ـ[جمال حسني]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 06:42]ـ
تفسير سورة القارعة
بسم الله الرحمن الرحيم
: الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11).
----------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
(يقول تعالى ذكره: (الْقَارِعَةُ): الساعة التي يقرع قلوب الناس هولُها، وعظيم ما ينزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها.)
------------------------
-------------------------
قال الطبري رحمه الله"
(
وقوله: (مَا الْقَارِعَةُ) يقول تعالى ذكره معظما شأن القيامة والساعة التي يقرع العباد هولها: أيّ شيء القارعة، يعني بذلك: أيّ شيء الساعة التي يقرع الخلق هولها: أي ما أعظمها وأفظعها وأهولها.
---------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء القارعة.
-----------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) يقول تعالى ذكره: القارعة يوم يكون الناس كالفراش، وهو الذي يتساقط في النار والسراج، ليس ببعوض ولا ذباب، ويعني بالمبثوث: المفرّق.)
-------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) يقول تعالى ذكره: ويوم تكون الجبال كالصوف المنفوش؛ والعِهْن: هو الألوان من الصوف.
--------------------------------------
(قال الطبري رحمه الله"
وقوله: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) يقول: وأما من خفّ وزن حسناته، فمأواه ومسكنه الهاوية التي يهوي فيها على رأسه في جهنم.)
------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الهاوية، ثم بَيَّن ما هي، فقال: (نَارٌ حَامِيَةٌ) , يعني بالحامية: التي قد حميت من الوقود عليها.
-------------------------------------------------------------------------------------
انتهى تفسير السورة__________________
ـ[جمال حسني]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 05:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأويل سورة قريش-
-------------------
لإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4). -------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
اختلفت القرّاء في قراءة: (لإيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ) , فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار بياء بعد همز لإيلاف وإيلافهم, سوى أبي جعفر, فإنه وافق غيره في قوله (لإيلافِ) فقرأه بياء بعد همزة, واختلف عنه في قوله (إِيلافِهِمْ) فروي عنه أنه كان يقرؤه: " إلْفِهِمْ" على أنه مصدر من ألف يألف إلفا, بغير ياء. وحَكى بعضهم عنه أنه كان يقرؤه: " إلافِهِمْ" بغير ياء مقصورة الألف.
والصواب من القراءة في ذلك عندي: من قرأه: (لإيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ) بإثبات الياء فيهما بعد الهمزة, من آلفت الشيء أُولفه إيلافا, لإجماع الحجة من القرّاء عليه. وللعرب في ذلك لغتان: آلفت, وألفت; فمن قال: آلفت بمدّ الألف قال: فأنا أؤالف إيلافا; ومن قال: ألفت بقصر الألف قال: فأنا آلف إلفا, وهو رجل آلف إلفا. وحكي عن عكرمة أنه كان يقرأ ذلك: " لتألف قريش إلفهم رحلة الشتاء والصيف ".
# عن أسماء بنت يزيد, قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: " إلْفَهُمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ".
------------------------
ثمّ قال"
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف أهل العربية في المعنى الجالب هذه اللام في قوله: (لإيلافِ قُرَيْشٍ) , فكان بعض نحويي البصرة يقول: الجالب لها قوله: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ فهي في قول هذا القائل صلة لقوله جعلهم, فالواجب على هذا القول, أن يكون معنى الكلام: ففعلنا بأصحاب الفيل هذا الفعل, نعمة منا على أهل هذا البيت, وإحسانا منا إليهم, إلى نعمتنا عليهم في رحلة الشتاء والصيف, فتكون اللام في قوله (لإيلافِ) بمعنى إلى, كأنه قيل: نعمة لنعمة وإلى نعمة, لأن إلى موضع اللام, واللام موضع إلى.
---------------------------
ثمّ قال"وكان بعض نحويي الكوفة يقول: قد قيل هذا القول, ويقال: إنه تبارك وتعالى عجَّب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: اعجب يا محمد لِنعَم الله على قريش, في إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. ثم قال: فلا يتشاغلوا بذلك عن الإيمان واتباعك يستدل بقوله: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ).
---------------------
ثم قال "
والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن هذه اللام بمعنى التعجب. وأن معنى الكلام: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف, وتركهم عبادة ربّ هذا البيت, الذي أطعهم من جوع, وآمنهم من خوف، فليعبدوا ربّ هذا البيت, الذي أطعمهم من جوع, وآمنهم من خوف. والعرب إذا جاءت بهذه اللام, فأدخلوها في الكلام للتعجب اكتفوا بها دليلا على التعجب من إظهار الفعل الذي يجلبها, كما قال الشاعر:
أغَرَّكَ أنْ قَالُوا لِقُرَّةَ شاعِرًا
فيالأباهُ مِنْ عَرِيفٍ وَشَاعِرِ
فاكتفى باللام دليلا على التعجب من إظهار الفعل، وإنما الكلام: أغرّك أن قالوا: اعجبوا لقرّة شاعرا، فكذلك قوله:
(لإيلافِ).
وأما القول الذي قاله من حَكينا قوله, أنه من صلة قوله: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ فإن ذلك لو كان كذلك, لوجب أن يكون " لإيلاف " بعض أَلَمْ تَرَ , وأن لا تكون سورة منفصلة من أَلَمْ تَرَ، وفي إجماع جميع المسلمين على أنهما سورتان تامتان، كلّ واحدة منهما مفصلة عن الأخرى ما يبين عن فساد القول الذي قاله من قال ذلك. ولو كان قوله: (لإيلافِ قُرَيْشٍ) من صلة قوله: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لم تكن أَلَمْ تَرَ تامَّة حتى توصل بقوله: (لإيلافِ قُرَيْشٍ) لأن الكلام لا يتمّ إلا بانقضاء الخبر الذي ذُكر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ثمّ ذكر من قال ذلك-
----------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (إِيلافِهِمْ) مخفوضة على الإبدال, كأنه قال: لإيلاف قريش لإيلافهم, رحلة الشتاء والصيف، وأما الرحلة فنُصبَت بقوله. (إِيلافِهِمْ) , ووقوعه عليها.
وقوله: (رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) يقول: رحلة قريش الرحلتين: إحداهما إلى الشام في الصيف, والأخرى إلى اليمن في الشتاء.
----------------------------
ثمّ قال
وقوله: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) يقول: فليقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة, وليعبدوا ربّ هذا البيت, يعني بالبيت: الكعبة.
-----------------
ثمّ قال"وقال بعضهم: أمروا أن يألفوا عبادة ربّ مكة كإلفهم الرحلتين.
-
--------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) يقول: الذي أطعم قريشا من جوع.
----------------------------
ثم قال -
- (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) اختلف أهل التأويل في معنى قوله: (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) فقال بعضهم: معنى ذلك: أنه آمنهم مما يخاف منه من لم يكن من أهل الحرم من الغارات والحروب والقتال, والأمور التي كانت العرب يخاف بعضها من بعض.
--------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: عُنِي بذلك: وآمنهم من الجذام.
---------------
ثمّ رجّح قولا فقال"
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنه (آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) والعدو مخوف منه, والجذام مخوف منه, ولم يخصص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدوّ دون الجذام, ولا من الجذام دون العدوّ, بل عمّ الخبر بذلك، فالصواب أن يعمّ كما عمّ جلّ ثناؤه, فيقال: آمنهم من المعنيين كليهما.
---------------------
تمّ تأويل السّورة
--------------------------
ـ[جمال حسني]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 04:18]ـ
تأويل سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5).-
-------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله
(
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد: ألم تنظر يا محمد بعين قلبك, فترى بها (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) الذين قَدِموا من اليمن يريدون تخريب الكعبة من الحبشة ورئيسهم أبرهة الحبشيّ الأشرم
(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) يقول: ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة
(فِي تَضْلِيلٍ) يعني: في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها.
---------------------------------
قال رحمه الله "
وقوله: (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ) يقول تعالى ذكره: وأرسل عليهم ربك طيرا متفرقة, يتبع بعضها بعضا من نواح شتي; وهي جماع لا واحد لها, مثل الشماطيط والعباديد ونحو ذلك. وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى, أنه لم ير أحدا يجعل لها واحدا.
وقال الفرّاء: لم أسمع من العرب في توحيدها شيئا. قال: وزعم أبو جعفر الرُّؤاسِيّ, وكان ثقة, أنه سمع أن واحدها: إبالة. وكان الكسائي يقول: سمعت النحويين يقولون: إبول, مثل العجول. قال: وقد سمعت بعض النحويين يقول. واحدها: أبيل.
-
------------------------
ثمّ قال رحمه الله
(
وذُكر أنها كانت طيرا أُخرجت من البحر. وقال بعضهم: جاءت من قبل البحر.
ثم اختلفوا في صفتها, فقال بعضهم: كانت بيضاء.
وقال آخرون: كانت سوداء.
وقال آخرون: كانت خضراء, لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.)
----------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) يقول تعالى ذكره: ترمي هذه الطير الأبابيل التي أرسلها الله على أصحاب الفيل, بحجارة من سجيل.
وقد بيَّنا معنى سجيل في موضع غير هذا, غير أنا نذكر بعض ما قيل من ذلك في هذا الموضع, من أقوال مَنْ لم نذكره في ذلك الموضع.
وهاهي مختصرة
# ابن عباس (حِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: طين في حجارة.
#عن ابن عباس (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: من طين
# عن ابن عباس (حِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: سنك وكل.
# عن عكرمة, في قوله: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: من طين.
# قال: سمعت عكرمة يقول: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: سنك وكل.
# عن عكرمة, قال: كانت ترميهم بحجارة معها, قال: فإذا أصاب أحدهم خرج به الجُدَرِيّ, قال: كان أوّل يوم رُؤى فيه الجدريّ; قال: لم ير قبل ذلك اليوم, ولا بعده.
# قال: ذكر أبو الكُنود, قال: دون الحِمَّصة وفوق العدسة.
:
-----------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: معنى ذلك: ترميهم بحجارة من سماء الدنيا.
# قال ابن زيد, في قوله: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: السماء الدنيا, قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل, وهي التي أنزل الله جلّ وعزّ على قوم لوط.
قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنا عمرو بن الحارث, عن سعيد بن أبي هلال, أنه بلغه أن الطير التي رمت بالحجارة, أنها طير تخرج من البحر, وأن سجيل: السماء الدنيا.
وانتقد الطبري قول ابن زيد فقال "وهذا القول الذي قاله ابن زيد لا نعرف لصحته وجها في خبر ولا عقل, ولا لغة, وأسماء الأشياء لا تدرك إلا من لغة سائرة, أو خبر من الله تعالى ذكره.
--------------------------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله"كان السبب الذي من أجله حلَّت عقوبة الله تعالى بأصحاب الفيل, مسير أبرهة الحبشيّ بجنده معه الفيل, إلى بيت الله الحرام لتخريبه.
--------------------------
ثمّ ذكر قصّة الفيل كاملة --ونعرض عنها التزاما منّا بكونها غيبا يلزمه التوكيد
------------------------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله"
وقوله: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)
يعني تعالى ذكره: فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدواب فراثته, فيبس وتفرّقت أجزاؤه; شبَّه تقطُّع أوصالهم بالعقوبة التي نزلت بهم, وتفرّق آراب أبدانهم بها, بتفرّق أجزاء الروث, الذي حدث عن أكل الزرع.
وقد كان بعضهم يقول: العصف: هو القشر الخارج الذي يكون على حبّ الحنطة من خارج, كهيئة الغلاف لها.
والأقوال التي ذكرها هي--
#عن قتادة (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: هو التبن.
#قال ابن زيد, في قوله: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: ورق الزرع وورق البقل, إذا أكلته البهائم فراثته, فصار رَوْثا.
#عن ابن عباس (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: البرّ يؤكل ويُلقى عصفه الريح والعصف: الذي يكون فوق البرّ: هو لحاء البرّ.
# عن حبيب بن أبي ثابت: (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: كطعام مطعوم.
-----------------------------------------------
تمّ تأويل سورة الفيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 02:15]ـ
تفسير سورة ويل لكل همزة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9).
-------------------------------------------
-قال الطبري رحمه الله"يعني تعالى ذكره بقوله:
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) الوادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم, (لِكُلِّ هُمَزَةٍ): يقول: لكل مغتاب للناس, يغتابهم ويبغضهم, كما قال زياد الأعجم:
تُدلِي بوُدِّي إذا لاقَيْتَنِي كَذِبا
وَإنْ أُغَيَّبْ فأنتَ الهامِزُ اللُّمَزَهْ
ويعني باللمزة: الذي يعيب الناس, ويطعن فيهم.
-
------------------------------
-----------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله "
واختلف في المعني بقوله: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) فقال بعضهم: عني بذلك: رجل من أهل الشرك بعينه, فقال بعض من قال هذا القول: هو جميل بن عامر الجُمَحِيّ. وقال آخرون منهم: هو الأخنس بن شريق.
-------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله "
وقال بعض أهل العربية: هذا من نوع ما تذكر العرب اسم الشيء العام, وهي تقصد به الواحد, كما يقال في الكلام, إذا قال رجل لأحد: لا أزورك أبدا: كل من لم يزرني, فلست بزائره, وقائل ذلك يقصد جواب صاحبه القائل له: لا أزورك أبدا.
وقال آخرون: بل معنيّ به, كل من كانت هذه الصفة صفته, ولم يقصد به قصد آخر.
ثمّ ذكرهم بأقوالهم-
-----------------------------------------
ثمّ رجّح قائلا"
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله عمّ بالقول كلّ همزة لمزة, كلّ من كان بالصفة التي وصف هذا الموصوف بها, سبيله سبيله كائنا من كان من الناس.
----------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ) يقول: الذي جمع مالا وأحصى عدده, ولم ينفقه في سبيل الله, ولم يؤد حق الله فيه, ولكنه جمعه فأوعاه وحفظه.
----------------------
قال رحمه الله في قراءة "جمع"
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأه من قرّاء أهل المدينة أبو جعفر, وعامة قرّاء الكوفة سوى عاصم: " جَمَّعَ" بالتشديد, وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والحجاز, سوى أبي جعفر وعامة قرّاء البصرة, ومن الكوفة عاصم, " جَمَعَ" بالتخفيف, وكلهم مجمعون على تشديد الدال من (وَعَدَّدَهُ) على الوجه الذي ذكرت من تأويله. وقد ذكر عن بعض المتقدمين بإسناد غير ثابت, أنه قرأه: " جَمَعَ مَالا وَعَدَدَهُ" تخفيف الدال, بمعنى: جمع مالا وجمع عشيرته وعدده. هذه قراءة لا أستجيز القراءة بها, بخلافها قراءة الأمصار, وخروجها عما عليه الحجة مجمعة في ذلك.
وأما قوله: (جَمَعَ مَالا) فإن التشديد والتخفيف فيهما صوابان, لأنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار, متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
------------------------------------
قال رحمه الله"
وقوله: (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)
يقول: يحسب أن ماله الذي جمعه وأحصاه, وبخل بإنفاقه, مخلده في الدنيا, فمزيل عنه الموت. وقيل: أخلده, والمعنى: يخلده, كما يقال للرجل الذي يأتي الأمر الذي يكون سببا لهلاكه: عطب والله فلان, هلك والله فلان, بمعنى: أنه يعطب من فعله ذلك, ولما يهلك بعد ولم يعطب; وكالرجل يأتي الموبقة من الذنوب: دخل والله فلان النار.
-----------------------------------
قال رحمه اللهوقوله: (كَلا) يقول تعالى ذكره: ما ذلك كما ظنّ, ليس ماله مخلِّده,
ثم أخبر جلّ ثناؤه أنه هالك ومعذب على أفعاله ومعاصيه, التي كان يأتيها في الدنيا, فقال جل ثناؤه: (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) يقول: ليُقذفنّ يوم القيامة في الحطمة, والحطمة: اسم من أسماء النار, كما قيل لها: جهنم وسقر ولظى, وأحسبها سميت بذلك لحطمها كلّ ما ألقي فيها, كما يقال للرجل الأكول: الحطمة. ذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك: " لَيُنْبَذَانِّ فِي الحُطَمَةِ" يعني: هذا الهمزة اللمزة وماله, فثنَّاه لذلك.
-----------------------------------
قال رحمه الله
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ) يقول: وأيّ شيء أشعرك يا محمد ما الحطمة,
ثم أخبره عنها ما هي, فقال جل ثناؤه: هي (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ) يقول: التي يطلع ألمها ووهجها القلوب; والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى، حُكي عن العرب سماعا: متى طلعت أرضنا; وطلعت أرضي: بلغت.
----------------------------------
قال رحمه الله
وقوله: (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) يقول تعالى ذكره: إن الحطمة التي وصفت صفتها عليهم, يعني: على هؤلاء الهمازين اللمازين
(مُؤْصَدَةٌ): يعني: مطبقة; وهي تهمز ولا تهمز; وقد قُرئتا جميعا.
----------------------------
ثمّ قال"
واختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: (إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة) أي مغلقة مطبقة عليهم, وكذلك هو في قراءة عبد الله فيما بلغنا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنما دخلوا في عمد, ثم مدت عليهم تلك العمد بعماد.
وقال آخرون: هي عمد يعذّبون بها.
----------------------------------------------
وبعد أن ذكر أقوال كلّ فئة وقائليها عمد إلى قوله فقال "
وأولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: معناه: أنهم يعذّبون بعمد في النار, والله أعلم كيف تعذيبه إياهم بها, ولم يأتنا خبر تقوم به الحجة بصفة تعذيبهم بها, ولا وضع لنا عليها دليل, فندرك به صفة ذلك, فلا قول فيه, غير الذي قلنا يصحّ عندنا, والله أعلم.
---------------------------------------------
آخر تفسير سورة الهمزة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم
قال تعالى
{وَ?لْعَصْرِ} * {إِنَّ ?لإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ} * {إِلاَّ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِ?لْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِ?لصَّبْرِ}
--------------------------
قال الطبري رحمه الله"
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {وَالْعَصْرِ} فقال بعضهم: هو قَسَم أقسم ربنا تعالى ذكره بالدهر، فقال: العصر: هو الدهر.
-------------------------------------------------------------
ثمّ قال"
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر {وَالْعَصْرِ} اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
----------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: {إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ} يقول: إن ابن آدم لفي هلَكة ونقصان. وكان عليّ رضي الله عنه يقرأ ذلك: «إنَّ الإنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، وإنه فيه إلى آخر الدهر».
----------------------------------------------------------
ثمّ قال"
{إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} يقول: إلاَّ الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا عن الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد.
------------------------------
ثمّ قال"وقوله: {وَتَوَاصَوْا بالْحَقِّ} يقول: وأوصى بعضهم بعضاً بلزوم العمل بما أنزل الله في كتابه، من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه.
-------------------------------------------------
ثمّ قال"وقوله: {وَتَوَاصَوْا بالصَّبْرِ} يقول: وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر على العمل بطاعة الله.
------------------------------
تمّتبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[جمال حسني]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 04:36]ـ
تأويل سورة ألهاكم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الطبري رحمه الله"
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8).
يقول تعالى ذكره: ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم، وعما ينجيكم من سخطه عليكم.
------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم كلام يدلّ على أن معناه التكاثر بالمال.
# --- أنه انتهى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) قال: " ابن آدم، ليس لك من مال إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبِست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت "
. # قال صلى الله عليه وسلم بعقب قراءته " ألهاكم " ليس لك من مالك إلا كذا وكذا، ينبئ أن معنى ذلك عنده: ألهاكم التكاثر: المال.
---------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: (حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها؛ وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهدّدا.
----------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يعني تعالى ذكره بقوله: كلا ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يُلْهِيَكُم التكاثر.
وقوله: (سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يقول جلّ ثناؤه: سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، أيها الذين ألهاهم التكاثر، غبّ فعلكم، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم.
-------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) يقول: ثم ما هكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم التكاثر بالأموال، وكثرة العدد، سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، ما تلقون إذا أنتم زرتموها، من مكروه اشتغالكم عن طاعة ربكم بالتكاثر. وكرّر قوله: (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) مرتين، لأن العرب إذا أرادت التغليظ في التخويف والتهديد كرّروا الكلمة مرتين.
# عن الضحاك (كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) قال: الكفار (ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) قال: المؤمنون. وكذلك كان يقرأها.
----------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: (كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ) يقول تعالى ذكره: ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر أيها الناس، لو تعلمون أيها الناس علما يقينا، أن الله باعثكم يوم القيامة من بعد مماتكم من قبوركم ما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم، ولسارعتم إلى عبادته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ورفض الدنيا إشفاقا على أنفسكم من عقوبته.
---------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) اختلفت القراء في قراءة ذلك؛ فقرأته قراء الأمصار: (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) بفتح التاء من (لَتَرَوُنَّ) في الحرفين كليهما، وقرأ ذلك الكسائي بضم التاء من الأولى، وفتحها من الثانية.
والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما، لإجماع الحجة عليه. وإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: لترونّ أيها المشركون جهنم يوم القيامة، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها.
----------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) يقول: ثم ليسألنكم الله عزّ وجلّ عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا: ماذا عملتم فيه، من أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه، وماذا عملتم به.
واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو؟ فقال بعضهم: هو الأمن والصحة.
*وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم لَيُسْئَلُنّ يومئذ عما أنعم الله به عليهم مما وهب لهم من السمع والبصر وصحة البدن.
*وقال آخرون: هو العافية.
**************
وقال آخرون: بل عُنِي بذلك: بعض ما يطعمه الإنسان، أو يشربه.
****************************** *****
*ثمّ ذكر رحمه الله أخبارا عن الرسول بذلك"
# قال: بينما أبو بكر وعمر رضى الله عنهما جالسان، إذ جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما أجْلَسَكُما ها هُنا؟ " قالا الجوع، قال: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بالْحَقّ ما أخْرَجَنِي غَيرُهُ"، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أيْنَ فُلانُ؟ " فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم، فعلق قربته بكَرَب نخلة، وانطلق فجاءهم بعِذْق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا كُنْتَ اجْتَنَيْتَ؟ " فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " إيَّاكَ والْحَلُوبَ"، فذبح لهم يومئذ، فأكلوا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيامَةِ، أخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الجُوعُ، فَلَمْ تَرْجِعُوا حتى أصَبْتُمْ هَذَا، فَهَذَا مِنَ النَّعِيمِ".
# قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: " انْطَلِقُوا بِنا إلى أبي الهَيْثَم بنِ التَّيَّهانِ الأنْصَارِيّ"، فأتوه، فانطلق بهم إلى ظلّ حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بِقِنْوٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فَهَلا تَنَقَّيْتَ لَنا مِنْ رُطَبِهِ؟ " فقال: أردت أن تَخَيَّرُوا من رطبه وبُسره، فأكلوا وشربوا من الماء؛ فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيدهِ مِنَ النَّعِيمِ، الَّذِي أنْتُمْ فِيهِ مَسْئُولُونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيامَةِ، هَذَا الظِّلُّ البارِدُ، والرُّطَبُ البارِدُ، عَلَيْهِ الماءُ البارِدُ".
(يُتْبَعُ)
(/)
# قال: مرّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: " أطْعِمْنا بُسْرًا "، فجاء بعذق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: " لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيامَةِ"، فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، ثم قال: يا رسول الله، إنا لمسئولون عن هذا؟ قال: " نَعَمْ، إلا مِنْ كِسْرَةٍ يُسَدُّ بِها جَوْعَةٌ، أوْ حُجْرٌ يُدْخَلُ فِيه مِنَ الحَرِّ والقَرِّ".
#، قال: مرّ بي النبيّ صلى الله عليه وسلم، فدعاني وخرجت ومعه أبو بكر وعمررضى الله عنهما، فدخل حائطا لبعض الأنصار، فأُتِيَ بِبُسْرِ عِذْق منه، فوُضِع بين يديه، فأكل هو وأصحابه، ثم دعا بما بارد، فشرب، ثم قال: " لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيامَةِ"، فقال عمر: عن هذا يوم القيامة؟ فقال: " نَعَمْ، إلا مِنْ ثَلاثَةٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِها عَوْرَتَهُ، أو كِسْرَةٍ سَدُّ بِها جَوْعَتَةُ، أوْ جُحْرٍ يَدْخُلُ فِيهِ مِنَ الحَرِّ والقَرّ".
#: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم يُنْخَل، بلحم سمين، ثم شربوا من جدول، فقال: " هذا كله من النعيم الذي تُسْأَلُونَ عنه يوم القيامة ".
#: " لما نزلت (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) فقرأها حتى بلغ: (لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قالوا: يا رسول الله، عن أيّ النعيم نسأل، وإنما هو الأسودان: الماء، والتمر، وسيوفنا على عواتقنا، والعدوّ حاضر! قال: " إن ذلكَ سَيَكُونُ".
#: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ أولَ ما يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أنْ يُقَالَ لَهُ: ألَم نُصِحَّ لَك جِسْمَكَ، وَتُروَ مِنَ الماءِ البارِدِ"؟.
# عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " النَّعِيم: المَسْئُولُ عَنْهُ يَوْمَ القِيامَةِ: كِسْرَةٌ تُقَوّيهِ، وَماءٌ يُرْوِيهِ، وَثَوْبٌ يُوَارِيهِ".
---------------------------------------
قال الطبري رحمه اللهوقال آخرون: ذلك كلّ ما التذّه الإنسان في الدنيا من شيء.
*
وكان الحسن وقتادة يقولان: ثلاث لا يُسأَل عنهنّ ابن آدم، وما خلاهنّ فيه المسألة والحساب إلا ما شاء الله: كسوة يواري بها سوْأته، وكسرة يشدّ بها صلبه، وبيت يظله.
---------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عمّ بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض.
---------------------------------------
آخر تفسير سورة ألهاكم
-----------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[جمال حسني]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 06:34]ـ
السلام عليكم
تفسير سورة القارعة
بسم الله الرحمن الرحيم
: https://www.qurancomplex.org/b2.gif الْقَارِعَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=1');)(1) مَا الْقَارِعَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=2');)(2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=3');)(3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=4');)(4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=5');)(5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=6');)(6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=7');)(7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=8');)(8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=9');)(9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=10');)(10) نَارٌ حَامِيَةٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=101&nAya=11');)(11) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
----------------------------------------------------------------
قال رحمه الله"
(يقول تعالى ذكره: (الْقَارِعَةُ): الساعة التي يقرع قلوب الناس هولُها، وعظيم ما ينزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها.)
-------------------------
ثمّ قال"
(
وقوله: (مَا الْقَارِعَةُ) يقول تعالى ذكره معظما شأن القيامة والساعة التي يقرع العباد هولها: أيّ شيء القارعة، يعني بذلك: أيّ شيء الساعة التي يقرع الخلق هولها: أي ما أعظمها وأفظعها وأهولها.
**********************
قال رحمه الله"
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد http://www.sharee3a.com/vb/images/new%20icons/salla2.gif: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء القارعة.
وقوله: (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ) يقول تعالى ذكره: القارعة يوم يكون الناس كالفراش، وهو الذي يتساقط في النار والسراج، ليس ببعوض ولا ذباب، ويعني بالمبثوث: المفرّق.)
-------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) يقول تعالى ذكره: ويوم تكون الجبال كالصوف المنفوش؛ والعِهْن: هو الألوان من الصوف.
--------------------------------------
ثمّ قال"
(
وقوله: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) يقول: وأما من خفّ وزن حسناته، فمأواه ومسكنه الهاوية التي يهوي فيها على رأسه في جهنم.)
------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد http://www.sharee3a.com/vb/images/new%20icons/salla2.gif: وما أشعرك يا محمد ما الهاوية، ثم بَيَّن ما هي، فقال: (نَارٌ حَامِيَةٌ) , يعني بالحامية: التي قد حميت من الوقود عليها.
-------------------------------------------------------------------------------------
انتهى تفسير السورة
ـ[جمال حسني]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 05:52]ـ
السلام عليكم
تفسير سورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: http://www.qurancomplex.org/b2.gif وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(5) إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(8) أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()(9) http://www.qurancomplex.org/b1.gif .
---------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) فقال بعضهم: عُني بالعاديات ضبحا: الخيل التي تعدو, وهي تحمحم.
------------------------------
------------------------------
ثمّ قال
وقال آخرون: هي الإبل.
------------------------------------------
----------------------------------
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب: قول من قال: عني بالعاديات: الخيل, وذلك أن الإبل لا تضبح, وإنما تضبح الخيل, وقد أخبر الله تعالى أنها تعدو ضبحا, والضبح: هو ما قد ذكرنا قبل. وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
----------------------------------------
-----------------------------------
ثمّ قال
وقوله: (فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا)
اختلف أهل التأويل, في ذلك, فقال بعضهم: هي الخيل توري النار بحوافرها.
---------------------------
----------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل معنى ذلك أن الخيل هجن الحرب بين أصحابهن وركبانهن.
----------------------------------
----------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل عني بذلك: الذين يورون النار بعد انصرافهم من الحرب.
--------------------------------------
وذكر أهل التأويل وأقوالهم
------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل معنى ذلك: مكر الرجال.
----------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: هي الألسنة
-------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: هي الإبل حين تسير تنسف بمناسمها الحصى.
--------------------------------
------------------------------------
وقال أيضا"
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالموريات التي توري النيران قدحا; فالخيل توري بحوافرها, والناس يورونها بالزند, واللسان - مثلا - يوري بالمنطق, والرجال يورون بالمكر - مثلا - , وكذلك الخيل تهيج الحرب بين أهلها: إذا التقت في الحرب، ولم يضع الله دلالة على أن المراد من ذلك بعض دون بعض فكل ما أورت النار قدحا, فداخلة فيما أقسم به, لعموم ذلك بالظاهر.
وقوله: (فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا)
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: فالمغيرات صبحا على عدوّها علانية.
---------------------------------------
وقال--
وقال آخرون: عني بذلك الإبل حين تدفع بركبانها من " جمع " يوم النحر إلى " منى ".
--------------------------
ثمّ قال
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله جل ثناؤه أقسم بالمغيرات صبحا, ولم يخصص^ من ذلك مغيرة دون مغيرة, فكل مغيرة صبحا, فداخلة فيما أقسم به ; وقد كان زيد بن أسلم يذكر تفسير هذه الأحرف ويأباها, ويقول: إنما هو قسم أقسم الله به.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) قال: هذا قسم أقسم الله به.
وفي قوله: (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) قال: كل هذا قسم, قال: ولم يكن أبي ينظر فيه إذا سئل عنه, ولا يذكره, يريد به القسم.
-------------------------------------------------------------------------------
----------------------------
قال رحمه الله-
وقوله: (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا)
يقول تعالى ذكره: فوسطن بركبانهن جمع القوم, يقال: وسطت القوم بالتخفيف, ووسطته بالتشديد, وتوسطته: بمعنى واحد.
--------------------------------------------
وقال آخرون: بل عني بذلك (فَوَسَطْنَ بِهِ) مزدلفة.
-------------------------------
ثمّ قال رحمه الله
وقوله: (إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)
يقول: إن الإنسان لكفور لنعم ربه. والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا, قال الأعشى:
أحْدِثْ لَهَا تُحْدِثْ لِوَصْلِكَ إنَّها
كُنُدٌ لوَصْلِ الزَّائِرِ المُعْتادِ http://www.qurancomplex.org/MARGNTIP2.gif
وقيل: إنما سميت كندة: لقطعها أباها.
---------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ)
يقول تعالى ذكره: إن الله على كنوده ربه لشهيد: يعني لشاهد.
-----------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)
يقول تعالى ذكره: وإن الإنسان لحب المال لشديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف أهل العربية في وجه وصفه بالشدة لحب المال, فقال بعض البصريين: معنى ذلك: وإنه من أجل حب الخير لشديد: أي لبخيل; قال: يقال للبخيل: شديد ومتشدد. واستشهدوا لقوله ذلك ببيت طرفة بن العبد البكري:
أرَى المَوْتَ يَعْتامُ النُّفُوسَ ويَصْطَفِي
عَقِيلَةَ مالِ الباخِلِ المُتَشَددِ http://www.qurancomplex.org/MARGNTIP2.gif
وقال آخرون: معناه: وإنه لحب الخير لقوي.
*****************************
قال الطبري رحمه الله "
وقال بعض نحويي الكوفة: كان موضع (لِحُبِّ) أن يكون بعد شديد, وأن يضاف شديد إليه, فيكون الكلام: وإنه لشديد حب الخير; فلما تقدم الحب في الكلام, قيل: شديد, وحذف من آخره, لما جرى ذكره في أوله ولرءوس الآيات, قال: ومثله في سورة إبراهيم: http://www.qurancomplex.org/b2.gif كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()http://www.qurancomplex.org/b1.gif والعصوف لا يكون لليوم, إنما يكون للريح; فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره, كأنه قال: في يوم عاصف الريح, والله أعلم.
----------------------------------
ثمّ نقل قولا وعقّب عليه--
قال ابن زيد, في قوله: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) قال: الخير: الدنيا; وقرأ: http://www.qurancomplex.org/b2.gif إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()http://www.qurancomplex.org/b1.gif قال: فقلت له: http://www.qurancomplex.org/b2.gif إِنْ تَرَكَ خَيْرًا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()http://www.qurancomplex.org/b1.gif : المال؟ قال: نعم, وأي شيء هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراما, ولكن الناس يعدونه خيرا, فسماه الله خيرا, لأن الناس يسمونه خيرا في الدنيا, وعسى أن يكون خبيثا, وسمي القتال في سبيل الله سوءا, وقرأ قول الله: http://www.qurancomplex.org/b2.gif فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices()http://www.qurancomplex.org/b1.gif قال: لم يمسسهم قتال; قال: وليس هو عند الله بسوء, ولكن يسمونه سوءا.
وتأويل الكلام: إن الإنسان لربه لكنود, وإنه لحب الخير لشديد, وإن الله على ذلك من أمره لشاهد. ولكن قوله: (وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) قدم, ومعناه التأخير, فجعل معترضا بين قوله: (إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) , وبين قوله: (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)
-----------------------------
قال رحمه الله--
وقوله: (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ)
يقول: أفلا يعلم هذا الإنسان الذي هذه صفته, إذا أثير ما في القبور, وأخرج ما فيها من الموتى وبحث.
وذكر أنها في مصحف عبد الله: " إذا بحث ما في القبور ",
----------------------------------
ثمّ قال"
القول في تأويل قوله تعالى: https://www.qurancomplex.org/b2.gif وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=100&nAya=10');)(10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=100&nAya=11');)(11) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
وقوله: (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)
يقول: وميز وبين, فأبرز ما في صدور الناس من خير وشر.
--------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)
يقول: إن ربهم بأعمالهم, وما أسرّوا في صدورهم, وأضمروه فيها, وما أعلنوه بجوارحهم منها, عليم لا يخفى عليه منها شيء, وهو مجازيهم على جميع ذلك يومئذ.
------------------------------------
آخر تفسير سورة: والعاديات
-----------------------------------
ـ[جمال حسني]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 09:20]ـ
تفسير سورة ويل لكل همزة
بسم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
https://www.qurancomplex.org/b2.gif وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=1');)(1) الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=2');)(2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=3');)(3) كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=4');)(4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=5');)(5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=6');)(6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=7');)(7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=8');)(8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=104&nAya=9');)(9) https://www.qurancomplex.org/b1.gif
.------------------------------------------
-- قال الطبري رحمه الله"
يعني تعالى ذكره بقوله:
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) الوادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم, (لِكُلِّ هُمَزَةٍ): يقول: لكل مغتاب للناس, يغتابهم ويبغضهم, كما قال زياد الأعجم:
تُدلِي بوُدِّي إذا لاقَيْتَنِي كَذِبا
وَإنْ أُغَيَّبْ فأنتَ الهامِزُ اللُّمَزَهْ https://www.qurancomplex.org/MARGNTIP2.gif
ويعني باللمزة: الذي يعيب الناس, ويطعن فيهم.
-------------------------------
ثمّ عقب على ما روي عن مجاهد (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: الهمزة يأكل لحوم الناس, واللمزة: الطعان.
وعلى الرواية المختلفة عنها "
عن مجاهد (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) قال: الهمزة: الطعان, واللمزة: الذي يأكل لحوم الناس.
بقوله ". وهذا يدلّ على أن الذي حدث بهذا الحديث قد كان أشكل عليه تأويل الكلمتين, فلذلك اختلف نقل الرواة عنه فيما رووا على ما ذكرت.
-----------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله "
قال ابن زيد, في قول الله: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) قال: الهمزة: الذي يهمز الناس بيده, ويضربهم بلسانه, واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم.
واختلف في المعني بقوله: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) فقال بعضهم: عني بذلك: رجل من أهل الشرك بعينه, فقال بعض من قال هذا القول: هو جميل بن عامر الجُمَحِيّ. وقال آخرون منهم: هو الأخنس بن شريق.
--------------------------------------------
ثمّ قال"
وقال بعض أهل العربية: هذا من نوع ما تذكر العرب اسم الشيء العام, وهي تقصد به الواحد, كما يقال في الكلام, إذا قال رجل لأحد: لا أزورك أبدا: كل من لم يزرني, فلست بزائره, وقائل ذلك يقصد جواب صاحبه القائل له: لا أزورك أبدا.
وقال آخرون: بل معنيّ به, كل من كانت هذه الصفة صفته, ولم يقصد به قصد آخر.
-------------------------------------
ثمّ ذكرهم بأقوالهم
------------------------------------------
ثمّ رجّح قائلا"
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله عمّ بالقول كلّ همزة لمزة, كلّ من كان بالصفة التي وصف هذا الموصوف بها, سبيله سبيله كائنا من كان من الناس.
----------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول: الذي جمع مالا وأحصى عدده, ولم ينفقه في سبيل الله, ولم يؤد حق الله فيه, ولكنه جمعه فأوعاه وحفظه.
****************************** ************
قال رحمه الله
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأه من قرّاء أهل المدينة أبو جعفر, وعامة قرّاء الكوفة سوى عاصم: " جَمَّعَ" بالتشديد, وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والحجاز, سوى أبي جعفر وعامة قرّاء البصرة, ومن الكوفة عاصم, " جَمَعَ" بالتخفيف, وكلهم مجمعون على تشديد الدال من (وَعَدَّدَهُ) على الوجه الذي ذكرت من تأويله. وقد ذكر عن بعض المتقدمين بإسناد غير ثابت, أنه قرأه: " جَمَعَ مَالا وَعَدَدَهُ" تخفيف الدال, بمعنى: جمع مالا وجمع عشيرته وعدده. هذه قراءة لا أستجيز القراءة بها, بخلافها قراءة الأمصار, وخروجها عما عليه الحجة مجمعة في ذلك.
وأما قوله: (جَمَعَ مَالا) فإن التشديد والتخفيف فيهما صوابان, لأنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار, متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
*********************
قال رحمه الله
وقوله: (يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)
يقول: يحسب أن ماله الذي جمعه وأحصاه, وبخل بإنفاقه, مخلده في الدنيا, فمزيل عنه الموت. وقيل: أخلده, والمعنى: يخلده, كما يقال للرجل الذي يأتي الأمر الذي يكون سببا لهلاكه: عطب والله فلان, هلك والله فلان, بمعنى: أنه يعطب من فعله ذلك, ولما يهلك بعد ولم يعطب; وكالرجل يأتي الموبقة من الذنوب: دخل والله فلان النار.
وقوله: (كَلا) يقول تعالى ذكره: ما ذلك كما ظنّ, ليس ماله مخلِّده,
ثم أخبر جلّ ثناؤه أنه هالك ومعذب على أفعاله ومعاصيه, التي كان يأتيها في الدنيا, فقال جل ثناؤه: (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) يقول: ليُقذفنّ يوم القيامة في الحطمة, والحطمة: اسم من أسماء النار, كما قيل لها: جهنم وسقر ولظى, وأحسبها سميت بذلك لحطمها كلّ ما ألقي فيها, كما يقال للرجل الأكول: الحطمة. ذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك: " لَيُنْبَذَانِّ فِي الحُطَمَةِ" يعني: هذا الهمزة اللمزة وماله, فثنَّاه لذلك.
****************************** **
قال رحمه الله"
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ) يقول: وأيّ شيء أشعرك يا محمد ما الحطمة,
ثم أخبره عنها ما هي, فقال جل ثناؤه: هي (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأفْئِدَةِ) يقول: التي يطلع ألمها ووهجها القلوب; والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى، حُكي عن العرب سماعا: متى طلعت أرضنا; وطلعت أرضي: بلغت.
********************
قال رحمه الله
وقوله: (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) يقول تعالى ذكره: إن الحطمة التي وصفت صفتها عليهم, يعني: على هؤلاء الهمازين اللمازين
(مُؤْصَدَةٌ): يعني: مطبقة; وهي تهمز ولا تهمز; وقد قُرئتا جميعا.
-----------------------------
ثمّ قال"
واختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: (إنها عليهم مؤصدة بعمد ممددة) أي مغلقة مطبقة عليهم, وكذلك هو في قراءة عبد الله فيما بلغنا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إنما دخلوا في عمد, ثم مدت عليهم تلك العمد بعماد.
وقال آخرون: هي عمد يعذّبون بها.
----------------------------------------------
وبعد أن ذكر أقوال كلّ فئة وقائليها عمد إلى قوله فقال "
وأولى الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: معناه: أنهم يعذّبون بعمد في النار, والله أعلم كيف تعذيبه إياهم بها, ولم يأتنا خبر تقوم به الحجة بصفة تعذيبهم بها, ولا وضع لنا عليها دليل, فندرك به صفة ذلك, فلا قول فيه, غير الذي قلنا يصحّ عندنا, والله أعلم.
---------------------------------------------
آخر تفسير سورة الهمزة
ـ[جمال حسني]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 09:44]ـ
السلام عليكم
سورة الفيل
قال تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
( https://www.qurancomplex.org/b2.gif أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=1');)(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=2');)(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=3');)(3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=4');)(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=5');)(5) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
--------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تنظر يا محمد بعين قلبك, فترى بها (كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) الذين قَدِموا من اليمن يريدون تخريب الكعبة من الحبشة ورئيسهم أبرهة الحبشيّ الأشرم
(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ)
يقول: ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل في تخريب الكعبة
(فِي تَضْلِيلٍ) يعني: في تضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها.
**********************
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ) يقول تعالى ذكره: وأرسل عليهم ربك طيرا متفرقة, يتبع بعضها بعضا من نواح شتي; وهي جماع لا واحد لها, مثل الشماطيط والعباديد ونحو ذلك. وزعم أبو عبيدة معمر بن المثنى, أنه لم ير أحدا يجعل لها واحدا.
وقال الفرّاء: لم أسمع من العرب في توحيدها شيئا. قال: وزعم أبو جعفر الرُّؤاسِيّ, وكان ثقة, أنه سمع أن واحدها: إبالة. وكان الكسائي يقول: سمعت النحويين يقولون: إبول, مثل العجول. قال: وقد سمعت بعض النحويين يقول. واحدها: أبيل.
-------------------------
ثمّ قال رحمه الله
وذُكر أنها كانت طيرا أُخرجت من البحر.
وقال بعضهم: جاءت من قبل البحر.
ثم اختلفوا في صفتها, فقال بعضهم: كانت بيضاء.
وقال آخرون: كانت سوداء.
وقال آخرون: كانت خضراء, لها خراطيم كخراطيم الطير, وأكفّ كأكفّ الكلاب.)
-----------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)
يقول تعالى ذكره: ترمي هذه الطير الأبابيل التي أرسلها الله على أصحاب الفيل, بحجارة من سجيل.
وقد بيَّنا معنى سجيل في موضع غير هذا, غير أنا نذكر بعض ما قيل من ذلك في هذا الموضع, من أقوال مَنْ لم نذكره في ذلك الموضع.
وهاهي مختصرة
# ابن عباس (حِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: طين في حجارة.
#عن ابن عباس (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: من طين
# عن ابن عباس (حِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: سنك وكل.
# عن عكرمة, في قوله: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: من طين.
# قال: سمعت عكرمة يقول: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: سنك وكل.
# عن عكرمة, قال: كانت ترميهم بحجارة معها, قال: فإذا أصاب أحدهم خرج به الجُدَرِيّ, قال: كان أوّل يوم رُؤى فيه الجدريّ; قال: لم ير قبل ذلك اليوم, ولا بعده.
# قال: ذكر أبو الكُنود, قال: دون الحِمَّصة وفوق العدسة.
:
-----------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: معنى ذلك: ترميهم بحجارة من سماء الدنيا.
* قال: قال ابن زيد, في قوله: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) قال: السماء الدنيا, قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل, وهي التي أنزل الله جلّ وعزّ على قوم لوط.
وانتقد الطبري قول ابن زيد فقال "
وهذا القول الذي قاله ابن زيد لا نعرف لصحته وجها في خبر ولا عقل, ولا لغة, وأسماء الأشياء لا تدرك إلا من لغة سائرة, أو خبر من الله تعالى ذكره.
--------------------------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله"
كان السبب الذي من أجله حلَّت عقوبة الله تعالى بأصحاب الفيل, مسير أبرهة الحبشيّ بجنده معه الفيل, إلى بيت الله الحرام لتخريبه.
--------------------------
ثمّ ذكر قصّة الفيل كاملة --ونعرض عنها التزاما منّا بكونها غيبا يلزمه التوكيد
------------------------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله
"
وقوله: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)
يعني تعالى ذكره: فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدواب فراثته, فيبس وتفرّقت أجزاؤه; شبَّه تقطُّع أوصالهم بالعقوبة التي نزلت بهم, وتفرّق آراب أبدانهم بها, بتفرّق أجزاء الروث, الذي حدث عن أكل الزرع.
وقد كان بعضهم يقول: العصف: هو القشر الخارج الذي يكون على حبّ الحنطة من خارج, كهيئة الغلاف لها.
وذكر أقوالا قيلت في معنى العصف وهي--
#عن قتادة (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: هو التبن.
#قال ابن زيد, في قوله: (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: ورق الزرع وورق البقل, إذا أكلته البهائم فراثته, فصار رَوْثا.
#عن ابن عباس (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: البرّ يؤكل ويُلقى عصفه الريح والعصف: الذي يكون فوق البرّ: هو لحاء البرّ.
# عن حبيب بن أبي ثابت: (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) قال: كطعام مطعوم.
-----------------------------------------------
آخر تفسير سورة الفيل
ا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 11:54]ـ
اذا جاء كاتب هذا الموضوع مرة أخرى فليت يقنعه أحدكم أن الله عال بذاته
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 09:42]ـ
أحذر وأقول إن هذا العضو (جمال حسني) أشعري حتى ينتبه من يتابع
وأرى أن يضاف ذلك الوصف الذي يفتخر هو به جدا تحت معرفه إن لم يوقف
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 10:50]ـ
ايته اكتفى على هذا
بل هو من أشد أعداء السنة ودعوة الشيخ محمد عبد الوهاب
واسمه الحقيقى جمال الشرباتى
ـ[جمال حسني]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 05:45]ـ
تأويل سورة قريش
--------------------
لإِيلافِ قُرَيْشٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=106&nAya=1');)(1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=106&nAya=2');)(2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=106&nAya=3');)(3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=106&nAya=4');)(4) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
-------------------------------------------------------------
https://www.qurancomplex.org/b2.gif
قال الطبري رحمه الله "
اختلفت القرّاء في قراءة: (لإيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ) , فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار بياء بعد همز لإيلاف وإيلافهم, سوى أبي جعفر, فإنه وافق غيره في قوله (لإيلافِ) فقرأه بياء بعد همزة, واختلف عنه في قوله (إِيلافِهِمْ) فروي عنه أنه كان يقرؤه: " إلْفِهِمْ" https://www.qurancomplex.org/MARGNTIP2.gif على أنه مصدر من ألف يألف إلفا, بغير ياء. وحَكى بعضهم عنه أنه كان يقرؤه: " إلافِهِمْ" بغير ياء مقصورة الألف.
والصواب من القراءة في ذلك عندي: من قرأه: (لإيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ) بإثبات الياء فيهما بعد الهمزة, من آلفت الشيء أُولفه إيلافا, لإجماع الحجة من القرّاء عليه. وللعرب في ذلك لغتان: آلفت, وألفت; فمن قال: آلفت بمدّ الألف قال: فأنا أؤالف إيلافا; ومن قال: ألفت بقصر الألف قال: فأنا آلف إلفا, وهو رجل آلف إلفا. وحكي عن عكرمة أنه كان يقرأ ذلك: " لتألف قريش إلفهم رحلة الشتاء والصيف ".
حدثني بذلك أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن أبي مكين, عن عكرِمة.
وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك, ما حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ليث, عن شهر بن حوشب, عن أسماء بنت يزيد, قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: " إلْفَهُمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ".
---------------------------------------
قال الطبري رحمه الله "
واختلف أهل العربية في المعنى الجالب هذه اللام في قوله: (لإيلافِ قُرَيْشٍ) , فكان بعض نحويي البصرة يقول: الجالب لها قوله: https://www.qurancomplex.org/b2.gif فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=5');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif فهي في قول هذا القائل صلة لقوله جعلهم, فالواجب على هذا القول, أن يكون معنى الكلام: ففعلنا بأصحاب الفيل هذا الفعل, نعمة منا على أهل هذا البيت, وإحسانا منا إليهم, إلى نعمتنا عليهم في رحلة الشتاء والصيف, فتكون اللام في قوله (لإيلافِ) بمعنى إلى, كأنه قيل: نعمة لنعمة وإلى نعمة, لأن إلى موضع اللام, واللام موضع إلى.
-----------------------------
قال الطبري رحمه الله "
"
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان بعض نحويي الكوفة يقول: قد قيل هذا القول, ويقال: إنه تبارك وتعالى عجَّب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: اعجب يا محمد لِنعَم الله على قريش, في إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. ثم قال: فلا يتشاغلوا بذلك عن الإيمان واتباعك يستدل بقوله: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ).
-----------------------
قال الطبري رحمه الله "
"
والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن هذه اللام بمعنى التعجب. وأن معنى الكلام: اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف, وتركهم عبادة ربّ هذا البيت, الذي أطعهم من جوع, وآمنهم من خوف، فليعبدوا ربّ هذا البيت, الذي أطعمهم من جوع, وآمنهم من خوف. والعرب إذا جاءت بهذه اللام, فأدخلوها في الكلام للتعجب اكتفوا بها دليلا على التعجب من إظهار الفعل الذي يجلبها, كما قال الشاعر:
أغَرَّكَ أنْ قَالُوا لِقُرَّةَ شاعِرًا
فيالأباهُ مِنْ عَرِيفٍ وَشَاعِرِ https://www.qurancomplex.org/MARGNTIP2.gif
فاكتفى باللام دليلا على التعجب من إظهار الفعل، وإنما الكلام: أغرّك أن قالوا: اعجبوا لقرّة شاعرا، فكذلك قوله:
(لإيلافِ).
وأما القول الذي قاله من حَكينا قوله, أنه من صلة قوله: https://www.qurancomplex.org/b2.gif فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=5');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif فإن ذلك لو كان كذلك, لوجب أن يكون " لإيلاف " بعض https://www.qurancomplex.org/b2.gif أَلَمْ تَرَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=1');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif , وأن لا تكون سورة منفصلة من https://www.qurancomplex.org/b2.gif أَلَمْ تَرَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=1');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif ، وفي إجماع جميع المسلمين على أنهما سورتان تامتان، كلّ واحدة منهما مفصلة عن الأخرى ما يبين عن فساد القول الذي قاله من قال ذلك. ولو كان قوله: (لإيلافِ قُرَيْشٍ) من صلة قوله: https://www.qurancomplex.org/b2.gif فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=5');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif لم تكن https://www.qurancomplex.org/b2.gif أَلَمْ تَرَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=105&nAya=1');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif تامَّة حتى توصل بقوله: (لإيلافِ قُرَيْشٍ) لأن الكلام لا يتمّ إلا بانقضاء الخبر الذي ذُكر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
---------------------------------------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (إِيلافِهِمْ) مخفوضة على الإبدال, كأنه قال: لإيلاف قريش لإيلافهم, رحلة الشتاء والصيف، وأما الرحلة فنُصبَت بقوله. (إِيلافِهِمْ) , ووقوعه عليها.
وقوله: (رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ) يقول: رحلة قريش الرحلتين: إحداهما إلى الشام في الصيف, والأخرى إلى اليمن في الشتاء.
-----------------------------
ثمّ قال
وقوله: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) يقول: فليقيموا بموضعهم ووطنهم من مكة, وليعبدوا ربّ هذا البيت, يعني بالبيت: الكعبة.
------------------
وقال بعضهم: أمروا أن يألفوا عبادة ربّ مكة كإلفهم الرحلتين.
--------------------------------
---------------------------
قال الطبري رحمه الله "
وقوله: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) يقول: الذي أطعم قريشا من جوع.
------------------
-----------------------------
قال الطبري رحمه الله "
ثم قال -- (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) اختلف أهل التأويل في معنى قوله: (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) فقال بعضهم: معنى ذلك: أنه آمنهم مما يخاف منه من لم يكن من أهل الحرم من الغارات والحروب والقتال, والأمور التي كانت العرب يخاف بعضها من بعض.
--------------------------------------
وقال آخرون: عُنِي بذلك: وآمنهم من الجذام.
----------------
----------------
قال الطبري رحمه الله "
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنه (آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) والعدو مخوف منه, والجذام مخوف منه, ولم يخصص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدوّ دون الجذام, ولا من الجذام دون العدوّ, بل عمّ الخبر بذلك، فالصواب أن يعمّ كما عمّ جلّ ثناؤه, فيقال: آمنهم من المعنيين كليهما.
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 06:50]ـ
جزاك الله خيرا يا أستاذ جمال
ـ[جمال حسني]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 06:02]ـ
السلام عليكم
أشكرك أخي خالد
****************************** *****************
سورة الكوثر
https://www.qurancomplex.org/b2.gif إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=108&nAya=1');)(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=108&nAya=2');)(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=108&nAya=3');)(3) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
------------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
(
يقول تعالى ذكره: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ) يا محمد (الْكَوْثَرَ) واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر, فقال بعضهم: هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.)
----------------------------
وقال آخرون: عُنِي بالكوثر: الخير الكثير.
---------------------------------------
وقال آخرون: هو حوض أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة.
----------------------------------------
وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي, قول من قال: هو اسم النهر الذي أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة, وصفه الله بالكثرة, لعِظَم قدره.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك, لتتابع الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك.
--------------------------------------------------
ثم ذكر الأخبار وإليكم بعضها
(
**عن أنس قال: لما عُرج بنبيّ الله صلى الله عليه وسلم في الجنة, أو كما قال, عرض له نهر حافتاه الياقوت المجوف, أو قال: المجوب, فضرب الملك الذي معه بيده فيه, فاستخرج مسكا, فقال محمد للملك الذي معه: " ما هَذَا؟ " قال: " هذا الكوثر الذي أعطاك الله; قال: ورفعت له سدرة المنتهى, فأبصر عندها أثرا عظيما " أو كما قال.
**, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: " بَيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ, إذْ عَرَض ليَ نَهْرٌ, حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤْلُؤِ المُجَوَّفِ, فقالَ المَلَكُ الَّذِي مَعَهُ: أتَدْرِي ما هَذَا؟ هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أعْطاكَ اللهُ إيَّاهُ, وَضَرَبَ بِيَدِهِ إلى أرْضِه, فأخْرَجَ مِنْ طِينِه المِسْكَ".)
ثم قال أبو جعفر رحمه الله
(
وقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)
اختلف أهل التأويل في الصلاة التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصليها بهذا الخطاب, ومعنى قوله: (وَانْحَرْ) فقال بعضهم: حضه على المواظبة على الصلاة المكتوبة, وعلى الحفظ عليها في أوقاتها بقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
------------------------------
ثم قال "
وقال آخرون: بل عُنِيَ بقوله (فَصَلِّ لِرَبِّكَ): الصلاة المكتوبة, وبقوله (وَانْحَرْ) أن يرفع يديه إلى النحر عند افتتاح الصلاة والدخول فيها.
---------------------------------
ثم قال "
وقال آخرون: عني بقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) المكتوبة, وبقوله (وَانْحَرْ): نحر البُدن. -------------------------------------
ثمّ قال"وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك: صل يوم النحر صلاة العيد, وانحر نسكك.
------------------------------------------
ثم قال"
وقال آخرون: قيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم, لأن قوما كانوا يصلون لغير الله, وينحرون لغيره فقيل له. اجعل صلاتك ونحرك لله, إذ كان من يكفر بالله يجعله لغيره.
----------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل أنزلت هذه الآية يوم الحديبية, حين حصر النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وصُدّوا عن البيت, فأمره الله أن يصلي, وينحر البُدن, وينصرف, ففعل.
-------------------------------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فصل وادع ربك وسله.
----------------------------------------
ثمّ قال
(
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان بعض أهل العربية يتأوّل قوله: (وَانْحَرْ) واستقبل القبلة بنحرك. وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول: منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا: أي قبالته. وذكر أن بعض بني أسد أنشده:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ
وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ https://www.qurancomplex.org/MARGNTIP2.gif
أي ينحر بعضه بعضا.
-------------------------------------
ثمّ خلص إلى قوله فقال "
وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصا دون ما سواه من الأنداد والآلهة, وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان, شكرا له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له, وخصك به, من إعطائه إياك الكوثر.
وإنما قلت: ذلك أولى الأقوال بالصواب في ذلك, لأن الله جلّ ثناؤه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بما أكرمه به من عطيته وكرامته, وإنعامه عليه بالكوثر, ثم أتبع ذلك قوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) , فكان معلوما بذلك أنه خصه بالصلاة له, والنحر على الشكر له, على ما أعلمه من النعمة التي أنعمها عليه, بإعطائه إياه الكوثر, فلم يكن لخصوص بعض الصلاة بذلك دون بعض, وبعض النحر دون بعض وجه, إذ كان حثا على الشكر على النِّعَم.
فتأويل الكلام إذن: إنا أعطيناك يا محمد الكوثر, إنعاما منا عليك به, وتكرمة منا لك, فأخلص لربك العبادة, وأفرد له صلاتك ونسكك, خلافا لما يفعله من كفر به, وعبد غيره, ونحر للأوثان.)
----------------------------
ثمّ قال رحمه الله
(
وقوله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ)
يعني بقوله جل ثن, اؤه: (إِنَّ شَانِئَكَ) إن مبغضك يا محمد وعدوك (هُوَ الأبْتَرُ) يعني بالأبتر: الأقلّ والأذلّ المنقطع دابره, الذي لا عقب له.
واختلف أهل التأويل في المعنيّ بذلك, فقال بعضهم: عني به العاص بن وائل السهميّ.)
-------------------------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل عني بذلك: عقبة بن أبي معيط.
------------------------------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل عني بذلك جماعة من قريش.
-------------------------------------
ثم خلص إلى قوله فقال
(
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن مُبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقلّ الأذلّ, المنقطع عقبه, فذلك صفة كل من أبغضه من الناس, وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه.
---------------------------------------------
ـ[جمال حسني]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 05:48]ـ
تفسير سورة إذا زلزلت
بسم الله
القول في تأويل قوله تعالى: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8).
يقول تعالى ذكره: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ) لقيام الساعة (زِلْزَالَهَا) فرُجَّت رجًّا;
والزلزال: مصدر إذا كسرت الزاي, وإذا فتحت كان اسما; وأضيف الزلزال إلى الأرض وهو صفتها, كما يقال: لأكرمنك كرامتك, بمعنى: لأكرمنك كرامة. وحسن ذلك في زلزالها, لموافقتها رءوس الآيات التي بعدها.
# عن سعيد, قال: (زُلْزِلَتِ الأرْضُ) على عهد عبد الله, فقال لها عبد الله: مالك، أما إنها لو تكلَّمت قامت الساعة.
وقوله: (وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا) يقول: وأخرجت الأرض ما في بطنها من الموتى أحياء, والميت في بطن الأرض ثقل لها, وهو فوق ظهرها حيا ثقل عليها.
-----------------------------------
ثمّ تابع قائلا--
وقوله: (وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا) يقول تعالى ذكره: وقال الناس إذا زلزلت الأرض لقيام الساعة: ما للأرض وما قصتها (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا).
و عن ابن عباس, (وَقَالَ الإنْسَانُ مَا لَهَا) قال الكافر: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) يقول: يومئذ تحدث الأرض أخبارها، وتحديثها أخبارها, على القول الذي ذكرناه عن عبد الله بن مسعود, أن تتكلم فتقول: إن الله أمرني بهذا, وأوحى إليّ به, وأذن لي فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما سعيد بن جبير, فقد قرأ: (يَوْمَئِذٍ تُنَبِّئُ أَخْبَارَها) ومرة: (تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا).
فكأن معنى تحدّث كان عند سعيد: تُنَبِّئُ, وتنبيئها أخبَارَهَا: إخراجها أثقالها من بطنها إلى ظهرها. وهذا القول قول عندي صحيح المعنى, وتأويل الكلام على هذا المعنى: يومئذ تبين الأرض أخبارها بالزلزلة والرجة, وإخراج الموتى من بطونها إلى ظهورها, بوحي الله إليها, وإذنه لها بذلك, وذلك معنى قوله: (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا).
------------------------------
ثمّ قال--
وقد ذُكر عن عبد الله أنه كان يقرأ ذلك: (يَوْمَئِذٍ تُنْبِّئُ أَخْبَارَها) وقيل: معنىذلك أن الأرض تحدث أخبارها من كان على ظهرها من أهل الطاعة والمعاصي, وما عملوا عليها من خير أو شرّ.
--------------------
وقال رحمه الله"
وقيل: عنى بقوله: (أَوْحَى لَهَا): أوحى إليها.
--------------------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا) قيل: إن معنى هذه الكلمة التأخير بعد (لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) قالوا: ووجه الكلام: يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها، لِيُرَوْا أعمالهم, يومئذ يصدر الناس أشتاتا. قالوا: ولكنه اعترض بين ذلك بهذه الكلمة.
ومعنى قوله: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا) عن موقف الحساب فِرَقا متفرقين, فآخذ ذات اليمين إلى الجنة, وآخذ ذات الشمال إلى النار.
وقوله: (لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) يقول: يومئذ يصدر الناس أشتاتا متفرّقين, عن اليمين وعن الشمال, ليروا أعمالهم, فيرى المحسن في الدنيا, المطيع لله عمله وما أعد الله له يومئذ من الكرامة, على طاعته إياه كانت في الدنيا, ويرى المسيء العاصي لله عمله وجزاء عمله وما أعدّ الله له من الهوان والخزي في جهنم على معصيته إياه كانت في الدنيا, وكفره به.
وقوله: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)
يقول: فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير, يرى ثوابه هنالك
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) يقول: ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه هنالك,
وقيل: ومن يعمل والخبر عنها في الآخرة, لفهم السامع معنى ذلك, لما قد تقدم من الدليل قبل, على
أن معناه: فمن عمل; ذلك دلالة قوله: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) على ذلك. ولكن لما كان مفهوما معنى الكلام عند السامعين، وكان في قوله: (يَعْمَلْ) حث لأهل الدنيا على العمل بطاعة الله, والزجر عن معاصيه, مع الذي ذكرت من دلالة الكلام قبل ذلك, على أن ذلك مراد به الخبر عن ماضي فعله, وما لهم على ذلك, أخرج الخبر على وجه الخبر عن مستقبل الفعل.
وبنحو الذي قلنا من أن جميعهم يرون أعمالهم, قال أهل التأويل.
* ثمّ ذكر قول ابن عبّاس قال: ليس مؤمن ولا كافر عمِل خيرا ولا شرا في الدنيا, إلا آتاه الله إياه. فأما المؤمن فيريه حسناته وسيئاته, فيغفر الله له سيئاته. وأما الكافر فيردّ حسناته, ويعذّبه بسيئاته
ثمّ قال"
"وقيل في ذلك غير هذا القول, فقال بعضهم: أما المؤمن, فيعجل له عقوبة سيئاته في الدنيا, ويؤخِّر له ثواب حسناته, والكافر يعجِّل له ثواب حسناته, ويؤخر له عقوبة سيئاته"
----------------------------------
* بعض ما نقل --
-------------------------------------
# محمد بن كعب القرظي, قال: من يعمل مثقال ذرَّة من خير من كافر ير ثوابه في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده, حتى يخرج من الدنيا, وليس له عنده خير (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) من مؤمن ير عقوبته في الدنيا في نفسه وأهله وماله وولده, حتى يخرج من الدنيا وليس عنده شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
# أن أبا بكر كان يأكل مع النبيّ , فأنزلت هذه الآية: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فرفع أبو بكر يده من الطعام, وقال: إني لراء ما عملت, قال: لا أعلمه إلا قال: ما عملت من خير وشرّ, فقال النبيّ: " إنَّ ما تَرَى مِمَّا تَكْرَهُ فَهُوَ مثَاقِيلُ ذَرّ شَر كَثِيرٍ, وَيَدَّخِرُ اللهُ لَكَ مَثَاقِيلَ ذَرّ الخَيْرِ حتى تُعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" وتصديق ذلك في كتاب الله: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ.
# قالت عائشة: يا رسول الله, إن عبد الله بن جُدْعان كان يصل الرحم, ويفعل ويفعل, هل ذاك نافعه؟ قال: " لا إنه لم يقل يوما: " رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
# سلمة بن يزيد الجعفي, قال: يا رسول الله, إن أمنا هلكت في الجاهلية, كانت تصل الرحم, وتَقْرِي الضيف, وتفعل وتفعل, فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: " لا ".
# محمد بن كعب, أنه قال: أما المؤمن فيرى حسناته في الآخرة, وأما الكافر فيرى حسناته في الدنيا.
# سلمان بن عامر جاء رسول الله , فقال: إنّ أبي كان يصل الرحم, ويفي بالذمة, ويُكرم الضيف, قال: " ماتَ قَبْلَ الإسْلامِ"؟ قال: نعم, قال: " لَنْ يَنْفَعَهُ ذَلكَ", فولى, فقال رسول الله: " عَليَّ بالشَّيْخِ", فجاءَ, فَقالَ رسولُ الله: " إنَّها لَنْ تَنْفَعَهُ, وَلَكِنَّهَا تَكُونُ فِي عَقِبِهِ, فَلَنْ تُخْزَوْا أبَدًا, وَلَنْ تَذِلُّوا أَبَدًا, وَلَنْ تَفْتَقِرُوا أَبدًا ".
# عن أنس, أن رسول الله قال: " إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ المُؤْمِنُ حَسَنَةً يُثابُ عَلَيْها الرّزْقَ فِي الدنْيا, ويُجْزى بِها فِي الآخِرَةِ; وأمَّا الكافِرُ فَيُعْطِيهِ بِها فِي الدنْيا, فإذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ, لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنةٌ".
# قال: قال رسول الله: " ما أحْسَنَ مِنْ مُحْسِنٍ، مُؤْمِنٍ أوْ كَافِرٍ إلا وَقَعَ ثَوَابُهُ عَلى الله فِي عاجِل دُنْيَاهُ, أَوْ آجِلِ آخِرَتِهِ".
# عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: أنزلت: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا) وأبو بكر الصدّيق قاعد, فبكى حين أنزلت, فقال له رسول الله: " ما يُبْكِيكَ يا أبا بَكْرٍ؟ " قال: يُبكيني هذه السورة, فقال له رسول الله: " لَوْلا أنَّكُمْ تُخْطِئونَ وَتُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ لَخَلَقَ اللهُ أُمَّةً يُخْطِئُونَ وَيُذْنِبُونَ فَيَغْفرُ لَهُمْ".
------------------------------
ثمّ عقب الطبري قائلا--
(
فهذه الأخبار عن رسول الله تُنبئ عن أن المؤمن إنما يرى عقوبة سيئاته في الدنيا, وثواب حسناته في الآخرة, وأن الكافر يرى ثواب حسناته في الدنيا, وعقوبة سيئاته في الآخرة, وأن الكافر لا ينفعه في الآخرة ما سلف له من إحسان في الدنيا مع كُفره.)
-------------------------------------------
ثمّ نقل هذا القول
# عن إبراهيم التيمي, قال: أدركت سبعين من أصحاب عبد الله, أصغرهم الحارث بن سويد, فسمعته يقرأ: (إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا) حتى بلغ إلى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) قال: إن هذا إحصاء شديد.
وقيل: إن الذَّرَّة دُودة حمراء ليس لها وزن.
---------------------------------------------
آخر تفسير سورة إذا زلزلت الأرض.__
__________________
ـ[جمال حسني]ــــــــ[09 - Aug-2008, صباحاً 10:17]ـ
قال تعالى
http://www.thegreatislam.com/vb/images/smilies/bsm-salam.gif
: https://www.qurancomplex.org/b2.gif لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=1%27%29;)(1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=2%27%29;)(2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=3%27%29;)(3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=4%27%29;)(4) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
قال الطبري رحمه الله "
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) فقال بعضهم: معنى ذلك: لم يكن هؤلاء الكفار من أهل التوراة والإنجيل, والمشركون من عَبدة الأوثان (مُنْفَكِّينَ) يقول: منتهين حتى يأتيهم هذا القرآن.
------------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل معنى ذلك أن أهل الكتاب وهم المشركون, لم يكونوا تاركين صفة محمد في كتابهم, حتى بُعث, فلما بُعث تفرّقوا فيه.
ثمّ رجّح قولا فقال"
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: معنى ذلك: لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين مفترقين في أمر محمد, حتى تأتيهم البيِّنة, وهي إرسال الله إياه رسولا إلى خلقه, رسول من الله.
وقوله. (مُنْفَكِّينَ) في هذا الموضع عندي من انفكاك الشيئين أحدهما من الآخر, ولذلك صَلُح بغير خبر، ولو كان بمعنى ما زال, احتاج إلى خبر يكون تماما له, واستؤنف قوله (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ) هي نكرة على البيِّنة, وهي معرفة, كما قيل: https://www.qurancomplex.org/b2.gif ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=85&nAya=15%27%29;)* فَعَّالٌ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=85&nAya=16%27%29;)https://www.qurancomplex.org/b1.gif فقال: حتى يأتيهم بيان أمر محمد أنه رسول الله, ببعثة الله إياه إليهم, ثم ترجم عن البيِّنة, فقال: تلك البينة
(رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) يقول: يقرأ صحفا مطهرة من الباطل
(فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) يقول: في الصحف المطهرة كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة, ليس فيها خطأ, لأنها من عند الله.
----------------------------------------------
ثمّ قال"
--------------------------------------------
وقوله: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) يقول: وما تفرّق اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم, فكذّبوا به, إلا من بعد ما جاءتهم البينة, يعني: من بعد ما جاءت هؤلاء اليهود والنصارى البينة , يعني: أن بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه، يقول: فلما بعثه الله تفرّقوا فيه, فكذّب به بعضهم, وآمن بعضهم, وقد كانوا قبل أن يُبعث غير مفترقين فيه أنه نبيّ.
-----------------------------------
يتبع
ـ[جمال حسني]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 01:49]ـ
ثمّ قال رحمه الله"
(رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً) يقول: يقرأ صحفا مطهرة من الباطل
(فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) يقول: في الصحف المطهرة كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة, ليس فيها خطأ, لأنها من عند الله.
*
-----------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) يقول: وما تفرّق اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم, فكذّبوا به, إلا من بعد ما جاءتهم البينة, يعني: من بعد ما جاءت هؤلاء اليهود والنصارى البينة , يعني: أن بيان أمر محمد أنه رسول بإرسال الله إياه إلى خلقه، يقول: فلما بعثه الله تفرّقوا فيه, فكذّب به بعضهم, وآمن بعضهم, وقد كانوا قبل أن يُبعث غير مفترقين فيه أنه نبيّ.
------------------------------
ثمّ قال"
(يُتْبَعُ)
(/)
القول في تأويل قوله تعالى: https://www.qurancomplex.org/b2.gif وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=5%27%29;)(5) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
يقول تعالى ذكره: وما أمر الله هؤلاء اليهود والنصارى الذين هم أهل الكتاب إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين; يقول: مفردين له الطاعة, لا يخلطون طاعتهم ربهم بشرك, فأشركت اليهود بربها بقولهم إن عُزَيرا ابن الله, والنصارى بقولهم في المسيح مثل ذلك, وجحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله: (حُنَفَاءَ) قد مضى بياننا في معنى الحنيفية قبل بشواهده المُغنية عن إعادتها,
---------------------------
ثمّ قال"
.
وقوله: (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ)
يقول: وليقيموا الصلاة, وليؤتوا الزكاة.
وقوله: (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
يعني أن هذا الذي ذكر أنه أمر به هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين, هو الدين القيمة, ويعني بالقيِّمة: المستقيمة العادلة, وأضيف الدين إلى القيِّمة, والدين هو القَيِّم, وهو من نعته لاختلاف لفظيهما. وهي في قراءة عبد الله فيما أرى فيما ذُكر لنا: (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) وأُنِّثت القيمة, لأنها جعلت صفة للملة, كأنه قيل: وذلك الملة القيِّمة, دون اليهودية والنصرانية.
------------------
ثمّ قال"
القول في تأويل قوله تعالى:إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=6%27%29;) وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=6%27%29;)(6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=98&nAya=7%27%29;)(7) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, فجحدوا نبوّته, من اليهود والنصارى والمشركين جميعهم (فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا) يقول: ماكثين لابثين فيها (أَبَدًا) لا يخرجون منها, ولا يموتون فيها
(أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين, هم شرّ من برأه الله وخلقه، والعرب لا تهمز البرية, وبترك الهمز فيها قرأتها قراء الأمصار, غير شيء يُذكر عن نافع بن أبي نعيم, فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها, وذهب بها إلى قول الله: https://www.qurancomplex.org/b2.gif مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28%27https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=57&nAya=22%27%29;)https://www.qurancomplex.org/b1.gif [ الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك. وأما الذين لم يهمزوها, فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين:
أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها, كما تركوه من الملك, وهو مفعل من ألك أو لأك, ومِن يرى, وترى, ونرى, وهو يفعل من رأيت.
والآخر: أن يكونوا وجَّهوها إلى أنها فعيلة من البري وهو التراب. حكي عن العرب سماعا: بفيك البري, يعني به: التراب.
-------------
ثمّ قال"
وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
يقول تعالى ذكره: إن الذين آمنوا بالله ورسوله محمد, وعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء, وأقاموا الصلاة, وآتوا الزكاة, وأطاعوا الله فيما أمر ونهى (أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) يقول: من فعل ذلك من الناس فهم خير البرية.
-----------
ثمّ قال"
القول في تأويل قوله تعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه: http://www.qurancomplex.org/b2.gif جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices%28)(8) http://www.qurancomplex.org/b1.gif .
يقول تعالى ذكره: ثواب هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات عند ربهم يوم القيامة (جَنَّاتِ عَدْنٍ) يعني بساتين إقامَة لا ظعن فيها, تجري من تحت أشجارها الأنهار (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) يقول: ماكثين فيها أبدًا, لا يخرجون عنها, ولا يموتون فيها
(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) بما أطاعوه في الدنيا, وعملوا لخلاصهم من عقابه في ذلك
(وَرَضُوا عَنْهُ) بما أعطاهم من الثواب يومئذ, على طاعتهم ربهم في الدنيا, وجزاهم عليها من الكرامة.
وقوله: (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
يقول تعالى ذكره: هذا الخير الذي وصفته, ووعدته الذين آمنوا وعملوا الصالحات يوم القيامة, لمن خشي ربه; يقول: لمن خاف الله في الدنيا في سرّه وعلانيته, فاتقاه بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه, وبالله التوفيق.
----------------
آخر تفسير سورة لم يكن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 02:00]ـ
السلام عليكم
تأويل سورة القدر
بسم الله الرحمن الرحيم
: https://www.qurancomplex.org/b2.gif إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=97&nAya=1');)(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=97&nAya=2');)(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=97&nAya=3');)(3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=97&nAya=4');)(4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=97&nAya=5');)(5) https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
قال الطبري رحمه الله"
يقول تعالى ذكره: إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم: قَدَرَ الله عليّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرا.
----------------------------------
* ثمّ ذكر من قال ذلك: والأقوال هي
# عن ابن عباس، قال: نزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئًا أنزله منه حتى جمعه.
# عن ابن عباس، قال: أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه، فهو قوله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
# عن الشعبيّ، أنه قال في قول الله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: نزل أول القرآن في ليلة القدر.
# عن ابن عباس، قال: نزل القرآن في ليلة من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فُرِّق في السنين، وتلا ابن عباس هذه الآية: https://www.qurancomplex.org/b2.gif فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=56&nAya=75');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif قال: نزل متفرّقا.
# عن الشعبيّ، في قوله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
# عن سعيد بن جُبير: أنزل القرآن جملة واحدة، ثم أنزل ربنا في ليلة القدر: https://www.qurancomplex.org/b2.gif فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=44&nAya=4');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
# عن ابن عباس، في قوله (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، إلى السماء الدنيا، فكان بموقع النجوم، فكان الله ينزله على رسوله، بعضه في أثر بعض، ثم قرأ: https://www.qurancomplex.org/b2.gif وقالوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=25&nAya=32');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif .
# عن مجاهد (ليلة القدر): ليلة الحكم
# عن سعيد بن جُبير: يؤذن للحجاج في ليلة القدر، فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد، ولا يُزاد فيهم، ولا ينقص منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
# ربيعة بن كلثوم، قال: قال رجل للحسن وأنا أسمع: رأيت ليلة القدر في كلّ رمضان هي؟ قال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي كلّ رمضان، وإنها لليلة القدر، https://www.qurancomplex.org/b2.gif فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=44&nAya=4');)https://www.qurancomplex.org/b1.gif فيها يقضي الله كلّ أجل وعمل ورزق، إلى مثلها.
# عن سعيد بن جُبير، عن ابن عمر. قال: ليلة القدر في كلّ رمضان.
------------------------------------------
ثمّ قال--
وقوله: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) يقول: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء ليلة القدر خير من ألف شهر.
اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: العمل في ليلة القدر بما يرضي الله، خير منَ العمل في غيرها ألف شهر.
-----------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: معنى ذلك أن ليلة القدر خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر.
----------------------------------
ثمّ قال"
عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدوّ بالنهار حتى يُمْسِيَ، ففعل ذلك ألف شهر، فأنزل الله هذه الآية: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل.
----------------------------
ثمّ قال"
وأشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عملٌ في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. وأما الأقوال الأخر، فدعاوى معان باطلة، لا دلالة عليها من خبر ولا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل.
--------------------------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) يعني بإذن ربهم، من كلّ أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك.
----------------------------------------
*ثمّ ذكر من قال ذلك:
عن قتادة، في قوله: (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
فقال معقبا"
فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كلّ أمر.
----------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: (تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلَّموا عليه.
# عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: " من كل امرئ سلام
----------------------------
مناقشة قراءة " من كل امرئ سلام "
وهذه القراءة من قرأ بها وجَّه معنى من كلّ امرئ: من كلّ ملَك؛ كان معناه عنده: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلّ ملك يسلم على المؤمنين والمؤمنات؛ ولا أرى القراءة بها جائزة، لإجماع الحجة من القرّاء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين، وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله " أمر " ياء، وإذا قُرِئت: (مِنْ كُلّ امْرِئ) لحقتها همزة، تصير في الخطّ ياء.
--------------------------------------------
ثمّ رجّح فقال"
والصواب من القول في ذلك: القول الأوّل الذي ذكرناه قبل، على ما تأوّله قتادة.
--------------------------------------------
ثمّ قال"--
وقوله: (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سلام ليلة القدر من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها.
------------------------------------------
ثمّ قال "
وعُنِي بقوله: (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ): إلى مطلع الفجر.
----------------------------------------
ثمّ ناقش قراءة " (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) "
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار، سوى يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي (مَطْلَعِ الْفَجْرِ) بفتح اللام، بمعنى: حتى طلوع الفجر؛ تقول العرب: طلعت الشمس طلوعا ومطلعا. وقرأ ذلك يحيى بن وثاب والأعمش والكسائي: (حتى مَطْلِعِ الْفَجْرِ) بكسر اللام، توجيها منهم ذلك إلى الاكتفاء بالاسم من المصدر، وهم ينوون بذلك المصدر.
والصواب من القراءة في ذلك عندنا: فتح اللام لصحة معناه في العربية، وذلك أن المطلع بالفتح هو الطلوع، والمطلع بالكسر: هو الموضع الذي تطلع منه، ولا معنى للموضع الذي تطلع منه في هذا الموضع.
------------------------------------------------
آخر تأويل سورة القدر
ـ[جمال حسني]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 07:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{?قْرَأْ بِ?سْمِ رَبِّكَ ?لَّذِي خَلَقَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { خَلَقَ ?لإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { ? قْرَأْ وَرَبُّكَ ?لأَكْرَمُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { ? لَّذِى عَلَّمَ بِ?لْقَلَمِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { عَلَّمَ ?لإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { كَلاَّ إِنَّ ?لإِنسَانَ لَيَطْغَى? ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { أَن رَّآهُ ?سْتَغْنَى? ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) } * { إِنَّ إِلَى? رَبِّكَ ?لرُّجْعَى? ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:Open_Menu()) }
---------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
يعني جلّ ثناؤه بقوله: {اقْرأْ باسِمِ رَبِّكَ} محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأ يا محمد بذكر ربك {الَّذِي خَلَقَ}، ثم بين الذي خلق فقال: {خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ عَلَقٍ} يعني: من الدم، وقال: من علق والمراد به من علقة، لأنه ذهب إلى الجمع، كما يقال: شجرة وشجر، وقصَبة وقَصَب، وكذلك علقة وعَلَق.
وإنما قال: من علق والإنسان في لفظ واحد، لأنه في معنى جمع، وإن كان في لفظ واحد، فلذلك قيل: من عَلَق
**************************
قال الطبري رحمه الله"
.وقوله: {اقْرأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ} يقول: اقرأ يا محمد وربك الأكرم {الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ}: خَلْقَه للكتابة والخط، كما:
# عن قتادة {اقْرأْ باسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} قرأ حتى بلغ {عَلَّمَ بِالقَلَمِ} قال: القلم: نعمة من الله عظيمة، لولا ذلك لم يقم، ولم يصلح عيش.-
---------------------------------------------
ثمّ قال "
وقيل: إن هذه أوّل سورة نزلت في القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"وذكر حديثا عن عائشة بذلك"
وأقوالا أخرى لصحابة وتابعين بنفس المعنى "
**************************
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: {عَلَّمَ الإنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} يقول تعالى ذكره: علَّم الإنسان الخطّ بالقلم، ولم يكن يعلمه، مع أشياء غير ذلك، مما علمه ولم يكن يعلمه.
# قال ابن زيد، في قوله: {عَلَّمَ الإنْسانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} قال: علَّم الإنسان خَطًّا بالقلم.
*************************
# ثمّ قال الطبري رحمه الله
وقوله: {كَلاَّ} يقول تعالى ذكره: ما هكذا ينبغي أن يكون الإنسان أن يُنْعِمَ عليه ربُّه بتسويته خَلقه، وتعليمه ما لم يكن يعلم، وإنعامه بما لا كُفؤَ له، ثم يكفر بربه الذي فعل به ذلك، ويطغى عليه، أن رآه استغنى.
****************************** **
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: {إنَّ الإنْسانَ لَيَطْغَى أنْ رآهُ اسْتَغْنَى} يقول: إن الإنسان ليتجاوز حدّه، ويستكبر على ربه، فيكفر به، لأنْ رأى نفسه استغنت.
وقيل: أن رآه استغنى لحاجة «رأى» إلى اسم وخبر، وكذلك تفعل العرب في كل فعل اقتضى الاسمَ والفعلَ، إذا أوقعه المخبر عن نفسه على نفسه، مكنياً عنها فيقول: متى تراك خارجاً؟ ومتى تحسبك سائراً؟ فإذا كان الفعل لا يقتضي إلا منصوباً واحداً، جعلوا موضع المكنى نفسه، فقالوا: قتلت نفسك، ولم يقولوا: قتلتك ولا قتلته.
**********************
قال الطبري رحمه الله"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: {إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعَى}: يقول: إن إلى ربك يا محمد مَرْجِعَه، فذائق من أليم عقابه ما لا قِبَل له به.
****************************** **
قال الطبري رحمه الله"
القول في تأويل قوله تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=9');)(9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=10');)(10) .
ذُكر أن هذه الآية وما بعدها نزلت في أبي جهل بن هشام، وذلك أنه قال فيما بلغنا: لئن رأيت محمدا يصلي، لأطأنّ رقبته؛ وكان فيما ذُكر قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي، فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أرأيت يا محمد أبا جهل الذي يَنْهاك أن تصلي عند المقام، وهو مُعرض عن الحقّ، مكذّب به. يُعجِّب جلّ ثناؤه نبيه والمؤمنين من جهل أبي جهل، وجراءته على ربه، في نهيه محمدا عن الصلاة لربه، وهو مع أياديه عنده مكذّب به.
**************************
ثمّ قال"
القول في تأويل قوله تعالى: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=11');)(11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=12');)(12) .
يقول تعالى ذكره: (أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ) محمد (عَلَى الْهُدَى) يعني: على استقامة وسَدَاد في صلاته لربه (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى) أو أمر محمد هذا الذي ينهي عن الصلاة، باتقاء الله، وخوف عقابه.
------------------------
ثمّ قال"
.
القول في تأويل قوله تعالى: أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=13');)(13) .
يقول تعالى ذكره: (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ) أبو جهل بالحق الذي بعث به محمدًا (وَتَوَلَّى) يقول: وأدبر عنه، فلم يصدِّّق به.
--------------------------
ثمّ قال".
القول في تأويل قوله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=14');)(14) كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=15');)(15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=16');)(16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=17');)(17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=18');)(18) كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=19');)(19) .
يقول تعالى ذكره: ألم يعلم أبو جهل إذ ينهى محمدا عن عبادة ربه، والصلاة له، بأن الله يراه فيخاف سطوته وعقابه. وقيل: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى، أرأيت إن كان على الهدى، فكررت أرأيت مرات ثلاثًا على البدل. والمعنى: أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى، وهو مكذب متول عن ربه، ألم يعلم بأن الله يراه.
----------
وقال"
وقوله: (كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) يقول: ليس كما قال: إنه يطأ عنق محمد، يقول: لا يقدر على ذلك، ولا يصل إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) يقول: لئن لم ينته أبو جهل عن محمد (لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ) يقول: لنأخذنّ بمقدم رأسه، فلنضمنه ولنُذلنه؛ يقال منه: سفعت بيده: إذا أخذت بيده. وقيل: إنما قيل (لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ) والمعنى: لنسوّدنّ وجهه، فاكتفى بذكر الناصية من الوجه كله، إذ كانت الناصية في مقدم الوجه. وقيل: معنى ذلك: لنأخذنّ بناصيته إلى النار، كما قال: https://www.qurancomplex.org/b2.gif فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=55&nAya=41');).
----------
وقال"
وقوله: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) فخفض ناصية ردّا على الناصية الأولى بالتكرير، ووصف الناصية بالكذب والخطيئة، والمعنى لصاحبها.
وقوله: (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ) يقول تعالى ذكره: فليدع أبو جهل أهل مجلسه وأنصاره، من عشيرته وقومه، والنادي: هو المجلس.
وإنما قيل ذلك فيما بلغنا، لأن أبا جهل لما نهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند المقام، انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغلظ له، فقال أبو جهل: علام يتوعدني محمد وأنا أكثر أهل الوادي ناديا؟ فقال الله جلّ ثناؤه: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ)، فليدع حينئذ ناديه، فإنه إن دعا ناديه، دعونا الزبانية.
ونذكر بعض الآثار بذلك
# قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فمرّ به أبو جهل بن هشام، فقال: يا محمد، ألم أنهك عن هذا؟ وتوعَّده، فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره، فقال: يا محمد بأيّ شيء تهددني؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي ناديا، فأنزل الله: (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) قال ابن عباس: لو دعا ناديه، أخذته زبانية العذاب من ساعته.
# عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فجاءه أبو جهل، فنهاه أن يصلي، فأنزل الله: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=9');)* عَبْدًا إِذَا صَلَّى ( http://java******%3cb%3e%3c/b%3E:AyatServices('https://www.qurancomplex.org/quran/ayat_services.asp?l=arb&nSora=96&nAya=10');)... إلى قوله: (كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) فقال: لقد علم أني أكثر هذا الوادي نَادِيا، فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتكلم بشيء، قال داود: ولم أحفظه، فأنزل الله: (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) فقال ابن عباس: فوالله لو فعل لأخذته الملائكة من مكانه.
-----------
ثمّ قال"
وقوله: (كُلا) يقول تعالى ذكره: ليس الأمر كما يقول أبو جهل، إذ ينهي محمدًا عن عبادة ربه، والصلاة له (لا تُطِعْهُ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لا تُطع أبا جهل فيما أمرك به من ترك الصلاة لربك (وَاسْجُدْ) لِرَبّكَ (وَاقْتَرِبْ) منه، بالتحبب إليه بطاعته، فإن أبا جهل لن يقدر على ضرّك، ونحن نمنعك منه.
# عن قتادة (كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) ذكر لنا أنها نزلت في أبي جهل، قال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأنّ عنقه، فأنزل الله: (كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) قال نبي الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه الذي قال أبو جهل، قال: " لو فعل لاختطفته الزبانية ".
------
آخر تفسير سورة اقرأ باسم ربك، والحمد لله وحده.
ـ[أبو عبد الله خادم القرآن]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 10:12]ـ
بارك الله فيك(/)
منهج السلف في الإفتاء (محاضرة لفضيلة الشيخ د عبد الكريم الخضير)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 03:26]ـ
عنوان المحاضرة (هدي السلف في الإفتاء)
لفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله
المدينة: الرياض (حي الوادي)
المسجد: جامع عثمان بن عفان.
اليوم: الخميس.
الوقت: العشاء.
التاريخ: 19/ 3/1429هـ
للإستفسار: 0500581158
البث المباشر:
- قسم البث في موقع الشيخ حفظه الله
http://www.khudheir.com/live
- موقع البث المباشر
http://www.liveislam.net/
- غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك
(0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0 )
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 06:25]ـ
وفق الله شيخنا وبارك في علمه وعمره.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 02:40]ـ
موقع الجامع
إذا كنت مع الدائري الشمالي لف مع مخرج 7 طريق عثمان بن عفان بإتجاه الشمال بعد 500 متر سترى الجامع يسارك
ـ[صالح العواد]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 04:30]ـ
بارك الله في شيخنا الشيخ عبدالكريم ..
و كذلك أذكر إخواني بمحاضرة الشيخ يوسف الغفيص في نفس الجامع و في نفس اليوم بعد صلاة المغرب بعنوان:
تغير الفتوى بتغير الحال ..
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 12:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 02:44]ـ
لمن لم يتمكن من الحضور او الاستماع للمحاضرة مباشرة فعلى الرابط:
منهج السلف في الإفتاء (الخميس) 19/ 3/1429هـ
http://www.khudheir.com/ref/1522
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 11:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
استفسار أتوجه به إلى طلاب العلم
ـ[البحاثة الاثري]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 10:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ارجو من طلاب العلم افادتي هل مناداتي لأي شخص لا اعرف اسمه باسم محمد فيه حرج شرعي
وذلك لان لي صديق دائما اذا ناديت اي شخص بمحمد يقول قل ياعبدالله فأقول فعلا الافضل ان اقول ياعبد الله لكن اذا انا قلت يامحمد تيمناً بإسم النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس فالأمر فيه سعه فيقول لا ويشدد على فأرجو التوضيح
وجزاكم الله عني خير الجزاء
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 10:29]ـ
لعل الأخ الكريم يمنعك من ذلك تشريفا لاسم المصطفى صلى الله ىعليه و آله وسلم أن يطلق على أي أحد
كما أن المغاربة يطلون على من بريدون مناداته و لا يعرفون اسمهب:"الشريف", و هذا خطأ لأن الناس ليسوا كلهم أشرافا في النسب فلا يلقب به من هب و دب حتى أنهم يطلقونه على المجرمين و المرتدين و المحاربين لدين الله تعالى
و الله أعلم(/)
تجري بأعيننا أي بعينينا
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 12:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
من كتابي «الرياض الروية» في شرح «الفتوى الحموية»
إثبات العينين هنا من خلال قوله تعالى: {تجري بأعيننا} لم أقف عليه في شيء من كتب التفسير المعتبرة، وغاية ما فيها: «بمرأى منا ومنظر»، أو: «بأمرنا». كما في «تفسير الطبري» (11/ 553/ 32756 و32757) ـ على التوالي ـ وقد جمعهما ابن كثير في «تفسيره» (4/ 337) فقال:
«بأمرنا؛ بمرأى منا، وتحت حفظنا وكلاءتنا». انتهى. ولم تَخْرُجْ باقي التفاسير ـ المعتبرة ـ عن هذين القولين.
وقد أورد اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .. » (3/ 411/691) عن ابن عباس في قوله ـ عز وجل ـ {تجري بأعيننا} قال: «أشار بيده إلى عينيه».
قلت: وفي هذا الأثر ـ إن صح الإسناد إليه، لأن اللالكائي ساقه من طريق (علي بن صدقة)، ولم يعرفه المحقق الغامدي ـ كفاية في إثبات العينين ـ كلتيهما ـ من خلال هذا النص.
وقد حاولت تتبع أقوال أهل العلم في إثبات «العينين كلتيهما» من خلال هذا النص، أو غيره، فوجدت الشيخ العثيمين في «فتح رب البرية بتلخيص الحموية» (ص: 61ـ62)، والشيخ صالح آل الشيخ في شرح «الحموية» (ص: 339و358) قد اثبتا «العينين كلتيهما» من خلال مفهوم الآية، ومن خلال مفهوم المخالفة في حديث صفة الدجال:
1ـ «إن ربكم ليس بأعور». رواه البخاري (4141) عن عمر بن محمد، أن أباه حدثه عن ابن عمر، وذكره، وأبوه هو محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، يروي عن جده ابن عمر.
ورواه البخاري (6712) عن أنس وقال: «فيه أبو هريرة، وابن عباس، عن النبي (ص)»
ورواه مرة أخرى برقم (6973)، ومسلم (2933) عن أنس مثله، دون التعليق.
2ـ «إن الله ليس بأعور». رواه البخاري (2892 و3159 و5821 و6708)، ومسلم (169) كلاهما، وغيرهما من طريق سالم، عن ابن عمر.
ورواه البخاري (3256 و6972)، ومسلم (169) من طريق نافع، عن ابن عمر، مثله. ولهما، ولغيرهما فيه طرق وألفاظ. اقتصرت منها على موضع الشاهد.
وإثبات العينين من خلال مفهوم الآية صحيح من حيث اللغة، بل هو الأفصح ـ كما قال ابن القيم ـ لأن جمع المفرد إذا أضيف إلى المثنى هو الأفصح في لغة العرب، كما قال تعالى: {فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] فأضاف الجمع: «قلوبكما». إلى المثنى «عائشة وحفصة»، ولم يثنه «قلبيكما»، مع أنهما اثنتان، وقلباهما مثنى، وجائز أن يثني قلبيهما أيضاً.
وانظر للمزيد حول مسألة جمع المثنى: «مجموع الفتاوى» لشيخ الإسلام (6/ 365 و6/ 370)، و «بدائع الفوائد» (1/ 224)، و «الصواعق المرسلة» (1/ 266) لتلميذه ابن القيم.
وقد أفادني ببعض ذلك أخونا الفاضل أبو عبد الرحمن، عبد الله الموصلي حفظه الله.
وانظر للمزيد في إثبات صفة «العينين» ـ بالتثنية ـ: «إيضاح الدليل» (ص: 76 ـ76) لبدر الدين بن جماعة ـ نقل عن الشيخ العثيمين ـ و «الإبانة» للأشعري (ص: 14 و20)، و «التحفة المدنية» (ص: 122 و129)، و «العلو» للذهبي (ص: 221)، و «توضيح المقاصد وتصحيح القواعد .. » (2/ 417ـ420)، و «المواقف» للإيجي (3/ 145 و3/ 153).
وقد أثبتَ البعضُ له من خلال الآية (جنس العين) فأفردوها ولم يُثَنُّوها، ولم يجمعوها كما في «تبيين كذب المفتري .. » لابن عساكر (ص: 157 ـ158)، و «حجج القرآن» لأبي الفضائل الرازي ـ كان موجوداً سنة (631 هـ) ـ (ص: 50).
وقد تأول جمال الدين، عبد الرحمن بن المأمون، المتولي، الشافعي، أبو سعيد، النيسابوري، المتوفى سنة (478) ثمان وسبعين وأربعمائة، في كتابه «الغنية في أصول الدين» (ص: 114) قوله تعالى: {تجري بأعيننا} فقال: «فالمراد به الأعين التي انفجرت من الأرض وأضافته ـ كذا في الأصل ـ إلى الله ـ سبحانه ـ على سبيل الملك». وهو تأويل لم أقف عليه لغيره
وقد أغفل الكلام عن هذه المسألة الشيخ التويجري ـ عفا الله عنا وعنه ـ في شرحه للحموية ـ على غير عادته ـ مع تكرارها، وضرورة الحاجة لبيانها.
وقد حاول البعض التشغيب على أخينا الشيخ مشهور حسن ـ حفظه الله ـ قبل فترة بسبب كلامه في هذه المسألة، وهذا من الأسباب التي دفعتني لتحرير هذه المسألة على هذا النحو.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 01:13]ـ
أخي الكريم لا أدري ما وجه الإحالة على كتاب إيضاح الدليل لابن جماعة , وكتاب المواقف للإيجي؟
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 06:58]ـ
الأخ الفاضل ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أشكر لكم اهتمامكم بالموضوع
وأما الإحالة إلى «إيضاح الدليل» فقد بينته مباشرة وهو الإحلة إلى نقل المحقق لكلام الشيخ العثيمين، وأما الإحالة إلى «المواقف» فهو نقل الاستدلال بقوله تعالى: (تجري بأعيننا) على اثبات صفة العينين وقد تكرر ذلك في الموضعين.
وفقنا الله وإياكم لطاعته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 08:01]ـ
وقد حاول البعض التشغيب على أخينا الشيخ مشهور حسن ـ حفظه الله ـ قبل فترة بسبب كلامه في هذه المسألة، وهذا من الأسباب التي دفعتني لتحرير هذه المسألة على هذا النحو.
وفقك الله
ماذا تقصد بـ (التشغيب)، و (التحرير)؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:01]ـ
وقد أغفل الكلام عن هذه المسألة الشيخ التويجري ـ عفا الله عنا وعنه ـ في شرحه للحموية ـ على غير عادته ـ مع تكرارها، وضرورة الحاجة لبيانها.
بارك الله فيك ونفع بك ...
هل من تحديد للشيخ التويجري وشرحه للحموية؟
وهذا مقال للأخ معاذ الشمري ـ وفقه المولى ـ، أنقله لكم للإثراء النقاش:
تصحيحُ حديثِ ابنِ عبّاسٍ في صفة (العينين) و الرّدُّ على مَنْ ضعّفَهُ
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، و الصّلاةُ و السّلامُ على رسولِهِ الأمين، و على آله و صحابته و نِسائِهِ أجمعين، و تابِعِيْهِمْ بإحسانٍ من أهلِ الحديث الأثريّين؛ إلى يوم الدّين.
أمّا بعد:
فلقد نَشَرَ (عاملٌ) في (مركز جمعيّة إحياء التّراث الكويتيّة الحزبيّة) = (مركز الإمامِ الألبانيّ - برّأ اللهُ اسمَهُ الغالي مِن مراكزِ الحزبيّة -) في شبكة (السّاحات) البِدْعِيّة مَقالاً لِ (أكرم بن محمّد زيادة الفالوجيّ)؛ عُلوانه: " ((تجري بأعيننا))؛ أي: بعينينا "؛ جاء فيه:
((و قد أورد اللاّلكائيّ في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 3/ 411 / 691) عن ابن عبّاسٍ في قوله - عزّ و جلّ -: ((تجري بأعيننا))؛ قال: ((أشار بيده إلى عينيه)).
قلت: و في هذا الأثر - إن صحّ الإسنادُ إليه؛ لأنّ اللاّلكائي ساقه من طريق (عليِّ بن صدقة)؛ و لم يعرفه المحقّقُ الغامديُّ - كفايةٌ في إثبات العينين - كلتيهما - من خلال هذا النّصّ)) ا. هـ
فأحببتُ أنْ أنْقُلَ لِ (الكاتبِ) و (النّاقلِ!) (بابًا) مِنْ كتابي " عونُ الواحدِ الأحد في إثباتِ عَيْنَيْ ربِّنا الصّمَد و الرّدِّ على الجهميّة الجاحِدِين في العينين العدد "؛ حيثُ كنتُ تكلّمتُ على الحديثِ المذكورِ (روايةً و دِراية).
فأقولُ – مُستعينًا باللهِ العظيم -:
(بابٌ)
من قال بذلك من الصّحابة - رضي الله عنهم -
و قال بتثنية عيني ربّنا - سبحانه - من أصحاب رسولنا - صلّى الله عليه و على آله و سلّم، و رضي عنهم - حبرُ الأمّةِ و تُرجمانُ قرآنها أبو العبّاس عبد الله بن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -.
فلقد فسّر قول الله - تعالى -: ((تجري بأعيينا)) بإشارته إلى عينيه.
قال الإمام أبو القاسم هبة الله الطّبريّ اللاّلكائيّ في " شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة و الجماعة: 3/ 411 - رقم: 691 ": أخبرنا أحمدُ بن محمّدٍ الفقيه؛ قال: أخبرنا عمرُ بن أحمدَ الواعظ؛ قال: ثنا عبدُ الله بن سليمان؛ قال: ثنا عليُّ بن صدقة؛ قال ثنا حجّاج؛ عن ابن جُريجٍ؛ عن عطاء؛ عن ابن عبّاسٍ؛ في قوله - عزّ و جلّ -: ((تجري بأعيينا))؛ قال: أشار بيده إلى عينيه.
و هذا إسنادٌ حسنٌ - على الأقلّ -.
فأحمد بن محمّدٍ الفقيه: هو الفقيه الشّافعيّ الثّقة أبوحامدٍ أحمد بن أبي طاهرٍ محمّد بن أحمد الإسفرائينيّ؛ و انظر: " تاريخ بغداد: 4/ 368 - رقم: 2239 ".
و عمر بن أحمد الواعظ: هو الثّقة الأمين المأمون أبو حفصٍ عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمّدٍ بن شاهين؛ صاحب " تاريخ أسماء الثّقات "؛ و ترجمته في " تاريخ بغداد: 11/ 265 - رقم: 6028 ".
و ليس هو الحافظ العالم الثّقة المتّفق عليه أبا حفصٍ عمر بن أحمدَ بن عليٍّ بن عبد الرّحمن الجوهريّ المروزيّ؛ المعروف بابن علك؛ و انظر: " تاريخ بغداد: 11/ 227 - رقم: 5960 "، و " الإرشاد: 3/ 906 " للخليليّ.
قلت: فإنّ المعروف بـ (عمر بن أحمد الواعظ) هو: ابن شاهين.
و ابن شاهين، و المروزيّ كلاهما روى عنهما الإسفرائينيّ؛ لولا أنّ ابن شاهين هو الّذي يروي عن عبد الله بن سليمان.
و الحديث من أحاديث السّنّة و الصّفات؛ و ابن شاهين مشهورٌ بالاهتمام بذلك، و الدّفاع بالحجج عن الطّريقة السّلفيّة الأثريّة، و له - في ذلك - كتاب " السّنّة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
و الإسفرائينيّ البغداديّ - رحمه الله - أكثر عن عمر بن أحمد الواعظ؛ و المروزيّ أتى بغداد حاجًّا؛ فحدّث فيها؛ كما قال الخطيب في ترجمته؛ أمّا ابن شاهين فكان بغداديًّا؛ فهذا ممّا يُرجّح أنّه هو شيخ الإسفرائينيّ في هذه الأحاديث.
و عمر بن أحمدَ الجوهريّ المروزيّ لم أجد أحدًا لقّبه بـ (الواعظ) (!).
لولا أنّ أبا حامدٍ الإسفرائينيّ - أو اللاّلكائيّ ذكر ذلكَ - مرّةً - في كتابه (2/ 322) - من طريق أبي حامدٍ الإسفرائينيّ؛ عنه -؛ فقال: عمر بن أحمد بن عليٍّ الواعظ.
و قال - مرّةً - (2/ 214): عمر بن أحمد المروزيّ، و قال - أخرى - (1/ 65): عمر بن أحمد بن عليٍّ.
و أيًّا كان؛ فكلاهما ثقةٌ.
و عبد الله بن سليمان: هو الإمام السّنّيّ العالم الحافظ العَلَم الثّقة أبو بكرٍ عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السّجستاني.
و ليس هو أبا محمّدٍ عبد الله بن سليمان بن عيسى بن الهيثم (و قيل: ابن عيسى بن السّنديّ بن سيرين)؛ الورّاق؛ المعروف بالفاميّ؛ قال الخطيب في " تاريخه:: 9/ 469 - رقم: 5096 ": ((كان ثقة)).
فإنّ ابن شاهين و إن روى عنهما؛ إلاّ أنّه أكثر عن أبي بكرٍ ابن أبي داود؛ فهو من أوّل شيوخه.
و أبو بكرٍ ابن أبي داود من أئمّة السّنّة و المعتقد السّلفيّ، و حديثنا في ذلك؛ فلهذا يغلب على الظّنّ أنّه هو راوي هذا الحديث؛ لما عُرف به - رحمه الله - من اهتمامه بالسّنن و الآثار المنتصرة لسبيل السّلف و معتقدهم.
و عليُّ بن صدقة: ذكره ابن حبّان في " الثّقات 8/ 471 - رقم: 14481 "؛ و قال: ((يُغرب))، و انظر " لسان الميزان: 4/ 235 - رقم: 634 "؛ لولا أنّه زعم الكوثريّ الجهميّ - لحاه الله - في " تأنيبه " أنّه: ((كثير الإغراب))؛ فقال المعلّميّ - رحمه الله - في " التّنكيل: 1/ 272 ": ((أقول: ذكره ابن حبّان في " الثقات "؛ و قال: ((يُغرب))؛ وابن حبّان قد يقول مثل هذا لمن يَستغرِب له حديثًا واحدًا، أو زيادةً في حديث؛ فقول. . . [الكوثريّ]: ((كثير الإغراب)) من تصرّفاته)) (!!!).
قلت: فهو - إذًا - حسن الحديث على الأقلّ؛ ما لم يُخالف، و توثيق ابن حبّان لمثله مُعتبر؛ إذ التّوقّف إنّما هو في توثيقه المجهولين؛ لا المعروفين.
و حجّاجُ: هو الثّقة الثّبت أبو محمّدٍ الأعور الحجّاج بن محمّدٍ المصّيصيّ؛ و قد اختلط في آخر عمره؛ إلاّ أنّه قال أبو بكرٍ الخلاّل: ((فنرى أنّ حجّاجًا كان منه هذا [أي قَبول تلقين تلميذه سنيد بن داود] فى وقت تغيّره، لأنّ عبد الله بن أحمد حكى عن أبيه أنّ حجّاجًا تغيّر فى آخر عمره، و نرى أنّ أحاديث النّاس عن حجّاجٍ صحاحٌ صالحةٌ؛ إلا ما روى سنيدٌ من هذه الأحاديث)).
و ابن جُريجٍ مدلّسٌ تدليسًا قبيحًا - كما قال الدّارقطنيّ -؛ لولا أنّ عنعنة ابن جُريجٍ؛ عن عطاءَ محمولةٌ على السّماع؛ لقوله: ((إذا قلت: ((قال عطاء))؛ فأنا سمعته منه؛ و إن لم أقل: ((سمعت))))؛ و ليس من فرقٍ مؤثّرٍ بين العنعنة و التّقويل؛ كما أشرحُهُ في جزءٍ خاصٍّ حول (عنعنة ابن جريجٍ؛ عن عطاء).
بقي أن نعرف: هل لَقِيَ عطاء ابنَ عبّاسٍ؟؛ أم لا؟.
لأنّ عطاء بن أبي رباحٍ كثير الإرسال؛ إلاّ أنّه أخذ عن ابن عبّاسٍ، و روايته عنه أخرجها العلماء في صحاحهم، و كان ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما - يُجلّه؛ فلقد قال أبو داود؛ عن سفيان الثّوريّ؛ عن عمر بن سعيدٍ بن أبي حسين؛ عن أمّه: أنّها أرسلت إلى ابن عبّاسٍ؛ تسأله عن شىء؛ فقال: يا أهل مكّة؛ تجتمعون عليّ و عندكم عطاء؟!.
فالإسناد حسنٌ - على الأقلّ -؛ لحال عليِّ بن صدقة.
هذا؛ و تفسيرُ ابن عبّاسٍ - هذا - له حكم الرّفع؛ لسببين:
الأوّل: أنّه لا يُقال بمجرّد الاجتهاد و الرّأي؛ فليس للرّأي إلى (صفات الله - سبحانه -) سبيل (!).
و الثّاني: أنّه تفسير صحابيٍّ - لم يُخالَف فيه - ممّا لا مجال للرّأي فيه، و ليس ممّا يُنقل عن لسان العرب، و مُفسِّره ليس معروفًا بالنّظر في الإسرائيليّات؛ فله حكم المرفوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
و مسألة (الحُكم على تفسير الصّحابيّ الموقوف بالرّفع) مُختلفٌ فيها؛ و قال ابن حجرٍ في " النّكت: 2/ 531 - 532 ": ((و الحقّ أنّ ضابط ما يفسّره الصّحابيّ - رضي الله عنه - إن كان لا مجال للاجتهاد فيه، و لا منقولاً عن لسان العرب فحكمه الرّفع () -[قلت: يعني: إذا لم يُخالَف - و الله أعلم -]-؛ و إلاّ فلا. . .؛ و هذا التّحرير الّذي حرّرناه هو معتمد خلقٍ كثيرٍ من كبار الأئمّة؛ كصاحبيّ " الصّحيح " ()، و الإمام الشّافعيّ،، و أبي جعفرٍ الطّحاويّ، و أبي بكرٍ ابن مردويه في " تفسيره " المسند، و البيهقيّ، و ابن عبد البرّ؛ في آخرين.
إلاّ أنّه يُستثنى من ذلك ما كان المفسِّر له من الصّحابة - رضي الله - تعالى - عنهم - معروفًا بالنّظر في الإسرائيليّات؛ كعبد الله ابن سلاّم، و غيره من مسلمة أهل الكتاب، و كعبد الله بن عمرٍو بن العاص؛ فإنّه كان حصل له في وقعة اليرموك كتبٌ كثيرةٌ من كتب أهل الكتاب؛ فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة؛ حتّى كان بعض أصحابه ربمّا قال له: حدّثنا عن النّبيّ، و لا تحدّثنا عن الصّحيفة (!)؛ فمثل هذا لا يكون حكم ما يخبر به من الأمور النّقلية الرّفع؛ لقوّة الاحتمال)) () ا. هـ
و انظر: " الرّدّ المفحم: 54 "، و " النّصيحة " لشيخنا الإمام الفقيه الحافظ الألبانيّ ()، و " رسالة الحجاب: 12، 25 " لشيخنا المفسّر الأصوليّ الفقيه محمّد بن صالحٍ بن عثيمين - رحمهما الله -؛ فهما - يرحمهما الله - يقولان برفع تفسير الصّحابيّ - مُطلقًا () -؛ و يقول بمثل قولهما ناسٌ كثيرٌ من السّلف و السّلفيّين، و يُخالفهما ناسٌ؛ و إنّما نقلتُ قولهما لإجماع أهل العصر على إمامتهما، و نبوغهما - رحمهما الله -.
و لسنا نقول بقولهما - مطلقًا -؛ بل الرّاجح ما نقلتُه عن ابن حجرٍ - عفا الله عنّا و عنه -؛ من تقييد ذلك بقيودٍ ثلاثة؛ هي: أن لا يكون تفسيرُه ممّا يُقال بالاجتهاد و الرّأي، و لا ممّا يُنقَل عن لسان العرب، و لا يكون مفسِّرُه من المعروفين بالنّظر في مرويّات بني إسرائيل، و زدنا قيدًا رابعًا؛ هو: أن لا يُخالِفه - من الصّحابة - غيُره؛ و الله أعلم.
و هذا الوجْهُ المرفوع - من تفسير ابنِ عبّاسٍ - رضي الله عنهما يعتضد و يتقوّى بحديثي أبي هريرة، و عقبة بن عامرٍ - رضي الله عنهما - المرفوعين.
كما أنّه يعضدهما، و يقوّيهما، و يشهد لهما.
هذا؛ مع التّنبّه إلى كون ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما - لم يُخالَف في تفسيره - هذا -؛ و مثل هذا القول منه - رضي الله عنه - و إن لم يُسمّى إجماعًا؛ لعدم معرفتنا انتشاره عنه؛ إذ هذا هو ضابط جعل أقوال الصّحابة - رضي الله عنهم - الّتي لم يُخالِفوا فيها إجماعًا، مع شرطٍ آخر؛ و هو: أن لا يكونوا من أولي الهيبة الّذين تُخشى مخالفتهم؛ كعمر - رضي الله عنه -، و أضرابه.
أقول: و إن لم يسمّى قول ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما - - هذا - إجماعًا؛ إلاّ أنّه حجّةٌ؛ فهو كالإجماع؛ و انظر " جِماع العلم: 43 - 44 " للإمام الشّافعيّ - رحمه الله -.
و الأئمّة يجعلون ما لا يُعلم فيه بالمخالف حجّةً؛ و إن لم يُسمّوه إجماعًا، و يحتجّون بآثار الصّحابة إذا لم يُخالَفوا.
فكيف؛ و أثرُنا - هذا - في ما لا يُقال بالرّأي؛ و له حكم الرّفع - كما بيّنّا -.
و المراد بيانه؛ أنّ هذا التّفسير إن لم يكن إجماعًا؛ فهو كالإجماع.
على أنّي سأذكر من نقل الإجماع على تثنية عيني ربّنا – سبحان - في بابٍ خاصٍّ - إن شاء الله -.
فإن قال قائلٌ أنّ اللاّلكائيّ - نفسه - - رحمه الله - يميل إلى ضعف حديث ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما - المذكور (!)؛ و ذلك أنّه قال (3: 412)؛ تحت باب (سياق ما دلّ من كتاب الله - عزّ و جلّ -، و سنّة رسوله على أنّ من صفات الله - عزّ و جلّ - الوجه و العينين و اليدين): ((692 - و رُوي عن ابن عبّاسٍ في تفسير: ((بأعيينا)): أنه أشار الى عينيه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قيل: أنّ تصديره الحديث بصيغة التّمريض تضعيفٌ له؛ و قد قال النّوويّ - عفا الله عنّا و عنه - في " المجموع شرح المهذّب: 1/ 63 ": ((قال العلماء المحقّقون من أهل الحديث و غيرهم: إذا كان الحديث ضعيفًا لا يُقال فيه: قال رسول الله - صلّى الله عليه و على آله و سلّم -، أو: فعل، أو: أمر، أو: نهى، أو: حكم، و ما أشبه ذلك من صيغ الجزم، و كذا لا يُقال فيه: روى أبو هريرة، أو: قال، أو: ذكر. . .، و ما أشبهه، وكذا لا يقال ذلك في التّابعين، و من بعدهم - فيما كان ضعيفًا -؛ فلا يقال في شيءٍ من ذلك بصيغة الجزم؛ و إنّما يُقال في هذا كلِّه: رُوي عنه، أو: نُقل عنه، أو: حُكي عنه. . .، أو: يُذكر، أو: يُحكى. . .، أو: يُروى، و ما أشبه ذلك من صيغ التّمريض؛ و ليست من صيغ الجزم.
قالوا: فصيغ الجزم موضوعةٌ للصّحيح أو الحسن، و صيغ التّمريض لما سواهما.
وذلك أنّ صيغة الجزم تقتضي صحّته عن المضاف إليه؛ فلا ينبغي أن يُطلق إلا فيما صحّ؛ و إلاّ فيكون الإنسان في معنى الكاذب عليه و هذا الأدب أخلّ به المصنّف ()، و جماهير الفقهاء من أصحابنا، و غيرهم؛ بل جماهير أصحاب العلوم - مطلقًا - ما عدا حذّاق المحدّثين؛ و ذلك تساهلٌ قبيحٌ منهم؛ فإنهّم يقولون - كثيرًا - في الصّحيح: ((رُوي عنه))، و في الضّعيف: ((قال))، أو: ((روى فلان))؛ و هذا حيدٌ عن الصّواب)) ا. هـ
و الإمام اللاّلكائيّ - رحمه الله - يقول: ((رُوي عن ابن عبّاسٍ في تفسير: ((بأعيينا)): أنه أشار الى عينيه))؛ فيكون هذا - عنده - ضعيفًا (!).
فأقول - و بربّي - وحده - أصول و أجول -:
أوّلاً: كيف يُظنّ هذا؛ مع أنّ اللاّلكائيّ أخرجه محتجًّا به؟!.
هل تُراه يحتجّ بالضّعيف في عقيدته و صفات ربّه - سبحانه و تعالى -؟!.
و ثانيًا: فإنّ القاعدة الّتي ذكرها النّوويّ صحيحةٌ.
نعم؛ و لكنّه ذكرها فقال: ((قال العلماء المحقّقون من أهل الحديث))، و ((هذا الأدب أخلّ به المصنّف، و جماهير الفقهاء من أصحابنا، و غيرهم؛ بل جماهير أصحاب العلوم - مطلقًا - ما عدا حذّاق المحدّثين)).
و ليس عندنا أنّ الإمام اللاّلكائيّ - رحمه الله - من (العلماء المحقّقين من أهل الحديث)، و لا أنّه - رحمه الله - من (حذّاقهم)؛ فليس في كتابه ما يدلّ على ذلك؛ بل فيه ما يُشعر بضدّه.
و حتّى لو كان منهم؛ فليس ذلك مستلزمًا التزامَه ما ذكره النّوويّ عنهم؛ فإنّ كثيرًا من حذّاقهم لم يكونوا يلتزمون ذلك؛ كشيخ الإسلام - رحمه الله -، و غيره؛ و إن التزمه بعضهم؛ كالمنذريّ - رحمه الله - في " التّرغيب و التّرهيب " و غيره.
و ثالثًا: فإنّ تصدير الحديث بصيغة التّمريض ليس إشعارًا بضعفه - دائمًا -؛ حتّى عند حذّاق و أئمّة المحدّثين؛ فهذا أمير المؤمنين في الحديث، شيخُ أهل الصّنعة؛ الإمامُ البخاريّ - رحمه الله - يُصدّر بعض الأحاديث بالتّمريض في " صحيحه "؛ فيقول الحافظ في " الفتح: 1/ 91 ": ((قاعدةٌ ذكرها لي شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ - رحمه الله -؛ و هي: أنّ البخاريّ لا يخصّ صيغة التّمريض بضعف الإسناد؛ بل إذا ذكر المتن بالمعنى، أو اختصره أتى بها - أيضًا -)).
و الإمام اللاّلكائيّ لمّا صدّر الحديث بصيغة التّمريض كان أتى به مختصرًا، و بالمعنى.
فلعلّ هذا هو سبب تصديره إيّاه بالتّمريض؛ لا أنّه يُضعّفه (!).
و آخر ما يُقال - في حديث ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما - - هذا - أنّه هو الجواب على تساؤلٍ عن سلف الدّارميّ - رحمه الله - في قوله بتثنية عيني ربّنا - سبحانه -.
و هو الجواب على تشكيك من شكّك - من الجهميّة - في الإجماع السّلفيّ على تثنية عيني ربّنا - سبحانه -.
فالحمد لله ناصر جنده، و مخزي عدوّه.
=========================
الحواشي
=========================
(1) و قال قولَه تلميذُه السّخاويّ في " فتح المغيث:1/ 124 ".
(2) قلت: و قد زعم الحاكم أنّهما يقولان برفع تفسير الصّحابيّ مطلقًا؛ كما سيأتي (!).
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) و قال قوله - قبله - في اشتراط أن لا يكون الصّحابيّ - رضي الله عنه - من الآخذين عن بني إسرائيل شيخُه العراقيّ - رحمه الله – في " شرح التّقييد "؛ و ردّه تلميذه السّخاويّ في " فتح المغيث: 130 - 131 "؛ فقال: ((وفي ذلك نظر؛ فإنّه يبعُد أن الصّحابيّ المتّصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوّغ حكاية شيءٍ من الأحكام الشّرعيّة الّتي لا مجال للرّأي فيها مستندًا لذلك من غير عزوٍ؛ مع علمه بما وقع فيه من التّبديل و التّحريف؛ بحيث سمّى ابن عمرٍو بن العاص الصّحيفة النّبويّة: ((الصّادقة))؛ احترازًا عن الصّحيفة اليرموكيّة، و. . .)) ا. هـ
قلت: و قول العراقيّ و العسقلانيّ أوثق؛ فلسنا نزعم الرّفع بالظّنون (!).
(4) و قال شيخنا - رحمه الله - في " الصّحيحة: 3/ 188 - رقم: 1191 ": تفسير الصّحابيّ للقرآن له حكم الرّفع؛ كما قرّره الحاكم في " المستدرك ".
قلت: و أبو عبد الله الحاكم - رحمه الله - إنّما ينقل - ما يقوله من إسناد تفسير الصّحابيّ و رفعه - عن صاحبيّ الصّحيح؛ فلذلك يقول (1/ 726 - تحت الحديث: 1988): ((قد اتّفقا على أنّ تفسير الصّحابيّ حديثٌ مسند))، و قال (2/ 283 – تحت الحديث: 3021): ((ليعلم طالب هذا العلم أنّ تفسير الصّحابيّ الّذي شهد الوحي و التّنزيل عند الشّيخين حديثٌ مسند))، و قال (2/ 289 – تحت الحديث: 3043): ((اتّفق الشّيخان على سند تفسير الصّحابيّ)).
و لذلك قال الحافظ – عفا الله عنّا و عنه - في " النّكت: 2/ 530 ": ((أطلق الحاكم النّقل عن البخاريّ و مسلمٍ: أنّ تفسير الصّحابيّ - رضي الله عنه - الّذي شهد الوحي و التّنزيل حديثٌ مسند)).
قلت:
و لكنّه قيّد - ما أطلقه - في " معرفة علوم الحديث: 20 "؛ فقال: ((فأمّا ما نقول في تفسير الصّحابيّ مسند؛ فإنّما نقوله في غير هذا النّوع؛ فإنّه كما أخبرنا أبو عبد الله محمّدُ بن عبد الله بن صفّارٍ: حدّثنا إسماعيل بن إسحق القاضي: حدّثنا إسحق بن أبي أويسٍ: حدّثني مالكُ بن أنسٍ؛ عم محمّدٍ بن المنكدر؛ عن جابرٍ؛ قال: كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قُبلها جاء الولد أحول؛ فأنزل الله - عزّ و جلّ -: ((نساؤكم حرثٌ لكم)).
قال الحاكم: هذا الحديث و أشباهه مسندةٌ عن آخرها؛ و ليست بموقوفة؛ فإنّ الصّحابيّ الّذي شهد الوحي و التّنزيل؛ فأخبر عن آيةٍ من القرآن؛ أنّها نزلت في كذا و كذا؛ فإنّه حديثٌ مسند.
قلت:
و هذا مثل قول الخطيب، و أبي منصورٍ البغداديّ، و ابن الصّلاح، و السّخاويّ غيرهم؛ أنّ تفسير الصّحابيّ ليس له حكم الرّفع إلاّ إذا تعلّق بسبب النّزول (!).
و الله أعلم.
(5) هذا ما في كُتب شيخِنا الإمام الألبانيّ - رحمه الله -؛ لولا أنّه قيّد ذلك بقيدين - كما في الشّريط رقم: (843)؛ من (سلسلة الهدى و النّور) -؛ و هما: أن لا يكون قول الصّحابيّ أو تفسيره ممّا يُقال بالاجتهاد أو بالرّأي، و أن لا يكون الصّحابيّ ممّن اشتهر بالأخذ عن بني إسرائيل.
(6) أي: الشّيرازي؛ صاحب " المهذّب ".
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 12:07]ـ
وإثبات العينين من خلال مفهوم الآية صحيح من حيث اللغة، بل هو الأفصح ـ كما قال ابن القيم ـ لأن جمع المفرد إذا أضيف إلى المثنى هو الأفصح في لغة العرب، كما قال تعالى: {فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] فأضاف الجمع: «قلوبكما». إلى المثنى «عائشة وحفصة»، ولم يثنه «قلبيكما»، مع أنهما اثنتان، وقلباهما مثنى
سبحان الله!
تقول في قوله: {قلوبكما} أضاف الجمع ((قلوب)) إلى ضمير المثنى ((كما)) فدل على التثنية، وهو الأفصح في لغة العرب
ولكن في قوله: {بأعيننا} أضاف الجمع ((أعين)) إلى ضمير الجمع ((نا)) فأين وجه الشبه؟ وأين إضافة جمع المفرد إلى المثنى؟ وما علاقة هذه بتلك أخي الكريم؟
رجاء ... من يتكلم في مسائل الاعتقاد فليحرر ما يكتب قبل نشره حتى لا يستغله أرباب البدع في التشنيع على أهل السنة
ودليل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أصح وأبعد عن الاعتراض
والله الموفّق
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل: أبو مالك العوضي، وفريد المرادي، وعيد فهمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على اهتمامكم واستدراكاتكم وتعليقاتكم واستفساراتكم ..
الأخ العوضي ..
قصدت بالتشغيب: أنهم طعنوا في عقيدة الشيخ مشهور لعدم استدلاله بحديث «إن ربكم ليس بأعور» على إثبات صفة العينين، وإنما استدل بإجماع أهل السنة الذين أثبتوا العينين، وهو دليل معتبر شرعاً كما نقله عن شيخ الإسلام من مقدمة الواسطية.
وقصدت بالتحرير: كتابة الموضوع ونشره لتبيين عقيدة أهل السنة ـ والشيخ ـ وفقه لله ـ من رؤوسهم ـ في إثبات العينين لله تعالى.
شاكرا لك هذا الاستفصال عن ذاك الإجمال في الموضعين، وهو منهج اهل السنة والجماعة.
وفقنا الله وإياكم لكل خير وطاعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأما الأخ المرادي .. فقصدت بالشيخ التويجري، الدكتور حمد بن عبد المحسن التويجري ـ حفظه ووفقه الله ـ محقق ودارس وشارح «الحموية»، والذي أجاد وأفاد في دراسته وشرحه وتحقيقه، ولكنه ما تكلم عن هذه الصفة في ذلك الموضع من «شرح الحموية»، على غير عادته ـ كما أسلفت ـ في استقصاء وتفصيل المسائل.
وفقنا الله وإياه، وإياكم، والمسلمين لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأما الأخ عيد فهمي .. فجزاك الله خيراً على التنبيه، وإنما أردت بيان دليل ابن القيم في الآية في إثبات صفة العينين، في «الصواعق المرسلة» وتنبيهك في محله، وجزاك الله كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 07:59]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم(/)
مناظرة الإمام الألباني لنايف ذياب المعتزلي
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 01:23]ـ
السلام عليكم ... كيف أحوالكم ... عساكم بخير ..
حملوا مشكورين: مناظرة الإمام الألباني للشيخ نايف ذياب المعتزلي رحمهما الله وغفر لهما
http://www.islamup.com/download-2587da5184.rar.html
آمل أن تعجبكم
الرجاء أن تدعو للمكروبين والمهمومين والمظلومين ..... بقلب صاااااادق
ـ[سلمان]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 02:29]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[على عثمان]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 06:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أستطيع تحميل الملف حيث تخرج رسالة فيها هذا الملف ربما تم حذفة بسبب مخالفتة لقوانين مركز التحميل الاسلامى،فهل من رابط آخر، ولكم خالص الشكر
ـ[مهداوي]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 11:48]ـ
السلام عليكم ... كيف أحوالكم ... عساكم بخير ..
حملوا مشكورين: مناظرة الإمام الألباني للشيخ نايف ذياب المعتزلي رحمهما الله وغفر لهما
http://www.islamup.com/download-2587da5184.rar.html
آمل أن تعجبكم
الرجاء أن تدعو للمكروبين والمهمومين والمظلومين ..... بقلب صاااااادق
الرابط لا يعمل
ثانيا: هل توفي أمين نايف المعتزلي؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 10:47]ـ
بحثت عن رابط يعمل في الشبكة فلم أجد!!!
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[17 - May-2009, صباحاً 12:25]ـ
الرابط لا يعمل
ثانيا: هل توفي أمين نايف المعتزلي؟
هلك السنة الماضية.
ومازلت اذكر كلامة في أحد غرف البالتوك, وهو يطعن في عائشة رضي الله عنها ليرضي الروافض.
ـ[مهداوي]ــــــــ[17 - May-2009, صباحاً 09:07]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
شأن الموت شأن عظيم وله في القلب أثره وإن كان موت مبتدع
وما زلت أذكر لما طلب مني أن أوافيه في مسجده في عمّان منذ بضع سنوات لينقذني من ضلال المجسمة - على حد تعبيره -!
رحمه الله وغفر له وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 12:47]ـ
إن مات على معتقده وفي الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
فلا رحمه الله. وأساله تعالى أن ينور قبره بالحميم.(/)
سؤالان: ما حكم تزيين البيت بأسماك محجوز في أحواض مائية وطيور في أقفاص؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الشريعة في تزيين البيوتات بالطيور في الأقفاص والأسماك في الأحواض؟ واستدل بما معك من النصوص الشرعية.
أفتونا بارك الله في السباقين منكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 05:33]ـ
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا " (أخرجه البخاري)
سمعت أحد أهل العلم يجيز الاحتفاظ بالطيور في الأقفاص للأطفال كما أذكر، ويستدل بالحديث السابق. هل عندكم أطفال!.
وللفائدة:
بعض المواقع عند ذكرهم لهذا الحديث يكتبون (النغير) هكذا (النقير)،وهذا خطأ كما هو معلوم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 11:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك.
هل من تفصيل أكثرَ وإجابة أشفى للمسألتين.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 05:30]ـ
قال الشيخ بن عثيمين - رحمه الله تعالى - في فتاوى نور على الدرب (من المكتبة الشاملة):
" لا بأس أن يربي الطيور بالأقفاص, إذا وفر لها ما تحتاج إليه من طعام وشراب وتدفئة في أيام البرد, وتنفيهم في أيام الحر؛لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (دخلت النار امرأة في هرة لها في هرة حبستها لا هي أطعمتها حين حبستها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض) فدل هذا على أن من حبس حيوانا ولم يقصر فيما يحتاجه فأنه لأحرج عليه فيه "
حكم حبس الطيور في الأقفاص للزينة
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
المصدر: فتاوى إسلامية، (4/ 449)
تاريخ الإضافة: 04/ 12/2006 ميلادي - 13/ 11/1427 هجري
زيارة: 69
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
هل يجوز حبس بعض الطيور في الأقفاص لغرض الزينة في البيوت والحدائق؟
الجواب:
لا حرج في ذلك إذا قام حابسها بما يلزم لها من الطعام والماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ؛ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ؛ لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ" متفق على صحته [1].
فدل ذلك على أنها لو أطعمتها وسقتها مع حبسها لها لم تعذَّب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119573
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38379
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 05:57]ـ
قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (النحل:6).
ورد في تفسير الطبري:
يقال للمواشي المرسلة للرعي "هذا سرْح القوم" يراد به مواشيهم المرسلة للرعي. ومنه قول الله تعالى ذكره: (وَالأنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ).
وورد في تفسير ابن كثير:
{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)}
(يُتْبَعُ)
(/)
يمتن تعالى على عباده بما خلق لهم من الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، كما فصلها في سورة الأنعام إلى ثمانية أزواج، وبما جعل لهم فيها من المصالح والمنافع، من أصوافها وأوبارها وأشعارها يلبسون ويفترشون، ومن ألبانها يشربون، ويأكلون من أولادها، وما لهم فيها من الجمال وهو الزينة؛ ولهذا قال: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} وهو وقت رجوعها عشيًا من المرعى فإنها تكون أمَدّه خواصر، وأعظمه ضروعًا، وأعلاه أسنمة، {وَحِينَ تَسْرَحُونَ} أي: غُدوة حين تبعثونها إلى المرعى.
{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} وهي الأحمال المثقلة التي تَعجزُون عن نقلها وحملها، {إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأنْفُسِ} وذلك في الحج والعمرة والغزو والتجارة، وما جرى مجرى ذلك، تستعملونها في أنواع الاستعمال، من ركوب وتحميل، كما قال تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 21، 22]، وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُون} [غافر: 79، 81]؛؛ ولهذا قال هاهنا بعد تعداد هذه النعم: {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} أي: ربكم الذي قيَّض لكم هذه الأنعام وسخرها لكم، كما قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} [يس: 71، 72]، وقال: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 12 - 14].
ال ابن عباس: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} أي: ثياب، والمنافع: ما تنتفعون به من الأطعمة والأشربة.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا إسرائيل، عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس: {دِفْءٌ وَمَنَافِعُ} نسل كل دابة.
وقال مجاهد: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} قال: لباس ينسج، ومنافع تُركَبُ، ولحم ولبن.
وقال قتادة: {دِفْءٌ وَمَنَافِعُ} يقول: لكم فيها لباس، ومنفعة، وبُلْغة.
وكذا قال غير واحد من المفسرين، بألفاظ متقاربة.
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8)}
هذا صنف آخر مما خلق تبارك وتعالى لعباده، يمتن به عليهم، وهو: الخيل والبغال والحمير، التي جعلها للركوب والزينة بها، وذلك أكبر المقاصد منها.
وورد في تفسير القرطبي:
وجمال الانعام والدواب من جمال الخلقة، وهو مرئى بالابصار موافق للبصائر.
ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها هذه نعم فلان، قاله السدى.
ولانها إذا راحت توفر حسنها وعظم شأنها وتعلقت القلوب بها، لانها إذ ذاك أعظم ما تكون أسمنة وضروعا، قاله قتادة.
ولهذا المعنى قدم الرواح على السراح لتكامل درها وسرور النفس بها إذ ذاك.
والله أعلم.
وروى أشهب عن مالك قال: يقول الله عز وجل " ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون " وذلك في المواشى حين تروح إلى المرعى وتسرح عليه.
والرواح رجوعها بالعشى من المرعى، والسراح بالغداة، تقول: سرحت الابل أسرحها سرحا وسروحا إذا غدوت بها إلى المرعى فخليتها ... "
والسؤال هنا هل يجوز حبس بعض الحيوانات طلبا للاستمتاع بجمالها استنادا لهذه الآية؟
أم أننا يجب أن نقتني الحيوانات ونربيها للفوائد الأخرى والاستمتاع بجمالها أي بالنظر إليها وإلى جميل صنع الله وخلقه وإلى عظيم نعمته يكون تبعا لذلك ولا يصح مستقلا؟
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 07:43]ـ
ويتولد من ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل هذا الأمر مقتصر على بهيمة الأنعام، بالنسبة للحيوانات البرية، ولايدخل في ذلك السباع، لكن لابد أن نضع في أذهاننا الطيور الجارحة التي تستخدم للصيد،فهي ليست من بهيمة الأنعام ولا يحل أكلها، لكن فيها فائدة:
أما بالنسبة لحيوان كالكلب فيه فوائد،وهذا معلوم، وقد اختلف العلماء في كونه بهيمة أم سبع، لكن الراجح أنه بهيمة:
فقد ورد في صحيح مسلم:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ فَقَالَ الرَّجُلُ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا فَقَالَ فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"
وجمال الحيوان ليس سببا في شعور الإنسان بأنه جميل، بل العطف العليه بالدرجة الأولى خصوصا إذا قام الشخص بالعناية به وتربيته، والشعور بعظمة خلق الله تعالى، وفائدة وجود هذا الحيوان:
وسبب تفكري في الموضوع هو كلبنا:
فهذا الكلب مدرب للحراسة،وهو يشبه الذئب وضخم جدا، ويخافه الرجل الذي يخافه الرجال.
لكن كلما نظرت إليه شعرت بالعطف عليه وبأنه جميل مع أن شكله كما ذكرت آنفا، فقد اعتنيت به صغيرا حتى كبر، وكلما مسحت على رأسه، تذكرت قوله تعالى: قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} (النحل:6).
أما بالنسبة للسمك:
قال تعالى:
{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (المائدة:96).
وهنا نسأل سؤال:
هل استفادتنا من السمك تجعل من حقنا أن نقتنيه للزينة، فالذي يظهر مما سبق أن الحيوانات التي يستفاد منها يكون فيها جمال.
وهذا الكلام كله للمدارسة.
والله أعلى و أعلم وأحكم.(/)
صلاة الامام إذا لحن ما حكمها؟
ـ[الشويحي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 05:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل تصح الصلاة خلف الامام الذى يلحن فى إعراب القرآن وما حكم صلاته وصلاة المأموم إن لحن؟ أود الاجابة ممن يستطيع الإجابة بعلم؛ لأن هذه فتوى أعزكم الله وبارك لكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 07:12]ـ
- قال الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغني:
(تُكْرَهُ إمَامَةُ اللَّحَّان، الَّذِي لَا يُحِيلُ الْمَعْنَى، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ.
وَتَصِحُّ صَلَاتُهُ بِمَنْ لَا يَلْحَنُ؛ لِأَنَّهُ أَتَى بِفَرْضِ الْقِرَاءَةِ، فَإِنْ أَحَالَ الْمَعْنَى فِي غَيْرِ الْفَاتِحَةِ، لَمْ يُمْنَعْ صِحَّةُ الصَّلَاةِ، وَلَا الِائْتِمَامِ بِهِ، إلَّا أَنْ يَتَعَمَّدَهُ، فَتَبْطُلَ صَلَاتُهُمَا.)
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[الشويحي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ العبادي
فهمت من كلامك أن من لحن فى غير الفاتحة فأحال المعنى فإمامته صحيحة وصلاته صحيحة لأنه لم يتعمد اللحن .. فإن كان هذا صحيحا فهو خير لأن من أئمة المسلمين فى هذه الأيام طائفة تعرف بمقيمى الشعائر (الأذان والإقامة والصلاة) منهم من لا يحسن ضبط ما يقرأ! وتعليق صحة صلاة المسلمين بقراءته أمر خطير أحببت السؤال عنه. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 04:57]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم ...
حفظكم الله هذا ليس كلامي وليس لي أن أتكلم إنما أنا ناقل لعلوم أئمتنا فهذا كلام إمامنا المبجل ابن قدامة رحمه الله ورضي عنه ..
ونعم ما كرتموه صحيح لكن في غير الفاتحة كما ذكر الإمام ..
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 08:37]ـ
ارايتم لو لحن فى الفاتحة ولم يتغير المعنى كما لو قال (مالك يوم الدين) بفتح الكاف او ضم الواو
ـ[زكريا أحمد]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 04:18]ـ
س 13: ما حكم تجويد القراءة؟ وما حد اللحن المبطل للصلاة؟ وما الحكم في اللحن في فاتحة الكتاب؟ وماذا تقولون في إمامة من تكثر أخطاؤه بصورة ملفتة للنظر؟
ج 13: التجويد المطلوب هو إظهار الحروف وإيضاحها، قال النووي في التبيان: وينبغي أن يرتل قراءته، قال الله -تعالى- وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
وروى أبو داود والترمذي وصححه عن أم سلمة أنها نعتت قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قراءة مفسرة حرفا حرفًا ..
وعن عبد الله بن مغفل قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجّع في قراءته. وقال ابن عباس لأن أقرأ سورة وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله وقد نهي عن الإفراط في الإسراع، ويسمى الهذرمة، فثبت أن رجلا قال لابن مسعود إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: هذًّا كهذِّ الشِّعر، إن أقوامًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. اهـ.
وقال ابن قدامة في المغني، والمستحب أن يأتي بها مرتلة معربة، يقف فيها عند كل آية، ويمكن حروف المد واللين، ما لم يخرجه ذلك إلى التمطيط ... فإن انتهى ذلك إلى التمطيط والتلحين كان مكروها، لأنه ربما جعل الحركات حروفا، قال أحمد يعجبني من قراءة القرآن السهلة. وقال: قوله: زينوا القرآن بأصواتكم. قال: يحسنه بصوته من غير تكلف. اهـ. وقال -أيضا- تكره إمامة اللحان الذي لا يُحيل المعنى، نص عليه أحمد وتصح صلاته بمن لا يلحن، لأنه أتى بفرض القراءة، فإن أحال المعنى في غير الفاتحة لم يمنع صحة الصلاة، ولا الائتمام به، إلا أن يتعمده فتبطل صلاتهما.
وقال -أيضا- يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة، غير ملحون فيها لحنا يحيل المعنى، فإن ترك ترتيبها أو شدة منها، أو لحن لحنا يحيل المعنى، مثل أن يكسر كاف (إياك) أو يضم تاء (أنعمت) أو يفتح ألف الوصل في (اهدنا) لم يعتد بقراءته إلا أن يكون عاجزًا عن غير هذا. اهـ.
وبهذا يعرف حد اللحن الذي يبطل الصلاة، ولا شك أن الذي يكثر غلطه في الآيات والحروف لا تجوز إمامته مع وجود من يجيد القراءة. والله أعلم.
الشيخ ابن جبرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 04:32]ـ
هذه فتوى لشيخ الإسلام
وَسُئِلَ هَلْ مَنْ يَلْحَنُ فِي الْفَاتِحَةِ تَصِحُّ صَلَاتُهُ أَمْ لَا؟
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: أَمَّا اللَّحْنُ فِي الْفَاتِحَةِ الَّذِي لَا يُحِيلُ الْمَعْنَى فَتَصِحُّ صَلَاةُ صَاحِبِهِ إمَامًا أَوْ مُنْفَرِدًا مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَالضَّالِّينَ وَنَحْوَ ذَلِكَ. وَأَمَّا مَا قُرِئَ بِهِ مَثَلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبَّ وَرَبِّ وَرَبُّ. وَمِثْلُ الْحَمْدُ لله وَالْحَمْدِ لِلَّهِ بِضَمِّ اللَّامِ أَوْ بِكَسْرِ الدَّالِ. وَمِثْلُ عَلَيْهِمْ وعليهم وعليهم. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ فَهَذَا لَا يُعَدُّ لَحْنًا. وَأَمَّا اللَّحْنُ الَّذِي يُحِيلُ الْمَعْنَى: إذَا عَلِمَ صَاحِبُهُ مَعْنَاهُ مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ضَمِيرُ الْمُتَكَلِّمِ لَا تَصِحُّ صَلَاتُهُ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ يُحِيلُ الْمَعْنَى وَاعْتَقَدَ أَنَّ هَذَا ضَمِيرُ الْمُخَاطَبِ فَفِيهِ نِزَاعٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
و في فتوى للشيخ أحمد نجيب
س1: ما حكم الصلاة خلف إمام لا يعرف أحكام التلاوة مطلقاً مع أننا نعلم أنّ اللحن الجلي حرام بالإجماع؟
الجواب:
إذا كان الإمام المقصود في السؤال لا يطبّق أحكام التجويد كالغنن و المدود، أو يخطئ في تطبيقها، فهذا لا يُبطل الصلاة، لأنّ الصحيح أن أحكام التجويد اصطلاحيّة و ليس الالتزام بها شرطاً لصحّة القراءة.
أمّا إن كان المقصود بعدَم معرفته أحكامَ التلاوة وُقوعه في اللحن أثناء تلاوة القرآن الكريم ففيه تفصيل، بيّنَه شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في ردّه على سؤال مماثل لما وَردَ أعلاه فقال:
(أما كونه لا يصحح الفاتحة فهذا بعيد جداً، فإن عامة الخلق من العامة و الخاصة يقرأون الفاتحة قراءة تجزيء بها الصلاة، فإن اللحن الخفي و اللحن الذي لا يحيل المعنى لا يبطل الصلاة، و في الفاتحة قراءات كثيرة قد قرئ بها فلو قرأ (عليهِم) و (عليهُم) و (عليهُمُ)، أو قرأ (الصراط) أو (السراط) أو (الزراط)، فهذه قراءات مشهورة، و لو قرأ (الحمد لِلّه)، أو (الحمد لُلّّّّه)، أو قرأ (ربُّ العالمين)، أو (ربَّ العالمين) أو قرأ بالكسر، أو نحو ذلك لكانت قراءاتٍ قد قُرِئ بها، و تَصِحُّ الصلاةُ خلفَ من قرأ بها، و لو قرأ (ربُ العالمين) بالضم، أو قرأ (مالكَ يوم الدين) بالفتح لكان هذا لحناً لا يُحيل المعنى، و لا يُبطِل الصلاة، و إن كان إماماً راتباً، و في البَلَد من هو أقرأ منه صلَّّى خلفه) [الفتاوى الكبرى: 2/ 214].
قلتُ: أمّا إذا كان اللحن جليّاً يُحيل المعنى عن حقيقته كقوله (أنعمتُ) بالضمّ بَدَل الفتح في قوله تعالى: (صراط الذين أنعمتَ عليهم) فهذا ممّا يُبطِل الصلاة.
و بالجُملة؛ إن كان اللحنُ في القراءة يغيّر المعنى فالصلاة باطلة، و إن لم يكن كذلك فالصلاة صحيحة في حقّ المنفرد و الإمام و المأموم على حدٍ سواء، و بالله التوفيق.
فتوى للشيخ ان باز
نحن في قرية في مصر، وقريب من بيتنا مسجد صغير، لكن إمام المسجد لا يقرأ القرآن على الطريقة الصحيحة، كثيراً ما نبهناه إلى ذلك، ولكن لا فائدة، هل يجوز أن نصلي في منازلنا طالما أنه يخطئ في قراءة القرآن الكريم؟
هذا فيه تفصيل إذا كان اللحن لا يغير المعنى، فالواجب عليكم أن تصلوا معه تؤدوا الجماعة. أما إن كان يغير المعنى فالواجب تنبيهه حتى يستقيم، أو يُعزل، يجتمع الجماعة على عزله، والتماس من هو خيرٌ منه، فإذا كان لحنه في مثل (الحمد لله ربَ العالمين)، أو (الحمد لله ربُ العالمين)، ما يضر، المعنى صحيح وله وجه من العربية، (الحمد لله ربَ العالمين)، و (ربُ العالمين)، له وجه من العربية، أو (الرحمنَ الرحيم)، أو (الرحمنُ الرحيم)، أو ما أشبه ذلك من اللحن الذي لا يغير المعنى لا يضر هذا، أو قال: (اهدنا الصراطِ المستقيم)، أو (الصراطُ المستقيم)، ما يضر ما يغير المعنى، لكن لو غير المعنى وجب تنبيهه، حتى يستقيم مثل (إياكِ)، هذا يغير المعنى، أو (صراط الذين أنعمتُ عليهم)، هذا للمتكلم ما يصلح، أو (أنعمتِ) يخاطب المرأة ما يصلح هذا يغير المعنى، هذا يجب أن ينبه عليه حتى يغير الإمارة، حتى يستقيم لسانه؛ لأن هذا لحن يغير المعنى، ولا تستقيم معه القراءة، ولا بد يعيد القراءة بالوجه الشرعي، فيعيد (أنعمتَ)، ويعيد (إياكَ)، بالفتح حتى تستقيم القراءة، وإذا لم يستطع يُبدل، ويُنزل، وهكذا في الآيات الأخرى خارج الفاتحة يراعى فيها المعنى، فإن كان اللحن لا يغير المعنى، فالأمر في هذا واسع وغيره أفضل منه ممن يقيم الألفاظ. أما إذا كان يحيل المعنى، فإن الواجب عزله، وإبداله بمن يصلح للإمامة، ولا يجوز لكم الجلوس في البيت، والصلاة في البيت بل يجب أن تصلوا في المسجد وأن تعملوا ما يلزم من إصلاح وضعه، أو إبداله بغيره. جزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 08:59]ـ
للأسف عندنا بالسعودية بعض الأئمة يخطئون في الفاتحة خطأ يغير المعنى ونبهتهم على هذا الخطأ ولكن لاحياة لمن تنادي.
ومن هذه الأخطاء في الفاتحة في قوله تعالى (نعبد) بضم الدال وهو ينطقها بإشباع الضمة فيقرأ نعبدو
وكذلك بعض الأئمة يقرأ (الضالين) بالطاء بدل الضاد
وقرأ أحدهم المصطقيم بدل (المستقيم)
أسأل الله لهم الهداية والرجوع إلى الصواب
ـ[التبريزي]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 04:21]ـ
ارايتم لو لحن فى الفاتحة ولم يتغير المعنى كما لو قال (مالك يوم الدين) بفتح الكاف او ضم الواو
كيف يا أخي يفتح الكاف ولا يتغير المعنى؟
ثم كيف يضم الواو هنا في يوم؟
هنا نقاش قديم عن اللحن الخفي واللحن الجلي في سورة الفاتحة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19960
ـ[عماد الدين الرشيد]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 02:44]ـ
أمّا إذا كان اللحن جليّاً يُحيل المعنى عن حقيقته كقوله (أنعمتُ) بالضمّ بَدَل الفتح في قوله تعالى: (صراط الذين أنعمتَ عليهم) فهذا ممّا يُبطِل الصلاة.
و بالجُملة؛ إن كان اللحنُ في القراءة يغيّر المعنى فالصلاة باطلة، و إن لم يكن كذلك فالصلاة صحيحة في حقّ المنفرد و الإمام و المأموم على حدٍ سواء، و بالله التوفيق.
أو (أنعمتِ) يخاطب المرأة ما يصلح هذا يغير المعنى،
أمثلة جليّة وسهلة
جزاكم الله خيراً(/)
سؤال عن الخوف الوهمي
ـ[أبو ثابت النجدي]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 11:26]ـ
سؤال يحتاج إلى جواب
معلم في المرحلة المتوسطة سيشرح الأسبوع القادم بإذن الله موضوع أعذار التخلف عن الجمعة والجماعة
الطلاب فيهم خير كثير لكن الغالب منهم لايستطيع الصلاة مع الجماعة وخاصة صلاة الفجر والعشاء بسبب الأهل وأن الأهل يمنعونهم من الصلاة في المسجد ويخوفونهم بكثرة اللصوص وكثرة المشاكل الآن من خطف وسرقة ... وغيرها من الأمور
بيئة الطلاب يعيشون في ترفه والأب أما أنه لا يصلي أو أنه مشغول بالمساهمات والأعمال التجارية
وبعض الأباء حريص على الصلاة
فالطلاب في قلوبهم خوف وهمي من الذهاب إلى المسجد فهل لهم عذر في التخلف عن الجماعة
هذا السؤال سيرد ومتوقع عند طرح هذا الموضوع
بحاجة إلى الحكم الشرعي بارك الله فيكم ونفع فيكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 07:41]ـ
الخوف الوهمي لايمنع من اداء العبادة قال بعض المفسرين عن خوف المنافقين الوهمي الذي اعتذروا به عن الجهاد
عند قوله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}.
أي: ومن هؤلاء المنافقين من يستأذن في التخلف، ويعتذر بعذر آخر عجيب، فيقول: {ائْذَنْ لِي} في التخلف {وَلا تَفْتِنِّي} في الخروج، فإني إذا خرجت، فرأيت نساء بين الأصفر لا أصبر عنهن، كما قال ذلك "الجد بن قيس"
ومقصوده -قبحه اللّه- الرياء والنفاق بأن مقصودي مقصود حسن، فإن في خروجي فتنة وتعرضا للشر، وفي عدم خروجي عافية وكفا عن الشر.
قال اللّه تعالى مبينا كذب هذا القول: {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} فإنه على تقدير صدق هذا القائل في قصده، [فإن] في التخلف مفسدة كبرى وفتنة عظمى محققة، وهي معصية اللّه ومعصية رسوله، والتجرؤ على الإثم الكبير، والوزر العظيم،
وأما الخروج فمفسدة قليلة بالنسبة للتخلف، وهي متوهمة،
مع أن هذا القائل قصده التخلف لا غير، ولهذا توعدهم اللّه بقوله: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} ليس لهم عنها مفر ولا مناص، ولا فكاك، ولا خلاص(/)
نظرة متأنية حول حديث حاطب بن أبي بلتعة
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 11:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الفضلاء أود أن أضع بين يديكم مسألة كثر النزاع حولها في بلادنا ألا وهو حديث حاطب بن أبي بلتعة في مكاتبته لكفار مكة عام الفتح، ومقولة عمر له ورد النبي صلى الله عليه وسلم عليه!! هل كان فعل حاطب كفر بذاته أم لا؟
أريد نقولات لأهل العلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 01:48]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9715
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7794&highlight=%C8%E1%CA%DA%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21931&highlight=%C7%E1%E3%CD%CA%C7%D 1
وهناك روابط أخرى كثيرة تضمنت الكلام على حديث حاطب رضي الله عنه.(/)
الاتهام بالإسقاط بين الحقيقة والادعاء
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 02:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يعجب بعض الناس عندما يقرأ للأئمة من أهل العلم تجريحاً لبعضهم البعض وإن كان ذلك ليس بالكثير ولكنه موجود والعصمة والكمال لله عز وجل، وما من أحد إلا ويؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لننظر كيف تعامل معها النقاد والمحققون من أهل العلم؟ وهل تجريح العالم للآخر يستلزم منه الإسقاط وإرادة إخلاء الساحة له - حاشاهم -؟
فهنا وقع كثير من الناس على مفترق طرق بين مغال ومجاف.
فصنف يتهم كل من انتقد أهل العلم ورد عليهم سواء كان النقد في الأصول أو في الفروع - ولو حصل منه بعض تجريح - أنه قصد بذلك إسقاط الآخر - كما يقال - فدخلوا في النيات والمقاصد دون تمييز لدافع النقد ودون نظر للناقد هل هو ممن شهد له بالعلم والخير والصلاح وحب السنة والدعوة إلى التمسك به؟ وهذا يذكرنا بحديث أسامة رضي الله عنه (هلا شققت عن قلبه)!
وفي المقابل صنف فتح الباب على مصراعيه وأطلق العنان للنقد والتجريح والاتهام للكبار بزعم أن ذلك لا يستلزم منه إسقاط لأحد منهم ولا إزالة لمكانتهم في النفوس.
والحق في ذلك هو النظر في النقد والناقد معاً، فإن كان النقد فيه تجريح لمن شهدت لهم الأمة بالعلم والخير والصلاح فإن ذلك غير مقبول منه ومردود على صاحبه وهو من الطعن في العلماء الذي حذر عنه السلف أشد تحذير. يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله: (اعلم أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك ستر منتقصيهم معلومة).
وإن كان ذلك التجريح لأهل العلم حصل من عالم مشهود له بالعلم والصلاح وخدمة السنة فلا يقبل منه ذلك اللمز ومع ذلك يلتمس له العذر ويعد ذلك من الزلات التي يغمرها بحر حسناته.
أما إذا كان الناقد في أهل العلم من أهل البدع والضلالات أو من أصحاب المناهج المنحرفة الذين لا همّ له إلا الانتقاص للمخالفين ومحاولة تشويه أهل العلم فيصل بهم الحد إلى تفسيقهم أو تخوينهم، بل إلى حد تكفيرهم - أحياناً - فذلك يظن 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - به أنه حاقد على السنة وأهلها ومريداً خلو الساحة له لينشر أفكاره المنحرفة التي لا تستسيغها العقول السليمة، ويجلي انحرفها وشططها أهل العلم، فهو لا يستطيع أن ينشر أفكاره الهدامة وضلالاته إلا بعد أن يعمل جاهداً على إسقاط السد الم المنيع للأمة وهم العلماء، فيعمل على إسقاط هيبتهم في النفوس والتشكيك فيهم، وهؤلاء لن يبلغهم الله مرادهم مهما عملوا، فقد تكفل الله بحفظ دينه، بل يخشى يخشى عليهم أن يبتليهم الله في أنفسهم. يقول الإمام ابن ناصر الدمشقي رحمه الله: (ومن وقع فيهم - أي في العلماء - بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب). فأعراض المسلمين عموماً حفرة من حفر النار، ومن وضع قدمه في أعراض المسلمين فقد وضعها على شفا جرف هار يخشى أن ينهار به نار جهنم، فكيف بأعراض أهل العلم؟! نسأل الله السلامة والعافية(/)
العصمة من البلاء
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 02:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره (4/ 94عن طريق الشاملة):
قيل كل بلدة يكون فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء:
إمام عادل لا يظلم، وعالم على سبيل الهدى، ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويحرضون على طلب العلم والقرآن، ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 08:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الابتلاءات اختباراتُُ كي يميز الله الخبيث من الطيب. اللهم ثبتنا بالإيمان.(/)
قاعدة " عدم النقل لا يعني نقل العدم "
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 02:46]ـ
إخواني أهل الحديث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيكم في القاعدة التي تقول " إن عدم النقل لا يعني نقل العدم " و قد ذكرها أحد العلماء الأفاضل في كتابه عن الحجاب عندما رد على من يستدلون بحديث نظر الفضل ابن عباس إلى المرأة الخثعمية فرد على من قال " لماذا لم يأمر رسول الله (ص) المرأة بتغطية وجهها " قال " و يحتمل أنه أمرها بذلك و لكن راوي الحديث لم ينقل ذلك إذ أن عدم النقل لا يعني نقل العدم "
ما رأيكم إخواني لو احتج علينا بعض المبتدعة و المتصوفة بهذه القاعدة و قالوا إن الإذكار و الأوراد التي يؤدونها بطريقة مخصوصة يحتمل أن الرسول أو الصحابة كانوا يفعلون ذلك و لكن ذلك لم ينقل إلينا إذ أن عدم النقل لا يعني نقل العدم.
أرجو من إخواني المشاركة للإستفادة.
و جزاكم الله خيرا ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 04:07]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا لست من طلبة العلم ولكن أرجو أن تكون مشاركتي فاتحة خير لتوالي مشاركات المشايخ ...
فأقول: أولا هذا استدلال بمحض الظن والظن ليس من العلم في شئ ... إذ كيف يبرر وجوب النقاب بقوله: يحتمل أن رسول الله عليه السلام أمرها بالنقاب ولكن الراوي لم ينقلها ... سيحتج عليه مخالفه ويقول: ما المانع من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعها ... فليست دعوى الأول بأولى من دعوى الثاني إلا بدليل والدليل هو البرهان القاطع ...
