؛ لما رواه هو وغيره عن عطاء بن يسار قال: رأيت رجالاً من أصحاب رسول الله يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤوا وضوء الصلاة)).
وذكر الإمام البغوي رحمه الله تعالى ما ذكره شيخ الإسلام عن الإمام أحمد وغيره ولم يقيده بـ "لمن يتوضأ" فقال في [شرح السنة 2/ 46]: ((وجوَّز أحمد والمزني: المكث فيه، وضعَّف أحمد الحديث – [يقصد: حديث "وجِّهوا هذه البيوت عن المسجد؛ فإني لا أحلُّ المسجد لحائض ولا جنب"]- لأنَّ راويه "أفلت" مجهول، وتأوَّل الآية على أنَّ "عابري السبيل" هم: المسافرون تصيبهم الجنابة فيتيممون ويصلون؛ وقد رُوي ذلك عن ابن عباس)).
سبب الاختلاف في هذه المسألة:
أما سبب اختلاف أهل العلم في ذلك؛ فيلخصه لنا ابن رشد [بداية المجتهد 1/ 35] فيقول:
((وسبب اختلاف الشافعي وأهل الظاهر: هو تردد قوله تبارك وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" الآية:
بين أن يكون في الآية مجاز حتى يكون هناك محذوف مقدر وهو: موضع الصلاة، أي: لا تقربوا موضع الصلاة، ويكون عابر السبيل استثناء من النهي عن قرب موضع الصلاة.
وبين ألا يكون هنالك محذوف أصلاً وتكون الآية على حقيقتها، ويكون عابر السبيل هو: المسافر الذي عدم الماء وهو جنب. فمن رأى أنَّ في الآية محذوفاً: أجاز المرور للجنب في المسجد، ومن لم يرَ ذلك لم يكن عنده في الآية دليل على منع الجنب الإقامة في المسجد.
وأما من منع العبور في المسجد: فلا أعلم له دليلاً إلا ظاهر ما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ولا أحل المسجد لجنب ولا حائض" وهو ثابت ثم [لعله: عند] أهل الحديث؛ واختلافهم في الحائض في هذا المعنى: هو اختلافهم في الجنب)).
عرض أدلة المختلفين:
عرفنا أنَّ ما ذكره الفقيه ابن رشد هو مختصر لسبب الاختلاف؛ وإلا فإنَّ للمختلفين أدلة أُخرى لم يتطرق إليها بالذكر؛ وإليك بيان أدلة الأقوال:
* اختلافهم في قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ، وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا، وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً؛ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً)) النساء/43.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى [الصواعق المرسلة 1/ 208]: ((وتنازعوا – يقصد: الصحابة- في تأويل قوله: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" النساء/43؛ هل هو المسافر يصلي بالتيمم مع الجنابة؟ أو المجتاز بمواضع الصلاة كالمساجد وهو جنب؟)).
وقال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في [جامع البيان 5/ 97 - 100]: ((اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛ فقال بعضهم معنى ذلك: لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون، ولا تقربوها جنباً إلا عابري سبيل؛ يعني: إلا أن تكونوا مجتازي طريق؛ أي: مسافرين حتى تغتسلوا؛ – [ثم ذكر من قال بهذا القول] –
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: وقال آخرون معنى ذلك: لا تقربوا المصلَّى للصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا تقربوه جنباً حتى تغتسلوا إلا عابري سبيل؛ يعني: إلا مجتازين فيه للخروج منه؛ فقال أهل هذه المقالة: أُقيمت الصلاة مقام المصلَّى والمسجد إذ كانت صلاة المسلمين في مساجدهم أيامئذ لا يتخلفون عن التجميع فيها، فكان في النهي عن أن يقربوا الصلاة كفاية عن ذكر المساجد والمصلى الذي يصلون فيه ـ[ثم ذكر من قال بهذا القول؛ ورجحه]-)).
وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في [الجامع لأحكام القرآن 5/ 202]: ((اختلف العلماء في المراد بالصلاة هنا؟ فقالت طائفة: هي العبادة المعروفة نفسها وهو قول أبي حنيفة؛ ولذلك قال: "حتى تعلموا ما تقولون"، وقالت طائفة: المراد مواضع الصلاة وهو قول الشافعي؛ وقد قال تعالى: "لهدِّمت صوامع وبيع وصلوات" فسمى مواضع الصلاة: صلاة؛ ويدل على هذا التأويل: قوله تعالى: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" وهذا يقتضي جواز العبور للجنب في المسجد لا الصلاة فيه، وقال أبو حنيفة: المراد بقوله تعالى: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" المسافر إذا لم يجد الماء فإنه يتيمم ويصلي؛ وسيأتي بيانه، وقالت طائفة: المراد الموضع والصلاة معاً؛ لأنهم كانوا حينئذ لا يأتون المسجد إلا للصلاة ولا يصلون إلا مجتمعين فكانا متلازمين)).
من كلام الأئمة يتبين لنا؛ أنَّ المراد بـ ((الصلاة)) في الآية الكريمة:
* إما العبادة المعروفة نفسها.
* وإما مواضع الصلاة؛ كالمسجد والمصلَّى.
* وإما كلاهما.
وقد ضعَّفَ شيخ الإسلام رحمه الله تعالى القولين الأولين ثم رجَّح الأخير، ووجَّه الأول؛ حيث قال [شرح العمدة 1/ 388 - 392]:
((وقد احتج أصحابنا على هذه المسألة بقوله: "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل" لأنَّ ابن مسعود وابن عباس وغيرهما فسروا ذلك: بعبور الجنب في المسجد؛ قال جماعة من أصحابنا وغيرهم يكون المراد بالصلاة: مواضع الصلاة؛ كما قال تعالى: "لهدِّمت صوامع وبيع وصلوات".
وقد فسرها آخرون: بأنَّ المسافر إذا لم يجد الماء تيمم؛ لأنَّ الصلاة هي الأفعال أنفسها؛ القول على ظاهره ضعيف:
- لأنَّ المسافر قد ذُكِرَ في تمام الآية، فيكون تكريراً!!.
- ولأن المسافر لا تجوز له صلاة مع الجنابة إلا في حال عدم الماء؛ وليس في قوله: "إلا عابري سبيل" معترض كذلك.
- ولأنه كما تجوز الصلاة مع الجنابة للمسافر؛ فكذلك للمريض، ولم يستثن كما استثني المسافر؛ فلو قصد ذلك لبين كما بين في آخر الآية المريض والمسافر إذا لم يجد الماء.
- ولأنَّ في حمل الآية على ذلك: لزوم التخصيص في قوله تعالى: "عابري سبيل" ويكون المخصوص أكثر من الباقي؛ فإنَّ واجد الماء أكثر من عادمه، ولقوله: "ولا جنباً" لاستثناء المريض أيضاً.
- وفيه تخصيص أحد السببين بالذكر مع استوائهما في الحكم.
- ولأنَّ عبور السبيل حقيقته: المرور والاجتياز، والمسافر: قد يكون لابثاً وماشياً؛ فلو أريد المسافر لقيل: "إلا من سبيل" كما في الآيات التي عني بها المسافرين.
والتوجيه المذكور عن أصحابنا على ظاهره ضعيف أيضاً:
- لِما تقدَّم من أنَّ الآية نزلت في: قوم صلَّوا بعد شرب الخمر؛ ولم يكن ذلك في المسجد!!، وإنما كان في بيت رجل من الأنصار.
- ولأنه جوَّز القربان للمريض والمسافر إذا عُدِمَ الماء بشرط التيمم، وهذا لا يكون في المساجد غالباً.
وإنما الوجه في ذلك:
أن تكون الآية عامة في قربان الصلاة ومواضعها: واستثنى من ذلك عبور السبيل، وإنما يكون في موضعها خاصة؛ وهذا إنما فيه حمل اللفظ على حقيقته ومجازه؛ وذلك جائز عندنا على الصحيح؛ وعلى هذا فتكون الآية: دالة على منع اللبث.
أو تكون الصلاة هي الأفعال: ويكون قوله: "إلا عابري سبيل" الاستثناء منقطعاً، ويدل ذلك على منع اللبث؛ لأنَّ تخصيص العبور بالذكر: يوجب اختصاصه بالحكم، ولأنه مستثنى من كلام في حكم النفي كأنه قال: لا تقربوا الصلاة ولا مواضعها إلا عابري سبيل)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسيره [1/ 468]: ((وفي القول الأوّل قوّة: من جهة كون الصلاة فيه باقية على معناها الحقيقي، وضعف: من جهة ما في حمل عابر السبيل على المسافر، وإنَّ معناه: أنه يقرب الصلاة عند عدم الماء بالتيمم؛ فإنَّ هذا الحكم يكون في الحاضر إذا عدم الماء كما يكون في المسافر!!.
وفي القول الثاني قوّة: من جهة عدم التكلف في معنى قوله: "إلا عابري سبيل"، وضعف: من جهة حمل الصلاة على مواضعها!!.
وبالجملة؛ فالحال الأولى أعني قوله: "وأنتم سكارى": تقوّي بقاء الصلاة على معناها الحقيقي من دون تقدير مضاف، وكذلك ما سيأتي من سبب نزول الآية يقوّي ذلك. وقوله: "إلا عابري سبيل" يقوّي تقدير المضاف؛ أي: لا تقربوا مواضع الصلاة.
ويمكن أن يقال: إنَّ بعض قيود النهي أعني: «لا تقربوا» وهو قوله: "وأنتم سكارى" يدل على أنَّ المراد بالصلاة: معناها الحقيقي، وبعض قيود النهي وهو قوله: "إلا عابري سبيل" يدل على أنَّ المراد: مواضع الصلاة، ولا مانع من اعتبار كل واحد منهما مع قيده الدالّ عليه، ويكون ذلك بمنزلة نهيين مقيد كل واحد منهما بقيد؛ وهما: لا تقربوا الصلاة التي هي ذات الأذكار والأركان وأنتم سكارى، ولا تقربوا مواضع الصلاة حال كونكم جنباً إلا حال عبوركم في المسجد من جانب إلى جانب، وغاية ما يقال في هذا أنه من الجمع بين الحقيقة، والمجاز، وهو جائز بتأويل مشهور)).
وحمل اللفظ على الحقيقة والمجاز جمعاً؛ فيه خلاف، ولهذا قال الآلوسي عند تفسيره هذه الآية: ((وروي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه: أنه حمل الصلاة على الهيئة المخصوصة، وعلى مواضعها؛ مراعاة للقولين، وفي الكلام حينئذٍ الجمع بين الحقيقة والمجاز!!، ونحن لا نقول به)).
أقول: كما ترى أيها القارئ الكريم أنَّ الخلاف في تفسير المراد بـ ((الصلاة)) في الآية خلاف شديد؛ وترجيح أحد الأقوال من الصعوبة بمكان؛ لكن الذي تطمئن إليه النَّفس – والله تعالى أعلم بمراده -: هو أنَّ المراد بـ ((الصلاة)) العبادة المعروفة نفسها.
أما ما ذكره شيخ الإسلام والشوكاني في تضعيف هذا القول فيمكن دفعه بما نقله المفسِّر العلامة الآلوسي في تفسيره لهذه الآية [5/ 39] حيث قال في دفع شبهة التكرير والإختصاص: ((والاقتصار فيما قبل على استثناء السفر مع مشاركة الباقي له في حكم الترخيص: للإشعار بأنه العذر الغالب المبني على الضرورة، الذي يدور عليها أمر الرخصة.
ولهذا قيل: المراد بـ (غير عابري سبيل): غير معذورين بعذر شرعي؛ إما بطريق الكناية أو بإيماء النص ودلالته، وبهذا يندفع الإيراد السابق على الحصر، وإنما لم يقل: إلا عابري سبيل أو مرضى - فاقدي الماء حساً أو حكماً - لِما أنَّ ما في النظم الكريم أبلغ وأوكد منه؛ لما فيه من الإجمال والتفصيل، ومعرفة تفاضل العقول والأفهام ... ثم قال:
وإيراد المسافر صريحاً مع سبق ذكره بطريق الاستثناء: لبناء الحكم الشرعي عليه وبيان كيفيته؛ فإنَّ الاستثناء ـ كما أشار إليه شيخ الإسلام ـ بمعزل من الدلالة على ثبوته فضلاً عن الدلالة على كيفيته.
وقيل: ذكر السفر هنا لإلحاق المرض به والتسوية بينه وبينه؛ بإلحاق الواجد بالفاقد بجامع العجز عن الاستعمال)).
والمقصود: أنَّ في الآية نهي المؤمنين عن قربان الصلاة وهم سكارى؛ وعن قربانها وهم جُنب غير مسافرين - لأنَّ السفر هو العذر الغالب المبني على الضرورة عند عدم الماء؛ أما ما سواه فمبنية على العذر الوارد في الشرع - حتى يغتسلوا، ثم بَيَّنت الآية حكم مَنْ فقد الماء (وهو المسافر غالباً) وضمَّت إليه مَنْ عجز عن استعماله مع وجوده (وهو المريض)؛ فليس في الآية تكرير: فالأول استثناء المسافر من الجُنب لبيان أنَّ السفر هو العذر الغالب على فقد الماء؛ ولا نحتاج أن نقيده بقيد ((عدم الماء)) لأنَّه لم يُذكر هنا لبيان حكم المسافر إذا كان جُنب ولم يجد الماء، وكيف يصنع؟؛ وإنَّما هذا الحكم مأخوذ من تكملة الآية؛ وقد تكرر فيها حال المسافر لبيان ذلك؛ والله تعالى أعلم.
ومما يقوي هذا الفهم من الآية الكريمة: ما ورد في سبب نزولها؛ وإليك ذلك:
* سبب نزول قوله تعالى: ((وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا)):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن جرير الطبري [تفسيره 5/ 97 - 99]: ((حدثنا ابن حميد: قال ثنا هارون بن المغيرة عن عنبسة عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي رضي الله عنه قال: نزلت في السفر؛ "ولا جنباً إلا عابري سبيل" وعابر السبيل: المسافر إذا لم يجد ماء تيمم، ...
حدثني المثنى قال ثنا أبو صالح قال ثني الليث قال ثني يزيد بن أبي حبيب عن قول الله: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" أنَّ رجالاً من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم، فيريدون الماء ولا يجدون ممراً إلا في المسجد؛ فأنزل الله تبارك وتعالى: "ولا جنباً إلا عابري سبيل")).
فهذان سببان في نزول الآية:
1 - في السفر؛ وعابر السبيل: هو المسافر إذا لم يجد ماءً تيمم وصلَّى.
قال الشوكاني في تفسيره [1/ 473]: ((وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقيّ عن عليّ قوله: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" قال: نزلت في المسافر تصيبه الجنابة، فيتيمم ويصلي)).
لكن هل المراد بقول علي رضي الله تعالى عنه أنَّها نزلت في السفر؛ أو نزلت في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي: ذكر سبب نزول الآية؟! أو معنى الآية؟! وقد قال الآلوسي في تفسيره [24/ 39] في أول سورة غافر: ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قولهم "نزلت الآية في كذا"؛ يراد به تارة: سبب النزول، ويراد به تارة: أنَّ ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب؛ كما تقول: عنى بهذه الآية كذا، وقال الزركشي في البرهان: قد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أنَّ أحدهم إذا قال: نزلت الآية في كذا فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أنَّ هذا كان السبب في نزولها؛ فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع)).
لكن مما يؤكِّد أنَّ مراد عليٍّ رضي الله تعالى عنه هو ذكر سبب نزول الآية؛ ما ذكره الآلوسي في المصدر السابق [5/ 41] في شرحه لقوله تعالى: "وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا": ((أنَّ نزولها في غزوة المريسيع حين عرَّس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فسقطت عن عائشة رضي الله تعالى عنها قلادة لأسماء، فلما ارتحلوا ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث رجلين في طلبها، فنزلوا ينتظرونهما، فأصبحوا وليس معهم ماء، فأغلظ أبو بكر على عائشة رضي الله تعالى عنها وقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين على غير ماء فنزلت، فلما صلوا بالتيمم؛ جاء أسيد بن الحضير إلى مضرب عائشة فجعل يقول: ما أكثر بركتكم يا آل أبي بكر ـ وفي رواية ـ يرحمك الله تعالى يا عائشة ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله تعالى فيه للمسلمين فرجاً؛ وهذا يدل على: أنَّ سبب النزول كان فقد الماء في السفر؛ وهو ظاهر)) انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
والقصة التي ذكرها الآلوسي أخرجها البخاري في باب: فضل عائشة رضي الله عنها برقم (3562)، وأخرجها مسلم في باب الحيض؛ حيث قالت أنَّها: ((استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء!!، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه؛ فنزلت آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً، وجعل للمسلمين فيه بركة)).
2 - السبب الثاني المذكور في نزول الآية: في رجال من الأنصار تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم، فيريدون الماء ولا يجدون ممراً إلا في المسجد؛ فقد روى ابن جرير الطبري في تفسيره فقال: حدثني المثنى قال حدثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن قول الله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} أنَّ رجالاً من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممراً إلا في المسجد فأنزل الله تبارك وتعالى: {ولا جنبا إلا عابري سبيل}.
وهذا إسناد ضعيف كما هو ظاهر؛ وعلته إرسال يزيد بن أبي حبيب قال الألباني [تمام المنة ص117]: ((وهو أبو رجاء المصري؛ وكان فقيهاً من ثقات التابعين إلا أنه كان يرسل؛ فهذه الرواية معللة بالإرسال فلا يُفرح بها)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول الإمام ابن كثير في تفسيره: ((ويشهد لصحة ما قاله يزيد بن أبي حبيب رحمه الله ما ثبت في صحيح البخاري: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سدوا كلَّ خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر"، وهذا قاله في آخر حياته صلى الله عليه وسلم علماً منه أنَّ أبا بكر رضي الله عنه سيلي الأمر بعده ويحتاج إلى الدخول في المسجد كثيراً للأمور المهمة فيما يصلح للمسلمين؛ فأمر بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه رضي الله عنه)).
وهذا بعيد؛ لأنَّ الأمر بسدِّ أبواب الصحابة التي كانت شارعة في المسجد إنما أراد به صلى الله عليه وسلم أن تصان المساجد عن التطرق إليها لغير ضرورة؛ إلا باب أبي بكر تنبيهاً على خلافته وبالتالي حاجته إلى المسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تتخذوا المساجد طرقاً إلا لذكرٍ أو صلاةٍ)) [السلسلة الصحيحة]، فعلة سدِّ الأبواب من أجل أن لا يُتخذ مسجده صلى الله عليه وسلم طريقاً وليس من أجل صيانته من دخول الجنب.
الأحاديث التي استدَّل بها المانعون من مكث الجنب والحائض في المسجد:
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى [شرح العمدة 1/ 388 - 392]: ((يُحرم عليه – أي: الجُنب - اللبث في المسجد بغير وضوء، فأما العبور فيه فلا بأس؛ لما روت عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا أُحِلُّ المسجد لحائض ولا جنب" رواه أبو داود، وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المسجد لا يحل لجنب ولا حائض" رواه ابن ماجة، ولأنَّ المسجد منزل الملائكة لما فيه من الذكر، والملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا جنب ولا تمثال كذلك رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه مسلم وغيره، ففي لبث الجنب في المسجد: إيذاء للملائكة)).
فالأحاديث هي:
1 - ما أخرجه أبو داود في سننه: حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأفلت بن خليفة قال حدثتني جسرة بنت دجاجة قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: ((وجهوا هذه البيوت عن المسجد))، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئاً رجاء أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد فقال: ((وجهوا هذه البيوت عن المسجد؛ فإنّي لا أحل المسجد لحائض ولا جنب)).
2 - وما أخرجه ابن ماجه في سننه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن يحيى قالا ثنا أبو نعيم ثنا بن أبي غنية عن أبي الخطاب الهجري عن محدوج الذهلي عن جسرة قالت: أخبرتني أم سلمة قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم صرحة هذا المسجد، فنادى بأعلى صوته: ((إنَّ المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض)).
وقد تكلَّم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عن تضعيف هذين الحديثين في كتابه تمام المنَّة ص118 - 119 وبيَّن أنَّهما حديثٌ واحد عن عائشة؛ وأنَّ مدارهما على "جسرة" وقد اضطربت فيه؛ فمرَّة روته عن عائشة، وأخرى عن أم سلمة، ولم يوثقها غير العجلي وابن حبَّان؛ وبين الألباني أنَّ للحديث شاهدان لا ينهضان لتقويته لأنَّ في أحدهما متروكاً، وفي الآخر كذاباً، وانظر "ضعيف سنن أبي داود رقم:32"، وفصَّل ذلك وردَّ على مَنْ صححه في كتابه الثمر المستطاب 2/ 746؛ فراجعه إن شئت.
3 - وعن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب ولا جنب" رواه أبو داود والنسائي؛ وهوصحيح دون كلمة (ولا جُنب) كما قال الشيخ الألباني في تخريجه لسنن النَّسائي.
* ومما استدل به البعضُ على هذا المذهب الحديثَ المتفق عليه عن أمِّ عطية رضي الله تعالى عنها في مَنْ يشهد العيد أنَّها قالت: ((أُمِرنا أن نُخرِج الحُيَّضَ يوم العيدين، وذوات الخدور: فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزل الحُيَّضُ عن مصلاهنَّ)).
قال النووي [شرح صحيح مسلم 6/ 179]: ((قولها: "وأَمَرَ الحُيَّضَ أن يعتزلن مصلَّى المسلمين" هو بفتح الهمزة والميم في "أمر"، فيه: منع الحيض من المصلَّى، واختلف أصحابنا في هذا المنع؛ فقال الجمهور: هو منع تنزيه لا تحريم؛ وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة, وإنما لم يُحرم لأنه ليس مسجداً!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال: يُحرم المكث في المصلَّى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد؛ لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد، والصواب الأول)).
وقال ابن حجر في [الفتح 1/ 424]: ((وقال ابن المنير: الحكمة في اعتزالهن أنَّ في وقوفهن وهنَّ لا يصلين مع المصلِّيات إظهار استهانة بالحال، فاستحب لهنَّ اجتناب ذلك)).
وقال السندي في [حاشيته على سنن النسائي 1/ 194]: (("وتعتزل الحيض المصلَّى" أي: في وقت الصلاة، وفيه: أنه ليس لحائض أن تحضر محل الصلاة وقت الصلاة، والله تعالى أعلم)) ويؤكِّد هذا المعنى ما ورد عند البخاري – واللفظ له -، ومسلم، وأبي داود: ((حتى نخرج الحيض فيكنَّ خَلفَ الناس؛ فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته))، بل أصرح منه: ما جاء عند الدَّارمي بلفظ: ((فأما الحيض: فإنَّهن يعتزلن الصفَّ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين))؛ بل ما يدفع أدنى شك في ذلك: قول أمِّ عطية عند مسلم تحت [باب: ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى، وشهود الخطبة؛ مفارقات للرجال]: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن نخرجهن في الفطر والأضحى؛ العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض: فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين))؛ وهذه الرواية تُعدّ مفسِّرة لرواية: ((ويعتزلن الحُيَّضُ مصلَّى النَّاس)) وما شابهها من الروايات.
وبهذا يندفع هذا الدليل الذي استدلَّ به البعض على منع الحائض من المكث في المسجد؛ بل وينتقل إلى أدلة القائلين بالجواز؛ ذلك لأنَّ في الحديث إشارة على جواز بقاء الحُيَّض – ولا شك أنَّهنَّ قاعدات يستمعن الخطبة - في مواضع الصلاة حتى تُقام الصلاة، فيعتزلنَّ صفوف المصلين، فيكنَّ خلفَ النَّاس.
الأحاديث التي استدلَّ بها المجيزون لهما العبور أو المرور من المسجد لا المكث:
قال شيخ الإسلام [شرح العمدة 1/ 389]: ((فأما المرور: فيجوز لما روت عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ناوليني الخمرة من المسجد" فقلت: إني حائض، فقال: "إنَّ حيضتك ليست في يدك" رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي، وقالت ميمونة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على إحدانا وهي حائض، فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن وهي حائض، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض؛ رواه أحمد والنسائي، وقال جابر بن عبد الله: كان أحدنا يمرُّ في المسجد جنباً مجتازاً؛ رواه سعيد في سننه]، وقال زيد بن أسلم: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشون في المسجد وهم جنب؛ رواه ابن المنذر)).
وحديث ميمونة حسنه الشيخ الألباني في تخريجه لسنن النَّسائي، وهذا الحديث وحديث عائشة الذي قبله يدلان على جواز دخول الحائض في المسجد للحاجة، أما أثر جابر فقد ضعفه الشيخ رحمه الله تعالى في تخريجه لصحيح ابن خزيمة، وأثر زيد كما نقله شيخ الإسلام – إن صحَّ – فيه دلالة على جواز دخول الجنب في المسجد، لكن لا دلالة فيه على المنع من الجلوس أو المكث؛ كما هو ظاهر.
وهذا العبور أجازه مَنْ قال به للحاجة؛ قال شيخ الإسلام [المصدر السابق 1/ 392]: ((وهذا العبور إنما يجوز: إذا كان لحاجه وغرض، وإن لم يكن ضرورياً، فأما لمجرد العبث: فلا، فإن اضطر إلى اللبث في المسجد أو إلى الدخول ابتداء أو اللبث فيه لخوف على نفسه وماله: جاز ذلك ولزمه التيمم في أحد الوجهين؛ كما يلزم إذا لبث فيه لغير ضرورة وقد عدم الماء، والمنصوص عنه: أنه لا يلزمه لأنه ملجأ إلى اللبث والمقام غير قاصد له فيكون في حكم العابر المجتاز؛ كالمسافر لو حبسه عدو أو سلطان كان في حكم المجتاز في رخص السفر، ولهذا لو دخل المسجد بنية اللبث أثِمَ وإن لم يلبث، اعتباراً بقصد اللبث كما يعتبر قصد الإقامة)).
الأدلة التي استدل بها القائلون بجواز مكث الجنب إذا توضأ: قال شيخ الإسلام [شرح العمدة 1/ 391]: ((وإذا توضأ الجنب جاز له اللبث:
لما روى أبو نعيم ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون في المسجد وهم على غير وضوء، وكان الرجل يكون جنباً فيتوضأ، ثم يدخل فيتحدث. وقال عطاء بن يسار: رأيت رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجلسون في المسجد وهو مجنبون إذا توضئوا وضوء الصلاة؛ رواه سعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لأنَّ الوضوء يرفع الحدثين عن أعضاء الوضوء، ويرفع حكم الحدث الأصغر عن سائر البدن؛ فيقارب مَنْ عليه الحدث الأصغر فقط، ولهذا أمر الجنب إذا أراد النوم والأكل بالوضوء؛ ولولا ذلك لكان مجرد عبث.
يبين ذلك؛ أنه قد جاء في نهي الجنب أن ينام قبل أن يتوضأ أن لا يموت فلا تشهد الملائكة جنازته؛ فهذا يدل على أنه إذا توضأ شهدت جنازته ودخلت المكان الذي هو فيه، ونهى الجنب عن المسجد لئلا يؤذي الملائكة بالخروج؛ فإذا توضأ أمكن دخول الملائكة المسجد، فزال المحذور)).
أما الآثار عن الصحابة أنَّهم كانوا يتوضؤون إذا كانوا جُنب ليجلسوا في المسجد – فعلى فرض صحتها؛ لأنَّ في الأثر الأول: هشام بن سعد؛ وقد ضعفه النَّسائي وابن معين وابن عدي - فلا تدل على وجوب ذلك الوضوء لأنَّها مجرد فعل، وأما أنَّه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أمر الجنب إذا أراد النوم والأكل بالوضوء، ونهاه عن النوم قبل أن يتوضأ فهذا أيضاً لا يدل على الوجوب لحديث عمر رضي الله تعالى عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال: "نعم؛ ويتوضأ إن شاء" أخرجه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما؛ وصححه الألباني؛ وانظر كتابه "آداب الزفاف" فصل: توضؤ الجنب قبل النوم.
قال النووي [شرح صحيح مسلم 3/ 217 - 218]: ((ولا خلاف عندنا: أنَّ هذا الوضوء ليس بواجب؛ وبهذا قال مالك والجمهور, وذهب ابن حبيب من أصحاب مالك إلى وجوبه, وهو مذهب داود الظاهري))؛ فإذا كان حكم الوضوء في الأصل – قبل النَّوم والأكل ومعاودة الجماع – غير واجب؛ فحكمه في الفرع – المكث في المسجد – كذلك؛ كما لا يخفى في موضوع القياس.
وقال شيخ الإسلام [المجموع 21/ 274]: ((وقد ثبت عنه في الصحيح: أنه لما خرج من الخلاء وأكل وهو محدث؛ قيل له: ألا تتوضأ؟ قال: "ما أردت صلاة فأتوضأ" يدل على أنه لم يجب عليه الوضوء إلا إذا أراد صلاة، وأنَّ وضوءه لما سوى ذلك مستحب ليس بواجب؛ وقوله: "ما أردت صلاة فأتوضأ" ليس إنكاراً للوضوء لغير الصلاة؛ لكن إنكار لإيجاب الوضوء لغير الصلاة؛ فإنَّ بعض الحاضرين قال له: ألا تتوضأ؟ فكأنَّ هذا القائل ظنَّ وجوب الوضوء للأكل، فقال: "ما أردت صلاة فأتوضأ" فبين له أنه إنما فرض الله الوضوء على من قام إلى الصلاة))، بل صرَّح شيخ الإسلام نفسه [المجموع 21/ 343 - 344] باستحباب الوضوء قبل النَّوم والأكل والمعاودة؛ حيث سئل: ((أيما أفضل للجنب أن ينام على وضوء أو يكره له النوم على غير وضوء؟ وهل يجوز له النوم في المسجد إذا توضأ من غير عذر أم لا؟
فأجاب: الجنب يستحب له الوضوء إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يعاود الوطء، لكن يكره له النوم إذا لم يتوضأ، فإنه قد ثبت في الصحيح أنَّ النبي سئل هل يرقد أحدنا وهو جنب فقال نعم إذا توضأ للصلاة، ويستحب الوضوء عند النوم لكل أحد؛ فإنَّ النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لرجل: "إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم قل: اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت".
وليس للجنب أن يلبث في المسجد؛ لكن إذا توضأ جاز له اللبث فيه عند أحمد وغيره، واستدل بما ذكره بإسناده عن هشام بن سعد: أنَّ أصحاب رسول الله كانوا يتوضؤون وهم جنب ثم يجلسون في المسجد ويتحدثون، وهذا لأنَّ النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أمر الجنب بالوضوء عند النوم، وقد جاء في بعض الأحاديث: أنَّ ذلك كراهة أن تقبض روحه وهو نائم فلا تشهد الملائكة جنازته، فإنَّ في السنن عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنه قال: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جنب" وهذا مناسب لنهيه عن اللبث في المسجد، فإنَّ المساجد بيوت الملائكة، كما نهى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد؛ وقال: "إنَّ الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"، فلما أمر النبي الجنب بالوضوء عند النوم دلَّ ذلك على: أنَّ الوضوء يرفع الجنابة الغليظة، وتبقى مرتبة بين المحدث وبين الجنب؛ لم يرخص له فيما يرخص فيه للمحدث من القراءة،ولم يمنع مما يمنع منه الجنب من اللبث في المسجد، فإنه إذا كان وضوؤه عند النوم يقتضي شهود الملائكة له دلَّ على أنَّ الملائكة تدخل
(يُتْبَعُ)
(/)
المكان الذي هو فيه إذا توضأ)).
وهل تقاس الحائض على الجنب في الوضوء قبل النَّوم؟
قال ابن حجر [فتح الباري 1/ 395]: ((وقال ابن دقيق العيد: نصَّ الشافعي رحمه الله على أنَّ ذلك ليس على الحائض, لأنها لو اغتسلت لم يرتفع حدثها بخلاف الجنب, لكن إذا انقطع دمها استحب لها ذلك)).
فالحائض – على هذا القول - لها أن تمكث في المسجد للحاجة بلا وضوء؛ وفي ذلك قال شيخ الإسلام [26/ 179]:
((وقد أمر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الجنب بالوضوء عند الأكل والشرب والمعاودة؛ وهذا دليل أنه إذا توضأ ذهبت الجنابة عن أعضاء الوضوء، فلا تبقى جنابته تامة، وإن كان قد بقي عليه بعض الحدث، كما أنَّ المحدث الحدث الأصغر عليه حدث دون الجنابة، وإن كان حدثه فوق الحدث الأصغر فهو دون الجنب؛ فلا تمتنع الملائكة عن شهوده، فلهذا ينام ويلبث فى المسجد، وهذا يدل على: أنَّ الجنابة تتبعض، فتزول عن بعض البدن دون بعض؛ كما عليه جمهور العلماء.
وأما الحائض فحدثها دائم؛ لا يمكنها طهارة تمنعها عن الدوام، فهي معذورة في مكثها ونومها وأكلها وغير ذلك، فلا تمنع مما يمنع منه الجنب مع حاجتها إليه)).
أدلة المجيزين للحائض والجنب أن يمكثا في المسجد مطلقاً: قال ابن حزم [المحلَّى 2/ 184 - 187]: ((لأنه لم يأت نهي عن شيء من ذلك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا ينجس"، وقد كان أهل الصفة يبيتون في المسجد بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جماعة كثيرة؛ ولا شكَّ في أنَّ فيهم من يحتلم، فما نهوا قط عن ذلك.
وقال قوم: لا يدخل المسجد الجنب والحائض إلا مجتازين؛ وهذا قول الشافعي وذكروا قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا" فادعوا أنَّ زيد بن أسلم أو غيره قال: معناه لا تقربوا مواضع الصلاة.
ولا حجة في قول زيد، - ولو صح أنه قاله لكان خطأ منه - لأنه لا يجوز أن يظن أنَّ الله تعالى أراد أن يقول: لا تقربوا مواضع الصلاة فيلبِّس علينا فيقول: "لا تقربوا الصلاة"، وروي أنَّ الآية في الصلاة نفسها عن علي بن أبي طالب وابن عباس وجماعة.
وقال مالك: لا يمرا فيه أصلاً، وقال أبو حنيفة وسفيان: لا يمرا فيه؛ فإن اضطرا إلى ذلك تيمما ثم مرا فيه ...
ثم ذكر دليلهم وهو: " إنَّ المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض" من طرق وضعفها جميعها، وحكم عليه بالبطلان، ثم قال:
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا عبيد بن إسماعيل ثنا أبو أسامة هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين: أنَّ وليدةً سوداء كانت لحي من العرب، فأعتقوها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت فكان لها خباء في المسجد أو حفش؛ فهذه امرأة ساكنة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمعهود من النساء الحيض فما منعها عليه السلام من ذلك، ولا نهى عنه، وكل ما لم ينه عليه السلام عنه فمباح.
وقد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "جعلت لي الأرض مسجداً" ولا خلاف في أنَّ الحائض والجنب مباح لهما جميع الأرض؛ وهي مسجد، فلا يجوز أن يخص بالمنع من بعض المساجد دون بعض.
ولو كان دخول المسجد لا يجوز للحائض: لأخبر بذلك عليه السلام عائشة إذ حاضت فلم ينهها إلا عن الطواف بالبيت فقط؛ ومن الباطل المتيقن: أن يكون لا يحل لها دخول المسجد فلا ينهاها عليه السلام عن ذلك، ويقتصر على منعها من الطواف؛ وهذا قول المزني وداود وغيرهما؛ وبالله تعالى التوفيق)).
أما حديث أهل الصفة (والصفة: موضع مظلل في المسجد النبوي) فقد أخرجه الحاكم والبيهقي وابن حبَّان والطبراني وأخرجه أحمد مختصراً، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وأقرَّهما الألباني، أما حديث الوليدة السوداء التي كان لها خباء في المسجد أو حفش (وهو البيت الضيق الصغير) فقد أخرجه البخاري؛ وبعد أن نقل الشيخ الألباني هذين الحديثين في كتابه "الثمر المستطاب 2/ 117 - 120" قال: ((قال ابن بطال: "فيه: أنَّ مَنْ لم يكن له مسكن ولا مكان مبيت: يباح له بالمبيت في المسجد سواء كان رجلاً أو امرأةً؛ عند حصول الأمن من الفتنة، وفيه اصطناع الخيمة وشبهها للمسكين رجلاً كان أو امرأةً " نقله في "العمدة")).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال شيخ الإسلام [المجموع 26/ 177]: ((فإنَّ لبثها – أي: الحائض - فى المسجد لضرورة: جائز؛ كما لو خافت مَنْ يقتلها إذا لم تدخل المسجد، أو كان البرد شديداً، أو ليس لها مأوى إلا المسجد))؛ ولهذا فهذان الدليلان لا يسلمان من معارضة كذلك، فإنَّهما فيمن لم يكن له مأوى؛ وهذه ضرورة، ولا شكَّ أنَّ الضرورات تبيح المحظورات.
وانظر كذلك ما ذكره عبد الرزاق في مصنَّفه [1/ 414] باب "المشرك يدخل المسجد" من الأحاديث التي تدل على مكث المشركين في المسجد ومبيتهم والبناء لهم فيه؛ فراجع ذلك إن شئت؛ حديث: (1620)، (1621)، (1622)، وكلُّها معلولة.
خلاصة هذه المسألة:
أنَّ العلماء اختلفوا فيها إلى أربعة أقوال:
1 - فمنهم من منع الجنب والحائض من المكث أو اللبث في المسجد مطلقاً لحديث جسرة: "إنَّ المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض" وقد تبين أنَّه ضعيف.
2 - ومنهم من ذهب إلى جوازه مطلقاً، لأنه الأصل ولا ناقل عنه صحيح.
3 - ومنهم من فرَّق بين العبور واللبث جمعاً بين حديث جسرة الآنف الذكر وبين قوله تعالى: "وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا" وحديث عائشة وفيه: "ناوليني الخمرة من المسجد"، وحديث ميمونة وفيه: "ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض" وما جاء في نهيه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعائشة من الطواف وكانت حائضاً، ولم ينهها عن الدخول في المسجد؛ وهذه الأحاديث لا شكَّ في صحة دلالتها على جواز دخول الحائض في المسجد، أما الآية الكريمة فقد تقدَّم فيها الخلاف، وأنَّ الراجح فيها أنَّها نزلت في السفر، ولهذا فلا دلالة فيها على التفريق بين العبور واللبث.
4 - أما القول الأخير من أقوال أهل العلم في هذه المسألة: فهو يجوز للجنب أن يلبث في المسجد إذا توضأ؛ لأنَّ الوضوء يرفع الجنابة الغليظة فيقرب من الحدث الأصغر، أما الحائض فلا يرفع الوضوء لها شيئاً فلهذا لا تُمنع من اللبث في المسجد إذا كان لها فيه حاجة؛ وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ وهو القول الأقرب إلى الصواب؛ لولا أنَّ هذا الوضوء الذي اشترطه في مكث الجنب في المسجد قيس على وضوء الجنب قبل النَّوم والأكل ومعاودة الجماع، وهو مستحب كما تقدَّم، فكما أنَّ للجنب أن ينام بلا وضوء مع عدم الإثم، فكذلك له أن يمكث في المسجد مع عدم الإثم؛ لأنَّ هذا فرع على ذاك الأصل.
ولهذا فالصواب في هذه المسألة:
قول مَنْ ذهب إلى جواز مكث الحائض والجنب في المسجد؛ لأنَّ الأصل في الأشياء الإباحة فلا يُنقل عنها إلا ناقلٌ صحيحٌ لم يُعارضه ما يُساويه أو يُقدَّم عليه؛ والأدلة التي استدلَّ بها المخالفون لهذا القول لا يُمكن أن تعارض هذا الأصل؛ إما لضعف إسنادها، أو لضعف دلالتها؛ وقد تقدَّم بيان ذلك في مواضعها؛ وقد قال الشوكاني [نيل الأوطار 1/ 255] في شرح حديث "حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً": ((قال النووي في شرح مسلم: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الدين؛ وهي: أنَّ الأشياء يُحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها)).
وأورد البعض إيراداً فقال: إنَّ صلاة تحية المسجد واجبة عند الدخول إذا أرادت المرأة الجلوس فيه؛ ولا يجوز للحائض أن تصلي؛ فكيف لها أن تجلس؟! وجواب ذلك: أنَّ لها أن تجلس من غير أن تصلي تحية المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة عندما حاضت في الحج: ((فافعلي ما يفعل الحاج غير أنْ لا تطوفي بالبيت ولا تصلي حتى تطهري))، والحاجُّ له أن يجلس في المسجد الحرام، فلم ينهها صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وبهذا يكون هذا الحديث – كذلك – من أدلة تجويز أن تمكث الحائض في المسجد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم منعها من الطواف والصلاة ولم يمنعها من المكث في المسجد مع حاجتها لذلك كما لا يخفى، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فدلَّ ذلك على جواز أن تمكث فيه. [وهذا خلاصة ما أجاب به الشيخ الألباني في أحد مجالسه]
هذا والله تعالى أعلم؛ وأسأله تعالى أن يوفقنا إلى السداد في الأقوال والأعمال، وأن يغفر لنا زلاتنا وجهلنا وأخطاءنا وكل ذلك عندنا إنَّه هو الغفور الرحيم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه:
أبو معاذ رائد آل طاهر
22 من شهر الله المحرَّم 1425ه
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?p=639284
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 08:10]ـ
اخرج مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول
المرأة الحائض التي تهل بالحج أو العمرة إنها تهل بحجها أو عمرتها إذا أرادت ولكن لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة وهي تشهد المناسك كلها مع الناس غير أنها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ولا تقرب المسجد حتى تطهر.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 09:15]ـ
هل قول الصحابي يصلح مانعا لما جوزه الشرع؟!!!!!!!، و قول الصحابي فيما يجوز فيه الاجتهاد مختلف في حجيته،و عند التحقيق نجد أنه ليس بحجة فقد أجمع الصحابة على جواز مخالفة بعضهم بعضاً، ولو كان قول بعضهم حجة لوقع الإنكار على من خالفه منهم، و إذا جاز مخالفة كل واحد منهم لهم، فيجوز لغيرهم أيضاً مخالفة كل واحد منهم عملاً بالاستصحاب، و التفريق بين الصحابة وغيرهم يحتاج لدليل صحيح صريح يحسم مادة الخلاف، والصحابة كانوا يقرون التابعين على اجتهادهم،وكان للتابعين آراء مخالفة لمذهب الصحابي،فلو كان قول الصحابي حجة على غيره لما ساغ للتابعي هذا الاجتهاد،ولأنكر عليه الصحابي مخالفته فهذا علي رضي الله عنه تحاكم في درع له وجدها مع يهودي إلى قاضيه شريح فخالف عليا في رد شهادة ابنه الحسن له للقرابة،وكان علي برى جواز شهادة الابن لابيه. و خالف مسروق ابن عباس في النذر بذبح الولد فأوجب فيه مسروق شاة وأوجب ابن عباس فيه مئة من الإبل فقال مسروق: ليس ولده خيرا من إسماعيل فرجع ابن عباس إلى قول مسروق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:03]ـ
هل قول الصحابي يصلح مانعا لما جوزه الشرع؟!!!!!!!، و قول الصحابي فيما يجوز فيه الاجتهاد مختلف في حجيته،و عند التحقيق نجد أنه ليس بحجة فقد أجمع الصحابة على جواز مخالفة بعضهم بعضاً، ولو كان قول بعضهم حجة لوقع الإنكار على من خالفه منهم، و إذا جاز مخالفة كل واحد منهم لهم، فيجوز لغيرهم أيضاً مخالفة كل واحد منهم عملاً بالاستصحاب، و التفريق بين الصحابة وغيرهم يحتاج لدليل صحيح صريح يحسم مادة الخلاف، والصحابة كانوا يقرون التابعين على اجتهادهم،وكان للتابعين آراء مخالفة لمذهب الصحابي،فلو كان قول الصحابي حجة على غيره لما ساغ للتابعي هذا الاجتهاد،ولأنكر عليه الصحابي مخالفته فهذا علي رضي الله عنه تحاكم في درع له وجدها مع يهودي إلى قاضيه شريح فخالف عليا في رد شهادة ابنه الحسن له للقرابة،وكان علي برى جواز شهادة الابن لابيه. و خالف مسروق ابن عباس في النذر بذبح الولد فأوجب فيه مسروق شاة وأوجب ابن عباس فيه مئة من الإبل فقال مسروق: ليس ولده خيرا من إسماعيل فرجع ابن عباس إلى قول مسروق.
سبحان الله! ان امكنك مخالفتهم اذا اختلفوا فيمكنك مخالفتهم اذا اجتمعوا كما قال الامام احمد
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:55]ـ
أولا: أين الدليل الصحيح الصريح في أن قول آحاد الصحابة من الشرع وحجة في دين الله؟
ثانيا: كما أن قول علماء الأمة حجة ومع ذلك قول آحادها ليس بحجة فيجوز مخالفة الواحد من العلماء أما كل العلماء إذا اجتمعوا على رأي فلا يجوز.
ثالثا: قول أحمد إن صحت نسبته إليه فليس صادرا من معصوم فهو قابل للأخذ والرد، وأقوال العلماء يستدل لها، ولا يستدل بها.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 08:39]ـ
اخرج مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول
المرأة الحائض التي تهل بالحج أو العمرة إنها تهل بحجها أو عمرتها إذا أرادت ولكن لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة وهي تشهد المناسك كلها مع الناس غير أنها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ولا تقرب المسجد حتى تطهر.
/// شكرا على هاته الفائدة
/// قد نقلت فتوى فوق فيها ما يلي:
وذهب إلى جواز دخول الحائض المسجد وأنها لا تمنع إلا لمخافة ما يكون منها زيد بن ثابت
فلو ثبت هذا؛ فيكون عندنا قولين للصحابة و ليس قول أحدهما مقدّم على قول الآخر إلا بمرجّح
نرجو التحقيق و التباحث حول مذاهب الصحابة حول هاته القضيّة؟ -وفقكم الله-
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 09:21]ـ
يقول الشيخ مصطفى العدوي:
دخول الحائض المسجد، هل يستدل بالآية نفسها على منع دخول الحائض المسجد؟ قد يقول قائل: إن الجنب كالحائض فكما أنكم منعتم الجنب فامنعوا الحائض من دخول المسجد لهذه الآية، وهذا الرأي فيه نظر من وجوه:
/// أولها: الآية فيها نزاع: هل المراد بالصلاة: مواطنها أو هي نفسها؟
/// ثانياً: في قياس الحائض على الجنب نزاع:
- لأن الجنب أمره بيده، من الممكن أن يذهب ويزيل هذه الجنابة بالاغتسال أو بالتيمم،
- أما الحائض فليست كذلك، بل لا بد أن تنتهي حيضتها.
/// فإن قال قائل: ما العلة من منع الجنب من الاقتراب من المسجد؟ فنقول: حتى يبادر إلى الاغتسال والطهارة، وهذه العلة لا تتوافر في مسألة الحائض؛ لأن الحائض تسرع أو لا تسرع فليس لها من أمرها شيء، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة: (إن حيضتك ليست في يدك).
ومسألة دخول الحائض المسجد فيها رأيان للعلماء:
فالجمهور رأوا أن الحائض لا تدخل المسجد، ومن أهل العلم من رأى أن الحائض تدخل المسجد،
فلما دب النزاع لزم البحث عن الدليل، فلما جئنا إلى الأدلة وجدناها ليست صريحة في الباب، فبقينا على البراءة الأصلية، وها هي أدلة القولين:
أما القائلون بأن الحائض تمنع من دخول المسجد فمن أدلتهم ما يلي:
/// أولاً: القياس على الجنب، وتأويل الصلاة بمواطن الصلاة في الآية.
/// ثانياً: قول أم عطية كما في الصحيحين: (أمرنا أن نخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور لصلاة العيد، فقلن: يا رسول الله! والحيض؟ قال: يعتزل الحيض المصلى) فقوله صلى الله عليه وسلم: (يعتزل الحيض المصلى) استدل به على أن الحائض لا تقرب المسجد، واعترض على هذا بأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي العيد في الفضاء وليس في المسجد، فأريد بالمصلى الصلاة؛ لأنه لا يحرم على الحائض أرض الفضاء.
/// ثالثاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: (ناوليني الخمرة -الخمرة: شيء يصلى عليه كالسجادة في زماننا- قالت: إني حائض يا رسول الله! قال: إن حيضتك ليست في يدك) قالوا: هي ستمد يدها، والحيضة إنما هي في الفرج وليست في اليد، فهذا فيه منع للحائض من دخول المسجد. والمعترضون استدلوا بالدليل نفسه على الجواز، فقالوا: إن معنى قوله: (إن حيضتك ليست في يدك) أي: إنما هي بيد الله فادخلي.
/// رابعاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت: (افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت)، قالوا: إن قوله: (ألّا تطوفي بالبيت) يعني: لا تقربي المسجد بصفة عامة، وقال الآخرون: بل المعنى: ادخلي ولكن لا تطوفي؛ لأن الطواف كالصلاة.
هذه أوجه الاستدلال للعلماء في هذا الباب، وثم أوجه أخرى متكلم فيها. فالمسألة مسألة نزاع بين أهل العلم، فإن قال قائل: ليس معي دليل صريح صحيح في المنع، فله وجه قوي، والبراءة الأصلية تؤيده، أي: أن الأصل عدم المنع، والذي يمنع عليه أن يأتي بالدليل الصحيح الصريح، فإذا لم يوجد دليل صحيح صريح بقينا على البراءة الأصلية؛ ما دام تلويث المسجد قد أمن، فالمرأة تتحفظ ولا تجعل شيئاً منها يلوث المسجد، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 12:51]ـ
/// شكرا على هاته الفائدة
/// قد نقلت فتوى فوق فيها ما يلي:
فلو ثبت هذا؛ فيكون عندنا قولين للصحابة و ليس قول أحدهما مقدّم على قول الآخر إلا بمرجّح
نرجو التحقيق و التباحث حول مذاهب الصحابة حول هاته القضيّة؟ -وفقكم الله-
لا يصح عن زيد بن ثابت , فانتفى المخالف فكان اجماعا على طريقة ابن قدامة
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:07]ـ
أولا: أين الدليل الصحيح الصريح في أن قول آحاد الصحابة من الشرع وحجة في دين الله؟
ثانيا: كما أن قول علماء الأمة حجة ومع ذلك قول آحادها ليس بحجة فيجوز مخالفة الواحد من العلماء أما كل العلماء إذا اجتمعوا على رأي فلا يجوز.
ثالثا: قول أحمد إن صحت نسبته إليه فليس صادرا من معصوم فهو قابل للأخذ والرد، وأقوال العلماء يستدل لها، ولا يستدل بها.
يا اخي لا تعنيك صحة نسبتة الى الامام ((ولولا اسلوبك لاعلمتك اين تجده)) الذي يعنيك صحة القول وارنا مناقشتك يا اخي , وهذا فهم لصحابي ((لامخالف له وهو عند بعض العلماء اجماع)) غير فهمكم؟
خشيت ان تنجس الخمرة!!! او قول الاخر معنى حيضتك ليست بيدك اي انها بيد الله!!! المؤلة اتونا في احاديث الاحكام فالله المستعان.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:33]ـ
لا يصح عن زيد بن ثابت , فانتفى المخالف فكان اجماعا على طريقة ابن قدامة
حفظك الله أخي؛ هل وقفت على سند الرواية إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه؟ و كذا ما علّة الضعف؟ أرجو الفائدة
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:39]ـ
اخرج مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول
المرأة الحائض التي تهل بالحج أو العمرة إنها تهل بحجها أو عمرتها إذا أرادت ولكن لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة وهي تشهد المناسك كلها مع الناس غير أنها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ولا تقرب المسجد حتى تطهر.
/// و لكن عائشة رضيّ الله عنها قد قَرُبَت من المسجد و أقرّها النّبي صلى الله عليه و سلّم
/// فما ذُكرَ عن عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه يُخالف ما أقرّ به النّبي صلى الله عليه وسلّم و الله أعلم
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:43]ـ
لا يصح عن زيد بن ثابت , فانتفى المخالف فكان اجماعا على طريقة ابن قدامة
/// اقرار النّبي صلى الله عليه و سلّم لقٌرب عائشة من المسجد يُعارض قول عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه؛ فلا يُمكنُ إذن ادّعاء الإجماع حتى و إن لم يَصح ما نُسبَ إلى زيد بن ثابت رضيّ الله عنه.
/// و ما يُفهم من أحاديث النّبي صلى الله عليه و سلّم مُقدّمُُ على فهم معارض حتى و إن كان من صحابي حتى على القول بحجّية قول آحاد الصحابة. لأنّ قول آحاد الصحابة حجّة بشرط عدم وجود المعارض عند من يقول به و في حالتنا هاته يوجد المعارض.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:17]ـ
هل وقفت على سند الرواية إلى زيد بن ثابت حفظك الله أخي؟ و كذا ما علّة الضعف؟ أرجو الفائدة
عفوا اخي قلت ذلك ظنا انه اثر مررت عليه واكتشفت انه ليس في هذه المسألة وعندما رجعت الى الكلام الذي نقلته اكتشفت انه حصل لك لبس الا وهو انا جعلناه زيد بن ثابت رضي الله عنه وانما هو زيد بن اسلم!
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:22]ـ
/// اقرار النّبي صلى الله عليه و سلّم لقٌرب عائشة من المسجد يُعارض قول عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه؛ فلا يُمكنُ إذن ادّعاء الإجماع حتى و إن لم يَصح ما نُسبَ إلى زيد بن ثابت رضيّ الله عنه.
/// و ما يُفهم من أحاديث النّبي صلى الله عليه و سلّم مُقدّمُُ على فهم معارض حتى و إن كان من صحابي حتى على القول بحجّية قول آحاد الصحابة. لأنّ قول آحاد الصحابة حجّة بشرط عدم وجود المعارض عند من يقول به و في حالتنا هاته يوجد المعارض.
جزا ك الله خيرا وعلما انا انما اتيت باثر ابن عمر رضي الله عنه تأييدا للفهم الصحيح والمتفق عليه من الائمة قبل المزني وداود الظاهري ((من ينشط ويأتينا بصحة نسبته اليهما فجزاه الله عنا كل خير))
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:44]ـ
/// و ما يُفهم من أحاديث النّبي صلى الله عليه و سلّم مُقدّمُُ على فهم معارض حتى و إن كان من صحابي حتى على القول بحجّية قول آحاد الصحابة. لأنّ قول آحاد الصحابة حجّة بشرط عدم وجود المعارض عند من يقول به و في حالتنا هاته يوجد المعارض.
المشكلة معكم في الأصول وهذه المسألة فرع عنها لذلك أعرض من أعرض عن النقاش لأنه لا بد من الاتفاق على أصول يصلح بعدها النقاش في الفروع المبنية على هذه الأصول
أضف إلى أن المسألة قتلت بحثا
وأيضا المشكلة ليست في الحديث لكن في فهمه الفهم الصحيح
ثم إننا لا نساوي بين فهم ابن حزم مثلا وبين فهم ابن عمر ولا نجعلهما في رتبة واحدة بل لا نرد فهم ابن عمر بفهمه [/
السؤال
UOTE]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 04:34]ـ
عفوا اخي قلت ذلك ظنا انه اثر مررت عليه واكتشفت انه ليس في هذه المسألة وعندما رجعت الى الكلام الذي نقلته اكتشفت انه حصل لك لبس الا وهو انا جعلناه زيد بن ثابت رضي الله عنه وانما هو زيد بن اسلم!
الفتوى التي عندي و التي نقلتها فوق و الذي رابطها ما يلي:
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=107644&postcount=29
مذكور: زيد بن ثابت و ليس زيد بن اسلم
و شكرا على التوضيح
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 04:36]ـ
جزا ك الله خيرا وعلما انا انما اتيت باثر ابن عمر رضي الله عنه تأييدا للفهم الصحيح والمتفق عليه من الائمة قبل المزني وداود الظاهري ((من ينشط ويأتينا بصحة نسبته اليهما فجزاه الله عنا كل خير))
و فيك بارك الله أخي الكريم
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 04:37]ـ
المشكلة معكم في الأصول وهذه المسألة فرع عنها لذلك أعرض من أعرض عن النقاش لأنه لا بد من الاتفاق على أصول يصلح بعدها النقاش في الفروع المبنية على هذه الأصول
أضف إلى أن المسألة قتلت بحثا
وأيضا المشكلة ليست في الحديث لكن في فهمه الفهم الصحيح
ثم إننا لا نساوي بين فهم ابن حزم مثلا وبين فهم ابن عمر ولا نجعلهما في رتبة واحدة بل لا نرد فهم ابن عمر بفهمه
سبحان الله
المناقشة إذن مع من يتّفق معنا في الأصول و مع الذيّ يجوّز إمكانية خطأ عبد الله بن عمر -رضيّ الله عنه- في الفهم
و أصولنا و الحمد لله هي في إطار كلام العلماء من أهل السّنة كما هو واضح في النقولات السابقة
و ليس من شرط النقاش و المذاكرة الإتفاق على جميع قواعد أصول الفقه و إلا فلا نقاش!
ثم من الذي ساوى بين فهم ابن حزم و بين فهم ابن عمر؟!
نحن نحاول أن نفهم هل فهم ابن عمر رضيّ الله عنه يتوافق و مع نصوص الشريعة أو يتعارض؟!
و كون المسألة قد قُتلت بحثا؛ فأنا مازالت عندي بعض الإشكالات لم أجد لها جوابا؟! فأين إذن هاته البحوث التي فيها جواب على جميع الإشكالات؟ نرجو الفائدة
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 04:48]ـ
هل هناك إجماعا في المسألة، وأنى هذا الإجماع دارت المسألة الآن حول حجية الإجماع السكوتي، وحول حجية قول الصحابي فيما يجوز فيه الاجتهاد فمن يحتج بهما فعليه بدليل صحيح صريح علي ذلك و إلا فعند النحقيق قول الصحابي ليس بحجة فيما يجوز فيه الاجتهاد،و أيضا الإجماع السكوتي ليس بحجة فما يدرينا لعل الناس اختلفوا، وهل تكفل الله بحفظ أقوال الأئمة والعلماء، وقد ضاع الكثير منها؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 05:02]ـ
الأخ ربيع
/// حسب علمي لم أقف على عالم من العلماء قد ادّعى الإجماع في مسألتنا هاته
/// و أما مسألة حجّية قول الصحابي فقد اختلف فيها العلماء:
- فمن العلماء من يرى أنّ قول جميع الصحابة حجّة بشرط عدم وجود المعارض: سواء أكان المعارض نصا أو قول صحابي آخر،
- و منهم من لا يعمّم ذلك على كل الصحابة و إنّما بما دلّ النّص على حجّية كلامه و بالطبع بشرط عدم وجود المعارض،
- و من العلماء من يرى قوله حجّة فيما له حكم الرفع.
/// و أما عن الإجماع السكوتي فقد اختلف العلماء في تعريفه من ناحية و في كونه حجّة من ناحية أخرى و طالما أنّه لا يُوجد حتى الآن من نقل لنا دعوى الإجماع من العلماء المعتبرين فأرى أنّه يحسن مناقشة الأدّلة التي لم يجب عليها حتى الآن
مع التنبيه: أنّه في جميع هاته الأقوال هناك من أهل السّنة من قال بأحدها
و عليه:
فسواء أقلنا بحجّية قول الصحابي أو لا؟! ففي مسألتنا ينبغي توضيح أنّ هذا القول للصحابي لا يتعارض مع نصوص الكتاب و السّنة و إنّما يأتلف معها.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 05:32]ـ
يقول الشيخ سعود بن عبدالله الفنيسان:
وإذا كانت العلة من منع الحائض من دخول المسجد والمكث فيه للحاجة عند من يقول بالمنع هي خوف تلويثه بالنجاسة (الدم) فإن وسائل النظافة والتحفظ عند النساء اليوم أكثر منه في زمان مضى، حيث تتحفظ المرأة في بيتها – فضلاً عن المسجد- لا يلحق الدم مهما عظم شيئاً من ملابسها، ثم إن المستحاضة (غير الحائض) تصوم وتصلي وتشهد مجامع الخير ولو خرج منها الدم. فقد جاء في صحيح البخاري من حديث عائشة، قالت:" اعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم" فإن كانت علة المنع للحائض هي التلويث للمسجد فهي نفسها في دم الاستحاضة، وليست مساجدنا بأفضل من مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بل حاجة نساء اليوم إلى طلب العلم الشرعي وتوخي سبله النافعة – أشد من حاجة نساء الأمس وأمهات المؤمنين خاصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 05:43]ـ
و عليه فمما سبق نلاحظ أنّ أدلّة المانعين تدور على ما يلي:
- اجتناب تلويث المسجد؛ و قد رُدّ على هذا سُهولة اجتناب هذا الأمر في وقتنا المعاصر.
- قياس الجُنب على الحائض (على فرض أنّ الراجح من أقوال أهل العلم هو المنع من دخول المسجد للجنب لغير الحاجة)؛ و قد رُدّ على هذا بأنّ الحائض غير الجنب و علّة القياس ليست واضحة.
- سد ذريعة تنجيس المسجد؛ و قد رُدّ على هذا بأنّ سد هاته الذريعة لا دليل عليها فقد سمح النبي صلى الله عليه وسلّم لمستحاضة بالدخول للمسجد.
- الإعتماد على أحاديث؛ و قد ضعّفها بعض أهل العلم.
- الإعتماد على حديث: "حيضتك ليست بيدك" و قد تمّ بيان أنّه لا يوجد نهي فيه و على فرض و أن يسَلَّم للمانعين ببعض دلالته؛ ففي أحسن أحواله هو يدل على كراهة التنزيه في دخول المسجد للحائض و ليس كراهة التحريم.
- الإعتماد على أمر النبي صلى الله عليه وسلم اعتزال الحيض عن مصلى النساء؛ و مَعلوم أنّ مُصلى العيد غير المسجد و من الطبيعي أنّه لا حاجة للنساء للإختلاط بالمصليات من النّساء الغير حُيّض في مصلى العيد لأنّ هذا يُسبّب قطع الصفوف لغير حاجة و قد نهى النّبي صلى الله عليه و سلّم عن قطع الصفوف، في حين أنّه يمكن للحُيض أن يَجلسن في مكان في المسجد لا يُسبب قطع صفوف صلاة الجماعة. فعلّة قياس المسجد على مصلى العيد غير مسلّمة.
- الإعتماد على نصوص متساوية الإحتمال سواء للمانعين أو المجوزين.
- و كما قد تمّ بيان أنّ قول الجمهور ليس بحجّة.
- الإعتماد على قول صحابي في نهي الحائض عن قرب المسجد حتى تطهر؛ و قد تمّ بيان أنّ النّبي صلى الله عليه و سلّم أقرّ عائشة في قُربها للمسجد من أجل تسليمها للنّبي صلى الله عليه و سلّم شيئا ليس بضروري و يُمكن الإستغناء عنه و هي لم تطهر بعد.
و الله أعلم
وفق الله الجميع
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 09:54]ـ
يقول الشيخ محمد عبد المقصود: في معرض كلامه عن جلوس الحائض في المسجد ما يلي:
/// ذهب الأئمة الأربعة إلى التحريم، و ذهب فريق من أهل العلم منهم المزني صاحب الشافعي، و ابن حزم إلى الجواز، و من المعاصرين الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله رحمة واسعة
=| و القول بالجواز الظاهر أنّه الأرجح لعدم وجود دليل صحيح يدلّ على المنع.
/// و أصرح دليل يدل على المنع ما أخرجه أبو داوود من حديث عائشة و ابن ماجه من حديث أم سلمة رضيّ الله تعالى عنهما أنّ النّبي صلى الله عليه و على آله و سلّم قال: "إني لا أحلّ المسجد لحائض و لا لجنب": الإمام الشوكاني رحمه الله اعتبر أنّهما حديثان؛ لكن كما بينّ الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل هما حديث واحد اضطربت فيه جسرة بنت دجاجة التي قال عنها البخاري: "عندها عجائب"، و الراوي لهذا الحديث عن جسرة؛ أفلت بن خليفة: و هو مجهول الحال مستور.=| فالحديث ضعيف كما بيّن ذلك الشيخ الألباني في إرواء الغليل.
/// و أما ما عدا ذلك من أدلّة فالحقيقة هي أدلّة لا دلالة فيها:
- و من أشهرها أو من أصحها ما أخرجه الإمام مسلم عن عائشة رضيّ الله عنها أنّ النّبي صلى الله عليه و على آله وسلّم قال لها: "ناويلني الخمرة من المسجد"، فقالت: "إني حائض": وجه الإستدلال أنّها تحرّجت من دخول المسجد و هي حائض: لكن أجاب المجيزون عن الحديث بأنّ هذا الحديث لا علاقة له بالموضوع، بل إنّما تحرّجت عائشة أن تمسك بالخمرة و هي حائض بدليل قول النّبي صلى الله عليه و على آله و سلّم لها: "إنّ حيضتك ليست في يدك".
- كذلك ما أخرجه الشيخان من حديث أم عطيّة رضية الله تعالى عنها أنّ النّبي صلى الله عليه و على آله وسلم أمّر بإخراج الحٌيّض إلى صلاة العيد ليشهدن الخير و دعوة المسلمين قال: "و ليعتزلن المصلى" قالوا: فإذا كان عليه الصلاة و السلام أمرهن باعتزال المصلى مع أنّه عليه الصلاة و السلام كان يصلي العيد في الفضاء فلئن يعتزلن المسجد من باب الأولى و الأحرى: لكن الجواب عن هذا الحديث أنّه قد ثبت عند البخاري في رواية له: "و ليجلسن في مؤخّرة الصفوف"، و العلّة من ذلك أن لا يقطعن الصفوف إذا قام المصلون إلى الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- آخر شيء احتجوا به قياس الحائض على الجنب حيث أنّ الجنب ممنوع من دخول المسجد: و هذا القياس قياس مع الفارق لأنّ الجنب بيده أن يرفع حدث نفسه و ليست الحائض كذلك.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 11:26]ـ
جزا ك الله خيرا وعلما انا انما اتيت باثر ابن عمر رضي الله عنه تأييدا للفهم الصحيح والمتفق عليه من الائمة قبل المزني وداود الظاهري ((من ينشط ويأتينا بصحة نسبته اليهما فجزاه الله عنا كل خير))
بخصوص أثر عبد الله بن عمر -رضيّ الله عنه- فقد وجدته هنا:
http://www.elharakah.com/kutub/mouwatta-malik.doc
برقم: [757]
[757] حدثني يحيى عن مالك عن نافع ان عبد الله بن عمر كان يقول المرأة الحائض التي تهل بالحج أو العمرة انها تهل بحجها أو عمرتها إذا أرادت ولكن لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة وهي تشهد المناسك كلها مع الناس غير انها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ولا تقرب المسجد حتى تطهر
و رواية مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر هذا الإسناد يصفه علماء بالذهبي
و القربٌ لغة غير الدخول
و قد ثَبَت سٌكنةٌ أزواج النّبي صلى الله عليه و سلّم قُرب المسجد و معلوم بأنّه تمر عليهن فترات يَكّن فيها حُيّض و مع ذلك لم يٌنقل إلينا أمر النّبي صلى الله عليه و سلّم أمره لهنّ بالإبتعاد عن المسجد رغم أنّ هذا الأمر مما تَعُمُ به البلوى
بل و كما هو واضح فقد أقرّ النّبي صلى الله عليه و سلّم قُربَ عائشة من المسجد عندما طَلَبَ منها أن تناوله الخمرة من المسجد و كما واضح فهي لم تتحرج لما كانت قرب المسجد
اللهم إلا إني قيل بأنّ الأصل ابتعاد الحيُّض عن المسجد و تُسثنى حالات الحاجة و التي من بينها سَكن زوجات النّبي صلى الله عليه و سلّم قُرب المسجد؛ و هذا القول في الحقيقة قوّي (يعني تقييد الجواز بالحاجة) و لكن يُحتاج لإثبات صحّته إثبات أنّ عبد الله بن عمر-رضيّ الله عنه- يُحتّج بقوله في هذا الأمر؟
و الغريب أني لم أجد أحدا من المانعين في البحوث التي عندي استدلّ بأثر عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه على منع الحائض من دخول المسجد لعل سبب ذلك حملهم لهذا الأثر على الوقف وعدم إعطائهم له حكم الرفع لأنّه مما يدخله الإجتهاد.
فظهر أنّ القول بالمنع له حظ من النّظر و لكن فيه تَردد و الأصل البقاء على البراءة الأصلية
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 12:49]ـ
أستغفر الله العظيم و أتوب إليه؛ بدا لي أني وقعت في شيء من التسرع في تفسير: "القرب" في كلام عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه فأنا أسحبه الآن
و القول هو ما قاله الأخ ربيع أحمد السلفي وفقه الله
أين الدليل الصحيح الصريح في أن قول آحاد الصحابة من الشرع وحجة في دين الله؟
و هذا بحث للأخ:
الإيجاد في بيان أن قول الصحابي ليس بحجة فيما يجوز فيه الاجتهاد:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=15271
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 01:03]ـ
جزاكم الله خيرا على جهدكم في إثراء الموضوع بالنقولات عن بعض أهل العلم والمشايخ
و قد أنزلت بحثي خلاصة ما اعلمه أو تلخيص لما اعلمه في حجية الاجماع السكوتي وحجية قول الصحابي وإليكم رابطي البحثين، ومن أراد التعقيب فلا يتردد كي يستفيد الجميع فمرحبا ببيان وجهة النظر ما دمنا نريد الوصول للحق:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=15271
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=108092#post10 8092
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 01:07]ـ
و فيك بارك الله أخي الكريم
ربيع أحمد السلفي
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 03:35]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين:
فصل: اتفاق الصحابيين
وإن لم يخالف الصحابي صحابيا آخر فإما أن يشتهر قوله في الصحابة أولا يشتهر فإن اشتهر فالذي عليه جماهير الطوائف من الفقهاء انه إجماع وحجة وقالت طائفة منهم هو حجة وليس بإجماع وقالت شرذمة من المتكلمين وبعض الفقهاء المتأخرين لا يكون إجماعا ولا حجة وإن لم يشتهر قوله أولم يعلم هل اشتهر ام لا فاختلف الناس هل يكون حجة ام لا فالذي عليه جمهور الامة انه حجة.
وقال في وجوه وجوب اتباع الصحابي:
الوجه الرابع والاربعون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق" وقال علي كرم الله وجهه ورضى عنه لن تخلو الارض من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله وبيناته فلو جاز ان يخطئ الصحابي في حكم ولا يكون في ذلك العصر ناطق بالصواب في ذلك الحكم لم يكن في الامة قائم بالحق في ذلك الحكم لأنهم بين ساكت ومخطئ ولم يكن في الارض قائم لله بحجة في ذلك الامر ولا من يأمر فيه بمعروف أوينهى فيه عن منكر حتى نبغت نابغة فقامت بالحجة وامرت بالمعروف ونهت عن المنكر وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 10:55]ـ
[ size="5"] الحمد أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بترجيح قول من جوز مكث الحائض في المسجد [/ ize]
هذا ضرب من الخيال, وطلب المحال, ومرام لا يطلب ولا ينال
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 11:15]ـ
[الإمام ابن المنذر أثبت الخلاف في "الأوسط" و"الإشراف"]
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 11:18]ـ
السؤال: أين استدلّ العلماء بأثر عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه في مسألتنا هاته؟
يعني من كان عنده بحث لأحد المانعين للحائض من القرب من المسجد كان من بين استدلالاته أثر عبد الله بن عمر -رضيّ الله عنه- هذا فاليتحفنا به؟ و جزاكم الله خيرا
يعني نرجو الفائدة لأني في الحقيقة استغربت عدم التطرق لهذا الأثر في البحوث التي عندي سواء من عند المانعين أو المجوزين فلعل هذا يُشير إلى ضعف كون هذا الأثر حجّة في مسألتنا عند أغلب المعاصرين؟
يعني نرجو الفائدة و مزيد كلام حول أثر عبد الله بن عمر رضيّ الله عنه- ففي رأيي أنّه لو كان له حكم الرفع لكان أقوى دليل يُمكنُ أن يستدل به على منع الحُيّض من دخول المسجد لغير الحاجة مع نقل كلام أهل العلم فيه -بارك الله فيكم-
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 11:32]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين:
فصل: اتفاق الصحابيين
وإن لم يخالف الصحابي صحابيا آخر فإما أن يشتهر قوله في الصحابة أولا يشتهر فإن اشتهر فالذي عليه جماهير الطوائف من الفقهاء انه إجماع وحجة وقالت طائفة منهم هو حجة وليس بإجماع وقالت شرذمة من المتكلمين وبعض الفقهاء المتأخرين لا يكون إجماعا ولا حجة وإن لم يشتهر قوله أولم يعلم هل اشتهر ام لا فاختلف الناس هل يكون حجة ام لا فالذي عليه جمهور الامة انه حجة.
وقال في وجوه وجوب اتباع الصحابي:
الوجه الرابع والاربعون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق" وقال علي كرم الله وجهه ورضى عنه لن تخلو الارض من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله وبيناته فلو جاز ان يخطئ الصحابي في حكم ولا يكون في ذلك العصر ناطق بالصواب في ذلك الحكم لم يكن في الامة قائم بالحق في ذلك الحكم لأنهم بين ساكت ومخطئ ولم يكن في الارض قائم لله بحجة في ذلك الامر ولا من يأمر فيه بمعروف أوينهى فيه عن منكر حتى نبغت نابغة فقامت بالحجة وامرت بالمعروف ونهت عن المنكر وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع
بارك الله فيك
الأخ ربيع قد وضع بحثه في هذا و نحتاج إلى مذاكرة في هذا و مناقشة حجج الطرفين
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 11:55]ـ
بالنسبة لإجماع الصحابة السكوتي
أولا: ضابط الاشتهار ليس بحجة على أن قول الصحابي الذي اشتهر، و لم يعلم له مخالف على إن إجماع الصحابة السكوتي حجة، و لا دليل على قولهم لا من الكتاب ولا من السنة، وإنما هي آراء قابلة للأخذ و الرد، و في المسألة خلاف فلنرد الأمر للكتاب والسنة فما واففقهما أخذ به وما خالفهما طرح،و إن قيل بالإجماع نطالب بالدليل عليه، وقول ابن القيم نتيجة بلا مقدمات.
