ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال
ما الذي ترجح عندكم بارك الله فيكم في مسألة قول المأموم سمع الله لمن حمده مع بعض التفصيل وذكر أدلة الفرقين في المسألة؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
فالذي يترجح عندي في هذه المسألة هو مذهب الجمهور وهو أن يقتصر المأموم على ربنا ولك الحمد.
واحتجوا بحديث أنس وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده؛ فقولوا ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون ". متفق عليه.
" المؤتم إذا قال إمامه سمع الله لمن حمده لا يقول سمع الله لمن
حمده؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قالسمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ".
فقال: " إذا كبر فكبروا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا
ربنا ولك الحمد "، ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بين التكبير وبين التسميع، التكبير نقول كما يقول، والتسميع لا نقول كما يقول، لأن قوله " إذا قال: سمع الله لمن حمده قولوا ربنا ولك الحمد " بمنزلة قوله: إذا قال سمع الله لمن حمده فلا
تقولوا سمع الله لمن حمده ولكن قولوا ربنا ولك الحمد، بدليل السياق، سياق الحديث الذي قال: (إذا كبر فكبروا)، ومن قال من أهل العلم إنه يقول (سمع الله لمن حمده) ويقول (ربنا ولك الحمد) فقوله ضعيف.انتهى
ولما في صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا. قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أول ".
فهذا الرجل اقتصر على الحمد ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما مذاهب العلماء فقال ابن المنذر في الأوسط:
ذكر اختلاف أهل العلم فيما يقوله المأموم إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده؛
اختلف أهل العلم في قول المأموم إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقالت طائفة: يقول سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، كذلك قال محمد بن سيرين، وأبو بردة، وقال عطاء: يجمعهما مع الإمام أحب إلي، وبه قال الشافعي، وإسحاق، ويعقوب، ومحمد.
وقالت طائفة: إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فليقل من خلفه: ربنا ولك الحمد، هذا قول عبد الله بن مسعود، وابن عمر، وأبي هريرة .... وبه قال الشعبي، ومالك.
وقال أحمد بن حنبل: إلى هذا انتهى أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو بكر: ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقالوا: ربنا لك الحمد "، فالاقتصار على ما علم النبي صلى الله عليه وسلم المأموم أن يقوله أحب إلي .... ومما يزيد ما قلناه توكيدا قول الرجل وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربنا ولك الحمد لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمع الله لمن حمده. انتهى
قلت والفريق الأول استدلوا بعمومات مثل حديث " صلوا كما رأيتموني أصلي ".
وهذا العموم مخصوص بالأحاديث المتقدمة فلا حجة فيه.
وأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول سمع الله لمن حمد ربنا ولك الحمد فلزم كل مصل أن يقوله.
ولم يرد أنه كان يقول ذلك في حال كونه مأموما، فيحمل على حالة الإمامة والانفراد جمعا بينه وبين الحديثين المتقدمين.
وقد استوعب أدلتهم السيوطي في الحاوي. والله أعلم
استفسار من الاخ
عندي بعض الاشكالات وألخصها وهي:
أليس يؤدي ذلك إلى ترك ورد الاعتدال وهو سمع الله لمن حمده وجعل ورد القيام من الركوع مكانه وإخلاء القيام من ورده
أو وضعه في غير محله في الاعتدال من الركوع بدل القيام وهذا مخالف للسنة حيث إن كُلاً من التحميد والتسبيح له مكانه
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك كما لا يخفى عليكم أن حديث ((إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين)) لا يدل على أن المقتدى لا يقول آمين لحديث ((إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)) كما قال العلامة الألباني، وكذلك لا يدل على أن المأموم لا يقرأ الفاتحة كما قال الشوكاني رحمه الله في النيل
أي إنما يكون فعله عقب أو بعد فعل الإمام ولا يسبقه بل يتابعه ونثله في ذلك حديث ((وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد}.فهو لا يعني أن المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده، وإنما يكون قوله ذلك بعد قول الأمام ليكون محققا للمتابعة بدليل قوله في أوله أنما جعل الإمام ليؤتم به.
وكذلك يكون ترك واجبًا كما قال بعض أهل العلم وخالف حديث المسيء صلاته وفيه: (( .... ويركع حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يقول: سمع الله لمن حمده ثم يستوي قائما حتى يقيم صلبه ... )) الحديث
وجزاكم الله خيرًا على رحابة صدركم
جواب الشيخ وفقه الله الى كل خير
سؤال أليس يؤدي ذلك إلى ترك ورد الاعتدال وهو سمع الله لمن حمده وجعل ورد القيام من الركوع مكانه وإخلاء القيام من ورده
أو وضعه في غير محله في الاعتدال من الركوع بدل القيام وهذا مخالف للسنة حيث إن كُلاً من التحميد والتسبيح له مكانه
الجواب نعم ألتزم باللازم الذي ذكرته، ولكنني لا أسلم بأنه مخالف للسنة، لأن التحميد والتسميع له مكانه بالنسبة للمنفرد والإمام فهو سنة بالنسبة لهما، وأما بالنسبة للمأموم فقد دل الدليل الذي ذكرناه على أن التسميع لا محل له.
فالسنة بالنسبة للمأموم ترك التسميع والاكتفاء بالتحميد،
ولا يقاس المأموم على غيره بعد أن فرق الدليل بينهما.
السؤال وكذلك كما لا يخفى عليكم أن حديث ((إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين)) لا يدل على أن المقتدى لا يقول آمين لحديث ((إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)) كما قال العلامة الألباني، وكذلك لا يدل على أن المأموم لا يقرأ الفاتحة كما قال الشوكاني رحمه الله في النيل
أي إنما يكون فعله عقب أو بعد فعل الإمام ولا يسبقه بل يتابعه ونثله في ذلك حديث ((وإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد}.فهو لا يعني أن المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده، وإنما يكون قوله ذلك بعد قول الأمام ليكون محققا للمتابعة بدليل قوله في أوله أنما جعل الإمام ليؤتم به
الجواب هذا قياس مع الفارق؛
وأنا أبين لك الفرق بين اللفظين، اللفظ الذي ذكرته، وهو قوله: " إذا قال الإمام: غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين ".
هذا اللفظ ليس فيه تشريك وتقسيم، بل فيه تقسيم فقط، فليس فيه تنصيص على الإمام هل يقول آمين أم لا، فاحتجنا إلى دليل خارجي كي نرجح أحد الأمرين فلما وجدنا الدليل الخارجي قلنا به.
وأما اللفظ الثاني ففيه تشريك وتقسيم وهذا لا يوجد في اللفظ الأول، وإذا احتوى اللفظ على التقسيم والتشريك دل على أن كل واحد يقول ما عين له في الدليل وظهر الأمر بالنسبة للطرفين.
وأعني بالتقسيم والتشريك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أولا " فإذا كبر فكبروا " فهذا تشريك يشترك في التكبير الإمام والمأموم.
ثم قسم وبين لكل واحد ما عليه أن يقوله، قال: " إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ". وهذا ما أشار إليه ابن عثيمين ولو أنك تأملت كلامه لتبين لك الفرق بين اللفظين.
أضف لى ذلك وجود فاء التعقيب التي تقتضي أن يكون التحميد عقب تسميع الإمام دون فاصل. والله أعلم
كتبه الشيخ أبو حسن على الرملي حفظه الله
في 28 - 08 - 2010م
ـ[أم هانئ]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 05:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57711(/)
وقفة مع تفسير قول الله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 02:59]ـ
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
السلام عليكم ورحمة الله
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره:
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) فقال بعضهم: معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه, فلا يهوى شيئا إلا ركبه, لأنه لا يؤمن بالله, ولا يحرِّم ما حَرَّمَ, ولا يحلل ما حَللَ, إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به.
* ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس, في قوله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) قال: ذلك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان.
عن قتادة, في قوله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) قال: لا يهوي شيئا إلا ركبه لا يخاف الله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أفرأيت من اتخذ معبوده ما هويت عبادته نفسه من شيء.
* ذكر من قال ذلك:
عن سعيد, قال: كانت قريش تعبد العُزّى, وهو حجر أبيض, حينا من الدهر, فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأوّل وعبدوا الآخر, فأنزل الله (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ).
وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أفرأيت يا محمد من اتخذ معبوده هواه, فيعبد ما هوي من شيء دون إله الحقّ الذي له الألوهة من كلّ شيء, لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره.
(جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري ج 22 - ص 76).
قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره:
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) قال ابن عباس والحسن وقتادة: ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه, فلا يهوى شيئًا إلا ركبه لأنه لا يؤمن بالله ولا يخافه, ولا يحرم ما حرم الله. وقال آخرون: معناه اتخذ معبوده هواه فيعبد ما تهواه نفسه.
قال سعيد بن جبير: كانت العرب يعبدون الحجارة والذهب والفضة, فإذا وجدوا شيئًا أحسن من الأول رموه أو كسروه, وعبدوا الآخر.
قال الشعبي: إنما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه في النار.
(معالم التنزيل للإمام البغوي ج7_ص245).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
ثم قال [تعالى] (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) أي: إنما يأتمر بهواه، فمهما رآه حسنا فعله، ومهما رآه قبيحا تركه: وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين.
وعن مالك فيما روي عنه من التفسير: لا يهوى شيئا إلا عبده.
(تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ج 7_ص269)
قال الشيخ السعدي رحمه الله:
يقول تعالى: (أَفَرَأَيْتَ) الرجل الضال الذي (اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) فما هويه سلكه سواء كان يرضي الله أو يسخطه.
("تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" ج1_778.)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:13]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 03:34]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.
وفيكم بارك الله.
ـ[أم تميم]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 04:27]ـ
جزيتم خيرًا ..
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 05:44]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على النقل المميز
ولي سؤال: هل يكفر من اتبع هواه أم أن هذا المعنى غير مراد من الآية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 11:40]ـ
جزيتم خيرًا ..
وإياكم يا أم تميم.(/)
هل لا يضمن المستعير والمستأجر ما لم يفرط أم يضمن؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 03:30]ـ
هل يد المستعير والمستأجر والمستودع يد ضامن أم يد أمين؟؟
بلا خلاف أن يد المستدين يد ضامن فرط أو لم يفرط!!
فذهب بعض أهل العلم إلى أن يد المستعير والمستأجر والمستودع يد أمين ما لم يتعد أو يفرط أوأهمل
وذهب بعض أهل العلم إلى أن يد المستعير والمستأجر والمستودع يد ضامن كالدين
وفصل بعض أهل العلم فلم يطلق في كلا الأقسام هل يد ضمان أم يد أمانة , لكن على مسلكين:
المسلك الأول: أن الأصل في هذه الأمور أن يد المستعير والمستأجر والمستودع يد أمين إلا إذا اشترط المعير والمؤجر والمودع الضمان فيلزمه الضمان بذلك؟؟
المسلك الثاني: التفرقة بين العارية والإجارة من جانب وبين الوديعة من جانب فقالوا: فقالوا المستودع قبض الوديعة لمصلحة المودع فتكون يده يد أمانة ما لم يتعد أو يفرط بينما بينما المستعير والمستأجر قبض العارية والعين المؤجرة لمصلحة نفسه ففي التاج والإكليل:
" وأما ما لم يثبت هلاكه مما يغاب عليه فالمبتاع يضمنه لأن قبضه خارج من قبض الأمانة وإنما قبضه لمنفعة نفسه وعلى وجه المبايعة دون الأمانة، وكقبض الرهن والعارية التي جعلها صلى الله عليه وسلم مضمونة في السلاح فكان ما يغاب عليه مثله."
وأيضا في التاج والإكليل" وكذلك في عارية الحيوان وإجارتها يدعي ضياعها فلا بد من يمينه لأنه قبضها لمنفعته، فالمتهم وغيره فيها سواء بخلاف الودائع التي لا منفعة له فيها فلا يحلف فيها إلا المتهم.قاله بعض فقهائنا "
فهل ترون عدم الضمان مطلقا في العارية والرهن والعين المستأجرة؟؟
أم ترون الضمان لكن على أي المسلكين؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:49]ـ
المسلك الأول: أن الأصل في هذه الأمور أن يد المستعير والمستأجر والمستودع يد أمين إلا إذا اشترط المعير والمؤجر والمودع الضمان فيلزمه الضمان بذلك؟؟
هذا قول أكثر أهل العلم. ولعله الصواب إن شاء الله(/)
دفاعا عن الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 04:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وبعد:
لقد اطلعت على تعليقات حسن بن علي الكتاني على كتاب "ترجمة عبد الله التليدي"لحسين الشبوكي الموجود على ملتقى أهل الحديث فوجدت المؤلف هداه الله وفك أسره قد طعن وافترى على علامة المغرب وفخره الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله. حيث قال عنه:
" وكان فيه حدة زائدة، وتسرع في الحكم على الناس بالكفر والضلال، مع مبالغة في مدح ذوي السلطان لا تجمل بعالم رباني".
ولا نملك في هذا الموطن الا أن نقول كما قال الشاعر:
إذا وصف الطائي بالبخل مادر++++++وعيّر قساً بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت خفية ++++وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الاَرض، السماء ترفعاً ++++وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فياموتُ زُر إنّ الحياة ذميمة +++++ ويانفس جدي، إنّ دهرك هازل
في حين أنه يثني أيما ثناء على أساطين الصوفية الذين يؤمنون بوحدة الوجود حيث قال عن محمد بن عبد الكبير الكتاني الذي قتل بأمر من علماء فاس بسبب ادعائه الاجتماع بالنبي يقظة وادعائه القطبية العظمى."وقد أخذ ابن الصديق أيضا عن جد جدنا من جهة الأم الإمام الشهيد أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني."
وقال "فهذا الإمام أبو الفيض دعا لجملة من السنن المخالفة للمذهب، وأمر بسرد كتب السنة في زواياه التي أسسها في طول البلاد وعرضها ... وهذا كله، أعني أولئك جميعا، مع شدة الغيرة على الدين، والاهتمام بقضايا المجاهدين ونصرتهم، وقول الحق والعمل به، حتى تجشموا في ذلك المشاق من سجن أو هجرة أو قتل تحت التعذيب!."
لقد أثنى عليه ووصفه بالشهادة.وسبحان الله هل يوصف بالشهادة من عاون المستعمر الفرنسي على اخوانه المسلمين.
كما أنه أثنى على زعيم وحدة الوجود الشيخ مصطفى ماء العينين. وعلى شيخه عبد الله التليدي الكرفطي. والتمس العذر لعبد الحي الكتاني الذي جندته القوات الفرنسية لخدمتها ومحاربة اخوانه كما هو مشهور.
أما تقي الدين الهلالي رحمه فإنه ليس بعالم رباني يبالغ في مدح ذوي السلطان.!!! يقصد أن الشيخ تقي الدين الهلالي كان عالما دنيويا يريد الدنياو يجري خلفها.
ولا غرو فلقد رمى أهل البدع قديما وحديثا أهل السنة بأنهم أذناب بغلة السلطان وأنه علماء السلاطين.كما فعلوا مع الشيخين ابن باز وابن عثيمين وغيرهم من اخوانهم في الهيئة.
وهذه الفرية ينكرها كل من عرف الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله من قريب أو بعيد.
كيف يقال هذا الكلام في رجل كرسه حياته في الدعوة الله. وأفنى عمره وشبابه وضحى بماله ومستقبله من أجل نشر دين الله.
ومن قر أ كتابه الدعوة الى الله عرف ما قاساه الهلالي رحمه الله من متاعب في سبيل دعوته الى التوحيد فلقد عرفته السجون غير ما مرة. وقاسى الفقر والجوع والمرض ومحاولة القتل فقد حاول مجموعة من الصوفية قتله ولكن الله نجاه منهم. وكان بوده أن يعيش في رغد ونعيم في البلدان الأوروبية والعربية التي زارها. كما هو ديدن كثير من الخونة الذين يتشدق الكتاني بالثناء عليهم.
وكتابه الدعوة الى الله لا يحتوي إلا على جزء يسير من دعوته وجهاده.
قال الهلالي رحمه الله في كتابه الدعوة الى الله بعد أن ذكر طلب شخصين له بمصر أن يبقى معهم ليعلمهم التوحيد"أيها الأخوان العزيزان لستما بحاجة الى كل هذا الإلحاح فإنني نذرت لله أن أدعو
الى توحيده وسنة نبيه حيثما كنت وهذا أهم غرض لي في الحياة".
أما اتهامه له بأنه كان يبالغ في مدح ذوي السلطان فهذامن أبطل الباطل. بالعكس فالهلالي رحمه الله كانت جل مشاكله مع ذوي السلطان.
قال رحمه عند تكلمه على دعوته في صعيد مصر
(يُتْبَعُ)
(/)
"فانتقلت إلى مضيف شيخ البلد واستمررت على إلقاء الدروس وأضفت إليها درسا بعد العصر في المسجد الأعظم، واعتذرت إلى الشيخ يوسف عن قبول ما عرضه علي من صلاة الجمعة إماما وقلت له: إنني لا أحب الدعاء للملك فؤاد في كل خطبة ولا أريد أن أكون سببا في شر يصيبك فحسبي أن ألقي الدروس، فقال رحمه الله: أيهما صواب، الدعاء للملك في كل خطبة جمعة أم تركه على ما جاءت به سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت له: أنا أرى تركه هو الصواب فقال: (إيه ده يا خوي) نحن نعبد الله أو نعبد فؤاد؟ إذا رأيت الملك فؤادا أمامك في الصف الأول فلا تبال به أنا المسؤول وصل كما أمرك الله واخطب كما أمرك الله
وقال رحمه الله عند تكلمه على دعوته في العراق
"ذهب أعداؤنا إلى القصر الملكي وبلغوا خبرا كاذبا على سبيل الوشاية، قالوا: إن الهلالي منذ زمان عين إماما وخطيبا في جامع الدهان بدون إرادة ملكية وطرد الإمام الشرعي وأعانه على ذلك صاحب المسجد، وهو يبث المذهب الوهابي ولا يدعو للملك في خطبة الجمعة لأنه عدو للبيت الهاشمي؛ فجاءني أحد إخواننا وأخبرني بذلك فقلت له: إن الله الذي خيبهم في الأولى سيخيبهم في الثانية، فبعث الوصي من حضر صلاة الجمعة فوجد الخبر غير صحيح وخاب سعيهم، وكنت دائما أختم الخطبة الثانية بالألفاظ التالية على عادة المقتصدين غير المتزلفين من الخطباء في بغداد
فأقول: اللهم وفق وسدد ملك العراق فيصل الثاني وولي عهده عبد الإله وسائر ملوك المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فإن قلت: هذه بدعة كنت ترتكبها مع زعمك أنك تحارب البدع أقول: إنني اجتهدت فرأيت أنني لو لم أفعل ذلك لم أستطع أن أكون إماما في صلاة الجمعة ولا مدرسا وواعظا في ذلك المسجد، وأن ما يحصل من الخير بنشر التوحيد واتباع السنة يربو على تلك البدعة أضعافا مضاعفة، على أن الدعاء لشخص معين في خطبة الجمعة لا بأس به ولكن المداومة عليه فيها ما فيها."
وقال رحمه الله في موضع آخر
"وكان خطباء الجمعة في ذلك الزمان أصنافا منهم من يمدح حكومة عبد الكريم قاسم في خطبه ويطريها غاية الإطراء كما كانوا يفعلون مع الحكومة الملكية ومنهم من يقتصد في ذلك ومنهم من يقتصر على الدعاء لها، وأنا لم أكن أذكرها أصلا لا بخير ولا بشر".
وقال رحمه الله أثناء تحدثه عن زيارته لأفغانستان تحت عنوان لماذا لم أحرص على زيارة الملك
" أحرص عليها لأن القوم اعتادوا أن لا يجيئهم أحد من العرب إلا طامعا في رفدهم فتوكلت على الله، وقلت في نفسي: لأقيمن لهم البرهان على أن العرب ليسوا كلهم مستجدين "
فكل هذه النقول تفند افتراءات الكتاني.لقد كان رحمه الله لايأخذ أجرة على الدروس التي يلقيها
مع أن ذلك لاشيء فيه.قال رحمه الله مخاطبا المسئول عن مسجد الدهان الحاج محسوب لما عرض عليه الراتب
"في الجمعة الثانية التي صليتها إماما وخطيبا في جامع الدهان دعاني الحاج عبد الحميد الدهان إلى الطعام بعد صلاة الجمعة، وقال لي: أنا مسرور جدا بما وقع من الإقبال على الصلاة في مسجدي بسبب خطبتك ونريد أن نتفق الآن على الراتب، فقلت له: إن أردت أن يطرد نجاح المسجد فلا تفكر في الراتب فأنا لا آخذ أجرا على الصلاة أبدا فألح، فثبت على الامتناع عن قبول أي شيء فقال: نجعله هدية فقلت:) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ([آل عمران: 5].فبعث إلي بعد ذلك جماعة يشفعون عندي في قبول الراتب فرفضت ولم آخذ شيئا طول تلك المدة إلا أنني اقترضت منه دنانير مرتين فرددتها له."
وقال رحمه الله بعد أن ذكر أن الحكومة الأفغانية أرسلت اليه مبلغا كبيرا من المال فقال:
"فكتبت على تلك الصحيفة بالإنكليزية إني أشكر جلالة الملك ومعالي رئيس الوزراء، ومعالي وزير الخارجية، وأعتذر عن قبول هذه الهدية لأني كما أخبرت معالي الوزير في البرقية قبل دخول أفغانستان وأخبرته مرارا مشافهة أن غرضي من زيارة أفغانستان زيارة العلماء والاطلاع على أحوال المسلمين ولا حاجة لي بذلك المال، فقرأه إلهي بخش وقال: الحمد لله هذا الذي كتبت كنت أتوقعه وأخبرت الوزير به وكنت خائفا أن أكون مخطئا فإني قلت له: غالب ظني أن محمذا تقي الدين الهلالي لا يقبل هذه الدراهم وقد صدق ظني."
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ان كان قصد الكتاني أن الشيخ محمد تقي الدين الهلالي كان يمدح ملكي المغرب محمد الخامس
والحسن الثاني رحمهما الله. فإنه رحمه الله كان يمدح الجانب الإيجابي في الملكين.حيث أنهما كانا سيفا على الملحدين وكانت لهما جهود في نشر العلم. وطبع كتب السنة.
إضافة إلى أن المغرب في زمنه كان حديث عهد باستقلال ولا شك أن كل غيور تكون مشاعره تجاه وطنه وملكه مليئة بالتفائل والثقة. فإن الهلالي رحمه الله كان يحسب أن الأمر سيؤول الى تطبيق السنة والحكم بما أنزل الله.
وكل أمداحه لهم فإنها مصحوبة بنصيحة لهم. كما يظهر ذلك جليا في المقالات التي نشرتها له مجلة دعوة الحق المغربية. وكان رحمه الله يجعل ثناءه عليهم وسيلة الى غاية عظمى وهي الدعوة الى توحيد الله.
قال رحمه متحدثا عن هذا الأمر"إن من عادتي أن لا أعظم غنيا الا إذا كنت أستفيد من غناه بخلاف ما عليه أكثر الناس الذين يعظمون الأغنياء وإن كانوا يعلمون أنهم لاينفعون بشيء"ويقصد رحمه الله
بقوله الا إذا كنت أستفيد من غناه يعني في الدعوة الى الله ونشر المنهج السلفي.
ومع ذلك فإنه رحمه الله كان محاربا من طرف هؤلاء بسبب دعوته الى التوحيد.
وقد حدثني من أحد الثقات عن بعض طلبة الشيخ رحمه الله أنه لما جاء الإستقلال ورجع ملك المغرب محمد الخامس رحمه الله من المنفى فحضر كثير من العلماء والسياسيين والمثقفين لتهنئته والسلام عليه وكان من ضمنهم الشيخ الهلالي وعندنا عادة قبيحة في المغرب وهي الركوع للملك قبل السلام عليه. فلما حانت نوبة الشيخ الهلالي رحمه في السلام على الملك رافقه الحارس الخاص الذي يقدم الناس للملك ولما رأى الحارس أن الشيخ الهلالي رحمه الله لم يركع أخذ يحضه على الركوع فلما رأى الملك محمد الخامس ذلك المشهد أشار للحارس أن يتركه وتقدم للسلام عليه ولم يركع له.
وقد دعا الى الله في مجموعة من بوادي المغرب النائية.وكان رحمه لا يجد من المال ما ينفق على طبع كتبه فكان المحسنون هم الذين يتولون ذلك. كما يظهر جليا في جل مقدمات كتبه.
ولم تفتر همته بسبب كبر سنه وفقده للبصر. فقد كان عمره 95سنة ومع ذلك كان يتجشم المشاق
فيسافر من مدينة مكناس الى مدينة الدار البيضاء ليلقي دروس الوعظ والإرشاد. مبتغيا الأجر من الله. ويرافقه في سفره أحد تلامذته الذين كانوا يساعدونه في المشي ويقرأون له المتون العلمية. بعد فقده للبصر.
ومات رحمه الله ولم يملك شيئا من الدنيا وعاش حياة الكفاف فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وكتبه على عجل مبتغيا الأجر من الله وأداءا لواجب الشيخ الهلالي عليه
أبو الوليد أيوب العبدوني الخريبكي المغربي.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 10:53]ـ
ذب الله عن وجهك النار كما ذببت عن هذا الإمام العلم الجبل الأشم
أما أصحاب حدثني قلبي عن ربي فحالهم كما قلت في هذا:
في حين أنه يثني أيما ثناء على أساطين الصوفية الذين يؤمنون بوحدة الوجود
يبحثون عن أصغر الأشياء ليجعلوها مطعناً في دين المرء و يدافعون دفاعاً مستميتاً عن أصحاب العقائد الكفرية
ـ[أبو السها]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 01:27]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
قالوا عن الشيخ
-الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: استمع لتزكية ابن باز على الشيخ:
http://www.alhilali.net/images/ta7mil.gif
- الشيخ رشيد رضا رحمه الله:
كتب الشيخ رشيد رضا إلى الملك عبد العزيز آل سعود رحمهما الله يقول: " إن محمدا تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق، فأرجو أن تستفيدوا من علمه "
-الشيخ أبو بكر الجزائري: استمع لثناء العلامة أبو بكر جابر الجزائري على العلامة الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله:
http://www.alhilali.net/images/ta7mil.gif
- الشيخ سليم بن عيد الهلالي:
يعد العلامة تقي الدين الهلالي بحق مجدد التوحيد في هذا القرن
-الشيخ مشهور آل سلمان:
" لم أسمع و لم أر مثله إلا شيخنا (يعني الشيخ الألباني رحمه الله)، و بينه و بين شيخنا الإمام الألباني مشابهات كثيرة جدا، و كان عالما بالتوقيت و حريصا على التوقيت و كتب كتابا في أصول التوقيت و بيان أن أوقات الصلوات خطأ، و كان شيخنا يمدحه في هذا الباب، و التقى به و مدحه "
-الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" في الحقيقة لم ألتق مع رجل يحوي علمًا جمًّا في فنون عديدة مثل الدكتور الهلالي، وقد مضت علي الآن خمس وأربعون سنة لم أر مثله، وكان يعرف من اللغات: اليهودية، والألمانية، والإنجليزية، والأسبانية، بجانب العربية بحيث لو كان في زمن الأصمعي لسلّم له بأنه إمام في العربية ثم عاش في العراق مدة بعد خروجه من المدينة، وتزوج هناك، وكان شاعرًا يمتاز بميزات نادرة "
" ... وهو شيخي استفدت منه كثيرًا، وكان سلفي العقيدة؛ لو قرأت كتابه في التوحيد لعلمت أنه لا يعرف التوحيد الذي في القرآن مثله "
خبر وفاته
كانت في يوم الإثنين 25 شوال 1407هـ الموافق لـ 22 يونيو 1987م .. وفى خبر وفاته نطالع القصة الآتية:
" حدثنا رجل ممن جالس الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله و زاره الشيخ في بيته و هو السيد عبد الإله الشرقاوي الرباطي (و هو مقيم بالمغرب حاليا) أن ابن عم الشيخ المعروف في المغرب بـ "الهلالي" حدثه بما يلي:
كان الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله في أواخر أيام حياته مريضا طريح الفراش و كان لا يستطيع أن يتوضأ فكان يتيمم؛و كان رحمه الله لا يرى التيمم بالحجر بل يتيمم بالتراب إذ كان له بمنزله كيس يملؤه بالتراب لذلك الغرض، و إذا قيل له تيمم بالحجر قال لا هذا فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم (يعني التيمم بالتراب).و ذات يوم قال لأهل بيته إيتوني بوَضوء فقالوا له أنت لا تستطيع التوضؤ فتيمم، لكنه أصر على الوضوء فأتوه بوضوء. فتوضأ رحمه الله و صلى ركعتين و استلقى على الفراش و قال لمن كان ببيته من يجيد منكم قراءة القرآن، فقرأ عليه أحدهم سورة ياسين و هو ينصت حتى أتمها؛ ثم قال له الشيخ رحمه الله أعد القراءة من قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ "، فأعاد القارئ القراءة إلى أن انتهى من قوله تعالى: " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ " فرفع الشيخ إصبعه إلى السماء (يعني و كأنه يقول: الله هو الذي يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) ففاضت روحه من حينها، فرحمه الله رحمة واسعة و رزقنا و إياكم حسن الخاتمة. آمين."
********
ترجمة الشيخ مشهور للشيخ تقي الدين الهلالي
تحميل الشريط
موقع الشيخ على الشبكة المعلوماتية
http://www.alhilali.net
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 04:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. جزاك الله خيرا أخي ابن هاشم وبارك فيك. والشكر موصول للأخ أبي السها.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 05:03]ـ
ذب الله عن وجهك النار كما ذببت عن هذا الإمام العلم الجبل الأشم
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 06:08]ـ
ذب الله عن وجهك النار كما ذببت عن هذا الإمام العلم الجبل الأشم
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 06:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. يعلم الله أنني وددت ألا أجيبك ... ############
فأنا لم أقل لك انني لن أجيبك لقد قلت لك ان كنت من أهل الإنصاف أجبتك.
أما نصيحتك لي بقراءة فهرس الفهارس والبحر المسجور. فلربما أعرف هذه الكتب قبل أن تميز.
وليست العبرة بكثرة الكتب ولا ضخامتها فكم من عالم أضله الله عن علم كالغماري والكوثري والكتاني وغيرهم.
أما مسألة خيانة عبد الحي الكتاني لإخوانه المسلمين المغاربة فنحن نعرفها بحمد الله لما كنا في الاعدادي ويعرفها من له المام ولو حقير بتاريخ المغرب. ففي احدى كتب التاريخ التي درسناها كانت تظهر صورة للخائن التهامي الكلاوي بجنبه عبد الحي الكتاني
وبعض ضباط الجيش الفرنسي. وبينما المغاربة يموتون فعبد الحي الكتاني يتحدث -في المؤتمر السنوي لصوفية المغرب التي تم بتخطيط
الحكومة الفرنسية -عن الصداقة المغربية الفرنسية ويحرم الجهاد ضد القوات الفرنسية ويهدد أعضاء الحركة الوطنية من السلفيين. وهذا المؤتمر بثت تفاصيله جريدة السعادة المغربية التي كانت تصدر في ذلك الوقت. ومازال في أرشيفها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تكلم عن هذا الأمر علال الفاسي رحمه الله في مقال له بعنوان "الحركة السلفية في المغرب".وكذلك الشيخ العلامة محمد البشير الابراهيمي رئيس جمعية علماء المسلمين بالجزائر في كتابه "نشر الطي من أعمال عبد الحي".وعلامة المغرب محمد بوخبزة التطواني في كتاب "صحبفة سوابق".وكل من له المام بتاريخ المغرب. والكتاني الخائن كانت نهايته مؤلمة بحيث أنه هرب لما جاء الاستقلال ومات في بلاد النصارى ودفن هناك في روما. فلم ينفعه علمه وقبح الله علما قاد الى البوار. ولاغرو فالعمالة لأعداء الله هي عقيدة عند الصوفية. ألا ترى أن مؤتمرات الصوفية في المغرب عندنا كمؤتمر الزاوية التيجانية وغيرها من الزوايا يتم بمباركة الحكومة المغربية والويلات المتحدة الأمريكية التي أرسلت كثيرا من ممثليها لهذا المؤتمر للتحدث عن التصوف ودوره في محاربة التيارات المتطرفة الأصولية وانعاش التعايش بين الأديان.
أما عن أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني فاذا أردت معرفة أنه من القائلين بوحدة الوجود وغير ذلك فعليك بترجمة ابنه محمد الباقر الكتاني له في كتابه الذي سماه"الإمام الشهيد" الطبعة الأولى وليست الطبعة الثانية لأن حمزة الكتاني في هذه الطبعة حذف كثيرا من الكفريات لتضليل القراء وللدفاع عن قريبه بالباطل. فالطبعة الأولى وهي بين يدي فيها أن محمد بن عبد الكبير
كان له المام بعلم السحر بحيث أن هذا الكتاب يحتوي على جداول سحرية وطلاسم قال ابنه أنه كان يداوي بها المريدين.
أما تناوله لذلك في البحر المسجور فمن باب التقية فالحلاج لما خاف على نفسه من الناس والسلطان تبرأ من التصوف وطعن فيه
وقال ان التصوف كتاب الله وسنة نبيه. فوحدة الوجود سر بين الصوفية ومن باح به فقتل فلا يلوم الا نفسه. واقرأ باب البوح بالسر من كتاب" فصوص الحكم" فستعرف.
أما الشيخ ماء العينين فعليك بكتاب "نعت البدايات".ففيه الكفر الصراح. وكتاب "الإيضاح لبعض الاصطلاح".ولو كنت فارغا لنقلت لك من الكتابين ما تقر به عينك! وقد ذكر هذا الأمر تقي الدين الهلالي رحمه الله في الدعوة الى الله حين تكلمه عن ماء العينين فارجع اليه.
وفي الأخير أنصحك أن تتقي الله ######### ولا تتسرع والله الموفق.(/)
من عنده علم بهذا؟
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 07:45]ـ
من عنده علم بهذا؟
6"] إخواني لاحظت في موقعنا المحترم هذا أقلاما محترمة لها علم وقدرة على البحث والبيان فأرجو ممن له علم في المسائل الآتية أن يوضحها لي وأجره على الله
1/ بعد الانتهاء من التشهد الأوسط هل ثبت التكبير مع رفع اليدين من جلوس وقبل القيام للثالثة أم يكون التكبير ورفع اليدين بعد القيام؟
2/ لاحظت بعض الشباب حينما يصل المسجد متأخرا وقد وجد الجماعة قد صلّت تراه يقوم فيؤذن ثم يصلي فهل الأذان سنة لمن يصلي منفردا في المسجد؟
3/ بعض الشباب ممن يقف بجانبي في الصلاة وبسبب الوسوسة يلتفت يسارا وينفث قائلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما الدليل على ذلك في صلاة الجماعة وهل من يقف بجانبك لا يتأذى وتشوش عليه؟
4/حينما نكون نصلي جماعة في المسجد يدخل شباب ويسلمون بصوت فيشوشون على المصلين ويصرفونهم عن الخشوع فمامدى صحة ومشروعية التسليم على المصلين؟
هذه مسائل تشغل بالي فأرجو من إخواني أن يفيدونني بما يشفي غليلي وبارك الله في الجميع
أخوكم في الله بلقاسمي الجزائري [/ FONT]
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 08:34]ـ
2/ لاحظت بعض الشباب حينما يصل المسجد متأخرا وقد وجد الجماعة قد صلّت تراه يقوم فيؤذن ثم يصلي فهل الأذان سنة لمن يصلي منفردا في المسجد؟
أخي وفقني الله وإياك، الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة يشرع عند دخول الوقت للإعلام
بدخول الوقت، ولكن من فاتته الصلاة فإنه لايشرع في حقه الأذان ولكن يقيم الصلاة ثم يصلي.
3/ بعض الشباب ممن يقف بجانبي في الصلاة وبسبب الوسوسة يلتفت يسارا وينفث قائلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما الدليل على ذلك في صلاة الجماعة وهل من يقف بجانبك لا يتأذى وتشوش عليه؟
السنة أن ينفث عن يساره،ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولكن لايرفع بها صوته، لكي
لايؤذي من بجواره.
4/حينما نكون نصلي جماعة في المسجد يدخل شباب ويسلمون بصوت فيشوشون على المصلين ويصرفونهم عن الخشوع فمامدى صحة ومشروعية التسليم على المصلين؟
جاء في ذلك بعض الأثار، ويرد المصلي عليه السلام بالإشارة فقط دون الكلام.
ـ[أبو السها]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 02:33]ـ
1/ بعد الانتهاء من التشهد الأوسط هل ثبت التكبير مع رفع اليدين من جلوس وقبل القيام للثالثة أم يكون التكبير ورفع اليدين بعد القيام؟
الجواب:
1_بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال ...
ما هو صفة تكبيرة القيام من التشهد الأول ورفع اليدين هل يرفع يديه وهو جالس ثم يكبر وينهض قائماً، أم لا يرفع يديه إلابعد القيام وما هو الأرجح؟
الجواب ...
يشرع رفع اليدين في الصلاة عند القيام من التشهد الأول مع التكبير بعد البدء في الانتقال من الجلوس إلى القيام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة
المصدر ... فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ... المجلد السادس
«الصلاة 1» .... صفحة - 352 -
2/ لاحظت بعض الشباب حينما يصل المسجد متأخرا وقد وجد الجماعة قد صلّت تراه يقوم فيؤذن ثم يصلي فهل الأذان سنة لمن يصلي منفردا في المسجد؟
الجواب:
2_الأذان للمنفرد الذي لا يظن ولا يغلب على ظنه ولا يأمل أن يأتي معه من يصلي فهذا لا نقول واجب ولا مستحب بل نقول غير مشروع – والله عز وجل أعلم – أن هذا غير مشروع أنت في مكان لا تجد أحداً يصلي معك بخلاف البرية الذي قد يسمع صوته من بعيد ويحضر الإنسان كما ورد في الأذان في البرية ولو للشخص الواحد حين قال: "إذا كنت في باديتك"، ثم ذكر الأذان وذكر فضل الأذان في البادية، رغم أنه ليس فيه دلالة على أنه كان معه أحد، والدليل على ذلك هو غالب هدي النبي r والصحابة رضي الله تعالى عنهم، والظاهر منه فيما لم ينقل ولو كان ينقل الأذان للمنفردين في بيوتهم لنقل، وهذا الرجل الذي قام ليتصدق على هذا ما روي أنه أذن لصلاته حين أراد أن يصلي وقد صلى منفرداً دون جماعة وهذا هو الذي عليه عمل الناس وفتوى أهل العلم في الوقت الحاضر في قضية عدم الأذان للمنفرد الذي لا يأمل ولا يظن أن هناك من يستمع لأذانه فيحضر لأداء الصلاة، أما الإقامة فالصحيح أن كل فرد يقيم للصلاة، فنقول للسائل إذا كان الوقت قد جاوز أول الوقت المعتاد لهذا ولا تأمل أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يوجد من يصلي معك فلا تؤذن، وصل كما تصلي في بيتك، ولكن أحياناً خاصة في المساجد السفرية في الطريق تؤذن حتى يدرك الناس أنه حضر وقت الصلاة، فتؤذن خاصة الناس يصلون من أول الوقت إلى آخره، وتشعر الناس أن الصلاة قد حضرت ما لم يكن هذا المسجد عنده أحياء قريبة منه وناس من المقيمين هذا يسبب تشويشا واشكالات هو في غنى عنها.
قاله الشيخ سليمان بن عبد الله الماجد _ شرح كتاب:بلوغ المرام، على هذا الرابط: http://www.salmajed.com/artman2/publish/_30/-_3_59.shtml
4/ حينما نكون نصلي جماعة في المسجد يدخل شباب ويسلمون بصوت فيشوشون على المصلين ويصرفونهم عن الخشوع فمامدى صحة ومشروعية التسليم على المصلين؟ الجواب:
هذا بحث صغير كنت قد كتبته قديما في منتدى أهل الحديث في مسألة إفشاء السلام على من في المسجد:
يقول ابن القيم رحمه الله في الهدي 2/ 414: يسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة: أن يقول عند دخوله: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يسلم على القوم -واستدل بحديث المسئ صلاته: [فصلى ثم جاء فسلم عليه]
وقد درأت قديما في السلسلة الصحيحة كلاما للشيخ الألباني يجيز فيه إفشاء السلام على من في المسجد ويشدد فيه على بعض الإخوة السلفيين الذين يستنكفون عنه بحجة النهي عن رفع الصوت في المسجد ..
وهذه فتوى أخرى في الموضوع من موقع الشبكة:
رقم الفتوى: 15329
عنوان الفتوى: حكم إلقاء السلام على المصلين في المسجد
تاريخ الفتوى: 23 ذو الحجة 1424/ 15 - 02 - 2004
السؤال
هل يجوز لمن يدخل المسجد متأخرا إلقاء السلام على من هم قائمون للصلاة؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ... أما بعد:
فيجوز إلقاء السلام على المصلي، وللمصلي الرد عليه حالاً بالإشارة، أو لفظاً بعد السلام، والدليل هو ما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: " بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، فأدركته وهو يصلي فسلمت عليه، فأشار إليَّ، فلما فرغ دعاني، فقال: " إنك سلمت عليَّ آنفاً وأنا أصلي ".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلت لبلال: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم السلام حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده. (رواه الترمذي بهذا اللفظ، وقال حديث حسن صحيح)
وعن صهيب رضي الله عنه قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد إشارة". (رواه أبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم، وقال الترمذي حديث حسن).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " كنا نسلم في الصلاة، ونأمر بحاجتنا، فقدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلمت عليه، فلم يرد عليَّ السلام، فأخذني ما قدم وما حدث، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال: "إن الله يحدث من أمره ما يشاء، وإن الله سبحانه قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة فرد علي السلام". (رواه أبو داود وغيره، وحسنه النووي)
وننبه إلى أنه إذا كثر سلام الداخلين إلى المسجد بحيث يشوش على المصلين ويشغلهم عن صلاتهم فإنه يكره .. والله أعلم. .
المفتي: مركز الفتوى
:
أماعن سِؤالك الثالث فلم أجد فيه نقلا لأهل العلم غير أني فيما قرأت أن النفث في الصلاة يكون على اليسار في موضع الرجل اليسرى ثلاثاً، وعلى هذا لا يكون فيه إذاية لمن يصلي بجانبه .. أما إذا قلنا إن النفث-وهو نفخ مع ريق لطيف - لايكون إلا على أقصى اليسار فإن هذا مما يؤذي به المصلي أخاه، لأن السنن يسقط العمل بها إذا سببت إذاية للغير، مثل مجافاة اليدين في السجود والركوع فإن سنيتها تسقط في صلاة الجماعة ...
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 08:38]ـ
3/ بعض الشباب ممن يقف بجانبي في الصلاة وبسبب الوسوسة يلتفت يسارا وينفث قائلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ما الدليل على ذلك في صلاة الجماعة وهل من يقف بجانبك لا يتأذى وتشوش عليه؟
عن عثمان بن أبي العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أتى النبي (ص) فقال: يارسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين
صلاتي وقراءتي يُلبسُها عليّ، فقال رسول الله (ص) ذاك شيطان يقال له خنزبُ، فإذا أحسسته
فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً) قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عني) أخرجه مسلم
كتاب الطب(/)
ماهو الضابط لتحديد مدة خطبة الجمعة؟
ـ[أبو رزان]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 04:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرجوا من مشايخنا الفضلاء وطلاب العلم النبهاء أن يوضحوا لنا هذه المسألة وهي إطالة الخطبة وقصر الصلاة عند بعض الخطباء على النقيض مما هو مقرر في هدي نبينا عليه الصلاة والسلام في خطبه.
والبعض يقول بأن عهد النبي عليه الصلاة والسلام كان الصحابة أصحاب لسان فلا يحتاج معهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى كثير بيان، بخلاف عصرنا هذا.
وبعضهم يغتر بخطب الشيخ الحويني والشيخ سعيد رسلان اللذان تتجاوز خطبتيهما الساعة.
فما توجيهكم حفظكم المولى في هذه المسألة، فالحاجة ماسة لمعرفة وجهات نظرتكم المحترمة
ـ[أبو رزان]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 01:06]ـ
هل من مُغيث يغيث ملهوفا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 01:54]ـ
هذه مسألة مهمة يغفل عنها جمهور الخطباء إلا من رحم الله ألا وهي مسألة قصر الخطبة وطول الصلاة فالناس فيها بين الإفراط و التفريط إلا من رحم الله فبعضهم يطيل إطالة مملة وآخرون يقصرونها قصراً مخلاً وسبب ذلك هو عدم فهم الحديث الصحيح. قال أبو وائل: خطبنا عمار فأوجز و أبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان! لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست – أي أطلت قليلاً- فقال: إن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه –أي علامة- فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا)) [رواه مسلم]
قال النووي:-رحمه الله -:المراد بالحديث أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلاً يشق على المأمومين. انتهى كلام النووي –رحمه الله – وقد ثبت عند مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً. قال النووي:أي بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق. أهـ ....... إلخ
قلت [القائل هو الشيخ سعود الشريم]: فالعجب كل العجب من بعض الخطباء الموصفين بالعلم. كيف يطيلون الخطبة حتى يتجاوز بعضهم ثلاثة أرباع الساعة أو أقل قليلاً! ولربما قال الناس ليته سكت. ومن هنا يظهر الفقه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (9). (خواطر بين يدي الخطيب-دراسة لعامر المقاطي)
اعلم يا أخي الفاضل أن السنن لا تعلل بمثل هذه العلل كتغير الزمان والمكان وأحوال الناس وغيرذلك من العلل غير المنضبطة،
وليس في عمل أحد من البشر حجة على الشرع سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان أبا بكر وعمر،
وإذا أراد الإمام إفادة الناس بأكثر مما جاء في الخطبة فليجلس لهم بعد الصلاة.
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 12:00]ـ
قصر الخطبة من السنة. يستحب في حق الإمام يوم الجمعة أن يقصر خطبته ويطيل صلاته، لأمره صلى الله عليه وسلم وفعله. فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً، وخطبته قصداً (1). وعن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة، وإن من البيان لسحراً) (2). وعن جابر بن سمرة السوائي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يطيل الموعظة يوم الجمعة، إنما هن كلمات يسيرات (3).
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قصر الخطبة علامة على فقه الإمام، فإن الإقلال من الكلام أوعى لحفظ الخطبة والإحاطة بمضمونها، وعدم السآمة والملل. وإن أطيلت الخطبة أحياناً لأمور اقتضت ذلك فإنه لا يخرج الإمام من كونه فقيهاً.
ويذهب بعض الخطباء إلى إطالة الخطبة دائماً، محتجين أن الزمن والوقت اليوم ينبغي فيه التفصيل الذي يستلزم التطويل. وأقول: إن حال الناس اليوم أقل صبراً وأشد تذمراً من ذي قبل. ولو اعتنى ذلك الإمام بجمع كلمات موجزة، ونافعة، مدعمة بالدليل من الكتاب والسنة، وأقوال السلف؛ لكان في ذلك خيرٌ كثيرٌ، والخير كل الخير في اتباع الهدي النبوي؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(1).رواه مسلم (866)
(2).رواه مسلم (869)
(3).رواه أبو داود (1107) وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن. (979)
انظر كتاب الإمام والمؤذن لشيخ:فؤاد شلهوب
وتحياتي إليك يا أبو رزان
بالمناسبة أنا رزقت ببنت وسميتها رزان!! وعمرها ثلاثة شهور. حفظ الله لنا الرزانتان!!
ـ[أبو رزان]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 01:08]ـ
بالمناسبة أنا رزقت ببنت وسميتها رزان!! وعمرها ثلاثة شهور. حفظ الله لنا الرزانتان!!
آمين يارب أسأل الله جل في علاه أن يحفظ جميع أولاد المسلمين.
لكن أخي الفاضل أمجد قلت بارك الله فيك، بأن ((قصر الخطبة من السنة. يستحب في حق الإمام يوم الجمعة أن يقصر خطبته ويطيل صلاته)).
ماهي القرينة الصارفة لنهيه عليه الصلاة والسلام عن الإطالة في الخطبة للإستحباب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 02:57]ـ
اقتباس
ماهي القرينة الصارفة لنهيه عليه الصلاة والسلام عن الإطالة في الخطبة للإستحباب؟
وهل قال احد ان النهى للتحريم؟
هذا الرابط لإثراء الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128866
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 04:30]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
من صفات المفتون بالغناء؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 06:34]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فإن قيل: فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي؟
قيل: هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل
فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء
فمن خواصه: أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفة ومجانبة شهوات النفوس وأسباب الغي وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء يأمر بضد ذلك كله ويحسنه ويهيج النفوس إلى شهوات الغى فيثير كامنها ويزعج قاطنها ويحركها إلى كل قبيح ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح فهو والخمررضيعا لبان وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان
وأكثر ما يورث عشق الصور واستحسان الفواحش وإدمانه يثقل القرآن على القلب ويكرهه إلى سماعه بالخاصية وإن لم يكن هذا نفاقا فما للنفاق حقيقة
وسر المسألة: أنه قرآن الشيطان كما سيأتي فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن في قلب أبدا
وأيضا فإن أساس النفاق: أن يخالف الظاهر الباطن وصاحب الغناء بين أمرين إما أن يتهتك فيكون فاجرا أو يظهر النسك فيكون منافقا فإنه يظهر الرغبة في الله والدار الآخرة وقلبه يغلي بالشهوات ومحبة ما يكرهه الله ورسوله: من أصوات المعازف وآلات اللهو وما يدعو إليه الغناء ويهيجه فقلبه بذلك معمور وهو من محبة ما يحبه الله ورسوله وكراهة ما يكرهه قفر وهذا محض النفاق
وأيضا فإن الإيمان قول وعمل: قول بالحق وعمل بالطاعة وهذا ينبت على الذكر وتلاوة القرآن والنفاق قول الباطل وعمل البغى وهذا ينبت على الغناء
وأيضا فمن علامات النفاق: قلة ذكر الله والكسل عند القيام إلى الصلاة ونقر الصلاة وقل أن تجد مفتونا بالغناء إلا وهذا وصفه
وأيضا: فإن النفاق مؤسس على الكذب والغناء من أكذب الشعر فإنه يحسن القبيح ويزينه ويأمر به ويقبح الحسن ويزهد فيه وذلك عين النفاق
وأيضا فإن النفاق غش ومكر وخداع والغناء مؤسس على ذلك
وأيضا فإن المنافق يفسد من حيث يظن أنه يصلح كما أخبر الله سبحانه بذلك عن المنافقين وصاحب السماع يفسد قلبه وحاله من حيث يظن أنه يصلحه والمغنى يدعو القلوب إلى فتنة الشهوات والمنافق يدعوها إلى فتنة الشبهات
قال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب
وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 02:48]ـ
وأيضا فإن أساس النفاق: أن يخالف الظاهر الباطن وصاحب الغناء بين أمرين إما أن يتهتك فيكون فاجرا أو يظهر النسك فيكون منافقا فإنه يظهر الرغبة في الله والدار الآخرة وقلبه يغلي بالشهوات ومحبة ما يكرهه الله ورسوله: من أصوات المعازف وآلات اللهو وما يدعو إليه الغناء ويهيجه فقلبه بذلك معمور وهو من محبة ما يحبه الله ورسوله وكراهة ما يكرهه قفر وهذا محض النفاق
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 01:58]ـ
يرفع للفائدة
ـ[الحافظة]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 02:44]ـ
.. بارك الله فيكم ورزقكم سعادة الداريين ..
قال ابن القّيم رحمه الله في مدارج السالكين ص 441:
والذي شاهدناه- نحن وغيرنا- وعرفناه بالتجارب: أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدوّ وبُلوا بالقحط والجدب وولاة السوؤ والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر والله المستعان.
وقال رحمه الله (وعلم أن الشرع لا يأتي بإِباحته- أي المعازف- وأنه ليس على الناس أضر منه ولا أفسد لعقولهم وقلوبهم وأديانهم وأموالهم وأولادهم منه والله أعلم). اه
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 03:08]ـ
ما شاء الله
كلام جميل
جزاك الله خيرا
والله شتان بين هؤلاء وبين من يدعي العلم ويفاخر باستماعه الى الساقطات
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 03:25]ـ
بارك الله فيكم ونفع بنا وبكم
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 01:13]ـ
إن الغناء و الموسيقى عقيدة من عقائد يهود, كما هو مسطر عندهم في توراتهم المحرفة. و يقرؤون كتابهم المقدس على الموسيقى و كثير من طقوسهم الدينية يدخل فيها الغناء و الموسيقى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 06:15]ـ
بارك الله فيكم ونفع بنا وبكم(/)
إلا رسولَ الله ...
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 12:15]ـ
إلا رسولَ الله ...
نظمها
علي بن حسن الحلبي
إلا رسولَ الله هذا أَحْمَدُ ... هذا النبيُّ الهاشِميُّ مُحَمَّدُ
خَتَمَ النُّبُوَّةَ دينُهُ وكتابُهُ ... وإليهِ يَرْجِعُ مؤمنٌ ومُوَحِّدُ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ في قُرْآنِهِ ... فَثناؤُهُ بِصَلاتِهِ يَتَجَدَّدُ
مَلأ العوالمَ (أمنُهُ إيمانُهُ) ... هذا (السلامُ) بنهجِهِ يَتَأَكَّدُ
هذا الذي وسِع البرايا رحمةً ... هذا الرؤوفُ هو الرحيمُ الأَرْشَدُ
فله المَهابةُ والجَلالةُ والهُدَى ... وله الجمالُ بِهَدْيِهِ والسُّؤدُدُ
راياتُ هذا الدينِ تعلو دائماً ... ودلائلٌ بالحقِّ فهي تُفَنِّدُ
أين اللَّجوجُ بقالهِ الفجِّ الذي ... قَلَبَ الحقائقَ أحمقٌ ومُفَسِّدُ؟!
أين العُلوجُ الصُّمُّ عَنْ بُرهانهِ؟! ... أين العدوُّ بجهلهِ يَتردَّدُ؟!
أين الذين تعاضَدُوا في كُفرهم؟! ... أين البهيمةُ والحقودُ الأسودُ؟!
ماذا نرى (دِنمرْكُ) في رسَّامِكم ... إلا خبيثاً مارقاً يتجلمدُ؟!
قالوا: الفنونُ؛ فما الفنونُ وحالُهم ... إلا كَمن لقيَ الحقيقةَ يجحدُ!
أمّا التحرُّر -زاعمين لِفِعلهم- ... فهو التحرُّرُ كاذبٌ ومُعاندُ
هذي الورودُ بنهجنا: عِزٌّ لَنَا ... أما فِعالُهُم: فشوكٌ عَسْجَدُ
هذي فعائِلُهُم: كَأمثالِ الثَّرَى ... أمّا حَقَائِقُ مُسْلِمٍ: فزَبَرْجَدُ
إنَّا سَكَتْنَا عن سَفيهٍ مُبْطِلٍ ... آذى الرسولَ بِسُوئِهِ يتعمَّدُ
لكنَّ صَمْتاً للحكيمِ بِعِزَّةٍ ... آثارُهُ مَجْدٌ تليدٌ سَرْمَدُ
أمّا انتصارُ الصادقينَ لأحمدٍ ... لا لنْ يكونَ بغيرِ سَمْتٍ يُرْشِدُ
دون التعصُّبِ أو إثارةِ فِتْنةٍ ... أو مِحْنةٍ منها البلاءُ يُصَعَّدُ
فاحْذَرْ مُغاضَبةَ الحكيمِ فإنَّها ... سيفٌ على العادي الأثيم يُجَرَّدُ
ورسولُنا دونَ الرقابِ مقامُهُ ... ومُدافعٌ عنه السعيدُ الأسعدُ
لا يَرتضي هذي القَباحةَ عاقلٌ ... لا يَرتضيها مُنْصِفٌ أو جَيِّدُ
فاللهُ ربُّ العرشِ ناصرُ جندِهِ ... كيف الرسولُ اليَعْرُبِيُّ السَّيِّدُ؟!
(وإذا أراد اللهُ نشرَ فضيلةٍ ... يوماً أتاح لها لساناً) يحقِدُ
بين عَصْرَيْ يوم الجُمُعَة:22/صفر/1429هـ.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 12:29]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
وينبغي الإشارة إلى أن شعار (إلا رسول الله) الذي رفعه كثير من الإخوة والدعاة شعار غير دقيق؛ لأن معناه اشتموا من شئتم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبالطبع رافعوه لا يقصدون ذلك - ..
فإلا رسول الله ..
وإلا أنبياء الله ..
وإلا صحابة رسول الله ...
وإلا علماء المسلمين وأئمتهم ...
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 10:23]ـ
وإياكم.
لأن معناه اشتموا من شئتم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم -
ليس معناه كذلك، ولا يلزم منه ذلك.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 01:53]ـ
العبارة موهمة يا أبا عثمان وليت الشيخ علي وفقه الله يتجنبها.
فهذه العبارة لم تظهر إلا بعد انتشار تلك الرسوم القبيحة قبح الله من ينشرها وأهلك صانيعها عاجلا.
وظاهر معناها بحسب وقت ظهورها هو كما قال الأخ العبادي لا ريب في ذلك.
فالبعد عن الإيهام الذي يؤدى لمعاني باطله واجب وفقك الله.
ولا تقس الأمور بفهم الشيخ علي أو بفهمك وفقكما الله لكل ما يحبه ويرضاه.
ولكن يجب النظر لما يفهمه العوام من هذه العبارة الموهمة بارك الله لنا فيكم.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 02:06]ـ
هذا كلام فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله- قبل يومين قاله في نهاية درسه الأسبوعي (شرح الإبانة الصغرى):
هنا الأخ يقول .. -أنا قرأت هذه المقولة وهي التي والله كانت صدر قصيدتي والتي قرأتها في بعض المجالس- ..
يقول: في بعض المواقع في الإنترنت انتقدوا هذه الكلمة , -انتقدوا كلمة (إلا رسول الله) - ..
أولا: هذا الانتقاد غير صحيح وانتقاد باطل , لأن الاستثناء نوعان: استثناء منفصل واستثناء متصل.
عندما نقول: (جاء القوم إلا حمارهم) يعني القوم حمير؟! لايلزم.
{فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس} إبليس هل كان من الملائكة؟! لم يكن من الملائكة.
إذاً الاستثناء وحده لايدل على أن المستثنى صنف واحد.
نتكلم -الآن- عما يخوض به الكفار من ملاهٍ ومن مفاسد ومن سب.
هل الكفار يسبون عيسى ابن مريم اليوم؟! لا يفعلون , هل الكفار يسبون جبرائيل عليه السلام؟! لا يفعلون. وإنما يتطاولون على رموزنا يتطاولون على ديننا على عقيدتنا، يزداد غلوهم على أمة الإسلام وعلى شعوب الإسلام وعلى رموز الإسلام، والأمة ساكتة حتى وصل الأمر إلى نبي الإسلام! فنقول ..
كأننا نقول: سكتنا عن كل شيء، لكن لا نسكت عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – أما ليس معنى ذلك – كما فهم المبطلون الجهلة – أننا نقول (إلا رسول الله). يعني: تكلموا في عيسى في موسى تكلموا في الملائكة لكن فقط الرسول – عليه الصلاة والسلام –.
هذا فهم لايرد على ذهن عاقل وإنما يفهمه إما جاهل أو حاقد.
ونسأل الله أن ينجينا وإياكم , وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 02:24]ـ
هذا فهم لايرد على ذهن عاقل وإنما يفهمه إما جاهل أو حاقد.
[/ justify][/size][/color][/right]
بارك الله فيك يا أبا عثمان
وهل الشيخ علي وفقه الله كتب هذه القصيدة للخاصة فقط؟!
أليس المقصود بها الذب عن نبينا وحبيبنا صلوات ربي وسلامه عليه
أليس المقصود بها حث العامة والخاصة ولفت أنظارهم إلى الذب عنه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
فكم من قليل البضاعة وقاصري الفهم من أمثالي سيفهم هذا الفهم؟
فالواجب إذن ترك هذه العبارة والإعراض إلى ما لا يخدش هذه المنظومة الرائعة , فالحق قديم والشيخ نحسبه من الرجاعين للحق وفقه الله لما يحبه ويرضاه سبحانه.
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 02:41]ـ
وفيكم بارك. منقول:
كثيراً ما يكرر أهل العلم هذه الجملة، فعلى سيبل المثال؛ يقول شيخ الإسلام -ويكررها كثيراً-: «كل أحد مِن الناس يؤخذ مِن قوله ويترك إلا رسول الله»، ويقول: «وليس أحد معصوماً إلا رسول الله»، فهل يَفهم أحد أن إثبات العصمة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيه نفيٌ لعصمة الأنبياء أو أنهم (مستثنون) مِن ذلك؟!
الجواب: لا.
بل يقول شيخ الإسلام في «منهاج السنة»: «قد اتفق المسلمون على أنهم معصومون فيما يبلغونه عن الله .... » إلخ.
فكلام فضيلة الشيخ علي الحلبي في سياق ما نحن فيه من الحملة الكافرة على نبينا -صلى الله عليه وسلم-.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:02]ـ
أحسنت يا أبا عثمان فيما نقلت.
فالعبارة يظهر معناها من سياقها.
فضع لي سياق هذه العبارة (إلا رسول الله) في إطار الحملة الكافرة الدنماركية على رسولنا صلى الله عليه وسلم؟
فهي إما سنصبر على إساءتكم إلا إساءتكم لرسول الله!
أو نتحمل كفركم إلا كفركم برسول الله!
أو أفعلوا ما شئتم إلا الإساءة لرسول الله!
فإين السياق الذي يحمل عليه محلا طيبا لهذه العبارة حسب الواقعة التي قيلت فيها.
فإن وجدت فالإيهام موجود ولن ينتفي فالأفضل الإعراض عنها وتركها حماية لأفهام العامة على الأقل
وفقكم الله
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:07]ـ
أخي الحبيب -وفقكم الله-:
على كل حال: ولكل وجهة هو مُوليها.
ولازم المذهب ليس بمذهب ... -كما لا يخفى عليكم-.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 03:08]ـ
اللهم صل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
قصيدة معبرة بارك الله في القائل والناقل
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 11:57]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء .......(/)
ونحن لدان؟
ـ[ذو الفقار أبو عبد الرحمن]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 02:30]ـ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
في صحيح السيرة النبوية للشيخ الألباني (13):
"ويشهد له حديث قيس بن مخرمة قال: ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل ونحن لدان. أخرجه ابن إسحاق في السيرة (1/ 167) وعته الحاكم وصححه على شرط مسلم".
ما معنى قول قيس: ونحن لدان؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 03:27]ـ
لدان: تثنية لِدَة، والجمع: لِدَات، وقيل تجمع كذلك على: لِدِيّ
قال الفرزدق:
رَأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤَزَّرَاتٍ **** وَشَرْخَ لِدِيَّ أَسْنَانَ الهِرَامِ
واللِّدَة هو من ولد معك في وقت واحد، أي من كان قريناً لك في السن
ومعنى ذلك أن قيس بن مخرمة رضي الله عنه سنين رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملحوظة:
معنى اللدة مستفادٌ من الكتاب الموسوعي الجليل تاج العروس من جواهر القاموس للعلامة المرتضى الزبيدي رحمه الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:40]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ثقافة المقاطعة ضرورة عملية وواجب شرعي في مواجهة التطبيع (1/ 3)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 09:23]ـ
لقد كنت أود كتابة موضوع مسهب عن المقاطعة .. فجاءتني النشرة من موقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان .. التي يرأسها فضيلة العلامة سفر الحوالي أمتع الله الأمة به ..
ووجدت المقال نافعا وهو للدكتور مجدي قرقر وفقه الله تعالى
الثقافة بمعناها الأوسع هي " مجموع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية الخاصة، التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة والإنتاج الاقتصادي، كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات" [1].
ومن هنا فإن ثقافة المقاطعة هي أن يتأكد في وجداننا ومداركنا وممارستنا من نقاطع ولماذا نقاطعه وكيف نقاطعه وما هي حدود مقاطعته وتوقيتها وكيف ننقل هذا إلى الآخرين وكيف نشاركهم في هذا الفعل الذي جمع بيننا؟ .. ثقافة المقاطعة كفكر وسلوك وقيم وعادات تنعكس في مأكلنا وفي ملبسنا وفيما نقرأ وفيما نشاهد ونسمع.
ثقافة المقاطعة كثقافة للمقاومة:
تواجه أمتنا العربية والإسلامية هجمة غربية شرسة من الحلف الصهيوني الأمريكي تستهدف شعوبها وخيراتها وهويتها بل وتستهدف بقاءها ذاته على وجه البسيطة .. وفي مواجهة هذه الهجمة يبرز نهجان: نهج الاستسلام ونهج المقاومة .. ويظن أصحاب النهج المستسلم أنهم بهذا ينجون بأنفسهم وربما بأوطانهم رغم أنهم لا يضمنون النجاة بأنفسهم فما بالنا بالأوطان؟!!! .. وهم يتناسون عن عمد أو عن غفلة أن الحلف الصهيوني الأمريكي لو تمكن منا فإنه لن يرضى إلا بتقسيم أمتنا وشرذمتها وتقطيع أوصالها .. ثم إنه لن يرضى إلا أن نكون عبيدا على أرضنا نعمل لخيره باستنزاف خيرات أوطاننا لصالحه .. فهل تكون هذه حياة؟!!! .. وهل تكون هذه نجاة؟!!! .. ألا بئست الحياة والنجاة التي ينشدونها (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون) .. (لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق).
فهناك نهجان: نهج التطبيع ونهج المقاومة والمقاطعة .. فماذا نختار منهما؟!! .. ليس أمامنا إلا نهج المقاومة التي نستلهمها من ثقافتنا المقاومة في تاريخنا القريب والبعيد والتي حمت الأمة في مواجهة الكثير من الهجمات التي استهدفتها .. وفي هذه اللحظات المصيرية الحرجة علينا أن نتشبث بجذورنا التي تحمينا من الاقتلاع وقت الحاجة للثبات في معركة البقاء.
لقد تداعت ثقافة المقاومة وسطع نورها بقوة في انتفاضة شعبنا المباركة في فلسطين السليبة وفي صموده المستميت للبقاء وتجاوز ذلك بالتنكيل بالعدو الصهيوني وتهديد مصالحه وإرغام البعض منهم على الفرار من تلك الأرض التي اغتصبوها .. ومن هنا قلت الحاجة إلى استدعاء جذورنا التاريخية بعد أن استدعاها إخواننا المجاهدون وأصبحت المقاومة واقعا معاشا تضاءلت أمامه السير والملاحم وأخرجت معنى البطولة من بطون الكتب وحررته من أصفاد التاريخ حتى صار واقعا يمشي بيننا.
ولكن ماذا عن الشعوب العربية والإسلامية؟!!! .. ماذا لو تمكن الحلف الصهيوني الأمريكي من العراق الشقيق ومن بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية التي بثت حضارتها إلى العالم ما يربو على الخمسة قرون؟!!! .. تبحث الشعوب عن منفذ هنا أو هناك .. تبحث عن ثغرة في هذا الاتجاه أو ذاك .. ومن خلال هذه المنافذ والثغرات وثقوب الأبواب الموصدة تبرز بعض أشكال المقاومة وفي المقدمة منها يبرز سلاح المقاطعة كسلاح هام من أسلحة المقاومة والصمود في معركة البقاء التي أشرنا إليها .. إن كل قرش تُشترى به بضائع الأمريكان والصهاينة يتحول إلى رصاص يُقتل به الفلسطينيون.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي لقد قلنا للحكام "اقطعوا العلاقات" .. فلا يصغون إلينا، لذا فنحن نتوجه للشعوب لكي يقاطعوا المنتجات الأمريكية والصهيونية لأننا نستطيع أن نقاوم عبر المقاطعة الاقتصادية [2].
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول البروفيسور روبرت جنسن وهو أستاذ في جامعة تكساس الأمريكية [3]: "أنا ساعدت في قتل فلسطيني اليوم وإذا كنت تدفع ضرائب للحكومة الأمريكية فأنت فعلت الشيء نفسه وإذا لم تغير أمريكا من سياستها فإن الغد لن يختلف عن اليوم" ثم يتحدث عن حجم المساعدات المالية التي تقدمها أمريكا لإسرائيل فيقول: "التقرير الذي أصدره معهد الدراسات الجنوبية يشير إلى أن الحكومة الأمريكية ضخت في السنة التي تلت اتفاقية سلام شرم الشيخ في سبتمبر 1999م ما قيمته 3.6 مليارات دولار من الأسلحة الأمريكية لإسرائيل".
ويمضي في الحديث عن المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها أمريكا لإسرائيل فيقول: "علينا أن نتذكر أن هذه الدبابات (التي تقتل الفلسطينيين) صنعت في أمريكا واشترتها إسرائيل بأموال المساعدات الأمريكية، المقاتلات الإسرائيلية وطائرات الهيلوكبتر وطائرات إف 16 والصقور السوداء والأباتشي والبنادق الآلية وقاذفات الصواريخ والقنابل كلها أيضاً صناعة أمريكة دفعت قيمتها من ضرائبنا ويتم استخدامها لسحق المواطنين الفلسطينيين".
لقد أفتى العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ بمقاطعة التتار وعدم بيع الأسلحة لهم أو بيع ما يعينهم على قتال المسلمين وهكذا فعل صلاح الدين الأيوبي قبل موقعة حطين عندما أراد أن يوحد المجتمع المسلم ضد الصليبيين الغزاة فأصدر أوامر واضحة بعدم التعامل التجاري مع الصليبيين خاصة في مجال الأسلحة لعظم تأثيرها في المعركة.
إن الغربيين يقاطعون بعض منتجات بلادهم إذا ارتفعت أسعارها للضغط على التجار لتخفيض الأسعار ويفعلون ذلك بانضباط شديد أفلا نفعل ذلك ضد من يساهم في قتل إخواننا اليوم وقد يقتلنا في الغد؟ ثم إن الأمريكان يبذلون جهوداً هائلة لمقاطعتنا ... ألا ترونهم يضغطون على روسيا والصين لعدم بيع إيران أسلحة متطورة؟ ألا ترونهم يقتلون العراقيين لأنهم ـ كما يقولون يطورون أسلحة محظورة في عرف الأمريكان. محظورة على المسلمين فقط ومسموح بها لليهود وأعوانهم. أيحق لهم أن يفعلوا بنا كل هذا ولا يحق لنا أن نقاطع بضائعهم دفاعاً عن أنفسنا ... نظرة عن الواقع المؤلم للأمة الإسلامية تجعل الفتاوى التي تضج منها السماء تختفي من مجتمعنا فهل نفعل [4]؟.
لقد بات معروفاً في ألف باء السياسة أن المصالح هي التي تحكم علاقات الدول فيما بينها .. ومن هذا المنطلق علينا أن نقرأ مواقف أمريكا تجاه قضايانا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية – والقضية العراقية والسودانية - وفي ظل انتفاضة الأقصى الشريف، بمقولة أخرى علينا أن نتساءل ماذا تريد أمريكا منا نحن العرب؟! وماذا نريد نحن منها؟! وما هي المصالح المتبادلة التي بمقدورها - ودون المساس بالثوابت الوطنية والقومية- أن تجعل منا كعرب طرفاً ندياً لأمريكا [5]؟!
للإجابة على سؤال كهذا، جدير بنا أن نشخّص مكامن قوتنا، ومكامن قوة أمريكا باعتبارها المتحكمة بالنفوذ العالمي، والراعي الأول لأمن الكيان الصهيوني، لدينا موارد اقتصادية هائلة – وعلى رأسها النفط - ولدينا أيضاً سوق تجارية شديدة الاتساع، ولدينا مواقع جغرافية شديدة الغنى والحيوية، ولدينا ثقافة تشكل قلب الشرق وروحه.
ولدى أمريكا ما لديها من مواطن القوة والنفوذ، إذن، نحن لنا مصالح وأهداف من وراء العلاقات الندية والمتكافئة مع أمريكا، كما أن لأمريكا الكثير من المصالح والأهداف في بلادنا، هذا أمر يجب أن نسلم به وألا نتجاهله، فأمريكا لن تقف معنا لأننا أصحاب حق وحسب، وإنما ستقف معنا حين تتهدد مصالحها في بلادنا، وكذلك فإنَّ ثقافة المقاطعة محور مهم من ثقافة المقاومة .. وثقافة المقاومة يجب أن تسبق قرار المواجهة.
المقاطعة ضرورة عملية في مواجهة التطبيع:
الإجابة ببساطة لأن العدو تبنى خيار التطبيع معنا بما يخدم مصالحه منذ كامب ديفيد 1977 ولا يمكن رفض هذا التطبيع إلا بالمقاطعة .. ثم إن الحاجة إلى المقاطعة زادت ووسعت دائرتها بازدياد الهجمة الغربية الشرسة التي يشنها الحلف الصهيوني الأمريكي على أمتنا العربية والإسلامية .. ولكن دعونا أولا نضع أيدينا على المخاطر التي تهددنا من التطبيع حتى نستطيع أن نحدد التحديات التي تواجهنا وبالتالي يمكننا تحديد أهداف المقاطعة وغاياتها وإجراءاتها بالتبعية.
يمكن إجمال مخاطر التطبيع فيما يلي [6]:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - الآثار السياسية:
1) الاعتراف بحق اليهود في الوجود ضمن دولة مستقلة وحدود آمنة على جزء من أقدس بقاع المسلمين.
2) منع أية مطالب جادة بتحرير الأرض المحتلة وضرب أية محاولة جادة لاسترجاعها واتهامها بأنها عثرة في طريق السلام.
3) إبقاء المنطقة العربية تحت النفوذ الأجنبي وبقاء الوطن العربي مجزءا ومفرقاً (حيث يفصل الصهاينة آسيا عن أفريقيا).
4) شغل العرب عن إسرائيل في حروب إقليمية وطائفية وقومية.
5) فتح المجال لليهود في البلاد العربية لأداء الأدوار التجسس وبذر الفتن وإثارة القلاقل فيها.
6) اكتساب اليهود فعلياً لشرعية الوجود وشرعية الكيان المستقل – عربياً ودولياً.
7) الانفتاح الدولي عليهم وإقامة العلاقات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وإقرار القبول الدولي لهم.
8) تيسير سبل الحياة والبقاء والازدهار لهذا الكيان المغتصب (الاستقرار السياسي).
9) ضرب التيارات الإسلامية والوطنية والقومية ورموزها لما لها من دور جادٍّ وصادق في توعية الجماهير بخطورة التصالح الاستسلامي مع الصهاينة.
ب - الآثار الاقتصادية:
1) إلغاء المقاطعة الاقتصادية العربية وجعل البلاد العربية سوقاً للمنتجات "الإسرائيلية" التي بلغت خسائرها 100 مليار دولار حتى نهاية عام 2001م.
2) توفير سبل الاستقرار والحياة والنماء والازدهار للاقتصاد الصهيوني.
3) تقوية الوضع الاقتصادي "الإسرائيلي" بتعامل جميع شركات العالم معه وحصوله على المواد الخام من البلدان العربية القريبة وإعادة تصديرها مصنعة إليهم.
4) استثمار الطاقة النفطية العربية.
5) ترويج الأسلحة "الإسرائيلية" في البلدان العربية.
6) استثمار الثروة المائية العربية.
7) استغلال الأيدي العاملة العربية الرخيصة.
8) التغلغل الاقتصادي في العالم العربي وتحطيم وتخريب اقتصادياته.
9) إقامة شركات ومشاريع اقتصادية وسياحية مشتركة وضرب الاقتصاد الوطني والإسلامي.
ج - الآثار الثقافية:
1) محاربة القرآن الكريم بحذف ومنع تلاوة آياته الخاصة بالجهاد والخاصة باليهود من خلال تفريغ المناهج التعليمية والمنابر حتى لا يوجد أي جو عدائي لليهود.
2) منع الكتب التي تفضح اليهود وحقائقهم وتوجهاتهم ولا يعود هناك ذكر للقضية الفلسطينية لأنه أصبح هناك "إسرائيل الصديقة الشقيقة".
3) اعتبار كل مفكري العرب والمسلمين الصادقين دعاة إرهاب ومجرمي حرب ومثيري فتنة، ومحاربة الفكر الإسلامي ودعاته ومصادرة كتبهم ومقالاتهم.
4) تشجيع الكتّاب والمؤلفين الخونة ليظهروا على الساحة ويفسدوا عقول الناس بكل غث وتافه ومزوّر وليبرروا الخيانة والتبعية للغرب.
5) سوف نكون في نظر أبنائنا وأحفادنا -إذا تعلموا ذلك- مجرمين وقتلة وإرهابيين لأننا اعتدينا على شعب مسكين عاد إلى أرضه وأخذ حقه.
6) اختراق جدران المؤسسات الإعلامية والثقافية باسم فلسفة التدفق الحر والعولمة الثقافية من خلال إجراء المقابلات والتحليلات الإخبارية بكافة أطيافها لرواد التطبيع بل والصهاينة ونشر المصنفات الفنية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية
د - الآثار الاجتماعية:
1) فتح مجالات الهجرة بشكلها الواسع للصهاينة للقدوم إلى أرضنا المحتلة والاستقرار بها وتغيير أنماط الحياة الاجتماعية.
2) نشر قيم الفساد والفحش في أمتنا العربية والإسلامية لتتحطم القيم والأخلاق والمشاعر الخيرة في النفوس.
3) ظهور كثير من المشاكل الاجتماعية الغربية وانتشارها في مجتمعاتنا كالتفكك الأسري وحوادث السرقة والاغتصاب وانتشار أمراض الحضارة الغربية من قلق وانتحار وعبادة المصلحة والمادة وانتشار الأمراض الصحية كالإيدز وغيرها.
هـ - الآثار العسكرية:
1) قتل روح الجهاد في الأمة وتدمير الروح المعنوية في النفوس، وتحطيم الأمل بإمكانية النصر على الصهاينة والرضا بالأمر الواقع، ومحاربة العمليات الاستشهادية.
2) توجيه عملية الصراع إلى صراع إقليمي بين الدول العربية أو صراع طائفي داخلها .. أو صراع قومي بين القوميات الموجودة في العالم العربي والإسلامي.
3) فرصة ذهبية لليهود للإعداد لجولات قادمة من الاحتلال العسكري والهيمنة والتوسع لتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى".
(يُتْبَعُ)
(/)
إن التطبيع مع هذا العدو الصهيوني الغاصب والعنصري أو التعايش معه فيه القضاء على قدراتنا السياسية والعسكرية والاقتصادية كما أنه مقبرة لهويتنا وقيمنا الثقافية والاجتماعية.
المقاطعة واجب شرعي في مواجهة التطبيع:
تفاعل العلماء مع قضية المقاطعة كضرورة لمواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني والأمريكي .. وتجاوزت فتاوى العلماء العشرات إن لم تتجاوز المائة فتوى في هذا الخصوص .. ولقد أكد الدكتور يوسف القرضاوي على ضرورة استمرار المقاطعة وعدم التهاون أو التساهل في أمرها لأنها فرض على الأمة في حين طالب الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" الأستاذ بجامعة دمشق .. الحكومة المصرية بطرد السفير الإسرائيلي باعتبارها أرض الكنانة والأزهر، داعيا إلى قطع كافة العلاقات مع أمريكا وإسرائيل باعتباره واجبا شرعيا في ظل الظروف الراهنة .. أي أن المقاطعة في تقدير علماء الإسلام تتراوح بين الفرض والواجب [7].
ويستهل العلامة المجاهد الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله في فتواه حول المقاطعة بقول الله تعالى في وصف رسوله الكريم وصحابته (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) وقوله تعالى في وصف المؤمنين ( .. أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) ثم قوله تعالى في مجاهدة الكفار (وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) .. وقوله تعالى في ثواب ذلك (ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوا نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح .. ) .. ويتطرق الشيخ الشعيبي إلى أن كل عصر وزمان له أسلحته الجهادية والحربية المستخدمة ضد الأعداء .. ومن الأساليب الجهادية التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأعداء بهدف إضعافهم أسلوب الحصار الاقتصادي وهو ما يسمى اليوم بالمقاطعة الاقتصادية، ومن الأمثلة على أسلوب حصار النبي عليه الصلاة والسلام الاقتصادي ما يلي:
1) طلائع حركة الجهاد الأولى في سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته الأولى استهدفت تهديد طريق تجارة قريش إلى الشام شمالا و إلى اليمن جنوبا، وهي ضربة خطيرة لاقتصاد مكة التجاري قُصد منه إضعافها اقتصاديا.
2) حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عندما نقضوا العهد وقطع نخيلهم وحرقه فكانت المحاصرة وإتلاف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلائهم من المدينة.
3) حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم الطائف بعد فتح مكة وأمر بقطع أعناب ثقيف وتحريقها فوقع المسلمون فيها يقطعون قطعا ذريعا، قال ابن القيم في فوائد ذلك: وفيه جواز قطع شجر الكفار إذا كان ذلك يضعفهم ويغيظهم وهو أنكى فيهم.
4) عندما أسلم الصحابي ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه قدم مكة معتمرا قبل فتحها وبعد عمرته أعلن المقاطعة الاقتصادية لقريش قائلا: لا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكانت اليمامة ريف مكة) ثم خرج إلى اليمامة فمنع قومه أن يحملوا إلى مكة شيئا حتى جهدت قريش، وقد أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه المقاطعة الاقتصادية وهي من مناقبه رضي الله عنه
وهذه الحوادث و أمثالها تشريع من الرسول صلى الله عليه وسلم لأصل من الأصول الجهادية في مجاهدة الكفار في كل زمان ومكان.
وهذا الأمر اليوم في مقدور الشعوب الإسلامية أن يجاهدوا به، قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وهو من الجهاد الشعبي النافع المثمر حينما تخلى غيرهم عن مجاهدة الكفار .. ولذا فإننا نحث إخواننا المسلمين إلى جهاد الأمريكان والبريطانيين واليهود واستخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية المضعفة لاقتصادهم.
وإذا كانت الشعوب الإسلامية ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم فليس أقل من المقاطعة الاقتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم، قال عليه الصلاة والسلام (جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم) [8].
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أحث إخواننا المسلمين إلى المثابرة في هذا الجهاد والمصابرة قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا ورابطوا) وأن لا يملوا أو يتكاسلوا فإن النصر مع الصبر، وأن يجتهدوا في مقاطعة الشركات والبضائع الأمريكية والبريطانية واليهودية مقاطعة صارمة وقوية وشاملة، قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وقال صلى الله عليه وسلم:
(المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم) [9].
وقد لمسنا ولله الحمد فيما سبق وفيما تناقلته وسائل الإعلام أثر المقاطعة الشعبية السابقة على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني واليهودي.
وقد انتشر في الأيام الماضية قائمة ولائحة تحوي مئات المنتجات للشركات الأمريكية والبريطانية واليهودية، فنحث إخواننا على التجاوب والتضامن مع هذه القائمة.
وأمريكا وبريطانيا وراء محاربة الجهاد في كل مكان وهم وراء دعم الصهاينة في فلسطين ووراء الحصار الاقتصادي على دولة طالبان الإسلامية في أفغانستان ووراء دعم الروس في الشيشان وضد إخواننا المجاهدين في الفلبين وإندونيسيا وكشمير وغيرها، وهم وراء دعم أي توجه لإضعاف الجهاد الإسلامي و إضعاف المسلمين، ووراء محاصرة شعب العراق المسلم وشن الغارات اليومية عليه منذ عشر سنين ظلما وعدوانا مع قطع النظر عن حكامه.
وفي بيان آخر للشيخ الشعيبي [10] وغيره من أهل العلم في الحث على مقاطعة منتجات أعداء الإسلام كأمريكا وبريطانيا وغيرهما من دول الكفر المحاربة أشاروا إلى أنه كما أن بذل المال للمجاهدين جهاد فإن منعه عن الكفار إذا تقوّوا به في حربهم على المسلمين جهاد أيضاً، بل هو مؤكد عن الأول لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وهذا النوع من الجهاد عمل به النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد علم المسلمون في هذا الوقت مدى عداوة أمريكا وبريطانيا وغيرهما للإسلام وأهله، وأنها أعلنت الحرب الصليبية علينا، فقتلت قسماً كبيراً من المسلمين، وظاهرت على قتل آخرين، وشردت أقواماً، وحاصرت آخرين .. فإن احتج محتج بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاطع اليهود الذين كانوا في المدينة فهذا كان في أول الأمر حين كانوا مسالمين لأنهم لم تظهر لهم نوايا ضد الإسلام والمسلمين، فلما ظهرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نواياهم وخاف من شرهم وضررهم وقد نقضوا عهودهم قاطعهم وحاصر قراهم، حتى تم هزيمتهم وإجلائهم من المدينة , وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة لما علم خيانتهم مع الأحزاب.
ثم إن قياس حالة الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم في وقتنا الحاضر على يهود المدينة الذين هم قلة بالنسبة للمسلمين، مع أنهم لم يعلنوا الحرب قياس فاسد، لأن الأمريكان واليهود وشركاتهم لا يفتئون يشنون الحروب على الشعوب المسلمة، ويدعمون أعداء الإسلام في حروبهم ضد المجاهدين.
ومن المعلوم لدى الجميع أن قوام قوات أمريكا الصليبية وغيرها من دول الكفر يعتمد على اقتصادها، ومتى ضعف اقتصادها ضعفت قوتها، لذلك نحث جميع المسلمين على المقاطعة الشاملة لجميع المنتجات الأمريكية والبريطانية وغيرهما من دول الكفر المحاربة للمسلمين، والبدائل عنها بحمد الله موجودة، وفي هذا إسهام من المسلمين في جهاد أعداء الله وإضعاف لهذه الحملة الصليبية ومناصرة لإخوانهم المجاهدين .. فعلى المسلمين أن يبادروا في تجديد هذه الدعوة، والتطبيق للمقاطعة الشاملة لهذا العدو الذي يتربص بالمسلمين الدوائر.
ويبدأ فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة [11] فتواه بأنه نجاح غير عادي أن يدرك حلفاء اليهود أن دعمهم للكيان الصهيوني يكلفهم الكثير وأن صبر العرب والمسلمين إزاء انحيازهم المكشوف لليهود آخذ في النفاد .. إن أبرز مأخذ على هذه الأمة - في هذا الظرف - هي كثرتها العددية وقلة فاعليتها وحتى هذه يمكن استثمارها وتوظيفها في الأدوار السهلة - التي تحتاج إلى أعداد كبيرة - ولا تتطلب جهدا متميزا ولا وقتا طويلا .. وعملية الهجوم على المواقع اليهودية في الإنترنت وتدميرها نموذج لمثل هذا الاستثمار .. كما أن المقاطعة للبضائع اليهودية والأمريكية هي نموذج آخر.
إن سلاح المقاطعة الاقتصادية من الأسلحة الفعالة والمستخدمة منذ عصر حصار " شعب مكة " إلى العصر الحديث "حيث تتعاظم قيمة الاقتصاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك استماتت الولايات المتحدة في تدمير المقاطعة العربية والإسلامية للشركات والبضائع اليهودية "وللشركات المتعاملة مع اليهود.
وبالفعل فقد تهتكت المقاطعة الرسمية وصارت أثرا بعد عين ويبدو أنه من المستبعد حدوث مقاطعة رسمية شبيهة في ظل العولمة الاقتصادية التي تسعى إلى محو الحدود التجارية بين الدول بما لا يسمح لأي دولة أن تتصرف وفق مصالحها الوطنية والقومية .. لكن الشيء الذي يمكن أن يحدث هو المقاطعة الشعبية حين ترتفع وتيرة الوعي لدى الشعوب المسلمة بحيث يختار المشتري البضائع والسلع والشركات العربية والإسلامية أو حتى أيّ بضاعة أخرى ليست أمريكية ولا إسرائيلية (صهيونية).
ولا أحد يستطيع أن يجبر المواطن العادي على شراء سلعة بعينها أو التعاون مع شركة بعينها أو عرض منتجات هذا المصنع أو ذاك.
وهذا ما فعله غاندي (1869 - 1948) بمقاومته السلبية ومقاطعته للعادات والمنتجات الأوربية وحمله الهنود على هذا الأسلوب رغم تخلفهم وعدم وجود قرار يدعمهم .. حتى آتت تلك الجهود أكلها وأعلنت بريطانيا سحب آخر جندي إنجليزي من الهند سنة 1947م.
فلماذا يتردد المسلمون في استخدام سلاح المقاطعة السلبية ليؤدي بعض النتائج أو ليشعر المسلم على الأقل بأن ثمة دورا ولو محدودا يستطيع أن يقوم به؟ .. إنه جزء من الإنكار القلبي أو العملي السهل الذي لا يخسر فيه المرء أكثر من أن يختار بضاعة عربية أو إسلامية أو يابانية أو حتى أوربية عند الحاجة وربما تكون بالميزات نفسها وبالسعر نفسه.
يجب أن نضع المسلم العادي أمام مسئوليته المتواضعة "ونساعده على أدائها ونهتف بصدق للنجاح الذي يحققه ومن هذا الإنجاز الفردي القليل سيحفر نهر التحرير مجراه وتتحرك دوافع الإيجابية والمشاركة في ضمير الأمة وبهذا تتحول (الصيحات الغامضة) إلى برنامج علمي واقعي معقول .. فهل بدأنا؟ .. أشك "وأتمنى.
ومن كلمات الشيخ المجاهد عبد الله عزام - رحمه الله –إلى نساء الأمة إياكن والترف، لأنَّ الترف عدو الجهاد، والترف تلف للنفوس البشرية، واحذرن الكماليات، واكتفين بالضروريات، وربين أبناءكنَّ على الخشونة والرجولة، وعلى البطولة والجهاد. لِتَكُنْ بيوتكن عَرِينا لأسود، وليس مزرعة للدجاج الذي يُسَمَّنُ ليذبحه الطغاة، اغرسن في أبنائكن حبَّ الجهاد، وميادين الفروسية، وساحات الوغى .. وعِشْنَ مشاكل المسلمين، وحاولن أن تكن يوماً في الأسبوع على الأقل في حياة تشبه حياة المهاجرين والمجاهدين، حيث الخبز الجاف، ولا يتعدى الإدام جرعات من الشاي. [12]
ويحكم هذه القضية فتوى الأزهر الشريف:
"إن الصلح مع إسرائيل لا يجوز شرعاً ولا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم بل يجب على المسلمين أن يتعاونوا جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لرد هذه البلاد إلى أهلها ... " ومن قصّر في ذلك أو فرّط فيه أو خذّل المسلمين عن الجهاد أو دعا إلى ما من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعمار من تنفيذ مخططهم ضد العرب والإسلام وضد فلسطين فهو –في حكم الإسلام- مفارق لجماعة المسلمين ومقترف أعظم الآثام".
· عضو مجلس أمناء الحملة.
· أمين عام مساعد حزب العمل في مصر.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"
--------------------------------------------------------------------------------
[1]) إعلان مكسيكو بشأن الثقافة _ الفقرة 4 _ ص 218 من النص العربي .. وهو وثيقة تضمنت نتائج أعمال المؤتمر الدولي للسياسات الثقافة الذي عقد في المكسيك.
[2]) د. يوسف القرضاوي – مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية – الأزهر الشريف – القاهرة 16/ 4/2002
[3]) محمد بن علي الهرفي - جريدة الشعب الإلكترونية 10 يونيو 2002
[4]) محمد بن علي الهرفي - جريدة الشعب الإلكترونية 10 يونيو 2002
[5]) حسن حميد – " الدرس الذهبي " - الرأي http://www.alitijahalakhar.com/archive/42/theopinion42.htm
[6] ) لجنة الإمارات الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي – الشارقة http://www.encanonline.org
[7] ) مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية – الأزهر الشريف – القاهرة 16/ 4/2002
[8]) رواه أحمد وأبو داود من حديث أنس
[9]) رواه احمد من حديث على بن أبى طالب
[10]) موقع مفكرة الإسلام.
[11]) فتوى الشيخ سلمان بن فهد العودة –موقع الإسلام اليوم.
[12]) مجموعة أبو بنان للإعلام الإسلامي العالمي – 4 يناير 2003
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 10:19]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا القاسم(/)
جواب الشيخ رفاعى سرور على أسئلة منتدى الجامع.
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 02:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسوله و مصطفاه محمد بن عبد الله و آله وصحبه و من والاه، وبعد ...
فقد كنت أعلنت عن حوار منتدى الجامع لمقارنة الأديان www.aljame3.net/ib مع فضيلة الشيخ السلفى رفاعى سرور.
و رأيت أن أنقل جواب الشيخ هنا على أسئلة الإخوة.
و أبدأ بسؤال أخينا شتا العربى:
__________________________
أولا الاجابة على سؤال الاخ "شتا العربي"
السؤال"هل شدة التنصير ونشاطه ترتبط بعقيدة النصارى ورغبتهم الشخصية أكثر أم ترتبط بقوتهم المادية ورغبتهم في احتلال العالم أكثر؟ "
الاجابة
بسم الله
التنصير ليس له عقيدة
كيف تكون له عقيدة وهم لايملكون أي تصور عقيدي واضح أو ثابت
ولكن نقل المسلمين عن إسلامهم هو الهدف
(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً .... ) (النساء:89)
وقد تعطي الكثرة النصرانية فهما غير ذلك
ومن هنا كان لابد من تفسير هذه الكثرة بعيدا عن العقيدة
حيث إجتمع في واقع النصرانية عدة عوامل يرجع إليها سبب هذه الكثرة
ـ «توهم الحق» رُوِيَ عن الحسن قال: لما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام أتاه راهبٌ شيخ كبير متقهل () عليه سواد فلما رآه عمر بكى، فقيل له: أمير المؤمنين .. ما يبكيك؟ قال: هذا المسكين طلب أمرًا فلم يصبه، ورجا رجاء فأخطأه، وقرأ قول الله عز وجل: {وجوه يومئذ خاشعة* عاملة ناصبة} [الغاشية: 2، 3] وفي تفسير هاتين الآيتين يقول البخاري: (قال ابن عباس: {عاملة ناصبة}: النصارى).
ـ «الكفر والصدِّ» وارتباط الضلال بالصد عن سبيل الله هو أن الصد سبب أساسي في زيادة الضلال، يقول الله سبحانه: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا} [النساء: 167].
وكلمة {ضلالا بعيدا} معناها أن الضال يزداد ضلالاً بصده عن سبيل الله ..
وتحليل محاولات إضلال النصارى لغيرهم هو الذي يضع الأساس العام في مواجهة هذه المحاولات، وأهم عناصر هذا التحليل أن محاولة النصارى إضلال غيرهم يكون تثبيتًا لهم هم أنفسهم على الضلال، كما قال تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون* يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون* يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون* وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون* ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم} [آل عمران: 69 - 72].
وهذه الرغبة النصرانية في إضلال المسلمين تفسر ظواهر خطيرة في واقع المواجهة النصرانية مع الإسلام؛ فالحرمان من الثبات العقدي والاطمئنان الوجداني والوضوح الفكري الذي يتمتع به المسلمون- يجعل النصارى لا يطيقون ذلك، فيحاولون إضلال المسلمين عن دينهم دون النظر إلى مآل هذه المحاولات .. !
وهذه الظاهرة تكشف حقيقة الدافع الشيطاني المحرك لهؤلاء الناس .. !
كما تكشف آية آل عمران حقيقة هامة، وهي أن محاولة إضلال المسلمين تجعل النصارى يزدادون تشبثًا بضلالهم، حتى يمكن القول بأن ضلال النصارى راجع في استمراره إلى تلك المحاولات؛ لأنها تتطلب جهدًا في إثبات صحة ما هم عليه من ضلال، وهو في حد ذاته زيادة في الضلال .. !
كما إنها تتطلب جهدًا في إثبات بطلان ما عليه المسلمون من الحق، وهو نوع آخر من الزيادة في الضلال؛ لذلك نستطيع القول بأن النصرانية لا تبقى إلا بمحاربة الإسلام .. !
وبعد أن أثبت سياق آل عمران رغبة أهل الكتاب في إضلال المسلمين عاد ليحدد الأسلوب العملي الذي يسعون من خلاله لتنفيذ هذه الرغبة: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون* وقالت طآئفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}
وهنا تنشأ ضرورة حماية الإسلام .. من هذا الأسلوب
{ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحآجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم* يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم} [آل عمران: 73 - 74].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الآية تحدد التفسير القدري لكل الحقائق المتعلقة بأمة الإسلام وطوائف المشركين من أهل الكتاب، فأمة الإسلام: موضع اختصاص برحمة الله .. وجزاؤهم: هبة من فضل عطائه ..
وبالإضافة إلى ما سبق: إن محاولة إضلال أهل الحق ستكون بنفس طريق الضلال الذي ضلوا به: {قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} [القصص: 63].
ومن هذا الضلال سيكون تفسير قدرة النصارى على الجدل رغم غموض قضيتهم وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قومٌ بعد هدى كانوا عليه .. إلا أوتوا الجدل)) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} [الزخرف: 58].
ـ «الكثرة» والحكم القرآني على النصارى بكونهم ضالين له في الواقع شواهد ونتائج دالة عليه، فرغم وثنية العقيدة النصرانية ونفور العقل البشري منها تجد كثرة بشرية تنتمي إليها، وتحليل ظاهرة الكثرة هو الذي يكشف أسباب هذا الضلال ..
وفي إطار تفسير الكثرة النصرانية تأتي كل عوامل التحريف السابق ذكرها كأسباب مباشرة لهذه الكثرة، وأخطر هذه العوامل: «الأصل الوثني» ..
فقد امتدت النصرانية بامتداد الوثنيات التي كانت قائمة قبلها ..
ومع أن الوثنية تُصادم العقل الإنساني والفطرة التي فُطِرَ الناس عليها فقد استطاعت النصرانية التحايل على هذا التصادم بوضع التثليث في قالب الوحدانية .. بما اشتهر عندهم «باسم الآب، والابن، والروح القدس .. إلهًا واحدًا .. » وهو ما أطلقوا عليه: «الوحدانية الجامعة» .. !!
فكانت معالجة النفور العقلي من الوثنية من أهم أسباب كثافة هذا الانتماء الشاذ ..
ويدخل في إطار معالجة النفور العقلي من العقيدة النصرانية المحرفة عوامل التأثير النفسية لإحداث القناعة الوهمية ومن أخطر هذه المؤثرات: «التصاوير» و «الموسيقي» التي تكاد تكون الأسلوب الأساسي في التأثير، وأشهر هذه الصور الصورة المزعومة لمريم وهي تحمل عيسي بما في الصورة من استثارة عاطفية نحو العذراء الأم وهي تحمل «الإله» المولود .. !
وكذلك «الموسيقي» التي تختلف طبيعتها بحسب البيئة، لتكون الموسيقى في الكنائس الغربية مختلفة عنها في الكنائس الشرقية، مما يدل على هدف التأثير النفسي دون النظر إلى الموضوع أو الفكر أو العقيدة.
وكذلك معالجة الرغبة الطبيعية في التحرر من القيود والتكليف والمسئولية، وهذا ما تعاملت النصرانية باعتباره مع الإنسان فألغت الشريعة الناموس والتكليف والحلال والحرام ..
ومن أخطر عناصر هذه المعالجة بدعة «الاعتراف» وإلغاء المسئولية، وهي من أسرار الكنيسة السبعة.
لكن أكثر أسباب انسياق الناس بغير عقل وراء النصرانية المحرفة هي تحريم التفكير في العقيدة على عوام النصارى، وقد كشف ابن تيمية في كتاب «درء تعارض العقل مع النقل» وابن حزم في «الملل والنحل» عن هذه الحقيقة بقول واحد: (أن كل من لا يفهم شيئًا .. يقول في نفسه: أنه هو المخطئ، وأن هناك شيء لم يفهمه هو، ولم يبلغه عقله) .. !
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 09:14]ـ
بارك الله لنا فيك أخي الكريم(/)
(سبحان الخالق) انظر الى التشابه عند التوائم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 07:43]ـ
د. صالح عبد العزيز
أستاذ علم الأجنة جامعة الملك عبد العزيز
يعيشان معًا في بطن واحد وفي رحم واحد، قد يكونا متشابهين في الصفات أو مختلفين وقد يزيد عددهما عن الاثنين وقد يكونا ذكرًا وأنثى أو ذكرين أو أنثيين أو ما اشتملت عليه الأرحام من الذكور والإناث، فإذا خرجا إلى الحياة وكانا من النوع المتطابق أو المتشابه فإنهما يُلفِتا النظر فنقول بكل عفوية إيمانية: (سبحان الله) ما أجمل خلق الله و (سبحان من يخلق من الشبه ما يشاء وكيف يشاء)، وقد كنتُ في إنجلترا وَوُلِد لصديق لي من الجزائر طفلتان جميلتان توأم متطابقان وقد حاول أن يختبر قدرتي في التمييز بينهما فيلبسهما لباسًا متماثلاً ويقول: سأدخل عليك إحداهما لتقول لي اسمها فإذا بي أقول اسم الأخرى وهكذا أفشل في معرفة كل واحدة على حدة فإذا حضرا معًا زاد الإشكال عندي، وعندها استسلمت وقلت: سبحان من لا يعجزه معرفة دقائق الأمور ولو اشتبهت الصور وهاأنذا أكتب مقالاً عنهما بل عن التوائم كلها فيما يخص تعدد المواليد، وأنواع وصور من حياة التوائم والدراسات الحديثة، عنها وكذا عن لغز التشابه عند التوائم. صور من حياة التوائم:
لقد سجلت كثير من الدراسات بعضًا من الملاحظات على حياة التوائم المتطابقة ويجدر بنا هنا أن نذكر شيئًا من تلك الملاحظات والصور الحياتية:
· يحبان الأشياء نفسها وهوايتهما واحدة ونسبة ذكائهما واحدة.
· توأم أيقظ زوجته في منتصف الليل وقال لها وهو في غاية الانزعاج إن شقيقه في خطر وعندما أصبحت اتصلت زوجته بعائلة زوجها هاتفيٌّا فأخبروها أن شقيق زوجها التوأم أصيب في حادث وأنه في المستشفى.
· لجأت إحدى المدارس إلى حلق شعر أحد التوائم على أن يطيل الآخر شعره دائمًا وذلك للتفريق بينهما حتى لا يدخل أحدهما مكان الآخر في الاختبارات.
· فرق بين توأم متطابق بحيث وضع أحدهما في فصل والآخر في فصل آخر في المدرسة فإذا ضرب أحدهما في فصل بكى الآخر في الفصل الثاني، وعندما يذهب أحدهما إلى خياط والآخر إلى خياط آخر يختار كل واحد منهما قماشًا لبذلة من نفس اللون والقماش.
· يقسّمان كل شيء بينهما بالتساوي، ويفهمان بعضهما بعمق ويجيدان التحدث بالعيون حيث يفهمان بعضهما بدون كلام.
· إذا مرض أحد التوأمين يصاب الآخر بالاكتئاب حتى يشفى توأمه.
· إذا سقط أحد التوأمين لأي سبب فإن الآخر سرعان ما يتجاوب معه بالسقوط مغشيٌّا عليه دون أي سبب.
· هناك العديد من الصور الحياتية للتوائم التي توضح جانب التماثل والتطابق وكذا ظاهرة توارد الخواطر والشعور الواحد لكن هذا لا ينطبق على جميع التوائم، فهناك توائم وعلى الرغم من أنها متطابقة ومتماثلة إلا أنها تسجل اختلافًا في الطباع والشخصية وقد لا تلتقي إلا في الصفات الجسدية خلافًا لما هو معروف من أمر التوائم المتماثلة، فما السر في التشابه الكبير في التوائم المتطابقة عمومًا؟
لغز التشابه:
كما ذكرنا فإن التوائم المتطابقة (المتماثلة والمتشابهة) تنشأ من خلية واحدة هي البويضة المخصبة التي أساس تكوينها حيوان منوي واحد وبويضة واحدة وبالتالي فإن أساس المادة الوراثية واحد فعند الانقسام الأول أو الثاني للبويضة المخصبة ينتج عن ذلك خلايا (فلجات) مستنسخة وهي صورة طبق الأصل من البويضة المخصبة.
لكن السؤال يبقى حول (الخواطر) والتطابق في (السلوك) هل هو مرتبط بالناحية الوراثية أم أن للبيئة والمجتمع دوراً في توجيه السلوك وتغيره؟
منقوول بتصرف
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 03:27]ـ
لغز التشابه:
كما ذكرنا فإن التوائم المتطابقة (المتماثلة والمتشابهة) تنشأ من خلية واحدة هي البويضة المخصبة التي أساس تكوينها حيوان منوي واحد وبويضة واحدة وبالتالي فإن أساس المادة الوراثية واحد فعند الانقسام الأول أو الثاني للبويضة المخصبة ينتج عن ذلك خلايا (فلجات) مستنسخة وهي صورة طبق الأصل من البويضة المخصبة.
لكن السؤال يبقى حول (الخواطر) والتطابق في (السلوك) هل هو مرتبط بالناحية الوراثية أم أن للبيئة والمجتمع دوراً في توجيه السلوك وتغيره؟
منقوول بتصرف(/)
أليست هذه العبارة مصحفة في السيل الجرار؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 10:53]ـ
أليست هذه العبارة مصحفة في السيل الجرار 3/ 103:
"أقول المشتري بخيار شرط لا يدخل المبيع في ملكه إلا باختياره وهو قبل اختياره باق في ملك بائعه استصحابا للحال أو عملا باليد الأصلية فلا يعتق عليه ولا شفع ولا يتعيب ويتلف من ماله وإن كان في يده فهذه اليد غير مستقرة بل مشروطة بالاختيار للإمضاء وهكذا لا تكون المؤن عليه بل على البائع حتى يستقر ملك المشتري وهكذا الفوائد تكون للبائع حتى يستقر ملك المشتري وإذا استقر كانت له من وقت الاستقرار "
أعني عبارة " ويتلف من ماله " وصوابها "ولا يتلف من ماله "
وهو الذي يقتضيه السياق!!
لكن هل عند أحد مخطوطة للسيل الجرار نستطيع الجزم بذلك التصحيح الذي يقتضيه السياق؟؟
وأنتهز هذه الفرصة وأقول أن المبيع بخيار الشرط للمشتري وحده أن يده يد أمانة ولا يحق له التصرف فيه إلا بعد انقضاء زمن الشرط الذي شرطه المشتري وحده وإن تلف بدون عمد يتلف من مال البائع لأن يد المشتري يد أمانة لكن ليس للبائع حق الفسخ إنما حق الفسخ للمشتري فقط كما اتفقوا عليه في أثناء العقد؟؟
هل توافقونني على هذا الفهم؟؟
مع رجاء تصحيح العبارة من المخطوط!!
بارك الله فيكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 03:01]ـ
بلى هي خطأ صريح، وصوابها كما في بعض النسخ الخطية المضبوطة: (ولا يتلف من ماله).(/)
من كلامهم نستنشق غبار العلم
ـ[السكري]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 05:20]ـ
قال النووي في مقدمة خلاصته " فإنه ينبغي لكل أحد أن يتخلق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقتدي بأقواله وأفعاله وتقريره في الأحكام والآداب وسائر معالم الإسلام، وأن يعتمد في ذلك ما صح، ويجتنب ما ضعُف، ولا يغتر بمخالفي السنن الصحيحة، ولا يقلِّد معتمدي الأحاديث الضعيفة؛ فإن الله سبحانه وتعالى قال: ?وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا?، وقال تعالى: ?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة?، وقال تعالى: ?قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم?، فهذه الآيات وما في معناهن حثٌ على اتباعه - صلى الله عليه وسلم -، ونهانا عن الابتداع والاختراع، وأمرنا الله سبحانه وتعالى عند التنازع بالرجوع إلى الله والرسول أي الكتاب والسنة، وهذا كله في سنةٍ صحت، أما ما لم تصح فكيف تكون سنةً، وكيف يُحكم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قاله أو فعله من غير مسوغ لذلك، ولا تغترن بكثرة المتساهلين في العمل، والاحتجاج في الأحكام بالأحاديث الضعيفة، وإن كانوا مصنفين وأئمةً في الفقه وغيره، وقد أكثروا من ذلك في كتبهم، ولو سئلوا عن ذلك لأجابوا بأنه لا يعتمد في ذلك الضعيف، وإنما أباح العلماء العمل بالضعيف في القصص وفضائل الأعمال التي ليست فيها مخالفة لما تقرر في أصول الشرع مثل فضل التسبيح، وسائر الأذكار، والحث على مكارم الأخلاق، والزهد في الدنيا وغير ذلك مما أصوله معلومة مقررة ".
قال أبو المظفر محمد بن أحمد بن حامد بن إبراهيم بن الفضل البخاري: لما عُزل أبو العباس الوليد بن إبراهيم بن زيد الهمذاني عن قضاء الرَّي ورد بُخارى سنة ثماني عشرة وثلاث مئة لتجديد مودةٍ كانت بينه وبين أبي الفضل محمد بن عُبَيد الله البَلْعمي، فنزل في جوارنا.
قال: فحملني معلمي أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الخُتَّلي إليه، وقال له: أسألك أن تحدِّث هذا الصبي بما سمعت من مشايخك رحمهم الله. فقال: مالي سماع. قال: فكيف وأنت فقيه، فما هذا؟ قال: لأني لما بلغتُ مبلغَ الرجال تاقت نفسي إلى طلب الحديث، ومعرفة الرجال، ودراية الأخبار، وسماعها، فقصدتُ محمدَ بن إسماعيل البخاري ببخارى صاحب «التاريخ» والمنظور إليه في معرفة الحديث، فأعلمتُه مُرادي، وسألته الإقبال علي بذلك.
فقال لي: يا بني لا تدخل في أمر إلا بعد معرفة حدوده، والوقوف على مقاديره.
قال: فقلت له: عرِّفني حدودَ ما قصدتُ له، ومقادير ما سألتك عنه؟
قال: اعلم أن الرجل لا يصير محدثاً كاملاً في حديثه إلا بعد أن يكتب أربعاً مع أربع كأربع مثل أربع في أربع عند أربع بأربع على أربع عن أربع لأربع، وكل هذه الرباعيات لا تتم إلا بأربع مع أربع، فإذا تمت له كلها هانت عليه أربع وابتلي بأربع، فإذا صبر على ذلك أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع، وأثابه في الآخرة بأربع.
قال: قلت له: فسِّر لي رحمك الله ما ذكرت من أحوال هذه الرباعيات عن قلب صافٍ بشرح كافٍ، وبيان شافٍ طلباً للأجر الوافي.
قال: نعم، أما الأربعة التي تحتاج إلى كِتْبتها هي: أخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - وشرائعه، والصحابة ومقاديرهم، والتابعين وأحوالهم، وسائر العلماء وتواريخهم.
مع أسماء رجالها، وكناهم، وأمكنتهم، وأزمنتهم.
كالتحميد مع الخطب، والدعاء مع الترسل، والبسملة مع السور، والتكبير مع الصلوات.
مثل المسندات، والمُرسلات، والموقوفات، والمقطوعات.
في صغره، وفي إدراكه، وفي شبابه، وفي كهولته.
عند شغله، وعند فراغه، وعند فقره، وعند غناه.
بالجبال، والبحار، والبلدان، والبراري.
على الأحجار، والأصداف، والجلود، والأكتاف، إلى الوقت الذي يمكنه نقلها إلى الأوراق.
عن من هو فوقه، وعن من هو مثله، وعن من هو دونه، وعن كتاب أبيه، يتيقن أنه بخط أبيه دون غيره.
لوجه الله تعالى طالباً لمرضاته، والعمل بما وافق كتاب الله منها، ونشرها بين طالبيها ومحبيها، والتأليف في إحياء ذكره بعده.
ثم لا تتم له هذه الأشياء إلا بأربع التي هي من كسب العبد، أعني: معرفة الكتابة، واللغة، والصرف، والنحو.
مع أربع هي من إعطاء الله - عز وجل -، أعني: الصحة، والقدرة، والحرص، والحفظ.
فإذا تمت له هذه الأشياء هان عليه أربع: الأهل، والولد، والمال، والوطن.
وابتلي بأربع: بشماتة الأعداء، وملامة الأصدقاء، وطعن الجهلاء، وحسد العلماء.
فإذا صبر على هذه المحن أكرمه الله تعالى في الدنيا بأربع: بعز القناعة، وبهيبة النفس، وبلذة العلم، وبحيوة الأبد.
وأثابه في الآخرة بأربع: بالشفاعة لمن أراد من إخوانه، وبظل العرش حيث لا ظل إلا ظله، وبسقي من أراد حوض نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبجوار النبيين في أعلى عليين في الجنة.
فقد أعلمتك يا بني مجملاً جميع ما كنت سمعت من مشايخي متفرقاً في هذا الباب، فأقبل الآن على ما قصدتني له، أو دَع.
قال: فهالني قوله، وسكتُّ متفكِّراً، وأطرقت نادماً، فلما رأى ذلك مني، قال: فإن لا تُطِق احتمال هذه المشاق كلها؛ فعليك بالفقه الذي يمكنك تعلمه وأنت في بيتك قارٌّ ساكنٌ، لا تحتاج إلى بُعد الأسفار ووطي الديار، وركوب البحار، وهو مع ذا ثمرة الحديث، وليس ثواب الفقيه بدون ثواب المحدث في الآخرة، ولا عزه بأقل من عز المحدث.
فلما سمعت ذلك نقص عزمي في طلب الحديث، وأقبلت على علم ما أمكنني من علمه بتوفيق الله ومنِّه، فلذلك لم يكن عندي ما أمليه على هذا الصبي يا أبا إبراهيم.
فقال أبو إبراهيم: إن هذا الحديث الذي لا يوجد عند أحد غيرك خير من ألف حديث يوجد مع غيرك. اهـ كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 05:50]ـ
أحسن الله إليك
وقصة الأرابيع (!!) هذه واضحة الوضع.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 07:13]ـ
رحم الله الإمام النووي،المحدث الفقيه، ومازالت الأمة تتفيأ ظلال كتبه حفظاً وتدريساً .. فلله دره من إمام
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 07:32]ـ
نعمت القصة الموضوعة إن صح وضعها
لأحدثن بها منسوبة إلى بعض العلماء من غير تصريح فإذا وُقفت عليها إن شئتُ أبنتُ عن حالها وإن لم أشأ لم أُبن
ـ[السكري]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 09:19]ـ
بارك الله فيكم
ساق هذه القصة بإسناده: القاضي عياض في الإلماع (29 - 34). والمزي في التهذيب (24/ 461 - 464). والسيوطي في تدريب الراوي (2/ 156 - 158).
ولهذه القصة معانٍ ودلالات، وقد قصدت من إيرادها معاني ومدلولات نوالي طرحها إن أردتم إن شاء الله فهل توافقون على الطرح أم نكتفي
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 08:38]ـ
دلالات هذه القصة
التنويه بشأن هؤلاء الأئمة، أئمة الحديث والأثر، ومدى اعتنائهم بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبذل أعمارهم وأغلى ما لديهم للوقوف على طرقه وأسانيده، سواءً في ذلك المسند والمرسل والموقوف والمقطوع، مما به تتبين وتظهر علة الحديث، ويظهر صحيحه من سقيمه، ولذلك فقد اجتهدوا في جمع ما أمكن جمعه من حَمَلَته الذين يحملونه في زمانهم، حتى إن بعضهم كان يرحل الأيام والليالي في طلب حديث واحد
انظر في هذا: الجامع لأخلاق الراوي (2/ 225).
وبعد جمعهم للأحاديث وطرقها وأسانيدها اجتهدوا في تمحيصها، وتمييز الصحيح منها من الضعيف، والمحفوظ من الشاذ، والمعروف من المنكر، وعرفوا بذلك الأفراد والغرائب والمناكير، بل وصنفوا فيها تمييزاً لها عن الصحاح والمشاهير، والحجة عندهم في ذلك: الحفظ والفهم والمعرفة
انظر: معرفة علوم الحديث (151).
وقد أعانهم على ذلك:
معرفة الصحابة والتابعين وتابعيهم وأتباعهم وسائر العلماء والرواة، وأسمائهم وكناهم وألقابهم وطبقاتهم وأنسابهم وقبائلهم وبلدانهم وأزمنتهم، لتمييز الرواة بعضهم من بعض.
والحقيقة التي تغيب عن كثير من المشتغلين بطلب الحديث:
أن حكم هؤلاء الأئمة على الرجال جرحاً وتعديلاً كان نابعاً من مرويات هؤلاء الرواة، فإنهم إذا وثقوا راوياً أو ضعفوه، فإن هذا الحكم الصادر من أحدهم كان بالنظر إلى مرويات هذا الراوي وسبرها واعتبارها بمرويات الثقات الحفاظ، فإن وافقهم دل ذلك على حفظه وضبطه، فذاك الحافظ الضابط الحجة، وإن خالفهم: نظروا في مقدار المخالفة فإن قلَّت بحيث يمكن احتمال ذلك من مثله من البشر، مما يقع لهم في العادة من السهو والغفلة والخطأ العارض؛ احتملوه ووثقوه في الجملة، فإن زادت أوهامه تكلموا فيه بما يقتضيه المقام، لذا ترى ابن معين مثلاً تختلف الروايات عنه في أمثال هؤلاء بحسب ما يحضره من مروياته وحاله في الضبط، فيوثقه تارة ويلينه أخرى، فإذا زادت أوهامه وكثر غلطه حتى غلب عليه الغلط والوهم؛ ضعفوه مع كتابة حديثه للاعتبار، فإن قل صوابه وموافقته للثقات، تركوه ورموا به، فإن ثبت عليه تعمد الكذب والوضع مزقوا حديثه، واتهموه وحذروا منه.
وليس من شرط الثقة أن لا يهم، وإن كان الأصل قبول حديثه، حتى تدل قرينة على وهمه وخطئه
قال الإمام مسلم في التمييز (170): "فليس من ناقل خبرٍ وحامل أثرٍ من السلف الماضين إلى زماننا وإن كان من أحفظ الناس وأشدهم توقياً وإتقاناً لما يحفظ وينقل؛ إلا الغلط والسهو ممكن في حفظه ونقله، فكيف بمن وصفتُ لك ممن طريقه الغفلة والسهو في ذلك"
قال الترمذي في العلل الصغير (5/ 702 - الجامع): "وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان والتثبت عند السماع؛ مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم".
واهتموا بنقد الحديث سنداً ومتناً، لم يكتفوا بالنظر في الإسناد وعلله فحسب، بل نقدوا المتون، وعللوها ولو رُويت بسند صحيح كالشمس.
وأما اليوم فإنا نرى بعض من يحكم على الأحاديث ومتونها وأسانيدها مستمسكين في ذلك بأقوال الأئمة في الرجال، فقلبوا الأمر؛ إذ كان الأئمة يحكمون على الرجال بأحاديثهم، واليوم يُحكم على الأحاديث برجالها، بغض النظر عن أقوال هؤلاء الأئمة في هذه الأحاديث بعينها، فكم من حديث عللوه، ولهم أقوال في توثيق رجاله، فإذا ببعض من له عناية بعلم الحديث اليوم يضربون بأحكام هؤلاء الأئمة في الأحاديث عُرض الحائط متذرعين بأقوالهم في الرجال، بدعوى عدم توهيم الثقات، ولو أدى ذلك إلى توهيم الصحابة، وقد يترتب على قبول هذه الرواية بعينها القدح بوجه ما في الصحابي، أو قبول الباطل من الأحاديث؛ المخالف لصحيح الحديث والأثر، أو جعل ما ليس بدين ديناً، وما ليس بسنة سنة، وكم ترك الأول للآخر!، زعموا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 10:41]ـ
يتبع
وقد يحكم الأئمة على حديث ما بإعلاله بما لم تظهر لنا علته، أو يشيرون إلى علة خفية في الحديث يصعب إدراكها، فيجب حينئذ المصير إلى أقوالهم إذا اتفقوا، فإن اتفاق المحدثين على شيء يكون حجة المراسيل لابن أبي حاتم (703)
لا ينبغي لأحد مخالفتها كائناً من كان، وأما إذا اختلفوا: فحينئذ نرجح بين أقوالهم، على مقتضى قواعدهم وطرقهم في الإعلال، ولا ينبغي لنا أن نحدث قولاً جديداً لم نسبق إليه، فكما أن الصحابة - رضي الله عنهم - الذين عاينوا التنزيل، وكانوا أبر هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها أخلاقاً، فكما أنهم إذا اختلفوا في مسألة لا ينبغي لنا أن نخرج عن أقوالهم، فنحدث قولاً جديداً، فكذلك هؤلاء الأئمة النقاد الذين عاصروا التدوين وخبروا أحوال الرواة والمرويات لا ينبغي الخروج عن أقوالهم وإحداث قول جديد، بل نقول بقولهم إذا اتفقوا، ونرجح بين أقوالهم إذا اختلفوا
ولابن حجر في هذا كلام نفيس أسوقه لفائدته في هذا الموطن، فإنه لما نقل كلام الأئمة في إعلال حديث أبي هريرة في كفارة المجلس وهو حديث مروي بإسناد ظاهره الصحة، قال:
" وبهذا التقرير يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم؛ بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك، والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما مشى فيه على ظاهر الإسناد "
النكت على ابن الصلاح (2/ 726)
ومما يجعلنا نسلم لهم في أحكامهم، ولا ننازعهم فيها:
أ- اطلاعهم على أحوال الرجال، بشكل لا يتسنى لنا اليوم الوقوف عليه، لاسيما مع اختلاف البيئة والعادات وطرق سير الحياة اليومية.
ب- أنهم ما قبلوا كل أحاديث الثقات، بل ردوا ما وهموا فيه، ولا ردوا كل أحاديث الضعفاء ممن خف ضبطهم، وهم في الأصل يشملهم اسم الصدق وتعاطي العلم، بل قبلوا ما حفظوه، فكيف يتساهل البعض بعد ذلك في قبول رواية الثقة مطلقاً، وإن دلت القرائن على وقوع الوهم في روايته، وعدم قبول رواية من كثر وهمه، وإن دلت القرائن على أنه حفظ.
ج- اطلاعهم على النسخ الحديثية أو الصحف أو الكتب الخاصة بحديث راوٍ معين، بحيث إذا لم يجدوا حديث الراوي في كتابه أو صحيفته دل ذلك على أنه ليس من حديثه، وأنه قد وهم عليه فيه من هو دونه، أو أنه أُدخل عليه، أو لُقِّنه، وليس من حديثه، ومثل هذا يصعب الوقوف عليه اليوم.
د- فقدان بعض أو كثير من النسخ الحديثية والمصنفات الكبار والصغار، والتي حوت كثيراً من الطرق التي تعين على بيان وجه الصواب، ومن اطلع على علل الدارقطني مثلاً يعلم ذلك يقيناً.
هـ- كلما تأخر الزمان وامتد، كلما أصبح عندنا كم هائل من الأوهام والتصحيفات، الناشئة عن غفلة الراوة، أو قلة ضبطهم، أو عدم حفظ كتبهم عن أن يُدخل فيها ما ليس منها، أو انتقال البصر أثناء التحديث من الكتاب فيُدخل حديث في حديث ونحو ذلك، أو التغير والاختلاط بسبب الكبَر وغيره، أو التلقين، أو جمع الأسانيد المتعددة والتي روي بها متن واحد على لفظ واحد مع اختلاف ألفاظ الناقلين، أو سلوك الجادة والطريق السهل المشهور، أو من حمله التشهي على التحديث بحديث غيره ولم يسمعه، أو سرقة أحاديث الرواة، أو تفنن الواضعين في الوضع بطرق خفية، فما كان من هذا مما وقع في زمان الأئمة النقاد أو قبله؛ فإنهم بينوه بياناً شافياً، وميزوا الصحيح من هذا كله، لكن يبقى قسم كبير مما وقع بعد زمانهم، فلم يدركوه، ولا شك أن كثيراً مما نعانيه اليوم من مثل هذه الطرق المحدثة لم يكن موجوداً في أيامهم، بل وقع بعد عصرهم فيأتي بعد ذلك من يغتر بظاهر الإسناد، وصلاحيته للاحتجاج أو الاعتضاد، وما هو في الحقيقة إلا سراب بقيعة!.(/)
تصحيح ثم تراجع ولكن
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 08:54]ـ
حديث" ما يخرج رجل صدقته حتى يفك بها لحيي سبعين شيطانا ".
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة " 3/ 264: 1268
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 248 / 2) و الحاكم (1/ 417) و أحمد (5/ 350) و الطبراني في " الأوسط " (1/ 90 / 1 - زوائد المعجمين) عن أبي معاوية محمد بن خازم عن الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه مرفوعا. و قال الحاكم
: " صحيح على شرط الشيخين ". و وافقه الذهبي.
ثم جاء الشيخ – رحمه الله - فقال في السلسلة الضعيفة (6823) (ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة؛ حتى يفك عنها لَحْيَي سبعين شيطاناً).
ضعيف.
أخرجه أحمد في " المسند " (5/ 350): ئنا أبو معاوية: ثنا الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه - قال أبو معاوية: ولا أراه سمعه منه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " (4/ 105/ 2457)، والحاكم (1/ 417)، والبزار في " مسنده" (1/ 447/ 943 - كشف الأستار)، والطبراني في " المعجم الأوسط " (2/ 24/ 038 1)، والبيهقي في " الشعب " (3/ 257/ 3474)، والأصبهاني في " الترغيب " (2/ 676/ 1624)؛ كلهم عن أبي معاوية به؛ دون قوله: " ولا أراه سمعه منه ".
قلت: وهذه فائدة عزيزة، حفظها لنا إمام السنة في " مسنده " جزاه الله خيراً؛ كشفت لنا عن علة الحديث التي غفلنا عنها برهة من الدهر، تبعاً لغيرنا؛ نقد قال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي! وأقررتهما في " الصحيحة " (رقم 1268)، وكانت غفلة أسأل الله أن يغفرها لي، مع أنني كنت تنبهت لها؛ فذكرته في " ضعيف الترغيب " رقم (543).
وقوله: " ... الشيخين " فيه إشعار بأن: (ابن بريدة) .. هو: (عبد الله). وهذا خلاف قول البزار عقبه:
"تفرد بهذا الإسناد أبو معاوية، و (ابن بريدة) هو: (سليمان) ".
قلت: وقد أعل الحديث ابن خزيمة؛ فقال في الباب الذي ترجم له:
" إن صح الخبر؛ فإني لا أقف هل سمع الأعمش من ابن بريدة أم لا؟ ".
قلت: ولذلك لم يذكروه في الرواة عن (ابن بريدة) .. لا في: (سليمان)، ولا في: (عبد الله)، على أن الأعمش معروف بالتدليس، فلو فرض ثبوت سماعه من أحدهما؛ فذلك لا يعني ثبوته عن كليهما معاً، ولو ثبت؛ فذلك لا
يعني ثبوت الاتصال إلا إذا صرح بالسماع في هذا الحديث بخصوصه - كما لا يخفى على العلماء -.
وقد روي الحديث عن أبي ذر موقوفاً قال:
ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً؛ كلهم ينهى عنها. أخرجه البيهقي (3475) من طريق عمار الدهني عن راشد بن الحارث عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ راشد بن الحارث: لا يعرف إلا بهذه الرواية، ومع ذلك أورده ابن حبان في " الثقات " (4/ 234). وحسنه الجهلة!
والحديث قال الهيثمي (3/ 109):" رواه أحمد والبزار والطبراني في "الأوسط " ورجاله ثقات ".
ونقله الشيخ الأعظمي في تعليقه على " كشف الأستار "! ولم يتعقبه بشيء! وكذلك فعل المعلقون الثلاثة على " الترغيب " (1/ 669)؛ بل زادوا - ضغثاً على إبالة - فقالوا:"حسن"!!
فلم يلتفتوا إلى إعلال ابن خزيمة [له] بالانقطاع، ولبالغ جهلهم وغفلتهم لم ينتبهوا للسقط الذي وقع في طبعتهم لـ " الترغيب "، وهو [في] قوله: "وتردد في سماع الأعمش من بريدة "! والصواب: " [ابن] بريدة". فكيف يلتقي التحسين مع هذا السقط؟! لو كانوا يعلمون!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 09:54]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله عنده شدة على المخالف في مسائل الخلاف فيها محتمل وسائغ
وأذكر أن بعض الطلبة أراد جمع كلام الشيخ عن المعاصرين ممن تكلم عليهم في كتبه فنهاه أعقل تلامذة الشيخ رحمه الله
والواجب تجاه هذه الكلمات وهذه الشدة
ردها والاعتذار لصاحبها وطيّها وعدم نشرها
والله أعلم(/)
:: من أذكار الصلاة:: >> للشيخ: أحمد بن عبد الرحمن الزومان
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[05 - Mar-2008, صباحاً 09:58]ـ
[ B]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد:
فهذا مقال للشيخ الفاضل: أحمد بن عبد الرحمن الزومان بعنوان: (من أذكار الصلاة) فإليكموه ..
من أذكار الاستفتاح:
1 - " الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه " رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه.
2 - " الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسُبحان الله بكرة وأصيلاً "
رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
3 - " اللهمَّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب،
اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنس، اللهم
اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4 - " اللهمَّ ربَ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السموات والأرض
، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك إنَّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
من أذكار الركوع:
1 - " سُبحان ربي العظيم " رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه.
2 - " اللهمَّ لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري ومخي، وعظمي وعصبي " رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه.
3 - " سُبحانك اللهمَّ ربَنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي " رواه البخاري
ومسلم عن عائشة رضي الله عنها. ويقال في السجود أيضاً.
4 - " سُبُّوحُُ قُدُّوسُُ. ربُ الملائكة والروح " رواه مسلم من حديث
عائشة رضي الله عنها. ويقال في السجود أيضاً.
5 - " سُبحان ذِي الجبروت والملَكُوت والكبرياء والعظمة " رواه أبو داود. صححه النووي في الأذكار، وحسنه الحافظ من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه في تخريجها. ويقال في السجود أيضاً.
ذكر الرفع من الركوع:
" ربنا لك الحمد ملءَ السموات والأرض وملءَ ما شئت من شيء بعد أهلَ الثناء
والمجد أحقُ ما قال العبد وكُلُنا لك عبد اللهمَّ لا مانع لما أعطيتَ ولا
مُعطِي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِ منك الجدُ رواه مسلم عن أبي سعيد
الخدري.
من أذكار السجود:
1 - " سُبحان ربي الأعلى " رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه.
2 - " اللهمَّ لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقَهُ وصوَّرَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصَرهُ، تبارك اللهُ أحسنُ الخالقين " رواه
مسلم من حديث علي رضي الله عنه
3 - " اللهمَّ اغفر لي ذنبي كلَه، دِقَّهُ وجلَّهُ، وأولَّهُ وآخرَهُ، وعلانيتَهُ وسرَّهُ " رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
ذكر الجلوس بين السجدتين:
" اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني " رواه أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما وصحح إسناده الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه النووي
من صيغ التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
2 - " التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا رسول الله" رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
3 - اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد رواه
البخاري ومسلم عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه.
4 - " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " رواه البخاري ومسلم من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه.
الدعاء قبل السلام:
1 - " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت " رواه مسلم من
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
3 - " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال
وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " رواه البخاري و مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها
وكتبه /
أحمد بن عبد الرحمن الزومان
ونقله /
أبو المهند القصيمي. [/ B
ـ[هيا]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 11:18]ـ
جزاكم الله عنا خيرآ ونفع بكم
آمين
شكرآ لكم
ـ[رحمة الحسناوى]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 01:40]ـ
جزاك الله عنا كل خير وجعله الله فى ميزان حسناتك وافادنا الله به وهدانا لما فيه خيرى الدنيا والاخرة والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 09:05]ـ
::: رحمة الحسناوي:::
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ..
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 05:53]ـ
من أذكار الركوع:
2 - " اللهمَّ لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري ومخي، وعظمي وعصبي " رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه.
المخ: نقي العظم، وفي التهذيب: نقي عظام القصب، وقال [ B] ابن دريد ( http://webcache.googleusercontent.com/showalam.php?ids=13147): المخ ما أخرج من عظم
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:KE7wYShvnOEJ:ww w.islamweb.net/newlibrary/display_book.php%3Fbk_no%3D122 %26ID%3D7701%26idfrom%3D7688%2 6idto%3D8039%26bookid%3D122%26 startno%3D68+%D8%A7%D9%84%D9%8 5%D8%AE+%D9%85%D8%A7+%D8%A3%D8 %AE%D8%B1%D8%AC+%D9%85%D9%86+% D8%B9%D8%B8%D9%85&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=sa(/)
المسلم بين طول الأمل وبغتة الأجل
ـ[ابو البراء]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 12:22]ـ
المسلم بين طول الأمل وبغتة الأجل
بسم الله الرحمن الرحيم
" الأمل يلهي، والمطامع تغر، والعمر يمضي، والفرصة تضيع والأمل البراق ما يزال يخايل لهذا الإنسان وهو يجري وراءه، وينشغل به ن و يستغرق فيه حتى يجاوز المنطقة الآمنة، وحتى يغفل عن الله، وعن القدر، وعن الأجل وحتى ينسى أن هنالك واجبا، وأن هنالك محظورا، بل حتى لينسى أن هنالك إلها، وأن هنالك موتا، وأن هنالك نشورا، وهذا هو الأمل القاتل " (1 (
وإلا فهو مطبوع في جميع بني آدم، ولولاه ما تهنى أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدنيا. وإنما المذموم منه الاسترسال فيه، وعدم الاستعداد لأمر الآخرة، فمن سلم من ذلك لك يكلف بإزالته.
في صحيح البخاري (2) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال:" خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال: هذا الإنسان وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا "
" والمراد بالأعراض: الآفات العارضة له، فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا، وإن سلم من الجميع ولم يصبه آفة من مرض، أو فقد مال، أو غير ذلك بغته الأجل. والحاصل أن من لم يمت بالسبب مات بالأجل " (3) تعددت الأسباب والموت واحد.
وفي الحديث إشارة إلى الحض على قصر الأمل، والاستعداد لبغتة الأجل، وعبر بالنهش وهو لدغ ذات السم مبالغة في الإصابة والإهلاك
والشاهد أن الإنسان تتجاوز آماله حدود أجله، و يخترمه أجله دون أمله، وقد أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى، فعن جابر بن زيد -رضي الله عنه- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أعواد، فغرس إلى جنبه واحدا ثم مشى قليلا، فغرس آخر ثم مشى قليلا، فغرس آخر ثم قال: هل تدرون ما هذا؟ هذا مثل ابن آدم، وأجله، وأمله، فنفسه تتوق إلى أمله، ويخترمه أجله دون أمله " (4)
والحق سبحانه وتعالى نعى على بني إسرائيل حرصهم على الحياة -أي حياة- وطول الأمل فيها، فقال:" ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون " البقرة 96
ود هؤلاء أن لو يعمر أحدهم ألف سنة - والمعنى طول المكث في الحياة - وذلك غير نافعه، كما أن إبليس لم ينفعه طول عمره إذ كان كافرا.
وقال تعالى:" الر تلك ءايات الكتاب وقرءان المبين (1) ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين (2) ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون (3) " الحجر 1_3
أي ذرهم يأكلوا و يتمتعوا و يلههم الأمل عن التوبة و الإنابة، فسوف يعلمون عاقبة أمرهم.
وطول الأمل له سببان (5): أحدهما حب الدنيا، والآخر: الجهل
أما حب الدنيا: فهو أن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها و علائقها، ثقل على قلبه مفارقتها، فامتنع قلبه من الفكر
في الموت الذي هو سبب مفارقتها، وكل من كره شيئا دفعه عن نفسه، والإنسان مشغول بالأماني الباطلة، فيمني نفسه أبدا بما يوافق مراده، وإنما يوافق مراده البقاء في الدنيا، فلا يزال يتوهمه ويقدره في نفسه، و يقدر توابع البقاء، وما يحتاج إليه من مال، وأهل، ودار، وأصدقاء، ودواب ..... و سائر أسباب الدنيا.
فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه، فيلهو عن ذكر الموت، فلا يقدر قربه، فإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت، والحاجة إلى الاستعداد له سوف، ووعد نفسه، وقال: الأيام بين يديك إلى أن تكبر، ثم تتوب، وإذا كبر فيقول: إلى أن تصير شيخا، فإذا صار شيخا قال: إلى أن تفرغ من بناء هذه الدار، وعمارة هذه الضيعة، أو ترجع من هذه السفرة، أو تفرغ من تدبير هذا الولد، وجهازه، وتدبير مسكن له ..... إلخ -أغلب الناس لو سألتهم عن سبب انهماكهم في الحياة الدنيا لقالوا: نؤمن مستقبل أولادنا. ومن يؤمن مستقبلهم هم؟! الإنسان تنتظره مخاوف عدة: من سكرات الموت، وضمة قبر، وسؤال ملكين، و عرض مقعد، وطول انتظار في أرض محشر، ودنو شمس، وإلجام عرق، وزفرة
(يُتْبَعُ)
(/)
نار، وغضب جبار، وتطاير صحف، وميزان، وصراط .....
وآخر ذلك إما إلى الجنة، وإما إلى النار.
فمن يؤمن مستقبلك أيها الإنسان في هذه المواطن كلها غيرك!! - فلا يزال يسوف و يؤخر، ولا يخوض في شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال، إلى أن تخطفه المنية في وقت لم يحسبه فتطول عند ذلك حسرته، وأكثر أهل النار وصياحهم من (سوف)، والمسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف اليوم هو معه غدا، وإنما يزاد بطول المدة قوة و رسوخا، ويظن أنه يتصور أن يكون للخائض في الدنيا والحافظ لها فراغ قط، و هيهات، فما يفرغ منها إلا من طرحها.
وأما الجهل: فهو أن الإنسان قد يعول على شبابه فيستبعد قرب الموت مع الشباب، و ليس يتفكر المسكين أن مشايخ بلده لو عدوا لكانوا أقل من عشر رجال البلد، وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر.
وقد يستبعد الموت لصحته، و يستبعد الموت فجأة، و لا يدري أن ذلك غير بعيد، فالموت ليس له وقت مخصوص من شباب، و كهولة، و صيف و شتاء، و خريف و ربيع، وليل ونهار، ولكن الجهل بهذه الأمور، وحب الدنيا، و غواه إلى طول الأمل، و إلى الغفلة عن تقدير الموت القريب فهو أبدا يظن أن الموت يكون بين يديه، و لا يقدر نزوله به، و وقوعه فيه، وهو أبدا يظن أن يشيع الجنائز و لا يقدر أن يشيع جنازته، لأن هذا قد تكرر عليه وألفه، وهو مشاهدة موت غيره، فأما موت نفسه فلم يألفه، ولم يتصور أن يألفه فإنه لم يقع.
وإن عرفت أن سببه حب الدنيا، و الجهل، فعلاجه دفع سببه.
أما حب الدنيا فعلاجه إخراجه من القلب، وهو الداء العضال الذي أعيا الأولين والآخرين، ولا علاج له إلا بالإيمان باليوم الآخر، و بما فيه من عظيم العقاب، و جزيل الثواب، فإذا حصل اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب الدنيا، فإن حب الخطير هو الذي يمحو عن القلب حب الحقير.
وأما الجهل فيدفع بالفكر الصافي، والحكمة البالغة.
وأعظم من هذا وذاك أن يعلم الإنسان أن لو متع من السنين، ثم انقضى ذلك المتاع، وجاءه العذاب، أن ذلك المتاع الفائت لا ينفعه، و لا يغني عنه شيئا بعد انقضائه وحلول العذاب محله، وقد أوضح الله جل جلاله هذا المعنى في كتابه العزيز فقال:" أفبعذابنا يستعجلون (204 (أفرايت إن متعناهم سنين (205) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون (206) ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون (207) " الشعراء 204 - 207
فقصر العمر لا يمنع من دخول الجنة، كما أن طول العمر لا يمنع من دخول النار، وإنما المحك في الأعمال من خير و شر، و لذا كان الصالحون يقللون من الدنيا، و يبادرون الموت لمعرفتهم ذلك.
عندما جاء ملك الموت إلى موسى -عليه السلام - فقال له: أجب ربك، فلطم موسى -عليه السلام- عين ملك الموت ففقأها
فرجع الملك إلى الله فقال: إنك أرسلتني عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إلى عبدي فقل ك الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور، فما توارت يدك من شعره فإنك تعيش بها سنة. قال موسى: ثم مه؟ قال: ثم تموت. قال فالآن من قريب (6 (
و نبينا -صلى الله عليه وسلم - لما خير بين الخلود في الدنيا ولقاء ربه، آثر لقاء ربه، وقال: " اللهم الرفيق الأعلى " (7 (
و يتولد من طول الأمل خمسة أشياء: الكسل عن الطاعة والتسويف بالتوبة، والرغبة في الدنيا، والنسيان للآخرة، والقسوة في القلب. لأن رقة القلب وصفاءه إنما تقع بتذكير الموت والقبر والثواب والعقاب و أهوال القيامة.
قال علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه-: إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسى الآخرة، ألا وإن الدنيا ارتحلت مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، و غدا حساب ولا عمل.
ولكن الناس يلهثون وراء الدنيا، ويمنون أنفسهم بالأماني الكاذبة، ويكبرون وتكبر معهم أمانيهم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين: في حب الدنيا، وطول الأمل " (8 (
وقال أيضا:" يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان:: حب الدنيا، وطول العمر " (9 (
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن الإنسان لو عمر عمر نوح، وأعطي قوة عاد وثمود ن فلن يأخذ بهما فوق ما قدره الله له، ولن يمنعاه من الموت، فكان من تمام العقل البدار إلى الله ولقاءه، والاستعداد لذلك باغتنام الحياة، إذ هي وقت البدار، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، و صحتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك " (10 (
و لانعني بهذا أن يتبرهن الناس أو أن يجلسوا في البيوت، و يدعوا الحياة، فذلك غير مراد، وإنما السير في الحياة، والقيام بواجب الاستخلاف من غير تلج الحياة قلوب العباد، والصحابة -جيل القدوة -جمعوا بين الاثنين، العمل للدنيا والآخرة - في منظومة غير متنافرة لسان حالهم:" اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " فصحت لهم الدنيا وكانوا فيها سادة، وصحت لهم الآخرة، وأثنى عليهم رب العباد سبحانه، ورسوله- صلى الله عليه وسلم -
فحال المرء في الدنيا كعبد أرسله سيده في حاجة إلى غير بلده، فشأنه أن يبادر بفعل ما أرسل فيه ثم يعود إلى وطنه، ولا يتعلق بشيء غير ما هو فيه، قال النبي-صلى الله عليه وسلم-
" كن في الدنيا كانك غريب أو عابر سبيل " (11 (
دخل رجل على أبي ذر -رضي الله عنه - فجعل يقلب بصره في بيته فقال:" يا أب ذر أين متاعك؟ فقال: إن لنا بيتا نتوجه إليه، فقال: إنه لابد لك من متاع ما دمت هنا، فقال: إن صاحب المنزل لا يدعنا ههنا.
وقال سلمان الفارسي -رضي الله عنه -:" ثلاث أعجبتني حتى أضحكتني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس يغفل عنه، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط رب العالمين عليه أم راضي"
و كان الحسن يقول في موعظته: المبادرة المبادرة، فإنما هي الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تترقبون بها إلى الله، رحم الله امرأ نظر إلى نفسه، وبكى على عدد ذنوبه.
وعوتب بعض الصالحين على كثرة العبادة، فقال: إن الدنيا كانت ولم أكن فيها، وستكون ولا أكون فيها، ولا أريد أن أغبن أيامي.
الحياة لا تتوقف لموت أحد مهما بلغ في عز السلطان والجاه، وما هي إلا أيام ويطيه النسيان كما طواه التراب قبل، وذلك في الأقربين فكيف في الأبعدين، فاغتنم حياتك أيها المسكين، واعمل ليوم تشيب فيه الولدان.
قال ابن القيم رحمه الله: "ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أماني، والوقت ضائع بينهما "
أرى الدنيا لمن هي في يديه عذابا كلما كثرت لديه
تهين المكرمين لها بصغر وتكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه وخذ ما أنت محتاج إليه
طوبى لعبد بادر ساعته، واستعد للقاء ربه، وكان لسان حاله " وعجلت إليك رب لترضى " طه84
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهدى، ومن المعصية بعد الطاعة، فسددنا، واهدنا، واغفر لنا وتب علينا واجعلنا من الراشدين
بقلم: أبي صابر عاطف بن صابر شاهين
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
نقلها لكم أخوكم
رضوان بن أحمد تولايت الجزائري الأزهري
----------------------------------------
(1) الظلال (4/ 2126) بتصرف
(2) برقم (6417)
(3) الفتح (11/ 242)
(4) أخرجه وكيع في الزهد (2/ 437)،وأحمد في المسند (3/ 18) والرامهرمزي في الأمثال ص 170 من حديث ابي سعيد الخدري مرفوعا، وحسن إسناده العراقي في "المغني" بهامش الإحياء (4/ 438)
(5) انظر إحياء علوم الدين (4/ 441)
(6) أخرجه البخاري (1339) ومسلم (2372) من حديث أبي هريرة
(7) أخرجه البخاري (6348) من حديث أم المؤمنين عائشة
(8) أخرجه البخاري (6420)
(9) أخرجه البخاري (6421)
(10) أخرجه الحاكم (4/ 306) وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا
(11) أخرجه البخاري ((6416
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1552(/)
كيف تتعامل مع أسئلة طفلك المتلاحقة ... شاركونا الرأي
ـ[طالب الحديث]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 02:10]ـ
الطفل ذالك الصفحة البيضاء الذي لايعرف الكذب ولا الاحتيال
ولا المدهنة والمرآة
في كل يوم يرى أشياء جديدة من حوله
ويسمع ألفاظا جديدة عليه ..
ويرى أنا سا يفعلون أعما لا غريبة عليه
يرى في عالمه تناقضات من أفعال ومظاهر وعبادات وعادات.
فمثلا يرى رجلا يصلي وآخر لايصلي.
يرى امرأة محجبة بكامل سترها وحشمتها,
ويرى امرأة متبرجة سافرة قد عرضت نفسها لغضب الله تعالى ومقت المجتمع من حولها.
وكذالك يرى أنماطا مختلفة من الحياة.
كل هذا وغيره
يبعث عند الطفل أسئلة واستفهامات
متتابعة ...
ولذالك نرى بعض الآباء والأمهات يشتكون من كثرة أسئلة ابنهم أو ابنتهم الغريبة عليهم؟
فكيف تتعامل مع أسئلة ولدك وابنتك وطفلك؟؟.
أولا:
اعلم أن قلب الطفل صفحة بيضاء نقية.
ثانيا:
اعلم أن سؤال الطفل ليس مصدره العبث واللعب.
ثالثا:
فالطفل وإن كا نت هوايته المفضلة اللعب إلا أسئلته عن ما يدور حوله فهو فيها جاد.
فلا تتعامل معه بالامبالاة
فإن لذالك آثارا سلبية في ما بعد.
رابعا:
يجب أن تصغي جيدا لسؤال ولدك وتستمع له.
خامسا:
إذا كنت تعتقد أن هذا السؤال الموجه إليك من ولدك سخيفا لاقيمة له,
فاعلم أن هذا السؤال بالنسبة لولدك له أهمية بالغة عنده.
ويشغل مساحة كبيرة في تفكيره.