ثم إن الله تعالى قد حفظ دينه ... هذه المقدمة متفقون عليها ... وبما أنه تعالى قد حفظ دينه فكيف لا تنقل إلينا كافة التشريعات المشكلة للدين!!!!! أوليست هذه الدعوى مناقظة لحقيقة حفظ الدين ...
ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى أن كل خلاف قد نقل إلينا ونقل إلينا قائله ... فإذا كان كذلك فما بالك بالأحاديث التي تكفل بنقلها إلينا صفوة خلق الله ...
هذا ما في جعبتي وأرجو التصحيح فمنكم يستفاد ...
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 05:05]ـ
جزاك الله خيرا أخانا عبد الرحمان المغربي
إذن فأنت معي في أن هذه القاعدة غير صحيحة في الدين إذ أن الدين كله قد نقل إلينا ولكن من الممكن أن يقال مثل هذا الكلام في حالة أن هذا الغير منقول في الحديث نقله غير هذا الراوي في رواية أخرى للحديث.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 08:03]ـ
جزاكم الله خيرا
فيه تفصيل
فيفرق بين ما تتوافر الهمم والدواعي على نقله وبين غيره فالأول عدم نقله يستلزم العدم كعدم نقل الجهر بالاستعاذة ودعاء الاستفتاح ونحو هذه الأمور
ثم يقال ما نوع هذا النقل هل يشترط فيه الاستفاضة لأنه مما تتوافر الهمم على نقله أم لا يشترط
الأول أظهر
كنقل اثنين أو ثلاثة سقوط الإمام من على منبر الجمعة فإن العادة تكذيبهم إذا لم يستفض الأمر
أيضا يفرق بين الباب الذي أصله التحريم وبين الباب الذي أصله الإباحة
فعدم نقل وجوب الزكاة في الصنف الفلاني (العسل) مثلا ليس كعدم نقل التصدق بالقطة بعد تعريفها سنة مثلا
لكن عدم نقل اشتراط الصبغة في عقد البيع دليل على عدم وقوعها لأن الهمم تتوافر على نقله
وأيضا يفرق بين الأمور الوجودية والعدمية
فالأمور العدمية لا تحتاج لعدم النقل إلا ما احتيج إلى نفيه
فلعل الأمر يدور مع القرائن فليحرر أكثر والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 11:08]ـ
أيضا هل هو دليل قوي أم لا؟
بمعنى إذا قلنا عدم النقل في هذه المسألة نقل للعدم لكن عارضه عام فأيهما يدفع الآخر؟؟
مثل عمرة الحديبية لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقضاء لكن الحكم الثابت فيمن شرع في إحرام بنسك فلم يتمه لإحصار فحل أن يقضي
فهذا يدفع الأول ويثبت أنها كانت قضاءً لا استئنافا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 11:26]ـ
ثم وجدت هذا النقل عن الإمام المحقق المدقق ابن قيم الجوزية رحمه الله في الإعلام:
"فصل: نقل الترك:
وأما نقلهم لتركه صلى الله عليه وسلم فهو نوعان
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلاهما سنة أحدهما: تصريحهم بأنه ترك كذا وكذا ولم يفعله كقوله في شهداء أحد (ولم يغسلهم ولم يصل عليهم) وقوله في صلاة العيد (لم يكن أذان ولا إقامة ولا نداء) وقوله في جمعه بين الصلاتين (ولم يسبح بينهما ولا على أثر واحدة منهما)
ونظائره
والثاني: عدم نقلهم لما لو فعله لتوفرت هممهم ودواعيهم أو أكثرهم أو واحد منهم على نقله فحيث لم ينقله واحد منهم ألبتة ولا حدث به في مجمع أبدا علم أنه لم يكن
وهذا كتركه التلفظ بالنية عند دخوله في الصلاة وتركه الدعاء بعد الصلاة مستقبل المأمومين وهم يؤمنون على دعائه دائما بعد الصبح والعصر أو في جميع الصلوات وتركه رفع يديه كل يوم في صلاة الصبح بعد رفع رأسه من ركوع الثانية وقوله (اللهم اهدنا فيمن هديت) يجهر بها ويقول المأمومون كلهم (آمين)
ومن الممتنع أن يفعل ذلك ولا ينقله عنه صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة ألبتة وهو مواظب عليه هذه المواظبة لا يخل به يوما واحدا وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة ولرمي الجمار ولطواف الزيارة ولصلاة الاستسقاء والكسوف ومن ها هنا يعلم أن القول باستحباب ذلك خلاف السنة فإن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله ولا فرق
فإن قيل: من أين لكم أنه لم يفعله وعدم النقل لا يستلزم نقل العدم؟
فهذا سؤال بعيد جدا عن معرفة هديه وسنته وما كان عليه ولو صح هذا السؤال وقبل لاستحب لنا مستحب الأذان للتراويح وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟
واستحب لنا مستحب آخر الغسل لكل صلاة وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا مستحب آخر النداء بعد الأذان للصلاة يرحمكم الله ورفع بها صوته وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟ واستحب لنا آخر لبس السواد والطرحة للخطيب وخروجه بالشاويش يصيح بين يديه ورفع المؤذنين أصواتهم كلما ذكر اسم الله واسم رسوله جماعة وفرادى وقال: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟ واستحب لنا آخر صلاة ليلة النصف من شعبان أو ليلة أول جمعة من رجب وقال: من أين لكم أن إحياءهما لم ينقل؟ وانفتح باب البدعة وقال كل من دعا إلى بدعة: من أين لكم أن هذا لم ينقل؟ ومن هذا ترى أخذ الزكاة من الخضراوات والمباطخ وهم يزرعونها بجواره بالمدينة كل سنة فلا يطالبهم بزكاة ولا هم يؤدونها إليه"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 11:27]ـ
وهذه قاعدة مهمة في فهم السنة والبدعة فلتحرر تحريرا جيدا
وينظر كلام الأصوليين عن السنة التركية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 06:46]ـ
بارك الله في الشيخ أمجد ونفع به.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 06:18]ـ
اخي الكريم أبو الإمام الأثري
تقول قد ذكرها أحد العلماء الأفاضل في كتابه عن الحجاب عندما رد على من يستدلون بحديث نظر الفضل ابن عباس إلى المرأة الخثعمية فرد على من قال " لماذا لم يأمر رسول الله المرأة بتغطية وجهها " قال " و يحتمل أنه أمرها بذلك و لكن راوي الحديث لم ينقل ذلك إذ أن عدم النقل لا يعني نقل العدم "
اقول كلام هذا الشيخ فيه نظر لان المرأة الخثعمية كانت محرمة والمحرمة منهية عن لبس النقاب والقفازين
كماثبت في صحيح البخاري1707 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنْ الثِّيَابِ فِي الْإِحْرَامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا الْبَرَانِسَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا الْوَرْسُ وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ
وهذا الحديث نفسه من ادلة الحجاب وتغطية الوجه في غير حال الاحرام اذلو كانت كاشفة لوجهها مطلقا
لكان قوله عليه الصلاة والسلام ((وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ))
من باب تحصيل الحاصل وحاشا كلامه عليه السلام من ذلك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 12:10]ـ
وهذا الحديث نفسه من ادلة الحجاب وتغطية الوجه في غير حال الاحرام اذلو كانت كاشفة لوجهها مطلقا
لكان قوله عليه الصلاة والسلام ((وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ))
من باب تحصيل الحاصل وحاشا كلامه عليه السلام من ذلك
تحصيل حاصل إذا كان النقاب منهي عنه في غير الإحرام، وهذا لا يقول به مخالفكم. وإنما قالوا بعدم الوجوب.
بارك الله فيكم شيخنا المشرف الفاضل. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 12:32]ـ
اخي الفاضل نضال مشهود وفقك الله
اقصد ان نهي المراة عن لبسه في الاحرام دليل على وجوبه في غير الاحرام
اذلوكانت كاشفة لوجهها ويديها قبل الاحرام فكيف يامرها بكشف الوجه واليدين في الاحرام
هذ تحصيل حاصل ينزه عنه عليه الصلاة السلام
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 06:36]ـ
... حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنْ الثِّيَابِ فِي الْإِحْرَامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا الْبَرَانِسَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا الْوَرْسُ وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ
هل يرى الشيخ الفاضل أن لبس القميص والسراويل والعمائم في غير الإحرام واجب؟؟
مثل هذا استدلال غريب ينزه عنه مشرفنا الكريم - حفظه الله.
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 08:10]ـ
أخي أبا محمد الغامدي
بارك الله فيك ..
أود ان أقول لك أن التعليل الذي ذكرته قد ذكره المصنف من أن المرأة كانت محرمة كأحد الردود _ مع أن الشيخ الألباني رد على هذا و أثبت أن هذه الحادثة حدثت بعد رمي جمرة العقبة الكبرى بعد أن تحللت المرأة من الإحرام _ و قال المصنف أيضا (يحتمل أنه عرف أنها وضيئة بدون أن يرى وجهها، أي من هيئتها) _ و هذا بعيد _ و قال أيضا (يحتمل أنها كانت بعيدة عن النبي (ص)) مع أنني أذهب إلى أن المرأة المحرمة يجب عليها تغطية وجهها إذا كان ثم من ينظر إليها و لكن بغير النقاب فإن المنهي عنه هو غطاء الوجه المفصل للوجه المنقوب للعينين كما يحرم على الرجل لبس المخيط المفصل لتغطية الجسد، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، و ليس كما قال بعضهم قديما (المرأة شعارها في الإحرام كشف وجهها). فهل في الحديث أن الرسول أمر المرأة بكشف وجهها و هي محرمة؟ ...
عموما نحن تركنا الموضوع الأصلي و دخلنا في موضوع فرعي
نحن الآن نبحث في هذا الموضوع (هل عدم النقل لا يعني نقل العدم؟)
ـ[توبة]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 10:53]ـ
وهذا عكس قولهم (لوفعلوه لنقل).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 02:57]ـ
اخي نضال تقول هل يرى الشيخ الفاضل أن لبس القميص والسراويل والعمائم في غير الإحرام واجب؟؟
مثل هذا استدلال غريب ينزه عنه مشرفنا الكريم - حفظه الله.
اقول تامل اخي نضال قولي السابق
وهذا الحديث نفسه من ادلة الحجاب وتغطية الوجه في غير حال الاحرام اذلو كانت كاشفة لوجهها مطلقا
لكان قوله عليه الصلاة والسلام ((وَلَا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ))
من باب تحصيل الحاصل وحاشا كلامه عليه السلام من ذلك
فانا لم اقل هوالدليل الوحيد اذ يوجد الامر من الله في اية الاحزاب والاصل فيه الوجوب
والادلة كثيرة بسطها شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله في رسالة الحجاب
وكذا العلامة التويجري رحمه الله في كتاب الصارم المشهور
واما هل لبس القميص والسراويل واجب ام لافي غير الاحرام؟؟
فاقول هل يمكن للرجل ان يمشي كاشفا لعورته بدون لباس من قميص ساتر او سراويل اوازار؟؟
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 06:01]ـ
أرجو البقاء في صلب الموضوع والتكرم بمزيد من النقولات والأفكار لتتم الفائدة ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 01:15]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 12:22]ـ
فإن قيل: من أين لكم أنه لم يفعله وعدم النقل لا يستلزم نقل العدم؟
فهذا سؤال بعيد جدا عن معرفة هديه وسنته وما كان عليه ولو صح هذا السؤال وقبل لاستحب لنا مستحب الأذان للتراويح وقال: من أين لكم أنه لم ينقل؟
"
لا يؤخذ من هذا النقل أن ابن القيم رحمه الله ينفي صحة هذه القاعدة (عدم النقل لا يستلزم العدم)!!
فهو رحمه الله نفي صحة السؤال ولم ينفي صحة القاعدة وإنما أنتقد استخدامها في غير موضعها فليتنبه لذلك.
فهذه القاعدة صحيحة عند المحدثين ولها ضوابط ولا تستعمل إلا بضوابطها التي لا يحسنها تلتبس عليه الأمور فاحذروا.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 01:15]ـ
أخي أبو عمر بارك الله فيك وفي أمجد وفي أبو محمد الغامدي وكل المشاركين ....
وأرجو أن تكرمنا بالضوابط إذا كان في الإمكان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 01:57]ـ
قال الشيخ الراجحي:
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?actio...osool00001.htm
عدم النقل ليس دليلا على العدم، وهذه القاعدة في غير أمور الشرع، أما في المسائل الشرعية، فعدم النقل دليلٌ على العدم؛ لأن الشرع محفوظ، فلا يمكن أن يشرع الله شيئًا إلا و يحفظ وينقل للأمة، وإلا لزم أن يكون شيء من الشرع ضاع، وهذا غير جائز.
ـ[حرملة]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 02:39]ـ
لقد أطال الأصوليون النفس في مسألة الترك و تطرّقوا فيها إلى أمثال هذه المسائل وإن كانت بعض آراء الأصوليين لا تلقى قبولا عند أكثر أهل الحديث خصوصا ما يُبنى منها على محارات العقول و علوم الأوائل.(/)
مجال إعمال مبدأ مراعاة المآلات
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 08:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المبحث الثاني: مقاصد المكلفين مجال إعمال مبدأ مراعاة المآل
(هذا المبحث جزء من أطروحتي باختصار كثير جدا، لذلك لا عذر أمام الله لمن لا يلتزم الأمانة العلمية) المطلب الأول مقصد دخول المكلف تحت أحكام الشريعة
يقول الإمام الشاطبي: " المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبدا لله اختيارا كما هو عبد لله اضطرارا ".
نفهم من هذه القولة أن الله لم يخلق العباد إلا للتعبد به سبحانه وتعالى، والدخول تحت أمره ونهيه، ومن هنا نحكم على كل عمل اتُّبِع فيه الهوى بإطلاق ببطلانه بإطلاق لأنه خلاف الحق، فاتباع الهوى طريق إلى المذموم، وإن جاء ضمن المحمود،لأنه إذا تبين أنه مضاد بوضعه لوضع الشريعة بحيث زاحم مقتضى الشريعة في العمل كان مخوفا لأنه سبب تعطيل الأوامر وارتكاب النواهي.
ولأنه إذا اتبع وصار عادة أحدث في النفس وَلَهاً وأُنساً به حتى يسري في كل أعمالها، واتباعه في، ومن اتبع مآلات الهوى في الشرعيات وجد من المفاسد كثيرا.
وعلى هذا الأساس يؤسس الشاطبي: تقسيمه المقاصد الشرعية حيث يقسمها إلى قسمين:
*مقاصد أصلية:
لا حظ فيها للمكلف، وهي الضروريات المعتبرة، وبها قيام مصالح عامة مطلقة، ولا تخص حالا معينا ولا صورة معينة ولا وقتا معينا، وهي تنقسم إلى قسمين: ضرورية عينية واجبة على كل مكلف في نفسه، وضرورية كفائية منوطة بالغير أن يقوم بها على العموم في جميع المكلفين، وبها إذا استقامت تستقيم الأحوال الخاصة، وهي مشروطة بألا يسعى القائم عليها إلى استجلاب مصلحة لنفسه، وعلى هذا المسلك يجري العدل ويصلح النظام.
* مقاصد تابعة:
هي التي للمكلف فيها حظ، وهي كما قال الشيخ دراز: " التسببات المتنوعة التي لا يلزم المكلف أن يأخذ بشيء خاص منها، بل وُكِّلَ إلى اختياره أن يتعلق بما بما يميل إليه وتقوى منته** عليه ".
ومن هذه الجهة يحصل للمكلف مقتضى ما جبل عليه من نيل الشهوات والاستمتاع بالمباحات وسد الخلات وغيرها، وهذه مكملة للمقاصد الأصلية وخادمة لها، لأنها لا تقوم في الخارج إلا بها، فلو عدمت التابعة لم تتحقق الأصلية.
فعلمنا بهذا أن فعل المكلف إذا وافق المقاصد الشرعية الأصلية وراعاها، وقع هذا العمل صحيحا، لأن هذه المقاصد راجعة إما إلى الأمر والنهي، وهي حينئذ طاعة للآمر وامتثال لما أمر، وإما إلى ما فهم من الأمر فهو حينئذ وسيلة وسبب إلى الوصول إلى حاجة المكلف، فهو عمل بمحض العبودية.
فقصد الشارع من المكلف أن يكون قصده في العمل موافقا لقصده في التشريع، إذ الشريعة موضوعة لمصالح العباد على الإطلاق والعموم، والمطلوب من المكلف أن يجري على ذلك في أفعاله، وأن لا يقصد خلاف ما قصد الشارع، ولأن المكلف خلق لعبادة الله، وذلك راجع إلى العمل وفق القصد في وضع الشريعة، لنيل الجزاء في الدنيا والآخرة.
المطلب الثاني: مقاصد المكلفين
بالتأمل يتبين لنا أن مقاصد المكلفين هي بالأساس أهم فرع من فروع المقاصد التي يرتبط بها مبدأ مراعاة المآلات، والمقصود بمقاصد المكلفين الإرادة والباعث الذي يجعل المكلف يتجه بما يصدر عنه إليه.
ومن المقرر عقلا وشرعا أن مقاصد الشارع ليست عبثية، بل إنها تعد أفعال المكلفين وسائل لتحقيق المصالح، على اعتبار " أن الشارع قاصد للمسببات في الأسباب، وذا ثبت هذا لم يكن للناظر بد من اعتبار المسبب وهو مآل السبب "، ومن ثم فإن كل فعل من أفعال المكلف لا بد وأن يرتبط يه حكم من الأحكام الشرعية سواء كان هذا الارتباط واقعا، أو متوقعا.
إذا ثبت هذا عندنا، فإن المكلف ملزم شرعا بأن يوائم فعله ومقصده مع مقصد الشارع، وبما أن الفعل هو مادة النظر المآلي، فمناقضة قصد الشارع إما أن تكون هي هي غاية المكلف بإقدامه على الفعل، وإما أن يفضي فعله إلى مفسدة وإن لم يتحقق قصد المناقضة، والمآل إما مصلحة تستجلب أو مفسدة تدرأ، " فليس للمجتهد بد من اعتبار ه إذن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فسواء كان الفعل القصد من ورائه الإضرار أو نتج عنه ضرر دون القصد إليه، كان لمراعاة المآل مدخلها الشرعي استنادا على قاعدة: " للوسائل حكم مقاصدها "، فالمقاصد هي التي تحدد مصير الأفعال التي يقوم بها المكلف، قال الشاطبي: " هذا العمل – يقصد به المناقض لقصد الشارع – يصير ما انعقد سببا لحكم شرعي – جلبا لمصلحة أو دفعا لمفسدة – عبثا لا حكمة من ورائه ولا منفعة فيه، وهذا مناقض لما ثبت في قاعدة المصالح وأنها معتبرة في الأحكام "، ويقول: كذلك: " كل من ابتغى في تكاليف الشريعة غير ما شرعت له، فقد ناقض الشريعة، وكل من ناقضها فعمله في المناقضة باطل، فمن ابتغى في تكاليف الشريعة ما لم تشرع له فعمله باطل "، فيتأسس على هذا أن المكلف إذا قصد إلى غير ما يقصده الشارع كان كالفاعل لغير ما أمره الله به، وعمله المناقض بطلانه ظاهر، وعلة هذا البطلان هي معقولية الشريعة وغائية أحكامها.
إن الشاطبي: يقرر أن سعي المكلف إلى مناقضة قصد الشارع من خلال عمله المشروع يعني الحكم على فعله بالبطلان أساسا، هذا إذا كان يعلم مشروعية فعله ويعلم أنه يؤول إلى ما لا يوافق قصد الشارع ومن أمثلة ذلك:
- مسألة التصيير:
- سئل الفقيه أبو الفضل راشد بن أبي راشد عن رجل كانت له زوجتان فمال إلى إحداهما وبنيها، ونفى الأخرى وبنيها، فأشهد أن نصف هذه الدار للزوجة المنقطع إليها، وأن هذه الماشية لها، وهذا الموضع لبنيه منها أو لصغيرهم، وأن لها عليه دينا أو قال: أكلت لها متاعا وفيه أعطيتها ما أعطيتها ولم يعلم ذلك إلا بقوله، فجاءت المنفية وبنوها بعد موت الزوج يطلبون الواجب لهم في ذلك ونفقتهم؟
فأجاب بما نصه: " الجواب أن إقرار الزوج المذكور للزوجة المتهم بالميل إليها () لها بالدين وتصيير نصف الدار المذكورة لها عندي باطل حتى يعلم أصل الدين بالبينة أو يقوم لذلك دليل أنها كانت تقتضيه منه أو تطلبه به طلب الاقتضاء الشديد المؤدي إلى المخاصمة فيه والمحاكمة، فيصح الدين ويبقى النظر في صحة التصيير وفساده، فإن رفع يده عن الجزء الذي صير وحازته عنه عقب التصيير صح، وإن لم تقبضه عنه حتى طال الزمان أو مات بطل على قول أبي عمران وغيره، وصح على قول يحيى بن عمر وسحنون وأبي بكر بن عبد الرحمن وغيرهم، فيترجح عندي الحكم في هذه النازلة بقول أبي عمران ومن قال بقوله في هذه النازلة خاصة لما ثبت من ميله إليها ويحمل على أنهما لم يعقداه من أول عقدهما إلا على أن الجزء المصير لا يقبض إلا بعد موت أو فراق فلا يجوز بإجماع العلماء، وأما الزوجة المنفية فإن لها الرجوع في تركة الزوج بنفقتها وبما أنفقته على أولادها الصغار من مالها، أو ما تسلفت أو احتالت حتى بلغوا مبلغ الكسب، وما تصدق به من أرض على كبير فلم يقبضه عن المتصدق حتى مات بطل، وما تصدق به على صغار بنيه فهو ماض لهم إن مات الأب قبل رشدهم لأنه الحائز لهم، وإن لم يقبضوه في حياته بعد رشدهم حتى مات الآن بطلت، وكتب لكم بذلك وليكم بالله تعالى راشد بن أبي راشد الوليدي لطف الله به ".
إن هذه الفتوى التي صدرت من ابن أبي راشد الوليدي قد قامت في بنائها الفقهي على أساس المعاملة بنقيض القصد إن وقعت التهمة على المصير، والأصل في ذلك أن الأسباب المشروعة يترتب عليها أحكام ضمنا كذلك غير المشروعة يترتب عليها أيضا أحكام ضمنا، ورغم أن هذا فعل التصيير قد يجلب مصلحة لبعض الأطراف ففيه ضرر لطرف آخر، وقد ثبت أن أكثر ما يتجه إليه النظر المآلي هو الضرر المتوقع في الآجل، وقاعدة: " الضرر يزال " في شمولها تقتضي أن تجرى على كل ما يصلح عليه معنى الضرر، على اعتبار أن ما يفضي إلى الضرر في ثاني الحال يجب المنع منه في ابتدائه.
فمن هنا إذا كان غرض المصير إيقاع الضرر على زوجته المنفية وأولادها بتصييره داره إلى زوجته المنقطع إليها وأولادها، فقد ثبتت نية الإضرار وتفويت حق ورثة شرعيين لسبب غير شرعي، ومظنة التهمة أن قبض الزوجة الثانية وأولادها للدار المصيرة كان بعد الوفاة، والأصل أن القبض يجب فورا أو لمدة يسيرة كما قال ناظم العمل الفاسي: "
وللحيازة افتقار التصيير **** وحوزه شهر وذاك تكثير
من هنا كانت نظرية الباعث على الفعل ذات رحم بمقاصد المكلفين بل هي عينها، فالباعث المحرك إرادة المكلف وإن كان سليم الظاهر، فلا بد من النظر فيه إلى النية التي كانت وراء القيام به، قال ابن القيم: " فالنية روح العمل ولبه وقوامه، وهو تابع لها يصح بصحتها ويفسد بفسادها، والنبي قد قال كلمتين كفتا وشفتا، وتحتهما كنوز العلم، وهما قوله: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فبين في الجملة الأولى أن العمل لا يقع إلا بالنية، ولهذا لا يكون عمل إلا بنية، ثم بين في الجملة الثانية أن العامل ليس له من عمله إلا ما نواه، وهذا يعم العبادات والمعاملات والأيمان والنذور، وسائر العقود والأفعال ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 12:45]ـ
للرفع والتعقيب بارك الله فيكم.
ـ[حنيف]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 04:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هلا رفعتم أطروحتكم بكمالها كي نشارككم في العلم والخير؟
(ابتسامة)
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 09:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بعد أن تناقش هي لك مني هدية.إن شاء الله.(/)
بحث -للمشاورة-
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أفكر منذ فترة في بحث لمشروع الدكتوراه بعنوان " القيم الحضارية من خلال السنة النبوية."
فهل من اقتراحات جزاكم الله خيرا.
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 12:02]ـ
هل من معقب
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 02:51]ـ
بين لنا المقصود بالقيم الحضارية نقول لك فيها إن شاء الله تعالى
أبو البرآء السلفى
ـ[صادق الرافعي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 02:42]ـ
وردت كلمة "القيم." مفردًا مصدرًا، ومنه قوله تعالى: ? دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ. ? إبراهيم: [161]، في قراءة جماعة من القراء، وكذلك ورد في قوله تعالى:
? وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا.? [النساء:5]، في قراءة نافع، أي بها تقوم أموركم.
والشيء القيّم الذي له قيمة عظيمة مبالغة، وأصله قويم على رأي الفراء، وفيعل شاذ على رأي سيبويه، وقرأت طائفة? دِينًا قِيَمًا. ? أي مستقيمًا أو كافيًا لمصالح العباد يقوم عليها.
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
جزاكم الله خيراً أنا لا أريد تعريف القيم لكن أريد المقصود العام بالقيم الحضارية مع ذكر مثال لفتح الباب للأعضاء للمساعدة.
أخوك
المحـ أبو البرآء السلفى ـب(/)
في أي مصدر هذا الثناء من ابن تيمية على شمس الدين الأصفهاني؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 11:21]ـ
ذكر الدكتور عبدالكريم النملة في ترجمته لشارح منهاج البيضاوي " شمس الدين محمود بن عبدالرحمن الأصفهاني" أن تقي الدين ابن تيمية أثنى عليه وقال ((اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله)) ولكنه لم يعزُ هذا إلى مصدر. فإن وُجِد هذا فهي منقبة كبيرة لشمس الدين، إذ حظي بثناء إمام عظيم، لأن شيخ الإسلام قليل جداً ما يثني على أحدٍ ثناء كهذا أو قريب منه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 11:33]ـ
هذا مشهور عن أبي الثناء الأصفهاني في طبقات الشافعية لابن السبكي والدرر لابن حجر وغيره
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:26]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[توبة]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:30]ـ
هذا مشهور عن أبي الثناء الأصفهاني في طبقات الشافعية لابن السبكي والدرر لابن حجر وغيره
بارك الله فيكم،أود السؤال عن كنية (أبو الثناء) إذ أن هناك من العلماء من لزمته هذه الكنية غير الأصبهاني كالألوسي،هل هي كنية خاصة أم لقب أطلقوه عليهم لما تزخر به تراجمهم من عبارات الثناء؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 08:55]ـ
الذي يظهر والله أعلم أنها كنية كباقي الكنى لا لكثرة الثناء عليه إذ لا يظهر هذا من ترجمة الأصفهاني(/)
أرجو المساعده،،،،،
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 09:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنا أن أجد من يساعدني أخواني هل يوجد أثر صحيح أن
ابناء آدم عليه السلام قد تزاوجوا مع إخواتهم؟؟
ــــــــــــــــــ
عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة، أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأثنى الآخر، وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل، وكان أكبر من هابيل وأخت هابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً، وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السموات على بنيه فأبين، والأرضين والجبال فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك.
فلما ذهب قرباً قربانهما، فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من ردىء زرعه، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختي، فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.
وهل الاثر هاذا صحيح ...
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 09:49]ـ
عن ابن عباس وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى ولد له ابنان يقال لهما: قابيل وهابيل. وكان قابيل صاحب زرع، وكان هابيل صاحب ضرع. . . فلما قربا قرب هابيل جذعة سمينة , وقرب قابيل حزمة سنبل ,. . . فنزلت النار فأكلت قربان هابيل , وتركت قربان قابيل , فغضب وقال: لأ قتلنك. فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين.
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم - المحدث: الألباني - المصدر: بداية السول - الصفحة أو الرقم: 71
.
..
.
عن ابن عباس أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل وكان أكبر من هابيل وأخت هابيل أحسن فأراد هابيل أن يستأثر بها على أخيه وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى فأمرهما أن يقربا قربانا وذهب آدم ليحج إلى مكة واستحفظ السموات على بنيه فأبين والأرضين والجبال فأبين فتقبل قابيل بحفظ ذلك فلما ذهب قربا قربانهما قرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال إنما يتقبل الله من المتقين
الراوي: أبو مالك و أبو صالح - خلاصة الدرجة: روي عن ابن عباس من وجوه أخر - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/ 86
.
http://www.dorar.net/hadith.php
الموسوعة الحديثية في موقع الدرر السنية موسوعة عظيمة
.
ولعل الأخوة الباحثين الأفاضل يدلون بدلوهم بالتخريج والتفصيل.
أنا مجرد ناقل والكلام عن الحديث كان مختصراً.
لكني قد أحلت على مليء.
.
فائدة لأخي أبو عبيد ..............
قد تكون مستعجلاً أو لديك انشغالات كثيرة عندما ذكرت الحديث وهذه المسألة.
لكن إن لم يكن ذلك فينبغي لك معرفة مواطن ذكر الحديث وأين تذكر مثل هذه الأحاديث طبعاً من غير استخدام جهاز الحاسب والانترنت هذه تكون تكميلية يعني بعد معرفتك لكيفية البحث وكيف تبدأ في بحث المسألة وأين أماكنها هل كتب التفسير المختصة بالرواية أم ....... أم ......... وكذلك كيفية طرق التخريج.
فإذا عرفت الأسس فلا بأس باستخدام الحاسب والانترنت والدكتور جوجل.
وكذلك د. جوجل هناك جوجل الباحثين وجوجل العامه ففي أيهم تبحث وغالب الناس وحتى بعض طلبة العلم يستخدم جوجل العوام.
لعل بعض الأخوة يتحفنا بالشرح ماهو جوجل الباحثين
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 10:23]ـ
جوجل العوام
http://www.google.com.sa/
جوجل الباحثين
http://www.google.com.sa/advanced_search?hl=ar
( طبعاً ليس اسمه جوجل الباحثين لكن هناك طريقة في استخدام جوجل تفيد الباحثين فسمي جوجل الباحثين وطريقة استخدامه سهلة ممتنعة)
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيك أخي
ولكن بن كثير وحده الذي صحح هاذا الاثر أم جمع من أهل العلم .. ؟؟
أما جوجل أنا لا أعتمد علية لان فيه من الاخطأ الكثيره ولا أنصح طلاب العلم فيه ..
وقد أبلغني أحد أخواني من طلاب العلم أن هذا المنتدى فيه من المجتهدين فلهاذا أنا أتواجد فيه ..
وهذا التواجد لكي نستفيد من بعضنا البعض ..
بوركت على الجهد الطيب ...(/)
أقوال الإمامين الشافعي وابن تيمية حول حديث حاطب
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مبحث لطيف لشيخنا الفاضل أبي مجاهد حفظه الله فيما يتعلق بأقوال الإمامين الشافعي وابن تيمية رحمهما الله لعله أن يزيل بعض الإشكالات فيما يتعلق بحديث حاطب رضي الله عنه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد،
فإن حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه في مكاتبته للمشركين يعد ركيزة من ركائز بيان (الولاء والبراء)، ذلك أنه حديث متواتر مقطوع بصحته عن الرسول e وهو كذلك بيّن واضح في ألفاظه ثم إنه يبين كيف يكون التعامل حكماً وقضاء مع الذين تقع منهم موالاة للعدو وهم في دار الإسلام وصف المسلمين ومعسكر الموحدين، والحديث قد تناوله علماء الأمة بالشرح والبيان في كتبهم على اختلاف مواضيعها في العقيدة والتفسير والحديث والفقه والسيرة والتاريخ، غير أن شُذَّاذاً من الناس اليوم أخذوا يفسرون الحديث على غير تفسيره، ويؤولونه على غير تأويله؛ ليطّرد مسلكهم و أصلهم الذي أصلوه في الموالاة، وهو أن كل إعانة للكفار على المسلمين كفر مخرج من الملة، ولو كانت إعانة من أجل الدنيا ممن هو في صف المؤمنين، فأحببت أن أجمع ابتداء بعض أقوال أهل العلم في بيان بعض دلالات حديث حاطب رضي الله عنه مع شيء من التعليق عليها ليتدبرها من أحب الإنصاف ويتأملها طلاب الحقائق - استعجالاً للإفادة - حتى ييسر الله عز وجل لنا نظمها في سلك واحد لتكون عقداً جميلاً نهديه لشباب الصحوة الإسلامية، وطلاب علم الشريعة، والله الموفق وحده إلى ما يحبه ويرضاه.
أبو مجاهد صالح بن محمد باكرمان
أولاً: الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه العظيم (الأم) ():
[المسلم يدل المشركين على عورة المسلمين:
قيل للشافعي: أ رأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بـ: أن المسلمين يريدون غزوهم. أو بالعورة من عوراتهم. هل يحل ذلك دمه ويكون في ذلك دلالة على ممالأة المشركين؟.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لا يحل دم من ثبتت له حرمة الإسلام إلا: أن يقتل. أو يزنى بعد إحصان. أو يكفر كفراً بيِّناً بعد إيمان ثم يثبت على الكفر.
وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيِّن].
التعليق:
أ - العورة في اللغة ما يجب حفظه وستره والمراد هنا السر من أسرار المسلمين.
ب - الكفر البيّن:هو الواضح الذي لاشك فيه ولا احتمال.
ج - اشترط لقتل المرتد الثبات على الردة، إذ الأصل أن أحكام الردة لاتُنزّل على الردة العارضة التي يتوب منها صاحبها.
د -[ليس الدلالة على عورة المسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيِّن] لأن هذه الأفعال بمجردها - لمن هو في صف المسلمين - ليست بكفر مخرج من الملة، فغايتها أن تكون إعانة على قتل المسلمين والفتك بهم،وقتل المسلمين والفتك بهم مجرداً عن الاستحلال وعن محبة انتصار المشركين ليسا من الكفر الأكبر المخرج من الملة؛ بل هما من كبائر الذنوب وعظائم المعاصي، لكن دون الشرك الأكبر
ولما كانت هذه الأفعال يحتمل أن تفعل بقصد محبة انتصار الكفار على المسلمين احتملت أن تكون كفراً أكبر بهذا الشرط؛ لذلك لم تكن بالكفر البيّن؛ فإذا تبيّن أن التجسس للمشركين على المسلمين ليس بكفر بيّن، وهو قطعاً ليس بزناً ولا قتل والرسول e إنما أحل دم هؤلاء الثلاثة علم أنه معصوم الدم ولا يجوز قتله. فالشافعي رحمه الله تعالى لم يحكم بإسلام الجاسوس الذي يتجسس للمشركين على المسلمين فحسب؛ بل لم يُجِزْ قتله إذا لم يكن قاتلاً. وإن كانت مسألة قتله مسألة خلافية.
ثم روى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قصة حاطب رضي الله عنه من رواية علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وذكر بعض دلالاتها فقال:
[فقلت للشافعي: أقلت هذا خبراً أم قياساً؟
قال: قلته ـ بما لا يسع مسلماً عَلِمه عندي أن يخالفه ـ بالسنة المنصوصة، بعد الاستدلال بالكتاب.
فقيل للشافعي: فاذكر السنة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد عن عبيدا لله بن أبى رافع قال: سمعت علياً يقول: بعثنا رسول الله e أنا والمقداد والزبير فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظغينة معها كتاب) فخرجنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بالظعينة، فقلنا لها: أخرجي الكتاب فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب, فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله e فإذا فيه " من حاطب بن أبى بلتعة إلى ناس من المشركين ممن بمكة " يخبر ببعض أمر النبي e قال: (ما هذا يا حاطب؟) قال: لا تعجل على يا رسول الله! إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسها, وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم، ولم يكن لى بمكه قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً، والله ما فعلته شكاً في ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله e : ( إنه قد صدق) فقال عمر: يا رسول الله! دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي e : ( إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل.
الله U قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) قال: فنزلت) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء (.
قال الشافعي رحمه الله تعالى: [في هذا الحديث ـ مع ما وصفنا لك ـ طرح الحكم باستعمال الظنون.
لأنه لما كان الكتاب:
" يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام وأنه فعله ليمنع أهله.
" ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام.
" واحتمل المعنى الأقبح ... كان القول قوله فيما احتمل فعله.
وحكم رسول الله e فيه بأن: لم يقتله. ولم يستعمل عليه الأغلب.
ولا أحد أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا؛ لأن أمر رسول الله e مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده.
فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله e ورسول الله e يريد غرتهم فصدقه ما عاب عليه الأغلب مما يقع في النفوس فيكون لذلك مقبولاً كان من بعده في أقل من حاله وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه].
التعليق:
أ - من فوائد الحديث - إضافة إلى كون الجاسوس لا يقتل - طرح الحكم باستعمال الظنون؛ فلا يحكم على مسلم بمجرد الظن وإن كان غالباً في مقابل يقين الأصل والبراءة الأصلية.
ب - كتاب حاطب رضي الله عنه للمشركين يحتمل ثلاثة احتمالات ... , ولما احتمل فعله كان القول قوله فيما احتمل فعله؛ ولهذا استجوبه النبي e - بأبي هو وأمي- حتى يتبين قصده ومراده, ولم يحكم عليه بالأغلب؛لأن الأغلب أن موالاة الكافرين إنما تصدر عن المنافقين.
ج - تجسسُ حاطب رضي الله عنه هو أخطر تجسس في التاريخ - حسب الظاهر -؛ لأنه تجسسٌ على أعظم الخلق أجمعين محمد e، وتجسس عليه ليس كتجسس على من سواه.
د - إذا لم يستعمل الأغلب على جاسوس تجسس للمشركين على رسول معصوم فمن دونه من الجواسيس أولى بأن لا يستعمل في حقهم الأغلب،وأن يكون القول قولهم فيما احتمل فعلهم. وهذا هو مقتضى قياس الأولى.فظهر بجلاء لا
خفاء فيه أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لا يرى كفر الجاسوس الذي يتجسس للمشركين على المسلمين مطلقاً، وإنما يرى استجوابه لتظهر حقيقته كما استجوبه رسول الله e, فهذه هي السنة و مذهب أهل السنة، بل جمهور الفقهاء لم يجز قتله بله تكفيره!
ثم ذكر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ما يمكن أن يرد على استدلاله بالحديث وأجاب عنه فقال:
[قيل للشافعي: أ فرأيت إن قال قائل: إن رسول الله e قال: (قد صدق) إنما تركه لمعرفته بصدقة لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره. فيقال له:
- قد علم رسول الله e أن المنافقين كاذبون وحقن دماءهم بالظاهر فلو كان حكم النبي e في حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين القتل بالعلم بكذبهم ولكنه إنما حكم في كلًّ بالظاهر وتولى الله U منهم السرائر.
- ولئلا يكون لحاكم بعده أن يدع حكماً له مثل ما وصفت من علل أهل الجاهلية.
- وكل ما حكم به رسول الله e فهو عام حتى يأتي: عنه دلالة على أنه أراد به خاصاً. أو عن جماعة المسلمين الذين لا يمكن فيهم أن يجعلوا له سنة. أو يكون ذلك موجوداً في كتاب الله U .
قلت للشافعي: أفتأ مر الإمام إذا وجد مثل هذا بعقوبة من فعله أم تركه كما ترك النبي e؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال الشافعي: إن العقوبات غير الحدود فأما الحدود فلا تعطل بحال، وأما العقوبات فللإمام تركها على الاجتهاد، وقد روى عن النبي e أنه قال: (تجافوا لذوى الهيئات) وقد قيل في الحديث: (ما لم يكن حد). فإذا كان هذا: من الرجل ذي الهيئة بجهالة كما كان هذا من حاطب بجهالة وكان غير متهم أحببت أن يتجافى له. وإذا كان من غير ذي الهيئة كان للإمام ـ والله تعالى أعلم ـ تعزيره.
وقد كان النبي e في أول الإسلام يردد المعترف بالزنا فترك ذلك من أمر النبي e لجهالته يعنى المعترف بما عليه، وقد ترك النبي e عقوبة من غل في سبيل الله].
التعليق:
أ - أورد الشافعي رحمه الله تعالى شبهة أن النبي e حكم في حاطب رضي الله عنه بعلمه وردها من ثلاثة أوجه:
1 - أن النبي e لا يحكم في الناس بعلمه بدليل تعامله مع المنافقين فقد علم باطن طائفة منهم بالوحي (قصة حذيفة) وحقن دماءهم بالظاهر. ()
ب - أن مثل هذا التعليل يفتح الباب للحكام بعد النبي e ليتركوا حكمه بمثل هذه العلة من علل أهل الجاهلية الذين يتركون أحكام الشريعة البينة بتعليلات عقولهم السخيفة.
ج - أن الأصل في ما حكم به النبي e العموم حتى يرد ما يخصصه من: كتاب أو سنة أو إجماع.
د - مسألة التعزير غير مسألة الحد والقتل فيجوز للإمام أن يعزر الجاسوس المسلم - عند الإمام الشافعي رحمه الله تعالى - بما دون القتل إلا أن يكون من أهل الهيئات لاسيما إذا ارتكب هذه المعصية بجهالة لا عن خبث و سوء طوية.
ثانياً: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
1 - تواتر قصة حاطب ودلالاتها عند السلف:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعدما ذكر حديث حاطب وقصته ():
(وهذه القصة مما اتفق أهل العلم على صحتها وهي متواترة عندهم معروفة عند علماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء المغازي والسير والتواريخ وعلماء الفقه وغير هؤلاء، وكان علي رضي الله عنه يحدث بهذا الحديث في خلافته بعد الفتنة وروى عنه كاتبه عبد الله بن أبي رافع ليبين لهم أن السابقين مغفور لهم ولو جرى منهم ما جرى، فإن عثمان وعلياً وطلحة و الزبير أفضل باتفاق المسلمين من حاطب بن أبي بلتعة وكان حاطب مسيئاً إلى ممالكيه وكان ذنبه في مكاتبته المشركين وإعانتهم على النبي e وأصحابه أعظم الذنوب التي تضاف إلى هؤلاء، ومع هذا فالنبي e نهى عن قتله وكذب من قال: إنه يدخل النار لأنه شهد بدراً والحديبية وأخبر بمغفرة الله لأهل بدر، ومع هذا فقد قال عمر رضي الله عنه: دعني أضرب عنق هذا المنافق واستحل قتله ولم يقدح ذلك في إيمان واحد منهما ولا في كونه من أهل الجنة) ()، ثم ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى قصة الإفك وما حدث فيها.
التعليق:
أ - حديث حاطب وقصته في مكاتبة المشركين متواترة.
ب - كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروي الحديث في خلافته ليبين للناس أن السابقين مغفور لهم ولو جرى منهم ما جرى، والمقصود كبائر الذنوب بدون شك لأن الشرك لا يُغفر إلا بالتوبة, والتوبة عامة لكل أحد ليست خاصة بالسابقين الأولين. وإذا كان علي رضي الله عنه يستدل بالحديث على أن حسنات الأولين المتقدمة تكفر ما يحدث منهم من أخطاء ولو كانت كبائر فإذا كان علي رضي الله عنه يستدل لذلك، ولم يعارضه في هذا الاستدلال.
أحد علم أن فهم السلف لهذا الحديث كان كذلك وأنهم فهموا منه أن حاطباً رضي الله عنه ارتكب كبيرة غير أنه غفر له بحسنة بدر.
ج - في حديث حاطب رضي الله عنه موضعان للاستدلال لما أراد علي رضي الله عنه الاستدلال له:
" الأول: ما حدث من حاطب رضي الله عنه من مكاتبة المشركين وإعانتهم على النبي e مكفَّراً بشهوده بدراً.
" الثاني: ما حدث من عمر بن الخطاب رضي الله عنه من وقوعه في تكفير حاطب رضي الله عنه خطأ وتأويلاً واستحلاله قتله، ولم يقدح ذلك في إيمانه لسابقته.
د - أن إعانة المشركين على المسلمين ليست كفراً على الإطلاق فإذا كانت إعانة المشركين على النبي e قد لا تكون كفراً كما في قصة حاطب رضي الله عنه، فإعانة الكفار على من دون النبي e من المسلمين أولى بأن لا تكون كفراً على الإطلاق، وإنما قد تكون كفراً مخرجاً من الملة وقد تكون كبيرة دون الشرك.ومعلوم أنه لا تجسس أعظم من تجسس على محمد e.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الموالاة للكفار إذا كانت لرحم أو لحاجة لم تكن كفراً مخرجاً من الملة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان ():
[الأصل الثاني: أن شعب الإيمان قد تتلازم عند القوة ولا تتلازم عند الضعف:
- فإذا قوي ما في القلب من التصديق والمعرفة والمحبة لله ورسوله أوجب بغض أعداء الله؛ كما قال تعالى:) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ([المائدة: 81]. وقال:) لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ([المجادلة: 22].
- وقد تحصل للرجل لرحم أو حاجة فتكون ذنباً ينقص به إيمانه ولا يكون به كافراً.
- كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي e وأنزل الله فيه) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ([الممتحنة: 1]
- وكما حصل لسعد بن عبادة لما انتصر لابن أبي في قصة الإفك فقال لسعد بن معاذ: " كذبت والله لا تقتله ولا تقدر على قتله ". قالت عائشة: " وكان قبل ذلك رجلًا صالحاً ولكن احتملته الحمية " ولهذه الشبهة سمى عمر حاطباً منافقاً فقال: " دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال: (إنه شهد بدراً) فكان عمر متأولاً في تسميته منافقاً للشبهة التي فعلها.
- وكذلك قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة: " كذبت لعمر الله لنقتلنه إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين " هو من هذا الباب.
- وكذلك قول من قال من الصحابة عن مالك بن الدخشم: " منافق "، وإن كان قال ذلك لما رأى فيه من نوع معاشرة ومودة للمنافقين.
ولهذا لم يكن المتهمون بالنفاق نوعاً واحداً بل: فيهم المنافق المحض. وفيهم من فيه إيمان ونفاق، وفيهم من إيمانه غالب وفيه شعبة من النفاق وكان كثير ذنوبهم بحسب ظهور الإيمان. ولما قوى الإيمان وظهر الإيمان وقوته عام تبوك صاروا يعاتبون من النفاق على ما لم يكونوا يعاتبون عليه قبل ذلك].
التعليق:
أ - أن الموالاة للكفار إذا كانت لرحم أو حاجة لا تكون كفراً مخرجاً من الملة، وإنما الموالاة المكفرة هي التي تكون من أجل الدين، وأما المتمحضة للدنيا بدون اعتقاد فاسد فليست بكفر.
ب - أن قصة حاطب رضي الله عنه من أوضح الدلائل لذلك، وفعله ليس بكفر أكبر أصلاً، كما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ج - أن الأدلة على هذه المسألة من السنة النبوية كثيرة جداً. وذكر طرفاً منها.
3 - تجسس حاطب رضي الله عنه معصية صدرت عن عجلة لا عن شك في الدين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (فهذه أمور صدرت عن شهوة وعجلة لا عن شك في الدين كما صدر عن حاطب - رضي الله عنه - التجسس لقريش مع أنها ذنوب ومعاصي يجب على صاحبها أن يتوب وهي بمنزلة عصيان أمر النبي e )( ) .
التعليق:
أ - أن تجسس حاطب رضي الله عنه معصية وذنب دون الشرك.
ب - أنها بمنزلة معصية أمر النبي e، ومن المعلوم أن مطلق معصية النبي صلى الله عليه وسلم ليست بشرك ولا كفر مخرج من الملة.
ج - أن هذه الذنوب تستوجب التوبة.
(4) غفران الله عز وجل لذنوب أهل بدر والحديبية تمنع معاقبتهم على تلك الذنوب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وفي هذا الحديث بيان أن الله يغفر لهؤلاء السابقين كأهل بدر والحديبية من الذنوب العظيمة بفضل سابقتهم وإيمانهم بها كما لم تجب معاقبة حاطب رضي الله عنه مما كان منه) ().
التعليق:
1 - الذنوب العظيمة - مما دون الشرك - تكفر بالحسنات العظيمة.
2 - أن أصحاب الحسنات العظيمة لا يعاقبون على ذنوبهم (ما لم يكن حد، جمعاً بين النصوص).
3 - أن حاطباً رضي الله عنه من أصحاب الحسنات الكبيرة التي تكفر السيئات العظيمة ولا يعاقبون على ذنوبهم.
(5) سيئات السابقين الأولين مغفورة بحسناتهم بدون اشتراط توبة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( ... وكذلك حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه كاتب المشركين بأخبار النبي e فلما أراد عمر قتله قال النبي e:( لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة) وهذه النصوص تقتضي أن السيئات مغفورة بتلك الحسنات، ولم يشترط مع ذلك توبة و إلا فلا اختصاص لأولئك بهذا، والحديث يقتضي المغفرة بذلك العمل، وإذا قيل هذا لأن أحداً من أولئك لم يكن له إلا صغائر لم يكن ذلك من خصائصه أيضاً، وإن هذا يستلزم تجويز الكبيرة من هؤلاء المغفور لهم) ().
التعليق:
أ - أن النبي e نهى عن قتل حاطب رضي الله عنه وعلل منع قتله بوجود حسنة بدر معه فدل ذلك على أن حسنة بدر كفرت سيئته بمكاتبة المشركين وإعانتهم على النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يدل لزوماً على أن سيئة حاطب رضي الله عنه ليست بكفر مخرج من الملة و إلا لما كفرتها حسنة بدر لأن الكفر الأكبر لا يغفره إلا التوبة.
ب - القاعدة العامة أن الحسنات الكبيرة تكفر السيئات ولو كانت كبيرة.
ج - عدم اشتراط التوبة في تكفير السيئات الكبيرة لأولي الحسنات الكبيرة وأهل السابقة الحسنة؛ لأن اشتراط التوبة لا يجعل لهم امتيازاً على من سواهم فالتوبة تكفر السيئات حتى من الكافر، والنبي e إنما علل تكفير سيئة حاطب رضي الله عنه بشهوده بدراً، فنصّ على علة التكفير فدلّ على أن حاطباً رضي الله عنه مغفور له بشهوده بدراً قبل أن يحدث توبة.
د - لا يمكن أن يعلل تكفير سيئات أهل بدر ونحوهم من أهل الحسنات العظيمة بأن سيئاتهم من صغائر الذنوب ولذلك كفرتها الحسنات دون حدوث توبة وذلك أن تكفير الحسنات لصغائر الذنوب ليست مما يتميز به مسلم عن آخر فكل.
مسلم تكفر صغائره بما يعمله من حسنات فعلم أن الميزة التي امتاز بها أهل الحسنات العظيمة هي أن حسناتهم العظيمة تكفر ما يحدث منهم من كبائر ولو لم يحدثوا توبة.
(6) الحسنة العظيمة يغفر الله بها السيئة العظيمة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعدما ذكر قصة حاطب رضي الله عنه: (فهذه السيئة العظيمة غفرها الله له بشهود بدر، فدلّ ذلك على أن الحسنة العظيمة يغفر الله بها السيئة العظيمة) ().
التعليق:
أ - أنّ ما فعله حاطب رضي الله عنه من تجسسه على النبي صلى الله عليه وسلم لصالح المشركين سيئة عظيمة.
ب - تلك السيئة العظيمة غفرت لحاطب رضي الله عنه بحسنة عظيمة هي شهود بدر.
ج - سيئة حاطب رضي الله عنه ليست بكفر مخرج من الملة و إلا لما كفرتها الحسنة هذا مفهوم قطعي من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
(7) جواب النبي e لعمر رضي الله عنه يدل على أن حاطباً رضي الله عنه باق على إيمانه وهو معصوم الدم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ومن هذا الباب أن الرجل الذي قال له لما قسم غنائم حنين: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أقتل هذا المنافق، فقال: ((معاذ الله أن يتحدث الناس إن محمداً يقتل أصحابه)) ثم أخبر أنه يخرج من ضئضئه أقوام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وذكر حديث الخوارج. رواه مسلم، فإن النبي e لم يمنع عمر من قتله لئلا يتحدث الناس إن محمداً يقتل أصحابه، ولم يمنعه لكونه في نفسه معصوماً كما قال في حديث حاطب رضي الله عنه فإنه لما قال: ((ما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله e : (( إنه قد صدقكم، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال: ((إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) فبيّن أنه
باق على إيمانه وأنه صدر منه ما يغفر له به الذنوب فعلم أن دمه معصوم، وهذا علل بمفسدة زالت فعلم أن قتل مثل هذا القائل إذا أمنت هذه المفسدة من السنة) ().
التعليق:
أ - أن حاطباً رضي الله عنه كان في نفسه معصوماً، بخلاف الرجل الذي قال للنبي e: ( هذه قسمة ما أريد بها وجه الله).
ب - أن ما صدر عن حاطب رضي الله عنه ليس بكفر مطلقاً كالذي صدر عن ذلك المنافق الذي اتهم النبي e بالجور في القسمة.
ج - أن النبي e بيّن في كلامه لعمر رضي الله عنه أن حاطباً باق على إيمانه، وأنه قد صدر منه من الحسنات ما يغفر له به الذنوب فعلم أن دمه معصوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
د - الفرق بين رد النبي e على عمر رضي الله عنه في حديث حاطب رضي الله عنه وتعليله المنع من القتل لعصمته وكونه مغفوراً له، وبين رد النبي e على عمر رضي الله عنه في حديث الذي اعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم وتعليل النبي e للمنع من قتله بعلة زالت بعد وفاته فدل ذلك التعليل في السنة على أن قتل مثل هذا الزنديق المتنقص للنبي e جائز بعد وفاته.
(8) قول النبي e لعمر رضي الله عنه: ((وما يدريك .. )) الخ جواب عن قوله: ((إنه منافق)):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [وهذا حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين بأخبار النبي eعام الفتح وقد أخبر النبي e أنه من أهل الجنة لشهوده بدراً والحديبية وقال لمن قال: ((إنه منافق)): ((وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))] ().
التعليق:
أ - أن قول النبي e: (( وما يدريك ... )) الخ جواب عن قول عمر رضي الله عنه ((إنه منافق)) بخلاف ما زعمه بعض الجهلة من أن النبي eأقرّ عمر رضي الله عنه على قوله.
ب - جواب النبي e لعمر رضي الله عنه بكون حاطب رضي الله عنه مغفوراً له أعظم من رده لو قال له: إنه ليس بمنافق؛ لأن الجواب المقترح الذي ينتظره بعض الجهال لا ينفي عن حاطب رضي الله عنه السلامة من الفسق والمعصية وأما ما ثبت في الحديث فهو ينفي أن يكون عند حاطب رضي الله عنه ذنب أصلاً لأنه مغفور له وهل يكون مغفوراً له من هو منافق،فليت شعري كيف يتجرأ هؤلاء على حديث رسول الله e؟ .
( 9 ) جواب النبي e لعمر رضي الله عنه يدل على أن حاطباً رضي الله عنه ليس بمنافق:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [ويدل على جواز قتل الزنديق المنافق من غير استتابة ما خرجاه في الصحيحين في قصة حاطب بن أبي بلتعة قال: فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله e: (( إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))، فدلّ على أن ضرب عنق المنافق من غير استتابة مشروع إذ لم ينكر النبي e على عمر استحلال ضرب عنق المنافق ولكن أجاب بأن هذا ليس بمنافق ولكنه من أهل بدر المغفور لهم فإذا ظهر النفاق الذي لا ريب فيه أنه نفاق فهو مبيح للدم] ()
التعليق:
أ - أنّ الذي أقرّ النبي e عليه عمر رضي الله عنه هو أنّ المنافق يقتل لا أنّ حاطباً رضي الله عنه كان منافقاً، وذلك أنّ النبي e لم يقل لعمر رضي الله عنه: من أين لك أن المنافق يقتل؟ أو نحو ذلك، فدلّ ذلك على أنّ النبي e قد أقرّ عمر رضي الله عنه على جواز قتل المنافق، هذا الذي يذكر بعض العلماء أنّ النبي e أقرّ عليه عمر رضي الله عنه لا شيء سواه.
ب - أنّ النبي e أجاب عمر رضي الله عنه عن قوله في حاطب رضي الله عنه بأنه ليس بمنافق لأنه أجابه بأنه مغفور له، وكيف يكون منافقاً من هو مغفور له؟.
ج - أنّ فعل حاطب رضي الله عنه ليس من النفاق المقطوع به الذي لا ريب فيه، بل هو فعل يحتمل لذلك لا بد معه من التبيّن من الشخص نفسه كما فعل النبي e مع حاطب رضي الله عنه.
(10) اعتقاد نفاق الجاسوس مطلقاً خطأ، وهو خطأ مغفور له إذا صدر عن مجتهد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [والخطأ المغفور في الاجتهاد هو في نوعي المسائل الخبرية والعملية] وذكر أمثلة لذلك إلى أن قال: [أو اعتقد أنّ من جس للعدو وعلمهم بغزو النبي e فهو منافق كما اعتقد ذلك عمر في حاطب وقال: ((دعني أضرب عنق هذا المنافق ... ))} ()
التعليق:
أ - أن عمر رضي الله عنه اعتقد خطأ نفاق من جس للعدو مطلقاً.
ب - أنّ هذا الخطأ من عمر رضي الله عنه خطأ مغفور له وأنه صادر عن اجتهاد وتأويل.
(11) اختلاف الأئمة في قتل الجاسوس المسلم:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [وأما مالك وغيره فحكى عنه أن من الجرائم ما يبلغ به القتل ووافقه بعض أصحاب أحمد في مثل الجاسوس المسلم إذا تجسس للعدو على المسلمين فإن أحمد يتوقف في مثله، وجوز مالك وبعض الحنابلة كابن عقيل قتله، ومنعه أبو حنيفة والشافعي وبعض الحنابلة كالقاضي أبي يعلى ... ] ().
التعليق:
أ - اختلاف الأئمة في قتل الجاسوس المسلم إذا تجسس للعدو الكافر،ولو لم يكن مسلماً لما اختلفوا في قتله.
ب - مذهب الجمهور عدم جواز قتل الجاسوس المسلم وأحمد يتوقف في قتله لعدم النص الصريح.
ج - من ذهب إلى قتل الجاسوس المسلم إنما ذهب إليه من باب التعزير والسياسة الشرعية لا الحد.
الخلاصة:
1 - قصة حاطب رضي الله عنه في مكاتبته للكفار متواترة مقطوع بصحتها.
2 - أظهر دلالاتها عند السلف أن السابقين مغفورة لهم سيئاتهم بسابق حسناتهم ولو لم يحدثوا توبة.
3 - موالاة المشركين إذا كانت من أجل الدنيا فليست بكفر.
4 - عمر رضي الله عنه استحل قتل حاطب رضي الله عنه وتأول في اتهامه بالنفاق ولكن خطؤه مغفور له لأنه بتأويل واجتهاد.
5 - ما صدر عن حاطب رضي الله عنه هو معصية وكبيرة وليس بكفر مخرج من الملة لأن الكفر لا تكفّره حسنة بدر.
6 - حاطب رضي الله عنه باق على إيمانه وهو معصوم الدم لأن ما صدر عنه هو كبيرة من كبائر الذنوب لا كفر أكبر.
7 - رد النبي e على عمر رضي الله عنه في قوله عن حاطب رضي الله عنه: ((إنه منافق)) رداً بيناً واضحاً بل وزيادة.
7 - لم يختلف الأئمة الأربعة في كون الجاسوس المسلم الذي يحس للعدو مسلماً في الأصل ولكن اختلفوا في قتله والجمهور على تحريم قتله.
8 - علل النبي e النهي عن قتل حاطب رضي الله عنه بشهوده بدراً فأخذ بعض أهل العلم من ذلك جواز قتل جاسوس ليست له تلك المنقبة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:38]ـ
حكم الجاسوس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
وبعد:
فاعلم أن من يتجسس على عورات المسلمين، وأحوالهم الخاصة - وبخاصة منهم المجاهدين! - لينقلها إلى أعدائهم من الكفرة المجرمين؛ سواء كان كفرهم كفراً أصلياً أم كان كفر ردة، فهو كافر مثلهم، وموالٍ لهم الموالاة الكبرى التي تخرجه من دائرة الإسلام، يُقتل كفراً ولا بد.
قال تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يُخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} [البقرة: 8 - 9].
ومن خداعهم للمؤمنين أن يتظاهروا بالإسلام، وأن يقولوا عن أنفسهم بأنهم مؤمنون، ثم هم يتجسسون عليهم لصالح أعدائهم من الطواغيت وغيرهم من الكافرين المجرمين.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً} [الحجرات: 12].
والتجسس من حيث دوافعه نوعان:
نوع خاص يكون الدافع عليه الفضول وحب الاطلاع على عورات الآخرين، ليتلذذ الجاسوس - في مجالسه الخاصة والعامة - بالخوض في الحديث عن أعراض الناس وعوراتهم ويتباهى بأنه يملك الدليل والبينة على صدق دعواه وقوله، لذا جاء عقب النهي عن التجسس النهي عن الغيبة؛ لأن الغيبة نتيجة حتمية للتجسس، فكل من تجسس لا بد له من أن يقع في غيبة الآخرين.
ونوع عام يكون دافعه نقل المعلومات ورفع التقارير إلى الطواغيت الظالمين وغيرهم من الكفرة والمشركين، وهذا من الموالاة، وهو أشد أنواع التجسس جرماً، وهو من الكفر الأكبر الذي يخرج صاحبه من الملة ولا بد.
والنهي عن التجسس الوارد في الآية يشمل النوعين: الخاص والعام، والعام أولى بالنهي من الخاص، فتنبه لذلك.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا) [البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أكل بمسلمٍ أكلةً فإن الله يُطعمه مثلها من جهنم، ومن كُسِي ثوباً برجل مسلم فإن الله عز وجل يكسوه من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام رياءٍ وسمعة فإن الله يقوم مقام رياء وسمعة يوم القيامة) [1].
فيه تحذير وترهيب لأولئك الذين يكتبون التقارير عن المسلمين الموحدين ليرفعوها إلى الطواغيت الظالمين، ويشون عليهم، وعلى أماكنهم، وتحركاتهم، مقابل مبلغ زهيد - يتقوتون به أو يلبسون - يرميه الطاغوت إليهم على كل تقرير يكتبونه عن المسلمين، وما أكثر أصحاب النفوس الضعيفة هؤلاء في بلادنا، الذين باعوا دينهم وآخرتهم بدنيا غيرهم!!
وقال صلى الله عليه وسلم: (من استمع إلى حديث قوم وهم يفرون منه، صُبَّ في أذنيه الآنك) [2]. والآنك هو الرصاص الأبيض المذاب، وهذا فيمن يستمع على وجه الفضول والتطفل، فكيف بمن يستمع على وجه التجسس لصالح أعداء المسلمين من الكافرين والمشركين؟!!
وقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتّبع اللهُ عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) [3].
قلت: من تتبع عورات المسلمين وتجسس عليهم لصالح الطواغيت الكافرين، هو أولى بالنفاق، وانتفاء الإيمان من قلبه.
فالتجسس على عورات المسلمين وخصوصياتهم لصالح أعدائهم من المشركين المجرمين لا يمكن أن يمتهنها إلا كل منافق خسيس عريق في النفاق والخداع!
وقال صلى الله عليه وسلم: (من حمى مؤمناً من منافقٍ بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلماً بشيءٍ يُريد شَينَه به حبسَه الله على جسر جهنم حتى يخرجَ مما قال) [4].
هذا فيمن يرمي مسلماً بشيء يريد شينه به، فكيف بمن يرمي مسلماً بشيءٍ يريد به قتله أو سجنه في سجون الطواغيت الظالمين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن سلمة بن الأكوع قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه، ثم انسل، فقال صلى الله عليه وسلم: (اطلبوه فاقتلوه)، قال: فسبقتهم إليه فقتلته، وأخذت سلبه، فنفلني إياه [متفق عليه].
وكذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المرأة التي حملت كتاب حاطب إلى كفار قريش عام الفتح، ومن دون أن تُستتاب.
كما في الحديث عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم فتح مكة، أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر، وامرأتين [5].
من هاتين المرأتين هذه المرأة التي حملت رسالة حاطب إلى كفار قريش، واسمها سارة.
قال الإمام سحنون: (إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يُستتب، وماله لورثته).
وفي المستخرجة قال ابن القاسم في الجاسوس: (يُقتل ولا تُعرف لهذا توبة، هو كالزنديق) [6].
وقال ابن تيمية في الفتاوى 28 [/109]: (ذهب مالك وطائفة من أصحاب أحمد إلى جواز قتل الجاسوس) اهـ.
قلت: وقتله يكون على الكفر والارتداد، وليس على شيء آخر، والله تعالى أعلم.
شبهة ورد:
لعل قائلاً يقول: إن حاطب بن أبي بلتعة قد كاتب كفار قريش، وأطلعهم على سر زحف النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من جند الإسلام لفتح مكة، وهذا من التجسس والموالاة، ومع ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفره، ولم يأمر بقتله، فكيف نوفق بين ذلك، وبين ما تقدم ذكره؟
أقول: الذي فعله حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه هو من الكفر، لكن حاطباً لم يكفر لاعتبارات وموانع عدة منعت من لحوق الكفر به، سنأتي على بيانها إن شاء الله.
أما أن الذي فعله حاطب هو من الكفر والنفاق الأكبر؛ ذلك لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما: (يا رسول الله قد خان اللهَ ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقَ هذا المنافق - وفي رواية - فإنه قد كفر، إنه قد نافق، نكث وظاهر أعداءك عليك)!
والنبي صلى الله عليه وسلم يسمعه ولم ينكر عليه أن هذا الذي فعله حاطب يُعد من الموالاة للمشركين، والكفر والنفاق الذي تُقطع عليه الأعناق، ولكن الذي أنكره على عمر رضي الله عنه حمل حكم النفاق والكفر على حاطب، وذلك لاعتبارات تمنع من لحوق هذا الحكم بحاطب!
أما أن حاطباً لم يكفر، ولم يقع في النفاق فهو للاعتبارات التالية:
1) أنه كان متأولاً في فعله، لم يكن يعلم - أو يظن - أن هذا الذي فعله يمكن أن يرقى إلى درجة الكفر والخروج من الإسلام، أو أنه يضر في إيمانه، ولم يكن يقصد به الغش والغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك نجده يجيب - من فوره - لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن السبب الذي حمله على كتابة الرسالة إلى كفار قريش: (يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفراً ولا ارتداداً، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام - وفي رواية - ما غيرت ولا بدلت، أما أني لم أفعله غشاً يا رسول الله ولا نفاقاً، ما كفرتُ ولا ازددتُ للإسلام إلا حباً)!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد صدقكم، لا تقولوا له إلا خيراً، إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم!
قال ابن حجر في الفتح [8/ 503]: (وعذر حاطب ما ذكره؛ فإنه صنع ذلك متأولاً أن لا ضرر فيه) اهـ.
قلت: والتأويل مانع من موانع لحوق الكفر بالمعين، فتنبه لذلك.
2) علم النبي صلى الله عليه وسلم - عن طريق الوحي - بسلامة قصد وباطن حاطب، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (قد صدقكم)، وهذه ليست لأحدٍ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك نجد عمر - وليس له إلا ذلك - قد تعامل مع حاطب على اعتبار ظاهره، وما يدل عليه ظاهره من نكوث، وموالاة، وكفر ونفاق، فقال عباراته الآنفة الذكر!
فإن قيل: الأحكام تبنى على الظاهر، فعلام هنا قد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع باطن وقصد حاطب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: فيما يخص إقامة الحدود، وإنزال التعزير والعقوبات بالمخالفين لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك إلا ما يدل عليه ظاهر الحال الذي يستوجب الحد أو العقوبة، وإن كان يعلم صلى الله عليه وسلم أن بواطن الأمور وخفاياها هي بخلاف هذا الظاهر، كتعامله مع المنافقين على اعتبار ظاهرهم رغم علمه صلى الله عليه وسلم بنفاقهم وكفرهم في الباطن.
قال ابن تيمية في الصارم [356]: (فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يُقيم الحدود بعلمه، ولا بخبر الواحد، ولا بمجرد الوحي، ولا بالدلائل والشواهد، حتى يثبت الموجب للحد ببينة أو إقرار) اهـ.
أما فيما يتعلق بإقالة العثرات التي كان يقع فيها بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم يراعي سلامة الباطن والقصد الذي يطلعه عليه الوحي ما وجد إلى ذلك سبيلاً، لحبه للعذر وإقالة العثرات؛ وبخاصة إن جاءت هذه العثرات من أصحابه الكرام الذين لهم سابقة بلاء وجهاد في سبيل الله!
ولأن مراعاة سلامة الباطن في هذا الجانب هو لصالح الإنسان المخطئ بخلاف جانب المؤاخذة والمحاسبة ففيه تقريع وتعذيب للمخالف، لذا لم يمضه النبي صلى الله عليه وسلم إلا ببينة ظاهرة تستدعي ذلك.
ودليلنا على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم من حاطب، ونحوه ذلك الرجل من الأنصار الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري -: (أراك تحابي ابن عمتك!!). وذلك لما حكم النبي صلى الله عليه وسلم للزبير بأن يسقي أرضه، ثم يرسل الماء إلى أرض جاره الأنصاري!
قلت: قول الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم "أراك تحابي ابن عمتك! "؛ هو كفر أكبر، وطعن بحكم النبي صلى الله عليه وسلم، والذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم على إقالة عثرته علمه صلى الله عليه وسلم بسلامة قصده وباطنه، وأن الذي صدر منه هو عبارة عن فلتة وزلة، وهذه ليست لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن العربي في الأحكام [5/ 267]: (كل من اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحكم فهو كافر، لكن الأنصاري زل زلة فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأقال عثرته لعلمه بصحة يقينه، وأنها كانت فلتة، وليست لأحدٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ.
وهذا الذي قيل في موقف النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأنصاري يُقال أيضاً في موقفه صلى الله عليه وسلم من حاطب بن أبي بلتعة. والله تعالى أعلم.
فإن قيل: هل لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيل عثرات ترقى إلى درجة الكفر بناءً على سلامة قصد وباطن أصحابها؟
أقول: لا، لانقطاع الوحي، وهذا الذي يقصده عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله: (إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم؛ فمن أظهر لنا خيراً أمَّناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، الله يُحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة).
لذا نقول: من أظهر لنا الكفر البواح - من غير مانعٍ شرعي معتبر - أظهرنا له التكفير ولا بد.
وقوله رضي الله عنه: (كانوا يؤخذون بالوحي)، يريد في جانب إقالة العثرات، وليس في جانب تطبيق الحدود وإنزال العقوبات، فتنبه لذلك.
3) ومن علامات صدق حاطب رضي الله عنه أنه صدَق النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله، ولم يواري عليه ما فعل، مما دل على سلامة باطنه وقصده، وبراءته من النفاق، بخلاف المرأة فإنها أنكرت وكذبت لما سئلت عن الكتاب، فقالت: (ما معي من كتاب " فزاد ذلك من جرمها وكفرها!
ولو كان حاطب منافقاً لكذَب الحديث، لأن من خصال المنافق أنه إذا حدث كذب، ولكن لما صدق في الحديث، دل على صدق إيمانه وباطنه وأنه ليس منافقاً، وكان لذلك أثراً ظاهراً في منجاته وإقالة عثرته، كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي: (فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حديث كعب بن مالك في قصة تخلفه عن الغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، يقول: يا رسول الله إنما أنجاني الله بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت، والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذَبْتُه فأهلك كما هلك الذين كذبوا، إن الله قال للذين كذَبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحدٍ، فقال: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنمُ جزاءً بما كانوا يكسبون. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين}.
بينما أنزل الله في الثلاثة الذين صدَقوا الحديث - منهم كعب من مالك - قوله: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} إلى قوله تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 117 - 119].
فتأمل كيف أن الصدق أنجاهم، وأقال عثرتهم، وكيف أن الكذب أردى أولئك الذين كذبوا الأعذار، وأوبق آخرتهم!
وهذا ينبغي أن يكون معتبراً عند الحديث عن حاطب بن أبي بلتعة، وعن الأسباب التي أقالت عثرته.
4) إن مما أعان على إقالة عثرة حاطب كذلك أنه من أهل بدر، وبدر حسنة عظيمة تذهب السيئات، وتقيل العثرات، وتستدعي تحسين الظن بأهلها، وتوسيع دائرة التأويل لهم لو عثروا أو زلوا!
لذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تذكر له حسنة بدر - وما أدراك ما حسنة بدر - فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
وفي صحيح مسلم: (إني لأرجو أن لا يدخل النار أحد - إن شاء الله - ممن شهد بدراً والحديبية).
وحاطب قد جمع بين الخيرين، فقد شهد بدراً والحديبية معاً!
نستفيد من ذلك أن المرء كلما كبرت وكثرت حسناته، وكانت له سابقة بلاء في الله، كلما ينبغي أن تتوسع بحقه ساحة التأويل وإقالة العثرات، عند ورود الشبهات، وحصول الكبوات، والله تعالى أعلم.
5) أن فعل الوشاية الذي أقدم عليه حاطب لم يكن فعلاً ملازماً له، فهو لم يفعل ذلك إلا مرة واحدة في حياته، ولأسباب تقدم ذكرها، وهذا بخلاف ما عليه الجاسوس فإن التجسس صفة لازمة له على مدار الوقت، لا هم له إلا كيف يتحصل على المعلومات لكي يرسلها إلى موفديه أو من يتعامل معهم!
فهناك فرق بين من يقع في الخطأ مرة، وبين من يقع في الخطأ مراراً من حيث دلالته على صفة وحقيقة فاعله.
لذا من الخطأ الفادح أن يُحمل على حاطب حكم ووصف الجاسوس الآنف الذكر، والله تعالى أعلم.
وبعد، لأجل هذه الأسباب مجتمعة أفدنا في أول حديثنا أن فعل حاطب يُعتبر من الكفر، ومن الموالاة الكبرى، إلا أن حاطباً لم يكفر بعينه، ولا يجوز أن يُحمل عليه حكم الكفر، والله تعالى أعلم.
كلمة أخيرة:
إلى أولئك الذين هان عليهم دينهم، وسهل عليهم التجسس على المسلمين لصالح الطواغيت باسم الدين، متذرعين بفتاوى بعض المضللين المشبوهين ممن ظاهرهم العلم، مقابل مبلغ زهيد يعطونه على كل تقرير يكتبونه إلى مخابرات الطواغيت، لا يحسب هؤلاء أنهم على خير، أو أنهم على شيء، وليتذكروا أن لهم يوماً سيسألون فيه عما يفعلون، وينتصف الله تعالى منهم لعباده المظلومين.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أعان ظالماً بباطل ليدحض بباطله حقاً فقد برئ من ذمة الله عز وجل وذمة رسوله) [7].
فكيف بمن يعين الطواغيت الظالمين على اعتقال المسلمين الموحدين وقتلهم، وانتهاك حرماتهم؟!
فكم من تقرير ظالم كتبه مخبر حقير أدى إلى اعتقال عشرات من الشباب المسلم الموحد - لعشرات السنين - في أقبية وزنازين الطواغيت، إن لم يكن سبباً في قتلهم وإعدامهم!
وفي صحيح مسلم وغيره: (المؤمن من أمنه المسلمون على أنفسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
فالذي لا يأمنه المسلمون على أنفسهم، ولا يسلمون من شر يده ولسانه، فهو بنص الحديث ليس من المؤمنين ولا المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاتق الله يا عبد الله، واحذر أن تكون ممن يتجسسون لصالح الطواغيت الظالمين، أو يجادلون عنهم، أو يُقاتلون دونهم، فتهلك وتخسر دنياك وآخرتك.
اللهم إنا قد بلغنا ونصحنا، فاشهد
وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلَّم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [8]
منقول للفائدة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:40]ـ
سؤال وجواب عن
حاطب بن أبي بلتعة
–رضي الله عنه-
الأخ والشيخ علوي السقاف - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كثر الكلام والنقاش بين بعض الرواد في أنا المسلم عن قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما أرسل برسالة إلى كفار قريش مع المرأة التي حملت الرسالة فلحق بها بعض الصحابة بأمر من الرسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عن طريق الوحي وقد اختلف المناقشون في الحكم على حاطب هل يعد فعله الذي قام به من النفاق الأكبر أم من النفاق الأصغر؟
ونرغب منكم حفظكم أن تبينوا لنا بما يفتح الله عليكم في هذه المسألة بياناً شافياً وافياً.
وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله: عبد الله زقيل صفر 1422هـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم أخي الكريم -وفقني الله وإياك- أنَّ هذه المسألة –أعني هل فعل حاطب رضي الله عنه يُعدُّ كفراً أم لا؟ - من مسائل الاجتهاد التي يسوغ فيها الخلاف، وأصل منشأ الخلاف هو: هل الموالاة بجميع صورها تُعدُّ كفراً أم أنَّ منها ما هو كفر ومنها ما دون ذلك؟ وهل هناك فرقٌ بين الموالاة والتولي؟ وهل قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} أي كافر مثلهم، أم هو كقوله صلى الله عليه وسلم ((من تشبه بقوم فهو منهم)) ومعلوم أن ليس كلُّ تشبهٍ بالكفار يعد كفراً، فإذا علمت ذلك تبين لك خطأ من يجعل هذه المسألة من مسائل العقيدة ويبدع من لم يقل بقوله، فإما جعله مرجئاً أو خارجياً، وهذا مما ابتليت به الأمة في الآونة الأخيرة.
أما مسألة الموالاة والمعاداة ومظاهرة الكافرين على المسلمين فهي من مسائل العقيدة بل أصلٌ من أصول التوحيد، وأما تكفير حاطب -رضي الله عنه- فلم يقل به أحدٌ من أهل السنة فهو صحابي بدري قد وجبت له الجنة، وإليك البيان بشيء من الإيجاز والاختصار:
الموالاة: أصلها الحب كما أن المعاداة أصلها البغض، وتكون بالقلب والقول والفعل، ومن الموالاة النصرة والتأييد، فمن جعل الموالاة نوعاً واحداً مرادفاً لمظاهرة الكافرين عدَّ فعل حاطب -رضي الله عنه- كفراً، ومن جعلها صوراً مختلفة وأدخل فيها: مداهنتهم ومداراتهم، واستعمالهم، والبشاشة لهم ومصاحبتهم ومعاشرتهم وغيرها من الصور؛ جعلها نوعين موالاة مطلقة عامة أو (كبرى) وموالاة خاصة دون موالاة. ومن هؤلاء من عدَّ فعل حاطب -رضي الله عنه- من النوع الأول ومنهم من عَدَّه من النوع الثاني، وأكثر العلماء على أن الموالاة نوعان: مُكفِّرة وغير مُكفِّرة، وسواء قلنا هما نوعان أو نوع واحد فالذي يهمنا هنا هو هل فعل حاطب -رضي الله عنه- من النوع المُكفِّر أم لا؟ -وسيأتي-، كما أنَّ منهم من فرَّق بين الموالاة والتولي وجعل التولي موالاة مطلقة ومنهم عددٌ من علماء الدعوة النجدية -رحمهم الله-، وهناك من لم يفرق بينهما كالشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره وهذا أقرب والله أعلم، وعلى كلٍ فهذه مصطلحات لا مشاحة فيها، لأن الذين فرَّقوا بينهما يعنون بالتولي الموالاة المطلقة وأنها كفر ولا يقولون بتولي غير مُكفِّر بل يقولون أن هناك موالاة غير مُكفِّرة فآل الأمر إلى وجود موالاة مُكفِّرة يسميها البعض تولي وأخرى غير مُكفِّرة وهذا كله على قول من يقسم الموالاة إلى قسمين.
وعمدة من يقول أن الموالاة نوع واحد وأنها كفر، قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فأؤلئك هم الظالمون} قالوا لم ترد الموالاة في القرآن إلا بوصف الكفر، قال ابن جرير: ((ومن يتولى اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا هو به وبدينه))
وقال ابن حزم في ((المحلى)) (11/ 138): ((وصح أنَّ قول الله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط، وهذا حقٌ لا يختلف فيه اثنان من المسلمين))
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 274): ((وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم)) ثم استشهد بالآيتين السابقتين.
هذه مقدمة لابد منها قبل الإجابة على سؤالكم: هل فعل حاطبٍ -رضي الله عنه- كان كفراً أم لا؟
واعلم أن قصة حاطب -رضي الله عنه- رواها البخاري في الصحيح (3007،4272،4890،6259) ومسلم في الصحيح (4550) وأبو داود في السنن (3279) والترمذي في الجامع (3305) وأحمد في المسند (3/ 350) وأبو يعلىفي المسند (4/ 182) وابن حبان في صحيحه (11/ 121) والبزار في مسنده (1/ 308) والحاكم في المستدرك (4/ 87) والضياء في الأحاديث المختارة (1/ 286) وغيرهم، وقد جمعت لك ما صحَّ من رواياتهم في سياق واحد –وأصلها من صحيح البخاري- ليسهل تصور القصة واستنباط الأحكام منها، والذي يهمنا منها ألفاظ حاطب وعمر رضي الله عنهما أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَكُلُّنَا فَارِسٌ قَالَ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا الْكِتَابُ فَقَالَتْ مَا مَعَنَا كِتَابٌ فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا فَقُلْنَا مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَقَالَ عُمَرُ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ)) ((دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ)) ((فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ))
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْت.
َ قَالَ حَاطِبٌ: ((وَاللَّهِ مَا بِي أَنْ لا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) ((وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلام)) ((وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا)) ((وَمَا غَيَّرْتُ وَلا بَدَّلْتُ)) ِ ((مَا كَانَ بِي مِنْ كُفْرٍ وَلا ارْتِدَادٍ)) ((أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ)) ((فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله)) أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَّ لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِه.
ِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَلا تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا.
فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَدَعْنِي فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ.
فَقَالَ: أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَال: َ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.]
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت ترى أنَّ حاطباً -رضي الله عنه- شعر بخطئه في إفشاء سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وموالاته لكفار قريش، وظهر له أنَّ هذا كفرٌ وردة لكنه يعلم من نفسه أنه لم يفعله ارتداداً عن دين الله فقال: ((ولم أفعله إرتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام، وما غيرت ولا بدلت -أي ديني- أما إني لم أفعله غشاً يا رسول الله ولا نفاقاً)) إذن هذا العمل بمجرده يُعَدُّ كفراً وارتداداً وغشاً ونفاقاً، وكأنه -رضي الله عنه- ذُهل عن هذا الأمر أثناء الوقوع في المعصية بعذر قدَّمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قوله: ((أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي)) فإمَّا أن يقال كان جاهلاً وما تبين له هذا إلا بعد أن استجوبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقال كان -رضي الله عنه- متأولاً وهذا أصوب بدليل أنه قال كما صحت به رواية أحمد وأبو يعلى وابن حبان: ((أَمَا إِنِّي لَمْ أَفْعَلْهُ غِشًّا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا نِفَاقًا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ رَسُولَهُ وَمُتِمٌّ لَهُ أَمْرَهُ)) فهو يعلم أن المولاة كُفر لكنه لا يَعِدُّ ما فعله موالاة -تأولاً- لثقته أن الله ناصرٌ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما صحت به رواية البزار والحاكم والضياء من قوله: ((كان أهلي فيهم فخشيت أن يغيروا عليهم فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله)) فهو لثقته الكبيرة بربه ونصره لرسوله صلى الله عليه وسلم وأن كتابه سيفرحُ به كفار قريش ويحموا له أهله لكن لن يضر الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك قال الحافظ في الفتح (8/ 634): ((وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ مُنَافِقًا لِكَوْنِهِ أَبْطَنَ خِلاف مَا أَظْهَرَ , وَعُذْر حَاطِب مَا ذَكَرَهُ , فَإِنَّهُ صَنَعَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلاً أَنْ لا ضَرَر فِيهِ))، ويؤكد ذلك لفظ الخِطاب –إن صح- فقد قال الحافظ في الفتح (4274): ((وَذَكَرَ بَعْض أَهْل الْمَغَازِي وَهُوَ فِي (تَفْسِير يَحْيَى بْن سَلام) أَنَّ لَفْظ الْكِتَاب: ((أَمَّا بَعْد يَا مَعْشَر قُرَيْش فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَكُمْ بِجَيْشٍ كَاللَّيْلِ , يَسِير كَالسَّيْلِ , فَوَاَللَّهِ لَوْ جَاءَكُمْ وَحْدَهُ لَنَصَرَهُ اللَّه وَأَنْجَزَ لَهُ وَعْده. فَانْظُرُوا لأَنْفُسِكُمْ وَالسَّلام)) كَذَا حَكَاهُ السُّهَيْلِيُّ)) وفيه كما ترى تخذيل وتخويف لقريش، كلُّ ذلك جعل حاطباً -رضي الله عنه- يتأول أن ليس في هذا موالاة لكفار قريش وكيف يواليهم وهوالصحابي البدري؟! والواقع أن قصة حاطب وقصة قدامة ابن مظعون -رضي الله عنهما- الذي استباح شرب الخمر متأولاً أنه لاجناح على الذين آمنوا أن يطعموها من أقوى ما يمكن أن يستشهد به على أنَّ التأويلَ مانعٌ من موانع التكفير.
أمَّا عمر -رضي الله عنه- فقد كفَّر حاطباً أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ حاطباً لم يفعل الكفر، بل بيَّن له أنَّ حاطباً كان صادقاً ولم يكفر، ومعلوم لديك أنَّ ثَمَّتَ فرقٌ بين الحكم على الفعل بالكفر وتكفير المعين الذي صدر منه الكفر، وهذا مبسوط في كتب العقائد والتوحيد، وقد وصف عمر حاطباً -رضي الله عنهما- بأوصاف ثلاثة يكفي الواحدُ منها للقول بأنه كفَّره، فوصفه بأنه: منافق، كفر، خان الله ورسوله؛ وعمر -رضي الله عنه- وإن كان قد أخطأ في تكفير حاطب -رضي الله عنه- إلا أنَّ خطأه مغفورٌ له لأنه ناتج عن غيرة لله ورسوله وهذا معروف عن عمر -رضي الله عنه- ولأنه حكم بالظاهر وهذا هو الواجب على المسلم، ولم يكلفنا الله بالبواطن. قال ابن حزم في ((الفصل)) (3/ 143): ((وقد قال عمر رضي الله عنه - بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم - عن حاطب: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فما كان عمر بتكفيره حاطباً كافراً بل كان مخطئاً متأولاً)) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (3/ 282): ((إذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك)) ثم استشهد بتكفير عمر لحاطب -رضي الله عنهما-.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمَّا تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب فليس فيه دلالة على أنَّه لم يفعل الكفر بل فيه أنَّه لم يكفر ولم يرتد لأن عمر -رضي الله عنه- قال عنه أنه كفر ونافق وخان الله ورسوله وحاطب يقول لم أكفر ولم أرتد وما غيرت وما بدلت –أي ديني- فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم في أنه لم يكفر ولم يرتد، أمَّا قتله وعقوبته فقد شفع له فيها شهوده بدراً.
إذا علمت ذلك، فاعلم أنَّ هناك من العلماء من عَدَّ ما بدر من حاطب -رضي الله عنه- من الموالاة الخاصة غير المكفِّرة، ومن هؤلاء: شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في مجموع الفتاوى (7/ 523): ((وقد تحصل للرجل موادتهم لرحم أو حاجة فتكون ذنباً ينقص به إيمانه ولا يكون به كافراً، كما حصل من حاطب بن أبي بلتعة لما كاتب المشركين ببعض أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة})) والشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ كما في ((عيون الرسائل والأجوبة على المسائل)) (1/ 179).
لكن ليُعلم أنَّ هذا النوع من الموالاة شيء ومظاهرة المشركين على الكافرين ونصرتهم وتأيدهم والقتال معهم شيء آخر، فكما سبق في أول الحديث أنَّ هذا (الثاني) كفر وردة والعياذ بالله ويكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد، قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام: ((الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة:51)) وقال الشيخ حمد بن عتيق في ((الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع)) (ص32): ((وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين)، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 274): ((وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم))
والخلاصة:
أنْ نقول إنَّ حاطباً -رضي الله عنه- حصل منه نوع موالاةٍ للكفار، فمن قال أنَّ الموالاة كلها كفر قال إنه وقع في الكفر ولم يكفُر لأنه كان متأولاً، ومن قال أنَّ هناك موالاة مُكفِّرة وموالاة غير مُكفِّرة عدَّ ما بدر منه -رضي الله عنه- من النوع غير المُكفِّر، وليعلم أنه لم يقل أحدٌ من أهل السنة أنَّ حاطباً -رضي الله عنه- كَفَر، أو أنَّ ما صدر منه ليس موالاةً أو ذنباً، أو أنَّ مظاهرة الكافرين على المسلمين ليست كفراً، فكلُّ ذلك متفقون عليه فلا ينبغي أنَّ يحدث نوع خلافٍ وشرٍ فيما كان من مسائل الاجتهاد طالما أنَّ الجميع متفقون على مسائل الاعتقاد، ولذلك لَمَّا سئل الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ عن مسألة سبَبت خلافاً بين أهل السنة في زمانه عن الموالاة والمعاداة هل هي من معنى لا إله إلا الله، أو من لوازمها؟ أجاب: ((الجواب أنَّ يقال: الله أعلم، لكن بحسب المسلم أنْ يعلم أنَّ الله افترض عليه عداوة المشركين، وعدم موالاتهم، وأوجب عليه محبة المؤمنين وموالاتهم، 000و أمَّا كون ذلك من معنى لا إله إلا الله أو لوازمها، فلم يكلفنا الله بالبحث عن ذلك، وإنما كلفنا بمعرفة أنَّ الله فرض ذلك وأوجبه، وأوجب العمل به، فهذا هو الفرض والحتم الذي لا شك فيه، فمن عرف أنَّ ذلك من معناها، أو من لازمها، فهو خير، ومن لم يعرفه، فلم يُكلف بمعرفته، لاسيما إذا كان الجدل والمنازعة فيه مما يفضي إلى شرٍ واختلافٍ، ووقوع فرقة بين المؤمنين الذين قاموا بواجبات الإيمان، وجاهدوا في الله وعادوا المشركين ووالوا المسلمين، فالسكوت عن ذلك متعين)) انتهى كلامه. انظر: ((مجموعة التوحيد)) (ص69)
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 11:53]ـ
[ quote= مطيع باكرمان;99768]
، غير أن شُذَّاذاً من الناس اليوم أخذوا يفسرون الحديث على غير تفسيره، ويؤولونه على غير تأويله؛ ليطّرد مسلكهم و أصلهم الذي أصلوه في الموالاة، وهو أن كل إعانة للكفار على المسلمين كفر مخرج من الملة، ولو كانت إعانة من أجل الدنيا ممن هو في صف المؤمنين!!!!!!!!!!!!!!!!!! تأمل هذا الفقه الجديد الطازج على الطريقه الإرجائية ثم انظر بعدها الى الشذاذ الذين يعنيهم أبو مجاهد!!!!!!
لكن ليُعلم أنَّ هذا النوع من الموالاة شيء ومظاهرة المشركين على الكافرين ونصرتهم وتأيدهم والقتال معهم شيء آخر، فكما سبق في أول الحديث أنَّ هذا (الثاني) كفر وردة والعياذ بالله ويكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد، قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام: ((الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة:51)) وقال الشيخ حمد بن عتيق في ((الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع)) (ص32): ((وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين)، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 274): ((وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم))
تأمل الإجماع لتعرف من الشذاذ
قاتل الله الإرجاء والمرجئة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 09:38]ـ
(تأمل هذا الفقه الجديد الطازج على الطريقه الإرجائية ثم انظر بعدها الى الشذاذ الذين يعنيهم أبو مجاهد!!!!!!)
أخي الكريم (أبو زكريا المهاجر) بلغك الله منازل المهاجرين، لماذا هذا الاستهزاء والسخرية والتجريح في العقيدة دون تروي؟! هل من خالفك في مسألة رميته بالإرجاء ولو كان في موضوع الولاء والبراء؟ واعلم وفقك الله أن الشيخ صالح (أبو مجاهد) عندنا في بلادنا من أشد الناس على الإرجاء والمرجئة فله كثير من الدروس والمحاضرات يرد فيه على المرجئة، ولكن الموضوع الذي طرقه لو تأملته حقاً لما أسرعت في إلقاء التهم جزافاً ( .. فربّ كلمة .. !!!)
وأما بالنسبة إلى موضوع حديث حاطب رضي الله عنه فإني أسألك عدة أسألة أرجو الإجابة عليها بوضوح وروية كي يكون النقاش سليماً إن أردت ذلك:
1) هل كل أنواع الموالاة للكفار من الكفر أكبر مخرج من الملة؟ ومن قال بذلك من أهل العلم؟
2) هل فعل حاطب رضي الله عنه من الموالاة؟
3) هل فعل حاطب كان كفر بذاته؟ وما المانع من تكفيره؟
4) هل من تجسس للكفار يكفر في جميع أحواله؟ ومن قال بذلك؟
وفي الختام أذكرك بشيء لم تنتبه له وربما لم ينتبه له غيرك أن الشيخ أبا مجاهد يفرق في مسألة الجاسوس بين نوعين:
ماكان لأجل الدنيا وكان في صفوف المسلمين فهذا قد ارتكب كبيرة قد تصل إلى درجة الكفر الأكبر بعد الاستفصال منها كما حدث من حاطب رضي الله عنه إلا أن الفعل بذاته كبيرة وليست كفر
وما كان لأجل الدين، أو كان في صفوف الأعداء فهذا كفر أكبر مخرج من الملة.
وأما الاستدلا بكلام مجمل لأهل العلم ليس مسلم ولا محمود عند أهل العلم إذا كان لهم كلام مفصل يوضح مرادهم على غير ما تستدل به من إطلاقات.
فبالله عليك هل هؤلاء هم المرجئة الجدد، أم أنه من الإنصاف أن ننبه على الخوارج الجدد الذين ينصبون أنفسهم قضاة على الأمة وعلى العلماء فيسرعون في رميهم بالكفر والمداهنة ولم يسلم منهم أحد يخالفهم في الرأي؟ سبحانك يارب
يقول الشيخ صال آل الشيخ حفظه الله:
ثم ما يتعلق بمظاهرة المشركين وتولي الكفّار، فإنّ هذه المسألة بحثناها في عدة مجالس وفي عدة شروح، وبيّنا فيها أنّ عقد الإيمان يقتضي موالاة الإيمان والبراءة من الكفر؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ?للَّهُ وَرَسُولُهُ وَ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?لَّذِينَ يُقِيمُونَ ?لصَّلو?ةَ وَيُؤْتُونَ ?لزَّكَو?ةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ وَ?لَّذِينَ ءامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ?للَّهِ هُمُ ?لْغَـ?لِبُونَ} [المائدة: 55، 56].
وعقد الإيمان يقتضي البراءة من المعبودات والآلهة المختلفة ومن عبادتهم لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْر?هِيمُ لأَِبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِى بَرَاء مّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ ?لَّذِى فَطَرَنِى فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَـ?قِيَةً فِى عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 26، 27].
فأساس الإيمان هو الولاء للإيمان والبراءة من الكفر وعبادة غير الله جل وعلا، ويتضمن ذلك موالاة أهل الإيمان والبراءة من أهل الكفر على اختلاف مللهم.
هذه الموالاة منها ما يكون للدنيا، ومنها ما يكون للدين، فإذا كانت للدنيا فليست بمخرجة من الدين، وممّا قد يكون في بعض الأنواع من الموالاة في الدنيا من الإكرام أو البشاشة أو الدعوة أو المخالطة ما قد يكون مأذونًا به ما لم يكن في القلب مودّة لهذا الأمر، من مثل ما يفعل الرجل مع زوجته النصرانية، ومن مثل ما يفعله الابن مع أبيه غير المسلم، ونحو ذلك ممّا فيه إكرام وعمل في الظاهر، ولكن مع عدم المودة الدينية في الباطن، فإذا كان الموالاة للدنيا فإنّها غير جائزة إلاّ في ما استثني؛ كما ذكرنا في حال الزوج مع الزوجة والابن مع أبيه؛ ممّا يقتضي معاملة وبِرًّا وسكونًا ونحو ذلك.
أمّا القسم الثاني: فأن تكون الموالاة للدنيا؛ ولكن ليس لجهة قرابة، وإنّما لجهة مصلحة بحتة في أمر الدنيا وإن فرّط في أمر دينه، فهذه موالاة غير مكفِّرة؛ لأنّها في أمر الدنيا، وهذه التي نزل فيها قول الله جل وعلا: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِ?لْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ ?لْحَقّ} [الممتحنة: 1]، وهنا أثبت أنّهم ألقوا بالمودّة وناداهم باسم الإيمان، قال جمعٌ من أهل العلم: مناداة من ألقى المودة باسم الإيمان دل على أن فعله لم يخرجه من اسم الإيمان.
هذا مقتضى استفصال النبيّ صلى الله عليه وسلم من حاطب رضي الله عنه، حيث قال له في القصة المعروفة: ((يا حاطب، ما حملك على هذا؟)) يعني: أن أفشى سرّ رسول الله صلى الله وسلم، فبيّن أنه حمله عليه الدنيا وليس الدين.
والقسم الثالث: موالاة الكافر لدينه، يواليه ويحبه ويودّه وينصره لأجل ما عليه من الشرك ومن الوثنية ونحو ذلك، يعني محبة لدينه، فهذا مثله، هذه موالاة مكفِّرة لأجل ذلك، والإيمان الكامل ينتفي مع مطلق موالاة غير المؤمن؛ لأنّ موالاة غير المؤمن بمودته ومحبته ونحو ذلك منافيه للإيمان الواجب لقول الله جل وعلا: {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 02:56]ـ
أخى مطيع بارك الله فيك
أما قولك
) هل كل أنواع الموالاة للكفار من الكفر أكبر مخرج من الملة؟ ومن قال بذلك من أهل العلم؟
الموالاة: أصلها الحب كما أن المعاداة أصلها البغض، وتكون بالقلب والقول والفعل، ومن الموالاة النصرة والتأييد، فمن جعل الموالاة نوعاً واحداً مرادفاً لمظاهرة الكافرين عدَّ فعل حاطب -رضي الله عنه- كفراً، ومن جعلها صوراً مختلفة وأدخل فيها: مداهنتهم ومداراتهم، واستعمالهم، والبشاشة لهم ومصاحبتهم ومعاشرتهم وغيرها من الصور؛ جعلها نوعين موالاة مطلقة عامة أو (كبرى) وموالاة خاصة دون موالاة. ومن هؤلاء من عدَّ فعل حاطب -رضي الله عنه- من النوع الأول ومنهم من عَدَّه من النوع الثاني، وأكثر العلماء على أن الموالاة نوعان: مُكفِّرة وغير مُكفِّرة، وسواء قلنا هما نوعان أو نوع واحد فالذي يهمنا هنا هو هل فعل حاطب -رضي الله عنه- من النوع المُكفِّر أم لا؟ -وسيأتي-، كما أنَّ منهم من فرَّق بين الموالاة والتولي وجعل التولي موالاة مطلقة ومنهم عددٌ من علماء الدعوة النجدية -رحمهم الله-، وهناك من لم يفرق بينهما كالشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره وهذا أقرب والله أعلم، وعلى كلٍ فهذه مصطلحات لا مشاحة فيها، لأن الذين فرَّقوا بينهما يعنون بالتولي الموالاة المطلقة وأنها كفر ولا يقولون بتولي غير مُكفِّر بل يقولون أن هناك موالاة غير مُكفِّرة فآل الأمر إلى وجود موالاة مُكفِّرة يسميها البعض تولي وأخرى غير مُكفِّرة وهذا كله على قول من يقسم الموالاة إلى قسمين.
وأما قولك هل فعل حاطب رضي الله عنه من الموالاة؟
هذا لا يخالف فيه أحد بدليل أن حادثة حاطب كانت سببا فى نزول قوله تعالى {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِ?لْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءكُمْ مّنَ ?لْحَقّ} [الممتحنة: 1]
وأما قولك) هل فعل حاطب كان كفر بذاته؟ وما المانع من تكفيره؟
فأقول: من قال أنَّ الموالاة كلها كفر قال إنه وقع في الكفر ولم يكفُر لأنه كان متأولاً، ومن قال أنَّ هناك موالاة مُكفِّرة وموالاة غير مُكفِّرة عدَّ ما بدر منه -رضي الله عنه- من النوع غير المُكفِّر
والمانع من تكفيره هو التأويل قال ابن حجر في الفتح [8/ 503]: (وعذر حاطب ما ذكره؛ فإنه صنع ذلك متأولاً أن لا ضرر فيه) اهـ.
وقد أورد البخارى هذا الحديث فى كتاب المرتدين باب ما جاء فى المتأولين
وأما قولك) هل من تجسس للكفار يكفر في جميع أحواله؟ ومن قال بذلك؟
أقول يا أخى هذه مسئلة متنازع فيها وأنا لا انكر الخلاف فى هذه المسئلة وقد كفر الجاسوس طائفة من أهل العلم كسحنون وابن القاسم و العلامة أحمد شاكر والشيخ ابن باز وغيرهم
واعتراضى ليس على مسئلة تكفير الجاسوس أو لا
وانما اعترض على كلام شيخك حين قال
(غير أن شُذَّاذاً من الناس اليوم أخذوا يفسرون الحديث على غير تفسيره، ويؤولونه على غير تأويله؛ ليطّرد مسلكهم و أصلهم الذي أصلوه في الموالاة، وهو أن كل إعانة للكفار على المسلمين كفر مخرج من الملة، ولو كانت إعانة من أجل الدنيا)
تأمل هذا الكلام جيدا بارك الله فيك ثم اقرأ الأتى
ليُعلم أنَّ هذا النوع من الموالاة شيء ومظاهرة المشركين على الكافرين ونصرتهم وتأيدهم والقتال معهم شيء آخر، فكما سبق في أول الحديث أنَّ هذا (الثاني) كفر وردة والعياذ بالله ويكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد، قال الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام: ((الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} المائدة:51)) وقال الشيخ حمد بن عتيق في ((الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع)) (ص32): ((وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين)، وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في ((مجموع الفتاوى)) (1/ 274): ((وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم))
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد خالف شيخك الأجماع بناء على قصة حاطب وأعاد أصل المسئلة (أعنى إعانة الكفار على المسلمين) الى عمل القلب فقط وجعله مناط التكفير وهو بذلك قد خالف الأجماع كما ترى لان الخلاف انما حصل فى مسئلة التجسس فقط من مسائل الإعانة لا فى كل صورها
هذا ما أحببت أن انبهك عليه أخى العزيز وبارك الله فيك
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 06:07]ـ
أيها الإخوة:
بارك الله فيكم.
أنا أريد أن أسأل عن نقطة معينة فقط؛لأن المسألة قد كثر البحث فيها:
البعض يقول أن فعل حاطب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كفر ولكنه متأول ثم يستدل بفعل البخاري رحمه الله أنه جعل حديث حاطب في باب ماجاء في المتأولين:
ذكرالإمام البخاري تحت هذا الباب أربعة أحاديث:
1) حَدِيث عُمَر فِي قِصَّته مَعَ هِشَام بْن حَكِيم بْن حِزَام حِين سَمِعَهُ يَقْرَأ سُورَة الْفُرْقَان فِي الصَّلَاة بِحُرُوفٍ تُخَالِف مَا قَرَأَهُ هُوَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقل له عمر (كذبت ... ).
قال الحافظ في الفتح (وَمُنَاسَبَته لِلتَّرْجَمَةِ مِنْ جِهَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤَاخِذ عُمَر بِتَكْذِيبِ هِشَام وَلَا بِكَوْنِهِ لَبَّبَهُ بِرِدَائِهِ وَأَرَادَ الْإِيقَاع بِهِ، بَلْ صَدَّقَ هِشَامًا فِيمَا نَقَلَهُ وَعَذَرَ عُمَرَ فِي إِنْكَاره وَلَمْ يَزِدْهُ عَلَى بَيَان الْحُجَّة فِي جَوَاز الْقِرَاءَتَيْنِ)
2) حَدِيث اِبْن مَسْعُود فِي نُزُول قَوْله تَعَالَى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانهمْ بِظُلْمٍ)
قال الحافظ (وَوَجْه دُخُوله فِي التَّرْجَمَة مِنْ جِهَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤَاخِذ الصَّحَابَة بِحَمْلِهِمْ الظُّلْمَ فِي الْآيَة عَلَى عُمُومه حَتَّى يَتَنَاوَل كُلّ مَعْصِيَة بَلْ عَذَرَهُمْ لِأَنَّهُ ظَاهِر فِي التَّأْوِيل ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ الْمُرَاد بِمَا رَفَعَ الْإِشْكَال).
3) حَدِيث عِتْبَان بْن مَالِك فِي قِصَّة مَالِك بْن الدُّخْشُم وقول الصحابة فيه (أنه منافق)
قال الحافظ (وَمُنَاسَبَته مِنْ جِهَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤَاخِذ الْقَائِلِينَ فِي حَقّ مَالِك بْن الدُّخْشُم بِمَا قَالُوا، بَلْ بَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ إِجْرَاء أَحْكَام الْإِسْلَام عَلَى الظَّاهِر دُون مَا فِي الْبَاطِن).
4) حديث حاطب رضي الله عنه.
إلا أن الحافظ لم يُفصح عن مناسبته للباب، مع أن الظاهر أن مناسبته للباب هي في جهة عمر لا حاطب، فيكون عمر هو المتأول في رمي حاطب بالنفاق أو بالكفر حتى يكون متناسقا مع ماقله من الأحاديث،إلا أن الإمام ابن بطال، وكذا العيني في عمدة القاري، ذكرا أن مناسبة الباب هي في حاطب رضي الله عنه كونه متأولاً، والله أعلم بالصواب.
على القول بأن المتأول هو حاطب رضي الله عنه،فماالذي يُثبت لنا أن البخاري قصد بالتأويل هو فعل الكفر؛لأن التأويل باب واسع،فلماذا لا نقول أن البخاري قصد بالتأويل هو فعل هذه الكبيرة وأن لاضرر على النبي (ص) فيما سيقدم عليه.
أرجوا البيان ممن عنده البيان
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 06:23]ـ
انظر كلام ابن حجر في بداية هذا الباب مما يدل على أن المقصود بالتأويل هو عمر وليس حاطبا
قَوْله (بَاب مَا جَاءَ فِي الْمُتَأَوِّلِينَ)
تَقَدَّمَ فِي " بَاب كُلّ مَنْ أَكْفَرَ أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأْوِيل " مِنْ كِتَاب الْأَدَب وَفِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه كُلّ مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَار مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا وَبَيَان الْمُرَاد بِذَلِكَ، وَالْحَاصِل أَنَّ مَنْ أَكْفَرَ الْمُسْلِم نُظِرَ فَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ تَأْوِيل اِسْتَحَقَّ الذَّمَّ وَرُبَّمَا كَانَ هُوَ الْكَافِر. وَإِنْ كَانَ بِتَأْوِيلٍ نُظِرَ إِنْ كَانَ غَيْر سَائِغ اِسْتَحَقَّ الذَّمّ أَيْضًا وَلَا يَصِل إِلَى الْكُفْر بَلْ يُبَيَّن لَهُ وَجْه خَطَئِهِ وَيُزْجَر بِمَا يَلِيقُ بِهِ. وَلَا يَلْتَحِق بِالْأَوَّلِ عِنْد الْجُمْهُور، وَإِنْ كَانَ بِتَأْوِيلٍ سَائِغ لَمْ يَسْتَحِقّ الذَّمّ بَلْ تُقَام عَلَيْهِ الْحُجَّة حَتَّى يَرْجِع إِلَى الصَّوَاب قَالَ الْعُلَمَاء كُلُّ مُتَأَوِّلٍ مَعْذُورٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِتَأْوِيلِهِ لَيْسَ بِآثِمٍ إِذَا كَانَ تَأْوِيله سَائِغًا فِي لِسَان الْعَرَب وَكَانَ لَهُ وَجْه فِي الْعِلْم. وَذَكَرَ هُنَا أَرْبَعَة أَحَادِيث أ.هـ
فإن كان الذي ذكرت صحيحا ولم يُظهر لي أحد خطأه فإن هذا يترتب عليه أمر سأتركه حتى أرى تعليق الإخوان.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:37]ـ
حكم الجاسوس
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
وبعد:
فاعلم أن من يتجسس على عورات المسلمين، وأحوالهم الخاصة - وبخاصة منهم المجاهدين! - لينقلها إلى أعدائهم من الكفرة المجرمين؛ سواء كان كفرهم كفراً أصلياً أم كان كفر ردة، فهو كافر مثلهم، وموالٍ لهم الموالاة الكبرى التي تخرجه من دائرة الإسلام، يُقتل كفراً ولا بد.
قال تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يُخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} [البقرة: 8 - 9].
ومن خداعهم للمؤمنين أن يتظاهروا بالإسلام، وأن يقولوا عن أنفسهم بأنهم مؤمنون، ثم هم يتجسسون عليهم لصالح أعدائهم من الطواغيت وغيرهم من الكافرين المجرمين.
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً} [الحجرات: 12].
والتجسس من حيث دوافعه نوعان:
نوع خاص يكون الدافع عليه الفضول وحب الاطلاع على عورات الآخرين، ليتلذذ الجاسوس - في مجالسه الخاصة والعامة - بالخوض في الحديث عن أعراض الناس وعوراتهم ويتباهى بأنه يملك الدليل والبينة على صدق دعواه وقوله، لذا جاء عقب النهي عن التجسس النهي عن الغيبة؛ لأن الغيبة نتيجة حتمية للتجسس، فكل من تجسس لا بد له من أن يقع في غيبة الآخرين.
ونوع عام يكون دافعه نقل المعلومات ورفع التقارير إلى الطواغيت الظالمين وغيرهم من الكفرة والمشركين، وهذا من الموالاة، وهو أشد أنواع التجسس جرماً، وهو من الكفر الأكبر الذي يخرج صاحبه من الملة ولا بد.
والنهي عن التجسس الوارد في الآية يشمل النوعين: الخاص والعام، والعام أولى بالنهي من الخاص، فتنبه لذلك.
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا) [البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من أكل بمسلمٍ أكلةً فإن الله يُطعمه مثلها من جهنم، ومن كُسِي ثوباً برجل مسلم فإن الله عز وجل يكسوه من جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام رياءٍ وسمعة فإن الله يقوم مقام رياء وسمعة يوم القيامة) [1].
فيه تحذير وترهيب لأولئك الذين يكتبون التقارير عن المسلمين الموحدين ليرفعوها إلى الطواغيت الظالمين، ويشون عليهم، وعلى أماكنهم، وتحركاتهم، مقابل مبلغ زهيد - يتقوتون به أو يلبسون - يرميه الطاغوت إليهم على كل تقرير يكتبونه عن المسلمين، وما أكثر أصحاب النفوس الضعيفة هؤلاء في بلادنا، الذين باعوا دينهم وآخرتهم بدنيا غيرهم!!
وقال صلى الله عليه وسلم: (من استمع إلى حديث قوم وهم يفرون منه، صُبَّ في أذنيه الآنك) [2]. والآنك هو الرصاص الأبيض المذاب، وهذا فيمن يستمع على وجه الفضول والتطفل، فكيف بمن يستمع على وجه التجسس لصالح أعداء المسلمين من الكافرين والمشركين؟!!
وقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتّبع اللهُ عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته) [3].
قلت: من تتبع عورات المسلمين وتجسس عليهم لصالح الطواغيت الكافرين، هو أولى بالنفاق، وانتفاء الإيمان من قلبه.
فالتجسس على عورات المسلمين وخصوصياتهم لصالح أعدائهم من المشركين المجرمين لا يمكن أن يمتهنها إلا كل منافق خسيس عريق في النفاق والخداع!
وقال صلى الله عليه وسلم: (من حمى مؤمناً من منافقٍ بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلماً بشيءٍ يُريد شَينَه به حبسَه الله على جسر جهنم حتى يخرجَ مما قال) [4].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا فيمن يرمي مسلماً بشيء يريد شينه به، فكيف بمن يرمي مسلماً بشيءٍ يريد به قتله أو سجنه في سجون الطواغيت الظالمين؟!
وعن سلمة بن الأكوع قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه، ثم انسل، فقال صلى الله عليه وسلم: (اطلبوه فاقتلوه)، قال: فسبقتهم إليه فقتلته، وأخذت سلبه، فنفلني إياه [متفق عليه].
وكذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المرأة التي حملت كتاب حاطب إلى كفار قريش عام الفتح، ومن دون أن تُستتاب.
كما في الحديث عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم فتح مكة، أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر، وامرأتين [5].
من هاتين المرأتين هذه المرأة التي حملت رسالة حاطب إلى كفار قريش، واسمها سارة.
قال الإمام سحنون: (إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يُستتب، وماله لورثته).
وفي المستخرجة قال ابن القاسم في الجاسوس: (يُقتل ولا تُعرف لهذا توبة، هو كالزنديق) [6].
وقال ابن تيمية في الفتاوى 28 [/109]: (ذهب مالك وطائفة من أصحاب أحمد إلى جواز قتل الجاسوس) اهـ.
قلت: وقتله يكون على الكفر والارتداد، وليس على شيء آخر، والله تعالى أعلم.
شبهة ورد:
لعل قائلاً يقول: إن حاطب بن أبي بلتعة قد كاتب كفار قريش، وأطلعهم على سر زحف النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من جند الإسلام لفتح مكة، وهذا من التجسس والموالاة، ومع ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكفره، ولم يأمر بقتله، فكيف نوفق بين ذلك، وبين ما تقدم ذكره؟
أقول: الذي فعله حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه هو من الكفر، لكن حاطباً لم يكفر لاعتبارات وموانع عدة منعت من لحوق الكفر به، سنأتي على بيانها إن شاء الله.
أما أن الذي فعله حاطب هو من الكفر والنفاق الأكبر؛ ذلك لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه أمام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما: (يا رسول الله قد خان اللهَ ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقَ هذا المنافق - وفي رواية - فإنه قد كفر، إنه قد نافق، نكث وظاهر أعداءك عليك)!
والنبي صلى الله عليه وسلم يسمعه ولم ينكر عليه أن هذا الذي فعله حاطب يُعد من الموالاة للمشركين، والكفر والنفاق الذي تُقطع عليه الأعناق، ولكن الذي أنكره على عمر رضي الله عنه حمل حكم النفاق والكفر على حاطب، وذلك لاعتبارات تمنع من لحوق هذا الحكم بحاطب!
أما أن حاطباً لم يكفر، ولم يقع في النفاق فهو للاعتبارات التالية:
1) أنه كان متأولاً في فعله، لم يكن يعلم - أو يظن - أن هذا الذي فعله يمكن أن يرقى إلى درجة الكفر والخروج من الإسلام، أو أنه يضر في إيمانه، ولم يكن يقصد به الغش والغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك نجده يجيب - من فوره - لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن السبب الذي حمله على كتابة الرسالة إلى كفار قريش: (يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفراً ولا ارتداداً، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام - وفي رواية - ما غيرت ولا بدلت، أما أني لم أفعله غشاً يا رسول الله ولا نفاقاً، ما كفرتُ ولا ازددتُ للإسلام إلا حباً)!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد صدقكم، لا تقولوا له إلا خيراً، إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم!
قال ابن حجر في الفتح [8/ 503]: (وعذر حاطب ما ذكره؛ فإنه صنع ذلك متأولاً أن لا ضرر فيه) اهـ.
قلت: والتأويل مانع من موانع لحوق الكفر بالمعين، فتنبه لذلك.
2) علم النبي صلى الله عليه وسلم - عن طريق الوحي - بسلامة قصد وباطن حاطب، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (قد صدقكم)، وهذه ليست لأحدٍ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، لذلك نجد عمر - وليس له إلا ذلك - قد تعامل مع حاطب على اعتبار ظاهره، وما يدل عليه ظاهره من نكوث، وموالاة، وكفر ونفاق، فقال عباراته الآنفة الذكر!
فإن قيل: الأحكام تبنى على الظاهر، فعلام هنا قد تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع باطن وقصد حاطب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: فيما يخص إقامة الحدود، وإنزال التعزير والعقوبات بالمخالفين لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك إلا ما يدل عليه ظاهر الحال الذي يستوجب الحد أو العقوبة، وإن كان يعلم صلى الله عليه وسلم أن بواطن الأمور وخفاياها هي بخلاف هذا الظاهر، كتعامله مع المنافقين على اعتبار ظاهرهم رغم علمه صلى الله عليه وسلم بنفاقهم وكفرهم في الباطن.
قال ابن تيمية في الصارم [356]: (فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يُقيم الحدود بعلمه، ولا بخبر الواحد، ولا بمجرد الوحي، ولا بالدلائل والشواهد، حتى يثبت الموجب للحد ببينة أو إقرار) اهـ.
أما فيما يتعلق بإقالة العثرات التي كان يقع فيها بعض أصحابه صلى الله عليه وسلم، فكان صلى الله عليه وسلم يراعي سلامة الباطن والقصد الذي يطلعه عليه الوحي ما وجد إلى ذلك سبيلاً، لحبه للعذر وإقالة العثرات؛ وبخاصة إن جاءت هذه العثرات من أصحابه الكرام الذين لهم سابقة بلاء وجهاد في سبيل الله!
ولأن مراعاة سلامة الباطن في هذا الجانب هو لصالح الإنسان المخطئ بخلاف جانب المؤاخذة والمحاسبة ففيه تقريع وتعذيب للمخالف، لذا لم يمضه النبي صلى الله عليه وسلم إلا ببينة ظاهرة تستدعي ذلك.
ودليلنا على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم من حاطب، ونحوه ذلك الرجل من الأنصار الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح البخاري -: (أراك تحابي ابن عمتك!!). وذلك لما حكم النبي صلى الله عليه وسلم للزبير بأن يسقي أرضه، ثم يرسل الماء إلى أرض جاره الأنصاري!
قلت: قول الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم "أراك تحابي ابن عمتك! "؛ هو كفر أكبر، وطعن بحكم النبي صلى الله عليه وسلم، والذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم على إقالة عثرته علمه صلى الله عليه وسلم بسلامة قصده وباطنه، وأن الذي صدر منه هو عبارة عن فلتة وزلة، وهذه ليست لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن العربي في الأحكام [5/ 267]: (كل من اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحكم فهو كافر، لكن الأنصاري زل زلة فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأقال عثرته لعلمه بصحة يقينه، وأنها كانت فلتة، وليست لأحدٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ.
وهذا الذي قيل في موقف النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأنصاري يُقال أيضاً في موقفه صلى الله عليه وسلم من حاطب بن أبي بلتعة. والله تعالى أعلم.
فإن قيل: هل لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيل عثرات ترقى إلى درجة الكفر بناءً على سلامة قصد وباطن أصحابها؟
أقول: لا، لانقطاع الوحي، وهذا الذي يقصده عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله: (إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم؛ فمن أظهر لنا خيراً أمَّناه وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، الله يُحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة).
لذا نقول: من أظهر لنا الكفر البواح - من غير مانعٍ شرعي معتبر - أظهرنا له التكفير ولا بد.
وقوله رضي الله عنه: (كانوا يؤخذون بالوحي)، يريد في جانب إقالة العثرات، وليس في جانب تطبيق الحدود وإنزال العقوبات، فتنبه لذلك.
3) ومن علامات صدق حاطب رضي الله عنه أنه صدَق النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله، ولم يواري عليه ما فعل، مما دل على سلامة باطنه وقصده، وبراءته من النفاق، بخلاف المرأة فإنها أنكرت وكذبت لما سئلت عن الكتاب، فقالت: (ما معي من كتاب " فزاد ذلك من جرمها وكفرها!
ولو كان حاطب منافقاً لكذَب الحديث، لأن من خصال المنافق أنه إذا حدث كذب، ولكن لما صدق في الحديث، دل على صدق إيمانه وباطنه وأنه ليس منافقاً، وكان لذلك أثراً ظاهراً في منجاته وإقالة عثرته، كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي: (فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حديث كعب بن مالك في قصة تخلفه عن الغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، يقول: يا رسول الله إنما أنجاني الله بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت، والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذَبْتُه فأهلك كما هلك الذين كذبوا، إن الله قال للذين كذَبوا حين أنزل الوحي شرَّ ما قال لأحدٍ، فقال: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنمُ جزاءً بما كانوا يكسبون. يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين}.
بينما أنزل الله في الثلاثة الذين صدَقوا الحديث - منهم كعب من مالك - قوله: {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة} إلى قوله تعالى: {وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 117 - 119].
فتأمل كيف أن الصدق أنجاهم، وأقال عثرتهم، وكيف أن الكذب أردى أولئك الذين كذبوا الأعذار، وأوبق آخرتهم!
وهذا ينبغي أن يكون معتبراً عند الحديث عن حاطب بن أبي بلتعة، وعن الأسباب التي أقالت عثرته.
4) إن مما أعان على إقالة عثرة حاطب كذلك أنه من أهل بدر، وبدر حسنة عظيمة تذهب السيئات، وتقيل العثرات، وتستدعي تحسين الظن بأهلها، وتوسيع دائرة التأويل لهم لو عثروا أو زلوا!
لذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تذكر له حسنة بدر - وما أدراك ما حسنة بدر - فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
وفي صحيح مسلم: (إني لأرجو أن لا يدخل النار أحد - إن شاء الله - ممن شهد بدراً والحديبية).
وحاطب قد جمع بين الخيرين، فقد شهد بدراً والحديبية معاً!
نستفيد من ذلك أن المرء كلما كبرت وكثرت حسناته، وكانت له سابقة بلاء في الله، كلما ينبغي أن تتوسع بحقه ساحة التأويل وإقالة العثرات، عند ورود الشبهات، وحصول الكبوات، والله تعالى أعلم.
5) أن فعل الوشاية الذي أقدم عليه حاطب لم يكن فعلاً ملازماً له، فهو لم يفعل ذلك إلا مرة واحدة في حياته، ولأسباب تقدم ذكرها، وهذا بخلاف ما عليه الجاسوس فإن التجسس صفة لازمة له على مدار الوقت، لا هم له إلا كيف يتحصل على المعلومات لكي يرسلها إلى موفديه أو من يتعامل معهم!
فهناك فرق بين من يقع في الخطأ مرة، وبين من يقع في الخطأ مراراً من حيث دلالته على صفة وحقيقة فاعله.
لذا من الخطأ الفادح أن يُحمل على حاطب حكم ووصف الجاسوس الآنف الذكر، والله تعالى أعلم.
وبعد، لأجل هذه الأسباب مجتمعة أفدنا في أول حديثنا أن فعل حاطب يُعتبر من الكفر، ومن الموالاة الكبرى، إلا أن حاطباً لم يكفر بعينه، ولا يجوز أن يُحمل عليه حكم الكفر، والله تعالى أعلم.
كلمة أخيرة:
إلى أولئك الذين هان عليهم دينهم، وسهل عليهم التجسس على المسلمين لصالح الطواغيت باسم الدين، متذرعين بفتاوى بعض المضللين المشبوهين ممن ظاهرهم العلم، مقابل مبلغ زهيد يعطونه على كل تقرير يكتبونه إلى مخابرات الطواغيت، لا يحسب هؤلاء أنهم على خير، أو أنهم على شيء، وليتذكروا أن لهم يوماً سيسألون فيه عما يفعلون، وينتصف الله تعالى منهم لعباده المظلومين.
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أعان ظالماً بباطل ليدحض بباطله حقاً فقد برئ من ذمة الله عز وجل وذمة رسوله) [7].
فكيف بمن يعين الطواغيت الظالمين على اعتقال المسلمين الموحدين وقتلهم، وانتهاك حرماتهم؟!
فكم من تقرير ظالم كتبه مخبر حقير أدى إلى اعتقال عشرات من الشباب المسلم الموحد - لعشرات السنين - في أقبية وزنازين الطواغيت، إن لم يكن سبباً في قتلهم وإعدامهم!
وفي صحيح مسلم وغيره: (المؤمن من أمنه المسلمون على أنفسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
فالذي لا يأمنه المسلمون على أنفسهم، ولا يسلمون من شر يده ولسانه، فهو بنص الحديث ليس من المؤمنين ولا المسلمين.
فاتق الله يا عبد الله، واحذر أن تكون ممن يتجسسون لصالح الطواغيت الظالمين، أو يجادلون عنهم، أو يُقاتلون دونهم، فتهلك وتخسر دنياك وآخرتك.
اللهم إنا قد بلغنا ونصحنا، فاشهد
وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلَّم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين [8]
منقول للفائدة
أحسنت ابا زكريا على النقل البديع ..
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 12:12]ـ
بارك الله فيك أخى
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 12:50]ـ
(أبوزكرياالمهاجر) جزاك الله خيرا
من الشيخ الذي نقلت عنه في مسألة (حكم الجاسوس)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 01:57]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعدما ذكر حديث حاطب وقصته ():
(وهذه القصة مما اتفق أهل العلم على صحتها وهي متواترة عندهم معروفة عند علماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء المغازي والسير والتواريخ وعلماء الفقه وغير هؤلاء، وكان علي رضي الله عنه يحدث بهذا الحديث في خلافته بعد الفتنة وروى عنه كاتبه عبد الله بن أبي رافع ليبين لهم أن السابقين مغفور لهم ولو جرى منهم ما جرى،.
جزى الله الناقل والمنقول عنه هذا البحث الماتع
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروي قصة حاطب رضي الله عنه ويؤكد أن ذنبه مغفور , والكفر لا يُغفر إلا بالتوبة وتجديد النطق بالشهادتين.
فكيف وقع الصحابي في الكفر!!
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 03:35]ـ
(أبوزكرياالمهاجر) جزاك الله خيرا
من الشيخ الذي نقلت عنه في مسألة (حكم الجاسوس)؟
وجزاك الله مثله أخى
منقول من موقع الشيخ أبى بصير الطرطوسى
http://www.abubaseer.bizland.com/
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 03:43]ـ
جزى الله الناقل والمنقول عنه هذا البحث الماتع
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يروي قصة حاطب رضي الله عنه ويؤكد أن ذنبه مغفور , والكفر لا يُغفر إلا بالتوبة وتجديد النطق بالشهادتين.
فكيف وقع الصحابي في الكفر!!
انظر أخى ما تقول
من الذى كفر حاطبا؟
ففرق بين أن نحكم على شخص بالكفر وبين أن نقول فلان وقع فى الكفر
ففى الحالة الأولى ننزل الحكم على الشخص نفسه
وفى الثانية لايلزم ذلك لإحتمال وجود مانع من موامع التكفير
وهذا ما وقع من حاطب كفر على الصحيح كما تقدم لكنه معزور بالتأويل فتأمل هذا جيدا
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 11:50]ـ
كل الذين قالوا أنه متأول في فعله
قالوا أنه وقع في الكفر متأولا!
أي أن حاطباً رضي الله عنه - وبَرَّأَهُ مِمَّا قَالُوا - قصد الوقوع في النفاق وهو يعلم أنه كفر ولكنه تأول فعله.
أو أنه وقع في الكفر وهو لا يعلم أنه كفر وهذا تجهيل لهذا الصحابي البدري الجليل!
وكلاهما مر والله المستعان.
فالصحابة رضي الله عنهم وخصوصا أهل بدر منهم يلقون في النار أحب إليهم من الرجوع في الكفر وهذا يقين قاطع عند أهل السنة ولن يخالف في هذا إلا من غلبه هواه.
وأما المعاصي والكبائر فليسوا بمعصومين منها وهي ما وقع فيه حاطب رضي الله عنه.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 11:53]ـ
وجزاك الله مثله أخى
منقول من موقع الشيخ أبى بصير الطرطوسى
صدق حبيبي صلوات ربي وسلامه عليه حين قال أنه بعد موت العلماء: " أتخذ الناس رؤوس جهالا "
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 01:51]ـ
صدق حبيبي صلوات ربي وسلامه عليه حين قال أنه بعد موت العلماء: " أتخذ الناس رؤوس جهالا "
اعلم أن الجهال هم من تتعلم منهم أمثال المدخلى والحلبى والهلالى والرمضانى وازنابهم أمثالك ممن أحيوا عقيدة الإرجاء وألبسوها زورا لباس السلفيه
وقد فضحهم الله بعد أن قامت هيئة كبار العلماء بالرد عليهم وتبين كذبهم وتدليسهم وضلالهم
فإلى الله المشتكى وعند الله تجتمع الخصوم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 01:57]ـ
كل الذين قالوا أنه متأول في فعله
قالوا أنه وقع في الكفر متأولا!
أي أن حاطباً رضي الله عنه - وبَرَّأَهُ مِمَّا قَالُوا - قصد الوقوع في النفاق وهو يعلم أنه كفر ولكنه تأول فعله.
أو أنه وقع في الكفر وهو لا يعلم أنه كفر وهذا تجهيل لهذا الصحابي البدري الجليل!
وكلاهما مر والله المستعان.
فالصحابة رضي الله عنهم وخصوصا أهل بدر منهم يلقون في النار أحب إليهم من الرجوع في الكفر وهذا يقين قاطع عند أهل السنة ولن يخالف في هذا إلا من غلبه هواه.
وأما المعاصي والكبائر فليسوا بمعصومين منها وهي ما وقع فيه حاطب رضي الله عنه.
ما قولك فى من استحلوا شرب الخمر من الصحابة متأولين؟؟؟؟؟؟؟؟
هل لم يقعوا فى الكفر
تعلم فبل أن تتكلم وإلا لاتدخل نفسك فى هذه المسائل
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 02:42]ـ
ما قولك فى من استحلوا شرب الخمر من الصحابة متأولين؟؟؟؟؟؟؟؟
هل لم يقعوا فى الكفر
تعلم فبل أن تتكلم وإلا لاتدخل نفسك فى هذه المسائل
أحسنت أخي أبا زكريا المهاجر
وأيضا ما جاء في قصة الأنصاري مع الزبير رضي الله عنهم فقد قال ابن تيمية رحمه الله بعد ذكر هذه القصة ونظرائها:
" هذا الباب كله مما يوجب القتل و يكون به الرجل كافرا حلال الدم كان النبي صلى الله عليه و سلم و غيره من الأنبياء يعفون ويصفحون عمن قاله امتثالا لقوله تعالى: {خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين} ".اهـ الصارم المسلول
وعلى قول أن هذا الأنصاري رضي الله عنه بدري فقد جاوب الشيخ على ذلك فقال:
" و إن كانت القصة بعد بدر فإن القائل لهذه الكلمة يكون قد تاب و استقر و قد عفا له النبي صلى الله عليه و سلم عن حقه فغفر له و المضمون لأهل بدر إنما هو المغفرة: إما بأن يستغفروا إن كان الذنب مما لا يغفر إلا بالاستغفار أو لم يكن كذلك إما بدون أن يستغفروا
ألا ترى قدامة بن مظعون ـ و كان بدريا ـ تأول في خلافة عمر ما تأول في استحلال الخمر من قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [المائدة: 93] الآية حتى أجمع رأى عمر و أهل الشورى أن يستتاب هو و أصحابه فإن أقروا بالتحريم جلدوا و إن لم يقروا به كفروا ثم إنه تاب و كاد ييأس لعظم ذنبه في نفسه حتى أرسل إليه عمر رضي الله عنه بأول سورة غافر فعلم أن المضمون للبدريين أن خاتمتهم حسنة و أنهم مغفور لهم و إن جاز أن يصدر عنهم قبل ذلك ما عسى أن يصدر فإن التوبة تجب ما قبلها "اهـ الصارم المسلول
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 02:59]ـ
أحسنت أخي أبا زكريا المهاجر
وأيضا ما جاء في قصة الأنصاري مع الزبير رضي الله عنهم فقد قال ابن تيمية رحمه الله بعد ذكر هذه القصة ونظرائه.
بارك الله فيك أخى
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 03:48]ـ
ما قولك فى من استحلوا شرب الخمر من الصحابة متأولين؟؟؟؟؟؟؟؟
هل لم يقعوا فى الكفر
تعلم فبل أن تتكلم وإلا لاتدخل نفسك فى هذه المسائل
يا أبا المهاجر عافاك الله من شر نفسك
أقول لك حاطب رضي الله عنه وهو البدري من أصحاب الشجرة تقول ما رأيك في فلان وفلان من الصحابة , هناك من أرتد وقد صحب الرسول صلى الله عليه وسلم!
يا رجل ألا تقرأ القرآن وقول الله تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)} سورة الفتح
تأمل قوله تعالى {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}
ليس علمي وعلمك بل علم الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
صدق الله {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
وأما قصة الزبير رضي الله عنه مع ذاك الصحابي فلا حجة فيها لإبهام الصحابي الذي فيها ولا يُعلم أشهد بدر والحديبية أم لا.
ثم أن قوله تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا} نزلت بسبب هذه القصة كما جاء في صحيح مسلم واستدل العلماء بأن الإيمان المنفي فيها هو الإيمان الواجب وليس المنفي هو أصل الإيمان الذي لو انتفى اخرج صاحبه من الملة واستدلوا بعدم كفر ذاك الصحابي.
وأما قصة قدامة بن مظعون رضي الله عنه فهي حجة على المؤولة الجدد , فقدامة له دليل تأوله وهو قوله تعالى {ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [المائدة: 93]
فهو مستدل بدليل شرعي أدى به إلى شرب الخمر فصح وصفه بالتأويل فلا يقال علم الكفر وقصد الوقوع فيه بل ولا يقال وقع في الكفر.
وهذا لا يقع ممن علم الله ما في قلوبهم والله المستعان على ما تصفون
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 05:40]ـ
يا أبا المهاجر عافاك الله من شر نفسك
أقول لك حاطب رضي الله عنه وهو البدري من أصحاب الشجرة تقول ما رأيك في فلان وفلان من الصحابة , هناك من أرتد وقد صحب الرسول صلى الله عليه وسلم!
يا رجل ألا تقرأ القرآن وقول الله تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)} سورة الفتح
تأمل قوله تعالى {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}
ليس علمي وعلمك بل علم الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
صدق الله {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
وأما قصة الزبير رضي الله عنه مع ذاك الصحابي فلا حجة فيها لإبهام الصحابي الذي فيها ولا يُعلم أشهد بدر والحديبية أم لا.
ثم أن قوله تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا} نزلت بسبب هذه القصة كما جاء في صحيح مسلم واستدل العلماء بأن الإيمان المنفي فيها هو الإيمان الواجب وليس المنفي هو أصل الإيمان الذي لو انتفى اخرج صاحبه من الملة واستدلوا بعدم كفر ذاك الصحابي.
وأما قصة قدامة بن مظعون رضي الله عنه فهي حجة على المؤولة الجدد , فقدامة له دليل تأوله وهو قوله تعالى {ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [المائدة: 93]
فهو مستدل بدليل شرعي أدى به إلى شرب الخمر فصح وصفه بالتأويل فلا يقال علم الكفر وقصد الوقوع فيه بل ولا يقال وقع في الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لا يقع ممن علم الله ما في قلوبهم والله المستعان على ما تصفون
لاحول ولا قوة إلا بالله
والله لولا الإنشغال لبينت لك كل الجهالات التى تفوهت بها
وقد نصحتك أن تتعلم قبل أن تتكلم
راجع إن شئت الصارم المسلول
وردود هيئة كبار العلماء على شيوخك المرجئة وتعلم
حينه ستعرف بطلان وضلال ما تقول به
فالله المستعان
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 05:40]ـ
يا أبا المهاجر عافاك الله من شر نفسك
أقول لك حاطب رضي الله عنه وهو البدري من أصحاب الشجرة تقول ما رأيك في فلان وفلان من الصحابة , هناك من أرتد وقد صحب الرسول صلى الله عليه وسلم!
يا رجل ألا تقرأ القرآن وقول الله تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)} سورة الفتح
تأمل قوله تعالى {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}
ليس علمي وعلمك بل علم الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
صدق الله {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
وأما قصة الزبير رضي الله عنه مع ذاك الصحابي فلا حجة فيها لإبهام الصحابي الذي فيها ولا يُعلم أشهد بدر والحديبية أم لا.
ثم أن قوله تعالى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا} نزلت بسبب هذه القصة كما جاء في صحيح مسلم واستدل العلماء بأن الإيمان المنفي فيها هو الإيمان الواجب وليس المنفي هو أصل الإيمان الذي لو انتفى اخرج صاحبه من الملة واستدلوا بعدم كفر ذاك الصحابي.
وأما قصة قدامة بن مظعون رضي الله عنه فهي حجة على المؤولة الجدد , فقدامة له دليل تأوله وهو قوله تعالى {ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [المائدة: 93]
فهو مستدل بدليل شرعي أدى به إلى شرب الخمر فصح وصفه بالتأويل فلا يقال علم الكفر وقصد الوقوع فيه بل ولا يقال وقع في الكفر.
وهذا لا يقع ممن علم الله ما في قلوبهم والله المستعان على ما تصفون
لاحول ولا قوة إلا بالله
والله لولا الإنشغال لبينت لك كل الجهالات التى تفوهت بها
وقد نصحتك أن تتعلم قبل أن تتكلم
راجع إن شئت الصارم المسلول
وردود هيئة كبار العلماء على شيوخك المرجئة وتعلم
حينها ستعرف بطلان وضلال ما تقول به
فالله المستعان
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 02:46]ـ
أخي (أبو زكريا المهاجر) وفقك الله، يجب أن تعلم أننا حينما نتناقش في مسألة علمية ونبين حكمها الشرعي حسب ما ندين الله به لا يجوز لك أن تلقي التهم جزافاً لأننا نخالفك، وإننا حينما نقول أن التجسس كبيرة من كبائر الذنوب وقد تصل إلى الكفر في بعض الأحوال لا يستلزم من ذلك التهوين بشأن هذه المعصية العظيمة، فهل أهل السنة حينما يردون على الخوارج في تكفيرهم القاتل والزاني أنهم بذلك يهونون من شأن هذه المعاصي؟! حاشا لله
ثم إنك قد أخطأت في فهم نصوص أهل العلم وحملتها على غير محملها الصحيح، وهذا راجع إلى قصور في فهمك - عذرا - أو بسبب خلل في منهج التلقي، وسأبين لك ذلك إن شاء الله، فمن ذلك:
(1) زعمك أن سحنون وابن القاسم من المالكية رحمهما الله أنهم يقولون بكفر الجاسوس، وهذا فهم خاطئ لم يقل به أحد، فلو تأملت عبارتهما جيداً لما توصلت إلى ذلك، فقول ابن القاسم: (هو كالزنديق) إنما المراد في كونه يقتل على كل حال ولا يستتاب، لا أنه كافر مرتد وهذا ما يوضحه سحنون بقوله: (إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يُستتب، وماله لورثته). و إلا لقال: (هو زنديق)، وأيضاً لوكان مرتداً كما تدعي لجعلوا له حكم المرتد، وحكمه عند المالكية كما هو معلوم أنه يستتاب فإن تاب و إلا قتل، ثم إنك لو تأملت كلام سحنون جيداً لعلمت أنه لم يكفره وذلك لأنه جعل ماله لورثته، فالمرتد لا يرثه ورثته وإنما يقسم على المسلمين. قال ابن رشد الحفيد في بداية المجتهد - (ج 2 / ص 287)
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما مال المرتد إذا قتل أو مات، فقال جمهور فقهاء الحجاز هو لجماعة المسلمين ولا يرثه قرابته، وبه قال مالك، والشافعي، وهو قول زيد من الصحابة.
وجاء في تهذيب المدونة - (ج 2 / ص 46)
2239 - ومن ارتد ولحق بدار الحرب، وقف ماله حتى يعلم أنه مات، فإن رجع إلى الإسلام كان أولى بماله، وإن مات على ردته، كان ماله للمسلمين، ولا يرثه ورثته المسلمون.
ومما يدل على عدم تكفيره أيضاً ما جاء في تبصرة الحكام حيث قال: وذهب سحنون إلى أن المسلم إذا كتب لأهل الحرب بأخبار المسلمين، يقتل ولا يستتاب ولا دية لورثته كالمحارب. وقيل يجلد نكالا ويطال حبسه، وينفى من الموضع الذي كان فيه (تبصرة الحكام2/ 177).
فهل يقال إن المحارب كافر أيضاً لأن الجاسوس مثله؟ وهل المرتد يجلد ولا يقتل؟!
ومما يوضح مرادهم بقولهم هو (كالزنديق) ما جاء في النص السابق: يقتل ولا يستتاب.
ومما يدل على أن ابن القاسم رحمه الله لا يقول بتكفيره: وقال الإمام مالك وابن القاسم وأشهب يجتهد الحاكم في ذلك، فإن كانت عادته ذلك قتل لأنه جاسوس والجاسوس يقتل وهو الصحيح لإضراره بالمسلمين، وسعيه بالفساد في الأرض [موسوعة الفقه الإسلامي م 10ص166)
فهل يقال إن المرتد يجتهد الحاكم في قتله أوترك ذلك.
وجاء في شرح مختصر خليل للخرشي:
وَالْمَشْهُورُ أَنَّ الْمُسْلِمَ إذَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ عَيْنٌ لِلْعَدُوِّ فَإِنَّهُ يَكُونُ حُكْمُهُ حِينَئِذٍ حُكْمَ الزِّنْدِيقِ أَيْ فَيُقْتَلُ إنْ ظَهَرَ عَلَيْهِ وَلَا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْقَاسِمِ وَسَحْنُونٍ.
الكتاب: شرح مختصر خليل للخرشي (9/ 493الشاملة)
(2) ومن ذلك أيضاً ما نسبته للحافظ ابن حجر رحمه الله أنه يقول بأن فعل حاطب كان كفرً وإن المانع من تكفيره هو كونه متأولاً، وهذا الفهم غير صحيح أيضاً، فمراد الحافظ من قوله في الفتح [8/ 503]: (وعذر حاطب ما ذكره؛ فإنه صنع ذلك متأولاً أن لا ضرر فيه) اهـ.
فمراده أنه كان متأولاً في فعل المعصية لا الكفر، و إلا هل ينفع المرء أن يفعل الكفر والردة وهو يعتقد أنه لا يضر بذلك أحداً من المسلمين؟!
فلو أن شخصاً ارتكب عملاً كفرياً قاصداً الفعل فقد وقع في الكفر والردة وأما كونه لا يريد الكفر فإن ذلك لا يعتبر عذراً عند أهل السنة كما سيأتي بيانه إن شاء الله لا حقاً.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (ج 19 / ص 396)
قَالَ عُمَر فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي وَقُلْت: يَا رَسُول اللَّه أَمْكِنِّي مِنْهُ فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ " وَقَدْ أَنْكَرَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْبَاقِلَّانِيّ هَذِهِ الرِّوَايَة وَقَالَ لَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ قَالَهُ فِي الرَّدّ عَلَى الْجَاحِظ لِأَنَّهُ اِحْتَجَّ بِهَا عَلَى تَكْفِير الْعَاصِي، وَلَيْسَ لِإِنْكَارِ الْقَاضِي مَعْنًى لِأَنَّهَا وَرَدَتْ بِسَنَدٍ صَحِيح وَذَكَرَ الْبَرْقَانِيّ فِي مُسْتَخْرَجه أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهَا، وَرَدَّهُ الْحُمَيْدِيّ، وَالْجَمْع بَيْنهمَا أَنَّ مُسْلِمًا خَرَّجَ سَنَدهَا وَلَمْ يَسُقْ لَفْظهَا، وَإِذَا ثَبَتَ فَلَعَلَّهُ أَطْلَقَ الْكُفْر وَأَرَادَ بِهِ كُفْر النِّعْمَة كَمَا أَطْلَقَ النِّفَاق وَأَرَادَ بِهِ نِفَاق الْمَعْصِيَة، وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّهُ اِسْتَأْذَنَ فِي ضَرْب عُنُقه فَأَشْعَرَ بِأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ نَافَقَ نِفَاق كُفْر وَلِذَلِكَ أَطْلَقَ أَنَّهُ كَفَرَ، وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَلْزَم مِنْهُ أَنْ يَكُون عُمَر يَرَى تَكْفِير مَنْ اِرْتَكَبَ مَعْصِيَة وَلَوْ كَبُرَتْ كَمَا يَقُولهُ الْمُبْتَدِعَة وَلَكِنَّهُ غَلَبَ عَلَى ظَنّه ذَلِكَ فِي حَقّ حَاطِب، فَلَمَّا بَيَّنَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُذْرَ حَاطِبٍ رَجَعَ.
وقال أيضاً: وَاسْتُدِلَّ بِاسْتِئْذَانِ عُمَر عَلَى قَتْل حَاطِب لِمَشْرُوعِيَّةِ قَتْل الْجَاسُوس وَلَوْ كَانَ مُسْلِمًا وَهُوَ قَوْل مَالِك وَمَنْ وَافَقَهُ، وَوَجْه الدَّلَالَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّ عُمَرَ عَلَى إِرَادَة الْقَتْل لَوْلَا الْمَانِع، وَبَيَّنَ الْمَانِع هُوَ كَوْن حَاطِب شَهِدَ بَدْرًا.
فهل حسنة بدر هي من موانع الكفر؟! فهذا دليل واضح في أن الحافظ رحمه الله لا يرى أن فعل حاطب كان كفراً.
(3) وأما الاستدلال بكلام البخاري في تبويبه (بَاب مَا جَاءَ فِي الْمُتَأَوِّلِين) بأنه قصد بالمتأولين حاطب بن أبي لتعة رضي الله عنه وغيره، فهذا ليس بمراد البخاري، وإنما مراده رحمه الله هو تأول عمر في تكفيره لحاطب رضي الله عنهما، وقد بين ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح - (ج 19 / ص 393) حيث قال:
تَقَدَّمَ فِي " بَاب كُلّ مَنْ أَكْفَرَ أَخَاهُ بِغَيْرِ تَأْوِيل " مِنْ كِتَاب الْأَدَب وَفِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه كُلّ مَنْ لَمْ يَرَ إِكْفَار مَنْ قَالَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا وَبَيَان الْمُرَاد بِذَلِكَ، وَالْحَاصِل أَنَّ مَنْ أَكْفَرَ الْمُسْلِم نُظِرَ فَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ تَأْوِيل اِسْتَحَقَّ الذَّمَّ وَرُبَّمَا كَانَ هُوَ الْكَافِر. وَإِنْ كَانَ بِتَأْوِيلٍ نُظِرَ إِنْ كَانَ غَيْر سَائِغ اِسْتَحَقَّ الذَّمّ أَيْضًا وَلَا يَصِل إِلَى الْكُفْر بَلْ يُبَيَّن لَهُ وَجْه خَطَئِهِ وَيُزْجَر بِمَا يَلِيقُ بِهِ. وَلَا يَلْتَحِق بِالْأَوَّلِ عِنْد الْجُمْهُور، وَإِنْ كَانَ بِتَأْوِيلٍ سَائِغ لَمْ يَسْتَحِقّ الذَّمّ بَلْ تُقَام عَلَيْهِ الْحُجَّة حَتَّى يَرْجِع إِلَى الصَّوَاب قَالَ الْعُلَمَاء كُلُّ مُتَأَوِّلٍ مَعْذُورٌ بِتَأْوِيلِهِ لَيْسَ بِآثِمٍ إِذَا كَانَ تَأْوِيله سَائِغًا فِي لِسَان الْعَرَب وَكَانَ لَهُ وَجْه فِي الْعِلْم.وَذَكَرَ هُنَا أَرْبَعَة أَحَادِيث.
وللبحث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 11:09]ـ
أحسنت أخي مطيع فكلامك يوافق ماذكرتُ من أن التأويل في جانب عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لا حاطب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولو قلنا التأويل في جانب حاطب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإنه تأويل في فعل الكبيرة لا الكفر.
فإذا قلنا أن تبويب البخاري رحمه الله إنما المراد به عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإن في هذا إشارة إلى أن البخاري يرى أن فعل حاطب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليس كفراً ـ كلامي يحتمل الصواب والخطأ ـ.
أخي مطيع أين مرجع الكلام الذي ذكرته بارك الله فيك وأظن أن هذا من كلام شيخنا أبي مجاهد صالح باكرمان.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 11:35]ـ
لم اقرا الموضوع لكن قبل ان اقبل الان علي قراءته احب ان اذكر ماعلق في قلبي وتمكن من كلام شيخ الاسلام بن تيمية اذا قال في المسالة ان حسنة كبيرة محت سيئة كبيرة
فهذا ميزان عظيم لاتجه الا في الاسلام
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله لنا في أخينا مطيع فقد أحسن في تفنيد بعض الشبهات التي يستدل بها المخالف
ومنها:
1 - قولهم أن ابن حجر يقول أن حاطب رضي الله عنه تأول فمنع عنه الحكم بالكفر وهذا باطل وقد ابانه الأخ مطيع خير بيان.
2 - نسبة القول بكفر الجاسوس لابن القاسم وسحنون.
وأضيف شبهة لأبي بصير هداه الله أو كفى المسلمين شر نشر أفكاره
وهي قوله:
وكذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المرأة التي حملت كتاب حاطب إلى كفار قريش عام الفتح، ومن دون أن تُستتاب.
كما في الحديث عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم فتح مكة، أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر، وامرأتين [5].
من هاتين المرأتين هذه المرأة التي حملت رسالة حاطب إلى كفار قريش، واسمها سارة.
قال البوصيري في الإتحاف (5/ 92):
وروى الحاكم والبيهقي في سننه واللفظ له من طريق ابن إسحاق قال: "إنما أمر بابن أبي شرح لأنه كان قد أسلم و كان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي فرجع مشركًا، ولحق بمكة، وإنما أمر بعبد اللّه بن خطل لأنه كان مسلما فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مصدقًا وبحث معه رجلا من الأنصار، وكان معه مولى يخدمه وكان مسلما، فنزل منزلا فأمر المولى أن يذبح تيسًا ويصنع له طعامًا ونام فاستيقظ ولم يصنع له شيئًا، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا وكانت له قينة وصاحبتها فكانتا تغنيان بهجاء رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فأمر بقتلهما" انتهى.
وأما المرأتان، فقال سيدنا وشيخنا أبو الفضل شيخ الإسلام قاضي القضاة البلقيني- رحمه اللّه-: فهما القينتان، قتلت إحداهما بمكة يوم الفتح وهي أرنب، وتدعى قريبة، والأخرى استؤمن لها فآمنت وعاشت دهرًا، واسمها فرتنا، ويقال: قرتنا.
[4613/ 1] قال أبو بكر بن أبي شيبة: وثنا إسحاق بن منصور، عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة، عن أنس- رضي اللّه عنه- قال: "لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة أمن الناس إلا أربعة".
[4613/ 2] رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: ثنا أبو سلمة، أبنا مالك، عن الزهري، عن أنس "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة وعليه المغفر، قال: فقيل: يا رسول الله، ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: اقتلوه. قال أبو سلمة: ابن خطل يقال له: عبد اللّه بن خطل، كانت له جاريتان تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس (كلهم) الأمان إلا ابن خطل (و قينتيه) وعبد اللّه بن سعد بن أبي شرح ومقياس بن صبابة الليثي فإنه لم يجعل لهم الأمان، فقتلوا كلهم إلا إحدى (القينتين) فإنها أسلمت ".
قال البغوي عند تفسير سورة النصر:
وعبد الله بن خَطَل، كان رجلا من بني تميم بن غالب .............
وكانت له قَيْنَتَان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بقتلهما معه. والحُوَيْرث، بن [نُقَيْذ] بن وهب، كان ممن يؤذيه بمكة.
ومِقْيَس بن صبابة، وإنما أمر بقتله، لقتله الأنصاري الذي قتل أخاه خطأ ورجوعه إلى قريش مرتدًا.
وسارة؛ مولاة كانت لبعض بني المطلب كانت ممن يؤذية بمكة. اهـ
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:34]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
تكلم بن تيمية عن ابن الاخطل وفينتيه- واشباهه-احسن كلام واحكمه في كتابه الصارم المسلول وبتفصيل مفيد جدا ينفع في الرد علي النصاري ومنهم ناهد متولي في برنامج البالتوك
وكنت في الماضي قد جمعت كل هذه الاقوال من الصارم وان شاء الله ان توفر وقت اضعه لكم
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 09:57]ـ
أخي الكريم (رشيد الحضرمي) لما تبين لنا أن الحافظ ابن حجر لا يرى أن فعل حاطب رضي الله عنه كفر كان لزاماً علينا حمل كلامه على أنه يراه أنه معصية.
تكملة الرد على (أبي زكريا المهاجر):
(4) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعدما ذكر حديث حاطب وقصته وهذه القصة مما اتفق أهل العلم على صحتها وهي متواترة عندهم معروفة عند علماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء المغازي والسير والتواريخ وعلماء الفقه وغير هؤلاء، وكان علي رضي الله عنه يحدث بهذا الحديث في خلافته بعد الفتنة وروى عنه كاتبه عبد الله بن أبي رافع ليبين لهم أن السابقين مغفور لهم ولو جرى منهم ما جرى.اهـ
فعقبت عليه بقولك: ففرق بين أن نحكم على شخص بالكفر، وبين أن نقول فلان وقع فى الكفر ففى الحالة الأولى ننزل الحكم على الشخص نفسه وفى الثانية لايلزم ذلك لاحتمال وجود مانع من موانع التكفير، وهذا ما وقع من حاطب كفر على الصحيح كما تقدم لكنه معذور بالتأويل فتأمل هذا جيدا.
يا أخي هل يعقل أن علياً رضي الله عنه يقول بأن السابقين من الصحابة مغفور لهم ولو جرى منهم ما جرى: ولو كان كفراً؟! سبحان الله!! كيف وقد قال الله عزل وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك).
إن استشهاد علي رضي الله عنه بقصة حاطب رضي الله عنه على أن السابقين مغفور لهم وذلك فيما دون الكفر بسبب سابقتهم في الإسلام، ولو لم يتوبوا من ذلك الذنب فإن الحسنات الكبيرة تمحو تلك السيئة.
(5) قول شيخك أبي بصير وفقه الله: (لم يكن يعلم - أو يظن - أن هذا الذي فعله يمكن أن يرقى إلى درجة الكفر والخروج من الإسلام، أو أنه يضر في إيمانه، ولم يكن يقصد به الغش والغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ.
هل هذه حجة لمنع الكفر على الشخص إذا كان فعله كفراً بذاته؟! هل إذا فعل المرء الكفر وكان لا يعتقد أنه سيضر في إيمانه فإن هذا الظن يكون له اعتبار؟! فكلامك يشير إلى اشتراط قصد الكفر عند فعل المكفر لكي يكون الشخص كافراً، من قال بهذا القول؟! فلو أن شخصاً سب الله عز وجل – تعالى الله – أو أهان المصحف – رفعه الله – أو قام بأي فعل هو كفر بذاته وكان قاصداً لذلك الفعل، ثم قال ظننت أن ذلك لا يضر في إيماني ولم أقصد به الغش للمسلمين فهل يعتد بذلك العذر؟! أم أنك تفتح باب الإرجاء على مصراعيه في الوقت الذي تتهم كل من خالفك بالإرجاء، بل وأسقطت كبار العلماء متهماً إياهم بالعمالة والخيانة وبأنهم علماء السلطة! إن الإنصاف عزيز.
(6) قول شيخك: علم النبي صلى الله عليه وسلم - عن طريق الوحي - بسلامة قصد وباطن حاطب، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (قد صدقكم)، وهذه ليست لأحدٍ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
أقول: وقد علم النبي صلى الله عليه وسلك كذب وكفر المنافقين فلماذا لم يقتلهم؟ إن الذي ذكرته ليس بعلة في منع إقامة الحدود بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الظاهر، وإلا لفتحت الباب على مصراعيه لحكام الجور والظلم!!
(7) قال شيخك وفقه الله: قلت: قول الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم "أراك تحابي ابن عمتك! "؛ هو كفر أكبر، وطعن بحكم النبي صلى الله عليه وسلم، والذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم على إقالة عثرته علمه صلى الله عليه وسلم بسلامة قصده وباطنه، وأن الذي صدر منه هو عبارة عن فلتة وزلة، وهذه ليست لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا أخي إن ما صدر من ذلك الرجل هو كفر وردة وقد كفر بذلك ونزل القرآن في شأنه: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكوك فيما شجر بينهم) أما لماذا لم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب على ذلك: أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتنازل عن حقه، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه كما في الصارم المسلول.
وليس لأحد بعد عليه الصلاة والسلام أن يتنازل عن حق النبي صلى الله عليه وسلم.
(8) أما قولك: ما قولك فى من استحلوا شرب الخمر من الصحابة متأولين؟؟؟؟؟؟؟؟
هل لم يقعوا فى الكفر.
فأقول هذه قاصمة الظهر إن شاء الله، فتمعن لما أقول لك:
إن هؤلاء الصحابة الذين استحلوا شرب الخمر وعلى رأسهم قدامة بن مظعون رضي الله عنه قد كان فعلهم ردة وكفربذاته، وإنما لم يكفروا بسبب تأويلهم، ولهذا أقام الصحابة عليهم الحجة، فإن تابوا أقيم عليهم حد الجلد وإن لم يتوبوا قتلوا ردة – حاشاهم – قال ابن تيمية: ألا ترى قدامة بن مظعون ـ و كان بدريا ـ تأول في خلافة عمر ما تأول في استحلال الخمر من قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [المائدة: 93] الآية حتى أجمع رأى عمر و أهل الشورى أن يستتاب هو و أصحابه فإن أقروا بالتحريم جلدوا و إن لم يقروا به كفروا ... "اهـ الصارم المسلول.
وفي الختام أسألك بعض الأسئلة لعلها أن توضح المقام وتجعل الأمر جلياً:
إذا كان فعل حاطب رضي الله عنه كفر بذاته بدون استفصال من فاعله – تنزلا – ولكن حاطب لم يكفر لأنه كان متأولاً:
فهل أقام النبي صلى الله عليه وسلم عليه الحجة أن هذا الفعل كفر أو لا؟
إذا كان الجواب (نعم).