ثانيا: هل تجزمون أو يغلب على ظنكم أن الصحابي عرف هذا القول المنتشر أصلا؟ فقد يكون القول منتشرا،ولا يعلمه الصحابي،فهذا عمر بن الخطاب قد خفي عليه بعض الأحاديث، و هي منتشرة كحديث الاستئذان،وهذا أبو هريرة قد خفي عليه غسل اليدين إلى المرفقين،وليس إلى إبطيه،وهذا ابن عباس قد خفي عليه حرمة نكاح المتعة،والأمثلة كثيرة فإذا خفي على الصحابي بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا يخفى عليه أقوال غيره من الصحابة؟ ثم هل تجزمون أنه لا أحد خالف في المسألة أصلا،وهل معنى عدم علمكم بمن خالف ألا يوجد مخالف؟ ثم هل شققتم قلوب المجتهدين الساكتين فوجدتم أنهم لايرون أن هذا القول خلاف سائغ لا،وأنهم موافقون لهذا القول؟ ثم هل استقصيتم الظروف والملابسات التي تمنع من إظهار باقي المجتهدين القول الصحيح فوجدتم عدم وجود مانع والسكوت متردد فقد يسكت من غير إضمار الرضا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: إجماع الصحابة السكوتي يتوقف على السكوت الدال على الرضا و الموافقة فهو يحتاج لقرينة تدل على الرضا والموافقة حتى يصرف لها و لا يصرف لغيرها،وإذا كان المطلوب أخص من الدليل لم يصح الاستدلال به.
رابعا: لا ينسب لساكت قول فالسكوت لا يعتبر وفاقا،ولا خلافا،وما يدرينا معنى سكوته لعله مخالف، و احتمال أنه موافق احتمال غير متيقن أما عدم القول فهو متقين، و قد تؤخذ المعاني من السكوت أحيانا لدلالة القرائن المرجحة،وإذا وجدت قرينة تدل على الرضا فليس هذا محل النزاع
خامسا: احتمال وجود قول صحابي مخالف و عدم الإطلاع عليه احتمال وارد،و ليس معنى العدم العدم،وليس معنى عدم معرفة صحابي قال بخلاف هذا القول ألا يوجد مخالف،وقد لا يُحفَظ قول المخالف أصلاً، إذ لم يتكفل الله عز و جل بحِفْظِ جَميعِ أقاويلِ العُلَماءِ، وهذا أمر بين فقد اندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء أجلاء كاللَّيْث والأوزاعي وابن جرير لانقراض اتباعهم أو لأن تلاميذ فقه تلك المذاهب لم يدونوا فقه أئمتهم،و لم يقوموا به، و قد انتشر فقه الأئمة الأربعة بفضل تلاميذتهم الموهوبين الذين دونوا مذهب أئمتهم وحفظوا كثيرا من أقوالهم والصحابة من ضمن العلماء والتفريق بينهم وبين غيرهم تفريق بلا مفرق فكلاهما بشر غير معصوم يخطيء و يصيب.
سادسا: قد لا يعلم الصحابي قول الصحابي الآخر فينكره أو يوافقه،فالصحابي كغيره من العلماء قد يخفى عليه الأدلة في بعض الأحيان فيوجد نص بحرمة الشيء وهو يحلله أو العكس،وهذا لخفاء الدليل على العالم من الكتاب أو السنة فكيف لا يخفى على الصحابي قول عالم غيره؟!!! فمثلا حبر أمتنا وابن عم نبينا محمدصلى الله عليه وسلم وردت عنه الفتوى بإباحة نكاح المتعة في بعض الأحيان،ومن المعلوم أن المتعة حرمت للأبد .. وابن عمر رضي الله عنه يرد عنه جواز نكاح المرأة في دبرها!، و لا يخفى على المطلع النهي الشديد عن ذلك ... و أبو هريرة يتوضأ حتى يصل بالوضوء إلى إبطيه،وقد قال تعالى: ? و َأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ? و عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،وهو من أكثر الناس ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرى التطبيق في الصلاة (أي وضع اليدين بين الرجلين أثناء الركوع،وليس على الركبتين) حتى يقول سعد بن أبي وقاص: (رحم الله أبا عبد الرحمن قد كنا نفعل ذلك ثم نهينا) و عمر رضي الله عنه يخفى عليه حديث الاستئذان ثلاثا،ويطلب من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه البينة فإذا كان عمر بن الخطاب خفي عليه حديث الاستئذان، وهو من أكثر الناس ملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، و الاستئذان من الأمور التي تعم بها البلوى فإذا خفي على هؤلاء الأعلام تلامذة المصطفى عليه الصلاة والسلام بعض أقواله، وهم أحرص الناس على اقتفاء آثاره فكيف بأقوال غيره؟!
سادبعا: احتمال أن صحابي آخر سكت،وهو غير موافق احتمال قائم، فيحتمل أنه سكت لكونه موافقاً لما قيل كما يحتمل أنه سكت؛ لأنه لم يجتهد في المسألة أوً أنه أجتهد فيها لكنه سكت لأنه متردد فيها ولم يظهر عنده المرجح فقد يكون ساكتا للتروي والتأمل والنظر وغير ذلك من الأسباب المانعة لإظهار الرأي،و يحتمل أيضاً أنه أجتهد و توصل إلى حكم معين مخالف لرأي من أعلن رأيه لكنه لم يظهره لعارض طرأ عليه، و لم يعلم فهو ينتظر فرصة الإنكار، و لا يرى البدار مصلحة لعارض من العوارض ينتظر زواله ثم يموت قبل زوال ذلك العارض أو يشتغل عنه، ويحتمل أيضا أنه اجتهد في المسألة و توصل إلى حكم مخالف و لكنه سكت لاعتقاده أن كل مجتهد مصيب،و يحتمل أيضاً أنه سكت لأنه يرى أن قول المجتهد جائز و إن لم يكن هو موافقاً عليه بل كان يعتقد خلافه و إذا كان السكوت يحتمل هذه الاحتمالات فلا دلالة فيه على الموافقة و لا على الرضا لا قطعاً و لا ظاهراً و لا حجة مع الاحتمال الناشيء عن دليل.
ثامنا: انتفاء المخالفة القولية لصحابي لقول صحابي آخر لا يستلزم انتفاء مخالفته القلبية لهذا القول، ولا يعلم بالقلوب إلا الله.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 11:59]ـ
بالنسبة للاستدلال بحديث لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله»،لا يستلزم قولهم أن قول الحق لا يخفى، وأن قول الواحد إذا لم يكن له مخالف حجة فمعنى الحديث مختلف فيه فالبعض قال لا تزال طائفة من الأمة ظاهرة على الحق إلى أن تقوم الساعة وهم العلماء،وقال السرخسي: (في قوله لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من ناوأهم فلا بد من أن تكون شريعته ظاهرة في الناس إلى قيام الساعة،و قد انقطع الوحي بوفاته فعرفنا ضرورة أن طريق بقاء شريعته عصمة الله أمته من أن يجتمعوا على الضلالة فإن في الاجتماع على الضلالة رفع الشريعة وذلك يضاد الموعود من البقاء) وقال آخرون المقصود الجهاد في سبيل الله فقد بينته الروايات الأخرى قال الشوكاني: (قد ورد تعيين هذا الأمر الذي يتمسكون به ويظهرون على غيرهم بسببه فأخرج مسلم من حديث عقبة مرفوعا: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون عن أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك»)،وغاية ما في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن طائفة من أمته يتمسكون بالحق،ويظهرون على غيرهم أي هناك من تمسك بالباطل،وهناك من تمسك بالحق فهناك رأي صحيح وهناك رأي خطأ فأين هذا من محل النزاع الذي هو حجية قول العالم إذا لم يكن له مخالف؟ وعلى التسليم بهذا القول فمن أين نعلم أن قول العالم إذا لم يكن له مخالف قول حق، ومخالفة هذا القول خطأ؟ ومن الذي خذل الفقيه المجتهد حتى لا يضره من خذله؟ والحديث يدلّ على وجود القائم بالحقّ بين الاَُمّة في كلّ الاَزمنة والاَعصار لا الناطق بالحقّ، وشتان ما بين القائم بالحقّ والناطق بالحقّ، والقائم بالحقّ بطبيعة الحال يكون ناطقاً، ولكن ربما يكون ساكتا لأنه رأى القول الآخر قولا سائغا،وإن لم يكن موافقا عليه بل يعتقده خطأ أو يسكت، و هو منكر،وينتظر فرصة الإنكار،ولا يرى البدار مصلحة لعارض من العوارض ينتظر زواله ثم يموت قبل زوال هذا العارض أو يشتغل عنه أو لأنه يعتقد أن كل مجتهد مصيب،وأسباب السكوت كثيرة، أو أنه أصلا لم يعرف قول المجتهد الذي أعلن رأيه فلا يكون سكوت باقي المجتهدين دليلاً على إصابة قول المجتهد الناطق برأيه إلا إذا ظهر علامة الرضا من الآخرين والإقرار،ومعلوم أن الأمة لا تجتمع على باطل،فهل الأمة أجمعت أم قال شخص،والباقي لا يعلم مخالفتهم؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 12:36]ـ
هذا ضرب من الخيال, وطلب المحال, ومرام لا يطلب ولا ينال
مهلا أخيي ما كان الرفق في شيء
إلا زانه البينة على من ادعى والذي يثبت حكما شرعيا هو المطالب فلا نتيجة بلا مقدمات فأين هي؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 12:53]ـ
الأخ أمجد الأخ سعود الأخ المسندي الأخ أبو مالك الأخ محمد الذهبي الأخ أشرف الأخ سراج جزاكم الله خيرا على مشاركتكم المثمرة الفعالة نحن أخوة في الله إن اتفقنا أو اختلفنا في هذه المسألة وأشهد الله إني أحبكم في الله و جزاكم الله عني خيرا و معذرة إن تأخر ردي فظروف العمل عندي قد تمنعني أو قد يمنعي عطل بجهازي وهو متكرر أو قد يمنعني عطل بالشبكة عندنا في المنطقة وهو أيضا متكرر.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 08:13]ـ
ماأحسن هذه المذاكرة والمناقشة
زيدونا زادكم الله من تقواه
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:21]ـ
مهلا أخيي ما كان الرفق في شيء
إلا زانه البينة على من ادعى والذي يثبت حكما شرعيا هو المطالب فلا نتيجة بلا مقدمات فأين هي؟
تأمل ما قلتُه, وما قلتَه, أنا لا أعقب على بحثك وما توصلت إليه, وإنما كان التعقيب على مطلع كلامك فحسب.
علمنا الله وإياك
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 07:58]ـ
تأمل ما قلتُه, وما قلتَه, أنا لا أعقب على بحثك وما توصلت إليه, وإنما كان التعقيب على مطلع كلامك فحسب.
علمنا الله وإياك
إذن بين أخي ما في مطلع الكلام من الملاحظة فما تتأمله قد لا أتأمله فكلنا بشر يجوز عليه الخطأ والنسيان محبكم ربيع
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 02:40]ـ
قلت أخي الكريم:
"فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو إعلام عامة المسلمين بترجيح قول من جوز مكث الحائض في المسجد".
فكلامك مشعر بأن القول الذي هو مرجوح لديكم بلغ من الضعف وما إلى ذلك ما يستوجب تنبيه الناس جميعا عليه, كما أنه مشعر بأنك تريد الناس جميعا أن ينتبهوا لهذا الخطأ, وأن يعملوا جميعا بضده, وهذا مطلب فيه ما لا يخفى على مقامكم, والسلام
ـ[أبومروة]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 04:30]ـ
ما أحوجنا إلى مثل هذه المناقشات الهادفة، وبما أن الموضوع لم يحسم من قبل الأوائل من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، سيبقى مفتوحا للنقاش ولايحق لأحد أن ينظر للرأي المخالف له على أنه خطأ، ولقد أسهب الإخوة إسهابا عظيما في المسألة.
لكن أعتقد أن مكوث الجنب والحائض في المسجد من الأمور المحرمة لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ. رواه البخاري ومسلم
وبهذا قال الشيخ ابن عثيمين من المعاصرين رحمه الله أنظر -رسالة الدماء الطبيعية للنساء (ص 52 - 53).
وقدأفتت اللجنة الدائمة بعدم الجواز بناء على قول الجمهور على مايبدو، ويجب أن نفرق بين المرور والمكث، لقوله تعالى:" ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا "
ولعل حديث أم عطية واضح الدلالة في منع الحيض من اقتراب مصلى العيد ناهيك عن المسجد.
ثم إن رأي الجمهور في المسألة كاف والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جلال علي الجهاني]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 05:57]ـ
أحب لفت نظر الأخ الكاتب أن استدلاله بقاعدة (الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال) خطأ، وخطأ جداً.
وذلك أن هذه القاعدة إنما تكون في ما يطلب فيه القطع، أما ما يطلب فيه الظن، مثل المسائل الفقهية، فلا يجوز أصولياً تطبيق هذه القاعدة ..
والمسألة مشبعة البحث في مثل محصول الإمام الرازي وغيره ..
ولذا فاستدلال العلماء على المسائل الفقهية يكفي فيه غلبة الظن في دلالة الخبر على الحكم .. والله أعلم وأحكم وهو الموفق.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 11:50]ـ
أولا: كوني أريد إعلام الناس بجواز شيء لا يستلزم أن يكون الرأي الآخر ضعيف لدرجة استوجاب التنبيه بل لإعلامهم بأن الأمر فيه سعة،وأنه يجوز للمرأة الحائض دخول المسجد والمكث فيه إن احتاجت لذلك.
ثانيا: كوني انبه الناس على ترجيح القول بجواز مكث الحائض فهذا لا يستلزم عمل الناس جميعا بضده فمثلا جواز كشف وجه المرأة عند الجمهور لا يستلزم أن كل النساء تعمل بهذا الحكم فمنهن رغم أنه جائز عليهن عدم الانتقاب إلا أنهن ينتقبن.
ثالثا: حديث أم عطية فسر برواية في مسلم أن النساء الحيض تعتزل الصلاة لا موضع الصلاة، وعليه فلا يجوز تفسيره بغير ذلك؟
رابعا: الآية ليست نصا في الحكم، والمراد بالصلاة الصلاة نفسها لا موضع الضلاة بدلالة حتى تعلموا ما تقولون، وبدلالة النهي عن القرب فالنهي يكون عن قرب الفعل لا النهي عن قرب موضع الفعل،والمعنى لا تصلوا في حالة السكر حتى تعلموا قبل الشروع ما تقولونه قبلها إذ بذلك يظهر أنكم ستعلمون ما ستقرءُونه فيها،وعابر السبيل المسافر إذا لم يجد الماء يتيمم،وقوله وإن كنتم مرضى بعد ذلك تفصيل لما أجمل في الاستثناء وبيان ما هو في حكم المستثنى من الأعذار، والاقتصار فيما قبل على استثناء السفر مع مشاركة الباقي له في حكم الترخيص للإشعار بأنه العذر الغالب المبني على الضرورة الذي يدور عليها أمر الرخصة، ولهذا قيل: المراد بغير عابري سبيل غير معذورين بعذر شرعي إما بطريق الكناية أو بإيماء النص ودلالته. وبهذا يندفع الإيراد السابق على الحصر وإنما لم يقل: إلا عابري سبيل أو مرضى فاقدي الماء حساً أو حكماً لما أن ما في النظم الكريم أبلغ وأوكد منه لما فيه من الإجمال والتفصيل،وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: ((اختلف العلماء في المراد بالصلاة هنا؟ فقالت طائفة: هي العبادة المعروفة نفسها وهو قول أبي حنيفة؛ ولذلك قال: "حتى تعلموا ما تقولون"، وقالت طائفة: المراد مواضع الصلاة وهو قول الشافعي؛ وقد قال تعالى: "لهدِّمت صوامع وبيع وصلوات" فسمى مواضع الصلاة: صلاة؛ ويدل على هذا التأويل: قوله تعالى: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" وهذا يقتضي جواز العبور للجنب في المسجد لا الصلاة فيه، وقال أبو حنيفة: المراد بقوله تعالى: "ولا جنباً إلا عابري سبيل" المسافر إذا لم يجد الماء فإنه يتيمم ويصلي؛ وسيأتي بيانه، وقالت طائفة: المراد الموضع والصلاة معاً؛ لأنهم كانوا حينئذ لا يأتون المسجد إلا للصلاة ولا يصلون إلا مجتمعين فكانا متلازمين)) (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 5/ 202 (و ليراجع الطبري و ابن كثير ليعلم أن في تفسير الصلاة خلاف فمن السلف من قال بأنها الصلاة نفسها ومنهم من قال غير ذلك،وليس تفسير الصلاة بمواضعها مجمع عليه هاهنا، ولم ينكر العلماء على المخالف أنه خالف إجماعا.
خامسا: من قال لا يجوز تطبيق قاعدة إذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال في المسائل الفقهية، وهل أنا قد استدللت بهذه القاعدة على بطلان مذهب الجمهور أم ذكرت أن استدلالهم خطأ،والاستدلال الصحيح كذا،وقلت لو كان فيه احتمال ماقالوه فإذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال فذكرت القاعدة للتأييد لا للاسقاط، فإذا كان الدليل محتمل أمرين متساويين فليس بأحدهما بأولى من الآخر، و أدلة المسألة التي نحن بصددها احتمالات المبيحين فيها أقوى من احتمالات المانعين، وليست متساوية فتسقط أدلة المانعين.
وجزاكم الله عني خيرا لحسن الاعتراض وحسن التعقيب والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
محبكم ربيع
ـ[أبومروة]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 02:41]ـ
أخرج البيهقي في السنن الكبرى قال:أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوبَ إملاء ثنا حسين بن حسن بن مهاجر ثنا هارون بن سعيد الأَيْلِيُّ ثنا ابن وَهْبٍ أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الأسود عن عروة عن عائشةَ أَنَّها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله يُخْرِجُ إليَّ رأسَهُ من المسجِدِ وهو مُجَاوِرٌ، فاغْسِلُهُ وأنا حَائِضٌ. رواه مسلم في الصحيح عن هارونَ بن سعيد الأَيْلِيِّ. وأخرجه البخاري من وجه آخَرَ عن عُرْوَةَ.
ج 2 ص 5 - ح رقم (1507)
وَعَن أُمِّ عطيّة رضيَ الله عَنْهَا قالت: «أُمِرْنا أَنْ نُخْرِجَ الْعواتِقَ والحُيّضَ في العيديْنِ، يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدعْوَةَ المسْلمينَ، ويعْتَزلُ الحُيّضُ المصلى» مُتّفقٌ علَيه.
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث: وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجداً. وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال: يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد والصواب الأول.] شرح مسلم للنووي
بارك الله فيك أخي ربيع ونفع الله بك
ونحن أيضا نحبك في الذي أحببتنا فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 08:09]ـ
الأخ أبو مروة
وبما أن الموضوع لم يحسم من قبل الأوائل من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، سيبقى مفتوحا للنقاش ولايحق لأحد أن ينظر للرأي المخالف له على أنه خطأ
في كلامك نظر؛ كون المسألة اختلافية لا يعني أنّه لا يحقّ لمن اقتنع بقول أن لا يرى القول الآخر خطأ ثم في الحقيقة استغربت كيف تقول ما يلي:
لكن أعتقد أن مكوث الجنب والحائض في المسجد من الأمور المحرمة لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ. رواه البخاري ومسلم
وبهذا قال الشيخ ابن عثيمين من المعاصرين رحمه الله أنظر -رسالة الدماء الطبيعية للنساء (ص 52 - 53).
وقدأفتت اللجنة الدائمة بعدم الجواز بناء على قول الجمهور على مايبدو، ويجب أن نفرق بين المرور والمكث، لقوله تعالى:" ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا "
ولعل حديث أم عطية واضح الدلالة في منع الحيض من اقتراب مصلى العيد ناهيك عن المسجد.
ثم إن رأي الجمهور في المسألة كاف والله أعلم.
/// كيف تعتقد شيئا هو الصواب و ترى بأنّه لا يحق لك أن ترى القول الآخر المضاد لقولك خطأ،
/// أيضا منذ متى و قول الجمهور أصبح كاف؟! و كأنّ قول الجمهور حجّة؛ نعم هو حجّة للمقلّدة!
/// ثم نحن في معرض المناقشة للأدلّة فكيف تنقل لنا نصوصا شرعية من غير أن تُوضّح وجه الدلالة منها على المطلوب؟!
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 08:30]ـ
أخرج البيهقي في السنن الكبرى قال:أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوبَ إملاء ثنا حسين بن حسن بن مهاجر ثنا هارون بن سعيد الأَيْلِيُّ ثنا ابن وَهْبٍ أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الأسود عن عروة عن عائشةَ أَنَّها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله يُخْرِجُ إليَّ رأسَهُ من المسجِدِ وهو مُجَاوِرٌ، فاغْسِلُهُ وأنا حَائِضٌ. رواه مسلم في الصحيح عن هارونَ بن سعيد الأَيْلِيِّ. وأخرجه البخاري من وجه آخَرَ عن عُرْوَةَ.
ج 2 ص 5 - ح رقم (1507)
وَعَن أُمِّ عطيّة رضيَ الله عَنْهَا قالت: «أُمِرْنا أَنْ نُخْرِجَ الْعواتِقَ والحُيّضَ في العيديْنِ، يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدعْوَةَ المسْلمينَ، ويعْتَزلُ الحُيّضُ المصلى» مُتّفقٌ علَيه.
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث: وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجداً. وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال: يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد والصواب الأول.] شرح مسلم للنووي
بارك الله فيك أخي ربيع ونفع الله بك
ونحن أيضا نحبك في الذي أحببتنا فيه
أولا: عليك أن تنتبه بأنّ ما نقلته عن النووي هو ليس من قوله بل هو ناقل لقول غيره و قد نقلنا فوق الكلام بأكمله لهذا العالم و نُعيده هنا:
قال النووي [شرح صحيح مسلم 6/ 179]: ((قولها: "وأَمَرَ الحُيَّضَ أن يعتزلن مصلَّى المسلمين" هو بفتح الهمزة والميم في "أمر"، فيه: منع الحيض من المصلَّى، واختلف أصحابنا في هذا المنع؛ فقال الجمهور: هو منع تنزيه لا تحريم؛ وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة, وإنما لم يُحرم لأنه ليس مسجداً!!.
وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال: يُحرم المكث في المصلَّى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد؛ لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد، والصواب الأول)).
فكما تُلاحظ ففي نَقلك قد تغير المعنى لكلام النووي-رحمه الله إلى معنى غير سليم، فههنا لم يتطرق النووي -رحمه الله- إلى ترجيح قول الجمهور في حكم دخول الحائض للمسجد و إنّما تطرّق إلى ترجيح قول جمهور أصحابه في أنّ منع الحيّض من مصلى العيد هو للكراهة و ليس للتحريم ثم إن كنت تٌسلّم بأنّ ترجيح النووي سليم يعني أنّ الراجح هو منع الحيّض من مصلى العيد هو للكراهة و ليس للتحريم فكيف تقيس على هذا حرمة الصلاة في المسجد؟ من شروط القياس الإتحاد في الحكم فكيف تقيس شيئا على شيئ ثم تكون نتيجة الحكم مختلفة؟!
فكما هو واضح:
- النووي انتصر إلى أنّ منع الحيّض من مصلى العيد هو للكراهة و ليس للتحريم، و التسليم بهذا للنووي يستلزم من باب أولى التسليم بأنّ الحديث الذي جاء فيه أمر الحيّض بعتزال مصلى العيد لا دلالة فيه على موضوعنا لأنّ من شروط القياس الإتّحاد في الحكم،
- و ما أوهم نقلك من نسبة هذا الكلام للنووي: "وإنما لم يُحرم لأنه ليس مسجداً" غير سليم فالنووي نقل هذا عن جمهور أصحابه و ليس من كلامه،
- في نقلك لم يتطرّق النووي إلى أي ترجيح جول حكم دخول أو مكث الحائض في المسجد.
ثانيا: لما تريد أن تنتصر لقولك في مناقشة، فعليك أن تبيّن وجه الدلالة من النصوص التي تنقلها؟!
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 01:02]ـ
أرجو ممن يشارك ألا يكرر ما ذكر وإخراج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، وعدم دخول السيدة عائشة المسجد، وهي حائض ليس نصا في أن الحائض لاتدخل المسجد فهذا ترك فعل غاية ما فيه جواز ترك دخول المسجد للحائض فترك الفعل لا يفيد المنع كما أن فعل الشيء لا يفيد الوجوب.
اعتزال المصلى جاء في رواية لمسلم اعتزال الصلاة،وليس اعتزال مكان الصلاة.(/)
الله يفتح ابواب الرزق لمن يساعدني في المساله الاصوليه
ـ[فجر العلم]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 07:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا لدي بحث في هذه المساله وهي من المسائل المختلف فيها
التكليف بالفعل قبل حدوثه
1 معنى هذا الشرط والدليل عليه
2 الاختلاف في هذا الشرط اريد المساله مرتبه اصوليا مع الادله والاقوال والراجح
يعلم الله انني عندما تعبت ووصلت لمرحلة اليأس في ايجاد المساله
توجهت اليكم بعد الله بمساعدتي
وجعل الله من ساعدني في الفردوس الاعلى مع من احب
وانتظركم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 08:23]ـ
ارجع الى رسالة دكتوراه بعنوان السبر والتقسيم وأثره في التقعيد الأصولي []
د. سعيد بن متعب القحطاني
الباب الثاني: الدراسة التطبيقية للسبر والتقسيم في تقعيد مسائل الحكم الشرعي والأدلة0
وتحته ثلاثة فصول:
الفصل الأول: تطبيق السبر والتقسيم في تقعيد مسائل الحكم الشرعي0
وتحته أحد عشر مبحثاً:
المبحث الأول: الواجب الموسع 0
المبحث الثاني: مقدمة الواجب 0
المبحث الثالث: تعيين الواجب من أفراد المطلوب المخير 0
المبحث الرابع: المحرم المخير 0
المبحث الخامس: الجمع بين الحظر والوجوب في فعل واحد0
المبحث السادس: وصف السبب بكونه حكم شرعي 0
المبحث السابع: حكم الأفعال قبل ورود الشرع 0
المبحث الثامن: الخلاف في ضبط الرخصة 0
المبحث التاسع: التكليف بما لا يطاق0
المبحث العاشر: اشتراط حصول الشرط حالة التكليف بالفعل 0
المبحث الحادي عشر: التكليف بالفعل قبل حدوثه 0(/)
عمر بن الخطاب ونظرية البطلان
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 11:06]ـ
عمر بن الخطاب، ونظرية البطلان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإنه من المعروف في الأنظمة الجنائية ما يسمى بِـ (نظرية البطلان)، وهذه النظرية قائمة على أنَّ الإجراء الذي يمنع منه الشرع أو النظام باطل، وهذا البطلان لا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن يمكن تصحيحه، فيصحح وتستمر الدعوى.
الحال الثانية: أن لا يمكن تصحيحه؛ فهنا يبطل هذا الإجراء وما ينبني عليه حتى إن الدعوى قد تسقط بالكلية.
ويقسمه بعضهم ببطلانٍ كلي وجزئي ... إلخ.
وليس هذا مقصودي من الحديث عن (نظرية البطلان)، وإنما مقصودي النظر في هل لها أصلٌ في الشريعة الإسلامية أم لا؟
فإنه من المعلوم أنَّ نظام الإجراءات السعودي قد أخذ بهذه النظرية، حيث جاء في الفصل التاسع من الباب السادس: (أوجه البطلان).
ثم ذكر في المواد (188 – 192) ما يلي:
المادة الثامنة والثمانون بعد المائة:
كُل إجراء مُخالِف لأحكام الشريعة الإسلامية أو الأنظِمة المُستمدةُ مِنها، يكون باطِلاً.
المادة التاسعة والثمانون بعد المائة:
إذا كان البُطلان راجِعاً إلى عدم مُراعاة الأنظِمة المُتعلِقة بولاية المحكمة من حيث تشكيلِها أو اختِصاصِها بنظر الدعوى، فيتمسكُ بِه في أيِّ حال كانت عليها الدعوى، وتقضي بِه المحكمة ولو بغير طلب.
المادة التسعون بعد المائة:
في غير ما نُص عليه في المادة التاسعة والثمانين بعد المائة، إذا كان البُطلان راجِعاً إلى عيب في الإجراء يُمكِن تصحيحُه، فعلى المحكمة أن تُصحِّحُه. وإن كان راجِعاً إلى عيب لا يُمكِن تصحيحُه، فتُحكُم ببُطلانِه.
المادة الحادية والتسعون بعد المائة:
لا يترتب على بُطلان الإجراء بُطلان الإجراءات السابِقة عليه ولا الإجراءات اللاحِقة لهُ إذا لم تكُن مبنية عليه.
المادة الثانية والتسعون بعد المائة:
إذا وجدت المحكمة أن في الدعوى عيباً جوهرياً لا يُمكِن، تصحيحُه، فعليها أن تُصدِر حُكماً بعدم سماع هذه الدعوى. ولا يمنع هذا الحُكم من إعادة رفعِها إذا توافرت الشروط النِظامية.
ومن هذا المنطلق رجعتُ إلى الأدلة من الكتاب والسنة وعمل الخلفاء الراشدين فكان أقرب ما يمكن أن يستدل به على هذه النظرية هو ما حدث في عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في قصتين سأذكرها وأتكلم على أسانيدها – بإذن الله –.
القصة الأولى: قصة عمر بن الخطاب مع أبي محجن الثقفي.
وهذه القصة أخرجها عبد الرزاق في مصنفه (18944) عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة: أنَّ عمر حُدِّث أنَّ أبا محجنٍ الثقفي يشرب الخمر في بيته هو وأصحابٌ له، فانطلق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل. فقال أبو محجن: يا أمير المؤمنين إنَّ هذا لا يحل لك! قد نهى الله عن التجسس. فقال عمر: ما يقول هذا؟! فقال له زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأرقم: صدق يا أمير المؤمنين! هذا من التجسس. قال: فخرج عمر وتركه.
وإسناد هذه القصة ضعيف جداً؛ فإنَّ أبا قلابة الجرمي وإنْ كانَ ثقةً فاضلاً إلا أنه كثيرُ الإرسال، وهو لم يدرك عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –، وهو هنا يروي قصة حضرها في عهد عمر؛ فكيف يرويها؟!
القصة الثانية: قصة عمر بن الخطاب مع عبد الرحمن بن عوف.
فقد رواها الزهري، عن زرارة بن مصعب، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف؛ ورواه عن الزهري ثلاثة هم:
1 – معمر؛ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (18943) – وعنه الحاكم في المستدرك (8136)، والبيهقي في السنن الكبرى (17403)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 18) –.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ولم يتعقبه الذهبي.
2 – صالح بن كيسان؛ أخرجه ابن حبان في الثقات (4/ 267)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 18).
3 – الزبيدي؛ أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1806).
ولفظ عبد الرزاق: عن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس ليلة مع عمر بن الخطاب، فبينا هم يمشون شَبَّ لهم سراجٌ في بيتٍ، فانطلقوا يؤمونه، حتى إذا دنوا منه إذا بابٌ مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط. فقال عمر – وأخذ بيد عبد الرحمن –: أتدري بيت مَنْ هذا؟! قال: قلت: لا! قال: هو ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآنَ شُرْبٌ؛ فما ترى؟! قال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهانا الله عنه، نهانا الله فقال: " ولا تجسسوا " وقد تجسسنا، فانصرف عنهم عمر وتركهم.
وإسناد هذه القصة صحيح.
والسؤال الذي بقي الآن هو: هل الاستناد على هذه القصة كافٍ في صحة نظرية البطلان؟!
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 10:39]ـ
نظرية البطلان مسمدة من القانون اللاتيني
وهي مثل نظرية فعل الأمير والظروف الطارئة في القضاء الإداري
فيها ما يقبل وفيها ما يرد
وبخصوص قصة عمر رضي الله عنه
لو أن عمر وابن عوف رضي الله عنهما دخلا على القوم وهم ثملين، وقامت البينة الشرعية على الحد، فإنه يقام عليهما ولو كان الإجراء محرماً في الأصل - وهو التجسس -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 06:22]ـ
نظرية البطلان مسمدة من القانون اللاتيني
وهي مثل نظرية فعل الأمير والظروف الطارئة في القضاء الإداري
فيها ما يقبل وفيها ما يرد
وبخصوص قصة عمر رضي الله عنه
لو أن عمر وابن عوف رضي الله عنهما دخلا على القوم وهم ثملين، وقامت البينة الشرعية على الحد، فإنه يقام عليهما ولو كان الإجراء محرماً في الأصل - وهو التجسس -
أفهم من كلامك أنَّه لا يمكن الاستدلال بفعل عمر على نظرية البطلان؟
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 09:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
البطلان كحكم موجود في الشريعة الإسلامية، وهذا معلوم.
مثال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد، ومن أدخل في ديننا ما ليس منه فهو رد " وقد نهى الشارع صراحة عن عقود اختل فيها وصف في أحد أركانها مع وجود هذا الركن فقال: " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " مع أن الزواج من مشركة منهى عنه لا لانعدام ركن من أركانه، فالرضا والمحل موجودان، ولكن لانعدام وصف في أحد أركانه، وهذا الوصف هو الإيمان في الزوجة، واختلاله يوجب البطلان."
(منقول)
أما ما يخص البطلان كنظرية، فما هي إلا مسميات، أو اصطلاح جديد ابتكره عالم مسيحي مصري معروف، وقد ترك هذه التسمية بعض أهل العلم وهذا ما أذكره من كلام استاذي في الموضوع.
أما بالنسبة لما أراه بالنسبه للاصطلاح (نظرية) فلا يعجبني لأنه يذكرني بالتنظير والشرع ليس نتاج المنظرين.
وقد استغنى بعض طلاب العلم النابهين عن كلمة نظرية في بحوثهم.
أما بالنسبة لما يخص التجسس، فهناك فرق بين التجسس والمراقبة، في ظني، فمراقبة ولي الأمر واهتمامه بأمور البلاد لاتعتبر تجسس، فهي للمصلحة التي تقدر بقدرها، والضرورات تبيح المحظورات، ولكن بضوابط معروفة.
أما ترك عمر لأهل ذلك البيت فلا يدل على ما تفضلت به فهو يعرف من قبل أن أهل ذلك البيت هذا حالهم، والله أعلم بما وقر في قلب عمر رضي الله عنه في ذلك الوقت، فحتى نحكم لابد من جمع القرائن والملابسات ومعرفة الحال فربما كره عمر الدخول عليه لوجود حريم بالمنزل أو غير ذلك.
والله أعلم وأحكم.
ـ[المتبع]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 11:58]ـ
يوجد بحث لنيل درجة الماجستير بجامعة نايف بعنوان:
(البطلان في نظام الاجراءات الجزائية السعودي ونماذجه التطبيقية)
في قسم العدالة الجنائية - تخصص التشريع الجنائي الاسلامي.
تجدونها على هذا الرابط:
http://www.nauss.edu.sa/NAUSS/Arabic...part1/CJ17.htm(/)
لماذا عزل عمر خالداً
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 11:13]ـ
لماذا عزل عمر خالداً
رضي الله عنهما
مقام الصحابة - رضي الله عنهم - مقام جليل عند الله تعالى؛ فقد اختارهم
من بين العالمين لصحبة أفضل المرسلين، وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام،
وأقام الله تعالى على أيديهم الدين الحنيف في ربوع الأرض؛ فلهم من المنزلة عند
الله تعالى ما ليس لغيرهم - خلا النبيين والمرسلين عليهم السلام-، فرضي الله
عنهم ورضوا عنه؛ كما قال الله سبحانه:] وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَوَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ [(التوبة: 100).
ولهم من المنزلة عند الموحدين من المسلمين ما ليس لغيرهم؛ فهم يعرفون لهم
فضلهم ومكانتهم التي بوَّأهم الله تعالى إياها، فيحبونهم ويوالونهم، ويبغضون من
أبغضهم، ويعادون من عاداهم.
ومحبة المؤمنين للصحابة - رضي الله عنهم - هي جزء من محبتهم للرسول
صلى الله عليه وسلم، كما أن بغض أهل الضلال من الكفار والمنافقين والمبتدعة
للصحابة - رضي الله عنهم - هو جزء من بغضهم للنبي صلى الله عليه وسلم
قصدوا ذلك أم لم يقصدوه، علموه أم جهلوه. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:
«اعتبروا الناس بأخدانهم» [1]، وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: «إنماهؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك؛ فقدحوا فيأصحابه حتى يقال: رجل سوء؛ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين»
[2].
وبغض الصحابة - رضي الله عنهم - وانتقاصهم هو في واقع الأمر بغض
للدين وانتقاص له من وجهين:
الوجه الأول: أنهم على دين النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم أصحابه
وأخلاؤه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المرء على دين خليله فلينظرأحدكم من يخالل» [3]؛ فدينهم هو دين النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاصهم هو
انتقاص لدينهم.
الوجه الثاني: أنهم حَمَلَةُ الدين وناقلوه إلينا. قال أبو زرعة الرازي - رحمهالله تعالى -: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى اللهعليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق،والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهموهم زنادقة» [4].
ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله تعالى القدح في نَقَلَتها، وقد رأينا
كيف أن أعداء الإسلام من مستشرقين حاقدين، ومنافقين مندسين لا يجترئون على
القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم
وطروحاتهم المتزندقة، يعمدون إلى غمز الصحابة - رضي الله عنهم - ولمزهم،
وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة، واختزال التاريخ الإسلامي كله فيها، ومن
ثم تقديمها للناس على أنها خلاصة تاريخ المسلمين، وواقع السابقين من الصحابة
والتابعين، والأئمة المهديين، والقادة المجاهدين، على شكل قصص أو روايات،
أو دراسات تاريخية، أو ما أشبه ذلك. وكثيراً ما تُقَدَّم هذه الكتابات الطاعنة في
الصحابة - رضي الله عنهم - في قالب يزعم أصحابه الحيادية والموضوعية
التاريخية، ويدَّعون أنهم ينطلقون في كتاباتهم عن الصحابة - رضي الله عنهم -
من فراغ عن أي خلفيات فكرية مترسبة قد تؤثر بالحكم سلباً أو إيجاباً على
الروايات المنقولة عنهم. والمقصود من هذه المقدمات التي يقدمونها في كتاباتهم
الطاعنة في خير البشر بعد النبيين إكساب القارئ الطمأنينة فيما يكتبون، وجعل
أنفسهم محل ثقته وقبوله.
ولا خير فيمن يكتب عن رجالات الأمة الفضلاء وهو يعلن عدم انحيازه لهذه
الأمة؛ بل اتخذ بديلاً عنهم أعداء الإسلام من المستشرقين والمبتدعة، فانحاز إليهم
بفكره وقلمه، ثم إذا هو يزعم الموضوعية والحياد فيما يكتب، وكاد المريب أن
يقول: خذوني!!
وخلال سنوات مضت وقفت على كتابات عدة من مقالات ودراسات وقصص
(يُتْبَعُ)
(/)
تبرز مسألة عزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد - رضي اللهعنهما - عن قيادة الجيوش، وتُسلِّط الأضواء على روايات ونقول لا تليق بمقام
الصحابة الجليل، وتتغافل عن المتواتر من المنقول الذي يُظهر حقيقة ما كانوا عليه
من الإيمان والتقوى والورع والتجرد في أقوالهم وأفعالهم؛ رضي الله عنهم
وأرضاهم.
وراح كثير منهم ينسج جملة من الأوهام والترهات المستندة إلى روايات منكرة
باطلة، ويزيدون عليها ألف كذبة من ترهات عقولهم المريضة، وأحقادهم الدفينة،
شأنهم شأن الكهان، ثم سمعت عمن يتناقل شيئاً من ذلك عبر الفضائيات في
حوارات وندوات.
وليس الأمر كما ذكر المفتونون في دينهم، المخذولون بالقَدْح في الصحابة
- رضي الله عنهم -؛ إذ إن الأمر لا يعدو أن يكون اجتهاداً رأى فيه الفاروق مصلحة
المسلمين، وكان هذا الاجتهاد من عمر - رضي الله عنه - نتيجة لأعمال عملها
خالد - رضي الله عنه - كان مجتهداً فيها أيضاً، أصاب في بعضها وأخطأ في
بعضها، وكلاهما - رضي الله عنهما - بين أجر وأجرين.
* أسباب عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما -:
اختلف أهل السير والمغازي في السبب الذي جعل عمر يعزل خالداً عن قيادة
الجيوش، وحاصل ما ذكروا أسباب ثلاثة:
السبب الأول: أن عزله كان بسبب شدته، وكان عمر - رضي الله عنه -
شديداً؛ فما أراد أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش كذلك. وكان أبو بكر
- رضي الله عنه - ليناً فناسب أن يكون قائد جنده شديداً، فلما ولي عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة، وكان أبو عبيدة ليناً، فناسب مع أبي بكر ولينه خالد وشدته،
وناسب مع عمر وشدته أبو عبيدة ولينه، رضي الله عنهم.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزلخالداً وولَّى أبا عبيدة بن الجراح، وأمره أن يستشير خالداً؛ فجمع للأمة بين أمانةأبي عبيدة وشجاعة خالد» [5].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: «وهكذا أبو بكر خليفةرسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه - ما زال يستعمل خالداً في حربأهل الردة، وفي فتوح العراق و الشام، وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل، وقدذكر له عنه أنه كان له فيها هوى، فلم يعزله من أجلها بل عاتبه عليها؛ لرجحانالمصلحة على المفسدة في بقائه، وأن غيره لم يكن يقوم مقامه؛ لأن المتولي الكبير
- أي الخليفة - إذا كان خُلُقه يميل إلى اللين فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلىالشدة، وإذا كان خلقه يميل إلى الشدة فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل إلى اللين؛ليعتدل الأمر؛ ولهذا كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يُؤثر استنابة خالد،وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يؤثر عزل خالد واستنابة أبي عبيدة بنالجراح - رضي الله عنه -؛ لأن خالداً كان شديداً كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدةكان ليناً كأبي بكر، وكان الأصلح لكل منهما أن يتولى من ولاه ليكون أمره معتدلاً»
[6].
ويؤيد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن عمر - رضي الله عنه - لما كان
يسعى إلى عزل خالد أيام أبي بكر - رضي الله عنه - كان يقول: «اعزله؛ فإن
في سيفه رهقاً، فقال أبو بكر: لا أشيم - أي لا أغمد - سيفاً سلَّه الله على الكفار»
[7].
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «والمقصود أنه لم يزل عمر بنالخطاب - رضي الله عنه - يحرِّض الصديق ويذمِّره [**] على عزل خالد عن
الإمرة، ويقول: إن في سيفه لرهقاً؛ حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدمعليه المدينة، وقد لبس درعه التي من حديد، وقد صدئ من كثرة الدماء .... »
إلخ [8].
ويشهد لشدة خالد أيضاً قتله للأسرى لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى
بني جذيمة؛ فقتل الأسرى الذين قالوا: صبأنا صبأنا، ولم يحسنوا أن يقولوا:
أسلمنا. فَوَدَاهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم ميلغة الكلب [9]، ورفع
يديه، وقال: «اللهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد» [10].
قال الخطابي - رحمه الله تعالى -: «الحكمة في تبرُّئه صلى الله عليه وسلممن فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يعرف أنه لم يأذن له فيذلك، خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله»
ا هـ. ملخصاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن بطال - رحمه الله تعالى -: «الإثم وإن كان ساقطاً عن المجتهدفي الحكم إذا تبين أنه بخلاف جماعة أهل العلم، لكن الضمان لازم للمخطئ عندالأكثر؛ مع الاختلاف: هل يلزم ذلك عاقلة الحاكم أم بيت المال؟»، قال الحافظابن حجر متعقباً قول ابن بطال - رحمهما الله تعالى -: «والذي يظهر أن التبرؤمن الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة؛ فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كانفعله ليس بمحمود» [11].
وكذلك قتله - رضي الله عنه - لمالك بن نويرة اليربوعي، وملخص خبره:
أن مالكاً صانع سَجَاحاً التميمية التي ادعت النبوة، ثم ندم مالك على ما كان منه،
وقصد خالد البطاح وعليها مالك، فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس،
فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة، وبذلوا الزكوات، إلا ما كان من مالك بن
نويرة فإنه متحير في أمره، متنحٍّ عن الناس، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه
أصحابه، واختلفت فيهم السرية؛ فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم
أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذِّنوا ولا صلوا، فيقال: إن الأسارى باتوا
في كبولهم في ليلة باردة شديدة البرد، فنادى منادي خالد أن دفئوا أسراكم، فظن
القوم أنه أراد القتل فقتلوهم ... فلما بلغ ذلك خالداً قال: إذا أراد الله أمراً أصابه.
وقيل: إن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح،
وعلى منعه الزكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم
كان يزعم ذلك. فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟! يا ضرار! اضرب عنقه،
فضُربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراً، فأكل خالد
من القدر تلك الليلة؛ ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم. واعتذر خالد من
فعلته تلك بمالك لأبي بكر لما استدعاه، فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان منه
في ذلك، وودى مالك بن نويرة [12].
السبب الثاني: أن عمر - رضي الله عنه - عزل خالداً - رضي الله عنه -
لما كان ينفق من أموال الغنائم دون الرجوع إلى الخليفة، كما روى الزبير بن بكار
- رحمه الله تعالى - قال: «كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم،ولم يرفع إلى أبي بكر حساباً، وكان فيه تَقَدُّمٌ على أبي بكر، يفعل أشياء لا يراهاأبو بكر».
ونقل الزبير بن بكار عن مالك بن أنس قوله: «قال عمر لأبي بكر: اكتب
إلى خالد لا يعطي شيئاً إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالد: إما أن تدعني
وعملي، وإلا فشأنك بعملك. فأشار عليه عمر بعزله، فقال أبو بكر: فمن يجزئ
عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهز عمر حتى أنيخ الظهر في
الدار، فمشى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر فقالوا: ما شأن
عمر يخرج وأنت محتاج إليه؟ وما بالك عزلت خالداً وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟
قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله. ففعل، فلما
تولّى عمر كتب إلى خالد أن لا تعطِ شاة ولا بعيراً إلا بأمري، فكتب إليه خالد بمثل
ما كتب إلى أبي بكر. فقال عمر: ما صدقتُ اللهَ إن كنت أشرت على أبي بكر
بأمر فلم أنفذه. فعزله، ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما يشاء،
فيأبى عمر» [13].
ويؤيد ذلك ما نُقل عن عمر من قوله: «إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه،وما كان يصنع في المال» [14].
وذكر الحافظ ابن كثير ذلك فقال: «وقيل: عزله؛ لأنه أجاز الأشعث بنقيس بعشرة آلاف، حتى إن خالداً لما عُزل ودخل على عمر سأله: من أين لك هذااليسار الذي تجيز منه بعشرة آلاف؟ فقال: من الأنفال والسهمان» [15].
ويؤيده ما رواه الإمام أحمد بسند جيد، أن عمر - رضي الله عنه - اعتذر
من الناس في الجابية فقال: «وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد: إني أمرته أن
يحبس هذا المال على ضَعَفَة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللَّسَانة،
فنزعته وأمَّرت أبا عبيدة» [16].
السبب الثالث: أن عمر عزل خالداً - رضي الله عنهما - خشية افتتان الناس
به؛ فإن خالداً - رضي الله عنه - ما هُزم له جيش لا في الجاهلية ولا في الإسلام،
وقد جمع الله تعالى له بين الشجاعة والقوة والرأي والمكيدة في الحرب، وحسن
(يُتْبَعُ)
(/)
التخطيط والتدبير والعمل فيها، وقلَّ أن تجتمع هذه الصفات في شخص واحد.
ويدل على ذلك ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى الأمصار: «إني لم أعزل خالداًعن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع»
[17].
2 - ما رواه سيف بن عمر أن عمر - رضي الله عنه - قال حين عزل
خالداً عن الشام، و المثنى بن الحارثة عن العراق: «إنما عزلتهما ليعلم الناس أنالله تعالى نصر الدين لا بنصرهما، وأن القوة لله جميعاً» [18].
3 - قول ابن عون: «ولي عمر فقال: لأنزعنَّ خالداً حتى يُعلم أن الله
تعالى إنما ينصر دينه. يعني بغير خالد» [19].
فقد يكون عزله لسبب من هذه الأسباب، أو لها مجتمعة، ورأى عمر
- رضي الله عنه - المصلحة في عزله.
وأما تَقَدُّمُ خالدٍ على الخليفة، ودفعه للأموال دون مراجعته فقد كان اجتهاداً منه
- رضي الله عنه -، ولعله رأى تأليف قلوب من يعطيهم، ولا سيما أنه كان
- رضي الله عنه - خبيراً بالحرب، عارفاً بمكايد عدوه، فلا يُظن به إلا أن يعطي
من ينتفع الإسلام بإعطائه، أو يكفي الإسلام شره. وكذلك شدته كانت للإسلام
ونصرته، أراد أن يُرهب أعداء الله تعالى من المشركين والمرتدين، وقد أخطأ في
بعض اجتهاداته؛ فهو معذور مأجور، لا يُقر على خطئه، ولا يؤثّم في اجتهاده؛
وهذا عين ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يقره على فعله ببني جذيمة،
ولم يؤثمه أو يعاقبه، وكذلك فعل الصديق - رضي الله عنه -؛ فإنه عاتبه على
اجتهاداته الخاطئة لكنه لم يعزله أو يؤثمه؛ بخلاف عمر - رضي الله عنه - الذي
أداه اجتهاده في خالد إلى عزله وتولية أبي عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين.
شبهٌ والرد عليها:
وقد نقل بعض المؤرخين بعض الروايات التي يُشم منها رائحة اتهام الصحابة
- رضي الله عنهم - بالهوى، وأن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان
لهوى في نفسه، وكراهية لخالد، ويذكرون قصة مصارعة قديمة بين خالد وعمر
- رضي الله عنهما - وفيها: أن خالداً صرع عمر وكسر رجله، فحملها عمر في
نفسه، فلما تولى الخلافة عزله ... إلخ.
وهذه النقول وما أشبهها باطلة من وجوه عدة، منها:
أولاً: أن الأصل في الصحابة - رضي الله عنهم - سلامة صدور بعضهم
على بعض؛ كما وصفهم الله تعالى بذلك في قوله سبحانه في وصف أهل الحديبية:
] أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [(الفتح: 29)، وعمر - رضي الله عنه -
من أهل الحديبية؛ فكيف يكون في صدره شيء على مؤمن مجاهد كخالد - رضي
الله عنه -؟
وقال سبحانه في وصف التابعين للصحابة بإحسان:] وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْبَعْدِهِمْيَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَابِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّلِّلَّذِينَ آمَنُوا [(الحشر: 10)، فإذا كان هذا الوصف في التابعين فالصحابة أوْلى
به، ولا سيما مَنْ كان من المهاجرين السابقين كعمر بن الخطاب - رضي اللهعنه -، والقادة المجاهدين كخالد بن الوليد - رضي الله عنه -.
فلا يُترك هذا الأصل المتين لمجرد روايات تاريخية يتناقلها القصاص
والإخباريون ليس لها خطام ولا زمام.
قال ابن حزم - رحمه الله تعالى -: «فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم مافي قلوبهم، ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم؛ فلا يحل لأحد التوقف فيأمرهم أو الشك فيهم البتة» [20].
ثانياً: أن من المستفيض المتواتر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
من أنصح الناس للأمة، وزهده وعدله وسيرته تنضح بالأمثلة والشواهد الكثيرة
على ذلك، وليس هذا مقام عرضها وسردها، فلا يُظن به وهو الناصح الأمين الذي
كان يتفقد أحوال الرعية أن يغش الأمة، ويعزل قائداً هي محتاجة إليه لولا أنه رأى
المصلحة تقتضي ذلك، وليس لنفسه أي حظ من ذلك.
ثالثاً: أن عمر - رضي الله عنه - من كبار الصحابة، ومن الخلفاء
الراشدين المهديين الذين أُمرت الأمّة كلها على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم
باتباع سُنَّتهم، واقتفاء سيرتهم؛ وذلك في قوله عليه الصلاة والسَّلام: «فعليكمبسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» [21].
فلو كان عمر - رضي الله عنه - صاحب هوى، يقدّم هواه على مصلحة
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمة؛ فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يزكيه، ويأمر الأمة باتباع سنته؟!
وهل يقره الله تعالى على هذه التزكية؟! فهذا مما يدل على بطلان هذه الروايات
التاريخية التي فيها نيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي لكل مسلم قرأ قصة، أو اطلع على خبر لا يليق بالصحابة - رضيالله عنهم - أن لا يقبله ويسلِّم به ابتداءً؛ بل يرجع إلى النصوص الثابتة في الكتاب
والسنة ويقضي بها على هذه الروايات التي غالباً ما تكون منقولة عن أهل البدع
والضلالات، أو في أسانيدها مجاهيل لا يُعرفون، أو مناكير لا يُقبَلون، أو كانت
بلا أسانيد. فمن سار على هذه الطريقة كان منهجه صواباً؛ لأنه قدَّم الثابت من
المنقول على غير الثابت.
ولا يلزم من هذا التأصيل الحكم بعصمة الصحابة - رضي الله عنهم -؛ بل
هم بشر يجتهدون فيصيبون ويخطئون، وهم أقرب إلى الصواب من غيرهم، ولا
سيما مَنْ كان من السابقين منهم إلى الإسلام. بيدَ أن تلك التهمة التي اتهم بها عمر
- رضي الله عنه - يلزم منها خيانة الأمة، وتقديم هوى النفس على المصلحة
العامة، وحرمان المسلمين من قائد ما نُكِّست له راية!! وهذا الاتهام غير مقبول في
الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - -.
رابعاً: أن الروايات التاريخية المستفيضة تدل على أن خالداً - رضي اللهعنه - كان مجتهداً في أفعاله التي لم يرضها الصديق ولا الفاروق - رضي اللهعنهما -، كما تدل على اجتهاد عمر في عزله لتحقيق مصلحة أكبر من مصلحة
بقائه قائداً. وتدل أيضاً على دوام المحبة بينهما حتى بعد العزل، وهذه الروايات
تدحض كل ما ينقل مما فيه اتهام لعمر - رضي الله عنه - بالهوى.
ومن تلكم الروايات سوى ما ذكرته سابقاً ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كان عازماً على تولية خالد - رضي اللهعنه - الخلافة من بعده، ومعلوم أن منصب الخلافة أعظم من مجرد قيادة الجيوش
في الشام؛ ولكن خالداً - رضي الله عنه - توفي قبل وفاة عمر - رضي الله عنه -؛
ودليل ذلك ما رواه الشاسي في مسنده عن أبي العجفاء السلمي قال: (قيل لعمر:
لو عهدتَ يا أمير المؤمنين! قال: لو أدركت أبا عبيدة ثم وليته ثم قدمت على ربي
فقال لي: لِمَ استخلفته؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «لكل أمة أمين،
وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة» ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، فقدمت على
ربي لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «خالد سيف من سيوف الله سلَّه الله على
المشركين») [22].
2 - ما ذكره سيف بن عمر من أن عمر - رضي الله عنه - لما رأى زوال
ما كان يخشاه من افتتان الناس بخالد - رضي الله عنه -؛ عزم على أن يوليه بعد
أن يرجع من الحج، ولكن القدر سبق إلى خالد - رضي الله عنه - فتوفي قبل ذلك
[23].
3 - أن عمر أمر أبا عبيدة أن يستشير خالداً - رضي الله عنهم أجمعين -
في أمور الحرب حتى بعد عزله [24]؛ فلو كان في نفس عمر شيء على خالد -
رضي الله عنهما - لما جعله مستشاراً لأبي عبيدة - رضي الله عنه -.
4 - أن خالداً لما حضرته الوفاة أوصى لعمر - رضي الله عنهما -، وتولى
عمر وصيته [25]، وهذا يدل على المحبة بينهما؛ لأن الشخص لا يوصي إلا لمن
يحب ويثق في أمانته وحزمه وورعه، والوصي لا يقبل تولي وصية إلا من يحب؛
لأن في تنفيذها جهداً ومشقة.
5 - تزكية خالد لعمر عند أبي الدرداء - رضي الله عنهم - وإخباره بأن
عمر باب مغلق دون الفتن والمنكرات؛ فقد قال خالد لأبي الدرداء - رضي الله
عنهما -: «والله يا أبا الدرداء! لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها» [26].
وفي المسند أن رجلاً قال لخالد - رضي الله عنه -: «يا أبا سليمان! اتق
الله؛ فإن الفتن قد ظهرت. فقال: وابن الخطاب حي؟ إنما تكون بعده» [27].
فلو كان خالد يعلم أن عمر إنما عزله لهوى في نفسه وليس لمصلحة رآها؛ فهل
كان سيزكيه هذه التزكية العظيمة؟!
6 - تأثر عمر بموت خالد - رضي الله عنهما - ورثاؤه له، ومدحه بما
يستحقه، ومن كان في نفسه شيء لا يفعل ذلك. روى ثعلبة بن أبي مالك: أن
خالداً لما مات، استرجع عمر مراراً ونكس، وأكثر الترحم عليه، وقال: «كان
والله سدَّاداً لنحر العدو، ميمون النقيبة، فقال علي: لِمَ عزلته؟ قال: عزلته لبذله
(يُتْبَعُ)
(/)
المال لأهل الشرف وذوي اللسان. قال: فكنت عزلته عن المال، وتتركه على
الجند! قال: لم يكن ليرضى! قال: فهلاَّ بلوته!» [28].
ونقل الحافظ عن محمد بن إسحاق قال: «لما مات خالد بن الوليد خرج عمر
في جنازته فإذا أمه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كنتَ في وجوه الرجال
قال: فقال عمر: صدقتِ والله، إن كان كذلك!» [29].
وروى إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى قال: «خرجت مع أبي
طلحة إلى مكة مع عمر، فبينا نحن نحط رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة خالد، فصاح
عمر: يا أبا محمد! يا طلحة! هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد ... » [30].
ونقل الحافظ أن خالداً - رضي الله عنه - لما جُهِّزَ بكته البواكي، فقيل لعمر:
«ألا تنهاهن؟ فقال: وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقعاً
ولا لقلقة» [31].
فهذه الروايات الكثيرة تثبت مدى محبة الصحابة بعضهم لبعض - رضي اللهعنهم -، كما تثبت أن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان اجتهاداً رأى فيه
عمر مصلحة الأمة، ولم يكن لهذا العزل تأثير على بقاء المحبة والألفة بينهما إلى
أن مات خالد فتولى عمر وصيته، والله أعلم.
________________________
(*) رئيس تحرير مجلة الجندي المسلم.
(1) الصارم المسلول (3/ 1087 - 1088).
(2) المصدر السابق.
(3) رواه أبو داود، رقم (4833)، والترمذي، رقم (2379)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) الكفاية للخطيب (49)، وتهذيب الكمال (19/ 96).
(5) البداية والنهاية (7/ 76).
(6) السياسة الشرعية (1/ 18)، وانظر: مجموع الفتاوى (28/ 258).
(7) انظر: البداية والنهاية (6/ 241).
(**) ذمَّره: حضه وشجعه.
(8) البداية والنهاية: (6/ 242).
(9) قال ابن قتيبة: (ميلغة الكلب: الظرف الذي يلغ فيه الكلب إذا شرب، وأراد: أنه أعطاهم قيمةكل ما ذهب لهم حتى ميلغة الكلب التي لا قدر لها ولا ثمن؛ لأن الكلب إنما يولغ في قطعة من صحفةأو جفنة قد انكسرت) اهـ، غريب الحديث، لابن قتيبة (2/ 142)، وانظر: النهاية، لابن الأثير (5/
225).
(10) انظر: سيرة ابن هشام (5/ 95 - 96)، والاستيعاب (2/ 428)، وطبقات ابن سعد (2/ 148)،والحديث أخرجه البخاري، رقم (7189) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(11) فتح الباري (13/ 193 - 194).
(12) انظر: البداية والنهاية (6/ 241 - 242).
(13) الإصابة (3/ 73).
(14) الإصابة (3/ 74).
(15) البداية والنهاية (7/ 80).
(16) المسند (375/ 3)، ورواه النسائي في السنن الكبرى، رقم (8283)، و البيهقي (3/ 475)،و الطبراني في الكبير (22/ 298 - 299) برقم: (760 - 761)، قال الهيثمي في الزوائد (9/ 349):
(رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات).
(17) البداية والنهاية (7/ 81).
(18) البداية والنهاية (7/ 93).
(19) سير أعلام النبلاء (1/ 378).
(20) الفصل في الملل والنحل (4/ 148).
(21) رواه أحمد (4/ 126 - 127)، و أبو داود، رقم (4607)، و الترمذي وقال: حسن صحيح،رقم (2676)، و ابن ماجه، رقم (44)، وصححه ابن حبان، رقم 5، و الحاكم ووافقه الذهبي (1/
95).
(22) سير أعلام النبلاء (1/ 373).
(23) انظر: الإصابة (8/ 98).
(24) انظر: البداية والنهاية (7/ 67).
(25) انظر: السير (1/ 382)، والإصابة (3/ 74).
(26) السير (1/ 382).
(27) رواه أحمد (90/ 4)، والطبراني في الكبير (3841)، والأوسط (8474).
(28) السير (1/ 383)، والبداية والنهاية (7/ 117).
(29) الإصابة (13/ 112).
(30) السير (1/ 382)، والإصابة بنحوه (3/ 47).
(31) الإصابة (13/ 112) النقع: وضع التراب على الرؤوس، واللقلقة: رفع الصوت بالبكاء،
وورد بنحوه عن أبي وائل عند الحاكم (3/ 297)، و ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 169)، وعلقهالبخاري في صحيحه، وقال الحافظ في الفتح (1/ 161): (وصله المصنف في التاريخ الأوسط)،وانظر: التاريخ الأوسط (33)، والتاريخ الصغير (1/ 46).
((مجلة البيان ـ العدد [198] صـ 102 صفر 1425 ـ أبريل 2004))(/)
مشورة في تعليم الأطفال .. أرجو المشاركة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي طفل صغير (جلال) مضى من عمره ـ أطال الله في عمره على خير وأعمار أبنائكم ـ ثلاثة سنوات وثمانية أشهر، يكتب، ويتهجى جيدا، ويحفظ من المصحف إلى سورة تبارك، غيباً، وقراءةَ
والخطة أن يختم قبل الدراسة بحول الله وقوته.
رقى إلى سمعي أن هناك برامج تعليمية للأطفال .. وبحثت ولم أجد.
ماذا لو كان هذا طفلك؟
افيدونا وحسبكم أن الدال على الخير كفاعله.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:22]ـ
اخي الكريم .. هاك اولها:
http://islam ... .net/kids/index1.php
ـ[أبومنصور]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:33]ـ
لا ادري لماذا تظهر النجمات عند ادراج اي رابط لاي موقع .. على كل ضع مكان النجمات الثلاثة كلمة ويب w e b بعد ان تقرب بين الحروف
ـ[أبومنصور]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:39]ـ
وهنا سوف تجد الكثير من المواضيع المفيدة:
http://www.muslm.net/vb/forumdisplay-f_87.html
ولا تنسانا من صالح الدعاء
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 11:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل محمد جلال أجل الله قدركم منكم نستفيد ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ما هي الطرقة التي حفظ بها الجزئين؟
ولدي صهيب عمره ست سنوات وبعض السابعة أتم جزء عم وبقي بعض جزء تبارك وأتعهده بالمراجعة مع الاستمرار بالحفظ والحقيقة أنه في بداية الأمر أتعبني جدا ولكن ذهنه اتسع ولله الحمد فبدأ يتقبل أكثر من ذي قبل بكثير والطريقة التي اتبعتها معه أنني أقرء نحو ربع صفحة عدة مرات ثم يكرر بعدي آية آية حتى إذا ما شعرت أنه يستطيع تكرار بعض الآيات بدأت اتركه يقرأ وأصحح له ولكن هذه الطريقة كانت متعبة لي جدا ففي كل يوم أكرر له أغلب اليوم آخذه معي إلى أغلب أعمالي لأستغل وجوده بجانبي في السيارة أقر ويكر أو أسمع وأصحح فإذا ما تمت صفحة كاملة سمعتها منه عدة مرات وهكذا إن أتم سورة حتى أطمئن لإتقانه ولكنني أخيرا اهتديت إلى الأجزاء القرانية الصوتية والمرئية التي تعبيها شركة (بابا سلام) والتي كان يشرف عليها الشيخ صفي الدين المباركفوري رحمه اللهفوجدتها عملية جدا أحدد له المقطع وأكرر له طريقة ضغط الأزرار وأتركه يكرر الصفحة أو النصف صفحة طيلة اليوم فبدأ يتقن ولله الحمد فإن كان لك من طريقة أجدى فأرجو إفادتي ولعل بعض من يطلع على الموضوع لا يعرف المقصود من أجهزة بابا سلام
هي أجهزة صوتية بصوت أحد القراء والمبتدءة منها بصوت الشيخ المنشاوي رحمه الله فيها أزار للتكرار سواء تكرار السورة أو الصفحة أو غير ذلك وتعمل على البطاريات ومن العجيب أنها لا تصرف كثيرا فقد تستمر الثلاث أحجار بطارية عشرة أيام أو أكثر من ذلك حسب كثرة استعمال الجهاز كما تعمل على المحول الكهربائي وأسعارها مناسبة جزء عم ب45 ريال سعودي من غير الشاحن الذي قيمته 15 ريال أما ربع ياسين وهو سبع أجزاء ونصف ربع المصحف الشريف فبمأة ريال من غي رالشاحن أيضا وقد ذكر لي أن لدى الشركة مصحفا كاملا بمئتي ريال
أخيرا أخشى أن يظن ظان أن لي ارتباط بالشركة المذكورة أو أنني أصنع لها دعاية لا والله يا إخوة إنما أحببت الإفادة وأغلب أهل هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) يعرفون هذه الأجهزة ويرونها في الأسواق لكن االأكثرية لا يعرفون جدوتها وقد جربتها مع أطفال دون الثالثة وفوقها بقليل وحفظوا قصار السور ولا زلت في طور التجربة معهم
ـ[نور المصري]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 11:43]ـ
السلام عليكم
انا شايف يا شيخ محمد، إن ابنك ما شاء الله متفوق ومتميز، يا ليت تقول لنا ماذا فعلت معه، حتى نتبع أسلوبك؟، وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 01:33]ـ
بارك الله فيكم نصائح مهمة
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
نتمنى إثراء الموضوع لا سيما و أنا من المقصرين مع أولادي أسأل الله أن يصلحهم ويبارك فيهم وذراريكم
مع ذكر طريقتك يا شيخ محمد ... نسأل الله أن يحفظك وذريتك
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 03:41]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الصغير سيكمل الثالثة قريباً و أريد أن أبدأ بتحفيظه القرآن ....
فما هي الطريقة الصحيحة لهذا السن؟؟؟
علماً بأني جربت معه ذلك الشريط الذي يقرأ فيه الشيخ المنشاوي رحمه الله ثم يردد طفل وراءة و كان يتحمس في البداية بتقليد الطفل الذي يردد بعد الشيخ لكن سرعان مايفلت أو ينشغل بما حوله ....
ـ[أبو الديم المصري]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 08:35]ـ
أخي الفاضل: محمد
لقد أثرت في نفسي شجونا
تتعلق بالوضع الراهن للطفل المسلم
نوافذ مفتحة ليلا ونهارا على مصراعيها تتجاذبه لا مغلق لها ..
ضغوط ملفتة ومشاغل مشتتة لا آخر لها ..
وبين هذه وتلك تضيع القسمات الفارقة للطفل المسلم عن غيره
بل تغدو الصفة الوحيدة المميزة لطفلنا هي أنه "سريع الذوبان" .. !!
ماذا أصنع مع ولدي كي أحفظه القرآن .. ؟!!
أوااااااه
إنه السؤال الذي لم أزل أسمعه منذ أن علمتني أمي ما اسمي .. !!
إلى الآن ونحن نبحث له عن إجابة
الإجابة في تصوري مرهونة بتكييفنا للأزمة
فنحن في الواقع نحاول كثيرا البحث عن حلول لأزمة لم نحط بها علما
...........................
الأزمة كما أتصورها أن الجموع الحاملة للأمانة استساغت موقع المفعولية
بعبارة أخرى لم تعد تتكيف أوضاعها مع الفاعلية
المفعولية تعني أن أستجيب دائما لرغبات الآخرين
حتى إن اختلفت مع إرادتي
الفاعلية تعني السيطرة والتحكم والاستقلالية في اتخاذ القرارات
هذا علاوة على أن الفاعلية دائما محل الرفع
(إلا في مواضع شاذة في اللغة .. !!)
دعوني أضرب لكم أمثلة لعلكم تفهمون مقصدي
أوهمنا الناس أن الأمية مرادفة لعدم الالتحاق بالمدارس والمعاهد
فألحقنا أولادنا بها
أوهمونا كذلك أن اللغة الأوربية شيء ضروري كضرورة الماء والهواء
بل يأثم المرء لتركها لأنه سيكون بتركها متقاعدا عن دعوة من يتكلم بها
فعلمناها أولادنا
أوهمونا كذلك أن طفلا بلا كمبيوتر يعني تأخرا عن الركب
فاشترى كل واحد منا لطفله جهازا متصلا بالشبكة
ولا تحسب من قولي "أوهمونا" أنني أعترض على هذه الأمور
بدليل انني أكتب إليك الآن كما ألم ببعض اللغات الأخرى ولله الحمد
اعتراضي فحسب أننا كنا في كل هذا مفعولا بنا لا فاعلين
أرجو أن يكون الكلام قد اتضح
..........................
أقترب أكثر من السؤال المطروح
وأحاول أن أسحب ما قلته على إجابتي
إن القرآن في آياته التي يتحدث فيها عن نزول الكتاب لم يكتف بالمجمل
يكفيني هنا أن أشير فحسب إلى آية واحدة
هي قوله تعالى: " .. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه .. "
إن الآية تبين الطريقة التي كان محمد صلى الله عليه وسلم يتعاطاها في أخذه للكتاب
إنها طريقة التلقي المباشر
أضف إلى ذلك ما كان يحدث من مراجعته لجبريل القرآن في كل عام بنفس الطريقة
وأيضا ما كان يتبعه هو مع الصحابة الكرام في كتابة الوحي
لقد أصبح التلقي المباشر مقوما أساسيا من مقومات الثقافة الإسلامية المنبثقة عن القرآن والسنة طوال أربعة عشر قرنا
أدرك الأعداء ذلك فعمدوا إلى:
مسخ هذا المقوم بطرح وسائل تصطدم معه في الصميم
أو بتشويهه، مثلا من خلال الفصل بين المصدر والمتلقي ...
.............................. ...
إذا أردنا أن نكون فاعلين حقا
فعلينا أن نقاوم بشدة الوسائل التي تصرفنا عن هذا المقوم الأساس
علينا أن نحيي الوسائل التي يحلو للبعض أن يصفها بأنها بدائية تقليدية
أنا أعرف أنكم ستصرخون في وجهي قائلين:
الظروف تبدلت .. الزمان تغير ... المكان تطور ...
ألا يباح لنا والحالة هذه التماس وسائل تتماشى وهذه المستجدات؟!
بلى إخواني يباح لكم هذا؛ لكن شريطة
ألا تتعارض الوسيلة مع الطابع العام لعقلية المسلم ونفسيته المأمولة
وألا يتخذ منها أصولا بل مكانها دائما الوسائل المساعدة ..
فإذا أردتم أن تتأكدوا من أهمية تلك الشروط
فقارنوا على سبيل المثال بالله عليكم مقارنة صادقة
بين طفل يذهب إلى شيخه في المسجد ليحضر جلسته
وطفل كلما أراد القراءة ذهب إلى فضيلة الشيخ كمبيوتر في غرفة النوم .. !!
هل يستويان: علما، وفهما، وأدبا؟ (لعل الثالثة أهمهم)
بالطبع لا
.............................
أراني حقا مملا ..
فقد أطلت على صاحب الموضوع وعلى الإخوة
ولكني لم أرد فقط أن أجيب وإنما أن أصطحبكم لرحلة الإجابة؛ ما قبل وما بعد ..
اسمع أخي في الله:
- ابحث لولدك عن شيخ متقن للقراءة
- ياحبذا لو كان ممن عرف برقي سلوكه حتى يتشرب الطفل من معينه
- يا حبذا لو كان ذلك في مجموعة حتى لا يشعر ولدك بتميز
إن لم تجد:
- ابحث عن أخ معوز يتقن القراءة يجيد تربية الأولاد
- استحث الإخوة الذين بجوارك على إرسال أبنائهم
- يكفيكم الأخ مئونة التحفيظ والتربية وتكفونه أنتم البحث عن لقمة العيش
بهذا تكون قد أحييت سنة الكتاتيب التي كادت تندثر في بعض البلدان
* وأثناء هذا لا ضير من الاستعانة بالوسائل الحديثة: شريط، برنامج، فيديو ..
لكن تذكر: وسائل مساعدة لا أصيلة
إن لم تجد:
فأرجو من الله أن تكون هكذا قد أعذرت إلى الله
ولا بأس حينها أن تركن إلى قول القائل:
ما لا يدرك / لا يترك
.......................
أما الذين يتساءلون عن طفل بلغ عامين أو ثلاثة
ماذا يصنعون معه؟!
فأقول: أعظم الله أجركم
قد فاتكم القطار ..
فالطفل يعد ويعد له وهو في بطن أمه
بل، ولست مبالغا، وهو لا يزال نطفة في صلب أبيه
لا أقول هذا للتثبيط بل لشحذ الهمة
..........................
بالله عليك أخي اغفر لي
فقد أكون خرجت عن الموضوع
ولعلي أيضا سببت الضجر لبعض إخواني
ولكنها شجون أردت التنفيس عنها
فاقتنصت أن قالوا فتح الباب
فإن لم أنفس عنها بينكم فأين؟!