سادسا:
حاول الجواب على سؤاله بأسلوب لطيف.
سابعا:
انزل بمستواك إلى مستوى ولدك لترفعه مع الأيام إلى مستواك.
ثامنا:
لابد أن يكون جوابك مقنعا معللا بالبرهان والأمثلة حتى تقنعه.
تحذير:
اعلم أنك إذا لم تصغ لولدك وتجيب عليه بإجابة مقنعة شافية لما في صدره ..
فإنه لن ينس ذالك السؤال
و سيقى يعاوده بين الوقت والآخر.
انتبه!
إذا لم تجب على سؤال ولدك وتقنعه فإنه سيسأل غيرك وسيجد عنده جوابا.
إذا اقتنع ولدك بإجابة ذالك الشخص فإن تلك الإجابة لن تنمحي من ذاكرته وستلصق في قلبه ولا ينساها.
المصيبـ ـة
قد تكون تلك الإجابةمن ذالك الشخص كفيلة بالقضاء على دينه وأخلاقه في المستقبل القريب.
بعد هذا سيكون ولدك كل مادار في رأسه من سؤال أواستفسار ذهب لذالك الشخص, لأنه وجد عنده بغيته.
اعلم أن ولدك سيعتقد في قرارة نفسه أنك جاهل أو جاف غليظ لا تصلح أن تكون قدوة ..
وإذا بحثت عن السبب وجدته أنت!!
عندما أهملت سؤال طفولته,
فما عليك إلا أن تتجرع غصص إهمالك.
ومضة
قيل لأحد المبدعين كيف توصلت إلى ما توصلت إليه الآن من الإبداع؟؟
قال: كان أبي وأمي يجيب على أسئلتي بإجابة مقنعة.
هذه بنات أفكار
حضرتني هذه الساعة أتمنى أن تشاركوني الرأي
وأن تضيفوا ما عنكم لكي نثري الموضوع.
أشكركم وألقاكم على خير
أخوكم: عبد الكريم غالب الحميري
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 02:54]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 02:45]ـ
حضرتني هذه الساعة أتمنى أن تشاركوني الرأي
وأن تضيفوا ما عنكم لكي نثري الموضوع.
للتذكير ....
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 01:15]ـ
أذكر عندما كنت طفلاً ..
سألت أخي الكبير عن
كيفية مجيء الأولاد بعد الزواج
فقال لي: يقبّل كل واحد منهما الآخر
فتنتقل أشياء, صغيرة .. ثم تكبر في بطن الزوجة
ويأتي الولد بإذن الله .. !
وأرى بخصوص الأسئلة المحرجة خاصة
أن يجيب الوالد بذكاء, تقرّب الصورة
بنحو ما فعل أخي, ولو استعان مثلا
ببيان كيفية تلقيح النباتات ..
وقيل له مثلا إن أباك وأمك يجتمعان
ويحضنان بعضهما,,فيأتي الولد بأمر الله
ونحو ذلك .. فهو جيد
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:23]ـ
أذكر عندما كنت طفلاً ..
سألت أخي الكبير عن
كيفية مجيء الأولاد بعد الزواج
فقال لي: يقبّل كل واحد منهما الآخر
فتنتقل أشياء, صغيرة .. ثم تكبر في بطن الزوجة
ويأتي الولد بإذن الله .. !
وأرى بخصوص الأسئلة المحرجة خاصة
أن يجيب الوالد بذكاء, تقرّب الصورة
بنحو ما فعل أخي, ولو استعان مثلا
ببيان كيفية تلقيح النباتات ..
وقيل له مثلا إن أباك وأمك يجتمعان
ويحضنان بعضهما,,فيأتي الولد بأمر الله
ونحو ذلك .. فهو جيد
صعب جداً أخى الكريم
حتى هذه التبسيطات لا نستطيع ذكرها للطفل
الطفل من سلامة ذهنه وعدم تأثير الهوى عليه مثل الكبار يتذكر كلامك جيداً ويخرجه في مناسبته
وسأروى لك قصة صغيرة حدثت لي:
إبنى محمد حفظه الله وهداه كنت أمر معه من طريق في مدينتنا به ضريح وحانت الصلاة فقال لي لماذا لا ندخل للصلاة فقلت له هذا المسجد (مينفعش نصلى فيه لأن فيه واحد مدفون وده حرام فقال لماذا قلت: علشان الناس ممكن تدعوه وتعمل زى الناس ما بتعبد الأصنام زمان ... علشان كدة مينفعش نصلي في مكان به قبر) أي بسطت له الأمر
وبعد سنتين ولما صار عمره 11 عام رأى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر لي كلامى القديم وقال: مينفعش نصلى هنا فقلت له هذا مسجد الرسول وليس كباقى المساجد والقبر محاط بجدران عالية ... فلاحقنى قائلاً طيب ما القبر بتاع زمان كان داخل غرفة والرسول معاه اتنين مدفونين معاه كمان يبقى كان ممكن نصلى في المسجد بتاع زمان!
فبهتت ولم أفلح في شرح المسألة له بطريقة مناسبة لسنه فقلت له ستفهم عندما تكبر:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:43]ـ
أخي الحبيب,,هذا مثار عند الكبار أنفسهم
فكثير من الناس يستشكل هذا ..
وعليه فهو خارج محل النزاع ..
المقصود , إذا جاءك سؤال محرج
فتستطيع جوابه بنصف الحقيقة أو جلها
دون الاضطرار للكذب أو الإعراض عن السؤال
ـ[علي الزيود]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا
في الحقيقة الطفل كما ذكر الأخوان صفحة بيضاء أو وعاء فارغ , لذا يجب املاءه بما هو مفيد له
وعندما يسأل الطفل سؤال محرج وتتهرب من الاجابة يبقى مسرا على معرفة الجواب ولربما يحصل على الجواب من
شخص اخر وبشكل خاطيء فتبقى هذه الصورة عالقة في ذهنه ولذلك ةيجب الاجابة على اسئلته دون تهرب او تغير للحقائق وان تكون الاجابة صادقة ولكن دون تفصيل ممل وطويل ودون ايضاح كامل ولكن ليزول هذا الخاطر من ذهنه , فتربية الاطفال مدرسة وتحتاج الى ثقافة ومعرفة.
والمدرسة الاولى في تربية الاطفال هي المدرسة المحمدية , جعل الله اطفالنا من تلاميذها
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:41]ـ
والمدرسة الاولى في تربية الاطفال هي المدرسة المحمدية , جعل الله اطفالنا من تلاميذها
صدقت، ولكن المدرسة المحمدية تنتظر من يطبقها اليوم حتى يراها الأطفال واقعاً معاشاً فيصيروا تلاميذاً لها. لن يصبح الأطفال تلاميذها وأولياء الأمور تلاميذ مدارس غير محمدية.
ـ[ابونجلاء]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:34]ـ
أذكر من اللطائف:
أن والداً سألة ابنة يوماً .......... من أين أتينا؟
فقال الوالد في نفسه سأذكر له الحقيقة وإن كان ما كان ....
قال الوالد: أول شي تزوجت أمك ثم ....... ثم .......... ثم ....... ...... إلخ
قال الولد: (ايه حنا جينا من هنا) صديقي يقول حنا جايين من تبوك؟
ـ[طالب الحديث]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 05:23]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 06:54]ـ
بوركتم(/)
أيها السني إياك أن تغتر بالأسماء المتشابهة؟؟
ـ[أبومروة]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 02:32]ـ
أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ
الحمد لله وبعد.
قال تعالى: " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [الأنعام: 55].
قال ابن كثير: " أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ " أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ.ا. هـ.
إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم.
وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً، والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ.
والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في " قناة المستقلة " يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ.
أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون: قال العالمُ الفلاني كذا، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ، وهم في الأصلِ رافضةٌ.
قال الألوسي في " مختصر التحفة الإثنى عشرية " (ص 32): " ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... ".ا. هـ. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ.
1 - السُّدِّي:
هناك رجلان يقالُ لهم السدي.
الأول: السدي الكبير، والثاني: السدي الصغير.
ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما، وتتضحُ لهم الحقائقُ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ.
قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/ 132) عند ترجمة السدي الكبير: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، وقيل: مولى بني هاشم، أصله من حجازي، سكن الكوفة، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي، وهو السدي الكبير.ا. هـ.
ومما جاء في ترجمته: قال عبدان الأهوازي: كان إذا قعد غطى لحيته صدره. وقال محمد بن أبان الجُعفي، عن السدي: أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا عبد الله بن عمر.
أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/ 392): محمد بن مروان السدي الصغير، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.ا. هـ.
والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة، وهو رافضي غال، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/ 311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ (يعني الطوسي) في أصحاب السجاد والباقر، وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان: أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى. حكي أنه أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن علي، وقال الترمذي: وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. توفي في حدود سنة 128، وهو السدي الكبير.
والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال: قدم بغداد وحدث بها، وقال انه ضعيف متروك الحديث، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة، وهي ما يبقى من الطاق المسدود.ا. هـ.
2 – الطبري:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي.
أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام، ولد في آمل طبرستان، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ، له عدة مصنفات من أشهرها: " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/ 163) حيث قال: " لم يصنف أحد مثله ". وقال الخطيب أيضا (12/ 163) عن أبي حامد الإسفراييني: " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا ". وصنف أيضا " تهذيب الآثار "، و " تاريخ الرسل والملوك "، و " اختلاف الفقهاء "، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة، وله أنصار وأتباع، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر.
فائدةٌ:
الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له: تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء -، وحمارين، فقال لهم: أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط.
أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال: " رافضي له تواليف، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت "، رماه بالرفض عبد العزيز الكناني.ا. هـ.
وترجم له أيضا في " السير " (14/ 282) فقال: " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ: هُوَ مِنَ الرَّوَافض، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم، لَهُ كِتَاب: " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت "، وَكِتَاب: " المسترشد فِي الإِمَامَة ".ا. هـ.
وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة: " أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال: " كان يضع للروافض، كذا قال السليماني، وهذا رجم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما ندعي عصمته عن الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليماني أراد الآتي.ا. هـ.
والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي.
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/ 115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال: ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في أوائل تفسيره: وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية: الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة، ونبهت عليه لئلا يغتر به، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده، فلم يصفوه بذلك، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه، والعلم عند الله تعالى، قاله الخطيب.ا. هـ.
وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى "، وهو كتاب في منزلة التشيع، ودرجات الشيعة، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/ 291)، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/ 117).
والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين " (1/ 187 – 201) فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا.
3 – ابنُ قتيبة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن قتيبة اثنان سني وشيعي، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/ 298) فقال: " العَلاَّمَةُ، الكَبِيْرُ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ: " غَرِيْبُ القُرْآنِ "، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " المعَارِفِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ "، كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ "، كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ "، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ "، كِتَابُ " الفَرَسِ "، كِتَابُ " الهَجْو "، كِتَابُ " المَسَائِلِ "، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ "، كِتَابُ " المَيْسِرِ"، كِتَابُ " الإِبلِ "، كِتَابُ " الوَحْشِ "، كِتَابُ " الرُّؤيَا "، كِتَابُ " الفِقْهِ "، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ "، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ "، كِتَابُ " الصِّيَامِ "، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي "، كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " القِرَاءاتِ "، كِتَابُ " الأَنوَاءِ "، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ "، كِتَابُ " الأَشرِبَةِ ".ا. هـ.
وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " (ص 32): " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف "، فصنف ذلك الرافضي كتابا، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال.ا. هـ.
4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة:
وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/ 529) فقال: " الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ بَطَّةَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ.ا. هـ.
أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/ 227) فقال: عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم، وقدحه خطيب بغداد، توفي سنة 387 هـ. وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال: كان كبير المنزلة بـ " قم "، كثير الأدب والفضل والعلم الخ. وعن ابن شهر أشوب: الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم.ا. هـ.
5 – ابنُ حَجر:
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء، فتجدهم يقولون: " قال ابن حجر "، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال: " من ابن حجر؟ ". فيقول: " صاحب الصواعق المحرقة ". فيرد الشيخ عثمان: " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني، وليس ابن حجر الهيتمي. فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك.
وبعد هذا؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة، والكذب دين يدينون به، وهذه أحدها، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة، واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية "، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
الموضوع منقول للفائدة ولأهميته
ـ[أبومروة]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 12:48]ـ
جزاكم الله خيرا على نقل الموضوع -
لمعلوماتكم المقالة منقولة من موقع صيد الفوائد
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 03:26]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 08:05]ـ
(تنبيه) ابن حجر الهيتمي ليس رافضيا
ـ[أبومروة]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
نعم أخي ابن حجر الهيثمي ليس رافضيا
أحسنت التوضيح والتنبيه
أبقاك الله مرآة نرى من خلالك أخطاءنا حين الخطأ
لافض فوك ولاعاش حاسدوك أخي العوضي(/)
أنصح إخواني بهذا الدعاء.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 02:57]ـ
كلنا مخلط، ولكن الأمل أن يتجاوز الله عن خطيئاتنا بما وفقنا فيه من بعض طاعته، وفي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ.
فجعل النبي المانع من الانتفاع بالعمل الصالح عدم الخضوع لله والاقرار بالذنب وطلب المغفرة يوم الدين - فإذا أكثرنا من دعاء: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ رجونا النجاة وقلنا يارب أما نحن فقد قلناها أياماً ومراراً.
ولا ننسى قول الخليل إبراهيم " والذي أطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين "
ـ[قلب طيب]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 03:57]ـ
رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين
جزيتم خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 06:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ام عبيدة]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 05:12]ـ
رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ
جزاك الله خيرا ... ونفع بك(/)
من الشيخ المحدث عبدالله السعد إلى أهلنا في غزة والمسلمين أجمع (صوتي)
ـ[السوادي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 03:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد انقطاع عن تسجيلات شيخنا الشيخ عبدالله السعد حفظه الله , تأتي هذه الكلمة التي ألقاها في درسه الأسبوعي كل أثنين , تكلم فيها الشيخ عن أهلنا في غزة رفع الله عنهم وعن أحوال المنطقة عموما , فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء ونصر به وحفظه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لتحميل المادة MP3
http://www.nabd.net/al3lm/alsa3d/sound/kalimat/ghazzah.mp3
لحفظها بصيغة rm ( حجم أقل)
http://www.nabd.net/al3lm/alsa3d/sound/kalimat/ghazzah.rm
( لمن يتصفح باستخدام بروكسي , قم بتضليل الرابط ثم نسخه ولصقه في برنامج الريل بلير عن طريق File ثم open , أو نسخه في متصفح جديد.)
منقول
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 05:13]ـ
بارك الله في الشيخ ونفع به وجزاه عن المسلمين خير الجزاء
شكر الله لك هذا النقل أخي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 12:32]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 03:08]ـ
بارك الله في هذا الشيخ الصداع بالحق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 08:55]ـ
بارك الله فيك أخي السوادي على ما نقلته لنا من كلام شيخنا الجليل السعد
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 08:47]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الله ونفع به ونصر الله إخواننا في غزة دفع عنهم شر هؤلاء اليهود.(/)
لمن أراد مشاهدة العلامة بوخبزة والحسن العلمي وتوفيق الغلبزوري
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 03:59]ـ
السلام عليكم استمع لبوخبزة والغلبزوري والعلمي وشاهدهم يردون على فرقة العدل والاحسان
http://www.khorafa.org/khorafa/video...?cat=5&track=1
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 12:35]ـ
أخى عبدالرحمن هل لا أرسلت لى أى شىء عن العلامة بوخبزة والغلبزوري والعلمي صوتا أو فيديو أو مقالات أو كتب
ـ[الحُميدي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 06:25]ـ
بارك الله فيك .. أخي الحبيب عبد الرحمن
أما بالنسبة لشيخنا محمد بوخبزة أخي الدكتور عبد الباقي فانظر هنا
www.bokhabza.com
وللدكتور توفيق الغلبزوري وحسن العلمي رسائل أغلبها مطبوعة في المغرب فقط.(/)
أقوال بعض المنصفين من أهل الشرق والغرب في الرسول عليه الصلاة و السلام وفي رسالته
ـ[ابو البراء]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 04:20]ـ
أقوال بعض المنصفين من أهل الشرق والغرب في الرسول عليه الصلاة و السلام وفي رسالته
إلى من لم يعرفْ الإسلامَ على حقيقته، إلى من لم يقدِّرْ نعمةَ الله عليه ممن وُلِدَ مسلماً فلم يعرفْ من دينِه إلا اسمَه، إلى من تكلَّمَ عن الإسلامِ بدافعِ الحقدِ والحسدِ، إلى من قرأ شيئاً عن الإٍلامِ بهدفِ التنقيصِ والطعنِ، إلى من اغتَرَّ بالغربِ وأهلِه واسمعَ للمستشرقينَ وأذنابِهم؛ إلى هؤلاءِ جميعاً أقدمُ هذه الأقوالَ مصداقاً لقولِ النبي صلى الله عليه و سلم: " إن اللهَ يؤيِّدُ هذا الدينَ بالرجلِ الفاجِرِ " ([1])
قال دوديانوس الوزيرُ الفرنسي: [جاء الإسلامُ مخالفاً لكثيرٍ من الأديانِ التي ضاعتْ حقيقتُها، ولكنه جاءَ مُنَزَّهاً عما لا يُعقَلُ من الخرافاتِ والأباطيلِ، وإن خالفَ المسيحيينَ في أن المسيحَ بشرٌ لا يملِكُ لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله. والإسلامُ مكمِّلٌ للإنسانيةِ، لا غموضَ فيه، وهو يقرِّرُ الوحدانيةَ، فسَلِمَ من التناقضِ والمعارضةِ العقليةِ. الإسلامُ أمرَ بالمساواةِ، والاشتغالِ بالعملِ، والتنَزُّهِ عن الرهبانيةِ. أما تأخرُ أهلِه فناشئٌ من أنهم انحرَفوا عن أصولِه، وتوجَّهوا لغير مرامِه].
وقال شارل مزمر الفرنساوي المعروفُ: [إنني أظهرُ فكري بكلِّ صراحةٍ وأقولُ: لو وَجَدَ دينُ الإسلامِ المبلغينَ المقتدرينَ الذينَ يقدرون على المذاكرةِ والتفاهمِ مع علماءِ النصارى في هذه الأزمنةِ التي تنتشرُ فيها مذاهبُ الضلالةِ وتنتَصِرُ، لأسلمَ الناسُ جميعاً].
وقال الكاتبُ الفيلسوفُ برناردوشو المعروف: [سيجيء يومٌ يعتنقُ فيه الغربُ الإسلامَ، فإنه مضتْ قرونٌ كاملةٌ كان للغربِ فيها كتبٌ وجرائدٌ مملوءةٌ من الافتراءاتِ على دينِ الإسلامِ ونبيه عليه الصلاة و السلامأما اليومَ فقد تُرجِمَتْ معاني القرآنِ، وبعضِ كتبِ الإسلامِ، إلى لغاتِ بلادِ أوروبا ولا سيما الإنجليزية، ففهِمَ رجالُ الغربِ أن الإسلامَ الحقيقيَّ ليس الذي كانوا يقرؤونه ويعرفونه في الجرائد والكتبِ السابقةِ].
وقال أيضاً: [إن الرجلَ العالِمَ يميلُ بطبعه إلى الإسلامِ لأنه الدينُ الوحيدُ الذي ينظرُ إلى أمورِ الدنيا والآخرةِ سواء].
وقال أيضاً: [إني أعتقدُ أن رجلاً كمحمدٍ لو تَسَلَّمَ زمامَ الحكمِ المطلَقِ في العالَمِ أجمعَ لتمَّ له النجاحُ في حكمه، ولقادَهُ إلى الخيرِ، ولحلَّ مشاكلَه على وجهٍ يكفُلُ للعالَمِ السلامَ والسعادةَ المنشودةَ].
ويقول أيضاً: [قد وضعتُ دائماً دينَ محمدٍ) صلى الله عليه و سلم (موضعَ الاعتبارِ السامي بسببِ حَيَوِيَّتِه المدهشة. فهو الدينُ الوحيدُ الذي يلوحُ لي أنه حائزٌ أهليةَ الهضمِ لأطوارِ الحياةِ المختلفةِ، بحيث يستطيعُ أن يكونَ جذاباً لكلِّ جيلٍ من الناسِ. ولقد تَنَبَّأتُ بأن دينَ محمدٍ) صلى الله عليه و سلم (سيكونُ مقبولاً لدى أوروبا غداً. ولقد بدا كونَه مقبولاً لديهم اليومَ. وقد صور أكليدوس القرونَ الوسطى للإسلامِ بأحلَكِ الألوانِ، إما بسببِ التعصبِ الذميمِ، أو بسببِ الجهلِ الممقوتِ].
ثم قال: [ولقد كانوا في الواقعِ يُمَرَّنونَ على كراهيةِ محمدٍ وكراهيةِ دينِه. وكانوا يعتبرونه خصماً للمسيحِ. ولقد درَسْتُه باعتبارِه رجلاً مدهِشاً، فرأيتُه بعيداً عن مخاصمةِ المسيحِ. بل يجبُ أن يُدعَى منقذَ الإنسانيةِ. وإني لأعتقدُ بأنه لو تولى رجلٌ مثلَه زمامَ العالَمِ الحديثِ لنجَحَ في حلِّ مشاكِلِه بطريقةٍ تجلبُ إلى العالَمِ السلامَ والسعادةَ، اللَّذَينِ هو في أشدِّ الحاجةِ إليهما. ولقد أدركَ ذلك في القرنِ التاسع عشر مفكِّرونَ أمثال: كارليل، و جون، وهكذا وُجِدَ تحوُّلٌ حَسَنٌ في موقفِ أوروبا من الإسلامِِ].
وقال بيرك في بعضِ خطاباته في البرلمان الإنجليزي: [إن دينَ الإسلامِ هو أحكمُ وأعقلُ وأرحمُ تشريعٍ عرفَه التاريخُ البشريُّ].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال توماس كارليل: [لقد أصبحَ من أكبرِ العارِ على أيِّ فردٍ متمدْيِنٍ من أبناءِ هذا العصرِ أن يُصغي إلى ما يظنُّ أن دينَ الإسلامِ كَذِبٌ وأن محمداً خداعٌ مزوَّرٌ. وآن لنا أن نحاربَ ما يُشاعُ من مثلِ هذه الأقوالِ السخيفةِ المخجِلةِ، فإن الرسالةَ التي أداها ذلك الرسولُ ما زالتْ السراجَ المنيرَ اثني عشر قرناً، لنحوِ مائتي مليونٍ من الناسِ أمثالِنا، خلقَهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدُكُم يظنُّ أن هذه الرسالةَ التي عاش بها ومات عليها هذه الملايينُ الفائتةُ الحصرِ والإحصار أكذوبةٌ وخدعةٌ؟ أما أنا فلا أستطيعُ أن أرى هذا الرأيَ أبداً. ولو أن الكذبَ والغشَّ يروجانِ عندَ خلقِ الله هذا الرواجَ ويصادفان منهم مثل ذلكَ التصديقِ والقبولِ، فما الناسُ إلا بُلْهٌ ومجانين، وما الحياةُ إلا سخفٌ وعبثٌ وأضلولةٌ، كان الأولى بها ألا تخلق. فوا أسفاه ما أسوأَ مثلَ هذا الزعم! وما أضعفَ أهلُه وأحقهم بالرثاء والمرحمة!].
ثم قال: [وعلى هذا فلسنا نَعُدُّ محمداً) صلى الله عليه و سلم (هذا قطُّ رجلاً كاذباً متصنِّعاً يتذرَّعُ بالحِيَلِ والوسائلِ إلى بغيةٍ أو يطمحُ إلى درجةِ ملِكٍ أو سلطانٍ أو غيرِ ذلك من الحقائرِ والصغائرِ. وما الرسالةُ التي أداها إلا حقٌّ صراحٌ. وما كَلِمَتُه إلا صوتٌ صادقٌ صادرٌ من العالَمِ المجهولِ. كلا، ما محمدٌ بالكاذبِ ولا الملفِّقِ وإنما هو قطعةٌ من الحياةِ قد تَفَطَّرَ لها قلبُ الطبيعةِ، فإذا هي شهابٌ قد أضاءَ العالَمَ أجمعَ. ذلك أمرُ الله، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاءُ، والله ذو الفضلِ العظيمِ. وهذه حقيقةٌ تدفَعُ كلَّ باطلٍ، وتدحضُ حجةَ القومِ الكافرين].
وقال عن القرآن: [إن القرآنَ كتابٌ لا ريبَ فيه، وإن الإحساساتِ الصادقةَ الشريفةَ والنياتِ الكريمةَ تُظهِرُ لي فضلَ القرآنِ. والفضلُ الذي هو أول وآخرُ فضلٍِ، وُجِدَ في كتابٍ نتجَتْ عنه جميعُ الفضائلِ على اختلافِها، بل هو الكتابُ الذي يُقال عنه في الختام: وفي ذلكَ فليتنافَسِ المتنافسونَ، لكثرَةِ ما فيه من الفضائلِ المتعددةِ].
وقال المستشرقُ الإنجليزي هـ. جي ويلز: [إن من أرفعِ الأدلةِ على صدقِ محمدٍ) صلى الله عليه و سلم (كونَ أهلِه وأقربِ الناسِ إليه يؤمنون به. فقد كانوا مطَّلعينَ على أسرارِه، ولو شكّوا في صدقِه لما آمنوا به].
وقال المؤرخُ الكبيرُ جوستاف لوبون عن القرآنِ الكريمِ والدعوةِ المحمدية: [حسبُ هذا الكتابِ جلالةً ومجداً أن الأربعةَ عشرَ قرناً التي مرَّتْ عليه لم تستَطِعْ أن تُجَفِّفَ ولو بعضَ الشيءِ من أسلوبِه الذي لا يزال غَضاً. كأن عهدَه وعهدَ رسالتِه بالوجودِ أمسِ].
و للمزيد الرجاء الدخول على هذا الرابط
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1553
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 04:03]ـ
المشكلة في هكذا مقالات أنها تفتقر الى التوثيق و المصادر ما يحد من فعاليتها فحبذا لو تنقل معها المصادر فلها نفس تأثير الأقوال
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 12:57]ـ
نقولات جيدة ومفيدة جداً، وأضم صوتي الى الأخ: ابن الرومية في طلب المصادر لتوثيقها.
كما أنني أرجو من الإخوة كما يبحثون عن أقوال المنصفين من الغرب عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن يبحثوا أيضاً وبنفس درجة الجد عن أقوال غير المنصفين والذين هم في الغالب الأعلى صوتا والأذيع انتشاراً والأقوى في التأثير على جماهير الغرب - لكي يتم مناقشة دعواهم وشبههم وأباطيلهم بنفس المنطق والأسس الذي يتحدثون بها، فلكم ساءني برنامج الاتجاه المعاكس الذي أذيع أمس الأول على الهواء والذي تكلمت فيه امرأة عربية امريكية، بلغة عربية وأخذت تصم الاسلام والنبي الكريم والقرآن بكل نقيصة وتسرد بعض الآيات والأحاديث، ولم يكن على الطرف الآخر من هو أهل للرد عليها إلا بالتشنج والردود العاطفية.
ومن المؤكد أن ما تفوهت به هذه المرأة يوقن به الكثير من أفراد الشعوب الغربية مما يجعل هذه الشعوب موافقة في الغالب ومؤيدة لأي إساءة الى الدين الاسلامي ورموزه مما يحتم ويوجب علينا - ولو من باب تقليص أعداد المؤيدين لهذه الاعتداءات - أن نتعرف على هذه الاتهامات والأباطيل وأن ننبري لتفنيدها وتوضيح حقيقة هذا الدين وحقيقة رسوله - بأبي هو وأمي.(/)
قواعد في التعامل مع العلماء
ـ[نبيل عليش الجزائري]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما لاحظت و لاحظ الكثير من الإخوة في هذا المنتدى الطيب غفلة بعض الأعضاء الطيبين عن الأسس و القواعد السلفية في التعامل مع العلماء، فأضع بين أيديهم هذا الكتاب القيم لعله يكون تذكرة لهم و هو لفضيلة الشيخ عبد الرحمن اللويحق - وفقه الله - بعنوان: قواعد في التعامل مع العلماء مع تقديم العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.
من هنا صفحة الكتاب ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=22&book=1536)
و الله أعلم
ـ[عمار محمد]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد فهذا كتاب رائع أشكركم على طرحه في هذا المنتدى وحبذا لو كان بصيغة وورد.(/)
فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 10:42]ـ
فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
أبو يونس العباسي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ,سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
في مثل هذه الوقت الذي يمر بغزة ما يمر وفي ظل هذا الصمت العالمي, كان لزاما علينا أن ننصر أهل غزة بما نستطيع أن ننصرهم به ,ولو بالكلمة لمن لا يستطيع غيرها ,حتى يمن الله علينا بالجهاد مع المجاهدين والرباط مع المرابطين , فنقول لشعبنا المسلم في غزة ,ولكل من ينتمي لهذه الأمة ,فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.
ونبتدأ كلمتنا هذه بالتساؤل التالي:
لماذا خلقنا الله سبحانه وتعالى؟ ولنعلم أن هذا سؤال لا بد أن نذكر به الناس دوما ونذكر به أنفسنا ألا فلتعلموا أيها الإخوة أننا خلقنا لعبادة ربنا سبحانه وتعالى ,ودليل هذا قوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"ولكن عبادة بمفهومها الشامل والكامل الذي يسع الحياة بأسرها ,تلكم العبادة التي أشار إليها الله عز وجل إليها بقوله"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين""
ومن الجدير ذكره أن العبادة مستلزمة للابتلاء وأن سنة الله في عباده المخلصين أن يبتليهم بالمشاق والصعوبات وما تكرهه النفس ويضر بها, ولا يحصل الإنسان على ثواب العبادة إلا إذا صبر على لأوائها, مصداقا لقوله تعالى "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"
ولا بد أيها الإخوة الكرام ان نعرف طبيعة حياة الإنسان في هذه الدار كما يراها الله تعالى,
ومن المعروف أن الحياة بالنسبة للإنسان هي دار تعب ونصب ومشقة وهذه حقيقة شرعية دل عليها كتاب ربنا كما في قوله تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد" أي في تعب ومشقة وكما في قوله "ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه""
إذن فلاراحة للإنسان في الدنيا وإنما راحته في الآخرة ,ولقد سأل الإمام أحمد رحمه الله عن الراحة فقال:عندما أضع أول قدم لي في الجنة ,فهذه هي حقيقة الحياة فاعرفوا ذلك فإنه يهون عليكم المصاب ,قال الله تعالى: "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"
ولكن ما الذي بدل حال أمتنا منيسر إلى عسر؟
والجواب أن ابتعادنا عن منهج ربنا هو ما بدل حالنا ويل على ذلك ذلكم الحديث الذي أخرجه ابن ماجه والبزار وصححه الألباني عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.
إذن فداؤنا معروف ودواؤنا معروف فمتى نضع الدواء على موضع الداء فنبرأ
ولعلي أسمع صوتا يخرج من بواطن المخلصين من المسلمين ,هل سيدوم هذا الحال المزري الذي تمر به الأمة اليوم؟
فأقول نحن الذين نحدد هل سيدوم هذا الحال أم لن يدوم ,فإن رجعنا إلى ديننا كانت الثانية وإلا فالأولى, وستكون الثانية بإذن الله وذلك لقوله تعالى "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا"
وقوله "سيجعل الله من بعد عسر يسرا"وقوله"ومن يتق الله يجعل له مخرجا"وقوله:" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
وقول ابن مسعود: والله لو كان العسر في جحر ضب لأدركه اليسر:,ولن يغلب عسر يسرين وكما فال الشاعر: ضاقت حتى إذا استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وهنا نحب أن نوجه نصيحة لإخواننا المضطهدين المقهورين في الأرض وعلى رأسهم الإخوة في غزة فنقول لهم: ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ ابشر بخير فان الفارج الله
اذا بليت فثق بالله وارض به ....... ان الذي يكشف البلوى هوالله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ ابشر بخير فان الفارج الله
(يُتْبَعُ)
(/)
اليأس يقطع احيانا بصاحبه ........... لاتيأسن فان الفارج الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ ابشر بخير فان الفارج الله
الله حسبك مماعذت منه به ......... وأين امنع ممن حسبه الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ........ ابشر بخير فان الفارج الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة .......... لاتجزعن فان الكافي الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ...... ابشر بخير فان الفارج الله
والله مالك غير الله من احد ....... فحسبك الله في كل لك الله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ...... ابشر بخير فان الفارج الله
الحمدلله شكرا لاشريك له ........ ماسرع الخيرجدا حين يشاالله
ياصاحب الهم ان الهم منفرج ..... ابشر بخير فان الفارج الله
وهنا نود أن نذكر إخواننا إلى دعاء تفريج الهموم كما علمنا إياه محمد صلى الله عليه وسلم: فقد أخرج أحمد والبزار والحاكم في مستدركه وصححه الألباني في صحيح الجامع عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه وأبدله مكان حزنه فرحا
قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
ونود بهذه المناسبة ان نذكر الإخوة بأهمية التضرع لله في مثل هذه الأوقات ودعائه وسؤاله الاستعانة به فهذه مظاهر من مظاهر العبودية لله في مثل هذه الأوقات ووبمثل هذه المظاهر كان ينصر الله عباده على مر الدهور والأزمان, قال الله تعالى" ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون"وقال جل جلاله" "ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسن تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون"
وأما عن الأسباب التي ييسر بها الله لليسرى أو للعسرى فقد قال ربنا العظيم "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى"
وهذا باب عظيم غفلت عنه الأمة فوصلها بدل اليسر عسرا والله المستعان.
ونحن نتكلم عن البلاء الذي ألم بإخواننا في غزة نتساءل هل في قضاء الله وقدره ما هو شرللمسلم؟
والجواب لا وألف لا فمن اعتقادنا نحن أهل السنة أن كل ما قدر الرحمن محمود وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما عتد البخاري ومسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
ونحن نبشر أهلنا في غزة أن الله لن يترككم وسيبقى معكم ما تمسكتم بدينه وقاتلتم في سبيله مصداقا لقوله سبحانه وتعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"وقوله كذلك"إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
القول الأفخم في تعظيم النبي الأكرم ح 2
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 04:36]ـ
ما قبل النبوة
الاصطفاء
الله سبحانه يصطفي من يشاء من الناس , لحمل أمانة الدعوة إلى توحيده وتمجيده , وعبادته وحده دون سواه , والإعلان بأنه لا إله إلا الله , قال تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)} آل عمران.
وقال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير في تفسيره في قوله تعالى:
" .. يخبر تعالى أنه اختار هذه البيوت على سائر أهل الأرض، فاصطفى آدم، عليه السلام، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه أسماء كل شيء، وأسكنه الجنة ثم أهبطه منها، لما له في ذلك من الحكمة.
واصطفى نوحا، عليه السلام، وجعله أول رسول [بعثه] (1) إلى أهل الأرض، لما عبد الناس الأوثان، وأشركوا في دين الله ما لم ينزل به سلطانا ... واصطفى آل إبراهيم، ومنهم: سيد البشر وخاتم الأنبياء على الإطلاق محمد صلى الله عليه وسلم .. "
وبسندنا إلى الإمام السيوطي في الدر المنثور قال:
" .. أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله {وآل إبراهيم وآل عمران} قال: هم المؤمنون من آل إبراهيم، وآل عمران، وآل ياسين، وآل محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال:
ذكر الله أهل بيتين صالحين، ورجلين صالحين، ففضلهم على العالمين، فكان محمد صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم.
وأخرج ابن جرير وأبي أبي حاتم عن الحسن في الآية قال:
فضلهم الله على العالمين بالنبوّة على الناس كلهم، كانوا هم الأنبياء الأتقياء المطيعين لربهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ذرية بعضها من بعض} قال: في النية، والعمل، والإخلاص، والتوحيد.
وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، أن علياً قال للحسن قم فاخطب الناس قال: إني أهابك أن أخطب وأنا أراك. فتغيب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه، فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه وتكلم. ثم نزل فقال علي رضي الله عنه {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله
{إن الله اصطفى} يعني اختار من الناس لرسالته {آدم ونوحاً وآل إبراهيم} يعني إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط {وآل عمران على العالمين} يعني اختارهم للنبوّة والرسالة على عالمي ذلك الزمان. فهم ذرية بعضها من بعض، فكل هؤلاء من ذرية آدم، ثم ذرية نوح، ثم من ذرية إبراهيم.
ولأن النبوة أمر عظيم، يختار لها الله عز وجل أهلاً يصنعهم على عينه، كما قال في نبيه موسى عليه السلام: {وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}
قال الطبري:
واختلف أهل التأويل في معنى المحبة التي قال الله جلّ ثناؤه وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي)، فقال بعضهم: عنى بذلك أنه حببه إلى عباده.* ذكر من قال ذلك: حدثني الحسين بن عليّ الصدائي والعباس بن محمد الدوري، قالا ثنا حسين الجعفي عن موسى بن قبس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، في قول الله (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) قال عباس: حببتك إلى عبادي، وقال الصُّدَاني: حببتك إلى خلقي.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أي حسنت خلقك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني إبراهيم بن مهدي، عن رجل، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، قوله (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) قال: حسنا وملاحة.
قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله ألقى محبته على موسى، كما قال جلّ ثناؤه (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) فحببه إلى آسية امرأة فرعون، حتى تبنَّته وغذّته وربَّته، و إلى فرعون، حتى كفّ عنه عاديته وشرّه، وقد قيل: إنما قيل: وألقيت عليك محبة مني، لأنه حببه إلى كل من رآه. ومعنى (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) حببتك إليهم، يقول الرجل لآخر إذا أحبه: ألقيت عليك رحمتي: أي محبتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول في تأويل قوله تعالى: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39))
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) فقال بعضهم:
معناه: ولتغذى وتربى على محبتي وإرادتي.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: هو غذاؤه، ولتغذى على عيني.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) قال: جعله في بيت الملك ينعم ويترف غذاؤه عندهم غذاء الملك، فتلك الصنعة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأنت بعيني في أحوالك كلها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) قال: أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت، ثم في البحر، و (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ). وقرأ ابن نهيك (وَلِتَصْنَعَ) بفتح التاء.
وتأوّله كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبد المؤمن، قال: سمعت أبا نهيك يقرأ (وَلِتَصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) فسألته عن ذلك، فقال: ولتعمل على عيني ... ولتغذى على عيني، ألقيت عليك المحبة مني، وعني بقوله (عَلى عَيْنِي) بمرأى مني ومحبة وإرادة."
وذلك هو الأمر لنبينا محمد ٍ صلى الله عليه وسلم.
فقد روينا بسندنا إلى الإمام أحمد رحمه الله في المسند قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيًّا قَالَ:"وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام بَيْنَ الرُّوحِ والجسد ".
ومن طريق الإمام البيهقي في دلائل النبوة قال:
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو صالح وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة قال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل (1) في طينته، وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت؛ وكذلك أمهات النبيين يرين».
وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام - وفي رواية يعقوب: أضاءت منه قصور الشام تابعه عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح. ورواه أيضا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن سعيد بن سويد. وقوله صلى الله عليه وسلم:
«إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته» يريد به: أنه كان كذلك في قضاء الله وتقديره قبل أن يكون أبو البشر وأول الأنبياء صلوات الله عليهم، وقوله: «وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم عليه السلام»
يريد به أن إبراهيم عليه السلام لما أخذ في بناء البيت دعا الله - تعالى جده-أن يجعل ذلك البلد آمنا، ويجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، ويرزقهم من الثمرات والطيبات. ثم قال: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (2)) فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا صلى الله عليه وسلم، وجعله الرسول الذي سأله إبراهيم عليه السلام، ودعاه أن يبعثه إلى أهل مكة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا دعوة أبي إبراهيم» ومعناه: أن الله تعالى لما قضى أن يجعل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأثبت ذلك في أم الكتاب، أنجز هذا القضاء بأن قيض إبراهيم عليه السلام للدعاء الذي ذكرنا ليكون إرساله إياه بدعائه كما يكون تقلبه من صلبه إلى أصلاب أولاده. وأما قوله «وبشارة عيسى بي» فهو أن الله تعالى أمر عيسى عليه السلام فبشر به قومه فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يخلق صلى الله عليه وسلم.
*من طريق الإمام أبي حاتم ابن حبان في صحيحه قال:" .. ذكر كتبة الله جل وعلا عنده محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ".
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان، بالفسطاط، حدثنا الحارث بن مسكين، حدثنا ابن وهب، قال: وأخبرني معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي، عن العرباض بن سارية الفزاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني عند الله مكتوب بخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل (1) في طينته، وسأخبركم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاءت لها منه قصور الشام» (1) منجدل: ملقى على الجدالة وهي الأرض.
فلما كان الاصطفاء كان الاعتناء، ... والى صلةٍ قريبةٍ بإذن الله(/)
حديث: «دخل رجل الجنة في ذباب»
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 09:24]ـ
حديث: «دخل رجل الجنة في ذباب»
هل يصح مرفوعاً؟!
بقلم: أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأُثري
أورد إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي ـ رحمه الله ـ في كتاب «التوحيد» (ص: 48ـ49) حديث «دخل رجل الجنة في ذباب» فقال:
« .. وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله ليه وسلم قال: «دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب. قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟! قال: مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً، فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله ـ عز وجل ـ فضربوا عنقه فدخل الجنة». رواه أحمد». انتهى.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ[يعني في «الجواب الكافي» (ص:21)]: قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ «حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب ـ يرفعه ـ قال: «دخل الجنة في رجل في ذباب .. ». الحديث». انتهى.
وقال ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (33038): حدثنا وكيع قال: ثنا سفيان، عن مخارق بن خليفة، عن طارق بن شهاب، عن سلمان قال: «دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النار، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا: لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئاً. فقالوا لأحدهما: قدم شيئاً فأبى فقتل، وقالوا للآخر: قدم شيئاً فقالوا: قدم ولو ذبابا فقال: وأيش ذباب؟! فقدم ذبابا فدخل النار، فقال سلمان: فهذا دخل الجنة في ذباب ودخل هذا النار في ذباب».
ورواه وأحمد في «الزهد» (1/ 15)، والبيهقي في «الشعب» برقم (7343)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 203).
وقوله في «التوحيد» (49): «رواه أحمد». غير دقيق، وكذلك القول بالرفع أيضاً، كما في «فتح المجيد» (ص: 142)، وكذلك في «معارج القبول» (2/ 454).
وفي «تيسير العزيز الحميد» (ص: 160) قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ: «وقد طالعت «المسند» فما رأيته فيه فلعل الإمام رواه في كتاب «الزهد» أو غيره». انتهى.
قلت: وقد قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ـ رحمه الله ـ في مقدمة «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» (ص: 9): عن كتاب «تيسير العزيز الحميد»: « .. رأيته أطنب في مواضع .. ». فليته أبقى هذا الإطناب، ولو أبقاه على ما قاله الشيخ سليمان بن عبد الله لكان خيراً وأحسن تاويلاً، ذلك أن الإمام أحمد إنما رواه في «الزهد» (ص: 15) ولم يرفعه فمن أين تتطرق الخطأ في رفعه.
وفي «الدر المنثور» (6/ 75) للسيوطي: «عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: قال سلمان:
«دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب».
قالوا: وما الذباب؟ فرأى ذبابا على ثوب إنسان فقال: هذا الذباب.
قالوا: وكيف ذلك؟ قال: مر رجلان مسلمان على قوم يعكفون على صنم لهم لا يجاوزه أحد حتى يقرب له شيئا فقالوا لهما: قربا لصنمنا قربانا.
قالا: لا نشرك بالله شيئاً.
قالوا: قربا ما شئتما، ولو ذباباً.
فقال أحدهما لصاحبه: ما ترى؟ قال أحدهما: لا أشرك بالله شيئاً. فقتل فدخل الجنة.
فقال الآخر: بيده على وجهه فاخذ ذباباً فالقاه على الصنم فخلوا سبيله فدخل النار.
وقد سألت عنه شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ سنة 1406هـ، الموافق 1986م، فأجابني بما مضمونه:
«صح موقوفاً عن سلمان رضي الله عنه ولم يصح مرفوعاً عن النبي عليه السلام».
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 10:09]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ أكرم، وبعد إذنكم أضع هنا تنبيها أفادنا به أحد الأخوة الأفاضل:
تنبيه ...
هذا الحديث ليس في حكم المرفوع كما يمكن أن يتبادر للذهن، فقد بين الإمام الألباني رحمه الله في شريط رقم (410) من أشرطة سلسلة الهدى والنور أن الصحابي رضي الله عنه قد يكون سمعه ممن كان يحدث عن بني اسرائيل، وأن ما يقوي ذلك أن في متنه نكارة -والكلام للإمام - لأنه يخالف قوله تعالى: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
أبلغنا هذا أحد الأخوة الأفاضل، وليرجع للشريط(/)
يوجد هجوم الآن على المواقع الدنماركية -ردا على الإساءات المتتالية على الدين الإسلامي
ـ[عيووووون]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 10:58]ـ
يوجد هجوم الآن على المواقع الدنماركية -ردا على الإساءات المتتالية على الدين الإسلامي وشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم
شن اليوم متصفحي المنتديات على شبكة الانترنت هجوما على المواقع الدنماركية، وكانت هذه هي الرسالة المتدوالة بينهم
اليوم الساعه العاشره مساء (مكه) سيتم ضرب مواقع الدنمارك
اخواني واحباءي ,اخوتي العفيفات
ساعدونا ,, من معنا للضربه ,, سيتم وضع اسم الموقع في ساعه الصفر ,,, مواقع ستراتيجيه ان شاء الله ,, محتاجين دعاء اخواني ,,,
يا اتباع سيدنا محمد واها واها ,,, هبوا لنصره سيدنا محمد ....
ارجوا نشر الخبر ,,كل اخ ينشر الخبر في 4 مواقع , اربع مواقع فقط ,,, ويرفع الموضوع , وعند الساعه العاشره , سيتم اعلامنا بالموقع ,,,,
__________________
شارك معنا هذا المساء الساعه 10 مساء , لضرب مواقع الدنمارك ,,,
موعد الضربه , والتنسيق سيكون هنا على هذا الرابط
http://www.muslm.net/vb/showthread.p...63#post1746563
,, انصر نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,,,
ويعتقد أن الهجوم مازال إلى الآن مستمر وقد يمتد حتى صباح اليوم
مما قد يؤثر على سرعة شبكة الانترنت
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 11:08]ـ
يا أخي الله يبارك فيك، ما هكذا تكون نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
الدول الغربية لها تقنياتها التي لم تصلنا نحن إلى الآن، فاهجم على موقع أو لا تهجم، المواقع التي ستخرب ستعود في اليوم التالي للعمل
فما فائدة هذه الأعمال بارك الله فيك
وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله قال:
(كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ)
ـ[أبو السها]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 11:46]ـ
وأنا معك في الرأي -أخي أسامة- ما الفائدة من هذا كله؟ بل قد يعود علينا بالمضرة ويتصيدون مواقعنا، فلا الرسول صلى الله عليه وسلم نصرنا ولا على مواقعنا أبقينا، فالتريث -أيها الإخوة التريث، ولن يضرنا كيدهم شيئا،
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 02:15]ـ
الفائدة هي التنبيه ... وهي فائدة كبرى ...
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 08:58]ـ
أتذكر ذاك الهكر السعودي الذي في المرة الأولى من الحملة ضد الدنمارك , والذي دمر 73 موقعاً حكومياً ...(/)
بين الشيخ المحدث عبدالله السعد وَ الشيخ المنجد
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 01:08]ـ
الحمد لله وكفى , وصلاة وسلاماً على نبيه المجتبى , وبعدُ ..
فأحب أن أنقل لكم أيها الإخوة الأكارم المداخلة التي أجراها فضيلة شيخنا المحدث أبي عبدالرحمن عبدالله بن عبدالرحمن السعد في برنامج ((بيوت مطمئنة)) في إذاعة القرآن الكريم الذي يقدمه الشيخ عادل العبدالجبار وهو برنامج حواري يستضيف فيه العلماء والدعاة وكان ضيفه في تلك الحلقة الشيخ المبارك محمد المنجد , وقد داخل الشيخ عبدالله تعقيباً على اتصال لأحد الإخوة في حلقة مضت قال فيها أنه يجب
أن نجعل شعار افعل ولا حرج ليس في الحج فقط بل في جميع الأشياء , وقد تعقبه الشيخ بكلام نفيس جميل يظهر منه الغيرة لهذا الدين والنصح للمسلمين , ثم علق الشيخ المنجد تعليقاً مباركاً على كلمة شيخنا ــ حفظه الله من كيد الأشرار ــ
فهاكم المقطع يا رعاكم الله
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 03:33]ـ
بارك الله فيك ونفع بالشيخين العالمين الفاضلين.
والمداخلة لم تبدأ إلا في الثانية الأربعين أو قبلها بقليل.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12631&highlight=%E3%E6%DE%DA+%C7%E1% D3%DA%CF
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 01:42]ـ
بارك الله فيك ونفع بالشيخين العالمين الفاضلين.
والمداخلة لم تبدأ إلا في الثانية الأربعين أو قبلها بقليل.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12631&highlight=%E3%E6%DE%DA+%C7%E1% D3%DA%CF
وفيك بارك.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 04:15]ـ
هل يتفضل أحد الإخوة بتفريغها
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 01:20]ـ
بارك الله فيكم.
لم أستطع تحميل المقطع، فلا أدري هل الخلل من عندي؟ فيا ليتكم تدلون على رابط آخر.
ـ[البارع]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 04:13]ـ
يا ليت تذكرون لنا بعضاً مما قال ..(/)
العلماء والهوى
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 12:14]ـ
العلماء و الهوى
كلنا نعرف مكانة العلماء في الإسلام فهم ورثة الأنبياء وهم مصابيح الهدى وهم حراس العقيدة إذا زاغ واحد منهم واتبع هواه ضلت أمة من ورائه، لهذا سأكتفي بالكلام عن تأثر بعض العلماء بالهوى وقد أشار القرآن إلى نموذج للعالم المتبع لهواه من خلال سرد قصة عالم من بني اسرائيل والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السببكما هو مقرر في علم الأصول
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) 176 / الأعراف
يقول مفكر المشرق سيد قطب رحمه الله ( ... وكم من عالم دين رأيناه يعلم حقيقة دين الله ثم يزيغ عنها. ويعلن غيرها. ويستخدم علمه في التحريفات المقصودة، والفتاوى المطلوبة لسلطان الأرض الزائل! يحاول أن يثبت بها هذا السلطان المعتدي على سلطان الله وحرماته في الأرض جميعاً!
لقد رأينا من هؤلاء من يعلم ويقول: إن التشريع حق من حقوق الله - سبحانه - من ادعاه فقد ادعى الألوهية. ومن ادعى الألوهية فقد كفر. ومن أقر له بهذا الحق وتابعه عليه فقد كفر أيضاً!. . ومع ذلك. . مع علمه بهذه الحقيقة، التي يعلمها من الدين بالضرورة، فإنه يدعو للطواغيت الذين يدّعون حق التشريع، ويدّعون الألوهية بادعاء هذا الحق. . ممن حكم عليهم هو بالكفر! ويسميهم «المسلمين»! ويسمي ما يزاولونه إسلاماً لإ إسلام بعده!. . ولقد رأينا من هؤلاء من يكتب في تحريم الربا كله عاماً؛ ثم يكتب في حله كذلك عاماً آخر. . ورأينا منهم من يبارك الفجور وإشاعة الفاحشة بين الناس، ويخلع على هذا الوحل رداء الدين وشاراته وعناوينه
فماذا يكون هذا إلا أن يكون مصداقاً لنبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين؟ وماذا يكون هذا إلا أن يكون المسخ الذي يحكيه الله سبحانه عن صاحب النبأ: {ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث!}. . ولو شاء الله لرفعه بما آتاه من العلم بآياته. ولكنه - سبحانه - لم يشأ، لأن ذلك الذي علم الآيات أخلد إلى الأرض واتبع هواه، ولم يتبع الآيات. .
إنه مثل لكل من آتاه الله من علم الله؛ فلم ينتفع بهذا العلم؛ ولم يستقم على طريق الإيمان. وانسلخ من نعمة الله. ليصبح تابعاً ذليلاً للشيطان. ولينتهي إلى المسخ في مرتبة الحيوان!
ثم ما هذا اللهاث الذي لا ينقطع؟ .. ) في ظلال القرآن - (ج 3 / ص 322
ويقول علامة المغرب العربي الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله
-[ ... ترك القرآن الكريم بعدم تلاوته والتدبر فيه، وترك العمل به مفض بالعبد الى أن يكون هو صاحب المثل في هذه الآية، فأولا يتمكن منه الشيطان فيصبح من الغواة وثانيا يخلد إلى الأرض كما هو حال الكثيرين فلا يكون لأحدهم هم إلا الدنيا .. ] أيسر التفاسير [2/ 17]
ويقول علامة الخليج السعدي في خضم تفسيره للآية السالفة الذكر [ ... ويحتمل أن المراد بذلك أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه اللّه آياته فانسلخ منها.
وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من اللّه لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان .. ] تفسير السعدي - (ج 1 / ص 308)
نسأل الله أن يهدي علمائنا ويجنبهم الهوى كي لا نضل أو نتردى فكم من عالم في المشرق والمغرب ممن مات أو مزال حيا زاغ عن الحق طمعا في دنيا زائلة فأفتوا بفتاوى إرضاء لحكام الجور وكسبا لرضا الجمهور
اعداد بلقاسمي الجزائري(/)
فتاة سعودية دمّرت ثلاثين موقعا دنمركيّا أساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللإسلام
ـ[الصدفي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 08:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمكنت الفتاه السعودية "رزان بنت عبد الله" والتي لا تزال تدرس في المرحلة الثانوية من اختراق وتدمير 30 موقعًا دنماركيًا مسيئًا للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم، و10 مواقع إباحية عربية - "بحسب صحيفة الوطن السعودية".
وقامت رزان في البداية بتوجيه رسالة نصح وتوضيح لتعاليم الدين وتعريف بالرسول بعد أن تتعرف على الموقع من خلال عمليات برمجة عديدة تتقنها وتمتلك مهاراتها من خلال ممارسة وتعلم ذاتي لعدة شهور وتطور على مدى سنوات، غير أن عددًا قليلاً من المواقع لا يتجاوز الخمسة استجاب لرسالة النصح وغير القائمون عليها محتواها فيما أصر البعض على المضي في بث رسالته المسيئة للإسلام بحجة أنه يمتلك مادة يرغبها مرتادو الموقع.
وأكدت "بنت عبد الله" أنه في حالة عدم الاستجابة لطلبها - التوقف عن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم - تقوم على الفور بتدمير الموقع، مشيرة إلى أنها منذ سنة ونصف وهي تقوم باختراق مواقع دنماركية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ومواقع أخرى إباحية.
وذكرت رزان أنها تلقت الدعم المعنوي والتشجيع ممن حولها من الأهل والأصحاب ومن قناة فضائية أجرت معها لقاء حول هذا الموضوع، مضيفة أنها تتلقى رسائل من أفراد ومجموعات يطلبون فيها تعلم أسرار الاختراق لكنها ترفض بشكل قاطع لأنها لا تعلم نيات أو مقاصد أصحاب هذه الرسائل من إجادة عمليات الاختراق.
وأضافت أنها تهدف إلى وقف الإساءات الموجهة للرسول والإسلام والتصدي لأصحاب النفوس الضعيفة ممن يهدفون إلى نشر الرذيلة عبر مواقعهم الإباحية، كما تهدف إلى كشف الثغرات التي يتسلل منها بعض "الهاكرز" الصغار - على حد تعبيرها- للإيذاء والدخول إلى عناوين الأشخاص البريدية، محذرة من بعض المواقع التي تدعي تعليم الاختراق وقوانينه وتؤكد أنها ليست سوى لعبة للإيقاع بالمستخدمين في دوامة الفيروسات وتدمير أجهزتهم بالكامل.
جزاك الله خير يارزان ويحق لنا أن نفخر بك أيتها المسلمة المجاهدة ..
نفع الله بها الإسلام والمسلمين وكثر الله من أمثالها فتدرجها في تنفيذ خطواتها كانت موفقة إن شاء الله
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 10:40]ـ
جزاكم الله خيرًا
نسأل الله أن يبارك فيها و يحفظها
ـ[الفهد]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 11:23]ـ
بارك الله فيها، ونفع بها ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 12:55]ـ
جزاها الله خيرا
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 07:39]ـ
لله درها
امرأة بآلاف الرجال
بارك الله فيها و حفظها من كل سوء و كيد
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 12:35]ـ
إن كان الخبر صحيحا؛ فدخول هاته الفتاة للمواقع الإباحية من أجل تدميرها هو في حدّ ذاتة فتنة لها. صحيح نحن نشكرها على ما تفعله من ما تحسبه نصرة للنّبي صلى الله عليه و سلّم إلا أنّ الوقت الذي تستهلكه في إختراق المواقع و الفتنة التي تتعرض لها من إطّلاعها على فتن الشهوات و الشبهات لا سيما و هي صغيرة في السّن لهو أكبر ضررا في الحقيقة عليها من مسح مواقع لفترة زمنية قصيرة و بعدها سيعود أَكثَرٌ تحصينا. و لو أنّها استغلّت وقتها في ما نفعه أطول و قلبها يكون أأمن لكان خيرا لها و أحسن، و نصرة الإسلام و نبيّه؛ ينبغي أن تكون مبنية على دراسة و علم، لا عن مبادرات؛ هي أقرب منها للضرر منها للنفع. و كان الأولى نصح هاته الفتاة بالتوقف عن مثل هانه الأفعال الأقرب منها للصبيانية منها للنضج و الوعي. بارك الله فيها و وفقها لما فيه خير. و على أطفال المسلمين الرجوع و إستشارة العلماء في أفعالهم؛ فهم أحكم و أراؤهم أنضج و بصيرتهم أنفذ. و على أولياء الأمور أن لا يغتروا بعبقرية أولادهم و تأخذهم العاطفة فقد رأينا كم من شخص كان في طفولته أو شبابه عبقريا و لكن الإستخدام (السيّء أو الغير حكيم أو الغير ناضج) لعبقريته أودى به إلى التقهقر و الفشل.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 06:39]ـ
جزاها الله خيراً وبارك في جهودها
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 07:22]ـ
بارك الله فيها(/)
دعوة الحق بين الدعوات والدعاوى!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 12:17]ـ
دعوة الحق بين الدعوات والدعاوى
دعوة الحق
كفر بالطاغوت ...... إيمان بالله
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} النحل36
في هذه الآية الكريمة بين الله عز وجل أن مهمة الرسل عليهم السلام كانت دعوة أممهم إلى توحيد الله والذي لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت والإيمان بالله وحده، الكفر بالطاغوت بجميع أشكاله وألوانه، سواء كان شجرًا أم حجرًا أم بشرًا أم هوًى. . أم غير ذلك فقد كان أهل الجاهلية يعبدون الأشجار، ومن ضمن ذلك (العزى)، فقد ذكر ابن كثير في التفسير نقلاً عن ابن جرير رحمهما الله تعالى 4/ 271: أن العزى كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة وهي مكان بين مكة والطائف وكانت قريش يعظمونها كما قال أبو سفيان يوم أحد: لنا العزى ولا عزى لكم، وقد هدم البناء وقطع الشجر خالد بن الوليد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما بعثه النبي (ص) إلى نخلة لأجل هذا الأمر وجعل يقول:
يا عُزَّى كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
وكذلك (اللات) كانت صخرة بيضاء منقوشة وعليها بيت بالطائف وسدنه وحوله فناء معظم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش.
وقد قال الله عز وجل عن أهل المشركين من أهل الكتاب: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يشركون} التوبة (31).
وهكذا كان قوم فرعون يعبدونه من دون الله عز وجل كما في قصة الماشطة وقد انتشرت عبادة المتجبرين والمتألهين من بني آدم، كما اتخذ أهل الفجور الهوى إلهًا يعبد من دون الله عز وجل، قال تعالى: {أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً} الفرقان (43)، وقال سبحانه: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم} الجاثية (23)
ومن استجاب لدعوة الحق فكفر بالطاغوت وآمن بالله وحده فقداستمسك بحبل نجاته في الأولى والآخرة، قال سبحانه: {. . فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} البقرة (256 - 257).
ولكن ما هي حقيقة الكفر بالطاغوت؟. . وما هي لوازمه؟ وما هي ثمرته؟ وما هي حقيقة الإيمان بالله؟. . وما هي لوازمه؟. . . وما هي ثمرته؟!!.
قبل الإجابة على هذه الأسئلة لابد من معرفة مفهوم هذه الكلمة (الطاغوت): [الطاغوت: يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. . وقال أبو إسحق: كل معبود من دون الله عز وجل جبت وطاغوت،. . وقال الشعبي وعطاء ومجاهد: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان والكاهن وكل رأس في الضلال، قد يكون واحدًا، قال تعالى: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}، وقد يكون جمعًا قال تعالى: {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم. .}، وقال الأخفش: الطاغوت يكون للأصنام، والطاغوت مكون من الجن والإنس. . . والطاغية: ملك الروم، الليث: الطاغية: الجبار العنيد، ابن شميل: الطاغية: الأحمق المستكبر الظالم، وقال شمر: الطاغية: الذي لا يبالي ما أتى، يأكل الناس ويقهرهم لا يثنيه تَحَرَّجٌ ولا فَرَقٌ] لسان العرب (15/ 9 - 10).
مما سبق يتبين لنا أن الطاغوت اسم مشتق من (طغا) أي تجاوز العد ومنه قوله تعالى: {وأنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية}
فمن ذلك نخلص إلى ما يلي:
الطاغوت هو: ما يعبد من دون الله عز وجل من شيطان أو جبت أو إنس أو رؤوس الضلال، والجبابرة العنيدون المستكبرون الظالمون الذين يسومون الناس خسفًا وجورًا، وعلى ذلك فحقيقة الكفر بالطاغوت هي: (البراءة من جميع الطواغيت ظاهرًا وباطنًا، قلبًا وقالبًا، مع إعلان ذلك بالقول والفعل دون مواربة)،ويدل على ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
قول الله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا * وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم * لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} الممتحنة (4 - 6).
وقوله سبحانه: {لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباؤهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} المجادلة (22).
ولهذا أمر الله نبيه (ص) بإعلان البراءة في قوله سبحانه: {قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون} الأنعام (19)، وأيضًا في قوله سبحانه: {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}
والمؤمن يجتنب الأصنام وعابديها والطواغيت ومريديها، قال سبحانه: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام * رب إنهن أضللن كثيرًا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} إبراهيم (35 - 36)، بل ويعتزل وحده فرارًا بدينه كما في قوله جل وعلا: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيًا * فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلاً جعلنا نبيًا} مريم (48 - 49)، {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} النحل (36)، {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور * حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} الحج (30 - 31)،
وبذلك يدخل في هذا التعريف للطاغوت:
1 - الأشجار والأحجار والأصنام والشياطين والجن المعبودون من دون الله عز وجل.
2 - المدعون للألوهية والربوبية من الملوك والزعماء وغيرهم.
3 - الجبابرة المستبدون أو المستكبرون القاهرون للناس بلا مبالاة ولا خوف.
4 - الحكام بين الناس بالهوى والتشريعات الظالمة والأحكام الجائرة.
5 - القوانين والأنظمة والتشريعات والأحكام البشرية الوضعية، قال الله تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدًا} النساء (60)
والكفر بالطاغوت يستلزم ما يلي:
المعاداة القلبية للطواغيت، وإظهار وإعلان تلك العداوة، قال الله عز وجل: {قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} الشعراء (75 - 77).
#اجتناب مواضع وأماكن تلك الطواغيت وهجران عابديها والعاكفين حولها، فعن جرير بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: بعث رسول الله (ص) سرية إلى خثعمٍ فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم القتل، قال: فبلغ ذلك النبي e: فأمر لهم بنصف العقل وقال: {أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين، قالوا: يا رسول الله لِمَ؟ قال: لا ترايا ناراهما} رواه أبو داود، وهذا كان شأن الرسل والأنبياء عليهم السلام وأتباعهم في كل زمان وآخرهم محمد e وأصحابه المهاجرون رضي الله عنهم فقد هجروا كل شيء في سبيل الله إلا ما هو سبب إلى طاعته والقرب منه
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم التحاكم إلى الطواغيت وشرائعهم وأحكامهم وقوانينهم وأنظمتهم، قال سبحانه وتعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدًا} النساء (60)، وقال سبحانه: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون} المائدة (50)، فالمسلم لا يرضى بغير شريعة الله بديلاً، ولا يريد عنها انتقالاً ولا تحويلاً، وكل الشرائع والقوانين البشرية هي اعتداء على سلطان الله وأحكامه، ولا يجوز للمسلمين الرضا بها ولا التحاكم إليها، ويدخل في ذلك ما يسمى بالشرعية الدولية والقانون الدولي وما يزعم من نظام عالمي جديد وعولمة وغير ذلك من كلمات ومصطلحات خادعة زائفة يراد بها الكيد والمكر، فكلها من أحكام الجاهلية الآخرة التي هي أشد ضلالاً من الجاهلية الأولى.
عدم موالاتهم وعدم إلقاء المودة إليهم،
قال سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادًا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلَّ سواء السبيل * إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون * لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير} الممتحنة (1 - 3)، وقال جلت قدرته: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ويقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} المائدة (51 - 52)،
وثمرة الكفر بالطاغوت بجميع أشكاله تتجلى في:
1 - تطهير القلب والنفس من الأرجاس والأنجاس، فقد وصف الله عز وجل الأوثان بأنها رجس، قال سبحانه: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} الحج (30)، كما وصف الله عز وجل المشركين بأنهم نجس، قال عز من قائل: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} التوبة (28)،
وقد ثبت عن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه سمع رسول الله (ص) يقول: {لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلمًا} رواه مسلم.
2 - التحرر من عبودبة الطواغيت سواء عبودية العبادة، كما قال سبحانه وتعالى: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد} الزمر (17)، أم عبودية القهر والتسلط، كما قال سبحانه: {وتلك نعمة تمُنُّها عليَّ أن عبَّدت بني إسرائيل} الشعراء (22)، وهذا في خطاب موسى (ص) لفرعون.
3 - وإذا تحقق ذلك كله تهيأ الإنسان الذي كفر بالطاغوت بجميع المعاني السابقة إلى الثمرة العظمى والسعادة الكبرى فما هي؟ ..
الإيمان بالله
حديثنا الآن عن الإيمان بالله فما هي حقيقته؟. . وما هي لوازمه؟. . وما هي ثمرته؟، هذه الحلقة المباركة نتناول فيها حياة المهج والأرواح، والتي بها تتحقق حياة الأبدان والأشباح، نعم. . الإيمان بالله عز وجل دون سواه، وهو الركن الثاني لمن أراد أن يتمسك بالعروة الوثقى، وهذا ما جاء في قوله تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} البقرة (256). فهذان الركنان (الكفر بالطاغوت والإيمان بالله) هما كجناحي طائر لمن أراد السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.
الإيمان بالله صلة مقدسة تصل المؤمن بالله عزوجل، وحقيقته أنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومما يدل على ذلك قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون} الأنفال (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول القرطبي رحمه الله: (ليس المؤمن بالذي يخالف الله ورسوله، ويترك اتباع ما أنزله إليه في كتابه من حدوده وفرائضه والانقياد لحكمه؛ ولكن المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه وانقاد لأمره وخضع لذكره) ا. هـ.، وقال ابن كثير رحمه الله: (. . . وقد استدل البخاري وغيره من الأئمة بهذه الآية وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب) ا. هـ.
وأما الإقرار والعمل ففي قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون} الأحقاف (13 - 14).
وقوله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} فصلت (33)
وقد جاء عن النبي (ص) قوله وقد سأله رجل يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال: {قل آمنت بالله ثم استقم}، ومن ذلك حديثه (ص) المروي في الصحيحين:
{الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق} هذا لفظ مسلم. فتأمل يرحمك الله قول لا إله إلا الله أعلى شعبة في الإيمان وهو عمل اللسان المعبر عما في جوانح المؤمن، وإماطة الأذى عن الطريق وهي الترجمة العملية بالجوارح لهذا القول فلا ينفع القول دون العمل، ولا ينفع القول والعمل دون الإخلاص والنية، ولذلك جاء أن النبي (ص) سأل حارثة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت مؤمناً حقاً، فقال له: إن لكل قول حقيقة فما هي حقيقة إيمانك؟ فقال: يا رسول الله: أسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، فأصبحت كأني أرى ملائكة ربي، قال: عرفت فالزم، وقد كان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول لأصحابه: (هلموا نَزْدَدْ إيمانًا). فيذكرون الله عز وجل. وقد سمعت مرارًا شيخي الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه آمين - يذكر عن الإمام البخاري قوله: (كتبت عن ألف رجل كلهم يقولون الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص) ا. هـ. وقد لازمت أنا العبد الضعيف راقم هذه السطور شيخي الشيخ حماد رحمه الله في دروسه في بيته ثلاث سنين في ثلة من علماء المدينة وطلبتها نطلب العلم عليه، وقد آثرني من بينهم بالقراءة بين يديه من كتاب الموطأ للإمام مالك رحمه الله، وقد كان يشرحه لنا شرحًا مستفيضًا أثابه الله خير الثواب، وقد سمعته يقول في دروسه غير مرة: (الإيمان خمس نونات: تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بطاعة الرحمن، وينقص بطاعة الشيطان) ا. هـ.
ومن وقرت حقيقة الإيمان في قلبه، ظهرت علامات الخير، وأمارات الفضيلة على محياه، وصار الإحسان رفيقه صباحه ومساه، فقلبه:
1 - منيب إلى الله، قال سبحانه: {هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ*من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب} ق (32 - 33).
2 - وهو بهذا مطمئن بذكر الله:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد (28).
3 - وهو ملازم للطاعات بالغداة والعشي يريد وجه الله: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. . .} الكهف (28).
4 - ولسانه لسان صدق لا كذب، قال تعالى: {ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليًا} مريم (50)، وقال سبحانه: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} الشعراء (84).
5 - وسمعه سمع خير، كما قال تعالى: {إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} الروم (23).
6 - وبصره بصر عبرة وحق، كما قال سبحانه: {إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} آل عمران (13)،
وذلك لأنه: {ما زاغ البصر وما طغى} النجم (17).
7 - ويداه يسعى بينها النور يوم القيامة لأنهما كانتا على الهدى في الدنيا، قال جل شأنه: {نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم} التحريم (8).
8 - ورجلاه تمشي دائمًا إلى مواطن الهدى والخير، قال تعالى: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورًا} الإسراء (19)، ولذلك إذا سمع النداء للصلاة سعى إليها، قال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله. . .} الجمعة (9).
وإذا كان الإيمان بهذه الحقيقة وهذه اللوازم كلها مستقرًا في القلب والجوارح أثمر الثمرة الكبرى ففي الحديث القدسي الذي رواه البخاري بسنده إلى أَبِي هُرَيْرَةَ t عن رسولِ اللَّهِ e فيما يرويه عن رب العزة قال: {. . . وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ. . .}.
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين
الذين أحبوا الله فأحبهم، رضي عنهم و رضوا عنه.(/)
ماذا بعد ثمانية مارس يا نساء العالم
ـ[ابو البراء]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 01:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا بعد ثمانية مارس يا نساء العالم
الحمد لله العدل الحكيم، والصلاة والسلام على النبي المنعوت في القرآن بالرءوف الرحيم، ثم أما بعد: لما ضيع الغرب قيم الدين وموازين الخلاق، وقواعد الغيرة على المرأة لجأ إلى ابتكار شعارات زائفة تطلق مرة في السنة تمجيدا للمرأة وحقها في هذه الحياة تحت تسمية: " عيد المرأة"، وتبعهم المسلمون على هذا الهراء المغشوشة، وتغنوا بأمجاد عيد المرأة المخدوعة، رغم أن الإسلام أعطاها حقها وكرمها وحصنها وعرضها منذ قرون، فالمرأة في الإسلام هي الأم الحنون والجدة الشريفة والعمة المباركة والخالة الحميدة، الزوجة الطيبة، والأخت الكريمة، والبنت العفيفة إلا أن الحضارة الغربية حولت هذه الموازين إلى إهانة في حقهن فألغت كل هذه الشرعية، وحولت هذه الروابط إلى متعة بهائمية، فنتج عن هذه الممارسات المخلة بالحياء والمعاشرة الفاسدة في بلاد حضارة الجنس ما يلي:
1: ظهور الفواحش في المجتمعات والبيوت بلا رادع ولا مانع إلا في حالة الإكراه التي يعاقب عليها قانون الغرب مطلقا.
2: فشو الرذيلة والقبح والعار بين ذوي الرحم والأقارب بلا حياء ولا خجل.
3: انتشار الفحش بشكل مروع فضيع في الطرقات جهرا بلا كتمان
4: خروج الفتاة بالليل إلى أماكن الدعارة والجنس بلا عتاب ولا رقيب
5: ظهور أبناء الزنا وانتشار ثقافة القتل والإغتصاب بين الجنسين
6: اختلاط الأنساب وضياع الروابط العائلية وانحلال العلاقات الأسرية
7: خيانة الأزواج لبعضهم البعض وبروز الانحلال والإختلال.
8: زوال الشرف والعفة والطهارة من قاموس الروابط الإجتماعية
9: فشو الانفصال بين الزوجين بطلاق أو بغيره كالعيش الإنفرادي بحرية وبلا قيد القوامة
10: انتشار أمراض الزنا والعشرة المحرمة وعملية الإجهاض وقتل الأجنة.
11: ظهور عصابات المتاجرة بالجنس والدعارة في الأحياء وانعدام الأمن.
فنسأل الله تعالى أن يعصم نساءنا من خبث اليهود ومكر النصارى
و كتبه
عبد الفتاح زيراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1554(/)
استمع لمحاضرة العلامة الحسن العلمي حول المنهج الاسلامي في نقد الرجال
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 02:41]ـ
السلام عليكم
هذه محاضرة للشيخ المحدث أبو جميل الحسن العلمي في بيان مشروعية نقد الطوائف والرجال والضوابط في ذلك:
http://www.khorafa.org/khorafa/audio...cat=4&track=26(/)
لقد حيّرني هذا الرجل بسؤاله، ما الجواب يا اخوان.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 09:29]ـ
هذا جارٌ عزيزٌ لدي، وهو من الذين يحرصون على التمسك بالدين بعد أن هجره هجرا طويلا، شابٌ يتميز بأخلاقٍ عالية، جميع مَن في الحي يثني عليه خيرا، يمتلك قلبا طيبا.
ذهب للعمرة قبل أكثر من عشرة سنوات وكان في الخامسة عشرة من عمره، ولم يُتِم عمرتَه، وبقي عليه شيءٌ من أركانها، وتركها إهمالاً، ثم بعد ذلك ارتد عن الدين - نسأل الله السلامة والعافية - وكانت ردته بترك الصلاة فترة طويلة مع قناعته بإثم عمله وأنه يفكر في تغيير وضعه وإقامته للصلاة، لكنه أهمل، وقليل رجوعه للصلاة.
ثم بعد سنوات من الضياع رجع إلى ربه، وأصبح مصليا، لكنه قد يصلي بعض الفروض في غير وقتها بدون عذر شرعي، كأن ينام عمدا عن الصلاة، لكنه يصلي،
وحج واعتمر لكن بدون نية قضاء وإنما بحكم اسلامه، وفي هذه الأثناء عقد للزواج
ثم استقام حاله ورزقه الله بذرية.
ولقد سمع في برامج الافتاء بأن مَن أحرم بالعمرة ولم يتم أركانها أنه يبقى في إحرامه حتى يقضي عمرته الفاسدة وعليه بعد ذلك دم (شاة).
فجاءه إشكال في ذلك، لأنه كان جاهلا. وناسيا.
وفي النقاط التالية مثار الإشكالات:
* هل يُعتبر مُحرِما بعدما ارتد، وخصوصا وأنه اعتمر أكثر من مرة وإن كان بدون نية القضاء.
* هناك خلاف بين أهل العلم في إبطال الردة لجميع الأعمال الصالحة مالم يمت على الردة، فعلى القول برجوع الأعمال الصالحة له هل يرجع إحرامه؟ وهل بالردة يتحلل من النسك؟ فالتحلل من النسك يكون بأمورٍ ثلاثة:
إتمام النسك، تحقق وجود الشرط للمشترط، الاحصار
فهل نُدخِل الردة في التحلل؟
* هل يلزمه تجديد عقد النكاح، لأن المُحرِم لا يجوز ولايصح له عقد النكاح خصوصا وأنه حينما رجع إلى الاسلام في بداية أمره كان عنده تضييع لبعض أوقات الصلوات.؟
ارجوا الافادة بارك الله فيكم.
ـ[سفير الحق]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 02:50]ـ
مالجواب يا إخوان؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 01:44]ـ
الحمد لله والصلاة والسلا م على رسول الله
لا يحبط العمل الا ان مات على الردة.
والله اعلم
ـ[لواء السنة]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 02:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
مسألة مهمة يغفل عنها جل الإخوة طلبة العلم .. وهو أن الذي يضعف في دينه أو يدركه تقصير شديد في العبادات المفروضة لا يكونون معه على الشيطان ولكن يعينوا الشيطان عليه .. فيقال: انكتس .. ارتد .. كفر .. الخ .. ولكن لا يدركون أن كل بني آدم معلقين في أمرهم بين الفترة والشرة .. ومنهم من فترته شديدة لا ينقصه التعيير واللمز بالردة والإنتكاس - فإن ما به من ذلك يكفيه - ولكن تنقصه الكلمة الطيبة والتعاهد والنصيحة بالحسنى وعدم نسيانه وتركه للشيطان - بله عن إقناعه بأنه لا أمل منه - فإن كل ابن آدم فيه قديح خير في نفسه وضمير ينام ويصحو .. فوصفه بالردة هو من الظلم .. لأمرين .. أولا هو عام شائع بين الإخوة وهو ما يجعل الواحد منهم إن فتر ووصفوه بذلك يصدق ما به من الوصف فيمعن بفجوره فيظهره وقد كان أخفاه بينه وبين الله مما يمكن أن يتوب منه ولا درى عنه إلا ربه فيغفر له .. والأمر الثاني أن مسألة التسويف في الصلوات أو تأخيرها بلا عذر أو التخلف عن الجماعة أو حتى تركها بدون الجحد القلبي لها هو مسألة خلافية - والخلاف فيها شديد - بين أهل العلم .. هل يكفر الكفر الأكبر أم الأصغر أم لا يكفر البتة وإنما يكون فاسقا .. فلا تضيقوها وهي واسعة فتعينوا الشيطان على إخوانكم يرحمكم الله ..
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 02:47]ـ
الحمد لله والصلاة والسلا م على رسول الله
لا يحبط العمل الا ان مات على الردة.
والله اعلم
قال ابن القيم في احكام اهل الذمة:
المرتد إن استمر على ردَته قُتل، وإن عاد إلى الإسلام فامرأته وماله باقي عليه بحاله، فماله وامرأته موقوف، وفي تعَجيل الفرقة تنفير لهم عن العود إلى الإسلام والمقصود تأليف القلوب على الإسلام بكل طريق.
واحتج على ذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل احدا ممن اسلم هل اسلمت قبل امراتك ام بعدها؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 01:24]ـ
السلام عليكم
ومن الذي حكم على ردته يا سفير الحق؟(/)
فائدة: الفرق بين العمل والفعل
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 12:34]ـ
فائدة: الفرق بين العمل والفعل أن العمل إذا أطلق فإنه يشمل القول والفعل، أي: القول باللسان، والعمل بالأركان. وأما الفعل فهو خاص بفعل حركة الجوارح.
منظومة أصول الفقه وقواعده- للشيخ محمد بن صالح العثيمين- صفحة 161
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 02:46]ـ
جزاكم الله خيرا
فيه خلاف
قال أبو الفرج ابن رجب في الفتح (6/ 1):
و (الفعل) من الناس من يقول هو مرادف للعمل
ومنهم من يقول هو أعم من العمل فمن هؤلاء من قال:
الفعل يدخل فيه القول وعمل الخوارج والعمل لا يدخل فيه القول على الإطلاق ويشهد لهذا قول عبيد بن عمير ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان قول يفعل وعمل يعمل خرجه الخلال
ومنهم من قال العمل ما يحتاج إلى علاج ومشقة والفعل أعم من ذلك
ومنهم من قال العمل ما يحصل منه تأثير في المعمول كعمل الطين آجرا والفعل أعم من ذلك
ومنهم من قال العمل أشرف من الفعل فلا يطلق العمل إلا على ما فيه شرف ورفعة بخلاف الفعل فإن مقلوب (عمل) لمع ومعناه ظهرَ وأشرفَ وهذا فيه نظر فإن عمل السيئات يسمى أعمالا كما قال تعالي {مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
وقال {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا}
ولو قيل عكس هذا لكان متوجها فإن الله تعالى إنما يضيف إلى نفسه الفعل كقوله تعالى {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا}
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد}
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}
{إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}
وإنما أضاف العمل إلى يديه كما قال {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}
وليس المراد هنا الصفة الذاتية - بغير إشكال - وإلا استوى خلق الأنعام وخلق آدم عليه السلام
واشتق سبحانه لنفسه أسماء من الفعل دون العمل قال تعالى {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:57]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب أمجد وزادك علما(/)
أيهما أفضل: الدعاء على اليهود بالخسران والويل أم الدعاء لهم بالهداية؟ (دعوةٌ للمشاركة)
ـ[الفهد]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 01:46]ـ
بسم الله السلام عليكم ..
أرجو من الإخوة المشاركة في هذا الموضوع
لأني سمعت أحدهم ممن ينتسبُ للدعاة وهو يتأَّلم من حال أئمة المساجد حينما يدعون على اليهود بالألفاظ ((اللهم دمرهم اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم .... ))
ويتمنى أن يسمع يوماً إماماً يدعو لهم بالهداااية ...
أرجو من الإخوة المشاركة وحل هذا الإشكال
تولانا الله برحمته، ونصر المستضعفين في كل مكان ..
################
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:03]ـ
برأيي أن من أكبر الاشكاليات , التي بلينا بها في هذا الزمان هي: إصدار الاحكام من خلال ردود الافعال.
والتي غالباً لانصل فيها إلى الحق كله بل إلى جزء من الحق.
وبالتالي يختلف بعضنا مع بعض. ويكثر الكلام ونبتعد عن الحق والمنهج الشرعي القويم.
وغالباً مايؤدي هذا إلى أمر آخر ... وهو الاعتقاد ثم الاستدلال. وهذا أيضاً من أعظم الطوام , ومما يجعل المرء يبتعد عن الحق أكثر. بل ويلج بباطله.
قلت هذا الكلام لأن هذه المسألة من المسائل التي يكثر فيها مثل هذه المحاذير. والتي يجب على طالب الحق التيقظ والحذر , عند مناقشتها.
ـ[الفهد]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 01:50]ـ
جزاكم الله خيراا
للرفع ..............................
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 02:02]ـ
دعاة على أبواب جهنم ........ نسأل الله السلامة والعافية
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 02:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى صراحة اقتنعت بالكلام الذى فى الرابط وكثيراً ما كنت أتساءل نفس السؤال بينى وبين نفسى
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الفهد]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 02:01]ـ
أخي عبد البر لا ينبغي لك هذا التسرع .... !!
نريد من يحقق لنا هذه المسألة تحقيقاً علمياً نصلُ به إلى نتيجة.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 03:52]ـ
بسم الله السلام عليكم ..
أرجو من الإخوة المشاركة في هذا الموضوع
لأني سمعت أحدهم ممن ينتسبُ للدعاة وهو يتأَّلم من حال أئمة المساجد حينما يدعون على اليهود بالألفاظ ((اللهم دمرهم اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم .... ))
ويتمنى أن يسمع يوماً إماماً يدعو لهم بالهداااية ...
أرجو من الإخوة المشاركة وحل هذا الإشكال
تولانا الله برحمته، ونصر المستضعفين في كل مكان ..
وهذا هو رابط (الداعية) ... !!!!!!!
http://www.*******.com/watch?v=SJj4Uc7nvbc
هذا مذهب جديد يسمى بالمذهب الإنساني، ومن أهدافه القضاء على أوثق عرى الإيمان.
قال نبينا عليه الصلاة والسلام: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.حديث حسن.
ثم أمر آخر لماذا النبي عليه الصلاة والسلام قنت شهرايدعوا على رعل وذكوان.
عن ابن عباس قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه.صحيح أبي داود وأصل الحديث في البخاري.
قال شارح صحيح البخاري ابن بطال رحمه الله تحت حديث قنوت النبي عليه الصلاة والسلام شهرا ودعاءه على رعل وذكوان، قال: وفيه: الدعاء فى الصلاة على أهل العصيان والشرك، وإنما ذلك على قدر جرائمهم. فهل ياترى اليهود من أي صنف هم: من أهل العصيان أم من أهل الشرك، أو كلاهما؟
السؤال: هل كان نبينا عليه الصلاة والسلام طيلة هذا الشهر كان يدعوا لرعل وذكوان بالهداية؟
وأخيرا أختم بهذا الحديث الكاشف لهؤلاء: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 04:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حول مسألة الدعاء على الكفار
السؤال:هل من الأعتداء في الدعاء في القنوت طلب هلاك كل الكفار وتدميرهم كلهم وفنائهم كلهم من الوجود؟ ومالمشروع في ذلك؟
الجواب: المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت يدعو إلى الكفار خص المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار.
المرجع مجلة الدعوة العدد1869 16 رمضان
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
فتوى معالي الشيخ صالح آل الشيخ حول مسألة الدعاء على الكفار
س: معالي الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأنا لمعاليكم فتوى في مجلة الدعوة بعدم الدعاء على اليهود والنصارى بالهلاك،
فأشكل علينا قول نوح عليه السلام (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) فنأمل من معاليكم توضيح هذه الفتوى مع ذكر الأدلة؟
ج: هذا على إثر سؤال جاء حين قمتُ بزيارة لمؤسسة الدعوة الصحفية. التي تصدر مجلة الدعوة،وقد نبهتُ مراراً من قديم على هذه المسألة لعدم موافقتها لأصول الاعتقاد وذلك أن الدعاء بالهلاك بعامة على الكفار هذا كان لنوح عليه السلام والرسل بعده لم تدعوا بالهلاك العام قال جل علا: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً)
والنبي صلى الله عليه وسلم قال له الملك: لوشئت لأطبقتُ على أهل مكة الأ خشبين فقال: ((لا لعل الله أن يظهر من أصلابهم من يعبد الله وحده لاشريك له))
ولعن النبي صلى الله عليه وسلم بعض صناديد الكفر. فنزل عليه كما في كتاب التوحيد، فنزل عليه قول الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي, على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله
كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك
أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالأستئصال، فإنه لايجوز شرعاً.
وهو من الأعتداء في الدعاء وذلك لأن الله جل وعلا أخبرنا أن اليهود والنصارى، سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال فإذا دعا أحد بإن يستأصلهم الله جل وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال
فهو إعتراضٌ على ماأجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان
ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولامن أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام. على اليهود والنصارى وإنما يدعى بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك.
الأمر الثاني من الوجهة:
أن الله جل وعلا له الأسماء الحسنى والصفات العلى ومن المتقرر عند أهل السنة والجماعة أن للأسماء الحسنى وللصفات العلى آثاراً على خلق الله جل وعلا فمنها:
أسماء وصفات ترجع إلى عموم الخلق ومنها أسماء وصفات يرجعُ أثرها إلى خاصة المؤمنين. فمما يرجعُ إلى عموم الخلق:
الخالق الرازق، المحيي المميتُ، الخافض، الرافع، القابض، الباسط وبعض أنواع الرحمة.
فأسماء الله جل وعلا وصفاته لها أثرٌ على جميع خلقه مؤمنهم وكافرهم ولهذا نبه الله جل وعلا ابراهيم الخليل على هذا الأصل وفي تنبيه أبراهيم الخليل عليه السلام على ذلك تنبيه لجميع الحنفيين، قال ابراهيم الخليل (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)
قال الله جل وعلا (قَالَ وَمَنْ كَفَرَ) يعني أن مسألة الرزق هذه من آثارربوبية الله لعباده فرزق العباد،وسلامتهم من الأمراض وإعطائهم الصحة والأرزاق والإفاضة عليهم أوأبتلائهم هذه من آثار الربوبية فليست خاصة بالمؤمن دون الكافر
ولهذا: الدعاء هذا مع عدم وروده عن أحداً من الأئمة ولا من السلف ولاثبتت به سنة ولاقول صحابة أيضاً هو مخالفٌ كما ذكرنا لسبب نزول قول الله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)
ولمعرفة هدي السلف في الدعاء ولمعرفة آثار الأسماء والصفات على الخلق ومنافاة حكمه الله جل وعلا هذا اعتداء في الدعاء.
مثلاً يدعو بدعاء مستحيل في دعائه.
يقول: اللهم أخرج نبياً يهدي الناس!!! النبوة ختمت، فهو ولكان دعاء، فهو باطل لمنافته بما أخبر الله جل وعلا به.
أو دعا يقول: اللهم أخرج المهدي الآن!!! اللهم انزل المسيح عيسى بن مريم الآن!!! هذا دعا ءٌ باطل.
لأنه قد أخبر الله جل وعلا وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن وقت خروج المهدي أو نزول عيسى عليه السلام لم تأتي علامته الآن أو يدعوا بدعاءٍ ممتنع من جهة الخلق. هذا كله من الأعتداء في الدعاء.
هذا مأخذ الكلمة التي نشرت في مجلة الدعوة. انتهى كلام معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــ
مفرغةً من شريطٍ له حفظه الله بعنوان: ((أسباب الثبات على دين الله))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 04:36]ـ
لسؤال: هل كان نبينا عليه الصلاة والسلام طيلة هذا الشهر كان يدعوا لرعل وذكوان بالهداية؟
ياأخى أعتقد القادر على اهلاكهم قادر على هدايتهم
وإلا لماذا قال النبى لعل الله يخرج من بين أصلابهم_أى المشركين_من يعبد الله ولا يشرك به شيئا
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 06:07]ـ
أخي الكريم علاء الدعاء على اليهود ليس فيه شيء فهم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كفار كما في صحيح مسلم ومسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به إلا كان من أصحاب النار " وقد ثبت لعن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنه قال " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " واللعن هو الطرد من رحمة الله كما هو معلوم.
فإذا ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا حرج من الدعاء على اليهود والنصارى وسائر الكفار لكن المحظور هو الدعاء عليهم بالهلاك العام لأنه خلاف سنة الله عز وجل في خلقه أن يهلكهم جميعاً للنصوص الواردة في بقائهم وقتالهم من المسلمين وانتصار المسلمين عليهم ولأنهم أعوان المسيح الدجال وغير ذلك فلا حرج من الدعاء عليهم.
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 10:16]ـ
فإذا ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا حرج من الدعاء على اليهود والنصارى وسائر الكفار لكن المحظور هو الدعاء عليهم بالهلاك العام لأنه خلاف سنة الله عز وجل في خلقه أن يهلكهم جميعاً للنصوص الواردة في بقائهم وقتالهم من المسلمين وانتصار المسلمين عليهم ولأنهم أعوان المسيح الدجال وغير ذلك فلا حرج من الدعاء عليهم.
نعم هذا ما اقصده
ولكن نسمع أدعية كاللهم احصهم عددا واقتلهم بددا يكررها الأئمة كثيراً بل ويصل الدعاء حتى على الأطفال فهل يعقل هذا؟!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 12:58]ـ
أعتب عليك مع استنكارك الفطري للأمر أن تعرضه للنقاش
وهل يدعى بالهداية لمن يصول في بلادنا ويعيث فسادا ويهلك الحرث والنسل
هل نزايد على رسول الله؟
حتى سلاح الدعاء يريدون اغتياله!
وأرجو من الإدارة حذف هذا المقال
مع احترامي للأخ الكريم الفهد صاحب المقال
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 01:05]ـ
أعتب عليك أخي الفهد!
والله يغفر لك
ومن المؤسف أن تكون البدهيات محلا للنزاع والنقاش العلمي!
فهل نزايد على رسول الله وصحابته
صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم
حتى الدعاء يريدون اغتياله منّا
فهل من يهجم على بيتك وهو مسلم .. لينتهك الأعراض ويستبيح الدماء
يكون من شأنك أن تدعو له بالهداية .. أم تدفع غدرته؟
فكيف بأشد الناس عداوة لله تعالى ورسوله والمؤمنين
وأطالب الإدارة الموقرة بحذف المقال من فورهم
مع احترامي لصاحبه أخي الكريم الفهد
وكان يحسن بك عفا الله عنك إذ استنكرت الأمر بفطرتك السليمة
ألا تجعله موضوعا للنقاش
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 02:28]ـ
نسأل الله السلامة والعافية ........ ليرجع السائل إلى شرح الشيخ عبد الكريم الخضير لكتاب عمدة الاحكام كتاب مواقيت الصلاة وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " شغلونا عن الصلاة ملا الله بيوتهم و قبورهم نارا" فقد أجاد وأفاد ........
وفي نظري فهذا الموضوع مخالف للفطرة الحنفية السمحاء التي أمر الله بها ........ حتى الطفل الصغير يدع على اليهود والنصرى بل ذالك من مستلزمات الايمان ........ وغالبية من قال بضد ذالك.معروف عليهم انحيازهم عن جادة الطريق ..... فالمذكور في شريط الفيديو قد اجاز للمسلمين الامريكان المشاركة في حرب افغنستان ضد الطالبان بحجة محاربة الارهاب ..... فا نظروا الى هذا القول واعرفوا عمن تنقلوا ...........
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 12:04]ـ
بارك الله فيكم
إخواني لا تقيسوا على أنفسكم
فقد يكون الأمر مسلم عندكم غير مسلم به عند غيركم أو كان كذلك ثم غيرته الشبه والشبهات
فوضحوا الحق وقرروا المسألة بعلم وبيان
وبهذا ينتشر الحق ويسود
بارك الله فيكم
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 12:22]ـ
ما شاء الله على الجمادات اسمعوا اذن:
جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عمر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تقاتلون اليهود، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله).
جزى الله هذه الحجر.
ـ[الفهد]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 02:23]ـ
أخي أبو القاسم ..
جلعته موضوعاً للنقاش حتى يتبيَّن لنا الحق، ونكثر من الأدلة في الرد على من يقول ندعو لهم بالهداية .. !!!
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 06:21]ـ
لا بأس عليك أخي فهد فكلنا تشكل علينا مسائل وهذا المكان يطرح فيه ما يشكل ليبينه من عنده علم لمن لا علم عنده ولو في بعض المسائل التي يقع فيها الإشكال والأمر ولله الحمد سهل وكلام أهل العلم فيه كثير جداً.
نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفهد]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
جزاكم الله خيراً أخي ناصر فأنت قد عرفت مُرادي، ولعل الأخ لم يفهم مُرادي ... !!
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:09]ـ
وإياك أخي الكريم وبارك الله فيك
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 02:29]ـ
هل يُدْعَى على الكفار بالهداية أم بالهلاك والعذاب؟!
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((شغلونا عن الصَّلاة الوسطى صلاة العصر؛ ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً)) – أو – ((حشا الله أجوافهم وقبورهم ناراً)) مِمَّن ينتسب إلى العلم في هذه الأوقات يقول: لا تدعُ على الكُفَّار! ادعُ لهم بالهداية! ولا تقل: يُذَلُّ فيهِ أهلُ المعصية! هم حال كونهم أهل معصية ندعُو عليهم بأنْ يُذَلُّوا، ونرجُو لهم الهداية؛ لكن هنا ((ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً)) – أو – ((حشا الله أجوافهم وقبورهم ناراً)) فيهِ دلالة صريحة على الدُّعاء عليهم بالهلاك، وبالعذاب، وجاء في الموطأ عن سعيد وغيره يقول: "أدركنا القوم – يعني الصَّحابة - وهم يدعون على عُمُوم الكُفَّار"، قد يقول قائل: هذا مُخالف للسُّنن الإلهية، السُّنن الكونية أنَّ من الكُفَّار – نعم – من يُسْلِم، فلماذا ندعُو عليهم؟! لماذا لا ندعُ لهم بالهداية؟ أو لا ندعُ على عُمُومِهِم، نقول: كما ندْعُو لعُمُوم المُسلمين، ومنهم من يُعَذَّب، ندعُ لهم بالرَّحمة والمغفرة، وأنَّ الله يتجاوز عنهم ويُدخلهم الجنة؛ لكن منهم من يُعَذَّب، فإرادةُ الله -جلَّ وعلا- ومشيئتُهُ نافذة، لا يَرُدُّها شيء؛ لكن إذا دَعَوْنا نحنُ مأمُورون بأنْ ندعُو لأنْفُسنا، ولأولادنا، وللمُؤمنين على جِهة العُمُوم، كما أنَّنا ندعُو على الكُفَّار على جِهة العُمُوم، ومشيئةُ الله نافذة؛ ولذا لمَّا دعا النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- على فُلان و فُلان؛ نزل قولهُ الله -جلَّ وعلا-: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران/128]، فمن أرادَ الله هدايتهُ؛ يُسْتَثْنَى من هذهِ الدَّعوة كَوْناً، نحنُ مأمُورُون بأنْ ندُور مع الإرادة الشَّرعِيَّة، لا معَ الإرادة القدريَّة.
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
المصدر: http://www.khudheir.com/ref/1472
ـ[لامية العرب]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 03:18]ـ
اللهم عليك بالكافرين الظالمين فإنهم لا يعجزونك
اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر يا قوي يا جبار
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الله المستعان
يقول د. طارق السويدان عن النبي - صلى الله عليه وسلم-
: (( ... لم يعهد عنه أنه دعى على يهود أو نصارى .. ))!!
في الصحيحين من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد) وفي رواية لمسلم (لعن الله اليهود والنصارى) الحديث، وفي الصحيحين عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد يحذر ما صنعوا)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:06]ـ
دخلت على الرابط المشار إليه، فإذا هو هراء في هراء
حتى حق الدعاء يريدون سلبه منا!
فماذا بقي
نسأل الله السلامة والعافية(/)
أيشتمُ رباً عبدناه، ولا ننتصر له؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:42]ـ
إخوتي اقرأوا هذه القصة وتدبروها، كيف كان السلف-رحمهم الله- يحمون بيضة هذا الدين العظيم من غوائل المارقين وسفاهة المرتدين، بهذا خلص لهم هذا الدين،وأوصلوها إلينا بيضاء نقية لايزيغ عنها إلا هالك، أما نحن هان علينا أمر ديننا فهنا على الله حتى آسفناه-سبحانه وتعالى، فهذه قصة أسوقها إليكم من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض، وذلك للاعتبار والذكرى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب).
يقول رحمه الله، (وقد أفتى ابن حبيب وأصبغ بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بـ (ابن أخي عَجَب)، وكان خرج يوماً، فأخذه المطر، فقال: بدأ الخرّاز يرش جلوده.
وكان بعض الفقهاء بها (أي بقرطبة): (أبو زيد)، و (عبد الأعلى بن وهب)، و (ابن عيسى)، قد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث من القول يكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ (موسى بن زياد)، فقال (ابن حبيب): دمه في عنقي، أيشتمُ رباً عبدناه، ولا ننصر له؟ إنا إذاً لعبيد سوء، وما نحن له بعابدين، وبكى، ورفع المجلس إلى الأمير بها (عبد الرحمن بن الحكم) الأموي (ت282هـ).
وكانت عجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه (أي من أحب الزوجات لعبد الرحمن بن الحكم)، وأُعلم باختلاف الفقهاء، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول (ابن حبيب وصاحبه)، وأمر بقتله، فقُتل وصُلب بحضرة الفقيهين: (ابن حبيب وأصبغ)، وعزل القاضي لتهمته بالمداهنة في هذه القصة، ووبّخ بقية الفقهاء وسبّهم).
يقول الشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف وعقبا علر هذه القصة: ولنا وقفة يسيرة مع هذه القصة فإن ابن أخي (عجب) تلفّظ بعبارة تقتضي استخفافاً بالربّ ـ جل جلاله ـ، وقد لا تكون صريحة في ذلك، والرجل لم يجاهر بهذه العبارة عبر إعلام مقروء أو منطوق أو نظم أو منثور، ومع ذلك فهذه العبارة في غاية النشاز والاشمئزاز في المجتمع الإسلامي آنذاك، فلم يقبلها بالكلية، بل ونفر منها تماماً، حتى بلغت أهل العلم في قرطبة فاجتمعوا لها فحكموا على صاحبها.
وأخيراً: تتجلى روعة الموقف عندما يمضي (عبد الرحمن بن الحكم الأموي) حكم القتل على ابن أخي زوجته (عجب) وهي أحب زوجات ه إليه، ولا يكتفي بذلك بل ويعزل القاضي متهماً له بالمداهنة، ويعاتب بقية الفقهاء.
فانظر رعاك الله إلى أثر الولاية الشرعية في تحقيق حفظ الدين وإقامة حكم الله تعالى على من تطاول على دين الله ـ تعالى-.اه(/)
أتدري يا ولدي ما الفرق بين علماء الحق وعلماء السوء، وكلهم آخذ من نور واحد لا يختلف؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 05:53]ـ
يقول مصطفى صادق الرافعي في "وحي القلم": أتدري يا ولدي ما الفرق بين علماء الحق وعلماء السوء، وكلهم آخذ من نور واحد لا يختلف؟
أولئك في أخلاقهم كاللوح من البللور، يُظهر النورُ نفسه فيه، وهؤلاء بأخلاقهم كاللوح من الخشب، يظهر النور حقيقته الخشبية لا غير!
وعالم السوء يفكر في كتب الشريعة وحدها، فيسهل عليه أن يتأول ويحتال، ويغير ويبدل، ويظهر ويخفي، ولكن العالم الحق يفكر مع كتب الشريعة في صاحب الشريعة، فهو معه في كل حالة؛ يسأله: ماذا تفعل؟ وماذا تقول؟
والرجل الديني لا تتحول أخلاقه، ولا تتفاوت، ولا يجيء كل يوم من حوادث اليوم، فهي بأخلاقه كلها، لا يكون مرة ببعضها ومرة ببعضها، ولن تراه مع ذوي السلطان وأهل الحكم والنعمة كعالم السوء هذا؛ الذي لو نطقت أفعاله لقالت لله بلسانه: هم يعطوني الدراهم والدنانير، فأين دراهمك أنت ودنانيرك؟
إن الدينار يا ولدي إذا كان صحيحا في أحد وجهيه دون الآخر، أو في بعضه دون بعض، فهو زائف كله. [1]
قال عبد الرزاق: قدمنا مكة وقدمها الذي يقال له المهدي، فحضرت الثوري وقد خرج من عنده وهو مغضب فقال: أدخلت آنفا إلي ابن أبي جعفر، فقال لي: يا أبا عبد الله، طلبناك فأعجزتنا فأمكننا الله منك في أحب المواضع إليه، فارفع إلينا حوائجك، قال: فقلت: وأي حاجة تكون لي إليك وأولاد المهاجرين وأولاد الأنصار يموتون خلف بابك جوعا؟ فقال لي أبو عبيد الله: يا أبا عبد الله لا تكثر الفضول واطلب حوائجك من أمير المؤمنين، فقلت: مالي إليه من حاجة، لقد اخبرني إسماعيل بن أبي خالد أن عمر بن الخطاب – رضي الله عه - حج فقال لصاحب نفقته: كم أنفقنا في حجنا هذا؟ قال: اثنا عشر دينارا، قال: أكثرنا، أكثرنا، أو قال: أسرفنا، أسرفنا، وعلى أبوابكم أمور لا تقوم لها الجبال الراسيات. قال فقال لي ابن أبي جعفر: يا أبا عبد الله، أفرأيت إن لم اقدر أن أوصل إلى كل ذي حق حقه فما أصنع؟ قال: تفر بدينك وتلزم بيتك وتترك الأمر ومن يقدر أن يوصل إلى كل ذي حق حقه، قال فسكت، وقال لي أبو عبيد الله: أراك تكثر الفضول، إن كانت لك حاجة فاطلبها وإلا فانصرف، قال فانصرفت. [2]
والله لكأن الأمر بالمعروف في زماننا يبكي على سفيان؛ لكثرة علماء السوء الذين فرطحوا نعالهم أمام أبواب الحكام، ودبّجوا لهم فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان. [3]
قال أبو بكر ابن الطحان: كان في دولة الأفضل جعلوا الملاهي عند الدرج – يعني درج جيرون-، فجاء الحافظ – الأثري عبد الغني المقدسي - فكسر شيئا كثيرا، ثم صعد المنبر يقرأ الحديث، فجاء رسول القاضي يأمره بالمشي إليه ليناظره في الدف والشبابة، فقال: ذاك عندي حرام ولا أمشي إليه، ثم قرأ الحديث .. فعاد الرسول فقال: لابد من المشي إليه، أنت قد بطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال الحافظ: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان، فمضى الرسول وخفنا، فما جاء أحد. [4]
وأما سلطان العلماء عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، فله السيرة الهمة العليا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لما تحالف الصالح إسماعيل مع الصليبيين، تصدى له سلطان العلماء، فحرم ذلك وحرم بيع السلاح للفرنج، ولم يدعُ للصالح ... فاعتقله بعون حاشية الشيطان .. ثم سير الصالح إسماعيل بعض خواصه يستلطف الشيخ قائلا: بيني وبينك أن تعود إلى مناصبك، وما كنت عليه وزيادة، أن تنكسر للسلطان وتقبل يده لا غير .. وهنا قال سلطان العلماء كلمات استعلاء أهل العلم وعزة العقيدة: " والله يا مسكين، ما أرضاه أن يقبل يدي، فضلا أن أقبل يده .. يا قوم، أنتم في واد وأنا في واد .. الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به " ... ولما كان ملوك الفرنج يسمعون تلاوته ويرون حاله وعبادته في الحبس قالوا للصالح إسماعيل: لو كان هذا قسيسا لغسلنا رجليه، وشربنا مرقتها. [5]
هذا هو العالم الرباني .. أما علماء السوء فهم أقلمن أن ننشغل بحكاية خبر بعضهم، وأصدق وصف للفرد منهم:
يرمرمُ من فُتات الكفر قوتا == ويشرب من كؤوسهمُ الثمالهْ
يقبل راحة الطاغوت حينا == ويَلثَمُ دونما خجل نِعَالَهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
رسالة من عالم حق ناصر للسنة، إلى عالم سوء
بين الإمام النووي وابن النجار
كان في دمشق شخص يقال له ابن النجار " سعى في إحداث أمور على المسلمين باطلة فقام الشيخ – النووي - قدس الله روحه مع جماعة من علماء المسلمين فأزالوها بأذن الله تعالى ونصر الله، الحق وأهله، فغضب لذلك لكراهية مصلحة المسلمين ونصيحة الدين وبعث إلى الشيخ يتهدده ويقُول: أنت الذي تحزب العلماء على هذا، فكتب إليه الشيخ قدس الله روحه كتاباُ هذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، من عبد الله يحيى النووي.
اعلم أيها المقصر في التأهب لمعاده، التارك مصلحة نفسه في تهيئة جهاده له وزاده، أني كنت لا أعلم كراهتك لنصرة الدين ونصيحة السلطان حملاً منى لك ما هو شأن المؤمنين من إحسان الظن بجميع الموحدين، وربما كنت أسمع في بعض الأحيان من يذكرك بغش المسلمين فأنكر عليه بلساني وبقلبي لأنها غيبة لا أعلم صحتها ولم أزل على هذا الحال إلى هذه الأيام فجري ما جرى من قول قائل للسلطان وفقه الله الكريم للخيرات إن هذه البساتين يحل انتزاعها من أهلها عد بعض العلماء، وهذا من الافتراء الصريح والكذب القبيح، فوجب علي، وعلى جميع من علم هذا من العلماء أن يبين بطلان هذه المقالة، ودحض هذه الشناعة؛ فإنها خلاف إجماع المسلمين، وإنه لا يقول بها أحد من أئمة الدين وأن يُنهوا ذلك إلى سلطان المسلمين فأنه يجب على الناس نصيحته لقول النبي صلى الله عليه وسام في الحديث الصحيح: (الدين النصيحة لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم).
وإمام المسلمين في هذا العصر هو السلطان وفقه الله تعالى لطاعته وتولاه بكرامته، وقد شاع بين الخواص والعوام أن السلطان كثير الاعتناء بالشرع ويحافظ على العمل به، وأنه بنى المدرسة لطوائف العلماء ورتب القضاة من المذاهب الأربعة، وأمر بالجلوس في دار العدل لإقامة الشرع وغير ذلك مما هو معروف من اعتناء السلطان أعز الله أنصاره بالشرع، وأنه إذا طلب منه العمل بالشرع أمر بذلك ولم يخالفه.
فلما افترى هذا القائل في أمر البساتين ما افتراه، ودلس على السلطان وأظهر أن انتزاعها جائز عند بعض العلماء وغش السلطان في ذلك، وبلغ ذلك علماء البلد فوجب عليهم نصيحة الدين والسلطان وعامة المسلمين، فوفقهم الله تعالى للأتفاق على كتب كتاب يتضمن ما ذكرته على جهة النصيحة للدين والسلطان والمسلمين. وذكر بقية الكتاب وأنا اختصرته - ولم يذكروا فيه أحداً بعينه بل قالوا: من زعم جواز انتزاعها فقد كذب، وكتب علماء المذاهب الأربعة خطوطهم بذلك لما يجب عليهم من النصيحة المذكورة، واتفقوا على تبليغها ولى الأمر أدام الله أيامه، يوجب عليهم أن ينصحوا ويبينوا حكم الشرع، ثم بلغني عن جماعات متكاثرات في أوقات مختلفات حصل لى العلم بقولهم، إنك كرهت سعيهم في ذلك، وشرعت في ذم فاعل ذلك، واشتد معظم ذلك كله إلى، ويا حبذا ذلك من صنيع وبلغني عنك هؤلاء الجماعات إنك قلت: قولوا ليحيى هذا الذي سعى في هذا فينكف عنه وإلا أخذت منه دار الحديث، وبلغني هؤلاء الجماعات: انك حلفت مرات بالطلاق الثلاث إنك ما تكلمت في انتزاع هذه البساتين، وانك تشتهى إطلاقها، فيا ظالم نفسه؛ أما تستحي من هذا الكلام المتناقض وكيف يصح الجمع بين شهوتك، وإطلاقها وانك لم تتكلم فيها، وبين كراهيتك السعي في إطلاقها ونصيحة السطلان والمسلمين، وياظلم نفسه؛ هل تعرض لك أحد بمكروه أو تكلم فيك بغيبة؛ وإنما قال العلماء: من قال هذا السلطان فقد كذب ودلس عليه وغشه ولم ينصحه؛ فإن السلطان ما يفعل هذا إلا لإعتقاده أنه حلال عند بعض العلماء؛ فبينوا أنه حرام عند جميعهم، وإنك قد قلت إنك لم تتكلم فيها وحلفت على هذا بالطلاق الثلاث فأي ضرر عليك في إبطال قول كاذب على الشرع، غاش مدلس على السلطان؟ وقد قلت أنه غيرك؛ وكيف تكره السعي على شيء قد أجمع الناس على استحسانه. بل هو واجب على من قدر عليه، وأنا بحمد الله من القادرين عليه بالطريق الذي سلكت، وأما نجاحه فهو إلى الله تعالى مقلب القلوب والأبصار، ثم أني أتعجب غاية التعجب من اتخاذك إياي خصما، يا حبذا ذلك من اتخاذ، فأني بحمد الله تعالى أحب في الله وأبغض فيه، فأحب من أطاعه وأبغض من خالفه، وإذا أخبرت عن نفسك بكراهيتك السعي في مصلحة المسلمين ونصيحة السلطان فقد دخلت في
(يُتْبَعُ)
(/)
جملة المخالفين، وصرت من نبغضه لله رب العالمين؛ فان ذلك من الإيمان كما جاءت به الآثار الصحيحة المنقولة بأسانيد الأئمة الأخيار.
أرض لمن غاب عنك غيبته، فذاك ذنب عقابه فيه، وياظالم نفسه، أنا ما خاصمتك أو كلمتك أو ذكرتك أو بيني وبينك مخاصمة أو منازعة أو معاملة في شيء فما بالك تكره فعل خير يسرني الله الكريم له: (وَمَا نَقَمواُ مِنْهُمْ إلاً أنْ يؤْمِنُوا بِالله العزِيز الحميد).
بل أنت لسوء نظرك لنفَسك، تنادي على نفسك، وتشهد الشهود بكراهية هذه النصيحة التي هي مصرحة بأنك أنت الذي تكلمت في هذه البساتين، وإن الطلاق عليك واقع، وما أبعد أن تكون شبيها بمن قال الله تعالى فيهم: (وَلتَعْرِِفَنَهُمْ فِي لَحْنِ الْقَولِ والله يَعْلَمُ أعْمالكُمْ).
ويا عدو الله، وعدو نفسه، أتراني أتكره معاداة من سلك طريقتك هذه، بل والله أحبها وأوثرها وأفعلها بحمد الله تعالى فان الحب في الله والبغض فيه واجب علي وعليك وعلى جميع المكلفين.
ولست أدري أي غرض لك في حرصك على الإنكار على الساعين في إعظام حرمات الدين ونصيحة السلطان والمسلمين؟ فيا ظالم نفسه، انته عن هذا، وارجع عن طريقة المباهتين والمعاندين.
وأعجب من هذا تكريرك الإشارة إلى بزعمك الفاسد كالمتوعد إن لم ينكف؛ أخذت منه دار الحديث.
فيا ظالم نفسه، وجاهل الخير وتاركه، أطَّلعت على قلبي أني متهافت عليها أو ما علمت إني منحصر فيها أو تحققت إني معتمد عليها مستندا إليها أو عرفت أعتقد انحصار رزقي فيها أو ما علمت لو أنصفت كيف ابتداء أمرها أو ما كنت حاضرا مشاهد أخذي لها. ولو فرض تهافتي عليها أكنت أوثرها على مصلحة عامة المسلمين مشتملة على نصيحة الله ورسوله وسلطان المسلمين وعامتهم، مخافة من خيالاتك. إن هذه لغباوة منك عظيمة، وتعجبا منك كيف تقول هذا؟.
أأنت رب العالمين بيدك خزائن السموات والأرضين، وعليك رزقي ورزق الخلائق أجمعين!، أم أنت سلطان الوقت تحكم على الرعية بما تريد، فلو كنت عاقلاً ما تهجمت على التفوه بهذا الكلام الذي لا ينبغي أن يقوله إلا رب العالمين أو سلطان الوقت، مع أن سلطان الوقت منزه عن قولك الباطل، مرتفع المحل عن فعل ما ذكرت.
يا ظالم، فان كنت تقول هذا استقلالاً منك فقد أفتئت عليه، وأجرأت على أمر عظيم، ونسبته إلى الظلم والعدوان، وان كنت تقوله عنه فقد كذبت عليه، فانه بحمد الله حسن الاعتقاد في الشرع، وذلك من نعم الله تعالى عليه، والسلطان بحمد الله تعالى وفضله أكثر اعتقاداً في الشرع من غيره، ومعظم حرماته، وليس هو ممن يقابل ناصحه بهذيانات الجاهلين وترهات المخالفين، بل يقبل نصائحهم كما أمر الله تعالى. وأعلم أنها الظالم نفسه إني والله الذي لا إله إلا هو لا أترك شيئاً أقدر عليه من السعي في مناصحة الدين والسلطان والمسلمين وفرق حزب المخذلين، وسترى ما أتكلم به إن شاء الله تعالى عند هذا السلطان وفقه الله تعالى لطاعته وتولاه بكرامته في هذه القضية غيره الشرع وإعظاماً لحرمات الله تعالى وإقامة الدين، ونصيحة السلطان وعامة المسلمين.
ويا ظالم نفسه، أجلب بخيلك إن قدرت، واستعن بأهل المشرقين وما بين الخافضين، فإني بحمد الله في كفاية تامة، وأرجو من فضل الله تعالى إنك لا تقوي لمنابذة أقل الناس مرتبة بحمد الله تعالى ممن يسعى أو يود القتل في طاعة الله تعالى.
أتقوى يا ضعيف الحيل لمنابذتي، أبلغك يا هذا أني لا أومن بالقدر أو بلغك إني اعتقد أن الآجال تنقض وأن الأرزاق تتغير، أما تفكر في نفسك من قبيح ما أتيته من الفعال، وسوء ما نطقت به من المقال!
يا ظالم نفسه، من طلب رضي الله تعالى يرد خيالاتك وتمويهاتك وأباطيلك وترهاتك!! وبعد هذا كله، أرجو من فضل الله تعالى أن الله تعالى يوفق هذا السلطان ادام الله نعمه عليه لإطلاق هذه البساتين، وأن يفعل بها ما تقريه أعين المؤمنين، ويرغم به أنف المخالفين، فان الله تعالى قال: (والْعَاقِبة للمتَقين) والسلطان بحمد الله تعالى يفعل الخيرات فما تفوته في هذه القضية.
واعلم إنك عندي بحمد الله تعالى أقل ممن اهتم بشأنك، والتفت إلى خيالاتك وبطلانك، ولكني أريد أعرفك بعض أمري لتدخل نفسك في منابذة المسلمين بأسرهم، ومنابذة سلطانهم، وفقه الله تعالى على بصيرة منك وترتفع عنك جهالة بعض الأمر، ليكون دخولك بعد ذلك معاندة لا عذر لك فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويا ظالم نفسه؛ أتتوهم أنه يخفي علي وعلى من سلك طريق نصائح المسلمين وولاة الأمر وحماة الدين، أنا لا نعتقد صدق قول الله تعالى: (والْعَاقِبَةُ لِلمتقينَ) وقوله: (وَلا يَحيقُ الْمكر السيَّء إلا بِأُهلِهِ).وقوله تعالى: (والذين جَاهَدوا فينَا لَنهْديَنَّهُمْ سُبُلنَا) وقوله تعالى: (إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصرُكُمْ وَيُثَبِِتْ أقْداَمكُم) وقوله تعالى (وكان حَقاًَ عَلينا نَصْرُ المؤمِنِيِن).وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم) والمراد بهذه الطائفة أهل العلم كذا قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وغيره من أولي النهى والفهم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ٍ (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) هذا فيمن كان في عون واحد من الناس، فكيف الظن بمن هو في عون المسلمين أجمعين؟ مع إعظام حرمات الشرع ونصحه السلطان وموالاته وبذل النفس في ذلك. وأعلم أني والله لا أتعرض لك بمكروه سوى أني أبغضك في الله تعالى، وما امتناعي عن التعرض لك بمكروه من عجز بل أخاف الله رب العالمين من إيذاء من هو من جملة الموحدين، وقد أخبرني من أثق به ويخبره وصلاحه وكراماته وفلاحه بأنك إن لم تبادر بالتوبة حل بك عقوبة عاجلة تكون بك آية لمن بعدك، لا يأثم بها أحد من الناس، بل هو عدل من الله تعالى يوقعه بك عبره لمن بعدك.
فان كنت ناظرا لنفسك، فبادر بالرجوع عن سيئ أفعالك، وتدارك ما أسلفته من قبيح مقالك، قبل أن يحل بك مالا تقال فيه عثرتك ولا تغتر بسلامتك وثروتك ووصلتك وفكر في قول القائل:
قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كان في العالم من يسمع
كم واثق بالعلم واريته ... وجامع بددت ما تجمع
والسلام على من اتبع الهدى
والحمد لله رب العالمين [6]
[1] وحي القلم .. نقلا عن صلاح الأمة للعفاني.
[2] الجرح والتعديل.
[3] صلاح الأمة.
[4] سير أعلام النبلاء.
[5] طبقات الشافعية مختصرا على الشاهد.
[6] تحفة الطالبين.
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 10:15]ـ
بارك الله لنا فيك أخي الكريم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 02:46]ـ
جميل جدا أحسن الله إليك أخي الكريم .... ورحم الله العلامة الرافعي ...
ـ[العرب]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 05:34]ـ
شكر الله لك
ورحم الله العلامة الرافعي
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 09:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ..(/)
مشروع نصرة خاتم الأنبياء و سيد المرسلين و خير الخلق أجمعين
ـ[أيوب التمسماني]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لدي إقتراح عمل موقع كبير يضم كل كتب السيرة و نصائح الرسول صلى الله عليه و سلم و كذا تعاليمه صلى الله عليه و سلم و مشاريعه العقائدية و الإجتماعية و كيف إستطاع بناء دولة مدنية صارعت إمبراطوريات كبرى و قدمت حضارة إنسانية علمية مستقرة و نشرت العدل و السلام و حاربت البهتان و الطغيان.
- كل كتب السيرة ...
- الرد على الشبهات كلها بشكل دقيق و علمي عصري
- جمعية كبيرة تجمع كل علماء الحديث و يقومون جماعة بدراسة الأحاديث التي ينشرها الأعداء و شرحها و تضعيف الضعيف منها و بيان مدلول كل حديث في إطار تاريخي و سبب الحديث و ظروفه و كيف يفهم في بيئة غير البيئة التي قيل فيها الحديث فكثير من الشبهات تأتي من أحاديث ضعيفة لأنه يوما جاءني كافر في أوروبا و قال لي أن رجلا قتل جاريته كانت حاملا فقتل إبنها أيضا و عندما علم الرسول صلى الله عليه و سلم بذلك قال له القاتل بأن المرأة كانت تسب النبي و ذهبت أبحث عن الحديث في موقع إسلام و جواب فوجدت روايات مختلفة لا في البخاري و لا مسلم ..
- تنقية كتب السيرة من الروايات الضعيفة أو الموضوعة و شرح و بيان الشبهات التي يقف عندها الأعداء.
- نهج طريق الضد بالأضداد أي عندما تدرس شبهة و ترد عليها بطريقة يفهمها الإنسان المعاصر, تأتي بعشرات الروايات و المواقف و النصائح و التعاليم التي تقف ظاهريا - بدون شرح يعني- ضد شبهة معينة.
- جمع أقوال المفكرين الغربيين المعتدلين و دراسة كتبهم بإخراج الحق منها و رد الباطل و كشفه.
- بيان النتائج الجميلة و الرائعة و القيمة و الإعجازية و الربانية لكل نصيحة أو حديث أو فعل أو تقرير أو تعليم صدر من خير الأنام.
- إجراء دراسات مقارنة بين خير البرية و المصلحين الإجتماعيين الذين يفتخر بهم في ثقافات و حضارات متعددة,
- و قد قام بمثل هذا العمل أمريكي إسمه Michael H. Hart حيث و ضع محمد في أول القائمة لأعظم 100 شخص في التايخ و إسم الكتاب The 100: A Ranking Of The Most Influential Persons In History و لكن يجب أن يذهب المشروع بعيدا و بشكل علمي أكاديمي و دقيق.
- ترجمة هذا المشروع إلى اللغات العالمية و أبرزها الصينية و الفرنسية و الإنجليزية و الإسبانية و الروسية و العربية طبعا هههه بها يكون المشروع فمستحيل دراسة الحديث و السيرة و التاريخ الاسلامي بدون عربية قوية منطقيا و نحويا و بلاغيا هههههه
- كل المسلمين العاملين يشاركون في المشروع و لو ب 5 دولارات كل شهر حتى ينتهي المشروع.
- إنشاء منتدى لدعوة الأكادميين و المفكرين و علماء الديانات و محاورتهم في المنتدى حول علم الهدى صلى الله عليه و سلم و كذلك حول الإسلام عقيدة و شريعة.
يجب أن لا نترك جهاد العلم والتعلم والمعرفة ورسول الله يقول: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(ابتسامة)
ـ[أيوب التمسماني]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 04:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أكتب هذا الموضوع للقراءة بل للمشاركة و التنفيذ و التطبيق و النشر
سبحان الله(/)
درر من كلام ابن قيم الجوزية من كتابه مدارج السالكين
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 09:01]ـ
درر من كلام ابن قيم الجوزية من كتابه
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
قال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين (3/ 163):
((ولم ينسبوا إلى اسم، أي: لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلاماً لأهل الطريق.
وأيضا؛ فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد، يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال، فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة، وأما العبودية المطلقة: فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم ولا إشارة، ولا اسم ولا بزي ولا طريق وضعي اصطلاحي.
بل إن سئل عن شيخه؟ قال: الرسول.
وعن طريقه؟ قال: الاتباع.
وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى.
وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة.
وعن مقصوده ومطلبه؟ قال: (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) (الأنعام: 52).
وعن رباطه وعن خانكاه ظ قال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاة ِ) (النور: 36، 37).
وعن نسبه؟ قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تيم
وعن مأكله ومشربه؟ قال: ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر حتى تلقى ربها.
واحسرتاه تقضي العمر وانصرمت ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل)).
و قال أيضا في مدارج السالكين (3/ 165):
((وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟
فقال: مالا اسم له سوى السنة.
يعني: أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها.
فمن الناس من يتقيد بلباس لا يلبس غيره، أو بالجلوس في مكان لا يجلس في غيره، أو مشية لا يمشي غيرها، أو بزي وهيئة لا يخرج عنهما، أو عبادة معينة لا يتعبد بغيرها، وإن كانت أعلى منها، أو شيخ معين لا يلتفت إلى غيره، وإن كان أقرب إلى الله ورسوله منه.
فهؤلاء كلهم محجوبون عن الظفر بالمطلوب الأعلى مصدودون عنه، قد قيدتهم العوائد والرسوم، والأوضاع والاصطلاحات عن تجريد المتابعة، فأضحوا عنها بمعزل، ومنزلتهم منها أبعد منزل، فترى أحدهم يتعبد بالرياضة والخلوة، وتفريغ القلب، ويعد العلم قاطعا له عن الطريق، فإذا ذكر له الموالاة في الله، والمعاداة فيه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، عد ذلك فضولا وشراً، وإذا رأوا بينهم من يقوم بذلك، أخرجوه من بينهم، وعدوه غيراً عليهم، فهؤلاء أبعد الناس عن الله وإن كانوا أكثر إشارة، والله أعلم)).
وقال أيضا في مدارج السالكين (3/ 185):
((فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس.
وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة، ذات أتباع ورئاسات، ومناصب وولايات، ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول؟
فإن نفس ما جاء به: يضاد أهواءهم ولذاتهم، وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم، وعملهم والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم؟
فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريبا بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم، وأطاعوا شحهم، وأعجب كل منهم برأيه؟ كما قال: النبي صلى الله عليه وسلم: ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا لا يد لك به فعليك بخاصة نفسك وإياك وعوامهم فإن وراءكم أياما صبر الصابر فيهن كالقابض على الجمر)).
ولهذا جعل للمسلم الصادق في هذا الوقت إذا تمسك بدينه أجر خمسين من الصحابة؛ ففي سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) (المائدة: 105) فقال: ((بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام فإن من وراءكم أيام الصبر الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله)) قلت: يا رسول الله أجر خمسين منهم قال: ((أجر خمسين منكم)).
وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم.
فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه، وفقها في سنة رسوله، وفهما في كتابه، وأراه ما الناس فيه: من الأهواء والبدع والضلالات، وتنكبهم عن الصراط المستقيم، الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط؛ فليوطن نفسه على قدح الجهال، وأهل البدع فيه، وطعنهم عليه، وإزرائهم به، وتنفير الناس عنه، وتحذيرهم منه، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم.
فأما إن دعاهم إلى ذلك، وقدح فيما هم عليه؛ فهنالك تقوم قيامتهم، ويبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله.
فهو:
غريب في دينه؛ لفساد أديانهم.
غريب في تمسكه بالسنة؛ لتمسكهم بالبدع.
غريب في اعتقاده؛ لفساد عقائدهم.
غريب في صلاته؛ لسوء صلاتهم.
غريب في طريقه؛ لضلال وفساد طرقهم.
غريب في نسبته؛ لمخالفة نسبهم.
غريب في معاشرته لهم؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم.
وبالجملة؛ فهو غريب في أمور دنياه وآخرته، لا يجد من العامة مساعدا ولا معيناً، فهو:
عالم بين جهال.
صاحب سنة بين أهل بدع.
داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع.
آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف)) أهـ.
الغزي الأثري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جوزيت خيراً، هكذا فافعل وانقل عن السلف وأهل العلم المرتضين، ولنعم النقل، والقارئ يحاكم نفسه حينئذٍ، ومع ذلك ينبغي أن لانزكي أنفسنا على الناس أمام الله بل نسأله: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك)
كما في سنن الترمذي عَنْ أَنَسٍ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ: " نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ "
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 12:29]ـ
جزاكم الرحمن الجنان والفوز بالحور الحسان
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 07:08]ـ
وأنتم كذلك والمسلمين.(/)
الرجل الصالح طيب العرق كلام عجيب لابن القيم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
قال ابن القيم رحمه الله
والمقصود: أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة وتارة تكون معنوية باطنة فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة حتى إن صاحب القلب الحي ليشم من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها كما يتأذى من شم رائحة النتن
ويظهر ذلك كثيرا في عرقه حتى ليوجد لرائحة عرقه نتنا فإن نتن الروح والقلب يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره والعرق يفيض من الباطن
ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق وكان رسول الله أطيب الناس عرقا قالت أم سليم وقد سألها رسول الله عليه الصلاة والسلام عنه وهي تلتقطه هو من أطيب الطيب
فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد والنفس الطيبة بضدها فإذا تجردت وخرجت من البدن وجد لهذه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ولتلك كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض
ـ[قلب طيب]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:20]ـ
فعلا كلام عجيب
لكن مصدره من أي كتاب أخي؟؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:23]ـ
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A5%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9 _%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%8 1%D8%A7%D9%86_%D9%85%D9%86_%D9 %85%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%AF_%D 8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D 8%A7%D9%86)
الباب التاسع
ابن قيم الجوزية ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D9%84%D9%81:%D8%A 7%D8%A8%D9%86_%D9%82%D9%8A%D9% 85_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8 %B2%D9%8A%D8%A9)
ـ[الحافظة]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:50]ـ
فعلا كلام عجيب ... جزاكم الله خيراا على هذه الفوائد القيمة ووفقكم لمرضاته ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 01:49]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا ووفقكم لمرضاته
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 04:11]ـ
/// لقد عاين بعض الإخوة ذلك من كلا الرجلين، الصالح والطالح؛ فبعض أهل الصلاح قد لا يستخدم الطيب -لعلة ما كالمرض المانع من استخدامه- ومع ذلك تجد رائحته طيبة، أما أهل الضلال فتجد النتن يخرج منهم خاصة أصحاب الكبائر، حتى وإن وضع العطور وأشباهها، فسبحان مَن ستر وغفر، وسبحان مَن مَنَّ وأعطى، وسبحان مَن اطَّلع فغفر.
/// نسأل الله أن يتوب علينا وعلى العصاة.
/// جزاك الله خيرا يا شيخنا أبا محمد على هذا النقل المبارك القيم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 05:55]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك لمرضاته(/)
الفوائد الأثيرة الغزيرة من دروس المحدث السعد الأخيرة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((بين يدي الفوائد))
الحمد لولي الحمد، ومستحق الثناء، ومستوجب الحمد، وذي الكبرياء، أمابعد:
فقد منّ الله عليَّ-وله الحمد والفضل والمنن-أن يسر لي حضور الدروس العلمية التي ألقاها فضيلة شيخنا المحدث الحافظ الفاضل أبي عبد الرحمن: عبدالله بن عبدالرحمن السعد في الأسبوع الذي سَلَف ابتداءً من السبت2/ 8حتى الأربعاء6/ 8شرح فيها الشيخ-سلمه الله-ماتيسر من كتاب الصيام من منتقى الإمام أبي محمد عبدالله بن علي بن الجارود-رحمه الله-وقد قيدت في هذه الدروس شيئ مما أملاه الشيخ-أثابه الله-وإلا فما أملاه من الدرر والغُرر لا يُحْصى ولا يُعَد وذلك فضل الله ومنته عليه.
فدونكها أيها القارئ الكريم لك غُنْمُهَا، وعلي غُرْمُهَا، أنت الظافر، وأنا العاثر، ولا تنس مُقيدها وراقمها من صالح دعاء أو نصح، فهو أحوج ما يكون إلى ذلك، والله أعلم.
كتبها: أبو عبدالله
ليلة الأحد لعشر تَلَوْنَ من شهر شعبان لعام1427هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الفائدة الأولى:
(ليس في صيام يوم الخميس حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما صيام يوم الاثنين ففيه حديث ثابت)
الأحد3/ 8
الفائدة الثانية:
(أبو عبدالله الحاكم -صاحب المستدرك-عنده أوهام وتساهلات، والسبب: أنه ألَّف في آخر حياته
ولم يحصل له مراجعة كتابه (المستدرك) وهو من كبار الحفاظ، وعنده تشيع لكنه ليس كتشيع اليوم)
الأحد3/ 8
الفائدة الثالثة:
(المراسيل على ثلاثة أنواع:
1 - قوية، مثل: (مراسيل سعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي)
2 - متوسطة، مثل: (مراسيل عطاء بن أبي رباح)
3 - ضعيفة، مثل: (مراسيل الزهري)
الأحد3/ 8
الفائدة الرابعة:
(الصحابة السبعة المكثرون من رواية الأحاديث هم بالترتيب:
1 - أبو هريرة.
2 - عبدالله بن عمر.
3 - أنس بن مالك.
4 - عائشة.
5 - عبدالله ابن عباس.
6 - جابر بن عبدالله.
7 - أبو سعيد الخدري.)
الأحد3/ 8
الفائدة الخامسة:
(الرواة المكثرون عن أبي هريرة هم:
1 - أبو صالح السمّان.
2 - أبو سلمة بن عبدالرحمن.
3 - ابن هرمز (الأعرج).
4 - محمد بن سيرين.
5 - سعيد بن المسيب.)
الاثنين5/ 8
الفائدة السادسة:
(أثبت الناس في قتادة:
1 - سعيد بن أبي عروبة.
2 - شعبة بن الحجاج.
3 - هشام الدستوائي.)
الاثنين4/ 8
الفائدة السابعة:
(قال شعبة الحجاج-رحمه الله-: كفيتكم تدليس ثلاثة:
1 - قتادة بن دعامة السدوسي.
2 - أبو إسحاق السبيعي.
3 - الأعمش.)
الاثنين4/ 8
الفائدة الثامنة:
(المكثرين من الرواية عن أنس:
1 - ثابت البناني.
2 - قتادة بن دعامة السدوسي.
3 - عبدالعزيز بن صهيب.
4 - حميد الطويل.
5 - محمد بن مسلم الزهري.)
الاثنين4/ 8
الفائدة التاسعة:
(كلمة (مولاهم) لها ثلاثة أنواع:
1 - ولاء رق، مثل: (نافع مولى ابن عمر)
2 - ولاء إسلام، مثل: (جد الإمام البخاري فإنه مولى الجُعْفيين لأنه أسلم على يديهم)
3 - ولاء حِلف، مثل: (الإمام مالك فإنه مولى التيميين)
والغالب: ولاء الرق.)
الاثنين4/ 8
الفائدة العاشرة:
(-عيسى ابن يونس- ثلاثة في الكتب الستة هم:
1 - عيسى ابن يونس الطرسوسي.
2 - عيسى ابن يونس الرملي.
3 - عيسى ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة الحادية عشرة:
(أحاديث -إسماعيل ابن عياش- على نوعين:
1 - ما رواه عن الشاميين فهذا صحيح.
2 - ما رواه عن الحجازيين فهذا غير صحيح ولا يُحتج به.)
الأحد3/ 8
الفائدة الثانية عشرة:
(الذي يروي عن الإمام الزهري هو: سفيان ابن عيينة وليس سفيان الثوري)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة الثالثة عشرة:
(إذا أطلق (سفيان) في كتب الفقه والزهد والسلوك فإن المقصود به: سفيان الثوري، وإذا أطلق في كتب الحديث فالمقصود به: سفيان ابن عيينة)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة الرابعة عشرة:
(-هشام بن حسان- روايته على ثلاثة أنواع:
1 - ما رواه عن ابن سيرين فهو صحيح وهو أثبت الناس فيه.
2 - ما رواه عن غيره فهو دون ذلك.
3 - ما رواه عن الحسن البصري فلا بأس بذلك)
الثلاثاء5/ 8
(يُتْبَعُ)
(/)
نقل: قال الحافظ ابن حجر في تقريبه للتهذيب: (هشام بن حسان الأزدي القردوسي، بالقاف وضم الدال، أبو عبدالله البصري، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل: كان يرسل عنهما، من السادسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين) تقريب التهذيب/دار العاصمة ص1020
الفائدة الخامسة عشرة:
(يُستفاد من معرفة الطبقات أنه عندما يحصل اختلاف فإنه يقدم الأحفظ والأتقن)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة السادسة عشرة:
(مراسيل محمد بن سيرين الغالب عليها الصحة، وهو لا يروي إلا عن ثقة، ومراسيل عطاء بن أبي رباح متوسطة)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة السابعة عشرة:
(هشام الدستوائي أثبت الناس في يحيى ابن كثير وكذلك مثله: علي ابن المبارك)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة الثامنة عشرة:
(ترتب كتب الحديث حسب صحتها على النحو التالي:
1 - صحيح البخاري.
2 - صحيح مسلم.
3 - سنن النسائي.
4 - سنن الترمذي.
5 - سنن أبي داود.
6 - سنن ابن ماجه.)
الثلاثاء5/ 8
الفائدة التاسعة عشرة:
(ينقسم الأئمة في الجرح والتعديل إلى ثلاثة أقسام:
1 - معتدل، مثل: (علي ابن المديني)
2 - متشدد، مثل: (أبو حاتم)
3 - متساهل، مثل: (محمد بن يحيى الذهلي)
الأحد3/ 8
الفائدة العشرون:
(في الكتب الستة لا يوجد اسم (شعبة) إلا ثلاثة هم:
1 - شعبة ابن الحجاج.
2 - شعبة-مولى ابن عباس-وهو ضعيف.
3 - شعبة الكوفي.)
الأحد3/ 8
الفائدة الحادية والعشرون:
(حديث مَعْمَر بن راشد في اليمن أقوى من حديثه في البصرة، والسبب/
أنه عندما أن يخرج من اليمن ويرجع إلى بلده الأساسي (البصرة) أسفوا على فقده أهل اليمن فأرادوا أن يبقى عندهم فزوجوه منهم، فاستوطن عندهم وأحضر كتبه إلى اليمن، وأصبحت بلده فأصبح حديثه في اليمن أفضل من حديثه في البصرة لأنه أصبح يحدث من كتبه)
الأربعاء6/ 8
الفائدة الثانية والعشرون:
(سفيان بن عيينة وسفيان الثوري كلاهما يرويان عن منصور بن المعتمر)
الأربعاء6/ 8
الفائدة الثالثة والعشرون:
(الإمام أحمد في مسنده لا يروي إلا الحديث الذي يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما الأحاديث الضعيفة فهي موجودة، وأما الأحاديث الموضوعة فهي لا تكاد توجد)
الأربعاء6/ 8
الفائدة الرابعة والعشرون:
(إذا قيل عن الحديث: (لا بأس به) فإنه أقرب ما يكون إلى الحديث الحسن)
الأربعاء6/ 8
والحمد لله مفتتحا ومختتما، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول
وهذه اضافات اخرى:
إليكم بعض الفوائد من درس الشيخ كذلك
الفائدة الأولى:
من أشد العقائد فسادا الرافضة. السبت 2/ 8
الفائدة الثانية:الدعاء بعد الوضوء
" اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين " زيادة ضعيفة ويكتفى بما في صحيح مسلم
"من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله الا أنت استغفرك وأتوب إليك" لا بأس به
الأحد 3/ 8
الفائدة الثالثة:التكني بأبي القاسم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ممنوع، أما بعد موته فلا يمنع.
الأحد 3/ 8
الفائدة الرابعة:ليس في الكتب الستة من اسمه أسد إلا:
1. أسد بن موسى
2. وأسد البجلي والأخير ليس له إلا حديث واحد.
الأحد 3/ 8
الفائدة الخامسة:ينبغي لطالب العلم العناية بحديث المكثرين من الرواية مثل الزهري محمد بن مسلم القرشي الزهري وسعيد بن أبي عروبة وغيرهما من المكثرين. الاثنين 4/ 8
الفائدة السادسة:الأذان قبل دخول وقت صلاة الفجر مسألة قديمة ذكرها ابن تيمية وابن حجر ولذا لا يصلى إلا بعد ثلث ساعة من التقويم أما الأكل مع الآذان أو بعده بقليل فلا بأس.
الاثنين 4/ 8
الفائدة السابعة:
#الزهري مكثر من الرواية وأغلب الأحاديث الصحيحة تمر به ولذا ينبغي الاعتناء به.
##أجل أصحاب الزهري:
الطبقة الأولى:الإمام مالك و شعيب بن أبي حمزة، و الزبيدي.
الطبقة الثانية:ابن عيينة، و عقيل بن خالد.
###الزهري لا يروي إلا عن ثقة إلا إذا لم يسمه.
الثلاثاء 5/ 8الفائدة الثامنة: هشام بن عبدالله الدستوائي البصري من أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير.
الثلاثاء 5/ 8
الفائدة التاسعة:
عبدالرزاق أثبت الناس في معمر بن راشد البصري، ومعمر مقدم في الزهري.
الأربعاء 6/ 8
منقول.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 03:55]ـ
جزى الله شيخنا العالم الفاضل أبا عبد الرحمن عبدالله السعد، ونفع بعلومه في الدارين.
آمين
وجزى الله الأخ الفاضل مقيد هذه الفوائد التي في الحقيقة تستحقُ أن تشد لها الرحال.
وبارك الله فيك أيها الناقل أخي ابن رجب.
ننتظر التالي .... واصل حفظك الله.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:47]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل عبد الله السعد خير الجزاء ونفع به.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 03:14]ـ
ماشاء الله تبارك الله.
صدقت أيها الحبيب في وصفها بالغزارة ولو زدت النفاسة لكان حقاً وعدلاً.
هنا بعض الدروس الصوتية من كتاب المنتقى للمحدث السعد:
http://www.liveislam.net/result.php
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 11:39]ـ
شكر الله لكم مروركم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 07:01]ـ
بارك الله في شيخنا المحدث أبي عبد الرحمن السعد ونفع به ..
وبارك الله في أبي عبد الله وأجزل له المثوبة ..
وجزاكم الله خيرًا يا أبا حاتم ونفع بكم ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 10:13]ـ
بارك الله في شيخنا المحدث أبي عبد الرحمن السعد ونفع به ..
وبارك الله في أبي عبد الله وأجزل له المثوبة ..
وجزاكم الله خيرًا يا أبا حاتم ونفع بكم ..
وايأكم أيها الحبيب ..(/)
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 05:17]ـ
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم اقرأ هذه الوصية بتمعن وتدبر لعل الله أن ينفعك بها.
وصية العلامة ابن عثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
من درر شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته حينما تكلم على تفسير قوله تعالى (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرها وإليه يرجعون) [آل عمران: 83]
قال الشيخ في الفوائد:
الفائدة الخامسة:
عموم ملك الله وسلطانه، ويؤخذ من قوله (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً)، وهذا تمام السلطان والملك أن كل من في السموات والأرض فهو مستسلم لله، طائعاً كان أم مكرهاً.
ولذلك لا أحد يمكنه أن يشذ أو يقاوم قدر الله، لو جاء أعتى خلق الله يريد أن يقاوم ما أراد الله تعالى قدراً لا يمكنه ذلك أبداً، فرعون جبار عنيد أغرق بما كان يفتخر به: (قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون) [الزخرف: 51] أهلك بالماء الذي كان يفتخر به.
وعاد استكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة، فأهلكوا بالريح، هواء سخره الله عليهم حتى دمرهم، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم، هذا تمام القوة والقدرة.
وضعفاء الإيمان اليوم إذا قيل لهم: ارجعوا إلى دينكم تنصروا على أعدائكم، قالوا: كيف ونحن لا نعرف أن نصنع الإبرة، كيف نقاوم أهل الصواريخ، والمدافع، وأهل القنابل الموجهة؟! لم يعلموا أن الأمر بيد الله عز وجل، وأنه سبحانه وتعالى إذا شاء أطبق عليهم الأرض تطبيقاً وخسف بهم إلى السابعة بكلمة واحدة، لو صدقنا الله لصدقنا الله، ولكننا في الحقيقة ضيعنا أمر الله، فلما نسينا الله نسينا الله عز وجل وتركنا.
سمعت أنا قبل سنوات أن الله أرسل على واشنطن، عاصمة أمريكا، أرسل عليها صواعق من هذا الغمام الذي هو مثل القطن، صواعق دمرتها تقريباً، حتى قطعت أسلاك الكهرباء، وسكتت المكائن، وصارت هذه العاصمة التي من أكبر عواصم الدنيا صارت دامسة، وحصل سطو ونهب عظيم على الفنادق ومحلات التجارة، وهذه الصواعق من أدنى شيء.
الزلزال يضرب الأرض، وفي لحظة واحدة يدمر مئات المدن والقرى.
قد حصل هذا الزلزال بكلمة واحدة (كن) انقلب أعلى الأرض أسفلها، وتغيرت معالم الأرض كلها.
فنحن إذا صدقنا الله صدقنا الله، يذكر أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو يطارد الفرس من مدينة إلى مدينة، حتى وصل إلى دجلة، فانتقل الفرس إلى المدائن من وراء دجلة من الشرق، وأغرقوا السفن، و********روا الجسور، من أجل أن لا يعبر إليهم المسلمون وقف سعد ليس معه إلا الإبل والخيول والراجلة، لا يستطيع أن يجاوز مكانه، فنادى سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال له: يا سلمان، أعطنا من تصميمك للحرب، لأنه هو الذي أشار على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق قال: والله يا سعد لا حيلة إلا ما كان من تقوى الله، ولكن دعني أنظر في القوم – يعني الجند – إن كانوا على تقوى من الله، فإن الذي فلق البحر لموسى سييسر لنا العبور على هذا البحر، لأن هذه الأمة خير من أمة موسى – الله أكبر إنه الإيمان – فذهب سلمان فنظر في الجند فوجدهم في الليل يبيتون لربهم سجداً وقياماَ، وفي النهار في شأن الحرب، وما يصلح الحرب، فرجع إليه بعد ثلاث وقال: هم على خير ما يرام، ولكن استعن بالله واعبر، فنادى سعد بن أبي وقاص في القوم وقال: أنا عابرون إن شاء الله، ولكن سأقف وأقول: باسم الله، وأكبر الله ثلاثاً، فإذا كبرت الثالثة فاعبروا، ففعل فقال: باسم الله ثم كبر، ولما كبر الثالثة عبر الناس يمشون على الماء، والنهر يسير ويقذف بزبده، وليس مثل البحر واقفاً، ولكنه يجري، يقول أهل التاريخ: حتى إن الفرس إذا تعب أنشأ الله له ربوة من الأرض فوقف الفرس عليها يستريح، حتى عبروا دجلة فلما رآهم الفرس ضجوا وصاحوا وقالوا: أنكم إنما تقاتلون جناً لا طاقة لكم بهؤلاء فِروا، ففروا وخرجوا من المدائن، وان********روا ولله الحمد براية التوحيد والجهاد الذي أُنشىء على التقوى، لتكون كلمة
(يُتْبَعُ)
(/)
الله هي العليا وليس طلباً للشهرة، وليس من أجل القومية، أو العصبية، أو الوطن، ليس على بالهم إلا أن تكون كلمة الله هي العليا، يكون هذا القرآن هو القانون لأهل الأرض.