فهل تاب حاطب من ذلك الفعل أو لا؟
إذا كان الجواب (نعم).
أليست توبته هي التي كفرت ذنبه؟!
إذا كان الجواب (نعم).
فما فائدة إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد غفر ذنبه مسبقاً لأنه من أهل بدر (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، ولما كانت هناك مزية لهم على غيرهم فكل مسلم إذا تاب من الكفر تاب الله عليه، وبهذا أبطلنا الحديث تماماً، فإن قلت إن حسنة بدر هي التي كفرت ذنبه فهل الحسنات تكفر الكفر ولو لم يتب منه؟!!
وللحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 02:06]ـ
أود من الإخوة الأعضاء أو المشرفين ومن لديه أي تعقيب أن يتفضل به لتتم به الفائدة
ـ[مطيع باكرمان]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 05:03]ـ
أخي أبا زكريا المهاجر لو أردت أن تستمر في المناقشة العلمية فأود إشعاري بذلك أو أي أحد يريد الدخول في الحوار للفائدة وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 06:10]ـ
أخى الكريم مطيع بارك الله فيك
أقول مختصرا لضيق الوقت يعلم الله
أولا: هب أن مذهب سحنون وابن القاسم هوعدم اكفار الجاسوس فكان ماذا؟!!
هل المسئلة إجماعية؟؟؟؟؟؟؟
قد علمت أن طائفة من أهل العلم قد حكموا على الجاسوس بالكفر ومن اخرهم الشيخ ابن باز
ثم انك لم تجب على اعتراضى الاساسى وهو مخالفة شيخك للإجماع حين قال:
، غير أن شُذَّاذاً من الناس اليوم أخذوا يفسرون الحديث على غير تفسيره، ويؤولونه على غير تأويله؛ ليطّرد مسلكهم و أصلهم الذي أصلوه في الموالاة، وهو أن كل إعانة للكفار على المسلمين كفر مخرج من الملة، ولو كانت إعانة من أجل الدنيا ممن هو في صف المؤمنين
أما الإجماع فقد حكاه غيرواحد من العلماء فمن ذلك:
1) ما قاله العلامة ابن حزم رحمه الله في "المحلى" [11/ 138]: (صح أن قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين).
2) وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله [الدرر: 8/ 326]- بعد كلام له عن وجوب معاداة الكفار والبراءة منهم -: (فكيف بمن أعانهم، أو جرهم على بلاد أهل الإسلام، أو أثنى عليهم، أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام، واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم وأحب ظهورهم، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق [11]، قال الله تعالى: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}).
3) وقال الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله [الدرر: 15/ 479]: (وأما التولي؛ فهو إكرامهم، والثناء عليهم، والنصرة لهم والمعاونة على المسلمين، والمعاشرة، وعدم البراءة منهم ظاهراً، فهذا ردة من فاعله، يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة المقتدى بهم).
4) وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في "فتاواه" [1/ 274]: (وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
فما ردك أخى الكريم؟؟؟؟؟
على أنه فى كلامك السابق نظر كبير وتخليط قد ابينه فى وقت لاحق
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 06:23]ـ
من الشبه الساقطة التي لبس بها بعضهم على المسلمين قولهم؛ (إن إعانة الكفار على المسلمين على قسمين، الأول؛ كفر: وهو مظاهرة الكفار على المسلمين من أجل كفر الكافرين وإسلام المسلمين، الثاني؛ مباح، بل مأمور به: وهو مساعدة الكافر إذا ظلمه مسلم للوصول للعدل).
* * *
والجواب على هذه الشبهة الساقطة من وجوه:
الوجه الأول؛ أن هذا التقسيم من كيس القائل، وليس له سلف فيه، والله المستعان.
الوجه الثاني؛ أن المفتي عندما يفتي العامة إنما ينزل النصوص على الواقع وهو ما يسمى بـ "تحقيق المناط"، وليست وظيفته وضع تقسيمات تزيد العامة حيرة، لذلك كان المطلوب هو الكلام عن المسألة المسئول عنها، وهو بيان حكم الدخول في تحالف الكفار ضد المسلمين الأفغان، لا الإحالة على تقسيم لم يسبق إليه.
الوجه الثالث؛ أن يقال: لو أن أحداً سئل عن الذبح لغير الله؟، فقال: هو على قسمين:
الأول؛ إن كان يقصد بذلك عبادة غير الله بهذا الذبح، فهو كفر.
والثاني؛ إن كان يقصد بذلك غير العبادة، فهو مباح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قسم السجود للصنم، ودعاء الأوثان، وغيرها من النواقض العملية أو القولية، إلى هذين القسمين أيضاً، لما كان بينه وبين هذا التقسيم المخترع فرق، مع بطلان الجميع، فإن هذه الفعلين - الذبح لغير الله ونحوه، ومظاهرة الكفار على المسلمين - كفر بمجرد وقوعها من الفاعل.
وقد ذكرني هذا التقسيم تقسيمات علماء القبورية المخترعة الذين ابتلي بهم أئمة الدعوة النجدية رحمهم الله تعالى.
الوجه الرابع؛ أنه ذكر هذين القسمين للمظاهرة، وترك أساس المسألة وهي "مظاهرة الكفار على المسلمين رغبة أو رهبة أو نحو ذلك"، فأصل المظاهرة والتي وردت الأدلة عليها هذا القسم الذي لم يذكره، كما قال تعالى في آية المظاهرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، فذكر الله سبحانه أن سبب مظاهرة هؤلاء للكفار هو أنهم يخشون الدائرة، ولم يذكر أن ذلك لأجل كفرهم.
ثم إن صاحب هذا التقسيم لم يترك الأصل في هذه المسألة فقط ولم يذكره، بل وذكر قسمين باطلين ليسا من "المظاهرة في شيء" كما يتبين في:
الوجه الخامس؛ وهو أن كلا القسمين باطلان، وبيان ذلك كما يلي:
أما القسم الأول؛ فإنه جعل المظاهرة المكفّرة هي التي تكون لأجل كفر الكافر وإسلام المسلم، وبطلانه من وجوه:
الوجه الأول؛ أن الرغبة في الكافر لأجل كفره كفر ولو لم يتكلم أو يفعل شيئاً، وإنما يقول بمثل هذا القول غلاة المرجئة الذين يردون المكفرات العملية أو القولية إلى "الاعتقاد".
الوجه الثاني؛ أن هذا خلاف النصوص المستفيضة، وقد سبق ذكرها، فإنها لم تعلق الكفر إلا باتخاذهم أولياء، فوجود "التولي" يقتضي وجود الكفر، فإن كان الذي تولاهم إنما تولاهم لأجل كفرهم فهو كفر مركّب أساسه محبة الكفار لا مظاهرتهم، وقد سبق ذكر النصوص وأقوال العلماء عليها في المبحث الأول فراجعه.
الوجه الثالث؛ أن هذا أيضاً خلاف الثابت من الحوادث التاريخية التي أفتى فيها علماء الإسلام، فإنه لا يوجد أحد ممن ظاهر المشركين على المسلمين ظاهرهم لأجل دينهم، بل إما أن يظاهرهم خوفاً منهم، أو رغبة في رئاسة، أو طمعاً في مال، ونحو ذلك، ومع ذلك أفتى علماء الإسلام بكفر أولئك، وتأمل في حال المسلمين الذين خرجوا مع المشركين بالإكراه في "بدر" وكيف أبيح للمسلمين قتلهم، واختلف أهل العلم في تكفيرهم مع وجود الإكراه - كما سبق تفصيله - وانظر إلى كلام شيخ الإسلام رحمه الله فيمن ظاهر التتار على المسلمين حيث أفتى بردته ولو ادعى الإكراه كما في "الفتاوى" [28/ 539]، وكما ذكره عنه في "الفروع" [9/ 163]، وانظر في كلام الشيخين سليمان آل الشيخ وحمد بن عتيق في من ظاهر المشركين وهو يبغضهم ويحب المسلمين!
الوجه الرابع؛ أن أهل العلم جعلوا مظاهرة الكفار على المسلمين كفراً بمجردها - ولم يشترطوا فيها أن تكون من أجل كفر الكافر - وقد سبق نقل هذا، بل ونص بعضهم على أنه يكفر ولو كان محباً للمسلمين مبغضاً للمشركين، ومن ذلك:
قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله [الدرر: 10/ 8]: (واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح؛ إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين - ولو لم يشرك - أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم).
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ [8/ 396]: (والمرء قد يكره الشرك، ويحب التوحيد، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم، فيكون متبعاً لهواه، داخلاً من الشرك في شعبٍ تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً، لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه، فلا يحب ويبغض لله، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسوّاه، وكل هذا يؤخذ من شهادة: أن لا إله إلا الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشيخ حمد بن عتيق في "الدفاع عن أهل السنة والاتباع" [ص: 31]: (إن مظاهرة المشركين، ودلالتهم على عورات المسلمين، أو الذب عنهم بلسان، أو رضي بما هم عليه، كل هذه مكفرات، فمن صدرت منه - من غير الإكراه المذكور - فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يبغض الكفار ويحب المسلمين).
وأما بطلان القسم الثاني؛ وهو قوله: (أن مساعدة الكافر إذا ظلمه مسلم للوصول للعدل مباح بل مأمور به)، فمن وجوه أيضاً ...
الوجه الأول؛ أن مساعدة المسلم للكافر "المعاهد" أو "الذمي" في رفع مظلمته - بالشرع الإسلامي - أمر مشروع، ولكن هذا الأمر لا يسميه أحد من أهل العلم مظاهرة للكفار أو مناصرة لهم، ولا يذكر بهذا الوصف مطلقاً، فمن جعل مثل هذا مظاهرة للكفار فهو من أجهل الناس.
الوجه الثاني؛ أن الكافر الذمي أو المعاهد إذا ظلمه مسلم، فإن الذي ينصفه ويأخذ حقه هم المسلمون، وليس له أن يأخذه بنفسه أو بمساعدة الكفار من جنسه، فمنزلته التي أنزله الله تعالى فيها الذلة والصغار، ولو مكّن من أخذ حقه لكان له على المؤمنين سبيل، والله تعالى قد حكم بخلاف ذلك.
الوجه الثالث؛ أن يقال: قولك "الوصول للعدل" ما المراد به؟
إن قلت: أقصد به الشرع، فهذا صحيح، ولكن هذا ليس مقصوداً لأصحاب هذه الحملة الصليبية، ولا من يظاهرهم، بل هم يصرحون ويصرخون بملء أفواههم بأنهم يريدون محاكمته في "أمريكا".
وإن قلت: المراد به "محكمة أمريكا" - وهي التي يطالبون بتقديم المسلمين المتهمين لها -
قلنا: هذا القول كفر وردة عن دين الإسلام، من ثلاثة وجوه:
الأول؛ وصف حكم الطاغوت "القانون الأمريكي" بـ "العدل" - بإطلاق -
قال صديق حسن خان رحمه الله في "العبرة فيما ورد في الغزو والشهادة والهجرة" [ص: 249]: (وأما قوله: إنهم أهل عدل، فإن أراد أن الأمور الكفرية التي منها "أحكامهم القانونية" عدل، فهو كفر بواح صراح، فقد ذمها الله سبحانه وشنّع عليها، وسماها عتواً وعناداً وطغياناً وإفكاً وإثماً مبيناً وخسراناً مبيناً وبهتاناً، والعدل؛ إنما هو شريعة الله التي حواها كتابه الكريم، وسنة نبيه الرؤوف الرحيم، فقال تبارك وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ} [النحل: من الآية 90]، فلو كانت أحكام النصارى عدلاً لكان مأموراً بها).
الثاني؛ جعل تحاكم المسلم لذلك الطاغوت مباحاً بل مأموراً به، فجعل الكفر مأموراً به، وهذا من استحلال المحرمات، بل من استحلال المكفّرات!
الثالث؛ إباحة مظاهرة الكفار على المسلمين من أجل تقديمهم لمحاكمة الطاغوت.
وقد ذكر شيخ الإسلام كما في "الاختيارات" [ص: 165] من نواقض الإسلام: (من توهم أن أحداً من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم قاتل مع الكفار، أو أجاز ذلك).
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 08:03]ـ
أنه لا يحتج مبطل على باطله بدليل من الكتاب أو السنة إلا وكان في ذلك الدليل ما ينقض باطله ويبين فساده - كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله - وسأذكر ما يدل على نقيض مرادهم من هذا الدليل نفسه، ويتبين هذا من وجوه ...
الوجه الأول؛ أن هذا الدليل من أصرح الأدلة على كفر المظاهر وارتداده عن دين الإسلام، وهذا يظهر من ثلاثة أمور في هذا الحديث:
الأمر الأول؛ قول عمر في هذا الحديث: (دعني أضرب هذا المنافق)، وفي رواية: (فقد كفر)، وفي رواية: بعد أن قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أو ليس قد شهد بدراً؟)، قال عمر: (بلى، ولكنه نكث وظاهر أعداءك عليك).
فهذا يدل على أن المتقرر عند عمر رضي الله عنه والصحابة؛ أن مظاهرة الكفار وإعانتهم كفر وردة عن الإسلام، ولم يقل هذا الكلام إلا لما رأى أمراً ظاهره الكفر.
الأمر الثاني؛ إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لما فهمه عمر، ولم ينكر عليه تكفيره إياه، وإنما ذكر عذر حاطب.
الأمر الثالث؛ أن حاطباً رضي الله عنه قال: (وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام)، وهذا يدل على أنه قد تقرّر لديه أيضاً أن مظاهرة الكفار كفر وردة ورضا بالكفر، وإنما ذكر حقيقة فعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني؛ أن حاطباً رضي الله عنه إنما أعان الرسول صلى الله عليه وسلم على أعدائه، وناصره بنفسه، وماله، ولسانه، ورأيه، في جميع غزواته، وشهد معه بدراً، والحديبية، وأهلها في الجنة قطعاً، وأعان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة أيضاً؛ فقد خرج فيها غازياً مع المسلمين بنفسه وماله لحرب المشركين، ولم تقع منه مناصرة للكفار على المسلمين مطلقاً، لا بنفس، ولا مال، ولا لسان، ولا رأي، وله من السوابق ما عرفه كل مطلع.
ومع هذا كله؛ فإنه لما كاتب المشركين يخبرهم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم - ولم يكن ذلك منه مظاهرة لهم ولا مناصرة، لأنه سيقاتلهم بنفسه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تيقن من الانتصار - فقد اتهمه عمر بالنفاق، وسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ونفى هو عن نفسه الكفر والردة، ونزل فيه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ... الآيات} [الممتحنة: 1].
وهذا من أعظم الدلائل؛ على أن من ناصر الكفار بنفسه أو بماله أو بلسانه أو برأيه ونحو ذلك فقد ارتد عن دين الإسلام، والعياذ بالله.
الوجه الثالث؛ أن رسالة حاطب رضي الله عنه لكفار مكة ليست من المظاهرة والإعانة لهم على المسلمين في شيء.
فقد روى بعض أهل المغازي كما في [الفتح: 7/ 520] أن لفظ الكتاب: (أما بعد، يا معشر قريش، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم والسلام).
وليس في هذا ما يفهم منه أنه مظاهرة ومناصرة لهم، بل هو قد عصى الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابته لهم، وهي معصية كبيرة كفرتها عنه سوابقه.
الوجه الرابع؛ أن فعل حاطب رضي الله عنه اختلف فيه هل هو كفر أو لا؟
فإن قيل: هو كفر؛ فهذا دليل على أن إفادة الكفار بمثل هذا الأمر اليسير كفر، فهو تنبيه على أن ما فوقه من المناصرة بالنفس أو المال أو غير ذلك كفر من باب أولى.
وإن قيل: ليس بكفر؛ فإنما يكون هكذا لأنه في حقيقة فعله ليس مناصراً للكفار ولا مظاهراً لهم على المسلمين، ومع هذا فهو بريد للكفر وطريق إليه، مع عدم وجود صورة المناصرة للكفار لما سبق في الوجه الأول، فلا يستدل بهذه الصورة على مسألتنا هذه، ولا تقدح في هذا الأصل.
الوجه الخامس؛ أن حاطباً رضي الله عنه إنما فعل ذلك متأولاً أن كتابه لن يضر المسلمين، وأن الله ناصر دينه ونبيه حتى وإن علم المشركون بمخرجه إليهم، وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث أن حاطباً قال معتذراً: (قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره).
وقد أخرج البخاري رحمه الله قصة حاطب في كتاب "استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، في "باب ما جاء في المتأولين".
وقد قال الحافظ في [الفتح: 8/ 634]: (وعذر حاطب ما ذكره، فإنه صنع ذلك متأولاً ألاّ ضرر فيه).
ففرق كبير بين ما فعله وهو موقن بأن الكفار لن ينتفعوا من كتابه في حربهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين من ظاهرهم وأعانهم بما ينفعهم في حربهم على الإسلام وأهله!
الوجه السادس؛ أن يقال للمستدل بهذا الحديث على عدم كفر المظاهر؛ هل هذا الحديث يدل على أن جميع صور مظاهرة الكفار ومناصرتهم ليست كفراً وردة؟
فإن قال: نعم! فقد خرق الإجماع، ولا سلف له، فلا كلام معه.
وإن قال: لا.
فيقال: فما الصور التي يكفر بها المظاهر للكفار؟
فأي صورة يذكرها يقدح فيها بحديث حاطب هذا، وأي جواب له على هذا القدح، فهو جوابنا عليه هنا.(/)
كلام مهم من اي اقسام التائبين انت؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 01:11]ـ
قال صاحب مختصر منهاج القاصدين رحمه الله
بيان أقسام العباد فى دوام التوبة
الناس فى التوبة أربع طبقات:
الطبقة الأولى: تائب يستقيم على التوبة إلى آخر عمره، ويتدارك ما فرّط من أمره، ولا يحدِّث نفسه بالعودة إلى ذنوبه، إلا الزلات التي لا ينفك عنها البشر فى العادات، فهذه هي الاستقامة في التوبة، وصاحبها هو السابق بالخيرات. وتسمى هذه التوبة: النصوح، وتسمى هذه النفس: المطمئنة، وهؤلاء يختلفون منهم من سكنت شهوته تحت قهر المعرفة ففتر نزاعها، ومنهم من تنازعه نفسه وهو ملئ بمجاهدتها.
الطبقة الثانية: تائب قد سلك طريق الاستقامة فى أمهات الطاعات وكبائر الفواحش، إلا أنه لا ينفك عن ذنوب تعتريه، لا عن عمد، ولكنه يبتلى بها فى مجارى أحواله من غير أن يقدم عزماً على الإقدام عليها، وكلما أتى شيئاً منها لام نفسه، وندم وعزم على الاحتراز من أسبابها، فهذه هي النفس اللوامة لأنها تلوم صاحبها على ما يستهدف له من الأحوال الذميمة، فهذه رتبة عالية أيضاً، وإن كانت نازلة عن الطبقة الأولى، وهى أغلب أحوال التائبين، لأن الشر معجون بطينة الآدمى، فقلما ينفك عنه، وإنما غاية سعيه أن يغلب خيره شره، حتى يثقل ميزانه، فترجح حسناته، فأما إن تخلو كفة السيئات، فبعيد. وهؤلاء لهم حسن الوعد من الله سبحانه وتعالى، إذ قال: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة} [النجم: 32] والى هذه الرتبة الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله يحب المؤمن المُفتّن التواب "
الطبقة الثالثة: أن يتوب ويستمر على الاستقامة مدة، ثم تغلبه شهوته فى بعض الذنوب، فيقدم عليها لعجزه عن قهر الشهوة، إلا أنه مع ذلك مواظب على الطاعات، وترك جملة من الذنوب مع القدرة عليها والشهوة لها، وإنما قهرته شهوة واحدة أو شهوتان، وهو يود لو أقدره الله على قمعها، وكفاه شرها، فإذا انتهت ندم، لكنه يعد نفسه بالتوبة عن ذلك الذنب، فهذه هي النفس المسؤولة، وصاحبها من الذين قال الله تعالى فيهم: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً} فأمر هذا من حيث مواظبته على الطاعات وكراهيته لما يتعاطاه مرجو لقوله تعالى: {عسى الله أن يتوب عليهم} [التوبة: 103] وعاقبته خطرة من حيث تأخيره وتسويفه، فربما يختطف قبل التوبة، فإن الأعمال بالخواتيم، فعلى هذا يكون الخوف من الخاتمة، وكل نفس يمكن أن يتصل به الموت، فتكون الخاتمة، فليراقب الأنفاس، وليحذر وقوع المحذور.
الطبقة الرابعة: أن يتوب ويجرى مدة على الاستقامة، ثم يعود إلى الذنوب منهمكاً من غير أن يحدث نفسه بالتوبة، ومن غير أن يتأسف على فعله، فهذا من المصرين، وهذه النفس هي الأمارة بالسوء، ويخاف على هذا سوء الخاتمة. فإن مات هذا على التوحيد، فإنه يرجى له الخلاص من النار، ولو بعد حين، ولا يستحيل أن يشمله عموم العفو بسبب خفي لا يطلع عليه، إلا أن التعويل على هذا لا يصلح، فإن من قال: إن الله تعالى كريم، وخزائنه واسعة، ومعصيتي لا تضره، ثم تراه يركب البحار فى طلب الدينار، فلو قيل له: فإذا كان الحق كريماً فاجلس فى بيتك لعله يرزقك، استجهل قائل هذا وقال: إنما الأرزاق بالكسب فيقال له: هكذا النجاة بالتقوى.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 03:37]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد الغامدي ... و يشهد الله لي محبة عظيمة لقبيلة " الغمد" بارك الله فيهم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 02:30]ـ
اخي أبو العباس المالكي شكرا لك و بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 07:41]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 11:32]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبامحمد على هذا النقل النفيس
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 01:58]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو جندل المغربي]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 02:21]ـ
جزاك الله خيرا اخي و نفعنا بعلمك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 05:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
اعرف قدرك!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 02:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قدّر للقمر منازل , وقَسَمَ بين عباده فضله النازل , والصلاة والسلام على خير الورى خُلُقا وأعظمهم منزلا ... أما بعد:
فلا زال العبد الضعيف يطلب فتوحات ربه في كل شيء , ويرجو هدايته في كل طريق , ويرغب في عفوه ومغفرته إن زل عن الصراط المستقيم.
كما أنه يوقن بالقاعدة الربانية في هذا ألا وهي قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) فلن يبرح الإنسان مكانه ولن تبرح الأمة مكانها ولن تسترد مكانتها وتنل فضل ربها حتى تصحح مسارها فيما تطلب نيله؛ فمن سار على الدرب الصحيح وصل , ومن خالف الشرع انقطع وانفصل , والقصد القصد تبلغوا , وليكن الشعار احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز!
** نقطة نظام **
هل فعلا هناك أناس يُحذِّرون من شيء ويقعون فيه؟! بالمثال يتضح المقال:
هلا يوجد أناس يحذرون من ضياع الأوقات ويطالبون الآخرين بالتنظيم وهم في الحقيقة يعيشون فوضوية عملية؟ وهل هناك من يوجه طلبة العلم ويذكرهم بالمنهجية ولا منهجية لديه؟! وهل هناك أناس يتحدثون في المشكلات العائلية وبيوتهم تضج بها؟!! وهل هناك من يدعو لكرم الأخلاق وهو واقع في غيرها؟!!!
الجواب: نعم يوجد من هؤلاء بمثل ما ذُكر ولا عجب في ذلك , فنحن في زمن العجائب! لكن السؤال: إذا وجدت مثل هؤلاء فهل يرد ما قالوه أم يقبل؟!
في تقديري والله أعلم أن هناك من الناس من هو صادق في نصحه , عاجز عن نفسه , فلا ينبغي رد ما ذكر إلا ببينة وبرهان! ذلك أن فئات ليست بالقليلة تعيش مثل هذه المشاكل في حياتها أيا كان نوعها , وقد يكون ألم ما تعيشه هو الذي يحملها على نصح الآخرين وإبداء الطرق الصحيحة والسبل المفيدة فيما يطلبون , وليس شرطا أن الدواء الذي نفع عبيدا أن ينفع زيدا , فقد تكون هناك علة خفية لم يعرفها الناصح بعد أو كان يعيش قصورا في جانب معين تسبب في عدم خلاصه مما هو فيه , وهكذا الإنسان قد يعينك على حل مشكلة هو واقع فيها , لكن لم يأذن الله بزوالها عنه لحكمة أو لمانع أبقاه , أما من أخذ بزمام الدلالة وهو قاعد عن سلوك ذلك الطريق ولا يطلب فيه غاية , فاحذر ثم احذر فقد يوجد السم في العسل وكم من متعالم ضيع أمة!
** جزء من مقال **
كم هو جميل أن يعرف الإنسان قدره , فيحفظ لنفسه مكانتها ولا يتعدى على حق غيره بأخذ ما لا يستحق كما أنه لا يتضرر بكيد غيره لأنه يعرف من هو!
إن كثيرا من المشكلات في الزمن السابق وفي زمننا هذا ترجع إلى هذا السبب ألا وهو الجهل بمقدار الشيء؛ وهذا يشمل جميع الجوانب سواء أكانت شرعية أم حياتية , عبادية أم معاملاتية , ومصداق ذلك ما يلي:
حين تجهل الأمة مقدار ربها جل جلاله فلا ترجوا له وقارا ولا تُعْظِمْ له جنابا تقع في خلل عقدي عظيم! فأمة تنسب له الولد وأمة تزعم له الشريك والتعب وأمة وأمة وأمة .. !
ولما تجهل الأمة مقدار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تقع في مشكلة خطيرة! فمن هؤلاء من ألّههم ومنهم من قتلهم ومنهم من ساواه بغيره أو احتقرهم ومنهم ومنهم .. !
هذا في جانب الدين! أما جانب الحياة والبيئة والتعامل سأذكر أمثلة فحلّل مشكلتها بفهمك الثاقب وعقلك النيّر , من هذه الأمثلة:
التعصب - وفي المقابل عدم توقير العلماء – استفتاء الجهلة – نطق الرويبضة – العشق – القضايا الأخلاقية – ضياع الحقوق – إسناد الأمر إلى غير أهله .. وغير ذلك فمن بحث وجد!
كل هذا لندرك أهمية معرفة الإنسان قدر نفسه وقدر غيره! إذا أدركت هذا وأهمية ما سبق فإنه باستطاعتك أن تعرف أمورا وتكتب سطورا في هذا الباب لا تقل أهمية عما ستقرأ إن كان مهماً بالنسبة إليك!
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه عن نبيه عليه الصلاة والسلام (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً)
إن من أعظم صفات القائد الناجح والمؤثر الفعال والرجل النافع – والخطاب كما أذكر دوما أغلبي فتدخل فيه المرأة – أن يعرف قدره فلا يتجاوز حدوده , ولا يتضرر بما يقال عنه ولا بما يرى من عدم مبالاة به!
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر إلى جانب حياة الأنبياء , - وأركز عليها لأن أعظم القادة نجاحا هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام – تجد فيهم هذه الخصلة , لأنهم عندما عرفوا قدرهم لما يحملهم إعجاب الناس بهم إلى الغرور والتكبر وطلب شهوة الجاه والرئاسة وغير ذلك , كما أنه لم يحملهم عدم المبالاة إلى السكوت والكسل واليأس أو حتى المساومة على ما يأتون به! فهم يعلمون أنهم أنبياء وأن ما جاؤوا به هو الحق! لذا استمر عطاؤهم ولم ينقطع!
قل مثل ذلك في ورثة الأنبياء عندما يعرف العالم قدره , لا يحمله حب الناس وقبولهم رأيه أن يقول على الله ما لا يعلم أو أن يداهن ويحابي في دين الله أحدا , كما أنه لم يتوقف عن الطلب والبحث عن غيره من الشواغل عند تغافل الناس عنه!
فالإنسان عندما يدرك قيمته وقيمة ما يحسن وأهمية ما معه , يستمر في العطاء والإنتاج ولا ينتظر الشكر من أحد!
نعود إلى الآية الكريمة لما تتأملها تجد أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر فيها ثلاثة أمور:
1 / البراءة. 2 / البشرية. 3 / الرسالة.
أما البراءة ففي قوله (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي) والتسبيح تنزيه وتقديس , كما أن هذا العبارة تقال عند الغضب! لأنه طُلب منه أن يفعل ما ليس يقدر عليه إلا الله , فناسب التذكير بقدره وأنه بشر لا يبلغ هذه المرتبة واعترف بنقصه وأنه محدود القدرات (هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا) , ثم بعد ذلك ذكر الرسالة والمهمة (رَّسُولاً) حتى لا يتوهم متوهم أن ما أتى به من خوارق العادات تنقله لمنزلة لا يستحقها بل بيّن أن عمله تبليغ الرسالة والتي لا تكون إلا بفضل من الله وما يحصل من معجزات فهي بأمره وليس لي من الأمر ما تظنون!
هذا في حدود اللفظ الظاهر , أما لو أتيت لتتوسع في هذا الباب منطلقا من هذه الآية لوجدت ما يطول المقام بذكره لكن نشير إلى ما يناسب الحال والمقال:
كلنا سمع أو قرأ عن المولد وما فيه , ومهما استدل المجيزون لأفعالهم فإن هذا الآية ترد عليهم ضمنا ونصا , فبشرية محمد صلى الله عليه وسلم تبين أنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فكيف يطلب منه ذلك , كما أنها تلزم من آمن بذلك ألا ينزله فوق منزلته وألا يصرف له من أمور العبادة شيئا!
............. أطلت الحديث , لكن بإمكانك إكمال المسير!
** طيور مهاجرة >>
اعرف قدرك ترح نفسك ولا تغتم وإن سرت في درب الحياة وحدك!
** نقطة عبور **
ببينة: الدليل الواضح القاطع!
فحلّل: أي اعرف الأسباب والآثار لحدوث المشكلة.
الرويبضة: لعل أبسط تعريف لهم حديث الجهال وأصحاب الأهواء في شؤون الأمة
** وعذرا على الانقطاع السابق!(/)
طلب مساعدة في إعداد أطروحة دكتوراه
ـ[بسام]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 03:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته،
:)
أما بعد،
الإخوة و المشايخ الأفاضل، إنني بصدد إعداد أطروحة دكتوراه في القانون حول موضوع "الإلتزامات التي يكون محلها مبلغا من المال"، و أرجو منكم مساعدتي في البحث بتوجيهي إلى الكتب و المراجع الفقهية التي يمكن لي أن أرجع إليها في بحثي.
و جازاكم الله عني خيرا.:)(/)
نبذة عن الدكتور / محمد عثمان شبير.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:04]ـ
نبذة عن:
الدكتور / محمد عثمان طاهر شبير
دكتوراه في الشريعة - فقه مقارن
معلومات شخصية:
الاسم الكامل: الأستاذ الدكتور محمد عثمان طاهر اشبير.
الرتبة الأكاديمية: أستاذ.
القسم العلمي: الفقه و أصوله.
الكلية: الشريعة.
تاريخ الميلاد ومكانه:1949م،خانيونس.
الجنسية: أردنية.
المؤهلات العلمية:
أعلى درجة علمية: دكتوراه.
التخصص: فقه مقارن.
لغة الدراسة: اللغة العربية.
المؤسسة التي أصدرت الدرجة: جامعة الأزهر، كلية الشريعة و القانون.
تاريخ الحصول على الدرجة: 26/ 2/1980م.
عنوان أطروحة الدكتوراه: الإمام يوسف بن عبد الهادي الحنبلي وأثره في الفقه الإسلامي.
عنوان أطروحة الماجستير: جريمة القذف في الفقه الإسلامي.
الخبرة التدريسية (ابدأ بالوظيفة الحالية):
أستاذ جامعة قطر 2000م ـــــــــ
أستاذ الجامعة الأردنية 1990م. 2000م.
أستاذ مساعد جامعة الكويت 1982م. 1990م.
أستاذ مساعد جامعة الملك سعود 1980م. 1982م.
مدرس الكلية العربية- الأردن 1975م. 1978م.
مدرس وزارة التربية- الأردن 1973م. 1975م.
العضوية في اللجان و الهيئات العلمية:
عضو اللجنة العلمية للموسوعة الفقهية التي تشرف عليها وزراة الأوقاف الكويتية.
عضو جمعية العلوم الطبية الإسلامية المنبثقة عن نقابة الأطباء الأردنية.
الخبرات العلمية من أكاديمية و إدارية:
رئيس قسم التربية الإسلامية بالكلية العربية في الأردن في الفترة ما بين 1975م- 1978م.
صدور قرار رئيس الجامعة الأردنية بتعييني رئيساً لقسم الفقه و التشريع اعتباراً من 3/ 9/1994م.
الإنتاج العلمي (بحوث، كتب، مساهمات في كتب، مقالات):
البحوث المنشورة في مجلات علمية محكمة:
بيت المقدس وما حوله، خصائصه العامة وأحكامه الفقهية. مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد السادس، ديسمبر، 1986م.
الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد الإسلامي. مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية جامعة الكويت، العدد السابع، إبريل 1987م.
أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد التاسع، ديسمبر 1987م.
عقد بيع المزايدة بين الشريعة و القانون، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد (11)، أغسطس 1988م.
الزكاة ورعاية الحاجات الأساسية الخاصة،مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت،العدد (14)، أغسطس 1989م.
مدى تأثير الديون الاستثمارية و الإسكانية المؤجلة في تحديد وعاء الزكاة، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد (16)، مارس 1990م.
نقل الزكاة من موطنها الزكوي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت العدد (17)، يونيو 1990م.
خيار النقد وتطبيقاته في معاملات المصارف الإسلامية، مجلة الشريعة والقانون، جامعة الإمارات العربية، العدد السابع، نوفمبر 1993م.
مبدأ التمليك ومدى اعتباره في صرف الزكاة، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية جامعة الكويت، العدد (22) مايو 1994م.
استثمار أموال الزكاة "رؤية فقهية معاصرة" مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد الحادي و العشرون (أ) العدد (5) 1994م.
منع المدين من السفر في الفقه الإسلامي. مجلة دراسات، الجامعة الأردنية – المجلد الثاني و العشرون (أ) العدد الثاني 1995م.
الزكاة و الضرائب في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت العدد (29) أغسطس 1996م.
صيانة الأعيان المؤجرة وتطبيقاتها لدى المصارف الإسلامية – مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (23) عدد (1) "الشريعة و القانون" 1996م.
صيانة المديونيات ومعالجتها من التعثر في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و القانون، جامعة الإمارات العربية (العدد العاشر) نوفمبر 1996م.
الاستعمال ومدى اعتباره في إعفاء الذهب و الفضة من الزكاة، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (24) عدد (2) "الشريعة و القانون" 1996م.
زكاة الأصول الاستثمارية الثابتة، مجلة مؤتة للبحوث و الدراسات، جامعة مؤتة، العدد الثامن، المجلد الثالث عشر، 1998م.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدود العدل بين الأولاد في العطاء ومعالجة الجور فيه في الفقه الإسلامي، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (24)، العدد (1) "الشريعة والقانون" 1997م.
مبدأ تفريق الصفقة في المعاملات وتطبيقاته المعاصرة، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (25) العدد (2) "الشريعة و القانون"، 1998م.
صبغ الشعر في الفقه الإسلامي، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (25) العدد (2) "الشريعة و القانون"، 1998م.
النجاسات المختلطة بالأعلاف و أثرها في المنتوجات الحيوانية، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، الكويت العدد (43) ديسمبر 2000م.
ضوابط التداوي بالرقى و التمائم في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت. العدد (47) ديسمبر، 2001م.
أحكام الأسرى في الفقه الإسلامي، مجلس النشر العلمي، الكويت (أجيز للنشر).
حجية الحكم التحكيمي في الفقه الإسلامي (معروض للنشر)
السحب على المكشوف و الأحكام المتعلقة به في الفقه الإسلامي (معروض للنشر).
الكتب المطبوعة:
أحكام الخراج في الفقه الإسلامي، طبع في ألما نيا، نشر دار الرقم بالكويت 1986م.
زكاة حلي الذهب و الفضة والمجوهرات، مكتبة الفلاح، الكويت، 1986م.
بيت المقدس وما حوله، خصائصه العامة وأحكامه الفقهية، مكتبة الفلاح الكويت، صدرت منه طبعتان: الأولى في سنة 1987م، و الثانية في 1989م.
أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي، مكتبة الفلاح، الكويت، 1989م.
حكم الصلح مع اليهود، مؤسسة الرياضي للطباعة، الكويت، 1983م.
صراعنا مع اليهود في ضوء السياسة الشرعية. مكتبة الفلاح، الكويت، 1987م.
مخاطر الوجود اليهودي على الأمة الإسلامية. صدرت منه طبعتان: مكتبة المنار الإسلامية،الكويت، 1990م. - دار النفائس،الأردن، 1993م.
المعاملات المالية المعاصرة في الفقه الإسلامي. دار النفائس،الأردن، 1996م. وهو كتاب مقرر في الجامعة الأردنية، كلية الشريعة وجامعة قطر، كلية الشريعة وغيرهما.
تكوين الملكة الفقهية، سلسلة كتاب الأمة، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دولة قطر، رقم (72)، رجب 1420هـ/أكتوبر 1999م.
القواعد الكلية و الضوابط الفقهية في الشريعة الإسلامية، دار الفرقان، الأردن، عمان/ ط1/ 2000م.
الإمام يوسف بن عبد الهادي الحنبلي و أثره في الفقه الإسلامي، دار الفرقان، الأردن، عمان / ط1/ 2001م.
الشيخ علي الخفيف، الفقيه المجدد وآراؤه في المعاملات المالية المعاصرة، دار القلم، دمشق، ط1، 2002م.
المساهمة في كتاب أو موسوعة علمية:
المساهمة في الموسوعة الفقهية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف الكويتية بكتابة المصطلحات التالية: جزية، خراج، عشر، كفاية.
المساهمة في موسوعة الكويت العلمية للأطفال التي تشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بكتابة المصطلحات التالية: إحرام، اعتكاف.
المساهمة في كتاب مسائل في الفقه المقارن الذي يدرس في الجامعة الأردنية، كلية الشريعة وغيرها. نشر في الأردن، دار النفائس، 1996م.
المساهمة في إعداد مقررات جامعة القدس المفتوحة بكتابة المقررات التالية: * مادة: فقه العبادات (1) الصيام. * مادة: فقه العبادات (2) الزكاة. * مادة: فقه المعاملات (1) السلم، الاستصناع، الرهن، الوكالة. * مادة: فقه المعاملات (2) الشركة، والمزارعة و المساقاة، وإحياء الموات.
المساهمة في إعداد كتب مناهج وزارة التربية والتعليم في الأردن: * الفقه وأصوله للصف الأول الثانوي الشرعي، الزكاة. * دليل المعلم لكتاب الفقه وأصوله للصف الأول الثانوي الشرعي. * العلوم الإسلامية للصف الثاني الثانوي الأدبي، علم الفقه الإسلامي. * دليل المعلم لكتاب العلوم الإسلامية للصف الثاني الثانوي الأدبي.
المساهمة في إعداد كتاب: (قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة الإسلامية) الذي نشرته جمعية العلوم الطبية الإسلامية المنبثقة عن نقابة الأطباء، المجلد الأول و المجلد الثاني.
المساهمة في كتاب: (بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة) دار النفائس، الأردن،1998م.
المساهمة في كتاب: (حقوق الإنسان، محور مقاصد الشريعة) سلسة كتاب الأمة عدد، (87) محرم 1423هـ/مارس/2002م.
مقالات في مجلات و صحف:
حكم مصافحة المرأة الأجنبية، صحيفة اللواء الأسبوعية، الأردن.
موقف الإسلام من الأمراض الوراثية، مجلة الحكمة، بريطانيا، ليدز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ضوابط الاقتراض في الشريعة الإسلامية، صحيفة الوطن، الدوحة.
الندوات و المؤتمرات العلمية:
مؤتمر الزكاة الأول، بيت الزكاة، الكويت، 30/ 4/1984م.
ندوة بداية الحياة الإنسانية و نهايتها في المفهوم الإسلامي، المنظمة الإسلامية الطبية، الكويت، 15/ 1/1985م.
ندوة الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية، المنظمة الإسلامية الطبية، الكويت، 18/ 4/1987م.
الندوة الأولى لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية للزكاة، القاهرة، 25/ 10/1988م.
الندوة العلمية الخامسة لمجمع الفقه الإسلامي، الكويت، 10/ 12/1988م.
ندوة الأهلية و المواقيت و التقنيات الفلكية، النادي العلمي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت, 27/ 2/1989م.
ندوة الزكاة: واقع وطموحات، المركز الثقافي الإسلامي، إربد، الأردن، 21/ 3/1989م.
الندوة الثانية لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية، الكويت، 14/ 6/1989م.
المؤتمر الأول، شهادات الاستثمار، جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت،18/ 10/1989م.
ندوة الإسلام والمشكلات الطبية المعاصرة، المنظمة الإسلامية الطبية، الكويت 24/ 10/1989م
الندوة الفقهية الثانية لبيت التمويل الكويتي، الكويت، 28/ 5/1990م.
الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية للزكاة، الكويت 2/ 12/1992م.
الندوة الاقتصادية، اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، الكويت، 6/ 2/1993م.
الندوة الفقهية الثالثة لبيت التمويل الكويتي، الكويت، 27/ 4/1993م.
الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية، البحرين، 29/ 3/1994م.
مؤتمر المستجدات الفقهية لمعاملات البنوك الإسلامية، المركز الثقافي الإسلامي، كلية الشريعة، الأردن، 2/ 5/1994م.
الندوة الخامسة لقضايا الزكاة المعاصرة، بيروت، 18/ 4/1995م.
الندوة السادسة لقضايا الزكاة المعاصرة، الشارقة، 2/ 4/1996م.
الندوة السابعة لقضايا الزكاة المعاصرة، الكويت، 29/ 4/1997م.
ندوة" الاستنساخ" المستشفى الإسلامي، الأردن، 1998م.
مؤتمر المستجدات الفقهية، استحالة النجاسات و أثرها في حل الأشياء وطهارتها، جامعة الزرقاء الأهلية، الأردن، 1998م.
الندوة التاسعة لقضايا الزكاة المعاصرة، الأردن، 26/ 4/1999م.
مؤتمر تدريس علوم الفقه، جامعة الزرقاء الأهلية، الأردن، 1999م.
مؤتمر دور المؤسسات المصرفية الإسلامية في الاستثمار و التنمية، جامعة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 7/ 5/2002م.
الرسائل التي أشرف عليها:
أحكام التجميل في الفقه الإسلامي، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة ماجستير.
الحقوق المالية للمرأة في الفقه الإسلامي و قوانين الأحوال الشخصية، رسالة ماجستير.
الأحكام السياسية للأقليات المسلمة في الفقه الإسلامي، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة،1995، رسالة ماجستير.
مسئولية الطبيب الجنائية في الشريعة الإسلامية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1995م، رسالة ماجستير.
عقد التأمين في الشريعة الإسلامية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1995 م، رسالة ماجستير.
حكم إخراج القيمة في الواجبات المالية العينية في الشريعة الإسلامية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1996، رسالة ماجستير.
أثر الفسق في الأحكام الفقهية الشرعية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1996م، رسالة ماجستير.
بيع الوفاء في الفقه الإسلامي، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
منهج الإسلام في مكافحة الجريمة، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
الإضافة في العقود (دراسة مقارنة)، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة ماجستير.
المقاصة في الفقه الإسلامي وتطبيقاتها المعاصرة، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة ماجستير.
السياسة الشرعية في الحكم و الاقتصاد عند ابن خلدون، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
قول الصحابي وأثره في الفقه الإسلامي جامعة بيروت الإسلامية، رسالة دكتوراه.
المواد التي تم تدريسها خلال العمل الجامعي:
الوصية و الوقف، لطلبة الحقوق بجامعة الكويت.
الميراث، لطلبة الحقوق بجامعة الكويت.
الأحوال الشخصية، لطلبة الحقوق بجامعة الكويت.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثقافة الإسلامية لطلبة جامعة الملك سعود، و جامعة الكويت، وجامعة قطر.
الموارد المالية في الإسلام لطلبة كلية الشريعة بجامعة الكويت.
تفسير آيات الأحكام لطلبة كلية الشريعة بجامعة الكويت.
شرح أحاديث الأحكام لطلبة كلية الشريعة بجامعة الكويت.
القضاء و الدعوى و الإثبات لطلبة الشريعة بجامعة الكويت.
شرح أحاديث الأحكام لطلبة الدراسات العليا بجامعة الملك سعود.
دراسات فقهية مقارنة لطلبة الدراسات العليا بجامعة الملك سعود.
نظام الإسلام لطلبة الجامعة الأردنية.
فقه العبادات لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
فقه المعاملات المالية لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
الفقه المقارن لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
المعاملات المالية المعاصرة لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
القواعد الفقهية لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
الأحوال الشخصية لطلبة الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
النظام المالي في الإسلام لطلبة الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
صكوك و توثيقات لطلبة الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
دراسات فقهية مقارنة لطلبة الدراسات العليا، الدكتوراه، الجامعة الأردنية.
علم أصول الفقه لطلبة الجامعة الأردنية.
طرق الإثبات لطلبة الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
الشركة في الفقه الإسلامي لطلبة الدراسات العليا، الدكتوراه، الجامعة الأردنية.
منهج البحث في الفقه و الأصول لطلبة الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
المعاملات المالية في الفقه الإسلامي لطلبة الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
مقدمة في المال و الملكية و العقد، لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
البيوع لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
عقود المنافع والعمل لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
الحوالة و الكفالة لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
قضايا فقهية معاصرة لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
فقه الأسرة"الزواج" لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
فرق النكاح لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
مهمات استشارية:
تعديل صيغ بعض العقود التي تجريها المصارف الإسلامية: كصيغة المرابحة للآمر بالشراء، و المشاركة المتناقصة، و السلم و الاستصناع وغير ذلك.
تعديل صيغ المشاركة المتناقصة في مجال الإسكان لدى بعض المؤسسات و الشركات مثل: مؤسسات الإسكان و النقابات المهنية.
تعديل صيغ التأمين التي تجريها شركات التأمين الإسلامية.
تعديل صيغ الاستثمار في السوق المالي وبخاصة الاستثمار في بيع العملات المالية و المعادن الثمينة وشرائها.
تعديل دليل الإرشادات لمحاسبة زكاة الشركات الصادرة عن بيت الزكاة، الكويت.
تنسيق برامج ودورات تدريبية للعاملين في البنوك مما تقوم به المؤسسات المصرفية.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:37]ـ
ومن كتبه الرائعة "المعاملات المالية معاصرة" وقد نصحنا به شيخنا يوسف الشبيلي حفظه الله
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:20]ـ
ومن كتبه الرائعة كذلك:
الملكة الفقهية
التكييف الفقهي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 05:49]ـ
خان يونس مدينة رائعة في فلسطين .. فهو فلسطيني وليس أردنيا يا أخي ..
والشيخ أعرفه وجلست معه وعائلة شبير من فلسطين (تصغير شبر)
ـ[علي ونيس]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 03:36]ـ
أستاذنا الدكتور محمد عثمان شبير ذو خلق كريم وسجايا طيبة يحليها لين عريكة وهدوء طبع وتمهل في البحث واستقصاء يفقده كثير من الباحثين في زماننا، وقد درسني في الجامعة، وفي دروس نظمتها في بعض المساجد، وحصلت منه على شهادة بتقدير ممتاز في دراسة كتابه " المعاملات المالية المعاصرة"، وقدم لبعض بحوثي المطبوعة تواضعا منه وتفضلا، وكلفني ببعض الأمور التي تتصل بعمله، فوجدت فيه خير أستاذ وخير مرب وخير عالم، وكان آخر لقاءاتي به في القاهرة في مؤتمر الزكاة، وقد اتصل بي بنفسه كرما منه وأدبا ليخبرني أنه في مصر، ليس لحاجة وإنما للقاء والسلام، أشهد الله اني أحبه فيه، وأسأل الله أن يجمعنا يوم القيامة في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 08:17]ـ
أبالقاسم هذا ما وجدته في موقع عائلته!
الشيخ علي ونيس جزاك الله خيراً وأباالقاسم على الإطلاله ...(/)
قبيلة زناتة
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:34]ـ
مما هو معروف أن زناتة هي إحدى مجموعتين كبيرتين من المجموعات البربرية التي سكنت الجزائر قبل الفتح الإسلامي , والمجموعة الأخرى صنهاجة , وهي مجموعة عرفت بالاستقرار , ويتبع كلاً منهما قبائل كثيرة , ومن خصائص زناتة أنه كان يغلب عليها الترحال , ولهجتها تختلف عن سائر اللهجات البربرية الأخرى , وكان غالبها بالمغرب الأوسط أعني الجزائر اليوم , حتى كان يقال عنه وطن زناتة , والملفت للنظر أنه إذا كان الزناتيون وعددهم كثير بهذه المناطق , وبنو هلال الذي جاؤوا هذه المنطقة عددهم محدود فكيف توارى الزناتيون بهذه السرعة؟ , وأصبح معظم السكان يقولون إنّهم ينتسبون للشرف؟ , وقد جرى العرف في بعض مناطق بلادنا وأقصد (الجزائر) على إطلاق وصف الزناتي على من ليس بشريف النسب ,, انظر تاريخ ابن خلدون 7/ 2 , وتاريخ إفريقيا الشمالية لشارل أندري جوليان , النسخة المعربة: 2/ 207 و208 ومواقع القبائل العربية والبربرية في الجزائر في مطلع القرن السادس عشر الميلادي في كتاب حرب الثلاثمائة سنة لأحمد توفيق المدني: 93 و 94 و95 , ودور زناتة في الحركة المذهبية في المغرب الإسلامي , لمحمد عميرة.
والله أعلم
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:49]ـ
بنو هلال وبنو سليم جاؤوا للمغرب العربي من الجزيرة العربية أليس كذلك؟
وقصة قدومهم لمصر وللمغرب كانت طريفة قليلاً.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 03:52]ـ
قد يكون أغلب الزناتيين قد تعربوا منذ قرون، والله أعلم ...
وقضية الانتساب إلى الشرف ومدى صحته من الظواهر الاجتماعية الجديرة بالدراسة (تجد لمحة عنها في موسوعة " تاريخ الجزائر الثقافي " عند ذكر الشاعر عاشور الخنقي فيما أذكر) ...
وبمناسبة ذكر قبائل البربر، لو سمحتَ ـ أخي عبد القادر ـ ما هي مواطن قبيلة (هوراة) في الجزائر؟
وما هي القبائل البربرية التي يُقال لها: (الشاوية) الآن؟
لأني قرأتُ كثيراً حول هذا الموضوع، ولكني لم أستطع مطابقتها على الواقع الجزائري، بارك الله فيك ...
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله - أطال الله عمره - في موسوعته تاريخ الجزائر الثقافي الجزء السابع صفحة 320
ولا نريد أن نؤرخ هنا لأنساب القبائل الرئيسية في الجزائر , وهي في الواقع جزء من الخريطة العامة لسكان المغرب العربي منذ أقدم العصور.
ورغم ذكر القبائل البربرية والعربية فإن الدماء قد امتزجت بالمصاهرات واختلطت الأنساب ببعضها , وأصبح من الصعب تمييز هذه القبيلة عن الأخرى في الواقع. إننا لا نجد تاريخاً لأنساب هوارة وكتامة وزناتة وصنهاجة وغيرها في العصر الحديث. وكان الفرنسيون يكررون ما وجدوه في الكتب القديمة من أن الشاوية والحراكتة وأولاد خيار من هوارة , وإن سكان منطقة البابور وأجزاء من الحضنة يرجعون إلى كتامة وأنهم قد تعربوا بالإسلام , وإن أهل زواوة قد تفرقوا في خدمة الممالك التي ظهرت مثل أشير وقلعة بني حمّاد. أما زناتة فقد انتشرت من وسط الصحراء إلى المغرب الأقصى , وقد تعربوا أيضاً بالإسلام , وفي الجنوب نجد تارقة ولمطة حيث فروعها في منطقة الهقار , , , ولكن أين المؤلفات التي تحدثنا عن أنساب هؤلاء وأولئك الآن؟. انتهى.
ـ[أبو أروى]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 02:21]ـ
جزى الله خيرا صاحب الموضوع ومن علق عليه خاصة بكلام المؤرخ سعد الله ولكن عندي توضيح فيما يخص قبائل الحراكتة فالحراكتة كما هو معروف مضاربهم هي عين البيضاء بالشرق الجزائري وما جاورها والسائد عند أهل هذه المنطقة هو إخراج الحراكتة من دائرة الشاوية أو المامشة ومن المتداول ايضا عندهم أنهم من أولاد نايل وهذه حقيقة متوارثة حتى عند اولاد نايل أنفسهم وإذا رجعنا إلى شجرة النسب النايلي وجدنا أن زكري وهو أحد أبناء نايل له ولد اسمه حركات والمعروف في علم الأنساب أن النسب يثبت بالسند كما يثبت بالتواتر والله تعالى أعلم(/)
ما هو حكم تغيير العملات في الفقه الإسلامي
ـ[بسام]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 12:46]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تحية طيبة ثم أما بعد،
رجاء، من يمكنه أن يساعدني للتعرف على أحكام الفقه الإسلامي في ما يتعلق بتغيير العملات في العلاقات التجارية الدولية.
جازاكم الله عني خيرا.
و السلام
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 07:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الكريم وبارك فيكم ..
يشترط في تبادل العملات أن تكون يدًا بيد في نفس المجلس ويشترط تماثلها في القيمة إن كانت من نفس النوع كريالات مع ريالات أو جنيهات مع جنيهات، أما إن اختلفت القيمة كريالات مع جنيهات فلا يشترط تماثل القيمة بل يشترط أن تكون يدًا بيد فقط ..
على سبيل المثال: أعطيك مئة من الجنيهات المصرية واّخذ منك مئة وخمسين من الريالات السعودية، فيشترط أن تكون في نفس المجلس، يعني لا يجوز أن أعطيك الجنيهات اليوم واّخذ الريالات منك في اليوم التالي وهكذا ..
ـ[بسام]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:12]ـ
جازاكم الله خيرا، و نفع بكم أمة حبيبه صلى الله عليه و سلم و بارك لكم في علمكم أخي الكريم،
هل يمكنمكم توجيهي إلى كتاب أو مرجع أجد فيه تفصيلا لما ذكرتموه و أجركم على الله.
جازاكم الله خيرا مسبقا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الكريم وبارك فيكم وجزاكم الله خيرًا ..
تجد ذلك في كل كتب الفقه في أبواب الربا والصرف ..
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 11:38]ـ
ارجع إلى الرسالة القيمة لستر الجعيد وهي أحكام الأوراق النقدية
ـ[بسام]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:59]ـ
جازاكم الله خيرا(/)
دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[بسام]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 04:23]ـ
السلام على من أحب رسول الله و رحمة الله و بركاته،
أما بعد،
فقد اطلعت على كتاب للضال المضل النصراني يوسف حداد أسماه " القرآن دعوة نصرانية" و هو موجود للرفع في موقع 4 shared و أرجو من مشايخنا أن يتلوا الرد على هذا الكتاب الذي يحتوي افتراءات كبيرة على الإسلام و على رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و جازاكم الله خيرا.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 02:31]ـ
لو كان القرآن دعوة نصرانية لتبني فرية الفدية وموت الاله علي صليب او خشبة
ولو كان القرآن دعوة نصرانية لتبني عقيدة وراثة الخطية التي عرضها بولس في نصف الانجيل اي 14 رسالة والانجيل 27 رسالة
لو كان القران دعوة نصرانية لاخذ بموقفها وموقف الكتاب المقدس المكدس من الانبياء-وكيف ياخذ الله عن الكذبة والمفترون تعالي الله عمايقولون علو كبيرا- ولكان قال كما قال كتاب الوزر للنصاري ويهود بزني لوط بابنتيه وشربه الخمر معهما وحملهما منه وتجرع نوح الكتاب المقدس الخمر وتاثير ذلك عليه ماادي الي ان لعن من لاذنب له وهو كنعان وحكمه له في التاريخ ان يكون عبدا لاخوته -وعقيدة الخطيئة الاصلية شبيهة! -وزني داود بامراة الجنرال والتي اصبحت في تاريخ الزور ام سليمان ولقال القران بعبادة سليمان الاصناه وان موسي وهارون لم يقدسا الرب ولقال بصناعة هارون عجل الشؤم الاسرائيلي والشرك الفاسق ولقال بخدعة سرقة البركة -والسارق يعقوب بتحريض من امه رفقة زوجة اسحاق الكتاب المقدس! -والتحايل علي الله واعتبارها ماضية في التاريخ في غفلة الاله بل في حضوره ومشاهدته لكل شيء كما في رواية الكذب علي الله -وخضوعه للتحايل والحكم بمانتج عنه ونفاذ مقتضيات ونتائج هذا التحايل رغما عن اله الدعوة النصرانية الذي خضع في الماضي للتحايل عليه وخضع في حاضر الدعوة النصرانية الكاذبة لعملية صلب رغما عنه فهو من نادي علي الصليب بزعم النصاري الهي الهي لما اسلمتني وهناك في تاريخ الكتاب المقدس اعطي البركة ليعقوب وامه رغم احتيالهما علي الله وعلي اسحاق كما في النص عندهم وقد جعل النص من يعقوب اكبر محتال في التاريخ لحصوله علي بركة النبوة وبركة الشعوب المنسوبة اليه بالكذب والتزوير والاحتيال لان بركة النبوة اكبر قضية فيه بحسب الكتاب المقدس والمبني عليها بركة لشعوب
هذا غير تشريعات ظالمة مثل ماهو موجود في تثنية خمسة وعشرون العدد خمسة ومابعده
وكذلك مافيه من صفات النقص لله من وصفه بشرب الخمر او كانه افاق كمعيط من شرب الخمر ووصفه بالندم والاستراحة من شواء البشر الذي قام به شعب اسرائيل فيما زعموا
ولقال القران بما قال وزعم الكتاب المقدس من الامر بقتل النساء والاطفال وكل نسمة حية كما ورد ذلك في اسفار كثيرة منها سفر يشوع وصموائل الاول والثاني وتثنية اي سفر الاشتراع وغير ذلك
وامور كثيرة مثل الثالوث وتاليه البشر مثل تاليه المسيح وامه او المسيح فقط ولاخذ منه منح القداسة لراي الشيوخ كما اعطيت لبطرس والكنسية
وامور كثيرة كثيرة جاء القران بنقدها وهدمها والتشهير بها
هؤلاء النصاري اجهل خلق الله فهو الضالون فعلا والغافلون حقا والفاسقون اصلا وفصلا من اكل اموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله كما ورد في كتاب الله
كتبه علي وجه السرعة طارق عبد الباقي منينة
صاحب كتابي جماعة شهود يهوه طبع دار الدعوة والكتابين رد علي المسيحية ككل وشهود يهوه علي وجه الخصوص
ـ[بسام]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 03:08]ـ
جازاكم الله خيرا، وهل من مزيد يا أحباب رسول الله حراس العقيدة؟
ـ[بسام]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 01:14]ـ
أين أحباب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم،
أين من يغارون على دين الله و رسوله،
أين أنتم يا أحبهم الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم و رجا لقياهم؟
مشائخنا، هل من مدافع عن دين الله؟
سألتكم بالله أن تتولوا الرد على هؤلاء المضلين الذين يجدون من يستمع إليهم و يتبع ملتهم من الجهال و أصحاب النفوس المريضة.
و جازاكم الله خيرا(/)
فائدة من فوائد الإمام الذهبي رحمه الله تعالى
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 05:08]ـ
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى.
قلت: كلام الاقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى، كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والاجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى، بشرط أنحيث يقول: [والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا] [الحشر: 10] فالقوم لهم سوابق، وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض، ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الامة، ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة، وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد، وأمهات المؤمنين، وبنات نبينا صلى الله عليه وسلم، وأهل بدر مع كونهم على مراتب، ثم الافضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح (1)، ثم عموم المهاجرين والانصار كخالد بن الوليد والعباس وعبد الله بن عمرو، وهذه الحلبة، ثم سائر من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد معه، أو حج معه، أو سمع منه، رضي الله عنهم أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصحابيات.
فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرج عليه، ولا كرامة، فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الاباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران؟! ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض، وتحاربوا، وجرت أمور لا يمكن شرحها، فلا فائدة في بثها، ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة، والعاقل خصم نفسه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ولحوم العلماء مسمومة، وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم، وكثرة وهمه، أو نقص حفظه، فليس من هذا النمط، بل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن، والحسن من الضعيف.
وإمامنا، فبحمد الله ثبت في الحديث، حافظ لما وعى، عديم الغلط، موصوف بالاتقان، متين الديانة، فمن نال منه بجهل وهوى ممن علم أنه منافس له، فقد ظلم نفسه، ومقتته العلماء، ولاح لكل حافظ تحامله، وجر الناس برجله، ومن أثنى عليه، واعترف بإمامته وإتقانه، وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا، فقد أصابوا، وأجملوا، وهدوا، ووفقوا.
وأما أئمتنا اليوم وحكامنا، فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى، فقد يقال: أحسنوا ووفقوا، وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر.
وبكل حال فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة.
وفي الحديث الثابت: " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا، وإنه ليرزقهم ويعافيهم " (1).
وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الامام رحمه الله، فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الامام، ولله الحمد.
ولا ريب أن الامام لما سكن مصر، وخالف أقرانه من المالكية، ووهى بعض فروعهم بدلائل السنة، وخالف شيخه في مسائل، تألموا منه، ونالوا منه، وجرت بينهم وحشة، غفر الله للكل، وقد اعترف الامام سحنون، وقال: لم يكن في الشافعي بدعة. فصدق والله، فرحم الله الشافعي، وأين مثل الشافعي والله! في صدقه، وشرفه، ونبله، وسعة علمه، وفرط ذكائه، ونصره للحق، وكثرة مناقبه، رحمه الله تعالى.
المصدر: سير أعلام النبلاء 10/ 92 - 95.
قلت: فأنظروا يا إخواني إلى هذا الكلام المتين من هذا الإمام الكبير في هذا الباب الذي صار في زماننا يعادى ويوالى من أجل أن فلان من الناس تكلم في فلان وهو أقرانه فماذا لا نطبق مثل هذا الكلام المتين من هذا الإمام على ما نحن فيه في عصرنا هذا فإذا كان المتكلم والمُتكلم فيه كلاهما من أهل السنة ولم يكن عند أحدهم بدعة فلماذا نأخذ بكلام أحدهم في الآخر فإنه النفس البشرية قد يقع منها الحسد والبغضاء وقد يكون من أجل نقل كاذب أو غيره من الأسباب وقد وردت قصص كثير من ذلك فنسأل الله أن يهدي الجميع لطاعته وأن يجمع القلوب على كتابه وسنة بينه صلى الله عليه وسلم إنه جواد كريم.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك.
- وهل كل التعصب مذموم؟
-وهل يوخذ بجرح الأقران أم لا؟ وماذا يترتب عن ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 12:52]ـ
جزاكم الله خيرا
التعصب لدين وللنبي غير مذموم وليس كل كلام الاقران يترك
بل هو معمول بة(/)
عاجل: يسألة السائل.
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 08:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز دفع الزكاة لأخ تحت كفالة أب فقير؟(/)
رأي شيخ الإسلام في التقنين، والإلزام به!
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:51]ـ
جاء في الفتاوى (31/ 72) ما نصه:
وسئل عن: دار حديث شرط واقفها في كتاب وقفها ما صورته بحروفه قال: والنظر في أمر أهل الدار على اختلاف أصنافهم إثباتًا وصرفًا، وإعطاء ومنعًا، وزيادة ونقصًا، ونحو ذلك إلى شيخ المكان، وكذلك النظر إليه في خزانة كتبها، وسائر ما يشبه ذلك أو يلحق به، وله إذا كان عنده الوقف في أمر من الأمور أن يفوض ذلك إلى من يتولاه، ثم قال: والنظر في أمر الأوقاف وأمورها المالية إلى الواقف ـ ضاعف الله ثوابه ـ يفوض ذلك إلى من يشاء ومتى فوض ذلك إليه تلقاه بحكم الشرط المقارن لإنشاء الوقف وينتقل بعد ذلك إلى حاكم المسلمين بدمشق، وله أن يصرف إلى من سوى ذلك من عامل وغيره من مغل الوقف على حسب ما تقتضيه الحال.
فهل إذا لم يكن في شرط النظر في كتاب الوقف شيء آخر يكون النظر المشروط للحاكم مختصًا بحاكم مذهب معين بمقتضى لفظ الشرط المذكور؟ أم لا يختص بحاكم معين، بل يكون النظر المذكور لمن كان حاكمًا بدمشق على أي مذهب كان من المذاهب الأربعة؟ وإذا لم يكن مختصًا وفوض بعض الحكام قضاة القضاة ـ أعزهم الله ـ بدمشق المحروسة لأهل كان النظر المذكور بمقتضى ما رآه من عدم الاختصاص يجوز لحاكم آخر منعه من ذلك أو بعض ما فعله بغير قادح؟
فأجاب:
ليس في اللفظ المذكور في شرط الواقف ما يقتضي اختصاصه بمذهب معين على الإطلاق، فإن ذلك يقتضي أنه لو لم يكن في البلد إلا حاكم على غير المذهب الذي كان عليه حاكم البلد ومن الواقف ألا يكون له النظر، وهذا باطل باتفاق المسلمين، فما زال المسلمون يقفون الأوقاف، ويشرطون أن يكون النظر للحاكم، أو لا يشترطون ذلك في كتاب الوقف، فإن ذلك يقتضي بطلان الشرع في الوقوف العامة التي لم يعين ولي الأمر لها ناظرًا خاصًا، وفي الوقوف الخاصة نزاع معروف.
ثم قد يكون الحاكم وقت الوقف له مذهب، وبعد ذلك يكون للحاكم مذهب آخر، كما يكون في العراق وغيرها من بلاد الإسلام، فإنهم كانوا يولون قضاة القضاة تارة لحنفي، وتارة لمالكي، وتارة لشافعي، وتارة لحنبلي، وهذا القاضي يولي في الأطراف من يوافقه على مذهبه تارة، ومن يخالفه أخرى، ولو شرط الإمام على الحاكم أو شرط الحاكم على خليفته أن يحكم بمذهب معين بطل الشرط، وفي فساد العقد وجهان.
ولا ريب أن هذا إذا أمكن القضاة أن يحكموا بالعلم والعدل من غير هذا الشرط فعلوا، فأما إذا قدر أن في الخروج عن ذلك من الفساد جهلًا وظلمًا أعظم مما في التقدير؛ كان ذلك من باب دفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولكن هذا لا يسوغ لواقف ألا يجعل النظر في الوقف إلا لذي مذهب معين دائمًا ـ مع إمكان ـ إلا أن يتولى في ذلك المذهب، فكيف إذا لم يشرط ذلك؟!
ولهذا كان في بعض بلاد الإسلام يُشْرَط على الحاكم ألا يحكم إلا بمذهب معين، كما صار ـ أيضًا ـ في بعضها بولاية قضاة مستقلين، ثم عموم النظر في عموم العمل، وإن كان في كل من هذا نزاع معروف، وفيمن يعين إذا تنازع الخصمان: هل يعين الأقرب أو بالقرعة؟ فيه نزاع معروف، وهذه الأمور التي فيها اجتهاد إذا فعلها ولي الأمر نفذت.
وإذا كان كذلك، فالحاكم على أي مذهب كان إذا كانت ولايته تتناول النظر في هذا الوقف كان تفويضه سائغًا ولم يجز لحاكم آخر نقض مثل هذا، لا سيما إذا كان في التفويض إليه من المصلحة في المال ومستحقه ما ليس في غيره.
ولو قدر أن حاكمين ولي أحدهما شخصًا، وولي آخر شخصًا؛ كان الواجب على ولي الأمر أن يقدم أحقهما بالولاية، فإن من عرفت قوته وأمانته يقدم على من ليس كذلك باتفاق المسلمين.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 12:33]ـ
للاطلاع والإفادة
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 06:38]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 35/ 372 - 374]:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالشَّرْعِ اللَّازِمِ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ: حُكْمُ الْحَاكِمِ، وَلَوْ كَانَ الْحَاكِمُ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ؛ بَلْ حُكْمُ الْحَاكِمِ الْعَالِمِ الْعَادِلِ يُلْزِمُ قَوْمًا مُعَيَّنِينَ تَحَاكَمُوا إلَيْهِ فِي قَضِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ؛ لَا يَلْزَمُ جَمِيعَ الْخُلُقِ، وَلَا يَجِبُ عَلَى عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُقَلِّدَ حَاكِمًا لَا فِي قَلِيلٍ وَلَا فِي كَثِيرٍ، إذَا كَانَ قَدْ عَرَفَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ؛ بَلْ لَا يَجِبُ عَلَى آحَادِ الْعَامَّةِ تَقْلِيدُ الْحَاكِمِ فِي شَيْءٍ؛ بَلْ لَهُ أَنْ يَسْتَفْتِيَ مَنْ يَجُوزُ لَهُ اسْتِفْتَاؤُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَاكِمًا. وَمَتَى تَرَكَ الْعَالِمُ مَا عَلِمَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَاتَّبَعَ حُكْمَ الْحَاكِمِ الْمُخَالِفِ لِحُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، كَانَ مُرْتَدًّا كَافِرًا، يَسْتَحِقُّ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ تَعَالَى: {المص (*) كِتَابٌ أُنْزِلَ إلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (*) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}. وَلَوْ ضُرِبَ وَحُبِسَ وَأُوذِيَ بِأَنْوَاعِ الْأَذَى لِيَدَعَ مَا عَلِمَهُ مِنْ شَرْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، الَّذِي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ، وَاتَّبَعَ حُكْمَ غَيْرِهِ، كَانَ مُسْتَحِقًّا لِعَذَابِ اللَّهِ. بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ، وَإِنْ أُوذِيَ فِي اللَّهِ، فَهَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الم (*) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (*) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
وَهَذَا إذَا كَانَ الْحَاكِمُ قَدْ حَكَمَ فِي مَسْأَلَةٍ اجْتِهَادِيَّةٍ قَدْ تَنَازَعَ فِيهَا الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ، فَحُكْمُ الْحَاكِمِ بِقَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ سُنَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تُخَالِفُ مَا حَكَمَ بِهِ، فَعَلَى هَذَا أَنْ يَتَّبِعَ مَا عَلِمَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَيَأْمُرَ بِذَلِكَ وَيُفْتِيَ بِهِ وَيَدْعُوَ إلَيْهِ، وَلَا يُقَلِّدَ الْحَاكِمَ. هَذَا كُلُّهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَإِنْ تَرَكَ الْمُسْلِمُ - عَالِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ عَالِمٍ - مَا عَلِمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِقَوْلِ غَيْرِهِ، كَانَ مُسْتَحِقًّا لِلْعَذَابِ. قَالَ تَعَالَى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْحَاكِمُ قَدْ خَفِيَ عَلَيْهِ هَذَا النَّصُّ - مِثْلَ كَثِيرٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ تَكَلَّمُوا فِي مَسَائِلَ بِاجْتِهَادِهِمْ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ سُنَّةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تُخَالِفُ اجْتِهَادَهُمْ - فَهُمْ مَعْذُورُونَ لِكَوْنِهِمْ اجْتَهَدُوا، و {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا}. وَلَكِنْ مَنْ عَلِمَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَمْ يَجُزْ لَهُ أَنْ يَعْدِلَ عَنْ السُّنَّةِ إلَى غَيْرِهَا، قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}. وَمَنْ اتَّبَعَ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ كَانَ مَهْدِيًّا مَنْصُورًا بِنُصْرَةِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (*) إنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (*) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 09:32]ـ
كلام نفيس
شكر الكم
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 10:40]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى: 35/ 372 - 374]:
أخي الفاضل:
/// ما مرادك من هذا النقل؟
/// وهل ترى تعارضًا بين النقل الذي ذكرتُهُ، النقل الذي ذكرتَهُ؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 04:28]ـ
بارك الله فيك ..
نص شيخ الإسلام في كلام طويل له تبع للكلام الذي اقتبستُه عنه، على النقاط التالية:
- العالم لا يحلّ له بحال الحكم بخلاف الحق الذي علمه، وإن أدى ذلك إلى حبسه وضربه على أن يقول بغير الحق، لا يعذره ذلك، بل عليه أن يصبر ويحتسب.
- إن المفسدة إنما تكون بمخالفة الرسول (ص) وأمره، وليس بإقامة شرعه .. فقد قال النبي (ص): «مَا حَكَمَ قَوْمٌ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَّا وَقَعَ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ»
- شيخ الإسلام يقصد - والله أعلم - بالذي خضّبته بالأزرق عقود الأوقاف التي يشترط أصحابها الحكم بمذهب معيّن، وليس هو حكماً عاماً في جميع الأوقاف، لذلك قال:
فإن ذلك يقتضي بطلان الشرع في الوقوف العامة التي لم يعين ولي الأمر لها ناظرًا خاصًا، وفي الوقوف الخاصة نزاع معروف
فالنزاع بين العلماء وقع في الحكم بمذهب معيّن في الوقوف الخاصة التي يشترط أصحابها في العقود ذلك.
وقد ذكر شيئاً من ذلك في [مجموع الفتاوى: 35/ 377]:
وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ حُكْمَ الْحَاكِمِ بِالْأَمْلَاكِ الْمُرْسَلَةِ لَا يَنْفُذُ فِي الْبَاطِنِ، فَلَوْ حَكَمَ لِزَيْدِ بِمَالِ عَمْرٍو وَكَانَ مُجْتَهِدًا مُتَحَرِّيًا لِلْحَقِّ، لَمْ يَجُزْ لَهُ أَخْذُهُ. وَأَمَّا فِي الْعُقُودِ والفسوخ؛ مِثْلُ أَنْ يَحْكُمَ بِنِكَاحِ، أَوْ طَلَاقٍ، أَوْ بَيْعٍ، أَوْ فَسْخِ بَيْعٍ، فَفِيهِ نِزَاعٌ مَعْرُوفٌ. وَجُمْهُورُهُمْ يَقُولُونَ لَا يَنْفُذُ أَيْضًا، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ وَهَذَا إذَا كَانَ الْحَاكِمُ عَالِمًا عَادِلًا، وَقَدْ حَكَمَ فِي أَمْرٍ دُنْيَوِيٍّ.
فإن كان ذلك يفضي إلى فتنة بين المسلمين، فإنفاذ الاجتهاد الشرعي للحاكم في هذه الوقائع الخاصة، من باب الضرورة، إن عجز القضاة عن الحكم بما يرونه من حق، أو خافوا الفتنة وشق الصفوف ..
ولا ريب أن هذا في المسائل الاجتهادية التي عند أصحابها أدلة من الكتاب والسنة، وغير مقطوع ببطلان حكمها .. ولا يمنع هذا المرء من الصدع بما يعتقده حقاً في مواطن أخرى والحكم به .. إنما الخلاف هو في بعض المواطن الخاصة.
ولعل من هذا الباب ما وقع للشيخ الألباني عندما قدم إلى المملكة وصلى خلف الشيخ ابن باز .. فإنه كان يقول عن القبض بعد الرفع من الركوع: بدعة ضلالة .. ولكنه رُؤي يقبض وراء الشيخ ابن باز .. وعندما سُئل عن ذلك قال: إن هذا الرجل صاحب دليل .. والقصة مشهورة.
فليست المسألة مسألة تقنين وإلزام به .. إنما هو اجتهاد شرعي وإلزام في واقعة خاصة.
والله أعلم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 08:40]ـ
بارك الله فيك،
إلا أنه لم يظهر لي ما ذهبت إليه.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:43]ـ
والنتيجة:
هل ابن تيمية لايرى بأسا من التقنين والازام به ام لا؟
شكرلك
ـ[الإمام الدهلوي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 11:14]ـ
هذا رابط له علاقة بالموضوع المطروح
تفضلوا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9312(/)
الأعلام والمناهج التي ذكرها الشيخ الدكتور سفر في كتابه ظاهرة الإرجاء ... (3)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:59]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وبعد:
فهذه الفهرسة الثالثة لكتاب ظاهرة الإرجاء لفضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي، وقد جمعت فيها
الأعلام والمناهج التي ذكرها الشيخ في كتابه، وقد قسمتها إلى أنواع:
المتأثرون بالمستشرقين - المستشرقين - المؤرخون - الأدباء - العصرنيون _ وشخصيات متفرقة، فإلى بيانها:
أولا: أسماء من تأثر بالمستشرقين من علماء شريعة متخصصون في العقيدة ومؤرخين ص 253:-
" الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور علي سامي النشار، والدكتور مصطفى حلمي، والدكتور نعمان القاضي ".
ثانيا: المستشرقون ص 268 وما بعدها:
1ـ " جولد زيهر اليهودي الحاقد، ويتميز بمهارة فائقة بالتزوير والافتراء، وتابعه على رأيه في المرجئة المؤرخ العربي فاروق عمر، والمؤرخ البعثي شاكر مصطفى، والدكتور نعمان القاضي ".
2ـ " فان فلوتن، وويلهاوسن، وما قرراه ـ عن المرجئة ـ لخصه أحمد أمين، وشريكاه، وعن أحمد أمين نقل الشيخ أبو زهرة، ونعمان القاضي، وألبير نصري، وعن أبي زهرة نقل كثير من الباحثين ثقة منهم في الشيخ ".
3ـ " فون كريمر، وتابعه على بعض كلامه في نشأة المرجئة الدكتور نعمان القاضي ".
4ـ " نيكلسون صاحب كتاب " محاضرات في تاريخ العرب ".
5ـ " بروكلمان، والذي كان أكثر دهاء وخبثا حين تستر بالعمل العلمي البحث " فهرسة المخطوطات ".
6ـ " نلّينو تابعه على بعض كلامه في الفتنة، عبد الرحمن البدوي، وسامي النشار ".
7ـ المستشرقون العرب:
" أحمد أمين، طه حسين، عبد الحميد العبادي " ص 254.
ثالثا: العصرانيون وأشهر رجالاتهم، ومجلاتهم ص 85:
قال المؤلف في الحاشية: وهو الاتجاه المسمى " العصرية MODERNISM " وهي زندقة عصرية يروج لها جماعة من الكتاب يتسترون بالتجديد، وفتح باب الاجتهاد لمن هب ودب! وكتاباتهم صدى لما يدور في الدوائر الغربية المترصدة للإسلام وحركته، وربما يكشف الزمن عن صلات أوضح بينهم وبينها كلهم أو بعضهم، وأصول فكرهم ملفقة من مذاهب المعتزلة، والروافض، وبعض آراء الخوارج، مع الاعتماد على كتب المستشرقين والمفكرين الأوربيين عامة، وهم في كثير من الجوانب امتداد للحركة " الإصلاحية " التي ظهرت في تركيا والهند ومصر على يد الأفغاني، ومدحت باشا، وضياء كول آلب، وأحمد بهادر خان وأضرابهم وتتلخص أفكارهم في:
1ـ تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف، والتأويل، والسفسطة لكي يساير الحضارة الغربية فكرا وتطبيقا.
2ـ إنكار السنة كليا، أو شبه كلي.
3ـ التقريب بين الأديان والمذاهب، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية!!
4ـ تبديل العلوم المعيارية " أصول الفقه، وأصول التفسير، وأصول الحديث " تبديلا تاما، وفرعوا على ذلك إنكار الإجماع، والاعتماد على الاستصحاب الواسع، والمصالح المرسلة الواسعة، كما يسمونها في استنباط الأحكام، واعتبار الحدود تعزيرات وقتية.
5ـ الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد، وإنما ترك ذلك لرأي الأمة، بل وسعوا هذا وأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطور العصور، وجعلوا مصدرها الاستحسان، والمصالح الواسعة.
6ـ تتبع الآراء الشاذة، والأقوال الضعيفة، والرخص، واتخذوها أصولا كلية، وهم مع اتفاقهم على هذه الأصول في الجملة تختلف آراؤهم في التطبيقات، وبعضهم قد يحصر بحثه وهمه في بعضها.
وهذا الاتجاه على أيه حال لا ضابط ولا منهج،وهدفه هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد، وإنتاجه الفكري نجده في مجلة المسلم المعاصر، ومجلة العربي، وكتابات حسن الترابي، ومحمد عمارة، ومحمد فتحي عثمان، وعبد الله العلايلي، وفهمي هويدي، وعبد الحميد متولي، وعبد العزيز كامل، وكمال أبو المجد، وحسن حنفي، وماهر حتحوت، ووحيد الدين خان، وإنما رأيت ضرورة التنبيه عنهم لخطورتهم واستتار أمرهم عن كثير من المخلصين " أ. هـ.
وكذلك حسين أحمد أمين، ابن أحمد أمين ص 303.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا عن هذه المدرسة: " ومن المظاهر العادية للتسوية في التعظيم، إن لم يكن تعظيم الكفر أعظم، أن هؤلاء الناس يتحرجون من تسمية الأمم المتحضرة كفارا، بل ربما نفروا ممن يطلق عليهم ذلك، حتى لقد قام بعض كتاب المدرسة العصرية بالسخرية العلنية ممن يزعمون أن المسلمين وحدهم سيدخلون الجنة، وأن " أديسون " وفلان وفلان من رواد لحضارة والعلم سيدخلون النار!!.
قال المؤلف في الحاشية: مثل: أبي رية، وفهمي هويدي.
رابعا: مؤرخون:
1ـ فاروق عمر، والذي تابع المستشرق جولد زيهر، ص 274.
2ـ جمال الدين سرور، والذي نقل عن فلوتن رأيه في الحارث بن سريج، ص 274.
3ـ شاكر مصطفى، المؤرخ البعثي، والذي تابع فلوتن في رأيه في المرجئة، ص 274.
4ـ الدكتور نعمان القاضي، وقد تابع المستشرق كريمر في رأيه المرجئة.
5ـ الدكتور سامي النشار، وقد ذكر المؤلف خلاصة رأيه فيه كما ص 280: " وهو أنه على كثرة كتاباته وسعتها، وجودة عباراته، هو أكثر الباحثين المحدثين اضطرابا وتناقضا وتخليطا , وليس في إمكان الباحث أن يجد له رأيا مستقرا، أو منهجا مطردا، وإنما ذكرته لأهمية كتبه عند كثير من الناس، ولأنه أستاذ لكثير من المتخصصين في الدراسات الكلامية في مصر وغيرها، ومن أجلى شنائعه أنه يكفر معاوية رضي الله عنه وأباه، ويعتمد على كتب الرافضة في النقل عن الخلفاء الراشدين وغيرهم، ويجعل أصل صفات السلف في الصفات هو اليهود والصابئة ".
6ـ زاهية قدورة الكاتبة البعثية، تابعت المستشرق كريمر على رأي يدعو للسخرية ص 277: " وهو أن الثورات التي قامت في العراق ضد بني أمية، ومنها ثورة المرجئة، لم تكن ثورات دينية، بل كانت ثورات العراقيين ضد السوريين للعداء المتوارث بينهم منذ الجاهلية بين العراق والشام، حيث كانت كل دوله منهما حليفة لدوله معادية" قال المؤلف في الحاشية: ولعل هذا الرأي يرح في تفسير الخلاف المزمن بين جناحي حزب البعث في القطرين!!.
7ـ الدكتور إبراهيم أحمد العدوي، والذي كان يشغل أستاذ التاريخ ونائب جامعة القاهرة، وصاحب كتاب " تاريخ العالم الإسلامي " ص 286: " والذي تحدث عما جرى يوم السقيفة، وكأنه سلسة ضخمة من الصراع السياسي، على النمط الذي تشهده الحكومات المعاصرة، بل أعمق وأعظم؛ لأنه حسب تصوره أنتج فرقا تمتد على طول التاريخ الإسلامي!! وهو لا يكتفي بأن يعتبر تلك الحادثة المشكلة الخطيرة الكبرى التي واجهت الأمة الإسلامية الفتية، بل يرجع أصل نشأة الفرق حين يقول: ويبدأ التاريخ السياسي للشيعة بذلك النفر من كبار الصحابة، الذي رأى عند اجتماع سقيفة بني ساعدة وبعدها أن علي بن أبي طالب أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله ? لقرابته من بيت النبوة ".
قال المؤلف بعد ذلك: وهذا الكلام يتعارض وبدهيات التاريخ، وحقائقه الثابتة سواء في بيعة الصديق، أو في نشأة التشيع، اللهم إلا أن يكون مستقى من مصادر الشيعة وكفى بها كذبا وبهتا.
8ـ الدكتور جمال الدين سرور، كتب عن الحارث بن سريج ونقل عن فلوتن ص 274، قال المؤلف: بل قل من كتب عن الحارث بن سريج إلا وينقل عن فلوتن، حتى أساتذة التاريخ.
وقال المؤلف في الحاشية: مثل في كتابه: الحياة السياسية في الدولة العربية الإسلامية، وفاروق عمر.
خامسا: أدباء
1ـ الأصفهاني، صاحب كتاب الأغاني، وهو رافضي ص 322.
2ـ أبو حاتم الرافضي، صاحب كتاب الزينة، وهو رافضي ص 322.
3ـ ثابت قطنة، وهو شاعر المرجئة المشهور، وله قصيدة أطال المؤلف في بيانها، واستنتاج عقيدة ثابت قطنة منها، وخلاصتها " أنه متناقض، وما كان أصحاب البدع إلا كذلك " ص 333.
سادسا: علم النفس المعاصر ص 132:
(يُتْبَعُ)
(/)
من العجيب أن مع وضوح هذه الحقيقة، وإحساس كل إنسان بها في نفسه، فإن ما يسمى علم النفس المعاصر، لا يكاد يتحدث عنها، بل إنه ليتحدث عنها حديث المنكر لها، وقد كانت هذه الحقيقة معروفة في الفكر الإغريقي، ثم تبنتها في القرن العشرين المدرسة النفسية، المسماة الغرضية " horm school" " وقد كان لها رواج خصوصا على يد " مكدوجل" (1871 ـ 1938) الذي قال: إن وراء كل سلوك إنساني نزعة أو غريزة فطرية دافعة، ولكن هذه المدرسة انطمرت، واندثرت في غمرة رواج المدارس التجريبية التي تفسر السلوك الإنساني تفسيرا حيوانيا، بل آليا، ومن أكثرها مناقضة لهذه النظرية المدرسة السلوكية " بافلوف " التي عكست، فجعلت الأفعال الخارجية هي مصدر المشاعر الداخلية، وعلى منوالها تسير المدارس التجريبية الأمريكية المعاصرة، وهذا مما يلقي الشك والريب في هذا العلم، والأيدي من الهدامة من ورائه.
سابعا: ابن الأشعث وفتنة الخروج ص375:
فابن الأشعث هو عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، أحد ولاة بني أمية أيام الحجاج، استعمله الحجاج فى الوقت الذي كانت مظالمه تملأ البلاد، وكانت الخوارج تثير الناس بذلك وتتذرع به لنشر ضلالها، وكان العلماء والصالحون حيارى بين فتنة الخوارج ومظالم الحجاج، حتى إنه لما قام بعضهم يدعو الخوارج إلى السلم والدخول في الطاعة، أنكر عليهم آخرون على سبيل اليأس قائلين: " إلى من تدعوهم؟ إلى الحجاج؟! " في هذا الجو الحالك، أعلن ابن الأشعث تمرده على الحجاج، ودعا الناس إلى النهوض معه لإقامة العدل، ورفع الظلم، وتحكيم الكتاب والسنة، وفعلا قام معه علماء وصلحاء لله تعالى، لما انتهك من إماتة وقت الصلاة، ولجوره وجبروته، ولم يكن معروفاً عنه بدعة، وإنما هو ثائر سياسي، فرأى فيه هؤلاء العلماء والقراء منفذا بين نارين، واستعجلوا الأمر، ورفضوا ما أشار به الحسن وغيره من الصبر والدفع بالتي هي أحسن، وتجنب سفك الدماء ما أمكن، كما هو مذهب سائر أهل السنة والجماعة في مثل هذا ولكن هذا الاندفاع والتحمس سرعان ما تبدد، وأنتج أسوأ النتائج حين ظهر الحجاج على ابن الأشعث وقضى عليه، وأخذ في ملاحقة العلماء واحداً واحداً، وكان أشهرهم سعيد بن جبير الذي كان مقتله فاجعة، وهنا برز قرن الإرجاء بين صفوف هؤلاء اليائسين المستسلمين للأمر الواقع، كما تجرأ الذين كانوا مرجئة من قبل فأعلنوا مذهبهم، واستغلوا آثار الهزيمة لنشره، كما نشط الخوارج وخلت لهم الساحة أكثر من ذي قبل، وندم بقية القراء القراء الثائرين على ما تركوا من رأي الحسن وأمثاله.
ثامنا: الجهم بن صفوان وأثره على الفرق الإسلامية ص391:
وحسبنا أن نعلم أن هذا الرجل – الجهم - الذي كان من شواذ المبتدعة في مطلع القرن الثاني، قد ترك من الأثر في الفرق الإسلامية الثنتين والسبعين ما لا يعادله أثر أحد غيره.
قال المؤلف في الحاشية: حتى أن الشيعة والخوارج والقدرية كلها قد تأثرت به في قليل أو كثير، ولا سيما في الصفات، أما المنتسبون للسنة وأهمهم الأشعرية والماتريدية فهم على أصوله في كثير من أصول الاعتقاد، ولو لم يكن إلا متابعتهم له في الإيمان كما سنذكر لكفى.
تاسعا: الحارث بن سريج وحركته في الخروج ص398:
والواقع يكذب هذا فإن جهما كان كاتبا لقائد الثورة، وكان إرجاء جهم رأيا خاصا وفكرة شخصية، لا أثر لها في توجيه الثورة التي لم تكن تمثل أية عقيدة دينية، وإنما كانت حركة تمرد وعصيان على الدولة، ضمت في صفوفها من كل الطوائف، بل ضمت أهل الذمة ومشركي الترك، وإنما انضم إليها جهم على ما يظهر لي لأنه هو أيضا خارج على الطاعة، ملاحَق من الدولة بسبب بدعته في الصفات التي أطاحت برأس شيخه الجعد من قبل، ويدل لذلك الوثائق الرسمية للدولة، ومخاطبة والي مرو له عند قتله.
ثم قال المؤلف: وأما ما ذكره الطبري من شعر لنصر بن سيار، يتهم فيه الحارث بن سريج وجيشه بالإرجاء، فلا شك أن كون الجهم كاتبا للحارث يعد سببا كافيا لخصمه السياسي أن يطعن في عقيدته، ويشهر به بين المسلمين، فإذا ضممنا إلى ذلك رقة دين الحارث، واستعانته بالمشركين على المسلمين، كان المبرر أقوى، على أن المنقول من أخبار نصر يدل على فضل وصلاح فيه.
عاشرا: شخصيات متفرقة
(يُتْبَعُ)
(/)
بشر المريسي (يهودي)، وعبدالله بن المقفع (مجوسي)، إبراهيم النظام (برهمي)، عبدك الصوفي (ثيوصوفي)، جابر بن حيان (؟)، قال المؤلف في الحاشية: والثيوصوفية هي أصل الصوفية؛ ومعناها الحكماء الإلهيون، وقد ذكره الملطي ضمن الزنادقة.
الحادي عشر: المنهج التوفيقي ص425:
هذا المنهج الذي أنتهجه الأشاعرة والماتريدية يرى إمكان الجمع بين الوحي والفلسفة؛ بين منهج القرآن ومنهج اليونان، والخروج بموقف أو رأي وسط بينهما أو مركب منهما.
الثاني عشر: علم المنطق ونقض شيخ الإسلام له كان قبل هيجل ص 448:
لقد فنده شيخ الإسلام ابن تيمية بالتفصيل الدقيق في كتابه النفيس " الرد على المنطقيين " وذلك قبل أن ينقده " هيجل " بستة قرون، على أن نقد هيجل كان إجماليا ومحدودا في قضايا خاصة، ومع هذا فإن الفكر الأوروبي يدين لهيجل بالفضل في ذلك معتبرا عمله في هدم المنطق الكلاسيكي من أعظم الانقلابات الفكرية في التاريخ،على أن كل رواد العلم التجريبي الغربي أمثال " جاليللو " و"بيكون " هم ضد المنطق الأرسطي الصوري، ولو من طريق غير مباشر.
الثالث عشر: كتب في الصراع بين السوفسطائيين واليونان ص 464:
فصل " السوفسطائيون " من كتاب أحمد أمين وزميله " قصة الفلسفة اليونانية "، والفصل الأول من الباب الثاني من كتاب يوسف كرم " تاريخ الفلسفة اليونانية ".
الرابع عشر: أبو المعالي الجويني ص 477:
توفي سنة 487هـ وقد ندم آخر عمره على الاشتغال بعلم الكلام، وألف النظامية التي صرح فيها باعتقاد أهل السنة والجماعة، ولكنه لم يفرق بين تفويض المعنى، وتفويض الكيفية في الصفات، فظن أن مذهبهم الأول.
الخامس عشر: أبو العباس القلانسي ص 478:
أبو العباس القلانسي أحد المتكلمين المنتسبين للأشعري، لكنه موافق لأهل السنة في الإيمان.
السادس عشر: أبو منصور البغدادي ص 491:
أبو منصور البغدادي أحد أئمة الأشعرية المتقدمين، وهو صاحب " الفرق بين الفرق " و " أصول الدين ".
السابع عشر: التفتازاني ص 494:
سعد الدين مسعود بن عمر، من أشهر أئمة الكلام المتأخرين، توفي 793هـ.
الثامن عشر: الملامية ص 591
قال المؤلف: وبهذا يحصل الفرق بين الملامية الذين يفعلون ما يحبه الله ورسوله ولا يخافون لومة لائم في ذلك، وبين الملامية الذين يفعلون ما يبغضه الله ورسوله، ويصبرون على الملام في ذلك.
وقال أيضا في الحاشية: وهم فرقة صوفية، ألف عنهم عبد الرحمن السلمي كتاب " الملامية " أ. هـ
وبهذا انتهت فهرسة الأعلام والمناهج، فإلى الفهرسة الرابعة ....
ـ[مكاوي]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 01:04]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم. وسيكون مصيرها مصير أخواتها المباركات وستكون بين يدي الشيخ عصر اليوم بحول الله.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 12:09]ـ
وفقك الله, ونفع بك يا أبا عمر,,,
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 09:58]ـ
شكر الله للأخوة ...
وعلى الخصوص:
مكاوي ... والذي يتحفني بالشرف بعرضه على الشيخ سفر ....
وناصر العقيدة ....
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 05:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 07:10]ـ
وأنت شكر الله لك .. أبا محمد الغامدي ...(/)
منتدى إسلامي جديد .... مطلوب مشرفون
ـ[ابو سيف الله]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 11:17]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
مرحبا بكم اخوتى فى الله اريد ان اعرض عليكم امرا مهما جدا بالنسبة اى الا وهو لقد من الله على فى انشاء منتدى اسلامى جديد يحتاج الى التشجيع وبالطبع لن اضيف رابط المنتدى الا بعد موافقة الادارة
وهذا المنتدى ايها الاخوة يحتاج الى اعضاء ومشرفين واناس متخصصون كى نساهم سويا فى زيادة قوة كلمة الاسلام على الشبكة امام المواقع الكثيرة التى تحاول هدمه
وجزاكم الله خيرا انتظر موافقة الادارة لاضافة الرابط
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه
ـ[ابو سيف الله]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 12:19]ـ
جزاكم الله خيرا على عدم الاهتمام
وما كنت انو الا الخير ونشره
استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ... سامحني فأنا لم أر الموضوع ....
هلا وضعت لنا الرابط مشكورا ولو على الخاص ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 03:32]ـ
http://tarikelganna.akbarmontada.com/index.htm?sid=2872f770f8c85383 e4a6c0f70cc6dbe3
ـ[ابو سيف الله]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 02:30]ـ
جزاك الله خيرا اخى عبد الرحمن لنشر هذا الخير جعله الله فى ميزان حسناتك(/)
ظلم النفس لا ينافي الصديقية والولاية لابن القيم
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ما جاء عن ابن القيم رحمه الله فأحببت أن تشاركوني فرحتي بهذا الكلام الذي يزيد القلب محبة لله وتعظيما له وطمعا في رحمته الواسعة لعبادة المتقين
يقول ابن القيم رحمه الله:
إن كون العبد مصطفى لله ووليا لله ومحبوبا لله ونحو ذلك من الأسماء الدالة على شرف منزلة العبد وتقريب الله له لا ينافي ظلم العبد نفسه أحيانا بالذنوب والمعاصي بل أبلغ من ذلك أن صدِّيقيته لا تنافي ظلمه لنفسه ولهذا قال صدِّيق الأمة وخياره للنبي صلى الله عليه وسلم: ((علمني دعاء ادعو به في صلاتي , فقال: قل: ((اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا , ولا يغفر الذنوب إلا أنت , فاغفر لي مغفرة من عندك , وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
وقد قال الله تعالى: ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {133} الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {134} وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {135})) آل عمران
فأخبر سبحانه عن صفات المتقين وأنهم يقع منهم ظلم النفس والفاحشة لكن لا يصرون على ذلك
وقال تعالى: ((َالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {33} لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ {34} لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {35})) الزمر
إلى أن قال رحمه الله
وظلم النفس نوعان:
1 - نوع لا يبقى معه شيء من والولاية والصديقية والاصطفاء , وهو ظلمها بالشرك والكفر.
2 - ونوع يبقى معه حظه من الإيمان والاصطفاء والولاية وهو ظلمها بالمعاصي وهو درجات متفاوتة في القدر والوصف.
طريق الهجرتين (1/ 363)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 11:40]ـ
أحسنت أبا عبدالله نقل موفق ,,
ـ[مداد]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 01:17]ـ
اللهم لك الحمد حتى ترضى ..
جزاكم الله خيرا على هذا النقل ..
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 09:50]ـ
بارك الله فيك أخي ابن رجب وابن القيم رحمه الله كلامه درر
وإياك أخي مقداد
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 03:34]ـ
بارك الله في الناقل،
أما الكاتب ـ ابن القيم رحمه الله ـ فقد فتحت عليه كوة ربانية أفاض منها في كثير من كتبه.
رحمه الله رحمة واسعة، ورحمنا معه.
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 06:05]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 07:47]ـ
مثل بعض من شهد بدر وعاتبه الله ومن شهد احد وفيهم من ذكر الله عنهم ماذكر وغفر لهم وعفا عنهم وهم لاشك افضل الامة
والله اعلم(/)
حمل مطوية حول الاحتفال بشم النسيم للتصوير والتوزيع.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 06:59]ـ
حمل مطوية حول الاحتفال بشم النسيم للتصوير والتوزيع.
تفضلوا الرابط في المرفقات.(/)
مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 01:29]ـ
روى الامام احمد والحاكم وابن حبان هذا الحديث
الذي فيه بيان كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يحاسبون انفسهم على كلامهم
قال الامام احمد رحمه الله-16491 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ
كَانَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ لِغُلَامِهِ ائْتِنَا بِالشَّفْرَةِ نَعْبَثْ بِهَا فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ
فَقَالَ مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا إِلَّا كَلِمَتِي هَذِهِ فَلَا تَحْفَظُوهَا عَلَيَّ وَاحْفَظُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
قال الامام ابن حبان رحمه الله
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ولم يشرب الماء في الدنيا ثمان عشرة سنة، ويتخذ كل ليلة حسوا فيحسوه، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، قال: خرجت مع شداد بن أوس، فنزلنا مرج الصفر، فقال: ائتوني بالسفرة نعبث بها، فكان القوم يحفظونها منه، فقال: يا بني أخي، لا تحفظوها عني، ولكن احفظوا مني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم، فاكتنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب الغيوب»
«وروى الامام الحاكم رحمه الله نحوه وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه»
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 05:52]ـ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
ـ[قلب طيب]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 05:45]ـ
جزيتم خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 05:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[قحطان]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 06:06]ـ
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ولم يشرب الماء في الدنيا ثمان عشرة سنة، ويتخذ كل ليلة حسوا فيحسوه،»
ليتك أخي الفاضل تسمع شريط المبالغون للشيخ السبت
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 06:42]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
هذا اخي الكريم شيخ ابن حبان رحمه الله
ولست انا ... (ابتسامة)
انا لااستطيع الاستغناء عن الماء يوما واحدا
وليس ثمان عشرة سنة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 08:20]ـ
نفع الله بكم أبا محمد على هذا الفائدة، جزاكم الله كل خير.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 02:16]ـ
جزاكم الله كل خير(/)
كلام (لإبن القيم رحمه الله) محدث عندي إشكالات!!!! فمن لها؟؟؟؟ أرجو الإفادة
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 02:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وكفى , والصلاة والسلام على النبي المصطفى , أما بعد.
من المعلوم لدى الإخوة أن الأصل في العبادات التوقيف , وهذا مأخوذ من قول النبي (ص) (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو ردّ) وفي رواية مسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)
كنت بصدد البحث في مسألة جواز إهداءثواب قراءة القران من عدمه للميت. فستوقفني كلام لإبن القيم رحمه الله هو يناقش قول المانعين بقوله (وأما قولكم الايثار بسبب الثواب مكروه وهو مسألة الايثار بالقرب فكيف الايثار بالثواب نفسه الذي هو الغايه فقد أجيب عنه بأجوبه.
(الجواب الأول) أن حال الحياة لا يوثق فيها بسلامة العاقبة لجواز أن يرتد الحي فيكون قد آثر بالقربة غير أهلها وهذا أمن بالموت. فإن قيل المُهدى إليه أيضا قد لايكون مات على الإسلام باطنافلا ينتفع بما يُهدى إليه وهذا سؤال في غاية البطلان فان الإهداء له من جنس الصلاة عليه والاستغفار له والدعاء له فإن كان أهلا و إلاأنتفع به الداعي وحده) انتهى كلامه رحمه الله مخلفاً إشكالاً هل الدعاء أيضاً لا يجوز للحي عند ابن القيم خوفاً أن يرتد الحي فيكون آثر القربة غير اهلها , ويقول أيضاً في معرض نقاشه للمانعين (فإن قيل فرسول الله (ص) أرشدهم إلى الصوم والصدقة والحج دون القراءة , قيل هو (ص) لم يبتدئهم بذلك بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له وهذا سأله عن الصيام عنه فأذن له وهذا سأله عن الصدقة فأذن له ولم يمنعهم مماسوى ذلك) أليس هذا الكلام فيه معارضة للقاعدة الشهورة (الأصل في العبادات التوقيف) خاصة قوله ولم يمنعهم مماسوى ذلك.
أرجو من الإخوة الفضلاء المشاركة والإفادة.
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 06:40]ـ
للرفع
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
قال الله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
صدق الله و رحم ابن القيم وأجزل له المثوبة ما أظنه أصاب في قوله هذا , بل أن الأحاديث التي في الحج والصوم كانت من باب القضاء.
وأما الصدقة إما أن تكون جارية أو تكون من كسبه (الابناء والبنات)
وأما الدعاء فهو المشروع بعمومه ولا قياس في العبادات وقد قام المقتضي لفعل القراءة وإهداء الثواب ولم يفعله صلى الله عليه وسلم وذلك في حرصه لزيارة شهداء أحد والدعاء لهم قبل وفاته.
والله اعلم
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 10:05]ـ
قال الله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
صدق الله و رحم ابن القيم وأجزل له المثوبة ما أظنه أصاب في قوله هذا , بل أن الأحاديث التي في الحج والصوم كانت من باب القضاء.
وأما الصدقة إما أن تكون جارية أو تكون من كسبه (الابناء والبنات)
وأما الدعاء فهو المشروع بعمومه ولا قياس في العبادات وقد قام المقتضي لفعل القراءة وإهداء الثواب ولم يفعله صلى الله عليه وسلم وذلك في حرصه لزيارة شهداء أحد والدعاء لهم قبل وفاته.
والله اعلم شكر الله لك أبا عمر , للفائدة هذا القول الذي ذهب إليه ابن القيم هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية والطحاوي وأحمد بل كما قال ابن القيم هو قول جمهور السلف الصالح!!!!!!!
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 02:20]ـ
شكر الله لك أبا عمر , للفائدة هذا القول الذي ذهب إليه ابن القيم هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية والطحاوي وأحمد بل كما قال ابن القيم هو قول جمهور السلف الصالح!!!!!!! [/ size]
اعلم انه قول لشيخ الإسلام وأم أنه قول للإمام أحمد والطحاوي فلا اعلم
فدلني عليه تكرما وفضلا.
وهنا لطيفة تدل على ضعف هذا القول
وهي أن ثواب العمل مقرون بالقبول والقبول في علم الله ولا يطلع عليه أحد
ولذلك علق النفع بالعمل لا بالثواب في قوله (صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
وعمل ابن آدم ينقطع بموته كما هو معلوم إلا المستثنى في النصوص فلا تدخل باقي أعمال الأحياء في النفع الذي يصيب الميت في قبره.
فإن قالوا: إنما نحن نهدي الثواب ولا نهدي العمل فالعمل عملنا وثوابه نتصرف به فنهديه لمن نشاء من الموتى!!
قلنا: إثبتوا أن العمل قُبل وترتب عليه ثواب حتى يُهدى للموتى؟
والله اعلم
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 01:51]ـ
اعلم انه قول لشيخ الإسلام وأم أنه قول للإمام أحمد والطحاوي فلا اعلم
فدلني عليه تكرما وفضلا.راجع كتابي شرح الطحاوية لا بن أبي العز الحنفي , والروح لابن القيم رحمهم الله , تجد بغيتك انشاء الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 07:37]ـ
أليس هذا الكلام فيه معارضة للقاعدة الشهورة (الأصل في العبادات التوقيف)
اقول بلى فيه معارضة للقاعدة ولانعرف ان السلف من الصحابة رحمهم الله كانوا يقولون اجعل ثواب كذا لفلان
وكما قال الاخ الفاضل ابوعمرفإن قالوا: إنما نحن نهدي الثواب ولا نهدي العمل فالعمل عملنا وثوابه نتصرف به فنهديه لمن نشاء من الموتى!! قلنا: إثبتوا أن العمل قُبل وترتب عليه ثواب حتى يُهدى للموتى؟
والله اعلم(/)
من روائع المدارج ... "الفراسة"
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي أن أشرك إخواني بهذه المعاني اللطيفة والفوائد الشريفة لابن القيم رحمه الله في كتابه النفيس مدارج السالكين .. وهي عن الفراسة ..
"وهي نورٌ يقذفه الله في القلب، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب.
قال الله تعالى ((إن في ذلك لآيات للمتوسّمين)) (سورة الحجر:75). قال مجاهد: للمتفرّسين.
وفي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اتقوا فراسة المؤمن. فإنه ينظر بنور الله عز وجل))، ثم قرأ: ((إن في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين)).
والتَّوَسُّم فعلٌ من السيما. وهي العلامة. فسمى المتفرس متوسماً لأنه يستدل بما يشهد على ما غاب، فيستدل بالعيان على الإيمان. ولهذا خص الله تعالى بالآيات والانتفاع بها هؤلاء. لأنهم يستدلون بما يشاهدون منها على حقيقة ما ما أخبرت به الرسل، من الأمر والنهي، والثواب والعقاب.
قد ألهم الله تعالى ذلك لآدم وعلّمه إياه حين علمه أسماء كل شيء. وبنوه هم نسخته وخلفاؤه، فكل قلبٍ فهو قابل لذلك، وهو فيه بالقوة، وبه تقوم الحجة وتحصل العبرة وتصح الدلالة. وبعث الله رسله مذكّرين ومنبّهين ومكمّلين لهذا الاستعداد، بنور الوحي والإيمان. فينضاف ذلك إلى نور الفراسة والاستعداد، فيصير نوراً على نور، فتقوى البصيرة ويعظم النور ويدوم بزيادة مادته ودوامها. ولا يزال في تزايد على يرى على الوجه والجوارح والكلام والأعمال. ومن لم يقبل هدى الله ولم يرفع به رأساً دخل قلبه في الغلاف والأكنّة فأظلم وعمي عن البصيرة، فحجبت عنه حقائق الإيمان، فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً والرشد غيّاً والغيّ رشداً. قال تعالى ((كلاّ بلْ رانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون)) (سورة المطففين: 14). والرين والران هو الحجاب الكثيف المانع للقلب من رؤية الحق والانقياد له.
وعلى حسب قوة البصيرة وضعفها تكون الفراسة، وهي نوعان:
فراسة علوية شريفة مختصة بأهل الإيمان.
وفراسة سفلية دنيئة مشتركة بين المؤمن والكافر. وهي فراسة أهل الرياضة والجوع والسهر والخلوة، وتجريد البواطن من أنواع الشواغل. فهؤلاء لهم فراسة كشف الصور، والإخبار ببعض المغيّبات السفلية التي لا يتضمن كشفها والإخبار بها كمالاً للنفس ولا زكاةً ولا إيماناً ولا معرفة. وهؤلاء لا تتعدى معرفتهم هذه السفليات لأنهم محجوبون عن الحق تعالى. فلا تصعد فراستهم إلى التمييز بين أوليائه وأعدائه، وطريق هؤلاء وهؤلاء.
وأما فراسة الصادقين العارفين بالله وأمره فإن همتهم لما تعلقت بمحبة الله ومعرفته وعبوديته ودعوة الخلق إليه على بصيرة، كانت فراستهم متصلة بالله، متعلقة بنور الوحي مع نور الإيمان. فميزت بين ما يحبه الله وما يبغضه من الأعيان والأقوال والأعمال. وميزت بين الحبيث والطيب والمحق والمبطل والصادق والكاذب. وعرفت مقادير استعداد السالكين إلى الله. فحملت كل إنسان على قدر استعداده علماً وإرادة وعملاً.
ففراسة هؤلاء دائماً حائمة حول كشف طريق الرسول وتعرفها، وتخليصها من بين سائر الطرق، وبين كشف عيوب النفس وآفات الأعمال العائقة عن سلوك طريق المرسلين. فهذا أشرف أنواع البصيرة والفراسة، وأنفعها للعبد في معاشه ومعاده."
انتهى كلامه رحمه الله.(/)
كيف تخرج حديثا؟؟؟؟؟ تفضل بالدخول ...
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا شك أن كثيرا من الاخوة يتساءل عن كيفية تخريج الأحاديث, و لتعميم الفائدة, إليكم هذا المبحث القيم للشيخ محمد الخضير:
التخريج هو: عزو الحديث إلى مصادره الأصلية، وبيان درجته عند الحاجة.
ويقصدون بالمصادر الأصلية تلك الكتب التي تُروى بالأسانيد من المؤلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فمثلاً: صحيح البخاري كتاب أصلي ومسلم كتاب أصلى. لمَا؟ لأنه يروي بإسناده عن شيخه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
بينما يقولون أن مجمع الزوائد ورياض الصالحين، وغيرها ليست كتباً أصلية. لمَا؟ لأن أصحابها لا يروون بالأسانيد، وإنما همّهم جمع الأحاديث مبتورةً عن أسانيدها.
يقول علماء التخريج: أن المُخرّج همّه أصل الحديث، والفقيه همّه لفظ الحديث. كما نص على ذلك الزيلعي في نصب الراية (1/ 200).
وفي الحقيقة أن الأحاديث التي يُراد تخريجها لا تعدوا من أحد ثلاث حالات:
1. فإما أن تعطى متناً دون أن يرتبط هذا المتن بصحابي ولا إسناد. وهذا أصعب أنواع التخريج.
2. وإما أن تُعطى متناً مقروناً بصحابي دون إسناد. وهذا يليه في الصعوبة. لكنه أهون من الأول.
3. وإما أن تكون مربوطاً بإسناد من المؤلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا أسهل أنواع التخريج.
لقائل أن يقول: لمَا صَعُب الأول ولمَا سهُل الثالث ولمَا توسط الثاني؟
لأنك إذا أُعطيت متناً غير مرتبط بصحابي فإنك مسؤول عن تخريج هذا المتن عن جميع من رواه من الصحابة، فلك أن تتصور أنك أُعطيت متناً مثل: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوء مقعده من النار). فقد رواه أكثر من 60 صحابياً، منهم العشرة المبشرون بالجنة، فليس تخريج حديث أبي هريرة رضي الله عنه بأهم من تخريج حديث ابن عمر رضي الله عنهما، لأنه ليس لأحد من الصحابة على الآخر مزيةٌ، لأنك مسؤول عن المتن.
بينما لو قال عن ابن عمر رضي الله عنهما، فإنك مسؤول عن هذا الإسناد حتى يصح , وتترك طُرقاً لهذا الإسناد بعد صحته، لأن همّك أن يصح الإسناد الذي بين يديك. ولذا سَهُلَ الأخير وصَعُبَ الأول.
التخريج لا بد أن يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: كيف تصل إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية.
المرحلة الثانية: بعد أن تصل ماذا تأخذ وماذا تدع؟
المرحلة الثالثة: كيف تصوغ ما أخذت؟
إن للوصول إلى الحديث في بطون الكتب الأصلية طُرقاً أشهرها خمس:
الطريق الأول: إما أن تصل إلى الحديث عن طريق الراوي الأعلى، وهو الصحابي أو من دونه ولها مؤلفاتها.
الطريق الثاني: أن يكون عن طريق أوّل الحديث، ويُسمّونه طرف الحديث.
الطريق الثالث: أن يكون عن طريق كلمة يقل دورانها.
الطريق الرابع: أن يكون عن طريق خصائص تكون في السند أو المتن.
الطريق الخامس: أن يكون عن طريق موضوع الحديث.
وأولى هذه الطرق التخريج عن طريق موضوع الحديث. لماذا؟
لأسباب:
1. أنك بتخريجك عن طريق موضوع الحديث تجمع الأحاديث الواردة في ذلك الموضوع المؤيدة والمعارضة، وبالتالي يُصبح لديك إلمام عن جميع الموضوع.
فمثلاً: إذا كان الحديث في كتاب الصلاة باب صلاة الجماعة، تجد أكثر من عشرة أحاديث واردة في فضل صلاة الجماعة المقوًية والمعارضة، بينما لو أخذت الحديث عن طريق الراوي الأعلى، فلا تجد غير حديث عبدالله بن عمر، فلا تجد حديث أبي هريرة ولا حديث عائشة ولا حديث أُبيّ رضي الله عنهم.
2. أن التخريج من طريق موضوع الحديث ينمي لدى الطالب مَلكةَ الاستنباط والفهم، لأنك لن تعرف موضوع الحديث حتى تعرف فقهه. ثم إن هذا الاستنباط يتقوّى، إذ أنه اتضح أنك لست وحدك في الفهم، لأن فهمك مربوط بفهم المصنّف الأصلي. هل يوافقك في هذا الفهم أو لا؟. وهذه الطريقة تنمي عندك فهم مناهج أصحاب الكتب الأصلية.
بعد أن تصل إلى الحديث .. يُهمنا هنا أن تعرف ماذا تأخذ وماذا تدع؟ والأمر يزيد أهمية إذا اتضح لك أن لكل كتاب خصائصه، فما تأخذه من البخاري غير ما تأخذه من مسلم. وما تأخذه من مسلم غير ما تأخذه من الترمذي ..... وهكذا. هناك قواسم مشتركة ولكن لكل كتاب خصائصه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلاً: إذا كان الحديث في البخاري، من المهم أن تعرف هل رواه متصلاً أو مُعَلّقاً، وإذا كان مُعَلّقاً هل رواه بصيغة الجزم أو بصيغة التمريض، وإذا كان متصلاً هل أورده في الأصول أو أورده في الشواهد والمتابعات، فمثلاً تقول: رواه مُعَلّقاً مجزوماً به، أو مُعَلّقاً بصيغة التمريض، وتنص على هذا.
وإن كان في مسلم هل ساق لفظه أو أحال على غيره، وهل صرّح بالاختلاف بين الألفاظ، وهل صرّح بلفظ فلان دون فلان، وهل هذا فلان هو الذي معك في الإسناد، وهل هذا لفظه أو غير اللفظ، وهل اعتمد عليه أو جاء به في المتابعات والشواهد دون أصول الأبواب.
وإذا كان في أبي داود هل قدّمه واعتمد عليه، وهل جاء بما يُعارضه، وهل جاء متصلاً، وهل صرّح بما يُضعّفه، وهل بيّن ضعفه سواءً بالإيماء أو بالتصريح أو لا.
وإذا كان في الترمذي هل حكم عليه وبما حكم عليه، وهل حكم عيه حكماً مطلقاً أو من هذا الوجه، وهل حكم عليه بنفسه أو حكم عليه ناقلاً عن غيره، وهل أودر ما يُقويه في الباب أو لا.
وإذا كان في الحاكم هل حكم عليه، وبما حكم عليه، وما موقف الذهبي من هذا الحكم، وهل قوّاه أو اعترض عليه.
ثم إذا كان في ابن خزيمة هل أورده مُحتجاً به دون اعتراض أو أنه مرّض القول فيه ـ أو ـ علّق القول فيه بقوله: إن ثبت الخبر، وهل قدّم المتن على الإسناد تضعيفاً له أو لا.
ولا بد أن يكون عند طالب العلم نباهة في مناهج المحدثين. وبعضها لا يُعرف إلا عن طريق كتب المصطلح.
ثم بعد أن تعرف ما تأخذ وما تدع، لا بد أن تصوغ، وإذا أردت أن تصوغ فلا بد أن تأتي بعشر كلمات، لا بُدَّ أن تقول: أخرجه فلان في كتابه كتاب وباب وجزء وصفحة ورقم حديث بلفظه أو نحوه أو معناه من حديث فلان.
لكن ما وجدته من هذه الأمور العشرة فنُصَّ عليه، وما لم تجده فاتركه، لأن هناك من يستوفي هذه الأمور العشر وهناك من لا يستوفيها.
لكن يبقى الكلام عن كلمة لفظه، لا بُدَّ أن تأخذ اللفظ الذي معك ثم تقارنه باللفظ الذي وصلت إليه في الكتاب الأصلي، فإما أن تقول رواه بلفظه أي تُقارن بين المتن الذي معك والمتن الذي وجدته في الأصل، فإما أن تقول بلفظه أو بنحوه أو مُطوّلاً أو مُختصراً أو مُقتصراً على شطره الأول أو فيه قصة أو مُقتصراً على شطره الأخير أو أصل الحديث أو ما يدل بدقة وليس له داعٍ أن تُشير إلى لفظ الحديث، فالذين نراهم يُوردون لفظ الحديث ويقولون: هذا لفظ مسلم وهذا لفظ البخاري وهذا لفظ كذا، ثم يُورد ويملئ الصفحات، فهذا لقلة فقهه وخبرته. وإلا فإنك تُقارن هل هو بلفظه أو بنحوه مطولاً ... إلخ.
ثم بعد أن ننظر نصوغ دون التعرض لمتنه، لكن بعد أن تصل إلى الطرق. كيف تصوغ؟ وما الذي ينبغي أن تقدّم؟.
لا بد أن تجعل للحديث شجرة، والإنسان لا يستطيع أن يُخرّج أو يحكم حتى يعرف مدار الحديث، وما لم يعرف مدار الحديث فإنه ضائع.
ثم بعد ذلك البداءة بالتخريج، ما الذي يحكمها؟
يحكمها الإسناد الذي معك. ليس البخاري هو الذي يُبدأ به ولا مسلم ولا غيره، وإنما يحكم البداءة هو الإسناد الذي معك. فلنضرب مثالاً: لو أن السند الذي أُريد تخريجه هو سند أبو عوانة في مستخرجه، فإن أوّل ما يمكن أن يُقدم هو إسناد مسلم لأنه يلتقي به قبل أن نصل إلى المدار. وتَلحظ أنّا تركنا البخاري وتركنا مسلم من أقوى طُرقه، لأن الإسناد يصل إلى إسناد مسلم قبل أن يصل إلى البخاري، فإنه لا يصل إلا بالمدار، لأنهما يرويان عن عبيدالله العُمري.
إذاً ما الذي يُبدأ به؟
البداءة تكون بالإسناد الذي معك.
بعد الوصول إلى المدار الأولى أن تأخذ الأشهر والأكثر طُرقاً، ثم إذا وصلت إلى الأشهر بعد أن تأتي بالإسناد الذي معك حتى تصل إلى ملتقى الطرق، تأتي إلى أشهر من روى عنه ذلك به.
مثلاً: مالك أشهر من روى عنه في هذا الإسناد. ثم بعد ذلك تبتدأ بالأعلى إسناداً، فتقول: رواه مالك في الموطأ كتاب وباب وجزء ... ألخ. ثم بعد ذلك تقول ومن طريق مالك أخرجه البخاري ـ لأن البخاري أقوى من مسلم ـ ثم بعد ذلك تُعرًج على مسلم.
وإن اتفقا فتبدأ بالأقوى أو الأعلى إسناداً، ثم بعد ذلك إن شئت أن تبدأ بعبدالرزاق لأنه أعلى إسناداً أو بمسلم لأنه أقوى وإن كان نازلاً.
ثم بعد ذلك أبدأ بأقرب إسناد في الإسناد الذي معي.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال: أبو عوانة أقرب شيء له مسلم من رواية ابن نُمير عن أبيه.
* هناك فرق بين (من طريق) و (عن):
إذا كان بينهما وسائط فأقول (من طريق)، وإذا كان مباشر فأقول (عن). مثال: لو أردت رواية الضحاك بن عثمان الأسدي أقول أخرجه مسلم من طريق الضحاك، لأني تركت راويين قبل الوصول. ولكن إذا قلت مالك في الموطأ وعنه البخاري، لأن (عن) معناها: أن البخاري يروي مباشرة عن تلميذه.
ثم أقول أربعتهم عن نافع به.
* فوائد من تخريج هذا الحديث:
ما يتعلق بالمتن:
1/ رواية البخاري ومسلم جاءت بلفظ (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)، ماذا تسمى هذه الرواية؟ تُسمى محفوظة. لمَا؟
لأن روايةً شاذةً خالفتها، والذي يُقابل الشاذ هو المحفوظ. عند علماء المصطلح تسمى محفوظة بالرواية إلى الشاذة، وتسمى معروفة بالرواية إلى المُنكرة.
2/ رواية عبدالرزاق جاءت بلفظ (خمس وعشرين) أيهما أقوى هذه الرواية أو رواية البخاري ومسلم المخرّجة من طريق الإمام مالك ـ انظر شجرة الإسناد ـ عبدالله بن يوسف التنّيسي ثقة متقن ثبت إمام، و عبدالله العُمري ضعيف، أيهما أقوى؟ فَلِمَا خالفت والمخرج واحد كلاهما عن مالك عن نافع عن ابن عمر، فصارت رواية عبدالله العُمري التي أخرجها عبدالرزاق رواية مُنكرة، لأن المُنكرة رواية الضعيف مخالفاً لمن هو أقوى منه.
3/ رواية أبي عوانة في مستخرجه. قال: (تفضل بخمس وعشرين درجة)، راويها ثقة حافظ. الذي انفرد بها هو أبو أسامة حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم وهو ثقة حافظ، والرجال مقبولون، إذاً روايته شاذة، لأن الرواية الشاذة هي: رواية المقبول مخالفاً لمن هو أقوى منه.
لماذا حكمنا عليها بالشذوذ؟
لأنه وإن كان ثقة مقبولاً من رجال الجماعة إلا أنه خالف من هو أقوى منه، مع اتحاد المخرج، فهو خالف مالك و، وخالف أيضاً عن عبيدالله وهو ثقة في الصحيح. مما يدل على أن روايته شاذة وإن كان ثقة.
4/ قال (بضعاً وعشرين). خالفت هذه الرواية من حيث اللفظ، ولم تخالف من حيث المعنى، لأن البضع ما بين الثلاثة إلى التسعة، فتصدق على سبع وعشرين، ولذا أُخرجت في الصحيح.
5/ نافع: هذا يُسمى مدار الحديث. ما المدار؟ المدار هو الرواي الذي تلتقي فيه الطرق، والمدار هو المؤثر في الحكم. ولذا لا بد أن يُعرف المدار هل فيه من الثقة والإتقان ما يُقبل به تفرده، وهل تُوبع أو لا؟ وهل اختُلف عليه أو لا؟ وكيف اختلف عليه؟ رفعاً ووقفاً ووصلاً وإرسالاً. وأيهما أقوى؟ وما هي المُرجحات؟ وغيرها.ثم إذا تُوبع، هل المتابع له معتبر به أو لا؟ وهل هو ثقة أو لا؟ هذه أمور تأتي عند الحكم على الحديث إن شاء الله.
6/ مالك: لو رجعنا إلى الأصول يقول عن عبدالله بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر. مالك، الضحاك، عبدالله، عبيدالله ... وغيرها، هذا يُسمى في الكتب الأصلية مُهملاً. ما معنى مُهمل؟ أي لم يُنسب. لم يقل مالك بن أنس الأصبُحي، ولا قال عبدالله بن عمر بن الخطاب، فهذا يُسمونه مُهملاً، والإهمال قد يكون مؤثراً وقد يكون سهلاً، فإذا كان ليس في طبقته من يُشاركه، فإنه لا يُؤثر. لكن المُشكلة إذا كان في طبقته من يُشاركه في الاسم، ويُشاركه في الشيوخ والتلاميذ واختلفا في القوة، فأحدهما ثقة والآخر ضعيف، هنا يكون للإهمال وضعه. فنقول متى يكون الإهمال مؤثراً؟ إذا كان له مُشارك في الطبقة بحيث يتفقان في الرواية عن الشيوخ ويتفقان في الرواية عن التلاميذ ثم اختلفا في الثقة وعدمها، فهنا يُصبح الأمر شائكاً.
مثال: سفيان بن عُيينة وسفيان الثوري. وحمّاد بن زيد بن درهم وحمّاد بن سلمة بن دينار البصري، كلهم اشتركوا في الشيوخ واشتركوا في التلاميذ واتحدوا في الاسم. بالنسبة لسفيان بن عُيينة وسفيان الثوري الأمر سهل، لأن كل واحد منهما فيه من القوة والإمامة ما إذا عددت أحدهما فالأمر يسير. لكن حمّاد بن زيد وحمّاد بن سلمة هنا المشكلة، فحمّاد بن زيد أقوى من حماد بن سلمة، ولذا لم يُعرّج البخاري على حمّاد بن سلمة ولم يخرج عنه، بينما أكثر من رواية حمّاد بن زيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومسلم أخرج للحمّادين معاً. وإن كان عنده تحفّظ على حمّاد بن سلمة، ولذا أخرج عنه خاصة في ثابت البُناني، وأخرج عنه يسيراً في غير ثابت البُناني. إذاً هما من حيث القوة مُتساويين أو لا؟ لا. وإن كان يجمعهم قاسم مشترك وهو القبول المطلق، لكن حمّاد بن زيد أقوى من حمّاد بن سلمة.
ولك أن تتصور عمرو بن دينار البصري إمام و عمرو بن دينار مولى آل الزبير ضعيف. وكلهم يُقال له عمرو بن دينار، فكيف تعرف عند الإهمال الراوي بعينه؟ يُعرف المهمل من خلال الطبقة والشيوخ والتلاميذ، وذلك إما أن يكون أحدهما أعلى طبقة والثاني أنزل، وهذا الأمر فيه سهل. وإما أن يكون أحد التلاميذ له مزية في أحد المتفقين، بأن يكون أكثر ملازمة له فإذا أطلَقَ فمن له مزية أراد الراوي الذي له مزية فيه، فإن كان مُلازماً لسفيان الثوري، فإنه إذا أطلق فإنه يُريد به الثوري. وإذا كان مُلازماً لسفيان بن عُيينة فإذا أطلق أراده، وإذا أراد غيره بيّن.
سفيان الثوري أكبر، فإن كان الراوي من كبار الطبقة عرفنا أنه إذا روى وأطلق فإنه أراد سفيان الثوري، وإن كان من صغار الطبقة فإنه إن روى وأطلق فالمراد به ابن عُيينة.
ولقد وضّح ثلاثة أئمة في ثلاثة كتب القاعدة عند الاشتراك والاشتباه في الرجل المهمل، أولهم الذهبي في آخر المجلد السابع من السير، وكذلك السبكي في المجلّد العاشر من طبقات الشافعية، وكذلك ابن حجر في مقدمة البخاري هدي الساري، فقد بيّنوا الضوابط في تعيين المهمل.
7/ يحيى بن يحيى: جاء في صحيح مسلم قال حدثنا يحيى بن يحيى، وهذا أمر أشد، هذا يُسمونه مشتركاً، يعني أن هناك من طبقته من يُوافقه في اسمه واسم أبيه، ومع ذلك يروي عن مالك. وتزيد المشكلة إذا كان من ليس مُراداً أشهر من المُراد، فإن صاحب الموطأ المشهور موطأ المشارقة يحيى بن يحيى الليثي وهو يروي عن مالك بل هو أحد رواة موطأ مالك، ومع هذا فإن يحيى بن يحيى الليثي وإن كان مقبولاً في الجملة قال عنه ابن حجر صدوق، إلا أنه ليس له رواية في الكتب الستة كلها، وإنما الرواية عن يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري.
ولقد وَهِمَ في هذا كثير، حتى أنه يُقال رواه مالك في الموطأ ومن طريق مالك في الموطأ أخرجه مسلم، ليس كذلك ذلك يحيى بن يحيى الليثي وليس التميمي.
8/ الحارثي: اقتصر على نسبته مع أنه يُشاركه عدد كبير بالنسبة لهذه النسبة، لكن بعد معرفة الشيوخ والتلاميذ يتحقق، ولذلك اسمه محمد بن عبدالحميد الكوفي.
9/ أبو سامة: المراد به حمّاد بن أسامة القرشي مولاهم، عُرف من خلال التلاميذ والشيوخ.
10/ يقول مسلم حدثنا ابن رافع، نسبه إلى أبيه. وهو محمد بن رافع النيسابوري.
11/ مسلم يقول: عن ابن نُمير عن أبيه. ابن نُمير ما اسمه؟ نَسَبَه إلى جده. واسمه محمد بن عبدالله بن نُمير.
12/ قال: محمد بن رافع عن ابن أبي فُديك. نسبه إلى جده. واسمه محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فُديك.
13/ عبدالله بن يوسف .. وغيره، كُلها جاءت غير منسوبة.
14/ أورده بالعنعنة مع العلم أن من عنعن فهو مُدلّس. ولكن لا يضر لأنه مُدلّس من الطبقة الثانية التي أجمع العلماء على قبول رواياتها رغم تدليسها، لأنهم أئمة ولقلة ما دلّسوا بالنسبة إلى ما رووا.
15/ أورده بالعنعنة ولا يضره لأنه ليس بمُدلّس أصلاً، فهي تُساوي السماع.
16/ عبدالله: في مُصنّف عبدالرزاق جاء مُصحّفاً، فقيل: عبيدالله. وعبدالله ضعيف وعبيدالله ثقة. وقد جاء في مُصنّف عبدالرزاق المجلد الأول صفحة 524، حديث رقم 2005، مُصحّفاً بعبيدالله. كيف عرفنا ذلك؟ بالتنصيص عليه، فقد نصَّ ابن حجر في الفتح (2/ 155) أن رواية عبدالرزاق هي عن طريق المُكبّر ـ عبدالله _. ولذا حكم عليها بأنها ضعيفة ومُنكرة.
17/ إسحاق بن إبراهيم الدَبَري. روى عن عبدالرزاق بعدما اختلط عبدالرزاق، قُبلت رواية إسحاق لأنه لم يأخذ من لفظه وَوَافق غَيره.
18/ عبدالله بن يوسف التنّيسي ويحيى بن يحيى التميمي. يرويان عن مالك. ماذا يُسمّى كلاً منهما بالنسبة للأخر؟ يُسمى مُتابع للأخر متابعة تامة. والمتابعة التامة هي: أن يروي المصنف من أول الإسناد عن شيخين يلتقيان في شيخ آخر.
19/ ابن نُمير تابع أبو أسامة بالرواية عن عبيدالله، لكنها متابعة قاصرة، لأن كلاهما يرويان عن شيخ واحد لكن ليس من أوّل الإسناد. كلما تأخرت تُسمّى قاصرة.
20/ هناك متابعة أقصر منها. وهي أن عبيدالله وعبدالله و الضحاك ومالك كلهم تابعوا بعضهم بعضاً بالرواية عن نافع. لماذا أصبحت أقصر منها؟ لأنها دونها بطبقة. وعلى هذا فقس، فلو أنَّ أحداً تابع نافع فتكون أقصر.
أما بالنسبة إذا وافقه راوٍ آخر من الصحابة فإنه يُسمّى شاهداً، إذا جاء مثله أو نحوه أو معناه من طريق صحابي آخر فإنه يُسمّى شاهداً.
والمتابعات من خصائص الإسناد والشواهد من خصائص المتون واختلاف الرواة.
21/ جاءت (خمسٌ وعشرين) وهذه جاءت عند عبدالرزاق ملحونة، أي مُخالفة لقواعد اللغة العربية، المفترض أن يقول (خمساً وعشرين).
انتهى. و قد أفاده شيخنا الأزهري ـ حفظه الله ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:02]ـ
الأخ أبا العباس الملكي، جزاك الله خيرًا على النقل.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:03]ـ
و جزاكم أحي الحبيب (ابتسامة)(/)
أين أنت يوم القيامة من هؤلاء؟؟
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 04:33]ـ
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -:
تَفَكَّر في يَومِ القِيَامَةِ
إخواني تفكروا في الحشر والمعاد، وتذكروا حين تقوم الأشهاد: إن في القيامة لحسرات، وإن في الحشر لزفرات، وإن عند الصراط لعثرات، وإن عند الميزان لعبرات، وإن الظلم يومئذ ظلمات، والكتب تحوى حتى النظرات، وإن الحسرة العظمى عند السيئات، فريق في الجنة يرتقون في الدرجات، وفريق في السعير يهبطون الدركات، وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال: فلان مات، وتقول: رَبِّ ارجعوني، فيقال: فات، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم))، وأخرجا جميعًا من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في حديث: ((ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهراني جهنم))، فقيل: "يا رسول الله، وما الجسر؟ "، قال: ((مدحة ومزلة، عليه خطاطيف وكَلاليب وحسك، المؤمن يعبر عليه كالطرف وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل، فناج مسلم، وناج مخدوش، حتى يمرّ آخرهم يُسحب سحبًا))، لله درّ أقوام أطار ذكر النار عنهم النوم، وطال اشتياقهم إلى الجنان الصوم، فنحلت أجسادهم، وتغيرت ألوانهم، ولم يقبلوا على سماع العذل في حالهم واللوم، دافعوا أنفسهم عن شهوات الدنيا بغد واليوم، دخلوا أسواق الدنيا فما تعرضوا لشراء ولا سوم، تركوا الخوض في بحارها والعوم، ما وقفوا بالإِشمام والروم، جدوا في الطاعة بالصلاة والصوم، هل عندكم من صفاتهم شيء يا قوم؟ قالت أُم الربيع أُم حيثم لولدها: "يا بني أَلا تنام؟ "، قال: "يا أُماه، من جَنَّ عليه الليل وهو يخاف الثبات حق له أن لا ينام"، فلما رأت ما يلقى من السهر والبكاء، قالت: "يا بني لعلك قتلت قتيلاً؟ "، قال: "نعم"، قالت: "ومن هذا القتيل؛ حتى نسأل أهله فيغفرون، فوالله لو يعلمون ما تلقى من السهر والبكاء لرحموك"، فقال: "يا والدتي، هي نفسي".
قيل لزيد بن مزيد: ما لنا لم نزل نراك باكيًا، وجلاً خائفًا، فقال: إن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لبكيت حتى لا تجف لي عبرة.
وكان آمد الشامي يبكي وينتحب في المسجد حتى يعلو صوته، وتسيل دموعه على الحصى، فأرسل إليه الأمير: إنك تفسد على المصلين صلاتهم بكثرة بكائك، وارتفاع صوتك، ولو أمسكت قليلا ً، فبكى ثم قال: إن حزن يوم القيامة أورثني دموعاً غزارًا فأنا أستريح إلى ذرها:
يا عاذلَ المُشتاق دَعهُ فَإِنَّه = يطوى عَلى الزَّفَرات غير حشاكا
لَو كانَ قَلبُكَ قَلبه ما لمتُهُ = حاشاك ممَّا عِندَهُ حاشاكا
وعوتب عطاء السلمى في كثرة البكاء، فقال: "إني إذا ذكرت أهل النار وما يُنزلُ بهم من عذاب الله تعالى، مثلت نفسي بينهم فكيف لنفس تغلّ يدها وتسحب إلى النار ولا تبكي؟! ".
وقيل لبعضهم: ارفق بنفسك، فقال: الرفق أطلب.
وقال أسلم بن عبدالملك: صحبت رجلاً شهرين، وما رأيته نائمًا بليل ولا نهار، فقلت: "ما لك لا تنام؟!! "، قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي، ما أخرج من أُعجوبة إلا وقعت في أخرى، كثر فيك اللوم فأين سمعي، وهم قلبي واللوم عليك منجد ومتهم؟، قال: أسهرت والعيون الساهرات نوم، وليس من جسمك إلا جلدة وأعظم، وما عليهم سهري ولا رقادي لهم، وهل سمان الحب إلّا سهر وسقم، خذ أنت في شأنك يا دمعي وخل عنهم.
بادر بالأعمال الصالحة
طوبَى لمن بادر عُمره القصير، فعمَّر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير قبل فوات القدرة وإعراض النصير، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((بادروا بالأَعمال سبعًا، هل تنتظرون إِلّا فقراً مُنسياً؟ أو غني مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو موتاً مجهزاً، أو هرماً مُفنداً، أو الدجال، فشر غائب يُنتظر، أو الساعة، فالساعة أدهى وأمر)).
كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أُمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون، وكان يقول: يا بن آدم: "السكين تشحذ، والتنور يسجر، والكبش يعتلف".
وكان الشافعي - رضي الله عنه - يقرأ في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي كل شهر رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلوات، واعلم أن الراحة لا تنال بالراحة، ومعالي الأُمور لا تنال بالفتور، ومن زرع حصد، ومن جد وجد، لله در أقوام شغلهم تحصيل زادهم، عن أهاليهم وأولادهم، ومال بهم ذكر المال عن المال في معادهم، وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم، وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم، واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم، وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم وفسادهم، فيا طالب الهوى جز بناديهم ونادهم:
أَحيَوا فُؤَادِي ولَكِنَّهم = علَى صَيحَة من البين ماتُوا جميعاً
حرمُوا رَاحة النَّوم أَجفَانهم = وَلَفُّوا علَى الزفرات الضُّلوعَا
طُول السَّواعد شُمُّ الأُنوف = فطابُوا أُصُولاً وطَابُوا فُرُوعا
أَقبلت قلوبهم تراعى حق الحق فذهلت بذلك عن مناجاة الخلق، فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى، والقُلوب في رياض الملكوت ترعى، نازلهم الخوف فصاروا والهين، وناجاهم الفكر فعادوا خائفين، وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين، وناداهم منادى الصَّلاح، حىّ على الفلاح فقاموا متهجدين، وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين، وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين، فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر بادى الهجر يا خيبة النائمين.
من كتاب "مواعظ ابن الجوزي"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 07:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فرصة للباحثين وطلاب العلم
ـ[دار الدليل]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأفاضل
تعلن دار الدليل للبحث العلمي عن حاجتها للباحثين شرعيين ومصححين لغويين (متفرغين وغير متفرغين) للعمل في أنشطة الدار والتي تتمحور بشكل أساس حول البحث الفقهي والحديثي.
يشترط في المتقدمين:
1 - خبرة في مجال البحث الشرعي.
2 - خبرة مناسبة في استخدام الحاسب الآلي.
3 - الالتزام بمناهج البحث العلمي وأخلاقياته.
من يجد في نفسه الرغبة والكفاءة بالرجاء إرسال السيرة الذاتية بالإضافة إلى تزكيات أو نماذج بحثية سابقة له.
عنوان المراسلة: dardalil@gmail.com
نرجو من الأخوة الأفاضل نشر هذا الإعلان في المنتديات المتفرقة
وجزاكم الله خيرا
ـ[نور المصري]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 04:44]ـ
السلام عليكم
أين عنوان الدار لمن يرغب في العمل بشكل متفرغ؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[دار الدليل]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم
مقر المركز في القاهرة، ولكن من المتاح لمن يرغب في العمل بشكل متفرغ أن يعمل من منزله وفقًا لعدد معين من الساعات ووفقًا لنظام متبع داخل المركز
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 11:44]ـ
نرجوا من الإخوة فى الدارعرض رقم هاتفهم حتى نتمكن من الإتصال بهم بارك الله فيكم(/)
كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة
ـ[سلمان]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 11:22]ـ
كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز
للدراسات الإسلامية المعاصرة
تحت رعاية مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المشرف العام على كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة، وبحضور معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن عبد الرحمن العثمان، يسر اللجنة الفنية للكرسي أن يقدموا لكم الدعوة لحضور فعاليات الافتتاح والتي تشمل:
افتتاح مقر الكرسي.
ورشة عمل الخطة التنفيذية.
لقاء فكري تحت عنوان (الوسطية والاعتدال) مع معالي الشيخ / صالح بن عبد الرحمن الحصين.
وذلك يوم الأربعاء الموافق 25/ 3/1429هـ الساعة (9) صباحاً في مدرج كلية التربية قاعة رقم (27 أ 1) والدعوة عامة.
وتقبلوا فائق التحية والتقدير،،،
كرسي الأمير سلطان بن عبد العزيز
للدراسات الإسلامية المعاصرة(/)
هل صحت هذه القراءة التي نقلها الشوكاني؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 07:31]ـ
هل صحت هذه القراءة التي نقلها الشوكاني رحمه الله حيث قال
وأخبر سبحانه بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} أو هو من تتمة قوله: {إِنَّمَا تُنذِرُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بالغيب} [فاطر: 18] على معنى إنما يخشاه سبحانه بالغيب العالمون به، وبما يليق به من صفاته الجليلة، وأفعاله الجميلة، وعلى كل تقدير، فهو: سبحانه قد عين في هذه الآية أهل خشيته، وهم: العلماء به، وتعظيم قدرته. قال مجاهد: إنما العالم من خشي الله عزّ وجلّ. وقال مسروق: كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار جهلاً، فمن كان أعلم بالله كان أخشاهم له. قال الربيع بن أنس: من لم يخش الله، فليس بعالم. وقال الشعبي: العالم من خاف الله، ووجه تقديم المفعول أن المقام مقام حصر الفاعلية، ولو أخر انعكس الأمر.
وقرأ عمر بن عبد العزيز برفع الاسم الشريف، ونصب العلماء، ورويت هذه القراءة عن أبي حنيفة قال في الكشاف: الخشية في هذه القراءة استعارة، والمعنى: أنه يجلهم، ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 09:58]ـ
أفادني الاخ الحبيب محمد عبدالكريم محمد في ملتقى اهل الحديث بقوله
الآية 28 من سورة فاطر وما ذكره الإمام الشوكاني قراءة شاذة لم تثبت لا من طريق الشاطبية ولا من طريق الدرة ولا من طرق الطيبة
ـ[توبة]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 10:27]ـ
تفضل أخي الكريم:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1451
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109301
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:13]ـ
جزاكم الله خيراً اخي (توبة) , ونفعَ بك
.(/)
من كان أهلاً للعلم فليساعدني حفظكم الله
ـ[قلم جديد]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 07:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لأحدهم خاطره يصف فيها معشوقته وكان من ضمن تلك الخاطره العبرات التالية:
وحدك أنت
قبلة عشقي ..
وحدك حائط المبكى ..
وحدك نهر تكفير الخطايا ..
وحدك وهج شموسي
ما أدري هل يجوز وصف الحبيبة انها تغفر الخطايا، وقد سألت كاتب تلك الخاطره وقال لي الجواب التالي:
وسأحيلك لقول الله تعالى (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)
وقوله تعالي: وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) {الشورى الأيه: 37}
اتمنى من كان عندهم علم في هذه المسأله أفادتي لا حرمكم الله الأجر ..
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 11:49]ـ
أخي الكريم بصيغة سؤالك لن يجيبك أحد .... فالمشائخ هنا لا يعتبرون أنفسهم مشائخ ولا أهل علم ولا يرحبون بأي أحد يناديهم بهذا اللقب ... وعفوا
ـ[قلم جديد]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 12:40]ـ
أخي أنا لم أصف أحد بإنه شيخ
اتمنى أحد يساعدني أو يحيلني من يساعدني في هذه المسأله
وفقكم الله
ـ[توبة]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 12:57]ـ
لو كتبت أيها القلم (من أهل العلم) بدلا من (أهلا للعلم)،لأنا نتشرف أن نكون من أهله و لو "ادعاءً" ..
عموما العبارات ركيييكة فضلا عن صحة صياغتها،و لو تتبعت مثل هذه التعابير في كل خاطرة أونص تقرؤه لجف قلمك ..
ـ[قلم جديد]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 06:00]ـ
أعتذر يا أخوان على صيغة موضوع السؤال التمسوا لأخيكم العذر
اتمنى تغير الموضوع إلى التالي
من يعرف الإجابه على المسأله التالية؟
مشكور توبه على إضافنك لكن أنا أريد أن أعرف هل فيها محاذير شرعية.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 07:13]ـ
أخي قلم جديد:
العبارات فيها تجاوز، وهذا حال كثير ممن يسمون بالعشاق. إلا من رحم الله.
ولايمكن الاعتذار لصاحبها إلا بنوع تكلف.
مثلا: قوله: (وحدك أنت قبلة عشقي)، قد يقول: قبلة العشق هي مايُقبل عليه العشاق، وليست القبلة الحقيقية. وأنا قلت (عشقي)، وهو لا يجوز في حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، أي: لو قلتُ (حبي) لكان لكم حق الإنكار عليّ، أما العشق فهو بين البشر، وهي أحبهم لي.
وهكذا: (تكفير الخطايا) أقصد خطاياي لا خطايا البشر. فهي تملك أن تستغفر وتغفر لي أي تسامحني.
وهكذا ..
عمومًا: (من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه). وقد قال الله عن الشعراء، وهم فريق من الأدباء: ( .. يهيمون)، والهايم هو الذي يخبط عشواء لايبالي بكلماته. واستثنى المؤمنين.
والله أعلم ..
ـ[قلم جديد]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 07:29]ـ
رفع الله قدرك ومنزلتك
وجزاك الله خير(/)
أشارة على طريق الدعوة , محاضرة لشيخ أبو سليمان الزنتاني -حفظة الله -
ـ[الصحاري]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
محاضرة لشيخنا أبو سليمان الزنتاني -حفظة الله -
بعنوان: أشارة على طريق الدعوة.
المحاضرة قيمة في بابها كيفية الدعوة واساليب الدعوة.
اسأل الله ان ينفع بها.
حجم الملف (69.22 MB).
من هنا للتحميل المحاضرة
http://www.mediafire.com/?l1vyb0ngym9
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 06:02]ـ
بارك الله فِيك؛ اخي.
هل لي بترجمة الشيخ ابوسليمان الزنتانى وفقكم الله واثابكم(/)
أين أنت من قيام الليل؟
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 01:08]ـ
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -:
قُمِ الليلَ واتركِ التكاسل
لله در أقوام هجروا لذيذ المنام، وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام، وانتصبوا للنصب في الظلام، يطلبون نصيباً من الإنعام، إِذا جنّ الليل سهروا، وإذا جاء النهار اعتبروا، وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا، وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((عليكم بقيام الليل فإِنه دأب الصالحين قبلكم، وإنه قربة إلى ربكم، ومغفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم))، وفي المسند عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته، ورجل غزا في سبيل الله فانهزموا فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه))، قال أبو ذر - رضي الله عنه -: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي صلاة الليل أفضل؟ "، فقال: ((نصف الليل وقليل فاعله)).
- قال داود - عليه السلام -: "يا رب، أي ساعة أقوم لك؟ " فأوحى الله إليه: "يا داود، لا تقم أول الليل ولا آخره، ولكن قم في شطر الليل؛ حتى تخلو بي وأخلوا بك، وارفع إِلىّ حوائجك".
- وروى عمر بن عبسة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإِن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة؛ فكن)).
- كان همام بن الحارث يدعو: "اللهم ارزقني سهراً في طاعتك"، فما كان ينام إِلا هنيهة وهو قاعد.
- وكان طاوس يتقلب على فراشه ثم يدرجه ويقول: "طَيَّر ذكر جهنم نوم العابدين".
- وقال القاسم بن راشد الشيباني: "كان ربيعة نازلاً بيننا، وكان يصلي ليلاً طويلاً، فإِذا كان السحر نادى بأَعلى صوته: يا أيها الركب المعرّسون: أهذا الليل تنامون، ألا تقومون فترحلون"، قال: فيسمع من ها هنا باك، ومن ها هنا داع، فإِذا طلع الفجر نادى بأَعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى، وكان كهمس يختم في الشهر تسعين ختمة.
- قال الضحَّاك: أدركت قوماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة، يا منازل الأحباب: أين ساكنوك؟ يا بقاع الإِخلاص: أين قاطنوك؟ يا مواطن الأَبرار: أَين عامروك؟ يا مواضع التهجد: أين زائروك؟ خلت والله الديار، وباد القوم، وارتحل أرباب السهر وبقي أهل النوم، واستبدل الزمان أكل الشهوات يا أهل الصوم:
كَفَى حَزَناً بِالوَالِهِ الصَّبّ أَن يَرى = منازِلَ مَن يَهوى معطلة قفرا
لله درّ أقوام اجتهدوا في الطاعة، وتاجروا ربهم فربحت البضاعة، وبقي الثناء عليهم إلى قيام الساعة، لو رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم، وفي مناجاة الملك العلام وقد تم سرورهم، فإِذا تذكروا ذنباً قد مضى ضاقت صدورهم، وتقطعت قلوبهم أسفاً على ما حملت ظهورهم، وبعثوا رسالة الندم والدمع سطورهم.
ولَمَّا وقَفنا والرسائلُ بينَنا = دموعٌ نَهاها الواجدون توقفا
ذكرنا اللَّيالي بالعَقيقِ وظِلَهُ = الأَنيق فقطعنا القلوبَ تأسفا
نسيم الصِّبا إِن زُرتَ أَرضَ أَحِبتي = فخَصَهُم منِّي بكُلِ سلام
وبَلِغهُم أَني بُرهَن صَبابةٍ = وأَن غَرامي فَوقَ كُلَ غَرامِ
وإِني ليَكفيني طُروقُ خيالِهم = لَو أَنَ جُفوني مُتعت بمنام
ولَستُ أُبالي بالجنان ولا لظى = إِذا كانَ في تِلكَ الديارِ مقامي
وقَد صُمتُ مِن أَوقات نَفسي كُلَها = ويَوم لِقاكُم كانَ فطر صيامي
جال الفكر في قلوبهم فلاح صوابهم، وتذكروا فذكروا كذكر إعجابهم، وحاسبوا أنفسهم فحققوا حسابهم، ونادموا للمخافة فأصبحت دموعهم شرابهم، وترنموا بالقرآن فهو سمرهم مع أترابهم، وكلفوا بطاعة الإله فانتصبوا بحرابهم، وخدموه مبتذلين في خدمته شبابهم، فيا حسنهم وريح الأسحار قد حركت أثوابهم، وحملت قصص غصصهم ثم ردت جوابهم.
من كتاب "مواعظ ابن الجوزي" - رحمه الله.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 03:17]ـ
أحسنت يا أخي بارك الله فيك.
ـ[عربي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 04:13]ـ
لله درك(/)
انْدَم عَلَى ذُنوبِكَ
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 01:22]ـ
انْدَم عَلَى ذُنوبِكَأيُّها العبد: تفكَّر في عُمرٍ مضى كثيره، وفي قدم ما يزال تعثيره، وفي هوى قد هوى أسيره، وفي قلب مشتت قد قل نظيره، وتفكر في صحيفة قد اسودَّت، وفي نفس كلَّما نصحت صدت، وفي ذنوب ما تحصى لو أنها عدت.
قال أبو الدَّرداء - رضي الله عنه -: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
وقال أبو يوسف بن أسباط: "الدنيا لم تخلق لتنظر إليها، وإنما خلقت لتنظر بها إلى الآخرة".
وكان سفيان الثوري من شدة تفكيره يبول الدم.
وقال أبو بكر الكتاني: "روعة عند انتباه من غفلة، وانقطاع عن حظ نفس، وارتعاد من خوف قطيعة، أفضل من عبادة الثقلين".
وقال يحيى بن معاذ: "لو سمع الخلائق صوت النائحة على الدنيا في الغيب من ألسنة الفنا تساقطت القلوب منهم حزناً، ولو رأت القلوب بعين الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس خوفاً، ولو رأت القلوب بعين الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس خوفاً، ولو أدركت القلوب كنه محبة خالقها لتخلعت مفاصلها ولهاً، ولطارت الأرواح من أبدانها دهشاً، سبحان من أغفل الخليقة عن كنه هذه الأشياء، وألهاهم بالوصف عن حقائق هذه الأنباء، يا ذاهباً في شططه، يا واقفاً مع غلطه، يا معترضاً لعقوبة الأحد، ما سخطه؟ يا معرضاً عن الاعتبار سمعه، يا مطلقاً لسانه في غلطه، يا من لا يفرق بين صحيح القول وسقطه، أما له عبرة بقرطبة؟ أما هناك استدراك لفارطه، إلى متى على قبيح غطه؟ هلا عبَّأ متاعه في سقطه، ألا حذر من في يد طاهي، كلاَّ لو صحا لاتعظ وأثر فيه اللوم وازدجر، لكنه في غاية الغلظ، أفسدته المعاصي فلم يظهر الشيب، وانقرض لا يلتفت إلى من لام ولا من وعظ، سيندم على تضييع ما كان احتفظ، سيفر العلاج إذا زادت الكظظ، سيخرس لسان طال ما لفظ، من لم يبق من عمره إلا الأمل، وهو للوزر العظيم قد حمل وأثقل، سيعرض عليك من المعاصي مما دق وجل، تراعى الخلق وتنسى حقه عز وجل، قد سود صحيفته وملأها من قيح العمل، حملت عليه الأمانة فتغافل عنها وضلَّ، يدعى إلى الاستقامة، ولكما قوم ذل، لا يعرف ولا يقبل، قد حله رحلة، نحلة مناحلها من حل، قد غره مكر سوف، وأوثقه قيد لعلَّ، إلام تمنى النفس ما لا تناله؟ وتذكر عيشاً لم يعد متصرماً، وقد قالت السبعون للهرى: دعاني لشأني واذهبا حيث شئتما.
من كتاب "مواعظ ابن الجوزي" – رحمه الله.(/)
إخوتاه .... اذكُروا المَوت
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 01:32]ـ
إخوتاه ... اذكُروا المَوتإخواني: أكثروا من ذكر هادم اللذات، وتفكروا في انحلال بناء اللذات، وتصوروا مصير الصور إلى الرفات، وأَعدوا عدةً تكفي في الكفات، واعلموا أن الشيطان لا يتسلط على ذاكر الموت، وإنما إذا غفل القلب عن ذكر الموت دخل العدو من باب الغفلة.
قال الحسن: "إن الموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لُب به فرحاً".
وقال يزيد بن تميم: من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع.
وسُئل ابن عياض عن "ما بال الآدمي تُستنزع نفسه"، وهو ساكت، وهو يضطرب من القرصة؟ قال: لأن الملائكة توقفه: يا بن آدم، مثل تلك الصرعة قبل أن تذر كل غرة فتتمنى الرجعة، وتسأَل الكرة، كَم من محتضر تمنَّى الصحة للعمل هيهات حقر عليه بلوغ الأَمل أَو ما يكفي في الوعظ مصرعه، أو ما يشفي من البيان مضجعه، أما فاته مقدوره بعد إِمكانه، أَما أنت عن قليل في مكانة.
ولَمَّا احتضر عبدالملك بن مروان قال: "والله لوددت أنَّي عبد رجلٍ من تهامة أرعى غنيمات في جبالها وأني لم ألِ.
وجعل المعتضد يقول عند موته: ذهبت الحيل فلا حيلة حتى صمت.
وقال أبو محمد العجلي: دخلت على رجل في النزع فقال لي: سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أَيامي، وفي الحديث: ((أما إِنكم لو أَكثرتُم ذكر هاذم اللذات؟!)).
يا من قد امتطى بجهله مطايا المطالع، لقد ملأ الواعظ في الصباح المسامع؛ تالله لقد طال المدى فأَين المدامع؟ أَين الذين بلغوا المنى فما لهم في المنى منازع، رمتهم المنايا بسهامها في القوى والقواطع، فعلموا أن أيام النعم في زمان الخوادع، ما زال الموت يدور على الدوام حتى طوي الطوالع، صار الجندل فراشهم بعد أن كان الحرير فيما مضى المضاجع، ولقوا والله غاية البلاء في تلك البلاقع، جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا، وبنوا مساكنهم فما سكنوا، فكأَنهم بها ظعناً لما استراحوا ساعة ظعنوا.
لقد أُمكنتَ الفرصة أيها العاجز، ولقد زال القاطع وارتفع الحاجز، ولاح نور الهدى فالمجيب فائز، وتعاظمت الرغائب وتفاقمت الجوائر؛ فأَين الهمم العالية، وأَين النجائز؟ أَما تخافون هادم اللذات والمنى والمناجز، أما اعوجاج القناة دليل الغامز، أما الطريق طويل وفيه المفاوز، أما عقاب العتاب تحوى الهزاهز، أَما القبور قنطرة العبور فما للمجاوز، أما يكفي في التنقيص حمل الجنائز، أَما العدد كثير فأَين المبارز؟ أما الحرب صعب والهلك ناجز، والقنا مسوغ والطعن واجز، والأمر عزيز والرماح البوس نواكز، تالله بطلت الشجاعة من بني العجائز، وتريد إِصلاح نادك والأمر ناشز، إِن لم يكن سبق الصديق فليكن توبة ماعز.(/)
مسألة اجتماعية خطيرة (الزواج) فهل من حل!
ـ[عربي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 05:26]ـ
المسألة من طرفين
أما الطرف الأول فهو اعراض الشباب عن الزواج و ذلك بسبب تحميلهم ما لا يطيقون من تكاليف و هذه مسألة فيها كثير من التفصيل.