(للعلم: لم تزل هناك شجون في صدري ..
فلعلي عما قريب أسبب لكم الضجر مرة أخرى .. !! تقبلوا مزاحي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 01:32]ـ
أخي الكريم ... استعن بهذا الموقع الرائع:
http://www.ahlallah.net
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 04:08]ـ
[
السؤال
UOTE= أبو الديم المصري;129888] [ CENTER].......................
أما الذين يتساءلون عن طفل بلغ عامين أو ثلاثة
ماذا يصنعون معه؟!
فأقول: أعظم الله أجركم
قد فاتكم القطار ..
فالطفل يعد ويعد له وهو في بطن أمه
بل، ولست مبالغا، وهو لا يزال نطفة في صلب أبيه
لا أقول هذا للتثبيط بل لشحذ الهمة
..........................
أبو الديم المصري جزاك الله خيراً فقد أجدت وأفدت .......
ولعلك قصدت من عزاءك لنا أننا فوتنا على أنفسنا تلك الطريقة التي تكثر فيها الأم الحامل من تلاوة القرآن لأن الطفل يتأثر بذلك .. كما علمنا ذلك من دورات الشيخ يحيى الغوثاني وفقه الله ...
لكن هو أخي وليس ابني فلم يكن في بطني حتى أعمل تلك الطريقة ..
و تمنيت لو أطلت الكلام في هذا الجانب (سن الثانية والثالثة) فقد أختصرت اختصارأ لم يتضح فيه مقصدك على الوجه المطلوب ..
والشكر موصول لأبي منصور على الرابط المفيد ,,(/)
متى تُنفخ الروح؟ وهل هناك اختلاف بين العلم والدين فى هذا الشأن؟
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 12:40]ـ
السلام عليكم
كان الراسخ فى الاذهان ان الروح تنفخ فى الجنين بعد اربعة اشهر وعلى هذا ذهب جمهور اهل العلم فهما من حديث ابن مسعود فى الصحيحين (إن خلق احدكم ليجمع فى بطن امه اربعون يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ينفخ فيه الروح 000 الحديث
ولكننا الآن نسمع ان نفخ الروح بعد اربعين يوما وهناك من قال ان عند اربعين يوم يتحرك دون نفخ الروح وقاسوا ذلك على الجماد والشجر وكل متحرك ليس فيه روح حتى لايُطعن فى الحديث
فهل نجد من بيننا اطباء او طلاب علم يجمعوا بين رؤية الطب والدين
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:24]ـ
لطالما أن النبي (ص) أخبرنا أنه ينفخ فيه الروح بعد أربعين يومًا، فما حاجتنا لخرافات بعض العقول!؟
هناك من يقول أن النطفة تمكث في الرحم عشرة أيام فقط، ونقول له الحديث، ويقول العلم يقول كذلك!!
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:22]ـ
اخى الفاضل
معاذ الله أن ندع قول النبى صلى الله عليه وسلم لقول احد ولو اجتمع كل علماء الارض
ولكن اختلاف الفهم لحديث ابن مسعود سبب الاضطراب فالفهم السائد كان ان الروح تنفخ بعد اربعة اشهر كما سبق بيانه ونجد ان فقهاء السلف بنوا احكاما فقهية مترتبة على هذا الفهم ثم جاء من يقول من المعاصرين ان الحديث معناه ان تلك الاطوار النطفة والعلقة والمضغة ونفخ الروح فى الاربعين الاولى
فكان مقصدى من معرفة رأى الطب ليس لانه له الكلمة الاخيرة لنعرض عليه كلام النبى (معاذ الله) ولكن نظرا لاختلاف الفهم لحديث ابن مسعود فى الصحيحين
ولى ان اسألك اخى الفاضل
اين قال النبى ان الروح تُنفخ بعد اربعين يوما؟
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 04:19]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله مَلَكاً فيؤمر بأربع كلمات، ويُقال له: اكتُب عمله ورزقه وأَجَله وشقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما تكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة) متفق عليه
مناقشة توهم مخالفة ظاهر الحديث للطب:
أولا:مفهوم بعض الكلمات التى فى الحديث:
النطفة: النطفة هى الماء القليل و لو قطرة والمقصود هنا البييضة الملقحة بالحيوان المنوى. العلقة: العلقة مشتقة من علق، وهوالتعلق بالشىء، والا لتصا ق به كما يطلق على الدم الجامد.
المضغة: المضغة هى قطعة اللحم قدر ما يمضغ الماضغ.
ثانيا: الظاهرالموهوم للحديث:
يظهر أن المني يبقى 40 يوماً، ثم العلقة 40 يوماً (ومجموعهما 80 يوماً) ثم المضغة 40 يوماً (ومجموعهم 120 يوماً)، و هذا ما ذهب إليه مفسرو الحديث فقالوا بجواز الاجهاض (في حالات معينة) خلال الأربعة شهور الأولى.
ثالثا: قول الطب فى شأن هذا الظاهر الموهوم:
اكتشف العلم أن مرحلة النطفة بين 6 إلى 7 أيام وهو طور البييضة الملقحة (الزيجوت) بتطوراتها العديدة و ينتهى هذا الطور بتعلق الزيجوت ببطانة الرحم فى نهاية الأسبوع الأول من التلقيح و من ثم يتحول إلى طور جديد وهو طور العلقة. وطور العلقة 14يوم يبدأ في اليوم 15 وينتهي في اليوم 23 أو 24 و شكل الجنين فى هذا الطور كالعلقة،و العلقة هى دودة تعيش فى البرك , تلتصق بالحيوانات و تمتص دمائهم، والجنين يظهر خلال الأسبوع الثالث له كنقطة دم حمراء جامدة تأخذ شكل الدودة التى تمتص الدماء،و تعيش فى الماء، و يتشابه الجنين معها فى قوة تعلقه بجدار الرحم و حصوله على غذائه من امتصاصه للدم وبما أن الدماء تتكون داخل الأوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير متحرك في الأوعية الدموية معطية إياه مظهر الدم المتجمد حيث يتكامل طور العلقة بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة العلقة لتي تعيش في الماء، ويتعلق في جدار الرحم بحبل السرة، ومرحلة المضغة 21 يوما مع تفاوت زمني قدره بضع ساعات من جنين لآخر يبدأ هذا الطور في اليوم الرابع والعشرين
(يُتْبَعُ)
(/)
أو الخامس والعشرين و هذا الطور ينتهي بنهاية الأسبوع السادس،ويتراوح حجم الجنين من حجم حبة القمح إلى حجم حبة الفول،و هو القدر الذي يمكن مضغه،و يبدو سطحه من الخارج، و قد ظهرت عليه النتوءات أو الكتل البدنية بحيث يبدو،و كأنه شىء لاكته الأسنان تماماً لكن لا شكل فيه، و لا تخطيط يجعله يدل على أنه جنين إنسانى لكن الجنين يظل يتحول و يتغير من ساعة إلى أخرى حيث تظهر عليه فى النصف الثانى من هذا الطور براعم اليدين و الرجلين و الرأس و الصدر و البطن كما تتكون معظم براعم أعضائه الداخلية، و مع احتفاظه بالشكل الخارجى المشابه لمادة ممضوغة يصدق عليه أنه مخلق،و غير مخلق فحصيلة الأطوار الثلاث النطفة والعلقة والمضغة 42 يوماً وليس 120يوم فالقول بأن النطفة تستغرق 40 يوما والعلقة 40 يوما والمضغة 40 يوما ينافي تمامًا الحقيقة المشهودة علمياُ، ويقول د/ بوكاى: وصف تطور الجنين في هذا الحديث لا يتفق مع المعلومات العلمية الحديثة.
رابعا: سر موهم التعارض بين الطب وهذا الحديث:
هو عدم الجمع والتوفيق بين كل روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن جمعاُ مرضياُ لايناقض الحس،ولايخالف الواقع الصريح فالذي قال هذا الحديث هو الذي قال: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة , بعث الله إليها ملكاً فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها , ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضى ربك ما شاء و يكتب الملك). رواه مسلم ومن العلماء من جمع روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن ولكن هذا الجمع يناقض الحس والمشاهد ويخالف الواقع الصريح،وهذا وقع فيه علماء كما وقع فيه ابن القيم فى شفاء العليل حيث قال رحمه الله:وكثير من الناس يظن التعارض بين الحديثين،ولا تعارض بينهما بحمد الله وأن الملك الموكل بالنطفة يكتب ما قدره الله سبحانه على رأس الأربعين الأولى حتى يأخذ فى الطور الثانى وهو العلقةوأما الملك الذي فيه فإنما ينفخها بعد الأربعين الثالثة فيؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله و شقاوته وسعادته وهذا تقدير آخر غير التقدير الذي كتبه الملك بالنطفةالموكل ا. هـ وسبب ذلك كلمة مثل ذلك (أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك).
خامسا: إزالة موهم التعارض بين الطب وهذا الحديث:
عند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن،وأخص الحديث السابق: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة , بعث الله إليها ملكاً فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها , ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضى ربك ما شاء و يكتب الملك). فهذا الحديث ذكرأن مرحلة النطفة والعلقة والمضغة، وتخلق العظام ثم كسوة العظام باللحم (العضلات) و حدد زمن هذه الأطوار بأربعين يوما، وعلى هذا فـ"مثل ذلك" الأولى فى الحديث الأول أى مثل ضعف وقت النطفة وهو أربعة عشر يوما و"مثل ذلك" الثانية أى مثل وقت النطفة والعلقة وهو 21 يوما،ويمكن أن يقال أن هناك كلمة فى مقدرة أى فى مثل ذلك،وعلى هذا فذلك تعود على الأربعين يوما.
وخلاصة القول أن مجموع الأطوار الثلاثة هو أربعون يوماولاخلاف بين العلم والدين والحمد لله رب العالمين.
منقول من بحثي على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=107322#post10 7322
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 09:12]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى كل خير:
وللتوضيح فحسب:
قال الإمام مسلم في كتاب القدر، باب 1:
6893 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِىُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبِى وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ قَالُوا حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً ثُمَّ يَكُونُ فِى ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِى ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِى لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا». تحفة 9228 - 2643/ 1
وقال في الباب نفسه أيضا:
6896 - حَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ الْمَكِّىِّ أَنَّ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ الشَّقِىُّ مَنْ شَقِىَ فِى بَطْنِ أُمِّهِ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ. فَأَتَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَالُ لَهُ حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الْغِفَارِىُّ فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ وَكَيْفَ يَشْقَى رَجُلٌ بِغَيْرِ عَمَلٍ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ أَتَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكاً فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا ثُمَّ. قَالَ يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى فَيَقْضِى رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ أَجَلُهُ. فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ يَا رَبِّ رِزْقُهُ. فَيَقْضِى رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِى يَدِهِ فَلاَ يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلاَ يَنْقُصُ». تحفة 9327، 3298 - 2645/ 3
وقد بحث أبي رحمه الله - وكان طبيبا جراحا - هذه المسألة منذ خمسة وعشرين عاما مع مفتي الإمارات، وانتهيا إلى أن حديث عبد الله بن مسعود رصي الله عنه يشير إلى مراحل تتابع وتتداخل:
فالأربعون الثانية تبدأ بعد بدء الأربعين الأولى بيوم أو أكثر، وكذلك تبدأ الأربعون يوما الثالثة بعد ذلك أيضا، فيكون المجموع نيف وأربعون
وينبغي أن تراجع أيضا رواية أبي بكر بن أبي عاصم لهذا الحديث في السنة، فإن لم أكن وهمت، والكتاب ليس تحت يدي الآن، ساعة كتابة هذه السطور، فقد رواه عن خمسة من شيوخه، منهم أبو الطاهر (إن لم أكن وهمت)، بلفظ (خمسة وأربعون يوما) بهذا الإسناد سواء
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 02:55]ـ
ما درسناه بكلية الطب هو أن مرحلة الطفة تأخذ ستة أيام،وتبدأ النطفة الملقحة في الانغراس بجدار الرحم في اليوم السادس،وهي التي تسمى علقة لتعلقها بجدار الرحم وأخذها شكل دودة العلقة، وفي اليوم الخامس أو السادس والعشرين تتحول هذه العلقة لمضغة؛ لأن شكلها شبيه بما يمضغ شكلا وحجما فكل المراحل الثلاثة تحدث خلال الأربعين أو الخمس و أربعين يوما،وفي الأسبوع السادس يبدأ القلب في التكوين أي أن مرحلة المضغة انتهت تماما
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 03:33]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
اخى الفاضل ربيع لم افهم شرحكم للفظ (ثم يكون مثل ذلك) وهو سبب مايُوهم التناقض فهل تكرمت بمزيد إيضاح
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 04:48]ـ
يتضح معنى مثل ذلك بتقدير محذوف، و هو حرف العطف في فيصير المعنى في مثل ذلك، و إن قيل الأصل في الكلام عدم الحذف قلنا قرينة الحس والمشاهدة تدل على صحة تقدير محذوف هاهنا فإذا وضع حرف الجر في لصار الكلام واضح المعنى لا إشكال فيه بين الطب و الدين خاصة أن مراحل تتطور الجنين بعد الميكروسكوب الإلكتروني صارت واضحة ليست على سبيل تجارب أو التخمين فبإمكان الأطباء رؤية مراحل الجنين عينا،وعند رؤية مراحل الجنين عينا أي بالحس يتضح أن الثلاث مراحل النطفة والمضغة والعلقة كلهم في الخمس وأربعين يوما
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 12:25]ـ
احسنتم بارك الله فيكم وزادكم من فضله(/)
إعلام المنصفين باستحالة التعارض الطب والدين
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 01:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
وبعد:
فإننا نجد أعداء الإسلام يتربصون بنا ليل نهار،ويريدون بذر الشكوك لدينا على التمسك بالإسلام، ويسعون إلى ذلك بشتى الطرق من التشكيك في مصدرية الإسلام، و الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم،و الطعن في القرآن الكريم،والطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .... ومنهج هؤلاء فى بذر الشكوك هو الكذب والتحريف والمغالطة فى الاستدلال وسوء الفهم للنصوص الشرعية من كتاب وسنة، ومن أمثلة المغالطة وسوء الفهم للنصوص الشرعية ما توهمه أعداء الإسلام –وللأسف بعض من ينتسب إلى الإسلام توهم ذلك- من أن هناك بعض الأحاديث الثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تخالف ما يدرس فى علم الطب فوجدوا من هذا التوهم أخصب المجالات في تحقيق هدفهم البغيض؛ لأنه بإثبات وجود خطأ علمى فى القرآن أو السنة-وهذا لن يكون أبدًا – يكون حجة لهم على الطعن فى مصدرية الإسلام، و الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ... ،وسبب هذا التوهم سوء ظنهم بالإسلام،وحرصهم على الطعن فيه،وعدم فهمهم لدين الإسلام، وعدم إلمامهم بعلوم الشرع، وكيفية استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة وغيرهما من أدلة الأحكام، وعدم تنقيحهم الأخبار وأخذ كل الروايات الضعيفة والصحيحة والموضوعة .. ولما رأيت أن الأعداء قد أكثروا من الطعن فى الرسالة المحمدية من خلال إثبات أن هناك كلاماً منسوباً إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم – يخالف الطب فعزمت على كتابة كتابٍ فى الرد على هذه الافتراءات و أسميته ((إعلام المنصفين باستحالة تعارض الطب والدين)) وكان هذا الكتاب مكونا من الأبواب الآتية:
الباب الأول: تأصيل قاعدة لاتعارض بين علم صريح ونقل صحيح
الباب الثانى: أسباب توهم التعارض بين العلم والدين
الباب الثالث: الدين حاكم على العلم
الباب الرابع: إزالة موهم التعارض بين الطب وبعض الأحاديث. وكان الهدف من الكتاب هوبيان عدم تعارض الطب والدين،وإزالة موهم التعارض بين الطب وبعض الأحاديث الثابتة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فما كان من توفيق فمن الله،وما كان من خطأ أو نسيان فالله ورسوله منه براء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه ربيع أحمد سيد حامدا الله ومصليا على نبيه - صلى الله عليه وسلم- إمبابة يوم الأربعاء 4 ذى الحجة سنة 1426 هجريًا الموافق 4 يناير سنة 2006 م.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:10]ـ
اعلم أيها الأخ الكريم أن الله هو العليم المحيط علمه بكل شىء، فعلمه محيط بجميع العالم السفلى والعلوى، وما فيه من المخلوقات ذواتها وأوصافها وأفعالها وجميع أمورها فلا يخفى عليه شىء من الأشياء قدأحاط علمه بالماضى والحاضر والمستقبل سبحانه وتعالى، لايخفى عن علمه زمان ولا مكان قال تعالى: ((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم)) [البقرة من الآية 282]،والله خالق كل شىء قال تعالى: ((ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) [الأنعام: 102]،وبما أن الله خالق كل شىء فهوخالق الطب فيستحيل أن يخبر خالق الطب بما ليس فيه أو أن يخبر سبحانه وتعالى عن شىءفى الطب،ويأتى علم الطب فينقضه، وقد قال تعالى: ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) [الملك: 14] أى ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشئونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم (التفسير الميسر)،ويقول العلامة السعدى فى تفسيره: فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه، كيف لا يعلمه؟! ((وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) الذي لطف علمه وخبره، حتى أدرك السرائر والضمائر، والخبايا [والخفايا والغيوب]، وهو الذي ((يعلم السر وأخفى)) ومن معاني اللطيف، أنه الذي يلطف بعبده ووليه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر، من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب، بأسباب لا تكون من [العبد] على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة ا. هـ وبما أن رسول الله مخبر عن الله باللفظ (القرآن) وبالمعنى (السنة) فلا يمكن أن يخبر رسول الله عن شىء،ويأتى العلم فينقضه؛لأن هذا معناه نقض الوحى الذي هو من الله،وقال شيخ الإسلام ابن تيمية فى (درء التعارض بين العقل والنقل):وما أثبته السمع الصحيح لم ينفه عقل صريح،وحينئذ فلا يجوز أن يتعارض العقل الصريح والسمع الصحيح (القرآن والسنة الثابتة)،وإنما يظن التعارض من غلط فى مدلولهما أو مدلول أحدهما ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:17]ـ
أيهاالإخوة: إن توهم التعارض بين الطب والدين له أسباب وهى:
1 - عدم ثبوت النقل من قرآن أو سنة ثابتة، وصحة قول أهل الطب كمن يستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة على مسائل تخالف الطب،ولا يحتج بحديث ضعيف، و مثال ذلك قضية أكل الدود جسد الميت فتجد دعاة يقولون بأن جسد الميت يأكله الدود،ويستندون إلى ذلك بأحاديث ضعيفة لا يحتج بها منها ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (فأكثروا من ذكر هاذم اللذات فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه قال يقول أنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود) الحديث ضعيف فى ضعيف الجامع رقم 1231،وضعيف جدا فى مشكاة المصابيح رقم 5352،وضعيف جدا فى صحيح وضعيف الترغيب والترهيب رقم 1944 .... فالدليل لايصح ثم إنه لا دلالة فيه على أكل الدود الإنسان الميت فغاية ما فيه إثبات أن فى القبر دود (أى أن هناك خطأ فى المدلول) والقول بأكل الدود الإنسان الميت خطأ علمى فاحش،فالإنسان عندما يموت يحدث لجثته تحلل ذاتى autolysis وهو عبارة عن تفتيت وإذابة تراكيب الخلايا بفعل إنزيمات الجسم الحال lysosome الموجودة فى الخلايا،وبفعل البكتيريا التى توجد فى جسد الميت نفسه فتنتج هذه البكتيريا بعد وفاة الإنسان إنزيمات تذيب الأنسجة الرخوة soft tissues للجسد من إنزيمات تذيب بروتينات و دهون ونشويات الجسد (جزيئات كبيرة)،وتحولها لمواد بسيطة (جزيئات صغيرة) حتى يسهل امتصاصها،وكذلك البكتيريا التى تكون فى الجو أو فى التربة (بكتيريا الترمم) تتخذ من جسد الميت غذاء لها بتحويل جزيئات كبيرة من بروتينات ودهون ونشويات إلى جزيئات صغيرة من أحماض أمينية وجلوكوز وأحماض دهنية وجلسرين،وثبت علمياً أن الجسد عندما يتحلل تخرج منه روائح كريهة وهى عبارة عن غازات التعفن putrefactive gases وهى غاز ثانى أكسيد الكربون والميثان والأمونيا وكبريتيد الهيدروجين،وهذه الروائح الكريهة تجذب الذباب إلى المكان الذى تنبعث منه الرائحة فيأتى إليه الذباب،فيضع الذباب بيضه عند فتحات الكائن الميت من فم وشرج .. فيخرج من هذا البيض يرقات تشبه الدود مظهرًا فالذى يرى على أجساد الأموات كأنه دود ليس بدود ولكنه يرقات ذباب،وتجد ذلك كثيرًا فى المناطق التى يكثر فيها القمامة وموت القطط والكلاب وغير ذلك،وقد تجد ذلك على الأطعمة المتعفنة أو القمامة النتنة أو الجروح والالتهابات التى تخرج منها روائح كريهة كالتهابات الأذن الصديدية فيظن الناس أن الأذن تفرز دودًا،ومما سبق يتبين أن القول بأكل الدود جسد الميت قول غير صحيح يبطله العلم (لمزيد من من التفصيل اقرأ فى كتب الطب الشرعى تحت عنوان العلامات المتأخرة للموت delayed signs of death وموضوع تغيرات ما بعد الوفاة postmortum changes وفى كتب علم الطفيليات تحت موضوع النغف myiasis وكتب علم الأنسجة تحت موضوع autolysis postmortum وفى كتب علم الكائنات الدقيقة تحت موضوع saprophytic bacteria ، وفى كتب علم الأحياء تحت موضوع decompsors) .
2- ثبوت النقل وخطأ الفرض الطبى فإذا تعارض العلم تعارضًا أكيدا مع القرآن أو السنة بحيث لايمكن الجمع قدم القرآن والسنة عليه،ونقطع بأنه ليس بعلم ولكنه وهم فالعلم يتطور ويتغير بل ويتقلب فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بأنه صحيح ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ فعلى أهل الطب أن يبطلوا كل فرض طبى خاطئ، ومن أمثلة ذلك: مسألة خلق لحم الإنسان قبل عظمه التى نفاهاالعلم الحديث بعد تطور أساليب البحث،و استطاعتهم تصوير مراحل تطور الجنين داخل رحم الأم،وكانت قبل ذلك تتعارض مع نص القرآن تعارضًا بيناً قال تعالى: ((ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)) [المؤمنون: 14] يقول الدكتور شريف كف الغزال فى الأجنة بين العلم والقرآن: إن مصطلح العظام الذي أطلقه القرآن الكريم على هذا الطور هو المصطلح الذي يعبر عن هذه المرحلة من حياة الجنين تعبيرًا دقيقًا يشمل المظهر الخارجي، وهو أهم تغيير في البناء الداخلي،وما يصاحبه من
(يُتْبَعُ)
(/)
علاقات جديدة بين أجزاء الجسم واستواء في مظهر الجنين، ويتميز بوضوح عن طور المضغة الذي قبله، قال تعالى: ((فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)) (المؤمنون: 14). وتكَوُّن العظام هو أبرز تكوين في هذا الطور؛ حيث يتم الانتقال من شكل المضغة الذي لا يرى فيه ملامح الصورة الآدمية إلى بداية شكل الهيكل العظمي في فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز أياما قليلة خلال نهاية الأسبوع 6 (ولهذا استعمل حرف العطف "ف" الذي يفيد التتابع السريع)، وهذا الهيكل العظمي هو الذي يعطي الجنين مظهره الآدمي بعد أن يكسى باللحم (العضلات) وتظهر العينان والشفتان والأنف، ويكون الرأس قد تمايز عن الجذع والأطراف، وهذا مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مرّ بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا ربّ أذكر أم أنثى؟ " صحيح مسلم. بعد أن يمر على النطفة 42 ليلة (6 أسابيع) يبدأ التصوير فيها لأخذ الشكل الآدمي بظهور الهيكل العظمي الغضروفي، ثم تبدأ الأعضاء التناسلية الظاهرة بالظهور فيما بعد (الأسبوع 10).وفي الأسبوع السابع تبدأ الصورة الآدمية في الوضوح؛ نظراً لبداية انتشار الهيكل العظمي، فيمثل هذا الأسبوع (ما بين اليوم 40 و45) الحد الفاصل ما بين المضغة والشكل الإنساني. ومن أمثلة ذلك أيضا قضية إبصار العين للأشياء فقد كان العلماء يعتقدون أن العين تبصر بذاتها وهذا يخالف قوله تعالى: ((َجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً)) [الإسراء: 12] فقد وصف الله سبحانه وتعالى النهار بأنه مبصر،وقد أثبت العلم أن ضوء الشمس ينعكس على الأشياء ثم تدخل أشعة النور إلى العين فتبصر فالعين تبصر بالضوء الذى ينعكس على الأشياء الموجودة أمامها فيدخل إلى العين فإذا ذهب هذا الضوء وجاء الظلام فإن العين لا تبصر.
3 - وعند ثبوت النقل والطب فإن التعارض يكون بسبب غلط فى مدلولهما أو مدلول أحدهما،أى بسبب سوء الفهم - وسوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل شر فى الإسلام- وسوف نتناول الأمثلة عليه،وعلى بعض الأحاديث التى يتوهم مخالفتها للعلم فى الباب الرابع.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:36]ـ
أيها الإخوة: إن ما يخبربه العلم عن الأشياء نوعان فمن العلم ما هو قطعى وما هو ظنى؛ لأن أصحاب هذه العلوم بشر ليسوا هم الذين خلقوا الموجودات ليعلموا حقيقتها فعلم البشر بالأشياء قد يكون قطعياً، وقد يكون ظنياً أما ما يخبر به الله عن الأشياء فهو إخبار لايتطرق إليه أدنى شك؛لأن الله خلق الموجودات،والخالق أعلم بخلقه،قال تعالى: ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) [الملك: 14] وما من شىء أخبر عنه الله إلا وهوحق،ويستحيل أن يخبر الله عن شىء،ويأتى العلم فينقضه؛ لأن معنى أن الله يخبر عن شىء،وينقضه العلم أن علم الله بالأشياء فيه نقص،وهذا باطل؛لأن الله بكل شىء عليم قال تعالى: ((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [البقرة من الاية 282] وكلمة عليم مشتقة من العلم،والعلم هو إدراك الشىء على حقيقته فإخبار الله عن الأشياء يستحيل أن يخالف حقيقتها وأبضا ما أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يستحيل أن يخالف العلم؛لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق إلا بما أوحى الله إليه سواء كان الوحى باللفظ وهو القرآن أوالوحى بالمعنى وهو السنة،وقد قال الله سبحانه وتعالى: ((وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)) [النجم: 3 - 4] فالله يخبر عن رسوله أن كل ما ينطق به رسوله وحى من السماء فتكذيبه فى أى خبر يعتبر تكذيب لله فلا يصح أبدا عدم تصديق الرسول فى شىء مما أخبر،وإذا تعارض ما يخبر به العلم عن شىءتعارضًا بينًا مع ما يخبر به القرآن أو السنة عن نفس الشىء بحيث لايمكن الجمع قدم القرآن والسنة عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقطع بأنه ليس بعلم ولكنه وهم فالعلم يتطور ويتغير بل ويتقلب، فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بأنه صحيح ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ. فإذا كان هذا هو حال العلم فكيف يمكننا تقديمه عليهما عند التعارض؟؟! يقول الشيخ محمد حامدفى (ردود على أباطيل): ما فتئ العلم الحديث يتحفنا فى الحين بعد الحين بطرفه ويطالعنا بنظرياته ويكشف الغطاء عن كثير من المحجوبات الكونية فيسدى إلينا أيادى بيضاء نقدرها له أتم التقدير،والدين الإسلامى أخو العلم الصحيح وقرينه دعا إليه بنصوصه الكثيرة المعلومة لكل من ينظر فى القرآن الكريم نظرة إمعان وروية ويقرأه قراءة تدبر وتفكر .... غير أن هذه النظريات التى يطلع بها علينا أصحابها فى الفينة بعد الفينة متفاوتة الثبوت فبعضها مقطوع به،ولا سبيل إلى جحده وإنكاره وبعضها ما يزال قيد الدرس وبعض آخر وقع الانصراف عنه لخطأ القول به وقد كان محسوبًا لأصحابه من الحقائق ا. هـ.
أيها الإخوة:
إن من عقيدتنا تصديق الله فى كل ما أخبر،وتصديق نبيه فى كل ما أخبر فكل ما أخبر به الله حق لا يتطرق إليه الكذب، و ما أخبر به نبيه-صلى الله عليه وسلم- حق لا يتطرق إليه الكذب،وإن من لوازم تصديقنا الله فيما أخبر، و رسوله فيما أخبر هو عدم تقديم العلم على الكتاب أو السنة،ولذلك عند وجود تعارض بين العلم والدين بحيث لا يمكن التوفيق بينهما يقدم الدين؛لأن كلام الله ورسوله حق أما ما يخالف كلام الله ورسوله فهو باطل لا يثبت فالقرآن والسنة ُيحكمان فى العلم أما العلم فلا ُيحكم فى القرآن أو السنة،والتاريخ يشهد أنه ما وجد تعارض بين العلم والدين بحيث لا يمكن التوفيق بينهما إلا كان قول الدين هو الحق،وقول العلم خطأ ومن أمثلة ذلك قضية ثبوت الشمس التى كان علماء الفلك يعتقدونها، و قد أنكرها العلماء مؤخرُا وكانت تتعارض تعارضُا بينُا مع القرآن حيث يقول تعالى ذكره ((وَ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) [يس: 38] ولكن أين هو مستقر الشمس الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا))؟ إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفئ، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأمريكية ( nasa) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض - إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ)) [الأعراف: 187].
خلاصة الباب:
العلم لايحكم الشرع،ولكن الشرع حاكم وليس محكوماً عليه.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:53]ـ
1 - قضية نفى العدوى:
هناك أحاديث ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفى العدوى منها قوله - صلى الله عليه وسلم - لا عدوى ولا نوء ولا هامة فقال أعرابي يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها قال فمن أعدى الأول؟ (صحيح مسلم رقم 2220)، و العلم يثبت العدوى.
مناقشة قضية نفى العدوى:
أولاُ:
مفهوم العدوى لغةً:
قال ابن منظور فى لسان العرب: الإعداء إعداء الجرب،و أعداه الداء يعديه إعداءاُ جاوز غيره إليه، وقيل هو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء،و أعداه من علته وخلقه،و أعداه به جوزه إليه والاسم من كل ذلك العدوى وفي الحديث لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا طيرة ولا غول أي لا يعدي شيء شيئا وقد تكرر ذكر العدوى في الحديث وهو اسم من الإعداء كالرعوى والبقوى من الإرعاء والإبقاء،و العدوى أن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل أخرى حذارًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه فقد أبطله الإسلام؛ لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى فأعلمهم النبي أن الأمر ليس كذلك،وإنما الله تعالى هو الذي يمرض،وينزل الداء،ولهذا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في بعض الأحاديث،وقد قيل له إن النقبة تبدو بمشفر البعير فتعدي الإبل كلها فقال النبي للذي خاطبه فمن الذي أعدى البعير الأول؟ أي من أين صار فيه الجرب؟ قال الأزهري العدوى أن يكون ببعير جرب أو بإنسان جذام أو برص فتتقي مخالطته أو مؤاكلته حذار أن يعدوه ما به إليك أي يجاوزه فيصيبك مثل ما أصابه ويقال إن الجرب ليعدي أي يجاوز ذا الجرب إلى من قاربه حتى يجرب وقد نهى النبي مع إنكاره العدوى أن يورد مصح على مجرب لئلا يصيب الصحاح الجرب فيلحق صاحبها العدوى،و العدوى اسم من أعدى يعدي فهو معد ومعنى أعدى أي أجاز الجرب الذي به إلى غيره أو أجاز جربًا بغيره إليه وأصله من عدا يعدو إذا جاوز الحد و تعادى القوم أي أصاب هذا مثل داء هذا.
ثانياُ:
مفهوم العدوى شرعا:
وإليك بعض أقوال علماء المسلمين:
قال المناوى فى التعاريف: العدوى بالفتح اسم من الإعداء وهو أن تجاوز العلة صاحبها إلى غيره،ومنه حديث لا عدوى أي لا يعدي شيء شيئا.
قال ابن حجر فى الفتح: المراد بنفي العدوى أن شيئا لا يعدى بطبعه نفيا لما كانت الجاهلية تعتقده أن الأمراض تعدي بطبعها إضافة إلى الله فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم اعتقادهم ذلك وأكل مع المجذوم ليبين لهم أن الله هو الذي يمرض ويشفي ونهاهم عن الدنو منه ليبين لهم أن هذا من الأسباب التي أجرى الله العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها ففي نهيه إثبات الأسباب وفي فعله إشارة إلى أنها لا تستقل بل الله هو الذي إن شاء سلبها قواها فلا تؤثر شيئا وإن شاء أبقاها فأثرت ويحتمل أيضا أن يكون أكله صلى الله عليه وسلم مع المجذوم أنه كان به أمر يسير لا يعدي مثله في العادة إذ ليس الجذمي كلهم واحد. قال أبو محمد شمس الحق آبادى فى عون المعبود: لا عدوى نفي لما كانوا يعتقدونه من سراية المرض من صاحبه إلى غيره.
قال أبو العلا المباركفورى فى تحفة الأحوذي: قوله لا عدوى بفتح فسكون ففتح قال في القاموس إنه الفساد وقال التوربشتي العدوي هنا مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره يقال أعدى فلان فلانا من خلفه أو من غرته وذلك على ما يذهب إليه المتطببة في علل سبع الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية،وقد اختلف العلماء في التأويل فمنهم من يقول المراد منه نفي ذلك وإبطاله على ما يدل عليه ظاهر الحديث والقرائن المسوقة على العدوى وهم الأكثرون ومنهم من يرى أنه لم يرد إبطالها فقد قال صلى الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك من الأسد وقال لا يوردن ذو عاهة على مصح وإنما أراد بذلك نفي ما كان يعتقده أصحاب الطبيعة فى أن العلل المعدية مؤثرة لامحالة فأعلمهم بقوله هذا أن ليس الأمر على ما يتوهمون بل هو متعلق بالمشيئة إن شاءالله كان وإن لم يشأ لم يكن،ويشير إلى هذا المعنى قوله فمن أعدى الأول؟ أي إن كنتم ترون أن السبب في ذلك العدوى فمن أعدى الأول؟ ..
ثالثاُ: مفهوم العدوى فى العلم:
هو تضاعف عامل ممرض داخل الجسم (علم الكائنات الدقيقة الطبى Medical microbiology لجامتز وميلنك وأدلبرج).
أوهو عملية دخول وتضاعف الكائن الدقيق الممرض داخل الجسم (أساسيات فى علم الكائنات الدقيقة الطبية Foundations in medical microbiology لكاثلين وأرثور). و دخول و تضاعف العامل الممرض داخل الجسم يمثل العدوى (موجز علم الأمراض Concise pathology لباراكراما وكليف).
أو هو عملية غزو ميكروبى للجسم ويدخل الطفيل فى علاقة مع المضيف (علم الكائنات الدقيقةالطبى Medical microbiology لقسم الكائنات الدقيقة و المناعة بطب عين شمس سنة2004).
رابعاُ: سر موهم التعارض بين الطب وهذه الأحاديث:
1 - هو عدم الجمع والتوفيق بين كل روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى فعند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى يتبن أنه لا تعارض وأن العلم لا يخالف الدين.
2 - عدم فهم مدلول روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى،وعند فهم مدلول روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى فهما صحيحا يظهر إعجاز ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى شأن العدوى.
خامساُ:
إزالة موهم التعارض بين الطب وبين الأحاديث التى فى شأن العدوى:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى نجد إثبات وجود العدوى كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: لا يورد الممرض على المصح (صحيح مسلم رقم 2221) وقوله صلى الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك من الأسد (حديث فى الصحيحة رقم 783)، وقوله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول؟ أى من سبب العدوى؟. من هنا يتبين أن نفى العدوى ليس نفى وجود، وخبر لا النافية للجنس مقدر، وتقديره مؤثرة بطبعها أو بذاتها أى إنما العدوى تحصل بقدر الله تعالى،وبقدرته فإذا شاء جعل هذه الأسباب (سبب المرض) سارية .. وإن شاء سلبها قدرتها على التأثير،و هذا ماقاله كثير من علماء المسلمين نفياُ لما كانت الجاهلية تعتقده أن الأمراض تعدي بطبعها،فلا تعارض بين العلم والدين أصلا فى هذا.
2 - عند فهم مدلول روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى فهمًا صحيحًا يظهر إعجاز ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى شأن العدوى. و من هذا الفهم:التفريق بين العدوى والمرض المعدى فالعدوى infection عبارة عن دخول الميكروب وتضاعفه وتكون الأنسجة التالفة قليلة, وليس لها أعراض طبية ظاهرة أو واضحة أما المرض المعدى disease infectious فهو حدوث مرض (تلف كبير فى الأنسجة) بسبب ميكروب أوطفيل فكل مرض معدٍ سببه عدوى،وليست كل عدوى تؤدى إلى مرض معدٍ،و هذا واضح فى قوله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول؟ حيث أثبت أن هناك مسبباُ للعدوى، وفى الحديث نفى للعدوى فى قوله لا عدوى،والنفى هنا نفى تأثير العدوى فكثيراً ما يصاب الإنسان بعدوى،ولا يمرض فقلة من العدوى هى التى تنتهى بمرض طبى clinical disease ( انظر kasr Aini manual of medical microbiology and immunology الجزء الأول صفحة 71 سنة2000 طبعة أولى وانظر إلى lecture note in pathology الجزء الأول لقسم علم الأمراض طب عين شمس سنة 2003) وأيضا فى قوله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول؟ اثبات أن للعدوى مسبِباً،وهنا مسبب عدوى الجرب هو طفيل،والسؤال بمن التى تسأل عن العاقل ليبين أن هذا المسبب للمرض يقصد العدو على الجسم كالشخص الذي يقصد الاعتداء على آخر فيحشد له قواه،و حشد قوى الطفيل لإحداث العدوى تسمى القدرة على الإعداء infectivity وحشد قوى الطفيل لإمراض الجسم تسمى القدرة على الإمراض أو الإعلال pathogenicity و هذا ما حدث للإبل التى أصيبت بالجرب scabies فكان مسبب الجرب لديه قدرة على الإمراض فحدث المرض بقدر الله،وأيضا فى قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى أى ليست العدوى فقط السبب فى حدوث المرض فهناك عوامل قدرها الله لحدوث المرض، وهى عوامل بالنسبة للكائن المتطفل: القدرة على غزو أنسجة الجسم،و القدرة على الإمراض،و القدرة على توليد سموم.وهناك عوامل بالنسبة للمضيف (الشخص الذى يغزوه الطفيل) وهى المقاومة المناعية الطبيعية والمكتسبة فالقول بأن العدوى فقط هى السبب فى حدوث المرض جهل بحقائق الأشياء،وأيضا فى قوله صلى الله عليه وسلم لاعدوى أى ليس فقط وجود مصدرالعدوى infection source يسبب حدوث العدوى فقد يتواجد أحدنا مع مريض بمرض معدٍ،ولا تحدث العدوى،ومصدر العدوى هو جسم إنسان أوحيوان توجد فيه الميكروبات بكميات كبيرة وتخرج مع الإفرازات إلى خارج الجسم حتى إذا وجدت الظروف البيئية المناسبة،وانتقلت إلى أشخاص آخرين،واستطاعت أن تتغلب على مقاومة الجسم فإنها تسبب لهم المرض (الصحة العامة وطب المجتمع للدكتور جبر متولى سيد أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب الأزهر سنة 2002) فيلزم من حدوث المرض المعدى وجود مسبب المرض الميكروب أو الفيروس أو الطفيل،ووجود مصدر العدوى،وطريقة خاصة لخروج مسبب المرض من مصدر العدوى إلى خارج الجسم،وطريقة خاصة تنتشر بها العدوى كالرذاذ والطعام والشراب والملامسة وتوافر مدخل خاص لمسبب المرض إلى جسم إنسان آخر، وجسم تغزوه هذه المسببات للمرض وتتضاعف فيه، و أيضا لاعدوى أى لا تأثير وقتى للعدوى التى تتسبب فى إحداث مرض بل هناك فترة حضانة،وهى الفترة بين دخول الكائن وظهور أعراض المرض ففى الجذام تتراوح من 5 إلى 10 سنين،وفى السعار من شهر إلى ثلاثة شهور وفى الحصبة أسبوع أما الجذام فأنواع، و النوع المعدي هو الجذام ذو الورم الجذامي، أو الجذام الأسدي؛ الذي يشبه فيه وجه المجذوم وجه الأسد وأن
(يُتْبَعُ)
(/)
الجذام الدرني غير مُعدٍ إلا فيما ندرو نسبة قليلة لا تتجاوز من المخالطين للمجذومين خلطة شديدة هم الذين تظهر عليهم آثار مرض الجذام وعلى ماثبتناه يحمل حديث إدخال النبى يده مع المجذوم فى القصعة وقوله له كل ثقة بالله وتوكلاً عليه ولاشك أن رفع إيمان المريض،وحسن ظنه بالله تقوى مناعته،وتجعله أكثر قدرة على تحمل المرض؛ لأن ذلك يرفع طاقته الحيوية فتزداد القدرة على مقاومة المرض.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 02:56]ـ
1 - قضية نفى العدوى:
هناك أحاديث ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنفى العدوى منها قوله - صلى الله عليه وسلم - لا عدوى ولا نوء ولا هامة فقال أعرابي يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها قال فمن أعدى الأول؟ (صحيح مسلم رقم 2220)، و العلم يثبت العدوى.
مناقشة قضية نفى العدوى:
أولاُ:
مفهوم العدوى لغةً:
قال ابن منظور فى لسان العرب: الإعداء إعداء الجرب،و أعداه الداء يعديه إعداءاُ جاوز غيره إليه، وقيل هو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء،و أعداه من علته وخلقه،و أعداه به جوزه إليه والاسم من كل ذلك العدوى وفي الحديث لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا طيرة ولا غول أي لا يعدي شيء شيئا وقد تكرر ذكر العدوى في الحديث وهو اسم من الإعداء كالرعوى والبقوى من الإرعاء والإبقاء،و العدوى أن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل أخرى حذارًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه فقد أبطله الإسلام؛ لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى فأعلمهم النبي أن الأمر ليس كذلك،وإنما الله تعالى هو الذي يمرض،وينزل الداء،ولهذا قال في بعض الأحاديث،وقد قيل له إن النقبة تبدو بمشفر البعير فتعدي الإبل كلها فقال النبي للذي خاطبه فمن الذي أعدى البعير الأول؟ أي من أين صار فيه الجرب؟ قال الأزهري العدوى أن يكون ببعير جرب أو بإنسان جذام أو برص فتتقي مخالطته أو مؤاكلته حذار أن يعدوه ما به إليك أي يجاوزه فيصيبك مثل ما أصابه ويقال إن الجرب ليعدي أي يجاوز ذا الجرب إلى من قاربه حتى يجرب وقد نهى النبي مع إنكاره العدوى أن يورد مصح على مجرب لئلا يصيب الصحاح الجرب فيلحق صاحبها العدوى،و العدوى اسم من أعدى يعدي فهو معد ومعنى أعدى أي أجاز الجرب الذي به إلى غيره أو أجاز جربًا بغيره إليه وأصله من عدا يعدو إذا جاوز الحد و تعادى القوم أي أصاب هذا مثل داء هذا.
ثانياُ:
مفهوم العدوى شرعا:
وإليك بعض أقوال علماء المسلمين:
قال المناوى فى التعاريف: العدوى بالفتح اسم من الإعداء وهو أن تجاوز العلة صاحبها إلى غيره،ومنه حديث لا عدوى أي لا يعدي شيء شيئا.
قال ابن حجر فى الفتح: المراد بنفي العدوى أن شيئا لا يعدى بطبعه نفيا لما كانت الجاهلية تعتقده أن الأمراض تعدي بطبعها إضافة إلى الله فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم اعتقادهم ذلك وأكل مع المجذوم ليبين لهم أن الله هو الذي يمرض ويشفي ونهاهم عن الدنو منه ليبين لهم أن هذا من الأسباب التي أجرى الله العادة بأنها تفضي إلى مسبباتها ففي نهيه إثبات الأسباب وفي فعله إشارة إلى أنها لا تستقل بل الله هو الذي إن شاء سلبها قواها فلا تؤثر شيئا وإن شاء أبقاها فأثرت ويحتمل أيضا أن يكون أكله صلى الله عليه وسلم مع المجذوم أنه كان به أمر يسير لا يعدي مثله في العادة إذ ليس الجذمي كلهم واحد. قال أبو محمد شمس الحق آبادى فى عون المعبود: لا عدوى نفي لما كانوا يعتقدونه من سراية المرض من صاحبه إلى غيره.
قال أبو العلا المباركفورى فى تحفة الأحوذي: قوله لا عدوى بفتح فسكون ففتح قال في القاموس إنه الفساد وقال التوربشتي العدوي هنا مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره يقال أعدى فلان فلانا من خلفه أو من غرته وذلك على ما يذهب إليه المتطببة في علل سبع الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية،وقد اختلف العلماء في التأويل فمنهم من يقول المراد منه نفي ذلك وإبطاله على ما يدل عليه ظاهر الحديث والقرائن المسوقة على العدوى وهم الأكثرون ومنهم من يرى أنه لم يرد إبطالها فقد قال صلى الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك من الأسد وقال لا يوردن ذو عاهة على مصح وإنما أراد بذلك نفي ما كان يعتقده
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحاب الطبيعة فى أن العلل المعدية مؤثرة لامحالة فأعلمهم بقوله هذا أن ليس الأمر على ما يتوهمون بل هو متعلق بالمشيئة إن شاءالله كان وإن لم يشأ لم يكن،ويشير إلى هذا المعنى قوله فمن أعدى الأول؟ أي إن كنتم ترون أن السبب في ذلك العدوى فمن أعدى الأول؟ ..
ثالثاُ: مفهوم العدوى فى العلم:
هو تضاعف عامل ممرض داخل الجسم (علم الكائنات الدقيقة الطبى Medical microbiology لجامتز وميلنك وأدلبرج).
أوهو عملية دخول وتضاعف الكائن الدقيق الممرض داخل الجسم (أساسيات فى علم الكائنات الدقيقة الطبية Foundations in medical microbiology لكاثلين وأرثور). و دخول و تضاعف العامل الممرض داخل الجسم يمثل العدوى (موجز علم الأمراض Concise pathology لباراكراما وكليف).
أو هو عملية غزو ميكروبى للجسم ويدخل الطفيل فى علاقة مع المضيف (علم الكائنات الدقيقةالطبى Medical microbiology لقسم الكائنات الدقيقة و المناعة بطب عين شمس سنة2004).
رابعاُ: سر موهم التعارض بين الطب وهذه الأحاديث:
1 - هو عدم الجمع والتوفيق بين كل روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى فعند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى يتبن أنه لا تعارض وأن العلم لا يخالف الدين.
2 - عدم فهم مدلول روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى،وعند فهم مدلول روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى فهما صحيحا يظهر إعجاز ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى شأن العدوى.
خامساُ:
إزالة موهم التعارض بين الطب وبين الأحاديث التى فى شأن العدوى:
1 - عند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى نجد إثبات وجود العدوى كما فى قوله صلى الله عليه وسلم: لا يورد الممرض على المصح (صحيح مسلم رقم 2221) وقوله صلى الله عليه وسلم فر من المجذوم فرارك من الأسد (حديث فى الصحيحة رقم 783)، وقوله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول؟ أى من سبب العدوى؟. من هنا يتبين أن نفى العدوى ليس نفى وجود، وخبر لا النافية للجنس مقدر، وتقديره مؤثرة بطبعها أو بذاتها أى إنما العدوى تحصل بقدر الله تعالى،وبقدرته فإذا شاء جعل هذه الأسباب (سبب المرض) سارية .. وإن شاء سلبها قدرتها على التأثير،و هذا ماقاله كثير من علماء المسلمين نفياُ لما كانت الجاهلية تعتقده أن الأمراض تعدي بطبعها،فلا تعارض بين العلم والدين أصلا فى هذا.
2 - عند فهم مدلول روايات الأحاديث التى فى شأن العدوى فهمًا صحيحًا يظهر إعجاز ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى شأن العدوى. و من هذا الفهم:التفريق بين العدوى والمرض المعدى فالعدوى infection عبارة عن دخول الميكروب وتضاعفه وتكون الأنسجة التالفة قليلة, وليس لها أعراض طبية ظاهرة أو واضحة أما المرض المعدى disease infectious فهو حدوث مرض (تلف كبير فى الأنسجة) بسبب ميكروب أوطفيل فكل مرض معدٍ سببه عدوى،وليست كل عدوى تؤدى إلى مرض معدٍ،و هذا واضح فى قوله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول؟ حيث أثبت أن هناك مسبباُ للعدوى، وفى الحديث نفى للعدوى فى قوله لا عدوى،والنفى هنا نفى تأثير العدوى فكثيراً ما يصاب الإنسان بعدوى،ولا يمرض فقلة من العدوى هى التى تنتهى بمرض طبى clinical disease ( انظر kasr Aini manual of medical microbiology and immunology الجزء الأول صفحة 71 سنة2000 طبعة أولى وانظر إلى lecture note in pathology الجزء الأول لقسم علم الأمراض طب عين شمس سنة 2003) وأيضا فى قوله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول؟ اثبات أن للعدوى مسبِباً،وهنا مسبب عدوى الجرب هو طفيل،والسؤال بمن التى تسأل عن العاقل ليبين أن هذا المسبب للمرض يقصد العدو على الجسم كالشخص الذي يقصد الاعتداء على آخر فيحشد له قواه،و حشد قوى الطفيل لإحداث العدوى تسمى القدرة على الإعداء infectivity وحشد قوى الطفيل لإمراض الجسم تسمى القدرة على الإمراض أو الإعلال pathogenicity و هذا ما حدث للإبل التى أصيبت بالجرب scabies فكان مسبب الجرب لديه قدرة على الإمراض فحدث المرض بقدر الله،وأيضا فى قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى أى ليست العدوى فقط السبب فى حدوث المرض فهناك عوامل قدرها الله لحدوث المرض، وهى عوامل بالنسبة للكائن المتطفل: القدرة على غزو أنسجة الجسم،و القدرة على الإمراض،و القدرة على توليد سموم
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك عوامل بالنسبة للمضيف (الشخص الذى يغزوه الطفيل) وهى المقاومة المناعية الطبيعية والمكتسبة فالقول بأن العدوى فقط هى السبب فى حدوث المرض جهل بحقائق الأشياء،وأيضا فى قوله صلى الله عليه وسلم لاعدوى أى ليس فقط وجود مصدرالعدوى infection source يسبب حدوث العدوى فقد يتواجد أحدنا مع مريض بمرض معدٍ،ولا تحدث العدوى،ومصدر العدوى هو جسم إنسان أوحيوان توجد فيه الميكروبات بكميات كبيرة وتخرج مع الإفرازات إلى خارج الجسم حتى إذا وجدت الظروف البيئية المناسبة،وانتقلت إلى أشخاص آخرين،واستطاعت أن تتغلب على مقاومة الجسم فإنها تسبب لهم المرض (الصحة العامة وطب المجتمع للدكتور جبر متولى سيد أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب الأزهر سنة 2002) فيلزم من حدوث المرض المعدى وجود مسبب المرض الميكروب أو الفيروس أو الطفيل،ووجود مصدر العدوى،وطريقة خاصة لخروج مسبب المرض من مصدر العدوى إلى خارج الجسم،وطريقة خاصة تنتشر بها العدوى كالرذاذ والطعام والشراب والملامسة وتوافر مدخل خاص لمسبب المرض إلى جسم إنسان آخر، وجسم تغزوه هذه المسببات للمرض وتتضاعف فيه، و أيضا لاعدوى أى لا تأثير وقتى للعدوى التى تتسبب فى إحداث مرض بل هناك فترة حضانة،وهى الفترة بين دخول الكائن وظهور أعراض المرض ففى الجذام تتراوح من 5 إلى 10 سنين،وفى السعار من شهر إلى ثلاثة شهور وفى الحصبة أسبوع أما الجذام فأنواع، و النوع المعدي هو الجذام ذو الورم الجذامي، أو الجذام الأسدي؛ الذي يشبه فيه وجه المجذوم وجه الأسد وأن الجذام الدرني غير مُعدٍ إلا فيما ندرو نسبة قليلة لا تتجاوز من المخالطين للمجذومين خلطة شديدة هم الذين تظهر عليهم آثار مرض الجذام وعلى ماثبتناه يحمل حديث إدخال النبى يده مع المجذوم فى القصعة وقوله له كل ثقة بالله وتوكلاً عليه ولاشك أن رفع إيمان المريض،وحسن ظنه بالله تقوى مناعته،وتجعله أكثر قدرة على تحمل المرض؛ لأن ذلك يرفع طاقته الحيوية فتزداد القدرة على مقاومة المرض.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:09]ـ
2 - الحديث الثانى:
قال صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله مَلَكاً فيؤمر بأربع كلمات، ويُقال له: اكتُب عمله ورزقه وأَجَله وشقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما تكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة) متفق عليه
مناقشة توهم مخالفة ظاهر الحديث للطب:
أولا:مفهوم بعض الكلمات التى فى الحديث:
النطفة: النطفة هى الماء القليل و لو قطرة والمقصود هنا البييضة الملقحة بالحيوان المنوى. العلقة: العلقة مشتقة من علق، وهوالتعلق بالشىء، والا لتصا ق به كما يطلق على الدم الجامد.
المضغة: المضغة هى قطعة اللحم قدر ما يمضغ الماضغ.
ثانيا: الظاهرالموهوم للحديث:
يظهر أن المني يبقى 40 يوماً، ثم العلقة 40 يوماً (ومجموعهما 80 يوماً) ثم المضغة 40 يوماً (ومجموعهم 120 يوماً)، و هذا ما ذهب إليه مفسرو الحديث فقالوا بجواز الاجهاض (في حالات معينة) خلال الأربعة شهور الأولى.
ثالثا: قول الطب فى شأن هذا الظاهر الموهوم:
اكتشف العلم أن مرحلة النطفة بين 6 إلى 7 أيام وهو طور البييضة الملقحة (الزيجوت) بتطوراتها العديدة و ينتهى هذا الطور بتعلق الزيجوت ببطانة الرحم فى نهاية الأسبوع الأول من التلقيح و من ثم يتحول إلى طور جديد وهو طور العلقة. وطور العلقة 14يوم يبدأ في اليوم 15 وينتهي في اليوم 23 أو 24 و شكل الجنين فى هذا الطور كالعلقة،و العلقة هى دودة تعيش فى البرك , تلتصق بالحيوانات و تمتص دمائهم، والجنين يظهر خلال الأسبوع الثالث له كنقطة دم حمراء جامدة تأخذ شكل الدودة التى تمتص الدماء،و تعيش فى الماء، و يتشابه الجنين معها فى قوة تعلقه بجدار الرحم و حصوله على غذائه من امتصاصه للدم وبما أن الدماء تتكون داخل الأوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير متحرك في الأوعية الدموية معطية إياه مظهر الدم المتجمد حيث يتكامل طور العلقة بالتدريج ليبدو الجنين على شكل
(يُتْبَعُ)
(/)
الدودة العلقة لتي تعيش في الماء، ويتعلق في جدار الرحم بحبل السرة، ومرحلة المضغة 21 يوما مع تفاوت زمني قدره بضع ساعات من جنين لآخر يبدأ هذا الطور في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين و هذا الطور ينتهي بنهاية الأسبوع السادس،ويتراوح حجم الجنين من حجم حبة القمح إلى حجم حبة الفول،و هو القدر الذي يمكن مضغه،و يبدو سطحه من الخارج، و قد ظهرت عليه النتوءات أو الكتل البدنية بحيث يبدو،و كأنه شىء لاكته الأسنان تماماً لكن لا شكل فيه، و لا تخطيط يجعله يدل على أنه جنين إنسانى لكن الجنين يظل يتحول و يتغير من ساعة إلى أخرى حيث تظهر عليه فى النصف الثانى من هذا الطور براعم اليدين و الرجلين و الرأس و الصدر و البطن كما تتكون معظم براعم أعضائه الداخلية، و مع احتفاظه بالشكل الخارجى المشابه لمادة ممضوغة يصدق عليه أنه مخلق،و غير مخلق فحصيلة الأطوار الثلاث النطفة والعلقة والمضغة 42 يوماً وليس 120يوم فالقول بأن النطفة تستغرق 40 يوما والعلقة 40 يوما والمضغة 40 يوما ينافي تمامًا الحقيقة المشهودة علمياُ، ويقول د/ بوكاى: وصف تطور الجنين في هذا الحديث لا يتفق مع المعلومات العلمية الحديثة.
رابعا: سر موهم التعارض بين الطب وهذا الحديث:
هو عدم الجمع والتوفيق بين كل روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن جمعاُ مرضياُ لايناقض الحس،ولايخالف الواقع الصريح فالذي قال هذا الحديث هو الذي قال: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة , بعث الله إليها ملكاً فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها , ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضى ربك ما شاء و يكتب الملك). رواه مسلم ومن العلماء من جمع روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن ولكن هذا الجمع يناقض الحس والمشاهد ويخالف الواقع الصريح،وهذا وقع فيه علماء كما وقع فيه ابن القيم فى شفاء العليل حيث قال رحمه الله:وكثير من الناس يظن التعارض بين الحديثين،ولا تعارض بينهما بحمد الله وأن الملك الموكل بالنطفة يكتب ما قدره الله سبحانه على رأس الأربعين الأولى حتى يأخذ فى الطور الثانى وهو العلقةوأما الملك الذي فيه فإنما ينفخها بعد الأربعين الثالثة فيؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله و شقاوته وسعادته وهذا تقدير آخر غير التقدير الذي كتبه الملك بالنطفةالموكل ا. هـ وسبب ذلك كلمة مثل ذلك (أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك).
خامسا: إزالة موهم التعارض بين الطب وهذا الحديث:
عند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن،وأخص الحديث السابق: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة , بعث الله إليها ملكاً فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها , ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضى ربك ما شاء و يكتب الملك). فهذا الحديث ذكرأن مرحلة النطفة والعلقة والمضغة، وتخلق العظام ثم كسوة العظام باللحم (العضلات) و حدد زمن هذه الأطوار بأربعين يوما، وعلى هذا فـ"مثل ذلك" الأولى فى الحديث الأول أى مثل ضعف وقت النطفة وهو أربعة عشر يوما و"مثل ذلك" الثانية أى مثل وقت النطفة والعلقة وهو 21 يوما،ويمكن أن يقال أن هناك كلمة فى مقدرة أى فى مثل ذلك،وعلى هذا فذلك تعود على الأربعين يوما.
وخلاصة القول أن مجموع الأطوار الثلاثة هو أربعون يوماولاخلاف بين العلم والدين والحمد لله رب العالمين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:10]ـ
2 - الحديث الثانى:
قال صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله مَلَكاً فيؤمر بأربع كلمات، ويُقال له: اكتُب عمله ورزقه وأَجَله وشقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما تكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة) متفق عليه
مناقشة توهم مخالفة ظاهر الحديث للطب:
أولا:مفهوم بعض الكلمات التى فى الحديث:
النطفة: النطفة هى الماء القليل و لو قطرة والمقصود هنا البييضة الملقحة بالحيوان المنوى. العلقة: العلقة مشتقة من علق، وهوالتعلق بالشىء، والا لتصا ق به كما يطلق على الدم الجامد.
(يُتْبَعُ)
(/)
المضغة: المضغة هى قطعة اللحم قدر ما يمضغ الماضغ.
ثانيا: الظاهرالموهوم للحديث:
يظهر أن المني يبقى 40 يوماً، ثم العلقة 40 يوماً (ومجموعهما 80 يوماً) ثم المضغة 40 يوماً (ومجموعهم 120 يوماً)، و هذا ما ذهب إليه مفسرو الحديث فقالوا بجواز الاجهاض (في حالات معينة) خلال الأربعة شهور الأولى.
ثالثا: قول الطب فى شأن هذا الظاهر الموهوم:
اكتشف العلم أن مرحلة النطفة بين 6 إلى 7 أيام وهو طور البييضة الملقحة (الزيجوت) بتطوراتها العديدة و ينتهى هذا الطور بتعلق الزيجوت ببطانة الرحم فى نهاية الأسبوع الأول من التلقيح و من ثم يتحول إلى طور جديد وهو طور العلقة. وطور العلقة 14يوم يبدأ في اليوم 15 وينتهي في اليوم 23 أو 24 و شكل الجنين فى هذا الطور كالعلقة،و العلقة هى دودة تعيش فى البرك , تلتصق بالحيوانات و تمتص دمائهم، والجنين يظهر خلال الأسبوع الثالث له كنقطة دم حمراء جامدة تأخذ شكل الدودة التى تمتص الدماء،و تعيش فى الماء، و يتشابه الجنين معها فى قوة تعلقه بجدار الرحم و حصوله على غذائه من امتصاصه للدم وبما أن الدماء تتكون داخل الأوعية الدموية على شكل جزر مغلقة تجعل الدم غير متحرك في الأوعية الدموية معطية إياه مظهر الدم المتجمد حيث يتكامل طور العلقة بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة العلقة لتي تعيش في الماء، ويتعلق في جدار الرحم بحبل السرة، ومرحلة المضغة 21 يوما مع تفاوت زمني قدره بضع ساعات من جنين لآخر يبدأ هذا الطور في اليوم الرابع والعشرين أو الخامس والعشرين و هذا الطور ينتهي بنهاية الأسبوع السادس،ويتراوح حجم الجنين من حجم حبة القمح إلى حجم حبة الفول،و هو القدر الذي يمكن مضغه،و يبدو سطحه من الخارج، و قد ظهرت عليه النتوءات أو الكتل البدنية بحيث يبدو،و كأنه شىء لاكته الأسنان تماماً لكن لا شكل فيه، و لا تخطيط يجعله يدل على أنه جنين إنسانى لكن الجنين يظل يتحول و يتغير من ساعة إلى أخرى حيث تظهر عليه فى النصف الثانى من هذا الطور براعم اليدين و الرجلين و الرأس و الصدر و البطن كما تتكون معظم براعم أعضائه الداخلية، و مع احتفاظه بالشكل الخارجى المشابه لمادة ممضوغة يصدق عليه أنه مخلق،و غير مخلق فحصيلة الأطوار الثلاث النطفة والعلقة والمضغة 42 يوماً وليس 120يوم فالقول بأن النطفة تستغرق 40 يوما والعلقة 40 يوما والمضغة 40 يوما ينافي تمامًا الحقيقة المشهودة علمياُ، ويقول د/ بوكاى: وصف تطور الجنين في هذا الحديث لا يتفق مع المعلومات العلمية الحديثة.
رابعا: سر موهم التعارض بين الطب وهذا الحديث:
هو عدم الجمع والتوفيق بين كل روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن جمعاُ مرضياُ لايناقض الحس،ولايخالف الواقع الصريح فالذي قال هذا الحديث هو الذي قال: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة , بعث الله إليها ملكاً فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها , ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضى ربك ما شاء و يكتب الملك). رواه مسلم ومن العلماء من جمع روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن ولكن هذا الجمع يناقض الحس والمشاهد ويخالف الواقع الصريح،وهذا وقع فيه علماء كما وقع فيه ابن القيم فى شفاء العليل حيث قال رحمه الله:وكثير من الناس يظن التعارض بين الحديثين،ولا تعارض بينهما بحمد الله وأن الملك الموكل بالنطفة يكتب ما قدره الله سبحانه على رأس الأربعين الأولى حتى يأخذ فى الطور الثانى وهو العلقةوأما الملك الذي فيه فإنما ينفخها بعد الأربعين الثالثة فيؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله و شقاوته وسعادته وهذا تقدير آخر غير التقدير الذي كتبه الملك بالنطفةالموكل ا. هـ وسبب ذلك كلمة مثل ذلك (أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك).
خامسا: إزالة موهم التعارض بين الطب وهذا الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
عند الجمع بين روايات الأحاديث التى فى هذا الشأن،وأخص الحديث السابق: (إذا مر بالنطفة اثنتان و أربعون ليلة , بعث الله إليها ملكاً فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها , ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضى ربك ما شاء و يكتب الملك). فهذا الحديث ذكرأن مرحلة النطفة والعلقة والمضغة، وتخلق العظام ثم كسوة العظام باللحم (العضلات) و حدد زمن هذه الأطوار بأربعين يوما، وعلى هذا فـ"مثل ذلك" الأولى فى الحديث الأول أى مثل ضعف وقت النطفة وهو أربعة عشر يوما و"مثل ذلك" الثانية أى مثل وقت النطفة والعلقة وهو 21 يوما،ويمكن أن يقال أن هناك كلمة فى مقدرة أى فى مثل ذلك،وعلى هذا فذلك تعود على الأربعين يوما.
وخلاصة القول أن مجموع الأطوار الثلاثة هو أربعون يوماولاخلاف بين العلم والدين والحمد لله رب العالمين.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:38]ـ
الحديث الثالث والرابع:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله (مسند أبى عوانة رقم 843 وحديث رقم: 5500 في صحيح الجامع) و عن عروة بن الزبير عن عائشة أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل تغتسل المرأة إذا احتلمت و أبصرت الماء فقال نعم فقالت لها عائشة تربت يداك وألت قالت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دعيها و هل يكون الشبه إلا من قبل ذلك؟ إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه (رواه مسلم فى صحيحه رقم314).
مناقشة موهم التعارض:
أولا: قول بعض علماء المسلمين:
قال القرطبى فى تفسيره: قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرا وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل آنثا،وكذلك في الصحيح أيضا إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه الولد أعمامه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه الولد أخواله قلت هذا معنى حديث عائشة لا لفظه خرجه مسلم من حديث عروة بن الزبير عنها أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل تغتسل المرأة إذا احتلمت،وأبصرت الماء فقال نعم فقالت لها عائشة تربت يداك وألت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعيها وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله،وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه قال علماؤنا فعلى مقتضى هذا الحديث أن العلو يقتضي الشبه وقد جاء في حديث ثوبان خرجه مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهودي ماء الرجل أبيض،وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله الحديث فجعل في هذا الحديث أيضا العلو يقتضي الذكورة والأنوثة فعلى مقتضى الحديثين يلزم اقتران الشبه للأعمام والذكورة إن علا مني الرجل وكذلك يلزم إن علا مني المرأة اقتران الشبه للأخوال والأنوثة لأنهما معمولا علة واحدة وليس الأمر كذلك بل الوجود بخلاف ذلك لأنا نجد الشبه للأخوال والذكورة والشبه للأعمام والأنوثة فتعين تأويل أحد الحديثين والذي يتعين تأويله الذي في حديث ثوبان فيقال إن ذلك العلو معناه سبق الماء إلى الرحم ووجهه أن العلو لما كان معناه الغلبة من قولهم سابقني فلان فسبقته أي غلبته.
قال الزرقانى فى شرح الموطأ: وفي مسلم عن أنس فقال نبي الله نعم فمن أين يكون الشبه إن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه وفي رواية لمسلم أيضا عن عائشة فقال وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه وفي مسلم أيضا عن ثوبان أنه أجاب اليهودي عن ذلك بقوله ماء الرجل أبيض و ماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة ذكر بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثى بإذن الله فدل مجموع الحديثين على أنه إذا سبق ماء الرجل جاء الولد ذكرا وأشبه أعمامه وإذا سبق ماء المرأة جاء أنثى و أشبه خاله والمشاهدة تدفعه لأنه قد يكون الولد ذكرا ويشبه أخواله وقد يكون أنثى ويشبه أعمامه فتعين تأويل أحد الحديثين قال القرطبي والذي يتعين تأويل حديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ثوبان فيقال إن ذلك العلو معناه سبق الماء إلى الرحم ووجهه أن العلو لما كان معناه الغلبة والسابق غالبا في ابتدائه في الخروج قبل غلبه علاه ويؤيده أنه روي مسلم إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرا و إذا سبق ماء المرأة ماء الرجل آنثا انتهى.
ثانياُ: قول العلم فى تحديد جنس المولودوالتشابه بين المولود وأبويه:
من المعلوم أن سر الحياة في هذا الكائن هو الخلية، وعندما درس العلماء الخلية وتركيبها وجدوا أن مركز الخلية هي النواة التي تمثل الجزء الأهم فيها، بحيث إن غياب النواة، يجعل استمرار الحياة مستحيلا، ووجد العلماء أن فيها أشكالاً غريبة، تحب وتتعطش للألوان بشكل كبير، هذه الأشكال الغريبة هي أشبه بالمقصات أو إشارة ( x ) ، وهي المعروفة باسم الصبغيات أو الكروموسومات، وهي التي تتحكم في الصفات الفردية في الإنسان، ووظائف الخلايا وتخصصها، وتحتوي النواة على (23) زوجاً من الكروموسومات.
والصفات الوراثية التي يأخذها الجنين من أمه أو أبيه ترجع إلى التزاوج الذي يكون بين هذه الأزواج من الموروثات التي تحمل صفات كل الآباء وكل الأمهات، وبغلبة الكروموسومات الموجودة في الأب يأتي المولود أكثر شبها به، وبغلبة كروموسومات الأم تكون صفاتها الموروثة أظهر في المولود. وقد يكون المولود بعيداً كل البعد عن مشابهة أحد أبويه؛ لأن الصفات الوراثية - كما يقول علماء الوراثة - نوعان: سائدة ومتنحية، فإذا كانت متنحية وورثها الولد من الأبوين معاً ظهرت هذه الصفات فيه، وإن لم تكن ظاهرة في أبويه،و يقول الدكتور بوكاي ما نرثه من صفات تحكمه الجينات فقط التي نأخذها من آبائنا وأمهاتنا و يقول أستاذ علم الأجنة د. أحمد الحميدي فى وقفة مع النطفة: النطف الذكرية تحمل مواصفات تحديد جنس الأجنة؛ يقول الحق تبارك وتعالى في سورة النجم: ((وَأنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)) وكذلك في سورة القيامة: ((أيحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنىٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِىَ الْمَوْتَى)). من المعلوم في الوقت الحاضر أن النطفة الذكرية والأنثوية للإنسان تحتوي كل واحدة منها على نصف العدد (23 فردًا) من الأجسام الصبغية أو الكروموسومات التي تحمل المورثات فعندما يتم الإخصاب بينهما ويتكون منهما أول خلية للجنين يتكون العدد الثنائي (23زوجًا) و هو العدد الحقيقي للأجسام الصبغية في كل خلية من خلايا الإنسان، وقد توصل العلماء في العصر الحديث إلى معرفة أن مني الرجل يحمل نوعين من الأمشاج: الحيوانات المنوية التي تحمل الصبغى Y الذي يؤدي إلى الذكورة والنوع الآخر X يحمل الصبغى الذي يؤدي إلى أن يكون جنس الجنين أنثى إذا ما أخصب أي منهما البويضة وقدر لها أن يتكون منها الجنين، ويقول الدكتور نجيب ليوس مستشار جراحة وأمراض النساء والولادة فى مقال له بعنوان اختيار جنس المولود: منذ الثمانينات والأبحاث جارية في موضوع اختيار جنس المولود والقاعدة العلمية الرئيسية المتعارف عليها بأن جنس المولود يحدد بنوع الكروموسوم الذي يحمله الحيوان المنوي إما أنثويا ( X -chromosome ) أو ذكريا ( Y- chromosome ) في حين أن بويضة الأنثى لا تحمل إلا ( X-chromosome ) أي الكروموسوم الأنثوي فإذا كان الالتقاء بين حيوان منوي يحمل الكروموسوم الأنثوي مع البويضة ( X-X ) كان نتيجة التلقيح أنثى، وإذا كان الالتقاء بين حيوان منوي يحمل الكروموسوم الذكري ( X-Y ) مع البويضة كان الناتج ذكرُا ا. هـ
ثالثاُ: سر توهم التعارض بين الطب والحديثان:
(يُتْبَعُ)
(/)
و سر توهم التعارض بين الطب والحديثان هو عدم فهم مدلول الحديثين فهما صحيحاُ يستقيم مع الواقع والحس والمشاهد وتوهم أن ماًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًء المرأة المقصود به إفرازات المرأة،وللمرأة ماءان ماء لزج يسيل ولا يتدفق وهو ماء المهبل يساعد فى الإيلاج، وفى ترطيب المهبل،وتنظيفه من الجراثيم والميكروبات،والماء الثانى هو ماء يتدفق مرة واحدة فى الشهر من حويصلة جراف بالمبيض فعندما تقترب هذه الحويصلة المليئة بالماء الأصفر من حافة المبيض تنفجر عند تمام نموها.