أهل المدائن هربوا منها، عاصمة الفرس، فجاء المسلمون وفتحوها، و********بوا من الأموال ما لا يعلمه إلا رب العباد مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لتنفقن كنوزهما – كنوز ********رى وقيصر – في سبيل الله "، وأخذوا التاج – تاج ********رى – وهو الذي يجلس تحته، ويضعه فوق رأسه، مرصع باللآلىء والذهب، وما شاء الله من حلي الدنيا، فأرادوا أن ينقلوه فلم يجدوا إلا جملين كبيرين يحملانه من المدائن إلى المدينة، فحملوه على جملين من المدائن إلى المدينة ثم وضعوه بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وما أدراك ما عمر – الذي عدل فعدلوا وأمن فأمنوا، قال وهو ينظر إليه: والله إن قوماً أدوا هذا لأمناء، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: نعم يا أمير المؤمنين إنهم أمناء لأنك كنت أميناً، ولو أنك رتعت لرتعوا – الله أكبر – فهذا تاج ********رى من المدائن يوزع بين المسلمين في المدينة.
من الذي نصرهم حتى عبروا النهر بخيلهم ورجلهم إلا الله عز وجل.
لماذا لا نؤمن بهذا؟ والله إننا ضعفاء الإيمان. أليس الرب عز وجل وهو أصدق القائلين وأقدر الفاعلين يقول: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) [الحج: 40، 41] تأكيدات لفظية ومعنوية في الآيتين من الله عز وجل، توجب علينا الأخذ بما جاء في هذه الآية الكريمة.
بأي شيء ننصر الله؟ لأن الله شرط: (ولينصرن الله من ينصره).
نرى الآن النكبات تأتي على المسلمين متنوعة وما رأينا أحداً إلا القليل النادر يقول: يا جماعة ارجعوا إلى دينكم، البلاء منكم.
من الذي يتكلم ويقول: إن الخطأ خطؤنا، والظلم ظلمنا، فلنرجع إلى ربنا، حتى لا يسلط علينا هؤلاء الظالمين لأن الله يقول: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا ي********بون) [الأنعام: 129]، تأتي النكبات وكأنها حوادث مادية لا علاقة لها بالدين مع أننا مسلمون.
هذه الحوادث ما تكون إلا بفعلنا، الكافر ربما يعطى في الدنيا ما يريد لأنه عجلت له طيباته في الحياة الدنيا، ينعم في الدنيا أكثر مما ينعم المسلم، حتى إذا انتقل إلى الآخرة صار العذاب عليه أشد، لأنه ينتقل من نعيم إلى عذاب، فيفقد هذا الذي يدركه في الدنيا فيكون عليه أشد وأعظم.
لهذا وصيتي للمخلصين في مثل هذه الظروف أن يدعوا الناس ويقولوا: ليس ما أصابنا هو حدث مادي أو خلاف من أجل المال أو الاقتصاد أو الحدود أو الأرض أو ما أشبه ذلك، وإنما هو قدر إلهي سلط بعضنا على بعض لأننا أضعنا أمر الله: (وما أصابكم من مصيبة فبما ********بت أيديكم ويعفوا عن كثير) [الشورى: 30]، أمت أن نبقى هكذا كأن شيئاً لم يجر، التاجر في كذبه وغشه، والموظف في خيانته وعدم القيام بالعمل، كل إنسان في الذي هو فيه، فهذا لا شك يدل على موت القلوب وقسوتها، وأنها لا تتعظ، وأن الأمور والحوادث يوشك أن تتطور وتتغير إلى أسوأ، لأن الله عز وجل يقدر مثل هذه الأمور لعلنا نحدث توبة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ال********وف: " ولكنها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده، فينظر من يحدث له منهم توبة "، ولكن أين القلوب الواعية؟! نسأل الله تعالى أن يعيذنا من قسوة القلوب وغفلتها.
المصدر [تفسير سورة آل عمران: 1/ 477 - 481].
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 12:58]ـ
رحم الله العلامة ابن عثيمين وأعلى قدره ورفع درجته وبرد مضجعه وقدس روحه ونور ضريحه آمين آمين جزاك الله أخى الحبيب على هذه الفائدة العظيمة
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 12:37]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 02:54]ـ
بارك الله فيكم(/)
تحذير العلامة العثيمين من أساليب الكفار والمنافقين
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 05:19]ـ
تحذير العلامة العثيمين من أساليب الكفار والمنافقين
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من درر شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله كلامه في تفسير سورة آل عمران على الآية رقم 101 قول الله تعالى: ((يا أيها الذين ءامنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أُتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين)).
قال رحمه الله تعالى في الفوائد:
الفائدة الثالثة: أن هؤلاء الفريق من أهل الكتاب لا يرضون منا بما دون الكفر، إلا أن يكون وسيلة إلى الكفر، لأنه الغاية، قال: ((يردوكم بعد إيمانكم كافرين)).
وأساليب أهل الكتاب في إضلال المسلمين كثيرة جداً ومتنوعة، منها: أن يفتحوا عليهم باب الشهوات.
فإن باب الشهوات باب واسع، والضيق من أبواب الشهوات يتسع بسرعة ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "، ولهذا هم – قبحهم الله، ولعنة الله على اليهود والنصارى جميعاً – يسعون جادين على أن يعطوا المرأة ما يُسمى بالحرية، وهي في الحقيقة الرق وليست حرية، لأن المرأة – ومثلها الرجل – إذا خرجت عن حدود الله، خرجت من رق الدين إلى رق الشيطان، تخرج من رق الدين وهو الرق الحقيقي، لأنه عبودية لله إلى رق الشيطان، وإذا خرجت إلى رق الشيطان واسترقها الشيطان صارت عبداً له، هلكت وأهلكت، قال ابن القيم رحمه الله:
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
(هربوا من الرق الذي خلقوا به): الرق الذي خلقنا له هو عبادة الله عز وجل.
(وبلوا): يعني ابتلاهم الله برق النفس والشيطان، ولهذا تجدهم يُركزون على المرأة أن تتدهور، وتتحرر من عبودية الله لتقع في عبودية الشيطان، لأنهم يعلمون أن أشد فتنة على الرجال هي المرأة، فيسعون بكل جهدهم على أن تختلط بالرجال، وتشاركهم في الأعمال، ويلصق منكبها بمنكبه، وساقها بساقه، ويشم رائحتها، وتشم رائحته، وتُصافحه، وربما تعانقه، لأنهم يعلمون أن الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة بقي حيوانياً بهيمياً ليس له أي غرض إلا أن يشبع غريزته – والعياذ بالله – وحينئذ ينسى الدين وما وراء الدين، ويرجع بعد ذلك إلى الكفر.
لا يستطيعون أن يقولوا للمسلمين: اكفروا لأنهم لو قالوا: اكفروا، ما كفروا بل لقالوا: نعم نكفر بالطاغوت، ونؤمن بالله، ونضرب هامك، لكنهم يأتون بهذه الأساليب التي توجب أن ينزلق الناس بالفسوق، والفسوق بريد الكفر.
ثانياً: يلقون الأفكار الرديئة الإلحادية الكفرية بين المسلمين باسم (الناس أحرار – دعوا كل أحد يعتنق ما شاء – دعوا كل أحد يقول ما شاء – لا تستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)، وما أشبه ذلك من الكلمات الرنانة التي إذا سمعها الإنسان قال: هذا هو الدين، ثم تحلل الناس وصار كل يعمل على ما يريد، ولكن ما هي الطريق التي يتوصلون بها إلى هذا؟ الطريق: أن يضربوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجعلوا الناس لا يأمرون بمعروف، ولا ينهون عن منكر، لأنهم يعرفون أنه إذا أمر بالمعروف قام المعروف، وإذا نهي عن المنكر غاب المنكر، فيحاولون أن يقللوا ويضعفوا هذه الناحية، حتى يبقى الناس لا آمر ولا ناهي، كل يركب ما شاء.
وهناك شيء آخر يضربون عليه وهو مسألة الحدود والتعزيرات، يشوهون الإسلام بأنه يقطع اليد – يد السارق – ويرجم الزاني، يشوهون هذا حتى يضعفوا هذه الناحية، ومن المعلوم أنه إذا ضعف الإيمان فلا بد من رادع السلطان، فإن ضعف الإيمان وعدم رادع السلطان، صارت المسألة فوضى، كل يفعل ما شاء، يكفر، يزني، يشرب الخمر، لأنه لا توجد حدود رادعة، والإيمان ضعيف بناء على أنهم يقولون: اجعلوا كل إنسان حراً في نفسه، ويتحلل الناس من الدين بمثل هذه الطرق، إلقاء الأفكار الرديئة في المسلمين هذه من أساليب اليهود والنصارى التي يضللون بها الناس، ويردوهم بعد إيمانهم كافرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك أيضاً من أساليبهم التي يردون بها الناس عن الإيمان أن يزينوا للناس محبة المال، وجباية المال، بكل ما يكون بحلال أو حرام، فيزينوا لهم المكاسب الربوية بشتى أنواعها، والمكاسب الميسرية بشتى أنواعها التي تتمثل في التأمينات وما أشبهها، فإن التأمينات لا شك أنها من الميسر، لأن المؤَمِّن والمؤمَّن له عقدهما دائر بين الغنم والغرم، وهذا هو الميسر تماماً، والنفس إذا اعتادت ذلك نسيت كل شيء صار أكبر همها أن تكتسب هذا المال بالربا، لأن الربا يوجب زيادة المال باطراد، وزيادة الظلم باطراد، زيادة المال لآخذ الربا، والظلم لموكل الربا، فتأخذ النفس على الجشع، والشح، وحب المال، وتنسى ما خُلقت له.
كذلك الميسر وعلى رأسه القمار، يجلس المتقامران في مجلس، كل واحد عنده خمسة ملايين من الأموال مثلاً فتحصل لعبة القمار فإذا بأحدهما يكتسح مال الآخر كله، خمسة ملايين فيصبح هذا عنده عشرة ملايين، والثاني ما عنده إلا ثيابه يخرج من قاعة المقامرة ليس عليه إلا ثيابه، على كل حال مثل هذه الأساليب التي يُلقيها اليهود والنصارى وأشباههم بين المسلمين يجب على المسلمين الحذر منها، لأن الله يقول: ((إن تطيعوا فريقاً من الذين كفروا يردوكم بعد إيمانكم كافرين)).
يجب على المسلمين أن يستمدوا حياتهم ومنهاجهم من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنا واثق كل الثقة، أنهم إذا اعتمدوا في ذلك على الكتاب والسنة، فسيطؤون أعناق هؤلاء الكفار، لأن الله يقول: ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) [التوبة: 33] هذا كلام الله عز وجل، كلام الله الذي يقدر على كل شيء، هو وعد من الله من قادر صادق في وعده، فإذا كان كذلك فلماذا لا نتمسك بدينه؟ لماذا لا نتمسك تمسكاً تاماً، ونظهر الأمة الإسلامية من جديد، تتمسك بدينها نصاً وروحاً، لا نصاً فقط، لأن التمسك بالدين نصاً فقط لا روحاً ليس بشيء.
هو تمسك ظاهري يتلاشى عند حدوث النوازل، وأما التمسك نصاً وروحاً فهو الذي ينتفع به الإنسان في دنياه وآخرته.
إذن علينا أن نحذر كيد الذين أوتوا الكتاب وكيد كل كافر، لأن الله يقول في الكافرين: ((ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)) [النساء: 89].
وقال في سورة الممتحنة: ((وودوا لو تكفرون)) فعلينا أن نأخذ بهذه الإرشادات التي أرشدنا الله إليها، وأن نسير في طريقنا مهتدين بهدى الله، مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل لنا النصر والسعادة، والعز والكرامة في الدنيا والآخرة.
وأقول رأيي في هذا: إن كل واحد مقصِّر، لم يقم كل واحد بالواجب عليه.
كل واحد في الشعوب الإسلامية، وولاة المسلمين مقصِّر لم يقم بالواجب، ولا ينبغي أن نقصِر التقصير على طائفة معينة أو هيئة معينة، بل كلنا مقصِّرون.
هل الإنسان إذا رأى منكراً من أخيه يقول: يا أخي تعال هذا حرام، لا يجوز، اتق الله؟ لا.
مع أن هذا لم يُمنع منه أحد، ومع ذلك لا تجد من يقوم بهذا إلا النادر.
لو أن الناس عُوّدوا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا شأن المسلمين كلهم: " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر " لتغير الأمر.
والمعروف لا يشترط له أن يكون له طائفة معينة من قبل الولاة، كل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، لكن بالحكمة، وأنا أقول دائماً: إن الأمر بالمعروف غير تغير المنكر. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس هو تغير المنكر.
تغير المنكر يحتاج إلى سلطة، لكن الأمر لا يحتاج إلى سلطة، كلُ يأمر وينهى، وقد ذكرنا أن هناك ثلاثة أشياء تشتبه على بعض الناس وهي مختلفة.
1 - الدعوة.
2 - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3 - والتغيير.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله عز وجل: ((لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى)) [المائدة: 82] فهنا قسَّم الله تعالى الناس غير المسلمين إلى ثلاثة أقسام: اليهود والمشركين و النصارى .. وهنا قال: ((الذين قالوا إنا نصارى))، ولم يقل: (والنصارى) ((قالوا إنا نصارى))، فلاحظ الفرق، ثم نجد أن الله قال في آية أخرى: ((يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض)) [المائدة: 51]، وقال في آية أخرى: ((والذين كفروا)) وهذا أعم ((والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)) [الأنفال: 73].
فهذه ثلاث آيات، فالذين قالوا: إنا نصارى، ليسوا هم النصارى الذين هم أولياء لليهود وللكافرين .. هؤلاء قوم معيَّنون، وصفهم الله بوصف لا يوجد في بقية النصارى، فقال: ((لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يشركون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين)) [المائدة: 82 - 83].
فهذه الطائفة من النصارى هي التي تكون أقرب مودة للذين آمنوا، أما الطائفة التي إذا سمعت ما أنزل إلى الرسول نفرت وسعت بكل ما تستطيع أن لا يقبل الناس هذا الذي أُنزل، فوالله ليست أقرب مودة من اليهود والمشركين هم على حدٍ سواء.
الفائدة الرابعة:
أن طاعة الكفار مخالفة للإيمان لقوله: ((يا أيها الذين أمنوا))، فتكون طاعتهم مخالفة لكمال الإيمان، وقد تصل إلى انتفاء الإيمان بالكلية.
الفائدة الخامسة:
أن حرص الكفار على ذلك من أجل إيماننا، وبناء عليه فإننا ننزل القاعدة السابقة: (أن ما عُلق على وصف فإنه يزداد بزيادة ذلك الوصف وقوته) وعلى هذا فثقوا أنه كلما ازداد المؤمنون تمسكاً بدينهم ستزداد شراسة الكفار في صدهم عن دينهم.
ما دام الوصف هو الإيمان فإنه كلما ازددنا تمسكاً بالإيمان، ازداد الكفار شراسة في صدنا عن الإيمان، ومثل ذلك أيضاً: الطاعة والمعصية، كلما ازداد الناس في الإقبال على الله والتمسك بهديه، ازداد أهل الفسوق شراسة في القضاء على هذه القوة في الطاعة.
المصدر:
تفسير سورة آل عمران 1/ 578 - 584.(/)
عمر بن الخطاب رضي الله عنه حِصْنٌ للمسلمين من الفتن
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 05:29]ـ
عمر بن الخطاب؛ حِصْنٌ للمسلمين من الفتن
--------------------------------------------------------------------------------
عمر بن الخطاب؛ حِصْنٌ للمسلمين من الفتن
الحمد لله وحده، والصلاة
والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه إلى يوم
الدين، وبعد:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند عمر رضي
الله عنه فقال: أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت:
أنا؛ كما قاله. قال: إنك عليه - أو عليها - لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله
وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا
أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير
المؤمنين، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال: أي********ر أم يُفتح؟ قال: ي********ر، قال:
إذن لا يغلق أبدًا، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما أن دون الغد
الليلة، إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط، قال: شقيق- الراوي عن حذيفة- فهبنا أن
نسأل حذيفة، فأمَرْنا مسروقًا فسأله فقال: الباب عمر.
هذا الحديث أخرجه الإمام
البخاري في صحيحه في خمسة مواضع؛ في الصلاة برقم (525)، وفي الزكاة برقم
(1435)، وفي الصوم برقم (1895)، وفي المناقب برقم (3586)، وفي الفتن برقم
(7096) كما أخرجه الإمام مسلم (144)، والترمذي (2258)، وابن ماجه (3955)، وأحمد
(5/ 401، 402).
أولا: التعريف بعمر بن الخطاب رضي الله عنه
هو عمر بن
الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح ب********ر الراء بعدها تحتانية، ابن عبد الله
بن قرط بن رزاح بفتح الراء بعدها زاي وآخره مهملة، ابن عدي بن كعب بن لؤي بن
غالب، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب، وعدد ما بينهما من الآباء إلى
كعب متفاوت بواحد فعدد ما بين النبي صلى الله عليه وسلم وكعب سبعة آباء، وما
بين عمر وكعب ثمانية آباء، بخلاف أبي بكر رضي الله عنه فعدد آبائه متساو مع
عدد آباء الرسول صلى الله عليه وسلم، وأم عمر هي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة،
ابنة عم أبي جهل والحارث ابني هشام بن المغيرة، ووقع عند ابن منده أنها بنت
هشام أخت أبي جهل وهو تصحيف، نبه عليه ابن عبد البر وغيره.
وهو أبو حفص القرشي
العدوي، قال الحافظ في الفتح: أما كنيته فجاء في السيرة لابن إسحاق أن النبي
صلى الله عليه وسلم كناه بها، وكانت حفصة رضي الله عنها أكبر أولاده، وأما لقبه
فهو الفاروق باتفاق، فقيل: أول من لقبه به النبي صلى الله عليه وسلم. رواه أبو
جعفر بن أبي شيبة في تاريخه عن ابن عباس عن عمر، ورواه ابن سعد من حديث عائشة،
وقيل: أهل الكتاب، أخرجه ابن سعد عن الزهري، وقيل جبريل رواه البغوي، وهو ثاني
الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين.
ولد رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة (قبل الهجرة بأربعين سنة)، كان في الجاهلية من أبطال قريش
وأشرافهم وكانت إليه السفارة فيهم، وكان عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم
شديدا على الإسلام والمسلمين، ثم دخل في الإسلام قبل الهجرة بخمس سنين، فكان
إسلامه عزا وقوة للمسلمين، وفرجا من الضيق كما قال ابن مسعود رضي الله عنه:
«ما عبدنا الله جهرة حتى أسلم عمر». وهاجر وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله
عليه وسلم، وبويع له بالخلافة يوم وفاة أبي بكر رضي الله عنهما سنة 13 هجرية
بعهد منه، فكان يضرب به المثل في العدل، وفي أيامه تم فتح الشام والعراق والقدس
والمدائن ومصر، وهو أول من أرخ بالتاريخ الهجري، وكانوا يؤرخون من قبل
بالوقائع، وهو أول من دون الدواوين، وكان يطوف في الأسواق منفردا، ويعس
بالليل، استشهد رضي الله عنه بيد أبي لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة، قتله
غيلة في صلاة الصبح سنة 23 من الهجرة رضي الله عنه وأرضاه، فكانت مدة خلافته
عشر سنين.
ثانيا: بعض مناقب الفاروق عمر أما مناقب الفاروق رضي الله عنه فهي كثيرة، حفلت بها الصحاح والمسانيد من كتب السنن، ونحن لا نستطيع حصرها في هذا المقال، ولذا فإننا سنتقصر على بعضها، ولا سيما الصحيح منها، فمن ذلك:
1 - من بشارات النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل
فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «افتح له وبشره بالجنة»، ففتحت له فإذا
هو أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم جاء
رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «افتح له وبشره بالجنة»، ففتحت له
فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم استفتح
رجل فقال لي: «افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه»، فإذا هو عثمان، فأخبرته
بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم قال: «الله
المستعان».
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد في المسند]
وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: «بينا أنا نائم
رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا:
لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا». فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول
الله.
[أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد في المسند]
وعن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيتني دخلت الجنة فإذا
أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: هذا
بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله
فأنظر إليه فذكرت غيرتك». فقال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أعليك
أغار.
[أخرجه البخاري ومسلم وأحمد في المسند]
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم
فضربه برجله، وقال: اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان».
[أخرجه
البخاري وأبو داود والترمذي وأحمد في المسند]
2 ـ عمر العبقري رضي الله عنه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا
أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن
أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه، ثم
استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب
حتى ضرب الناس بعطن». [متفق عليه]. وفي الصحيحين ومسند أحمد مثله عن ابن عمر
رضي الله عنهما.
3 ـ دين عمر رضي الله عنه السابغ: عن أبي سعيد الخدري رضي الله
عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينا أنا نائم رأيت الناس
عرضوا علي وعليهم قمص فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك،
وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره» قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: «الدين».
4 ـ علم عمر رضي الله عنه الغزير: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا نائم شربت ـ يعني اللبن ـ حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري ـ أو في أظفاري ـ ثم ناولت عمر» قالوا: فما أولته
يا رسول الله؟ قال: «العلم». [أخرجه الشيخان والترمذي وأحمد في المسند]
قال الحافظ في الفتح: والمراد بالعلم هنا العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، واختص عمر بذلك لطول مدته بالنسبة إلى أبي بكر، واتفاق
الناس على طاعته بالنسبة إلى عثمان، فمدة أبي بكر كانت قصيرة لم تكثر فيها
الفتوح التي هي أعظم أسباب الاختلاف، ومع ذلك ساس عمر فيها الناس- مع طول مدته-
لم يخالفه أحد، ثم ازدادت اتساعا في خلافة عثمان فانتشرت الأقوال واختلفت
الآراء فنشأت من ثم الفتن، إلى أن أفضى الأمر إلى قتله رضي الله عنه، واستخلف
علي رضي الله عنه فما ازداد الأمر إلا اختلافا والفتن إلا انتشارا، والله المستعان. اهـ. بتصرف.
5 - عمر رضي الله عنه الملهم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر». [أخرجه البخاري، وأخرجه مسلم من
حديث عائشة رضي الله عنها] هذا، وقد روى الترمذي في معنى هذا الحديث حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه». وقال عقبه: وفي الباب عن الفضل بن عباس وأبي ذر وأبي
هريرة. وهذا حديث حسن صحيح غريب.
6 - من موافقات عمر رضي الله عنه لربه
(يُتْبَعُ)
(/)
عز وجل: عن أنس قال: قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث: فقلت: يا رسول الله، لو
اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى<<، وآية الحجاب. قلت: يا رسول الله لو أمرت نساءك أن
يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى
الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن
أن يبدله أزواجا خيرا منكن<<. فنزلت هذه الآية. [أخرجه
البخاري، وأخرجه الترمذي مختصرا، وكذا ابن ماجه، وأخرجه الإمام أحمد]
قال الحافظ في الفتح: وليس في تخصيصه العدد بالثلاث ما ينفي الزيادة عليها؛ لأنه
حصلت له الموافقة في أشياء غيرها، من مشهورها قصة أسرى بدر، وقصة الصلاة على
المنافقين وهما في الصحيح، وقد صحح الترمذي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه
قال: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه، وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على
نحو ما قال عمر. وهذا دال على كثرة موافقته.
7 - هيبة عمر رضي الله عنه: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما
استأذن عمر قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل
عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحضك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا
رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبت من هؤلاء اللائي كن
عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب». قال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول
الله، ثم قال عمر: يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «إيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك
الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك». [متفق عليه]
8 - رضا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم عن عمر:
عن المسور بن مخرمة قال: لما طعن عمر رضي الله عنه جعل يألم فقال له ابن عباس - وكأنه يجزعه-: يا أمير
المؤمنين، ولا كان ذلك، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته،
ثم فارقت وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقت وهو عنك راض،
ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون،
قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإن ذلك من
من الله تعالى من به علي، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذلك
من من الله جل ذكره من به علي، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك ومن
أجل أصحابك، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل
قبل أن أراه. [أخرجه البخاري] وقوله: «يجزعه» أي: يزيل عنه الجزع، مثل
يمرضه أي يحاول إزالة المرض عنه، وقوله: «طلاع الأرض» أي ملء الأرض.
والمراد هنا: ما يطلع عليها ويشرف فوقها من المال.
9 - ثناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إني لواقف
في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب - وقد وضع على سريره - فإذا رجل من خلفي
قد وضع مرفقه على منكبي يقول: يرحمك الله، إن كنت لأرجو أن يجعلك الله
مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كنت
وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو
الله أن يجعلك معهما، فالتفت فإذا علي بن أبي طالب». [متفق عليه]
10 - فضل إسلام عمر على المسلمين: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. [أخرجه البخاري]
- التزام عمر رضي الله عنه كتاب الله
وعدم مجاوزته إياه: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة
على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه، وكان
القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولا كانوا أو شبانا، فقال عيينة لابن
أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك
عليه، قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر، فلما دخل عيينة عليه
قال: هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل،
فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال
(يُتْبَعُ)
(/)
لنبيه صلى الله عليه وسلم: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض
عن الجاهلين<<، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها
عليه، وكان وقافا عند كتاب الله تعالى. [أخرجه البخاري]
12 - شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر بمشاركتهما إياه في الإيمان بالغيب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما رجل راكب
على بقرة التفتت إليه فقالت: لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة- قال: آمنت به أنا
وأبو بكر وعمر- وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي فقال له الذئب: من لها يوم
السبع يوم لا راعي لها غيري؟ قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر». قال أبو سلمة
بن عبد الرحمن - الراوي عن أبي هريرة - وما هما يومئذ في القوم.
[أخرجه البخاري
ومسلم والترمذي وأحمد]
13 - الصحابة يعدون حب أبي بكر وعمر من حب الله ورسوله
ويتمنون صحبتهما في الجنة: عن أنس رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلى الله
عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها؟» قال: لا شيء،
إلا أني أحب الله ورسوله، قال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فما فرحنا بشيء
فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فأنا أحب
النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن
لم أعمل بمثل أعمالهم.
[متفق عليه، وأخرجه أحمد في المسند مختصرا]
هذه بعض النصوص الصحيحة الصريحة في فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيرها كثير جدا،
لا يمكن أن تجمع في مقال كما قدمنا، هذا مع د************ه رضي الله عنه في الآيات
الكثيرات التي تحدثنا عن فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم،
وأن الله تعالى وعدهم الجنة، فإن لم يكونوا أهل الجنة بصحبتهم نبيهم وجهادهم
معه ومن بعده لنشر الإسلام في الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فمن يكونون
أهلا لجنة الله تعالى التي أعدت للمتقين؟ وإن لم يكونوا هم المتقون، فمن
المتقون؟ هل من جاء بعدهم، أو المتقون هم الذين يتنقصونهم من متاعيس الروافض؟
كيف وقد قال الله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم
ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار
خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم<< [التوبة: 100]. إلى
غير ذلك من الآيات الكثيرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خركم قرني، ثم
الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». [متفق عليه]
وهذه النصوص العامة في فضائل
الصحابة، والخاصة في كل واحد منهم على حدة لا ينكرها إلا من كان في قلبه مرض
وحقد على الإسلام وأهله- كالروافض الذين اتخذوا - بغض الصحابة وسبهم - ولا سيما
خيارهم دينا.
ثالثا: شرح الحديث (حديث سؤال عمر عن الفتن)
قوله: «التي تموج كموج البحر» أي الفتنة التي تضطرب مثل اضطراب البحر عند هيجانه، وكنى بذلك
عن شدة المنازعة وكثرة المخاصمة وما ينشأ عن ذلك.
قوله: «يا أمير المؤمنين، لا بأس عليك منها». قال الحافظ في الفتح: زاد في رواية ربعي: «تعرض الفتن على
القلوب فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى يصير أبيض مثل الصفا لا تضره
فتنة، وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوادء حتى يصير أسود كالكوز منكوسا لا
يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، وحدثته أن بينها وبينه بابا مغلقا».
قوله: «إن بينك وبينها بابا مغلقا» أي لا يخرج منها شيء في حياتك.
قوله: «قال: يفتح الباب أو ي********ر؟ قال: لا، بل ي********ر، قال ذلك أحرى أن لا يغلق». زاد في الصيام:
«ذاك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة»، وإنما قال ذلك عمر رضي الله عنه
اعتمادا على ما عنده من النصوص الصريحة في وقوع الفتن في هذه الأمة ووقوع
البأس بينهم إلى يوم القيامة. قال الحافظ في الفتح: وقد وافق حذيفة على معنى
روايته هذه أبو ذر، فروى الطبري بسند رجاله ثقات أنه: لقي عمر فأخذ بيده
فغمزها، فقال له أبو ذر: أرسل يدي يا قفل الفتنة. إلخ الحديث، وفيه أن أبا
ذر قال: لا يصيبكم فتنة ما دام فيكم. وأشار إلى عمر رضي الله عنهم، وروى البزار
من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر: يا غلق الفتنة، فسأله عن
ذلك فقال: مررت ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا غلق الفتنة،
لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على عمر بأنه باب مغلق بين المسلمين وبين الفتن، أو أن بين عمر
وبين الفتن بابا، وأن هذا الباب ي********ر بقتل عمر فما أعظمها من تزكية، وما أجله
من فضل لعمر. رضي الله عنهم أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
ـ[احمد السنيد]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 02:20]ـ
جزاك الله خيرا ... وجمعنا الله وياكم بهم في دار عدن في محل امان(/)
أخلاق وآداب يجب أن يتحلى بها كل مسلم للعلامة الخضير حفظه الله
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 07:11]ـ
أخلاق وآداب يجب أن يتحلى بها كل مسلم
إنّ هناك جملةً الأخلاق والآداب والصِّفات ينبغي لكل مسلمٍ أنْ يتحلَّى بها.
ومنها جملة تلك الصفات: الصِّدق.
وقد جاء في الحديث: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا". [البخاري ومسلم].
فالصِّدْق خصْلَةٌ حميدة على الإنسان أنْ يلتزم بها، فلا ينبغي أن يقُول الإنسان: إنَّ الظُّرُوف اقْتَضَتْ، أوْ ألزَمَتْنِي أنْ أُجانِب الصِّدْق!.
إنَّ الصِّدْق مَنْجاة، ومنْ صَدَق ولو في أَحْلَك الظُّرُوف نجا، وهذا شيءٌ مُجرَّب، ولنتأمل مثلاً قصة كعب بن مالك، وكان من الثَّلاثة الذِّين خُلِّفُوا، فالقصة صريحة في هذا، ففي القصة يقول كعب بن مالك رضي الله عنه: "فلما بلغني أنه توجه قافلاً – أي النبي صلى الله عليه وسلم - حضرني همّي، وطفقت أتذكّر الكذب، وأقول: بماذا أخرج من سخطه غداً، واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد أظل قادماً، زاح عني الباطل، وعرفت أني لن أخرج منه أبداً بشيء فيه كذب، فأجمعت صدقه". [البخاري ومسلم].
فالكذب حرام اتِّفَاقاً، لكن يُباح منهُ بعضُ الصُّور مثل: الإصلاحٍ بين النَّاس، والكذب على الزَّوجة في حدُود ما يُؤلِّف القُلُوب، وما أشبه ذلك، وأما ما عدا ذلك فالكذب حرام.
والكذب درجات؛ ومن ذلك الكذب على النَّاس، وهو مُحرَّم بلا شك، لكن أعظمُ منهُ: الكذب على الله وعلى رسُولِهِ.
ومن الكذب على الله الفُتْيَا بغير علم - نسأل الله العافِية – يقول سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ). [سورة النحل، الآية: 116].
ويقول عزّ وجل: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ). [سورة الزمر، الآية: 60].
وجملة (كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ) من باب أولى أن يدخل فيها من يُفتي ويقول على الله بغير علم.
إنّ الأمانة خُلُقٌ واجِب، والخِيَانة حرام، ومُخادعة المُسلمين وغِشُّهُم وجَحْد الأمانات والعَواري، وكُلُّ هذا مُحرَّمٌ بالكتاب والسُّنَّة وإجماع أهل العلم.
يقول سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا). [سورة النساء، الآية: 58]. ويقول تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ). [سورة الأحزاب، الآية: 72] فلابُدَّ من أداءِ هذهِ الأمانة.
ومن الأمانات ما كُلِّفَ بِهِ المُسْلِم من الشَّرائِع؛ فالصَّلاة أمانة، الصِّيام أمانة، الغُسل من الجنابة أمانة، فلا يجُوزُ لهُ أنْ يخُون هذه الأمانة بِحال.
وكذلك من الأخلاق: العفاف، فلابُدَّ أنْ يكُون الإنسانْ عَفِيفاً بِجميعِ ما تحتمِلُهُ هذهِ الكلمة من صُور ومعانٍ، أن يكُون عَفِيف القلب فلا يحقد ولا يحسد، عفيف اللِّسان لا يتكلَّم في أحدٍ إلاَّ بِحَق، ولا يستطيل في أعراض المُسلمين، ولا يكُونُ صخَّاباً في الأسواق، ولا غضُوباً لجلاجاً، و يكُونُ عفيفاً عن المحارِمِ كُلِّها.
ومنْ أظهر صُور العِفَّة عِفَّةُ الإزار، بأنْ لا يُحلَّ إزاره إلاّ على ما أحلَّه الله له وأباحه.
ومن مكارم الأخلاق: الحياءُ، فهو لا يأتي إلاَّ بِخير، وقد جاء في الحديث الصَّحيح: "إنَّ مما أدرك النَّاس من كلام النُّبُوَّة الأولى: إذا لم تَسْتَحِ فاصْنَع ما شئت". [أخرجه البخاري].
فالحياء لا يأتي إلا بخير، وهُو خلقٌ ينبغي أنْ يتجمَّلَ بِهِ المُسلم ويُكمِّل بِهِ نفسهُ. والمُرادُ بالحياء: الحياء الذِّي يمنع من ارتكاب ما مُنِع منهُ شرعاً أو عُرفاً.
لكنْ الحياء الذِّي يمنع من إقامة الواجِبات أو يمنع من ترك المحظُورات، يمنع من الأمر بالمعرُوف والنَّهي عن المُنكر، يمنع من إرشاد الجاهل فهذا لا يُسمّى حياءاً، فهذا خجل مذمُوم، نسأل الله العافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأخلاق الشَّجاعة، فالجبُن خُلقٌ ذميم تعوَّذ منهُ النبي - عليه الصلاة والسلام - وعلى كُلّ مُسلم أنْ يتعوَّذ منهُ. فالشَّجاعة خلقٌ ينبغي أنْ يَتَحَلَّى بِهِ المُسلم.
فعلى كلِّ مُسلم أنْ يكُون شُجاعاً، قَوَّالاً للحق، عامِلاً بِهِ، شُجاعاً في مواطِن الشَّجاعة في الحُرُوب، في الكلمة، في الصَّدْع بالحق عند الحاجةِ إليهِ وهكذا.
ومن تلك الأخلاق: الكرم، وضده البُخل، وهو خُلُقٌ ذميم فعلى المُسلم أنْ يكون كريماً باذِلاً لما يُطْلَبُ منه، فيما لا يَضُرُّ بِهِ ويَشُقُّ عليهِ.
ومن محاسن الأخلاق: الوفاء بالعُهُود، يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ). [سورة المائدة، الآية: 1] فلا بُدَّ منْ أنْ يكُونَ المُسْلِمُ وفِيًّا لمنْ لهُ عليهِ حق، ولِمَنْ عَاهَدَهُ وعَاقَدَهُ على شيءٍ، لابُدَّ أنْ يَفِيَ لهُ بِما التزم.
ومن ذلك أيضاً: النَّزاهةُ عنْ كُلِّ ما حرَّم الله، فَكُل ما حُرِّم عليهِ ينبغي أنْ يبتعِدَ عنهُ ويتَنَزَّهَ منهُ، ولا يُزَاوِلُ شيئاً مِمَّا حَرَّمهُ اللهُ عليهِ سواءً كان خالِياً بمُفردِهِ، أو كان بِمَجْمَعٍ من النَّاس، ولاشكَّ أنَّ العلانِيَة أشد، ففي الحديث: "كُلُّ أُمَّتِي مُعافى إلا المُجاهِرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه". [أخرجه البخاري ومسلم].
لو كان الإنسانُ خالِياً وارتكب المُحرَّمات فهذا أمرٌ رُتِّب عليهِ عِقاب، وهو تحت المَشِيئة؛ لكنْ أشدُّ من ذلك المُجاهرة.
ومن تلك الأخلاق الحسنة: حُسن الجِوار، فالجار لهُ حُقُوق، لهُ حق الأُخُوَّة في الدِّين، لهُ حقُّ الجِوار، وإذا كان قريب زاد حقٌّ ثالث وهو حقُّ القرابة، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "ما زال جبريل يُوصِيني بالجار حتَّى ظننتُ أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ". [أخرجه البخاري وسلم]. وفي حديث آخر: "وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بوائقه". [أخرجه البخاري ومسلم].
فلا بُدَّ من الحرص على حُسْنِ الجِوار، وعدم التَّعرِّض للجار بأيِّ أذى.
ومن تلك الأخلاق: مُساعدة ذوي الحاجات حسب الطَّاقة؛ تُعين صانعاً، أو تصْنَع لآخر، فهذا من أفْضَل الأعمال، وكذا معونة ذوي الحاجات، كالأعمى الذِّي يحتاج إلى من يقُودُهُ، وبحاجة إلى من يقُودُهُ، فتُمْسِك بيدِهِ وتُوصِلُهُ إلى المسجد، إلى بِقالة، إلى عمل، أو إلي أي شأن يُريد؛ لكنْ بما لا يشُقُّ عليك ولا يُعَطِّل مصالِحك، أنت عندك عمل تسترزق منه، ووجدتْ أعمى، وعمله في جِهةٍ غير جِهَتِك، فهل تترِك عملك وتذهب حتى توصله؟!.
الجواب: لا.
فأنت يجب عليك أن تعين المحتاج، لكن بما لا يَشُقُّ عليك، ولا يُعطِّلُ مصالِحك.
وكذلك مُساعدة ذوي الحاجة، يجب أن يكون حسْب الطَّاقة، حسْب الجُهد، حسْب المُسْتَطَاع.
وهناك أخلاقٌ أخرى غير هذه، وقد دلَّ الكِتاب والسُّنَّة على مَشْرُوعِيَّتِها.
والله أعلم.
وصلى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا مُحمد
وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.(/)
لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت العبيديين بسهم
ـ[أبو السها]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 07:29]ـ
أحضر بين يدي المعز العابدُ الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي، فقال له المعز: بلغني عنك أنك قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين (العبيديين) بسهم.
فقال: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله.
فقال: كيف قلت؟
قال: قلت: ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر،
قال: ولم؟
قال: لأنكم غيرتم دين الله، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا، ثم أمر بسلخه في اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات - رحمه الله-
قال ابن كثير:فكان يقال له الشهيد وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إلى اليوم، ولم تزل فيهم بقايا خير.
(البداية والنهاية:11/ 322)
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم تقبل عندك أبا بكر في زمرة الشهداء وارفع درجته في المهديين، والعن - اللهم- الشيعة قاتلي الصالحين ومبدلي الشريعة ..
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:41]ـ
رحم الله أبا بكر وغفر له فإن الدولة العبيدية قد فعلت العظام مما لا يخفى على أحد
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 12:06]ـ
نعم، رحم الله الشهيد النابلسي.
ورحم الله صلاح الدين.
ولعله يكون زمن - بمشيئة الله - نرمي الروم واليهود بسهم واحد، ونصيب من الروافض المقاتل بتسعة أسهم، فهم فرع عن أصل وما صح هناك صح هنا.
اللهم إني أتقرب إليك ببغض الرافضة، وبحب مبغضهم، فتقبله مني.
ـ[حفيدة الصحابة]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 04:56]ـ
جزاك الله خيرا ورفع قدرك(/)
هل تنظر الى من هو اقل منك في الدنيا؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 05:21]ـ
قال العلامة السعدي رحمه الله في شرح حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تَزْدروا نعمة الله عليكم) متفق عليه.
يا لها من وصية نافعة، وكلمة شافية وافية. فهذا يدل على الحث على شكر الله بالاعتراف بنعمه، والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم، وفعل جميع الأسباب المعينة على الشكر. فإن الشكر لله هو رأس العبادة، وأصل الخير، وأوْجَبُه على العباد؛ فإنه ما بالعباد من نعمة ظاهرة ولا باطنة، خاصة أو عامة إلا من الله. وهو الذي يأتي بالخير والحسنات، ويدفع السوء والسيئات. فيستحق أن يبذل له العباد من الشكر ما تصل إليه قواهم، وعلى العبد أن يسعى بكل وسيلة توصله وتعينه على الشكر.
وقد أرشد صلى الله عليه وسلم إلى هذا الدواء العجيب، والسبب القوي لشكر نعم الله. وهو أن يلحظ العبد في كل وقت من هو دونه في العقل والنسب والمال وأصناف النعم. فمتى استدام هذا النظر اضطره إلى كثرة شكر ربه والثناء عليه. فإنه لا يزال يرى خلقاً كثيراً دونه بدرجات في هذه الأوصاف، ويتمنى كثير منهم أن يصل إلى قريب مما أوتيه من عافية ومال ورزق، وخَلْق وخُلُق، فيحمد الله على ذلك حمداً كثيراً، ويقول: الحمد لله الذي أنعم عليَّ وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً.
ينظر إلى خلق كثير ممن سلبوا عقولهم، فيحمد ربه على كمال العقل، ويشاهد عالماً كثيراً ليس لهم قوت مدخر، ولا مساكن يأوون إليها، وهو مطمئن في مسكنه، موسع عليه رزقه.
ويرى خلقاً كثيراً قد ابتُلُوا بأنواع الأمراض، وأصناف الأسقام وهو مُعافى من ذلك، مُسَرْبل بالعافية. ويشاهد خلقاً كثيراً قد ابتُلوا ببلاء أفظع من ذلك، بانحراف الدين، والوقوع في قاذورات المعاصي. والله قد حفظه منها أو من كثير منها.
ويتأمل أناساً كثيرين قد استولى عليهم الهم، وملكهم الحزن والوساوس، وضيق الصدر، ثم ينظر إلى عافيته من هذا الداء، ومنة الله عليه براحة القلب، حتى ربما كان فقيراً يفوق بهذه النعمة – نعمة القناعة وراحة القلب – كثيراً من الأغنياء.
ثم من ابتلي بشيء من هذه الأمور يجد عالماً كثيراً أعظم منه وأشد مصيبة، فيحمد الله على وجود العافية وعلى تخفيف البلاء، فإنه ما من مكروه إلا ويوجد مكروه أعظم منه.
فمن وفق للاهتداء بهذا الهدي الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل شكره في قوة ونمو، ولم تزل نعم الله عليه تترى وتتوالى. ومن عكس القضية فارتفع نظره وصار ينظر إلى من هو فوقه في العافية والمال والرزق وتوابع ذلك، فإنه لا بد أن يزدري نعمة الله، ويفقد شكره. ومتى فقد الشكر ترحلت عنه النعم وتسابقت إليه النقم، وامتحن بالغم الملازم، والحزم الدائم، والتسخط لما هو فيه من الخير، وعدم الرضى بالله رباً ومدبراً. وذلك ضرر في الدين والدنا وخسران مبين.
واعلم أن من تفكر في كثرة نعم الله، وتفطن لآلاء الله الظاهرة والباطنة، وأنه لا وسيلة إليها إلا محض فضل الله وإحسانه، وأن جنساً من نعم الله لا يقدر العبد على إحصائه وتعداده، فضلاً عن جميع الأجناس، فضلاً عن شكرها. فإنه يضطر إلى الاعتراف التام بالنعم، وكثرة الثناء على الله، ويستحي من ربه أن يستعين بشيء من نعمه على ما لا يحبه ويرضاه، وأوجب له الحياء من ربه الذي هو من أفضل شعب الإيمان فاستحيى من ربه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
ولما كان على الشكر مدار الخير وعنوانه قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: (إني أحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) وكان يقول: (اللهم اجعلني لك شكَّاراً، لك ذَكَّاراً. اللهم اجعلني أعظم شكرك، وأكثر ذكرك، وأتبع نصحك، وأحفظ وصيتك).
وقد اعترف أعظم الشاكرين بالعجز عن شكر نعم الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) والله أعلم.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 06:05]ـ
جزاك الله خيراً ورحم الله العلامة ابن سعدي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 06:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيرًا
ورحم الله العلامة ابن سعدي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 04:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 11:55]ـ
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مُباركًا فيه ..
الله يجزيك خير على هذا الموضوع المُوفق ...
أتى في وقته ولله الحمد ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 05:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
بشرى سارة .... محاضرة للشيخ البوني الشنقيطي في أهمية طلب العلم ... نقل مباشر
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 06:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ..
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" المجادلة11
في إطار تشجيع طلبة العلم على الصبر في طريق العلم والتحصيل يتقدم الشيخ أحمد بن مزيد الشنقيطي حفظه الله تعالى بمحاضرة في أهمية الطلب والتلقي " ...... وذالك ضمن فعاليات الدورة العلمية الأولى بمنتديات الهدى الإسلامية ... والتي سيبدأ فيها الشيخ " الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى " شرح كتاب الإمام الجويني المسمى بالورقات في أصول الفقه ......... نسأل الله تعالى أن ينفع بالشيخ البوني وأن يبارك في عمره ... و أن يعيننا على الفهم والتحصيل والاستفادة.
ملاحظة: من أراد الحضور لهذه المحاضرة وكذالك لدورة الشيخ في الاصول يضع اسمه في هذه المشاركة حتى يتسنى لنا الاتصال به على الخاص وتزويده بمعلومات الدخول لغرفة الهدى الاسلامية.
موعد المحاضرة: الخميس المقبل 13 مارس 2008 الساعة التاسعة مساء بتوقيت غرينتش.
موعد دورة الأصول: الخميس 20 مارس 2008
ان شاء الله تعالى
منتديات الهدى الإسلامية http://www.ishuda.com/vb(/)
ماذا لو عكسنا السؤال ... مَن أوّل مَن أنكر المجاز؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:21]ـ
وجدتُ في موضوع سابق:
والبخاري والدارمي من أول من تكلم بالمجاز من أهل السنة فدخل عليه ما دخل على غيره ...
وبحثتُ فوجدتُ قول البخاري:
((أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه الذي لم يعرفوا المجاز من التحقيق))
وقول أبي حاتم في عيسى بن يزداد:
((لا يصح حديثه، وليس لأبيه صحبة، ومِن الناس مَن يدخله في المسند على المجاز وهو وأبوه مجهولان))
واستخدام هؤلاء للمجاز بمعناه الاصطلاحي يدل على تقدم وضعه.
والإنكار فرع عن الوجود والاستخدام، فلا يتصور إنكار ما لا وجود له، وما لم ينطق به أحد.
إذًا الترتيب المنطقي هو:
وضع المصطلح - استخدامه - إنكاره.
وقد وقفنا على ما يثبت استخدامه في أوائل القرن الثالث.
فيكون وضعه قبل ذلك أو معه على سبيل التنزل في الكلام
وإنكاره بعد ذلك يقينا
فورد في ذهني:
ماذا لو ناقشنا القضية باتجاه معاكس؟ وإلامَ سنصل؟
فالسؤال الآن:
1 - مَن أوّل مَن أنكر المجاز؟
2 - لماذا أنكره؟
3 - ما بين ظهور المصطلح وإنكاره، أين كان أهل العلم، وما موقفهم منه؟
أتمنى أن تنحصر المشاركات في إجابة هذه الأسئلة أو ما يتعلق بها.
وأما مناقشة قضية المجاز نفسها فقد نوقشت في موضوعات أخرى وما زال الكلام فيها مفتوحا.
ولا مانع من مناقشتها هنا من وجهة تعلق الموضوع بها لكن بشرط استيفاء الكلام عن إجابة الأسئلة المطروحة أوَّلا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:37]ـ
هل هذه النصوص تدل على استعمال المجاز بمعناه الاصطلاحي؟
وما الفرق في المعنى لو وضعنا مكان كلمة (المجاز) في هذه النصوص كلمة (التوسع) أو كلمة (التجوز)؟
ومن المعلوم أن (التوسع) و (التجوز) مستعمل قبل هؤلاء.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:43]ـ
وهنا مسألة أخرى أهم مما مضى بكثير:
وهي أننا إذا افترضنا أن هؤلاء استعملوا المجاز بمعناه الاصطلاحي، فهل يكفي أن نعرف أول من أنكر المجاز؟
السؤال الأهم أن يقال: إذا كان هؤلاء استعملوا المجاز بمعناه الاصطلاحي، فلماذا لم ينكر عليهم معاصروهم من أهل السنة؟
ولماذا لم يقولوا لهم: ما هذا الطاغوت؟
عندما احتمالان:
- الأول: أن يكون المجاز في كلام هؤلاء بمعناه الاصطلاحي
- الثاني: أن يكون المجاز في كلام هؤلاء ليس بمعناه الاصطلاحي
الاحتمال الثاني أرجح عندي.
ولكن بافتراض الاحتمال الأول، يكون لدينا احتمالان:
- الأول: أن يكون هؤلاء تنكبوا جادة الصواب وزلوا في هذه المسألة، وعليه فينبغي أن يكون من معاصريهم من ذهب إلى الصواب، ولا يكفي أن ينكر عليهم من جاء بعدهم؛ لأن هذا يقتضي أن تكون الأمة مجتمعة على باطل.
- الثاني: أن يكون هؤلاء أصابوا جادة الصواب، ويكون الخطأ من نصيب من أنكر عليهم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:44]ـ
هل هذه النصوص تدل على استعمال المجاز بمعناه الاصطلاحي؟
وما الفرق في المعنى لو وضعنا مكان كلمة (المجاز) في هذه النصوص كلمة (التوسع) أو كلمة (التجوز)؟
ومن المعلوم أن (التوسع) و (التجوز) مستعمل قبل هؤلاء.
ماذا تقصد بالتجوّز والتوسّع؟
وما الفرق بينه وبين والمعنى الاصطلاحي للمجاز؟
وهل مقابل التجوّز والتوسع هو التحقيق كما ذكر البخاري؟
وهل بين إدخال المرسل الواضح في المسند وبين المعنى الاصطلاحي للمجاز فرق؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:47]ـ
المقام ليس مقام (ماذا تقصد)؛ لأن هذا الكلام أيضا وارد على كلام البخاري وغيره.
وإنما المقام في الكلام على الألفاظ المستعملة عند أهل العلم، فهل استعمل أهل العلم هذه الكلمات (التجوز) (التوسع) (الاتساع) ... إلخ؟
وإذا كانوا استعملوها، فهل هناك فرق بينها وبين الألفاظ بعاليه؟
هذا هو الذي ينبغي أن يبحث فيه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:47]ـ
عندما احتمالان:
- الأول: أن يكون المجاز في كلام هؤلاء بمعناه الاصطلاحي
- الثاني: أن يكون المجاز في كلام هؤلاء ليس بمعناه الاصطلاحي
الاحتمال الثاني أرجح عندي. بل الأول أرجح عندي.
واقرأ أسألتي السابقة بتمهّل فأنتم أقدر بالغوص في مثل هذه اللجج من غيركم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:52]ـ
وهنا مسألة أخرى أهم مما مضى بكثير:
وهي أننا إذا افترضنا أن هؤلاء استعملوا المجاز بمعناه الاصطلاحي، فهل يكفي أن نعرف أول من أنكر المجاز؟
السؤال الأهم أن يقال: إذا كان هؤلاء استعملوا المجاز بمعناه الاصطلاحي، فلماذا لم ينكر عليهم معاصروهم من أهل السنة؟
ولماذا لم يقولوا لهم: ما هذا الطاغوت؟ هذا السؤال هو الغاية من سؤالي أصلا
فقد سارعتَ إليه وسبقتَ قبل أن تبد أ المشاركات
فمهلا مهلا فما كل الناس أبا مالك ولا كل العقول كعقله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:01]ـ
لمعرفة أول من أنكر المجاز ننظر فيمن نسب له هذا القول:
- ابن داود الظاهري 297 هـ
- أبو إسحاق الإسفراييني 418 هـ
- أبو بكر الأصبهاني (ينظر من هو؟ ولا أظنه ابن أشتة المتوفى سنة 360 هـ)
- نسب إلى قوم من الرافضة
(فائدة عرضية)
قال السبكي في الإبهاج:
((وأما من أنكر المجاز في اللغة مطلقا فليس مراده أن العرب لم تنطق بمثل قولك للشجاع أنه أسد فإن ذلك مكابرة وعناد، ولكن هو دائر بين أمرين: أحدهما: أن يدعي أن جميع الألفاظ حقائق ويكتفي في كونها حقائق بالاستعمال في جميعها وهذا مسلم ويرجع البحث لفظيا .... )) إلخ
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:03]ـ
حتى كلام أبي عبيدة معمر بن المثنى في المجاز مهما حملناه على معنى الاتساع والتوسع والتجوز في اللغة وغير ذلك لكن لا يمكن إنكار ارتباط المجاز عنده بالمجاز بمعناه الاصطلاحي ولا أدلَّ على ذلك من قوله:
(({وسَلِ الْقَرْيَةَ التي كُنَّا فيهَا والعيرَ التي أَقبَلْنا فيها} فهذا محذوف فيه ضمير مجازه: وسل أهل القرية، ومَن في العير.))
ومنكرو المجاز يصرحون بأنه لا محذوف هنا كما هو معلوم عندكم.
بل واستخدام الإمام أحمد للفظ ((المجاز)) في مثل قوله:
((أما قوله: {إنا معكم} فهذا في مجاز اللغة يقول الرجل للرجل: إنا سنجري عليك رزقك، إنا سنفعل بك كذا))
فهذا أيضا يمكن دخوله تحت المعنى الاصطلاحي بحسب تصوّر مثل ابن جني للمجاز وقد مضى.
والمجاز بمعناه الاصطلاحي قديم جدا عند غير العرب.
فقد تكلم به أرسطوطاليس المتوفى سنة 322 ق. م.
وتناقل المعارف بين الأمم أقدم بكثير من حركة الترجمة المنسوبة للعصر العباسي.
وأنتم تعلمون ما قيل في تفسير قوله تعالى: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِين}
قتناقل المعارف قديم قدم الإنسان.
وادّعاء وجود أمّة منعزلة في فكرها وعلومها عن باقي الأمم رغم التلاقي بين أفراد شعوبها في السفر والتجارة والحروب وغير ذلك دعوى تغني حكايتها عن تكلف إبطالها.
وإذا كان استخدام اللفظ بمعناه الاصطلاحي قد وقع من مثل الدارمي والبخاري وأبوحاتم في أوائل القرن الثالث على أقل تقدير فهذا دليل على تقدم الاصطلاح عن ذلك الزمن.
وفيه أيضا ردّ على ادّعاء اختصاص ذلك بالمتكلمين والخارجين عن منهج أهل السنة، حتى وإن زعمنا تأثر هؤلاء بأولئك.
وأمّا إنكار المجاز فهو يقينا متأخر عن ذلك؛ لأنه لا يتصوّر أن يُقدم أحدٌ على إنكار مصطلح لم يوجد ولم يتكلم به أحد.
فيعود السؤال عمّن أنكر والسبب الداعي لإنكاره، فإنه سيفتح آفاقا جديدة لتصوّر المسألة.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:07]ـ
لمعرفة أول من أنكر المجاز ننظر فيمن نسب له هذا القول:
- ابن داود الظاهري 297 هـ
- أبو إسحاق الإسفراييني 418 هـ
- أبو بكر الأصبهاني (ينظر من هو؟ ولا أظنه ابن أشتة المتوفى سنة 360 هـ)
- نسب إلى قوم من الرافضةوماذا عن أبي علي الفارسي يا مولانا فأظن اسمه مرّ عليّ في أوائل منكري المجاز.
والعهد بذلك بعيد.
والمرجع لا يحضرني اسمه.
والذاكرة قد أفسدها كبر السن وانحناء الظهر.
فلعلكم تتذكرون ما أنسانيه الشيطان أن أذكره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:10]ـ
يمكن أن يقال: إن منكري المجاز إنما أنكروا منه شيئا ما
بيان ذلك أن مثبتة المجاز ذهب ببعضهم إثباتُه إلى انتحال أشياء جعلوها لازمة للمجاز مع أنها غير لازمة مثل كونه يصح نفيه بإطلاق.
وحينئذ يكون المقصود إنكار المجاز الذي يلزم منه مثل هذه اللوازم الباطلة.
أما المجاز بمعنى الاتساع في الاستعمال فهو معروف عند الأوائل من الخليل وطبقته، بل ومن قبله.
(فائدة عرضية)
من عجائب السيوطي رحمه الله في الإتقان أنه لما تعرض لمبحث المجاز قال إن نفيه يذهب حسن اللغة؛ لماذا؟ لأن ذلك يقتضي إنكار التوكيد ونحوه.
ولما تعرض لمبحث التوكيد ذكر أن فيه خلافا في كونه مجازا، ورجح أنه ليس بمجاز!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:12]ـ
أبو علي الفارسي هو شيخ ابن جني، ولو كان ينكره لأطال تلميذه في بيان قوله ترجيحا أو إبطالا.
وعلى كل حال فأبو علي الفارسي متوفى سنة 377 هـ
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:19]ـ
أبو علي الفارسي هو شيخ ابن جني، ولو كان ينكره لأطال تلميذه في بيان قوله ترجيحا أو إبطالا.
وعلى كل حال فأبو علي الفارسي متوفى سنة 377 هـ
شهرة أولية إنكار المجاز ترجع إلى أبي إسحاق الإسفراييني (418هـ) كما ذكره الآمدي وغيره
فلو صحت النسبة إلى أبي علي الفارسي (377هـ) كان سابقا عنه بكل تأكيد.
ويبقى البحث بينه وبين أبي داود الظاهري (275هـ)
ولا أُراه يثبت عن أبي داود الظاهري إلا إن أتحفتمونا بنقل موثق لنسبة ذلك له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:21]ـ
بارك الله فيكم
إن لم يكن هو داود ت (270هـ) فهو ابنه أبو بكر
فقد استدل عليه ابن سريج بآية (لهدمت صوامع وبيع وصلوات)
ونسب لأبي علي الفارسي نقله ابن الصلاح عن ابن كج عنه وأنكروا ذلك واستغربوه لحال تلميذه ابن جني ولأنه نقل عنه أن أغلب اللغة مجاز
ونسب لابن خويز والبلوطي وابن القاص الشافعي
فالذي يظهر أن أول من أنكر ذلك داود وابنه والله أعلم
وبذلك يظهر الجواب عن السؤال الثاني لأن إنكار المجاز يناسب ظاهريته وأصولها
- أبو بكر الأصبهاني (ينظر من هو؟ ولا أظنه ابن أشتة المتوفى سنة 360 هـ)
في البحر للزركشي عن الصيمري حكاية إنكاره عن أبي مسلم بن يحيى الأصفهاني فليحرر
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:22]ـ
.................
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:27]ـ
فالذي يظهر أن أول من أنكر ذلك داود وابنه والله أعلموما قيل في أبي علي الفارسي لمكان ابن جني
يقال في داود الظاهري لمكان ابن حزم وهو من مثبتة المجاز، فهل تعرّض لمناقشة شيخ مذهبه في ذلك؟
أفيدونا بارك الله لكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:44]ـ
وما قيل في أبي علي الفارسي لمكان ابن جني
يقال في داود الظاهري لمكان ابن حزم وهو من مثبتة المجاز، فهل تعرّض لمناقشة شيخ مذهبه في ذلك؟
لكن يعارضه أنا أبا بكر بن داود أنكره فلعله أخذه من أبيه وقد تخرج به وكون إنكاره أقرب لأصول الظاهرية والله أعلم
فقد استدل عليه ابن سريج بآية (لهدمت صوامع وبيع وصلوات)
قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي:
واستدل ابن سريج على أبي بكر بن داود بقوله تعالى (لهدمت صوامع وبيع وصلوات)
فقال: الصلوات لا تهدم وإنما أراد به مواضع الصلوات وعبر بالصلوات عنها على سبيل المجاز فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه قال: فلم يكن له عنه جواب
هذا النص مهم يفيدنا في تحديد معنى المجاز في كلام البخاري وأبي عبيدة فإن زمن أبي بكر وابن سريج قريب من زمن البخاري ثم أبي عبيدة
وإذا قلنا أن أبا بكر أخذه من أبيه فإن داود ذاكر إسحاق والشافعي وأئمة ذلك العصر
فكونه أنكر المجاز فهو إنما أنكر المجاز بذاك المعنى السائد في ذلك العصر وكون ابن سريج يرد على ابن داود بهذه الآية يوضح ويحدد لنا ذاك المعنى للمجاز
واربط بين دليل ابن سريج وكلام أبي عبيدة في سؤال القرية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:54]ـ
لكن يعارضه أنا أبا بكر بن داود أنكره فلعله أخذه من أبيه وقد تخرج به وكون إنكاره أقرب لأصول الظاهرية والله أعلم
يؤيده أن منذر بن سعيد البلوطي الظاهري _تـ (355) وله 82 سنة وقيل ولد سنة 265_ صنف في إنكاره مصنفا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:54]ـ
هذا النص مهم يفيدنا في تحديد معنى المجاز في كلام البخاري وأبي عبيدة فإن زمن أبي بكر وابن سريج قريب من زمن البخاري ثم أبي عبيدة
وإذا قلنا أن أبا بكر أخذه من أبيه فإن داود ذاكر إسحاق والشافعي وأئمة ذلك العصر
فكونه أنكر المجاز فهو إنما أنكر المجاز بذاك المعنى السائد في ذلك العصر وكون ابن سريج يرد على ابن داود بهذه الآية يوضح ويحدد لنا ذاك المعنى للمجاز
واربط بين دليل ابن سريج وكلام أبي عبيدة في سؤال القريةجيد
أحسنت أحسن الله إليك
أليس ما ذكره ابن سريج هو ما يقوله مثبتة المجاز بمعناه الاصطلاحي؟
أليس منكرو المجاز بمعناه الاصطلاحي ينكرون ما ذكره ابن سريج من الحذف في الآية؟
ونفهم من ذلك أن استخدام البخاري وأهل ذلك العصر للفظ كان بمعناه الاصطلاحي وإن لم يكن نصّ عليه أحد.
وأقصى ما يقال: إن الذي تأخر هو وضع حدٍّ لذلك المعنى وهذا لا يؤثر في المسألة فغالب الاصطلاحات استعملت أولا ثم وضع لها حدٌّ بعد ذلك في أزمنة التقعيد للعلوم.
فما قولكم في ذلك؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:04]ـ
ومن قدماء من أنكر المجاز أحمد بن نصر بن محمد أبو الحسن الجزري الحنبلي تـ (380) مشهور عندهم له اخيارات منها أن لا مجاز في القرآن
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:10]ـ
ومن قدماء من أنكر المجاز أحمد بن نصر بن محمد أبو الحسن الجزري الحنبلي تـ (380) مشهور عندهم له اخيارات منها أن لا مجاز في القرآنمِن أوائل مَن أنكر المجاز مطلقا؟
أم مِن أوائل مَن أنكر المجاز في القرآن؟
فالمتأخرون من منكري المجاز انقسموا في إنكاره إلى فريقين:
فريق ينكره في اللغة مطلقا، وهم الأقل
وفريق ينكره في القرآن ويثبته في اللغة، وهم الأكثر
فثبوت هذا النقل يدل على تقدّم هذه القسمة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:21]ـ
مِن أوائل مَن أنكر المجاز مطلقا؟
أم مِن أوائل مَن أنكر المجاز في القرآن؟
لا يخفاكم أن من العلماء من يرى التلازم بين الإنكارين لأن القرآن نزل بلغة العرب ومنهم من لا يرى ذلك
قال ابن رجب في ترجمة ابن الفاعوس من الذيل:
... كان أبو القاسم بن السمرقندي يقول: إن أبا بكر بن الخاضبة كان يسمى ابن الفاعوس الحجرى لأنه كان يقول الحجر الأسود يمين الله حقيقة
قلت: إن صح عن ابن الفاعوس أنه كان يقول الحجر الأسود يمين الله حقيقة فأصل ذلك:
أن طائفة من أصحابنا وغيرهم نفوا وقوع المجاز في القرآن ولكن لا يعلم منهم من نفي المجاز في اللغة كقول أبي إسحاق الإسفراينى ولكن قد يسمع بعض صالحيهم إنكار المجاز في القرآن فيعتقد إنكاره مطلقاً ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
أن طائفة من أصحابنا وغيرهم نفوا وقوع المجاز في القرآن ولكن لا يعلم منهم من نفي المجاز في اللغة كقول أبي إسحاق الإسفراينى ولكن قد يسمع بعض صالحيهم إنكار المجاز في القرآن فيعتقد إنكاره مطلقاً .... هل توافقونني أن نفي المجاز في القرآن وإثباته في اللغة كحال جمهور نفاة المجاز قول بعيد عن المنهج العلمي أم لا؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:39]ـ
وعليه فإنه ينبغي إعادة النظر في كلام أبي بكر بن داود فإن المنقول عنه نفي وقوع المجاز في القرآن خاصة
لكن تدبروا معي هذا النص وهو مهم في فهم حقيقة المجاز الذي أنكره أبو بكر وتقدمت الإشارة إلى أهمية فهم معنى المجاز عنده
قال الزركشي في البحر:
فائدة في تحرير النقل عن الظاهرية في نفي المجاز:
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الداودي في كتابه الموسوم بـ " أصول الفتوى "
وهذا الكتاب عمدة الظاهرية فيما صح عن داود وابنه
فقال ما نصه: اختلف الناس في المجازات والاستعارات فقال أكثرهم في القرآن ما هو محمول على الظاهر والحقيقة ومنها ما هو محمول على المجاز والتوسع وما كان منه من المجاز والتوسع فهو مردود إليهما دون رده إلى الظاهر والحقيقة
وقال بعضهم ليس في القرآن مجاز ألبتة والاستعارة بوجه وجميعه على ما هو به وروي عن داود بن علي قريب من هذه الرواية والله أعلم بصحتها وذهب الأكثر من موافقيه إلى القول بذلك وبه قال ابنه أبو بكر محمد بن داود في آخرين
وكان يقول: المستعير في الحقيقة هو الآخذ ما ليس له فإذا سمى الرجل لفظة في القرآن مستعارة، فقد صرح بأنها قد وضعت في غير موضعها
قال: وهذا خطأ من قائله لأن الكلمة الأصلية التي جعلت الأخرى مستعارة منها لن تخلو أن تكون إنما صارت أصلية لخاصية فيها موجودة في عينها أو لأن اللغة جاءت بها
فإن كان الأول فما تلك العلة التي أوجبت ذلك الاسم لها ولم يجد مدع إلى تصحيحها سبيلا
وإن كان إنما صارت أصلية لأن العرب تكلمت بها فهذه العلة موجودة في الكلمة التي سمتها مستعارة فيجب على هذا الأصل ألا يزال اسم الاستعارة عنها فتصير أصلية قائمة بها
فإن قيل: فما معنى قوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة) وقوله (واسأل القرية)
قيل لهذه وجوه كثيرة:
منها أن بعض أهل اللغة زعم أن اسم القرية يقع على جماعة الرجال واحتج بقوله تعالى (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) وإلا لقال (أهلكناها)
ويحتمل أن يكون (إسأل القرية والبناء يخبراك عن صدقنا) ويكون ذلك معجزة في أمر يعقوب وولده
ويحتمل أن يكون الأمر كما ادعاه خصومنا من أن قوله (واسأل القرية) أي أهلها وأن (قرية) اسم للبنيان والأرض وأن تكون استحالة سؤال الأرض دليلا على أنه إنما أراد سؤال الناس ويكون هذه حقيقة في معناها لا استعارةا هـ. ملخصا. انتهى كلام الزركشي
وهذا نص مهم ونفيس والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:42]ـ
وقول أبي عبد الله الداودي (وذهب الأكثر من موافقيه إلى القول بذلك وبه قال ابنه أبو بكر محمد بن داود في آخرين)
دليل على أن ابن حزم خالف أصحابه في هذه المسألة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:59]ـ
قال الزركشي في البحر:
فائدة في تحرير النقل عن الظاهرية في نفي المجاز:
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الداودي في كتابه الموسوم بـ " أصول الفتوى "
وهذا الكتاب عمدة الظاهرية فيما صح عن داود وابنه
فقال ما نصه: اختلف الناس في المجازات والاستعارات فقال أكثرهم في القرآن ما هو محمول على الظاهر والحقيقة ومنها ما هو محمول على المجاز والتوسع وما كان منه من المجاز والتوسع فهو مردود إليهما دون رده إلى الظاهر والحقيقة
وقال بعضهم ليس في القرآن مجاز ألبتة والاستعارة بوجه وجميعه على ما هو به وروي عن داود بن علي قريب من هذه الرواية والله أعلم بصحتها وذهب الأكثر من موافقيه إلى القول بذلك وبه قال ابنه أبو بكر محمد بن داود في آخرين
وكان يقول: المستعير في الحقيقة هو الآخذ ما ليس له فإذا سمى الرجل لفظة في القرآن مستعارة، فقد صرح بأنها قد وضعت في غير موضعها
قال: وهذا خطأ من قائله لأن الكلمة الأصلية التي جعلت الأخرى مستعارة منها لن تخلو أن تكون إنما صارت أصلية لخاصية فيها موجودة في عينها أو لأن اللغة جاءت بها
فإن كان الأول فما تلك العلة التي أوجبت ذلك الاسم لها ولم يجد مدع إلى تصحيحها سبيلا
وإن كان إنما صارت أصلية لأن العرب تكلمت بها فهذه العلة موجودة في الكلمة التي سمتها مستعارة فيجب على هذا الأصل ألا يزال اسم الاستعارة عنها فتصير أصلية قائمة بها
فإن قيل: فما معنى قوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة) وقوله (واسأل القرية)
قيل لهذه وجوه كثيرة:
منها أن بعض أهل اللغة زعم أن اسم القرية يقع على جماعة الرجال واحتج بقوله تعالى (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) وإلا لقال (أهلكناها)
ويحتمل أن يكون (إسأل القرية والبناء يخبراك عن صدقنا) ويكون ذلك معجزة في أمر يعقوب وولده
ويحتمل أن يكون الأمر كما ادعاه خصومنا من أن قوله (واسأل القرية) أي أهلها وأن (قرية) اسم للبنيان والأرض وأن تكون استحالة سؤال الأرض دليلا على أنه إنما أراد سؤال الناس ويكون هذه حقيقة في معناها لا استعارةا هـ. ملخصا. انتهى كلام الزركشي سلمت يمينك
بارك الله لك على هذا النقل.
إذًا المعنى الاصطلاحي كان حاضرا في أذهانهم عند إنكاره كما في قوله:
فإذا سمى الرجل لفظة في القرآن مستعارة، فقد صرح بأنها قد وضعت في غير موضعهاوالوجوه التي ذكرها في الردّ
أما الأول فهو عمدة منكري المجاز
وأما الثاني فمرذول غير مقبول
وأما الثالث فهو إلى أن يكون دليلا على إثبات المجاز أقرب منه أن يكون دليلا على نفيه فقوله:
وأن (قرية) اسم للبنيان والأرض وأن تكون استحالة سؤال الأرض دليلا على أنه إنما أراد سؤال الناسهو معنى قول أهل المجاز: لفظ (قرية) وضع للبنيان والأرض حقيقة واستحالة سؤال القرية قرينة تدل على أن المقصود المعنى المجازي أي: أهل القرية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:09]ـ
اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى
وأن (قرية) اسم للبنيان والأرض وأن تكون استحالة سؤال الأرض دليلا على أنه إنما أراد سؤال الناس
هو معنى قول أهل المجاز: لفظ (قرية) وضع للبنيان والأرض حقيقة واستحالة سؤال القرية قرينة تدل على أن المقصود المعنى المجازي أي: أهل القرية
لعلّ هذا يؤيد قول من يقول بأن الخلاف لفظي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:27]ـ
وأن (قرية) اسم للبنيان والأرض وأن تكون استحالة سؤال الأرض دليلا على أنه إنما أراد سؤال الناس
هو معنى قول أهل المجاز: لفظ (قرية) وضع للبنيان والأرض حقيقة واستحالة سؤال القرية قرينة تدل على أن المقصود المعنى المجازي أي: أهل القرية
لعلّ هذا يؤيد قول من يقول بأن الخلاف لفظيلكن كبار منكري المجاز لا يعتدون بهذا الوجه أصلا بل ويستنكرونه
وإنما عمدتهم هو الوجه الأول فقط:
اسم القرية يقع على جماعة الرجال واحتج بقوله تعالى (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) وإلا لقال (أهلكناها) ولا يخفاكم أن هذا الوجه يستحيل معه ادّعاء أن الخلاف لفظي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:43]ـ
اسم القرية يقع على جماعة الرجال واحتج بقوله تعالى (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا) ثم بدا لي أن قوله: وإلا لقال (أهلكناها) تعليل عليل، مرذول غير مقبول.
وإلا فماذا يصنع في قوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} ولم يقل: وهم ظالمون.
وقوله: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا} ولم يقل: أنبائهم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:45]ـ
.........
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:55]ـ
إذًا نخلص إلى أنَّ:
1 - مبدأ إنكار المجاز كان إنكاره في القرآن فقط، وأما إنكاره في اللغة فتنسب نشأته إما إلى أبي إسحاق الإسفراييني الأشعري أو أبي علي الفارسي المعتزلي.
2 - كل ما يذكر من وجوه لإنكار المجاز لا يؤدي إلى المطلوب إلا وجه واحد وهو الذي اعتمد عليه شيخ الإسلام في هذه المسألة دون غيره.
3 - منشأ إنكار المجاز جاء من حيث كونه من مسائل العقيدة مع أن منشأ المصطلح كان من حيث كونه من مسائل اللغة.
فما تعليقكم قبل الاستطراد؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 01:00]ـ
لكن كبار منكري المجاز لا يعتدون بهذا الوجه أصلا بل ويستنكرونه
وإنما عمدتهم هو الوجه الأول فقط
بارك الله فيكم
أقصد أن الاتفاق على تصحيح المعنى في الوجه الثالث وقع من كلا الطرفين
الأول ابن داود ويمثل (منكري المجاز)
والثاني خصومه (مثبتي المجاز)
وكون الأول هو عمدته لا يؤثر ألا تراه ذكره مصححا له وهو عين ما يقوله المثبتين فكأنه أقرّ بما أنكره وعليهىيكون الخلاف لفظي
يدل عليه أنه حكايته لخصومه تنتهي عند قوله (إنما أراد سؤال الناس) ثم قال (ويكون هذه حقيقة في معناها لا استعارة)
فالمعنى واحد لكن هو يسميها حقيقة وخصومه يسمونها مجازا
هو يزعم أن الاستحالة هنا قرينة صارفة ويسمي ذلك حقيقة وخصومه يسمونها مجازا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 01:10]ـ
بارك الله فيكم
أقصد أن الاتفاق على تصحيح المعنى في الوجه الثالث وقع من كلا الطرفين
الأول ابن داود ويمثل (منكري المجاز)
والثاني خصومه (مثبتي المجاز)
وكون الأول هو عمدته لا يؤثر ألا تراه ذكره مصححا له وهو عين ما يقوله المثبتين فكأنه أقرّ بما أنكره وعليه يكون الخلاف لفظي
يدل عليه أنه حكايته لخصومه تنتهي عند قوله (إنما أراد سؤال الناس) ثم قال (ويكون هذه حقيقة في معناها لا استعارة)
فالمعنى واحد لكن هو يسميها حقيقة وخصومه يسمونها مجازا
هو يزعم أن الاستحالة هنا قرينة صارفة ويسمي ذلك حقيقة وخصومه يسمونها مجازاهذا يسلم في أبي بكر بن داود -وأبوه أيضا-، وهو ما جعلني أؤيد نسبة أولية إنكار المجاز للإسفراييني كما هو مشهور -أو الفارسي كما هو منقول- لأن الخلاف حينئذ غير لفظي لعدم اعتداده بالوجه الأول أصلا كما هو حال مَن تابعه كابن تيمية فهو أيضا لا يعتد بهذا الوجه فلا يُلزم بقول مَن اعتدّ به.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 02:56]ـ
بل الخلاف على هذا الوجه الثالث لا ثمرة له أيضا؛ لأن غايته أن التسمية هل هي واقعة بالأصالة أو بالتبع، وهذا الخلاف لا يؤثر في النتيجة، ولا يؤثر في فهم المعنى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 02:58]ـ
مِن أوائل مَن أنكر المجاز مطلقا؟
أم مِن أوائل مَن أنكر المجاز في القرآن؟
فالمتأخرون من منكري المجاز انقسموا في إنكاره إلى فريقين:
فريق ينكره في اللغة مطلقا، وهم الأقل
وفريق ينكره في القرآن ويثبته في اللغة، وهم الأكثر
فثبوت هذا النقل يدل على تقدّم هذه القسمة
لعل في هذا نظرا يا شيخنا الفاضل؛ فإن التفريق بين القرآن واللغة لا يستقيم على ساق.
ومنكرو المجاز أصلا - أعني الذين صرحوا بإنكاره - معدودون على الأصابع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 10:18]ـ
لعل في هذا نظرا يا شيخنا الفاضل؛ فإن التفريق بين القرآن واللغة لا يستقيم على ساق.
ومنكرو المجاز أصلا - أعني الذين صرحوا بإنكاره - معدودون على الأصابع. صدقت في قولك: ((معدودون على الأصابع))
أمّا قولكم: ((لعل في هذا نظرا)) ففيه نظر
لأنهم قلّتهم فإن أكثرهم يميل إلى ذلك التفريق -مع أنه (لا يستقيم على ساق) كما قلتم- وهذا واضح من قول ابن رجب -الذي أتحفنا به الشيخ أمجد-:
((طائفة من أصحابنا وغيرهم نفوا وقوع المجاز في القرآن، ولكن لا يعلم منهم من نفى المجاز في اللغة كقول أبي إسحاق الإسفراينى ولكن قد يسمع بعض صالحيهم إنكار المجاز في القرآن فيعتقد إنكاره مطلقا))
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 11:53]ـ
هل هذه النصوص تدل على استعمال المجاز بمعناه الاصطلاحي؟
وما الفرق في المعنى لو وضعنا مكان كلمة (المجاز) في هذه النصوص كلمة (التوسع) أو كلمة (التجوز)؟
ومن المعلوم أن (التوسع) و (التجوز) مستعمل قبل هؤلاء.
أحسنت أيها البارع ,, الائمة في القديم يستخدمون كثير من المصطلاحات بتوسع وليست بالمعنى الاصطلاحي الحادث ,, وهذا في جميع الفنون. والله أعلم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 11:54]ـ
هل هذه النصوص تدل على استعمال المجاز بمعناه الاصطلاحي؟
وما الفرق في المعنى لو وضعنا مكان كلمة (المجاز) في هذه النصوص كلمة (التوسع) أو كلمة (التجوز)؟
ومن المعلوم أن (التوسع) و (التجوز) مستعمل قبل هؤلاء.
أحسنت أيها البارع ,, الائمة في القديم يستخدمون كثير من المصطلاحات بتوسع وليست بالمعنى الاصطلاحي الحادث ,, وهذا في جميع الفنون. والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 02:05]ـ
سؤال قبل المشاركة:
كيف نجمع بين هذا النقل عن محمد بن الحسن الشيباني 132 (- 189) من "الجامع الصغير": (فالحاصل أن أبا يوسف أبى الجمع بين النذر واليمين؛ لأن هذا الكلام للنذر حقيقة ولليمين مجاز والحقيقة مع المجاز لا يجتمعان تحت كلمة واحدة فإن نواهما فالحقيقة أولى بالاعتبار؛ لأن الحقيقة معتبر في موضعه والمجاز معتبر في موضعه)
وبين قول شيخ الإسلام:
(
وهذا الشافعي هو أول من جرد الكلام في "أصول الفقه"، لم يقسم هذا التقسيم ولا تكلم بلفظ "الحقيقة والمجاز"، وكذلك محمد بن الحسن له في المسائل المبنية على العربية كلام معروف في "الجامع الكبير" وغيره ولم يتكلم بلفظ الحقيقة والمجاز، وكذلك سائر الأئمة لم يوجد لفظ المجاز في كلام أحد منهم إلا في كلام أحمد بن حنبل؛ فإنه قال في كتاب "الرد على الجهمية" في قوله: "إنا، ونحن" ونحو ذلك في القرآن: هذا من مجاز اللغة، يقول الرجل: إنا سنعطيك، إنا سنفعل؛ فذكر أن هذا مجاز اللغة.)؟؟
ألم يكن لشيخ الإسلام اطلاع على (الجامع الصغير)؟ أم ماذا؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:03]ـ
ألم يكن لشيخ الإسلام اطلاع على (الجامع الصغير)؟ أم ماذا؟ وفقك الله
سأجيبك بما أعلمه من منهج شيخ الإسلام
شيخ الإسلام لا ينكر قضية المجاز لكونها لم تذكر في كتب المتقدمين -وما ذكر ذلك إلا تقوية لما يراه حقا في المسألة- وإنما أنكره بما فهمه وعلمه مع ما حباه الله به من رجحان عقل وسعة اطلاع وسلامة قلب وحسن قصد وصحّة معتقد.
وقد نص على الجامع الكبير لمحمد بن الحسن فلا مانع ألا يكون اطلع على الصغير أو ذهل عن ورود ذلك فيه.
واسمع مني بلا محاباة:
لو ذكر الشافعي نفسه المجاز في كتبه وجعله قسيما للحقيقة لما تراجع شيخ الإسلام عن قوله ما دام يرى أنه الحق، بل لو ذكره مالك والليث والثوري، بل لو ذكره ابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين إلا أن يتفق عليه الصحابة.
ومَن طالع كتب شيخ الإسلام مطالعتي علم مِن منهجه ما علمتُ
وأستغفر الله إن زللتُ أو أخطأتُ أو ادّعيتُ علم ما ليس لي به علم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:12]ـ
قد يكون كلامك صحيحا في غير المسائل المتعلقة بالاعتقاد يا شيخنا الفاضل
أما مسائل الاعتقاد فمنهج شيخ الإسلام يختلف عن ذلك، فهو يعتد دائما بما نقل عن أئمة الإسلام، بل يحتج بما نقل عنهم في بيان الفهم الصحيح لمسائل العقيدة.
وينبغي أن يتضح لنا أن احتجاج شيخ الإسلام في هذه المسألة إنما هو احتجاج استقرائي، فلا يمكن أن يتم مثل هذا الاحتجاج بمخالفة بعض المشهورين من المتقدمين، فضلا عن أن يخالف مثل هؤلاء الجلة من التابعين.
وأنا أعتقد جازما أنه لو نقل عن مثل هؤلاء القول بالتقسيم لما تردد شيخ الإسلام في القول به، إلا أن يكون قد خالفهم من هو أجل منهم أو يقاربهم.
وبغض النظر عن منهج شيخ الإسلام، فالكلام الآن عن صحة الاستقراء الذي ذكره شيخ الإسلام، فهل من الإخوة من تتبع كلام محمد بن الحسن في هذا الكتاب أو في باقي كتبه؛ لأن العبارة فيها غرابة (عندي على الأقل) فقد تكون من تغيير النقلة أو زيادتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:33]ـ
هل كتاب الشيباني متاح على الشبكة؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:46]ـ
قد يكون كلامك صحيحا في غير المسائل المتعلقة بالاعتقاد يا شيخنا الفاضل
أما مسائل الاعتقاد فمنهج شيخ الإسلام يختلف عن ذلك. وفقكم الله
هذا مع التسليم بأنها من مسائل الاعتقاد.
فمع أن معظم خلاف شيخ الإسلام في هذه المسألة مع أئمة المتكلمين وأسمى غاياته الردّ عليهم في نفيهم لصفات الباري تحت مظلة المجاز.
لكن من نظر إلى حججه وبراهينه وسبر أمثلته ودلائله لعلم أن المسألة عنده أقرب لمسائل ما يسمّى الآن بـ ((علم اللغة)) منها بمسائل الاعتقاد.
ولو أردت لها شبها ومثلا ونظيرا مِن كلام شيخ الإسلام فعليك بكلامه عن لفظ ((كلمة)) وما المقصود به، وردّه على ما اتفق عليه النحاة من لدن الخليل بن أحمد إلى الآن في تسمية اللفظ المفرد ((كلمة)).
وإليك هذا النص -الذي أعلم علمكم به- وهو ينقض ذلك:
((ولا يوجد قط فى الكتاب والسنة وكلام العرب لفظ الكلمة إلا المراد به الجملة التامة، فكثير من النحاة أو أكثرهم لا يعرفون ذلك، بل يظنون أن اصطلاحهم في مسمى الكلمة ينقسم إلى اسم وفعل وحرف، هو لغة العرب، والفاضل منهم يقول:
.............. ... وكلمة بها كلام قد يؤم
ويقولون: العرب قد تستعمل الكلمة فى الجملة التامة وتستعملها فى المفرد، وهذا غلط لا يوجد قط فى كلام العرب لفظ الكلمة إلا للجملة التامة))
فمَن هم أولئك الـ ((كثير)) بل لم يقنع بذلك اللفظ حتى أضرب عنه وقال: ((أكثرهم))؟
ومن ذلك الفاضل؟
ومن المفضولون دونه؟
فمسألتنا تربى تلك المسألة وأختها، فكما لم يُغنِ عن هذه أن قال بها الخليل وسيبويه والكسائي وابن مالك و .... ، لن يغني عن تلك أن يقول بها مَن ذكرتُهم.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:54]ـ
هي ليست من مسائل الاعتقاد قولا واحدا، ولكن المقصود أن شيخ الإسلام استعملها في بيان مسائل الاعتقاد.
فهذا البيان من شيخ الإسلام لا يتم إلا بصحة ما ذكر من الاستقراء، والاستقراء المقصود منه استقراء أقوال أهل العلم.
وأما مسألة الكلمة فهي تناقض تماما ما معنا هنا، إذ الدعوى فيه عن استقراء كلام العرب، لا كلام أهل العلم، فتأمل!
بيان ذلك:
أن مسألة المجاز ادعى شيخ الإسلام فيها استقراء أقوال أهل العلم وأنه لم يقل أحد من متقدميهم بهذا التقسيم، فهنا ما موضوع كلام شيخ الإسلام؟؟؟ موضوعه استقراء كلام أهل العلم وليس بيان الراجح من المرجوح.
أما في مسألة الكلمة، فموضوعه كلام شيخ الإسلام استقراء كلام العرب، لا كلام أهل العلم، فشيخ الإسلام نفسه ينص على أن أكثرهم يقولون بخلاف قوله، فلم يخف عليه هاهنا أن الأكثر يخالفونه.
فالخلاف واضح جدا بين المسألتين فيما أرى، وأرجو أن يكون اتضح مرادي.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:19]ـ
هي ليست من مسائل الاعتقاد قولا واحدا، ولكن المقصود أن شيخ الإسلام استعملها في بيان مسائل الاعتقاد.
فهذا البيان من شيخ الإسلام لا يتم إلا بصحة ما ذكر من الاستقراء، والاستقراء المقصود منه استقراء أقوال أهل العلم.
وأما مسألة الكلمة فهي تناقض تماما ما معنا هنا، إذ الدعوى فيه عن استقراء كلام العرب، لا كلام أهل العلم، فتأمل!
بيان ذلك:
أن مسألة المجاز ادعى شيخ الإسلام فيها استقراء أقوال أهل العلم وأنه لم يقل أحد من متقدميهم بهذا التقسيم، فهنا ما موضوع كلام شيخ الإسلام؟؟؟ موضوعه استقراء كلام أهل العلم وليس بيان الراجح من المرجوح.
أما في مسألة الكلمة، فموضوعه كلام شيخ الإسلام استقراء كلام العرب، لا كلام أهل العلم، فشيخ الإسلام نفسه ينص على أن أكثرهم يقولون بخلاف قوله، فلم يخف عليه هاهنا أن الأكثر يخالفونه.
فالخلاف واضح جدا بين المسألتين فيما أرى، وأرجو أن يكون اتضح مرادي.
بارك الله لك
مرادك واضح من أول مشاركة
لكن لعل مرادي هو الذي لم يتضح
فأنا أعلم أن مسألة الكلمة موضوعها استقراء كلام العرب
لكن مسألة المجاز موضوعها استقراء أساليب لسان العرب
واستقراء كلام أهل العلم لازم لذلك؛ لكونهم أعلم بأساليب اللسان الذي نزل به القرآن من غيرهم.
لكنه لو وَجد -جدلا- أن من ذكرتُهم يخالفون ذلك فلن يتأثر بمخالفتهم وكان سيصرح بذلك كما فعل في مسألة الكلمة
لكنه لما استقرأ فوجد ما وجد قويت نفسه وثبتت حجته عند نفسه وذكرهم تأييدا لمذهبه
ولو وجد غير ذلك لفعل ما استظهرته من منهجه والله أعلم.
ودليل آخر: أنه حشد في مسألتنا تلك -أعني المجاز- أئمة اللغة والنحو الذين أعرض عنهم في المسألة الأخرى -أعني الكلمة- كما قال:
((بل أئمة النحاة أهل اللغة كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء وأمثالهم وأبي عمرو بن العلاء وأبي زيد الأنصاري والأصمعي وأبي عمرو الشيباني وغيرهم: لم يقسموا تقسيم هؤلاء))
فهل لو كان هؤلاء قسَّموا ذلك التقسيم كان سيرجع عن قوله؟
..........
ولكن لمّا استقرأ كلامهم فوجده موافقا لما ذهب إليه؛ ذكره لتقوية حجته، لا اعتمادا عليه اعتماد المدلول على دليله الوحيد.
لعل مرادي يكون قد اتضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:25]ـ
أما مسائل الاعتقاد فمنهج شيخ الإسلام يختلف عن ذلك
................
هي ليست من مسائل الاعتقاد قولا واحدا.
ظاهرهما التناقض
والصواب ما تفضلتم بذكره:
استعملها في بيان مسائل الاعتقاد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:26]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
كلام واضح بارك الله فيك، ولكن:
أولا: استقراء العلماء في مسألة المجاز يشمل اللغويين وغيرهم، أما مسألة الكلمة فكلام شيخ الإسلام عن النحويين فقط، أما لو كان العلماء والفقهاء من التابعين والأئمة المتبوعين على مثل قول النحويين فلا أظن شيخ الإسلام كان سيخالفهم حينئذ.
ثانيا: هل ذكر أحد من اللغويين المتقدمين أن الكلمة في كلام العرب تطلق على المفرد؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:39]ـ
ثانيا: هل ذكر أحد من اللغويين المتقدمين أن الكلمة في كلام العرب تطلق على المفرد؟ حبا وكرامة
قال الخليل:
((وليس للعرب بناء في الأسماء ولا في الأفعال أكثر من خمسةِ أحرُف فمهما وَجَدْتَ زيادة على خمسة أحرف في فِعل أو اسم فاعلم أنَّها زائدة على البناء وليسَت من أَصْل الكلمة مثل قَرَعْبلانة إنما أصْلُ بنائها: قَرَعْبَلَ ومثل عنكبوت إنما أصل بنائها عَنْكَب))
وقال:
((وقد تجيء أسماءٌ لفظها على حرفين وتمامُها ومعناها على ثلاثة أحرف مثل يدٍ ودَمٍ وفَمٍ وإنما ذَهَبَ الثالث لِعلَّةِ أنها جاءت سواكن وخِلْقَتُهَا السُّكون مثل ياء يَدَيْ وياء دَمَيْ في آخر الكلمة))
وقال سيبويه:
((ومن العرب من يثقّل الكلمة إذا وقف عليها ولا يثقلها في الوصل، فإذا كان في الشعر فهم يجرونه في الوصل على حاله في الوقف نحو: سبسبّا وكلكلاّ))
وقال:
((أمّا لا ينصرف فيهما فنحو: حبلى وحبارى، وجمزى ودفلى، وشروى وغضبى. وذاك أنَّهم أرادوا أن يفرقوا بين الألف التي تكون بدلاً من الحرف الذي هو من نفس الكلمة، والألف التي تلحق ما كان من بنات الثلاثة ببنات الأربعة، وبين هذه الألف التي تجيء للتأنيث))
وقال:
((وتقول إذا نظرت في الكتاب: هذا عمروٌ، وإنمَّا المعنى هذا اسم عمرو وهذا ذكر عمروٍ، ونحو هذا، إّلا أنَّ هذا يجوز على سعة الكلام، كما تقول: جاءت القرية. وإن شئت قلت: هذه عمروٌ، أي هذه الكلمة اسم عمرو، كما تقول: هذه ألفٌ وأنت تريد هذه الدراهم الفٌ. وإن جعلته اسماً للكلمة لم تصرفه، وإن جعلته للحرف صرفته.)) وما باللون الأزرق يرتبط بمسألتنا فهو من الفوائد العرضية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:43]ـ
يا شيخنا الفاضل لا يخفى عليكم أنه لا يخفى على المبتدئ أن سيبويه وغيره من النحويين استعملوا الكلمة في المفرد.
ولكن الكلام ليس في استعمال النحويين، وإنما الكلام في نقلهم ذلك عن العرب.
فهل نقل أحدهم أن العرب تطلق الكلمة على المفرد؟ لا أريد أن أحدهم استعمل الكلمة في المفرد فهذا لا يخفى كما لا يخفى عليكم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:47]ـ
يا شيخنا الفاضل لا يخفى عليكم أنه لا يخفى على المبتدئ أن سيبويه وغيره من النحويين استعملوا الكلمة في المفرد.
ولكن الكلام ليس في استعمال النحويين، وإنما الكلام في نقلهم ذلك عن العرب.
فهل نقل أحدهم أن العرب تطلق الكلمة على المفرد؟ لا أريد أن أحدهم استعمل الكلمة في المفرد فهذا لا يخفى كما لا يخفى عليكم.غفر الله لنا ولك.
هذا ما ينكره شيخ الإسلام فكيف يكون منقولا؟
ولو نُقل فكيف ينكره؟
انظر إلى قوله:
((ويقولون: العرب قد تستعمل الكلمة فى الجملة التامة وتستعملها فى المفرد، وهذا غلط لا يوجد قط فى كلام العرب لفظ الكلمة إلا للجملة التامة))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 05:57]ـ
وفقك الله
شيخ الإسلام أنكر أن العرب تقول ذلك، ولكنه أثبت أن (بعضهم) نقل عن العرب ذلك.
فمن من اللغويين المتقدمين نقل عن العرب ذلك؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 06:21]ـ
وفقك الله
شيخ الإسلام أنكر أن العرب تقول ذلك، ولكنه أثبت أن (بعضهم) نقل عن العرب ذلك.
فمن من اللغويين المتقدمين نقل عن العرب ذلك؟
إن كنت تقصد قوله:
((ويقولون: العرب قد تستعمل الكلمة فى الجملة التامة وتستعملها فى المفرد))
فبيت ابن مالك دليل عليه:
واحده كلمة والقول عم ... وكلمة بها كلام قد يؤم
فقد جعل ما قاله النحاة هو الأصل في استعمال لفظ ((الكلمة)) ونسبه للعرب أيضا ظنًّا منه أنهم يقصدون بها ذلك المعنى، ولم يتكلف هو أو غيره البحث عن أدلة لذلك باعتباره الأصل، ثم لما رأى الأدلة كثيرة على إطلاق الكلمة على الجملة جعل ذلك معنى آخر لها وصدرها بـ (قد) فهل قصد بها التقليل أم التكثير؟
.............
وأظن هذا ما أراده ابن تيمية.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 06:43]ـ
نعم هذا ما قاله ابن مالك وقاله كثير من المتأخرين، ولكن هل قال به أحد من المتقدمين؟
الذي أظنه أن مراد شيخ الإسلام بالإنكار هو على المتأخرين منهم؛ لأن ذلك لم ينقل عن المتقدمين إلا اصطلاحا.
ولا أظن أن شيخ الإسلام كان سينكر ذلك لو كان نقل عن الحسن وابن سيرين ونحوهم من التابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 07:06]ـ
لكن كلام النحاة المتقدمين موهم
فمثلا عندما يقول سيبويه:
((ومن العرب من يثقّل الكلمة إذا وقف عليها ولا يثقلها في الوصل، فإذا كان في الشعر فهم يجرونه في الوصل على حاله في الوقف نحو: سبسبّا وكلكلاّ))
يظن القارئ أن هذا استعمال العرب للفظة
وهذا مكرور في كثير من المصطلحات كما لا يخفى عليكم
لكن هل أراد الخليل وسيبويه وغيرهما ذلك أم لا
لا يمكن الجزم بذلك وإن كان الظن أنهم قصدوا ما اصطلحوا عليه هم لا ما أطلقته العرب.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:12]ـ
هذا نص كلام البخاري الذي قصدتُه أذكره؛ ليعينكم على تحقيق البحث، وسأسعفكم بكلام الدارمي لاحقاً:
قال البخاري في كتابه ((خلق أفعال العباد)): ((وقال بعضهم: إن أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه , حين لم يعرفوا المجاز من التحقيق , ولا الفعل من المفعول , ولا الوصف من الصفة , ولم يعرفوا الكذب لم صار كذباً , ولا الصدق لما صار صدقاً , فأما بيان المجاز من التحقيق , فمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس: ((وجدته بحراً)) , وهو الذي يجوز فيما بين الناس , وتحقيقه أن مشيه حسن , ومثل قول القائل: علم الله معنا وفينا , وأنا في علم الله , وإنما المراد من ذلك أن الله يعلمنا , وهو التحقيق , ومثل قول القائل: النهر يجري , ومعناه: أن الماء يجري , وهو التحقيق وأشباهه في اللغات كثيرة , ... )) [((كتاب خلق أفعال العباد)) (ص 168 - 173 , رقم 448 - 458).]
نقل البخاري-فيما ظهر لي-هو نقل المقر ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:21]ـ
ما علينا من ظن القارئ، ونحن نبحث عن لفظة (كلمة) (ك ل م ة)، وليس عن معناها، فسيبويه يتحدث عن استعمال العرب للألفاظ (بحر - فرس - رجل .... إلخ) ولم يتعرض للفظة (كلمة)، فتأمل.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:28]ـ
هذا نص كلام البخاري الذي قصدتُه أذكره؛ ليعينكم على تحقيق البحث، وسأسعفكم بكلام الدارمي لاحقاً:
قال البخاري في كتابه ((خلق أفعال العباد)): ((وقال بعضهم: إن أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه , حين لم يعرفوا المجاز من التحقيق
النقل موجود في أول مشاركة يا مولانا
قول البخاري:
((أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه الذي لم يعرفوا المجاز من التحقيق)).فكأنك لم تقرأ الموضوع أولا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:41]ـ
لا بل قرأتُه ولكني قصدتُ النقل تاماً؛ ليبين إنه من منقول البخاري وليسهل تحليله ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:44]ـ
ما علينا من ظن القارئ، ونحن نبحث عن لفظة (كلمة) (ك ل م ة)، وليس عن معناها، فسيبويه يتحدث عن استعمال العرب للألفاظ (بحر - فرس - رجل .... إلخ) ولم يتعرض للفظة (كلمة)، فتأمل.نعم
لكن قوله:
((من العرب من يثقّل الكلمة .... ))
يوهم أن العرب كانت تستخدم هذا اللفظ ((الكلمة)) للتعبير عن هذا المعنى ((فرس - رجل - بحر- .... )) لأنه لم يبيّن أن هذا اصطلاح خاص به.
بمعنى آخر:
استخدامه لهذا اللفظ للتعبير عن المفرد دون تفريق بين استخدامه كنحوي واستخدام العرب يوهم الاتفاق وحينها لا نحتاج إلى نص يقول فيه: ((العرب تطلق لفظ (كلمة) على المفرد)) لأن هذا ظاهر الاستعمال، بل نحتاج إلى نص يقول فيه: ((العرب لا تطلق لفظ (كلمة) على المفرد كما أفعل)) أو ((العرب تطلق لفظ (كلمة) على الجملة عندنا)) أو غير ذلك لأنه خلاف الظاهر
أخشى أن يكون مرادي لم يتضح
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:55]ـ
لا بل قرأتُه ولكني قصدتُ النقل تاماً؛ ليبين إنه من منقول البخاري وليسهل تحليله ...
لا مانع يا أستاذنا
ولنبدأ التحليل:
ــــــــــــــــــــ
المجاز || التحقيق
ــــــــــــــــــــ
النهر يجري || الماء يجري
ـــــــــــــــــــ
المجاز الاصطلاحي || الحقيقة الاصطلاحية
ـــــــــــــــــــ
هل ثَمَّ فارق بين الثلاثة؟
بنظري الضعيف، أقول: لا
فما قولكم؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:12]ـ
سؤال قبل المشاركة:
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف نجمع بين هذا النقل عن محمد بن الحسن الشيباني 132 (- 189) من "الجامع الصغير": (فالحاصل أن أبا يوسف أبى الجمع بين النذر واليمين؛ لأن هذا الكلام للنذر حقيقة ولليمين مجاز والحقيقة مع المجاز لا يجتمعان تحت كلمة واحدة فإن نواهما فالحقيقة أولى بالاعتبار؛ لأن الحقيقة معتبر في موضعه والمجاز معتبر في موضعه)
وبين قول شيخ الإسلام:
(
وهذا الشافعي هو أول من جرد الكلام في "أصول الفقه"، لم يقسم هذا التقسيم ولا تكلم بلفظ "الحقيقة والمجاز"، وكذلك محمد بن الحسن له في المسائل المبنية على العربية كلام معروف في "الجامع الكبير" وغيره ولم يتكلم بلفظ الحقيقة والمجاز، وكذلك سائر الأئمة لم يوجد لفظ المجاز في كلام أحد منهم إلا في كلام أحمد بن حنبل؛ فإنه قال في كتاب "الرد على الجهمية" في قوله: "إنا، ونحن" ونحو ذلك في القرآن: هذا من مجاز اللغة، يقول الرجل: إنا سنعطيك، إنا سنفعل؛ فذكر أن هذا مجاز اللغة.)؟؟
ألم يكن لشيخ الإسلام اطلاع على (الجامع الصغير)؟ أم ماذا؟
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى:
{والمقصود أن نذكر من أقوال الصحابة ما يبين معنى اليمين فى كتاب الله وسنة رسوله وفى لغتهم. ففى سنن أبى داود حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألنى القسمة فكل مالي فى رتاج الكعبة. فقال له عمر: إن الكعبة غنية عن مالك. كفر عن يمينك وكلم أخاك! سمعت رسول الله يقول: لا يمين عليك ولا نذر فى معصية الرب ولا فى قطيعة الرحم ولا فى مالا تملك.
وهذا الرجل تكلم بصيغة التعليق صيغة الشرط والجزاء وعلق وجوب صرف ماله فى رتاج الكعبة على مسألته القسمة. وهذه الصيغة يقصد بها نذر التبرر، كقوله: إن شفا الله مريضى وسلم مالي الغائب، فثلث مالى صدقة. ويقصد بها نذر اليمين الذى يسمى نذر اللجاج والغضب، كما قصد هذا المعلق والصيغة فى الموضعين صيغة تعليق. لكن المعنى والقصد متباين، فانه فى احد الموضعين مقصوده: حصول الشرط الذى هو نعمة من الله كشفاء المريض وسلامة المال والتزم طاعة الله شكرا لله على نعمته وتقربا إليه، وفى النوع الآخر مقصوده: أن يمنع نفسه أو غيره من فعل أو يحضه عليه وحلف. فالوجوب لامتناعه من وجوب هذا عليه وكراهة ذلك وبغضه إياه، كما يمتنع من الكفر ويبغضه ويكرهه، فيقول: إن فعلت فهو يهودى أو نصرانى. وليس مقصوده أنه يكفر بل لفرط بغضه للكفر به حلف أنه لا يفعل قصدا لانتفاء الملزوم بانتفاء اللازم، فإن الكفر اللازم يقصد نفيه فقصد به الفعل لنفى الفعل أيضا، كما إذا حلف بالله فلعظمة الله فى قلبه عقد به اليمين ليكون المحلوف عليه لازما لإيمانه بالله، فيلزم من وجود الملزوم وهو الإيمان بالله وجود اللازم وهو لزوم الفعل الذى حلف عليه. وكذلك إذا حلف أن لا يفعل أمرا جعل امتناعه منه لازما لإيمانه بالله. وهذا هو عقد اليمين. وليس مقصوده رفع إيمانه بل مقصوده أن لا يرتفع إيمانه ولا ما عقده به من الامتناع، فسمى عمر بن الخطاب هذا يمينا واستدل على أنه ليس عليه الفعل المعلق بالشرط بقول النبى (لا يمين عليك ولا نذر فى معصية الرب ولا فى قطيعة الرحم ولا فى مالا يملك).
والنبى صلى الله عليه وسلم ذكر اليمين والنذر كما ذكر الله فى كتابه اليمين والنذر. فإن اليمين مقصودها الحض أو المنع من الإنشاء أو التصديق أو التكذيب فى الخبر، والنذر ما يقصد به التقرب إلى الله. ولهذا أوجب سبحانه الوفاء بالنذر لأن صاحبه التزم طاعة لله، فأوجب على نفسه ما يحبه الله ويرضاه قصدا للتقرب بذلك الفعل إلى الله. وهذا كما أوجب الشارع على من شرع فى الحج والعمرة إتمام ذلك لله لقوله: (وأتموا الحج والعمرة لله). وإن كان الشارع متطوعا وتنازع العلماء فى وجوب إتمام غيرهما. ولم يوجب سبحانه الوفاء باليمين، لأن مقصود صاحبها الحض والمنع ليس مقصوده التقرب إلى الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن صيغة النذر تكون غالبا بصيغة التعليق - صيغة المجازات، كقوله: إن شفا الله مريضى، كان على عتق رقبة. وصيغة اليمين غالبا تكون بصيغة القسم، كقوله: والله لأفعلن كذا. وقد يجتمع القسم والجزاء كقوله: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فأعقبهم نفاقا فى قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون).
ولهذا ترجم الفقهاء على إحدى الصيغتين باب التعليق بالشروط كتعليق الطلاق والعتاق والنذر وغير ذلك، وعلى الأخرى باب جامع الأيمان كما يشترك فيه اليمين بالله والطلاق والعتاق والظهار والحرام وغير ذلك. ومسائل أحد البابين مختلطة بمسائل الآخر. ولهذا كان من الفقهاء من ذكر مسائل جامع الأيمان مع مسائل التعليق، ومنهم من ذكرها فى باب الأيمان. والمنفى بإحدى الصيغتين مثبت بالأخرى، والمقدم فى إحداهما مؤخر فى الأخرى. فإذا قال: إن فعلت كذا فمالي حرام أو عبدى حر أو امرأتى طالق أو مالى صدقة أو فعلي كذا وكذا حجة أو صوم شهر أو نحو ذلك، فهو بمنزلة أن يقول: الطلاق يلزمه لا يفعل كذا أو العتق أو الحرام يلزمه والمشى إلى مكة يلزمه لا يفعل كذا ونحو ذلك. ففي صيغة الجزاء أثبت الفعل وقدمه وأخر الحكم ولما أخر الفعل ونفاه وقدم الحكم. والمحلوف به مقصوده أن لا يكون ولا يهتك حرمته. وكذلك إذا قال: إن فعلت كذا فأنا كافر أو يهودى أو نصرانى فهو كقوله والله لأنه كذا.
ولهذا كان نظر النبى وأصحابه إلى معنى الصيغة ومقصود المتكلم سواء كانت بصيغة المجازات أو بصيغة القسم. فإذا كان مقصوده الحظ أو المنع جعلوه يمينا. وإن كان بصيغة المجازات وإن كان مقصوده التقرب إلى الله جعلوه ناذرا. وإن كان بصيغة القسم. ولهذا جعل النبى صلى الله عليه وسلم الناذر حالفا، لأنه ملتزم للفعل بصيغة المجازاة فإن كان المنذور مما أمر الله به أمره به وإلا جعل عليه كفارة يمين. وكذلك الحالف إنما أمره أن يكفر يمينه إذا حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها اعتبارا بالمقصود فى الموضعين. فإذا كان المراد ما يحبه الله ويرضاه أمر به وهو النذر الذى يوفى به. وإن كان بصيغة القسم وإن كان غيره أحب إلى الله وأرضى منه أمر بالأحب الأرضى لله. وإن كان بصيغة النذر وأمر بكفاره يمين. وهذا كله تحقيقا لطاعة الله ورسوله وأن يكون الدين كله لله، وأن كل يمين أو نذر أو عقد أو شرط تضمن ما يخالف أمر الله ورسوله فإنه لا يكون لازما بل يجب تقديم أمر الله ورسوله على كل ذلك.}
لا أدري. . هل يمكن حمل كلام الشيباني في هذا الأمر على ما ذكره شيخ الإسلام من المجازاة والقسم، أو لا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:18]ـ
نعم
لكن قوله:
((من العرب من يثقّل الكلمة .... ))
يوهم أن العرب كانت تستخدم هذا اللفظ ((الكلمة)) للتعبير عن هذا المعنى ((فرس - رجل - بحر- .... )) لأنه لم يبيّن أن هذا اصطلاح خاص به.
بمعنى آخر:
استخدامه لهذا اللفظ للتعبير عن المفرد دون تفريق بين استخدامه كنحوي واستخدام العرب يوهم الاتفاق وحينها لا نحتاج إلى نص يقول فيه: ((العرب تطلق لفظ (كلمة) على المفرد)) لأن هذا ظاهر الاستعمال، بل نحتاج إلى نص يقول فيه: ((العرب لا تطلق لفظ (كلمة) على المفرد كما أفعل)) أو ((العرب تطلق لفظ (كلمة) على الجملة عندنا)) أو غير ذلك لأنه خلاف الظاهر
أخشى أن يكون مرادي لم يتضح
يا شيخنا الفاضل أنت هنا تسوي بين استعمال العالم ونقل العالم، وهذا خلاف المستقر عند أهل العلم، ولو كان كلامك صحيحا لكان كل ما يقوله سيبويه في الكتاب من اللغة المحتج بها في كلام العرب، ويعمم هذا في كل عالم من علماء اللغة.
وأنا أعلم أنك لا تريد هذا المعنى، ولكن أحببت بيان لازمه ليظهر ما فيه.
وكون سيبويه لم يبين أن هذا اصطلاح خاص به، فمن قال إنه اصطلاح خاص به؟ بل هو اصطلاح عند النحويين جميعا، ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون مما تعرفه العرب.
فسيبويه استعمل في كتابه كثيرا من مصطلحات النحويين، ولم يقل أحد إنها من كلام العرب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:22]ـ
ينبغي تحرير نسبة هذا الكلام إلى محمد بن الحسن ابتداء، وأنا ليس عندي الكتاب المطبوع، وقد وجدت نسخة إلكترونية من الكتاب وليس فيها هذا النص المنقول هاهنا!
وهنا أمر آخر، وهو أن الجامع الصغير أصلا ليس من تصنيف محمد بن الحسن بنصه، وإنما الذي بوبه ورتبه ليسهل على المتعلمين (أبو طاهر الدباس) وكتبه عنه تلميذه (أحمد بن عبد الله بن محمود) وقرأه عليه في سنة 322 هـ
فمن كان عنده مطبوعة الكتاب فليتحفنا بمزيد من المعلومات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:27]ـ
ثم اتضح الآن أصل الموضوع.
فهذا الكلام المنقول ليس هو من كتاب محمد بن الحسن، وإنما هو من كلام عبد الحي اللكنوي في شرح الجامع الصغير، فهذا الكلام موجود في الشرح المسمى (النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير)، ولا يوجد في المتن الأصلي (الجامع الصغير)
وقد كنت أناقش شيخنا الفاضل عيد فهمي في هذا النص وأنه لا يلوح عليه سيما طبقة محمد بن الحسن فوافقني على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:31]ـ
وأما أن نظن بشيخ الإسلام أنه لم يكن يطلع على الجامع الصغير، فمستبعد عندي، لأنه قال في اقتضاء الصراط المستقيم:
((وقالوا في تعليل المنع من لباس الحرير في حجة أبي يوسف ومحمد على أبي حنيفة في المنع من افتراشه وتعليقه والستر به لأنه من زي الأكاسرة والجبابرة والتشبه بهم حرام قال عمر إياكم وزي الأعاجم. وقال محمد في الجامع الصغير ولا يتختم إلا بالفضة قالوا وهذا نص على أن التختم بالحجر والحديد والصفر حرام للحديث المأثور أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على رجل خاتم أصفر فقال مالي أجد منك ريح الأصنام ورأى على آخر خاتم من حديد فقال مالي أرى عليك حلية أهل النار ومثل هذا كثير في مذهب أبي حنيفة وأصحابه.))
وصنيع الشيخ في أجوبته الفقهيه يدل على أنه على دراية كافية بأقوال الشيباني. قال مثلا:
((ومن جازت له الصلاة جاز له القراءة ومس المصحف والتيمم يؤم المغتسل عند جمهور العلماء وهو مذهب الأئمة الأربعة إلا محمد بن الحسن والله أعلم))
وقال: ((وأما محمد بن الحسن فوافق الجمهور في تحريم كل مسكر قليله وكثيرة وبه أفتى المحققون من أصحاب أبي حنيفة وهو اختيار أبي الليث السمرقندي))
وقال: ((وهذه تجده فى الأصل من رأى بعض فقهاء أهل الكوفة وأتباعهم ثم الشافعى وأصحابه ثم كثير من أصحاب احمد الذين صنفوا باب قتال أهل البغى نسجوا على منوال أولئك تجدهم هكذا فإن الخرقى نسج على منوال المزنى نسج على منوال مختصر محمد بن الحسن وان كان ذلك فى بعض التبويب والترتيب)).
إلا أنه قال أيضا: ((وذكر بعضهم أن محمد بن الحسن قال: لا تحل مع صحة النكاح لأنه استعجل ما أخره الشرع فجوزي بنقيض قصده كما في منع قاتل المورث))
وقال: ((وأكثر علماء السنة على أن التقليد في الشرائع لا يجوز إلا لمن عجز عن الإستدلال هذا منصوص الشافعي وأحمد وعليه أصحابهما وما حكى عن أحمد من تجويز تقليد العالم للعالم غلط عليه ولكن هذا القول حكى عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة قيل عنه يجوز تقليد الأعلم وقيل العالم)).
وعلى كل حال، فقول الشيخ في كتاب الإيمان يدل على الاستقراء، حيث لم يقتصر على ما في الجامع الكبير. بل قال: ((وكذلك محمد بن الحسن له فى المسائل المبنية على العربية كلام معروف فى الجامع الكبير وغيره ولم يتكلم بلفظ الحقيقة والمجاز)).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:39]ـ
ثم إن شيخ الإسلام في ذلك الموضع قد ذكر كلام أبي عبيدة والإمام أحمد لمجرد وجود لفظ (المجاز) في كتابهما مع اختلاف دلالته على مقصود المجازيين. فلو وجد رحمه الله ذلك اللفظ في كلام من تقدمهما من طبقة الشيباني، لما أعرض عن ذكره. . لا سيما وأنه قريب جدا من المجاز الاصطلاحي، إن لم يكن هو إياه.
وأما التعليل بأنه متعلق بمباحث (الأسماء والصفات) فبعيد جدا. أولا: لأنه الكلام إنما يرد في سياق البحث عن أصل التقسيم اللغوي ونشأة الاصطلاح. ثانيا: إنه كتاب (الإيمان) المخصص للبحث في قضية (الاسماء والأحكام) لا (الأسماء والصفات). ثالثا. . . . رابعا. . . . خامسا. . . . .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:46]ـ
ثم اتضح الآن أصل الموضوع.
فهذا الكلام المنقول ليس هو من كتاب محمد بن الحسن، وإنما هو من كلام عبد الحي اللكنوي في شرح الجامع الصغير، فهذا الكلام موجود في الشرح المسمى (النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير)، ولا يوجد في المتن الأصلي (الجامع الصغير)
وقد كنت أناقش شيخنا الفاضل عيد فهمي في هذا النص وأنه لا يلوح عليه سيما طبقة محمد بن الحسن فوافقني على ذلك.
فائدة نفيسة شيخنا الفاضل. . . لم أكن أقرأه إلا لحظة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:52]ـ
سؤال: ما مرادنا بالمجاز الاصطلاحي. . .؟
هل هو: ما استعمل من الألفاظ في غير ما وضع له أولا؟
أم أنه: ما لا يدل بمفرده إلا مع قرينة؟
أم أنه: ما يدل على خلاف الظاهر منه؟
أم ماذا. . .؟
وهذا سؤال مهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 11:57]ـ
سؤال مهم يا شيخنا الفاضل
ولكن أهم منه أن يقال: من الذي قال إن هذا هو المجاز الاصطلاحي؟
أعني أنه من المهم أن نبحث عن أول من ذكر حد المجاز الاصطلاحي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 12:23]ـ
وأهم منهما شيخنا الفاضل: ما مراد المستعمل لهذا الاصطلاح أو لهذا التقسيم من الأئمة؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 12:28]ـ
فأبو عبيدة والإمام أحمد لا يثبت عنهما - عندي - ذلك التقسيم وإن استعملا مصطلح (المجاز).
أما أبو عبيدة، فمعنى مصطلح (المجاز) عنده: تفسير اللفظ أو مراد الكلام.
وأما الإمام أحمد، فمعناه عنده: ما يجوز استعماله في لغة العرب، أي: وإن كان غيره أشهر - وهذا معنى قولهم: الاتساع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 12:34]ـ
وأما البخاري رحمه الله، فالظاهر عندي من كلامه في (خلق أفعال العباد):
: ((وقال بعضهم: إن أكثر مغاليط الناس من هذه الأوجه , حين لم يعرفوا المجاز من التحقيق , ولا الفعل من المفعول , ولا الوصف من الصفة , ولم يعرفوا الكذب لم صار كذباً , ولا الصدق لما صار صدقاً , فأما بيان المجاز من التحقيق , فمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس: ((وجدته بحراً)) , وهو الذي يجوز فيما بين الناس , وتحقيقه أن مشيه حسن , ومثل قول القائل: علم الله معنا وفينا , وأنا في علم الله , وإنما المراد من ذلك أن الله يعلمنا , وهو التحقيق , ومثل قول القائل: النهر يجري , ومعناه: أن الماء يجري , وهو التحقيق وأشباهه في اللغات كثيرة , ... )) [((كتاب خلق أفعال العباد)) (ص 168 - 173 , رقم 448 - 458).]
أن مصطلح (المجاز) عنده يعنى: ما يجوز أو يحسن استعماله من الأساليب المليحة للدلالة على معنى من المعاني التي اعتاد الناس أن يعبر عنه بأسلوب آخر أشهر (وهو مثل معناه عند الإمام أحمد).
وأما مصطلح (التحقيق)، فيقصد به: تفسير المجاز. أو: المراد من النص. أو: العبارة الأشهر والأسلوب الأوضح (والذي هو عند أبي عبيدة: مجاز الكلام).
فكل من أبي عبيدة وأحمد والبخاري. . . لا يعرف ذلك التقسيم الاصطلاحي الحادث!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 01:18]ـ
فائدة جانبية:
عندنا في اللغة الإندونيسية الرسمية، استعمل مصطلح ( Majaz) لمعنى ( Gaya Bahasa) ، أي: أساليب اللغة. وليس قسيما لمصطلح آخر.
واستعمل مصطلح ( Kalimat) للدلالة على الجملة المفيدة. وأما اللفظ المفرد، فاستعمل له مصطلح ( Lafal) أو ( Kata) .
ولا أدري. . . هل واضع النحو الإندونيسي من أتباع شيخ الإسلام أم لا. .؟؟! (ابتسامة)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 10:43]ـ
أي: وإن كان غيره أشهر -
وأما مصطلح (التحقيق)، فيقصد به: تفسير المجاز. أو: المراد من النص. أو: العبارة الأشهر والأسلوب الأوضح (والذي هو عند أبي عبيدة: مجاز الكلام).
في الحقيقة يا نفاة المجاز أجد عندكم تكلفا ظاهرا في بعض المواضع
فكلام البخاري ظاهر في المقابلة بين القسمين فعنده أن المجاز غير التحقيق كما أن الفعل غير المفعول
سمها تبينا للمراد أو تمييزا للأشهر عن غيره سمه ما شئت
المعنى واحد وهو ما يثبته أنصار المجاز
فتفسيره رحمه الله (النهر يجري) أي الماء الذي يجري دليل على إثباتهم للعلاقة المجازية والحذف وو ... إلى غير ذلك من المعاني التي يثبتها أنصار المجاز
وكذا يقال في باقي الأمثلة كالعلم والبحر
والنفاة عندهم أن الكل تحقيق فأين مذهب البخاري من هذا
ولو وُجد في كلام البخاري مثلا أن هذا التقسيم إلى مجاز وتحقيق باطل ثم ذكر هذا الكلام _الذي نحن بصدده_ ثم رده بأن هذا التقسيم باطل لأخذناه سلفا لنفاة المجاز بالمعنى الاصطلاحي
وقولك (الأشهر)
فمعلوم أن الحقيقة أشهر من المجاز عند أنصاره لأنها الوضع الأول عندهم نعم قد يصير عندهم المجاز أشهر لكن هذا لا يؤثر هنا
وأن المجاز على خلاف الأصل فكان ماذا؟!
هو هو، نفس المعنى
ولو أعدتم النظر في الأمثلة التي ذكرها وكيف فسرها لظهر لكم أنه يريد أن هذا الكلام أريد به معنى غير ظاهره لعلاقة بينهما
وهذا ما يقوله مثبتة المجاز
والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 12:16]ـ
يا شيخنا الفاضل أنت هنا تسوي بين استعمال العالم ونقل العالم، وهذا خلاف المستقر عند أهل العلم، ولو كان كلامك صحيحا لكان كل ما يقوله سيبويه في الكتاب من اللغة المحتج بها في كلام العرب، ويعمم هذا في كل عالم من علماء اللغة.
وأنا أعلم أنك لا تريد هذا المعنى، ولكن أحببت بيان لازمه ليظهر ما فيه.
وكون سيبويه لم يبين أن هذا اصطلاح خاص به، فمن قال إنه اصطلاح خاص به؟ بل هو اصطلاح عند النحويين جميعا، ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون مما تعرفه العرب.
فسيبويه استعمل في كتابه كثيرا من مصطلحات النحويين، ولم يقل أحد إنها من كلام العرب.وفقك الله
كلامك صحيح بعد عصر استقرار المصطلحات
أي أن هذا ينطبق على مثل ابن مالك وابن هشام وغيرهما ممن جاء بعد استقرار المصطلحات عند أهل الفن، يقول شراح الألفية في شرح قول ابن مالك:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ... ..................
معناه: ((الكلام المصطلح عليه عندنا -معشر النحاه- عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها وإن تركب من لفظ واحد كـ"استقِم"))
وذلك للتفريق بينه وبين الكلام عند غيرهم من أهل الصناعات الأخرى أو عند الناطقين باللغة.
أما الخليل وسيبويه والكسائي وغيرهم فقد عاصروا أبناء اللسان العربي المحتج بكلامهم ونقلوا عنهم شفاهة، بل وتخصصوا في ضبط القواعد لكلامهم.
فإذا تكلموا بلفظ لمعنى معين ولم ينبهوا على أن ذلك اصطلاح خاص بهم دون غيرهم سيظن القارئ أن العرب تستخدم هذا اللفظ لذلك المعنى، وهذا ما وقع فيه كبار النحاة بعدهم كما نبه على ذلك شيخ الإسلام حتى قال فاضلهم لما وجد كلام العرب يخالف ما جاء عن هؤلاء في معنى (كلمة):
.............. ... وكلمة بها كلام قد يؤم
فجعل لها معنيين عند العرب؛ لظنه أن ما ذكره هؤلاء في كتبهم -وهم موجودون في عصر الاحتجاج - هو معناه عن العرب، فقال ابن تيمية ردًّا عليهم:
((ويقولون: العرب قد تستعمل الكلمة فى الجملة التامة وتستعملها فى المفرد.
وهذا غلط لا يوجد قط فى كلام العرب لفظ الكلمة إلا للجملة التامة))
أحسب الآن قد اتضح مرادي
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 01:01]ـ
في الحقيقة يا نفاة المجاز أجد عندكم تكلفا ظاهرا في بعض المواضع
فكلام البخاري ظاهر في المقابلة بين القسمين فعنده أن المجاز غير التحقيق كما أن الفعل غير المفعول
سمها تبينا للمراد أو تمييزا للأشهر عن غيره سمه ما شئت
المعنى واحد وهو ما يثبته أنصار المجاز
فتفسيره رحمه الله (النهر يجري) أي الماء الذي يجري دليل على إثباتهم للعلاقة المجازية والحذف وو ... إلى غير ذلك من المعاني التي يثبتها أنصار المجاز
وكذا يقال في باقي الأمثلة كالعلم والبحر
والنفاة عندهم أن الكل تحقيق فأين مذهب البخاري من هذا
ولو وُجد في كلام البخاري مثلا أن هذا التقسيم إلى مجاز وتحقيق باطل ثم ذكر هذا الكلام _الذي نحن بصدده_ ثم رده بأن هذا التقسيم باطل لأخذناه سلفا لنفاة المجاز بالمعنى الاصطلاحي
وقولك (الأشهر)
فمعلوم أن الحقيقة أشهر من المجاز عند أنصاره لأنها الوضع الأول عندهم نعم قد يصير عندهم المجاز أشهر لكن هذا لا يؤثر هنا
وأن المجاز على خلاف الأصل فكان ماذا؟!
هو هو، نفس المعنى
ولو أعدتم النظر في الأمثلة التي ذكرها وكيف فسرها لظهر لكم أنه يريد أن هذا الكلام أريد به معنى غير ظاهره لعلاقة بينهما
وهذا ما يقوله مثبتة المجاز
والله أعلم
وكأننا نفينا المجاز لمجرد أنه يسمى مجازا أو لاقترانه بما يسمى تحقيقا أو تفسيرا أو بيانا. وهذه مشكلة كبيرة (أن مقال المشايخ لا يفهم كما ينبغي).
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=95314&postcount=68
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 02:50]ـ
ولكن أهم منه أن يقال: من الذي قال إن هذا هو المجاز الاصطلاحي؟
أعني أنه من المهم أن نبحث عن أول من ذكر حد المجاز الاصطلاحي.
وفقكم الله
دائما تسبقون إلى النتائج التي ستكون مقدمات لنتائج أخرى
وقد قلت لكم: رفقا بالإخوة الفضلاء فما كل الناس أبا مالك، ولا كل العقول كعقله.
ومع ذلك سأشير إشارة سريعة إلى جواب السؤال، وسأترك التوسع في الإجابة عنه حتى يحين وقته.
من المعلوم أن ظهور المصطلحات سابق لوضع الحدود لها؛ لأنه لا يتصور وضع حدٍّ لما لم يوجد بعد، بل يُستعمل المصطلح أولا، ثم يجيء من يستقرأ كلام مستعمليه فيضع له حدًّا على غالب استعمالهم دون النادر والشاذ، ثم يعتري هذا الحدّ ما يعتري غيره من الحذف والإضافة والزيادة والنقصان حتى يستقرّ في زمن من الأزمان على حدٍّ يتفق عليه أهل ذلك الفن ويطرحون ما سواه.
- فمثلا العرب تكلمت بالفاعل والمفعول والمبتدأ والخبر والحال والتمييز وغيرها ولم يكن ثَمّ حدّ لهذه المصطلحات بل ولا كانت لها أسماء، فجاء النحاة واللغويون، واستقرءوا كلام العرب، وضمّوا النظير إلى نظيره، وألحقوا الشبيه بمثله، ووضعوا حدودا لذلك، فبدءوا بالجنس الذي ينتمي له المصطلح وأتبعوه بالفصل الذي يميزه عن غيره كما هو الحال في جميع الحدود.
- وكذلك علماء الحديث تكلموا بالصحيح والضعيف والمنكر والشاذ وغيرها ولم يكن ثَمّ حدّ لهذه المصطلحات، فجاء مَن بعدهم مِن أهل الحديث واستقرءوا كلامهم ووضعوا الحدود لهذه المصطلحات.
ووضع الحدود يكون على الغالب والأشهر من الاستعمال دون النادر والشاذّ كما ذكرتُ قبلُ
- فمثلا: خبر إنّ عند جمهورهم مرفوع، ولم يعتدوا في وضع الحدّ بما جاء خلاف ذلك كقول عمر بن أبي ربيعة:
إذا اسودّ جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافًا إنّ حراسنا أسدا
فأوّلوه أو طرحوه
- وكذلك المثنى عند جمهورهم ينصب ويجر بالياء، ولم يعتدوا بما جاء خلاف ذلك مع كثرته كقول الشاعر:
تزود منا بين أذناه طعنة ... دعته إلى هابي التراب عقيم
وقال الآخر
أعرف منها الجيد والعينانا ... ومنخرين أشبها ظبيانا)
وقال الآخر:
هيّاك أن تمنى بشعشعان ... خبّ الفؤاد مائل اليدان
وقال الآخر
إن أباها وأبا وأباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
بل وبعضهم وجّه عليه قراءة: {إنّ هذان لساحران} بتشديد النون
- وعند علماء الحديث اصطلحوا على أن المرسل ما رفعه التابعي إلى النبي (ص)، وما جاء خلاف ذلك لم يعتدوا به عند وضع الحد مع كثرته كقول المتقدمين:
فلان عن فلان مرسل
وهو أكثر مِن أن أمثل له، وذلك لأنهم اصطلحوا على تسمية هذه الصورة بالمنقطع
- وكذلك الأمر في مسألتنا فمصطلح المجاز وُجد أولا واستعمله أهل العلم، ثم جاء بعد ذلك من استقرأ كلامهم فاستخرج منه حدًّا لذلك المصطلح ونظر في وضع الحدّ إلى غالب الاستعمال وطرح الشاذ والنادر.
- ومعرفة أول من وضع حدًّا للمصطلحات الشائعة في كل فنٍّ من الفنون غاية ليتها تُدرك.
- وغايتنا هنا البحث عن أوليّة استعمال المصطلح وليس عن أوليّة وضع حدّ له.
والله المستعان
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 02:52]ـ
سؤال: ما مرادنا بالمجاز الاصطلاحي. . .؟
هل هو: ما استعمل من الألفاظ في غير ما وضع له أولا؟
أم أنه: ما لا يدل بمفرده إلا مع قرينة؟
أم أنه: ما يدل على خلاف الظاهر منه؟
أم ماذا. . .؟
وهذا سؤال مهم.
نعم مهم، لكن ليس هذا وقته كما بينت في المشاركة السابقة في إجابة الشيخ أبي مالك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:06]ـ
إذًا فهناك من تكلموا بمصطلح المجاز قبل أن يُوضع له حدٌّ
فيكون السؤال المناسب لهذه المرحلة:
مَن هؤلاء الذين تكلموا بالمجاز الاصطلاحي قبل أن يوضع له حدٌّ؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:09]ـ
بل ما رأيكم لو وسعنا دائرة السؤال أكثر لتكون الفائدة أشمل:
مَن أوّل مَن تكلم بمعنى المجاز الاصطلاحي حتى وإن لم يُسمّه بذلك الاسم؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:11]ـ
لا شكّ سيأتي مَن يقول -وهو محقّ-:
سؤال: ما مرادنا بالمجاز الاصطلاحي. . .؟
هل هو: ما استعمل من الألفاظ في غير ما وضع له أولا؟
أم أنه: ما لا يدل بمفرده إلا مع قرينة؟
أم أنه: ما يدل على خلاف الظاهر منه؟
أم ماذا. . .؟
وهذا سؤال مهم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:12]ـ
سؤال: ما مرادنا بالمجاز الاصطلاحي. . .؟
هل هو: ما استعمل من الألفاظ في غير ما وضع له أولا؟
أم أنه: ما لا يدل بمفرده إلا مع قرينة؟
أم أنه: ما يدل على خلاف الظاهر منه؟
أم ماذا. . .؟
وهذا سؤال مهم.
نعم مهم، لكن ليس هذا وقته كما بينت في المشاركة السابقة في إجابة الشيخ أبي مالك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:12]ـ
وهكذا .....
فكيف نخرج مِن هذا الدّوْر؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:16]ـ
الحل عندي بالرجوع لمِن أنكر المجاز ونفاه.
فإنه سيحدد لنا المعنى الذي ينكره، فيكون هو ما نريده
فيكون عنوان موضوعي هو السؤال المهم:
مَن أوّل مَن أنكر المجاز؟ ولماذا أنكره؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 03:55]ـ
وهذا هو كلام الدارمي:
((فالدليل من فعل الله أنه يضحك إلى قوم ويصرفه عن قوم: أن ضحك الزرع مثل على المجاز وضحك الله أصل وحقيقة للضحك ... )).
وينظر ما قبله وما بعده من نقضه على عثمان بن سعيد؛ ليعين على دقة التحليل وصوابه ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 04:42]ـ
وهذا هو كلام الدارمي:
((فالدليل من فعل الله أنه يضحك إلى قوم ويصرفه عن قوم: أن ضحك الزرع مثل على المجاز وضحك الله أصل وحقيقة للضحك ... )).
وينظر ما قبله وما بعده من نقضه على عثمان بن سعيد؛ ليعين على دقة التحليل وصوابه ...
غفر الله لك يا شيخ أبا فهر
إنما النقض على بشر المريسي
وعثمان بن سعيد هو نفسه الدارمي وهو الناقض
وأعلم أنكم لم تقصدوا ذلك
لكن كان لا بد من التنبيه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 05:09]ـ
الحل عندي بالرجوع لمِن أنكر المجاز ونفاه.
فإنه سيحدد لنا المعنى الذي ينكره، فيكون هو ما نريده
فيكون عنوان موضوعي هو السؤال المهم:
مَن أوّل مَن أنكر المجاز؟ ولماذا أنكره؟ وبدا لي أن أبدأ بسؤال أيسر يتناسب مع هذه المرحلة من النقاش:
مَن أشهر مَن أنكر المجاز ونفاه ممن وقفنا على كتبه؟
وما هو معنى المجاز الذي أنكره ونفاه؟
وما هي أمثلة مثبتة المجاز التي ردّ عليها؟
وهل وُجد من المتقدمين مَن ذكر هذه الأمثلة بمثل ما ذكره بها مثبتة المجاز وإن لم يسمّه مجازا؟
أظن السؤال أصبح يسيرا جدًّا وإجابته مثله في اليسر
فلنستعن بالله ولنبدأ النقاش من عند هذه النقطة
فما قول الفضلاء؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 02:03]ـ
مَن أشهر مَن أنكر المجاز ونفاه ممن وقفنا على كتبه؟ الجواب:
شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 03:02]ـ
وما هو معنى المجاز الذي أنكره ونفاه؟
وما هي أمثلة مثبتة المجاز التي ردّ عليها؟
بالنسبة للأمثلة فقد قال شيخ الإسلام:
((ومن الأمثلة المشهورة لمن يثبت المجاز فى القرآن واسأل القرية))
وقد ذكر شيخ الإسلام أنهم -أي مثبتة المجاز- منقسمون إلى طائفتين اتفقا في أن المراد بها الجدران والمساكن واختلفا في تفسيرها:
فالأولى: تقول: إن المراد به "أهلها" فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
والثانية: تقول: إن المراد به "نفس المساكن والجدران"، ولكن هذا من تسمية الحال باسم محله.
وقد خطأ الطائفتين بقوله:
((لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب وأمثال هذه الأمور التى فيها الحال والمحال كلاهما داخل فى الاسم ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكان))
وقال:
((فالقرية والنهر ونحو ذلك اسم للحال والمحل فهو اسم يتناول المساكن وسكانها ثم الحكم قد يعود الى الساكن وقد يعود الى المساكن وقد يعود اليهما كاسم الانسان فانه اسم للروح والجسد وقد يعود الحكم على احدهما وكذلك الكلام اسم للفظ والمعنى وقد يعود الحكم الى احدهما))
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 03:10]ـ
وهل وُجد من المتقدمين مَن ذكر هذه الأمثلة بمثل ما ذكره بها مثبتة المجاز وإن لم يسمّه مجازا؟ وجواب هذا السؤال من الأهمية بمكان:
فالبحث الآن ليس عمّن تكلّم بلفظ ((المجاز)) ولكن البحث عمّن تكلّم بمعنى ((المجاز)).
أي: نبحث في كلام المتقدمين ممّن تكلّم عن هذا المعنى، فكل مَن قال:
إن المقصود ههنا أهل القرية فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
أو قال:
إن هذا من تسمية الحال باسم محله.
فهو من أهل المجاز -عند شيخ الإسلام ومن وافقه- سواء سمّاه مجازا أو تجوّزا أو جائزا أو اتّساعا أو توسّعا أو أسلوبًا أو فخامة أو جزالة أو غير ذلك.
وأن الصواب -عند شيخ الإسلام ومن وافقه- أن هذا اللفظ يطلق على الحال والمحل معا وبحسب السياق يعرف المراد
والآن حان وقت البحث الجادّ عن مثل ذلك.
فمن له؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:39]ـ
الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت: 215هـ) وهو ممن ذكر مصطلح المجاز في معاني القرآن
قال: (وقال {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ"؟ وهذا مجاز) اهـ.
و الحق أن إنكار المجاز وإثباته هو قضية تعود للاصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح و البلية إنما جاءت ممن استعمل المجاز في غير موضعه و متى ما وجدت القرينة أي الدليل قيل به وإلا فلا وأما توسع المتكلمين في استعمال المجاز فخطأ وبخاصة فيما يتعلق بصفات الباري تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن قدامة: (ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه .. )
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:25]ـ
قال: (وقال {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ"؟ وهذا مجاز) اهـ.
((فأما بيان المجاز من التحقيق , فمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس: ((وجدته بحراً)) , وهو الذي يجوز فيما بين الناس ...... )) [((كتاب خلق أفعال العباد)) (ص 168 - 173 , رقم 448 - 458).]
"أما قوله إنا معكم فهذا في مجاز اللغة يقول الرجل للرجل إنا سنجرى عليك رزقك إنا سنفعل بك كذا وأما قوله إنني معكما أسمع وأرى فهو جائز في اللغة يقول الرجل الواحد للرجل سأجرى عليك رزقك أو سأفعل بك خيرا" (الرد على الزنادقة والجهمية)
"وقد يجوز للرجل أن يقول بنيت دارا أو قتلت رجلا وضربت غلاما ووزنت لفلان مالا وكتبت له كتابا وإن لم يتول شيئا من ذلك بيده بل أمر البناء ببنائه والكاتب بكتابه والقاتل بقتله والضارب بضربه والوازن بوزنه فمثل هذا يجوز على المجاز الذي يعقله الناس بقلوبهم على مجاز كلام العرب " (نقض الدارمي)
وفي كتاب أبي عبيدة مواضع يستدل بها على تفسير مجازه بأن العرب تفعله في كذا وتقوله كذا
فهل يحمل قولهم (مما يجوز في اللغة) على المعنى الاصطلاحي؟؟ دققوا وقارنوا في النصوص المنقولة وغيرها
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 12:59]ـ
قال: (وقال {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيفَ وَجَدْتَ طعمَ الضَرْبِ"؟ وهذا مجاز) اهـ.
((فأما بيان المجاز من التحقيق , فمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم للفرس: ((وجدته بحراً)) , وهو الذي يجوز فيما بين الناس ...... )) [((كتاب خلق أفعال العباد)) (ص 168 - 173 , رقم 448 - 458).]
"أما قوله إنا معكم فهذا في مجاز اللغة يقول الرجل للرجل إنا سنجرى عليك رزقك إنا سنفعل بك كذا وأما قوله إنني معكما أسمع وأرى فهو جائز في اللغة يقول الرجل الواحد للرجل سأجرى عليك رزقك أو سأفعل بك خيرا" (الرد على الزنادقة والجهمية)
"وقد يجوز للرجل أن يقول بنيت دارا أو قتلت رجلا وضربت غلاما ووزنت لفلان مالا وكتبت له كتابا وإن لم يتول شيئا من ذلك بيده بل أمر البناء ببنائه والكاتب بكتابه والقاتل بقتله والضارب بضربه والوازن بوزنه فمثل هذا يجوز على المجاز الذي يعقله الناس بقلوبهم على مجاز كلام العرب " (نقض الدارمي)
وفي كتاب أبي عبيدة مواضع يستدل بها على تفسير مجازه بأن العرب تفعله في كذا وتقوله كذا
فهل يحمل قولهم (مما يجوز في اللغة) على المعنى الاصطلاحي؟؟ دققوا وقارنوا في النصوص المنقولة وغيرها
الجواب عندي باختصار: لا، إلا قول الأخفش.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:10]ـ
وجواب هذا السؤال من الأهمية بمكان:
فالبحث الآن ليس عمّن تكلّم بلفظ ((المجاز)) ولكن البحث عمّن تكلّم بمعنى ((المجاز)).
أي: نبحث في كلام المتقدمين ممّن تكلّم عن هذا المعنى، فكل مَن قال:
إن المقصود ههنا أهل القرية فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
أو قال:
إن هذا من تسمية الحال باسم محله.
فهو من أهل المجاز -عند شيخ الإسلام ومن وافقه- سواء سمّاه مجازا أو تجوّزا أو جائزا أو اتّساعا أو توسّعا أو أسلوبًا أو فخامة أو جزالة أو غير ذلك.
وأن الصواب -عند شيخ الإسلام ومن وافقه- أن هذا اللفظ يطلق على الحال والمحل معا وبحسب السياق يعرف المراد
والآن حان وقت البحث الجادّ عن مثل ذلك.
فمن له؟
ما هكذا يا شيخنا موقف شيخ الإسلام!
وجود أساليب عربية يحذف فيها بعض ألفاظها مع وجود الدليل الدال على المحذوف لا ينكره شيخ الإسلام. وكذلك لا ينكر إضافة شيء إلى شيء لأدنى مناسبة (بشرط عدم اللبس).
ابن تيمية والشافعي - رضي الله عنهما - مختلفان فقط في معنى القرية. هذا وبس!
ما معنى (إنكار المجاز) أو (إنكار التقسيم). .؟
معناه: إنكار المواضعة المتقدمة على الاستعمال؛
وإنكار ورود اللفظ في الكلام الفصيح مجردا عن جميع القرائن،
وإنكار أن يقصد في الأمثلة المضروبة: التشبيه والتوكيد والمبالغة،
وإنكار أن يريد المتكلم الهاد الناصح في كلامه خلاف ما يدل عليه سياقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:42]ـ
ما هكذا يا شيخنا موقف شيخ الإسلام!
وجود أساليب عربية يحذف فيها بعض ألفاظها مع وجود الدليل الدال على المحذوف لا ينكره شيخ الإسلام. وكذلك لا ينكر إضافة شيء إلى شيء لأدنى مناسبة (بشرط عدم اللبس).
ابن تيمية والشافعي - رضي الله عنهما - مختلفان فقط في معنى القرية. هذا وبس!
ما معنى (إنكار المجاز) أو (إنكار التقسيم). .؟
معناه: إنكار المواضعة المتقدمة على الاستعمال؛
وإنكار ورود اللفظ في الكلام الفصيح مجردا عن جميع القرائن،
وإنكار أن يقصد في الأمثلة المضروبة: التشبيه والتوكيد والمبالغة،
وإنكار أن يريد المتكلم الهاد الناصح في كلامه خلاف ما يدل عليه سياقه.لو أطلقنا الكلام عن سبب إنكار المجاز لتشعبت الأقوال واضطربت الأفهام
فمن قائل: أنكروه لتعلقه بمحث الأسماء والصفات
ومن قائل: أنكروه لتعلقه بنشأة اللغة
ومن قائل: أنكروه لعدم تكذيب شيء من القرآن
ومن قائل: أنكروه لدعوى كونه قسيم للحقيقة وقسيمها الكذب
ومن قائل: .................
فبقول مَن سنأخذ؟
ولعقل مَن سنحتكم؟
فلا بد من ضابط يتفق عليه الجميع قبل بدء المناقشة.
وهذا الضابط أخذناه من كلام أربابه نصا وقولا وليس من كلام غيرهم إنصافا وعدلا
هل فُهِم المقصود؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:49]ـ
فعندما يقول شيخ الإسلام:
مجموع الفتاوى - (ج 7 / ص 112)
((ومن الأمثلة المشهورة لمَن يثبت المجاز فى القرآن: {واسأل القرية}
قالوا: المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
فقيل لهم: لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب وأمثال هذه الأمور التى فيها الحال والمحال كلاهما داخل فى الاسم ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكان.
وكذلك فى النهر يقال حفرت النهر وهو المحل وجرى النهر وهو الماء
ووضعت الميزاب وهو المحل وجرى الميزاب وهو الماء وكذلك القرية))
فمَن الذين قالوا؟
الجواب: مَن يثبت المجاز.
وما هو قولهم؟
الجواب: المراد ب {واسأل القرية} أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
ومَن الذي يردّ عليهم؟
الجواب: ابن تيمية ومَن وافقه.
وما هو ردّه؟
الجواب: لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب وأمثال هذه الأمور التى فيها الحال والمحال كلاهما داخل فى الاسم ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكان.
وكذلك فى النهر يقال حفرت النهر وهو المحل وجرى النهر وهو الماء
ووضعت الميزاب وهو المحل وجرى الميزاب وهو الماء.
أظن اتضح الأمر أكثر!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:55]ـ
فمَن قال في هذا الموضع وشبهه: حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
فقد وافق قول مثبتة المجاز وإن كان ابن تيمية نفسه
ومن قال في هذا الموضع وشبهه: الحال والمحال كلاهما داخل فى الاسم ثم قد يعود الحكم على الحال تارة وعلى المحل تارة أخرى.
فقد وافق قول نفاة المجاز وإن كان ابن جني نفسه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:59]ـ
لا. . لا. . المثال لا يناسب في هذه النقطة.
فالذي قال إن فيه محذوفا، هو موافق لشيخ الإسلام في مثل قوله عن آية {الْحَجُّ أَشْهُرٌ}: " أي: أوقات الحج أشهر. فالمعنى متفق عليه، لكن الكلام في تسمية هذا مجازا. وقول القائل: نفس الحج ليس بأشهر، إنما يتوجه لو كان هذا مدلول الكلام؛ وليس كذلك، بل مدلوله عند من تكلم به أو سمعه: أن أوقات الحج أشهر معلومات ".
وإنما المنكر أن يقول قائل:
لفظ القرية في تلك الآية منقول عن دلالتها الأصلية لعلاقة كذا وكذا.
وأما القائل: في الآية محذوف، فليس بقائل إن اللفظة منقولة، بل هي باقية على موضعها.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:03]ـ
لو أطلقنا الكلام عن سبب إنكار المجاز لتشعبت الأقوال واضطربت الأفهام
فمن قائل: أنكروه لتعلقه بمحث الأسماء والصفات
ومن قائل: أنكروه لتعلقه بنشأة اللغة
ومن قائل: أنكروه لعدم تكذيب شيء من القرآن
ومن قائل: أنكروه لدعوى كونه قسيم للحقيقة وقسيمها الكذب
ومن قائل: .................
فبقول مَن سنأخذ؟
ولعقل مَن سنحتكم؟
فلا بد من ضابط يتفق عليه الجميع قبل بدء المناقشة.