و الطرف الثاني هن الفتيات لماذا يأبى الناس في مجتمعنا أن يزوجوا الفتاة إلا بعد أن يعصرها و ينزع عنها عفتها بل يأبى الناس في هذا الزمان أن يزوجوا الفتاة إلا بعد أن يزجوا بها في فتنة مظلمة؟
هل تأخير سن الزواج يحفظ عفة الشباب و الفتيات؟
هل هناك ما هو أثمن من العفة حتى نترك العفة و نحافظ عليه؟
إن كسبت الفتاة عفتها و أحصنت نفسها تكون بذلك خسرت أمورا أخرى بالله عليكم ما الذي
يمكن أن تخسره الفتاة بإحصانها لنفسها!
هذه سؤالات أضعها بين أيديكم راجيا منكم المشاركة و الإفادة!
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 05:46]ـ
بل العجيب في بلدنا الآن، أنه لا يكاد يستطيع الرشاب خطبة الشابة إلا بعد خروجها ودخولها معه، واقتناعها به، فإن ذهب لخطبتها من والدها، وكان مستوفى جميع الشروط، يقول له: "الرأي رأي بنتي، انظر هل ستقتنع بك أم لا" ... فلا حول ولا قوة إلا بالله على فساد الزمان وأهله ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 05:47]ـ
و الطرف الثاني هن الفتيات لماذا يأبى الناس في مجتمعنا أن يزوجوا الفتاة إلا بعد أن يعصرها و ينزع عنها عفتها بل يأبى الناس في هذا الزمان أن يزوجوا الفتاة إلا بعد أن يزجوا بها في فتنة مظلمة؟
هذا الكلام غريب ومبالغ فيه!
أي مجتمع تقصد؟
يا ليت ما تعمم الله يرضى عنك
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 08:52]ـ
صحيح أن تلك النقطة المذكورة غير منتشرة في بعض المجتمعات ولكن يبقى الزواج في طريقه لأن يصبح معضلة حقيقية في كل المجتمعات الإسلامية مع الأسف، وبنظري أن الزواج اليوم أصبح أمراً تكميلياً تحسينياً للشاب بدل أن يكون حاجة غريزية فطرية حقيقية .. وهذا يحتاج لإعادة نظر في كثير من المعوقات، ومنها نظامنا التعليمي الذي يحتاج إعادة نظر من أساسه إلى رأسه حيث أنه نظام عقيم ومطوّل دون حاجة .. ولا أدري كيف كان أشياخ أجدادنا يحفظون القرآن والصحاح والسنن والمتون والفنون ويتقنون الخطابة والفصاحة والأدب والشعر ونتفاً من الرياضة والجبر والطب وأصناف العلوم وهم لا يتجاوزون الثانية عشرة .. والواحد منا يصل إلى الخامسة والعشرين بمعلومات شحيحة لا تكاد تتعدى عوالق ذهنية ورواسب عقلية منذ أيام الدراسة التي ترتبط عنده بذكريات من شتى الأنواع إلا مدارسة العلم الحقيقي .. ويبقى الواحد منا غالباً في هذا العمر محتاجاً إلى عون أبيه حتى يستطيع أن يتزوج .. إن الوضع كارثي بحق .. ومع صولة أهل الباطل والإفساد فإن الشاب الصالح أمامه معوقات لا تحصر إذا أراد إعفاف نفسه من نساء الدنيا! .. فيجب على الجميع التدبر في هذا ملياً وتيسير أمر الزواج على الشباب كل على حسب حاله وقدرته .. وتخفيف المهور والشروط المادية من أهم هذه العوامل .. وفق الله الجميع والحمد لله رب العالمين، ولك الله أيها الشاب الأعزب، وكفى بالله ولياً.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 02:11]ـ
الحمد لله
و السؤال الاعجب هو تحريم المسلم الليبي من الزواج بمسلمة سعودية او مسلم مصري من الزواج بإماراتية
و العلة: اختلاف الجنسية!! [دين جديد] و العجب ان هذه العلة ملغاة في دول الكفر مثل بريطانيا و غيرها فيقبلون تزويج البريطانية الاصلية المسلمة من المسلم السوري ومن المسلم الصومالي!!! [و العجب انهم وافقوا الشرع]
فسبحان من جعل من يزعمون الاسلام يحرمون ما احل الله ... وجعل الكفار يوافقون شرع الله!!!
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 01:00]ـ
الحمد لله
و السؤال الاعجب هو تحريم المسلم الليبي من الزواج بمسلمة سعودية او مسلم مصري من الزواج بإماراتية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تضع رابط الفتوى بالتحريم
ـ[عربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 08:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تضع رابط الفتوى بالتحريم
يرحمك الله لعلك تعيد النظر في ما علقت عليه.
ـ[عربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 09:04]ـ
بل العجيب في بلدنا الآن، أنه لا يكاد يستطيع الرشاب خطبة الشابة إلا بعد خروجها ودخولها معه، واقتناعها به، فإن ذهب لخطبتها من والدها، وكان مستوفى جميع الشروط، يقول له: "الرأي رأي بنتي، انظر هل ستقتنع بك أم لا" ... فلا حول ولا قوة إلا بالله على فساد الزمان وأهله ...
هذا الكلام غريب ومبالغ فيه!
أي مجتمع تقصد؟
يا ليت ما تعمم الله يرضى عنك
يرحمكم الله هل هذا الكلام أيضا مبالغ فيه أم لا قيمة له و لا أثر و لا دلالة على ما نحن فيه.
نحن نركب أسرع طائرة نحو الهاوية إن أصرت هذه المجتمعات على ما هي عليه ما كنت أظن أن هذا في أمة الاسلام إلا بعد أن خبرته.
اللهم يسر لهذه الأمة أمر رشد.
أما بخصوص التخصيص
فأي مجتمع خالي من اختلاط الفتيات بالشباب بحجة العلم و التعليم؟
و ياليت ما يحصلونه علم أو نصف علم!
و يا ليته بضوابطه الشرعية!
هل من مجيب على طرح أجده محير في هذا الزمان
متى تصبح الفتاة جاهزة للزواج هل بعد أن تفقد كل مؤهلاتها المثمرة لإنجاح الزواج!
و للحديث بقية بإذن الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 09:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تضع رابط الفتوى بالتحريم
الحمد لله.
اخي الكريم.
القانون الوضعي [الدين الجديد] هو الذي افتى .. والمفتي المسكين ماذا عساه ان يقول؟
فالقانون و التشريع الوضعي هو صاحب الكلمة و الامر و النهي فله الحكم والسلطان تماما مثل البنوك الربوية ...
وأرني أسرة واحدة سعودية او اماراتية الزوج فيها من ليبيا او تونس او الجزائر اومصر.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 10:05]ـ
وأرني أسرة واحدة سعودية او اماراتية الزوج فيها من ليبيا او تونس او الجزائر اومصر.
التكافؤ بين الزوجين في كل شيء مطلوب.
لنكن واقعيين يا إخوان.
إذا كانت الفتاة في السعودية مثلا نجدية لا تقبل الرجل إذا كان من منطقة أخرى لاختلافهم في العادات والتقاليد؛ فكيف بالأجنبي؟
لا تظن أن الحكومة (ترفض) ذلك من فراغ، لأن الدول الإسلامية أصلا متفرقة، والمشكلات الحاصلة بينها، ضررها يكون على الزوجين وعلى أولادهما.
زواج المرأة الخليجية من خارج الحدود فيه ضرر كبير عليها وعلى أولادهما.
التوافق (الاجتماعي والثقافي) له دور كبير في إنجاح الزواج.
فعندنا لو تزوج الشاب المثقف بامرأة أمية، فلا شك أن زواجهما مهدد بالفشل؛ فما بالك إذا كان أحدهما من خارج الحدود؟!
الأمر ليس محرم، ولا يدل على كبر أو تعالي، لكن للناس أذواق وحرية الاختيار.
وفيه كذا سعودية متزوجة من أجنبي، فيا ليت تتحرى الصدق في كلامك الله يرضى عنك.
ولو سمحت الحكومة لكل من هب ودب للزواج من خارج الحدود؛ فلا تظن أن الفتيات سيرحبن بالقرار، ويرينه فرجا لهم، لا، الكثير الكثير منهن لا يرغبن بذلك للأسباب الآنفة الذكر.
وبالنسبة لتعقيب صاحب الموضوع؛ فاقول: إن الأمر الذي تتحدث عنه ربما ينطبق على (بعض) المجتمعات، أما مجتمعنا في السعودية؛ فـ لله الحمد لم يصل الأمر إلى ظاهرة.
ومَن تتحجج مِن الفتيات بالعلم؛ فلها الحق في اختيار طريقها.
والزواج (ضروري صحيح) لكن عمره ما صار أساس الحياة ومن دونه تتوقف!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 03:36]ـ
[
السؤال
UOTE= الأمل الراحل;101748] التكافؤ بين الزوجين في كل شيء مطلوب.
لنكن واقعيين يا إخوان.
إذا كانت الفتاة في السعودية مثلا نجدية لا تقبل الرجل إذا كان من منطقة أخرى لاختلافهم في العادات والتقاليد؛ فكيف بالأجنبي؟
لا تظن أن الحكومة (ترفض) ذلك من فراغ، لأن الدول الإسلامية أصلا متفرقة، والمشكلات الحاصلة بينها، ضررها يكون على الزوجين وعلى أولادهما.
السؤال
UOTE]
الحمد لله
عجيب هذا [الاجتهاد] وغريب ... ولا ادري مالذي اطلع الحكومة على سرائر نساء اهل
نجد حتى تشرع هذا الحكم.
لنفترض صحة هذا الباطل وان نساء نجد لا يرغبن في الزواج من اجانب
لماذا هي تشرع هذ ا الدين وتجعله تشريعا ... فلتتركه ولتكله الى المرأة كما وكله الله ورسوله
الى المرأة ... فإذا كانت واحدة ترفض فقد تكون عانس مسكينة تتمنى عبدا حبشيا رأسه كالزبيبة
لتخرج من جحيم العنوسة و يكون لها اولاد.
ولنفترض صحة هذا الباطل ... وان تحريم هذا الزواج ليس من فراغ فمابال البنوك الربوية
والاغاني في الاذاعات الرسمية العربية و الترخيص لها بالاباحة.
ولنفترض هذا الباطل
اليس يتعاونون التعاون الامني ضد الارهاب المزعوم فريضة عندهم مع تفرقهم و تشردمهم ... فمابال التعاون في شؤون الاسر محرما.
لا!
ان من شرع هذا من دون الله يريد ان يستأثر ب [؟] دون الاجانب [المسلمين يعني]
ولتمت العوانس كمدا
فلو تزوجن اجانب لكان ذلك فتحا لباب واسع لافواج المهاجرين .. وانت تعلم ان الخير اذا
كثر عليه المقتسمون قل نصيب الفرد منهم ... وانت اذكى لتفهم النتائج.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 03:48]ـ
يبدو أنك لم تقرأ ردي كله.
قلت: فيه أكثر من سعودية تزوجت بأجنبي.
ثم الحكومة سمحت لكن ليس لكل من هب ودب، وإن سمحت؛ فالمرأة وولي أمرها وسائر أقاربها يرفضون عن اقتناع تام.
اسأل العوانس فإنهن يفضلن العنوسة على الزواج برجل أجنبي وإن كان (شيخ زمانه).
إذا كانت المرأة (الحضرية) لا تقبل بـ (البدوي) من بلدها لاختلاف العادات؛ فمن البديهي عدم قبولها بالأجنبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا سعودية وأعرف منكم بواقع الفتيات السعوديات وأمنياتهن. طبعا لكل قاعدة شواذ.
* ثم لماذا تصر على أن زواج السعودية بأجنبي محرم عندنا؟
* ومن قال إن العنوسة جحيم؟ وهل تظن أن زواج السعودية بأجنبي ورحيلها عن بلادها و قبولها العيش مع رجلٍ قد لا تفهم من كلامه إلا بضع كلمات، هل تظن أنها سوف تشعر وكأنها في جنة؟
سبحان الله!!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 04:34]ـ
يبدو أنك لم تقرأ ردي كله.
قلت: فيه أكثر من سعودية تزوجت بأجنبي.
ثم الحكومة سمحت لكن ليس لكل من هب ودب، وإن سمحت؛ فالمرأة وولي أمرها وسائر أقاربها يرفضون عن اقتناع تام.
اسأل العوانس فإنهن يفضلن العنوسة على الزواج برجل أجنبي وإن كان (شيخ زمانه).
إذا كانت المرأة (الحضرية) لا تقبل بـ (البدوي) من بلدها لاختلاف العادات؛ فمن البديهي عدم قبولها بالأجنبي.
أنا سعودية وأعرف منكم بواقع الفتيات السعوديات وأمنياتهن. طبعا لكل قاعدة شواذ.
* ثم لماذا تصر على أن زواج السعودية بأجنبي محرم عندنا؟
* ومن قال إن العنوسة جحيم؟ وهل تظن أن زواج السعودية بأجنبي ورحيلها عن بلادها و قبولها العيش مع رجلٍ قد لا تفهم من كلامه إلا بضع كلمات، هل تظن أنها سوف تشعر وكأنها في جنة؟
سبحان الله!!
الحمد لله
هداك الله يا اختي
لا يعني عدم كوني سعوديا اني لا افقه شرع الله
فإن نساء [السعودية] لو اجتمعن عن بكرة ابيهن وكرهن الزواج من الاجانب فتحريم زواج
[السعودية] من [غير سعودي] أمر باطل باطل باطل لم ينزل به الله سلطانا فإن الاسلام كان
قبل [الجنسية]
ولا يهمني من قريب او بعيد ان تقبل نساء نجد او الاحساء او القصيم او كلهن مسألة الزواجهذه او يرفضنها ... فهذا لا يهمني ألبتة.
لكن يهمني شرع ربي ان يزاد فيه و ينقص بالاهواء
فهات لي نصا من شرع الله يحرم زواج من ولدت وترعرعت في نجد برجل ولد وترعرع
في مصر ...... لا وجود لهذا النص الا الافتراء على الله ... وأعيذك بالله من ذلك أختي المسلمة.
ثم من قال ان المرأة ستترك بلدها وسترحل ....
من تحدث عن الرحيل؟
لماذا تفتعلون الموانع؟
فكثير من المسلمين يحبون ارض الرسالة و يرغبون في الاقامة الدائمة فيها وتلك نعمة اخرى أحلها
الله لكل مسلم و حرمها من حرمها!!!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 05:24]ـ
الحمد لله
ارى ان اجيبكم ببعض التدقيق على كل مسألة
أولا قولكم:
.
إذا كانت الفتاة في السعودية مثلا نجدية لا تقبل الرجل إذا كان من منطقة أخرى لاختلافهم في العادات والتقاليد؛ فكيف بالأجنبي؟
اولا الفتاة لها الحق في الاختيار لكن هذا لا يعني مطلق الاختيارفإن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض و فساد كبير.
فسواء كان الزوجان من منطقة واحدة او من مناطق مختلفة فإن [مَن] من الفاظ العموم ... و الشرط: من ترضون دينه و خلقه
من المسلمين ... ولم أجد في الحديث ذكرا للجنسية فاعذروني على فهمي ... ورد كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و توجيهه
فتنة و فساد كبير.
ثانيا:
.
لا تظن أن الحكومة (ترفض) ذلك من فراغ.
هل هذا يعني ان هذا التشريع من عند الله او اباحه الله او ان الله جعل امر تحريمه و تحليله بيد الحكومة السعودية
أعيذكم بالله ان تفتروا على الله الكذب.
اتقوا غضب الجبار ان تنسبوا الى الله شيئا لم يقله فإن ذلك مهلكة.
قال سبحانه:
ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.
والفعل: يفلحون فعل مضارع في سياق النفي يفيد نفي الفلاح على العموم .. فاتقوا الله في نفسكم.
ثالثا:
.
فعندنا لو تزوج الشاب المثقف بامرأة أمية، فلا شك أن زواجهما مهدد بالفشل؛ فما بالك إذا كان أحدهما من خارج الحدود؟!
الثقافة عندنا نحن امة الاسلام هي التفقه في الدين و الامية هي الجهل بالدين
اما هذه الشواهد الدنيوية فهي من امور الدنيا فالمثقف العصري الجاهل بالدين و البدوية
الامية كلاهما في شرع الله جاهل.وكأين من اصحاب الشواهد من المثقفين و المثقفات تزوجوا
فما اغنت عنهم ثقافتهم الدنيوية شيئا ... لأن العلة في عدم المناسبة هي التوافق في الدين و ليس في
الشواهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو استبدلتم الامرين =الثقافة و الامية بالفقه في الدين و الجهل في الدين لكنتم على صواب.
رابعا:
.
ولو سمحت الحكومة لكل من هب ودب للزواج من خارج الحدود؛ فلا تظن أن الفتيات سيرحبن بالقرار، ويرينه فرجا لهم، لا، الكثير الكثير منهن لا يرغبن بذلك للأسباب الآنفة الذكر.
الحكومة ليس لها الا الخضوع و الاستسلام التام و الكامل للشرع
تقف الحكومة سامعة مطيعة حيث وقف الشرع
ما حرمه النص تحرمه
ما اباحه تبيحه
ولا حق لها في ان تسمح= [ان تحلل] او لا تسمح= [تحرم] ... فهذا السماح= [التحليل] و عدم
السماح = [التحريم] هو استدراك على الله تبارك وتعالى.
فالمرجو منكم بارك الله فيكم ان تضبطوا الالفاظ و تسموا الاشياء باسمها.
رابعا:
.
فلا تظن أن الفتيات سيرحبن بالقرار، ويرينه فرجا لهم، لا، الكثير الكثير منهن لا يرغبن بذلك
لا يهمني فرحهن و لا حزنهن على السماح .. لأن حق التشريع [التحليل و التحريم] = [السماح وعدم السماح بلغتكم]
هذا الحق لا يملكن منه مثقال ذرة.
ولأن توافق الحكومة شرع الله في هذه المسألة فتبيح ما اباحه الله احب الي من ارضاء كل امراة في الجزيرة العربية.
.
اسأل العوانس فإنهن يفضلن العنوسة على الزواج برجل أجنبي وإن كان (شيخ زمانه).
اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير.
ولا يعني حق الاختيار لها ان لها ان ترفض كل الصالحين الذين طلبوها للزواج.
.
وهل تظن أن زواج السعودية بأجنبي ورحيلها عن بلادها و قبولها العيش مع رجلٍ قد لا تفهم من كلامه إلا بضع كلمات، هل تظن أنها سوف تشعر وكأنها في جنة؟
من تحدث عن الرحيل؟
و هجر البلاد؟
كثير من المسلمين الاكفاء هناك في نفس الارض تعلموا اللغة العربية حتى صاروا افصح
من اهل الجزيرة منهم حفظة القرآن ومنهم ومنهم!!!
هم هناك على الجزيرة.
ومع هذا فحرام في الشريعة الوضعية الوضيعة ذلك!!!!
لانهم سيقتسمون الخير مع اهل الارض الاصلية!
خامسا:
.
سبحان الله!!
سبحانه وتعالى عما يصفون.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 05:39]ـ
أحسنت أخي المجلسي:)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 05:21]ـ
تحريفك لمعنى كلامي يا الشنقيطي واضح.
هذا غير بترك للرد حتى يوافق هواك. . ومن كلامك كأن بلادنا هي الوحيدة من بين كل البلدان التي رسمت حدودا لأرضها، ووضعت جنسية لمواطنيها. . .
المهم خلونا في موضوع الأخ عربي واتركوا عنكم السعودية وعادات أهلها.
وفق الله الجميع
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 03:38]ـ
أخي المجلسي الشنقيطي
من الملاحظ أن التقسيمات في الدولة الواحدة ولدت فجوة بين أبناء الوطن الواحد في انقسامها في أفكارها ومبادئها فالنجدية مثلا عندنا ليس من باب التحريم يعز عليها وعلى أهلها اقترانها بالحجازي - على سبيل المثال -ولو جاءنا ممن نرضى دينه وخلقه لاكون صريحا ليس إعتراضا على ما قال الله ورسوله ولكن والله لإختلاف بيننا حتى في بعض الأساسيات والضوابط فمن لهذه الذرية والجيل الذي يعيش منقسما في أفكاره وتعاني فيه ابنتنا الأمرين البعد والإنقسام في الأفكار وهذا والله من واقع تجربة مرئية
فما بالك بالتقسيمات الجغرافية بين الشعوب بإختلاف المذاهب والمناطق وتشعب في العادات والتقاليد ونحن والله عندما نزوج ابنتنا نسأل عن القبيلة برمتها كيف يعيشون وما هي عاداتهم وتقاليدهم ومن الذي يعرفهم وربما لطبيعتنا الصحراوية ظروفها التي تعذر بها وليس الأمر كله مناط بالدولة- والحمد لله أن الدولة لم تفتح الباب على مصراعيه ووضعت له ضوابط
وليكون الموضوع صريحا أكثر وجدنا في زواج ابناءنا من أجنبيات مشاكل وصاحب المسؤلية هو الرجل فكيف ببناتنا!!
ـ[البريك]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 04:22]ـ
التكافؤ بين الزوجين في كل شيء مطلوب.
لنكن واقعيين يا إخوان.
إذا كانت الفتاة في السعودية مثلا نجدية لا تقبل الرجل إذا كان من منطقة أخرى لاختلافهم في العادات والتقاليد؛ فكيف بالأجنبي؟
لا تظن أن الحكومة (ترفض) ذلك من فراغ، لأن الدول الإسلامية أصلا متفرقة، والمشكلات الحاصلة بينها، ضررها يكون على الزوجين وعلى أولادهما.
زواج المرأة الخليجية من خارج الحدود فيه ضرر كبير عليها وعلى أولادهما.
التوافق (الاجتماعي والثقافي) له دور كبير في إنجاح الزواج.
فعندنا لو تزوج الشاب المثقف بامرأة أمية، فلا شك أن زواجهما مهدد بالفشل؛ فما بالك إذا كان أحدهما من خارج الحدود؟!
الأمر ليس محرم، ولا يدل على كبر أو تعالي، لكن للناس أذواق وحرية الاختيار.
وفيه كذا سعودية متزوجة من أجنبي، فيا ليت تتحرى الصدق في كلامك الله يرضى عنك.
ولو سمحت الحكومة لكل من هب ودب للزواج من خارج الحدود؛ فلا تظن أن الفتيات سيرحبن بالقرار، ويرينه فرجا لهم، لا، الكثير الكثير منهن لا يرغبن بذلك للأسباب الآنفة الذكر.
وبالنسبة لتعقيب صاحب الموضوع؛ فاقول: إن الأمر الذي تتحدث عنه ربما ينطبق على (بعض) المجتمعات، أما مجتمعنا في السعودية؛ فـ لله الحمد لم يصل الأمر إلى ظاهرة.
ومَن تتحجج مِن الفتيات بالعلم؛ فلها الحق في اختيار طريقها.
والزواج (ضروري صحيح) لكن عمره ما صار أساس الحياة ومن دونه تتوقف!
لماذا غابت لغة الشرع في ردك هذا ... ؟؟ ما هكذا عهدناك!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 10:25]ـ
لماذا غابت لغة الشرع في ردك هذا ... ؟؟ ما هكذا عهدناك!!!
يا إخواني أنا ماذا قلتُ حتى أواجه بكل هذا الإستنكار؟!
يعني هل ترون أن الرجل يكفيه أنه مسلم حتى تقبل به فتاة من بلدٍ غير بلده؟!!
طيب (العُرف) والذوق ما له أي اعتبار عندكم؟!
ولماذا رفض عمر بن الخطاب أن يزوج سلمان الفارسي ابنته؟
يا إخوان صعب الواحد يشذ عن مجتمعه ويعرض قبيلته لـ القيل والقال من أجل أن يزوج فلان الأجنبي ابنتَه.
متى ما صحى المجتمع وتغيرت نظرته وأنا لا زلت فلكم الحق في انتقادي.
وفقكم الله
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 10:57]ـ
لم أقرأ كل المشاركات، ولكنني فلاح مستمسك بالعادات، وممن ابتلاهم الله بالسؤال عن هذا ابن من؟ وهذه بنت من؟
ومن خلال خبرتي بالناس ومعرفتي بحالهم. الحسب مع الدين لا يفترقان.أعني في هذا الزمان، وأقول الحسب وليس النسب ـ والحسب لمن لا يعرف هو الرصيد من المواقف والصفات الكريمة باختصار ـ فمن أهل التدين مَن لا مروءة عنده وإن كان نسيباً، وإن كان ملتزماً، يضيع من يعول، أو يرهقها بأشياء.
والحكايات كثيرة.
ـ ثم هناك بُعد آخر. أغلب الصفات وراثية، والتربية تهذب فقط، وغيرُ الحسيب لا يحمي عرضاً ولا ديناً، لينٌ إن تدين .. لا يأخذ الكتاب بقوة .. قلَّ أن يغيظ عدوّاً أو يفرح حبيباً، وإن تزوج غدر .. وعيّر .. وتخلى .. وفرّط .. وأنجب مثله. وكذا يقال على المرأة.
فلا بد من الكفاءة، وذات الحسب لا تعطي لغير ذي حسب ـ والدين شرط أساسي طبعاً ـ.
أريد أن أقول: لا ينظر للتدين وحده في هذه الأيام.
ـ[البريك]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 11:07]ـ
لم أقرأ كل المشاركات، ولكنني فلاح مستمسك بالعادات، وممن ابتلاهم الله بالسؤال عن هذا ابن من؟ وهذه بنت من؟
ومن خلال خبرتي بالناس ومعرفتي بحالهم. الحسب مع الدين لا يفترقان.أعني في هذا الزمان، وأقول الحسب وليس النسب ـ والحسب لمن لا يعرف هو الرصيد من المواقف والصفات الكريمة باختصار ـ فمن أهل التدين مَن لا مروءة عنده وإن كان نسيباً، وإن كان ملتزماً، يضيع من يعول، أو يرهقها بأشياء.
والحكايات كثيرة.
ـ ثم هناك بُعد آخر. أغلب الصفات وراثية، والتربية تهذب فقط، وغيرُ الحسيب لا يحمي عرضاً ولا ديناً، لينٌ إن تدين .. لا يأخذ الكتاب بقوة .. قلَّ أن يغيظ عدوّاً أو يفرح حبيباً، وإن تزوج غدر .. وعيّر .. وتخلى .. وفرّط .. وأنجب مثله. وكذا يقال على المرأة.
فلا بد من الكفاءة، وذات الحسب لا تعطي لغير ذي حسب ـ والدين شرط أساسي طبعاً ـ.
أريد أن أقول: لا ينظر للتدين وحده في هذه الأيام.
هي الجاهلية إذن؟؟؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 02:43]ـ
يا إخواني أنا ماذا قلتُ حتى أواجه بكل هذا الإستنكار؟!
يعني هل ترون أن الرجل يكفيه أنه مسلم حتى تقبل به فتاة من بلدٍ غير بلده؟!!
طيب (العُرف) والذوق ما له أي اعتبار عندكم؟!
ولماذا رفض عمر بن الخطاب أن يزوج سلمان الفارسي ابنته؟
يا إخوان صعب الواحد يشذ عن مجتمعه ويعرض قبيلته لـ القيل والقال من أجل أن يزوج فلان الأجنبي ابنتَه.
متى ما صحى المجتمع وتغيرت نظرته وأنا لا زلت فلكم الحق في انتقادي.
وفقكم الله
الحمد لله
أختي الفاضلة أعزك الله و رفع قدرك
أنا لم اقصد أبدا الفتاة المسلمة في اختيارها الشخصي
كل ما قصدته هو بيان أمر هذا [التحريم] الذي لم ينزل به الله سلطانا من طرف الحكومة
فلتترك الحكومات المنتسبة الى الاسلام كلها هذا الامر و لتترك الامر كما كان زمن الصحابة.
وسامحينا ان اسأنا الادب.
فوالله انها الحرقة على الدين الذي اتخذوه عضبن.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 11:34]ـ
هي الجاهلية إذن؟؟؟
لا والله. بل نبغضها. ونكرهها كما نكره أن نلقى في النار.
والحديث: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه). وهو ما أقوله .. الخلق هو الحسب. أما الجاهلية فشيء آخر.
هو العقل .. وهي التجارب .. وهم قد رقَّ دينهم .. فوجب علينا أن نستبصر حالهم.
ـ[البريك]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 04:25]ـ
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه ...
ـ[عربي]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 02:02]ـ
لا أجد نفسي أهلا لأن أعلق على ما كتبتموه و لكني سأحاول قدر جهدي أن أتناول ما طرحتموه من واقع الحال.
أشكر لكم مشاركتم
أظن أن هذا الموضوع لم يعط حقه بعد ...
و سأتابع هذا الموضوع مشاركا و مستفيدا بإذن الله فأسأل الله أن ييسر لي الأمر لأقدر على ذلك.
أما اليوم فسأسجل سؤالا و هو متى لا يمكن أن يرد الرجل في طلبه للزواج من إحداهن.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 04:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخى الشنقيطي
رغم اختلافنا كثيراً في بعض الأمور إلا لا يسعنى الآن إلا أن أقول ... كلامك في هذا الموضوع درر.
والحمد لله قلت ما يرضاه الشرع وأحسنت في غيرتك على نصوص الشرع وثوابته ... وقال أحد العلماء ((لا أجد في كتاب الله وسنة رسوله ما يمنع زواج ابن زنجية لغية من ابنة الخليفة الهاشمى)).
وهذا بلال الحبشى رضى الله عنه تزوج من العرب ... أما قصة رفض عمر زواج سلمان الفارسي من ابنته فلم أسمع بها وليت الأخت التى ذكرتها تخبرنا بمصدرها
بارك الله في الجميع ... وأرجو ألا يتهمنا إخواننا أصحاب وجهة النظر الأخرى بأن لنا أطماعاً ... فالحمد لله لا ترضى بنساء بلادنا بديلاً (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرفق]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 05:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
بارك الله في الجميع وأشارك معكم رأيي وأسأل الله السداد.
فأقول إن منع الدولة أعزها الله من الزواج ليس تحريم بل من السياسة فيجوز منع الشي المشروع دون تحريمه
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" .... وإنى لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا». علل ذلك صلى الله عليه وسلم خوفا عليها من الفتنة والأذية فقال «إن فاطمة منى وإنى أتخوف أن تفتن فى دينها». - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد كلاهما عن الليث بن سعد قال ابن يونس حدثنا ليث حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة القرشى التيمى أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وهو يقول «إن بنى هشام بن المغيرة استأذنونى أن ينكحوا ابنتهم على بن أبى طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم إلا أن يحب ابن أبى طالب أن يطلق ابنتى وينكح ابنتهم فإنما ابنتى بضعة منى يريبنى ما رابها ويؤذينى ما آذاها».
فلعله ينبغي التفريق بين التحريم والمنع نعم لو كان المنع من واجب أو إلزام بمحرم فهذا يكون تشريع والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:05]ـ
أخى الرفق ...
كلامك أفسد أكثر مما أصلح
هل تعنى أنكم كخليجيين أفضل ديانة وحسباً من غيركم لمجرد حملكم لجنسية معينة (ابتسامة)
كلامك فسر لي النظرة الاستعلائية التى كنت أراها في وجوه الكثير من قاطنى بلاد الحرمين
وللأسف كثير من المنتسبين لطلب العلم منهم.
فعندما أكون عندكم ينظر الكثير إلى ويعاملوننى أنا والجنسيات الأخرى بصفة دونية ويفترضون فينا الشر وإن ثبت لهم العكس .... مهما كان مظهرك ملتزماً!!
وهذا للأسف فى كثير من المتدينيين وكل العوام تقريباً!
حتى إن كثيراً منكم في الاستراحات على الطرق لا يصلون خلفنا.
أذكر أننى كلما كنت مرتدياً بنطالاً أو جلباباً مغربياً (وأنا أحب هذه الملابس) ينظر الملتزمين منكم إلى نظرة احتقارية ولسان حالهم يقول كيف تجمع بين اللحية وهذه الملابس!
وتتكرر نفس النظرة عندما أتكلم ويعرف الناس لهجتى ولو كنت مرتدياً ملابس تشبه ملابسكم!
وهذه الثقافة توضح النظرة الاستعلائية لأهل الخليج عموماً ...
بالطبع هناك طلبة علم أخيار يعاملوننا باحترام وأخوة ... لكنهم القليل من كثير ... والله المستعان.
ـ[الرفق]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلاً وسهلاً بك أخي أبو محمد العمري.
... فليتك تحملها على خير محمل فإني بارك الله فيك إنما تكلمت عن المنع هل هو تحريم أولا ولم أقصد غير ذلك بارك الله فيك.
..... أما نظرات الإزدراء والدونية فهذا يعاني منه أهل البلد الواحد في مابينهم كل طبقة تزدري من ترى أنه دونها وهذا بلوى عمت المسلمين إلا من رحم الله لا نوافقهم عليه ولم أقصد هذا بارك الله فيك.
أما إضمار الشر فلعله سبق قلم منك حفظك الله.
أما عن نفسي فيعلم الله أني أحب أهل المغرب ولا أجد لذلك تفسيرًا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 11:11]ـ
بارك الله فيكم أخى الكريم
بالطبع كل مكان وبلد فيه الصالح والطالح .... ولا أسيء الظن بك أخى الفاضل بل أبث ما ضاق به صدرى والشئ بالشئ يذكر ... فعذراً.
أما إضمار الشر فلعله سبق قلم منك حفظك الله.
لا أقصد هذا أخى الحبيب ... بل أقصد أنهم يفترضون أننا أشرار دائماً.
أما عن نفسي فيعلم الله أني أحب أهل المغرب ولا أجد لذلك تفسيرًا.
وأنا أيضاً أحب أهل المغرب وكل العرب ...
أخوك أبو محمد المصرى المولد والجنسية.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 05:10]ـ
فأقول إن منع الدولة أعزها الله من الزواج ليس تحريم بل من السياسة فيجوز منع الشي المشروع دون تحريمه
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" .... وإنى لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا». .
الحمد لله
هذا فهم سقيم جدا وقياس من أبطل الباطل يزيد من شدة أهل الظاهر وتشنيعهم على مثبتي القياس .. وحق لهم ذلك اذا كان القياس بمثل هذه الطريقة.
فيجوز منع الشي المشروع دون تحريمه.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه من العجائب ومغربات الاخبار.
وأنا أسألك: ما حكم طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم في منعه زواج علي رضي الله عنه
من بنت عدو الله؟
فإن قلت: لا تجب فهذا هو الضلال المبين الذي أعيذك بالله منه.
وان قلت: طاعته في هذا المنع واجبة فقد أقررت أنه صلى الله عليه و سلم حرم أن يتزوج
علي ابنة عدو الله و أقررت أن منعه هذا هو تحريم
وهو الحق فقد آتاه الله الحكم.
وعليه: فمنعه صلى الله عليه وسلم زواج علي من هذه المرأة هو تحريم لزواجه منها ... لكنه بين أنه
لا يُحرِّم زواج علي من امرأة ثانية أخرى وإن كانت زوجته الاولى هي بنت رسول الله
صلى الله عليه و سلم ... لذلك قال صلى الله عليه و سلم:وإنى لست أحرم حلالا ولا أحل
حراما ... أي أنه لم يُحرم على علي رضي الله عنه التعدد لكنه حرَّم عليه ان تجتمع فاطمة
رضي الله عنها مع بنت عدو الله تحت علي رضي الله عنه.
ثم إن قياسك هذا فيه قياس هؤلاء [المجانين] على [الانبياء و المرسلين] وهذا هو الجنون.
فقل لي بربك: هل تحريم النبي صلى الله عليه لشيء هو مثل تحريمهم لشيء لم يحرم في الشرع.
أتجعل من آتاه الله الحكم و النبوءة كمن لا حكم له ولا نبوءة؟!
وعليه فقولك:
فيجوز منع الشي المشروع دون تحريمه.
أقول: كلامك هذا يعض بعضه بعضا و يأكل بعضه بعضا ... وهل المنع الا التحريم ...
وكل من منع شيئا لم يحرمه الله تعالى وجعله شرعا وقانونا ساريا يعاقب مرتكبه فقد حرمه
وهذا هو التحريم.
وفي كلامك ايضا افتراء الكذب على الله تعالى لأنك نسبت اليه أنه يجيز سبحانه ان ينقض
الناس العبيد أحكامه .... فإذا أباح الله شيئا مطلقا .. فللعبيد الاستدراك عليه ومنعه ... وفي
كلامك وتلاعب بالالفاظ مما لا أعلم أحدا من السلف سبق اليه ... فأوصيك ونفسي بتقوى الله
تعالى فإنه محاسبنا على النقير و القطمير و لا أشد من الافتراء على الله خصوصا اذا تعلق الامر
بمن تعلم حالهم.
و الله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 08:57]ـ
الحمد لله ..
قول الأخ المجلسي الشنقيطي
هذا فهم سقيم جدا وقياس من أبطل الباطل يزيد من شدة أهل الظاهر وتشنيعهم على مثبتي القياس .. وحق لهم ذلك اذا كان القياس بمثل هذه الطريقة.
هذا القياس أخى الكريم لا نلتفت إليه فهو باطل عند مثبتي القياس ونفاته والاحتجاج على مثبتى القياس بقياسات أخرى صحيحة عندهم وكتاب الإعراب عن الحيرة والإلتباس ملئ بالقياسات المتناقضة وليس هذا موضع بحث الأمر ..
إنما المشكلة هي من يضع فكرة في رأسه نابعة من التقاليد المحلية والقبلية لا الإسلامية ويبحث لها عما يؤيدها من هنا وهناك فيستدل بقياسات عجيبة ومصالح غريبة وسد ذرائع مريبة ... باطلة عند مثبتيها فضلاً عمن ينفيها!
ولا أقصد بكلامى هذا الأخ الفاضل (الرفق) بل أقصد تياراً فكرياً عاماً يرقع عاداته البغيضة وتقاليده البالية بكلمات منسوبة للشرع من هنا وهناك.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 10:43]ـ
جزاكم الله خيرا ...
هذه المشكلة ليست عند أهل الجزيرة العربية فقط , بل هي شائعة للأسف الشديد عند أغلب الشعوب الإسلامية ...
أخ مصري الجنسية كنت أعرفه معرفة وثيقة - رحمه الله - تقدم لخطبة ابنته طالب علم هندي من حفظة كتاب الله , فما كان من الوالد إلا أن عمل بقول رسول الله - صلى الله عليه و سلم - " إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه " , و بالفعل زوج ابنته من الأخ الهندي ... فماذا كانت النتيجة؟
استنكار شامل من كل المعارف و الأقارب , و غمز و لمز لم يتوقف حتى الآن رغم مرور عشرين عام على الزواج (أدام الله عليهما المودة و الرحمة)!!
و هذا دليل أن العصبية الجاهلية ليست قاصرة على أهل الخليج , بل هي فاشية في أغلب المسلمين (إلا من رحم ربي) ...
خاطرة أخرى عن مشكلة الزواج .....
في بلدي الأصلي يتأخر سن الزواج كثيرا لضعف الحالة المادية عند أغلب الشباب , و يمثل العثور على مسكن العائق الرئيسي - و ربما الوحيد - لأغلب الشباب عن الزواج. و أكثر ما يهم الآباء في الخطّاب المتقدمين لبناتهم وجود مسكن , فإن وجد فقد قطع الشاب ثلاثة أرباع الطريق نحو الزواج! إما إن توفرت للشاب أيضا وظيفة تمنحه مرتبا يكفي أساسيات الحياة فهذا قد نال الدرجات العلا (!) و يندر جدا أن يُسأل عن مهر أوما شابه , بل تفرش له السجادة الحمراء باعتباره من كبار الشخصيات!!
أما في دول الخليج - التي عافاها الله من هذا البلاء - فقد أبى الشيطان إلا أن يأتيهم من طريق آخر - عجيب من وجهة نظري - فجعلهم يخترعون مشكلة غلاء المهور!!
فترى أناسا قد رزقهم الله المال و كافة الظروف و المتطلبات اللازمة للزواج , إلا أنهم يأبون إلا أن يعذبوا أنهم بأيديهم فيفتعلون مشكلة عجيبة تتمثل في موضوع المهور الخيالية و المبالغ فيها جدا , و التي تجعل الشاب يقف أمامها عاجزا مبهوتا مهما كان ميسور الحال , اللهم إلا إذا كان مليونيرا كبيرا فهذا وحده القادر على الزواج المبكر في دول الخليج!!
في الدولة التي أقيم فيها حاليا ملّ كثير من الشباب من هذه التعقيدات المفتعلة , و صاروا يذهبون إلى مصر و سوريا للزواج بجزء ضئيل من التكاليف التي كان عليهم تحملها في بلدهم. فتنبهت الحكومة إلى أن هذا سيتسبب في عنوسة بنات البلد لانصراف الشباب عنهم .... فماذا فعلت؟
أصدرت قانونا بمنع زواج المواطن من أجنبية!!!!!!!!
و حسبنا الله و نعم الوكيل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:07]ـ
و هذا دليل أن العصبية الجاهلية ليست قاصرة على أهل الخليج , بل هي فاشية في أغلب المسلمين (إلا من رحم ربي) ...
هذا صحيح ولا ننكره وإنما نتعجب من وجوده في بلاد الوحى التى ينبغى أن تكون قدوة لغيرها!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:32]ـ
أشغلتَ نفسك ببلاد الحرمين ومَن يمشي على أرضها.
لا زلت أتذكر لك مشاركة و. . . . و الصمت أسلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 12:11]ـ
هل تم بحث هذه المسألة تاريخيا (من العهد القديم إلى العصر الحديث) .. وأثر الدولة قوة وضعفا، وغنى وفقرا، على الحياة الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بمجال الأسرة، وأخص منها: مسألة: "سَعي الدَّولة في تزويج غير القادر" ..
مثلا: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى أحد عمَّاله: "أنْ انظر كُل بِكر ليس له مال، فشاء أن تُزوِّجه، فزوِّجه، وأصدِق عنه".
ولا أدري هل ذِكر "البِكر" هنا من باب الشرط، أم أنه خرج مخرج الغالب .. نحتاج إلى تتبع الروايات .. وإن كان يقوِّي أنه من باب التغليب أن العامل، قد ردَّ عليه، بقوله: "إنِّي قد زوَّجتُ كل مَن وجدتُ". "كل" ... إذا العامل قد فهم من كتاب عمر الأمر بتزويج كل مَن ليس له زوجة من غير القادرين .. وأنَّ ذِكر البِكر في الكتاب إنما هو من باب ذِكر الأغلب، أي أن الأغلب فيمن يحتاج إلى الإعانة على الزواج أن يكون بكرا ..
أما قوله: "ليس له مال" فهو من باب الشرط، ولا إشكال
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن كان لنا عاملا فليكتسب زوجة" "عاملا" لم يشترط كونه بكرا .. وإنما شرط عدم الوجدان ..
وكذلك أحب أن أقف على تتبع سن الزواج على مدار التاريخ .. وأثر العوامل المجاورة في ذلك ..
ـ[الرفق]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 07:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فحياك وبياك أخي المجلسي الشنقيطي لكني أريد أن أعلق على كلامك فأقول مستعينًا بالله تبارك تعالى
إن حرمة الزاوج على علي رضي الله عنه بسبب أن ذلك يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الذي علل به النبي صلى الله عليه وسلم وكل مايؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرم على المسلم ولذلك لورضيت فاطمة رضي الله عنها لجاز له أن يتزوج لأن الأذى انتفى يقول بن حجر رحمه الله تعالى "ويؤخذ من هذا الحديث أن فاطمة لو رضيت بذلك لم يمنع علي من التزويج بها أو بغيرها، وفي الحديث تحريم أذى من يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بتأذيه، لأن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام اتفاقا قليله وكثيره، وقد جزم بأنه يؤذيه ما يؤذي فاطمة فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فهو يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذا الخبر الصحيح "
وكذلك علل النبي صلى الله عليه وسلم بخوفه عليها رضي الله عنها وهو من سد الذرائع ومن هنا أتى القياس يقول بن حجر "وفيه حجة لمن يقول بسد الذريعة، لأن تزويج ما زاد على الواحدة حلال للرجال ما لم يجاوز الأربع، ومع ذلك فقد منع من ذلك في الحال لما يترتب عليه من الضرر في المآل "
وأما قولك وهل المنع الا التحريم ...
وكل من منع شيئا لم يحرمه الله تعالى وجعله شرعا وقانونا ساريا يعاقب مرتكبه فقد حرمه
وهذا هو التحريم.
فما تقول بمنع عمر رضي الله عنه بمنع الرجوع لمن طلق ثلاثًا ومنعه بيع أمهات الأولاد.
وما تقول بجمع عثمان الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة التي أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القراءة بها ومنعهم من القراءة بغيره.
ثم إن الدولة حفظك الله وحفظها لم تمنع الزواج بالكلية ولم تمنعه لأجل الحسب والنسب إنما منعوه لدرء المقفاسد.
فأنت في ما استرعاك الله تعالى لو منعت ولدك من الذهاب إلى مسجد بعينه درء للمفسدة فهل هذا تحريم منك وما فعله عمر وعثمان رضي الله عنهم هل هو تحريم مع أن ذهاب الولد للمسجد والقراءة بباقي الحروف من الدين.
وقد علق بن القيم رحمه الله على خبر عثمان فقال: "وهذا كما لو كان الناس عدة طرق إلى البيت وكان سلوكهم في تلك الطرق يوقعهم في التفريق والتشتت ويطمع فيهم العدو فرأى الإمام جمعهم على طريق واحد وترك بقية الطرق جاز ذلك ولم يكن فيه إبطال لكون تلك الطرق موصلة إلى المقصود وإن كان فيه نهي عن سلوكها لمصلحة الأمة "
وهذا ظاهر فليس من الهين أن يقال إن ولاة الأمر يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله لكن هذه هي السياسة الشرعية قال عنها بن القيم رحمه الله تعالى "وهذا مزلة أقدام ومضلة أفهام وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرط فيه طائفة ...... وأفرطت طائفة أخرى .... "
أما قولك أني في كلامي تلاعب بالألفاظ وقول على الله بلا علم فمعاذ الله وأبرأ إليه من ذلك ولعلك تراجع هذه العبارات عفا الله عنك.
وأما وصيتك لي بتقوى الله تعالى فنعمة الوصية وأنا آخذ بها بعون الله تعالى ولكني أوصيك بها في هذا المقام وفي كل مقام والله أعلم وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 08:00]ـ
أشغلتَ نفسك ببلاد الحرمين ومَن يمشي على أرضها.
لا زلت أتذكر لك مشاركة و. . . . و الصمت أسلم.
الأخت الفاضلة
والله الذى لا إله إلا هو لا أُكن لبلاد الحرمين وأهلها إلا كل مودة وحب فهى الأرض الطاهرة التى تهفو إليها أفئدتنا جميعا ونجل سكانها ونحبهم
ولكن يحز في نفسي أى مخالفة فيها .... فهى القدوة والمثل لكل المسلمين
ولا أكن حقداً عليهم بأى حال .... والمرء يلوم ويعاتب من يحبهم فقط وأحياناً يكون الدواء مراً
أما قولكم
لا زلت أتذكر لك مشاركة و. . . . و الصمت أسلم
فلا أدرى عما تتكلمين .. فلو أوضحت لكان أفضل.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 04:06]ـ
الحمد لله.
قولك أخي الكريم يحتاج الى توضيح وبيان قد لا يكون عندي ما يكفي من الوقت لبيان كل ذلك لكني سأفرق مشاركتي عليه حسب العلم و القدرة و الوقت.
وقبل أن أبدأ أريد أن أهدم نظرية عندك وهي أن الدولة تنظر الى مصالح المسلمين ..
فأقول عجبا!!!
آآآآآآالدولة التي تبيح الربا .. وتجبر من اقترض مضطرا من البنوك الربوية أن يرد الدين مع الربا والا حاق به النكال و العقاب .. تنظر الى مصالح الاسلام و المسلمين؟!!!
أما كلامك:
لورضيت فاطمة رضي الله عنها لجاز له أن يتزوج لأن الأذى انتفى.
فلعلك أخذت علة واحدة .. أو جزءا من علة وهو أذى السيدة فاطمة رضي الله عنها.
فمابال قسمه صلى الله عليه وسلم أن لاتجتمع بنت رسول الله و بنت عدو الله في بيت واحد.
حتى لو رضيت السيدة فاطمة رضي الله عنها.
فأين تضع هذا القسم ... خصوصا وأنه لم يعلقه صلى الله عليه وسلم بأي شرط من الشروط.
أفلا تقول: فاطمة يؤذيها ان تجتمع هي و بنت عدو الله في بيت واحد فيجتمع الحديثان.
ولا تقل لي قال ابن حجر -رحمه الله تعالى- فهو إمام ... لكنه -ان كان قال ذلك - فليس بالمعصوم ... ولا شك أنك تعلم بعضا من المسائل التي جانب فيها الصواب رحمه الله .... وأين نحن
من الامام ابن حجر.
أما قولك:
فما تقول بمنع عمر رضي الله عنه بمنع الرجوع لمن طلق ثلاثًا
هنا أسألك سؤالا له صلة بهذا المثال و ببقية الامثلة؟
هل ما أباحه الله تعالى مطلقا هو مباح ام مشروط برضى [ولي الامر]؟
فإن قلت: أباحه الله تعالى مشروطا برضاه فقد جعلت الامام ينقض حكم الله ويستدرك على الله وطالبناك بالدليل من كتاب الله تعالى وسنة رسوله.
وان قلت: هو مباح مطلقا فقد نقضت مذهبك.
لكن مسألة الطلاق هذه .. الصواب أنهم قبل ان ينفدها عمر كانوا يكررون للتأكيد لا لقصد الثلاثة ... فلما كان عهد عمر رضي الله عنهم علم منهم أنهم انما يقصدون الثلاثة لا التوكيد فأمضاها عليهم.
كقوله صلى الله عليه وسلم: فنكاحها باطل باطل باطل ..... ثلاث مرات للتوكيد.
فهذا هو الفهم الصحيح لمسألة التطليق هذه و الا جعلنا عمر مشرعا من دون الله مخالفا لما كان عليه الامر زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلم أنك بهذه المسائل جعلت للصحابة الحكم من دون الله وما كان لهم الحكم قط بل الحكم لله تعالى. فشبهتهم رضي الله عنهم بما في قوله تعالى [اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا] اذا أحلوا الحرام حللوه واذا حرموا الحلال حرموه.
ولا تقل لي هذا منع وليس تحريم ...
فإن طاعة اولي الامر في هذا المنع واجبة .. واذا كانت طاعتهم في هذا المنع واجبة فمن فعل هذا الممنوع فهو عاص لله ... فكان الممنوع بذلك حراما و المنع تحريما.
وما كان لك ان تأتي بهذه المسائل الطويلة الذيل لأنها لن تنتهي.
ـ[الرفق]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
... أهلًا بك مرة أخرى المجلسي الشنقيطي
أولًا- أقول بارك الله فيك لا يلزم من فعل الدولة ما يخالف الشرع والمصلحة في موضع أنها خالفت الشرع والمصلحة في كل المواضع فإن العدل قامت به السموات والأرض فلا يحل التعميم بسبب بعض المخالفات وهذا بين ظاهر بارك الله فيك.
ثانيًا- أريدك حفظك الله تعالى أن تجيب على ما فعله عمر بمنع بيع أمهات الأولاد بعيدًا عن مسألة الطلاق فنحن لا نوافقك عليها ومنع عثمان من القراءة بباقي الأحرف وكذلك منع الأبن من الذهاب إلى مسجد بعينه وغيرها بالتفصيل حتى نحدد الخلاف ونعرف هل هو لفظي أو معنوي.
ثالثًا-قولك فإن طاعة اولي الامر في هذا المنع واجبة .. واذا كانت طاعتهم في هذا المنع واجبة فمن فعل هذا الممنوع فهو عاص لله ... فكان الممنوع بذلك حراما و المنع تحريما.
أقول بارك الله فيك لا يلزم منه التحريم فأنا أسألك هل أحد قال بأن القراءة بباقي الأحرف حرام بناءً على منع عثمان لا يمكن ذلك فيجب التفريق بين حرمة فعل الشيء وبين حرمة المخالفة أوحرمة إظهار المخالفة لذلك لو ترتب في أي عصر أو أي مكان مثل ما ترتب في عهد عثمان رضي الله عنه منع من القراءة بها وكذلك الشيء يكون مباح ولكن فعله بوجه يؤذي به المسلمين أو بوجه فيه أفتيات على ولي الأمر فإن فعله على هذا الوجه يأثم به دون غيره من الوجوه مما لا يترتب عليه ذلك والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 01:56]ـ
الحمد لله
حياك الله
أعود لللموضوع لكن باختصار وتأصيل حتى نؤصل الأصول ثم نفرع بعدها فهذا هو المنهج
القويم ... وأتركُ كل الامور الجانبية.
وسؤالي لك هو:
ما حكم من لم يمتثل لأمر أولي الامر في منع ما أباحه الله؟
إما أن تقول هو آثم.
وإما أن تقول لا إثم عليه.
فأجبني بارك الله فيك ودعك من ضرب الامثلة.
فإن طريقة اهل الزيغ هي هدم المحكمات و اقامة المتشابهات.
ونريد اولا إقامة المحكمات.
حينئذ يتبين المحق من المبطل.
ـ[الرفق]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 04:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
... مرحبًا بك أخي المجلسي لشنقيطي
قبل أن أبدأ بالموضوع لي استدراك على ما قلت من قبل فأقول لو رضيت فاطمة رضي الله عنها وانتفى الخوف عليها لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتأذى من اجتماعها مع بنت عدو الله فإنه يحرم على علي رضي الله عنه لوجود الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم إني قد سألتك مرتين حفظك الله ولم تجبني عن ما فعله عثمان رضي الله عنه لكني أناقشك فيه الآن فأقول إما أن تقول منع عثمان رضي الله عنه من القراءة بباقي الأحرف تحريم وحاشاك من ذلك
وإما أن تقول ليس بتحريم فحينئذ لا حاجة لي بما تسميه فقد اتفقنا في المعنى وهو عدم تسمية ذلك تحريم واختلفنا لفظًا ولا يضر ذلك شيئًا.
بعد ذلك أقول أنت طلبت مني ترك الأمور جانبًا والإجابة على سؤالك مع أن سؤالك ليس هو محل الخلاف لكن مع ذلك لاحرج من الإجابة مع أني قد أجبت عليها في ما سبق.
فأقول إن المباح إذا منع منه ولي الأمر إن كان فيه افتيات عليه وإضعاف لسلطانه أثم بافتياته على ولى الأمر لا على مجرد الفعل.
أما قولك دع عنك ضرب الأمثلة فأقول لن أدعها بارك الله فيك فإن الله تعالى ضرب الأمثلة في القرآن ولي في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ومن ضرب المثال فقد بين غاية الإيضاح والبيان بل إني أنصحك بضرب الأمثلة فإن الناس تختلف أفهامهم. والمثال تبيين شي معقول بشيء محسوس الله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 01:30]ـ
الحمد لله
اما ضرب الأمثلة فنوعان: نوع يضرب للبيان و الايضاح و التعليم وهذا محمود.
و الثاني نوع يضرب لهدم المحكات واقامة المتشابهات وهذه طريقة اهل الزيغ و الضلال وهي
طريقتك مع الأسف.
ولن أجادلك بالطريقة العلمية لأنها لا تفيد معك وتشتت الموضوع فأقول:
كلامك منصب الى شيء واحد هو:
مشروعية منع الحاكم لما لم يمنعه الله تعالى بل أباحه.
ولأجل ذلك أتيت بالمتشابهات لتهدم بها أصلا أصيلا وهو اختصاص الله تعالى بالحكم و التشريع.
فعمر جعل أمضى طلاق الثلاثة ولم يكن ذلك في زمن النبي صلى الله عليه و سلم [هذا في فهمك]
وعثمان منع القراءة بالاوجه الستة الباقية التي يقرأ بها. [وهذا في فهمك]
وعمر منع بيع أمهات الاولاد ولم يكن هذا المنع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم [وهذا فهمك الخاص]
النتيجة السقيمة التي خلصت اليها هي أنه:
يجوز للحاكم أن يمنع الناس المباح الذي لم يمنعه الله ورسوله تتبعا للمصلحة.
وعليه:
فلا مانع ان تقول ايضا:
يجوز للحاكم أن يرخص [ولم اقل يحرم] فيما حرمه الله
تعالى اتباعا للمصلحة.
وبمعنى آخر:
يحق للحاكم أن ينقض ما أبرمه الله و يبرم ما نقضه الله مادام عمر وعثمان فعلا ذلك في نظرك.
فبئس الفهم هذا أعاذنا الله منه.
ـ[الرفق]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 08:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أهلًا بك ومرحبًا المجلسي الشنقيطي.
أقول لقد أوتيت من فهمك بارك الله فيك فإن قولك لماذا تمنغ ما أباح الله فإني أقول لماذا لا تؤثم من فعل ما حرم الله وهو الإفتيات على ولي الأمر فإن آمنت أن الله هو الذي أباح المباح فلتؤمن أنه هو الذي حرم الأفتيات على ولي الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنك حفظك الله تزعم أن قولي خطأ وضلال وأني أتيت بالمتشابه لأهدم به المحكم ولكنك عجزت عن الإجابة في ماسألتك!! فما بالك تهرب عن الإجابة فل تجب بالتفصيل فإن أظهرت حقًا فإنا للحق متبعون وعن الخطأ راجعون وإن عجزت عن ذلك فجاوزه لما تستطيع واعلم أنه لا نقاش معك حتى تبين ماسألتك عنه فإنك كتبت أسطرًا كثيرة خارج عما اختلفنا فيه وتركت ما سألناك عنه.
ثم اعلم حفظك الله ورعاك أن اتهامك وفظاظة ألفاظك لا تضرني شيئًا ولا تعضد لك قولًا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 09:21]ـ
الحمد لله
أسأل الله أن تكون غيرة لله ولدينه فهي فظاظة محمودة ان شاء الله
وأقول لك: اعلم أن تلبسك بلبوس الرفق - كي يضيع الحق - وادهانك لن يضل القراء ولن يطفئ نور الله والرفق اذا كان للتلبيس عن الحق فهو مذموم فاعلم انت ايضا انك لن تلبس على الناس.
ثم أقول
اليك هذه الاصول من كلام الله تعالى:
إنا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون.
إن علينا جمعه وقرآنه.
قل ما يكون لي ان أبدله من تلقاء نفسي.
نزل القرآن على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه.
واليك قول عثمان رضي الله عنه حين سئل عن براءة و الانفال:
ياابن اخي لا أغير شيئا من مكانه.
هذه هي الاصول من كلام الله تعالى واضحة صريحة.
فماهي تفريعاتك انت؟
أنت تقول: عثمان منع شيئا أنزله الله ..... وهو ما نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
نفسه .... فتصر أنت و تقول لالالالا بل ان لعثمان الحق في ان يبدله .... وينقص منه .... وهو
ما نفاه عثمان رضي الله عن نفسه .... فلا أنت اتبعت عثمان .. و لا انت اتبعت القرآن ... و
لا انت اتبعت الرسول صلى الله عليه و سلم ... وكل ما يهمك سيدك ان تؤصل له كيف
يمنع ما لم يمنع الله.
ولو علمت ما فعل عثمان رضي الله عنه لاستحييت من كلامك هذا ولوازمه.
فعثمان انما نقل المصاحف من مصحف حفصة المنقول من مصحف ابي بكر المكتوب زمن
رسول الله صلى الله عليه و سلم حسب العرضة الاخيرة ... فلم يتغير شيء سوى أن عثمان
كتب نسخة رسمية خالية من المنسوخ و التفسيرات التي يضعها الصحابة على مصاحفهم و كذلك
أخطاؤهم فالواحد منهم غير معصوم من السهو و الخطأ ..... ولم يغير عثمان
شيئا كما قاله على عكس ما تكذب عليه انت.
و لا تزال كل الحروف التي لم تنسخ زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها الى يومنا
وهذا هو الصحيح الي يناسب الاصول القرآنية التي قدمت لك بها.
وغير هذا فيه افتراء على عثمان انه نقص شيئا لم ينسخ من كلام الله
ثم الاختلاف في القراءات لا يزال فأين هذا الحرف الواحد.
واعذرني فلن اجيب عليك ان شاء الله بعدها لأنك تؤصل لمن تؤصل لهم ويبدو انك لا تفقه من
شرع الله شيئا حتى تجعل فعل عثمان حجة تضرب بها اصول القرآن.
ـ[الرفق]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 12:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير البريات وبعد
فقد تبين الحق للقراء فأنت كذبت علي وقولتني مالم أقل فكل من قرأ ما كتبت عرف كذبك علي وأعظم من ذلك أن الله تعالى يسمع ويرى.
فأرني من كلامي أني قلت أن عثمان رضي الله عنه" له أن يبدل من القرآن وله أن ينقص منه" فهذا هو التلبيس بعينه وقد رميتني به من قبل وهذا هو الكذب الذي هو أقبح الصفات وامقتها فكيف إذا كان في ديني لكن لي في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد رمي بأعظم من هذا بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم.
وأما عن جمع عثمان للمصحف فأنت لا زلت تراوغ!! فإنا لم نختلف على ذلك وإنما اختلفنا في منعه القراءة في غير الحرف الذي جمع الناس عليه رضي الله عنه
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 11:38]ـ
الحمد لله
يا مسكين
أليس القرآن أنزل على سبعة أحرف
ألست تقول إن عثمان أبقى حرفا واحدا فقط
ألا تعرف الحساب
من سبعة [7] أحرف أنزلها الله وتكفل بحفظها بنص القرآن الى حرف واحد [1] ماذا تسمي هذا أليس نقصانا؟
ألا تعرف الرقم الفرق بين [7] و [1]
مشكلتك أنك تستدل بشيء لا تفهمه أصلا وتجعله على النقيض من معناه وحقيقته.
فقد كان الناس يتناقلون المصاحف بعضهم من بعض دون رقابة الدولة معتمدين على الحفظ
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن بعض القراءت المنسوخة لا تزال يقرأ بها بعض الناس في ذلك الزمان لأنهم لم يبلغهم النسخ
وبعضهم كانت في مصاحفهم [الشخصية] [التي لم تكن تحت رقابة الدولة] كانت في مصاحفهم
هذه بعض التفسيرات من الصحابة وكذا بعض القراءات المنسوخة زد على ذلك الاخطاء التي
يتسبب فيها النقل من مصحف الى مصحف .... فأنت ترى أن الاخطاء الطباعية تقع في زمننا
فكيف بذلك الزمان ..... كل هذا أدى الى أن تختلف القراءة في بعض المناطق البعيدة عن مركز
الخلافة الاسلامية حيث العلماء الثقات العدول .... فماذا فعل عثمان؟
إنه بكل يسر جمع علماء الصحابة ونقل من المصاحف المكتوبة زمن ابي بكر القرآن كما أنزل غضا
طريا لم يغير منه شيئا بشهادته هو رضي الله عنه ... فكتب [نسخا رسمية] للقرآن تحت [عين ورقابة]
الدولة الاسلامية وبعثها في الامصار فإذا حصل خلاف بين الناس رجعوا الى [المصحف الامام]
المهيمن على كل النسخ [الشخصية].
وهذا ما لا تفهمه وجئت تهرف بما لا تعرف وتقول ان عثمان منع القراءة بستة أحرف.
فأين هذه الاحرف الستة اذن [حسب فهمك السقيم]؟
أين هي؟ أين هي؟ هل اختفت؟ هل اندثرت؟
ألم ينزلها الله بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ألم يتكفل الله بحفظ كتابه كله؟
أنت لا يهمك كل هذا.
ما يهمك هو ولي نعمتك أن يمنع ما لم يمنع الله وأن يرخص ما لم يرخص فيه الله وهلم جرا.
أنا قلت لك انك تهدم الاصول لتقيم شيئا واحدا وهو أوامر سيدك.
وسترى يوم الحساب هل ينفعك؟ وستسأل عما تكتبه يمينك .... فلا تأخذنك العزة بالاثم.
فحجتي أمام الله [وانا له لحافظون] وحجتي أمامه [ان علينا جمعه وقرآنه] وحجتي أمامه
قول عثمان رضي الله عنه بصريح العبارة [ياابن أخي لا أغير شيئا من مكانه]
فإذا أنزل الله [7] أحرف وافتريت أنت عليه رضي الله عنه أنه أبقى حرفا واحدا [1] فقد
ضاعت اذن الستة الباقية [6] التي تكفل الله بحفظها؟
واعلم ان التقليد لن ينفعك لأن الحجة هي كلام الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.
ـ[الرفق]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد.
فهذا تلبيس منك لكي تخرج بأنك لم تقولني مالم أقله!! وإلا لو كان منع عثمان رضي الله عنه إلغاء لما منع أو نقص منه لكان منعه تحريمًا وهذا هو فهمك لا قولي.
لكنه رضي الله عنه منعه لوجود المفاسد فلما زالت لم يبق للمنع مكان والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا
ثم اعلم أن جميع مارميتني به من من مداهنة وافتراء الكذب والتلبيس وضرب المحكم بالمتشابه إنما ترمي به كل من ذكر هذه الأخبار من العلماء يوضحه
... منع عثمان رضي الله عنه القراءة بباقي الأحرف- لا بالمنسوخ وتفسيرات الصحابة والأخطاءفقط -كما تقوله أنت.
إما أن تقول إنها صحيحة عن عثمان رضي الله عنه أو تقول إنها غير صحيحة.
فإن قلت إنها صحيحة إما أن تقول منع عثمان تحريم ونقص للقرآن فهذا هو الكذب على عثمان رضي الله عنه وهذا هو الضلال المبين.
وإما أن تقول المنع هذا ليس بتحريم وهذا هو الحق المبين وهو الذي نقوله ونقرره.
وإما أن تقول لم يمنع عثمان رضي الله عنه القراءة بباقي الأحرف وما نقل عنه ليس بصحيح لكن لو منع لم يكن تحريم فهنا تكون قد وافقتنا بأن المنع ليس بنقص للقرآن ولا تحريم واختلفنا بإثبات الرواية.
وإما أن تقول لم يمنع عثمان رضي الله عنه القراءة بباقي الأحرف وما نقل عنه ليس بصحيح ولو منع لكان تحريمًا ونقصًا من القرآن فأقول لماذا لا تملك الشجاعة وتقول إن بن القيم رحمه الله ومن نقل ذلك جعلو للحاكم تشريع من دون الله تعالى وداهنوا ولاة الأمر ولبسوا على الناس وضربو المحكم بالمتشابه لأنهم سموه منعًا ولم يسموه تحريمًا ولا نقصًا من القرآن كما تزعم ذلك.
لأني إنما نقلت كلامهم ومن كتبهم وما ينطبق علي بفهمك ينطبق عليهم سواء بسواء.
ثم اعلم أن الخوارج قبحهم الله يرمون الناس بأعراضهم ويتهمونهم في دينهم بالله وفي الله بزعمهم!! ويستبيحون أموالهم بل ويسفكون دمائهم لله وفي الله بزعمهم!! وقد شممت رائحتهم من كلامك وعبارتك فإياك ومتابعتهم أو الإتصاف بصفاتهم فإنه مرتع وخيم والرجوع للحق خير من التمادي بالباطل والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 02:20]ـ
الحمد لله
دعك من التشويش
ودعك من العلماء الآن فهم قد أفضوا الى ما قدموا وقد نبهتك ان كنت تفهم ان التقليد في
هذا المقام لا ينفعك حجة أمام الله ... وانما الحجة كلام الله ورسوله.
أين ذهبت الاحرف الستة الباقية التي أنزل بها القرآن وضمن الله لها الحفظ بالقواطع؟
أين ذهبت هذه الأحرف الستة؟
هل ضاعت؟
أقحمت نفسك في شيء لا تفهمه يا مسكين
فارفق بنفسك فأنت أولى من ترفق به قبل غيرك.
أما قولك انك شممت رائحة الخروج فأقول لك العب غيرها ... فالخروج و الارجاء كلاهما
بدعة غليظة نبرأ من الله منها و لانكفر عباد الله بالمعاصي و لا الكبائر.
ولكنك تريد التشويش و تشتيت الموضوع من زواج الى طلاق الى امهات الاولاد الى مسألة المصاحف الى خروج ...... العب غيرها يا مسكين ... واعلم انك لا تهمني في شيء فإن القراء يفهمون ويتابعون ....
أما ولي نعمتك فقد بانت خيانته وازكمت الانوف ... وعجبا لانفك هذا لم يشمها .... ولا يبعد ان تتلذذ بالروائح الكريهة و القاذورات و تتقزز من الطيب من القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 02:54]ـ
الحمد لله
السؤال:
أين ذهبت الاحرف الستة الباقية التي انزل الله بها قرآنه المحفوظ؟
هل ضاعت؟
و
اليك ما يعينك على الجواب لأني أعلم أنك تحب الأدلة القرآنية:
انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون.
ان علينا جمعه وقرآنه.
أنزل القرآن على سبعة أحرف.
عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة فأتاه جبريل فقال له [إن الله
يأمرك أن تقرئ أمتك على حرف. فقال: أسأل الله معافاته إن أمتي لا تطيق على ذلك.ثم أتاه
الثانية فذكر نحو هذا حتى بلغ سبعة أحرف فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة
أحرف]
قال الامام ابن حزم رحمه الله:
فحرام على كل أحد أن يظن أن شيئا أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أمته لا تطيق ذلك
أتى عثمان فأطاقوه ... ومن أجاز هذا فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله إن أمته لا
تطيق ذلك ولم ينكر الله تعالى عليه ذلك و لا جبريل عليه السلام ... وقال هؤلاء المجرمون انهم
يطيقون ذلك وقد أطاقوه فيالله و يا للمسلمين!
احكام الاحكام ج 4ص 566 طبعة دار الحديث القاهرة.
ـ[الرفق]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 03:37]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
لم تأت بجديد.فأنت لا تفهم المنع إلا تحريم ونقص من القرآن فكل من منع شيئًا أباحه الله فقد حرمه وشرع ما لم يشرعه الله تعالى فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثيرًا ممن خلق تفضيلا.
ثم إنك لم تستطع أن تبين موقفك من العلماء لأنك تعلم أنه سيرد عليك الصغير قبل الكبير والجاهل قبل العالم والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 09:49]ـ
ثم إنك لم تستطع أن تبين موقفك من العلماء
الحمد لله
يا رجل!
من الزواج
الى الطلاق
الى امهات الاولاد
الى المصاحف
الى موقفي من العلماء
و الله أعلم ما ذا ستفتح من ابواب!!
يا رجل حيرتنا؟ اثبت لك على مسألة!
ألم أقل لك لا تفتح باب المصاحف فأصررت على أن عثمان منع القراءة بستة أحرف أنزلها الله
وضمن لها الحفظ بنصوص القرآن.
... لم تأت بجديد.
بلى قد جئتك بالوحي المعصوم ... آيات بينات ... وحديث فيه ان النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أن
أمته لا تطيق القراءة بحرف واحد. لكن أعماك
التعصب فلم تر هذا الوحي العظيم.
فوا عجبا يا أمة الاسلام!
أيقول النبي صلى الله عليه وسلم
إن أمته لا تطيق القراءة بحرف واحد ويزعم هذا الانسان أن الأمة أطاقت ذلك زمن عثمان!
فلاحول و لا قوة الا بالله.
يا مسكين تريدني ان اكذب نبي الله وأصدقك
أنت!!!
سؤالي لك الآن مادمت انت من فتح هذا الباب و أصررت على ان اجيبك عليه:
أين هي الأحرف القرآنية الستة التي نزل بها القرآن
ومنعها عثمان [بحسب فهمك السقيم]؟
هل ضاعت؟
هل بقيت؟
ماهي حجتك المعصومة أمام الله؟
أعلم أنك لا تفهم ما تقوله ... لذلك تشوش وتقوم بحركاتك البهلوانية لتشوش على القراء و
توسوس ... وربما أخذتك العزة بالاثم.لكن لن ينفعك ذلك ..... ولن ينفعك تمسحك بأخطاء العلماء
رضي الله عنهم .. فالعلماء تحت حكم القرآن و ليس القرآن تحت حكمهم.
ولن ينفعك تمسحك بعثمان فقد تبرأ مما نسبته اليه حين قال: يا
ابن أخي لا أغير شيئا من مكانه.
السؤال لا زال قائما وانت من فتح موضوع المصاحف.
أين الحروف الستة الباقية التي نزل بها القرآن؟
وهل كذب الرسول صلى الله عليه وسلم -وحاشاه - حين قال إن أمته لا تطيق ذلك؟ ثم
صدقت أنت حين زعمت أن الامة أطاقته زمن عثمان و الحديث في البخاري.
وهل يجوز لإمامك أن يمنع قراءة ابن عامر او ابن العلاء او ابن كثير أو نافع اذا ظهرت له
المصلحة في ذلك؟ أرجو أن لا تنقض قاعدتك السقيمة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:18]ـ
الحمد لله
أزيدك شيئا جديدا
أنت تدافع عن قضية خاسرة أصلا!!!
فهذه الجنسيات فلسطيني جزائري ليبي يمني تونسي مغربي مصري اماراتي الخ كلها أسما ما أنزل الله بها من سلطان!!
وهي من عصبية الجاهلية وعزاء الجاهلية!!!
وهي اشبه بالعلامات التي توضع على المواشي و الدواب حتى يعرف كل واحد دابته من دابة غيره!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأنت برهانك كله قائم على هذا الاساس وهو اساس أهون من بيت العنكبوت!!!
فإمامك وامثاله منعوا ما منعوه مما اباحه الله استنادا على العصبية الجاهلية و عزاء الجاهلية ... والا فكلنا مسلمون لافرق
بين مسلم ومسلم الا بالتقوى وجنسيتنا هي التوحيد و الاسلام وهو ما سمانا الله به.
فأف ثم أف لمن يبني فقهه على عزاء الجاهلية وعصبية الجاهلية التي فرقت المسلمين بغير الحق.
وأذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه و لا تكنوه.
فبئس الفقه هذا الذي يبنى على العصبية المقيتة التي حرمها الله.
وصفقتك خاسرة من البداية وحجتك داحضة.
أسأل الله لي ولك وللمومنين العافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرفق]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 12:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وبعد
فقولك من الزواج إلى الطلاق إلى آخره أقول الزواج موضوعنا والبقية أمثلة فلما أولت مافعله عمر فإني تعلمت من الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أني أتركه إلى شيء بين ثبت بالصحيح وهو ما فعله عثمان رضي الله عنه وأما أمهات الأولاد فلا زلت أمثل بها ولو شاء الله لجئتك بأمثلة لا قبل لك بها ولكنك لم تجب حتى الآن عن ما فعله عثمان رضي الله عنه من إلزامهم بحرف واحد بل أنا الذي سألت وأنا الذي أجبت.
وإلا فالصحابة وافقوه فهل الصحابة حرموا ما شرع الله وألغوه الجواب لايكون هذا إلا بفهمك أما باقي ماتطرحه فلا ألتفت إليه حتى نخلص من هذا.
وأما قولك أين باقي الأحرف فأنا بينت لك مرارا أن المنع ليس إلغاءً ولا تحريما ولا نقصًا إلا بفهمك فهي لم تلغى وتضيع إلا بفهمك وأظني تعبت من التكرار فأنصحك بقراءة أصول الفقه لتعلم الشروط والموانع والمطلق والمقيد والعام والخاص ... الخ فإنه يحل لك إشكالات كثيرة
ثم إني خلصت إلى أ ن الحوار معك عقيم فترجح السكوت على الكلام والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لتهتدي لولا أن هدانا الله والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 03:37]ـ
الحمد لله
ولكنك لم تجب حتى الآن عن ما فعله عثمان رضي الله عنه من إلزامهم بحرف واحد بل أنا الذي سألت وأنا الذي أجبت. وإلا فالصحابة وافقوه.
يا مسكين
نبي الله المعصوم يقول بصريح العبارة في القراءة بحرف واحد:
إن أمتي لا تطيق على ذلك
وتأتي أنت في آخر عمر الدنيا لتقول:
إن الأمة أطاقت حرفا واحدا
هل تسمع؟
هل تبصر؟
و تفتري أن عثمان رضي الله عنه منع الاحرف الستة!!!!
والذين خرجوا على عثمان لو علموا هذه الفرية لرموه بها وما سكتوا ... لكنهم مع شدة جهلهم
وظلمهم لم يصوا الى هذا المستوى من الكذب!!!!
ثم تزيد على ذلك أن الصحابة مع عثمان في منع القراءة بحرف واحد!!!!
أنت تستدل بشيء لا تفهمه ألبتة .... فارفق بنفسك و لا تُكذب رسول الله حين قال
إن أمتي لا تطيق على ذلك
عجبا لمن ينصحني بعلم الاصول ينقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرده بحادثة لم
يفهمها حق فهمها.
يعني تعلمت أربع كلمات وصرت أصوليا: المطلق والمقيد و العموم و الخصوص ...
ماشاء الله على الاصولي!!
سبحان الله
لاتنفع معك نصوص القرآن في حفظه.
ولا تنفع معك نصوص الرسول صلى الله عليه و سلم.
ولا ينفع معك كلام عثمان الذي قال لا اغير شيئا من مكانه.
فأي شيء ينفع معك؟
نصيحة لله:
اقرأ كتاب: رسم المصحف و نقطه ... للفرماوي.
وكتاب: جمع القرآن للدكتور اكرم الدليمي.
واقرأ مناهل العرفان للزرقاني.
اذهب وتعلم قبل ان تخوض في ما لاتحسنه ... ولولا خشية ان تضلل القراء بهذا ما اهتممت
بك .. فإنه بدا لي انك طري العظم صغير السن لم تبلغ بعد عقدك الثالث.
وشيء آخر:
مسألة منع وليك أمرك منع زواج جنسية من جنسية أخرى امر باطل باطل باطل لأنه مبني على
العصبية الجاهلية وعلى أسماء ما أنزل الله بها من سلطان وما بني على العصبية الجاهلية وعلى
عزاء الجاهلية فهو الباطل.
أسأل الله لي ولك الهداية ولجميع المومنين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - May-2008, صباحاً 04:02]ـ
الله يصلح قلوبكم ونياتكم
ـ[البريك]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 04:22]ـ
الله يصلح قلوبكم ونياتكم
آمين ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 - May-2008, صباحاً 01:51]ـ
آمين ...
الحمد لله
آمين(/)
ما معنى هذا الكلام لابن القيم؟
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 05:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى هذا الكلام: "الأول بالياء آخر الحروف، والثاني بالتاء المثناة من فوق"؟
قال ابن القيم في الزاد: (1/ 464 - 465):
"وكان يَقصُر الرُّبَاعية، فيصليها ركعتين مِن حين يخرُج مسافراً إلى أن يرجع إلى المدينة، ولم يثبُت عنه أنه أتمَّ الرُّباعية في سفره البتة، وأما حديث عائشة: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقصُرُ في السفر ويتِمُّ، ويُفْطِرُ ويَصُومُ، فلا يَصحّ. وسمعتُ شيخ الإِسلام ابن تيمية يقول: هو كذب على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى، وقد روي: كان يقصرُ وتتم، الأول بالياء آخر الحروف، والثاني بالتاء المثناة من فوق، وكذلك يُفطر وتصوم، أي: تأخذ هى بالعزيمة في الموضعين، قال شيخنا ابن تيمية: وهذا باطل ما كانت أم المؤمنين لِتُخالف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجميعَ أصحابه، فتصليَ خلاف صلاتهم، كيف والصحيح عنها أنها قالت: إن الله فرض الصلاة ركعتين ركعتين، فلما هاجرَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، زِيد في صلاة الحضر، وأقرت صلاة السفر فكيف يُظن بها مع ذلك أن تُصليَ بخلاف صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين معه".
وجزاكم الله خيرا.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 08:08]ـ
كان يقصُرُ في السفر ويتِمُّ، .......
كان يقصرُ وتتم،
الأول بالياء آخر الحروف، والثاني بالتاء المثناة من فوق،
يقصد الأول (يتم) يالياء،قوله "آخر الحروف" يعود على (الياء) (المثناة من تحت) وهذا التفصيل كي لا تصحف الياء باء أو تاء،،وقد كانوا لا ينقطون الحروف غالبا في ذلك الوقت.
و نفس الشيء بالنسبة للثاني.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 10:06]ـ
يقصُرُ يالياء يعني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وتتم، بالتاء المثناة من فوق، يعني أم المؤمنين عائشةرضي الله عنها
لعدم ثبوت اتمامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفروثبوت ذلك عنها رضي الله عنها والله اعلم(/)
توبة ابن تيمية ورجوعه إلى المذهب الأشعري!!! هل ثبت؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 05:51]ـ
توبة ابن تيمية ورجوعه إلى المذهب الأشعري!!! هل ثبت؟
قال ذلك ابن حجر في الدرر الكامنة لكن ما دليله؟
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 06:02]ـ
هل لك أخي أن تنقل كلام ابن حجر في ذلك؟.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 06:32]ـ
راجع هذا الموضوع ففيه جواب سؤالك:
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_279350.html
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 09:56]ـ
أحسنت أيها المقدادي ..
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 06:52]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا المقدادي، ورفع قدرك في الدارين
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 12:02]ـ
تعرضت لها قديماً ولم أعثر على ما كتبت، لكني عثرت على كلام قديم قبل مبحث الأخ فيصل أنقله هنا:
الكاتب: أبو البركات المشاركات: 604 10 - 12 - 1423 هـ 09:27 م
قرأت في موضوع ما حول هذه القصة في بعض منتديات أهل البدع وكذلك سمعت بعضهم يذيعها في البالتوك وهي كما قال الأخ الفاضل محمد خرافة وأنا اقول خرافة لها قرون ... وبما أن الموضوع طرح في منتدى لأهل السنة فنقول حول هذه القصة ..
ملاحظة: يستخدم بعض الأشاعرة الجهال هذا الأسلوب الإنهزامي إذا لم يستطع رد كلام ابن تيمية في العقائد .. فيقول ابن تيمية رجع عن إعتقاده!! وغرضهم تشكيك المقابل فقط لا غير
زعم خصوم شيخ الإسلام أنه كتب كتابا فيه عقيدة تخالف مادعا إليه وأفتى به طول حياته بل وسجن من أجله!!!
فنحرر المسألة لإبطال زيف الزائفين ...
ذكرت هذه القصة أو أشير إليها في مواضع:
1 - ابن عبدالهادي الحنبلي (744) -تلميذه- كما في (العقود الدرية 197) نقلا عن الذهبي.
2 - الذهبي الشافعي (748) -تلميذه- كما نقله عنه ابن عبدالهادي (السابق) ونصه:
(( .... وجرت أمور طويلة، وكتب إلى الشام كتاب سلطاني بالحط عليه، فقرئ بالجامع وتألم الناس له، ثم بقي سنة ونصفا (أي سنة 707) وأخرج، وكَتَبَ لهم ألفاظا اقترحوها عليه، وهُدّد وتُوعِد بالقتل إن لم يكتبها. وأقام بمصر يقرئ العلم ويجتمع عنده الخلق ... ))
3 - ابن المعلم (725) في <نجم المهتدي ورجم المعتدي> (نسخة باريس رقم 638) والنويري الشافعي (733) في < نهاية الأرب -كما في الجامع 181 - 182 > وفيه أن هذا المجلس كان بعد حضور الأمير حسام الدين مهنا (ربيع الآخر 707) وأخرج الشيخ (يوم الجمعة 32/ربيع الأول 707).
ثم نقل النويري مضمون ما في الكتاب الذي يحكي مافي المجلس، وأنه (أي: الشيخ) ذَكَر أنه أشعري!، وأنه وضع كتاب الأشعري على رأسه!، وأنه رجع في مسألة (العرش والقرآن والنزول والإستواء) عن مذهبه - مذهب أهل السنة والجماعة- وكان الكتاب بتاريخ (25/ربيع الأول/707).
ثم عقد مجلس آخر، وكتب فيه نحو ماتقدم في (16/ربيع الآخر/707) وأُشهد عليه!.
4 - أما البرزالي الشافعي- رفيقه - فلم يذكر في حوادت هذه السنن شيئا. (الجامع 213 - 215)
5 - ذكر الدواداي (بعد 736) في < كنز الدرر - الجامع: 239> أنهم عقدوا له مجلسا آخر في (12/ربيع الآخر / 707) بعد ذهاب الأمير حسام الدين، ووقع الاتفاق على تغيير الألفاظ في العقيدة وانفصل المجلس على خير.
6 - لم يذكر الحافظ ابن كثير الشافعي (774) - تلميذه - في < البداية والنهاية >شيئا من أمر رجوعه ذلك.
7 - ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي (795) في < الذيل - الجامع: 476 - 477 > نحو ماذكره ابن عبدالهادي في (العقود) فقال: ((وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما أن الشيخ كتب بخطه مجملا من القول وألفاظا فيها بعض مافيها، لمّا خاف وهدد بالقتل)). ولم يذكر نص الكلام ولا الكتاب.
ملاحظة: تقدم في 4 أن البرزالي في تاريخه لم يذكر شيئا من أمر الكتاب ولا الرجوع، لكن عزو جماعة من المؤرخين إليه يدل على أنه ذكر شيئا من ذلك، فلعله ذكره فيما لم نقف من تاريخه أو في كتاب آخر له مثل "معجم الشيوخ".
8 - لم يذكر المقريزي الشافعي (845) في < المقفَّى الكبير - الجامع:507> شيئا من خبر الرجوع ولا الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي (852) في < الدرر الكامنة - الجامع: 536 - 537> نحو ماذكر النويري في (نهاية الأرب) ثم عزا ابن حجر مانقله إلى (تاريخ البرزالي)!!.
10 - ذكر ابن تغري بردي الحنفي (874) في <المنهل الصافي -الجامع 576> نحو ماذكر ابن حجر. وسياق نقله يدل أنه ينقل من كتاب لكمال الدين ابن الزملكاني - وعداؤه للشيخ معروف- فيه ترجمة للشيخ، وقد نقل منها - أيضا- في (النجوم الزاهرة -الجامع 580)
فتبين من هذا العرض أن:
1 - من المؤرخين من لم يذكر القصة ولا المكتوب أصلا.
2 - ومنهم من أشار إليها إشارة فقط دون تفصيل للكتاب الذي كتبه مع ذكرهم ما صاحب كتابته تلك من التخويف والتهديد بالقتل.
3 - ومنهم من فصلها وذكر نصَّ المكتوب، لكن دون ذكرهم لما صاحب ذلك من تهديد وتخويف بالقتل!!.
وعلى هذا يمكننا القول: أن " ابن المعلم" و " النويري" قد انفردا من بين معاصري الشيخ بقضية رجوعه، وسياق ما كتبه، وتابعهما على ذلك بعض المتأخرين، وعليه فيمكن تجاه هذه القضية أن تتخذ أحد المواقف التالية:
الأول: أن نكذّب كلّ ماذكره المؤرخين جملة وتفصيلا، ونقول: إن شيئا من ذلك لم يكن.
الثاني: أن نثبت أصل القصة، دون إثبات أيّ رجوع عن العقيدة، ولا المكتوب الذي فيه المخالفة الصريحة لما دعا إليه الشيخ قبل هذا التاريخ وبعده (أي 707هـ)
الثالث: أن نثبت جميع ما انفرد به " ابن المعلم " و " النويريّ " من الرجوع والكتابة!.
فالأول: دفع بالصدر!
والثالث: إثبات للمنفردات والشواذ وتقديمها على الأشهر والأكثر.
والذي يثبت عند النقد ويترجح هو: الموقف الثاني: أن الشيخ كتب لهم عبارات مجملة - بعد التهديد والتخويف - لكن ليس فيها رجوع عن عقيدته، ولا انتحال لعقيدةٍ باطلة، ولا كتاب بذلك كلِّه وذلك لأسباب عديدة هي:
1 - أن هذا الكتاب مخالف لعقيدة الشيخ، التي كان يدعو إليها ويناضل عنها طوال حياته قبل هذه الحادثه وبعدها.
2 - أنه لا يوجد في كتاباته ومؤلفاته أيّ أثر لهذا الرجوع أو إشارة إلى هذا أو الكتاب أو إلى ما تضمنه، ولو كان قد حصل منه شيء من الكتابة لهم بذلك، لكان حقيقا بعد ظهوره على أعدائه - على الأقل - وتمكنه منهم بعد إنكسار الجاشنكير ورجوع الناصر أن يطلب هذا الكتاب أو ينفيه عن نفسه.
3 - أن الشيخ رحمه الله قد حصلت له مضايقات كثيرة في مسائل عديدة قبل هذا التاريخ وبعده، سجن من أجلها وعوتب فلم يعرف عنه أنه رجع عن شيء منها، بل غاية أمره أن يسكت عن الإفتاء بها مدة، ثم يعود إلى ذلك ويقول: لايسعني كتمان العلم كما في مسالة الطلاق (العقود325) فكيف يكتب هذه المرّة ما يناقض عقيدة أهل السنة، ويقرر مذهب أهل البدع؟!.
وما شأن الخصوم عند الشيخ رحمه الله إلا كما وصفهم هو بنفسه لما قيل له: ياسيدي قد أكثر الناس عليك! ... فقال: إن هم إلا كالذباب، ورفع كفه إلى فيه ونفخ فيه. (العقود268)
ووصف الحافظ الذهبي ثبات الشيخ أمام خصومه فقال: (( ... حتى قام عليه خلق من علما مصر والشام قياما لامزيد عليه ... وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي، بل يقول الحق المرّ الذي أداه إليه إجتهاده وحِدّة ذهنه وسعة دائرته في السنن و الأقوال)).
4 - ومما يفتّ في عضد هذه الأكذوبة: أن جماعة طلبوا من الشيخ أن يقول: أن هذا الإعتقاد الذي كتبه وناظر من أجله الخصوم هو إعتقاد أحمد بن حنبل - يعني: وهو مذهب متبوع فلا يعترض عليه -.!!
فلا يرضى الشيخ بهذا، بل يصدع بان هذا هو معتقد سلف الأمة جميعهم، وليس لأحمد اختصاص بذلك. (العقود 218 - 215،240 - 241)
5 - إن أقصى مايمكن قوله في كتابة الشيخ لهم: انها كتابة غجمالية في مسائل العقيدة بما لاينافي الحق ولا الصواب، وانظر نماذج لبعض ماكان يستعمله الشيخ مع خصومه ليدحرهم ويكبتهم وفي أنفسهم مافيها، في (العقود 212، 215، 240 - 241)
** ولم يستطع الأعداء أن يجبروه على كتابة أكثر من ذلك الإجمال ثم وجدوا أنه لا فائدة في إشاعة ذلك المكتوب عنه بالوجه الذي كتبه، فزوّروا عليه كلاما، ثم زوّروا عليه توقيعه، وأشهدوا عليه جماعة ليتمّ لهم ما أرادوا.
وقضية الكذب والتقول والتزوير على الشيخ باتت من اشهر خصال أعدائه، انظر ذلك في مواضع كثيرة (العقود 200، 204، 207،209،328).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - ومما يؤيد كذب هذه الأخلوقة: أن الكتاب الذي زعموا كُتب سنة 707 هـ، فكيف يصح هذا وهم يطالبونه في سنة 708هـ بكتابة شيء بخطه في هذه المسألة نفسها!!!.
فإنه لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة 708هـ وقالوا: ((ياسيدي قد حملونا كلاما نقوله لك، وحلفونا أنه مايطّلع عليه غيرنا: أن تنزِلَ لهم عن مسألة العرش ومسألة القرآن، ونأخذ خطك بذلك، نوقف عليه السلطان ونقول له: هذا الذي حبسنا ابن تيمية عليه، قد رجع عنه ونقطع نحن الورقة. (وهذا يدل على أنهم قد يئسوا من رجوعه عن عقيدته)
فقال لهم شيخ الإسلام: تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش إله يعبد، ولا في المصاحف قرآن، ولا لله في الأرض كلام؟! ودق بعمامته الأرض، وقام واقفا ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتابك ورسلك، وأن هذا شيء ما أعمله ... )) ثم دعا عليهم.
ولما قالوا له: كل هذا يعملونه حتى توافقهم، وهم عاملون على قتلك أو نفيك أو حبسك، فقال لهم: ((أنا إن قتلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة ... )) فيئسوا منه وانصرفوا. (ذكره إبراهيم الغياني خادم شيخ الإسلام - الجامع 147 - 148).
** فلوا كان لهم كتاب بخطه في تلك المسائل - كما زعموا - لم يبطلوا منه أن يكتب لهم بخطه كتابا آخر فخلصنا أنه لم يكن معهم في المرة الأولى إلا الكذب والتزوير والتحريف.
راجع: مقدمة الجامع لسيرة شيخ الإسلام خلال سبعة قرون - جمعه ووضع فهارسه محمد شمس و علي العمران بإشراف وتقديم الشيخ بكر ابو زيد. ط دارعالم الفوئد.
__________________
فاعلموا عباد الله أن ((الذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من الضرب بالسيوف)) (1)، كما قال الإمام يحيى بن يحيى النيسابوري - رحمه الله -: وإن (الرادّ على أهل البدع مجاهد) (2)، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
--------------
(1) (2): انظر كتاب " نقض المنطق" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (ص12)
---------------------------------
ثم قال أبو البركات:
الكاتب: أبو البركات المشاركات: 604 15 - 12 - 1423 هـ 05:32 م
تنبيه:
يبدو أن هذا الموضوع سبب غثيان لدى بني اللقيطة من الحشوية الأشعرية ... وأود أن أنبه عن نقطه وهي فصل في المسألة ألا وهي قدوم مشايخ التدامرة ومطالبة الشيخ بكتاب حول الرجوع!!
فأقول القصة بكاملها كتب المرجع فيها وهي:
--------------------------------
ومما يؤيد كذب هذه الأخلوقة: أن الكتاب الذي زعموا كُتب سنة 707 هـ، فكيف يصح هذا وهم يطالبونه في سنة 708هـ بكتابة شيء بخطه في هذه المسألة نفسها!!!.
فإنه لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة 708هـ وقالوا: ((ياسيدي قد حملونا كلاما نقوله لك، وحلفونا أنه مايطّلع عليه غيرنا: أن تنزِلَ لهم عن مسألة العرش ومسألة القرآن، ونأخذ خطك بذلك، نوقف عليه السلطان ونقول له: هذا الذي حبسنا ابن تيمية عليه، قد رجع عنه ونقطع نحن الورقة. (وهذا يدل على أنهم قد يئسوا من رجوعه عن عقيدته)
فقال لهم شيخ الإسلام: تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش إله يعبد، ولا في المصاحف قرآن، ولا لله في الأرض كلام؟! ودق بعمامته الأرض، وقام واقفا ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتابك ورسلك، وأن هذا شيء ما أعمله ... )) ثم دعا عليهم.
ولما قالوا له: كل هذا يعملونه حتى توافقهم، وهم عاملون على قتلك أو نفيك أو حبسك، فقال لهم: ((أنا إن قتلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة ... )) فيئسوا منه وانصرفوا. (ذكره إبراهيم الغياني خادم شيخ الإسلام - الجامع 147 - 148).
------------------------------------------------------------
والمرجع هو الجامع 147 - 148
قلت: ((((((ذكره إبراهيم الغياني خادم شيخ الإسلام - الجامع 147 - 148).)))))
وهي ضمن فصل: " فيما قام به ابن تيمية وتفرد به وذلك في تكسير الأحجار " لخادم شيخ الإسلام الغياني
من < الكواكب الدراري > المجلد 41/ ق 125 - 130 (مخطوطة الظاهرية 587) .... ونشره محب الدين الخطيب في القاهرة سنة 1368 بعنوان ((ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية))
وأقول لأخواني:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون))
__________________
فاعلموا عباد الله أن ((الذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من الضرب بالسيوف)) (1)، كما قال الإمام يحيى بن يحيى النيسابوري - رحمه الله -: وإن (الرادّ على أهل البدع مجاهد) (2)، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
--------------
(1) (2): انظر كتاب " نقض المنطق" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (ص12)
------------------------------------
ثم قال:
الكاتب: أبو البركات المشاركات: 604 21 - 12 - 1423 هـ 09:54 م
البيان الختامي لإلجام أبو حفص الجهمي ...
سوف أعرض للأحبة الأفاضل من أهل السنة والجماعة فقط مسلسل مسألة التوبة المزعومة مع هذا الجهمي الملقب بالأزهري ....
بدأت القضية بسؤال من الأخ الحبيب Grozeny حول ملابسات هذه الكذبة الصلعاء فبينا أنا والشيخ محمد أمين زيفها ..... ثم بعد ذلك نقلها الأخ Grozeny إلى منتدى ملتقى الأحباش .... بعد ذلك دخل هذا الجاهل الجهمي الجلد (الأزهري) في الموضوع وهذا من فضل الله لكي ينفضح كما فُعِل بأسلافه .... ثم بعد ذلك دار النقاش بين Grozney والأزهري مع دخول طرف ثالث جديد أسمه (البسيط) ... أنا كنت في ذلك الوقت مشغول ولم أدري ما كان يدور في منتدى الأخوان ... في يوم من الأيام دخلت إلى ذلك المنتدى ورأيت الردود وعجبت من طلب الأزهري حول المصادر التي ذكرت قصة المشايخ التدامرة والتي كانت سنة 708هـ حيث أنها قاصمة على خصوم شيخ الإسلام وعاصمة على أتباعه في المسألة هذه .... المهم توقعت أن Grozeny نسي كتابة المصدر - وهو في الجامع - فبعد المراجعة وجدت المصدر لكن الإشكال الذي بدى للمتناقشين هو أني كنت قد فرقت في الكلام لتجنب الضغط لكي تسهل القراءة فأصبح في مقطعين ووضعت المرجع في آخر المقطع الثاني (أنظر الكلام في المشاركة أعلاه) فاعتقد الأزهري أن المقطع الأول منقول بلا مصدر فطاش هذا الجاهل قائلا: لماذا لا تضعون وتعزون قصتكم (يعني مشايخ التدامرة) إلى مصدر لكي نعلم من أين أتيتو بها! .... واخذ يكرر هذا الطلب، وإندفاعه في طلب المصدر أفاد النقاش في التركيز حول نقطة محدودة.
بعد يوم أو يومين (ومن تأخر مقصود مني) وضعت المصدر الأصلي وهو من كلام خادم شيخ الإسلام وتلميذه إبراهيم الغياني ووضعت الكتب المأخوذه منها هذا الكلام وهي (الكواكب الدراري) و (ناحية من حياة شيخ الإسلام)
وبعد ذلك سارع الأخ البسيط بوضع المصادر في منتدى الأخوان في رده على الأزهري ... فحار الأزهري في رده ثم خرج بشيء جديد وهو قوله أن هذا " الغياني " ماسمعنا به عرفونا به!!!
وانا أقول في نفسي هل عرف جميع المصادر ورجع لها وأصبح المشكل الوحيد لديه هو جهالة ابراهيم الغياني؟؟!!! ... المهم أنه أصر على جهالة الغياني والمطالبة بتوثيقه أو يصبح قوله هو الصحيح!!!
ودار نقاش بينه وبين الأخوين وفي إحدى الردود قال هذا الجهمي الحقود للبسيط و Grozny بأنه يوجد لديه دليل أقوى من لجوءكم إلى كلام هذا المجهول ويعني (الغياني) لكي تطعنوا في دعوى توبة ابن تيمية ....
قلت في نفسي سبحان الله الرجل يعرف أن التوبة باطلة ولديه دليل على ذلك ... لكن الحقد يجري في عروقه قطعها الله لذلك يسعى إلى تشكيك أتباع شيخ الإسلام فقط وهذا الأسلوب هو الذي كان يفعله كبيرهم الذي علمهم السحر وهو الكوثري -عدو نفسه- في تشكيك الناس في دينهم ...
ولقد كان يقصد كتاب < بيان تلبيس الجهمية> وهو من الكتب الأخيرة للشيخ ...
المهم مرت الأيام ويأبى الله إلا أن يفضح هذا الجهمي في هذا المنتدى ...
فدخل وأول مشاركه هي باللون الأحمر!! قائلا (من هو ابراهيم الغياني؟) وقلت لعلي أرد غدا في الليل علما انه كرر السؤال ثانية ....
فأقول لك ياجاهل جهمي جلد جامد مايلي:
أنت تسأل عن الغياني ولا تعرف ماهو كتاب " الكواكب الدراري " ولمن؟؟
وتسأل عن الغياني ولم تعرف كتاب " ناحية من حياة شيخ الإسلام " من مؤلفه؟؟
فأقول لأخواني أهل السنة:
كتاب "الكواكب الدراري" أسمه الكامل هو < الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري > لابن عروة الحنبلي الدمشقي.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث عني ابن عروة رحمه الله على ترتيب أحاديث المسند وفقا إلى ابواب البخاري ولم يقتصر على ذلك بل تعرض لكا ما يناسبها من بحوث العلماء ورسائلهم ومؤلفاتهم فأوردها في كتابه كلما عرضت لذلك مناسبة وكان يركز على علماء الحنابلة وبالذات شيخ الإسلام وتلاميذته وطبقاتهم فاتسع الكتاب حتى بلغ مايقارب 150مجلد كبيرا، ولكن ياللأسف فقد الكثير منه وحفظ المتبقى في دار الكتب في المكتبة الظاهرية بضعة واربعون مجلدا من هذا المؤلف الحافل، بعضها من أوائل الكتاب وبعضها من أوسطه أو آخره، وقد تجاوز بعضها المجلد العاشر بعد المائة، وإن كثيرا من رسائل وكتب شيخ الإسلام المطبوعة كانت تستخرج منه.
وفي سنة 1321هـ وجد الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله في المجلد الحادي والأربعين من " الكواكب الدراري " على رسائل ومذكرات -لشاهد عيان- ألمت بنواحي من حياة شيخ الإسلام رحمه الله منها حول ماقام به شيخ الإسلام حول إنكار المنكرات وبعضها الآخر عما وقع للشيخ وهو مسجون بالقاهرة وكاتب هذه المذكرات هو:
خادمه إبراهيم بن احمد الغياني الحنبلي (توفي بعد 730) الذي كان معه طول مدة الحبس وثم كان رسوله إلى دمشق عندما نقلوه إلى البرج الأخضر في الإسكندرية.
ولقد جمعها الشيخ محب الدين الخطيب واصدر بها الكتاب المسمى (ناحية من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية)
بقلم خادمه إبراهيم بن أحمد الغياني رحمه الله
حيث حققه وعلق عليه الشيخ الخطيب وذلك سنة 1368هـ.
أما بالنسبة للشيخ ابن عروة الحنبلي: فهو علي بن عروة ن العلاء ابو الحسن المشرقيّ الحنبلي الدمشقيّ والمعروف بـ " ابن زكنون" ولد سنة 760هـ وتوفي سنة 837هـ وهو من كبار الزهاد والعباد والمحدثين من جهوده ترتيب المسند على أبواب البخاري.
راجع < المقصد الأرشد > (2/ 237)
<الجواهر النضدة > (95)
< المنهج الأحمد > (486)
< التسهيل > (2/ 46)
<الشذرات> (7/ 222)
<الضوء اللامع> (5/ 214)
ومذكرة إبراهيم الغياني خادم شيخ الإسلام موجده الآن في المكتبة الظاهرية ضمن الكواكب الدراري (41/ق125 - 130) نسخة 587.
============
__________________
فاعلموا عباد الله أن ((الذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من الضرب بالسيوف)) (1)، كما قال الإمام يحيى بن يحيى النيسابوري - رحمه الله -: وإن (الرادّ على أهل البدع مجاهد) (2)، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
--------------
(1) (2): انظر كتاب " نقض المنطق" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (ص12)
ـ[ابوطيب]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 06:07]ـ
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...(/)
فوائد متناثرة .....
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 03:48]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فلا شك أن مطالعة كتب أهل العلم, من أفضل ما شغل به الطالب وقته و زمانه.
وقد أحببت ان أتحف إخواني بهذه الفوائد المتناثرة هنا .... و هناك في كتب السادة العلماء.
قال العلامة أبو مدين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في "الصوارم و الأسنة" {151ـ152}:
مذهب مالك إذا قيل المراد/// منه الذي لمالك فيه اجتهاد
وغيره مما عليه نص لا/// يعد مذهبا له مؤصلا
فعزو مذهب لذي اجتهاد/// بعد وجود النص ذو فساد
بل كل ماثبت بالدليل/// ينسب للإله و الرسول. إ.هـ
قال الشيخ العلامة حسن المشاط المكي ـ رحمه الله ـ في "الجواهر الثمينة بذكرأدلة عالم المدينة" {ص:248}:
الاستقراء معناه: تصفح الجزئيات ليحكم عاى أمر يشمل تلك الجزئيات, فهو استدلال بثبوت الحكم للجزئيات على ثبوته للكلي. و هذا هو الاستقراء التام.
الاستقراء الغير التام: إلحاق الفرد بالأغلب, و هو ثبوت الحكم في الكلي بواسطة إثباته بالتتبع في بعض الجزئيات الخالي عن صورة النزاع, بشرط أن يكون ثبوت الحكم للبعض يحصل معه ظن عموم الحكم. إ.هـ
جاء في"الدر الثمين" لمحمد ميارة الفاسي ـ رحمه الله ـ {139} أنَّ:
1ـ ثمانية مسائل من باب إزالة النجاسة يكفي فيها المسح:
السيف الصقيل, و الجسم و الثوب و المخرجان و موضع الحجامة و القدم و الخف و النعل من أرواث الدواب و أبوالها.
2ـ ثمانية أثواب لا يطلب غسلها إلا مع التفاحش:
ثوب صاحب السلسو الجرح السائل و ذوي القرحة و البواسير و ثوب المرضع و المتعيش بالدواب في سفره و الغازي بأرض الحرب لا يجد من يمسك له الفرس يصيبه بوله و دم البرغوث.
3ـ ثمانية تحمل على الطهارة:
الذباب يقع على النجاسة ثم على الثوب أو البدن أو البقعة و ذيل المرأة المطالة للستر و قطرة سقف الحمام و ميزاب السطوح و آلة رفع الماء كالدلو و الحبل و طين المطر و ما نسجه الكافر و أبواب الدور. {طينها الناشئ عن غسلها}.
4ـ و ثمانية تجب بالذكر و تسقط مع النسيان:
طواف القدوم و زوال النجاسة عن ثوب أو بدن أو مكان و النضح لما شك فيه و ترتيب الصلوات و الفور في الوضوء و الغسل و الكفارة في رمضان و قضاء التطوع من صلاة و صيام و اعتكاف و التسمية في الذبح.
قوله "و قضاء التطوع .... " قال خليل بن إسحاق المالكي في "التوضيح":"إذا قطعت عمدا من غير عذر لزم القضاء".إ. هـ على المشهور من المذهب, و الراجح في المذهب خلافه.
قال الامام زروق المالكي ـ رحمه الله ـ في شرح "الرسالة":"حذروا {أي الشيوخ} من إجماعات ابن عبد البر و اتفاقات ابن رشد و خلافيات الباجي ,فإنه يحكي الخلاف فيما قال اللخمي يُختلف فيه. إ.هـ أنظر"البوطليحية" للنابغة الغلاوي ـ رحمه الله ـ {ص:96 هـ2}.
وجاء في كتاب:"أخبار الفقيه المحدث أبي محمد عبد الله بن الحسن ـ عليه السلام ـ" لأبي هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير, أنَّ:
عبد الله بن إسحاق الجعفري قال: كان عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة قال, فتذاكروا يوما السنن, فقال رجل كان في المجلس: ليس العمل على هذا, فقال عبد الله: أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام, أفهم الحجة على السنة؟ قال ربيعة:"أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء"إ. هـ {ص:148} وعبد الله هو ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أ عليهم السلام ـ و كان شيخا لمالك و أبي حنيفة و الثوري ـ رحمهم الله ـ.
يتبع إن شاء الله تعالى .......(/)
جنايات على العلم والمنهج (1) العكوف والدوران على كتب بعينها لا تُجاوز ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 01:22]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى له وصحبه ومن والاه وبعد ...
فمن أشد المسالك خطراً على العلم وأهله =العكوف على كتب بعينها والدوران حولها قراءة وشرحاً وتحشية وتقريراً بحيث تهوي هذه الكتب بأخوات لها قبلها ومعها وبعدها في غياهب النسيان وجب الغفلة ... وبحيث يؤدي هذا العكوف بالطالب إلى صنع سياج من الإلف والعادة يحول بينه وبين تتبع أوائل الأمور،وتحقيق ما في هذا الكتب من تصورات وأحكام، ثم يقوده كل ذلك إلى سجن كبير يتعامل الطالب فيه مع ما ورد في هذه الكتب على أنه حزم من المسلمات التي لا يجوز نقضها أو حتى مجرد البحث في مدى سلامتها.
وهذه الجناية تحديداً هي التي أودت بالأزهر ذلكم الصرح العلمي الشامخ، والذي بات –من أثر هذه الجناية-عقبة كؤوداً في طريق التجديد والمجددين، وسيفاً مسلولاً في وجه كل من يفكر في تجاوز تقريرات الرازي والسبكي ونظرائهم في مجالات العلم المختلفة.
وأنت تجد أثر هذه الجناية أينما وجهت بصرك وطوفت به في أبواب العلم .. ولا يخفاك ما لمقدمة ابن الصلاح ونزهة الحافظ من سطوة على قلوب طلاب علم الحديث حتى أصبح مجرد التعرض لما فيهما من خلل منهجي تهمة ومن بدع المحدثين ..
ولا يفوتني الإشارة إلى عبارة ابن الملقن الشهيرة عندما قال لبعض المالكية: أنتم قاسميون .. أي إن دورانكم حول مدونة ابن قاسم وعدم تجاوزها إلى غيرها من المنقولات وسبل العلم بما كان علي مالك =رفع عنكم لقب المالكية ولم يبق لكم إلا لقب صاحب الكتب الذي تطوفون حوله ...
وأنت اليوم تجدُ هذه الجناية في أوساط التعليم غير النظامي للسلفيين =وقد اتخذت أعتى صورها شراً وأشدها خطراً ...
ذلك أن الدوران حول كتب بعينها قديماً كان يحصل في مستويات مختلفة من الكتب والمراحل العلمية .. أما اليوم فالسلفيون يدورون حول مجموعة من الكتب المتقاربة المستوى ولا يعدونها إلى غيرها مما هو أشد صعوبة وأكثر عمقاً في العلم محل البحث ...
فالكتب التي تُدَّرس في الاعتقاد بداية من ثلاثة الأصول وانتهاء بمتن الطحاوية كلها قريب من قريب .. وليس فيها ما هو بعيد الغور بحيث يرفع من مستوى طالب العلم ويجعله مؤهلاً لفهم مطولات شيخ الإسلام أو لتحرير بعض مشكلات عقائد أهل السنة فضلاً عن فهم كتب أهل الفرق .. ولا أستثني من الكتب المدرسة شيئاً سوى التدمرية على قلة ظاهرة في شروحها ومن يَدرسها ويُدرسها ...
وأصول الفقه من الورقات إلى قواعد الأصول إلى ... إلى ... كلها كالسابق لا يُستثنى إلى ما يصنعه البعض من تدريس وشرح روضة الناظر وهو شيء يكاد يكون محصوراً في الدراسة النظامية أما خارجها فأندر من النادر فضلاً عن الخلل الناتج من اعتبار الروضة مرحلة صالحة للتدريس بعد المتون المختصرة ...
وقس على هذا ....
ولولا عناية بعض مدرسي مصطلح الحديث بتدريس مثل شرح العلل ومقدمة ابن الصلاح والنكت لكانت العلوم جميعاً هكذا ... على أن الصورة في المصطلح أيضاً ليست وردية تماماً ...
وفوق ماذكرنا من سلبيات هذا العكوف فإن الصورة المعاصرة تضيف لنا سلبية جديدة وهي: أن المدرسين المعاصرين لديهم القدرة على شرح الكتب المتقدمة الأشد عمقاً ولكن هذه الصورة ستُنتج لنا جيلاً من المدرسين عاجز عن تجاوز هذه الكتب وفهمها وبالتالي عاجز عن شرحها ... إلا إذا عانى هذا الشرح اعتماداً على الفهم الذاتي والمصيبة عندئذ تكون غالباً أعظم ....
وأنت تجد أن لطالب المجد إذا تجاوز الكتب المبتدئة فإنه لا يجد من يأخذ بيده ويساعده على ما هو أبعد غوراً منها وأشد عمقاً ... فلا يجد حيلة إلا أن ينقلب مدرساً لما درسه هو من كتب البدايات ... وبالتالي تخسر الأمة عالماً كان منتظراً ... أو أن يُقبل هو على فهم المطولات بنفسه وغالباً ما يُنتج هذا متعالماً متفيهقاً جديداً تبتلى به الأمة ...
وإذاً:
فلابد من الترقي في مدارج الطلب وأن يُصاحب هذا الترقي ترقياً من المدرسين والشراح فلا يطوفون حول كتب معينة لا يغادرونها إلا لما هو أغرب اسماً ولا يبعد عن مستوى ما يدرسون ... في سلسلة نكدة من التكرار والاجترار ... بل لابد من الانطلاق إلى تراث القرون السابقة ومعاناة شرحه وتقريبه للأجيال المعاصرة .. وأن نعرفهم مظان العلم وأن نعودهم التحقيق ومعاناة بذل الوسع في الوصول إلى الحق دونما آصار أو أغلال تقعد بهم عن بلوغ أسمى الغايات ...
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 05:06]ـ
هذه من روائعك يا أبا فهر.
فالتجديد في القراءة يولّد تجديداً في التفكير.
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 05:53]ـ
كلام يحتاج إلى التأمل ..
لكن فهم كلام درء التعارض وغيره من الكتب الصعبة متوقف على الغوص في اعماق علم الفلاسفة وعلم الكلام، وقد حرّم ذلك على السلفيين، خوفا على عقيدتهم، فما السبيل لهم إذا؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 11:11]ـ
بارك الله فيكم ... وإهمال بعض آلات الشر التي لا هي أحد سبل كتب الخير كالفلسفة =أحد الجنايات ...
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 11:45]ـ
حبذا لو ركز اخواننا على الكتب الفقهية الأساسية، بل إذا وجدت البعض من الاخوة الحريصين على الإطلاع لوجدته منهمكا على سبل السلام ونيل الأوطار وهي كتب حديث وليست بكتب فقه. وبينهما فرق معلوم لذا أهل الإختصاص.
لكن الذي أعرفه أن المدارس التقليدية وأضرب لك مثلا ببلاد المغرب فالفقه يدرس على الأسس الصحيحة. فمالكية المغرب يبدؤون بالأخضري ثم منظومة ابن عاشر ثم الرسالة ثم متن خليل.
ومن سيطر على مسائل ابن عاشر فقد حاز علما وفيرا في أحكام العبادات.
مالكية مصر يبدؤون بالعشماوية على حد علمي.
بارك الله فيك أخي، نصيحتك في الصميم.
أسأل الله أن يعجل برجوع الأيام الزاهية أيام الحضارة والإزدهار.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 04:25]ـ
كلام يحتاج إلى التأمل ..
لكن فهم كلام درء التعارض وغيره من الكتب الصعبة متوقف على الغوص في اعماق علم الفلاسفة وعلم الكلام، وقد حرّم ذلك على السلفيين، خوفا على عقيدتهم، فما السبيل لهم إذا؟؟
بل وجدتُ العكس. . نقرأ الدرء ومن ثم نفهم مقاصد الكلام والفلسفة. أما محاولة تفهم الكلام والفلسفة قبل الدرء فلن ينتج - في الغالب - شيئا. وسببه أن عبارات شيخ الإسلام وطريقة عرضه للمسائل = أسهل بكثير من صنيع القوم في كتبهم فضلا عن سعة الأفق وصحة المضمون.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 10:48]ـ
أختلف معك أخي نضال،ولا تهمني القبلية ولا البعدية بقدر ما يهمني إخبارك أن طالب العلم الذي يكتفي بكتب الشيخ في معرفة مقالات الفلاسفة = تكون معرفته ناقصة مشعثة ولا يكون صاحب تصور تام أبداً ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2010, صباحاً 09:38]ـ
أما أن يكتفي الطالب بكتب الشيخ لمعرفة مقالات القوم فلا أقوله ولا أحث عليه. فالمصادر الثانوية لا تغني أبدا عن الأولية. لكن كتب الشيخ هي النافذة الأساسية للتعرف على عقائد السلف المفصلة وللتعرف على ما يخالفها من آراء المتكلمين وأهواء المتفلسفين. وفيه شرح واضح متوازن لمبادئها وأصولها لا نجدها في كتب القوم نفسه لا في (عيون الحكمة) ولا حتى في (مقاصد) الغزالي. ثم إن كتاب (درء التعارض) بالذات - وهو الذي عليه كلامي السابق - كتاب جماع وليس مجرد تصوير وأخذ ورد. فكم نقل فيه الشيخ نصوصا مهمة من بطون الكتب الفلسفية والكلامية - قديمها ومتأخرها، مطبوعها ومخطوطها ومفقودها - ما يجعل مطالعة هذا الكتاب أدت ببعض وظيفة مطالعة المصادر الأولية وزيادة. ومن تجربتي الشخصية أنني كنت قابلت على (النجاة) و (تهافت التهافت) وليس عندي حينها من المادة السنية غير كتاب (التوحيد) و (الأصول الثلاثة) وشيئ من الفتاوى العثيمينية، فلا أفهم منهما غير حرف واحد. . حتى أتيت إلى (الجواب الصحيح) و (درء التعارض) ففهمت مقاصد القوم فقرأت الكتابين بدون عناء يذكر وسهل علي بعدها قراءة ملخصات الرازي وشروح الطوسي - فلله الحمد في الأولى والآخرة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 12:09]ـ
المهم أننا متفقان أن مقالات الفلاسفة تدرك إدراكاً تاماً من مصادرها الأصلية ..
ـ[أبو عبد الله عيسى]ــــــــ[23 - Mar-2010, مساء 10:02]ـ
والله نصائح في القمة تدل على فطنة صاحب المقال
نعم لا بد من وفقة تأمل في هذه المقالة .... وفقك الله لكل خير
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 02:00]ـ
لي عودة بارك الله فيكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 10:11]ـ
المهم أننا متفقان أن مقالات الفلاسفة تدرك إدراكاً تاماً من مصادرها الأصلية ..
متفق عليه، لكن مع التنبيه بأن هذا لا يكفي للإدراك التام بالفلسفة، بل لا بد من مقارنتها بكتب السلف وأتباعهم كي نستطيع أن نضع أفكار الفلاسفة في مكانها اللائق بها من الحقيقة والبطلان والنفع والضرر والصلاح والفساد. بارك الله فيكم شيخنا الحبيب.
ـ[بوشجاع عبدالله]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 10:51]ـ
جزاكم الله خيرا ....
ورفع قدركم،،
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 01:21]ـ
لابد من الدوران حول منظومة واحدة في بدايات التكوين الفكري
ولولا الدوران لضعف العقل عن المقارنة والتحليل
فالدوران حول منظومة اجمع على صحتها ضمان من التردي يمينا او شمالا
اما التجديد والبحث فهذا مطلب الجميع المهم الدوران حول منظومة صحيحة
فالمتغيرات المعاصرة والفتن تواجهها الثوابت والا فسد التجديد بأصحابه
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 11:21]ـ
بل يجب إماتة هذه العلوم ومنها الفلسفة
ففائدتها قليلة وخطرها عظيم فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة
فقد حذر السلف من كتب الكلام وبينوا خطرها
ورد العلماء على هؤلاء من باب الضرورة
فيجب على السني دراسة العقيدة وضبطها على المشايخ
والاهتمام بعلم الحديث والتفسير والفقه المدعم بالدليل
فإن العمر قصير والعلم النافع في كتب السلف التي نسيها أكثر طلبة العلم ...(/)
قرّة عينه في الصلاة يا لئيم .. مطلوب مشاركة طلبة العلم. والشيوخ إن أمكن
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 06:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد: ـ
أيها الأحبة الكرام:ـ
يقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [الأنعام:من الآية 112]
ويقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:31].
قدمنا من قبل على صفحات هذا الموقع المبارك عدداً من المقالات التي تتكلم عن الكذاب اللئيم زكريا بطرس، كانت مرحلةً أولى في التصدي لهذا الكذاب اللئيم وردّه عن عرض الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن الدين، وبيّنا كيف أنه كذاب لئيم وليس مبشر عظيم كما ادعى هو، عليه من الله ما يستحق.
واليوم إن شاء الله تعالى في هذا الملف نعرض لشبهاته حول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي طيات الكلام نزيد الأمر بياناً لمن لم يقرأ، ولمن بقي في نفسه شك من أن هذا الرجل كذاب لئيم.
وقبل أن أقدم لحضراتكم بحثي دعني أعرض عليك ما يتكلم به بطرس اللئيم على رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
?هكذا يتكلم بطرس اللعين على سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم:
يتكلم الكذاب اللئيم زكريا بطرس، ويتكلم غيره، بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان شهوانيا لا همَّ له إلا النساء، تزوج ستة وستين (66) امرأة غير سيدات المتعة (1)، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستولي على زوجات أصحابه بـ (العافية) أو بـ (المحايلة) ويعد من هؤلاء ـ الذين استولى عليهم بالعافية أو المحايلة ـ زينب بنت جحش وصفية بنت حيي وجويرة بنت الحارثة والفتاة الفزارية (2)، ومن وقعت عليها عينه وأعجبته تحرم على زوجها في الحال (3). يقول وقد أخذ تصريحاً بأن يتزوج من يشاء.ويقول أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يطوف على نسائه كلهم في ليلة واحدة (4)، وكان يحض على النكاح ـ وهو يفسر النكاح بالجماع ـ ويقول النكاح من سنتي (5)، وكان يباشر زوجاته وهن حائضات ـ ويتأفف عند ذلك ـ وأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يُقَبِّل زوجاته وهو صائم، ويقول بأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان فناناً (6)، وأنه يمكن استخراج كتاب جنسي بعنوان (من أقوال الرسول) (7) ـ قبَّحه الله ـ، ويقول أنه كان يعجب من الدنيا بثلاثة أشياء (النساء والطيب والطعام) ثم يعلق قائلا باللهجة العامية المصرية (الشيء ولزوم الشيء، يعني هيجيب طاقة من فين للنساء إلا لمّا يملاها تمام) (8). ثم يختم قائلا أن هذا كله قليل من كثير ولكنه سكت عن هذا الكثير لأن ذكره ـ أي الرسول صلى الله عليه وسلم ـ قبيح.!! قبَّح الله بطرس ومن قال بقول بطرس.
ويقول أن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كان قتّالا يقتل المعارضين من النساء والرجال .. لا صبر له على المخالف .. أيا كان هذا المخالف رجلا كان أو امرأة، صغيرا كان أو كبيرا .. يقتل بأبشع الطرق (9). هكذا يقول هذا الكذوب.
هذه هي الصورة التي يرسمها بطرس للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قتَّالٌ للرجال مِزْواج للنساء، ويسأله المذيع مرة في برنامج أسئلة عن الإيمان: ألم يكن في محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير؟
فأجاب: بلى. كان فيه خير، كان يداعب زوجاته، يغتسل هو وعائشة في (طشت) واحد، ويجري ورائها وتجري ورائه .. يرشها بالماء وترشه بالماء .. !!.
هذا هو الخير الذي وجده في سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.!!
? وقفه:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أحدهم بعد أن اطلع على ما يقوله بطرس: حقدَ على شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنزع منه كل خير، ومعلوم بالبديهة أن شخصا أقام أعظم دولة في التاريخ لا زالت موجودة إلى اليوم، وشخص حظي بكل هذا الحب والهالة من التعظيم والتقدير، ولا زال أتباعه يحبونه إلى الآن أشد من حبهم لأنفسهم لن يكون بهذه الصورة.فأخو الخنا لا يسوس الناس ولا يقود الجيوش، ولا يقيم الدول، والغليظُ القتال ضيقُ الصدرِ لا يحبه الناس .. يهابونه ثم يلعنونه بعد موته، أما هذا فحبيب لا زال. نفديه بالنفس والأهل والمال.يكفي هذا للتدليل على كذب بطرس.
? لماذا الرد على بطرس؟
قلتُ: وزكريا بطرس ليس فردا، وإنما توجها عاماً داخل النصرانية اليوم، وكلامه يؤيده الأقباط جميعهم، بين مُقِلٍّ ومستكثر، فلم نسمع إلى الآن من ينتقده بل ينقلون قوله ويفرحون بفعله ويعدونه (صوتا صارخا في البرية). ويمكن القول بأن هذا هو التصور الذي في ذهن نصارى اليوم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.ولذا وجب الرد على الشبهات، ونحن هنا نتوجه لشبهاتهم ونمتطي بطرسا كنموذج، نريد أن نزيل الغمة عن الحيارى من هذه الأمة، وبطرس لأنه حوى جميع خبائثهم، وقال بجميع ما يتكلمون به.
? السؤال:أحقا ما قال بطرس؟
: أبدا، ولا شيء مما قال بطرس حقٌ.
: من أين له بهذا الكلام إذا؟
: بالكذب المباشر، أو بالكذب غير المباشر .. يقطع النص من سياقه العام ويفسره من رأسه، أو يعتمد الضعيف والشاذ وما لا يصح من الأحاديث وأقوال العلماء.
: وضح كلامك.
: حاضر. أوضحه في عدد من المباحث هي:
1. ـ كيف تتكون شبهات النصارى بشيء من التفصيل.
2. ـ بطرس يكذب فيما يتكلم.
3. ـ علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنَّ، وكذا جميع الأنبياء.
4. ـ الفتاة الفزارية وزواج النبي صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة وزينب وجويرة وصفية رضوان الله عليهن.
5. ـ لهذا قتلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهنا فصل في بيان الحكمة من تشريع الجهاد.
6 ـ ما يخفيه بطرس على مستمعيه.
7. ـ الناسخ والمنسوخ عندنا وعندهم.
وعمّا قريب إن شاء الله تعالى أنتهي من مبحث أخير بعنوان جناية زكريا بطرس على النصرانية وألحقه بهذا البحث.
أسأل الله أن يتقبل ويبارك، وأن يكتب أجر من قرأ ومن نشر ومن كتب أضعافاً مضاعفة، بفضله وكرمه ومنته
وإلى البحث من هنا:
http://www.ebnmaryam.com/ ... /modules.php?n...t=&book=427
===========================
( 1) في الصميم الحلقة الخامسة عشر. د/24، وأسئلة عن الإيمان الحلقة 62.د/9، وكرر ذات الكلام في الحلقة 39 من أسئلة عن الإيمان د/6،7، والحلقة 9 من برنامج حوار الحق د/ 23 وما بعدها وفي هذه الحلقة تفصيل لكذبه.وكرر ذات الكلام في الحلقة 39 من أسئلة عن الإيمان د/6،7.
(2) حوار الحق الحلقة التاسعة د/14، والحلقة 39 من أسئلة عن الإيمان د/17، 18، أسئلة عن الإيمان الحلقة 94 د/14، (2) أسئلة عن الإيمان الحلقة 95 بداية الحلقة.
(3) حوار الحق الحلقة التاسعة د/15
(4) حوار الحق الحلقة التاسعة د/19
(5) حوار الحق الحلقة التاسعة د/ 21:36
(6) حوار الحق الحلقة التاسعة د/ 21:36
(7) حوار الحق الحلقة التاسعة د/21:40
(8) حوار الحق الحلقة التاسعة د/17
(9) الحلقة 37 من أسئلة عن الإيمان د /4، وما بعدها، وكل هذه الحلقة على هذا النحو. وهو كلام يردده كثيرا.
أخواني الكرام في هذا المنتدى المبارك
وهذا البحث سأقوم ـ إن شاء الله ـ بطباعته، وهو تكملة لبحث آخر طرح في السوق من أشهر، فأرجو التصويب إن ثم خطأ شرعي.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 06:45]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله!
هداك الرحمن يا أبا جلال.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:34]ـ
اللهم آمين!
وما ذاك؟!
ضاق صدرك بما قرأتي؟؟
فكيف لو نزلت الميدان؟ واعتركتي مع عباد الصلبان؟؟
أقسمت بربي أن لا أرجع حتى .....(/)
هل يجوز الكسب من تأليف وبيع الكتب الشرعية لدور النشر؟
ـ[باحث نزيه]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 10:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرجو التفضل من أهل العلم بالإجابة عن هذا السؤال مشكورين.
هل يجوز الكسب المالي (للمؤلف) من تأليف وبيع الكتب الشرعية لدور النشر؟ وهل ينافي هذا الإخلاص لله تعالى في العمل أو يقلل من ثوابه؟ بارك الله تعالى فيكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:06]ـ
لا مانع من ذلك ولا حرج بإذن الله تعالى، ولقد كان بعض العلماء الكبار والمشهود لهم أيضا بالصلاح يعرضون كتبهم على السلاطين إرادة منهم كسبا عليها رحمهم الله، ولا ينافي هذا الإخلاص إن شاء الله تعالى متى ما صدقت نية الشخص.
فلا يعدو التأليف عبارة عن جهد من المؤلف، ثم هو ملكه ونتاجه الفكري، فه بيع جهده ونتاجه إن أراد ذلك ليوفر له ولأهله لقمة العيش والراحة النفسية.
والله أعلم(/)
شروحات صوتية لمتون الفقه المالكي
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 03:07]ـ
السلام عليكم ....
لمن اراد مجموعة من الدروس العلمية لعلماء المغرب في الفقه المالكي تفضلوا ...
وانتظروا المزيد:
http://nadi.mam9.com/montada-f4/
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 11:09]ـ
حياكم الله أخي الحبيب عبد الرحمان الظاهري و بارك الله فيكم ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 11:28]ـ
شكر الله لك شيخي الفاضل أبو العباس المالكي ...
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 03:20]ـ
بارك الله فيك(/)
رجل تسلطت عليه امرأته والقطة والنمل ماذا يفعل؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 11:28]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
سئل شيخ الإسلام رَحِمهُ اللّه عمن تسلط عليه ثلاثة: الزوجة، والقط، والنمل: الزوجة ترضع من ليس ولدها، وتنكد عليه حاله وفراشه بذلك، والقط يأكل الفراريج، والنمل يدب في الطعام: فهل لهم حرق بيوتهم بالنار أم لا؟ وهل يجوز لهم قتل القط؟ وهل لهم منع الزوجة من إرضاعها؟
فأجاب:
ليس للزوجة أن ترضع غير ولدها إلا بإذن الزوج. والقط إذا صال على ماله، فله دفعه عن الصول ولو بالقتل، وله أن يرميه بمكان بعيد؛ فإن لم يمكن دفع ضرره إلا بالقتل قتل. وأما النمل: فيدفع ضرره بغير التحريق. واللّه أعلم.
مجموع الفتاوى ج32 ص273 ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 12:07]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله شيخ الإسلام فقد كان أعجوبة عصره لما وهبه الله من فرط ذكاء وحكمة
ـ[علي الزيود]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 12:11]ـ
بارك الله فيك
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:21]ـ
رحم الله اعجوبة عصره كيف اجاب على هذا السؤال العجيب
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 06:26]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 07:49]ـ
ومن العجائب والعجائب جمة
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 08:18]ـ
اين العجب في السؤال و الاجابة؟؟؟
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 09:59]ـ
والله لقد حزنت لما لم أفهم امرا فهمه كل الأخوة ..... واعدت قراءة السؤال والاجابة ..... لكنى استرحت لما شاركنى احد الأخوة الأفاضل فى عدم ملاحظة أية أمر عجيب ......
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 12:25]ـ
إخواني وهل قلت إن هناك عجبًا في الجواب؟؟
نقلت فتوى أعجبتني، فما الغريب في ذلك؟
لكن الجواب به مهارة فائقة في وجهة نظري، وبه إيجاز واضح، إضافة إلى أن السؤال به خفة ظل ..
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 07:27]ـ
إخواني وهل قلت إن هناك عجبًا في الجواب؟؟
نقلت فتوى أعجبتني، فما الغريب في ذلك؟
لكن الجواب به مهارة فائقة في وجهة نظري، وبه إيجاز واضح، إضافة إلى أن السؤال به خفة ظل ..
أخي الفاضل لم أكن أقصد مشاركتك
و لكن من ردوا عليك(/)
والي مكّة في القرن العاشر الهجري
ـ[مهماز]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 02:47]ـ
السلام عليكم
أنا معنيّ بمعلومات عن ولاة مكّة المكرّمة في العهد العثمانيّ، خلال القرن العاشر الهجريّ.
ومنهم الشيخ "أبو صالح الحنفيّ".
فتح الله على من أعاننا على البحث، أو أرشدنا إلى نوعيّة المراجع الّتي يُتوخّى منها أن تشتمل على هذه المعلومات.
ـ[مهماز]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 02:07]ـ
لا زلنا في انتظار ذوي الهمم العالية(/)
أداء الأمانة بتلخيص كتاب الإبانة للإمام الأشعري
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 06:32]ـ
أداء الأمانة
بتلخيص كتاب الإبانة في أصول الديانةللإمام أبي الحسن الأشعري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
أما بعد فهذا ملخص ما ذكره الإمام العلم أبو الحسن الأشعري رحمه الله أحد أئمة أهل السنة في كتابه الرائع (الإبانة عن أصول الديانة) كنت كتبته لطلبة السنة الأولى من الطور الثانوي بمعهد الإمام الشاطبي, قصدت فيه تلخيص ما أورده الإمام في رده على المعتزلة والكلابية وغيرهم, وحرصت على نقل بعض ألفاظه كما هي وميزتها بالخط العريض, وحبرت ذلك بمتممات ومكملات والله الموفق.
لخصه
أبو عبد الله طارق بن عبد الرحمن الحمودي
باب رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة في كتاب الإبانة
1 - استدل رضي الله عنه بقوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة) وذكر أن كلمة النظر لا تخلو من أربعة استعمالات:
- أن تتعدى ب- (إلى) فتكون إما بمعنى الاعتبار كقوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) ولا يصح لأن الآخرة ليست بدار اعتبار , وإما أن تكون بمعنى الرؤية وهو المعنى الصحيح. ويدل عليه أنه تعالى قرن النظر بذكر الوجه.وإما أن تكون بمعنى التعطف كقوله تعالى (ولا ينظر إليهم يوم القيامة) ولا يصح لأن الخلق لا يجوز لهم أن يتعطفوا على خالقهم.
- أن تكون بمعنى الانتظار ولا تتعدى ب- (إلى) كما قال المعتزلة كقوله تعالى (ما ينظرون إلا صيحة واحدة) ولا يصح لأن الانتظار لا يكون في الجنة لأن معه تنغيصا وتكديرا وليس شيء من ذلك في الجنة.
2 - رد على المعتزلة تقديرهم (ثواب) في قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فقالوا: أي (إلى ثواب ربها ناظرة) بأنه لا دليل على هذا وأن (القرآن على ظاهره وليس لنا أن نزيله عن ظاهره إلا لحجة وإلا فهو على ظاهره)
3 - واستدل بقوله تعالى: (ولَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَ-كِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ).ووجه استدلاله كما ذكر أنه لا يجوز في حق نبي من أنبياء الله تعالى مثل موسى أن يسأل ربه مستحيلا وهو من أعلم الناس بالله تعالى, فدل سؤاله الرؤية على جوازها, وإلا لزم وصف موسى بالجهل.فيكون المعتزلة أعلم بالله منه.
4 - واستدل بأن الله تعالى علق جواز الرؤية في الدنيا على استقرار الجبل مكانه, وتعليق شيء على ممكن يدل على أنه ممكن
5 - ورد تشبيه المعتزلة سؤال موسى الرؤية بسؤال بني إسرائيل ذلك وإنكار الله عليهم في قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة) ب- (أن بني إسرائيل سألوا رؤية الله عز وجل على طريق الإنكار لنبوة موسى وترك الإيمان به) بخلاف موسى.
6 - واستدل أيضا بقوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) ونقل عن أهل التفسير قولهم في الآية: (الزيادة النظر إلى الله عز وجل).وقد صح تفسيرها بذلك عن النبي ?.فروى مسلم عَنْ صُهَيْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)
7 - واستدل أيضا بحديث (ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر , لا تضارون في رؤيته) وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة. وقد تواترت أحاديث الرؤية تواترا معنويا عن 29 صحابيا فيها الصحيح والضعيف
8 - واستدل على ذلك أيضا بأن الله موجود و (أنه ليس موجود إلا وجائز أن يريناه الله عز وجل) فنتج أنه يجوز رؤية الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - واستدل أيضا بأن الله يرى الأشياء ومن يرى الأشياء يرى نفسه ومن يرى نفسه فجائز أن يُرِيَنا نفسَه.
10 - ورد احتجاج المعتزلة بعموم قوله تعالى (لا تدركه الأبصار) للدنيا والآخرة. بأن الآية تدل على أنه لا تدركه أبصار القلوب والعيون لعموم قوله تعالى (الأبصار) ورؤية القلوب علمها بالله تعالى. .فإن جاز التخصيص هنا جاز هناك ولا فرق.
11 - واستدل عليهم بأن نفي الأخص - وهو الإدراك أي (الرؤية مع الإحاطة) إذ الأخص ما ازداد قيدا وهو الإحاطة هنا - لا يستلزم نفي الأعم - الذي هو الرؤية والأعم ما ازداد فردا -.والقاعدة أنه ليس من شبهة يوردها مبتدع إلا وفيها ما ينقضها كما قال بعض أهل العلم.
باب في أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
1 - استدل الإمام أبو الحسن لكون القرآن غير مخلوق بقوله تعالى: (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) فجعل أمره غير السماء والأرض وما فيهما.
2 - واستدل بقوله تعالى (ألا له الخلق والأمر) فجعل الأمر سوى الخلق)
3 - واستدل أيضا بقوله تعالى (لله الأمر من قبل ومن بعد) فدل على أن الأمر ليس من الخلق لأنه جعله قبله وبعده.
4 - واستدل بقوله تعالى: (إنما قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون) فلو كان قوله (كن) شيئا مخلوقا لاحتاج لتكوينه أن يقول له (كن) وهكذا. وهذا تسلسل وهو محال عقلا.
5 - ورد على المعتزلة زعمهم أن قول الله تعالى للأشياء كوني هي عينها بأنه يلزم منه أن الأشياء كلها كلام الله تعالى
6 - واستدل بقوله تعالى (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي) ووجه الدلالة أنه لو كان كلام الله مخلوقا لنفد كما تنفد كل المخلوقات, ولكنه لا ينفد فثبت أنه غير مخلوق.
7 - واستدل أيضا ردا على المعتزلة زعمهم أن الله تعالى خلق كلاما في الشجرة فكلم به موسى بقوله تعالى: (يا موسى ... إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) ووجه الاستدلال أنه يلزم من زعمهم ذاك أن المتكلم بدعوى الربوبية هي الشجرة.
8 - واستدل بأنه كما لا يجوز أن يخلق الله إرادته في مخلوق لأنه يلزم أن تكون الإرادة إرادة ذلك المخلوق فكذلك لا يجوز في كلامه.
قلت: وهذا منه رحمه الله كما في مواطن كثيرة استعمال للقاعدة المعروفة عند أهل السنة (القول في بعض الصفات كالقول في الصفات الأخرى)
9 - واستدل بقوله تعالى: (إن هذا إلا قول البشر) وتمامه (سأصليه سقر) وقال: (فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد جعله قولا للبشر, وهذا ما أنكر الله على المشركين).
قلت: وهذا قول الأشاعرة, فإنهم يقولون: ما في المصاحف لفظ جبريل أو محمد ?.
10 - واستدل أيضا بأن الذين يقولون إن كلام الله مخلوق (يلزمهم به أن يكون الله عز وجل لم يزل كالأصنام التي لا تنطق ولا تتكلم لو كان لم يزل متكلما لأن الله عز وجل يخبر عن إبراهيم عليه السلام أنه قال لقومه لما قالوا له: من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال: (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فاحتج عليهم بأن الأصنام إذا لم تكن ناطقة متكلمة لم تكن آلهة.) وهو قوله تعالى: (قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ).
11 - واستدل بقوله تعالى (لمن الملك اليوم) بعد نفاد الخلق وقال: فإذا كان عز وجل قائلا مع فناء الأشياء فقد صح أن كلام الله عز وجل خارج عن الخلق.
12 - واستدل بقوله تعالى: (وكلم الله موسى تكليما) وقال: (والتكليم هو المشافهة. ويقصد الإمام أن الكلام على حقيقته لأن توكيد الفعل بالمصدر دليل على إرادة حقيقته.)
13 - واستدل أيضا بأنه لو كان القرآن مخلوقا للزم منه أن أسماء الله مخلوقة, لأنها متلوة فيه, وهذا باطل.
قلت: هذا على اختيار الشيخ أبي الحسن أن الاسم هو المسمى كما قال في أول الإبانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - واستدل أيضا بقوله تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط) وأن الشهادة كلام, وبأنه لا بد أن تكون قبل الخلق وإلا لم تكن وحدانية, وإلا لزم أنه لم يشهد لنفسه بوحدانية الإلهية قبل الخلق ويلزم منه نفي وحدانيته قبل الخلق وهذا باطل.
15 - واستدل بقوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء). ووجه الاستدلال بها عنده أنه (لو كان كلام الله لا يوجد إلا مخلوقا في شيء مخلوق لم يكن لاشتراط هذه الوجوه معنى, لأن الكلام قد سمعه جميع الخلق.
16 - واستدل أيضا بأنه لو كان مخلوقا في شجرة لكان قد كلمه من غير حجاب.
17 - واستدل أيضا بأنه لو كان كلام الله الذي سمعه موسى مخلوقا في الشجرة لكان غيره أفضل منه لو سمعه من نبي كاليهودي يسمعه من نبي. وألزمهم بأنه (يوجب إسقاط مرتبة النبيين صلوات الله عليهم).
18 - واستدل أيضا بأنه لو كان كلام الله لموسى مخلوقا في شجرة لجاز أن يكون قول الذراع لرسول الله ? (إني مسمومة) كلام الله.وكذلك كلام الذئب لرسول الله ? معترفا بنبوته. وكذلك سائر كلام المخلوقات وقال للمعتزلة: (فما يؤمنكم أن يكون كل كلام تسمعونه مخلوقا في شيء وهو حق أن يكون كلام الله عز وجل.)
19 - واستدل بقوله تعالى لإبليس (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) ووجه الدلالة أنه لو كانت لعنة الله وهي كلام من كلام الله مخلوقا وكان كل مخلوق فانيا للزم منه فناء لعنة الله تعالى على إبليس فيكون إبليس بعد فناء لعنة الله عليه غير ملعون (وهذا ترك لدين المسلمين).
20 - واستدل أيضا بأنه لو كان كلام الله مخلوقا لكان جسما أو نعتا لجسم , فإن كان جسما جاز أن يقلب الله عينه فيصير إنسانا أو جنيا أو شيطانا, ولو كان نعتا لكان فانيا كما تفنى النعوت (لأنها لا تحتمل البقاء) ولجاز أيضا أن يقلبه الله جسما.
باب (ما ذكر من الرواية في القرآن)
1 - قول وكيع: (من قال القرآن مخلوق فهو مرتد) رواه عبد الله بن أحمد في السنة رقم (40) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة رقم (433) بلفظ (فهو كافر)
2 - قول ابن المبارك: (إنا نستطيع أن نحكي كلام اليهود ... ) رواه عبد الله بن أحمد في السنة (رقم23).
3 - قول حماد بن أبي سليمان لسفيان الثوري في أبي حنيفة: (بلغ أبا حنيفة المشرك ... ) رواه ابن الجعد في مسنده رقم (353) واللالكائي في شرح الاعتقاد رقم (393) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 388).ورواه البخاري في خلق أفعال العباد ص (29) بلفظ: (أبلغ أبا فلان)
4 - قول أبي يوسف: (ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن) لم أجده.
قلت: المعروف عن أبي حنيفة أنه يقول: (القرآن كلام الله تعالى في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ وعلى الألسن مقروء) كما في الفقه الأكبر له (ص301) وقال في وصيته (ص40) لأصحابه وهو في مرض موته لما استوصوه: (نقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق ... )
5 - قول سليمان بن حرب: (القرآن غير مخلوق ... )
6 - حديث (فضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) رواه الترمذي والدارمي في سننه عن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد الخدري وعطية العوفي ضعيف. ورواه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة عن عبد الوهاب بن عطا قال أخبرنا سعيد عن الأشعث الأعمي عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم, وقال المناوي في فيض القدير: (وخرجه ابن الضريس أيضا من وجه آخر عن شهر بن حوشب مرسلا ورجاله لا بأس بهم وخرجه ابن حميد الحماني في مسنده من حديث عمر بن الخطاب وفيه صفوان بن أبي الصهب مختلف فيه وخرجه ابن الضريس عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رفعه (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ثم قال: (وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه) قال ابن حجر: (أشار البخاري في خلق الأفعال إلى أنه لا يصح مرفوعا) وضعفه الألباني في الضعيفة رقم (1335)
7 - حديث (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان) رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عدي بن حاتم
8 - حديث (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري عن عثمان بن عفان.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - قول خباب بن الأرت: (يا هذا تقرب إلى الله عز وجل بما استطعت, ولن يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه) رواه اللالكائي في الاعتقاد رقم (558) وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية رقم (310)
10 - قول ابن عباس في قوله تعالى (قرآنا عربيا غير ذي عوج): غير مخلوق. رواه اللالكائي والقزويني في التدوين في أخبار قزوين من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.ورواه اللالكائي أيضا من طريق مكحول عنه.
11 - قول سفيان الثوري رواه اللالكائي في الاعتقاد رقم (415) ورواه عبد الله في السنة رقم (12) بلفظ: (من زعم أن قول الله عز وجل (يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم) مخلوق فهو كافر زنديق حلال الدم)
12 - قول جعفر بن محمد الصادق: (القرآن لا خالق ولا مخلوق) رواه البخاري وفي خلق أفعال الهباد رقم (86) البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص107) واللالكائي في الاعتقاد رقم (399) عن معاوية بن عمار الدهني قال: سألت جعفر بن محمد فقلت: إنهم يسألوننا عن القرآن أمخلوق هو؟ قال: (ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل)
13 - قول زيد بن علي. لم أجده , وزيد بن علي كان معتزليا أخذ عقيدته من واصل بن عطاء رأس الاعتزال فلعله كان يقول بقولهم في خلق القرآن والله أعلم.
14 - قول علي بن الحسين. رواه اللالكائي في الاعتقاد (2/ 237) عن يونس بن بكير عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: سئل علي بن الحسين عن القرآن, فقال: (ليس بخالق ولا مخلوق وهو كلام الله تعالى)
باب (الكلام على من وقف في القرآن وقال: لا أقول إنه مخلوق ولا أقول إنه غير مخلوق)
1 - احتج على المتوقفة في زعمهم عدم وجدانهم دليلا من الكتاب والسنة أو إجماعا على أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق بأن عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود
2 - وألزمهم عدم التوقف لعدم وجود شيء من القرآن أو الحديث أو إجماع يأمر بالتوقف كما زعموا في عدم قولهم بخلق أو عدم خلق القرآن.
3 - وألزمهم بالتوقف في كل ما اختلف فيه الناس كما توقفوا في اختلاف الناس في القول بخلق القرآن وعدمه.
4 - وصرح رحمه الله بأن القرآن في اللوح المحفوظ وأنه متلو بالألسنة حقيقة محفوظ في الصدور حقيقة مكتوب في المصاحف حقيقة
5 - ورد على القائلين بأن اللفظ بالقرآن مخلوق بأنه لا يجوز أن يقال إن القرآن لفظ أي ملفوظ بل يقال إنه متلو أو مقروء وعلل ذلك بأنهم يدلسون بقولهم ذاك لاحتماله إفادة المصدر والفعل أو الملفوظ
- فائدة: نقل عن البخاري رحمه الله تعالى أنه قال: (لفظي بالقرآن مخلوق) وأنكر عليهم كثير من أهل العلم والحق أن كلامه حق لو تأمل, وأنصفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواطن في كتبه فقال في درء تعارض العقل والنقل مثلا: (من قال: اللفظ بالقرآن أو القراءة أو التلاوة مخلوقة أو لفظي بالقرآن أو تلاوتي دخل في كلامه نفس الكلام المقروء المتلو وذلك هو كلام الله تعالى وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحا لكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره)
6 - وزعم الشيخ رحمه الله أن معنى قوله تعالى (ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث ... ) النبي ? أو حديثه لقوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين) ولقوله تعالى (ذكرا رسولا .. )
7 - واستدل أيضا بأن الله تعالى قال (ما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث) ولم يقل (ما ياتيهم من ذكر إلا محدث) ووجه الدلالة في هذا أن قوله (محدث) صفة مقيدة ومفهومها أن هناك (ذكرا) غير محدث ونظر له بأنه لو قال قائل: (ما يأتيهم رجل من التميميين يدعوهم إلى الحق إلا أعرضوا عنه لم يوجب هذا أنهم لا يأتيهم رجل إلا كان تميميا)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (12/ 521 و522): (إن احتج بقوله ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث قيل له: هذه الآية حجة عليك فانه لما قال (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) علم أن الذكر منه محدث ومنه ما ليس بمحدث لأن النكرة إذا وصفت ميز بها بين الموصوف وغيره, كما لو قال: (ما يأتيني من رجل مسلم إلا أكرمته وما آكل إلا طعاما حلالا) ونحو ذلك, ويعلم أن المحدث في الآية ليس هو المخلوق الذي يقوله الجهمي ولكنه الذي أنزل جديدا, فان الله كان ينزل القرآن شيئا بعد شيء, فالمنزل أولا هو قديم بالنسبة إلى المنزل آخرا, وكل ما تقدم على غيره فهو قديم في لغة العرب)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فحدوث الكلام هنا بالنسبة للمنزل عليه لا بالنسبة للمُنَزل فإن الله لا يحكمه زمان ولا مكان, ليس كمثله شيء.أي ليس كذاته ولا أوصافه شيء. ومنه قول النبي ? لابن مسعود: (إن الله يحدث من أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة)
8 - ورد على من ألزمه القول بخلق القرآن مستدلين بأن القرآن منزل وكل منزل مخلوق كقوله تعالى في الحديد (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) بأنه (قد أمرنا الله أن نستعيذ به وهو غير مخلوق, وأمر أن نستعيذ بكلمات الله التامات. وإذا لم نؤمر أن نستعيذ بمخلوق من المخلوقات وأمرنا أن نستعيذ بكلام الله فقد وجب أن كلام الله غير مخلوق)
وصورة هذا القياس الشرطي الاستثنائي أن تقول: (لو كان كلام الله مخلوقا لما جاز الاستعاذة به, ولكن الله أمرنا أن نستعيذ به فهو إذن غير مخلوق.)
باب استواء الله على العرش من كتاب الإبانة
1 - استدل رحمه الله على علو الله على خلقه وعرشه بقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) وقوله (إليه يصعد الكلم الطيب) وقوله تعالى (بل رفعه الله إليه) وقوله (يدبر الأمر في السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه)
2 - واستدل بأحد أقوى الأدلة على ذلك وهي قوله تعالى حكاية عن فرعون (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الاسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا). قال الشيخ: (كذب فرعون نبي الله موسى عليه السلام في قوله إن الله عز وجل فوق السماوات)
3 - واستدل بقوله تعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) وقال: (كل ما علا فهو سماء فالعرش أعلى السماوات)
4 - تكملة: معنى (في) في الآية (على) كما في قوله تعالى (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) أي (على جذوعها)
5 - واستدل على علو الله تعالى أن المسلمين جميعا يرفعون أيديهم - إذا دعوا - نحو السماء ... فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش , كما لا يحطونها - إذا دعوا - إلى الأرض.
6 - ورد على من جهمية المتكلمين زعمهم أن معنى (استوى) (استولى) و (قهر) و (ملك) وغيرها من معاني القدرة ولوازمها كما يقول متأخروا الأشاعرة بأنه يلزم من ذلك عدم الفرق بين العرش والأرض لأن الأرض أيضا ملكه وتحت قهره.
7 - ورد على جهمية الصوفية الحلولية زعمهم أن الله في كل مكان بأنه يلزم بهذا أن الله كان في بطن مريم وأنه موجود في الحشوش والأخلية التي يقضي الناس فيها حاجتهم من غائط, تعالى الله عن قولهم.وأنه تحت خلقه وفوقه وهذا محال تعالى الله عن افترائهم عليه علوا كبيرا.
8 - واستدل على علو الله على عرشه بما صح عن النبي ? أنه قال: (ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول ... ) الحديثَ, وله ألفاظ كثير.
9 - واستدل أيضا بقوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم) وقوله (تعرج الملائكة والروح إليه) وقوله (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) وقوله (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا) وقوله (ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع) وقوله (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى)
10 - واستدل بقوله لعيسى عليه السلام (إني متوفيك ورافعك إلي) وقوله (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) وقال: وأجمعت الأمة على أن الله عز وجل رفع عيسى إلى السماء
11 - واستدل بقوله تعالى (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) وقوله: (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم)، وقوله: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم)، وقوله عز وجل: (وعرضوا على ربك صفا)، على أنه تعالى ليس في خلقه، ولا خلقه فيه،؛ ووصف المتكلمة الجهمية بأن (كل كلامهم يؤول إلى التعطيل، وجميع أوصافهم تدل على النفي، يريدون بذلك التنزيه، ونفي التشبيه على زعمهم، فنعوذ بالله من تنزيه يوجب النفي والتعطيل).
12 - واستدل بقوله ?: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عز وجل، فإن بين كرسيه إلى السماء ألف عام، والله عز وجل فوق ذلك) والحديث رواه أبو الشيخ في كتاب العظمة عن ابن عباس وهو ضعيف إلا قوله (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذاته) وانظر السلسلة الصحيحة حديث رقم:1788
13 - واستدل بقوله ? أيضا (إن العبد لا تزول قدماه من بين يدي الله عز وجل حتى يسأله عن عمله) رواه الترمذي عن أبي برزة الأسلمي وهو صحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - واستدل بما روت العلماء وهو في صحيح مسلم أن معاوية بن الحكم السلمي أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أعتقها في كفارة، فهل يجوز عتقها؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت: في السماء، قال فمن أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة. وقال: (وهذا يدل على أن الله تعالى على عرشه فوق السماء فوقية لا تزيده قربا من العرش)
باب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين من كتاب الإبانة
1 - استدل على إثبات الوجه لله تعالى بقوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) وقوله تعالى (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
2 - واستدل لإثبات العين لله تعالى بقوله تعالى (تجري بأعيننا) وقوله (واصنع الفلك بأعيننا) وقوله (فاصبر لحكم ربك إنك بأعيننا) وقوله (ولتصنع على عيني)
3 - وأثبت السمع والبصر لله بقوله تعالى (إنني معكما أسمع وأرى) وبقوله تعالى (وكان الله سميعا بصيرا)
4 - وذكر أن الجهمية نفت ذلك عن الله كما فعلت النصارى حين جعلت سمع الله وبصره علمه.
5 - وذكر أن شيخا من شيوخ الجهمية زعم أن علم الله هو الله فألزم أن يقول: يا علم اغفر لي.
6 - واستدل على إثبات اليدين لله تعالى بقوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) وبقوله (لما خلقت بيدي) وبقوله تعالى (بل يداه مبسوطتان) وقوله تعالى (ولأخذنا منه باليمين) وبقول النبي ? (إن الله مسح ظهر آدم فاستخرج منه ذريته) وبقوله ? (كلتا يديه يمين).
7 - ورد على تأويل اليد بالنعمة بأنه لا يعرف في كلام العرب أن اليد تعني النعمة. وأن القرآن على ظاهره ولا يزول عن ظاهره إلا بحجة.
8 - وألزمهم إن قالوا أن معنى (يد) (نعمة) أو (قدرة) بأن يقولوا إن معنى (يدين) (نعمتين) أو (قدرتين) ولم يقل هذا أحد من أهل اللغة. وقال: (ولو كان القرآن بلسان غير العرب لما أمكن أن نتدبره ولا أن نعرف معانيه إذا سمعناه, فلما كان من لا يحسن لسان العرب لا يحسنه وإنما يعرفه العرب إذا سمعوه علم إنما علموه لأنه بلسانهم نزل وليس في لسانهم ما ادعوه.)
9 - وأنكر أن يكون لتأويلهم مستند من لغة أو إجماع أو قياس عقلي صحيح.
10 - وأنكر على من زعم أن معنى (اليدين) (القدرتين) بأنه لا يبقى لآدم مزية على إبليس حين قال تعالى (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) فإن إبليس أيضا مخلوق بقدرة الله تعالى. بل كل المخلوقات خلقت بقدرته.
11 - واستدل على أن معنى كلمة (يدي) إما أن يكون (قدرتين) أو (نعمتين) ولا يجوز هذا عند أهل اللغة أو (جارحتين) ولا يجوز ذلك في حق الله تعالى اتفاقا أو يدين (لا توصفان إلا كما وصف الله عز وجل) وهو الصحيح.
12 - وذكر أن من زعم أن معنى اليدين في قوله تعالى (لما خلقت بيدي) النعمتين يلزمه أحد شيئين إما أن يقول إن معنى النعمتين هما بدن آدم وإما أن يكون عني بهما عرضين خلقا في بدن آدم. أما الأولى فإن الزاعم لذلك يرى أن الأبدان جنس واحد وأن ما حصل من النعمة في بدن آدم حصل من جنسه في بدن إبليس فلم يكن لآدم مزية عليه. وأما الثانية فإن الزاعم أيضا يرى أن الأعراض جنس واحد فما حصل من نعمة الله من جنس اللون والحياة والقوة حصل من جنسه في بدن إبليس فلم يكن له عليه مزية أيضا.
13 - وألزم من زعم أن إثبات اليد لله إثبات للجارحة بأن يثبت لله جسما بلحم ودم إذا أثبت لله صفة الحياة لأنه (لم نجد حيا من الخلق إلا جسما لحما ودما)
قلت: وهذا جريا على قاعدة أهل السنة أن (القول في بعض الصفات كالقول في الأخرى).
14 - وذكر أنهم شاغبوا بإلزام أهل السنة إثبات أيادي لله تعالى بقوله تعالى (مما عملت أيدينا) فرد عليهم بأن الإجماع قائم على بطلان أن يكون لله أيدي أو يد واحدة. فوجب الرجوع إلى ما صح عندنا من أنه تعالى موصوف بيدين.