رابعاُ: إزالة موهم التعارض بين الطب وهذين الحديثين:
نحن لدينا أحاديث تتحدث عن نزع الولد لأبيه أو لأمه وهووجه التشابه والاختلاف بين المولود وأبويه، وفي هذه الأحاديث ذكر السِبق وفى بعض الأحاديث ذكر العلو، و من المعلوم أن الصفات الوراثية التي يأخذها الجنين من أمه أو أبيه ترجع إلى التزاوج الذي يكون بين أزواج الكروموسومات من الموروثات التي تحمل صفات كل الآباء وكل الأمهات، وهي تظهر في الوليد حسب مشيئة الله تعالى، فبغلبة الكروموسومات الموجودة في الأب يأتي المولود أكثر شبهًا به، وبغلبة كروموسومات الأم تكون صفاتها الموروثة أظهر في المولود؛ فهذه الصفات إنما تثبت بالغلبة، فإذا غلبت هذه المورثات ظهرت خصائصها و آثارها في المولود. و قد يكون المولود بعيداً كل البعد عن مشابهة أحد أبويه؛ لأن الصفات الوراثية نوعان: سائدة dominant ومتنحية recessive، فإذا كانت متنحية وورثها الولد من الأبوين معاً ظهرت هذه الصفات فيه، وإن لم تكن ظاهرة في أبويه،وعلى ذلك فالمقصود من ماء المرأة فى تلك الأحاديث هو البييضة التي هي جزء من ماء المرأة المفرز منها من حويصلة جراف وقناة الرحم ومعنى السبق هوالعلو والغلبة لأن العلو معناه الغلبة من قولهم سابقني فلان فسبقته أي غلبته فالسبق هوالعلو والغلبة وتدبر قول ابن حجر فى فتح البارى: و المشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه , قال القرطبي: يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق. قلت: والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال فلا خلاف بين الدين والعلم فى هذا ولله الحمد. أما الأحاديث التى تتحدث عن تحديد جنس المولود عن طريق السبق والعلو فالذي يظهر لى أن المسئول عن تحديد جنس الجنين هي النطفة القادمة من الأب، وليست البييضة القادمة من الأم فيكون للحديث دلالة اقتضاء بأن ماء الرجل أى الماء أو المنى الذي يكون منه الرجل وهوالنطفة المذكّرة (أي التي تحمل الصبغي الجنسي Y ) و ماء المرأة أى الماء أو المنى الذي تكون منه المرأة وهو النطفة المؤنثة (و هي التي تحمل الصبغي الجنسي X ) ، و على هذا المعنى فهو سبق علمى كبير دليلنا أن ما قلناه هو ظاهر الحديث:
أولاُ: الحديث ذكر العلو والظاهر من كلمة علا أى ارتفع و الحديث الأخر ذكر السبق وظاهرالسبق التسابق يجتهد كل واحد من النطف المذكّرة و المؤنثة أَن يَسْبِقَ الأخربل كل النطف تتسابق فعند قذف الرجل نطفه في مهبل المرأة (وهي تقدّر بحوالي نصف مليار نطفة للقذفة الواحدة)، فإن هذه الملايين تبدأ بالتسابق باتجاه البويضة والفائزنطفة واحدة من نصف مليار نطفة فالنطفة التى تسبق تعلو النطف الأخرى وتسبقهم.
الدليل الثانى: فى بعض روايات الحديث إذا علا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل والمعلوم أن منى المرأة ليس له علاقة بتحديد جنس المولود.
ثالثا:من قرائن عدم إرادة المعنى الحقيقى قرينة الحس والعلم الصريح المحسوس بين أن محدد جنس المولود نطفة الرجل فقط وهذا ما أعلم والله أعز وأعلم.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:46]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحية داء،و في الأخرى شفاء) أخرجه البخاري وابن ماجه وأحمد.
رد هذا الاعتراض:
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ سنة 1922 نشر الدكتور بيريل بعد دراسة مسهبة لأسباب جائحات الكوليرا في الهند: وجود كائنات دقيقة تغزو الجراثيم و تلتهمها، و تدعى ملتهمات الجراثيم " بكتريوفاج " و أثبت بيريل أن البكتريوفاج هو العامل الأساسي في إطفاء جوائح الكوليرا، و أنه يوجد في براز الناقهين من المرض المذكور، و أن الذباب ينقله من البراز إلى آبار ماء الشرب فيشربه الأهلون، و تبدأ جذ وة جائحة الكوليرا بالانطفاء. كما تأكد عام 1928 حين أطعم الأستاذ بيريل ذباب البيوت فروع جراثيم ممرضة فاختفى أثرها بعد حين، و ماتت كلها من جرَّاء وجود ملتهم الجراثيم، شأن الذباب الكبير في مكافحة الأمراض الجرثومية التي قد ينقلها هو بنفسه، و عرف أنه إذا هيئ خلاصة من الذباب في مصل فسيولوجي، فإن هذه الخلاصة تحتوي على ملتهمات أربعة أنواع على الأقل من الجراثيم الممرضة، و الأستاذ الألماني بريفلد من جامعة هال وجد أن الذبابة المنزلية مصابة بطفيلي من جنس الفطريات سماه " أمبوزاموسكي " و هذا الطفيلي يقضي حياته في الطبقة الدهنية الموجودة داخل بطن الذبابة ... و قد أيد العلماء المُحدَثون ما اكتشفه بريفلد و بيَّنوا خصائص هذا الفطر الذي يعيش على بطن الذبابة، ففي سنة 1945 أعلن أستاذ الفطريات لانجيرون أن الخلايا التي يعيش فيها هذا الفطر فيها خميرة قوية تذيب أجزاء الحشرة الحاملة للمرض. وفي سنة 1947 عزل موفيتش مضادات حيوية من مزرعة للفطريات تعيش على جسم الذبابة، و وجدها ذات مفعول قوي على جراثيم جرام سلبي كجراثيم الزحار و التيفويد، و في نفس السنة تمكَّن العالمان الإنجليزيان آرنشتين و كوك و العالم السويسري رو ليوس من عزل مادة سموها جافاسين من الفطور التي تعيش على الذباب، و تبين لهم أن هذه المادة مضادة حيوية تقتل جراثيم مختلفة من جرام سلبي و جرام إيجابي، وفي سنة 1948 تمكن بريان و كورتيس و هيمنغ و جيفيرس من بريطانيا من عزل مضادة حيوية أخرى سموها كلوتيزين من الفطريات التي تعيش في الذباب، و هي تؤثر في جراثيم جرام سلبي كالتفوئيد و الزحار، وفي سنة 1949 تمكن العالمان الإنكليزيان كومسي و فارمر و السويسريون جرمان و روث و إثلنجر و بلانتز من عزل صادَّة (مضادة حيوية) أخرى من فطر ينتمي إلى فصيلة الفطور التي تعيش في الذباب، سموها أنياتين و لها أثر شديد في جراثيم جرام سلبي و جرام إيجابي كالتيفويد و الكوليرا و الزحار و غيرها، ويقول محمد كامل عبد الصمد فى " الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية ": من معجزاته الطبية - صلى الله عليه وسلم - التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية ذكره لعامل المرض ,وعامل الشفاء محمولين على جناحى الذبابة قبل اكتشافهما بأربعة عشر قرنا .. وذكره لتطهير الماء إذا وقع الذباب فيه وتلوث بالجراثيم المرضية الموجودة في أحد جناحيه نغمس الذبابة في الماء لإدخال عامل الشفاء الذي يوجد في الجناح الآخر الأمر الذي يؤدي إلى إبادة الجراثيم المرضية الموجودة بالماء، وقد أثبتت التجارب العلمية الحديثة الأسرار الغامضة التي في هذا الحديث .. أن هناك خاصية في أحد جناحي الذباب هي أنه يحول البكتريا إلى ناحيته .. وعلى هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام، وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام .. فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم وأول واحد منها هو مبيد البكتريا يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه .. ولذا فإن غمس الذباب كله وطرحه كاف لقتل الجراثيم التي كانت عالقة به،وكاف في إبطال عملها كما أنه قد ثبت علميا أن الذباب يفرز جسيمات صغيرة من نوع الإنزيم تسمى باكتر يوفاج أي مفترسة الجراثيم وهذه المفترسة للجراثيم الباكتر يوفاج أو عامل الشفاء صغيرة الحجم يقدر طولها بـ 20: 25 ميلي ميكرون فإذا وقعت الذبابة في الطعام أو الشراب وجب أن تغمس فيه كي تخرج تلك الأجسام الضدية فتبيد الجراثيم التي تنقلها من هنا فالعلم قد حقق ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بصورة إعجازية لمن يرفض الحديث!. ويقول الأستاذ الدكتور أمين رضا أستاذ جراحة العظام والتقويم بجامعة الإسكندرية: رفض أحد الأطباء الزملاء حديث الذبابة على أساس التحليل العلمي العقلي لمتنه لا على أساس سنده. وامتداداً
(يُتْبَعُ)
(/)
للمناقشة الهادئة التي بدأتها هذه الجريدة أرى أن أعارض الزميل الفاضل بما يأتي:
1 - ليس من حقه أن يرفض هذا الحديث أو أي حديث نبوي آخر لمجرد عدم موافقته للعلم الحالي. فالعلم يتطور ويتغير. بل ويتقلب كذلك. فمن النظريات العلمية ما تصف شيئًا اليوم بأنه صحيح، ثم تصفه بعد زمن قريب أو بعيد بأنه خطأ. فإذا كان هذا هو حال العلم فكيف يمكننا أن نصف حديثاً بأنه خطأ قياساً على نظرية علمية حالية. ثم نرجع فنصححه إذا تغيرت هذه النظرية العلمية مستقبلاً؟ 2 - ليس من حقه رفض هذا الحديث أو أي حديث آخر لأنه "اصطدم بعقله اصطداما" على حد تعبيره. فالعيب الذي سبب هذا الاصطدام ليس من الحديث بل من العقل، فكل المهتمين بالعلوم الحديثة يحترمون عقولهم احتراماً عظيماً. ومن احترام العقل أن نقارن العلم بالجهل. العلم يتكون من أكداس المعرفة التي تراكمت لدى الإنسانية جمعاء بتضافر جهودها جيلاً بعد جيل لسبر أغوار المجهول. أما الجهل فهو كل ما نجهله، أي ما لم يدخل بعد في نطاق العلم. وبالنظرة المتعقلة تجد أن العلم لم يكتمل بعد، وإلا لتوقف تقدم الإنسانية، وأن الجهل لا حدود له، والدليل على ذلك تقدم العلم وتوالي الاكتشافات يوماً بعد يوم من غير أن يظهر للجهل نهاية. إن العالم العاقل المنصف يدرك أن العلم ضخم ولكن حجم الجهل أضخم؛ ولذلك لا يجب أن يغرقنا العلم الذي بين أيدينا في الغرور بأنفسنا، ولا يجب أن يعمينا علمنا عن الجهل الذي نسبح فيه. فإننا إذا قلنا أن علم اليوم هو كل شيء، وإنه آخر ما يمكن الوصول إليه أدى ذلك بنا إلى الغرور بأنفسنا، وإلى التوقف عن التقدم، وإلى البلبلة في التفكير. وكل هذا يفسد حكمنا على الأشياء، ويعمينا عن الحق حتى لو كان أمام عيوننا، ويجعلنا نرى الحق خطأ، والخطأ حقاً، فتكون النتيجة أننا نقابل أموراً تصطدم بعقولنا اصطداماً .. وما كان لها أن تصطدم لو استعملنا عقولنا استعمالاً فطرياً سليماً يحدوه التواضع والإحساس بضخامة الجهل أكثر من التأثر ببريق العلم والزهو به.
3 - ليس صحيحاً أنه لم يرد في الطب شيء عن علاج الأمراض بالذباب، فعندي من المراجع القديمة ما يوصف وصفات طبية لأمراض مختلفة باستعمال الذباب. أما في العصر الحديث فجميع الجراحين الذي عاشوا في السنوات التي سبقت اكتشاف مركبات السلفا -أي في السنوات العشر الثالثة من القرن الحالي- رأوا بأعينهم علاج الكسور المضاعفة والقرحات المزمنة بالذباب. وكان الذباب يربى لذلك خصيصاً. وكان هذا العلاج مبنياً على اكتشاف فيروس لبكتريوفاج القاتل للجراثيم. على أساس أن الذباب يحمل في آن واحد الجراثيم التي تسبب المرض، وكذلك لبكتريوفاج الذي يهاجم هذه الجراثيم. وكلمة بكتريوفاج هذه معناها "آكلة الجراثيم". وجدير بالذكر أن توقف الأبحاث عن علاج القرحات بالذباب لم يكن سببه فشل هذه الطريقة العلاجية. وإنما كان ذلك بسبب اكتشاف مركبات السلفا التي جذبت أنظار العلماء جذباً شديداً.
وكل هذا مفصل تفصيلاً دقيقاً في الجزء التاريخي من رسالة الدكتوراه التي أعدها الزميل الدكتور أبو الفتوح مصطفى عيد تحت إشرافي عن التهابات العظام والمقدمة لجامعة الإسكندرية من حوالي سبع سنوات.
4 - في هذا الحديث إعلام بالغيب عن وجود سم في الذباب، وهذا شيء لم يكشفه العلم الحديث بصفة قاطعة إلا في القرنين الأخيرين. وقبل ذلك كان يمكن للعلماء أن يكذبوا الحديث النبوي لعدم ثبوت وجود شيء ضار على الذباب، ثم بعد اكتشاف الجراثيم يعودون فيصححون الحديث.
5 - إن كان ما نأخذه على الذباب هو الجراثيم التي يحملها فيجب مراعاة ما نعلمه عن ذلك:
(أ) ليس صحيحاً أن جميع الجراثيم التي يحملها الذباب جراثيم ضارة أو تسبب أمراضاً.
(ب) ليس صحيحاً أن عدد الجراثيم التي تحملها الذبابة أو الذبابتان كافٍ لإحداث مرض فيمن يتناول هذه الجراثيم.
(جـ) ليس صحيحاً أن عزل جسم الإنسان عزلاً تاماً عن الجراثيم الضارة ممكن. وإن كان ممكناً فهذا أكبر ضرر له؛ لأن جسم الإنسان إذا تناول كميات يسيرة متكررة من الجراثيم الضارة تكونت عنده مناعة ضد هذه الجراثيم تدريجياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - في هذا الحديث إعلام بالغيب عن وجود شيء على الذباب يضاد السموم التي تحملها، والعلم الحديث يعلمنا أن الأحياء الدقيقة من بكتريا وفيروسات وفطريات تشن الواحدة منها على الأخرى حرباً لا هوادة فيها. فالواحدة منها تقتل الأخرى بإفراز مواد سامة. ومن هذه المواد السامة بعض الأنواع التي يمكن استعمالها في العلاج. وهي ما نسميه "المضادات الحيوية" مثل البنسلين والكلوروميستين وغيرهما.
7 - إن ما لا يعلمه وما لم يكشفه المتخصصون في علم الجراثيم حتى الآن لا يمكن التكهن به، ولكن يمكن أن يكون فيه الكثير مما يوضح الأمور توضيحاً أكمل. ولذلك يجب علينا أن نتريث قليلاً قبل أن نقطع بعدم صحة هذا الحديث بغير سند من علم الحديث، ولا سند من العلم الحديث.
8 - هذا الحديث النبوي لم يدعُ أحداً إلى صيد الذباب ووضعه عنوة في الإناء، ولم يشجِّع على ترك الآنية مكشوفة، ولم يشجع على الإهمال في نظافة البيوت والشوارع وفي حماية المنازل من دخول الذباب إليها.
9 - إن من يقع الذباب في إنائه ويشمئزّ من ذلك،ولا يمكنه تناول ما فيه فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
10 - هذا الحديث النبوي لا يمنع أحداً من الأطباء والقائمين على صحة الشعب من التصدي للذباب في مواطنه ومحاربته وإعدامه وإبادته، ولا يمكن أن يتبادر إلى ذهن أحد علماء الدين أن هذا الحديث يدعو الناس إلى إقامة مزارع أو مفارخ للذباب. أو أنه يدعو إلى التهاون في محاربته. ومن صنع ذلك أو اعتقد فيه فقد وقع في خطأ كبير (مجلة "التوحيد" المصرية في العدد الخامس لسنة 1397 - 1977) وفى جريدة تشرين الدمشقية (16/ 6/ 1987): (اِكتشف علماء صينيون مؤخراً أنه يوجد في جسم حشرة الذبابة نوع من البروتينات النشطة التي تملك قدرة كبيرة على إبادة الجراثيم المسببة للأمراض فيها. وقام العلماء باستخراج هذه المواد من جسم الذباب ليكون مصدراً جديداً لمركبات قاتلة للجراثيم)، وأيضا بتاريخ 20/ 6 /1987: ذكرت جريدة (الشعب) الصينية الصادرة في شانغهاي أن البروتينات النشطة التي يملكها الذباب تقدر على إبادة جميع الجراثيم والفيروسات التي فيها إبادة تامة، إذا بلغت كثافتها واحداً في العشرة آلاف. وقال النبأ: إنه سوف يصبح للبشر مضاد جديد للجراثيم، له قدرة جبارة لامثيل له، إذا تم استخراج هذه البروتينات الغريبة من جسم الذباب،وذكرت مجلة التجارب الطبية الأنجليزية مايلى: لقد أطعم الذباب من زرع ميكروبات بعض الأمراض،وبعد حين من الزمن ماتت تلك الجراثيم واختفى أثرها،وتكون فى الذباب مادة مفترسة من جراثيم تسمى بكتريوفاج،ولو عملت خلاصة من الذباب فى محلول ملحى لاحتوت على بكتريوفاج التى يمكنها إبادة أربعة أنواع من الجراثيم المولدة للأمراض،ولاحتوت تلك الخلاصة أيضا على مادة خلاف البكتريوفاج نافعة للمناعة ضد أربعة أنواع أخرى للجراثيم (مجلة التجارب الطبية عدد1307 سنة 1937)، وقد لوحظ على جرحى الحرب العالمية من الجنود أن جراحهم أسرع شفاء والتئاماً من الضباط الذين يُعنى بهم مزيد عناية في المستشفيات؛ لأن الجنود يتداوون في الميدان فيتعرضون لوقوع الذباب على جراحاتهم، و من المعلوم طبيا أن الذباب الأزرق calliphora و الذباب اللامع lucilia و الذباب فارم اللحم sacrophaga لديهم قدرة على مهاجمة جروح وقرح الجلد وإحداث نغف جلدى ويرقاتهم تتغذى على المواد العضوية المتحللة ويمكن لهذه اليرقات larvae أن تهاجم وتتغذى على الجروح والقرح وتجذب للجروح والقرح بواسطة الرائحة الكريهة (انظر medical parasitology الجزء الثانى تحت موضوع النغف myiasis ا. د/أمانى سُليمان وا. د/سُعاد الرفاعى وا. د عِزت ميخائيل طب القاهرة)،ومنذ زمن ليس ببعيد كانت هذه اليرقات تستخدم فى علاج الجروح والقرح حيث أنها تتغذى على الأنسجة المنتنة فإذا وجدت جلداُ سليمُا كفت عن التغذية، ويقول الدكتور محمد محمد أبوشُهبة (أستاذ علوم القرآن والحديث بجامعتى الأزهر وأم القرى): قال أحد الأطباء العصريين فى محاضرة ألقاها فى جمعية الهداية الإسلامية من سنين قال: يقع الذباب على المواد القذرة المملؤة بالجراثيم التى تنشأ منها الأمراض المختلفة فينقل بعضها بأطرافه ويأكل بعضا آخر فتتكون فى جسمةمن ذلك مادة سامة،يسميها علماء الطب بمبعد البكتيريا،وهى تقتل كثيراً من جراثيم الأمراض،ولا يمكن لتلك الجراثيم ان تبقى حية أو أن يكون لها تأثير فى جسم الإنسان فى حال وجود مبعد البكتيريا ... فإذا سقط الذباب فى شراب أو طعام وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه فإن أقرب مبعد لتلك الجراثيم وأول واق منها،هو مبعد البكتيريا الذى يحمله الذباب فى جوفه قريبا من أحد جناحيه،فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه وغمس الذباب كله وطرحه كاف لقتل الجراثيم التى كانت عالقة به وكاف فى إبطال عملها (الوضع فى الحديث ا. د/ محمد محمد أبوشُهبة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 03:54]ـ
عن أنس بن مالك أن أناسا أو رجالا من عكل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلموا بالإسلام فقالوا يا رسول الله إنا أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف،واستوخموا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا وكانوا بناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي -صلى الله عليه وسلم -،واستا قوا الذود فبلغ النبي- صلى الله عليه وسلم - فبعث الطلب في آثارهم فأتى بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وأرجلهم ثم تركوا في الحرة على حالهم حتى ماتوا (حديث صحيح فى سنن النسائى رقم 305).
رد الاعتراض:
أولاُ: نقول لهذا المعترض إن عدم العلم بالتداوى بأبوال الإبل ليس دليلا على الرأى الذي تراه فالعلاج ببول الإنسان والحيوانات ظاهرة علاجية قديمة،ولا تزال في البادية وفي الريف وفي بعض كتب التاريخ أن ملكة مصر كليوبترا وملكة اليمن بلقيس كانتا تفعلا ذلك لنعومة بشرتهما،وقد استخدمت أبوال الإبل، وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه، وكذا لمعالجة مرض القرع والقشرة. ثانيُا:هناك مستحضرات طبية مستخلصة من البول أومستخرجات الكلى:
فمن الأدويه التي تستخدم في علاج الجلطه الدمويه مجموعه تسمى FIBRINOLYTICS تقوم آليه عمل هذه المجموعه على تحويل مادة في الجسم من صورتها الغير نشطة PLASMINOGEN إلى الصوره النشطة PLASMIN ، وذلك من أجل أن تتحلل المادة المسببه للتجلط FIBRIN و أحد أعضاء هذه المجموعه هو UROKINASE الذي يستخرج من خلايا الكلى أو من البول كما يدل الإسم URO- البول في الإنجليزيه،وأيضا من الأدوية المستخدمة فى علاج اضطربات سن اليأس , وانقطاع وعسر الطمث،واضطربات الحيض والعقم ,وإيقاف إدرار اللبن وضمور المهبل oestrogen conjugated , وهو مستخلص من بول الحصان ويباع فى صورة premarin أقراص أوكريم مهبلى أيضا من الأدوية المستخدمة فى ترطيب الجلد مادة البولينا urea المستخلصة من مستخرجات الكلى، وتوجد فى أدوية توضع على الجلد منها مايباع فى صورة carbamide كريم و Hydrafeet كريم , و Genitor Nail رش.
ثالثا العلم و العلاج بأبوال الإبل:
1 - كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية البروفسير احمد عبد الله أحمداني عن تجربة علمية باستخدام (بول الإبل) لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد أثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض، وأضاف في ندوة نظمتها جامعة الجزيرة أن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميًا جرعة محسوبة من (بول الإبل) مخلوطا بلبنها حتى يكون مستساغًا وبعد 15 يوما من بداية التجربة كانت النتيجة مدهشة للغاية حيث انخفضت بطون جميع أفراد العينة،وعادت لوضعها الطبيعي وشفوا تماما من الاستسقاء ascites ، وذكر أن تشخيصا لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة قد جرى بالموجات الصوتية وتم اكتشاف أن كبد15مريضُا من25 تحتوي شمعا، وبعضهم كان مصابُا بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، واستطرد البروفسير أحمدانى قائلاُ إن جميع المرضى استجابوا للعلاج باستخدام بول الإبل وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميا لمدة شهرين آخرين وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعًا من تليف الكبد، وقال: إن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ويحتوي أيضا على زلال ومغنسيوم فالإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربعة مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم، حيث أن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيرا؛لانه يرجع الماء الى الجسم، وأوضح أيضُا أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال أو في البوتاسيوم وبول الإبل غني بالاثنين معُا.
2 - أشرفت الدكتورة أحلام العوضي على بحث لطالبة الماجستير منال القطان التي نجحت في تأكيد فعالية مستحضر تم إعداده من بول الإبل - وهو أول مضاد حيوي ُيصنع بهذه الطريقة على مستوى العالم- وعلى حد قول الباحثة قطان قد جاء تحضيره في رسالة الماجستير بالطريقة التي تضمنتها براءة الاختراع للدكتورة أحلام العوضي والتي تقدمت بها لمدينة لملك عبد العزيز للعلوم والتقنية منذ عام 1419ه وتقول أيضا: إن بول الإبل يحتوي على عدد من العوامل العلاجية كمضادات حيوية (البكتريا المتواجدة به والملوحة واليوريا)، فالإبل تحتوي على جهاز مناعي مهيأ بقدرة عالية على محاربة الفطريات والبكتريا والفيروسات وذلك عن طريق احتوائه على أجسام مضادة IgG .
3- حيث أن الأحاديث النبوية وضحت أن أبوال الإبل لها دوراً فعالاً في القضاء على مسببات أمراض الجهاز الهضمي كالفيروسات والبكتريا وعليه يمكن استخدامهما أيضاَ في معالجة الأمراض التي قد تسببها مثل تلك المسببات المرضية بالاستخدام الخارجي شأنه شأن كافة المضادات الحيوية الطبية واتضح ذلك حين استخدمه أهل البادية في علاج بعض الأمراض الجلدية. كمااستخدم بول الإبل لعلاج السعفة (التينيا) كما يعده بعض العرب خير علاج للدمامل والجروح التي تظهر في جسم وشعر الإنسان سواء في الرأس أو الوجه بالإضافة إلى علاج القروح التي تكون يابسة أو رطبة يسيل منها الصديد. والنساء في البادية يستخدمن أبوال الإبل لشعورهن مما يؤدي إلى إطالتها ولمعانها بالإضافة إلى تغزيرها مع إزالة القشرة. وهناك العديد من الحالات التي علمنا عنها ذلك. كما قمنا بتجربة عام 1998م على بعض الأشخاص لعلاجهم بأبوال الإبل وتم علاجهم من عدد من الأمراض الجلدية بالإضافة إلى الجروح
(عجائب وأسرار العلاج بأبوال الإبل بحث ا. د.أحلام أحمد العوضي أ. منال القطان، د. مضاوي السحيباني، د. تولين بتصرف).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 04:01]ـ
عن أبى هريرة قال قال رسول الله: علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعًا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرًا وفرقوا بينهم في المضاجع (حديث رقم 4026 في صحيح الجامع).
أولاً:مقدمة لابد منها: إن من أساليب التربية التربية بالثواب و العقاب والتربية بالقدوة والتربية بالحكايات و التربية بالمواقف و التربية بالملاحظةوالتربية بالمناسبةو التربيةبضرب المثل فالعقاب من وسائل التربية،ومن فوائده ردع المعاقب عن العودة لسبب العقاب،و قد أثبتت الدراسات الحديثة حاجة المربي إلى الترهيب، وأن الطفل الذي يتسامح معه والداه يستمر في إزعاجهما، والعقاب يصحح السلوك والأخلاق، والترهيب له درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو الحرمان المادي والضرب وهو آخر درجاتها ويجدر بالمربي أن يتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان، وإن كان لا بد منه ففي السن التي يميز فيها،ويعرف مغزى العقاب وسببه. فالضرب يكون بعد استنفاد جميع الوسائل.
ثانياً: رد الاعتراض:
إن النبى صلى الله أخبر عن الله ذلك فليس لأحد أن يعترض على شرع الله؛لأن السنة هي المصدر الثاني الذي يعتمد عليه المسلمون بعد القرآن فى التشريع، ففيها تفصيلاً لمجمله، وتخصيصا لعامه وتقييداً لمطلقه، وتحوي كثيراً من التشريعات والآداب؛لأجل ذلك يتناقل الناس كل ما يصدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم- من قول وفعل عبر الأجيال، ويدوّنونه ويحفظونه، ويجمعونه ويفسرونه، لا سيما وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نفسه قد ذكر: أن قد أوتي القرآن ومثله معه، وكان جبرائيل ((عليه السلام)) ينزل عليه -صلى الله عليه وسلم-، فيعلمه السنة كما يعلمه القرآن.،وفى مقال للكاتب إيهاب سلطان فى http://www.arabiyat.com مانصه:
يرى الدكتور " مصطفى عويس " أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الضرب أحد وسائل التربية والتهذيب ويستدرك ((قبل أن نقر إباحته لابد أن يدرك الأب و الأم أن الضرب المقصود به هو الذي لا يترك آثارا نفسية أو جسدية فقد جعل الإسلام الضرب وسيلة تأديب للزوجة التي تغضب زوجها ولكن بعد أن يقطعها ثم يهجرها وأخيرا يضربها دون أن لا يقترب من الوجه ولا يترك أثرا في الجسم وكذلك الأولاد يضربون لتأديبهم وليس لتعقيدهم ويجب ألا يزيد من مكابراتهم وعنادهم .... ومع الأسف فإنهم يمنعون ضرب الأولاد في المدارس إلى أن أصبح هم يضربون المدرس والأب والأم وصفحات الحوادث في الصحف تسجل مثل هذه الوقائع ولا ننكر أنها حالات فردية ولكنها موجودة ولعلاج هذه المشكلة لابد من الرجوع للدين الإسلامي أي الضرب بحكمة وعقلانية وعقاب الأب يجب أن يكون مناسبا فالوسائل البديلة للضرب لم تؤت ثمارها بل ازدادوا عقوقا وإجراما وأنا من أنصار العودة إلى الضرب الغير مبرح والغير مؤذٍ كوسيلة لتربية وتهذيب الأبناء سواء داخل المنزل أو المدرسة مع وضع الضوابط اللازمة حتى لا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأولاد وأعتقد أنه لو لم يضربنا الأهل لفشل تأديبنا ولو لم يضربنا المعلم لما تعلمنا ولم يكن منا الدكتور والمهندس والعالم فهو ليس وسيلة لتنفيس عقد الأباء في أبنائهم وإنما كل أب يرى ما ينفع أولاده ويحاول تطبيقه معهم لينفعهم في حاضرهم ومستقبلهم)) ويرى الدكتور " عدلي السمري " أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس أن الأم هي المدرسة الأولى التي يتربى فيها الأبناء حيث تغرس فيهم القيم والأخلاق النبيلة التي تكون شخصيتهم فهي يقع عليها العبء الأكبر في التربية فإذا كانت واعية ومدركة لمدى مسئوليتها وتأثيرها على الأجيال القادمة فسوف تتعامل مع أولادها بحكمة وتمسك العصا من النصف بمعنى أن لا تضربهم إلى أن يؤدي الضرب إلى عقد نفسية لديهم وأن لا تترك الحبل على الغارب كما يقولون فتتسبب بلا قصد في انحرافهم وتقول " رشا عاشور" مدرس مساعد تخصص علم نفس بكلية الآداب جامعة القاهرة ((الأبحاث في مجال تربية الطفل تؤكد أنه يمكن استخدام العقاب كوسيلة لمنع سلوكيات الأبناء المرفوضة مثل العدوانية أي أن الأب يكون على حق إذا ضرب طفله،ومعاقبته لمنعه من التصرفات الخطيرة مثل اللعب في أسلاك الكهرباء أو مفاتيح الغاز ونفس الحال يحق للمعلم معاقبة التلميذ الذي يعبث في المرافق أو أدوات التدريس الخاصة بالمدرسة أو ينتهك نظام الفصل، ومن هنا يمكن أن نقول أن العقاب له شروط منها أن يتم تطبيقه عقب صدور السلوك المرفوض فورُا،ولا ينتظر مده حتى يعاقب الطفل عليها ويكون العقاب مناسب للموقف أي حسب حجم الخطأ،ولابد أن يسبق التحذير الخطأ مثل التحذير من سكب الولد لكوب اللبن و غير ذلك،وأيضا لابد أن يكون العقاب مباشرة إذا تكرر الخطأ كما يجب معاقبة الطفل من الوالدين وليس واحد فقط حتى لا يشعر بالفارق أو عدم الثقة في أحد الوالدين أو كلاهما هذا في حالة ما إذا كان العقاب بدني،وإن كان يفضل ما يسمى بالعقاب السلبي فهو أحسن أنواع العقاب المقبول وهو حرمانه من المثيرات التي يحبها الطفل مثل عزل المخطئ وحيدا في غرفة خالية من ألعاب الترفيه ولكن ليست مخيفة حتى لا تسبب له أزمة نفسية أو مغلقة الأبواب أو حرمانه من التنزه أو ممارسة بعض الألعاب التي يحبها أو الحرمان المؤقت من المصروف وكل ذلك بصورة مقننة لأن القاعدة تقول أن العقاب الشديد في الصغر يسبب اهتزاز الشخصية في الكبر، وعدم النضج الانفعالي لذا سينعكس هذا على أسلوبه في معاملة الأخرين فيعاملهم بعنف شديد)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 04:07]ـ
الحديث عن أم عطية الأنصارية أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل (رواه أبو داود 5271) و هذا الحديث حسنه ابن حجرفى الفتح وقال عنه الهيثمى فى مجمع الزوائد والطبرانى فى الأوسط إسناده حسن وصححه الألبانى فى تخريج سنن أبى داود و للحديث ثلاثة طرق طريق زائدةابن أبى الرقاد عن ثابت عن أنس وطريق عبد الله بن جعفر عن عبد الله عن رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الكوفة مجهول وطريق بن مرة عن أبى البخترى عن على. و عن على أن النبى صلى الله عليه وسلم قال للخافضة: إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج (صحيح وضعيف الجامع508) و عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال للخافضة: إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج (حديث فى صحيح الجامع رقم509).
رد الاعتراض:
أولاُ: مفهوم خفض الأنثى ومقداره شرعاُ وتوضيحه علمياُ: خفض الأنثى أو ختان الأنثى كما نقل ابن حجرعن الماوردى فى [فتح البارى] هوقطع جلدة تكون فى أعلى فرجها فوق مدخل الذكر كالنواة أو كعرف الديك،والواجب قطع الجلدة المستعلية منه دون استئصاله، و ختان الأنثى كماقال محمد الخطيب الشيربينى الشافعى فى [مغنى المحتاج]:قطعة من اللحمة الكائنة بأعلى الفرج وهى فوق ثقبة البول تشبه عرف الديك فإذا قطعت بقى أصلها كالنواة ويكفى قطع ما يقع عليه الاسم ا. هـ
معنى قول العالمين السابق: هو أن خفض الأنثى Circumcision Female يعنى قطع الجلدة التى تغطى البظر hoodectomy ، و هى قلفة البظر clitorial hood ، وليس البظر، والفقهاء كانوا يطلقون على البظر clitoris وقلفته اسم عرف الديك أو النواة؛لذلك تجدالماوردى- رحمه الله – يقول (قطع الجلدة المستعلية)،والجلدة المستعليةهى التى تغطى البظر، وهى قلفة البظر، وليس رأس البظر أو حشفة البظر clitoral glans؛ لذلك تجد الخطيب الشيربينى يقول (فإذا قطعت بقى أصلها كالنواة) والنواة هى رأس البظر فرأس البظر يشبه النواة، والقلفة عبارةعن جلدة تبدأ من الفاصل الموجود بين رأس وجسم البظر فعندما تقطع ينكشف رأس البظر،ويخفض البظر حيث أن الفقهاء يعتبرونها من البظر فعندما تقطع يقل علو البظر فيكون بذلك هو الخفض المشروع. ثانياُ: ما ترتب على القول بأن مقدار الختان الشرعى هو قطع قلفة البظر: ختان الأنثى ينقسم فى الشرع إلى قسمين:
الختان الشرعي: sunna circumcision وهو قطع القلفة التي تغطي بظر الأنثى.
الختان غير الشرعي: و هو قطع أي جزء زيادة على قلفة البظر.
دليل ذلك حديث أم عطية حيث قال النبى- صلى الله عليه وسلم-: إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى للزوج (السلسلة الصحيحة رقم722) الشاهد: قوله – صلى الله عليه وسلم- " أشمي ولا تنهكي " أي اتركي الموضع أشم (الأشم المرتفع)،ولا تبالغى فى القطع والمعنى اقطعي الجلدة التي فوق رأس البظرفإذا قطعتيها يبقى البظر مرتفعاً (أشماً) فأنت بذلك القطع لم تنهكِ البظر، وقد شبه -صلى الله عليه وسلم - قطع قلفة البظر بإشمام الرائحة مما يدل على أن المقصود قطع الجلدة التى على نواة البظر،وليس البظر فالذى يشم الزهرة لا يقطعها كذلك إشمام البظر تركه كما هو، وليس قطعه أو قطع جزء منه فقطعه أو قطع جزء منه يكون من الانتهاك، و قد علل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا بعبارة " فإنه أسرى للوجه وأحظى للزوج " وهذا يتحقق مع إزالة قلفة البظر التى تقلل من متعة الجماع فتكتمل اللذة،ويحدث الشبع الجنسى تقول الدكتورة آمال اختصاصية طب المجتمع: وقد أشار الامام ابن القيم إلى سبب عدم شبع الأقلف من الجماع ,عند حديثه عن الحكمة التى لأجلها يعاد بنو آدم غرلاً قلفا) حيث قال: ((وعد الله سبحانه وتعالى أنه يعيد الخلق كما بدأهم أول مرة من تمام أعضائهم قال تعالي:) َكما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف من الآية 29] ,فإن الختان إنما شرع في الدنيا لتكميل الطهارة، و التنزه من البول , وأهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون , فليس هنالك نجاسة تصيب الغرلة كما أن القلفة في الجنة لا تمنع لذة الجماع و لا تعوقه)). و قد اتفق هذا التفسير مع ما جاءفي كتاب (العادات التى
(يُتْبَعُ)
(/)
تؤثر على صحة النساء و الأطفال) و الذي ذكر فيه: ((إن الخفاض الأصلي للإناث circumcision proper يمارس أيضا في بعض الأحيان فى الولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة عدم حدوث هزة الجماع orgasm عند المرأة فى حالة زيادة قلفة البظر أو ضيقها ... ))،و لتوضيح ذلك أكثر أقول: إن الأقلف لا يشبع من الجماع ذلك لأن العضو الحساس منه , وهو حشفة القضيب أو البظر , قد غطي بالقلفة،و هى جلد أقل حساسية يمنع الإحساس بالمتعة الكاملة , فيبقي الأقلف من الرجال و النساء فى بحث متواصل لإشباع رغبته لهذا السبب. وهنا يمكن القول إن خفاض السنة يحقق للمرأة اكتمال متعة المعاشرة الزوجية مما يدخل السرور فى نفسها فيزداد بهاء وجهها،و يسعد زوجها , وقد بدا لي هذا الفهم من قول الرسول صلي الله عليه و سلم لأم عطية رضي الله عنها: (أشمي و لا تنهكي فإنه أحظي للزوج و أسري للوجه) .. (قلت: الحديث حسنه ابن حجر والهيثمى وصححه الألبانى).
ثالثا: خطأ قطع ما زاد عن قلفة البظر:
من المعلوم طبياُ أن كريات ميسنر Meissner’s corpuscles يتكاثر وجودها فى رأس البظر، وهى مستقبلات لمس سريعة التكيف،وهذه المستقبلات لها قدرة على التكيف مع احتكاك الملابس التى يرتديها الإنسان؛ لذلك لا يشعر الإنسان باحتكاك ملابسه فى أى جزء من جسمه،وهذه المستقبلات لها دور كبير فى استقبال المؤثرات الجنسية من لمس واحتكاك،وتعميق الاستجابة للمؤثرات الجنسية من إحساس باللذة،وتفاعل الأعضاء مع هذا الإحساس،وتوجد هذه المستقبلات بكمية أقل فى قلفة البظر،وكريات باسينى Pacinian’s corpuscles تتواجد فى جسم البظر، وهى مستقبلات لمس سريعة التكيف (انظر review of medical physiology ’s Ganong فصل 5و7)،وأيضا تعتبر مستتقبلات أساسية للضغط فهى تستجيب لمؤثرات الضغط والشد والجذب للعضووهذه المستقبلات تنقل الإحساس باللذة عن طريق المؤثرات الخاصة بها فالضغط والاحتكاك الذى تسببه المداعبة foreplay ، والإيلاج على البظر يؤدى إلى إثارة هذه المستقبلات فتنقل الإحساس باللذة الجنسية، والإحساس بها ثم إحداث لذة الارتواء الجنسى (ذروة الوصول إلى المتعة الجنسية)، ومما سبق يتضح أن البظر يتركز فيه اللذة الجنسية والإحساس بها ثم إحداث لذة الارتواء الكاملة فقطعه أو قطع جزء منه يؤثر على دور البظر فى إحداث اللذة الجنسية، وبالتالى يؤثر على استمتاع المرأة عند المعاشرة الزوجية، وبالتالى يؤثر على الوصول إلى درجة الارتواء الجنسى orgasm ، والوصول إلى الإشباع الجنسي الكامل (الشعور بالنشوة أثناء ممارسة العملية الجنسية وصولا للذروة في نهاية المطاف في أغلب الأحيان)،ومن هنا نجد أن المرأة التى قطع بظرها أو جزء منه لا تحدث لها لذة الارتواء الجنسى فى الوقت المناسب مع زوجها،وهى تكتفى بجزء من اللذة مع وجود الاستمتاع النفسى والمعنوى، ولكن مع غياب اللذة الكاملة وبمرور الوقت تتعود المرأة على الأمر فيقل نشاط مركز الغريزة بالمخ،ويؤدى هذا فى النهاية إلى الفتور فى تحرك الرغبة أو فى تفاعل الجسم أثناء المعاشرة الزوجية، والزوج يشعر بأن المعاشرة الزوجية من طرف واحد تقريبا، وعدم تحقيق الإشباع الجنسي يؤدى إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق، وزيادة الإحساس بالآلام عموماً كآلام الصداع والتهاب المفاصل،و ضعف الجهاز المناعي، و ضعف التركيز والآداء العقلي .... وأيضا قطع البظر أو جزء منه يؤدى إلى قلة استجابة المرأة فى فترة المداعبة قبل المعاشرة الزوجية،وقلة استجابة المرأة فى فترة المداعبة يؤدى إلى قلة الإفرازات التى تنزل من المهبل اللازمة لتسهيل الإيلاج فيؤدى إلى حدوث حرقان شديد فى المهبل أثناء، وبعد المعاشرة، و مما سبق يتضح أن قطع البظر Clitoridectomy أو جزء منه clitoridotomy يسبب الضرر للزوجة والزوج؛ولذلك فإن الشرع ينهى عنه عملاُ بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- (لا ضرر ولا ضرار) (حديث صحيح رقم 7517 في صحيح الجامع).
رابعاُ: فائدة قطع قلفة البظر:
1 - تثبيت شرع الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
2 - تحسين الخلق حتى يكون الخلق على الفطرة الحنيفية.
3 - تثبيت البديل المناسب لمحاربة العادة غيرالشرعية والضارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - بقطع قلفة البظر تسهل النظافة من الإفرازات الطبيعية، و النظافة تقي المرأة من كثير من الأمراض العضوية والنفسية حيث أن جزء القلفةالذي يواجه البظر غشاء زهامى يفرز مادة زهامية من غدد تايسون، و المادة الزهاميه عندما تتجمع تسمى اللخن،و تراكم اللخن يزيد من تكاثر البكتريا والتهابات الجهاز البولي الصاعد، (كالتهاب المثانة، أو التهاب الحالبين، أو التهاب الكليتين، الذي يسببه نوع من البكتيريا اسمه: بسودوموناس، والأمراض الفطرية للجهاز التناسلي للأنثى (المبيض-الرحم-المهبل)؛ لشدة قرب فتحتي الإخراج لكل من الجهاز التناسلي، والجهاز البولي للأنثى،ومن أمثلة هذه الأمراض الفطرية الإصابة بفطر الكانديدا، أو فطر ترايكوموناس. فختان المرأة يمنع الالتهابات الميكروبية التي قد تتجمع تحت القلفة، والتي تصيب الجهاز التناسلي للأنثى نتيجة للتلوث البكتيري (مثل أنواع من البكتيريا العنقودية، والسبحية اللاهوائية، مثل بكتيريا جونوكوكاي، وبكتيريا نيسريا السيلان، وبكتيريا الكلاميديا، والتي تسبب – في حالات الإصابة الشديدة – العقم) ووجود الإلتهابات بين القلفة و البظر يؤدي إلى شدة حساسية البظر والألم عند لمسه. وتقول الدكتورة آمال البشير: قد ثبت أن في اللخن { smegma} مادة تسبب السرطان،و أشارت الدراسات الحديثة إلى أن هذه المادة هى فيروس يدعى papillovirus ، وقد تمكن الباحثون من عزل هذا الفيروس من المرضي المصابين بسرطان القضيب،ومن المصابات بسرطان الفرج وسرطان عنق الرحم،ومن العوامل المهيئة كذلك لحدوث السرطان التهاب الحشفة { Balanitis} و تضيق القلفة { phimosis} وهذه تحدث من احتباس اللخن خلف القلفة (ختان الأنثي في الطب و الإسلام بين الإفراط والتفريط للدكتورة آمال البشير).
وفى مقال فى الجريدة الأمريكية الطبية ما نصه:إذا كان الذكر يحتاج إلى الختان للنظافة فلما الأنثى لا تحتاج للنظافة (مقال لـ C.F. McDonald, M.D. - Milwaukee, Wisconsin GP, Vol. XVIII No. 3, p. 98-99, September, 1958) .
5- تعديل الشهوة وتقليل الانشغال بها, ويكون ذلك بطريقتين:
" إزالة قلفة البظر التى تقلل من متعة الجماع فتكتمل اللذة، ويحدث الشبع الذي يقلل من الانشغال بهذه الشهوة والإفراط فيها. ويكون ذلك للمتزوجات.
" كذلك فان إزالة قلفة البظر يمنع احتجاز الإفرازات الطبيعية تحتها، وبذلك يزول سبب الإثارة المتكررة للأعصاب التناسلية حول الحشفة , مما يقلل الحك و التهيج. وتشترك فى ذلك المتزوجات و غيرهن من النساء (ختان الانثي في الطب و الإسلام بين الإفراط والتفريط للدكتورة آمال البشير). فى حالات التجمع المتوسط للخن، اللخن الجاف ربما يثير البظر بقدر يسير مما يؤدى إلى الحاجة إلى حكه أو خدشه، وهذا يمكن أن يؤدى إلى تكرار فعل الأطفال والفتيات للعادة السرية masturbation frequent . ( نقلا من TheClitoriscom.htm تحت عنوان Clitoral Adhesions). 6- سرعة وصول المرأةإلى الارتواء الجنسي وقوته.
(نقلا من Refinement.htm The Southwest Center for Female Genital تحت عنوان Clitoral Hoodectomy الدكتور ( Royal H. Benson وفى مقال نشرته مجلة عقيدتى 3 يونية 2003 للأستاذة الدكتورة / نشوى عبد الحميد أخصائية النساء و التوليد بالأسكندرية جاء فيه (بوش وختان الإناث) ثم ذكرت أن بعض السيدات الغربيات يقبلن على إجراء أخف درجات الختان بغرض التجميل أو قطع القلفة التى تعوق وظيفة البظر فى الوصول بالمرأة إلى ذروة النشوة ومن ثم فإن تأخيرها قد يؤخر ارتواء المرأة وبالتالى فأن الزوج قد ينتهى من الجماع تاركُا زوجته ما زالت تتشوق إلى المزيد؛لأنها لم تصل إلى نهايتها وقد أقرت السيدات اللاتى أجرين الختان بعد الزواج أن الختان الصحيح (وهو ما يعرف بختان السنة) لا يحرم المرأة من حقها فى الاستمتاع بالجنس بل يزيد فى استمتاعها هى وزوجها؛ ولذلك فالرئيس بوش يعمل على إلغاء القانون الذى فرضه الحزب الديمقراطى بمنع عملية الختان للفتيات اللاتى تقل أعمارهن عن 18 سنة بل ويرغب فى جعله إلزاما للأطفال والإناث فى الولايات المتحدة وذلك ضمن حملة لتحقيق الطهارة والقضاء على ممارسة العادة السرية التى تنتشر بين الشباب الأمريكى من الجنسين (الختان شريعة الرحمن للشيخ أسامة سليمان).
7 - معالجة قلة الارتواء الجنسي نسبة لضيق القلفة للالتصاقات أو كبر حجمها، وبعد البظر إلى داخل الجسم، وقد ذكر الدكتور W.G. Rathmann أن فضفاضة قلفة البظر أوضيقه يمكن أن تمنع متعة مناسبة للعلاقات الجنسية. (نقلامن Female Circumcision Indications and a New Technique GP, vol. XX, no. 3, pp 115-120 , September, 1959) .
بعض النساء اللاتى تتداخل قلفة البظر عندهن مع الإثارة والمتعة الجنسية يجدن بإزالة قلفة البظر زيادة المتعة الجنسية (نقلا من com . Female Genital Surgery . www تحت عنوان Clitoral Hood Removal surgery)
خامساُ: منظمة الصحة العالمية لم تحظر من الختان السنى:
في كتاب Traditional Practices affecting the health of Women and children العادات التي تؤثر على صحة النساء والأطفال الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية WHO في عام 1979م ما يأتي: "إن الخفاض الأصلي للإناث هو استئصال لقلفة البظر وشبيه بختان الذكور ويعرف بالسنة .. وهذا النوع لم تذكر له أي آثار ضارة علي الصحة" إلى هنا انتهى ما أراد الكاتب، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 07:38]ـ
إعلام المنصفين باستحالة التعارض الطب والدين ( http://www.4shared.com/file/44401215/68279c4f/______.html?dirPwdVerified=1d2 c87cc)(/)
فوائد من حديث: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 10:03]ـ
فوائد من حديث: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً
للشيخ فلاح إسماعيل مندكار
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
أحمد الله سبحانه وتعالى أن جمعنا وإياكم في هذا المكان، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا اللقاء فيه، وأن يكتب لنا هذه الخطوات وهذه السويعات في هذا المكان وفي غيره، إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه ونحمده سبحانه وتعالى أن بلغنا وإياكم شهر رمضان وأتممنا هذا الشهر فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين صاموا رمضان إيمانا واحتساباً وقاموه أيضاً إيمانا واحتساباً ومن الذين وفقهم وبلغهم لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.
وهذه الكلمة حول الفتن في هذا الزمان وفي هذه الأيام أيام الفتن وأيام المحن وتفنن أهل هذه الفتن والمحن في عرضها وطرحها أود أوصي نفسي وإياكم بكلمة لعل الله سبحانه وتعالى ينفعنا وإياكم بها ونكون وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
[طرق أهل الفتن في ترويج باطلهم]
الفتن يا إخوان كثيرة جداً وخاصةً في هذا الزمان ودعاة الفتنة وأصحاب الفتن لهم طرق كثيرة جداً ووسائل في عرض هذه الفتن وفي محاولات التلبيس على أهل الحق ترويجا لباطلهم ومذاهبهم وتحقيقا لمآربهم ورغباتهم والكلمة التي أود أن أشير بها أذكر بها بحديث النبي عليه الصلاة والسلام قبلها حتى نربط بين واقعنا أو بين الأمور التي تمر علينا في حياتنا وبين هذه النصوص الشرعية، نعرف جميعاً حديث النبي عليه الصلاة والسلام "تعرض الفتن على القلوب عرض القلوب الحصير عودا عوداً" وهذا زمان الفتن ولا شك والعلماء من زمان يذكرون كل في زمانه يذكر أن زمانه زمان فتن، وهذه أيضا لابد من تحقيق هذا الأمر .. صحيح في كل زمان الفتن كثيرة جدا ولكن لا شك في زماننا أكثر من الأزمنة السابقة كلها لأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه والشر والخير إنما هي في البدعة والسنة في الشرك والإيمان هذه الأمور وهذه المسائل، حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول "تعرض الفتن على القلوب" هنا وقفة؟ الفتن كيف تعرض على القلوب؟ الفتن إما أفعال وتصرفات وإما كلمات وهذه الأفعال ترى تشاهد بالأعين بالكلمات والعبارات تسمع بالآذان.
فالفتن عبارة عن أقول أطروحات أو شعارات يطرحها أهل البدع والأهواء والشرك والبدعة والفتن والمعاصي وغيرهم يتفننون بها في عرضها على الآذان وعلى الأبصار لكن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح يقول "تعرض الفتن على القلوب" إذاً كيف تعرض على القلوب؟ لأن هذه الآذان وهذه الأبصار وهذه الجوارح كلها بريد لهذا القلب صحيح أنت ترى الفتنة كانت بدعةً كان شركاً كان كفرا كانت معصية أياً كانت أنت تراها بعينك لكن هذه الرؤية العينية حقيقتها في ميزان الله تبارك وتعالى أنها تؤثر في القلب تعرض على القلب مباشرة بمجرد بما أنت شفتها إذاً هناك أثر على هذا القلب على الباطن على الإيمان وعلى الإعتقاد القلب يا إخوان يراد به الإيمان مكان الإيمان مكان الإعتقاد الباطل الظاهر أعمالنا الظاهرة والباطن هي عقيدتنا وإيماننا ويقيننا بالله تبارك وتعالى الفتن كلها في هذه الدنيا تعرض على القلوب وهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل ما نراه وكل ما نسمعه نسمع كلمات ونسمع عبارات أهل البدع يتفننون في عرض بدعهم وكفرهم وشركهم والعياذ بالله وشعاراتهم لكن هذه كلها تؤثر على القلب شئت يا عبد الله أم أبيت أنت إذا شفت الأثر على القلب إنت إذا سمعت الأثر على القلب هذا الحديث أنا أود أن يكون شعارنا في هذه الدنيا في هذه الأيام في مثل هذه الأمور وهذه الفتن والمحن التي نراها.
"تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير" شوف الحصير كيف يتكون عود ثم عود ثم عود ثم يكون حصيراً كبيراً وهكذا الفتن ربما بعضها تكون فتن صغيرة جدا لكن لها أثر وهذا الأثر إذا كثر كثرت الفتن كثرت الآثار كثرت النتائج ومن ثم سيطر على هذا القلب سيطرة تامة وكان كالحصير متماسكا قويا مؤثرا مفيدا أم ضارا والعياذ بالله.
[أقسام الناس أمام هذه الفتن وما يجب عليه]
(يُتْبَعُ)
(/)
" تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تعود القلوب على قلبين" النهاية أن كل من على هذه الدنيا قلوبهم تصنف على قلبين "أبيض مثل الصفا لا تضره فتنةٌ ما دامت السماوات والأرض" نسأل الله أن نكون وإياكم من أهلها "وأسود مرباداً كالكوز مجخيا" المقلوب "لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب هواه" والعياذ بالله، هذه النهاية، هذه نهاية كل القلوب.
ما معنى [أي قلب أنكرها، أو أي قلب أشربها] الإنكار واضح جدا أنه صاحب القلب صاحب هذه العقيدة صاحب هذا الإيمان بما معه من الثوابت ومن الأصول ومن الإيمان بالله ومن اليقين بالله ومن الإعتقاد بالله وما يعرف من أصول الإيمان وأصول الدين بمجرد ما رأى هذه البدعة أو هذا الكفر أو هذا الشرك أو هذه الفتنة أو سمعها هذا القلب تحرك أنت شفت بعينيك أو سمعت بأذنيك ولكن القلب له موقف، نحن نستعمل كلمة الموقف، موقف القلب مما رأيت وموقف قلبك مما سمعت، كثير جدا عندنا يقولون لا أنا مالي علاقة هؤلاء أهل البدع في بدعهم وأنا الحمد لله عافاني الله؟ لا يا عبد الله؟ أنت ما دام أنها وصلت إلى أسماعك أو أبصارك إذا هناك أثر إما نكتة بيضاء أو نكتبة سوداء لا تقول ما لي شغل أو مالي علاقة فيهم عافاني الله عز وجل، لا لا لا .. الموقف .. ما هو موقفك من هذه الفتنة أو البدعة أو المنكر أو الكفر أو الشرك الذي سمعت والذي رأيت.
"فأي قلب أنكرها " والإنكار كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل "من رأى منكم منكرا فليغره" والتغيير إما باليد وإما باللسان والنصيحة والموعظة والكلمة والمجادلة وإما بالقلب هذه الحالات الثلاث إذا خرجت عن هذه الحالات لا فعلت هذه ولا فعلت هذه ولا فعلت هذه فأبشر بنكتة سوداء، يقينا، أما إذا فعلت واحدة من هذه فأبشر بنكتة بيضاء أُربط الحديث هذا وهذا طبعا الذي يغير باليد النكتة البيضاء تكون أكبر والذي يغير باللسان أيضا تكون كبيرة لكن أصغر من التي قبلها لأن البقعة ما زالت والمنكر ما زال لكن الموقف أنت وموقفك والذي ينكر بقلبه أيضا نكتبة بيضاء لكن طبعا أقل من الثنتين الذي قبل، هذا الموقف لا بد أن تهيئ نفسك وتوطن نفسك يا عبد الله هذا الإيمان الذي معك والعقيدة التي معك هذه لا بد يكون لها أثر في حياتك.
يتبع ..
ـ[أبوهناء]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 01:36]ـ
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[07 - Nov-2008, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيك .. وجزاك الله خيرا
وفيك بارك أخي الفاضل ونفع الله بك وعذرا لتأخري في الرد(/)
كيف تقهر الخجل من الأمر بالمعروف ولنهي عن المنكر:-
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 07:35]ـ
عد بعض السلف فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام ..
إذ الأركان لا تنحصر في خمسة .. ولقد جعل الله تعالى مناط خيرية هذه الأمة بالقيام بهذا الواجب العيني ..
كل بحسبه ..
وفي حين لا يخجل أهل الفجور مما هم عليه .. فترى الراقصة تلبس ثوب العراء وتفاخربذا أمام أمة من البشر لا يحصون كلهم يشاهدها .. وتجد مع هذا صاحب الحق خجولا من بث دعوته الربانية! ..
وقد تأملت في السبل لقهر هذه الحالة المؤسفة فألفيت الحياء من الله من خير الوسائل المعينة على ذلك ..
وهو شعبة عظيمة من شعب الإيمان .. ذلك أن الحياء خجل من الله تعالى .. فندفع الخجل المذموم بالخجل المحمود ..
ثم إن طائفة من الناس تعللوا بأن الإنكار على بعضهم لن يغير شيئا ..
وقد ردّ الصالحون على هذه الحجة .. فقال الله تعالى "وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"
فتأمل كيف قدم المعذرة إلى الله على بغية الهداية للمدعووين ..
ثم كانت هذه البغية على سبيل الرجاء لا الجزم ..
والمستفاد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مأمور به من حيث هو .. أي بصرف النظر عن نتيجته ..
وهذا المعنى واضح بقرينة أخرى أيضا وهي أن جوابهم المذكور في الآية كان ردا على سؤال مفاده أن هؤلاء "الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا" .. كأنه لا أمل مرجوا فيهم
ولما كان الخجل المعيب المذكور ليس غير الخوف من ردة فعل المدعو-ولو كانت مجرد عدم قبوله-
فإن علاج ذلك يكون بزاد من امتثال سورة العصر .. التي لخصت حياة المسلم الرباني بأوجز عبارة ..
وفيها "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" .. فعليه أن يستحضر هذا ويضعه نصب عينيه .. فلا يغيب عنه طرفة عين .. فيهيئ بذلك نفسه لأي احتمال .. ويكون مع هذا مسرورا .. لأن من شأن الربانيين أن يبتلوا بشيء متعلق بجنس أعمالهم .. فالمجاهد يبتلى بالخوف والدماء والأذى الجسدي والقتل .. إلخ
والداعية .. يبتلى بمعاداة المبطلين له .. وتسفيههم إياه .. أو بالسجن للحق الذي يصدع به ..
ومن عجب أني رأيت أحد الشيوخ الذين يشار إليهم وإذا كانوا في مجلس تصدروا فيه ..
مر على رجل يبيع أثناء الصلاة من قدام باب المسجد ثم لم ينكر عليه بكلمة .. بل مر بإزائه مر السحاب .. الذي لا يمطر! ثم دخل يصلي في المسجد
وقد كنت أتهيب أول الأمر من ذلك .. ثم قلت في نفسي: أي شيء سيصنع لك من تدعوه .. أقاطع عنقك هو؟
فجاء الجواب القطعي: لا ..
فعلام نخاف؟
ومع هذا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خير الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله" .. فما أجلها من كرامة!
وإن القيام بهذه الفريضة من أعظم ما يرقي المرء في مدارج الإيمان .. حتى إنك لتلمس أثره في قلبك في الحال ..
بخلاف كثير من الشرائع ..
وتحلّق مع هذا الشعور في سماء العزة الإيمانية .. كأن الثريا في جبينك .. والقمر في خدك .. بل هذه الخصلة هي أعظم ما يميز العلماء الربانيين عن "العلماء" الذين هم أوعية للعلم المسطور لا غير
فبقدر ما تتخلف هذه في العالم .. بقدر ما يكون عالم سوء بذلك .. والعياذ بالله تعالى
ومن أعظم ما يعين في الباب أن تستعين بالله عليه .. فخير ما يسأل به الله تعالى سؤاله العون على تحقيق مرضاته
والعمل بموجب محبوباته .. ومن الاستعانة به أن تذكره قبيل ذلك .. وتدعوه .. أن يثبتك وأن يضع لك قبولا .. ويصبرك إذا هم نكصوا عن القبول .. أو ردوا بشيء مقبوح ..
وأعظم وسيلة لتصبير نفسك هنا .. أن تذكر بأن سيد الخلق قيل له مجنون وساحر وكاهن .. إلخ
و هذه السباب في حقيقتها أشد وأنكى على النفوس الزكية من العذاب الجسدي المباشر
أكتفي بهذا
والله الموفق
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 10:42]ـ
ماشاء الله موضوع موفق
نحتاج لهذا الموضوع جميعا جزاك الله خيرا وأنكحك بكرا في الأولى والآخرى
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 10:57]ـ
جزاك الله خيرا ....
أفضل نصيحة وجهت لي في هذا الموضوع كانت من أحد أفراد جماعة التبليغ - وفقهم الله و هداهم لإصلاح بعض ما عندهم من مخالفات - إذ قال لي:
ما أسوأ ما يمكن أن يحدث لك إذا أمرت بالمعروف أو نهيت عن المنكر؟
هل ستشتم؟ قد شتموا رسول الله قبلك في سبيل هذا الأمر و قالوا عليه ساحر كذاب.
هل سيبصق عليك؟ قد وضعوا سلو الجزور - و هو شر من البصاق - على رسول الله - صلى الله عيه و سلم بأبي هو و أمي - وهوساجد.
هل ستضرب؟ قد أوذي رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في هذا الأمر حتى كسرت رباعيته و دخلت حلقة المعفر في وجنته الشريفة.
هل ستقول لا تسمح لي كرامتي بتعريض نفسي للإهانة؟ قد تحمل رسول الله كل ذلك وهو سيد ولد آدم , فمن أنت يا عبدالله لتأنف أن تهان في سبيل الله؟
و الحق أن هذه الموعظة - بفضل الله - قد أثرت في تأثيرا بالغا , و كثيرا ما أجعلها أمام عيني إذا خفت أو ترددت من القيام بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 05:21]ـ
جزاك الله خيراً .......
اثرت فيني كلماتك واسلوبك الرائع.
.. ** أسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى ** ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 06:27]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأكارم ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 08:01]ـ
اخي ا لكريم تقول بعض السلف فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام. إذ الأركان لا تنحصر في خمسة
.اقول فيه نظر لمخالفته النص
قال بعض العلماء في شرح كتاب التوحيد
من أنواع الخوف المذموم: أن يترك الإنسان ما أوجب الله عليه من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الناس أن يؤذوه أو يضايقوه أو يعذبوه فيترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وبيان الحق خوفا من الناس، فهذا شرك أصغر، وهو محرم، وقد جاء في الحديث: "أن الله يحاسب العبد يوم القيامة: لم لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟. فيقول: يا رب خشيت الناس، فيقول: إياي أحق أن تخشى". ونعنى بذلك: القادر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقادر على الدعوة إلى الله، أما الذي لا يقدر -أو ليس عنده استطاعة- فهذا معذور
.قلت الحديث لفظه
لا يحقر أحدكم نفسه، قالوا: يا رسول الله! كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: يرى أمرا لله عليه فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: رواته ثقات - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/ 231
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 09:32]ـ
أخي الفاضل ..
النص لم يحصر الأركان في خمسة .. بل قال: بني الإسلام على خمس
ولهذا قال بعض السلف إن الركن السادس هو الجهاد ..
وهذا كله وجيه .. لا غضاضة فيه ..
ومروي عن حذيفة بن اليمان وغيره كما في المصنف
وقوله صلى الله عليه وسلم:بني الإسلام على خمس .. فتلك المباني الأعظم
على أن دين الإسلام دين جهاد بكليته .. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام"ذرورة سنامه الإسلام"
شاكرا لك الإضافة الطيبة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 09:18]ـ
جزاك الله خيرا(/)
طلب ضروري جداجدا
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم.الى أهل العلم المتخصصين في علم العقيدة _حفظهم الله_ أريد منهجا في هذا العلم المبارك أصل به الى التخصص في هذا العلم المبارك. وهل عشر سنوات كافية للوصول الى التخصص وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 08:57]ـ
نصيحتي لك .. باديء ذي بدء ألا تتطلب منهجا محددا في كل تفصيلاته
بل ابدأ بالمتفق عليه .. ومع ترقيك في العلم .. تتميز الجادة لديك .. فتكون أقدر من غيرك على معرفة الأليق
لكن ههنا .. نصائح عامة للبدء في هذا البحر العذب .. ولكن لا يعني تجشمي الجواب أني أهل لذا .. ولكن هي لمحات من هنا وهناك
-استحضر حسن القصد والإخلاص وجدد النية .. في سبيلك كله .. فإنك ما ترقيت درجة في العلم حتى كان للشيطان عليك مدخل
-تفكر في علم العقيدة .. على أنه علم ذو ثمرات يانعة نضيدة .. وليس شيئا جافا .. وردودا وجدالات ..
فمن لازمه إذا أخذ بحق وصدق أن يكون له أثر بالغ في تزكية النفس .. وتقوية العبادة .. وحب الجهاد وأهله .. إلخ
-أما المتون .. فهذا ما أراه ملائما في المرحلة الأولى:-
كتاب التوحيد مع شرحه .. وشروحه كثيرة
العقيدة الواسطية .. للشيخ العثيمين
شرح الطحاوية للحوالي .. (تجده في موقع الشيخ) ولا يعدل به غيره
تجريد التوحيد للعلوان .. (في موقع الإسلام اليوم)
الفتوى الحموية للبرّاك
شرح نواقض الإسلام للطريفي
وشراحها كثر .. ما بين مقل ومستكثر .. فاستفرغ سماع ذلك مع تدوين ما قالوا في ورقات خاصة بك للحفظ والدراسة والتأمل .. وأوصيك بالعناية التامة بالأدلة
والله يفقهني وإياك في دينه ..
والسلام عليكم
ـ[عبد فقير]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 09:43]ـ
1 - شرح ثلاثة الأصول لأحمد بن عمر الحازمى 2 - شرح القواعد الأربع للحازمى 3 - شرح كتاب التوحيد للحازمى 4 - شرح كشف الشبهات للحازمى هذا فى توحيد الألوهية أما فى العقيدةعموما 1 - شرح العقيدة الواسطية ليوسف الغفيص 2 - شرح الحموية للغفيص 3 - شرح التدمرية للغفيص 4 - شرح الطحاوية للغفيص(/)
ما كيفية ركوع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته جالساً؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 05:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام كيف كان يركع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى جالساً؟ أيرتفع عن عقبيه أم يحني ظهره فقط؟ أفيدونا بالدليل جزاكم الله أحسن الجزاء.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:17]ـ
قال إمام الأئمة ابن خزيمة أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي و يوسف بن موسى قالا ثنا أبو داود - قال المخزومي: الحفري وقال يوسف: عمر بن سعد - عن حفص بن غياث عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا لعل هذا كان في صلاته عندما اشتكى صلى الله عليه وسلم لعل هذا يكون فيه دليل على كيفية ركوعه لكي يميز صلى اله عليه وسلم بين افتراشه وتوركه في التشهد وهو ملخص لقول العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:05]ـ
اذا لم يستطع المصلي القيام و الركوع في الصلاة لعلة و لكن يستطيع السجود لأنه لا مشقة عليه , فهل يلزمه السجود أو يجزئه الايماء.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 10:26]ـ
قال إمام الأئمة ابن خزيمة أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي و يوسف بن موسى قالا ثنا أبو داود - قال المخزومي: الحفري وقال يوسف: عمر بن سعد - عن حفص بن غياث عن حميد عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا لعل هذا كان في صلاته عندما اشتكى صلى الله عليه وسلم لعل هذا يكون فيه دليل على كيفية ركوعه لكي يميز صلى اله عليه وسلم بين افتراشه وتوركه في التشهد وهو ملخص لقول العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع
فإذا لم يتربع الْمُصَلي: أيرتفع عن عقبيه أم يحني ظهره فقط؟ أفيدونا بالدليل جزاكم الله أحسن الجزاء.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 06:29]ـ
للرفع
فإذا لم يتربع الْمُصَلي: أيرتفع عن عقبيه أم يحني ظهره فقط؟ أفيدونا بالدليل جزاكم الله أحسن الجزاء.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:03]ـ
في " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (12/ 243):
ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ويجعل السجود أخفض من الركوع، وإن عجز عن السجود وحده ركع وأومأ بالسجود، وإن لم يمكنه أن يحني ظهره حنى رقبته، إن كان ظهره متقوسا فصار كأنه راكع فمتى أراد الركوع زاد في انحنائه قليلا، ويقرب وجهه إلى الأرض في السجود أكثر من الركوع ما أمكنه ذلك، وإن لم يقدر على الإيماء برأسه كفاه النية والقول.
انتهى(/)
أين صلى الله على إبراهيم؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 05:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومٌ لفظ الصلاة الإبراهيمية، والمطلوب: أثَمَّ نصٌّ بلفظ الصلاة من الله على إبراهيم صريح؟ أم يُكتفَى بدلالة قول الملائكة في سورة هود {رحمة الله وبركته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}، على اعتبار أن معنى الصلاة من الله على عباده الرحمة.
قد يظن بعض الإخوة هذا تنطعاً، لكني سمعت بعض الإخوة يسألُ عنه فأحببت أن أعرف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:45]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلا أدري أفهمت سؤالك على وجهه أم لا:
ولكن:
قال أبو عبد الله البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب 10:
3370 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو قُرَّةَ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْهَمْدَانِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى لَيْلَى قَالَ لَقِيَنِى كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ أَلاَ أُهْدِى لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ بَلَى، فَأَهْدِهَا لِى. فَقَالَ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ. قَالَ «قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». طرفاه 4797، 6357 تحفة 11113
فهذا نصٌّ صريحٌ في أن الله تعالى صلى على إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومٌ لفظ الصلاة الإبراهيمية، والمطلوب: أثَمَّ نصٌّ بلفظ الصلاة من الله على إبراهيم صريح؟ أم يُكتفَى بدلالة قول الملائكة في سورة هود {رحمة الله وبركته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}، على اعتبار أن معنى الصلاة من الله على عباده الرحمة.
قد يظن بعض الإخوة هذا تنطعاً، لكني سمعت بعض الإخوة يسألُ عنه فأحببت أن أعرف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:51]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ففي سياق الخطاب للمؤمنين، قال تعالى:
هو الذي يصلي عليكم، وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكان بالمؤمنين رحيما (الأحزاب 43)
وقال تعالى:
واتخذ الله إبراهيم خليلا (النساء 125)
فإذا كان الله تعالى يصلي على المؤمنين، فكيف بخليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو السها]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 07:10]ـ
هناك حديث في سنن النسائي الكبرى صرح فيه بالصلاة على إبراهيم، فيه " اللهم صل على إبراهيم ... " ولكن لا أعلم ما صحته، وهناك أثر مروي عن الإمام مالك في مسند الإمام أحمد يحمل هذه الصيغة ولكنه منقطع كما نص عليه مخرجه الشيخ شعيب الأرناؤوط.(/)
يكثر في المنتديات قول سجل حضورك بالصلاة على رسول الله أو بإسم من أسماء الله الحسنى!!
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فما الحكم بارك الله فيكم وهل فيها تشبه بالطرق الصوفية؟
ـ[حمد]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 04:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.22522.com/vb/showthread.php?t=18440
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=45270
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28388
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 12:35]ـ
الله يجزاك خير أخوي حمد(/)
شارك بوضع ترجمة لأحد علماء المسلمين وأجرك على الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 05:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام قال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... }
فمن باب التعاون على البر والتقوى أضع هذا الموضوع وهو عبارة عن موضوع خاص بتراجم العلماء المسلمين من فقهاء ومحدثين ومفسرين وغيرهم ممن ساهموا بنشر العلم الشرعي , على أن تكون الترجمة مختصرة غير مطولة وتتطرق إلى الآتي:
1: إسم العالم وكنيته
2: مولده ونشأته
3: رحلته في طلب العلم
2: أبرز شيوخه
3: أبرز تلاميذه
4: مؤلفاته
5: ثناء العلماء عليه
6: وفاته
ويفضَّل لو تذكر أيضاً محنته وبلاؤه , والحمدلله كل هذه المعلومات متوفرة على الشبكة ويمكن جمعها خلال دقائق , فمن يكون أول المشاركين وأجره على الله تعالى.(/)
تم إنشاء صفحة للشيخ بوخبزة في موقع طريق الإسلام ..
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 07:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بشرى لكل طلبة العلم ومحبي:
" الشيخ العلامة أبي أويس محمد الأمين بوخبزة"حفظه الله
أنه ولله الحمد والمنة تم إنشاء صفحة للشيخ في موقع طريق الإسلام ..
صفحة الشيخ أبي أويس محمد الأمين بوخبزة الحسني المغربي ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=sh&lang=1&id=1272)
وعليكم السلام ورحمته ..
ـ[مصباح المغربي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 04:29]ـ
هنيئا لنا بهذا الموقع وجزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[27 - Sep-2008, مساء 11:05]ـ
رحمك الله أخي عالي الهمة وأسكنك فسيح جناته.
أخونا عالي الهمة مات غرقاً في البحر .... رحمه الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 01:17]ـ
رحمك الله يا أخي عالي الهمة ... إنالله وإنا إليه لراجعون ...
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 06:26]ـ
http://www.khudheir.com/list/57&page=16l
موقع رائع لكل طالب علم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Sep-2008, مساء 11:54]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 06:09]ـ
رحمك الله يا أخي عالي الهمة ... إنالله وإنا إليه لراجعون ...