وهذا الضابط أخذناه من كلام أربابه نصا وقولا وليس من كلام غيرهم إنصافا وعدلا
هل فُهِم المقصود؟
الآن لا نطلق، بل نقيده بما عند شيخ الإسلام من وجوه إبطال التقاسيم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:04]ـ
وأما القائل: في الآية محذوف، فليس بقائل إن اللفظة منقولة، بل هي باقية على موضعها.لم أقل: إنّ مَن قال: في الآية محذوف، فهو قائل: إن اللفظة منقولة حتى تُنكر عليّ ذلك القول
بل قلت: إنّ مَن قال: في الآية محذوف، فهو مثبت للمجاز وهذا ليس قولي أنا
بل قول مَن قال: ((ومن الأمثلة المشهورة لمَن يثبت المجاز فى القرآن: {واسأل القرية} قالوا: المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.))
والإنصاف عزيز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 03:47]ـ
فهل يحمل قولهم (مما يجوز في اللغة) على المعنى الاصطلاحي؟؟ دققوا وقارنوا في النصوص المنقولة وغيرها
أردتُ التنبيه على مصطلح (جائز في اللغة) عند تلك الطبقة وذاك العصر
ما معناه؟ وهل يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز عند القائلين به؟ وهل أخذت منه تسمية المجاز؟
ومعلوم أن تقارب الطبقة والزمن يعين في تفسير المصطلاحات السائدة في ذاك العصر فكلام علماء الطبقة يفسر بعضه بعضا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:31]ـ
أردتُ التنبيه على مصطلح (جائز في اللغة) عند تلك الطبقة وذاك العصر
ما معناه؟ وهل يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز عند القائلين به؟ وهل أخذت منه تسمية المجاز؟
ومعلوم أن تقارب الطبقة والزمن يعين في تفسير المصطلاحات السائدة في ذاك العصر فكلام علماء الطبقة يفسر بعضه بعضاهل يجيب منكرو المجاز على سؤال الأستاذ أمجد لنتناقش في الجواب؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 09:41]ـ
للتذكير
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود http://www.alukah.net/majles/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=97225#post972 25)
وأما القائل: في الآية محذوف، فليس بقائل إن اللفظة منقولة، بل هي باقية على موضعها.لم أقل: إنّ مَن قال: في الآية محذوف، فهو قائل: إن اللفظة منقولة حتى تُنكر عليّ ذلك القول
بل قلت: إنّ مَن قال: في الآية محذوف، فهو مثبت للمجاز وهذا ليس قولي أنا
بل قول مَن قال: ((ومن الأمثلة المشهورة لمَن يثبت المجاز فى القرآن: {واسأل القرية} قالوا: المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.))
والإنصاف عزيز
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:14]ـ
شيخ الإسلام رجل لا يفهم كلامه في الطرد والعكس كثير من أنصاره. . فرموه بالتناقض، والله المستعان!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:15]ـ
أردتُ التنبيه على مصطلح (جائز في اللغة) عند تلك الطبقة وذاك العصر
ما معناه؟ وهل يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز عند القائلين به؟ وهل أخذت منه تسمية المجاز؟
ومعلوم أن تقارب الطبقة والزمن يعين في تفسير المصطلاحات السائدة في ذاك العصر فكلام علماء الطبقة يفسر بعضه بعضا
مرادكم واضح من الأول، وليس جوابنا إلا عليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:18]ـ
شيخ الإسلام رجل لا يفهم كلامه في الطرد والعكس كثير من أنصاره. . فرموه بالتناقض، والله المستعان!
وفقك الله، أما أن كثيرا من أنصاره لا يفهمون كلامه فهذا صحيح لا شك فيه.
وأما أن أنصاره يرمونه بالتناقض ففيه نظر؛ ولعلك تقصد أنهم يلزمونه أقوالا ظاهرها التناقض.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:46]ـ
مرادكم واضح من الأول، وليس جوابنا إلا عليه.
ليس مرادي السؤال
إنما أردت الحث على إعادة النظر في تفسير هذا المصطلح فلعلّ الصواب جانب شيخ الإسلام في فهمه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:53]ـ
شيخ الإسلام رجل لا يفهم كلامه في الطرد والعكس كثير من أنصاره. . فرموه بالتناقض، والله المستعان! لا بد من التفريق بين حال وحال وبين قائل وقائل
فأنا في هذا البحث لست من أنصار شيخ الإسلام ولا من معارضيه
ولم أرمه بالتناقض ولا مدحته بضدّه
بل لأني أناقش الأمر مناقشة علمية بغير تحيز لأحد الطرفين أُلزم كل فريق بكلامه الواضح البيّن الذي لا شبهة فيه تحتاج إلى إزالة ولا غموض فيه يحتاج إلى تبيين
ومَن فهم مما نقلته غير ذلك فليورده بأسلوب علمي بعيدا عن تلك العبارت والجمل المنقبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع في مضمار النقاش العلمي كمثل:
((لا يتصوّر أن فلانا يقصد كذا))
((لا يعقل أن هذا مراده))
((حتى لو جاءني بنفسه وقال أنا قلت كذا فلن أصدق))
((هذا لا يغفل عنه صغار طلاب العلم فكيف غفل عنه فلان؟))
((من المؤكد أنه لا يقصد هذا المعنى وإن كان هذا ظاهر كلامه))
((لعله قصد معنى آخر قصرت أفهامنا عن تحصيله))
((وأين نحن لنرد على فلان؟))
((لا ينبغي أن يردّ عليه إلا مَن كان في مثل درجته في العلم))
فالأصل أن جميع مَن يشاركون في هذا المجلس مِن أهل السنّة الذين يوقّرون شيخ الإسلام وغيره من أئمة السنة -إلا مَن شذّ وهم قليل- فلا معنى للحِجاج واللِّجاج بما هو مسلّم مقطوع به.
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 01:55]ـ
ليس مرادي السؤال
إنما أردت الحث على إعادة النظر في تفسير هذا المصطلح فلعلّ الصواب جانب شيخ الإسلام في فهمهليت الأفضال يجيبون من خلال هذا التصوّر ليعمّ النفع؛ فقد نصل إلى حقيقة كنا في غفلة عنها في غمارة خلاف أكثره غير علمي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:24]ـ
شيخ الإسلام رجل لا يفهم كلامه في الطرد والعكس كثير من أنصاره. . فرموه بالتناقض، والله المستعان! صدقت
ومن أمثلة ذلك أن شيخ الإسلام يقول:
((ومن الأمثلة المشهورة لمَن يثبت المجاز فى القرآن: {واسأل القرية} قالوا: المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.))
ويقول أنصاره:
على فكرة. . مثال (القرية) هذا لا يساعد أهل المجاز.
لأن هذا اللفظ عندهم غير منقول المعنى من معناه الوضعي إلى معنى آخر،
بل إنما حال محل المحذوف في الإعراب، فأصبح مفعولا بعد أن كان مضافا إليه.
فحقيقة القرية - عندهم - مكان، وهو هنا أيضا: مكان، لا يتغير من معناه الأول.
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:26]ـ
هل هذه النصوص تدل على استعمال المجاز بمعناه الاصطلاحي؟
وما الفرق في المعنى لو وضعنا مكان كلمة (المجاز) في هذه النصوص كلمة (التوسع) أو كلمة (التجوز)؟
ومن المعلوم أن (التوسع) و (التجوز) مستعمل قبل هؤلاء.
القاضي صاحب العدة، وهو من أقدم من ألف في أصول الحنابلة (380 - 458 هـ) عرف المجاز بأنه "مأخوذ من جاز، لأنه سار به كلام العرب وخطابهم" ص174. ومن وجهة نظري أن الخلل عند الكثير له تعلق بفهم المجاز: مادوره؟ ما حقيقته (وهل للمجاز حقيقة - ابتسامة)، كيف ننظر إليه: أهو شيء طبيعي في لغة البشر؟ أهو شيء سلبي (شر) أم إيجابي (خير) أم محايد (بحسب موضعه)؟، وهل إنكاره مجدٍ أصلاً وقد سار به كلام العرب وخطابهم أصلاً كما يقررالقاضي؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:45]ـ
يقول أكثر منكري المجاز:
سبب إنكار المجاز أن إثباته اتُّخذ ذريعة إلى التعطيل والتحريف في باب الأسماء والصفات
ويردّ قولهم أنّ أول مَن نُسب إليهم إنكار المجاز هم من المنحرفين عن منهج أهل السنّة في باب الأسماء والصفات.
ولو كان قولهم صحيحا لظهر إنكار المجاز - أول ما ظهر - في كتب وعلى ألسنة أهل السنّة دون غيرهم
وقد أفصحتُ عن بعض ما كنتُ أضمره - انتظارا لما سينتهي إليه البحث-؛ لانحراف النقاش عند البعض عن المقصود الأصلي من الموضوع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 03:24]ـ
وفقك الله، أما أن كثيرا من أنصاره لا يفهمون كلامه فهذا صحيح لا شك فيه.
وأما أن أنصاره يرمونه بالتناقض ففيه نظر؛ ولعلك تقصد أنهم يلزمونه أقوالا ظاهرها التناقض.
يلزمونه بما يزعمون أنه لوازم، وهي في نفس الأمر غير لازمة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 03:36]ـ
صدقت
ومن أمثلة ذلك أن شيخ الإسلام يقول:
((ومن الأمثلة المشهورة لمَن يثبت المجاز فى القرآن: {واسأل القرية} قالوا: المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.))
ويقول أنصاره:
والله المستعان
يرحمكم الله وإيانا. . .
كلام شيخ الإسلام ليس فيه ذلك الإلزام أصلا.
فهو إنما قال:
((ومن الأمثلة المشهورة لمَن يثبت المجاز فى القرآن: واسأل القرية. قالوا: المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.))
فأين هذا من قولكم الذي تنسبونه إلى الشيخ خطأ:
((إنّ مَن قال: في الآية محذوف، فهو مثبت للمجاز))؟؟؟
هذا بعيد جدا!
مع تقدير (المحذوف) يا شيخنا الفاضل، كيف يصح القول بأنه (مجاز)؟؟؟
نقض شيخ الإسلام ادعاءهم ذاك بجواب واحد سديد لأنه أهم. . وترك هو جوابا آخر مهم.
لم يقل شيخ الإسلام إن أساليب العرب كلها خالية من الحذف. . لا لم يقل هذا أبدا!
فما كل من قال إن في الآية محذوفا - كأبي عبيدة، صار من أصحاب المجاز، فتنبهوا.
بل القائل إن في الآية محذوفا، لا يصح الدخول في أصحاب المجاز المنكر!
لماذا؟
لأنه عندئذ أصبح المضاف إليه باق على معناه الأصلي ـ لا ينقل ولا يستعار ولا يتغير.
ونكتة المسألة: التفريق بين ما سموه (مجاز اللغة) في الألفاظ المفردة، وبين ما سموه (مجاز الإسناد).
وكلام منكري التقسيم وارد على الأول. . والمثال الذي أتيتم به من الثاني لا الأول.
أرجوا أن قد اتضح وجه الاعتراض العلمي من كلامي. وأفوض أمري إلى الله. . .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 03:46]ـ
يعنى - بكلام عامي - أقول:
من قال إن في الآية محذوفا، قال: المعنى [الحقيقي] للفظ "القرية": (المكان) لا (السكان).
فمعنى القرية عندهم في قول القائل "اسأل أهل القرية": المكان لا السكان، وليس فيه حذف.
ومعناه عندهم في قوله تعالى "واسأل القرية": المكان لا السكان، وإنما حذف فيه المضاف.
فمعناه عندهم - في الموضعين: واحد. لا يتغير ولا يتبدل، ولا ينقل ولا يستعار.
ومعناه عند شيخ الإسلام - في الموضعين أيضا: واحد. لا يتغير ولا يتبدل، ولا ينقل ولا يستعار.
لكن معناه عندهم: المكان لا السكان،
وعند الشيخ: هو اسم للسكان والمكان.
وليس هذا الخلاف خلاف في وجود المجاز أو عدمه، بل إنما هو خلاف في يعيين معنى اللفظة. فليتأمل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 03:51]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يجيب منكرو المجاز على سؤال الأستاذ أمجد لنتناقش في الجواب؟
http://alukah.net/majles/showpost.php?p=95326&postcount=71
وبعده:
http://alukah.net/majles/showpost.php?p=95327&postcount=72
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:10]ـ
عودة إلى سؤال الشيخ الفاضل لنجيب عليه إجابة واضحة:
---------------------
وبدا لي أن أبدأ بسؤال أيسر يتناسب مع هذه المرحلة من النقاش:
مَن أشهر مَن أنكر المجاز ونفاه ممن وقفنا على كتبه؟
---------------------
أشهرهم شيخ الإسلام وابن القيم.
فالأول في كتاب (الإيمان) وفي (رده على الآمدي)،
والثاني في (الصواعق) على ما عرفناه من مختصر الموصلي.
---------------------
وما هو معنى المجاز الذي أنكره ونفاه؟
---------------------
المجاز والحقيقة الذي أنكراه أشياء. وهي باختصار:
- ما استلزم وجود المواضعة قبل الاستعمال في عامة اللغة.
- ما استلزم وجود ألفاظ مطلقة عن جميع القيود اللفظية أو الحالية في الكلام المفيد.
- ما استلزم التألي والقول بغير علم بأن يدعى فيه إرادة التشبية والتوكيد والمبالغة والاستعارة.
- ما لا ضابط له بحيث يعود على التقسيم بالنقض والإبطال، أو يصبح به التقسيم نسبيا مع اتحاد السور.
---------------------
وما هي أمثلة مثبتة المجاز التي ردّ عليها؟
---------------------
الأمثلة كثيرة معروفة، وكلها أحد الصنفين:
1 - أمثلة خاطئة غير مستقيمة لا تساعد مذهبهم،
2 - أو أمثلة توافق مذهبهم، لكنها باطلة شرعا وعقلا فلا وجود لها.
---------------------
وهل وُجد من المتقدمين مَن ذكر هذه الأمثلة بمثل ما ذكره بها مثبتة المجاز وإن لم يسمّه مجازا؟
---------------------
أما من الصنف الأول، فموجودة كثيرة. لكنها ليس في صالح الخائضين في المجاز.
وأما من الصنف الثاني، فأئمة السلف أكبر قدرا من أن يقعوا فيها.
---------------------
أظن السؤال أصبح يسيرا جدًّا وإجابته مثله في اليسر
فلنستعن بالله ولنبدأ النقاش من عند هذه النقطة
فما قول الفضلاء؟
---------------------
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:17]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي http://www.alukah.net/majles/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://alukah.net/majles/showpost.php?p=95326&postcount=71)
هل يجيب منكرو المجاز على سؤال الأستاذ أمجد لنتناقش في الجواب؟
http://alukah.net/majles/showpost.php?p=95326&postcount=71
وبعده:
http://alukah.net/majles/showpost.php?p=95327&postcount=72 هذا أشبه بالمثل القائل: شنطة حمزة
ومقصوده أن يسألك سائل: مَن صاحب هذه الحقيبة؟
فتقول: هي حقيبة حمزة
فيسأل: ومَن هو حمزة؟
فتقول: هو صاحب الحقيبة
فالفاضل يسأل: هل الجائز والتجوز والاتساع والتوسع عند تلك الطبقة وذاك العصر يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز عند القائلين به؟
فتقول له: لا.
فيسألك: لماذا؟
فنقول له: لأن الجائز والتجوز والاتساع والتوسع عند تلك الطبقة وذاك العصر لا يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:21]ـ
قال منكرو المجاز: أول مَن أثبت المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
قال مثبتو المجاز: وأول مَن أنكر المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:23]ـ
هذا أشبه بالمثل القائل: شنطة حمزة
ومقصوده أن يسألك سائل: مَن صاحب هذه الحقيبة؟
فتقول: هي حقيبة حمزة
فيسأل: ومَن هو حمزة؟
فتقول: هو صاحب الحقيبة
فالفاضل يسأل: هل الجائز والتجوز والاتساع والتوسع عند تلك الطبقة وذاك العصر يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز عند القائلين به؟
فتقول له: لا.
فيسألك: لماذا؟
فنقول له: لأن الجائز والتجوز والاتساع والتوسع عند تلك الطبقة وذاك العصر لا يوافق المعنى الاصطلاحي للمجاز
فبدأ الفاضل يدرك أن سر الإعضال هو الإعراض عن هذا السؤال الابتدائي:
http://alukah.net/majles/showpost.php?p=95314&postcount=68
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:30]ـ
زعم منكرو المجاز أن مثبتة المجاز اضطربوا في حدّه
وزعم مثبتو المجاز أن منكري المجاز اضطربوا في إنكاره
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:33]ـ
قال منكرو المجاز: أول مَن أثبت المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
قال مثبتو المجاز: وأول مَن أنكر المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
ما هو (المجاز الاصطلاحي) عند قائل هذا الكلام؟
زعم منكرو المجاز أن مثبتة المجاز اضطربوا في حدّه
وزعم مثبتو المجاز أن منكري المجاز اضطربوا في إنكاره
فبرهن منكروا التقسيم أن إنكارهم صحيح غير مضطرب.
في حين أن الخائضين في المجاز لا زالو عجزوا عن الإتيان بتعريف مستقيم يصح به التفريق بين النوعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:37]ـ
قال المنكرون: أنكره داود الظاهري إمام الظاهرية
قال المثبتون: أثبته ابن حزم الظاهري لسان الظاهرية
===========================
قال المنكرون: أثبته الأشعري إمام الأشعرية
قال المثبتون: أنكره الإسفراييني أستاذ الأشاعرة
===========================
قال المنكرون: أثبته ابن جني اللغوي المعتزلي
قال المثبتون: أنكره الفارسي اللغوي المعتزلي
==========================
قال المنكرون: دعنا من معرفة مَن أول مَن أثبت أو أنكر، يكفي أن كثيرا من أئمة أهل السنة المتأخرين تبنّوا الإنكار
قال المثبتون: دعنا من معرفة مَن أول مَن أثبت أو أنكر، يكفي أن كثيرا من أئمة أهل السنة المتأخرين تبنّوا الإثبات
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:41]ـ
إذا كان إثبات المجاز حجة لأهل الكلام في رد منهج أهل السنة في الصفات
فلماذا ينكره أبو علي الفارسي المتهم بالاعتزال؟
ولماذا يشتهر إنكاره عن أبي إسحاق الإسفراييني الأصولي الأشعري؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:42]ـ
قال المنكرون: أنكره داود الظاهري إمام الظاهرية
قال المثبتون: أثبته ابن حزم الظاهري لسان الظاهرية
===========================
قال المنكرون: أثبته الأشعري إمام الأشعرية
قال المثبتون: أنكره الإسفراييني أستاذ الأشاعرة
===========================
قال المنكرون: أثبته ابن جني اللغوي المعتزلي
قال المثبتون: أنكره الفارسي اللغوي المعتزلي
==========================
قال المنكرون: دعنا من معرفة مَن أول مَن أثبت أو أنكر، يكفي أن كثيرا من أئمة أهل السنة المتأخرين تبنّوا الإنكار
قال المثبتون: دعنا من معرفة مَن أول مَن أثبت أو أنكر، يكفي أن كثيرا من أئمة أهل السنة المتأخرين تبنّوا الإثبات
قلنا: إلى ماذا يعود تلك الضمائر؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:45]ـ
قلنا: إلى ماذا يعود تلك الضمائر؟ أي ضمائر يا مولانا؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:45]ـ
إذا كان إثبات المجاز حجة لأهل الكلام في رد منهج أهل السنة في الصفات
فلماذا ينكره أبو علي الفارسي المتهم بالاعتزال؟
ولماذا يشتهر إنكاره عن أبي إسحاق الإسفراييني الأصولي الأشعري؟
سؤال خطأ، لأنه ليس بحجة لهم أصلا في ردهم السنة، بل هي عليهم.
ولعل الاسفراييني أنكره بناء على مذهب الأشعري في أن اللغة توقيفية لا وضعية.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:46]ـ
أي ضمائر يا مولانا؟
أنكر (ه). . . أثبتـ (ـه).
لا يقال: الضمائر تعود إلى (المجاز الاصطلاحي)،
لأننا سألنا قبل ذلك عن تعريفه: "ما هو (المجاز الاصطلاحي) عند قائل هذا الكلام؟ "
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:50]ـ
أنكر (ه). . . أثبتـ (ـه).سبحان الله
هل ما زلتَ لا تعلم أحدا من متأخري أهل السنة ينكر المجاز؟
أم ما زلتَ لا تعلم أحدا من متأخري أهل السنة يثبت المجاز؟
مسلّمتان فلا أدري عن أيّهما تسأل؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:53]ـ
سؤالي عن تعريف (المجاز الاصطلاحي) في كلامكم.
وهذا سؤالي سؤالي منذ أيااااااام ولم يلق جوابا.
تقولون:
--------------------------------------------
قال منكرو المجاز: أول مَن أثبت المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
قال مثبتو المجاز: وأول مَن أنكر المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
--------------------------------------------
ما هو (المجاز الاصطلاحي) في ذلكم السطرين؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 05:06]ـ
سؤالي عن تعريف (المجاز الاصطلاحي) في كلامكم.
وهذا سؤالي سؤالي منذ أيااااااام ولم يلق جوابا.
تقولون:
--------------------------------------------
قال منكرو المجاز: أول مَن أثبت المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
قال مثبتو المجاز: وأول مَن أنكر المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
--------------------------------------------
ما هو (المجاز الاصطلاحي) في ذلكم السطرين؟ هذه مشكلة الفريقين
فالذين أثبتوا المجاز لم يتفقوا على وضع حدٍّ واضح للمجاز
والذين أنكروه لم يتفقوا على الحدّ المعيّن الذي ينكرونه
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 05:16]ـ
فشيخ الإسلام يجعل من أمثلة المجاز المشهورة: {واسأل القرية} ويجعل القول بحذف المضاف هو قول مثبتة المجاز مع أن هذا القول مأثور عن المتقدمين كالشافعي وأبي عبيدة وسيبويه وغيرهم
فإذا قال المثبت: هذا دليل على أن هؤلاء يقولون بالمجاز
قال المنكر: إنما مقصدهم الجائز والتجوّز والاتساع والتوسع.
فإذا قال المثبت: العبرة بالمعنى لا باللفظ مع أن مِن هؤلاء من سمّاه مجازا كالإمام أحمد وأبي عبيدة والدارمي والبخاري وغيرهم
قال المنكر: لكنهم لم يقصدوا به المجاز الاصطلاحي
فإذا قال المثبت: وما هو المجاز الاصطلاحي الذي تنفيه؟
قال المنكر: هو المجاز الاصطلاحي الذي تثبته
أليس هذا اضطرابا ودَورا و .... ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:35]ـ
ونكتة المسألة: التفريق بين ما سموه (مجاز اللغة) في الألفاظ المفردة، وبين ما سموه (مجاز الإسناد).
وكلام منكري التقسيم وارد على الأول. . والمثال الذي أتيتم به من الثاني لا الأول.
أرجوا أن قد اتضح وجه الاعتراض العلمي من كلامي. وأفوض أمري إلى الله. . .
من قال هذا يا أخي الكريم؟
كلام منكري التقسيم وارد على الثاني كما هو وارد على الأول.
فهل لديكم ما يبين ما تفضلتم بذكره؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:39]ـ
بغض النظر عن مسألة المجاز، إلا أن الاعتراض بـ (عدم وجود حد فاصل بين ما يسمى مجازا وما لا يسمى) فيه نظر.
لأن كثيرًا من الحدود عند أهل العلم معترَضة وفيها تداخل، ومع ذلك لا يمكن أحدا أن يطعن فيها بمثل هذا؛ لأن هناك أشياء متفق عليها عندهم أنها من المجاز وأشياء متفق عليها عندهم أنها من الحقيقة، ولا يضرهم بعد ذلك أن يكون هناك أشياء يختلف فيها، أو يشتبه في دخولها تحت أحد القسمين؛ لأن التقسيم اصطلاحي في الأساس.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:43]ـ
قال منكرو المجاز: أول مَن أثبت المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
قال مثبتو المجاز: وأول مَن أنكر المجاز الاصطلاحي هم من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام
لو افترضنا أن أول من أنكر المجاز من غير أهل السنة فهذا لا يقدح في الإنكار إلا إذا ثبت رد أهل السنة في عصره عليه.
ولو افترضنا أن أول من أثبت المجاز من غير أهل السنة فهذا لا يقدح في الإثبات أيضا إلا إذا ثبت رد أهل السنة في عصره عليه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:59]ـ
لو افترضنا أن أول من أنكر المجاز من غير أهل السنة فهذا لا يقدح في الإنكار إلا إذا ثبت رد أهل السنة في عصره عليه.
ولو افترضنا أن أول من أثبت المجاز من غير أهل السنة فهذا لا يقدح في الإثبات أيضا إلا إذا ثبت رد أهل السنة في عصره عليه. أحسنت يا مولانا
وهذا ما أدندن حوله
فأهل السنة لم ينفردوا بأحد القولين حتى يقال إن القائل بضده ليس من أهل السنة
فلا بد أن ينحصر البحث في نصرة أحد القولين بالأدلة العلمية دون التشنيع من أحد الطرفين على الآخر بكون هذا القول لا يقول به إلا أهل البدع
والله الموفق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:06]ـ
فأهل السنة لم ينفردوا بأحد القولين حتى يقال إن القائل بضده ليس من أهل السنة
ولعل ذلك يكون سببا من الأسباب التي دفعت بعض الفضلاء أن يسأل:
هل الخلاف بين مثبتي المجاز ومنكريه له ثمرة عملية؟ ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13474)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:24]ـ
سؤال خطأ، لأنه ليس بحجة لهم أصلا في ردهم السنة، بل هي عليهم.لم أفهم هذا السطر!!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:35]ـ
هذه مشكلة الفريقين
فالذين أثبتوا المجاز لم يتفقوا على وضع حدٍّ واضح للمجاز
والذين أنكروه لم يتفقوا على الحدّ المعيّن الذي ينكرونه
أما المجازيون، فهذه مشكلة لهم حقا. حيث أراد بعضهم أن يثبتوا شيئا لم يبينوا ماهيته.
وأما المنكرون، فلا! لأنا بينا ما هو المنكر وما هو الذي لا ننكره - كما سلف من مشاركاتي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:36]ـ
فشيخ الإسلام يجعل من أمثلة المجاز المشهورة: {واسأل القرية} ويجعل القول بحذف المضاف هو قول مثبتة المجاز مع أن هذا القول مأثور عن المتقدمين كالشافعي وأبي عبيدة وسيبويه وغيرهم
فإذا قال المثبت: هذا دليل على أن هؤلاء يقولون بالمجاز
قال المنكر: إنما مقصدهم الجائز والتجوّز والاتساع والتوسع.
فإذا قال المثبت: العبرة بالمعنى لا باللفظ مع أن مِن هؤلاء من سمّاه مجازا كالإمام أحمد وأبي عبيدة والدارمي والبخاري وغيرهم
قال المنكر: لكنهم لم يقصدوا به المجاز الاصطلاحي
فإذا قال المثبت: وما هو المجاز الاصطلاحي الذي تنفيه؟
قال المنكر: هو المجاز الاصطلاحي الذي تثبته
أليس هذا اضطرابا ودَورا و .... ؟
لا. . لا هناك دور إلا دور اقتراني.
نحن بينا المنكر من غيره في هذه القضية. فأين الدور؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:44]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بغض النظر عن مسألة المجاز، إلا أن الاعتراض بـ (عدم وجود حد فاصل بين ما يسمى مجازا وما لا يسمى) فيه نظر.
لأن كثيرًا من الحدود عند أهل العلم معترَضة وفيها تداخل، ومع ذلك لا يمكن أحدا أن يطعن فيها بمثل هذا؛ لأن هناك أشياء متفق عليها عندهم أنها من المجاز وأشياء متفق عليها عندهم أنها من الحقيقة، ولا يضرهم بعد ذلك أن يكون هناك أشياء يختلف فيها، أو يشتبه في دخولها تحت أحد القسمين؛ لأن التقسيم اصطلاحي في الأساس.
كيف اتفقوا يا شيخنا الفاضل على شيء لم يدروا وصفه؟؟
التقسيم الاصطلاحي مقبول بشرط أن يثبت فرق معقول بين أقسام تجتمع على مورد التقسيم. وأنى لهم ذلك؟؟
قال شيخ الإسلام رحمه الله رحمة واسعة:
((ولم يوجد أيضا تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز في كلام أئمة النحو واللغة، كأبي عمرو بن العلاء، وأبي عمرو الشيباني، وأبي زيد، والأصمعي، والخليل، وسيبويه، والكسائي، والفراء ولا يعلمه أحد من هؤلاء عن العرب.
وهذا يعلمه بالاضطرار من طلب علم ذلك، كما يعلم بالاضطرار عند العرب أنها لم تتكلم باصطلاح النحاة التي قسمت بعض الألفاظ فاعلا واللفظ الآخر مفعولا؛ ولفظا ثالثا مصدرا؛ وقسمت بعض الألفاظ: معربا وبعضها مبنيا. لكن يعلم أن هذا اصطلاح النحاة، لكنه اصطلاح مستقيم المعنى، بخلاف من اصطلح على لفظ الحقيقة والمجاز، فإنه اصطلاح حادث وليس بمستقيم في هذا المعنى؛ إذ ليس بين هذا وهذا فرق في نفس الأمر حتى يخص هذا بلفظ وهذا بلفظ بل أي معنى خصوا به اسم الحقيقة وجد فيما سموه مجازا وأي معنى خصوا به اسم المجاز يوجد فيما سموه حقيقة، ولا يمكنهم أن يأتوا بما يميز بين النوعين.
وليسوا مطالبين بما يقال: أن حد الحقيقى مركب من الجنس والفصل؛ فإن لو كان حقا لم يطالبوا به، فكيف إذا كان باطلا؟ بل المطلوب التمييز بين المسميين، وهو معنى الحد اللفظى، كما يميز بين مسمي الاسم المعرب والمبنى، والفاعل والمفعول؛ ويميز بين مسميات سائر الأسماء، فيطالبون بما يميزون بين ما سموه حقيقة وما سموه مجازا، وهذا منتف في نفس الأمر، إذ ليس في نفس الأمر نوعأن ينفصل أحدهما عن الآخر حتى يسمى هذا حقيقة وهذا مجازا. وهذا بحث عقلى غير البحث اللفظى؛ فإنهم يعترفون بأن النزاع في المسألة لفظى.
وقد ظنوا أن هذا التسمية والفرق منقول عن العرب وغلطوا في ذلك، كما يغلط من يظن أن هذه التسمية والفرق يوجد في كلام الصحابة والتابعين وأئمة العلم، وأن هذه ذكره الشافعى أو غيره من العلماء، أوتكلم به وأحد من هؤلاء؛ فإن هذا غلط، يشبه أن الواحد تربى على اصطلاح اصطلحه طائفة فيظن أن المتقدمين من أهل العلم كان هذا اصطلاحهم.
ومن ظن أن العرب قسمت هذا التقسيم أو أن هذا أخذ عنها توقيف، كما يوجد في كلام طائفة من المصنفين في أصول الفقه فغلطه أظهر، وقد وجد في كلام طائفة كأبي الحسين البصرى والقاضى أبي الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم.
وأعجب من هذا دعوى تواتر هذا عن أهل الوضع وعن أهل الأعصار لم يزل يتناقل في أقوالها وكتبها عن أهل الوضع تسمية هذا حقيقة وهذا مجازا، وهذا التواتر الذي ادعاه لا يمكنه ولا غيره أن يأتي بخبر وأحد فضلا عن هذا التواتر الذي ادعاه.))
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:51]ـ
أحسنت يا مولانا
وهذا ما أدندن حوله
فأهل السنة لم ينفردوا بأحد القولين حتى يقال إن القائل بضده ليس من أهل السنة
فلا بد أن ينحصر البحث في نصرة أحد القولين بالأدلة العلمية دون التشنيع من أحد الطرفين على الآخر بكون هذا القول لا يقول به إلا أهل البدع
والله الموفق
ومن الذي قال إن هذا خلاف عقدي حتى يلزم التعليق بمثل هذا الكلام يا شيخنا الحبيب؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:55]ـ
==============================
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
ونكتة المسألة: التفريق بين ما سموه (مجاز اللغة) في الألفاظ المفردة، وبين ما سموه (مجاز الإسناد).
وكلام منكري التقسيم وارد على الأول. . والمثال الذي أتيتم به من الثاني لا الأول.
أرجوا أن قد اتضح وجه الاعتراض العلمي من كلامي. وأفوض أمري إلى الله. . .
==============================
من قال هذا يا أخي الكريم؟
كلام منكري التقسيم وارد على الثاني كما هو وارد على الأول.
فهل لديكم ما يبين ما تفضلتم بذكره؟
هذا ما علمت حتى الآن، فإن الإسناد لأدنى مناسبة (بشرط عدم اللبس)
وإلا، فليتفضل بذكره من وجد غير ذلك. .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:56]ـ
============================== ======
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود مشاهدة المشاركة
سؤال خطأ، لأنه ليس بحجة لهم أصلا في ردهم السنة، بل هي عليهم.
============================== ======
لم أفهم هذا السطر!!!
مهما حاولوا الاتكاء على (الحقيقة) و (المجاز)، فليسوا بناجحين في ردهم السنة بها،
وهذا من أعظم حكمة الله ورحمته في خلقة وأمره. . .
فكلما احتج مبطل بشيء من الدليل - سمعيا أو عقليا - ظهر بطلانه من نفس ذلك الدليل بعينه.
فسبحان من لا ينام ولا يسهو، جل جلاله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 10:02]ـ
وعذري على التأخر في الرد، فأخوك مسه الضر هذه الأيام، والله أرحم الراحمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 01:04]ـ
هذا ما علمت حتى الآن، فإن الإسناد لأدنى مناسبة (بشرط عدم اللبس)
وإلا، فليتفضل بذكره من وجد غير ذلك. .
قال شيخ الإسلام كما في (مجموع الفتاوى):
((وإذا كان كذلك فنقول المنفى قدرة من سواه على الضر والنفع وأما قوله هذه ضره أقرب من نفعه فنقول أولا المنفى هو فعلهم بقوله مالا يضره ومالا ينفعه والمثبت إسم مضاف إليه فإنه لم يقل يضر أعظم مما ينفع بل قال لمن ضره أقرب من نفعه والشىء يضاف إلى الشىء بأدنى ملابسة فلا يجب أن يكون الضر والنفع المضافين من باب إضافة المصدر إلى الفاعل بل قد يضاف المصدر من جهة كونه إسما كما تصاف سائر الأسماء وقد يضاف إلى محله وزمانه ومكانه وسبب حدوثه وإن لم يكن فاعلا كقوله بل مكر الليل والنهار ولا ريب أن بين المعبود من دون الله وبين ضرر عابديه تعلق يقتضى الإضافة كأنه قيل لمن شره أقرب من خيره وخسارته أقرب من ربحه فتدبر هذا ولو جعل هو فاعل الضر بهذا لأنه سبب فيه لا لأنه هو الذى فعل الضرر.
وهذا كقول الخليل عن الأصنام رب أنهن أضللن كثيرا من الناس فنسب الإضلال إليهن والإضلال هو ضرر لمن أضللنه وكذلك قوله وما زادوهم غير تتبيت وهذا كما يقال أهلك الناس الدرهم والدينار وأهلك النساء الأحمران الذهب والحرير كما يقال للمحبوب المعشوق الذى تضر محبته وعشقه إنه عذب هذا وأهلكه وأفسده وقتله وعثره وإن كان ذاك المحبوب قد لا يكون شاعرا بحال هذا البتة وكذلك يقال فى المحسود إنه يعذب حاسديه وإن كان لا شعور له بهم.
وفى الصحيحين عن عمرو بن عوف عن النبى أنه قال والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخاف أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوا فيها كما تنافسوا فيها وتهلككم كما أهلكتم فجعل الدنيا المبسوطة هى المهلكة لهم وذلك بسبب حبها والحرص عليها والمنافسة فيها وإن كانت مفعولا بها لا إختيار لها فهكذا المدعو المعبود من دون الله الذى لم يأمر بعبادة نفسه إما لكونه جمادا وإما لكونه عبدا مطيعا لله من الملائكة والأنبياء والصالحين من الإنس والجن فما يدعى من دون الله هو لا ينفع ولا يضر لكن هو السبب فى دعاء الداعى له وعبادته إياه وعبادة ذاك ودعاؤه هو الذى ضره فهذا الضر المضاف إليه غير الضر المنفى عنه.))
وأخشى بعد هذا أن يأتي آت يجازف فيقول: من قال هذا فقد قال بالمجاز شاء أم أبى!! والعياذ بالله من سوء الفهم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 06:29]ـ
والذاكرة قد أفسدها كبر السن وانحناء الظهر.
الحمد لله وحده ...
أضحك الله سنّك!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 08:43]ـ
من قال هذا يا أخي الكريم؟
كلام منكري التقسيم وارد على الثاني كما هو وارد على الأول.
فهل لديكم ما يبين ما تفضلتم بذكره؟
ومن كلام الشنقيطي - رحمه الله في (الأضواء):
((وقد بينا في رسالتنا المسماة منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز: أن ما يسميه البلاغيون مجاز النقص، ومجاز الزيادة، ليس بمجاز حتى عند جمهور القائلين بالمجاز من الأصوليين، وأقمنا الدليل على ذلك، وقرأ هذا الحرف ابن كثير: وكائن بألف بعد الكاف، وبعد الألف همزة مكسورة، فنون ساكنة وقرأه الباقون: وكأين بهمزة مفتوحة بعد الكاف بعدها ياء مكسورة مشددة فنون ساكنة. ومعنى القراءتين واحد، فهما لغتان فصيحتان، وقراءتان سبعيتان صحيحتان.))
وهذا لم أدققه بعد.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 05:35]ـ
ويبقى البحث بينه وبين أبي داود الظاهري (275هـ)
ولا أُراه يثبت عن أبي داود الظاهري. الصواب داود
وهو سبق قلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 02:10]ـ
قال أبو الحسن الآمدي في "الإحكام":
(المسألة الثانية: اختلف الأصوليون في اشتمال اللغة على الأسماء المجازية؛ فنفاه الأستاذ أبو إسحاق ومن تابعه؛ وأثبته الباقون وهو الحق.)
فرد عليه ابن تيمية في "الحقيقة والمجاز":
(إن أراد بالباقين من الأصوليين كل من تكلم في أصول الفقه من السلف والخلف فليس الأمر كذلك)
ثم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وإن كان مقصوده بالأصولي من يعرف أصول الفقه ... فكل مجتهد في الإسلام فهو أصولي)
ثم قال:
(وإن كان مقصود الأصوليين من جرد الكلام في أصول الفقه ... فمعلوم أن أول من عرف أنه جرد الكلام في أصول الفقه هو الشافعي وهو لم يقسم الكلام إلى حقيقة ومجاز بل لا يعرف في كلامه مع كثرة استدلاله وتوسعه ومعرفته الأدلة الشرعية أنه سمى شيئا منه مجازا ولا ذكر في شيء من كتبه ذلك؛ لا في الرسالة ولا في غيرها.)
ثم قال:
(وإن قال الناقل عن كثير من الأصوليين: مرادي بذلك أكثر المصنفين في أصول الفقه من أهل الكلام والرأي كالمعتزلة والأشعرية وأصحاب الأئمة الأربعة فإن أكثر هؤلاء قسموا الكلام إلى حقيقة ومجاز.
قيل له: لا ريب أن هذا التقسيم موجود في كتب المعتزلة ومن أخذ عنهم وشابههم وأكثر هؤلاء ذكروا هذا التقسيم وأما من لم يكن كذلك فليس الأمر في حقه كذلك.
ثم يقال: ليس في هؤلاء إمام من أئمة المسلمين الذين اشتغلوا بتلقي الأحكام من أدلة الشرع)
وواضح جدا أن شيخ الإسلام يريد أن يلصق نشأة المجاز بالمعتزلة ومن تابعهم أو شابههم
والسؤال الآن:
هل اطّلع شيخ الإسلام على كلام الدارمي والبخاري وأبي حاتم؟
فإن كان الجواب: نعم -وهو المظنون بشيخ الإسلام- فلماذا لم يذكر هؤلاء وقد صرحّوا بلفظ ((المجاز)) ويوجّه كلامهم كما فعل مع الإمام أحمد وأبي عبيدة؟
وقد تناول ابن قتيبة (ت 276هـ) - وهو من أئمة أهل السنة - المجاز في كتابه ((تأويل مشكل القرآن)) وهو من أوائل من عالجه بوصفه مصطلح علمي بلاغي كما ذكر الأستاذ علي الجارم.
فتجده يقول في أوائل الكتاب:
(وللعرب المجازات في الكلام، ومعناها طرق القول ومآخذه ففيها الاستعارة والتمثيل والقلب والتقديم والتأخير والحذف والتكرار والإخفاء والإهار والتعريض والإفصاح والكناية والإيضاح ومخاطبة الواحد مخاطبة الجمع والجميع خطاب الواحد والواحد والجميع خطاب الاثنين والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم وبلفظ العموم لمعنى الخصوص، مع أشياء كثيرة ستراها في أبواب المجاز إن شاء الله.
وبكل هذه المذاهب نزل القرآن، ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية وترجمت التوراة والزبور وسائر كتب الله تعالى بالعربية؛ لأن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب.)
ولذلك فهو يرى أن:
(المجاز أسلوب من أساليب العرب تعبر به عن المعاني)
لكنه يعني به المجاز الذي نعرفه بلا ريب -بغض النظر عن حدّه - فقد تعرّض إلى الردّ على منكري المجاز فقال:
(وشبهتهم أن ذلك دربا من الكذب. فلو أُخِذ بكلامهم هذا لكان أكثر كلامنا كذبا. ومثال على ذلك قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} وقوله تعالى: {جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضّ} فإنهم زعموا انه كذب لأن القرية لا تُسأل و الجدار لا يريد وهذا من أشنع جهالاتهم وسوء نظرهم وقلة أفهامهم ولو كان المجاز كذبا وكل فعل ينسب إلى غير الحيوان باطلا لكان أكثر كلامنا فاسدا؛ لأننا نقول: نبت البقل وطالت الشجرة وأينعت الثمرة ورخص السعر. والله تعالى يقول: {فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ} والأمر لا يَعزم وإنما يُعزم عليه ويقول: {فَمَا رَبِحَتْ تّجَارَتُهُمْ} والتجارة لاتربح إنما يُربح فيها, فكل هذه المسائل على سبيل التجوز)
وردّه على منكري المجاز، واستدلاله بمثال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} وهو نفس المثال الذي اختاره ابن تيمية للردّ على مثبتي المجاز يصيح بشيء بين السطور والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 01:13]ـ
الحمد لله وحده ...
أضحك الله سنّك! وإياك أخي الكريم
ولا تنسوني أنتم وجميع الأحباب من صالح دعائكم في هذه الأيام بتفريج الكرب وذهاب الغم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 05:48]ـ
يبدو أن النقل عن أبي علي الفارسي فيه نظر؛ يدل على ذلك ما قاله في الحجة:
((واعلم أن الإضافة إلى يوم الدين في كلتا القراءتين من باب:
............... يا سارق الليلة أهل الدار .................
اتُّسِع في الظرف فنصب نصب المفعول به، ثم وقعت الإضافة إليه على هذا الحد، وليس إضافة اسم الفاعل هاهنا إلى اليوم كإضافة المصدر إلى الساعة في قوله {وعنده علم الساعة} لأن الساعة مفعول بها على الحقيقة، وليس على أن جعل الظرف مفعولا به على السعة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فجعل (الحقيقة) في مقابل (السعة)، وهذا واضح في التقسيم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 11:06]ـ
يبدو أن النقل عن أبي علي الفارسي فيه نظر؛ يدل على ذلك ما قاله في الحجة:
((واعلم أن الإضافة إلى يوم الدين في كلتا القراءتين من باب:
............... يا سارق الليلة أهل الدار .................
اتُّسِع في الظرف فنصب نصب المفعول به، ثم وقعت الإضافة إليه على هذا الحد، وليس إضافة اسم الفاعل هاهنا إلى اليوم كإضافة المصدر إلى الساعة في قوله {وعنده علم الساعة} لأن الساعة مفعول بها على الحقيقة، وليس على أن جعل الظرف مفعولا به على السعة)).
فجعل (الحقيقة) في مقابل (السعة)، وهذا واضح في التقسيم.جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة
وقد كنت متشككا في نسبة الإنكار إليه لكثرة ما نقل ابن جني عنه ولم يشر إلى ذلك مجرّد إشارة.
بل لعل في نقلي التالي ما يؤكد ما وصلتم إليه:
قال ابن جني في الخصائص (ج2/ص449):
((قال لى أبو علي: قولنا: قام زيد. بمنزلة قولنا: خرجت فإذا الأسد. ومعناه أن قولهم: خرجت فإذا الأسد. تعريفه هنا تعريف الجنس، كقولك: الأسد أشد من الذئب. وأنت لا تريد أنك (خرجت وجميع الأُسْد) التي يتناولها الوهم على الباب. هذا محال واعتقاده اختلال. وإنما أردت: خرجت فإذا واحد من هذا الجنس بالباب. فوضعت لفظ الجماعة على الواحد مجازا لما فيه من الاتساع والتوكيد والتشبيه. أما الاتساع فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد. وأما التوكيد فلأنك عظمت قدر ذلك الواحد بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة. وأما التشبيه فلأنك شبهت الواحد بالجماعة لأن كل واحد منها مثله في كونه أسدا.))
وقد يكون الكلام الأخير كلام ابن جني فهو دائما لا يفرق بين نهاية كلام شيوخه وبداية كلامه، لكن غالب الظن أنه كلام أبي علي وهو مقتضى السياق فيكون نصًّا صريحا في أنه يثبت المجاز.
وحتى لو كان الأخير كلام ابن جني فلو كان فعلا أبو علي الفارسي ينكر المجاز للزم ابن جني التنبيه على ذلك في هذا الموضع أكثر من غيره.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 04:03]ـ
(أبو إسحاق الإسفراييني) الذي هو من أشهر من نسب له القول بإنكار المجاز، من أئمة الأشاعرة، ومن أصحاب أبي الحسن الأشعري رحم الله الجميع.
وأنا عندي شك في صحة نسبة القول بإنكار المجاز له، مع شهرة ذلك عنه في كتب الأصول.
والمشكلة أن مصنفاته غير موجودة فيما أعلم ليُنظر فيها.
ولكن أيا ما كان الأمر، فمن الواضح أنه لو كان أنكر المجاز، فلا يمكن أن يكون إنكاره مبنيا على الأدلة التي ذكرها شيخ الإسلام؛ لأن شيخ الإسلام نفسه نقل عنه ما يناقض هذه الأدلة؛ فمن ذلك قوله (حقيقة الإيمان في اللغة التصديق).
وحتى مسألة الوضع الأول في اللغات لم ينكرها الأستاذ أبو إسحاق، ولكنه قال: الوضع الأول من الله، والتتمة من الناس.
فمن كان عنده مزيد علم بهذا الأمر فليؤد زكاة العلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 04:25]ـ
سبحان الله!
كتبتُ هذا الكلام، ثم رأيت إمام الحرمين قال في التلخيص [كما في البحر المحيط]: ((والظن بالأستاذ أنه لا يصح عنه))!
وأيضا فقد نقل أرباب الأصول أقوالا له فيها إثبات المجاز؛
كقوله: (الظاهر هو المجاز، والنص هو الحقيقة)، وكذلك قوله في الاستثناء، وغيرها.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 02:13]ـ
وفقك الله
وأنا أميل إلى ما قاله إمام الحرمين من عدم صحة نسبة هذا القول للإسفراييني
لكن إنكار المجاز متقدم على ذلك فقد ردّ ابن قتيبة على منكري المجاز في (مشكل القرآن)
ويبقى السؤال: مَن أول مَن أنكره؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 04:20]ـ
بواسطة عيد فهمي
وقد تناول ابن قتيبة (ت 627هـ)
سبق قلم والصواب (ت276هـ)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 04:29]ـ
فائدة في المجاز الذي أنكره الظاهرية ومثال القرية
قال في رفع الحاجب (1/ 411):
وظاهر النقل عمن أنكره من الظاهرية أنهم ينكرون مجاز الاستعارة كما صرح به ابن داود في كتابه "الوصول " قال: بدليل "ليس كمثله شيء" وهو مجاز زيادة
ولك أن تقول: سبق أن مجاز الزيادة ليس في محل الخلاف، وقد قررت الزيادة بأن الكاف
زائدة ....
ثم قال:
قال: "واسأل القرية" على رأي من يقول: إنه عبر بالقرية عن أهلها إطلاقا لاسم المحل على الحال
ولا ينبغي لك أن تقرره على أن التقدير: أهل القرية وإن كان هو المذكور في "المنتهى" إذ يصير مجاز حذف وابن داود لا ينكره كما عرفت ...
ـ[أبو عبد الله البيلى]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 04:58]ـ
عفوا مشايخى: أريد أن أفهم لكى أتابع، هل موطن النزاع الأخير هو استخدام لفظة " كلمة" للدلالة على لفظ مفرد أم استخدام لفظة "كلمة" للدلالة على لفظ واحد سواء كان مفردا أو جمعا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:21]ـ
والشيخ الشنقيطي أيضا في منع جواز المجاز تكلم عما يسمى مجاز الزيادة والحذف، وأنه ليس بمجاز عند الأكثرين.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:25]ـ
والشيخ الشنقيطي أيضا في منع جواز المجاز تكلم عما يسمى مجاز الزيادة والحذف، وأنه ليس بمجاز عند الأكثرين.فيبقى الكلام على ما دندن حوله شيخ الإسلام وبالغ في إنكاره
وهو إطلاق الأسد على الحيوان المعروف والإنسان الشجاع
وكذا إطلاق الحمار على البهيمة المعروفة والإنسان البليد
ونظير هذين المثالين
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:48]ـ
فائدة في المجاز الذي أنكره الظاهرية ومثال القرية
قال في رفع الحاجب (1/ 411):
وظاهر النقل عمن أنكره من الظاهرية أنهم ينكرون مجاز الاستعارة كما صرح به ابن داود في كتابه "الوصول " قال: بدليل "ليس كمثله شيء" وهو مجاز زيادة
ولك أن تقول: سبق أن مجاز الزيادة ليس في محل الخلاف، وقد قررت الزيادة بأن الكاف
زائدة ....
ثم قال:
قال: "واسأل القرية" على رأي من يقول: إنه عبر بالقرية عن أهلها إطلاقا لاسم المحل على الحال
ولا ينبغي لك أن تقرره على أن التقدير: أهل القرية وإن كان هو المذكور في "المنتهى" إذ يصير مجاز حذف وابن داود لا ينكره كما عرفت ...
تنبيه: يشكل عليه ما تقدم عن ابن سريج فإنه احتج على ابن داود بمجاز الحذف فيقال لو لم يكن ينكره لما احتج عليه به
ويقال من كان في عصر العالم وناظره أعلم بمذهبه من غيره
ويؤيده ما تقدم من النقل عن أصول الفتوى للداودي إذ جعل ابن داود مجاز الحذف من قول خصومه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 06:09]ـ
هل مناظرة ابن سريج لداود ثابتة بالنقل الصحيح؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 06:36]ـ
مناظرات ابن سريج لابن داود كثيرة مشهورة في كتب التراجم
ونقل الأئمة بعضا منها تارة بالإسناد وتارة بالإرسال كما في التبصرة للشيرازي والبحر للزركشي وحاشية العطار على شرح جمع الجوامع والتاريخ لابن عساكر والسير للذهبي والطبقات للسبكي والوافي للصفدي وغيرها كثير
ولابن سريج أكثر من كتاب في الرد عليه
كل ذلك يغني عن طلب الإسناد في أفرادها والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 06:57]ـ
إذا ثبتت هذه المناظرة لابن سريج ففيها أمر مهم جدا، لعله أكثر أهمية من أصل مسألة المجاز.
وهي مسألة أن (المجاز يصح إطلاق نفيه)، فقد ترى ابن سريج في المناظرة أطلق نفي المجاز، وهو وارد في القرآن.
وقد رأيت الكرجي القصاب في (نكت القرآن) يطلق نفي المجاز كثيرا.
وقد ورد عن أئمة التفسير من السلف أيضا أشياء تشبه هذا، كما ورد عن ابن عباس في قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان}، وغيره.
فلعل من الأفضل أن نبحث عن مسألة أول من قال إن المجاز يصح نفيه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:05]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى 20/ 463:
((وهذا غلط وافقوا فيه أولئك لكن أولئك يقولون: هنا محذوف تقديره: واسأل أهل القرية. وأولئك يقولون: بل المراد واسأل الجدران))
ما المراد بـ (أولئك) الأولى، وما المراد بـ (أولئك) الثانية.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:15]ـ
إذا ثبتت هذه المناظرة لابن سريج ففيها أمر مهم جدا، لعله أكثر أهمية من أصل مسألة المجاز.
وهي مسألة أن (المجاز يصح إطلاق نفيه)، فقد ترى ابن سريج في المناظرة أطلق نفي المجاز، وهو وارد في القرآن.
وقد رأيت الكرجي القصاب في (نكت القرآن) يطلق نفي المجاز كثيرا.
وقد ورد عن أئمة التفسير من السلف أيضا أشياء تشبه هذا، كما ورد عن ابن عباس في قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان}، وغيره.
فلعل من الأفضل أن نبحث عن مسألة أول من قال إن المجاز يصح نفيه.وفقكم الله
وماذا في ذلك؟
الحقيقة أيضا يصحّ نفيها!
قال الله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}
فأثبت للنبي (ص) الرمي ونفاه عنه أيضا، ولا يقول أحد: إن نسبة الرمي للنبي (ص) مجاز
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:17]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 466)
((ولكن قد يقال: في الكلام محذوف تقديره: وقت الحج أشهر معلومات ومن عادة العرب الحسنة في خطابها أنهم يحذفون من الكلام ما يكون المذكور دليلا عليه اختصارًا كما أنهم يوردون الكلام بزيادة تكون مبالغة في تحقيق المعنى. فالأول كقوله: {أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} فمعلوم أن المراد فضرب فانفلق لكن لم يحتج إلى ذكر ذلك في اللفظ إذ كان قوله: قلنا: (أن اضرب)؛ فانفلق: دليلا على أنه ضرب فانفلق. وكذلك قوله: {من آمن} تقديره بر من آمن أو صاحب من آمن. وكذلك قوله: {الحج أشهر} أي: أوقات الحج أشهر فالمعنى متفق عليه لكن الكلام في تسمية هذا مجازا. وقول القائل: نفس الحج ليس بأشهر؛ إنما يتوجه لو كان هذا مدلول الكلام؛ وليس كذلك بل مدلوله عند من تكلم به أو سمعه: أن أوقات الحج أشهر معلومات)).
أولا: هذا الكلام من شيخ الإسلام يشير إلى أن النزاع لفظي.
ثانيا: ظاهر من هذا النص أن بعض الكلام يحتاج إلى تقدير وبعضه لا يحتاج إلى تقدير، وهذا واضح معقول في التقسيم، خلافا لما ذكر شيخ الإسلام أن التقسيم ليس فيه شيء معقول.
ثالثا: مدلول الكلام عند كل من سمعه كما قال شيخ الإسلام، ولكن هذا المدلول تارة يطابق التقدير وتارة لا يطابق التقدير، وهذا الأمر لا ينكره شيخ الإسلام كما سبق، فظهر وضوح التقسيم.
رابعا: لم يقل أحد من أصحاب المجاز إن المعنى المفهوم من العبارة ذلك، خلافا لما توحيه عبارة شيخ الإسلام، ولكن النقاش في أن الكلام له لفظ وله مدلول، فتارة يكون المدلول مطابقا للفظ بغير احتياج لتقدير، وتارة يكون مخالفا للفظ ويحتاج إلى تقدير، وهذا واضح في التقسيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:25]ـ
وفقكم الله
وماذا في ذلك؟
الحقيقة أيضا يصحّ نفيها!
قال الله تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}
فأثبت للنبي (ص) الرمي ونفاه عنه أيضا، ولا يقول أحد: إن نسبة الرمي للنبي (ص) مجاز
الحقيقة يصح نفيها باعتبار المجاز، والمجاز يصح نفيه باعتبار الحقيقة.
هذا الكلام متفق عليه، ولا إشكال فيه، كما ذكر ابن القيم والشنقيطي وغيرهما.
ولكن الكلام في أنهم يقولون (المجاز يصح إطلاق نفيه) أي بغير قرينة.
وهذا الكلام أنكره شيخ الإسلام وبالغ في إنكاره، وكلامه في هذا الموضع فيه إشكال عندي؛ لأن شيخ الإسلام أصلا ذكر أن الكلام لا يوجد قط من غير قرينة تبين المراد منه، فإذا كان هذا صحيحا، فالذي ينفي المجاز في موضع من المواضع لا بد أن يقترن بكلامه ما يدل على مراده، فإن اقترن به قرائن تدل على مراده فقد صار إذن من المقيد لا من المطلق، فكيف يقال (إن قولهم "المجاز يصح إطلاق نفيه" باطل)، وهذا الإطلاق غير متصور أصلا عند شيخ الإسلام؟!
هذا موضع مشكل عندي في كلام شيخ الإسلام.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:32]ـ
الحقيقة يصح نفيها باعتبار المجاز، والمجاز يصح نفيه باعتبار الحقيقة.
هذا الكلام متفق عليه، ولا إشكال فيه، كما ذكر ابن القيم والشنقيطي وغيرهما.
ولكن الكلام في أنهم يقولون (المجاز يصح إطلاق نفيه) أي بغير قرينة.
وهذا الكلام أنكره شيخ الإسلام وبالغ في إنكاره، وكلامه في هذا الموضع فيه إشكال عندي؛ لأن شيخ الإسلام أصلا ذكر أن الكلام لا يوجد قط من غير قرينة تبين المراد منه، فإذا كان هذا صحيحا، فالذي ينفي المجاز في موضع من المواضع لا بد أن يقترن بكلامه ما يدل على مراده، فإن اقترن به قرائن تدل على مراده فقد صار إذن من المقيد لا من المطلق، فكيف يقال (إن قولهم "المجاز يصح إطلاق نفيه" باطل)، وهذا الإطلاق غير متصور أصلا عند شيخ الإسلام؟!
هذا موضع مشكل عندي في كلام شيخ الإسلام.
وهناك موضع آخر مشكل عندي في كلامه
فقد قال رحمه الله:
(من الأمثلة المشهورة لمن يثبت المجاز في القرآن: {واسأل القرية}. قالوا المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فقيل لهم: لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب؛ وأمثال هذه الأمور التي فيها الحال والمحال كلاهما داخل في الاسم. ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكان وكذلك في النهر يقال: حفرت النهر وهو المحل. وجرى النهر وهو الماء. ووضعت الميزاب وهو: المحل. وجرى الميزاب وهو: الماء)
وقال في موضع آخر:
(وقوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط}؟ فنقول: لفظ الغائط في القرآن يستعمل في معناه اللغوي وهو: المكان المطمئن من الأرض؛ وكانوا ينتابون الأماكن المنخفضة لذلك وهو الغائط كما يسمى خلاء لقصد قاضي الحاجة الموضع الخالي ويسمى مرحاضا لأجل الرحض بالماء ونحو ذلك والمجيء من الغائط اسم لقضاء الحاجة؛ لأن الإنسان في العادة إنما يجيء من الغائط إذا قضى حاجته فصار اللفظ حقيقة عرفية يفهم منها عند الإطلاق التغوط فقد يسمون ما يخرج من الإنسان غائطا تسمية للحال باسم محله كما في قوله: جرى الميزاب)
وهذا ظاهره التناقض
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:41]ـ
(منذر بن سعيد البلوطي) توفي سنة 355
ذكر شيخ الإسلام أن له مصنفا في إنكار المجاز، وهو متقدم على أبي إسحاق الإسفراييني.
فهل هو من أهل السنة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:46]ـ
وهذا ظاهره التناقض
كنت أستشكل هذا الموضع، ثم اتضح عندي؛ لأن شيخ الإسلام قد قرر في بعض المواضع موافقته على أن الاستعمال قد يتغير وقتا بعد وقت، فلا مانع عند شيخ الإسلام أن يكون أحد الاستعمالين سابقا على الآخر، فكونهم سموا الغائط للمكان أولا ثم لما يخرج لا إشكال فيه عند شيخ الإسلام.
ولكن شيخ الإسلام يرى أن هذا لا يدل على التقسيم، وهذا صحيح؛ لأن هذا وارد على الحقائق أيضا، فلم ينكر أحد تأخر بعض الحقائق عن بعض في الوضع.
وقد ناقشتُ طرفا من هذه المسألة في مبحث الاشتقاق، وبينت أن أهل العلم في قولهم (كذا مأخوذ من كذا) لا يلزم أن يعنوا به التأخر الزمني.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 07:54]ـ
لا يظهر لي فرق بين كلام (الإمام أحمد) وبين كلام (البخاري وعثمان الدارمي)، فأرجو ممن عنده فرق بينهما أن يوضحه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 08:03]ـ
كنت أستشكل هذا الموضع، ثم اتضح عندي؛ لأن شيخ الإسلام قد قرر في بعض المواضع موافقته على أن الاستعمال قد يتغير وقتا بعد وقت، فلا مانع عند شيخ الإسلام أن يكون أحد الاستعمالين سابقا على الآخر، فكونهم سموا الغائط للمكان أولا ثم لما يخرج لا إشكال فيه عند شيخ الإسلام.
ولكن شيخ الإسلام يرى أن هذا لا يدل على التقسيم، وهذا صحيح؛ لأن هذا وارد على الحقائق أيضا، فلم ينكر أحد تأخر بعض الحقائق عن بعض.
ليست القضية في سبق الاستعمال ولكن في توصيف ذلك الاستعمال
ففي النقل الأول يري شيخ الإسلام أن الميزاب يطلق على الحال وعلى المحل معا
وفي الموضع الثاني يرى أن الميزاب يطلق على الماء من باب تسمية الحال باسم محله
وهذا موضع الإشكال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 08:21]ـ
أنا فهمت من كلامك أنك تستشكل هذا الكلام مع نفيه للمجاز، لا مطلق الاستشكال.
فإن كان كما فهمتُ، فلا إشكال كما سبق.
وإن كنت تعني مطلق الاستشكال فما علاقته بالموضوع الذي نحن فيه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 08:30]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى 20/ 463:
((وهذا غلط وافقوا فيه أولئك لكن أولئك يقولون: هنا محذوف تقديره: واسأل أهل القرية. وأولئك يقولون: بل المراد واسأل الجدران))
ما المراد بـ (أولئك) الأولى، وما المراد بـ (أولئك) الثانية.
أولئك الأولى هم القائلون بمجاز الحذف فقوله: {واسأل القرية} معناه عندهم (واسأل أهل القرية) فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مكانه
وأولئك الثانية هم القائلون بمجاز تسمية الحال باسم محله فقوله: {واسأل القرية} معناه عندهم (واسأل الجدران) ولكن المقصود الناس بدلالة السؤال
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 08:40]ـ
وقد قال شيخ الإسلام بالأمرين في مواضع أخرى:
أما مجاز الحذف ففي قوله:
(وقوله: {الحج أشهر معلومات} والأشهر ليست هي الحج؟ فيقال: معلوم أن أوقات الحج أشهر معلومات ليس المراد أن نفس الأفعال هي الزمان ولا يفهم هذا أحد من اللفظ ولكن قد يقال: في الكلام محذوف تقديره: (وقت الحج أشهر معلومات) ومن عادة العرب الحسنة في خطابها أنهم يحذفون من الكلام ما يكون المذكور دليلا عليه اختصارًا)
وأما مجاز تسمية الحال باسم محله ففي قوله:
(وقوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط} فنقول: لفظ الغائط في القرآن يستعمل في معناه اللغوي وهو: المكان المطمئن من الأرض؛ وكانوا ينتابون الأماكن المنخفضة لذلك وهو الغائط كما يسمى خلاء لقصد قاضي الحاجة الموضع الخالي ويسمى مرحاضا لأجل الرحض بالماء ونحو ذلك والمجيء من الغائط اسم لقضاء الحاجة؛ لأن الإنسان في العادة إنما يجيء من الغائط إذا قضى حاجته فصار اللفظ حقيقة عرفية يفهم منها عند الإطلاق التغوط فقد يسمون ما يخرج من الإنسان غائطا تسمية للحال باسم محله)
والفارق الوحيد بين كلام شيخ الإسلام وكلام مثبتة المجاز أنه لا يسميه مجازا
أليس هذا تناقضا؟
ألا ترى في ذلك استشكالا؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 09:01]ـ
وشيخ الإسلام ينفي في مواضع كثيرة أن يكون الخلاف مع مثبتي المجاز لفظيا مع انه يقول هنا:
(وكذلك قوله: {الحج أشهر} أي: أوقات الحج أشهر. فالمعنى متفق عليه لكن الكلام في تسمية هذا مجازا)
ويقول أيضا:
(وقوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط} فنقول: لفظ الغائط في القرآن يستعمل في معناه اللغوي وهو: المكان المطمئن من الأرض؛ ... والمجيء من الغائط اسم لقضاء الحاجة؛ لأن الإنسان في العادة إنما يجيء من الغائط إذا قضى حاجته فصار اللفظ حقيقة عرفية يفهم منها عند الإطلاق التغوط فقد يسمون ما يخرج من الإنسان غائطا تسمية للحال باسم محله) فسماه: حقيقة عرفية وسماه غيره: مجازا.
فإن لم يكن هذا خلافا لفظيا فماذا نسميه؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 09:10]ـ
وما الفارق بين أن أقول:
{الحج أشهر معلومات} تقديره (وقت الحج أشهر معلومات) كما قال شيخ الإسلام
وبين أن أقول:
{واسأل القرية} تقديره (واسأل أهل القرية) كما قال أهل المجاز
وما الفارق بين أن أقول:
{أو جاء أحد منكم من الغائط} (الغائط) مستعمل في معناه اللغوي؛ وهو: المكان المطمئن من الأرض؛ وأطلق على ما يخرج من الإنسان (غائطا) تسمية للحال باسم محله. كما قال شيخ الإسلام
وبين أن أقول:
{واسأل القرية} (القرية) مستعملة في معناها اللغوي؛ وهو: المكان والجدران؛ وأطلق على من يسكنون (قرية) تسمية للحال باسم محله. كما قال أهل المجاز
هل من مجيب إجابة شافية؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 11:46]ـ
الإجابة التي تظهر بادي الرأي أن هذا خلاف في اللفظ فقط، فهؤلاء يسمونه مجازا، وشيخ الإسلام يسميه حقيقة.
وهؤلاء يقولون: هذا خلاف الوضع الأول، وهو يقول: لا يوجد وضع أول أصلا.
وهذا أيضا خلاف لفظي.
ولكن يعكر على هذا ما صرح به شيخ الإسلام في مواضع أن الخلاف غير لفظي.
ولكن يمكن أن يقال معنى قوله (الخلاف غير لفظي) أن هذا القول لما ظهر له مفاسد على أيدي الأشعرية صار خلافا حقيقيا من باب المآل لا من باب حقيقة الحال.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 04:38]ـ
لكن إنكار المجاز متقدم على ذلك فقد ردّ ابن قتيبة على منكري المجاز في (مشكل القرآن)
لا يصح الاستناد إلى كلام ابن قتيبة في تقدم إنكار المجاز؛ لأن ابن قتيبة لم يحك عن بعض العلماء أنهم أنكروا وقوع المجاز، وإنما حكى عن قوم من الملاحدة أنهم يطعنون في القرآن من وجوه كذا وكذا .... ومنها المجاز بدعوى أنه كذب، كما طعنوا فيه بالمتشابه بدعوى أنه تضليل لا بيان، وطعنوا فيه باختلاف القراءات، إلى غير ذلك. وهذا واضح من سياق كلامه.
وقد بحثت عن النص الذي تفضلتم بنقله في تأويل مشكل القرآن فلم أجده، فيا ليتكم تذكرون الصفحة، أعني النص الذي أوله (وشبهتهم أن ذلك .... ) إلخ.
وفي كلام ابن قتيبة فائدة مهمة، وهي أن أكثر اللغة مجاز كما قال ابن جني، واشتهرت النسبة إليه بذلك حتى ظن كثيرون أنه تفرد بهذا القول أو أنه لم يسبق إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 05:04]ـ
وكلام ابن قتيبة واضح في أنه لا يعلم خلافًا في إثبات المجاز؛ لأنه قال (وقد تبين لمن قد عرف اللغة أن القول يقع فيه المجاز .... ) إلخ.
ولو كان ابن قتيبة يعرف عالمًا معتبرًا ينكر المجاز ما قال هذا القول؛ لأنه ممن يقدرون أهل العلم ولا يطعنون على أحد منهم.
والكلام هنا عن معتقد ابن قتيبة وليس عن الوجود في نفس الأمر.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 05:42]ـ
(منذر بن سعيد البلوطي) توفي سنة 355
ذكر شيخ الإسلام أن له مصنفا في إنكار المجاز، وهو متقدم على أبي إسحاق الإسفراييني.
فهل هو من أهل السنة؟
قال الذهبي في السير (562/ 17):
"وقبل ذلك _ يعني قبل إدخال أبي ذر الهروي علم الكلام ومعتقد الأشعري _ كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية ولا يخوضون في المعقولات وعلى ذلك كان الأصيلي وأبو الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر والعلماء"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 05:52]ـ
سبحان الله!
كتبتُ هذا الكلام، ثم رأيت إمام الحرمين قال في التلخيص [كما في البحر المحيط]: ((والظن بالأستاذ أنه لا يصح عنه))!
وأيضا فقد نقل أرباب الأصول أقوالا له فيها إثبات المجاز؛
كقوله: (الظاهر هو المجاز، والنص هو الحقيقة)، وكذلك قوله في الاستثناء، وغيرها.
لعلّ هذا فيه بعد فاشتهار هذا الأمر عنه عند العلماء دليل على أن له أصلا وأن ثمت كلاما للأستاذ يفهم منه نفي المجاز وإلا من أين جاء هذا الذي اشتهر عنه أو يقال أنكر بعض أنواع المجاز أو ما هو المجاز الذي أنكره كما يفهم من كلام الغزالي في المنخول؟
ففيه بعد
_ لشهرة هذا عنه
_ وجود بعض النصوص المنقوله عنه وذكر العلماء لأدلته في نفي المجاز
منها: في رفع الحاجب (410/ 1):
"واحتج "المخالف" بأنه يخل بالتفاهم لتبادر الحقيقة عند الإطلاق وهو استبعاد لوجوده ولا يلزم منه عدم وجوده
(فائدة):
الأستاذ لا ينكر استعمال الأسد للشجاع وأمثاله بل يشترط في ذلك القرينة ويسميه حينئذ حقيقة وانظره كيف علل باختلال الفهم ومع القرينة لا اختلال وإياك والاغترار بقول بعضهم: قد يحصل الاختلال مع القرينة أيضا وذلك عند عدم فهم السامع إياها فهو ساقط إذ عدم الفهم حينئذ لخلل قائم بالسامع وقائل هذا يحيل أن الأستاذ ينكر المجاز مع القرينة وليس كذلك وإنما ينكر تسميته مجازا كما عرفت والخلاف لفظي كما صرح به الكيا هراسي"
وقال في إرشاد الفحول:"وقد استدل _يعني الأستاذ_ بما هو أوهن من بيت العنكبوت فقال: "إنه لو كان المجاز واقعًا في لغة العرب لزم الإخلال بالتفاهم إذ قد تخفى القرينة" ...
وذكر هذا الدليل عن الأستاذ غير واحد كالزركشي في البحر
فيظهر أن هذا الدليل استدل به الأستاذ حقيقة لا استدل له به ولو استدل له به لقالوا كعادتهم "احتج لهذا القول بكذا وكذا"
أما ما ينقل عنه من أقوال يفهم منها إثبات المجاز فيمكن أن تحمل أنه قررها على سبيل التنزل بوقوع المجاز وهذا حصل ممن أنكر المجاز غيره
كشأن من ينكر أي تقسيم اشتهر عند أهل العلم ثم يذكره في معرض الإثبات على سبيل التنزل كمن نفى تقسيم الدين إلى أصول وفروع والماء إلى ثلاثة أقسام ونحو هذا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:13]ـ
ولكن هذا الحمل يا شيخنا الفاضل إنما يكون إذا كان عندنا نص كلامه الآخر الذي لا يحتمل التأويل كي نتخذه أصلا نرد إليه الكلام المحتمل، وليس لدينا إلا كلام منقول عنه.
وأما احتَج واحتُج له، فلا يخفى عليك يا شيخنا الفاضل أن هذا الأمر يتجوز فيه كثيرا عند حكاية المذاهب، وهو عند الأصوليين كثير جدا.
وأظنك فضيلتكم قد حكيتم هذه الفائدة بعينها من قبل.
و قد نسب إنكار المجاز إلى كثيرين ثم ثبت ضد ذلك، والمشكلة أصلا أن المسألة مشكلة، لأن شيخ الإسلام طعن أصلا في وجود تعريف واضح للمجاز، والذين نسبوا إنكار المجاز لأبي إسحاق لا يتكلمون على أصول شيخ الإسلام، فهل هذا الذي أنكره هو ما يعنيه شيخ الإسلام؟ أو هو ينكر شيئا مشابها اختلط بسبب سوء الفهم؟ لأن شيخ الإسلام ذكر أن كل مثبتة المجاز ليس عندهم فهم واضح لما يقولون ولا تفريق دقيق بين الأمرين، فكيف مع ذلك نثق في فهمهم لكلام أبي إسحاق؟
وشيخ الإسلام طعن في نقلهم عن غير أبي إسحاق في إثبات المجاز، فأولى وأولى أن يطعن في نقلهم النفي؛ لأن الخطأ في فهم كلام واحد أقرب بكثير من الخطأ في فهم كثيرين.
وفي جميع الأحوال، فمما لا شك فيه أن الطريقة التي سلكها أبو إسحاق في إنكار المجاز (إن سلمنا صحة ذلك عنه) تختلف تماما عن طريقة شيخ الإسلام، وما ذكره فعلا أوهى من بيوت العنكبوت، وقد سلم بذلك شيخ الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:14]ـ
ولاحظ أيضا يا شيخنا الفاضل أن إنكار نسبة هذا القول متقدم (من عهد إمام الحرمين)، فلا يصح الاستدلال بنقل الأصوليين المتأخرين عن ذلك كما لا يخفى عليكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:40]ـ
ولكن أيا ما كان الأمر، فمن الواضح أنه لو كان أنكر المجاز، فلا يمكن أن يكون إنكاره مبنيا على الأدلة التي ذكرها شيخ الإسلام؛ لأن شيخ الإسلام نفسه نقل عنه ما يناقض هذه الأدلة؛ فمن ذلك قوله (حقيقة الإيمان في اللغة التصديق).
وحتى مسألة الوضع الأول في اللغات لم ينكرها الأستاذ أبو إسحاق، ولكنه قال: الوضع الأول من الله، والتتمة من الناس.
فمن كان عنده مزيد علم بهذا الأمر فليؤد زكاة العلم.
نعم هذا مسلم في ابن داود كما يفهم من ذكر أدلته في كتب الأصول
لكن بالنسبة لأبي إسحاق فقد قرأت له كلاما عن أصل الوضع وتسابق الحقائق بالنسبة للاستعمال ولكن فاتني الآن ولم أهتد إليه وأظنه في الإرشاد للشوكاني
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:52]ـ
الأصل الذي يرد إليه من كلامه ما نقلوه عنه من استدلاله باختلال الفهم بل صرح الشوكاني فحكاه على لسانه فقال:
"وقد استدل _يعني الأستاذ_ بما هو أوهن من بيت العنكبوت فقال: "إنه لو كان المجاز واقعًا في لغة العرب لزم الإخلال بالتفاهم إذ قد تخفى القرينة" ...
فهذا ما تواردهم على نسبة هذا الاستدلال لأبي إسحاق يدلّ على أن المنقول لفظه وكلامه وإلا كان بعيدا عن الأمانة العلمية
لكن إنكار من أنكره يمكن أن يحمل على فهم معنى المجاز الذي أنكره الاستاذ لذلك جاءت عباراتهم باستبعاد صدوره من الأستاذ لمكانته كما في كلام الغزالي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:56]ـ
أحسن الله إليك يا شيخنا الفاضل
الذي أفهمه من الكلام المنقول غير ما سبق إلى فهمك يا شيخنا الفاضل، فالذي يتبادر إلى ذهني أن هذا الكلام هو ملخص أو محصل كلامه، لا أنه لفظه؛ لأن عادة المصنفين في مثل هذه الأمور أن يكون كلامهم أطول من هذا، لا سيما إن جاءوا بقول غير مشهور، هذا ما يبدو لي فتأمل.
فالظاهر أن هذه العبارة تلخيص لكلامه لا أنها نص كلامه.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:59]ـ
هل وقف أحد على أي معلومة عن كتاب (منذر بن سعيد البلوطي) أو أي كتاب غيره من كتب منكري المجاز، أو أي موضع من كلام منكري المجاز من المتقدمين؟
أتمنى أن أقف على نص واحد لأحد العلماء المتقدمين في إنكار المجاز، أعني في كتبهم لا منقولا.
وأعني بالمتقدمين ما قبل شيخ الإسلام.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 07:27]ـ
نعم هذا مسلم في ابن داود كما يفهم من ذكر أدلته في كتب الأصول
لكن بالنسبة لأبي إسحاق فقد قرأت له كلاما عن أصل الوضع وتسابق الحقائق بالنسبة للاستعمال ولكن فاتني الآن ولم أهتد إليه وأظنه في الإرشاد للشوكاني
وجدته في أصول ابن بَرهان (1/ 97) ونقله عنه السيوطي في المزهر (1/ 365) وهذا نصه ويحرر إن كان اختلط كلام ابن برهان بكلام الأستاذ:
"وعمدة الأستاذ أن حدَّ المجاز عند مُثْبتيه أنه كلُّ كلام تجوّزَ به عن موضوعه الأصلي إلى غير موضوعه الأصلي لنوع مقارنة بينهما في الذات أو في المعنى: أما المقارنة في المعنى فكَوَصْف الشجاعة والبلادة وأما في الذات فكتسمية المطر سماءً وتسمية الفَضلة غائطاً وعَذرَة والعَذرَة: فناء الدار والغائط: الموضع المطمئن من الأرض كانوا يرتادونه عند قضاء الحاجة فلما كَثُر ذلك نُقل الاسمُ إلى الفَضْلة
وهذا يستدعي منقولاً عنه متقدّماً إليه متأخراً وليس في لغة العرب تقديمٌ وتأخير بل كلُّ زمان قُدّر أن العرب قد نطقَتْ فيه بالحقيقة فقد نطقت فيه بالمجاز لأن الأسماء لا تدلّ على مدلولاتها لذاتها إذ لا مُناسبة بين الاسم والمسمَّى ولذلك يجوز اختلافها باختلاف الأمم ويجوز تغييرها والثوب يسمى في لغة العرب باسمٍ وفي لغة العَجَم باسم آخر ولو سمّي الثوب فرسا ًوالفرس ثوباً ما كان ذلك مستحيلا ًبخلاف الأدلة العقلية فإنها تدلُّ لذواتها ولا يجوزُ اختلافها أما اللغة فإنها تدلُّ بوضع واصطلاح والعرب نطقت بالحقيقة والمجاز على وجه واحد فجعل هذا حقيقة وهذا مجازاً ضربٌ من التحكم فإن اسمَ السبع وضع للأسد كما وضع للرجل الشجاع
وطريق الجواب عن هذا أنا نسلّم له ... "ا. هـ
وابن برهان قبل ابن تيمية فعلم أن الكلام في أصل اللغات له علاقة بنفي المجاز قبل ابن تيمية وأيضا هذا يوضح لنا معنى المجاز الذي نفاه الأستاذ
لكن هذا الذي ذكره ابن برهان يمكن أن يكون احتجاجا للأستاذ ظن أنه بنى نفي المجاز عليه لكن الأصل خلافه خاصة وأنه قبل ابن تيمية فعمن نقل هذا الاستدلال؟!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 07:35]ـ
وقال أيضا ابن برهان بعد أن حكى مذهب الأستاذ في وضع اللغات:
وعمدة الأستاذ: أن القَدْر الذي يدعو به الإنسان غيره إلى التواضع لو ثبتَ اصطلاحاً لافْتَقَرَ إلى اصطلاحٍ آخر يتقدَّمه وهكذا فيتسلسل إلى ما لا نهاية له
ومذهب الأستاذ في وضع اللغة نقله الجويني في البرهان وهو قديم قريب من عصر الأستاذ مما يشعر أن الذي نقله عنه ابن برهان يمكن أن يكون قاله حقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 07:36]ـ
ولكن الأستاذ أبا إسحاق سلم بوجود الوضع الأول في الكلام الذي تفضلت بذكره، ولكنه يجعل الوضع شاملا للحقيقة والمجاز.
أما شيخ الإسلام فلا يسلم وجود وضع أول أصلا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 07:47]ـ
مشكل ..
هل يقول أن هناك وضع أول لكن غير معلوم أم لا يوجد وضع أول أصلا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 07:50]ـ
هذه التناقضات في المنقول عنه تشير إشارة واضحة أن كل ناقل إنما نقل بحسب فهمه، ولم ينقل نص الكلام.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 08:12]ـ
شيخنا الكريم
سؤالي كان عن مذهب شيخ الإسلام لا الأستاذ أبي إسحاق
وهل ممكن أن تذكر لي خلاصة مذهب الأستاذ في وضع اللغات كما فهمته من المنقول عنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 08:25]ـ
الظاهر من كلام شيخ الإسلام أنه ينفي الوضع الأول مطلقا، فاللغات ابتدئت عنده بالاستعمال مباشرة، ولا يوجد وضع سابق للاستعمال، وهذه النقطة تحتاج مناقشة؛ لأن كلام شيخ الإسلام فيها مشكل.
وأما مذهب أبي إسحاق فالظاهر من الكلام المنقول عنه أن اللغة وضعت في وقت واحد سواء منها ما يسمى حقيقة وما يسمى مجازا، فهو يقر بالوضع ولكنه ينكر وجود نقل إلى المجاز بالاستعمال، من باب أنه لا دليل عليه، وهذا الكلام أيضا مشكل.
>> هل من جواب عما ذكرته في المشاركة 190؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 08:29]ـ
قال الذهبي في السير (562/ 17):
"وقبل ذلك _ يعني قبل إدخال أبي ذر الهروي علم الكلام ومعتقد الأشعري _ كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية ولا يخوضون في المعقولات وعلى ذلك كان الأصيلي وأبو الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر والعلماء"
هذا عام
قال ابن الفرضي عنه: وكان بصيراً بالجدل، منحرفاً إلى مذهب أهل الكلام، لَهِجاً بالاحتجاج، ولذلك ما كان ينحل في إعتقاده الله مُجَازيه بها ومُحَاسِبه عنها"
وقال ابن حزم في الطوق" أنه كان متهما بالاعتزال"
ومن السقطات التي وافق فيها أهل الاعتزال القول بأن النار غير مخلوقة الآن كما نقله عنه ابن عطية في المحرر وغيره
لكن يمكن أن تكون أصوله أصول أهل السنة ووافق المعتزلة في أشياء
وقد كانت بينه وبين بعض المعتزلة مراسلات ذكره ابن حزم
لكن هل الاعتزال كان في ذاك العصر في الأندلس؟؟
*********
قاضي الأندلس الإمام منذر بن سعيد البلوطي/ مع تحقيق رسالتين مخطوطتين من تراثه/ تأليف: عبد الرحمن بن محمد الهيباوي السجلماسي/ دار البشائر الإسلامية/كتاب في 158 صفحة/ طبعة1423/ 2002
مااسم هاتين الرسالتين؟
*************
بما أن البلوطي ظاهري ففي الغالب يكون اعتماده على أدلة ابن داود في نفي المجاز
لعلّ في كتاب السجلماسي المذكور فائدة يا شيخنا وإلا فصعب إلا أن يوجد في كتب الظاهرية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 08:43]ـ
(منذر بن سعيد البلوطي) توفي سنة 355
ذكر شيخ الإسلام أن له مصنفا في إنكار المجاز، وهو متقدم على أبي إسحاق الإسفراييني.
فهل هو من أهل السنة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا، وحياكم الله، وجزاكم خيرا
قال ابن الفرضي في ترجمة منذر سعيد البَلُّوطي: ( .. وكان بصيرا بالجدل، منحرفا إلى مذهب أهل الكلام، لهجا بالاحتجاج؛ ولذلك ما كان يَنْحَلُ في اعتقاده الله أشياء مجازيه بها، ومحاسبه عنها).اهـ. "تاريخ علماء الأندلس"، ترجمة رقم (1454).
تنبيه: ورد في سياق ترجمة منذر بن سعيد ذِكر: (داود بن على بن خلف العباسي). والصواب: (القياسي). كما في: "طبقات النحويين" لأبي بكر الزُّبَيدي، ووجه الصواب: أنه يذهب إلى إبطال القياس، واشتهر به، فنُسِبَ إليه، والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 08:51]ـ
تنبيه:
لم أطلع على مشاركة أخي الفاضل أمجد، إلا بعد إرسال مشاركتي، ثم تفكرت هل أحذف مشاركتي، ثم رأيت الإبقاء عليها، وقد قيل: "والمكرَّر أحلى" (ابتسامة).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 09:14]ـ
قال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح الورقات:
((يعني هل يستطيع أن يقول شخص: منذر بن سعيد البلوطي -من كبار علماء السنة في المغرب في الأندلس- أنه معتزلي؛ لأنه يقول بفناء الجنة والنار؟ جهمي؟ هو جهمي أو فيه تجهّم؛ لأنه وافق الجهمية في هذه المسألة؟ نعم))
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:42]ـ
وقد بحثت عن النص الذي تفضلتم بنقله في تأويل مشكل القرآن فلم أجده، فيا ليتكم تذكرون الصفحة، أعني النص الذي أوله (وشبهتهم أن ذلك .... ) إلخ.نقلته من كتاب البلاغة الواضحة فتأويل المشكل ليس في متناول يدي الآن، فيمكن مراجعة ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:46]ـ
هل وقف أحد على أي معلومة عن كتاب (منذر بن سعيد البلوطي) أو أي كتاب غيره من كتب منكري المجاز، أو أي موضع من كلام منكري المجاز من المتقدمين؟
أتمنى أن أقف على نص واحد لأحد العلماء المتقدمين في إنكار المجاز، أعني في كتبهم لا منقولا.
وأعني بالمتقدمين ما قبل شيخ الإسلام.غاية ليتها تُدرك!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:52]ـ
"وعمدة الأستاذ أن حدَّ المجاز عند مُثْبتيه أنه كلُّ كلام تجوّزَ به عن موضوعه الأصلي إلى غير موضوعه الأصلي لنوع مقارنة بينهما في الذات أو في المعنى: أما المقارنة في المعنى فكَوَصْف الشجاعة والبلادة وأما في الذات فكتسمية المطر سماءً وتسمية الفَضلة غائطاً وعَذرَة والعَذرَة: فناء الدار والغائط: الموضع المطمئن من الأرض كانوا يرتادونه عند قضاء الحاجة فلما كَثُر ذلك نُقل الاسمُ إلى الفَضْلة
وهذا يستدعي منقولاً عنه متقدّماً إليه متأخراً وليس في لغة العرب تقديمٌ وتأخير بل كلُّ زمان قُدّر أن العرب قد نطقَتْ فيه بالحقيقة فقد نطقت فيه بالمجاز لأن الأسماء لا تدلّ على مدلولاتها لذاتها إذ لا مُناسبة بين الاسم والمسمَّى ولذلك يجوز اختلافها باختلاف الأمم ... فجعل هذا حقيقة وهذا مجازاً ضربٌ من التحكم.
ألم يقل شيخ الإسلام بما لوّنته بالأحمر؟ (انظر مشاركة رقم (170، 177، 178)
وهو هنا منسوب للقائلين بالمجاز
فهل قال شيخ الإسلام بالمجاز، لكن دون أن يسميه مجازا؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 02:01]ـ
هل يمكن الجمع بين ما ذكرتموه عن شيخ الإسلام:
الظاهر من كلام شيخ الإسلام أنه ينفي الوضع الأول مطلقا، فاللغات ابتدئت عنده بالاستعمال مباشرة، ولا يوجد وضع سابق للاستعمال، وهذه النقطة تحتاج مناقشة؛ لأن كلام شيخ الإسلام فيها مشكل.
وبين ما ذكرتموه عنه في موضع آخر:
كنت أستشكل هذا الموضع، ثم اتضح عندي؛ لأن شيخ الإسلام قد قرر في بعض المواضع موافقته على أن الاستعمال قد يتغير وقتا بعد وقت، فلا مانع عند شيخ الإسلام أن يكون أحد الاستعمالين سابقا على الآخر، فكونهم سموا الغائط للمكان أولا ثم لما يخرج لا إشكال فيه عند شيخ الإسلام. فهو مشكل عندي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 03:54]ـ
وفقك الله
لا أدري أين التعارض بين الموضعين؟ ففي الموضع الأول ذكرت أن شيخ الإسلام ينفي وجود وضع سابق للاستعمال، وفي الموضع الثاني ذكرت أن شيخ الإسلام يوافق على أن الاستعمال قد يتغير من وقت إلى وقت، فلا تعارض بينهما.
وأما موضع الإشكال عندي في كلام شيخ الإسلام في الموضع الأول، فهو أنه استدل بدليل أراه خارج محل النزاع تماما؛ فإنه قال: ((وكذلك الآدميون؛ فالمولود إذا ظهر منه التمييز سمع أبويه أو من يربيه ينطق باللفظ ويشير إلى المعنى فصار يفهم أن ذلك اللفظ يستعمل في ذلك المعنى أي: أراد المتكلم به ذلك المعنى ثم هذا يسمع لفظا بعد لفظ حتى يعرف لغة القوم الذين نشأ بينهم من غير أن يكونوا قد اصطلحوا معه على وضع متقدم؛ بل ولا أوقفوه على معاني الأسماء)).
وهذا الكلام ليس له علاقة بمسألة الاختلاف في أصل الوضع؛ لأن المقصود الوضع الأول للألفاظ نفسها وليس تعلم الطفل لهذه الألفاظ من أهله!
فالأهل لا يخترعون للطفل لغة جديدة، وإنما يستعملون ألفاظًا تلقوا أصلها عن آبائهم، وهؤلاء تلقوها عن آبائهم، وهكذا.
ولهذا ضعف القول بأن اللغات اصطلاحية، والصواب الذي أرى أنه لا شك فيه أنها توقيفية من الباري عز وجل؛ كما قال ابن عباس وغيره من السلف في تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها}.
والكلام هنا عن أصل اللغات لا جميعها، فلا مانع بعد ذلك أن يستحدث الناس ألفاظا أخرى توسعا أو اصطلاحا، أو تتغير معاني بعض الألفاظ لكثرة الاستعمال، أو غير ذلك مما هو معروف ومشاهد لا ينكره إلا مكابر.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 05:21]ـ
وفقك الله
لا أدري أين التعارض بين الموضعين؟ ففي الموضع الأول ذكرت أن شيخ الإسلام ينفي وجود وضع سابق للاستعمال، وفي الموضع الثاني ذكرت أن شيخ الإسلام يوافق على أن الاستعمال قد يتغير من وقت إلى وقت، فلا تعارض بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما موضع الإشكال عندي في كلام شيخ الإسلام في الموضع الأول، فهو أنه استدل بدليل أراه خارج محل النزاع تماما؛ فإنه قال: ((وكذلك الآدميون؛ فالمولود إذا ظهر منه التمييز سمع أبويه أو من يربيه ينطق باللفظ ويشير إلى المعنى فصار يفهم أن ذلك اللفظ يستعمل في ذلك المعنى أي: أراد المتكلم به ذلك المعنى ثم هذا يسمع لفظا بعد لفظ حتى يعرف لغة القوم الذين نشأ بينهم من غير أن يكونوا قد اصطلحوا معه على وضع متقدم؛ بل ولا أوقفوه على معاني الأسماء)).
وهذا الكلام ليس له علاقة بمسألة الاختلاف في أصل الوضع؛ لأن المقصود الوضع الأول للألفاظ نفسها وليس تعلم الطفل لهذه الألفاظ من أهله!
فالأهل لا يخترعون للطفل لغة جديدة، وإنما يستعملون ألفاظًا تلقوا أصلها عن آبائهم، وهؤلاء تلقوها عن آبائهم، وهكذا.
ولهذا ضعف القول بأن اللغات اصطلاحية، والصواب الذي أرى أنه لا شك فيه أنها توقيفية من الباري عز وجل؛ كما قال ابن عباس وغيره من السلف في تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها}.
والكلام هنا عن أصل اللغات لا جميعها، فلا مانع بعد ذلك أن يستحدث الناس ألفاظا أخرى توسعا أو اصطلاحا، أو تتغير معاني بعض الألفاظ لكثرة الاستعمال، أو غير ذلك مما هو معروف ومشاهد لا ينكره إلا مكابر.
موضع الإشكال أن شيخ الإسلام اعترض أصلا على مثبتة المجاز في تصورهم أن لفظ (الأسد) وضع أولا للحيوان المعروف ثم استعمل بعد ذلك في الإنسان الشجاع لقرينة
ولا أدري ما مدى الاختلاف بين هذا القول وبين قول شيخ الإسلام أن لفظ (الغائط) استعمل في المطمئن من الأرض ثم استعمل فيما يخرج من الإنسان لقرينة.
إلا إذا كان الخلاف في تسميته وضعا أو استعمالا سابقا!
والاختلاف في الوضع وعدمه راجع إلى مسألة نشأة اللغة لا إلى مسألة المجاز وإن كان أكثر كلام شيخ الإسلام يجمع بين المسألتين معا.
وإذا اعترض شيخ الإسلام على وضع لفظ (الأسد) أولا للحيوان المعروف ثم استعمل بعد للإنسان الشجاع بعدم إمكانية إثبات الوضع المتقدم
فماذا لو اعترض آخر على استعمال لفظ (الغائط) أولا في المطمئن من الأرض ثم استعمل للخارج من الإنسان بعدم إمكانية إثبات الاستعمال المتقدم
وقد قال بذلك عدد من منكري المجاز!
فما الفيصل في مثل هذه الإشكالات؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 05:33]ـ
لا يا شيخنا الفاضل
شيخ الإسلام يعترض على قولهم إن لفظ (الأسد) وضع أولا للحيوان المعروف وضعا مجردًا عن الاستعمال، ثم بعد ذلك قد يستعمل لفظ (الأسد) فيما وضع له فيسمى حقيقة، وقد يستعمل في غير ما وضع له فيسمى مجازا.
فهذا هو ما ينكره شيخ الإسلام.
أما استعمال لفظ في سياق بمعنى ثم استعماله في سياق آخر بمعنى آخر من باب الاتساع فلا ينكره شيخ الإسلام ولا ينكره أحد مطلقًا من أهل العلم فيما أعلم.
فإنكار شيخ الإسلام منصب على إنكار وضع مجرد عن الاستعمال.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 08:16]ـ
بارك الله فيكم
وماذا عن الرواية الثانية عن الإمام أحمد في نفي المجاز في القرآن هل تصح؟؟ لو صحت لصاح بها شيخ الإسلام؟
وماذا عن تعيين الرافضة الذين أنكروه؟ في أي عصر؟ وما هي مظان الوقوف على كلامهم؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 08:49]ـ
على قواعد شيخ الإسلام لا يمكن أن تصح هذه الرواية عن الإمام أحمد؛ لأن شيخ الإسلام ذكر أن المجاز لم يعرفه الإمام أحمد أصلا ولا أحد من الأئمة، لا أنهم عرفوه وأنكره.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 08:53]ـ
قال ابن رجب في ترجمة ابن الفاعوس من الذيل:
... كان أبو القاسم بن السمرقندي يقول: إن أبا بكر بن الخاضبة كان يسمى ابن الفاعوس الحجرى لأنه كان يقول الحجر الأسود يمين الله حقيقة
قلت: إن صح عن ابن الفاعوس أنه كان يقول الحجر الأسود يمين الله حقيقة فأصل ذلك:
أن طائفة من أصحابنا وغيرهم نفوا وقوع المجاز في القرآن ولكن لا يعلم منهم من نفي المجاز في اللغة كقول أبي إسحاق الإسفراينى ولكن قد يسمع بعض صالحيهم إنكار المجاز في القرآن فيعتقد إنكاره مطلقاً ....
قال أبو العباس: قلت: وأما قوله: إن القرآن نزل بلغة العرب: فحق بل بلسان قريش كما قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقال عمر وعثمان: إن هذا القرآن نزل بلغة هذا الحي من قريش وحينئذ فمن قال: إن الألفاظ التي فيه ليست مجازا ونظيرها من كلام العرب مجاز فقد تناقض لكن الأصحاب الذين قالوا: ليس في القرآن مجاز لم يعرف عنهم أنهم اعترفوا بأن في لغة العرب مجازا؛ فلا يلزمهم التناقض .........
المجموع (20/ 482)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 08:58]ـ
قال أبو العباس: قلت: وأما قوله: إن القرآن نزل بلغة العرب: فحق بل بلسان قريش كما قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقال عمر وعثمان: إن هذا القرآن نزل بلغة هذا الحي من قريش وحينئذ فمن قال: إن الألفاظ التي فيه ليست مجازا ونظيرها من كلام العرب مجاز فقد تناقض لكن الأصحاب الذين قالوا: ليس في القرآن مجاز لم يعرف عنهم أنهم اعترفوا بأن في لغة العرب مجازا؛ فلا يلزمهم التناقض .........
المجموع (20/ 482) تنبيه مهم
لكن ما وجه تخصيص الأصحاب بذلك؟
بمعنى آخر:
هل وُجد من غير الحنابلة من نصّ على عدم وجود المجاز في القرآن مع اعترافه بوجوده في اللغة تصريحا؟
هل من مفيد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 09:58]ـ
بارك الله فيكم
وماذا عن الرواية الثانية عن الإمام أحمد في نفي المجاز في القرآن هل تصح؟؟ لو صحت لصاح بها شيخ الإسلام؟
وماذا عن تعيين الرافضة الذين أنكروه؟ في أي عصر؟ وما هي مظان الوقوف على كلامهم؟؟
في شرح الكوكب بعد أن ذكر أن المجاز واقع في اللغة:
"وهذا الصحيح عند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه وأكثر أصحابه
قال القاضي: نص الإمام أحمد على أن المجاز في القرآن
فقال في قوله تعالى "إنا نحن نحيي ونميت " و " نعلم " و " منتقمون " هذا من مجاز اللغة يقول الرجل: إنا سنجري عليك رزقك
وعنه رواية أخرى: ليس في القرآن منه شيء
حكاه الفخر إسماعيل
واختاره ابن حامد. ا. هـ
والفخر إسماعيل غلام ابن المنى لم يكن دينه بذاك ينظر ترجمته في السير والوافي وغيره
وابن حامد قبل الفخر إسماعيل ولا أظنه اختار الرواية بل اختار نفي المجاز وهو ظاهر كلام ابن النجار إذ لم يقل " اختارها "
وفي البحر للزركشي: "وقال القاضي أبو يعلى من الحنابلة عن أبي الفضل التميمي: إنه حكاه في كتابه " الأصول " عن أصحابهم _يعني نفي المجاز في القرآن_ ولذلك قال أبو حامد في أصوله: ليس في القرآن مجاز لكن المنصوص عن أحمد خلافه. ا, هـ
فإذا لم يتابع الفخر فهي واهية وقد ذكرها شيخ الإسلام والمرداوي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 10:11]ـ
تنبيه مهم
لكن ما وجه تخصيص الأصحاب بذلك؟
هل وُجد من غير الحنابلة من نصّ على عدم وجود المجاز في القرآن مع اعترافه بوجوده في اللغة تصريحا؟
هل من مفيد؟
الذي أعرفه ممن نفى المجاز في القرآن من غير الحنابلة:
دواد وابنه والبلوطي من الظاهرية وابن القاصّ من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية
وأبو مسلم بن يحيى الأصفهاني من الحنفية
فيبحث عن مظان كلامهم
***********
ماذا عن سؤالي عن مذهب الإمامية (الرافضة) أين نبحث وما هي المظان؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 11:40]ـ
فإذا لم يتابع الفخر فهي واهية وقد ذكرها شيخ الإسلام والمرداوي
عذرا نص كلام أبي العباس في الإيمان:
"وحكى بعض الناس عن أحمد فى ذلك روايتين "
وأما المرداوي فقال في التحرير: "وعنه ... "
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 03:33]ـ
غريب ....
قال ابن مفلح في أصوله (109/ 1): " وللتابعين قولان " يعني في نفي المجاز في القرآن
قال محقق الكتاب (السدحان) معلقا على هذا الموضع: أنظر تفسير الطبري (335/ 1) طبعة المطبعة الكبرى الأميرية بمصر سنة1327هـ
وليست عندي هذه الطبعة فلتنظر
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . كيف حالكم يا مشايخ؟ أرجو الله أن تكون دائما بخير.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 09:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عود حميد أخي الحبيب
رسالتك وصلت على الخاص
بارك الله لك ووفقك لكل خير
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عود حميد أخي الحبيب
رسالتك وصلت على الخاص
بارك الله لك ووفقك لكل خير
وفيكم وإياكم شيخنا الفاضل. أبدأ الآن المشاركة والله المستعان. . .
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:38]ـ
(أبو إسحاق الإسفراييني) الذي هو من أشهر من نسب له القول بإنكار المجاز، من أئمة الأشاعرة، ومن أصحاب أبي الحسن الأشعري رحم الله الجميع.
وأنا عندي شك في صحة نسبة القول بإنكار المجاز له، مع شهرة ذلك عنه في كتب الأصول.
والمشكلة أن مصنفاته غير موجودة فيما أعلم ليُنظر فيها.
ولكن أيا ما كان الأمر، فمن الواضح أنه لو كان أنكر المجاز، فلا يمكن أن يكون إنكاره مبنيا على الأدلة التي ذكرها شيخ الإسلام؛ لأن شيخ الإسلام نفسه نقل عنه ما يناقض هذه الأدلة؛ فمن ذلك قوله (حقيقة الإيمان في اللغة التصديق).
وحتى مسألة الوضع الأول في اللغات لم ينكرها الأستاذ أبو إسحاق، ولكنه قال: الوضع الأول من الله، والتتمة من الناس.
فمن كان عنده مزيد علم بهذا الأمر فليؤد زكاة العلم.
كلام الأستاذ أبي إسحاق نقله ابن القيم بحروفه في (الصواعق). وفيه ذكر لكلام القاضي أبي الطيب أيضا.
والظاهر من ذلك النقل أنه في الأصل من أصحاب المجاز. . وإنما أوصله البحث والمناقشة إلى الحيرة والتناقض والركون إلى إلزام الخصم بمثل ما ألزمه خصومه إياه من بطلان التقسيم. شأنه في ذلك شأن من أنكر قدم العالم من المتكلمين، فأوصلهم ذلك الإنكار إلى القول بـ (الترجيح بلا مرجح)، وهما سيان في البطلان. أو مثل الغزالي الذي أبطل فلسفة ابن سينا، فأبطل كلامه ابن رشد، وهما سيان في البطلان. لأن الحق خارج هذين الموقفين وجامع لخيراتهما خاليا من كدراتهما. والله أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:42]ـ
فيبقى الكلام على ما دندن حوله شيخ الإسلام وبالغ في إنكاره
وهو إطلاق الأسد على الحيوان المعروف والإنسان الشجاع
وكذا إطلاق الحمار على البهيمة المعروفة والإنسان البليد
ونظير هذين المثالين
ما الذي أنكره شيخ الإسلام من هذه الأشياء؟ ليتكم توضحه أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:56]ـ
ما الذي أنكره شيخ الإسلام من هذه الأشياء؟ ليتكم توضحه أكثر
أنكر ان يكون إطلاق الأسد على الإنسان الشجاع أو إطلاق الحمار على الإنسان البليد من باب المجاز كما يقول مثبتة المجاز؛ وذلك لإنكاره صحة تقسيم الكلام أصلا إلى حقيقة ومجاز
وهذا لا يخفى عليكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:02]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 466)
((ولكن قد يقال: في الكلام محذوف تقديره: وقت الحج أشهر معلومات ومن عادة العرب الحسنة في خطابها أنهم يحذفون من الكلام ما يكون المذكور دليلا عليه اختصارًا كما أنهم يوردون الكلام بزيادة تكون مبالغة في تحقيق المعنى. فالأول كقوله: {أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} فمعلوم أن المراد فضرب فانفلق لكن لم يحتج إلى ذكر ذلك في اللفظ إذ كان قوله: قلنا: (أن اضرب)؛ فانفلق: دليلا على أنه ضرب فانفلق. وكذلك قوله: {من آمن} تقديره بر من آمن أو صاحب من آمن. وكذلك قوله: {الحج أشهر} أي: أوقات الحج أشهر فالمعنى متفق عليه لكن الكلام في تسمية هذا مجازا. وقول القائل: نفس الحج ليس بأشهر؛ إنما يتوجه لو كان هذا مدلول الكلام؛ وليس كذلك بل مدلوله عند من تكلم به أو سمعه: أن أوقات الحج أشهر معلومات)).
أولا: هذا الكلام من شيخ الإسلام يشير إلى أن النزاع لفظي.
ثانيا: ظاهر من هذا النص أن بعض الكلام يحتاج إلى تقدير وبعضه لا يحتاج إلى تقدير، وهذا واضح معقول في التقسيم، خلافا لما ذكر شيخ الإسلام أن التقسيم ليس فيه شيء معقول.
ثالثا: مدلول الكلام عند كل من سمعه كما قال شيخ الإسلام، ولكن هذا المدلول تارة يطابق التقدير وتارة لا يطابق التقدير، وهذا الأمر لا ينكره شيخ الإسلام كما سبق، فظهر وضوح التقسيم.
رابعا: لم يقل أحد من أصحاب المجاز إن المعنى المفهوم من العبارة ذلك، خلافا لما توحيه عبارة شيخ الإسلام، ولكن النقاش في أن الكلام له لفظ وله مدلول، فتارة يكون المدلول مطابقا للفظ بغير احتياج لتقدير، وتارة يكون مخالفا للفظ ويحتاج إلى تقدير، وهذا واضح في التقسيم.
جواب الأول: أن كلام شيخ الإسلام ليس فيه إشارة إلى أن النزاع لفظي. بل فيه إشارة إلى أن مراد الآية متفق عليه، لكن شيخ الإسلام يقول: في الآية محذوف، وأرباب المجاز يقول: استعمل (الحج) الذي هو "الفعل" للدلالة على "زمن الفعل" من غير حذف ولا إضمار، بل بإطلاق الفعل مرادًا به زمنه.
وجواب الثاني: كون بعض الكلام بحاجة إلى تقدير إنما يدل على تقسيم الكلام إلى (مذكور كله) وإلى (محذوف بعضه)، لا يدل بحال على تقسيمه إلى (الحقيقة) التي هي (الاستعمال في الموضوع) وإلى (المجاز) الذي هو (استعمال في غير الموضوع). ثم إن احتياج بعض الكلام إلى تقدير واستغناء بعضها عنه إنما هو في "توضيح الكلام أكثر". وإلا، والكلام فصيح بليغ مفهوم المراد بنفسه. كيف، وقد قال الشيخ: "لكن لم يحتج إلى ذكر ذلك في اللفظ"؟
وجواب الثالث: بل ذلك المدلول يطابق التقدير على كل حال، فإن (التقدير) فرع لـ (فهم المدلول)، فكيف لا يطابقه؟
وجواب الرابع: أن شيخ الإسلام إنما يقارن بين قول القائل (نفس الحج ليس بأشهر) وبين لفظ الآية (الحج أشهر) الذي مدلوله: (أوقات الحج أشهر). وفرق واضح بين قول القائل: (الحج أشهر معلومات) وبين قول الآخر: (نفس الحج أشهر معلومات). وهذا يعكر على التقسيم إلى (الاستعمال في الموضوع) وإلى (الاستعمال في غير الموضوع) لا يساعده. لأن في جميع الموضوع لا يستعمل لفظ (الحج) إلا للدلالة على "الفعل" - ولذلك يمتنع تأكيده بقولنا: "نفس". فلا يقال: (نفس الحج أشهر معلومات)، بل يقال: (الحج أشهر معلومات) - لأن ثم محذوفا، مضافا إلى الحج في التقدير.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:08]ـ
أنكر ان يكون إطلاق الأسد على الإنسان الشجاع أو إطلاق الحمار على الإنسان البليد من باب المجاز كما يقول مثبتة المجاز؛ وذلك لإنكاره صحة تقسيم الكلام أصلا إلى حقيقة ومجاز
وهذا لا يخفى عليكم
نعم. وهذا إنكار صحيح. فإن دلالة الأسد على الحيوان الشجاع وعلى الرجل الشجاع كلاهما محفوف بالقرائن تعين المراد. فعلام الاستشكال يا فاضلنا؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:15]ـ
الحقيقة يصح نفيها باعتبار المجاز، والمجاز يصح نفيه باعتبار الحقيقة.
هذا الكلام متفق عليه، ولا إشكال فيه، كما ذكر ابن القيم والشنقيطي وغيرهما.
ولكن الكلام في أنهم يقولون (المجاز يصح إطلاق نفيه) أي بغير قرينة.
وهذا الكلام أنكره شيخ الإسلام وبالغ في إنكاره، وكلامه في هذا الموضع فيه إشكال عندي؛ لأن شيخ الإسلام أصلا ذكر أن الكلام لا يوجد قط من غير قرينة تبين المراد منه، فإذا كان هذا صحيحا، فالذي ينفي المجاز في موضع من المواضع لا بد أن يقترن بكلامه ما يدل على مراده، فإن اقترن به قرائن تدل على مراده فقد صار إذن من المقيد لا من المطلق، فكيف يقال (إن قولهم "المجاز يصح إطلاق نفيه" باطل)، وهذا الإطلاق غير متصور أصلا عند شيخ الإسلام؟!
هذا موضع مشكل عندي في كلام شيخ الإسلام.
وجواب هذا الاستشكال: أن أرباب المجاز يجوزون إطلاق نفي "المعنى المجازي" عندهم بغير قيد وجودي من الكلام. فقالوا مثلا: (أنت أسد ولست أسدا) هكذا بإطلاق، لم يقولوا: (أنت أسد ولست حيوانا مفترسا ذا أربع). في حين أنهم منعوا مثل هذا الإطلاق في حق "المعنى الحقيقي" عندهم. فلا يقولون: (هذا الكلب افترسه الأسد في الغابة فتأكله وليس الآكل أسدا). وهذا خلل واضح في المنهج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:17]ـ
نعم. وهذا إنكار صحيح. فإن دلالة الأسد على الحيوان الشجاع وعلى الرجل الشجاع كلاهما محفوف بالقرائن تعين المراد. فعلام الاستشكال يا فاضلنا؟ ليس ثمّة استشكال
وإنما هو دعوة لمناقشة ذلك كما ناقشنا قوله في قوله تعالى: {واسأل القرية} ومثلها مما سُمي: مجاز الحذف، فأكثر المشاركات كانت حوله ولم يتم مناقشة مثال الأسد والحمار وشبههما بتوسع، وهو نوع آخر من المجاز عند القائلين به ألصق بمسألة المجاز من الأول إذ يرى البعض أن مجاز الحذف ليس مجازا أصلا
والله الموفق
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:22]ـ
وهناك موضع آخر مشكل عندي في كلامه
فقد قال رحمه الله:
(من الأمثلة المشهورة لمن يثبت المجاز في القرآن: {واسأل القرية}. قالوا المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فقيل لهم: لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب؛ وأمثال هذه الأمور التي فيها الحال والمحال كلاهما داخل في الاسم. ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكان وكذلك في النهر يقال: حفرت النهر وهو المحل. وجرى النهر وهو الماء. ووضعت الميزاب وهو: المحل. وجرى الميزاب وهو: الماء)
وقال في موضع آخر:
(وقوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط}؟ فنقول: لفظ الغائط في القرآن يستعمل في معناه اللغوي وهو: المكان المطمئن من الأرض؛ وكانوا ينتابون الأماكن المنخفضة لذلك وهو الغائط كما يسمى خلاء لقصد قاضي الحاجة الموضع الخالي ويسمى مرحاضا لأجل الرحض بالماء ونحو ذلك والمجيء من الغائط اسم لقضاء الحاجة؛ لأن الإنسان في العادة إنما يجيء من الغائط إذا قضى حاجته فصار اللفظ حقيقة عرفية يفهم منها عند الإطلاق التغوط فقد يسمون ما يخرج من الإنسان غائطا تسمية للحال باسم محله كما في قوله: جرى الميزاب)
وهذا ظاهره التناقض
وجواب الإشكال أن الكلام الأول للشيخ فيه من التحقيق والانضباط ما ليس في الثاني. ألا ترونه قد استعمل في الثاني مصطلح (المعنى اللغوي) و (الحقيقة العرفية)؟ وهما من المصطلحات الخاصة بأرباب التقسيم. وإن شئتم قولوا: الثاني مذهبٌ للشيخ قديمٌ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:26]ـ
لا يظهر لي فرق بين كلام (الإمام أحمد) وبين كلام (البخاري وعثمان الدارمي)، فأرجو ممن عنده فرق بينهما أن يوضحه.
نعم. ليس بين الكلامين فرق، وإنما تميزت كلام البخاي بتسميته "تفسير المجاز": تحقيقا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:36]ـ
وما الفارق بين أن أقول:
{الحج أشهر معلومات} تقديره (وقت الحج أشهر معلومات) كما قال شيخ الإسلام
وبين أن أقول:
{واسأل القرية} تقديره (واسأل أهل القرية) كما قال أهل المجاز
هل من مجيب إجابة شافية؟
ليس بينهما فرق. إلا أن شيخ الإسلام يرى أن لفظ (القرية) في لغة العرب اسم للحال والمحل على السواء، وهؤلاء يرون أن هذا اللفظ في لغة العرب اسم للمحل دون الحال، فاحتاجوا إلى تقدير المحذوف.
وأما قوله تعالى (الحج أشهر معلومات)، فشيخ الإسلام وهؤلاء متفقون على أن لفظ (الحج) في لغة العرب اسم للفعل دون الزمن، فاحتاج كل من شيخ الإسلام وهؤلاء إلى تقدير المضاف.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:39]ـ
وجواب الإشكال أن الكلام الأول للشيخ فيه من التحقيق والانضباط ما ليس في الثاني. ألا ترونه قد استعمل في الثاني مصطلح (المعنى اللغوي) و (الحقيقة العرفية)؟ وهما من المصطلحات الخاصة بأرباب التقسيم. وإن شئتم قولوا: الثاني مذهبٌ للشيخ قديمٌ.أتدري أين قال شيخ الإسلام ذلك قبل أن تصفه بأنه: مذهب للشيخ قديم؟
سأترك الإجابة لكم بعد البحث
وفقكم الله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:44]ـ
وكلام ابن قتيبة واضح في أنه لا يعلم خلافًا في إثبات المجاز؛ لأنه قال (وقد تبين لمن قد عرف اللغة أن القول يقع فيه المجاز .... ) إلخ.
ولو كان ابن قتيبة يعرف عالمًا معتبرًا ينكر المجاز ما قال هذا القول؛ لأنه ممن يقدرون أهل العلم ولا يطعنون على أحد منهم.
والكلام هنا عن معتقد ابن قتيبة وليس عن الوجود في نفس الأمر.
الذي يظهر لي أن مراد ابن قتيبة بذلك الكلام أن لفظ (القول) مستعمل في لغة العرب للدلالة أيضا على غير الكلام اللفظي، لا أنه أراد إثبات التقسيم الثنائي الاصطلاحي إلى ما عند المتكلمين.
يعنى أن ابن قتيبة لا يعرف عالما معتبرا ينكر قول القائل: (قالت الشجرة ومالت).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 11:59]ـ
ولكن الأستاذ أبا إسحاق سلم بوجود الوضع الأول في الكلام الذي تفضلت بذكره، ولكنه يجعل الوضع شاملا للحقيقة والمجاز.
أما شيخ الإسلام فلا يسلم وجود وضع أول أصلا.
المسلَّم عند أبي إسحاق - فيما يظهر لي - هو الوضع الأول بمعنى وضع الله وحده - مع التوقيف.
والمنكر عنده هو الوضع الأول بمعنى المواضعة بين بني آدم قبل الاستعمال - كما هو مذهب الجبائي.
وأما شيخ الإسلام، فليس ينكر (الوضع) بذلك المعنى الأول - وسماه إلهامًا، وإنما أنكر الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 12:08]ـ
أتدري أين قال شيخ الإسلام ذلك قبل أن تصفه بأنه: مذهب للشيخ قديم؟
سأترك الإجابة لكم بعد البحث
وفقكم الله
بارك الله فيكم.
لم أصفه بذلك، وإنما أصفه بقلة الانضباط بالنسبة إلى كلامه الأول.
كيف لا، والشيخ نفسه قد قال في ذلك الموضع - وهو رده على الآمدي - قبل ذلك الحرف بقليل: وَتَمَامُ هَذَا بِالْكَلَامِ عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِنْ الْمَجَازِ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ قَالَ: يُعْتَذَرُ عَنْ قَوْلِهِ: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} وَالْأَنْهَارُ غَيْرُ جَارِيَةٍ. فَيُقَالُ: النَّهْرُ كَالْقَرْيَةِ وَالْمِيزَابِ وَنَحْوِ ذَلِكَ يُرَادُ بِهِ الْحَالُّ وَيُرَادُ بِهِ الْمَحَلُّ فَإِذَا قِيلَ: حَفَرَ النَّهْرَ؛ أُرِيدَ بِهِ الْمَحَلُّ وَإِذَا قِيلَ: جَرَى النَّهْرُ؛ أُرِيدَ بِهِ الْحَالُّ.
فإما أن مذهب الشيخ المنضبط أن (الميزاب) اسم للحال والمحل ابتداءً، وهو الذي أراه.
وإما أن مذهبه أن (الميزاب) في البداية اسم للمحل، ثم ضم إليه الحال، فكان اسما لهما.
عموما، قد قال الشيخ: وَاسْمُ النُّورِ إذَا تَضَمَّنَ صِفَتَهُ وَفِعْلَهُ كَانَ ذَلِكَ دَاخِلًا فِي مُسَمَّى النُّورِ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 12:15]ـ
الظاهر من كلام شيخ الإسلام أنه ينفي الوضع الأول مطلقا، فاللغات ابتدئت عنده بالاستعمال مباشرة، ولا يوجد وضع سابق للاستعمال، وهذه النقطة تحتاج مناقشة؛ لأن كلام شيخ الإسلام فيها مشكل.
بارك الله فيكم. ما هي موضع الإشكال من مذهب شيخ الإسلام هذا بالتحديد يا شيخنا؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 12:17]ـ
نقلته من كتاب البلاغة الواضحة فتأويل المشكل ليس في متناول يدي الآن، فيمكن مراجعة ذلك
تفضلوا يا شيخنا:
============================== =========
تأويل مشكل القرآن لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة - رحمه الله-
تحقيق: السيد أحمد صقر - رحمه الله-
الغلاف و المقدمة من هذا الرابط بارك الله فيكم:
http://www.kabah.info/uploaders/taauel00.rar
باقي الكتاب من هذا الرابط بارك الله فيكم:
http://www.kabah.info/uploaders/taauel01.rar
============================== =========
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 12:30]ـ
موضع الإشكال أن شيخ الإسلام اعترض أصلا على مثبتة المجاز في تصورهم أن لفظ (الأسد) وضع أولا للحيوان المعروف ثم استعمل بعد ذلك في الإنسان الشجاع لقرينة
ولا أدري ما مدى الاختلاف بين هذا القول وبين قول شيخ الإسلام أن لفظ (الغائط) استعمل في المطمئن من الأرض ثم استعمل فيما يخرج من الإنسان لقرينة.
إلا إذا كان الخلاف في تسميته وضعا أو استعمالا سابقا!
والاختلاف في الوضع وعدمه راجع إلى مسألة نشأة اللغة لا إلى مسألة المجاز وإن كان أكثر كلام شيخ الإسلام يجمع بين المسألتين معا.
وإذا اعترض شيخ الإسلام على وضع لفظ (الأسد) أولا للحيوان المعروف ثم استعمل بعد للإنسان الشجاع بعدم إمكانية إثبات الوضع المتقدم
فماذا لو اعترض آخر على استعمال لفظ (الغائط) أولا في المطمئن من الأرض ثم استعمل للخارج من الإنسان بعدم إمكانية إثبات الاستعمال المتقدم
وقد قال بذلك عدد من منكري المجاز!
فما الفيصل في مثل هذه الإشكالات؟
فيصل المسألة - فيما يظهر لي من كلام شيخ الإسلام: أن في لغة العرب إلى حين نزول القرآن لم يُستعمل لفظ (الغائط) إلا للدلالة على (الموضع المنخفض). ثم استعمله الناس بعد ذلك في عرفهم هذا اللفظ ذاته للدلالة على ما يحل هذا الموضع، وهو فضلة الإنسان.
والدليل: أن استعمال القرآن إنما يرد على هذا المعنى. ثم وجدنا في كلام الناس بعده استعماله في الخارج من الإنسان، كقول عائشة رضي الله عنها: مُرْنَ أَزْوَاجَكُمْ يَغْسِلْنَ عَنْهُنَّ أَثَرَ الْغَائِطِ.
وهذا غاية ما يمكن تصوره في الاستعمالات. وإلا فلا مانع من أن العرب كانت قد استعملته للمعنيين معا أو لأحدهما دون الآخر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 02:04]ـ
وأما شيخ الإسلام، فليس ينكر (الوضع) بذلك المعنى الأول - وسماه إلهامًا، وإنما أنكر الثاني.
لا يا شيخنا الفاضل!
الإلهام عند شيخ الإسلام يختلف تماما عن الوضع، فالإلهام عند شيخ الإسلام إلهام بالاستعمال مباشرة، وهذا فيه إشكال في كلام شيخ الإسلام نحتاج أن نناقشه.
أبو إسحاق لا ينكر وجود وضع سابق للاستعمال، ولكنه ينكر أن يكون فيه شيء (اسمه الحقيقة) سابق على شيء (اسمه المجاز)، فكلاهما وضع معا في وقت واحد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 02:06]ـ
الذي يظهر لي أن مراد ابن قتيبة بذلك الكلام أن لفظ (القول) مستعمل في لغة العرب للدلالة أيضا على غير الكلام اللفظي، لا أنه أراد إثبات التقسيم الثنائي الاصطلاحي إلى ما عند المتكلمين.
يعنى أن ابن قتيبة لا يعرف عالما معتبرا ينكر قول القائل: (قالت الشجرة ومالت).
أحسن الله إليك
أولا: بغض النظر عن معنى كلام ابن قتيبة، هل تسلم أن ظاهر كلامه أنه لا يعلم مخالفا فيما يقول؟
ثانيا: هل تسلم أن ابن قتيبة يسمي استعمال (قال) في الكلام حقيقة، ويسمي استعمالها في غير ذلك (مجازا) بغض النظر عن معنى كلمة (مجاز) عنده؟
ثالثا: هل تسلم أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز موجود عند ابن قتيبة، بغض النظر عن معنى المجاز عنده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 02:15]ـ
بارك الله فيكم. ما موضع الإشكال من مذهب شيخ الإسلام هذا بالتحديد يا شيخنا؟
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
قد ذكرت موضع الإشكال في المشاركة (206 ( http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=106900&postcount=206))
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 01:04]ـ
وفقك الله
لا أدري أين التعارض بين الموضعين؟ ففي الموضع الأول ذكرت أن شيخ الإسلام ينفي وجود وضع سابق للاستعمال، وفي الموضع الثاني ذكرت أن شيخ الإسلام يوافق على أن الاستعمال قد يتغير من وقت إلى وقت، فلا تعارض بينهما.
وأما موضع الإشكال عندي في كلام شيخ الإسلام في الموضع الأول، فهو أنه استدل بدليل أراه خارج محل النزاع تماما؛ فإنه قال: ((وكذلك الآدميون؛ فالمولود إذا ظهر منه التمييز سمع أبويه أو من يربيه ينطق باللفظ ويشير إلى المعنى فصار يفهم أن ذلك اللفظ يستعمل في ذلك المعنى أي: أراد المتكلم به ذلك المعنى ثم هذا يسمع لفظا بعد لفظ حتى يعرف لغة القوم الذين نشأ بينهم من غير أن يكونوا قد اصطلحوا معه على وضع متقدم؛ بل ولا أوقفوه على معاني الأسماء)).
وهذا الكلام ليس له علاقة بمسألة الاختلاف في أصل الوضع؛ لأن المقصود الوضع الأول للألفاظ نفسها وليس تعلم الطفل لهذه الألفاظ من أهله!
فالأهل لا يخترعون للطفل لغة جديدة، وإنما يستعملون ألفاظًا تلقوا أصلها عن آبائهم، وهؤلاء تلقوها عن آبائهم، وهكذا.
ولهذا ضعف القول بأن اللغات اصطلاحية، والصواب الذي أرى أنه لا شك فيه أنها توقيفية من الباري عز وجل؛ كما قال ابن عباس وغيره من السلف في تفسير قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها}.
والكلام هنا عن أصل اللغات لا جميعها، فلا مانع بعد ذلك أن يستحدث الناس ألفاظا أخرى توسعا أو اصطلاحا، أو تتغير معاني بعض الألفاظ لكثرة الاستعمال، أو غير ذلك مما هو معروف ومشاهد لا ينكره إلا مكابر.
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل. . بل علاقة هذا الكلام من شيخ الإسلام بمسألة (الاصطلاح) واضح جدا. لأنه في صدد الرد على من قال: (إنْ لَمْ يَكُنْ اصْطِلَاحٌ مُتَقَدِّمٌ لَمْ يُمْكِنْ الِاسْتِعْمَالُ). فأبطل هذا الزعم بإبطال اللزوم. فبرهن عقلا ونقلا وعرفا أن الاستعمال ليس بحاجة إلى اصطلاح متقدم عليه. أما عقلا، فإن الله "يُلْهِمُ الْحَيَوَانَ مِنْ الْأَصْوَاتِ مَا بِهِ يَعْرِفُ بَعْضُهَا مُرَادَ بَعْضٍ"، ومعلوم أن الحيوانات لا يقع بينهم اصطلاح أو مواضعة. وأما نقلا، فإن الله قال على لسان سليمان: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ}، ومعلوم أن هذا التعليم وحي أو إلهام لا اصطلاح بين سليمان وبين الطيور.
وأما عرفا، فقد قال الشيخ: وَكَذَلِكَ الْآدَمِيُّونَ؛ فَالْمَوْلُودُ إذَا ظَهَرَ مِنْهُ التَّمْيِيزُ سَمِعَ أَبَوَيْهِ أَوْ مَنْ يُرَبِّيهِ يَنْطِقُ بِاللَّفْظِ وَيُشِيرُ إلَى الْمَعْنَى فَصَارَ يَفْهَمُ أَنَّ ذَلِكَ اللَّفْظَ يُسْتَعْمَلُ فِي ذَلِكَ الْمَعْنَى أَيْ: أَرَادَ الْمُتَكَلِّمُ بِهِ ذَلِكَ الْمَعْنَى ثُمَّ هَذَا يَسْمَعُ لَفْظًا بَعْدَ لَفْظٍ حَتَّى يَعْرِفَ لُغَةَ الْقَوْمِ الَّذِينَ نَشَأَ بَيْنَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا قَدْ اصْطَلَحُوا مَعَهُ عَلَى وَضْعٍ مُتَقَدِّمٍ. وبما أن هكذا عادة جميع الناس في تعلمهم اللغة، فليس من الممكن أن نقول إن ثم جماعة من العقلاء اصطلحوا على جميع اللغة أو جمهورها قبل أن يستعملوها فيما بينهم. وأظنه واضح. والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 02:03]ـ
يا شيخنا الفاضل، هذا الكلام إنما يقال لو كان أصحاب المجاز يقولون: لو لم يكن الوضع موجودا الآن لم يمكن الاستعمال، وهذا لا يقوله أحد منهم!!
ومما لا شك فيه أن أصحاب المجاز لا يشترطون علمنا نحن الآن بالوضع، ولا يشترطون وجود الوضع الآن!!
فتعلم الأطفال من آبائهم ليس له علاقة بإنكار الوضع الأول، بل يمكن أن يكون دليلا على صحة الوضع الأول!!
وذلك لأنه لو صح الاستعمال بغير وضع متقدم لما كان الأطفال محتاجين إلى أهلهم في تعلم الكلام، ولا شك أن كل طفل يتعلم من والديه ومن يسمع منه، وهذا متسلسل، والتسلسل باطل عند العقلاء، فلا بد أن تنتهي السلسلة بوضع أول، بغض النظر عن الواضع.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 08:45]ـ
وفقكم الله
قلت: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
أتدري أين قال شيخ الإسلام ذلك قبل أن تصفه بأنه: مذهب للشيخ قديم؟
سأترك الإجابة لكم بعد البحثفقلتم: بارك الله فيكم.
لم أصفه بذلك، وإنما أصفه بقلة الانضباط بالنسبة إلى كلامه الأول. كيف وقد قلتم قبل: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نضال مشهود
وجواب الإشكال أن الكلام الأول للشيخ فيه من التحقيق والانضباط ما ليس في الثاني. ألا ترونه قد استعمل في الثاني مصطلح (المعنى اللغوي) و (الحقيقة العرفية)؟ وهما من المصطلحات الخاصة بأرباب التقسيم. وإن شئتم قولوا: الثاني مذهبٌ للشيخ قديمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 08:47]ـ
تفضلوا يا شيخنا:
============================== =========
تأويل مشكل القرآن لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة - رحمه الله-
تحقيق: السيد أحمد صقر - رحمه الله-
الغلاف و المقدمة من هذا الرابط بارك الله فيكم:
http://www.kabah.info/uploaders/taauel00.rar
باقي الكتاب من هذا الرابط بارك الله فيكم:
http://www.kabah.info/uploaders/taauel01.rar
============================== ========= هدية مقبولة أيها الحبيب الخلوق
زادكم الله علما وأدبا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - May-2008, صباحاً 04:19]ـ
وفقكم الله
قلت: فقلتم: كيف وقد قلتم قبل:
الذي قلته: (وإن شئت، فقل. .)، فهذا ليس من وصفي، لأني لم أشأه.
ومعذرة على الركاكة في كلامي. . فأنا أعجمي قبل كل شيء:)(/)
هل تصح شرعاً مثل تلك القصة؟
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست من متتبعي القصص والباحثين عنها , ولكن سمعت هذه القصة من إمام وخطيب مسجدنا في خطبة الجمعة , وقد أسندها , ولا يهمني إن كان الإسناد صحيحاً , ولكن ما يهمني هو هل تصح مثل تلك القصة من الناحية الشرعية؟
القصة باختصار كما قصها الخطيب ...
روى خطيب المسجد عن أحد الإخوة وسماه , قال: أخبرني أحد الصالحين أنه سمع هاتفاً - من الهُتاف - يهتف في أذنه أن اذهب إلى فلان ابن فلان ابن فلان الفلاني الساكن في تلك البلاد وبشره أنه في الجنّة , يقول الرجل فلم أهتم كثيراً , ثم عاود الهُتاف في الليلة الثانية , ثم تكرر الأمر في الليلة الثالثة , فذهبت إلى أحد المشائخ وأخبرته بما حصل معي , فقال إذهب إلى تلك البلاد وأخبر فلان أنه مُبشر بالجنة , يقول فسافر الرجل إلى تلك البلدة وسأل عن الرجل ثم وجده ولم تكن عليه آثار الصلاح , ثم حكى له الأمر , واستغرب الرجل وقال: أنا ليس لي من العمل الصالح إلا الفرائض وأنا مقصر في ديني فكيف أدخل الجنة , فتذكر , قال: أن لي جارا مات من مدّة وأنا أعيل أهله فاقسم راتبي نصفين نصف لي ونصف لأهل جاري الميت , يقول فلما بلغته رجعت إلى بلدي ثم عدت له بعد شهر أزوره , فإذا بالرجل قد التزم وتدين ولازم المسجد ثم مات على تلك الحال الطيبة.
آسف على الإطالة , ولكن أريد معرفة الحكم الشرعي في مثل هذه القصة , خصوصاً أن فيها جزم بدخول عبد من عباد الله تعالى الجنَّة.
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 12:48]ـ
لا يجوز الحكم على معين بجنة أو نار إلا من حكم عليه نص صريح من القرآن او السنة كالمبشرين العشرة وعبد الله والد جابر وعكاشة بن محصن، وأما المبشرين بالنار مثل أبولهب وامرأته وفرعون وأهل القليب وغيرهم كثير.
والقصة - فرضا لو كانت صحيحة- فإنه لايلزم منها أن ذلك الشحص من أهل الجنة، بل قد تكون لمة من الشيطان، وقد تكون لمة من الملك فتكون من المبشرات، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري من طريق أبو هريرة مرفوعا (لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة).
يقول الإمام أحمد: الرؤيا الصالحة تسر المؤمن ولا تغره.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 12:38]ـ
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا قَالَ أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ.
فالحمد لله الذي جعل في أمتنا من يفوق هذا الرجل الذي تحدث عنه النبي - في إحسانه وصلاحه.
أما بخصوص الرؤيا - فقد ذكر النبي أنها هي التي بقيت من المبشرات، فما المانع من تبشير مثل هذا الرجل بأنه من أهل الجنة إن شاء الله من غير جزم بذلك - لا سيما وأنه قد عُلِم من حاله ما يؤمل لصاحبه بأن يكون من أهلها؟؟؟؟
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 06:34]ـ
لا نجزم لأحد بجنة أو نار إلا ما ورد بشأنه نص كما ذكر أحد الأخوة، ولكن هناك رؤى كثيرة وردت عن السلف لبعضهم البعض تبشر بدخولهم الجنة وإذ كنا لا نجزم بذلك فنحن نقبل الرؤى خاصة وأنها وردت من طرق صحيحه فضلا عن أنها تحقق قول النبى صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ومن هذه الرؤى ما ذكره الحافظ شمس الدين السخاوى تلميذ ابن حجر العسقلانى فى كتابه الماتع الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ من أن رجلا عند موت يحيى بن معين رأى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه مجتمعين فسألهم عن سبب اجتماعهم فقال النبى " جئت لأصلى على هذا الرجل فإنه كان يذب الكذب عن حديثى" ونودى يحيى بن معين بين يدى نعشه " هذا الذى كان ينفى الكذب عن رسول الله ثم رؤى فى النوم فقيل له " ما فعل الله بك" فقال " غفر لى، وأعطانى وحبانى، وزوجنة ثلثمائة حورا، وأدخلنى عليه مرتيت" وغير ذلك كثير د. عبدالباقى السيد عبدالهادى الظاهرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 11:13]ـ
أتذكر أني قرأت لبعض العلماء أن الهواتف تكون في اليقظة و ليست هي الرؤى في المنام، و لكن ربما لها نفس الحكم في أنها لا يترتب عليها حكم شرعي و إنما هي بشارة أو نذارة
من ذلك ما أخرجه ابن أبي الدنيا في الهواتف، بغض النظر عن صحته من عدمه، و إنما أردت بيان معنى الهواتف عند ابن أبي الدنيا قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن ابن عباس قال حدثني رجل من بني غفار قال أقبلت وابن عم لي حتى صعدنا على جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان لننتظر للوفود على من تكن الدائرة فننتهب مع من ينتهب فبينا نحن في الجبل إذ دانت مثل السحابة فسمعنا فيها مثل حمحمة الخيل سمعت قائلا يقول أقدم حيزوم فأما بن عمي فانكشف قناع قلبه فمات وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت
و قد تكون الهواتف من الجن و ليست من الملائكة كما في قصة موت سعد بن عبادة(/)
ما حكمة خلق الله - عز وجل - الحيوانات بكماء؟
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 11:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما حكمة خلق الله - عز وجل - الحيوانات بكماء؟
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 01:07]ـ
"سبحان الله": إلى فترةٍ قريبة اعتقد البشر أن الحيوانات بكماء لا صوت لها، و لكن أبحاثاً جديدة وجدت أنها تتخاطب مع بعضها بالموجات فوق الصوتية، و بدرجة عالية من التعقيد. وهذا ما أثبته القرآن الكريم والسنة المطهرة.
أما إذا قصدت ما الحكمة من كونها عجماء لا نفهم كلامها، فهذا أمر غيبي لانستطيع الخوض فيه إلا بنص من صاحب الشرع.(/)
تاريخ جديد ورحمة مرسلة
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 01:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في جنبات مكة وبين أوديتها السحيقة، أخذت الشمس تطل بأشعتها على رؤوس الجبال، وخرج الناس لقضاء حاجاتهم وتأدية أعمالهم في يوم رتيب كسائر أيامهم، فمنشغل بتقديس آلهته حول الكعبة، وآخر ربما سد جوعته ببعض أطراف إلهه المزبور من التمر، والبعض توجه لتسريح ماملكت يمينه من أرقاء يسوقهم سوقا لبيعهم في سوق النخاسة، وآخرون أقعدهم حب اللهو واللعب والمقامرة عن السعي في طلب الرزق كسائر القوم، وصنف منهم ربما لم يجد عملا يشغل به وقته ـ فالبطالة عهدها قديم قدم البشرية ـ فتراه مابين خمارة وباغية يبيع عقله لتزجية الوقت، ويغرق النفس في سبات عميق لكي لاتفيق فتدرك ماهي عليه من كبد الحياة وشقوتها، وآخرون أحسن حالا من هؤلاء إذ اشتغلوا بالطواف بالبيت العتيق، ولكن في رسوم مستغربة وثياب مستعارة يتفضل بها عليهم أهل مكة، ومن لم يستطع منهم الحصول على هذه الثياب فلا يسعه إلا أن يطوف عاريا تبدو منه سوأته.
ولا أدري هل كان بعضهم يستطيع اختلاس النظر لرؤية بعض الطائفين بالكعبة وهم عراة، وأظن هذا ماعن لبعض الطائفات حتى أنشدت بيتها المشهور في هذا الشأن.
ومن بين ماجريّات ذلك اليوم ومع ذلك الصباح التائه في مسارات الحياة، استيقظن نساء مكة ليقمن بدورهن في الحياة، من خدمة الزوج وإعلاف دابته و القيام على بيته والإصلاح من شأنه ... ، وقد كن نساء طيعات لأزواجهن، يعرفن قدره وقوامته فلا يسعهن إلا الانصياع والطاعة.
وكان من بين تلكم النساء أم حنون، ونساء مكة قد اشتهرت عنهن هذه الحنّية على الولد، والعطف عليه والاهتمام بشأنه، وكان من شأن هذه المرأة أن قد اقترب مخاضها، فقد كانت تحمل في أحشائها جنينا كان ينتظر بشغف شديد، ليفاخر والده به نظرائه من صناديد مكة، ومن تجمعه بهم محافلها وأنديتها، إذ كان التكاثر بالمال والبنين من شيم أولئك القوم.
?????
مضت الأيام على ثقل والوالدان ينتظران هذا المولود، وما هو إلا أن اقترب المخاض وعلت زفرات الأم وصرخاتها، حتى أخذ الزوج بعتبة الدار قد امتقع لونه وهوى جالسا قبالة دارة، قابضا لحيته بشماله ناكثا الأرض بيمينه، يستشرف المبشِّر والبشارة، فإن كان المبشَّر به ابناً فهو يوم سعده، وإن كانت بنتاً فقد أخذ بدرب من السلامة بالبقاء خارج الدار، ليلوذ بوجهه عن الناس من سؤ مابشّر به، ولما حانت ساعة الولادة وأذن الخالق في خروج المولود، وخرج المبشِّر ليبشره بأن المولود أنثى، لتتبدد معها أحلام الأب التي كانت تتملكه وتطيش بفكره في غياهب الفخر والمجد، ولم يقف الأمر عند هذا، بل بلغ به الغضب والصلف على زوجه مبلغه، وكأن تلك الزوجة هي التي قدرت بمشيئتها الخالصة مايكون في بطنها، وهو الله الذي يقدر مافي الأرحام قد شاء أن يكون ما تحمله في أحشائها بنتا.
خرجت المولودة لظهر هذه الحياة، لتستنشق عبيرها وتخط في صفحاتها من حياتها ابتسامة تملأ المكان، و ضحكات تسمع الزمان، وكان قد اضمر لها الأب مايعجز الإنسان عن تصوره، إلا أن كل يوم كانت تغيب شمسه، يجدد في قلب الأم لطفلتها حنّية ومحبة تذكي بذرة المحبة التي فطرها الله لكل مولود، فكأن الدنيا لم تعرف من البنات غير هذه البُنيّة، تقرأ في عينيها كل دمعة حزن في الوجود، وتتعرف من حمرة خديها على الورد الذي يوصف بالبهجة وإدخال السرور، وتشم من مفرق شعر رأسها كل ريح طيبة من خزامى نجد أو رياحين الحجاز.
كانت هذه الأم الحنون كلما حملت ابنتها لتمشط شعر رأسها وتعقد فيه ضفائره، تضعها بين يديها مستقبلة ظهرها، حتى لا تريها دموعها المنهمرة على خديها، فينبعث عندها سؤال الطفلة عن هذه الدموع التي تجهل سببها.
فكانت تبكي كلما حملتها وكلما وضعتها، كانت تبكي كلما أطعمتها أوكستها أو تبسمت بين يديها، كانت تبكي كلما رأتها تكبر أمام ناظريها، فكانت تبكي مع شمس كل يوم جديد لا تدري ماتغرب عليه شمس ذلك اليوم، ويشتد بكاؤها عند رؤيتها لابنتها وهي تلهو وتلعب ضاحكة لاهية غافلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي صبيحة يوم كادت تشرق شمسه من غير ضياء، أيقظت الأم ابنتها الصغيرة، وأخذتها لتغسل وجهها وتزيل مابه من أثر النوم، ثم انصرفت مهيأة الطعام لزوجها، ووضعته بين يديه، ودعت أبنتها الصغيرة كي تجلس إلى جوار والدها وتأكل معه، وعندما هم بمد يده للطعام، وأخذ لقمة ليضعها في فمه إذ به يطرحها، وكأنه تذكر أمرا كان يبيّته من ساعة بشر بمولوده، من إمساك على هون لهذه البنت أو دس في التراب، إلا أنه اختار لشقائه أن يدسها في التراب فساء ما حكم، وهو الآن يريد أن يخبر زوجه بهذه الفاجعة، فصوت مستنصتا مستصغيا، وتمتم بكلمات يسيرات، لكنها مع قصرها كانت كصفرة الموت قبل الموت، أو كريح المقابر ووحشتها، فكانت كالقدر المحتوم الذي لا يسعك أن تحيد عنه أو تفر منه، وأنت لا تملك صنع الأقدار أو أن تحيد عنها أو تبدل فيها أو تفر منها، لكنك تملك أن تتقبلها أو ترفضها وتسخطها.
عندها صاحت الأم صيحة داخل أعماقها، صيحة لم تسمعها أذنيها، إنما كانت صيحة تفت الكبد والفؤاد في الأعماق، فتصهره كما يصهر الرصاص، فهي تخشى أن تكدر على ابنتها إقبالها على الطعام، كما كانت ترجوا أن يكون هناك قدرا لم يدر في خلدها، قدرا تدفع به هذا القدر، كانت صيحة لو تنفست لفجّرت صخور مكة، ولأبكت معها كل من لايحسن البكاء، ولأطفأت بها كل نور يشع في الحياة، ولذبلت معها كل زهرة نظرة تتنسم ضوء النهار، بل كظمتها ونفثتها في أحشائها تمزق بها نياط قلبها وتفت رخيص عظمها , وأخذت تدر دمعا مدرارا يفطر القلوب، كأنما كل دمعة منه قد انتظم حبات روحها.
وأخذ فؤادها كأنما هو شمعة تنصهر ويحترق فتيلها فيتبدد معه كل ضياء، وماكان منها إلا أن التفتت إلى طفلتها الصغيرة المتربعة على مائدة الطعام، فأخذتها واحتضنتها وراحت تشمها في عنقها ورأسها، وتقبل عينيها وخديها ويديها وقدميها.
?????
يا الله ... مالذي تمتم به هذا الظلوم لامرأته، وما شأن كل هذا الحزن القاتل، والكمد المميت، وكل هذه الدموع الحارة، ولم كل هذه القبل من الأم لطفلتها، أحبا أم رحمة أم هما معا، وما الداعي لها في هذا الوقت؟.
إنها تمتمة قل بيت في جنبات مكة إلا وسمع مثلها يوما ما، تمتمة لا أظن ظلوما يفري مثلها إلا وقد محيت كل سمة للرحمة من قلبه، لقد طلب من الأم أن تزين ابنتها لأن هذا هو يومها الموعود، هذا يومها الذي فيه سيمسح العار عن وجهه لإنجاب هذه البنية، فقبح من وجه وقبح حامله، هذا هو اليوم الذي سيدفن فيه ابنته حية كما خلقها الله، سيذهب لصنع قبرها بيديه، ويعود لحملها بين يديه، ويهيل عليها التراب بيديه، فيدفنها بيديه.
هكذا بكل يسر وسهوله ... ، لكن ما هو الجرم؟ ما هي الفاحشة؟ ما هي الخطيئة؟ ما هو السبب الذي استحقت به هذا العذاب، لا شئ لا شئ.
يا الله يا الله يا الله ... ماهذه القلوب الصلْدة؟ وما هذا القلب الذي يحمله هذا الأب؟ إنك لتنظر إلى السباع في الفلاة وهي ترفع أرجلها عن صغارها رحمة بها فتشهد بأن الخالق هو الله، وترى العقرب الكريهة ذي السم الزعاف وهي تحمل صغارها على ظهرها رحمة بها فتشهد بأن الخالق هو الله، وترى الجارحات من الطير وهي تجوب القفار للقمة تعود بها لأسغابها رحمة بها فتشهد بأن الخالق هو الله.
وتسمع حنين الناقة العشراء على سقبها رحمة فتشهد بأن الخالق هو الله، بهذه الرحمة حنت النّيب في نجد، وصوت الدوح في يمن، وأكلت الهرة صغارها.
فماهي هذه العادة الملعونة الممقوتة، أن يدفن الأب ابنته، أن يقتلها بدسها حية في التراب، أن يعلن انعدام الرحمة من قلبه ووأد لكل معان البشرية بل البهيمية، لا لشئ سوى جاهلية وضلال قد حشر قلبه، وعمت ظلمته الكون كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما متع النهار يمم الأب بوجهه شطر مكة، متخفيا من شهم كريم قد يثنيه عن مراده، وحمل معوله لتكسير الحجارة التي قد تعترض طريقه في حفر القبر، ولا تطاوعه في تحطيمها، وكأنما لسان حالها يناديه قائلا: إن هذا الحجر الذي تضربه بمعولك تريد تحطيمه، لهو ألين من قلبك الذي بين أضلعك، يوم أن طاوعك حتى تدس في التراب فِلْذَة كبدك، ولو نطق مرة أخرى لقال: إنك بتكسيرك لي قد أعلنت أن الإنسانية والرحمة عدمت، وما أنت أيها الإنسان إلا حجر يسير، لا ولن تصلح منك المعاول ما أصلحت مني، إني وأنا حجر لا أملك ما تملكه من آدمية، لأكنك عن كل مايؤذيك، فتتخذ مني بيتا يقيك برد الشتاء وقيظ الصيف ويبس الخريف ومطر الربيع، لطالما وجدت لي نفعا وصنعت بي رحمة ... ، فلولا حكمة التسخير لحق لي أن أكون أنت وأنت أنا.