15 - ورد على من زعم أن قوله تعالى (مما عملت أيدينا) وقوله تعالى (لما خلقت بيدي) مجاز بأن (حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة. ومثل لذلك بأن الأصل في لفظ العموم حقيقته وهو العموم إلا أن تقوم الحجة على أن معناه الخصوص).
16 - رد على من قصد إلزام أهل السنة بأن معنى اليد في قوله تعالى (بيدي) القدرة والقوة بقوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد) أي بقوة بأن أيد ليس جمعا لليد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الأيد القوة كما قال تعالى (داود ذا الأيد) وقوله تعالى (أولي الأيدي والأبصار) ومنه التأييد كما في قوله تعالى (وأيدناها بروح القدس).
باب إثبات العلم والقوة لله تعالى
1 - استدل على إثبات علم الله تعالى السابق بقوله تعلى (أنزله بعلمه) وقوله تعالى: (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) وقوله تعالى: (فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) وقوله تعالى: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) وقال: (ذكر العلم في خمسة مواضع من كتابه العزيز)،
2 - واستدل على إثبات القوة لله تعالى بقوله تعالى: (أولم يرو أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة)، وقوله تعالى: (ذو القوة المتين) وقوله تعالى: (والسماء بنيناها بأيد)
3 - وقال: أجمع المسلمون قبل حدوث الجهمية والمعتزلة والحرورية على أن لله علما لم يزل
4 - ورد على إثبات المعتزلة الأسماء دون ما تضمنته من الصفات (أي أنها ألقاب وليست مشتقة) بأنه تناقض وأنهم إنما أرادوا نفي الأسماء أيضا تبعا للفلاسفة فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه.
5 - ورد على زعم أبي الهذيل العلاف أحد رؤوس المعتزلة كون علم الله هو الله بأنه يلزمه أن يدعو فيقول: يا علم اغفر لي.
6 - وألزمهم بكون من قال (إن الله عالم ولا علم) مناقضا خارج عن جملة المسلمين قياسا على من قال: (إن الله متكلم بلا كلام)) وكلام من قال (إن الله مريد بإرادة) تطبيقا لقاعدة: (القول في بعض الأسماء والصفات كالقول في باقي الأسماء والصفات)
7 - واحتج على نفاة العلم بإجماع المسلمين قبل حدوث هذه الفرق على إثبات علم الله السابق لحدوث الأشياء.
8 - وذكر أن النفاة فرقوا بين الكلام فأثبتوه وبين العلم فنفوه بأن الله علم موسى وفرعون ولم يكلم إلا موسى, ورد عليهم بأنه علم موسى ولم يعلم فروعن.!
9 - واحتج على إثبات علم الله للأشياء قياسا على كلام الله للأشياء. وقصده نفي الفارق عنهما لا كما زعم النفاة.
10 - وألزمهم بإثبات القدرة وهي أخص مع نفيهم العلم وهو أعم قياسا على إثباتهم الكلام وهو أخص ونفيهم العلم وهو أعم والجامع الأخصية من العلم.!
قلت: كل هذا غريب فإنه من المعلوم أن إثبات الأخص يستلزم إثبات الأعم!
11 - وألزمهم بالاحتجاج بقوله تعالى (أنزله بعلمه) وقوله تعالى (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) في إثبات العلم كما احتجوا بقوله تعالى (إنه بكل شيء عليم) في إثبات اسم العالم. وألزمهم أيضا بالاحتجاج بقوله تعالى (أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) في إثبات صفة القوة , والجامع الاحتجاج بالقرآن.
12 - وألزمهم بإثبات علم الله تعالى كما أثبتوا اسم العالم بجامع ظهور الحكمة وآثار تدبيره في العالم كما قالوا.
13 - وقال: (لأن الصنائع الحكيمة لا تظهر إلا من ذي علم كما لا تظهر إلا من عالم, وكذلك لا تظهر إلا من ذي قوة كما لا تظهر إلا من قادر)
14 - واحتج لإثبات اتصاف الله بالعلم أنه هو الذي علم النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم متصف بالعلم وفاقد الشيء لا يعطيه.
15 - وقال: (لا يجوز أن يسمى الله عز وجل على طريق التلقيب باسم ليس فيه إفادة معناه, وليس مشتقا من صفة)
16 - واحتج عليهم بأن نفي العلم في الخلق عيب ومنقصة وأنه كذلك في حق الخالق من باب أولى تطبيقا لقاعدة. (ما كان في الخلق نقصا فهو عن الله تعالى منفي من باب أولى) فيجوز في هذه المسائل قياس الأولى ولا يجوز قياس التمثيل.
17 - ورد عليهم زعمهم أن معنى سميع وبصير أي عليم كما قالت النصارى بقوله (فقد وجب عليكم أن تقولوا: معنى قوله: (أسمع وأرى) أعلم وأعلم!!)
18 - ورد عليهم هذا أيضا بأن ألزمهم بأن يقولوا نفس الشيء في معنى القدرة إذ لا فرق بينهما عندهم, وأنه لو كان معنى سميع أي عليم لكان كل معلوم مسموعا وهذا غير صحيح. فبطل قولهم بذلك كما قال
باب الكلام في الإرادة
1 - أوقفهم على لازم قولهم بأن الله كان في سلطانه ما لم يرده إرادة كونية وهو أن إبليس أنفذ مشيئة من الله تعالى وقال: (وهذا جحد لما أجمع عليه المسلمون من أن ما شاء الله أن يكون كان وما لا يشاء لا يكون)
2 - ألزمهم بأحد هذه الوجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
إما أن يقولوا: إن الله تعالى أولى بصفة الاقتدار مع كونه عندهم أقل نفوذا للمشيئة من إبليس. وهذا مكابرة لأنه لا يمكن عقلا أن يكون الأقل نفوذا للمشيئة أولى بصفة الاقتدار والسلطان في ملكه.
وإما أن يقولوا: إن إبليس أولى بها لأن مشيئته أنفذ. وهذا كفر
وإما أن يقولوا: إن الله أولى بصفة الاقتدار, ومن كان كذلك فهو أنفذ مشيئة من غيره. وهذا هو الحق.
3 - ألزمهم إن قالوا بأن الأقل نفوذ للمشيئة هو الأولى بالإلهية والسلطان بأن يقولوا: إن من يكون ما لا يعلمه ويعزل عن علمه أكثر الأشياء هو الأولى بصفة الإلهية والسلطان, وإلا ألزموا أن يقولوا: إن الأولى بالإلهية والسلطان هو من لا يكون في ملكه إلا ما يريد ولا يكون ما لا يريد وهو الله تعالى إن قالوا: إن من لا يكون إلا ما يعلمه ولا يعزب عن علمه شيء.
4 - وألزمهم أن يصفوا الله تعالى بصفة الضعف والفقر لأنهم زعموا أنه يكون في ملكه ما لا يريده.
5 - وألزمهم أن يصفوا الله تعالى بصفة الضعف والتقصير أو صفة السهو والغفلة إن هم زعموا أنه يقع في ملكه ما لا يريد أو ما لا يعلمه.
6 - ذكر أن الله تعالى هو خالق الكفر والمعاصي ومريدها. وقال: (لأنه لا يجوز أن يخلق ما لا يريده)
7 - ورد تعليلهم نفيهم إرادة الله للمعصية بأن مريدها مريد للسفه ولا يريد السفه إلا سفيه, وليس الله بسفيه إذا فليس هو مريد المعصية. بأنه قد قال تعالى: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (المائدة/28و29) وقال: (فأراد قتل أخيه له الذي هو سفه, ولم يكن بذلك سفيها, فلم زعمتم أن الله سبحانه إذا أراد سفه العباد وجب أن ينسب إليه؟).
وكذلك استدل بقول يوسف عليه السلام: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (يوسف/33).وقال: (فأراد المعصية التي هي سجنهم إياه دون فعل ما يدعونه إليه ولم يكن بذلك سفيها)
8 - وقال أيضا: (أليس من يرى منا حرم المسلمين كان سفيها، والله تعالى يراهم ولا ينسب إلى السفه؟ فلا بد من نعم).ويقصد بالحرم عورات نسائهم.
9 - وذكر لهم الفرق بين الله تعالى وبين الخلق بأن الخلق تحت شريعة فكان إرادة المعصية منهم سفها, والله ليس تحت شريعة فلا يقاس على خلقه.
10 - واستدل لإثبات مشيئته للمعاصي بقوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) وبقوله تعالى: (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وقال: (وإذا لم يرد ذلك فقد شاء ضلالتها)
11 - واستدل بقوله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) وبقوله تعالى (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ) وقال: (فأخبرا أنه لولا أن يكون الناس مجتمعين على الكفر لم يبسط لهم الرزق ولم يجعل للكافرين سقفا من فضة، فما أنكرتم من أنه تعالى لو لم يرد أن يكفر الكافرين ما خلقهم مع علمه بأنه إذا خلقهم كانوا كافرين، كما أنه لو أراد أن لا يكون الناس على الكفر مجتمعين لم يجعل للكافرين سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون؛ لئلا يكونوا جميعا على الكفر متطابقين، إذا كان في معلومه أنه لو لم يفعل ذلك لكانوا جميعا على الكفر مطبقين).
باب الكلام في تقدير أعمال العباد
والاستطاعة والتعديل والتجويز
1 - ألزمهم إن قالوا بأن الله لا يمكن أن يُعْلِمَ عباده بما لا يعلمه هو بأن يقولوا: إنه لا يمكن أن يقدر الله عباده على ما يقدر عليه هو. ولا فرق.
2 - وألزمهم أحد شيئين, إما أن يقولوا إن الله تعالى لم يخص أبا بكر بنعمة دون أبي جهل وهو قول فاحش ,إما أن يقولوا قد خصه فيكونون قد تركوا قولهم بأن الله لم يخص المؤمنين بما لم يخص به الكافرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ورد استدلالهم بقوله تعالى (وما الله يريد ظلما للعباد) وبقوله تعالى (وما الله يريد ظلما للعالمين) وبقوله (وما الله يريد ظلما) على أنه سبحانه لم يرد الظلم ولم يخلقه. بأن معنى الآيات نفي إرادة الله ظلمه لعباده وليس فيها نفي إرادته ظلم بعضهم لبعض.
قلت: (وليس فيها أيضا نفي إرادته ظلمهم لأنفسهم بالمعصية)
4 - ورد استدلالهم بقوله تعالى (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا) على أن الله تعالى لم يخلق الباطل, بأن معنى الآية الرد على الكافرين الذين زعموا أن الله لن يبعث أحدا للجزاء فيكون المؤمن والكافر سواء لا فرق بينهما وقد قال تعالى (ذلك ظن الذين كفروا, فويل للذين كفروا من النار) فلم يخلق الله تعالى الخلق ولا يبعثهم بعد موتهم للحساب.
قلت: مثلها قوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ)
5 - ورد استدلالهم بقوله تعالى (ما أصابك من حسنة فمن الله, وما أصابك من سيئة فمن نفسك) بأن السياق يدل على أن هذا قول المشركين , وبقوله تعالى (يقولون هذه من عند الله, وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك, قل كل من عند الله, فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا).
قلت: في كلام الإمام نظر. فالسياق يدل على ما ادعوه, سوى أن الجواب على هذا أن يقال: إنما أضيف الشر إلى النفس من باب إضافة الشيء إلى سببه. أو بتقدير ذنب و (من) سببية. مثل (أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟) أي (أبسبب قلتنا؟) وقوله تعالى (قل كل من عند الله) أصل من أصول أهل السنة والجماعة.
6 - رد استدلالهم بقوله تعالى: (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون) بقوله: إنما عنى المؤمنين وعلل ذلك بأن الله تعالى ذكر في سورة الأعراف أنه ذرأ لجهنم كثيرا من خلقه
قلت: يقصد قوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) (الأعراف/179)
7 - وذكر أن الله تعالى قد كلف الكفار أن يؤمنوا ومع ذلك قال فيهم: (وما كانوا يستطيعون) , يشير إلى أن الله أمرهم ولم يقدروا.) وسيكلفهم يوم القيامة بالسجود فلا يستطيعون لقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق فيدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
8 - وألزم المعتزلة (في مسألة إيلام الأطفال) إن هم قالوا في إيلام الله للأطفال في الدنيا بأنه عبرة لآبائهم بأن يقولوا: إن إيلامهم في الآخرة نكاية وغيظ لآبائهم. إذ لا فرق.
9 - وذكر أن الله تعالى أمر أبا لهب بالإيمان مع أنه أخبر أنه لن يؤمن, وهذا دليل على أن الله أمر أبا لهب بما لا يقدر عليه.
10 - قال:أليس أمر الله ع وجل بالإيمان من علم أنه لا يؤمن؟ فمن قولهم: نعم يقال لهم: فأنتم قادرون على الإيمان, ويتأتى لكم ذلك؟ فإن قالوا: لا, وافقوا, وإن قالوا: نعم, زعموا أن العباد يقدرون على الخروج من علم الله تعالى عز وجل عن ذلك علوا كبيرا.
11 - وذكر أم المعتزلة يشبهون المجوس بجامع كونهما يثبتون القدرة على الشر الذي لا يقدر عليه الله تعالى في زعمهم. وقال: (وهذا مما يبينه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن القدرية مجوس هذه الأمة) وإنما صاروا مجوس هذه الأمة لأنهم قالوا بقول المجوس)
قلت: حديث (القدرية مجوس هذه الأمة) رواه أبو داود (4691) عن عبد الله بن عمر وابن ماجه (92) عن جابر وهذا لفظ ابن عمرو: (القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) وحسنه الألباني
12 - رد على المعتزلة زعمهم أننا أولى بتسمية (القدرية) منهم لأننا نثبت القدر بأنهم هم أولى لأنهم يثبتون القدر لأنفسهم لغة, لأن الصائغ هو من زعم أنه يصوغ دون من يقول إنه يصاغ له!!
13 - وألزمهم أن يعتقدوا أنهم قدرية لأنهم يثبتون قدر الله تعالى في خلق السماوات والأرض والطاعات.!!.
قلت: القدرة قدرتان: قدرة شرعية مصححة للفعل التي هي مناط التكليف وقدرة قدرية موجبة للفعل مقارنة للمقدور لا يتأخر عنها. ومذهب أهل السنة والجماعة أن القدرة موجبة مؤثرة متسببة في المقدور مقارنة له بإذن الله تعالى.
مسألة في الختم:
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - واستدل بقوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) وبقوله تعالى (من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام , ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) وألزم المعتزلة بأحد اختيارين: إما أن يثبتوا أن الله هدى المؤمنين وأضل الكافرين. وإما أن يقولوا فيمن ختم الله قلوبهم إن الله هداهم وشرح صدرهم وأضلهم وهو تناقض.
15 - واستدل بقوله تعالى (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) وبقوله تعالى (قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب) وبقوله (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وخلص إلى أن الله تعالى قد أمر الكفار بما لا يقدرون عليه وهو الإيمان. وقال: وهذا يبين أن الله خلق كفرهم ومعاصيهم
قلت: لا بد أن يكون قصده بأمرهم الأمر الشرعي وبالقدرة المنفية القدرة الكونية.
16 - مسألة في الاستثناء:
ذكر أن من مذهب المعتزلة أنهم يعتقدون أن الله تعالى يشاء إعطاء كل ذي حق حقه, وأخبرهم بأنه لو كان هذا صحيحا لكان من قال لغيره: (سأعطيك حقك إن شاء الله) ولم يعطه حانثا. لأن الله شاء ولكنه لم يعطه, وهذا باطل, لأنهم هم يقولون: (لا يحنث) وهذا تناقض منهم. فصح أن الله تعالى قد يشاء وقد لا يشاء أن يعطي أحدا ما حقه.
17 - مسألة في الأرزاق:
18 - أنكر على المعتزلة قولهم إن ما يأكله العبد من الحرام لم يكن من رزق الله له, وألزمهم أن يقولوا إن للعبد رازقين , أحدهما يرزقه الحرام والآخر يرزقه الحلال. وأن العبد إذا أكل الحرام عمره فإنه تغذى جسمه ونمى بغير رزق الله تعالى, وهذا كفر عظيم.
19 - وأنكر عليهم نفيهم أن يكون الحرام من رزق الله تعالى معللين ذلك بأن من رزق الحرام تملكه وهذا منكر عندهم, ورد هذا بأن البهيمة التي ترعى الحشيش والطفل الذي يرضع من أمه رزقا ولم يملكا.
20 - وألزمهم إن قالوا: إن الله أقدر العبد على الحرام ولم يلكه إياه بأن يقولوا إنه يرزقه الحرام ولا يملكه ولا فرق.
21 - واستدل بقوله تعالى (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) على أن هدى الله خاص بالمؤمنين, وبقوله تعالى (والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) على أن العمى خاص بأهل الكفر, وذكر أنه لا يمكن أن يجمع بين أن يكون القرآن هداية لشخص وأن يكون عمى عليه أيضا. وخلص إلى أنه كما لا يجوز أن يكون القرآن عمى على من هداه الله به, فإنه لا يجوز أن يكون هداية لمن هو عمى عليه.
22 - واحتج عليهم بأنه كما يدعون أن دعاء إبليس إلى الكفر إضلالا لمن قبل فقط فإن دعاء الله إلى الإيمان لا يكون إلا لمن قبله.
واحتج بقوله تعالى (يضل به كثيرا) على أنه لم يضل الكل. وكذلك قوله تعالى (ويهدي به كثيرا) فإنها دليل على أنه لم يهد الكل. وهو إبطال منه لقول المعتزلة: (إن الله هدى الجميع)
23 - وألزمهم على قولهم بأن الله هدى الجميع. بأن يقولوا إنه سددهم ووفقهم وأصلحهم وعصمهم وهم مخذولون.وهذا مستحيل.
24 - واستنكر قولهم: إن الله أضل الكافرين عن الكفر ومنعهم منه.مع أنهم كافرون. واستنكر قولهم (إن الله أضل الكفار لا عن شيء. وألزمهم أن يقولوا إن الله هدى المؤمنين لا إلى شيء إذ لا فرق.
25 - ورد زعمهم أن معنى قوله تعالى (ويضل الله الظالمين تسميتهم ضالين بأن هذا فاسد على سنن العرب. وأن الصحيح أن يقال: (ضل فلان فلانا) أي سماه ضالا. ولا يقال: (أضله) أي سماه ضالا. وألزمهم أن يقولوا ذلك في تسمية النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس ضالين.بأن يقولوا: هو أضلهم وأفسدهم. وخلص إلى أن معنى الآية فعل الله لا تسميته وحكمه.
26 - واستدل بقوله تعالى (وأضله الله على علم ... ) وألزمهم بأحد أمرين: إما أن يقولوا أضلهم ليهتدوا وهذا تناقض. أو أضلهم ليضلوا وهو الحق. وكذلك يقال في الهداية. أهداهم ليهتدوا أو ليضلوا؟
27 - وألزمهم إن زعموا أن الله هدى الكفار فلم يهتدوا أن يقولوا: نفعهم فلم ينتفعوا, وأصلحهم فلم ينصلحوا. وأنه يضر من لا تلحقه منه المضرة وهذا محال.
28 - ورد احتجاج المعتزلة بقوله تعالى (هدى للناس وبينات ... ) على أن الهداية عامة للناس كلهم ,مؤمنهم وكافرهم. بأن الآية خاصة بالمؤمنين بدليل قوله تعالى (هدى للمتقين) ويقوله تعالى (لا يهدي القوم الكافرين) والقرآن لا يتناقض.
29 - ورد على سؤالهم أن الله قال (وأما ثمود فهديناهم, فاستحبوا العمى على الهدى) بأن قوله تعالى (فهديناهم) للمؤمنين, وقوله (فاستحبوا العمى على الهدى) للكافرين منهم.
30 - ورد شبهتهم بأن من الخير منه أفضل من الخير نفسه. وكذلك من الشر منه أقبح وشر من الشر نفسه. بأن هذا لا يلزمنا وأنه ناقض لأصل مذهبهم في قولهم: إن الله لم يخلق الشر إنما خلقه الإنسان. لأنه قالوا إن قلنا بأن من الشر منه أقبح وشر من الشر نفسه وصفنا الله بأنه أقبح من الشرور, ولذلك نفينا أن يكون الشر منه. بأن إبليس أقبح من الشرور التي هي منه.فهو شر أقبح من كل الشرور. وإبليس خلقه الله تعالى. فما قولهم في أن الله خلق شر الشرور كلها. فإن قالوا بذلك فقد نسبوا أقبح الشر إلى الله تعالى.
قلت: ولا حيلة لهم في دفع هذا إلا أن يقولوا إن إبليس خلق نفسه أو أن الإنسان خلقه!!
31 - ملاحظة: إن كان قصد الإمام في نفيه لقدرة الكفار على الإيمان قدرتهم التي هي مناط التكليف المصححة للعمل فالصحيح أنهم قادرون - وكلامه يومئ إلى مذهب الجبرية والله أعلم , وهو القول بالكسب, ومعناه أنه لا تكون للعبد قدرة إلا قدرة مقارنة للعمل غير مؤثرة. بمعنى أن الفعل يكون معها لا بها - والصحيح أنها قدرة مقارنة مؤثرة -. وإن كان يقصد القدرة المقارنة فصحيح.(/)
هل يجوز بيع الثمرة إذا بدت في الاحمرار أم لا بد من اكتمال الاحمرار؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 07:17]ـ
هل الراجح في الإزهاء الذي علق الشرع جواز بيع ثمرة النخل هل هو بداية الاحمرار أو الاصفرار أم اكتمال للون أعني اكتمال الاحمرار أو الاصفرارا؟؟
قال ابن حجر في فتح الباري:
" قوله تحمار وتصفار قال الخطابي لم يرد بذلك اللون الخالص من الصفرة والحمرة وإنما أراد حمرة أو صفرة بكمودة فلذلك قال تحمار وتصفار قال ولو أراد اللون الخالص لقال تحمر وتصفر
وقال بن التين التشقيح تغير لونها إلى الصفرة والحمرة فأراد بقوله تحمار وتصفار ظهور أوائل الحمرة والصفرة قبل أن تشبع قال وإنما يقال تفعال في اللون الغير المتمكن إذا كان يتلون
وأنكر هذا بعض أهل اللغة وقال لا فرق بين تحمر وتصفر وتحمار وتصفار ويحتمل أن يكون المراد المبالغة في احمرارها واصفرارها كما تقرر أن الزيادة تدل على التكثير والمبالغة " أ. هـ
فما الراجح في معنى الإزهاء لغة هل يكتفى ببداية التلون إلى الحمرة أو الصفرة أم لا بد من أن يكتمل اللون ويتشبع؟؟
بارك الله فيكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:09]ـ
الصحيح أخي العزيز والصواب؛ وهو الذي أيدته روايات الحديث _ وأقصد روايات التوضيح لمعنى الزهو _ حيث أتى في بعضها: (تحمار وتصفار) وفي بعضها الآخر: (تحمر وتصفر)، وكلا الروايات صحيحة ثابتة، وما هذا إلا لبيان ان المعنى فيهما واحد، وهو المراد من إيراد العلماء للحديث في كتبهم؛ وهو: النهي عن بيع الثمر قبل بدو صلاحه.
والله تعالى أعلم(/)
وجوب غض البصر وفوائده العظيمة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 07:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب غض البصر وفوائده العظيمة
قال الله تعالى: " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .. " سورة النورآية (30 – 31).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. أخرجه البخاري رقم (5889) 5/ 2304، ورقم (6238) 6/ 2438، ومسلم رقم (2657) 4/ 2046.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم " أخرجه أحمد رقم (22809) 5/ 323، وابن حبان رقم (271) 1/ 506، والحاكم في المستدرك رقم (8066) 4/ 399 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (12471) 6/ 288، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (107) 1/ 57، ورقم (2547) 1/ 632، وأخرجه الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة رقم (8018) 8/ 262، وفي الأوسط رقم (2539) 3/ 77، وفي مسند الشهاب من حديث أبي سعيد الخدري رقم (443) 1/ 272، وأبو يعلى من حديث أنس بن مالك رقم (4257) 7/ 248، وابن حجر في المطالب العالية من حديث أنس بن مالك رقم (2633) 11/ 629، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 145، 218 وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات إلا أن المطلب لم يسمع من عبادة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (1901)، ورقم (2925)، وفي صحيح الجامع رقم (2978)، ورقم (1226)، وحسنه في السلسلة الصحيحة رقم (1470)، ورقم (1525)، وفي صحيح الترغيب رقم (2416)، وفي صحيح الجامع رقم (1225)، ورقم (1018).
وعن جرير بن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري " أخرجه مسلم رقم (2159) 3/ 1699، وأبو داود رقم (2148) 2/ 246، والترمذي رقم (2776) 5/ 101، وابن حبان رقم (5571) 12/ 383 والحاكم في المستدرك رقم (3498) 2/ 431،
وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة " أخرجه أبو داود رقم (2149) 2/ 246، وأحمد رقم (1373) 1/ 159، ورقم (23024) 5/ 351، ورقم (23041) 5/ 353، ورقم (23071) 5/ 357، والترمذي رقم (2777) 5/ 101، وابن أبي شيبة رقم (17218) 4/ 6، وابن حبان رقم (5570) 12/ 381، والدارمي رقم (2709) 2/ 386، والحاكم في المستدرك رقم (2788) 2/ 212، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (2149) 2/ 246، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (2777) 5/ 101.
وعن مسروق أن ابن مسعود رضي الله عنه قال في قوله عز وجل إلا اللمم قال: زنا العينين النظر وزنا الشفتين التقبيل وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين المشي ويصدق ذلك أو يكذبه الفرج فإن تقدم بفرجه كان زانيا وإلا فهو اللمم " أخرجه الحاكم المستدرك رقم (3751) 2/ 510 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه،وذكره ابن كثير في التفسير 4/ 257.
وعن العلاء بن زياد قال: " لا تتبع بصرك حسن ردف المرأة فإن النظر يجعل الشهوة في القلب " أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه الورع رقم (77) ص68.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " حفظ البصر أشد من حفظ اللسان " أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه الورع رقم (61) ص62.
وقال بعض العلماء: " النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه " التفسير الكبير للرازي 23/ 178، وفيض القدير للمناوي 4/ 65.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو حاتم رضي الله عنه الأمر بصرف البصر أمر حتم عما لا يحل وهو مقرون بالزجر عن ضده وهو النظر إلى ما حرم.
صحيح ابن حبان 12/ 383.
وقال ابن القيم: " فلما كانت هذه الأعضاء هي أكثر الأعضاء مباشرة للمعاصي كان وسخ الذنوب ألصق بها وأعلق من غيرها فشرع أحكم الحاكمين الوضوء عليها ليتضمن نظافتها وطهارتها من الأوساخ الحسية وأوساخ الذنوب والمعاصي وقد أشار النبي إلى هذا المعنى بقوله إذا توضأ العبد المسلم خرجت خطاياه مع الماء أو مع آخر قطرة من الماء حتى يخرج من تحت أظفاره وقال أبو إمامة يا رسول الله كيف الوضوء فقال أما فإنك إذا توضأت فغسلت كفيك فأنقيتهما خرجت خطاياك من بين أظفارك وأنا ملك فإذا مضمضت واستنشقت بمنخريك وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين ومسحت فساد قولك وأن الفعل الواجب بالإختيار اختياري
مفتاح دار السعادة لابن القيم 2/ 23 – 24.
أما فوائد غض البصر
من غض بصره أعطاه الله ثلاث فوائد جليلة:
إحداها حلاوة الإيمان ولذته التي هي أحلى وأطيب ما تركه لله فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه والنفس تحب النظر إلى هذه الصور لا سيما نفوس أهل الرياضة والصفا فإنه يبقى فيها رقة تجتذب بسببها إلى الصور حتى تبقى تجذب أحدهم وتصرعه كما يصرعه السبع ولهذا قال بعض التابعين: ما أنا على الشاب التائب من سبع يجلس إليه بأخوف عليه من حدث جميل يجلس إليه وقال بعضهم اتقوا النظر إلى أولاد الملوك فإن لهم فتنة كفتنة العذارى.
وأما الفائدة الثانية في غض البصر فهو أنه يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فالتعلق في الصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه كما قيل:
سكران سكر هوى وسكر مدامة ** فمتى إفاقة من به سكران.
وقيل قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ** العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ** وإنما يصرع المجنون في الحين
وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر فقال الله نور السماوات والأرض وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب.
والفائدة الثالثة قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل الله له سلطان النصرة مع سلطان الحجة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من الذل ذل النفس وضعفها ومهانتها ما جعله الله لمن عصاه فإن الله جعل العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه قال تعالى: يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وقال تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، ولهذا كان في كلام الشيوخ الناس يطلبون العز من أبواب الملوك ولا يجدونه إلا في طاعة الله وكان الحسن البصري يقول وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال فإن ذل المعصية في رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ومن عصاه ففيه قسط من فعل من عاداه بمعاصيه وفي دعاء القنوت إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت.
مجموع فتاوى ابن تيمية 21/ 251 - 258.
وقال ابن القيم "وفي غض البصر عدة فوائد
أحدها: تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته، فاضر شئ على القلب إرسال البصر، والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي منزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل:
كل الحوادث مبدأها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها ** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر، فهو إنما يرمي قلبه، ولي من أبيات:
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا ** أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
(يُتْبَعُ)
(/)
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له ** توقه إنه يأتيك بالعطب
الثانية: أنه يورث القلب نوراً وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه. ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض) عقيب قوله (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) وجاء الحديث مطابقا لهذا حتى كأنه مشتق منه وهو قوله:"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه نورا"
الثالثة: أنه يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته، وإذا استنار القلب صحت الفراسة. روضة المحبين لابن القيم ص97.
وقال النسفي عند قوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن أمر بغض الأبصار فال يحل للمرأة أن تنظر من الأجنبى إلى ما تحت سرته إلى ركبتيه وإن اشتهت غضت بصرها رأسا ولا تنظر إلى المرأة إلا إلى مثل ذلك وغض بصرها من الأجانب أصلا أولى بها وإنما قدم غض الابصار على حفظ الفروج لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور فبذر الهوى طموح العين " تفسير النسفي 3/ 143.
وقال المناوي نقلاً عن الغزالي: " زنا العينين النظر يعني أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه وإسناد الزنا إلى العين لأن لذة النكاح في الفرج تصل إليها ونبه به على أنه لا يصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر وحفظ القلب عن الفكرة وحفظ البطن عن الشبهة وعن الشبع فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها قال عيسى عليه السلام إياكم والنظر فإنه يزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة ثم قال الغزالي وزنا العين من كبار الصغائر وهو يؤدي إلى الكبيرة الفاحشة وهي زنا الفرج ومن لم يقدر على غض بصره لم يقدر على حفظ دينه. فيض القدير للمناوي 4/ 65.
وقال أبو حيان الأندلسي: " وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ أي من الزنا ومن التكشف ودخلت مِنْ في قوله مِنْ أَبْصَارِهِمْ دون الفرج دلالة على أن أمر النظر أوسع ألا ترى أن الزوجة ينظر زوجها إلى محاسنها من الشعر والصدور والعضد والساق والقدم وكذلك الجارية المستعرضة وينظر من الأجنبية إلى وجهها وكفيها وأما أمر الفرج فمضيق وعن أبي العالية وابن زيد كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلاّ هذا فهو من الاستتار ولا يتعين ما قاله بل حفظ الفرج يشمل النوعين ذالِكَ أي غض البصر وحفظ الفرج أطهر لهم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ من إحالة النظر وانكشاف العورات فيجازي على ذلك وقدم غض البصر على حفظ الفرج لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر لا يكاد يقدر على الاختزاز منه وهو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه ويكثر السقوط من جهته وقال بعض الأدباء: وما الحب إلا نظرة إثر نظرة ** تزيد نمواً إن تزده لجاجاً.
تفسير البحر المحيط لأبي حيان 6/ 412.
وقال الأوسي: النظر باب إلى كثير من الشرور وهو بريد الزنا ورائد الفجور وقال بعضهم كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين العين موقوف على الخطر كم نظرة فعلت في قلب فاعلها فعل السهام بلا قوس ولا وتر يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.
روح المعاني للألوسي 18/ 139.
وقال ابن القيم: وفى المسند عنه صلى الله عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن إمرأة أو أمرد لله أورث فى قلبه حلاوة العابدة إلى يوم القيامة هذا معنى الحديث وقال غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وقال إياكم والجلوس على الطريق قالوا يا رسول الله مجالسنا مالنا بد منها قال فإن كنتم لا بد فاعلين فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والنظر أصل عامة الحوادث التى تصيب الانسان ان فإن النظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصبر عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع وفى هذا قيل الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده " الجواب الكافي لابن القيم ص106.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال القرطبي: قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وصل تعالى بذكر الستر ما يتعلق به من أمر النظر يقال غض بصره يغضه غضا قال الشاعر فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا وقال عنترة وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها ولم يذكر الله تعالى ما يغض البصر عنه ويحفظ الفرج غير ان ذلك معلوم بالعادة وأن المراد منه المحرم دون المحلل وفي البخاري وقال سعيد بن أبي الحسن للحسن إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورءوسهن قال اصرف بصرك يقول الله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقال قتادة عما لا يحل لهم وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن خائنة الأعين من النظر إلى ما نهي عنه الثانية قوله تعالى من أبصارهم من زائدة كقوله فما منكم من أحد عنه حاجزين الحاقة وقيل من للتبعيض لأن من النظر ما يباح وقيل الغض النقصان يقال غض فلان من فلان أي وضع منه فالبصر إذا لم يمكن من عمله فهو موضوع منه ومنقوص فمن صلة للغض وليست للتبعيض ولا للزيادة، الثالثة البصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه وغضه واجب عن جميع المحرمات وكل ما يخشى الفتنة من أجله وقد قال صلى الله عليه وسلم إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال فإذا أبيتم إلا المجلس فاعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رواه أبو سعيد الخدري خرجه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم لعلي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية وروى الأوزاعي قال حدثني هارون بن رئاب أن غزوان وأبا موسى الأشعري كانا في بعض مغازيهم فكشفت جارية فنظر إليها غزوان فرفع يده فلطم عينه حتى نفرت فقال إنك للحاظة إلى ما يضرك ولا ينفعك فلقي أبا موسى فسأله فقال ظلمت عينك فاستغفر الله وتب فإن لها أول نظرة وعليها ما كان بعد ذلك قال الأوزاعي وكان غزوان ملك نفسه فلم يضحك حتى مات رضي الله عنه وفي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري وهذا يقوي قول من يقول إن من للتبعيض لأن النظرة الأولى لا تملك فلا تدخل تحت خطاب تكليف إذ وقوعها لا يتأتى أن يكون مقصودا فلا تكون مكتسبة فلا يكون مكلفا بها فوجب التبعيض لذلك ولم يقل ذلك في الفرج لأنها تملك ولقد كره الشعبي أن يديم الرجل النظر إلى ابنته أو أمه أو أخته وزمانه خير من زماننا هذا وحرام على الرجل أن ينظر إلى ذات محرمة نظر شهوة يرددها. تفسير القرطبي 12/ 222 – 223.
وقال أيضا: "قوله تعالى: (قل للمؤمنات) خص الله سبحانه وتعالى الإناث هنا بالخطاب على طريق التأكيد، فإن قوله "قل للمؤمنين يكفي لأنه قول عام يتناول الذكر والأنثى من المؤمنين، حسب كل خطاب عام في القرآن .. وبدأ بالغض قبل الفرج لأن البصر رائد للقلب، كما أن الحمى رائد الموت .. فأمر سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار عما لا يحل، فلا يحل للرجل أن ينظر إلى المرأة ولا المرأة إلى الرجل، فإن علاقتها به كعلاقته بها، وقصدها منه كقصده منها" تفسير القرطبي 12/ 226.
قال الرازي: " اعلم أنه تعالى قال قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ وإنما خصهم بذلك لأن غيرهم لا يلزمه غض البصر عما لا يحل له ويحفظ الفرج عما لا يحل له لأن هذه الأحكام كالفروع للإسلام والمؤمنون مأمورون بها ابتداء والكفار مأمورون قبلها بما تصير هذه الأحكام تابعة له وإن كان حالهم كحال المؤمنين في استحقاق العقاب على تركها لكن المؤمن يتمكن من هذه الطاعة من دون مقدمة والكافر لا يتمكن إلا بتقديم مقدمة من قبله وذلك لا يمنع من لزوم التكاليف له واعلم أنه سبحانه أمر الرجال بغض البصر وحفظ الفرج وأمر النساء بمثل ما أمر به الرجال وزاد فيهن أن لا يبدين زينتهن إلا لأقوام مخصوصين أما قوله تعالى يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ ففيه مسائل:
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الأولى قال الأكثرون من ههنا للتبعيض والمراد غض البصر عما يحرم والاقتصار به على ما يحل وجوز الأخفش أن تكون مزيدة ونظيره قوله مَا لَكُم مّنْ إِلَاهٍ غَيْرُهُ الأعراف 85 فَمَا مِنكُم مّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ الحاقة 47 وأباه سيبويه فإن قيل كيف دخلت في غض البصر دون حفظ الفرج قلنا دلالة على أن أمر النظر أوسع ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن وصدورهن وكذا الجواري المستعرضات وأما أمر الفرج فمضيق وكفاك فرقاً أن أبيح النظر إلا ما استثنى منه وحظر الجماع إلا ما استثنى منه ومنهم من قال يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ أي ينقصوا من نظرهم فالبصر إذا لم يمكن من عمله فهو مغضوض ممنوع عنه وعلى هذا من ليست بزائدة ولا هي للتبعيض بل هي من صلة الغض يقال غضضت من فلان إذا نقصت من قدره.
المسألة الثانية اعلم أن العورات على أربعة أقسام عورة الرجل مع الرجل وعورة المرأة مع المرأة وعورة المرأة مع الرجل وعورة الرجل مع المرأة فأما الرجل مع الرجل فيجوز له أن ينظر إلى جميع بدنه إلا عورته وعورته ما بين السرة والركبة والسرة والركبة ليستا بعورة وعند أبي حنيفة رحمه الله الركبة عورة وقال مالك الفخذ ليست بعورة والدليل على أنها عورة ما روي عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به في المسجد وهو كاشف عن فخذه فقال عليه السلام غط فخذك فإنها من العورة وقال لعلي رضي الله عنه لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت فإن كان في نظره إلى وجهه أو سائر بدنه شهوة أو خوف فتنة بأن كان أمرد لا يحل النظر إليه ولا يجوز للرجل مضاجعة الرجل وإن كان كل واحد منهما في جانب من الفراش لما روى أبو سعيد الخدري أنه عليه الصلاة والسلام قال لا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد وتكره المعانقة وتقبيل الوجه إلا لولده شفقة وتستحب المصافحة لما روى أنس قال: قال رجل يا رسول الله الرجل منا يلقي أخاه أو صديقه أينحني له قال لا قال أيلتزمه ويقبله قال لا قال أفيأخذ بيده ويصافحه قال نعم أما عورة المرأة مع المرأة فكعورة الرجل مع الرجل فلها النظر إلى جميع بدنها إلا ما بين السرة والركبة وعند خوف الفتنة لا يجوز ولا يجوز المضاجعة والمرأة الذمية هل يجوز لها النظر إلى بدن المسلمة قيل يجوز كالمسلمة مع المسلمة والأصح أنه لا يجوز لأنها أجنبية في الدين والله تعالى يقول أَوْ نِسَائِهِنَّ وليست الذمية من نسائنا أما عورة المرأة مع الرجل فالمرأة إما أن تكون أجنبية أو ذات رحم محرم أو مستمتعة فإن كانت أجنبية فإما أن تكون حرة أو أمة فإن كانت حرة فجميع بدنها عورة ولا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين لأنها تحتاج إلى إبراز الوجه في البيع والشراء وإلى إخراج الكف للأخذ والعطاء ونعني بالكف ظهرها وبطنها إلى الكوعين وقيل ظهر الكف عورة واعلم أنا ذكرنا أنه لا يجوز النظر إلى شيء من بدنها ويجوز النظر إلى وجهها وكفها وفي كل واحد من القولين استثناء أما قوله يجوز النظر إلى وجهها وكفها فاعلم أنه على ثلاثة أقسام لأنه إما أن لا يكون فيه غرض ولا فيه فتنة وإما أن يكون فيه فتنة ولا غرض فيه وإما أن يكون فيه فتنة وغرض أما القسم الأول فاعلم أنه لا يجوز أن يتعمد النظر إلى وجه الأجنبية لغير غرض وإن وقع بصره عليها بغتة يغض بصره لقوله تعالى قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وقيل يجوز مرة واحدة إذا لم يكن محل فتنة وبه قال أبو حنيفة رحمه الله ولا يجوز أن يكرر النظر إليها لقوله تعالى إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً الإسراء 36 ولقوله عليه السلام يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة وعن جابر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري ولأن الغالب أن الاحتراز عن الأولى لا يمكن فوقع عفواً قصد أو لم يقصد، أما القسم الثاني وهو أن يكون فيه غرض ولا فتنة فيه فذاك أمور أحدها بأن يريد نكاح امرأة فينظر إلى وجهها وكفيها روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أراد أن يتزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً وقال عليه الصلاة والسلام إذا خطب
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها للخطبة وقال المغبرة بن شعبة خطبت امرأة فقال عليه السلام نظرت إليها فقلت لا قال فانظر فإنها أحرى أن يدوم بينكما فكل ذلك يدل على جواز النظر إلى وجهها وكفيها للشهوة إذا أراد أن يتزوجها ويدل عليه أيضاً قوله تعالى لاَّ يَحِلُّ لَكَ النّسَاء مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ الأحزاب 52 ولا يعجبه حسنهن إلا بعد رؤية وجوههن وثانيها إذا أراد شراء جارية فله أن ينظر إلى ما ليس بعورة منها وثالثها أنه عند المبايعة ينظر إلى وجهها متأملاً حتى يعرفها عند الحاجة إليه ورابعها ينظر إليها عند تحمل الشهادة ولا ينظر إلى غير الوجه لأن المعرفة تحصل به أما القسم الثالث وهو أن ينظر إليها للشهوة فذاك محظور قال عليه الصلاة والسلام العينان تزنيان وعن جرير قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري، وقيل مكتوب في التوراة النظرة تزرع في القلب الشهوة ورب شهوة أورثت حزناً طويلاً أما الكلام الثاني وهو أنه لا يجوز للأجنبي النظر إلى بدن الأجنبية فقد استثنوا منه صوراً إحداها يجوز للطبيب الأمين أن ينظر إليها للمعالجة كما يجوز للختان أن ينظر إلى فرج المختون لأنه موضع ضرورة وثانيتها يجوز أن يتعمد النظر إلى فرج الزانيين لتحمل الشهادة على الزنا وكذلك ينظر إلى فرجها لتحمل شهادة الولادة وإلى ثدي المرضعة لتحمل الشهادة على الرضاع وقال أبو سعيد الإصطخري لا يجوز للرجل أن يقصد النظر في هذه المواضع لأن الزنا مندوب إلى ستره وفي الولادة والرضاع تقبل شهادة النساء فلا حاجة إلى نظر الرجال للشهادة وثالثتها لو وقعت في غرق أو حرق فله أن ينظر إلى بدنها ليخلصها أما إذا كانت الأجنبية أمة فقال بعضهم عورتها ما بين السرة والركبة وقال آخرون عورتها ما لا يبين للمهنة فخرج منه أن رأسها ساعديها وساقيها ونحرها وصدرها ليس بعورة وفي ظهرها وبطنها وما فوق ساعديها الخلاف المذكور ولا يجوز لمسها ولا لها لمسه بحال لا لحجامة ولا اكتحال ولا غيره لأن اللمس أقوى من النظر بدليل أن الإنزال باللمس يفطر الصائم وبالنظر لا يفطره وقال أبو حنيفة رحمه الله يجوز أن يمس من الأمة ما يحل النظر إليه أما إن كانت المرأة ذات محرم له بنسب أو رضاع أو صهرية فعورتها معه ما بين السرة والركبة كعورة الرجل وقال آخرون بل عورتها ما لا يبدو عند المهنة وهو قول أبي حنيفة رحمه الله فأما سائر التفاصيل فستأتي إن شاء الله تعالى في تفسير الآية أما إذا كانت المرأة مستمتعة كالزوجة والأمة التي يحل له الاستمتاع بها فيجوز له أن ينظر إلى جميع بدنها حتى إلى فرجها غير أنه يكره أن ينظر إلى الفرج وكذا إلى فرج نفسه لأنه يروي أنه يورث الطمس وقيل لا يجوز النظر إلى فرجها ولا فرق بين أن تكون الأمة قنة أو مدبرة أو أم ولد أو مرهونة فإن كانت مجوسية أو مرتدة أو وثنية أو مشتركة بينه وبين غيره أو متزوجة أو مكاتبة فهي كالأجنبية روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا زوج أحدكم جاريته عبده أو أجيره فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة وأما عورة الرجل مع المرأة ففيه نظر إن كان أجنبياً منها فعورته معها ما بين السرة والركبة وقيل جميع بدنه إلا الوجه والكفين كهي معه والأول أصح بخلاف المرأة في حق الرجل لأن بدن المرأة في ذاته عورة بدليل أنه لا تصح صلاتها مكشوفة البدن وبدن الرجل بخلافه ولا يجوز لها قصد النظر عند خوف الفتنة ولا تكرير النظر إلى وجهه لما روي عن أم سلمة أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة إذ أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليها فقال عليه الصلاة والسلام احتجبا منه فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا فقال عليه الصلاة والسلام أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه وإن كان محرماً لها فعورته معها ما بين السرة والركبة وإن كان زوجها أو سيدها الذي يحل له وطؤها فلها أن تنظر إلى جميع بدنه غير أنه يكره النظر إلى الفرج كهو معها ولا يجوز للرجل أن يجلس عارياً في بيت خال وله ما يستر عورته لأنه روي أنه عليه الصلاة والسلام سئل عنه فقال الله أحق أن يستحيي منه وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله والله أعلم.
المسألة الثالثة سئل الشبلي عن قوله يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ فقال أبصار الرؤوس عن المحرمات وأبصار القلوب عما سوى الله تعالى وأما قوله تعالى وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ فالمراد به عما لا يحل وعن أبي العالية أنه قال كل ما في القرآن من قوله وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ويحفظن فروجهن من الزنا إلا التي في النور مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ أن لا ينظر إليها أحد وهذا ضعيف لأنه تخصيص من غير دلالة والذي يقتضيه الظاهر أن يكون المعنى حفظها عن سائر ما حرم الله عليه من الزنا والمس والنظر وعلى أنه إن كان المراد حظر النظر فالمس والوطء أيضاً مرادان بالآية إذ هما أغلظ من النظر فلو نص الله تعالى على النظر لكان في مفهوم الخطاب ما يوجب حظر الوطء والمس كما أن قوله تعالى فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ الإسراء 23 اقتضى حظر ما فوق ذلك من السب والضرب.
التفسير الكبير للرازي 23/ 174 - 278
وقال القرطبي: "إنما أمره أن يصرف بصره عن استدامة النظر إلى ما وقع عينه عليه أول مرة وإنما لم يتعرض إلى الأولى، لأنها لا تدخل تحت خطاب التكليف، إذ وقوعها يتأتى أن يكون مقصوداً، فلا تكون مكتسبة فلا يكون مكلفا بها، فأعرض عما ليس مكلفا به، ونهاه عما يكلف به، لأن استدامة النظر مكتسبة للإنسان، إذ قد يستحسن ما وافقه بصره فيتابع النظر، فيحصل المحذور وهو النظر إلى ما لا يحل ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بني أبي طالب رضي الله عنه:"لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى، وليس لك الثانية".
تفسير القرطبي 12/ 227، والمفهم 5/ 482.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 12:05]ـ
جزاك الله خيرا
للتذكير
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 03:43]ـ
وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة وكان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة والله تعالى يجزئ العبد على عمله بما هو من جنس عمله فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة والكشوف ونحو ذلك مما ينال بصيرة القلب.
بارك الله فيك وجزاك الخير(/)
أين قال ابن الجوزي أجهل المجتمع مجتمع النساء؟؟؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 08:39]ـ
أين قال ابن الجوزي أجهل المجتمع مجتمع النساء؟؟؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 01:44]ـ
؟؟؟(/)
هذا حوار لموقع أوزبكستان المسلمة مع الشيخ عبد العزيز الحميدي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 09:29]ـ
إخواننا الزوار الكرام!
بفضل الله تعالى ومنته تشرف مراسل موقع "أوزبكستان المسلمة" باللقاء مع فضيلة الشيخ، الدكتور "عبد العزيز الحميدي" – حفظه الله – رئيس قسم العقيدة بجامعة "أم القرى" بمكة المكرمة وإجراء حوار معه، وقد أكد فضيلة الشيخ في أثناء الحوار على أنه على إلمام تام بما يجري على المسلمين في أوزبكستان من الشدائد والمحن في سبيل دينهم، معبرا عن مؤاساته وانفعاله ومذكرا بأنه يدعو الله عز وجل بأن يفرج هموم المسلمين الأوزبك وينفس كربهم .. وقد توجه مراسلنا إليه برجاء أن يدلي لزوارنا الكرام بكلمة مفيدة وموعظة حسنة، فوافق الشيخ على ذلك بكل سرور وارتياح – جزاه الله خيرا - وفيما يلي نقدم لحضراتكم نص هذا الحوار:
القسم الثاني:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة فضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز الحميدي - حفظه الله - رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
نحمد لله ونشكره ونستعين به ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين الحق ليظهره على الدين كله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
أيها الإخوة الكرام! نحييكم بتحية الإسلام ونقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشملنا بعفوه وعافيته وأن يتغمدنا أحياء وأمواتا بعفوه ورحمته وأن يلهمنا رشدنا وأن يقينا من شرور أنفسنا.
إخوتنا الكرام!
مما لا شك فيه أن هذه فرصة كبيرة ومناسبة كريمة ساقنا الله سبحانه وتعالى لها وقدّر أن نلتقي في هذا اليوم وله الحمد والفضل والمنة، فإن لقاء المؤمن مع أخيه المؤمن له أثر في النفوس وهو أمر مما يعمّق المودة والمحبة ويعمق الشعور الإيماني في العروق؛ أن يكون بين المؤمنين نوع من التكاتف والتراحم وأن ينصر بعضهم بعضا وأن يعين بعضهم بعضا على قدر وسعه وطاقته.
وكما ذكرتم أنكم مسرورون بهذا اللقاء ونحن - والله سبحانه أعلم - أشد سرورا بذلك ولم نحضر لتقديم علم تفقدونه أو نُصحٍ لم تسمعوه من قبل، ولكننا حضرنا فقط تحقيقا لهذا المبدأ العظيم وهو قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}، وتحقيقا لهذا المبدأ العظيم وهو قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}.
ذُكر أن إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان إذا بلغه أن رجلاً على السنة وأنه يدعو إليها في أقطاع الأرض كان يراسله ويبعث إليه إذا هو لم يستطع أن يقابله، فيرسل إليه رسالة ويثبته فيها ويذكره ويشجعه ويبين له أنه على ثغر عظيم من ثغور الإسلام.
وهذا الشعور من الإمام أحمد الذي يجعله يراسل كل من بلغه أنه على السنة ويدعو لها ويعمل بها في أقطاع الأرض المتناهية البعيدة ويراسله ويكاتبه؛ شعور بهذه المسئولية الكبيرة وهو أن أهل السنة يجب أن يكون بينهم هذا النوع من التناصر والتعاضد وأنه يجب يشجع بعضهم بعضا لأنه ما من شك أن كل من يعمل بالسنة اليوم ويدعو إليها هو على ثغر عظيم وعلى باب كبير من أبواب الإسلام، فالله الله أن يؤتَى أحدنا من الثغر الذي وكله الله به.
وأيضا أهل السنة والعاملون بها والداعون إليها هم قليل في كل زمان ومكان. هذا سفيان الثوري الإمام المشهور كان إذا رأى طلاب الحديث بمحاضرهم وأوراقهم يقول: "استوصوا بأهل الحديث خيرا فإنهم أقل الناس" أو كما قال.
والإمام الليث بن سعد -وهو أيضا من الأئمة العظام الكبار عاش في زمن تابعي التابعين-، كان يقول كلمة رائعة؛ (يقولها وهو في أيام أتباع التابعين، في تلك الأيام التي تمثل أجود وأجمل فترات الإسلام ظهورا وانتشارا وقوة): "من لم يشعر بالغربة فليس على السنة".
والمعنى: أن كل من يعمل بالسنة لا بد وأن يشعر بنوع من الغربة والصعوبة والمشقة ولو كان بين أهله وفي بلده، فإن كونه بين أهله وفي بلده لا يعني بالضرورة مواساة جميع الأمور له وموافقتها بمقتضاه، وخاصة كما قلنا أن الذي يريد أن يعمل بالسنة ويقوم بها ويدعو إليها لا بد وأن يشعر بالغربة، فلذا أطلق الإمام الليث تلك الكلمة الرائعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف تكون الحال إذن في هذه الأزمان المتأخرة وهذه الأوضاع المتردية التي يعيشها العالم كله ويعيشها المسلمون على وجه الخصوص من ضعف في الدين، وبعدٍ كثيرٍ – حقيقةً - عن مهد السنة النبوية وهذه المنكرات والمحدثات والبدع الكثيرة المنتشرة عند المسلمين من ترك للصلاة ومعاقرة لما حرم الله، وكذلك المشقة الواضحة في أمر المعاش في الحياة الدنيا، ومن أعظمها وأخطرها التسلط الواضح من قبل أعداء الله من الكفار والمنافقين والفاجرين على مقدَّرات ومصير المسلمين تقريبا في كل مكان ولا يملك المسلمون اليوم من أمر أنفسهم إلا شيئا لا يكاد يُذكر!
فهذه الأوضاع وهذه الظروف وهذه الظُلمات المتراكمة لا شك أنها ستضعف المسلم وتضخّم المشقة والعنت الذي سيواجهه المسلمون على وجه الخصوص وأهل السنة بوجه أخص.
وأذكر كلمة الإمام بن قيم الجوزية - ذكرها في كتابه المشهور "طريق الهجرتين وباب السعادتين" - ويقصد الإمام بـ"طريق الهجرتين" أن المسلم لا بد له من هجرتين يهاجر إليهما وليست الهجرتان هنا الهجرة الحسية التي هي الانتقال من بلد إلى بلد ولكن المراد هنا: الهجرة المعنوية؛ هجرة إلى الله سبحانه وتعالى بعبادته وحده لا شريكا له والتلقي من وحيه الكريم والإعراض عن عبادة كل ما سواه وأن لا يعظََّمَ أحد أو يُخَصَّ أكثر منه، من حبه وتعظيمه له سبحانه وتعالى - وهذا يسمى بالتوحيد -. وهجرة إلى رسول الله؛ والمعنى الهجرة إلى سنته والهجرة إلى شريعته، فلا نجعل لنا قدوة ولا أسوة نقتدي بها ونتأسى بها إلا رسول الله، فالحق هو ما قاله والباطل هو ما حذر منه، والخير كل الخير في سنته والشر كل الشر في الإعراض عن سنته وتنكبها وسلوك السبل المضلة والعياذ بالله.
ومن هاتين الهجرتين تفتح أبواب السعادتين؛ سعادة الدنيا: الطمأنينة واليقين والثبات على الأمر الذي يفقده كل من لم يؤمن بالله حقا وصدقا، والسعادة الأخرى؛ بدخول رحمة الله وجناته وانضمامه إلى عباده الصالحين:
{يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
في هذا الكتاب يقول ابن القيم –رحمه الله-:
"أهل الإسلام في أهل الملل الأخرى قليل، (يعني: المسلمون بالنسبة لغيرهم قليل) وأهل السنة في أهل الإسلام قليل والعلماء في أهل السنة قليل والعاملون من العلماء في أهل السنة قليل والصابرون على الأذى من العاملين من العلماء قليل، فهم قليل من قليل من قليل وإنهم خيار من خيار من خيار".
وهذه مستويات وطبقات ينظم الله عز وجل من شاء من عباده الأخيار بحسب استعدادهم وبحسب يقينهم فليس من أعطي يقينا عظيما كمن أعطي شيئا قليلا -بلا شك-، ولذلك أذكر أيضا كلمة أخرى لابن القيم أيضا فيقول –رحمه الله- بعد كلمته السابقة:
"عِظَمُ المِنَّة يستلزم عِظَمَ المُهِمَّة"؛
هذا أشبه ما يكون بقاعدة مطردة، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى يمن بالإيمان وبالهدى وبالعلم وبالنبوة أيضا، هذا من شأنه سبحانه وتعالى في عباده، أليس كذلك؟ ولكن هؤلاء الذين مَنَّ الله عليهم بالعلم أو بالإيمان أو بالنبوة - بحسب منة الله عليهم - تكون مهمتهم ووظيفتهم وجهادهم وصبرهم أعظم من غيرهم، ولذلك؛ لما كان في النبوة أعظم منحةٍ وأعظم فضيلةٍ وأعظم شرفٍ يشرف الله به مَن اصطفاه من عباده – {والله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس} الآية، {الله أعلم حيث يجعل رسالته} الآية، {وإنه عندنا لمن المصطَفَيْنَ الأخيار}، فالأنبياء هم زبدة البشرية وصفوة الخليقة وخيرة البرية، والأنبياء في أنفسهم متفاوتون بعضهم أفضل من بعض: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} الآية. والله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وكان فضل الله عليك عظيما} و {كان فضل الله عليك كبيرا}، {ألم يجدك يتيما فآوى. ووجدك ضالا. فهدى ووجدك عائلا فأغنى}، وغير ذلك من المقامات العظيمة والشرف الكريم أجلّ الله به محمدا صلى الله عليه وسلم وأجل به غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - ولكن الأنبياء في المقابل كانوا أعظم الناس جهادا وأعظم الناس صبرا وأعظم الناس عملا وعبادة وصدقا وإخلاصا وأكثر الناس تعرضا للبلاء والفتنة ليقابل ذلك مقامَ النبوة الذي امتن الله به عليهم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
"أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شُدِّد عليه البلاء وإن كان في دينه رقة أو ضعفا خُفِّف عليه البلاء".
قال "أشد الناس بلاء الأنبياء"؛ مع أن المعروف والمعلوم بالضرورة أن الأنبياء هم أكثر الناس قربا إلى الله، أليس كذلك؟! هم أحباء الله سبحانه وتعالى، هم صفوته وهم خيرته. والآن -انظر مثلا- أي ملك من ملوك الدنيا؛ أقرب الناس إليه وأحبهم إليه هم أكثر من يستفيدون منه، يتمتعون بوافر الأموال والقصور، ولا يذهبون –مثلا- ليكنسوا الشوارع ويكسروا الجبال وغيرها من الأعمال الشاقة، فأصفياؤه وأبناؤه وأقاربه يتمتعون بالقصور والامتيازات الخاصة والمخصصات المالية العالية. ولكننا نلاحظ في هذا الحديث أن مالك الملوك -جل وعلا-؛ أقرب الناس إليه حبا وتعبدا -وهم أنبياؤه- هم أكثرهم مشقة في الحياة وأعظمهم بذلا وجهادا، يعني هذا عكس التفكير البشري.
الحكمة من ذلك؛ ليتحقق أن منة الله عليهم - برفعهم إلى مقام النبوة- يجب أن يقابلها ما يناسبها من الجهاد والصبر والبذل، وهكذا كان الأنبياء؛ عاشوا حياتهم في الكفاح والجهاد والصبر لأن فضل الله عليهم بالنبوة يستلزم ذلك.
ثم قال: " ... ثم الأمثل فالأمثل" يعني؛ بحسب قربه من مقام النبوة علما وعملا.
"يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شُدِّد عليه البلاء"؛ وهذا الاختبار من الله وهو يعلم من عباده من هو موقن وصابر ومن هو مهلهل أو ضعيف أو نحو ذلك، "وإن كان في دينه رقة أو ضعفا خُفِّف عليه البلاء".
ربما تجد كثيرا من أعداء الله يعيشون حياة رغيدة، - فيما يظهر للناس أنها - سعيدة، ربما لا يمسهم شيء من النصب والتعب، وقد يحصل هذا كثيرا، وربما يحصل عند المؤمن نوع من الفتنة.
والله عز وجل قد يمكن لهؤلاء الطغاة - وهم أعداؤه وخصومه الذين نازعوه حتى الخصائص الألوهية وجعلوها لأنفسهم؟! يعيشون في بحبوحة من العيش وتكون الأمور مواطئة لهم، ويتمتعون بكل ما يمكن أن يتمتع به، وأولياء الله وأصفياؤه في العنت والمشقة!
يجب علينا أن نفقه هذه السنة الإلهية: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ... " الحديث.
والعلم مِنّةٌ وفضل؛ كَوْن الله سبحانه يختار هذا العبد ويشرح صدره وينور قلبه بالعلم وييسر له طريقه، ويجعله لا يقرأ شيئا إلا ضبطه ولا يحفظ شيئا إلا ثبّته - كالأئمة والعلماء – هذه نعمة عظيمة. وهذا العلم له ثمن! وما الفائدة من أن يجعل الله قلبك وعقلك مستودعا للعلم به وبدينه وبسنة رسوله وبكتابه؟، ولماذا اختارك دون فلان من الناس إلا لأنه نوع ترشيح رشّحك الله لهذا المقام لتقوم بمتطلباته ومستلزماته وأعماله.
الآن لو نظرنا –مثلا- إلى شركة من الشركات، عندها وظيفة شاغرة وهذه الوظيفة مواصفاتها ومميزاتها عالية وراتبها - مثلا - ضخم وكبير وهناك مخفّضات وامتيازات كثيرة، من سكن وسيارة وإجازة، فأعلنت الشركة في الصحف والجرائد -مثلا- أن عندنا وظيفة شاغرة والراتب كذا وكذا والبدل والسكن والسيارة ... الخ، ومميزاته عُرف أنها مغرية جدا، ثم بعد ذلك يفتح بابها لكل من أراد العمل فيها، هل يتصور هذا؟ الجواب: لا ولكن لا بد للدخول فيها من شروط، شروط التقدم، كأن يكون حاصلا على شهادة فلانية وخبرة عشر سنوات وإجادة اللغة الفلانية ... الخ، فإذا بك تجد أن عشرة ملايين من الناس في البلد لا يصلح منهم لهذه الوظيفة إلا اثنان أو ثلاثة.
فالله سبحانه وتعالى أنزل الشريعة والهداية ورشح لها من العلماء والصالحين من يحفظونها ويقرؤونها ويفقهونها ويستوعبونها، فهل يذهبون بعد كل هذا التفضل والإكرام لا يلتزمون بمقتضياته بل ينامون مع النائمين ويلعبون مع اللاعبين ويلهون مع اللاهين؟! هذا لا يليق بهذا المقام، إذاً هذا ليس علما بل هو خيانة واضحة وصريحة لهذا الخير الذي أعطاه الله إياه ولا يليق به.
فالعلماء كالأنبياء يتحملون المشاق ويصبرون عليها وسيجدون من المشقة والعنت نظيرَ ما وجده الأنبياء والرسل والسلف الصالح أو قريبا مما وجده أولئك الذين تقدموهم وسبقوهم في هذا الطريق.
ولا تظنن أن هداية الله رخيصة الثمن وأن دين الله رخيص معروض للبيع على كل من هب ودب!
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو يخطب على المنبر:"ألا إن سلعة الله غالية" أي: ثمنها بالغ "ألا إن سلعة الله الجنة". جنته سبحانه وتعالى وعافيتها ولحظاتها غالية وسعرها بالغ، ولا بد إذن من تقديمه واختصاصه، لأن المُنى الموعود به ثمين وعظيم.
ولا يهمنا أبدا ونحن في هذا المضمار نظرة الناس لنا، وكثير من الظروف الاجتماعية وكلام الناس يؤثر في قلوبنا وربما يخذِّل بعضَنا، لأن الأوضاع الاجتماعية تعارف الناس فيها لحسر أحوالهم ومصالحهم وشهواتهم.
ولا يجوز أبدا أن نقيم ونجعل أوضاعا اجتماعية أو مقاييس بشرية هي ما نقيس به مدى قناعتنا بأمر الله وقيامنا به. الناس يقيمون مقاييسهم ونظرتهم لغيرهم بحسب الظواهر والمظاهر ولا يقيمون شأنا يذكر بالحقائق، فلنحذر أن نكون هكذا.
بينما حكم الله سبحانه وتعالى واصطفاؤه بحسب سابق علمه بخلقه، والله عز وجل يكرر في القرآن كثيرا هذه الآية الكريمة:
{وكفى به بذنوب عباده خبيرا بصيرا}، {وكفى به بعباده خبيرا بصيرا}.
ويروي لنا سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه هذه القصة – وهو في البخاري -: "كنا جلوسا عند النبي صلى الله وسلم فمر بنا رجل من أشراف الناس (مشهور من قبيلة معروفة، مركزه الاجتماعي مرموق، وماله كثير وجاهه وفير) فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجالسين معه: "ما تَعُدُّون هذا فيكم؟ " (أي ما تقييمكم له وما نظرتكم له؟ ما هي؟)، قالوا: "هذا حَرِيٌّ إن قال أن يُسمَعُ وإن شَفَعَ أن يَشفَّعَ وإن خطب أن يُنكح" (لماذا قالوا "يُسمع"؟ هل هذا لبلاغته أو لفصاحته أو لعلمه؟! لا، ربما هو لا يحسن الخطاب أصلا فضلا أن يركب جملة مفيدة، وربما خطابه مهلهل، ويقرأ ويخطئ، ولكنهم قالوا "يُسمَع" وإن كان جاهلا أو ركيك العبارات لأنه ذو حسب ونسب ومال ونحوها). "فسكت النبي صلى الله عليه وسلم" ولم يعلق شيئا على تقييمهم لهذا الرجل، "ثم مر بعده رجل آخر"؛ جاء في الروايات وصفه بثلاثة أوصاف؛ في رواية: "مِنْ ضَعَفَةِ الناس" وفي رواية: "من سوقة الناس" وفي رواية: "من أغمار الناس"، فالأغمار يعني رجل لا يُذكر ولا يعرف، لا اعتبار له جاء أم لم يجئ، ليس له جاه ولا مال ولا شيء، مغمور لا يعرفه أحد.
فقال عليه الصلاة وسلم: "ما تَعُدُّون هذا فيكم؟ " قالوا: "هذا حري إن قال أن لا يُسمع وإن شفع أن لا يشفَّع وإن خطب أن لا يُنكح"؛ عكس ذلك تماما، ربما يكون هذا أعلم وأبلغ وأفصح من الآخر ولكن هذا ليس في الاعتبار الآن، فهذا هو مقياسهم الظاهري -وهم صحابة-، فقال عليه الصلاة والسلام -وهو يبين لهم كيف يقيس الله العباد، لا على مقاييسهم الظاهرية هذه، بل على ما قام في قلوب هذين العبدين من إيمان وعلم ويقين- قال:
"والذي نفسي بيده، هذا (أي الرجل الثاني) خير عند الله من ملء الأرض من ذاك" أي الرجل الأول.
ما قال "إنه خير منه" فقط، بل قال "خير من ملء الأرض من ذاك". ملء الأرض: كلها، وهذا الرجل الذي وصفه العالي والشديد في نظركم ما يعدل عند الله لهذا العبد الواحد السعيد، لفوارق هائلة يعلمها الله سبحانه بين مقام هذا عنده ومقام ذاك.
ولذلك ذكر القرآن الكريم لنا شبهة خطيرة طالما صدت كثيرا من الناس عن الإيمان بالله واتباع الأنبياء؛
جرت سنة الله الكونية - وله في خلقه حكم - أن أكثر الناس اتباعا للأنبياء وسرعة في الاستجابة لهم هم الفقراء والضعفاء، أليس كذلك؟! هذه سنة كونية، وهذا هرقل -زعيم الروم- لما بعث له النبي كتابه "أسلم تسلم ... " استدعى هرقل من كان في أرض الشام من بعض العرب، وكان فيهم أبو سفيان -والقصة مشهورة مرت عليكم- فسأله عدة أسئلة، منها أنه سأله: مَن أتباعه؟ (أي هذا النبي الجديد)، أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قال أبو سفيان: "بل ضعفاؤهم"، فقال هرقل: "كذلك أتباع الأنبياء"!
ولكن هذا ولّدت الشبهة عند المشركين؛ فنسمع في سورة هود قوله تعالى -في مخاطبة قوم نوح لنوح-:
{وما نرى اتبعك إلا الذين هم أراذلنا} الآية.
ماذا يريدون بذلك؟ هم يريدون أن يستذلوا النبي وأتباعهم لكونهم ضعفاء، بينما كبار القوم وعظامهم ووجوه البلد هم الذين خاصموه وعادوه" فالنتيجة؛ أنهم يستذلون بهذه الورقة - كون هؤلاء الضعفاء دون الكبراء يتبعون دعوتك تدل على أنها كاذبة وخاطئة فكانوا يقولون: {بل نظنكم كاذبين}.
(يُتْبَعُ)
(/)
أضرب لك مثلا؛ إذا أعطيتك كتابا وقلت لك: اقرأ هذا الكتاب وقيِّم لي معلوماته، تقول: من مؤلفه؟ فإذا قلت لك: مؤلفه فلان بن فلان، كذا وكذا، فإذا ما أعجبك شكل الكتاب ومؤلفه ستطرحه جانبا وتقول: "هذا الكتاب ليس جيدا"، فهذا ليس تقييما، لأن اسمه وجنسه لا يحدد صحة فكرته، فهل يكون شكله دليلا على باطنه؟ وما علاقة شكله واسمه بالفكرة؟! قد يكون شكله أو اسمه غير جميل ولكن فكرته رائعة وفصاحته بليغة وقد يكون شكله جسيما وجميلا ولكن فكرته سيئة وفصاحته غير بليغة، كما جاء في قصة الإمام أبي حنيفة المشهورة لما مرض فترة قدم إليه رجل لابس لباس أهل العلم، وكان الإمام أبو حنيفة يتحدث عن الصيام ووقت السهر وطلوع الفجر، وسئل عن وقت السهر وانتهاء وقت الفجر فقال أبو حنيفة؛ "إذا طلعت الشمس انتهى وقت الفجر" فقال ذاك الرجل: "وماذا نعمل إذا ما طلعت الشمس؟! "، فقال أبو حنيفة: لقد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه" (وكان يظن أنه من أهل العلم بناء على هيئته الظاهرة).
المهم؛ أن شكل المؤلف ولونه وجنسه لا دخل له في تقييم فكرته، فأنت ينبغي عليك أن تقرأ الفكرة وتقيم الرجل من خلال فكره، لا من خلال شكله أو اسمه.
{قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} الآية. (أي: كيف نؤمن لك؟). ما علاقة هذا بهذا؟ فرد عليهم نوح؛ {قال وما علمي بما كانوا يعملون. إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون}
ونستشف هنا استخدام قريش في مخاصمة دعوة النبي نفس الأسلوب؛ حيث تركوا النقاش في حيثية الدعوة نفسها وتركوا النقاش في أيهما إزاء الحق، اللات والعزى أم رب العالمين؟ تركوا النقاش في هذا كله مع النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم الذي أعجزهم والذي بهرهم. وتركوا النقاش في ذلك كله وقالوا: {لو كان خيرا ما سبقونا إليه} الآية، أي: لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقنا إليه بلال الحبشي وصهيب الرومي وعمار بن ياسر وفلان وعلان من الضعفاء من الطبقة البسيطة من المجتمع، بينما الكبراء والأسماء اللامعة ورؤوس القبائل ووجوه القوم هم في طرف آخر!
بل في سورة الأنعام تطورت الشبهة عند هؤلاء الكفار تطورا خطيرا حتى ذهبوا إلى الاستعلاء على الله واختياره؛
طلب قريش من النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد من مجلسه بلالا وصهيبا وعمارا وغيرهم من الضعفاء وأن يخرجهم من مجلسه حتى يأتي إليه كبراء القوم ليستمعوا إليه ما يقول، وطلبوا ذلك حتى لا تتحدث العرب أنهم جلسوا مع الضعفاء في مجلس واحد. والنبي صلى الله عليه وسلم في البداية وافق، لماذا وافق؟ لأنه طمع في هدايتهم، لأنه إذا اهتدت رؤوس قريش فالناس في الغالب تبع لكبرائهم، فكان مقصده كبيرا، فلا بأس أن يستأذن النبي هؤلاء الرجال البسطاء عنده كبلال وأصحابه ويقول لهم؛ لو سمحتم تخرجون عشر دقائق- أه؟ وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وطلب من أولئك الصحابة البسطاء في نظر أولئك القوم - ولكنهم عظماء في حكم الله سبحانه -، طلب منهم أن يخلوا لهم مجلسهم، فنزل القرآن مباشرة بأعظم عتاب عوتب به النبي صلى الله عليه في القرآن!
فلو سئلتَ ما أعظم آية عوتب فيها النبي صلى الله عليه وسلم؟ اذكر هذه الآية:
{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}.
انظر إلى الخطاب كيف؛ قوي أم لا؟ وفيه لوم شديد أم لا؟ ففيه عتاب كبير، {فتطردهم} لو فعلت ذلك ستكون {من الظالمين}، وحاشاه صلى الله عليه وسلم. فالشاهد أن الآية قوية والعتاب عظيم.
والمسألة فيما يظهر لنا -كبَشَرٍ- لا يحتاج إلى كل هذا العتاب الشديد، فمن وجهة نظرنا الضئيل البسيط أن الداعية قد يكتسب شيئا كبيرا، حيث يسمع أولئك الكبراء والوجهاء دعوة الله سبحانه وتعالى ولعلهم يهتدون، ولكن في حكم الله كونه يطلب هذا الطلب؛ فيمنع المؤمنين الضعفاء –في نظر الناس- من المجلس الذي يريد أن يحضره كبراء القوم – هذا خطأ كبير!، فيريد سبحانه وتعالى أن يلغي هذا القانون البشري فلذلك عاتب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الصحابة فلما دخلوا عليه قال لهم؛ "أهلا ومرحبا بمن عاتبني فيهم ربي" أي: أنتم ومقامكم كبيرة والله، ورب العالمين ينزل القرآن ويعاتب سيد الرسل من أجلهم، فمنزلتكم عنده عظيمة، وأما هؤلاء –المتكبرون المتسلطون على الناس- فلا قيمة لهم.
وقصة "عَبَسَ" أيضا تحقق المقصود؛ {عبس وتولى} فالرجل يأتي والنبي صلى الله عليه وسلم مشغول بأبي جهل فيخاطبه وهو لا يدري أن النبي صلى الله عليه وسلم مشغول، فما التفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم وعبس بوجهه قليلا فنزل العتاب:
{عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى. فأنت له تصدى. وما عليك أن لا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى}.
وهذا الخطاب أيضا فيه عتاب أو لا؟
السؤال هنا - بعد أن قرأنا الآية-: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم ... } الآية. جاءت بعدها آية مهمة جدا تحقق لنا المقصود الثاني، وهو أن الشبهة عند المشركين تطورت فاستخدمت تجاه أتباع النبي صلى الله عليه وسلم من الضعفاء ليس فقط في إبطال الدعوة، وزعمهم أنها فاسدة، بل في اختيار الله لمن شاء من عباده، فكأنهم يجهزون الله في اختياره؛
{وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا} الآية، كانوا يقولون: أما وجد الله من يهديه لدعوته إلا هؤلاء الضعفاء ويتركنا نحن؟!، كأنهم يقولون؛ "يا الله - وحاشا الله سبحانه وتعالى عن قولهم- ما أحسنت الاختيار لأنصار دعوتك، وأنصار نبيك صلى الله عليه وسلم! كيف تختار له العبيد؟! "
أنت الآن لو كلفتني ببناء بيت، ثم جئت ووجدت البيت بناءه سيئا ماذا تقول؟ تقول: ما أحسنت اختيار العامل الذي بنى لك البيت، أو لا؟ تلومني في اختيار عامل سيئ فاسد لا يحسن الصنعة، ما أتيت بنجار حاذق ولا .. ولا .. الخ، تجعل اللوم علي. وهؤلاء المشركون أيضا يوجهون اللوم إلى الله سبحانه وتعالى قائلين: {أهؤلاء من الله عليهم من بيننا} الآية.
فكيف رد القرآن عليهم؟
قال الله جل وعلا –رادا عليهم-: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.
يقول ابن القيم رحمه الله: "تأملت في هذه الآية فاستوقفني ختامها بكلمة {الشاكرين} ". وكان المقام -مقام القصة- يقتضي أن يختمها بـ"الصابرين" (إذ أنهم كانوا معذبين وكان هؤلاء الكبراء متسلطين) وكان جو القصة يوحي بأنه سيختمها بـ"الصابرين"، أو بـ"المؤمنين" ولكن الله سبحانه وتعالى قال: {بالشاكرين}.
نحن نعرف أن الشكر نفهمه يأتي مقابل النعمة، أليس كذلك؟ بينما هؤلاء المؤمنون المستضعفون الآن في عذاب ونكال من قبل المشركين الظالمين، فأين النعمة التي يجب عليهم أن يشكروا الله عليها؟! هذا السؤال أوجهه لكم، أين تلك النعمة؟
الجواب؛ النعمة هي ما ذكرناه آنفا، هي أن الله اختارهم وجعلهم أصحابَ أعظمِ رسولٍ وأتباعَ أكرمِ دعوةٍ، وهم عرفوا هذا المضمون، فلذا تحملوا كل أنواع الأذى بل ولم يفكروا فيها لأنهم عرفوا هذه النعمة، وهذه النعمة زادت في مقابلها كل ما تحملوه وواجهوه من عنت المشركين ومشقتهم.
فيقول ابن القيم رحمه الله: "تأملت في هذه الآية فاستوقفني ختامها بالشكر، فنظرت فوجدت -[انظر إلى عظمة كلام رب العالمين]- أن الشكر له موقعه ... " الخ، ثم بدأ يحلل الشكر ما هو؟ (هذا في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين) يقول - بما معنى كلامه-:
نظرت فوجدت أن الشكر في لغة العرب يعني "النماء"، و"الزيادة" و"الكثرة"، تقول العرب "شكرَتْ غنم المرأة"، الغنم إذا زادت وأكلت تثمن ويكثر عددها ويكثر لبنها وفيه النماء والزيادة والكثرة، يقال "شاة شكور" أي: ثمينة، إذا كثر لحمها فطاب.
بنى عليه ابن القيم مراتب الشكر. فمراتب الشكر ثلاثة: المرتبة الأولى: تثمينك للنعمة التي أُعطيك وهذا فرع عن علمك بها وبحجمها، ... الرجل الحاذق الذكي أعطاه الله مالاً يكثره وينميه ويزيده ويعرف قيمته، أما السفيه فلا يعرف قيمته ولذا قال عز وجل: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ... } الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أول مركز إذًا أن تعرف قيمة النعمة التي أُعطِيتَها، النعمة هنا ليست نعمة حسية بالضرورة، بل هي نعمة معنوية: نعمة اليقين التي عرفها بلال وصهيب وعمار وكل من كان في سبيل الله، وتثمينك للنعمة -وهو فرع من معرفتك بقيمتها- يولد عندك المرتبة الثانية من مراتب الشكر وهي "حفظ النعمة والتشبث بها وعدم السماح أبدا بضياعها". إن السماح بذلك جَحد بقيمتها وتفريط فيها، والله سبحانه وتعالى أدَّبَنا بأنه "إذا أعطانا النعمة وكَفَرْناها فإنه ينزعها منا"، ماذا يقول عز وجل لنبيه: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، {اذكروا نعمة الله إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا} الآية، {ألم تر إلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفراً وأحَلُّوا قومهم دار البوار. جهنم يصلونها وبئس القرار}.
ثم إن حفظك للنعمة يولد عندك المرتبة الثالثة وهي "الحرص على تكثيرها واستخدامها لزيادة علمك وإيمانك"، هكذا المؤمن؛ يجب عليه أن يكون كل يوم أحسن حالا من يومه السابق علماً ويقيناً وإخلاصاً وصدقاً وإقبالاً، وهكذا ينمو ويكثر الخير عنده، حتى يصل إلى مقامات عظيمة في الدنيا ويصل إلى درجات رفيعة عالية في الجنة عند الله سبحانه وتعالى.
جاءت أم سراقة وكان ابنها "سراقة" استشهد يوم أحد -رضي الله عنه- فقالت: "يا رسول الله، أين سراقة؟ إن كان في الجنة صبرت وإن كان في غيرها ... " واشتد عليها البكاء، فقال:
"يا أم سراقة! إنها ليست جنة واحدة، إنها جنان وإن ابنكِ أصاب الفردوس الأعلى"
"وإن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله".
والتحقيق أن مراتب الشكر ثلاثة: تثمين النعمة وحفظها وتكثيرها وزيادتها .. ولذا جاء ختام الآية في موقع مؤثر كما قال ابن القيم {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.
نعم، فالله سبحانه وتعالى هو أعلم بالشاكرين وبالصابرين من عباده ولذا لا يصطفي إلا من سبق في علمه صلاحيته لذلك.
والنتيجة الحتمية للإعراض؛ {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} (محمد 39)، {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} (الأنعام 89)، {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} (المائدة 54)، {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} (المائدة 56).
وأختم بقصةٍ ذكرها الله في القرآن لنموذج سيئ وهي عن الذين أوتوا النعم فكفروها؛
{وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا} (الطلاق 8)، {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا، كان ذلك في الكتاب مسطورا} (الإسراء 58)، {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} (الإسراء 16).
والنموذج الذي سأذكره الآن ليس في النعمة الحسية ولكن في كفران النعمة المعنوية؛
رجل آتاه الله العلم والبينات والآيات في بني إسرائيل فكفَر ذلك وغدر وخان عهد الله وميثاقه، وقصته مشهورة، ذكرت في كتب التفسير، فالقصة عن رجل في بني إسرائيل اسمه "بلعم بن باعوراء" وكان من بني إسرائيل في وقته عالمهم وشيخهم وفقيههم ومفتيهم، فلما غزا بُخْتَنَصَّرْ البابلي - ملك من الملوك البابلية الوثنية والعرب يسمونه "نبوخذ" القصة مشهورة والملك مشهور - وأصبح جيوشه على مشارق بني إسرائيل وكان هذا العالم في ذلك الوقت في بيت المقدس، وكان من المفترض في حقه أن يقوم بالجهاد ويحث قومه - وهم ورثة الكتاب - التوراة عندهم والشريعة عندهم – إلى أن يجاهدوا هذا الوثَني ويدافعوا عن دينهم وكتاب ربهم – التوراة - وأنبيائهم ورسلهم ويقاوموا هذا الوثني ويقاتلوه ويصبروا ويصابروا! ولكن خاب هذا التوقع كله منه فقام "فضيلة الشيخ هذا" وقال لقومه: "أما وقد غزاكم ملك لا قبل لكم به"، وهذا أول تخويف، ماذا تعمل إذا سمعت المفتي يقول مثل هذا؟ فقال: "إني أرى أن تجملوا نساءكم وتزينوا بناتكم وإذا دخل الجيش تعرضوهن عليهم فإنهم ينشغلوا بالنساء والفتيات ويتركونكم، يعني: أنهم اشتروا حياة الدنيا بثمن رخيص.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا اقتراح مَن؟ وزير السياحة؟ لا، بل هو اقتراح المفتي مع الأسف الشديد، ففعلوا ما اقترح عليهم، فدخل الجيش وهتكوا أعراضهن ثم قتل من قتل وسبى من سبى وخسروا الأول والآخر وهذا هو السبي الأول للبابلي عند اليهود.
وأنزل الله في القرآن خبر قصته لتكون عبرة لهذه الأمة حتى لا يخرج منها أمثال هذا العالم فقال:
{واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} (الأعراف 176).
يقول ابن القيم: "تأملْ في قوله تعالى "آتيناه"، يتكلم الله تعالى هنا بصيغة الجمع، الدال على التعظيم، "آياتنا" ذكرها بصيغة الجمع "آيات" وأضاف إلى نفسه تشريفا وتعظيما وأضاف إلى نفسه "آياتنا"، فالخطاب أدخل فيه كل المفردات التي تدل على التعظيم، "آتيناه آياتنا"، كلها بصيغة الجمع، وما هي النتيجة: {فانسلخ منها}، يقول ابن القيم: تأملت في كلمة "فانسلخ" فوجدت أنها تعبير عظيم"، الشاة إذا سلخ جلدها هل يرجع؟ لا يمكن أن يرجع - ولم يرجع إليه بعده، سيُترك لأنه فشل في الاختبار، لم يرجع إليه – {فأتبعه الشيطان وكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} (لعل القادمين من هذه الأمة يتفكرون) {ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون}.
{مثله كمثل الكلب إن تحمل يلهث أو تتركه يلهث} الآية. وكل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلل وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الري وحال العطش. فضربه الله مثلاً لمن كذب بآياته فقال: إن وعظته ضل وإن تركته ضل، فهو كالكلب إن تركته لهث وإن طردته لهث، قال السدي: كان بلعام بعد ذلك يلهث كما يلهث الكلب.
وهذا المثل في قول كثير من أهل العلم بالتأويل عام في كل من أوتي القرآن فلم يعمل به. وقيل: هو في كل منافق. والأول أصح.
قال مجاهد في قوله تعالى: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} أي؛ إن تطرده بدابتك أو برجلك يلهث أو تتركه يلهث، وكذلك من يقرأ الكتاب ولا يعمل بما فيه.
فمثل هذا العالم الذي لا يعمل بعلمه، والحكم؛ إعطاؤه العلم، أو عدم إعطائه العلم سواء، النتيجة واحدة لفساده وفشله؛ سيطرده الله ويعطي علمه لمن يقدره ويثمنه. والعياذ بالله.
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أولئك الذين يعرفون نعمة الله ويقدرونها حق قدرها، ونسأله سبحانه أن يثبتنا وإياكم على المحجة البيضاء، نَعَمْ، التعب لا بد منه والمشقة لا بد منها ولكن سلعة الله - كما قلنا - غالية ولا يجوز في حقنا أبدا أن نساوم عليها، بل نصبر ونصابر ونجاهد لعلمنا اليقيني أن المصير بإذن الله وتوفيقه - مشرق عظيم ينتظره كل من آمن بالله وجاهد في سبيل الله، ولسنا مختارين في ذلك بل ما دمنا استطعنا على ذلك فلا خيار لنا؛
{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} (الأحزاب: 36)
وصلى الله على رسولنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين!
سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك!
"أوزبكستان المسلمة
منقول ..
http://archive.muslimuzbekistan.com/arb/arnews/2003/12/maqolat08122003.html
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 03:56]ـ
الشيخ أحسبه -والله حسيبه - من العلماء العاملين.(/)
إشكال فقهي
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 01:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله: هناك إشكال يراودني منذ أسبوع فقلت لعلي أعرض عليكم فأجدعندكم الخبر اليقين
وهو:
أننا نقول على المذهب الحنبلي أن الماء إن كان أقل من قلتين وخالط الماء تنجس، وإذا كان أكثر من قلتين لم يحمل الخبث حتى يتغير لونه أوطعمه أو ريحه، هذا الكلام في النجاسة فما حكم الطاهر إذا خالط طهورا هل نقول أنه إن كان أقل من قلتين انتقل الماء من طهور إلى طاهر وإذا كان أكثر من قلتين لم ينتقل إلا إذا تغير أحد أوصافه الثلاثة؟
أفيدونا مأجورين مع ذكر الدليل أو العلة أو نصوص من أقوال العلماء المتقدمين لما تقول
قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب نسبتك هذا الكلام الى المذهب الحنابلة فيه نظر فالذي اعرفه والله اعلم ان هذا ليس بمذهب الحنابلة انما هو مذهب الشافعية الذين يرون ان النجاسة اذا وقعت في الماء الذي هو دون القلتين تنجس سواء غيرت احد اوصافه الثلاث ام لا اما ان كان قلتين او ما فوق فلا يرون انه ينجس الا اذا تغير احد اوصافه (الريح، الطعم، اللون) وقبل ان اجيب عن سؤالك اخي الحبيب اريد ان اتطرق الى بعض النقاط الا وهي:
ان العلماء اختلفوا في تقسيم الماء فذهب قوم الى ان الماء ثلاثة اقسام: طهور وطاهر ونجس وهذا قول الشافعية والاحناف وذهب قوم الى انه قسمين ان الماء طهور او نجس وهذا الذي رجحه شيخ الاسلام رحمه الله، وكذلك العلماء اختلفوا في مسالة وقوع النجاسة في الماء فهل ينجس ام لا؟ فاجمع العلماء على ان الماء الاصل فيه الطهارة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ان الماء طهور لا ينجسه شيء) صححه مع من المحدثين منهم احمد والنووي والالباني رحمهم الله وغيرهم واختلف الفقهاء في وقوع النجاسة في الماء ما لم تغير احد اوصافه مع اجماعهم في ان الماء اذا تغير احد اوصافه الثلاث بنجاسة وقعت فيه فهو نجس كما قال ابن المنذر رحمه الله: اجمع العلماء على ان الماء القليل والكثير اذا وقعت فيه نجاسة فغيرت له طعما او لونا او ريحا فهو نجس. وانما الخلاف في مسالة اذا لم يتغير احد اوصافه فذهب بعض الصحابة كابن عباس وابي هريرة وابن المسيب والاوزاعي والثوري ومالك واحمد وابن حزم وغيرهم الى ان الماء طهور قليلا كان او كثيرا وذهب الاحناف والشافعية الى قسمة الماء الى قليل تضره النجاسة مطلقا والكثير لا ينجس حتى يتغير احد اوصافه الثلاث واختلفوا بعد ذلك في تحديد القليل والكثير وهذا مذهب ليس بصحيح لانه مخالف لنصوص النبوية وكذلك لاختلاف العلماء في تحديد الماء القليل فاضطربوا في ذلك باقوال عديدة جدا وحتى القائلين والمستدلين بحديث القلتين اختلفوا في تحديد القلتين ولهذا رد كثير من العلماء حديث القلتين لاضطراب متنه وسنده وابطلوا الاستدلال به وقد ضعفه ايضا جمع من العلماء كابن عبد البر وغيره. فالصحيح ان الماء طهور ما لم يتغير احد اوصافه بنجاسة تقع فيه سواء كان قليلا او كثيرا وهذا هو الاصل. وبهذا يتبين لك اخي الحبيب ان كلام العلماء في وقوع النجاسة في الماء لا الوقوع شيء طاهر في الماء فوقوع طاهر في الماء وغير لونه وطعمه ولونه لا يرفع طهوريته لان الماء لا ينجس الا اذا وقعت فيه النجاسة وغيرت احد اوصافه. اما انه هل يصبح الماء طاهر وليس طهور بوقوع الطاهر فيه فهذا يرجع الى تقسيم اهل العلم وهنا يرى اذلين يقسمونه الى ثلاثة اقسام انه صار طاهرا ولم يعد طهورا والاخرون يرون انه طهور وبالله التوفيق
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 02:36]ـ
أخي أبو قتادة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما أجمل اللحظات التي يتناقش المرء فيها مع إخوانه في أمور دينه وما أجملها من ساعات نقضيها معا لإظهار الحق سواء على لساني أو على لسانك همنا جميعا أن يظهر الحق وأشكرك جزيل الشكر على اجتهادك للإجابة عن السؤال لكن سوف أتناقش حتى نصل إلى المراد إن شاء الله.
فقولك: (أ، نسبة هذا القول إلى الحنابلة فيه نظر)
أقول: وفي النظر نظر، فقد قال ابن قدامة رحمه الله في عمدة الفقه ما نصه:
(خلق الماء طهورا، يطهر من الأحداث والنجاسات، ولا تحصل الطهارة بمائع غيره، فإذا بلغ الماء قلتين أو كان جاريا لم ينجسه شيئ، إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه، وما سوى ذلك ينجس بمخالطته النجاسة ..... ) إلى آخر ما قال.
وأما قولك: (إن العلماء اختلفوا إلى قولين في تقسيم المياه)
فأقول: نعم إنهم اختلفوا إلى قولين كما قلت لكن الحنابله قولهم في هذه المسألة هو أن الماء ينقسم إلى ثلاثة أقسام طهور وطاهر ونجس، نعم له رواية أخرى على أن الماء ينقسم إلى قسمين وهذا مذهب الإمام أبي حنيفة لكن القول المعتد عندهم أن ينقسم إلى ثلاثة أقسام فقد قال منصور بن يونس البهوتي في عمدة الطالب في بداية الكتاب ما نصه:
(المياه ثلاثة: طهور يرفع الحدث ويزيل النجاسة ........... الثاني: طاهر وهو ما تغير كثير من لونه أوطعمه أو ريحه ....... )
وأما قولك: (بأن الحديث ضعيف رده كثير من أهل العلم)
فأقول: نعم هو كما قلت لكن الحديث صححه كذلك جمع من أهل العلم كابن تيمية رحمه الله فقد قال:
(أكثر أهل العلم بالحديث على أنه حديث حسن ويحتج به وأجابوا عن كلام من طعن فيه) يراجع سبل السلام شرح عمدة الأحكام للشيخ البسام.
وأما قولك: (أن كلام العلماء في وقوع النجاسة على ماء طهور ..... )
فأقول: نعم هذا صحيح فهنا سؤالي وهو: هل يقاس الشئ الطاهر على الشئ النجس؟ ولماذا؟
وفي نهاية المطاف: أعتذر منك ومن القراء الكرام على التطويل لكن أعتقد أنه مفيد فأنا أنتظر ردك على أحر من الجمر وكذلك تفاعل الإخوة.
مع ألف سلامة.(/)
الإضرابات والاعتصامات في مصر:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله ت
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإضرابات والاعتصامات في مصر
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1762 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1762)
http://www.rslan.com/images/index/E91raba6.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1762)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1762[/ ... ]
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 09:34]ـ
وهل أبقى لكم ملاحدة مصر وعلمانيوها وأقباطها وديكتاتوريها وعملائها وفساقها خيار ... يا أخي كلما نظرنا في بلاء وجدنا أصله من مصر: الأغاني _ القومية_ الناصرية _ الأقباط _ الأفلام السيئة _ الإلحاد _ ظلم الشعب _ موالاة الصهاينة _ محاصرة الإسلام والإسلاميين .........
ـ[تابع السلف]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 02:57]ـ
كل بلاء أصله مصر
سامحك الله وعفا عنك(/)
بعض المحامد الجامعة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
بعض المحامد الجامعة(/)
أيها الناس ... اتقوا الله في أبنائكم
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 05:48]ـ
أيها الناس ... اتقوا الله في أبنائكم
إنَّ من المآسي التي نراها ليل نهار تقصيرَ الآباءِ في تربية الأبناء، والداعي لكتابة هذا الموضوع أن أبًا جاهلاً - رفض نعمة الله عليه، وأبى إلا أن يكون من المفرطين - يعمل سائقًا على سيارته، ومعه ابنه الزهرة البريئة الناضجة - التي أنعم الله عليه بها- رأيته يضربه، ويعذبه، ويهينه إهانة شديدة، فيا ألله ألهذا خلق!! كل هذا لأنَّ ما جناه الطفل إنما هو خوفه من العمل، فكان عليه أن يُجَازَى ويعاقب؛ والناس تستميحه وتستسمحه أن يترك الطفل البريء؛ ولكن هيهات هيهات، فمن وجد لقمة سائغة لن يتركها سليمة، فقلت في نفسي أهذا ما أمر اللهُ به، ألِهَذَا مكَّن الله الآباء من الأبناء؟!!
أيها الناس اتقوا الله في أبنائكم: واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله تعالى عنهم، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته; فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته)).
وقال كذلك: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)).
اعلم أيها الأب الكريم: أن ابنك - فلذة الكبد - أمانة في عنقك تسأل عنها يوم القيامة، فإما أن يكون لك داعيًا، ولك ذخرًا، ولك منجيًا من عذاب الله يوم القيامة، وإمَّا أن يكون عليك داعيًا، ولك ماقتًا، ويكون سببًا من أسباب هلاكك يوم القيامة، فإنَّك إن فرطت في حقه من التَّربية والحب كرهَكَ، وسألك يوم القيامة عن هذا، وتمنَّى لك كل سوء في الدنيا حتى الموت، ولو أنَّك أكرمته، وربيته، وأحسنت حبه، كان لك عبدًا مطيعًا يحبك، ويخاف عليك، ويتمنى لك كل الخير.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه القيم "تحفة المودود في أحكام المولود": "وكم ممن أشقى ولده، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعُه بولده، وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء"؛ فأي الفريقين تختار؟!!
أيها الأب الكريم اعلم: أن ابنك أمانة في عنقك، تسأل عنها يوم لا مردَّ له من الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون، فعليك أن تؤدي الأمانة إلى أصحابها كما أعطاها الله لك، وإلا كنت خائنًا لله، ولولدك، ولزوجك، وللمجتمع كله، فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].
وأي خيانة أعظم من إهمالك في تربية ابنك؟!! وأي خيانة أعظم من تفريطك في تربية أبنائك؟!!
ألم تعلم أن الأولاد أمانة في عنقك، وأنك إذا ما فرطت فيها في الدنيا فإنك لا محالة خائنٌ خائن.
أيها الأب الكريم اعلم: اعلم أن الله تعالى عندما استرعاك على هؤلاء؛ إنما استرعاك لتربيهم، وتحسن تأديبهم، فإذا ما تكاسلتَ عنهم، فإنَّ مآلكَ لا محالةَ إلى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة))؛ فما بالك بأولادك؟!!!
أيها الأب الكريم اعلم: أن من حسن التربية والرعاية أن تخاف عليهم وتربيهم حسب شرع الله تعالى؛ فهل من شرعه أن تربيتهم بالضرب، مثل هذا الضرب المبرح الذي نراه؟!! وهل من شرعه تركهم فريسة لكل قاصٍ ودانٍ ينهشُ في لحومهم؟!! وهل مِنْ شرعه سبّهم واحتقارهم وإهمالهم؟!!
أيها الآباء: لو تعلمون عِظَم ما تحملون، وما استُخْلِفْتُم عليه من نعمة وأمانة لما نمتم ليلكم، فآهٍ آهٍ من آباء هذا الزمان، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
فعليكم أيها الآباء:- أن تعلموا بعضكم بعضًا ما تقون به أنفسكم وأهليكم من النار.
- أن تتقوا معاصي الله، وتأمروا أهليكم وأولادكم بالذكر الذي ينْجيكم الله من النار.
- أن تأمروهم بالمعروف، وتنهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة.
- أن تستنقذوهم من عذاب الله بإقام الصلاة، فكم أهمل الآباء حق الله تعالى!!
- أن تأمروهم بالخير وتنهوهم عن الشر، وتعلِّموهم وتأدبوهم تَقُوهُمْ بذلك النار.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا بالخير وحسن صيانة النعمة اللهم آمين، وجزاكم الله خيرًا(/)
ربي وقلبي!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الهادي سواء السبيل والصلاة والسلام على من أبان الصراط المستقيم وسلك الطريق القويم محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه الطاهرين أفضل صلاة وأزكى تسليم .. أما بعد:
فكم من نقمة كانت على صاحبها نعمة وكم من محنة في طيّاتها منحة وكم من بليّة صارت عطيّة وكم من ضرّاء أعقبت سرّاء وكم من كرب وضيق خلّفا فرجا وسعة , ولن يغلب عسر يسرين , وكم من المكاره التي كانت طريقا إلى المحاب , وأعظم محبوب وأرغب مطلوب هي الجنة , وكم من سيئة فتحت بابها , وكم من حسنة أغلقته؛ فالأعمال بالنيّة , والقلب محل نظر الرب! فهل فتّش كل واحد منا عن قلبه؟!
إن الإنسان في هذه الحياة لَيُبتَلى فيُنْظر عند البلوى أيصبر ويرضى أم يجزع ويسخط , وعند النعماء أيشكر أم يكفر , وفي كل حال له عبادة هل قام بحقها أم لا؟!
وايم الله إن هذا لهو الامتحان الشديد الذي مَنْ جاوزه فقد جاوز المفاوز ونال المفاز!
إن على العبد أن يحسن الظن بربه , ويعلم أن ما اختاره الله له هو الخير لنفسه وليسأل العافية فمن حازها فقد حاز الخير كله!
** نقطة نظام **
مما جبل عليه ابن آدم الخطأ , فلا يلام على الوقوع فيه لكن يلام إن رضي به! فكل عيب وخطأ لدى الإنسان سواء أكان ذلك داءً في النفس أم سوءً في الخلق فلم يعالج ما فيه وسلّم له ليسلم من النصب والتعب!
ولست أقصد بالعلاج وضع الدواء على الداء! كلا إنما أقصد بالعلاج المعالجة أي المجاهدة والأجر على قدر المشقة لمن صحّت نيته! ومن كان هذا فعله فليبشر بالهداية , يقول رب العزة والجلال (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
** جزء من مقال **
ذات ليلة كان الظلام شعارها , كنت في انتظار سلطان النوم أن يأتي! ولعلمي أن مجيئه دوما في وقت الضرورة فليس هو ممن يسارع لقضاء ما عليه في أول الوقت , وفي بعض الأوقات يحبسه حابس فلا يطلقه إلا بعد تهديد بطاعة! المهم قلت لنفسي بما أني لا محالة منتظر فلمَ لا أنظر في بريق الآيات وأنوارها؟! فشعّت ولاحت بعضها في الأفق أجمل من ضياء القمر ليلة البدر!
يقول الله فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
يأمر الله جل جلاله من آمن به بالاستجابة والتي تتضمن القبول باطنا وظاهرا بما يأمر الله به ويأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم , وبيّن أن الشريعة فيها الحياة الحقيقية لمن يريدها و ذكّر بأنه يحول بين المرء وقلبه!
آية عظيمة! فيا ترى هل بلغت من يبحث عن سعادة قلبه؟!
كم من أناس تمنوا أشياء لكن حرموا منها حال الله بينهم وبين قلوبهم!
إن الله جل جلاله هو خالق الإنسان ومدبر الكون بما فيه , قلب العبد بين أصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء! فهل داوم العبد على سؤال ربه تثبيت قلبه؟!
القلب على صغر حجمه إلا أن فعله عظيم وفساده خطير , فصلاحه صلاح للجسد وفساده فساد للجسد!
ومن تأمل مناسبة ذكره هنا علم أن القلب عليه مدار العمل , فقد تتخلف الاستجابة في ظاهر الأمر لكن لا تتخلف في القلب , لذا نجد أن المكره يغفر له ما فعل بخلاف المختار الذي يؤاخذ بما صدر!
ونعود لما سبق من ذكر حياة القلب وسعادته , يكاد العضو الوحيد في الإنسان الذي لا يمكن أن يُمتّع بغير طاعة الله!
والشريعة ليست كما يقول البعض لا مجال فيها للمرح! كلا .. أوسع دائرة في الشريعة دائرة المباح فاعمل ما شئت , فمن ذا الذي يحرم من أحل الله؟!
لكن إن كنت فعلا تريد طمأنينة قلبك وسعادته فهي في اجتنابك لما نهى الله عنه ورسوله.
واعلم أن ربك لا يظلم أحدا فإن حال بينك وبين قلبك فلا تلم إلا نفسك فمنها أُتِيت وأنت الذي ألقيتها في مهاوي الردى!
فمن أراد العيشة الهنية والحياة الرضية فليعمل على إسعاد قلبه فبسعادته تسعد دنيا وأخرى! ألا ترى أن الإنسان يقال له إذا ثبت في مكان ثابت القلب أو ثابت الجنان! لأن خوار القلب يعني سقوط الجسم!
وقانا الله وإياكم سيء القول والعمل وأصلح الظاهر والباطن , وثبت قلوبنا على طاعته إلى يوم نلقاه.
قد لا تخرج مما سبق بفائدة ذات بال , لكن إن علمت المراد مما سبق فذاك الخير الذي أريد وهو أن تحرص على ألا يحول الله بينك وبين قلبك! والله يحفظك!
** طيور مهاجرة >>
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) لا تكن من هؤلاء , فالجزاء من جنس العمل فقدم لهذا اليوم ما يجعلك إذا اشتهيت شيئا وجدته!
** نقطة عبور **
وسع دائرة في الشريعة: بعض العلماء يقسم الأحكام الشرعية إلى خمسة أمور فيقول الشريعة على دوائر خمس:
1) دائرة الواجب. 2) دائرة المحرم. 3) دائرة المندوب 4) دائرة المباح. 5) دائرة المكروه أو الكراهة.
وقالوا إن أوسع دائرة هي دائرة المباح لأن الأصل في الأشياء الإباحة - وليست على إطلاقها -(/)
حول لبس الثياب الملونة للنساء للشيخ طارق الحمودي
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 09:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة في حكم لبس الثياب الملونة للنساء
(الكلمة السابعة من رسالتي: أربعون كلمة في لباس المرأة المسلمة وزينتها)
كتبه أبو عبد الله طارق بن عبد الرحمن الحمودي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه. وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فإن كثيرا من الفاضلات يعتقدن أنه يتعين على المرأة لبس الأسود من الثياب عند خروجها, وهو خطأ, ولعلهن أتين من تقليد بعض الدعاة والطلبة, وتفرع عن ذلك إقدامهن على الإنكار على إخواتهن ممن يرين جواز لبس الملون, وهن إن شاء الله معذورات إن كن يقصدن عند الإنكار النصيحة دون تعيير أو شدة. فقد صح أن النساء في زمن النبي ? وبعد زمنه كن يلبسن الثياب الملونة بغير السواد.
*قال شيخ شيخنا الألباني رحمه الله: (اِعلم أنه ليس من الزينة في شيء أن يكون ثوب المرأة الذي تلتحف به ملونا بلون غير البياض أو السواد كما يتوهم بعض النساء الملتزمات وذلك لأمرين:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: (طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه).وهو مخرج في مختصر الشمائل (ص 188)
والآخر: جريان العمل من نساء الصحابة على ذلك وأسوق هنا بعض الآثار الثابتة في ذلك مما رواه الحافظ ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 371 - 372):
* عن إبراهيم وهو النخعي (أنه كان يدخل مع علقمة والأسود على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيراهن في اللحف الحمر).
* وعن ابن أبي مليكة قال: (رأيت على أم سلمة درعا وملحفة مصبغتين بالعصفر).
* وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (أن عائشة كانت تلبس الثياب المعصفرة وهي محرمة).وفي رواية عن القاسم: (أن عائشة كانت تلبس الثياب الموردة بالعصفر وهي محرمة).
* وعن هشام عن فاطمة بنت المنذر (أن أسماء كانت تلبس المعصفر وهي محرمة).
* وعن سعيد بن جبير: (أنه رأى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تطوف بالبيت وعليها ثياب معصفرة) انتهى كلامه رحمه الله في الجلباب. وقد أورد صديق حسن خان حديث (وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه) في حسن الأسوة (460) تحت باب ما ورد في ألوان الثياب للنساء!
قلت: العصفر نبات صيفي من الفصيلة المركبة أنبوبية الزهر, يستعمل زهره تابلا ويستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه كما في المعجم الوسيط (2/ 605).
وروى البخاري (1539) عن ابن جريج أخبرنا قال: أخبرني عطاء إذ منع بن هشام النساء الطواف مع الرجال قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟ قال إي لعمري لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن. كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم. فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين. قالت: عنك وأبت وكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال, ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال, وكنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير. قلت وما حجابها؟ قال: هي في قبة تركية لها غشاء, وما بيننا وبينها غير ذلك. ورأيت عليها درعا موردا)
*وروى حنبل في مناسكه – كما في الفروع لابن مفلح (3/ 330) - حدثنا أبو عبد الله (يعني الإمام أحمد) حدثنا روح حدثنا حماد عن أيوب عن عائشة بنت سعد قالت: (كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحرمن في المعصفرات) وصحح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (3/ 96)
*وروى أبو داود (4066) وابن ماجه (3603) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (هبطنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية فالتفت إلي وعلي ريطة مضرجة بالعصفر فقال: ما هذه الريطة عليك؟ فعرفت ما كره فأتيت أهلي وهم يسجرون تنورا لهم فقذفتها فيه ثم أتيته من الغد فقال: يا عبد الله ما فعلت الريطة؟ فأخبرته فقال: ألا كسوتها بعض أهلك فإنه لا بأس به للنساء) ورواه أحمد (2/ 196) دون قوله: (فإنه لا بأس به للنساء) والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود. والريطة كما في لسان العرب الملاءة إذا كانت قطعة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
*وقال ابن سعد في الطبقات (1/ 78) أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا علي بن المبارك قال حدثتنا أم شيبة قالت: رأيت على عائشة ثوبا معصفرا).
*وقال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثتنا أم نصر قالت: (حدثتنا معاذة قالت: رأيت على عائشة ملحفا معصفرا).
* وقال: (أخبرنا حجاج بن نصير حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الله بن أبي مليكة قال: رأيت على عائشة ثوبا مضرجا فقلت: وما المضرج؟ فقال: هذا الذي تسمونه المورد)
* وروى ابن أبي حاتم في العلل ومعرفة الرجال (2/ 197) حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر يعني بن عبد الله النهشلي عن عبد العزيز بن رفيع قال: (رأيت عائشة وعليها درع مورد وهي محرمة)
*وروى أبو بكر أبي شيبة في المصنف (5/ 160/24748) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 113) عن يزيد بن هارون قال حدثنا إسماعيل عن أخته سكينة قالت: (دخلت مع أبي على عائشة فرأيت عليها درعا أحمر وخمارا أسود) وفي رواية الفسوي (موردا) بدل (أحمر).
وإسماعيل هو ابن أبي خالد فإنني وجدت يزيد يهمله مرارا إذا روى عنه بخلاف غيره, وسكينة أخته مجهولة. ثم وجدت عند مسددا رواه عن يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد عن أخته كما في المطالب العالية (2293) فالحمد لله على الموافقة. وفي روايته أيضا أن ذلك كان يوم التروية وكانت عائشة محرمة. ورواه أيضا كما في المطالب (1194) عن خالد وابن سعد في الطبقات (8/ 494) عن محمد بن عبيد الطنافسي عنه عن أخته وأمه!
*ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 71) أخبرنا الفضل بن دكين حدثتنا حبيبة بنت عباد البارقية عن أمها قالت: (رأيت على عائشة درعا أحمر وخمارا أسود)
وحبيبة روى عنها أيضا وكيع عند ابن أبي شيبة ولم أجد من تكلم فيها بشيء فهي مجهولة الحال وأمها لم أعرفها.
والمقصود بالخمار هنا معناه اللغوي والمقصود به هنا الجلباب. ولا ينازع في هذا أحد.
وروى ابن سعد في الطبقات (8/ 73) أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثتنا أم نهار قالت حدثتنا أمينة قالت: (رأيت على عائشة ملحفة مورسة وخمارا جيشانيا إلى السواد) ومورسة أي مصبوغة بالورس وهو صبغ أصفر. والجيشاني كما في الأنساب للسمعاني (2/ 144) (بفتح الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح الشين المعجمة وفي آخرها النون هذه النسبة إلى جيشان وهي من اليمن) قال الحموي في معجم البلدان (2/ 200): (كان ينزلها جيشان بن غيدان بن حجر فسميت به, وهي مدينة وكورة ينسب إليها الخمر السود قال عبيد:
عليهن جيشانية ذات أعسال
أي خطوط ووشي.وقال الكلبي وبها تعمل الأقداح الجيشانية وقيل جيشان ملاحة باليمن ,و جيشان أيضا خطة بمصر بالفسطاط ,وهذه الخطة اليوم خراب) والبيت لعَبيد بن الأبرص الأسدي الجاهلي من قصيدة له مطلعها:
(أمن منزل عاف ومن رسم أطلال بكيت وهل يبكي من الشوق أمثالي)
ولفظ البيت:
(فملنا ونازعنا الحديث أوانسا عليهن جيشانية ذات أغيال)
وأمينة مجهولة, وما أدري إن كانت أمينة, وأما نهار ففتشت عن ترجمتها في الليل والنهار وما وجدت شيئا سوى ما نقله ابن الجوزي في صفة الصفوة عن أم نهار العدوية وما أدري من هي. قال (4/ 390 و391):عن عتبة بن صالح الهلالي قال شهدت أعرابية بالجفر جفر بني عدي يقال لها أم نهار العدوية واقفة على قبر رجل ونحن ندفنه فقالت: أيها الناس إنكم من الله عزوجل في نعمة ستر ومن الناس بمحل تزكية فإياكم ومصاداة زخاريف الرخاء فإنها ليست من صفة الأطباء فأجلوا شماذير الغفلة عن قلوبكم وتأملوا أهل هذه العرصات الخرس والربوع الصموت وارجعوها صورا بوهمكم تتنسمون روح الحياة فنادوهم يسمعوا واسألوهم يخبروا فاحيوا بموتهم وتيقظوا لغفلاتهم وخذوا خوفكم من أمنهم وحذركم من غرورهم وانظروا بهم إلى أثر البلى في أجسامكم والخراب في مساكنكم وكيف حكم فيهم التراب إذ ولي الحكم فيهم فأبدلهم بالنطق خرسا وبالسمع صمما وبالحركات سكونا رحم الله امرءا أبصر فتدبر واتعظ فاعتبر وعمل ليوم الحساب وخشي وقت العقاب ثم قالت:
الموت يفني و لايبقي على أحد ما أحسب الموت يبقي جدة الأبد
يا موت كم من كريم قد فجعت به من أقربيه ومن أهل ومن ولد , ثم قالت تغمدكم الله بالرحمة وبلغ بكم شرف الهمه)
وما نقلته إلا لما فيه من الموعظة. ومن غريب الألفاظ ولطيف العبارات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى ابن سعد في الطبقات أيضا (8/ 70) أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن شمسية أنها دخلت على عائشة وعليها ثياب من هذه السيد الصفاق ودرع وخمار ونقبة وقد لونت بشيء من عصفر.
وروى في الطبقات أيضا (8/ 73) أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا أسامة بن زيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أمه قالت: (رأيت على عائشة ثيابا حمرا كأنها شرر وهي محرمة)
وروى في الطبقات أيضا (8/ 73) أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حميد بن عبد الله الأصم عن أمه قالت: (رأيت على عائشة خمارا أسود جيشانيا)
وروى في الطبقات أيضا (8/ 487) أخبرنا يحيى بن عباد حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أمه العالية بنت أيفع بن شراحيل أنها حجت مع أم محبة فدخلتا على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين فسلمتا عليها وسألتاها وسمعتا منها قالت: (ورأيت على عائشة درعا موردا وخمارا جيشانيا)
يحيى بن عباد هو الضبعي صدوق. والعالية مجهولة كما قال الدارقطني. وقول ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (2/ 558): (قول الدارقطني في العالية أنها مجهولة لا يحتج بها فيه نظر).وقول ابن الجوزي في التحقيق (2/ 184) (قالوا العالية امرأة مجهولة فلا يقبل خبرها قلنا بل هي امرأة جليلة القدر معروفة ذكرها محمد بن سعد في كتاب الطبقات) غريب. قال ابن حزم في المحلى (9/ 49/دار الآفاق الجديدة): (امرأة أبي إسحاق مجهولة الحال لم يرو عنها أحد غير زوجها وولدها يونس على أن يونس قد ضعفه شعبة بأقبح التضعيف وضعفه يحيى القطان وأحمد بن حنبل جدا وقال فيه شعبة أما قال لكم:حدثنا ابن مسعود, والثاني أنه قد صح أنه مدلس)
*وعن عبدة بن أبي لبابة عن عائشة أنها سئلت ما تلبس المحرمة فقالت من خزها وقزها وحريرها وعصفرها) نسبها شيخ الإسلام ابن تيمية لسعيد بن منصور وليس في المطبوع منه الذي بين أيدينا الجزء الخاص بالحج.
*وروى ابن أبي شيبة أيضا (3/ 143):عن نافع (أن نساء عبد الله بن عمر وبناته كن يلبسن الحلي والمعصفرات وهن محرمات)
*وقال في السيرة الحلبية (1/ 441) جاء في تفسير قوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) أن الذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صدق به أبو بكر قال ولما سمعت خديجة مقالة أبي بكر خرجت وعليها خمار أحمر فقالت: (الحمدلله الذي هداك يابن أبي قحافة) ولم أجد القصة مسندة. والله أعلم.
*وروى معمر في الجامع عن قتادة أن عمر بن الخطاب رأى على رجل ثوبا معصفرا فقال: (دعوا هذه البراقات للنساء) وقتادة مدلس. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 160) حدثنا ابن علية عن أيوب عن تميم الخزاعي قال حدثتنا عجوز قالت قال عمر: (ذروا هذه البراقات للنساء) ورواه ابن عبد البر في الاستذكار (8/ 302) من طريقه لكن فيه (حدثتنا عجوز لنا قالت: كنت أرى ابن عمر إذا رأى على رجل ثوبا معصفرا ضربه وقال: ذروا هذه البراقات للنساء)
*ونقل ابن عبد البر في التمهيد (2/ 258) عن: (مالك رحمه الله أنه لم ير بلبس الثياب المزعفرة بأسا للنساء).
* وقال في التمهيد أيضا (16/ 123): (وأما النساء فإن العلماء لا يختلفون في جواز لباسهن المعصفر المفدم والمورد والممشق.) وقال: (المفدم عند أهل اللغة المشبع حمرة, والمورد دونه في الحمرة كأنه والله أعلم مأخوذ من لون الورد)
*وقال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية (3/ 489): (ولا بأس بلبس المزعفر والمعصفر والأحمر للنساء)
*وقال ابن حزم في المحلى (4/ 70): (روينا أن أم الفضل بنت غيلان أرسلت إلى أنس بن مالك تسأله عن العصفر فقال أنس: لا بأس به للنساء). وفي كتاب الورع للمروزي (ص188) عن التيمي عن أبي عثمان وليس بالهندي قال: (أرسلت أم الفضل بنت غيلان إلى أنس تسأل عن المعصفر وعن القلادة في عنق المرأة وعن الخضاب وعن النبيذ
قال: فأرسل أنه يستحب للمرأة أن تعلق في عنقها شيئا في الصلاة ولو سير) ولم يذكر جواب أنس عن المعصفر والله أعلم.
*وروى أبو داود (1827) عن عبد الله بن عمر أنه: (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى النساء في إحرامهن عن القفازين والنقاب وما مس الورس والزعفران من الثياب ولتلبس بعد ذلك ما أحبت من ألوان الثياب معصفرا أو خزا أو حليا أو سراويل أو قميصا أو خفا).وقال الشيخ الألباني في صحيح أبي داود: (حسن صحيح) ومعنى ألوان الثياب (أنواع الثياب) كما في رواية أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وروى البخاري (5487/باب الثياب الخضر) عن عكرمة أن رفاعة طلق امرأته فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير القرظي قالت عائشة وعليها خمار أخضر فشكت إليها وأرتها خضرة بجلدها فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنساء ينصر بعضهن بعضا قالت عائشة: (ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات لجلدها أشد خضرة من ثوبها).
وقول البخاري (باب الثياب الخضر) أي باب جواز لبس الثياب الخضر للرجال والنساء لإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم المرأة على لبسه.
*وأسند ابن منده – كما في الإصابة (7/ 583) - من طريق شريك عن عاصم عن أبي مجلز عن حقة بنت عمرو وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وصلت معه إلى القبلتين وكانت إذا أرادت أن تحرم قربت منها فلبست من ثيابها ما شاءت وفيها المعصفر.
*وروى ابن البختري (مجموع مصنفاته ص347) والبيهقي في السنن (5/ 89) عن ابن أبي مليكة أن عائشة كانت تلبس الثياب الموردة بالعصفر الخفيف وهي محرم
* وقال البخاري: (ولم تر عائشة بأسا بالحلي والثوب الأسود والمورد والخف للمرأة) أي في الحج, والمورد ما صبغ على لون الورد.
*قال الحافظ في فتح الباري (3/ 406): (قوله (ولم تر عائشة بأسا بالحلي والثوب الأسود والمورد والخف للمرأة) وصله البيهقي من طريق بن باباه المكي أن امرأة سألت عائشة ما تلبس المرأة في إحرامها قالت عائشة تلبس من خزها وبزها وأصباغها وحليها وأما المورد والمراد ما صبغ على لون الورد)
*وروى أبو داود في المراسيل (ص157/رقم:159) حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أخبرنا الوليد عن علي يعني ابن حوشب سمعت مكحولا يقول جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب مشبع بعصفر فقالت: يا رسول الله أني أريد الحج فأحرم في هذا؟ قال: لك غيره؟ قالت: لا.قال: فأحرمي فيه)
*ولا يفوتني التنبيه إلى مشروعية لبس السواد للنساء, خلافا لمن يمنعه مطلقا. فقد روى عبد الرزاق في تفسيره عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (لما نزلت آية الحجاب، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنها). وروى البخاري عن أم خالد ري الله عنها قالت: (أتي النبي ? بثياب فيها خميصة سوداء فقال: من ترون نكسو هذه الخميصة, فأسكت القوم , فقال: ائتوني بأم خالد , فأتي بي إلى النبي ? فألبسنيها بيده).
*قال الشوكاني: (والحديث يدل على أنه يجوز للنساء لباس الثياب السود, ولا أعلم في ذلك خلافا) هـ من نيل الأوطار (2/ 103)
* وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين, فقال صلى الله عليه وسلم:إن هذه من ثياب الكفار ... ).وفي لفظ للإمام مسلم: (أأمك أمرتك بهذا؟ قلت: أغسلهما؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل أحرقهما)
*قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (قوله صلى الله عليه وسلم: أأمك أمرتك بهذا؟) معناه أنَّ هذا من لباس النساء وزَيهِنَّ وأخلاقهنَّ).
*وقد ورد ما يدل على النهي عن الحمرة, فقد روى أبو داود (أن امرأة من بني أسد قالت: كنت يوما عند زينب امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصبغ ثيابا لها بمغرة فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المغرة رجع فلما رأت ذلك زينب علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كره ما فعلت فأخذت فغسلت ثيابها ووارت كل حمرة, ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع فاطلع فلما لم ير شيئا دخل). وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف أبي داود (4071) وقد أورده صديق حسن خان في حسن الأسوة (ص460) في باب ما ورد في ألوان الثياب للنساء.
*وفي كتاب الورع للمروزي (ص173): (سألت أبا عبد الله عن المرأة تلبس المصبوغ الأحمر فكرهه كراهة شديدة وقال: أما أن تريد الزينة فلا. وقال: إن أول من لبس الثياب الحمر آل قارون أو آل فرعون ثم قرأ (فخرج على قومه في زينته). [القصص 79] قال: في ثياب حمر)
(يُتْبَعُ)
(/)
*قلت: هذا يخالف ما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة ((4/ 370) والذي عنده أنه لا بأس بذلك للنساء. وأنه سئل عن المعصفر للنساء فلم ير به بأسا. والمعصفر أحد الأحمرين كما روى ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 70) أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو قال سألت القاسم بن محمد قلت إن ناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأحمرين العصفر والذهب فقال: كذبوا والله لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب.
وما نقله المروزي عن أحمد آنفا مخالف لما ثبت عن أمهات المؤمنين. والجواز اختيار شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في شرح العمدة (4/ 379) والله أعلم.
*وقال في رواية صالح –كما في شرح العمدة لابن تيمية (3/ 94) -: (وتلبس المرأة المعصفر ولا تلبس ما فيه الورس)
وقد استدل بعض العلماء على منعهن من ذلك بما صح من أحاديث في النهي عن لبسه كما في صحيح مسلم وغيره.
*قال شيخ شيخنا الشنقيطي في أضواء البيان (5/ 76و77): (جمع بعض العلماء بين الأحاديث التي ذكرناها في صحيح مسلم الدالة على منع لبس المعصفر مطلقاً وبين حديث أبي داود المتقدم الدال على إباحته للنساء في الإحرام بأن أحاديث المنع إنما هي بالنسبة للرجال وحديث الجواز بالنسبة إلى النساء, فيكون ممنوعاً للرجال جائزاً للنساء وتتفق الأحاديث ,وممن اعتمد هذا الجمع الترمذي في سننه حيث قال باب ما جاء في كراهة المعصفر للرجال)
*وقال: (الظاهر بحسب الدليل أن المعصفر لا يحل لبسه للرجال ويحل للنساء لأن ظاهر أحاديث النهي عنه العموم وكونه من ثياب الكفار قرينة على التعميم إلا أن أحاديث النهي تخصص بالأحاديث المتقدمة المصرحة بجوازه للنساء)
*تنبيه
روى الطبراني في المعجم الكبير (18/ 148/317) عن يعقوب بن خالد بن نجيح البكري العبدي ثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحمرة فإنها أحب الزينة إلى الشيطان) وفيه يعقوب بن خالد قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 130): (لم أعرفه) وضعفه الألباني في الضعيفة (1717)
ورواه الطبراين في المعجم الأوسط (7708) حدثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الحميد بن المستام ثنا مخلد بن يزيد عن بن جريج حدثني أبو بكر الهذلي عن الحسن عن رافع بن يزيد الثقفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يحب الحمرة فأياكم والحمرة وكل ذي ثوب شهرة) وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا مخلد بن يزيد. وضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة (1718)
وضعفه الحافظ في الفتح (10/ 305و306) وفي الإصابة (2/ 446) و (4/ 367) وأستنكر وصف الجوزقاني الحديث بالباطل. وقال: (فغايته أن المتن ضعيف أما حكمه عليه بالوضع فمردود)
وروى معمر في الجامع مصنف عبد الرزاق (11/ 78) عن رجل من الأشعريين عن رجل من أهل الشام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لايبيتن الرجل وحده في البيت وعليه مجاسد فإن إبليس أسرع شيء إلى الحمرة وإنهم يحبون الحمرة) والحديث ضعيف كما هو ظاهر.
وروى الديلمي عن عائشة مرفوعا: (احذروا الشهرتين: الصوف و الحمرة) وضعفه الألباني في الضعيفة (1999)
*تنبيه
ورد ما يدل على أفضلية ترك النساء لبس المعصفر. فقد روى ابن حبان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قالك (ويل للنساء من الأحمرين: الذهب و المعصفر) وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (339) قال الشيخ الألباني في الصحيحة بعد تخريجه للحديث رقم (338) ولفظه (كان يمنع أهله الحلية و الحرير و يقول: إن كنتم تحبون حلية الجنة و حريرها فلا تلبسوها في الدنيا): (الأولى بهن الرغبة عنه و عن الحلية مطلقا تشبيها بنسائه صلى الله عليه وسلم). والله تعالى أعلم.
*فائدة
قال ضياء الدين ابن الأثير في المثل السائر (2/ 193): (من ألطف ما بلغني قول عبد الله بن سلام ,فإنه رأى على رجل ثوبا معصفرا فقال: لو أن ثوبك في تنور أهلك أو تحت قدرهم كان خيرا. فذهب الرجل فأحرقه, نظرا إلى حقيقة قول عبد الله, وظاهر مفهومه. وإنما أراد المجاز منه, وهو أنك لو صرفت ثمنه إلى دقيق تخبزه أو حطب تطبخ به كان خير. والمعنى متجاذب بين هذين الوجهين. فالرجل فهم منه الظاهر الحقيقي فمضى فأحرق ثوبه ومراد عبد الله غيره)
ـ[اويس المغربي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم على كل فالامر مرده الى الاعراف والعادات فالعادة محكمة فيما لم يرد في وصفه نص أودليل والله أعلم
ـ[أبومروة]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 02:46]ـ
والأصل في الأشياء الاباحة إلا ما ثبت تحريمه بدليل
ومالم يرد نص بتحريمه فأصله جائز
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 01:12]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 03:07]ـ
شكر الله لكم .. ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 05:54]ـ
عفوا لم أقرأ الموضوع كاملا لطوله , لكن لدي سؤال لصاحب الموضوع أو غيره:
هل أفهم من كلامكم هذا أن المرأة لو لبست الأسود و فيه تطريز وألوان بالأخضر في مقدمة القماش الذي يوضع على الرأس = أن هذا جائز؟!
فما توجيه الآية ((ولا يبدين زينتهن ... )) وهذه الألوان من الزينة والتجمل؟!
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 01:17]ـ
بارك الله في شيخنا طارق، و بارك في الناقل
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 07:43]ـ
عفوا لم أقرأ الموضوع كاملا لطوله , لكن لدي سؤال لصاحب الموضوع أو غيره:
هل أفهم من كلامكم هذا أن المرأة لو لبست الأسود و فيه تطريز وألوان بالأخضر في مقدمة القماش الذي يوضع على الرأس = أن هذا جائز؟!
فما توجيه الآية ((ولا يبدين زينتهن ... )) وهذه الألوان من الزينة والتجمل؟!
بانتظار الجواب
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 07:50]ـ
اخي الفاضل أبو جهاد ... ،سترى الجواب قريبا -إن شاء الله - .. ،
ـ[الحُميدي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 11:42]ـ
جواب الشيخ طارق .. ، أخي الفاضل هو كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فبخصوص سؤال الأخ الجواب بعون الملك الوهاب أنك لو لاحظت ما نقلت من الصحيح عن الصحابيات وغيرهن لتبين لك الأمر التالي:
يجوز للمرأة لبس الثياب الملونة لا بقصد إثارة الانتباه إليها. وهذا حال أولئك النسوة قطعا. فلبس الملون بغير قصد لفت الانتباه جائز
وأما ما ذكر السائل فالأمر بين.
من طرزت ونقشت ورقمت مثل هذا لا يكون قصدها إلا لفت الانتباه إليها. وهذا قصد مرفوض. فلا يجوز للمرأة خلط الألوان قصد الإثارة. بل هو مخالف لما أمرت به المرأة من الخروج تفلات غير قاصدات لفت انتباه أحد. واللون مطلقا كما ظهر من الأدلة جائز لا يتردد مسلم اقتنع بصحتها إلا التسليم لظاهرها. غير آبه بخلاف أحد لها بما يورد من منع وزجر عن ما أباحته تلك النصوص. فلا يحتفل بكلام أحد مهما كان خالف الحديث خطأ أو قصدا.
وبارك الله في السائل على الحرص. وغيرته على الحق وتصويبه, بعيدا عن الإرهاب الفكري بدعوى جريان عمل بلد ما في وقت ما بفتاوى ما.
وأما سؤاله عن توجيه الآية فكالتالي والله أعلم:
كلمة زينتهن: لا يدخل فيها اللون خلافا لاختيار بعضهم. جمعا بين الأدلة. وإعمال الدليلين أولى من إهمال أحدهما كما هو معروف.
ولا يجوز إهدار دليل أبدا وإن كان بآخر الشيء وهو التوقف!!!
فلعل غير من توقف يوفق لحسن التوجيه!!
فإن قيل إن اللون زينة فإنها من الزينة التي استثنيت بقوله تعالى: إلا ما ظهر منها.
وأكرر: أقول هذا ... احتراما للنصوص ... وتوقفا عند الوارد عن الشريعة. .. لا نزيد ولا نزايد.
هذا ما تيسر لي كتابته والله أعلم.
أخوكم محب العلماء طارق بن عبد الرحمن الحمودي
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 01:13]ـ
بارك الله في شيخنا طارق على الإجابة الشّافية الكافية الخالية من الفلسفة و السّفسطة، و بارك الله في شيخنا الُحميدي على الإستجابة، حفظكم المولى.
دمتم بودّ.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 10:14]ـ
قولكم شيخنا الفاضل (فإن قيل إن اللون زينة فإنها من الزينة التي استثنيت بقوله تعالى: إلا ما ظهر منها.) هذا هو الصواب لأن بعض الفقهاء منع من تكفين المرأة بالمعصفر لأنه زينة و إن لم يمنعوا المحرمة منه. ولاشك أنه زينة وإن جاز إظهار هذه الزينة للآية فجاز إطهار المطرز لأنه من الزينة الظاهرة كذلك، وقصد لفت الانتباه يمنع في الحالتين في الثياب الملونة و المطرزة. وأما القطع بإن من لبست ما نقش أو طرز فقصدها لفت الانتباه فلا يصح ذلك. فالذي يظهر أنه ينبغي أن يوصف الحكم بعلة ظاهرة منضبطة، أما القصد فحتى من أجاز الكحل للمرأة إذا خرجت فاشترط أن لا تتقصد به الرجال. والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 05:38]ـ
في قصيدة لي أذم الكاسيات العاريات قلت:
وتلبسُ أصفرا وكذاك حُمرا
كراياتِ الزنا للمومِساتِ
قاصدا أنهن يلبسنها للجلب والجذب .. وكثيرا ما أراهن في الجامعة .. وأصحابي العاديون ينكرون هذا الأمر .. فهل هو مباح لبسهن الأصفر الفاقع والأحمر الفاقع؟؟؟؟
خاصة الحجاب (الإشار) كما يقولون؟؟؟؟
واحترت هل أرجع عن بيتي هذا أم لا؟؟
لأن القصيدة عمت ...
بارك الله فيكم
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 06:07]ـ
أرى أن ترجع
وأظن أن اسمه (إشارب) وليس (إشار)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 06:18]ـ
أرى أن ترجع
وأظن أن اسمه (إشارب) وليس (إشار)
نعم (إشارب) جزيت خيرا لكن هكذا يلفظونه عندنا ..
لكنك أخي أتيت بالنتيجة دون السبب ..
ملاحظة: الأبيات كانت بهذا السياق ...
تغطّي شعرها كسنامِ بختٍ
وحاشاهن قول محجباتِ
وتلبس أصفرا وكذاك حمرا
كرايات الزنا للمومساتِ
يعني اللون للحجاب (الإشارب) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 06:27]ـ
بارك الله فيك
إن كنت ترجو دعوتهن لترك ما هن عليه
فلا أرى استخدام هذه الكلمات القاسية معهن
ونسأل الله لنا ولهن الهداية ... هذا ما أردتُ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 09:50]ـ
... ملاحظة: الأبيات كانت بهذا السياق ...
تغطّي شعرها كسنامِ بختٍ
وحاشاهن قول محجباتِ
وتلبس أصفرا وكذاك حمرا
كرايات الزنا للمومساتِ .....
هلا أتحفتنا بالقصيدة كاملة في موضوع منفصل:):)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 10:18]ـ
هلا أتحفتنا بالقصيدة كاملة في موضوع منفصل:):)
أبشر بالخير إن شاء الله ....
تفضل من هنا ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=361615#post36 1615(/)
حمل: محاضرة للإمام الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 12:17]ـ
محاضرة للإمام الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني
– رحمه الله تعالى – تحت عنوان:
الأقليات الدينية في الدولة الإسلامية
http://www.daraleman.net/uploads/AqalyatKatany.rar
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 03:48]ـ
جزاكم الله خيرا، وتجدها كذلك ضمن "الهدايا الكتانية" ...
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 08:57]ـ
جزاكم الله خيرا اخي عبد الرحمان المغربي .... و للدكتور الشهيد علي المنتصر الكتاني ـ رحمه الله ـ كتاب اسمه:"المسلمون في أوروبا و امريكا" تكلم فيه بشكل موسع على الأقليات بإحصائيات و أرقام و هو مطبوع في جزءين.
و الله الموفق
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 09:42]ـ
الدكتور علي رحمه الله تكلم عن الأقليات الإسلامية في العالم غير المسلم، أما هذه المحاضرة فهي حول الأقليات غير المسلمة في العالم الإسلامي ... وهذا الأمر غير مطروق البتة في هذا الوقت ...(/)
مختصر صفة العمرة من الكتاب والسنة // على شكل مطوية.
ـ[أبومروة]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
وبعد:
هانحن نضع بين أيديكم مختصر صفة العمرة من الكتاب والسنة، هذا العمل هو عبارة عن طلب من أحد مدراء وكالة السياحة والسفر بالجزائر العاصمة، لما كنت في البقاع المقدسة العام الماضي في أواخر شهر رمضان المبارك، وكمرشد لتلك الوكالة، لاحظت بعض المخالفات الشرعية في أثناء أداء مناسك العمرة، رغم جهد رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين ما قصروا والله، فجزاهم الله خيرا، قلت في نفسي لعل هذه المطوية ينتفع بها بعض المسلمين، ويكون لنا فيها أجرإن شاء الله تعالى، فصاحب الوكالة سيسلمها للمعتمرين بعد طبعها طبعا مع جواز السفر، ومن باب الفائدة سأنشرها في مجلسنا المقر حتى تعم الفائدة إن شاء الله تعالى.
ملاحظة الاختصار الشديد لأجل أن تستوعب الورقة.
يمكنك نسخها وجعلها في مطوية دون عناء حجم الخط 11.5
--------------------------------
رحلة مشتاق
إعداد وتقديم
أبو مروةالجزائري
إمام بالجزائر العاصمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
إعلم أيها المعتمر الكريم. أيتها المعتمرة الكريمة أن العمرة من أجل الطاعات وأفضل القربات إلى الله تعالى لقوله عليه الصلاة والسلام, (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما) - متفق عليه.وقوله عليه الصلاة والسلام – عمرة في رمضان تعدل حجة –رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
وحرصا منا في الوكالة على خدمة معتمرينا نضع بين أيديكم هذه المطوية المختصرة،نلخص فيها ونبين صفة العمرة وفق الكتاب والسنة وماكان عليه سلف الأمة، لتكون إلى الصحة والقبول أقرب إن شاء الله تعالى،وبأسلوب ميسر مختصر قائم على الدليل.
أخي المعتمر: إن نعم الله على عباده كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن نعمه سبحانه وتعالى أن جعل لعباده مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح والقربات، ومن بين هذه الأعمال الجليلة العمرة فيامن نويت أداء سنة العمرة وزيارة البقاع المقدسة, إعلم -رعاك الله -أن الله إختارك لزيارة بيته الحرام وهذه نعمة من الله وجب عليك أن تشكر الله عليها، فينبغي عليك أولا أن تصحح النية, بأن تنوي بأدائك هذه الشعيرة الاسلامية – العمرة – رضا الله رب العالمين, وأن تردَّ ماعندك من الودائع والأمانات إلى أهلها, وأن تتحلل من المظالم التي بينك وبين الخلق وبينك وبين الخالق جلا وعلا، حتى تذهب للزيارة نظيفا نقيا خالصا من الذنوب وتعود عامرا بالأجر والثواب إن شاء الله. و قبل خروجك من بيتك يستحب لك الاغتسال للإحرام بعد أن تقلم أظفارك، وتقصّ شاربك وتحلق عانتك، وتنتف إبطيك، فإذا خرجت من بيتك فقل بسم الله توكلت على الله، ولاحول ولاقوة إلا بالله, رواه أبوداود والترمذي وصححه الألباني. قإذا ودَّعك أحد فليقل: أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك, وقل أنت: أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه. كما روى ذلك البخاري ومسلم.
دعاء ركوب الدابة وما يقوم مقامها:من السيارة والطائرة والباخرة لحديث ابنِ عمر رضي الله عنهما، أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا اسْتَوَى عَلَى بعِيرهِ خَارجاً إِلي سفَرٍ، كَبَّرَ ثلاثاً، ثُمَّ قالَ: «سبْحانَ الذي سخَّرَ لَنَا هذا وما كنَّا له مُقرنينَ، وَإِنَّا إِلى ربِّنَا لمُنقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البرَّ والتَّقوى، ومِنَ العَمَلِ ما تَرْضى. اللَّهُمَّ هَوِّنْ علَيْنا سفَرَنَا هذا وَاطْوِ عنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ السَّفَرِ، وكآبةِ المنظَرِ، وَسُوءِ المنْقلَبِ في المالِ والأهلِ وَالوَلدِ» وإِذا رجَعَ قَالهُنَّ وزاد فيِهنَّ: «آيِبونَ تَائِبونَ عَابِدُون لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
لاتنس أخي المعتمر -حفظك الله- أن تجعل رحلتك هذه مليئة بالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم لحين الوصول إلى الميقات, واعلم -رعاك الله- أنه يحرم على المسلم تجاوز الميقات بدون إحرام، فإذا كنت متجها لمكة مباشرة وجب عليك الاحرام في الطائرة, أما إذا كنت قاصدا المدينة المنورة لا يجب عليك إحرام, واعلم أن من تجاوز الميقات دون إحرام وجب عليه الرجوع إلى الميقات, فالميقات مكان الاحرام لكل من مر عليه.
الإحرام: إذا وصلت إلى الميقات اغتسل وتطيب والبس لباس الاحرام،وهو إزار ورداء والأفضل أن يكونا أبيضين ولاتنس خلع الألبسة الداخلية ذات المخيط, والمرأة تحرم في لباسها بشرط ألا يكون لباس زينة أو شهرة،ولاتلبس المرأة النقاب ولا القفازين, ودليل ذلك ما جاء في صحيح البخاري مرفوعا: ''ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين''•لكن لها أن تسدل خمارا على رأسها ولا تشده إن خشيت الفتنة ولو ظنا. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا حاذونا، سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه'' أخرجه أبو داود. واحذر التقليد في كشف الكتف أثناء الاحرام، لأن ذلك لايكون إلا في الطواف فقط.
الإهلال بالعمرة: وأنت في الميقات سواء كنت في الطائرة أو على الأرض فاستقبل القبلة إن تيسر لك ذلك وقل:لبيك اللهم عمرة, وإن شئت فزد لاسمعة فيها ولارياء, وإن كنت تؤدي عمرة عن غيرك فقل: لبيك اللهم عمرة عن فلان وتسميه.
التلبية ومحظورات الإحرام: أخي المعتمر - وفقك الله-أنت الآن لبست لباس الاحرام ينبغي عليك أن تحذر محظورات الاحرام التي تفسد عمرتك وهي: لبس المخيط للرجال, ولبس النقاب والقفازين للمرأة, تغطية الرأس بالعمامة وغيرها مما يلصق بالرأس, استعمال الطيب للرجل والمرأة, واحذر إستعمال الصابون فإنه معطر في الغالب, وكثير مايقع في هذه المخالفة المحرم، و يحرم تقليم الأظافر, ونتف الشعر وحلقه وتقصيره،ومن مخظورات الاحرام, الجماع ودواعيه, المخاصمة والجدال, الخطبة وعقد الزواج, التعرض لصيد البر بقتل أو ذبح أو إشارة أو دلالة, الأكل مما اصطاده المحرم, هذه هي محظورات الاحرام عموما فاحذرها رعاك الله.
أخي المعتمر الكريم, بعد دخولك في الاحرام إشرع في التلبية مباشرة وبصوت مرتفع بقولك: لبيك اللهم لبيك, لبيك لاشريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لاشريك لك, والنساء في التلبية كالرجال يرفعن أصواتهن مالم يخشين الفتنة, وتستمر التلبيةحتى يبلغ المعتمر مكة فيمسك عن التلبية ويشتغل بغيرها, واحذر -رعاك الله -الذنوب والمعاصي ماظهر منها وما بطن لأنك في بلد الله الحرام.
دخول المسجد الحرام والطواف: وأنت تدخل المسجد الحرام -بتوفيق الله - لاتنس أن تقدم رجلك اليمنى وتقول: بسم الله, اللهم صل على محمد, اللهم افتح لي أبواب رحمتك,,ولما يقع بصرك على الكعبة يجدر بك أن تدعو بدعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه , (اللهم أنت السلام, ومنك السلام, فحيينا ربنا بالسلام.) واعلم أنه لايجوز لك الطواف بالبيت إلا وأنت طاهر, لمافي الصحيحين عن حديث عائشة رضي الله عنها قالت: إن أول شيء بدأ به النبي حين قدم، أنه توضأ، ثم طاف بالبيت• ثم إبدأ طوافك عند الإشارة الخضراء بجنب الحجر الأسود, ثم اجعل رداءك تحت الإبط الأيمن, واجعل الطرف الآخر على عاتقك الأيسر, حتى الفراغ من هذا الطواف, وإن استطعت فاتجه للحجر الأسود وقبله •بدليل ما جاء في الموطأ والصحيحين: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبّل الحجر، وقال: ''إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبلتك'' أو استقبله استقبالا وأشر إليه بيديك وقل: الله أكبر – أو قل بسم الله والله أكبر, وافعل ذلك في كل طوفة من طوافك, واحذر المزاحمة والمدافعة عند الحجر والطواف فاستلام الحجر سنة وفيه فضل كبير لقوله صلى الله عليه وسلم , (مس الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاًَ,) - ولكن المدافعة والمزاحمة فيها إيذاء للمسلمين وهذا حرام, واجعل الكعبة عن يسارك, ولاتفعل كما يفعل البعض حينما يطوفون ومعهم نساؤهم, فإنهم يضعون أيديهم في بعضها ويشكلون جدارا عازلا, فواحد منهم مستدبر للكعبة والآخر جاعلا لها عن
(يُتْبَعُ)
(/)
يمينه وهكذا, فهذا طواف لايصح, لأن من شرط صحة الطواف جعل البيت عن اليسار كما هو متواتر في كتب السنة وعند السلف رحمهم الله.
ويرمل الرجل في الأشواط الثلاثة الأولى] أي يسرع قليلا في المشي لحديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أتى الحجر فاستلمه، ثم مشى على يمينه فرمل ثلاثا، ومشى أربعا'' أخرجه مسلم• والسنة لمس الركن اليماني لاتقبيله, وتقول بين الركن اليماني والحجر الأسود – ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار – وهذا هو الأصل, والطواف سبعة أشواط متصلة، فلا يجزئ أقل من سبعة، ولا يجوز الفصل بين الأشواط إلا للضرورة كأن ينتقض الوضوء, فيخرج ليتوظأ وليكمل من حيث توقف, وإذا أقيمت الفريضة وأنت تطوف فصلي مع الجماعة ثم أتم طوافك, ومن شك في طوافه هل طاف ستة أشواط أو سبعة فحكمه حكم السهو في الصلاة يبني على الأقل.
وصلي ركعتين بعد الطواف خلف مقام إبراهيم أو في أي ناحية من المسجد واجعل المقام بينك وبين البيت, لحديث جابر، حيث جاء فيه: ''ثم نفذ أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مقام إبراهيم فقرأ: ''واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى'' (البقرة: 125) فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتين: ''قل هو الله أحد'' و''قل يا أيها الكافرون''•فإذا فرغت من ركعتي الطواف, إذهب إلى زمزم واشرب منه وصب على رأسك فإنه ماء مبارك, وهو لما شرب له, ولاتنس الدعاء عند الشرب فإنه مستجاب ثم إذهب للحجر الأسود واستلمه أو أشر إليه بيديه وكبر, ثم توجه نحو العلامة الخضراء أي إلى السعي بين الصفا والمروة فالسعي بين الصفا والمروة هوتذكيرًا بنعمة الله على هاجَر وابنها إسماعيل، إذ أنقذه الله من العطش، كما ثبت ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: ( .. فانطلقتْ كراهية أن تنظر إليه - ابنها- فوجدتْ الصفا أقرب جبل يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى من أحد، فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا وأتت المروة، فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلذلك سعى الناس بينهما) رواه البخاري., فإذا د نوت من الصفاء وهي بداية السعي فا قرأقوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أَو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} (البقرة:158) – ثم قل نبدأ بما بدأ الله به, ثم ارق على الصفا واستقبل الكعبة إن تيسر لك وقل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت, وهو على كل شئ قدير, لاإله إلا الله وحده لاشريك له, أنجز وعده, ونصر عبده, وهزم الأحزاب وحده تقول ذلك: ثلاث مرات, وفي السعي لك أن تدعوا بما شئت من خير الدنيا والآخرة, أو قراءة القرآن, ولك أن تسعى في الطابق العلوي فهذا جائز وكذلك في الطواف, وأنت تسعى بين الصفا والمروة فإذا وصلت إلى العلم الأخضر – المعروف بالميل الأخضر رمل واسرع قليلا بين الميلين ولك أن تدعوا بدعاء عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم, رواه ابن أبي شيبة والبيهقي في الكبرى وصححه الألباني.
فإذا وصلت للمروة فاصنع ما صنعت على الصفا وافعل ذلك في كيليهما في كل الأشواط, من الصفا إلى المروة شوط ومن المروة إلى الصفا شوط تبدأ من الصفا وينتهي سعيك في المروة سبعة أشواط ثم أخرج مباشرة من المسجد،ولا تنس دعاء الخروج من المسجد بقولك: بسم الله, اللهم صل على محمد, اللهم إني أسألك من فضلك, ويجب عليك بعد هذا حلق رأسك أو التقصير منه والحلق أفضل, والمرأة تأخذ من جميع أطواف شعرها قدر أنملة – أي قدر رأس الأصبع- والأولى في الفندق حتى لاتكشف شعرها كما يفعن بعض النسوة -بهذا حل لك ماحرم عليك بالاحرام, وانتهيت من عمرتك, فتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال وأحسنها. آمين.
أبومروة الجزائري(/)
التخلف التقني .. من السبب؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 10:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من السبب في تخلفنا التقني؟
الدعوة إلى التقدم التقني وما يتبعه من رقي مادي وحضاري ورفاهية في المعيشة .. الخ هي النقطة التي انطلق منها دعاة التغريب بالأمس، إذْ كان الهدف المُعلن من الاتصال بالغرب عند من اتصل بهم وزيَّن للناس الاتصال بهم هو التقدم كما تقدموا، وغني عن الذكر أننا لم نحصل على شيء مما تكلموا به، وصار حالنا اليوم على هذه الحالة من التخلف المادي والعلمي, مع أننا امتثلنا أمرهم، وسرنا في دربهم واقتفينا آثارهم!!
وبعض الشرعيين ممن يجنح للعقلانية في تناول المسائل الشرعية يتكلم من وقت لآخر عن التقدم التقني وأنه ضرورة، ويظنون أن سبب تخلفنا التقني - وبالتالي الحضاري كما يحلو لبعضهم تسميته - هو وجود النظرة المتشائمة للعلوم التقنية عند الإسلاميين، أو أننا بعد لم نأخذ بالأسباب اللازمة لذلك، ولم نحاول تلك المحاولة الجادة، وعلينا المحاولة من جديد وبذل الأسباب المادية وتيسير الفتاوى الشرعية المؤدية لذلك، فنشجع الموهوبين ونبرز مدى اهتمام الشرع بعلوم الطبيعة وتحريضه على عمارة الأرض.
وهذا الكلام منقوص لا يمكن أن يُقبل وحده بل يحتاج لكلامٍ قبله وكلامٍ بعده، وهذه بعض الملحوظات تزيل الغبش وتجلي الحقائق في هذه القضية التي تتجدد من وقت لآخر:
أولا: من البديهي أن نتاج التقدم التقني في شتى المجالات عبارة عن وسائل تخضع لمن يتعامل بها؛ فهي في ذات نفسها لا توصف لا بحلال ولا بحرام، وإنما على حسب من يستخدمها، فمثلاً الحاسوب (الكومبيوتر) والتلفاز، والأسلحة المتطورة، وفن العمارة، قد يُستخدم في النافع وقد يُستخدم في الضار، وذلك تبعا لمن يستخدمه.
وقد رأينا الكيمائي حين تَفْسُد أخلاقة ينتج المواد المتفجرة، والسموم المخدرة، ورأينا الطبيب حين تفسد أخلاقه يتاجر بالطب ويبتز المريض وقد يتعدى على الحرمات حين التشخيص.
وجملةً: لم تستفد البشرية كثيراً من الرقي المادي الذي جاءها على يد من لا خلاق لهم من العلمانيين، وتحولت المعمورة لساحة من الصراع والاقتتال، والمتاجرة بأرواح الناس وأموالهم، وفسد الجو والبر والبحر بل والطعام والشراب من نتاج الحضارة والرقي، كونها وسائل يتحكم فيها من لا خلاق لهم.
فالقضية الأولى التي لا بد من حسمها أولا هي ضبط الأخلاق .. ضبط القيم قبل التقدم التقني حتى لا يعود علينا شراً ونجني منه حنظلاً, وذلك عند الأفراد الذين يعملون في هذا المجال وعند الأمة التي تستعمل نتاج هذه العقول, والتقدم التقني بلا قيمٍ صحيحةٍ لا يأتي أبداً بخير.
ثانيا: في الشرع ربطٌ واضح جداً بين الإيمان بالله والرقي المادي والحضاري، أو بتعبيرٍ أدق جُعلَ الرقي الحضاري والمادي إحدى ثمار الاستقامة على شرع الله, قال الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
والمصائب والفساد في البر والبحر كله بسبب البعد عن طاعة الله عز وجل, {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41] وقال الله {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 3] , فبغير الإيمان بالله تنقلب وسائل التقدم على البشر ولا يستفيدون منها كما هو حاصل اليوم, ولهذا الأمر تنظير عقلي وتاريخي أوضحه في النقطة التالية.
ثالثا: لَمْ يتقدم العلم التقني مع اليونانيين والإغريقيين وتقدم مع العرب البدو الأميين - وهم أجدادي يرحمهم الله - كيف حدث ذلك؟ في جملة واحدة؛ حدث ببركة الامتثال لأمر الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتدبر .. جاء في القرآن الكريم الحديث عن النظر في الأرض والتدبر في مخلوقات الله، مرة بصيغة الأمر بأن يسيروا في الأرض من أجل النظر وتدبر آيات الله في خلقه، ومرة بأسلوب الحض، ومرة بصيغة التراخي (ثم) تنادي على من ضرب في الأرض غازياً أو تاجراً أو زائراً أو مهاجراً أن ينظر حين السير, ففهم العربي البدوي الأمي - جدِّي يرحمه الله - المحب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أنه مأمور بتدبر آيات الله الكونية، فعاد من الغزو ومن الترحال يتكلم عن أنواع الجبال (صخرية ورملية ... الخ) وعن أنواع الصخور، ويصف بعض الظواهر الغريبة وبالتالي يبحث لها عن تفسير، كأن يرى بحيرة ملحاء في وسط الصحراء فيقول أن البحر كان هاهنا يوما ما ثم انحسر بفعل الريح التي حملت الرمل .. وانتهى الأمر بعلم الجيولوجيا، وعاد بعضهم يصف النباتات وخرجوا علينا بعلم (المورفولوجي Morphology)، وقل مثل ذلك في نظريات الفلك والهندسة والطب ... الخ.
تحول العلم من نظري إلى تجريبي فحدثت النقلة النوعية في العلم التقني, كل هذا ببركة الامتثال لأمر الله.
رابعا: الخطاب الشرعي أخروي, معنيٌ بالآخرة، يتقدمه قول الله تعالى (والله يريد الآخرة) .. وصلاح الدنيا يكون إحدى ثمار طاعة الله.
بكلمات أوضح أتت الشريعة لتعبيد الناس لله، وعمارة الأرض يأتي في سياق مستلزمات تعبيد الناس لله، والعدل بين الناس يأتي كثمرة من ثمار عبادة الله في الأرض.
فالخطاب الشرعي أخروي في جميع مفرداته وقضايا الدنيا تكون تبعا لقضايا الآخرة، مثلاً الصلاة تَعبّدٌ في جوهرها إلا أنها تُثمر إصلاحاً في واقع الناس {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45] , ولكنها ما شرعت أساسا للنهي عن الفحشاء والمنكر بل النهي عن الفحشاء والمنكر إحدى أهدافها الفرعية.
والزكاة فيها تكافل اجتماعي، ولكن التكافل الاجتماعي وسدِّ حاجة الفقراء ليس هو الأساس من فرض الزكاة وتشريع الصدقة وإنما {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 13] , {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} [الحج: 37]، فتزكية النفس وتطهيرها لتنال رضوان الله والفوز في الآخرة هو المقصد الأول وغيره فرغ عليه ولا يقبل بدونه.
وفي موسم الحج {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28] , ولكن الحج لم يشرع أساساً لأغراض اقتصادية وإنما تأتي الأغراض الاقتصادية إحدى الأهداف الجانبية.
وكذا الصوم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] هذا هو هدفه الرئيسي تحقيق التقوى، وتأتي أهداف جانبية للصوم منبثقة من هدفه الرئيسي مثل صلاح الفرد (الصائم) في بيئته [وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ].
فخطاب الشرع في الأساس لم يَفْصل الدنيا عن الآخرة، بل رتبهم فجعل هذا من ذاك، الأخروي يتحكم في الدنيوي والأخروي هو الأساس، وفائدة هذا الكلام هو أننا لسنا معنيين بتقدم تقني وحضاري دون أن ننطلق من أساس شرعي, دون بناء قاعدة صلبة على مستوى الأمة والجماهير والأفراد المعنية بالبحث في هذا المجال, والنقطة التالية تزيد هذا الكلام وضوحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا: إبراز التقدم التقني على أنه مطلب أساسي ومُلحٌّ، وخاصة حين يتكلم بهذا الكلام الشرعيون أدى إلى أن توجه طاقات الأمة إلى هذا المجال وانفضوا عن العلم الشرعي، فنحن نرى اليوم أن المتفوقين من أبنائنا يتجهون للكليات الخدمية مثل الطب بفروعه، وتوجه إلى العلم الشرعي من لا يرغبه, من حَمَلَهُ (المجموع) على دخول الكليات الشرعية, وانعكس ذلك على مستوى الدُعاة في المساجد, فقد اعتلى المنابر قومٌ مكرهون وتجرأ عليهم العامة وصاروا يتندرون بفعالهم وبما قدمت من أنه لابد أولاً من ضبط القاعدة الشرعية عند الجماهير وعند من يتوجهون للمجال التقني يلزم علينا أن نوجه طاقتنا الفاعلة للمجال الشرعي والتربوي حتى نفرغ من ضبط القيم, فهذه المرحلة ليست مرحلة التوجه للمجال التقني تحديدا, وقد قدمت أسباب ذلك.
سادسا: المساحة التقنية التي نتحرك فيها - نحن المسلمين - محدودة جداً، وهذا الكلام يفهمه كل ذي عقل، فالعقول تُستقطب لصالح الغرب الكافر أو الشرق الملحد، ولا يُسمح لها أن تثمر في بلدها، ووسائل التقدم الحديثة بيد غيرنا ونحن المسلمين في البلاد الإسلامية سوق استهلاكية لما تنتجه عقول هؤلاء أو عقول أبناءنا عندهم ممن يحملون جنسيتهم.
في إحدى حلقات برنامج ساعة حوار بإذاعة ( B . B . C) سأل مقدم البرنامج أحد أساتذة الاقتصاد في جامعة القاهرة: لماذا لم تتقدم مصر مع أنها تمتلك كل إمكانات التقدم من عقول وأرض وثروات ... الخ؟ فأجاب بجملة واحدة: لأن التقدم قرار سياسي في الأساس!! وهو والله الرأي.