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 09:54]ـ
قرأت في بعض المنتديات أن الأخ عالي الهمة قد توفي ... رحمه الله رحمة واسعة و إنا لله وإنا إليه راجعون ... و لله ما أخذ و له ما أعطى و كل شيء عنده لأجل مسمى ... و من عرف أهله فليبلغهم تعزيتي ... أعانهم الله و وفقهم لخيري الدنيا و الآخرة(/)
رأي الشيخ أبي عبدالرحمن الظاهري في (الهمداني) وأخباره .. (من مصدر نادر)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الهمداني: "وكان همدان يسمى تلاد الملك، وفي ذلك يقول ابن الزبير الأسدي، يؤنب مضر في هدم دار أسماء بن خارجة:
فلو كان من همدان أسماء أظهرت
كتائب من همدان صعرٌ خدودها
لهم كان ملك الناس من قبل تبعٍ
يقود وما في الناس حيٌ يقودها
وذكر أن تبعاً الملك ابن لزيد بن عمرو بن همدان. قال الأستاذ محب الدين الخطيب معلقاً على نص الهمداني: "أسماء المذكور في البيت الأول هو أسماء بن خارجة الفزاري، ولابن الزبير مدائح فيه كانت مذكورة على كل لسان، ومنها داليته التي انتزع منها صاحب الإكليل هذا الشاهد، وأولها:
تأوب عين ابن الزبير سهودها
وولى على ما قد عراها جهودها
وهي في الأغاني (13/ 37 بولاق)، لكن البيتين في رواية أبي الفرج.
فلو كان من قحطان أسماء شمرت
كتائب من قحطان صعر خدودها
ثمانون ألفاً دين عثمان دينهم
كتائب فيها جبرئيل يقودها
وليس في البيتين ذكر لهمدان وتبع.
قال أبو عبدالرحمن الظاهري: هذا نموذج لأكاذيب الهمداني وتزييفه بتلفيق الأخبار الثابتة، والدعاوى المكذوبة، ونسبة الشعر إلى غير قائله لهذا الغرض، وجعله في غير مناسبته.
قال أبو عبدالرحمن: تتبعت مادة كتب الهمداني فوجدتها لا تعدو ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أسماء مواضع وبيان حدودها.
والأمر الثاني: أنساب قبائل تفريعاً وتأصيلاً.
والأمر الثالث: تاريخ أحداث وأخبار قبائل.
فأما الأمر الأول؛ فهو حجة فيه، لأن الكلام عن أمر محسوس ماثل، وليس وصف المواضع وتحديدها من أحداث التاريخ المسموعة غير المشهودة، ولأنه لا هوى له في هذا الفن، ولا قدرة له في جعل جبل أبي قبيس جنوب صعدة!
وأما الأمر الثاني؛ فهو متهم فيه إذا كانت المسألة مسألة قحطاني وعدناني، وهو معروف بتعصبه تعصباً سهَّل عليه الكذب.
وأما الأمر الثالث؛ فقد تتبعته أيضاً فوجدته على أربعة أنحاء:
النحو الأول: نقل تاريخي ينقله عن غيره من الكتب الموثقة والأعلام المعروفين.
وهذا أندر من الكبريت الأحمر في كتبه.
والنحو الثاني: نقل أساطير وأكاذيب لم يضعها هو، وإنما هي من سمَر العصور قبله. وفي حشو الإخباريين منذ كُتب ابن شرية، ووصايا الملوك، ومثالب القبائل التي اختلقها الشعوبيون ما يغثي ويؤذي من الكذب.
والنحو الثالث: تصرف في النقل؛ كأن ينسب بالتعمد الشعر المأثور إلى غير قائله، ويحتج به في دعوى كاذبة يجعلها سبباً للشعر، وربما أضاف إلى الشعر المأثور شعراً مزوراً. وأكذوبة الهمداني هاهنا من هذا النحو.
والنحو الرابع وهو الأكثر: اختلاق حكايات وأخبار وأشعار وأعلام مما لا مصدر له غيره، وأكثره نظم بارد متأخر لا يليق بشعر العرب المحكي عنهم في تلك القرون. وقام المعارض الصحيح لأكثر تلك الأخبار ".
من: (قبيلة الدواسر، ص 545 - 548 كتاب غير منشور).
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 11:03]ـ
وإتماما للفائدة:
كتاب الهمداني المقصود هو:
الإكليل في أنساب حمير وأيام ملوكها.
ومؤلفه أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني. م سنة 334 هـ رحمه الله تعالى. قال حاجي خليفة: وهو كتاب كبير عظيم الفائدة يتم في عشرات المجلدات ويشتمل على عشرة فنون ...
طبع منه جزآن: الجزء الثامن: عام 1931م في بغداد. الجزء العاشر: عام 1949م في مصر بتحقيق محب الدين الخطيب.
وقول حاجي خليفة بأنه عظيم الفائدة، ربما يدل على عدم تحقيقه، لما اشتهر عنه من التعصب ...
شكر الله لك على إفادتك
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 02:23]ـ
كلام ابن عقيل الظاهري لي فيه نظر وهو غير مقبول؛ لأنه لم يبنهِ على أدلة، وقد أستفاده من كلام شيخه حمد الجاسر في تعليقه على صفة جزيرة العرب للهمداني، تبعا للأستاذ محب الدين الخطيب في تعليقه على الجزء العاشر من الإكليل.
ودعوى التعصب أصبحت كالشماعة التي يتعلق بها من يريد أن ينكر أمراً أو يثبته وخاصة في هذا العصر.
الهمداني عالم من العلماء.
قال عنه القفطي: " وارتفع له صيت عظيم، وصحب أهل زمانه من العلماء، وراسلهم، وكاتبهم، فمن العلماء الذين كاتبهم ويعاشرهم أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، وكان يختلف بين صنعاء وبغداد، وهو أحد عيون العلماء باللغة وأشعار العرب وأيامها .... وسار إلى العراق واجتمع بالعلماء واجتمعوا به فيما قيل " أهـ.
والذين كانوا يطعنون على الهمداني هم الزيدية، فوصفوه بأنه كان سباباً لأهل البيت، وطعنوا في خلقه، ورموه بالكذب كما في طبقات الزيدية مخطوط بدار الكتب المصرية 28 و 61 حيث قالوا فيه: " أكثر تصانيفه لا يخليها من التعصب لقحطان على عدنان حتى خرج إلى الكذب، وكان مشهورا بالكذب في الأنساب مع معرفته بها ... " أهـ.
أسأل الله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 01:38]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالعزيز عن الإتمام.
الأخ الكريم: صقر: شكرًا لإضافتك.
هل تتكرم بنقل كلام الشيخ حمد الجاسر - رحمه الله -.
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 08:35]ـ
قال القفطي في إخبار العلماء (ص: 113) ط السعادة:
وهذا الرجل أفضل من ظهر ببلاد اليمن، وقد ذكرت قطعة من خبره وشعره في كتاب النحاة لأنه كان من أهل اللغة يدل على ذلك قصيدته الدامغة وشرحها يتضمنها مجلد كبير. اهـ
أما مسألة تعارض روايته مع رواية أبي الفرج، فلا يحتج عليه بالكذب برواية متهم! وأيضًا كتاب الأغاني في الأصل كتاب حواديت!
فالمسألة تحتاج مزيد تحرير، والله أعلم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 01:55]ـ
شيخنا سلمان الخراشي اجزل الله لك المثوبة وبارك الله فيك واشهد الله عز وجل على محبتك
هناك قصيدة تنسب لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه في مدح همذان يتشدق بها الاسماعلية من ابناء تلك القبيلة ويجعلونها شهادة لهم بانهم على حق!! ولا شك عندي انها مكذوبة ولكن طلبوا مني شهادة اهل الخبرة فلعلي اجد عندك مطلوبي والقصيده هي:
ولما رأيت الخيل تقرع بالقنا= فوارسها حُمر العيون دوامي
وأقبل رهج في السماء كأن = غمامه دجنٌ ملبس بقتام
ونادى ( ... ) ذا الكلاع ويحصبا= وكندة في لخم وحي جذام
تيممت همدان الذين همُ همُ= إذا ناب أمرٌ جُنتي وحسامي
وناديت فيهم دعوة فأجابني = فوارسٌ من همدان غير لئام
فوارس من همدان ليسوا بعزّلٍ = غداة الوغى من شاكر وشبام
ومن أرحب الشُمُّ المطاعين بالقنا= ورهم وأحياء السبيع و يام
ومن كل حي قد أتتني فوارس= ذوو نجدات في اللقاء كرام
بكل رديني وعصب تخاله=أذااختلفت الأقوام شعل ضٍرام
يقودهم حامي الحقيقة منهم= سعيد بن قيس والكريم يحامي
فخاضوا لظاها واصطلوا بشرارها= وكانوا لدى الهيجا كشُرّبِ مدام
جزى الله همدان الجنان فانهم= سمام العدى في كل يوم خصام
لهمدان أخلاق ودين يزينهم= ولين أذا لاقوا وحسن كلام
متى تأتهم في دارهم لضيافة= تبت عندهم في غبطة وطعام
ألا إن همدان الكرام أعزة= كما عز ركن البيت عند مقام
أناس يحبون النبي ورهطه=سراع ألى الهيجاء غير كهام
فلو كنت بوابا على باب جنة= لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 08:14]ـ
سؤال ..
هل الهمداني الذي تتكلمون عنه هو نفسه الذي حاور أبي المعالي الجويني في قضية العلو؟
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 09:38]ـ
- أخي الكريم: ماجد: هو كما قلتَ، ولا يُستغرب كذب الرافضة على علي رضي الله عنه. كما فعلوا في " نهج البلاغة ". وهذه القصيدة في ديوانه المنسوب له.
- الأخت الكريمة: طالبة العلم. هما مختلفان. هذا متقدم ومهتم بتاريخ الجزيرة ..
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%85%D8%AF %D8%A7%D9%86%D9%8A
ـ[صالح غيث]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للفائدة أقول: إن كتاب الأكليل طبع منه الجزء الأول والثاني والثامن والعاشر بتحقيق الشيخ محمد بن علي الأكوع الحوالي، وهو القدر الذي عثر عليه من الكتاب، وقد وجدته في معرض القاهرة الدولي للكتاب في إحدى دور العرض اليمنية، ولكني للأسف تمهلت في أخذه حتى نسيته، وأحذت صفة جزيرة العرب بتحقيق الأكوع وهو كتاب لا يخلو من فائدة.
أما كلام الظاهري فقد لمسته في كتاب الصفة أيضا.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 05:06]ـ
وقع في نفسي كلام الظاهري هذا:
وأما الأمر الثاني؛ فهو متهم فيه إذا كانت المسألة مسألة قحطاني وعدناني، وهو معروف بتعصبه تعصباً سهَّل عليه الكذب.
[/ color][/b]
لأنه فيما أعلم -أي الظاهري- يُرجع العرب كلهم إلى عدنان ومنهم قحطان. وأن كتابه " العرب نسبًا وشرفًا " يفند فيه تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة.
هذا ما سمعته عن الظاهري ولستُ جازمًا، وطعنه في الهمداني يتوافق مع هذا، والذي أنا جازم به أن نسّابين لا يخرجون من عباءة الظاهري يعتبرون تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة طعن في عروبة محمد (ص).!!
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 05:35]ـ
ليت الاخ حسان الرديعان يُكمل ما ذرّ من حديث حول العرب العاربة والمستعربة.
مع أنه لا يمكن القول بأن العرب المستعربة (هم دخلاء على العرب والعربية) فإن أول من تحدث بالعربية إسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو جد المستعربين! بل إن النبي أوصى ببني إسماعيل خيرا كما في خبر الجارية التي عند عائشة،وغيرها.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 08:25]ـ
أخي فارس زادني الله وإياك من فضله وإنعامه.
ليس لدي ما أكمله، فالحديث كما ترى كله شذرات من هنا وهناك.
لكن كيف: لا يمكن أن يكون العرب المستعربة دخلاء على العرب .. ، وجدهم إسماعيل مستعرب؟!
إذا قلت بمالمقدمة الأولى؛ فالعلامة الظاهري ومن يوافقه لا يقولون إن إسماعيل مستعرب بل عربي لا مستعرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح غيث]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 12:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول بأن العرب يرجعون إلى إسماعيل هو قول قديم، وممن أرجع أكثر قبائل العرب إليه العلامة ابن حزم الظاهري وبه تأثر أبو تراب.
ـ[أبو هند العنزي]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القول بأن العرب يرجعون إلى إسماعيل هو قول قديم، وممن أرجع أكثر قبائل العرب إليه العلامة ابن حزم الظاهري وبه تأثر أبو تراب.
ومن قبلهم أبو هريرة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 12:09]ـ
أما القحطانية والعدنيانية، فخرافة. ولعل هذا من الأمور القليلة التي أصاب فيها طه حسين
وأما نقد الرجل اعتمادا على مجلدين من عشرات كما يقول حاجي خليفة، فلا أظنه منهجا سديدا، ولا مقبولا علميا. فإن ما لم يصلنا من كتاب الرجل أكثر مما وصلنا، بل لايكاد ما وصلنا يبلغ الربع.(/)
حقيقة منهج أبي الحسن المأربي في تارك عمل الجوارح
ـ[ولد برق]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 09:34]ـ
ما حكم تارك عمل الجوارح 0000 أسئلة أجاب عنها 0000 شيخنا أبو الحسن
و قد جاء جواب الشيخ في رد على سؤال من الشيخ سليمان الخراشي
قال الشيخ: أبو الحسن
وهنا سؤال أخير من أسئلة الشيخ سليمان الخراشي يقول فيه: يظن البعض إلى الآن أنكم على رأي أهل الإرجاء في قضية جنس العمل أو التكفير فما قولكم؟
أقول –بارك الله فيكم-: أما عن كون البعض يظن أو يتهم أو يوقن أو يعتقد أو يقطع بحكم ما أو نحو ذلك فهذا أمر ليس غريباً في زمن وفي أحوال كثُر فيها توزيع التهم جزافاً والقيل والقال بدون هدى ولا كتاب منير، وكم من رجل يتكلم في شخص ولم يقرأ له كتاباً ولم يسمع له شريطاً ولم يجلس معه مجلساً ولم يعرف وجهه ولا شكله ومع ذلك يتكلم فيه تقليداً لفلان أو ثقة في كلام فلان فيه أو نحو ذلك، فهذا من الآفات التي تعاني منها الدعوة ولكن من كان يعمل لله ومن كان على بينة من أمره فإنه يمشي مستقيماً على أمر الله عز وجل ولا يبالي بمثل هذا الكلام والله سبحانه وتعالى يقول: ?أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمّن يمشي سوياً على صراط مستقيم? ويقول: ?وما يضرونك من شيء? ويقول سبحانه: ?فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون? ويقول: ?ولا يحزنك قولهم? كما لا يجوز لصاحب الحق الذي يعتقد أنه محق وأن الأدلة تسانده وتدعمه على ما يقول وأنه متبع للسلف أو لجماعة منهم؛ لا يجوز له أن يتخلى عن الحق الذي ظهر له من أجل أن فلاناً يتكلم فيه أو أن هناك من يظن فيه سوءًا إلى غير ذلك من التهم، فمعلوم أن الرجل يُعرف بكتاباته وبأشرطته التي سجلها أو طلابه الذين يدرسهم وكذلك أيضاً بمجالسه وبكلامه في مثل هذه المجالس أو بنقل العدول الثقات عن الرجل كلاماً، أما أن ينسب أحد الناس لفلان أو لعلان قولاً دون معرفة لشيء من هذه الوسائل فلا شك أن هذه جرأة وأن هذا تهور نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيد إخواننا جميعاً إلى الخير والسداد.
والحقيقة أنه مرت بنا أحوال وأحداث جعلت المرء يتمرس على مثل هذه الاتهامات ويوطن نفسه على تحمل مثل هذه الافتراءات من هنا أو هناك، ومع ذلك فالعاقل يشفق على من يتهمه بالباطل، ويصبر عليه ويأخذ بيده والله المستعان.
فأقول: غفر الله للجميع والمقصود بإذن الله سبحانه وتعالى بيان الحق في هذه المسائل فأقول: اعتقادي في مسألة الإيمان هو قول أهل السنة لا قول مخالفيهم في هذا الباب؛ فأقول تبعاً لما أعتقد من كلام أهل السنة والجماعة: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد والقول قول القلب واللسان، والعمل عمل القلب والجوارح، وإن العمل الظاهر الذي هو عمل الجوارح مع عمل القلب يتلازمان قوةً وضعفاً ونقصاً وزيادة ووجوداً وعدماً وكذلك أيضاً زوالاً وثباتاً، فهما متلازمان فإذا زاد عمل الجوارح زاد عمل القلب وإذا قوي عمل القلب نشطت الجوارح، وكذلك أيضاً فإذا ذهب عمل الجوارح بل بعض عمل الجوارح كالصلاة ذهب عمل القلب أو إيمان القلب وهذا الذي أعتقده من خلال الأدلة التي ذكرتها في كتابي: (سبيل النجاة في بيان حكم تارك الصلاة) فإذا كنت أعتقد أن تارك الصلاة يكفر وإن صام وحج البيت العتيق إذا ترك الصلاة وحدها كما جاءت الأحاديث بتكفير تاركها وصح إجماع الصحابة على ذلك؛ فإذا كان من ترك الصلاة يكفر فما ظنك بمن ترك الصلاة وغيرها من جميع الأعمال وارتكب جميع المحرمات هذا أمر قد سبق أن ذكرته في كتاب: (سبيل النجاة) وفي غير ذلك مما تلاه من كتب أو أشرطة أو رسائل أو نحو ذلك من الإصدارات التي صدرت لاسيما في الوقت الذي كان فيه صراع مع طائفة من الغلاة الذين غلوا وخرجوا عن منهج أهل السنة والجماعة وسموا أنفسهم بأصحاب المنهج ونحو ذلك، وأهل السنة يخالفون المرجئة في أمور كثيرة؛ فأهل السنة يقولون: العمل من لوازم الإيمان أو العمل جزء من الإيمان أو العمل ركن في الإيمان، هذه عبارات أهل السنة في ذلك، أما التعبير بأن العمل ثمرة من الإيمان ربما كان هذا من تعبير أهل الإرجاء وإن وُجد من أهل السنة من عبر به –أحياناً-؛ لأن العمل ليس ثمرة فقط فأهل الإرجاء قالوا: العمل ثمرة الإيمان ليقولوا في النهاية: الثمرة غير الشجرة وإذا لم توجد الثمرة فالشجرة لا زالت موجودة وكم من
(يُتْبَعُ)
(/)
شجرة لا ثمر فيها ولم يسلب عنها اسم الشجرة ولم يُزَلْ عنها اسم الشجرة، وإن كان بعض أهل السنة قال أيضاً: أعمال الجوارح هي ثمرة الإيمان فهذا باعتبار أنه إذا قوي إيمان القلب قوي عمل الجوارح لا باعتبار ما يقوله المرجئة إنها ثمرة وإذا زالت الثمرة فالشجرة باقية على اسمها، ولا باعتبار أن الثمرة غير الشجرة، فأقول: هذه تعبيرات أهل السنة، وأما تعبير من يقول هو شرط كمال أو شرط صحة كل هذا غير مقبول لأن كلمة شرط في ذاتها كلمة غير مقبولة لأنها ليست من تعبير أهل العلم الأوائل، ولو نظرنا إليها في المعنى الاصطلاحي لأخرجنا العمل الظاهر من الإيمان سواء على قول من يقول شرط صحة أو على قول من يقول شرط كمال؛ لأن الشرط خارج الماهية، ونحن نقول العمل جزء من الماهية وركن الماهية وعلى ذلك فتارك العمل يكون كافراً؛ لأنه إذا كان تاركاً للصلاة وحدها فما ظنك إذا تركها وترك غيرها؟! كما لا أحب أيضاً التعبير بمسألة جنس العمل؛ لأن هذه أيضاً ليست من العبارات المشهورة عند السلف؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية تكلم في هذا الباب أعني باب الإيمان بكلام عظيم وأسهب فيه وما أذكر أنه ذكر هذه الكلمة إلا مرة أو مرتين وربما ذكرها في معنى معين، فلماذا لا نعبر بكلام الأوائل؟ فإن التمسك بمصطلحات الأوائل أسلم من أن نستعمل اصطلاحات مطاطة أو غامضة فيدخل تحتها ما ليس منها.
على كل؛ فأهل السنة يخالفون أهل الإرجاء في عدة مسائل؛ منها أن العمل الظاهر جزء من الإيمان وليس على قول المرجئة متكلميهم وفقهائهم الذين اتفقوا جميعاً على أن العمل أعني عمل الجوارح ليس من الإيمان، وأيضاً فأهل السنة يقولون: إن فاعل المعصية ينقص إيمانه وفاعل الكفر يزول إيمانه بعد النظر في الشروط والموانع أما أهل الإرجاء فيقولون فاعل المعصية إيمانه كامل، والفاسق إيمانه كامل كإيمان أبي بكر وعمر أو جبريل وميكائيل، والخوارج يخرجون الفاسق من الإسلام بالكلية ويكفرونه، والمعتزلة يخرجونه من الإسلام ويفسقونه، واتفق الخوارج والمعتزلة على أنه مخلد في النار بخلاف أهل السنة الذين قالوا: هو مؤمن بأصل إيمانه وفاسق بكبيرته فأهل السنة يخالفونهم في هذه الجزئية، ومنشأ ضلال أهل البدعة في هذه المسألة سواء كانوا من الوعيدية أو كانوا من المرجئة أنهم يعتقدون أن الإيمان كلية واحدة يذهب كله أو يبقى كله أما أهل السنة فيرون أن الإيمان يتفاوت ويتبعض ويتجزأ فيذهب بعضه ويبقى بعضه، وكذلك فإن أهل السنة يرون جواز الاستثناء في الإيمان كقول المرء " أنا مؤمن إن شاء الله " من باب الخوف من التقصير في العمل؛ أما أهل الإرجاء فيرون أن هذا شك وأن الشك كفر، فهذه عدة أمور خالف فيها أهل السنة أهل البدعة في هذا الباب.
فهل وقف هذا المتهم لي على شيء من هذه الأشياء التي سبق التنويه عنها في كتاب لي أو شريط أو غير ذلك؟ هل وقف على شيء من كلامي يدل على أني وافقت المرجئة في شيء من هذه الأمور؟ إن كان قد وقف على شيء من ذلك فجزاه الله خيراً يبين لي هذا في أي مكان وفي أي موضع وأنا أعلن براءتي من أي شيء يخالف هذا التقرير الذي ذكرته، وإذا كنتُ اعتقد أن تارك الصلاة كافر وأن كفره ثابت بالنص وبالإجماع فعلى ذلك فتارك العمل كافر بالنص وبإجماع الصحابة.
إلا أن هنا مسألة أرى لزاماً عليّ أن أذكرها؛ لأنها واردة في سؤال سيأتي وهي مسألة حكم المخالف لي في ذلك؛ أي الذي لا يرى أن تارك العمل كافر مع جزمه بأن إيمانه ناقص وأنه معرض للوعيد هل أقول هو مرجئ أو من المرجئة أم لا؟ أقول: إن الذي يخالف في أن تارك العمل كافر قوله خطأ وقوله يخالف ما عليه إجماع الصحابة وأنا لا أتصور رجلاً يبقى إيمانه ثابتاً في قلبه مع تركه جميع الواجبات واقتحام جميع المحرمات لا أتصور وجود هذا، لكن مع هذا كله فإني قد وقفت على كلام لعددٍ من علماء السنة حكموا على تارك جميع العمل الظاهر بأنه مسلم فاسق ناقص الإيمان ليس بكافر، فمع تخطئتي لهم، ومع ردي هذا القول وبيان الأدلة على عدم قبوله؛ إلا أنني مع ذلك لا أقول إنهم مرجئة أو قالوا بقول المرجئة، فمن كان يرى خلاف الصواب، فقوله هذا قول مرجوح مخالف لما أجمع عليه الصحابة من قبل، وهو محجوج بالنص وبالإجماع، إلا أن من خالف في ذلك فقد تأول النص والإجماع، وكما اعتذرتُ سابقاً بأن
(يُتْبَعُ)
(/)
المراجع ليست بين يدي حال تسجيل هذا الجواب حتى أحيل طالب العلم إلى شيء من ذلك؛ ولكن على سبيل المثال فهذا كلام للزهري ورواية عن الإمام أحمد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، ومع أن شيخ الإسلام يخالف هذا القول ويقرر بقوة أن الحق خلاف هذا القول إلا أنه نقله من باب بيان أن هناك من أهل السنة من قال بهذا القول أيضاً فذكر ذلك في (مجموع الفتاوى) (7/ 379 - 380) وهناك مصادر أخرى لا أستحضرها الآن لأذكرها ولكن أطلب من إخواني الذين يقفون على هذا الجواب إذا كان عندهم أي دليل يدل على خطأ في هذا العزو وأنه لم يقل بهذا القول الزهري ولا تصح هذه الرواية عن أحمد فمن كان عنده بيان لخطأ هذا العزو فأطلب منهم أن يبينوا لي ذلك إ ن شاء الله عز وجل، والحق ضالة المؤمن، أما المهاترات فلا تقيم حقاً، ولا تزهق باطلاً، ولا تزكي قلباً، ولا تبقي ولا تذر، فلماذا لا يكون البحث بيننا علمياً؟ لماذا عندما يختلف طلبة العلم في هذه المسألة يجعلون المسألة مسألة مهاترات؟! هذا يتهم هذا بالإرجاء وذاك يتهم الثاني بأنه خارجي تكفيري؟ هل المسألة بيان حق ومعتقد أم تصفية حسابات، وجرأة على المحرمات؟ فالصحيح أن القول بكفر تارك العمل هو الصواب وهو الموافق لإجماع الصحابة لكن رمي المخالف في ذلك بأنه مرجئ بحجة أنه يخالفك –فقط- في عدم تكفير هذا الشخص أو عدم تكفير تارك العمل مع جزم المخالف بأن تارك العمل ناقص الإيمان ومعرض للوعيد ومعرض للعقوبة أرى أن حشر هذا القول من ضمن أقوال المرجئة فيه هضم لأقوال بعض أهل العلم الذي ذهبوا إلى ذلك، فأرجو من إخواننا أن يجعلوا البحث في المسألة بحثاً علمياً وأن يطلبوا من إخوانهم المصادر التي تدل على أن هناك من أهل السنة من قال بهذا، فإذا بان لهم الحق من خلال هذه المصادر فليقبلوا وليقولوا إذن هذا قول آخر لبعض أهل السنة وإن كان خطأً مخالفاً للإجماع السابق، وأما التراشق بالتهم وأن فلاناً يتكلم في فلان وفلاناً يطعن في فلان فهذه المسألة قد آن الأوان لنا ونحن في هذه المآزق التي تمر بأمتنا وتمر بدعوتنا آن الأوان لأن يكون هناك تراحم فيما بيننا وأن يكون هناك تآخ ومودة فيما بيننا، فعسى أن يدفع الله سبحانه وتعالى المودة والرحمة فيما بيننا كيد الكائدين وعبث العابثين ومكر الماكرين، وقد توسعت في هذا الجواب لأنه ستأتي أسئلة أخرى حول مسألة الإيمان وسأحيل بإذن الله بعد ذلك على هذا الجواب، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
وأما زعم أنني أقول بقول المرجئة في مسائل التكفير فهذا من الباطل أيضاً، ولا أدري هل إذا خالفتُ رجلاً في تكفيره الحاكم المسلم، ورددت قوله بالدليل أكون مرجئاً؟ وهل إذا حذرت من الخروج على ولاة الأمور، ورددت على من يثير الفتن والتفجيرات ويزعزع الأمن وينتهك الحرمات أكون مرجئاً؟ وهل إذا قررت السمع والطاعة في المعروف لولي الأمر المسلم –وإن كان جائراً- أكون مرجئاً؟ (سبحانك هذا بهتان عظيم).
و في جواب على سؤال اخر قال:
وأخ آخر كنى نفسه أبا فيصل يسأل عن قضية الإيمان وبالتحديد عن ترك العمل الظاهر بالكلية ومن عبر عنه بجنس العمل والجواب: يا أبا فيصل قد سبق الجواب عن سؤالك مفصلاً في أسئلة الشيخ سليمان الخراشي فيُرجع إليه إن شاء الله عز وجل.
ويقول في السؤال الثاني:
هل إطلاق مقولة كفر تارك جنس العمل من القول المبتدع؟ والجواب لا أقول إن هذا من القول المبتدع لكن أقول التعبير بما كان عليه الأئمة الأوائل أولى وأفضل، وأبعد عن كلمة تحتمل في فهمها عدة معان والله أعلم.
و جاء في سؤال اخر عن الشيخ الحلبي قال: الشيخ مجيبا:
أخي أبا بثينة: أخونا علي الحلبي من أهل السنة والجماعة وإن كنت أنا لا أقول بقوله في مسألة تارك العمل الظاهر فأنا لا أقول بقوله هذا وقد أشرت إلى الأدلة بشيء قبل هذا ويرجع إليها وأما عن كون لي كتاب في الرد على اللجنة الدائمة فليس لي كتاب في الرد على اللجنة الدائمة وكيف أرد على تكفيرها تارك جنس العمل وهو قولي؟! لكن لي كتاب في مسألة الإيمان تكلمت فيه على طريقة أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان بتوسع وفيه فصل في الكلام على مسألة حكم تارك العمل الظاهر وأطلت في ذكر أدلة أهل السنة والرد على أدلة المرجئة في مسائل الإيمان سواء كانوا من الفقهاء أم المتكلمين. =====
منقول
http://marebe.net/index.php
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 08:06]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل و على هذا التبيان. الله يحفضك من كل سوء.
ـ[أبولبابةالمصرى]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 09:26]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ولد برق]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 01:52]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل و على هذا التبيان. الله يحفضك من كل سوء.
بارك الله فيك أخي
ـ[حارث البديع]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 02:29]ـ
بارك الله فيك أخي
وسؤالي
كيف أجمع الصحابة على كفر تارك الصلاة
والخلف قوي جدا بين العلماء
في هذي المسألة؟(/)
أصلح هذا الخطأ في نسختك من فتح الباري
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 03:03]ـ
جاء في فتح الباري, باب ما ينهى عنه من الطيب للمحرم والمحرمة
قوله ولا تنتقب أي لا تستر وجهها كما تقدم واختلف العلماء في ذلك فمنعه الجمهور وأجازه الحنفية وهو رواية عند الشافعية والمالكية ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين.
وعليه, قال الشوكاني في النيل بلا نسبه له: وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ أيضا في لُبْسِ النِّقَابِ فَمَنَعَهُ الْجُمْهُورُ وَأَجَازَتْهُ الْحَنَفِيَّةُ وهو رِوَايَةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وهو مَرْدُودٌ بِنَصِّ الحديث.
وليس كذلك النقل عند ابن حجر, فإن لبس النقاب للمحرمة محل إجماع, وإنما الخلاف المذكور في القفازين, يوضّحه قوله بعد: (ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين) فهذا أعمّ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 05:05]ـ
هل الخطأ في فتح الباري، أو فيما نقله الشوكاني في (نيل الأوطار)؟؟
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 10:45]ـ
أبا مالك سلام عليك
الخطأ في نيل الأوطار, والسقط في الفتح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 11:55]ـ
أين موضع السقط يا أخي الفاضل؟
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 12:24]ـ
أخي الكريم رحمك الله:
هو مابين قوله: (كما تقدم) (واختلف العلماء) , فالساقط تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم "ولا القفازين", فهو الذي اختلف فيها المذكورون, أظنها وضحت هكذا, وعذرا على الإختصار الشديد, فأنا لا أحب كثرة الكتابة, وأرغب من كتاب المنتديات أن يسيروا على ذلك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 12:52]ـ
لا أريدك أن تطيل العبارة يا أخي الكريم، ولكن أريدك أن تذكر كلاما واضحا فقط.
فأرجو أن تبين كلامك بعبارة مختصرة لكن واضحة؛ كأن تقول مثلا (صواب العبارة كذا) والدليل (كذا).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 01:13]ـ
لا يوجد سقط
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 01:14]ـ
العيني، 10/ 199 - 200
ـ[أبومروة]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضح أكثر أخي بارك الله فيك
ولقد أحسن الشيخ العوضي حين كتب لك
فأرجو أن تبين كلامك بعبارة مختصرة لكن واضحة؛ كأن تقول مثلا (صواب العبارة كذا) والدليل (كذا).
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:00]ـ
السلام عليكم:
أحسب أن صواب الكلام -والعلم عند الله- هكذا أو نحوه: قوله: "ولا تنتقب" أي لا تستر وجهها كما تقدم, وقوله: "ولا تلبس القفازين" .... , واختلف العلماء في ذلك فمنعه الجمهور وأجازه الحنفية وهو رواية عند الشافعية والمالكية ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين.
والسبب في ذلك معاشر الإخوة, أن تغطية الوجه للمحرمة محل إجماع, وإنما اختلفوا في تفاصيل يسيرة في أحكامه, والاختلاف هذا أشار إليه ابن حجر مذكور في لبس المحرمة في القفازين, كما هو معلوم, ولم أجد بعد البحث ما يثبت صحة هذه النسبة في ستر الوجه.
قال ابن عبد البر في التمهيد: وعلى كراهية النقاب للمرأة جمهور علماء المسلمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من فقهاء الأمصار أجمعين لم يختلفوا في كراهية الانتقاب والتبرقع للمرأة المحرمة اهـ
وأما ما نقله الأخ أشرف بن محمدعن العيني فهو مشكل حقا, ولا أدري ما وجهه, اللهم إلا أن يقال بأن الخطأ في المصدر المنقول منه, والذي توارد عليه الإمامين ابن حجر والعيني, والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:26]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يوجد سقط
والعيني، مصدره: ابن حجر
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:33]ـ
الكلام الآن في جزئية واحدة (إثبات السقط)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 03:44]ـ
عبارة ابن حجر نقلها بنصها، مع الإحالة، صاحب "عون المعبود" (المطبوع مع تهذيب السنن) 5/ 271/س15 - 17.
وهناك احتمال أنَّ أصل عبارة ابن حجر، هو نص شيخه ابن الملقن في "الإعلام" 6/ 38/س7 - 11.
وعليه،
فيُحمَل قوله: (واختلف العلماء في ذلك): يعني: في لبس القفازين؛ وذلك بقرينة قوله بعد ذلك: (ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها .. ). إلخ والله أعلم.
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 07:51]ـ
فيُحمَل قوله: (واختلف العلماء في ذلك): يعني: في لبس القفازين؛ وذلك بقرينة قوله بعد ذلك: (ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها .. ). إلخ والله أعلم.
أخي المكرم:
هذا ما أشرت إليه في أول المشاركة, فما رأيك حينئذ من كلام الإمام الشوكاني في النيل, وقد نقلته أعلاه.
ودعوى نقل العيني من ابن حجر -وإن كثرت منه ولم تخف عليّ- غير مسلمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 07:53]ـ
أخي أشرف:
أرجو منك التكرم بنقل عبارة ابن الملقن
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 12:23]ـ
الأخ الكريم،
إذا كانت دعوى نقل العيني من ابن حجر في هذا الموضع غير مسلّمة (عندك)، مع الاتفاق في النص والسياق
فكيف تُثبت دعوى نقل الشوكاني من ابن حجر، مع اختلاف النص والسياق؟!
إذا هي غير مسلّمة هي الأخرى من باب أولى
ونقول أخطأ الشوكاني، وهذا الخلاف الذي حكاه، محله القفازين، لا النقاب
وأنا حقيقة أستغرب (مع تصديقي إيّاك) كيف لم يخف عليك إكثار العيني النقل من ابن حجر دون إشارة أو إحالة، ثم لم تراجع هذا النص الذي أشكل عليك - وقد جزمت بالسقط -، من كتاب العيني، قبل كتابة موضوعك هذا
أظن أن هذا أمر (بدهي)
أما نقل كلام ابن الملقن، فقد أحلتك، ولعلك تنظره إن شاء الله
وخلاصة رأيي في هذه المسألة
نص ابن حجر في الفتح
أصله
نص شيخه في الإعلام
العيني اقتبس نص ابن حجر دون إشارة (كما هي عادته)
الشوكاني نظر نص ابن حجر، فأثبت في "النيل" خلاصة (فهمه) لهذا النص، ولا شك أنه قد ذهل، ولم يتأمل ولم يُحقِّق ..
ولذا فائدة "النيل" في نظري في شي واحد (اختيارات الشوكاني ومناقشاته) أما عزوه ونقولاته واقتباساته بإشارة ودون إشارة .. فهذه يُرجَع فيها إلى مصادره .. والله أعلم.
ـ[محمد الذهبي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 02:12]ـ
حقيقة أنا أستغرب هذه الجفوة في التعامل!
لا يوجد سقط
.....
ما هذا, وكأننا في محكمة, يا أخي الكريم النقل هكذا: قوله: "ولا تنتقب" أي لا تستر وجهها كما تقدم, واختلف العلماء في ذلك فمنعه الجمهور وأجازه الحنفية وهو رواية عند الشافعية والمالكية ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين.
والذي دعاني إلى ذكر احتمال السقط, أني أفهم من الإشارة في قوله (واختلف العلماء في ذلك) لا يعود إلا إلى أقرب مذكور, وهو ستر الوجه, أو خصوص الانتقاب, ولا يمكن أن يعاد على شيء آخر لم يسبق له ذكر, كدعواك بأن مرجعه إلى القفازين, ومما يبرهن على هذا الفهم الذي لا ينازع فيه أحد يفهم لغة العرب, ما فهمه الإمام الشوكاني نفسه, سواء قلنا نقله من الفتح (وهو الصواب لا محالة وما ذكرته غير ناهض) , أو من عمدة القاري, أو غيرهما.
وكان المنبغي -حتى على رأيك أنه لا سقط في النص-, أن تقول مثلا: "حقيقة النص مشكل, ويحتمل وقوع سقط ... , لكن يشكل عليه مثلا كيت وكيت, ولعل هذا أقرب أو نحو ذلك من احتمال وقوع السقط", وأنا سائلك وأرجو منك التكرم بالرد: لو كنت مكاني -واستشعر إحساس الكاتب حينما يقدم للقراء ما يرجو أن يفيد به غيره-, كيف يكون موقفك وإحساسك من هذا الرد: "لا يوجد سقط", ولا كلام بعده, والآخر يقول: لا تطيل الكلام ..... , يا إخوان: العلم رحم بين أهله, ولنحذر من داء الوِصاية!!
اللهم اجعلنا هداة مهتدين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل (محمد الذهبي) لبيان إشكالك أخي لابد وأن يتقرر لك عدة أمور:
1) أن المسألة كلها ونقاشها متعلق بمسألة (النقاب والتنقب) ولا تخرج عنها أبدا، ولا يراد بالكلام أصلا غيرها.
فإذا عرفت هذا أخي رعاك الله سهل الباقي جدا، وبان الأمر ووضح.
2) ليس هناك أي مخالفة في النقل، ولا وجود أي سقط فيه باركك الله تعالى، فلفظ الحافظ ابن حجر، هو بمعناه نص الإمام العيني، هو بنصه نص الإمام الشوكاني ومن بعده الإمام المباركفوري.
فقد قال الحافظ في (الفتح): ومعنى قوله: "ولا تنتقب" أي: لا تستر وجهها كما تقدم، واختلف العلماء في ذلك (يريد النقاب): فمنعه الجمهور، وأجازه الحنفية، وهو رواية عند الشافعية والمالكية، ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين. (وهذه اللفظة الأخيرة تبين أن الخلاف السابق كان في النقاب خاصة).
أما لفظ الإمام العيني في (العمدة) فهو: ومعنى "لا تنتقب" لا تستر وجهها، واختلفوا في ذلك (أيضا يريد النقاب): فمنعه الجمهور، وأجازه الحنفية وهو رواية عن الشافعية والمالكية.
فهنا تلاحظ التشابه التام تقريبا في النقل، وهو رحمه الله غالبا ما ينقل كلام الحافظ في الفتح، وهذا أمر معروف ولا يخفاك رعاك الله.
أما لفظ الإمام الشوكاني في (النيل) فقد قال بلفظه هو وفهمه لما قاله الحافظ في (الفتح): واختلف العلماء أيضا في لبس النقاب (وانظر هنا إلى التصريح بالمسألة): فمنعه الجمهور، وأجازته الحنفية، وهو رواية عند الشافعية والمالكية، وهو مردود بنص الحديث. (إلى هنا انتهى كلامه المنقول بالمعنى والفهم لكلام الحافظ في (الفتح)، ثم أبان بالجملة الأخيرة الرد على من خالف الجمهور وأجازه) فتنبه
ثم بعد ذلك نقل نص الحافظ من (الفتح) فقال: قال في (الفتح): ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين. (وكأنه يشير إلى أنه لم لا يكون الحكم واحدا في المسألتين) فتأمل
ويزيد الأمر وضوحا وسلامة؛ نقل الإمام المباركفوري في (العون) لنص الحافظ بدون تغيير أو تبديل، فقال: ومعنى "لا تنتقب" أي: لا تستر وجهها، واختلف العلماء في ذلك: فمنعه الجمهور، وأجازه الحنفية، وهو رواية عند الشافعية والمالكية، ولم يختلفوا في منعها من ستر وجهها وكفيها بما سوى النقاب والقفازين. انتهى كلامه
فلعل الأمر وضح أخي الفاضل الكريم(/)
الإخوان المسلمون وفقه الإضرابات!! لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 03:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوان المسلمون وفقه الإضرابات!!
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1810 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1810)
http://www.rslan.com/images/index/IkhwanI91rabat.gif (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1810)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1810[/ ... ](/)
ماالدليل على ماقاله ابن قدامة وغيره من شروط صحة الخطبة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 03:48]ـ
ماالدليل على ماذكره ابن قدامة –رحمه الله وغيره من العلماء من شروط لصحة خطبة الجمعة؟؟
قال ابن قدامة –رحمه الله
مسألة: الرابع أن يتقدمها خطبتان من شرط صحتهما حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وقراءة أية والوصية بتقوى الله تعالى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 06:02]ـ
اين الجواب؟؟؟؟؟
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 06:23]ـ
نعم أين الدليل و لا أظن أنه يوجد دليل
قال الشيخ أبو منذر الساعدي في كتابه {الجمعة .. آداب وأحكام دراسة فقهية مقارنة}؛
فإذا ثبت وجوب الخطبة، فاعلم أنهم اشترطوا لها شروطاً مثل
1 ...
2 ...
3 - أن تشتمل على حمد الله والصلاة على الرسول ?، وقراءة آية أو بعض آية، والوصية بتقوى الله، وهذا مذهب الشافعية والحنابلة وابن العربي المالكي إلا أنه قال: وتحذير وتبشير بدلاً عن الوصية بالتقوى (3).
وذهبت المالكية إلى أنه يجزئ ما يصح أن تسميه العرب خطبة قال خليل في مختصره: "وبخطبتين قبل الصلاة مما تسميه العرب خطبة" والمشهور عندهم أن الصلاة على النبي ? والحمد والقراءة كل ذلك مستحب وبنحوه قال صاحبا أبي حنيفة: أبو يوسف ومحمد، وذهب أبو حنيفة إلى أنه يجزئ مطلق الذكر حتى لو سبح تسبيحة لكفته عملاً بمطلق الأمر بالذكر المأمور
بالسعي إليه في الآية (1).
وما ذكرناه في اشتراطهم أن تكون بالعربية يقال هاهنا. قال القنوجي في الروضة: [اعلم أن الخطبة المشروعة هي ما كان يعتاده صلى الله عليه وآله وسلم من ترغيب الناس وترهيبهم، فهذا في الحقيقة روح الخطبة الذي لأجله شرعت، وأما اشتراط الحمد لله، أو الصلاة على رسول الله، أو قراءة شيء من القرآن، فجميعه خارج عن معظم المقصود من شرعية الخطبة، واتفاق مثل ذلك في خطبته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لا يدل على أنه مقصود متحتم وشرط لازم، ولا يشك منصف أن معظم المقصود هو الوعظ، … إلا أنه إذا قدم الثناء على الله وعلى رسوله، أو استطرد في وعظه القوارع القرآنية، كان أتم وأحسن] (2)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 01:40]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك.
وللفائدة انقل هذه الفتوى
اتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة على أن الخطبة شرط لصحة الصلاة يوم الجمعة، فهي من ذكر الله الذي أمر الله تعالى بالسعي إليه في قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) سورة الجمعة/9. وقد واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليها مواظبة تامة، بل جاء عن بعض الصحابة أن الخطبة هي بدل الركعتين من صلاة الظهر، كل ذلك يدل على اشتراط الخطبة لصحة صلاة الجمعة.
يقول ابن قدامة رحمه الله:
" وجملة ذلك أن الخطبة شرط في الجمعة، لا تصح بدونها كذلك قال عطاء، والنخعي، وقتادة، والثوري، والشافعي، وإسحاق، وأبو ثور، وأصحاب الرأي، ولا نعلم فيه مخالفا إلا الحسن " انتهى.
"المغني" (2/ 74)
ثانيا: شروط خطبة الجمعة:
اتفق الفقهاء أيضا على شرطين من شروط خطبة الجمعة:
1 - أن تقع بعد دخول وقت صلاة الجمعة.
2 - أن تقع قبل الصلاة وليس بعدها: يقول الخطيب الشربيني: " بالإجماع إلا من شذ " انتهى. "مغني المحتاج" (1/ 549)، ولا يطول الفصل بينهما، بل يجب الموالاة بين الخطبة والصلاة. يقول ابن قدامة رحمه الله: " يشترط الموالاة بين الخطبة والصلاة " انتهى. "المغني" (2/ 79)
واختلفوا فيما عداها من الشروط، فنذكر باختصار ما ترجح لدينا كونه شرطا بعد دراسة أدلة جميع الأقوال:
3 - النية: وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) متفق عليه. فيشترط أن ينوي الخطيب الخطبة المجزئة لصلاة الجمعة، وبه قال الحنابلة وبعض الشافعية.
4 - الجهر: فلا يجزئ أن يخطب الخطيب سرا، إذ لا يتحقق مقصود الخطبة إلا بالجهر بها، وبهذا قال جمهور أهل العلم إلا الحنفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اشترط بعض أهل العلم حضور عدد معين لخطبة الجمعة، كما اشترط بعضهم كون الخطبة باللغة العربية، ولكن سبق في موقعنا بيان عدم صحة هذين الشرطين، انظر جواب السؤال رقم: (7718)، (112041)
ثالثا: أركان خطبة الجمعة.
الصحيح من أقوال أهل العلم أن ركن الخطبة الوحيد هو أقل ما يصدق عليه اسم الخطبة عرفا، وهو مذهب ابن حزم. "المحلى" (5/ 97)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ولا يكفي في الخطبة ذم الدنيا وذكر الموت، بل لا بد من مسمى الخطبة عرفا، ولا تحصل باختصار يفوت به المقصود " انتهى.
"الاختيارات" (ص/79)
ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
" اشتراط الفقهاء الأركان الأربعة في كل من الخطبتين فيه نظر، وإذا أتى في كل خطبة بما يحصل به المقصود من الخطبة الواعظة الملينة للقلوب فقد أتى بالخطبة، ولكن لا شك أن حمد الله، والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقراءة شيء من القرآن من مكملات الخطبة، وهي زينة لها " انتهى.
"الفتاوى السعدية" (ص/193)
رابعا: سنن الخطبة:
يستحب للخطيب أن يكون متطهرا من النجاسة ومن الحدثين الأصغر والأكبر، لابسا أحسن ثيابه، ويسلم على الناس، ويخطب عن المنبر، وأن يقبل على الناس بوجهه، وأن يصدق الناس في الوعظ والتذكير بكلام مترسل معرب مبين، ويقصر خطبته فلا يطولها، ويجعلها خطبتين.
وفي كثير من هذه الفروع خلاف وتفصيل محله كتب الفروع، وإنما اقتصرنا هنا على البيان الموجز الذي يحتاج إليه جميع المسلمين.
على أننا ننبه هنا إلى أهمية مراعاة حال الناس فيما تتضمنه الخطبة، فيعطيهم الخطيب ما يحتاجونه، ولا يحدثهم فيما لا يعقلونه، أو فيما لا يحتاجون إليه في أمر دينهم.
ثم إنه ينبغي عليه ألا يصادم ما اعتاده الناس وتعارفوا عليه في خطبهم، من الذكر أو الدعاء، أو غير ذلك من مستحبات الخطبة، والتي قد لا يدل الدليل على اشتراطها في الخطبة، فيكفيه ـ فقط ـ أن يدل الدليل على استحبابها، أو حتى مشروعيتها، حتى يأتي بها، ويراعي حال الناس وحاجتهم.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، بعد مناقشة ما اشترطه فقهاء الحنابلة في خطبة الجمعة:
" وقال بعض أهل العلم: إن الشرط الأساسي في الخطبة: أن تشتمل على الموعظة المرققة للقلوب، المفيدة للحاضرين، وأن الحمد لله، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة آية، كله من كمال الخطبة.
ولكن هذا القول وإن كان له حظ من النظر لا ينبغي للإنسان أن يعمل به إذا كان أهل البلد يرون القول الأول الذي مشى عليه المؤلف؛ لأنه لو ترك هذه الشروط التي ذكرها المؤلف لوقع الناس في حرج، وصار كلٌّ يخرج من الجمعة، وهو يرى أنه لم يصل الجمعة، وإذا أتيت بهذه الشروط لم تقع في محرم.
ومراعاة الناس في أمر ليس بحرام هو مما جاءت به الشريعة، فقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الصوم والفطر في رمضان في حال السفر، وراعاهم عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة حيث قال لعائشة: "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم" [متفق عليه]، وهذه القاعدة معروفة في الشرع.
أما إذا راعاهم في المحرم فهذه تسمى مداهنة لا تجوز، وقد قال الله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) القلم/ 9".
انتهى من الشرح الممتع (5/ 56).
والله أعلم.
فتوى من موقع الإسلام سؤال وجواب
..(/)
أريد المساعدة
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 08:02]ـ
أيهما أفضل منظوة الاداب لابن عبد القوي أم لشمس الدين المرداوي وأي الشروح أفضل بالتدرج وجزاكم الله خيرا(/)
هل مريم و آسية زوجتا النبي في الجنة؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 09:01]ـ
الحمد لله
هذا سؤال لأهل الحديث ... أرجو أن يفيدوني بالتحقيق في جوابه.
فهل صح أن آسية بنت مزاحم ومريم عليها السلام من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 06:00]ـ
اخي الكريم وجدت الروايات التالية
- إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون، فقلت: هنيئا لك يا رسول الله
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: غير محفوظ - المحدث: العقيلي - المصدر: لسان الميزان - الصفحة أو الرقم: 8/ 573
16917 - يا عائشة علمت أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون قلت هنيئا لك يا رسول الله
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: [فيه] يونس بن شعيب أنكره البخاري عليه - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 8/ 527 172985 - إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون، فقلت: هنيا لك يا رسول الله
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: [فيه] يونس بن شعيب قال البخاري: منكر الحديث - المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 4/ 481 176200 - أشعرت أن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: في إسناد نظر - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/ 57
176768 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في مرض الموت فقال يا خديجة إذا لقيت ضرائرك فاقرئهن مني السلام قالت يا رسول الله وهل تزوجت قبلي قال لا ولكن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: في إسناده نظر - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/ 57
67376 - دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه فقال لها بالكره مني ما أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون قالت وقد فعل الله ذلك بك يا رسول الله قال نعم قالت بالرفاء والبنين
الراوي: عبدالعزيز بن أبي رواد - خلاصة الدرجة: له متابعة - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تحفة النبلاء - الصفحة أو الرقم: 420
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 07:00]ـ
http://saaid.net/Doat/Najeeb/f64.htm
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:01]ـ
67376 - دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه فقال لها بالكره مني ما أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون قالت وقد فعل الله ذلك بك يا رسول الله قال نعم قالت بالرفاء والبنين
الراوي: عبدالعزيز بن أبي رواد - خلاصة الدرجة: له متابعة - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تحفة النبلاء - الصفحة أو الرقم: 420
الحمد لله
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد وجعلها لكم ذخرا يوم القيامة.
أخي الكريم ....
الذي فهمته أن الاحاديث هذه لا ارقى الى درجة الدليل.
لكن مابال هذه الاخير قيل فيه له متابعة؟
مامعنى هذا؟ هل له شواهد تعضده أم ماذا؟
أرجو من اهل الفضل و العلم بالحديث ان يفيدونا جزاهم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 07:22]ـ
الأحاديث الواردة في زواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة من مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثوم أخت موسى عليه السلام
سؤال:
نسمع في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الحياة الآخرة السيدة مريم أم عيسى عليه السلام، وآسية زوجة فرعون، وكلثوم أخت النبي موسى عليه السلام. ما هو الثابت من هذا في الأحاديث، وما هو غير الثابت؟
الجواب:
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة كلا من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون، وكلثوم أخت موسى عليه السلام.
ونحن نورد هنا ما ورد من ذلك، مع مناقشتها من حيث القبول أو الرد:
الدليل الأول:
ما جاء في تفسير قوله تعالى: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) التحريم/5
فقد روي عن بريدة رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قوله:
(وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب: آسية امرأة فرعون، وبالأبكار: مريم بنت عمران)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" – نقلا عن تفسير ابن كثير (8/ 166) وإلا فلم أقف عليه في المطبوع بين أيدينا من المعجم الكبير - قال: حدثنا أبو بكر بن صدقة، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا عبد الله بن أمية، حدثنا عبد القدوس، عن صالح بن حَيَّان، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه به.
وهذا إسناد ضعيف.
صالح بن حيان: جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/ 386) قول ابن معين فيه: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، شيخ، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد.
كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
(دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية القبطية سريته ببيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه ... - فذكر حديثا طويلا، جاء في آخره -:
فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح، ومن الأبكار مريم بنت عمران، وأخت موسى عليهم السلام)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 13) قال:
حدثنا إبراهيم، قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء، قال أخبرنا موسى بن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار، عن عمه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به.
ثم قال: " لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم " انتهى.
وهذا إسناد منكر.
موسى بن جعفر جاء في ترجمته في "لسان الميزان" (6/ 113) قول الذهبي: " لا يعرف وخبره ساقط " انتهى. ثم قال الحافظ ابن حجر: " ولفظ العقيلي لما ذكره: مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه، ولا يصح.
وأظن أن الذهبي حكم عليه بالبطلان لِما في آخره من الخطأ، وأما قصة مارية فلها طرق كثيرة تشعر بأن لها أصلا " انتهى. وضعفه السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 216)
الدليل الثاني:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
(جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت خديجة فقال: إن الله يقرئها السلام، ويبشرها ببيت في الجنة من قَصَب، بعيد من اللهب، لا نَصَب فيه ولا صَخَب، من لؤلؤة جوفاء، بين بيت مريم بنت عمران، وبيت آسية بنت مزاحم)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 117) قال: أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا أنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي، أنا أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي السرخسي، نا سويد بن سعيد، نا محمد بن صالح بن عمر، عن الضحاك ومجاهد، عن ابن عمر به.
وهذا إسناد منكر أيضا، فيه عدة علل:
1 - محمد بن صالح بن عمر، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 581): مجهول.
2 - سويد بن سعيد الحدثاني: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/ 275) وفيها تضعيف كثير من أهل العلم له، وأنه كان يقبل التلقين.
3 - أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس (378هـ): ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/ 633) وقال: شيخ صالح مسند.
الدليل الثالث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال:
(يا خديجة! إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام. فقالت: يا رسول الله، وهل تزوجت قبلي؟ قال: لا، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وكلثم أخت موسى)
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 118) قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن محمد الشيرازي بأصبهان، أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المقرئ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البردي إملاء، أنا أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بالبصرة، نا محمد ابن زكريا الغلابي، نا العباس بن بكار، نا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وهذا إسناد منكر أيضا.
أبو بكر الهذلي: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (12/ 46) وفيها اتفاق المحدثين على تضعيفه جدا، وأنه أخباري متروك الحديث.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (8/ 166): ضعيف أيضا.
الدليل الرابع:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أُعْلِمتُ أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون. فقلت: هنيئًا لك يا رسول الله)
رواه أبو يعلى – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 118) - والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 258)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 459)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 113) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (رقم/1460)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 180) جميعهم من طريق:
عبد النور بن عبد الله، حدثنا يونس بن شعيب، عن أبي أمامة به.
وهذا إسناد موضوع.
عبد النور كذاب، قال العقيلي: " كان غالياً في الرفض، ويضع الحديث خبيثاً " وقال الذهبي: " كذاب " انتهى. ويونس بن شعيب: قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وقال العقيلي: "حديثه غير محفوظ"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 139): "لست أعرف له من أبي أمامة سماعا، على مناكير ما يرويه في قلتها، كأنه كان المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به بحال". وانظر "لسان الميزان" (6/ 332)
قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053): " وهذا إسناد موضوع " انتهى.
الدليل الخامس:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(دخل علي رسول الله مسرورا، فقال: يا عائشة! إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم في الجنة.
قالت: قلت: بالرفاء والبنين يا رسول الله)
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2/ 683 - 684/ 604 - عجالة الراغب المتمني) والديلمي في "مسند الفردوس" (8620)، قال ابن السني:
أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعمان، حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها به. قال أبو بكر بن السني: كذا كتبته من كتابه.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي، وهو من أهل المرتبة الثالثة من المدلسين في تصنيف الحافظ ابن حجر، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث، كما لم نقف على ترجمة لشيخ ابن السني: أحمد بن إبراهيم المديني.
الدليل السادس:
عن سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(إن الله عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وأخت موسى)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 52) – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 118) – قال الطبراني: حدثنا عبدالله بن ناجية، ثنا محمد بن سعد العوفي، ثنا أبي، ثنا عمي، ثنا يونس بن نفيع، عن سعد بن جنادة به.
وهذا إسناد ضعيف جدا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 218): " رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم " انتهى.
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053): " فيه من يعرف بالضعف ... محمد بن سعد - هو: ابن محمد بن الحسن بن عطية -: قاضي بغداد، وفيه لين، وأبوه سعد مثل يونس بن نفيع؛ لم أجد لهما ترجمة. وعمه هو: الحسين بن الحسن بن عطية؛ قال الذهبي في " المغني ": " ضعفوه ". انتهى.
الدليل السابع:
عن ابن أبي رواد، قال:
(دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه، فقال لها: بالكره مني ما أرى منك يا خديجة، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا، أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أخت موسى، وآسية امرأة فرعون؟ قالت: وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم. قالت: بالرفاء والبنين)
رواه الطبراني (22/ 451)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/ 119) وأبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (رقم/6738)، ورواه ابن الجوزي في "المنتظم في التاريخ" (1/ 267/ ترجمة خديجة) من طريق ثنا الزبير بن بكار، حدثني محمد بن حسن، عن يعلى بن المغيرة، عن بن أبي رواد به.
وهذا سند منقطع معضل.
فإن ابن أبي رواد هو عبد العزيز بن عبد المجيد بن أبي رواد من كبار أتباع التابعين، توفي سنة (159هـ) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 218): " منقطع الإسناد، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف " انتهى.
والخلاصة أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة منكرة، لا يصح منها شيء، ولا تجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما لا يجوز الخوض بما جاء فيها، فذلك من الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه، ويجب أن نكل أمره إلى الله عز وجل.
يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/ 75) بعد أن ساق مجموعة من أحاديث الباب:
" وكل من هذه الأحاديث في أسانيدها نظر " انتهى.
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 01:48]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:15]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 10:41]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 06:17]ـ
لفتاتٌ طيبة، رفع الله قدركم وزادكم علما وفطنة ......(/)
رحلة عجيبة!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 11:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي خلق الكون وقدّره , وأبدع في صنعه وكوّنه , والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه وسلم اللهم تسليما .. أما بعد:
فكما للسفر متاعب فإن له منافع , ولو لم يكن في فوائد السفر إلا قطع الرتابة التي يسير عليها المرء في حياته لكفى! وليعلم أن بعض السنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن تطبيقها إلا في السفر , وأن السفر هو ما عده الناس سفرا على ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
** نقطة نظام **
كنت متجها على متن رحلة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة , فقلت لمَ لا أنظر عبر النافذة إلى ما حولي؟! فنظرت فإذا بي أرى من جمال السحاب ما لم تره عيني قط؛ مع أن ركوب الطائرة بالنسبة لي أمر معتاد إلا أن هذه الرحلة كانت عجبا بدءا من ترحيب المضيف الذي رحب بي وكأنه يعرفني من سنين! بل لا أكتمكم حديثا أني سألت نفسي هل سبق لي أن رأيته أو اجتمعت به؟! عندها علمت كم يفعل البِشْر في نفوس البَشَر!
أكملت قراءة ما بيدي ثم نظرت مرة أخرى فإذا بي أرى بياضا على مد بصري كأننا نسير في أرض بيضاء مستوية! بعد دقائق .. إذا بسحب كالجبال ارتفاعا وانخفاضا وتعرجات مع أنها متصلة غير متقطعة؛ فقلت سبحان بديع السموات والأرض , هذه السحب التي تحمل الخير وتحمل العذاب , هذه السحب التي يستبشر الناس بها ولا يهدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يراها خوفا من الوعيد؟! هذه السحب التي ضحكت الرسوم المتحركة على عقولنا بها وأنه يمكن الجلوس على السحابة والقفز منها إلى أخرى!!
فهل يتنبه الآباء والأمهات إلى خطورة ما يعرض على أطفالهم من رسوم أو ألعاب خصوصا في جانب الإلهية وأنها تبقى راسخة في أذهان أطفالهم كما بقي القفز بين السحاب! يا ليت قومي يعلمون!
** جزء من مقال **
الساعة تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل! المكان الدور الثاني من الحرم المكي الشريف؛ كنت أنظر إلى تلك الكعبة التي سكنت سويداء قلوب الناس فأتوا إليها من كل فج عميق لا يمل من النظر إليها, وأقول سبحان الله لا يمكن أن تخلو من طائف بها!
كأن تلك الأيام كانت موسما للحملات الخارجية خصوصا من البلاد الأوربية وأمريكا لأني قابلت عددا منهم فرأيت كذلك عجبا!!
ومن ذلك أني رأيت عربيا قد هاجر إلى بلاد الغرب يسأل صاحبنا الهولندي عن معنى كلمة (مهندس) في اللغة العربية ويخبره صاحبه الأعجمي! ثم يكمل حديثه معي.
بل الأعجب أنه جلس بجواري رجل من بريطانيا وأخذ يتحدث عن الإسلام وضرورة أن يتعامل رجال الشرط برفق مع ضيوف بيت الله وأن من هؤلاء الضيوف من هو كالمجنون كما يصف هو لا يعرف قدر البيت ولا منزلته , فلا يحترم من فيه , وأخذ يشير بيده مستدلا على ما يقول , ثم بدأ يتحدث أن الله يعبد في كل مكان وأن الناس هناك كل يسير في طريقه وحال سبيله , وتمنى لو اتصف أهل الإسلام بأخلاقه - أي الإسلام - حقيقة!! وبعدما اكتملت الصفوف أخذ يمنع الآخرين من العبور بيننا ويقول بلغته: أرجوكم لو سمحتم الطريق مغلق , اذهب مع هذا الطريق!
وقبل الآذان بدقائق يأتي رجل كبير السن عليه مشلحه فيضايق أحد الشباب (غير عربي) حتى قام من مكانه فوثب صاحبي وأمسك به وقال أرجوك لا تذهب , هنا هنا , وأجلسه مكانه ثم قال الله يعبد في كل مكان ثم ذهب! مكان جلست فيه أكثر من ساعة لتصلي فيه ثم قبيل الصلاة تذهب وتتركه! إيثار عجيب وأعجب منه بكاء هذا الشاب بكاء الطفل واضعا يديه على وجهه يدعو ولم ينزلها حتى أقيمت الصلاة فماذا كان يقول؟!! الله أعلم!
وأعجب منهما غضب ذلك الشيخ الهرم من باكستان على رجل رآه يمد قدمه باتجاه الكعبة ويقول احترام احترام أدب!!
(يُتْبَعُ)
(/)
نعود إلى الدور الثاني وإلى تلك الساعة , كنت أقول لنفسي انظر إلى هذا البيت الذي طاف به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وكيف صمد بإذن من الله وبقي شامخا إلى يومنا هذا عزيزا على قلوب محبيه , تنظر إليها وتنظر إلى ما خلفها من التحديثات الحاصلة في المسعى والعمران خلفها ثم تنظر إلى ما حولها فترى وميض آلات التصوير في كل مكان؛ هذا الوميض الذي كان يوما من الأيام ممنوعا!! فأصبح اليوم من أبسط الأمور فعلمت أنك تستطيع أن تصل إلى ما تريد بأكثر من طريق مع الصبر بكل تأكيد!
في خضم توارد تلك الأفكار إذا برجل من هذه البلاد يسأل عن طواف الوداع متى يفعله؟! فتذكرت كلام مسؤول الفندق حينما قال لي وهو من الهند لي أكثر من عشرين سنة هنا كثير من السعوديين لا يعرفون عن الحرم والعمرة والحج أي شيء حتى بعضهم إذا سكن هنا يسأل عن اتجاه الحرم – مع أن الحرم على بعد 200 متر – وهذا رأيته بأم عيني! .... , أجبت الرجل ومضى بعدها بدقيقة وقف أمامي رجل يقول لي باللغة الانجليزية لو سمحت ممكن أن تأخذ لي صورة هنا؟! وسلمني جهازه لأصوره! حقيقة تحرجت كثيرا لكن لم أرد أن أكسر قلبه فقلت له لا مشكلة فقال لي بطارية جهازي قاربت من الانتهاء أريد صورة واحدة فقلت لا بأس سأستخدم جهازي وفعلا صورته - ولاسيما أننا في الدور العلوي فلا إيذاء لأحد هناك - , لا استطيع أن أصف شعوره وفرحه بالصورة حين رآها على جهازه بعد إرسالها له وهو ينظر إلى الكعبة فشكرني بطريقته الخاصة وهي معروفة بعد أن شكرني بلساني: فوضع كفيه على بعضهما ثم انحنى قليلا! وذهب!!
فقلت سبحان الله .. ما هذا الفرح الذي في قلوبهم وتفتقده قلوبنا؟!
فقلت: تخيّل لو أن رجلا أتى وقطع شيئا من ستار الكعبة أو عمل عملا تخريبا بجوار الكعبة أو حاول هدم الكعبة ماذا سيفعل هؤلاء الناس فيه؟! سيطئونه بالأقدام حتى يموت , وستتناقل الأنباء العالمية هذا الخبر وتصدر فيه البيانات مما هو معلوم!
فقلت: سبحان الله حرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة ولو هدمت الكعبة حجرا عن حجر ما عظم ذلك بقدر ما يعظم سفك دم امرئ مسلم! وليت أن الأمر توقف على أن الكفار هم من يقتلون المسلمين بل العجب أن يقتل المسلمُ المسلمَ على لعاعة من الدنيا , ولا نرى لذلك الدم من حاقن! هل انقلبت الموازين أم أن كثرة المساس تقتل الإحساس أم على قلوب أقفالها؟!!
أصلح الله أحوال المسلمين وردهم إليه ردا جميلا .. وأعود وأقول سبحان الذي قال (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ..
** طيور مهاجرة >>
قال الله تبارك وتعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) فهل نظرت إلى قلبك أين هي منه؟!!
** نقطة عبور **
مشلحه: العباءة.
لعاعة: الشيء القليل الزائل.(/)
الإستفادة من مناهج المحدثين في عملية التعلم والتعليم -الخطيب البغدادي نموذجا -
ـ[عبد الفتاح بن محمد]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 02:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
تجدون أيها الأحبة رفقته موضوعا بالعنوان السابق، وضعته في هذا المنتدى من باب الإفادة، راجيا الأجر والثواب من الله تعالى، وحسن التوجيه والرشد من القارئ الحصيف إلى ما تضمنه من خلل أو زلل، فإن الكمال لله تعالى. وإليك مقدمة البحث فإن أعجبتك كان ذلك داعيا إلى تنزيله عندك والتفرغ للإطلاع على مباحثه، على أمل أن أجد منك النصيحة والسلام.
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
«يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون» [1].
«يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا» [2]
«يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزرا عظيما» [3]
أما بعد:
فما زال العلماء يدأبون على نصرة حديث النبي T، ينفون عنه انتحال المبطلين وتحريف الغالبين وتأويل الجاهلين.
ومن هؤلاء العلماء: المحدثون، الذين أفنوا حياتهم في خدمة حديث النبي T ، حين شدوا الرحال وسهروا الليالي الطوال، وقطعوا الفيافي والقفار من أجل تحصيل الأسانيد العالية والطرق الواضحة والأحاديث الصحيحة. وأصحاب هذه الصناعة يقل معدودهم ويعز، بل يتعذر وجودهم، فهم في قلتهم أقل من عدد المسلمين في جميع أهل الملل، وأعز من مذهب أهل السنة بين سائر الآراء والنحل.
وما ذلك إلى لصعوبة هذا العلم، فهو علم يخلقه الله تعالى في القلوب بعد طول الممارسة له والاعتناء به، ولذلك قل من ينبل فيه.
إن ما يميز هذه الطائفة من العلماء عن غيرها دقتها وضبطها للأخبار وتشددها في قبول الرواية حتى يتبين حال الراوي والمروي عنه، ومن ثم وضعهم قواعد وضوابط لرواية حدث النبي T، وأصلوا آدابا وأخلاقا ينبغي توفرها في المحدث وطالب الحديث.
ولما رأيت الميدان التربوي بصفة عامة - وبخاصة دعاميته الأساسيتين «الأستاذ - التلميذ» - في حاجة إلى التحلي بكثير من هذه المبادئ والأخلاق والمناهج، رأيت أن أقف وقفة مع عالم كبير ومحدث شهير، حافظ المشرق الإمام؛ أبو بكر الخطيب البغدادي، من خلال كتاباته حول آداب المحدث والسامع، سواء التي أفردها بالبحث أو التي ضمنها بعض كتبه الأخرى، لأستخلص منها قدر المستطاع ما أودع فيها من آداب الرواية والسماع، التي ينبغي أن يتحلى بها المتصدر للتعليم والراغب في التعلم.
ولم يكن اختياري للخطيب البغدادي هملا، وإنما لما يحتله هذا الرجل من المكانة العلمية وخصوصا في علم الحديث، فهو فارس هذا الميدان، وعمدة هذا الباب، إذ كل من أتى بعده اعتمد كتبه ونسج على منواله مستفيدا منه، ولهذا قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: «كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه» ([4]).
فإنه لم يترك فنا من الفنون إلى وقد صنف فيه كما يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: «وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا» ([5]).
ومن هذه الكتب التي ألفها كتابه الماتع «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» الذي أفرده لذكر ما على طالب العلم والمعلم أن يتحلى به من الأخلاق الحميدة والآداب الرفيعة.
يقول رحمه الله تعالى: «وأنا أذكر في كتابي هذا بمشيئة الله ما بنقلة الحديث وحماله حاجة إلى معرفته واستعماله، من الأخذ بالخلائق الزكية والسلوك للطرائق الرضية، في السماع والحمل والأداء والنقل .. » ([6])
ومن أنعم النظر في هذا الكتاب، وجد أن عنوانه لم يكن اعتباطا أو جريا وراء السجع والتجنيس وإنما جاء جامعا مانعا. فقد أوفى الموضوع حقه، و أعطى كل باب مستحقه. ولم يكتف الخطيب بهذا الكتاب للإشارة إلى تلك الآداب، وإنما ضمنها بعض كتبه الأخرى كـ «الفقيه والمتفقه» و «اقتضاء العلم العمل».
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد أسميت هذا البحث المتواضع «الاستفادة من مناهج المحدثين في عملية التعلم والتعليم» الخطيب البغدادي أنموذجا، وقسمته إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة على النحو التالي:
- مقدمة: تناولت فيها مكانة المحدثين وميزاتهم التي امتازوا بها، ودوافع البحث وسبب اختياري للخطيب دون غيره.
- الفصل الأول: ترجمة الخطيب البغدادي
* المبحث الأول: نشأته وطلبه للعلم
* المبحث الثاني: مناقبه وأخلاقه وأقوال العلماء فيه
* المبحث الثالث: شيوخه وتلامذته وكتبه
- الفصل الثاني: آداب العالم
* المبحث الأول: آدابه مع نفسه
* المبحث الثاني: آدابه مع تلامذته
* المبحث الثالث: آدابه مع درسه
- الفصل الثالث: آداب المتعلم
* المبحث الأول: آدابه مع نفسه
* المبحث الثاني: آدابه مع شيوخه
* المبحث الثالث: آدابه مع درسه
- الفصل الرابع: خصصته لذكر النصائح التي ذكرها الخطيب لطالب العلم فيما يخص الحفظ.
- خاتمة الدراسة: أشرت فيا إلى نتائج البحث
والفضل يرجع في هذا كله إلى الله ثم مشايخنا الفضلاء نخص بالذكر منهم شيخنا العلامة الأصولي عبد الله بن المدني، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى.
وقد بذلت فيه النصح قدر المستطاع، وإن لم أكن أهلا لذلك، فلا تعجل أيها الناظر فيه إن وجدت زلة أو هفوة، فتلك طبيعة البشر، وحسبك أن لك صفوه وعلي كدره، فإنني لا أدعي العصمة، وأرجو الله تعالى أن يغفر لي كل خطأ، فالجواد قد يكبو والسيف قد ينبو والكمال لله سبحانه.
فإن تجد عيبا فسد الخللا قد جل من لا عيب فيه وعلا ([7])
والله أسأل أن ينفع به كل من قرأه، وأن يذخره لي ويجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والحمد لله رب العالمين.
وكتب: عبد الفتاح بن محمد ورتي، صبيحة يوم السبت
26 ربيع الثاني من سنة 1429، الموافق ل 3 ماي 2008، حامدا مصليا.
[1]-" آل عمران":الآية 102.
[2]- " النساء": الآية 1.
[3]-" الأحزاب":الآية 70 - 71.
[4]- "نزهة النظر في شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر"، ابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد الكريم الفضيلي، نشر المكتبة العصرية، الطبعة الأولى 1418 - 1998، ص 18.
[5]- نفسه.
[6]-" الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي"، تحقيق الدكتور محمود الطحان، نشر مكتبة المعارف بالرياض، 1403 - 1983، (ج 1 ص 79).