وكان مع كل دقيقة تمضي، تموت الأم المسكينة في المرة ألف مرة وهي تترقب عودة الأب، فلا حول لها ولا قوة تدفع بها عن ابنتها، إذ حال هذه البنت حال الكثير من أترابها، غير أنها ترفع طرفها إلى السماء، لعلها ترى منقذا أو مخلصا، فلم يعد لها في الأرض من يستنقذ ابنتها، لعل قدرا يأتي به الله فهو مقدر الأقدار وخالقها، إنها تعلم بأن الله هو من خلقها، لكنها كانت تجهل كيف الوصول لتقول يا ألله.
ولما انتعل كل شئ ظله عاد الأب إلى بيته لحمل ابنته والذهاب بها عن أعين الناس، واقترب من بيته ودخل داره مناديا لها، فأقبلت إليه الفتاة وهي تعثر في خطاها تظن أنه يريد حملها وتقبيلها، أو أنه يحمل في جعبته ما يدخل به الفرح والسرور على قلبها.
أمّا الأم فقد أسقط في يدها وانهدت وخارت كل قواها، فلم تعد تحسن غير البكاء والعويل، جف جريضها وانعدم قريضها، وتملكتها الرهبة وأسكتتها الرغبة، وشخصت عيناها إلى السماء، فلم يعد في الأرض من يغيثها، غير سف الدموع على ابنتها التي انتزعت من بين الحياة، ويراد أن تنتزع منها الحياة، لتكون شاهد صدق على سوء تلك الحياة.
?????
إنها جريمة من جرائم البشرية التي كادت تتكلم لها السماء وتخر الجبال وتبكي الأرض، أن تنتزع طفلة صغيرة من بين أحضان أمها ثم تدس في التراب.
إنك لترى الخنفساء الصغيرة بجوار أمها، فترى فيها من معان الطفولة مايذكرك بكل طفل صغير، وترى الشبل الناشئ في عرين الأسد، فترى ابتسامة ابنك الصغير قد رسمت على محياه، وتقع عينيك على هر صغير تائه فقد أمه، فتشعر أن في حماطة قلبك حزنا وأسفا عليه كما لو كان طفلا صغيرا من بني آدم كتب عليه اليتم.
إن للطفولة رائحة تجدونها في أعناق أبنائكم وبناتكم، ولها صورة لا يمكن أن ترسمها ريشة أو تعبر عنها كلمة، ولها دفء يغمر القلب فيحرك كل رحمة ومحبة ورقة وإنسانية، ولها ماء لو سقي به يابس العشب لاخضر عوده، أو تنفسته وردة منسية في فلاة لتشربت ماء الحياة.
فكيف بحال هذه الأم التي تنتحب، وهي تشم رائحة ابنتها في كل زاوية من زوايا البيت، كيف بقلبها وهي لم تعد تشاهد من ابنتها إلا آثارها التي تنظر إليها من دمية وثياب، كيف بها وهي الأم التي حملت وأرضعت وأطعمت وسهرت وسقت وكست رحمة ومحبة وشفقة، بأي لسان يمكن وصف حالها،وأي عبارة تتسع لرسم لوعتها وحنينها وجزعها.
يحمل الأب! ابنته بين يديه، كما يحمل السبع الضاري الصغير من الضأن، وهي تقبله وتلاعبه وتفتح ثغرها الباسم له، في هذه اللحظات التي لا يعدل حب البنت لأبيها إلا ما هي عليه من غفلة وبراءة الطفولة، يقترب الأب من موضع دس ابنته في التراب، ويجلس طفلته بجوار قبرها، حتى يهيئ لها مرقدا ترقد فيه، ولشدة غفلتها وبراءتها أخذت تعبث بالتراب، وتصنع بالحجارة ما يذكرها بالخليلات والأتراب.
وكلما استدعاها الأب كي تقترب منه، صوتت بنغم رخيم تكاد تقف لخوفه ساعة الحياة، أريد أمي يا أبتاه! لم هذه الحفرة المظلمة يا أبتاه؟ هل تريد وضعي فيها فإياك أن تدعني فيها يا أبتاه؟ إياك أن تدعني في هذه الظلمة وهذه الوحشة بمفردي يا أبتاه؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما هو إلا أن يلقيها في قبرها وهي لاهية غافلة، وبعد أن يبدأ بمعوله إهالة التراب عليها حتى تدرك شيئا من الحقيقة المفجعة، فتضع كفيها الصغيرين المخضبين على وجهها لتتقي بهما التراب، وتناشد أباها وهي مستصرخة باكية في إخراجها، ويزداد إدراكها للحقيقة كلما نأت أضلعها وعظامها الدقيقة تحت وطأة التراب، فتصرخ صرخة مدوية لا يزال صداها بين السماء والأرض حتى تحدث الأرض أخبارها، صرخة كتبها التاريخ وسودها في صفحاته، إلا أنه لا يستطيع محاكمتها أو إجابتها،حتى ساعة النشر والحشر فيبعثها خالقها ليسألها على رؤوس الأشهاد، بأي ذنب قُتِلَتْ؟ وبأي ذنب قُتِلْْتِ؟ بأي ذنب كان هذا عقابها؟ بأي ذنب استحقت أن تدس في التراب؟ بأي ذنب تختلس منها الحياة وتسلب ثوب الطفولة والبراءة؟ ... سيكون هناك الجواب.
?????
يا حسرتاه ... كيف استطاع تاريخ البشرية كتابة هذه الساعات التي يعجز المرء عن تصورها، وكيف لنا بعد كتابته من محوه من هذا التاريخ، وللأسف فقد كتب، وصدقه أعظم وأصدق كتاب في الكون، فجاء خبره في كتاب الله، ليكون شاهدا على ميلاد تاريخ جديد يستقى العبرة من ماضيه.
لقد كان هذا تاريخ سويعات يوم واحد، وصورة قاتمة من صوره الكثيرة، فيكف بتاريخ اليوم بأكمله، بله لياليه وأيامه وأعوامه، إنه يوم تكسوه عتمة الجهل والظلم والطغيان، حتى كاد لرعبه ينعدم معنى الإنسان، فليس من قانون إلا قانون السباع، وليس من غاية إلا الضياع، فيه تسفك الدماء، وتنتهك الأعراض، وتشرب الخمور، وتسبى الأموال، وتعبد الحجارة من دون الله، فلها يذبح وبها يستغاث وعليها يتكل، إنه يوم ميت يبعث على كراهية لليوم الذي يليه، وسخطا على اليوم الذي قبله، إنه تاريخ أسود مقيت لن تستطيع أمة بأسرها إصلاحه وتطهيره.
?????
وفي مثل هذه الأحداث التائهة في بحر الظلمة والضلال، الغارقة في مقت الله وسخطه، بعث الله عبدا من عباده ليكون مخلصا للبشرية من كل هذه الأهوال، ويكون رحمة يهبها الخالق سبحانه للإنسانية، ليعيد لها تاريخ الإنسانية الحقة، فكأنه القدر الذي كانت تنتظره تلكم الأم المكلومة، ليضع حدا لهذه المأساة وقد فعل، ويكون للبشرية فجرا جديدا ينقذها مما هي فيه من ضنك الحياة وظلمتها وتيهها، فيكون هو اليد البيضاء التي يصلح الخالق بها حال البشرية.
لقد ابتعث الله رجلا من بين هذه الوجوه التي تكسوها ظلمة الجهل والكفر والبغي، اصطفاه الله من الناس على الناس
ومن بين الناس ليكون للناس
وملأ قلبه رحمة فكان للناس ولغير الناس
وعلمه الحكمة والكتاب وآتاه فصل الخطاب، فهو المخلص لها من كل هذه المهلكات.
لقد كان يوم مبعثه إعلانا في الكون كله بأن للبشرية تاريخا جديدا سيكتب، وأنه سيكون لها من الصفحات البيضاء ما يسعد به كل منتم لهذا التاريخ، سيكون لها تاريخا جديدا يستوحي الحياة ليبعثها من جديد، ولتقتبس من نور وحيه وهديه مايضئ لها الطريق فلا تحيد، ويكون للقلوب مشربا ترد إليه فترتشف من زلاله، وتتطهر من براثن غيها بأوشاله، فتستحيل القلوب قلبا واحدا، وتأتلف الغايات غاية واحدة، حتى غدت فكسرت أصنامها ولعنت أزلامها، وأراقت خمورها وصانت أعراضها.
سيكون لها عزة ومجدا وفخرا، سيخرجها الله به من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، بل ستحيى بمبعثه الموؤدة، فلن يدس في التراب مثل تلكم الفتاة، أو تروع مثل تلكم الأم على ابنتها، ستستحيل كل ظلمة إلى نور وضياء، وسيتبدد كل جهل وظلال ليحل محله العلم والحق والهدى، إنه التاريخ الجديد والرحمة المرسلة.
فمن هذا الرجل العظيم، الذي أنقذ الله به البشرية من كل براثن الظلال والانحدار، إلى نور التوحيد وسمو الأخلاق وفضائل الأعمال، لهو بحق من يستحق كل تعظيم من التاريخ، فهو التاريخ الذي لم يكن للبشرية دونه تاريخ، تاريخا ينشر ويروى للأجيال بأن لهم تاريخ، فباسمه كتب التاريخ الباسم، ومن دونه لم يكن لنا هذا التاريخ.
إنه محمد صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
رجل يعرفه أهل مكة، فليس فيهم بالدعيّ في نسبه، أو الوضيع في حسبه، بل هو من أشرفها بيتا وأكرمها محتدا، تعرفه مكة وأهلها بالعفة والطهارة والصدق والأمانة، بل كانت تدعوه الصادق الأمين، فتستأمنه على النفيس من أموالها. تعرفه مكة بجبالها وأوديتها وأشجارها وأحجارها، بل كانت تحن إليه الأشجار، وتتودد إليه الأحجار، وتتبادل معه التحية والسلام.
فما حملت من ناقة فوق ظهرها أبر وأوفى ذمة من محمد
أتعرفون رجلا تكلمه الأشجار والأحجار، بل أتعرفون رجلا يسلم عليه الحجر ويحن إليه الشجر، إنه محمد صلى الله عليه وسلم، فكم بين ذلك الحجر الذي لسان حاله يخاطب الأب الظالم لنفسه وبنته، وبين حجر يتودد بإلقاء السلام، إن بينهما لبونا واسعا كما بين الشقوة والرحمة، أو كما بين اللعنة والنعمة.
لقد أرسله ربه رحمة للبشرية بقوله:? وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ? فكأن الله أعاد إليها تاريخها البشري يوم ابتعث إليها نبي الرحمة، تاريخ الآدمية والإنسانية الذي أضاعته، والذي تسمو به على كل المخلوقات، علمها لماذا خلقت، علمها أن يكون لها هدف سام في هذه الحياة لتعيش الحياة، فتقدر نعمة الحياة لتتوصل بها لأبديتها المطلقة.
لقد كان رحمة مهداة للكون صلى الله عليه وسلم، رحمة أخرجت الناس من رق العبودية إلى عزها، رحمة بين الله به طريق النجاة وسبيلها، وأنقذنا بها من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، رحمة نستمد منها رحمة أنفسنا، ونستنير بهداها بين أهلنا وذوي قرابتنا، ونستلهم وحيها مع غيرنا، فلم تقتصر على لون أو جنس أو عرق، بل قام سوقها على رجل وامرأة وصبي وحر وعبد، فهي للناس كافة، بل هي رحمة بكل مخلوق ولكل مخلوق.
كانت رحمة جبرية بمبعث خير البرية، فلم تكن عربية حصرية أو شرقية أو غربية، بل عالمية سماوية، حتى شملت البر والفاجر، والمقبل والمدبر، تظل الجميع بظلالها الوارفة، وتسقيهم من سحابتها الطارفة، مازال التاريخ يحدث حديثها ويروي نشيدها، فلم تكن أحاسيس فياضة فحسب، أو مشاعر وجدانية تبدأ وتنتهي في القلب، فما كان صاحبها بشاعر يجيد تصوير الجسد أو تجسيد الصور، بل كان للعالمين رحمة مرسلة، فكانت رسالته شرعة ومنهاجا لكل حق، ونواميس صدق وعدل للخلق، تستوي معها كل الأمم، وتستفيد منها حتى الرمم، وتلتقي عندها أرنبة الحر بالعبد، فلا خد ولا جد , وتستنطقها كل اللغات، فلا عذر بالبعد.
لقد كانت البهائم تدرك وجود هذه الرحمة وتتلمسها، فكم شرعت منهاجا ومعلما لرحمتها والإحسان إليها، شكى البعير إليه صلى الله عليه وسلم ظلم صاحبه وذرف الدموع بين يديه، فما برح من مكانه حتى أنصفه من صاحبه، وأتت إليه الحمّرة مفجوعة تفرّش بجناحيها وتشتكي أن فجعت بفراخها، فما غادرت حتى أعاد إليها فراخها ممن أخذها.
وحن إليه جذع شجر منحوت، كما يحن الصبي لأمه وكما تحن العشار لأسقابها، فما سكت حتى لامس الرحمة واحتضنه نبي الرحمة وإلا لحن إلى يوم القيامة، كانت تدرك هذه المخلوقات بحسها وبوحي الله لها وجود هذه الرحمة في هذا النبي العظيم.
?????
وبعد ... ، أيعقل أن يفكر مخلوق بالهم بسؤ إلى هذه الرحمة، فيسود بريشته صفحات طهر ونقاء سخّم الله وجهه بالرغام، أو يكتب كاتب بالسواد عن صفحات النور والرحمة سخرية، بيض الله سواد عينيه بالسهر والسقام، لقد انبعث لكل نبي أشقياء من قومهم، فبارزوهم بالسباب وأصناف الأذى، فتحملوا عليهم الصلاة والسلام ما تحملوا في إيصال رسالتهم وتبليغ دعوتهم، سُبو وشُتمو وقُتلو، وأوذوا في أعراضهم ودمائهم وأموالهم، فما ثناهم ثان عن رسالتهم وقصدهم.
هذا نوح أول الرسل، لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاما، فكان ملأهم يسخرون منه فيجيبهم بوحي السماء ? إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ?
وهذا خليل الله ونبيه إبراهيم، قام لله آمرا ناهيا ? فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه? حتى قام مقامه المشهود في التسفيه بآلهتهم، فأنجزوا ما وعدوا وقالوا ?حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ? فألقوه في النار فكانت إرادة الرحمن الرحيم أن جعلها بردا وسلاما على إبراهيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كليم الله موسى، رماه قومه بداء معيب وسحر وجنون فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.
وهذا كلمة الله عيسى، رميت أمه العفيفة بالفاحشة وأجمع قومه على قتله، فأخذوا من شبه لهم بأنه هو فقتلوه وصلبوه، وتشدقوا بفعلتهم فأخزاهم الله ? وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ?.
وهذا خاتم الأنبياء وأفضل الرسل محمد، أخرجه قومه من أرضه وأهله، ولاكت السنة إفك سؤ في عرضه، فأورثه الله أرضهم وديارهم ورقابهم، إلا أنه لما كان نبي الرحمة وأمكنه الله منهم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، فصفح صفح المقتدر، وأحسن إحسان المتفضل، وجعلها كلمة خالدة في الآخرين.
فما زادهم الأذى من ملأ قومهم إلا إيمانا برسالتهم، وثباتا في دعوتهم، ونصرة من ربهم، ورفعة على قومهم، لأنهم صفوة الله من خلقه، وخلقه المصطفين، وخاصته المقربين، ورسل هدايته ورحمته، فعليهم من ربي صلواته وتسليماته.
أما إن طريق الدعوة لمخوف مشوك، وأرض مأسدة لن تعدم أحمقا أنوك، من تشرف بنهجها لزمه الصبر على ليّها، والتأسي بميتها وحيّها، ممن أوذوا في الله فصبروا، وما استكانوا وما ضعفوا.
لها كير يعرف به الباكي من المتباكي، والدعيّ من الداعي، فلزم من تسنّمها أن يعد للأمر عدته، ويعلم أنه بالبلاء مسبوق فيأخذ أهبته، ولا يقدمن إلا على بصيرة، وإلا كان مصيره في كثير من أمره العناء والحيرة.
?????
إن البهائم والطير لتدرك من معان الرحمة مالم يدركه أعدا الله ورسله، ممن استهواهم الشيطان، وختم على سمعهم وأبصارهم، إن البقرة الحلوب لتدرك من عبادة الله ما أعرض عنه أربابها في كثير من أقطار الدنيا.
فليسأل بني الأصفر بقرته الحلوب، ألم ينه صلى الله عليه وسلم عن ركوب ظهرها وضربها، سل نعجتك وشاتك الراتعة ألم يأمرنا بأن نصلح لها الطريق ونمهده حتى تسير في يسر وسهوله، سل هرتك الطوافة ألم يكن نبي الرحمة يرخي لها السقاء حتى تشرب وترتوي، سل كلبك الوفي ألم يخبرنا نبي الرحمة بأنه كان يوما سببا لمن أحسن إليه في دخول الجنة، سل النملة في قريتها ألم ينهنا عن حرقها وتعذيبها والإساءة إليها، سل الطير في وكناته ألم يستجر حين أخذت صغاره بالرحمة المهداة، سل البهائم كلها ألم ينه عن التفريق بين والدة وولدها، سلها ألم يأمرنا بالرحمة بها والإحسان إليها حتى عند ذبحها.
ستجيبك لو كان لها بيان، بأنك أيه الإنسان، لا تساوي في ميزان الحقيقة الإنسانية ونيم الذباب عند تنكرك لهذه الرحمة، ستجيبك بأن هذه الرحمة لم ترسل للون أو جنس أو عرق، بل للبشرية كافة، بل لكل مخلوق يلامسه الأثير، فكيف بالإنسان الذي يسير.
لقد عرفت العرب في تاريخها من بلغت بهم النخوة والشهامة مكانا محمودا، حتى سمي أحدهم بمجير الذئب، وآخر بمجير الطير وثالث بمجير الوعل ... ، لكن محمد صلى الله عليه وسلم كان مجيرا للإنسانية كافة لأنه الرحمة المرسلة.
إنك لتعجب من قوم دوابهم أفطن منهم، بل أطوع لله وأعبد، فوا عجبا بقرة خير من إنسان؟! وهل يبقى للإنسانية معنى عند كفرها بخالقها وإعراضها واستكبارها؟!، هل يبقى لها شئ من معنى الحياة الحقة عند تكذيبها لرسله والسخرية منهم والاستهزاء بهم؟!.
لا يبقى إلا شئ من البهيمية التي لا ترقى لمستوى كثير من البهائم، فما قيمة الإنسان وهو يعلم أن وجوده في هذا الكون بأمر الله! وأن الله كرمه على سائر المخلوقات، ثم هو يتنكر لهذه المنحة الربانية ويعاديها وينسلخ من كل معانيها؟ لاشئ لاشئ.
?????
إننا نغضب ونغضب وغضبنا وسنغضب ومن الذي لن يغضب أولم يغضب لهمسة يُنتقص بها من مقام الأنبياء، إن أحدنا ليغضب إذا جَهِل عليه أحد السفهاء، أو انتُقص ملح طعامه، أو انقطع شسع نعله، أولا يراد منا أن نغضب ونحن نرى بعض السفهاء يتعدى كل حمق بشري، فيبلغ في العتو والسفه منتهاه، ليسئ لمن أتى إليه بالرحمة والهدى والنور، ويسخر بمن أتى له منقذا ومخلصا من التيه الذي هو فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليت له عقل بقرته السارحة في مرعاها، ولعمري وما عمري علي بهين خاصة مع مثله، ما أظن البقر يقبل به واحدا من صواره لو قدر له ذلك، فما هو إلا عار على الإنسانية حين يئد معناها في ضميره ووجدانه، فيعادي رسل الإنسانية والرحمة والهداية، وينفتل لسبهم والسخرية بهم، وينبعث ليكون في صفها أشقاها، ويتفنن كي يبلغ في السخرية منتهاها، فبسم الله مجراها ومرساها، مع كل كلمة بالحق مغلغلة، وللظالم مزلزلة، وبالحق وللحق مدوية، فليس يصلح هذا الضرب من الفن إلا سيف مليح، أو توبة كالصبح الصريح، ولن تفلح أمة آذت نبيها، أو توانت عن نصرته والذب عن جنابه الشريف.
لقد كان المسلمون يستبشرون بألغلبة على أعدائهم حين يسمعون منهم سب نبيهم، فتفح لهم الحصون وتدك القلاع وتملك الرقاب، فلن يخلف الله وعده في تعجيل النصَفَة من منتقصهم، فهل في قلوبنا مافي قلوب الأولين حتى نستبشر بهذه النصرة، أم أن القلوب صدئة تحتاج إلى تجلية وتطهير، فيعوزنا النصرة لهم من أنفسنا وسمتنا وهدينا الشئ الكثير، ولعل إمضاء هذا لا يعوزه استشارة أو تخيير، فإن لم تكن سحابة مودقة فاستمطار وتمطير، فهاهي المنابر قد علت في كل واد لكنها تشكوا قلة المتعبدين، وهاهي المنكرات يتندر بها جهرة في المحافل والميادين، وأمور تتبدى كل يوم يحار لها الحليم في كل حين، فما أحوج توبتنا إلى توبة، ونصرتنا إلى نصرة.
إن العالم كله ليعيش لحظات سؤ هضم فكري، أفرزت عنه عصارة صفراوية وأخلاطا وغددا تحتاج معه لاستئصال، فالأيام حبلى بالكثير من التوائم المشوهة التي تحتاج إلى وأد شرعي، وما هذا إلا للإعراض عن هدي الرحمة المرسلة، والتيه في اختيار أقوم النجدين طريقا، حتى كادت الأرض تتجرد عن ردائها الأخضر الجميل، وتكتسي ضؤ الشمس فتحرق كل ورقة خضراء يستظل بها عن لهيبها، فلم يعد من البساتين ماتهنأ معه الحياة ويطيب العيش إلا ما نبتت باسمه تلكم الرحمة المرسلة، ورسمت على نهجه تلكم الطريقة الراشدة، ولم يعد من الحياة ما يطيب للنفس أن تحياه إلا مع نوره الذي يزيح هذا الظلام الدامس الذي أجدبت معه الأرض، وامتنع القطر، وهجر الصاحب الصاحب، والخليل خليله اللازب، واختصم الولد مع الوالد، وبخل الواجد، وكسر ظهر الفاقد، وكاد كل لون يفقد لونه، وكل لذيذ من العيش يفقد طعمه، وكل زاك من الطيب يفقد طيبه، فما أشقاها من حياة حين تنكبها عن هذه الرحمة! وما أضيقها من دنيا حين لم يسعها هدي نبي الرحمة!.
?????
ومع هذه الفسالة المخجلة، فلا بد أن نري الله من قلوبنا خيرا، وأن يتحمل كل منا وسعه في هذه الغضبة، ويجاهد جهده بسنان أو قلم أو إيالة، وياليت شعري كيف للأمة بصعقة غضبية عمرية، وإن لم يكن ثم فمعتصمية.
وبعد هذا فلن نتعدى في غضبنا هذا فوق ما كان من نبينا صلى الله عليه وسلم، أو نتكلف فوق جهدنا، وإن كان الكمد يغلي بالقلب غليان المرجل بما فيه، فلقد أوذي صلى الله عليه وسلم من قبل فصبر، إذ كانت الرحمة المتدفقة من قلبه ملكته زمام كل رحمة في طول الأرض وعرضها، وأورثته قوة وعظمة تعلو كل انتصار، فلم ينتصر انتصار المقهور المغلوب على أمره بل عفى وأصلح، ولم يردّ تسفها إذ كان يستقى الحكمة من تنزيل الحكيم الحميد، فكان بخلقه العظيم وصدره المنشرح يحمل للدنيا كلمة جديدة على سمعها لم يسعها معها إلا المعاداة، فلم يجبها جواب شاعر أو ناثر، بل سكت سكوت القوي الذي لا يريد من الكلمة إلا خلْقها حين يلقيها، حتى تكون كالغيث الملاقي أرضا ميتة، فينبت به العشب وتخضر له الأرض ويدر معه الضرع، فكان لا يضاهي فصاحته حين يتكلم إلا بلاغته في السكوت، لقد كان في سكوته إرادة وحديثا ورؤية تنقشع به هذه الظلمة وتتبدد له هذه الغشاوة، وهو بذلك يستنطق هذه الوجوه الخاسرة كي تتساقط أوراقها فتسفر عن ورق مخضر يتنفس ينبوع الحياة العذبة الصادقة.
ولم يضرب بيده الشريفة ضعيفا ليخيف بذلك الأقوياء، بل كان يقصدهم فيعرض عليهم رسالته وما حمله إليهم من نور ورحمة فشقي وسعيد، فلن يسعنا إلا ما وسعه صلى الله عليه وسلم من ذلك، فهذا قبس لم يخفت ضوؤه بل هو ممتد حتى يشاء الله، ولمثل هذا الصنيع من أعداء الرسل باب من الرحمة يتسع لناشد إنسانية الإنسانية في جلال العبودية، لأنها لم تكن يوما عربية بل عالمية، ولم تكن أرضية بل سماوية، فكانت ربانية ملهمة، وتاريخ جديد ورحمة مرسلة.
?
ولصعوبة التنسق ارفقه منسقا على الوورد وبالله التوفيق(/)
سؤال: في مسألة استئجار الأطفال ...
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قول الشرع في استئجار الطفل لأداء عمل ما؟
أفيدونا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا بأس أخي الفاضل باستئجار الصبي في الأعمال الشريفة التي يقدر عليها بدون إلحاق ضرر به.
وانظر غير مأمور (الفتاوى الهندية) ج6/ص312. فقد تكلم عن هذه المسألة.
والله أعلم(/)
فتن كقطع الليل المظلم - ميراث الأنبياء (محاضرتين لفضيلة الشيخ د. عبد الكريم الخضير
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأكارم (الدال على الخير كفاعله)
إن شاء الله تعالى سيلقي فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم الخضير حفظه الله
(محاضرتين) في مدينة القصيم
الأولى: في محافضة رياض الخبراء
عنوان المحاضرة (فتن كقطع الليل المظلم)
المسجد: جامع الشافعي
اليوم: الأربعاء
الوقت: المغرب.
التاريخ: 4/ 3/1429هـ
للإستفسار: 063342323
الثانية: في (بريدة)
،، (حي الفايزية)
عنوان المحاضرة (ميراث الأنبياء)
المسجد: جامع الراشد.
اليوم: الخميس.
الوقت: المغرب.
التاريخ: 5/ 3/1429هـ
للإستفسار: 063838811
البث المباشر:
- قسم البث في موقع الشيخ حفظه الله
http://www.khudheir.com/live
- موقع البث المباشر
http://www.liveislam.net/
- غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك
(0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0 )
وجزاكم الله خيراً
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 04:54]ـ
حفظ الله شيخنا العلامة عبد الكريم الخضير ووفقه لكل خير ونفع به
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 06:44]ـ
لمن اراد الاستماع للمحاضرتين:
((فتنٌ كقطع الليل المظلم)) الأربعاء 4/ 3/1429هـ
http://www.khudheir.com/uploads/f1917.rm
(( ميراث الأنبياء)) الخميس 5/ 3/1429هـ
http://www.khudheir.com/uploads/f1930.rm
نفع الله بالجميع وشكر لكم المرور.(/)
مسائل في المجاز (11) أنموذج لسطحية نفر من الباحثين في معالجة قضية المجاز ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 10:55]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ....
فمن أشد ما يثير العجب ويحرك الدهشة في نفسي =تلكم السطحية التي يتناول بها جل الباحثين قضية المجاز وإثباته ونفيه ....
فمن مظاهر تلك السطحية محاولة تصوير الخلاف على أنه قضية الصفات وإثباتها وحسب؛ فمن أثبت الصفات على ما كان عليه النبي (ص) وأصحابه= فقد جاز القنطرة، وليقل بعد ذلك في اللسان والشرع وأصول الاستدلال والفهم ما شاء وليخبط كيف شاء تحت مظلة المجاز ...
أما أشد ما تظهر فيه هذه السطحية فهو محاولة تصوير القضية على أنها مجرد خلاف في تلقيب أسلوب من أساليب العرب وطريقة من طرائقها ...
ولا أدري ماذا أُسمي تلك الشناعة؛فلفظ التسطيح هين عليها ....
ولبيان مدى الغفلة والتسطيح المسيطرين على هذا القول أقول:
العرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه.هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا ولبئس ما زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع،أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 12:02]ـ
ما هو تعريف المجاز؟ وهل في تعريف المجاز خلاف؟ إن كان في تعريف المجاز خلاف فما هو التعريف الأقرب إلى الصواب؟ ما هي أقوال العلماء في المجاز؟ وما هي حجة كل فريق منهم؟
الجواب هنا
http://www.taimiah.org/Display.asp?f=mc9010300003.htm
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:35]ـ
...............
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 12:38]ـ
للفائدة ..
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 05:49]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 06:34]ـ
رفع الله قدرك وجزاك الجنة على هذه الوقفات القيمة فأنا أحتاجها في هذا الباب وسأحفظ جل مشاركاتك حول هذا الباب
واصل وصلك الله وحفظك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 07:23]ـ
وسأحفظ جل مشاركاتك حول هذا الباب
واصل وصلك الله وحفظك
ذاك ما قد صنعتُه. (ابتسامة)
ـ[الاستراباذي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 09:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواتر ما تكتبه يا أخي من نفيك للمجاز، وهو مسلكٌ من مسالك بعض العلماء المتقدّمين في إنكاره وإنكار أن يكون قد وُجد في القرآن الكريم، وقد كنت تنبهت إلى المسألة منذ بدأت أقرأ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ومسلكه في الاستدلال على رأيه مسلكٌ ينبني على عدم حدوث المصطلح لدى أهل القرون الثلاثة، أما المسالك الأخرى التي استعان بها فلا تعدو أن تكون خلافاً لفظيا، إذ إطلاق التوسع أو المجاز أو الاتساع على أسلوب من أساليب العربية لا يحمل ما تثيره في هذه المشاركة من تعجبات، وقد وجدنا غير واحد من أهل العلم ممن فقهوا العربية يتكلمون عن أن الخلاف لفظي، ولعل من أبرزهم الشيخ ابن قدامة:"وذلك كله مجاز، لأنه استعمال اللفظ في غير موضوعه، ومن منع فقد كابر ومن سلّم وقال لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه والله أعلم"الروضة 1/ 150، وقد وجدت تعليقاً للشيخ ابن بدران الدومي الدمشقي رحمه الله قوله في نزهة الخاطر العاطر على هامش الروضة:"وحاصل الأمر تعذر معرفة من تقدّم وضع على وضع فلا مجاز بالمعنى الذي قالوه بل الكل موضوع فرجع إلى أنه نزاع في العبارة" (المصدر نفسه ص151)
وقد تنبّهت من إثارتك للمسألة صحة عقيدتك فيها، فجعلتها ديدنك ومذهبك، تطرقها من كل جهة وتصف أهل العلم -على الأقل بالعربية- بما لا يليق وصفهم به، وهذا يوضح أن الأمر لم يعد نشدانا للحق وطلبا له، وإنما هو هجوم بلا مبرر.
من الناحية العلمية، ألا يلزم من قولك بعدم قول أهل القرون الأولى بمصطلح المجاز، عدم قولهم أيضا بكثير من مصطلحات النحو والبلاغة الأخرى رغم ما يمكن أن يقال عنها؟
أرجو أن يتسع صدرك لتقبل كلامي، وأن يكون لنا بقية كلام، لأنه لم ينته بعد.
وفقكم الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:18]ـ
بارك الله فيك ..
ليست القضية قضية حدوث مصطلح بل هي قضية فساد نظرية بتمامها تستعمل في تفسير النصوص نصوص الوحي ونصوص الناس ...
ليس محل البحث في مجرد مصطلح المجاز بل محله في قوانين المجاز التي تفسر بها النصوص ..
ومسألة التوسع ونحوها جوابها في نفس هذا الموضوع الذي تفضلت بالتعليق عليه فلا أدري هل قرأته أم لا؟!(/)
طلب إعانة في حل إشكال من كلام شيخ الإسلام
ـ[ذو الفقار أبو عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:05]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (16/ 528 - 529):
" فاعلم ذلك واسمع وأطع واتبع ولا تبتدع تكن أبتر مردود عليك عملك بل لا خير في عمل أبتر من الاتباع ولا خير في عامله والله أعلم ".
عندي إشكال في [الاتباع] لعلها: [الابتداع]، لكي يستقيم المعنى.
أليس كدلك؟
ووجدت في هذا الرابط ما أثتبه:
http://olamaa-yemen.net/olamaa/index.php?ola=barois&baner=barois.jpg&o=b7&id=17
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:21]ـ
قوله أبتر من الاتباع
أي مقطوع من اتباع أثر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو صحيح المعنى كما ترى
فالعمل حين تقطعه عن آصره اقتفاء السنة
كان أبتر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 07:55]ـ
اخي الكريم صواب العبارة كماقال الاخ الفاضل ابو القاسم
اذان قبول العمل له شرطان الاخلاص والمتابعة فكل عمل لايقوم على اتباع السنة فهو مفطوع
عن أبي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع)). رواه احمد وابن حبان
ـ[ذو الفقار أبو عبد الرحمن]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 11:52]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخوتي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 02:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
طلب إعانة في حل إشكال من كلام شيخ الإسلام
ـ[ذو الفقار أبو عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:06]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (16/ 528 - 529):
" فاعلم ذلك واسمع وأطع واتبع ولا تبتدع تكن أبتر مردود عليك عملك بل لا خير في عمل أبتر من الاتباع ولا خير في عامله والله أعلم ".
عندي إشكال في [الاتباع] لعلها: [الابتداع]، لكي يستقيم المعنى.
أليس كدلك؟
ووجدت في هذا الرابط ما أثبته:
http://olamaa-yemen.net/olamaa/index.php?ola=barois&baner=barois.jpg&o=b7&id=17
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:18]ـ
مرحباً بك أخي الكريم
الذي يظهر أنَّ (الاتباع) هو الصواب، والمعنى بها مستقيم
فلا خير في عمل مبتور عن متابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:21]ـ
أخي ذو الفقار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: الشيخ رحمه الله يقول:
(لاخير في عمل أبتر من الاتِّباع) أي يصف العمل بأنه أبتر أي منقطع من الاتباع أي اتباع الهدي والسنة،منقطع قطعته البدعة عن السنة، ولا خير في عامله. والله أعلم.
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Mar-2008, صباحاً 01:24]ـ
كتبت ما سبق فوجدت الأخ الحمادي أكرمه الله سبقني والحمد لله على التنافس على الخير.(/)
إياكم والفِصَامُ النَّكِدُ
ـ[أبو عبد الرحمن الأثري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 12:50]ـ
إخواني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كلام الشيخ الإمام / محمد سعيد رسلان حفظه الله ورعاه
إن أدواء الأمة لا تخرج عن ثلاث: علم كثير بلا عمل، أو عمل كثير بلا علم، أو لا علم ولا عمل، وإن شئت أن تجمع هذه الأدواء الثلاثة في داء واحد فقل: فقد ضبط النسبة بين العلم والعمل أو بين الغاية والوسيلة إن شئت الوصول إلى عين اليقين " من مقدمة كتاب آداب طالب العلم، لفضيلته.
وسمعت بالأمس يقول في محاضرة بالكويت يعظ بها طلاب العلم مودعاً إياهم بعد أن قال: لعلي لا ألقاكم بعد ليلتي هذه:
قال: " إن الفصل بين العلم والعمل يسبب هوة لا يردمها إلا النفاق "
ـ[البريك]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:13]ـ
إياكم والفصامَ النكدَ ... ؟؟(/)
مسائل في المجاز (12) كلامهم في الألفاظ المشتركة هو بعض كلامهم في الحقيقة والمجاز ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:05]ـ
(12)
الألفاظ المشتركة
كلامهم في الألفاظ المشتركة هو بعض كلامهم في الحقيقة والمجاز
قال أبو الحسين البصري المعتزلي في كتابه ((المعتمد)): باب إثبات الحقائق المفردة والمشتركة , اعلم أن في اللغة ألفاظاً مفيدة للشيء الواحد على الحقيقة , وألفاظاً مفيدة للشيء وخلافه وضدة حقيقة على طريق الاشتراك (). اهـ , وذكر أبو الحسين ذلك بعد كلامه في الحقيقة والمجاز , وقبل كلامه في الحقائق الشرعية , وقال الغزالي في ((المستصفى)): إن الألفاظ المتعددة بالإضافة إلى المسميات المتعددة على أربعة منازل , ولنخترع لها أربعة ألفاظ , وهي المترادفة والمتباينة والمتواطئة والمشتركة , قال: وأما المشتركة فهي الأسامي التي تنطلق على مسميات مختلفة لا تشترك في الحد والحقيقة البتَّة كاسم العين للعضو الباصر , وللميزان , وللموضع الذي يتفجر منه الماء , وهي العين الفوارة , وللذهب , وللشمس , وكاسم المشترى لقابل عقد البيع وللكوكب المعروف , قال: والاسم المشترك قد يدل على المختلفين كما ذكرناه , وقد يدلٌّ على المتضادين , كالجلل للحقير والخطير , والناهل للعطشان والريَّان , والجون للسواد والبياض , والقرء للطهر والحيض (). اهـ وقال الرَّازي في ((المحصول)): اللفظ المشترك هو اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعاً أولاً من حيث هما كذلك , قال: وقولنا وضعاً أولاً احترزنا به عمَّا يدل على الشيء بالحقيقة , وعلى غيره بالمجاز () اهـ , وقال الزركشي في ((البحر المحيط)): قال ابن الحاجب في ((شرح المفصل)): هو اللفظ الواحد الدَّال على معنيين مختلفين أو أكثر , دلالة على السَّواء عند أهل تلك اللغة , سواء كانت الدلالتان مستفادتين من الوضع الأول , أو من كثرة الاستعمال , أو استفيدت إحداهما من الوضع , والأخرى من كثرة الاستعمال () اهـ؛ وقال الأرموي في ((التحصيل)) هو اللفظ الواحد المتناول لعدة معان من حيث هي () كذلك بطريقة الحقيقة على السواء () اهـ , وقال القرافي في ((شرح تنقيح الفصول)): هو اللفظ الموضوع لكل واحد من معنيين فأكثر (). اهـ وقال ابن جزي المالكي في ((تقريب الوصول إلى علم الأصول)): هو اللفظ الموضوع لمعنيين وضعاً لم ينقل من أحدهما إلى الآخر (). اهـ , وقال الأصفهاني في بيان المختصر: هو اللفظ الواحد الموضوع لعدَّة معان وضعاً أولاً (). اهـ , وقال ابن السبكي في ((الإبهاج في شرح المنهاج)): المشترك هو اللفظ الواحد الدَّال على معنيين مختلفين أو أكثر , دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة , سواء كانت الدلالتان مستفادتين من الوضع الأول , أو من كثرة الاستعمال أو كانت إحداهما مستفادة من الوضع والأخرى من كثرة الاستعمال () اهـ , وهو نفس قول ابن الحاجب بلفظه , ذكره ابن السبكيِّ ولم ينسبه إليه , وقال الجرجاني في كتابه ((التعريفات)): المشترك ما وضع لمعنى كثير بوضع كثير , كالعين ,لاشتراكه بين المعاني () اهـ وقال التهانوي في ((كشاف اصطلاحات الفنون)): كون اللفظ لمفرد موضوعاً لمعنيين معاً على سبيل البدل من غير ترجيح (). اهـ؛ وقال الشوكاني في ((إرشاد الفحول)) هو اللفظة الموضوعة لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعاً أوّلاً من حيث هما كذلك؛ فخرج بالوضع الأول ما يدل على الشيء بالحقيقة وعلى غيره بالمجاز () اهـ.
وفي تلك الحدود كفاية , واتبعهم عليها أكثر المتكلمين , وقال بعضهم حدوداً أخرى غيرها , ولا حاجة إلى الإطالة بذكرها () , وكلامهم كله يشبه بعضه بعضاً , وأخذه بعضهم عن بعض , وتلك الحدود التي ذكروها كلها تدل على أن اللفظ المشترك هو اللفظ الذي يدل على شيئين أو أكثر , وهو لا يدل على أحدها حقيقة وعلى غيره مجازاً , ولكنه يدل عليها كلها حقيقةً , والأشياء التي يدل عليها قد تكون مختلفة أو متضادة , والحقيقة عندهم هي ما وضع له اللفظ أولاً في أصل اللغة , فاللفظ المشترك هو اللفظ في وضع أصل اللغة بزعمهم لشيئين مختلفين أو متضادين أو أكثر منهما , وقولهم إن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح باطلٌ كله , والله تعالى علم آدم البيان , ثم اختلفت ألسنة بينه من بعده , وما كان اللفظ
(يُتْبَعُ)
(/)
يدل عليه أولاً لا سبيل إلى علمه , ولا حجَّة عليه؛ وإذا صار اللفظة بلسان قوم تدل على شيئين أو أكثر , فلابد أن يكون معها من كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أريد بها؛ وإذا كان تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز باطلاً محدثاً , فتقسيم الحقيقة إلى مفردة ومشتركة باطلٌ مثله؛ ونقل الزركشي في ((البحر المحيط)) عن أبي العباس ثعلب , وأبي زيد البلخيِّ , والأبهري أنَّهم أنكروا الألفاظ المشتركة , قال: ومنعه قوم في القرآن خاصَّة , ونسب لابن داود الظاهري , ومنعه آخرون في الحديث () اهـ
وكل من أنكر تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , فلا ريب ينكر تقسيم الحقيقة إلى مفردة ومشتركة؛ إذ لا حقيقة ولا مجاز.
....................
2 - الرد على قول أبي الحسين البصري المعتزلي في جواز وضع المشترك
وقال أبو الحسين البصري: ودليل جواز ذلك –يعني المشترك أنه لا يمتنع أن تضع قبيلة اسم ((القرء)) للحيض؛ وتضعه أخرى للطهر؛ ويشيع ذلك ويخفى كون الاسم موضوعاً لهماً من جهة قبليتين , فيفهم من إطلاقه الحيضُ والطهر على البدل؛ وأيضاً فإن المواضعة تابعة للأغراض؛ وقد يكون للإنسان غرض في تعريف غيره شيئاً مفصلاً؛ وقد يكون غرضه بأن يعرفه مجملاً , مثال الأول: أن يشاهد زيد سواداً , ويريد أن يعرِّف عمراً أنه شاهد سواداً , ومثال الثاني أنه يريد تعريفه أنه شاهد لوناً ولا يفصِّله له؛ فجاز أن يضعوا اسماً يطابق كل واحد من الغرضين () اهـ , وقال الرازي: في سبب وقوع الاشتراك , السبب الأكثري وهو أن تضع كل واحدة من القبلتين تلك اللفظة لمسمى آخر , ثم يشتهر الوضعان , فيحصل الاشتراك , والأقلي , هو أن يضعه واضع واحدٌ لمعنيين , ليكون المتكلم متمكناً من التكلم بالمجمل , وقد سبق في الفصل السابق أن التكلم بالكلام المجمل من مقاصد العقلاء ومصالحهم () أهـ
وهو نفس كلام أبي الحسين البصري سماه الرازي سبباً أكثرياً؛ وسبباً أقلياً , ولم يزد عليه شيئاً؛ وقوله: ولا يمتنع أن تضع قبيلةٌ اسم القرء للحيض , وتضعه أخرى للطهر ثم يشيع.
وذلك كله ظنٌّ باطل لا حجة له؛ ولفظ قرء اختلف فيه , قال أبو إسحاق الزجاج في كتابه ((معاني القرآن وإعرابه)): أخبرني من أثق يرفعه إلى يونس بن حبيب أن الأقراء عنده يصلح للحيض والطهر , ويقال: هذا قارئ الرياح لوقت هبوبها () اهـ ,وقال الأزهري في تهذيب اللغة: أخبرنا عبد الملك , عن الربيع , عن الشافعي , أن القرء اسم للوقت , فلما كان الحيض يجيء لوقت , والطهر يجيء لوقت جاز أن يكون الأقراء حيضاً وأطهاراً () اهـ , وذكر في الرسالة قريباً من ذلك () اهـ, وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: والقرء , جعله بعضهم الحيضة , وقال بعضهم: الطهر , قال: وكل قد أصاب؛ لأنه خرج من شيء إلى شيء , فمن قال: هو الحيض , فخرجت من الطهر إلى الحيض , ومن قال: بل هو الطهر , فخرجت من الحيض إلى الطهر , وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم , إذا غابت () اهـ وقال أبو عبيد في ((غريب الحديث)): فأصل الأقراء إنما هو وقت الشيء إذا حضر () اهـ وقال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) قال أبو عبيد: الأقراء: الحيض والأقراء: الأظهار , وقد أقرأت المرأة في الأمرين جميعاً ,وأصله من دنوِّ وقت الشيء () اهـ , وقال ابن دريد في ((الجمهرة)): وأقرأت المرأة إقراءً فهي مقرئٌ , واختلفوا في ذلك فقال: قوم: هو الطهر , وقال قوم: هو الحيض , وكل مصيب؛ لأن الأقراء هو الجمع , والانتقال من حال إلى حال فكأنه انتقال من حيض إلى طهر , وهو الأصح والأكثر , ويجوز أن يكون انتقالاً من طهر إلى حيض () اهـ , وأخذه أكثر من كلام أبي عبيدة؛ فلفظ قرء ليس يدل على شيئين الحيض والطهر ولكنه مختلف فيما يدل عليه. وكثير من الألفاظ التي زعموا أنها مشتركة هي كذلك ألفاظٌ اختلف فيما تدل عليه , وليست ألفاظاً تدل على أشياء مختلفة؛ والناس يحتاجون في كلامهم إلى التفصيل والإجمال , والبيان والإبهام؛ وليست الألفاظ من وضع واضع من الناس , وقول الرازي: أكثري وأقليٌّ هو من كلام المولِّدين وألفاظهم , وليس بلسان العرب؛ وخيرٌ للمتفقهين أن يتشبهوا بلسان العرب الذي نزل القرآن به , ولا يتشبهوا بلسان الرَّازي وغيره من العجم المولدين. .
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:35]ـ
..........
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:58]ـ
(12) فلفظ قرء ليس يدل على شيئين الحيض والطهر ولكنه مختلف فيما يدل عليه. وكثير من الألفاظ التي زعموا أنها مشتركة هي كذلك ألفاظٌ اختلف فيما تدل عليه , وليست ألفاظاً تدل على أشياء مختلفة. [/ COLOR]
بارك الله فيكم، شيخنا.
اللفظ الواحد قد يدل على شيئين بالتضمن والتناول لهما لاشتماله عليهما أو للملازمة بينهما، كدلالة لفظ (الدعاء) على (المسالة) و (البادة)، ودلالة لفظ (الدلوك) على (الزوال) و (الغروب)، ودلالة لفظ (الغاسق) على (الليل) و (القمر). قال شيخ الإسلام: {فتأمله! فإنه موضوع عظيم النفع وقل ما يفطن له}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:02]ـ
وقال شيخ الإسلام في مسألة (القرء):
وَالطُّهْرُ الَّذِي يَتَعَقَّبُهُ حَيْضٌ هُوَ قُرْءٌ فَالْقُرْءُ اسْمٌ لِلْجَمِيعِ. وَأَمَّا الطُّهْرُ الْمُجَرَّدُ فَلَا يُسَمَّى قُرْءًا؛ وَلِهَذَا إذَا طَلُقَتْ فِي أَثْنَاءِ حَيْضَةٍ لَمْ تَعْتَدَّ بِذَلِكَ قُرْءًا؛ لِأَنَّ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَدَّ بِثَلَاثَةِ قُرُوءٍ وَإِذَا طَلُقَتْ فِي أَثْنَاءِ طُهْرٍ كَانَ الْقُرْءُ الْحَيْضَةَ مَعَ مَا تَقَدَّمَهَا مِنْ الطُّهْرِ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَكَابِرُ الصَّحَابَةِ عَلَى أَنَّ الْأَقْرَاءَ الْحَيْضُ كَعُمَرِ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِمْ؛ لِأَنَّهَا مَأْمُورَةٌ بِتَرَبُّصِ ثَلَاثَةِ قُرُوءٍ؛ فَلَوْ كَانَ الْقُرْءُ هُوَ الطُّهْرُ لَكَانَتْ الْعِدَّةُ قُرْأَيْنِ وَبَعْضَ الثَّالِثِ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:39]ـ
جزاك الله خيراً فقد ذكرتني ببحث أعجزني، وقد أخذت مني ومن شيخ لي لفظة القرء هذه معاناة ممضة ..
وهي محل نظر عندي إلى الآن .. والذي تراه هو بالتوقف أشبه .. فأنا ذكرتُ أن العلماء اختلفوا فيما يدل عليه لفظ القرء .. وما كان أسهل علي = من قولي: والعرب تستعمل القرء للدلالة على الحيض والطهر جميعاً والقرينة تحدد إلخ هذا الكلام الذي حفظتوه من كثرة تردادي له .. غير أن الأمر ليس بالتشهي ..
فلم أجد في كلام العرب -على كثرة البحث- ما يدل على أن لهذه اللفظة معنيان .. وبقيت بين ثلاثة احتمالات:
1 - أن يكون لها دلالة واحدة اختلف العلماء في معرفتها.
2 - أن تكون دلالتها عامة تدل على الوقت المرتبط بحدث فاختلف الصحابة في الوقت المراد أهو الحيض أم الطهر.
3 - أن يكون الأمرُ على ما ذكرتَ حفظك الله.
ثم استبعدتُ الاحتمال الأول بآخرة؛ لما عسر علي تصور أن يكون لهذا اللفظ دلالة واحدة تعرفها العرب ثم يختلف في تحديدها الصحابة وهم أهل اللسان ..
ولا زال الأمر عندي دائراً بين الثاني والثالث .. وشعر العرب شحيح جداً في هذه اللفظة ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:44]ـ
وقولهم إن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح باطلٌ كله , والله تعالى علم آدم البيان , ثم اختلفت ألسنة بينه من بعده ....
في الحق نقد مواضع كثيرة في كلامك يطول، ولكن أكتفي بهذه المسألة المقتبسة كمثال، فأقول: أولاً لا داعي للجزم والقطع في مثل هذه مسألة كهذه، لأن هذا الأصل الذي تجعله باطلاً كله مختلف فيه ومحل معترك، ومادمت تبني على هذا اعتراضك على تقسيم الحقيقة والمجاز فقد بنيت على أصل غير مكين. ما معنى: علمه البيان؟ عندك؟ وما معنى "وعلم آدم الأسماء كلها"؟ وما معنى "الأسماء" في الآية بالنسبة لك؟ وما معنى "علّم" في الآيتين؟ هذا من وجه ومن جهة أخرى إنكار الوضع كلياً فرع عن إنكار قدرة العبد على الاستقلال بالفعل، لاننكر أن كل شيء بأمر الله وعلمه، ولكن للعبد قدرة على الإحداث باختياره والإبداع بإرادة مؤثرة - ولكنها في علم الله - فالقول الذي أميل إليه من أقوال العلماء في المسألة هو أن اللغة توقيف واصطلاح، فأصل القدرة على البيان أودعها الله في الإنسان، وجانب الوضع من فعل العبد بهذه القدرة وتصرفه بواسطتها حسب اختياره، والذي يؤكد هذا المعنى هو أن الله لم يعلم الإنسان اللغة فقط وإنما علمه كل شيء بما في ذلك اللغة، قال تعالى (علم الإنسان مالم يعلم)، وقال (وعلمناه صنعة لبوس)، وقال (وعلمكم مالم تكونوا تعلمون)، فلا يقال أن صنعة السيارات توقيفية، لمجرد أن الله علم الإنسان مالم يعلم! وأنه لا وضع للناس أو دور في تلك الصنعة، وكذلك انتاجهم الحسابي ومعادلاتهم الرياضية التي يأتون بها مثل ما جاء به الخوارزمي و نيوتن الخوارزمي وفيرمن وديكارت وغيرهم، لا يقال كل هذه لم يضعها أصحابها باختيارهم، بل توقيفية لأن الله (علم الإنسان مالم يعلم)، لا يقال بهذا لأنه يفضي إلى جبر في أسوأ الأحوال أو كسب الأشعري في أحسنها. فكذلك اللغة منها ملكة البيان، ركبها الله في الجنس الآدمي، أما الوضع والاصطلاح فحاصل من البشر من خلال هذه الملكة المركبة. والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:58]ـ
بوركتَ ..
ليس لهذه الآية تعلق ببحثنا إلا من جهة موضع واحد إن سلمتَ به سقطت أهمية المطالبة بما بعده:
الله تبارك وتعالى علم آدم البيان .. فاستطاع أن يبين عما في نفسه بلسان أليس كذلك (؟؟)
في انتظار الجواب ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 09:46]ـ
من فضلك: هل يمكن أن تزيد الأمر وضوحاً؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 12:25]ـ
حاضر يا مولانا
هل ترى أن آدم عليه السلا أول خلق الله كان له لسان (لغة) يتكلم بها علمه الله إياها وكانت هذه اللغة بياناً حسناً خلقه الله فيمن صوره فأحسن تصويره؟؟
أخي الحبيب ..
لا طمع لي في غير مذاكرة تثير الذهن، وليس من شرط ذلك أن ترجع عن قولك أو أرجع عن قولي، فلا تظنن بأخيك طمعه في غير ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:18]ـ
شيخ عبد الله - أحسن الله إليكم؛
ما تقصد بالوضع والاصطلاح؟
أهو مجرد خرق الألفاظ ابتداء؟ أم يشترط فيه المواضعة والموطئة؟
وما تقصد بالتوقيف الذي أنكرت؟
أهو جميع أنواع التوقيف بما فيه (الإلهام)؟ أم أنك إنما أنكرت (الوحي القولي)؟(/)
يا كتاب المجلس: دعاة وطلاب علم << ضوابط في النقد والردود >>
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 10:54]ـ
ضوابط في النقد والردود
الشيخ سالم بن سعد الطويل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد
فان الخطأ والقصور من صفات بني آدم، وكل راد ومردود عليه ولا احد معصوم بعد الانبياء والمرسلين ولكن ثمة ضوابط وآداب ينبغي ان يراعيها كل من أراد ان ينقد او يرد على من أخطأ او جانب الصواب اذكر بها نفسي ثم اذكر بها كل من وقف على مقالي هذا فاقول وبالله استعين.
أولاً: الاخلاص لله تعالى فالواجب على كل مسلم ان ينبغي في رده ونقده وجه الله تعالى لا لإظهار نفسه ولا للشهرة ولا للانتقام ولا يحمله على ذلك حسد او اي غرض من الاغراض او سبب من الاسباب سوى انه يريد احقاق الحق وابطال الباطل مبتغيا بذلك وجه الله تعالى.
ثانياً: ان يكون الرد على علم وبصيرة ويعرف موطن الخطأ ودلالة الالفاظ ومخالفة ذلك للنصوص الشرعية حتى لا ينكر المعروف ويأمر بالمنكر ويخطىء الصحيح ويصحح الخطأ لذلك لا يجوز الرد والنقد الا بعلم ومعرفة.
ثالثاً: العدل فالرد والنقد حكم من الناقد والراد والله تعالى يقول: (وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً) سورة النساء (58).
فلا يجوز الظلم والتعدي والتجريح والاتهام وتحميل الكلام مالا يحتمل.
رابعاً: حسن الظن لكن باعتدال فلا نتجاوز بحسن الظن إلى درجة التكلف حتى نجعل لكل باطل مخرجاً ولا نسيء الظن بالمتكلم ونصرف كلامه الى اسوأ المقاصد ولكن نكون بين ذلك قواما بين هذا وهذا فالأمر دقيق ومن لا يحسن هذا المجال فليدعه لاصحابه.
خامساً: الرفق الرفق «فما كان الرفق في شيء إلا زانه»، نعم قد يحتاج الأمر في بعض الاحيان وفي الرد على بعض الاعيان الى شدة كما فعل بعض السلف ولكن الاصل الرفق لاسيما اذا كان المردود عليه كبيرا او له اتباع او يرجى له الرجوع وحسبنا قوله تعالى: (فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر او يخشى) طه (44)
خامساً: ان يكون الحكم على ماظهر من الاقوال والافعال دون الحكم على النوايا والخفايا والتي لا يعلمها إلا الله تعالى وحده.
سادساً: ان يكون الرد في السر في بعض المواطن وفي العلن في مواطن اخرى. بحيث يكون عند الناقد حكمة فيلتمس الانسب لحال المردود عليه وحجم الخطأ وهل صدر عنه بشكل معلن حتى يرد عليه بالعلن او انه خطأ شخصي يرد عليه فيما بينه وبينه سراً من غير اعلان ولا تشهير؟.
سابعاً: عدم التقيد بشروط وضوابط لا اساس لها وليس عليها دليل ولا برهان فمن الناس من يقول من أخطأ فلا يقبل منه حق ولا عدل ولا يسمع منه حتى آيه من القرآن ومنهم من يقول لابد من ذكر الحسنات والسيئات والموازنة بينهما في مقام الرد والنقد فهؤلاء وهؤلاء كل منهم قد جانب الصواب. فالحق يقبل والباطل يرد من كل انسان ولا أحد فوق مستوى النقد والرد إلا الأنبياء والمرسلين.
ثامناً: الحكم على قول دون القائل بحيث يقال هذا القول: كفر أو ردة أو فسق او باطل او بدعة او خلاف السنة او خطأ او نحو ذلك بحسب درجة الخطأ في القول دون ان يقال فلان كافر او مرتد او فاسق او مبتدع لماذا؟ لأن الحكم على الاعيان له ضوابط اخرى ويحكم به العلماء والقضاة، فمقام الرد والنقد يختلف عن مقام الحكم على الاعيان.
مثاله: كما قال بعض السلف من قال القرآن مخلوق فقد كفر، والقول بان القرآن مخلوق كفر ومع ذلك ماكفروا اعيان القائلين بهذا القول فتبنه لذلك فإنه مهم.
تاسعاً: ان يكون قصد الناقد النصيحة بحيث يتمنى لو رجع المخطىء عن أخطائه ورجع إلى الصواب او تاب من ذنبه ورجع الى الحق.
عاشراً: الرد والنقد فرض كفاية فلا يلزم كل مسلم ان يرد على المخالفين ويحفظ مواطن الخطأ عندهم.
أخي القارئ الكريم هذا ما أحببت ان اذكر به نفسي اولاً ثم اذكرك به ثانياً والله تعالى اسأل ان يوفق كل مسلم إلى الحق والصواب والحمد لله اولاً وآخراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
الغزي الأثري
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:50]ـ
أخانا الغزي ومن قرأ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبذا لو وقف الجميع عند هذه الآداب الواجب مراعاتها. نعم النقل، كتب الله لك أجرك!!
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 10:45]ـ
أخانا الغزي ومن قرأ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبذا لو وقف الجميع عند هذه الآداب الواجب مراعاتها. نعم النقل، كتب الله لك أجرك!!
بارك الله فيكم؛ آداب نافعة مفقودة في الوسط العلمي ـ إلا ما رحم ربي ـ؛ نسأل الله السلامة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 12:42]ـ
هل لطالب العلم ان يرد اصلا
المسألة ليست واضحة تماما عندى وما وجدت احد تكلم عنها بالتفصيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 05:22]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الجميل ولكن النقطة الثامنة تحتاج إلى تفصيل: وينظر في المسألة هل هي من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة أم هي من المسائل الخفية في تفصيل معروف لأهل العلم ولأن الحكم لا يكون إلى على معين ولكم تحياتي
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 11:32]ـ
جزاك الله خيراً أخانا (الغزي الأثري)!.(/)
قصيدة .. في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:20]ـ
ياسوءة الرسام
1 - نبينا الهادي عليك سلامي ... بدراً تُجَلِّي حالك الإظلامِ
2 - قد كنت فينا رحمةً ياليتنا ... نسمو بها شكراً على الأيام ِ
3 - نبُِّئْتَ بين العالمين رسالة ً ... فُضِّلْتَ فوق الأنبيا الأعلام
4 - ودعوت بالتوحيد للتوحيد فَانْ ... سَاحتْ عبادٌ تنْعمنْ بسلام
5 - زمنَ النبوة والخلافة بعدها ... والملكِ ثَمَّ ممالكُ الإسلام
6 - وحباك رب العالمين بكوثر ٍ ... يروي الصُّداة بوافر الإنعام
7 - أما الذي يسعى ليهلك نفسه ... بالزور يشنا والهوى الإجرام
8 - سماه رب العالمين بأبترٍ ... أو تسمعنَّ لأبتر بسيام
9 - يا أمة الإسلام فلتتساعدوا ... ولتبرؤوا من كل ذي الأسقام
10 - سقم النفوس مع الفلوس فإنها ... تودي الرجال بزلة الأقدام
11 - لا تسمعوا في العالمين لراسمٍ ... يبغي الفساد بصاخب الآثام
12 - ظن الغبي برسمه وفساده ... تشويهه ياحسرة الرَّسام
13 - وكذا الصحيفةُ تُلْقينْ أقلامها ... ياسوءة الصحفي والأقلام
14 - لما تنجس بالذنوب مدادها ... تبغي الرواج بعيبها الإعلامي
15 - أو ما علمتم أننا أنصاره ... بالروح نفديه مع الأنسام
16 - وكذا الخلا ئق كلها أجناده ... عند الوغي والفلق فلق الهام
17 - ثم الملائك فوق ذاك فإنها ... بالسيف تنصره مع الإلهام
18 - صلى عليك الله في عليائه ... والآلُ والصحب ُ ذوو الأفهام
19 - ثم العبادُ مع الملائكة التي ... مخصوصة دوما وبالإكرام
هذا ماجادت به القريحة في أول هذه الليلة ليلة الجمعة 6/ربيع الأول لعام 1429هـ
ـ[أبوعبدالرحمن الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 12:20]ـ
جزاك الله خيرا ... وجعلها في ميزان حسناتك ..
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 06:37]ـ
وأنت كذلك يا أخي أبا عبد الرحمن، ونسأله سبحانه أن يوفقنالنصرة دينه وإعلاء كلمته!!(/)
ما الضوابط الشرعية لكي يصحّ الزواج بكتابية؟ (سؤال)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:42]ـ
إخواني الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود معرفة الضوابط الشرعية لكي يصحّ الزواج بكتابية؟
وفقكم الله
ـ[أبوعبدالرحمن الغامدي]ــــــــ[14 - Mar-2008, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الاخ سراج يقول الله تعالى في سورة المائدة: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 08:20]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 08:25]ـ
/// و بالمناسبة هذا رابط: http://www.saaid.net/Doat/abu_sarah/106.htm لموضوع بعنوان: "هل يجوز الزواج بالنصرانية .. اليوم؟!! .. خبر وتعليق .. " فإذا كان للإخوة تعليق عليه ..
/// و كذا ما رأيهم في هاته الفتوى:
فالزواج بالكتابية يشترط له ما يشترط للزواج بالمسلمة من الولي والصداق والشهود.
ويلي الكتابية وليها الكافر، فإن اعترض على زواجها من مسلم - لكونه مسلماً- فإنه يعتبر عاضلاً لها عمن هو كفؤ لها، فتنتقل الولاية عنه إلى غيره من الكفار ولو بَعُدَ، ولا يصح النكاح إلا بولي، ولا يلي الكافرة إلا من هو على دينها.
أما عن تصديق الكتابية فيما تدعيه من براءة رحمها، فالجواب عليه هو أنه يشترط للزاوج منها أن تكون محصنة (عفيفة) -كما تقدم- وإذا كان هذا هو الظاهر من حالها فلا داعي لاستبرائها، وإلا فلا يجوز نكاحها أصلاً.
والله أعلم.
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=7807&Option=FatwaId
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 08:42]ـ
السؤال هو هل توجد كتابية هذه الأيام وإذا وجدت فهل هي عفيفة وإذا كانت عفيفة فما معنى العفة لأن معنى الحشمة والعفة في الغرب يختلف عن معناها عندنا
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:10]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمان و نرجو المساعدة في الإجابة على تساؤلك؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 07:50]ـ
"" لا ننصح شاباً أن يتزوج كتابية اليوم , والسبب في ذلك: هو أن كثيراً من الشباب المسلم حينما يتزوجون بمسلمات فتكفهر حياتهم وتسوء، بسبب: سوء أخلاق البنت المسلمة , وقد ينضم إلى ذلك: سوء أخلاق أهلها من أمها وأبيها وأخيها وأخواتها وإلى آخر ذلك، فماذا سيكون المسلم إذا تزوج بنصرانية؟ أخلاقها وعاداتها وغيرتها - ونحو ذلك - ونخوتها، تختلف، إن كان للغيرة والنخوة لها ذكر عندهم , فتختلف تماماً عما عندنا نحن معشر المسلمين، لذلك لا ننصح بمثل هذا الزواج، وإن كان القرآن صريح في دلالة إباحة ذلك , ولكن إنما أباح الله للمسلم أن يتزوج الكتابية في حالة كون المسلمين أعزاء أقوياء في دينهم في أخلاقهم في دنياهم، تخشى رهبتهم الدول، ولذلك فالمسألة تختلف من زمن إلى زمن، في الزمن الأول كان المسلمون يجاهدون الكفار و يستأسرون المئات منهم و يسترقونهم , و يستعبدونهم، فيكون استعبادهم إياهم سبب سعادتهم في دنياهم و آخرتهم، سبب سعادة المستأسَرين و المسترَقين والمستعبدين، يصبحون سعداء في الدنيا والآخرة، وذلك لأن أسيادهم المسلمين كانوا يعاملونهم معاملة لا يجدونها في بلادهم بعضهم مع بعض وهم أحرار، بسبب التعليمات التي كان الرسول عليه السلام يوجهها إلى أصحابه، من ذلك: قوله عليه السلام: (أطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم مما تلبسون) إلى آخر ما هنالك من أحاديث كثيرة، لا أستحضر الآن سوى هذا،و قد أشار الرسول عليه السلام إلى هذه الحقيقة التي وقعت فيما بعد، في قوله في الحديث الصحيح: (إن ربك ليعجب من أقوام يُجرون إلى الجنة في
السلاسل)، (إن ربك ليعجب من أقوام) أي: من النصارى من الكفار , يُجرون إلى الإسلام الذي يؤدي بهم إلى الجنة بالسلاسل، اليوم القضية معكوسة تماماً، القوة والعزة للمسلمين ذهبت، حيث استذلوا من أذل الناس كما هو الواقع مع الأسف الشديد، فإذا فرضنا أن شاباً تزوج نصرانية وجاء بها إلى هنا، فستبقى هذه النصرانية في الغالب على دينها وعلى تبرجها، وسوف لا يجرفها التيار الإسلامي كما كان يجرف الأسرى فيطبعهم بطابع الإسلام، لأن هذا المجتمع هو من حيث الاسم إسلامي، لكن من حيث واقعه ليس كذلك، فالتعري الموجود - مثلاً - في البيوت الإسلامية اليوم - إلا ما شاء الله منها - كالتعري الموجود في أوروبا، وربما يكون أفسد من ذلك , فإذن، هذه الزوجة النصرانية حينما يأتي بها سوف لا تجد الجو الذي يجرها ويسحبها إلى الإسلام سحباً.
رجل من الحضور: بتسحبه هي.
الشيخ الألباني رحمه الله: نعم؟
السائل: بتسحبه هي. ""
الشريط الثاني من سلسلة الهدى والنور ..
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 08:08]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[عبدالحكم الأندلسي]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 06:32]ـ
هناك مسألة أخرى لم يذكرها أحد , وهي مهمة وضرورية ألا وهي أن تكون الكتابية من أهل الذمة, وذلك لضمان حقوق الولد والمحافظة على قوامة الرجل وغيرذلك من المصالح, والله أعلم
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 06:04]ـ
قال بعض أهل العلم يجب يتأكد أنها كتابية خشية أن تكون معطلة لإنتشار التعطيل بين أهل الكتاب أي لا تكون تنكر وجود الله مثلاً و لا تسب عيسى ابن مريم
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 07:37]ـ
العفة لم تعد موجودة عند أكثر- إن لم أقل كل- كتابيات الدول الكافرة، فهم يرون التي لم تُفتض بكارتها في سن المراهقة معقدة نفسيا!!!
ولذا يقال إن مما عُيرت به ديانا من زوجها الأمير أنه تزوجها بكرا!!! انظروا لانتكاس الفطر!!
لكن أظن أكثر كتابيات مصر عفيفات بسبب البيئة التي يعيشون فيها، وهي بيئة المسلمين بيئة الطهر والعفة - والحمد لله تعالى -.
كذلك من الأمور التي تمنع من الزواج بكتابيات دول الكفر هو القوانين التي عندهم، والتي تجرد الرجل من قوامته على المرأة بل وعلى أطفاله منها، وكم وقعت من مآسي بسبب هذا الأمر.
والله أعلم.(/)
سلسلة لماذا ايها الزوج
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:51]ـ
الحلقة الاولى
لماذا لا ترافق أهلك في نزهة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد. فإنه كلما ابتعدنا عن زمن القرون المفضلة الأولى زادت غربة ديننا, ولنا في ذلك يد لا تنكر. ومن الأمكان التي اشتدت فيه غربة الدين بيوت المسلمين. وكثير من المتسننين والملتزمين. اهتموا بسنن المعاملات مع الناس, وأضاعوا سنن معاملة الزوجات. العوان الأسبرات, الضعيفات المستضعفات. رضين بحالهن مع أزواج لا يولجون الكف ليعلموا البث. اشتغلن بتهيئة البيت وتزيينه لأصحابه, وبالغن في إصلاح أولادهم وتطييب طعامهم. وشاركوهم البأساء والضراء صابرات راضيات متعففات. شيء يتفطر منه قلب كل حر له من الرجولة نصيب. قبلن الزواج منهم لدينهم وأخلاقهم.فوجدن من ذلك ما لا يسر ذا أنفة وغيرة على حقوق إماء الله تعالى. نعم إماء الله تعالى اللواتي شدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمرهن فقال: (إني أحرج عليكم حق الضعيفين, المرأة واليتيم).رواه ابن ماجه (3678) عن أبي هريرة وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1015).
ومن دقيق حقوق زوجتك عليك أخي أن تريها خضرة أوراق الشجر, حقها أن تزور مثيلاتها من ورود يانعة وزهور متفتحة, من حقها أن تجد ريح الشجر والأرض الغضة الطرية في خياشيمها. من حقها أن تملأ رئتيها من الهواء العذب النقي. ألست تدري كيف كان نبيك مع زوجاته. يخرج إحداهن معه في سفر من أسفاره فيسابقها تطييبا لخاطرها وشكرا لها لحسن تبعلها.
فقد روى أحمد أبو داود (2578) ـ وهذا لفظ أحمد ـ عن عائشة قالت: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم فادعاهما فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عنى حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال: تعالى حتى أسابقك فسابقته فسبقني [في رواية: فضرب على كتفي] فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك) وبوب عليه البيهقي بقوله: (باب مسابقة الرجل زوجته).
فلماذا لا ترافق أهلك في نزهة؟
اعلم أخي حفظني الله وإياك أن مرافقتك لأهلك لنزهة أسبوعية من حسن خلقك, وكريم طباعك. شيء تستطيع بمثله امتلاك قلب زوجتك. وضمان ولائها لك.
واعلم أن خروجها معك لا يناقض قرارها في بيتها. إنما هي ساعة وساعة. ومن لطيف ما قرأته في ذلك. وقرت عيني به ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: (حور مقصورات في الخيام)
فقد نقل في حادي الأرواح عن بعض أهل العلم أنهم قالوا: (وصفهن بصفات النساء المخدرات المصونات وذلك أجمل في الوصف ولا يلزم من ذلك أنهن لا يفارقن الخيام إلى الغرف والبساتين فوصفهن اللازم لهن القصر في البيت) الحادي (ص234) وإن كان قد نقل أنهن لا يخرجن. وهذا يخالف ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى إحدى زوجات عمر في الجنة تتوضأ بجانب قصر من قصوره.
روى البخاري (3477) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر, فقلت: لمن هذا القصر؟. قالوا: لعمر. فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!)
وقد كان هذا معروفا في المسلمين.إلى درجة أنه جعل الفقهاء يدرجونه في لوائح الفروع في كتب فقههم.ومن ذلك أنهم اختلفوا في قصر الصلاة في حق من جعل مزارع وبساتين يسكنها أهله ولو في فصل للنزهة. وانظر الفروع (2/ 47) لابن مفلح رحمه الله تعالى وغيره!.
* يقول الدكتور منصور بن عبد الرحمن بن عسكر, أستاذ علم الاجتماع المساعد ومدير مركز المعلومات و أبحاث الأسرة في مقال له بعنوان: (التجديد والتغيير في الحياة الزوجية) وهو يتحدث عن بعض أسباب الفتور في العلاقة الزوجية: (ومن الأسباب كذلك أن يكون ضمن الأعمال المنزلية التي تقوم بها الزوجة تدريس ومتابعة الأبناء فهو يتصور أن هذا من عمل الزوجة فحتى يكون فيه تجديد في الحياة الزوجية عليه أن يقوم بشكرها ويثني على عملها ويفاجئها بهدية تفضلها مثل أن يحضر لها من السوق هدية أو يخرج معها في نزهة قصيرة)
وهذه بعض النصائح أسوقها لك كي تستفيد من نزهتك مع جميلتك وحبيبة قلبك!:
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ احرص على الابتعاد عن أعين الناس بقدر كاف حتى تستطيع زوجتك كشف وجهها إن كانت ممن تغطيه.سواء كانت تغطيه وجوبا أو استحبابا, فقد كانت النساء إذا ابتعدن عن أعين الناس كشفن إن شئن. كما في حديث عائشة قالت: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن محرمون فإذا مر بنا الركب سدلنا الثوب على وجهنا فإذا جاوزنا كشفناه) ولا تبتعدا بقدر يدخل على قلبك وقلبها الخوف من أذية أحد. خصوصا إن كان معكما أولادك.
2ـ احرص على أن لا تتأخرا إلى حلول الظلام خصوصا إذا كان معكما أولاد, فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمنع الأولاد من الخروج عند أول الليل.
فقد روى أبو داود (2604) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترسلوا فواشيكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشياطين تعيث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء) قال أبو داود الفواشي ما يفشو من كل شيء. والحديث صححه الشيخ الألباني.
وروى الحاكم في المستدرك عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين) والحديث صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (905) وفوعة العشاء أول الليل. وهو ما بين المغرب والعشاء كما قال أبو عبيد القاسم بن سلام في الغريب.
3ـ أنظر في حالكما فإن كنتما ابتعدتما عن الحاضرة بحيث يطلق على رحلتكما مسمى السفر قصرتما الرباعية.
4ـ حاول أن تكون النزهة متكررة كل ما أمكنكما ذلك خصوصا إن كان لكما ولد, فإن تغيير المكان له نفع كبير على البدن
والنفس!
6ـ قلل من الحاجيات كالطعام والشراب.
7ـ حدد وقت الخروج ووقت العودة وحاول أن لا يطول كثيرا.
8ـ لا تختر يوما تكون فيه أنت و هي متعبين أو أحدكما.
9ـ اجلبا معكما بعضا من مستلزمات الإسعافات الأولية. فإن الإنسان لا يدري ما قدر له.
10ـ ليكن يوما لا يكثر فيه المتنزهون من عوام الناس فإنهم من مفسدات النزهة بلا شك. وليكن الخميس أو الإثنين إن استطعت فإنه كان مفضلا للنبي صلى الله عليه وسلم للخروج. قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره (13/ 307): (وإن عزم على سفر فيتوخى في سفره يوم الخميس أو يوم الاثنين اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم)
وروى الطبراني عن أم سلمة قالت: (كان يستحب يوم الخميس أن يسافر فيه) وله شواهد منها في البخاري من حديث كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب أن يخرج يوم الخميس , وروى أبو داود (2605) عن كعب بن مالك قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا يوم الخميس) وانظر السلسلة الصحيحة لشيخ شيخنا الألباني رحمه الله تعالى رقم (2126)
11ـ اجعلها تختار الطعام والشراب الذي تحبه إلا أن تفوض الأمر لك فبالغ في إكرامها بإحضار ما تشتهيه عادة.
12ـ لو وجدت فسحة فسابقها اقتداء بسيد الأولين والآخرين. واضحك لذلك كما ضحك سيدي وسيدك صلى الله عليه وسلم. والله لست بأكثر شغلا منه ولا زوجاته بأكثر غربة من زوجتك في زماننا هذا.
13ـ احذر من إصابة المكان الذي نزلته بالأذى.كالعلب المعدنية أو الورقية الفارغة أو غيرها. فإن (إماطة الأذى عن الطريق صدقة)
هذه تحلة القسم, وجهد المقل.فاعذرني أخي على التدخل في شؤون بيتك. والحديث عن حقوق زوجتك. بل اعذرني فإن هذا سيتسمر معك.وموعدي معك قريب!
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:53]ـ
الحلقة الثانية
لماذا لا تلاعب زوجتك؟
الحمد لله وكفى وصلى الله على المصطفى, وعلى الآل والصحب من عاهد فوفى, أما بعد: فإن من لطيف الخلق, وجميل الشيم أن يلاعب الرجل أهله ويداعبها. فإن ذلك مما يقوي العلاقة الزوجية, ويدخل الدفء عليها. بل هو أحد صمامات الأمان التي يتحصن بها الزوجان من دواهي الأيام وتقلبات الأحوال. فإن المرأة على الخصوص لعوبة يعجبها اللهو. ولو كانت كبيرة السن. فينبغي للزوج المسلم الحرص على إعطائها حقها في ذلك كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل. فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف طباعهن, ويتفهم أغراضهن. فكان يدخل على عائشة الجواري يلعبن معها, وسابقها مرتين وهما في سفر, وجعلها تنظر إلى لعب الحبشة بالحراب والدرق. وحضر معركة جميلة بين زوجتين من زوجاته. حين تراشقتا بالطعام أمامه, إحداهن عن يمينه والأخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
عن شماله!! وقد ذكر الغزالي في إحياء علوم الدين (2/ (44) أنه على الزوج (أن يزيد على احتمال الأذى بالمداعبة والمزح والملاعبة فهي التي تطيب قلوب النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح معهن وينزل إلى درجات عقولهن في الأعمال والأخلاق
والأصل في سنية ملاعبة الأهل ما رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيا فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جابر؟ فقلت: نعم قال: ما شأنك؟ قلت: أبطأ علي جملي وأعيا فتخلفت فنزل يحجنه بمحجنه ثم قال: اركب. فركبت فلقد رأيته أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تزوجت؟ قلت: نعم قال: بكرا أم ثيبا؟ قلت: بل ثيبا قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ... ) الحديث.
فائدة: كلمة (الحديث) منصوبة على أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره (أكمل أو أتمم) الحديث.
والحديث صريح في أن ملاعبة الزوجة سنة من سنن الهدى ,وقربى يتقرب بها الزوج إلى ربه. وعمل صالح يتنافس فيه. وقد بوب ابن حبان للحديث بقوله (ذكر الأمر بإرضاء المرء أهله عند قدومه من سفره) وبوب له النسائي في الكبري (باب ملاعبة الرجل زوجته).وفي رواية عند البخاري بزيادة (وتضاحكها وتضاحكك, وتمازحها وتمازحك). قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (10/ 53): (فيه ملاعبة الرجل امرأته وملاطفته لها ومضاحكتها وحسن العشرة)
وقد زاد العلماء في تأكيد ذلك بأن قالوا في قوله (هل) وهي من حروف الحض: (فيه حث وتحضيض واستعجال)!
وفي رواية في الصحيحين وهذا لفظ مسلم (فأين أنت من العذارى ولعابها)!
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار (1/ 359و360): (قوله فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وأين أنت من العذارى (ولِعابها) بالكسر فيها, ورواه أبو الهيثم (ولُعابها) بضم اللام. معناها على الأظهر ملاعبتها وممازحته, ا وقد قيل أنه يحتمل أن يكون من اللعاب كما قال: (هن أطيب أفواها) ولرواية لُعابها بالضم. وعندي أنه إن صح هذا في لُعابها ومص ريقها وارتشافه, فيبعد في قوله (تلاعبها وتلاعبك) إلا أن يستعمل هذا المعنى في غير الرشف فعلى بعد, والأول أظهر وأشهر)
قلت: قد روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها) والحديث ضعيف كما في ضعيف سنن أبي داود للشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
وفي رواية لحديث جابر أيضا: (وتداعبها وتداعبك)
وفي رواية عند الطبراني (19/ 149/328) من حديث كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل فذكر نحو حديث جابر وقال فيه: (وتعضها وتعضك) ولكنها بحمد الله تعالى ومنه علينا .... ضعيفة.!!
وروى النسائي عن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان قال فأما أحدهما فجلس فقال له صاحبه أكسلت قال نعم فقال أحدهما للآخر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لعب لا يكون أربعة ملاعبة الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه ومشي الرجل بين الغرضين وتعلم الرجل السباحة)
وروى الدينوري في المجالسة أو جواهر العلم (1/ 182) وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 331) عن أحمد بن مروان نا إبراهيم بن دازيل الهمذاني نا أبو حذيفة عن الثوري عن أبيه عن إبراهيم التيمي قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي فإذا التمس ما عنده وجد رجلاً. قال الثوري وبلغنا عن زيد بن ثابت أنه كان من أفكه الناس في أهله وأزمتهم إذا جلس مع القوم)
هذه من السلفية. فمن منا كذلك؟
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:54]ـ
الحلقة الثالثة
لماذا لا تستشير أهلك؟
الحمد لله وكفى وصلى الله على المصطفى, وعلى الآل الطاهرين والصحابة أهل الصفا والوفا
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن من أمثلة الضرر الذي قد تكون أعانت على نشره الأحاديث الضعيفة والموضوعة ترك استشارة النساء, أو استشارتهن ومخالفتهن. ومن تلك الأحاديث التي لها سمعة سيئة في سوق الحديث ما اشتهر على ألسنة الناس بل والفقهاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (استشيروهن وخالفوهن) وهو حديث باطل. يحتج به أناس على انحرافهم السخيف عن النساء الفاضلات , وقد أصيب بهذه الآفة أمثال الدسوقي المالكي في حاشيته وإمام الحنفية شمس الدين السرخسي الحنفي في المبسوط للاسف فأوردوا هذا الباطل في كتبهم وشانوا به مصنفهم.
ويشبه هذا الحديث في فساده حديث أنس المرفوع (لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشير فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة) وفي سنده عيسى ضعيف جدا مع انقطاع. ولم يسلم الموقوف أيضا من ذلك, فقد روى علي بن الجعد في مسنده (436) عن أبي عقيل عن حفص بن عثمان بن عبيد الله عن عبد الله بن عمر عن عمر موقوفا عليه: (خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة) وحفص مجهول وأبو عقيل ضعيف. والحديث قال فيه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء على الأمة (رقم: 340) وقال: (معنى الحديث ليس صحيحا على إطلاقه، لثبوت عدم مخالفته صلى الله عليه وسلم لزوجته أم سلمة حين أشارت عليه بأن ينحر أمام أصحابه في صلح الحديبية حتى يتابعوه في ذلك) اهـ
وقد نسب الثعالبي في ثمار القلوب في المضاف والمنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (ذل من أسند أمره إلى رأى امرأة) ولا أعرف له زماما!
والمنقول في هذا من الحديث الضعيف كثير!
وهذا مذهب كثير من المناوئين للنساء الفاضلات العاقلات , ربما حسدا! فضربوا برأيها الأمثال في الضعف والهزالة. فقيل: (إياك ومشاورة النساء فرأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن) وقال شاعرهم:
شيئان يعجز ذو الرصانة عنهما رأى النساء وإمرة الصبيان
أما النساء فميلهن إلى الهوى وأخو الصبا يجرى بغير عنان
ويكفي ردا على هذه التفاهة من الأفكار وغرائب الآراء ما رواه البخاري في صحيحه (2581) عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة يوم الحديبية: (قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما)
وقلت يكفي لأنه صار كما قال العجلوني في كشف الخفاء (2/ 5): (دليلا لاستشارة المرأة الفاضلة) واحتج لذلك ابن الجوزي أيضا في كشف المشكل (4/ 58): وووهن به حديث شاوروهن وخالفوهن. فقال: ((وأما مشاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة وقبول قولها ففيه دليل على جواز العمل بمشاورة النساء ووهن لما يقال شاوروهن وخالفوهن)
وقال الحافظ في الفتح (5/ 347): (علم النبي صلى الله عليه وسلم صواب ما أشارت به ففعله فلما رأى الصحابة ذلك بادروا إلى فعل ما أمرهم به إذ لم يبق بعد ذلك غاية تنتظر وفيه فضل المشورة وأن الفعل إذا انضم إلى القول كان أبلغ من القول المجرد وليس فيه أن الفعل مطلقا أبلغ من القول وجواز مشاورة المرأة الفاضلة وفضل أم سلمة ووفور عقلها حتى قال إمام الحرمين لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت الا أم سلمة كذا قال وقد استدرك بعضهم عليه بنت شعيب في أمر موسى)
قلت: يقصد بذلك إشارتها عليه باتخاذ موسى عليه السلام أجيرا عنده لما رأته من قوته وأمانته. وهذا دليل على وفور عقلها وصلاحية الأخذ بمشورتهن خلافا لما فاح ريحه الفاسد من سوء الراي في مشورتهن حفظهن الله تعالى.
وعن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: أفرس الناس ثلاثة العزيز حين قال لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا وبنت شعيب التي قالت: (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين , وأبو بكر حين تفرس في عمر رضي الله عنها وولاه من بعده) مع أنه لم يثبت أنها ابنت شعيب عليه السلام!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك كانت مشورة امرأة فرعون, نال بها موسى خيرا, ومكن الله بسببها لدينه وأعلى كلمته! (وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ, لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
فداوم على استشارة أهلك لعله يكون في بعض مشورتها خير لك ولها.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:59]ـ
الحلقة الرابعة
لماذا لا تتزين لزوجتك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد
فإن مما يُذَكَّر به الأزواج الظرفاء؟ وينصح به أولياء بيوت المسلمين اللطفاء! أن يجعلوا لأنفسهم نصيبا من المرآة, يصلحون عندها من حالهم , ويتزيننون أمامها ... لزوجاتهم! فإن لأهل الرجل عليه حقا كما قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولأهلك عليك حق)
روى ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 417) وابن أبي شيبة في المصنف (4/ 196) عن وكيع عن بشير بن سلمان عن عكرمة عن ابن عباس قال: (إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تزين لي المرأة لأن الله يقول (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف))
قال أبو منصور الثعالبي في الإيجاز والإعجاز (ص6): (وهو كلام يتضمن جميع ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن وبلوغ كل مبلغ فيما يؤدي إلى مصالحهن ومناجحهن وجميع ما يجب على النساء من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم وطلب مرضاتهم وحفظ غيبتهم وصيانتهم عن خيانتهم)
ومن توابع ذلك استعماله السواك عند دخول البيت فقد روى مسلم (252) عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة قلت بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: (بالسواك)
قال علي القاري في مرقاة المفاتيح (2/ 83): (رأيت ابن حجر قال: يتأكد لكل من دخل منزله أن يبدأ بالسواك فإنه أزيد في طيب فمه وادعى لمعاشرة أهله وأذهب بما عساه حدث بفمه من تغير كريه سيما إن طال سكوته)
وقال القرطبي: (إذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك, وفي الحديث دلالة على استحباب السواك عند دخول المنزل وقد صرح به أبو شامة والنووي. قال ابن دقيق العيد: ولا يكاد يوجد في كتب الفقهاء ذكر ذلك)
فليجعل عنايته بفمه من أولوياته. فإن النساء ينفرن ممن من ابتلي بفساد ريح فمه. ولم يسلم من ذلك الخلفاء والسلاطين وفي مثل ذلك كان يقال: لا ابتلاك الله ببخر عبد الملك بن مروان ولا بصمم ابن سيرين ولا بعمى حسان)
وحكي كما في السير (5/ 285) أن الحليفة الأموي عبد الملك أكل من تفاحة ثم رماها إلى زوجته لبابة بن بنت عبد الله بن جعفر فتناولت السكين فسألها فقالت: لأزيل الأذى عنها فغضب وطلقها. وتزوجها علي بن عبد الله الملقب بالسجاد وكان أقرع فكانت تقول كما في الوافي بالوفيات للصفدي: (هاشمي أقرع أحب إلينا من أموي أبخر)
ومن طريف ما يذكر هنا ما حكاه ابن القيم فائدة من بدائع فوائده فقال (بدائع الفوائد /3/ 728): (فائدة: من شؤم الآباء على الأبناء. عتبة بن أبي وقاص الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال بعض العلماء بالإخبار أنه استقرى نسله فلا يبلغ أحد منهم الحلم إلا أبخر وأهتم يعرف ذلك فيهم من شؤم الآباء على الأبناء) والأهتم من سقطت ثناياه. ولم يكن الهتم حسنا في أحد إلا لرجل واحد زاده ذلك جمالا السيرة الحلبية
قال بعضهم كما في بعض كتب السير: (لما سقط مقدم أسنان أبي عبيدة صار أهتم ولم يرقط اهتم أحسن من أبي عبيدة لأن ذلك الهتم حسن فاه) وكان سبب ذلك أن انتزع من وجنتي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد حلقتين من حلقات المغفر من وجنة النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم, وليس الهتم ولا الكسر في الثنايا عيبا يعاب به الرجل بإطلاق. فقد كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد, وكان مع ذلك أجمل الناس إذا ابتسم!
وذكر الأبشيهي في المستطرف في كل فن مستظرف (2/ 562) أنه حكي أن أبخر تزوج بامرأة فلما ضاجعها عافته وتولت عنه بوجهها ثم أنشدت تقول:
يا حب والرحمن إن فاكا ... أهلكني فولني قفاكا
إذا غدوت فاتخذ مسواكا ... من عرفط ان لم تجد أراكا
لا تقربني بالذي سواكا ... إني أراك ماضغا خراكا
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أقوله للزوج هنا ينسحب على الزوجة سوى أنني عاكف على الزوج لا ألوي على غيره. ولكني اذكر شيئا طريفا في لاسواك وما أكثر ما يحكى في مثل هذا أن الفارعة أم الحجاج بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي كانت تحت الحارث بن كلدة الثقفي حكيم العرب فدخل مرة عليها سحرا فوجدها تتخلل فبعث إليها بطلاقها فقالت لم بعثت إلي بطلاقي هل لشيء رابك مني قال نعم دخلت عليك في السحر وأنت تتخللين فإن كنت بادرت الغداء فأنت شرهة وإن كنت بت والطعام بين أسنانك فأنت قذرة فقالت: كل ذلك لم يكن لكنني تخللت من شظايا السواك. فتزوجها بعده يوسف عقيل الثقفي فولدت له الحجاج وزير داخلية عبد الملك بن مروان! والله أعلم.
وترجل وأصلح شعرك, وادهننه بالدهن المطيب, وإياك أن ترد ذلك بما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن عبد الله بن مغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الترجل إلا غبا) فإننا نقول لك: فاجعل الغب هذا لزوجتك!! وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام الشعر وغصلاحه فقد روى أبو داود (4163) عن أبي هريرة قال: (من كان له شعر فليكرمه) ورأى رجل شعثا ثائر الرأس فقال: (أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه) والحديث رواه أحمد والنسائي وأبو داود وغيرهما.
واحرص على الأخذ من الشوارب فإن من لم يأخذ من شاربه فليس منا, وللزوجة في ذلك أيضا مقالة فاسألها!
وإياك وحلق لحيتك فإن إعفاء اللحية من الزينة. قال المناوي في فيض القدير (6/ 14): (لحية الرجل زينة له ومن ثم كانت عائشة تقسم فتقول: والذي زين الرجال باللحى) وذكر القاضي عبد الوهاب المالكي رحمه الله في المعونة
(2/ 578) أن: (إعفاء اللحية توفيرها وتكثيرها, لأن في ذلك جمالا للوجه و زينة للرجل). وليس قصدي بيان حكم إعفائها فقد كتب في ذلك الكثير!
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 343) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: (إن يمين ملائكة السماء والذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب) لكن قال ابن عساكر: (هذا حديث منكر)
ورواه الديلمي في الفردوس (6488) عن عائشة مرفوعا بلفظ: (ملائكة السماء يستغفرون لذوائب النساء ولحى الرجال يقولون سبحان الله الذي زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب)
ـ وقال البغوي في تفسيره (3/ 125) في قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم): (قيل الرجال باللحى والنساء بالذوائب) ولذلك جعل العلماء دية إزالة اللحية من وجه الحر دية كاملة لأنها زينته وعلامة رجولته واختلفوا في لحية العبد كما في سنن البيهقي ومصنف ابن أبي شيبة والمدونة وبدائع الصنائع والمبسوط للسرخسي وتبيين الحقائق
ومن طريف ما ذكروا أن رجلا اسمه عصمة رأى ابنا له وقد خرج من الحمام وكان وضيء الوجه فحبسه في منزله حتى خرج الشيب في لحيته لأنه إذا كان صبيا أفتن الرجال وإذا كان له لحية أفتن النساء فلم يكن يتركه يخرج إلا للجمعة والجماعات
وليحرص الأخ الزوج على قلم أظافره, وليس من التزين في شيء أن ينتف الرجل شيبه أو يصبغه بالسواد فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتناب الرجال للسواد ووقت للأظافر أربعين يوما حدا اقصى وإلا فإن الأولى أن يقصها قبل ذلك.
واحرص أخي على التطيب في بيتك ولو من طيب أهلك, فإنها تشم منك ما تشم منها, أم نسيت أن لها أنفا بمنخرين؟!! وإياك والعرق فإنه مما يبعدها عنك إذا حاولت قبلة أو قصدت احتضانها, فإن استسلمت ,فاستسلام ضعيف أما هجوم جيش كاسح. فليس عرقك كعرق النبي صلى الله عليه وسلم!
واحذر من أن تطول الجوارب في قدمك ,فإنه يحرم عليك في شريعة أهلك أن تدخل معها في لحاف واحد وأنت تلبسهما. فإنك لو فعلت وجدت أهلك في أقصى الفراش! وأظنك فهمت عني!
والزم تنظيف الأف من أذنك, وإلا سمعت أفا من زوجتك. وقس ما لم اذكره على ما ذكرته إن كنت ممن يرى القياس , وإلا فقد قال تعالى (وثيابك فطهر) وقال (إن الله يحبالتوابين ويحب المتطهرين)!
واعلم أنه ليس قصدي استيفاء صور التزين , إنما قصدت الدلالة على الكل بالبعض, فاحرص على الاستزادة.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 07:04]ـ
لماذا لا تشارك أهلك في أعمال البيت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده, والصلاة على من لا نبي بعده.
واشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن السنن التي هجرها كثير من الأزواج ـ والسنن كثيرة ـ مشاركة الزوجة في أعمال البيت. فإنهم ظنوا ذلك تنزلا عن مرتبة القوامة, وامتهانا للرجولة, وإذلالا لنفوسهم (الأبية وذكورتهم!). ولم يعلموا لضعف عقولهم, وقلة مبالاتهم بمصالحهم أن ذلك من شيم الصلاح والدين, وأخلاق النبوة والولاية!! وعلامات حسن العشرة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهله)
روى البخاري (باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج) (644) عن الأسود قال سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله ـ تعني خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)
والحديث رواه البخاري أيضا في كتاب الأدب! وابن المبارك في الزهد ووكيع في الزهد وأحمد في الزهد وهناد بن السري في الزهد! , وهو حقا أصل من أصول الأدب والزهد!!
ـ قال الحافظ في فتح الباري (10/ 461): (وقد وقع في حديث آخر لعائشة أخرجه أحمد وبن سعد وصححه بن حبان من رواية هشام بن عروة عن أبيه قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت (يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)
وفي رواية لابن حبان (ما يعمل أحدكم في بيت)
وله ولأحمد من رواية الزهري عن عروة عن عائشة (يخصف نعله ويخيط ثوبه ويرقع دلوه)
وله من طريق معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة بلفظ (ما كان إلا بشرا من البشر كان يفلى ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه)
وأخرجه الترمذي في الشمائل والبزار, وقال وروى عن يحيى عن القاسم عن عائشة وروى عن يحيى عن حميد المكي عن مجاهد عن عائشة وفي رواية حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة عند ابن سعد (كان ألين الناس وأكرم الناس وكان رجلا من رجالكم إلا أنه كان بساما)
قال ابن بطال: من أخلاق الأنبياء التواضع والبعد عن التنعم وامتهان النفس ليستن بهم ولئلا يخلدوا إلى الرفاهية المذمومة وقد أشير إلى ذمها بقوله تعالى وذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا)
وقال العراقي في طرح التثريب في شرح التقريب (8/ 174): (أما خدمة أهله في الحاجات المختصة بهن فهو غير مراد في الحديث فيما يظهر ولا يمكن لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن السكوت عن ذلك والموافقة عليه, وقد رجح أصحابنا الشافعية في الزوجة التي يجب إخدامها أن الزوج لو قال: أنا أخدمها لتسقط مؤنة الخادم عني ليس له ذلك, وعللوه بأنها تستحي منه, وتعير به, وقال بعض أصحابنا: له ذلك. وبه قال أبو إسحاق المروزي, واختاره الشيخ أبو حامد.وقال القفال وغيره: له ذلك فيما لا يستحى منه كغسل الثوب واستقاء الماء وكنس البيت والطبخ دون ما يرجع إلى خدمتها كصب الماء على يدها وحمله إلى المستحم.
فإذا قيل مثل هذا في الآحاد, فكيف في حقه صلى الله عليه وسلم, وفي الشمائل لأبي الحسن الضحاك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في صفته عليه الصلاة والسلام: (متواضع في غير مذلة) قال ابن بطال: وفيه أن الأئمة والعلماء يتناولون خدمة أمورهم بأنفسهم وأن ذلك من فعل الصالحين) اهـ
ـ قال القرطبي في الجامع (10/ 145): (الرجل زوجته فيما خف من الخدمة ويعينها, لما روته عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج وهذا قول مالك ويعينها وفي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخصف النعل ويقم البيت ويخيط الثوب)
بل كان يشاركهن في أعمال المطبخ إن صح التعبير, كتقطيع اللحم مثلا. فقد روى الإمام أحمد في مسنده (6/ 94) وكتاب الزهد! بإسناد صحيح عن حميد بن هلال قال: قالت عائشة: أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلا فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالت أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت قالت: تقول للذي تحدثه هذا على غير مصباح) قال الشيخ الألباني في آداب الزفاف (): (ليس في وجوب خدمة المرأة لزوجها ما ينافي استحباب مشاركة الرجل لها في ذلك إذا وجد الفراغ والوقت بل هذا من حسن المعاشرة بين الزوجين) وقد جعل رشيد رضا هذا من حقوقهن على أزواجهن كما في كتابه (حقوق النساء في الإسلام) بل كان يعينهن في أمر تنظيف الأرضية أحيانا فقد روى أحمد (6/ 111) وأبو داود (3567) عن حميد عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه فأرسلت إحدى
(يُتْبَعُ)
(/)
أمهات المؤمنين مع خادمها قصعة فيها طعام قال فضربت بيدها فكسرت القصعة قال بن المثنى فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم زاد بن المثنى كلوا فأكلوا حتى جاءت قصعتها التي في بيتها ثم رجعنا إلى لفظ حديث مسدد وقال كلوا وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وحبس المكسورة في بيته) والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود. والذي أريدك أن تنتبه له في الحديث قوله: (فجعل يجمع فيها الطعام). وروي من حديث أبي سعيد الخدري أنه كان يقم بيته, وهو من أحاديث الإحياء التي لا أصل لها كما عند السبكي في الطبقات والعراقي في المغني. وعزاه اليافعي في مرآة الجنان إلى الترمذي ولم أجده عنده في السنن ولا في الشمائل!
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة. فدارك أولى بذلك, وأهلك أولى بصدقتك.
ومن لطيف العون أن تبادر إلى طي الثياب معها ـ وجلنا مقصر في هذه الناحية ـ فقد روى الدينوري في المجالسة (2015) عن بكر العابد قال كان لسفيان الثوري عباءة يلبسها بالنهار ويرتدي بها وكان إذا جاء الليل طواها وجعلها تحت رأسه وقال: (بلغني أن الثوب إذا طوي يرجع إليه ماؤه) ورواه علي بن الجعد في مسنده عن مسدد قال: قال لي يحيى: كان سفيان يطوي ثيابه بالليل وقال لي: (إن الثوب يستريح إذا طوي)
ولهذا لا تأنف ولا تترفع عن إعانة زوجتك في المطبخ أو غيره, تقطع لها اللحم, فإن لم يكن لحم فقطع لها البطاطس والخضروات! وإن شئت فاطبخ لكما شيئا تمدحه لك زوجتك. فإن لطبخ الرجال خصوصية عندهن! وكذلك لا تستكبر عن تنظيف أرضية الدار معها فإنه علامة تواضع وإيمان. وقد ورد ما يفيد وجوب تنطيف أرضيات الدور , فقد روى الطبري في الأوسط عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا: (طهروا أفنيتكم فإن اليهود لا تطهر أفنيتها)
وفي لفظ نسبه ابن القيم في زاد المعاد وابن مفلح في الآداب للبزار مرفوعا: (إن الله طيب ... فنظفوا أفناءكم و ساحاتكم، و لا تشبهوا باليهود، يجمعون الأكباء في دورهم) والذي وجدته عند البزار موقوف على سعيد بن المسيب, وفيه خالد بن غياس وهو آفته. وانظر الحديث وتخريجه في السلسلة الصحيحة لشيخ شيخنا الألباني (236)
والأفنية (جمع فناء وهو المتسع أمام الدار) من فيض القدير (4/ 271).والأكباء جمع كبى بكسر الكاف وهي الكناسة كما في الآداب لابن مفلح. وقد روى الديلمي في الفردوس عن أنس مرفوعا (ترفع البركة من البيت غذا كان فيه كناسة) والحديث ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (3410)
فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمكر بتطهير ما كان أمام البيت فأولى أن يفهم ذلك في أرضية الدار! والله أعلم. مع التنبيه إلى أن الأمر موجه للرجال دون النساء لأن الرجل يسهل عليه الخروج إلى الفناء بخلاف المرأة التي أمرت بالتستر ما أمكنها!
ووما نقل عن السلف في ذلك ما رواه ابن سعد في الطبقات (6/ 188) وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 146) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 328) وأبو نعيم في الحلية (2/ 116) عن الربيع بن خثيم (أنه كان يكنس الحش بنفسه قال فقيل له: إنك تكفى هذا , قال: إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة) وروى ابن أبي الدنيا في الورع (ص115) عن أبي الوليد رباح بن الجراح قال: رأيت أبا شعيب أيوب بن راشد فما رأيت أحدا كان أورع منه كان يكنس حيطان بيته فإذا وقع شيء من حيطان جيرانه جمعه فذهب به إليهم)
ومن الطريف أنه كان يقال: (كان ثلاثة نفر في العرب في عصر واحد أحدهم آية في السخاء وهو حاتم الطائي والثاني آية في البخل وهو أبو حباحب والثالث آية في الطمع وهو أشعب كان طماعا وكان إذا رأى عروسا تزف إلى موضع جعل يكنس باب داره لكي تدخل داره!!! وكان إذا رأى إنسانا يحك عنقه فيظن أنه ينزع القميص ليدفعه إليه!!) ومن أفضل ما يكنس بيوت الله تعالى وقد صح أنه كان أسود يقم المسجد النبوي ويكنسه فمات ودفن ليلا وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم على قبره.
وفي مقالة (أربعون نصيحة لإصلاح البيوت) ضمن موسوعة البحوث والمقالات العلمية:
(نصيحة (22): معاونة أهل البيت في عمل البيت
(يُتْبَعُ)
(/)
كثير من الرجال يأنفون من العمل البيتي، وبعضهم يعتقد أن مما ينقص من قدره ومنزلته أن يخوض مع أهل البيت في مهنتهم. فإذا فعلنا ذلك نحن اليوم نكون قد حققنا عدة مصالح:اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم. ساعدنا أهلينا.شعرنا بالتواضع وعدم الكبر.وبعض الرجال يطالب زوجته بالطعام فورا، والقدر فوق النار، والولد يصرخ
يريد الرضاع، فلا هو يمسك الولد، ولا هو ينتظر الطعام قليلا، فلتكن هذه الأحاديث تذكرة وعبرة!!) اهـ.
وقد ذكر القاضي عياض في الشفا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أيضا يعجن مع أهله والله أعلم! ولا يبعد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد صح عنه أنه خبز في دار جابر كما في حديثه في قصة الخندق وفيه: (جئت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت يا رسول الله؟ ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم يا أهل الخندق إن جابرا صنع سورا فحي هلا بكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء. وجاء فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادعي خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها ... الحديث) ويظهر أنه كان العجن من أعمال بعض الصحابة ,ففي الترغيب والترهيب للمنذري لأنه لما مات أبو هاشم بن عتبة رضي الله عنه (حصر ما خلف فبلغ ثلاثين درهما وحسبت فيه القصعة التي كان يعجن فيها وفيها يأكل ... ) وقرأتها بفتح الياء ولعلها بالضم فالله أعلم.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه كما في الحديث, وزوجته أولى, وقد صح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله فقال أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. وانظر صحيح الترغيب والترهيب للألباني (2623) وزوج الرجل أولى من غيرها من الناس في أن ينالها حظ من نفع زوجها من إعانتها في البيت! والأحاديث في فضل قضاء الحوائج متكاثرة وانظرها في كتاب (قضاء الحوائج) لابن أبي الدنيا و (ثواب قضاء حوائج الإخوان) لمحمد بن علي النرسي.
ومن العجيب أن ابن مفلح جعل الترفع عن ذلك حمقا وتكبرا فقال في الآداب الشرعية: (كان عليه الصلاة والسلام يكون في بيته في مهنة أهله وغير ذلك من شدة تواضعه ومكارم أخلاقه وسيرته العالية صلى الله عليه وسلم بخلاف ما يفعله كثير من أصحاب النواميس والحمقى والمتكبرين مع اشتمال بعضهم مع ذلك على سوء قصد وجهل مفرط)
ومما يعين الرجل فيه أهله توليه غسل ثوبه. ولعل شراء غسالة بعد الادخار لثمنها ولو بعد ثلاث أو أربع سنوات, يكون خير ما تعينها به خصوصا إن كان عندكما ولد! واسأل مجربا. وقد روي عن بعض السلف كعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز أنهما كانا يباشران غسل ثيابهما ,والله أعلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 01:29]ـ
بارك الله فيك شيخنا طارق والحقيقة أن كلامكم هذا صعب في التطبيق لأن عقولنا هذه الأيام متخمة برواسب البيئة والثقافة والعادات والمزاج فتطبيق هذه الأمور يحتاج لمجاهدة
فائدة: الشيخ طارق الحمودي من تلاميذ العلامة بو خبزة وهو من أهل العلم المنصفين الجادين , أرجو الله أن يسدده وإخوانه من طلبة العلم كالشيخ أبو مالك العوضي وسليمان الخراشي وماهر الفحل .............................
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 08:44]ـ
إذا كانت المعاملة اللطيفة للزوجة، ومساعدتها، وإدخال السرور إلى قلبها من الأمور الصعبة على الرجل؛ فلا تلوموا النساء إذا كانت ردة فعلهن غير مرضية لكم.
المرأة قنوعة، لا تريد دلالا، كالذي تقرأ عنه في المجلات، وتسمع عنه في المحاضرات، تريد رجلا يحترم الميثاق الغليظ وقداسته الذي ربط بينهما، وجمع.
الطلاق عند الرجال مثل السلام، على الفاضي والمليان.
يستمتع الرجل بالمرأة، ويوهمها ويوهم نفسه بصدق نيته في الزواج، وتصدق المسكينة، لتجعل من نفسها خادمة مطيعة تتحمل جبروته وغلظته، ثم عندما يفيق من سكرة الشهوة، يرميها غير آبه بعواقب فعلته.
كم أكره الرجال بل أشباه الرجال جازاهم الله وكفانا شرهم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:06]ـ
صدقت أختي الكريمة
ولكني أرفض قولك: المرأة لاتريد دلالا من زوجها!!!! إذا لم يدللها زوجها ويباسطها فمن؟
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:15]ـ
بارك الله فيكم شيخنا طارق مقالات و نصائح جد نافعة أعجبني فيها
وقال القرطبي: (إذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك, وفي الحديث دلالة على استحباب السواك عند دخول المنزل وقد صرح به أبو شامة والنووي. قال ابن دقيق العيد: ولا يكاد يوجد في كتب الفقهاء ذكر ذلك)
فكم من فقه خص به أهل الحديث و حرمه أهل الرأي .... و أوافق الأخت في تلميحها الى ما ورد من أخبار أدبية طريفة في مقالاتكم عن أهل الترف في الدولة الأموية و ما بعدها من عدم تورعهم عن الطلاق مع أن المعروف خلافه قبل أن تقبل الدنيا على المسلمين في عهد النبوة و ما بعدها .... كما صح في قصة زيد رضي الله عنه و قصة بريرة ... و غيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 06:21]ـ
أختي الأمل الراحل, لا رحل أملك في الخير إن شاء الله تعالى.
أراك مستاءة جدا من الرجال أو أشبههم إن شئت. ولست اشطرك الراس, فإنه لا يزال الخير في الرجال إلى قيام الساعة.
أختي الفاضلة. النساء كلهن غالبا يحببن الدلال وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع واحدة من أعقل النساء, فإياك ان تكوني فعلا قد رحل أملك, أرجو أن لا يكون الأمر لك. صحيح أن النساء قد ظلمن على مدى سنوات في تاريخ المسلمين, ولكن العيب في أولئك الرجال لا في كل الرجال.
ولست أعذر أولئك الرجال ابدا فهم يستحقون الضرب بالسياط.وأعرف قصصا كثيرة من الواقع حكتها لي زوجتي تبكي العين.
فنحن على علم بهذا الظلم ولذلك أكتب مثل هذا الذي كتبت لعل الله تعالى يصلح به حالا كثير ممن قدر الله لهم الصلاح.
وأعتذر أختي الفاضلة عن هذا.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 05:51]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 11:25]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل الأستاذ طارق الحمودي على ما كتبت
سبحان الله نسأل الله التوفيق
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 08:05]ـ
هذا مقال نافع مبارك ان شاء الله ,,, جزاك الله خيراً وبارك فيك ...
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 10:31]ـ
إن من أعظم الظلم هو أن يكون باسم الدين فيدفع النساء إلى محاربة الدين الذي به أعزهن الله قرونا، الفتاوى التي تحرم كل شئ وتقصي النساء من كل شئ وترميهن بالضعف اللازم.
والله ما كتبت يجب أن يطبع في كتيب وتضاف إليه إحصائيات ميدانية ودراسات تحليلية تظهر الإستقالات الجماعية من الأسر التي أقبل عليها الرجال بين هلالين.
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2009, صباحاً 01:16]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ طارق, وأسأل الله تعالى أن ييسر لي زيارتكم و زيارة شيخكم عند قدومي إلى المغرب عما قريب, و الله المستعان.(/)
:: إذلالُ أهلِ العلمِ للعلمِ:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذلالُ أهلِ العلمِ للعلمِ
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1752 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1752)
http://www.rslan.com/images/index/ezlal.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1752)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فقد قال القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجُرْجاني - رحمه الله تعالى -:
وَلَوْ أنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوهُ صَانَهُمْ **** وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعُظِّمَا
وَلَكِنْ أَهَانُوهُ فَهَانَ وَدَنَّسُوا **** مُحَيَّاهُ بِالأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1752[/ ... ](/)
أريد مراجع لبحثي .. الرجاء مساعدتي ..
ـ[دعوة الحق]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء مساعدتي .. في بحث تخرجي الذي هو بعنوان ..
الاختلاف في الفقه الاسلامي
حقيقته - أنواعه - أسبابه - آدابه
أريد أسماء مراجع خصوصا من كتب التراث ..
ولكم جزيل الشكر،،،
ـ[دعوة الحق]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 09:39]ـ
الرجاء المساعدة .. وجزاكم الله خيرا ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 11:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ألفت في هذا الموضوع كتب كثيرة.
ابحث هنا:
http://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 01:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أعانك الله ويسر أمرك
الكلام في هذا الموضوع متوفر، وثمة بحوث معاصرة منها:
(أسباب اختلاف الفقهاء) للدكتور عبدالله التركي
وكذلك بعض البحوث التي تحدثت عن سبب من الأسباب وأثره في اختلاف الفقهاء
ككتاب (أثر الاختلاف في القواعد الأصولية على اختلاف الفقهاء) للدكتور الخن
و (أثر اختلاف الحديث الشريف على اختلاف الفقهاء) للدكتور عوامة
و (أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء) للدكتور ماهر الفحل
و (اختلاف الأسانيد والمتون وأثره في اختلاف الفقهاء) للدكتور ماهر الفحل
وتجد للأئمة ابن تيميَّة وابن القيم والشاطبي وغيرهم كلاماً متفرقاً
وكذا ابن رشد في بداية المجتهد
وفي أدب الخلاف أيضاً بحوث كثيرة
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:30]ـ
يوجد في الوقفية كتاب تحت عنوان أثر اللغة في اختلاف الفقهاء
ـ[دعوة الحق]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 04:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير .. لقد نفعتني ردودكم هذه كثيرأ
جعلها الله في ميزان حسناتكم ..
ـ[صالح العواد]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 09:22]ـ
و هناك كتاب جديد في المكتبات الآن لشيخنا الشيخ خالد الخشلان بعنوان اختلاف التنوع
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 12:36]ـ
هنا بحث للدكتور محمد بن عوض القرنى فى فقه الخلاف
http://www.olamaashareah.net/nawah.php?tid=984
وهنا بحث فى الموضوع نفسه
http://www.alltalaba.com/board/lofiversion/index.php/t33505.html
وهنا بحث للدكتورياسر برهامى
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=99
ـ[العفالقي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 07:14]ـ
هناك كتاب بنفس عنوان بحثك للعبدة محمد مفيد ومهم.(/)
حقوقٌ طواها النسيان!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 10:51]ـ
حقوقٌ طواها النسيان
قال الله تعالى:
{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} سورة النساء 36.
في هذه الآية الكريمة أمر الله بعبادته وحده ناهياً عن الإشراك به، وهذا لأن عبادته وحده سبحانه لا يمكن أن تتحقق مع الإشراك به جل وعلا، وهذا الأمر بالتوحيد في العبادة واقترانه بالنهي عن الشرك مذكورٌ في مواضع عديدة من القرآن والسنة،كما نصت الآية على وجوب الإحسان إلى الوالدين، الذين هما الأصل لمن تفرع عنهما من ولدهما، ويدخل في ذلك الأجداد.
والملاحظ في الآية ذكر الوالدين ثم الأقربين؛ مع أن الوالدين هما أقرب الأقربين, وهذا من باب الخاص قبل العام لمزيد الاهتمام به كما هو معروف في اللغة، ولا زال المسلمون خصوصاً و الناس عموماً يهتمون بوالديهم إلى حدٍ كبير والحمد لله على ذلك.
ولكن هناك حقوقاً طواها النسيان، النسيان الذي هو ضد التذكر، والنسيان الذي هو مع التذكر.
فمن الأول قوله سبحانه:
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً} الكهف61
ومن الثاني:
{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} التوبة 67.
وإنني أعني بهذه الحقوق التي طواها النسيان تلك التي تلت في الآية المفتتح بها أعلاه، حقوق الأقربين والجيرة، حيث إن القرابة قد تصرم حبلها، وانقطع رحمها، والعداوات والشحناء قائمة على قدم وساق،وأما الجيرة فحدث عن سوء الجوار ولا حرج، غدت العلاقات الاجتماعية بين الناس في هذه الأيام وكأنهم قد عادوا إلى الجاهلية الأولى، إلى أيام العرب السحيقة، وكأنهم يخوضون حرب داحس والغبراء، أو حرب البسوس، كما حصل بين عدة من القبائل والأحياء في مختلف المناطق، ويذكي لهيبها المستعرَ التفرُّق الحزبيُّ البغيضُ المبتدَعُ من حولنا فيمد هذا الفريق وذاك الفريق بالسلاح، ليقتلََ أحدهم ابن عمه أو أخاه، أو جاره سواءً البعيد عنه أومن والاه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أقول ما أشد ارتباط الإحسان إلى القرابة والجيرة بالتوحيد , ولكن يحسن بنا أن نعرف ما الإحسان؟
ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك؛ إنما الإحسان أن تحسن إلى من يسيء إليك، ولهذا أهل التوحيد الموحدون الله تعالى لا يشركون به – جعلني الله وإياك منهم – يعاملون الخلقَ للخالق، ولا يعاملون الخالق للخلق، ومما يدل على هذا مارونياه بسندنا إلى الإمام مسلم في صحيحه قال:
( .. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَاللَّفْظُ لِابْنِ الْمُثَنَّى قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ:
" لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ") اهـ.
وبسندنا الى الامام النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" .. (الْمَلّ) بِفَتْحِ الْمِيم: الرَّمَاد الْحَارّ، وَ (تُسِفُّهُمْ) بِضَمِّ التَّاء وَكَسْر السِّين وَتَشْدِيد الْفَاء، وَ (الظَّهِير) الْمُعِين، وَالدَّافِع لِأَذَاهُمْ، وَقَوْله: (أَحْلُم عَنْهُمْ) بِضَمِّ اللَّام، (وَيَجْهَلُونَ) أَيْ يُسِيئُونَ، وَالْجَهْل هُنَا الْقَبِيح مِنْ الْقَوْل، وَمَعْنَاهُ كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ، وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم، وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن، بَلْ يَنَالهُمْ الْإِثْم الْعَظِيم فِي قَطِيعَته، وَإِدْخَالهمْ الْأَذَى عَلَيْهِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانك وَقَبِيح فِعْلهمْ مِنْ الْخِزْي وَالْحَقَارَة عِنْد أَنْفُسهمْ كَمَنْ يُسَفّ الْمَلّ. وَقِيلَ: ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانك كَالْمَلِّ يُحَرِّق أَحْشَاءَهُمْ، وَاَللَّه أَعْلَم "أهـ.
ارتباط الإحسان إلى القرابة والجيرة بالتوحيد:
يتجلى للمتبصر المتثبت الباحث عن الهداية الراضي من دنياه بالكفاية وجوه ٌ كريمة في ارتباط الإحسان الى الوالدين والأقربين ومن سواهم من جيرة وغيرها بالتوحيد ومنها:
* أن المحسن يرجو جزاءه من الله عز وجل لا من الناس الذين يحسن اليهم كما قال الله تعالى:
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} الإنسان9.
وهذا عين الإخلاص في القصد وهو نصف التوحيد؛ إذ التوحيد يقوم على الإخلاص في العمل والمتابعة لله عز وجل ولرسوله صلي الله عليه وسلم من جهة؛ والاخلاص في القربى والزلفى بالعمل الصالح الى الله وحده من جهة أخرى.
* إن المحسن يطيع الله فيمن أساء اليه فيقدم مرضاة ربه بالعفو عند المقدرة عمن ظلمه، واعطاء من حرمه، وصلة من قطعه ... الخ، على مرضاة نفسه فلا ينتقم من المسيئ، ولا يقطع من قطع بل يصله ويبره، ولا يحرم من حرمه بل يجزل له العطيه رغبة فيما عند رب البرية، قال الله تعالي:
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران134
* إن المحسن الى ذوي القرابة والجيران رغم اساءتهم أو تقصيرهم يجاهد نفسه في مرضاة ربه؛ والمجاهد لنفسه في مرضاة ربه منزلته عند الله عظيمة، فانه يقدم مرضاة ربه على مرضاة نفسه، بل إنه قد ينكر حظ نفسه في مرضاة ربه عز وجل مرة بتقديم أمر ربه على هواه، ومرة بإعطائه الخير لمن يُبْغِضُه و يأباه.
وقد روينا بإسنادنا إلى الامام البخاري رحمه الله في صحيحه قال:
" حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ وَكَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ:
" أَحَيٌّ وَالِدَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ".
وروينا بإسنادنا الى الامام البخاري رحمه الله في صحيحه أيضاً قال:
" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ وَالْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو وَفِطْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ سُفْيَانُ لَمْ يَرْفَعْهُ الْأَعْمَشُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَهُ حَسَنٌ وَفِطْرٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ".
فإن عرفت يا أخي الكريم فكن، وإن لم تعرف فلتعرف!!
كتبه
أبو عبد الله / ياسين بن خالد الأسطل
فرغت منه في خان يونس
الأربعاء عند آذان العصر
21/ رجب / 1427 هـ
ثم نقلتها من موقعي http://www.sh-ya.net الليلة ليلة الأحد 8/ربيع الأول لعام 1429هـ إلى المجلس العلمي بالألوكة شرفها الله
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:43]ـ
الحمد لله
بارك الله فيك ايها الشيخ الفاضل ونفعك بك وجعل ما قدمت ذخرا لك يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
ونعود الى موضوعنا هناك فأقول:
إنما بدأت اوصال الامة تنقطع وعراها تتفكك حينما دبت الانانية في القلوب ونسي الناس هذه الحقوق ..
وقد يسبق الى الذهن في هذه الحقوق الاحسان بالحق المادي الدنيوي
واعظم من ذلك ان يكون الجوار سببا لنصرة الدين و النصيحة و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و الاجتماع على التواصي
على الخير ..
فإن جاري انا فلان جاره والثالث جار الثاني و الرابع جار الثالث و الخامس جار الرابع حتى ينتهي بنا التسلسل الى جماعة عظيمة .. وما كان المنكر ليدب في هذه الجماعة العظيمة لو لم تنقطع احدى هذه الحلقات او كثير منها من السلسلة.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:50]ـ
صدقت أخي الكريم في شعورك، ومشاعرك المتدفقة بخالص الكلمات والحروف فأسأل الله أن يكتب لك بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها،والله تعالى الغني ونحن الفقراء إليه سبحانه إنه جواد كريم غفور رحيم!(/)
الآن .. اشترك في خدمة «جوَّال نُصرة النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم» ..
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:20]ـ
ارسل الرَّقم: (22) إلى (5222)، وتعرَّف على سيرته، والجوانب العَطِرة التي تهمّ كل مسلم ومسلمة؛ لجعلها نبراساً يضيء لهم حياتهم، ويسعدهم في آخرتهم ..
تحت إشراف (مُنَظَّمة النُّصرَة)
[التكلفة: 40 هللة يومياً]
فداك روحي يا رسولَ الله .. بأبي أنتَ وأمِّي ..
ساهم بنشرها ..(/)
الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هم المجددون للدّين
ـ[ابو البراء]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 11:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هم المجددون للدّين"
الحمد لله الكريم الوهاب، والصلاة والسلام على النبي الأواب التواب، ثم أما بعد: إن أمة الطائفة المنصورة والفرقة الناجية هم أهل التوحيد والسنة فراية التوحيد ترفرف فوق رؤوسهم، والسنة المنيرة يعمل بها في سلطانهم وقومهم، يعيش الناس في ظل استقامتهم وعدالتهم، فهم إخوان الصدق في الله ولله وعلى دين الله وهم إخوان متآخون على دين الله، فالأرزاق بالحلال عليهم دّارة والعيش في أكنافهم رحمة ومنة، فهم عدة عند عظيم البلاء، وزينة في الرخاء، ثباتهم نصر للإسلام، و تمكين للدين، وعصمة للأمة من الزيغ والانحراف، ومواقف الأئمة منهم كابن المبارك، والفضيل بن عياض، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية و محمد بن عبد الوهاب، وعبد الحميد بن باديس: " مشرفة ومشرقة " بنور العلم والفقه والثبات والنصرة للمسلمين، ومن أمثالهم ممن سوف يأتون إلى يوم الدين، حتى يخرج الإمام المهدي الذي يصلح الله به الأرض بالقسط، ويؤيده الله بنزول نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام، فيقاتلون أعداء الله و رسوله حتى يهلك الله الملل كلها فلا تبقى إلا ملة التوحيد والإسلام التي رضيها الله لعباده، والفرقة الناجية والطائفة منصورة منصورة في الدنيا قبل الآخرة، وهي ناجية بفضل الله تعالى و رحمته من الوعيد في الدنيا والآخرة، و لقد سمي أهل السنة والجماعة بالطائفة المنصورة والفرقة الناجية لوجوه منها: أنها تعتقد ما جاء في صحاح السنة، وتقول به وتدعو إليه شرعة ومنهاجا سبيلا وسنة، وتعمل بها كما أمر الله ورسوله في العقيدة والعبادة والحكم والتشريع والأمر والنهي والأخلاق والمعاملات، وتقيم الحدود على الوجه الصحيح والمراد السني الصريح، وتوالي أولياء الله المؤمنين مهما اختلف أجناسهم وألوانهم وأشكالهم وألسنتهم، وتعادي أعداء الله على أصل التوحيد والسنة، ومنهج سلف الأمة، وإن كل مسلم محب للسنة عامل بمقتضى منهجها الرباني يعتبر منها ومن أهلها، والطائفة المنصورة فيهم كل من تقر به العين ويطمئن إليه البال وترتاح له النفس وينشرح له الصدر من علماء و فقهاء، و صلحاء و دعاة و ربانيين من أمثال المشايخ الجلاء كالشيخ محمد رشيد رضا، و الشيخ المحدث أحمد شاكر، والعلامة محمد بن إبراهيم والشيخ البشير الإبراهيمي، و الشيخ ابن باز، والشيخ ابن العثيمين، والشيخ المحدث الألباني، والشيخ المحدث الأرناؤوط من أهل زماننا وغيرهم من العلماء الفحول الربانين الذين هم بهاء كل طليعة على سبيل الله المستقيم، فكل مسلم موحد إلى علمهم وفقههم ومنهجهم التربوي فقير، لأنهم عصبة الإسلام، وعدة أهل الإيمان في السراء و الضراء تحت راية الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، إن علماء الفرقة الناجية هم المجددون حقا للعلم إذا اندرس، لأن الله تعالى أكرمهم بالعلم النافع على منهج الأنبياء، فهم الحافظون للدين والذابون عن حياضه، والمدافعون عن ملته، فيجدد الله بهم ما ترك منه، ويصفون ما أدخل فيه من البدع و ما دسه الأعداء من سم ليشوهوا به بياض الدين ونقاءه كما روى أبو داود في كتاب الملاحم (24/ 280رقم:291) والحاكم في كتاب الفتن و الملاحم (4/ 522) وقال العلامة ابن باز: صححه ابن حجر والحافظ العراقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها]، وقد اختلف علماء السنة في هؤلاء المجددين على أقوال، فمنهم من قال هم: أهل الحديث، ومنهم من قال هم: الفقهاء ومنهم من قال هم: هم طائفة أهل العلم والجهاد، ومنهم من رجح: أنهم هم العلماء العاملون على العموم باختلاف أصنافهم في فنون العلم والفقه، قال العلامة المجاهد ابن كثير: [البداية والنهاية باب افتراق الأمم ج 10 ص24]: " و قد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم حملة العلم العاملين به من كل طائفة، ممن عمله مأخوذ عن الشارع أو ممن هو موافق من كل طائفة، و كل صنف من أصناف العلماء، من مفسرين ومحدثين وقراء وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من أصناف
(يُتْبَعُ)
(/)
العلوم النافعة والله أعلم"، ولا يشترط في العالم المجدد أن يكون كاملا في كل أمور الدين، فقد يجدد العالم في بعض فنونه وبعض جوانبه ولا يكون مجددا في جوانب أخرى، وقليل من العلماء من جدد في كل جوانب الدين أو في العلم و العمل جميعا فجمع بين العلم والجهاد مثلا، أو بين العلم والحكم أو بين العلم والقضاء أو بين العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيكفي المشايخ شرفا أنهم جددوا في بعض جوانب الدين أو معظمه، فسبحان من جعل الكمال عزيزا في بعض دون بعض، ولله في خلقه شؤون وهو العليم الخبير الحكيم، قال الحافظ: [كتاب بفتح الباري ج13 ص 359 - 361]: " أنه لا يلزم أن يكون في رأس كل مائة سنة واحدة فقط، بل يكون الأمر فيه كما ذكر في الطائفة، وهو متجه فإن اجتماع الصفات المحتاج إلى تجديدها لا ينحصر في نوع من أنواع الخير، ولا يلزم أن جميع خصال الخير كلها في شخص واحد إلا أن يدعى ذلك في عمر بن عبد العزيز، فإنه كان القائم بالأمر على رأس كل المائة الأولى، باتصافه بجميع صفات الخير وتقدمه فيها و من ثم أطلق أحمد أنهم كانوا يحملون الحديث عليه، وأما من جاء بعده فالشافعي وإن كان متصفا بالصفات الجميلة إلا أنه لم يكن القائم بأمر الجهاد والحكم بالعدل، فعلى هذا كل من كان متصفا بشيء من ذلك عند رأس المائة هو المراد سواء تعدد أم لا ".
وفي المقابل قد يفسد بعض علماء المسلمين و يكون فسادهم على حسب زيغهم وانحرافهم، فيكون فسادهم تارة في العلم وتارة في العبادة وتارة في العمل، وتارة في ترك العمل بما علموا، وتارة بالإعوجاج عن الصراط المستقيم، وتارة في المداهنة وكتم الحق، وتارة في ترك قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترك الجهاد في سبيل الله بالحق بالعلم والعمل، فسبحان جعل العصمة منة منه يمن بها على من شاء من عباده، والمعصوم من عصمه الله تعالى من الزيغ والانحراف، فاللهم إنا نعوذ بك أن نرد على أعقابنا أو نفتن في ديننا، قال العلامة الرباني ابن تيمية: [اقتضاء الصراط المستقيم ص 83]: " وقد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله بعلم نافع أو عمل صالح، وهو خلق مذموم مطلقا، وهو في هذا الموضوع من أخلاق المغضوب عليهم، وقال الله سبحانه: {إن الله لا يحب من كان مختلا فخورا ... }، فإنهم تارة يكتمون العلم بخلا به، وكراهة لأن ينال غيرهم من الفضل ما نالوه، وتارة اعتياضا عنه برئاسة أو مال، فيخاف من إظهاره انتقاص رئاستة أو نقص ماله، وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة، فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه باطل، و لهذا قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره: " أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم ".
وقال سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: " من فسد من علماءنا كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى"، فنسأل الله تعالى العصمة من الزلل والخلل والضلال.
قال الشاطبي رحمه الله في كتاب الإعتصام للشاطبي 1/ 135: عن الفضيل بن عياض أنه قال: " عليك بطريق الحق ولا تستو حش لقلة السالكين، وإياك و طريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين".
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1576
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 10:35]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا الجذد المبذول لإفادة إخوانك ... ولكن يامحني كي أختلف معك أظن أن بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية عموم وخصوص فالطائفة المنصورة أخص من الفرقة الناجية ولا يغرنك أخي الحبيب حملة بعض المشائخ وبعض طلبة العلم وآلاف الرعاع على الشيخ العلامة العزيز على قلبي: سلمان بن فهد العودة ... (لن أفصل) (ابتسامة)
ثم ممكن ان نحدد من هي الطائفة المنصورة ... الرجاء مراجعة كتاب الإمام البارع المجتهد المطلق صالح المقبلي: العلم الشامخ ص 414 وكذلك رسالة الإمام المجتهد الأمير الصنعاني حول حديث الإفتراق
وأرجو التصويب إن كنت مخطئا وبارك الله في المحهود الذي بذلته من جديد(/)
تعقيب شيخنا الفَوزان على مقالة (من علمونا وعلموا من علمونا) لرئيس تحرير جريدة الرّياض
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 11:55]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قرأت مقالا قصير للأستاذ: تركي بن عبد الله السديري في جريدة الرياض الصادرة يوم الإثنين 2 ربيع الأول عام 1429هـ تحت عنوان: (من علمونا وعلموا من علمونا) وتحت هذا العنوان.
1 - تنقص لمعلمينا وللكتب التي درسناها حيث حجبنا تعليمهم والكتب التي درسونا عن العالم من حولنا حتى جيراننا في الإمارات وصرنا نوعية إسلامية – كما قال – أو ثقافية مختلفة عن الآخرين كل المسلمين الآخرين – وما هو هذا الاختلاف في نظر الكاتب هو أن المرأة وجدت بها أفضل مظهر محترم فهي كاشفة الوجه لكنها محكمة التحجب ومحترمة التعامل أيضا دون أن تكون خلفها عصا تتحرك يمينا ويسارا وتسمع نداء – تستري – وأقول للكاتب:
2 - هل كشف المرأة لوجهها مظهر محترم وهو مظهر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين يأمرانها بستر الوجه لأنه محط الأنظار ومركز الفتنة والجمال في المرأة وكيف تكون المرأة محكمة التحجب كما قلت – وهي كاشفة لوجهتها. أليس هذا من التناقض – لا تكون المرأة محكمة التحجب حتى تستر جميع بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها بما في ذلك الوجه.
3 - هل الذين درسونا والكتب التي درسناها سببوا وسببت تلك الكتب تأخيرنا وهم إنما درسونا كتاب الله وسنة رسوله في تلك الكتب وإذا لم يكن التقدم بدراسة كتاب الله وسنة رسوله فبماذا يكون هل يكون بدراسة كتب الغرب وثقافة الغرب والله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي)
4 - هل من يأمر المرأة بقوله لها (تستري) حفاظا عليها يلام في ذلك هل يرى الأستاذ تركي أن يقال للمرأة: لا تستري و اخلعي الحجاب.
ثم قال الكاتب: عند الإخوة الأشقاء الأقرب جوارا وصلت المرأة إلى احتلال أربع مناصب وزارية
وأقول: هل من صالح المرأة الضعيفة أن تتولى مناصب الرجال وهي لا تطيق القيام بها – إن قامت بشيء منها – إلا على حساب كرامتها وحساب إضاعتها لبيتها وزوجها وأولادها مما هو أليق بها.
5 - اتهم الكاتب من علمونا وعلموا من علمونا بالقصور في التعليم والقصور في التفهيم – ونقول له:
ومن أين تخرج هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين تفخر بهم الأمة في مختلف العصور والذين قاموا بأعباء الأعمال الثقيلة خير قيام – لم يتخرجوا إلا على هؤلاء المعلمين الكرام وعلى تلك الكتب الجليلة. ثم ألم يخرج هؤلاء العلماء وتلك الكتب خيرة رجال السياسة من الملوك والأمراء والوزراء – إن تنقص مصادر تعليمنا لهو من كفران النعمة وجحود الجميل. وما هذا شأن الكرام وأرجو من الكاتب تركي السديري أن يعيد النظر فيما كتب لأن الكتابة نتاج العقل والفكر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
كتبه / صَالِح بن فَوزان الفَوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 11:58]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=89)
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:39]ـ
لا فض فوك.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:31]ـ
جزى الله الشيخ العلامة صالح الفوزان على جهاده بالقلم عبر الصحف، و نفع بكلماته العباد و البلاد ...
والشكر موصول لك ـ أخي الفاضل سلمان ـ على اتحافاتك النافعة في المواقع الإسلامية، لا شلت يمينك ...(/)
هل الحجامة غير جائزة يوم الأربعاء ويوم الأحد،؟ وما مدى صحة الأحاديث الواردة في ذلك؟
ـ[أبومروة]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 01:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الحجامة غير جائزة يوم الأربعاء ويوم الأحد، وهل الأحاديث الواردة في أن الحجامة تكون يوم السابع عشر والتاسع عشر صحيحة أم لا؟
وهل صحيح أن الحجامة لاتكون إلا في فصل الربيع؟ وهل للحجامة موضع تختص به،؟
وهل تحتجم المرأة التي تحيض؟ وهل يوجد أثر صريح في ذلك؟
وماذا عن الدراسات الطبية ذات الصلة بالموضوع؟
أرجوا من الأساتذة الكرام إثراء الموضوع وإفادتنا بارك الله في علمكم ونفع بكم
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 08:08]ـ
أما عن صحة الأحاديث:
1 - " من احتجم لسبع عشرة و تسع عشرة و إحدى و عشرين كان شفاء من كل داء ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 191:
أخرجه أبو داود (2/ 151) و عنه البيهقي (9/ 340): حدثنا أبو توبة الربيع
بن نافع حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل عن أبيه عن # أبي هريرة #
مرفوعا. و هذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال مسلم.
2 - " الحجامة على الريق أمثل و فيه شفاء و بركة و تزيد في العقل و في الحفظ ,
فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس , و اجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء و الجمعة
و السبت و يوم الأحد تحريا , و احتجموا يوم الاثنين و الثلاثاء , فإنه اليوم
الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء و ضربه بالبلاء يوم الأربعاء , فإنه لا يبدو
جذام و لا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 404:
أخرجه ابن ماجه (3487) و ابن عدي (87/ 1) و الخطيب في " الفقيه و المتفق.
و بالجملة فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الروايات. و الله أعلم
أما عن الحجامة هل لاتكون إلا في فصل الربيع؟ وهل تحتجم المرأة التي تحيض؟ وهل يوجد أثر صريح في ذلك؟
فالآراء الطبية المختصة لا تزال متضاربة في ذلك، بل ثبت عن بعض السيف أنهم يحتجمون في كل وقت، ولا إعلم فيها آثارا صحيحة،
أما عن مواصع الحجامة فقد جاءت فيها بعض الآثار الصحيحة، مثل:
* كان صلى الله عليه وسلم يحتجم في رأسه، و يسميها أم مغيث. صححه الألباني في صحيح الجامع:4928
*أن النبي صلى الله عليه وسلم، احتجم على وركه من وثء كان به. أخرجه أبو داود وحسنه الحافظ ابن حجر وصححه الألباني في صحيح أبي داود: 3863، صحيح ابن ماجه:2823،صحيح النسائي:2848،
ـ[أبومروة]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 04:30]ـ
ماشاء الله تبارك الله
معلومات قيمة نفع الله بك أخي الكريم
ـ[عبدالعزيز الشريف]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 09:44]ـ
رحم الله شيخنا الالباني
ولكن هل ورد تصحيح لهذه الاحاديث لغير الالباني
وجزاكم الله خير
ـ[ابو بردة]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 10:40]ـ
.
2 - " الحجامة على الريق أمثل و فيه شفاء و بركة و تزيد في العقل و في الحفظ ,
فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس , و اجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء و الجمعة
و السبت و يوم الأحد تحريا , و احتجموا يوم الاثنين و الثلاثاء , فإنه اليوم
الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء و ضربه بالبلاء يوم الأربعاء , فإنه لا يبدو
جذام و لا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 404:
أخرجه ابن ماجه (3487) و ابن عدي (87/ 1) و الخطيب في " الفقيه و المتفق.
و بالجملة فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الروايات. و الله أعلم
هذا الحديث منكر السندِ والمتنِ
ولا أدري كيف مشَّاه الشيخ رحمه الله
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 - Aug-2009, صباحاً 12:06]ـ
/// فائدة:
قال العقيلي: «وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت» "الضعفاء" (1/ 172).
ـ[عبد الكريم الهاشمي]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 10:38]ـ
أيها الإخوة الفضلاء هذا بحث مختصر يتعلق بأحاديث توقيت الحجامة وبينت فيه ضعف أحاديث الباب
تعليل أحاديث توقيت الحجامة
إن أحاديث توقيت الحجامة قد أعلها الأئمة المتقدمون بالجملة فممن أعلها أبو زرعة الرازي وعبد الرحمن بن مهدي والعقيلي والإمام أحمد غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة المسألة (757): شهدت أبا زرعة لا يثبت في كراهة الحجامة في يوم بعينه ولا في استحبابه في يوم بعينه حديثا.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (3\ 1509):قال العقيلي وليس يثبت في التوقيت في الحجامة شيئ في يوم بعينه ولا في الاختيار في الحجامة والكراهة شيئ يثبت. قال ابن مهدي ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئ إلا الأمر به.
قال ابن حجر في الفتح (10\ 150): ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيئ قال حنبل بن إسحاق كان أحمد يحتجم أي وقت هاج به الدم وأي ساعة كانت. اه
وظاهر صنيع البخاري أنه لا يثبت في ذلك شيئا حيث إنه بوب في صحيحه (باب أية ساعة يحتجم واحتجم أبو موسى ليلا) ثم أورد حديث عاصم بن عمر عن قتادة عن جابررضي الله عنه أنه عاد المقنع ثم قال لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فيه شفاء. قال الحافظ في الفتح شارحا لهذا الحديث
قوله: (باب أية ساعة يحتجم) في رواية الكشميهني " أي ساعة " بلا هاء , والمراد بالساعة في الترجمة مطلق الزمان لا خصوص الساعة المتعارفة ثم قال: وورد في الأوقات اللائقة بالحجامة أحاديث ليس فيها شيء على شرطه , فكأنه أشار إلى أنها تصنع عند الاحتياج ولا تتقيد بوقت دون وقت , لأنه ذكر الاحتجام ليلا.
قلت: وجاء عن بعض الأئمة أنهم كرهوا الحجامة في أيام معينة لكن لم يثبتوا فيها حديثا مرفوعا، أما الحجامة في نهار رمضان أو للصائم هل هي من المفطرات أم لا؟ وإذا لم تكن من المفطرات هل تكره أولا؟ الخلاف في ذلك مشهور بين أهل العلم.
لكن مقصودنا هنا هو عدم ثبوت حديث مرفوع عن المعصوم صلى الله عليه وسلم في كراهة أوحرمة الاحتجام في يوم من أيام الأسبوع أو استحباب ذلك في السابع عشر والتاسع عشر والواحد والعشرون كما جاء ذلك في بعض الأحاديث التي سنذكرها إن شاء الله مع ذكر عللها، وإن كان الأطباء قد استحبوا ذلك ورأوه أنفع ما يكون، كما قال ابن حجر في الفتح: وقد اتفق الأطباء على أن الحجامة في النصف الثاني من الشهر ثم في الربع الثالث من أرباعه أنفع من الحجامة في أوله وآخره , قال الموفق البغدادي: وذلك أن الأخلاط في أول الشهر تهيج وفي آخره تسكن , فأولى ما يكون الاستفراغ في أثنائه. والله أعلم.
وهذه جملة من الأحاديث التي وردت في توقيت الحجامة منها ما أخرجه الترمذي من طريق عباد بن منصور عن عكرمة قال كَانَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ غِلْمَةٌ ثَلاَثَةٌ حَجَّامُونَ فَكَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ يُغِلاَّنِ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَوَاحِدٌ يَحْجُمُهُ وَيَحْجُمُ أَهْلَهُ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ يُذْهِبُ الدَّمَ وَيُخِفُّ الصُّلْبَ وَيَجْلُو عَنِ الْبَصَرِ». وَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ عُرِجَ بِهِ مَا مَرَّ عَلَى مَلإٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا عَلَيْكَ بِالْحِجَامَةِ. وَقَالَ «إِنَّ خَيْرَ مَا تَحْتَجِمُونَ فِيهِ يَوْمَ سَبْعَ عَشَرَةَ وَيَوْمَ تِسْعَ عَشَرَةَ وَيَوْمَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ». ثم قال الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور.
قلت: هذه العبارة من الترمذي رحمه الله تضعيف للحديث، يعرف ذلك كل من تتبع أحكامه في جامعه وعباد بن منصور هذا قال عنه يحي القطان كان لا يحفظ وقال ابن معين ليس بشيئ وكان يرمى بالقدر وقال أبو زرعة لين و قال أبو حاتم كان ضعيف الحديث ونرى أنه أخذ الأحاديث عن إبراهيم بن أبي يحي عن داود بن الحصين عن عكرمة وقال أبو داود ليس بذاك وعنده أحاديث فيها نكارة وقال النسائي ليس بحجة. وقد ذكر غير واحد من الحفاظ أنه مدلس .. انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6\ 76) و تهذيب التهذيب (5\ 90).
قلت: وعليه يتبين أن عبادا هذا مع ضعفه قد أخذ الأحاديث التي رواها عن عكرمة من إبراهيم بن أبي يحي الكذاب، قال ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي (1\ 412): وله حديث آخر في الحجامة، وحديث في الاكتحال،وقد ذكرناهما أيضا وسئل عنها فقال:"حدثنيها ابن أبي يحي عن داود عن عكرمة"اه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا يتبين نكارة هذا الحديث بهذا الإسناد لأن فيه رجلا ضعيفا وآخر كذاب وأما داود بن الحصين فقد وثقه الجمهور وتكلم ابن المديني في روايته عن عكرمة ويتبين كذلك الخطأ الذي وقع في بعض نسخ الترمذي المطبوعة من التصريح بالسماع بين عباد بن منصور وعكرمة والله أعلم.
وأخرج أبوداود في سننه رقم (3863) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا:"من احتجم لسبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرون كان شفاء من كل داء".
قلت: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد تفرد به سعيد بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح، وسهيل روى عنه خلائق، وعليه لا يحتمل تفرده عنه. وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي فيه لين أفرط فيه ابن حبان وقال عنه ابن عدي له أحاديث غرائب حسان وقال أبو حاتم صالح وقال مرة لا بأس به ووثقه ابن معين. انظر الجرح والتعديل (4\ 42).
وجاء عند البرذعي في سؤالاته (2\ 568):"ذكرت لأبي زرعة حديث سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بن أبي صالح في الحجامة لسبع عشرة من الشهر يوم الثلاثاء فقال: سعيد بن عبد الرحمن عن سهيل وحرك رأسه وكأنه إذا تفرد به ليس في موضع يعول عليه ... "
قلت: وقد أنكرت عليه أحاديث منها ما رواه عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: فين تذكر صلاة وهو يصلي مع الإمام .. الحديث أنكره أبو زرعة كما في العلل رقم (293) وقال هذا خطأ رواه مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفا وهو الصحيح. اه ولا شك أن الخطأ من سعيد بن عبد الرحمن والله أعلم.
وأخرج الترمذي في جامعه (2189) قال حدثنا عبد القدوس بن محمد ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام وجرير بن حازم ثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرون. ثم قال الترمذي هذا حديث حسن غريب.
قلت: وقد رواه مسلم بن إبراهيم عند أبي داود (3862) ووهب بن جريرعند ابن حبان (6077) وإسحاق بن عيسى عند ابن سعد في الطبقات (1\ 446) وأسود بن عامر عند ابن أبي شيبة في المصنف (23969) ووكيع عند أحمد (11746) وابن ماجه (3483) وبهز بن أسد عند أحمد (12531) وعثمان اللاحقي عند البيهقي في السنن الكبرى (20016) سبعتهم عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس مرفوعا من دون زيادة " وكان يحتجم لسبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرون"
ورواه ابن سعد في الطبقات (1\ 447) عن عفان بن مسلم عن همام عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم ثنتين في الأخدعين وواحدة في الكاهل. هكذا مرسلا وهو الصحيح فيه من دون تلك الزيادة فتبين أن عمرو بن عاصم الكلابي أخطأ على جرير في الزيادة لمخالفته لأصحاب جرير؛ وجرير بن حازم أخطأ في الرفع لمخالفته لهمام بن يحي وهو من الأثبات في قتادة كما قال غير واحد من الحفاظ انظر الجرح والتعديل (9\ 107) وجرير بن حازم تكلم في روايته عن قتادة الإمام أحمد وابن معين وعبد الرحمن بن مهدي كما ذكر ذلك ابن رجب في شرح علل الترمذي وذكر رحمه الله أنه أسند مراسيل قال و منها حديثه في الحجامة في الأخدعين والكاهل اه شرح علل الترمذي (1\ 337).