خريجوا العلوم والهندسة والصيدلة - وهي الكليات المعنية بالتقدم التقني - مطحون في لقمة عيشه، وحاملوا الدراسات العليا بالكاد يجدون قوت يومهم, وبعد أن يتخرجون يتحولون إلى أدوات لابتزاز الناس من أجل الحصول على لقمة عيشهم، وسلوا المستوصفات والمستشفيات الخاصة، ومصانع الأدوية وشركات الدعاية الدوائية.
إنه سياج غليظ مرتفع من حديد مطلي بالقطران لا تكاد تبصر آخره, أزيحوا هذه السدود ولن تجدوا حاجة للكلام على التقدم التقني, فهؤلاء هم السبب الرئيس في تخلفنا التقني، أبعدونا عن شرع ربنا، وفرطوا في ثرواتنا الفكرية والمادية، فهل يعقل قومنا؟!
سابعا: التكلم في التقدم التقني من قبل الشرعيين توريطة من الخبثاء المكّارين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون, هدفها الرئيس هو تقديم بعض التنازلات الشرعية، ويتضح هذا حين يوضع أصحاب العمائم أمام أصحاب الكرافتات ويتصبب الشرعيون عرقا حين تتكلم هذه الذئاب البشرية بأنها أنطقت الحديد، وركبت الجو والبحر ونقلت بالصوت والصورة كل شيء من كل مكان وماذا قدم العمائم للناس .. اللهم هذا حلال وهذا حرام أو كما يُعبر بعضهم بسخرية أحياناً هذا حرام وهذا حرام؟! وينقلب هؤلاء على الشريعة ليفكوا حالة الحرج والضيق هذه فيقولون الشرع لا يُعارض العقل والشرع مع التقدم التقني والله أمرنا بعمارة الأرض، ويبترون النصوص من سياقها الفعلي والقولي لتنطق بمراد هذه الذئاب البشرية, و .. وينتهي الأمر بانحراف جديد في مفاهيم الشرع وليس بتقدم تقني كما أراد المشايخ - وفقهم الله -.
ثامنا: والعلوم التطبيقية بوضعها الحالي تحتاج لمراجعة شرعية أيضاً، فهي تُدَرَّس بخلفيات علمانية، فآيات الله في كونه تُفسر على أنها ظواهر طبيعية، والأمراض في مناهجنا نتيجة اختلال فسيولوجي (وظيفي) في جسم الإنسان، والعلاج بالدواء، والدواء هو المؤثر في المرض، وحين لا يُؤثر العلاج فذلك إنما لأسباب تتعلق بكذا أو كذا، ودارسو هذه العلوم ومدرسوها بهم حالة من الاستعلاء على العلوم الشرعية وطالبي العلم الشرعي بل ومفاهيم الشريعة.
وبهذا تضيع الفائدة الشرعية التي يستند إليها الشرعيون في تدريس هذه المواد، فإن كنتم لا بد متكلمون ومزينون للناس تعلم هذه الأشياء فراجعوا هذه العلوم أولاً من ناحية شرعية حتى لا تخرج لكم تقنيون يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
محمد جلال القصاص
ـ[لامية العرب]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 02:21]ـ
مقال يستحق الإشادة ومنطقي بدرجة عالية فما شاء الله تبارك الله من يملك عقلا نيرا كفكرك يا ابن القصاص
أردت أن أوجز مقالك بإنتقاء من سطوره
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: من البديهي أن نتاج التقدم التقني في شتى المجالاتعبارة عن وسائل تخضع لمن يتعامل بها؛ فهي في ذات نفسها لا توصف لا بحلال ولابحرام،
صدقت فهو سلاح ذو حدين وكل يعمل على شاكلته
وجملةً: لم تستفد البشرية كثيراً من الرقي المادي الذي جاءها علىيد من لا خلاق لهم من العلمانيين
..............................
فالقضية الأولى التي لا بد من حسمها أولا هي ضبط الأخلاق .. ضبط القيم قبل التقدمالتقني
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولذا علينا عدم الاغترار ببريق الغرب الزائف وإن طال أجله
ثانيا: في الشرع ربطٌ واضح جداً بينالإيمان بالله والرقي المادي والحضاري، أو بتعبيرٍ أدقجُعلَ الرقي الحضاريوالمادي إحدى ثمار الاستقامة على شرع الله
قال الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَاعَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْفَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
نعم سنن الله ثابتة لاتتغير و لنا في التاريخ عبر ومواقف
ثالثا: لَمْ يتقدم العلم التقني مع اليونانيينوالإغريقيين وتقدم مع العرب البدو الأميين - وهم أجدادي يرحمهم الله - كيف حدث ذلك؟ فيجملة واحدة؛ حدث ببركة الامتثال لأمر الله.وتدبر ..
فخطاب الشرع في الأساس لم يَفْصل الدنيا عن الآخرة، بل رتبهمفجعل هذا من ذاك، الأخروي يتحكم في الدنيوي والأخروي هو الأساس، وفائدة هذاالكلام هو أننا لسنا معنيين بتقدم تقني وحضاري دون أن ننطلق من أساس شرعي
لا فض فوك فهذا هدف كل مؤمن يرجو الله للفوز برضاه في الدار الاخرة
فكل حضارة لا تستند الى شرع الله فهي حضارة هشة ما اسرع زوالها
لأن التقدم قرار سياسي في الأساس
أمر يثير الشجون لواقع ملموس
ما أجمل كلمة الحق إذا افتقدت
نعم .. يظل نسبة عالية من التخلف لأسباب سياسية صارمة والا فالعقول المسلمة كثيرة
سابعا: التكلم في التقدم التقني من قبل الشرعيين توريطة منالخبثاء المكّارين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون, هدفها الرئيس هو تقديم بعضالتنازلات الشرعية،
لقد لاقى هؤلاء الخبثاء الماكرون جملة من السذاج ممن ينتسبون لأهل العلم وهم موجودون في سياق مقالك إلا من رحم ربك من خلال الاقتباس التالي:
وتوجه إلى العلم الشرعي من لا يرغبه, من حَمَلَهُ (المجموع) على دخول الكلياتالشرعية, وانعكس ذلك على مستوى الدُعاة في المساجد, فقد اعتلى المنابر قومٌ مكرهونوتجرأ عليهم العامة وصاروا يتندرون بفعالهم
دمت بخير أخي محمد بن جلال ودام قلمك سيالا في الحق
ـ[ابن عقيل المصري]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:15]ـ
مقال يستحق الإشادة ومنطقي بدرجة عالية فما شاء الله تبارك الله من يملك عقلا نيرا كفكرك يا ابن القصاص
كتب الله أجره، ورزقه الله الإخلاص في القول والعمل، وثبته الله.
شكراً على هذا الطرح.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 04:53]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[الأمل والألم]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 02:31]ـ
باعتقادي أن كثيرا من العلماء والمشائخ أحد أكبر الأسياي في هذا التخلف
شكرا لمقالك الجميل(/)
مخطوطة للعلامة عبدالرحمن المعلمي (ت1386هـ) في حكم توسعة المسعى
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 01:28]ـ
في رسالة للشيخ المعلمي قبل أكثر من أربعين عاماً:
عدم مجيء شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد عرض المسعى يشعر بأن التحديد غير مقصود شرعاً
http://www.alriyadh.com/2008/04/03/img/044729.jpg
قام بنسخه وتبييضه وإثبات نصه محمد بن عبدالله الدوسري
قام الشيخ محمد بن عبدالله الدوسري بمراجعة وإعادة نسخ رسالة علمية قيمة تتناول توسعة المسعى كتبها المحدث الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله عام 1386ه وعنونها ب"رسالة في توسعة المسعى بين الصفاة والمروة" ولأهمية ما تناولته هذه الرسالة وإشارته إلى عدد من الخلفاء الذين سبق أن قاموا بتوسعة المسعى ولم يعترض عليهم .. وكان من ضمنهم الخليفة العباسي المهدي حيث نفذ توسعة للحرم المكي الشريف تضمنت توسعة للمسعى ولم ينكر عليه علماء ذلك الزمان الذين كان منهم الإمام مالك والإمام أبو يوسف رحمهما الله .. فإن "جريدة الرياض" تقوم بنشر هذه الرسالة القيّمة والفريدة في بابها خاصة وأن الشيخ المعلمي رحمه الله كتبها قبل التوسعة الجديدة للمسعى بأكثر من أربعين سنة:
قال الله تبارك وتعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) البقرة
158.الصفا والمروة معروفان، نصت الآية على أنهما شعيرتان من شعائر الله، والعبادة المتعلقة بهما هي التطوف بهما، وبينته السنة بما هو معروف.
قام النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة على موضع مخصوص من الصفا لا تعرف عينه الآن، ثم سعى إلى المروة فقام على موضع مخصوص منها كذلك، ثم عاد في الشوط الثاني إلى الصفا (ثم) المروة، وهكذا سبعا .. قد يكون قام ثانياً وثالثاً ورابعاً على الموضع الأول من كل منهما، أو على ما يقرب منه.
ثم أقيم بعد ذلك حاجز حصر الموضع الذي يقام عليه من كل منهما في مقدار معين، وكان ذلك المقدار يتسع للناس فيما مضى، وأصبح الآن يضيق بهم، فهل يمتنع توسيعه وقوفاً على عمل من مضى، وإن ضاق وضاق؟ أم ينبغي توسيعه لأن نص الكتاب ورد على الصفا والمروة، وهما أوسع من ذاك المقدار.
وحصر من مضى لذاك المقدار قد يكون لمزاحمة الأبنية، وكفاية ذاك المقدار للناس إذ ذاك .. ، فلم تدع الحاجة حينئذ لتوسعته بهدم الدور؟ ..
وهكذا يأتي في المسعى - أي الطريق الذي يقع فيه السعي - فإنه واقع بين الأبنية من الجانبين، يتسع تارةويضيق أخرى، وذاك يدل على أنه لم يحدد ..
ولم يجيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ومن بعدهم: بيان لتحديد عرض المسعى إلا ما ذكره الأزرقي في زمانه أنه ذرع ما بين العلمين الأخضرين الذين يليان المروة فوجد ذلك خمسة وثلاثين ذراعاً ونصف ذراع.
وهذا المقدار لا يستمر في بقية المسعى، ويظهر كما سيأتي عن الأزرقي ان موضع هذه الأعلام ليس من المسعى الأصلي، وإنما هو مما حوله المهدي العباسي إليه.
وعدم مجيء شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تحديد عرض المسعى يشعر بأن تحديده غير مقصود شرعاً، وإلا لكان لتعرضه لمزاحمة الأبنية أولى بالتحديد من عرفات ومزدلفة ومنى، وقد ورد في تحديدها ما ورد.
فهل يبقى المسعى كما هو، وقد ضاق بالساعين وأضر بهم، أم ينبغي توسعته، لأن المقصود هو السعي بين الصفا والمروة، وهو حاصل في المقدار الذي يوسع به هذا الشارع كما هو حاصل في هذا الشارع نفسه؟
والله تبارك وتعالى عالم الغيب والشهادة لا يكلف خلقه بعبادة إلا ويسرها لهم، أو يرخص لمن شق عليه شيء منها أن يدع ما شق عليه، وقد أصبح المسعى يضيق بالمسلمين في أيام الموسم، ويشق عليهم، ولاسيما على النساء والضعفاء والمرضى، بل يلقى فيه الأقوياء شدة.
وسيزداد الحجاج - إن شاء الله - كثرة سنة بعد سنة.
(ذكر) في النهاية لمحمد الرملي الشافعي ج 2ص 416"لم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه، فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيراً لم يضر، كما نص عليه الشافعي".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال النووي في شرح المهذب ج 8ص 76"قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو مر وراء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان، فلا يجوز فعله في غيره كالطواف .. قال الشافعي في القديم: فإن التوى شيئاً يسيراً أجزأه، وإن عدل حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجز .. وكذا قال الدارمي ان التوى في السعي يسيراً أجزاه، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا والله اعلم" .. قوله "لا يجوز السعي في غير موضع السعي" .. يتبادر منه المكان المحدد، ويحتمل أن يراد المكان المعد للسعي فيشمل ما زاد على المسعى القديم توسعة له .. وقوله "كالطواف" يعني المعنى الثاني، فإن المكان الذي يختص به الطواف لا يقتصر على ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. فقد كان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو الموضع المعروف الآن بالمطاف، وكان الطواف لا يجوز خارجه، ثم وسع المسجد مرة بعد أخرى .. واتفق أهل العلم على أن ما زيد في المسجد فصار منه صح الطواف فيه ..
وإذا صح هذا في المطاف مع مشاركة الاعتكاف والصلاة وغير ذلك للطواف في الأحكام، إذ تثبت تلك الأحكام كلها للزيادة ثبوتها للأصل في المسعى أولى .. والأصل في هذا قوله الله تبارك وتعالى: (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) البقرة
125.التطهير: يشمل التطهير من الأرجاس المعنوية والحسية.
والطواف والعكوف والصلاة موضعها حول البيت، فما حول البيت داخل في الأمر بالتطهير.
فأمر الله تعالى تطهير ما حول البيت للطائفين والعاكفين والمصلين، وكما يوجب تطهير الموضع لهؤلاء يقتضي أن يكون الموضع بحيث يسعهم، ولا تقتضي الحكمة أن يوسع الموضع من أول مرة إلى الغاية التي يعلم أنه لن يضيق بالناس مهما كثروا إلى يوم القيامة، وإنما تقتضي أن يكون أولا بحيث يكفي الناس في ذاك العصر. ومع ذلك فلا ريب أن الناس إذا كثروا بعد ذلك ولم يسعهم الموضع وجب توسعته بدلالة الآية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمته من بعده مخاطبون بما خوطب به إبراهيم واسماعيل عليهما السلام من تطهير ما حول البيت للطائفين والعاكفين والمصلين - أي بالقدر الذي يكفيهم كما مر -.
وبهذا جرى عمل الأمة، فقد وسع المسجد في عهد عمر، ثم في عهد عثمان، ثم في عهد ابن الزبير رضي الله عنهم، ثم بعد ذلك أكرم الله إمام المسلمين صاحب الجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز أيده الله لهذه التوسعة العظيمة، ولعلها مهما عظمت لا تكون آخر توسعة.
وهذه التوسعات كلها عمل بالآية، وتوسعة المسجد هي نفسها توسعة للمطاف، لاتفاق العلماء على صحة الطواف فيما يزاد في المسجد، غير أن منهم من شرط أن لا يحول بين الطائف والكعبة بناء، ولهذا ولأن ما وراء الموضع المعروف بالمطاف الآن غير مهيأ للطواف، ويكون فيه المصلون والجالسون والمشاة وغيرهم فيشق الطواف فيه لما ذكر ... ، اقتصر الناس على الموضع المعروف بالمطاف، وأصبح يضيق بهم جداً أيام الموسم، فدعت الحاجة إلى توسعته.
وبلغني أن التوقف عن ذلك منشؤه التوقف عن تأخير مقام إبراهيم، والبحث في مقام إبراهيم يطول، غير أنه يمكن اختصاره بأن توسعة المطاف واجبة قطعا عند تحقق الضيق كما اقتضته الآية، والأمر بتطهير الموضع للطائفين وغيرهم يستلزم الأمر بتهيئته لهم، وإبقاء مقام إبراهيم في مكانه ينافي ذلك، وليس على إبقائه حجة تترجح على هذه الحجة أو تكافئها.
والمقام هو: الحجر المعروف، وأصله كما في صحيح البخاري في ذكر إبراهيم من أحاديث الأنبياء عن ابن عباس أن ابراهيم عليه السلام كان يقوم عليه وهو يبني الكعبة عندما ارتفع البناء، وعلى هذا فموضعه في الأصل عند جدار البيت.
وأكثر الروايات وأثبتها أن عمر هو الذي أخره إلى موضعه الآن، وقيل: أخره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: جاء الإسلام وهو في محله الآن، وأياً ما كان فإنما أخر لئلا يضيّق هو والمصلون خلفه على الطائفين، كما نبه عليه ابن حجر في الفتح ج 8ص
129.فهذا المعنى هو الموجب لتأخيره، وفي تأخيره لهذا المعنى الشهادة لهذا المعنى بأنه موجب لتأخير المقام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان أخر قبل الإسلام فقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أخره فالأمر واضح، وإن كان عمر هو الذي أخره فإنما عمل بدلالة القرآن كما مر، وكأن الضيق إنما تحقق في عهده حين كثر المسلمون، ومع دلالة القرآن عمل الخليفة الراشد، وإجماع الصحابة فمن بعدهم، ودلالة القرآن مستغنية بنفسها.
وهذا المعنى الذي اقتضى تأخيره إذ ذاك قائم الآن، فاقتضاؤه للتأخير الآن بغاية الوضوح.
فأما ما روي أن السيل احتمله في عهد عمر، فتحرى عمر إعادته في مكانه، فكأن عمر لما أخره قبل ذلك تحرى أن يبقى مع تأخيره مسامتا للموضع الذي كان يليه من جدار الكعبة، لا يميل عنه يمنة أو يسرة، لأن المعنى المذكور إنما أوجبه التأخير فاقتضى عليه، فلما احتمله السيل بعد ذلك تحرى عمر إعادته إلى مكانه لأجل المسامتة.
وعلى القول بأنه أخر قبل عمر فتحريته إعادته إلى مكانه قد تكون لما ذكر، وقد تكون لأنه لم يكن (هناك) داع لتحويله، لأنه لم يكن قد حصل التضييق.
وعلى ما ذكر فإذا أخر الآن فينبغي أن لا يخرج به عن مسامتة الموضع الذي يسامته الآن من الكعبة، لا يميل عنه يمنة ولا يسرة.
وقد يمكن الجمع بين تهيئة المطاف والمحافظة على موضع المقام في الجملة، بأن يهدم البناء ويعلم موضع المقام بعلامة ثابتة، ثم يوضع في صندوق ثقيل وتجعل له ظلة خفيفة على عجل، ففي أيام الموسم يؤخر الصندوق بالظلة إلى حيث تدعو الحاجة - مع المحافظة على السمت -، ثم عند زوال الموجب يعاد إلى موضعه الآن.
وكالحكم في المطاف الحكم في المسعى، أمر الله عز وجل بالسعي بين الصفا والمروة يوجب تهيئة موضع يسعى الناس فيه يكون بحيث يكفيهم، فإذا اقتصر من مضى على موضع يكفي الناس في عصرهم، ثم ضاق بالناس فصار لا يكفيهم وجبت توسعته بحيث يكفيهم، وإذا وسع الآن بحيث يكفي الناس فقد يجيء زمان يقتضي توسعته أيضا.
هذا وقد جرى تغيير للمسعى في بعض جهاته في زمن المهدي العباسي، ففي تاريخ الأزرقي ج 2ص 59 - 60في زيارة المهدي سنة 160فما بعدها "ودخلت أيضا دار خيرة بنت سباع الخزاعية، بلغ ثمنها ثلاثة وأربعين ألف دينار دفعت إليها، وكانت شارعة على المسعى يومئذ قبل أن يؤخر المسعى".
وفيه ص 63في ذكر زيارة المهدي الثانية "وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم".
وفيه ص 64"واشتروا الدور وهدموها، وهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العائدي، وجعلوا المسعى والوادي فيها .. ".
ويشهد لهذا انحراف المسعى في ذاك الموضع، وكأنه كان قبل ذلك على خط مستقيم بين الصفا والمروة، أو أدنى إلى الاستقامة.
وذكر القطبي في تاريخه ص 47من الطبعة الأولى هذا التحويل ثم قال "وهنا إشكال لم أر من تعرض له وهو أن السعي بين الصفا والمروة من الأمور التعبدية التي أوجبها الله علينا في ذلك المحل المخصوص، ولا يجوز لنا العدول عنه، ولا تعتبر تلك العبادة إلا في ذلك المكان المخصوص الذي سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وعلى ما ذكره هؤلاء الثقات ادخل ذلك المسعى في الحرم الشريف، وحول المسعى إلى دار ابن عباد كما تقدم، وأما المكان الذي يسعى فيه الآن فلا يتحقق إنه بعض من المسعى الذي سعى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره، فكيف يصح السعي فيه وقد حول عن محله كما ذكر هؤلاء الثقات؟
ولعل الجواب عن ذلك أن المسعى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عريضاً، وبنيت تلك الدور بعد ذلك في عرض المسعى القديم، فهدمها المهدي وأدخل بعضها في المسجد الحرام، وترك بعضها للسعي فيه، ولم تحول تحويلاً كلياً وإلا لأنكره علماء الدين من العلماء المجتهدين - رضي الله عنهم أجمعين - مع توفرهم إذ ذاك، فكان الإمامان أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، والإمام مالك موجودين يومئذ، وقد أقروا ذلك وسكتوا، وكذلك من صار بعد ذلك الوقت في رتبة الاجتهاد كالإمام الشافعي وأحمد بن حنبل، وبقية المجتهدين فكان إجماعا ..
وبقي الإشكال في جواز إدخال شيء من المسعى في المسجد، وكيف يصبر ذلك مسجدا، وكيف حال الاعتكاف فيه؟
وحله بأن يجعل حكم المسعى حكم الطريق فيصير مسجدا ويصح الاعتكاف فيه، حيث لم يضر بمن يسعى، فاعلم ذلك، وهذا مما انفردت ببيانه ولله الحمد".
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: أما أول كلامه فيكفي في الجواب عنه الاعتبار بالمطاف، للاتفاق على صحة الطواف فيما زيد في المسجد في غير الموضع الذي طاف فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي كان في عهده لا يجوز الطواف إلا فيه. أما حدسه أن المسعى كان عريضا فبنيت فيه الدور، فيخدش فيه أن المسعى لو كان محددا لبعد أن يجترئ الناس على البناء فيه، وأمرهم العلماء والأمراء حين يشتري المهدي منهم تلك الدور بأغلى الأثمان.
ثم على فرض صحة هذا الحدس فلم يجعل المسعى أولاً عريضاً إلا لترقب أن يكثر الناس فلا يسعهم ما دونه، وعلى هذا فقد كان يجب أن ينكر أهل العلم فعل المهدي قائلين: إن هذا الذي أبقيت وإن كان يكفي الناس الآن: فقد يكثرون فيما بعد ويضيق بهم، ولا يمكن أن يرد إليه هذا الذي تريد إدخاله في المسجد كما يمكن هدم الدور، لأنه لا يمكن إزالة حكم المسجد، ولا جعله مسجداً ومسعى معا، لأن كلا منهما يختص بحكم، فالحائض ليس لها أن تلبث في المسجد، ولها اللبث في المسعى، فلو طافت المرأة للإفاضة طاهرة وبقي عليها السعي فحاضت عقب الطواف: أمكنها أن تسعى في المسعى وتتم نسكها وتسافر، ولا يمكنها ذلك في المسجد الى غير ذلك من الأحكام.
فلو صح حدس القطبي لدل إقرار أهل العلم له على أنهم يرون جواز توسعة المسعى من الجانب الآخر، فيرون أنه إذا ضاق ما أبقاه المهدي من المسعى بالناس أمكن توسعة المسعى من الجهة الأخرى. فهذا أيضاً يدل على جواز التوسعة كما ترى.
وقد يقال - بناء على حدس القطبي - لعل أهل العلم إذ ذاك علموا أن المسعى في الأصل: هو جميع ما بين الصفا والمروة، وانه لا يمتنع البناء فيما زاد على الحاجة، فإذا زادت الحاجة هدم من الأبنية ما توفى به الحاجة، وعلى كل حال لابد من التوسعة عند الحاجة.
هذا وان الله - تبارك وتعالى - وضع البيت ولم يكن فيما حوله حق لأحد، ثم جعل له حمى واسعا وهو (الحرم) الذي لا يحل صيده ولا تعضد شجره، فهذا الحرم كله من اختصاص البيت، تقام فيه مصالحه غير أنه أذن للناس أن يضعوا أيديهم على ما زاد عن مصالح البيت وينتفعوا به، على أن مصالح البيت (لو احتاجت) يوما ما إلى شيء مما بأيدي الناس من الحرم أخذ منهم، ووفيت به مصالح البيت.
وإلى هذا يشير قول عمر للذين نازعوا في بيع دورهم لتوسعة المسجد، قال "إنما نزلتم على الكعبة فهو فناؤها، ولم تنزل الكعبة عليكم" .. تاريخ الأزرقي ج 2ص
55.فما حول الكعبة هو من اختصاصها، ليجعل منه مسجداً يطاف فيه، ويعتكف ويصلى.
فإذا جعل بعضه مسجداً صار مسجداً، وبقي الباقي صالحاً لأن يزاد في المسجد عند الحاجة، فما زيد فيه صار منه.
وما بين الصفا والمروة من اختصاصهما، ليجعل منه مسعى يسعى فيه بينهما، فإذا جعل بعضهم مسعى صار مسعى يصح السعي فيه، وبقي الباقي صالحاً لأن يزاد في المسعى عند الحاجة فما زيد فيه صار منه.
والكعبة هي الشعيرة في الأصل شرع الطواف بها والعكوف عندها والصلاة، وهذه الأمور لابد لها من موضع فهو ما حولها.
فالموضع كالوسيلة ليكون فيه الطواف بالكعبة وغيره ..
وهكذا الصفا والمروة هما الشعيرتان بنص القرآن، فأما ما بينهما فهو بمنزلة الوسيلة ليسعى فيه بينهما، والوسائل تحتمل أن يزاد فيها بحسب ما هي وسيلة له، كطواف الطائفين، وسعي الساعين، ولا تجب أن تحدد تحديد المشاعر نفسها ..
http://www.alriyadh.com/2008/04/03/article331204.html
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 03:31]ـ
جزاكم الله خيراً
أرجو من المشرفين الكرام تجميع مقالات توسعة المسعى في موضوع واحد ليسهل دراستها(/)
الشيوخ المسندين الاحياء في العالم الاسلام
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي من على هذه الامة بالاسناد
فالمرجوا من مشايخنا الافاضل ذكر المشايخ المسندين الاحياء في العالم الاسلام مع الاكتفاء بذكر اصحاب الاسناد العالي وماهي الكتب والمتون التي يتوفرون على اسناد فيها مع ذكر عنوانهم حتى يستفيد منهم طلبة العلم
بارك الله فيكم
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 11:03]ـ
المرجوا من مشيخنا الافادة
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 04:36]ـ
لقد طلبت أمرا كبيرا، لا تسعه عشرات الصفحات ...
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 09:17]ـ
لقد طلبت أمرا كبيرا، لا تسعه عشرات الصفحات ...
بارك الله فيك شيخنا لكن ما لا يدرك كله ...................
ونحن نريد ان تكتبوا لنا اصحاب الاسناد العالي وخاصة عندنا في المغرب ولعلك منهم شيخنا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 09:40]ـ
من أصحاب الإسناد العالي:
إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني.
عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني.
محمد الطيب بن محمد المهدي الكتاني.
إدريس بن الماحي بن عبد الكبير الكتاني.
يوسف بن إبراهيم الكتاني
بدر الدين بن عبد الرحمن الكتاني.
محمد الباقلي
عبد الله بن عبد القادر التليدي
محمد التهامي التجاني، وعمره نحو 140 سنة ... وهو أعلى أهل الأرض إسنادا بلا منازع ...
وغيرهم ...
ـ[أم الفضل]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 10:13]ـ
الشيخ: محمد بن درويش الخطيب حفظه الله بحلب سوريا وعمره يقارب السبع سنوات بعد المئة وقد أخذ عن شيخه المعمر محمد بن راغب الطباخ رحمه الله.
والشيخ الفقيه: عبدالله بن عقيل حفظه الله بالرياض أحد طلاب العلامة بن سعدي رحمه الله.
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:14]ـ
من أصحاب الإسناد العالي:
إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني.
عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني.
محمد الطيب بن محمد المهدي الكتاني.
إدريس بن الماحي بن عبد الكبير الكتاني.
يوسف بن إبراهيم الكتاني
بدر الدين بن عبد الرحمن الكتاني.
محمد الباقلي
عبد الله بن عبد القادر التليدي
محمد التهامي التجاني، وعمره نحو 140 سنة ... وهو أعلى أهل الأرض إسنادا بلا منازع ...
وغيرهم ...
بارك الله فيك شيخنا
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 09:04]ـ
الشيخ: محمد بن درويش الخطيب حفظه الله بحلب سوريا وعمره يقارب السبع سنوات بعد المئة وقد أخذ عن شيخه المعمر محمد بن راغب الطباخ رحمه الله.
والشيخ الفقيه: عبدالله بن عقيل حفظه الله بالرياض أحد طلاب العلامة بن سعدي رحمه الله.
بارك الله فيك(/)
تصحيح العقائد السلفية ... نسبة الجلباب إلى رب الأرباب ... (3) مناقشة الإمام ابن القيم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 08:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فقد قال الإمام ابن القيم في الفوائد (1/ 69)
(القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته)
قلت:
ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف.
بل والذي يظهر من معنى الجلباب أنه لا ينبغي نسبته لله سبحانه وتعالى:
فقد قال الخليل في كتاب العين: (والجلباب: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها)
وقال النضر: (الجلباب: ثوب أقصر من الخمار وأعرض منه وهو المقنعة)
وقال الجوهري في الصحاح في اللغة: (الجلباب: الملحفة)
وقالت العامرية: (الجلباب: الخمار)
ولذلك فقد ذكر ابن سيده في كتابه المخصص (الجلباب) في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
وهذا المعنى هو الذي ورد في القرآن والسنة الصحيحة ولسان العرب وأشعارهم وكلام أهل العلم والفقه، فلا يأتي الجلباب غالبا إلا منسوبا للنساء
أما القرآن:
فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
وأما السنة:
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أُمرنا أن نخرج الحيض يوم العيدين وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن.
قالت امرأة: يا رسول الله (ص) إحدانا ليس لها جلباب؟
قال: لتلبسها صاحبتها من جلبابها.
وقالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك: فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي.
وقالت أيضا: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه
وقالت في حديث امرأة رفاعة القرظي: وأخذت هدبة من جلبابها.
وأما لسان العرب وأشعارهم:
فقالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه:
تمشي النسور إليه وهي لاهية ... مشي العذارى عليهن الجلابيب
وأنشد الفراء
لا يقنع الجارية الخضاب ... ولا الوشاحان ولا الجلباب
وأما كلام أهل العلم والفقه:
فهذا أشهر من أن يمثّل له، وقد جاء في معجم لغة الفقهاء (1/ 165): (الجلباب: بسكر الجيم وسكون اللام، ج جلابيب، ثوب واسع تلبسه المرأة فوق ثيابها)
قلت: لكن ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما:
قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
وقال ابن فارس: (الجلباب: القميص)
وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا ... أكره جلباب لمن تجلببا
وقال آخر:
........................ ... مجلبب من سواد الليل جلبابا
وثالث:
....................... ... والعيش داج كنفا جلبابه
وأنشد اللحياني
يا ليت شعري عنك يا غلاب ... تحمل معها أحسن الأركاب
أصفر قد خلق بالملاب ... كجبهة التركي في الجلباب
لكن المشهور نسبته للنساء، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.
وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة.
بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه وغيرهم
قلت: والشيخ حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا من الشيخ
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
ـ[المتعلم]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضحك الله سنك
وهل يفهم عربي من سياق كلام ابن القيم أن لله صفة هي الجلباب؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 09:17]ـ
وهل يفهم عربي من سياق كلام ابن القيم أن لله صفة هي الجلباب؟! هداكم الله
وأين في كلامي ما يفهم منه ذلك؟
أنا أتكلم عن نسبة الجلباب لله سبحانه وتعالى وليس وصفه بذلك!
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 12:00]ـ
بارك الله فيكم
حتى نسبته لله عز وجل على هذه الطريقة ليس فيه شيء
فكلام ابن القيم خرج مخرج المجاز _ ليس هنا محل إثبات المجاز أو عدمه إذ المقصود المعنى المراد_ كقولنا: عليه رداء الحياء والحشمة أو رداء العز والهيبة إذ الحياء ونحوه من الصفات المعنوية لا رداء له أقصد الرادء المحسوس (الثياب)
فهذا معروف وجائز في اللغة
فقائله لا يقصد أن الممدوح لابسا لرداء ذا خيوط وغزل وقماش وإنما يقصد أنه مغمور بالحياء والحشمة كغمر الرداء للابسه
وكلام ابن القيم رحمه الله من هذا القبيل فمراده المبالغة بوصف الله بالهيبة والعزة والجلال
ولله المثل الأعلى
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 12:32]ـ
تكلف
وفقك الله وسددك يا شيخنا الفاضل عيداً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 12:35]ـ
اخي الكريم بارك الله فيك
الامام ابن القيم يقول ((القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده وصفاته فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته))
فهو لم ينسب الجلباب الى الله لاصفة ذاتية ولاصفة فعلية وانما مراده ان القاري لكلامه سبحانه
اذا قرا الايات التي فيها صفات الهيبة والعظمة والجلال يخضع ويذل له سبحانه وكماقال بعده وتارة يتجلى في صفات الجمال
وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار») هل يفهم منه نسبة الازار والرداء المعهود عند المخلوقين الى الباري جل جلاله
وانظر الى نقلك لكلام اهل اللغة وان من معاني الجلباب
الذي انكرته على العلامةابن القيم رحمه الله الازار الذي ورد في السنة وصف عظمة الله به
قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 01:32]ـ
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ (الجلباب) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا.
كما لا يستعمل مثلا: فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 02:19]ـ
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ (الجلباب) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا.
كما لا يستعمل مثلا: فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم.
أستاذي:
ما أكمل عقلك، و ما أسمى خُلقك، و ما أرقى حرفك، لله أنت ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 07:50]ـ
[في النهاية في غريب الأثر - ابن الأثير
وفي حديث علي رضي اللّه عنه [من أحَبَّنَا أهْلَ البيت فَلْيُعِدَّ للفَقْر جِلْباباً] أي ليَزْهدْ في الدنيا ولْيَصْبِرْ على الفَقْر والقلَّة. والجِلْبَابُ: الإزَارُ والرّدَاء.كنى به عن الصَّبْر لأنه يَسْترُ الفَقْر كما يَسْترُ الجلبابُ البَدَن وقيل إنما كنى بالْجلباب عن اشتماله بالفَقْر: أي فَلْيَبَسْ إزار الفَقْر.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 09:08]ـ
لعل الشيخ عيدًا يقصد أن لفظ (الجلباب) نفسه لا يليق استعماله في حق الله تعالى.
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا.
كما لا يستعمل مثلا: فستان وملحفة وخمار ونحو ذلك من المخصوص بالنساء.
بخلاف الإزار والرداء ونحو ذلك.
والله أعلم. بارك الله لك وزادك علما وفهما
عبّرت عما أريده، ولعل كلامك يكون أوضح من كلامي
وأقول لأخي الغامدي:
أنا لم أنكر أنه ورد عن بعض العلماء تفسير الجلباب بالإزار أو الرداء بل ذكرت ذلك في كلامي
لكن بينت أن الأشهر إطلاقه على ثياب النساء دون غيرهن
ونقلت أن ابن سيده ذكر (الجلباب) في كتابه المخصص في كتاب النساء، باب لباس النساء وثيابهن، كأنه يشير إلى أنه مما يخص النساء دون غيرهن.
ثم نقلت قول الخفاجي في العناية: (الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب.) لأؤكد ذلك.
وأيًّا ما كان الأمر فنسبة الجلباب لله تعالى لم ترد عن أحد من أهل العلم مطلقا سلفا وخلفا غير ابن القيم فعلامَ الاعتراض في تحفظي عليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتعلم]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 05:52]ـ
صدقت والله
إذاً أي تصحيح للعقائد هذا؟
إذ لو فهمت كلام الإمام على وجهه لما عبرت بمثل هذا التعبير.
ـ[المتعلم]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 07:01]ـ
لأنه لم يعهد في اللغة إطلاقه إلا على النساء، ومن تصفح النصوص الشرعية تبين له ذلك واضحا.
والله أعلم.
شيخنا المفضال!
لعل الإمام ابن القيم ـ أعلى الله منزلته ـ لحظ في استعماله المعنى الذي استعملته العرب في مثل قولهم: "ألقى جلباب الحياء"، وقد روي نحوه مرفوعا ولا يصح.
وهذا استعمال صحيح واضح لا إشكال فيه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:10]ـ
ان جاز استعمال لفظة "جلباب" فيما يلبسه الرجال، مع أنه في الغالب لا يرد لغة الا لملبوس النساء، ومع كون ذلك كله من المجاز - أو مما جرى بمثله لسان العرب، ولمن لا يقول بالمجاز أن يسميه بما يشاء - ولا باب فيه لاثبات صفة الجلباب حقيقة أو نحوه أو نفيها، فليس في كلام ابن القيم ما يتحرج منه! (* ولعله من المفارقات أن يقع هذا التصوير المجازي في كلام ابن القيم عند وصفه لربه وهو ممن لا يقولون بالمجاز أصلا! فيا ترى لو سئل رحمه الله عن توجيهه لهذا الكلام فبأي شيء سيسميه الا أن يكون مجازا؟)
فمن حيث كونه مجازا فلا بأس به - ان صح كون الجلباب لا يقتصر في اللغة على النساء كما تقدم - وان كان من الأولى استعمال لفظتي الرداء والازار كما أومأتم لأنهما جاء بهما النص، ولكن لو أني قلت مثلا: "ان الله متسربل بثوب العزة والجبروت"، فهل يفهم من ذلك أني أنسب الى الله صفة التسربل وصفة الثوب كصفات فعلية وذاتية (أو حسية) تراد لحقيقتها، ويلزمني اذ ذاك أن أستند الى نص في اثباتها؟ أم أنه من باب الاخبار بالصفات المعنوية بصور بلاغية قد جاء النص بمثلها؟ الأمر كما بينتم أنه مرادكم وكما أضاف الشيخ أمجد بارك الله فيكما ولا مزيد عليه.
فيبقى اذا اثبات استعمال العرب للجلباب أحيانا في وصف ما يلبسه الرجال، فان ثبت أن ذلك وقع في لغتهم، لم يكن ثم غبار على كلام ابن القيم رحمه الله، والا قلنا كما قال الشيخ عيد أنه كان من الأولى أن يختار ابن القيم لفظة أخرى من باب تنزيه الصورة البلاغية عما لا يليق برب العالمين.
وفي الحقيقة فان المعنى بمجمله في كلام ابن القيم رحمه الله لست أرى فيه ما يستدعي أن يجعل جزءا ضمن سلسلة عنوانها (تصحيح العقائد السلفية). ذلك أنه لا أعلم أحدا بنى اعتقادا فاسدا على كلام ابن القيم الذي اعترض عليه الشيخ الكريم حتى لزم أن يعد له موضوعا لتنبيه الاخوة ضمن هذه السلسلة الى صحيح العقيدة من سقيمها فيه .. فان كان هناك زلل عقدي في علاقة معنى الصفة بالصفة ثبوتا ونفيا كما في مسألة الاستقرار، وكلام حول اختيار ابن تيمية تفسيرا لآية ((فثم وجه الله)) يخرجها من آيات الصفات، فان المسألة الأولى في جعلها تحت عنوان تصحيح عقائد السلف وجاهة، وأما الثانية ففيها سد لذريعة التأويل وهي وجيهة، وأما هذا الجزء الثالث فبعيد عما فهمناه من الغاية المرتجاة من تلك السلسلة والتي تفهم من عنوانها .. ولهذا وصف بعض الاخوان الكرام هذا المبحث بالذات بأن فيه نوع تكلف.
وقولكم أكرمكم الله "ونسبة الجلباب إلى رب الأرباب لم ترد في الكتاب أو السنة الصحيحة ولا قال بها أحد من السلف" يوهم بأنكم تتكلمون في اثبات أو نفي صفة، كما يقال نسبة الوجه الى الله ونسبة اليدين والعينين ونحوها، وان كان مرادكم بخلاف ذلك .. فهل يلزم من كل لفظ يخبر به عن الله تعالى أن يكون قد وقع مثله في القرءان أو في السنة أو في كلام السلف، سواءا كان ذلك اللفظ صفة ثابتة أو اخبارا بمعنى صفة أو بلازمها، حتى يسوغ استعماله في الاخبار عن الله؟ لما عقبتم على كلام الشيخ أبي مالك فهمنا أن هذا ليس هو مرادكم، ولكن عبارتكم وفقكم الله: "نسبة الجلباب الى الله لم ترد" لا تؤدي في ظاهرها الى هذا التوجيه.
ولو أنكم جعلتم العبارة التي افتتحتم بها المبحث على نحو ما كتبه الشيخ أبو مالك اذ قال: "لفظ (الجلباب) لا يليق استعماله في حق الله تعالى" لكان أبين لوجه اعتراضكم. ولكن يبقى بعد ذلك عندي اشكال في ادخال هذا التعقب ضمن سلسلة عنوانها (تصحيح العقائد) كما تقدم.
فيا شيخنا حفظكم الله تريث ولا ترم أفهام اخوانك بالسقم وقد لا يكون الخلل الا آتيا من اختياركم أنتم لبعض الألفاظ فيما كتبتم .. وما منا الا راد ومردود عليه، مهما علا قدره وثقل وزنه .. ولا أحسب الكاتب والمعقبين الا طالبين للحق جميعهم،
بارك الله فيكم وشكر لكم مباحثكم القيمة ونفع بكم أهل المجلس وجميع المسلمين ..
(رجاء: أرجو من الاخوة وأصحاب الفضيلة أن يشرفونا وأن يتفضلوا علينا باثراء موضوع مهم له تعلق شديد بموضوعات هذه السلسة الطبية، منذ أن وضع لم يكد يلتفت اليه أحد!، وهو بعنوان "التفريق الاصطلاحي بين الوصف والإخبار"
وهاكم رابطه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13878
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:14]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه ...
مع تقديرنا للشيخ العوضي وفقه الله إلا أنه لم يصب في هذا الكلام (كما في النقل عنه لأني لم أطلع على أصل كلامه))، فالعرب تستخدمه في معان لغوية متعددة
الجلباب يستخدم في كلام العرب في معاني الغطاء ونحوها، مثل ما يقال (جلباب الحياء، وجلباب الليل، جلباب الثناء، وغيرها كثير ....
هذه بعض نقولات من البحث في الشاملة
تاريخ مدينة دمشق - (ج 33 / ص 203)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي الأهوازي نا عبد الرحمن بن عمر نا أبو محمد المعافى بن عبد الله بن المعافى نا أبي وعمي قالا نا هشام بن عمار نا الربيع بن بدر نا أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له.
((الحديث فيه كلام))
تاريخ مدينة دمشق - (ج 43 / ص 235)
(أرى السيد المفضال أنعم فاقتي % بذلك جلباب الثناء الذي صفا)
الكشكول ـ - (ج 1 / ص 21)
وقد أخلق الأيام جلباب حسنها. . . فأضحت وديباج البهاء رمام
زهر الأداب وثمر الألباب - (ج 2 / ص 415)
قال عيسى بن هشام: فاستفزّني رائعُ ألفاظه، وسرَوْتُ جِلْباب النوم، وعدوت إلى القوم
غذاء الألباب شرح منظومة الآداب - (ج 1 / ص 83)
وقال أنس والحسن: من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة فيه.
قلتُ: بارك الله في الأخ المبارك عيد ... وما ذكره الشيخ الفقيه من الأمثلة نافع جداً في تبين الحق هاهنا .... وإنما أُتي من أُتي من تسوره على العرب ونسبته لهم مالم يزعموه بناء على ما أسماه معهوداً ... ومثل ماقيل هنا يقال في الشيب،وفي الجناح .. وغيرها من الألفاظ من نفس البابة .. وحيثما ضعف الاستقراء كثرت الدعاوى ...
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
بارك الله فيكم، ولهذا قلت أن استعمال لفظة الجلباب لملبوس النساء هو الغالب، وعلقت قبول كلام الشيخ عيد من رده على اقتصار اللفظة على لباس النساء من عدمه، وهذا لا يثبت بل ثبت كما نقلتم أن اللفظة عند العرب كانت أوسع من ذلك، ومن ثم فلا يبقى لصاحب الموضوع - وفقه الله - من متكأ فيما ذهب اليه من تعقب على كلام ابن القيم، والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:43]ـ
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:52]ـ
شيخنا أمجد قد يتعقب النافي على كلامكم فيقول: "ولكن الازار والرداء جاء النص بهما أما الجلباب فلا"، ولعل هذا هو سبب تقديم صاحب الموضوع حفظه الله بقوله أن الجلباب لم يرد فيه نص .. فيخرج الاشكال بذلك من حكم لفظ الجلباب في ذاته الى مسألة أعم وهي حكم القياس باللفظ في الاخبار عن الله تعالى، على ما ورد نظيره من صورة بلاغية مجازية في حديث صحيح .. فان كان يقول بجواز النسبة في الرداء والازار بعينهما لوجود النص فيهما فهو لا يرى أن النص فيه حجة على جواز الوصف المجازي في الاخبار عن الله بغيرهما من مثلهما .. ومن كان هذا مذهبه فقد أحدث قيدا لم يسبقه اليه أحد في الاخبار عن الله تعالى، والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 01:03]ـ
نعم بارك الله فيكم لم أغفل عنه وقت كتابة ما سبق لكني أرى الأمر واسع
فليس هو من باب إثبات صفة أو نحو هذا
إنما هو تعبير مجازي بلاغي
لذلك كنت أريد أن أعقب على كلام الشيخ عيد عندما اشترط السلفَ بأن هذا ليس محله هنا فالأمر واسع عندي
ولعل الأمر أضيق في نظرتهم لذلك اختلفنا والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 01:30]ـ
أكرمكم الله، ولهذا دعوتكم والاخوة الكرام لنناقش مسألة الضيق والسعة هذه في موضوع أفردته لها قد تقدم ايراد رابطه، فهلا أتحفتمونا بمشاركتكم هناك؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 12:05]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله في الأخ المبارك عيد ... وما ذكره الشيخ الفقيه من الأمثلة نافع جداً في تبين الحق هاهنا .... وإنما أُتي من أُتي من تسوره على العرب ونسبته لهم مالم يزعموه بناء على ما أسماه معهوداً ... ومثل ماقيل هنا يقال في الشيب،وفي الجناح .. وغيرها من الألفاظ من نفس البابة .. وحيثما ضعف الاستقراء كثرت الدعاوىوفيكم بارك الله
لكن من قرأ موضوعي جيّدًا علِم أنّي لم أغفل هذه المعاني فيه ولا نسيت الاستقراء
فقد قلت نصًّا: قلت: لكن ورد عن بعض اللغويين معان أُخَر للجلباب يفهم منها جواز إطلاقه على الثياب عموما: قال ابن الأعرابي: (الجلباب: الإزار)
قال الأزهري: (لم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد إزارا يشتمل به فيجلل جميع الجسد.)
وقال ابن فارس: (الجلباب: القميص)
وذكروا لذلك شواهد منها في وصف الشيب:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا ... أكره جلباب لمن تجلببا
وقال آخر:
........................ ... مجلبب من سواد الليل جلبابا
وثالث:
....................... ... والعيش داج كنفا جلبابه
وأنشد اللحياني
يا ليت شعري عنك يا غلاب ... تحمل معها أحسن الأركاب
أصفر قد خلق بالملاب ... كجبهة التركي في الجلباب
فما الفارق بين هذه الأمثلة وبين غيرها؟
أليس جميعها يدل على استخدام الجلباب لغير لباس النساء؟
فما الجديد إذا؟
بل لو قال قائل: إن فيها دليلا أقوى مما ذكرتم جميعا وهو قول ابن الأعرابي: الجلباب: الإزارلكان كلامه أوجه لأنه يمكن أن يستدل به على جواز إطلاق الجلباب لأنه أحد معاني الإزار الواردة نصًّا في الحديث القدسي المذكور.
ألا يعتبر ذلك من أقوى الأدلة لمن يستدل؟
ومع ذلك فقد عقّبته بقولي: لكن المشهور نسبته للنساء، ولذلك قال الخفاجي في العناية: الجلباب في الأصل الملحفة ثم استعير لغيرها من الثياب. والمقصود منه واضح، ومع ذلك فقد زدتُ الأمر بيانا بقولي: وأيًّا ما كان الأمر فقول الإمام ابن القيم: (فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة) فيه من الإلباس ما فيه؛ فضلا عن عدم وروده كما ذكرتُ لا في القرآن ولا في السنة ولا على لسان أحد من سلف الأمة. وبيّنت الأمر أكثر وأكثر حتى مع افتراض صحّة عبارة الإمام ابن القيم فقلت: بل قد ورد في السنّة الصحيحة ما يغني عنه، فيكون أولى حتى لو كان كلام ابن القيم صحيحا، فكيف وقد ذكرنا فيه ما ذكرنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»)
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 07:22]ـ
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
والله أعلم
لم يكن مرادي بهذا الدليل الإلزامي تنزيل (الجلباب) في كلام ابن القيم منزلة الصفات أو منزلة ما جاء في النصوص منسوبا لله عز وجل كالرداء والإزار
فكلامي السابق يوضحه إذ قلت:
نعم بارك الله فيكم لم أغفل عنه وقت كتابة ما سبق لكني أرى الأمر واسع
فليس هو من باب إثبات صفة أو نحو هذا
إنما هو تعبير مجازي بلاغي
لذلك كنت أريد أن أعقب على كلام الشيخ عيد عندما اشترط السلفَ بأن هذا ليس محله هنا فالأمر واسع عندي
ولعل الأمر أضيق في نظرتهم لذلك اختلفنا والله أعلم
فالمقصود أن التعليل بكونه لا يليق في حق الله عز وجل لا يستقيم لأنه (الجلباب) لو جاء في النصوص لم يصح الاعتراض عليه بهذا التعليل ولحملناه على ما يليق في حق الله عز وجل
وأول مشاركة لي تدل على أني لم أفهم من كلام ابن القيم أنه ينسب الجلبلب للباري كصفة
فلا تعصيم لابن القيم ولا ما لا يحزنون
ولا يجوز للإنسان أن يتصور شيئا عنّ في ذهنه فاستنكره فلما لم يجد قائلا به في الخارح ذهب يحمل كلام مخالفه عليه ولو بتكلف
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 07:55]ـ
وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة
والله أعلم
ليس في هذا الكلام أن حديث الكبرياء ليس من أحاديث الصفات ولا أنه ليس على ظاهره
فهذا ما لم يخطر على بال
ولكن المراد نفي المعنى غير اللائق الذي قد يفهم من هذا الحديث وهو كون الرداء والإزار كأرديتنا وأنه ذو قماش وغزل ويحيط بالحقو ونحو هذا
وإلا فالأمر كما قال العثيمين رحمه وقد أشرت إليه من قبل:
س/ بعض أهل العلم أثبت لله عزوجل الإزار والرداء فهل هذا يصح؟
الجواب/
[هذا جاء في الحديث العظمة والكبرياء، فتقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فقط، ولا نقول إن الله عزوجل يلبس إزارا من قطن أو من صوف أو من حرير، نقول العظمة والكبرياء فقط،ومن المعلوم أنهما معنويان وليس بحسيين، ولكن هذا بمنزلة الإزار وهذا بمنزلة الرداء].
الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -" شرح عقيدة أهل السنة والجماعة"
نقلا عن الأخ علي الفضلي
وهذا بمعنى جوابه في اللقاء المفتوح:
السؤال: ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
______________________________ __________
الجواب: نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً. يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 07:58]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح أصول الإيمان لابن عبد الوهاب:
" ..... والرداء والإزار الذي جاء في الحديث الذي رواه مسلم: (الكبرياء ردائي والعزة إزاري من نازعني واحداً منهما عذبته) - الرداء والإزار: ما يكون ملابساً للموصوف لا ينفك عنه ويحجب صفته عن الرائي، فالإزار بالنسبة للإنسان يحجب الصفة يعني بعض الصفات، والرداء أيضاً يحجب بعض الصفات فلا يتصور من مجي الرداء والإزار لوازم ذلك من أن الإزار لا يكون إلا على حقوين وعلى جنب وأن الرداء كذلك لا يكون إلا على منكبين كما التزمه طائفة من غلاة الحنابلة فأثبتوا عدداً من الصفات بهذه اللوازم هذا باطل حتى من جهة اللغة.
فالإزار والرداء هذان اسمان لما يحجب رؤية الرائي إلى صفات المرئي ولهذا هنا قال: (وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى وجه ربهم إلا رداء الكبرياء) فدل على أن الكبرياء هو الرداء، فالذي حجب رؤية الرائين إلى صفة الرب جل وعلا إلى وجهه الكريم هو الرداء، وكذلك العزة حجبت أن يُرى صفة الرب جل وعلا.
المقصود من ذلك أن هذا هو معنى قوله الرداء هنا وكذلك قوله (الرداء والإزار) في غيرها، وهذا موطن تحتاجه لأن كثيراً من الشراح لم يحسن هذا المقام"
قلت: بعد معرفة معنى الإزار والرداء في الحديث لم يعد هناك أدنى شك في صحة كلام ابن القيم وأنه سليم من المخالفة والمغالطة والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 10:50]ـ
ليس في هذا الكلام أن حديث الكبرياء ليس من أحاديث الصفات ولا أنه ليس على ظاهره
فهذا ما لم يخطر على بال
ولكن المراد نفي المعنى غير اللائق الذي قد يفهم من هذا الحديث وهو كون الرداء والإزار كأرديتنا وأنه ذو قماش وغزل ويحيط بالحقو ونحو هذاسبحان الله وهل في كلامي ما يدل على ذلك أخي الكريم؟
القفضية في دعواك جواز نسبة الجلباب لله مثل جواز نسبة الرداء والإزار أي كما هو معلوم لكل سلفي بغير تكييف ولا تمثيل.
والآن أنت ذكرت ردّ الشيخ ابن عثيمين فاللقاء المفتوح:
وهذا بمعنى جوابه في اللقاء المفتوح:
السؤال: ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
______________________________ __________
الجواب: نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً. يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُفهل تقول أيضا: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا قياسا على كلام الشيخ لمجرد الانتصار لكلام الإمام ابن القيم؟
أعيذك من ذلك أخي الكريم وإن كان هذا مقتضى كلامك وللأسف
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:03]ـ
ولقد أخذ النقاش في ملتقى أهل الحديث جانبا علميا أكثر فائدة من هاهنا خاصة بعد مشاركة الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
وقد أتى الشيخ عبد الرحمن في النهاية بفائدة عزيزة وسوف أنقل من النقاش زبدته هاهنا - دون أدنى تغيير في كلام المشاركين - ليستفيد منه من يتعجل في الردّ بغير دراسة للموضوع، بل لعله لم يطلع على هذا الكلام من قبل.
وكما قال البلقيني رحمه الله:
ولكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:04]ـ
قال عيد فهمي:
أئمة السلف كشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم لهم محبة في قلب كل سلفي بل أصبحت محبتهم وتوقيرهم علامة على صحة المعتقد -وهم لذلك أهل- لكن هناك من تؤدي به هذه المحبّة إلى تحويل كلامهم إلى نصوص معصومة ويضاهيها بالقرآن والسنّة
ولا يقول أحد: إن هذا لا يحدث من المنتسبين للمنهج السلفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فسوف أقول له: بل الواقع يثبت أن ذلك كائنا، والحمد لله قد آتت هذه السلسلة ثمارها مبكرا، ودليل ذلك أنه قد جاء في أحد المشاركات هنا: ألا تذكر معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا عن الله تبارك وتعالى: (الكبرياء ردائي).
ولو فعلنا مثل فعلك لاستدركنا على نص النبوة كما استدركت على ابن القيم توسعه في كلامه واستعماله الاستعارة الفصيحة البليغة.فسوّى في جواز الاستدراك بين كلام ابن القيم وبين النص النبوي بله الإلهي فالحديث قدسي!
وهذا كان الغرض الأساسي من سلسلتي.
بل جعل آخر كلام النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif بله كلام ربّ العزّة من نفس بابة كلام ابن القيم وأنه من التوسع في اللغة أو المجاز أو غير ذلك، ناسيا تنبيه أهل السنة أن كلام الله ورسوله الأصل عدم تأويله إلا بدليل صحيح صريح لا يحتمل هو الآخر تأويلا.
وقال آخر: وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبةفجعل كلام الإمام ابن القيم دليلا على جواز النسبة مثله مثل كلام النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif سواء بسواء.
زد على ذلك أنه فهم من كلام العثيمين تأويل الحديث.
وأقول: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مسبوق بقوله ذلك قاله ابن تيمية وابن القيم وغيرهما، لكنه لم يقصد أبدا تأويل الحديث ولا ردّ ظاهره.
بل لمّا سئل عن ذلك أجاب بمقتضى العقيدة السلفية، وأنا أنقل نص السؤال والإجابة للتأمل فيهما: لقاء الباب المفتوح (ج52/ص18)
السؤال:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
الجواب:
نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً.
يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فهل من أجل كلام ابن القيم نقول: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا؟
مَن قال: نعم. فلا حاجة للردّ عليه
ومَن قال: لا. قلتُ له فتولّى أنت الردّ على من سوّى كلام ابن القيم بكلام النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif بله كلام ربّ العزّة لأن الحديث حديث قدسي.
وأما الصنف الثاني من التعليقات وهم من قالوا: كلام ابن القيم من التوسع في اللغة أو الإخبار أو المجاز أو غير ذلك فأقول لهم:
لقد كان لأهل العلم نظر ثاقب في فهم هذا الحديث، أنقل من بين كلامهم كلام الشيخين ابن تيمية وابن القيم لتعلقهما بالموضوع ثم أعقب بعد ذلك:
قال شيخ الإسلام في العبودية (ص30): (ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (يقول الله: العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته) فالعظمة والكبرياء من خصائص الربوبية والكبرياء أعلى من العظمة ولهذا جعلها بمنزلة الرداء كما جعل العظمة بمنزلة الإزار وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (ج10/ص253) الكبرياء تتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل؛ ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والأذان بقول الله أكبر فإن ذلك أكمل من قول الله أعظم كما ثبت في الصحيح عن النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif أنه قال ((يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما عذبته)) فجعل العظمة كالإزار والكبرياء كالرداء ومعلوم أن الرداء أشرفوقال الإمام ابن القيم في الفوائد (ص182) وأما جمال الذات وما هو عليه فأمر لا يدركه سواه ولا يعلمه غيره وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تعرف بها إلي من أكرمه من عباده فإن ذلك الجمال مصون عن الأغيار محجوب بستر الرداء والإزار كما قال رسوله فيما يحكى عنه الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ولما كانت الكبرياء أعظم وأوسع كانت أحق باسم الرداءفأقول لهؤلاء:
قد استنبط أهل العمل بما حباهم الله من فهم ثاقب أن تخصيص الكبرياء بالرداء بينما خُصّت العظمة بالإزار؛ لأن الرداء أشرف من الإزار.
والسؤال: ما موقع الجلباب في ترتيب الشرف مع الرداء والإزار؟
فإن قلتم هو أدنى منهما قلت لكم: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif
وإن قلتم: بل هو أشرف منهما. قلت لكم: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif
وإن قلتم غير ذلك، مثل: هو في درجة الإزار وأدنى من الرداء، أو في درجة الرداء وأرفع من الإزار. قلت لكم: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif
أعلمتم لماذا دعوتُ إلى الالتزام بالنص النبوي، وما قد ينشأ من فتح باب التأويل والتجويز؟
أعلمتم معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقسدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:05]ـ
قال مصطفى رضوان:
السلام عليكم ورحمة الله
شيوخى الكرام، اجدنى اوافق الشيخ عيد - وفقه الله، فى وجه من طرحه هذا، فالكلمة فعلا مشكلة، واوافقه فى الاشكال وليس فى الاستدراك، او فى اتخاذ هذا العنوان الرنان
ووجه الاشكال الذى لاح لى هو فى تطبيق القاعدة الذهبية التى ارساها امام اهل السنة والجماعة فى تناول الاسماء والصفات على هذا اللفظ، وهى:
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: (لَا يُوصَفُ اللَّهُ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ، لَا يُتَجَاوَزُ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ).
،، فلو كانت اللفظة سلفية، لما كان ثم اشكال، ولو كانت من باب استخدام الاسلوب البلاغى، فان فتح ذلك الباب سيبرر لأقوام استخدام الكناية فى صرف الصفات عن اصلها، وسيقولون نحن مسبوقون بفعل شيخ الاسلام: ابن القيم رحمه الله فى استخدام الاستعارة فى وصف صفاته أو افعاله سبحانه وتعالى، فلقد سمعت بأذنى فى اذاعة القرآن الكريم فى بلدنا أحد اساتذة العقيدة بالازهر، يستخدم الكناية فى صرف صفة اليد الى القوة، ودون هذا الباب شر عظيم
،، فاللفظ يحتاج عرض على الشيوخ الكبار فى رفع ابهامه واشكاله، فلعل فهمنا عجز عن ادراكه، او لعل له معن خفى علينا، او ان تكون اللفظة فعلا مما لا يُتابع عليها
،، وليس هذا يعنى انتقاص او استدراك على هذا الجبل الراسخ، ففرق ما بيننا وبينه كفرق مابين السماء والارض، ولكننا نتهم مداركنا الى ان تتدراكنا رحمة ربنا بتوجيه وتقويم علمائنا لنا
،،، والله ولى التوفيق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:08]ـ
قال عبد الرحمن الفقيه:
بارك الله في الجميع
كلام ابن القيم رحمه الله ليس فيه نسبة صفة الجلباب لله تعالى كما فهم بعض الإخوة، وتسمية هذا الأمر تصحيح للعقيدة السلفية سبق بيان الخطأ الذي فيه، فتصحيح العقيدة السلفية يعني أن السلف كان عندهم أخطاء في العقيدة تحتاج إلى تصحيح، ولا أظن كاتب الموضوع يقصد هذا بل يقصد التنبيه على بعض الأمور التي يرى أن بعض العلماء المنتسبين للعقيدة السلفية أخطأوا فيها، وهذا لايصح أن يسمى تصحيح العقيدة السلفية لا لغة ولاشرعا.
والإمام ابن القيم وغيره من العلماء غير معصومين ولايجوز التعصب لهم إذا ثبت وقوع الخطأ منهم، ولازال العلماء بحمد الله تعالى ينبهون إلى ذلك، ولكن بعض الإخوة وفقهم الله يحسب أن الناس يقلدون ابن القيم وابن تيمية ويتعصبون لهم بغير دليل، وهذا تصور خاطئ عن حال العلماء وطلبة العلم.
ولعلي أسوق كلام ابن القيم رحمه الله كاملا حتى يتضح لكل ذي عينين معنى كلامه
قال رحمه الله في الفوائد:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فاذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الاباء كما قيل
يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
واذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق ارضه بالبذر واذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
واذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهى
(يُتْبَعُ)
(/)
واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم اليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
واذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
وجماع ذلك انه سبحانه يتعرف الي العبد بصفات آلهيته تارة وبصفات ربوبيته تارة فيوجب له شهود صفات الآلهية المحبة الخاصة والشوق الى لقائه والانس والفرح به والسرور بخدمته والمنافسة في قربه والتودد اليه بطاعته واللهج بذكره والفرار من الخلق اليه ويصير هو وحده همه دون ما سواه
ويوجب له شهود صفات الربوبية التوكل عليه والافتقار اليه والاستعانة به والذل والخضوع والانكسار له وكمال ذلك أن يشهد ربوبيته فى الهيته والهيته في ربوبيته وحمده في ملكه وعزه في عفوه وحكمته في قضائه وقدره ونعمته في بلائه وعطاءه في منعه وبره ولطفه وأحسانه ورحمته في قيوميته وعدله في انتقامه وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه
ويشهد حكمته ونعمته في أمره ونهيه وعزه في رضاه وغضبه وحلمه في إمهاله وكرمه فى إقباله وغناه في اعراضه
وانت اذا تدبرت القرآن واجرته من التحريف وأن تقضي عليه بآراء المتكلمين وافكار المتكلفين أشهدك ملكا قيوما فوق سماواته علي عرشه يدبر أمر عباده يأمر وينهي ويرسل الرسل وينزل الكتب ويرضى ويغضب ويثيب ويعاقب ويعطي ويمنع ويعز ويذل ويخفض ويرفع يرى من فوق سبع ويسمع ويعلم السر والعلانية فعال لما يريد موصوف بكل كمال منزه عن كل عيب لا تتحرك ذرة فما فوقها الا بأذنه ولا تسقط ورقه إلا بعلمه ولا يشفع زهد عنده إلا بأذنه ليس لعباده من دونه ولى ولا شفيع.انتهى.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:09]ـ
قال عبد الرحمن الفقيه:
وسؤالي للشيخ عيد فهمي وفقه الله:
كيف نسبت لابن القيم القول بنسبة صفة الجلباب لله تعالى؟ هل نص على هذا صراحة أم هو فهم من سياق كلامه؟
وبناء على الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:12]ـ
قال عيد فهمي:
وسؤالي للشيخ عيد فهمي وفقه الله:
كيف نسبت لابن القيم القول بنسبة صفة الجلباب لله تعالى؟ هل نص على هذا صراحة أم هو فهم من سياق كلامه؟
وبناء على الإجابة على هذه الأسئلة ستتضح بعض الأمور بإذن الله تعالى. شيخنا الفاضل:
أنا وضّحت أن كلامي منصب على الفهم الخاطئ لكلام الأئمة فقد قلت قبل ذلك نصًّا: معنى تصحيح العقائد السلفية الذي أقصده÷ وهو تصحيح بعض الفهم الخاطئ لكلام السلف سواء بإضفاء العصمة والقدسيّة عليه أو بتقديمه بين يدي كلام الله ورسوله؟
فالمقصود تصحيح خطأ فهم القارئ للكلام وخطأ ما ينشأ عنه من اعتقادات نتيجة لهذا الفهم الخاطئ.
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقيدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك. وهذا واقع فقد جاء في أحد المشاركات في المجلس العلمي: وأيضا يقال للنافي ما تقول في الإزار والرداء المذكورين في الحديثين هل تثبت كونهما من صوف وقماش وغزل أم أن المراد أن الكبرياء بمنزلة الرداء والعظمة بمنزلة الإزار كما قرره العثيمين رحمه الله
فإذا نفى الأول لأنه لا يليق مع إثبات جواز نسبة الرداء والإزار للباري فلينفي هنا ما توهمه غير لائق وليثبت جواز النسبة فجعل كلام ابن القيم بمثابة كلام الله ورسوله في العصمة، فما دمنا سنثبت الرداء والإزار الواردين في النص من غير تكييف فلنفعل ذلك بالجلباب فنثبته من غير تكييف.
فهل هذه العقيدة لا تحتاج إلى تصحيح؟
وآخر زعم أن الحديث لا يؤخذ على ظاهره لأنه من باب المجاز والتوسع في اللغة مثل كلام ابن القيم سواء بسواء، مع أن هذا خلاف ما قاله أهل العلم فانظر إلى جواب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الآتي: لقاء الباب المفتوح (ج52/ص18)
السؤال:
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله عن الله عز وجل: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري) هل هذا من أحاديث الصفات؟
الجواب:
نعم. هذا الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث صحيح نأخذه بظاهره، ولكننا لا نتعرض لكيفيته كسائر الصفات؛ لأن كل ما ورد من صفات الله عز وجل فالواجب على المسلم قبوله واعتقاده، لكن دون تكييف أو تمثيل، فهل نعتقد أن هذا الإزار وهذا الرداء كأرديتنا وأزرنا؟ لا؛ أبداً.
يقيناً أنه ليس كذلك، لأن الله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فهل يقال أيضا: نثبت لله جلبابا ليس كجلابيبنا قياسا على كلام الشيخ لمجرد الانتصار لكلام الإمام ابن القيم؟
هذا ما قصدته واصطلحت على تسميته بـ ((تصحيح العقائد السلفية)) أي: ((تصحيح العقائد)) الناشئة عن خطأ في فهم كلام السلف أو إضفاء القدسية عليه ومضاهاته بكلام الله ورسوله الواقع من بعض المنتسبين إلى ((السلفية))
ولا مشاحّة في الاصطلاح
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:12]ـ
قال عبد الرحمن الفقيه:
بارك الله فيكم
بقي السؤال حفظكم الله: هل نص ابن القيم على أن الجلباب صفة لله تعالى أم هو فهم من سياق كلامه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:13]ـ
قال عيد فهمي:
بارك الله فيكم
بقي السؤال حفظكم الله: هل نص ابن القيم على أن الجلباب صفة لله تعالى أم هو فهم من سياق كلامه؟
وفيكم بارك الله
أما الشطر الأول فقطعا إجابته: لا. لم ينص على ذلك، ولا يظن به أبدا أن يفعل ذلك؛ لأن هذا مخالف لأصل من أصول اعتقاد أهل السنة كما تعلمون، وابن القيم هو حامل لواء الدفاع عن عقيدة أهل السنة بعد شيخه ابن تيمية
وأما الشطر الثاني: فإن قصدت فهمي الخاص فلا، فإني أعلم أنه ما قصد هذا التعبير لذاته أبدا، وإنما قاله من باب التوسع في استخدام الصور البلاغية في الكلام، بل أظن لو أنّه رحمه الله نبهه أحد إلى كونه لفظا موهما وقد يفهم منه غير مراده لرجع عنه تجنبا لأي لفظ موهم خاصة في هذا الباب الدقيق من أبواب العلم والاعتقاد ألا وهو باب الصفات.
وإن قصدتَ غيري فقد نقلتُ لك ما وقع من بعد الأفاضل هنا من دعواهم لإثبات جواز نسبة الجلباب لله من غير تكييف كإثبات الإزار والرداء سواء بسواء.
فإذا كان هذا حال بعض مَن نحسبهم من أهل العلم والفضل -والله حسيبهم- فكيف يكون حال غيرهم من عامة السلفيين ممن لا يعرفون عن العقيدة السلفية أكثر من محبة علمائها وأئمتها - والمرء مع من أحب - ولكنهم يتعاملون مع كلامهم تعاملهم مع القرآن.
أرجو أن يكون قد تبيّن مقصودي
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:14]ـ
قال عبد الرحمن الفقيه:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقد خطر في بالي وجود تصحيف في الكلام السابق من كتاب الفوائد لابن القيم، ولعله إن صح يريحنا من هذا الأمر
فكلمة (جلباب) لعلها (صفات)، وهي تشبهها في الرسم، ويدل على ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر لفظة صفات في جميع ما ذكره بعدها
كقوله (وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال) و (واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية)
(واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم) و (واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد) و (واذا تجلى بصفات العز والكبرياء)
فدلالة السياق تدل على وقوع تصحيف في المطبوعات، ويحتاج هذا إلى النظر في المخطوطات، ومخطوط كتاب الفوائد تجلبب عني بجلباب الخفاء فلعله قريب منكم يا أهل الوفاء
خزانة التراث -
الرقم التسلسلي ... 106233
الفن ... عقائد
عنوان المخطوط ... الفوائد
اسم المؤلف ... محمد بن ابي بكر بن ايوب, ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن القيم
تاريخ الوفاة ... 751هـ
قرن الوفاة ... 8هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه الازهريه
اسم الدولة ... مصر
اسم المدينة ... القاهره
رقم الحفظ ... [3838] 50346
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:15]ـ
قال عيد فهمي:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وقد خطر في بالي وجود تصحيف في الكلام السابق من كتاب الفوائد لابن القيم، ولعله إن صح يريحنا من هذا الأمر
فكلمة (جلباب) لعلها (صفات)، وهي تشبهها في الرسم، ويدل على ذلك أن ابن القيم رحمه الله ذكر لفظة صفات في جميع ما ذكره بعدها
كقوله (وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال) و (واذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية)
(واذا تجلى بصفة السمع والبصر والعلم) و (واذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد) و (واذا تجلى بصفات العز والكبرياء)
فدلالة السياق تدل على وقوع تصحيف في المطبوعات، ويحتاج هذا إلى النظر في المخطوطات، ومخطوط كتاب الفوائد تجلبب عني بجلباب الخفاء فلعله قريب منكم يا أهل الوفاء
خزانة التراث -
الرقم التسلسلي ... 106233
الفن ... عقائد
عنوان المخطوط ... الفوائد
اسم المؤلف ... محمد بن ابي بكر بن ايوب, ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن قيم الجوزيه
اسم الشهرة ... ابن القيم
تاريخ الوفاة ... 751هـ
قرن الوفاة ... 8هـ
نسخه في العالم
اسم المكتبة ... المكتبه الازهريه
اسم الدولة ... مصر
اسم المدينة ... القاهره
رقم الحفظ ... [3838] 50346هكذا فليكن نقاش أهل العلم.
كلامك صحيح عندي وقد تأملته جيّدًا ورجعت لنص كتاب الفوائد ونظرت إليه فوجدت غير ما دليل يؤكد ذلك.
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة العزيزة.
وأنا عازم إن شاء الله على الذهاب إلى المكتبة الأزهرية لمطالعة المخطوط، وإن كان ما عندي من الأدلة التي فتح الله عليّ بها بفضل كلامكم هذا ما قد يغني عن ذلك، إذ قد يكون التصحيف من ناسخ المخطوط ولا ضرر.
بارك الله لكم.
ولعلّ الذين كانوا يدافعون لمجرد الدفاع يتعظون ويفكرون بصورة أكثر علمية في المرات القادمة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:16]ـ
قالت توبة:
أستبعد أن يكون تصحيفا، لأن كلمة (صفات) وردت في نفس النص عدة مرات و بذلك لن يصعب تمييزها عن غيرها على المحقق،و ليس لفظ الجلباب في موضعه هذا بالاستعمال الشائع حتى يقع في الوهم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:16]ـ
قال عيد فهمي:
أستبعد أن يكون تصحيفا، لأن كلمة (صفات) وردت في نفس النص عدة مرات و بذلك لن يصعب تمييزها عن غيرها على المحقق،و ليس لفظ الجلباب في موضعه هذا بالاستعمال الشائع حتى يقع في الوهم. والله أعلم. أختي الفاضلة
وماذا لو كان التصحيف من الناسخ؟
وهذا أمر مشهور جدا يعرفه كل من عمل في تحقيق المخطوطات.
فلعل الناسخ كتبها خطأ ثم صححها فوقها مثلا فتداخلت الحروف فصارت قريبة جدا من كلمة ((جلباب)) في الشكل وبعيدة نسبيا عن كلمة ((صفات)) فالمحقق أخذها على ما هي عليه ولم يقسها بباقي كلامه.
ولو فعل لوصل إلى ما وصل إليه الشيخ عبد الرحمن وفقه الله.
وسوف أذكر ذلك تفصيلا بعد اطلاعي على المخطوط إن شاء الله
فنظرة إلى ميسرة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:56]ـ
والآن وبعد فائدة الشيخ عبد الرحمن التي تفتق الأذهان وتوقظ الوسنان فلنبدأ في تحليل كلام الإمام ابن القيم وكأننا أما المخطوط ولا سبيل الآن لمشاركة ((المطيّباتيّة)) ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10372)(1) بل المجال هنا لمشايخ التحقيق والتدقيق، وهم كُثُر بفضل الله في هذا المجلس المبارك:
سأكتب كلام ابن القيم كما هو مع تقسيمه إلى فقرات متجانسة لنبدأ التحليل:
فصل
القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الاصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الاسماء وجمال الصفات وجمال الافعال الدال على كمال الذات فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها بحب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله فيصبح فؤاد عبده فارغا الا من محبته فإذا أراد منه الغيران يعلق تلك المحبة به ابى قلبه واحشاؤه ذلك كل الإباء كما قيل: يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل فتبقى المحبة له طبعا لا تكلفا
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والاحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوي طمعه وسار الى ربه وحادى الرجاء يحدو ركاب سيره وكلما قوي الرجاء جد في العمل كما ان الباذر كلما قوي طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة انقمعت النفس الأمارة وبطلت او ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص علي المحرمات وانقبضت أعنة رعوناتها فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر
وإذا تجلى بصفات الامر والنهي والعهد والوصية وارسال الرسل وانزال الكتب شرع الشرائع انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها وذكرها وتذكرها والتصديق بالخبر والامتثال للطلب والاجتناب للنهى
واذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحي ربه ان يراه على ما يكره او يسمع منه ما يكره او يخفى في سريرته ما يمقته عليه فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسله تحت حكم الطبيعة والهوى
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصره لأوليائه وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض اليه والرضا به وما في كل ما يجريه علي عبده ويقيمه مما يرضى به هو سبحانه والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته به ورضاه بما يفعله به ويختاره له
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء اعطت نفسه المطمئنة ما وصلت اليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيشه وقوته وحدته
ما رأيكم في هذا التقسيم يا أهل التحقيق
ألا يدل فعلا على وجود تصحيف
لقد كنت مدّة عملي في مجال التحقيق أقف على تصحيفات أخفى من هذا الموضع
وإني أجده أجلى بكثير منها
لذلك أجدني غير قادر على دفع هذا التصوّر
فما تقولون؟
ــــــــــــــــ
(1) الله يعلم أني لم أقصد بذلك أحدا بعينه ولكن قصدي إفساح المجال لأهل التخصص من بابة: فاسألوا أهل الذكر
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 12:36]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن باب التجريب
فقد سألت الأستاذ ((جوجل)) عن هذا، فمال إلى تصويب رؤية الشيخ عبد الرحمن، وكان من أدلته:
منتدى الرقية الشرعية ( http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=5395)
فالقرآن الكريم - كما ذكر ابن القيم - كتاب تجلّى الله تعالى فيه لعباده بصفاته العلى، فتارة يتجلّى في صفات الهيبة والعظمة والجلال، فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس ويذوب الكِبْر كما يذوب الملح في الماء. وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، فيتمكن الحب من قلب العبد بحسب ما عرف من صفات جماله ونعوت كماله حتى تصير المحبة طبعا لا تكلفا.
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم، ودفع المصائب عنهم، ونصرته أولياءه، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به سبحانه.
منتديات طالب العلم ( http://www.talebal3elm.com/vb/showthread.php?t=71)
القران كلام الله وقد تجلى الله فيه لعبادة بصفاته:
*فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
*وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال وهو كمال الأسماء وجمال الأفعال الدال على كمال الذات فيستنفذ حبه في قلب قوة الحب كلها فيصبح فؤاد عبده فارغا إلا من محبته سبحانه وتعالى.
*وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوى طمعه وسار إلى ربه وكلما قوى الرجاء جد في العمل.
*وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة اقمحت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها في الشهوة والغضب واللعب واللهو والحرص على المحرمات.
*وإذا تجلى بصفات الأمر والنهى والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع انبعثت منها قوة الأمتثال والتنفيذ لأوامره والتبليغ لها والتواصي بها والاجتناب للنهى.
*وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحى من ربه أن يراه على ما يكره أو يسمع منه ما يكره.
*وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب والقيام بمصالح العباد وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم ونصرته لأوليائه وحمايته لهم .. انبعث من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا بكل ما يجريه على عبده والتوكل معنى يلتئم مع علم العبد بكفاية الله وحسن أختياره لعبده وثقته بالله ورضاه بما فعله عزوجل به واختاره له.
*وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصل إليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح له، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته ويذهب طيه وقوته وحدته.
شبكة رواء للأدب والفنون العربية ( http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=8749&page=2)
وفي ذلك يقول ابن القيم (1) " القرآن كلام الله وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته
فتارة يتجلى في صفات الهيبة والعظمة والجلال؛ فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس، وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.
وتارة يتجلى في صفات الجمال والكمال، وهو كمال الأسماء وجمال الصفات وجمال الأفعال الدال على كمال الذات؛ فيستنفذ حبه من قلب العبد قوة الحب كلها، بحسب ما عرفه من صفات جماله ونعوت كماله، فيصبح فؤاد عبده فارغاً إلا من محبته؛ فإذا أراد منه الغير أن يعلق تلك المحبة به أبى قلبه وأحشاؤه ذلك كل الإباء ... فتبقى المحبة له طبعاً لا تكلفاً.
وإذا تجلى بصفات الرحمة والبر واللطف والإحسان انبعثت قوة الرجاء من العبد وانبسط أمله وقوى طمعه، وسار إلى ربه وحادي الرجاء يحدو ركاب سيره، وكلما قوى الرجاء جد في العمل؛ كما أن الباذر كلما قوى طمعه في المغل غلق أرضه بالبذر، وإذا ضعف رجاؤه قصر في البذر.
وإذا تجلى بصفات العدل والانتقام والغضب والسخط والعقوبة؛ انقمعت النفس الأمارة وبطلت أو ضعفت قواها من الشهوة والغضب واللهو واللعب والحرص على المحرمات، وانقبضت أعنة رعوناتها، فأحضرت المطية حظها من الخوف والخشية والحذر.
وإذا تجلى بصفات الأمر والنهي والعهد والوصية وإرسال الرسل وإنزال الكتب وشرع الشرائع؛ انبعثت منها قوة الامتثال والتنفيذ لأوامرة والتبليغ لها والتواصي بها، وذكرها وتذكرها، والتصديق بالخبر، والامتثال للطلب، والاجتناب للنهي.
وإذا تجلى بصفات السمع والبصر والعلم انبعث من العبد قوة الحياء فيستحيى من ربه أن يراه على ما يكره، أو يسمع منه ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، فتبقى حركاته وأقواله وخواطره موزونة بميزان الشرع غير مهملة ولا مرسلة تحت حكم الطبيعة والهوى.
وإذا تجلى بصفات الكفاية والحسب، والقيام بمصالح العباد، وسوق أرزاقهم إليهم ودفع المصائب عنهم، ونصره لأوليائه، وحمايته لهم ومعيته الخاصة لهم، انبعثت من العبد قوة التوكل عليه والتفويض إليه والرضا به وبكل ما يجريه على عبده، ويقيمه فيه مما يرضى به هو سبحانه. والتوكل معنى يلتئم من علم العبد بكفاية الله وحسن اختياره لعبده وثقته ورضاه بما يفعله ويختاره له.
وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته، والانكسار لعزته والخضوع لكبريائه وخشوع القلب والجوارح، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته، ويذهب طيشه وقوته وحدته.
أليس اتفاق هؤلاء في هذا التصحيف عجيب، وقد يدل على أن الأصل هو المصحّف، وأنّ من يكتب على الجادّة سيكتب الصواب؟
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 12:48]ـ
سواء ثبت التصحيف أم لم يثبت
فالدفاع كان عن صحة هذا التعبير سواء خرج من ابن القيم أو من غيره
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:09]ـ
سواء ثبت التصحيف أم لم يثبت
فالدفاع كان عن صحة هذا التعبير سواء خرج من ابن القيم أو من غيرهوهل ما زلتم تصرون على صحته حتى لو ثبت التصحيف؟
فما دليلكم؟
ومَن سبقكم؟
بل مَن قال به غير ابن القيم لتعوّلوا عليه إذا ثبت التصحيف؟
وما توجيهكم لما ذكرته من كلام أهل العلم في أن الرداء أشرف من الإزار فوضع كل في موضع؟
وما موضع الجلباب عندكم بالنسبة للرداء والإزار؟
أهو أشرف أم أدنى؟
ومَن الحكم في ذلك؟
وأذكركم بتوقيعكم، فلعلكم لم تتأملوا في معناه:
ولكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:29]ـ
أعتذر عن المتابعة
اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وتجاوز عن سيآتنا اللهم آمين
وأرجو أن لا تنقل عني في ملتقى أهل الخديث شيئا
فإن نقل بعض الكلام دون بعضه يغير من معناه
إما أن تنقل الكلام كاملا حتى يفهم القاريء مراد المتكلم على الوجه الصحيح وإلا فسبيل الورع ترك ذلك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:45]ـ
أخي الكريم
لو كتبت اسمك فسأنقل كلامك كله
أما إن أردتُ الاستشهاد فلا أنقل غير محل الشاهد ولا أنسبه لأحد والحمد لله
ويمكنك أن تفتح الملتقى لتعلم أني لم أنسب إليك كلمة واحدة حتى عندما نقلت كلامك نصًّا لم أنسبه إليك بل قلت: قال أحد الأفاضل، أو قال قائل أو غير ذلك
هداني الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:47]ـ
ولكن الأهم من ذلك هو النقاش العلمي
فأخبرني ما جوابك على ما ذكرته من أسئلة؟
أم أنك رجعت عن قولك؟
أسألك استفادة لا تعنّتا
والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:47]ـ
حصل خير
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 04:12]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا ربه جل وعلا: "حجابه النور" مع أن كلمة حجاب - من حيث اللفظ - في اللغة ان جاءت مجردة لم تقترن غالبا في ذهن سامعها الا بالنساء وما يحتجبن به، فهن اللاتي أمرن بالاحتجاب والتستر وألا يكلمن الأجانب الا من وراء حجاب! فلما أخذ هذا اللفظ وجعل في هذا الحديث في حق الله تعالى، حمل على سائر الوجوه النزيهة واللائقة الخالية من كل نقيصة، ولم ينقدح في الذهن عند سماعه أي تصور يرتبط بما تحتجب به النساء! فلماذا التحرج اذا من الجلباب لمجرد غلبة اقترانه في اللغة بملبوس النساء؟ (وهذا الحجاب المذكور في الحديث ليس معنويا مجازيا كما هو الازار والرداء في حديث العزة والكبرياء، انما هو حجاب حقيقي من النور جعله الله فيما بينه وبين الخلائق، الله أعلم به وبكيفيته، وليس الاتيان به ها هنا يراد منه القياس على محل النزاع الا من جهة الاستعمال اللغوي للألفاظ فقط)
فلماذا لا يقال مثل ذلك في الاختيار اللغوي اللفظي عند الاخبار عن الله بنحو ما أخبر به ابن القيم - سواءا ثبت التصحيف أم لم يثبت - وقد ثبت أن العرب كانت تستعملها في غير لباس النساء كما سلف النقل من اخواننا الكرام؟ طالما أن في اللغة وجه يسوغ معه نسبة اللفظة الى الله تعالى بلا نكارة عند الاخبار عنه، وهو وجه بلاغي يفيد اسباغ الصفات الكريمة على الله على نحو ما هو لائق به سبحانه وتعالى، فأين الاشكال اذا، سواء كان لابن القيم سلف في هذا اللفظ بالذات أو لم يكن، وسواء كان الكلام عنه مصحفا أو لا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:11]ـ
مع أن كلمة حجاب - من حيث اللفظ - في اللغة ان جاءت مجردة لم تقترن غالبا في ذهن سامعها الا بالنساء وما يحتجبن به، فهن اللاتي أمرن بالاحتجاب والتستر وألا يكلمن الأجانب الا من وراء حجاب!
الحجاب ورد كثيرًا استعماله في النصوص الشرعية في حق الله عز وجل، وفي حق الرجال أيضا.
{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}
{فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}
{وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال}
وحديث الحجاب في مرض النبي الأخير
والعبد يقف بين يدي ربه ليس بينه وبينه حجاب
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب
والصدقة حجاب من النار
وغير ذلك كثير
فالقول بأن (الحجاب) لا يقترن في ذهن السامع عند الإطلاق إلا بالنساء - غير صحيح.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 06:12]ـ
القول بوقوع التصحيف في هذا الموضع هو قول وجيه في الحقيقة، سيما مع جلاء التقسيم الذي تفضل به الشيخ عيد وفقه الله، ولكن يبقى في الأمر غرابة من جهة أن لفظة جلباب ليست فيما يظهر لي قريبة من رسم لفظة صفات الا ان كان المخطوط الذي نسخ منه الناسخ خفيت فيه استدارة الفاء أشد الخفاء أو محيت حتى لم يبق منها الا أثر شابه عند الناسخ خط اللام، ولو كنت في مكان الناسخ ورأيت الكلمة مشوهة ومبهمة الى هذا الحد، وظهر لي ان فيها محو، لكان أول ما أفعله أن أتابع تقسيم المصنف وتكراره للمباني في فقراته على نحو ما فعل الشيخ عيد، ولكتبتها (صفات) وليس (جلباب)! ولكن لما تعلق كلام المصنف بالهيبة والعظمة، وقد علم ورود حديث الازار والرداء في معناهما، فربما رأى اذ ذاك أن يأتي بهذه الكلمة قياسا على ما في الحديث! والا فالذي يتابع تقسيم الكلام ويستقرئه لا يجد بدا من استغراب أن يقع الاختلاف في هذا الموضع بالذات! وفي جميع الأحوال فالتصحيف احتمال قوي، ولكن يحتاج الى مراجعة المخطوطات، فنحن في انتظار ذلك من الشيخ كما وعدنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 06:20]ـ
"فالقول بأن (الحجاب) لا يقترن في ذهن السامع عند الإطلاق إلا بالنساء - غير صحيح."
نعم صدقتم أحسن الله اليكم، ربما لم أوفق في اطلاق هذه العبارة، ولعله كان الأقرب الى ما قصدت أن أقول (عند اطلاقها بالاضافة) وليس (عند الاطلاق) أو (مجردة)،كأن يقال هذا "هذا حجاب فلان"، أي الشيء الذي يحتجب به عن الناس، وهذا هو ما يقترن في الذهن - عندي على الأقل - بحجاب النساء، ولكن على أي الأحوال فلفظة حجاب من هذه الحيثية قياسها على لفظة (جلباب) قياس ليس بالمتجه .. وأنا أتراجع عنه، بارك الله فيكم.
ولكن يبقى نقاشنا مع الشيخ عيد في مسألة الاخبار عن الله تعالى بما ليس لنا فيه سلف من الألفاظ، ان كانت من حيث اللغة وعند اضافتها وصياغتها في سياق الاخبار عن الله تعالى، لا تحمل السامع الا على معنى يليق بالرب العلي، ويوافق ما وصف الرب به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهمه السلف من ذلك كله، أفيكون في الاخبار عن الله بها ما يجب أو على الأقل يحسن الامتناع عنه والعدول الى غيره؟ فان كان كذلك فما توجييهم لقول أهل العلم بأن باب الاخبار أو سع من باب الصفات؟
فأنا أستشعر أن هذا هو منبع استشكاله أو تعقبه على ابن القيم رحمه الله فيما هو مطبوع في كتابه في هذا الموضع! وكما قال الشيخ أمجد فلعله يرى الضيق حيث نرى السعة .. والله أعلم.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 12:44]ـ
يجب على المشرفين منع عبارة (تصحيح العقائد السلفية)
وأما عيد فهمي هدانا الله وإياه فليجعل اصطلاحاته بعيدا عما يوهم الخلل في العقائد السلفية والله المستعان
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 11:52]ـ
يجب على المشرفين منع عبارة (تصحيح العقائد السلفية)
وأما عيد فهمي هدانا الله وإياه فليجعل اصطلاحاته بعيدا عما يوهم الخلل في العقائد السلفية والله المستعان
{فصبر جميل}
اللهم قد صار أبو عمر هذا عونا للشيطان عليّ يستفزني أينما وجدني ليوقعني في الغضب الذي نهانا عنه رسولك (ص)
اللهم إني أعوذ بك من شره، وهمزه ولمزه، وحقده وحسده، وكل ذلك عنده.
اللهم فاكفنيه بما شئت، وردّ عني أذاه بما شئت، واحفظني من كيده بما شئت
الحمد لله أني اتخذت قراري قبل أن أرى مشاركته حتى لا يكون للشيطان نصيب في قراري
فانظر هاتين المشاركتين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=797182&postcount=53
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=103767&postcount=5
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 12:05]ـ
يا شيخ عيد سددك الله ووفقك، وأعانك على أمر كربتك وعجل لك الفرج منها .. آمين
نحن في انتظار ما وعدتم به من نظر في المخطوطة لنعرف ان كان قد وقع تصحيف أم لا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 12:44]ـ
نحن في انتظار ما وعدتم به من نظر في المخطوطة لنعرف ان كان قد وقع تصحيف أم لا. ليست القضية متوقفة على وجود التصحيف في المخطوطة بل لا بد من منهج حاكم.
فمثلا لو قال قائل على سبيل الإخبار أو التوسع أو غير ذلك مما ذكره الأفاضل في تجويز عبارة الإمام ابن القيم.
لو قال هذ القائل:
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة، وزي الرحمة المغفرة، ولباس المحبة والمودة، وخمار الحياء والستر، وعمامة العزة والكرم.
فهل تجوز هذه التعبيرات لو خرجت على سبيل الإخبار أو التوسع أو غير ذلك؟
مَن قال: لا. فقد وافقني
ومَن قال: نعم. يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك
ومَن فرّق بين الأول وبين ما يليه يحتاج إلى ذكر ضابط لما يجوز وما لا يجوز
وقد ذكرت ذلك في الملتقى تعليقا على استشكال مشابه أورده أحد الأفاضل هناك.
وبمدارسة أهل الحق ينجلي الحق بفضل من الحق، والحق أحق أن يتبع
والحمد لله وحده
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 05:46]ـ
"يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك"
ولكن بارك الله فيكم هل يقال بالقياس في باب الأسماء والصفات؟ وما مثاله؟؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
"يحتاج إلى دليل من كتاب أو سنة أو قياس أو غير ذلك"
ولكن بارك الله فيكم هل يقال بالقياس في باب الأسماء والصفات؟ وما مثاله؟؟ وفقكم الله
أنا أتكلم عن مطلق الأدلة ولذلك ختمت بقولي: (أو غير ذلك)؛ لأبين افتقار هذا القول لكل ما هو من شأنه أن يسمى دليلا بغض النظر عن صحته(/)
الدورة العلمية للشيخ عبدالله بن حمد الزيداني حفظه الله تعالى
ـ[المدني1]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 11:51]ـ
الإخوة الأفاضل بهذا المنتدى الحبيب إليكم جدول الدورة العلمية
لفضيلة الشيخ
عبدالله بن حمد الزيداني
حفظه الله تعالى
في الفترة 6 - 10/ 4 / 1429هـ
بمدينة جدة بمسجد الإمام الشافعي
بحي النسيم
وفقنا الله وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه
وجزى الله الشيخ خير الجزاء
http://www.gulfup.com/up/jpgfiles/wtI98389.jpg(/)
حكم إمامة المرأة للرجال في الصلاة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 03:40]ـ
حكم إمامة المرأة للرجال في الصلاة
بحث شرعي مبسط
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
هذا بحث شرعي مبسط أقدمه لإخواننا طلبة العلم المبتدئين، ولكل من يهمه أمر المسلمين. نسأل الله أن يستخدمنا لنصرة دينه. وقد سرت في هذا البحث المتواضع على النحو التالي:
أولاً: تقدمة.
ثانياً: هل صلاة الجمعة واجبة في الأصل على المرأة؟
ثالثاً: أدلة القائلين بإمامة المرأة للرجال في الصلاة.
رابعاً: أدلة القائلين بعدم جواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة.
خامساً: نتف من أقوال علماء المذاهب الإسلامية.
صفوة القول.
* * *
تقدمة:
أستهل كلامي بحكاية ذكرها العلامة الونشريسي المتوفى سنة 914هـ في كتابه الماتع والموسوعي "المعيار المعرب" في الفرق بين علم القضاء وفقه القضاء وعلم الفتيا وفقه الفتيا: (ومن هذا المعنى ما ذكره ابن الرقيق أن أمير إفريقية استفتى أسد بن الفرات في دخول الحمام مع جواريه دون ساتر له ولهن، فأفتاه بالجواز لأنهن ملكه، فأجاب ابن محرز بمنع ذلك وقال له: إن جاز نظرهن كذلك، ونظرهن إليك كذلك، لم يجز نظر بعضهن بعضاً، فأغفل أسد النظر في هذه الصورة الجزئية فلم يعتبر حالتهن فيما بينهن، واعتبره ابن محرز) [1].
أقول: الشاهد من هذه القصة أن هناك فرقاً بين كون الشخص عالماً بالشئ، وبين كونه فقيهاً فيه، وهو الفرق نفسه بين العلم بالفتيا والفقه بالفتيا؛ فقد يكون الشخص عالماً بالأحكام الكلية للفتيا أو القضاء، لكنه ليس فقيهاً في الفتيا أو القضاء إذ أن الفقه في الفتيا أو القضاء هو العلم بالأحكام مع تنزيلها على النوازل وواقعات الدعوى.
وهو ما أراد أن يؤكد عليه الونشريسي إذ يقول: (إنما الغرابة في استعمال كليات الفقه وانطباقها على جزئيات الوقائع بين الناس، وهو عسير على كثير من الناس، فتجد الرجل يحفظ كثيراً من الفقه ويفهمه ويعلمه غيره، فإذا سئل عن واقعة لبعض العوام من مسائل الصلاة أو مسألة من الأعيان لا يحسن الجواب، بل ولا يفهم مراد السائل عنها إلا بعد عسر) [2].
لعل ما ذكره الونشريسي ينطبق على حالة الذين أفتوا تلكم المرأة - أمينة ودود - الأمريكية بجواز إمامتها للصلاة بسبب تمسكهم بشبهة تصيدوها من أحكام وأقوال مبثوثة في كتب الفقه فأفتوا لهذه المرأة أو هي أفتت لنفسها ولمن يحركها من أعداء الإسلام فصارت عالمة حسب مقاييسهم! لكنهم عندما أنزلوا الحكم على الواقع "إمامة المرأة لصلاة الجمعة" ضلوا ولم يفهموا مراد الحديث النبوي ولم يأخذوا في الاعتبار مواضيع أخرى متصلة بالصلاة مثل قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} [3]، وقوله تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} [4]، وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (يَا عَلِىُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ) [5]، وحيث جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِى أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِى) [6] ... وأحاديث أخرى كان ينبغي لمن أفتى بجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة أن يضمها إلى سائر الأدلة لكي يكون عالماً بفقه الفتوى التي أشار إليها صاحب "المعيار المعرب".
* * *
ثانياً: هل صلاة الجمعة واجبة على المرأة:
قال ابن القيم في خصائص يوم الجمعة: (الخاصة الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة، ومن تركها تهاوناً بها، طبع الله على قلبه، وقُربُ أهل الجنة يوم القيامة، وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم) [7].
أقول: أما من أداها استخفافاً واستهزاءً بهذه الشعيرة العظيمة كما فعلت وتفعل هذه المرأة الأمريكية - أمينة ودود - ومثيلاتها ومن يؤيدها ومن يكثر سوادها ويذب عنها فإنهم جميعاً على شفا هلكة ونحسب أن آية براءة قد شملتهم، {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [8].
استدل القائلون بعدم وجوب الجمعة على المرأة:
(يُتْبَعُ)
(/)
بحديث قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِى جَمَاعَةٍ إِلاَّ أَرْبَعَةً عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِىٌّ أَوْ مَرِيضٌ). قَالَ أَبُو دَاوُدَ: طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ قَدْ رَأَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا) [9].
وكما هو معلوم فإرسال الصحابي حجة عند جمهور العلماء وقد استشهد الزيلعي بقول النووي في الخلاصة: (وهذا غير قادح في صحته، فإنه يكون مرسل صحابي، وهو حجة، والحديث على شرط الصحيحين) [10]، وحكم الألباني عليه بالصحة في صحيح الجامع [11].
قال الصنعاني: (والمرأة وهو مجمع على عدم وجوبها عليها) [12].
وقال الشوكاني في تعليقه على الحديث المذكور: (فيه عدم وجوب الجمعة على النساء، أما غير العجائز - يقصد الشابة - فلا خلاف في ذلك، وأما العجائز فقال الشافعي: يستحب لهن حضورها) [13].
وقال في بداية المبتدي: (ولا تجب الجمعة على مسافر، ولا امرأة، ولا مريض، ولا عبد، ولا أعمى) [14].
وقال ابن العربي في شروط صلاة الجمعة: (العقل، والذكورية، والبلوغ، والقدرة، والإقامة، والقرية) [15].
قال الخرقي: (ولا جمعة على مسافر ولا عبد ولا امرأة) [16].
قالب الغزالي فيمن تلزمه الجمعة: (ولا تلزم إلا على مكلف، حر، ذكر، مقيم، صحيح؛ فالعاري من هذه الصفات لا يلزم فإن حضر لم يتم العدد به سوى المريض) [17].
قال ابن قدامة: (وأما المرأة فلا خلاف في أنها لا جمعة عليها قال ابن المنذر أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن لا جمعة على النساء ولأن المرأة ليست من أهل الحضور في مجامع الرجال ولذلك لا تجب عليها جماعة) [18].
وقال ابن حزم في مراتب الإجماع: (واتفقوا أن المرأة لا تؤم الرجال. وهم يعلمون أنها امرأة فإن فعلوا فصلاتهم فاسدة بإجماع) [19].
وفي فتاوى مشيخة الأزهر؛ سئل الشيخ عطية صقر: (تذهب بعض النساء لصلاة الجمعة فى المسجد، فهل صلاتها واجبة عليها بحيث لو لم تصلها تعاقب عليها؟).
أجاب: (صلاة الجمعة غير واجبة على المرأة، وذلك للحديث الذى رواه أبو داود والحاكم، وصححه غير واحد " الجمعة حق واجب على كل مسلم فى جماعة، إلا أربعة: عبد مملوك أو امرأة أو صبى أو مريض"، ولحديث أم عطية الذي أخرجه ابن خزيمة: "نهينا عن اتباع الجنائز، ولا جمعة علينا"، لكن مع ذلك لو صلت الجمعة صحت وأغنتها عن صلاة الظهر باتفاق الفقهاء، وهل يستحب لها صلاتها؟ قال الأحناف: الأفضل لها أن تصلى فى بيتها ظهرا، لمنعها عن الجمعة، سواء أكانت عجوزًا أم غيرها، وقال المالكية: إن كانت عجوزًا لا أرب للرجال فيها جاز حضورها الجمعة، وإن كان فيها أرب كره حضورها، أما الشابة فإن خيف من حضورها الفتنة حرم عليها الحضور، وإلا كره. وقال الحنابلة: يباح لها الحضور لصلاة الجمعة إن كانت غير حسناء، فإن كانت حسناء كره. وقال الشافعية: يكره للمرأة حضور الجماعة إن كانت مشتهاة ولو فى ثياب بالية، وكذا غير المشتهاة إن تزينت أو تطيبت. وكل ذلك إذا أذن لها وليها بالحضور، وإلا حرم عليها حضور الجماعة كما يحرم حضورها إذا خيفت الفتنة) [20].
وفي فقه الإمامية؛ قال الحلي فيمن يجب عليه صلاة الجمعة: (ويراعى فيه شروط سبعة: التكليف، والذكورة والحرية، والحضر، والسلامة من العمى والمرض والعرج ... ) [21].
قال الطوسي في النهاية تحت عنوان باب الجمعة وأحكامها: (وتسقط عن تسعة نفر: الشيخ الكبير، والطفل الصغير، والمرأة ... ) [22].
* * *
ثالثاً: أدلة من يرى إمامة المرأة للرجال في الصلاة:
استند القائلون بهذا الرأي بالأدلة التالية:
1) الدليل الأول: حديث أم ورقة الأنصارية رضي الله عنها: (عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ نَوْفَلٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا غَزَا بَدْرًا قَالَتْ: قُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِى الْغَزْوِ مَعَكَ أُمَرِّضُ مَرْضَاكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِى شَهَادَةً. قَالَ: "قِرِّى فِى بَيْتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَرْزُقُكِ الشَّهَادَةَ". قَالَ: فَكَانَتْ تُسَمَّى الشَّهِيدَةَ. قَالَ: وَكَانَتْ قَدْ قَرَأَتِ الْقُرْآنَ فَاسْتَأْذَنَتِ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَتَّخِذَ فِى دَارِهَا مُؤَذِّنًا فَأَذِنَ لَهَا قَالَ وَكَانَتْ دَبَّرَتْ غُلاَمًا لَهَا وَجَارِيَةً فَقَامَا إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ فَغَمَّاهَا بِقَطِيفَةٍ لَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَذَهَبَا، فَأَصْبَحَ عُمَرُ فَقَامَ فِى النَّاسِ فَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ هَذَيْنِ عِلْمٌ أَوْ مَنْ رَآهُمَا فَلْيَجِئْ بِهِمَا؟ فَأَمَرَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَكَانَا أَوَّلَ مَصْلُوبٍ بِالْمَدِينَةِ) [23].
أقول: الحديث حسن ورواه ابن خزيمة أيضاً بسند حسن. وفي رواية أخرى لأبي داود قال راوي الحديث - عبد الرحمن بن خلاد - (فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا) [24].
وفي سنن الدراقطني: (حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لَهَا أَنْ يُؤَذَّنَ لَهَا وَيُقَامَ وَتَؤُمَّ نِسَاءَهَا) [25].
نلاحظ أن في هذه الرواية نصاً على (وتؤم نساءها) أي أنها فسرت لنا الرواية الأخرى التي في سنن أبي داود وغيره (وأمرها أن تؤم أهل دارها) [26]، إذن تعلقهم بإمامة هذا الشيخ الكبير الذي أذن لها بأنه صلى وراءها تعلق ضعيف! وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر لها بامرأة تؤذنلها وهي تردد كلمات شرعية محضة فهل يجيز لها أن تؤم الرجال وهي تجهر بقراءة القرآن؟!
فهذا الحديث لا تنهض به حجة من يقول بإمامة المرأة للرجال لما فيه من الاحتمال طبقاً للقاعدة الأصولية التي اعتمدها متأخروا فقهاء المذاهب الإسلامية؛ (ما تطرق به الاحتمال بطل به الاستدلال).
أما من فسر حديث أم ورقة بجواز إمامتها للرجل في النفل والتراويح دون الفرائض فلا وجه لتخصيصه لما ورد في رواية أخرى (تؤمهم في الفريضة)، كما في سنن البيهقي: (وَأَمَرَ أَنْ يُؤَذَّنَ لَهَا وَيُقَامَ وَتَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا فِى الْفَرَائِضِ) [27]، وكما هو معلوم فالأذان لا يكون إلا للفرائض.
أقول: فهذا الحديث هو عمدة ما استند عليه من يقول بإمامة المرأة للنساء والرجال وسبب ذلك أنهم يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم عين لها رجلاً يؤذن لها وكانت تؤمه مع أهل دارها إذن يصح لها أن تؤم الرجال وتخطب الجمعة أيضاً كما ذكر من زينوا للمرأة الأمريكية التي تدعى (أمينة ودود) بجواز إمامتها للرجال في الصلاة وجواز أدائها خطبة الجمعة.
مناقشة هذا الرأي:
نلاحظ أن الحديث لم يذكر لنا أن الرجل كان من أهلها أم لا؟ إذن فلعله من غيرأهلها؟ أو أنه كان يؤذن لها ثم يذهب ليصلي مع الصحابة في المسجد لأنه كان يؤذن لإعلامها بأوقات الصلاة أو أنه كان شيخاً كبيراً مقعداً فكان يصلي وحده بعد أن تنتهي أو يصلي وراءها على رأي من قال إنه كان من أهلها، ولم يكن يحسن قراءة القرآن مثلها فكانت هي أولى بالإمامة لأنها اقرأ منه وهو من محارمها على قول من يرى صحة إمامة المرأة لأهل دارها. وهو استثناء لا يجوز التوسع فيه لأن الأصل أن الإمامة في الصلاة للرجال للأدلة التي سنذكرها فيما بعد. ظ
2) الدليل الثاني: استنادهم إلى قول أبي ثور والمزني والطبري بجواز إمامة المرأة للرجال.
مناقشة هذا الرأي:
لا يوجد كتاب مستقل لأبي ثور ولا للطبري مدون فيه هذا الرأي بل إن القائلين بهذا الرأي اعتمدوا على قول أبي ثور والطبري من خلال ما ذكره ابن رشد وابن قدامة وبعض الفقهاء من باب الأمانة العلمية لبعض الآراء الشاذة المنسوبة إلى أبي ثور والطبري وغيره. هذا ما سنبينه من خلال نقل بعض أقوال الفقهاء:
قال ابن رشد: (المسألة الرابعة اختلفوا في إمامة المرأة فالجمهور على أنه لا يجوز أن تؤم الرجال واختلفوا في إمامتها النساء فأجاز ذلك الشافعي ومنع ذلك مالك وشذ أبو ثور والطبري فأجازا إمامتها على الإطلاق وإنما اتفق الجمهور على منعها أن تؤم الرجال لأنه لو كان جائزا لنقل ذلك عن الصدر الأول ولأنه أيضا لما كانت سنتهن في الصلاة التأخير عن الرجال علم أنه ليس يجوز لهن التقدم عليهم لقوله عليه الصلاة والسلام أخروهن حيث أخرهن الله ولذلك أجاز بعضهم إمامتها النساء إذ كن متساويات في المرتبة في الصلاة مع أنه أيضا نقل ذلك عن بعض الصدر الأول) [28].
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: لم يجز الطبري إمامة المرأة للرجل في الصلاة على الإطلاق بل إنه أجازها بشرط كما قال الصنعاني: (أن المرأة لا تؤم الرجل وهو مذهب الهادوية والحنفية والشافعية وغيرهم، وأجاز المزني وأبو ثور إمامة المرأة، وأجاز الطبري إمامتها في التراويح إذا لم يحضر من يحفظ القرآن) [29].
كلام صاحب المغني تعليقاً على الخرقي: (مسألة قال: "وإن صلى خلف مشرك أو امرأة أو خنثى مشكل أعاد الصلاة"، وجملته أن الكافر لا تصح الصلاة خلفه بحال سواء علم بكفره بعد فراغه من الصلاة أو قبل ذلك وعلى من صلى وراءه الإعادة، وبهذا قال الشافعي وأصحاب الرأي، وقال أبو ثور والمزني لا إعادة على من صلى خلفه وهو لا يعلم لأنه ائتم بمن لا يعلم حاله فأشبه ما لو ائتم بمحدث. ولنا إنه ائتم بمن ليس من أهل الصلاة فلم تصح صلاته كما لو ائتم بمجنون، وأما المحدث فيشترط أن لا يعلم حدث نفسه والكافر يعلم حال نفسه وأما المرأة فلا يصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافلة في قول عامة الفقهاء وقال أبو ثور لا إعادة على من صلى خلفها وهو قياس قول المزني) [30].
أقول: إذا أمعنا النظر في كلام ابن قدامة نجد أن صورة المسألة تكون على النحو التالي:
رجل صلى خلف كافر ولم يعلم أنه كافر أو أنه كان يعلم قبل الصلاة؛ فالشافعي وأصحاب الرأي وأصحاب المذاهب الإسلامية قاطبة ومعهم أبو ثور والمزني والطبري قالوا لا تصح الصلاة وراء الكافر إذا علم المأموم أنه كافر قبل الصلاة.
أما الخلاف هو شاذ إذا صلى المأموم خلف إمام كافر ثم تبين له بعد الصلاة أنه كافر فهل تصح صلاته وهل يعيد فعلى رأي أبي ثور والمزني والطبري لا إعادة عليه وحجتهم في ذلك أن المأموم صلى خلفه وهو لا يعلم أنه كافر لأنه ائتم بمن لا يعلم حاله فأشبه بحال ما لو ائتم بمحدث.
لذلك قالوا إن من صلى خلف امرأة وهو لا يعلم فإن صلاته صحيحة قياساً على من صلى وراء شخص محدث - أخرج ريحاً أو كان جنباً أو لم يكن متوضئاً في الأصل - حسب رأي أبي ثور والمزني والطبري، وهذا ما ذكره ابن قدامة في الفقرة السابقة: (وقال أبو ثور لا إعادة على من صلى خلفها وهو قياس قول المزني).
ولعل قائلاً يقول: ماذا يقصد ابن قدامة من هذه العبارة؛ وهو قياس قول المزني؟
أقول: إن المزني قال بصحة الصلاة خلف المرأة أو الكافر للمأموم الذي لا يعلم أن الإمام امرأة أو أن الإمام كافر قياساً على رأيه القائل أن من صلى خلف المحدث وهو لا يعلم أنه محدث فإن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه حتى لو علم بعد الصلاة. هكذا تبين لنا بجلاء أصل المسألة التي يتخذها تكأة القائلون بجواز إمامة المرأة للرجال معتمدين على رأي شاذ لأبي ثور والمزني رغم أنهما لم يفتيا بصحة صلاة المأموم الذي يصلي وهو يعلم أن الإمام امرأة .. فلم يقولا ذلك ولم يذهبا إلى ما ذهب إليه القائلون بإمامة المرأة للرجال في الصلاة المفروضة والنافلة.
أما ابن جرير الطبري فإن هناك أقوالاً شاذة مبثوثة في بعض كتب الفقه منسوبة إليه كقوله بجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة وقوله بجواز توليتها للقضاء والإمامة الكبرى. ولعل بعض من يعتمد على قول الطبري يأخذه على طريقة {فويل للمصلين}!!
فالطبري كما يقول الصنعاني: (وأجاز الطبري إمامتها في التراويح إذا لم يحضر من يحفظ القرآن وحجتهم حديث أم ورقة) [31]، إذن الطبري يجيز إمامة المرأة للصلاة التراويح وليس الفريضة ويشترط ألا يوجد من
يحفظ القرآن غيرها. ويستند إلى حديث أم ورقة الأنصارية والحديثة حجة عليهم لا لهم لأنها كانت تؤم أهل دارها ومحارمها على افتراض وجود الشيخ الكبير فإنه قد يكون من محارمها وتكون هذه حالة خاصة بأم ورقة ولم يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لغيرها.
وعلى أية حال فبعد التحقيق والتمحيص في الكتب المطبوعة للطبري لم نجد لهذه الآراء ذكر في كتبه خاصة كتابه الشهير جامع البيان عن تأويل آي القرآن المسمى بتفسير الطبري الذي يتعرض فيه للعديد من المسائل الفقهية حيث يناقش ويفند ويرجح ما يراه فلم نعثر على القول المنسوب إليه في هذا الكتاب، فعلى سبيل المثال عندما تعرض لتفسير آية سورة النساء {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا ... الآية}.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الطبري: (يعني بقوله جل ثناؤه: {الرجال قوامون على النساء} الرجال أهل قيام على نسائهم في تأديبهن والأخذ على أيديهن، فيما يجب عليهن لله ولأنفسهن، {بما فضل الله بعضهم على بعض}: يعني بما فضل الله به الرجال على أزواجهم من سوقهم إليهن مهورهن، وإنفاقهن عليهن أموالهن، وكفايتهن إياهن مؤنهن. وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهن عليهن، ولذلك صاروا قوّاماً، نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهنّ) [32].
فهذا قول الطبري في مسألة القوامة فهل يناقض نفسه ويجيز للمرأة أن تتولى الولاية الصغرى - إمامة الصلاة للرجال - والولاية العامة كالقضاء ورياسة الدولة؟!!
أما من يجيز إمامة المرأة للرجال في صلاة التراويح وليس في الفريضة، وهو قول بعض الحنابلة، إذ يقول ابن قدامة: (وقال بعض أصحابنا يجوز أن تؤم الرجال في التراويح وتكون وراءهم لما روي عن أم ورقة بنت عبد الله أن رسول الله صلى الله جعل لها مؤذناً يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها. رواه أبو داود وهذا عام في الرجال والنساء) [33].
وقد ذكر المرداوي الحنبلي هذه الصورة بقوله: (قال القاضي في المجرد ولا يجوز في غير التراويح: فعلى هذه الرواية قيل يصح إن كانت قارئة وهم أميون جزم به في المذهب والفائق وبن تميم والحاويين قال الزركشي وقدمه ناظم المفردات والرعاية الكبرى وقيل إن كانت أقرأ من الرجال وقيل إن كانت أقرأ وذا رحم وجزم به في المستوعب وقيل إن كانت ذا رحم أو عجوزاً، واختار القاضي يصح إن كانت عجوزاً. قال في الفروع واختار الأكثر صحة إمامتها في الجملة لخبر أم ورقة العام والخاص) [34].
ويذكر صاحب الإنصاف كيف تؤم المرأة الرجال في صلاة التراويح: (فائدة حيث قلنا تصح إمامتها بهم فإنها تقف خلفهم لأنه أستر ويقتدون بها)، وينقل صاحب الإنصاف عن أحد الحنابلة قوله: (وعنه تقتدي هي بهم في غير القراءة فينوي الإمامة أحدهم) [35].
أقول: هذا الرأي في غاية العجب! يجيزون للمرأة أن تكون إماماً للرجال بشرطين:
أ): الشرط الأول: أن تكون إماماً للرجال في صلاة التراويح وليس الفريضة.
ب) الشرط الثاني: أن تكون عجوزاً وألا يوجد من الرجال من يحفظ القرآن.
ج): الشرط الثالث: أن تصلي خلف صفوف الرجال أي أن الرجال وجوههم للقبلة بدون إمام وهي - الإمام - تقف خلفهم ويتبعونها في القراءة وفي الركوع والسجود!!
ولما وجد بعض الحنابلة أن الصورة في الشرط الثالث غير مقبولة لتعارضها مع حديث (إنما جعل الإمام ليؤتم به) قالوا بالصورة التي ذكرها المرداوي وهي أعجب: أن تصلي المرأة خلف الرجال تقرأ فقط والرجال يختارون إماماً منهم يقتدون به في الركوع والسجود بدون القراءة!!
وهذا ما يتمسك به من أفتى للمرأة الأمريكية وحرضها لاقتحام حرم الإمامة بزعم أن ابن قدامة ذكر أن بعض الحنابلة أجازوا ذلك!! وهذا تدليس على ابن قدامة فالصورة كما عرضناها أن ابن قدامة يستعرض رأي بعض الحنابلة على سبيل الاستنكار.
وتصداقاً لذلك فإنه يرد على أصحاب هذا الرأي الغريب بقوله: (ولنا - يقصد المعتمد في المذهب الحنبلي - قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تؤم امرأة رجلاً"، ولأنها لا تؤذن للرجال فلم يجز أن تؤمهم كالمجنون. وحديث أم ورقة إنما أذن لها أن تؤم نساء أهل دارها كذلك رواه الدارقطني. وهذه زيادة يجب قبولها ولو لم يذكر ذلك لتعين حمل الخبر عليه. لأنه أذن لها أن تؤم في الفرائض بدليل أنه جعل لها مؤذنا والأذان إنما يشرع في الفرائض ولا خلاف في أنها لا تؤمهم في الفرائض ولأن تخصيص ذلك بالتراويح واشتراط تأخرها تحكم يخالف الأصول بغير دليل فلا يجوز المصير إليه ولو قدر ثبوت ذلك لأم ورقة لكان خاصا لها بدليل أنه لا يشرع لغيرها من النساء أذان ولا إقامة فتختص بالإمامة لاختصاصها بالأذان والإقامة) [36].
* * *
رابعاً: أدلة القائلين بعدم جواز إمامة المرأة للرجال:
الدليل الأول: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا) [37].
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مسند أحمد: (أَحْسِنُوا إِقَامَةَ الصُّفُوفِ فِى الصَّلاَةِ خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ فِى الصَّلاَةِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ فِى الصَّلاَةِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا) [38].
قال النووي: (أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها وشرها أبداً أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها. والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها وثواباً وفضلاً وأبعدها من مطلوب الشرع وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال بعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهن وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم) [39].
قال الصنعاني: (وقد علل خيريته آخر صفوفهن بأنهن عند ذلك يبعدن عن الرجال وعن رؤيتهن وسماع كلامهم إلا أنها على لا تتم إلا إذا كانت صلاتهن مع الرجال، وأما إذا صلين وإمامتهن امرأة فصفوفها كصفوف الرجال أفضلها أولها) [40].
أقول: فما بالك بامرأة تصلي بالرجال وتختلط النساء بالرجال في صف واحد؛ حذو الكتف بالكتف، ولزق القدم بالقدم!! بل وصل الاستخفاف إلى درجة أن شاهدنا عبر المرئيات بأم أعيننا؛ تقام صلاة الجمعة في كنيسة في أميركا، الخطيب امرأة، والإمام امرأة، والمؤذن امرأة سافرة حاسرة، والمأمومون خليط من الرجال والنساء!!
الدليل الثاني: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: (أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: "قُومُوا فَلأُصَلِّ لَكُمْ". قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ) [41].
قال الصنعاني: (وعلى أن المرأة لا تصف مع الرجال) [42].
أقول: ومن باب أولى ألا تصلي إماماً بالرجال.
الدليل الثالث: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: (لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً) [43].
قال الخطابي: (في الحديث أن المرأة لا تلي الإمارة ولا القضاء، وفيه أنه لا تزوج نفسها، ولا تلي العقد على غيرها) [44].
قال الشوكاني: (لأنا نقول قد ورد ما يدل على أنهن لا يصلحن لتولي شيء من الأمور وهذا من جملة الأمور بل هو أعلاها وأشرفها فعموم قوله؛ "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، كما في الصحيحين وغيرهما يفيد منعهن من أن يكون لهن منصب الإمامة في الصلاة للرجال) [45].
الدليل الرابع: عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى أَضْحًى - أَوْ فِطْرٍ - إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّى أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ". فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ". قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّه؟ ِ قَالَ: "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ ". قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ ". قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا") [46].
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النفرواي المالكي: (وأشار إلى بيان من يصلح للإمامة بقوله ويؤم الناس أفضلهم وأفقههم لخبر أئمتكم شفعاؤكم وخبر وليؤمكم أكبركم وقال عليه الصلاة والسلام إن سركم أن تقبل منكم صلاتكم فليؤمكم خياركم فإنه وفد بينكم وبين ربكم فلا يؤمكم إلا الذكور ولا يصح أن تؤم المرأة في فريضة ولا نافلة لا رجالا ولا نساء لخبر؛ "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، وسواء عدمت الرجال أو وجدت لأن الإمامة خطة شريفة في الدين ومن شرائع المسلمين واعلم أن الإمامة لها شروط صحة وشروط كمال فشروط صحتها ثلاثة عشر أولها الذكورة المحققة فلا تصح إمامة المرأة) [47].
الدليل الخامس: قول الله سبحانه وتعالى: {الرجال قوامون على النساء} [48].
قال الشافعي في الأم: (وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة وصلاة الرجال والصبيان الذكور غير مجزئة لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهن عن أن يكن أولياء وغير ذلك ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبداً) [49].
وفي الدراري المضية: (وأما عدم صحة إمامة المرأة بالرجل فلأنها عورة وناقصة عقل ودين والرجال قوامون على النساء، ولن يفلح قوم لوا أمرهم امرأة كما ثبت في الصحيح، ومن ائتم بالمرأة فقد ولاها أمر صلاته) [50].
* * *
خامساً: نتف من بعض أقوال العلماء:
قال في عين المعبود: (قال الخطابي؛ قلت؛ فيه من الفقه جواز صلاة الجماعة في التطوع وفيه جواز صلاة المنفرد خلف الصف لأن المرأة قامت وحدها من ورائهما وفيه دليل أن إمامة المرأة للرجال غير جائزة لأنها لما زحمت عن مساواتهم من مقام الصف كانت من أن تتقدمهم أبعد وفيه دليل على وجوب ترتيب مواقف المأمومين وأن الأفضل يقدم على من دونه في الفضل ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلني منكم أولو الأحلام والنهي) [51].
قال الكاساني: (ولا يجوز الاقتداء بالكافر ولا اقتداء الرجل بالمرأة لأن الكافر ليس من أهل الصلاة والمرأة ليست من أهل إمامة الرجال فكانت صلاتها عدما في حق الرجل فانعدم معنى الاقتداء وهو البناء ولا يجوز اقتداء الرجل بالخنثى المشكل لجواز أن يكون امرأة ويجوز اقتداء المرأة بالمرأة لاستواء حالهما إلا أن صلاتهن فرادى أفضل لأن جماعتهن منسوخة) [52].
ويقول الكاساني في حكم من يصلي بجوار أو خلف امرأة في نفس صفه: (وإذا عرف أن المحاذاة مفسدة فنقول إذا قامت في الصف امرأة فسدت صلاة رجل عن يمينها، ورجل عن يسارها، ورجل خلفها بحذائها) [53].
قال في التاج والإكليل: قال المازوري: (لا تصح إمامة المرأة عندنا وليعد صلاته من صلى وراءها وإن خرج الوقت) [54].
قال في التلقين: (ولا تجوز إمامة الفاسق ولا المرأة ولا الصبي إلا في نافلة) [55].
قال ابن حزم: (وصلاة المرأة بالنساء جائزة؛ ولا يجوز أن تؤم الرجال) [56].
وفي فتاوى مشيخة الأزهر: سئل الشيخ عطية صقر؛ "هل يجوز للمرأة أن تكون إماما فى الصلاة؟ أجاب: (معلوم أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد، والنصوص في ذلك كثيرة، وإذا كان الإسلام يفضل أن تصلى المرأة في بيتها بدل أن تصلى في المسجد من أجل ثواب الجماعة فإنه يمكنها أن تقيم صلاة الجماعة في بيتها، أوفي المدرسة التي تتعلم أو تعلم فيها، أو العمل الذي تمارسه مع الزميلات. فإذا كان في البيت زوجها أو ولدها أو أبوها أو أخوها مثلا كان هو الإمام والمرأة مأمومة، وكذلك فى المدرسة أو العمل يجوز أن يصلى بالنساء أحد المدرسين أو أحد الزملاء، سواء أكانت الصلاة فى مسجد أو مكان مُعَدّ لذلك. فإذا لم يوجد رجل أمكن للمرأة أن تكون إماما لبناتها أو نساء أخريات فى المنزل أو للزميلات فى المدرسة والعمل. وذلك على رأى جمهور الأئمة. والإمام مالك هو الذي يمنع أن تكون المرأة إماما مطلقا، لا للرجال ولا للنساء، فلا يجوز أن يقتدي بها الرجل حتى لو كان ابنها أو أباها أو أخاها، فإمامتها على رأى الجمهور جائزة للنساء فقط. روى أبو داود والحاكم وابن خزيمة وصححه أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل لأم ورقة مؤذنا، وأباح لها أن تؤم أهل بيتها، أي النساء فقط) [57].
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن الحكمة في تأخير صفوف النساء؛ يقول الشيخ عطية صقر: (والحكمة فى جعل النساء فى الصفوف الخلفية تظهر فى أمور، منها؛ 1) أن المرأة ليست فى مستوى الرجال وبخاصة أولوا الأحلام والنهى فيما يتميزون به مما سبق ذكره. 2) أن تقدمها أمام الرجال فيه صورة إمامتها لهم، وهى ممنوعة باتفاق الأئمة. 3) أنها تشغل الرجال عن الخشوع فى الصلاة بمجرد وجودها أمامهم، وذلك أمر طبيعي وعند ركوعها وسجودها يكون الانشغال أشد، وهو ما يفسر به حديث قطع المرأة للصلاة إذا مرت أمام المصلى عند جمهور الفقهاء. 4) ألا تختلط صفوف الرجال بالنساء إذا تخللن صفوفهم فيكون انصرافهن بعد انتهاء الصلاة أيسر، وكان من المأثور أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينصرف عقب الصلاة مباشرة بل ينتظر هو وأصحابه حتى ينصرف النساء أولا. 5) هذا؛ وكان من المتبع في ترتيب الصفوف في الجماعة أن يكون الرجال في الصفوف الأولى ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء، كما رواه أحمد. وتوسط الصبيان فيه شدة حيطة من انشغال الرجال بالنساء، فمن الجائز أن بعض من فى الصف الذي يليه صف النساء إذا ركع لمح بنظره بعض النساء، ولا شك أن الخشوع في الصلاة أساس قبولها، كما قال تعالى: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم فى صلاتهم خاشعون}) [58].
قال الطوسي في النهاية: (ولا تؤم المرأة بالرجال) [59].
قال المرداوي: (قوله ولا تصح إمامة المرأة للرجل: هذا المذهب مطلقا؛ قال في المستوعب هذا الصحيح من المذهب ونصره المصنف واختاره أبو الخطاب وابن عبدوس في تذكرته وجزم به في الكافي والمحرر والوجيز والمنور والمنتخب وتجريد العناية والإفادات وقدمه في الفروع والرعايتين والحاويين والنظم ومجمع البحرين والشرح والفائق وإدراك الغاية وغيرهم وهو ظاهر كلام الخرقي) [60].
قال ابن مفلح في المبدع: (لا يصح أن يأتم رجل بامرأة في الصحيح من المذهب وهو قول عامتهم قال البيهقي وعليه الفقهاء السبعة والتابعون) [61].
قال الشاشي في حلية العلماء: (ولا تصح إمامة المرأة للرجال. وحكي عن أبي ثور وابن جرير الطبري أنه يجوز إمامتها في صلاة التراويح إذا لم يكن هناك قارىء غيرها وتقف خلف الرجال) [62].
قال في المحرر: (ولا تصح إمامة المرأة، ولا الخنثى إلا بالنساء، ولا تصح إمامة كافر، ولا أخرس) [63].
وفي دليل الطالب: (ولا تصح إمامة المرأة بالرجال) [64].
وفي عمدة الفقه: (ولا تصح إمامة المرأة بالرجال ومن به سلس البول والأمي الذي لا يحسن الفاتحة أو يخل بحرف منها إلا بمثلهم) [65].
وفي منار السبيل: (ولا تصح إمامة المرأة بالرجل) [66].
قال في السيل الجرار: (أقول لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في جواز إمامة المرأة بالرجل أو الرجال شيء ولا وقع في عصره ولا في عصر الصحابة والتابعين من ذلك شيء وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوفهن بعد صفوف الرجال وذلك لأنهن عورات وائتمام الرجل بالمرأة خلاف ما يفيده هذا، ولا يقال الأصل الصحة؛ لأنا نقول قد ورد ما يدل على أنهن لا يصلحن لتولي شيء من الأمور وهذا من جملة الأمور بل هو أعلاها وأشرفها فعموم قوله؛ "لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" - كما في الصحيحين وغيرهما - يفيد منعهن من أن يكون لهن منصب الإمامة في الصلاة للرجال) [67].
* * *
صفوة القول:
بعد هذا التطواف حول آراء العلماء وبعد البحث والنظر والمناقشة أرجح الرأي القائل بعدم جواز إمامة المرأة للرجال في الفرض والنفل، وعدم صحة صلاة من يصلي وراءها .. كما أرى عدم جواز خطبة المرأة للجمعة وعدم صحة من يصلي وراءها ويجب عليهم إعادتها ظهراً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الونشريسي: المعيار المعرب، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ج10، ص78.
[2] الونشريسي: المعيار المعرب، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ج10 ص78.
[3] سورة النور آية 30.
[4] سورة النور آية 31.
[5] سنن الترمذي: الحديث رقم 3004. قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. والحديث رواه أبو داود في سننه في كتاب النكاح برقم 2151. وفي مسند أحمد: مسند علي بن أبي طالب برقم 1389. وفي سنن الدرامي كتاب الرقاق 2765. وفي سنن البيهقي كتاب النكاح برقم 13898.
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] صحيح مسلم الحديث رقم 5770.
[7] ابن القيم: زاد المعاد، تحقيق حمدي بن محمد آل نوفل، مكتبة الصفا، القاهرة، ط1، 1423هـ، ج1 ص146.
[8] سورة التوبة آية 65، آية 66.
[9] أبو داود: سنن أبي داود، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ج1 ص280، الحديث رقم 1067.
[10] الزيلعي: نصب الراية، دار الحديث، القاهرة، ج2 ص240.
[11] الألباني: صحيح الجامع الصغير وزيادته، المكتب الإسلامي، بيروت، ط3، 1408هـ ج1 ص579 الحديث رقم 31111.
[12] الصنعاني: سبل السلام، دار الفكر، بيروت، ج2 ص659.
[13] الشوكاني: نيل الأوطار، دار الوفاء، المنصورة، مصر، ج2 ص538، ص539.
[14] الميرغناني: الهداية شرح بداية المبتدي، دار الحديث، القاهرة، مطبوع مع نصب الراية، ج2 ص239.
[15] ابن العربي: أحكام القرآن، دار الكتب العلمية، بيروت، ج4 ص246.
[16] ابن قدامة: المغني، دار الكتاب العربي، بيروت، مطبوع مع الشرح الكبير، ج2 ص193.
[17] الغزالي: الوجيز في فقه الإمام الشافعي، دار المعرفة، بيروت، ج1 ص64.
[18] ابن قدامة: المغني، دار الكتاب العربي، بيروت، مطبوع مع الشرح الكبير، ج2 ص193.
[19] ابن حزم: مراتب الإجماع، مطبوع مع كتاب محاسن الإسلام لمحمد بن عبد الرحمن البخاري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، ص27.
[20] موسوعة فتاوى دار الإفتاء المصر وفتاوى لجنة الإفتاء بالأزهر: الموضوع رقم 62 فتوى الشيخ عطية صقر في مايو 1979م.
[21] الحلي: شرائع الإسلام، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط3، 1303هـ، ص73.
[22] الطوسي: النهاية في مجرد الفقه والفتاوى، درا الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1390هـ ص103.
[23] أبو داود: سنن أبي داود، ج1 ص158، الحديث رقم 591. الحديث رواه أحمد في مسنده في مسند أم ورقة بنت عبد الله برقم 28042.
[24] أبو داود: سنن أبي داود، ج1 ص 159، الحديث رقم 592.
[25] سنن الدراقطني رقم الحديث 1049.
[26] الحديث في سنن أبي داود برقم 592 ونصه: " عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلاَّدٍ عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَالأَوَّلُ أَتَمُّ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَزُورُهَا فِى بَيْتِهَا وَجَعَلَ لَهَا مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ لَهَا وَأَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَنَا رَأَيْتُ مُؤَذِّنَهَا شَيْخًا كَبِيرًا".
[27] سنن البيهقي: رقم الحديث 5560.
[28] بداية المجتهد ج1/ص105
[29] سبل السلام ج2/ص29
[30] ابن قدامة: المغني، ج2ص33.
[31] الصنعاني: سبل السلام، ج2 ص581.
[32] الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار الفكر، بيروت، مج4 ص74.
[33] ابن قدامة: المغني، ج2 ص193.
[34] المرداوي: الإنصاف للمرداوي ج2/ص264.
[35] المرداوي: الإنصاف للمرداوي ج2/ص264.
[36] ابن قدامة: المغني، ج2 ص33.
[37] صحيح مسلم رقم الحديث 1013.
[38] مسند أحمد: رقم الحديث 10561.
[39] النووي: صحيح مسلم بشرح النووي، مكتبة أبي بكر الصديق، القاهرة، مج2 ص142.
[40] الصنعاني: سبل السلام، ج2 ص586.
[41] صحيح البخاري رقم الحديث 380.
[42] الصنعاني: سبل السلام، ج2 ص588.
[43] صحيح البخاري: رقم الحديث 4425.
[44] ابن حجر: فتح الباري، دار الفكر، بيروت، ج8 ص472.
[45] الشوكاني: السيل الجرار، تحقيق محمود زايد، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1405هـ، ج1/ص250.
[46] صحيح البخاري: رقم الحديث 304.
[47] النفراوي: أحمد بن غنيم بن سالم: الفواكه الدواني، دار الفكر، بيروت، 1405هـ، ج1/ص205
[48] سورة النساء آية 34.
[49] الشافعي: الأم، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1393هـ، ج1ص164
[50] الشوكاني: الدراري المضية، دار الجيل، بيروت، ج1، 1407هـ، ص134
[51] محمد شمس الحق آبادي: عون المعبود، دار الكتب العلمية، بيروت، دار الكتب العلمية، بيروت، ج2/ص225
[52] الكاساني: بدائع الصنائع، دار الكتاب العربي، بيروت، ج1ص140.
[53] الكاساني: بدائع الصنائع، ج1 ص140.
[54] العبدري: محمد بن يوسف: التاج والإكليل، دار الفكر، بيروت، ج2ص92
[55] الثعلبي المالكي: عبد الوهاب بن علي: التلقين، تحقيق محمد الغاني، المكتبة التجارية، مكة المكرمة، ج1ص116
[56] ابن حزم: المحلى، تحقيق د. عبد الغغار البنداري، دار الكتب العلمية، ييروت، ج3 ص135.
[57] موسوعة فتاوى دار الإفتاء المصر وفتاوى لجنة الإفتاء بالأزهر: الموضوع رقم 63 صدرت في مايو 1997م.
[58] موسوعة فتاوى دار الإفتاء المصر وفتاوى لجنة الإفتاء بالأزهر: الموضوع رقم 80 في مايو 1997م.
[59] الطوسي: النهاية في مجرد الفقه والفتاوى، ص112.
[60] المرداوي: علي بن سليمان: الإنصاف، تحقيق محمد حامد الفقي، دار إحياء التراث، بيروت، ج2/ص264.
[61] ابن مفلح: إبراهيم بن محمد: المبدع، المكتب الإسلامي، بيروت، ج2/ص72.
[62] الشاشي القفال: محمد بن أحمد: حلية العلماء، تحقيق د. ياسين أحمد درادكة، مؤسسة الرسالة، بيروت، عمان، ج2/ص170
[63] ابن تيمية: عبد السلام ين عبد الله: المحرر في الفقه، مكتبة المعارف، الرياض، ج1ص104
[64] مرعي بن يوسف الحنبلي: دليل الطالب، المكتب السلامي، بيروت، ص46
[65] ابن قامة المقدسي: عمدة الفقه، مكتبة الطرفين، الطائف، ج1/ص23
[66] ابن ضوبان: إبراهيم بن محمد بن سالم: منار السبيل، تحقيق عصام القلعجي، مكتبة المعارف، الرياض، ج1/ص125.
[67] الشوكاني: السيل الجرارـ ج1ص250
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 10:06]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فوفقك الله تعالى وجزاك خيرا كثيرا، بحث ممتع!
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 10:43]ـ
أما بعد،
فوفقك الله تعالى وجزاك خيرا كثيرا، بحث ممتع!
بارك الله فيك أخى ووفقك الله وجزاك من الخير مثله
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 01:21]ـ
جزاك الله خيرا ورفع الله درجتك وجمعنا مع نبيه ومصطفاه البحث ممتع جدا وفيه تخريجات عظيمة وقد سعدت جدا لتحقيقك المسألة على مذاهب أهل الملة دون الاعتماد على مذهب بعينه إذ رجعت للمذاهب المتعارف عليها إلى جانب مذهب الشيعة الإمامية، وأهل البيت، والذى أسعدنى أيضا تقديرك لقيمة كتاب المعيار للعلامة الونشريسى فلا يعرف قيمته إلا باحث محترف والله أساله السدادوالتوفيق لنا ولكم وأنبه باننى كنت قد وضعت بحثا مختصرا أيضا بخصوص هذه المسألة بعد حدوثها بايام وسميته رسالة فى إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال وقد قدم أستاذنا الدكتور على جمعة مفتى مصر له فى طبعته الثانية وقد رفعته على المجلس العلمى
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[12 - Dec-2008, صباحاً 06:15]ـ
بارك الله فيكم
حماة الإسلام وحراس العقيدة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 02:38]ـ
جزاك الله خيرا ورفع الله درجتك وجمعنا مع نبيه ومصطفاه البحث ممتع جدا وفيه تخريجات عظيمة وقد سعدت جدا لتحقيقك المسألة على مذاهب أهل الملة دون الاعتماد على مذهب بعينه إذ رجعت للمذاهب المتعارف عليها إلى جانب مذهب الشيعة الإمامية، وأهل البيت، والذى أسعدنى أيضا تقديرك لقيمة كتاب المعيار للعلامة الونشريسى فلا يعرف قيمته إلا باحث محترف والله أساله السدادوالتوفيق لنا ولكم وأنبه باننى كنت قد وضعت بحثا مختصرا أيضا بخصوص هذه المسألة بعد حدوثها بايام وسميته رسالة فى إبطال دعوى جواز إمامة المرأة الرجال وقد قدم أستاذنا الدكتور على جمعة مفتى مصر له فى طبعته الثانية وقد رفعته على المجلس العلمى
بارك الله فيك أخى الفاضل ونفع بك
بارك الله فيكم
حماة الإسلام وحراس العقيدة
وفيكم بارك الله ونفع بكم(/)
إعلان مناقشة رسالة ماجستير غداً بجامعة الشارقة (منهج الإمام الطبراني في الحكم على ..
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 12:25]ـ
جامعة الشارقة
جامعة الشارقة
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
مناقشة رسالة ماجستير
يسر كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الماجستير للطالب [ COLOR="Blue"] بطي محمد فرج المهيري في التفسير والحديث بعنوان (منهج الإمام الطبراني في الحكم على الأحاديث بالتفرد)
وذلك في يوم الأربعاء 3/ 4/1429هـ الموافق 9/ 4/2008م الساعة الثانية عشرة ظهراً. في قاعة البخاري بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية M1
تتكون لجنة المناقشة من:
- الأستاذ الدكتور المكي إقلاينة- الأستاذ في الحديث الشريف وعلومه بقسم اصول الدين , مشرفاًً ومقرراًً
- الأستاذ الدكتور صالح رضا- الأستاذ في الحديث الشريف علومه بقسم اصول الدين , مناقشا داخلياً
- الأستاذ الدكتور نور الدين عتر– الأستاذ في التفسير والحديث وعلومه- جامعة دمشق , مناقشاً خارجياً
والدعوة عامة(/)
طلب كتاب
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 01:09]ـ
السلام عليكم أرجو ممن يستطيع أن يدلني على رابط لكتاب " تعليقات الشيخ بكر أبوزيد على شرح العلامة الاحسائي المالكي على رسالة القيرواني " رحمهم الله
جزاكم الله خيرا(/)
القتال على الملك وان تكون العزة لفلان؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 03:27]ـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍرضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ فَيَقُولُ فَإِنَّهَا لِي وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذًا بِيَدِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ إِنَّ هَذَا قَتَلَنِي فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ لِمَ قَتَلْتَهُ فَيَقُولُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ فَيَقُولُ إِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلَانٍ فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ)) رواه النسائي وغيره
تذكرت هذا الحديث وانا استمع للاخبار وفيها ان بلدا افريقيا فتل نحو من الف شخص اثناء الانتخابات الرئاسية فما تعليق الاخوة الكرام(/)
«دعوة للتفكر»،مقال لشيخنا العلّامة عبد اللَّه بن جبرينٍ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 05:23]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن ربنا سبحانه وتعالى ما كلفنا إلا بعد ما أعطانا العقول والأفهام، التي نميز بها بين ما ينفع وبين ما يضر، فخص الإنسان وكل ذي عقل بالأمر والنهي، ولم يكلف البهائم التي لا تعقل ولا تفهم، ولكن الذين أعطاهم الله هذه العقول وهذه الأفهام، منهم من انتفع بذلك واستعمله فيما ينفعه وفيما يفيده، وهؤلاء هم الذي عقلوا عن الله تعالى ما أمرهم به لأجل ذلك ذكر الله أنهم هم الذي يتدبرون، وهم الذين يعقلون، وهم الذين ينتفعون، وهم الذين يتأثرون، وكثيراً ما يقول الله تعالى: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ? [الرعد:4]، أي لهم العقول الزكية، ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ? [النحل:13]، أي يذكرون ما أمروا به وما أمامهم، ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ? [طه:54]، ? فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ ? [الحشر:2].
فهؤلاء هم من خصهم الله بالنفع؛ لأنهم استعملوا عقولهم فيما يفيدهم وفيما ينفعهم، فالذين كانوا كذلك هم الذين انتفعوا في حياتهم، وهم الذين عرفوا مآلهم، وهم الذين تفكروا فيما خلقوا له، وأما الذين لم ينتفعوا بذلك فهم الذين عقولهم معيشية، عقولهم دنيوية، تأثروا بزخرف الدنيا ومتاعها وما عليها، وانخدعوا بما يشاهدونه، وغرهم الكفار الذين لم يؤتوا ذكاءً، فانخدعوا بذلك، فأصبحوا من غير أولي الألباب، وهؤلاء هم الذين حكم الله عليهم بالشقاء، الذين شقوا في حياتهم الدنيا، وهم أهل النار والعياذ بالله، قال الله تعالى: ? وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ? [الأعراف:179]، نعوذ بالله، أعطاهم الله تعالى عقولاً، وأعينًا، وآذانًا، ولكنهم لما لم يتفكروا ولم يتعقلوا ولم يتذكروا، لم ينتفعوا بهذه العقول وما شابهها، بل هم كالأنعام: ? إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ? [الفرقان:44].
فمتى رأيت أولئك الدنيويين الذين يتبعون الشهوات، ويعكفون على الملهيات، ولا يتفكرون فيما خلقوا له، ولا ينظروا في حالهم ومآلهم، وإنما همومهم مصروفة إلى بطونهم وفروجهم، وإلى شهواتهم، وإلى مباحاتهم، ولم يلتفتوا إلى ما خلقوا له، ولم يتفكروا في الآخرة وإلى مآل هذه الحياة الدنيا، ولم يتعقلوا فيما بين أيديهم وما خلفهم، ولم يتمثلوا قول الله عز وجل: ? أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ ? [ق:6]، وما فيها من العبر.
أما أهل العقول الزكية فإنهم يستعملون عقولهم وقلوبهم، ويتفكرون في أنفسهم، كما قال الله تعالى: ? الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ?، ثم يقولون بعد التفكر: ? رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ ? [آل عمران:191]، يعلمون إنهم ما خلقوا لأجل الخلود في الدنيا يعمرونها ويتنافسون فيها، بل يعلمون أن الذي خلقهم كلفهم وأمرهم ونهاهم، وربنا سبحانه لا يليق به أن يترك الإنسان مهملاً، ولا أن يخلق الإنسان سدى قال سبحانه: ? أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ? [القيامة:36]، يعني مهملاً لا يؤمر ولا ينهى، وهكذا قال الله تعالى يخاطب أهل النار: ? أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ? [المؤمنون:115].
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت أيها العاقل أعمل عقلك وأعمل فكرك في خلقك أنت وما أنت عليه، وتفكر فيما بين يديك من هذه المخلوقات، لتأخذ منها عبرة وموعظة تعلم بذلك قدرة الخالق وعظمة الباري سبحانه، وتعلم أن كل ذلك خلق لحكمة، وتخالف بذلك أهل الباطل، ولهذا قال الله تعالى: ? وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ? [ص:27]، أي ما خلقناهما للهو والباطل ? وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ ? [الدخان:38 - 39].
فالذين أتاهم الله تعالى عقولاً زكية، هؤلاء هم الذين يتذكرون ويتعقلون ويتفهمون وينظرون في حالهم وفي مآلهم، يتذكرون مبدأ خلق الإنسان من تراب، ثم من هذه النطفة وما تتطور به إلى أن يخرج للدنيا، ثم يهبه الله من هذه العقول والأفهام، إن هذا التفكير السليم يحمل أهل الإيمان على الإيمان بربهم إلهًا وخالقًا ومدبرًا، وعلى الامتثال لما أمروا به من العبادات، وعلى الاستعداد للموت ولما بعد الموت، وعلى العمل للدار الآخرة، ولهذا يحاسب كل عاقل نفسه ويعرف ما أمامه، جاء في الحديث: "الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"، وأن يتهم نفسه بالنقص والتقصير، ويحرص على تكميل النقص والخلل، وأما العاجز والمتكاسل فهو من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
وهكذا تعلم أن من وفق للتفكر فيما أمامه وما خلق له، هو الذي على الحق، عندها ستشكر سعيك وتحمد ربك الذي أعانك، وعلمت أنك من أهل الخير، حيث تقوم بحق العبادة التي خلقت لها، ألا وهي العبادة المذكورة في قوله تعالى: ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? [الفاتحة:5]، وفي قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ? [البقرة:21]، أي وحدوه وأطيعوه، عندها يكون الإنسان من أهل العبادة ومن أهل العقول الزكية، ويرتقي بذلك عن درجة البهائم، وعن أولئك الذين أوتوا ذكاءً وما أوتوا زكاءً، أوتوا عقولاً وما أوتوا فهومًا، أوتوا سمعًا وأبصارًا وأفئدة، فما أغناهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء، إذ كانوا يجحدون بآيات الله وكانوا عنها غافلين، فهم مثل ما وصف الله المنافقين: ? صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ? [البقرة:18]، وكما شبه الله الكفار بالغنم التي تسمع الراعي إن نعق: ? وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ? [البقرة:171]، الغنم والبهائم إذا نعق لها الراعي تتبعه، ولكنها لا تفهم ما يقول، لو قال لها قفي أو أسرعي أو سيري ما تفهم ذلك، فمثل الله الكفار بهذا ثم قال: ? صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ? [البقرة:18]، مع أن لهم أسماعًا لكن لا يسمعون الشيء الذي يفيدهم، ولهم أعين لا ينظرون بها نظر عبرة، ولهم عقول لا يتفكرون بها فيما خلقوا له ولا فيما بعد الموت، ولهم ألسن فصحاء يتكلمون ولكن لا يتكلمون في الشيء الذي يفيدهم، فكأنهم سلبوا الأشياء، فهم بكم عمي لا يعقلون، يحرص العاقل أن لا يكون مثل هؤلاء والعياذ بالله فيحرص على أن يستعمل جوارحه فيما خلقت له.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله
عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن الجِبرين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 05:24]ـ
المصدر
( http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=16)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 07:35]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 08:34]ـ
شكرا لك وبارك فيكما
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:27]ـ
وجزاكُما اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُما.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 04:45]ـ
رحم الله شيخنا وجعله من ورثة الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا به وإياكم في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله(/)
مقالب!! للشيخ سلمان العودة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 09:59]ـ
مقالب!
د. سلمان بن فهد العودة 28/ 3/1429
05/ 04/2008
كنت أحسب نجمه قد خفت، لبعد عهدي به، وضعف اتصالي بخبره، بيد أن لقائي معه قد غيّر حسباني؛ فالرجل مشرق الوجه، ظاهر الحماس، متحفّز للعطاء، يحمل ثلاثة أجهزة جوال، يرد على هذا، ثم هذا، ثم ذاك، وهو منهمك أثناء حديثه معك بتسطير رسالة، ويقدم لك الاعتذار بأن الأمر عاجل، وإلا فالتهذيب لا يحتمل أن يتشاغل عنك بهذه الطريقة، وحين استطعمته الحديث شعرت معه بنشوة الإنجاز.
فرغ لتوّه من مؤتمر مهم شارك فيه، وهو الآن في الطريق إلى ندوة علمية، وسيمرُّ على البيت لأمسية واحدة فحسب، ثم ينطلق إلى سفر طويل, تتخلله محاضرات عديدة، ينتهي منها بتسجيل برنامج تلفازي في مائة حلقة.
وإجابة على استيضاح بشأن الكتب، فثمت عنوانات عديدة، قد يطبع منها مئات الألوف من النسخ، أما هذا العنوان الخاص فقد طبع منه - بحمد الله - ثلاثة ملايين نسخة, عدا ما طبع للتوزيع الخيري والنسخ المسروقة!
وفي الموقع الإلكتروني " ======= " نوافذ عديدة، ومداخلات، وبحوث، وبرامج، وتواصل عبر الإيميل، واستشارات وقصائد ومحاولات ..
- أدركت كم إن الحياة فعلاً تزخر بالمنتجين والعاملين والمبدعين والمؤثرين على أكثر من مستوى، وفي أكثر من ميدان، وأنها قابلة لتتسع للمزيد والمزيد من الداخلين والمحاولين، فكل قادم إلى هذا الوجود له مقعد مرصود؛ يصله بجهده وصبره وتوظيفه لمواهبه، بعد توفيق الله وتسديده.
والحياة للناجحين كالجنة، أبوابها عديدة، وفضاؤها فسيح، ولا تزال تستوعب الوافدين إليها, وتدفعهم لأعلى المقامات، كلما أنجزوا وواصلوا (اقْرَأ وَارْتَقِ).
وهي للفاشلين كالنار تحطمهم، وتذيقهم ألوان العذاب، وترحب بالمزيد منهم (هَلْ مِنْ مَزِيد)، يستوون فيها هم والجماد (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)
- أدركت كم إن المرء محتاج إلى الشعور بالإنجاز والتأثير والنجاح, حتى يواصل سيره، إنه الحادي الذي يدفع النفس إلى ديمومة العطاء والتوهج، ويقاوم عوامل الإحباط واليأس والقنوط.
سبحانك اللهم؛ خلقت فينا هذا الإحساس المعتدل بالإنجاز لدوام دافعيتنا للفعل، وكيف نتوقف ونحن نرى الثمار من بين أيدينا ومن ورائنا، ونجد الرغبة والإقبال، ونسمع الثناء والإطراء، ونلمس التجاوب والتفاعل!
- أدركت أثر الشخصانية في التقويم، فحين أنهمك في ميداني وألهو عن الآخرين وأخبارهم أظن أنهم قد احترقوا، وقد تعزز عوامل الغيرة والمنافسة هذا المعنى .. حتى ليصدق قول المتنبي:
كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ
ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
فأقول عن آخرين إنهم ذبلوا، أو ماتوا، أو قتلوا، أو انتهوا، هذه هي السُّنَّة، حق على الله ألا يرتفع شيء إلا وضعه!
وكأنني أعدّ نفسي استثناء من هذه السنة، وأظن أن البشرية تذبل وتموت لتمنح مكانها لي!
ولماذا استعجل موت الناس قبل أوانهم؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ" [الأعراف: 34]، "وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا " [المنافقون: 11] فلم تراني مسارعاً لدفن الناس حتى قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة، نعم! النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول: "أسرعوا بالجنازة "، ولكن أنت أمام قوم أحياء أراك تستعجل مناياهم، أو تمني النفس برحيلهم، ولعلهم أذكر منك وأشهر، ولعلهم أتقى وأبقى، والأعمار بيد الله!
- أدركت كم نخطئ في تقويم مكانة الآخرين، ونحاول تعميم الانطباع الشخصي الذاتي, وكأنه حكم من الناس أجمعين، وهو انطباع يتأثر بالمنافسة، وبالموافقة أو الاختلاف، وبالحب أو البغض، وما منا إلا .. ولكن سِتر الله عصمة.
قد يغيب صاحبك عن ميدان فيفتح له في غيره، وقد تكثر عليه الهموم والانشغالات فيختار أمثلها وخيرها؛ لأن الواجبات أكثر من الأوقات، وقد "يعيد انتشار" جنوده بحثاً عن الميدان الأكثر تأثيراً والأكثر خلوداً والأبقى أثراً بعيداً عن الضجيج الوقتي.
ومن الناس من حضوره مرهون بوجوده وحياته؛ فهو عابر للقارات، فإذا مات نسي، ومنهم من كتب له خلود بعلمه وفكره وتجديده وتأليفه فهو عابر للقرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أدركت كم نحتاج إلى تقديم الثناء والشكر والإعجاب لأولئك الذين يواصلون ويواصلون مهما اختلفت الأوضاع من حولهم، يمرون بالجبال والوديان والسهول والأنهار، ويقطعون الفيافي والقفار، ويصلون الليل بالنهار، يمرضون ويصحون، ويفرحون ويحزنون، ويتعرضون للمحن والرزايا والعقبات والمعوقات، ويبطئون السير أحياناً ويغذونه أحياناً، ولكنهم مواصلون
في قلوبهم رحمة الودود ..
في عطائهم كرم وجود ..
في وجوههم نضرة الخلود ..
إنهم مجاهدون ..
إنهم مرابطون.
- أدركت كم نأخذ من المقالب حين نتحدث عن إنجازاتنا بتفصيل دقيق ممل، وكم نصدّق ما يقوله الناس عنّا، ونظن أننا رسل الإنقاذ ومصابيح الهداية، وأن الكون من دوننا سيكون كئيباً والناس لن يطيقوا فقدنا!، يقول اليونانيون: " عندما تقوقي الدجاجة تظن أنها ستبيض قمراً سياراً "
مجاملات الآخرين لك قول طيب، بيد أنه لا يعني أنك استثناء في عالم الإنجاز والإبداع والتفكير، وعليك ألا تأخذه بكامل الجدية، بل فيه قدر من المجاملة اللطيفة.
وإحساسك بأهمية ما تؤديه لا يجب أن يصل بك إلى حد الغياب عن واقعية العمل، ومحدودية تأثيره، وكثرة معوقاته وممانعاته ومضاداته.
ولكي تدرك حجمك تذكر قائمة طويلة بأسماء النابهين والنابغين الآن، من رجال العلم والفكر والإدارة والمال والإعلام، وحدد موقعك بينهم.
وتذكر قوائم أكثر من الراحلين ممن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها، وربما لا تحلم أن تصل لأن تكون كواحد منهم ثم انطووا وانتهوا فأصبحوا سطراً في كتاب، أو كلمة في أحدوثة، أو غمروا فلم يذكروا، حين تتصفح التاريخ أو تشاهد الآثار، أهرامات الفراعنة، أو قصور الرومان، أو متاحف الفينيقيين، أو فلسفة الإغريق، ستتضاءل إلى جانب اسطوانة ضخمة، أو مدرج هائل، أو مقبرة مهيبة، أو سِفْرٍ هائل، وستعرف أكثر وأكثر كم أنت ذرة تائهة في الفضاء، وكم ينطوي فيك من العوالم والمعالم والأسرار، فإن تواضعت فأنت كبير، وإن تعاظمت فأنت وضيع:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو محلقاً على طبقات الجوّ وهو وضيع
حجم إنجازك يكبر حين تقربه إلى عينك, وربما غطى عنك الدنيا، ضعه في مكانه الصحيح يكن حادياً للعمل، محفزاً للعطاء، دافعاً للهمة، مع قدر من الإدراك الحسن ولا أقول التواضع، وكم عمل قليل تكثره النية الصالحة.
وبينا أهم بترك القلم وافتني رسالة تقول:
ما مسّك الدهر إلا مس مختبر فما رأى منه إلا أشرف الخبر
فأقبل المجد يسعى نحوكم عجلاً مسعى غلام إلى مولاه مبتدر
يا من تساق البرايا طوع راحته موقوفةٍ بين قوليه خذي وذري
يا هادياً راق مرآه ومخبره فكان للدهر ملء السمع والبصر
قالوا وقلت ولكن أين منك هم النقش في الرمل غير النقش في الحجر!
فوجدتها -وإن كانت في ظني منقولة- كالمدامة تدير الرؤوس، وأدركت كم إن المديح يسكر ويفعل في النفوس فعل الحميّا!
فإذا كان قد غلا واشتد زبده فهو حرام؛ لأنه يغوي الإنسان عن حقيقته، ويحمله على الكبر والبطر، وفيم إعجاب المرء بعملٍ إن كان صالحاً فهو محض فضل من الله، وهو يسيرٌ قليلٌ إلى جنب نعَمِه ومواهبه وعطاياه، وإن كان غير ذلك فهو جسد بلا روح، ومظهر بلا مخبر؛
لا يُعجِبَنَّ مَضيماً حُسنُ بِزَّتِهِ وَهَل يَروقُ دَفيناً جَودَةُ الكَفَنِ!
http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_*******.cfm?id=6 4&catid=38&artid=12204
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 11:11]ـ
...................