[7]- "ملحمة الإعراب"، لأبي محمد القاسم الحريري البصري، تحقيق علي حسن، دار عمان (ص 71).(/)
ارجو المساعدة ...
ـ[رونق]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى الاخفاء الشفوي اي (اخفاء الميم الساكنة عند ملاقاتها للباء) مثل قوله تعالى:"يعتصم بالله"
لكن ذهب جماعة من القراء الى الاظهار .. اي (اظهار الميم الساكنة عند ملاقاتها للباء)
اريد من الاخوة مساعدتي في حكم جواز الاخفاء الشفوي ..
اريد معرفة من هم الجماعة او القراء الذين ذهبوا الى حكم الاظهار؟ مع الاثبات بالتسجيلات الصوتية في التلاوة؟
ولكم مني جزيل الشكر،،،(/)
لغز فقهي أيكم له؟؟
ـ[الرفق]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أهلًا بالأخوة الفضلاء وحياكم الله
كما هو في العنوان لغز فقهي أردت به الفائدة والترويح.
.. لكن من يجيب عليه فالحق له أن يضع بدل منه لمدة ساعتين وبعد الساعتين الحق مشاع وإن مضى يوم كامل من وضع اللغز ولم يجب عنه فإن من وضعه يجيب عنه
طبعًا إن وافقتموني على هذه الطريقة وإلا كما ترون.
حفظ الله الجميع.
اللغز هو: (ما تقول في قوم لهم مسجد يصلون فيه الصلوات الخمس لكنهم يصلون المغرب والعشاء والفجر إلى جهة المشرق والظهر والعصر إلى جهة المغرب في غير المسجد الحرام وصلاتهم صحيحة والله أعلم) 0(/)
لماذا شرع الإسلام الجهاد؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 10:40]ـ
لماذا شرع الإسلام الجهاد؟
من المعلوم أن أعداء الإسلام يتخذون من مبحث الجهاد مادة للطعن في الإسلام ودعوى أنه انتشر عبر قيام المسلمين الأوائل بحمل الناس على الديانة به بالقهر بالسيف والجبر بالعسف.
ولعلاقة هذا الأمر بقانون الأخلاق الإسلامي فلابد من بيان الصورة الحقة دون تكلف أو اختزال للحقائق
حيث يبرز إزاء هذي القضية رأيان مجافيان للحق, أحدهما انعكاس للآخر ..
الأول: يروج لدعوى أن الإسلام انتشر بالسيف أي بمفهوم إجبار الناس على الدخول فيه عنوة .. وأن ذلك مناقضة صارخة لما يسوقه المسلمون من أدلة لبيان عدالة الإسلام وسماحته كمبدأ "لا إكراه في الدين"
والثاني: -يتبناه أصحاب الفكرة الانهزامية سواء عن خبث طوية منهم أو عن جهل عميق كردة فعل للطرح الأول ومفاده أن الإسلام دين "السلام" على اعتبار أنه لا يخوض حروبا إلا في إطار الدفاع المجرد عن الأنفس والأموال والأعراض وأنه لا ارتباط بين العقيدة والجهاد بدليل ما تقدم من قول الله تعالى"لا إكراه في الدين"!
ونحن هنا نقرر ما نراه مناسبا للغرض في ردّ هذا الدعاوى ببيان أسباب القتال في الإسلام بإزاء أسبابها عند الكفار
وبضدها تتميز الأشياء!
أسباب نشوء القتال في التشريع الإسلامي:
قال الله تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"
وقال صلى الله عليه وسلم:"يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"أخرجه مسلم
من هذا يتبين بلا مرية أن القتال في الإسلام ليس هدفا بذاته .. بل وسيلة لتحقيق التوحيد الخالص وإقامة العدل
ومما يؤيد ذلك من واقع السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسعى للصلح بالعهود التي يعقدها مع الكفار كمعاهدة المدينة التي عقدها النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود وصلح الحديبية
وباستقراء سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .. والنظر الجُملي لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والإدراك لحقيقة هذا الدين .. يمكن إجمال هذه الأسباب بما يأتي:-
1 - دفع الاعتداء الواقع على الدين أو النفس أو الديار ومتعلقاتها (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)
2 - إزالة المعوقات والحواجز التي تحول دون تبليغ الرسالة الربانية للناس كافة وذلك يتضمن أيضاً ترسيخ مبدأ "لا إكراه في الدين" بإزالة هذه الموانع التي تحول دون الناس وحريّة اختيارهم لما يدينون به .. يقول ابن كثير في تفسيره: «اي لا تكرهوا أحدًا على الدخول في دين الاسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بيّنة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورًا.انتهى
وذلك يقتضي إقامة الدين كله لله .. فيكون نظام الله تعالى هو المهيمن الذي له السيادة "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون" وفق نظام أخلاقي رفيع يكفل حرية الاعتقاد والممارسة التي لا تتعدى إلى حصول مفاسد اجتماعية أو سياسية.
3 - حماية النظام الداخلي للدولة الإسلامية من أي فتنة محتملة
4 - حماية الأقليات المسلمة من اضطهاد المشركين التي عبر الله عنها في كتابه بالمستضعفين , (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله، والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً، واجعل لنا من لدنك نصيراً"
5 - ردع الذين ينكثون العهد من بعد ميثاقه .. وفي ذلك يقول الله تعالى: (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر، إنهم لا أَيْمان لهم لعلهم ينتهون)
وبالنظر للأسباب يظهر بجلاء أنها منزهة عن الأغراض الدنيوية، ومن الشواهد على ذلك من المغازي:
محاورة المغيرة بن شعبة-رضي الله عنه- لرستم:
لما تواجه الجيشان في القادسية بعث رستم إلى سعد بن أبي وقاص أن يبعث إليه برجل عاقل عالم بما يسأله عنه فبعث إليه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فلما قدم عليه جعل رستم يقول له: إنكم جيراننا وكنا نحسن إليكم ونكف الأذى عنكم فارجعوا إلى بلادكم ولا نمنع تجارتكم من الدخول إلى بلادنا فقال له المغيرة: ليس طلبنا الدنيا وإنما همنا وطلبنا الآخرة وقد بعث الله إلينا رسولا قال له: إني قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بديني فأنا منتقم بهم منهم وأجعل لهم الغلبة ماداموا مقرين به وهو دين الحق لا يرغب عنه أحد إلا ذل ولا يعتصم به إلا عز فقال له رستم وماهو؟ فقال: أما عموده الذي لا يصلح شيء منه إلا به فشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والإقرار بما جاء من عند الله فقال ما أحسن هذا وأي شيء أيضا؟ قال: وإخراج العباد من عبادة العباد قال: وحسن أيضا وأي شيئ أيضا؟ قال والناس بنو آدم فهم إخوة لأب وأم قال وحسن أيضا
قال أرأيتم إن دخلنا في دينكم أترجعون عن بلادنا؟ قال إي والله ثم لا نقرب بلادكم إلا في تجارة أو حاجة .. قال: وحسن أيضا (البداية والنهاية ج7 ص 39)
فإذا سئلت هل انتشر الإسلام بالسيف؟
فإن الجواب فيه تفصيل ولا يخلو من يجزم بنعم أو لا .. من هضم لحقيقة الصورة كما هي عليه
ويجدر التنبيه أن من أعظم من أجاد في الحديث عن مباحث الجهاد من دعاة العصر الحديث هو الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى .. وأخوه العالم المربي محمد قطب .. حفظه الله تعالى
ومن أجل من تحدث عنه في القديم الإمام الجبل الجهبذ ابن تيمية وتلميذه الفذ النادر المثال بمجموعه ..
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[07 - Jan-2009, صباحاً 05:16]ـ
جهاد الدفع امر فطري أكدته الشريعة
وجهاد الطلب رحمة للعالمين
ولكن أين من يعلم؟!(/)
التأليف لا الهجران
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 11:39]ـ
التأليف لا الهجران
للشيخ بن حنفية العابدين
شيوع المقاطعة والهجران في أوساط بعض فئات الشباب الذي يرتاد المساجد لا يخفى , والعجب أن بعضهم إنما يهجر من يحافظ على الصلوات في المساجد , أمّا غيرهم ممن لايصلي أصلاً فهذا خير من هذا عنده , حتى إذا هداه الله سلطت عليه الأضواء فكان أول ما يتلقاه: إيّاك وفلاناً , ولا تسمع لفلان , ولا تكلم فلاناً , فيكون أول ما يعلم دعوته إلى كراهية الناس وبغضهم حتى يستقيم ولاؤه , وكثيراً ما يكون المنطلق في الهجران خلاف في أمر فرعي عملي , من العسير إنهاء الخلاف فيه , لكن هؤلاء يريدون أن ينتهي الخلاف بفتوى عالم سمعوها , وفتوى العالم في بعض الحالات قد تكون غير ملزمة , وإنما يتبعها من اقتنع بها , وإلاّ لا نتقلنا من تقليد وتعصب نحاربه إلى تعصب أنكى واخطر , فإذا لم تتبع فتوى عالم رآها صاحبك هجرك , وهو لا يتوسط في هجرانك بحيث يكف لسانه عنك , ويرعى فيك ذمّة الإسلام , وأخوة الإيمان , فيلقي عليك السلام أو يرده , بل ينقلب بين عشية وضحاها من صديق إلى عدو , أو من تلميذ لا زمك سنوات إلى مناوئ لا يلقاك , ورحم الله الشافعي , فقد ناظره يونس الصدفي يوماً في مسألة ثم افترقا , فلما لقيه أخذ بيده ثم قال: ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة " (سيرأعلام النبلاء:10/ 16).
وهذا الهجران كما هو معلوم , وإن صدر ممن يستساغ منه , لا نزجار المهجور به , كالشيخ لتلميذه , والاب لابنه , والزوج لزوجته , وذي المكانة الشرعية والاجتماعية لغيره , فإنه ينبغي أن يكون بعد الاتصال بالمذكورين لمعرفتهم عن كثب , والاطلاع على أحوالهم , وتقديم النصح لهم , والتفريق بين من شأنه المجاهرة والإصرار ,ممن دأب على المخافتة والإسرار , أما الواقع فإنه كثيراً ما يحصل ذلك بناء على النقل ممن لا يحسنونه , أو يفسدونه جهلاً , أو عمداً وقصداً , ثم يذكر لبعض أهل العلم , أو لمن ليسوا علماء , ممن وجد فيه بعض هؤلاء ضالتهم , فيصدرون لهم فتاويهم من بعيد في تجريح الناس وشتمهم , وقد يسجل كلام بعض الناس في غفلة منهم , ثم يرفع سيفاً مصلتا , والهفوات لا ينجو منها إلا القليل , وما على المحسنين من سبيل:
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى // ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه // مقارف ذنب مرة ومجانبه
ولست بمستبق أخاً لا تلمه // على شعث , أي الرجال المهذب؟
هذه آراء الشعراء , أما الأحكام الشرعية فلها أدلتها , والذي أعلمه أن الأصل في المؤمن أن لا يقاطع , والهجر إنما هو كالترخيص , وهو في الأصل مما يجوز , لا مما يجب , وإن كان قد يجب , ومن تراجم البخاري رحمه الله قوله: (باب ما يجوز من الهجران لمن عصى) , كما أن المسلم لا يكره كراهة مطلقة , بل بمقدار ما معه من الخير , ويكره بمقدار ما هو عليه من الشر , , ,
ومن هنا فإن مسألة الهجران هذه من المسائل التي تختلف فيها الأنظار , لأنها من جملة ما يختلف حكمه بحسب الزمان والمكان والأحوال والأشخاص ,فهجران المسلم أخاه منوط بالمصلحة الدينية التي تعود على المهجور أو الهاجر , أو غيرهما , وبعض هذه الأقسام داخلة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.(/)
كم من معقل للإسلام قد هدموه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 01:20]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فصل
وأما النفاق:
فالداء العضال الباطن الذى يكون الرجل ممتلئا منه وهو لا يشعر فإنه أمر خفي على الناس وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهو مفسد
وهو نوعان: أكبر وأصغر فالأكبر: يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به لا يؤمن بأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولا للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه
وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر
وذكر طوائف العالم الثلاثة فى أول سورة البقرة: المؤمنين والكفار والمنافقين
فذكر في المؤمنين أربع آيات وفي الكفار آيتين
وفي المنافقين ثلاث عشرة آية لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه
يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد
فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه!
وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه! وكم من علم له قد طمسوه! وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه! وكم ضربوا بمعاول الشبه فى أصول غراسه ليقلعوها! وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها!
فلا يزال الإسلام وأهله منهم فى محنة وبلية ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون [البقره: 12] يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون [الصف: 8]
اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون [المؤمنون: 53]
يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا [الأنعام: 112]
ولأجل ذلك اتخذوا هذا القرآن مهجورا [الفرقان: 30]
درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحيونها وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله ولم يرفعوا به رأسا ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا
خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة فلا يزال يخرج عليها منهم كمين بعد كمين نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فقايلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع فى الصدور منها والأعجاز وقالوا: ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل الاجتياز
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 09:34]ـ
لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله ولم يرفعوا به رأسا ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة وعزلوها عن ولاية الي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 07:07]ـ
يرفع للفائدة
ـ[راشد الدوسري]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 07:12]ـ
جزاك الله خيرا.
نقلٌ موفق.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2009, صباحاً 01:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[03 - Oct-2009, صباحاً 10:30]ـ
السلام عليكم، جزاكم الله خيراً على النقل المفيد، وهي عادتكم، فلماذا نستغرب؟!
في كلام ابن القيم هذا لا يملك المرء، إلا أن يقول "تؤبرني يا شيخنا على هذا الأدب والفن"، بصراحة هذه الكلمات والألفاظ الجزلة، ليس فيها غريب ولا مستكره، ولا ساقط ولا رديء، كلها جمال بجمال، وإنما فيها القوة والمتانة، ولا أشك أن أي متمعن فيها ولو للحظة، سيفتح فمه متعجباً لهذا البحر الذي لا يتوقف في أوصافه وتشبيهاته، وإنك لو تمعنت أكثر وأكثر، ستجد أن ابن القيم لم يترك أدب إلا استخدمه وأبدع فيه، يبدأ مقالته –إذا صح أن نسميها بذلك- بشيء من تقسيمات أهل الفقه، فهو فقيه لا يمكن له أن يتخلى عن تقسيماته وتفصيلاته، فيقول " وهو نوعان: أكبر وأصغر فالأكبر"، ثم يتبع حديثه بكم متعجباً من كثرة إفسادهم، وعبارته هذه "فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه!، تكفي بأن تبلغ معاني عشرين صحيفة من مشاعر التحسر وإظهار التأسف مما فعلوه بمعاقل الإسلام، فرحمك الله يا شيخنا، ما أحكم كتابتك وأحسنها! كل فقرة تسلم إلى أختها.
جزاك الله خيراً أبا محمد، وأدخلك الفردوس، اختيارات موفقة، والسلام عليكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 03:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وانت جزاك الله خيراً وأدخلك الفردوس،
و رحم الله الامام ابن القيم(/)
مشروع موسوعة الأحكام الحديثية ...... ننتظر التفاعل.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 02:08]ـ
الحمد لله رب العالمين
قبل البدأ الأفكار المطروحة تبلورت مع موضوع أخينا عبد الرحمن بن شيخنا جزاه الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125479
البنود الرئيسية للمشروع
1 - جمع طرق الحديث وأفضل طريقة: البناء على موسوعة التخريج أي جعلها الأصل والزيادة عليها.
2 - جمع أقوال أهل العلم في الحديث الواحد- الحكم العام أو الخاص بطريق من طرقه-.
3 - ذكر أسباب الرد إجمالا
4 - إقامة فهارس متنوعة تسهل الإستقراءات مثل فهرس للتفردات
5 - إقامة بحوث واستقراءات فرعية آنية.
الهدف من المشروع تيسير الحكم على الأحاديث بكمال المعطيات وتضييق هوة الخلاف بظهور المرجحات.
أرجوا من الإخوة التفاعل تقويما أو إضافة أو استفسارا ورب كلمة أجرها باق.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 08:12]ـ
....................
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 12:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل إنتهى هذا المشروع العظيم قبل بدايته؟ أم أنه يوجد أخبار مختلفة عنه؟
أرجو ممن لديه العلم الإفادة و ألا تضنوا علينا بالمعلومة و شكراً(/)
ما معنى هذا الكلام للشيخ عبد محسن العباد؟
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 09:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه للحديث الثالث عشر من كتابه: "عشرون حديثا من صحيح مسلم دراسة أسانيدها وشرح متونها":
"مذهب أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسط بين المفرطين الغالين، الذين يرفعون من يعظمون منهم إلى مالا يليق إلا بالله، وبين المفرِّطين الجافين، الذين ينتقصونهم ويسبونهم، فهم وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، يحبونهم جميعاً، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى مالا يستحقون، ولا يقصرون بهم عما يليق بهم، فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم، وقلوبهم عامرة بحبهم، وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون، إما مصيبون ولهم أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم، وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم، ولهم من الله المغفرة والرضوان، وكتب أهل السنة مملوءة من بيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق أولئك الأخيار الذين ما كانوا ولا يكونون - رضي الله عنهم - وأرضاهم" اهـ
ما معنى قوله: "الذين ما كانوا ولا يكونون - رضي الله عنهم - وأرضاهم"؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 01:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم الذي يفهم من كلام العلامة العباد حفظه الله وحفظك الله ايضا وهو:
الذين ما كانوا: اي ان الصحابة لم يكن في الذين قلبهم مثلهم في الخيرية والفضل ومن المعلوم ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الصحابة رضي الله عنهم افضل الناس بعد الانبياء والرسل، فمعنى كلامه انهم افضل وخير من اتباع الرسل والانيباء السابقين ولهذا فهذه الامة خير الامم لقوله تعالى: كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وخير هذه الامة الصحابة رضي الله عنهم لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
اما قوله حفظه الله ولا يكونون: معناه انه لن ياتي في هذه الامة من سيكون افضل منهم واحسن منهم مهما بلغت درجة هؤلاء، فالصحابة لهم ميزة خاصة رضي الله عنهم وهو انهم راوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا عصر الوحي وهم من نقلوا الينا الدين وهم من فتحوا البلاد فكل من اسلم بعدهم الا نالوا من ذلك نصيبا من الاجر لقوله صلى الله عليه وسلم: من دعى الى الهدى فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة)
فخلاصة القول: ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الصحابة رضي الله عنهم خير هذه الامة لما دل ذلك من ايات قرانية واحاديث نبوية وقد سبق ان ذكرت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني الخ) ولهذا سب الصحابة رضي الله عنهم ليس كسب باقي الناس ولهذا لما وقع من الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه ما وقع معه ضد عبد الرحمن بن عوف، فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال: لا تسبوا احدا من اصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم احدا ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه)،فخالد ابن الوليد لو انفق جبل احد ذهبا ما بلغ مد عبد الرحمن ولا نصيفه لاسبقية عبد الرحمن بن عوف الى الاسلام وهذا خالد بن وليد صحابي جليل فكيف بمن دونه وبمن جاء بعدهم بقرون؟، اسال الله ان يحشرنا في زمرتهم وان يجعلنا ممن يدافع عنهم ويتبع نهجهم واسال الله ان يجعلنا ممن يتصدى للرفض واهله وهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وبالله التوفيق والله اعلم.
ـ[شذور الذهب]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:36]ـ
آمل _ جزاكم الله خيراً _ تصويب الخطأ في العنوان.
ما معنى هذا الكلام للشيخ عبد محسن العباد؟
عبد المحسن.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 06:21]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيراً يا أبا قتادة فقد أوضحت اللبس(/)
تعقب حصن المسلم
ـ[سيد زبير]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 05:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقب حصن المسلم
الحمد لله رب العلمين و الصلاة والسلام على سيد المرسلين و على اله و صحبه أجمعين أما بعد.
هذه المقالة في تحقيق الحديث ما ذكر الشيخ سعيد بن علي القحطاني في كتابه المسمى "حصن المسلم" في باب دعاء دخول المسجد
«أعوذ بالله العظيم , وبوجهه الكريم , وسلطانه القديم , من الشيطان الرجيم». (1).
[بسم الله , والصلاة]. (2) [والسلام على رسول الله]. (3) " اللهم افتح لي أبواب رحمتك ". (4).
تخريج الفاظ الحديث:
1) أبو داود وانظر صحيح الجامع برقم 4591.
(2) رواه ابن السني بلفظ بسم الله, اللهم صل على محمد برقم 88 وحسنه الألباني. و لكن اخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه اثر إبراهيم. حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم كان إذا دخل المسجد قال: بسم الله والصلاة على رسول الله وإذا دخل بيتا ليس فيه أحد قال: السلام عليكم برقم 3418.
(3) أبو داود 1/ 126 وانظر صحيح الجامع 1/ 528.
(4) مسلم 1/ 494. وفي سنن ابن ماجه من حديث فاطمة رضي الله عنها «اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك» وصححه الألباني لشواهده انظر صحيح ابن ماجه 1/ 128 - 129.
وأما ما ذكر الشيخ الفاضل في كتابه عند البيان دعاء دخول المسجد و خروج المسجد بلفظ [بسم الله , والصلاة] برواية ابن السني.
ليس صحيح, لان لفظ رواية ابن السني هو. [بسم الله, اللهم صل على محمد].برقم 88.
حدثني الحسن بن موسى الرسفني، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن البختري - شيخ صالح بغدادي - حدثنا عيسى بن يونس، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال: «بسم الله، اللهم صل على محمد». وإذا خرج قال: «بسم الله، اللهم صل على محمد»
إسناده ضعيف و الحديث حسن بشواهده قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (1/ 282):وراته من عيسى فصاعد من رجال الصحيح و لكن لا يعرف عن واحد من هم , و الحسين لينه الحاكم أبو أحمد , و شيخه صدوق تكلم فيه بعضهم و شيخه ما عرفته و لا وجدته في تاريخ بغداد و لا ذيول. و الحديث له شواهد يصح بها.
و قد حسنه العلامة الألباني رحمه الله في تخريج للكلم الطيب برقم (63).
و ما نقل الشيخ في كتابه لم يثبت نسبة الكلام الى النبي صلى عليه و السلم و لكن فيه أثر إبراهيم اخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بهذا اللفظ حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم كان إذا دخل المسجد قال: [بسم الله والصلاة على رسول الله] وإذا دخل بيتا ليس فيه أحد قال: [السلام عليكم] برقم 3418.و ما ذكر مصنف في كتابه لنسبة لهذا الدعاء بلفظ إلى ابن السني ليس مناسب و لكن بالمعني صحيح. باععتبار النسبة هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم, لم يورد حديث صحيح و لا ضعيف بهذا اللفظ.ونسبة تخريج هذا الحديث الى إبن السني هو ليس صحيح لان لم يذكره بهذا الفظ.
و الله عالم
كتبه
العبد الفقير أبو مصعب
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 06:13]ـ
أخي الحبيب
قد طبع تحقيق لكتاب "حصن المسلم " بتحقيق الأخ الفاضل ياسر فتحي في أربع مجلدات وطبعة في مجلد واحد "مؤسسة الجريسي " وقد بين فيه منهجه في الحكم على الأحاديث فارجع إليه غير مأمور وستجد بغيتك إن شاء الله(/)
ليتني أحب ........... ليت قومي يحبون
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 09:46]ـ
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه أجمعين
و على من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
.
.
.
.
إي و الله
.
.
.
.
ليتنا نحب
.
.
.
.
.
.
ليتنا نقرأ .......... فنعلم .......... فنحب
.
.
.
.
.
.
ليت جماعة كذا تقرأ .......... فتعلم .......... فتحب
.
.
.
.
.
.
ليت أتباع الشيخ فلان يقرأون .......... فيعلمون .......... فيحبون
.
.
.
.
.
.
.
ليت أتباع الأستاذ فلان يقرأون .......... فيعلمون .......... فيحبون
.
.
.
.
.
.
إي والله الذي لا إله إلا هو
.
.
.
.
.
.
هو كلام طويل
لكن بالله أخي اقرأه و تمعن فيه
أعلم أن أكثرنا قرأه
كله أو بعضه
مجتمعا أم متفرقا
لكن اقرأه ثانية و تدبره
.
.
.
.
.
كلام لشيخ الاسلام رحمه الله
أسأل الله العظيم أن ينفنا به
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ} " فَهُوَ مِنْ أَصَحِّ الْأَحَادِيثِ. وَقَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَهُمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أُحْشَرَ مَعَهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ مِثْلَ أَعْمَالِهِمْ. وَكَذَلِكَ " {أَوْثَقُ عُرَى الْإِسْلَامِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ} " لَكِنَّ هَذَا بِحَيْثُ أَنْ يُحِبُّ الْمَرْءَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَمَنْ يُحِبُّ اللَّهَ فَيُحِبُّ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ كُلَّهُمْ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّ كُلَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَاَللَّهُ يُحِبُّهُمْ كَاَلَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَأَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ. فَمَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ شَهِدْنَا لَهُ بِالْجَنَّةِ وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَشْهَدْ لَهُ بِالْجَنَّةِ. فَقَدْ قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: لَا نَشْهَدُ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَلَا نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ وَقَالَ طَائِفَةٌ: بَلْ مَنْ استفشى مِنْ بَيْنِ النَّاسِ إيمَانُهُ وَتَقْوَاهُ وَاتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الثَّنَاءِ عَلَيْهِ كَعُمَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد والفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الكرخي وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَغَيْرِهِمْ. شَهِدْنَا لَهُمْ بِالْجَنَّةِ؛ لِأَنَّ فِي الصَّحِيحِ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةِ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةِ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قَوْلُك: وَجَبَتْ وَجَبَتْ؟ قَالَ: هَذِهِ الْجِنَازَةُ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقُلْت: وَجَبَتْ لَهَا الْجَنَّةُ وَهَذِهِ الْجِنَازَةُ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهَا شَرًّا فَقُلْت وَجَبَتْ لَهَا النَّارُ. قِيلَ: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ}. وَإِذَا عُلِمَ هَذَا فَكَثِيرٌ مِنْ الْمَشْهُورِينَ بِالْمَشْيَخَةِ فِي هَذِهِ الْأَزْمَانِ قَدْ يَكُونُ فِيهِمْ مِنْ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ وَالْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ مَا يَمْنَعُ شَهَادَةَ النَّاسِ لَهُمْ بِذَلِكَ بَلْ قَدْ يَكُونُ فِيهِمْ الْمُنَافِقُ وَالْفَاسِقُ كَمَا أَنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ وَعِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ وَحِزْبِ اللَّهِ الْمُفْلِحِينَ كَمَا أَنَّ غَيْرَ الْمَشَايِخِ فِيهِمْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَالتُّجَّارُ وَالْفَلَّاحُونَ وَغَيْرُهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْ [هَذِهِ] الْأَصْنَافِ. إذَا كَانَ كَذَلِكَ فَمَنْ طَلَبَ أَنْ يُحْشَرَ مَعَ شَيْخٍ لَمْ يَعْلَمْ عَاقِبَتَهُ كَانَ ضَالًّا؛ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ بِمَا يَعْلَمُ؛ فَيَطْلُبُ أَنْ يَحْشُرَهُ اللَّهُ مَعَ نَبِيِّهِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ. كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وَعَلَى هَذَا فَمَنْ أَحَبَّ شَيْخًا مُخَالِفًا لِلشَّرِيعَةِ كَانَ مَعَهُ؛ فَإِذَا دَخَلَ الشَّيْخُ النَّارَ كَانَ مَعَهُ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الشُّيُوخَ الْمُخَالِفِينَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَهْلِ الضَّلَالِ وَالْجَهَالَةِ فَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ كَانَ مَصِيرُهُ مَصِيرَ أَهْلِ الضَّلَالِ وَالْجَهَالَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ: كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمْ؛ فَمَحَبَّةُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَوْثَقِ عُرَى الْإِيمَانِ؛ وَأَعْظَمِ حَسَنَاتِ الْمُتَّقِينَ. وَلَوْ أَحَبَّ الرَّجُلَ لِمَا ظَهَرَ لَهُ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَثَابَهُ اللَّهُ عَلَى مَحَبَّةِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ حَقِيقَةَ بَاطِنِهِ فَإِنَّ الْأَصْلَ هُوَ حُبُّ اللَّهِ وَحُبُّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ فَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ وَأَحَبَّ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ.
وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَدَّعِي الْمَحَبَّةَ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: ادَّعَى قَوْمٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ اللَّهَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ فَمَحَبَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ تَقْتَضِي فِعْلَ مَحْبُوبَاتِهِ وَتَرْكَ مَكْرُوهَاتِهِ وَالنَّاسُ يَتَفَاضَلُونَ فِي هَذَا تَفَاضُلًا عَظِيمًا فَمَنْ كَانَ أَعْظَمَ نَصِيبًا مِنْ ذَلِكَ كَانَ أَعْظَمَ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ.
وَأَمَّا مَنْ أَحَبَّ شَخْصًا لِهَوَاهُ مِثْلُ أَنْ يُحِبَّهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا مِنْهُ أَوْ لِحَاجَةِ يَقُومُ لَهُ بِهَا أَوْ لِمَالِ يتآكله بِهِ. أَوْ بِعَصَبِيَّةٍ فِيهِ. وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَشْيَاءِ فَهَذِهِ لَيْسَتْ مَحَبَّةً لِلَّهِ؛ بَلْ هَذِهِ مَحَبَّةٌ لِهَوَى النَّفْسِ وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ هِيَ الَّتِي تُوقِعُ أَصْحَابَهَا فِي الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ.
وَمَا أَكْثَرَ مَنْ يَدَّعِي حُبَّ مَشَايِخَ لِلَّهِ وَلَوْ كَانَ يُحِبُّهُمْ لِلَّهِ لَأَطَاعَ اللَّهَ الَّذِي أَحَبَّهُمْ لِأَجْلِهِ فَإِنَّ الْمَحْبُوبَ لِأَجْلِ غَيْرِهِ تَكُونُ مَحَبَّتُهُ تَابِعَةً لِمَحَبَّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ. وَكَيْفَ يُحِبُّ شَخْصًا لِلَّهِ مَنْ لَا يَكُونُ مُحِبًّا لِلَّهِ وَكَيْفَ يَكُونُ مُحِبًّا لِلَّهِ مَنْ يَكُونُ مُعْرِضًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَبِيلِ اللَّهِ.
وَمَا أَكْثَرَ مَنْ يُحِبُّ شُيُوخًا أَوْ مُلُوكًا أَوْ غَيْرَهُمْ فَيَتَّخِذُهُمْ أَنْدَادًا يُحِبُّهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْمَحَبَّةِ لِلَّهِ وَالْمَحَبَّةِ مَعَ اللَّهِ ظَاهِرٌ فَأَهْلُ الشِّرْكِ يَتَّخِذُونَ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَأَهْلُ الْإِيمَانِ يُحِبُّونَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الْإِيمَانِ أَصْلُ حُبِّهِمْ هُوَ حُبُّ اللَّهِ وَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ مَنْ يُحِبُّهُ وَمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ فَمَحْبُوبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَحْبُوبِ مَحْبُوبٌ وَمَحْبُوبُ اللَّهِ يُحِبُّ اللَّهَ فَمَنْ أَحَبَّ اللَّهَ فَيُحِبُّهُ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ.
وَأَمَّا أَهْلُ الشِّرْكِ فَيَتَّخِذُونَ أَنْدَادًا أَوْ شُفَعَاءَ يَدْعُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ} {إنِّي إذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} {إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. وَاَللَّهُ تَعَالَى بَعَثَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ؛ لِيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ " {إنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ} " فَالدِّينُ وَاحِدٌ وَإِنْ تَفَرَّقَتْ الشِّرْعَةُ وَالْمِنْهَاجُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلَّا نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
وَمِنْ حِينِ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ بَلَغَتْهُ الدَّعْوَةُ إلَّا الدِّينَ الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُ عَامَّةٌ لِجَمِيعِ الْخَلَائِقِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ}. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِي إلَّا دَخَلَ النَّارَ} " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. فَعَلَى الْخَلْقِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كُلِّهِمْ اتِّبَاعُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَعْبُدُونَ إلَّا اللَّهَ وَيَعْبُدُونَهُ بِشَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بِغَيْرِهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} {إنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} وَيَجْتَمِعُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَا يَتَفَرَّقُونَ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ} " وَعِبَادَةُ اللَّهِ تَتَضَمَّنُ كَمَالَ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَكَمَالَ الذُّلِّ لِلَّهِ فَأَصْلُ الدِّينِ وَقَاعِدَتُهُ يَتَضَمَّنُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الْمَعْبُودَ الَّذِي تُحِبُّهُ الْقُلُوبُ وَتَخْشَاهُ وَلَا يَكُونُ لَهَا إلَهٌ سِوَاهُ وَالْإِلَهُ مَا تَأْلَهُهُ الْقُلُوبُ بِالْمَحَبَّةِ وَالتَّعْظِيمِ وَالرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ وَالْإِجْلَالِ وَالْإِعْظَامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَرْسَلَ الرُّسُلَ بِأَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ فَتَخْلُو الْقُلُوبُ عَنْ مَحَبَّةِ مَا سِوَاهُ [بِمَحَبَّتِهِ وَعَنْ رَجَاءِ مَا سِوَاهُ] بِرَجَائِهِ وَعَنْ سُؤَالِ مَا سِوَاهُ بِسُؤَالِهِ وَعَنْ الْعَمَلِ لِمَا سِوَاهُ بِالْعَمَلِ لَهُ وَعَنْ الِاسْتِعَانَةِ بِمَا سِوَاهُ بِالِاسْتِعَانَةِ بِهِ؛ وَلِهَذَا كَانَ وَسَطُ الْفَاتِحَةِ {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَإِذَا قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: اللَّهُ حَمِدَنِي عَبْدِي. فإذا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ وَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: هَؤُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ} ". فَوَسَطُ السُّورَةِ {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَالدِّينُ أَنْ لَا يُعْبَدُ إلَّا اللَّهُ وَلَا يُسْتَعَانُ إلَّا إيَّاهُ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَغَيْرُهُمْ عِبَادُ اللَّهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إلَيْهِ جَمِيعًا} {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} فَالْحُبُّ لِغَيْرِ اللَّهِ كَحُبِّ النَّصَارَى لِلْمَسِيحِ وَحُبِّ الْيَهُودِ لِمُوسَى وَحُبِّ الرَّافِضَةِ لِعَلِيِّ وَحُبِّ الْغُلَاةِ لِشُيُوخِهِمْ وَأَئِمَّتِهِمْ: مِثْلُ مَنْ يُوَالِي شَيْخًا أَوْ إمَامًا وَيَنْفِرُ عَنْ نَظِيرِهِ وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ أَوْ مُتَسَاوِيَانِ فِي الرُّتْبَةِ فَهَذَا مِنْ جِنْسِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ آمَنُوا بِبَعْضِ الرُّسُلِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِ وَحَالِ الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يُوَالُونَ بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَيُعَادُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بَعْضَهُمْ وَحَالِ أَهْلِ الْعَصَبِيَّةِ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى فِقْهٍ وَزُهْدٍ: الَّذِينَ يُوَالُونَ بَعْضَ الشُّيُوخِ وَالْأَئِمَّةِ دُونَ الْبَعْضِ. وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ مَنْ يُوَالِي جَمِيعَ أَهْلِ الْإِيمَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ}. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ} - وَقَالَ {: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ}. وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ {لَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا}. وَمِمَّا يُبَيِّنُ الْحُبَّ لِلَّهِ وَالْحُبَّ لِغَيْرِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْلِصًا لِلَّهِ وَأَبُو طَالِبٍ عَمُّهُ كَانَ يُحِبُّهُ وَيَنْصُرُهُ لِهَوَاهُ لَا لِلَّهِ. فَتَقَبَّلَ اللَّهُ عَمَلَ أَبِي بَكْرٍ وَأَنْزَلَ فِيهِ: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} {إلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} {وَلَسَوْفَ يَرْضَى} وَأَمَّا أَبُو طَالِبٍ فَلَمْ يُتَقَبَّلْ عَمَلُهُ؛ بَلْ أَدْخَلَهُ النَّارَ؛ لِأَنَّهُ كَانَ مُشْرِكًا عَامِلًا لِغَيْرِ اللَّهِ. وَأَبُو بَكْرٍ لَمْ يَطْلُبْ أَجْرَهُ مِنْ الْخَلْقِ لَا مِنْ النَّبِيِّ وَلَا مِنْ غَيْرِهِ؛ بَلْ آمَنَ بِهِ وَأَحَبَّهُ وَكَلَأَهُ وَأَعَانَهُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُتَقَرِّبًا بِذَلِكَ إلَى اللَّهِ وَطَالِبًا الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ. وَرَسُولُهُ يُبَلِّغُ عَنْ اللَّهِ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ وَوَعْدَهُ وَوَعِيدَهُ قَالَ تَعَالَى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}. وَاَللَّهُ هُوَ الَّذِي يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ وَيُعْطِي وَيَمْنَعُ وَيَخْفِضُ وَيَرْفَعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ وَهُوَ سُبْحَانَهُ مُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ. وَالْأَسْبَابُ الَّتِي يَفْعَلُهَا الْعِبَادُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَأَبَاحَهُ فَهَذَا يَسْلُكُ وَأَمَّا مَا يُنْهَى عَنْهُ نَهْيًا خَالِصًا أَوْ كَانَ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي لَمْ يَأْذَنْ اللَّهُ بِهَا فَهَذَا لَا يَسْلُكُ. قَالَ تَعَالَى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} بَيَّنَ سُبْحَانَهُ ضَلَالَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الْمَخْلُوقَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ الْمُبَيَّنِ أَنَّ الْمَخْلُوقِينَ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ لَا شَرِكَةَ لَهُمْ ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ لَا عَوْنَ لَهُ وَلَا ظَهِيرَ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ يُشَبِّهُونَ الْخَالِقَ بِالْمَخْلُوقِ. كَمَا يَقُولُ بَعْضُهُمْ: إذَا كَانَتْ لَك حَاجَةٌ اسْتَوْصِي الشَّيْخَ فُلَانٍ فَإِنَّك تَجِدُهُ أَوْ تَوَجَّهْ إلَى ضَرِيحِهِ خُطُوَاتٍ وَنَادِهِ يَا شَيْخُ يَقْضِي حَاجَتَك وَهَذَا غَلَطٌ لَا يَحِلُّ فِعْلُهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ هَؤُلَاءِ الدَّاعِينَ لِغَيْرِ اللَّهِ مَنْ يَرَى صُورَةَ الْمَدْعُوِّ أَحْيَانًا فَذَلِكَ شَيْطَانٌ تَمَثَّلَ لَهُ. كَمَا وَقَعَ مِثْلُ هَذَا لِعَدَدِ كَثِيرٍ. وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ بَعْضِ الْجُهَّالِ مِنْ أَتْبَاعِ الشَّيْخِ عَدِيٍّ وَغَيْرِهِ كُلُّ رِزْقٍ لَا يَجِيءُ عَلَى يَدِ الشَّيْخِ لَا أُرِيدُهُ. وَالْعَجَبُ مِنْ ذِي عَقْلٍ سَلِيمٍ يَسْتَوْصِي مَنْ هُوَ مَيِّتٌ يَسْتَغِيثُ بِهِ وَلَا يَسْتَغِيثُ بِالْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَيَقْوَى
(يُتْبَعُ)
(/)
الْوَهْمُ عِنْدَهُ أَنَّهُ لَوْلَا اسْتِغَاثَتُهُ بِالشَّيْخِ الْمَيِّتِ لَمَا قُضِيَتْ حَاجَتُهُ. فَهَذَا حَرَامٌ فِعْلُهُ. وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ إذَا كَانَتْ لَك حَاجَةٌ إلَى مَلِكٍ تَوَسَّلْت إلَيْهِ بِأَعْوَانِهِ فَهَكَذَا يُتَوَسَّلُ إلَيْهِ بِالشُّيُوخِ. وَهَذَا كَلَامُ أَهْلِ الشِّرْكِ وَالضَّلَالِ فَإِنَّ الْمَلِكَ لَا يَعْلَمُ حَوَائِجَ رَعِيَّتِهِ وَلَا يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا وَحْدَهُ وَلَا يُرِيدُ ذَلِكَ إلَّا لِغَرَضِ يَحْصُلُ لَهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِكُلِّ شَيْءٍ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. فَالْأَسْبَابُ مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَمَا مِنْ سَبَبٍ مِنْ الْأَسْبَابِ إلَّا دَائِرٌ مَوْقُوفٌ عَلَى أَسْبَابٍ أُخْرَى وَلَهُ مُعَارَضَاتٌ. فَالنَّارُ لَا تُحْرِقُ إلَّا إذَا كَانَ الْمَحَلُّ قَابِلًا فَلَا تُحْرِقُ السمندل وَإِذَا شَاءَ اللَّهُ مَنَعَ أَثَرَهَا كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَأَمَّا مَشِيئَةُ الرَّبِّ فَلَا تَحْتَاجُ إلَى غَيْرِهِ وَلَا مَانِعَ لَهَا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ أَرْحَمُ مِنْ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا: يُحْسِنُ إلَيْهِمْ وَيَرْحَمُهُمْ وَيَكْشِفُ ضُرَّهُمْ مَعَ غِنَاهُ عَنْهُمْ وَافْتِقَارِهِمْ إلَيْهِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. فَنَفَى الرَّبُّ هَذَا كُلَّهُ فَلَمْ يَبْقَ إلَّا الشَّفَاعَةُ. فَقَالَ: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وَقَالَ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلَّا بِإِذْنِهِ} فَهُوَ الَّذِي يَأْذَنُ فِي الشَّفَاعَةِ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُهَا فَالْجَمِيعُ مِنْهُ وَحْدَهُ وَكُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ أَعْظَمَ إخْلَاصًا: كَانَتْ شَفَاعَةُ الرَّسُولِ أَقْرَبَ إلَيْهِ. {قَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِك يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ} ". وَأَمَّا الَّذِينَ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى فُلَانٍ لِيَشْفَعَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى وَيَتَعَلَّقُونَ بِفُلَانِ فَهَؤُلَاءِ مِنْ جِنْسِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا شُفَعَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ} وَقَالَ: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}. قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ السَّلَفِ: كَانَ قَوْمٌ يَدْعُونَ الْمَسِيحَ وَالْعُزَيْرَ وَالْمَلَائِكَةَ فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ عِبَادُهُ كَمَا أَنَّ هَؤُلَاءِ عِبَادُهُ وَهَؤُلَاءِ يَتَقَرَّبُونَ إلَى اللَّهِ وَهَؤُلَاءِ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَهَؤُلَاءِ يَخَافُونَ عَذَابَ اللَّهِ. فَالْمُشْرِكُونَ اتَّخَذُوا مَعَ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ؛ وَاِتَّخَذُوا شُفَعَاءَ يَشْفَعُونَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ فَفِيهِمْ مَحَبَّةٌ لَهُمْ وَإِشْرَاكٌ بِهِمْ وَفِيهِمْ مِنْ جِنْسِ مَا فِي النَّصَارَى مِنْ حُبِّ الْمَسِيحِ وَإِشْرَاكٌ بِهِ؛ وَالْمُؤْمِنُونَ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ: فَلَا يَعْبُدُونَ إلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا يَجْعَلُونَ مَعَهُ شَيْئًا يُحِبُّونَهُ كَمَحَبَّتِهِ لَا أَنْبِيَائِهِ وَلَا غَيْرِهِمْ؛ بَلْ أَحَبُّوا مَا أَحَبَّهُ بِمَحَبَّتِهِمْ لِلَّهِ؛ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَعَلِمُوا أَنَّ أَحَدًا لَا يَشْفَعُ لَهُمْ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ؛ فَأَحَبُّوا عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحُبِّ اللَّهِ وَعَلِمُوا أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ الْمُبَلِّغُ عَنْ اللَّهِ فَأَطَاعُوهُ فِيمَا أَمَرَ وَصَدَّقُوهُ فِيمَا أَخْبَرَ وَلَمْ يَرْجُوا إلَّا اللَّهَ؛ وَلَمْ يَخَافُوا إلَّا اللَّهَ وَلَمْ يَسْأَلُوا إلَّا اللَّهَ وَشَفَاعَتُهُ لِمَنْ يَشْفَعُ لَهُ هُوَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَا يَنْفَعُ رَجَاؤُنَا لِلشَّفِيعِ وَلَا مَخَافَتُنَا لَهُ وَإِنَّمَا يَنْفَعُ تَوْحِيدُنَا وَإِخْلَاصُنَا لِلَّهِ وَتَوَكُّلُنَا عَلَيْهِ فَهُوَ الَّذِي يَأْذَنُ لِلشَّفِيعِ فَعَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ مَحَبَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَدِينِهِمْ وَمَحَبَّةِ النَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ وَدِينِهِمْ وَيَتَّبِعُ أَهْلَ التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ. وَيَخْرُجُ عَنْ مُشَابَهَةِ الْمُشْرِكِينَ وَعَبَدَةِ الصُّلْبَانِ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ {: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ وَمَنْ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ}. وَقَالَ تَعَالَى {قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ وَدِينُ الْإِسْلَامِ مَبْنِيٌّ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ وَالْقُرْآنُ يَدُورُ عَلَيْهِ.
أخيرا
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يرزقنا حبه
و حب من يحبه
و حب كل عمل يقربنا إلى حبه
و أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه
يوم لا ظل إلا ظله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 03:14]ـ
غِبتم فما ليَ من أُنسٍ لغيبتكم /// سوى التَّعلّل بالتَّذكار والأَملِ
أحتالُ في النّومِ كي ألقَى خيالكُمُ /// إنَّ المحبّ لمحتاجٌ إلى الحِيَلِ
جزيت خيرا
ـ[أبويحيى بن يحيى]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 02:27]ـ
غِبتم فما ليَ من أُنسٍ لغيبتكم /// سوى التَّعلّل بالتَّذكار والأَملِ
أحتالُ في النّومِ كي ألقَى خيالكُمُ /// إنَّ المحبّ لمحتاجٌ إلى الحِيَلِ
جزيت خيرا
بارك الله فيك
و جزاك خبرا
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ {: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ وَمَنْ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ}.
جزاك الله عنا كل خير أخ أبويحيى بن يحيى
اللهم إني أسألك حبك و حب من يحبك و كل عمل يقربنا إلى حبك(/)
مسالك النصر [رسالة قائد إلى جنود]
ـ[حمد الصالح]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 05:49]ـ
الحمد للّه رب العزّة ربّ العالمين، وليّ النّصرة لهذا الدين، لا إل?ه إلا هو ينصر الحقّ ولو بعد حين. والصلاة والسلام على إمام المرسلين، ورضي الله عن أصحابه من الأنصار والمهاجرين، وبعد؛
فقد قال اللّه تعالى?: ?يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?. فليوقن كل مسلم أنّ تمام النّصر قادمٌ، وأن اللّه مُعزُّ هذا الدّين، وأن المستقبل له ولو تكالبت علينا الأمم أجمعين، وأن الأرض حتماً سنحكُمها بحول اللّه القوي المتين، ومن طعن أو شك في ذلك كان من المرجفين الكافرين. قال اللّه الملكُ الحقُّ المبين: ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ *إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ?. وقال الصّادقُ الأمين صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك اللّه بيت مدر ولا وبر إلا أدخله اللّهُ هذا الدّين، بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يعز اللّه به الإسلام وذلاًّ يذلّ بهِ الكافرين)). فكان تميم الدّاري رضي اللّه عنه يقول كما في المسند: ((قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعزّ ولقد أصاب من كان منهم كافراً الذلّ والصّغار والجزية)).
وليعلم أهل التّوحيد أن عقيدةً سفكت لأجلها دماء طاهرة، وقاتل عليها الشُهداء فلأجلها عاشوا ولأجلها ماتوا، حتماً ستنتصر، وتمتد سهامها لتضرِب عنق كلّ كافر، وتنير فؤاد كلّ موحّد، ولكن ينبغي أن ندرك جميعاً أنّ مدار النّصر مع متابعة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وجوداً وعدماً، من غير سبب يزاحم ذلك كما قال أهل العلم. قال ابن القيم رحمه الله:
وكذلك النّصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل. قال اللّه تعالى: ?إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ?، وقال:?فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ?، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد. إنتهى? كلامه رحمه اللّه.
فالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم دلّنا على أسباب النصر ومعوقاته أتم دلالة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه:
وكذلك عرفهم صلّى اللّه عليه وسلّم من مكائد الحروب ولقاء العدو وطرق النصر والظَفَر ما لو علموه وعقلوه ورعوه حق رعايته لم يقم لهم عدو أبداً
فمن أسباب النصر؛
أولاً:التوحيد.
قال اللّه تعالى?: ?وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا?. وقال تعالى: ?وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ?. هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يدركها المجاهدون.
إن المعركة بين الموحدين والكافرين في أصلها وصميمها معركة على العقيدة، وأنّ اللّه حَصَر وقَصَر هذا العداء في الدين، فالكافر أي كافر سواء كان علمانياً أو شيوعياً، نصرانياً أو يهوديا، لا ينقم على الموحّدين إلا إيمانهم الخالص من الشوائب، وأي شعارٍ يُرفع لأي معركة تدور بيننا وبينهم غير شعار الدين هو محض كذب وافتراء، فعداء الكافر الأصلي أو المرتد للمجاهدين الموحدين لا ينطلق أبداً من دافعٍ اقتصادي أو سياسي، إنَّها معركة كفرٍ وإيمان، معركة عقيدة وقضية دين.
فإنّنا لا نقاتل المحتلّ الصليبي أو المرتدّ العربي لأجل الأرض، إنّما لإعلاءِ كلمة اللّه على? الأرض.وهو لا يقاتلنا لاختلافه معنا في بعض المكاسب المادية، ولو كان الأمر كذلك لهان عليه وعلينا ولأمكن الالتقاء في منطقة وسط، لكنّ أنهار اللّبن التي تجري في قلوبنا وعروقنا لا يمكن أبدا أن نلوِّثها ببحر عقيدتهم وأباطيل نجاستهم.
إنّ الاستعمار قديماً كان واجهةً للصليبية، مثلما هو اليوم واجهةً لليهودية والنصرانية. و لقد أعلنها مراراً قيصر الرّومِ بوش: إنّها حربٌ صليبية. فما بال القوم يكذبون ويكذبون؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا علمت هذا أيّها المجاهد فوجب عليك ألاّ تختلط عليك الرّايات ولا تخدعك المسمّيات، تماما كما ينبغي أن تطهّر قلبك وصفّك من القاذورات، فإيّاك أن يكون في قلبك أو صفّك شركٌ أو مشرك، كما ينبغي أن تعلم أن وجود الشرك في صفوفنا وقلوبنا أكبر حاجب للنصر، وأسرع شيء للهزيمة. قال اللّه تعالى?: ? وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ?، وقال: ? وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ?، وتفسير ذلك في قوله تبارك وتعالى??يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ?.
ثم إن إخلاص النّية للّه هو أهم عوامل النصر والتمكين.قال الله تعالى: ?فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً?، أي من الصِّدق والوفاء وإخلاص النّية بالبيعة للّه رب العالمين.
فدلّت الآية أنّه شرطٌ من شروط التّمكين وأنّه عند توفّره فإن اللّه يثيب عليه فتحاً ونصراً وتمكينا. قال اللّه تعالى?:?فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً?. وقال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر)). ولذا كان النّبيُّ صلّـے اللّه عليه وسلّم القائد أحرص النّاس على تخليص قلوب أصحابه من هذه الآفة وخاصة في الجهاد، وركّز على أمراء الجهاد فقال: ((إنّا والله لا نولي على هذا العمل أحداً سأله ولا أحداً حرص عليه)).
فعن أبي سعيد عبد الرحمن بن سَمُرة قال: قال رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((يا عبد الرحم?ن ابنَ سَمُره لا تسأل الإمارة فإنّك إن أُعطيتها من غير مسألة أُعنت عليها وإن أعطيتها من مسألة وُكّلت إليهه)). قال النّووي: قال العلماءُ: والحكمة في أنه لا يولّى? من سأل الولاية أنّه يوكل إليها ولا تكون معه إعانة كما صرح به في حديث عبد الرحمن بنُ سَمُرة السّابق وإذا لم تكن معه إعانة لم يكن كفؤاً ولا يُولّى? غير الكُفءِ. إنتهى.
وقد يكون المرء له سابقة في السّيرِ إلى اللّه والجهاد في سبيل اللّه، وبه من الخير ما اللّه به عليم، لكنّه لا يصلح للإمارة مع أنّه قد يَظنُّ في نفسه القدرة عليها.فعن أبي ذرٍّ رضي اللّه عنه قال: قلت: يا سول اللّه ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبيّ ثم قال: ((يا أبا ذر إنّك ضعيفٌ وإنّها أمانةٌ وإنّها يوم القيامة خزيٌ وندامة)).
ولكن قد يتعين على بعض أهل الخير إذا رأى? دماءًا تُزهق، وأموالاً تُسرق، وهو قادر على دفعها، قال الكريم ابن الكريم: ?اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ?
ثانيا: الوحدة.
قال اللّه تعالى?:?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً?
قال عبد الله ابن مسعود رضي اللّه عنه: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنها حدُّ اللّه الذي أمر به، وإنّما تكرهون في الجماعة والطاعة هو خير مما تستحبون في الفرقة. إنتهى.
ولم لا؛ وقد ثبت عن رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم كما في المسند أنه قال:
((ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم، إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمور، ((وفي رواية: ((وطاعة ذوي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)). قال ابن القيّم رحمه اللّه:
فمن أخلص أعماله كلّها للّه،ونصح في أموره كلّها لعباد اللّه، ولزم الجماعة بالإئتلاف وعدم الإختلاف، وصار قلبه صافيا نقيا، صار للّه وليّاً، ومن كان بِخلاف ذلك امتلأ قلبه من كل آفة شر. إنتهى?.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأصل الذي يجب أن يكون عليه المسلمون هو الاجتماع لا الفُرقة والإعتصام بحبل اللّه لا الشّذوذ والإختلاف، وهذا الإجتماع يورث في الدنيا عزّا ونصراً وتمكيناً، وفي الآخرة بياضاً للوجه ورِفعةً للدرجة. كما ثبت عن ابن عباسٍ في تفسير قوله تعالى?: ?يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ?، قال تبيّضُ وجوهُ أهل السنة والجماعة، وتسودُّ وجوهُ أهل البدعة والفرقة. وليس مع الفرقة عز ونصر قُطْ، ولو كان أميرها خير خلق الله في أرضه وأشجعهم. فهذا أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه لم يكن يوم خلافته يمشي على ظهر الأرض خير منه، ومع ذلك لماّ اختلفت عليه الأمة وخرج عليه طائفة من البُغاة ثم من الخوارج أبعدهم الله، لم يستطع قط أن يجهز ولو جيشاً واحداً لقتال الكفار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه تعالى? في معرض كلامه عن الأئمة الإثني عشر عند الرّافضة:
فإنّ هؤلاء ليس فيهم من كان له سيف إلا علي بن أبي طالب ومع هذا فلم يتمكن في خلافته من غزو الكفّار ولا فتح مدينةً ولا قتل كافراً بل كان المسلمون قد اشتغل بعضهم بقتال بعض حتى طمع فيهم الكفّار بالشرق والشّام من المشركين وأهل كتاب حتى يقال أنهم أخذوا بعض بلاد المسلمين. إنتهى كلامه رحمه اللّه.
ومعركةُ الجمل أفجع مثالٍ على نتيجة فرقة الصفِّ واختلاف الكلمة.وعلى العكس من ذلك، لمّا جاء عامُ الجماعة واجتمعت الأمة على معاوية رضي الله عنه، جيّش الجيوش، وفتح البلاد، وجبا الزكاة، وأعطى المال.
ولا يختلف أحد أن عليًّا أتقى? لله وأشجع، وأحكم وأعدل من معاويةَ رضي اللّه عنه، ولكنّ الخلاف كله شرٌّ.قال النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم كما في صحيح مسلم: ((من خرج من الطّاعة وفارق الجماعة فمات؛ مات ميتةً جاهلية، ومن قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة فقتل، فقتلة جاهلية)). وقال: ((من رأى من أميره شيئاً فكرهه فليصبر فإنّه ليس أحداً يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية)). وإنّا بعون اللّه وحمدهِ مادامت قلوبنا مجتمعة على أمير نحسن به الظن وندفع عنه التُّهم والرّيْب، فواللّه لو أتت أمريكا بكلّ جيشها، بل بكلّ رجالها ونسائها لحربنا فإنّا لمنصورون فخُذوا يا جنود اللّهِ على? كلّ من يريد أن يفرّق صفّكم.
ثالثا:السمع والطاعة والامتثال لأمر الله.
قال اللّه تعالى?: ?وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا?. فعن عبادة رضي اللّه عنه قال: ((بايعنا النّبيّ صلّـے اللّه عليه وسلّم على? السّمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحا عندكم من الله فيه برها)). وفي رواية: ((على السمع والطاعة في النشاط والكسل)). وقال: ((إسمعوا وأطيعوا ولو اسْتُعمل عليكم عبدٌ يقودكم بكتاب اللّه)).
قال الحافظ في الفتح في أحاديث الباب: الأمر بالطّاعة لكلّ أميرٍ ولو لم يكن إماما.
وقال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((وأنا آمركم بخمسٍ الله أمرني بهنّ: الجماعةُ، والسمع والطاعة، والهجرة و الجهاد)).
والذي أحب أن أؤكّد عليه هنا هو صدق السّمع والطّاعة وقوّة الإمتثال لأوامر اللّه تعالى? في المكرهِ والعسرِ إذِ الطّاعةُ فيما يحبُّ المرء هيّنة بعون اللّه.
وأكثر ما نحذر منه المعصية في الحرب فقد جرّبنا عاقبتها في غير ما موضع فكانت دائما سبباً لكثير من الويلاتْ.
فهذا رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم في جيش الصّحابة في أُحدٍ قد حدّد لكلّ طائفة من الجند مكانها ووضع الرُّماة في مكان به يحمون ظهورهم من أي التفاتٍ للعدو أو تقدم يلوح في الأفق، وقال لهم وبكلّ وضوحٍ: ((إحموا ظهورنا فإن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا قد غرمنا فلا تشركونا فلم يعِ الرُّماة نصيحة رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم وكانت النتيجة هزيمة للمسلمين ومقتلةً عظيمة بسبب معصية طائفة من الجيش على الرّغم من نصيحة أميرهم وتحذيره إياهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فدلّ على أن المعصية العسكرية عاقبتها سريعة، وأي اجتهادٍ من الجند منفرد يخالف اجتهاد الأمير وإن كان ظاهره الحُسن والصّلاح هو خطأُ كبير وفتح لباب من الشرّ عظيم.فالجندي يتعبّد الله بطاعة أميرهِ ما لم يُؤمر بمعصيةٍ شرعية.
أما الاجتهاد الحركي العسكري فهو حق خالصٌ للأمير لا ينبغي الخروج عنه إلا من واجب النصح، لأن القاعدة تقول: "إنّ رأي الإمام أو الأمير لا يجوز نقضه برأي آحاد المسلمين فيما ينفرد بالنظر فيه".إنتهى.
وانظر يا عبد الله إلى نعمةِ السّمع والطّاعة في العُسر والكَرَب، فهذا رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم ندَب المسلمين المجروحين في أُحُد على? ما فيهم من الجراح والآلام لمّا علم أنّ أبا سفيان يريد أن يعود ليقضي على بقية الجيش الإسلامي فاستجابوا طاعةً للّه ورسوله. قال الله تعالى:?الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ?.
وهكذا حالهم تماماً عندما رجعوا من غزوة الأحزاب مقبِلين على الرّاحة بعد زوال الغمة، فرحين بنعمة الأمن، لم ينفضوا غبار طولِ الحصارِ بعدُ، وإذ بالأمر يأتيهم بغزوةٍ أخرى? وبسرعة: ((لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة)).
فاستجابوا لأمر اللّه ورسولهِ وصدقوا اللّه ورسولَه فكان النّصر على عدوّهم بصدق السّمعِ والطّاعة وقوّة الامتثال لأمرِ الله.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه كما في صحيح مسلمٍ: ((من أطاعني فقد أطاع اللّه ومن عصاني فقد عصى? اللّه ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى? أميري فقد عصاني)).
ومما يعين على السمع والطاعة للأمير أمورٌ منها:
أولا:حسن الظن بالأمير.
قال اللّه تعالى?: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ?.
فإذا كان حسن الظنّ بعمومِ المسلمين واجبٌ فهو في حق الأمير أوجبُ. ولا أضرُّ على الجهاد من سوء الظنّ بالأمير كيف وهو أكذب الحديث. قال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((إياكم والظن فإن الظنّ أكذب الحديث)).
قال صاحب فيضُ القديرِ: ومن أساء الظنّ بمن ليس محلاًّ لسوء الظنِّ به دلّ على? عدم استقامته في نفسه كما قيل: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونُه.
ثانيا:توقير الأمير.
ففي المُسند عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن معاذ قال: ((عهد إلينا رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم في خمسٍ من فعل منهنَّ كان ضامناً على اللّه عز وجل: من عاد مريضاً، أو خرج مع جنازةٍ، أو خرج غازياً أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم النّاس منه وسلم من النّاس)).
وتعزير الأمير وتوقيره بطاعته ونصرته. وبذِكر محاسنه الخلقية والخلقية والمسارعة إلى امتثال أمره ونهيه ونصحه سراً. نقل الحافظ في الفتح:
والنّصح لأئمة المسلمين إعانتهم على ماحَمِلوا القيام به وتنبيهُهُم عند الغفلة وسدُّ خلّتهم عند الهفوة وجمع الكلمة عليهم وردُّ القلوب النافرة إليهم. إنتهى?.
رابعا:الصبروالثبات
قال اللّه تعالى?:?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?. ولأن الطريق طويل لابد له من زاد، ولأنّه مجهدٌ وشاق، وحافلٌ بالعقبات لابد من الصبر والثبات. ولأنّ الجهاد عبادة فرضها اللّه علينا، لابدّ أن نقوم بها مهما اشتدّت المحن أو تسلّل الملل، سواءاً انتفش الباطلُ أو قلّ النّصيرُ لابدّ من المسير.
روى? الإمام مالك عن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة بن الجرّاح إلى عمر بن الخطّاب فذكر له جموعاً من الرّوم وما يتخوّف منهم، فكتب إليه عمر: أما بعدُ فإنّه مهما نزل بعبدٍ مؤمن من منزلةٍ شدةٍ يجعل اللّه بعدها فرجاً، وإنّه لن يغلب عُسْرٌ يسرينِ وإنّ اللّه يقول في كتابه: ?يا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? انتهى.
وقال اللّه تعالى: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ?.قال أبو جعفر الطّبري:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا إخبار من اللّه تعالى? ذكرهُ أتباع رسوله صلّـے اللّه عليه وسلّم أنّه مبتليهم ومُمْتحنهم بشدائد الأمورِ ليعلم من يتبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه. إنتهى.
لكنّ عاقبة الصبر خير، قال الله تعالى?:?وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ?، فاستعينوا بالله وقولوا قولة أسلافِكم المجاهدين: ?ولما وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ?، وقولة الموحّدين المبتلين:?رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ?، فصاروا بها شهداء بررة بعدما كانوا كفاراً سحرة.
واعلم كما قال الصّادق الأمين خير من بلّغ عن ربّ العالمين: ((أن الأمّة لو اجتمعت على? أن ينفعوك بشيءٍ لن ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللّه لك ولئن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لن يضرّوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللّه عليك)). وقال: ((واعلم أنّ النّصر مع الصبْر وأنّ الفرج مع الكرب وأنّه مع العُسر يُسْرا)).
والذي أريد أن أركّز عليه وثبت لدينا بالتجربة والأثر أن أثره عظيم ألا وهو ثبات القيادة وخاصّةً في أرض المعارك وعند لقاء الأعداء. ففي الصحيح؛ سأل رجل البراء رضي اللّه عنه: يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين؟ قال البراءُ وأنا أسمع: أمّا رسولُ اللّهِ صلّـے اللّه عليه وسلّم لم يولّ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذٌ بعنان بغلتهِ فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: ((أنا النّبيُ لا كذب ... أنا ابن عبد المطّلب))، وهذا الحديث فيه فوائد عظيمة هي نورعلى الدرب.
أوّلها:
أنّ القيادة كانت في أرض المعركة وموضع المعمعة ولم تكن بعيدةً عن أرض النّزال فلم تخرج من البلد إلى أخرى بحجة أنها رمز من الرموز بذهابها تذهب الدعوة وأقلّ ما نطلبه من إخواننا أن يبقى أمير الولاية ضمن ولايته، وأمير القاطع ضمن قاطعه، وأمير الكتيبة أو السرية بين جنوده، و أيّما رجل لا يستطيع أن يفعل ذلك لا تحلّ له الإمارة ولو كان أهلا لها.فالأسود لا تصطاد خارج الغابة إلا أن تقتات على كسب غيرها.
الوقفة الثانية:
قوله ((آخذ بِعِنَانِ بغلته)). وفيه؛ - أنّه لابد أن يظهر من الأمير الثبات وأن يبدوَ عليه ذلك بلسان الحال، فهذا رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم في هذا الموضع الخطير كان يركب بغلة بطيئة السّيرِ.
قال ابن كثير رحمه اللّه: وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامّة أنّه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى وقد كشف عنه جيشه وهو مع ذلك على بغلة ليست سريعة الجري ولا تصلح لكرٍّ ولا لفرٍّ ولا لهربٍ وهو مع هذا أيضا يركضها إلى وجوههم وينوه باسمه ليعرفه من لم يعرف صلوات اللّه وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدّين.
دخل ابن وطّاء على المهلّب قائلا: وفيه ركوب البغال في الحرب للإمام ليكون أثبت له ولئلا يظنّ به الاستعداد للفرار والتوليه ومن باب السياسة لنفوس الأتباع لأنه إذا ثبت ثبت أتباعه وإذا رأي منه العزم على الثبات عُزم معه عليه. إنتهى.
وفي هذا الكلام فائدة:
أنه ينبغي على الأمير ألاّ يركب مركبةً هي أسرع وأقوى من جنوده أي مما يركب جنوده بل يكون في ركوبه كأوسطهم إن لم يكن أقلهم دابة تثبيتاً لقلوب جنوده وبعدا عن الشبهات وخاصّةً إذا كانت الدّابة من أموال الجهاد.
الوقفةالثالثة:
تعريفه صلّـے اللّه عليه وسلّم بنفسه بقوله: ((أنا النّبيُّ لا كذب .. أنا ابن عبد المطّلب)). فلما جدّ الجدُّ وأذهلتِ الحرب النفوس حتى أنّ المرءَ ليمرُّ بأخيه فلا يعرفه، من شدّة الحال أو سرعة الهزيمة، كان لابدّ له صلّـے اللّه عليه وسلّم أن يُعلم جنده ومن له في نفوسهم المحبّة أنّه موجودٌ ولم يفر، ويعلن ذلك على الملأ ضارباً عرض الحائط بكل المحاذير الأمنية و الاحتياطات العسكرية فليس هذا موضعها ولا وقتها والموقف يُملي التضحية بالنفس والثّبات في الكَرب.
وأعجبُ العَجَبِ أنّ بعض أمراء الجهاد إذا جدّ الجدُّ ودَهم العدو منطِقته وبدأ القتل يستعر في جنوده ذهب فاختبأ، ولم يتصل بأحد من جنوده وغير اسمه وربما رسمه بحجة الحفاظ على القيادة الراشدة، وهو مع ذلك قد ضيّع نفسَه وإخوانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو ثبت فيهم وجمع جنده وناجز عدوّه وأظهر جلَداً وثباتاً، لكان فيه النجاة بنفسه وإخوانه بدلاً أن يضيع نفسه ومن أُمِّر عليهم.
الوقفةالرابعة:
أن النبي صلّـے اللّه عليه وسلّم كما في صحيح مسلم قال: ((أي عباسٌ ناد أصحاب السَّمُرَة،فقال عباسٌ: - وكان العباس صيتا- قال: فقلت بأعلى? صوتي: أين أصحابُ السَّمُرة قال فواللّه لكأنّ عَطْفَتَهُمْ حين سمعوا صوتي، عَطْفَةَ البقر على? أولادها فقالوا: ي?ا لبيك ي?ا لبيك)).
وعند ابن إسحاق: فجعل الرجل يعطف بعيره فلا يقدر، فيقذف درعه ثم يأخذ بسيفه ودرقته ثم يؤم الصّوت.
وروى الطبري أنّ النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم قال للعبّاس: ((نادي يا معشر الأنصار، ويا معشر المهاجرين)). فجعل ينادي الأنصار فخذاً فخذاً. ثمّ قال: ((نادي بأصحاب سورة البقرة))، قال فجاء النّاس عُنُقاً واحدةً، وفي صحيح مسلم ثم قصُرت الدّعوة على بني الحارث بن الخزرج، وهنا وقفةٌ مهمّة، وفائدة ربّانيةٌ نبوية عظيمة، وهي فِعل رسول الله صلّـے الله عليه وسلّم لمّا انهزم النّاس وتفرَّق الصّف، حتّى إنّه لم يبقَ معه إلاّ إثنا عشر، وفي أكثر الرّوايات ثمانون رجلاً، وانهزم فرسان المسلمين وأبطال المعارك الأفذاذ ومنهم خير رجالات القتال سلمةُ بن الأكوع، بل وانهزم خيرُ عبادِ اللّه أصحابُ بيعة الرّضوانِ وغيرهم.
حينئذٍ لم تيأس القيادة، و لم تَقنط و لم تُلق السيف وتفر من أرض النّزال، و حاشاه صلّـے اللّه عليه وسلّم، بل ثبت صلّـے اللّه عليه وسلّم ثمّ بدأ ينادي النّاس بصفاتهم فبدأ بأهل الإيمان الرّاسخين و الجنود المخلصين و العباد الرّبانيين أصحاب الشّجرة وبيعة الرِّضوان. ثمّ نادى أهل القرآن وحَفَظَة كتاب الله وخاصَّة درَّة الكتاب فنادى أصحاب سورة البقرة، فلمّا التفّوا حوله بدأ يثير الحميّة العَشرية في نفوس العُصبة المؤمنة؛ فنادى الأنصار فخذاً فخذا، وبأسمائهم، فمن حدّثته نفسه بالفرار خشي العار، وهم مع ذلك فيهم ومنهم أصحاب الشجرة وسورة البقرة، فبدأ صلّـے الله عليه وسلّم بالخُصوص الخُلّص ثمّ ثنّى بالعُموم.
و الوقفة الهامّة أنّه على الرّغم من إثم الفرار من الزّحف وعِظَم جريمة فاعل ذلك وارتكابه مهلكةً من المهالك التي يُخشى على صاحبها ألاّ تدركه توبة، فإنّه لم يُعنّف من فرّ ولم يتخذها عليه مثلمةً ولا مسبّة بل على العكسِ من ذلك، شيّمهم بعشائرهم بعد سبقهم في الجهاد والتوحيد وفي هذا فائدة، أن يلجأ الأمير حال الشدّة أوّل ما يلجأ بعد اللّه إلى أصحاب السّبق المجاهدين، ويثنّي بأبناء العشائر الطيّبين، وإيّاه ثمّ إيّاه أن يُعيّر أحداً منهم، وكذلك عليه أن يتّصل بكلّ من ترك الجهاد ويذكّره بسبقه وجهاده في سبيل الله و يردّه إلى صفوف إخوانه، فإنّ في تركِهِ تركُهُ للشيطان وحزبه وخسارةً للجهاد وجُنده و لايقول عاقِلٌ بذلك.
الوقفة الخامسة:
مع حقيقة من فرّ يوم حنين، ففي صحيح مسلم أنّ أمّ سُليمٍ اتّخذت يوم حُنين خنجراً ثمّ قالت يارسول اللّه أقتُل من بعدنا من الطُلقاء؟ إنهزموا بك! فقال رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((يا أمّ سُليم إنّ الله قد كفى وأحسن)). وعند البخاري ومع النّبي عشرة آلافٍ والطُلقاء فأدبروا، قال النووي رحمه اللّه على الطُلقاء وهم الذين أسلموا من أهل مكّة يوم الفتح، سُمُّوا بذلك لأنّ النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم منّ عليهم وأطلقهم وكان في إسلامهم ضَعْف، فاعتقدت أمّ سُليم أنّهم منافقون وأنّهم استحقّوا القتل بانهزامهم. إنتهى.
ممّا سبق يتّضح بجلاءٍ أنّ من بدأ بالفرار يوم حُنين كان من الطُلقاء ممّا خلخل صفّ المسلمين وأوقع الفزع في قلوب الشجعان المُخلصين، ففَعَلوا فِعْلهم. لكنَّ السُؤال الذي لأجله وقفتُ هذه الوقفة؛ هل كان رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم حاشاهُ مُخطئاً حينما اصطحب معه الطُلقاء إلى حُنينٍ وهم حديثوا عهدٍ بالإسلام؟ وكان في إسلامهم ضَعْفٌ كما سبق، و لم يُعطهم صلّـے اللّه عليه وسلّم بعد دورةً في التوحيد؟ ويؤكّد حداثة عهدهم بالتوحيد ماصحَّ في سنن الترمذي أنّ رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم لمّا خرج إلى حُنينٍ مرَّ بشجرةٍ للمشركين يُقالُ لها ذاتُ أنواطٍ يعلِّقون عليها أسلحتهم، فقالوا يا رسول اللّه: إجعل لنا ذاتَ أنواطٍ كما لهم ذاتُ أنواط فقال النّبيّ
(يُتْبَعُ)
(/)
صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى إجعل نا إلهاً كما لهم آلهة)).إنتهى.