قال ابن ماجه (3486) حدثنا سويد بن سعيد. حدثنا عثمان بن مطر عن زكريا بن ميسرة عن النهاس ابن قهم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين. ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله).
قلت: عثمان بن مطر هو الشيباني أبو الفضل وهناك شِبه اتفاق بين الحفاظ على ضعفه ونكارة حديثه قال يحي بن معين ليس بشيئ وقال أبوحاتم ضعيف الحديث منكر الحديث وقال ابن حبان كان يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به وقال أبو زرعة ضعيف الحديث وكذا ضعفه البخاري وأبو داود والنسائي وأبو أحمد الحاكم والساجي والعقيلي وابن عدي والدارقطني وغيرهم انظر الجرح والتعديل (925) والمجروحين (2\ 99) والتهذيب (7\ 140).
وزكريا بن ميسرة لا تعرف له ترجمة لذا قال عنه الحافظ في التقريب (2027) مستور.
وأما النهاس بن قهم فقد ضعفه الأئمة قال أحمد كان قاصا وضعفه يحي القطان وقال الدرقطني مضطرب الحديث وقال أبو حاتم ليس بشيئ وكذا قال ابن معين انظر العلل ومعرفة الرجال (2\ 494) وسؤالات ابن الجنيد (1\ 412) والجرح والتعديل (2340) والتهذيب (10\ 426).
فتبين أن هذا الإسناد مسلسل بالضعفاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن ماجه (3616) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ يَا نَافِعُ قَدْ تَبَيَّغَ بِىَ الدَّمُ فَالْتَمِسْ لِى حَجَّامًا وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنِ اسْتَطَعْتَ وَلاَ تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا وَلاَ صَبِيًّا صَغِيرًا فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ وَتَزِيدُ فِى الْعَقْلِ وَفِى الْحِفْظِ فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَدِ تَحَرِّيًا وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالثُّلاَثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِى عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاَءِ وَضَرَبَهُ بِالْبَلاَءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ لاَ يَبْدُو جُذَامٌ وَلاَ بَرَصٌ إِلاَّ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ"
قلت: عثمان بن مطر سبق ذكر ضعفه وشيخه الحسن بن أبي جعفر الجعفري ضعيف أيضا قال عنه ابن معين لا شيئ وقال أبو حاتم ليس بالقوي وكذا قال أبو زرعة وتركه أحمد وقال البخاري منكر الحديث وضعفه النسائي وقال ابن عدي أحاديثه صالحة وهو يروي الغرائب وخاصة عن محمد بن جحادة. انظر الجرح والتعديل (3\ 29) والمجروحين (1\ 236) والتهذيب (2\ 227) وهذا الحديث من روايته عن ابن جحادة فهذا السند في غاية النكارة
وقد رواه ابن ماجه أيضا عن محمد بن المصفَّى الحمصي حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عصمة عن سعيد بن ميمون عن نافع قال قال ابن عمر مثله.
وهذا إسناد منكر أيضا الثلاثة دون نافع مجهولون وقد ذكر هذا الحديث ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء (2\ 308) وأعله رحمه الله.
وروي بأسانيد واهية عن نافع كرواية عبد الله بن صالح كاتب الليث عن عطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بنحوه قال أبوحاتم في العلل (2346) هذا مما أدخل على أبي صالح [يعني كاتب الليث].اه
وكاتب الليث هذا ابتلي بجار له كان يدخل في أحاديثه فروى موضوعات وهذا منها، وعليه هذا الطريق لايصلح في المتابعات لنص الأئمة على أنه مما أدخل عليه كما نقلنا ذلك عن أبي حاتم والله أعلم.
ورواه عبدالله بن هشام الدستوائي عن أبيه عن أيوب عن نافع عن ابن عمر بنحوه قال أبوحاتم وعبد الله متروك.
وكذا رواه محمد بن إسماعيل المرادي عن أبيه عن نافع بنحوه قال أبو حاتم هذا حديث باطل، محمد هذا مجهول وأبوه مجهول. اه
قلت: وعليه يتبين نكارة هذا الحديث بجميع طرقه ولا يبعد أن يكون هؤلاء الضعفاء قد أخذوه عن بعضهم أو أنها نسخة منكرة تداولوها وأعرض عنها الثقات، خاصة وأن أحاديث نافع عن ابن عمر مشهورة يحرص الثقات على روايتها وحفظها فأين الحفاظ الأثبات منها؟؟ ..
وروى البيهقي في سننه الصغير (20023) والحاكم في المستدرك (8256) وغيرهما من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا: من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى وضحاً فلا يلومن إلا نفسه.
قلت: هذا سند واه جدا سليمان بن أرقم متروك قال البخاري تركوه وقال الفلاس ليس بثقة وروى أحاديث منكرة وقال أحمد ليس بشيئ وقال ابن معين ليس يسوى فلسا وليس بشيئ وقال أبو حاتم متروك الحديث وقال أبو زرعة ضعيف الحديث متروك الحديث وقال ابن حبان كان ممن يقلب الأخبار ويروي عن الثقات الموضوعات. انظر التاريخ الكبير للبخاري (1756) والجرح والتعديل (450) والمجروحين (1\ 328).
وقال ابن عدي في الكامل (4\ 126) بعدما ذكر هذا الحديث: هذه الأحاديث التي أمليتها بأسانيدها غير محفوظة. اه
وهذا الحديث الصواب فيه عن الزهري مرسلا كما رجح ذلك الدارقطني في العلل (9\ 373).
وقد روى هذا الحديث عبد الرزاق في المصنف (19816) عن معمر بن راشد عن الزهري مرسلا، وقال البيهقي في سننه الصغير (3120) روي عن الزهري موصولا ومرسلا ومرفوعا وذكر الحديث ثم قال ووصله ضعيف.
ـ[عبد الكريم الهاشمي]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 10:44]ـ
أعتذر أيها الإحوة الفضلاء وقع شيئ في النسخ(/)
الاحتفال بالمولد النبوي:فيديو: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله ت
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 04:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاحتفال بالمولد النبوي
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1146 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1146)
المحاضرة مفرغة
http://www.rslan.com/tafre31/Mawoled.php ( http://www.rslan.com/tafre31/Mawoled.php)
http://www.rslan.com/images/index/nabawi01.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1146)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: في بيان حكم الاحتفال بعيد ميلاد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1146[/ ... ](/)
تنبيه الأبله الغبي لكفريات ابن عربي
ـ[ابو البراء]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 02:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه الأبله الغبي لكفريات ابن عربي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
فلا يزال هذا الصوفي الجهمي يخرج علينا في الجرائد و المجلات و يحسب نفسه على شيء و ما هو بشيء، إنما يظنّ بنفسه الظنونا فيطعن في السلفية و علماء التوحيد قاطبة و يثني على أئمة أهل البدع و زنادقتهم و كأنه الفارس الشجاع الذي لا يقهر و لكنه نسي المسكين أو تناسى أن العاميّ من الموحدين أهل السنة و الجماعة يردع أهل البدع و شبهاتهم حتى و لو أجمعوا أمرهم و أجلبوا خيولهم و أحضروا مكرهم فلن يضروه شيئا قال صلى الله عليه و سلم: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" رواه أحمد وابن ماجة. فهم إذا هالكون لا محالة.
و كلما خرج إلينا هذا العفن إلا و انتشرت رائحة زندقة ابن عربي كأنه ينفخ في الكير كما قال عليه الصلاة السلام في الحديث الصحيح: " ... و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد منه ريحاً منتنة ".
فمن هو يا ترى ابن عربي النكرة التي يتشبث به هذا الغبي الأرعن:
ابن عربي هو أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بابن عربي والملقب عند الصوفية بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر، صاحب كتاب الفصوص، والفتوحات المكية، هلك سنة 638هـ عداده في غلاة الصوفية من أهل وحدة الوجود الذين تقوم بدعتهم على القول بالوحدة الذاتية لجميع الأشياء مع تعدد صورها في الظاهر، فالعالم بما فيه إنما هو التجلي الإلهي الدائم الذي كان ولا يزال، فالموجود واحد وهو الله واجب الوجود الأزلي عين المخلوقات، فكل شيء هو الله، واختلاف الموجودات هو اختلاف في الصور والصفات مع توحد في الذات، ومن أخطر ما تصل إليه هذه العقيدة القول بوحدة الأديان وإسقاط التكاليف والقول بعقيدة النور المحمدي والحقيقة المحمدية والإنسان الكامل.
فمن أقواله الدالّة على مذهبه:
(العارف من يرى الحق في كل شيء، بل في كل شيء، بل يراه عين كل شيء) في كتابه الفتوحات المكية (2/ 332)
(ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص وبصفات الذم) فصوص الحكم بشرح القشاني ص 84
جا في كتابه الفتوحات المكية (6/ 236):
الرب حق والعبد حق ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت أو قلت رب أنى يكلف
((إن الحق في كل معبود وجها يعرفه من عرفه، ويجهله من جهله) (فصوص الحكم بشرح القاشاني ص 67.
ولا شك أن قولا واحدا من أقواله هته تكفي لكفره وردته عن دين الله تعالى فكيف و هي مجتمعة!!! أمثل هذا يقتدى به و يقتفى أثره!!! الحمد لله على نعمة التوحيد.
و قد تصدى علماء السلف لابن عربي و بيّنوا عواره و كفّروه:
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: (من أمعن النظر في فصوص الحكم أو أمعن التأمل لاح له العجب، فإن الذكي إذا تأمل من تلك الأقوال والنظائر والأشباه فهو أحد رجلين، إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله وباليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة)، انظر ميزان الاعتدال للذهبي (3/ 660 (
قال عبد العز بن عبد السلام هو شيخ سوء كذاب وقال الإمام ابن الجزري هو أنجس من اليهود والنصارى انظر في كتاب الرد على القائلين بوحدة الوجود ص 34 لعلي القارئ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال مفتي المالكية بمصر والشام القاضي شرف الدين عيسى بن مسعود الزوادي المالكي) ت743هـ) شارح صحيح مسلم: وأما ما تضمنه هذا التصنيف من الهذيان والكفر والبهتان فهو كله تلبيس وضلال، وتحريف وتبديل، فمن صدق بذلك واعتقد صحته كان كافراً ملحداً، صادّاً عن سبيل الله، مخالفاً لسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ملحداً في آيات الله مبدلاً لكلماته فإن أظهر ذلك وناظر عليه كان كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وإن أخفى ذلك وأسرّه كان زنديقاً فيقتل متى ظهر عليه، ولا تقبل توبته إن تاب؛ لأن توبته لا تعرف فقد كان قبل أن يظهر عليه يقول بخلاف ما يبطن، فعلم بالظهور عليه خبث باطنه، وهؤلاء قوم يسمون بالباطنية لم يزالوا من قديم الزمان ضلالاً في الأمة، معروفين بالخروج من الملة يقتلون من ظهر عليهم وينفون من الأرض وعادتهم التمصلح والتدين وادعاء التحقيق، وهم على أسوأ طريق، فالحذر كل الحذر منهم فإنهم أعداء الله وشر من اليهود والنصارى؛ لأنهم قوم لا دين لهم يتبعونه ولا رب يعبدونه وواجب على كل من ظهر على أحد منهم أن ينهي أمره إلى ولاة المسلمين؛ ليحكموا فيه بحكم الله تعالى، ويجب على من ولي الأمر إذا سمع بهذا التصنيف البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وأدب من اتهم بهذا المذهب أو نسب إليه أو عرف به على قدر قوة التهمة عليه حتى يعرفه الناس ويحذروه (
قال القاضي زيد الدين الكتاني قال: (قوله –ابن عربي – الحق هو الخلق فهو قول معتقد الوحدة، وهو قول كأقوال المجانين، ... ) العقد الثمين للفاسي (2/ 174)
وقال ابن خلدون – رحمه الله-: (ومن هؤلاء المتصوفة ابن عربي وابن سبعين وابن برجان وأتباعهم ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها مشحونة بصريح الكفر ومستهجن البدع، وتأويل الظاهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها مما يستغرب الناظر فيها نسبتها إلى الملة أو عدها في الشريعة، وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني ما عسى أن يبلغ من الفضل لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلاً أو شهادة من كل أحد، وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها بأيدي الناس مثل الفصوص، والفتوحات المكية لابن عربي والبد لابن سبعين، وخلع النعلين لابن قسي، وعين اليقين لابن برجان وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض والعفيف التلمساني وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض، فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها متى وجدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين بمحو العقائد المختلفة (
قال القاضي سعد الدين الحارثي –الحنبلي -: (ما ذكر من كلام المنسوب إلى الكتاب المذكور – فصوف الحكم – يتضمن الكفر .... وكل هذه التمويهات ضلالة وزندقة) العقد الثمين للفاسي (2/ 172)
ونقل السخاوي عن الشيخ سراج الدين أبي حفص عمر بن رسلان البلقيني الشافعي ت805هـ قوله: (لم يكن هذا الفاجر المذكور – يعني ابن عربي- على الكتاب والسنة بل كان مخالفاً ولا يحل اعتقاد عقيدته ولا العمل بما أتى به من الباطل وليس كلامه ومعتقده الفاسد تأويلاً يقتضي موافقة الكتاب والسنة، ومن اعتقد عقد الباطل أو تمسك به فليس على طريق الحق بل هو على طريق الباطل، فيلزم من اعتقد ذلك أو تمسك به أن يتوب إلى الله –تعالى- من كفره وإلحاده وزندقته فإن تاب وإلا ضربت عنقه لزندقته، وقد كتبت على ذلك كراريس بالقاهرة ودمشق وبينت فيها أنه أتى بأنواع من الكفر والإلحاد والزندقة ولم يأت بها غيره فنعوذ بالله من طريقة هذا الشيطان ومن طريقة من اتبعه، وأن يجنبنا ما ابتدعه والحال ما ذكر والله أعلم بالصواب (
و مما ألفه علماؤنا حول هذا الزنديق رسالة (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) للإمام برهان الدين البقاعي و كتاب (كشف الظلمة عن هذه الأمة) للعلامة ابن نور الدين و قد تكلم عن زندقته ابن تيمية و ابن القيم والذهبي و كثير من علماء السلف رحمهم الله.
و بعد ذلك نجد أمثال هذا القبوري الميكيافيلي الأشر يمجده و يثني عليه في الجرائد بل و يرمي أهل السنة بالحشوية و الإبتداع و همّه اللمز و الغمز في السلفية و أهل الإتباع.
فليحذر الذين آمنوا من هذا الصوفي و شلته.
و نختم بما قاله الإمام المصلح السلفي العربي بن بلقاسم التبسي الجزائري رحمه الله تعالى وهو يردّ على أحد الطرقيين): أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد وأحدثوا تحريفا ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة وما نقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم () المقالات1/ 115 (
أخوكم
نسيم الجزائري
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1577
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومروة]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 05:27]ـ
بارك الله فيك أخي أبا البراء
نفع الله بك وكثر من أمثالك
ـ[الطاهر عمر الطاهر]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 06:22]ـ
مالك ولابن عربي يا نسيم
رجل مات منذ ثأكثر من سبعمائة سنة تأتي الآن لتتحدث عنه بهذا الكلام
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 07:25]ـ
بارك الله فيك يا أبا البراء
مالك ولابن عربي يا نسيم
رجل مات منذ ثأكثر من سبعمائة سنة تأتي الآن لتتحدث عنه بهذا الكلام
الرجل مات منذ قرون لكن أفكاره مازلت موجودة، فالرد عليها وبيان عوارها واجب على طلبة العلم
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[28 - Mar-2008, مساء 07:41]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو البراء]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 10:29]ـ
جزاكم الله خيرا على حسن تواصلكم وصلكم الله بطاعته، فالواجب الردّ على ضلالاته خاصة عندما تجد من يدعوا إليها الآن كهذا الدعيّ الذي يكتب في الجرائد الجزائرية و ما فتئ يطعن في السلفية و علمائها.
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و نفع بك
ـ[أم معاذة]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 03:52]ـ
... بارك الله فيك ...(/)
الدين نصيحة
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 06:30]ـ
عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه البخاري و مسلم.
الشرح
حديثنا الذي نتناوله في هذ المقال حديث عظيم، ويكفيك دلالة على أهميته أنه يجمع أمر الدين كله في عبارة واحدة، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، فجعل الدين هو النصيحة، كما جعل الحج هو عرفة، إشارةً إلى عظم مكانها، وعلو شأنها في ديننا الحنيف.
والنصيحة ليست فقط من الدين، بل هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإنهم قد بعثوا لينذروا قومهم من عذاب الله، وليدعوهم إلى عبادة الله وحده وطاعته، فهذا نوح عليه السلام يخاطب قومه، ويبين لهم أهداف دعوته فيقول: {أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم} (الأعراف: 62)، وعندما أخذت الرجفة قوم صالح عليه السلام، قال: {يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين} (الأعراف: 79).
ويترسّم النبي صلى الله عليه وسلم خطى من سبقه من إخوانه الأنبياء، ويسير على منوالهم، فيضرب لنا أروع الأمثلة في النصيحة، وتنوع أساليبها، ومراعاتها لأحوال الناس واختلافها، وحسبنا أن نذكر في هذا الصدد موقفه الحكيم عندما بال الأعرابي في المسجد، فلم ينهره، بل انتظره حتى فرغ من حاجته، يروي أبو هريرة رضي الله عنه تلك الحادثة فيقول: " بال أعرابيٌ في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء، أو سجلا من ماء؛ فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين) رواه البخاري.
وفي الحديث الذي بين أيدينا، حدد النبي صلى الله عليه وسلم مواطن النصيحة، وأول هذه المواطن: النصيحة لله، وهناك معان كثيرة تندرج تحتها، ومن أعظمها: الإخلاص لله تبارك وتعالى في الأعمال كلها،، ومن معانيها كذلك: أن يديم العبد ذكر سيده ومولاه في أحواله وشؤونه، فلا يزال لسانه رطبا من ذكر الله، ومن النصيحة لله: أن يذبّ عن حياض الدين، ويدفع شبهات المبطلين، داعيا إلى الله بكل جوارحه، ناذرا نفسه لخدمة دين الله، إلى غير ذلك من المعاني.
وأصل النصيحة: من الإخلاص، كما يقال: " نصح العسل " أي: خلصه من شوائبه، وإذا كان كذلك فإن إخلاص كل شيء بحسبه، فالإخلاص لكتاب الله أن تحسن تلاوته، كما قال عزوجل: {ورتل القرآن ترتيلا} (المزمل: 4)، وأن تتدبر ما فيه من المعاني العظيمة، وتعمل بما فيه، ثم تعلمه للناس.
ومن معاني النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: تصديقه فيما أخبر به من الوحي، والتسليم له في ذلك، حتى وإن قصُر فهمنا عن إدراك بعض الحقائق التي جاءت في سنّته المطهّرة؛ انطلاقا من إيماننا العميق بأن كل ما جاء به إنما هو وحي من عند الله، ومن معاني النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم: طاعته فيما أمر به، واتباعه في هديه وسنته، وهذا هو البرهان الساطع على محبته صلى الله عليه وسلم.
ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: (وللأئمة المسلمين)، والمراد بهم العلماء والأمراء على السواء، فالعلماء هم أئمة الدين، والأمراء هم أئمةٌ الدنيا، فأما النصح للعلماء: فيكون بتلقّي العلم عنهم، والالتفاف حولهم، ونشر مناقبهم بين الناس، حتى تتعلّق قلوب الناس بهم، ومن النصح لهم: عدم تتبع أخطائهم وزلاتهم، فإن هذا من أعظم البغي والعدوان عليهم، وفيه من تفريق الصف وتشتيت الناس ما لا يخفى على ذي بصيرة.
وأما النصيحة لأئمة المسلمين فتكون بإعانتهم على القيام بما حمّلوا من أعباء الولاية، وشد أزرهم على الحق، وطاعتهم في المعروف.
والموطن الرابع من مواطن النصيحة: عامة الناس، وغاية ذلك أن تحب لهم ما تحب لنفسك، فترشدهم إلى ما يكون لصالحهم في معاشهم ومعادهم، وتهديهم إلى الحق إذا حادوا عنه، وتذكّرهم به إذا نسوه، متمسكا بالحلم معهم والرفق بهم، وبذلك تتحقق وحدة المسلمين، فيصبحوا كالجسد الواحد: (إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فهذه هي مواطن النصيحة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا عملنا بها حصل لنا الهدى والرشاد، والتوفيق والسداد.
ثم احبتي في الله نظرا لما نراه ما يقع بين اخواننا من رد غير لائق الاخر يرسل على الخاص والاخر يكشفه والمشكل من دالك بعض الاحيان لايوجد احترام بين الناس واين نحن من حديث المصطقى صلوات ربي وسلامه عليه اكثر مايدخل الجنة أكثر مايدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق لدا الحرص الحرص على الخلق احبتي في الله ومن هدا احببت ان اقول كلمات اسال الله جل وعلى ان يجعلها في ميزان حسناتي يوم لاينفع مال ولابنون الا وهي رفقا ببعضكم البعض واتقوا الله في انفسكم وكونوا ربانيين فيما بينكم ولاتفتحوا المجال لاناس هدفهم دس السموم للمسلمين وهدا مااحببت قوله والله الهادي الى صراط المستقيم وهو من وارء القصد وهو حسبي ونعمة الوكيل(/)
مسائل في المجاز (13) لسان كل قوم هو لسانهم ولا يحمل لسان على لسان ولا يفسر لسان بلسان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:11]ـ
مسائل في المجاز (13) لسان كل قوم هو لسانهم ولا يحمل لسان على لسان ولا يفسر لسان بلسان
- اصطلاح النحاة هو ألسنة النحاة
وما سموه اصطلاح النحاة , هو ألسنة النحاة وألفاظهم التي تكلموا بها , ونقلوها إلى غير ما كانت تدل عليه بلسان العرب , وألسنة النحاة وألفاظهم كثيرة مختلفة , وليست لساناً واحداً , واللفظة الواحدة من ألفاظهم قد تدل في كلام كلِّ طائفة منهم غير ما تدل عليه في كلام طائفة أخرى , وما صار المتأخرون منهم يسمونه مبتدأ وخبراً وصفة وحالاً وتمييزاً كانت له عند المتقدمين منهم أسماء أخرى كثيرة , وكذلك غيرها من ألفاظهم , فمن فسر كلام المتقدمين من النحاة بما صارت تدل عليه الألفاظ بلسان المتأخرين منهم , أو فسر كلام المتأخرين بما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان المتقدمين , أخطأ تفسير كلامهم , وقال عليهم ما لم يقولوا , وإنما يفسر كلام كل رجل من النحاة بما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان ذلك الرجل خاصة دون غيره , وألسنة النحاة وألفاظهم يفسر بها كلام النحاة , ولا يفسر بها كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فإنما أنزل الله كتابه وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم بلسان العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم بألسنة النحاة , فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه بلسان أولئك العرب؛ وليس بما صارت تدل عليه ألسنة النحاة.
2 - اصطلاح المحدثين هو ألسنة المحدثين
وكذلك ما سموه اصطلاح المحدثين , ومصطلح الحديث , هو ألسنة المحدثين وألفاظهم التي تكلموا بها ونقلوها إلى غير ما كانت تدل عليه بلسان العرب ,وألسنة المحدثين كثيرة مختلفة , وليست لساناً واحداً , وما كانت تدل عليه الألفاظ بألسنة المتقدمين منهم , ليس هو ما صارت تدل عليه تلك الألفاظ بألسنة المتأخرين , فلا يفسر كلام المتقدمين بما صارت تدل عليه الألفاظ بلسان المتأخرين , ولا يفسر كلام المتأخرين بما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان المتقدمين , وإنما يفسر كلام كل رجل من المحدثين بما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان ذلك الرجل خاصة دون غيره , فلفظة حديث ضعيف وحديث حسن تدل بألسنة المتقدمين من المحدثين على غير ما صارت تدل عليه ألسنة المتأخرين , قال ابن تيمية في بعض فتاويه:وأما قسمة الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف , فهذا أول من عرف أنه قسمه هذه القسمة أبو عيسى الترمذي , ولم تعرف هذه القسمة عن أحد قبله , وقد بين أبو عيسى مراده بذلك , قال: وأما من قبل الترمذي من العلماء , فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثي , لكن كانوا يقسمونه إلى صحيح وضعيف , والضعيف عندهم نوعان: ضعيفٌ ضعفاً لا يمتنع العمل به , وهو يشبه الحسن في اصطلاح الترمذي , وضعيف ضعفاً يوجب تركه وهو الواهي ().اهـ وقال في كتابه ((منهاج السنة النبوية)) وكان الحديث في اصطلاح من قبل الترمذي إما صحيح , وإما ضعيف والضعيف نوعان: ضعيف متروك , وضعيف ليس بمتروك , فتكلم أئمة الحديث بذلك الاصطلاح فجاء من لا يعرف إلا اصطلاح الترمذي , فسمع قول بعض الأئمة الحديث الضعيف أحب إلي من القياس , فظن أنه يحتج بالحديث الذي يضعفه مثل الترمذي , وأخذ يرجح طريقة من يرى أنه أتبع للحديث الصحيح , وهو في ذلك من المتناقضين , الذين يرجحون الشيء على ما هو عليه بالرجحان منه إن لم يكن دونه (). اهـ , وقال ابن القيم في كتابه ((إعلام الموقعين)) وليس المراد بالحديث الضعيف في اصطلاح السلف هو الضعيف في اصطلاح المتأخرين , بل ما يسميه المتأخرون حسناً , قد يسميه المتقدمون ضعيفاًَ كما تقدم بيانه () اهـ , وقال الزركشي في كتابه ((النكت على كتاب ابن الصلاح)): وحكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في كتاب ((الجهر بالبسملة)) , عن القاضي ابن العربي أنه سمع ابن عقيل الحنبلي في رحلته إلى العراق يقول: مذهب أحمد أن ضعيف الأثر خير من قويِّ النظر , قال ابن العربي: وهذه وهلةٌ من أحمد لا تليق بمنصبه , قال الزركشي: قال شيخنا شرف الدين ابن قاضي الجبل: وإنما أتي من أنكر هذه اللفظة على أحمد لعدم معرفته بمراده؛ فإن الضعيف عند أحمد غير الضعيف في عرف المتأخرين ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فعنده الحديث ينقسم إلى صحيح وضعيف؛ لأنه ضعف عن درجة الصحيح؛ وأما الضعيف بالاصطلاح المشهور؛ فإن أحمد لا يعرِّج عليه أصلاً () اهـ , وقال ابن حجر في كتابه ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) وقد وجد التعبير بالحسن في كلام من هو أقدم من الشافعي , قال ووجد هذا من أحسن الأحاديث إسناداً في كلام علي بن المديني , وأبي زرعة الرازي , وأبي حاتم , ويعقوب بن شيبة , وجماعة , لكن منهم من يريد بإطلاق ذلك المعنى الاصطلاحي , ومنهم من لا يريده , فأمَّا ما وُجد من ذلك في عبارة الشافعي ومن قبله , بل وفي عبارة أحمد بن حنبل , فلم يتبين لي منهم إرادة المعنى الاصطلاحي , بل ظاهر عبارتهم خلاف ذلك () اهـ , ولعله أراد بالمعنى الاصطلاحي ما صار لفظ الحسن يدل عليه بلسان المتأخرين من المحدثين , وكلامهم في ذلك كثير , وكذلك غيرها من ألفاظهم.
وذكر أبو عمرو بن الصلاح في أول كتابه في ((علوم الحديث)) الآحاد والمتواتر , وما يفيد الظن وما يفيد اليقين , وكتاب أبو إسحاق النظام , وأبو الهذيل العلاف , وأصحابههما من المعتزلة هم أول من أحدث الكلام في الآحاد والمتواتر في الإسلام ولعلهم كانوا أخذوه من كلام اليهود في التلمود واختلافهم فيه, والمتقدمون من أئمة المحدثين لم يذكروا آحاداً ولا متواتراً , ولا ما يفيد الظن , وما يفيد اليقين , ولا علماً ضرورياً , ولا نظرياً ولا شيئاً من ذلك , فلما ذكرها أبو عمرو بن الصلاح اتَّبعه على ذلك المتأخرون من المحدثين ولم يفعل المحدثون في تلك الأبواب شيئاً وإنما نقلوا أشياء من كلام المعتزلة وغيرهم , ولم ينسبوها إليهم , فنسبت بعد للمحدثين , فتلك الأبواب كانت من كلام المعتزلة , ولعل أبا عمرو بن الصلاح كان هو أول من خلطها بكلام المحدثين , وألسنة المحدثين وألفاظهم يفسَّر بها كلامهم , ولا يفسَّرُ بها شيء من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
3 - ألسنة الكتاب والأطباء والصناع وغيرهم
وكذلك ما سمُّوه اصطلاح الكتَّاب والبلاغيين , والأطباء والصنَّاع وغيرهم , إنما هي ألسنتهم التي يتكلمون بها , وتلك الألسنة كلها ألسنة محدثة , يفسر بها كلام من تكلم بها , ولا يفسر بها شيء من كلام الله وروسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:34]ـ
.........
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:23]ـ
إذن، هذه الألسنة المهنية: لغة وضعية اصطلاحية، تقع فيها الحقيقة والمجاز:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:32]ـ
بل هي لسان جديد يفترع أهله له ألفاظاً، أو ينقلون له ألفاظاً من لسان آخر ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 09:14]ـ
لكن لا يحصل هذا الاختراع إلا بالمواضعة أو بابتداء الاختراع من أحدهم ثم يوافقه غيرهم.
ثم إن هذا بعينه - يا شيخنا - ما عرّفو به (المجاز)، وهو: اللفظ المنقول من معنى إلى معنى.
أم نقول إن (المصطلحات النحوية) مثلا هي ترجمة من اللسان العربي إلى اللسان النحوى؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 12:47]ـ
1 - نعم هذا الافتراع قد يُطلق عليه مواضعة أو اصطلاح.
2 - لم يُعرفوا المجاز بما ذكرتَ بل هو عندهم: نقل من المعنى الأصلي لمعنى آخر لعلاقة .. والنقلُ عندنا أعم من ذلك .. ثم إننا لا نطبق على النقل ما يطبقوه على المجاز وأرجو أن تنظر في مناقشتي للفاضل خزانة الأدب في آخر موضوع ردي على الشيخ العسكر.
3 - نعم هي نقل لألفاظ من اللسان الأول عما كانت تدل عليه عند أهله إلى معان جديدة أرادها النحويون.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:34]ـ
(1) فبعض (الألسنة) إذن: مواضعة، يجوز الخروج منها بالتجوز؟
(2) بل أكثرهم جعلوا (المجاز) من عوارض اللفظ لا الاستعمال. وبا المناسبة، أين أجد هذه المناقشة؟
(3) وهل (القرآن) أيضا نقل لألفاظ من اللسان الأول عما كانت تدل عليه عند أهله إلى معان جديدة يهدف إليها الشرع؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 04:38]ـ
لا اللسان الأول في القرآن والسنة والشعر لسان واحد
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 06:23]ـ
(المنافقون). . ماذا يعنى بهذه اللفظة في ذاك اللسان؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Dec-2008, مساء 02:37]ـ
أن يُفصم الشئ فلا يكون ظاهره كباطنه ..
قال رؤبة:
إِذَا أَرَادُوا دَسْمَهُ تَنَفُّقَا
وضد التنفق: الدسم وهو أن يكون جوف الشئ مسدوداً بحيث يكون ظاهره كباطنه.
فجاء كلام الله وكلام رسوله وصف من أظهر الإسلام وأبطن الكفر بالنفاق والمنافق أي: الذي فُصم ظاهره عن باطن ولم يكن جوفه مرتتقاً بظاهره.
فالنفاق والتنفق معنى يكون كلياً تستعمله العرب وتنسبه لمضافات خارجية، فنفاق اللحم له صورة،ونفاق الأرض له صورة، ونفاق الرجل له صورة.
كما أن اليد لها معنى كلي ذهني، ويد الإنسان لها صورة،ويد الله لها صورة.
والصلاة معنى كلي ذهني، فصلاة اليهود لها صورة، وصلاة النصارى لها صورة، وصلاة المسلم لها صورة ..
وليس هذا من اختلاف الألسنة فالنبي بعث بلسان قومه، وإنما هو من ذكر مضافات للفظ لا يعلمها من تكلم به .. فلا اللفظ تغير، ولا معناه تغير، ولكن لما نُسب لمضاف خارجي تغيرت صورته بتغير هذا المضاف ..
مثال: الإفلاس معنى كلي ذهني واحد .. فإذا قنا مفلس من المال كان للإفلاس صورة وإذا قلنا مفلس من الحسنات كان للإفلاس صورة .. كل ذلك ودلالة اللفظ واحدة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Jan-2009, صباحاً 06:05]ـ
بارك الله فيكم.
وما معنى (الخبر) و (الصحة) في لسانهم؟(/)
رسالةٌ من محمد الحريص إلى فضيلة الشيخ غفر الله لنا وله
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:17]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ اللهُ تعالى (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
قال القرطبي: أي ألن جانبك لمن آمن بك وتواضع.
و قَالَ سُبحانه (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)
وقال سبحانه (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا)
قال ابن كثيرٍ _ رحمه الله _ أي: بسكينة ووقار من غير جبرية و لا استكبار (6/ 121)
قال ابن سعدي:" أي ساكنين متواضعين لله وللخلق.
و قال سبحانه (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)
قال ابن كثير: هذه صفات المؤمنين الكمل، أن يكون أحدهم متواضعاً لأخيه ووليه، متعززاً على خصمه وعدوه (3/ 130)
وقال سبحانه: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
قال ابن كثير: أي ترفعاً على خلق الله، وتعاظماً عليهم، وتجبراً عليهم ولا فساداً فيهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد. أخرجه أبو داود.
وكان صلى الله عليه وسلم: يمرُ على الصبيان فيسلم عليهم. متفق عليه
وعن أنس رضي الله عنه: أن امرأةً جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: إن لي إليك حاجة. فقال" يا أم فلان اجلسي في أي طرق المدينة شئت، أجلس إليك"
وعن سهل بن حنيف قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم".
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يردف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة الملوك ويركب الحمار"
وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: كان صلى الله عليه وسلم يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص، ويلبس الصوف، ويقول: من رغب عن سنتي فليس مني"
وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" كان يزورُ الأنصار، ويسلم على صبيانهم"
وقال عروة بن الزبير رضي الله عنهما:" رأيتُ عمرَ ابن الخطابِ رضي اللهُ عنه على عاتقهِ قربة ماء، فقلت يا أمير المؤمنين لا ينبغي لك هذا.
فقال لما أتاني الوفود سامعين مطيعين، دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها"
وعن ميمون بن مهران قال: رأيتُ عثمان نائماً في المسجد في ملحفةٍ ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟
تحرمُ على كلِّ هين لين، قريب سهل"
و السَّلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بَرَكَاته .......
ـ[أبو هياء]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 11:29]ـ
جزاك الله خيراً أخوي محمد
وجعل رسالتك تصل بالسلامة. وعندي إقتراح أن تجمع ما تستطيع من أميلات الأخوة وترسلها لهم مرة واحدة، ولعلها توقذ قلباً واحداً -فقط- كان مستغرقاً في الأحلام.
ـ[السليماني]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 02:15]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 07:39]ـ
من الشيخ المقصود؟(/)
متى يحكم على فعل بأنّه تشبّه بالكفار؟ (سؤال)
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 07:56]ـ
إخواني الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
متى يُحكم على فعل بأنّه تشبّه بالكفار؟
وفقكم الله
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:12]ـ
من هذا الموضوع أقتبس:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13479
هل المظاهرات تعدّ تشبها بالكفار أم لا؟ (فأرجو توضيح هذه المسألة)
أظن أن اعتبار "التشبه" لا يجدي في مسألتنها.
حتى جلوسي وجلوسك أمام (كومبيوتر!!!) فيه تشبه بالكفار .. هم الذين صنعوه وهم من صمم طريقة ووضعية استعماله ..
ربّما حتى الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر هو تشبّه بالكفار و استعمالنا له إنّما من باب الحاجة.
فمسألة التشبه بالكفار ليست بمسألة محرّرة عندي و لي فيها إضطراب! و لا أعرف ضوابطها؟
يا اخوة أكرمكم الله، التشبه بالكفار هو فيما يعتبر علامة عليهم يتميزون بها عن غيرهم، كأن يقال لمن يلبس رداءا بعينه، هذا لباس اليهود، مثلا، أو هذا لباس النصارى أو نحو ذلك، فهو علامة عليهم يتميزون ويعرفون بها! فالذي يقلدهم في شيء من ذلك فهو متشبه بهم. ويلحق به حكما ما يتميزون به من شرائع باطلة أو عادات فاسدة أو نحو ذلك. أما ما صنعوا من مصنوعات وأنتجوا من منتوجات نافعة فليس نقلها عنهم والانتفاع بها من التشبه بهم في قليل أو كثير!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:15]ـ
ذكر العز بن عبد السلام في كتاب قواعد الأحكام ما معناه أن التشبه ليس مقصدا من ماصد التحريم ... وأرجو من الإخوة التأكد مما ذكرت.
ولقد علمنا أن النبي عليه السلام لبس ألبسة فارسية ورومية ...
ثم إن هذا الزمن قد توحد فيه كل شيئ إلا العقائد فلا يمكن أن تقول لي أن السروال حرام لأنه تشبه باليهود والنصارى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 05:54]ـ
التشبه المحرم فيه نقاش وبحث بين أهل العلم؛ وقد أتى على بيان هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم).
فبعض العلماء يقصر تحريم التشبه على باب واحد، وهو أن يكون التشبه بهم فيما هو من أصل دينهم.
وبعضهم يعمم تحريم التشبيه في كل أصله من عند الكفار.
والذي أرى - والله أعلم - التوسط بين الأمرين، وهو أن يكون التشبه المحرم فيما هو من علامتهم ورموزهم، سواء كان ذلك من أصل دينهم أو لم يكن؛ لأن ذلك هو المفهوم من نصوص تحريم التشبه.
فإن فقد هذه الصفة بأن صار من لباس المسلمين زال التشبه؛ ولذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين من الأعاجم بتغيير عاداتهم ولباسهم.
وبناء على الخلاف في هذه المسألة اختلفوا في تحريم مثل (رابطة العنق) و (البنطال) ونحو ذلك، فالشيخ الألباني على التحريم، والشيخ ابن باز على الجواز.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 06:20]ـ
فوائد ماتعة يا شيخنا أبو مالك ... بارك الله فيك وأبعد عنك الحساد ...
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 08:54]ـ
سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:
ما هو الضابط في التشبه بالكفار؟
فأجاب:
الضابط للتشبه بالكفار (أن يفعل الإنسان فعلًا لا يفعله إلا الكفار لا بمقتضى الإنسانية)، انتبهوا لهذه الضوابط، (لا يفعله إلا الكفار) فيُخرج ما يفعله الكفار وغيرهم، فإذا كان هذا الفعل يفعله الكفار وغيرهم؛ فإنه لا يكون تشبهًا، ومن ذلك - فيما يظهر لي أنا والله أعلم - لبس السروايل أو ما يسمى في هذه الأيام بالبناطيل للرجال - إذا لم يكن البنطال ضيقًا ولا شفافًا - فإن لبسه ليس تشبهًا، لأن هذا لا يختص به الكفار، بل يلبسه الكفار وغير الكفار من القديم، وكان يسمى قديما عند العرب بالسراويل.
وأقول: (مالا يفعله إلا الكفار بغير مقتضى الإنسانية) فإذا كان يفعلونه بمقتضى الإنسانية فإنه لا بأس أن نأخذه عنهم، مثلًا: السيارات، السيارات اختُرعت عند الكفار، ويركبون السيارات بمقتضى حاجة الإنسان إلى ركوبها، فنأخذ عنهم السيارات، ونركب السيارات، هذا بمقتضى الإنسانية، هذا ليس من باب التشبه، لكن إذا كان الفعل لا يفعله إلا الكفار، ويفعلونه بغير مقتضى الإنسانية، مثل بعض الألبسة الخاصة بهم، يمثِّل العلماء بطاقية اليهود مثلا، أو في الألبسة - أنا فيما يظهر لي والله أعلم - أن ما يسمى بالكرفتة من هذا الباب، من الألبسة الخاصة بالكفار التي يفعلها الكفار، بل قرأت في بعض الكتب التي تؤرخ لهم أن هذه الكرفتة إنما هي مكان الصليب، حيث كانوا يضعون في رقابهم صليبًا كبيرًا من خشب أو نحوه، فلما تمدنوا وثقل عليهم ذلك وضعوا ما يسمى بالفوونكا أو نحوها التي تكون لها وردة طويلة ثم حبل من أسفل، ثم طوروه إلى ما سموه بالكرفتة، ويشترطون أن يكون لها عُقَد جانبية وحبل في الوسط يقوم هذا مقام الصليب عندهم،
فأنا - يظهر لي والله أعلم - أنه لا يجوز للمسلمين أن يلبسوها.
انظر الرابط للفائدة.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37558
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[07 - Sep-2009, صباحاً 09:40]ـ
سمعت الشيخ الراجحي يقول: هو ما كان من عبادتهم أو عادتهم التي يختصون بها(/)
الحَقُّ بدلائِلِه .... لا بقائِلِه ... الشيخ علي الحلبي حفظه الله
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 08:29]ـ
الحَقُّ بدلائِلِه .... لا بقائِلِه
يقول الله – تبارك وتعالى -: ((وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا))
ويقول – جلَّ في عُلاه -: ((قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ))
.. هاتان آيتان كريمتان عظيمتان – من آياتٍ كريمةٍ عظيمةٍ أخرى – تدلُّ – جميعها – على عَظَمَة الحق ,
ورفيع مكانته وكبيرِ منزلته وعُلُوِّ مَرتَبَتِه ..
وقد روى البخاري (2183) , ومسلم (1601)
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ لِصاحِبِ الحقِّ مَقالاً ".
ورضي الله عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل – القائل -: (تَلَقَّ الحقَّ إذا سَمِعْتَهُ؛ فإنَّ على الحقِّ نُوراً) (1).
ورحم الله من قال من أهل السنة السَّنِيَّة:
((لا ترى أحَدَاً مالَ إلى هَوىً أو بدعة: إلا وجدتَهُ مُتَحَيِّراً , مَيِّتَ القل ممنوعاً من النطقِ بالحقِّ)) (2)
وهكذا ... فالحق سلسلةٌ ذَهَبية مترابطة الحلقات , منضبطة الأحكام , دقيقة الإحكام , لا يعتريها زَيغُ ولا يَرِدُها تَرَدُّد ولا يقطعها انحراف بل الثبات نورها والهدى سبيلها والصواب واسطة عِقدِها ..
فمن وَطَّنَ نفسه على قَبول الحق , وارتياد أبوابه وسلوك أسبابه: سَهُلَ عليهِ – بتوفيقِ ربِّهِ – معرفة المِعيار الصحيح الذي يُمَيِّزُ بِهِ بين الحسن والقبيح؛ ليكون به عِلميِّ النظرة شرعيِّ الحُكم من غير عاطفة تغلبه فتغرقه ولا حماسةٍ عن الحق تَحرِفُه فَتُحرِقُه ....
فلا كبير إلا الحق ولا تقديم إلا للحق ولا تعظيم إلا لداعي الحق ...
ولقد كان علماؤنا – من قبل ومن بعد – يَفسحون لصاحب الحق , ويأنسون بكلامه , ويفرحون بصوابه – حتى لو كان – هو – في سِنِّ أبنائهم. وكانوا – هم – يَعرفون كلامه – قَبْلاً - , ويعلمونه – سابقاً -؛ فلم نعلمهم يُعرضون أو يترفعون , أو يرفضون ...
ورحم الله التابعي الجليل الإمام أبا محمد عطاء بن أبي رباح –
القائل -: ((إن الشاب ليتحدث بالحديث فأَستمعُ له , وأُنصِتُ – كأني لم أسمعه - , ولقد سمعته قبل أن يولد)) (3)
ومما يجب ذكره , وينبغي الإشارة إليه , والتعريف به: أن البعض من أهل الفضل – سددهم الله – قد يكون عندهم رغبة صادقة في إقامة إصلاح بين متخاصِمَيْنِ , أو إنشاء توسط بين مختلِفَيْن: لكنهم يَنزعون في تطبيق ذلك – غفر الله لهم – مَنزِعاً لا وجه للحق فيه – وإن لم يكونوا مُريديه -؛ ذلكم أنهم يسلكون مسلكاً (يظنونه) من (الوسط)؛ يأخذون – فيه – من ها هنا ويأخذون – به - من ها هنا!! فإذا بهم يخرجون بقولٍ رابع ليس هو من الحق الخالص , ولا هو – في نفسه – إلى مقالة هؤلاء ولا إلى مقولة أولئك!!
فهذا – في الحقيقة – سَبَبٌ واصِلٌ لمزيدٍ من الفتنة والبلاء , وطريقٌ تتغير فيه النفوس الصافية وتتكدَّرُ به القلوبُ المطمئنة ...
ورضي الله عمن قال: ((وكم من مُريدٍ للخيرِ لن يُصيبه)) (4)
وقد قيل للإمام الأوزاعي:
إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهلَ السنة , وأجالسُ أهل البدع!
فقال الأوزاعيُّ: هذا رجلٌ يُريدُ أن يُساوي بين الحق والباطل))
روى ذلك عنه الإمام ابن بطة في كتاب ((الإبانة)) (2/ 456) ,
ثم عَلَّقَ بقوله: ((صَدَقَ الأوزاعي؛ إنَّ هذا رجلٌ لا يعرف الحقَّ)).
إذْ كيف يجتمع النقيضان؟! وكيف يلتقي الضدان؟!.
فالحقُّ أجَلُّ ما يُطلب , وأعزُّ ما يُحَبُّ , والباطلُ أعظمُ ما يُجتنب وأكبرُ ما عنهُ يُرغب ...
وهو (الوسط) الحقُّ الذي يجب أن يَؤولَ إليه كلُّ نِزاع , ويرجعَ له كلُّ ذي ابتداع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أمَّا (وَسَطٌ) – فضفاض تخترعهُ العُقولُ بالأمانيِّ – فقط – يُرادُ منه اجتماع – أيُّ اجتماع! – فَهذا عن الهُدى بَعيد , وصاحبه عن طريق الحقِّ شَريد ...
ونحن فيما نكتب ونُبَيِّنُ – بحمد الله – تعالى – على سَنَنِ سلفنا الصالح سائرون , ولنهجهم سالكون؛
كما قال الإمام سفيان الثوري – فيما رواه أبو نُعَيْم في (الحلية) (7/ 34):
((من سَمِعَ بِبِدعَةٍ فلا يَحكِها لِجُلَسائِه , لا يُلقِها في قلوبهم))
وقد قال الإمام الذهبي – رحمه الله – في كتابه
((سِيَر أعلام النبلاء)) (7/ 261) – بعد نقلِهِ هذه الكلمة:
((أكثرُ أئمة السلف على هذا التحذير , يَرَون أن القلوب ضعيفة والشُّبَه خَطَّافة)).
وقد قال الإمام قتادة بن دِعامة السَّدوسي:
((إن الرجل إذا ابتدعَ بدعةً ينبغي لها أن تُذكر حتى تُحذر))
وقال الإمام ابن القيم في ((مدارج السالكين)) (1/ 327):
((ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة للبدعة , وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهَدمُها للدين ومنافاتُها له أشدّ))
ونحن في ذلك – أيضاً – إن شاء الله – على سَمتِ الإمام الشافعي – رحمه الله –
وهديه – القائل: ((ما ناظرتُ أحداً؛ فأحببتُ أن يُخطيء)) (5) ...
وروى الخطيب البغدادي في ((تاريخه)) (12/ 269):
أن الإمام الحافظ عفَّان ابن مسلم الصَّفَّار أُعطيَ عشرة آلاف دينار على أن يقفَ عن تعديل رجل (!) , فلا يقول: عدلٌ , ولا غير عدل! فأبى , وقال: ((لا أبطِلُ حقاً من الحقوق)) (6).
وقال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي:
((سمعتُ الإمام أبا إسماعيلَ عبد الله ابن محمد الأنصاريَّ – بِهَراةَ – يقول: ((عُرِضتُ على السيف خمسَ مرات , لا يقال لي: ارجع عن مذهبك! لكن يُقال لي: اسكت عمَّن خالفك , فأقول: لا أسكت)) (7).
فنحن – والحالة هذه – نكون قد وافقنا الجمع بين الخيرين , وفارقنا الشرَّين؛ حرصاً على إظهار الحقِّ , ورغبةً في اجتماع كلمة أهله ...
وهذا – هكذا – جارٍ على أصل الملة والدين إذ ((مبنى الشريعة على قاعدة تحصيل خير الخَيرين , وتفويت أدناهما , وتفويت شرِّ الشرَّين باحتمال أدناهما. بل مصالح الدنيا كلها قائمة على هذا الأصل (.
وما أجمل قول الصحابي الجليل معاذ بن جبل – رضي الله عنه -:
((اتقوا زَيغةَ الحكيم؛ فإن الشيطان يُلقي على فيّ الحكيم كلمة الضلالة)) (9)
ومنه كلمة عبيد الله بن الحسن العنبري:
((لأن أكون ذَنَباً في الحق أحَبَّ إليَّ من أن أكون رأساً في الباطل)) (10)
وروى الإمام اللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (122)
عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قوله:
((يجيءُ قومٌ يَتركون من السنة مثل هذا – يعني: مِفصَل الإصبع – فإن تَركتموهم جاؤوا بالطامة الكُبرى ... ))
وقال: رضي الله عنه:
((إنَّا نقتدي , ولا نَبْتَدي! ونَتَّبِع ولا نبتدع , ولن نَضِلَّ ما تَمَسَّكنا بالأثر)) (11)
ومن نافلة القول التذكير ها هنا بلزوم القراءة في كل شيء للمحتويات وللمضامين , والنظر الصادق الأمين دون الإكتفاء بالوقوف على مجرد العناوين , أو تقليب الصفحات بغير تبين أو تبيين؛ ثم تبني المواقف من بعد إلى الشمال أو إلى اليمين!!!.
وأخيراً:
نقولُ لأنفُسِنا وأصحابِنا وإخواننا ومشايخنا؛ مُذَكِّرين , وناصحين ومُنَبِّهينَ – فرداً فرداً: ((إصبر نفسك على السنة , وقِف حيثُ وَقَفَ القوم , وقُلْ بما قالوا , وَكُفَّ عمَّا كَفُّوا , واسلُك سبيل سلفك الصالح؛ فإنه يَسَعُكَ ما وَسِعَهُم)) (12) ((ولن تخلو الأرض من قائمٍ لله بِحُجَّة)) (13) إطفاءاً لنار البدعة , وإعلاءاً لمنار المحجَّة .....
********
(1) رواه أبي داود في " سُنَنِه " (1/ 46) , والحاكم (8422) وعبد الرزاق (20750) بسند صحيح.
(2) ((الحجة في بيان المَحَجة)) (1/ 431) للإمام الأصبهاني.
(3) ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) (1/ 303) للخطيب.
(4) هو ابن مسعود – رضي الله عنه -؛ كما في ((سنن الدارمي)) (رقم 215) وانظر ((السلسلة الصحيحة)) (2005)
لشيخنا الإمام الألباني – رحمه الله -.
(5) رواه ابن حبان في ((صحيحه)) (5/ 489) , وأبو نعيم في ((الحلية)) (9/ 118) , والبيهقي في ((المدخل)) (172).
(6) وهذا يدل على أهمية الجرح والتعديل , وعظيم مكانته في الدين , ولزوم تطبيقه – في كل زمان ومكان – بقواعده الشرعية وشروطه المرعية و ومن أهله وعارفيه وأصحابه وحامليه ... فلا يغرنكم – إخواننا طلبة العلم – تهويلُ المُهَوِّنِ من شأنِه , وكلامُ المقلِّلِ من قَدرِه!! وفي رسالتي ((الأسس الناصرة لضوابط الجرح والتعديل المعاصرة)) مزيد بيان.
(7) ((الآداب الشرعية)) (1/ 207) لابن مفلح المقدسي الحنبلي.
(الدرر السنية)) (11/ 5).
(9) ((سنن أبي داود)) (4611).
(10) ((الإبانة)) (2/ 882).
(11) ((حلية الأولياء)) (1/ 80).وقد تقدم – قريباً – طرف آخر منه - مع زيادة تخريج -.
(12) ((تاريخ بغداد)) (10/ 308)
(13) ((الحجة في بيان المحجة)) (449) للأصبهاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 10:26]ـ
أعزك الله أخي الحبيب كلام رائع جدا
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:00]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيك وزادك من فضله
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:12]ـ
وفيك بارك الله
ـ[أبو السها]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:39]ـ
(فإذا بهم يخرجون بقولٍ رابع ليس هو من الحق الخالص) قلت: لعلها " بقول ثالث"
وجزاك الله خيرا -أخانا الغزي على هذا النقل الماتع، اللهم بارك لنا في أخينا وشيخنا علي الحلبي حفظه الله وأمتعنا بعلمه.
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:51]ـ
ولكم خير الجزاء(/)
حمل دروس للشيخ محمد عمرو عبد اللطيف
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 08:33]ـ
إخواني الكرام
بفضل من الله تعالى
حصلت على بعض أشرطة للشيخ من أخ كان يحضر للشيخ من زمن بعيد تقريباً عشرين سنة
هذه أربعة أشرطة بعنوان مقدمات في علم الحديث
مع الشريط الأول
http://file8.9q9q.net/Download/84632181/---------------------1.rar.html
وأحببت أن أنشرها لإخواني الكرام
فلا تنسوا الأخ بالدعاء
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 11:45]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 08:46]ـ
وهذا الشريط الثاني
http://file8.9q9q.net/Download/88776498/---------------------2.rar.html
ـ[محمد الحريري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 12:02]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبومروة]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 04:43]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع الله بك
الركن منور بوجودك
لاتبخل علينا مما عندك
نفع الله بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلميذكم أبو مروة
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 01:20]ـ
الإخوة الفضلاء
ابن رجب
ناصر
أبو مروة
بارك الله فيكم
وهذا الشريط الثالث
http://www.islamup.com/download-a0e9efeff1.rar.html
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:45]ـ
وهذا هو الشريط الرابع
http://www.islamup.com/download-808c278997.rar.html
ـ[امة الله ام ابراهيم]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 07:34]ـ
جزاكم الله خيرا اسال الله ان يوفق اخواننا في جمع كل شرائط الشيخ المحدث محمد عمرو امين
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 08:52]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
بالصور لنصوص عبرية مع الإيضاح، النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 01:07]ـ
بحث أتممته البارحة ووضعته هنا على شبكة التفسير:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11280
وقد أرفقت الموضوع لمن يفضل التحميل.
أسأل الله أن ينفع به ويزيد به إيماننا.
ـ[بو خالد]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 11:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:51]ـ
العفو، أخي الحبيب.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 03:15]ـ
بارك الله فيك جهد مبارك
رزقنا الله ووالدينا واياك مرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 04:49]ـ
نقطة علمية موفقة شيخنا ذكرتني أيضا بالتحقيق العلمي باللغتين اليونانية و الآرامية الذي قام به الاخوة المتخصصين في النصرانيات عن ذكر المسيح عليه السلام للنبي صلى الله عليه و سلم بالاسم حين بشر اصحابه بالفارقليط بعد الضجة التي أحدثها فيلم آلام المسيح حين نطقها الممثل بلفظها الآرامي فنطق اسم "محمد" بوضوح و لعل هذا هو السبب الأساس الذي جعل الكنيسة البابوية تحرمه لا ما برروه من كون الفيلم مليء بالمشاهد العنيفة .... و لو جمعت مثل هذه النقاط و حققت علميا من جذورها و استوعبت جميع ما يورده النصارى و اليهود من الشبهات عليها و استفيد من جهود و خبرات جميع المشايخ و الاخوة المتخصصين لكان مشروعا جديدا و قويا في باب تفسير آيات البشارات ولأتى في كتاب قد يكون حجر الزاوية في مجاله .... بارك الله فيكم(/)
ما معنى عبارة " العوض المطلق " في كلام ابن قدامة الآتي؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:17]ـ
قال ابن قدامة في المغني:
" قال: [ويقبض الثمن كاملا وقت السلم قبل التفرق]. هذا الشرط السادس وهو أن يقبض رأس مال السلم في مجلس العقد فإن تفرقا قبل ذلك بطل العقد وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وقال مالك: يجوز أن يتأخر قبضه يومين وثلاثة وأكثر , ما لم يكن ذلك شرطا لأنه معاوضة لا يخرج بتأخير قبضه من أن يكون سلما فأشبه ما لو تأخر إلى آخر المجلس ولنا أنه عقد معاوضة , لا يجوز فيه شرط تأخير العوض المطلق فلا يجوز التفرق فيه قبل القبض كالصرف ويفارق المجلس ما بعده " أ. هـ
فما معنى عبارة " العوض المطلق "؟؟
راجعت بعض كتب الحنابلة فلم اجدهم تعرضوا لتلك العبارة وإن كان تعرضوا لأصل المسئلة وهو أن تأخير استلام رأس المال سيؤدي إلى بيع الدين بالدين لكن لم يتعرضوا لتلك العبارة فما المراد بعبارة " العوض المطلق " في كلام ابن قدامة؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:09]ـ
أعانك الله
يظهر لي أنَّ مراده بـ (العوض المطلق) = رأس مال السلم كاملاً
فلا يؤخَّر شيءٌ من رأس مال السلم، وهذا شرط عند الجمهور
وفي قبض بعض العوض وتأخير بعضه خلافٌ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 05:48]ـ
الذي يظهر لي أن (المطلق) صفة للشرط وليست صفة للعوض.
يعني (الشرط المطلق لتأخير العوض).
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:11]ـ
معناه والله أعلم:
أنه لايجوز اشتراط تأخير رأس مال السلم كاملا فكذا لايجوز التفرق قبل قبضه ولو بلا شرط.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 01:29]ـ
الذي يظهر لي أن (المطلق) صفة للشرط وليست صفة للعوض.
يعني (الشرط المطلق لتأخير العوض).
بارك الله فيكم أبا مالك
إذا قيل بأنَّ المطلق وصفٌ للشرط لا للعوض فكيف يكون المعنى؟
وهل يناسب هذا المعنى سياق الكلام؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 02:11]ـ
معذرة: أنا أخطأت في عبارتي السابقة، أعني أنه صفة لـ (تأخير) فيكون التقدير: (شرط التأخير المطلق للعوض)
الذي أفهمه من كلام ابن قدامة أنه يستدل بقياس الشبه بين السلم والصرف
- فالصرف عقد معاوضة , لا يجوز فيه بإطلاق اشتراط التأخير للعوض.
- والسلم عقد معاوضة لا يجوز فيه بإطلاق اشتراط التأخير للعوض.
ومعنى الإطلاق أنه لا يجوز اشتراط أي تأخير للعوض
فمن هذه الجهة تشابه السلم والصرف، فلما كان الصرف لا يصح فيه التفرق قبل القبض فكذلك السلم.
ولذلك قال في آخر كلامه (ويفارق المجلس ما بعده بدليل الصرف) أي أنه لما كان الصرف لا يصح بعد المجلس ويصح في المجلس، فكذلك السلم، فافترق حكم المجلس عن حكم ما بعد المجلس.
والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 06:55]ـ
بارك الله فيكم
أما كون (المطلق) صفة لـ (تأخير) فمحتمل
وكذا يحتمل كونه صفة لـ (العوض)
والمعنى يناسب الاحتمالين، فلا يجوز في الصرف اشتراط أيِّ تأخير لأيِّ مقدار من العوض
فكذا عقد السلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 11:39]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ولا خلاف أن مقصد ابن قدامة بالعوض المطلق هو رأس مال السلم كاملا إذ هو الذي يريد ان يدلل عليه
لكن أوليس قد يشترط بعض الناس تأخير دفع الثمن - بيع القسط - وهو عقد معاوضة؟؟
إذن ابن قدامة يريد أن يستدل بشيء متفق عليه ألا وهو أنه لا يجوز اشتراط تأخير العوض المطلق في عقد المعاوضة فكذلك لا يجوز اشتراط تأخير قبض رأس مال السلم فينتج بعد ذلك عدم جواز تأخير قبض رأس مال السلم ولو بدون شرط
لكن ما المراد بعقد المعاوضة؟؟ أو ليس بيع القسط عقد معاوضة وفيه تأخير قبض الثمن بالشرط؟؟
وما معنى وصف الإطلاق للعوض إذ الظاهر والله أعلم ان المطلق وصف للعوض؟؟
بارك الله فيكم جميعا
وجزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 01:13]ـ
كيف تقول:
ولا خلاف أن مقصد ابن قدامة بالعوض المطلق هو رأس مال السلم كاملا إذ هو الذي يريد ان يدلل عليه
بينما قلت سابقاً:
فما معنى عبارة " العوض المطلق "؟؟
راجعت بعض كتب الحنابلة فلم اجدهم تعرضوا لتلك العبارة وإن كان تعرضوا لأصل المسئلة وهو أن تأخير استلام رأس المال سيؤدي إلى بيع الدين بالدين لكن لم يتعرضوا لتلك العبارة فما المراد بعبارة " العوض المطلق " في كلام ابن قدامة؟؟
مع أنه قد سبق الجواب عن وصف المطلق، كلٌ بما ظهر له
أما استشكالك وصف ابن قدامة عقد السلم بأنه عقد معاوضة وبنائه الحكم على ذلك= فقد أجاب عنه أبو مالك فيما مضى، وبيَّن معنى كلام الإمام ابن قدامة رحمه الله
فابن قدامة لم يصف عقد السلم بأنه عقد معاوضة فقط، بل قال:
(ولنا أنه عقد معاوضة لا يجوز فيه شرط تأخير العوض المطلق= فلا يجوز التفرق فيه قبل القبض، كالصرف)
كأنه يريد أن يقول:
هو من عقود المعاوضات التي لا يجوز فيها اشتراط تأخير العوض، كعقد الصرف
وليس من عقود المعاوضات التي يجوز فيها ذلك
ووجه الفرق أنَّ عقد السلم تأخر فيه المثمَن فلم يجز تأخير الثمن، حتى لا يدخل في بيع الدين بالدين
وأما الصرف فأمره ظاهر
فهذان العقدان يغايران عامة العقود من هذا الوجه
ولذا لم أر إشكالاً جديداً وفقك الله
سبق الكلام على وصف الإطلاق، كلٌ بما ظهر له
وسبق الكلام على معنى العبارة، ووصف ابن قدامة العقدَ بأنه عقد معاوضة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:06]ـ
أخي الفاضل
بارك الله فيك
أنا اخي الفاضل أفهم مراد ابن قدامة , فأفهم أنه يريد أن يمنع اشتراط تأخير رأس مال السلم ثم بعد ذلك ينتج عدم جواز تأخير قبضه
لكن المشكل علي تعبيره بالعوض المطلق؟؟ ما المراد به؟؟ - لعلي لم أفهم ما تفضلتم وأجبتم به -.
فمتى يقال في عقود المعاوضات عوض مطلق وعوض ليس بمطلق؟؟ وما الضابط؟؟
وهل البيع بالتقسيط أليس هو عقد معاوضة أم ماذا؟؟ مع أنه يشترط تأخير قبض الثمن
على أنه معلوم خلاف مالك رحمه الله في جواز اشتراط تأخير رأس مال السلم اليوم واليومين - على أنه حكي عنه القولين أعني جواز التأخير بالاشتراط ومنع التأخير بالاشتراط- فإذا كان مراد ابن قدامة " هو من عقود المعاوضات التي لا يجوز فيها اشتراط تأخير العوض " كان استدلالا بمحل النزاع إذ الإمام مالك يجيز ذلك مع خلاف عنه
أرجو ألا أكون أتعبتكم معي
وبارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 07:42]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
استدلال ابن قدامة إنما هو بالقياس على الصرف كما قلنا سابقا، فتأمل.
ثم إن الإمام مالكا لا يجيز اشتراط التأخير، فكيف يكون ذلك محلا للنزاع؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:16]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
مالك رحمه الله تعالى اختلف عليه في القول بجواز اشتراط تأخير رأس مال السلم أم يجوز تأخيره بلا اشتراط راجع مواهب الجليل 4/ 514 , 515 وكذلك التاج والإكليل 4/ 514
على أني ما زلت أخي الفاضل - ومعذرة على التكرار - في عدم فهم لكلام ابن قدامة
فابن قدامة يشبه السلم بالصرف كما هو واضح من كلامه وكما قلت أخي الفاضل فكما لا يجوز اشتراط التأخير في الصرف لا يجوز أيضا اشتراط التأخير في السلم ومن ثم لا يجوز تأخير رأس مال السلم
ومراد ابن قدامة بالعوض المطلق كما هو واضح من كلامه هو رأس مال السلم
لكن سؤالي وإشكالي: لماذا سمى ابن قدامة رأس مال السلم بالعوض المطلق؟؟ وما المراد بكلمة المطلق وصفا للعوض إذ الظاهر والله أعلم انها وصفا للعوض؟؟ ومتى يكون العوض مطلقا ومتى لا يكون مطلقا؟؟ أوليس بيع التقسيط يتم فيه اشتراط تأخير الثمن؟؟
هذا هو وجه الإشكال عندي فقط فلا إشكال عندي قي تشبيه ابن قدامة السلم بالصرف كما لا إشكال عندي في أن مراد ابن قدامة بالعوض المطلق هو رأس مال السلم
ومعذرة لتعبكم معي
وجزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:45]ـ
سبق بيان معنى وصف (المطلق) وهو يحتمل معنيين:
إما أن يكون وصفاً للتأخير -كما استظهر أبومالك- ويراد به المنعُ من أيِّ تأخير
وإما أن يكون وصفاً للعوض -كما استظهرتُ- وسبق أنَّ المراد به (العوض كاملاً)
واحترز بهذا حتى لا يُفهَم جواز تأخير بعض العوض
وفرق بين (العوض المطلق) و (مطلق العوض)
فالمراد بالأول العوض كاملاً
والمراد بالثاني أيُّ جزء من العوض
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 02:52]ـ
لو قلنا إن المراد بـ (العوض المطلق) هو (العوض كاملا) لكان حاصل كلام ابن قدامة (لا يجوز تأخير العوض كاملا) وهذا مفهومه أنه يجوز تأخير بعض العوض، وهذا غير صحيح، لأن كلامه أنه لا يجوز تأخير أي جزء من العوض.
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 04:29]ـ
صدقت
لكن ألا يمكن القول بأنه أراد تقرير القول بعدم جواز شرط تأخير العوض كاملاً
ثم انتقل بعدُ إلى البحث في تأخير جزء منه؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:02]ـ
هذا غير واضح من كلامه يا شيخنا الفاضل.
ولماذا يفعل ذلك إذا لم يكن ثم فرق بين المسألتين؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 10:07]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 11:31]ـ
هذا غير واضح من كلامه يا شيخنا الفاضل.
ولماذا يفعل ذلك إذا لم يكن ثم فرق بين المسألتين؟
بل هناك فرق بينهما
فكأنه قال: لا يجوز شرط تأخير كامل المبلغ، وهل يجوز تأخير جزء منه؟
بحثَها فيما بعد؛ وذكر روايةً بالجواز بناءً على مسألة تفريق الصفقة
وبالمناسبة، كنت عند أحد علمائنا فقرأت عليه عبارة الإمام ابن قدامة
فقلَّب الأوجه المحتملة فيها، ومالَ إلى أنَّ (المطلق) وصفٌ لـ (العوض)
قلت: واحتمال كونه وصفاً للتأخير قوي، والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 11:40]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل، أين هذه الرواية بالجواز؟
وأقول أيضا حتى لو ذكر رواية بالجواز فما زلت أراه بعيدا؛ لأنه استند في كلامه الأول إلى القياس على الصرف، والصرف لا يجوز تأخير أي جزء منه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 01:00]ـ
أعني الوجه الذي ذكره أبو الخطاب
وقياسه على الصرف لا يلزم منه ما ذكرت، فإن الصرف يخالف السلم في جواز تأخير
المسلَم فيه، بينما لا يجوز تأخير أيٍّ من البدلين في الصرف
تبقى المسألة محتملة للوجهين في نظري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 05:39]ـ
ظهر لي بعد تأمل أنَّ كون (المطلق) وصفاً لـ (تأخير) هو الأقوى
وأشكر لأخي الفاضل أبي مالك جميل محاورته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 05:42]ـ
هذا من حسن أدبكم وعلو كعبكم يا شيخنا الفاضل.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 11:09]ـ
بارك الله فيكم أبا مالك
كنت مغربَ اليوم عند شيخنا الشيخ الدكتور الفَرَضي (عبدالكريم اللاحم) نفع الله به
فخطر على بالي أن أقرأ على الشيخ كلام الإمام ابن قدامة، وكنا في مكتبة الشيخ
فأخذت المغني وقرأت كلام الإمام ابن قدامة، فقال شيخنا:
المطلق وصفٌ للتأخير لا للعوض
هذه فائدة أحببت ذكرها تأكيداً لما تفضَّل به أخونا الفاضل أبو مالك نفع الله به
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 07:21]ـ
بارك الله فيكم شيوخنا الأفاضل
لكن أليس البيع بتقسيط الثمن يشترط فيه تأخير العوض؟؟ فما الفرق إذن؟؟
أليس من الأفضل من ناحية اللغة لو أراد أن يكون المطلق وصف للتاخير أن يقول " ولا يجوز شرط تأخير العوض مطلقا "؟؟
أنا أسأل لأعرف وجهة النظر!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 08:12]ـ
وحتى من غير تقسيط يا أخي الكريم، لا نزاع بين أهل العلم في صحة البيع مع اشتراط تأخير الثمن (أي يكون الثمن في الذمة)، وإن اختلفوا في بعض تفاصيل ذلك.
فالكلام هنا عن مسائل خاصة لا يجوز فيها هذا الاشتراط، وهي المسائل المتشابهة (السلم والصرف) كما بين ابن قدامة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 08:22]ـ
في بيع التقسيط يتأخر الثمن أو جزءٌ منه مع قبض المثمَن
ولا بأس بتأخير أحد العوضين -في غير الأصناف الربوية التي يشترط فيها التقابض- بالاتفاق
إنما الإشكال في تأخير العوضين كليهما
أو تأخير أحد العوضين في الأصناف الربوية التي يشترط فيها التقابض
ووجه الفرق أنَّ عقد السلم تأخر فيه المثمَن فلم يجز تأخير الثمن، حتى لا يدخل في بيع الدين بالدين
وأما الصرف فأمره ظاهر
فهذان العقدان يغايران عامة العقود من هذا الوجه
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 07:09]ـ
نعم شيخنا الفاضل , لكن البيع بالتقسيط عقد معاوضة أيضا رغم ذلك , وكلام ابن قدامة عام يشمل السلم والصرف والبيع بالتقسيط فكل هذه الثلاثة عقود معاوضة والاختلاف بينها في القبض وعدمه لا يخرجها عن كونها كلها عقود معاوضة , فما تفسيرك شيخنا الفاضل؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 08:54]ـ
لا يا أخي فهمك خاطئ لكلام ابن قدامة.
فهو يتكلم عن نوع مخصوص من عقود المعاوضة، فحاصل كلامه (عقد معاوضة من صفته كذا وكذا) فتأمل.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 09:27]ـ
أخي الحبيب مجدي، سبق الكلام في هذا:
أما استشكالك وصف ابن قدامة عقد السلم بأنه عقد معاوضة وبنائه الحكم على ذلك= فقد أجاب عنه أبو مالك فيما مضى، وبيَّن معنى كلام الإمام ابن قدامة رحمه الله
فابن قدامة لم يصف عقد السلم بأنه عقد معاوضة فقط، بل قال:
(ولنا أنه عقد معاوضة لا يجوز فيه شرط تأخير العوض المطلق= فلا يجوز التفرق فيه قبل القبض، كالصرف)
كأنه يريد أن يقول:
هو من عقود المعاوضات التي لا يجوز فيها اشتراط تأخير العوض، كعقد الصرف
وليس من عقود المعاوضات التي يجوز فيها ذلك
ووجه الفرق أنَّ عقد السلم تأخر فيه المثمَن فلم يجز تأخير الثمن، حتى لا يدخل في بيع الدين بالدين
وأما الصرف فأمره ظاهر
فهذان العقدان يغايران عامة العقود من هذا الوجه
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 06:33]ـ
جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل
نعم تأملت الكلام وسبب اللبس عندي ان النسخة التي معي وضعت علامة الترقيم " , " بعد عبارة ابن قدامة " ولنا أنه عقد معاوضة " فأشبه ان تكون الجملة انتهت
وهذا الكلام مبني على أن ابن قدامة لم يثبت عنده خلاف مالك في جواز اشتراط تأخير رأس مال السلم بالشرط اليوم واليومين وإلا فمالك رحمه الله تعالى مختلف عنه في النقل كما أشرت في ذلك في بعض كتب الفقه المالكي
لكن أليس من الأفضل لغة وعدم اللبس ان تكون كلمة " المطلق" منكرة أي " مطلقا "؟؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا مرة أخرى
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 06:57]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا شيوخنا الأفاضل
نعم تأملت الكلام وسبب اللبس عندي ان النسخة التي معي وضعت علامة الترقيم " , " بعد عبارة ابن قدامة " ولنا أنه عقد معاوضة " فأشبه ان تكون الجملة انتهت
وهذا الكلام مبني على أن ابن قدامة لم يثبت عنده خلاف مالك في جواز اشتراط تأخير رأس مال السلم بالشرط اليوم واليومين وإلا فمالك رحمه الله تعالى مختلف عنه في النقل كما أشرت في ذلك في بعض كتب الفقه المالكي
لكن أليس من الأفضل لغة وعدم اللبس ان تكون كلمة " المطلق" منكرة أي " مطلقا "؟؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا مرة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بردة]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 09:48]ـ
قال ابن قدامة في المغني:
" قال: [ويقبض الثمن كاملا وقت السلم قبل التفرق]. هذا الشرط السادس وهو أن يقبض رأس مال السلم في مجلس العقد فإن تفرقا قبل ذلك بطل العقد وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وقال مالك: يجوز أن يتأخر قبضه يومين وثلاثة وأكثر , ما لم يكن ذلك شرطا لأنه معاوضة لا يخرج بتأخير قبضه من أن يكون سلما فأشبه ما لو تأخر إلى آخر المجلس ولنا أنه عقد معاوضة , لا يجوز فيه شرط تأخير العوض المطلق فلا يجوز التفرق فيه قبل القبض كالصرف ويفارق المجلس ما بعده " أ. هـ
فما معنى عبارة " العوض المطلق "؟؟
المطلق هنا بخلاف المعيَّن
فلو كان رأس المال دنانير أو دراهم فهذه مطلقة لم تتعين حال العقد إذ يصح أن يعطيه أي دنانير أو دراهم تحصَّلت عنده
أمَّا المعين فيقصد بذلك ما لو كان =رأس المال=معروفاً معيّناً عند المسلِم والمسلم إليه
كهذه السيارة أو هذا البيت لكن لم يحصل الاستلام حال العقد لكن عُرف العوض
والله أعلم(/)
اللغة العربية القرآنية ودورها في بعث أمجاد الأمة الإسلامية
ـ[ذو الفقار أبو عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:41]ـ
اللغة العربية القرآنية ودورها في بعث أمجاد الأمة الإسلامية
كتبه: أبو عبد الرحمن ذوالفقار بلعويدي.
تعد اللغة - بصفة عامة - ركنا تقام عليه حضارة الإنسان، وعاملا مهما في تقويم الفرد، وتكوين شخصيته، وتشكيل ثقافته، وبناء مجتمعه. وهي الرابط الفكري بين الأمة الواحدة، وأداة التواصل بينها، والشعار الذي يميزها عن غيرها. بل هي الوعاء الذي يحفظ هويتها. وأي تغيير أو تحريف يلحق لغة ما في مضمون ألفاظها ومدلول مصطلحاتها، فهو - لا محالة - إلحاق التغيير في سير الأمة بكاملها، واقتلاع لجذورها، وفسخ هويتها، حيث تتغير التصورات وتقلب المفاهيم وتشوه الحقائق وتتداخل الدلالات فيغيب التواصل. وحينها تفقد اللغة أثرها الفعلي في توحيد الأمة الذي هو أسمى دورها. والأمة التي لا تحسن لغتها تنسلخ ضمنيا عن ثقافتها ومبادئها، وتكون عالة على غيرها وتابعة له.
اللغة العربية ووظيفتها الإسلامية.
اللغة العربية مادة تعبيرية يشملها كل ما يشمل اللغات من خصائص. وتشترك معها في الأهداف. وهي تعتبر لغة رسمية ضمن اللغات الخمس الكبرى في العالم (1). إضافة إلى استحضار أنها لغة أنزل بها القرآن، حيث تجاوز بها الحد إلى الربط بين كل من هو مسلم، بغض النظر عن جنسه وأرضه وقومه وأصل لسانه. وذلك لكونها اللسان الناطق بالإسلام، المعبر عن مدلوله، المترجم لمراده. ومن ثم فمن غير إدراك دلالة اللفظ العربي وفق المعنى الذي وضع له في أصل لغته القرآنية، فإنه يستعصي إدراك معنى الإسلام على حقيقته. وبالتالي فأي تزييف يحصل في مدلول ألفاظ اللغة العربية، فهو تلقائيا تزييف في مفهوم الإسلام، وانحراف في تربية المسلمين. لأن العربية لغة استوعبت كل مطالب الدين الإسلامي، فهي بنزول القرآن باتت لغة دينية، مهمتها إنشاء الشخصية الإسلامية، وتشكيل هويتها عقديا وسلوكيا.
إدراك الغرب الصليبي لدور لغة القرآن.
لقد أسهم عامل التاريخ والخبرة في تمكين الغرب الصليبي - وذلك بعد خوضه سلسلة من الحروب العسكرية التي أنهكت قواه ضد المسلمين - من إدراك دور اللغة العربية القرآنية وما تملكه من سلطان على روح الشعوب الإسلامية، بفضل ما تشتمل عليه من أسلوب بياني عميق، وتعبير مؤثر يهز القلب، ويستنهض المشاعر، ويوقظ الهمم، ويرفع المعنويات. في تناسق بديع متميز يبعث في النفس عزة، تخلصها من الرضى بالمذلة، وتحررها من الخضوع لغير لله. حيث خلص - الغرب الصليبي - إلى أنه يستعصي عليه إحكام قبضته على البلاد الإسلامية وبسط هيمنته الفكرية عليها، من غير الفصل بين المسلمين ولغة هذه طبيعتها. يقول الجينرال " ليوطي": (إن العربية عنصر أسلمة لكونها لغة القرآن، أما مصلحتنا فتفرض علينا أن نجعل البربر يتطورون خارج إطار الإسلام) (2). إلى أن قال: ( .. ومن الوجهة اللسانية علينا أن ننزع إلى المرور مباشرة من البربرية إلى الفرنسية) (3).
فوصف " ليوطي" اللغة العربية بأنها عنصر أسلمة. يدل دلالة قوية على عمق إدراكه لسر قوة اللغة العربية في قالبها الإسلامي. حيث قوتها - في نظره - لا تكمن في مجرد كونها لغة - حروف وكلمات وجمل فحسب -، فهي بهذا الوصف كانت قائمة قبل الإسلام، لكنها لم تصنع ما صنعته لغة القرآن في فكر الإنسان وتوجهه العقدي.
وهذا المستشرق "كامفاير" يقول في شماتة، عندما ألغي الحرف العربي في تركيا: (إن قراءة القرآن العربي وكتب الشريعة الإسلامية قد أصبحت مستحيلة بعد استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية) (4).
هذا كله يساعدنا على إدراك حقيقة المنطلق وسر مبادرة المستعمر الصليبي - بعد استيلائه على البلاد الإسلامية وسيطرته على حدودها - إلى فرض لغة بلاده في البلدان التي استعمرها، لتحل محل العربية - على الخصوص - في المؤسسات التعليمية، والدوائر حكومية كانت أو خاصة. مما حور هذا الاستيلاء تلقائيا من احتلال عسكري إلى غزو فكري. وهذا الأمر هو عين ما عبرت عنه أمريكا بـ:" تجديد الخطاب الديني " وذلك في حربها الأخيرة على البلاد الإسلامية بعد امتلاكها زمام العالم. والغاية منه تغيير مفهوم الإسلام، والتشكيك في التصور الصحيح لمعاني القرآن، وتفريغها من مضمونها الأصيل، وذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
بتحريف المصطلحات الرئيسية عن مقصودها الحقيقي، أو باختزالها في معان محدودة تفقدها شمولية مدلولها، كمصطلح: الإسلام، والجاهلية، والإله، والدين، والعبادة، والعدل، والظلم، والنفاق، والجهاد والولاء والبراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ... إلى غيرها من المصطلحات (5) التي تعتبر أسس بناء الفكرة الإسلامية. وهذا كله قصد تحقيق إعادة تشكيل الإسلام في أذهان المسلمين وفق ثقافتهم الغربية. يقول فوكوياما: "أنا أرى أن التوفيق ممكن بين الإسلام كدين وبين الحداثة، فالإسلام يمثل ديناً ونظاماً ثقافياً معقداً للغاية، وقد أثبت قدرته على التوافق مع الحداثة في عدد كبير من المجتمعات والأفراد، ولا أرى هناك سبباً يمنع من وجود شكل حديث للإسلام، غير أن «نوع الإسلام» الصحيح لا يمكن أن يتفق مع الحداثة، والقضية الأساسية هي إمكانية وجود دولة علمانية تجعل الإسلام بين أربعة حيطان" (6).
نعم شكل حديث للإسلام، لأجل إنتاج جيل عقليته مزدوجة، انتماؤه يكون للإسلام، وفكره ونظرياته ومبادؤه تكون من الغرب. جيل يقوم مقام الغرب في بلاد المسلمين يحقق له أهدافه، ويعمل لحسابه، جيل هيكله عربي لكنه منطبع بطابع غربي. جيل أكبر همه الركد وراء شهواته وشكله ومظهره، وشغله الشاغل دنياه. مشوه التصور يعتبر التفلت من أحكام الشريعة تحررا، والانضباط بأوامرها حرمانا. مشتت الفكر، لا يملك سياسة تجمع شمله، أو نهجا يوحد صفه، طابعه المميز له هو الفرقة والتناحر. هذا إسلام قومي، وذاك إسلام وطني، وثالث إسلام حداثي أو مدني، ورابع إسلام عصري، وخامس إسلام راديكالي .... هكذا وكلها تنصهر في مخطط علمنة الإسلام. أو إنشاء إسلام علماني، أو بتعبير أصح إسلام بمعايير غير إسلامية. يقول القس زويمر في خطاب تهنئته للهيآت التبشيرية المتواجدة بالعالم الإسلامي: (إنكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول في الممالك الإسلامية، إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كل التمهيد، إنكم أعددتم نَشْأً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقا لما أراده الاستعمار، لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء) (7).
وهذا النص يكشف مدى الحقد والحسد الذي تكنه نفوس الصليبيين للمسلمين، وما تضمره صدورهم من الكيد لهم، وصدق الله العظيم (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (8). ولقد استطاع الغرب تحقيق جزء وافر من الدمار الفكري، تطلب منه جهدا كبيرا، ووسائل كثيرة، وطاقات عدة، تمثلت في إرسال البعثات التبشيرية، وتأسيس المدارس الأجنبية، وإنشاء المراكز الثقافية، المركز التقافي الفرنسي، المركز الثقافي الإنجليزي، المركز الثقافي الأمريكي ... ، وإحداث أحزاب علمانية ووسائل إعلام، ناهيك عن التدخل السافر في برامج التعليم ومناهجه، وضغوطات الصندوق الدولي واستغلاله الفاحش للتدهور الاقتصادى لكثير من الدول الإسلامية .... إلى غيرها من الوسائل التي تفاوتت قوة شراستها في العمل على جعل الإسلام الصحيح غريبا بين أهله. ومن ثم فلا يتم نجاح كامل لأي عملية إصلاح تجود بها الأمة الإسلامية لتصحيح ما أفسده المستعمر الغادر، حتى يتم إصلاح المفاهيم أولا، وذلك بتحرير دلالة الألفاظ وضبط معانيها الاصطلاحية وفق الوضع العربي القرآني. فالنفس البشرية إذا ما أشربت فعل الشر واستلذته، فلا يمكنها هجره إلا بتغيير نظامها الفكري؛ "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". وحين تصحح المفاهيم، تتميز المذاهب، وتصنف أخلاط الأفكار، وتمحص الصفوف، وعندئذ يظهر الحق صافيا، ويبدو الإسلام جليا للعيان من غير التباس أو غموض، فتتحقق له وقتها - إن شاء الله - جولة جديدة. وبعد ذلك يفرح المؤمنون بتمكين الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) اللغة وبناء الذات (كتاب لأمة) العدد101 ص 121.
(2) في هذا القول عظة وعبرة لعقلاء الأمازيغ حتى يدركوا أن قضيتهم مفتعلة وما هم إلا أداة لخدمة المشروع الاستعماري.
(3) مجلة البيان العدد 178 ص 42.
(4) الهوية أو الهاوية:ص 67.
(5) محمد السطوحي، فوكوياما يتحدث إلى وجهات نظر، مجلة وجهات نظر، مارس، 2002، ص 10 وما بعدها. ش
(6) الولاء والبراء في الإسلام ص 401 تأليف محمد القحطاني.
(7) سورة البقرة الآية 217.
(8) سورة الرعد الآية 11.(/)
شبهات المجيزين للاحتفال بالمولد النبوي و تفنيدها
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ شبهات المجيزين للاحتفال بالمولد النبوي و تفنيدها ‘‘
هذه بعض الشبهات التي يثيرها من يجيز و يحبذ الاحتفال بالمولد النبوي، مع نقضها و تفنيدها، أسأل الله أن ينفع بها من شاء من عباده.
قال الشيخ الفقيه د. محمد علي فركوس ـ حفظه الله ورعاه ـ في رسالته (حكم الاحتفال بمولد خير الأنام ـ عليه الصلاة و السلام) (ص 35 - 59) ـ بتصرف يسير ـ:
شبهات وتلبيس
وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم، يحسبها الجاهل ـ بحسن ظنِّه ـ أدلة الشرع وأحكامه، ((وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [آل عمران: 78].
ومن جُملة الشُّبهات وأهمِّ التعليلات: استنادهم إلى قوله ـ تعالى ـ: ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) [يونس: 58]، على أنَّ في الآية أمرًا بالفرح بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ والاحتفال به، وبقوله ـ تعالى ـ: ((وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)) [إبراهيم: 5]، ليشكروا اللهَ على نعمة مَولد النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، ففي الآية دليلٌ ـ في اعتقادهم ـ على جواز تخصيص شهر ربيع الأول، وليلة: «12 ربيع الأول» منه للابتهاج والفرحة بمولده، وإفهام الناس سيرة النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وأخلاقه ومعجزاته وشمائله، وما لقيه في دعوته من المِحَنِ والشدائد، وهو صبَّار على طاعة الله وعن محارمه وعلى أقداره، شكورٌ قائمٌ بحقوق الله يشكر اللهَ على نعمه، كُلُّ ذلك من التذكير بأيَّام الله، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنَّ رسولَ الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ سُئِلَ عن صوم الاثنين؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ» [1]، ووجهه يدلُّ على شرف ولادته ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، كما احتجُّوا على جواز المولد بأنَّ أبا لهب يُخفَّف عنه العذاب كلَّ اثنين لأنَّه أعتق ثويبة إثر بشارتها له بولادة النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ على ما جاء في البخاري: «قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِي لهَبٍ وَكَانَ أَبُو لَهبٍ أَعْتَقَها فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهبِ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ» [2]، ولَمَّا كان فرحه بولادة النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ سببًا في تخفيفِ العذاب عنه فذلك دليلٌ على جواز الفرح والابتهاج بيوم مولِدِه والاحتفال به [انظر «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/ 260)]، ولأنَّ الغرض من إقامة مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ كما قرَّره أهل الطرق ـ هو شُكْرُ الله على نعمة إيجاده، وتخصيص شكر الله ـ تعالى ـ عليه إنما يكون بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء ـ زعموا ـ، فضلاً عن أعمال البِرِّ الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته، والذِّكْرِ والصلاة على النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة؛ كُلُّ ذلك ـ عندهم ـ محمودٌ غيرُ محظورٍ بل مطلوبٌ إحياءً للذِّكرى، معلِّلين ذلك بما حثَّ الرسولُ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أُمَّته على صومِ عاشوراءَ شُكْرًا للهِ على نجاةِ موسى ومن معه، فإنَّ ذلك كُلَّهُ يُستفادُ منه شرعيةُ الاحتفال بالمولد [انظر «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيثمي (ص 909، 974)، و «الحاوي للفتاوى» للسيوطي (1/ 260)]، ويعكس ـ حالَ الاجتماع عليه ـ محبَّةَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وتعظيمَهُ ـ، ويذهبُ بعضُهم إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
أنَّ أعيادَ الميلاد من عادات أهلِ الكتاب، والعادة إذا تَفَشَّتْ عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعةُ لا تلج العادات وإِنَّمَا تدخل في العبادات.
تفنيد الشبهات ومختلف التعليلات
ولا يخفى أنَّ تفسير قوله ـ تعالى ـ: ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) [يونس: 58]، بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ بفضل الله: القرآن، ورحمتِه: الإسلام، وبهذا قال ابنُ عباس وأبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم ـ، وعنهما ـ أيضًا ـ: فضل الله: القرآن، ورحمته: أن يجعلكم من أهله، وقيل: العكس [«تفسير القرطبي» (8/ 353)، «تفسير ابن كثير» (2/ 402 - 403)].
فالحاصلُ أنَّ اللهَ ـ تعالى ـ لم يأمر عبادَه بتخصيص ليلةِ المولد بالفرح والاحتفال، وإنَّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دِين الحقِّ الذي أنزل على نبيِّه ـ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ـ، ويدلُّ عليه قوله ـ تعالى ـ: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء: 107]، وقد تعرَّضت الآية للبِعثة ولم تتعرَّض لولادته، قال ـ تعالى ـ مُمْتَنًّا على المؤمنين ـ: ((لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ)) [آل عمران: 164]، وفي «صحيح مسلم»: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» [3]، وفي رواية في «صحيح مسلم» ـ أيضًا ـ أَنَّه لَمَّا سُئِلَ عن صوم الاثنين قال: «وَيَوْمٌ بُعِثْتُ فِيهِ» [4].
أمّا قوله ـ تعالى ـ: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)) [إبراهيم: 5]، فالمراد بأن يُذكِّرَهم بنِعم اللهِ ونقمه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، والمعنى: أن يَعظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد، فإنَّ في التذكير بها لدلالات عظيمة على التوحيد وكمال القدرة لكلِّ مُؤمن، وأُردفت الآيةُ بالوصفين المذكورين وهما: «الصبر والشكر»؛ لأنَّهما ملاك الإيمان [«تفسير ابن كثير» (2/ 523)، «فتح القدير» للشوكاني (3/ 94)]، وفيما صحَّ من حديثِ رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أنّه قال: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ (شَكَرَ) فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ (صَبَرَ)، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» [5].
ولا يخفى أنّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومَن بعدَهم من أهل الإيمان الذين يصبرون في الضرَّاء ويشكرون في السَّرَّاء ويحيون سُنَّته ويتَّبعون هديَه لم يفهموا من الآية الاحتفال بالمولد لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، ولا أقاموه، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المفضَّلة.
أمَّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلُّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين وقد اكتفى به، وما كفى النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ يكفي أُمَّتَه، وما وسعه يسعها، ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ إنَّما يكون في هذا المعنى المشروع، ومن ناحية أخرى أنَّ يوم الاثنين الذي هو يوم مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ومبعثه ـ كما ورد في الحديث ـ وافق يوم وفاته بلا خلاف [«فتح الباري» (8/ 129)]، وعلى المشهور ـ أيضًا ـ أنَّ ولادته ووفاته كانتَا في شهر ربيع الأول، فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه، علمًا بأنَّ وفاتَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام، قال ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ـ أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ ـ، أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي،
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنِ المُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي» [6].
قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله- في «المدخل» (2/ 16 - 17): (العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور ـ كما تقدَّم ـ لأجل مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ في هذا الشهر الكريم، وهو ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ فيه انتقل إلى كرامة ربِّه ـ عزَّ وجلَّ ـ، وفُجعت الأُمّة وأُصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا يتعيَّن البكاء والحزن الكثير، وانفراد كُلِّ إنسان بنفسه لما أصيب به لقوله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «ليعزّى المسلمون في مصائبهم المصيبة بي»).
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول ـ إن صحَّ أنّه مولده ـ من ميزةٍ دون الأيام الأخرى؛ لأنّه لم يُنقل عن النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أنّه خصَّصه بالصيام أو بأيِّ عملٍ آخرَ، ولا فعله أهلُ القرون المفضَّلة من بعده، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس له من فضلٍ على غيره من الأيام.
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ومَن معه من الصحابة الكرام أجمعوا على ابتداء التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، وقد خالفوا في ذلك النصارى في البداءة حيث ابتدأوا تقويمَهم السَّنوي من يوم ولادة المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ فعن سعيد بن المسيِّب قال: «جمع عمرُ الناسَ فسألهم: من أيِّ يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: مِن يوم هاجر رسولُ الله وترك أرضَ الشرك، ففعله عمر ـ رضي الله عنه ـ» [7].
ولم يُنقل عنهم أنهم اتخذوا مولِدَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ولا مبعثَه ولا هجرتَه ولاَ وفاتَه عيدًا يحتفلون به، كما أنَّهم لم يقتدوا بالنصارى في وضع التاريخ الإسلامي، إذ المعلوم أنَّ من سنَّة النصارى اتخاذ موالد الأنبياء أعيادًا، فكيف العدول عن سُنَن الخلفاء الراشدين المهديِّين والاستنان بسُنَّة النصارى الضالين؟! وقد قال ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [8].
ولا يخفى أنَّ سبيل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ حقّ لازم اتباعه، وقد جاء الوعيد بمخالفة اتباع غيرِ سبيل المؤمنين في قوله ـ تعالى ـ: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)) [النساء: 115].
أمَّا من رأى أبا لهب بعد موته في النوم أنه خُفِّف عنه بعض العذاب كلَّ ليلة الاثنين، فجوابه من عِدَّة وجوه:
الأول: إنَّه ليس في حديث البخاري أنَّه يخفَّف عنه كلّ اثنين، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إيَّاه بولادته ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، وقد ذكر ابنُ حجر أنَّه أعتقها أبو لهب بعد هجرة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ[«الإصابة» لابن حجر (4/ 258)]، وروي أنَّه أعتقها قبل ولادته بزمن طويل [«شرح الزرقاني» على «المواهب اللدنية» (1/ 259)].
الثاني: إنَّه خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدَّثه به.
الثالث: وعلى تقدير أنَّه موصول فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حُجَّة فيه كما صَرَّح الحافظ ابنُ حَجَر في «فتح الباري» (9/ 145)، قال المعلمي ـ رحمه الله ـ في «التنكيل» (2/ 242): «اتفق أهلُ العلم على أَنَّ الرُّؤْيَا لا تصلح للحُجَّة، وهي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجَّة شرعية صحيحة».
الرابع: إنَّ الرائي في المنام: له أَخُوهُ العباس ـ رضي الله عنه ـ وذلك بعد سَنَةٍ من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر ذكره السُّهيلي [«البداية والنهاية» لابن كثير (2/ 273)]، ولعلَّ الرَّائي لم يكن إذ ذاك قد أسلم [«الإصابة» لابن حجر (2/ 271)].
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: إنَّ الخبر مخالِفٌ لظاهر القرآن والإجماع، قال ـ تعالى ـ: ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا)) [الفرقان: 23]، ولقوله ـ تعالى ـ: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا)) [النور: 39]، وقوله ـ تعالى ـ: ((مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ)) [إبراهيم: 18]، ولقد كان أبو لهب من أشدِّ الناس عداوةً للنبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ومُبالغةً في إيذائه، الأمر الذي يهدم ما سلف من الفرح به لو صحَّ ذلك، وقد ذكر القاضي عياض انعقاد الإجماع على أنَّ الكُفَّار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذابٍ وإن كان بعضهم أشدَّ عذابًا من بعض [«فتح الباري» (9/ 145)].
السادس: وعلى فرض التسليم والقَبول جَدَلاً بأن خفِّف عنه لإعتاقه ثويبة بسبب ولادته وإرضاعه؛ فإنَّ هذا الأمر لا يخفى عن النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، كما لم يَخْفَ عنه تخفيف العذاب عن أبي طالب لأجل حمايته ونصرته، ومع هذا العلم لم ينقل عنه اتخاذ يوم مولده عيدًا، ولا أصحاب القرون المفضّلة بعده.
وأمَّا التوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البِرِّ والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاَّ بنصٍّ شرعيٍّ، إذا انتفى تنتفي المشروعية، عملاً بقاعدة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ» [9].
أمّا الدروس والعِبر والعِظَات وتلاوةُ القرآن والذِّكر والصلاة على النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وقراءة سيرته وغيرها فإنَّما تشرع كلَّ وقتٍ، وفي كلِّ مكان من غير تخصيصٍ كعموم المساجد والمدارس والمجالس العامَّة والخاصَّة، وتسري عليها القاعدة السابقة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ مَعَ إِمْكَانِهِ فَالتَّابِعُ أَوْلَى» [10].
وإن أُريد بالدروس والعظات وقراءة سيرته إحياء الذكرى به فإنَّ الله تكفَّل برفع ذكره في الدنيا والآخرة على مدار الأزمنة والدهور، فيُذكر مع الله في الأذان والخُطَب والصَّلوات والإقامة والتشهُّد ونحو ذلك، فَقَصْرُ ذِكره في يومِ مولدِه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ جفاءٌ في حَقِّهِ وتقصيرٌ في تعظيمه وتفريطٌ في توقيره ومحبّته.
وأمّا عاشوراء الذي حثَّ النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ على صيامه شُكرًا لله على نجاةِ موسى ومَنْ معه فإنَّما كان امتثالاً لأمرِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وطاعةً له وهو شُكْرٌ لله على تأييده للحقِّ على الباطل، لكن ليس فيه دليلٌ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية، لربط الأزمنة بالأحداث ـ زعموا ـ، وإنَّما التوجيه النبوي لأُمَّته أن يعبِّروا على شكر الله بتجسيده بالصيام لا باتخاذه عيدًا يحتفل به حتَّى يُلحقَ به مولدُه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، إذ لا يعرف في الإسلام من الأعياد السنوية إلاَّ عيد الأضحى وعيد الفطر ـ كما تقدَّم ـ ولو شرعه لنا عيدًا لندب إليه ولأمَر بترك صومه؛ لأنَّ الناس يعتبرون في العيد ضيوفًا عند الله ـ تعالى ـ، والصوم إعراض عن الضيافة، لذلك يفسد إلحاق حكم المولد قياسًا على عاشوراء لقادح المنع، وهو منع حكم الأصل.
ثمّ إنَّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى ـ عليه السلام ـ ليس من عادات الكفار، وإنَّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «زاد المعاد» (1/ 59) بقوله: «من خصَّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد، وغير ذلك من أحواله».
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا سلَّمنا ـ جدلاً ـ أنَّه من عاداتهم، فقد نُهينا عن التشبُّه بأهل الكتاب وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها لقوله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [11]، وأقلُّ أحوال الحديث اقتضاء تحريم التشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله ـ تعالى ـ: ((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)) [المائدة: 51]، [انظر «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (1/ 270)]، ومعلوم أنَّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنَّها تورث المحبَّة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءَها إلى نوعٍ من الموالاة أكثر وأشدُّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ[انظر المصدر السابق (1/ 550)]. انتهى
و قال الشيخ د. عبد المجيد جمعة الجزائري ـ حفظه الله ـ في (المورد الروي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي) [12]:
فإن قيل: أنتم تنكرون الاحتفال بالمولد وأنتم قلة قليلة وأكثر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون ويفرحون ويلعبون، بل فعله قوم من أهل العلم و الفضل، فعلى آثارهم نحن مقتدون.
فيقال: إن الحق لا يعرف بالكثرة ولا بالرجال، بل بالأدلة الشرعية، وقد ذم الله ـ جل وعلا ـ الكثرة في موضع كثيرة في القرآن الكريم، من ذلك قوله ـ تعالى ـ: ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) [الأعراف: 187]، وقوله ـ تعالى ـ: ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)) [الأنعام: 116]، وفي المقابل يمدح القلة التي على الحق؛ قال ـ تعالى ـ: ((إلا اللذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم)) [ص: 24]، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:» الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس «، رواه الشيخان من حديث النعمان ابن البشير.
والعجيب أن هذه الكثرة أكثرها لا يعرف من نبيه إلا اسمه أو رسمه، وأسوؤهم حظا لا يعرفه إلا في هذه المناسبة ناهيك عن إضاعة الواجبات وانتهاك الحرمات وركوب لجج المحرمات.
وأما فعله من بعض أهل العلم والفضل، فهذا إن كان فعله مجتهدا ومتأولا فقد يؤجر على حسن قصده [13]، لكن لم نؤمر باتبعاه في كبوته وتقليده في هفوته، وإنما أمرنا باتباع الحق وندور معه حيثما دارت ركابه.
ثم لو اتبعت الأمة رخص العلماء وشذوذهم لضاع الدين واندرست أحكامه، وانتكست أعلامه.
ثم إن بعض هؤلاء موقفه من السنة معلوم مذموم، فمنهم من ردها بعقله، ومنهم من ردها بذوقه، ومنهم من ردها بسياسته، ومنهم من ردها برأيه أو آراء الرجال.
ثم يقال: إذا فعله قوم ذوو علم وفضل، فقد تركها أقوام هم أوسع علما وأدق فهما، و أبر قلوبا و أقل تكلفا من الصحابة و التابعين و الأئمة المجتهدين.
فإن قيل: قد ورثناه أبا عن جد، واتبع في ذلك آخرنا أولنا، ولاحقنا سابقنا، فيقال: هذا هو التقليد المذموم الذي ذمه الله في كتابه و هو اتباع ما كان عليه الآباء و الأجداد، فقال ـ تعالى ـ: ((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)) [المائدة: 104].
فإن قيل: إذا نعتبرها بدعة حسنة، فيقال: ليس في الدين بدعة حسنة و بدعة قبيحة، بل إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال القول الفصل ليس بالهزل: ((كل بدعة ضلالة))، فهذا نص لا يحل رد دلالته على ذم البدع مطلقا، أو معارضته بعادات أو قول بعض العلماء.
و قد قال عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة)، رواه اللالكائي في» أصول الاعتقاد «(رقم 126). انتهى
الهوامش:
[1] أخرجه مسلم في «الصيام» (2807)، وأبو داود في «الصوم» (2428)، وأحمد (23215)، من حديث أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ.
[2] أخرجه البخاري في «النكاح» ـ باب ((وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ)) ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ـ (9/ 140)، من حديث عروة بن الزبير.
[3] أخرجه مسلم في «البر والآداب والصلة» (6778)، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
[4] أخرجه مسلم في «الصيام» ـ باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهر ـ (2747)، من حديث أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ.
[5] أخرجه مسلم في «الزهد والرقائق» ـ باب المؤمن أمره كلّه خير ـ (7500)، من حديث صهيب ـ رضي الله عنه ـ.
[6] أخرجه ابن ماجه في «الجنائز» (1599)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10154)، من حديث عائشة ـ رضي الله عنه ـ، والحديث صحَّحه بشواهده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 98).
[7] أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/ 15، رقم 4287)، وقال عنه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، عن عثمان بن عبيد الله أبي رافع، عن سعيد بن المسيِّب ـ رحمه الله ـ.
[8] أخرجه أبو داود في «السُّنَّة» (4607)، والترمذي في «العلم» (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).
[9] وهذه القاعدة مطردة في المحسوسات والمعقولات؛ لأنّ الأساس إذا انهدم انهدم معه ما بُني عليه، انظر «الأشباه والنظائر» للسيوطي (ص 119)، و «الأشباه والنظائر» لابن نجيم (ص134).
[10] عبّر عنها النووي بهذه الصيغة، انظر «المجموع» للنووي (1/ 392).
[11] أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033)، وأحمد (5232)، من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، وصحَّحه العراقي في «تخريج الإحياء» (1/ 359)، وحسَّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 288)، والألباني في «الإرواء» (1269).
[12] مجلة (منابر الهدى) الجزائرية، (العدد 4، ص 8 - 9).
[13] قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (مجموع الفتاوى 22/ 23): (فتعظيم المولد واتخاذه موسماً، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، و تعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد) اهـ.
ـ[محمد الحريري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 12:05]ـ
بارك الله لك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:16]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم ...
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:55]ـ
بارك الله فيك.
الخط المستخدم صغير ومتعب -على الأقل لمثلي-.
ليتك تستخدم الخط العادي وبالحجم الافتراضي فهو أسهل للقراءة.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 12:23]ـ
وفيك بارك الله ...
معذرة هذه المرة، وسأفعل في ما سيأتي إن شاء الله ...
وحاول تكبير الخط من خلال صفحة الإنترنت في الأعلى ( affichage ) ...
( للفائدة: ما هو رقم الحجم الافتراضي الأسهل للقراءة؟) ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 12:38]ـ
كبرت الخط، فهل هذا مناسب؟
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:38]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم: أبا مالك العوضي، ونفع بجهودكم ...
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 06:35]ـ
مناسب جداً، شكر الله لكم أبا مالك.
أظن أن الحجم (4) هو الافتراضي، ولو تركت نوع وحجم الخط بدون تدخل فأظن أنه مناسب جداً -والله أعلم-.
وفقكم الله لما يحب ويرضى أخي مراد.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:49]ـ
للفائدة،،،
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:41]ـ
للفائدة ...
ـ[ابو هبة الباري]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 04:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد.
1ـ رأي ابن الحاج ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
من المعروف أن ابن الحاج في مدخله كان من أشد الناس حربا على البدع، ولقد اشتد رحمه الله بمناسبة الكلام عن المولد على ما أحدثوه فيه من أعمال لا تجوز شرعا من مثل استعمال لآلات الطرب، ثم قال: فآلة الطرب والسماع أي نسبة بينهما وبين تعظيم هذا الشهر الكريم الذي من الله تعالى علينا فيه بسيد الأولين والآخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير، شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم، كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين، فقال له عليه الصلاة والسلام: (ذلك يوم ولدت فيه) فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه.
فينبغي أن نحترمه حق الاحترام، ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها لقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ولقوله عليه الصلاة والسلام: "آدم ومن دونه تحت لوائي".
وفضيلة الأزمنة والأمكنة تكون بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها، وإنما يحصل لها الشرف بما خصت به من المعاني.
فانظر رحمنا الله وإياك إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به وذلك بالاتباع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كونه عليه الصلاة والسلام كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات.
ألا ترى إلى ما رواه البخاري ـ رحمه الله تعالى: "كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان" فنتمثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله عليه الصلاة والسلام على قدر استطاعتنا.
2ـ رأي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
معروفة شدة ابن تيمية وتشدده، ومع ذلك كان كلامه لينا في قضية المولد ومن كلامه في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": (وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع، وأكثر هؤلاء الناس الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع، مع ما لهم فيها من حسن المقصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة، تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه.
واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضا شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية، كحال المنافقين والفاسقين ..
فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن أحد الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال.
3ـ رأي السيوطي ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
وللسيوطي في كتابه "الحاوي للفتاوى " رسالة مطولة أسماها: "حسن المقصد في عمل المولد" وهذه بعض فقراتها: عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف0
وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة، أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو أي المولد وما يكون فيه من طعام من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.
وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: "يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى" فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعم، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخر، وأما ما تبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا، بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم ولا بأس بإلحاقه به، وكما كان حراما أو مكروها فيمنعه وكذا ما كان خلفا الأولى. انتهى.
قال السيوطي تعليقا على كلام ابن حجر: ـ (وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم لولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى عرف التعريف بالمولد الشريف ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم(/)
20 عالماً يصدرون بياناً في مناصرة فتوى العلامة البراك
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 04:46]ـ
نصرة الكرام للعلامة الهمام
بتاريخ:11/ 3/1429 هـ
بيان في مناصرة فتوى العلامة عبدالرحمن البراك
بسم الله الرحمن الرحيم
((بَيان))
الحمدلله و الصّلاة و السّلام على رسول الله و آلِه و صَحبه و مَن والاه ,,
أمّا بعد,, فقد اطّلعنا على فتوى فضيلة شَيخنا العلاّّمة (عبد الرحمن بن ناصر البرّاك) حفِظه الله وسدّده وأيّده , تجاه من قال ما يلي:
1. إنّ مِن التشويه و التحريف لِكلمة (لا إله إلاّ الله) القولُ باقتضائها الكُفر بالطّاغوت , و نفي سائر الدِّيانات و التأويلات , أو أنّ معناها: لا مَعبود بِحقٍّ إلاّ الله.
2. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لم يُحارِب الإسلام مِن الكِتابيّين أو مِن العقائد الأخرى , بل عَدّهم مِن النّاجين.
3. إنّ الإسلام لا يُكفِّر مَن لا يَدِين به إلاّ إذا حال بين الناس و بين مُمارسة حُرّيّة العقيدة التي يَدينون بها. حيث أفتى- حفظه الله -بكفر قائل هذا القول وردته ووقوعه في ناقض من نواقض الإسلام فيجب أن يحاكم ليرجع عن ذلك فإن تاب ورجع وإلا وجب قتله مرتداً عن دين الإسلام.
و اطَّلعنا أيضاً على مَا حصَل مِن هجومٍ خبيث على شيخنا العلاّمة مِمّن تلوّثت عقائدهم و انحرفِت مناهجهم و شَرقت نفوسهم بهذه الفتوى الّتي كَشفَت ضَلالهم , و هَتَكَت أستارهم.
و مع عِلمنا بإمامة شَيخنا في الدِّين , و مكانته في الأُمّة , و ثِقة المُسلمين بعِلمه و فتاواه , و وُضوح ما أفتى به و ما استدلّ به مِن أدلّة , إلاّ أنّنا نُصحاً للأُمّة , و نُصرَةً للحقّ و أهله , و وفاءً لهذا العالِم الربّاني , نقول:
إنّ هذه الفتوى قد دلّ عليها كتاب الله و سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ; و قرّرها أهل السُّنّة والجماعة , و هي أمرٌ مجمعٌ عليه بين علماء المسلمين ومعلومٌ من الدين بالضرورة وليس لأحدٍ من الناس أن يشكك فيه.
وكلام شيخنا واضح بإيكال الأمر وإسناده إلى ولي الأمر استناداً إلى عبارته بوجوب محاكمته، ولما عرف وشاع واستفاض من منهجه وما ربّى عليه تلامذته.
ونؤكد على ما طالب به – حفظه الله- من محاكمة قائل هذا القول وأولئك الذين تعمدوا تحريف كلامه وتشويه سمعته واتهامه بما هو بريء منه.
و خِتاماً .. نسأل الله تعالى أن يَجزي شيخنا خير الجزاء , و يُبارك في عِلمه و عَمله و عُمره و جهاده و احتسابه و يَنصر به الحقَّ و أهله , و يَخذل به الباطل و أهله.
و صلّى الله على نبيّنا مُحمّد و آلِه و صَحبه أجمعين ,,
الموقعون
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي
الدكتور محمد بن سليمان البراك
الدكتور رياض بن محمد المسيميري
الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الدكتور إبراهيم بن عثمان الفارس
الدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد
الدكتور محمد بن عبدالعزيز المسند
الدكتور محمد بن عبدالله الخضير
الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
الشيخ / فهد بن سليمان القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
الشيخ / محمد بن أحمد الفراج
المحدث / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
الشيخ / محمد بن عبدالمحسن المطلق
المحدث / عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
الشيخ / منصور بن عبدالرحمن القاضي
الشيخ / عبدالعزيز بن محمد السلطان
الشيخ / وليد بن علي المديفر
المصدر: نور الإسلام
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=8699&Itemid=0
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 05:58]ـ
حفظ الله العلامة البراك ورد عنده كيد المعتدين ووفقه لما يرضيه.
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 06:27]ـ
يا سبحان الله، وهل تحتاج هذه الفتوى إلى تأييد؟!
"ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه"
حتى الطفل الصغير في العالم الإسلامي لو تسأله عن اليهودي والنصراني سيقول لك بالفم المليان هو كافر!!
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:15]ـ
أخي أبو هارون, للتوضيح فهذه الفتوى للعلامة البراك كانت رداً على أحد كتاب الصحف عندنا بالسعودية, الذي طال شرهم مسلمات العقيدة والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 08:26]ـ
بعد اعتداء الاعلام والفضائيات على حد الردة، وعلى فتوى العلامة البراك بل الاعلام والفضائيات قاموا بإساءة بذيئة وسيئة للشيخ البراك.
فتوى للعلامة الفوزان كتبها الاثنين 9/ 3/1429هـ نقلتها من موقع الشيخ موثقة بالصورة وتوقيع الشيخ الفوزان.
الضرورات الخمس وحفظ الإسلام لها
الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. نبينا محمد ومن والاه. وبعد:
فإن الإسلام جاء بحفظ الضرورات الخمس التي هي الدين. والنفس والعقل والعرض والمال. ليعيش المسلم في هذه الدنيا آمنا مطمئنا يعمل لدنياه وآخرته ويعيش المجتمع المسلم أمة واحدة متماسكة كالبنيان يشد بعضه بعضاً وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ولا يمكن ذلك إلا بحفظ هذه الضرورات الخمس من الخلل والعبث.
وأعظمها الدين الذي يتعامل العبد به مع ربه ومع إخوانه فمن حاول العبث به بارتكاب شيء من نواقضه عالما متعمدا وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كيلا يتخذ الدين ألعوبة وسخرية فقد حاول بعض أهل الكتاب العبث به بهذه المكيدة لصد الناس عنه. قال تعالى: ((وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) فكشف الله مكيدتهم وبين مكرهم وأفشل خطتهم وصان دينه من عبثهم به وقد توعد الله من يرتد عن دينه بأشد الوعيد فقال تعالى: ((وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المرتد وأحل دمه فقال: (من بدل دينه فاقتلوه) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس. والثيب الزاني. والتارك لدينه المفارق للجماعة) وقاتل أبو بكر رضي الله عنه المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك عقد الفقهاء رحمهم الله في كتب الفقه بابا سموه: (باب حكم المرتد) وذكروا فيه أسباب الردة وحكم المرتد. والردة هي الرجوع عن دين الإسلام بارتكاب ناقض من نواقضه بقول أو فعل أو اعتقاد أو شك.
فمن وقع في شيء من نواقض الإسلام عالما مختارا فإنه تجب استتابته. فإن تاب وإلا قتل تنفيذا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من بدل دينه فاقتلوه) وليس ذلك من باب الإكراه على الدخول في الإسلام كما يقول بعض الكتاب ويستدل بقوله تعالى: ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) فإن معنى الآية أن أحدا لا يكره على الدخول في الإسلام لأن هداية القلوب بيد الله كما قال الله تعالى لنبيه: ((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)) وقال تعالى: ((أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)) ولكن الكفار يدعون إلى الإسلام فمن استجاب لدخول فيه عن اقتناع واختيار فالحمد لله.
ومن أبى وحاول وصد الناس عن الدخول في الإسلام وأراد نشر الكفر في الأرض أو قاتل المسلمين فإنه يقاتل ليصل الإسلام إلى البشرية.
ومن دخل في الإسلام عن طوع واختيار وأقر بأنه الدين الحق ثم تركه وارتد عنه فإنه يقتل لردته حماية للدين من العبث وصد الناس عنه لأنه لم يتركه جهلا به وإنما تركه عن علم وعناد. قال تعالى: ((أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ))
فقتل المرتد حد من حدود الله لا يجوز تعطيله. ولا يجوز إنكاره ولا تشكيك الناس منه وجعله موضوعاً صحفياً أو فضائياً يتجاذبه الجهال بين أخذ ورد وتسفيه لمن يبينه للناس ويطالب بإقامته على مستحقه قال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)).
وقول بعضهم إن هذا يتنافى مع الحرية الدينية قول باطل لأن الله خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له ونهاهم عن عبادة غيره فالإنسان عبد ولا بد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإما أن يكون عبد الله وإما أن يكون عبد للشيطان كما قال ابن القيم رحمه الله:
هربوا من الرق الذي خلقوا له ** فبلوا برق النفس والشيطان
فالحرية الصحيحة هي في عبادة الله لأنه هو الرب الخالق الرازق. وفي ترك عبادة الله يكون الإنسان رقيقاً لهواه وشهوته وعبد الشياطين الجن والإنس وانظر إلى من تركوا عبادة الله كم لهم من الآلهة: ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) وفي عبادة الله عز العبد ورفعته وفي عبادة غير الله هوان العبد وذلته ولا يقال عن العالم الذي يبين هذا الحكم الذي دل عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه علماء الأمة أنه متشدد أو تكفيري كما يقال في بعض الصحف والفضائيات لأن هذا من التطاول على أحكام الله ومن التطاول على العلماء والدعوة إلى كتمان ما أنزل الله وإرضاء الناس بما يسخط الله قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
فالذي يحاول طمس هذا وكتمانه يكون من الذين ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
9/ 3 / 1429 هـ
رابط موضوع العلامة الفوزان
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=90
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 10:50]ـ
جزى الله أصحاب الفضيلة خيراً على مناصرتهم وتوضيحهم.
ونحن بصراحة بحاجة لمثل هذا التناصر والتآزر بين العلماء لدفع غلواء أهل البدع والضلال ولتأكيد الحق لدى الدهماء.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - Mar-2008, صباحاً 07:35]ـ
هذا التعامل الحازم وتوضيح حكم الله في هؤلاء المجرمين خطوة صحيحة في طريق ردعهم إن شاء الله
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 10:08]ـ
جزاكم الله خيرا
ونسأل الله أن يعلي شأن الاسلام وأهله
ـ[رجل من المسلمين]ــــــــ[23 - Apr-2008, صباحاً 03:25]ـ
هكذا فليكن العلماء: وضوح في بيان الأحكام الشرعية بدون مداهنة ولا ضباب
نسأل الله العظيم أن يثبت الشيح البراك وأن يثيبه وأن يكثر من أمثاله
والله العظيم، لو قام العلماء جميعا وانتفضوا لبيان الحق ونصرة الدين وردع المفسدين لقام معهم جمهور الأمة ولقذف الله تعالى الهيبة في قلوب أعداء الملة المحمدية
فليكن طلبة العلم معينين لمشايخهم، مشجعين لهم، خادمين لهم ومذكرين،
حينها سيحس العلماء بقدرهم وبأن وراءهم أمة عظيمة تنصرهم بإذن الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 10:38]ـ
قليل مع الأسف
يفترض أن يكونوا جمعا غفيرا لا 20 فقط!
والله المستعان(/)
مسائل علمية متعلقة بالجنة (محاضرة جديدة للشيخ د. عبد الكريم الخضير
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:09]ـ
مسائل علمية متعلقة بالجنة (محاضرة جديدة للشيخ د. عبد الكريم الخضير)
--------------------------------------------------------------------------------
(مسائل علمية متعلقة بالجنة)
للشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله تعالى
المدينة: الرياض (حي غرناطة)
المسجد: جامع الدخيل.
اليوم: الأربعاء.
الوقت: العشاء.
التاريخ: 11/ 3/1429هـ
للإستفسار: 0551777078
البث المباشر:
- قسم البث في موقع الشيخ حفظه الله
http://www.khudheir.com/live
- موقع البث المباشر
http://www.liveislam.net/
- غرفة رياض المسك الرئيسية في البالتوك
(0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0 )
ملاحظة:
سيتم رفع المحاضرة إلى أرشيف موقع الشيخ حفظه الله بعد انتهاءها ليتمكن من لم يسمح له
الوقت للحضور أو الإستمتاع المباشر من تحميلها لاحقاً.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
__________________
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير حفظه الله
www.khudheir.com
منقول.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 04:47]ـ
بارك الله فيك.
لمن لم يتمكن من حضور المحاضرة او استماعها مباشرة فعلى الرابط:
http://www.khudheir.com/ref/1480(/)
هل الدين إذا حل موعده في حكم المقبوض؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 02:19]ـ
هل الدين إذا حل موعده في حكم المقبوض؟؟ فيدخل في الضمان ويجوز بيعه؟؟
معلوم منع أهل العلم بيع الكالئ بالكالئ على أن معنى الكالئ هو الدين المؤخر لكان بعض أهل العلم اجاز بيع الدين الحال الذي حل موعد سداده فاستدل على أن الدين إذا حل موعده كان في حكم المقبوض فيجوز بيعه!!
هل فعلا هو ذلك وهل يدخل في ضمان صاحبه إذا حل موعده حتى لا يدخل في النهي عن ربح ما لم يضمن؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:20]ـ
هذه المسألة مما اختلف فيها العلماء بين من يعده في حكم المقبوض وبين من لا يعده كذلك.
وفي الحقيقة يلزم التفصيل هنا:
فإن كان الدين الذي حل موعده مضمون الإستيفاء، ومقدور على أخذه في وقته، فهو هنا في حكم المقبوض والحالة هذه.
فإن كان الدين الذي حل موعده لا يضمن استيفاؤه، وغير مقدور على أخذه في وقته، فلا يعد والحالة هذه أنه في حكم المقبوض.
وهذه المسألة تشبه مسألة من اشترى ثمرة دون أصلها فأصابته جائحة من الله، كما أن الثمار على رؤوس الأشجار تجري مجرى الإجارة، لأنها تؤخذ شيئا فشيئا كالمنافع، ثم المنافع إذا تلفت قبل مضي المدة كانت من ضمان المؤجر، كذلك الثمار لا يقال: المناف قبل مضي المدة غير مقبوضة، بخلاف الثمار فإنها مقبوضة؛ لأنا نقول كلاهما في حكم المقبوض من وجه، ولهذا جاز التصرف في كل منهما على المذهب.
قال الزركشي: ثم لا نسلم أن الثمرة مقبوضة القبض التام، بدليل أنها لو تلفت بعطش كانت من ضمان البائع، فلا ترد صحة التصرف فيها، فإنا نمنعه على رواية اختارها أبو بكر عبد العزيز فيما حكاه عنه ابن شاقلا؛ وقال: إنه قول زيد بن ثابت، وغن سلمناه فالإجارة يجوز التصرف فيها، وإذا تلفت كانت من ضمان المؤجر.
والله تعالى أعلم(/)
أصبحنا نستمطر الأرض وقد كانوا يستمطرون السماء .. !!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 07:45]ـ
أصبحنا نستمطر الأرض
وقد كانوا يستمطرون السماء!!
يقول الله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} الذاريات (22)، هذا يقينُ المسلمين ولذلك كانوا يطلبون الرزق كما النصر من الله سبحانه وتعالى، ويتخذون لذلك أسبابه من التقوى والعمل الصالح في كل شأن من شئون حياتهم ولكن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فقد صدق أو كاد يصدق علينا قول الشاعر: ...
للمزيد إليكم هذا الرابط:
www.sh-ya.net/news_view_43.html
ـ[أبوهناء]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 12:21]ـ
بارك الله فيك ... هلا حاولت كرما تعديل اسم الرابط فكأني به يوحي لقارئه أنه موقع شيعي ... معذرة على التنويه .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 08:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خير الجزاء وزادك الله حرصاً على إخوانك لم أنتبه!(/)
(مع المؤمنات)!!
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 08:12]ـ
محاضرة الأقصى
مع المؤمنات!!
بعيداًعن ضغوطات الحياة الشخصية لكل ٍ منا، وطلباً للآفاق الرحبة والواسعة، الرحبة برحابة الإسلام،والواسعة بسعة الإيمان، هيا بنا جميعاً، نحلق لا بأجسامنا الثقيلة، ولكن بأرواحنا البريئة الرقراقة، لنكون مع المؤمنات، مع المؤمنات اللاتي عرفن فلَزِمْنَ، وعَلِمْنَ فعَمِلْنَ، مع المؤمنات اللائي أَخْلًصْنَ فأُخْلِصْنَ، مع المؤمنات اللائي ذَكَرْنَ فذُكِرْنَ، ذكرن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم،
الأخوات الفاضلات والبنات الكريمات / أحمد الله الذي لاإله إلا هو إليكن، وأصلي وأسلم على نبيه محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
بعيداًعن ضغوطات الحياة الشخصية لكل ٍ منا، وطلباً للآفاق الرحبة والواسعة، الرحبة برحابة الإسلام،والواسعة بسعة الإيمان، هيا بنا جميعاً، نحلق لا بأجسامنا الثقيلة، ولكن بأرواحنا البريئة الرقراقة، لنكون مع المؤمنات، مع المؤمنات اللاتي عرفن فلَزِمْنَ، وعَلِمْنَ فعَمِلْنَ، مع المؤمنات اللائي أَخْلًصْنَ فأُخْلِصْنَ، مع المؤمنات اللائي ذَكَرْنَ فذُكِرْنَ، ذكرن الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فذكرهن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..
وأقول بصراحة شديدة إجابة ً لسؤال ٍيطرح نفسه على أفواهكن فتقلن لي:
ومن هن أولئك المؤمنات اللاتي تتحدث عنهن أيها الشيخ الوقور؟ .. هل هن مريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وأمنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها؟ .. أم هن الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أمها أم رومان وأبيها وجدها وأخويها العائلة الصحابية الكريمة، وزينب بنت جحش وجويرية رضي الله عنهن؟ .. قل لنا بربك يا شيخنا العزيز وأخبرنا خبر صدق ٍلاريب فيه. أم هن ميمونة بنت الحارث ونسيبة أم عمارة وأم سلمة أو أم سليم؟!!
الأخوات الفاضلات والبنات الكريمات:
ما أعظم وما أشرف وما أطهر وما أنقى من تقدم ذكرهن، ولكنني أعنيكن أنتن. أنتن المؤمنات بنات المؤمنين والمؤمنات، أنتن المؤمنات بإيمانكن بالله عزوجل وبرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
أقول لزاماً عليكن أن تعلمن هذه الحقائق، وتعلمنها غيركن وتجهرن بها بلا مواربة،
أولى هذه الحقائق؛ أن المرأة شقيقة الرجل، وهما خلق الله سبحانه وأصل البشرية:
قال الله تعالى في سورةالنجم الآية الخامسة والأربعون:
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} وفي القيامة (39):
{فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} وفي الليل الآية الثالثة: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى}.
وفي الحديث الذي رواه أبوداود غيره واللفظ لأبي داود في السنن قال:
( .. عنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا قَالَ يَغْتَسِلُ وَعَنْ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدْ احْتَلَمَ وَلَا يَجِدُ الْبَلَلَ قَالَ لَا غُسْلَ عَلَيْهِ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَرْأَةُ تَرَى ذَلِكَ أَعَلَيْهَا غُسْلٌ قَالَ نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) اهـ.
وأما قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات13
قال الإمام ابن كثير في تفسيره:
(يقول تعالى مخبرًا للناس أنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها، وهما آدم وحواء، وجعلهم شعوبا، وهي أعم من القبائل، وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ وغير ذلك
... فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم) اهـ.
وثاني هذه الحقائق؛أن الرجل والمرأة سواء في أصل التكليف ووجوب العبودية لله تعالى لا لأحدٍ معه أو مِنْ دونه:
قال جل شأنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة21
ففي هذه الآية الكريمة يخاطب الله تعالى الناس أجمعين ذكراناً وإناثاً، ويأمرهم بعبادته وحده وعدم الإشراك به.
وكذلك في قوله:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
الأخوات الكريمات والبنات الفاضلات:
وأما الثالثة َفمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ في الآخرة، ويحيون الحياة الطيبة في الدنيا:
فقد جاء قول الله تعالى:
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا (126)} النساء
وقد أوضح الإمام ابن كثير في التفسير عند هذه الآيات أن الله شرع
(في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قبول الأعمال الصالحة من عباده ذُكْرَانهم وإناثهم، بشرط الإيمان، وأنه سيدخلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدار النقير، وهو: النقرة التي في ظهر نواة التمرة، وقد تقدم الكلام على الفتيل، وهو الخيط الذي في شق النواة، وهذا النقير وهما في نواة التمرة، وكذا القطمير وهو اللفافة التي على نواة التمرة، الثلاثة في القرآن، ثم قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} أخلص العمل لربه، عز وجل، فعمل إيمانًا واحتساباً {وَهُوَ مُحْسِنٌ} أي: اتبع في عمله ما شرعه الله له، وما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق، وهذان الشرطان لا يصح عمل عامل بدونهما، أي: يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون متبعًا للشريعة فيصح ظاهره بالمتابعة، وباطنه بالإخلاص، فمن فقد العمل أحد هذين الشرطين فسد. فمن فقد الإخلاص كان منافقًا، وهم الذين يراءون الناس، ومن فقد المتابعة كان ضالا جاهلا. ومتى جمعهما فهو عمل المؤمنين) اهـ.
وكما قال سبحانه:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} النحل97
وقال:
{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} غافر40
وأما الرابعة؛ فهي الولاية التامة، بيننا نحن الرجال المؤمنين وبينكن أيتهاالأخوات المؤمنات، مع ما يترتب عليها من حقوق وواجبات:
قال سبحانه:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} التوبة.
قال الإمام السعدي في التفسير:
({وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ} أي: ذكورهم وإناثهم {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} في المحبة والموالاة، والانتماء والنصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} وهو: اسم جامع، لكل ما عرف حسنه، من العقائد الحسنة، والأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة، وأول من يدخل في أمرهم أنفسهم، {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وهو: كل ما خالف المعروف وناقضه من العقائد الباطلة، والأعمال الخبيثة، والأخلاق الرذيلة.
{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} أي: لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله على الدوام) اهـ.
الاسم الجامع بينهم هو (والمؤمنون والمؤمنات)؛ رجالاً ونساءً، والرباط الوثيق (بعضهم أولياء بعض).
والعلامات الدالة، والأوصاف الظاهرة:
*يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ , أعلاه وأعرفه التوحيد ثم حقوق التوحيد ثم مكملاته.
*وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر،ِ وأنكر المنكر الشرك والكفر، ثم الأسباب المؤدية إليه.
* وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ، وإقامتها الإتيان بها على وجه الكمال أوالمقارب للكمال.
* وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، أي إعطاءها أهلها الذين هم أهلها على وجه السماحة فيه.
*وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، في ذلك كله وفي كل شئونهم.
فإذا فعلوا ذلك استحقوا قوله تعالى:
{أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} التوبة.
وهذا ظاهرٌ في سورة العصر، قال سبحانه:
{وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}}
ويحضرني الآن مارواه البخاري في الصحيح عن عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ
(أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}
فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنْ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ) اهـ.
فنسأل اللّه أن يجعلنا جميعاً منهم،ومعهم بجوده وكرمه إنه أكرم الأكرمين.
الأخوات الكريمات والبنات الفاضلات:
والخامسة أن الله يستجيب لَكُنَّ كما يستجيب للرجال:
قال سبحانه:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} آل عمران195.
وقال سبحانه:
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {34} إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {35} فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {36} فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {37}} آل عمران
وفي الحديث قال الإمام أبو حاتم بن حبان:
(أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا يونس بن عمرو، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا فأكرمه، فقال له: «ائتنا»، فأتاه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سل حاجتك»، قال: ناقة نركبها، وأعنز يحلبها أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل»؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل، قال: «إن موسى عليه السلام لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟، فقال علماؤهم: إن يوسف عليه السلام، لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟، قال: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها فأتته، فقال: دليني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟، قالت: أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه: أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: أنضبوا هذا الماء، فأنضبوه، فقالت: احتفروا، فاحتفروا، فاستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلوها إلى الأرض، وإذا الطريق مثل ضوء النهار»
والسادسة؛ أن الله يذكركن في السماء كما تذكرنه في الأرض، بل ويدفع عنكن من يريد أذيتكن، كما يذكركن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ومن ذلك أن الله أنزل سورة وسماها بـ (النساء) وأخرى وسماها بـ (مريم) وكفى بهذا شرفاً لكن.
وقال تعالى شأنه:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} الأحزاب58.
وقال جل وعلا:
{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} آل عمران
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} التحريم12
وفي صحيح البخاري قال رحمه الله:
(حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ قَالَ أَنَسٌ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ قَالَ فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ) اهـ.
والسابعة، أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مأمورون في القرآن، بالاستغفار لَكُنْ:
ففي حق نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، قال الله تعالى:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} محمد 19
وقال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الممتحنة12
وفي حق نبي الله نوح صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، قال الله تعالى:
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً} نوح28
الأخوات الكريمات والبنات الفاضلات:
والثامنة؛ أنَّكُنَّ مبشراتٌ من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
قال جل وعلا:
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الحديد12
وفي الحديث عن أبي زرعة قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
«أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك، ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيها ولا نصب»
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال:
(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة).
قلت: وهوفي صحيح مسلم بنحوه.
والتاسعة أن المرأة الصالحة منكن قد تبلغ بفضلها مبلغ الرجال أو تفضل كثيراً منهم بصلاحها وتقواها فقد روى البخاري في الصحيح عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "
والعاشرة أن الله تعالى ضرب فضليات المؤمنات مثلا للمؤمنين، كما ضرب النساء الكافرات مثلاً للكافرين قال سبحانه وتعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {10} وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {11} وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12}}
قال الإمام ابن كثير فسي التفسير:
(وهذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمنين أنهم لا تضرهم مخالطة الكافرين إذا كانوا محتاجين إليهم، كما قال تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28].
قال: قتادة كان فرعون أعتى أهل الأرض وأبعده فوالله ما ضر امرأته كُفر زوجها حين أطاعت ربها لتعلموا أن الله حَكَمٌ عدل، لا يؤاخذ أحدًا إلا بذنبه .. ثم قال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن عُلَيَّة، عن هشام الدَّسْتُوَائي، حدثنا القاسم بن أبي بَزَّة قال: كانت امرأة فرعون تسأل: من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون. فتقول: آمنت برب موسى وهارون، فأرسل إليها فرعون فقالت: انظروا أعظم صخرة تجدونها، فإن مضت على قولها فألقوها عليها، وإن رجعت عن قولها فهي امرأته، فلما أتوها رفعت بصرها إلى السماء فأبصرت بيتها في الجنة، فمضت على قولها، وانتزع روحها، وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح.
فقولها: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} قال العلماء: اختارت الجار قبل الدار. وقد ورد شيء من ذلك في حديث مرفوع، {وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} أي: خلصني منه، فإني أبرأ [إليك] من عمله، {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وهذه المرأة هي آسية بنت مزاحم، رضي الله عنها) اهـ.
وفي الختام:
الأخوات الكريمات والبنات الفاضلات:
لاأجد في نهاية التذكرة في هذه العجالة إلا أن نضرع إلى الله تعالى أن يحفظنا وإياكن أجمعين على خطا أولائكم الذين الله فيهم:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} التوبة.
اللهم آمين يارب العالمين.
محاضرة ألقيت في طالبات جامعة الأقصى في مبناها الجديد المطل على البحر في مدينة خان يونس يوم أمس الأحد17 من جمادى الأولى لعام 1428 هـ.(/)
(بين العلامة ابن جبرين والشيخ المغامسي) من الروائع
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 08:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقدْ جعل الله للعلماء مكانة عظيمة ,ودرجة عالية رفيعة , فإنهم النور الذي يضيء للناس طريقهم في عبادة ربهم ,و يبصرونهم في أمور دينهم , فلا والله يستوي العالم مع غير العالم
قال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}. [سورة الزمر، الآية: 9]
وقال عز وجل: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء}. [سورة فاطر، الآية: 28]
وقال تعال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}. [سورة المجادلة، الآية: 11]
أخرج أبو داوود وابن ماجة عن أبي الدرداء أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " صححه الألباني رحمه الله.
أما بعدُ ..
كان لشيخنا الشيخ العلامة ابن جبرين حفظه الله درسه الأسبوعي في جامع الراجحي ليلة أمس الثلاثاء , وكان من المقرر بعد صلاة العشاء محاضرة لفيضلة الشيخ صالح المغامسي حفظه الله
فلما أذن لصلاة العشاء وختم العلامة درسه وقربت الإقامة وصل الشيخ صالح المغامسي إلى الجامع , فسلم على الشيخ بحرارة , وبعد الصلاة أخذ الشيخ صالح المغامسي مكانه للمحاضرة , فتفاجأ ببقاء الشيخ ابن جبرين جالسا له ولم يغادر , فبدى التأثر على الشيخ صالح واضحا بهذا الموقف ,
وأترك الباقي لهذين الملفين:
بداية المحاضرة:
للحفظ mp3 (http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/first_moghamsi.mp3)
للحفظ rm (http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/first_moghamsi.rm )
وفي نهاية المحاضرة كان هذا الموقف العظيم وهذه الكلمات المعبّرة والمؤثرة من الشيخ صالح بعد أن أنهى المحاضرة والشيخ ابن جبرين لا يزال جالسا,
إلى تلك الكلمات التي بدى تأثر أغلب الحضور منها:
للحفظ mp3 (http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/last_moghamsi.mp3)
للحفظ rm (http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/last_moghamsi.rm)
أما المحاضرة المباركة فكانت بعنوان (تأملات في سورة البقرة)
للحفظ mp3 (http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/tammolat.mp3)
للحفظ rm (http://www.nabd.net/members/M300SEL/kalimat/tammolat.rm)
أسأل الله أن يحفظ سماحة شيخنا العلامة ابن جبرين وفضيلة الشيخ صالح المغامسي وأن يبارك بهما وينفع بهما الإسلام والمسلمين وسائر علماءنا الأجلاء.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 09:03]ـ
يا أبا عبد الله لا أجد ما أقول لك سوى: بارك الله فيك وفي أهلك ومالك ... آمين
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:10]ـ
غفر الله الله لك ولوالديك أخي الكريم أبا عبدالله، حقاً والله من الروائع، موقف يصور أخلاق الكبار في زمانٍ نحتاج والله فيه إلى مثل أخلاق هولاء الكبار، أسأل الله أن يحفظ شيخنا العلامة بقية السلف الصالحين، درة بلاد نجد الإمام المقدم عبدالله بن جبرين، وأن ينفع بالشيخ الفاضل صالح المغامسي، وجميع علمائنا في كل مكان.
شكراً أبا عبدالله
ـ[أبو عُبيدة]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:27]ـ
أين ذلك من قوم ساءت أخلاقهم وسعوا للوقيعة بين العلماء؟
حدَّث الشيخ محمد ياحظيه الشنقيطي عن الشيخ محمد الأمين أنه كان يقول لابنه كلاماً معناه: (إياك والسعي بين العلماء، فإنهم كطرفي المقص لا يضران بعضهما ويقطعان من كان بينهما)
يجب على كل طالب علم أن يتحلى بالخلق الحسن مع العلماء وطلبة العلم الذين يكبرونه سناً وقدراً وهذا الخلق واجب على كل مسلم فضلاً عمن يدعي الانتساب للدعوة ونصرة الدين ...
درس قيم شكر الله صنيعك
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:38]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن المغربي
اللهم آمين , رفع الله قدرك وبارك فيك ووفقك لما يحب ويرضى.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 03:09]ـ
اللهم زد عبدك عبدالله بن جبرين رفعة في الدنيا والآخرة
اللهم زد عبدك عبدالله بن جبرين رفعة في الدنيا والآخرة
اللهم زد عبدك عبدالله بن جبرين رفعة في الدنيا والآخرة
ـ[معترك النظر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 10:24]ـ
غفر الله الله لك ولوالديك أخي الكريم أبا عبدالله، حقاً والله من الروائع، موقف يصور أخلاق الكبار في زمانٍ نحتاج والله فيه إلى مثل أخلاق هولاء الكبار، أسأل الله أن يحفظ شيخنا العلامة بقية السلف الصالحين، درة بلاد نجد الإمام المقدم عبدالله بن جبرين، وأن ينفع بالشيخ الفاضل صالح المغامسي، وجميع علمائنا في كل مكان.
شكراً أبا عبدالله
جزيتم خيرا
هذه صور من حياة بقايا السلف في هذا العصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:34]ـ
,والله إنه موقف كبير من رجل كبير فهو بحق إمام في القول والعمل إمام في التواضع ليعلم هؤلاء الذين إذا علموا مسألة واحدة تكبروا على عباد الله ورأو أنفسهم فوق الناس وأنهم من العلماء والله إن التعبير عن هذا الموقف ليعجر عنه اللسان والقلم لكن
اللهم زد عبدك عبدالله بن جبرين رفعة في الدنيا والآخرة
اللهم زد عبدك عبدالله بن جبرين رفعة في الدنيا والآخرة
اللهم زد عبدك عبدالله بن جبرين رفعة في الدنيا والآخرة
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 10:59]ـ
أسأل الله أن يحفظ شيخنا العلامة بقية السلف الصالحين، درة بلاد نجد الإمام المقدم عبدالله بن جبرين، وأن ينفع بالشيخ الفاضل صالح المغامسي، وجميع علمائنا في كل مكان.
آمين آمين آمين
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 10:33]ـ
أخي الحبيب أبا عبدالله محمد السعيدي
جزاك الله خيرا على هذا الدعاء المبارك , اللهم آمين , وأسأل الله أن يبارك فيك ويوفقك لخيري الدنيا والأخرة.
ـ[ابو عبدالرحمن]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 11:04]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 09:40]ـ
أخي الفاضل أبو عُبيدة
صدقت أخي , وفي مثل هذه المواقف دروس مكثفة في الأدب يستفيد منها الجميع , هذا الإمام العالم يجلس لمن هو في سن أصغر عياله , فأين صغار طلاب العلم الذين تعلموا القليل ورأوا أنفسهم كبارا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 09:49]ـ
سامحكم الله يا أبا عبد الله!
لقد هيجت أشواقي إلى هذين الحبيبين!
فشيخنا العلامة ابن جبرين لم أره في حياتي لكن سمعت له ما يقرب من المئة وخمسين شريطًا، وارتبطت به كثيرًا، واستفيته عبر موقعه غير مرة؛ حتى والله إني أعتبره من اّبائي، وله حب عاااال في قلبي، والشيخ تشعر فيه بتواضع عال، وطيبة ربانية، وحسن خلق وحلم ..
أما الشيخ المغامسي فهو من الأحباء إلى قلبي، والشيخ له باع قوي في علوم القراّن واللغة العربية ..
نحسبهم جميعًا كذلك و لا نزكي على الله أحدًا ..
وجزاكم الله خيرًا أخي الكريم ..
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 12:57]ـ
أخي الفاضل ممعن النظر
اللهم آمين , بارك الله فيك ووفقك.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 04:02]ـ
يا الله محاضرة بليغة .. وموقف مؤثر ينم عن تواضع العلماء نحسبهم والله حسيبهم
شكر الله سعيك و أجزل مثوبتك
ـ[أبو عبدالله العنزي]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 09:39]ـ
أخي الفاضل معترك النظر
حياكم الله وبارك الله فيكم
أخي الحبيب رودريقو أبو عبدالرحمن البرازيلي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , حياكم الله , ولم نر تعليقك على المقطع:)
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 07:46]ـ
حفظ الله الشيخين الفاضلين وجعلهما ذخرا للإسلام والمسلمين وأعز الله الإسلام والمسلمين بهما(/)
مسائل في المجاز (14) نقض استشهادهم بقول الله: ((واشتعل الرأس شيباً)) ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:03]ـ
قول الله تعالى: ((واشتعل الرأس شيباً)) ().
وتلك الآية هي الثالثة من الآيات التي ذكرها ابن المعتز , والاستعارة فيها عنده هي أن كلمة اشتعل استعيرت لشيءٍ لم يعرف بها , وهو الشيب , من شيء قد عرف بها و وهو النار , والشيب لا يشتعل بزعمه , وهي عند أبي عبد الله البصري المعتزلي ومن تبعه مجاز , يقولون: إن لفظ اشتعل وضع في أصل اللغة للنار , فهو حقيقة في النار , مجاز في غيرها , وهو يدل على أن النار من غير قرينةٍ , ولا يدل على غيرها إلا بقرينة بزعمهم.
قلت: روى البخاري وغيره عن ابي هريرة , أن عبداً أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: مدعم , جاءه سهم غائر فقتله , فقال الناس: هنيئاً له الشهادة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بلى والذي نفسي بيده , إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً)) الحديث () , وقال البخاري في كتاب صلاة الخوف من ((صحيحه)) , باب: الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو , وقال أنس: حضرت عند مناهضة حصن تستر عند إضاءة الفجر , واشتد اشتعال القتال , فلم يقدروا على الصلاة , فلم نصل إلا بعد ارتفاع النهار , فصليناها ونحن مع أبي موسى ففتح لنا , قال أنس: وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها () ا هـ وقال ابن حجر في ((فتح الباري)): قوله: اشتعال القتال بالعين المهملة () , وروى الإمام أحمد
والطبري في ((تاريخه)) حديثاً في ذكر طاعون عمواس , وفيه: لما اشتعل الوجع , وفيه: إن هذا الوجع إذا وقع , فإنما يشتعل اشتعال النار , وإسناده لا يحتج به () ,
/// وقال الأزهري: قال أبو عبيد عن الأصمعي وأبي عمرو , قالا: الغارة المشتعلة المتفرقة , وقد أشعلت , إذا تفرقت , قال: ويقال أشعلت القربة والمزادة , إذا سال ماؤها , وقال: أشعل فلان إبله () , إذا عمها بالهناء , ولم يطل النقب من الجرب دون غيرها من بدن البعير الأجرب ,
/// ويقال: أشعلت جمعهم , أي فرقته , وقال أبو وجزة:
فعاد زمان بعد ذاك مفرق وأشغل ولي من نوى كل مشعل
قال: وأشعلت الطعنة , إذا خرج دمها , وأشعلت العين: كثر دمعها , وقال ابن السكيت: جاء جيش كالجراد المشعل , وهو الذي يخرج في كل وجه , وكتيبة مشعلة , إذا انتشرت , وأشعلت الطعنة , إذا خرج دمها متفرقاً , وجاء كالحريق المشعل: بفتح العين (). ا هـ , كذلك هو في ((تهذيب اللغة)): كتيبة مشعلة إذا انتشرت ,
/// وفي ((تهذيب الألفاظ)) باب: الكتائب , والشعواء المنتشرة يقال: كتيبة شعواء , وشجرة شعواء , والمشعلة المتفرقة , قال أبو كبير ووصف طعنة:
مستنة سنن الفلو مرشة تنفي التراب بقاحز معروف
يهدي السباع لها مرش جدية شعواء مشعلة كجر القرطف (). ا هـ
وكل ذلك يدل على أن اشتعل يعم النار وغيرها , ولا يخص النار وحدها , وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الشملة لتشتعل عليه ناراً)) حجة بينة على أن اشتعل ليس خاصاً بالنار , ولا معروفاً فيها وحدها , ولو كان خاصاً بها لكفى أن يقال: لتشتعل عليه , أو لتشتعل عليه اشتعالاً , ولم يحتج إلى أن يبين ذلك الاشتعال ما هو , وأنها تشتعل ناراً , وليس شيئاً غيرها ,والتأسيس أولى من التأكيد ...