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 01:21]ـ
جميل جدا .. ! بارك الله فيكم.
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 03:29]ـ
ماشاء الله لا قوة إلا بالله
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 05:22]ـ
بارك الله فيك اخي عبدالله العلي .. وحفظ الله العلامة سلمان العودة ونفع الله به الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيك يأ أخي وما أجمل هذا التعبير منك "والحياة للناجحين كالجنة، أبوابها عديدة، وفضاؤها فسيح، ولا تزال تستوعب الوافدين إليها, وتدفعهم لأعلى المقامات، كلما أنجزوا وواصلوا (اقْرَأ وَارْتَقِ).
وهي للفاشلين كالنار تحطمهم، وتذيقهم ألوان العذاب، وترحب بالمزيد منهم (هَلْ مِنْ مَزِيد)، يستوون فيها هم والجماد (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"
وأرجو أن تسمح لي باستخدامه صدراً لكلمة ألقيها أو نصيحة أسديها فقد وفقت إليه توفيقاً عجيباً زاك الله من فضله.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 01:28]ـ
أخي العزيز عبدالله العلي سلمه الله
أشكرك كثيراً على هذه اللوحة الأدبية الرائعة، والعبارات البليغة الرائدة.
لكن ما فهمت!!! ما صلة كلمة (مقالب) في الموضوع
ودمت موفقاً أيها اللبيب
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 08:46]ـ
بارك الله فيك ... مشتاااااقين للشيخ سلمان العودة وكلماته الرنانه حفظه الله ووفقه لكل خير أما والله مقال في غاية الروعة والبلاغة
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 06:08]ـ
ابو معاذ يغرف من بحر
ماشاء الله تبارك الله
كلمات من ذهب تحكي تجربة صادقة وتزرع في الغير الهمة وتهتك قناع الغرور والكسل
انها تجربة النجاح , وما اجمل ان يحكي الانسان قصة النجاح
فنسأل الله ان يوفق شيخنا ابا معاذ وان يبلغنا واياه النجاح في الدنيا والفلاح في الاخرة
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 02:01]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع ...
وبصراحة من شدة إعجابي بالشيخ الفاضل سلمان العودة ألقبه "بداهية المسلمين" ..
فهو بحق داهية وعبقري .. الله يكثر من أمثاله في أمتنا الإسلامية ..
ولكن من الذي قابله شيخنا الفاضل؟؟!!
أتوقع أنه الشيخ الفاضل / عائض القرني
والله أعلم ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 02:14]ـ
التسمية من الشيخ نفسه
- أدركت كم نأخذ من المقالب حين نتحدث عن إنجازاتنا بتفصيل دقيق ممل، http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_*******.cfm?id=6 4&catid=38&artid=12204[/url]
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:25]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع ...
وبصراحة من شدة إعجابي بالشيخ الفاضل سلمان العودة ألقبه "بداهية المسلمين" ..
فهو بحق داهية وعبقري .. الله يكثر من أمثاله في أمتنا الإسلامية ..
ولكن من الذي قابله شيخنا الفاضل؟؟!!
أتوقع أنه الشيخ الفاضل / عائض القرني
والله أعلم ...
المقصود - والله أعلم - هو الشيخ الدكتور محمد العريفي، ودليلي على ذلك أمور:
أذكر منها: أنهما التقيا في الطائرة -اتفاقاً من غير ميعاد - قبل كتابة المقال بأيام وتحدثا طويلاً في لقاء ملؤه المحبة والفائدة ..
الله تقبل منا ومنهم، واهدنا وإياهم، وانفع بنا وبهم
اللهم آمين
ـ[توبة]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:36]ـ
وإجابة على استيضاح بشأن الكتب، فثمت عنوانات عديدة، قد يطبع منها مئات الألوف من النسخ، أما هذا العنوان الخاص فقد طبع منه - بحمد الله - ثلاثة ملايين نسخة, عدا ما طبع للتوزيع الخيري والنسخ المسروقة!
وما قولك في هذا الدليل أخي أبا عبد الرحمن؟
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 08:22]ـ
وما قولك في هذا الدليل أخي أبا عبد الرحمن؟
هو سيد الأدلة:):):)
وإشراكاً للقراء أقول:
المقصود بالكتاب الذي طبع منه 3 ملايين نسخة عدا الطبعات غير الشرعية، كتاب:
** اركب معنا **
وهو في بيان التوحيد الصحيح وما يضاده من الشرك
((حبذا من الإخوة والأخوات من يقوم بإنزال صورة غلاف هذا الكتيب النافع))
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 12:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيراً الأخ عبد الله العلي
وحفظ الشيخ سلمان أبا معاذ
قد بلغني من ثقات أن العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قال فيه:" الشيخ سلمان ابن تيمية هذا العصر ".
وأما عن تساؤل الأخوة من الذي التقاه الشيخ سلمان هل هو د. العريفي أو د. عائض ... فكلاهما مجد وفاضل
ولكن أرجو من الأخوة تجاوز المسميات إلى مقصود الشيخ سلمان من هذه المقالات ...
ودمتم في حفظ الله تعالى ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:14]ـ
بارك الله فيك أبامارية
ـ[صالح المطيري]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:28]ـ
وبصراحة من شدة إعجابي بالشيخ الفاضل سلمان العودة ألقبه "بداهية المسلمين" ..
فهو بحق داهية وعبقري .. الله يكثر من أمثاله في أمتنا الإسلامية ..
هل عدم الوضوح في الإجابة، والطرح العام والتهرب من المواجهة، يعتبر دهاءً .. ؟؟!!
ما أسهل الدهاء .. !!(/)
فوائد في مسائل التكفير للشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ... (4)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 02:03]ـ
هذه هي الفهرسة الرابعة لكتاب ظاهرة الإرجاء ... وهي فهرسة تتعلق بمسائل في باب التكفير:
انقسام أصحاب الدعوات اليوم ص 16:-
فالمشاهد اليوم أن أصحاب الدعوات ينقسمون غالباً فريقين، وكل فريق تتوزعه فرق وآراء واجتهادات:
أحدهما: فطن إلى أصل القضية ومكمن الداء، فأراد أن يصحح الأصول، ويجلي بدهيات الدين، ويربط ذلك بالعمل وضرورته، لكنه سلك في سبيل ذلك حرفية عقيمة في الفهم، وإشارة موغلة في الغلو، ظاناً أن هذا هو منهج العزيمة والاستقامة، فوقع في طامة التكفير أعني تكفير أعيان عوام المسلمين من المخالفين، وهكذا نفر من بدعة ليقع في بدعة شر منها، وسد على نفسه منافذ الاتصال بالناس، وإيصال الحق لقلوبهم، فتحولت دعوته إلى نظرية عقيمة، تتآكل كل يوم، وتفرز بدعا جديدة، واستتبع ذلك انحرافا خطيرا في منهج التلقي والاستمداد، حيث وضعت أصول ومعايير لا تقل شرا وخطرا عن شرائع الطواغيت الوضعية.
والآخر: انطلق في دعوته بدون منهج واضح، ولا تصور اعتقادي متكامل، فلم يتناول الأمر بالتأصيل العلمي، بل بالتهويش العاطفي، فكان أن واجهه أصحاب الفريق الأول بأصول وقواعد لا يملك مثلها ولا يستطيع ردها، فهرب من التكفير إلى التبرير وأخذ يسند هذا الواقع ويؤصله بنظريات بدعية، ووجد في مذهب المرجئة الذي أصبح كما قلنا هو الظاهرة الفكرية العامة بغية وسندا، فنسي نفسه ونسي مهمته الأساس وهي تغيير هذا الواقع لا تبريره.
فالفريق الأول: أعاد مذهب الحرورية جذعا.
والآخر: أحيا مذهب المرجئة غضا، ونقله من الدوائر الأكاديمية التقليدية إلى منهج العمل والتغيير!!.
الرد على من اتهم بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأنهم يكفرون المسلمين ص 83:-
بل إن هؤلاء القليل ـ الذين ساروا على منهج أهل السنة ـ عندما يَدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره، نجدها تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين، كما حصل لشيخ الإسلام بن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشهيد سيد قطب، رحمهم الله، وأمثالهم، ويعرضون عن تصريح هؤلاء العلماء بأنهم لا يقصدون تكفير الأعيان، بل تصحيح حقائق الدين في القلوب والأذهان.
ثم قال المؤلف في الحاشية: ذلك أن تصحيح العقيدة له أصل ضروري، وواجب حتمي لا يحل السكوت عنه، أما الحكم على الأعيان فأمر تطبيقي تبعي له شروطه وضوابطه، ويجوز الخلاف فيه ما دام اجتهاديا.
ترك تكفير الزنادقة والساخرين بالدين والكتاب والشعراء أنتج كفراً ص 83:
ولهذا تجرأ الملاحدة، زعماء، وكتّاب، على دين الله سخرية واستهزاء، وأصبح هذا ميداناً للزعماء والمفكرين، وملهاة للشعراء والصحفيين، وجرت ألفاظ الاستهزاء على ألسنة العوام، فأصبحت في بعض الأحيان والبلدان كالسلام، وعم البلاء حتى تعدى مجال الإستهزاء إلى مجال الكفر الجاد الجلي الذي كان أمرا محظورا، ولو عرفا وعادة، فنسي الناس تكفير الباطنية، والقرامطة، والدروز، والنصيرية وأشباههم، بل نسي بعضهم أو شك في كفر اليهود والنصارى وأمثالهم، وغاب عنهم تماما كفر طواغيت الدجل، والخرافة، والسحر، بل سموهم أولياء وصالحين، وأما طواغيت الحكم والتشريع فقد نسخوا شريعة الله جهارا نهارا، وحكموا شرائع الطاغوت في الدماء والأعراض والأموال.
الفرق بين الكافر العصري وكفار الماضي من حيث العبودية والسبب:-
إن الكافر العصري (الأوربي خاصة) بظلمه وجهله ونسيانه، يغفل عن أعظم غاية يفتقر إليها قلبه، وهي الإيمان بالله عز وجل، وينسى أن جوعة الإيمان لا يسد رمقها أي نوع من ملاذ الدنيا ومتاعها الزائل وغاياتها الدنيئة، وهو إذ يحس ذلك من نفسه ويرى أنها غير مستسلمة لله ومنقادة لأمره، لا يرضى أن ينسب للعبودية بل ينكر أن يكون يعبد شيئاً بإطلاق، وهو بهذا يفتقد الصراحة التي كان كفار الماضي يتمسكون بها مع أنفسهم، فقد كانوا مقرين بالعبودية لمعبوداتهم حتى إنهم ليسمون أنفسهم (عبد اللات، وعبد العزى، وعبد يغوث) ونحوها مما هو كثير في أسمائهم.
ثم قال المؤلف بعد ذلك بأسطر مبينا السبب:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل مرجع ذلك أن الإنسان المعاصر قد صدق المزاعم الهدامة، التي بثها دعاة الضلالة من الخارجين عن الكنيسة النصرانية الوثنية، أمثال " جوليان هكسلي " و " سارتر " ونحوهما، تلك المزاعم التي تدعي أن الإنسان اختلق فكرة الألوهية لما كان محتاجا إليها، أما الآن فقد أصبح هو نفسه الإله!!
الكفار مربوبون لله قهرا، وهناك قضية أخرى ص 150:
إن كثيراً من المسلمين ولله الحمد يدركون حقيقة إسلام الكون القهري لله تعالى، فلا يتطرق إليهم الشك في أن الكفار أوربا وأمريكا مربوبون لله تعالى، من حيث هو خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم، ولكنهم مع ذلك لا يدركون الجانب الآخر من الحقيقة، وهو أن هؤلاء الكفار عبيد أرقاء مغرقون في العبودية والرق لغير الله، ولا غرابة في خفاء ذلك على أكثر المسلمين، لأنهم هم واقعون في شرك الإرادة التي لا يشعرون بها، حتى البلاد التي عافاها الله فتخلصت من شرك التقرب والتنسك لغير الله، غزاها الشيطان بشرك الإرادة، وفتنها ما فتح الله عليها من كنوز الأرض، فانكب أهلها على الدنيا انكباب الغافلين، وعبدوا الدرهم والدينار بل التراب والعقار، وتحولت العقيدة الصحيحة إلى نظرية ذهنية موروثة، وحتى شكلها النظري لم يبق منه لدى العامة إلا معان شاحبة إلا من سلّم الله وحفظ.
ثم قال المؤلف في الحاشية:
ومن أجلى مظاهر ذلك أن سحر الدنيا أذاب عقيدة الولاء للمؤمنين، والبراء من المشركين، فترى الشيخ الكبير الذي أفنى زهرة شبابه في جهاد المشركين، وقد أصبح المشرك جليسه وأكيله وشريكه في تجارته، وأمين سره، ووكيل أعماله والمشركة المربية لأولاده، وعشيرة نسائه، بل ربما أصبح بيته يجمع أديانا كثيرة، وطرائق قددا، والله المستعان!!
تعليق المؤلف على موقف الإمام أحمد في عدم الخروج على الدولة العباسية وعدم تبديع أحمد بن
نصر الخزاعي رحمه الله ص 263:
فقد صرح به ـ ترجيح موقف الممسكين عن الفتنة في عهد الصحابة ـ إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل , وبني عليه موقفه في رفض الخروج على الدولة العباسية ثم قال المؤلف في الحاشية:
وقد ظهر صدق هذا الموقف حين رجع المتوكل إلى السنة , وانقلبت الدولة على رؤوس المبتدعة تنكيلا , وهذا جزاء الصبر وبركة أتباع النصوص , فللسيف موضعه، وللحجة موضعها , والنصوص هي الحكم ويعطي الله البصيرة من يشاء من عباده، فينزل النصوص على الواقع، ويصيب مناط الحكم، هذا ويلاحظ من كلام الإمام أن المسألة اجتهادية مصلحية , لا يترتب على الخلاف فيها تبديع وتضليل , وهكذا كان موقفه من أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله.
من مناهج الخوارج ص 289:
فهم ـ الخوارج ـ يقيمون الدنيا ويقعدونها , ويثورن ويحجمون من أجل إثبات قضية , قد لا تكون ذات شأن , لكنهم يرون أن عدم إثباتها كفر وضلال , فإذا ما تحقق لهم ذلك نكصوا ونكسوا رؤوسهم وقالوا: قد كنا مخطئين بل كافرين حين فعلنا ذلك , فيثورون ويشتطون أشد من الأول من أجل إبطال ما أثبتوا , والتراجع عما قرروه ويرون ضد ذلك كفرا!!
العلة الحقيقة لظهور الخوارج ص300:
والعلة الحقيقة لظهور الخوارج هي علة نفسية جبلية , هي أن النفوس البشرية لا تنضبط دائما على المنهج العدل الوسط , بل تجنح عنه ذات اليمن أو ذات الشمال , إما الإيغال المهلك , وإما التفريط المسرف , وقد وقعت الخوارج في الأول كما وقعت المرجئة في الآخر، وإنما تنضبط النفوس بالتزكية المستمرة، والتقويم الدائم، كما حصل للجيل الأول.
الهدف من دراسة ظاهرة الخوارج في نظر المؤلف ص 302:
ومن هنا كان لابد من معرفتهم ودراسة فكرهم ومنهجهم _ الخوارج _ ليُحذر ويُجتنب أولاً , ولضمان عدم نشوء رد الفعل المقابل وهو الإرجاء ثانيا.
العذر بالجهل ص 494:
والأكثر مخالفة لمذهب السلف هو اعتقاد تكفير من جهل شيئا من أركان الشريعة بإطلاق؛ فإن الإنسان قد يجهل حكما هو عند غيره معلوم قطعي ويكون مع ذلك معذورا على تفصيل ليس هذا موضعه.
موقف أهل السنة من المبتدعة من حيث التكفير وعدمه ص494:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا مع أن أهل السنة والجماعة لايكفرون أهل البدع من أصحاب الصلاة، إذا كانوا متأولين ومن تجرد كلامه عن التأويل وكان مذهبه على سبيل المحاداة والمعاندة للدين يكفر، لكنه قد يعامل معاملة المنافق ظاهرا، ولهم تفصيل يدل على أنهم أصحاب القسطاس المستقيم.
التخبط في مسألة التكفير عند المرجئة ص 544:
ومن أفسد الأصول التي بناها المرجئة على هذا الاعتقاد، أي انحصار الإيمان في التصديق القلبي وحده، أنهم حصروا الكفر في التكذيب القلبي أيضا حتى إنهم لم يعتبروا الأعمال الكفرية كالسجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الرسول ? إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبي، وليست مكفرة بذاتها.
وكان لهذه العقيدة آثار عميقة المدى على الأمة، بل هي في عصرنا هذا أساس للضلال والتخبط الواقع في مسألة التكفير، ومنها نشأ التوسع في استخدام " شرط الاستحلال " حتى اشترطوه في أعمال الكفر الصريحة؛ كإهانة المصحف، وسب الرسول ? وإلغاء شريعة الله، فقالوا: لا يكفر فاعلها إلا إذا كان مستحلا بقلبه!! واشترط بعضهم مساءلة المرتد قبل الحكم عليه، فإن أقر أنه يعتقد أن فعله كفر كُفر، وإن قال: إنه مصدق بقلبه ويعتقد أن الإسلام أفضل مما هو عليه من الردة لم يكفروه.
التكفير عند الأشاعرة ص 545:
أنهم – المرجئة - حصروا الكفر في التكذيب القلبي أيضا حتى إنهم لم يعتبروا الأعمال الكفرية كالسجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الرسول ? إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبي، وليست مكفرة بذاتها.
قال المؤلف في الحاشية:
وهذا من الأصول الثابتة في مذهب الأشاعرة قديما وحديثا، ومن أعظم الرد عليهم أن الأشعري نفسه في المقالات ذكر هذه الأقوال نفسها عن فرق المرجئة، كالجهمية، والصالحية والمريسية، وهذا يدل على صحة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية مرارا، وما استنتجناه من بحثنا هذا وهو أن الأشاعرة على مذهب جهم والصالحي وإن غيروا قليلا.
من ضوابط التكفير التفريق بين من يطيع محبة ورضا، وبين من يطيع إكراها وقهرا ص 587:
والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته وكمال الذل ونهايته، فالمحبوب الذي يعظم ولا يذل له لا يكون معبودا، والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبودا.
قال المؤلف في الحاشية: وهذا مما يفرق به بين حكم أتباع طواغيت التدين والخرافة، و أتباع طواغيت الحكم المرتدين (أي في الحكم الظاهر في الدنيا لا ما عند الله) فإن أتباع الأحبار والرهبان ونحوهم كمشايخ الطرق الغلاة، وأئمة الفرق الدينية المرتدة يتبعون رؤساءهم تدينا وتعبدا، فيجمعون لهم بين التعظيم والمحبة والذل والطاعة، فلهذا كان عملهم ذلك شركا في الربوبية، وسمى الله تعالى متبوعيهم أربابا فقال (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، ومن هنا استوى حكم الأتباع مع حكم المتبوعين في الكفر والضلال.
وهذا بخلاف أتباع طواغيت الحكم والقهر، فإن شبهة الإكراه في حقهم واضحة، والله تعالى لم يخبر عن فرعون وأمثاله أن قومه اتخذوه ربا وعبدوه كما أخبر عن الأحبار والرهبان، وإنما أخبر أنه هو ادعى الربوبية، وأما قوله تعالى (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) فمعناه خاضعون خضوعا لا يلزم منه المحبة والتعظيم، بل كانوا يسومونهم سوء العذاب ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، فأتباع طواغيت القهر المرتدين دعوى الإكراه منهم أو الإعذار به من غيرهم لها وجه؛ لأن تسلطهم وجبروتهم يستدعي أن يقدم الأتباع لهم الطاعة والذل وإظهار الموافقة، مع احتمال إبطان الكره والبغض، ولهذا قد تنتهي العبودية لهم بانتهاء دولتهم، كما حصل في مصر حين حكمها صلاح الدين، فانتقل أهلها من إظهار الرفض والزندقة إلى الإسلام والسنة دون عناء، فتكفير هؤلاء الأتباع مطلقا غلو وإسراف.
أما من جمع منهم بين المحبة والذل والتعظيم للطواغيت، فهذا موافق لهم على ردتهم وحكمه حكمهم بلا خفاء، ولكن معرفة ذلك على الحقيقة ليس بالأمر اليسير بالنسبة لكل أحد من الأتباع؛ لاشتباهه واختلاطه بمن يتبعهم هوى وشهوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود بيان أن ماجاء في كتابات بعض الدعاة المعاصرين في هذه القضية من إطلاق التسوية بين الطائفتين من الأتباع يجب تقييده، وأن قياسهم الشعوب الإسلامية على الأتباع والمستضعفين من الكفار، الذين ذكر الله مناظرتهم لمتبوعيهم في النار، وبراءتهم منهم حين لا تنفع البراءة قياس فيه غلو وإسراف، نعم هؤلاء الأتباع مسؤولون ومؤاخذون كل بحسبه، ولكن التكفير بالجملة والعموم أمر آخر.
من ضوابط تكفير المعين تحقق الشروط وانتفاء الموانع ص 628:
الحكم على المعين الذي لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع كما هو من أصول مذهب أهل السنة والجماعة الذين هم أعدل الناس، وأرحم الناس.
مقولة مؤمن باطنا كافر ظاهرا ص643:
ولهذا ينقد شيخ الإسلام ابن تيمية بقوة العبارة التي يستخدمها بعض الفقهاء في حق من صدرت منهم أعمال كفرية صريحة، وهي قولهم " كافر ظاهرا مؤمن باطنا "، مبينا أنها لوثة من لوثات الإرجاء.
الخوارج في الزمن المعاصر خرجوا من المرجئة ص695:
وكان خوارج عصرنا رد فعل لمرجئتهم، فقد تولد التكفير الغالي في أحضان المرجئة الغالية، عكس ما حصل في القرن الأول من تولد الإرجاء في أحضان الخروج.
كفر الإباء والاستكبار ص706:
كفر إبليس هو كفر إباء واستكبار كما أسلفنا من جنس من يقول: لن أصلي ولن أزكي، وكفر اليهود كفر حسد وبغي كما في مواضع من القرآن، فهو من جنس من يقول: إن كان فلان هو من يبلغني أمر الله فلن أطيعه، فإبليس اعترض على الشارع في نفس أمره، واليهود اعترضوا عليه في اختيار من يبلغ الأمر، كما قال الحبران في القصة المتقدمة: " لو كنت من نسل داود لاتبعناك ".
حصر الكفر بالاستحلال مخالف لأصول أهل السنة ص711:
وحصر الكفر في الاستحلال أمر ناقص، ومجانب للصواب، ومخالف لأصول أهل السنة والجماعة من عدة أمور:
أولاً: إن الكفر يكون:
1ـ بالاعتقاد في القلب كمن أعتقد أن لله ندا أو شريكا أو مثيلا.
2ـ ويكون بالقول باللسان كمن سب الله ورسوله، ومدح الأصنام وهجا الأنبياء واستهزأ بالدين.
3ـ ويكون بالعمل الظاهر كمن يقاتل الأنبياء، ويعذب أتباعهم ويهدم المساجد، ويحرق المصاحف ويذبح لغير الله ويسجد للأصنام ويتعلم السحر أو يعلمه، ويقاتل المؤمنين مع الكافرين أو ينصرهم بالمال والسلاح على المؤمنين، فحصر الكفر في قول القلب وحده ضلال عظيم، وخطأ بيّن إن لم يكن كفراً صريحاً، كما حال من صرح به، أو التزم لوازمه ولهذا ونحوه كفر بعض السلف الجهمية، ولم يعدوهم من فرق أهل القبلة.
ثانياً: أن الاستحلال كفر برأسه، سواء فعل صاحبه ما أحل من المحرمات أو لم يفعل.
ثالثاً: أن الكفر أعظم المعاصي بإطلاق: والاستحلال ينقل المعصية التي دون الكفر إلى مرتبة الكفر بإجماع أهل السنة والمرجئة سواء , فإذا ثبت ذلك فإلى أي مرتبة ينتقل الاستحلال الكفر وليس وراءه مرتبة أخرى، بل هو بذاته كفر، فدل ذلك على أن موضوعه المعاصي التي هي دون الكفر لا الكفر، فإن اقترن بالكفر كان زيادة فيه كمن يكفر بالبعث ثم يكفر بالله.
رابعاً: أنه لا يجوز أن يقال: لا بد أن يكون المستحل مكذباً بالدين حتى يكفر كما لا يجوز أن يقال في المكذب بالدين: أن يكون مستحلاً للتكذيب، فكذلك المعاند المستكبر والشاك وغيره فتبين أنه لا يصح جعل أحد أنواع الكفر شرطاً في الأنواع الأخرى أو قيداً فيها.
خامساً: أن الاستحلال نفسه يكون بالاعتقاد والقول والعمل:
فالاعتقاد واضح , والقول كمن يقول إن الزنا أو الربا أو شرب الخمر حلال , ومن ذلك قصة قدامة بن مظعون ومن معه في شرب الخمر , والعمل كقصة الرجل الذي تزوج امرأة أبية فأمر النبي ? بقتله وتخميس ماله , ولم يأمر بسؤاله أأنت مستحل أو مقر؟.
سادساً: أن حصر الكفر في الاستحلال يقتضي أن لا يكفر أحد , يقول أنا غير مستحل وأنا أعتقد أن هذا حرام مهما عمل من المكفرات، حتى من سب الله ورسوله وأنواعه , مادام لم يصرح بالاستحلال أو صرح باعتقاد أن ذلك حرام في الشرع.
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: أن حصر الكفر في الاستحلال، قد لا يلزم حتى على مذهبهم وذلك لأن كلمة " الاستحلال " لا تدل على اعتقاد حل محرم , إلا بحسب الاصطلاح، أما في اللغة بل وفي كلام الشرع فإن المستحل هو المستمرئ للحرام الذي لا يعبؤ بالتحريم ولا يبالي به، كما قال ?: " يستحلون الحر والحرير " فإذا احتاج المصطلح إلى قيد ليدل على المراد فكذلك يحتاج إلى النصوص الأخرى , فهذا اللفظ الذي لا يدل على الكفر بذاته كيف يجعلونه هو وحده مناط الكفر المناقض للإيمان دون لا سواه، ويعدلون عما ورد صريحاً في الشك والنفاق والاستكبار والإعراض والتولي نحوها مما في الكتاب والسنة.
توضيح عبارة أهل السنة " ولا نكفر أحدا حتى يستحله " ص721:
وضموا – المرجئة- إلى ذلك الاستدلال بمقولة أهل السنة: " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحله " على إطلاقها فاستنتجوا من ذلك كله أن من كفّر أحداً بترك ما تركُه كفرٌ أو فعل ما فعله كفرٌ وهو غير مستحل لذلك، خرج عن قاعدة أهل السنة هذه، ووقع في مذهب الخوارج أو بعضه!! وهذا خطأ بيّن لا يخفى على من أطلع على ما سبق، ونزيد هنا فيما يتعلق بهذه العبارة فنقول:
1ـ الاستحلال عند أهل السنة والجماعة إنما متعلقه بالذنوب التي دون الشرك أو الكفر كما سبق , ولذلك يذكرون هذه العبارة في باب الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يكفرون بالكبائر العملية التي هي جنس المعاصي كالزنا وشرب الخمر كما هو معلوم، ولو كان جنس ارتكاب المكفر من جنس فعل المعصية، وكان لا بد كل من ورد فيه أنه كافر أن يقيد بالمستحيل أو الجاحد مطلقاً كما يقولون لجاز أن نقول: " الزاني كافر " و" شارب الخمر كافر " بإطلاق , فإذا اعترضوا علينا قلنا إنما نعني به المستحل أو الجاحد , كما تقولون تارك الصلاة كافر , والحاكم بغير ما أنزل الله كافر , وتعنون المستحل أو الجاحد، والحق أن الإطلاق في الكل باطل؛ كما وأن التقييد في الكل باطل , وأن الحق في اتباع النصوص.
2ـ أن العبارة نفسها لا تدل على مرادهم بإطلاق فإن فيها التقييد بكلمة " أهل القبلة " ومعلوم أن من ترك الصلاة التي هي رأس العمل الظاهر، بل من كَفَر بأي مُكفِر كان لا يسمى عندهم من أهل القبلة.
3ـ أن العبارة فيها إطلاق تنبه أهل السنة له وإن اشتبه الأمر بعضهم، ولهذا تكلموا في تقييدها بما بدفع اللبس ويزيل الإشكال، مثل أن تصبح " ولا نكفر أحدً من أهل القبلة بكل ذنب مالم يستحله " وفي نظري أن قولنا: "ولا نكفر أحدً من أهل القبلة بكل ذنب مالم يستحلة " أوضح في المراد، وإن كانت تلك أجود في العبارة، كما أن هذه تزيل الإشكال الناشئ من كون الذنوب الاعتقادية قد تدخل في الصيغة الأولى وهي لايقال: يكفر صاحبها بالاستحلال بل يقال: يكفر بالرد والإنكار , فتأمل.
4ـ أن أهل السنة والجماعة متبعون لنصوص الشرع في كل شيء، فما جعله الشرع كفرا بإطلاق فهو عندهم كفر بإطلاق، كمن ترك الصلاة أو تعاطى السحر أو حكم بشرع غير ما أنزل الله، وسموا فاعله كافراً بإطلاق وما جعله من جنس المعصية لكن سماه كفراً سموه كفراً كذلك ولم يكفروا فاعله، بل جعلوه مرتكبا لعمل من أعمال الكفر، وشعبه من شعبه , كقتال المسلم الوارد فى الحديث.
ثم قال المؤلف: ومن نفي عنه الإيمان بفعل ما هو من جنس المعصية ينفون عنه الإيمان لكن لا يخرجونه من الإسلام، وهذا هو معني قولهم: " نثبت له مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق " وذلك كما ورد في حديث: " لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... " الخ.
ومن ارتكب ذنبا لم يجعله الشرع كفرا بإطلاق فهو مرتكب الكبيرة الذي وقع الخلاف فيه قديما بينهم وبين الخوارج، وحكمه عندهم في الآخرة أنه إن لم يقم به مانع من موانع إنفاذ الوعيد كالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ونحوها فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ولهذا فهم يجزمون بأن بعض أهل الكبائر سيدخلون النار، وأن بعضهم لن يدخلها، كما هو مقتضى الجمع بين الأدلة في هذه المسألة، كل ذلك باتباع مطرد للنصوص، وجمع متسق بينها وفق منهج منضبط لا خلل فيه ولا اضطراب، فلو قائل قائل من أهل السنة: " ولا نكفر أحدا بذنب ما لم يستحله " وجب حمله على هذه الأصول وفهمه وفق ذلك المنهج.
لماذا قال أهل السنة عبارة "لا نكفر أحدا بذنب مالم يستحله " ص724:
ولما كان الخوارج والمعتزلة ينبزون أهل السنة والجماعة بالإرجاء، وكان المرجئة ينبزونهم بالخروج، بينوا الفوارق بينهم وبين كل من الطائفتين، ومن ذلك أنهم يكفرون من ارتكب ما هو من جنس المكفرات ولو كانت أعمالا أو تركا للعمل فليسوا إذن مرجئة.
ولا يكفرون من ارتكب ما هو جنس المعاصي ما لم يستحل ذلك فليسوا إذن خوارج، فمن هنا جاءت هذه العبارة , فتوسيع مفهومها، أو وضعها في غير موضعها غير مقبول.
حكم تارك الأركان الأربعة وسائر عمل الجوارح ص656:
وبهذا يتبين لطالب الحق أن ترك الأركان الأربعة، وسائر عمل الجوارح كفر ظاهرا وباطنا؛ لأنه ترك جنس العمل الذي هو ركن الحقيقة المركبة للإيمان، التي لا وجود لها إلا به، وهذا مما لا يجوز الخلاف فيه، ومن خالف فيه فقد دخلت عليه شبهة المرجئة شعر أو لم يشعر " أ. هـ
وبهذا انتهت الفهرسة الرابعة لكتاب ظاهرة الإرجاء فيما يتعلق بباب التكفير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 08:04]ـ
أخي عقيل بارك الله فيك
ياليت لو جمعت هذه الفوائد في ملف وورد حتى تطبع وتقرأ ولعلي ارسلها للشيخ إن أمكن حتى يراها وأيضا يمكن أن تطبع إن وافق الشيخ ويكون لك الأجر إن شاء الله
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:34]ـ
أشكر أخي ضياء السالك ...
وياليت أحد الأخوة يتبرع بجمعها كما ذكرت ... لنقص خبرتي في هذا المجال ...
وما تمنيت أن أصنعه هو فهرسة الفوائد التربوية .... فقد فاتتني ...
وبقيلدي الفوائد العامة ... سأنزلها بإذن الله ...
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب ظاهرة الارجاء للشيخ سفر الحوالى خالف فية اهل السنة فى كثير من المسائل وقد حذر العلماء من هذا الكتاب
وقد لمز فية الشيخ الالبانى بالارجاء
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 04:35]ـ
بعض العلماء الذين حذرو من كتاب ظاهرة الارجاء
1: العلامة ناصر الدين الالبانى
2:الشيخ على حسن عبد الحميد
3:الشيخ ربيع المدخلى
4:الشيخ محمد امان الجامى
5:الشيخ محمد المدخلى
6:الشيخ مقبل بن هادى
7:والشيخ محمد سعيد رسلان لمز الكتاب والكاتب فى خطبة الصواعق المرسلة على اهل الارجاء
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 03:03]ـ
يا أخي المصري
مافي كتاب يسلم من أخطاء
ثم هذا التحذير العام هذا ليس ديدن أهل العلم
والكتاب صدر في الممكلة ولا أعلم احدا من هيئة كبار العلماء لمز الكتاب
فهون عليك
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 07:43]ـ
أخي الحلبي المصري ...
من القواعد المقررة عند أهل العلم ... ترك تلميح المفهوم ... مقابل تصريح المنطوق ...
وتخريجا عليها:
نترك لمز العلماء للكتاب ... ونأخذ بتصريح المؤلف على المرجئة ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 07:51]ـ
عذرا أيضا أخي الحلبي المصري:
ما أشرت إليه أن المؤلف الشيخ الدكتور سفر الحوالي لمز العلامة الألباني بالإرجاء ...
فهي ترجع لمسألة أخرى .. وهي:
متى يحكم على العالم بمنهج معين؟ ومتى يعتبر كلام ذلك العالم زلة لا يتابع عليها؟
ومن عرف أصول أهل السنة وجد البابين عندهم متفرقة ... وعليه ينزل كلام الشيخ سفر ...
والمرجع في ذلك إلى عدة أمور أذكر منها حاليا ما يلي:
1ـ انتساب العالم إلى السنة بالجملة من عدمها .. وهذا أمر مؤثر عند أهل السنة.
2ـ تقرير العالم لمنهج المبتدعة من عدمه ... ففرق بين أن ينصر عالم منهجا بدعيا وبين أن يقرر منهجا بدعيا ويؤصله.
3ـ أصول ذلك العالم التي يقررها ويرجع إليها.
بالإضافة إلى قواعد أخرى يعرفها من عرف باب السماء والأحكام.
وبهذا يتبين موقف الشيخ سفر من الألباني رحمه الله، كما تبين قديما موقف ابن تيمية من ابن حجر، وأهل السنة من ابن خزيمة
رحم الله الجميع ... وألحقنا بهم ...
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى عقيل واخى ضياء اقول لكم
قال اخى ضياء (مافي كتاب يسلم من أخطاء) اذن ما الضابط فى التحذير من الكتب التى بها اخطاء ثم نحن غير مختلفون فعلا ما فى كتاب يسلم من اخطاء الى كتاب الله لكن هلا هذة ذريعة لعدم التحذير من الكتب التى حذر منها العلماء ثم الا تخشى ان ياخذ هذة الكلمة المبتدعة ويقولو لماذا تحذرون من كتبنا ما فى كتاب يسلم من اخطاء ارجو ان تبين لى الضابط
ثم قلت (والكتاب صدر في الممكلة ولا أعلم احدا من هيئة كبار العلماء لمز الكتاب) الله يبارك فيك حذر من الكتاب الشيخ الالبانى والشيخ مقبل والشيخ ربيع والشيخ امان الجامى والشيخ رسلان هلا تركت كل هؤلاء ثم تقول ليس احد من هيئة كبار العلماء حذر من الكتاب ثم هل سال احد هيئة كبار العلماء عن الكتاب .. ؟
ثم قال اخى عقيل (نترك لمز العلماء للكتاب ... ونأخذ بتصريح المؤلف على المرجئة ... ) اخى اقول لك تصريح العلماء فى التحذير من الكتاب عندى صوتيا كل من ذكرت حذرو من الكتاب
ثم اتذكر كلمة لأحد الافاضل قال عن الكتاب ان نصفة طعن فى الشيخ الالبانى وتلاميذة والنصف الاخر مدح فى سيد قطب
وسئل العلامة محمد بن صالح العثيمين عمن رمى الشيخ الالبانى بالارجاء فاجاب قائلا: من رمى الشيخ الالبانى بالارجاء فقد اخطاء اما انة لا يعرف الالبانى واما انة لا يعرف الارجاء
اخيرا قال اخى (كما تبين قديما موقف ابن تيمية من ابن حجر) اقول ابن تيمية مات ولم يولد بعد ابن حجر هذا على حد علمى وانا واثق من ذلك
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 06:15]ـ
بعض العلماء الذين حذرو من كتاب ظاهرة الارجاء
1: العلامة ناصر الدين الالبانى
2: الشيخ على حسن عبد الحميد
3:الشيخ ربيع المدخلى
4:الشيخ محمد امان الجامى
5:الشيخ محمد المدخلى
6:الشيخ مقبل بن هادى
7:والشيخ محمد سعيد رسلان لمز الكتاب والكاتب فى خطبة الصواعق المرسلة على اهل الارجاء
من الطبيعي أن يحذّر " علي الحلبي " و " سعيد رسلان " من كتاب يتكلم عن الإرجاء!! (و اللبيب بالإشارة يفهم) .. و اعتبارهما من العلماء الذين لهم حق الاستدراك على كتب الشيخ " سفر " أمر يدعو للضحك ..
أما الشيخ الألباني - رحمه الله - فخطأه في هذه المسألة مشهور مسطور ,و لكنه - إن شاء الله - مغمور في بحر حسناته ..
و باقي من ذكرت تحذيراتهم من الكتب و أصحابها لا تمت للأسلوب العلمي بالمرة من قريب أو بعيد , و تكون في الأغلب لتصفية حسابات معيّنة العلم منها بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ...
و يمكنك - لو أحببت - مراجعة ردود اللجنة الدائمة على " الحلبي " و أضرابه لتعرف حقيقة ما أقول ..
و " حذروا " بالمناسبة تكتب هكذا , و ليس كما كتبتها أنت ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 12:14]ـ
أحسنت أخى ابن عبد الكريم بارك الله فيك
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 07:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال اخى ابن عبد الكريم
من الطبيعي أن يحذّر " علي الحلبي " و " سعيد رسلان " من كتاب يتكلم عن الإرجاء!! (و اللبيب بالإشارة يفهم) .. سؤال هل الشيخ على الحلبى والشيخ محمد سعيد رسلان من المرجئة؟ ..
ثم قلت
و اعتبارهما من العلماء الذين لهم حق الاستدراك على كتب الشيخ " سفر " أمر يدعو للضحك
هل الشيخ سفر معصوم لا يخطئ: ثم فى قاعدة عند العلماء تقول (الجرح المفصل مقدم على التعديل المجمل) ولو كان اقل علما من العالم الذى زكى الكتاب
(أما الشيخ الألباني - رحمه الله - فخطأه في هذه المسألة مشهور مسطور ,و لكنه - إن شاء الله - مغمور في بحر حسناته)
ظاهر كلامك انك ترمى الالبانى بالارجاء واقول لك كما قال العلامة العثيمين من رمى الالبانى بالارجاء اما انة لا يعرف الارجاء او انة لا يعرف الالبانى ثم قال رحمة الله
الالبانى رجل من اهل السنة رحمة الله. مدافع عنها.امام فى الحديث.لا نعلم احد يبارية فى عصرنا لكن بعض الناس نسال الله العافية يكون فى قلبة حقد اذا رأى قبول الشخص ذهب يلمزة بشئ كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات الذين لا يجيدون الا جهدهم يلمزون المتصدق المكثر من الصدقة. والمتصدق الفقير
الرجل رحمة الله نعرفة من كتبة واعرفة بمجالستة احيانا سلفى العقيد سليم المنهج لكن بعض الناس يريد ان يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به ثم يدعى ان من خالفة فى هذا التكفير فهو مرجئ كذبا وزورا وبهتانا لذلك لا تسمعوا لهذا القول من اى انسان صدر)
ثم قال (الرجل طويل الباع واسع الاطلاع قوى الاقناع)
ثم قلت (باقي من ذكرت تحذيراتهم من الكتب و أصحابها لا تمت للأسلوب العلمي بالمرة من قريب أو بعيد , و تكون في الأغلب لتصفية حسابات معيّنة العلم منها بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب)
اقول انا علامة اهل البدع الوقيعة فى اهل الاثر
ثم قلت (و " حذروا " بالمناسبة تكتب هكذا , و ليس كما كتبتها أنت .. ) جزاك الله خيرا
ان شاء الله لنا لقاء اخر
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 10:41]ـ
الشيخ علي الحلبي _ هداه الله _ قامت اللجنة الدائمة بالرد عليه ووصفه بالإرجاء , وكذا كبار العلماء مالشيخ اللحيدان.
أما الشيخ رسلان فما وقفتُ له على كلام في مسائل الإيمان إلا الخطبة الموسومة بالصواعق , وظاهر كلامه فيها أنه يوافق الحلبي في هذه المسائل , ولا بد من التأكد من أقواله في المسئلة.
والشيخ سفر ليس معصوماً ولا شيء , ولكن محل سخرية الأخ هو لمز الشيخ بالتكفير مِن مَن اتهم بالإرجاء من اللجنة الدائمة وكبار أهل العلم.
وأما الكلام على الشيخ الألباني , فقواعدكم تنص على أن من علم حجة على من يعلم , أليس كذلك؟
فاطرح الكلام العام والثناء العام , خذ الأقوال واعرضها على فتاوى أهل العلم. واستنتج بنفسك.
ونصيحة أخوية عند التحقق من العقائد , دعك من الأسماء واسأل عن الأقوال , وستجد ما ينفعك بإذن الله.
والشيخ الألباني _ رحمه الله _ إن كانت أقواله قد خالفت منهج أهل السنة في مسألة أو اثنين , فذاك بإذن الله مغفور في بحر حسناته.
ولكن المشكلة أن الشيخ الألباني كان جبلاً رحمه الله , أما تلاميذه فهم مازالوا أوتاداً.
وراجع أخي الكريم كلام الشيخ ابن باز _ رحمه الله _ وكلام الشيخ ابن العثيمين والفوزان , والراجحي والبراك وبكر أبوزيد وعبدالعزيز آل الشيخ وصالح آل الشيخ واللحيدان والغديان وغيرهم من كبار أهل العلم في هذه المسئلة.
وأما الإحتجاج بالشيخ ربيع المدخلي والشيخ محمد المدخلي والشيخ زيد المدخلي والشيخ عبدالله المدخلي والشيخ أسامة المدخلي والشيخ عبدالمجيد المدخلي وكل عائلة المدخلي , فهذا احتجاج بمحل النزاع إذ هؤلاء يقولون بما سمته اللجنة قول المرجئة.
والحق أبلج ولكن أين الإنصاف.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
والكتاب صدر في الممكلة ولا أعلم احدا من هيئة كبار العلماء لمز الكتاب
فهون عليك
الكتاب لم يصدر في المملكة بل ولا يباع فيها ولله الحمد والمنة.
وهذه من حسنات هذه الدولة الفتية فهي تأخذ على يد أبناءها لكي لا يحملوا أوزار من يضلونهم بغير علم.
شفى الله الدكتور سفر وعجل له بالعافية وتاب علينا وعليه من الزلات والعثرات.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 12:33]ـ
الرد على من اتهم بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأنهم يكفرون المسلمين ص 83:-
بل إن هؤلاء القليل ـ الذين ساروا على منهج أهل السنة ـ عندما يَدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره، نجدها تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين، كما حصل لشيخ الإسلام بن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشهيد سيد قطب، رحمهم الله، وأمثالهم، ويعرضون عن تصريح هؤلاء العلماء بأنهم لا يقصدون تكفير الأعيان، بل تصحيح حقائق الدين في القلوب والأذهان.
..
أسالكم بالله من يستطيع إثبات هذه الدعوى التي طالما حاولت استيعابها فلم استطع!!
فهل من مساعد؟
وتكون المساعدة بأن يعرض هذا المساعد كلام سيد قطب الذي صحح به إيمان الأمة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 06:37]ـ
الأخوة:
ابن عبد الكريم وأبو زكريا المهاجر وأبو الوليد السلفي ... شكر الله لكم
الأخ أبو عمر السلفي ... وفقه الله للصواب:
صدور الكتاب من المملكة أو عدم صدوره ... وصف ملغي الاعتبار ...
لأن هناك ما صدر في المملكة مما تتبرأ منه أنت ... (كتب العلمانيين أنموذجا) ...
وأما ما أشكل عليك من كلام سيد رحمه الله: فهون عليك لا يحتاج الأمر إلى إشغالك نفسك حتى طالما لم تستوعبها ...
فالمهم:
أن يكون الأصل عندك متقرر ... في خطأ الناس في تفسير كلام أهل العلم في باب التكفير ...
فمن يصحح العقائد ويؤصل الباب ويذكر التكفير ويستدل له ويقرره ... يفهم كلامه على أنه ينزل التكفير على الأعيان.
(فتوى الشيخ البراك شاهدا عصريا) ....
وأمامك ثلاثة أمثلة فيما تداوله الناس: كلام ابن تيمية _ وابن عبد الوهاب - وسيد قطب ...
فإن صح لك مثالان منهما ... فلا يهم تصحيح الثالث ... لأنه لا يقدح في إيضاح المسألة في الباب.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 01:06]ـ
شكر الله لك أخي الحبيب
واصل إتحافنا بالفوائد والدرر من كتب الشيخ سفر
ولا تشغلك بعض المداخلات وفقك الله
تجاوزها؛ فهي لا تستحقُّ القراءة فضلاً عن المناقشة
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 01:59]ـ
الأخ أبو عمر السلفي ... وفقه الله للصواب:
صدور الكتاب من المملكة أو عدم صدوره ... وصف ملغي الاعتبار ...
لأن هناك ما صدر في المملكة مما تتبرأ منه أنت ... (كتب العلمانيين أنموذجا) ...
وفقني الله وإياك للرشد يا أخي عقيل
فالمنع صدر في إيام شيخ الآنام عبد العزيز بن باز رحمه الله
وفرق بين أن يمنع كتاب في ظاهرة يؤيد العقيدة الصحيحة وبين غيره من الكتب.
وتعلم وفقك الله أن قولهم (فيه نظر) عندما تصدر من أمثال ابن باز والعثيمين في الكتاب وصاحبه تستوجب العلم الضروري بالقدح في الكتاب وكاتبه شفاه الله.
وقد ماتا الشيخان على ذلك كما تعلم.
وأما ما أشكل عليك من كلام سيد رحمه الله: فهون عليك لا يحتاج الأمر إلى إشغالك نفسك حتى طالما لم تستوعبها ...
الاشكال وفقك الله في كلام المؤلف الدكتور سفر وليس في كلام سيد قطب - رحمه الله - فلعل سيدا يعفو الله عنه بالجهل.
وأما الدكتور سفر شفاه الله فما عذره عند الله في السكوت عن طوام سيد قطب بل ومدح بعضها والله المستعان.
أن يكون الأصل عندك متقرر ... في خطأ الناس في تفسير كلام أهل العلم في باب التكفير ...
فمن يصحح العقائد ويؤصل الباب ويذكر التكفير ويستدل له ويقرره ... يفهم كلامه على أنه ينزل التكفير على الأعيان.
(فتوى الشيخ البراك شاهدا عصريا) ....
وأمامك ثلاثة أمثلة فيما تداوله الناس: كلام ابن تيمية _ وابن عبد الوهاب - وسيد قطب ...
فإن صح لك مثالان منهما ... فلا يهم تصحيح الثالث ... لأنه لا يقدح في إيضاح المسألة في الباب.
نعلم وفقك الله بأن الدكتور سفر صاحب غيرة على الدين كما يظهر لنا ولكن الغيرة لابد أن تضبط بالشرع المطهر الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فالخوارج والمعتنزلة ومن سار على بعض أصولهم كسيد قطب كانوا أهل غيرة على الدين حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير آكل الربا؟!
يقول سيد قطب -تجاوز الله عنه- مبينا أن التعامل بالربا من المكفرات [البقرة::275]:
لنخلص منه إلى تنبيه من يريدون أن يكونوا مسلمين إلى جملة حقائق أساسية بصدد كراهية الإسلام للنظام الربوي المقيت:
الحقيقة الأولى: - التي يجب أن تكون مستيقنة في نفوسهم - أنه لا إسلام مع قيام نظام ربوي في مكان.
وكل ما يمكن أن يقوله أصحاب الفتاوى من رجال الدين أو غيرهم سوى هذا دجل وخداع.
فأساس التصور الإسلامي - كما بينا - يصطدم اصطداماً مباشراً بالنظام الربوي، ونتائجه العملية في حياة الناس وتصوراتهم وأخلاقهم.!!!
ثم يقول سيد قطب عند قوله تعالى {والله لا يحب كل كفار أثيم}:
وهذا التعقيب هنا قاطع في اعتبار من يصرون على التعامل الربوي - بعد تحريمه - من الكفار الآثمين، الذين لا يحبهم الله، وما من شك أن الذين يحلون ما حرم الله ينطبق عليهم وصف الكفر والإثم، ولو قالوا بألسنتهم ألف مرة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله. . فالإسلام ليس كلمة باللسان؛ إنما هو نظام حياة ومنهج عمل؛ وإنكار جزء منه كإنكار الكل. . وليس في حرمة الربا شبهة؛ وليس في اعتباره حلالاً وإقامة الحياة على أساسه إلا الكفر والإثم. . والعياذ بالله. .اهـ
قلت: أعوذ بالله من هذا التكفير لأصحاب المعاصي وإن كانوا مصرين عليها.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 02:13]ـ
أرجو من المشرفين حذف بعض الكلمات التي فيها سوء أدب مع الشيخ سفر
وهي
قول الحلبي:
خالف فيها أهل السنة في كثير من المسائل
وقول أبي عمر في الشيخ من غير ورع أو تعقل
لكي لا يحملوا أوزار من يضلونهم بغير علم
فهذا كلام قبيح جدا فهل الشيخ ضال عندك؟!
والله عجايب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 02:29]ـ
الكتاب أثنى عليه الشيخ الألباني نفسه رحمه الله.
وأما الشيخ الحلبي فكان الواجب عليه أن يشكر صاحب الكتاب لأنه بين ما وقع فيه بشبهة المرجئة في مقدمة كتاب حكم تارك الصلاة للألباني والتي خالف فيها الالباني رحمه الله.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 02:38]ـ
.
فالخوارج والمعتنزلة ومن سار على بعض أصولهم كسيد قطب كانوا أهل غيرة على الدين حتى وصل بهم الأمر إلى تكفير آكل الربا؟!
يقول سيد قطب -تجاوز الله عنه- مبينا أن التعامل بالربا من المكفرات [البقرة::275]:
لنخلص منه إلى تنبيه من يريدون أن يكونوا مسلمين إلى جملة حقائق أساسية بصدد كراهية الإسلام للنظام الربوي المقيت:
الحقيقة الأولى: - التي يجب أن تكون مستيقنة في نفوسهم - أنه لا إسلام مع قيام نظام ربوي في مكان.
وكل ما يمكن أن يقوله أصحاب الفتاوى من رجال الدين أو غيرهم سوى هذا دجل وخداع.
فأساس التصور الإسلامي - كما بينا - يصطدم اصطداماً مباشراً بالنظام الربوي، ونتائجه العملية في حياة الناس وتصوراتهم وأخلاقهم.!!!
ثم يقول سيد قطب عند قوله تعالى {والله لا يحب كل كفار أثيم}:
وهذا التعقيب هنا قاطع في اعتبار من يصرون على التعامل الربوي - بعد تحريمه - من الكفار الآثمين، الذين لا يحبهم الله، وما من شك أن الذين يحلون ما حرم الله ينطبق عليهم وصف الكفر والإثم، ولو قالوا بألسنتهم ألف مرة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله. . فالإسلام ليس كلمة باللسان؛ إنما هو نظام حياة ومنهج عمل؛ وإنكار جزء منه كإنكار الكل. . وليس في حرمة الربا شبهة؛ وليس في اعتباره حلالاً وإقامة الحياة على أساسه إلا الكفر والإثم. . والعياذ بالله. .اهـ
قلت: أعوذ بالله من هذا التكفير لأصحاب المعاصي وإن كانوا مصرين عليها.
سبحان الله
كلام سيد رحمه الله ظاهر فى المشرع هداك الله
وتأمل ما أوردته أنت: وما من شك أن الذين يحلون ما حرم الله ينطبق عليهم وصف الكفر والإثم، ولو قالوا بألسنتهم ألف مرة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله. . فالإسلام ليس كلمة باللسان؛ إنما هو نظام حياة ومنهج عمل؛ وإنكار جزء منه كإنكار الكل. . وليس في حرمة الربا شبهة؛ وليس في اعتباره حلالاً وإقامة الحياة على أساسه إلا الكفر والإثم. . والعياذ بالله. .اهـ
فتأمل
حقا إن الإنصاف عزيز
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 03:15]ـ
سبحان الله
كلام سيد رحمه الله ظاهر فى المشرع هداك الله
وتأمل ما أوردته أنت: وما من شك أن الذين يحلون ما حرم الله ينطبق عليهم وصف الكفر والإثم، ولو قالوا بألسنتهم ألف مرة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله. . فالإسلام ليس كلمة باللسان؛ إنما هو نظام حياة ومنهج عمل؛ وإنكار جزء منه كإنكار الكل. . وليس في حرمة الربا شبهة؛ وليس في اعتباره حلالاً وإقامة الحياة على أساسه إلا الكفر والإثم. . والعياذ بالله. .اهـ
فتأمل
حقا إن الإنصاف عزيز
افتح العينان يا أبا المهاجر ولا تنظر بعين واحدة!!
يقول سيد تجاوز الله عنه:
1 - أنه لا إسلام مع قيام نظام ربوي في مكان.
2 - وهذا التعقيب هنا قاطع في اعتبار من يصرون على التعامل الربوي - بعد تحريمه - من الكفار الآثمين.اهـ
يقول أبو عمر:
أولا ينفي الإسلام عند قيام نظام ربوي في مكان!! تأمل قوله (في مكان).
ثم سيد قطب يعتبر الإصرار على المعصية استحلالا وهذا من جهله بالدين عفا الله عنه , فتأمل قوله (وهذا التعقيب هنا قاطع في اعتبار من يصرون على التعامل الربوي) لم يقل (المشرعين له) بل قال (الذين يصرون على التعامل الربوي)
وانظر ماذا يقول سيد أيضا:
والذين يأكلون الربا ليسوا هم الذين يأخذون الفائدة الربوية وحدهم - وإن كانوا هم أول المهددين بهذا النص الرعيب - إنما هم أهل المجتمع الربوي كلهم.
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أنه قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه، وقال: هم سواء».
وكان هذا في العمليات الربوية الفردية. فأما في المجتمع الذي يقوم كله على الأساس الربوي فأهله كلهم ملعونون. معرضون لحرب الله. مطرودون من رحمته بلا جدال.اهـ
فكل المجمتع ملعون ومطرود من رحمة الله
أيقول هذا عالم يؤخذ منه معنى الإيمان والكفر!!
سبحانك نستغفرك ونتوب إليك.
وانظر الى قوله عند هذه الأية {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله. وأن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون} يقول سيد قطب:
إن النص يعلق إيمان الذين آمنوا على ترك ما بقي من الربا. فهم ليسوا بمؤمنين إلا أن يتقوا الله ويذروا ما بقي من الربا. ليسوا بمؤمنين ولو أعلنوا أنهم مؤمنون. فإنه لا إيمان بغير طاعة وانقياد واتباع لما أمر الله به. والنص القرآني لا يدعهم في شبهة من الأمر.اهـ
يقول أبو عمر:
سيد يقول إن النص القرآني يعلق إيمان المرابين على ترك الربا!!
والبارئ سبحانه يؤكد على أنهم مؤمنون وإنما التعليق في الأية بقوله (إن كنتم مؤمنين) للإيمان الواجب لا لأصل الإيمان كما فهمت الخوارج والمعتزلة وسيد قطب!!
فعلا الإنصاف عزيز يا أبا المهاجر وعين الرضا عن كل عيب كليلة والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 10:16]ـ
فعلا الإنصاف عزيز يا أبا المهاجر وعين الرضا عن كل عيب كليلة.
كما أن عين السخط تبدى الساوىء
ومن يك ذا فم مر مريض .................... يذق به مر الماء الذلال
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 08:45]ـ
هل ندافع عن الحق ام ندافع عن الرجال؟
في زمن يهان فيه اهل الحق و يلمع اهل الباطل
اعرف الحق تعرف الرجال
وكما قال الشيخ بشر بن فهد البشر لا يتبع عقيدة الارجاء الا من كانت له مصلحة من مصالح الدنيا في ذلك
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 07:50]ـ
الأخ .. البحث العلمي أشكرك على نقل كلمة الشيخ بشر البشر ..
وهي بحق جميلة جدا .... ورائعة
ومن سبر أحوال القائلين بذلك أو المائلين إليه عبر الزمن الماضي ... رأى ذلك وضحا ...
وتكمل كلمة الشيخ بشر .. إذا أضفنا لها " أو هوى، أو غباء "
لتكون بعد ثوبها الجديد:
" لا يتبع عقيدة الإرجاء إلا أحد ثلاثة: له مصلحة دنيا، أو هوى، أو غباء "
والشكر موصول لجميع الأخوة المشاركين.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 02:38]ـ
لم يستطع أخي عقيل - بصره الله بالحق - الجواب عن سؤالي المحير وفحواه كيف كان سيد قطب ممن يَدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره وهو يكفّر بالكبيرة؟!!
وأزيد سؤال أخر عن مقولة صدع بها الدكتور سفر في كتابة الظاهرة وهي قوله: أن سيداً خير من فسر لا اله إلا الله؟!!!
ومن المعلوم عن محبين سيد قبل مخالفيه بأن سيداً مخالف لعقيدة أهل السنة في باب توحيد الأسماء والصفات!!
فهل هذه العبارات صحيحة في الواقع أما هي غلط وفيها محابه بل وفيها ظلم على منهج أهل السنة وعقيدتهم الصافية؟
إن كنت محبا للدكتور سفر فكن عونا له للرجوع عن هذه الاخطاء فهي والله لن تنفعه يوم الحساب والله المستعان
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 04:27]ـ
أين وجدت سيد رحمه الله يكفر بالكبيرة؟؟ هل فهمك لكلمة النظام الربوى هو ما عناه سيد وقصده؟؟
من أين لك هذا الفهم السقيم؟؟؟؟
سبحان الله
أقرأ هذا الخطاب وتعلم واستفد منه كيف نتعامل مع من أخطأ من أهل السنة فى بعض المسائل
وإلا فعلى طريقتك نفسها لو حاكمنا مثلا الشيخ الألبانى رحمه الله لقلنا هو شيخ المرجئة فى هذا الزمان الى غير ذلك من التهم التى لا يعجز عنها أحد وأنت لا ترضى سلوك هذا السبيل مع الشيخ الألبانى و لا نحن نرضاه أيضا فلماذا رضيت بهذا الإسلوب مع سيد رحمه الله
هداك الله
الخطاب الذهبي
[الكاتب: بكر أبو زيد]
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره" .. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي ..
1 - نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات .. إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين .. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات .. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
2 - نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد:
أصول البحث العلمي، الحيدة العلمية، منهج النقد، أمانة النقل والعلم، عدم هضم الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس .. وإليك الدليل…
أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثًا: ومن العناوين الاستفزازية قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود).
إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: ((ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة .. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد).
أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ).
خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة) .. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) .. وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك .. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم. لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.
2 - مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.
3 - من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
4 - لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
5 - في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
6 - هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال .. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية.
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غير ممتع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها ... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه .. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوا م لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك.
وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم ..
واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[أخوكم بكر أبو زيد]
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 01:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد صدرت أربع ورقات قبل سنوات نسبت إلى الشيخ بكر أبو زيد فلما سألته عنها تبرم بها وبمن نشرها، وقال لي: هؤلاء يريدون أن يفرقوا بين الأحبة.
وسأله عنها الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي فسب من ينشرها، واعتذر لدى آخرين أنها سرقت منه ونشرت من غير رضاه.
وإلى الآن لم يعترف بها رسميا ولم يرض عن طبعها ونشرها، فهي إذن بمثابة لقيط ليس لها أب شرعي.
وحق لكل عاقل أن يخجل منها؛ لأن من تنسب إليه يرفض الاعتراف بها، وحق لمن تنسب إليه أن يخجل منها؛ لأنها تذب عن باطل وعن ضال كبير جمع كبريات الضلالات المخزية ومنها الطعن في رسول من أعظم رسل الله ومن أعظم أولي العزم كليم الله ونجيه موسى - صلى الله عليه وسلّم -، ومنها الطعن في معظم أصحاب رسول الله - r - وعلى رأسهم عثمان - رضي الله عنه - بل تكفير بعضهم ورميهم بالنفاق والكذب والرشوة وشراء الذمم إلى آخر سبّه الشنيع لأصحاب محمد - r - ورضي الله عنهم.
فقل ما شئت من ذم لهذه الأوراق التي سميت زوراً بالنصيحة الذهبية ونشرت في العالم بكثافة عجيبة فمن مذامها أنها أضعف من بيت العنكبوت لخلوها من الحق والعلم والعدل، فلم تنصف من طعن فيهم سيد قطب من الأنبياء وأصحاب رسول الله - r - ولم تنصف الإسلام إذ نسب إليه سيد قطب شر العقائد وأضلها من القول بالحلول ووحدة الوجود وتعطيل صفات الله، والاستهانة بمعجزات محمد - r - ومن نسبته الاشتراكية الماركسية إلى الإسلام ومن إهانته للإسلام بقوله: ((إنه يصوغ من الشيوعية والمسيحية مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال))، إلى غير ذلك من الضلال.
ولكن أتباع كل ناعق قد جعلوا منه قديساً أعطوه مرتبة من لا يسأل عما يفعل، فمن أجله يوالون ومن أجله يعادون، فجعلوا أنفسهم في أحط مراتب البشر فلا عقل لهم يردعهم ولا ينهجون نهج الإسلام في ولائهم وبرائهم وأحكامهم ومواقفهم، وهذا شأن الرعاع في كل زمان ومكان، وبأمثالهم يحارب الرسل والمصلحون ودعاة الحق في كل زمان ومكان ومن خلالهم تبرز الأقماء فيحتلون مراتب العظماء ثم يتحول هؤلاء الأقماء إلى طواغيت يحارب من أجلهم دين الله الحق ودعاته.
وإنها لداهية دهياء أن يرتكس كثير من شباب الأمّة في هذه الهوة العميقة ثم لا ينبعث منهم من ينهنه بقيتهم من التردي في هذه الهوّة.
وأخيراً وجدت نفسي مضطراً إلى الإذن بطبع هذا الكتاب الحد الفاصل بياناً للحق ونصراً له ودمغاً لباطل سيد قطب الذي ينشر باسم الإسلام وردعاً لبغي أوليائه المناصرين للباطل والذابين عن أهله.
وكان هذا مني بعد طول انتظار لموقف منصف من بكر أبو زيد يعلن فيه إدانة من يقوم بنشر أوراقه وباسم النصيحة الذهبية ويتبجح بها فلم يفعل فاضطررت لنشر ردي بعد أن أعذرت إلى بكر أبو زيد وإلى كل من قد يعتب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 14/ 5/1421هـ
http://www.rabee.net/show_book.aspx?id=22&pid=1&bid=2
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:19]ـ
سبحان الله .. افهموا النقل ثم احكموا:
ثم يقول سيد قطب عند قوله تعالى {والله لا يحب كل كفار أثيم}:
وهذا التعقيب هنا قاطع في اعتبار من يصرون على التعامل الربوي - بعد تحريمه - من الكفار الآثمين، الذين لا يحبهم الله، وما من شك أن الذين يحلون ما حرم الله ينطبق عليهم وصف الكفر والإثم، ولو قالوا بألسنتهم ألف مرة: لا إله إلا الله. محمد رسول الله. . فالإسلام ليس كلمة باللسان؛ إنما هو نظام حياة ومنهج عمل؛ وإنكار جزء منه كإنكار الكل. . وليس في حرمة الربا شبهة؛ وليس في اعتباره حلالاً وإقامة الحياة على أساسه إلا الكفر والإثم. . والعياذ بالله. .اهـ
هل فهمتم قبل أن تهرفوا بما لا تعرفون!!
و هل في هذا الكلام لسيد قطب - رحمه الله - مخالفة لما يقرره أهل السنة والجماعة في أن من أحل ما حرّم الله فهو كفر!!
هداكم الله و كفى.
وجزاك الله خير الجزاء يا شيخ عقيل.
..
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:47]ـ
سبحان الله .. افهموا النقل ثم احكموا:
هل فهمتم قبل أن تهرفوا بما لا تعرفون!!
و هل في هذا الكلام لسيد قطب - رحمه الله - مخالفة لما يقرره أهل السنة والجماعة في أن من أحل ما حرّم الله فهو كفر!!
هداكم الله و كفى.
وجزاك الله خير الجزاء يا شيخ عقيل.
..
من أحل ما حرم الله كفر إجماعا يا أبا اسامة.
لكن ما هو الإستحلال؟
عند سيد قطب - رحمه الله - الاصرار على فعل الكبيرة استحلال مخرج من الملة
يعني الزناة وآكلة الربا المصرون عليها ممن حولك من المسلمين - وهم عالمون بالتحريم - كفار عند سيد قطب ومن نحى نحوه!!
وأما أهل السنة فيحكمون عليهم بأنهم فساق.
وأما الإستحلال عندهم بأن يقر المستحل بأنه يحلل الحرام أو يحرم الحلال.
هل ظهر لك الفرق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 03:10]ـ
انكار ربيع بن هادى لهذه الورقات التى فضحته مشهور لكن الشيخ بكرا رحمه الله لم يتبرأمنها وإن ادعى ذلك ربيع ومن على شاكلته
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 03:10]ـ
انكار ربيع بن هادى لهذه الورقات التى فضحته مشهور لكن الشيخ بكرا رحمه الله لم يتبرأمنها وإن ادعى ذلك ربيع ومن على شاكلته ذلك
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 05:15]ـ
بارك الله في الإخوة الفضلاء
النصيحة الذهبية ثابتةٌ عن الشيخ بكر رحمه الله ورفع درجته، وقد كان لها أثرها الإيجابي
ولا عبرةَ بإنكار مَنْ أنكرها
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 07:50]ـ
بارك الله في الإخوة الفضلاء
النصيحة الذهبية ثابتةٌ عن الشيخ بكر رحمه الله ورفع درجته، وقد كان لها أثرها الإيجابي
ولا عبرةَ بإنكار مَنْ أنكرها
نعم ثابتة عن الشيخ بكر عفا الله عنه
وهي من أخطاءه المغمورة في جبال حسناته نحسبه والله حسيبه
وقد أنكرها عليه الحاضر والباد من أهل الحق كابرا عن كابر.
ويكفي أن الشيخ بكر رحمه الله سب من ينشرها كما نقل الثقات.
وليحذر من في قلبه شيء على مشايخ السنة من تكذيبهم فخبر الثقات دين يدان به ولا يُرد إلا بحجة وبرهان.
فهل يستطيع النافي أن يقدم الدليل على نفيه ما نقله الثقات من علماء السنة كالشيخ ربيع والشيخ زيد؟
ـ[مكاوي]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 03:15]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عقيل .. وهذه الدراسة التي قمت بها سأضعها بين يدي الشيخ عصر اليوم بحول الله تعالى ..
ونحن ننتظر منك بفارغ الشوق استخراجك للفوائد التربوية من كتاب الشيخ
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 11:48]ـ
أولا:
أشكر الأخوة جميعا ....
وأثني بالشكر لأخي الحمادي ... وأخي مكاوي .... على عرضها للشيخ سفر ...
ثانيا:
أخي مكاوي بخصوص الفوائد التربوية .. فهي أمنية .. لكني لم أجمعها ... وإنما جمعت فوائد عامة ..
وسأنشرها قريبا ...
ثالثا:
الأخ أبو عمر السلفي ... أعتذر عن الرد على مشاركاتك ... كلها ... وشكر الله غيرتك لدينك
وعفا عنك زللك ....
ـ[مسلم محب]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 06:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أما بعد
كثر اتهام الدكتور سفر برميه من لم يكفر تارك الصلاة كسلا بدخول شبهة الإرجاء عليه وهذا في حقه ظلم وبهتان كما سيتبين من بعض كلامه ولم أنقل بعضه الآخر لوضوح مذهبه لمن قرأ وسمع واتبع مقالاته جزاه الله خير الجزاء فاخترت كلام بعضهم حفظهم الله لتحقيق مقالهم من مقاله
يقول الأستاذ > سعيد رسلان < حفظه الله
1_فمن لم يكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا، فهو مرجئ، يقول صاحب ظاهرة الإرجاء:
- (ولم يقل أن تاركها غير كافر إلا من تأثر بالإرجاء شعر أو لم يشعر)
_يقول رسلان: هكذا يلقي الكلام على عواهنه هكذا؟! يجدع أنوف أهل السنة من العلماء الكبار إلى يوم الناس هذا، يجدع جمهور الأئمة سلفا وخلفا هكذا!! لا يدري ما يخرج من رأسه.
ومعنى كلامه أن من لم يكفر تارك الصلاة كسلا تأثروا بالإرجاء، لغلبة البدعة عليه.
جزء مفرغ من شريط الصواعق المرسلة ...
2 - يقول صاحب كتاب مدارك النظر (أبوا مالك) حفظه الله-ص152 -
" ولا أدري كيف كتب سفر كتابه هذا? ولا أدري بأي عقلية رمى أهل السنة بالإرجاء، وادعى أن القول بعدم تكفير تارك الصلاة كسلا ما هو إلا قول أهل البدع ومن شايعه"
هل صحيح أن الشيخ يرمي بالإرجاء من لم يكفر تارك الصلاة كسلا؟
كلام الشيخ كاملا (ولم يقل أن تاركها غير كافر إلا من تأثر بالإرجاء شعر أو لم يشعركما سترى)
سؤال
1 - أين لفظة كسلا أو تكاسلا في كلام الدكتور؟
2 - أين كلام الشيخ أن عدم تكفير تارك الصلاة كسلا ما هو إلا كلام أهل البدع ومن شايعه؟
3 - لماذا لم تذكروا كلمة كما سترى في نقدكم للدكتور؟
توضيح وبيان
موقف الشيخ سفر من تارك الصلاة كسلا
يقول الشيخ في –ص-452 - الطبعة الأولى الباب الخامس
والآيات الواردة في ترك الصلاة إنما هي في الكفار، كقوله تعالى: ((وإذا قيل لهم أركعوا لا يركعون))
وقوله: ((فلا صدق ولا صلى (31) ولكن كذب وتولى))
وقوله: ((ما سلككم فى سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا دليل على أن من تركها كافر لا حظ له في الإسلام وإن ادعاه، وأيضا أن التارك هو من لا يصلى بإطلاق؛ لأن الكافر كذلك، بقوله، فقوله صلى الله عليه وسلم: " من تركها فقد كفر " وغيره من الأحاديث؛ يفسر هذا.
فمن ترك الصلاة بالكلية فهو من جنس هؤلاء الكفار، ومن تركها في أكثر أحيانه فهو إليهم أقرب، وحاله بهم أشبه، ومن كان يصلى أحيانا ويدع أحيانا فهو متردد متذبذب بين الكفر والإيمان، والعبرة بالخاتمة.
وقد يلتبس على بعضهم ما جاء في ذلك من ألفاظ النصوص، مثل:
(الإضاعة) و (ترك المحافظة) بالترك الكلى، فالإضاعة كما في قوله تعالى: ((فخلف من بعدهم خلفا أضاعوا الصلاة وأتبعوا الشهوات))، ولذلك نص ابن مسعود وغيره على أن الإضاعة هى التأخير، ولو تركوها لكانوا كفارا (1).
وترك المحافظة – كما فى حديث عبادة بن الصامت " من لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة " (2)، وهو غير الترك الكلى الذي هو الكفر.
تفريق الدكتور بين ترك الصلاة كسلا وبين تاركها مطلقا
يقول الدكتور بارك الله فيه –ص-453 - الطبعة الأولى
وكذلك الكسل والتهاون والسهو عنها لا يعني الترك المطلق، ولهذا تعجب لمن يقول: " إذا تركها كسلا وتهاونا حتى يقتل " ونحوه، إذ يستحيل عقلا وواقعا أن يفضل السيف على الصلاة لمجرد الكسل ونحوه، فأي كسل يبقى والسيف على رأسه؟!
فإن هذا تارك للإقرار والالتزام بها، وليس متكاسلا عن الأداء، والمتكاسل هو المتخاذل المهمل في العمل، الذي متى توافر الداعي للأداء عمل، وإذا ضعف الداعي فتر وأنقطع – كما قال تعالى: ((وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى)) وقال: ((ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى))، وهذا من ضعف الهمة في العمل، فإذا أشتد به ضعفها ترك العمل نفسه أو أخره عن وقته ونقرها نقر الغراب، والمقصود أن هذا شيء وترك الالتزام بالأداء شيء أخر.
-- سؤال لمن شنع على الشيخ بارك الله في عمره --
______________________________
أخي الكريم إذا كان الدكتور سفر يرمي من لا يكفر تارك الصلاة كسلا بالإرجاء حسب قولكم وتهمتكم فكيف تشرحون كلامكم ومذهبه عدم تكفير تارك الصلاة كسلا كما تقدم من قوله ومعروف عنه؟!
ولا ننسى أن الشيخ يفرق بين تاركها كلية وعدم المحافظة عليها كسلا أو تهاونا
وعلى حسب قولكم فالشيخ يحكم على نفسه بموافقة المرجئة وهذا بعيد لسوء فهمكم، مما أسقطكم في سؤال يصعب الجواب عنه، إلا برجوعكم إلى قوله- كما سترى!!
لي طلب من أخي الكريم عقيل إن أمكن، أن يجمع كلام الشيخ في حكمه على تارك الصلاة كسلا وتاركها كسلا مع الامتناع عن أدائها وتاركها بالكلية وشبهة المرجئة والفرق بينهم وبين أهل السنة في تركها وعلاقة الظاهر والباطن بترك الصلاة ومخالفة المرجئة فيها أو من دخلت عليهم الشبهة من حيث لم يشعروا
جزاكم الله خير الجزاء
أخوكم مسلم محب
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 10:54]ـ
أتعجب من إبقاء الإدارة على التعليقات السخيفة للمسمى "أبو عمر السلفي"!!
وللأخ الحلبي أقول .. اتق الله .. فرد هؤلاء على الكتاب هو في الواقع يعيبهم هم ..
والله يغفر لهم .. وإلا فهل انتفادهم حجة؟ .. ماذا عن جمهرة العلماء كالبراك وابن جبرين وعامة من لم تذكر؟
ومعظم من ذكرت .. انتقدهم علماء كثر جدا .. كما لا يخفى .. وتيارهم معروف ..
وليست المسألة أنه انتقد الشيخ رحمه الله في مسألة لموافقة المرجئة .. إذ الحق أحق .. ومازال العلماء يرد بعضهم على بعض
لكن السؤال .. لماذا قال الشيخ سفر عن الشيخ الألباني ذلك؟
وهل مجرد تحريره لهذه المسألة وفقه تبحره في فهم الاعتقاد .. يعد سبة له؟
كان ماذا .. لو قيل الألباني أخطأ .. وعنده إرجاء في كذا وكذا؟
نحن نتحدى أن يثبت المخالف .. هل توقُف الألباني في تكفير من يسب الله تعالى .. قال به أحد قط من السلف؟
بل هو إجماع قطعي بدهي .. ولا علاقة لذلك بالقلب
والشيخ سفر من أعف الناس لسانا وأطهر العلماء جنانا .. يعرف ذلك من يعرفه
فإذا قال مثل ذلك عن الألباني فليس تنقصا له .. بل نصح للأمة .. وبيان للحق
لكن داء التعصب .. ولا سيما إذا اختلط بالإرجاء عند الأتباع .. فلا عجب!
والله المستعانوأطالب الأخ الشمري العزيز صاحب المقال ألا يرد على التلفي .. المسمى"السلفي"
فهي مضيعة للوقت .. أي مضيعة ..
بل أتحف الجمهور بمزيد من درر الكتاب النفيس ..
وأما الاحتجاج بمنع الكتاب .. فنذكره أن المانع ليس رسول الله حتى يكون المنع والإقرار حجة! .. فكف عنا غثاءك ..
والله المستعان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 12:37]ـ
أوافقك اخي أبالقاسم على رأيك
وأشكر أخي عقيل على فوائده. وأرجو منه المواصلة.
ونسأل الله ان يشفي الشيخ سفرا، وأن يواصل مسيرته المباركة في نشر العلم الشرعي والرد على المرجئة وغيرهم.
أما مدعي السلفية، فالحقيقة أننا نأسى على حالهم، ونرجو لهم الهداية، وأن يشغلوا اوقاتهم بالنافع المفيد، دون لمز أهل العلم، وكبار الدعاة أحياء وامواتا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 01:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا هذا التهجم يا أخ أبو قاسم على الاخ ابو عمر؟
تلفي؟؟؟ إتق الله
كل من خالفك في طرحك تتهجم؟؟؟
إن أردت أن ترد رد بعلم أما أن تتنقص إخوتك فهذا غلط أنت هنا في منتدى شرعي فاحترم إخوانك
ثم انك يا أخي أرى أصبحت تعايب كل من نقل أخطاء أو بعض أخطاء الشيخ سفر شافاه الله
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 01:10]ـ
http://islamancient.com/lectures,item,232.html
مناقشة كتاب ظاهرة الإرجاء للشيخ عبد العزيز الريس
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 04:14]ـ
http://islamancient.com/lectures,item,232.html
مناقشة كتاب ظاهرة الإرجاء للشيخ عبد العزيز الريس
يكفي هذا العنوان في الرد على الأخ حمدان
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 10:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الرد على الأخ حمدان،وأين الرد على رد الشيخ عبد العزيز الريس؟؟؟
بارك الله فيك
للرفع رفع الله قدر أهل السنة
http://islamancient.com/lectures,item,232.html
ـ[أبو عبد الله الشاوي]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم
قال حمدان الجزائري: ثم انك يا أخي أرى أصبحت تعايب كل من نقل أخطاء أو بعض أخطاء الشيخ سفر شافاه الله
أقول و ما سر هذه الحساسية المفرطة من عمر السلفي ومنك من هذه الكلمة البسيطة - سفر الحوالي - حتى أنكما أصبحتما ظلا لكل موضوع ذكر فيه الشيخ أعزه الله و أعز الاسلام به و
وليتكما تنتقدا ما كتب في الموضوع
فاتقيا الله في الشيخ و توبا و استسمحاه قبل أن تندما و ربما لن يتسنا لكما ذلك
أما الرد على الشيخ الريس إن كنت حقا تريده فسأنقله لك إن شاء الله
ملاحظة:
إن هذا الكتاب هو رسالة دكتراء سلمت للشيخ بتفوق و من الجامعة السعودية و لم يصدر شئ ينتقدها من الهيئات الرسمية و في المقابل انتقد ما يضادها من الافكار
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 01:27]ـ
عليكم السلام
حياك الله أخي أبو عبد الله
لا أحمل أي حساسية يا أخي على الشيخ سفر وإنما كل ما في الأمر أن الشيخ له أخطاء كغيره ويرد على غلطه من قبل العلماء.
وإنما لاحظت أن بعض الإخوة رفع كتابه هذا بل فيه من ينكر على من انتقد بعض ماجاء في الكتاب وهذا عين الغلو
وفقك الله أخي
ننتظر منك الرد على الشيخ الريس
ـ[المخضرمون]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 01:58]ـ
هذه هي الفهرسة الرابعة لكتاب ظاهرة الإرجاء ... وهي فهرسة تتعلق بمسائل في باب التكفير:
انقسام أصحاب الدعوات اليوم ص 16:-
فالمشاهد اليوم أن أصحاب الدعوات ينقسمون غالباً فريقين، وكل فريق تتوزعه فرق وآراء واجتهادات:
أحدهما: فطن إلى أصل القضية ومكمن الداء، فأراد أن يصحح الأصول، ويجلي بدهيات الدين، ويربط ذلك بالعمل وضرورته، لكنه سلك في سبيل ذلك حرفية عقيمة في الفهم، وإشارة موغلة في الغلو، ظاناً أن هذا هو منهج العزيمة والاستقامة، فوقع في طامة التكفير أعني تكفير أعيان عوام المسلمين من المخالفين، وهكذا نفر من بدعة ليقع في بدعة شر منها، وسد على نفسه منافذ الاتصال بالناس، وإيصال الحق لقلوبهم، فتحولت دعوته إلى نظرية عقيمة، تتآكل كل يوم، وتفرز بدعا جديدة، واستتبع ذلك انحرافا خطيرا في منهج التلقي والاستمداد، حيث وضعت أصول ومعايير لا تقل شرا وخطرا عن شرائع الطواغيت الوضعية.
والآخر: انطلق في دعوته بدون منهج واضح، ولا تصور اعتقادي متكامل، فلم يتناول الأمر بالتأصيل العلمي، بل بالتهويش العاطفي، فكان أن واجهه أصحاب الفريق الأول بأصول وقواعد لا يملك مثلها ولا يستطيع ردها، فهرب من التكفير إلى التبرير وأخذ يسند هذا الواقع ويؤصله بنظريات بدعية، ووجد في مذهب المرجئة الذي أصبح كما قلنا هو الظاهرة الفكرية العامة بغية وسندا، فنسي نفسه ونسي مهمته الأساس وهي تغيير هذا الواقع لا تبريره.
فالفريق الأول: أعاد مذهب الحرورية جذعا.
والآخر: أحيا مذهب المرجئة غضا، ونقله من الدوائر الأكاديمية التقليدية إلى منهج العمل والتغيير!!.
الرد على من اتهم بن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب بأنهم يكفرون المسلمين ص 83:-
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن هؤلاء القليل ـ الذين ساروا على منهج أهل السنة ـ عندما يَدعون إلى تصحيح الإيمان وتجلية معانيه، ويبينون للأمة الكفر وضروبه وخطره، نجدها تقف في وجوههم متهمة إياهم بتكفير المسلمين، كما حصل لشيخ الإسلام بن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والشهيد سيد قطب، رحمهم الله، وأمثالهم، ويعرضون عن تصريح هؤلاء العلماء بأنهم لا يقصدون تكفير الأعيان، بل تصحيح حقائق الدين في القلوب والأذهان.
ثم قال المؤلف في الحاشية: ذلك أن تصحيح العقيدة له أصل ضروري، وواجب حتمي لا يحل السكوت عنه، أما الحكم على الأعيان فأمر تطبيقي تبعي له شروطه وضوابطه، ويجوز الخلاف فيه ما دام اجتهاديا.
ترك تكفير الزنادقة والساخرين بالدين والكتاب والشعراء أنتج كفراً ص 83:
ولهذا تجرأ الملاحدة، زعماء، وكتّاب، على دين الله سخرية واستهزاء، وأصبح هذا ميداناً للزعماء والمفكرين، وملهاة للشعراء والصحفيين، وجرت ألفاظ الاستهزاء على ألسنة العوام، فأصبحت في بعض الأحيان والبلدان كالسلام، وعم البلاء حتى تعدى مجال الإستهزاء إلى مجال الكفر الجاد الجلي الذي كان أمرا محظورا، ولو عرفا وعادة، فنسي الناس تكفير الباطنية، والقرامطة، والدروز، والنصيرية وأشباههم، بل نسي بعضهم أو شك في كفر اليهود والنصارى وأمثالهم، وغاب عنهم تماما كفر طواغيت الدجل، والخرافة، والسحر، بل سموهم أولياء وصالحين، وأما طواغيت الحكم والتشريع فقد نسخوا شريعة الله جهارا نهارا، وحكموا شرائع الطاغوت في الدماء والأعراض والأموال.
الفرق بين الكافر العصري وكفار الماضي من حيث العبودية والسبب:-
إن الكافر العصري (الأوربي خاصة) بظلمه وجهله ونسيانه، يغفل عن أعظم غاية يفتقر إليها قلبه، وهي الإيمان بالله عز وجل، وينسى أن جوعة الإيمان لا يسد رمقها أي نوع من ملاذ الدنيا ومتاعها الزائل وغاياتها الدنيئة، وهو إذ يحس ذلك من نفسه ويرى أنها غير مستسلمة لله ومنقادة لأمره، لا يرضى أن ينسب للعبودية بل ينكر أن يكون يعبد شيئاً بإطلاق، وهو بهذا يفتقد الصراحة التي كان كفار الماضي يتمسكون بها مع أنفسهم، فقد كانوا مقرين بالعبودية لمعبوداتهم حتى إنهم ليسمون أنفسهم (عبد اللات، وعبد العزى، وعبد يغوث) ونحوها مما هو كثير في أسمائهم.
ثم قال المؤلف بعد ذلك بأسطر مبينا السبب:
ولعل مرجع ذلك أن الإنسان المعاصر قد صدق المزاعم الهدامة، التي بثها دعاة الضلالة من الخارجين عن الكنيسة النصرانية الوثنية، أمثال " جوليان هكسلي " و " سارتر " ونحوهما، تلك المزاعم التي تدعي أن الإنسان اختلق فكرة الألوهية لما كان محتاجا إليها، أما الآن فقد أصبح هو نفسه الإله!!
الكفار مربوبون لله قهرا، وهناك قضية أخرى ص 150:
إن كثيراً من المسلمين ولله الحمد يدركون حقيقة إسلام الكون القهري لله تعالى، فلا يتطرق إليهم الشك في أن الكفار أوربا وأمريكا مربوبون لله تعالى، من حيث هو خالقهم ورازقهم ومدبر أمورهم، ولكنهم مع ذلك لا يدركون الجانب الآخر من الحقيقة، وهو أن هؤلاء الكفار عبيد أرقاء مغرقون في العبودية والرق لغير الله، ولا غرابة في خفاء ذلك على أكثر المسلمين، لأنهم هم واقعون في شرك الإرادة التي لا يشعرون بها، حتى البلاد التي عافاها الله فتخلصت من شرك التقرب والتنسك لغير الله، غزاها الشيطان بشرك الإرادة، وفتنها ما فتح الله عليها من كنوز الأرض، فانكب أهلها على الدنيا انكباب الغافلين، وعبدوا الدرهم والدينار بل التراب والعقار، وتحولت العقيدة الصحيحة إلى نظرية ذهنية موروثة، وحتى شكلها النظري لم يبق منه لدى العامة إلا معان شاحبة إلا من سلّم الله وحفظ.
ثم قال المؤلف في الحاشية:
ومن أجلى مظاهر ذلك أن سحر الدنيا أذاب عقيدة الولاء للمؤمنين، والبراء من المشركين، فترى الشيخ الكبير الذي أفنى زهرة شبابه في جهاد المشركين، وقد أصبح المشرك جليسه وأكيله وشريكه في تجارته، وأمين سره، ووكيل أعماله والمشركة المربية لأولاده، وعشيرة نسائه، بل ربما أصبح بيته يجمع أديانا كثيرة، وطرائق قددا، والله المستعان!!
تعليق المؤلف على موقف الإمام أحمد في عدم الخروج على الدولة العباسية وعدم تبديع أحمد بن
نصر الخزاعي رحمه الله ص 263:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد صرح به ـ ترجيح موقف الممسكين عن الفتنة في عهد الصحابة ـ إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل , وبني عليه موقفه في رفض الخروج على الدولة العباسية ثم قال المؤلف في الحاشية:
وقد ظهر صدق هذا الموقف حين رجع المتوكل إلى السنة , وانقلبت الدولة على رؤوس المبتدعة تنكيلا , وهذا جزاء الصبر وبركة أتباع النصوص , فللسيف موضعه، وللحجة موضعها , والنصوص هي الحكم ويعطي الله البصيرة من يشاء من عباده، فينزل النصوص على الواقع، ويصيب مناط الحكم، هذا ويلاحظ من كلام الإمام أن المسألة اجتهادية مصلحية , لا يترتب على الخلاف فيها تبديع وتضليل , وهكذا كان موقفه من أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله.
من مناهج الخوارج ص 289:
فهم ـ الخوارج ـ يقيمون الدنيا ويقعدونها , ويثورن ويحجمون من أجل إثبات قضية , قد لا تكون ذات شأن , لكنهم يرون أن عدم إثباتها كفر وضلال , فإذا ما تحقق لهم ذلك نكصوا ونكسوا رؤوسهم وقالوا: قد كنا مخطئين بل كافرين حين فعلنا ذلك , فيثورون ويشتطون أشد من الأول من أجل إبطال ما أثبتوا , والتراجع عما قرروه ويرون ضد ذلك كفرا!!
العلة الحقيقة لظهور الخوارج ص300:
والعلة الحقيقة لظهور الخوارج هي علة نفسية جبلية , هي أن النفوس البشرية لا تنضبط دائما على المنهج العدل الوسط , بل تجنح عنه ذات اليمن أو ذات الشمال , إما الإيغال المهلك , وإما التفريط المسرف , وقد وقعت الخوارج في الأول كما وقعت المرجئة في الآخر، وإنما تنضبط النفوس بالتزكية المستمرة، والتقويم الدائم، كما حصل للجيل الأول.
الهدف من دراسة ظاهرة الخوارج في نظر المؤلف ص 302:
ومن هنا كان لابد من معرفتهم ودراسة فكرهم ومنهجهم _ الخوارج _ ليُحذر ويُجتنب أولاً , ولضمان عدم نشوء رد الفعل المقابل وهو الإرجاء ثانيا.
العذر بالجهل ص 494:
والأكثر مخالفة لمذهب السلف هو اعتقاد تكفير من جهل شيئا من أركان الشريعة بإطلاق؛ فإن الإنسان قد يجهل حكما هو عند غيره معلوم قطعي ويكون مع ذلك معذورا على تفصيل ليس هذا موضعه.
موقف أهل السنة من المبتدعة من حيث التكفير وعدمه ص494:
هذا مع أن أهل السنة والجماعة لايكفرون أهل البدع من أصحاب الصلاة، إذا كانوا متأولين ومن تجرد كلامه عن التأويل وكان مذهبه على سبيل المحاداة والمعاندة للدين يكفر، لكنه قد يعامل معاملة المنافق ظاهرا، ولهم تفصيل يدل على أنهم أصحاب القسطاس المستقيم.
التخبط في مسألة التكفير عند المرجئة ص 544:
ومن أفسد الأصول التي بناها المرجئة على هذا الاعتقاد، أي انحصار الإيمان في التصديق القلبي وحده، أنهم حصروا الكفر في التكذيب القلبي أيضا حتى إنهم لم يعتبروا الأعمال الكفرية كالسجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الرسول ? إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبي، وليست مكفرة بذاتها.
وكان لهذه العقيدة آثار عميقة المدى على الأمة، بل هي في عصرنا هذا أساس للضلال والتخبط الواقع في مسألة التكفير، ومنها نشأ التوسع في استخدام " شرط الاستحلال " حتى اشترطوه في أعمال الكفر الصريحة؛ كإهانة المصحف، وسب الرسول ? وإلغاء شريعة الله، فقالوا: لا يكفر فاعلها إلا إذا كان مستحلا بقلبه!! واشترط بعضهم مساءلة المرتد قبل الحكم عليه، فإن أقر أنه يعتقد أن فعله كفر كُفر، وإن قال: إنه مصدق بقلبه ويعتقد أن الإسلام أفضل مما هو عليه من الردة لم يكفروه.
التكفير عند الأشاعرة ص 545:
أنهم – المرجئة - حصروا الكفر في التكذيب القلبي أيضا حتى إنهم لم يعتبروا الأعمال الكفرية كالسجود للصنم، وإهانة المصحف، وسب الرسول ? إلا دلالات على انتفاء التصديق القلبي، وليست مكفرة بذاتها.
قال المؤلف في الحاشية:
وهذا من الأصول الثابتة في مذهب الأشاعرة قديما وحديثا، ومن أعظم الرد عليهم أن الأشعري نفسه في المقالات ذكر هذه الأقوال نفسها عن فرق المرجئة، كالجهمية، والصالحية والمريسية، وهذا يدل على صحة ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية مرارا، وما استنتجناه من بحثنا هذا وهو أن الأشاعرة على مذهب جهم والصالحي وإن غيروا قليلا.
من ضوابط التكفير التفريق بين من يطيع محبة ورضا، وبين من يطيع إكراها وقهرا ص 587:
(يُتْبَعُ)
(/)
والعبادة تتضمن كمال الحب ونهايته وكمال الذل ونهايته، فالمحبوب الذي يعظم ولا يذل له لا يكون معبودا، والمعظم الذي لا يحب لا يكون معبودا.
قال المؤلف في الحاشية: وهذا مما يفرق به بين حكم أتباع طواغيت التدين والخرافة، و أتباع طواغيت الحكم المرتدين (أي في الحكم الظاهر في الدنيا لا ما عند الله) فإن أتباع الأحبار والرهبان ونحوهم كمشايخ الطرق الغلاة، وأئمة الفرق الدينية المرتدة يتبعون رؤساءهم تدينا وتعبدا، فيجمعون لهم بين التعظيم والمحبة والذل والطاعة، فلهذا كان عملهم ذلك شركا في الربوبية، وسمى الله تعالى متبوعيهم أربابا فقال (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)، ومن هنا استوى حكم الأتباع مع حكم المتبوعين في الكفر والضلال.
وهذا بخلاف أتباع طواغيت الحكم والقهر، فإن شبهة الإكراه في حقهم واضحة، والله تعالى لم يخبر عن فرعون وأمثاله أن قومه اتخذوه ربا وعبدوه كما أخبر عن الأحبار والرهبان، وإنما أخبر أنه هو ادعى الربوبية، وأما قوله تعالى (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) فمعناه خاضعون خضوعا لا يلزم منه المحبة والتعظيم، بل كانوا يسومونهم سوء العذاب ويذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، فأتباع طواغيت القهر المرتدين دعوى الإكراه منهم أو الإعذار به من غيرهم لها وجه؛ لأن تسلطهم وجبروتهم يستدعي أن يقدم الأتباع لهم الطاعة والذل وإظهار الموافقة، مع احتمال إبطان الكره والبغض، ولهذا قد تنتهي العبودية لهم بانتهاء دولتهم، كما حصل في مصر حين حكمها صلاح الدين، فانتقل أهلها من إظهار الرفض والزندقة إلى الإسلام والسنة دون عناء، فتكفير هؤلاء الأتباع مطلقا غلو وإسراف.
أما من جمع منهم بين المحبة والذل والتعظيم للطواغيت، فهذا موافق لهم على ردتهم وحكمه حكمهم بلا خفاء، ولكن معرفة ذلك على الحقيقة ليس بالأمر اليسير بالنسبة لكل أحد من الأتباع؛ لاشتباهه واختلاطه بمن يتبعهم هوى وشهوة.
والمقصود بيان أن ماجاء في كتابات بعض الدعاة المعاصرين في هذه القضية من إطلاق التسوية بين الطائفتين من الأتباع يجب تقييده، وأن قياسهم الشعوب الإسلامية على الأتباع والمستضعفين من الكفار، الذين ذكر الله مناظرتهم لمتبوعيهم في النار، وبراءتهم منهم حين لا تنفع البراءة قياس فيه غلو وإسراف، نعم هؤلاء الأتباع مسؤولون ومؤاخذون كل بحسبه، ولكن التكفير بالجملة والعموم أمر آخر.
من ضوابط تكفير المعين تحقق الشروط وانتفاء الموانع ص 628:
الحكم على المعين الذي لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع كما هو من أصول مذهب أهل السنة والجماعة الذين هم أعدل الناس، وأرحم الناس.
مقولة مؤمن باطنا كافر ظاهرا ص643:
ولهذا ينقد شيخ الإسلام ابن تيمية بقوة العبارة التي يستخدمها بعض الفقهاء في حق من صدرت منهم أعمال كفرية صريحة، وهي قولهم " كافر ظاهرا مؤمن باطنا "، مبينا أنها لوثة من لوثات الإرجاء.
الخوارج في الزمن المعاصر خرجوا من المرجئة ص695:
وكان خوارج عصرنا رد فعل لمرجئتهم، فقد تولد التكفير الغالي في أحضان المرجئة الغالية، عكس ما حصل في القرن الأول من تولد الإرجاء في أحضان الخروج.
كفر الإباء والاستكبار ص706:
كفر إبليس هو كفر إباء واستكبار كما أسلفنا من جنس من يقول: لن أصلي ولن أزكي، وكفر اليهود كفر حسد وبغي كما في مواضع من القرآن، فهو من جنس من يقول: إن كان فلان هو من يبلغني أمر الله فلن أطيعه، فإبليس اعترض على الشارع في نفس أمره، واليهود اعترضوا عليه في اختيار من يبلغ الأمر، كما قال الحبران في القصة المتقدمة: " لو كنت من نسل داود لاتبعناك ".
حصر الكفر بالاستحلال مخالف لأصول أهل السنة ص711:
وحصر الكفر في الاستحلال أمر ناقص، ومجانب للصواب، ومخالف لأصول أهل السنة والجماعة من عدة أمور:
أولاً: إن الكفر يكون:
1ـ بالاعتقاد في القلب كمن أعتقد أن لله ندا أو شريكا أو مثيلا.
2ـ ويكون بالقول باللسان كمن سب الله ورسوله، ومدح الأصنام وهجا الأنبياء واستهزأ بالدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ ويكون بالعمل الظاهر كمن يقاتل الأنبياء، ويعذب أتباعهم ويهدم المساجد، ويحرق المصاحف ويذبح لغير الله ويسجد للأصنام ويتعلم السحر أو يعلمه، ويقاتل المؤمنين مع الكافرين أو ينصرهم بالمال والسلاح على المؤمنين، فحصر الكفر في قول القلب وحده ضلال عظيم، وخطأ بيّن إن لم يكن كفراً صريحاً، كما حال من صرح به، أو التزم لوازمه ولهذا ونحوه كفر بعض السلف الجهمية، ولم يعدوهم من فرق أهل القبلة.
ثانياً: أن الاستحلال كفر برأسه، سواء فعل صاحبه ما أحل من المحرمات أو لم يفعل.
ثالثاً: أن الكفر أعظم المعاصي بإطلاق: والاستحلال ينقل المعصية التي دون الكفر إلى مرتبة الكفر بإجماع أهل السنة والمرجئة سواء , فإذا ثبت ذلك فإلى أي مرتبة ينتقل الاستحلال الكفر وليس وراءه مرتبة أخرى، بل هو بذاته كفر، فدل ذلك على أن موضوعه المعاصي التي هي دون الكفر لا الكفر، فإن اقترن بالكفر كان زيادة فيه كمن يكفر بالبعث ثم يكفر بالله.
رابعاً: أنه لا يجوز أن يقال: لا بد أن يكون المستحل مكذباً بالدين حتى يكفر كما لا يجوز أن يقال في المكذب بالدين: أن يكون مستحلاً للتكذيب، فكذلك المعاند المستكبر والشاك وغيره فتبين أنه لا يصح جعل أحد أنواع الكفر شرطاً في الأنواع الأخرى أو قيداً فيها.
خامساً: أن الاستحلال نفسه يكون بالاعتقاد والقول والعمل:
فالاعتقاد واضح , والقول كمن يقول إن الزنا أو الربا أو شرب الخمر حلال , ومن ذلك قصة قدامة بن مظعون ومن معه في شرب الخمر , والعمل كقصة الرجل الذي تزوج امرأة أبية فأمر النبي ? بقتله وتخميس ماله , ولم يأمر بسؤاله أأنت مستحل أو مقر؟.
سادساً: أن حصر الكفر في الاستحلال يقتضي أن لا يكفر أحد , يقول أنا غير مستحل وأنا أعتقد أن هذا حرام مهما عمل من المكفرات، حتى من سب الله ورسوله وأنواعه , مادام لم يصرح بالاستحلال أو صرح باعتقاد أن ذلك حرام في الشرع.
سابعاً: أن حصر الكفر في الاستحلال، قد لا يلزم حتى على مذهبهم وذلك لأن كلمة " الاستحلال " لا تدل على اعتقاد حل محرم , إلا بحسب الاصطلاح، أما في اللغة بل وفي كلام الشرع فإن المستحل هو المستمرئ للحرام الذي لا يعبؤ بالتحريم ولا يبالي به، كما قال ?: " يستحلون الحر والحرير " فإذا احتاج المصطلح إلى قيد ليدل على المراد فكذلك يحتاج إلى النصوص الأخرى , فهذا اللفظ الذي لا يدل على الكفر بذاته كيف يجعلونه هو وحده مناط الكفر المناقض للإيمان دون لا سواه، ويعدلون عما ورد صريحاً في الشك والنفاق والاستكبار والإعراض والتولي نحوها مما في الكتاب والسنة.
توضيح عبارة أهل السنة " ولا نكفر أحدا حتى يستحله " ص721:
وضموا – المرجئة- إلى ذلك الاستدلال بمقولة أهل السنة: " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحله " على إطلاقها فاستنتجوا من ذلك كله أن من كفّر أحداً بترك ما تركُه كفرٌ أو فعل ما فعله كفرٌ وهو غير مستحل لذلك، خرج عن قاعدة أهل السنة هذه، ووقع في مذهب الخوارج أو بعضه!! وهذا خطأ بيّن لا يخفى على من أطلع على ما سبق، ونزيد هنا فيما يتعلق بهذه العبارة فنقول:
1ـ الاستحلال عند أهل السنة والجماعة إنما متعلقه بالذنوب التي دون الشرك أو الكفر كما سبق , ولذلك يذكرون هذه العبارة في باب الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يكفرون بالكبائر العملية التي هي جنس المعاصي كالزنا وشرب الخمر كما هو معلوم، ولو كان جنس ارتكاب المكفر من جنس فعل المعصية، وكان لا بد كل من ورد فيه أنه كافر أن يقيد بالمستحيل أو الجاحد مطلقاً كما يقولون لجاز أن نقول: " الزاني كافر " و" شارب الخمر كافر " بإطلاق , فإذا اعترضوا علينا قلنا إنما نعني به المستحل أو الجاحد , كما تقولون تارك الصلاة كافر , والحاكم بغير ما أنزل الله كافر , وتعنون المستحل أو الجاحد، والحق أن الإطلاق في الكل باطل؛ كما وأن التقييد في الكل باطل , وأن الحق في اتباع النصوص.
2ـ أن العبارة نفسها لا تدل على مرادهم بإطلاق فإن فيها التقييد بكلمة " أهل القبلة " ومعلوم أن من ترك الصلاة التي هي رأس العمل الظاهر، بل من كَفَر بأي مُكفِر كان لا يسمى عندهم من أهل القبلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ أن العبارة فيها إطلاق تنبه أهل السنة له وإن اشتبه الأمر بعضهم، ولهذا تكلموا في تقييدها بما بدفع اللبس ويزيل الإشكال، مثل أن تصبح " ولا نكفر أحدً من أهل القبلة بكل ذنب مالم يستحله " وفي نظري أن قولنا: "ولا نكفر أحدً من أهل القبلة بكل ذنب مالم يستحلة " أوضح في المراد، وإن كانت تلك أجود في العبارة، كما أن هذه تزيل الإشكال الناشئ من كون الذنوب الاعتقادية قد تدخل في الصيغة الأولى وهي لايقال: يكفر صاحبها بالاستحلال بل يقال: يكفر بالرد والإنكار , فتأمل.
4ـ أن أهل السنة والجماعة متبعون لنصوص الشرع في كل شيء، فما جعله الشرع كفرا بإطلاق فهو عندهم كفر بإطلاق، كمن ترك الصلاة أو تعاطى السحر أو حكم بشرع غير ما أنزل الله، وسموا فاعله كافراً بإطلاق وما جعله من جنس المعصية لكن سماه كفراً سموه كفراً كذلك ولم يكفروا فاعله، بل جعلوه مرتكبا لعمل من أعمال الكفر، وشعبه من شعبه , كقتال المسلم الوارد فى الحديث.
ثم قال المؤلف: ومن نفي عنه الإيمان بفعل ما هو من جنس المعصية ينفون عنه الإيمان لكن لا يخرجونه من الإسلام، وهذا هو معني قولهم: " نثبت له مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق " وذلك كما ورد في حديث: " لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... " الخ.
ومن ارتكب ذنبا لم يجعله الشرع كفرا بإطلاق فهو مرتكب الكبيرة الذي وقع الخلاف فيه قديما بينهم وبين الخوارج، وحكمه عندهم في الآخرة أنه إن لم يقم به مانع من موانع إنفاذ الوعيد كالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية ونحوها فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ولهذا فهم يجزمون بأن بعض أهل الكبائر سيدخلون النار، وأن بعضهم لن يدخلها، كما هو مقتضى الجمع بين الأدلة في هذه المسألة، كل ذلك باتباع مطرد للنصوص، وجمع متسق بينها وفق منهج منضبط لا خلل فيه ولا اضطراب، فلو قائل قائل من أهل السنة: " ولا نكفر أحدا بذنب ما لم يستحله " وجب حمله على هذه الأصول وفهمه وفق ذلك المنهج.
لماذا قال أهل السنة عبارة "لا نكفر أحدا بذنب مالم يستحله " ص724:
ولما كان الخوارج والمعتزلة ينبزون أهل السنة والجماعة بالإرجاء، وكان المرجئة ينبزونهم بالخروج، بينوا الفوارق بينهم وبين كل من الطائفتين، ومن ذلك أنهم يكفرون من ارتكب ما هو من جنس المكفرات ولو كانت أعمالا أو تركا للعمل فليسوا إذن مرجئة.
ولا يكفرون من ارتكب ما هو جنس المعاصي ما لم يستحل ذلك فليسوا إذن خوارج، فمن هنا جاءت هذه العبارة , فتوسيع مفهومها، أو وضعها في غير موضعها غير مقبول.
حكم تارك الأركان الأربعة وسائر عمل الجوارح ص656:
وبهذا يتبين لطالب الحق أن ترك الأركان الأربعة، وسائر عمل الجوارح كفر ظاهرا وباطنا؛ لأنه ترك جنس العمل الذي هو ركن الحقيقة المركبة للإيمان، التي لا وجود لها إلا به، وهذا مما لا يجوز الخلاف فيه، ومن خالف فيه فقد دخلت عليه شبهة المرجئة شعر أو لم يشعر " أ. هـ
وبهذا انتهت الفهرسة الرابعة لكتاب ظاهرة الإرجاء فيما يتعلق بباب التكفير ...
شكر الله لكم جهودكم
ـ[المخضرمون]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب ظاهرة الارجاء للشيخ سفر الحوالى خالف فية اهل السنة فى كثير من المسائل وقد حذر العلماء من هذا الكتاب
وقد لمز فية الشيخ الالبانى بالارجاء
السكوت خير لك ..
فالكبار من العلماء لانعرفهم حذروا من الكتاب , دعك من هذا.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 02:05]ـ
بعض العلماء الذين حذرو من كتاب ظاهرة الارجاء
1: العلامة ناصر الدين الالبانى
2:الشيخ على حسن عبد الحميد
3:الشيخ ربيع المدخلى
4:الشيخ محمد امان الجامى
5:الشيخ محمد المدخلى
6:الشيخ مقبل بن هادى
7:والشيخ محمد سعيد رسلان لمز الكتاب والكاتب فى خطبة الصواعق المرسلة على اهل الارجاء
.............
ـ[المخضرمون]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 02:15]ـ
الكتاب لم يصدر في المملكة بل ولا يباع فيها ولله الحمد والمنة.
وهذه من حسنات هذه الدولة الفتية فهي تأخذ على يد أبناءها لكي لا يحملوا أوزار من يضلونهم بغير علم.
شفى الله الدكتور سفر وعجل له بالعافية وتاب علينا وعليه من الزلات والعثرات.
يا أباعمر لو كنت مشرفا .. وبالنسبة للكتاب وماذكرت عنه ليس الذي تتوهمه.
قلت:
(وهذه من حسنات هذه الدولة الفتية فهي تأخذ على يد أبناءها لكي لا يحملوا أوزار من يضلونهم بغير علم.)
هذا الكلام لايقوله من عرف الشيخ سفر , والمجلس يجيب أن ينزه عن كلامك وأغلب مشاركاتك من نفس النمط , راجع نفسك.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 02:20]ـ
شكر الله لك أخي الحبيب
واصل إتحافنا بالفوائد والدرر من كتب الشيخ سفر
ولا تشغلك بعض المداخلات وفقك الله
تجاوزها؛ فهي لا تستحقُّ القراءة فضلاً عن المناقشة
والحق ماقاله شيخ المجلس الحمادي يجيب ان لايقرأ ..
فمن السلفي أبو عمر ومن الحلبي المصري مجاهيل.
متسترون خلف المعرفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المخضرمون]ــــــــ[17 - May-2008, صباحاً 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا هذا التهجم يا أخ أبو قاسم على الاخ ابو عمر؟
تلفي؟؟؟ إتق الله
كل من خالفك في طرحك تتهجم؟؟؟
إن أردت أن ترد رد بعلم أما أن تتنقص إخوتك فهذا غلط أنت هنا في منتدى شرعي فاحترم إخوانك
ثم انك يا أخي أرى أصبحت تعايب كل من نقل أخطاء أو بعض أخطاء الشيخ سفر شافاه الله
بالله عليك لاتجهد نفسك .. إلى هنا وكفى والله انت وامثالك من أساء الى الالباني بدون شعور .. الالباني جبل وليس بحاجة إلى دفاعكم ..
المجلس لايحتملكم ..
افسدتم على المستفيد واطلتم الموضوع.(/)
نماذج من خوف السلف لفضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 12:51]ـ
نماذج من خوف السلف
فضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي.
نذكر الآن -إن شاء الله تعالى- بعض النماذج من حياة السلف الصالح الذين غلب عليهم جانب الخوف أولاً، ثم نثني -إن شاء الله- ببعض من غلب عليهم جانب الرجاء.
نذكر أسباب ذلك عند كلا الطرفين، وهي نماذج موجزة ومختصرة, والمقصود منها:
هو أن نعلم أن أركان العبادة التي تحدثنا عنها، وهي: المحبة والخوف، والرجاء، -هذه الأركان الثلاثة- قد تغلب إحداها على بعض الناس، وقد تغلب الأخرى على آخرين, لكن لا يمكن ولا يصح أن يخلو الإيمان أو القلب من اجتماع هذه الثلاثة، فكانت حياة السلف الصالح -رضوان الله تعالى عليهم- نموذجاً لاجتماع الخوف والرجاء والمحبة, كما أثنى الله تبارك وتعالى على عباده الصالحين من المرسلين ومن اتبعهم في الآيات التي ذكرها الله، كقوله تبارك وتعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً [الإسراء:57] وقوله تبارك وتعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] ونحو ذلك.
والخوف -عموماً- هو سمة لأهل الإيمان الكُمَّل الخُلَّص من عباد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ ففي سيرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم النماذج لذلك، وكذلك في سير الخلفاء الراشدين.
عمر بن الخطاب
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه سأل حذيفة بن اليمان الذي هو أمين سر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والذي أطلعه رسول الله على أسماء المنافقين، فقال له: ''أنشدك بالله! ألم يسمني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم؟! ''
عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو ثاني رجل في هذه الأمة بعد أبي بكر الصديق من أتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وهو مبشر بالجنة, ما بينه وبين الجنة إلا أن يموت فيدخلها, وليست أية جنة، وإنما جنة المقربين والصديقين وأهل الدرجات العلى.
عمر الذي جاهد في الله حق جهاده؛ فبمجرد أن آمن وأسلم, أظهر الله - تبارك وتعالى - الإسلام وأعزَّه, ولما ولي الخلافة فتح الله على يده مملكتي كسرى وقيصر, وورثتهما هذه الأمة, وأنفقت كنوزهما في سبيل الله عز وجل على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجنده.
وكان في سيرته من العدل والإيثار والشفقة والرحمة ومحاسبة العمال ما هو مضرب الأمثال في جميع العصور والأجيال مما لا يتسع له المقام؛ بل يحتاج إلى أن يكتب عنه المجلدات العظام، ومع ذلك فإنه كان يخشى ويخاف على نفسه من النفاق, ولم يكن ممن يُغلِّب جانب الرجاء رَغْمَ ما وُعِدَ به -وهو وعدٌ صادقٌ لا يتخَلَّف- من أنه من أصحاب الجنة, فكان يقول ذلك لحذيفة -رضي الله تعالى عنه- ويسأله أهو من أهل النفاق أم لا؟
مقولة ابن أبي مليكة
يقول ابن أبي مليكة وهو من التابعين كما في هذه الرواية التي ذكرها عنه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الإيمان قال: [[أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كلهم كان يخشى على نفسه النفاق, ولا يقول: (إن إيماني كإيمان جبرائيل وميكائيل)]].
يريد بذلك الردَّ على المرجئة الذي يزعم أحدهم أن إيمانه كامل, فيقول: أنا أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين لا شك في أنهم أكمل الأمة إيماناً، ومع ذلك كلهم يخشى على نفسه النفاق, وما كان أحد منهم يقول: (إن إيماني كإيمان جبرائيل وميكائيل) , حتى أتى أولئك المرجئة , فأخذوا يزعمون هذا الزعم, ويدَّعون أن الإيمان لا يتفاضل ولا يزيد ولا ينقص, ويدعون أن إيمانهم كإيمان جبرائيل وميكائيل: إما تصريحاً وإما لزوماً؛ فكلامهم يلزم منه تلك المساواة؛ لأن إنكار تفاضل الإيمان وزيادته ونقصانه يلزم منه مساواة أهله فيه.
عبد الله بن مسعود
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن النماذج الكثيرة في الخوف وممن اشتهر عنه ذلك من الصحابة: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد كان جالساً مع بعض تلاميذه, فقال رجل منهم: ما أُحِبُّ أن أكون من أصحاب اليمين, وإنما أحب أن أكون من المقربين -وهذه أمنية وليست أمنية ضائعة خاسرة -كما سيمثل الشارح رحمه الله للأماني والأحلام التي لا أساس له من الواقع- إذ أن تلاميذه وجلساءه -رضي الله عنه- كانوا من خيار الأمة حينئذٍ, وهذا تطلع وتشوق من هذا الرجل أن يكون من المقربين, ويرجو ذلك, ولم يقم به مانع يمنعه من أن يكون ممن يتمنى ذلك -وأراد عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أن يعلمهم كيفية الخوف, وأن الإنسان يغلب جانب الخوف والحذر، فقال: [[أما إن ها هنا رجلاً يتمنى أنه إذا مات لم يبعث-أي: نفسه- وقال: وددت لو أني شجرة تعضد]].
من شدة خوفه من حساب الله، ومن لقاء الله، ومن شدة خوفه من أن أعماله -مهما كانت صالحة- قد لا تقبل, وهو من الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، ومن اتهامهم لأنفسهم ولأعمالهم مع ما فيها من خير وصلاح يتمنون أنهم إذا ماتوا لم يبعثوا, فلا لهم ولا عليهم.
وهذا الأثر بقي في مدرسته التي كانت جامعة عظيمة تخَّرج منها خيار الأمة، وكل ذلك من غرس يده -رضي الله تعالى عنه- في الكوفة , ثم بعد ذلك انتشر علمها في أقطار الدنيا.
ومن الملاحظ في سير العلماء التي لو تتبعناها -وجدير بنا أن نتتبعها دائماً- لوجدنا أن من كان من العلماء أو من العباد الصالحين والزهاد في أول أمره مقارفاً للذنوب والمعاصي, ثم اهتدى فيما بعد, نجد جانب الخوف عنده أكثر, وقد تأملت بعض السير فوجدت هذا, وأظن أن السر والسبب في ذلك لا يخفى؛ لأن الذي نشأ من أصله في تقوى الله وفي طاعة الله لا يحس ولا يستشعر خطر الذنوب والمعاصي كالذي واقعها وقارفها ثم عرف خطرها.
ففي كل حين يأتيه وازع الإيمان في قلبه، ويقول له: كيف لو مت وأنت على تلك الذنوب؟!
كيف لو كانت خاتمتك وأنت تفعل تلك المعاصي والفواحش والموبقات والكبائر؟!
فلذلك نجد أن هؤلاء أشد خوفاً وخشية على أنفسهم من الذنوب والمعاصي من غيرهم ممن لم يكونوا كذلك.
وبرزت في بعض الشخصيات سمات الخوف أكثر مما لدى غيرهم ممن برزت عنده سمات الرجاء.
هرم بن حيان
ومن ذلك ما ذكره ابن الجوزي -رحمه الله- في صفوة الصفوة وهو تهذيبٌ لحلية الأولياء.
يقول: ''خرج هرم بن حيان وعبد الله بن عامر يؤمان الحجاز فجعلت أعناق رواحلهما تتخالجان الشجر فقال هرم لابن عامر: [[أتحب أنك شجرة من هذه الشجر؟
فقال ابن عامر: لا والله؛ إنا لنرجو من رحمة الله ما هو أوسع من ذلك، فقال له هرم: لكني والله لوددت أني شجرة من هذا الشجر أكلتني هذه الراحلة ثم قذفتني بعراً، ولم أكابد الحساب يوم القيامة]] '' أي: أنهما خرجا وكانا في العابدين الزاهدين يضرب بهم المثل في ذلك، فخرجا يريدان الحجاز فأخذت رواحلهما ترعى وتأخذ من الشجر, ولكن المؤمنين دائماً يعتبرون من كل قضية ومن كل حدث يرونه أمامهم، فقال أحدهما للآخر: لو أنك مجرد نبات تأكله الدابة وينتهي شجرة تعضد؟
فرد عليه: لا والله! إني لأرجو أن يكون لي عند الله خير ومنزلة.
فهكذا كان الخوف عند بعض العباد, فقد كان يستحضر في ذهنه الوقوف بين يدي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عندما يكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان.
يقول: [[إما إلى الجنة وإما إلى النار؛ ويحك يا ابن عامر إني أخاف الداهية الكبرى]] إما إلى الجنة وإما إلى النار! لا يدري ما يفعل به, ولا يدري أين مصيره, لكن لو كان شجرةً وأكلت, لعرف أن هذا هو المصير, وانتهى الأمر, فليس وراءه ما يخاف وما يحاذر من سكرات الموت، ومن ضغطة القبر، ومن سؤال الملكين, ثم النفخ في الصور, ثم الوقوف بين يدي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, ثم أخذ الصحيفة باليمين أو اليسار, ثم عبور الصراط ...
أمور عظيمة جداً!! فأولو الألباب، وأصحاب العقول التي أيقظها الله تبارك وتعالى بالتفكر في هذه الأمور, وأصحاب القلوب التي أحياها الله تبارك وتعالى بذكره، يأرقون ويألمون ويفزعون لما يستحضرونه وما يستذكرونه من هذه الأهوال التي أمامهم, وليس منها مفر، وليس هناك حيلة .. ولا ملجأ ولامنجى من الله إلا إليه؛ فلذلك يغلب عليهم هذا وإن كانوا لا يستديمونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يعني ذلك أن الإنسان يستديم هذا الشعور مطلقاً, لكن لا بد للنفس المؤمنة أن يأتيها ذلك ولو في حالات معينة، كما تأتيها حالات من الرجاء والفرح والأنس بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تجعل الإنسان يُحب لقاء الله، وكذلك تأتيها حالات من الخوف من الموت ومما أعد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من اللقاء والحساب تجعل الإنسان ينقبض، ويتمنى مثل هذه الأمنية التي ذكرها هذا العابد الزاهد رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
مطرف بن الشخير ووصاياه
ومن شدة خوفهم من الله أورثتهم شدة الاجتهاد في العبادة, فهذا مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله تعالى عنه كما روى عنه ثابت قال: كان يقول: [[يا إخوتاه! اجتهدوا في العمل؛ فإن كان الأمر كما نرجو من رحمة الله وعفوه, كانت لنا درجات في الجنة، وإن يكن الأمر شديداً، لم نقل: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37] بل نقول: قد عملنا فلم ينفعنا ذلك, حتى نعذر إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, ونعذر إلى أنفسنا]] فكانوا يوصون أنفسهم، ويوصون إخوانهم في الله وتلاميذهم بالاجتهاد، فاجتهدوا في طاعة الله واجتهدوا في العمل، ولا تركنوا إلى أعمالكم ولا إلى أنفسكم ولا إلى ما قدمتم؛ بل اجتهدوا في الطاعات واستكثروا منها ما استطعتم, فإن كان الأمر ما نرجو من رحمة الله وعفوه وما وعد به عباده المؤمنين، فإن ذلك يكون لنا زيادة في درجاتنا, وخير للإنسان أن يكون من أصحاب الدرجات العلى بدل أن يكون من أهل الدرجات الدنيا، فإن يكن الأمر بخلاف ذلك ولا ندري ماذا نفاجأ به لم نقل: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37].
لأن المجرمين والكافرين الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا، ولم يكونوا يرجون الله ولا يخافون الآخرة، وغرهم بالله الغرور، ورضوا بالحياة الدنيا كما ذكر الله تبارك وتعالى واطمأنوا بها، هؤلاء يقولون هذا القول: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37] يتمنون العودة هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:44] هل إلى خروج من سبيل؟
ولكن لا ينفع ذلك، بل كما ذكر الله تعالى: وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ [الأنعام:28] كحالهم في الدنيا إذا كانوا في مرض وفي خوف وفي ألم وفي شدة, تمنوا أن يعافيهم الله, ويدعون الله ويتضرعون إليه قائمين وقاعدين وعلى جنوبهم أنه إذا عفا عنهم فسيفعلون ... ويفعلون ... من الطاعات ومن التقوى, فإذا مَنَّ الله تعالى عليهم بالنعم وأعطى الإنسان منهم ما كان يتمناه من عافية وخير وصحة, مرَّ كأن لم يدعنا إلى ضر مسه. هذا حالهم في الدنيا, فكذلك في الآخرة لو عادوا إلى الدنيا لنسوا.
لكن المؤمنين المتقين لا يريدون لأنفسهم ذلك, فهم يقولون: لا نريد أن نقول: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:37] , إنما نقول: قد عملنا واجتهدنا فلم ينفعنا؛ فنكون قد أعذرنا, أي: إذا كان الذي نخاف, وإن كانت الشدة, وإن كان قد أعدَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لنا ما ليس في حسابنا, وإن كانت هذه الأعمال الصالحات لم تتقبل, وإن كان الخوف أكثر مما نتصور, وإن كانت الأهوال فوق ما كنا نتوقع, وإن كانت منزلتنا عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أقل بكثير مما قد يُخيل إلينا, فإننا سنقول: قد اجتهدنا وبذلنا جهدنا وعملنا, وليس للإنسان إلا ما كتب الله, أما أن نهمل، وأن نفرط، وأن نضيع حق الله تبارك وتعالى, فأقل ما فيها الندم هنالك وتمني العودة, وليس إلى مرد من سبيل, أو إلى خروج من سبيل, فلا ينفع ذلك أبداً.
حكيم التابعين الحسن البصري
(يُتْبَعُ)
(/)
الحسن رحمه الله تعالى في سيرته العجب العجاب من هذا يحيى بن المختار ينقل عنه أنه قال: ''إن المؤمن قَوَّام على نفسه يُحَاسِب نَفْسَه لله - عز وجل - قبل أن يُحَاسَبَ, ويَسْألها قبل أن يُسْأَلَ -هذا حاله مع نفسه- وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، فمن حاسبها في الدنيا خف عليه الحساب يوم القيامة، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة '' وتلقوا هذا الدين عادات, فوجد من قبله يصوم ويصلي, فأخذ يصوم ويصلي, وليس هناك من استشعار للخوف, ولا محاسبة للنفس، ولا تفكر هل هذا العمل قُبل أم لم يقبل؟
المهم أننا أديَّناها وانتهينا, إن كانت صلاة أو صياماً، أو حجاً, فعلنا كما يفعل الناس وانتهى الأمر، والتفكير والهم في حياته وشأنه وإقامته وترحاله في الدنيا، وهموماً، في المال، والولد، والوظيفة، والترف، والنعمة، وأمور كثير.
فالدنيا مشغلة ملهية, من يهرب منها فإنها تطارده, أما من يستسلم لها فإنها تقيده بحيث لا يستطيع إذا جاء الموت أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله, أو يقال له: يا فلان, بم توصي؟
هل توصي من مالك بشيء؟
وهل يُتَصدَّقُ عنك؟
وهل لديك وقفٌ توقفه؟
فبدلاً من أن يتكلم بالأفضل أو الأصلح, فإنه يتكلم في الشهوات والمعاصي والذنوب, وأخف منه الذي يقول: اطلبوا الدين الفلاني, وانتهوا من بناء العمارة الفلانية, واشتروا كذا, وافعلوا كذا, وخذوا مالاً من عند فلان, وافعلوا ... وهذا كثير قديماً وحديثاً, نسأل الله العفو والعافية!
لأن هذا هو الذي كان همه في الدنيا فاستحضره في تلك اللحظة, فلذلك هذا حالهم؛ فالذين حاسبوا أنفسهم في الدنيا, وكانوا يخافون الآخرة, خف عليهم الحساب عند الله تبارك وتعالى؛ وأما الذين غفلوا ونسوا ذلك, فإنه يثقل عليهم الحساب يوم القيامة؛ لأنهم يفاجئون بما لم يكونوا يحتسبون.
وقال: ''إن المؤمن يفجؤه الشيء ويعجبه, فيقول: والله إني لأشتهيك, وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك, هيهات هيهات! حيل بيني وبينك! ويفرط منه الشيء, فيرجع إلى نفسه, فيقول: ما أردت هذا؟
مالي ولهذا؟
والله لا أعود إلى هذا أبداً!! إن المؤمنين قوم تفقهوا القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم ''.
ولهذا كانت الدنيا سجن المؤمن, فليس كل ما يتمنى يأكل, ولا كل ما يشتهي وما يتطلع إليه يريده, ربما تدعوه نفسه إلى أمر من الأمور يشتهيه ويحلو له فيتذكر, ربما كان فيه شبهة، والناس اليوم يُذَكَّرون بالحرام فلا يرتدعون إلا ما رحم ربك, لكن من يخاف الله, ومن يخاف الآخرة فما فيه شبهة فإنه يتوقف وينزجر عنه, يتركه وهو من أحب الأمور إليه, وهو أشد شهوة وتعلقاً به, ويفوته الأمر هو أشد ما يكون حاجة إليه, فيقول: (لعل ذلك خيراً فالحمد لله على ما قضى وعلى ما قدَّر) , ولا تتطلع نفسه إليه، فإن كان خيراً فإنه يعلم أنه قد حرم منه بذنوب قد أصابها, وإن كان ذنباً أو معصية, فليحمد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الذي عافاه منه، وهكذا حال المؤمن هو حال المحاسبة بجميع الأحوال.
الحسن ووصية المحاسبة
وقال: ''إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل'' كما جاء عن بعض الصحابة رضوان الله عليه [[لو وضعت رجلي اليمنى في الجنة لما أمنت حتى أضع اليسرى]] فالمؤمن أسير في هذه الدنيا يسعى في فكاك رقبته، فمثله كمثل العبد المكاتب الذي كاتب سيده على أن يدفع له كذا وكذا لعتقه, فكل همه أن يجتهد ليعتق رقبته, فالمؤمن هذا حاله, كل همه في الدنيا هو الاجتهاد ليعتق رقبته من النار, ليخرج من هذا الأسر, ومن الذي أسرنا فيه؟!
كما قال ابن القيم رحمه الله:
ولكننا أسرى العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي أسرنا وأنزلنا وأخرجنا إلى هذا التراب هو عدونا اللعين إبليس, عندما دعا إلى الشهوة وإلى المعصية, فكان ما كان مما قضى به الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقدَّره، فجاء الإنسان في هذه الأرض ليبُتلى وليُختبر وليمُتحن، كما قال تعالى: إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان:2 - 3] فهذا امتحان وابتلاء من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, وهذا الأسر إنما وقعنا فيه بسبب هذا العدو، فبالله! هل هناك عاقل في هذه الدنيا يأسره عدوه ويوثقه ويكتفه ويجعله في دار هوان ومذلة, بعد أن أخرجه من دار نعمة وكرامة, ثم يطمئن إلى هذا العدو ويصدقه ويحبه ويواليه؟!!!
والله لا يفعل ذلك عاقل أبداً ... !
ومع ذلك فهذا حال أكثر الخلق, فأكثر الناس اليوم منقادون وراء هذا العدو، وراء شهواته التي يزينها .. وراء غروره الذي يأتي به وراء أمانيه ووعوده ... ! يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ [النساء:120].
فالشيطان يأتي بالأماني البعيدة الزائلة التي لا خير فيها؛ ليصرف الإنسان عن واجب مما افترضه الله تبارك وتعالى عليه أو ليوقعه في شيء مما حرمه الله تبارك وتعالى عليه.
بكر المزني وعظمة التواضع
إن سير الصحابة والسلف رضوان الله تعالى عليهم مليئة بهذا, وأعجبتني هذه الفقرة لبكر بن عبد الله المزني رضي الله عنه وهو من مشاهير العلماء المحدثين - يقول:
''إذا رأيتَ من هو أكبر منك, فقل: هذا سبقني بالإيمان والعمل الصالح؛ فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك, فقل: سبقته إلى الذنوب والمعاصي؛ فهو خير مني''.
هذا ينشأ في طاعة الله وفي تقوى الله, وأنا قد غلبتني الذنوب والمعاصي والغفلة والتقصير, فلا يبلغ مثل ما أبلغ أنا من العمر الآن إلا قد نال الدرجات العلى, وقد جمع من الكنوز ومن الغنائم ومن الأجر ما ياليتني أنا قد جمعته ... وهكذا دائماً .. والناس إما أكبر منك أو أصغر منك, فتوقع هذا وتوقع هذا؛ حتى يُؤدب الإنسان نفسه ويعلمها أن تحقر ما تعمل وإن كان من الطاعات.
قال: ''وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به'' ولعل مقصوده -رحمه الله- أن هذا فضل منهم أو هذا فضل من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَنَّ عَليَّ بِه وأخذوا به ولا استحقه.
أي: إذا رأيت إخوانك يحبونك ويعظمونك ويقدرونك, فلا يغرنك الشيطان, فتقول: الآن عرفوا قدري, وعرفوا منزلتي وعلمي وعبادتي واجتهادي! لا والله, فهذا من الغرور!! نسأل الله العفو والعافية.
لكن قل: هذا فضل أخذوا به, قُل: غرهم مني أنهم رأوني أقول: كذا وكذا وما علموا ما أغلق عليه بابي, كما كان عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- يقول: [[لو أنكم تدرون ما أغلق عليه بابي ما فعلتم كذا]].
والله إننا نعلم أنه رضي الله تعالى عنه لا يغلق بابه إلا على خير وعلى تقوى وعلى قراءة قرآن وعلى عبادة, لكن قال ذلك زاجراً لهم لما تجمعوا ليسيروا خلفه, وقال لهم: ''إنها ذلة للتابع فتنة للمتبوع''.
وأيضاً من مأثور كلامه رحمه الله يقول: ''لو أن للذنوب رائحة ما جالسني منكم أحد''.
سبحان الله! هؤلاء الناس هم أطهر الخلق بعد الأنبياء وأفضلهم بعد الرسل, يقول: ''لو أن للذنوب رائحة ما جالسني منكم أحد'' رائحتها تنتشر ومن هذا المعنى أخذ الشاعر أبو العتاهية فقال:
أحسنَ الله بنا أنَّ الخطايا لا تفوح
فإذا المستور منها بين ثوبيه فضوح
نح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح
لتموتن ولو عُمِّـ ـرت ما عُمِّر نوح
هكذا كانوا يشعرون! فليتأمل كل منا هذا المعنى, لو أن للذنوب رائحة ... !
سبحان الكريم! سبحان الحليم! الذي بلغ من عفوه، ورحمته، ومن سعة رحمته، وفضله، وكرمه، وأنه الغفور الودود الحليم -أنه يقول- في حق الذين أحرقوا أولياءه بالنار الذين خدوا الأخاديد, وجاءوا بهؤلاء المؤمنين, وألقوهم فيها وهم أحياء- في سورة البروج: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا [البروج:10] فيفتح لهم باب التوبة! يقبل التوبة ممن يفتن المؤمنين بسبب إيمانهم, ويلقيهم في النار وهم أحياء! فهذه توبته للمجرمين فكيف مع المحبين؟!
وكيف مع الصادقين؟!
وكيف مع المخلصين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن رحمته أن الخطايا لا تفوح, فكيف لو كان للذنوب رائحة؟! لكان بعض الناس يبتعد عن خلق الله آلاف الأميال, ورائحته تبلغهم أينما ذهبوا, لكن رحمة الله واسعة, ولذلك فإن من شر الناس منزلة عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى المجاهرون, الذين يعمل أحدهم الخطايا والقبائح بالليل ويستر الله تبارك وتعالى عليه, ثم يأتي ويحدث الناس بها, ويقول: (عملت، وعملت) هؤلاء الذين يظهرون الروائح, والله تبارك وتعالى يخفيها ويسترها ويفتح باب التوبة لمن أعلن بها.
يقول بكر بن عبد الله المزني:''وإن رأيت منهم جفاءً وانقباضاً فقل: هذا بذنب أحدثته" اتَّهمْ نَفْسَكَ, ولا تقل: ليس فيهم خير, بل قل: (هذا ذنب أحدثته) أطلعهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليه, وهم يشعرون أو لا يشعرون, فكانت هذه الجفوة, وكان هذا الإعراض عني, فالمتهم في كل الأحوال مع الصغير ومع الكبير, عند الإعراض وعند التكريم هو هذه النفس.
طوبى لعبد شغلته عيوبه عن عيوب الناس! فلهذا قال قائلهم: ''إني لأرى أثر معصيتي -أو ذنبي- في خلق امرأتي ودابتي'' سبحان الله! فهؤلاء يرون أثر المعاصي؛ لأن القوم لمَّا قلت ذنوبهم علموا من أين أتوا؟
ولذلك لو وقعت لواحد منهم مثل هذه الأمور: إما إعراض، وإما ظلم، وإما مشكلة، وإما فرية، وإما بهتان, فإنه يعلم من أين أُتي, فيقول: هذا بسبب ذلك ويعرفه, لكن الذي يجني ويحصد الذنوب ليل نهار, ووقعت له نازلة, فإنه لا يدري من أين أُتي؛ لا يدري: هل هي من الغيبة؟
أم من النميمة؟
أم من تضييع الصلوات، أم من هجر كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أم من أكل الحرام؟!
أم من التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة؟!
فهو لا يدري من أين أتي، لكن الذي يعلم أنه ما أخطأ إلا تلك الخطيئة، وما أذنب إلا ذلك الذنب يعلم من أين أتي, فيتوب ويستغفر, فيكون قد أقفل هذا الباب, فيلقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقد غسل هذا القلب من الأدران والخطايا.
حماد بن سلمة
يقول موسى بن إسماعيل وهو من تلاميذ أحد العلماء المشهورين وهو حماد بن سلمة رضي الله تعالى عنه قال: ''لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً قط صدقتم -أي: لو قلت لكم ذلك ما أكذِّبُكم فما رأيته ضاحكاً قط قال:- كان مشغولاً بنفسه إما أن يحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -لأنه كان من الرواة المشهورين كما هو معلوم -وإما أن يقرأ القرآن أو يقرأ العلم النافع, وإما أن يسبح، وإما أن يصلي''، كان قد قسم النهار بين هذه الأعمال؛ إن ترك القراءة فهو للصلاة, وإن انفلت من الصلاة فهو للتسبيح, وإن انتهى من التسبيح فللحديث وللعلم؛ فكل حياتهم هكذا إن كانوا في الجهاد، فجهاد ومنازلة كأقوى ما يكون الرجال، وإن انصرفوا من الجهاد فللحج والعمرة والصيام وقراءة القرآن، وإن خرجوا من المسجد, وقد أدوا الصلاة, فللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وإن دخلوا بيت أحد, فللزيارة في الله وللدعوة والنصيحة والتذكير بالله، وإن قرأوا ففيما ينفعهم, وإن تكلموا فبما يؤجرون عليه؛ فهؤلاء كانوا يعيشون قوله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].
ابتعاد السلف عن اللغو
جاءت ابنة أحدهم إليه, تقول: يا أبتاه! أريد أن ألعب، وكان معه بعض جلسائه, فأعرض عنها, فأتت من هاهنا ومن هاهنا: يا أبتاه! أريد أن ألعب! قال أحدهم: قل لها: العبي, وتذهب عنك، قال: لا أريد أن أجد في ديواني لعباً؛ لأن بعض السلف يرى أن ذلك يكتب ... !
وهناك خلاف في هذه المسألة بين السلف رضي الله تعالى عنهم؛ فبعضهم كان يرى أن كل شيء يقوله الإنسان يكتب عليه مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18] فكل كلمة مكتوبة، وكل عمل مكتوب أياً كان, وبعضهم يقول: لا, إنما تكتب الحسنات أو السيئات, أما ما يدخل في المباح أو اللغو أو فضول الحياة, فهذه لا تكتب مثل قولنا: العب أو اذهب أو أي أمراض من أعمالنا اليومية التي لا علاقة لها بالإثم ولا بالحسنة, فالكلام المعتاد لا يكتب, والتصرف المعتاد لا يكتب؛ فكان هذان المذهبان من قديم عند السلف رضي الله عنهم، فبعضهم يقول: كل شيء يكتب؛ فإذا قلت: "العبي" وجدت يوم القيامة في ديواني مكتوب "العبي" وما أريد أن يكون ذلك في ديواني, ومن هنا ندرك مدى التنزيه الذي
(يُتْبَعُ)
(/)
وصلوا إليه لأفواههم ولقلوبهم ولصحائفهم, مع ما هم عليه من الخوف!! فكيف بمن يلطخ لسانه وقلبه وصحائفه, فإذا سُئِلَ, قال: الحمد لله! ونحن إلى خير! ونحن كذا! وأخذ يثني على نفسه ويذكرها بما ليس فيها.
حبهم لعبادة الخوف من الله
ومن السلف الصالح الذين غلب عليهم الخوف: عمرو بن قيس الملائي -رحمه الله- قال عمر بن حفص بن غياث ''لما احتضر عمرو بن قيس بكى, فقال له أصحابه: علام تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت تبغض العيش أيام حياتك فكيف تبكي؟!
فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً أن أحرم خوف الآخرة'' فمن شدة حرصه على أن يتعبد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالخوف منه يبكي لأنه إذا فارق الدنيا ربما يفارقه الخوف من الآخرة، وهو يتعبد الله تبارك وتعالى بهذا الخوف، فكأن نوعاً من أنواع العبادة قد انقطع عنه، يقول: إن أَمَّنَني الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأدخلني جنته, ورضي عني, وقبل أعمالي, فسأكون قد انقطعت عن عبادة من العبادات كنت أحبها وأحرص عليها, وهي الخوف من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى!!
لقد أصبح الخوف محبوباً عندهم حتى إنهم ليبكون خوفاً من فواته وهو خوف عند الاحتضار, وهي الساعة التي يُغَلِّبُ كثيرٌ من السلف فيها الرجاء على الخوف، وأمَّا مآثرهم فهي عظيمة وجليلة؛ كما قال بعض العلماء: ''إذا ذُكِرَ الصالحون افتضحنا'' نسأل الله العفو والعافية! لأنه إنما يعرف الإنسان نفسه إذا ذكر هؤلاء.
عابد الشام أبو سليمان الداراني
أبو سليمان الداراني الذي ضرب به ابن القيم المثل في العبادة قال في المدارج: ''كان مضرب المثل في العبادة من أهل الشام مثل ما كان الحسن البصري في البصرة ومثل ما كان سفيان في الكوفة '' وهكذا كل مدينة يشتهر فيها عدد من الناس بهذا, فمن أعظم وأبرز أعلام أهل الشام أبو سليمان الداراني -رحمه الله- نسبة إلى داريا وهي قرية من قرى دمشق كان -رحمه الله- يقول: ''مفتاح الدنيا الشبع, ومفتاح الآخرة الجوع, وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله'' ولهذا كانت مظاهر الخوف في سيرته -رضي الله تعالى عنه- أوضح منها في غيرها من ذلك.
يقول: ''لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار ولا لغرس الأشجار''.
مثلما قال الآخر: ''مساكين أهل الدنيا! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها'' مساكين ... ! فلو مات أثرى أثرياء الدنيا الذين كانوا يتقلبون في أعطاف القصور والنعيم, وكل ما لا يخطر على أذهان الفقراء, ولا يدور في خلد المساكين -لو ماتوا وهم لم يذوقوا لذة مناجاة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والقرب من الله عز وجل, فهؤلاء مساكين- خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أحلى وألذ ما فيها، ولهذا كان للسلف الصالح كلام عظيم -لو جمع لكان جزءاً- في الليل وفي محبة الليل والثناء على الليل وتعلقهم بالليل؛ لأنه وقت الخلوة بالحبيب, ووقت المناجاة حيث لا يراهم أحد.
كان ليلهم غير ليلنا، نحن الآن في الليل والنهار -نسأل الله والعفو والعافية- لا نخلو ولا نأنس! لكن الحياة في الصدور الأول كان فيها الليل -فعلاً- ليلاً, كما كان آباؤنا -وهم قريبون من عصرنا- إذا صلّى الناس العشاء ذهبوا فناموا, فعندئذ يخلو الإنسان بربه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قراءة وذكراً وقياماً وصلاة وتسبيحاً, فيحب الليل, فيقول: '' لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا '' فأحب الأوقات إليَّ هذا الوقت الذي أجد فيه اللذةَ التي من لم يذقها فهو مسكين! دخل الدنيا وخرج منها ولم يذق ألذ وأحلى ما فيها، ولم يتمتع بذلك, وهذا هو الذي قال فيه القائل الآخر إبراهيم بن أدهم رضي الله تعالى عنه '' لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف '' ... !
الأغنياء والمترفون والكبراء وأهل الدنيا أيما شهوة تبلغهم ذهبوا إليها!! والتاريخ مليء بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان بعضهم يقال له وهو في بغداد: إن جارية بخراسان تغني فيطرب لها كذا وكذا, فيقول: اشتروها لي, فيقولون: إنها بمائة ألف دينار؛ فيقول: ادفعوا مائة ألف دينار وأتوني بها! أية لذة يسمعون عنها يأخذونها ويشترونها, فإن تعاسرت على المال, وحيل بينهم وبينها بالمال, جردوا السيوف لينالوها؛ سواء كانت لذة ملك أو شهوة أو أيّاً ما كان الأمر, يجالدون بالسيوف لينالوها, لكنهم مساكين!! لو يعلم من لم يكن عمله في طاعة الله, وجهاده ومجالدته في طاعة الله ما عند من يجتمعون على كتاب الله ومن يقرءون سيرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن يقرءون حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلام هؤلاء الأئمة وحياتهم، لو يعلمون ما يجده هؤلاء في بيت من بيوت الله أو في بيت من بيوت أحدهم لجالدوا عليه بالسيوف، لكن لا يعلمون؛ لأن اللذات عندهم محصورة في الشهوات فقط, ولذلك لا يمكن أن يتطلعوا أو يفكروا فيما وراءها, ولو علموا أن اللذة الحقيقية هي لذة النجوى والأنس بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والفرح بما عند الله عز وجل وما أنعم الله به على الإنسان من الإيمان والتقوى -لو علموا ذلك- لسابقوا إليه، لكنهم لأنهم لم يعلموا ذلك فلم يسابقوا ولم يزاحموا عليه.
المعصية سبب للهوان على الله
يقول أبو سلمان الداراني حكمةً عظيمةً من حكمه, وما أكثر حكمه وحكم أمثاله! يقول: ''إنما عصى الله -عز وجل- من عصاه لهوانهم عليه, ولو كَرُمُوا عليه لَحَجَزَهُمْ عن معاصيه''.
أي: عندما نرى أحداً يقترف محرماً أو ينتهك حرمات الله وينغمس في الشهوات, فإننا نعلم أنه من هوانه على الله أوقعه في ذلك كائناً من كان؛ لأنه لا يساوي عند الله -عز وجل- أن يمنعه, فلذلك هانوا عليه فتركهم ووكلهم إلى أنفسهم, فرتعوا في الحرام ووقعوا في الشهوات التي حرمها الله -تبارك وتعالى- أما من كرموا على الله, فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يمنعهم ويحجزهم ويحميهم فلا يقعون فيها.
ومن أعظم الأمثلة الدالة على صدق هذا الكلام ما ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن عن الذي أُتيحت له كل الأسباب, ولكن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حجزه ومنعه وعصمه, وهو يوسف عليه السلام، يقول الله تبارك وتعالى: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ [يوسف:23]، هذا في منتهى الشباب وغريب لا يعرفه أحد, وعادة الغريب أنه يكون أدعى إلى أن يفعل ما يشاء وأكثر ممن يكون بين قومه وأهله وذويه, فقد يقولون له: لم فعلت يا فلان كذا؟! وليس هو الذي طلب, بل هي التي راودته كما قال: هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي [يوسف:26] وهي التي هو في بيتها، تملكه وتملك البيت, فهي سيدة البيت, بل هي سيدة البلد؛ لأنها امرأة العزيز, والعزيز هو ملك مصر، فهي التي راودته، وهي التي تملكه, وهو في منتهى الشباب والطاقة وفورة الشهوة, وهي في منتهى الجمال والفتنة والإغراء, ولا أحد يدري بذلك أبداً، ثم إنها قد عملت الوسائل التي لا محيص منها عن الشهوة؛ غلقت الأبواب, فلم يبق هنالك مجال أن يقول: أَخرج أو أُفِرُّ أو أَذْهَب, وقالت: هيت لك, إما بمعنى تهيأت لك أو بمعنى هيهات لك أن تفر، أو ألا تفعل؛ فكل داعٍ من دواعي الوقوع في الفاحشة كان متوفراً, ولم يبقَ هناك أيُّ ملاذ أو ملجأ لأي إنسان إلا من عصمه الله فحجزه كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24].
الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إذا علم أن عبداً من عباده صادقٌ تقيٌ برٌ, فإنه يحجزه ويمنعه, فلكرمه على الله لا يفعل, وكان يوسف عليه السلام كذلك, كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصلى الله وسلم على أولئك الأنبياء الذين من كرمهم على الله كانت لهم السير المعطرة الطيبة الزاكية, وكانوا يحجزون ويمنعون عن المعاصي؛ لأنهم كرماء على الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أما الذين لا يساوون عند الله جناح بعوضة, فكما يشاءون؛ الشهوات متيسرة, والفساد مهيأ, فيفعل ما يشاء, فهو موكول إلى نفسه؛ لأنه هان على الله، كما قال تعالى: نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19] فإن فكَّر أو تكلم أو كتب أو جاء أو ذهب فيفعل ويتكلم في كل شيء ويخوض في كل شيء إلا نفسه.
يا مسكين! أما علمت أن أمامك موتاً، وأمامك قبراً، وأمامك آخرةً، وأمامك صراطاً وحساباً وجنةً وناراً، لكنه لا يفكر في هذه الأشياء بل يفكر في فلان وفي علان, وفي القضية الفلانية وفي الموضوع الفلاني, بل ربما يدعو بقلمه إلى ما حرم الله.
يقول: تحرير المرأة! والمرأة مسكينة! والمرأة مظلومة! والمرأة مضطهدة!
فكر في نفسك يا مسكين! أنت المسكين المحروم، وليس المرأة هي المحرومة, أنت محروم من طاعة الله، وأنت محروم من قراءة القرآن, وأنت محروم من عبادة الله، وأنت محروم من الجلوس مع أولياء الله، وتقول: المرأة محرومة ومظلومة! وصدق الله إذ يقول: نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19]، فترك الأمر الذي أمامه من طريق مخوف مفزع والذي هو واقع فيه, فلم يُفكر فيه، لم يحجزه ربه, لأنه هان عليه, فلما هان عليه, تركه يفعل ما يشاء.
ولهذا علينا أن نُقِّدر نعمة الله أن هدانا للإيمان، فإذا كنت ممن يتقي الله ويطيع الله، ولا يغفل عن ذكر الله ولا عن الآخرة, فاحمد ربك؛ لأنك كريم على الله, فإذا دعتك نفسك إلى معصية أو هيئت لك معصيةٌ من المعاصي.
فكففت عنها, فاحمد ربك لأنه لا يمنع ولا يحجز ولا يصرف عن السوء والفحشاء إلا من كان كريماً عليه وحبيباً لديه, فاحمد الله على هذه المنزلة ولا تسقط من عينه.
منزلة الأخوة عند السلف
يقول أبو سليمان من درر كلامه رحمه الله -وهذه ليس لها علاقة بالخوف لكنني أحببت أن أذكرها لشدة حاجتنا إليها وإلى مثل هذه العبر- يقول: ''لو أن الدنيا كلها جمعت في لقمة -أي: أموالها وشهواتها ومتاعها وكل ما فيها جمع في لقمة- ثم جاءني أخ لي من إخواني في الله لأحببت أن أضعها في فمه''.
فالدنيا كلها لا تساوي شيئاً, فالأخوة في الله خير عندي من كل الدنيا, فلو جمعت الدنيا بكل شهواتها وملذاتها ومتاعها وما يطلبه الناس وما يتسابقون إليه منها في لقمة ثم جاءني أخ في الله, لأحببت أن أضعها في فمه ... !
فهؤلاء هم الذين كانت الأخوة والمحبة في الله عندهم بهذه المنزلة العالية, ولذلك لو لم يدخلهم الجنة إلا هذا لكفى، فهذا من أعظم ما يرجو به الإنسان الجنة.
قال أنس -رضي الله تعالى عنه- عندما سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: {يحشر المرء مع من أحب يوم القيامة، قال: فأنا والله أحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم} فهذه نعمة عظيمة، فلينظر الإنسان من يحب, ولينظر من يخالل, ولنعرف قيمة الأخوة في الله, والأخوة في الله ليست مجرد مشاعر أو عواطف تأتينا إذا التقينا وذهبنا وأتينا, بل الأخوة الصادقة أن تكون محباً ومؤثراً له, ناصحاً صادقاً في معاملته ووفياً, إذا احتاج إليك فإنك تنجده: ما استطعت، وتبذل له ما استطعت.
سأل بعض التابعين بعض تلاميذه: {{كيف محبتكم في الله؟
قالوا: الحمد لله, نتحاب ونتآخى في الله, قال: أيمد أحدكم يده إلى كُمَّ أخيه، فيأخذ منه ما يشاء ويدع ما يشاء؟
قالوا: لا, قال: إذاً أين المحبة؟}}.
هكذا تبلغ بهم المحبة، فيشعر الإنسان أن ما يملك فهو لأخيه, وما يملك أخوه فهو له من مال أو من مساعدة أو من خدمة يمكن أن يقدمها الإنسان لإخوانه في الله، فهذه هي حقيقة الأخوة.
يقول أبو سليمان الداراني -لنعرف كيف كانت سيرته في العزوف عن الدنيا، والتعلق بالآخرة، والخوف من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قال: ''إذا كانت الآخرة في القلب جاءت الدنيا تزحمها، وإذا كانت الدنيا في القلب، لم تزحمها الآخرة؛ لأن الآخرة كريمة، والدنيا لئيمة، ولا يزاحم إلا اللئام''.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً الذي ينبغي للإنسان أن يجعله في قلبه هو الآخرة، أما إذا كانت الدنيا هي التي في القلب فلننتبه، فلا بد من يقظة، ولا بد من عزيمة، ولا بد من عمل، فلا نتوقع أن تأتي الآخرة فتزحمها أبداً، فالإنسان لا بد أن يعلم ما الذي يضع في قلبه, فإن كانت الآخرة فليحافظ عليها من مزاحمة اللئيمة، وإن كانت اللئيمة, فليطردها وإلا فلن تخرج؛ والكريمة لن تزحمها ولن تدخل.
حسن الظن أم أماني كاذبة
ومن كان هذا حاله كان ملازماً للمحاسبة دائماً، وكان الخوف هو الغالب عليه في تصرفاته.
ولهذا قال رحمه الله تعالى: ''من حَسُنَ ظنه بالله عز وجل ثم لا يخاف الله فهو مخدوع'' كما قال الحسن: ''إن قوماً أساءوا العمل، وقالوا: نحسن الظن! ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل''.
هذه قاعدة الكرام العقلاء في حياتهم: إذا أحسنوا الظن أحسنوا العمل, والناس في دنياهم يتعاملون هكذا, فإذا وجدت إنساناً يجتهد في شيء ويحسنه فإنك تقول: هذا إنسان وإن شاء الله سيساعدنا, وإذا وجدت واحداً لا يهتم بشيء فإنك تقول: هذا لا ينفع مهما عملت معه، فهذه حقيقة، فمن أحسن الظن أحسن العمل.
فإذا أتينا إلى ما يتعلق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -ولله المثل الأعلى- فسوف نجد أهل الفجور والمعاصي والذنوب يتقحمون في النار, ويقولون: نحسن الظن بالله وحقيقة أحدهم أنه مخدوع خدعه الشيطان وخدعته النفس والشهوات، وخدعته الدنيا والأماني الباطلة، وخدعته أنواع من الغرور والخداع, فأمن وركن إلى الدنيا, فكانت هذه هي النتيجة, وهو أنه هنالك عند الحساب لا يجد شيئاً! فالمخدوع يكتشف أنه مخدوع إذا قضى الأمر وانتهى, فيقول: ربنا أخرجنا! ياليتنا نرد فنعمل صالحاً! وقد قضي الأمر وانتهى.
الازدياد في الطاعة
ومن درر كلامه رضي الله تعالى عنه أيضاً في هذا الجانب؛ حتى يتعلق الإنسان دائماً ويتطلع إلى الزيادة, ولا يطمئن ولا يركن إلى عمله, ولا يقول: أنا أرجو, ويحسن الظن في غير موضعه، قال: ''من كان يومه مثل أمسه فهو في نقصان''.
هذه القاعدة حتى في الدنيا: التجار، والشركات .. وغيرها, إذا كانت نسبة الربح في هذه السنة مثل النسبة التي كانت في السنة الماضية فإنهم يقولون: "أكيد أننا خسرنا, وما هي الفائدة, وربح هذه السنة مثل ربح السنة الماضية؟ "
فدائماً يريدون النسبة أن ترتفع! هذا في دنيانا, لكن في الآخرة قليل من الناس من يفكر كذلك.
ولقد جاء عن بعض السلف أنه لو قيل له: "إنَّ يوم القيامة تقوم غداً" أو "إنك سوف تموت الليلة" ما زاد في عمله شيئاً .. ! فهؤلاء قوم أخذوا أنفسهم بهذه القاعدة, وكل يوم يأتي عليه فهو أفضل مما قبله, وصل في النهاية إلى أنه لو قيل له: تموت الآن أو تموت الليلة ما يزيد في الطاعات! لا يوجد مجال؛
لأنه مستكمل لكل جوانب الطاعات، لكن لو نظرنا إلى الغافلين اللاهين من أمثالنا: لو قيل له: "سوف تموت الليلة أو غداً", لقال: أريد أن أصلي, وأن أصوم، وأن أتصدق، وأن أجاهد!! فالأيام تمر ولم نسدها بعمل صالح فهي ثغرات مكشوفة, وهذه الثغرات المكشوفة يتسلسل منها العدو والشيطان والشهوات والدنيا، فيفاجأ الإنسان وقد دخل قلبه شيء من ذلك, لكن الذي يحرص كل يوم على أن يكون ما بعده خيراً منه, فإنه سيكون أكثر ذكراً لله, وأكثر حرصاً على طاعة الله، وأكثر طلباً للعلم النافع, وأكثر جهاداً, وأكثر أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر, وأكثر خوفاً, وأكثر رجاءً, وأكثر محبة ما استطاع, حتى لو نقص عمله الصالح أحياناً فإنه يعوضه.
معالجة القلوب
والقلوب ليست دائماً على حال واحد، ''إنما القلوب كالدواب'' كما قال بعض السلف رضي الله تعالى عنه, وهم يمثلون بالدواب لأنهم كانوا يعيشونها يومياً، أحياناً يركب الإنسان على هذه البغلة فتمشي وتهرول وتهملج, وأحياناً تستعصي وتقف فيضربها ويحركها, فلا تمشي بسبب ما من الأسباب, والقلوب كذلك, في يوم من الأيام، ولحظةٍ من اللحظات، وساعةٍ من الساعات تجد نفسك تقرأ القرآن بانشراح وانفتاحٍ وطمأنينة, وتجد نفسك منشرحةً لعبادة من العبادات، أو لطاعة من الطاعات، أو لذكر من الأذكار، أو لعمل من أعمال الخير, مهما استكثرت منه؛ فالنفس منشرحة تقول: يا ليتني أستمر على هذا العمل! ويا ليتني لا أنقطع عن حلاوته!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي لحظة من اللحظات أو يوم من الأيام تجد أنك كالذي ينحت في الصخر بقوة! لا تستطيع أن تنال شيئاً من ذلك!
إذا كان هذا حال القلوب فلا بد أن تأخذها وقت الرخاء ووقت الإقبال بالعزيمة, فتحثها وتَسيُربها فتقطع مسافة كبيرة, فإذا حرَّنت الدابة، وتلكَّأت، وعرجت، واسترخت، فسيكون ذلك وقد قطعت مسافة كبيرة جداً، لكن إذا هملجت وأسرعت فاسترخيت ونمت, فلن تقطع بك إلا قليلاً, فإذا تلكأت هي وأردت أنت أن تحركها وقفت, فلا تقطع شيئاً, فيسبق السابقون وأنت منقطع ومتخلف ليس معك أحد, فهكذا حال الإنسان.