أقول ذلك لأنّ بعض مرضى النّفوس عابوا علينا كثرة من دخل في جيشنا بعد إعلان دولة الإسلام، وكان بعضُهم سبباً في انتصار الإخوة في بعضِ الأماكن، وما أحدثنا شيئاً أكثر من أن تأسّينا برسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم، بل إنّ رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم لمّا فتح اللّه عليه وكفى وأحسن وقسّم الغنائم أعطى الطُلقاء والمهاجرين ولم يُعط الأنصار شيئاً كما في صحيح البخاري وغيره وهم سواد الجيش. قال ابن القيّم رحمه الله: وكان من الحكمة في ذلك أن يُظهر أنّ اللّه نصر رسوله لا بكثرة من دخل في دينه من القبائل ولا بانكفاف قومه عن قتاله. إنتهى.
و مع ذلك نبشّر الأمّة والحمد للّه أنّه لم يُلقِ السّلاحَ قط أميرٌ دخل معنا بعد إعلان الدّولة، بل هم إلى يومنا هذا أبطال النّزال وفرسان المعارك مثلُهم مثلُ من سبق إلى هذا الخير والحمد لله ربّ العالمين.
خامساً: الإعداد.
قال اللّه تعالى: ?وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ?. قال صاحب أضواء البيان: فهو أمرٌ جازمٌ بإعداد كلّ ما في الإستطاعة من قوّةٍ ولوبلغت القوّة من التطوّر مابلغت، فهو أمر جازمٌ بمسايرة التطوّر في الأمور الدُّنيوية. إنتهى. ومعلومٌ أنّ الجهاد فرضُ عينٍ على كلّ مسلم وخاصّةً في بلاد الرّافدين، ومالا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب، قال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((إرموا بني إسماعيل فإنّ أباكم كان راميا)). وقال: ((ألا إنّ القوّة الرّمي)). قال الصنعاني في شرحه للحديث السّابق: أفاد الحديث تفسير القوة في الآية بالرّمي بالسّهام لأنّه المعتاد في عصر النّبوة، ويشتمل الرّمي بالبنادق للمشركين والبُغاة. وخُلاصة القول أنّ الإعداد للمعركة القائمة مع الأعداء المحتلين و المرتدين واجبٌ على كلّ مسلمٍ وجب عليه الجهاد.
وما سأخصُّ هنا
أوّلا: عين ما ذكره أبو جعفرٍ الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى ?مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ?، قال: ما أطقتم أن تؤدّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم السّلاح، فصناعة السّلأاح هي من أعظم ما يعين على الجهاد في سبيل اللّه، وهو ما يسمّى اليوم بالصناعة الحربية، وقد ذكر اللّه هذه الصناعة في غيرما موضع من كتابه، بل ذكر بعض أدقّ تفاصيلها فقال سبحانه: ?وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ?، قال الطبري رحمه اللّه: وعلُّمنا داوود صنعة لبوسٍ لكم، اللّبوسُ عند العرب السّلاح كلُّه درعاً كان أو دوشناً أو سيفاً أو رمحاً. وقال ابن كثير: يعني صنعة الدروع. إنتهى.
وذكر ربُّ العزّة صفة الدّروع فقال: ?أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ? أي دروعاً واسعةً طويلة، ?وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ? جاء في أضواء البيان: أي اجعل الحِلَقَ و المسامير في نسجِكَ الدّورع بأقدارٍ متناسبة. إنتهى.
وروى ابن كثيرٍ عن قتادة إنّما كانت الدّروع قبله صفائح و هو أوّل من سردها حلقاً. إنتهى.
وممّا سبق تعلم العناية الإلهية بصناعة الدّروع حتى ذكر اللّه أدقّ تفاصيلها وامتنّ بها على عباده فهل أنتم شاكرون؟ وللأسف فإنّ كثيراً من المجاهدين أو أغلبهم لايهتمّ بها في حربنا لعدوّنا، وفيها فوائد كثيرة أهمّها حفظ نفس المجاهد التي هي أغلى شيءٍ عندنا من طلقات العدو وشظايا قنابله.
ثانياً: تأمين عدم إصابة المجاهد في مواضِعٍ قاتلة تعيقه عن الجهاد أو تجعله يفقد الوعيَ فيبقى في ساحة المعركة بعد إصابته ممّا يعرّضه لأسر الأعداء.
ثالثاً: تُعين المجاهد على الوصول لأقرب مكانٍ من العدو، وخاصة لأبطال الإقتحامات وأسود العمليات الإستشهادية.
وأخيراًنحن لسنا أشجع من رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم فقد كان له درعٌ ومِغْفَر، كما كان له سيف. ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: تُوُفّي رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم ودرعهُ مرهونةٌ عند يهودي بثلاثين صاعٍ من شعير. وقد ثبت عن النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم فيما رواهُ عنهه أحمد في مسنده و أبو داوود أنّه ظاهَر يوم أُحدٍ بين درعين أو لبس درعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أنس ابن مالك كما في الصّحيحين أنّ النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم دخل مكّة عام الفتح وعلى رأسه المِغفر وهو نوعٌ من الدّروع يكزن على قدرِ الرّأس، أو الخوذة بمفهوم العصر. وأرشدنا ربّنا إلى السبائك المعدنية والتي هي الأساس في صنع أي سلاحٍ اليوم، فقال سبحانه في قصّة ذي القرنين: ?آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ? أي جيؤوني بقطع الحديد الكبيرة و انفخوا حتى إذا صار الجميع كالنّار من شدّة توهّجه واحمراره ?قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ? أي نُحاساً مُذابا، وقد وُجد حديثا أنّ إضافة نسبةٍ من النّحاس إلى الحديد أحسن طريقة لتقسية الحديد وزيادة مقاومته وصلابته.
وعلُّم اللّه نوحا صناعة السُّفن فقال: ?وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا?، روى الطبري عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنها أنّه قال: أنُّه لم يعلم كيف صنعة الفُلك، فأوحى اللّه إليه أن يصنعها على مثل جؤجؤ الطائر أي صدره.
هذا وقد مدح النّبيّ صلّـے اللّه عليه وسلّم الغازين من أمّته على السُّفُن كما في حديث أمّ حرامٍ رضي الله عنها، فهل من مشمّرٍ لهذه الصناعة؟ وقال اللّه تعالى: ?فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ?، ومعلومٌ لدى كلّ من يفهم في المتفجّرات و استعمالها أنّه هذه الآية بحق هي أساس علم الهدم بالمتفجّرات وحسبُك أنّ الرّسول صلّـے اللّه عليه وسلّم لم يشجّع صناعةً كما صناعة أدوات الحرب فقال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((يدخل بالسّهم الواحد ثلاثة نفرٍ الجنّة؛ صانِعه المحتسب في صَنعته الخير، والرّامي به ومنبذه))، فما بالكم بمن صنّع صاروخاً أو طائرةً أو ابتكر مادّةً متفجّرةً.
ب. الإعداد الإعلامي:
إنّ معارك المجاهدين مع أعدائهم تدور اليوم على مِحورين هامّين، الأوّل هو المحور العسكري وسبق، والثاني هو محور مجابهة الإعلام الشيطاني الذي مسخ هوية الأمّة وحرّف عقيدتها وقِيَمها وأرسى دعائم التبعية و الهزيمة النّفسية، فإنّ حِمم قذائف الإعلام أكثر فتكاً و أشدّ خطراً على الأمّة و رجالها من لهيب حِمم قذائف الطّائرات. ولذا ينبغي على المجاهدين الذين وفّقهم الله لكسر شوكة أعدائهم عسكرياً أن يناضلوا على جبهةٍ أخرى هي جبهة الإعلام. ففي المسند عن أنسٍ رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((جاهدوا المشركين بألسنتكم)) وفيه أيضاً عن كعب بن مالكٍ عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنّ ما ترمونهم به نضح النّبل)) وكان رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم يوظّف أكثر أساليب الإعلام في عصره تأثيرا وأشدّها وقعاً على نفوس أعدائه ألا وهي الشعر. روى الترمذي عن أنس ابن مالك أنّ النبيّ صلّـے اللّه عليه وسلّم دخل مكّة في عمر القضاء وعبد الله بنُ رواحة بين يديه يمشي و هو يقول:
خلّوا بنو الكفار عن سبيله
اليوم نضربكم على تنزيله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله
ويدير الخليل عن خليله
فقال عمر: يا ابن رواحه! بين يدي رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم، وفي حرم اللّه تقول الشعر؟ فقال له النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((خلّ عنه ياعُمر، فهي أسرع فيهم من نضح النّبل)). وكما فرح رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم بإسلام خالد القائد العسكري، فرح بإسلام أحد عمالقة أعلام الشُعراء، ففي المعجم الكبير للطبراني عندما جاء وفد الأنصار في بيعة العقبة قال للعبّاس: ((هل تعرِف هذين الرّجلين؟)) فلمّا انفتل قا نعم هذا البراء بن معرور سيّد قومه وهذا كعبُ بن مالك، قال كعب فواللّه ما أنسى قول رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((الشّاعر؟)) قال نعم، ولقد حرص رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم على إعداد شُعرائه إعداداً جيّدا فقال لحسّان: ((وآت أبا بكرٍ يعلّمك مساوئ القوم فإنّه عالمٌ بالأنساب)). وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها، استأذن حسّان النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم في هجاء المشركين. قال ((فكيف بنسبي؟))، قال حسّان: لأسلنّكَ منهم كما تُسلُّ الشعرة من العجين. وكان صلّـے اللّه عليه وسلّم
(يُتْبَعُ)
(/)
يعجبه الجيّد من الشعر فقال: ((أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كلّ شيءٍ ما خلا اللّه باطل، وكاد أميّة بن أبي السّلط أن يُسلم)).
كما أنّه صلّـے اللّه عليه وسلّم اتّخذ خطيبا ينافح عن الإسلام والمسلمين هو ثابت بن قيس ابن شمّاس المبشّر بالجنّة، فلمّا جاءت بنوتميم بخطيبهم وشاعرهم قال النّبيّ صلّـے اللّه عليه وسلّم لثابت ابن قيس: ((قم فأجبهم))، فأجابهم، فقام الأقرع بن حابس فقال إنّ محمّداً لمؤتى لهُ واللّه، ما أدري هذا الأمر، تكلّم خطيبنا فكان خطيبهم أحسن قولاً، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر وأحسن قولاً، ثمّ دنا من النّبيّ صلّـے اللّه عليه وسلّم فقال: أشهد أن لاإله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه.
ونستطيع أن نلخِّص بعض أهداف الإعلام الإسلامي في نقاطٍ أهمّها:
أ. الذبّ عن أعراض المسلمين وعقيدتهم، قال اللّه تعالى مستثنياً من الشعراء: ?إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ? فعن ابن عبّاس أي يردّون على الكفار الذين كانوا يهجون به المؤمنين. وفي الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم قال: ((يا حسّان أجب عن رسول اللّه. اللّهم أيّده بروح القُدُس)) وعند ابن عساكر أنّ رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم قال: ((من يحمي أعراض المسلمين؟ فقال بن كعب أنا و قال بن رواحة أنا وقال حسّان أنا، قال نعم أهجهم أنت و سيعينك عليهم روح القُدُس))، وقال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((إنّ اللّه يؤيّد حسّان بروح القُدُس ما يُفاخر أو يُنافح عن رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم)).
ب. رفعُ الهمّة لشباب الأمّة وخاصّة المجاهدين، ففي الصّحيح عن سلَمة بن الإكوعِ قال خرجنا مع النّبيّ عليه السّلام إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجلٌ من القوم لعامر ابن الأكوع: ألا تسمعنا من هُنيهاتك؟ قال و كان عامرُ رجُلاً شاعراً، فنزل يحدو بالقوم.
ج. فضح أكاذيب عقائد وأخلاق الكافرين والمرتدّين وتبصير الأمّة بحقيقة زبالة حضارتهم وزيف بضاعتهم، وكبح جماح تطاولهم على المسلمين وبثّ الرّعب في نفوسهم. روى بن عبد البرّ في الإستعاب عن ابن سيرين قال: كان شُعراء المسلمين حسّان بن ثابت وعبد اللّه بن رواحة وكعب بن مالك، فكان كعبٌ يخوّفهم الحرب وعبد اللّه يعيّرهم بالكفر وحسّان يُقبل على الأنساب، قال ابن سيرين فبلغني أنّ دوساً أسلمت فرقاً من قول كعب بن مالك:
قضينا من تهامة كلّ وطر ... وخيبر ثمّ أغمدنا السيوفا
نخبرها ولو نطقت لقالت ... قواطعهنّ دوساً أو ثقيفا
فقالت دوس إطلقوا فخذوا لأنفسكم لاينزل بكم ما نزل بثقيف.
د. نقل صورةٍ صادقة عن حقيقة المعرك التي تدور رحاها بين أبطال الملّة وأعدائهم، وتوثيق حقائق بطولات شباب الإسلام خوفاً عليها من الضياع أو سرقة تجّار الدّماء.
سادساً: الفاقة للّه والتواضع.
قال اللّه تعالى: ?لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ?، قال ابن كثير رحمه اللّه: قال ابن جُريش عن مجاهد: هذه أوّل آية نزلت من سورة برآءة يذكر اللّه تعالى فضله عليهم، وإحسانه لديهم في نصره إيّاهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم، وأنّ ذلك من عندهِ تعالى و بتأييده وتقديره، لا بعَدَدِهم ولا بِعُدَدهم، ونبّههم أنّ النّصر من عنده سواءاً قلّ الجمعُ أو كثُر، فإنّ يوم حنينٍ أعجبتهم كثرتهم ومع هذا، ما أجدى ذلك عنهم شيئاً فولّوا مدبرين إلاّ القليل منهم مع رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم. إنتهى.
قال رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إليّ أن تواضعوا))، قال ابن القيّم رحمه اللّه: فإنّ دوام الفقر إلى اللّه مع التخليط، خيرٌ من الصّفاءِ مع العُجب. وعند مسلمٍ عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: وما تواضع أحدٌ للّه إلاّ رفعه، وهذه الرّفعة في الدّنيا بالنّصر والظَفَرِ والذّكرِ الحسَن، وفي الآخرة بعلوِّ الدّرجة والمقام المحمود.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن بطّالٍ رحمه اللّه: قالت قائشة إنّكم لتغفلون عن أفضل عبادة؛ التواضع. قال الطبري رحه اللّه: والتواضع من المحن التي امتحن اللّه بها عباده المؤمنين، لينظر كيف طاعتهم إيّاهُ فيها، ولماعلِم تعالى من مصلحة خلقه في ذلك، في عاجل دُنياهم و آجل أخراهم، إلى قولهِ: ومنه أنّه لما دخل إلى مكّة جعل النّاسُ يقولون: هُوَ هَذَا هُوَ هَذَا، فجعل يحمي ظهره على الرّحلِ ويقول: اللّهُ أعلى وأجلّ. ثمّ قال: عن طارق بن شهاب قال لمّا قدِمَ عمرُ الشام عَرَضَتْ لهُ مخاضة فنزل عن بعيره ونزع خفّيه فأمسكهما بيده وخاض الماء ومعه بعيرُه، فقال له أبو عبيدة: لقد صنعت اليوم صنيعاً عظيماً عند أهل الأرض، فصكّ في صدره وقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، إنّكم كنتم أذلّ النّاس وأحقر النّاس فأعزّكم اللّه بالإسلام، فمهما تطلبون العزّة في غيره يذلّكم اللّه. إنتهى.
سابعاً: ذكر اللّه.
قال اللّه تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ?، قال الطبري (وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا) يقول: وادعوا اللّه بالنّصر عليهم والظُّفَر بهم، وأشعروا قلوبكم وألسنتكم ذكرَهُ لعلّكم تفلحون، وعنه عن قتادة قال: إفترض اللّه ذكره عند أشغل ما تكونون؛ عند الضِراب السّيُوف. إنتهى.
وللقرطبيّ كلامٌ نفيسٌ في تفسير هذه الآية قائلاً: للعُلماء في هذا الذّكر ثلاثةُ أقوال؛
الأوّل: أذكروا اللّه عندَ جزعِ قلوبِكم فإنّ ذكره يُعين على الثبات في الشّدائد.
الثاني: أثبتوا بقلوبكم واذكروه بألسنتكم فإنّ القلب لا يسكُنُ عند اللّقاء ويضطرب اللّسان، فأمر بالذّكر حتى يثبُت القلبُ على اليقين ويثبُتَ اللّسانُ على الذّكر ويقول ما قال أصحابُ طالوت: ?رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ?. و هذه الحالة لاتكون إلاّ عند قوّة المعرفة واتّقاد البصيرة وهي الشجاعة المحمودة في النّاس.
الثّالث: إذكروا ما عندكم من وعد اللّه لكم في ابتياعه أنفسِكم ومثابته لكم. قلت و يحتمِلُ هذا جميعا فيذكر اللّه بلسانه ويشعر قلبه الجرأة ويتذكّر ما وعده اللّه من النّصر في الدّنيا و الجنانِ في الآخرة. وقال اللّه تعالى لموسى وهارون: ?وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي?، قال ابن كثيرٍ رحمه اللّه: والمراد أنّهما لا يفتُران في ذكرِ اللّه في حال مواجهة فرعون ليكون ذكر اللّه عوناً لهما عليه وقوّةً لهما وسلطاناً كاسراً له، كما جاء في الحديث: ((إنّ عبدي كلّ عبدي الذي يذكرني وهو مناجزٌ قرْنَه))، واعلم أنّ ذكر اللّه عند القتال يكونُ سرّاً، فقد أخرج الحاكم وصحّحه عن أبي موسى رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم كان يكره الصوت عند القتال.
ثامناً: الدّعاء
قال اللّه تعالى: ?قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ? وقال سبحانه: ?فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينْ? وقال: ?وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ? وقال: ?وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ? وقال: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ?.
وقال صلّـے اللّه عليه وسلّم: ((الدّعاءُ هو العبادة))، وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه كما عند الحاكم وغيرِه: ((ليس شيئٌ أكرمَ على اللّه من الدّعاء))، وقال: ((من لم يسألِ اللّه يغضبْ عليه)). قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه اللّه: النّصر والرّزق يحصل بأسبابٍ من آكدها دعاء المؤمنين. وقال: لمّا قدّر النّصر يوم بدر وأخبر النّبيُّ صلّـے اللّه عليه وسلّم قبل وقوعه أصحابه بالنّصر وبمصارع القوم، كان من أسباب ذلك إستغاثة النّبيّ صلذى اللّه عليه وسلّم ودُعاؤه. إنتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم لمّا رأى كثرة عدوّه و قوّته وقلّة أصحابه وضعفهم لجأ لمن بيده وحده النّصر؛ ?وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ?. ففي صحيح مسلم عن الفاروق عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه قال: لمّا كان يوم بدر نظر رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم إلا المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائِةٍ وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبيّ اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم القبلة ثمّ مدّ يديه فجعل يهتف بربّه: ((اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، اللّهمّ آتي ما وعدتني، اللهمّ إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لاتُعبد في الأرض)) فمازال يهتف بربّه مادّاً يديه، مستقبلاً القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه. وكان يدعوا على المشركين عموماً فيقول كما في الصّحيح: ((اللّهمّ منزل الكتاب سريع الحساب، اللّهمّ اهزم الأحزاب، اللّهمّ اهزمهم وزلزلهم)). وكان يخصّ صلّـے اللّه عليه وسلّم أعيانهم ورؤساءهم، ففي الصّحيح عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه قال: إستقبل النّبي صلّـے اللّه عليه وسلّم الكعبة فدعا على نفرٍ من قريش؛ على شبية بن ربيعة وعتبة بن ربيعة و الوليد بن عتبة و أبي جهل بن هشام، فأشهد باللّه لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس.
واعلم ياوليّ اللّه أنّك في موضعٍ من مواضع الإجابة، فعن سهلٍ بن سعدٍ السّاعدي أنّه قال كما في الموطّأ: ((ساعتان يُفتح لهما أبواب السّماء، وقلَّ داعٍ تُردّ عليه دعوته؛ حصرة النّداء للصلاة والصفُّ في سبيل اللّه)). فتحرّى أيها المجاهد أوقات الإجابة كساعة يوم الجمُعة وعند الآذان ونزول المطر وفي الثُلثِ الأخير من اللّيل، فعن أبي هريرة رضي اللّه عنه كما في الصّحيح أنّ رسول اللّه صلّـے اللّه عليه وسلّم قال: ((ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلةٍ إلى السّماء الدّنيا حتى يبقى ثُلُثُ اللّيْلِ الآخِر يقول: من يدعوني فأستجيبَ له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفرَ له؟)) وفي روايةٍ ((من ذا الذي يسترزقني فأرزُقَه، من ذا الذي يستكشف الضُرَّ فأكشفه عنه))، وإنّي لأرجو من اللّه أن لا يحرمنا الإجابة خاصّةً وقد ظلمنا القريبُ و البعيد واجتمعت الدّنيا على حربنا، وإليكم بشرى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائلاً لمُعاذ: ((واتّقي دعوة المظلوم فإنّه ليس بينه و بين اللّه حجاب)) وهذا نبيٌّ مظلوم كُذٍّب فدعا، فكيف كانت الإجابة؟. قال اللّه تعالى: ?كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ* فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ* وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ?.
ثمّ اعلم أيّها المجاهد أنّ من مسالك النّصر وُجود الضّعفاء في صفوفنا، ودُعاؤهم لنا ففي الصّحيح عن ابن عبّاسٍ قال: ((أخبرني أبو سُفيان قال: قال لي قيصر سألتك أشرافُ النّاس اتّبعوه أم ضُعفاؤهم فزعمتَ ضُعفاؤهم، وهم أتباع الرُّسُل)) وقال لسعدٍ رضي اللّه عنه: ((وهل تُنصرون وتُرزقون إلاّ بِضُعفائكم؟!)) فبيّن الحديث أنّ الحثُّ على الإعتناء بالضّعفاء من المجاهدين وغيرهم من النّساء والأطفال والشيوخ، لأنّهم في الغالب أشدُّ إخلاصاً في الدّعاء وأكثر خُشُوعاً وأكثرُ حاجةً وافتقاراً إلى اللّه.
وفي الختام أذكّر بقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ?، وبقوله: ?وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ?، وبقوله: ?إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ?، وبقوله: ?وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ?، وبقوله: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ?، فهذه هي مسالك النّصر في كتاب اللّه عضُّوا عليها بالنُّواجذ.
وأخيراً، والسَّبب الذي لأجله جاءت هذه الكلمة؛ أنّ العدوّ أعلنَ وإن كان كاذبا، أنُّ عدد قتلاهُ في العراق بلغ أربعة آلاف قتيلاً، ويجدُر بنا أن نحتفل بهذه المناسبة على طريقتنا الخاصّة ونُشرِك المخذول بوش في هذا الإحتفال، فنناشدُ أحبابنا أبطال الدّولة أن تقوم كلُّ مفرزةٍ بتقديم رأس أمريكي هديّةً للدّجَّال بوش وبأيّ وسيلة تراها المفرزةُ مناسبةً لها، إضافةً إلى خادمٍ وعبدٍ حقير ومُراسلٍ ذليل من مرتدّي الصحوات في مدّة أقصاها شهر من تاريخ علم المفرزة بها، على أن نهب ثواب هذا العمل إلى من قُتِلوا ظُلماً وعُدواناً من عوامّ المُسلمين في الزنجيلي وبعقوبة ودويليبة وغيرها. قال النّبيّ صلّـے اللّه عليه وسلّم لعمْر بن العاص: ((لو أقرّ أبوك بالتّوحيد فصُمْتَ عنه أو تصدّقت نَفَعَهُ ذلك))، ولتكن هذه الغزوة باسم: "غَزْوَةُ البِر"، وإنّا لنرجوا من الرّحم?ن الرّحيم أن يغفر لأهلنا، وخاصّة أولئك الذين لم يكونوا في صفّ المجاهدين، والذين لاشكّ ماتوا على كبيرةٍ عظيمة، وتركوا فرضاً قد تعيّن عليهم، ونسأل اللّه أن يهدي عُموم المسلمين ويرُدّهم إلى راية الحقّ و الدّين، واللّهُ غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون. أخوكم أبو حمزة المهاجر.
[من تفريغ مركز الفجر للإعلام](/)
ما الدليل على عدم جواز أكل ذبيحة المرتد؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤال حيّرني ولم أجد له جواباً ..
لو كان المرتد يذبح لله، ويسمي باسم الله .. فعلام تحرم ذبيحته؟
مثاله: رجل يدعي الإسلام وهو واقع في ناقض أو أكثر وقد أقيمت عليه الحجة، وهو معاند .. لكنه ما زال يذبح على الطريقة الإسلامية (يسمي بالله) ويذبح لله تعالى ..
ألا يكون حكم ذبيحته كحكم ذبائح أهل الكتاب الواقعون في كثير من نواقض دينهم؟
ثم لو ارتد هذا الرجل إلى دين اليهود والنصارى، وذبح على طريقتهم، فعلام تحرم ذبيحته؟
وجدت بعض الأقوال الشاذة للعلماء كإسحاق والإمام أحمد في أحد قوليه يجيزان ذبيحة من ارتد إلى اليهودية أو النصرانية، ولكن جمهور العلماء على خلاف ذلك .. فما دليلهم؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 07:32]ـ
هذه فتوى للعلامة ابن باز رحمه الله في الموضوع
اإنني طالب صومالي أدرس في الصين وأوجه صعوبات كثيرة في الطعام عامة واللحوم بصفة خاصة والمشكلات هي
1 - إنني أسمع قبل مجيئ للصين أن الحيوانات التي ذبحتها الملحدون أو بالأحرى قتلوها لا يجوز للمسلم أكلها، وعندنا في الجامعة معطم صغير للمسلمين وتوجد فيه لحوم غير أنني لست على يقين أنها مذبوحة على الطريقة الإسلامية ومتشكك في ذلك مع العلم أن زملائي غير متشككين مثلي ويأكلون منها أهم على حق أم يأكلون حراماً؟
2 - بالنسبة لأواني الطعام ليس هناك تمييز بين أواني المسلمين وغيرهم ماذا ينبغي علي أن أفعل حيال هذه الأمور؟
ج- لا يجوز أكل ذبائح الكفار غير أهل الكتاب من اليهود والنصارى سواء كان مجوساً أو وثنيين أو شيوعيين أو غيرهم من أنواع الكفر، ولا ما خالط ذبائحهم من المرق وغيره، لأن الله - سبحانه - لم يبح لنا من أطعمة الكفار إلا طعام أهل الكتاب في قوله - عز وجل- " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ". الآية من سورة المائدة، وطعامهم هو ذبائحهم كما قال ابن عباس وغيره، أما الفواكة ونحوها فلا حرج فيها لأنها غير داخلة في الطعام المحرم، أما طعام المسلمين فهو حل للمسلمين وغيرهم إذا كانوا مسلمين حقا لا يعبدون إلا الله ولا يدعون معه غيره من الأنبياء والأولياء وأصحاب القبور وغيرهم مما يعبده الكفرة.
أما الأواني فالواجب على المسلمين أن يكون لهم أوان غير أواني الكفرة التي يستعمل فيها طعامهم وخمرهم ونحو ذلك فإن لم يجدوا وجب على طباخ المسلمين أن يغسل الأواني التي يستعملها الكار ثم يضع فيها طعام المسلمين لما ثبت في الصحيحين عن أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - أنه سأل النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عن الأكل في أواني المشركين فقال له النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلو فيها ".
العلامة ابن باز رحمه الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 08:13]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 05:33]ـ
قال ابن قدامة: مسألة: قال: وذبيحة المرتد حرام وان كانت ردته الى دين أهل الكتاب هذا قول مالك و الشافعي وأصحاب الرأي وقال إسحاق: ان تدين بدين اهل الكتاب حلت ذبيحته ويحكى ذلك عن الاوزاعي لأن عليا رضي الله عنه قال: من تولى قوما فهو منهم
ولنا أنه كافر لا يقر على دينه فلم تحل ذبيحته كالوثني ولأنه لا تثبت له أحكام أهل الكتاب إذا تدين بدينهم فانه لا يقر بالجزية ولا يسترق ولا يحل نكاح المرتدة وأما قول علي: فهو منهم فلم يرد به أنه منهم في جميع الاحكام بدليل ما ذكرنا ولأنه لم يكن يرى حل ذبائح نصارى بني تغلب ولا نكاح نسائهم مع توليتهم للنصارى ودخولهم في دينهم ومع إقرارهم بما صولحوا عليه فلأن لا يعتقد ذلك في المرتدين أولى إذا ثبت هذا فانه إذا ذبح حيوانا لغيره بغير اذنه ضمنه بقيمته حيا لأنه اتلفه عليه وحرمه وان ذبحه باذنه لم يضمنه لأنه أذن في إتلافه
المغني لابن قدامة (ج 10 / ص 84)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 05:36]ـ
الأخ (ابو محمد الغامدي)،
جزاك الله خيراً .. ولكن ليس هذا ما طلبت ..
أعلم أن كثيراً من الفتاوى تحرم ذبائح المرتدين، ولكنني أود أن أعرف ما دليلهم، خاصة وأن هذا المرتد يدعي الإسلام ويلتزم بكثير من شعائره، إلا أنه واقع في نواقضه، وقد أقيمت عليه الحجة، كمن يقول بخلق القرآن، أو يستغيث بغير الله أو لا يصلي.
وما الدليل على حرمة ذبائح المرتد إلى اليهودية والنصرانية؟
الله - عز وجل - يقول: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} .. وهذا الرجل يذبح باسم الله.
والله - عز وجل - يقول: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به} .. وهذا الرجل يذبح لله.
ألا تكون حكم ذبيحته كحكم ذبائح أهل الكتاب الذين يسمون بالله، ويذبحون لله؟
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 05:51]ـ
الأخ (أبو عبد الله محمد مصطفى)،
جزاك الله خيراً .. فالمسألة إذن قياسية؟ أهكذا أفهم؟ ولا دليل صريح عليها؟
البعض يقول إن حكم ذبائح هؤلاء كحكم ذبائح أهل الكتاب وهم واقعون في نواقض دينهم .. لأن العلة في التحريم هي في أمرين: "التسمية بغير الله، والذبح لغيره" .. ومتى ما انتفت هذه العلة، حلّت الذبيحة.
وردوا على من يقول إن حكم المرتد ليس كحكم أهل الكتاب، من حيث جواز نكاحهم وتأمينهم وغيره .. قالوا: إن هذا لا يقوم به دليل، خاصة وأن الله تعالى قد جعل العلة في التحريم عدم ذكر اسمه والذبح لغيره .. والعلة في هذا المرتد منتفية، فجازت ذبيحته.
كيف ننقض أقوال هؤلاء؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 02:10]ـ
الدليل ماذكره سماحة العلامة ابن باز رحمه الله حيث قال
لأن الله - سبحانه - لم يبح لنا من أطعمة الكفار إلا طعام أهل الكتاب في قوله - عز وجل- " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ". الآية من سورة المائدة، وطعامهم هو ذبائحهم كما قال ابن عباس وغيره
قلت وقال بعض اهل العلم
فصرح سبحانه بأن طعام أهل الكتاب حل لنا وطعامهم ذبائحهم كما قاله ابن عباس وغيره من أهل العلم،
ومفهوم الآية أن طعام غير أهل الكتاب من الكفار حرام علينا، وبذلك قال أهل العلم قاطبة إلا ما عرفت من الخلاف الشاذ الضعيف في ذبيحة المجوس.
إذا علم هذا فاللحوم التي تباع في أسواق الدول غير الإسلامية إن علم أنها من ذبائح أهل الكتاب فهي حل للمسلمين، إذا لم يعلم أنها ذبحت على غير الوجه الشرعي، إذ الأصل حلها بالنص القرآني فلا يعدل عن ذلك إلا بأمر متحقق يقتضي تحريمها، أما إن كانت اللحوم من ذبائح بقية الكفار فهي حرام على المسلمين ولا يجوز لهم أكلها بالنص والإجماع
ولا تكفي التسمية عليها عند غسلها ولا عند أكلها، أما ما قد يتعلق به من قال ذلك فهو وارد في شأن أناس من المسلمين كانوا حديثي عهد بالكفر، فسأل بعض الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالوا: صحيح البخاري البيوع (1952) ,سنن النسائي الضحايا (4436) ,سنن أبو داود الضحايا (2829) ,سنن ابن ماجه الذبائح (3174) ,موطأ مالك الذبائح (1054) ,سنن الدارمي الأضاحي (1976). يا رسول الله إن قوما حديثي عهد بالكفر يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟
(الجزء رقم: 23، الصفحة رقم: 15)
رواه البخاري أخرجه البخاري برقم (5083) كتاب الذبائح والصيد، باب: ذبيحة الأعراب ونحوهم. من حديث عائشة رضى الله عنها وبذلك يتضح أنه لا شبهة لمن استباح اللحوم التي تجلب في الأسواق من ذبح الكفار غير أهل الكتاب بالتسمية عليها؛ لأن حديث عائشة المذكور وارد في المسلمين لا في الكفار فزالت الشبهة؛ لأن أمر المسلم يحمل على السداد والاستقامة ما لم يعلم منه خلاف ذلك ولعل النبي صلى الله عليه وسلم أمر هؤلاء الذين سألوه بالتسمية عند الأكل من باب الحيطة وقصد إبطال وساوس الشيطان، لا لأن ذلك يبيح ما كان محرما من ذبائحهم. والله سبحانه وتعالى أعلم.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 09:19]ـ
جزاك الله خيراً.
ولكن هذا الاستدلال يمكن رده بالتالي:
أولاً .. أن آية {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم} لا تدل على نسخ أمر كان حراماً فيما مضى، إنما هو تأكيد على جواز أكل طعام أهل الكتاب، بدليل قوله تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات}، مع أن الطيبات كانت قد أحلت قبل ذلك .. فجاءت هذه الآية تأكيداً لما أبيح من قبل .. فليس في ذلك تخصيص لأهل الكتاب دون عموم الكفار من أمر قد حرمه من قبل.
فيكون السؤال هنا: هل كانت ذبائح جميع الكفار، بما فيهم أهل الكتاب، محرمة قبل نزول هذه الآية، وكانت هذه الآية استثناء لهم دون غيرهم من الكافرين؟ .. أم أن العلة التي تعومل فيها مع ذبائح أهل الكتاب هي: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} و {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنيز وما أهل لغير الله به}؟؟
ثانياً: إنما أبيحت ذبائح أهل الكتاب للعلة السابقة .. ومتى ما انتفت العلة، حتى في أهل الكتاب، لم يجز أكل ذبائحهم، في القوال الراجح من أقوال أهل العلم.
وقد ذكر ابن كثير (رحمه الله) في تفسيره العلة في إباحة ذبائح اليهود والنصارى فقال:
وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء: أن ذبائحهم حلال للمسلمين؛ لأنهم يعتقدون تحريم الذبح لغير الله، ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله، وإن اعتقدوا فيه تعالى ما هو منزه عن قولهم، تعالى وتقدس
لذلك حرم جمع من السلف أكل ذبائحهم إن علم يقيناً أنهم لم يذكروا اسم الله عليها.
فهل من جواب؟
وجزاك الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 07:53]ـ
يقول الإمام الشوكاني رحمه الله في رده على صاحب حدائق الأزهار: ( ... قوله: فصل يشترط في الذابح الإسلام فقط.
أقول: إذا ذبح الكافر ذاكراً لاسم الله عز وجل غير ذابح لغير الله وأنهر الدم وفرى الأوراج فليس في الأدلة ما يدل على تحريم هذه الذبيحة الواقعة على هذه الصفة، ولا يصح الإستدلال بمثل قوله عز وجل: " إلا ما ذكيتم " لكون الخطاب فيها للمسلمين لأنا نقول الخطاب فيها لكل من يصلح للخطاب، فمن زعم أن الكافر خارج من ذلك بعد أن ذبح لله وسمى فالدليل عليه.
وأما إذا ذبح الكافر لغير الله فهذه الذبيحة حرام ولو كانت من مسلم، وهكذا إذا ذبح غير ذاكر لاسم الله عز وجل فإن إهمال التسمية منه كإهمال التسمية من المسلم حيث ذبحا جميعاً لله عز وجل وسيأتي الكلام على التسمية.
وإذا عرفت هذا لاح لك أن الدليل على من قال باشتراط إسلام الذابح لا على من قال إنه لا يشترط، فلا حاجة إلى الإستدلال على عدم الإ شتراط بما لا دلالة فيه على المطلوب كالاحتجاج بأنه صلى الله عليه وسلم: لم ينه عن ذبائح المنافقين، فإن المنافقين كان يعاملهم صلى الله عليه وسلم معاملة المسلمين في جميع الأحكام عملا بما أظهروه من الإسلام وجرياً على الظاهر.
وأما ما يقال من حكاية الإجماع على عدم حل ذبيحة الكافر فدعوى الإجماع غير مسلمة وعلى تقدير أن لها وجه صحة فلا بد من حملها على ذبيحة كافر ذبح لغير الله أو لم يذكر اسم الله) إهـ السيل الجرار (4/ 65).
ما رأيكم في هذا الكلام من العلامة الشوكاني رحمه الله؟؟!.
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:11]ـ
الأخ المكرم أبو محمد الغامدي تقول: ( .. الدليل ماذكره سماحة العلامة ابن باز رحمه الله حيث قال: لأن الله - سبحانه - لم يبح لنا من أطعمة الكفار إلا طعام أهل الكتاب في قوله - عز وجل- " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ". الآية من سورة المائدة، وطعامهم هو ذبائحهم كما قال ابن عباس وغيره) إهـ
أقول: هل هذا هو الدليل على تحريم ذبيحة غير المسلم إذا ذبح على الصفة الشرعية .. ولكن هذا استدلال بمفهوم المخالفة .. ومعلوم أن الإستدلال بهذا الدليل أعني مفهوم المخالفة وقع بين الأصوليين نزاع في صحة التمسك به كما قال الشوكاني في إرشاد الفحول .. فكيف ننقل بعد ذلك الإجماع على تحريم ذبيحة الكافر حتى لو ذبح على الطريقة الشرعية ونستدل عليه بمفهوم المخالفة في آية المائدة مع أن الخلاف وقع في صحة الإستدلال به
فهل هذا الكلام صحيح فقد سمعته من بعض الأخوان و أريد جواب عليه جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:53]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فجزاكم الله خيرا إخوانى جميعا وبارك الله فيكم
هذه أول مشاركة لى فى هذا الملتقى المبارك وأسال التوفيق والسداد
أما عن ذبيحة المرتد فأقول أولا
أجمع العلماء على أن ذبائح الكفار غير أهل الكتاب حرام لا يجوز أكلها ونقل الإجماع غير واحد من أهل العلم
قال ابن قدامة رحمه الله: " أجمع أهل العلم على تحريم صيد المجوسي وذبيحته إلاّ ما لا زكاة له كالسمك والجراد فإنهم أجمعوا على إباحته " المغني مع الشرح الكبير لابن قدامة، ج11 ص 39 فقرة 7752.
وقال ابن تيمية رحمه الله: " أما المشركون فاتفقت الأمة على تحريم نكاح نسائهم وطعامهم " مجموع الفتاوى، لابن تيمية، ج8 ص 100
وقال ابن عبد البر رحمه الله: " وأجمعوا أن المجوسي والوثني ولو سمّى الله لم تؤكل ذبيحته "
قال الخازن في تفسيره: " أجمعوا على تحريم ذبائح المجوس وسائر أهل الشرك من مشركي العرب وعبدة الأصنام ومن لا كتاب له".
و خالف في ذلك أبو ثور، وأنكر عليه الفقهاء ذلك، حتى قال أحمد بن حنبل: أبو ثور كاسمه! يعني في هذه المسألة
قال ابن قدامة
وهذا قول يخالف الإجماع، فلا عبرة به. قال إبراهيم الحربي: خرق أبو ثور الإجماع.
قال أحمد: ولا أعلم أحدا قال بخلافه، إلا أن يكون صاحب بدعة. ولأن الله تعالى قال وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم فمفهومه تحريم طعام غيرهم من الكفار، ولأنهم لا كتاب لهم، فلم تحل ذبائحهم كأهل الأوثان. انتهى من المغنى
فهذا الإجماع كما رأيتم نقله غير واحد من أهل العلم على حرمة ذبيحة الكافر غير أهل الكتاب
أما من ناحية الإستدلال بالأية والقول بأنها لاتدل على استثناء أهل الكتاب من غيرهم فإليكم كلام الإئمة فى هذا
قال ابن كثير: وطعام الذين أوتو الكتاب حل لكم فدل بمفهومه مفهوم المخالفة على أن طعام من عداهم من أهل الأديان لا يحل
قال القرطبى
قال ابن عباس: قال الله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}، ثم استثنى فقال: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} يعني ذبيحة اليهودي والنصراني؛
ثم قال: وأما المجوس فالعلماء مجمعون - إلا من شذ منهم - على أن ذبائحهم لا تؤكل، ولا يتزوج منهم؛ لأنهم ليسوا أهل كتاب على المشهور عند العلماء. ا. ه
قلت: وإذا كان كل الذبائح حلال (أهل الكتاب وغيرهم) لما كان لتخصيص أهل الكتاب فى الأية معنى
أما قول الأخ الفاضل جزاه الله خيرا بأن الاستدلال بالأية استدلال بمفهوم المخالفة ومفهوم المخالفة وقع خلاف بين الأصوليين فى التمسك به فجمهورالأصوليين قالوا بمفهوم المخالفة
وإذا كان كل الذبائح حلال (أهل الكتاب وغيرهم) لما كان لتخصيص أهل الكتاب فى الأية معنى
و المرتد حكمه فى الشرع أشد من الكافر الأصلى كما لا يخفى عليكم لذلك ذهب جمهور أهل العلم إلى حرمة ذبيحته وإن دخل فى دين أهل الكتاب إلامانقل عن الأوزاعى وإسحاق من أن المرتد إن تدين بدين أهل الكتاب حلت ذبيحته
فالمسألة من باب القياس الأولوى
وللكلام بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 09:12]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
لعلّ كلامي التبس عليك ..
فلقد عنيتُ بالمرتد أحد اثنين:
- إما أن يكون منتسباً للإسلام وواقعاً في أحد نواقضه وقد قامت عليه الحجة (مثاله: الرافضة وعبدة القبور).
- وإما أن يرتد إلى الإسلام إلى دين أهل الكتاب.
فالإجماع الواقع هو فيمن ارتد عن الإسلام إلى المجوسية مثلاً، أو كفر بكل الأديان .. ووقع الخلاف فيمن ارتد عنه إلى النصرانية أو اليهودية.
وأبو حنيفة - رحمه الله - أجاز لحوم الصابئة المنتسبين إلى الزبور، فجعل حكمها كحكم لحوم أهل الكتاب .. فدعوى أن الله - عز وجل - حرّم جميع اللحوم الكافرين إلا لحوم أهل الكتاب، هكذا بإطلاقه .. فهذا فيه نظر ..
بل ما أراه - والله أعلم - أن الكافر إن ذبح لله، وذبح باسم الله، وذكّى الذبيحة، فهذا يجوز أكل ذبيحته.
وإنما حُرّمت ذبائح المجوس لأن الأصل فيهم الذبح لغير الله، ولو سمّوا الله .. فإنهم يعبدون النار.
وحُرّمت ذباح الوثنيين لنفس العلة، لأن أصل معتقدهم هو الذبح لغير الله.
وقد قال ابن كثير - رحمه الله في تفسيره علّة إباحة لحوم أهل الكتاب، فقال:
وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء: أن ذبائحهم حلال للمسلمين؛ لأنهم يعتقدون تحريم الذبح لغير الله، ولا يذكرون على ذبائحهم إلا اسم الله، وإن اعتقدوا فيه تعالى ما هو منزه عن قولهم، تعالى وتقدس
ولعلّي أنتهي من بحثي في هذه المسألة قريباً - إن شاء الله -.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه وبعد:
فجزاك اللله خيرا أخى وبارك الله فيكم
ولكن يا أخى الذى أعلمه ويجب إعتباره أن الأصل فى اللحوم الحرمة فإذا أردت أن تقول بالحل فيلزمك الدليل فهل من دليل على ما تقول؟
وبارك الله فيكم أخى قلت
وإنما حُرّمت ذبائح المجوس لأن الأصل فيهم الذبح لغير الله، ولو سمّوا الله .. فإنهم يعبدون النار.
وحُرّمت ذباح الوثنيين لنفس العلة، لأن أصل معتقدهم هو الذبح لغير الله.
فقصرت العلة على هذا الأمر فقط وقد تكون هناك علل أخرى
أما من ناحية أن يكون الشخص منتسباً للإسلام وواقعاً في أحد نواقضه فهذا يتوقف حسب الحكم عليه هل يحكم بردته أم لا فإن حكم بردته أخذ جميع أحكام المرتد ما الإشكال فى ذلك؟
هذا والله أعلم
ووفقك الله للصواب فى بحثك أخى وننتظره إن شاء الله
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 06:37]ـ
يقول الإمام الجصاص الحنفي رحمه الله: ( ... وَقَدْ دَلَّ عَلَى جَوَازِ مُنَاكَحَةِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، الْيَهُودِيِّ لِلنَّصْرَانِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيِّ لِلْيَهُودِيَّةِ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا إنَّمَا هُوَ فِي أَحْكَامِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ.
وَأَمَّا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَخْتَلِفُ حُكْمُ الْكِتَابِيِّ وَغَيْرِ الْكِتَابِيِّ فِي جَوَازِ الْمُنَاكَحَةِ وَأَكْلِ الذَّبِيحَةِ.
قَوْله تَعَالَى: " ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " يدلُّ عَلَى أَنَّ حُكْمَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ حُكْمُ نَصَارَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي أَكْلِ ذَبَائِحِهِمْ وَنِكَاحِ نِسَائِهِمْ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ وَقَوْلُهُ: " مِنْكُمْ " يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْعَرَبَ لِأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْمُسْلِمِينَ لَكَانُوا إذَا تَوَلَّوْا الْكُفَّارَ صَارُوا مُرْتَدِّينَ، وَالْمُرْتَدُّ إلَى النَّصْرَانِيَّةِ وَالْيَهُودِيَّةِ لَا يَكُونُ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحْكَامِهِمْ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ وَإِنْ كَانَتْ امْرَأَةً لَمْ يَجُزْ نِكَاحُهَا وَلَا يَرِثُهُمْ وَلَا يَرِثُونَهُ وَلَا يَثْبُتُ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ مِنْ حُقُوقِ الْوِلَايَةِ؟ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ قَوْلَهُ: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَرِثُ الْمُرْتَدَّ لِإِخْبَارِ اللَّهِ أَنَّهُ مِمَّنْ تَوَلَّاهُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَرِثُ الْيَهُودِيَّ وَلَا النَّصْرَانِيَّ، فَكَذَلِكَ لَا يَرِثُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُرْتَدُّ قَالَ أَبُو بَكْر: وَلَيْسَ فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَا؛ لِأَنَّهُ لَا خِلَافَ أَنَّ الْمُرْتَدَّ إلَى الْيَهُودِيَّةِ لَا يَكُونُ يَهُودِيًّا، وَالْمُرْتَدَّ إلَى النَّصْرَانِيَّةِ لَا يَكُونُ نَصْرَانِيًّا، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا تُؤْكَلُ ذَبِيحَتُهُ، وَلَا يَجُوزُ تَزْوِيجُهَا إنْ كَانَتْ امْرَأَةً، وَأَنَّهُ لَا يَرِثُ الْيَهُودِيُّ وَلَا يَرِثُهُ؟، فَكَمَا لَمْ يَدُلَّ ذَلِكَ عَلَى إيجَابِ التَّوَارُثِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ، كَذَلِكَ لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَرِثُهُ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ أَحَدُ وَجْهَيْنِ:
إنْ كَانَ الْخِطَابُ لِكُفَّارِ الْعَرَبِ فَهُوَ دَالٌّ عَلَى أَنَّ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ مِنْ الْعَرَبِ إذَا تَهَوَّدُوا أَوْ تَنَصَّرُوا كَانَ حُكْمُهُمْ حُكْمَهُمْ فِي جَوَازِ الْمُنَاكَحَةِ وَأَكْلِ الذَّبِيحَةِ وَالْإِقْرَارِ عَلَى الْكُفْرِ بِالْجِزْيَةِ، وَإِنْ كَانَ الْخِطَابُ لِلْمُسْلِمِينَ فَهُوَ إخْبَارٌ بِأَنَّهُ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ بِمُوَالَاتِهِ إيَّاهُمْ، فَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى حُكْمِ الْمِيرَاثِ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: لَمَّا كَانَ ابْتِدَاءُ الْخِطَابِ فِي الْمُؤْمِنِينَ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ " لَمْ يُحْتَمَلْ أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ " مُشْرِكِي الْعَرَبِ.
قِيلَ لَهُ: لَمَّا كَانَ الْمُخَاطَبُونَ بِأَوَّلِ الْآيَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ هُمْ الْعَرَبُ، جَازَ أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ " الْعَرَبَ، فَيُفِيدَ أَنَّ مُشْرِكِي الْعَرَبِ إذَا تَوَلَّوْا الْيَهُودَ أَوْ النَّصَارَى بِالدِّيَانَةِ وَالِانْتِسَابِ إلَى الْمِلَّةِ يَكُونُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَإِنْ لَمْ يَتَمَسَّكُوا بِجَمِيعِ شَرَائِعِ دِينِهِمْ.
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ فِيمَنْ اعْتَقَدَ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِنَا بَعْضَ الْمَذَاهِبِ الْمُوجِبَةِ لِإِكْفَارِ مُعْتَقِدِيهَا: إنَّ الْحُكْمَ بِإِكْفَارِهِ لَا يَمْنَعُ أَكْلَ ذَبِيحَتِهِ وَمُنَاكَحَةَ الْمَرْأَةِ مِنْهُمْ إذَا كَانُوا مُنْتَسِبِينَ إلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ، وَإِنْ كَفَرُوا بِاعْتِقَادِهِمْ لِمَا يَعْتَقِدُونَهُ مِنْ الْمَقَالَةِ الْفَاسِدَةِ؛ إذْ كَانُوا فِي الْجُمْلَةِ مُتَوَلِّينَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ مُنْتَسِبِينَ إلَى حُكْمِ الْقُرْآنِ، كَمَا أَنَّ مَنْ انْتَحَلَ النَّصْرَانِيَّةَ أَوْ الْيَهُودِيَّةَ كَانَ حُكْمُهُ حُكْمَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَمَسِّكًا بِجَمِيعِ شَرَائِعِهِمْ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " وَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ مِمَّنْ يَذْهَبُ إلَى ذَلِكَ) إهـ أحكام القرآن للإمام الجصاص.
--------------------
يقول الشيخ محماس بن عبد الله الجعلود: (أما كيفية التعامل مع من يتولى الكفار أو يواليهم من الأفراد في القضايا الخاصة مثل أكل الذبائح التي يذبحها من يتولى الكفار، أو التزوج بالنساء اللاتي يوالين الكفار، أو تزويج الرجال الذين يتولون الكفار، فقد اختلف العلماء في ذلك. هل يحكم بردة من يتولى الكفار فيعامل معاملة المرتدين في أكل الذبائح وفي حكم الزواج، أم يلحق بمن تولاهم من الكفار؟.
فإن تولى اليهود فحكم التعامل معه حكم التعامل مع اليهود، وإن تولى النصارى فحكم التعامل معه حكم التعامل مع النصارى، وإن تولى الشيوعيين أو الوثنيين فحكمه حكمهم.
ومرجع الاختلاف في ذلك هو الاختلاف في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
فقد اختلف العلماء في ذلك على أقوال هي:-
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول: إن المراد بذلك أهل الأوثان من العرب غير المسلمين لأنه لو أراد المسلمين لكانوا إذا تولوا الكفار صاروا مرتدين والمرتد إلى النصرانية أو اليهودية لا يكون منهم في شيء من أحكامهم، فلا تؤكل ذبيحته، وإذا كانت المرتد إلى الكفار امرأة فلا تنكح ولا يثبت بينهما شيء من حقوق الولاية لحديث: «من بدل دينه فاقتلوه». فيقتل لردته.
ولهذا رجح جماعة من المفسرين بأن المراد بذلك هم العرب الوثنيون لا المسلمون المرتدون عن الإسلام بالولاء للكفار.
القول الثاني: إن الآية خطاب للمسلمين وإخبار بأن من تولاهم أي اليهود والنصارى فهو كافر مثلهم بموالاته إياهم، والحكم عليه بالكفر لا يمنع مع أكل ذبيحته ومناكحة المرأة منهم، إذا كانوا لا يزالون ينتسبون إلى أهل الإسلام، وإن كفروا باعتقادهم لما يعتقدونه من كفر وما يفعلون من مفاسد، وكان أبو الحسن الكرخي ممن يذهب إلى ذلك.
القول الثالث: ما روي عن الإمام الشافعي (رحمه الله) أنه قال: إنما أباح الله عز وجل ذبائح ونساء أهل الكتاب من بني إسرائيل خاصة أما من كان دخيلاً فيهم من سائر الأمم ممن دان بدينهم فلم يعن بهذه الآية وليس هو ممن يحل أكل ذبيحته أو تزوج نسائه لأنه ليس ممن أوتي الكتاب في نظر المسلمين.
وهذا القول مروي أيضًا عن عمر وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) فقد روي عن علي أنه قال: «لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب فإنهم إنما يتمسكون من النصرانية بشرب الخمر».
والذي أرجحه من هذه الأقوال هو القول بأن من تول اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفار فإنه يحكم بردته وكفره فإن كان الذي تولاهم يهودًا أو نصارى أو ما زال يدعي الإسلام يتظاهر به بعض الأحيان، لم يَحْرم أكل ذبائحه أو التزوج بالنساء اللائي هنَّ بهذا الوصف.
وإن كان الذين تولاهم مدعي الإسلام شيوعيين أو وثنيين فحكمه كحكمهم في الكفر والعمالة وهذا ما يتفق مع ظاهر الآية في قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، وفي الحديث: «من كثر سواد قوم فهو منهم».
وعلى هذا نقول: إن الموالي يتخذ حكم من والاه سواء بسواء ويعامل معاملة من تولاه من الكفار) إهـ كتاب الموالاى والمعاداة في الشريعة الإسلامية (2/ 893).
ـ[الاسطنبولي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 08:03]ـ
قال ابا أبا بطين في الدرر السنية في الكتب النجدية
وقد حكي لنا عن بعض من ينتسب إلى العلم من المعاصرين، أنه قال: إذا كان الله قد أباح ذبائح اليهود والنصارى لكونهم أهل كتاب، فكفار هذه الأمة أولى، لأنهم أهل كتاب، بل كتابهم أشرف من الكتابين، وهذا قياس فاسد، لمخالفته الكتاب والإجماع، قال الله تعالى:
{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}، فدل مفهوم ذلك، على تحريم ذبائح من عدا أهل الكتاب. وقد أجمع العلماء: على أن المرتد من هذه الأمة، حكمه مخالف لحكم أهل الكتاب، فلا يقر بالجزية، ولا يسترق، ولا تنكح المرتدة، ولا تباح ذبيحته، إلا ما ذكروا من مخالفة إسحاق، في إباحة ذبيحة المرتد إلى دين أهل الكتاب خاصة; وحكم الصحابة ومن بعدهم من جميع العلماء، مخالف لحكمهم في أهل الكتاب، فمن قاس المرتد من هذه الأمة على أهل الكتاب، فقد خالف ما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
وصرح غير واحد: بتحريم ذبائح الزنادقة، والدروز، والتيامنة، ونحوهم، لأن هؤلاء كفار بلا خلاف؛ والزنديق هو المنافق ونحوه. فقد وضح الحق لمن أراد الله هدايته، ومن لم يرد الله هدايته، لم تزده كثرة الأدلة إلا حيرة وضلالاً.
ـ[الاسطنبولي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 08:10]ـ
لو كان المرتد يذبح لله، ويسمي باسم الله .. فعلام تحرم ذبيحته؟
مثاله: رجل يدعي الإسلام وهو واقع في ناقض أو أكثر وقد أقيمت عليه الحجة، وهو معاند .. لكنه ما زال يذبح على الطريقة الإسلامية (يسمي بالله) ويذبح لله تعالى ..
قال ابن عبد البر في الإستذكار (15/ 217/21648)
"وقد أجمعوا في ذبيحة الكتابي أنها تؤكل وإن لم يسم الله عليها إذا لم يسم عليها غير الله
وأجمعوا أن المجوسي والوثني لو سمى الله لم تؤكل ذبيحته"(/)
العلامة الشيخ (صالح الفوزان) يستقبل الزوار في بيته
ـ[لامية العرب]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 10:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلن فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء -حفظه الله-
أنه سيستقبل الزوار – إن شاء الله – في بيته الواقع في حي الفيحاء بالسلي
في مساء يوم الأربعاء والخميس والجمعة من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء من كل أسبوع
ما عدا الأيام التي يكون عنده فيها محاضرة في داخل الرياض أو خارجه.
والله ولي التوفيق.
منقول من موقع سحاب السلفية
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=357807
والخبر ايضا هنا في موقع الشيخ حفظه الله
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNe...454&new_id=104 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=104)
ولأهمية هذا الموضوع جعلت منه نسختين إحداها في المجلس الشرعي والأخرى في استراحة المجلس
(لك دعوة منا في ظهر الغيب أيها الشيخ المتواضع بأن يبارك الله في عمرك ويرفع منزلتك اللهم آمين)
ـ[الأرزيوي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 03:00]ـ
ما أحلاه من خبر بارك الله فيك وفي شيخنا الفاضل متعه الله بالعافية والمعافاة وأبقاه علما للإسلام والمسلمين
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 06:26]ـ
هل من وصف لبيت الشيخ حفظه الله؟
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 08:44]ـ
الله أكبر، ولله الحمد ...
في مساء يوم الأربعاء والخميس والجمعة من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء من كل أسبوع
جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 09:47]ـ
نريد وصف لبيت الشيخ العلامة
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 05:37]ـ
نحب التنويه للإخوة طلاب ومحبي الشيخ
بأن معاليه لن يتمكن من استقبالهم في منزله بمدينة الرياض هذا الأسبوع
نظراً لارتباطه بلقاءات مفتوحة في القصيم والزلفي،
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 01:06]ـ
شكرًا لكم على التنبيه.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:44]ـ
نريد وصف لبيت الشيخ العلامة
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:51]ـ
نريد وصف لبيت الشيخ العلامة
أبشر، فقد سألت من أثق به، وهو جارٌ للشيخ تقريبا فأخبرني بالوصف ...
ولم أنشط لوضع الوصف لاعتذار الشيخ نهاية الأسبوع الماضي ...
وسأضعه قريبا جدا؛ حتى يستفيد من أراد زيارة الشيخ أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[19 - May-2008, صباحاً 01:53]ـ
الوصف التقريبي لمنزل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -
لتكن البداية من الطريق الدائري الشرقي، ولتكن العلامة البارزة جامع الراجحي في حي الجزيرة، فيكون الإتجاه شرقًا، ولندع الجامع على جهة اليد اليمنى، ونستمر شرقًا حتى نصل إلى الإشارة المرورية الأولى، فنذهب يمينا في هذا (الشارع) واسمه (شارع) هارون الرشيد، أقول: فنذهب ذات اليمين بإتجاه الجنوب حتى نصل إلى الإشارة المرورية الأولى، فنستدير إلى الخلف بإتجاه الشمال، ثم ندخل مع أول طريق يمينا (وهو شارع مرصوف ذو جهتين)، فنجد في الداخل جامعا كبيرا، واسمه (جامع الدخيل) على جهة اليد اليمنى، فنجد منزل الشيخ قريبا من المسجد، علما بأن منزله يقع على أربعة (شوارع).
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:22]ـ
متعنا الله بالشيخ صالح وأمثاله القامعين لأهل الضلال.
ونصيحة للأخوة بعدم نشر عنوان الشيخ على العام في الشبكة وليكن ذلك على الخاص
حفاظأ على حياة الشيخ من الخوارج العصريين والله المستعان.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 02:38]ـ
سيستقبل معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، الزوار – إن شاء الله – في بيته الواقع في حي الفيحاء بالسلي
في مساء يوم والخميس 17/ 5 من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء
ولن يتمكن يوم الجمعة لارتباطه.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:52]ـ
سيستقبل معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، الزوار – إن شاء الله – في بيته الواقع في حي الفيحاء بالسلي في مساء يوم الخميس 24/ 5 من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء ولن يتمكن يوم الجمعة حيث سيلقي معاليه محاضرة بعنوان (مصادرنا في تلقي العقيدة الصحيحة) يوم الجمعة القادم الموافق 25 - 5 - 1429هـ، بعد صلاة المغرب، في جامع السديري بالربوة -بمشيئة الله-وللإستماع عبر موقع البث الإسلامي، وموقع الشيخ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Home/tabid/36/Default.aspx
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 12:06]ـ
لن يتمكن معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء من استقبال الزوار في بيته الواقع في حي الفيحاء بالسلي في مساء يوم الجمعة 25/ 5 حيث سيلقي معاليه محاضرة بعنوان (مصادرنا في تلقي العقيدة الصحيحة) بنفس التوقيت في جامع السديري بالربوة -بمشيئة الله-وللإستماع عبر موقع البث الإسلامي، وموقع الشيخ
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Home/tabid/36/Default.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 01:20]ـ
تذكير باستقبال الشيخ لزواره نهاية هذا الأسبوع ...(/)
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}:وحدة الأمة هي طريق الخلاص-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 12:53]ـ
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}
وحدة الأمة هي طريق الخلاص
للدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
- حفظه الله تعالى -
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فإن من أهداف الشريعة الإسلامية، والدعوة المحمدية جمع كلمة الأمة وتوحيد صفوفها، وهذا ما توحي به عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية كافة؛ فقد كان الأنبياء قبله يبعثون إلى أقوامهم خاصة، فكل نبي خاطب قومه بقوله: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (هود: من الآية61).
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أرسل إلى الناس جميعا كما بين الله عزّ وجلّ ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً} (سبأ: من الآية28).
وقد خاطب صلى الله عليه وسلم الناس بدعوته قائلا: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".
كما بين لنا صلى الله عليه وسلم بعض خصائصه بقوله: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".
وقد بعث صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين جميعا في وقت كانت البشرية في أشد الحاجة إلى من يأخذ بيدها وينتزعها مما حل بها من ذل وهوان؛ إذ أصبحت تتخبط في أمواج من ظلمات الجهل والفساد في العقيدة والأخلاق والسلوك، فتداركها الله سبحانه بهذا النبي الكريم الرؤوف الرحيم، إذ بعثه على حين فترة من الرسل، وأنزل عليه خير الكتب، وطلب منا الإيمان به تعالى وبرسوله وبالنور الذي أنزله على رسوله فقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (التغابن:8).
وقد جاء في هذا النور الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليستضيء به العالم كله قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103) فكان من أهداف الدين الإسلامي جمع كلمة الأمة والحفاظ على وحدتها وسلامة كيانها.
وقد بعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في مجتمع كان من صفاته:
1 - لا تربطه عقيدة، فكل واحد يتبع هواه فيسجد للحجر والشجر.
2 - وتغير فيه القبيلة القوية على القبيلة الضعيفة فتقتل رجالها وتنهب أموالها.
3 - ولا قيمة فيه للقيم والأخلاق، وإنما المقياس هو المال والجاه.
وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعلاج حاسم لمشكلات هذا المجتمع بما يجب أن يسلكه كل مصلح، فقد نظر للداء ووضع له الدواء، فبدأ بإصلاح القلوب أولاً؛ لأن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب، فبدأ بالعقيدة الصحيحة أولاً.
يقول أبو الحسن الندوي في كتابه القيم (ماذا خسر العام بانحطاط المسلمين) تحت عنوان: (قُفل الطبيعة البشرية ومفتاحها):
يقول: "لم يكن صلى الله عليه وسلم من عامة المصلحين الذين يأتون البيوت من ظهورها، أو يتسللون إليها من النوافذ، ويكافحون بعض الأدواء الاجتماعية والعيوب الخلقية فحسب، فمنهم من يوفق لإزالة بعضها مؤقتا في بعض نواحي البلاد، ومنهم من يموت ولم ينجح في مهمته.
أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت الدعوة والإصلاح من بابه، ووضع على قفل الطبيعة البشرية مفتاحه، ذلك القفل الذي أعيى فتحه جميع المصلحين في هذه الفترة، وكل من حاول فتحه من بعده بغير مفتاحه.
دعا الناس إلى الإيمان بالله وحده، وفض الأوثان والعبادات، والكفر بالطاغوت بكل معاني الكلمة، وقام في القوم ينادي: "يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".
ودعا إلى الإيمان برسالته، والإيمان بالآخرة" اه.
أقول: فلما صفت عقيدتهم وتوجهت قلوبهم إلى الله تبارك وتعالى وحده، محققة حكمته تعالى من خلقه لعباده كما في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذريات:56).
وقوله: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162 - 163).
(يُتْبَعُ)
(/)
وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم القواعد والأسس التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية بتشريع وتوجيه من الله تبارك وتعالى، ومن تلك الأسس:
أولاً: ربط الأمة بأعمال وأقوال تشعرهم بوحدتهم؛ لا فرق بين شخص وآخر في ذلك، مثل الشهادة لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة.
فلا يدخل أحد الإسلام إلا بهما، ففي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه في صحيح البخاري ومسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة .. " الحديث.
فجميع المسلمين على اختلاف أجناسهم وأوطانهم ينطقون بهذه الكلمة، وهذا يدل على وحدة الأمة الإسلامية في القول والمعتقد.
ثانياً: يتجهون جميعا بصلاتهم ودعائهم إلى قبلة واحدة، هي الكعبة المشرفة.
ثالثاً: سن لهم صلاة الجمعة والجماعة خلف إمام واحد لا يختلفون عليه.
رابعاً: فرض الله على الأمة صوم شهر واحد في السنة، يصومونه جميعا امتثالا لأمر الله تعالى.
خامساً: فرض عليهم حج بيته الحرام، وساوى بينهم في شعائره.
هذه التشريعات وغيرها من شعائر الإسلام شرعت بهذه الكيفيات لتشعر الأمة الإسلامية بوحدتها وجمع كلمتها، وبذلك يستقيم أمرها ويشتد ساعدها أمام أعدائها.
وقد بين صلى الله عليه وسلم لأمته معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنته صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} (الجن:18).
والإسلام بتعاليمه السمحة وحدة متكاملة، عقيدة وعبادة ومعاملة، ولم تفلح الأمة في وقت من أوقاتها إلا حين أخذت بتعاليم هذا الدين كاملة، نسأله تعالى أن يعيد الأمة الإسلامية إلى رشدها لتأخذ تعاليم دينها من كتاب ربها وسنة نبيه الصحيحة الشارحة والموضحة لكتاب الله تعالى، الذي شرع للناس ما يصلح لهم في الدنيا والآخرة. والحمد لله رب العالمين.
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.(/)
بدع الجنائز:: لصاحب الفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 02:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدع الجنائز
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1811 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1811)
http://www.rslan.com/images/index/Beda3gana2ez.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1811)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فهذا مَسْرَدُ بدعِ الجنائزِ من ألِفِها إلى يائِها؛ كي يكونَ المسلمُ منها على حذر, ويَسْلَمَ له عملُهُ على السُّنَّةِ وحدَها, والشاعر الحكيم يقول:
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ **** لكن لِتَوَقِّيهِ
وَمَنْ لا يعرفُ الخيرَ **** مِنَ الشرِّ يقعْ فيهِ
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
عناصر المحاضرة:
• مَسْرَد بدع الجنائز:
o بدع تقع قبل الوفاة.
o بدع تقع بعد الوفاة.
o بدع تقع عند غسل الميت.
o بدع تقع عند الكفن والخروج بالجنازة.
o بدع تقع عند الصلاة على الجنازة.
o بدع تقع عند الدفن وما يتبعه.
o بدع تقع عند التعزية وملحقاتها.
o بدع تقع عند زيارة القبور.
******* http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1811[/ ... ]
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:16]ـ
جزاك الله خيراً ............ .
وجزى الله الشيخ محمد الجنة ......... آمين.
ومزيداً من روائع الشيخ محمد ....(/)
أريد الفرق؟
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 04:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو الفرق بين الحب في الله والبغض في الله وبين الموالاة في الله والمعاداة في الله عزوجل؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 06:38]ـ
قال بعض العلماء في شرح هذا الاثر
عن ابن عباس قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك ((
هذه محبة في الله، راجعة إلى الأمر والنهي، وهي من أقسام المحبة حب في الله يعني: كانت محبته في ذلك المحبوب؛ لأجل أمر الله، أبغض في الله يعني: كان بغضه لذلك المبغض لأجل أمر الله، ووالى في الله كانت موالاته للعقد الذي بينه وبين ذاك في الله -جل وعلا- من إخوة إيمانية، قال: وعادى في الله يعني: لما حصل بينه وبين ذاك الذي خالف أمر الله، إما بكفر أو بما دونه،
قال: فإنما تنال ولاية الله بذلك يعني: إنما يكون العبد وليا من أولياء الله بهذا الفعل، وهو أن يوالي في الله، وأن يعادي في الله -جل وعلا- والولاية بالفتح هي المحبة والنصرة، وإلى ولاية يعني: أحب محبة ونصر نصرة، وأما الولاية بالكسر فهي الملك والإمارة، قال -جل وعلا-: هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ يعني: المحبة والنصرة إنما هي لله -جل وعلا- وليست لغيره.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم
أخي في الله لعل هذا الرابط يفيدك
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/263s.zip(/)
فتوى
ـ[سالم الحداد]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
في صلاة الجمعة هل يجوز رفع اليدين و التامين في الدعاء.
وشكرا لك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 06:27]ـ
((من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم وفقه الله لما فيه رضاه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعده يا محب.
كتابكم الكريم وصل وصلكم الله بهداه وما تضمنه من السؤال حول موضوع حكم رفع اليدين في الدعاء بعد التسليم من صلاة الفريضة وغيرها. . إلخ.
كان معلومًا وعليه نفيدكم بأن رفع اليدين في الدعاء سنة ومن أسباب الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا)).
والأحاديث كثيرة صحت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم دائما وإنما يُمنع رفع اليدين في المواضع التي لم يرفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم كالرفع بعد صلاة الفريضة للإمام والمأموم والمنفرد، فلا يشرع لأحد منهم أن يرفع يديه بعد الفريضة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفعهما بعد سلامه من الفريضة.
أما النوافل فلا بأس بالرفع في الدعاء بعدها بين وقت وآخر لا بصفة دائمة، وهكذا لا يشرع رفع اليدين في خطبة الجمعة وخطبة العيدين ولا بين السجدتين ولا بعد قراءة التحيات قبل أن يسلم ونحو ذلك من المواضع التي لم يرفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ويشرع الرفع في خطبة الاستسقاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في خطبة صلاة الاستسقاء وهكذا رفع يديه لما استسقى في خطبة الجمعة ورفع الناس أيديهم.
وبما ذكرنا تجتمع الأحاديث الواردة في ذلك وقد نص جمع من أهل العلم على ما ذكرنا.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للفقه في دينه والثبات عليه إنه سبحانه خير مسئول.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 06:35]ـ
السلام عليكم أخي هذا الرابط منقول من منتدى أهل الحديث لعله يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29100
ـ[سالم الحداد]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 07:37]ـ
شكرا لكم جميعا و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 09:07]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
هل يجوز إطلاق اسم (ابن الزنى) على الطفل الناتج عن علاقة غير شرعية؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 09:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز إطلاق اسم (ابن الزنى) على الطفل الناتج عن علاقة غير شرعية؟
ـ[عبد الفتاح بن محمد]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 10:55]ـ
بسم اللهى الرحمن الرحيم
نعم أخي الكريم يصح تسميته بهذا الإسم، لأنه ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في سنن الترمذي (3/ 290) قوله عليم السلام: أيما رجل عاهر بحرة أو أمة فالولد ولد زنا لا يرث ولا يورث." و في سنن سعيد بن منصور " من عاهر بحرة أو أمة .... " وإن كنت لم أتتبع صحة الحديثين. فلعلك تصنع ذلك و تفيدنا إن شاء الله تعالى.(/)
ما السر في كون الصلوات الليلية جهرية وغيرها سرية؟
ـ[عبد الفتاح بن محمد]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني ابحث عن جواب للسؤال السابق، مع ذكر أقوال العلماء في ذلك إن كان ممكنا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:28]ـ
هي قضية تعبدية أخي الكريم، باختصار شديد.(/)
لم أفهم هذه العبارة في المغني!!!
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 10:24]ـ
قال ابن قدامة في المغني في كتاب البيوع:
" فصل: قول الخرقي: " إذا كان بصرف يومه " يعني الرد جائز , ما لم ينقص قيمة ما أخذه من النقد عن قيمته يوم اصطرفا فإن نقصت قيمته كأن أخذ عشرة بدينار , فصارت أحد عشر بدينار فظاهر كلام أحمد والخرقي أنه لا يملك الرد لأن المبيع تعيب في يده لنقص قيمته , وإن كانت قيمته قد زادت مثل أن صارت تسعة بدينار لم يمنع الرد لأنه زيادة , وليس بعيب والصحيح أن هذا لا يمنع الرد لأن تغير السعر ليس بعيب ولهذا لا يضمن في الغصب ولا يمنع من الرد بالعيب في القرض ولو كان عيبا , فإن ظاهر المذهب أنه إذا تعيب المبيع عند المشتري ثم ظهر على عيب قديم فله رده , ورد أرش العيب الحادث عنده وأخذ الثمن. "
والعبارة التي لم أفهمها هي:
" ولا يمنع من الرد بالعيب في القرض "؟؟
كيف يتصور الرد بالعيب في القرض؟؟
كتاب المغني به أخطاء مطبعية كثيرة فهل هنا خطأ مطبعي أم لا يوجد خطأ لكن لم أفهم المراد
أرجو المساعدة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 04:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قد يون القرض مالا مقوما.
ورد في حاشية الدسوقي:
" (قوله فيفوت بالقيمة) أي إن كان مقوما وإن كان مثليا فيرد مثله , وقوله لا إلى صحيح نفسه أي بحيث يرد المثل سواء كان مثليا أو مقوما (قوله وعلى هذا) أي على جعل الضمير في فاسده في البيع فلا يستفاد إلخ أي , وأما لو جعل الضمير في قوله كفاسده أي القرض يعني غير هذا الفرع فيستفاد من كلامه ذلك , ومحصله أنه شبه بقية جزئيات القرض الفاسد بهذا الجزء منه."أهـ
مثال أن يقرض أو يسلف أحدهم سيارته لآخر إذا صح التعبير.