واختلف النحاة لم نصب ((شيئاً)) في تلك الآية: فقال الأخفش في ((معاني القرآن)) , وقال: شيباً لأنه مصدر في المعنى , كأنه حين قال اشتعل قال: شاب فقال: شيباً على المصدر , وليس هو مثل تفقأت شحماً , وامتلأت ماءً , لأن ذلك ليس بمصدر. ا هـ () , ونقله عنه الطبري في ((تفسيره)) , ثم قال: وقال غيره نصب الشيب على التفسير , لأنه يقال اشتعل شيب رأسي , واشتعل رأسي شيباً , كما يقال تفقأت شحماً , وتفقأ شحمي (). ا هـ , وقال أبو اسحاق الزجاج في ((معاني القرآن وإعرابه)) , وشيباً منصوب على التمييز , المعنى اشتعل الرأس من الشيب , يقال للشيب إذا كثر جداً
قد اشتعل رأس فلان (). ا هـ , وذكر ابن النحاس في ((إعراب القرآن)) قول الأخفش , وقول أبي إسحاق , ثم قال: وقول الأخفش أولى لأنه مشتق من فعل والمصدر أولى به (). ا هـ , وقال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) ونصب شيئاً على التفسير , وإن شئت جعلته مصدراً وكذلك قال حذاق النحويين (). ا هـ , وقول الأخفش إنه مصدر , كأنه قال شاب شيباً , خطأ , ولو كان شاب شيباً , كما زعم لدل على أنه شاب شيباً ما أي شيب قل أو كثر , ولجاز أن يقال: شاب شيبا قليلاً أو كثيراً , وأن يسأل حينئذ: أكان شيبه قليلاً أم كثيراً؟
والصواب – إن شاء الله – أنه نصب على التمييز , كما قال أبو إسحاق الزجاج , وهو التفسير في اصطلاح بعض النحاة , فإن اشتعل عام يدل على أن شيئاً ما عم رأسه وتفرق في نواحيه , فاحتاج إلى ما يفسره ويميزه ويبين ما هو ذلك الشيء الذي عمه , فجاء شيباً ليبين أن الشيب هو الذي عم رأسه وتفرق في كل ناحية منه, والله أعلم.
وإذا كانت العرب يقولون اشتعل للنار وغيرها , فلا ندري بأي ذلك تكلموا أولاً , ولا سبيل إلى العلم به , ولا يذكر اشتعل في كلامهم إلا وفي كلام المتكلم أو أنبائه ما يبين ما أراد به , سواء أراد النار أم غيرها , فقولهم: إن اشتعل كان يعرف في النار دون غيرها , وإنه وضع في أصل اللغة للنار , فهو يدل عليها من غير قرينة , ولا يدل على غيرها إلا بقرينة , كله زعم باطل لا حجة له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 05:21]ـ
قول الله تعالى: ((واشتعل الرأس شيباً)) ().
وتلك الآية هي الثالثة من الآيات التي ذكرها ابن المعتز , والاستعارة فيها عنده هي أن كلمة اشتعل استعيرت لشيءٍ لم يعرف بها , وهو الشيب , من شيء قد عرف بها و وهو النار , والشيب لا يشتعل بزعمه , وهي عند أبي عبد الله البصري المعتزلي ومن تبعه مجاز , يقولون: إن لفظ اشتعل وضع في أصل اللغة للنار , فهو حقيقة في النار , مجاز في غيرها , وهو يدل على أن النار من غير قرينةٍ , ولا يدل على غيرها إلا بقرينة بزعمهم.
. [/ COLOR]
أوافقك على نقض هذا الاستشهاد.
ولكن ما قولك في بقية ما استشهد به؟
قال: (قال الله تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب.
وقال واخفض لهما جناح الذل من الرحمة.
وقال واشتعل الرأس شيباً.
وقال أو يأتيهم عذاب يوم عقيم.
وقال وآية لهم الليل نسلخ منه النهار.)
ومن عندي قوله تعالى: (وَلاَ تَتَّخِذُو?اْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا)
ملاحظة: أرجو الإجابة بالفصحى (أخاف منك يا شيخ إذا تكلمت بالعامية)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 08:59]ـ
حاضر يا مولانا بس واحدة .. واحدة ..
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 09:32]ـ
حاضر يا مولانا بس واحدة .. واحدة ..
سامحك الله يا شيخ (لقد خفت)
نبدأ من آخر مثال (وَلاَ تَتَّخِذُو?اْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا)
عبر عن الوقوع في الخطأ بزلة القدم
فهل تقول أن هذا اللفظ يطلق في لغة العرب على المعنيين بلا فرق (مجرد اشتراك) أم أن واحداً مأخوذ من الآخر لشبهه به؟
ـ[أبو عبد الله النجدي2]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 09:49]ـ
(جدارا يريد أن ينقض)
هل للجدار إرادة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 11:54]ـ
لا يا مولانا بل مثال مثال وكل وحده .. فعندي في كالذي في هذا المثال ((واشتعل الرأس .. )) من البيان ...
------------
حاضر يا أبا عبد الله ..
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
في الانتظار يا أبا فهر زادك الله زادك الله فراغاً وصحة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 11:49]ـ
إدعيلي يا مولانا أخوك مشغول لشوشته ...
مسابقة: ما معنى الشوشة (؟؟؟)
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 08:42]ـ
إدعيلي يا مولانا أخوك مشغول لشوشته ...
مسابقة: ما معنى الشوشة (؟؟؟)
سؤال جوابه سهل ولكن السؤال: وهل قولنا مشغول لشوشته مجاز أم حقيقة (؟؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2008, مساء 12:50]ـ
سؤالك خطأ =فليس هناك لفظ يسئل عنه هل هو مجاز أم حقيقة (؟؟)
بل السؤال الصحيح-إن كان يعرف للفظ شوشة أكثر من معنى-أي معاني لفظ شوشة أراد المتكلم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 05:33]ـ
في انتظار مناقشة الأمثلة الفارطة(/)
ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:41]ـ
المشاهدات اليومية لنا و كذا المستفادة من علم اللغة النفسي تؤكد على قضية جوهرية يمكن أن تضيف دليلاً قوياً لصحة التقسيم إلى حقيقة ومجاز. هذه القضية هي طريقة تعلم الأطفال للكلمات والعبارات اللغوية و إدراكهم لدلالاتها في المراحل الأولى من التعلم. مثلاً، عندما تقول لطفل، ولأول مرة: أنت أسد! فإنه يستغرب من ذلك وبرد متعجباً: أنا أسد؟! بل ربما أبى وقال: لا أنا عبد الله، أحمد، خالد ... الخ. ماذا يمكن أن تدلنا عليه هذه الظاهرة؟ إنها تدل على أن الطفل بالفطرة يدرك أن هناك معنى حقيقي (أو قل أساسياً ظاهرياً) للألفاظ لا ينبغي - من وجهة نظره – أن تحيد عنه. ولذلك يحتاج لوقت حتى ينمو وتنضج ملكته اللغوية لكي يكتشف أن الاقتصار على هذا المستوى الدلالي لا يكفي، بل هناك معان أخر تمت إليها بصلات ولكنها غير مباشرة. لهذا نجد الطفل يفتقر إلى مهارة الانتباه لما يسمى القرائن الصارفة للفظ عن معناه الأول أو الأصلي أو الظاهر .. سمه ما شئت، ولا يفطن لهذه المسألة إلا بعد معالجة اللغة ردحاً من الزمن والاحتكاك والتفاعل الاجتماعي مع من حوله. مرة أخرى: ماذا تحمل في طياتها هذه المشاهدات؟ وأقول: أولاً لا ينبغي أن يهمل التأمل فيها على الأقل فهذه الظاهرة جديرة بالدراسة والملاحظة. ثانياً: إنها تدل على أن الإنسان مفطور بشكل حيوي (بيولوجي) و نفساني على الإقرار بأصالة جانب واحد من المعاني المتعددة للفظ من الألفاظ وعدم أصالة المعاني الأخرى وإن كانت من معانيه.
============================== ==========
كذلك هناك دلالات أخرى لتراكيب لغوية لا يفهم الطفل (وأحياناً الكبير) معناها من ظاهرها، وهي الأمثال والحكم والرموز والألقاب التي يخلعها المجتمع على بعض الناس أو الأشياء، فإذا قيل مثلاً: "لكلّ جنبٍ مصرَعُ" (مجمع الأمثال، ص158)، يريدون به: لكل حي موت.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:46]ـ
هذا من أثر الخلط بين الألفاظ ومعانيها وبين سبق القلب والذهن إلى معنى معين ... ولهذه القضية باب مستقل سيأتي معنا ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:52]ـ
هذا من أثر الخلط بين الألفاظ ومعانيها وبين سبق القلب والذهن إلى معنى معين ... ولهذه القضية باب مستقل سيأتي معنا ...
جزاك الله خيرا على استجابتك اللطيفة.
ولكن هنا القضية: لماذا يسبق القلب والذهن إلى معنى معين دون غيره؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:53]ـ
لأمور نفسية ومجتمعية واعتقادية و ... و ...
واعتبر بآيات الصفات، وألفاظها ...
فسبق إلى ذهن الصحابة معنى ....
وسبق إلى ذهن الجهمية معنى ...
وسبق إلى ذهن المعتزلة معنى ...
وسبق إلى ذهن الأشاعرة معنى ...
وسبق إلى ذن شيخ الإسلام معنى ...
وهكذا ...
وليس لسبق الذهن قانون مستقل ..
ولو كنتُ واقفاً في الحقل وقال أبي هات الحمار =لسبق إلى ذهني معنى
ولو كنتُ واقفاً في ورشة النجارة وقال أبي هات الحمار=لسبق إلى ذهني معنى ...
فتأمل ....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:50]ـ
لأمور نفسية ومجتمعية واعتقادية و ... و ...
واعتبر بآيات الصفات، وألفاظها ...
فسبق إلى ذهن الصحابة معنى ....
وسبق إلى ذهن الجهمية معنى ...
وسبق إلى ذهن المعتزلة معنى ...
وسبق إلى ذهن الأشاعرة معنى ...
وسبق إلى ذن شيخ الإسلام معنى ...
وهكذا ...
وليس لسبق الذهن قانون مستقل ..
ولو كنتُ واقفاً في الحقل وقال أبي هات الحمار =لسبق إلى ذهني معنى
ولو كنتُ واقفاً في ورشة النجارة وقال أبي هات الحمار=لسبق إلى ذهني معنى ...
فتأمل ....
اشكرك على تجاوبك الطيب.
لاحظ أن الموضوع عن تفسير ظاهرة تتعلق بالإدراك الأولي عند "الأطفال"، لا عن فهوم الصحابة والطوائف.
ـ[توبة]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 02:21]ـ
كذلك هناك دلالات أخرى لتراكيب لغوية لا يفهم الطفل (وأحياناً الكبير) معناها من ظاهرها، وهي الأمثال والحكم والرموز والألقاب التي يخلعها المجتمع على بعض الناس أو الأشياء، فإذا قيل مثلاً: "لكلّ جنبٍ مصرَعُ" (مجمع الأمثال، ص158)، يريدون به: لكل حي موت.
جزاكم الله خيرا،يحضرني مثال هنا، أظنه يؤدي المعنى:
"أريه السها و يريني القمر! "
أم تراه يحتاج إلى قرينة لفهمه يا شيخ أبا فهر؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 06:59]ـ
اشكرك على تجاوبك الطيب.
لاحظ أن الموضوع عن تفسير ظاهرة تتعلق بالإدراك الأولي عند "الأطفال"، لا عن فهوم الصحابة والطوائف.
ليس في الظاهرة إلا أنه يسبق إلى ذهن الأطفال كذا وكذا ...
وكلامنا عن أن سبق الذهن ليس بشيء يعتمد عليه ولربما كان الذي يسبق إلى ذهن أطفال عرب الجاهلية غير هذا
(فكان ماذا)
وأي حجة يفيدها سبق الذهن بعد اضطرابه وعدم انضباطه كما أشرنا ...
بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:50]ـ
عندما تقول لطفل، ولأول مرة: أنت أسد! فإنه يستغرب من ذلك ويرد متعجباً: أنا أسد؟! بل ربما أبى وقال: لا أنا عبد الله، أحمد، خالد ... الخ. ماذا يمكن أن تدلنا عليه هذه الظاهرة؟ إنها تدل على أن الطفل بالفطرة يدرك أن هناك معنى حقيقي (أو قل أساسياً ظاهرياً) للألفاظ لا ينبغي - من وجهة نظره – أن تحيد عنه. ليس السبب هو الإدراك الفطري
وإنما قلّة المعارف عند الطّفل
فالذي يفهمه من اللغة هو ما تعلمه دون غيره
وبيان ذلك:
أن هذا الطفل في أوائل تعلمه للغة لا يقبل خبرا للجملة التي مبتدؤها (أنت) غير اسمه الذي يناديه به أبواه
فهذا الطفل الذي ذكرت أنه يستغرب إذا قلت له: أنت أسد
بل ربما أبى وقال: لا أنا عبد الله، أحمد، خالد ... الخ.
كما تفضلتم بذكره
لو لم يكن تعلّم بعدُ معنى الشجاعة
فقلت له: أنت شجاع
فبماذا سيجيب؟
بالجواب نفسه: لا أنا عبد الله، أحمد، خالد ... الخ.
فهل شجاع أيضا مجاز؟
وسآتيك بمثل طريف:
ابن أخي الصغير اسمه (عبد الرحمن) لكنهم ينادونه: عبده لأنه الوحيد في العائلة الذي يبدأ اسمه بـ (عبد) وكما هي عادة المصريين في (الدلع)
فلا يناديه أحد مطلقا بـ (عبد الرحمن)
ولا يعلم هو من اسمه غير (عبده)
ولأني قليل الزيارة لهم بسبب سكناي بعيدا عن بلد أخي
وعندما كنت هناك قريبا فناديته وأنا أداعبه (يا عبد الرحمن)
فقال لي: لأ أنا عبده
فهل ستعتبر أن (عبد الرحمن) أيضا مجاز والحقيقة (عبده)؟!
فإدخال ما يسبق إلى الذهن في مبحث المجاز خطأ وإن وقع فيه كثير من مثبتة المجاز
ولعل من طالع موضوعي:
ماذا لو عكسنا السؤال ... مَن أوّل مَن أنكر المجاز؟
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13307 (http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13307)
علم أنني لا أدافع عن منكري المجاز ولا عن مثبتيه أيضا ولكن أحاول دراسة الأمر دراسة علمية تاريخية
والله الموفق
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 09:28]ـ
جزاكم الله خيرا. والمثال مفترض في طفل تعلم كلمة "أسد" ويعرف ما هو "الأسد"، ولكن لم يتعلم بعد استعمالاً أكثر تعقيداً يمكنه من التعبير عن قيمة "الشجاعة" بواسطة كلمة " أسد"، ولذلك عندما قلت أنت: فالذي يفهمه من اللغة هو ما تعلمه دون غيره، نجد أنفسنا أمام سؤال آخر: لماذا إذاً يتعلم الطفل المستوى "الحقيقي" قبل المستوى "المجازي" أصلاً؟ وبمعنى آخر: لماذا نجد التربويين قاطبة، في كل اللغات، يعلمون الأطفال المعاني الحقيقية قبل المعاني المجازية للفظ من الألفاظ؟ تخيل ماذا سيحصل للطفل لو علموه أن "أسد" تعني "شجاع" في المراحل الأولى من تكوينه اللغوي، قبل أن يعلموه أنها تعني "ذلك الحيوان المفترس" وهكذا سائر الألفاظ: صخرة (قوي)، برق (سريع)، الخ، لو تعلم من محيطه أن المعنى الثاني - بين قوسين - هو الأصل فإن الحقائق ستصبح مشوهة عنده، وستختلط عنده المفاهيم على نحو فاحش، وتضطرب قدرته على الاتصال السليم والتعبير الصحيح عن الأشياء.
لا مناص من القول بأن اللفظ له معنى أصيل ومعان زائدة على هذا المعنى الأصيل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 09:44]ـ
جزاكم الله خيرا. والمثال مفترض في طفل تعلم كلمة "أسد" ويعرف ما هو "الأسد"، ولكن لم يتعلم بعد استعمالاً أكثر تعقيداً يمكنه من التعبير عن قيمة "الشجاعة" بواسطة كلمة " أسد"، ولذلك عندما قلت أنت: فالذي يفهمه من اللغة هو ما تعلمه دون غيره، نجد أنفسنا أمام سؤال آخر: لماذا إذاً يتعلم الطفل المستوى "الحقيقي" قبل المستوى "المجازي" أصلاً؟ وبمعنى آخر: لماذا نجد التربويين قاطبة، في كل اللغات، يعلمون الأطفال المعاني الحقيقية قبل المعاني المجازية للفظ من الألفاظ؟ تخيل ماذا سيحصل للطفل لو علموه أن "أسد" تعني "شجاع" في المراحل الأولى من تكوينه اللغوي، قبل أن يعلموه أنها تعني "ذلك الحيوان المفترس" وهكذا سائر الألفاظ: صخرة (قوي)، برق (سريع)، الخ، لو تعلم من محيطه أن المعنى الثاني - بين قوسين - هو الأصل فإن الحقائق ستصبح مشوهة عنده، وستختلط عنده المفاهيم على نحو فاحش، وتضطرب قدرته على الاتصال السليم والتعبير الصحيح عن الأشياء.
لا مناص من القول بأن اللفظ له معنى أصيل ومعان زائدة على هذا المعنى الأصيل.
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
راقني كلامكم هذا (ربما لأنه صادر من متخصص)
ولكن عندي إشكال أرجو الجواب عنه، وهو أن كثيرا من الألفاظ التي أطبق أهل المجاز على أنها مجاز ومع ذلك تعلم للأطفال في المراتب الأولى.
وكذلك فهناك كثير من الألفاظ التي أطبق أهل المجاز على أنها حقيقة ومع ذلك لا تعلم إلا في مرتبة متأخرة.
وكذلك إشكال آخر، وهو أن كلامكم ينطبق على (المشترك) أيضا، فيلزمكم إنكار القول بالاشتراك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 09:57]ـ
جزاكم الله خيرا. والمثال مفترض في طفل تعلم كلمة "أسد" ويعرف ما هو "الأسد"، ولكن لم يتعلم بعد استعمالاً أكثر تعقيداً يمكنه من التعبير عن قيمة "الشجاعة" بواسطة كلمة " أسد"، ولذلك عندما قلت أنت: فالذي يفهمه من اللغة هو ما تعلمه دون غيره، نجد أنفسنا أمام سؤال آخر: لماذا إذاً يتعلم الطفل المستوى "الحقيقي" قبل المستوى "المجازي" أصلاً؟ وبمعنى آخر: لماذا نجد التربويين قاطبة، في كل اللغات، يعلمون الأطفال المعاني الحقيقية قبل المعاني المجازية للفظ من الألفاظ؟ تخيل ماذا سيحصل للطفل لو علموه أن "أسد" تعني "شجاع" في المراحل الأولى من تكوينه اللغوي، قبل أن يعلموه أنها تعني "ذلك الحيوان المفترس" وهكذا سائر الألفاظ: صخرة (قوي)، برق (سريع)، الخ، لو تعلم من محيطه أن المعنى الثاني - بين قوسين - هو الأصل فإن الحقائق ستصبح مشوهة عنده، وستختلط عنده المفاهيم على نحو فاحش، وتضطرب قدرته على الاتصال السليم والتعبير الصحيح عن الأشياء.
لا مناص من القول بأن اللفظ له معنى أصيل ومعان زائدة على هذا المعنى الأصيل.
وفقك الله يا مولانا
إن اللفظ الواحد لا يتعلم منه الطفل غالبا إلا معنى واحد قد يكون عند أهل المجاز هو الحقيقي وأحيانا المجازي كما ذكر الشيخ أبو مالك ويرجع ذلك إلى ثقافة مَن يُعلّمه لا إلى أصالة المعنى
وأما باقى المعاني فيكتسبها إما بالنظر أو القياس أو التعلّم الذاتي أو البيئي أو الأكاديمي أو غير ذلك
فالطفل الذي يُعلّم في مرحلة من مراحل عمره أن لفظ (الأسد) يطلق على ذلك الحيوان المفترس لا يتصوّر أنه سيُعلّم في مرحلة أخرى أن هذا اللفظ (الأسد) يطلق أيضا على الرجل الشجاع سواء سمّيناه حقيقة أو مجازا، بل أظنه لن يحتاج إلى ذلك أبدا لأنه سيستخدم ذلك بنفسه بغير تعليم لأن الله سبحانه وتعالى {علّمه البيان}
والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 10:22]ـ
فالطفل الذي يُعلّم في مرحلة من مراحل عمره أن لفظ (الأسد) يطلق على ذلك الحيوان المفترس لا يتصوّر أنه سيُعلّم في مرحلة أخرى أن هذا اللفظ (الأسد) يطلق أيضا على الرجل الشجاع سواء سمّيناه حقيقة أو مجازا، بل أظنه لن يحتاج إلى ذلك أبدا لأنه سيستخدم ذلك بنفسه بغير تعليم لأن الله سبحانه وتعالى {علّمه البيان}
والله الموفق
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
هذا الكلام يفتح لنا بابا جديدا من وجوه التأمل في المسألة، فماذا لو قال قائل: إن المعاني الحقيقية هي التي تفتقر إلى التعلم ولا يمكن أن يعرفها الإنسان وحده، أما المعاني المجازية فليست كذلك، فإطلاق لفظة (أ س د) على الحيوان لا يمكن أن يعرف بالعقل، بخلاف إطلاق (أسد) على الرجل الشجاع فإن ذلك ممكن.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 10:38]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
هذا الكلام يفتح لنا بابا جديدا من وجوه التأمل في المسألة، فماذا لو قال قائل: إن المعاني الحقيقية هي التي تفتقر إلى التعلم ولا يمكن أن يعرفها الإنسان وحده، أما المعاني المجازية فليست كذلك، فإطلاق لفظة (أ س د) على الحيوان لا يمكن أن يعرف بالعقل، بخلاف إطلاق (أسد) على الرجل الشجاع فإن ذلك ممكن. وفقك الله
ويدخل في ذلك الألفاظ الاصطلاحية
فمثلا قد اصطلحوا على تسمية تلك الآلة المعينة (صاروخا) والأخرى (كمبيوتر)
فيأتي دور العقل حيث يرى أخص خصائص الأولى السرعة الحسية وأخص خصائص الثانية السرعة الحسابية
فيستعير للرجل السريع الجري لفظ (صاروخ) دون (كمبيوتر)
ويستعير للرجل السريع الحساب لفظ (كمبيوتر) دون (صاروخ)
ومثل هذه القياسات العقلية يتفق عليها عقلاء البشر دون حاجة إلى اصطلاح أو توقيف
ولعله يكون في ذلك إجابة على سؤالكم يا شيخنا الفاضل:
استقراء في المجاز ... لماذا لا يطلق الأسد على الجبان؟ ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13065)
فإطلاق الأسد على الشجاع والحمار على البليد لا يفتقر إلى توقيف ولا اصطلاح ولا عرف ولا تعليم بخلاف إطلاق الأسد على ذلك السبع وإطلاق الحمار على تلك البهيمة
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 02:13]ـ
فإطلاق لفظة (أ س د) على الحيوان لا يمكن أن يعرف بالعقل، بخلاف إطلاق (أسد) على الرجل الشجاع فإن ذلك ممكن.
وفقكم الله.
استفسار: هل يمكن أن يعرف العقل معنًى لوصف الرجل الشجاع بالأسد من غير قياس؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 09:07]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
لا أعرف ماذا تقصد، فأرجو توضيح سؤالك.
ولكن إطلاق الأسد على الشجاع عند القائلين بالمجاز استعارة، من باب المبالغة في التشبيه، كأنك قلت: هو كالأسد ثم أزلت كاف التشبيه للمبالغة.
والتشبيه يقتضي وجود وجه للشبه بين المشبه والمشبه به، وينبغي أن يكون وجه الشبه من أعلى خصائص المشبه والمشبه به، فلا يصح أن أشبه الإنسان بالزرافة مثلا بوجه شبه خفي مثل وجود سبع فقرات في العنق!!
فإن كنت تقصد بالقياس ملاحظة وجه الشبه بينهما، فهذا صحيح عند القائلين بالمجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 07:52]ـ
أحسن الله إليك.
قصدي هو ما فهمتَه.
ولكن ما هو مذهب نفاة المجاز في هذا؟ وكيف حكمتَ على إمكان إطلاق لفظة (أسد) على الرجل الشجاع عقلاً وامتناع ذلك الإطلاق على الحيوان ابتداءا؟ ألا يدل ذلك على أن للفظ معنًى أصلاً، وآخر مجازاً؟
ثم هنا سؤال: لمَ لمْ تطلق العرب على الرجل الشجاع لفظ (ح م ا ر) -مثلاً- بدلاً عن (أسد)؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 08:08]ـ
أما مذهب نفاة المجاز في هذا فهو أنه من باب الوضع التالي، ولا يمتنع أن يضع الناس ألفاظا لما يستجد من المعاني بحسب الحاجة، ولكنهم يفرقون بين ما يضعه الناس وما يضعه العرب بأن ما يضعه الناس قد علم أنه من الوضع التالي، بخلاف كلام العرب فلم يعرف متى وضع.
هذا هو الرد المعروف، أما أنا فعندي رد آخر، وهو أننا لو افترضنا أن الأسد بمعنى الشجاع مجاز من الأسد الذي هو الحيوان، فقد اتفق أصحاب المجاز أن المجاز قد يشتهر حتى يشتق منه مجاز آخر، ومن المجاز الآخر مجاز ثالث وهكذا، فإذا كان الأمر كذلك فما المانع أن يكون الأصل المزعوم أنه حقيقة أيضا مجازا لحقيقة أخرى سابقة؟
فإذا كان الأمر كذلك أمكن أن يكون الكلام كله مجازًا ويبطل التقسيم؛ لأنه يصير نوعا واحدا، ولا فرق حينئذ بين أن تسميه مجازا أو تسميه حقيقة.
وأما (حكمي على إمكان إطلاق الأسد على الشجاع عقلا وامتناع ذلك في الأسد) فهو مبني على الاستقراء والمشاهدة،
فأنت إذا رأيت الأسد (الحيوان) من غير أن تعرف اسمه من قبل لا تستطيع أن تعرف أن اسمه (أسد)، وهذا عام في المحسوسات (الذئب) (الثعلب) (الكلب) (الحمار) .... (الشمس) (القمر) (الأرض) (السماء) .... (الفأس) (الرأس) (القدم) .... إلخ.
أما إذا رأيت رجلا شجاعا ولم تكن تعرف أن العرب يطلقون على الشجاع اسم (أسد) فبإمكانك عقلا أن تطلق عليه أنه (أسد) من باب المبالغة في التشبيه؛ كما تقول: (فلان صاروخ) أي سريع جدا، و (الطعام عسل) أي لذيذ، و (السرير زبدة) أي لين جدا، و (دماغه حجر) أي شديد التعصب لرأيه، والناس في استعمالاتهم يفعلون ذلك كثيرا، فإنكار ذلك جحد للضرورة.
وأما: لم لم تطلق العرب على الشجاع (حمار)، فقد ذكرتُ هذا السؤال هنا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13065
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:24]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
راقني كلامكم هذا (ربما لأنه صادر من متخصص)
ولكن عندي إشكال أرجو الجواب عنه، وهو أن كثيرا من الألفاظ التي أطبق أهل المجاز على أنها مجاز ومع ذلك تعلم للأطفال في المراتب الأولى.
وكذلك فهناك كثير من الألفاظ التي أطبق أهل المجاز على أنها حقيقة ومع ذلك لا تعلم إلا في مرتبة متأخرة.
وكذلك إشكال آخر، وهو أن كلامكم ينطبق على (المشترك) أيضا، فيلزمكم إنكار القول بالاشتراك.
جزاك الله خيرا وأحسن إليك. وما ذكرته من أن هناك ألفاظ مجازية تعلم للأطفال في المراحل الأولى صحيح ولكن قد يحصل هذا في المحيط اليومي بعيداً عن المنهج التربوي المقنن للمؤسسات التعليمية، بل حتى في المحيط اليومي عندما نتحدث عن طفل في السنة الثالثة من عمره نادراً جداً حتى لا يكاد يوجد من يعلمه المجاز قبل الحقيقة. وهذه حجة قاصمة لمنكري المجاز لأن انكارهم - كما أشرت أنت في مشاركة سابقة - للمجاز يعني أن اللفظ حقيقي في كل ما دل عليه، وبناء على ذلك لا إشكال أن نبدأ في تعليم الطفل بأي معنى شئنا، لأن الكل متساو في الحقيقة والأحقية. وهذا سيخلق مشكلة كبيرة لو حصل. ولذلك لوجئت أي مكتبة وأردت شراء كتاب يتعلم فيه الطفل الكلمات الأولى في السلم التعليمي لوجدت أنها كلها تعلم المعنى الحقيقي للفظة. ولكن ينبغي التنبه لأمر قد يقع فيه الخلط وهو ضرورة التفريق بين المعنى "المجازي" والمعنى "المجرد"، فعندما نقول "أسد" نريد به الشجاعة، ونقول "بطل" أو "حبيبي" نريد بها ما نريد (!!)، فإنا نكون استعملنا في الأول "المحسوس" للدلالة على قيمة مجردة عي الشجاعة، وفي الثاني نكون قد استعملنا "غير المحسوس" للدلالة على "المجرد". ماذا نقصد بهذا؟ الجواب: نريد أن نقرر أن المجاز لا يلزم أن يكون مجرداً على الدوام (شجاعة مثلاً)، فلا تلازم، ولذلك قد يكون المعنى الحقيقي محسوساً ويعبر به
(يُتْبَعُ)
(/)
مجازاً عن معنى محسوس آخر، "غائط":
وكم من غائط من دون سلمى = = قليل الأنس ليس به كتيع
أما ماذكرته من أن بعض المعاني الحقيقية لا تُعلّم إلا في وقت متأخر فهذا في نظري راجع لصعوبه التركيب الصرفي والصوتي لأنها تكون مستعصية على جهاز النطق عند الأطفال في المراحل الأولى من التعلم، وتارة تكون بسبب عدم الحاجة إليها في هذا الوقت المبكر، مثل كلمة "هودج"، في وقتنا لا يحتاج إليها بعض الكبار فضلاً عن الأطفال. أما المعاني الحقيقية فهي آصل شيء وأقربه لذهن الطفل المتلقي، وهو أمر مجمع عليه كظاهرة لغوية، لأن الطفل يعيش في سياق معين ويترعرع فيه، فلو تعلم ما لا يُعلم إلا بقرينة قبل أن يتعلم ما يعلم بدونها، أي يُعلم بمجرد التلفظ بالكلمة، كما يسمونه "المنطوق"، أقول لو حصل ذلك لحصل فساد كبير. ولأننا ذكرنا "المنطوق" سنذكر "المفهوم"، فهو ما لايفهم من خلال النطق وحده وإنما يحتاج إلى قرائن وصوارف، أياً كانت، لإدراكه، ويمكننا اعتبار هذا إطار عام يدخل فيه المجاز بهذا الاعتبار.
أما الاشتراك، فهو كما تعلم دلالة اللفظ على معنيين فأكثر على السواء، أي حقيقة، ومثاله المشتهر في كتب اللغة كلمة "عين"، فهي حقيقة في كل ما دلت عليه مما ذكره أهل اللغة كأمثلة، وهذه ليست مشكلة، أي تعدد المدلولات مع اتحاد الدال، هذه ظاهرة موجودة في كل لغة (في الانجليزية مثلاً تعرف بـ homophone) ، وفي الحقيقة هذا يفتح لنا باباً آخر للسؤال: لو لم يكن هناك "حقيقة" و "مجاز" لكان لنا أن نقول أن الأصل في كل كلمة دلالة "الاشتراك"! فتكون كلمة "أسد" لفظ مشترك بين معانٍ كثيرة [1]، فهل يُقبل هذا في العُرف اللغوي؟ بل هذا يمس الجانب العقلي فهل يجوز عقلاً؟ وهل كان هذا هو ما أدركه العرب القدماء وكان عليه عرفهم الخطابي؟
============================== =============
[1] فيصير أسد مثلاً لفظ "مشترك" يدل على: الحيوان، والشجاعة، وهلم جراً. أي ينطبق تمام الانطباق على كل معنى ويقتضيه مباشرة. فهل يُعقل هذا؟ ثم اعلم أن "الشجاعة" أيضاً لفظ لوحده، مستقل بمفهومه ودلالته الخاصة وكينونته اللغوية، أي أن له كيانه وقوامه الخاص، فكيف يصير مجرد معنى من ضمن معان للفظ يدل عليها جميعاً بالتساوي؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:43]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
كلامكم هنا منطبق على المجاز والحقيقة إذا كانت الحقيقة أشهر أو كانا قريبًا من السواء، كما أنه ينطبق على مجاز الإفراد فقط دون مجاز التركيب.
فلا ينطبق على المجاز المشهور والحقيقة المهجورة، مثل (دابة) في ذوات الأربع، و (قام) و (قعد) عند ابن جني مثلا، بل إن (لا إله إلا الله) عندهم مجاز أيضا لأنه عموم مخصوص!! والتوكيد أيضا عند بعضهم مجاز.
فينبغي أن تكون النتيجة الصحيحة المبنية على المقدمات التي تفضلت بذكرها هي تعليم الألفاظ المشهورة في الاستعمال قبل المهجورة، أو الألفاظ المحتاج إليها أكثر في الاستعمال قبل غيرها، أو الألفاظ ذات الدلالة السهلة الفهم قبل الألفاظ ذات الدلالة المعقدة الفهم، وكل هذا لا ينطبق على الحقيقة والمجاز في الاصطلاح.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 11:58]ـ
فينبغي أن تكون النتيجة الصحيحة المبنية على المقدمات التي تفضلت بذكرها هي تعليم الألفاظ المشهورة في الاستعمال قبل المهجورة، أو الألفاظ المحتاج إليها أكثر في الاستعمال قبل غيرها، أو الألفاظ ذات الدلالة السهلة الفهم قبل الألفاظ ذات الدلالة المعقدة الفهم، وكل هذا لا ينطبق على الحقيقة والمجاز في الاصطلاح.
ما ذكرت صحيح في الجملة، ولا يعني هذا عدم تعلق ما ذكرت أو عدم تأثيره في باب الحقيقة والمجاز. ولكن لنقف عند قولك (الألفاظ ذات الدلالة السهلة الفهم قبل الألفاظ ذات الدلالة المعقدة الفهم)، فإننا سنحتاج إليه في فهم طبيعة العلاقة بين "الحقيقة" و "المجاز"، وهو أن المعنى "الحقيقي" ألصق باللفظ من المعنى "المجازي" - في العرف اللغوي لكل لغة في العالم - وما كان ألصق وأقرب كان أسبق للذهن وأسهل للفهم لأن العقل لا يحتاج أكثر من التلفظ بهذه الكلمة أو تلك لمعرفة ما تدل عليه. الدلالة المعقدة الفهم قد تكون راجعة لكونها مجازية تارة وتارة لكونها مجردة وتعبر عن مفهوم عميق يصعب إدراكه للرجل العادي، مثل كلمة "دوران" أو "تسلسل"، فهذه قد لا يجيد فهمها كل أحد لأنه تنطوي على مفهوم يحتاج إلى شرح وبيان، وربما لأن جزء من معناها منبثق من اصطلاح خاص. بخلاف "شجاعة" رغم كونها مجردة إلا أنها سهلة الفهم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:09]ـ
يبدو أنك ستشجعنا يا شيخنا الفاضل أن نطلب منكم دروسا في تخصصكم (اللغويات) على صفحات الألوكة (ابتسامة)
فمتى سنرى هذا؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:19]ـ
لن نعدم من يثير عالم الأفكار الجميلة أمثالكم، ومتى كان النقاش غرضه الحق والفائدة كما لمست منكم جلياً، كان هذا أدعى للاستمرار في خدمة الجميع بما نستطيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 12:27]ـ
فائدة:
تفريق مؤثر يراه القرافي رحمه الله
قال القرافي - رحمه الله -: ((وقولي في الكتاب: الحقيقة استعمال اللفظ في موضوعه، صوابه: اللفظة المستعملة أو اللفظ المستعمل، وفرق بين اللفظ المستعمل وبين استعمال اللفظ، فالحق أنها موضوعة للفظ المستعمل لا لنفس استعمال اللفظ، فالمقضي عليه بأنه حقيقة أو مجاز هو اللفظ الموصوف بالاستعمال المخصوص لا نفس الاستعمال)).
تنقيح الفصول، ص41.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 02:57]ـ
الحمد لله
هلا ذكرنا أحد الافاضل بقصة مالك و الشافعي بخصوص حديث واما فلان فلا يضع العصا عن عاتقه ... فقد تفيد في الموضوع ان صحت وعذرا لست في بيتي الان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - May-2008, صباحاً 10:43]ـ
جزاكم الله خيرا. والمثال مفترض في طفل تعلم كلمة "أسد" ويعرف ما هو "الأسد"، ولكن لم يتعلم بعد استعمالاً أكثر تعقيداً يمكنه من التعبير عن قيمة "الشجاعة" بواسطة كلمة " أسد"، ولذلك عندما قلت أنت: فالذي يفهمه من اللغة هو ما تعلمه دون غيره، نجد أنفسنا أمام سؤال آخر: لماذا إذاً يتعلم الطفل المستوى "الحقيقي" قبل المستوى "المجازي" أصلاً؟ وبمعنى آخر: لماذا نجد التربويين قاطبة، في كل اللغات، يعلمون الأطفال المعاني الحقيقية قبل المعاني المجازية للفظ من الألفاظ؟ تخيل ماذا سيحصل للطفل لو علموه أن "أسد" تعني "شجاع" في المراحل الأولى من تكوينه اللغوي، قبل أن يعلموه أنها تعني "ذلك الحيوان المفترس" وهكذا سائر الألفاظ: صخرة (قوي)، برق (سريع)، الخ، لو تعلم من محيطه أن المعنى الثاني - بين قوسين - هو الأصل فإن الحقائق ستصبح مشوهة عنده، وستختلط عنده المفاهيم على نحو فاحش، وتضطرب قدرته على الاتصال السليم والتعبير الصحيح عن الأشياء.
لا مناص من القول بأن اللفظ له معنى أصيل ومعان زائدة على هذا المعنى الأصيل.
تتميماً لهذا الذي ذكرته، يقول بن الوزير اليماني رحمه الله:
((اعلم أن اللغات بأسرها ما وضعت إلا لبيان المقاصد وإيضاحها وأن المجاز لو صح على الإطلاق من غير شرط ولا دليل عليه لبطلت الفوائد الماخوذة من القرآن والسنة، بل لبطل فهم بعضنا من بعض، وإذا أردت أن تعلم أن الأمر في ذلك غير ملتبس لولا الأهواء والعصبيات فانظر إلى أشعار الفصحاء وخطب البلغاء كيف يبين فيها المجاز من الحقيقة من غير لبس، فكيف يقع اللبس الشديد في كلام المعصوم من التلبيس على المخلوقين المبعوث رحمة للعالمين ? بل في كلام الله جل جلاله الذي جعله شفاء لما في الصدور ونورا لا يطفأ إذا طفئ كل نور، فقد وصفه الله أصدق الواصفين بما يجزي الصادين عنه والمتشككين من الأحكام والفصل والفرقان والنور والهدى والتبيين والعقل يدرك هذا لو لم يرد منصوصا في القرآن المبين. فإذا عرفت هذا فاعلم أن شرط الحسن في المجاز أن يكون معلوما عند السامعين غير ملتبس بمقاصد المتخاطبين، ألا ترى أنه لا يلتبس المجاز في قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} ولا الحقيقة في قوله تعالى: {ولا طائر يطير بجناحيه} وقوله تعالى: {أولي أجنحة} وكذلك لا تخفى عليك في قوله تعالى: {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} وعدم التجوز في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وكذلك لا يخفى التجوز في قوله {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} ولا الحقيقة في قوله {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} أو أمثال ذلك مما لا حاجة إلى استقصائه من غير تعلم لعلوم المعاني والبيان ولا تقليد لعلماء هذا الشأن، بل لبقاء سامع هذه النصوص على الفطرة، وعدم ثبوت الفهم السليم بما يعمي عن البصيرة ويورث الحيرة، فهذا الأصل هو المعتمد عليه الجملي، ولذلك يفرق العامة بين قولك زيد أسد وبين قولك من غير قرينة: إن الأسد عدا على الناس ومتى قال القائل: دخلت على الملك ورأيت البلاد في يده لم يشك من لم يسمع بعلم المعاني أنه مجاز ومتى قال: دخلت على الملك فرأيت كتابا في يده أو سيفا أو خاتما لم يشك المبرز في علم المعاني أنه عنى الحقيقة)).
ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان، 189 - 190.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 12:11]ـ
قال ابن نجيم في الأشباه - في تعارض العرف مع الشرع - ((فإذا تعارضا قدم عرف الاستعمال [1] خصوصا في الأيمان، فإذا حلف لا يجلس على الفراش أو على البساط أو لا يستضيء بالسراج لم يحنث بجلوسه على الأرض، ولا بالاستضاءة بالشمس، وإن سماها الله تعالى فراشا وبساطا وسمى الشمس سراجا)).
ص97، مكتبة الباز.
= = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] عرف الاستعمال هو هو المجاز من حيث الوظيفة اللغوية.(/)
السر في جراءة بعض العلماء دون بعض
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:13]ـ
من المفارقات العجيبة .. أنك تجد عالمين .. كلاهما حصّل ذات العلم ..
ثم يكون أحدهما جريئا في الحق .. وبه يعرف .. فإذا ذكر اسمه كان من أخص شمائله أنه لا يخاف في الله لومة لائم ..
ولمّا ذكر الله تعالى صفة الأبدال قال:"فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم"
وحين يتسبدل الله قوما بقوم .. ثم يذكر خلالهم .. فعضّ على تفقه معانيها ..
ذلك أنها على وجازتها مشتملة على خلاصة السؤدد في الدنيا والمجد في الآخرة
-أما علاقة المحبة التبادلية .. فهي وصف عام يكفي العاقل لو تأمله .. لكن الرب الجليل سبحانه فسر سر هذه العلاقة .. فذكر أربع صفات:-
أول-أذلة على المؤمنين .. وهذا التواضع و عقيدة الولاء
ثانيا-أعزة على الكافرين .. وهذا الاستعلاء الإيماني وعقيدة البراء
وهي من أعمال القلوب
ثالثا-يجاهدون في سبيل الله .. وهذا يصدّق ما سبق .. وبقدر انتفائه يكذّبه .. ويدخل فيه الجهاد بالمقدور عليه كل حسب موقعه
رابعا-ولا يخافون لومة لائم .. أي لأنه قد يوجد من يتصف بما سبق ابتداءا .. لكنه ما يلبث أن يرجع القهقرى مع ملامات اللائمين .. فمنهم من يتراجع مع ملامة الناس .. فهذا شيخ شعب
ومنهم من يتراجع مع ملامة سلطان .. فهذا شيخ سلطان ..
ومنهم من لا تزيده معتبة المتربصين ومحاربتهم إياه إلا رسوخا .. فهو ضارب بجذور توحيده في الأعماق .. لا تهزه العواصف .. ولا تفت في عضده الخطوب والزلازل فهذا العالم الرباني
ولهذا قال تعالى في صفة الصحابة "الذين استجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح"
لكن كل هذه الصفات .. لا تكون بهذه المثابة الوتيدة في قلب صاحبها إلا باليقين
فإنك ما استحضرت عظمة الله تعالى ومراقبته كأنك تراه .. إلا كان ذلك حافزا عجيبا للثبات حتى الممات .. وبهذا يدرك السر عند علمائنا الأفذاذ .. أي كيف جابهوا المخوف بنفس مسكونة بالسكينة .. محلقة في فضاء التوحيد .. راضية بربها وقضائها .. فتراها على العهد أبدا .. وكأنها تنظر للغيب كله من ستر خفيّ
إنه اليقين .. وتأمل قول الله إن شئت:"وجعلنا منهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"
وتصور ذلك يسير جدا .. فهب أن هناك آلة تصوير تراقب حركاتك .. وسكناتك ..
ومن ثم ستعرض على لجنة متخصصة للحكم فيك!
هذا والمراقب مصنوع من طين مثلك ..
فتأمل كيف يرقى ثبات هؤلاء الرجال العظماء .. حين يستشعرون ذلك بعين البصيرة .. مراقبة الرب الجليل عز وجل
أي كما في حديث جبريل سواء"أن تعبد الله كأنك تراه " فإن لم تكن بهذا القدر الرفيع فلا أقل من أن تستشعر في وجدانك الحي أنه يراك ..
ولهذا لما سئل الشيخ الخضير عن الشيخ العلوان في مجلس خاص قال: هذا إمام أهل الحديث في هذا الزمان .. ذلك أنه أوتي جراءة في الحق .. وهذا شرط الإمامة!
وقد أنصف الشيخُ الشيخَ
بقي أن يقال .. كيف يصار إلى غرس شجرة اليقين وتعاهدها بالرباية حتى تغدو باسقة عالية .. ذات أفنان ظلالها وارفة .. تمتد مع الأفق .. حتى إذا ما ماتت .. ماتت واقفة!
هذا ما سأحاول الجواب عليه بإذن الله تعالى
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:34]ـ
مقال لامع شيخنا أبو القاسم , وإذا سمحت بهذه المشاركة: ألا تظن أن المزاج والنفسية يلعب دورا حاسما في هذا المجال ...
ودمت في أحسن حال
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:49]ـ
لست بشيخ أصلحك الله .. وشكر الله لك القراءة والتعقيب بالدعاء الكريم .. ولكم بمثل يا حبيب
أما المزاج .. فهو يؤثر حتى على الفتيا ..
لكني أتحدث عن منهج وخط عام ..
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح"قل آمنت بالله ثم استقم"
ومعنى الاستقامة .. لزوم جملة المثل التي يرتضيها الله تعالى بقدر الاستطاعة دون الحيدة عنها بما يخل بها ..
والله أعلم(/)
شرح صوتي للعلامة: حسن الكتاني على المرشد المعين
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:52]ـ
السلام عليكم
حمل شرح صوتي لمنظومة المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للعلامة الداعية المصلح: حسن الكتاني عجل الله فرجه ... ولا تنسوا أن تشكروا أخاه الشيخ حمزة الكتاني فإنه هو الذي رفع هذا الشرح:
http://www.esnips.com/ ... /bnu-aashir
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:55]ـ
لا أدري لماذا كلما كتبت الرابط انقلبت كلمة (ويب) إلى ثلاث نجمات!!!!!!!!!!!!!!!
فالرجاء استبدال النجمات بكلمة (ويب) باللاتيني قبل الضغط على الرابط(/)
بشرى: المحدّث السعد ودرسٌ جديد في عمدة الأحكام 16/ 3
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 03:51]ـ
الحمد لله , وبعد:
فأزف لكم هذه البشرى الطيبة وهي بدء شيخنا المحدّث أبي عبدالرحمن عبدالله بن عبدالرحمن السعد - حفظه الله- بشرح كتاب عمدة الأحكام للمقدسي - رحمه الله -
عصر كل يوم أحد بالمسجد المجاور لمنزله بحي الروضة.
- مسجد علي بن المديني -
وقد بدأ الشيخ وفقه الله بمحاضرة عن العلم قبل أسبوعين , ثم تحدث في الأسبوع الماضي عن المؤلف الشيخ عبدالغني المقدسي - رحمه الله -.
ويشرع في الأحد القادم - بحول الله - بشرح الكتاب من أوله.
وعلى حد علمي ,فإن تسجيلات العصر تسجل الدروس , إلا أنه لا يوجد حتى الآن بث مباشر أو حتى تسجيل لهذا الدرس المبارك يعرض على النت , ولعل أحد الإخوة ممن له دراية بالتسجيل والتحميل والتنزيل يحتسب ويسجل الدرس ويعرضه للإخوة.
اسأل الله يحفظ الشيخ عبدالله ويحرسه , وأن يبارك له في علمه ووقته وماله وأهله وولده , وأن يصلح له شأنه , وييسر له فسحاً عاماً لدروسه ومحاضراته , كما اسأله أن يجزي خيراً من تسبب في إقامة هذا الدرس.
والحمد لله أولا وآخرًا.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 07:49]ـ
جزاك الله خيرا .. والله يحفظ الشيخ
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 11:15]ـ
جزاكم الله خير ا ايها المبشر ,, رفع الله قدرك وبشرت بما يسرك ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 12:55]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيرًا،وبارَكَ فِيكُم.
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 10:25]ـ
للتذكير غداً الشروع.
ـ[عبد فقير]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 03:17]ـ
بارك الله فى الشيخ عبد الله السعد
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 02:29]ـ
للفائدة ,
لم يبدأ في الدرس الماضي في شرح الكتاب , بل تحدث عن الشيخ المؤلف المقدسي -رحمه الله -
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 02:31]ـ
ما زال شيخنا -حفظه الله - يبحر في المقدمات وقد تكلم في الأسبوع الماضي عن أقسام التصانيف الحديثية.
وأظنه اليوم يشرع في كتاب الطهارة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 11:07]ـ
هلا رفعت لنا الدروس رفع الله قدرك ,,(/)
تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 07:10]ـ
... تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى صحبه وآله أجمعين,
أما بعد فإن أكبر نعمة وأعظم منة, منَّ الله بها على عباده أن بعث فيهم رسلاً مبشرين بجنات النعيم , ومنذرين من عذاب الجحيم, آمرين بإخلاص العبادة لله رب العالمين, قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وأعظم هؤلاء الرسل قدراً, و أبلغهم أثرا ,وأعلاهم منزلة وأرفعهم مكانة, وأعمهم رسالة , هو خاتم النبيين و سيد المرسلين ,وخليل رب العالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم بعثه الله بعد وقوع الناس في الضلالة والفجور والردى , وانتشار الخرافات والبدع واستحكام الهوى ,ففتح به قلوباً غلفاً, وأعيناً عمياً , وأذان صماً, وهدى به بعد الضلالة, وألف به بعد الفرقة ,وأغنى به بعد العيلة كما قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله يقول: ((إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجلٍ استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها ,فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها
فأنا أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها) وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدحه عليه الصلاة والسلام
أغر عليه في النبوة خاتم * من الله ميمون يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه* إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله* فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أنا أتانا بعد يأس وفترة* من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا* ولاح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة* وعلمنا الإسلام فلله نحمد
ولقد ترك النبي صلى الله عليه وسلام أمته على البيضاء الواضحة
كما روى الإمام أحمد وابن ماجه عن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تركتم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) وعند الإمام أحمد الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه قال (لقد تركنا صلى الله عليه وسلم، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً)
وحثنا عليه الصلاة والسلام على التمسك بسنته ,ونهانا عن الابتداع في الدين, فقال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة) رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر –رضي الله عنه –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد, وشر الأمور محدثاتها))
زاد النسائي ((وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) واستجابة لهذا الأمر النبوي فقد تمسك الصحابة بالسنة وابتعدوا عن البدعة, وأمروا الناس بذلك فقد روى ابن وضاح عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ((اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)) وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- أنه قال: (كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد فلا تتعبدوها , فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً, فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم) وروى الدارمي عن ابن عمر قال: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) وأخرج ابن وضاح عن ابن عباس قال: ((عليكم بالاستفاضة والأثر وإياكم والبدع)) وقال سفيان الثوري: (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ,المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها) وكان الإمام أحمد يتمثل بهذه الأبيات:
دين النبي محمد أخباره* نعم المطية للفتى آثار
لا تغفلن عن الحديث وأهله* فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربما ضل الفتى أثر الهدى* والشمس واضحةٌ لها أنوارُ
(يُتْبَعُ)
(/)
والواجب على كل مسلم أن يحرص على إتباع سنة سيد المرسلين ويحذر من سلوك طريق المبتدعين, لأنه أمام كل مسلم طريقان , وليست ثم طريقٌ ثالث, طريق الشرع والسنة, وطريق الهوى والبدعة ,فمن سلك طريق الشرع اهتدى ونجى , وفاز بالدرجات العلى, ومن سلك طريق الهوى ضل وغوى ,وفي دركات النار هوى, كما قال تعالى: ((فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم بغير علم))
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى، قال:- من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) وقد قال بعض السنة: البدعة طوفان مغرق والسنة الصحيحة سفينة نوح، من ركبها فقد نجى، ومن تركها فقد غرق))
وإذا تبينت خطورة البدع، وإنها مشاقة لسنة النبي الكريم، وأنه يحب الحذر كل الحذر من الوقوع منها. فإنه ينبغي أن يعلم أن أصل هذه الكلمة ((بدعة)) من الاختراع، وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق، ولا مثال أحتذي، ولا ألف مثله، ومن قولهم: أبدع الله الخلق، أي خلقهم ابتداء ,ذكر هذا أبو شامة رحمه الله، وقال الجوهري في الصحاح: ((البدعة الحدث في الدين بعد الإكمال))
وإن من أخطر البدع التي يترتب عليه مفاسد عقدية وسلوكية وأخلاقية: بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، لابد من الإشارة إلى ما يلي:
أولاً:- أول من ابتدع الاحتفال بالمولد في الأمة الإسلامية: اختلف المؤرخون في ذلك بعد اتفاقهم على أنها لم تكن موجودة في القرون الثلاثة المفضلة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))
فقال بعض العلماء: إن أول من ابتدع الاحتفال بالمولد النبوي هو الشيخ عمر بن محمد الملا كما قال أبو شامة: ((وكان أول من فعل ذلك بالموصل _ أي الاحتفال بالمولد _ الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، و به اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره)) وقال ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة أبو سعيد كوكبوري ملك إربل: وكان يعمل المولد الشريف ربيع الأول، ويحتفل احتفالا هائلا، ويعمل الصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم)) , وقال كثير من العلماء أن أول من أحدثه الفاطميون العبيديون كما نقل ذلك المقريزي في خططه، والقلقشندي، والسندوبي، ومحمد بخيت، وعلي فكري وعلي محفوظ.
قال المقريزي: ((كان للخلفاء الفاطمين في طوال السنة أعياد ومواسم؛ وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب، ومولد الحسن والحسين، ومولد فاطمة الزهراء ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه)) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والاعتبار
وقال مفتي الديار المصرية محمد بخيت المطيعي)):مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد؟ فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله)) وهذا هو الصحيح أن أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الفاطميون، وبالتحديد المعز لدين الله عام 1362، ثم كان أول من أظهرها بعدهم الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس، وأول القرن السابع الهجري.
ثانيا:- أسباب نشأة المولد:-
1 - نشر العقائد الشيعية من خلال التذرع بحب آل البيت، وهذا مما يبين السر في كون الدولة الفاطمية هي أول من ابتدع هذه البدعة.
2 - إفساد عقائد المسلمين، ونشر البدع والمحرمات في الأمة الإسلامية، كما فعلت ذلك الدولة الفاطمية قديما.
3 - كسب تعاطف المسلمين وإشغالهم عن دينهم ومعالي الأمور، وصرف أنظارهم عن ما ترتكبه الحكومات الصليبية والعلمانية من مخالفات شرعية في بلاد المسلمين، مما يؤكد هذا ما ذكره الجبرتي في تاريخه: أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمر بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل من أوله إلى آخره، ليجذب إليه قلوب المصريين، ويعلن لهم أنه صديق للإسلام والمسلمين، ولما في الاحتفال من الخروج عن الشريعة والاختلاط واتباع الشهوات والرقص وفعل المحرمات))
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - كسب الولاء الديني لمشايخ الصوفية.
5 - السعي لنيل الشهرة والصيت من خلال الاحتفال بالمولد كما يحدث من الأغنياء والموسرين.
6 - الارتزاق الدنيوي، كما يحدث من قبل تجار الحلوى ومشايخ الطرق وسدنة الأضرحة والمداحيين والقصاصين والمنشدين والمغنيين والراقصات وغيرهم.
7 - الحصول على الشهوات والمحرمات كما يحدث من الفساق والفجار.
8 - موافقته لهوى النفس والطباع البشرية الضعيفة، قال محمد رشيد رضا في كتابه ((ذكرى المولد النبوي)): أن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين والدنيا في طور ضعفهم في أمر الدين والدنيا، لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيعملونه بدلا مما يجب عليهم من الأعمال الشاقة التي يقوى بها أمر المعظم، ويعتز بها دينه ولاشك أن الرسول الأعظم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن يبتدع في دينه شيء نعظمه به، وإن كان بحسن نية، فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية، ومازالوا يبتدعون بقصد التعظيم وحسن النية حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم))
ثالثا: أقسام المحتفلين بالمولد النبوي:-
1 - الوزارات الحكومية , متمثلة في وزارات الأوقاف ,وأحياناً يحضر رئيس الدولة, وبعض الشخصيات الإسلامية الحكومية, وعلماء الدولة الرسمين , وينقل بالتلفاز والقنوات وإذاعات القرآن.
2 - الجهات الشبه رسمية: مثل مجالس الصوفية العليا , التي تقيم الموائد و مجالس الذكر وتسير المواكب , وتعقد حلقات للذكر والرقص والإنشاد والتشبيب.
3 - عامة الناس الذين يحتفلون مع الدولة , أو المجالس الصوفية , أو من خلال الاجتماعات في البيوت وغيرها.
4 - بعض الاتجاهات والحركات والجماعات الإسلامية التي تقيم الأمسيات الدينية التي تذكر بهديه صلى الله عليه وسلم وتخلوا احتفالاتها من المنكرات , لكن مجرد تخصيصهم هذه الليالي للاجتماع على ذكر سيرته وهديه هو من البدع المحدثة التي لم يكن عليها السلف الصالح.
5 - ما يقوم به بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة والأدب والإعلام , من إلقاء الخطب والمحاضرات والكتابة في الصحف, وعقد البرامج والندوات , عن مولد النبي وسيرته وهديه في أيام شهر ربيع الأول , وخصوصاً ليلة الثاني عشر ويومه, وهذا داخل في البدع المنهي عنها , إذ أنه نوع من الاحتفال بمولده, ولم ينقل عن السلف الصالح تخصيص شهر ربيع أو بعض أيامه ولياليه، للكلام عن مولد وسيرته من خلال الخطب والدروس والمحاصرات أو أي وسيلة دعوية أخرى.
رابعا: أنواع الاحتفالات بالمولد النبوي:
النوع الأول: ما خلا من العقائد والأقوال الشركية، والكبائر والموبقات، واقتصر فيه على الأكل والاجتماع والخطب، فهذا بدعة له حكم غيره من البدع. قال ابن الحاج فإن خلا – أي المولد النبوي – منه – أي السماع وتوابعه – وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد، ودعا إليه الأخوان وسلم من كل ما تقدم ذكره، فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين، وبعضهم يتورع عن هذا أي عن سماع الأغاني بقراءة صحيح البخاري وغيره عوضا عن ذلك, هذا وان كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات،وفيها البركة العظيمة والخير الكثير, لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد, ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى ,ومع ذلك لو فعلها الإنسان في غير الوقت المشروع لها, لكان مذموماً مخالفاً, فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:في الفتاوى الكبرى: أما اتخاذ مواسم غير المواسم الشرعية ,كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد , أو بعض ليالي رجب , أو ثامن عشر ذو الحجة, أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال ((عيد الأبرار)) فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلامة الفاكهاني في رسالته (المورد في الكلام عن المولد): في النوع الخالي من المحرمات, بأن يعمل الرجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله, ولا يجاوزون في ذلك الاجتماع لأكل الطعام , ولا يقترفون شيئاً من الآثام ,فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهةً وشناعةً, إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام , وعلماء الأنام ,ولا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة , ولم ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم قدوة الدين , المتمسكون بآثار المتقدمين, بل هو بدعة أحدثها البطالون وشهوة اعتنى بها الأكالون)
النوع الثاني: وهو الاحتفال المحتوي على المحرمات, التي ذكر بعضها ابن الحاج في المدخل وهي:
1 - استعمال الأغاني وآلات الطرب.
2 - الاستهزاء بكتاب الله حيث يجمعون بين تلاوته وسماع الأغاني في هذه الاحتفالات.
3 - تبرج النساء وافتنان الرجال بهن.
4 - الافتنان بالمردان الذين يغنون ويدورون بالطيب والعنبر، ويتكسرون في مشيتهم وكلامهم ورقصهم.
5 - اختلاط الرجال بالنساء، ومايترتب عليه من الفواحش والرقص وشرب الخمور.
6 - الإسراف في الموائد والأموال.
وقال أبو المحاسن جمال الدين عن مولد الإميابي: وصار يعمل المولد في كل سنة فيأتيه الناس ويجتمع من النسوان والشبان خلق كثير , فذكروا أنه عمل المولد على عادته في شهر ربيع الأول سنة 790هـ ,فهرع الناس لحضور المجتمع حتى غص المكان بكثرة العالم ,وتنوعوا تلك الليلة في الفسوق لكثرة اختلاط النسوان والمردان بأهل الخلاعة , فتواتر الخبر بأنه وجد في صبيحة تلك الليلة من جرار الخمر التي شربت بالليل فوق خمسين فارغة, وافتضت تلك الليلة عدة أبكار ,وأوقدت شموع بمال كثير فبعث الله يوم الأحد صباح المولد قاصفاً من الريح كدرت على من كان هناك ,وسفت في وجوههم التراب, واقتطعت الخيم , ولم يقدر أحد على ركوب البحر , ولم يعد يعمل مولد بعدها , فإن الشيخ الإميابي مات في آخر شعبان سنة 790هـ) فمثل هذه الصفة من الاحتفالات المنكرة القبيحة لا يشك أي عاقل في تحريمها وبدعيتها قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة , فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها، ولايستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق))
وقال العلامة الفاكهاني في رسالته (المورد)
النوع الثاني من الموالد: هو أن تدخله الجناية، وتقوى به العناية لاسيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء المليء بالات الباطل من الدفوف والشبابات، واجتماع الرجال مع الشبان المرد والنساء الفاتنات، إما مختلطات بهم أو مشرفات، ويرقصن بالتثني والانعطاف والاستغراق في اللهو، وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذو المروءة من الفتيان وإنما يحلو لنفوس موتى القلوب ,وغير المستقلين من الآثام والذنوب , وأزيدك أنهم يرون ذلك من العبادات لا من المنكرات, فإنا لله وإنا إليه راجعون)).
النوع الثالث:
ما احتوى على عقائد فاسدة وخطب وأشعار وأعمال شركية أو بدعية , ومن ذلك ما يفعله كثير من الجهلة من القيام عندما يذكر الواعظ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الدنيا, وذلك لأن الكثير من هؤلاء المحتفلين يعتقدون أن النبي حضر بجسده الشريف في تلك اللحظات وأن البخور والماء قد وضعا له , وبعض أدعياء العلم منهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم حي حياة كاملة برزخية كاملة لائقة بمقامه ,وأن روحه جوالة سياحة في ملكوت الله ,ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور, مثل الاحتفال بمولده, قلت: والحق أن كلتا العقيدتين عقائد فاسدة وأن كلا الفريقين في ضلال مبين, إذ لم يقم الدليل من الكتاب والسنة على حضور النبي لاحتفال مولده ولا غيره من مجالس الذكر لا بروحه ولا بجسده.
ثم إنهم وقعوا في محذور آخر , في قيامهم للنبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً له , كما روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئاً على عصا, فقمنا له , فقال: (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً) ثم إن هذه الاحتفالات لا تخلو من ذكر أبيات البردة , ومنها:
يا أكرم الناس مالي من ألوذ به* سواك عند حلول الحادث العمم
(يُتْبَعُ)
(/)
إن لم تكن بآخرتي آخذاً بيدي* فضلاً و إلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها* ومن علومك علوم اللوح والقلم
فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك علم اللوح والقلم من علومه فماذا أبقى هؤلاء المبتدعة لله تعالى من جود وعلوم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وغالباً ما يذكر فيها الوعاظ هذه الأبيات البدعية:
سعد السعود علا في الحل والحرم* نور الهدى قد بدا في العرب والعجم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومَن* لولاه لم تخرج الأكوان من عدم
وإليك نموذجاً مما يقرأ في الموالد من الأذكار المبتدعة والعقائد الفاسدة, وهي قصص الموالد المنسوبة للحافظ عبد الرحمن الشيباني اليمني المعروف (بابن الديبع) يقول في فاتحتها:فسبحانه وتعالى من ملك أوجد نور نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من نوره قبل أن يخلق آدم من الطين اللازب , وعرض فخره على الأشياء , فقال: هذا سيد الأنبياء , وأجل الأصفياء وأكرم الحبائب , قيل هو آدم أنيله به أعلى المراتب, ثم ذكر حديثين أحدهما عن ابن عباس رفعه: إن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله تعالى , قبل أن يخلق آدم بألفي عام , يسبح الله ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه ,والثاني أثر عن كعب الأحبار لا يصح أيضاً ,ولا يخفى ما في هذا الكلام من زلل وطوام.
وهذا النوع من الاحتفالات أضاف بدعة على بدعة , وأصحابه في ظلمات بعضها فوق بعض , نسأل الله العافية والسلامة من كل ما يغضب الله ويأباه من البدع والمحدثات والمنكرات.
خامسا: ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي:-
1. أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم, كما قال تعالى} اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا {وقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال عن هذه الآية:" نزلت يوم عرفة " وذلك في حجة الوداع , فمن أتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة جديدة مبتدعة , فهو ضال مبتدع في دين الله الذي أكمله لعباده وارتضاه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة, وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها, لايزيغ عنها الا هالك وقد روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم , وينذرهم من شر ما يعلمه لهم " , ومعلوم من الدين بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده , ولم يأمر أصحابه بذلك, ولو كان الاحتفال بمولده من الدين الذي ارتضاه الله , والخير الذي تنتفع الأمة بإقامته , لبينه لأمته أو فعله في حياته أو فعله أصحابه , ومن زعم بعد ذلك كله أن الاحتفال بمولده من مقتضيات محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعبد الله به , فإما أن يتهم الله تعالى بالكذب تعالى الله عن ذلك في قوله:} اليوم أكملت لكم دينكم {لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات والدين ناقص حتى أتى هؤلاء فأكملوه بالاحتفال بالمولد , وإما أن يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيانة والتقصير في أداء الأمانة وتبليغ الرسالة والدين لأمته , وكلا الإتهامين جناية قبيحة بل كفر بواح وردة عن الإسلام ولهذا قال ابن الماجشون: سمعت مالكا يقول:- "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة , فقد زعم أن محمدا خان الرسالة , لأن الله يقول} اليوم أكملت لكم دينكم ... {فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ".
3. أن الاحتفال بالمولد ليس من عمل السلف الصالح من القرون الثلاثة المفضلة، وإنما هو بدعة أحدثت بعد ذلك، بإجماع العلماء المنكرين لها، كشيخ الإسلام ابن تيمية و الشاطبي و ابن الحاج و الفاكهاني، وإجماع المرتضين لها في صورها الخالية من الاعتقادات الشركية و المحرمات، كابن حجر العسقلاني الذي قال:-" أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة "، وكذلك السخاوي الذي قال:-" لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإننا لنتسائل بعجب: أيعقل أن يغفل أهل القرون الفاضلة الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير الذي يكون في الاحتفال بالمولد النبوي، ويوفق إليه من يأتي بعدهم من القرون المتأخرة المذمومة في جملتها.
4. أن الاحتفال بالمولد من ابتداع الدولة الفاطمية كما تقدم، وكانت تحاول كسب قلوب المسلمين و تعاطفهم من خلال الاحتفال بالمولد، وحتى تعرف حقيقة هذه الدولة استمع إلى قول الغزالي في الدولة الفاطمية حيث قال:" ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض، واتفق طوائف المسلمين علماؤهم و ملوكهم و عامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أنهم كانوا خارجين عن شريعة الإسلام، وأن قتالهم كان جائزا، وهم من أشد الناس تعظيما للمشاهد، ودعوة للكواكب، ونحو ذلك من دين المشركين، ومن أبعد الناس عن تعظيم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه".
5. أنه من المعلوم بالضرورة عظم محبة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم و مسارعتهم لطاعة أوامره و حرصهم على إتباع سنته و تعظيمه التعظيم اللائق به من غير مبالغة ولا غلو، كما روى البخاري في صحيحه من حديث المسور بن مخرمة أن عروة بن مسعود لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفاوضا في عمرة الحديبية قال بعد ذلك واصفا حال الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم:" أي قومي والله لقد وفدت على الملوك كلهم كسرى و قيصر والنجاشي، والله ما رأيت قوما يعظمون ملكهم كما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده، وإذا أمرهم ابتدءوا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون إليه النظر تعظيما له ".
نعم هكذا كان الصحابة مع رسول الله و أما جهادهم و بذلهم و تضحيتهم في سبيل الله فأمر مشهور ومعلوم، ومع ذلك كله لم ينقل عن واحد منهم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وإننا نسأل هؤلاء المحتفلين بالمولد النبوي فنقول: أأنتم أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم؟ أم الصحابة؟ فإن قالوا: نحن أشد حبا فقد كذبوا، وإن قالوا: بل أصحابه أشد حبا فقد خصموا، إذا أنه لا يسعهم إحداث عبادة لم يتعبدها أصحابه رضوان الله عليهم، لأن الصحابة أعمق منهم علما، وأطهر قلوبا و أصلح حالا، وأحرص على ما يقربهم إلى الله من العبادات، وأشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم.
6. أن مما ينبغي أن يعلم أن النعمة العظيمة التي أنعم الله بها على عباده، وأمته بها عليهم هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وليست مولده، ولهذا فإن الله تعالى لم ينوه في القرآن بمولده، وإنما نوه ببعثته عليه الصلاة و السلام فقال تعالى:} لقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آيته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة، وإن كانوا من قبل في ضلال مبين {.
7. أن العبادات مبنية على التوقيف من الشارع، و لا مجال فيها للاجتهاد أو الابتداع، ويدل على ذلك:-
أن خير يوم طلعت عليه الشمس هو يوم الجمعة، و معلوم أن أفضل ما يفعل في اليوم الفاضل هو صومه، كيوم عرفة و عاشوراء، ومع ذلك فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مفردا، فدل هذا على أنه لا يجوز إحداث عبادة في زمان و لا مكان إلا إذا كانت مشروعة من الشارع، وأما ما لم يشرعه الشارع فلا يفعل، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها، وهذا الاحتفال بالمولد النبوي لم يشرعه الشارع، ولذلك فهو بدعة محدثة غير جائزة.
8. أن الاحتفال بالمولد النبوي يفتح الباب على مصراعيه للبدع الأخرى و الموالد و الاحتفالات، كما هو حال الجهلة الآن، من إقامة الاحتفالات بذكرى الهجرة و الإسراء و معركة بدر، ومولد البدوي و الدسوقي و الشاذلي، حتى صار غالب دين هؤلاء احتفالات و رقص و غناء و ذكريات و لا حول و لا قوة إلا بالله.
9. أن الاحتفال بالمولد، لاسيما في صوره الحالية وسيلة إلى الغلو في مدحه و إطرائه، والمبالغة في تعظيمه، حتى يفضي ذلك بالناس إلى دعائه و الاستغاثة به، وقد نهانا نبينا عن الغلو في مدحه فقال كما في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله".
(يُتْبَعُ)
(/)
10. أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتزام سنته و سنة الخلفاء الراشدين المهدين، ونهانا في نفس الحديث عن المحدثات كما تقدم من حديث العرباض بن سارية، فدل ذلك على أن العبادات قسمان:-
أ - قسم من سنته و سنة الخلفاء الراشدين.
ب - قسم من المحدثات.
وتقدم نقل إجماع العلماء على أن هذا المولد ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و لا من سنة الخلفاء الراشدين، وأنه محدث بعد القرون الفاضلة، فتبين بذلك أنه بدعة محدثة، لا تقرب إلى الله، إذ أن التقرب إلى الله لا يكون إلا من خلال طريق محمد بن عبدالله صلوات الله و سلامه عليه.
11. أن هذا الاحتفال مع كونه بدعة في الدين، فهو كذلك مشابهة للنصارى في احتفالاتهم البدعية بمولد المسيح عيسى بن مريم في كل سنه، وقد نهانا عليه الصلاة و السلام من مشابهتهم في عباداتهم، وأعيادهم وعاداتهم التي يختصون بها.
بل قد قال المستشرق كارل هينرش بكر:" من المؤكد أن الاحتفال بمولد النبي قد نشأ تحت تأثير مسيحي" تراث الأوائل في الشرق و الغرب.
12. أنه يوجد في الاحتفال بالمولد النبوي ممارسات هي أقرب إلى الاستهزاء بالله و برسوله من تعظيمه، ومن ذلك:
الجمع بين تلاوة القرآن و استماع الأغاني و الموسيقى في تلك الليلة، ومنه التقرب إلى الله تعالى بما حرمه من الرقص والغناء والاختلاط بين الرجال والنساء، بل و شرب الخمور واللواط والزنا و الفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
13. أنه قد وقع خلاف كبير في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم, فالجمهور على أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول, وهناك ستة أقوال أخرى, بل ووقع الخلاف في الشهر الذي ولد فيه, فقال بعضهم في رمضان وقال آخرون في ربيع الأول, وكون هذا الاختلاف يقع بهذا الشكل, ولا يسعى الصحابة ومن بعدهم من التابعين إلى تحقيق القول الراجح, يدل دلالة واضحة جلية على أنهم لم يكونوا يزيدون فيه زيادة على سائر الليالي والأيام, إذ لو كانت الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث وتشرع فيها عبادة, لكانت معلومة مشهورة عند الصحابة ومن بعدهم من التابعين محددة بالقول الراجح عندهم.
14. نقول لهؤلاء المحتفلين المدعين محبة النبي صلى الله عليه وسلم:-
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولد في شهر ربيع الأول فقد مات فيه أيضا, فلماذا تحتفلون فيه وتظهرون الفرح والسرور, ولا تحزنون وتبكون على مصيبة موته عليه الصلاة والسلام, وهي المصيبة العظيمة التي لم تصب الأمة الإسلامية بمثلها, إذ بموته انقطع الوحي من السماء وقد روى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً قوله: " فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي " ولذا قال الفاكهاني: " إن الشهر الذي ولد فيه رسول الله, هو بعينه الشهر الذي توفي فيه, فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ".
وختاماً نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإخواننا المسلمين لما يحب ويرضى وأن يثبتنا على التوحيد والسنة, ويجنبنا الشرك والبدعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه /
وليد بن علي المديفر
إمام وخطيب جامع الربع
11\ 3\1429هـ
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 10:02]ـ
هل احتفل المسلمون أم لا؟
لاشك أن كاتب المقال ذو علم، ولكن ما لم يقله بقصد من من العلماء سلفا وخلفا ممن أباحوا الاحتفال بالمولد بالذكر والدروس والمحاضرات عن سيرته وأخلاقه من غير اسراف في مأكل أو ارتكاب لمحضور؟
فالاحتفال بالمولد من المختلف فيه منذ قرون وسيبقى الخلاف قائما
فلن تُحلَّ بمقال أو كتاب حكم الاحتفال مولد خير الأنام محمد (عليه الصلاة والسلام). هل هو من السنة و القربات أم من البدع والمحدثات؟
وكثيرا ما يقع الخلاف في الحكم نتيجة الاختلاف في المصطلح، لذا ما المقصود أولا بالاحتفال؟ قبل التطرق إلى الحكم.؟
إذا كان المقصود هو تخصيص يوم مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) بالغناء والرقص والأكل والإسراف في اللهو كالمفرقعات من غير ذكر لسيرته وتجديد العهد على التمسك بشريعته فهذا لا شك في أنه ضلالة.
أما إن اجتمع قوم في مسجد أو قاعة أو بيت لتذكير الناس بسيرته وتحفيز الهمم لإحياء سنته واجتناب تقليد أعدائه والتحذير من مؤامرات الغرب في طعنهم للحبيب فلا حرج في ذلك وإن شاء الله سيكون لأصحابها ثواب على حسب نياتهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
العلماء المانعون كثيرون من السلف والخلف اعتمدوا في منع المسلمين الاحتفال بمولده بأدلة معتبرة منها قوله صلى الله عليه وسلم [مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ] البخاري
والمولد من البدع المحدثة التي لم تكن في عهد الصحابة الذين هم أعلم الناس بالإسلام وأشدهم حبا لخير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام وبذلك حكموا عليه بأنه بدعة ورسولنا أخبرنا أنّ كل بدعة ضلالة.
وعلماء كثيرون أيضا من السلف والخلف نظروا للمسألة من زاوية مختلفة وأجازوا للأمّة أن تفرح بمولد نبيّها الأعظم وتُجدّد حبها وتمسّكها بسنته خصوصا في وقت الضعف والغربة كما حال عصرنا حيث ضعفت همّتنا والتزامنا وتكالب الأعداء علينا وعلى حبيبنا وما أحداث الدانمرك عنّا ببعيدة.
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رغم تشدده المعروف في رفض البدع ومحاربة دعاتها إلاّ أنه لم يبدى تشددا واستنكارا حول الاحتفال بالمولد، فهو يرى أن أصل الاجتماع على المولد مما لم يفعله السلف ولكن الاجتماع على ذلك يحقق مقاصد شرعية كما ورد في كتابه [إقتضاء الصراط المستقيم] [ ... فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدّد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن أحد الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال.
والعلامة الموسوعة الإمام السيوطي من المجيزين فقد ألف كتابا سمّاه
(حسن المقصد في عمل المولد) وهذه بعض فقراته: [ ... عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: (المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة، أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.)
وهو أي المولد وما يكون فيه من طعام من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.
وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: ( .. أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: "يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى" فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعم، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخر، وأما ما تبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا، بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم ولا بأس بإلحاقه به، وكما كان حراما أو مكروها فيمنعه وكذا ما كان خلفا الأولى.)
قال السيوطي تعليقا على كلام ابن حجر: ـ (وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم لولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى [عرف التعريف بالمولد الشريف] ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
الخلاصة: من كان مقتنعا ببدعية المولد من أتباع علماء أفاضل من السلف والخلف فليثبت على ذلك فالخير كل الخير في اتباع السلف، وخصوصا في السعودية حيث الاسلام هو المصدر الأساس للتشريع ومظاهر الاسلام محترمة ومظاهر الفسوق منبوذة ورسول الله يذكر وتفصل سيرته وتعلم شريعته كل يوم في المساجد ووسائل الاعلام فلا يحتاجون ليوم مثل المولد لذكر خير الأنام
أما حال بعض المسلمين في بعض الدول العربية حيث يحارب فيها الاسلام ومظاهره كالحجاب واللحية ناهيك عن منع الدروس في المساجد ووسائل الاعلام فتأتي فرصة المولد فلما لا تستغل لتبليغ الدعوة وتصحيح مفاهيم وترسيخ قيم وتحفيز همم؟ مع بيان وتذكر الناس أن الاحتفال ليس دليلا وحده على حب المرء للنبي وإذا كان ولا بد فليجتنبوا المحرمات من غناء واختلاط واسراف في الاكل مع تحذيرهم من تقليد الغرب ومقاطعة سلعة الدانمرك وهكذا مثلا وإن كانت على رأي الفريق المانع فهي ليست كبيرة ويمكن الاستغفار منها ويشفع لك حسن المقصد
ويبقى أعظم احتفال بالمولد هو اتباعه طوال العام وليس في ليلة واحدة ثم ينسه بقية العام.
إن حب النبي صلى الله عليه وسلم واجب دائم ودليل حبّ الله يتوقف على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (32) / آل عمران.
بلقاسمي الجزائري(/)
((الضرورات الخمس وحفظ الإسلام لها))،لشيخنا الإمام صالح الفوزان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 05:21]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله. نبينا محمد ومن والاه. وبعد:
فإن الإسلام جاء بحفظ الضرورات الخمس التي هي الدين. والنفس والعقل والعرض والمال. ليعيش المسلم في هذه الدنيا آمنا مطمئنا يعمل لدنياه وآخرته ويعيش المجتمع المسلم أمة واحدة متماسكة كالبنيان يشد بعضه بعضاً وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ولا يمكن ذلك إلا بحفظ هذه الضرورات الخمس من الخلل والعبث. وأعظمها الدين الذي يتعامل العبد به مع ربه ومع إخوانه فمن حاول العبث به بارتكاب شيء من نواقضه عالما متعمدا وجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كيلا يتخذ الدين ألعوبة وسخرية فقد حاول بعض أهل الكتاب العبث به بهذه المكيدة لصد الناس عنه. قال تعالى: ((وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) فكشف الله مكيدتهم وبين مكرهم وأفشل خطتهم وصان دينه من عبثهم به وقد توعد الله من يرتد عن دينه بأشد الوعيد فقال تعالى: ((وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المرتد وأحل دمه فقال: (من بدل دينه فاقتلوه) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس. والثيب الزاني. والتارك لدينه المفارق للجماعة) وقاتل أبو بكر رضي الله عنه المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك عقد الفقهاء رحمهم الله في كتب الفقه بابا سموه: (باب حكم المرتد) وذكروا فيه أسباب الردة وحكم المرتد. والردة هي الرجوع عن دين الإسلام بارتكاب ناقض من نواقضه بقول أو فعل أو اعتقاد أو شك. فمن وقع في شيء من نواقض الإسلام عالما مختارا فإنه تجب استتابته. فإن تاب وإلا قتل تنفيذا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (من بدل دينه فاقتلوه) وليس ذلك من باب الإكراه على الدخول في الإسلام كما يقول بعض الكتاب ويستدل بقوله تعالى: ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)) فإن معنى الآية أن أحدا لا يكره على الدخول في الإسلام لأن هداية القلوب بيد الله كما قال الله تعالى لنبيه: ((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)) وقال تعالى: ((أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)) ولكن الكفار يدعون إلى الإسلام فمن استجاب لدخول فيه عن اقتناع واختيار فالحمد لله. ومن أبى وحاول وصد الناس عن الدخول في الإسلام وأراد نشر الكفر في الأرض أو قاتل المسلمين فإنه يقاتل ليصل الإسلام إلى البشرية. ومن دخل في الإسلام عن طوع واختيار وأقر بأنه الدين الحق ثم تركه وارتد عنه فإنه يقتل لردته حماية للدين من العبث وصد الناس عنه لأنه لم يتركه جهلا به وإنما تركه عن علم وعناد. قال تعالى: ((أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)) فقتل المرتد حد من حدود الله لا يجوز تعطيله. ولا يجوز إنكاره ولا تشكيك الناس منه وجعله موضوعاً صحفياً أو فضائياً يتجاذبه الجهال بين أخذ ورد وتسفيه لمن يبينه للناس ويطالب بإقامته على مستحقه قال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)). وقول بعضهم إن هذا يتنافى مع الحرية الدينية قول باطل لأن الله خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له ونهاهم عن عبادة غيره فالإنسان عبد ولا بد. فإما أن يكون عبد الله وإما أن يكون عبد للشيطان كما قال ابن القيم رحمه الله:
هربوا من الرق الذي خلقوا له ** فبلوا برق النفس والشيطان
فالحرية الصحيحة هي في عبادة الله لأنه هو الرب الخالق الرازق. وفي ترك عبادة الله يكون الإنسان رقيقاً لهواه وشهوته وعبد الشياطين الجن والإنس وانظر إلى من تركوا عبادة الله كم لهم من الآلهة: ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) وفي عبادة الله عز العبد ورفعته وفي عبادة غير الله هوان العبد وذلته ولا يقال عن العالم الذي يبين هذا الحكم الذي دل عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه علماء الأمة أنه متشدد أو تكفيري كما يقال في بعض الصحف والفضائيات لأن هذا من التطاول على أحكام الله ومن التطاول على العلماء والدعوة إلى كتمان ما أنزل الله وإرضاء الناس بما يسخط الله قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
فالذي يحاول طمس هذا وكتمانه يكون من الذين ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه
صالِح بن فَوزان الفَوزان
عضو هيئة كبار العلماء
9 ـ 2 ـ 1429 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 05:28]ـ
المصدر: الموقع الرّسمي للعلاَّمة صالح الفَوزان.
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=90)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:41]ـ
وفق الله الشيخ العلامة صالح الفوزان وجعله غصة في حلوق أعداء الإسلام وزاده علماً وهدى.(/)
مقال للعلامة بوخبزة حول إحكام ابن حزم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:05]ـ
الرابط الأصلي:
http://www.bokhabza.com/play.php?catsmktba=184
كلمة
عن الإمام ابن حزم وكتابه
(الإحكام لأصول الأحكام)
فائدة من كتاب جراب السائح
الجزء الثاني
للشيخ
أبي أويس محمد بوخبزة الحسني
(فائدة)
بطلب من الأخ النابغ الباحث بدر العمراني الطنجي كتبت هذا التقديم لأطروحته للماجيستير في تخريج أحاديث كتاب (الإحكام لأصول الأحكام) لابن حزم رحمه الله , وهذا نصه بعد الحمدلة:
للإمام الأمة وحده, أبو محمد علي بن حزم القرطبي القدح المعلى في معظم علوم الإسلام, كما شهد له بذلك معاصروه فمن بعدهم, وهو رحمه الله ورضي عنه إذا توغل في موضوع أتى بالمرقص المطرب, من نصاعة البيان, وصحة النظر وإتقان الاستدلال, واستيفاء الأدلة, وما يعتورها من ضعف وخلل, وإذا رد وناقض وناظر, أخذ بمخنق الخصم, وسد عليه المسالك, وأفحمه وألقمه الحجر, ولولا طغيان قلمه, وشدة لهجته, وتناوله الكبار بأسلوب غير لائق, لملأ الدنيا علما وهدى ورشدا, فإن الرجل نسيج وحده, في وفرة معارفه, وتعدد علومه, وإصابة فهومه, إلى إخلاصه في التعلم والتعليم, أوضاعه بذلك شاهدة, وأنظاره في مجالي العلوم رائدة, وسيرته نابضة بالزهد الحي في متاع الدنيا ومباهج الإمارة, وسحر الجاه ونفوذ الكلمة إيثارا لما عند الله تعالى, وانقطاعا لنصرة الحق والدعوة إليه, وجهاد الباطل وقبيله, بلسان أمضى من سيف الحجاج, في ميدان المناظرة والحجاج.
هذا وهو فرد في بلده, تنحاش إليه جماعة قليلة مستضعفة, ويغشاه للدرس والتلقي زمرة متسللة خائفة, تتسلل إليه لواذا تحت جنح الظلام, لاحق الأذى واضطهادُ الفقهاء جماعةً منهم حتى هاجروا بلدهم, وفارقوا أهلهم وعشيرتهم, أما هو فقد ألزموه قريته (مونت ليشم) ببادية (لبلة) , ولم يكتفوا بذلك حتى أحرقوا كتبه علنا, فأرسل إليهم يقول متحديا:
دعونيَّ من إحراق رق وكاغد ... وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
وإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ... تضمنه القرطاس بل هو في صدري
وهو في أثناء هذه الزعازع ثابت كالطود الأشم, يصك خصومه صكا, لا يواري ولا يداري, لا يفتأ يدعو إلى المناظرة.
والعجب العجاب أن خصومه ـ والدولة معهم وذو الجاه وأصحاب القرار كما يقال اليوم من ورائهم ودعاويهم في المعرفة والتمكن من المناظرة والفلج فيها ملأت الفضاء ـ ومع هذا كله فقد كانوا وما زالوا مضرب المثل المعروف (نسمع جعجعة ولا نرى طحنا) فهذا أبو الوليد الباجي ([1]) ـ وقد أنصفه أبو محمد فشهد له وهو خصمه اللدود أنه ليس للمالكية مثله ـ ألف كتاب (الفرق) فيما جرى بينهما من مناظرات, وللأسف فقد ضاع الكتاب, وبقيت الدعوى عارية عن الدليل, وبمقارنة آثار الرجلين الباقية, ولا سيما النقل وما إليه, لا يملك القارئ المنصف العارف إلا أن ينشد قول القائل:
سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب
وهذا ابن سهل [2] صاحب كتاب (الإعلام بنوازل الأحكام) كتب كتابا بقيت منه أوراق وفصول قليلة وقفنا عليها, فإذا بالرجل ينسلخ من ثوب الوقار والأدب, ويتقمص سرابيل المعايرة والسباب والشتائم النابية التي تترفع عنها بنات الهوى عند كساد وركود ريح الفسق.
وبعد: فالكلام على أبي محمد طويل عريض, فقد ملأ الدنيا وشغل الناس , ويعنينا الآن ما سلم من عوادي الزمان من آثاره النفيسة, وأوضاعه العلمية الفريدة, فقد تجاوز ما عرف منها إلى الآن الخمسين, وفي الله تعالى عزاؤنا فيما حرمنا منه من الوقوف على المعلمة الكبرى كتاب (الإيصال إلى فهم كتاب الخصال) , الذي أودعه أبو محمد ما أنعم الله عليه من تعاجيب روايات الحديث, وجوامع السنن والآثار, في جميع أبواب الشريعة من العقيدة والعبادات, والمعاملات والرقائق, والآداب والأخلاق , فلله ما كان يزخر به هذا العِلْقُ ([3]) النفيس من أسانيد أندلسية عالية, وتعاليق حزمية اجتهادية تتسم بالجدية والاستقلال, تنافر التقليد والابتذال, وفيما بقي بين أيدينا من روائعه كفاية وبلاغ, فهذا (المحلى شرح المجلى) , وهذا كتاب (الفصل في الملل والأهواء والنحل) الذي وضع فيه أسس علم مقارنة الأديان, وهذه رسائله الكثيرة في الفقه والأدب والفلسفة والحب والمنطق, وديوان شعره , ناهيك بما بقي من كتابه الممتع
(يُتْبَعُ)
(/)
الناري, (الإعراب عن الحيرة والالتباس الواقعين في مذاهب أهل الرأي والقياس) وقد حقق وأعد للطبع من طرف بعض الإخوان ([4]) , وفر الله جمعهم وصفى بالبركات نبعهم.
والملاحظ باستغراب خلو ما طبع من كتبه مما يناسب قدرها وعلو قدرها في التحقيق العلمي , اللهم إلا نتفا لا تسمن ولا تغني من جوع, وما ناله من ذلك , فإنه يشكو قلة الاهتبال بناحية جوهرية مما يتعلق بتحقيق النقل, وتخريج الأحاديث والآثار , ومعظم كتب أبي محمد في علوم الفقه المقارن وأصوله, وتحرير الأدلة ومناقشتها, وهذا يحتاج إلى استكمال التخريج والنقد للأسانيد والمتون وما يفرزه من الحكم بالصحة والضعف والقبول والرد, وهو الأساس العلمي العلي للبناء الفقهي السليم , ومن هذه الكتب الرائدة كتابه (الإحكام لأصول الأحكام) الذي نقدم لتخريج أحاديثه بهذه الكلمة , ورغم أنه في أصول الحكم الظاهري وقد ألمعنا إلى ما لقيه هذا المذهب وأهله من متعصبة فقهاء الأندلس المالكية, فكان المفروض ـ والحالة هذه ـ أن يقبر هذا الكتاب في المهد إلا أنه تحدى الأعاصير وقوام عوادي الزمان, وهمس في آذان فقهاء الرأي والقياس بقوله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) وما زال الكتاب إلى الآن موردا أثرا للباحثين ومصدرا أصيلا للدارسين , لما اتسم به منهجه من جمال العرض وروعة البيان, وقوة الاستدلال, وجدية المناقشة, وإن شذ عن الجماعة بإنكار القياس جملة وتفصيلا, ونافر المالكية بنقض أصلهم الأثير عمل أهل المدينة, بيد أنه لا يترك القارئ يتساءل في حيرة, حتى يعرض لما يخطر بباله من شبه فيناقشها بعارضة قوية, ونفس علمي عال, وحسب أبي محمد رحمه الله ذلك الجهد المبذول في نصرة ما يراه حقا وهو المجتهد الحائز لأدوات الاجتهاد, ولهينه الأجر الموفور المدخر لمن أخطأ في اجتهاده, ورحم الله الإمام مالكا إذ قال: كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا كلام صاحب هذا القبر) وأشار إلى قبر الرسول صلى الله عليه وأله وسلم, وقد طبع كتاب الإحكام) مرارا وأحسن طبعاته ما صدر بتحقيق الدكتور إحسان عباس , وهو وإن كان من شيوخ المحققين وألمعهم ذكرا إلا أنه كغيره من خريجي الجامعات العصرية يقصر عن الواجب في ناحية التخريج الحديثي, وهذه أعمالهم في العلوم الشرعية تنادي بتقصير فاضح وضعف واضح, لا يفكرون في تداركه بدراسة فن تخريج الحديث, والتدرب عليه, وقد ألهم الله أخانا الأستاذ الفاضل أبا الفضل بدر العمراني الطنجي فتصدى للكتاب في طبعته تلك, وخرج أحاديثه وآثاره تخريجا جيدا مفيدا وسطا بين الإخلال والإملال, وقد قرأت الكتاب كله, نعمت بعمل الأخ الذي هو في الواقع العمود الفقري للكتاب بالنظر إلى موضوعه في أصول الفقه الظاهري الذي يعتمد على النقل المحض في جميع مباحثه ومطالبه, ويتحامى المعقول والقياس إذ مبنى الكتاب على إنكاره ودفع أدلته ونقضها, فلله در أخينا (البدر) وعسى أن يتابع نشاطه العلمي في هذا الميدان , فيتصدى لكثير من الكتب السائرة لا سيما في الآداب والمحاضرات, وهي تضم المآت من غرائب الأحاديث والآثار لم يعرج أحد أولئك المحققين على نقدها وتخريجها كـ (بهجة المجالس) لابن عبد البر, و (العقد) ([5]) لابن عبد ربه, و (عيون المعارف) ([6]) لابن قتيبة, و (المحاضرات) للراغب الأصفهاني , وقد تنبه لهذا الأستاذ علي رضا المدني من شباب علماء الحديث, وشرع في ذلك, وأعانه الله وسدد خطى صاحبنا العمراني, وزاده قوة ونشاطا وصحة وعافية, والله الموفق.
(تامرنوت) ([7]) مساء الأحد 12 رجب الفرد 1422
وكتبه:
أبو أويس
محمد بوخبزة الحسني المغربي
عفا الله عنه بمنه.
علق عليه أخوكم أبو عبد الله طارق الحمودي--------------------------------------------------------------------------------
[1] هو سليمان بن خلف أحد كبار أئمة المالكية رحل إلى المشرق سنة ستٍ وعشرين وأربع مئة أو نحوها وطلب العلم هناك ورجع إلى الأندلس منافحا عن مذهب المالكية مناظرا ابن حزم له كتاب المنتقى بشرح الموطأ وإحكام الأحكام في أصول الفقه, أقام بمكة مع أبي ذر الهروي ثلاثة أعوام وحج فيها أربع حجج ثم رحل إلى بغداد فأقام فيها ثلاثة أعوام يدرس الفقه ويكتب الحديث ولقي فيها جلة من الفقهاء كأبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري رئيس الشافعية وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشافعي الشيرازي والقاضي أبي عبد الله الحسن بن علي الصيمري إمام الحنفية. وأقام بالموصل مع أبي جعفر السمناني عاماً كاملاً يدرس عليه الفقه. ,ولقي الخطيب البغدادي, وكان مقامه بالمشرق نحو ثلاثة عشر عاماً.توفي بالرباط في المغرب سنة 474 هـ كذا قال ابن بشكوال في الصلة
[2] هو القاضي أبو الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي القرطبي المالكي توفي سنة 486 هـ, قال فيه ابن بشكوال في الصلة: (كان من جلة الفقهاء وكبار العلماء حافظاً للرأي ذاكراً للمسائل عارفاً بالنوازل بصيراً بالأحكام مقدماً في معرفتها وجمع فيها كتاباً حسناً مفيداً يعول الحكام عليه)
[3] العلق (بالكسر) , النفيس من كل شيء
[4] قد طبع منه الجزء الخاص بالرد على الحنفية والمحقق هو الأستاذ الجامعي والدكتور رستم.
[5] العقد الفريد
[6] لعله عيون الأخبار وهو في مجلدين
[7] تمرنوت قرية ساحلية, من ضواحي مدينة تطوان, للشيخ بها سكنى ينزلها صيفا.
<جديد قسم < ركن المقالات
اللقاء العلمي مع منتدى الألوكة
رثاء الشيخ محمد تقي الدين الهلالي
أبيات في الشذرات الذهبية
التعصب المذهبي وآثاره في تحريف الوحيين
العلماء الربانيين ونُدرتهم
خاطرة: مقهى وزاوية
زواج الإباضي بالمالكية تقوية للشوكة
كلمة عن التصوف
قصيدة: (الدر النضيد في الثناء على الشيخ الفريد)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 07:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 08:22]ـ
شكرا لك أخي ناصر ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 03:43]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 02:19]ـ
بار الله فيكم أخى الحبيب
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 03:09]ـ
بارك الله فيكم ونفع بموقع الشيخ ...(/)
القول القيم من كلام بن القيم: (4) ((إلى ربها ناظرة)) أليست بمعنى الانتظار؟
ـ[الباز]ــــــــ[21 - Mar-2008, صباحاً 09:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفرق بين معنى (ناظرة) في قوله تعالى: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون} [النمل: 35] وقوله تعالى: {وجوه يوئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة} .. [القيامة] ألا تكون بمعنى واحد؟
يقول القرطبي: "قوله تعالى: (فناظرة) أي منتظرة " .. أفلا تكون آية القيامة بمعنى آية النمل؟
الجواب هنا من كلام الإمام بم القيم رحمه الله:
((وإضافة النظر إلى الوجه، والذي هو محله، في هذه الآية، وتعديته بأداة " إلى " الصريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه – حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله.
فإن النظر له عدة استعمالات، بحسب صلاته وتعديه بنفسه: فإن عدي بنفسه فمعناه: التوقف والانتظار: {انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]. وإن عدي بـ " في" فمعناه: التفكر والاعتبار، كقوله: {أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض} [الأعراف: 185]. وإن عدي بـ " إلى" فمعناه: المعاينة بالأبصار، كقوله تعالى: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر} [الأنعام: 99]. فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر؟)) ا. هـ
حادي الأرواح 2/ 623 (ط2دار عالم الفوائد 1427هـ، تحقيق علي العمران، إشراف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله)
واعلم أن هذا الكلام نقله ابن أبي العز رحمه الله في شرحه على الطحاوية ولم يعزه إلى ابن القيم، فلا يصح العزو إلى ابن أبي العز والقائل هو ابن القيم رحمهما الله جميعاً.
.(/)
درسٌ في إحكام الأحكام لابن دقيق العيد
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ شيخنا الشيخ الدكتور عبدالله بن وكيل الشيخ –نفع الله به- درساً في شرح الكتاب النفيس (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) للإمام ابن دقيق العيد
وموعد الدرس يوم الاثنين بعد صلاة المغرب، في جامع الراجحي الجديد
وأنصح بحضور الدرس والإفادة من علم الشيخ وأدبه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 02:28]ـ
بارك الله فيكم ونفع بالشيخ عبد الله بن وكيل الشيخ ومتع بعلمه
قبل أن أدخل ظننتُ أنك طرحت هذا الموضوع لمدارسة هذا الكتاب النفيس هنا على المجلس بين الأعضاء
ولكني لم أقطع الأمل فبدا لي أن أطرح هذا الأمر عليكم
وهو أن نقسم الكتاب على فقرات لمدارستها مع ربط ذلك بدرس الشيخ عبد الله
تفاصيل ذلك ممكن التشاور فيه فيما بعد
لكن الآن ننتظر رأيكم في فكرة الموضوع
فما قولكم؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 02:38]ـ
وفيكم بارك الله
اقتراح طيب، فالكتاب من أميز شروح الأحاديث
ـ[ممعن النظر]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:40]ـ
الله المستعان.
هذا الشيخ الفاضل المتميز فقهاً وحديثياً أخبرني أحد الإخوة أن حضور درسه لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
فإلى الله المشتكى.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 05:46]ـ
ما أفضل طبعة للكتاب ياأبامحمد؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:51]ـ
الله المستعان.
هذا الشيخ الفاضل المتميز فقهاً وحديثياً أخبرني أحد الإخوة أن حضور درسه لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
فإلى الله المشتكى.
صدقت أخي الفاضل
وشيخنا أعرفه منذ أربع عشر سنة، وهو من أفضل من لقيت من أهل العلم خلقاً وسمتاً
وتتميز دروسه بحسن عرض المادة العلمية
ولغته في إلقاء الدرس فصيحة، ودروسه تُعلِّمُ طالبَ العلم، وتفيدُه دُربةً على النقد والمناقشة
ولا أكتمك سراً أنَّ لعدم إقبال طلاب العلم عليه خلال السنوات الماضية فائدةً بالنسبة لي، فقد
تمكنتُ من إنجاز الكثير بحمد الله، ولو ازدحم طلاب العلم عليه لما تسنى لي ذلك
نفع الله به وزاده من واسع فضله
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:59]ـ
ما أفضل طبعة للكتاب ياأبامحمد؟
حياك الله يا أبا أنس
حقيقة لا علم لي بذلك، فلعل من لهم عناية من الإخوة يفيدوننا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:16]ـ
حقق الكتاب العلامة أحمد شاكر رحمه الله
وبالمناسبة أذكر أن الشيخ الدكتور عبد الله بن فوزان الفوزان سيفتتح ـ بمشيئة الله ـ شرح هذا الكتاب يوم الاثنين من كل أسبوع ابتداء من يوم غد، وسيكون الدرس في مسجد البلوي بحي الفيصلية في المدينة المنورة
وموعد الدرس: بعد صلاة العشاء.
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:27]ـ
لديَّ نسخة مصوَّرة عن طبعة عالم الكتب منذ ثلاث عشرة سنة، وهي بتحقيق العلامة أحمد شاكر
ولعل أجود منها تلك المطبوعة مع حاشية الصنعاني، والتي عني بإخراجها محب الدين الخطيب
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:28]ـ
للتذكير بدرس شيخنا غداً الاثنين بعد صلاة المغرب
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:42]ـ
بالنسبة لطبعات الكتاب فهي عديدة منها:
- الطبعة التي أشرف عليها محمد منير الدمشقي وهي المعروفة بالطبعة المنيرية في مجلدين، وقد صورت بدار الكتب العلمية، لكن الشيخ أحمد شاكر أشار إلى أخطاء علمية ومنهجية في هذه الطبعة.
- الثانية: بتحقيق العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ محمد حامد الفقي، وقد طبعت هذه النسخة في مكتبة عالم الكتب – بيروت سنة 1374هـ /1955م، وأعيد طبعها سنة 1407هـ.
ثم صورت دار الجيل هذه الطبعة ونشرتها كما هي.
- الثالثة: صدرت عن دار ابن حزم بتحقيق حسن إسبر، في مجلد كبير، ولم يرجع فيها لأصول خطية، بل اعتمد على نسخة الشيخ أحمد شاكر.
- الرابعة: عن بيت الأفكار الدولية بعناية أبي صهيب الكرمي: حسان عبد المنان في مجلد واحد مضغوط، وهي كسابقتها الصادرة عن دار ابن حزم.
وأفضل هذه الطبعات فيما أرى التي صدرت بتحقيق الشيخ العلامة أحمد شاكر، وطبعة دار ابن حزم وطبعة بيت الأفكار لا بأس بهما. والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:45]ـ
لديَّ نسخة مصوَّرة عن طبعة عالم الكتب منذ ثلاث عشرة سنة، وهي بتحقيق العلامة أحمد شاكر
ولعل أجود منها تلك المطبوعة مع حاشية الصنعاني، والتي عني بإخراجها محب الدين الخطيب
بل أفضل طبعات الكتاب فيما أرى تلك التي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر، لكن حاشية الصنعاني على هذا الشرح من أنفع الحواشي وبها فوائد غزيرة وتحريرات دقيقة خصوصًا فيما يتصل بضبط المتن والروايات. والله أعلم.
وقد طبعت هذه الحاشية بالمكتبة السلفية بالقاهرة، ثم سرقها السراق، وطبعت طبعة سيئة ببيروت.
ونسخة المكتبة السلفية يوجد منها نسخة على الشبكة العنكبوتية لا يحضرني موضعها الآن، قمت بتحميلها لكن لا أذكر من اين ولعلها تكون في مكتبة المجلس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:15]ـ
حياك الله أخي الفاضل علي، أفدتنا جزاك الله خيراً
وطبعة المكتبة السلفية لحاشية الصنعاني هي التي عندي، وهي متميزة
وأما طبعة عالم الكتب لتحقيق الشيخ أحمد شاكر فقد وقفت على مواضع فيها سقطٌ وتصحيف
ولا شك أنَّ مثل هذا لا يسلم منه كثير من الكتب
لكن كأن المستقر في ذهني تميُّز النسخة التي مع حاشية الصنعاني
وليس قولي في مثل هذا محتجاً به، بل القول قولك نفع الله بك
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:37]ـ
لعل دار الجيل بيروت قفزت وطبعت الكتاب
وكذالك مطابع السنة مصر
يسر الله لنا حضور الدرس
جزاكم الله خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 10:04]ـ
وليس قولي في مثل هذا محتجاً به، بل القول قولك نفع الله بك
أكرمك الله، هذا من طيب أخلاقك وحسن أدبك يا أبا محمد، بارك الله فيك، بل منك نتعلم يا شيخ.
ـ[نور المصري]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم
هل ينقل درس الشيخ عبر مواقع البث المباشر على شبكة الإنترنت؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم
هل ينقل درس الشيخ عبر مواقع البث المباشر على شبكة الإنترنت؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ينقل الدرس عبر موقع جامع الراجحي، وهو على هذا الرابط:
http://www.grajhi.com/
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 04:42]ـ
وينقل أيضاً عبر موقع البث الإسلامي، وهو على الرابط الآتي:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=7854&action=listen&sid=
ـ[الحمادي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 11:17]ـ
للتذكير بدرس شيخنا نفع الله به
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 04:21]ـ
للتذكير بدرس شيخنا نفع الله به
وبك نفع يا أبا محمد
ـ[عصام]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 05:16]ـ
بارك الله فيك
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 12:34]ـ
وفيكما بارك الله وبكما نفع
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 10:18]ـ
هل سيتوقف درس الشيخ - حفظه الله - في الإجازة أم سيستمر؟
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - Jun-2008, صباحاً 12:18]ـ
جزاكم الله خيرا ...
أرى آخر درس في الأرشيف تاريخه منذ أكثر من شهر؛ فهل الشيخ توقف أم ماذا؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 06:02]ـ
بارك الله فيكم
نعم، سيتوقف الدرس إلى أن يبدأ العام الدراسي
وسيكون استئناف الدرس في الأسبوع الثاني من شهر شوال بمشيئة الله
فالشيخ وفقه الله ينشغل في الإجازة عادةً بدورات علمية داخل البلاد وخارجها
ـ[المخضرمون]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 06:11]ـ
بارك الله فيك ياحمادي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[28 - Sep-2008, صباحاً 09:15]ـ
/// ما أخبار استئناف الدروس؟
ـ[أبوحفص اليماني]ــــــــ[14 - Oct-2008, مساء 04:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخوة الأفاضل الكتااب حقيقة من أفضل الكتب وقد كااان هذا الكتااب في بلدنا اليمن محوط بعناية العلمااء المجتهدين عندنا فعليه حواش وتعليقاات وأظن أنه لايزال يروى عندنا بالسمااع مالم أهم والآن يقوم طالب بتحقيق حاشية ابن الأمير كرسالة دكتوراة ولي أخ في الله لديه الرغبة الكاملة في تحقيق الكتاااب الشرح لابن دقيق العيد والحاشية لابن الأمير وقد طلب مني مشاركته في التحقيق وأظنه يمتلك بعض المخطوطات لهذا الكتاب وقد اراني إحداها وهي بخط المفتي العلامة الكبير أحمد بن محمد الجرافي الذي تتابع أهل بيته كوالده وعمه ومن سبقهم بتدريس هذا الكتاب.(/)
التحذير من كتب أهل البدع:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التَّحذيرُ مِن كتبِ أهلِ البدع
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1753 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1753)
http://www.rslan.com/images/index/KotoBeda3.gif (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1753)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فقد قال الإمامُ الذهبيُّ - رحمه الله تعالى - في «سير أعلام النبلاء» بعد أنْ ذَكَرَ بعضَ كُتُبِ أهلِ الضَّلال: «فالحَذَارِ! الحَذَارِ! مِنْ هذه الكُتُبِ، واهرُبُوا بدينِكُم مِنْ شُبَهِ الأوائلِ، وإلا وقعتم في الحَيرَةِ، فمَنْ رَامَ النَّجَاةَ والفوزَ؛ فليلزم العبوديةَ، وليُدْمِن الاستغاثَةَ بالله، وليَبْتَهل إلى مَولاه في الثباتِ على الإسلامِ، وأنْ يُتَوَفَّى على إيمانِ الصحابةِ، وسادةِ التابعينَ، واللهُ المُوَفِّقُ».
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1753[/ ... ](/)
قبسات مضيئة من كلام الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 09:26]ـ
هذه القبسات من كلام العلامة بكر أبوزيد رحمه الله وكان حقها أن تكتب بماء الذهب
حقا إنه العلامة ماأصدقها من صفة لرجل طالما عهدنه راسخا فى العلم فرحمه الله رحمة واسعه
وهذه القبسات من كتابه القيم درء الفتنة
قال رحمه الله:
بيان حقيقة الإيمان
الإيمان هو: الدين وهو: اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وعلى ذلك حُكِيَ الإجماع المستند إلى الأدلة المتكاثرة من الكتاب والسنة، عن كل من يدور عليه الإجماع من الصحابة والتابعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في: " الفتاوى: 7/ 209 ":
" قال الشافعي – رحمه الله تعالى -: وكان الإجماع من الصحابة و التابعين بعدهم , ومن أدركناهم , يقولون: الإيمان قول و عمل و نية , و لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر " انتهى.
و قال البخاري – رحمه الله تعالى -: " لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار , فما رأيت أحدا منهم يختلف في أن الإيمان قول و عمل , ويزيد و ينقص " أخرجه اللالكائي في: " أصول الاعتقاد " بسند صحيح.
ولجلالة هذه المسألة وأهميتها افتتح الإمام مسلم - رحمه الله تعالى- صحيحه: بـ " كتاب الإيمان " وساقه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في: " الكتاب الثاني " من: "صحيحه" بعد: " كتاب بدء الوحي " وفي هذا تأكيد على أن حقيقة الإيمان هذه مبناها على الوحي و أكثر أبوابه التي عقدها – رحمه الله تعالى – للرد على المرجئة وغيرهم من المخالفين في حقيقة الإيمان , و بعضها للرد على المرجئة خاصة كما في الباب /36 منه [انظر الفتاوى 7/ 351].
و لأهميته – أيضا - أفرده الأئمة بالتأليف منهم: أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، والطحاوي، وابن منده، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرهم - رحم الله الجميع -.
وعلى هذه الحقيقة للإيمان بني المروزي - رحمه الله تعالى - كتابه: " تعظيم قدر الصلاة " و الصلاة هي أعظم الأعمال و أعمها و أولها و أجلها بعد التوحيد , و هي شعار المسلمين , و لهذا يعبر عنهم بها , فيقال: اختلف أهل الصلاة , واختلف أهل القبلة.
ولعظم شأنها عنون أبو الحسن الأشعري – رحمه الله تعالى - كتابه في الاعتقاد باسم " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " أي أن غير المصلي لا يُعَدُّ في خلاف ولا إجماع.
والمخالفة في تلك الحقيقة الشرعية للإيمان: ابتداع، وضلال، وإعراض عن دلالة نصوص الوحي، وخرق للإجماع.
وإياك ثم إياك - أيها المسلم - أن تغتر بما فاه به بعض الناس من التهوين بواحد من هذه الأسس الخمسة لحقيقة الإيمان لاسيما ما تلقفوه عن الجهمية وغلاة المرجئة من أن " العمل " كمالي في حقيقة الإيمان ليس ركناً فيه وهذا إعراض عن المحكم من كتاب الله - تعالى - في نحو ستين موضعا , مثل قول الله - تعالى -: {{ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون}} [الأعراف/43] ونحوها في السنة كثير، وخرق لإجماع الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
وإياك يا عبدالله من الجنوح إلى الغلو فتهبط - وأنت لا تشعر - في مزالق الخوارج الذين تَبنَّى - في المقابل - مذهبهم بعض نابتة عصرنا.
بل إياك ثم إياك أن تجعل أيا من مسائل العقيدة الإسلامية " عقيدة أهل السنة والجماعة " مجالاً للقبول والرد، والحذف والتصحيح، بما يشغب به ذو هوى، أو ينتحله ذو غرض فهي - بحمد الله - حق مجمع عليه فاحذرهم أن يفتنوك. ثبتنا الله جميعا على الإسلام والسنة، آمين.
باب في بيان ضلال من ضل في حقيقة الإيمان ومسألة التكفير
كثر الخوض في بيان حقيقة الإيمان ومسألة التكفير وأخذ من لا يريد خيرا بالمسلمين يلقي بذورها المنحرفة بينهم من خلال وجهتين ضالتين ومذهبين باطلين:
أحدهما: في جانب الغلو والإفراط في نصوص الوعيد وهو مذهب الخوارج الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه بشقيه شيئاً واحداً، إذا زال بعضه زال جميعه فأنتج هذا مذهبهم الضال: " وهو تكفير مرتكب الكبيرة ".
ومن آثاره: فتح باب التكفير على مصراعيه، مما يصيب الأمة بالتصدع والانشقاق وهتك حرمات المسلم في دينه وعرضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيهما: في جانب التقصير والجفاء والتفريط في فهم نصوص الوعد، والصدِّ عن نصوص الوعيد وهو مذهب المرجئة الذين ضلوا في بيان حقيقة الإيمان فجعلوه شيئاً واحداً لا يتفاضل وأهله فيه سواء، وهو: " التصديق بالقلب مجرداً من أعمال القلب والجوارح " وجعلوا الكفر هو " التكذيب بالقلب، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه " فأنتج هذا مذهبهم الضال: " وهو حصر الكفر بكفر الجحود والتكذيب " المسمى: " كفر الاستحلال ".
ومن آثاره: فتح باب التخلي عن الواجبات والوقوع في المحرمات وتجسير كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات مما يؤدِّي إلى الإنسلاخ من الدين وهتك حرمات الإسلام. نعوذ بالله من الخذلان.
كما يلزم عليه عدم تكفير الكفار، لأنهم في الباطن لا يكذبون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما يجحدونها في الظاهر كما قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {{فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}} [الأنعام/33].
وقال - سبحانه - عن فرعون وقومه: {{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماًَ وعلواً}} [النحل/14].
و لهذا قال إبراهيم النخعي – رحمه الله تعالى – " لفتنتهم – يعني المرجئة – أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة ".
وقال الإمام الزهري - رحمه الله تعالى -: " ما ابتدعت في الإسلام بدعة هي أضر على أهله من هذه - يعني: الإرجاء – " رواه ابن بطة في: "الإبانة".
و قال الأوزاعي - رحمه الله تعالى -: " كان يحيى بن كثير و قتادة يقولان: ليس شيء من الأهواء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء ".
و قال شريك القاضي - رحمه الله تعالى – وذكر المرجئة فقال: " هم أخبث قوم , حسبك بالرفض خبثا , و لكن المرجئة يكذبون على الله ".
وقال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى -: " تركت المرجئة الإسلام أرق من ثوب سابري " [الفتاوى: 7/ 394 - 395]
و عن سعيد بن جبير - رحمه الله تعالى -: " أن المرجئة يهود أهل القبلة , و صابئة هذه الأمة " [رواه ابن بطة وغيره]
· لوازم الإرجاء الباطلة:
و إنما عظمت أقوال السلف في الإرجاء , لجرم آثاره , ولوازمه الباطلة , و قد تتابع علماء السلف على كشف آثاره السيئة على الإسلام و المسلمين.
قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى – في الرد على المرجئة: " ويلزمه أن يقول: هو مؤمن بإقراره , و إن أقر بالزكاة في الجملة و لم يجد في كل مائتي درهم خمسة: أنه مؤمن , فيلزمه أن يقول: إذا أقر ثم شد الزنار في وسطه , و صلى للصليب , و أتى الكنائس و البيع , و عمل الكبائر كلها , إلا أنه في ذلك مقر بالله , فيلزمه أن يكون عنده مؤمنا. و هذه الأشياء من أشنع ما يلزمهم " انتهى.
ثم قال بعده شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: " قلت: هذا الذي ذكره الإمام أحمد من أحسن ما احتج الناس به عليهم , جمع في ذلك جملا يقول غيره بعضها. و هذا الإلزام لا محيد لهم عنه .. " انتهى [الفتاوى 7/ 401]
ثم إن هذه اللوازم السيئة على قول المرجئة التي ذكرها الإمام أحمد , بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى – في " الفتاوى: 7/ 188 - 190 ".
ثم قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى – في: " النونية " ناظما لآثار الإرجاء ولوازمه الباطلة هذه:
وكذلك الإرجاء حين تقر بالـ ـمعبود تصبح كامل الإيمان
فارم المصاحف في الحشوش و خرب الـ ـبيت العتيق وجد في العصيان
واقتل إذا ما استطعت كل موحد وتمسحن بالقس والصلبان
واشتم جميع المرسلين ومن أتوا من عنده جهرا بلا كتمان
وإذا رأيت حجارة فاسجد لها بل خر للأصنام و الأوثان
و أقر أن رسوله حقا أتى من عنده بالوحي والقرآن
فتكون حقا مؤمنا وجميع ذا وزر عليك وليس بالكفران
هذا هو الإرجاء عند غلاتهم من كل جهمي أخي شيطان
وقال - رحمه الله تعالى – في: إعلام الموقعين: في بيان تناقض الأَرْئَتِيَّة: " ومن العجب إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان , و أنه مجرد التصديق , والناس فيه سواء , وتكفير من يقول: مُسَيْجِدْ , أو فُقَيْه , أو يصلي بلا وضوء أو يلتذ بآلات الملاهي , ونحو ذلك " انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكشف عن آثار الإرجاء ولوازمه الباطلة الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى – [فتح الباري "11/ 270. وانظر فيض القدير: 6/ 159. و أصله في شرح المشكاة للطيبي: 2/ 477]: " قال الطِّيبي: قال بعض المحققين: وقد يتخذ من أمثال هذه الأحاديث المبطلة ذريعة إلى طرح التكاليف و إبطال العمل , ظنا أن ترك الشرك كاف!! و هذا يستلزم طي بساط الشريعة و إبطال الحدود , و أن الترغيب في الطاعة و التحذير من المعصية لا تأثير له , بل يقتضي الانخلاع عن الدين , و الانحلال عن قيد الشريعة , و الخروج عن الضبط , والولوج في الخبط , وترك الناس سدى مهملين , وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد أن يفضي إلى خراب الأخرى , مع أن قوله في بعض طرق الحديث: " أن يعبدوه " يتضمن جميع أنواع التكاليف الشرعية , وقوله: " ولا يشركوا به شيئا " يشمل مسمى الشرك الجلي والخفي , فلا راحة للتمسك به في ترك العمل , لأن الأحاديث إذا ثبتت وجب ضم بعضها إلى بعض , فإنها في حكم الحديث الواحد , فيحمل مطلقها على مقيدها ليحصل العمل بجميع ما في مضمونها. وبالله التوفيق " انتهى.
وفي كتاب " صفوة الآثار و المفاهيم " في فوائد قول الله تعالى: {{إياك نعبد و إياك نستعين}} قال مبينا أن القول بالإرجاء دسيسة يهودية وغاية ماسونية [1/ 187 للشيخ عبدالرحمن الدوسري - رحمه الله تعالى -]:
" التاسع و الثمانون بعد المائة: تعليم الله لعباده الضراعة إليه بـ {{إياك نعبد و إياك نستعين}} إعلام صريح بوجوب الصلة بين الإيمان والعمل , وأنه لا يستقيم الإيمان بالله ولا تصح دعواه إلا بتحقيق مقتضيات عبوديته , التي هي العمل بطاعته , وتنفيذ شريعته , وإخلاص القصد لوجهه الكريم , والانشغال بمرضاته , والعمل المتواصل لنصرة دينه , والدفع به إلى الأمام بجميع القوى المطلوبة؛ ليرتفع بدين الله عن الصورة إلى الحقيقة , وأن المسلم لا يجوز له الإخلال بذلك , ولا لحظة واحدة.
وإن الدعوات لمجرد إيمان خال من العمل هي إفك وخداع وتلبيس , بل هي من دس اليهود على أيدي الجهمية , وفروعها من المرجئة كالماسونية , وغيرهم , إذ متى انفصمت الصلة بين الإيمان والعمل، فلن نستطيع أن نبني قوة روحية نقدر على نشرها والدفع بمدها في أنحاء المعمورة , بل إذا انفصمت الصلة بين الإيمان و العملفقد المسلم قوته الروحية , وصار وجوده مهددا بالخطر , الذي يزيل شخصيته أو يذيبها في بوتقة غيره , لأنه لا يستطيع أن ينمي قوة روحية يصمد بها أمام أعدائه , فضلا عن أن يزحف بها عليهم " انتهى.
وبالجملة فهذان المذهبان: مذهب الخوارج ومذهب المرجئة , باطلان , مُردِيَان، أثَّرا ضلالاً في الاعتقاد , وظلما للعباد، وخرابا للديار , وإشعالا للفتن , ووهاءً في المد الإسلامي , وهتكاً لحرماته وضرورياته , إلى غير ذلك من المفاسد والأضرار التي يجمعها الخروج على ما دلت عليه نصوص الوحيين الشريفين، والجهل بدلائلها تارة، وسوء الفهم لها تارة أخرى وتوظيفها في غير ما دلت عليه , وبتر كلام العالِم تارة , والأخذ بمتشابه قوله تارة أخرى.
وقد هدى الله (جماعة المسلمين) أهل السنة والجماعة - الذين مَحَّضُوا الإسلام ولم يشوبوه بغيره - إلى القول الحق , والمذهب العدل , والمعتقد الوسط بين الإفراط والتفريط مما قامت عليه دلائل الكتاب والسنة، ومضى عليه سلف الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا , وقد بينه علماء الاسلام في كتب الاعتقاد , وفي (باب حكم المرتد) من كتب فقه الشريعة المطهرة , من أن الإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب , وعمل بالجوارح , يزيد بالطاعة , وينقص بالمعصية ولا يزول بها , فجمعوا بين نصوص الوعد والوعيد ونزلوها منزلتها , وأن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك وبالترك , وليس محصورا بالتكذيب بالقلب كما تقوله المرجئة , ولا يلزم من زوال بعض الإيمان زوال كله كما تقوله الخوارج.
و أختم هذا الفصل بكلام جامع لابن القيم - رحمه الله تعالى – في كتاب: " الفوائد " بيَّن فيه آراء من ضل في معرفة حقيقة الإيمان , ثم ختمه ببيان الحق في ذلك , فقال - رحمه الله تعالى -:
(يُتْبَعُ)
(/)
" و أما الإيمان: فأكثر الناس أو كلهم يدعونه {{و ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}} [يوسف/103] و أكثر المؤمنين إنما عندهم إيمان مجمل , و أما الإيمان المفصل بما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم معرفة وعلما و إقرارا و محبة , ومعرفة بضده وكراهيته وبغضه , فهذا إيمان خواص الأمة وخاصة الرسول , وهو إيمان الصديق وحزبه.
وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار بوجود الصانع , وأنه وحده هو الذي خلق السماوات و الأرض وما بينهما , و هذا لم يكن ينكره عباد الأصنام من قريش ونحوهم.
و آخرون الإيمان عندهم التكلم بالشهادتين سواء كان معه عمل أو لم يكن , وسواء رافق تصديق القلب أو خالفه.
و آخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق القلب بأن الله سبحانه خالق السماوات و الأرض و أن محمدا عبده ورسوله , و إن لم يقر بلسانه ولم يعمل شيئا , بل ولو سب الله ورسوله و أتى بكل عظيمة , وهو يعتقد وحدانية الله ونبوة رسوله فهو مؤمن.
و آخرون عندهم الإيمان هو جحد صفات الرب تعالى من علوه على عرشه , وتكلمه بكلماته وكتبه , وسمعه وبصره ومشيئته وقدرته و إرادته وحبه وبغضه , وغير ذلك مما وصف به نفسه , ووصف به رسوله , فالإيمان عندهم إنكار حقائق ذلك كلهوجحده , والوقوف مع ما تقتضيه آراء المتهوكين وأفكار المخرصين الذين يَرُدُّ بعضهم على بعض , وينقض بعضهم قول بعض , الذين هم كما قال عمر بن الخطاب و الإمام أحمد: مختلفون في الكتاب , مخالفون للكتاب متفقون على مفارقة الكتاب.
و آخرون عندهم الإيمان عبادة الله بحكم أذواقهم ومواجيدهم وما تهواه نفوسهم من غير تقييد بما جاء به الرسول.
و آخرون الإيمان عندهم ما وجدوا عليه آباءهم و أسلافهم بحكم الاتفاق كائنا ما كان , بل إيمانهم مبني على مقدمتين: إحداهما: أن هذا قول أسلافنا و آبائنا , و الثانية: أن ما قالوه فهو الحق.
و آخرون عندهم الإيمان مكارم الأخلاق وحسن المعاملة وطلاقة الوجه و إحسان الظن بكل أحد , وتخلية الناس وغفلاتهم.
و آخرون عندهم الإيمان التجرد من الدنيا و علائقها وتفريغ القلب منها و الزهد فيها , فإذا رأوا رجلا هكذا جعلوه من سادات أهل الإيمان و إن كان منسلخا من الإيمان علما وعملا.
و أعلى من هؤلاء من جعل الإيمان هو مجرد العلم وإن لم يقارنه عمل.
وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الإيمان ولا قاموا به و لا قام بهم , وهم أنواع:
منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان.
ومنهم من جعل الإيمان ما لا يعتبر في الإيمان.
ومنهم من جعله ما هو شرط فيه و لا يكفي في حصوله.
ومنهم من اشترط في ثبوته ما يناقضه ويضاده.
ومنهم من اشترط فيه ما ليس منه بوجه.
و الإيمان وراء ذلك كله , وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم علما و التصديق به عقدا و الإقرار به نطقا و الانقياد له محبةوخضوعا , والعمل به باطنا وظاهرا , وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان , وكماله في الحب في الله والبغض في الله , والعطاء لله و المنع لله , و أن يكون الله وحده إلهه ومعبوده , والطريق إليه: تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا , وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله. وبالله التوفيق " انتهى.
الأصول والضوابط في مسألة التكفير
ونظرا لما حصل من تسرب المذهبين المذكورين المخالفين لمذهب أهل السنة إلى عقائد بعض المعدودين من أهل السنة، وخفاء أصول هذه المسألة شرعاً على آخرين؛ رأيت إيضاح ما يجب اعتباره شرعاً في هذه المسألة مما يُعْرَفُ به الحق بدليله , وبطلان ما خالفه من المذاهب المردية , والاتجاهات الفكرية الضالة , وأنها مسألة خطيرة , وعظيمة , مُحاطةٌ شرعا بما يحفظ للإسلام حرمته , وللمسلمين حرمتهم , وذلك فيما يأتي:
1 - التكفير حكم شرعي لا مدخل للرأي المجرد فيه , لأنه من المسائل الشرعية لا العقلية , لذا صار القول فيه من خالص – حق الله تعالى – لا حَقَّ فيه لأحد من عباده، فالكافر من كفره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا غير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الحكم بالفسق، والحكم بالعدالة، وعصمة الدم، والسعادة في الدنيا والآخرة، كل هذه ونحوها من المسائل الشرعية , لا مدخل للرأي فيها , وإنما الحكم فيها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , وهي المعروفة في كتب الاعتقاد باسم: " مسائل الأسماء والأحكام ".
2 - للحكم بالردة والكفر موجبات وأسباب هي نواقض الإيمان والإسلام، من اعتقاد , أو قول , أو فعل , أو شك , أو ترك، مما قام على اعتباره ناقضا الدليلُ الواضح , والبرهان الساطع من الكتاب أو السنة , أو الإجماع , فلا يكفي الدليل الضعيف السند , ولا مشكل الدلالة، ولا عبرة بقول أحد كائنا من كان إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح.
وقد أوضح العلماء – رحمهم الله تعالى - هذه الأسباب في كتب الاعتقاد , وفرعوا مسائلها في: " باب حكم المرتد " من كتب الفقه.
وأَوْلَوها عناية فائقة , لأنها من استبانة سبيل الكافرين، والله - تعالى - يقول: {{وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}} [الأنعام/55].
وفي استبانة سبيل المجرمين: تحذير للمسلم من الوقوع في شيء منها، وهو لا يشعر , وليتبين له الإسلام من الكفر، والخطأ من الصواب ويكون على بصيرة في دين الله تعالى.
وبقدر ما يحصل من الجهل بسبيل المؤمنين، وبسبيل الكافرين، أو بأحدهما يحصل اللبس ويكثر الخلط.
وكما أن للحكم بالردة والكفر موجباتٍ وأسباباً فله شروط وموانع.
فيشترط إقامة الحجة الرسالية التي تزيل الشبهة.
وخلوه من الموانع كالتأويل , والجهل , والخطأ , والإكراه.
وفي بعضها تفاصيل مطولة معلومة في محلها.
3 - يتعين التفريق بين التكفير المطلق وهو: التكفير على وجه العموم في حق من ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام، وبين تكفير المعين، فإن الاعتقاد، أو القول، أو الفعل، أو الشك، أو الترك، إذا كان كفرا فإنه يطلق القول بتكفير من فعل ذلك الفعل، أو قال تلك المقالة وهكذا ... دون تحديد معين به. أما المعين إذا قال هذه المقالة، أو فعل هذا الفعل الذي يكون كفرا , فينظر قبل الحكم بكفره , بتوفر الشروط , وانتفاء الموانع في حقه، فإذا توفرت الشروط , وانتفت الموانع، حكم بكفره وردته فيستتاب فإن تاب وإلا قتل شرعاً.
4 - الحق عدم تكفير كل مخالف لأهل السنة والجماعة لمخالفته , بل ينزل حكمه حسب مخالفته من كفر، أو بدعة أو فسق أو معصية.
وهذا ما جرى عليه أهل السنة والجماعة من عدم تكفير كل من خالفهم وهو يدل على ما لديهم بحمدالله من العلم والإيمان والعدل والرحمة بالخلق، وهذا بخلاف أهل الأهواء، فان كثيرا منهم يكفِّرون كل من خالفهم.
5 - كما أن "الإيمان" شعب متعددة ورتبها متفاوتة أعلاها قول "لا اله إلا الله" وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، فكذلك "الكفر" الذي هو في مقابلة الإيمان، ذو شعب متعددة، ورتب متفاوتة أشنعها "الكفر المخرج من الملة" مثل: الكفر بالله، وتكذيب ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك كفر دون كفر، ومنه تسمية بعض المعاصي كفراً.
ولهذا نبه علماء التفسير، والوجوه والنظائر في كتاب الله – تعالى- وشراح الحديث والمؤلفون في: "لغته" وفي الأسماء المشتركة، والمتواطئة، أن لفظ "الكفر" جاء في نصوص الوحيين، على وجوه عدة: "الكفر الناقل عن الملة" و "كفر دون كفر" و"كفر النعمة" و"التبرؤ" و"الجحود" و"التغطية" على أصل معناه اللغوي.
وبناء على هذا: فانه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الكفر بالعبد، أن يصير كافراً الكفر المطلق، الناقل عن الملة، حتى يقوم به أصل الكفر، بناقض من نواقض الإسلام: الاعتقادية أو القولية أو العملية عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا غير.
كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يكون مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان.
فالواجب وضع النصوص في مواضعها وتفسيرها حسب المراد منها من العلماء العاملين الراسخين، وان الغلط هنا إنما يحصل من جهة العمل وتفسير النصوص وعلى الناصح لنفسه أن يحس بخطورة الأمر ودقته وأن يقف عند حده ويكل العلم إلى عالمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - إصدار الحكم بالتكفير لا يكون لكل أحد من آحاد الناس أو جماعاتهم وإنما مرد الإصدار إلى العلماء الراسخين في العلم الشرعي المشهود لهم به، وبالخيرية والفضل الذين أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يبلغوا الناس ما علموه وأن يبينوا لهم ما أشكل عليهم من أمر دينهم امتثالا لقول الله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذي أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) "آل عمران/187". وقوله سبحانه (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) "البقرة/159" وقوله سبحانه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) "النحل/43".
فما أمر الله بالسؤال حتى أخذ سبحانه العهد والميثاق على العلماء بالبيان.
7 - التحذير الشديد، والنهي الأكيد عن سوء الظن بالمسلم فضلا عن النيل منه فكيف بتكفيره والحكم بردته والتسرع في ذلك بلا حجة ولا برهان من كتاب ولا سنة.
ولهذا جاءت نصوص الوحيين الشريفين محذرة من تكفير أحد من المسلمين وهو ليس كذلك كما قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عَرَض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعلمون خبيرا) "النساء/94".
وفي عموم قول الله سبحانه: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) "الأحزاب/58".
وقد تواترت الأحاديث النبوية في النهي عن تكفير المسلم بغير حق، منها.:
حديث أبي ذر –رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر،إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك " متفق على صحته.
وعن ابن عمر –رضي الله عنهما –أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أيَّما رجل قال لأخيه:يا كافر فقد باء بها أحدهما " متفق على صحته.
وعن أبي ذر – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ومن دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه " متفق على صحته.
ومعنى حار عليه: رجع عليه.
وفي حديث ثابت بن الضحاك –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله" رواه البخاري في صحيحه.
فهذه النصوص وغيرها فيها الوعيد الشديد لمن كَفَّر أحداً من المسلمين وليس هو كذلك، وهذا والله أعلم – لما في إطلاق الكفر بغير حق على المؤمن من الطعن في نفس الإيمان، كما أن فيها التحذير من إطلاق التكفير إلا ببينة شرعية، إذ هو حكم شرعي لا يصار إليه إلا بالدليل، لا بالهوى والرأي العاطل من الدليل.
وهذه الحماية الكريمة والحصانة العظيمة للمسلمين في أعراضهم وأديانهم من أصول الاعتقاد في ملة الإسلام.
بناء على جميع ما تقدم فليحذر المسلم أن يخوض مع الخائضين في هذا الأمر الخطير في المجالس الخاصة، والمجتمعات العامة، وفي الصحف والمجلات وغيرها، من غير قدرة شرعية ولا قواعد علمية ولا أدلة قطعية فهذا تصرف يأباه الله ورسوله والمؤمنون، وفاعله مأزور غير مأجور، فالله تعالى، يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) "الإسراء/36".
ويقول –سبحانه-: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) "الأعراف
وبذلك يكون المسلم في مأمن من الإثم والتبعة في الدارين، وتسلم المجتمعات الإسلامية من مظاهر الانحراف التي سببها الجهل والميل إلى الهوى. والله المستعان.
وفي هذا الفصل نقض لمذهب الخوارج في غلوهم وإفراطهم.
فصل في أنواع الكافرين وكفرهم
لا يجوز لمسلم التحاشي عن تكفير من كفرهم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لِمَا فيه من تكذيبٍ لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
والكفار على صنفين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الصنف الأول: الكفار كفراً أصلياً، وهم كل من لم يدخل في دين الله: (الإسلام) الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى والدهريين والوثنين وغيرهم من أمم الكفر الذين قال الله تعالى فيهم (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) التوبة/29.
والذين قال الله فيهم (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) المائدة/73.
والذين قال الله فيهم: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) البينة /1.
والذين قال الله فيهم: (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) النساء/150 - 151
وهؤلاء الكفار كفراً أصلياً لا يفرق في الحكم عليهم بالكفر، سواء كانوا أفراداً أو جماعاتٍ، أحياءً وأمواتاً كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.
وهؤلاء يجب على المسلمين قتالهم متى استطاعوا حتى يدخلوا في الإسلام أو يدفعوا الجزية.
الصنف الثاني: المسلم الذي يرتد بعد إسلامه بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام، نعوذ بالله من ذلك، ومن أمثلة في القرآن العظيم:
كفر التكذيب: كما قال تعالى: (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالُهُم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون) الأعراف/147.
ومثل كفر: المستهزئين بالله، ورسوله، ودينه، الذين قال الله فيهم (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) التوبة/65 - 66.
ومثل كفر: من سب الله ورسوله ودينه، فان السب ينافي التعظيم الواجب لله ولرسوله ولدينه وشرعه، قال الله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج/32.
ومثل كفر: الإباء والاستكبار والامتناع عن طاعة الله تعالى كما قال سبحانه عن إبليس: (أبى واستكبر وكان من الكافرين) البقرة /34.
وهذا النوع هو الغالب على كفر أعداء الرسل.
ومثل كفر: الإعراض عن دين الله تعالى كما قال سبحانه (والذين كفروا عما انذروا معرضون) الأحقاف/3.
ومثل الكفر: بالقول كما قال تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة /65 - 66.
وكما قال سبحانه: (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) التوبة/74. إذ قالوا: (ليخرجن الأعز منها الأذل) المنافقون/8.
ومنه قول المنافقين في غزاة تبوك: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء- يعنون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم- أرغب بطونا، وأكذب ألسنا، وأجبن عند اللقاء).
ومنه صرف الدعاء لغير الله والاستغاثة بالأموات.
ومثل الكفر: بالعمل كما قال الله تعالى: (قل أن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الأنعام /162 - 163. فالسجود لغير الله والذبح لغير الله، شرك وكفر بالله.
ومن الكفر العملي: السحر كما قال الله تعالى (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) البقرة /102.
وذلك لما فيه من استخدام الشياطين والتعلق بهم ودعوى علم الغيب ودعوى مشاركة الله في ذلك قال الله تعالى (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) البقرة /102.
ولأن السحر شرك وكفر أدخله العلماء المصنفون في: (التوحيد وأبوابه) في أنواع الشرك، للتحذير منه، وبيان أنه من نواقض التوحيد.
ومثل الكفر: بالاعتقاد والشك، كما قال الله تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) الحجرات/15.وقال سبحانه: (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون) التوبة/45.
وقال عَزَّ من قائل (ودخل جنته هو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا. وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلبا. قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) الكهف/35 - 37.
فكل هؤلاء قد كفرهم الله ورسوله بعد إيمانهم بأقوال وأفعال صدرت منهم ولو لم يعتقدوها بقلوبهم. لا كما يقول المرجئة المنحرفون، نعوذ بالله من ذلك.
مع العلم أن الحكم بكفر المعين المتلبس بشيء من هذه النواقض المذكورة موقوف على توافر الشروط وانتفاء الموانع في حقه كما هو مقرر معلوم، وتقدم.
وفي هذا الفصل نَقْضٌ لمذهب المرجئة في تقصيرهم وتفريطهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
"الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هي أهل السنة والجماعة وأهل الحق والإتباع"
ـ[ابو البراء]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هي أهل السنة والجماعة وأهل الحق والإتباع"
الحمد لله عظيم المنة مكن للتوحيد بأهل السنة وصلى الله وسلم على النبي الذي جاءنا من عند الله بأكمل نعمة ثم أما بعد: إن أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وهم سواد الأمة الأكبر الذين لم ينحرفوا مع المنحرفين، ولم يخوضوا مع المبتدعين ولم يبتدعوا في الدين، ولم يغيروا منهج المسلمين، ولقد سئل شيخ الإسلام < أحمد ابن تيمية قدس الله روحه مجموع الفتاوى 3/ 354>: عن قوله صلى الله عليه و سلم: [تفترق أمتي ثلاثة وسبعين فرقة] ما الفِرق؟ وما معتقد كل فرقة من هذه الصنو؟ فأجاب: الحمد لله الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند، كسنن أبي داود والترمذي والنسائي وغيرهم و لفظه: [افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة]، وفي لفظ: [على ثلاث وسبعين ملة]، وفي رواية: [قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال: [من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي]، وفي رواية قال: [هي الجماعة يد الله على الجماعة]، ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم"، و بهذه الجماعة حفظ الله للإسلام نقاءه وبياضه وصفاءه، ولو لا أن الله جعل أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة سببا لصيانة الدين من لعبث به أهل الأهواء، لذهبت هيبته وللعب به المبتدعة والخونة وأهل النفاق والطغيان، ولسخروه لأغراضهم الشخصية ومصالحهم الدنيوية والحمد لله حمد على كرمه بأهل الدين، فسبيل الفرقة الناجية والطائفة المنصورة سبيل الإقتداء والإتباع، وأما سبيل أهل البدع المخالفين للفرقة الناجية الطائفة المنصورة الخلاف والشذوذ والتفرقة، وما خالفت فرقة منهج السنة والجماعة إلا سلت السيف على أهل السنة المخالفين لهم ولبدعهم، ولهذا كان أيوب السختياني يقول: " المرجئة هم الخوارج"، وكما جاء في السنة عن أبي داود (11/ 489 مع عون المعبود) والترمذي (6/ 466) وقال: هذا حديث صحيح عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، و لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: <مجموع الفتاوى 3/ 345 >: " وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا من مبلغ الفرقة الناجية فضلا عن أن تكون بقدرها بل قد تكون الفرقة منها في غاية القلة، وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع، فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة، وأما تعيين هذه الفرق فقد صنف الناس فيهم مصنفات وذكروهم في كتب المقالات، لكن الجزم بأن هذه الفرقة الموصوفة هي إحدى الثنتين والسبعين لا بد له من دليل، فإن الله حرم القول بلا علم عموما وحرم القول عليه بلا علم خصوصا"، فأهل السنة والجماعة هم أهل الحق والجماعة، وهم أهل الطاعة والسنة والإنابة، وهم أهل التوحيد والسنة الذين ليس لهم منهج إلا منهج أهل السنة والجماعة، ولا يتعصبون لشخص يوالون ويعادون عليه، فمن وافقهم فيه وعلى ما هو عليه ويدعو إليه جعلوه من أهل السنة والجماعة، ومن خالفهم فيه، ولم يتبعه و لم يوافقه على ما هو عليه ويدعو إليه جعلوه من أهل البدعة والضلالة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في < مجموع الفتاوى 3/ 346 - 347>: " فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر، و طاعته في كل ما أمر، و ليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة، بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه و وافقه كان من أهل السنة و الجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق "، ولا بد من وضع الملامح والعلامات حتى تستبين سبيل أهل الضلال من أهل الحق والإتباع، وهذه الأصول هي التي أصل لها أهل السنة والجماعة قديما منذ زمن السلف الصالح رضي الله عنهم، فكل من خرج عن الأصول و بني مذهبه على غير ما عليه منهج أهل السنة والجماعة فقد خرج من زمرة أهل السنة والجماعة، وكان من أهل البدع والفرقة والضلالة كما قال ابن تيمية < مجموع الفتاوى3/ 347 - 48>: " وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وأعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء فيها " وأهل" معرفة بمعانيها واتباعا لها تصديقا وعملا وحبا وموالاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه" [يتبع]
و كتبه
الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1580
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مغترب]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 06:28]ـ
الشيخ الحبيب ربيع بن هادي المدخلي أطال الله في عمره تكلم في هذه المسألة بإسهاب أكثر من مرة وله أبحاث منشورة، وهناك شريط جميل جدا لمحمد بن هادي لكن نسيت اسمه. وقد اختلف معه عدد من أهل العلم، أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا البراء على هذا الموضوع وجعل نقله في ميزان حسناتك(/)
من لي بالمجموعة الثالثة من التأملات القرآنية للمغامسي.
ـ[أبو فهد السمراني]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 10:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فأحبتي في الله من لي بالمجموعة الثالثة من التأملات القرآنية للمغامسي.
والله يحفظكم ...
أبو فهد السمراني
ـ[الورد الزاهر]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 11:39]ـ
اضغط هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3576)
ونفع الله بكم(/)
استداركات وتعقيبات الشيخ الدكتور سفر الحوالي على غيره في كتاب ظاهرة الإرجاء (1)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 11:49]ـ
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،
فهذه مجموعة من الفوائد، التقطها ورتبتها من كتاب " ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي "
لفضيلة الدكتور الشيخ / سفر بن عبد الرحمن الحوالي، (مجلدين، وأصله رسالة دكتوراة،
بإشراف الأستاذ محمد قطب، توزيع مكتبة الطيب، مصر، الطبعة الأولى).
وهو كتاب فريد في بابه، ونظرا لعدم توفره بين أيدي بعض طلبة العلم، ولخلوه من فهارس ترتب
معلوماته، وتجمع متماثلاته، وقد منّ الله علي بقراءته أكثر من مرة، قراءة تدقيق ونظر، وقد
قسمت الفوائد إلى ما يلي:
أـ الاستدركات: التي استدركها المؤلف حفظه الله على غيره.
ب ـ اللطائف التفسيرية: والتي يعلق بها المؤلف حفظه الله على بعض الآيات.
جـ أعلام ومناهج: فقد ذكر المؤلف جملة من الأعلام المعاصرين، إضافة لمناهج جديدة على الأمة.
د ـ فوائد في التكفير: نظرا لدقة مسائله، وصعوبة مسالكه، وضرورة التقعيد فيه، فأحببت إفرادها
هـ ـ فوائد عامة: مما لا يدخل في الأقسام السابقة.
وقبل أن أنقل لكم الفوائد أحب أن أنبه على ما يلي:
1ـ هذا الجمع قمت به (لي) شخصيا .. أدون الفوائد التي تمر علي في الكتاب.
2ـ الشيخ الدكتور سفر الحوالي لم يطلع عليها.
3ـ أنقل لفظ الشيخ بحروفه .. إلا أن عنوان الفقرة من عندي.
4ـ قسمت الفوائد التي مرت بي في الكتاب إلى أربعة أقسام، وهي:
استدراكات الشيخ على غيره - اللطائف التفسيرية - فوائد في باب التكفير - فوائد
والآن إلى بداية استدراكات وتعقيبات الشيخ على غيره، وهي (39) استدراك ... سأنقلها على
أجزاء:
أولا: استدراكه على نابليون ص 91:
ولقد قصر نابليون حين وصف هذه المدة الهائلة ـ الفتح الإسلامي ـ بقوله: " إن المسلمين فتحوا نصف العالم في نصف قرن " أ. هـ فما كان القسم الذي لم يفتح نصف العالم قط، وإنما كان حوشي الأرض التي إن لم تصلها جيوش الإسلام فقد غزتها ثقافته وحضارته، ولكن الأروبيين منذ عصر الإمبراطورية إلى الآن يعتبرون أوربا نصف الدنيا، وكم جمح بهم الغرور فاعتبروها محور العالم، وسائر الأمم حواشي وهوامش.
ثانيا: تعقيبه على كلام أبي هريرة رضي الله عنه ص 110:
وهذه العبارة النبوية ـ إن في الجسد مضغة ـ أبلغ من العبارة التي قالها أبو هريرة رضي الله عنه وهي: " القلب ملك، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده " لأن العلاقة بين القلب والأعضاء أقوى منها بين الملك والجنود، لاسيما والكلام في مورد الحديث عن الإيمان، وأصل محل الإيمان القلب، ويسري في الجوارح، بحسب قوته في الأصل، كالطاقة مع الآلة، والملك قد يفسد وبعض جنوده صالح، وبالعكس، بخلاف القلب، فإن الجسد تابع له لا يخرج عن إرادته، ولا يتحرك بدونه، فكلام النبي ? كشفٌ لعين الحقيقة، وكلام الصحابي رضي الله عنه تقريب وتمثيل.