ولا يعني أن كل يوم أفضل من جميع الوجوه, فقد تجد أنك في يوم من الأيام صعبت عليك الطاعة، العمل الصالح, فإذا رأيت ذلك في نفسك فاجتهد فيه ما استطعت؛ فإذا جاءك من غدٍ فسحةٌ وانطلاقةٌ وانشراحٌ, فاحمد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى واستمر في الاجتهاد, فلا تأتي الحزونة أو الحرونة من غدٍ إلا وقد قطعت شوطاً كبيراً, وتقول: يا نفس! بالأمس كنت .. كذا, والآن هكذا! لا يليق هذا الشيء، فتمشي بك ولو إلى نصف الطريق, فتكون قد كسبت! لكن لو كنت في وقت الرخاء مشيت النصف, فأنت في وقت الشدة قد لا تقطع الربع .. والله المستعان!
وممن اشتهر عنه جانب الخوف -وهم كثير- رجلان عُرِفَا بذلك أكثر من غيرهما كما قال بعض السلف: ''أكثر الناس بعد الصدر الأول من الصحابة وكبار التابعين خوفاً رجلان هما: عمر بن عبد العزيز وسفيان الثوري كأن النار لم تخلق إلا لهما''.
فمن كان يتأمل ويرى حال عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فإنه سوف يقول: (ما خلقت النار إلا له) فكأنه يشعر أنها ما خلقت إلا له, وحياته فيها الكثير من العجائب .. ! ولذلك فإنّ ابن الجوزي رحمه الله -صاحب صفة الصفوة - لما تكلم عن سير الصالحين والعباد, أفرد الكبار المشاهير بكتب مستقلة, ومن الذين أفردهم ابن الجوزي بتراجم مستقلة- لأنهم كانوا أكثر وأشهر وأعظم من أن يحصرهم ضمن تراجم مع غيرهم عمر بن عبد العزيز، فله كتاب عظيم عنه, وله كتاب عن سفيان الثوري وهو -والله أعلم- مفقود, وما بلغني أنه موجود, وحبذا لو يظهر!! والثالث عن الإمام أحمد بن حنبل.
ومن حكمة الله أن يذكر غير الصحابة -أيضاً- في التحدث عن تلك الفضائل, فلو ذكر الصحابة فقط لقال الناس: "هؤلاء صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن يبلغ ما بلغوا؟ " لكن تأتي هذه النماذج, بعضهم في وقت الشدة ووقت الفتن ووقت البدع, وبعضهم في زمن الحجاج.
عمر بن عبد العزيز والهمة العالية
عمر بن عبد العزيز الذي جاء في زمن الفتنة والشهوات, والدنيا قد أقبلت .. ومع ذلك فقد أُثِرَ عنه أنه لما كان أميراً على المدينة [[جيء له بثوب, فقال: كم ثمنه؟ قالوا: خمسمائة دينار, فقال: رخيص! فلما ولى الخلافة جيء له بثوب, قال: كم ثمنه؟ قالوا: عشرة دراهم, قال: هذا غالي!]] فانظر كيف تبدل حاله!
قال بعض جلسائه: والله يا أمير المؤمنين! إني لأذكر؛ لأنه في أول شبابه كان مترفاً رضي الله تعالى عنه مرة عرض عليك الثوب بكذا وكذا دينار, فقلت: رخيص، فقال كلاماً عظيماً عجيباً جداً! قال: [[تاقت نفسي إلى الإمارة، فلما وليتها تاقت نفسي إلى الخلافة, فلما وليت الخلافة تاقت نفسي إلى الجنة]] فهذه هي الهمة العالية ... !
لما ولي الخلافة، كان يحكم الدنيا, ولو أن رجلاً أقسم بالله أنه كان يحكم الدنيا ما حنث ولا أثم كما يعبر الفقهاء، إذ كان يحكم من جنوب فرنسا إلى بلاد المغرب وأفريقيا إلى بلاد الشام والعراق والترك وحتى حدود الهند والصين , وتدفع له الممالك من غير المسلمين الجزية, هذه هي الدنيا!
أما الأمريكتان واستراليا فلم تكن معروفة, وأما أوروبا فإنهم همج ولو أُعْطِيَتْ لأحد ذلك اليوم لما قبلها, ولو قيل له: احكم أوروبا , لقال: ما أريد بها وهم همج رعاع لا خير فيهم.
إذاً فقد كان يحكم الدنيا, فتطلع إلى ما هو أعظم من الدنيا, فقال: (الآن تاقت نفسي، أي: اشتاقت نفسي إلى الجنة).
يتبع ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 12:53]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إن القيمة الحقيقية هي في الآخرة, أما الذي يُعظِّم الدنيا ويحبها ويريد ما فيها, فقد يحصل عليها ولو بأغلى الأثمان, لكنها سرعان ما تنتهي وتذهب, وهكذا الدنيا .. ! ليس فيها شيء يدوم! بهرج وبريق كبرق السحاب الخلب, ثم تذهب وتنتهي .. أما النفوس العالية ذات الهمة العالية، فهي لا تنظر إلى مجرد المتاع كالهمم الدنيئة.
كما قال بعض السلف: ''القلوب نوعان: قلوب تطوف حول العرش, وقلوب تطوف حول الحش'' أي: المرحاض, ويعنون بذلك أنَّ أهل الدنيا كل تفكيرهم في شيء نهايته إلى ذلك المرحاض: شهوة النساء، أو شهوة الأكل، أو شهوة كذا, فكلها في المرحاض وما حوله؛ لكن هناك قلوب تطوف حول العرش, فهي دائماً هناك .. ! تفكر في آلاء الله، وفي صفات الله، وفي أسماء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وفي هذه المعاني العظيمة, تُفكر دائماً فيما عند الله, تفكر في جنات عدن التي سقفها عرش الرحمن، وهكذا يعيش الناس في دناءاتهم, وهم بهذه الهمة العالية.
الورع وابن المبارك
ولشهرة هؤلاء أخذنا بعض النماذج الأخرى, ومنهم عبد الله بن المبارك -رضي الله تعالى عنه- الذي كان مجاهداً، وكان عابداً, جمع بين الجهاد وبين العبادة وبين الكرم, وسيرته عجيبة.
عبد الله بن المبارك -رضي الله تعالى عنه- كان في أصله من أولاد الملوك, وكان أجداده من ملوك فارس، وكانت أمه تركية, وعنده عجائب في الورع وفي الزهد.
يقول أحد تلاميذه: ''رأيت في منزل ابن المبارك حماماً -كما نرى نحن الآن في البيوت من الحمام الذي يربى في البيوت- فكأنه استغرب أنَّ هذا الحمام يتكاثر ولا أحد يأخذه, فقال عبد الله بن المبارك: قد كنا ننتفع بفراخ هذا الحمام, فنأخذها ونذبح ونطعم أبناءنا أو ضيوفنا, قال: فلم نعد ننتفع بها اليوم, قال: لماذا؟ قال: اختلطت بها حمام غيرها, فتزاوجت بها, فنحن نكره أن ننتفع بشيء من فراخها من أجل ذلك''.
سبحان الله! بخلاف هذا الزمان .. ! فالواحد لو قُدِّر له أن يلتهم ما عند الجيران وما عند الزملاء وما عند الموظفين لأكل؛ مع أن المسألة ليست أن تشبع أو أن تكنز المال .. ! فكِّر! فأمامك حساب، فهذه شدة حذرهم وخوفهم رضي الله تعالى عنهم.
وقد بلغ من شدة خوفه وتفكره مبلغاً عظيماً, قال سويد بن سعيد: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى عنها ثم استقبل الكعبة، فقال: ''اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ماء زمزم لما شرب له وهأنا أشربه لعطش يوم القيامة''، فحين ترى ما يفكرون فيه، وهم يعملون الطاعات، إذ هو في عبادة وهو في حج، فإنك ترى فيهم مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60].
قال نعيم بن حماد: ''كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق -والمقصود أي حديث في باب الرقاق- فكأنَّه بقرة منحورة من البكاء, لا يجرؤ أحد منا أن يدنو منه أو يسأله عن شيء''.
التواضع عند ابن المبارك
ومن عجيب كلامه ما نقله عنه عبد الله بن خبيب ''قيل لابن المبارك: ما التواضع؟
قال: التكبر على الأغنياء''.
ولا يعني أن الإنسان يظلمهم أو ينظر أنه أفضل منهم, إنما الحكمة واضحة ومقصودة, وهو أن تشعر أنك بما عندك من إيمان وتقوى وعبادة خير من هؤلاء, فهذه حقيقة التواضع, وليس أن الإنسان إذا رأى أحداً من هؤلاء فإنه ينبغي له أن يتواضع, فليس التواضع أمام الأغنياء أو أمام الكبراء في كلمة الحق أمراً مرغوباً فيه شرعاً, بل قد يكون هذا التواضع داخلاً في باب آخر في باب الخوف من غير الله أو في باب محبة الدنيا؛ فلو رآك أهل الدنيا ومن لا خير فيهم تتواضع أمامهم, لقالوا: هذا يطمع فيما عندنا, وهذا يريد المال, وهذا يريد شيئاً! لكن لو رآك الأغنياء وأهل الدنيا وأنت تتكبر عليهم بأن يدعوك فلا تذهب, فإذا دعاك فقير طالب مسكين, لا يملك شيئاً من حطام الدنيا وأجبته, وذاك يرى ويسمع, لعلم أنك متكبر عليه، فهذا هو المقصود, وليس التكبر هنا أنك تغمطه فضله أو حقه, بل أن يعلم أنك لا تنظر إلى جاهه ولا إلى منصبه ولا إلى أي شيء, خاصةً إذا كان من أهل الدنيا الذين لا يريدون الله واليوم والآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس كل من آتاه الله مالاً فهو كذلك, ليس هذا هو المقصود, إنما المقصود أن يرى الناس فيك هذه الصفة.
جيء إلى سعيد بن المسيب , والخطبة ابنته لولي عهد المملكة والخلافة الوليد بن عبد الملك , فعبد الملك خطبها لابنه الوليد فرفض وأبى, وَزَوَّجَها من ذلك المسكين طالب الحديث، ورفض أن يعطيها لابن عبد الملك بن مروان الذي كان يحكم الدنيا من شرقها إلى غربها.
إذاً: فهذا هو التكبر على أهل الدنيا، وهذا هو التواضع.
وهذه حقيقة التواضع حتى لا يفهم بعض الناس من سير هؤلاء الأجلة والعلماء أن التواضع هو ما فهمه الصوفية من الاستخذاء والاستجداء, فهؤلاء لو راح الواحد منهم يريد أن يعمل دعوة، فأول ما يبدأ بالأغنياء, ويطرق بيوت الكبار؛ حتى لو أرادوا عملاً من أعمال الخير ولو كان موعظة أو تدريساً في مسجد فإنهم لا يذهبون إلا إلى مساجد الأغنياء وإلى مجالس المترفين! نسأل الله العفو والعافية, وهذا فهم الصوفية الذين تنقطع قلوبهم من حب الدنيا, وفي نفس الوقت يدعون أنهم من أهل الله, أما المؤمنون الصادقون الذين يؤثرون حقيقة الآخرة على الدنيا, فإنهم لا يبالون بهؤلاء, وإنما ينظرون إلى الإنسان من جهة إيمانه وتقواه، فيحبون لله ويوالون فيه أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22].
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
الهوان على الله
السؤال: الشخص الذي كان غارقاً في المعاصي والذنوب, وكان هيناً على الله، ثم يتوب عن ذلك ويصلح, فيصبح غير هين على الله؛ فما هو أساس هذا؟
ثم أحياناً يكون عكس ذلك كالذي يتحول من ظاهر الصلاح إلى المعاصي؟
الجواب: الخيار بيد العبد، فإن أراد أن يكرمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, فليتق الله، وليحفظ نفسه من المعاصي ومن الذنوب, وليصدق مع الله في ذلك، فإذا صدق مع الله، في إرادته الخير والهداية, أكرمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بمزيد الفضل والإيمان ورفع الدرجة، وحجزه عن المعاصي والذنوب.
أما إذا تخلى عن ذلك, وكان إيمانه قليلاً أو ضعيفاً أو كان مدخولاً، وعصى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فإنه يهان وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ [الحج:18] ولو كانت له ذلك منزلة عند الله عز وجل فيما يرى من نفسه ولو كان قبل ذلك على طاعة وعلى خير وإحسان وإخلاص في ظاهر نفسه, لكنه ارتد وانتكس .. ! فهذا قد أهان نفسه، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لو علم فيه خيراً لحجزه ولعصمه بما قد سبق له، لكن لا بد أن في تلك الأعمال ما لا يقبله الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, أو فيها ما لا نعلمه من المفسدات أو المحبطات, أو اقترن بها ما لم يجعلها تعطي الإنسان المراد والمطلوب من مثل هذه الطاعة.
فالمقصود أن الأمر بيد الإنسان, والله وسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان:3]، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:29] فمن أراد كرامة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فطريق الكرامة أمامه، ومن أراد غير ذلك فهو كما أراد، وكما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له}.
إن كان من أهل الكرامة والفوز والنجاح فهو ميسر له ذلك, وإن كان من أهل الشقاوة والغواية فإنه ييسر له ذلك, فلا تناقض في هذا.
خشية الرياء من علامة التقوى
السؤال: إنني أحياناً في قيامي بعبادتي، وخاصة التي تكون أمام الناس أكون في صراع مع نفسي، هل أنا مراءٍ أم لا؟
وأذكر أحياناً دعاء كفارة الرياء؟
الجواب: هذا من جملة ما يقع لأكثر العبَّاد، ونرجو أن يكون ذلك من علامة التقوى، لأنه كما قال الحسن البصري رحمه الله عن النفاق [[ما أمنه إلا منافق، ولا خافه إلا مؤمن]].
والرياء يحبط الأعمال فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110]، والله تعالى يقول كما في الحديث القدسي الصحيح: {أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري فهو للذي أشرك} أو قال: {تركته وشركه}.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك، لذلك فإن كل عبد تقي يخاف الشرك الأصغر "الرياء" الذي يحبط الأعمال، وقد يكون الرياء شركاً أكبر كرياء المنافقين، أي: إذا كان الرياء في أصل الإيمان.
فالخوف من الرياء من سمات المتقين الصالحين، ولا ينبغي للعبد المؤمن أن يمنعه شبهة الخوف من الرياء أو أن الناس ينظرون إليه عن عمل من أعمال الخير أو الصلاح.
إن كنت تقرأ القرآن، أو تصوم، أو تصلي، أو تتصدق, أو تعمل أي عمل من أعمال الخير، تفعله أنت عن إيمان وعن محبة لهذه الطاعة، وتقرب إلى الله تبارك وتعالى, فلا يمنعنك من ذلك خشية كلام الناس، فتخشى أن تقع في الرياء، فتقول: لا أعمل الطاعة، فهذا باب من أبواب الشيطان التي قد يدخل بها على الإنسان، ولهذا قد ورد عن بعض السلف أنهم قالوا: ''العمل لأجل الناس رياء، وترك العمل لأجل الناس كفر''.
إذا كان الإنسان يعمل الطاعة من أجل الناس فهذا رياء, فإن تركها من أجل الناس لأي سبب من الأسباب فهذا كفر! نعوذ بالله منه.
إذاًَ: الإنسان لا يترك الطاعة، إنما يعمل الطاعة من جهة ويقاوم الرياء من جهة أخرى, ويستغفر الله إن كان قد وقع له منه شيء.
هذا هو الواجب، وإلا فالشيطان يُلَبِّس على كثير من الشباب في هذا، فبعض طلبة العلم ترك حفظ القرآن, لأن الشيطان أوهمه بأن حفظه جيد، وقراءته جميلة، فلو حفظت القرآن لافتنت.
وبعضهم ترك الصلاة في المسجد، يقول: (إنني إذا سمعت القرآن لا أصبر من البكاء من الخشوع وأصلي صلاة خاشعة, فخفت من الرياء) فجعل الصلاة في البيت .. !
وهذا هرب من شيء محتمل, فوقع في ذنب مؤكد وخطأ محقق؛ فليس هذا هو التعامل الصحيح الذي سنه لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا صحابته الكرام, بل من الأعمال ما ينبغي أن يجهر بها الإنسان مع الحذر من الرياء، كالزكاة مثلاً؛ قال العلماء فيها: يحسن أن يخرجها علانية أحياناً لما في ذلك من المصلحة، ولهذا ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الحالين: السر والعلانية في الإنفاق خاصة، أما السر فحتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه؛ ليكون أبعد عن الرياء، وأما العلانية ففيها فوائد عظيمة منها:
- أن يكون أسوة لغيره ليقتدي به.
- ومنها: -وهو مقصد شرعي.
وإن كنا قد نغفل عنه- دفع الغيبة عن نفسه, كأن يقال فيه: "هذا مع كثرة أمواله لم يطعم مسكيناً!! ليس فيه خير"، ويدخل في الإثم بسبب الغيبة، فأنت تدفع ذلك عن نفسك، لكن بشرط ألاَّ ترائي، فتنفق علانية, وليس كما يفعل البعض من أنهم يقفون ضياعاً ثم يكتبون عليه هذا وقف فلان بن فلان! يكفي أن يعلم الناس في المحكمة أن الذي بنى الوقف هو فلان أو يعلم الجيران في الحي بأن الذي بنى المسجد هو فلان, فلو علموا ذلك فلا بأس، وربما يكون ذلك مدعاة لأن يتنافسوا في الخير، بشرط أن تأمن أنت على نفسك من الرياء.
هذه حالات للقلوب، وكلٌ أدرى بقلبه وأعلمُ بنفسه، لهذا نجد السلف رضوان الله عليهم منهم من كان يعمل علناً، ومنهم من كان يعمل سراً، لماذا؟ لأن بعضهم كان يعلم من نفسه أنه لن يرائي، وأنه لا يهمه كلام الناس، فيفعل ما يشاء سراً أو علانية.
والبعض كان يخاف، لأنه يعلم أن نفسه ربما تقع في ذلك، فكان سره أكثر من علانيته أو ربما لا علانية له، أما أهل الدعوة والعلم ممن يقتدى بهم، فلا بأس أن تظهر منهم بعض هذه الطاعات لمصالح كثيرة من أهمها: الاقتداء، لكن مع الحذر من الرياء.
أما العبادة الخفية كعمل أعمال الطاعة في البيت، فلا يكون التحدث بها من غير داعٍ إلا رياءً, أما ما كان من أصله علانية فلا بأس أن يكون كذلك.
التفكر في صفات الله
السؤال: هل التفكر في صفات الله صحيح؟
وما هو دورنا إذا وجدنا أي خطأ في كلامك يخالف الصواب؟
الجواب: أي خطأ تجدونه فردونا إليه، والإنسان معرض للغلط، فقد يتكلم في موضوع وينسى، فإذا كان حُفَّاظ القرآن أو السنة يخطئون، فكيف بمن يستنبط ويجمع من هنا وهناك؟!
لا بد أن يقع منه خطأ فوجهونا جزاكم الله خيراً.
أما مقولة: (نتفكر في صفات الله وأسماء الله) فليست خطأ، فنحن لم نقل: نتفكر في ذات الله، وإنما قلنا: التفكر في صفات الله، فمثلاً التفكر في اسم الله الكريم، ومظاهر كرمه على الإنسان، ومما تجد برده على قلبك، وأذكر تجربة بسيطة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت أتفكر في كرم الله وفي حلم الله وعفوه، فلما ذهبت إلى أمريكا، وتحدثت مع بعض الإخوان, قلت لهم: الإنسان هنا يرى يقيناً أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حليم وكريم، سبحان الله ما أوسع رحمته! وما أوسع وأعظم حلم الله! فهؤلاء عندما يرى الإنسان حياتهم، وهم أحط وأرذل، ومن أخس البهائم المعروفة وأخس الوحوش, ومع ذلك يعيشون في نعيم، فجنات الدنيا عندهم، وكل ما يريدونه ميسر لهم، يأكلون ويشربون ويسرحون ويمرحون ويعبثون بالدنيا، العالم كله يكاد أن يكون تحت سيطرتهم، إن أرادوا إسقاط دولة أسقطوها، وإن أرادوا إقامة دولة أقاموها بعد إذن الله سبحانه، آتاهم الله من ملك الدنيا شيئاً عجيباً، وهم يعيشون أحط ما يمكن من الحياة الدنيئة الذليلة التي يترفع عنها لا نقول: عباد الله المكرمون بل البهائم .. !
وهذا يدلك على قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45] وقوله: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ [الأعراف:182] إلى آخر الآيات، فالإمهال والاستدراج تجدها أمام عينيك، ومهما حُدثت عنها، فلن تجد مثل ما ترى.
فتتفكر في ذلك، ثم إذا تفكرت في قوله تعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [الذاريات:47] , وحين تنظر إلى هذه النجوم والكواكب، وكيف خلق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذا الخلق، والاتساع الذي تعجز العقول عن إدراكه، وهم يتكلمون في هذه الحياة الدنيا، في حدود الوجود الدنيوي، أي: السماء الدنيا فما دونها, ولا يتكلمون عن السماء أصلاً، لا يعرفون السماء ولا يذكرونها، ويظنون أنها مجرد فراغ, لكن ما يتكلم به الفلكيون الكبار المتخصصون عن أبعاد ما بين هذه النجوم شيء مذهل جداً يحير العقل! فتعرف أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو المتصف بهذه الصفات، فيزداد عندك الخشوع لله والرغبة والخوف والرهبة منه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
أضرب لكم مثالاً ولله المثل الأعلى: إنسان كنت تراه كل يوم في العمل أو في الشارع، أو جار لك يذهب ويروح بطريقة عادية, ثم جاءك رجل واحد, فقال: هناك رجل اسمه: فلان بن فلان، كان وزيراً وكانت لديه الأموال، واخترع مخترعات عجيبة، وفعل ما لم يفعله الكثيرون، وهو ساكن هنا, فتقول: "هذا فلان جاري"، ثم عندما تراه مرة أخرى تنظر إليه، وقد تغيرت معلوماتك عنه، وتكرر النظر، وتسعد بلقائه، وترجو لو تستضيفه، كان هذا بعد أن علمت منجزاته, فارتفعت قيمته عندك.
فكيف بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟!
ولله المثل الأعلى! إذا عرفت صفات الله، وتذكرت هذا الإله الكريم العظيم الذي هذه عظمته وقدرته, ومع ذلك كان رحيماً, ومن رحمته مع كمال غناه -كما قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ [فاطر:15]-أنه لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه, ومع ذلك ينزل إذا كان الثلث الأخير إلى السماء الدنيا، يخاطبنا نحن المساكين المحتاجين الفقراء: "هل من سائل فأعطيه؟!
هل من مستغفر فأغفر له؟!
هل من داع فأستجيب له؟! "
فكلما تقرأ حديثاً عن الله، أو تعرف صفة من صفات الله في الكتاب أو السنة، فإنك تزداد -بإذن الله- تعالى إيماناً ويقيناً وحباً لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ورغبة فيما عند الله وخشوعاً لله.
ولهذا قال العلماء في قوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] أنهم هم العلماء بالله وبأسمائه وصفاته وما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وبما يليق به وما لا يليق به.
ولهذا كان من أفضل الأذكار تنزيه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وتسبيحه وتقديسه.
فهذا ما قصدناه، وأما الخطأ فأكرر وأقول: كلنا عرضة للخطأ، ورحم الله امرأً أهدى إلينا عيوبنا!
التآخي في الله والبغض لأعداء الله
السؤال: نرجو أن تسامحنا فقد تكلمنا فيك وبهتناك واغتبناك ... ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: غفر الله لكم! نرجو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن نلقى الله وليس في قلوبنا أي غلٍ على أي مسلم إن شاء الله أياً كان، ومهما أساء إلينا، ونحن كلنا عرضة للخطأ، ونرجو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن تكون عداوتنا وبغضنا وكلامنا في أعداء الله, حتى إذا لقينا الله يوم القيامة يكون خصمك عدو الله، لا رجلاً مؤمناً، وأنا أرجو من نفسي ومنكم جميعاً: أن نجعل عداوتنا وبغضنا وما في قلوبنا من مقت أو غضب أو كراهية دائماً هو لأعداء الله وأهل الشرك وأهل البدع ولأهل المعاصي المجاهرين المحاربين لله ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما المؤمن فمهما أخطأ عليك فهو أخ لك في الإيمان، وسيرده إليك إيمانه بإذن الله، وسيرجع إن كان فيه خير وإخلاص وإيمان، ولو بعد حين، ولنحذر أن يشكك الشيطان بعضنا من بعض, وأن يفرق بيننا بالنقولات ونحوها ولا نعين الشيطان بها، ولتكن القلوب سليمة، لأننا من أحوج ما يكون إلى قلوب متآخية، نقية، متصافية، سليمة.
أما أن تذب عن عرض أخيك، فهذا عمل عظيم قال صلى الله عليه وسلم: {من ذب عن عرض أخيه، ذب الله عنه النار يوم القيامة} , لكن لا تذهب إلى الآخر, وتقول: ذكرك فلان بسوء, فتزرع بينهما العداوة، بل دعهما متحابين، وفيما يظهر لهم، وأنت تقوم بواجبك دون أن يعلم أخوك.
العلمانية والفرق بين تكفير الفكرة وتكفير المعين
السؤال: ما هي العلمانية؟
الجواب: العلمانية إذا كانت بمعنى اعتقاد الإنسان أن الدين مفصول عن الحياة، وأن الدين ينظم علاقة معينة بين الإنسان والله، ولكنه لا ينظم شئون الحياة, بل نلجأ ونرجع في تنظيم شئون الحياة إلى غير الله، وإلى القوانين الوضعية، والتقاليد والعادات والآراء البشرية، في الأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسة والتربية والتعليم ... وما أشبه ذلك، فهذا الاعتقاد كفر لا شك فيه.
وهو اتخاذ ندٍ مع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهو أشنع وأشد من كفر الجاهليين المشركين الذين جعلوا شيئاً من الحرث والأنعام لله، وشيئاً منها لغير الله كما ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عنهم في سورة الأنعام، وما أشركوا به أيضاً من البحيرة والسائبة إلى آخر ذلك.
فهذا الاعتقاد شرك وكفر، لكن ليس كل من قال هذه العبارة أو تلفظ بها يكون كافراً مشركاً الشرك الأكبر.
لأن المعين لا بد في تكفيره من تحقق شروط وانتفاء موانع، فقد يقولها عن جهل، بغير قصد، وبتلبيس، وقد يقصد أمور الدنيا (أي: الأشياء العادية) مما قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أنتم أعلم بأمور دنياكم} أو شيئاً من هذا، فالتلبيس وارد على الناس في هذا الأمر.
فنحن عندما نريد أن نجلي حقيقة من حقائق الدين والشرع, فإننا نبينها ونقول: هذا الاعتقاد توحيد، ذاك الاعتقاد شرك أو كفر، ونوضحها بالأدلة.
أما الحكم على المعينين، فلا بد من استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع.
فقد يتفق اثنان في كلمة أو في عمل، وأحدهما كَفَر وخرج من الملة، والآخر معذور.
التفكر في آثار الصفات
السؤال: هل صحيح أن نقول: لا يجوز أن نتفكر في كيفية الصفات، ومطلوب أن نتفكر في معاني وآثار الصفات؟
الجواب: نعم، هذا هو المقصود، وأذكر فائدة هي أن شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمة الله عليه- قال في الاستدلال بصفات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إنه لا يمكن ولا يصح ولا يجوز أن يشرع أحد من دون الله؛ لأن المشرع لا بد أن تجتمع فيه صفات كما قال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي ... [الشورى:10] إلى أن قال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وما دام لا يوجد أحد فيه هذه الصفات, فلا يمكن أن يشرع أحدٌ إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ فاستدل بمعاني هذه الصفات على هذا الأمر العظيم، الجليل.
الأحداث في إرتيريا
السؤال: ما هي الأحداث في إرتيريا؟
الجواب: هذه ورقة من المجاهدين الأريتيريين وأنا أوجزها: المعارك استمرت بينهم وبين الجبهة الشعبية التي يؤيدها العالم الصليبي كله مع الأسف، ونأسف لأن بعضاًَ ممن ينتمي إلى هذه الجبهة من المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قيادتها فهي صليبية وتتمسح بالولاء للمعسكر الاشتراكي، ولكن أموالها ومددها وعلاقاتها من العالم الغربي الصليبي، ومن النصارى المتعصبين في الفاتيكان وغيرها.
وذكروا أنه في (5،17) من ذي الحجة، وقعت معارك بين المجاهدين وبين هذه الجبهة الصليبية الخبيثة, وأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد نصر المجاهدين نصراً مؤزراً, والحمد لله على ذلك، ونسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن ينصر المسلمين المجاهدين في كل مكان، وأن يرزقهم العزيمة الصادقة والإخلاص لوجه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وهذا يستتبع منا واجباً عظيماً، وهو الدعاء لهم والتبرع لهم ومساعدتهم، مع أنهم لم يطلبوا ذلك، لكن أقول: واجب علينا أن ندعو وأن نتبرع، وأن نمد لهم يد العون، ونمدهم بما نستطيع إن شاء الله.
نماذج من النشرات التنصيرية، وكيفية التعامل معها
السؤال: هناك نشرات تنصيرية ونطلعكم على بعضها، وكيف نتعامل معها؟
الجواب: هذه نشرات تنصيرية، وفي كل أسبوع أصبحت تأتي هذه النشرات وتنتشر, وأنا لا أريد أن أُبين إهمال الرقابة أو الجمارك أو التجار, أريد أن أبين إهمالنا نحن ... ! لماذا؟
لا أخفيكم أنني اتصلت ببعض المسئولين بالجمارك، فقالوا: أين أنتم؟!
أي بضاعة فيها شيء من هذا, فلا تقولوا: نصادر هذا القماش ونحوه, بل اكتبوا لنا عن البضاعة, وعن التاجر, ونحن نسحبها من جميع الأسواق، ونعاقب التاجر ... ! ولهذا لا بد من إعانتهم.
هذه المسطرة -مثلاً- عليها رسومات: الرسم الأول مكتوب عليه: نحن نتعلم عن المسيح في الكنيسة، وفيها طلاب يمشون والكنيسة أمامهم مع الصليب.
الرسمة الثانية: نتذكر الصلاة كل يوم.
الرسمة الثالثة: أينما يقودنا المسيح فنحن وراءه.
والكتابة بالإنجليزي، لكن -أيضاً- يقرؤها الناس، والآن يطالب البعض بتكثيف الدراسة باللغة الإنجليزية, وكأنهم رأونا أقوياء في العربية والشرع, ولا ينقصنا إلا الإنجليزية؛ لنستقبل البث المباشر، ونفهم ما يقولون، فيجب على من رأى شيئاً من هذا، أو الأقلام التي فيها صور عارية, أو أي شيء من هذه البضاعة- أن يبلغ عنها, فعند شرائك إياها من المكتبة, خذ فاتورة من صاحب المكتبة, وأرفق البضاعة هذه مع الفاتورة إلى إدارة الجمارك, فإذا لم تستطع توصيلها إلى إدارة الجمارك فأوصلها إلى الهيئة، والهيئة ترفع بها إلى الجمارك، فتسحب البضاعة من السوق، وأيضاً ربما يكون هناك عقاب أو اكتشاف لمن أدخلها، وهو إما جاهل أو خبيث، قد يكون موظفاً نصرانياً خبيثاً أو متعاقداً أو عاملاً، وقد يكون غير ذلك.
الهدي النبوي في الضحك
السؤال: هل يليق بطالب العلم الذي يأخذ من ميراث النبوة أنه إذا ضحك سمعت له قهقهة, نرجو أن توجهنا إلى أدب الضحك والابتسامة؟
الجواب: صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أكثر من موقف أنه ضحك حتى بدت نواجذه الشريفة، صلوات الله وسلامه عليه.
فالضحك والتبسم إذا كان لسبب يقتضيه، فإنه ليس مما يعاقب عليه، لكن المبالغة في الضحك، أو كثرته أو أن يتشبه بالفساق, كما هو حال بعض الناس ممن يضحكون كضحك الفساق، أو كضحك من يرونه على الشاشة من المجرمين الذين يسمونهم ممثلين، أو المبالغة التي تحصل عند بعض الناس, وهذه نقولها للطلاب خاصة, فبعض الشباب يجمعون النكات، وفي اليوم الثاني كل واحد يخبر الزملاء بآخر ما سمع ... ! فأصبح الغرض هو الضحك.
بل بعض علماء النفس -كما يسمون- يقولون في علاجهم: حاول أن تضحك! مع أن الضحك بهذا الشكل لا يحل المشكلة، بل مثله مثل مجروح بجرح عميق غائر، فوضع عليه ما يغطيه عن أعين الناس فقط ... !
لكن ليس عندهم إلا هذا، فهم لا يستطيعون معالجة أسباب القلق والاكتئاب واليأس, ويقولون: الضحك علاج! وأصبحنا نقرأ هذا في عدة مجلات طبية أو علمية ... !
ومن الأدلة على غلبة الشقاوة على الناس بإعراضهم عن ذكر الله، أنك تجد هذا الكلام (ابتسم واضحك) غالباً في كل جريدة وفي كل إدارة وفي كل مكان، وخاصة الأمم التي لا تؤمن بالله تعالى.
ونحن هنا مع الأسف نستورد منهم كل شيء ... !
ولذلك أصبحوا يضربون المثل بالابتسامة الغربية، أو الابتسامة الإنكليزية كما يسمونها ... !
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن أَدَّبنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بأَدَبِ رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وهديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موجود بين أيدينا حتى في ضحكه وفي نومه وأكله وشربه، وهناك كتاب عظيم في هذا المجال ألفه الإمام ابن القيم رحمه الله زاد المعاد والذي يسمى: زاد المعاد في هدي خير العباد صلوات الله وسلامه عليه, فهذا الذي يجب أن يكون هدينا في أمورنا كلها عليه.
معنى التطرف عند الغربيين
السؤال: جاء خبر يقول: إن الغربيين زاروا العرب ليبينوا لهم خطورة الجماعات، نرجو التعليق عليه؟
الجواب: رمتني بدائها وانسلت!! هذه تكملة هذا الخبر.
إن الغربيين الفرنسيين ما وجدوا عند من زاروهم الإلمام الكامل بخطورة هذه الجماعات .. !
فجاءوا من هناك من باريس يعلمونهم خطورة هذه الجماعات، ويقولون: لا بد من الاهتمام بذلك، الله المستعان!!
وذكروا أن الدول الأوروبية استضافت العديد من قادة هؤلاء الجماعات.
وقبل أيام سمعنا أن (600 مليون دولار) وقبلها (300 مليون دولار) أعطيت للجزائر , وهذه هي المكافأة ... !
فأصبحوا يقولون: لا! إن الغرب يتعاون مع هذه الجماعات، وهي تهمة على كل حال.
عموماً ما يهمنا هو واجبنا نحن المسلمين، فواجبنا هو العدل ومعرفة الأمور على حقائقها، وأن نعلم أن هؤلاء كما ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ [آل عمران:118] يوصون ويحذرون من خطر المتطرفين, وعندهم أن من طالب بإقفال مصنع للخمور, فهو متطرف .. !
ولذلك في الغرب -كما في صحفهم- يعتبرون بلدنا هذه كلها متطرفة، ويقولون: بلد متطرف ... !
لأن الزنا ممنوع، والخمر ممنوع، وإذا اكتشف أن امرأة زنت تعاقب، سواء في بيت الزوجية أم لا، ولا يكادون يصدقون هذا، لأن عندهم قانون نابليون الذي عمل به الغربيون والدول التي استوردت قوانينهم, أن الجريمة ما كانت على فراش الزوجية!
وأذكر هنا قصة حدثت في مصر , وذكرها الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- أن أحدهم دخل بيته, فوجد رجلاً يزني بأهله, فأراد الزوج أن يقتله، ولكن الزاني سبق وقتل الزوج، فحكمت المحكمة بأن ذلك الرجل مضطر وأنه كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه، أما الزنا فموضوع آخر ... !
المتطرف هو الذي يرفض الزنا، وهذا أمر ليس بالغريب منهم، إنما الغريب والعجيب أن يقول هذا بعض أبناء المسلمين وفي بلاد الإسلام، هذه هي المشكلة!
مشكلة الخادمات
السؤال: الخادمات أصبحن مشكلة! نرجو التنبيه إلى خطرهن؟
الجواب: نعم! وبعض ربات البيوت تقول: "الخادمة ضربت أبنائي، وعذبتهم بالنار" .. من الذي وكلها؟
من الذي جعلها خازنة على النار؟
وأخرى تقول: خادمتي كادت تقتلني بعد انتهاء دعوة العشاء، وهناك حوادث قتل, وغيرها من الأعمال الفظيعة، وعدة أمهات يقلن: تعلق طفلي بالخادمة، جعلها هي الأم وأنا الخادمة، والطفل معه حق في ذلك، فالخادمة هي التي تحمله وترضعه وتربيه، وأمه في العمل وفي الوظيفة، وفي المساء في الأسواق.
والإخصائية الاجتماعية تقول: إذا لم يقم الأبوان بدورهما الحقيقي، فلماذا نلوم الخادمة؟
الخطر هو الاعتماد الكلي على الخادمة، واستقدام الوثنيات والمسيحيات؛ وهذا كلام نشرته صحيفة عكاظ في صفحة: (هو وهي) عن هذه الظاهرة الخطيرة.
أساس الخطر هو استقدام الخادمة، وبغض النظر عن كونها وثنية -مع أنه لا يجوز للكافر من أي دين كان أن يقيم في جزيرة العرب وهذا معلوم- حتى ولو مسلمة، أين سفرها بلا محرم؟
وخلوتها بالرجل وأبنائه، وأين ما قد يكون في بعضهن من فسق، أو فجور تنقله من بلادها؟
وأين تكشفها؟
وأشياء كثيرة.
بعض الناس إذا دخل الضيوف عنده, قدمت الخادمة لهم القهوة, وهي كاشفة الساقين والشعر، ويقول: هي خادمة! وما يقع في خلوة الخادم مع أهله، وما خفي كان أعظم مما ظهر من الدواهي والبلايا، فالأصل أنه لا يستقدم إلا من كان لديه ضرورة أو حاجة، فليستقدم المرأة مع زوجها، وليسكنهما منفصلين، بحيث أن المرأة تخدم أهله, ولا يراها ولا تراه، والرجل يخدمه, ولا يرى أهله ولا يراهم ولا يخلو بالنساء.
وهذا ممكن ومعمول به، وإلا فأمهاتنا كن يعشن التعب والألم والشدة، ما كانت عندنا هذه المشكلة أبداً, كما أنه كان هناك تعاون بين الجيران فيما إذا مرضت المرأة أو نفست .. وهكذا، ولم تكن هذه المصائب والبلايا موجودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن عندما أتانا التوظيف، والمرأة أصبحت مديرة مستشفى وموظفة, أصبحت تستنكف أن تنظف أو تمسك الطفل وتمسك القذارة بيدها، ولو كان ولدها! لأن هذا لا يليق بمقامها، فأصبحت خادمة تتولى الرضاعة، وأخرى أعمال البيت!
لقد أصابها الغرور، وظنت أن الأمومة عمل دنيء وحقير، وأنها -باعتبارها المديرة والموظفة الراقية- تترفع عن هذه الأمور, وبهذا انتكست فطرتها وتعاملها وأخلاقها، وخسرت أغلى ما يملك، وأفضل ما يُقتنى في هذه الحياة الدنيا.
وإذا سألت أم الطفل: هل يعدل هذا الطفل بالدنيا؟
فتجيب: وما هي الدنيا بالنسبة له؟!
رغم تعبها وسهرها عليه، وهي سعيدة جداً، أما تلك فلا تدري المسكينة شيئاً, بل وحتى في أعمالها تخفق، فلا بد أن يظهر أثر هذه النفسية, لأنها حرمت نفسها من عاطفة الأمومة, وتاتشر -المرأة الحديدية كما سمتها الصحافة العربية والإعلام العربي- لما حدث الانفجار لولدها بكت، ووضعت يدها على خدها مثل أي أم تبكي في الشارع.
لكن الأمهات المؤمنات لا يبكين، ولا ينتحبن ذلك الانتحاب، يقال: إن ابنك قد استشهد، فتقول: الحمد لله الذي شرفني بشهادته.
وتلك نسيت أنها رئيسة وزراء دولة عظمى وأنها المرأة الحديدية، وصار الحديد ماءً، لأنها امرأة قبل كل شيء، امرأة في أفكارها ومشاعرها وعواطفها.
حكم تداول العهود السبعة
السؤال: ما قولكم -فضيلة الشيخ- فيما يسمى بالعهود السبعة؟!!
الجواب: ما يسمونها بالعهود السبعة، فيها من الدجل والكذب على الله وعلى نبي الله سليمان عليه السلام وعلى التوحيد -الشيء العظيم, وهذه لا يجوز تداولها ولا بيعها ولا تصويرها.
بل يجب أن تصادر كل نسخة منها، وأن يبلغ عمن لم ينزجر عن نشرها بعد أن يبين له ما فيها من كفر وشرك، كما ذكر الله تعالى وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102] فكيف ينسب إلى نبي الله سليمان عليه السلام هذا السحر .. ؟!
هذا تكذيب للقرآن، ومن صدق به فقد كذَّب كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
المكس ومعاملة العمال والمكفولين
السؤال: هل ما يأخذه الكفيل الذي يعمل عنده مكفول من ماله عنوة وتحت تهديد الخروج النهائي، أو بدعوى أنها تكاليف التعقيب، هل يعتبر هذا نوع من أنواع المكس؟
الجواب: المكس المقصود به العشور، أو الضرائب المأخوذة ظلماً، هذا إذا حددناه بالكلمة الشرعية, أما إذا أطلقناها بمعنى كل مال حرام، فهذا يدخل فيه الحرام.
لكن لا يهمنا الاسم, إنما الذي يهمنا هو الحقيقة والمضمون، فأحدهم يأتي (100 أو 50) عاملاً، ويتركهم في البلد يفعلون ما يريدون، ثم في النهاية يريد منهم مالاً كل سنة أو كل شهر، وإن لم يجد العامل عملاً فإنه يأخذها منه بالقوة، أو يطرده ويجمع ثروته من خلال هؤلاء، وهذا لا شك أنه سحت.
فلا بد من تقوى الله، كما في شرع الله لا كما في نظام العمل والعمال؛ لأن شرع الله أفضل وأرحم وأرأف وأرفق بالعامل وبالعمل مما في نظام العمل والعمال.
ومما يعلم أن أحد الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة ودعوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كان قد استأجر أجيراً، وذهب ولم يأخذ حقه، فنمَّاه له، فلما عاد بعد زمن قال: هذا مالك, وكان أوديةً من البقر والإبل والغنم، قال الأجير: يا عبد الله، أتهزأ بي؟ أتسخر مني؟ قال: لا، ولكنه مالك نميته، خذه بارك الله لك فيه, فلما دعا الله وتوسل إليه أنه إن كان عمل هذا العمل خالصاً لوجه الله الكريم، أن يكشف عنهم ما هم فيه، فكشف الله عنهم ما هم فيه ... !
هذه العلاقة: هل يمكن أن يرقى إليها أي نظام، أو قانون، أو تشريع في الدنيا؟
لا يمكن أبداً؛ لأنها علاقة الأخوة والرحمة.
ولهذا نقول: الأصل أنه لا يأتي إلا بالمسلم، وليس أي مسلم، بل المسلم التقي، فإذا جئت به وكان مسلماً تقياً، فهذه المعاملة لا تليق بالمسلمين الأتقياء، قال تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد:17]، وقال صلى الله عليه وسلم: {من لا يَرحم لا يُرحم} وقال صلى الله عليه وسلم: {ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء}.
لقد كان في سوء المعاملة للمكفولين مآسي منها: كثرة السرقات من المنازل خاصة أيام الحج، والإجازات ثم تقيد ضد مجهول, وهذا فيه تعكير للأمن، وتعطيل لرجاله، والسبب هم أصحاب السحت.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كل ما يرتكبه الجاني من جرائم فعليه وعلى صاحبه إثمها، وحتى وإن لم تعلم الشرطة، فالله هو العليم، وهو المطلع على كل شيء، لهذا يجب أن نتقي الله في العمال، وألاَّ نغتر بالأيام، فهي دول، كما قال الله: وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140] فربما يأتي يوم ونصير عمالاً عندهم.
ولقد جاءني أحدهم، وقال لي: لماذا لا تتكلمون عن الظلم؟
فقلت له: وما هذا الظلم؟
فقال: العمال ... !
لهذا لا بد من التواصي بالخير والمعاملة الحسنة، وفي كل ذلك أجر, كما أنه لا تَنْتَصِرَ أمة لا يُنْتَصر لضعيفها من قويها.
وهذا لون ونوع من أنواع المآسي التي يعيشها الناس إذا ابتعدوا عما أمر الله به من التقوى والرحمة، ولهذا يأتي الشيوعي يقول للناس الكادحين: من الذي أكل مال الكادحين إلا هؤلاء الأغنياء؟! ومن الذي سحق الناس إلا هم؟ وكما قال لهم المجرم اليهودي المؤسس كارل ماركس: على ماذا تخافون أيها العمال؟ وأنتم لا مال لكم .. هيَّا إلى الثورة ضد الأغنياء الذين أكلوا أموالكم، ونوزعها بيننا.
وهكذا جاء الشيوعيين من هذا الباب، وأخذوا يطالبون بتوزيع الثروات وبالعطف على الناس، وبكفالة كل فرد في الدولة، وتركنا نحن المسلمين هذا الأصل العظيم، وهو من أصول ديننا نحن, فهل هم مقرون في كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعقيدة الإيمان باليوم الآخر أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [الماعون:1] ثم قال: فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [الماعون:2 - 3].
عن ماذا يتساءل المؤمنون المتقون؟
يقول تعالى: فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر:40 - 42] لماذا جئتم إلى هذا الجحيم؟
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:43]. وماذا بقي؟
قالوا وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ [المدثر:44] وهكذا كان جزاؤهم، لم يطعموا في الدنيا فكان عقابهم في النار كذلك، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ [المدثر:45 - 46].
إذاً: الذي لا يعطف على الفقير والمسكين ولا يرحمه, فعمله عمل الذين لا يؤمنون بالآخرة، والذي يشفق على الفقراء والمساكين والأرامل والضعفاء, فهذا عمله عمل المؤمنين بالآخرة.
وهذا من ديننا, ونحن أولى الناس أن نطالب بالرأفة والشفقة وكفالة كل إنسان، وأن يُعطى كل إنسان ما يحتاج من ضروريات الحياة، وبدون أي مقابل وبدون أية منة.
فعلى المجتمع: القرية أو الحي أن يعملوا جمعية أو أي شيء آخر يحاولون أن يحلوا من خلالها مشاكل الحي كجار فقير أو شاب أعزب أو فتاة عانس، وإذا لم يفعلوا, فيجب على الدولة أن تعطيه من بيت المال، فلا يضيع أحد ولا يجوع أحد، ولا يفتقر أحد، ولا يعزب أحد، ولا تعنس فتاة.
فهذا من ديننا، ومن بدهياته التي لا يجوز أن ننساها أو نغفل عنها.
حكم فتح الحساب في البنوك الربوية
السؤال: ما قولكم فضيلة الشيخ فيما صدر عن أحد الشركات, وقولها: انطلاقاً من حرص قطاع التوزيع بالمنطقة الغربية على راحة العاملين وتسهيل صرف رواتبهم، وبموجب الاتفاقية المبرمة مع البنك السعودي الأمريكي وما يقدمه من خدمات للعاملين، فإننا نهيب بجميع العاملين بفتح حسابات شخصية لدى البنك السعودي الأمريكي, مع العلم بأنه سوف يتم صرف الرواتب إلى البنك, لذا نأمل من الراغبين في فتح حساب شخصي، مراجعة فرع البنك وموقع العمل .. إلى آخره؟
الجواب: هذا ليس خدمة ولا تيسيراً ولا تسهيلاً ... ! وإنما هو من باب التعاون على الربا, والله تعالى يقول وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
والبنوك الربوية محاربة لله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا ساعدناها وأمددناها وأعطيناها وفتحنا فيها حسابات, فهذا إعانة لها وترسيخ وتثبيت لوجودها, وهذا حرام ولا يجوز، ونرجو أن تتراجع هذه الإدارة عن هذا القرار إن شاء الله.
أما ضرر الربا على البنوك، فإن بعضها يفلس كما حدث لأمريكا عام (1930م)، فقد أفلست كل أمريكا، وانتحر أكثر أصحاب البنوك, وقبل حوالي سنة أو أكثر قليلاً, كادت أن تقع نفس المشكلة وكاد أن ينتحر الجميع، لكن تحسنت أوضاعهم.
فالله تعالى يقول: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]، نتيجة الربا هي المحق الكامل، والآن البنوك تشتكي، وتقول: الذين أخذوا منا القروض لم يعطونا شيئاً, وإن شكوناهم, فإما أن نشكو أناساً لا نقدر عليهم، أو أناساً يبلغون أعداداً هائلة .. !
ولهذا أصبحت تأتي أسئلة كثيرة من بعضهم فيما يخص البنوك وتعاملاتها المريبة؛ كأن يبيع البنك ديناً بلغ قدره (مائة ألف) (بخمسين ألفاً) , والباقي مقابل الدعوى والخصومة، وهكذا تظهر أثر المعاصي، وماذا كانت نهايتها وعاقبتها.
ولذلك نحن ننكر هذا المنكر حتى لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، وحتى لا يؤاخذنا الله بما فعله السفهاء منا.
والله يقول: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25]، وأي انهيار اقتصادي للبنوك يظهر أثره على الناس أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 07:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 08:11]ـ
بارك الله فيك يا أخي الحبيب ابن رجب
ورزقك عمرة في رجب بس بدون اعتقاد بأفضلية الزمان:)
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو فراس]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 05:18]ـ
جزاك الله خيرا(/)
عاجل: ماهي أقدم الردود على قصيدة البردة
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 06:40]ـ
لأن أحدهم يقول (والقصيدة قديمة كتبت عام 608 للهجره .. ولم ينكرها أحد من العلماء على العكس يعتبرونها من أفضل القصائد العربية .. ولم ينكرها أحد غير علمائكم الذين ظهر منهجهم السلفي الوهابي الجديد الذي لم يتعدى ال 100 سنة فقط!!!!)
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 09:17]ـ
. . .
انتقدها ابن رجب الحنبلي، ولعل من عنده المصادر يدعمنا بالنقول. . .
. . .(/)
تصحيح العقائد السلفية .. هل أصحاب المعلقات كفار .. (4) رفع الإيهام عن كلام شيخ الإسلام
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 06:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على محمد عبده المصطفى، وآله وأصحابه المستكملين الشرفا
أما بعد
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج13/ص207)
((ولهذا لما استولى التتار على بغداد وكان الطوسى منجما لهولاكو استولى على كتب الناس الوقف والملك فكان كتب الاسلام مثل التفسير والحديث والفقه والرقائق يعدمها وأخذ كتب الطب والنجوم والفلسفة والعربية فهذه عنده هى الكتب المعظمة وكان بعض من أعرفه قارئا خطيبا لكن كان يعظم هؤلاء ويرتاض رياضة فلسفية سحرية حتى يستخدم الجن وكان بعض الشياطين القى اليه أن هؤلاء يستولون على دار الاسلام فكان يقول لبعض أصحابنا يا فلان عن قليل يرى هذا الجامع جامع دمشق يقرأ فيه المنطق والطبيعى والرياضى والالهى ثم يرضيه فيقول والعربية أيضا والعربية انما احتاج المسلمون اليها لأجل خطاب الرسول بها فاذا أعرض عن الأصل كان أهل العربية بمنزلة شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات السبع ونحوهم من حطب النار))
قلت: وأصحاب المعلقات السبع هم:
امرؤ القيس، طرفة بن العبد، عمرو بن أم كلثوم، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، عنترة بن أبي شداد، الحارث بن حلزة اليشكري
هذا هو المشهور وعدّهم أبو عبيدة وتبعه المفضل فجعلوهما:
امرؤ القيس، طرفة بن العبد، عمرو بن أم كلثوم، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، النابغة الذبياني، أبو بصير الأعشى
وأيًّا ما كان الأمر فإن من المتفق عليه أن أحد أصحاب المعلقات السبعة هو: لبيد بن ربيعة
فمَن هو لبيد بن ربيعة؟
قلت: هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا عقيل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى بلاد قومه ثم هاجر إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له ومات بها ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي رحمهما الله ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب، ولما كتب عمر الى عامله بالكوفة سل لبيدا والأغلب العجلي ما احدثا من الشعر في الإسلام فقال لبيد: أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران فزاد عمر في عطائه وقال الإمام مالك: عاش لبيد مائة وستين سنة
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت رحم الله لبيدا حيث يقول:
ذهب الذين يعاش في اكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الاجرب
قالت عائشة فكيف لو أدرك زماننا هذا
قال عروة رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا
قال هشام رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا
واتصلت السلسة هكذا، فهو من الأحاديث المسلسلة التي تحمّلناها عن مشايخنا
والمقصود مما ذكرته أن أن لبيد بن ربيعة هو أحد أصحاب المعلّقات السبع اتفاقا وهو مع ذلك صحابي أسلم في عهد النبي وحسُن إسلامه، فإطلاق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القول: (كان أهل العربية بمنزلة شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات السبع ونحوهم من حطب النار) موهم أن لبيد من جملة حطب النار
ولا شك أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يقصد ذلك ولا استحضره حين كتب ما كتبه، لكن وجب التنبيه لتصحيح الفهم عند من تعوّدوا أن يأخذوا كلام أهل العلم على ظاهره بغير تدقيق، ولعل أحدهم لم يقرأ سيرة لبيد بن ربيعة قط، ولا علم شيئا عن حياته، فيسمع من يذكره في أصحاب المعلقات السبع فيقول: لقد قال شيخ الإسلام إنهم في النار.
بل ولعله لو نبهه أحد إلى أن لبيد لا يجوز إدخاله في هذا العموم، فلعله يقول: هل أنتَ أعلم من شيخ الإسلام؟
قد يقول قائل: فما معن تسميتك لذلك: تصحيح العقائد السلفية؟
وما الخطأ في عقيدة شيخ الإسلام حتى تصححه؟
فأقول له: قد نبهت أن مقصود بـ ((تصحيح العقائد السلفية)) أي:
((تصحيح)) الخطأ الذي قد يقع في مسائل ((العقائد)) الناشئ عن خطأ في فهم كلام السلف أو إضفاء القدسية عليه ومضاهاته بكلام الله ورسوله الواقع من بعض المنتسبين إلى ((السلفية))
فلا هو تصحيح لعقيدة السلف التي لا تشوبها شائبة أبدا.
ولا هو تصحيح لمعتقد قوم حملوا راية العقيدة الصحيحة في عصورهم حتى توفاهم الله على ذلك.
ولا مشاحّة في الاصطلاح ما دام المعنى مفهوم
وأخيرا
رحم الله شيخ الإسلام، أفرط قوم في بغضه حتى رموه بالكفر، وأفرط قوم في حبه حتى وصفوه بالعصمة.
وهو بين هؤلاء وأولئك إمام من أئمة الهدى وعَلَم من أعلام الإسلام ليس يمعصوم ولكنه كالبحر لا يحمل خبث أبدا.
فما أحوجه إلى من ينهج نهجه بعلم وبصيرة، لا من يتكلم بكلامه تقليدا بغير علم ولا بصيرة.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكتبه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي الحسيني
عفا الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وسلك بنا سبيل أهل الرسوخ.
شيخنا الفاضل كلام شيخ الإسلام كما تفضلت بنقله:
(بمنزلة شعراء الجاهلية أصحاب المعلقات السبع ونحوهم من حطب النار)
وأصحاب المعلقات السبع إن كان مراده من عدهم أبوعبيدة فلا إشكال.
وإن كان مراده بهم المشهور فقد عطف بقوله "ونحوهم من حطب النار"على أن الكلام في أصله عن شعراء الجاهلية وهم عدد كبير ومنهم اصحاب المعلقات وفيهم واحد وهو لبيد رضي الله عنه فلا يحسن مع هذه الجمهرة العظيمة أن يقول "إلا لبيدا" والكلام لم يسق لذكرهم -أعني أصحاب المعلقات_خاصة ليستثني،والأمر ظاهر معلوم.
فكأن الكلام من أصله وصف شعراء الجاهلية بأنهم حطب النار لا خصوص أصحاب المعلقات وفيهم ستة كذلك على المشهور فيهم.
وليس هذا الكلام من بابة ما يبني عليه القارئ اعتقادا.
هذا ما بدا لي.
وجزاكم الله خيرا على التنبيه والحرص.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 01:45]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل " عيد " .... فائدة مهمة كعادتك ... و لكن عندي استشكال ..
ما دليل كون شعراء المعلقات بأعيانهم من أهل النار؟ أعني ... أليس من عقيدتنا - معاشر أهل السنة - عدم الإخبار عن معيّن بأنه من أهل الجنة أو النار إلا من جاء الخبر بتسميته بعينه؟
نعم لا شك أنهم كافرون جميعا بعينهم كحال كل من لم يتلفظ بالشهادتين , و لكن الإخبار عن أمر الآخرة شيء آخر , و لا يكون - فيما أعلم - إلا بتوقيف ...
فمن أدرانا - مثلا - أن الله لن يعاملهم معاملة أهل الفترة , و الخلاف في أمرهم لا يخفى عليك؟
أرجو توضيح هذه النقطة. و جزاك الله خيرا ..
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 09:03]ـ
/// الأخ عيد الفهمي جزاك الله خيرا على الذب عن صحابي.
/// الأخ ابن عبد الكريم
ما هو مدوّن في كتب أهل السّنة: لا نشهد بأحد من أهل القبلة لا بجنّة و لا بنار بل نرجو لمحسنهم و نخاف على مسيئهم.
و من بلغه النذير و ظهر لنا عدم إيمانه حال موته فهذا يُشهد له بالنار حتى و إن لم يُذكر بعينه.
مثال: شخص سبّ الله من غير عذر ثم مات مباشرة
إلا أني أوفقك على هذا التساؤل بخصوص مشركي أصحاب المعلقات:
فمن أدرانا - مثلا - أن الله لن يعاملهم معاملة أهل الفترة , و الخلاف في أمرهم لا يخفى عليك؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 11:08]ـ
وأصحاب المعلقات السبع إن كان مراده من عدهم أبوعبيدة فلا إشكال. كيف يكون لا إشكال فيه وهم عنده:
امرؤ القيس، طرفة بن العبد، عمرو بن أم كلثوم، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، النابغة الذبياني، أبو بصير الأعشى
فأدخل فيهم لبيدا
بل لا أعلم أحدا أخرج لبيدا من السبعة مطلقا
وأما أن شيخ الإسلام لم يقصد لبيدا فهذا ما ينبغي أن يعتقده كل أحد، إذ كيف يحكم شيخ الإسلام على صحابي بأنه من حطب النار؟
ولكن أنا أتعامل هنا مع كلام مكتوب وما قد يفهم منه، وأصحح هذا الفهم لمن يقرؤه دون تعرّض لكاتبه
والله الموفق
ولعلي أغير عنوان السلسلة بالتعاون مع إخواني المشرفين ما دامت موهمة غير معناها إذ أساس هذه السلسلة هو رفع الإيهام عن بعض العبارات في كتب الأئمة فلا ينبغي أن يكون عنوانها هو نفسه فيه إيهام!!!
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 12:29]ـ
أوافق الاخوة في استشكالهم على حكم شيخ الاسلام على السبعة (مع استثناء لبيدا رضي الله عنه) بأنهم حطب جهنم، فان كان وجه تعقب على الكلام فهذا هو .. أما كون الصحابي قد دخل في عد السبعة، فالعطف بقوله (ونحوهم) قد يرفع عنه هذا الايهام، ويحمل الكلام على التغليب. وهنا يأتي تساؤل، هل يجوز أن أقول: "اياك أن تكون بمنزلة فلان وفلان وفلان ونحوهم من أصحاب الجحيم"، وأعين بذلك أسماء أناس ممن لم يعلم أنهم ماتوا مسلمين (سواء كانوا في زمان فترة أو لا)؟
الذي أدين الله به أنه لا يجوز .. حتى مع كوني أذيل الكلام بعطف يفيد التعميم، فأنا بذلك أكون مقررا حاكما على أعيان من الناس بأنهم من أهل النار، دون علم مني ان كانوا أسلموا قبل موتهم - ان لم يكونوا في زمان فترة - أو ان كان الله سيمتحنهم في عرصات يوم القيامة كما نص الحديث ان كانوا من أهل الفترة ..
فأقول لعل هذا يا شيخ يكون هو المأخذ الأولى بالاستدراك في أصل الكلام، والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 11:13]ـ
أما كون الصحابي قد دخل في عد السبعة، فالعطف بقوله (ونحوهم) قد يرفع عنه هذا الايهام، ويحمل الكلام على التغليب. بل لا يرفع الإيهام؛ لأن شيخ الإسلام رحمه الله صرّح بالعدد ((السبع)) فلا يخرج واحد منهم إلا باستثناء خاص -هذا مقتضى اللغة والعقل معا - وهو ما لم يرد.
وقد نبّهت أن شيخ الإسلام لا يقصد ذلك يقينا
لكن كما قلت: أنا أتعامل مع كلام وما يدل عليه هذا الكلام بغض النظر عن قصد قائله.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 11:36]ـ
لم ترد على استشكالي يا شيخ " عيد "؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 11:56]ـ
أوافق الاخوة في استشكالهم على حكم شيخ الاسلام على السبعة (مع استثناء لبيدا رضي الله عنه) بأنهم حطب جهنم، فان كان وجه تعقب على الكلام فهذا هو. وفقكم الله
ما استشكله الإخوة جميعا غير وارد على شيخ الإسلام مطلقا لمن عرف عقيدته ومنهجه حق المعرفة، وهي عقيدة أهل السنة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فشيخ الإسلام يرى أن الذين عاشوا قبل بعثة النبي (ص) جميعهم ليسوا من أهل الفترة؛ لأنهم ملزمون بملّة إبراهيم التي كان عليها آباؤهم قبل أن يُحدث عمرو بن لُحي الشرك في جزيرة العرب فهو أول من نصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي.
وشيخ الإسلام - بل أهل السنة جميعا - لم يعتقدوا ذلك من فراغ بل لهم من الأدلة الكثير لمستكثر والكافي لمستكف والمقنع لمقتنع. فمنها:
1 - حديث: ((إِنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّار)) رواه مسلم
قال النووي: ((فِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار, وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة, فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.))
ومثله:
2 - حديث: ((اِسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِر لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَن لِي)) رواه مسلم
وأيضا:
3 - حديث عائشة قالت: ((قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)) رواه مسلم
وكل هذه الأحاديث وغيرها كثير تدل على ما ذكرته، والله أعلم.
ـ[ابو ريحانة]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:02]ـ
بارك الله فيك يا اخي لكن لو تدلنا على فوائد شيخ الاسلام في كتبه افضل لك ولنا مرة تأتينا في قول الجلباب وتارة لبيد نسأل الله لنا ولكم الفردوس الاعلى
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيك يا اخي لكن لو تدلنا على فوائد شيخ الاسلام في كتبه افضل لك ولنا مرة تأتينا في قول الجلباب وتارة لبيد نسأل الله لنا ولكم الفردوس الاعلىالناس إلى تصحيح ما يعرفون أحوج منهم إلى زيادة ما لا يعرفون.
هكذا تعلمنا من مشايخنا وهكذا نعلم، فالقاعدة السلفية تقول:
التخلية قبل التحلية
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 03:28]ـ
وفقكم الله
ما استشكله الإخوة جميعا غير وارد على شيخ الإسلام مطلقا لمن عرف عقيدته ومنهجه حق المعرفة، وهي عقيدة أهل السنة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فشيخ الإسلام يرى أن الذين عاشوا قبل بعثة النبي (ص) جميعهم ليسوا من أهل الفترة؛ لأنهم ملزمون بملّة إبراهيم التي كان عليها آباؤهم قبل أن يُحدث عمرو بن لُحي الشرك في جزيرة العرب فهو أول من نصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي.
وشيخ الإسلام - بل أهل السنة جميعا - لم يعتقدوا ذلك من فراغ بل لهم من الأدلة الكثير لمستكثر والكافي لمستكف والمقنع لمقتنع. فمنها:
1 - حديث: ((إِنَّ أَبِي وَأَبَاك فِي النَّار)) رواه مسلم
قال النووي: ((فِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار, وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة, فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.))
ومثله:
2 - حديث: ((اِسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِر لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَن لِي)) رواه مسلم
وأيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حديث عائشة قالت: ((قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ: لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ)) رواه مسلم
وكل هذه الأحاديث وغيرها كثير تدل على ما ذكرته، والله أعلم.
/// السؤال عن غير من ورد فيه الدليل قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم من مشركي العرب؟ أما أب النّبي صلى الله عليه و سلّم و أمّه فقد ورد فيهما الدليل و أما ابن جدعان ففي الحديث الذي نقلت لا يوجد فيه بأنّه من أهل النار و إنّما الذي فيه أنّ ما فعله لا ينفعه و حتى إن صحّ إستدلالك على أنّ ابن جدعان في النار فكلامنا عن غيره ممن لم يرد فيهم الدليل من المشركين قبل بعثة النّبي صلى الله عليه و سلّم.
/// ثم أخي الكريم أنا قد وجدت في هذا الرابط ما يلي:
وقد كانت الفترة بين عيسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- ستمائة سنة على ما في صحيح البخاري. فمن كان من أهل الفترة فإما أن يكون قد بلغته دعوة نبي سابق، وإما أن لا يكون كذلك، فإن كان قد بلغته وآمن بها كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع ............ وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها، كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار، ............ وأما من لم تبلغه دعوة نبي ففي الحكم عليه بالنار قولان:
القول الأول: أنه في النار، وهو قول المعتزلة، وجه في مذهب أبي حنيفة قال به بعض أصحابه الماتريدية ........
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم،وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم ..........
http://islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=7 1&catid=73&artid=1555
و الذي جاء فيه أيضا:
حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:00]ـ
هداكم الله
نقلت الفتوى في:
وأما من لم تبلغه دعوة نبي ففي الحكم عليه بالنار قولان:
وقد قلتُ:
((فشيخ الإسلام يرى أن الذين عاشوا قبل بعثة النبي (ص) جميعهم ليسوا من أهل الفترة؛ لأنهم ملزمون بملّة إبراهيم التي كان عليها آباؤهم قبل أن يُحدث عمرو بن لُحي الشرك في جزيرة العرب فهو أول من نصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي.))
ونقلتُ قول النووي: ((فِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار, وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة, فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِمْ))
فهل هو الاعتراض لمجرّد الاعتراض؟
أما أن الإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية والعبد الفقير عيد فهمي عندك من المعتزلة أو الماتريدية؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:04]ـ
وأزيدك بيانا أن ما جاء في الفتوى أصلا من النقل غير صحيح بإطلاق - وإن كان غير وارد على كلامي - ولذلك فهو يحتاج إلى تحرير وليس هذا موضعه، ولعلي أتكلم فيه في موضوع مستقل إن شاء الله تعالى
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:20]ـ
غفر الله لك، من قال أني أعترض لأجل الإعتراض أو أنّك معتزلي أو غير هذا الكلام كلام لا معنى له دع عنك الإنفعال نحن تناقش هنا للتعلم أم أنّ كلامك في غنى عن المناقشى
أنا نقلت الفتوى لمناقشتها مناقشة علمية
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:41]ـ
غفر الله لك، من قال أني أعترض لأجل الإعتراض أو أنّك معتزلي أو غير هذا الكلام كلام لا معنى له دع عنك الإنفعال نحن تناقش هنا للتعلم أم أنّ كلامك في غنى عن المناقشة
أنا نقلت الفتوى لمناقشتها مناقشة علميةأستغفر الله
ما قصدتُ ذلك
ولكن هي حدّة تعتريني يعلمها مني جميع مَن يعرفني عن قُرب وما قصدتُ بها أبدا القدح فيمن يحاورني أو الاستهانة برده ما دام يناقش بعلم
وتسعدني مشاركتك.
وادع لي أن يرزقني الله مع العِلم حِلمًا يزيّنه
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 07:15]ـ
وفقك الله، و بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 11:18]ـ
قال تعالى: ((مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) [الإسراء: 15]
فالله لا يعذب قوما حتى يقيم عليهم الحجة الرسالية. وأهل الفترة ليسوا على حكم واحد، والقول بأنهم كلهم في النار أو أنهم كلهم ناجون، لا هذا ولا ذاك يتفقان مع الشرط الذي شرطه الله في هذه الآية. فهم على أحوال: منهم من غرق في الجاهلية والحجة قائمة عليه وقد بلغه العلم ولكنه استكبر عليه أو حرفه وبدله، ومنهم من لم تبلغه الحجة فهو يتبع سنة الآباء بلا علم، وهم يتفاوتون في ذلك! ألا ترون أن العلماء متفقون على وجود العذر بالجهل لمن وقع في الشرك من المسلمين وهو لا يعلم؟ فكيف بقوم لم تبلغهم رسالة أصلا؟ لا يستوي من بلغته ملة توحيد بتفاصيل مبتدعة ومحرفة، بمن بلغته بقايا ملة توحيد لا ينتهض بها توحيد من فرط ما حرفت، بمن بلغته ملة وثنية محضة! والعذر بالجهل ثابت في حق الخلق جميعا بموجب هذه الآية الكريمة، وما في بابها من الحديث .. فما من أحد العذر أحب اليه من الله! وقد وردت الأحاديث في السنة بأن أهل الفترة يمتحنون في الآخرة، فيقال لهم ادخلوا تلك النار، فان قبلوا وسلموا، وجدوها بردا ونجوا، وان أبوا سيقوا اليها وكانوا من أهل النار! وهذه الأحاديث تتقوى بمجموع طرقها، وتفيد معن موافقا لما في هذه الآية الكريمة، وقد انتصر له ابن كثير عند تفسير الآية وابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة" (2/ 1148 – 1158)، واليه ذهب كثير من السلف.
فالأمر كما قال الشيخ عيد، يحتاج الى تحرير مفصل، والفتوى على نحو ما هي منقولة ليست صحيحة، والله أعلم.
ـ[ابو ريحانة]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 11:32]ـ
التخلية قبل التحلية
بارك الله فيك ومن علمنا هذه القاعدة غير شيخ الاسلام وغيره من علمائنا فليسعنا السكوت عما سكت عليه من هو اعلم منا وانا احبكم في الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 11:52]ـ
قال تعالى: ((مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) [الإسراء: 15]
فالله لا يعذب قوما حتى يقيم عليهم الحجة الرسالية. وأهل الفترة ليسوا على حكم واحد، والقول بأنهم كلهم في النار أو أنهم كلهم ناجون، لا هذا ولا ذاك يتفقان مع الشرط الذي شرطه الله في هذه الآية. فهم على أحوال: منهم من غرق في الجاهلية والحجة قائمة عليه وقد بلغه العلم ولكنه استكبر عليه أو حرفه وبدله، ومنهم من لم تبلغه الحجة فهو يتبع سنة الآباء بلا علم، وهم يتفاوتون في ذلك! ألا ترون أن العلماء متفقون على وجود العذر بالجهل لمن وقع في الشرك من المسلمين وهو لا يعلم؟ فكيف بقوم لم تبلغهم رسالة أصلا؟ لا يستوي من بلغته ملة توحيد بتفاصيل مبتدعة ومحرفة، بمن بلغته بقايا ملة توحيد لا ينتهض بها توحيد من فرط ما حرفت، بمن بلغته ملة وثنية محضة! والعذر بالجهل ثابت في حق الخلق جميعا بموجب هذه الآية الكريمة، وما في بابها من الحديث .. فما من أحد العذر أحب اليه من الله! وقد وردت الأحاديث في السنة بأن أهل الفترة يمتحنون في الآخرة، فيقال لهم ادخلوا تلك النار، فان قبلوا وسلموا، وجدوها بردا ونجوا، وان أبوا سيقوا اليها وكانوا من أهل النار! وهذه الأحاديث تتقوى بمجموع طرقها، وتفيد معن موافقا لما في هذه الآية الكريمة، وقد انتصر له ابن كثير عند تفسير الآية وابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة" (2/ 1148 – 1158)، واليه ذهب كثير من السلف.
فالأمر كما قال الشيخ عيد، يحتاج الى تحرير مفصل، والفتوى على نحو ما هي منقولة ليست صحيحة، والله أعلم.
/// مقصود صاحب الفتوى بالنجاة في الجزىء الذي نقلته عنه النجاة الأولي من النار، و قد تمّ سابقا وضع الرابط للرجوع إلى الفتوى و لفهمها أكثر و سبب الإختصار هو لعدم تشتيت أصل الموضوع بما ليس له علاقة.
/// و أنقلها الآن كاملة:
حكم من مات قبل البعثة، أو قبل أن يصله الدين
د. عبد العزيز بن أحمد البجادي
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد كان السلف يتحاشون الخوض في مسألتي أهل الفترة، وأطفال المشركين، حتى لقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما وبعضهم يرفعه أنه قال: " لا يزال أمر هذه الأمة مواتياً أو مقارباً حتى يتكلموا أو ينظروا في الأطفال والقدر "، وكان ابن المبارك لما سمع قول ابن عباس - رضي الله عنهما - هذا قال: " أفيسكت الإنسان على الجهل؟ " فقيل له: فتأمر بالكلام؟ فسكت، ولما تكلم ربيعة الرأي في أطفال المشركين قال القاسم بن محمد " إذا الله انتهى عن شيء فانتهوا وقفوا عنده" قال الراوي: " فكأنما كانت ناراً فانطفأت ".
وكأن من منع الخوض في ذلك رأى أن العلم فيه مشتبه، ومتى اشتبه العلم وجب الإمساك بإجماع أهل السنة، ولهذا قال ابن القيم - رحمه الله - عن قول ابن عباس - رضي الله عنهما -: " وبالجملة فإنما يدل على ذم من تكلم فيهم بغير علم، أو ضرب الأحاديث فيهم بعضها ببعض، كما فعل مع الذين أنكر كلامهم في القدر، وأما من تكلم فيهم بعلم وحق فلا يذم".
إذا علم ذلك فقد تحصل من أقوال العلماء في مسألتي أهل الفترة، والأطفال ما يزول به الاشتباه، ويندفع الحرج عن البحث فيه، فأقول مستعيناً بالله:
المسألة الأولى:
الحكم فيمن مات قبل البعثة، فمن كانت هذه حاله فهو من أهل الفترة، ويلحق به من مات قبل أن يصله الدين، والفترة هي الزمن الذي يكون بين رسولين، فلم يدخل أهلها في رسالة الأول، ولم يدركوا رسالة الثاني، قال - تعالى -: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)، وقد كانت الفترة بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ستمائة سنة على ما في صحيح البخاري.
فمن كان من أهل الفترة فإما أن يكون قد بلغته دعوة نبي سابق، وإما أن لا يكون كذلك، فإن كان قد بلغته وآمن بها كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل كان من أهل التوحيد بلا نزاع، وقد جاء عند البيهقي بإسناد صحيح عن أسماء أنها قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وهو يقول: ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم، قال: وذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى"
وإن كان ممن بلغته الدعوة فلم يؤمن بها، كعمرو بن لحي الخزاعي فهو من أهل النار، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً: " رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب"
وأما من لم تبلغه دعوة نبي ففي الحكم عليه بالنار قولان:
القول الأول: أنه في النار، وهو قول المعتزلة، وجه في مذهب أبي حنيفة قال به بعض أصحابه الماتريدية، واحتجوا لذلك بأمور:
أحدها: عموم الآيات القاضية بأن من مات كافراً فهو في النار، كقول الله - تعالى -: (ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً)، وقوله - تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به)، وقوله - تعالى -: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون، وقوله - تعالى -: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
والجواب: أن هذه العمومات مخصوصة بقول الله - تعالى -: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وبغير ذلك مما يأتي بيانه - إن شاء الله -.
الثاني: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم مرفوعاً: " استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي "، فلو لم تكن من أهل النار لأذن له.
والجواب: أن منع الاستغفار لكونها مشركة، ولا نزاع في أنها مشركة، لكن النزاع في مصير مشركي أهل الفترة.
الثالث: حديث أنس عند مسلم: أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار "، فلما قفا دعاه، فقال: " إن أبي وأباك في النار"، ففي هذا الحديث تصريح بأن كافر أهل الفترة في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: أن الحديث متناول لاثنين فقط، فيحتمل أنهما حصل لهما اطلاع على دعوة نبي سابق خارج الجزيرة أو في أطرافها، ولا يبعد ذلك عمن عرف بالرحلة للتجارة أو لغير ذلك، وأما ما عدا هما من مشركي أهل الفترة فباقون على حكم قول الله -تعالى -" (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)
القول الثاني: أنه ناج وهو قول جمهور السلف، الأئمة الأربعة وغيرهم وأبي الحسن الأشعري وأصحابه، وابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم، واحتجوا لقولهم بأمرين:
أحدها: عموم الآيات الدالة على أن ا لله لا يعذب أحداً قبل ورود الرسل، كقوله - تعالى -: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله - تعالى -: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله - تعالى -: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير)، وقوله - تعالى -: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا)، وقوله - تعالى -: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)
الثاني: حديث سعد بن عبادة في الصحيحين مرفوعاً: " ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين "
ثم إن هؤلاء القائلين بنجاتهم مختلفون هل يدخلون الجنة أو يمتحنون في عرصات القيامة، فيؤجج لهم نار، فيؤمرون بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها فقد عصى الله، فيدخله الله فيها؟
وسبب خلافهم حديث الأسود بن سريع عند أحمد مرفوعاً: " أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة " فأما الأصم فيقول: ربي لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعُنه، فيرسل إليهم: أن ادخلوا النار " قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً ".
فلو ثبت هذا الحديث لكان فاصلا في النزاع الأول والنزاع الثاني، ولكنه معتل المتن والإسناد، أما اعتلال المتن فهو أن فيه تكليفاً بالمحال، وهو دخول النار، والله - سبحانه - لا يكلف نفساً إلا وسعها، وأما اعتلال الإسناد فهو الاختلاف على معاذ بن هشام، فقد رواه مرة عن أبيه عن قتادة، عن الأحنف، عن الأسود بن سريع ومرة عن أبيه، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة وكلتا الروايتين عند أحمد، وعلى التسليم بعدم الاختلاف فإن قتادة والحسن ثقتان مدلسان وقد عنعنا في روايتهما.
وأما ما ورد في معنى هذا الحديث مرفوعاً عن أنس عند أبي يعلى والبزار، وعن أبي سعيد عند البزار، وعن معاذ عند الطبراني، فلم يسلم إسناد أحدهما من ضعيف أو متروك. وبذلك يظهر أن الدليل مع من حكم بنجاة أهل الفترة دون امتحان لهم في الآخرة، لأن الأصل عدمه، ولم يثبت في شيء من نصوص الوحيين، لا سيما وقد تضمن تكليفاً بالمحال، بل قال القرطبي: " إنه لا يقتضي ما تعطيه الشريعة من أن الآخرة ليست دار تكليف "، وقال الحليمي: " ليس هذا الحديث بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين، لأن الآخرة ليست بدار امتحان" والله -تعالى- أعلم.
/// والقول بأنهم كلهم في النار أو أنهم كلهم ناجون،
صاحب الفتوى المنقولة فصّل و لم يعتبر كل أصحاب الفترة ناجون فلا يدخل عنده من قامت عليه الحجّة و هذا واضح فيما نقلته عنه سابقا
/// نرجو من الإخوة تبيين ما الذي يحتاج إلى تحرير في الفتوى؟ بارك الله فيكم و في إنتظار فوائدكم
/// و احتراما لموضوع الأخ عيد الفهمي فأنا سأفتح موضوع مستقل هذا رابطه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=104368
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 01:59]ـ
أستأذنك أخي الفاضل " سراج بن عبد الله الجزائري " بمتابعة النقاش هنا ... و لا أخال صاحب الموضوع شيخنا الفاضل " عيد فهمي " يمانع , فهو نقاش وثيق الصلة بموضوعه ......
ورد في فتاوى العلامة / " ابن جبرين " حفظه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" السؤال: ورد بأن أهل الفترة يختبرون، وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم حَكَمَ على بعض من مات قبل الرسالة بالنار فعندما سأله رجل عن أبيه فقال: أبوك في النار، ثم قال له: إن أبي وأباك في النار فكيف حكم عليهم بأنهم من أهل النار مع أنهم ماتوا قبل مجيء الرسالة؟ أليسوا من أهل الفترة؟
الجواب:
وردت أحاديث كثيرة في امتحانهم في الدار الآخرة ذكرها ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا و ابن القيم في كتابه: طريق الهجرتين في الطبقة الرابعة عشرة من طبقات المكلفين وأشهرها حديث الأسود بن سريع الذي رواه الإمام أحمد بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعة يحتجون يوم القيامة، رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة وفيه: فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسول أن ادخلوا النار، فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما ثم رواه عن أبي هريرة وقال في آخره: فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يدخلها رد إليها.
ومنها حديث أبي سعيد الخدري رواه محمد بن يحيى الذهلي والبزار عن عطية العوفي عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الهالك في الفترة، والمعتوه والمولود يقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب، ويقول المعتوه: رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا، ويقول المولود: رب لم أدرك العقل، فترفع لهم نار فيقال لهم: ردوها، قال: فيردها من كان في علم الله سعيدا لو أدرك العمل، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل، فيقول: إياي عصيتم فكيف لو أن رسلي أتتكم وفي رواية البزار فكيف برسلي بالغيب قال البزار لا يعرف إلا من طريق عطية عنه.
ومنها حديث معاذ بن جبل ذكره عن محمد بن المبارك الصوري بإسناده عنه مرفوعا: يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا، وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرا، فيقول الممسوخ: يا رب لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد مني، وذكر في الهالك في الفترة والصغير نحو ذلك، فيقول الرب عز وجل: إني آمركم بأمر فتطيعوني فيقولون: نعم، فيقول: اذهبوا فادخلوا النار، قال: ولو دخلوها ما ضرتهم، فتخرج عليهم قوابض فيظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعا ثم يأمرهم الثانية فيرجعون كذلك، فيقول الرب عز وجل: قبل أن أخلقكم علمت ما أنتم عاملون وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون، ضميهم، فتأخذهم النار وفي إسناده ضعف، لكن يتقوَّى بالشواهد والطرق الأخرى والأحاديث التي ذكرها ابن كثير وغيره، فهذه الأحاديث بمجموعها تثبت جنس الامتحان في يوم القيامة، حتى لا يعذب الله تعالى من لا يستحق العذاب.
وقد نقل ابن القيم و ابن كثير عن ابن عبد البر أنه قال: أهل العلم ينكرون أحاديث هذا الباب، لأن الآخرة ليست دار عمل ولا ابتلاء، وكيف يكلفون دخول النار وليس ذلك في وسع المخلوقين، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها اهـ، وأجاب ابن القيم بوجوه: منها: أن أهل العلم لم يتفقوا على إنكارها، بل صححوا بعضها، فحديث الأسود رواه أحمد و إسحاق و ابن المديني فهو أجود من كثير من أحاديث الأحكام، ومنها: أن أبا الحسن الأشعري حكى هذا المذهب عن أهل السنة، فدل على أنهم عملوا بالأحاديث، وذكر البيهقي في الاعتقاد له أن بعض الأئمة نصوا على الامتحان، وقالوا: لا ينقطع إلا بدخول دار القرار، ومنها: ما في الصحيح: في الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وأنه يعطي ربه عهودا ومواثيق أن لا يسأل غير ما سأل، ثم يسأل، فيقول الله له: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك فالغدر مخالفة للعهد الذي عاهد عليه ربه.
ومنها: قوله تعالى: وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ فهو صريح في أن الله يدعوهم إلى السجود في القيامة، وأن الكفار لا يستطيعونه إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى، فأما الذين جزم لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنهم من أهل النار، فلعله قد اطلع على ذلك كما تقدم أنه رأى عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، أي أمعاءه؛ لأنه أول من غيَّر دين إبراهيم وهكذا قوله في حديث ابن مسعود عند أبي داود الوائدة والموؤودة في النار، وفي رواية: إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم ذكره ابن كثير وقال: إسناده حسن.
وحيث إن مشركي العرب عندهم بقية من دين إسماعيل ولكنهم قلدوا آباءهم في الكفر وعبادة الأصنام، فلا مانع من تعذيبهم على ذلك، والحكم عليهم بأنهم من أهل النار، فإن كان منهم من لم تقم عليهم الحجة، وعاش في جهل وَبُعْدٍ عن شرع الله، ولم يتمكن من البحث عن الدين الصحيح، فله حكم أهل الفترة، وحكم أولاد المشركين.
وأما من كان قادرا على البحث وقد أعطاه عقلا وإدراكا وعنده آثار وبقايا من دين إبراهيم و إسماعيل وأصر على عبادة غير الله وهو يعترف بأن الله تعالى هو الرب خالق كل شيء، بما تلقاه عن آبائه وأجداده، ومع ذلك يخلص العبادة لله وحده إذا كان في لجة البحر ويعلم أنه لا ينجي منه إلا الله تعالى، ثم يعود إلى الشرك، كما هو حال مشركي العرب، فلا مانع من أن يجزم لهم بأنهم من أهل النار إذا ورد فيهم حديث ينص على ذلك، والله يحكم بين عباده، ولا يظلم ربك أحدا، ولا يعذب إلا من يستحق العذاب، ويعترف على نفسه كما حكى الله عنهم قولهم: وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ.
فهذا ما ظهر لي، ومن لديه جواب غير هذا وله وجه من النظر فله أن يقول به، وقد كتب السيوطي رسالة في نجاة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وهي مطبوعة في الحاوي، ولكنه تكلف فيها وردَّ الأحاديث الصحيحة، وأنكر عليه شيخنا عبد العزيز بن باز وغيره، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. " انتهى كلام الشيخ حفظه الله , و هو موجود على موقعه الرسمي على هذا الرابط:
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=56&page=2955
-----------------------------------------
فأنا لا أقول بنجاة أهل الفترة عموما يا شيخ " عيد " ... أنا فقط أعترض على الحكم على معينين منهم أنهم في النار.(/)
الرجاء الدعاء لأخوكم
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 10:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دائما مانسمع كثيرا في النت وخارجه جمل دارجة مثل:
الرجاء الدعاء لي , الرجاء الدعاء لأخوكم , أخوك مريض لاتنسوه من الدعاء .. الخ
فما حكم طلب الدعاء من الغير:
وان كان هناك بحث خاص في هذه المسألة فأرجوا إتحافنا به ولاغنى عن مداخلات مشايخنا الكرام.
.
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على النّبى العربى الكريم .. حبيبناالمصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ إلى يومِ الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********************
سُئِلَ الشَّيخُ ابن عُثيمين - رحمه الله -: ما الحُكمُ إذا رأينا شخصًا نتوخَّى فيه الصَّلاح وطلبنا منه أن يدعوَ لنا؟ و آَمَلُ أن تدعوَ لى بأن يُصلِحِ اللهُ قلبى، وأن يوفقنى للبِرِّ بوالدىَّ، وأن يرزُقنِىَ الذُّرِّيةَ الصَّالِحة؟؟
فأجاب - رحمه الله -: طلب الدعاء من شخصٍ تُرجى إجابة دعائه إن كان لعمومِ المُسلمين فلا بأس بِهِ: مثل أن يقول الشَّخصُ لآخر: ادعُ اللهَ أن يُعِزَّ المُسلمين، وأن يُصلِحَ ذاتَ بينَهُم، وادعُ اللهَ أن يُصلِحَ وُلاتَهُم وما أشبهَ ذلك. أمّا إذا كان خاصًّا بالشَّخصِ السَّائِل الطَّالِب من أخيهِ أن يدعوَ له، فهذا ما يكونُ من المسألة المَذمومة، إلا إذا قَصَدَ الإنسانُ بذلك نفع أخيه الدَّاعى له، وذلك لأنَّ أخاهُ إذا دَعَا له بظهرِ الغيبِ قال له المَلَكُ: آمين، ولكَ بمثلِه، وكذلك إذا دَعا لَهُ أخوه،فإنه قد أتى إحسانًا إليهِ، والإحسانُ يُثابُ عليه، فينبغى عليه أن يُلاحِظ من طَلَبَ من أخيهِ أن يدعوَ له فائِدةَ الأخِّ الدِّاعى، على أنَّ طلبَ الدُّعاءِ من الغير قد يترتَّب عليه مفسدة، وهى أن الغير يُعجَبُ بنَفسِه، ويرى أنَّهُ أهلٌ لإجابةِ الدُّعاء، وفيهِ أيضًا أن هذا الطَّالب من الغير أن يدعوَ له قد يعتمدُ على دُعاءِ المَطلوب فلا يَلِحُّ على رَبِّهِ بالدُّعاء، بل يعتمِدُ على دُعاءِ غيرِه، وكلا المفسدتيْن شَرّ، والذى أنصحُ بِهِ إخوانى أن يكونوا هُم الذين يدعون اللهَ عزَّ وَجَلّ، لأنَّ الدُّعاءَ عِبادةٌ، والدُّعاءُ مُصلِحٌ للقلبِ لِما فيهِ من الالتجاءِ إلى الله، والافتقارِ إليه، وشُعور المرءِ بأنَّ اللهَ تعالى قادِرٌ على أن يمدّه بفضلِه " أ. هـ كلامه رحمه الله، من كتاب الدَّعوة
(2/ 145،146) نقلاً عن كتاب:" صحيحُ الأذكار لطرفىْ الليل والنّهار من كُتُبِ العَلامة: ناصِر الدِّين الألبانِىّ، ويليه فتاوى مُهِمّة فى فوائِد الذِّكر وفضل الدُّعاء من إجابات الشيخ مُحمّد بن صالِح العُثيمين "، إعداد: مُحمَّد السيِّد الخولى، صـ 329
ـ[ناصر يوسف اسماعيل]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا طلب شخص منا الدعاء له فانا ادعو له الله ليس اني مميز ولكن لان رجائي بالله كبير وهو القائل عزوجل ادعوني استجب لكم فان الدعاء بالخير لي مسلم مستحب(/)
لله درهم! اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 11:21]ـ
انظروا رحمكم الله إلى هذا النقل النفيس رحم الله أئمة الورع وألحقنا بهم ولو بحبنا لهم،والله المستعان.
قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية 2/ 267:
وروى الخلال في الجامع في التجارة والتكسب أخبرنا محمد بن أحمد بن منصور قال:
سأل المازني بشر بن الحارث عن التوكل؟
فقال"المتوكل لايتوكل على الله ليكفى ولو حلت هذه القصة "كذا في المطبوع ولعلها:القضية" في قلوب المتوكلة لضجوا إلى الله بالندم والتوبة ولكن المتوكل يحل بقلبه الكفاية من الله فيصدق الله عز وجل فيما ضمن".
ولم يذكر الخلال ما يخالف كلام بشر لامن عنده ولامن عند غيره.
فبشر رحمه الله يقول:من توكل ليكفى لم يخلص التوكل لله فيقدح فيه ويكون لغير الله.
ونظيره من اتقى الله ليجعل الله له مخرجا ومن اتقى الله ليجعل له فرقانا ومن تواضع ليرتفع ولهذا قال عليه السلام "وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله "
ولهذا قال بعضهم لبعض:من تواضع ليرتفع لايرتفع بالتواضع. أي: لايقصد هذا. اهـ.
الله المستعان،ومازال المرء يجاهد ليحقق التوكل في نفسه وكثيرا ما يعجز فأين نحن من هذه المقامات السامية والدرجات العالية.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:50]ـ
جزاكم الله خيرا ..
لكن هناك إشكال:
إن لم يصلح أن نتقي الله لكي يجعل لنا مخرجا، وإن لم نتوكل على الله ليكفينا؟
فما الحكمة من معرفتنا بهذا الجزاء المترتب على ذاك العمل؟
أليس هذا يشبه قول من يقول: نحن نعبد الله حبا في الله وليس طلبا لثوابه أو خوفا من عقابه؟
أرجو التوضيح ممن يعرف بارك الله بكم ..(/)
كلام وقفت أمامه طويلا _اللهم اجبر كسرنا
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 11:27]ـ
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير18/ 192:
فكم من رجل نطق بالحق وأمر بالمعروف فيسلط عليه من يؤذيه لسوء قصده وحبه للرئاسة الدينية فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والترب المزخرفة وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين فتراهم يلتقون العدو ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال،والعجب ولبس القراقل المذهبة والخوذ المزخرفة والعدد المحلاة على نفوس متكبرة وفرسان متجبرة وينضاف إلى ذلك إخلال بالصلاة وظلم للرعية وشرب للمسكر فأنى ينصرون؟!
وكيف لايخذلون؟!
اللهم فانصر دينك ووفق عبادك.
فمن طلب العلم للعمل كسره العلم وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس.
"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"أي دسسها بالفجور والمعصية قلبت فيه السين ألفا ".اهـ
فالله المستعان.
كتبت هذا لأنني أعلمه من نفسي فأردت أن أذكر نفسي به وليقرأه ذو بصيرة فينتفع به فلعل الله يصلحني ويرحمني بما نويت بهذا المقال فكم والله تأثرت به.
يا عبد الله أطلبت العلم للعمل فكسرك العلم؟
أم طلبته للمباهاة والمفاخرة وتصدر المجالس وصرف الوجوه إليك ولتتبع زلل الناس وكشف عوراتهم فسيفضحك الله ولو في قعر بيتك؟
بالله لا تضحك على نفسك النتيجة واضحة واللازم بين فانظره تعرف وجود الملزوم.
هل كسرك العلم أم لا؟
يا هذا إياك أن ينقلب العلم ويستحيل في حقك من أجل القربات إلى أكبر أسباب العذاب والويلات بسوء نيتك وخبث طويتك فتكون اول من تسعر بهم النار بدلا من أن يرفعك الله به درجات.
آه من النيات آه.
والله لن يبقى في الدنيا إلا الإخلاص ويوم القيامة لن ينفع المرء سواه وقبل القيامة لن يبقى غير ذكر المخلصين.
يا طالب العلم السرائر السرائر قبل أن تبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور وينكشف خفي الضمائر.
يا أخي البواطن البواطن فخل عنك الناس وثنائهم والتفافهم ومدحهم وذمهم فالله عند قلبك ولسانك.
يا طالب العلم الخفاء الخفاء وحذار من الشهرة والرياء والتكثر بما لاينفعك.
يا هذا ارفق بنفسك وأشفق عليها قبل بوارها فما لك من الله من عاصم.
يا هذا أخمل ذكرك كما قال أحمد موصيا بعض أصحابه "قل لعبد الوهاب أخمل ذكرك فإني أنا قد بليت بالشهرة".
يا هذا تذكر قول أحمد رحمه الله"أشتهي ما لايكون أشتهي مكانا لايكون فيه أحد من الناس"
وأنت فعلى العكس من ذلك إن حضر الناس خشعت وتظاهرت بالديانة وإن غابوا ظهرت الحقائق وربك مطلع ومراقب.
إلى الله المشتكى من سوء الحال ونسأله حسن المآل وصلاح الحال والبال.
يارب اجبر كسرنا وأصلح نياتنا وانفعنا بما علمتنا واجعل العلم حجة لنا لاعلينا وأصلح قلوبنا وأعمالنا اللهم اشف قلوبنا شفاء لايغادر سقما واملأها من خشيتك وحكمتك أنت أرحم بعبدك من الوالدة بولدها يا رب العالمين.
أنت معاذي وبك ملاذي ولاحول ولاقوة إلا بك ولا إله غيرك ولارب سواك.
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 01:57]ـ
أحسنت أخى بارك الله فيك ما أحوجنا والله الى مثل هذة التذكرة أسأل الله أن يحسن أحماللنا وخاتمتنا آمين
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم بارك فية و فى اهلة ومالة ووقتة
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 04:10]ـ
بلى(/)
الراغبين في خدمة تراث العلامة البراك
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:01]ـ
الراغبين في خدمة تراث العلامة البراك
يسر المكتب العلمي في الموقع القيام بحملة تفريغ وتحقيق أشرطة العلامة عبد الرحمن البراك وقد قام المكتب ـ ولله الحمد ـ بتحقيق الكتب التالية:
شرح الحائية لابن أبي داود.
شرح الأصول الثلاثة.
شرح كشف الشبهات.
شرح القواعد الأربع.
شرح مجردة لوامع الأنوار.
شرح الطحاوية – سيطبع قريباً.
شرح نواقض الإسلام.
شرح كلمة الإخلاص لابن رجب.
وقد طبع من شروح الشيخ الكتب التالية:
ـ شرح التدمرية.
ـ شرح الواسطية.
ونحن الآن بصدد العمل على تراث الشيخ المتبقي فمن رغب في المشاركة بما يلي:
ـ تفريغ المواد الصوتية.
ـ مراجعة النص وتحقيقه وقد تم وضع الآلية المناسبة لذلك.
علماً أن المادة ستقرأ على فضيلة الشيخ ليتم اعتمادها وإقرارها.
فمن رغب في المشاركة في التفريغ أو التحقيق إرسال معلوماته على البريد التالي للتواصل معه وشكراً.
islamlight1@Gmail.com
علماً: أن هناك محاضرات ودروس والعمل سيكون عليها جميعاً بإذن الله تعالى
من الكتب التي سيعمل عليها
ـ شرح مسائل الجاهلية
ـ تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد.
ـ سلسلة أحاديث كتاب الفتن لمحمد بن عبد الوهاب (تم تفريغه)
ـ شرح جوامع الأخبار لابن سعدي (تم تفريغه)
ـ إضافة إلى باقي المحاضرات الموجودة في الموقع.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9049&Itemid=0
منقول من موقع نور الاسلام(/)
اليقين ... أعمال القلوب لفضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:37]ـ
اليقين ... أعمال القلوب
فضيلة الشيخ د. سفر بن عبدالرحمن الحوالي.
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
نسأل من الله الكريم رب العرش العظيم أن يمنَّ علينا بحلاوة الإيمان وبرد اليقين، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحسن عاقبتنا في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.
فبعد أن تكلمنا عن أهمية عمل القلب، نتكلم في موضوع آخر متعلق بأعمال القلوب وهو موضوع عظيم جداً لمن فقهه الله تبارك وتعالى في الدين، وهو غاية المتقين وغاية العباد، التي سَمر لها المجتهدون، وتنافس فيها المتنافسون، والتي بها يتفاوت الخلق أجمعون، ألا وهو: اليقين.
وقد يُسأل لِمَ بدأتم باليقين قبل غيره من أعمال القلب؟
فنقول: إن أعمال القلب وهي بالأهمية والمثابة التي تحدثنا عنها في الدرس السابق من سلسلة أعمال القلوب وبينا فضلها وقدرها وعظيم شأنها، وأهميتها، وهي في حقيقتها تبدأ جميعاً بعمل واحد ألا وهو العلم.
فالعمل الذي تبدأ به أعمال القلوب جميعاً هو العلم. ولذلك الإمام البخاري رحمه الله جعل ترجمة في صحيحه: '' باب العلم قبل القول والعمل وقول الله - تبارك وتعالى -: فَاْعلَمْ أَنَّهُ لاْ إِلَه إِلاْ الله وَاْسّتَغْفِرْ لِذَنْبِك [محمد:19] '' فأول ما يطرق قلب المؤمن من معرفة الرب تبارك وتعالى والإيمان به هو العلم، وهو أن يعلم أنه لا إله إلا الله، وهذه هي شهادة الحق التي فسر بها بعض السلف قول الله تبارك وتعالى إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86] وهي: الصدق الذي فسر به بعض السلف أيضاً قول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ [الزمر:33] وهي أيضاً الكلمة الباقية التي يفسر بها قول الله تبارك وتعالى: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:28].
العلم بأنه لا إله إلا الله، والعلم بأن الله تبارك وتعالى حق، وأن النار حق، وأن الجنة حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الرسل حق، وكل ما أخبر الله تبارك وتعالى به أو أخبر به رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمر الغيب حق.
لكن هذا العلم أو هذه المعرفة بالله تبارك وتعالى، تخرج الإنسان إذا اعتقدها اعتقاداً جازماً عن الشك وعن الريب، كما قال الله تبارك وتعالى: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:1 - 2] فهذه تخرج الإنسان عن حد الريب والشك والظن ليصبح مؤمناً بالله تبارك وتعالى.
علاقة العلم باليقين
إن العمل القلبي الذي هو زيادة واستمرار ونماء لهذا العلم ولهذه المعرفة هو اليقين، فإذاً نستطيع أن نستنتج نتيجة وهي: أنه ليس كل عالم موقن.
فالذين يعلمون أنه لا إله إلا الله ولا ريب عندهم في ذلك، بل لديهم القدر الذي يخرجهم من حد الشكوك والريب، هم كثير، لكن المؤمنين منهم بصفات اليقين التي نريد أن نتحدث عنها، والتي هي المقصود والغرض في هذا الموضوع هم قليل، فالموقنون قليل، ويقابل ذلك في الأعمال الظاهرة أن المسلمين كثير.
ونعني بالمسلمين الملتزمين بأداء ما افترضه الله تبارك وتعالى من الأركان الظاهرة، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام، فهم يشهدون بأن لا إله إلا الله، ويصلون، ويصومون، ويحجون ويزكون، إلى آخر ذلك، ولكنهم لم يرتقوا إلى درجة الإيمان، كما قال الله تبارك وتعالى عن الأعراب قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ [الحجرات:14].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعلى من ذلك درجة الإحسان، فنحن هنا نتكلم عن اليقين، باعتباره الإحسان في باب العلميات وفي باب الاعتقادات، كما أن الإحسان الذي فسره حديث جبريل عليه السلام في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك} وهذا في العمليات، وإن كان لا انفكاك ولا انفصال بين العلميات وبين العمليات، لكن اليقين يطلق على ما هو من خصائص عمل القلب بالدرجة الأولى، وتكون أعمال الجوارح ثمرة له، وتكون مما يصدقه ويزيده وهو يزيدها، كما سنبين ونوضح إن شاء الله تبارك وتعالى.
فإذاً العلم هو أساس اليقين، وأما ضده ونقيضه فهو الشك والريب، ولهذا يقول المشركون في إيمانهم بالساعة: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ [الجاثية:32] أي: ليسوا على يقين وإنما هم في ظن، وهذا الظن خالطه الشك بمعنى الريب.
لأن الظن يأتي بمعنى العلم كما في قوله تعالى: فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا [الكهف:53] وما أشبه ذلك، لكن المقصود هنا: ما كان فيه شك، فهؤلاء هم أصحاب الشك في الآخرة: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ [النمل:66] أو في شك من الله تبارك وتعالى الذي قال: أَفِي اللَّهِ شَكٌّ [إبراهيم:10]، تعالى عن ذلك عز وجل في أي أمر من أمور الغيب، فهذا الشك وهذا الظن ينزل أصحابه عن درجة اليقين بل عن درجة العلم.
منزلة اليقين وتجليها في الخليل إبراهيم عليه السلام
واليقين بهذه المثابة وبهذا الفهم منزلة يحبها الله تبارك وتعالى، ويريد من عباده أن يصلوها، ولهذا يقول الله عز وجل: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام:75] فإبراهيم عليه السلام كان مؤمناً بدليل أنه قال في الآيات قبلها: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الأنعام:74]، فهذه الآية في الدرجة التي قبل اليقين، فهو مؤمن، وقد حكم على أبيه وعلى قومه بالضلال؛ لكونهم يعبدون غير الله تبارك وتعالى، لكن الله أراد أن يزيده إيماناً بهذا، وأن يجعله من الموقنين.
وهي درجة عليا ومرتبه عظمى، فجعل الله سبحانه وسيلة ذلك أن يريه ملكوت السماوات والأرض، فبعد أن أيقن واستيقن به ورآه وتأمله، جزم جزماً قاطعاً أن قومه على ضلالة وتبرأ منهم، ورفع الله تبارك وتعالى حجته عليهم، ودحض شبهاتهم، وأيقن أن الأمن والاهتداء لا يكون إلا للمؤمنين، ولا حظَّ فيهما لأحد من المشركين.
وهذا يشابه أيضاً قول الخليل عليه السلام عندما طلب من الله تبارك وتعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [البقرة:260] فهي أيضاً زيادة ودرجة في اليقين والاطمئنان، وهذه هي حقيقة اليقين، وإذا تأملنا أثر ذلك نجد أن اليقين الذي حصل له عليه السلام أثمر لديه يقيناً في امتثال أمر الله تبارك وتعالى، يقيناً لا يكاد يوجد عند أحد، إلا من وفقه الله تبارك وتعالى لمثل ذلك من رسله وأوليائه المصطفين الأخيار.
فما هو هذا اليقين الذي كان عند الخليل؟
وما الأمر الذي أُمر به الخليل وهو بهذه الحالة -قليل من الناس من يستجيب لهذا الأمر إذا أمر به-؟
أمر بذبح ابنه، بل ولم يأمره جبريل بقوله: إن الله يبلغك أن تذبح ابنك، ولكن جاء أمره: إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ [الصافات:102] مجرد رؤيا، فلم يقل لعلها من الشيطان أو كذا، أو أنام الليلة فإن تكررت فعلت، ولكن اليقين جعله يمتثل، وجعل ابنه كذلك يمتثل يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ [الصافات:102] فقد حصل اليقين عند الأب، وكذلك حصل اليقين عند الابن، فجعله الله تبارك وتعالى من الموقنين.
وهذه هي الدرجة التي يريدها الله تبارك وتعالى ويحب أن يكون أنبياؤه وأولياؤه عليها.
علاقة اليقين بالإيمان
(يُتْبَعُ)
(/)
إن اليقين كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيما علقه البخاري: [[الصبر شطر الإيمان، واليقين الإيمان كله]]، وهذا الكلام هو من درر الكلام وغرره، وما أكثر من يتكلم به من السلف الصالح وقد يغفل عنها الكثير والكثير من الذين لا يطالعون سيرهم ولا يتابعون أقوالهم رضي الله عنهم، فإن هذه العبارة الوجيزة تحمل معانٍ عظيمة جداً، فقد جعل عبد الله رضي الله عنه الصبر شطر الإيمان، ولكنه جعل اليقين الإيمان كله، فلِمَ ذلك؟
الصبر هو حالة تصاحب العابد في عبادته، فهو يرجع إلى قول الله تبارك وتعالى في الفاتحة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] فالصبر يرجع إلى أي الأمرين؟ يرجع إلى الاستعانة، فاصبر واستعن بالله وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45] وقال تعالى: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ [الأعراف:128] إلى آخر ذلك، فيستعين العابد، ويستصحب هذا العمل -وهو عمل قلبي عظيم- في طريقة سلوكه للصراط المستقيم، فيعبد الله تبارك وتعالى بالصبر، ففي كل أمر يصبر على طاعة الله، ويصبر عن معصية الله، ويصبر على أقدار الله، لكن اليقين الإيمان كله؛ لأن العبادة لا بد أن تكون عن يقين، وما الصبر إلا ثمرة من ثمرات اليقين، فاليقين يشمل الإيمان كله، ويشمل الدين كله.
ولهذا يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند:
{أحب الأعمال إلى الله عز وجل، إيمان لا ريب فيه أو لا شك فيه} فهذا هو أحب عمل إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقال بعد ذلك {وجهاد لا غلول فيه، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة}.
فأحب الأعمال إلى الله هو الإيمان الذي لا ريب فيه ولا شك فيه، وهو الذي يوصل صاحبه إلى درجة اليقين، فلذلك كان حقاً أن اليقين هو الإيمان، وهو الدين كله، ويشهد لذلك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما وعد من شهد أن لا إله إلا الله بالجنة وأن يحرمه على النار، جعل ذلك مقترناً باليقين كما هو مقترن بالإخلاص، كما في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في قصة غزوة تبوك عندما اشتد الأمر على الصحابة رضي الله عنهم، فأرادوا أن يذبحوا جمالهم ليأكلوا منها، فقال عمر رضي الله عنه {يا رسول الله: لو جمعت الطعام الذي عند المسلمين ثم دعوت الله تبارك وتعالى فيبارك الله تعالى فيه، ففعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمشورته، فبارك الله لهم في طعامهم وتزودوا جميعاً}، ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد مستيقناً بهما غير شاك إلا دخل الجنة}، فهذا معنى ذلك.
ففي مثل هذه الحالة -حالة اليقين- من رأى آية من آيات الله، كما رأى الصحابة الكرام أمام أعينهم، فمن أيقن بذلك فقد شهد أن لا إله إلا الله حقاً، فلا بد أنه في هذه الحالة قد كَمُل إيمانه، فأصبح حقاً أن اليقين هو الإيمان كله.
وكذلك في قصة وفاة معاذ رضي الله عنه وهي أيضاً قصة صحيحة رواها الإمام أحمد رضي الله عنه بسند ثلاثي صحيح، عن جابر رضي الله عنه، يقول جابر رضي الله عنه: {أنا ممن حضر معاذاً رضي الله عنه عند موته، قال: ارفعوا عني سجف القبة -طرف القبة ليخاطب الناس- ارفعوا عني أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما منعني أن أحدثكم به إلا أن تتكلوا، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من شهد أن لا إله إلا الله موقناً بها من قلبه دخل الجنة}، وقال في رواية: {حرم على النار من شهد أن لا إله إلا الله موقناً بها من قلبه} فهكذا يبلغ اليقين في أصحابه، وهذا هو اليقين الذي يمحو كل شبهة ويمحو كل شهوة، فيصبح الإنسان ذا قلب أجرد أزهر يتلألأ نوراً بما نوره الله تبارك وتعالى.
الصبر واليقين من صفات الهداة المهديين
وهنا وقفة عظيمة في اقتران الصبر باليقين كما في كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، المأخوذ من القرآن من قول الله تبارك وتعالى: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24].
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه هي صفات الهادين المهديين، الذين يخرج الله تبارك وتعالى بهم العباد من الظلمات إلى النور ويقيم بهم الحجة.
فأئمة الهدى هذا شأنهم وهذه صفتهم، ولن تجد داعية من دعاة الحق، وإمام من أئمة الهدى، إلا أعطاه الله من هاتين الصفتين ما يشاء عز وجل: الصبر واليقين، لولا الصبر لما تحمل، ولما قاوم الابتلاء والفتن، التي لا بد أن يتعرض لها كل من دعا إلى الله تبارك وتعالى، ولولا اليقين أيضاً لما استمر ولما تابع، ولما كانت سيرته الاستقامة على هذا الدين والثبات، مهما كانت العوائق ومهما كانت العقبات فهاتان الصفتان من جمعهما أوتي الإمامة في الدين.
ولهذا يقول سفيان رحمه الله: [[أخذوا برأس الأمر فجعلهم رءوساء على الناس أئمة لهم]].
ورأس الأمر وأفضله أو أعلاه -أي في أعمال القلب- هو اليقين ومعه الصبر، فلما أخذوا من أعمال القلب ومن الطاعات برأسها، جعلهم الله تبارك وتعالى رءوساء على الناس أئمة يدعون إلى الهدى.
فلا بد من اقتران هذين لكل من دعا إلى الله، ولكل من جاهد في سبيل الله تبارك وتعالى ولكل من أراد أن يتقرب إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن يعبد الله كما أراد وكما رضي وكما شرع لنا أن نعبده.
اليقين يكون في حالين هما:
1 - أن يكون اليقين في خبر الله.
2 - أن يكون اليقين في أمر الله.
والمراد بخبر الله: ما كان من العلميات، أي: ما كان من الأمور العلمية الاعتقادية التي حسب المؤمن أن يؤمن بها، وأن يصدق وأن يوقن، وليست أمراً عملياً مطلوباً منه.
واليقين في أمر الله: هو العمل المطلوب من العبد، فيوقن العبد بأمر الله تبارك وتعالى فيستقيم على أمر الله، ويقوم بأداء هذا العمل الذي افترضه الله تبارك وتعالى عليه.
الأمثلة على اليقين في خبر الله عز وجل
هناك أمثلة عديدة على اليقين في خبر الله، مثل: خبر البعث، فقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه يحيي الموتى ويبعث من في القبور، فالواجب علينا أن نوقن بذلك، ولذلك يقول عز وجل: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [التغابن:7] فهو حق لا شك فيه، فنوقن بالبعث من بعد الموت.
وهناك مثال آخر ألا وهو الموت: فالموت كلٌ يؤمن به، المؤمن والكافر، ولهذا يقول الحسن البصري رحمه الله: [[ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت]]، فالموت كلٌ يوقن به، حتى الكافر؛ لكن أعجب ما في حياة الناس كما قال رضي الله عنه: أن أكثر الناس لا ترى لهذا اليقين أثراً في حياتهم، ولهذا يقول: [[ما رأيت يقيناً لا شك فيه]]. فما تجد إنساناً في هذه الدنيا يشك في موته، لكن يقينه هذا أشبه بشك لا يقين فيه، فإذا نظرت إلى أعمالهم فهم يعملون ويجمعون ويجتهدون كالذي لن يموت أبداً، ولا نجد ليقينه هذا أثراً في حياته.
وقبل ذلك نؤمن بأن الله حق، وأن الجنة والنار حق، فنؤمن بها قبل أن نراها، وأن يوم القيامة آت، وسنبعث ونحاسب، فكل هذه نؤمن بها وهي أمثلة لما أخبرنا به ربنا عز وجل. وهناك أمثلة أخرى أيضاً - مثلاً - عذاب القبر ونعيمه، نوقن به يقيناً ولا نشك في ذلك، لأن الصادق المصدوق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرنا به، ولذلك نحن نؤمن به، وقد جاءت الأدلة به في القرآن.
أقسام أخبار الغيب
وأيضاً نؤمن بالصراط، والملائكة، ورؤية وجه الله والميزان، وجميع أركان الإيمان، فهذه الأخبار على ثلاثة أنواع هي:
أولاً: أخبار هي غيب محض: وهذه التي مدح الله تبارك وتعالى المؤمنين بها، في أول القرآن بعد الفاتحة في سورة البقرة: ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [البقرة:2 - 3] وهذا يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والصراط والميزان، وغير ذلك.
وهذا من الغيب المحض الذي يكون بعد أن يلقى العبد ربه، فهو مادام في هذه الدنيا فهذا من الغيب الذي لا يراه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أخبار هي غيب نسبي والمقصود بها: ما أخبر به الله أو أخبر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما سيكون في هذه الدنيا، ومما هو واقع ويكون في هذه الدنيا، وهذا يدخل فيه أمور كثيرة منها: أن توقن بظهور الإسلام على جميع الأديان، ومن أعظمها: أشراط الساعة التي نؤمن ونوقن بها حق اليقين، ولا نشك في ذلك ولا نتردد، ومن أشراط الساعة: خروج المسيح الدجال، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج يأجوج ومأجوج، والدابة، وبنزول عيسى عليه السلام، وبالدخان، وخروج النار من قعر عدن، وهي آخرها كما في حديث حذيفة في صحيح مسلم، فهذه الأشراط الكبرى العشرة مع الخسوفات الثلاثة: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب. فهذه عشرة.
والعلامات الأخرى غير هذه كثيرة منها: خروج ما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من الفتن، وخروج المهدي ويكون مع عيسى عليه السلام، ويصلي خلفه، والحرب مع اليهود، ونوقن أن هذه الأمة ستقاتلهم حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، ونؤمن بتطاول رعاة الشاء في البنيان وتفاخرهم فيه، وهذا مما شوهد الآن وغير ذلك.
فإذاً: علينا أن نؤمن بكل ما أخبر به الله أو أخبر به رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيماناً لا يتزعزع ولا يتزحزح أبداً وبذلك نصل إلى درجة أو مرتبة اليقين فنكون موقنين بذلك.
ثالثاً: نؤمن بما هو من أمر الغيب: لكن يمكن أن يكون غيباً عند البعض وليس غيباً عند البعض الآخر، ومن أمثلتها حديث الذبابة، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليلقه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء} فهذا بالنسبة لنا نحن الذين ليسوا من أهل الدراسة أو الاطلاع الكيميائي والبحث التجريبي وغير ذلك، فنحن عن طريق الغيب نؤمن بذلك.
ولكن لو أن أحداً حلل ورأى ودقق حتى عرف الداء وعرف الدواء، فهذا أصبح بحقه من عالم الشهادة لا من عالم الغيب، لكن نحن نؤمن بذلك وبما قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواء جربوا أو لم يجربوا.
والإيمان بالغيب أفضل، لأنا إذا جربنا ورأينا لم يعد ذلك إيماناً بالغيب، وإن كان إيماننا وتصديقنا للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزيد، وأكثر الناس لا يزيد إيمانه إلا إذا رأى.
لكن المؤمن ينبغي له أن يوقن وأن يصدق بذلك دون أن يحتاج إلى تجريب وامتحان، لأنه أخبر بذلك الصادق المصدوق الذي أخبر الله تعالى أنه لا ينطق عن الهوى.
إذاً: يكون لدينا اعتقاد مطلق بأن كل ما أخبر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو حق من عند الله تبارك وتعالى لا نشك في ذلك ولا نتردد أبداً، ولكن الشرط الوحيد الذي نطالب به هو أن يصح وأن يثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال ذلك، وهذا يدخل في عموم قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] فكل ما آتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نأخذه كما في قوله تبارك وتعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ [الأنبياء:45] فهو إنما ينذرنا بالوحي من عند الله عز وجل، وليس بشيء من عند نفسه، فنؤمن بهذا كله، وهذا لا يحتاج إلى إطالة ولا إلى شرح ولا إلى تفصيل.
أهمية اليقين في أمر الله عز وجل
ننتقل إلى القسم الآخر، وهو مهم لأننا نحتاجه كثيراً نحن المسلمين في هذه الأمة، وهو اليقين في أمر الله!
فإذا أمر الله تبارك وتعالى بأمر أن نوقن به مثلما نوقن أيضاً في خبر الله، وهذا يكون في الأمور العملية، فكما أنه في الحالة الأولى لا شك في خبره، فكذلك لا بد من اليقين فيما أمر به من الأعمال -مثل- توحيد الله وعبادة الله، فنوحد الله ونعبده، بالصلاة، والزكاة، والصيام، وكل أنواع العبادات.
وأن يكون العبد من اليقين بحيث إذا علم أن الله تعالى حرم ذلك، فلا بد وقف ممتثلاً ومذعناً قائلاً في نفسه: قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الزمر:13].
(يُتْبَعُ)
(/)
فهكذا لا يمكن أن يقدم العبد على محارم الله ولا أن ينتهكها، وكل ما أمر الله تبارك وتعالى به من أمر فإنه يقدم عليه ويفعله موقنا أن الله أمر به وشرعه، وموقنا أن الله تبارك وتعالى يجازي من فعله بالجزاء الذي وعد به، فيكون موقناً بالوعد وموقناً بالوعيد، ممتثلاً للأعمال التي يترتب عليها الوعد والوعيد، فما كان مأموراً به فعله وما كان منهياً عنه تركه، وهذه حقيقة التقوى.
فإذاً: الموقنون في هذه الدرجة هم طائفة خالصة من المتقين، عندما أيقنوا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حرم ما حرم، فحرم الزنا، وحرم الربا، وحرم الخمر، وحرم السرقة، وحرم الرشوة، وحرم الغيبة، وحرم النميمة، وحرم الإساءة إلى الجار، وحرم عقوق الوالدين، وحرم الإضرار بالناس، وحرم الظلم، وحرم البغي، وحرم العدوان، فكل ما حرمه الله تبارك وتعالى فاجتنبوه وانزجروا عنه، ولم يأتوه أبداً.
وأيقنوا أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أمر بالصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، والصدقة والعدل، والإحسان، وبر الوالدين، وفعل الخيرات عموماً فكل ما أمر به الله تبارك وتعالى أيقنوا أن الله أمر به، وأن الله يجازي من فعله بخير الجزاء، فلذلك امتثلوه وعملوه.
أمثلة ضربها الصحابة في تحقيق هذه المنزلة
ولو تأملنا أفضل جيل وأعظم جيل وأروع أمة ضربت المثل الأعلى في اليقين، وهم الجيل الذي رباه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لرأيتم العجب العجاب في الحالين، في حال اليقين بأمر الله، وفي حال اليقين بخبر الله عز وجل.
فلنأخذ بعض الأمثلة على يقين الصحابة رضي الله عنهم:
فمثلاً: يقين عامر بن عبد القيس رضي الله عنه في القول المأثور عنه: [[لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً]] وكذلك ما روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: [[لو رأيت الجنة والنار ما ازددت يقيناً، لأني رأيتهما بعيني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي قال فيه ربه: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم:17]]]، فهو يقول: أنا لا أضمن أن يزيغ بصري أو أن يطغى، فهنا درجة عظيمة من اليقين من جهة، وتعظيم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعرفة قدره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة أخرى، فكأنه يقول: لو أني اطلعت فرأيت الجنة والنار، لربما زاغ بصري أو طغى فلا أوقن بها أو لا أراهما على حقيقتهما، لكني لما رأيتهما بعيني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما أخبرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهما كما في ليلة الإسراء وغيرها، فهذا عندي أوثق من رؤيتي أنا بعيني، فهذا لا شك أنه يقين من جهة، وأيضاً معرفة بقدر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة أخرى.
وكذلك هناك مثال آخر: أبو بكر رضي الله عنه حين أتاه كفار قريش وقالوا له: إن صاحبك قد كان يزعم ويزعم أما الآن فقد جاء بأمر عجيب، وما نظنك إلا تكذبه، قال: ما هو؟
قالوا: يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء وعاد في ليلة، فمعنى كلامهم: حتى في مثل هذا الخبر يمكن أن تصدق صاحبك بما يقول؟ فقال: [[إن كان قاله فقد صدق]]، فشرط يقينه بصحة الخبر، فلما تبين له أنه قاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيقن بذلك حقاً، لأن لديه يقين لا يمكن أن يشك أبداً في صدق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد كان من الموقنين رضي الله عنه.
وغير ذلك كعبد الله بن رواحة القائل:
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها
أنس بن النضر رضي الله عنه -وقد كان أعرجاً- ذهب إلى معركة أحد فقال له بعضهم: يا أنس إن الله قد عذرك: وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ [الفتح:17]، فقال: {والله لأطأن بعرجتي هذه الجنة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لقد رأيته في الجنة وما به عرج}، فيقينه في الجنة وهو في المعركة وقت المعمعة؛ حيث تخفق القلوب وترجف، ويبدأ الإنسان يفكر من أين أهرب؟
وأين الملجأ؟
وأين المفر؟
هم يقدمون موقنين: أننا أقرب ما نكون إلى الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآخر عمير بن الحمام القائل: {بخٍ بخٍ ليس بيني وبين أن أدخل الجنة إلا هذه التميرات}، هذا يقين الصحابة -رضي الله عنهم- فأنس يقول: {والله إني لأجد ريح الجنة من دون أحد} فهم يرون كأن عالم الغيب أصبح أمامهم عالم شهادة، ولنا في هذه وقفة.
عندما يكون عالم الغيب أمام عينيك كيف تصبح حياتك، فالفرق بين الإنسان وبين البهائم، وبين العالم والجاهل، وبين الغافل والذاكر، هو هذا اليقين.
والناس كثير منهم كالأنعام بل هم أضل، وقد جاء في حديث صححه الشيخ الألباني: {ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وكل شيء يذكر الله عز وجل}، كما في القرآن: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44] {إلا المردة من الشياطين والأغبياء من بني آدم} مهما كان علمهم وفقههم فهم أغبياء كالأنعام.
فهؤلاء الغافلون الأغبياء الذين وافقوا المردة في أنهم لا يذكرون الله، فمثلاً: إذا رأى موتاً أو حياةً أو فرحاً، أو ضحكاً، أو حزناً، أو ألماً، أو فقراً، وإن رأى ما رأى فهو لا يتأثر أبداً، كالدابة تمر وتنظر إلى دابة أخرى تذبح ثم تذهب وترعى ولا تبالي بشيء! فهذا حال الكفار الذين لا يوقنون: بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ [النمل:66].
المؤمن يرى بعين الإيمان والبصيرة
أما المؤمن فإنه يرى هذه المظاهر والمناظر بعين غير تلك العين، فله نظرات أبعد وأعمق من ذلك بكثير، فلو لم يكن في حال المؤمن إلا أن يقف وينظر إلى الناس وهم ذاهبون في الصباح -مثلاً- فيرى ويتعجب كيف أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو الذي أعطى هذا وأعطى هذا، كيف جعل الآيات له تبارك وتعالى في اختلاف ألسنتهم وألوانهم، فاختلاف الألسنة والألوان عجيب جداً.
ومن عجائب الله سبحانه اختلاف سعيهم أيضاً: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [الليل:4] فهذا عاصي وهذا بار، وهذا فاجر، وهذا مدبر، وهذا معرض، وهذا الآن اهتدى، وهذا متعمق في الإيمان، وهذا متعمق في الغواية، وهذا وهذا ... فهو يرى الأشياء ولكن بعين غير تلك العين.
فالفرق بينهما كالفرق بين من يرى أخشاباً أمامه وبين آخر تعمق فأخذ منظاراً مكبراً فإذا هذه الأخشاب عبارة عن مخلوقات عجيبة جداً، والآخر لا يراها أبداً فيظنها حجارةً أو أخشاباً أو أشياء لا قيمة لها.
فالمؤمن يرى ما يجري من أحداث بعين اليقين وبعين البصيرة، فيتأمل في ملكوت السماوات والأرض.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فأي شيء في نفسك أو في الكون وقعت عينك عليه ففيه آيات عجيبة، وعظيمة، ففرق بين الغافل والذاكر، فهذا حي، وقلبه حي، وارتباطه بالله دائم ويقينه وفكره، كذلك ولذلك فهو مترفع عما يفكر فيه الأقلون.
ولذلك مما يترتب على هذا: أن العبد المؤمن يصبر على كل ما أصابه، لأن من يقينه أنه يصبر على كل ما يصيبه، ويعلم أن الخير والشر مقدر عليه، وكل ذلك من الله تبارك وتعالى فلا يجزع ولا يقنط.
ولذلك يوجد الفرق الكبير بين الناس إذا وقعت مصيبة أو كارثة، على هذا الذاكر أو ذاك الغافل، وما أكثر ما يعرض للإنسان في هذه الحياة الدنيا من ذلك.
الأمثلة على اليقين في أمر الله عز وجل
هناك أمثلة من اليقين في امتثال الأمر -مثل- بلال وعمار وغيرهم لما عذبوا -رضي الله عنهم- فتوضع الصخرة في حر مكة في الرمضاء على بلال وعلى صدره وهو يقول: [[أحدٌ أحد]] يوحد الله تبارك وتعالى، فهذا من يقينه رضي الله عنه، وهناك أمثلة أخرى عجيبة من هذا، عندما يقتل الرجل منهم أخاه، أو أباه، أو قريبة، في ذات الله، فما فعل ذلك إلا لأنه موقن في أن هذا عدو لله، وموقن بأن الله سبحانه أمره بأن يبرأ من الكافرين، وموقن بأنه لا ولاية ولا صلة بين المسلمين وبين الكافرين، وموقن أن من قاتل وقتل في سبيل الله فإن جزائه الجنة، فهذا أيضاً نتيجة اليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك حين قُبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اهتزت القلوب وارتجفت، حتى عمر رضي الله عنه قال: [[ما مات؛ بل رفعه الله إليه]] فاضطرب أمره رضي الله عنه، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: [[يا عمر، أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام، وتلا عليه الآية: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران:144]]] فأيقن عمر.
ولما ارتدت العرب قاطبة وكان الموقف كما علمنا من عمر رضي الله عنه وبعض الصحابة، نجد اليقين عند أبي بكر يقيناً عجيباً جداً، حتى إنك تتعجب كيف أنفذ جيش أسامة إلى أقاصي الروم وقد ارتد أكثر العرب من حوله, وجيش أحد عشر لواءً يبعثها، كلاً منها يبعثه إلى ناحية من النواحي، ليعيدوا الناس إلى هذا الدين، فهذا يقين بأن الله سبحانه سينصر هذا الدين، وأن ما أخبر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق، وأنه مهما كانت الهزة ومهما كانت الصدمة، فإن النصر والغلبة بإذن الله ستكون لهذا الدين.
ونستطيع أن نقول: إن حياة الصحابة -رضي الله عنهم- كانت كلها يقيناً مثلاً: لما حرم الله تبارك وتعالى الخمر، وسنضرب المثل بها لأنها ليست كالسرقة، وليست كالزنا، فالأمر يتعلق بالإدمان، ومن يعرف ومن يسأل ويرى المدمنين -نسأل الله العفو والعافية- يجد أن أصعب، وأشق شيء على النفس أن تتخلص من عادة الإدمان، ولهذا لو قلت لإنسان مدخن: نقطع عنك الرز واللحم لما تأثر، ولو قلت له نقطع عنك التدخين فلن يقبل لأنه ليس لديه يقين، وهذا ليس إدمان تدخين، بل إدمان خمر، فلما أنزل الله تبارك وتعالى تحريم الخمر ماذا فعل الصحابة رضي الله عنهم؟
أراقوها، ولما قال: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [المائدة:91] قالوا: [[انتهينا ربنا، انتهينا ربنا]] فأراقوها -بلا تفتيش ولا رقابة ولا شرطة ولا هيئات- هم بأنفسهم، فحين أنزل الله تحريمها. أيقنوا بذلك فقالوا: [[انتهينا ربنا]] فأراقوها حتى جرت السكك في المدينة بها.
فإذا انتفى اليقين تكون الحالة كما جرى في أمريكا، فقد حدثت قصة عجيبة استمرت في العشرينات وأوائل الثلاثينات من هذا القرن، وذلك عندما قررت أمريكا، أو قرر عقلاؤها إصدار أمر بتحريم الخمر؛ لأنها ضارة، ولا شك أنها تفسد الرجل الحليم كما قال أهل الجاهلية.
فقالوا: لا بد من تحريمها، وجندوا النشرات والإعلانات والدعايات بجميع أنواعها، ورصدوا لها الملايين، والجنود والمفتشين، وكل ما تتصوره أمريكا، فحين تعزم أمريكا على شيء وتقرره، يكون حالها كما قال تعالى وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [الشعراء:130] فإذا قررت شيئاً فإنها تتحرك وتتابع وتحقق وتعقب وكل ما يتخيله الإنسان من نظام ودقة، فما الذي حدث؟
اضطروا وأرغموا هم بأنفسهم أن يتراجعوا عن هذا القرار بعد ثلاثة عشر أو اثني عشر سنة، وألغوا هذا القرار، لأنه لم يستجب الشعب لهم، بل زادت المصانع وتحولت إلى مصانع سرية، وشربت أنواع رديئة، وكله رديء، لأنه لا يخضع لمواصفات معينة، فقالوا: انتشرت الأمراض، والقتل، والدمار، والخسائر، فما كان منا إلا أن سمحنا بعودتها، فعادت كما كانت، وللشعب أن يشربها كالماء -والعياذ بالله- فأمة لا يقين لها حالها إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان:44] فمن لا يقين له هكذا حياته.
اليقين هو الإيمان القلبي وليس الاقتناع العقلي
الصحابة رضي الله عنهم كان هذا أمرهم، ولذلك ليس اليقين هو الاقتناع العقلي؛ لأن أمريكا عندها الاقتناع العقلي ولم يكفها ذلك، ولكن اليقين هو الإيمان القلبي.
فكم من طبيب يشرب الدخان، فإن أتيت إليه وأخبرته عن كل أضرار الدخان لا يتوب، فإذا سمع موعظة بليغة مؤثرة، أقلع عنه وتاب والحمد لله، فما ذلك إلا لأنه خاطب اليقين القلبي، أما الخطاب العقلي المجرد والكلام عن الأضرار والتأثير، فقد يترك أثراً وقد لا يترك، وقد يترك ثم يعود، فلا نسبة بين الأثرين أبداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك قصة عظيمة وعجيبة وهي قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه لما شرب السمُّ فكونه رضي الله عنه يقتحم المعركة ويقاتل موقناً بما وعد الله وبنصر الله، وأنه إن مات فهو شهيد، فهذا أمر ليس غريباً على الصحابة، لكن أن يشرب السمُّ ليفحمهم فذاك شيء آخر، وذلك لما قالوا: إن كان نبيك ودينه على الحق فاشرب هذا السمُّ، فلو قال: لا، فأين اليقين، فشربه، فحفظه الله من ذلك.
وهذا يدخلنا إلى مدخل عظيم جداً وهو: أن اليقين كرامة عظيمة من الله -تبارك وتعالى- وأصحاب الكرامات الحقيقيون هم الموقنون، وقد تكون كرامة معنوية خفية، كأن يستجاب دعاؤه ولا يحدِّث الناس بذلك، أو كأن يعطيه الله عز وجل الفراسة، فإذا توقع أمراً كان كما يقول، فاليقين يثمر أنواعاً من الكرامات لأصحابه.
ونختم بهذه الآية وهي قول الله تبارك وتعالى بعد أن ذكر أحكامه وأوامره التي قد يشك فيها كثير من الناس كما يُرى في هذا العصر: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50].
فيجب أن نحيي في الأمة الإسلامية معنى اليقين بخبر الله، وهذا والحمد لله لا شك فيه، ومعمول به عند كثير من الدعاة والوعاظ، فهم يعلمون الأمة اليقين بخبر الله، وما جاء من أمور الغيب، لكن يجب أن نحيي الجانب الآخر أيضاً وهو اليقين بأمر الله، وأن ما شرعه الله هو الحق وهو الخير، فلما حرم علينا الزنا، أو الربا، أو الخمر، أو أمر بالحجاب، أو جعل ميراث الأنثى كذا وميراث الذكر كذا، أو شرع أي شيء فله بذلك الحكمة البالغة، ويجب أن نكون من الموقنين، وإن خرجنا عن ذلك أو شككنا فإنا نكون قد تركنا أمر الله ورضينا بحكم الجاهلية، فهما نوعان، وقسيمان، وضدان: حكم الله، وحكم الجاهلية.
فليكن يقيننا بالله تبارك وتعالى، وفي وعده وفي أمره، وفي خبره، كما رضي لنا ربنا عز وجل وكما علمنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما فعل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من الموقنين.
حكم الوساوس التي ترد على الإنسان
السؤال: الوساوس التي ترد على الإنسان سواء كان في الصلاة أو في غيرها، أو كانت في الأمور العقدية أو غير ذلك، هل لها علاقة باليقين، وهل ورود مثل هذه الوساوس تؤثر في يقين الإنسان؟
الجواب: بالنسبة للوساوس فإن المؤمن يخاف منها جداً، وقد خاف منها الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- على إيمانهم، وجاءوا يشكون ذلك لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما ثبت في الصحيح، قالوا: يا رسول الله {إن أحدنا ليجد في نفسه ما إن يكون حممة -أي فحمة محترقة- ولا يتحدث به} لأنهم يستعظمون أن يتحدثوا به، فيتمنى الواحد أن يكن فحمة محترقة، ولا يتحدث به من هوله، ولا يريد أن يقوله، وساوس، وخطرات، وإلقاءات، ولمات من الشيطان، لا يريدون أن يذكروها لبشاعتها ولقبحها، ولأنها تنافي إيمانهم ويقينهم.
ولكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو المزكي والمربي الحكيم، طمأنهم وقال: {أوقد وجدتموه؟} وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا يقول: إنني أنتظر أن تجدوه، فعندما يقول لك أحد: حصل لي كذا وكذا، فتقول له: أوجدته، معناه أنك تعلم وتتوقع أنه سوف يقع له ذلك، وزيادة في التطمين قال لهم: {فذاك صريح الإيمان، أو ذاك محض الإيمان}، وفي رواية قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة}، وهي لن تؤثر بإذن الله على المؤمن مادام أنها لم تصل إلى أن تكون اعتقاداً أو شكاً، أو وسوسة يستفظعها، ويستقبحها، ويردها، ويرفضها، ويشكو منها، مهما طالت.
وهذه تقع لكثير من الشباب في أول هدايتهم، وربما عرضت لغيرهم، فهي عرض من الشيطان، لا تلقي لها بالاً، لأن كراهيتك وبغضك لها، وكونك تخاف منها ولا تقدر أن تحدث بها أحداً دليل على الإيمان في قلبك، فعدو الله يخوض معك آخر معركة، فإن ظفر بك وأضعفك فقد هلكت -حفظنا الله وإياكم من الهلاك- وإن نجوت وقاومت وأعرضت عنه فهو مثل الذي يرى إنساناً ذاهباً في طريق فيأتي من يمينه ومن خلفه، فإذا عزم وتوكل على الله ومضى في طريقة، تركه ولا يضره شيئاً، وهي من كيد الشيطان: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76].
فاطمئنوا وربوا إخوانكم على ما ربى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه بأن يطمئنوا، وأن يتعاهدوا إيمانهم، وأن يجددوه ويقوه ولا يلقوا لتلك الخواطر بالاً.
وسائل تقوية الإيمان في القلب
السؤال: كيف أنمي اليقين في قلبي بعد العلم؟
الجواب: كلما تحدثنا عن أسباب تقوية الإيمان، فإنها تؤدي إلى اليقين بإذن الله، لأن أعمال القلب واحدة، فكل ما يؤدي بك إلى الإخلاص، أو إلى اليقين فإنه يؤدي بك إلى الصبر، والخشية، والخشوع، والإنابة، والرغبة، والرهبة، فكلها متداخلة.
فكل ما من شأنه أن يقوي إيمانك من قراءة القرآن، وزيارة القبور، والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وفيما بث الله في الأرض من دابة، وفي أحوال الناس واختلاف ألسنتهم وألوانهم، وإنزال الغيث، وتصريف الأمر وتدبيره، كل ما من شأنه أن يقوي إيمانك من الآيات والعبر فهو بإذن الله يقوي يقينك.
يتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:40]ـ
حكم ادعاء اليقين الكامل، والفرق بين التوكل والتواكل
السؤال: أعرف بعض الإخوة يقولون: إن لديهم يقيناً تاماً، ولهذا فهم لا يعتمدون على الأخذ بالأسباب في أمور حياتهم، فمثلاً لا يدخل ابنه في المدرسة قائلاً: إنني على يقين أن ابني لن يأخذ إلا ما كتب له، أرجو التوضيح؟
الجواب: هذا ليس يقيناً ولا توكلاً وإنما هو تَوَاكل.
أولاً: لا يجوز لإنسان أن يدعي اليقين -وخاصة عبارة اليقين الكامل- فهذا أمر صعب، فلا يجوز لأحد أن يدعي اليقين الكامل.
وأما إن مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه بشيء من اليقين فليحمد الله عليه، ولا بأس أن يحدث به، وإن كان ترك ذلك أولى، لكن المقصود أن يقول: إن لدي اليقين الكامل، فهذا مثل أن يقول أنا مؤمن كامل الإيمان، وقد أنكرها السلف على من قالها إنكاراً شديداً.
ثم إن ترك الأخذ بالأسباب ليس من الشرع في شيء، فلا يقول: أنا على يقين أنه لن يأخذ إلا ما كتب له، فلا شك في ذلك، ولكن اجتهد أنت في أن تسعى له بالخير بالقبول في التوظيف للعمل، فهذا الابن الذي أنت تقول له هذه العبارات كيف أتى؟
لماذا لم تقل: أعيش من غير زوجة وأنا على يقين إن كان الله سيرزقني أولاداً أنه سيرزقني، لأنك تعلم أن الله تعالى جعل من سنته أنه لا يكون الابن إلا من زواج، فكذلك السعي والرزق جعله الله تبارك وتعالى مقترناً ببذل الأسباب، ثم بعد ذلك هو عز وجل يعطي ويهب لمن يشاء، ويمنع ويحرم من يشاء.
عدم اجتماع اليقين والمعصية
السؤال: هل يمكن أن يكون الإنسان المسلم موقناً ويقع في نفس الوقت في المعصية، أم أنها لا تجتمع معاً، أي: اليقين والمعصية لله، أفتونا مأجورين؟
الجواب: اليقين والمعصية لا يجتمعان، لكن المعصية تقع، ويمكن أن تقع من كل أحد، وتعليل هذا: أن اليقين في هذه الحالة يضعف، ويستولي الشيطان على العبد، كما يفعل شياطين الإنس، فقد يكون الرجل قوياً شديداً -مثلاً- لكن حين ينام، أو يغفل، يختطفه شيطان من شياطين الإنس ويذهب به بعيداً عن موطنه.
وكذلك المؤمن قد يضعف ويفتر يقينه، فيختطفه الشيطان فيوقعه في معصية من المعاصي، كالفواحش -مثلاً- فينطبق عليه أنه إذا زنا العبد ارتفع إيمانه فكان عليه كالظلة، فإن تاب ورجع وإلا أقلع عنه، نسأل الله العفو والعافية.
فعندها يكون اليقين الذين ذكرنا بأوصافه وأحواله حينئذٍ غائباً.
أما اليقين بمعنى العلم فقط، الذي هو الحد الذي يخرج صاحبه من دائرة الشك والريب إلى دائرة الإيمان، فهذا يظل معه، لأن هذا من قول القلب وإقراره، والكلام إنما هو عن اليقين الذي هو عمل القلب.
حكم الشك في نصر الله لدينه ولأمة الإسلام
السؤال: هناك أناس لا يحققون معنى اليقين من الثقة بنصر الإسلام، وأن الغلبة والعزة له، ويقول: إن الغلبة والعزة ستكون للكفار، فما هو توجيهكم لهؤلاء؟
الجواب: هؤلاء في الحقيقة يظنون في الله ظن السوء، وظن الجاهلية، وهو: أن الله سبحانه لن ينصر دينه، بل إن الكافرين سوف ينتصرون على المؤمنين، وهذا مرض قديم في الأمة، مرض به المنافقون وابتلوا به في أيام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والآن في هذا الزمان وفي كل زمان يوجد الكثير ممن ابتلي به.
فيظن أن الله تبارك وتعالى لن يحقق لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما وعده به: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً [النساء:122]. فقد وعده أن هذا الدين يبلغ ما بلغ الليل والنهار، بأن تفتح القسطنطينية، ورومية -التي هي روما - وقد أعطاه الكنزين الأحمر والأسود، وزوى له الأرض ورأى ما يبلغ ملك أمته منها، وغير ذلك مما بشر وطمأن به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأيقن به أصحابه الكرام، فإنه قد حدثهم وأخبرهم، وهم في حال الضنك وفي حال الشدة، وهم يحفرون الخندق وقد أحاط بهم الأحزاب من كل ناحية وزلزلوا زلزالاً شديداً، أخبرهم أنهم سيفتحون ملك كسرى وقيصر: {إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل}، فأيقنوا بذلك وآمنوا وتحقق ذلك بحمد الله وتوفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا لا يجوز لأحد أن يعتقده من المسلمين، وأما الذين ضعف إيمانهم بالهزيمة الفكرية والنفسية وظنوا بالله هذا الظن , ووافقوا أهل الجاهلية وأهل النفاق في ذلك، فهؤلاء مرضى، فيجب أن يعالجوا بكل ما من شأنه أن يرفع يقينهم وإيمانهم وثقتهم، ولو كانت هذه الثقة الضعيفة أو فقد الثقة في الله وفي وعد الله قبل عشر سنوات -مثلاً- لربما يقال وأين الإسلام؟!
أما في هذه الأيام والحمد لله فهناك مبشرات كثيرة، رغم العقبات ورغم الظلمات، ورغم ما يكيده الأعداء.
فإن المبشرات كثيرة وواضحة جلية، وإلا فما معنى هذه الصحوة وهذه اليقظة وهذه التوبة وهذه الأوبة في الشباب، والكهول، والنساء، والرجال، وفي الشرق والغرب؟
والكل يريدون منهج السلف الصالح، والكل يريدون العلم النافع، والكل حريصون على ما يقربهم من الله، والكل يرفض المذاهب والنظريات والشبهات: هذا دليل -والحمد لله- واضح وجلي على أن الأمة تعيش صحوة عظيمة نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيها وأن يسددها وأن يرزقها الإخلاص واليقين.
أخبار المسلمين المجاهدين
السؤال: ما آخر أخبار المسلمين في البوسنة والهرسك، وكذلك في أفغانستان؟
الجواب: بالنسبة لإخواننا في البوسنة والهرسك، الوضع الدولي متواطؤ ومتآمر.
ويتخذ بعض القرارات كما يسمونها لحفظ ماء الوجه أو للتغطية، وإلا فالموقف الدولي متواطؤ تماماً، والقوى الكبرى نصرانية حاقدة أو قوى مشركة لا تؤمن بالله تبارك وتعالى، ولا يهمها شأن المسلمين ولا أمرهم، فحدث هذا التواطؤ الغريب والعجيب، دولة تعترف بها الأمم المتحدة أنها دولة مستقلة وفي قلب أوروبا، وتباد وتسحق وتدمر ويشرد الملايين، ومعسكرات للتعذيب التي لم يشابهها كما ذكروا هم إلا معسكرات النازية، وحرب عنصرية، إلى غير ذلك من المشاكل في ظل النظام الدولي الجديد- كما يزعمون - وهم يترددون ويقولون سنتخذ القوة، لماذا؟!
قالوا: من أجل إيصال المعونات وليس من أجل ردع المعتدي، سبحان الله! أين هذه القوى والموقف والشرعية الدولية، والحق والعدل والنظام الدولي، وإثبات أن أحداً لا يمكن أن يعتدي، وما قالوه وما جعجعوا به في أزمة الخليج ليؤلبوا العالم معهم، أين ذلك؟!
ذهب كله أدراج الرياح، واتضح أنه كله هراء وكذب، وأنهم يعملون حيث ما تكون مصلحتهم وليس أكثر من ذلك.
والحمد لله البشائر في هذا الجهاد أن المسلمين شكلوا جبهة -ونسأل الله أن يبارك فيها- جهادية مستقلة لا تمثل حكومة البوسنة ولا غير ذلك، وإنما من خريجي الجامعات الذين درسوا هنا في المملكة -والحمد لله- على عقيدة صحيحة سليمة، شكلوا معسكرات جهادية وبدءوا يجاهدون في سبيل الله، ويشترطون فيمن يكون معهم أن يكون من أهل الصلاة والالتزام، ويتجنب المعاصي، وحريصون على تربيتهم وعلى تعليمهم من خلال المعسكرات وفي أثناء التدريب وغير ذلك والحمد لله.
وبدأ هؤلاء يخوضون معارك مع الصرب، ويقولون: إنهم يفرون منهم فرار الغنم من الذئب -سبحان الله العظيم- ويقولون: رأينا فيهم جبناً عجيباً جداً، ولكن المشكلة نقص السلاح.
ولقد حدثني أحد الإخوة يقول: كل عشرة من الشباب على مسدس واحد، فتصوروا كيف يكون ذلك مع قلة عددهم، وهم ليسوا كثيراً، أسأل الله أن يبارك في عددهم فلو أعطوا هؤلاء السلاح وأعطوا المال فسيكون في ذلك خير كثير بإذن الله تبارك وتعالى، وهم يطلبون منكم ذلك، والحمد لله عن طريقنا يسافر تقريباً كل أسبوع مجموعة من الإخوة الثقات، ومن الإخوة الذين يحضرون الدرس وتحمسوا لهذا الموضوع للدعوة إلى الله هنالك، فهم يذهبون ويسلمون مبالغ نقدية يداً بيد، ويقومون بالدعوة إلى الله بحسب إجازاتهم. ومنهم من قرر أن يبقى هناك يدعوهم إلى الله عز وجل ما شاء الله أن يبقى، نسأل الله أن يوفق الجميع، فالباب مفتوح للتبرع لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بالنسبة لأفغانستان فالوضع في الحقيقة قاتم ومؤلم، وليس لدي تصور واضح بالضبط عما يجري إلا الأخبار العامة ولا أتابعها كثيراً، بل قد لا أتابعها ولا أعتمد عليها، والأخبار الخاصة قد وصلتني من بعض الأطراف فقط رسائل بالفاكس تقول: إن الجهاد لا يزال مستمراً وأن ما تحقق إنما هو مرحلة من مراحل الجهاد، ولكن الجهاد لا يزال مستمراً مع المليشيات، ومع الشيعة ومع الباطنية والإسماعيلية، ومع الفرقة، وهي أشد أنواع المشاكل التي يعاني منها المجاهدون هناك.
الفرقة التي أوقعها الشيطان فيما بينهم، فادعوا الله وتضرعوا إليه أن يجمع كلمتهم جميعاً على الحق وعلى الكتاب والسنة، وأن يكلل نصرهم على الشيوعيين. بانتصارهم على أنفسهم، فتصفو وتزكو وتتطهر لله عز وجل وتتخلص من أدران الشرك والرياء والنفاق والخرافة والبدعة، ليكونوا حقاً مجاهدين، ولينصرهم الله -تبارك وتعالى- فيستمر هذا الجهاد، وتستمر هذه الراية، والمؤامرات الدولية كبيرة جداً عليهم.
وأمريكا لأنها لم تستطع أن يكون لها يد مؤثرة في لعبة الدولة، وأن تجعل من أفغانستان دولة علمانية عليها مسحة دينية، وغلبت على ذلك فهي تريد الآن أن تخرب ما حصل من الاجتماع.
ومن أخطر ما يسمع عن الإعلام الغربي، أنه يحاول تصنيف القادة إلى معتدلين ومتطرفين، ويضرب هؤلاء بهؤلاء حتى في لحظات الوفاق فيما بينهم، فالإعلام الغربي لا يكف عن وصف هذا بالتطرف والتشدد، وهذا بالاعتدال إلى آخر ذلك؛ لكي يضرب فيما بينهم ولكي تفقد الأمة الثقة فيهم، فما علينا إلا الدعاء لهم، ونسأل الله أن يجمع صفوفنا على الحق إنه سميع مجيب.
أنواع اليقين
السؤال: ما هي أنواع اليقين، وهل الظن هو اليقين، وما علاماته على الفرد، وهل نستطيع الحكم باليقين على من نحسبه كذلك، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: يمكن أن يقسم اليقين إلى أنواع: من جهة وجوده وحقيقته في القلب، فيكون الحد الأدنى هو: العلم، والدرجة العليا هي: حقيقة وغاية اليقين.
ومن جهة موضوعه فإما أن يكون متعلقاً بالاعتقاد وبالعلميات، فيكون يقيناً في خبر الله، أو متعلقاً بالعمليات وبالأوامر والنواهي فيكون يقيناً في أمر الله.
والظن ليس من اليقين ولا يجتمعان، ولهذا يقول المشركون: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ [الجاثية:32]، فقوله: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً [الجاثية:32] تأكيد، وهو من البلاغة القرآنية، فالمقصود: إن كنا نظن إلا ظناً، فما داموا يظنون فهو ظن، لكنه تأكيد أنهم لم يكونوا على إيمان، ولم يكونوا على يقين في وعد الله -تبارك وتعالى- في الآخرة، كما قال الله عز وجل: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ [النمل:66].
وهل نستطيع الحكم باليقين على من نحسبه كذلك؟
هذا جزء من الشهادة، كمن تشهد له بالإيمان أو باليقين، فإن علمت ذلك ورأيت أماراته وعلاماته، فلا بأس أن تقول أحسبه من المتقين أو من الموقنين، أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، ولا سيما عندما تقرأ في سير الأولين وقد يجعل الله تبارك وتعالى أيضاً في المتأخرين من المؤمنين، لكن من ناحية الإطلاق يمكن أن يطلق أن هذا من الموقنين، ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
والظن قد يأتي بمعنى العلم واليقين ومنه قوله تعالى: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ [البقرة:46] وقوله تعالى في الآية الأخرى: وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا [الكهف:53] فرأوها بأعينهم، فظنوا هنا بمعنى: علموا وتيقنوا.
فهذا معنى لغوي، فمن حيث اللغة يأتي في مقام فعل، وهذا واسع في لغة العرب، لكن اليقين الذي هو عمل القلب سبق ذكره، فالظن الذي يقابله هو الشك والكفر.
معنى علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين
السؤال: الأخ يسأل عن علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين؟
الجواب: علم اليقين بالنسبة لما أخبر الله تعالى به من الجنة والنار -مثلاً- فعلم اليقين هو: ما نقرأ في كتاب الله أن الجنة والنار هكذا أوصافها، فهذا العلم هو علم يقين. وأما حق اليقين: إذا رأيت ذلك الذي أخبرت به وعلمته، أي: رأيت الجنة ورأيت النار ورأيت ما وعد الله أمامك، فهذا حق اليقين، فتحول علم اليقين إلى حق اليقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما عين اليقين فإذا دخلتها وتنعمت فيها، جعلنا الله من أهل الجنة فهذا عين اليقين.
نصيحة للذين يستعملون البث المباشر
السؤال: ما نصيحتك للذين يستعملون البث المباشر وقد قام كثير منهم بشرائه؟
الجواب: حين يتصور الواحد منا الدمار الهائل الذي ينتجه هذا البث، لا شك أنه يأرق ويحزن ويألم لشدة ما يتصور، ولما يرى من ضعف وتقصير في إبلاغ هذا الخطر والتحذير منه.
أتعلم يا أخي أن أوروبا طلبت من أمريكا تأخير البث المباشر ثلاث سنوات لتتهيأ له، وقامت وضجت الصحافة الفرنسية والمجتمع الفرنسي خوفاً من البث المباشر الأمريكي!! حضارة واحدة، وإباحية واحدة، وإلحاد واحد، ويجمعهم كل شيء تقريباً، لكن يقولون: اللغة مختلفة، وبعض العادات مختلفة، فتغزونا الثقافة الأمريكية هذا خطر عظيم! وأنذروا به وخافوا منه سبحان الله!
أما نحن فنفتح صدورنا لاستقبال كل غزو، بل العجيب أن أول غزو وأول بث مباشر نحن صنعناه بأيدينا، فالشركة من أبنائنا ويتكلمون بلغتنا، ولكنهم جعلوها في لندن يبثوها علينا، ويقولون: نحن أفلامنا لا تتعرض للرقابة، فكأنهم يقولون: لا تنظر إلى التلفزيون الذي يراقب ويقطع؛ بل انظر إلينا فأفلامنا لا تتعرض للرقابة، والعياذ بالله.
فنحن نغزو أنفسنا بأنفسنا ونتهيأ لذلك، وستكون النتيجة هائلة ومخيفة جداً، فلو أجريت إحصائيات هذه السنة، عن نسبة الأمن، والجرائم والاختطاف، والاغتصاب، والشكوك عند الشباب، والإلحاد، والتنصير، وما يتعلق بذلك، ثم بعد ثلاث سنوات من البث المباشر، لو تجرى إحصائية أخرى؛ لرأيت الفرق الهائل جداً، فكيف بعد عشر سنين، كيف بعد ثلاثين سنة.
وهم يطمعون أن يأتي الجيل الآخر -على الأقل الذين هم الآن في الرابعة والثالثة تقريباً- ويصبح جيلاً ملحداً غربياً ممسوخاً، ليس فيه من العربية إلا أنه أسمر اللون، وربما يغيرون ألوانهم وشعورهم إن استطاعوا حتى يصبح جيلاً أمريكياً ممسوخاً تماماً، لا ينتمي إلى دينه ولا إلى هذه البلاد بأي نوع من أنواع الانتماء، فهذا الذي يريدونه في النهاية.
ويريدون أن يصبح اليهود الذين هم حفنة قليلة هم المسيطرون على هذه المنطقة، وأن تتربع على عرش المنطقة وتنهب خيراتها، وتستعبد شعوبها، ودائماً وأبداً القاعدة جارية في هذا، وهي: أن تستعبد الشعوب وتستذل بالشهوات، فما الذي يسر لهتلر اجتياح أوروبا كلها وفرنسا ويدخل باريس، ما ذاك إلا لأنهم أمة شهوات وإباحية وانحلال، لا يمكن أن تقاوم أو تفكر في مقاومة أي عدو، فيقضى على كل معاني الجهاد ومعاني الغيرة ومعاني العزة, وربما تتحول -والعياذ بالله- طائفة منها وترتد وتلحد وتخرج من الإسلام، وربما أن البعض لا يكتفي بأن يخرج من دينه، بل قد يدخل في أديانهم عندما يرى ما يعرض عليه.
فتصور معي البث المباشر إذا انتشر، والآن قد التقط على قنوات عديدة منها القنوات التنصيرية، هذه القنوات التي تغطي الكوكب الأرضي كله، وتبث برامج بعدة لغات، وأنا رأيت بعيني برنامجاً من برامجهم الوعظية يوم الأحد فرأيت شيئاً عجباً.
فليست مواعظهم كمواعظنا، فنحن والحمد لله نعظ بالقرآن ونعظ بالحق، لكن هم لديهم من الإغراءات والأسباب شيء عجيب جداً.
فيأتي المتحدث ويتكلم عن قديس -كما يسمونه- ويأتي بصورته أمامك، وكيف كان يتعبد وكيف كان زهده، ويأتيك بأفلام عن هذا القديس، مع وجود أشرطة عن حياته مجانية، حيث يقال لك: اكتب لنا العنوان فقط ونحن نرسله لك، وفي أثناء الكلام، أنت تسمع الواعظ، وفي نفس الوقت تشارك المحطة في شيء معين، فيكتبون الأشرطة والأفلام، ثم يذكر لك حالات الذين شفوا لما توسلوا بهذا القديس. ثم يأتيك قديس -ممن يسمونهم قديسين- من الأحياء منهم، ويبدأ يتوسل به ويقرأ بعض الأشياء، ويأتي برجل كسيح، أو رجل أعمى، ويظهر ويقول أنا قد شفيت ... وهكذا، أشياء عجيبة جداً، إذا رآها الإنسان قد يشك في دينه والعياذ بالله، لولا أنه يعلم أن هذا باطل، وأنه كذب، وأنه من المخاريق، وأن فيه من عبث الشيطان الشيء الكثير، لكن المهم أن عندهم إخراج.
مائة مليون دولار رصدت من أجل إنتاج أفلام دينية مأخوذة من سفر التكوين في هوليود، فالواحد منا لو تبرع بعشرة آلاف ريال لنشر شريط، يظن أنه عمل شيئاً كبيراً، ولا شك أنه عند الله كبير، لكن بالنسبة لعمل هؤلاء لا شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)