فإذا وجد في السيارة عيبا يردها ليثبت أنه لم يتسبب بذلك وإلا كان ضامنا.
والله أعلم وأحكم.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:48]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
أظن والله أعلم ان الصواب هو
" ولا يمنع من رد العين في القرض"
بدليل ما ذكره ابن قدامة نفسه في كتاب القرض:
" فصل قد ذكرنا أن المستقرض يرد المثل في المثليات سواء رخص سعره أو غلا أو كان بحاله ولو كان ما أقرضه موجودا بعينه فرده من غير عيب يحدث فيه لزم قبوله سواء تغير سعره أو لم يتغير "
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 06:22]ـ
ذكرتني أخي الفاضل بلغة الفقه، والمتون العلمية، هل يحتاج أهل العلم لهذا التوضيح، أم يعلمون أن هذا مستثنى من ذاك بالضرورة.
والله أعلم وأحكم.(/)
توضيح وبيان
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 01:27]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد سألني بعض إخواننا عن مشاركتي في موقع "شفاء" الذي يشرف عليه عبد الله بن محمد السدحان، وأنه ذكر فيه أني أمتهن الرقية، وأن لي قصصًا مع المرضى ... إلخ.
وبعد دخولي على الموقع المشار إليه، رأيت ما نصُّه: "الشيخ الدكتور سعد الحميد نائب المشرف العام"، وذكروا أنه يمتهن الرقية، وقام بعلاج بعض الحالات المستعصية، وفي الموقع ذكر لبعض قصص تلك الحالات.
ولاشك أن هذا يدعو للَّبس، فلا علاقة لي بهذا الموقع من قريب ولا بعيد، وأنا لا أمتهن الرقية، وإذا كان هناك شخص يحمل هذا الاسم غيري، فالأولى بالقائمين على الموقع ذكر اسمه ثلاثيًّا على الأقل، دفعًا للإشكال، ومنعًا للَّبس، فالمرجو من الإخوة التنبه لهذا، بارك الله في الجميع، ورزقنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل، والسلام عليكم.
رابط صفحتي الشخصية في موقع جامعة الملك سعود: http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/default.aspx
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:53]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل وبارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 04:47]ـ
شيخنا الكريم سعد: نأمل الإفادة عن حكم الرقية بالطريقة التي يمتهنها الموقع
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:30]ـ
شيخَنا سعد بن عبد اللَّه آل حميّد:
شكر اللَّهُ لكُم،وباركَ فيكُم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيكم، ونفع.
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 07:05]ـ
رأيت الموقع، ومن الواضح أنه تدليس متعمد، ولا نعرف الدكتور سعد الحميد المذكور هناك، فهل يعرفه أحد من الإخوة، وأين يعمل، ومن أين أخذ الدكتوراة، وفي أي تخصص؟!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 10:07]ـ
أسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا أبي عبدالله سعد بن عبد الله الحميد، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة.
أتوقع يا شيخنا - والعلم عند الله - أن ما فعله هؤلاء ما هو إلا وسيلة غير شريفة للترويج لهذا الموقع، وأقترح على فضيلتكم أن تتفضلوا مشكورين ببيان الحكم الشرعي في هذه الطريقة المسلوكة في هذا الموقع للعلاج والرقية، بيانًا للحق ونصحًا للمسلمين، جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 10:33]ـ
أسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا أبي عبدالله سعد بن عبد الله الحميد، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة.
أتوقع يا شيخنا - والعلم عند الله - أن ما فعله هؤلاء ما هو إلا وسيلة غير شريفة للترويج لهذا الموقع، وأقترح على فضيلتكم أن تتفضلوا مشكورين ببيان الحكم الشرعي في هذه الطريقة المسلوكة في هذا الموقع للعلاج والرقية، بيانًا للحق ونصحًا للمسلمين، جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
تسجيل تأييد للشيخ علي جزاه الله خيراً. . .
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 10:50]ـ
بارك الله فيكم جميعًا
ولا مانع من بيان الحكم - من وجهة نظري - في المسائل المطروحة عندهم أو عند غيرهم، فلعلكم تذكرون هذه المسائل، فالذي أذكره مما عندهم مسألة التخيل حال القراءة، والقراءة في خزانات المياه، ثم تفريغها في الأوعية التي تباع بأضعاف سعرها.
وأنا في انتظار المزيد منكم!!
ـ[أبومروة]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 12:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم شيخنا هذا موضوع لطالما راودني ولم أجد له جوابا، وهو مسألة التخيل أثناء القراءة في الرقية الشرعية، فيأمر الراقي المريض بالتخيل والتخمين والبحث عن مكان السحر في أرجاء البيت،ويجمعه بيديه ويلقي به في الماء، ولربما سار مسافة بعيدة بمخيلته في البحث، وفي بعض الأحيان يتتطابق مع مارأى، إضافة إلى ذلك شيخنا الفاضل يمسك المريض الجني بيديه وينادي عليه ويضرب الراقي المريض في يديه ضربة خفيفة بيده فيتكلم الجني.
مارأي فضيلتكم في هذا، علما شيخنا الفاضل أن هذا العمل قد جرب من بعض من عرفنا وأعطى نتائج في صالح المرضى.
أما مسألة المتاجرة بخزانات المياه هذا من أسوإ ما نراه ونسمعه وهو متاجرة بعواطف المرضى ولاحول ولاقوة إلا بالله.
وأخيرا شيخنا الفاضل يا حبذا لو تكرم سيادتكم وفتح بابا خاصا على الموقع لقبول أسئلة الزوار والأعضاء معا حتى تعم الفائدة.
تقبل احتراماتي وتقديراتي لفضيلتكم ولما تقومون به من جهود في خدمة الدعوة إلى الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 06:07]ـ
أسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا أبي عبدالله سعد بن عبد الله الحميد، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة.
آمين.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 02:27]ـ
أسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا أبي عبدالله سعد بن عبد الله الحميد، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة.
.
آمين، اللهم ارفع قدر هذا الشيخ الجليل وانفع به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 05:23]ـ
أتوقع يا شيخنا - والعلم عند الله - أن ما فعله هؤلاء ما هو إلا وسيلة غير شريفة للترويج لهذا الموقع،
سبحان الله!
الم يسعك ما وسع الشيخ؟
الم تلحظ أدبه الجم مع الموقع والقائمين عليه؟ مع أن الموضوع يخصه بذاته؟
أعد النظر فيما كتب وانتبه إلى قوله "وإذا كان هناك شخص يحمل هذا الاسم غيري، فالأولى بالقائمين على الموقع ذكر اسمه ثلاثيًّا على الأقل، دفعًا للإشكال، ومنعًا للَّبس
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 10:56]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا
ـ[الألوكة]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 11:22]ـ
وأخيرا شيخنا الفاضل يا حبذا لو تكرم سيادتكم وفتح بابا خاصا على الموقع لقبول أسئلة الزوار والأعضاء معا حتى تعم الفائدة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعزاء أعضاء وزوار المجلس العلمي وموقع الألوكة، هناك قسم خاص للفتاوى الشرعية يقوم بالإجابة عنها فضيلة الشيخين سعد بن عبد الله الحميد والشيخ خالد الرفاعي حفظهما الله تعالى، كما أن استقبال رسائل واستفتاءات الزوار لا يحتاج الى عضوية أو تسجيل مسبق، ولكن قد تستغرق الإجابة بعض الوقت وذلك بسبب كثرة الأسئلة الواردة الى الموقع .. ونسأل الله العلي العظيم أن يعين الشيخين ويجزيهما عن أمة المسلمين كل خير.
رابط قسم الفتاوى هو: http://www.alukah.net/Fatawa/Index.aspx
رابط إرسال السؤال هو: http://www.alukah.net/Fatawa/Post
السؤال
uestion.aspx
ـ[محب السلفية1]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 11:26]ـ
أسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا أبي عبدالله سعد بن عبد الله الحميد، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة
ـ[أبومروة]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 12:10]ـ
بارك الله فيك أخي المشرف التقني على هذا التوضيح الرائع، وبارك الله في مشائخنا الفضلاء.
لاحرمكم الله الفردوس الأعلى.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 07:40]ـ
بارك الله فيك شيخنا على هذا التنبيه
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 05:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أسأل الله أن يبارك في عمر شيخنا أبي عبدالله سعد بن عبد الله الحميد، وأن يرفع قدره في الدنيا والآخرة.
اللهم آمين.
أنت يا شيخ كالطبيب والمعالجين هم طلاب العلم، ولا أزكيك على الله تعالى، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق. اللهم آمين يا رب العالمين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 08:48]ـ
سبحان الله!
الم يسعك ما وسع الشيخ؟
الم تلحظ أدبه الجم مع الموقع والقائمين عليه؟ مع أن الموضوع يخصه بذاته؟
أعد النظر فيما كتب وانتبه إلى قوله "
الأخ الفاضل بحر القلزم، جزاك الله خيرًا على النصيحة، بارك الله فيك.
بلى، يسعني ما وسع الشيخ - حفظه الله - ومن أدبه وتواضعه نتعلم، أسأل الله أن يرزقنا وإياك حسن الخلق.
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 09:08]ـ
الإخوة الأفاضل:
أبو الحارث البقمي
علي بن حسن فقيهي
سلمان أبو زيد
أبو الوليد التويجري
المتقفر
علي عبد الباقي
أبو مروة
غالب بن محمد المزروع
د. ماهر الفحل
بحر القلزم
حمدان الجزائري
محب السلفية
لامية العرب
أبو الأسود البواسل
جزاكم الله خيرًا، وجعلنا جميعًا من المتعاونين على البر والتقوى(/)
الجمع بين قول رسول الله وابن مسعود
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 03:00]ـ
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال"إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس .. "الحديث
وقال الفقيه الجليل الحبر ابن مسعود رضي الله عنه "لكن ههنا رجل يود لو أن أمه لم تلده"
قال ذلك في مجلس جمع بين أناس تمنوا على الله أشياء ومنها دخول الجنة ..
وهنا يتساءل السالك في مدارج فقه القلوب:كيف يجمع بين القولين؟
وإنما صير إلى طلب الجمع مع كون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما على كل قول .. ولا حاجة إلى الجمع إلا بين أقوال الله وأقوال رسله أو أو الجمع بين أقوال الرسول الواحد ..
أقول إنما ساغ ذلك وكان وجيها لأن ابن مسعود له من إرث النبوة أوعية كبار لا يضاهيه فيها إلا نفر قلائل من أصحاب رسول الله .. وهو عندي أدق فقها وأجل من ابن عباس رضي الله عن الجميع ..
وكان عمر رضي الله عنه يقول فيه"كُنيف مليء علما" ..
وهو مع ذلك عابد زاهد له من فقه القلوب مالا تجده عند غيره مع كلمات فاذة جامعة .. مالو أفردت بالجمع والدراسة لكانت مفخرة ..
أما توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الله الفردوس الأعلى ففيه
-تعليم الأمة على الهمة العالية .. التي لا تقبل دون
إذا ما علا المرء رام العلا ... ويقنع بالدون من كان دونا ..
بدليل قوله بعد ذلك"فإنه أعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفه عرش الرحمان"
أي ليس بعد الفردوس من مكان يطاول هذه المكانة
-وفيه الإرشاد إلى الطمع فيما عند الله .. وعدم حقر النفس .. مع ما تنغمس فيه من معاص
فرب عمل تافه في أعين الناس يكون سببا في بلوغ منزلة فخيمة ..
ويشهد لذلك حديث المرأة البغي .. التي سقت كلبا بموقها .. فغفر الله لها ..
ومما يحسن ذكره هنا .. أنه كان في مجلس جمع بعض الأخيار والفساق .. على مائدة واحدة
فبينا هم يأكلون ويشربون .. إذ سقطت ذبابة في إناء أحد الناس المحسوبين على الفسق ..
فاشمأز منها .. فبادره أخي قائلا: يقول رسول الله"إذا سقط الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء" (خرجه الجماعة بألفاظ متقاربة)
فقال هذا الذي يصحب الفتيات ويسمع الموسيقى مندهشا: أرسول الله قال ذلك حقا؟
قال أخي له: نعم
فما كان إلا أن غمسها وانتزعها وأتم شرابه
(قلت) .. هذا عمل عظيم جدا .. يدل على بذرة من اليقين وتيدة في قلب هذا الرجل ..
وهو يشبه عمل أبي بكر الصديق حين قال"إن كان قال فقد صدق" ..
إذ مبنى الإيمان على التسليم المطلق .. دون ارتياب ,,وإنك ترى من الشيوخ من لا يمكنه فعل ذلك ..
-وفيه أيضا ,الإرشاد إلى الأصلح والأكمل .. فهذا من أمانة رسول الله التي أداها على الوجه الأتم
كما شهد له الله تعالى والمؤمنون ..
أما قول ابن مسعود رضي الله عنه:
ففيه هضم النفس الناشيء عن التواضع الحقيقي والخوف من الله تعالى
فإن الرجل كلما زادت معرفته بالله تعالى زادت خشية الله في قلبه ..
فيسيء الظن بعمله .. ومنه قول الملائكة السجّد لله منذ آلاف السنين"ما عبدنا حق عبادتك"
ومامن شك أنه بقدر تعظيم الرب عز وجل .. يكون الوجل القاضي بمزيد من إحسان العمل ..
فحديث رسول الله فيه إحسان الظن بالله .. وكلام ابن مسعود فيه إساءة الظن بعمل العبد ..
ولا تعارض لو تأمّلت ..
ومنه قول الحسن البصري"ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل" ..
والله أعلم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 09:48]ـ
أحسنت أبالقاسم(/)
إشكال في كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[الشهاب المضيء]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 07:01]ـ
حكم بيع الهر
ورد في حديث في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الهر
ومع هذا فإن الجمهور ذهب إلى جواز بيعه وأولوا حديث النهي
فعندما تكلم الشيخ ابن عثيمين على هذا مال إلى قول الجمهور وذكر أن لبعض الهررة منافع ثم استظهر جواز بيع الهر إذا كان له منافع
وعندما جاء إلى مسألة بيع الكلب حرم بيعه مطلقا ومال إلى تضعيف زيادة "كلب الماشية " في حديث النهي سندا ومتنا وعلة المتن أنه هذه الزيادة لو ثبتت لكان نهي النبي من باب اللغو لان كلبا لا ينتفع به في صيد ولا حراسة ولا ماشية لا يمكن أن يباع
فلماذا لا يقال بأن هرا لا فائدة فيه لا يمكن أن يباع
أيضا فندما تكلم في مسألة بيع الحمار والبغل أورد إشكالا بحديث "إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه " وقال أن معنى حرم ثمنه أي ثمن ذلك المحرم فلو اشترى بغلا ليأكله فهو حرام ويجوز أن يشتريه ليركبه
وعندا جاء إلى مسألة بيع شحوم الميتة للا نتفاع بها بغير الأكل قال بحرمته مع أن المشتري لم يشترها ليأكلها وقد رجح الشيخ جواز استخدامها في غير الأكل فلماذا حرم بيعها مع ذكره القاعدة السايقة آنفا
وكذلك قال في بيع السرجين النجس قال بأنه لا يصح بيعه ولو قلنا بجواز السماد به
المصدر الشرح الممتع 8/-113 - 123(/)
من خطب الشيخ حسين آل الشيخ حفظ الشريعة لحقوق العباد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 07:58]ـ
من خطب الشيخ حسين آل الشيخ حفظ الشريعة لحقوق العباد
التاريخ 23/ 3 / 1422 هـ
ملخص الخطبة
1 - حفظ الشريعة لحقوق العباد. 2 - حرمة مال المسلم. 3 - تحذير الإسلام من الدَّين. 4 - ترك النبي الصلاة على صاحب الدين. 5 - مطل الغني ظلم. 6 - وصايا للمدنيين. 7 - وصايا للمحسنين والدائنين. 8 - فضل التيسير على المعسرين. 9 - التحذير من التهاون لحقوق العمال.
الخطبة الأولى
إخوة الإسلام:
إن المستقرئ لموارد الشريعة المحمدية الغرّاء كليات وجزئيات، يستبين له أن المقصد الأعلى من التشريع هو حفظ نظام الأمة وحياتها، واستدامة صلاحها واستقامتها، ابتداءً بصلاح العقيدة والعمل، وانتهاءً بصلاح أحوال الناس وشؤونهم، بشتى أنواعِها، ومختلف صورها، في انتظام كامل لجلب الصلاح وتكثيره، ودفع الفساد وتقليله.
ألا وإن من وسائل شريعة الإسلام في تحقيق ذلك، أنها جاءت معطيةً حقوقَ العباد مكانتَها الأسمى من الاعتناء والاهتمام، ومنزلتها العظمى من التقدير والاحترام.
ومن ذلك ما قامت به شريعة الإسلام من تأمين أصحاب الحقوق، وكيفية انتفاعهم بها على طريق فطري عادل، لا تجد فيه النفوس نفرة، ولا تحسّ في حكمِه بهضيمة.
ومن هذا المنطلق حرصت تعاليم الإسلام الخالدة وتوجيهاته السامية على حقوق العباد حفظاً وصيانةً وتقديراً وإكراماً، حتى قرر أهل العلم قاعدتهم المشهورة: "حقوق العباد مبنية على التضييق والمشاحة، وحقوق الله مبنية على التيسير والمسامحة".
وإلى جانبٍ من جوانب تعظيم حقوق العباد ينبّه المولى جل وعلا في موضعين من كتابه على ذلك، فيقول: يَأَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْو?لَكُمْ بَيْنَكُمْ بِ?لْبَـ?طِلِ [النساء:29]. ويشير إلى ذلك رسوله حيث يقول: ((لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسٍ منه)) [رواه ابن حبان والحاكم في صحيحهما] [1]. ويقول في قاعدة التشريع: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا)) [2]، ويؤكد أيضاً هذا المعنى بقوله الجامع: ((فعلى اليد ما أخذت حتى تؤديه)) [صححه الحاكم] [3]. وهو متأيِّد بحديث رسول الله: ((أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)) [4] [حديث صحيح عند المحققين].
عباد الله:
وإن من مضامن حقوق العباد التي أرسى الإسلام أصولها، ونظم قواعدها، وجعل لها من الأسس والضمانات ما يكفلها، قضية الديون الخاصة بالآدميين.
نعم، إن الإسلام حذر كل الحذر من التهاون في أداء الدين، أو المطل والتأخير في قضائه، أو التساهل وعدم الاكتراث في أدائه.
إن دين الآدمي في نظر الإسلام أمانة عظمى، ومسؤولية كبرى، يقول جل وعلا: إِنَّ ?للَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ?لأمَـ?نَـ?تِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58].
بوب البخاري في صحيحه قائلاً: "باب أداء الديون" ثم ساق هذه الآية بكمالها، والله جل وعلا يقول آمراً عباده أمراً جازماً: فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدّ ?لَّذِى ?ؤْتُمِنَ أَمَـ?نَتَهُ [البقرة:283]. يَأَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِ?لْعُقُودِ [المائدة:1].
بل ويجيء التشديد من الشرع في آثار انتهاك تلك الحقوق أو الإخلال بها، يقول نبي الإسلام محمد فيما يرويه البخاري [5] عنه: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات أخيه، فطرحت عليه، فطرح في النار)).
إن نظرة الإسلام لدَيْن الآدمي عظيمة، ولآثاره كبيرة، حتى استثناه الله جل وعلا من قاعدة المكفرات، وأصول الماحيات، يقول: ((يغفر الله للشهيد كل ذنب إلا الدَّين)) [رواه مسلم] [6]. وفي رواية له: ((القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين)) [7].
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله قام فيهم فذكر [لهم] أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: [يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله: ((نعم، إن قتلت في سبيل الله، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر)) ثم قال رسول الله: ((كيف قلت؟)) قال:] أرأيت إن قُتلت في سبيل الله، أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله: ((نعم، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر [إلا الدين] فإن جبريل قال لي ذلك)) [رواه مسلم] [8].
ومن منطلق هذا المنهج الرباني، والوحي الإلهي، كان رسول الله لا يصلي على جنازة من عليه دين، عن جابر قال: توفي رجل منا، فغسلناه وحنطناه وكفّناه، ثم أتينا رسول الله فقلنا له: تصلي عليه، فخطا خطًى ثم قال: ((أعليه دين؟)) قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه فقال أبو قتادة: هما عليّ، فقال رسول الله: ((حقَّ الغريم، وبرئ منهما الميت)) قال: نعم، فصلى عليه رسول الله. [حديث صحيح] [9].
وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله كان يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين، فيسأل: ((هل ترك لدينه قضاء؟)) فإن حُدِّث أنه ترك وفاء صلى عليه، وإلا قال: ((صلوا على صاحبكم))، فلما فتح الله عليه الفتوح قال: ((أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي وعليه دين فعليّ قضاؤه)) [متفق عليه] [10].
قال أهل العلم: وامتناعه من ذلك لأن صلاته شفاعة، وشفاعته لا تردّ، بل هي مقبولة، والدَّين لا يسقط إلا بالتأدية.
إخوة الإسلام:
المماطلة من الغني في أداء الدين ظلمٌ شنيع، والتسويف والتأخير في توفية الحق عند الوجدان اعتداء فظيع، قال: ((مطل الغني ظلم)) [متفق عليه] [11]. وفي حديث آخر: ((لَيُّ الواجد [12] يحلّ عرضه وعقوبته)) [13].
قال أهل العلم: المطل هو المدافعة، والمراد في الحديث تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر من قادر على الأداء.
إخوة الإسلام:
إن ثمة توجيهات ربانية ووصايا نبوية في قضايا الدين، تنظر من واقعية لا مثالية، وتنطلق من قاعدة الإحسان والرحمة والشفقة، وتنبثق من أصل اليسر والمرونة والسعة:
منها الحرص على أن ينطلق العبد في الدين عند الحاجة إليه من مقاصد حسنة، وعزيمة صادقة على الوفاء، ومن نية طيبة في القضاء، لا يبيِّت نية سيئة، ولا يخفي مقصداً خبيثاً، قال: ((من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)) [رواه البخاري] [14].
قال أهل العلم: وتأدية الله عنه تشمل تيسيره تعالى لقضائه في الدنيا، وأداءه عنه في الآخرة بأن يرفع دينه بما شاء الله إذا تعذَّر على العبد القضاء.
أخرج ابن ماجه وابن حبان والحاكم مرفوعاً: ((ما من مسلم يدَّانُ ديناً، يعلم الله أنه يريد أداءه، إلا أداه الله عنه في الدنيا والآخرة)) [15].
والحذر الحذر - أمة محمد - من تبييت نية سيئة أو مقاصد خبيثة، بعدم الوفاء بحقوق العباد، فمن وقع في ذلك عرض نفسه للإتلاف الوارد في الحديث الآنف: ((ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)).
قال أهل العلم: والإتلاف هنا يشمل إتلاف النفس في الدنيا بإهلاكها، ويشمل أيضاً إتلاف طيب عيشه وتضييق أموره، وتعسّر مطالبه، ومحق بركته، فضلاً عما يحصل له من العذاب في الآخرة.
عباد الله:
ومن تلك التوجيهات أمر الشريعة النبيلة بحسن الأداء، والإكرام للدائن عند القضاء، جاء في حديث أبي رافع، أن النبي استسلف من رجل بكراً [16]، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فلم يجد إلا خياراً [17]، قال: ((أعطه إياه، فإن خيار الناس أحسنهم قضاءً)) [رواه مسلم] [18].
معاشر المحسنين:
وإن من وصايا الشريعة المحمدية التيسير على أهل الإعسار والفاقة، والتسهيل لأهل الفقر والحاجة، فمن واجبات الإسلام إمهال المعسر عن أداء الدين، والإلزام بإنظار المدين إلى ميسرة، قال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى? مَيْسَرَةٍ [البقرة:280]. والعسرة هي ضيق الحال من جهة عدم المال.
إخوة الإسلام:
التيسير على المعسرين فضله كبير، وأجره عظيم، جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي: ((ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [19].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم أنواع التيسير الحط من الدين كلا أو جزءاً، قال تعالى: وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ [البقرة:280]. جاء في الصحيحين [20] عن النبي: ((كان تاجر يبايع الناس، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه))، وفيهما [21] عن حذيفة وأبي مسعود الأنصاري رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله يقول: ((مات رجل، فقيل له: بم غفر الله لك؟ فقال: كنت أبايع الناس، فأتجاوز عن الموسر، وأخفف عن المعسر))، وعند مسلم [22] من حديث أبي قتادة عن النبي قال: ((من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه))، وفيه [23] أيضاً في حديث أبي اليسر الطويل عن النبي قال: ((من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)).
إخوة الإسلام، معاشر الأغنياء:
تفقدوا المساكين، وتفحصوا المزامين، واسوهم بما أعطاكم الله، ويسروا عليهم بما حباكم الله جل وعلا، فعند مسلم [24] عن النبي قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة))، وفي المسند [25]: ((من أراد أن تستجاب دعوته، وتكشف كربته، فليفرج عن معسر)).
فالتزموا تلكم الوصايا – رعاكم الله –، وانهجوا نهجها تسعدوا وتفوزوا، وتنتظم أحوالكم، ويستقم مجتمعكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والفرقان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
[1] لفظ ابن حبان [5978 - الإحسان-]: ((لا يحل لامرئ أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه))، أخرجه من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، وأخرجه أيضاً أحمد (5/ 425)، والبزار [1373]، والبيهقي (6/ 100). وقال الهيثمي في المجمع (4/ 171): "رجال الجميع رجال الصحيح". وصحح سنده الألباني في الإرواء (5/ 280).
ولفظ الحاكم (1/ 93): ((ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس)). أخرجه من حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما وصححه. وحسنه الألباني في الإرواء (5/ 281).
[2] أخرجه البخاري في كتاب العلم [67]، ومسلم في كتاب القسامة [1679] من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
[3] أخرجه أحمد (5/ 8، 12، 13)، وأبو داود في كتاب البيوع [3561]، والترمذي في كتاب البيوع [1266]، والنسائي في الكبرى (3/ 411) وابن ماجه في كتاب الأحكام [2400]، وابن الجارود في المنتقى (ص256) من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه الحاكم (2/ 47). وسماع الحسن من سمرة مختلف فيه بين المحدثين، وبناء على ذلك اختلفوا في الحكم على الحديث. وقد رجح الألباني ضعفه في الإرواء [1516].
[4] أخرجه أبو داود في كتاب البيوع [3535]، والترمذي في كتاب البيوع [1264] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وصححه الحاكم (2/ 46) على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة [423]، وانظر: الإرواء [1544].
[5] أخرجه في كتاب الرقاق من صحيحه [6534] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[6] أخرجه في كتاب الإمارة من صحيحه [1886] من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
[7] المصدر السابق، الموضع نفسه.
[8] أخرجه في كتاب الإمارة من صحيحه [1885].
[9] أخرجه الطيالسي في مسنده (ص233)، وأحمد في المسند (3/ 330) وقال في مجمع الزوائد (3/ 39): "إسناده حسن". وأصل القصة في صحيح البخاري [2295] من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
[10] أخرجه البخاري في كتاب الحوالات [2297]، ومسلم في كتاب الفرائض [1619].
[11] أخرجه البخاري في كتاب الحوالات [2287]، ومسلم في كتاب المساقاة [1564] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[12] الليّ هو المماطلة والتأخير من لوى يلوي، والواجد هو الغني.
[13] علقه البخاري في كتاب الاستقراض، باب لصاحب الحق مقال، ووصله أحمد (4/ 389)، وأبو داود في كتاب الأقضية [3628]، والنسائي في كتاب البيوع [4689، 4690]، وابن ماجه في كتاب الأحكام [2427] من حديث الشريد بن سويد رضي الله عنه، وصححه ابن حبان [5089 - الإحسان-]، والحاكم (4/ 102)، ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في الفتح (5/ 62).
(يُتْبَعُ)
(/)
[14] أخرجه في كتاب الاستقراض [2387] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[15] أخرجه النسائي في كتاب البيوع [4686]، وابن ماجه في كتاب الأحكام [2408] من حديث ميمونة رضي الله عنها، وصححه ابن حبان [5041]. وفي السند زياد بن عمرو وشيخه عمران بن حذيفة لم يوثقهما غير ابن حبان، ولم يرو عن كل منهما إلا واحد. ولذا ضعف الألباني الحديث في ضعيف الترغيب [1126].
[16] البكر الفتي من الإبل.
[17] أي لم يجد إلا إبلاً أفضل من الذي استسلفه منه.
[18] أخرجه في كتاب المساقاة من صحيحه [1600].
[19] أخرجه مسلم في كتاب الذكر [2699] في حديث طويل.
[20] أخرجه البخاري في كتاب البيوع [2078]، ومسلم في كتاب المساقاة [1562] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، واللفظ عندهما: ((كان رجل يداين الناس)) الحديث.
[21] أخرجه البخاري في كتاب الاستقراض [2391]، ومسلم في المساقاة [1560] بنحوه.
[22] أخرجه في كتاب المساقاة من صحيحه [1563].
[23] أخرجه مسلم في كتاب الزهد [3014]، وليس عنده: ((يوم لا ظل إلا ظلّه)).
[24] أخرجه في كتاب الذكر من صحيحه [2699] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[25] أخرجه أحمد في المسند (2/ 23)، وعبد بن حميد (ص262)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وفي سنده زيد العمي وهو ضعيف. وقد ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب [538].
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن نبيناً محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم عليه، وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ?لَّذِينَ أُوتُواْ ?لْكِتَـ?بَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـ?كُمْ أَنِ ?تَّقُواْ ?للَّهَ [النساء:131].
إخوة الإسلام:
ومن الحقوق الواجبة التي أكد الإسلام على الحرص عليها، والعناية بشأنها، وأكد على عدم المطل بها، أو التسويف في أدائها عند استحقاقها، أجرة الأجراء، وحقوق العمال الضعفاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: ((قال الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره)) [رواه البخاري] [1].
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي قال: ((أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)) [حديث صحيح له شواهد] [2].
فالتزموا – رعاكم الله – تلك الوصايا.
ثم اعلموا أن الله جل وعلا أمركم بأمر عظيم، ألا وهو الصلاة، والسلام على النبي الكريم.
[1] أخرجه في كتاب البيوع من صحيحه [2227].
[2] أخرجه ابن ماجه في كتاب الأحكام [2443]، وفي سنده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف، لكن له شواهد يتقوى بها، ولذا ذكره البغوي في المصابيح في قسم الحسان، وقال الألباني في صحيح الترغيب [1878]: "صحيح لغيره.(/)
مقالات الشيخ طارق عبد الحليم {عقيدتنا}
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 09:44]ـ
عقيدتنا
الحمد الله،
اللهم إنا نبرأ اليك من الكفر والشرك بكل ألوانهما وأشكالهما، أكبره وأصغره، ومن البدعة وألوانها، عظيمها وصغيرها، ونستغفرك ونتوب إليك من المعاصي والذنوب كبيرها ومحقرها، لممها ومقيمها، براءة تنجينا من عذابك وتلجئنا إلى ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم " البخاري ومسلم بلفظ مختلف، ولكن البينة على من ادعى كما في أصول أهل السنة والجماعة. فنحن نبين ما نحن عليه وندعيه وبينتنا على ذلك أننا كتبناه وقيدناه ولا نقول أو نعمل بما يخالفه.
ونحن بعون الله وتوفيقه، نبين في هذا المقام ما ندين الله سبحانه به، وما نموت عليه ودونه لا نعتذر عن عقيدة نعتقدها ولا نوارى ولا نحابي ولا نتخفى ونتلصص بديننا بل نعلنه واضحاً جلياً صريحاً ننتسب فيه لأهل السنة والجماعة، أصحاب الفرقة الناجية، فلا نترك لأحد أن يفترى علينا دينا لا ندين به، أو أن يقولنا ما لا نقول، ولا يلزمنا بما لا نعتقد، فمن شاء أن يحاجنا أمام الله سبحانه، فليرجع إلى ما نثبته هنا فهو ما نحمله إلى قبورنا إن شاء الله لا نستبدله بغيره من دين أو دنيا، فنقول، إننا نؤمن:
أن الله سبحانه واحد أحد فرد صمد ليس له صاحبة ولا ولد ولا شريك في الملك ولا معين على الخلق.
أن الله سبحانه قد خلق الناس على فطرة الإسلام كالبهيمة الجمعاء لا نرى فيها من عوجاء، ثم وهبهم العقل الذي يعرفون بنوره الطريق ويستهدون به في الظلمات.
إنه سبحانه أخذ علي الخلق ميثاقه الأزلي بأن يقرون له بالربوبية والألوهية رافعاً بذلك عذري الجهل والتقليد في التوحيد.
ثم إنه أسبغ عليهم فضله بأن أقام عليهم الحجة البالغة بالرسل فلم يؤاخذهم بالميثاق الأول ولا الفطرة أو العقل، خلافا للمعتزلة، فأرسل في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.
أن رسل الله بادئة بآدم عليه السلام مروراً بنوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وموسى وعيسى عليهم أفضل الصلاة والسلام وخاتمة برسول الله سيد المرسلين وخاتم النبيين كانت دعوتهم واحدة، هي التوحيد وعبادة الله سبحانه لا شريك له.
أن توحيد الله سبحانه هو الإقرار بربوبيته وأسمائه وصفاته، ثم الإقرار بألوهيته وعبادته وموالاته ظاهراً وباطناً، قولاً وعملاً، فعلاً واعتقاداً، قصداً وإرادةً وطلباً.
أن صفات الله سبحانه هي كما وصف بها نفسه ثابتة ثبوت كلماته، كما قال سبحانه " ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير" فنفي المثلية عن الخلق ثم أثبت الصفات كما هي، إثبات ايجابي لصفاته دون تمثيل خلافاً للمشبهة، وتنزيه له عن الخلق دون تعطيل لصفاته خلافاً للمعتزلة، وما يدندن حوله الأشاعرة. ولا نؤول الصفات ونخرجها عن مسمياتها كما أثبتها ربنا لنعالج درن التشبيه وخبثه في عقولنا، بل نمهد لفهم الصواب في عقولنا بما قاله الله سبحانه دون التواء أو تأويل. فالله سبحانه استوى على عرشه كما قال، بائن عن خلقه عالٍ عنهم، في السماء كما قال، وكذلك في كافة صفاته سبحانه، نتقبلها بالتسليم كما تقبلها من هم أفضل خلق الله بعد رسله، صحابة رسوله الأكارم، ومن تبعهم.
أن الله عالم بعلم، ما مضى وما حضر وما استقبل من أمر، ويعلم من الأمور التي لم تحدث إن حدثت كيف كانت تحدث. ويعلم اختياراتنا وما سنكون عليه حتى الممات، علما مطابقاً للحقيقة مطابقة تامة، لا يستلزم عن علمه أنه أجبر أحداً على ما يعمل، بل علم به، وكتبه ثم أنزله إلى سماء الدنيا ليتم كما كتب حسب ما شاءت إرادته الكونية، وهو مطابق لما اختاره الفرد بكامل حريته ومطلق مشيئته، ولابد أن يكون كما كتب سبحانه لأن غير ذلك قادح في شمول علمه وسعته، والله سبحانه أكمل من كل ما يتخيله العقل كمالاً، ومقتضى رحمته وعدله أن لا يجبر أحداً على عمل، وإن علم ما سيعمل به وقيده في لوحه المحفوظ.
ونؤمن بالملائكة والكتب والرسل والقدر خيره وشره والصراط والميزان والشفاعة والمسيخ الدجال، وبقاء الجنة والنار وسائر ما ثبت بالسنة الصحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أن عبادة الله سبحانه هي ما تنبني على الإقرار بربوبيته، وعبادته تعنى الخضوع المطلق له في كافة شؤون الحياة ومناحيها:
فلا حكم إلا حكمه سبحانه " ألا له الخلق والأمر"، ومن لا يحكم بما أنزله فهو كافر ضال إن جعله شرعاً محكماً يعبّد الناس له بالقوة ويلويهم عن اتباع شرع الله وحده، بل ويقتل من يدعوهم إلى الرجوع لشرعه منهم أو أنه فاسق عاص إن كان حكمه مخالف لحكم الله في قضية بعينها أو واقعة بذاتها، دون أن ينشأ شرعاً موازيا لشرع الله سبحانه يقيم به العدل كما يراه بزعمه بين الناس. وهي قضية عقدية أصولية ليس بقضية فروع ولا تتعلق بقضية الإعتقاد أو الإستحلال، التي يكفر فيه من يستحل محرماً أو يحرم حلالاً مما ورد في الشرع تحريمه أو تحليله من الأوامر والنواهي والأفعال الشرعية المكيفة.
ولا ولي إلا هو سبحانه " إنما وليي الله "، ولا يحل عقد الولاء بين الناس إلا بناءاً على ما يحل حلاله أو يحرم حرامه، وأيما فرد إدعى الإسلام ثم راح يوالى ويعادى على شرائع وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان، مدعياً أن ذلك حلال في شرع الله أو أنه مما هو من المصلحة العامة أو ما إلى ذلك مما يكون إما عن جهل مركب بالشرع أو فساد نية وشهوة إلى دنيا يصيبها من مال أو مركز، فمن فعل ذلك فيجب تحذيره من مغبة ذلك على توحيده وأن التوحيد يمكن أن يرتفع عن صاحبه دون أن يدرى، فإن أصر وكابر فحكم تارك التوحيد معلوم لأهل هذه الملة.
أن النسك والشعائر والدعاء والذبائح هي لله وحده دون غيره، وأن التوسل لا يكون إلا بحي من أهل الصلاح، بدعائه لا بذاته، وعليه تشهد كل الأدلة الشرعية الصحيحة دون التواء في الفهم أو خلل في القصد.
أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وأنه يزيد بالعمل بالطاعات وينقص بإرتكاب النعاصى والمخالفات، وأن المسلم عامل علىالترقي في درجات الإيمان ما عاش.
وأن الذنوب صغائر وكبائر وأن المصرّ على الذنب لا يكفر خلافاً للخوارج، وأن الحسنات تذهبن السيئات، وأن المستغفر من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الذنوب تغفر بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدعاء الولد الصالح، وبالجمعة إلى الجمعة ما اجتنبت الكبائر، وغيرها من ماحقات الذنوب التي ثبتت في السنة الصحيحة.
أن القرآن على ظاهره، لا باطن له كما تدعي الشيعة والصوفية من أهل الضلال والغيّ ليتلاعبوا بثوابت الإسلام وما تمهد في قواعده على لسان نبيه. وأن لا أصل لما زعموه من حقيقة مخالفة للشريعة.
ونؤمن بأن السنة المطهرة هي الأصل الثاني للشريعة، وأن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما أحلّ وحرّم من وراء ما أحل القرآن وحرّم. فالسنة مبينة ومكملة للقرآن الكريم، تخصص عامه وتبين مجمله وتقيد مطلقه.
وأن علماء الأمة الأفاضل قد نقحوا السنة مما شابها من موضوعات وداخلها من متروكات، فأنشئوا علم المصطلح الذي بينوا به فساد الفاسد واعوجاج المعوج، وصححوا ما صح وحسّنوا ما حسن. فنحن على بينة من ديننا وحديث رسولنا لا ننخدع بمن أضل الله وأعمى فإدعى أن السنة لا يصح منها شيئ أو أقل القليل ممن يريد أن يهدم هذا الدين.
وأن الظاهر دليل على الباطن وأن هناك تلازم تام بينهما، لا يفرق بينهما إلا مرجئ عتيد محرف للنصوص.
وأن القرآن على ظاهره مما يتقبله العقل وثبتت به النصوص الصحيحة، إذ لا خلاف بين المنقول الصحيح والمعقول الصريح كما قال شيخ الإسلام بن تيمية.
وأن الصحابة الأبرار عدول كلهم لا ندخل فيما شجر بينهم من خلاف، ونعتقد أنهم كلهم من أكبرهم وأولهم أبا بكر الصديق إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعا من أصحاب المنزلة العليا التي لا تدرك بصحبتهم لرسول لله صلى الله عليه وسلم ورضائهم عنه، وهو المعصوم الذي لا تغيب عن فطنته أخلاق الناس وطبائعهم، فإتخذهم بطانة له ورضي عنهم حتى لقي ربه.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ولم يوص لأحد وإن أشار لأبي بكر فجعله خليفته في صلاته بالناس. ونزيف أقوال الشيعة الخبثاء الذين يكفرون الصحابة ويتطاولون على ساداتهم وسادة المسلمين جميعا من صحابة النبي وزوجاته، فلعنة الله على الظالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أننا نتبرأ من بدعة التصوف وخرافاته وانحرافاته التي أوبأت الأمة الإسلامية وضربتها في صميمها وأضعفت كيانها بما أدخلت من بدع وشركيات القبوريين والمتوسلين بالصالحين وغير الصالحين من الموتى وما أضافوه للدين من حدود ورسوم ما أنزل الله بها من سلطان، فسحقاً لمن هم من أهل الضلال والغواية.
وأننا نتبرأ من الخوارج الذين يكفرون المسلم بالمعصية صغيرة أو كبيرة، ويستحلون دماء المسلمين كسلفهم ممن كان يهرق دم المسلم ممن لا يقول بمقالتهم بينما يؤمن المشرك حتى يسمعه كلام الله ثم يبلغه مأمنه دون إعتداء عليه، فقلبوا الحق باطلاً والباطل حقا وكانوا حرباً على المسلمين وبرداً وسلاماً على الكافرين.
وأننا نتبرأ من المرجئة الخلص، وننصح من دخلت عليهم شبهاتهم ممن قرب من أهل السنة، فخلط قضايا التوحيد بقضايا الفروع واختل فهمه لآيات القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونبتهل إلى الله أن يرشدهم الطريق وأو يبين لهم ما خفي عنهم من اختلاف في مناط الأحداث وواقع الأمة.
وأننا نقيد ما جاء عن بعض أفاضل هذا الزمان مما أخطأ في تأويله وفهمه الكثير الكثير في قولهم " نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه "، فإننا نعتذر إلى الله من أن يعذر بعضنا بعضاً في ابتداع بدعة مخربة أو انحراف في عقيدة ضلالة، فليس في سنة نبيناصلى الله عليه وسلم سند واحد يستند اليه من يعذر المبتدع إلا إن كان من الأتباع الجهال الذين يتبعون كل ناعق، فهذا دواؤه العلم، أما أن نعذر المبتدع، فحاشا وكل ا، ولا كرامة، وعلى المخالف أن يأتي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصايا أصحابه ومن تبعهم إلى عصر أحمد بن حنبل بمثل هذاالتخريج الزائف الباطل لهذا القول على عمومه، والذي يتعبد ويتغنى به الكثير ممن قلّ علمه وكثرت خرطه وخبطه.
أننا نبرأ من المعتزلة وأتباعهم من حواشي هذا الزمان الذين جعلوا العقل حاكما على الشرع، واعتسفوا النصوص ظاهراً وكفروا بصحتها باطناً ليصلوا إلى غرضهم من إخضاع الشريعة لأهوائهم الضالة، وإنكار السنة وتضعيفها، وتكلموا بكلمات زينتها لهم قواميسهم مثل عقلانية الشريعة ومرجعية العقل ومثل هذه المصطلحات التي تخيل على عوام هذا الدين دون خواصه.
ونرى أن العلمانية وصمة كفر وإلحاد لا تجتمع والإسلام تحت رداء واحد، وأنها تعنى اللادينية والتبرأ من الخالق تبرأً عملياً أو اعتقادياً، وأن المسلمين الذين يوالون العلمانيين على شرائعهم وأحكامهم ويتجمعون في أحزابهم ومجالس تشريعهم، هم من أهل الجهل المردى أو الكفر الموبق.
أن علماء الأمة في كل فرع من فروع العلم يكمل بعضهم بعضاً كحلق العقد الواحد، ولا نرى لأحدهم مزية على الآخر إلا بالعلم وإصابة الحق فيه، فأصحاب الحديث كالفقهاء وأصحاب الأصول والعربية، لهم دورهم الذي لا يغني عنهم غيرهم فيه، ونتبرأ إلى الله من لوثة التعلق بمحدث من المحدثين أو فقيه من الفقهاء لا نرى له عيباً ولا نعرف له خطأً فكل قوله صواب وكل مقاله حق، هؤلاء يخالفون إلى ما ينهون الناس عنه من عدم عبادة غير الله وأن الكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتسبون إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفون إتباع السلف عمن خالف من قلدوه في مسألة من المسائل، فلينتصح هؤلاء وليثوبوا إلى رشدهم، هداهم الله إلى الحق وبرأهم من التعصب.
وأن الحكم بما أنزل الله هو صلب هذه العقيدة وقوامها الذي لا تقوم بغيره وهو أمر يجب على كل مسلم أن ينشط للعمل على تحقيقه أينما وجد ليسود العدل وتتحد الكلمة ويأتلف الصف.
ونرى أن الدفاع عن الأوطان حق مكفول في كل ملة ومن مقاصد الشريعة العامة التي روعيت في كل شريعة أرسل بها الله رسله، أو وضعها بنى آدم على ميزان العقل والعدل. وأن حرية العقيدة بشروطها حق مكفول للجميع، وأن أهل الذمة لا يجب أن تخفر ذمتهم في أوطان المسلمين، شريطة أن لا يظهروا العداء للإسلام أو يخالفوا شرائعه، وفي المقابل لا يعتدي أهل الملل الأخرى على المسلمين في ديارهم بدعوى تحريرهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن المرأة نصف المجتمع، لها ما على الرجل وعليها ما عليه، وللرجل عليها درجة الفضل التي تلزمه بالرعاية والذمة لا بالتكبر وهضم الحقوق، وأن المرأة تساوى الرجل في ميزان الله وإن اختلفا في الدنيا من حيث مجال عمل كل منهم وقدرته وما هيأه الله سبحانه له. وأن حجابها فرض عين لا تملص منه إلا بخلع الربقة.
هذه هي عقيدتنا، في سطور قليلة، ندين بها ونتولاها، وإذ نعلن أن المخالفة طبع في النفس لا غلبة عليه إلا لمن شاء الله من ذوى العزائم، فنقول للمخالف المتجني:
لسنا من الخوارج، هداكم الله، فنحن لا نكفر بذنب ولا معصية، صغيرة ولا كبيرة.
ولسنا من المعتزلة، الذين يقدمون العقل ويجحدون النصوص، وينكرون السنن.
ولسنا من المرجئة الذين يرون الإيمان في القلب، دون العمل، ويفرقون بين ما جمعت بينه الشريعة ووصله رسول الله صلى الله عليه وسلم، الظاهر والباطن، ولا نجعل الإيمان هو مجرد تصديق الخبر.
ولسنا من الشيعة الذين تتبرأ منهم ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بإفتئاتهم على صحابته الأبرار وأزواجه الأطهار، وبتخريب الدين ومعاداة المؤمنين والكذب الصراح تحت شعار التقية، فلعنة الله على الظالمين.
ولسنا من المشبهة الأنجاس الذين يجعلون لله أعضاء كأعضاء البشر سواء بسواء.
ولسنا من الصوفية المخابيل أصحاب الرقص والنط والفط باسم الذكر والتسبيح، والله منهم بري ورسوله.
ولسنا " قطبية "، لمن أحب أن يلصق بالناس التسميات التي تنفر وتغشى على الحقائق. بل نحمل للشهيد سيد قطب الأديب المفكر كل إجلال واحترام وحب في الله، جزاه الله خيرا على ما قدّم للإسلام، ونقر بأنه ليس هناك من لا يخطئ في مسألة من المسائل، أو اجتهاد من الإجتهادات، وسيد رحمة الله عليه ليس بدعا في ذلك، ولا نتابعه فيما قال في مسألة تأويل الصفات أو ما خالف السنة بشكل عام.
ولسنا " سرورية " وإن كنا نقر لمن ينسبون اليه هذه الجماعة "محمد سرور" بأنه كغيره من الدعاة إلى الله قدم للإسلام مادة علمية جيدة، ووجه عديداً من الشباب للخير قدر استطاعته، مع ما فيه مما يعترى الناس من نقائص تتعلق ببعض فتاوى شرعية أو تصرفات شخصية لسنا في حلّ من الحديث عنها، وفقه الله، وسائر دعاة السنة لما فيه الخير لهذه الأمة.
ثم إن الإفتاء في شرع الله ليس من باب إبداء الرأي كما يحلو للكثير أن يتحايل به، إنما هي واجب على من حاز أصول العلم وتمرس به، وعرف الواقع ودرس جوانبه، ليجتمع له جانبي الفتوى، العلم بالحكم الشرعي ومعرفة الواقع ومناطاته. فليتق الله ربه من يتهجم بالفتوى من كل جاهل متعالم، متكلف متخلف هو للعوام أقرب منه لطالبي العلم.
نحن إذن من أهل السنة والجماعة الخلّص الذين لا يشوب عقيدتهم شائبة. ومن أراد أن يختبر هذه العقيدة أوأن يرد أحد معطياتها كما أوردناها فليرم بسهمه، فسيرتد إلى نحره خاسئا على صفحات هذا الموقع بعون الله تعالى.(/)
وسائل رسول الله نفسه في حفظ السنة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 10:22]ـ
حين يتكلم الناس في حفظ السنة .. تراهم يهملون أن أول من أسس لهذا بتوفيق الله عز وجل هو رسول الله نفسه صلى الله عليه وسلم .. أو يقال إن الله حفظها أول ما حفظها به عليه الصلاة والسلام .. ومن المسالك التي سلكها في بيان هذه الحقيقة:-
-ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت" ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من يجلس إليه" أخرجه الترمذي .. وقول أنس "يكرر الكلام ثلاثا ثلاثا" أخرجه البخاري
وقول ابن مسعود " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة" رواه البخاري وغيره
-الوعيد الشديد بمن يكذب عليه -عليه الصلاة والسلام .. -
في الحديث المشهور جدا من طرق كثيرة جدا "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
وهذا حفظ من جهة النفي عن السنة ماليس منها .. وهو أصل علم الإسناد
-الحث على التحديث عنه ..
كقوله "نضر الله امرءا سمع مقالتي ووعاها فأداها كما سمعها فَرُبَّ مبلغ أوعى من سامع"
أخرجه الترمذي وأبو داود ..
وقوله "اكتبوا لأبي شاه" مخرج في الصحيحين
وقوله لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه"اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق "
رواه أحمد وغيره ..
-تخصيصه أباهريرة .. رضي الله عنه بالدعاء .. لتفريغه لذلك ..
ومعلوم أنه أحاديث أبي هريرة لم تكد تدع بابا من أبواب الشريعة إلا أصابت بسهم ..
بل نهيه عن الكتابة في البدء .. هو من حفظ السنة .. لأن حفظ القرآن والعناية به في المقام الأول .. كان سببا عظيم في تفريغهم للعناية بالسنة في المرحلة اللاحقة .. من باب فقه ترتيب الأولويات ..
-تخصيصه السيدة عائشة بالحب .. فهذا وإن كان عاطفة صادقة محضة .. إلا أنها رضي الله عنها أهل لذلك .. فهي عالمة الأمة التي أجمع النقاد أنه لا أعلم منها في النساء .. كما حكاه الزهري ..
هذا والله أعلم
ـ[ابو هادي]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 09:42]ـ
صلى الله عليه وسلم ..
بارك الله فيك أخي ونفع بعلمك(/)
"قاعدة: المشقة تجلب التيسير، مفهومها وتطبيقاتها". بقلم حمزة الكتاني
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
قاعدة: المشقة تجلب التيسير؛ مفهومها وتطبيقاتها
بقلم: الدكتور الشريف حمزة بن علي الكتاني.
تمهيد
وبعد؛ فهذا بحث بخصوص "قاعدة: المشقة تجلب التيسير، مفهومها وتطبيقاتها"، أستعرض فيه مفهوم هذه القاعدة، ودلالتها اللفظية، ثم تأصيلها من الناحية الشرعية، وأقوال العلماء في ذلك، ثم أضرب عدة أمثلة في مسائل فقهية أُخذ فيها بهذه القاعدة.
معتمدا في ذلك على ما تيسر لدي من المصادر الأصولية، وفقه القواعد الشرعية، التي غطت البحث من عدة نواحي، من المصادر المعتمدة قديما وحديثا، أو ما رُسم عند المتأخرين على منوالها.
خطة البحث:
ونظرا لاشتراط أي بحث أن يقوم على خطة متجانسة البناء، محكمة الصياغة، فقد آثرت أن تكون خطتي كالتالي:
- المقدمة: أستعرض فيها تعريف القاعدة ومفهومها.
- الفصل الأول: تأصيل القاعدة من الناحية الشرعية، وأقوال الفقهاء في ذلك.
- الفصل الثاني: نموذج من التطبيقات الفقهية لهذه القاعدة.
- الفصل الثالث: في قواعد نتجت عن هذه القاعدة.
- الخاتمة في خلاصة الموضوع.
- فهرس المصادر.
- الفهرس العام.
وأسأل الله تعالى أن يوفقني فيما رمت إليه، ويجعل لي سبيلا إلى الصواب والسداد، فما كان من التوفيق فهو من الله وحده، وما كان من غيره فهو مني ومن الشيطان. وصلى الله وسلم على نبينا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه:
الشريف محمد حمزة بن محمد علي الكتاني
المقدمة
قبل الدخول في أي موضوع موضوع، يجب علينا تعريفه وشرحه، حتى يتيسر تصوره ومن ثمة فهمه على الطريقة الصائبة. فقاعدة "المشقة تجلب التيسير" من قواعد الفقه الكلية الخمس التي يرجع إليها الفقه كله، وقد دلت عليها نصوص شرعية كثيرة من الكتاب والسنة، بل وإجماع الأمة.
معنى "القاعدة الفقهية":
وقبل الدخول في معنى القاعدة المدروسة، أجد لزاما علي تعريف مصطلح "القاعدة الفقهية" لغة واصطلاحا:
فالقاعدة لغة: الأساس. وهي تجمع على قواعد، وهي: أسس الشيء وأصوله حسيا كان أو معنويا. وقد ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم، قال الحق تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}. [البقرة/ 127]. وقال جل جلاله: {فأتى الله بنيانهم من القواعد}. [النحل/ 26]. وقال الزجّاج: "القواعد: أساطين البناء التي تعمده" (1).
أما من الناحية الاصطلاحية: فهي قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها. وعرفها أبو البقاء الكفوي بقوله: قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها. وللتفتازاني، والتاج ابن السبكي، والتهانوي تعاريف تدور حول هذا المعنى (2).
معنى قاعدة "المشقة تجلب التيسير":
ومعنى "المشقة تجلب التيسير" من حيث اللفظ: أن الأصل في الأحكام الشرعية أن تطبق، ويعمل بها وفق ما أمر به الشارع، غير أن هذا التطبيق مشترط بالاستطاعة والقدرة على التطبيق، ومتى عدمت تلك الاستطاعة والقدرة، فإن الأمر يرفع إما كليا أو جزئيا، يرفع كليا بانتفاء أسبابه، ويرفع جزئيا بالتخفيف في شروطه، وحتى أركانه أحيانا، كالوقوف في الصلاة، وحضور الجمعة والجماعة ... إلخ.
وحينئذ؛ فهذه قاعدة فهمت من مجموعة كبرى من الفروع، وتنطبق على جل جزئياتها، والتي هي جل أحكام الشريعة الغراء.
فجميع الشريعة حنيفية سمحة، حنيفية في التوحيد، لأن مبناها على عبادة الله وحده لا شريك له، ولسنا مطالبين في التعمق في المسائل العقيدية، وشدة التعمق في مسائل الغيب، إنما نؤمن بكلام الله على مراد الله.
سمحة في الأحكام والأعمال، فالصلوات المفروضات خمس في اليوم والليلة، لا تستغرق من الوقت إلا جزءا يسيرا. والزكاة لا تجب إلا في الأموال المتمولة إذا بلغت نصابا، وهي جزء يسير في العام مرة. وكذلك صيام شهر رمضان شهر واحد في جميع العام، والحج لا يجب إلا مرة في العمر على المستطيع .. وبقية الواجبات عوارض بحسب أسبابها، وكلها في غاية اليسر والسهولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه مع هذه السهولة في الأحكام، إذا عرض للعبد بعض الأعذار التي تعجزه أو تشق عليه مشقة شديدة؛ خفف عنه تخفيفا يناسب الحال، فيصلي المريض الفريضة قائما، فإن عجز قاعدا أو نائما ويوميء بالركوع والسجود، ويصلي بطهارة الماء، فإن شق عليه صلى بالتيمم، وإن كان مسافرا جمع بين الظهرين والعشاءين ... إلخ. وتأتي في الفصل الثاني بعض الفروع الفقهية التي بنيت على هذه القاعدة بإذنه تعالى (3).
الهوامش:
(1) "القواعد الفقهية" ص39، 40، 41 ملخصا.
(2) "القواعد والأصول الجامعة" ص29، 30، ببعض تصرف ..
(3) "القواعد والأصول الجامعة" ص29، 30، ببعض تصرف ..
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 06:32]ـ
الفصل الأول
تأصيل القاعدة من الناحية الشرعية، وأقوال الفقهاء في ذلك
هذه القاعدة أصل عظيم من أصول الشريعة، بحيث جميع رخص الشريعة وتحقيقاتها متفرعة عنها، وقد تضافرت الآيات والأحاديث والأخبار على الاستدلال لها وتعضيدها (1)، فهي من القواعد المأخوذة من النصوص الشرعية المعللة.
فمن القرآن الكريم: قال الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}. [البقرة/ 185]، وقال جل جلاله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}. [البقرة/ 286]، وقال عز أمره: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}. [الطلاق/ 7]، وقال سبحانه: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}. [الحج/ 78]، وقال عز من قائل: {فاتقوا الله ما استطعتم}. [التغابن/ 16]. وغير ذلك من الآيات الكثار.
ووجه الدلالة في تلك الآيات: أن الشريعة الإسلامية تتوخى دائما رفع الحرج عن الناس، وليس في أحكامها ما يجاوز قوى الإنسان الضعيفة، وهذه النصوص دلت على ذلك لعموم معناها، وانطلاقا منها استنبط الفقهاء تلك القاعدة، وجعلوها بمثابة نبراس يستضيئون به عند النوازل والوقائع، ويعالجون كثيرا من المسائل والقضايا على أساسها (2).
أما من الحديث النبوي؛ فقد تضافرت الأحاديث والآثار على هذا المعنى، تارة تصريحا، وتارة تلميحا، ولا أوضح من ذلك تسمية الشريعة بالشريعة السمحة، أي: شريعة التسامح، واليسر، وعدم التكليف بما لا يطاق.
وقد جاء في حديث أسامة بن شريك التغلبي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فجاءته الأعراب من جوانب تسأله عن أشياء، فقالوا: هل علينا حرج من كذا؟. فقال: "عباد الله؛ وضع الله الحرج إلا امرأ اقترض امرءا ظلما، فذاك يحرج ويهلك".
بل عقد البخاري رحمه الله بابا في صحيحه بعنوان "الدين يسر"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة"، وتناول فيه ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة" (3).
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: "وسمي الدين يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله، لأن الله وضع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم، ومن أوضح الأمثلة له: أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم. وتوبة هذه الأمة: بالإقلاع والعزم والندم" (4).
وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" (5).
وروى البخاري – أيضا – عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون" (6) ..
فدلت هذه الآيات والأحاديث على أن التيسير ركن من أركان الدين، وقاعدة أساسية تلازم كافة الأحكام الشرعية، فمتى وجدت المشقة وجد معها التيسير، غير أن المشقة يجب أن تكون حقيقية لا ظنية، مشقة مقبولة شرعا، لا مشقة دلال واستهتار وركون إلى الدعة.
الفصل الثاني
نموذج من التطبيقات الفقهية لهذه القاعدة
لقد دلت الآيات والأحاديث السابقة على أن الشارع قصد إلى التيسير، وجعل دعوته إليه على ثلاثة أوجه:
1 - فبعضها يتناول يسر هذا الدين وسماحته، ورفع الحرج عن العباد.
2 - وقسم منها يتعرض لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتخفيف، ونهي الناس عن التعمق والتشديد.
3 - وباقيها في بيان ما ترك صلى الله عليه وآله وسلم من بعض القرب خشية المشقة (7).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشارع جعلها قاعدة بني عليها الدين كله، حتى سميت ملة الإسلام بالحنيفية السمحاء، ثم زاد فأمر العباد بالتيسير وعدم المشقة، والتزام أيسر الأمرين، ثم ثلث بترك أمور من القرب – كالجمع لصلاة التراويح مثلا – خشية أن تفرض على العباد.
ويدخل تحت هذه القاعدة أنواع من الفقه، منها في العبادات: التيمم عند مشقة استعمال الماء على حسب تفاصيله في الفقه، والقعود في الصلاة عند مشقة القيام، وفي النافلة مطلقا، وقصر الصلاة في السفر، والجمع بين الصلاتين .. ونحو ذلك ..
ومن التخفيفات أيضا: إعذار الجمعة والجماعة، وتعجيل الزكاة، والتخفيفات في العبادات والمعاملات، والمناكحات والجنايات.
ومن التخفيفات المطلقة: فروض الكفاية وسننها، والعمل بالظنون لمشقة الاطلاع على اليقين (8) ...
ومنها: العفو عن اليسير من طين الشوارع، ولو ظننت نجاستها، والرجوع إلى الظن في تطهير الأشياء إذا لم يمكن اليقين، وإباحة الميتة للمضطر، وإباحة ما تدعو إليه الحاجة (9) ..
ومنها: العفو عن الدم اليسير النجس، والاكتفاء بالاستجمار الشرعي عن الاستنجاء، وطهارة أفواه الصبيان، والاكتفاء بنضح بول الغلام الصغير الذي لم يأكل الطعام لشهوة وقيئة.
ومنها: العمل بالأصل في طهارة الأشياء وحلها، فالأصل في المياه والأراضي والثياب والأواني وغيرها الطهارة، حتى تعلم نجاستها، والأصل في الأطعمة والأشربة الحل إلا ما نص الشارع على تحريمه.
ومنها: أن المتمتع والقارن في الحج قد حصل لكل منهما حج وعمرة تامان في سفر واحد، ولهذا وجب عليهما الهدي شكرا لتلك النعمة (10) .. بل كل أمور الحج مبنية على التيسير {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى}. [البقرة/ 203].
ومن ذلك ما أفتى به مجلس كبار علماء المملكة العربية السعودية بتوسعة وقت رمي الجمار في الحج ليمتد من الفجر للمغرب، بدل قصره على ما بعد الزوال، وذلك تفاديا للازدحام الشديد الذي تنتج عنه اصطدامات ووفيات كثيرة في كل موسم.
ويدخل في هذا الأصل: إباحة المحرمات للمضطر، وإباحة ما تدعو إليه الحاجة، كالعرايا، وإباحة أخذ العوض في مسابقة الخيل والإبل والسهام (11) .. إلخ ..
ومسائل هذه القاعدة كثيرة لا يحدها الحصر، ولا يمكن تحجيرها في مجموع واحد، إذ هي تتعدد بتعدد الزمان وأحواله، وتعدد النوازل واختلافها.
الهوامش:
(1) "القواعد والأصول الجامعة" ص29.
(2) "القواعد الفقهية" ص303.
(3) "صحيح البخاري" (1/ 16).
(4) "فتح الباري" (1/ 101).
(5) "صحيح البخاري" (1/ 27).
(6) "صحيح البخاري" (1/ 11).
(7) "القواعد الفقهية" ص307.
(8) "شرح الكوكب المنير" (4/ 446).
(9) "المرتقى الذلول" ص242.
(10) "القواعد والأصول الجامعة" ص31 بتصرف.
(11) المصدر السابق.
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 06:35]ـ
الفصل الثالث
في قواعد نتجت عن هذه القاعدة
سبق وأن أشرنا إلى أن تلك القاعدة من القواعد الخمسة التي يبنى عليها الفقه، ولا شك أن القواعد الفقهية غير مقتصرة على تلك الخمسة فقط، بل أوصلها العلماء إلى أكثر من ذلك بكثير، وإن كانت جميعها لها ارتباط وثيق مباشر أو غير مباشر بهذه القواعد الخمسة المذكورة. والتي هي: اليقين لا يزول بالشك، والمشقة تجلب التيسير، والضرر يزال، والأمور بمقاصدها، وإذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما.
ومن أهم القواعد المنبثقة عن قاعدة "المشقة تجلب التيسير":
1 - "الضرورات تبيح المحظورات". فقد دلت عليها آيات من كتاب الله تعالى؛ كقوله تعالى: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم}. [المائدة/ 3]. ونظائرها الأخرى، كقوله سبحانه: {إلا ما اضطررتم إليه}. [الأنعام/ 119]. بعد تعداد جملة من المحرمات. فالقاعدة مستفادة من استثناء القرآن الكريم حالات الاضطرار في ظروف استثنائية خاصة.
وكذلك قول الله عز وجل: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. [النحل/ 106]، فاللجوء إلى محظور عند الاضطرار، والنطق بكلمة الكفر عند الإكراه مما عفا الله العباد عنه، وسوغه لهم بإنزال آيات بينات. فهذه القاعدة – على حد قول العلامة علي الندوي – تعتبر من الأصول المحكمة الأصلية في بناء الفقه الإسلامي، وهي دليل في ذاتها على مرونة الفقه ومدى صلاحيته واتساعه لحاجات الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ومن القواعد المكملة لتلك القاعدة: "ما جاز للضرورة يتقدر بقدرها". فالظاهر أنها مستقاة من قوله سبحانه وتعالى: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد .. }. الآة [البقرة/ 173 – الأنعام/ 145 – النحل/ 115].
3 - ومن القواعد المندرجة تحت تلك القاعدة العامة: القاعدة المشهورة: "إذا ضاق الأمر اتسع". فأصلها في كتاب الله، وهو قوله تعالى: {إن مع العسر يسرا}. [الانشراح/ 6] (1).
فتبين لنا من ذلك أهمية هذه القاعدة العظيمة، وابتناء قواعد مهمة من قواعد الشريعة عليها، وانبثاقها منها، مع ما تحمله كل قاعدة من حمولة فقهية، وفروع لا حصر لها تشمل كافة أبواب الفقه ومرافق الحياة.
الخاتمة في خلاصة الموضوع
تلخص لنا مما مضى أن قاعدة "المشقة تجلب التيسير" قاعدة مهمة من قواعد الشريعة، بل إحدى القواعد التي بني عليها الفقه الإسلامي بعامة، تتجلى في كافة مسائله وفروعه بل وأصوله.
ولهذه القاعدة تأصيل من محكم الكتاب والسنة، وإجماع واتفاق من علماء الأمة، بحيث لم يتعارض في ذلك دليلان، ولا خالف فيها عالمان.
وقد اعتمد بعض العلماء المعاصرين، كالعلامة يوسف القرضاوي، والعلامة وهبة الزحيلي، والعلامة مصطفى الزرقا على هذه القاعدة وجعلوها أساسا لكثير من فتاواهم فيما يخص النوازل المعاصرة، وإشكالات الجالية المسلمة في أوروبا، فكانوا في ذلك بين إفراط وتفريط، وربما كانوا إلى الإفراط أقرب.
فيبقى السؤال: ما هي ضوابط تلك القاعدة، وما هي قيودها، ومن له الصلاحية في تطبيقها على النوازل العصرية؟.
والحمد لله رب العالمين
الهوامش:
(1) "القواعد الفقهية" ص308.
فهرس المصادر
1. "شرح الكوكب المنير". تأليف تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي، عرف بابن النجار. تحقيق الدكتور محمد الزحيلي، والدكتور نزيه حماد. منشورات مركز البحث العلمي، جامعة أم القرى. (1408هـ/ 1987م).
2. "فتح الباري بشرح صحيح البخاري". تأليف الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني. ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي. طبعة دار الفكر. بيروت.
3. "القواعد الفقهية: مفهومها، نشأتها، تطورها، دراسة مؤلفاتها، أدلتها، مهمتها، تطبيقاتها". تأليف: علي أحمد الندوي. نشر دار القلم. دمشق، (1414هـ/ 1994م).
4. "القواعد النورانية الفقهية" تأليف أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني. تخريج وتعليق عبد الرؤوف عبد الحنان. نشر دار الفتح. الشارقة. (1416 هـ/ 1996م).
5. "القواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة". تأليف عبد الرحمن بن ناصر السعدي. نشر رمادي للنشر، الدمام (1417هـ/ 1996م).
6. "المرتقى الذلول إلى نفائس علم الأصول" تأليف عبد السلام محمد عبد الكريم. نشر المكتبة الإسلامية. القاهرة. (1422 هـ/ 2001م).
7. "مفردات القرآن". تأليف الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني. الطبعة الأولى، تحقيق سيد محمد كيلاني. مطبعة مصطفى البابي الحلبي. القاهرة. (1381هـ/ 1961م).
-انتهى-
ـ[البريك]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 07:22]ـ
شكرا على الإفادة شيخنا الكريم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 05:09]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم شيخنا الكبير(/)
"شمولية الحضارة الإسلامية". بقلم حمزة الكتاني
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 06:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرؤوف الرحيم
شمولية الحضارة الإسلامية
بقلم: الدكتور محمد حمزة بن علي الكتاني:
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين، وصحابته الأبرار المقربين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
أما بعد؛ فيسعدني في هذا اليوم المبارك، وفي هذا المحل المبارك، وبين هاته الثلة المباركة من العلماء والدعاة والباحثين، والسادة الأطهار الناسكين، أن أقدم لهذا العرض الذي آثرت عنونته بـ: "شمولية الحضارة الإسلامية".
والحضارة هي: مزيج تراكمي من الأخلاق والعادات والتشريعات، والإنجازات الفكرية والمادية، التي تتعقد فيما بينها لتنتج لونا خاصا، تتسم به أمة عن غيرها من الأمم.
"وتطلق الآن اصطلاحا على كل ما ينشئه الإنسان في كل ما يتصل بمختلف جوانب نشاطه ونواحيه، عقلا وخُلُقا، مادة وروحا، دنيا ودينا، فهي في إطلاقها وعمومها: قصة الإنسان في كل ما أنجزه على اختلاف العصور وتقلب الأزمان، وما صُوّرت به علائقه بالكون وما وراءه، وهي في تخصيصها بجماعة من الناس أو أمة من الأمم: تراث هذه الأمة أو الجماعة على وجه الخصوص الذي يميزها عن غيرها من الجماعات والأمم. وهي بهذا المعنى الاصطلاحي نظير المدنية" (1).
وقولنا الإسلامية: بمعنى أن هذا المزيج الذي نتحدث عنه هو نتاج التشريع الإلهي السماوي، الذي بعث الله تعالى به نبي الرحمة محمدا صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وبلغه لنا صحابته الكرام رضي الله عنهم. والذي التزمت الأمة الاقتداء به، والاهتداء بهديه منذ نشأتها، وبه كان رقيها، وبالابتعاد عنه كان ضعفها وضياعها.
فهي حضارة ذات منبع إلهي، صاغها كل من اشتملت عليه الدولة الإسلامية منذ تأسيسها، سواء كان عربيا أو غير عربي، مسلما أو غير مسلم. وتتعدى إلى التأثير فيما جاورها من الحضارات التي اقتبست منها بحكم المحاككة والمنافسة، كما هو الحال في الحضارتين الصينية والأوروبية.
ومن هنا يأتي معنى "الشمول" من حيث الجانب الإشعاعي، والتأثيري في الغير، إضافة إلى الشمول من الناحية الإلزامية ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم لكافة البشر، بل وللجن وغيرهم من المخلوقات حسبما تدل له الآيات القرآنية، ومذاهب خاصة الله الصوفية، ومن ناحية ما تضمنته الشريعة الإسلامية وغطته من المسارات والوجهات: حياة، وأخلاقا، ومعاملات، وجنايات، وحكما، وروحا، وتهذيبا، وسلما وحربا.
وهذا الشمول هو الذي جعلها مؤهلة لولوج جميع المجتمعات، ومقارعة جميع الأديان، ومحلا لحل كافة المشاكل التي يعاني منها الناس في القديم والحديث، وهو الأمر الذي يجعل الحضارة الإسلامية في منأى عن العنصرية والإقصائية التي ابتليت بها الحضارات الأخرى.
قال الأستاذ محمد المبارك رحمه الله في "الفكر الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار الغربية": "إن من حسن الحظ أن الحضارة الإسلامية قد تفوقت في النواحي التي أغفلتها الحضارة الحديثة وأهملتها، ذلك أن جوانب النقص في هذه الحضارة هي نفسها الجوانب الكاملة غير المستثمرة في حضارتنا الإسلامية السابقة، وهي كذلك التي لم تستطع الحضارة الحديثة أن تسبق فيها حضارتنا، بله أن تبلغ مستواها .. ".
"إن تغيير النفس البشرية وتهذيبها وتوجيهها، وشق الطريق لارتقائها؛ من أبرز وأخص نتائج حضارتنا، إن توسع أفق الحضارة في العالم وشمولها لعدد كبير من الشعوب بتزايد مستمر، وسمو الدوافع المحركة للسير تتقدم في جميع الآفاق من خصائص حضارتنا التي لم تسبق في هذا العصر، هذا مع الملاحظة أن الجوانب التي عنيت بها الحضارة الحديثة وازدهرت فيها؛ لم تكن مغفلة ولا مهملة في الحضارة الإسلامية، بل كانت تأخذ مكانها إلى جانب النواحي الأخرى بانسجام وتناسق".
"فالحضارة الإسلامية أحلت العقل محله، وفسحت المجال أمامه للنظر في ملكوت السماوات والأرض، والتفكير فيما خلق الله فيها، والبحث عن الحقيقة بطريقة تتصل بالواقع المحسوس، وتبدأ منه، وتختلف عن طريقة اليونان الميتافيزيقية الغيبية التي تتجاهل الواقع في كثير من الأحيان" (2).
(يُتْبَعُ)
(/)