ثالثا: تعقيبه على كلام ابن القيم رحمه الله ص 121:
قال ابن القيم رحمه الله: " ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في الصناعات الدقيقة التي لا تنفع بل تضر، كالفكر في الشطرنج، والموسيقى، وأنواع الأشكال والتصاوير " أ. هـ.
قال المؤلف (الشيخ سفر) في الحاشية: رحم الله ابن القيم، كم جد في الدنيا بعده من ملهيات فكرية قاتلة، يهون إزاءها ما ذكر فلو تأمل عاقل كم تستهلك الأفلام الخليعة، والألعاب الرياضية، والملاهي المسماة الفنون، من أعمار الناس، وأموالهم، وكم تبعدهم عن اليوم الآخر، لصعق عقله فالله المستعان.
رابعا: تعقيب آخر على كلام ابن القيم ص 121:
قال ابن القيم: ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في العلوم التي لو كانت صحيحة لم يعط الفكر فيها النفس كمالا ولا شرفا، كالفكر في دقائق المنطق، والعلم الرياضي والطبيعي " أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف في الحاشية: وأعظم منها في حياتنا المعاصرة تلك النظريات الهدامة، التي استهلكت الأذهان والأموال، وأُنشئت لها الكليات والبعثات، مثل أكثر نظريات علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، والآداب، والفلسفة، ودراسة التاريخ الغابر، والحضارة المنقرضة، بعيداً عن هدي الله.
خامسا: تعقيب آخر على كلام ابن القيم رحمه الله ص 122:
قال ابن القيم: ومنها ـ الأفكار الرديئة ـ الفكر في أنواع الشعر وصروفه، وأفانينه في المدح والهجاء والغزل والمراثي ونحوها " أ. هـ.
قال المؤلف في الحاشية: ومنه ما شاع في المتأخرين من التشطير والتخميس والألغاز، وكذا تكلف المقامات، ثم ما في عصرنا من المسرحيات والقصص، والأعمال النقدية، والصحفية إلا قليل منها.
سادسا: استدراك على العلامة سليمان بن عبد الله في شارح كتاب التوحيد ص 151:
ورحم الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقد عقد بابا خاصا في كتابه المبارك كتاب التوحيد بعنوان: باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " أورد فيه قوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " والحديث الصحيح " تعس عبد الدينار ... الحديث ومراده أوسع وأعمق مما ذكره حفيده العلامة سليمان بن عبد الله في قوله " إن المراد بهذا الباب " أن يعمل الإنسان عملاً صالحاً، يريد به الدنيا، كالذي يجاهد للقطيفة والخميلة ونحو ذلك " أ. هـ.
فهذا وإن كان داخلاً في المراد لكن تقييده به تضييق لمغزى أوسع، أحسب أن الشيخ المؤلف أراد إيضاحه، وهو أن أكثر الناس المسلمين وغيرهم جعلوا همهم وحرثهم وكدحهم وكبدهم للدنيا وحدها، فلا تتحرك قلوبهم ولا تنفعل إلا لها وبها، حتى أنهم لو دعوا الله وعبدوه فإنما يريدون بذلك زيادة الخير والبركة في الصحة والرزق، وهذا باب أوسع من باب فساد النية مع عمل صالح يفعله العبد المؤمن، فهذا الباب الأخير يصيب الصالحين ويعرض للمخلصين.
سابعا: استدراك على الحافظ ابن حجر رحمه الله في تعريف الإيمان ص 228:
وبيان ذلك يتضح من خلال تأمل كلام أحد علماء السنة المحققين، وهو الحافظ ابن حجر رحمه الله، وهو من هو علما وفهما وإحاطة بأقوال السلف، فانظر إليه حين يقول شارحا ترجمة البخاري: وهو قول وفعل يزيد وينقص " فأما القول فالمراد به النطق بالشهادتين، وأما العمل فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح، ليدخل الاعتقادات والعبادات، ومراد من أدخل ذلك في تعريف الإيمان هو بالنظر إلى ما عند الله، فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي، والمرجئة قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط، والكرامية قالوا: هو نطق فقط، والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد، والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته، والسلف جعلوها شرطا في كماله " أ. هـ.
قال المؤلف: فقارئ الكلام يفهم منه التناقض بين تعريفي السلف في موضوع العمل، فإنه في التعريف الأول: " قول وعمل " يعتبر ركنا، في حين أنه حسب التعريف الأخير: " اعتقاد وقول وعمل " ليس إلا شرط كمال فقط، ويفهم منه كذلك أن الفرق بين المرجئة والسلف أن السلف زادوا على تعريف المرجئة العمل، وجعلوه شرط كمال، وعليه فمن ترك العمل بالكلية فهو عند المرجئة مؤمن كامل الإيمان، وعند السلف مؤمن تارك لشرط الكمال فحسب، ويمكن أن يفهم منه أيضا أن تعريف المرجئة والمعتزلة أوجه من تعريف السلف، لأن المرجئة عرفوه بركنين، والمعتزلة بثلاثة، والسلف عرفوه حسب فهمه، بركنين وشرط كمال، والتعريفات إنما تذكر الأركان والشروط فضلا عن شروط الكمال.
والأهم من هذا ما سبقت الإشارة إليه من توهم انفصال الأجزاء الثلاثة، بحيث يتحقق الركنان: القول والاعتقاد، مع انتفاء العمل بالكلية، ولا يزيد صاحبه عن كونه ناقص الإيمان، مع أن السلف نصوا على أن تارك العمل بالكلية تارك لركن الإيمان.
ثامنا: استدراك على النووي رحمه الله في موقفه في القتال الدائر بين الصحابة، والذي تمسك به المستشرقون ص 258 أترك نقله لطوله.
تاسعا: تعقيب على كلام المستشرق " فان فلوتن " في ذكره مذهب جهم ص 270:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المستشرق في كلامه عن الثورات التي قامت بها الشعوب المفتوحة على المستعمرين: " على أن بعضهم أي الثوار، قد ذهب إلى أبعد من هذا، أي المطالبة بالعدالة الاجتماعية بزعمه، فضمنوا عقيدة التوحيد معنى أخلاقيا ودينيا " أ. هـ.
قال المؤلف: فما هو هذا المعنى الأخلاقي الذي لا تتضمنه عقيدة التوحيد، حتى أدخله فيها ثوار العجم؟ يشرحه قائلا ـ أي المستشرق فان فلوتن ـ: " وقد عزى جهم بن صفوان، أحد رؤوس المرجئة وكاتم سر الحارث بن سريج، هذه الكلمات: إن الإيمان عقد بالقلب، وإن أعلن الكفر بلسانه بلا تقية، وعبد الأوثان، أو ألزم اليهودية، أو النصرانية في دار الإسلام، وعبد الصليب، وأعلن التثليث في دار الإسلام ومات على ذلك، فهو مؤمن كامل الإيمان عند الله عز وجل، ومن أهل الجنة " أ. هـ.
قال المؤلف في الحاشية: يلاحظ أن هذا الكلام الذي نسبه ابن حزم لجهم (وللأشعري) هو لازم قوله، وليس من قوله أن اليهود والنصارى يعتبرون مؤمنين من أهل الجنة، ولكنه هوى هذا المستشرق لبني دينه، وأنهم كانوا محرومين من هذه الروح الأخلاقية الجهمية!!.
عاشرا: استدراك على المستشرق بروكلمان ص 278:
نقل المؤلف عن بروكلمان: " وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ذكر عقيدة للمرجئة كان يدرسها محمد بن عشاقة الكرماني، في البصرة عن سفيان بن عيينة، عن وكيع بن الجراح، عن عبد الرزاق ن همام، عن أمية بن عثمان " أ. هـ.
قال المؤلف: لقد خان بروكلمان الأمانة العلمية حين أقحم كلمة المرجئة في نص مأثور من مصدر متداول مشهور، وخرج عن مهمته التي هي الوراقة والفهرسة، لينصب من نفسه حكما عقائديا في الخلاف بين فرق لا تنتمي إلى دينه، ولكن الحقيقة أنه متى سنحت الفرصة للدس على الإسلام فكل مستشرق أيا كان فنه، هو أستاذ متخصص.
وعذرا على الإطالة ... أخوكم / عقيل الشمري
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 12:11]ـ
بل بارك الله فيك وننتظر المزيد والمزيد ...
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 12:43]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ سفر والشيخ عقيل الشمري, وبانتظار جديدك يا أبا عمر,,
ـ[الحمداني]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 01:24]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ سفر والشيخ عقيل الشمري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 06:11]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك على هذه الفوائدالقيمة وحفظ الله الشيخ سفره وعافاه من كل شر
ـ[العفالقي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 06:56]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 07:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 02:43]ـ
أسال الله الشفاء للشيخ العلامة مجدد عقيدة الإيمان ومحييها الشيخ سفر الحوالي وأن يجزيه خير الجزاء
ـ[مكاوي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 02:56]ـ
تم نسخها، ولياذن لي أخي عقيل بعرضها على الشيخ .. ليقرأها.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 03:28]ـ
ماشاء الله لاقوة إلا بالله بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 12:56]ـ
بانتظار كتابة كامل فهرستك على الكتاب ياشيخ عقيل,,,
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 01:32]ـ
رفعت قدرا ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:05]ـ
أشكر جميع إخواني على المشاركات والتفاعل الذي يميزهم عن غيرهم ...
وأشكر لأخي (مكاوي) مبادرته في عرضها على الشيخ سفر شفاه الله ...
وأشد على أزره من ذلك ... وقد أحسنت إلي أحسن الله إليك ...
والآن سأكمل الاستدراكات ....
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:06]ـ
الحادي عشر: استدراك على أبي الحسن الأشعري رحمه الله ص 310:
وفي الوقت نفسه على ما يبدوا خرجت طائفة لم يسمها الأشعري، لكن قولها مهم، " وهو أن ما كان من الأعمال عليه حد واقع , فلا يتعدى بأهله الاسم الذي لزمهم به الحد , وليس يكفر بشيء ليس أهله به كافرا , كالزنا والقذف وهم قذفة وزناة، وما كان من الأعمال ليس عليه حد , كترك الصلاة والصيام , فهو كافر وأزلوا اسم الإيمان في الوجهين جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الفرقة ينطبق عليها اسم الإرجاء، من حيث إنها لا تقول بإسلام ولا كفر، فيما كان دون الشرك والكفر، فهي إحدى فرق ما يسمى " مرجئة الخوراج " والله أعلم.
الثاني عشر: استدراك على الحافظ ابن حجر رحمه الله بشأن الحسن بن محمد بن الحنفية ص 348:
قال الحافظ في ترجمة الحسن بن محمد رحمه الله وكتابه الذي أَوصى أن يُقرأ على الناس: " ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ونجاهد فيهما، لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة، ولم نشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة، فنكل أمرهم إلى الله " فمعنى الذي تكلم فيه الحسن، أنه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا، وكان يرى أن يرجئ الأمر فيهما، وأما الإرجاء الذي يتعلق بالإيمان فلم يعرج عليه، فلا يلحقه بذلك عاب والله أعلم " أ. هـ.
قال المؤلف بعد ذلك بأسطر:
لكن ينبغي أن يستدرك على الحافظ رحمه الله قوله " فمعنى الذي تكلم فيه الحسن ... لا يلحقه بذلك عاب " فالحق أن العاب يلحق الحسن، من جهة أن كلامه أعم مما خصصه به الحافظ، بل إن الروايات غير رواية العدني مصرحة بقوله في عثمان وعلي: " فلا يتولوا ولا نتبرأ منهم " ونفي الولاية عن الخليفتين مما يعاب ويبدع صاحبه بلا ريب، كيف وقد ضربه أبوه، وقال: لا تتولى أباك؟ ولا يكون الندم إلا على خطأ أو خطيئة.
الثالث عشر: استدراك على كتاب الإيمان لأبي عبيد المطبوع ص 200:
قال ابن تيمية رحمه الله: " وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الإمام، وله كتاب مصنف في الإيمان، قال: هذه تسمية من كان يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ... " ثم ذكر علماء الإسلام.
قال المؤلف في الحاشية: الإيمان لابن تيمية (ص 293ـ 295) وهو ليس في كتاب الإيمان المطبوع لأبي عبيد، فإما أنه طبع على نسخ غير كاملة، أو أن أبا عبيد ذكر هذا في مصنف غيره.
الرابع عشر: استدراك على محققي كتاب تفسير ابن كثير ص 202:
قال الحافظ ابن كثير: أن الإيمان إذا استعمل مطلقا، فالإيمان الشرعي المطلوب، لا يكون إلا اعتقادا وقولا وعملا، وهكذا ذهب أكثر الأئمة، بل حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد، وغير واحد إجماعا " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: وقد علق المحققون على قوله " إجماعا " بقولهم: لعله إجماع الفقهاء والمحدثين، وإلا فإن جمهور علماء الكلام يرون أنه الاعتقاد فقط ".
وهذا التعليق لا وجه له، لأن علماء السنة ومنهم الأئمة الأربعة مجمعون على ذم الكلام وأهله وتعزير أصحابه، فلا يعتد بخلافهم فيما لم يجمع عليه فضلا عما هو أعظم منه، وإنما تذكر أقوالهم على سبيل الذم والإنكار.
الخامس عشر: تعقيب على كلام صاحبي فجر الإسلام ص 255:
وإليك رأي مؤلفي فجر الإسلام حين يتساءلون: " إلى أي حد تأثر العرب بالإسلام؟ وهل انمحت تعاليم الجاهلية، ونزعات الجاهلية بمجرد دخولهم في الإسلام؟ الحق أن ليس كذلك، وتاريخ الأديان، والآراء يأبى ذلك كل الإباء " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: في ص 98 يطعنون في إسلام كل من أسلم يوم الفتح، وفي إسلام سكان البوادي جملة، فإذا كان الأمر كذلك، وكان تأثر الصفوة من أهل المدينة كما ذكروا ص 94، فماذا صنع الإسلام ونبيه ? إذن؟!!.
السادس عشر: تعقيب على المستشرق ويلهاوسن ص 271:
وأما ويلهاوسن فيبدأ من النقطة نفسها، لكنه أكثر وقاحة حين ينسب ذلك للنبي ? فيقول أخزاه الله: " كان محمد قد بدأ خطواته وهو مقتنع أن دينه في جوهره نفس الدين اليهودي والنصراني، فكان يتوقع أن يلقاه اليهود في المدينة وقد فتحوا ذارعهم لاستقباله، غير أنه خاب فأله منهم خيبة مريرة " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: وأوقح منه من يعتمد على آرائه ممن ينتسب للإسلام، وقد جعلوا لكتابه من الأهمية أنهم ترجموه مرتين، إحداهما سورية " يوسف العش "، والأخرى مصرية " أبو ريدة " حتى يستدرك كل منهما ما قد يكون فات الآخر، من هذا الكلام العلمي الموضوعي!!.
السابع عشر: استدراك على المستشرق بروكلمان ص 278:
قال بروكلمان عن عقيدة عبد الله بن أباض إنها وهابية، مع قوله: إنه لم يظهر المذهب الوهابي قبل منتصف القرن السادس الهجري!! " أ. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف: مع ملاحظة أن الصحيح وهبية لا وهابية، ولعل الخطأ من المترجم.
الثامن عشر: استدراك على محقق كتاب اللالكائي ص 279:
قال الأوزاعي: " وقد كان أهل الشام في غفلة عن هذه البدعة ـ الإرجاء ـ حتى قذفها إليهم بعض أهل العراق ممن دخل في تلك البدعة " أ. هـ
قال المؤلف في الحاشية: اللالكائي (2/ 154) لكن في رواية الأخير ـ اللالكائي ـ سقطا لو تنبه له المحقق الأخ الدكتور / أحمد بن سعد بن حمدان لجزم بما ذكرنا ولم يتردد.
التاسع عشر: استدراك على بعض البعثيين والماركسيين في نشأة الخوارج ص 298:
ومن الآراء العصرية غير ذلك، ما ذهب إليه نفر من الماركسيين والبعثيين، والمتأثرين بالنظرة المادية الغربية، أو الناقلين نصا عن المستشرقين، من أن علة ظهور الخوارج هي بيئتهم الصحراوية المجدبة، وواقعهم المادي المسحوق بالمميزات الطبقية، التي كان الخلفاء ومن لف لفهم يتنعمون بها.
وليس الرد على هذا بأن الخوراج كانوا أزهد الناس في دنيا معروضة عليهم، مبذولة لهم فحسب، بل إن الحديث الصحيح في نشأة فكرهم ينقضه ويرده (ثم ذكر حديث ذي الخويصرة).
ثم قال: فهذا ما وقع قبل أن يوجد الظلم، وجور الحكام بالفعل، فليس الجور هو أصل النشأة، وإن كان مما يعزز الفكرة ويسوغها، ولكنها المثالية المجنحة التي لا تقيم للمصالح والملابسات أي اعتبار، وإنما تنطلق محلقة في الفضاء، ولكن سرعان ما يهوي بها الواقع في مكان سحيق.
العشرون: تعقيب على حديث ذي الخويصرة ص 299:
حديث ذي الخويصرة " اعدل يا رسول الله؟ ... الحديث "
قال المؤلف في الحاشية: وذلك أن هذا الرجل اعتبر إعطاء زعماء الأعراب، ومنع فقراء المهاجرين، والأنصار خروجا عن العدل دون نظر للمصالح والاعتبارات التي قسم النبي ? مراعيا إياها، ومن أدلة هذه المثالية ما تقدم مطالبتهم ـ أي الخوارج ـ بخليفة مثل عمر، فلما اختاروا هم إماما لم يكن سوى الأعرابي السالف الذكر.
الحادي والعشرون: استدراك على سامي النشار ص 349:
فقد عرض النشار تاريخ الفتنة ـ التي حدثت بين الصحابة ـ ونشؤ الفرق، عرضا لا يختلف عن عرض أي مؤلف رافضي، أو معتزلي، وقد كانت مصادره فعلا كذلك.
ثم ذكر جملة من الاستدراكات على النشار في ص 349 وما بعدها، وما قبلها.
الثاني العشرون: استدراك على الغزالي ص454:
أصل الخطأ في منهج الغزالي هو أنه دمج بين منهج القرآن ومنهج أرسطو، وأعتبر أن المراد بالقسطاس المستقيم في القرآن هو المنطق، وأن الأشكال المنطقية هي" الموازين الخمس" كما سماها وهي أساليب القرآن في الجدال، وقد فصل القول في ذلك بالأمثلة في كتابه الذي سماه بالقسطاس المستقيم، وهو مطبوع بأول الجزء الأول من مجموعة رسائله المسماة القصور العوالي، جمعها محمد مصطفى أبو العلا.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 11:30]ـ
لثالث والعشرون: استدراك على الذهبي ص385:
قال الذهبي: " والنزاع على هذا – أي بين مرجئة الفقهاء والسلف في الإيمان - لفظي إن شاء الله ".
قال المؤلف في الحاشية معقبا: وقوله: النزاع لفظي، صحيح في حق من يقول: الإيمان يشمل عمل القلب كله، أما من خصصه بالتصديق، وهو المشهور عنهم وأخرج سائر الأعمال، فلا.
الرابع والعشرون: استدراك على الشيخ الألباني رحمه الله ص388:
ذكر المؤلف قصة معقل بن عبيد الله الجزري عندما قدم عليهم سالم الأفطس بالإرجاء، والتي أخرجها الطبري في تهذيب الآثار، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة.
قال المؤلف: وما يجدر التنبيه إليه أن شيخ الإمام أحمد في هذا السند هو خالد بن حيان، وليس خلف بن حيان، كما في الإيمان لابن تيمية، وهذا يزيل الإشكال الذي وقع فيه مخرج أحاديثه الشيخ الألباني.
الخامس والعشرون: استدراك على ابن حجر والزبيدي في ذكرهم الإيمان عند الفرق ص406:
وقد وضع هذا الضابط نصا أو تلميحا بعض المؤلفين من العلماء، عوضا من استعراض الفرق الذي سارت عليه كتب الفرق والمقالات، ومنهم الإمام الطبري، وابن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن أبي العز.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف في الحاشية: كما فعل قريبا من ذلك الحافظ في الفتح (1/ 46) لكن على كلامه ما يستدرك، وقد فعلنا ذلك هنا، وقد استوفى الزبيدي أصول المرجئة وغيرها عدا مذهب السلف فلم يذكره (إتحاف السادة 2/ 243).
السادس والعشرون: استدراك على كتاب التجسيم عند المسلمين ص410:
قال المؤلف في الحاشية: وانظر " التجسيم عند المسلمين د. بهير مختار، مع ملاحظة ما فيه من إجمال والتباس.
السابع والعشرون: استدراك على ابن حزم رحمه الله ص 411:
إلا إذا صح أن جهما التزم القول بأن من أعلن التثليث في دار الإسلام، وحمل الصليب بدون تقية أنه يكون مؤمنا إذا كان يعرف الله، على أن ابن حزم نسب هذا الالتزام للأشعري معه، ولا يصح هذا عن الأشعري.
الثامن والعشرون: استدراك على الإمام الطحاوي في قوله " وأهله فيه سواء " ص414:
وعبارة الطحاوي رحمه الله تدل على هذا – الاضطراب – فإنه قال: " والإيمان هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، وجميع ما صح عن رسول الله ? من الشرع والبيان كله حق، والإيمان واحد، وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم بالخشية ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى ".
فقوله " والإيمان واحد " شاهد من أن أصل الشبهة ومنطلقها هو هذا – أن الإيمان شيء واحد -.
وقوله " وأهله في أصله سواء، والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ... " الخ مخالف لذلك، فاضطربت عبارته، لأن قوله " وأهله في أصله سواء " يدل على أن للإيمان أصلا وفرعا أو فروعا، هو أعمال الجوارح وأعمال القلب.
فيقال: إن كان الفرع داخلا في مسمى الأصل كما هو الشرع واللغة والعرف لم يعد الإيمان واحدا، بل متفاضلا، كإثباته التفاضل في الخشية والتقى، وإن كان غير داخل في مسماه فقوله " وأهله في أصله سواء " غير دقيق، فينبغي أن يقول وأهله فيه سواء، والذي دفعه رحمه الله إلى الوقوع في هذا هو محاولة الجمع بين مذهبي السلف وأبي حنيفة، لأن الرجل حنفي سلفي.
التاسع والعشرون: استدراك على ابن أبي العز شارح العقيدة الطحاوية ص 414:
وكذا شارح عقيدته – ابن أبي العز – فإنه حاول ذلك أيضا وأراده، ولهذا قال في شرح العبارة – وأهله في أصله سواء – " ولهذا والله أعلم قال الشيخ رحمه الله وأهله في أصله سواء، يشير إلى أن التساوي إنما هو في أصله، ولا يلزم منه التساوي من كل وجه ".
فيقال له: ما هذا الأصل من التصديق الذي يكون أهل الإيمان كلهم مشتركين فيه، ويكون ما فوقه زيادة عليه؟ ومن الذي وضعه؟
الثلاثون: استدراك آخر على شارح الطحاوية ص 418:
هذا ما أخطأ فيه شارح الطحاوية حين قال: " وقد أجمعوا أي السلف والحنفية، على أنه لو صدق بقلبه وأقر بلسانه، وامتنع عن العمل بجوارحه أنه عاص لله ورسوله، مستحق للوعيد "
واستدل بهذا على أن الخلاف – بين السلف والحنفية – صوري، والواقع أن مجرد الاتفاق على العقوبة لا يجعل الخلاف كذلك.
الحادي والثلاثون: استدراك على ابن حجر والطيبي والكرماني رحمهم الله في الإيمان ص 462:
إن الحافظ ابن حجر والطيبي والكرماني تأثروا بذلك، ربما بدون شعور حين استشكلوا: لماذا لم يجب النبي ? جبريل بأنه التصديق!! وخرّجوا ذلك بأنه سأله عن متعلقات الإيمان لا عن معنى لفظه! أو أن في الجواب تضمينا للمعنى اللغوي! أو أن المراد من المحدود الإيمان الشرعي، ومن الحد الإيمان اللغوي!
فالمتمنطقون من المتكلمين، وهم أكثر المتأخرين كما سبق افترضوا النبي ? بمنزلة أرسطوا أو فرفريوس وهو يناظر السفسطيين، والآخرون ومن تأثر بهم من الشراح افترضوه بمنزلة الخليل بن أحمد أو الأصمعي وهو يجيب الناس عن معاني الألفاظ اللغوية.
ثم قال المؤلف: فظهر أن النبي ? في مقام التعليم الشرعي أجاب الجواب الشرعي الكامل الذي لا يجوز العدول عنه.
الثاني والثلاثون: استدراكات على الجويني ص 437:
قال الجويني: " وقد يشهد لما ذكرناه إجماع العلماء على افتقار الصلوات ونحوها من العبادات إلى تقديم الإيمان، فلو كانت أجزاء من الإيمان لامتنع إطلاق ذلك، فإن استدل من سمى الطاعات إيمانا بقوله تعالى " وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم " قالوا: المراد بذلك أي الإيمان، الصلوات المؤادة إلى بيت المقدس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما يستدلون بما روى عن النبي ? " الإيمان بضع وتسعون خصلة، أولها شهادة أن لا إله إلا الله، وآخرها إماطة الأذى عن الطريق " قلنا: أما الإيمان في الآية التي استروحتم إليها فهو محمول على التصديق، والمراد: وما كان الله ليضيع تصديقكم لنبيكم فيما بلغكم من الصلاة إلى القبلتين ".
قال المؤلف في الحاشية: وهذا باطل، لأن الصحابة ? لم يخافوا ضياع تصديقهم فهو ثابت في الحالين، وإنما خافوا ضياع صلاتهم إلى القبلة الأولى.
قال الجويني: " وأما الحديث – الإيمان بضع – فهو من الآحاد ".
قال المؤلف في الحاشية: هذا أصل كبير من أصول الضلال ينبني عليه رد أكثر السنة، والجويني هنا وفي سائر كتبه ينقل عن الجهم والجبائي والفلاسفة، فهل وصل كلامهم تواترا أم أنه لا يشترط التواتر إلا في كلام رسول الله ? وكلام غيره مقبول آحاده ومتواتره؟!
الثالث والثلاثون: استدراك على الكمال بن الهمام في تقريره مذهب المرجئة في الإيمان ص437:
ذكر المؤلف جملة من النقول عن الكمال بن الهمام، من أئمة الحنفية المتأخرين قرر فيها مذهب المرجئة في الإيمان وعلق المؤلف تعليقات هامة على كلامه.
الرابع والثلاثون: استدراك على قاسم بن قطلوبغا في شرحه كلام أبي الحسن الأشعري رحمه لله ص 440:
وقد علق صاحب الحاشية " قاسم قطلوبغا " المتوفى 878هـ عليه – أى كلام ابن الهمام في تقريره الإيمان - قائلا: " قلت: لم يتكلم المصنف على قول الشيخ أبي الحسن: إن التصديق هو المعرفة بوجوده وإلهيته وقدمه، والظاهر أن الشيخ أبا الحسن أراد المعرفة النفسية المكتسبة بالاختيار، لأنها هي التي تكون تصديقا، لا المعرفة التي ذهب إليها جهم وبعض القدرية ... "
قال المؤلف في الحاشية: ويلاحظ أنه على كلا التفسيرين لم يخرجه عما في القلب، ومن هنا تظهر موافقته لقول جهم في الأصل، والمأخذ كما نص على ذلك شيخ الإسلام في الإيمان ص 113 على أن النقل عن الأشعري مضطرب في هذه المسألة خاصة، وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام في الإيمان الأوسط، لكن لا خلاف في أن قول أكثر الصحابة المتقدمين وكل المتأخرين هو ما نقلناه أعلاه.
الخامس والثلاثون: استدراك على الغزالي والزبيدي شارح كلامه في تحريف كلام السلف ليوافق رأيهم في تقرير الإيمان ص454:
قال المؤلف: وأعجب من ذلك وأسوأ أن يقوم بعضهم بتحريف كلام السلف ليوافق رأيه ومذهبه كما فعل أبو حامد الغزالي وشارح كلامه الزبيدي ... "
السادس والثلاثون: استدراك على الشخ محمد محيي الدين عبد الحميد ص513:
ذكر المؤلف جملة من تعليقات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد على كتاب " إتحاف المريد شرح جوهرة التوحيد " وتقريره لمذهب المرجئة في الإيمان، ثم قال المؤلف:
هذا الكلام الذي قرره المعلق هنا – الشيخ محمد محيي الدين – والذي سيأتي نقضه جملة بإذن الله هو ما ظل يقرره ويدرسه لطلاب كلية أصول الدين بالأزهر سنوات طويلة!!.
السابع والثلاثون: استدراك على الشيخ حسن أيوب ص513:
ذكر المؤلف جملة من النقول عن الشيخ حسن أيوب في كتابه " تبسيط العقائد " يقرر فيها مذهب المرجئة في الإيمان، ومن ذلك قوله: " بقي العمل بالتشريعات الإسلامية، مثل: إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وجميع الفرائض، والبعد عما حرم الله ونهى عنه، هل لا بد من تنفيذ الفرائض الإسلامية، وترك المحرمات مع الإذعان السابق ليصير المرء مسلما، أم يكفي الإذعان في إطلاق اسم الإسلام على الإنسان؟ هما رأيان للعلماء، فالجمهور على أن تنفي أوامر الإسلام، والعمل بما جاء ليس شرطا ولا ركنا في جواز إطلاق اسم الإسلام على الإنسان ... ".
الثامن والثلاثون: استدراكان على الشيخ محمد سعيد البوطي ص518:
الاستدراك الأول في انتهاجه منهج التوفيق بين منهج السلف والفلسفة: ص 427
قال المؤلف: هذا المنهج الذي انتهجه الأشاعرة والماتريدية يرى إمكان الجمع بين الوحي والفلسفة، بين منهج القرآن ومنهج اليونان.
ثم قال المؤلف في الحاشية: انظر مثالا حيا له كلام الدكتور البوطي في مقدماته كبرى اليقينيات.
الاستدراك الثاني في تقريره مذهب المرجئة في الإيمان: ص518
قال المؤلف نقلا عن الدكتور البوطي: " أما الإيمان: فهو التصديق القلبي بكل ذلك، بحيث لا يبقى أي شك في النفس يتعلق بشيء مما ذكرنا من حقائق الإسلام، ويتوقف عليه النجاة يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ... ".
التاسع والثلاثون: استدراك على رسالة الشيخ الألباني رحمه الله في حكم تارك الصلاة وفيها محبة للشيخ وإنصاف له ص759.
وقد ذكر فيها أحد عشرا تنبيها، كما عقب على مقدم رسالة الشيخ الألباني رحمه الله.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 11:35]ـ
وبهذا انتهت استدراكات وتعقيبات الشيخ الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء ...
ولعلي أنشط ... لذكر بقية الفهرسة ....
وفقنا الله وإياكم ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 05:58]ـ
قال إمام الحرمين الجويني: ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منه إلا البيهقي، فإن له على الشافعي منه لتصانيفه في نصرة مذهبه
عمل مبارك بارك الله فيك
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 07:09]ـ
شكر الله لك أخي ضياء السالك ... على هذه اللفتة ...(/)
دورة جديدة على غرفة ظهور العيس الصوتية
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بعد اذن المشرفين
إخواني الكرام لا تزال نعم الله تترى علينا ومن جديد هذه النعم أن الشيخ محمد الصوفي بن محنض قد وافق على أن يشرح لنا في غرفة ظهور العيس الاحمرار الذي وضعه سيلوم بن المزروف الديماني
على نظم ابن بري في مقرإالإمام نافع وهو نظم ممتع أخذ جل فوائده من شرح ابراهيم المرغني التونسي المسمى بالنجوم الطوالع ودمج الإحمرار مع النظم الأصلي وستكون الدروس في الأسبوع القادم بمعدل درسين أسبوعيا -إن شاء الله سارعوا الى التسجيل في الدورة
لتسجيل في الدورات وشرح
طريقة الدخول للغرفة الصوتية
هنا ( http://www.chatharat.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
وهناك دورتان جديدتان لشيخ عصام البشير المراكشي المغربي وهي شرح سلم الوصول في التوحيد و مجدد العوافي من رسمي العروض والقوافي
كما ان الغرفة الصوتية ظهور العيس يشرح عليها عدة متون علمية
فهذا جدول دروس غرفة ظهور العيس
الشيخ
المحاضرة
اليوم والساعة
للشيخ حمادِ بن أحمد بن سيديِ الجكني الشنقيطي
منظومة سلم الطالبين في النحو
الأحد الساعة 9:15 مساءً بتوقيت مكة
الشيخ بن عبد الصمد حفظه الله
ألفية بن مالك في النحو و الصرف مع الطرة
الأحد الساعة 12 بتوقيت مكة
الشيخ احمد مزيد ولد عبد الحق البوني الشنقيطي حفظه الله
مرتقى الوصول إلى علم الأصول
الاثنين الساعة 8:30 مساءً بتوقيت مكة
الشيخ عصام البشير المراكشي حفظه الله
مُجَدَّدُ العَوَافِي منْ رَسْمَيِ العَرُوضِ و القَوَافِي
الثلاثاء الساعة 8:30 مساءً بتوقيت مكة
الشيخ محمد الصوفي بن محنض حفظه الله
شرح مشنف المسامع على الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع
الثلاثاء الساعة 12 مساءً بتوقيت مكة
الأربعاء الساعة 12 مساءً بتوقيت مكة
الشيخ عصام البشير المراكشي حفظه الله
منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في
توحيد الله وإتباع الرسول للحافظ الحكمي
الخميس الساعة 8:30 مساءً بتوقيت مكة
الشيخ احمد مزيد ولد عبد الحق البوني الشنقيطي حفظه الله
مرتقى الوصول إلى علم الأصول
الجمعة الساعة 8:30 مساءً بتوقيت مكة
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 08:49]ـ
للرفع رفع الله قدر علمائنا
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:27]ـ
اليوم اول درس في شرح
منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في
توحيد الله وإتباع الرسول للحافظ الحكمي
الساعة 12 مساءً بتوقيت مكة
لشيخ عصام البشير المراكشي حفظه الله
فلا تضيعوا الفرصة(/)
تقريب النظر لإدراك الحق في كتاب مدارك النظر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 11:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه أما بعد,
هذا تلخيص وتجلية لما في كتاب ((مدارك النظر في السياسة بين التطبيقات الشرعية والإنفعالات الحماسية)) من الحقائق المستمدة من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة , فأحببت تقريبه لمن أراد الله به الخير من الشباب المحب لطريقة السلف ليعرف الفرق بين السياسة الشرعية والسياسة العصرية التي تتبناها الجماعات الحزبية ومن قام في صفها سرا وعلانية.
قال المؤلف الشيخ عبد المالك رمضاني عفا الله عنه:
لما كانت هذه الكتابة الخطيرة في موضوع الكتاب قد أَقْدَم عليها العبدُ الضعيف ـ وهو قاصر عنها ـ فقد تأَنَّيْتُ في طبعه حتى يَطَّلِع عليه من أهل العلم مَن يُرضَى، وقد كان هذا والحمد لله، ولا أعلم أحداً منهم إلا وأثنى عليه، منهم: الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان عضوَا هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ومن الأساتذة الكبار: الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ رحمه الله ـ، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل الرئيس العامّ لشئون المسجد الحرام وإمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد الله الزاحم رئيس المحاكم الشرعية بالمدينة وإمام وخطيب المسجد النبوي، والشيخ صالح العبود مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وغيرهم كثير ... فضلاً عن كبار طلبة العلم الذين لا يُحصَون كثرةً، فجزاهم اللهُ خيراً جميعاً. أهـ
قال أبو عمر: وقد قرّظا له الكتاب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبد المحسن العباد رحم الله الميت وبارك لنا في الحي.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:04]ـ
- الشريعة كاملة لا نقصان فيها ولم يبقى إلا تجريد إتباع الرسول عليه الصلاة والسلام.
قال المؤلف وفقه الله:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس من عمل يقرِّب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرِّب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، لا يستبطئنّ أحد منكم رزقه، إن جبريل عليه السلام ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس! وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية، فإن الله لا يُنال فضله بمعصية ". رواه الحاكم وغيره وهو صحيح.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لنا الهدى وحثَّنا عليه، وبيَّن لنا الضلال وحذَّرنا منه، لم يبق لأحد عذر في الطمع في غير هذه الشريعة الكاملة.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " وأما الرضى بنبيّه رسولاً: فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه، بحيث يكون أولى به من نفسه، فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره، ولا يرضى بحكم غيره ألبتة، لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله، ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقاماته، ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم، وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب الذي إنما يُتيمَّم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور.
وأما الرضى بدينه: فإذا قال أوحكم أو أمر أو نهى، رضي كل الرضى، ولم يبق في قلبه حرج من حكمه، وسلَّم له تسليما، ولو كان مخالفا لمراد نفسه أو هواها، أو قول مقلَّده وشيخه وطائفته ".أهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:14]ـ
- الطريق واحد.
قال المؤلف وفقه الله:
اعلم ـ رحمك الله! ـ أن الطريق الذي يضمن لك نعمة الإسلام واحد لا يتعدد؛ لأن الله كتب الفلاح لحزب واحد فقط فقال: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُون}، وكتب الغلبة لهذا الحزب وحده فقال: {وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغالِبُون}.
ومهما بحثتَ في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلن تجد تفريق الأمة إلى جماعات وتحزيبها في تكتلات إلا مذموماً، قال الله تعالى: {ولاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِين فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون}، وكيف يُقِر ربنا سبحانه أمة على التشتت بعدما عَصَمَها بحبله، وهو يُبرِّيء نبيّه صلى الله عليه وسلم منها حين تكون كذلك وتوعَّدها عليه فيقول: {إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ في شَيْءٍ إنَّما أَمْرُهُمْ إلى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهمْ بِما كانُوا يَفْعَلُون}.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " خطَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال:» هذا سبيل الله «، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال:» هذه سبل، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه «، ثم قرأ: {وأنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} " رواه أحمد وغيره وهو صحيح.
فدلّ هذا الحديث بنصه على أن الطريق واحد،
قال ابن القيم: " وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بَعث به رسله وأنزل به كتبه، ولا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق، ولو أتى الناسُ من كل طريق واستفتحوا من كل باب، فالطرق عليهم مسدودة، والأبواب عليهم مغلقة، إلا من هذا الطريق الواحد، فإنه متّصل بالله موصل إلى الله ".أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:24]ـ
مكرر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:26]ـ
- فهم السلف للكتاب والسنة هو الأصل الذي بسبب تركه ضلت كل الفرق الإسلامية سابقاً ولاحقاً.
قال المؤلف وفقه الله:
لكن الذي جعل الفرق الإسلامية تنحرف عن الصراط هو إغفالها ركناً ثالثاً جاء التنويه به في الوحيين جميعاً، ألاَ وهو فَهْمُ السلف الصالح للكتاب والسنة.
وقد اشتملت سورة الفاتحة على هذه الأركان الثلاثة في أكمل بيان:
فقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} اشتمل على ركني الكتاب والسنة، كما سبق.
وقوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} اشتمل على فهم السلف لهذا الصراط، مع أنه لا يشكّ أحد في أن من التزم بالكتاب والسنة فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم، إلا أنه لما كان فَهْم الناس للكتاب والسنة منه الصحيح ومنه السقيم، اقتضى الأمرُ ركْناً ثالثاً لرفع الخلاف، ألا وهو تقييدُ فَهْم الأخلاف بِفَهْم الأسلاف؛
قال ابن القيم: " فكلُّ من كان أعرف للحق وأتبع له كان أولى بالصراط المستقيم، ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم هم أولى بهذه الصفة من الروافض ... ولهذا فسَّر السلف الصراط المستقيم وأهله بأبي بكر وعمر وأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ... ".أهـ
إلى أن قال حفظه الله:
ولهذا الأصل نظائر وأدلة من الكتاب والسنة، منها قول الله تعالى: {ومَن يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً}، والشاهد هنا في ضمّ مجانبة سبيل المؤمنين إلى مشاقَّة الرسول لاسْتحقاق هذا الوعيد الشديد، مع أن مشاقَّة الرسول صلى الله عليه وسلم وحده كفيلةٌ بذلك كما قال الله تعالى: {إنَّ الَّذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وسَيُحبِطُ أَعْمالَهُمْ}.أهـ
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 01:48]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على النقل الطيب ... ولقد صدق الشيخ حين قال أن الشريعة قد كملت وأنه لا فلاح إلا لحزب واحد ألا وهو المتمسك بما كان عليه السلف ... لكن هذا لا يعني أن اختلاف الإجتهادات يفضي إلى التنافر والتباغض ... ولا يدل على أن اجتهادي الخاص _ الذي يبقى ظني الدلالة على كل حال_ هو الصواب يقينا وما عداه فباطل يقينا عندي وعند الله عز وجل ...
وجزاك الله خيرا على المجهود الذي بذلته ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 02:48]ـ
وفيك بارك يا عبد الرحمن المغربي
======================
- سنة الخلفاء الراشدين سنة راشدة واجبة الإتباع وهي خير محض.
قال المؤلف وفقه الله:
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، ذرَفت منها العيون ووجِلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة موَدِّع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإنْ عبداً حبشيًّا؛ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها وعَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ".
والشاهد هنا في الجمع بين اتباع السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، ثم تأمل كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم كلمته هذه وصيّته لأمته من بعده لتعلم صدق القول بأصالة هذا المنهج، ثم تأمل كيف قابل الاختلاف بالتزام هذا المنهج لتعلم أن ضابط (فَهْم السلف الصالح) سبب النجاة من التفرُّق،
قال الشاطبيّ ـ رحمه الله ـ: " فقرن صلى الله عليه وسلم ـ كما ترى ـ سنّة الخلفاء الراشدين بسنّته، وأن مِن اتّباع سنّته اتّباع سنّتهم، وأن المحدثات خلاف ذلك، ليست منها في شيء؛ لأنهم رضي الله عنهم فيما سَنُّوا: إمّا متَّبِعون لسنّة نبيّهم عليه السلام نفسها، وإمّا متّبِعون لما فهموا من سنّته عليه الصلاة والسلام في الجملة والتفصيل على وجه يخفى على غيرهم مثلُه، لا زائدة على ذلك أهـ"
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 03:02]ـ
- عند التنازع يجب الرد للكتاب والسنة ففيهما فصل النزاع يقيناً علمه من علمه وجهله من جهله.
قال المؤلف وفقه الله:
إذا اختلف سلفنا الصالح في مسألة ما كان تحكيم الدليل من الكتاب والسنة هو المسلك الوحيد، لقول الله تعالى: {فإن تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، وكلمة {شَيْءٍ} هنا نكرةٌ في سياق الشَّرط، فتَعُمّ كل اختلاف التضاد في الأصول والفروع، كما أشار إليه العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي.
وقال ابن القيم: " ولو لم يكن في كتاب الله وسنة رسوله بيانُ حُكْمِ ما تنازَعوا فيه ولم يكن كافياً، لم يَأمر بالرَّدِّ إليه؛ إذ مِن الممتنِع أن يَأمر تعالى بالرَّدّ عند النزاع إلى مَن لا يوجَدُ عنده فَصْلُ النزاع ".أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 03:19]ـ
- نيل السؤدد بالعلم.
قال المؤلف وفقه الله:
والحقيقة أنهم مهما أحكموا التنظيم وأحسنوا التدبير وكثَّفوا النشاط وحفظوا من مكائد العدوّ، فلن يُكتَب لهم سؤدد ولا رِفعة حتى يُؤَسِّسوا عملهم على العلم ويعرفوا له ولأهله قدره؛ قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُم والَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجاتٍ} وقال: {نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشَاءُ}، قال مالك ـ رحمه الله ـ: " بالعلم " , وهذه الرِفعة تكون في الدنيا قبل الآخرة.
فدار أمر الرئاسة الدينية والدنيوية على العلم؛ لأنه أصل لهما، ولذلك قال ابن تيمية ـ أيضا ـ: " وذلك أن الله يقول في كتابه: {لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنَا بِالبَيِّناتِ وأَنزَلْنَا مَعَهمُ الكِتابَ والمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِ وأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ومَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيْبِ}، فأخبر أنه أنزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنه أنزل الحديد كما ذكره.
فقوام الدين بالكتاب الهادي والسيف الناصر {وكَفَى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً}، والكتابُ هو الأصلُ، ولهذا أول ما بعَث اللهُ رسولَه أنزل عليه الكتاب، ومكث بمكة لم يأمره بالسيف حتى هاجر وصار له أعوانٌ على الجهاد ".أهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 03:41]ـ
- انحراف التفكير سبب رئيسي لإعراض العزيز الخبير عن نصرة الأمة.
قال المؤلف وفقه الله:
إذن فالذين يتصوّرون قيام دولة الإسلام بمجرد عاطفةٍ إسلامية، وفكرٍ مجرّد عن حجّة الشرع يسمّونه فكراً إسلاميًّا! ونتفٍ من العلم يسمونها (ثقافةً إسلاميةً!)، وأن التعليم مرحلة قادمة بعدها، فهؤلاء طالبو سراب؛ لأنهم يتخيَّلونها بلا قوة ولا أسباب، وأُولى القوّتين قوةُ الدين الذي عليه وعد الله المؤمنين بالنصر فقال: {وكان حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِين}؛
ولهذا قال ابن القيم: " ولما كان جهادُ أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسَه في ذات الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المجاهِدُ من جاهَدَ نفسَه في طاعة الله، والمهاجِرُ من هجَرَ ما نهى اللهُ عنه "، كان جهادُ النَّفْس مُقَدَّماً على جهاد العدوّ في الخارج وأصلاً له؛ فإنه مَن لم يجاهد نفسَه أولاً لتفعل ما أُمِرَت به وتترك ما نُهيَت عنه ويحارِبْها في الله، لم يمْكِنْهُ جهادُ عدوِّه في الخارج، فكيف يمكنه جهاد عدوِّه والانتصاف منه، وعدوُّه الذي بين جنبيه قاهرٌ له، متسلِّطٌ عليه، لم يجاهده ولم يحاربه في الله؟! بل لا يمكنه الخروج إلى عدوِّه حتى يجاهد نفسه على الخروج.
فهذان عدوّان قد امتُحِن العبدُ بجهادهما، وبينهما عدوٌّ ثالثٌ، لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده، وهو واقفٌ بينهما يُثبِّطُ العبدَ عن جهادهما ويُخذِّلُه ويُرجِف به، ولا يزال يخيِّل له ما في جهادهما من المشاقِّ وترك الحظوظ وفَوْت اللذات والمشتهيات، ولا يمكنه أن يجاهد ذَيْنك العدوَّيْن إلا بجهاده، فكان جهاده هو الأصل لجهادهما، وهو الشيطان، قال تعالى: {إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}، والأمر باتخاذه عدوًّا تنبيهٌ على استفراغ الوُسْع في محاربته ومجاهدته، كأنه عدوٌّ لا يفْتُر ولا يقصر عن محاربة العبد على عدد الأنفاس ".
هذا الكلام في غاية الجودة والوضوح، وهو تصحيح لمنهج الذين يرمون غيرهم بالحجارة وبيوتهم من زجاج! وفي الوقت نفسه يُعَظّمون الأسباب المادية حتى يروا أن عدوّهم تمكَّن لقوّته، والحق أنه لا يدخل عليهم العدوُّ بيوتَهم إلا إذا وَهَى بنيانُها؛ أي لا ينهزم المسلمون لقوّة عدوّهم ولكن لضعف إيمانهم، حتى ولو عَرِيَت أيديهم من الأسباب ـ بعد بذل الوسع ـ كفاهم الله ما نابهم،
قال ابن القيم: " تالله! ما عَدَا عليك العدوُّ إلا بعد أن تَوَلَّى عنك الوَلِيُّ، فلا تظنّ أن الشيطان غَلَبَ ولكن الحافظ أَعْرَض ".أهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 03:59]ـ
- خيريَّة أمة على أخرى ليست تابعة لخيريَّة حكّامها، أو وفرة اقتصادها , أو تفوق حضارتها.
قال المؤلف وفقه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى البخاري ومسلم عن الزبير بن عدي قال: دخلنا على أنس بن مالك قال: فشكونا إليه ما نَلقى من الحَجَّاج، فقال: " ما مِن عامٍ إلاَّ والَّذي بعده شرٌّ منه حتى تَلْقَوْا ربَّكم "، سمعتُ هذا من نبيّكم.
قال ابن حجر: " وقد استُشكل هذا الإطلاق مع أن بعض الأزمنة تكون في الشرّ دون التي قبلها، ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز، وهو بعد زمن الحجاج بيسير ....... ثم قال الحافظ: " ثم وجدت عن عبد الله بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شرّ مما كان قبله، أمَا إني لا أعني أميراً خيراً من أمير، ولا عاماً خيراً من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفاء، ويجيء قوم يُفتون برأيهم).
قلت (المؤلف): رفعُ الإشكال بالأثر هو قرة عيون أهل الأثر، خاصة وهو جارٍ على الأصول؛ لأن غالب الخلق لِرَحم المال والسلطان وَصول، ألم تسمع الله تعالى يخبر عن أهل الشمال حسرتهم قائلين: {ما أَغْنَى عَنِّي مالِيَه. هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه}.
ولو تأمَّلتَ فتنةَ الحركات الإسلامية - فضلاً عن غيرها - لوجدتَها مجموعة في هاتين النعرتين: تصوُّرُ أن خيريَّة أمة على أخرى تابعة لخيريَّة حكّامها، أو وفرة اقتصادها؛ ألا ترى أن أكثرهم لا يرُدّون من عرش الملك يَدَ لامِس، ولو كانت طَماعة من ديمقراطية الوساوس! وآخرين يرون أن عودة عزّ المسلمين مرهونة بالتفوق الحضاري، ولذلك لا يبْرَحون عليه عاكفين!
وهذا يبيِّن لك سرّ عناية ابن مسعود بمعالجتهما دون غيرهما، وتالله إنه لفقه النفس الذي فتح الله به عليه، فلْتعرف ـ أخا الإسلام ـ للسلف فضلهم، واستمسك بغرزهم تسترح من شبهات بُنَيّات الطريق. وأخيراً: إلى العلم! يا من ينشد عز الإسلام، فعن تميم الداري قال: تطاول الناس في البناء في زمن عمر، فقال عمر: " يا معشر العريب! الأرضَ الأرضَ! إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولاجماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، فمن سوَّده قومه على الفقه كان حياة له ولهم، ومن سوَّده قومه على غير فقه كان هلاكاً له ولهم ". أهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 12:39]ـ
- كلمة لمن يهمه الأمر.
قال المؤلف وفقه الله:
كلمة إلى أولئك الذين لم يقنعوا بدعوة الكتاب والسنة، حين رأوا تألُّب قُوَى الكفر والنفاق على ديار المسلمين، من يوم الأندلس وفلسطين الفقيدتين، إلى يوم البوسنة والهرسك الجريحتين، وازداد المسلمون وهنًا على وهن حين قلَّت عنايتهم بمصدر قوّتهم: الكتاب والسنة، وهانوا على الله حين ساء ظنهم بهما، إذ تصوَّروا ضعف أثرهما في النفوس، وأن دعوة المسجد قاصرة عن بعث الأمة إلا ببطء لا يكافيء النشاط الرهيب والمتنوّع الوسائل الذي يقوم به الشيوعيون واليهود والنصارى ...
وهذه الدعوى ـ إن كان فيها حق ـ فيكفي أصحابها إثما أن صرفوا وجوه النشء عن العكوف على الوحيين حفظا وتعلُّما وتعليما، ولئن حبسوا أنفسهم لتعليم الناس دينهم، فقلَّما ينزعون بآية أو حديث إلا تبرُّكا، وإلا فحسن ظنهم بكلامهم زهَّدهم في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ووالله ثم والله ثم والله إن أحدهم ليجد في أُنشودة من الخشوع، ما يفقده مع كلام ربّ الأرباب، ولو كانت الطير لكانت محشورة كل له أوّاب.أهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 01:46]ـ
- إتباع الوحيان والتمسك بما دلا عليه , فيه العز والنصر والتمكين والتأييد في كل زمان ومكان.
قال المؤلف وفقه الله:
قال تعالى {يَأَيُّها الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}.
وأعظم الحياتَيْن حياةُ القلب، وأحيا الناس أَتْبَعُهم للوحي، وهو آمَنُهم من الضلال، وبهذا يَدِقّ فهمك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: " تركتُ فيكم شيئين لن تَضلّوا بعدهما: كتابَ الله وسنتي، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدا علي الحوض " رواه الحاكم ومالك وهو حسن.
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: " لستُ تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملتُ به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ " رواه البخاري ومسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا صدِّيق الأمة يخشى على نفسه الانحراف عن الصراط المستقيم إن هو فرَّط في شيء من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ـ مع أنه كان شديد التمسك بما دَقَّ وجَلَّ من سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ـ فكيف قرَّت أعْيُن المبتدعة وهدأت جفونهم.
فتأمل هذا الحرص الشديد على أداء الواجب بكل تفاصيله التي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كانت في تقديم أحقر شيء.
ولما كان الرسل عليهم الصلاة والسلام أتبع الخلق للوحي اقترن بهم مِن تأييد الله أكمله، كما قال الله تعالى: {كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وقال: {ولَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا المُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُونَ. وإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ} وقال: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والَّذِينَ ءَاَمُنوا في الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}.
ومن كان لهم متَّبِعاً كان له مِثْلُ ما لهم من التأييد والنصرة، قال الله تعالى لموسى وهارون صلى الله عليهما وسلم ولأتباعهما: {أَنتُمَا ومَن اتَّبَعَكُمَا الغَالِبُون}، وقال لعيسى عليه السلام ولأتباعه: {إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}.
وقال ابن تيمية: " ولهذا كل من كان متّبعا للرسول كان الله معه بحسَب هذا الاتباع، قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَك مِنَ المُؤْمِنِينَ}، أي حسْبك وحسْبُ مَن اتَّبعك، فكلُّ مَن اتَّبَع الرسولَ مِن جميع المؤمنين فالله حسْبه، وهذا معنى كون الله معه، والكفاية المطلقة مع الاتِّباع المطلق، والناقصة مع الناقص، وإذا كان بعض المؤمنين به المتبعين له قد حصَل له مَن يعاديه على ذلك فالله حسْبُه، وهو معه وله نصيب من قوله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا}، فإن هذا قَلْبُه موافِقٌ للرسول وإن لم يكن صحِبَه ببدنه، والأصل في هذا القلب، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنّ بالمدينة رجالاً ما سِرْتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلاَّ كانوا معكم))، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: ((وهم بالمدينة، حبَسهم العذرُ))، فهؤلاء بقلوبهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغزاة، فلهم معنى صُحبته في الغزاة، فالله معهم بحسَب تلك الصحبة المعنوية ".انتهى
وقد صدق ـ رحمه الله ـ؛ فإن في القرآن ما يدل على أنهم صحبوهم بباطنهم، وذلك أنهم حين أَتَوا ليحملهم النبي صلى الله عليه وسلم معه إلى الجهاد ردَّهم؛ لأنه لا يملك ما يحملهم عليه، رجعوا وقلوبهم متحرِّقة وعيونهم دامعة على ذلك حتى وصفهم الله بقوله: {ولاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ}.
ثم قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: " ولو انفرد الرجل في بعض الأمصار والأعصار بحق جاء به الرسول، ولم تنصُرْه الناس عليه، فإن الله معه، وله نصيب من قوله: {إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا في الغَاِر إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا}، فإن نصر الرسول هو نصر دينه الذي جاء به حيث كان ومتى كان، ومن وافقه فهو صاحبه عليه في المعنى، فإذا قام به ذلك الصاحب كما أمر الله فإن الله مع ما جاء به الرسول ومع ذلك القائم به، وهذا المتبع له: حسْبُه الله، وهو حسْبُ الرسول كما قال تعالى: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} ".انتهى
ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى بطحاءِ مكةَ فأجلسه ثم خَطَّ عليه خطا ثم قال: " لا تَبْرَحَنَّ خطك فإنه سينتهي إليك رجالٌ، فلا تكلمهم فإنهم لا يكلمونك " الحديث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت ترى في هذه القصة العظيمة أن استجابة ابن مسعود لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمره بلزوم مكانه دفعت عنه شر قوم جاؤوه في أبشع صورة، مع أنه لم يكن بينه وبينهم سوى خطّ لو جاءت عليه الريح لعفى أثره، لكنه ليس كبقية الخطوط، إنه خط السنة: من لزمه كفاه الله ما نابه.
وإذ قد بيَّنتُ أدلة تثبيت الله لأمة المتابعة ونصره إياها، فلا بأس أن أسوق هنا قصة تشهد للأمرين جميعا، وفيها منقبة عظيمة لأبي بكر الذي حفظ الله به الدين ونصره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: " والله الذي لا إله إلا هو لولا أبو بكر استُخلف ما عُبد الله "، ثم قال الثانية، ثم قال الثالثة، فقيل له: مه يا أباهريرة! فقال: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَجَّه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب حول المدينة، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا بكر! رُدَّ هؤلاء، تُوجِّه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدَّت العرب حول المدينة؟! فقال: " والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رددتُ جيشا وجَّهه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا حلَلْتُ لواء عَقَده رسولُ الله "، فوجَّه أسامة، فجعل لا يمرّ بقبيلٍ يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أنَّ لهؤلاء قوة ما خرج مِثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندَعهم حتى يَلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين، فثبتوا على الإسلام ".
هذا هو تمسك أبي بكر بالسنة على الرغم من فاجعة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاقرة ارتداد العرب، أضف إليهما تثبيط الناس له انطلاقا من العقل الذي يقضي بما قضوا به، ولكن الشرع الذي تعلَّمه أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي هداه إلى ما شحَّت به قرائحُهم؛ ألا وهو خوفُه رضي الله عنه من تأخير ما قدَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت عاقبة التمسك بالسنة الانتصار على العدو والثبات على الإسلام.اهـ
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ رمضاني -وفقه الله- تكلم باسهاب في قضية الجزائر مبرزا اسباب تفاقم الأزمة في العشرية الماضية واضطراب في فهم النهج السني، حيث فضح فيه أهل الفتن الذين زرعوا الفتنة في اوساط المجتمع الجزائري، فجزاه الله خيرا ورفع الله درجاته
بارك الله فيك اخي ابو عمر
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 10:44]ـ
بارك الله لنا فيك يا حمدان وفي الشيخ عبد المالك
==========================
- متابعة النبي صلى الله عليه وسلم التي تعصم من الزيع ما كانت بإحسان.
قال المؤلف وفقه الله:
ولما كانت المتابعة بهذه الدقة لم يمدح الله تعالى المؤمنين بمجردها، بل بإحسانها فقال: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينِ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، أي هي متابعة ظاهرة وباطنة، ومن كان كذلك فأخذ منه الشيطان نصيبا من الطاعة، أسرع الأَوْبة ونفعته التوبة؛ كما وصف الله المهاجرين والأنصار بذلك؛ لأن مخالفتهم لم تكن متأصِّلة في قلوبهم، وسرّ هذه العناية الربانية بهم ما عُرِفوا به من المتابعة التامة، فتأمَّل إخبار الله عن حفظ قلوبهم من الزيغ بسبب صدقهم في المتابعة في وقت العسرة قال الله تعالى: {لَقَد تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيَّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ في سَاعَةِ العُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}، فلْيحذر الذين هم على ظاهر السنة دون باطنها، وكذا العكس. اهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 10:58]ـ
- النصر مع حُسن الإتباع والهزيمة مقرونة بمخالفة الأنبياء.
قال المؤلف وفقه الله:
كما أنّ أتباع الرسل منصورون، فإنّ مخالفيهم مخذولون قال الله تعالى: {إنّ الَّذينَ يُحَادُّونَ اللهََ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّين}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... وجُعل الذّل والصغار على من خالف أمري)) رواه أحمد وهو حسن.
وقد أجمع العقلاء على أنّ أعظم أسباب الهزيمة هو التنازع، وأشده ـ ولا شك ـ التنازع في الدين، ولما كان التنازع ناشئاً عن التقصير في طاعة الله ورسوله قرن الله بينهما في آية واحدة، فقال: {وأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} ولما كان الالتزام بالسنة هو سفينة النجاة في بحر الاختلاف، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزومها عند وقوعه فقال: (( ... فعليكم بسنّتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور)) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وهو صحيح، وقال الله تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَات}، أي جاءهم من الوحي ما يجمعهم، فلما تركوه اختلفوا. وهذا مبيَّن في سيرة اليهود والنصارى مع رسلهم، فالنصارى اتَّبعوا رهبانية ابتدعوها وتركوا بعض ما أُمروا به فأَغْرَى الله بينهم العداوة والبغضاء، كما قال تعالى: {ومِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظاًّ مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ والبَغْضَاءَ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ}،
قال ابن تيمية: " فهذا نصٌّ في أنهم تركوا بعض ما أُمِروا به فكان تركه سبباً لوقوع العداوة والبغضاء المحرَّمَيْن " انتهى
قال أبو عمر: وهذا هو حال كل الأحزاب الموجودة اليوم في الساحة سواء من أصحاب البرلمانات أو أصحاب الكهوف!
والعجب كل العجب ألا يتدبرون النصوص الشرعية ومقتضاها القائل بأن العزة لهم إن كانوا مؤمنين حق الإيمان الموجب للنصر؟!
ولكن جُعل الذل والصغار عليهم وعلى أيدي أذل خلق الله في هذه البسيطة من اليهود والنصارى وفساق المسلمين ومنافقيهم والله المستعان.
فمتى يفيق القوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 01:39]ـ
- أحذروا فلا اجتماع إلا على توحيد وسنة ولو زعم الزاعمون.
قال المؤلف وفقه الله:
" والذين يَلْوُون ألسنتهم باستنكار نقد الباطل وإن كان في بعضهم صلاح وخير، ولكنّه الوهن وضعف العزائم حينا، وضعف إدراك مدارك الحق والصّواب أحيانا، بل في حقيقته من التّولي يوم الزحف عن مواقع الحراسة لدين الله والذّب عنه، وحينئذ يكون الساكت عن كلمة الحق كالنّاطق بالباطل في الإثم،
قال أبو علي الدّقاق: " الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق ".
والنبيّ صلى الله عليه وسلم يخبر بافتراق هذه الأمّة إلى ثلاث وسبعين فرقة، والنّجاة منها لفرقة واحدة على منهاج النّبوّة، أيريد هؤلاء اختصار الأمّة إلى فرقة وجماعة واحدة مع قيام التّمايز العقديّ المضطرب؟!.
أم أنها دعوة إلى وحدة تصدِّع كلمة التّوحيد، فاحذروا.
وما حجّتهم إلا المقولات الباطلة:
لاتصدِّعوا الصفّ من الدّاخل!
لا تثيروا الغبار من الخارج!
لا تحرّكوا الخلاف بين المسلمين!
" نلتقي فيما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه! " وهكذا.
وأضعف الإيمان أن يقال لهؤلاء: هل سكت المبطلون لنسكت، أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع، ويُطلب السّكوت؟ اللهمّ لا ...
ونُعيذ بالله كل مسلم من تسرّب حجّة اليهود، فهم مختلفون على الكتاب، مخالفون للكتاب، ومع هذا يظهرون الوحدة والاجتماع، وقد كذّبهم الله تعالى فقال سبحانه: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى}، وكان من أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله: {كانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ} ".
" ولهذا فإذا رأيت من ردّ على مخالف في شذوذ فقهيّ أو قول بدعيّ، فاشكر له دفاعه بقدر ما وَسِعه، ولا تخذِّله بتلك المقولة المهينة (لماذا لا يردّ على العلمانيّين؟!)، فالناس قدرات ومواهب، وردّ الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملّته ".انتهى من كتاب الرد على المخالف من أصول الإسلام للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 01:53]ـ
- أحذروا من الخديعة بخوارج العصر فهم شر على الدين مستطير.
قال المؤلف وفقه الله:
ومن ضنائن العلم ما قرأته لابن تيمية في التّمييز بين معاملة الخوارج ومعاملة الكفار، وهو يرفع اللّبس المتبادر إلى الأذهان الكليلة من بعض الأحاديث التي يظهر منها أنّ الخوارج شرّ من الكفار مطلقا، مع أنّ الصّحابة لم يكفّروهم،
قال ـ رحمه الله ـ: " وما زالت سيرة المسلمين على هذا، ما جعلوهم مرتدّين كالذين قاتلهم الصدّيق رضي الله عنه، هذا مع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتالهم في الأحاديث الصحيحة، وما رُوِيَ من أنهم " شرّ قتلى تحت أديم السماء، خير قتيل من قتلوه " في الحديث الذي رواه أبو أمامة، رواه التّرمذيّ وغيره؛ أي أنهم شرٌّ على المسلمين من غيرهم؛ فإنّهم لم يكن أحد شرّا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النّصارى؛ فإنّهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفِّرين لهم، وكانوا متديّنين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلّة ... "انتهى
أي أنّ الخوارج أقلّ جريمة من الكفار في الميزان العامّ الأخير، يكفي أنهم " من الكفر فرّوا "، لكن بالنسبة لما يعاني منهم المسلمون وما يوقعون بهم من المحن والبلايا فهم أعظم شرّا من الكفار، بل لا يخلص الكفار إلى المسلمين كما يخلص إليهم هؤلاء، ولذلك قد تُقَدَّم عقوبتهم في الدنيا قبل غيرهم، وتأمّل فقه ابن تيمية حين قال بعد كلامه السّابق بصفحتين: " والعقوبة في الدنيا تكون لدفع ضرره عن المسلمين، وإن كان في الآخرة خيرا ممّن لم يُعاقَب، كما يُعَاقَب المسلم المُتَعَدِّي للحدود ولا يُعَاقَب أهل الذِّمّة من اليهود والنّصارى، والمسلم في الآخرة خير منهم ".انتهى
فاحفظ هذا، وعضَّ عليه بالنّواجذ تتهاوى بين يديك عساكر الباطل المعطّلة لمجاهدة البدع وأهلها، كأولئك القائلين: " إن لم تكونوا معنا فأنتم معهم!! "، أو كأولئك القائلين: " تُوَجِّهون سهامكم إلى إخوانكم، والعلمانيون والشيوعيون أنشط ما يكونون في نشر الخلافات بينكم؟! ".
قال ابن تيمية: " إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) () ... ".انتهى. اهـ
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:33]ـ
للربط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 05:21]ـ
الأخ الكريم. أبو عمر السلفي, جزاك الله خيراً.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 11:25]ـ
أبو علي الذهيبي
أبو رقية الذهبي
جزيتما خيرا وفيكما بارك
========================
- شبهة والرد عليها
قال المؤلف وفقه الله:
هذه شبهة تَرِد كثيرا على لسان من لم يتضلَّع بمنهج السلف يجيب عنها الشيخ محمد البشير الإبرهيمي ـ رحمه الله ـ بقوله: " وإنك لا تُبْعِد إذا قلت: إن لفشوِّ الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا في فشوّ الإلحاد بين أبنائها المتعلمين تعلُّما أوروباويا الجاهلين بحقائق دينهم، لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه الأضاليل الطرقية هي الدين، وأن أهلها هم حملة الدين، فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل، فأنكروها حقا وعدلاً، وأنكروا معها الدين ظلما وجهلاً، وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين. أرأيت أن القضاء على الطرقية قضاء على الإلحاد في بعض معانيه وحسم لبعض أسبابه. وقد قرأت في هذه الأيام لكاتب تونسي مقالاً ينعى فيه على جمعية العلماء إهمالها لهذه الجهة من جهات الفساد وهي الإلحاد، واعتذر عن علماء جامع الزيتونة بأنهم ـ وإن قعدوا في نواحي الإصلاح التي تخبّ فيها جمعية العلماء وتضع ـ قاموا في حرب الإلحاد بما شكرهم عليه، ولكنه حصر عملهم في هذا السبيل في خطب جمعية ينددون فيها بالإلحاد ويحذرونه، وفات هذا الكاتب الفاضل أن جمعية العلماء لم تسكت عن الإلحاد، بل هاجمته في أمنع معاقله، ونازلته في أضيق ميادينه، كما فاته أن صرعى الإلحاد لايغشون المساجد، فما تأثير خطب الجمعية التي تلقى على المصلين؟ وهل يداوَى المريض بتحذير الأصحاء من المرض أو أسباب المرض؟ إلا أن العالم المرشد كالطبيب لا ينجح في إنقاذ المريض من الموت إلا بغشيان مواقع الموت ومباشرة جراثيم الموت " انتهى.
فالله أكبر ما أقوى المنهج السلفي! وما أبخس الأحزاب لقدره!.اهـ
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 01:32]ـ
- جهاد المخالفين للسنة بالبنان يقدم على جهاد الكفار والملحدين بالسنان.
قال المؤلف وفقه الله:
ولما كان هؤلاء - المخالفون للسنة - منضوين تحت صفوف المسلمين، فإن أمرهم قد يخفى على كثير من الناس، فكان بيان حالهم ـ لمن ولاؤنا لهم فرض علينا ـ آكد، ولذلك قال ابن تيمية: " وإذا كان أقوام ليسوا منافقين ولكنهم سمّاعون للمنافقين، قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقا، وهو مخالف للكتاب، وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين، كما قال تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}، فلا بد من بيان حال هؤلاء، بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذِكْرُهم وتعيينُهم، بل ولو لم يكن قد تَلَقَّوْا تلك البدعة عن منافق، لكن قالوها ظانِّين أنها هدى وأنها خير وأنها دين، ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالهم ".انتهى
وأما مواجهتهم من الخارج؛ فلأن العدو لا يدخل عليك بيتك إلا إذا كانت منافذه مفتوحة أو ضعيفة، والفرق الإسلامية المنحرفة عن الناجية هم منافذ الكفار، وهل يجهل المسلمون أثر المتصوفة في استعمار البلاد الإسلامية وإعانتهم الكفار على ذلك؟
قال شيخ الإسلام: ولذلك كان أئمتنا أفقه من أن يداهنوا المنحرفين عن منهج السلف، بل رأوا جهادهم أكبر الجهادين، كما قال يحيى بن يحيى شيخ البخاري ومسلم: " الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد "، رواه الهرويُّ بسنده إلى نصر بن زكريا قال سمعتُ محمد بن يحيى الذهلي يقول سمعتُ يحيى بن يحيى يقول: " الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، قال محمد: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟! قال: نعم بكثير! ".انتهى
وقال الحميدي شيخ البخاري: " والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك "، يعني بالأتراك: الكفار.
وقد وجدتُ مثل هذا عند من هو أعلى طبقةً من الحميدي؛ قال عاصم بن شُمَيْخ: فرأيتُ أبا سعيد ـ يعني الخدري ـ بعد ما كبِر ويداه ترتعش يقول: " قتالهم ـ أي الخوارج ـ أجلّ عندي من قتال عِدَّتهم من الترك ".
قلت: ولذلك قال ابن هبيرة في حديث أبي سعيد في قتال الخوارج: " وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛ والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح؛ وحفظ رأس المال أولى ".
وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم: " المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله ".
وقال ابن القيم: " والجهاد بالحجة واللسان مقدَّم على الجهاد بالسيف والسنان ".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 11:14]ـ
الأخ الفاضل /: (أبو عمر السلفي) جزاك الله خير الجزاء.
ولا أخفيك قولاً أن هذا الكتاب النافع (مدارك النظر .. ) كان له الأثر الكبير في توجيهي الوجه السلفية (!).
فلله در الشيخ عبد المالك.
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 02:47]ـ
وجزاك يا أخي محمود وفيك بارك
==========================
- استعمال الشدة في الإنكار على المخالفين للسنة لا يعني الولاء للكفار.
قال المؤلف وفقه الله:
من وجد في بحثي هذا شيئا من القسوة على المخالف فلم يستسغه، بل ربما قال: "يتكلم في إخوانه ويسكت عن أعدائه"! فليعلم أن الأصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللين والرفق كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقال لموسى وهارون صلى الله عليهما وسلم: {اذْهَبَا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نُزع الرفق من شيء إلا شانه " رواه مسلم.
لكن إذا كان المنكر لا يغيَّر إلا بنوع من الخشونة فلا بأس باستعماله، ولو كان مع المسلمين، ألا ترى أن الله أباح القتال لذلك، وليس فوق القتال خشونة، فقال سبحانه: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ}. وقد يشتد المؤمن في إنكاره على أخيه أكثر منه مع عدوّه، ألم تر كيف لاَنَ موسى عليه السلام مع فرعون، واشتد على أخيه هارون عليهما السلام، حتى كان منه ما قصه الله تعالى بقوله: {وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}، فهل لأحد أن يحتج عليه بالولاء والبراء، متهِما له بأنه يبسط لسانه ويده على أخيه ويلطف بالطواغيت؟!
بل ربما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعنِّف العلماء من أصحابه إذا أخطأوا أكثر من غيرهم، وخذ على سبيل المثال قوله لمعاذ حين أطال الصلاة بالناس: " أفتّان أنت يا معاذ؟! " متفق عليه، ويقابله تلطفه بالأعرابي الذي بال في المسجد كما في صحيح البخاري وغيره. وقال لأسامة بن زيد حين قَتل في المعركة مشركا بعد أن نطق بكلمة التوحيد: " يا أسامة! أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟! " قال أسامة: " فما زال يكررها حتى تمنيتُ أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم ".
وقد استفاد أسامة من هذا التعنيف في النصح أيام الفتنة التي كانت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فأورثه توَرُّعا عن دماء المسلمين، قال الذهبي ـ رحمه الله ـ: " انتفع أسامة من يوم النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يقول له: " كيف بلا إله إلا الله يا أسامة؟! " فكفَّ يده، ولزم بيته، فأحسن ". انتهى
قلت: الله أكبر! ما أعظم التربية النبوية! وما أحقر التربية الحزبية! التي مِن يوم أن حرَّمت أصل (الرد على المخالف) وأبناؤها لا يتورَّعون عن دماء المسلمين، اتَّخذوها هدرا باسم الجهاد، ولا تكاد تقوم فتنة إلا وهم وَقودها أو موقدوها، هذه نتيجة مداهنة بعضهم بعضا لوهْم الاشتغال بالكفار!!
ولذلك قال ابن تيمية: " المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نَحمد معه ذلك التخشين ".انتهى
إذن فهذا اللين الذي تستعمله كثير من الجماعات الإسلامية مع أفراد أو جماعات من حمقى المتهوِّرين ـ الذين كثيرا ما يتسببون في استعداء الأعداء على المسلمين ـ ليس من الولاء في شيء؛ لأنه يزيدهم إغراقا في ضلالهم لعدم شعورهم بعظم الجناية. ثم إن الشدة المسلوكة مع المسلمين أحيانا، باعثها الغيرة عليهم من أن يُرَوا ملطخين بشيء من القاذورات، والسعي في تمتين الصف وسدّ خروقه حتى لا يُؤتى من قبله، فليُعلم.
ولهذا قال العلامة عبد العزيز بن باز تحت عنوان: (الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتّاب): " ولا شك أن الشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بالتحذير من الغلوّ في الدين، وأمرت بالدعوة إلى سبيل الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، ولكنها لم تهمل جانب الغلظة والشدّة في محلّها حيث لا ينفع اللين والجدال بالتي هي أحسن؛ كما قال سبحانه: {يَأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} وقال تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ} وقال تعالى: {وَلاَ تُجادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} الآية، أما إذا لم ينفع واستمرّ صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في عمله ولم يبال بالواعظ والناصح، فإن الواجب الأخذ على يديه ومعاملته بالشدة وإجراء ما يستحقه من إقامة حدّ أو تعزير أو تهديد أو توبيخ حتى يقف عند حدّه وينزجر عن باطله ".انتهى
مع أن الذي يظهر من مجاملات الأحزاب الإسلامية لأهل البدع والسكوت عن أخطائهم هو أنهم لما حصروا طريق عودة عزّ المسلمين في صندوق الانتخابات تذمّروا من النقد، لأنه ربما أتلف لهم الأصوات، وهكذا السيئة تتبعها أخوات .. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 03:37]ـ
قرأت هذا الكتاب في السنة الأولى جامعي فأصبحت عندي نظرة سوداوية على الكثير من مشايخ المملكة كالشيخ العلامة سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة والشيخ عائض القرني وغيرهم من الدعاة والمشايخ والله المستعان لكن الحمد لله تأثرت بأشرطة الشيخ العلامة عبد الرحمان عبد الخالق لما كنت أدخل لموقعه سلفي وأيضا بعد تسجلي في ملتقى أهل الحديث منذ أربع سنوات وبدأت اتعرف على شيوخ لم نكن نسمع بهم قط وأيضا أستمع للشيخ سفر وللشيخ سلمان لإن أغلب السلفيين عندنا هنا لاينشرون أشرطتهم بدعوى كونهم خوارج أو حزبيين لكن تبين لي زيف الكثير من الدعاوى التي تتدخل من السلفية شعارا وهي في حقيقة الأمر جرح وتشريح حقد على العلماء بدعوى تصفية المنهج في الوقت الذي يطبل فيه للطواغيت والظلمة بدعوى حرمة الكلام في أئمة المسلمين ولاحول ولاقوة إلا بالله
فحمدا لك اللهم على نعمة الهداية
ـ[تلميذ الأئمة]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبا عمر .. والله إن هذا الكتاب ضرره أكثر من المرتجى منه , ولا أعلم هل تقريبك له لتخفيف كلام مؤلفه , وذكر ما لا يُختلف فيه؟! فيكون التقريب " المدارك .. قليل الدسم "!.
ومن قرأ فيه مُلئ قلبه على إخوانه المسلمين!!.
ولا فائدة من هذا المنهج إلا الترقيع لمن تولوا أمر المسلمين!. والله المستعان.(/)
مدارك الاستدلال والنظر ج1 لشيخنا أبي إسحاق الزواوي حفظه الله
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:39]ـ
مدارك الاستدلال والنظر
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الكبير المتعال، صاحب صدق الحديث وحسن المقال نحمده حمدا يوافي نعمه ومزيد إحسانه، ونحن عباده عيال على فضله وكرمه، نرجو رحمته ونخاف عذابه، خلق ورزق وعلم وألهم وهدى للتي هي أقوم.
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم عبده ورسوله وصفيه وخليله بعثه الله على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل ففتح به قلوبا غلفا وأعينا عميا وآذانا صما فصلاة ربي وسلامه عليه عدد الأنجم الزاهرات وحبات الرمل السافيات، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم المئاب.
أما بعد، فإن من أعظم نعم الله على عباده نعمة العقل فقد رزقه الله إياه ليكون ميزانا للأحكام ومحكا للنظر ومعيارا للعلوم كلها، على أن لا يتعدّى به حدودا هي نصوص الوحي الإلهي قرآنا وسنة، ولازال العقل قرين النص لا يخالفه ولا يبدي له شقاقا إلى أن جرت أحوال الناس على غير المعتاد بعد انقطاع الوحي وتوسع رقعة دار الإسلام، فكثرت الحوادث والطوارئ واحتاج الناس لمعرفة أحكامها، ولما كانت النصوص غير قادرة على استيعاب جميع تلك المسائل بألفاظها وأحرفها وكّلت شقيقها العقل ليجتهد في تلك المستجدات بما جبله الله عليه من إدراك معاني النصوص، فراح يؤسس القواعد ويقيم صرحها ويشيد بنيانها، فتشكلت له جملة من المعالم هي مدارك الاستدلال والنظر، فتخطفها أرباب المذاهب من كل جانب، واختار كل واحد منهجا رآه قريبا من تلك المعاني دون غلو أو شطط، ثم راح يدافع عما رآه من نتائج العقل وقرائح الفكر، فكانت تلك هي بنات أفكاره و راح بعدها يخرج من المسائل ويفرع من الفروع ما شاء الله له منها، فأضحى ذلك دليلا على استيعاب الشرع الحكيم لجميع أحكام العباد على مر الزمان.
على أنه وُجد من علماء الأمة من انتقد هذه المسالك وردها، فلم يرض عن النصوص بديلا، نافيا وجوب القول بالتعليل، فحجّر واسعًا وقد كان له في الأخذ بتلك المسالك متسعًا:
ومن يكُ ذا فم مرّ مريض ... يجد مرًا به الماء الُزلالا
وقد حاولت في هذه الورقات جمع شتات تلك المسالك المعتمدة عند هؤلاء العلماء الأفذاذ، معولين على ما ذكروه في مصنفاتهم، مكتفين في هذا العمل بذكر المسالك التي يقل تداولها على ألسنة الأصوليين عموما نظرا لكثرة ما اعتمدوه دليلا، والتي أوصلناها إلى خمسة وثلاثين نوعا، وذلك بتتبع أهم المراجع والمصادر التي تناولت هذه المباحث بالتفصيل والتوضيح، ولعل أهم ما استوقفنا هو مدى حجية هذه المسالك ابتداءً، وما هي اختيارات أصحاب المذاهب منها، بل إن المشكلة الكبرى تمثلت في التداخل الواضح بين هذه المسالك - خاصة في قسمها الثاني الذي يرجع إلى قياس أو قاعدة شرعية- حيث نجد من الأصوليين من يذكر جُلّ هذه الأقسام، في حين يكتفي البعض الآخر بذكر نوع أو نوعين فقط، وهذا قد يدفعنا مستقبلا إلى التحقق من هذا التداخل حتى نُرجع ذلك الكم من المسالك والطرق إلى عدد محصور يسهل التعامل معه.
وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة
أما المقدمة:
فقد ذكرت فيها علاقة نصوص الوحي بالعقل، و أشرت إلى التلازم الواقع بينهما وحاجة أحدهما إلى الآخر.
وأما المبحث الأول ففي بيان ماهية الاستدلال وفيه مطلبان:
المطلب الأول: في تعريف الاستدلال لغة واصطلاحا.
المطلب الثاني: في بيان الاستدلال عند الأصوليين، و قد ذكرت فيه التعريف المختار الذي ألفيته مناسبا.
أما المبحث الثاني ففي حجية الاستدلال، و فيه مطلبان:
المطلب الأول: في بيان مذاهب الأصوليين في القول بالاستدلال.
المطلب الثاني: في أدلة الأصوليين والترجيح بينها.
و المبحث الثالث في أنواع الاستدلال عند الأصوليين. و قد قدمنا لهذا المبحث بجملة من الملاحظات وقسمناه إلى مطلبين:
المطلب الأول: في بيان أنواع الاستدلال جملة.
المطلب الثاني: في بيان بعض صور الاستدلال تفصيلا.
وأما الخاتمة ففي أهم النتائج والمقترحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ألحقت بالبحث فهرسًا للمصادر والمراجع، و قمت بالترجمة للأعلام في أثناء البحث، وكذلك الشأن بالنسبة للأحاديث التي قمت بتخريجها أيضا تخريجا أراه مناسبا، كما ألحقت بالبحث جدولا قابلت فيه بين أهم المباحث الخاصة بالاستدلال مع أهم المصادر التي يمكن التعويل عليها في الدراسة ليتمكن الطالب بعدها من معرفة مضان هذه المباحث عند الأصوليين.
وختاما أسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يتقبل مني هذا العمل إنه سميع مجيب الدعاء.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
المبحث الأول: في بيان ماهية الاستدلال
المطلب الأول
q تعريف الاستدلال:
الاستدلال لغة عبارة عن طلب دلالة الدليل [1] لأنه استفعال بالسين والتاء يراد به الطلب، فالاستفعال من الدليل كالاستنطاق الذي هو طلب النطق والاستنصار الذي هو طلب النصرة.
يقال: استدل فلان على الشيء طلب دلالته عليه.
ويقال استدل بالشيء أي على الشيء، أي اتخذه دليلا عليه.
فإذا كانت لفظة الدلالة في اللغة تعني الإرشاد ولفظة الدليل تعني المرشد والموصل إلى المطلوب فالاستدلال عبارة عن:
"طلب الإرشاد والاهتداء إلى المطلوب".
والملاحظ هنا أن الاستدلال قد يرد للطلب، أي طلب الدليل ودلالته، وقد يرد أيضا في معنى الاتخاذ [2] فيكون المعنى ما اتّخذ دليلا، وهذا المعنى الثاني هو الذي يظهر لي أنه الأنسب لموضوعنا لأنه يعني ما اتخذه العلماء دليلا وهذا الذي درج عليه الأصوليون في مصنفاتهم وإن لم يصرحوا به إذ أنهم يذكرون في باب الاستدلال ما اتخذوه دليلا خارجا عن الكتاب والسنة والإجماع وقياس العلة.
المطلب الثاني
q الاستدلال عند الأصوليين: لا نكاد نجد تعريفا عند أحد من الأصوليين إلا وهو معترض من وجه من الأوجه، فالعديد منها خارج عن صناعة الحدود والرسوم التي تتضح بها المعاني وتكون التعاريف بذلك سالمة من الاعتراضات جامعة مانعة في آن واحد، ولذلك كان من اللازم وضع مصطلح دقيق يعرف به الاستدلال وتتضح به ماهيته، وسنحاول ذكر جملة من التعريفات ذكرها الأصوليون في كتبهم في محاولة متواضعة لمناقشتها ثم نحاول بعدها اختيار الحد الذي نراه مناسبا، علما أن دراستنا هذه منسوبة إلى القصور لقلة المراجع التي لا يمكن الاستعانة بها من جهة ولضيق الوقت الذي يسمح عادة بالاستقراء التام لأقوال الأصوليين في جزئية من الجزئيات، وقد بدا لنا بعد خوض غمارها أنها لم تلق العناية والدراسة اللازمة [3].
وسنحاول ذكر جملة من التعريفات التي وقفنا عليه في دراستنا متتبعين في نفس الوقت التطور الدلالي لهذا المصطلح.
1/ عرفه إمام الحرمين [4] في "البرهان" بأنه:" معنى مشعر بالحكم مناسب له فيما يقتضيه الفكر العقلي من غير وجدان أصل متفق عليه والتعليل المنصوب جار فيه" [5]
2/ عرفه ابن السمعاني [6] في قواطع الأدلة "بأنه:" طلب الحكم بمعاني النصوص وقيل: إنه استخراج الحق وتمييزه عن الباطل" [7]
3/ عرفه الآمدي [8] في "الإحكام" فقال:" يطلق تارة بمعنى ذكر الدليل وسواء كان الدليل نصا أو إجماعا أو قياسا أو غيره، ويطلق تارة على نوع خاص من أنواع الأدلة وهذا هو المطلوب بيانه هاهنا وهو عبارة عن دليل لا يكون نصا ولا إجماعا ولا قياسا" [9].
4/ وعرفه القرافي [10] في "التنقيح" فقال:" محاولة الدليل المفضي إلى الحكم الشرعي من جهة القواعد لا من جهة الأدلة المنصوبة" [11].
5/ وعرفه صفي الدين الهندي [12] في "النهاية"بنفس تعريف الآمدي فقال:" وهو عبارة عن دليل لا يكون نصا ولا إجماعا ولا قياسا" [13].
6/ وعرفه صاحب "جمع الجوامع" [14] بأنه:" دليل ليس بنص ولا إجماع ولا قياس" [15].
7/ وعرفه الشنقيطي [16] في"نشر البنود" بقوله:" هو دليل ليس بنص من كتاب أو سنة وليس بإجماع جميع مجتهدي الأمة وليس بقياس التمثيل ويسمى القياس الشرعي" [17].
8/ عرفه الشوكاني [18] في "إرشاد الفحول" بأنه:" ما ليس بنص ولا إجماع ولا قياس" [19].
ولعل إمعان النظر في هذه التعريفات التي ذكرناها الآن يمكننا من الخلوص إلى فائدة مفادها أن تعاريف المتقدمين والمتأخرين لا تخرج عن تعريفات ثلاثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
q التعريف الأول:" وهو للجويني ولم نجد من سايره فيه من الأصوليين ممن جاؤوا بعده باستثناء الإشارات المقتضبة التي نجدها عند من عاصروه أو قاربوا عصره كما هو صنيع أبي المظفر [20].
وهذا التعريف الذي ذكره يبين أن الاستدلال عنده يعول فيه على بناء الحكم الشرعي على المعنى الكلي المناسب المستنبط من مجمل الأصول الجزئية المنصوصة.
والذي أخذه الدكتور الكفراوي على هذا التعريف أنه رسم [21]، ورأى أنه يمكن أن يعرف حدا في ضوء ما ذكره على أن الاستدلال عبارة عن:
[بناء الأحكام الشرعية على المعاني الكلية المناسبة من غير نظر إلى أصولها الجزئية].
q التعريف الثاني: وهو الذي درج عليه الآمدي وصفي الدين الهندي و السُبكي والشنقيطي والشوكاني [22] وغيرهم، بل جل كتب الأصول متواطئة على ذكر هذا التعريف وإن زاد بعضهم قيدا آخر كما هو صنيع ابن الحاجب الذي قال: "ولا قياس علة" وفيه إشارة إلى دخول القياس بنفي الفارق وقياس الدلالة و قياس العكس في مسمّى الاستدلال.
لكن هذا التعريف ليس على صناعة الحدود والرسوم وإن كان صفي الدين الهندي قد حاول تبرير هذا الاختيار فقال:" وإنما عرفناه بسلب غيره من الأدلة دون العكس لأنه تقدم معرفة تلك الأدلة عن ذكر الاستدلال فيكون ذلك تعريفا للأخص بالأعرف بخلاف العكس فإنه لم يتقدم ذكر الاستدلال عند ذكر تلك الأدلة فيكون ذلك تعريفا بالمجهول ونظائره في التعريفات كثير" [23] فلا يمكن إذن التعويل على مثل هذه التعريفات في بيان حقيقة الاستدلال [24].
q التعريف الثالث: وهو تعريف القرافي رحمه الله، ويفهم من كلامه أن الاستدلال عبارة عن إقامة الدليل الموصل إلى الحكم الشرعي من جهة القواعد والقوانين العقلية لا من جهة الأدلة التي نصبت لذلك من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وقد تابعه ابن جزي الغرناطي [25] في "تقريب الوصول" [26]، غير أن القرافي لم يتوسع في ذلك الباب، ولم يَعد منه إلا قاعدة الملازمات وقاعدة الأصالة، والتعريف بهذا المعنى شبيه بالرسم الذي ذكره الجويني رحمه الله، فيكون ما ذكراه أقرب لصناعة الحدود، ويمكن اعتبار التعريف الذي ذكره موافقا لما نحن بصدد بحثه مع ملاحظة التعديل الذي ذكره الكفراوي فنقول:
"الاستدلال هو بناء حكم شرعي على معنى كلي من غير نظر إلى الدليل التفصيلي" [27].
وللشيخ محمد الطاهر بن عاشور [28] كلام نفيس أورده في حاشيته على تنقيح الفصول وشرحه للقرافي، حيث قال: "اصطلح الأصوليون على أن يسموا بالاستدلال ايجاد دليل غير واضح من الأدلة الشرعية، وهو ينقسم إلى قسمين:
أولهما إيجاد دليل على حكم شيء بالأخذ بلازم حكم ءاخر له أو لغيره كإشارة النص، وواضح كون هذا إيجادا لأن الحكم المنصوص مثلا لم يتعرض لحكم المثبت وإنما أخذ هذا الحكم الثاني باللازم.
ثانيهما أخذ دليل من تتبع مقاصد الشريعة أو مواردها كأخذ كون الأصل في المضار التحريم، ويدخل تحت القسمين طرق اثباتها كالأقيسة المنطقية والاستقراءات والقواعد العقلية" [29] ا. هـ[30]
يتبع .......
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1584(/)
كشفُ الحجاب عن أعادي الحجاب بقلم: زكي بن محمد مصمودي التلمساني
ـ[ابو البراء]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 01:14]ـ
كشفُ الحجاب عن أعادي الحجاب
بقلم: زكي بن محمد مصمودي التلمساني
أنْ يُحاربَ الحِجابُ في فرنسا أو ألمَانيا أو في غيرِهِما مِن بِلادِ الكفرِ أمْرٌ معقولٌ و لا يبعثُ لهيبَ الدهشَةِ أوغيرَها، فلِكلِّ حضارةٍ أن تحمِيَ كينونتها من شِعاراتٍ أو عادات دَخيلةٍ، لكنْ أنْ يُعادى الحِجابُ في أرضِ الإِسلامِ التِي هيَ أرضُهُ فهذا الذي يرمينا إلى وادٍ سحيقٍ منَ العَجَبِ، و يُلقينَا إلى لُجَّةِ بحرٍ من الدَهشَةِ و التساؤلِ، أَكُلُّ الأُمَمِ و الحضاراتِ تُحافِظُ و تُنافِحُ عن مُقَوِّمَاتها مَهما كان حُسْنُها أو قُبحُها إلاَّ نحنُ؟!
كانَ اللهُ معَ الحِجَاب، فقدْ تعدّدَت الجَبهات الداخلية المُعادِيةُ لَهُ، و تكاثرَ دُعاةُ التحرّرِ في الأقطارِ و الأمصارِ، ففي كل نادٍ أثرٌ لثعلبة، و تَداولُوا الأَدوارَ بينَ خُبْثِ سياسةِ داهية أو شَدِّ سوطِ زَبَانِيةِ، و مِن أشدِّها إيلاما و عارا ما كانَ في تُونس حتَّى بَكَتِ القيروانُ يومًا كانت فيه قِبْلَةً يَفِدُ إليها العلماء و الطُّلابُ من كل وادٍ و فَجٍّ، و بدأتْ بوادِرُ الخوفِ من أن يَستَحكِمُوا أَمرَهَم بَعدَ أنْ تَسلَّلُوا إلَى جزيرةِ العربِ خاصّةً إلَى السعُودِيَّة، و هِيَ عِندَهُم مِن أَهَمِّ الجَوْلاتِ الحاسمةِ .. زِدْ عليهِ أَنَّهُ غَاضَنَا مِنْ حَالِ بَعضِ أَخَواتِنا العَانياتِ المقهُوراتِ فيِ مُجتمعَاتِهِنَّ المُتغَرِّبَةِ، و حُرِمْنَ حتَّى قطعةً مِن قماشٍ يرتَدينَهَا، و ما ذنبُهُنَّ إلاَّ أنَّهُنَّ أَرَدْنَ أن يَشِبَّنَّ على طاعَةِ اللهِ و رسولهِ، و ما مَلَكْنَ إلاَّ دُموعًا يذْرِفنَها، و لو جَمعنَاهَا وَ سَقَينا بها صحراءًا كصحراءِ الجزائرِ لأَنبَتَتَ الخَيزُرانَ .. فكانَ منَ الواجبِ أن تَتَعاطَفَ الأرحامُ و تَتَآزَرَ الأقلامُ، وَ لِنَقِفَ صفًّا واحدًا لا يُرقَّعُ بالكُسالَى المَخذولينَ فَنَكشِفَ الحِجَابَ عنْ أعادي الحِجابِ لنُجلِّيهِم، و نرفع اللِّثامَ عن مُبْتَغِي الآثامِ لنفضَحَهُم، فَهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَخلَعُوا حِجَابَ المُسلِمَةِ لِيكشِفُوا عَورَتَهَا، فَوَاجِبُنَا أنْ نَكشِفَ حِجَابَهُم لينكشِفَ عَوَارَهُم .. وَ لِنرفعَ الضََّيْمَ عن أخواتِنا المُؤمِنات، فإنَّ الصَّمتَ في حَرَمِ الآلامِ عُدوان، و لِنحرِسَ الفَضيلةَ بالبراهِينِ و الحُجَج وكذا بالأرواحِ و المُهَج، و َما أحْوَجَ الغَيْرَة إلى غيرةٍ أُخرى نَصُونُ بها بيضة الغيرة الأولى.
إنَّ الإسلامَ بِحِكمتِِهِ و شُمولِيتهِ جاءَ بأُصُولِ الفضيلةِ وَ بواعِثِها المُفْضِيَةِ إِلَيْهَا، و رَفَضَ أُصُولَ الرَذِيلَةِ وَ دَوَافِعِهَا و إنْ دَقَّتْ، وَ لو كأنْ تضربَ المرأةُ رجلَها لِيُعلَمَ مَا تُخفي مِن زِينَتِها، و هُو في كلِّ ذلكَ عدلٌ و رحمةٌ بالمجتمعاتِ، و صَوْنٌ لها من التفكُكِ و الشَتاتِ.
وَ لِلِباسِ المُسلمة حَظْوَةٌ كبيرةٌ مِن التشرِيعِ، فقدْ خَصَّهُ الله في الكتابِ بآياتٍ مُحكماتٍ مِن سورتَيْ النُور و الأحزابِ، و ذلكَ أنَّ المرأةَ في الإسلامِ مُعَزَّزَةٌ مُكَرَّمَةٌ بما لم يُكرِمْ دِينٌ غيره نساءه، فالمرأةُ فيهِ نُورٌ يُضاهِي الشَّمسَ في وَضَاءَتِهَا.
أَلَمْ تَرَ أنَّ النَهارَ الأبْلَجَ يأتي بعدَهُ ليلٌ ساجٍ يستُرُهُ؟!
ألَمْ تَعلَم أنَّها بِحجابها ظاهِرُهَا العَتَمَة و المَنَعَة و بَاطِنُها النُورُ و الرِقَّةُ؟!
فكانَ من الرَّحمةِ أن تُسْدَلُ الحُجُبُ كيلا تُطمَسَ العُيونُ ..
حتَّى إنَّ بدرا من البدور و هوَ يتربَّعُ الظُلمةَ في وِحدَةٍ و صَمْتٍ في سماه جَاءَت مِنْ قِبَلِهِ شَمسٌ من الشموس تمشي عَلَى استحيَاءٍ، فغَضَّ طَرْفَهُ و نَزَلَ إلَى ظلِّ شَجَرَةِ العَفَافِ و قالَ ربِّ إنِّي لِمَا أنزلتَ إليَّ مِنْ خَيرٍ فقير.
فأينَ دُعاةُ التَحَرُّرِ مِن هذا النُّورِ الذي جَاءَ مُبيَّنًا فِي سورةِ النُّورِ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
و ما جاءُوا إلَى الآن إلاَّ بأقوالٍ عارِيةٍ مِنَ الحُجَجِ أفْظعَ مِن العُرْيِ الذِي يَرُومُونَه، فلذلكَ طُمِست أَعيُنُهم عنِ النُورِ، فلاَ يَرَوْا إلاَّ الظلامَ الدامسَ في سرادِيبِهِم، و لنْ تَحلِبَ مِنَ الظلامِ نُورًا، و قدْ صدقَ و بَرَّ مَنْ قالَ عَنهُم: دُعاةُ التَحرُرِ، قد نبّأنا اللهُ منْ أخبارِكُم.
إِيْ و اللهِ، فقد جاءتْ أخبارُهم كالشَّمسِ في رَابِعَةِ النَّهَارِ في غَيرِ مَا سُورةٍ مِن القُرءانِ كالتَوبَةِ و المُنافِقِينَ، و تَشَابَهَ آخِرُهُم بأوَّلِهِم:" هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون" -4) المنافقون)، أمَا و إنَّهُم مَدفوعونَ بلا أجْرٍ، و اختاروا لأنفُسِهِم أنْ يَكُونوا يَدا آثمةً للأعداءِ، فويلٌ لها من يدٍ، و ويلٌ لنا إنْ لمْ نفْضَحْهُم و نُبالِغ فِيهِ، فإنَّهم أرادوا إنزالَ المرأةِ مِن درجات العُبوديَّة إلى دَرَكَاتِ الحَيوانِيَّة، فَبَشِّرْهُم بنزولٍ إلى دَرَكاتِ نَارٍ لَظِيَّةٍ ..
أرادُوا للمرأَةِ أنْ تكونَ متاعا يُباعُ و يُبْتَاعُ، و يُستَبْدَلُ و يُكْرَى، و يُرْمَى إذا هُوَ يَبْلَى، وَ يُقْبَرُ فَلا يُبْكَى ..
أرادُوهَا زوجةً بلا صَدَاق، سَبِيَّةً بِلا عَتاق، مُعلَّقَةً بلا إِحسانٍ و لاَ طَلاَق ..
فَسَعَوْا بِكُلِّ مَا مَلَكُوا مِنْ مُقَوِّمَاتِ الشرِّ لِينزِعُوهَا مِنْ حِمَى الخِدْرِ بَعْدَ أنْ أَحْكَمُوا علَى العُقُولِ بِسُمِّ التَخديرِ، مُجْلِبِينَ بِخيلهم و أَرجُلِهم و أَصوَاتِهِم ليقولوا كلمةً سواء بينَهم: " نُريدُ امرأةً بلا حِجاب، مُتَنَكِرَّةً لِهَدْيِ الكِتابِ"، وَ لَوْ أغَمَضَ أَحَدُهُم عَيْنَيْهِ و رَمَى يَدَهُ فلا بُدَّ أنْ تَرجِعَ إِليه بامرأةٍ يلهُو بِها و يَلعَبُ.
ففي جدِّهِم يَقولون نُريدُ تَحريرَ المرأةِ و ما أردنا إلاَّ خيرًا وَ إِصلاحًا ..
فبِاللهِ عليكُم مَتَى عَلِمتُم أنَّ إِبليسَ يَأمُرُ بالمَعرُوف و ينهى عن المنكر؟!
ألَمْ يَعلموا أنَّ التَحَرُرَ الحَقَّ هُو الذي جاءَتْ بِهِ الشريعةُ التِّي حَرَّرَت الإنسانَ مِنْ دَاعيَةِ هواه و أخرجَتهُ مِنْ ضِيقِ أَغْلالِ التَحرُرِ البَهيمِي إلى سَعَةِ العُبودية البشرية؟ .. غَيْرَ أنَّ العُقلاءَ أَدرَكوا مَا وَراءَ الأَكَمَةِ مِنْ إِشاعةِ الوَهَنِ و إثارةِ الفِتَنِ، فدُعاةُ التَّحَرُرِ المَوْهُومِ عرفُوا مَواقِعَ النُّفُوسِ و مَداخِلَها، و ابتَزُوا الضَّمَائِرَ بالشَهَوَاتِ الحِسِيَّةِ و المَعْنَوِيَّةِ، وَ فَتَحُوا أَبوابَ الشَرِّ بِتيسيرِ سُبُلِ الرذيلةِ، و قُطْبُ مِحورِهم عَقلُ المرأةِ التِّي هِيَ مِن أنْكَى أَسْلِحَتِهِم، وَ مِنْ سُوءِ حَظِّنا أنَّ الغَوَاني يَغُرُهُنَّ الثَنَاءُ، فَبِذلكَ نَالُوا نَصيبا أوفرَ مِن مُبتغاهُم في زمنٍ أقصر.
وَ عِنايتُهُم بالمرأةِ جاءتْ بعدَ أنْ فَشِلُوا في هَدِّ تَماسُكِ المُجتمعِ الإِسلامِيِّ بِوَأْدِ هِمَمِ الرِجالِ، فَعَلِموا أنَّهُم أمَامَ جَيشٍ آخرَ قائمٍ بذاتهِ، وَ الأدْهَى أنَّهُ مَنْبَتَةٌ وَ مَزْرَعَةٌ لِجُيُوش أُخرَى، فكُلُّ شِبْل أو لَبُؤَةٍ في الإسلامِ هُوَ خِرِّيجُ رَحِمِ امرأةٍ مُسلِمَةٍ قابِضَةٍِ على دِينِهَا، فانتَقَلَت الحَربُ مِنَ الخَارجِ إلىَ مَا وَراءَ الجُدُرِ، وَ تَبعُوا سِياسَةَ الأَرضِ المَحرُوقَةِ، التِّي تَعْنِي إنْ أَرَدْتَ استعبَادَ شَعْبٍ فَعَليكَ بِحَرْقِ الأرض التي يَقتاتُ مِنها لِتَجويعِهِ وَ مِنْ ثَمَّ استعبادِهِ، فَهُم اليَومَ يَعكِفُونَ عَلى حَرْقِ أَرْضِنَا وَ حَرثِنَا – أيْ النساء لقوله تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ .. } - حتَّى لا نجدَ ما نتقوَّى بِهِ عليهِم، فإنْ زَرَعنا فلا يُنْبُتْ و إنْ نَبَتَ فَنَبْتٌ لا يُسمِنُ و لا يُغْني من جوعٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في هَزلِهِم المخلوطِ بالجدِّ يَتَناولُونَ الشَريعَة تارَّةً بالتمييعِ فيُناقِشُونَ مثلاً أدلَّةَ الحِجَابِ مُناقشَةً تهريجِيَّةً، و بالتَشْكِيكِ و اللَّمْزِ تارَّةً أُخرَى، وَ لَا يَفُوتُهُم في ذَلكَ تَنَاوُلُ العُلماءِ بالعَيْبِ و الثَلَبِ، و قدْ وَصَلَ بَعْضُهُم إلَى أنْ قَالَ في سِياقِ هَزْلِهِ أنَّ النَظَرَ إلَى امْرأَةٍ جَرْدَاءَ عَلَى شَاطِئِ البَحرِ هُوَ مِنْ قَبيلِ نَظَرِ التَفَكُرِ في جَوْدَةِ حِبْكَةِ المَصْنُوعِ الدَّالِ عَلَى عَظَمَةِ الصَّانِعِ .. فويلٌ للأَفَكَةِ الأَثَمَةِ: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} 65 - 66: التوبة.
و لا يَفْتَأُ الإِعْلامُ المَخذُولُ في تَلْميعِهِم و تقْدِيمِهِم، و إِعَانَتِهِم لِتَشْكِيكِ الأَجْيَالِ في ثَوابِتِهَا وَ مُعْتَقَدِهَا السَّلِيمِ بِإِثَارَةِ الجَدَلِ حَوْلَهَا، كأنْ تَكْتُبَ صحيفةٌ كعنوانٍ رئيسِي لها: هل الحجاب رمز أو تدين؟ وَ يَجلبوا مَنْ لا يُعْتَدُّ بِوِفَاقِهِم، فكيف بِخِلافِهِم، فَيُوهِمُوا و كأنَّ في المَسْأَلَةِ نقاشٌ حادٌّ و تنازعَ فيها أرْبَابُ الفِكْرِ، وَ قَدْ عَهِدنَا كُلَّ هَذَا مِنَ الإِعْلَامِ الهَالِكِ مِنْ تَلْمِيعِ البَاطِلِ مَعَ ظُلْمَتِهِ، وَ تَهْوِينِ الحَقِّ معَ وَضَاءَتِهِ، و لوْ نَطَقَ أهْلُهُ لَقالوا شِرْذِمَةٌ قليلون.
و إذا تناطَحَتِ الدُوَّلُ و اشْتَدَّ وَهَجُ الحُرُوبِ فإنَّ الخَوْفَ وَ التَّرْكِيزَ يَكُونُ عَلَى العَوَاصِمِ، فإنْ سَقَطَتْ العَاصِمَة أوْ دَارُ الخِلافَةِ تَهَاوَت باقي الحُصُونِ وَ تَضَعُ الحَرْبُ أوْزارَهَا بانْتِصَارِ مَنْ استوْلَى عَلى عاصمَةِ الآخر .. وَ مِنْ هُنا فَهُم في الآوِنَةِ الأَخيرةِ حَشَدُوا حُشُودَهُم إلَى حَبِيبَةِ المُؤمِنِينَ، جَزِيرَةِ العَرَبِ، و طَفِقُوا يَتَسَلَلُونَ إلى السَعُودِيَةِ فَحَامُوا حَوْلَ الحِمَى فَأَلْفَوْا الحِصْنَ ذُو شِدَّةٍ وَ مَنَعَةٍ، وَ عَليه حُراسٌ ذَوُو قُوَّةٍ وَ أَنَفَةٍ، فَعَلِمُوا أنَّهُم لاَ قِبَلَ لَهُم بالمُقَارَعَةِ المَكْشُوفَةِ، فَقالُوا نَرْضَى بَادِئَ بَدْءٍ باليَسِيرِ، وَ عَمِلُوا بقاعِدَةِ مَا لَا يُدرَكُ كُلُّهُ لا يُتركُ جُلُّهُ، فأثاروا قَضيةَ النِّقَابِ و سِيَاقَةِ المَرأَةِ، وَ مَعَ أنَّهُم لَا يَنْتَظِرُونَ الكَثيرَ مِنْ خُطوَتِهِم الأَوَّلِيَةِ، إلاَّ أنَّهُم يُريدُونَ فَقَطْ حَفْرَ فَجْوَةٍ لِيُمَهِّدُوا الطَريقَ لأَفْرَاخِهِم مِنْ بَعْدِهِم لِيَتَسَلَّلُوا و لِيَأْخُذُوا بَقِيَّةَ المَتَاعِ المَسْلُوبِ، فَهُم أَقْوَامٌ يُوحِي إِلَيهِم الشَّيطَانُ بِخُطَّةِ التَدَرُجِ و التَدَحرُج، و التَلطفِ في الجَرِّ، وَ العَزِيمَةِ والتَصَبُّرِ لِلزمنِ، فَلَهُم جَلَدٌ عَلَى البَاطِلِ وَ لَوْ اسْتَدعاهم إلَى نَحْتِ شِعَارَاتِهِم على الصُّخُورِ الصَّمَاءِ بأظافرِهِم لَفَعَلُوا.
وَ قَدْ هَالَنَا أَنْ نَسْمَعَ نِداءا نِسْوِيا مِنْ هُنَاكَ يَنْبَحُ بِنُبَاحِهِم، فَكَرِهْنَا قَاسما أمينا مذكّرا كان أو مؤنثا، و قُلْتُ: وَيْكَأَنَّ الشَاةَ التي تَرعَى طَليقَةً فِي فَسِيحِ الرِّحَابِ لَم تَتَّعِظ بالشاةِ المَذْبُوحَة في المُجتَمَعاتِ المُتَغَرِّبَةِ و لاَ بِالشَاةِ المَسلُوخَةِ في المُجتَمَعَاتِ الغَربِيَّةِ، وَ لَا جَرَمَ أنَّ الدَّورَ القَادِمَ حَسْبَ رُزْنَامَتِهِم هُوَ للطليقَةِ أنْ تُذْبَحَ و للمذبوحةِ أنْ تُسلخَ، و الله أعلم ما يُفعل بالمسلوخةِ! و لتَعلمُنَّ نَبَأهُ بعدَ حين.
فأيْنَ العُقولُ التِّي تَنظُرُ بِنورٍ فتتلمَّحُ العواقبَ و المآلاتِ؟!
و إنِّي فِي الخِتامِ لا أدَّعِي أنِّي قدْ كَشَفْتُ كُلَّ مَاعندَهُم فَأخْرِقَ دَعْوَتَهُم و لا أنِّي فَنَّدْتُ شُبُهَهُم، فلنْ أَبْلُغَ طُولَ مَكْرِهِم الذي يَمْكرونَهُ باللَّيلِ و النَّهَارِ، وَ لكنَّها سطُورٌ لتنبيهِ المُؤمناتِ الغافلاتِ، فإنَّا نُريدُهُنَّ كذاتِ النِطاقِ لا كذواتِ العُشَّاقِ، وَ لَوْ استدعَا الحَالُ مِنْ إحداهِنَّ أنْ تَشُقَّ نِطَاقَهَا فَوَاحدٌ لِزَادِ المُهاجِرينَ إلَى اللهِ و الآخَرُ لِحِشْمَتِهَا وَ سِتْرِهَا، وَ منْ كانتْ تَسير في خفَارَةِ الحَقِّ فلا تسْتَوْحِشَنَّ الطَريقَ، و لا تَلْتَفِتَنَّ إلى مَوكِبِ المُنْخَذِلاتِ، و عَسَى أنْ تكونَ سُطوري شافيةً بَعض الشَّيءِ حتَّى يُكَفْكِفَ الحيرانُ دُمُوعَهُ، فإنِّي وَدِدْتُ لَوْ كانَ قَلمي الذي بَيْنَ أَنامِلي صَارمًا بِكفِّي لأجْعَلَهُ في نُحُورِ ألسنةِ أعادِي الحِجاب، ثُمَّ أَقْطَعُها و أرْمي بها طعْمَةً للكلاب، وَ لَا تَثْريبَ عليَّ بَعدَهَا وَ لا عِتاب، سائلاً ربِّي حُسْنَ المَثَابِ و صِدْقَ المَتَابِ، و آخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله البَرِّ التَّوابِ.
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1582(/)
إذا رجع العالم عن خطئه هل يلزمه البيان؟؟؟ سؤال يحتاج إلى جواب
ـ[مأرب]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 05:22]ـ
السلام عليكم
أرجو ممن كان عنده فائدة في مسألة (إذا رجع العالم عن الخطأ في مسألة هل يلزمه البينان؟) لقوله تعالى "إلاالذين تابوا وأصلحوا وبينوا"
فمن كان عنده شيئ فليتحفنا به سواء من أقوال المفسرين أو العلماء السابقين أو المعاصرين
وجزاكم الله خيرا .........
ـ[مأرب]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 05:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن ما فيه جواب على السؤال؟؟؟؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 06:04]ـ
السؤال:
إذا أفتى الإنسان فتوى لأحدٍ من الناس، ثم ذهب هذا المستفتي، وبعد حين من الزمن راجع هذا المفتي أقوال أهل العلم، فوجد فتواه خطأ، فماذا يعمل وهل عليه إثم نرجو الإفادة بهذا؟
الجواب:
[إذا كانت الفتوى الأولى عن اجتهاد، وكان هو جديراً بأن يجتهد، ثم بعد البحث والمناقشة، تبين له خطأ اجتهاده الأول، فإنه لا شيء عليه؛ وقد كان الأئمة الكبار يفعلون مثل هذا، فتجد عن الواحد منهم في المسألة الواحدة عدة أقوال.
أما إذا كانت فتواه الأولى عن غير علم، وعن غير اجتهاد، ولكنه يظن ظناً -وبعض الظن إثم -، فإنه يحرم عليه أصلاً أن يفتي بمجرد الظن، أو الخرص، لأنه إذا فعل ذلك فقد قال على الله بلا علم، والقول على الله بلا علم من أكبر الذنوب، لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)؛ وعليه أن يبحث عن الذي استفتاه، حتى يخبره بأن فتواه خطأ وغلط، فإذا فعل هذا فأرجو أن يتوب الله عليه، ومسألة الفتيا بغير علم مسألة خطيرة، لأنه لا يَضِلُّ بها المستفتي وحده، بل ربما ينشرها المستفتي بين الناس، فيضل بها فئام من الناس وهي خطأ وضلال].
العلامة ابن عثيمين من " نور على الدرب ". شريط (217) وجه ب.
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
أنا طالب علم , كثيرا ما توجه إلي المسائل عن أمر من الأمور , سواء في العبادة أو غيرها , فأعرف الإجابة جيدا , إما عن سماع أحد المشايخ , أو في الفتاوى , ولكن يصعب علي استحضار الدليل الصحيح فقد يصعب علي ترجيحه فبماذا توجهون طلبة العلم في ذلك؟
فأجاب:
[لا تفتي إلا على بصيرة , وأرشدهم إلى غيرك ممن تظن في البلد أنه خير منك وأعلم بالحق , وإلا فقل: أمهلوني حتى أراجع الأدلة وأنظر في المسألة , فإذا اطمأننت إلى الصواب بالأدلة , فأفتهم بما ظهر لك من الحق.
وأوصي المدرسين لأجل هذا السؤال وغيره: أن يعنوا بتوجيه الطلبة إلى هذا الأمر العظيم , وأن يحثوهم على التثبت في الأمور , وعدم العجلة في الفتوى والجزم في المسائل إلا على بصيرة , وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك بالتوقف عما يشكل والوعد بالنظر فيه بعد يوم أو يومين , أو في الدرس الآتي , حتى يتعود الطالب ذلك من الأستاذ بعدم العجلة في الفتوى والحكم , إلا بعد التثبت والوقوف على الدليل , والطمأنينة إلى أن الحق ما يقوله الأستاذ , ولا حرج أن يؤجل إلى وقت آخر , حتى يراجع الدليل , وحتى يراجع كلام أهل العلم في ذلك.
فقد أفتى مالك في مسائل قليلة , ورد مسائل كثيرة , قال فيها: لا أدري. وهكذا غيره من أهل العلم.
فطالب العلم من مناقبه أن لا يعجل , وأن يقول: لا أدري فيما يجهل.
والمدرسون عليهم واجب عظيم , بأن يكونوا قدوة صالحة , في أخلاقهم وأعمالهم للطلبة , ومن الأخلاق الكريمة أن يعود الطالب كلمة لا أدري , وتأجيل المسائل، حتى يفهم دليلها وحتى يعرف حكمها.
مع التحذير من الفتوى بغير علم , والجرأة عليها.
والله ولي التوفيق].
" فتاوى الشيخ ابن باز " (7 / ص 241).
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 06:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مأرب]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 08:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل علي الفضلي والأخ ناصر: شكر الله لكما، وفوائد جميلة لكن سؤالي الذي أنا في حاجة للبحث فيه هو: عن العالم إذا أخطأ في مسألة ثم تبين له أنه أخطأ هل يجب عليه أن يبين أنه أخطأ أم لا يلزمه ذلك؟؟؟
وشكرا لكما ... وبارك الله فيكما ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 10:11]ـ
لكن سؤالي الذي أنا في حاجة للبحث فيه هو: عن العالم إذا أخطأ في مسألة ثم تبين له أنه أخطأ هل يجب عليه أن يبين أنه أخطأ أم لا يلزمه ذلك؟؟؟!!!!!!!
أخي المكرم مأرب:
الجواب:
إما أن يكون هذا العالم قد أخطأ في نفسه! ثم تراجع في نفسه! قبل أن يبثّ فتواه خارج صدره، فحينئذ لا شيء عليه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ)) متفق عليه من حديث أبي هريرة، وعند البخاري: بلفظ: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا .. ) الحديث.
وإما أن يكون قد بثّ هذه المسألة خارج صدره سواء كانت فتوى أو مسألة، وحينئذ الشق الأول من فتوى العلامة العثيمين السابقة! ينطبق عليها:
(إذا كانت الفتوى الأولى عن اجتهاد، وكان هو جديراً بأن يجتهد، ثم بعد البحث والمناقشة، تبين له خطأ اجتهاده الأول، فإنه لا شيء عليه؛ وقد كان الأئمة الكبار يفعلون مثل هذا، فتجد عن الواحد منهم في المسألة الواحدة عدة أقوال) اهـ المقصود.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:30]ـ
؛ وعليه [ COLOR="Blue"] أن يبحث عن الذي استفتاه، حتى يخبره بأن فتواه خطأ وغلط، فإذا فعل هذا فأرجو أن يتوب الله عليه،. [/ U]
الأخ علي الفضلي لعلك غفلت عن كلام الشيخ هذا وهو الجواب عن سؤال أخينا والله اعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 05:06]ـ
الأخ علي الفضلي لعلك غفلت عن كلام الشيخ هذا وهو الجواب عن سؤال أخينا والله اعلم
حياكم الله أخي الحبيب أبا عمر السلفي، أقول: لا لم أغفل، وما اقتطعتَه أنت من كلام الشيخ إنما هو في الشخص الذي ليس عنده آلة الاجتهاد، وسؤال الأخ مأرب إنما هو في العالِم، والعالم هو المجتهد؛ والكلام- في الشق الذي اقتطعته أنا من كلام الشيخ - رحمه الله تعالى - هو جواب الأخ مأرب:
إذا كانت الفتوى الأولى عن اجتهاد، ...... فإنه لا شيء عليه؛ وقد كان الأئمة الكبار يفعلون مثل هذا، فتجد عن الواحد منهم في المسألة الواحدة عدة أقوال.
أما إذا كانت فتواه الأولى عن غير علم، وعن غير اجتهاد، ولكنه يظن ظناً -وبعض الظن إثم -، فإنه يحرم عليه أصلاً أن يفتي بمجرد الظن، أو الخرص، ............ وعليه أن يبحث عن الذي استفتاه، حتى يخبره بأن فتواه خطأ وغلط، فإذا فعل هذا فأرجو أن يتوب الله عليه، ومسألة الفتيا بغير علم مسألة خطيرة، لأنه لا يَضِلُّ بها المستفتي وحده، بل ربما ينشرها المستفتي بين الناس، فيضل بها فئام من الناس وهي خطأ وضلال.
فتأمل.
ـ[مأرب]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام شكر الله لكم تفاعلكم، ولو أن أحدًا عنده كلام السلف ـ كما أشار إليه العلامة العثيمين رحمه الله تعالى في قوله "وقد كان الأئمة الكبار يفعلون مثل هذا"ـ في هذه المسألة فليفدنا مأجورا ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 12:08]ـ
حياكم الله أخي الحبيب أبا عمر السلفي، أقول: لا لم أغفل، وما اقتطعتَه أنت من كلام الشيخ إنما هو في الشخص الذي ليس عنده آلة الاجتهاد، وسؤال الأخ مأرب إنما هو في العالِم، والعالم هو المجتهد؛ والكلام- في الشق الذي اقتطعته أنا من كلام الشيخ - رحمه الله تعالى - هو جواب الأخ مأرب:
.
فتأمل.
تأملت يا محب ما أرشدت إليه وظهر لي صواب قولك في هذا.
ولكن وفقك الله لو تأملت قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (إذا كانت الفتوى الأولى عن اجتهاد، وكان هو جديراً بأن يجتهد، ثم بعد البحث والمناقشة، تبين له خطأ اجتهاده الأول، فإنه لا شيء عليه؛ وقد كان الأئمة الكبار يفعلون مثل هذا، فتجد عن الواحد منهم في المسألة الواحدة عدة أقوال) اهـ
لا يلزم من قوله (لا شيء عليه) عدم البيان
فلعل الشيخ يقصد نفي الإثم بقوله (لا شيء عليه) ويظهر ذلك من سؤال السائل عن قوله (فماذا يعمل وهل عليه إثم)
ولا أظنك تعارض بأن القول الجديد سيكون معارضا للقول الخطأ وهذا في ذاته فيه بيان على رجوعه عن قوله السابق.
وأما تعدد أقوال العالم في المسألة الواحدة يسوغ عند تعدد الأدلة ومن هذا الباب كانت أقوال الأئمة كالشافعي وأحمد.
وأما ما وجهه التضاد فلا يسوغ أن تتعدد فيه أقوال العالم بل يعلم بالضرورة أن أحد هذه الأقوال هو الصحيح وما ضده فهو منسوخ إما ببيانه في أخر الأقوال وإما ببيان أصحابه وهكذا , والله اعلم
=======
تأمل هذه القصة المفيدة:
نقل الإمام ابن العربي المالكي-رحمه الله- (ت 543هـ) عن محمد بن قاسم العثماني غير مرة قال: وصلتُ الفُسْطاط مرةً فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري, وحضرت كلامه على الناس فكان مما قال في أول مجلس جلستُ إليه: (إن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلق وظاهر وآلى فلما خرج تَبِعْتُه حتى بلغتُ معه إلى منزله في جماعة وجلس معنا في الدِّهْلِيز وعرَّفهم أمري فإنه رأى شارة الغربة ولم يَعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه فلما انفض عنه أكثرهم قال لي: أراك غريباً هل لك من كلام؟ قلت: نعم. قال لجلسائه أفرجوا له عن كلامه.
فقاموا وبقيت وحدي معه. فقلت له: حضرتُ المجلس اليوم متبركاً بك , وسمعتك تقول آلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدقت, وطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وصدقت, وقلتَ: وظاهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا لم يكن ولا يصح أن يكون؛ لأن الظهار منكر من القول وزور, وذلك لا يجوز أن يقع من النبي -صلى الله عليه وسلم- فضمني إلى نفسه وقَبَلَ رأسي وقال لي: أنا تائبٌ من ذلك جزآك الله عني من معلمٍ خيراً!!.ثم انقلبت عنه وبكَّرت إلى مجلسه في اليوم الثاني فألفيته قد سبقني إلى الجامع وجلس على المنبر فلما دخلتُ من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته: مرحباً بمعلمي! أفسحوا لمعلمي!! , فتطاولت الأعناق إليَّ وحدقت الأبصار نحوي-وتعرفني يا أبابكر يشير إلى عظيم حيائه فإنه كان إذا سلَّم عليه أحد أو فاجأه خجل لعظيم حيائه واحمر حتى إن وجهه طلي بجلَّنارٍ قال: وتبادر الناس إليَّ يرفعونني على الأيدي ويتدافعونني حتى بلغت المنبر -وأنا لعظيم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض والجامع غاصٌ بأهله وأسال الحياء بدني عرقاً- وأقبل الشيخ على الخلق فقال لهم: أنا معلمكم وهذا معلمي! , لمَّا كان بالأمس قلت لكم آلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلق وظاهر فما أحدٌ منكم فَقُهَ عني ولا ردَّ عليَّ فاتبعني إلى منزلي وقال لي: كذا وكذا, -وأعاد ما جرى بيني وبينه- وأنا تائب عن قولي بالأمس راجعٌ عنه إلى الحق فمن سمعه ممن حضر فلا يعوِّل عليه ومن غاب فليبلغه من حضر فجزاه الله خيراً, وجعل يحفل في الدعاء والخلق يؤَمنون.
قال ابن العربي معلقاً: فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدين المتين والاعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملإ من رجلٍ ظهرت رياسته واشتهرت نفاسته لغريبٍ مجهول العين لا يعرف مَنْ؟ ولا مِنْ أين؟ فاقتدوا به ترشدوا!! "أحكام القرآن, لابن العربي المالكي (1/ 182).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 12:25]ـ
وهذا نقلٌ مفيدٌ في المسألة:
قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله (مجموع الفتاوى 25/ 308):
فعلم بما أوضحناه أن تعليل أحاديث الأمر بإعفاء اللحى وإرخائها وجز الشوارب بأنها ليست قطعية الورود والدلالة
تعليل باطل مخالف لما أجمع عليه أهل العلم، لا يجوز التعلق به ولا التعويل عليه، بل يجب على قائله أن يعلن التوبة إلى الله منه؛ لكونه منكرا عظيما وقولا شنيعا، يترتب عليه أنواع من الباطل وطعن في كثير من أحكام الشرع المطهر، والمنكر إذا أعلن يجب على صاحبه أن يعلن التوبة منه حتى يعلم رجوعه عنه، كما قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 159 إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ سورة البقرة الآية 160 إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ فلم يكتف سبحانه في حق هؤلاء بمجرد التوبة والإصلاح، بل شرط في صحة ذلك البيان؛ فقال: سورة البقرة الآية 160 وَبَيَّنُوا فعلم أن التوبة الخالية من البيان لا تكفي، بل لا بد من بيان الحق للناس حتى يخرج بذلك من عهدة الكتمان. ولا شك أن من قال هذا القول المنكر لو تأمل المقام حين قال ما قال لم يقدم على هذه المقالة الشنيعة؛ لأن أهل العلم الراغبين في بيان الحق للناس لا يخفى عليهم أمرها لو تأملوا.
فالواجب على كل من قال هذا المقال الرجوع عن الخطأ وإظهار الحق كما هو سبيل أهل العلم، وليس في بيان الحق والرجوع إليه نقص ولا غضاضة على طالب العلم، بل ذلك دليل على فضله وإنصافه وإيثاره الحق على ما سواه. اهـ المقصود
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 12:28]ـ
قال شمس الدين ابن القيم رحمه الله في الإعلام (5/ 92) الشاملة:
فَإِنْ قِيلَ: فَمَا تَقُولُونَ لَوْ تَغَيَّرَ اجْتِهَادُ الْمُفْتِي، فَهَلْ يَلْزَمُهُ إعْلَامُ الْمُسْتَفْتِي؟ قِيلَ: اُخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ؛ فَقِيلَ: لَا يَلْزَمُهُ إعْلَامُهُ، فَإِنَّهُ عَمِلَ أَوَّلًا بِمَا يَسُوغُ لَهُ، فَإِذَا لَمْ يَعْلَمْ بُطْلَانَهُ لَمْ يَكُنْ آثِمًا فَهُوَ فِي سِعَةٍ مِنْ اسْتِمْرَارِهِ، وَقِيلَ: بَلْ يَلْزَمُهُ إعْلَامُهُ؛ لِأَنَّ مَا رَجَعَ عَنْهُ قَدْ اعْتَقَدَ بُطْلَانَهُ، وَبَانَ لَهُ أَنَّ مَا أَفْتَاهُ بِهِ لَيْسَ مِنْ الدِّينِ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ إعْلَامُهُ، كَمَا جَرَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِين أَفْتَى رَجُلًا بِحِلِّ أُمِّ امْرَأَتِهِ الَّتِي فَارَقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ، ثُمَّ سَافَرَ إلَى الْمَدِينَةِ وَتَبَيَّنَ لَهُ خِلَافُ هَذَا الْقَوْلِ، فَرَجَعَ إلَى الْكُوفَةِ، وَطَلَبَ هَذَا الرَّجُلَ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، وَكَمَا جَرَى لِلْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيِّ لَمَّا اُسْتُفْتِيَ فِي مَسْأَلَةٍ فَأَخْطَأَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْرِفْ الَّذِي أَفْتَاهُ بِهِ، فَاسْتَأْجَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ اُسْتُفْتِيَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَسْأَلَةٍ فَأَخْطَأَ فَمَنْ كَانَ أَفْتَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ بِشَيْءٍ فَلْيَرْجِعْ إلَيْهِ، ثُمَّ لَبِثَ أَيَّامًا لَا يُفْتِي حَتَّى جَاءَ صَاحِبُ الْفَتْوَى فَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ، وَأَنَّ الصَّوَابَ خِلَافُ مَا أَفْتَاهُ بِهِ.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِي كِفَايَتِهِ: مَنْ أَفْتَى بِالِاجْتِهَادِ ثُمَّ تَغَيَّرَ اجْتِهَادُهُ لَمْ يَلْزَمْهُ إعْلَامُ الْمُسْتَفْتِي بِذَلِكَ إنْ كَانَ قَدْ عَمِلَ بِهِ، وَإِلَّا أَعْلَمَهُ.
وَالصَّوَابُ التَّفْصِيلُ، فَإِنْ كَانَ الْمُفْتِي ظَهَرَ لَهُ الْخَطَأُ قَطْعًا لِكَوْنِهِ خَالَفَ نَصَّ الْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ الَّتِي لَا مُعَارِضَ لَهَا أَوْ خَالَفَ إجْمَاعَ الْأُمَّةِ فَعَلَيْهِ إعْلَامُ الْمُسْتَفْتِي، وَإِنْ كَانَ إنَّمَا ظَهَرَ لَهُ أَنَّهُ خَالَفَ مُجَرَّدَ مَذْهَبِهِ أَوْ نَصَّ إمَامِهِ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ إعْلَامُ الْمُسْتَفْتِي.انتهى
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيكم أبا عمر، نقل طيب ومفيد.
ـ[مأرب]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 01:23]ـ
مناقشة علمية مفيدة، شكر الله لكم هذا الجهد المبارك، وجعله في ميزان حسنات الجميع ...
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 10:04]ـ
رعاكم الله وبارك فيكم(/)
حوار مع محتفلٍ بمولد الهادي عليه الصلاة والسلام
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 06:23]ـ
حوار مع محتفلٍ بمولد الهادي صلى الله عليه وسلمأيها الأخ المسلم المحب لرسول الله:
إنك قد تصادف في حياتك أناساً إذا علموا أنك من السعودية صَنَّفُوك بأنك وهَّابي!!
ومعنى وهابي عندهم أنك لا تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله.
فإذا سألته: لماذا؟
قال لك: لأنكم لا تقيمون مولداً لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف العالم الإسلامي!!
فقل له: لا والله، إننا ما امتنعنا عن الاحتفال بمولده إلا لأننا نحبه، ونتبع سنته وهديه.
ويسألونك عن آية حبك له؟
فقل: هي الاتباع وترك الابتداع، قال الله تعالى:?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ?.
لو قالنا بهذا الجوابِ ألا نسْلَمُ من البدعة والضلالة، ولا نأثمُ بترك حضور المولد؟! بلى والله.
لكن أسألك أنت يا من تحضر المولد: لماذا تحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟
سيقول لك: لأني أحبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
فقل له: هل الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم طاعةٌ أو معصيةٌ؟
[قطعاً، لن يقول: هو معصيةٌ؛ إذ كيف يُحتفل بمعصية]
سيقول: إنها طاعةٌ وقربى.
قل له: هل عَلِمَ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطاعةَ أو جهلها؟
[هنا لا يستطيع أن يقول: جهلها؛ لأن النبيَّ قال عن نفسه «إن أتقاكم وأعلمَكم بالله أنا» رواه البخاري.]
إذن سيقول: عَلِمَها ما خفيت عليه.
قل له: هل بلَّغها لأمته أو كتمها؟
[هنا يدخل في مأزِقٍ، إن قال: كتمها، فقد كفر والعياذ بالله؛ لأنه صادم قولَ الله تعالى ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ .. ?]
وإن قال: بلَّغَها ..
فيكون السؤال الأخيرُ له:
هاتِ الحديثَ الذي حثَّنا فيه على الاحتفال بمولده.
وسنكون نحن أولَ المحتفلين به، لأننا نحبُّ اتباع سنته.
ولكنه لن يجد حديثاً صريحاً من قوله أو فعله أو تقريره على مشروعية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 12:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابوعمارالغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 02:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... يا شيخ ناصر(/)
حديث نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة من طريق ابن عباس هل الراجح فيه الإرسال؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 07:48]ـ
حديث نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة من طريق ابن عباس هل الراجح فيه الإرسال أم الوصل؟؟
كثير من أهل العلم حكموا عليه بالإرسال , لكن كثير من الروايات - حسب علمي - مرفوعة فرواه عبد الرزاق في مصنفه (14133) مرفوعا ورواه الدارقطني في سننه (3/ 71) مرفوعا والمنتقى لابن الجارود (1/ 156) مرفوعا والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 288) مرفوعا
وقد ناقش التركماني القول بإرسال هذا الحديث وخلص إلى أن الأكثر رواية الاتصال لا الإرسال راجع الجوهر النقي (5/ 289)
فهل الراجح في رواية ابن عباس الوصل أم الإرسال؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 09:45]ـ
بارك الله فيكم
الصواب مرسل
كما قال البخاري (العلل الكبير للترمذي والسنن للبيهقي) وأبو حاتم الرازي (العلل لابنه) وابن خزيمة وحكاه عن أهل المعرفة (السنن للبيهقي)
وقال الشافعي لا يثبت (السنن للبيهقي)
هذا الحديث
رواه علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة مرسلا
ورواه معمر فاختلف عليه فيه
فرواه الناس عنه مرسلا كعبد الرزاق وعبد الأعلى
والثوري من طريق الفريابي
ورواه داود العطار المكي وإبراهيم بن طهمان الخرساني وكان دخل مكة والثوري _من طريق أبي أحمد الزبيري والذماري وأبي داود الحفري_ وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن معمر مجوّدا
والصواب عن معمر مرسل لأن:
حديثه في اليمن أصح من غيره وخاصة في العراق
قال أحمد في رواية الأثرم: "حديث عبد الرزاق عن معمر أحب إلى من حديث هؤلاء البصريين كان يتعاهد كتبه وينظر يعني باليمن وكان يحدثهم بخطأ بالبصرة"
وقال أبو حاتم ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط
وقال يعقوب بن شيبة: "سماع أهل البصرة من معمر حين قد عليهم فيه اضطراب لأن كتبه لم تكن معه"
ولأن عبد الرزاق أثبت القوم في معمر
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 09:51]ـ
فرواه عبد الرزاق في مصنفه (14133) مرفوعا
الذي يظهر والله أعلم أن الصواب عن عبد الرزاق مرسل كما قال الذهلي محمد بن يحيى خرجه عنه ابن الجارود
فإما أن يقال الذهلي أوثق من الدبري بمراحل ويؤيده نسخة البيهقي
وإما أن يقال أخطأ فيه عبد الرزاق لما حدث به الدبري لأنه سمع منه بعد المائتين وعبد الرزاق تغير بعدها وحدث به الذهليَّ على الصواب والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:03]ـ
ولا شك أن نقل البيهقي عن المصنف أثبت من نقل ابن التركماني لأنه يرويه عن غير واحد خمسة أو أكثر فيهم الطبراني وأبو سعيد بن الأعرابي
ولأنه متقدم زمنا عليه فاحتمال السقط والتحريف في روايته سواء كانت عن نسخة أم لا أقل من النسخة التي وجدها ابن التركماني ومحقق المصنف
والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 06:46]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا شيخنا الفاضل
وهل أحاديث نهي النبي عن بيع اللحم بالحيوان أو بيع الحي بالميت تصح بمجموع الطرق - إذ أحاديثها إما مرسلة وإما ضعيفة وإما فيها عنعنة مدلس - انظر الإرواء 1350 , 1351؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 07:24]ـ
معذرة أخي الفاضل
إضافة لمشاركتي الأخيرة
أليس يمكن تقوية حديث ابن عباس لو رجحنا كونه مرسلا مع حديث سمرة بن جندب من رواية الحسن البصري عنه فيكون حديث نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة يصح بمجموع الطرق؟؟
وخصوصا أن سماع الحسن من سمرة مختلف فيه فمنهم من حمله على الاتصال - وإن كان هنا الحسن عنعن في السند -؟؟
وأشكرك على حسن تعاونك معي
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 06:26]ـ
بارك الله فيك
مما يؤيد أن رواية عبد الرزاق مرسلة وأنها كذلك في المصنف مع ما تقدم ذكره:
أولا: رواية الذهلي
ثانيا: قال الطبراني في الأوسط:
حدثنا محمد بن النضر الأزدي قال نا شهاب بن عباد العبدي قال نا داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان أي نساء
لم يصل هذا الحديث عن معمر إلا داود العطار وسفيان الثوري تفرد بحديث داود شهاب وتفرد بحديث سفيان الثوري عثمان بن أبي شيبة عن أبي أحمد الزبيري
فلو وصله عبد الرزاق لما قصر الطبراني الوصل على العطار والثوري والطبراني لا شك أن مطلع على حديث عبد الرزاق في مصنفه من طريق الدبري وفي غير المصنف
ثالثا: رواية البيهقي وتقدم أنه يروي المصنف عن الدبري من أكثر من طريق فيهم الطبراني وابن الأعرابي
رابعا: قال أبو عمر ابن عبد البر في الاستذكار:
وروى معمر عن يحيى بن كثير عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الحيوان بالحيوان نسيئة
هكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى عن عكرمة مرسلا
فهذا مصدر آخر يحكي عن عبد الرزاق الإرسال
خامسا: قال أبو محمد ابن حزم في المحلى: ومن طريق عبد الرزاق نا معمر عن يحيى بن أبى كثير عن عكرمة مولى ابن عباس قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة وهذا من أحسن المراسيل
وهذان المصدران أقدم وأوثق من مصدر ابن التركماني
وأبو عمر يروي عن الدبري عن عبد الرزاق من طريق الحافظ الكبير أحمد بن خالد الجباب
وأبو محمد يروي عنه من طريق ابن الأعرابي
ما تقدم خلاصة مذاكرة مع المشرف محمد بن عبد الله جزاه الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 08:04]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل أمجد
وجزا الله خيرا أخانا الشيخ محمد بن عبد الله
لكن هلا تفضلتم بإكمال المسيرة معي في باقي الأسئلة في هذا الموضوع
وجزاكما الله خيرا كثيرا
وأحسن الله إليكما(/)
اللهم اغفر لبكر .. وارفع درجته في المهديين / د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:12]ـ
فارق الشيخ العلاَّمة بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله- هذه الدنيا نهار يوم الثلاثاء الموافق 27/ 1/1429هـ، فصُلِّي عليه ودُفن بعد العشاء في مقبرة الدرعية في الرياض، وقد كانت وفاته إثر مرض لازمه بضع سنين، وقد شهد الصلاةَ عليه ودفنَه جموع من أهل العلم والفضل والصلاح.
- عاش العلاّمة بكر سنيَّ حياته مجانباً الشهرة، مُؤْثِراً الخمول، ولسان حاله يقول: الشهرة آفة وكلٌّ يتحرّاها، والخمول راحة وكلٌّ يتوقّاها [1]، مع أن الشيخ العلامة بكراً قد ولي القضاء في المدينة النبوية (1388 - 1400هـ)، وأمَّ حيناً من الدهر في المسجد النبوي، ثم صار وكيلاً لوزارة العدل، ثم رئيساً للمجمع الفقهي.
كان من أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء، وهيئة كبار العلماء، وكان متعففاً شجاعاً، أبيَّ النفس، كريم الخصال، زاهداً في المناصب والأعطيات، وما أجمل ما سطّره -قدّس الله روحه- قائلاً: ((من أعظم أسباب الفوز والنصر: الزهد في المناصب والولايات، والكف عن زخرفها؛ فمسكين من يتطلع إليها ويقول: أنا لها، ومغبون -والله- من دفع ثمنها مُقدّماً بالتنازل عن شيء من دينه، والملاينة على حساب علمه ويقينه، وكل امرئ حسيب نفسه)) [2].
وقال أيضاً: ((فهل يعتبر من ابتُلوا بالتسول على مستوى رفيع، ويتنمّر على معارفه وإخوانه، والرفعاء منهم يعلمون أنه في الظاهر مطاع متبوع، وهو في الباطن عبدٌ تابع ذليل مطيع. على أن الأرض لا تخلو من المتأسِّين بالصالحين، الذين تجردوا من هذه الحظوظ)) [3]، ونحسب أن أبا عبدالله من تلك الصفوة الباقية.
وقال العلامة بكر: ((وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطي المتوفَّى في 17/ 12/1393هـ -رحمه الله- متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله: لقد جئت من (شنقيط) ومعي كنز، قلَّ أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة) ولو أردت المناصب لعرفت الطريق إليها .. )) [4].
- فَتَحَ اللهُ -تعالى- على شيخنا بكر في باب التصنيف والتأليف، فعكف على تحرير الرسائل، وتحقيق القضايا، ودوَّن المؤلفات النفيسة في الفقه، والاعتقاد، ومصطلح الحديث، وسائر الفنون، ولقد أضحى تأليفه -طيّب الله ثراه- أنموذجاً يُحتذى ومناراً يُقتدى، فلقد تميّزت مصنفاته بحسن اختيار المسائل، وعمق البحث، وبلاغة الأسلوب، وفصاحة العبارة، وسعة الاطِّلاع، وقوة البحث والمطالعة.
فإن الناظر -مثلاً- في كتابه (معجم المناهي اللفظية) لينبهر من سعة اطِّلاعه، وظهور جَلَده وعمق تحقيقه، وجمال أسلوبه؛ فقد حوى هذا المعجم الفريد خمسَمائة وألفاً من الألفاظ والمصطلحات، وقد استخرجها العلامة بكر من المطولات في التفسير والحديث والفقه والتاريخ وسائر الفنون، وطالع كمّاً هائلاً من كتب هذا العصر وأنواع الدوريات وغيرها، ثم أوْلى هذه الألفاظ حقَّها من الدراسة والتحقيق والتوثيق. ومع هذه الجهود التي ينوء بها أولو القوة من الباحثين والمحققين، إلا أنك لا ترى في هذا المعجم، ولا في سائر مؤلفاته لغة الأَثَرة، أو حديث الذات، مثل: أنا، ولي، وقلت .. ونحوها، بل التواضع وهضم النفس هو السائد على تلك المصنفات.
كما يُلحظ في مؤلفاته حرصُه التام على إظهار السنَّة، وعنايتُه الفائقة بالألفاظ الشرعية، واحتفاؤه بلسان العرب، وحزمه تجاه الألفاظ المحدَثة والمولَّدة.
- لقد غلب على كثير من علماء قلب الجزيرة العربية قلة التأليف، وندرة التصنيف؛ تواضعاً، واشتغالاً بالتدريس في حِلَق الجوامع، ونحو ذلك، لكنّ بكراً -مع إخباته وتواضعه- قد أدرك أهمية التصنيف، وعظيم أثره، فحرَّر وعلَّق، وكتب وحقَّق، وها هي ذي مؤلفاته البديعة ملء السمع والبصر، ورحم الله ابن الجوزي إذ يقول: ((رأيتُ من الرأي القويم أنَّ نفْع التصنيف أكثر من نفْع التعليم بالمشافهة؛ لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا يُحْصَوْن ما خُلقوا بعدُ، فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وُفِّق للتصنيف المفيد؛ فإنه ليس كل من صنَّف صنّف، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يُطْلِع الله -عز وجل- عليها من شاء من عباده، ويوفقه لكشفها، فيجمع ما فُرِّق، أو يرتِّب ما شُتِّت، أو يشرح
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أُهْمِل، هذا هو التصنيف المفيد)) [5].
- جاهد العلامة بكر أبو زيد بقلمه ولسانه، وسخَّر قلمه في الذبِّ عن حرمات الإسلام، كما عالج نوازل عصره ومستجدات أهل زمانه كما هو بيِّن في كتابه (فقه النوازل).
يقول ابن تيمية في شأن هذا الجهاد: ((مجاهدة الكفار باللسان مشروعة من أول الأمر إلى آخره؛ فإنه إذا شُرِع جهادهم باليد فباللسان أَوْلى)) [6].
وقال أيضاً: ((وجوب بيان الإسلام وإعلامه ابتداءً ودفعاً لمن يطعن فيه أَوْلى من جهاد الكفار بالسيف ابتداءً ودفعاً)) [7].
فسطَّر العلامة بكر (الإبطال) في نقض مقالة دعاة وحدة الأديان، وصنَّف (حراسة الفضيلة) في هتك دعاة الرذيلة، كما ألَّف في التحذير من المدارس الأجنبية، وكشف كيدها وإفسادها، ودوَّن رسالة في التحذير من أعياد الكافرين ونحوها من الأعياد المبتدعة، وسمَّاها (عيد اليوبيل بدعة في الإسلام)، وتصدَّى لأهل الأهواء والبدع كما في كتبه (تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال) و (براءة أهل السنة) وغيرها.
- لم يكن العلامة بكر مجاملاً ولا غافلاً عمّا وقع من متسنِّنة هذا العصر من تجاوزات ومآخذ، فإنه لما رأى تحزباً للجماعات والحركات، ألّف رسالته (حكم الانتماء)، ولما استحوذ وباء التصنيف، والولوغ في أعراض العلماء والدعاة، حرر رسالته (التصنيف بين الظن واليقين)، ولما أصابت لوثة الإرجاء بعض المنتسبين لأهل السنة، وظهر من خلال كتب ورسائل؛ تصدّى لهم -مع بقية أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية- عبر فتاوى محرَّرة في نقد هذه المؤلفات والتحذير منها، ولما رأى إغراقاً في مسألة دعاء ختم القرآن ألَّف رسالة صغيرة في مرويات ختم القرآن، وبيَّن عدم مشروعية ذلك.
بل إنّه -رحمه الله- تعقَّب هذا الوصف ((اللجنة الدائمة)) مع أنه من أعضائها [8].
- ومن جوانب خصاله المغمورة في ثنايا كتبه ما كان عليه من قوة الحجة وسرعة البديهة، كما في هذه الواقعة التي دوَّنها -بشأن الرفض والانقباض من الجديد- حيث قال: ((ولما دخلت (عمّان البلقاء) عام 1407هـ، أراد بعض الحضور التنكيت على النجديين بأنهم حرّموا (الهاتف) لأنه سحر، فقلتُ: على رِسْلِكم؛ فإن من أوابد الشاميين تحريم المطابع لشيء فيه آية من القرآن العظيم؛ لأن الحروف كانت بواسطة الرصاص المذاب، ولا يجوز تعريض القرآن للنار، بل صدرت بالتحريم فتوى من (المشيخة التركية) كما في ((تاريخ مطبعة بولاق)). ومن أوابدهم: تحريم القهوة والشاي، وإباحة الدخان، كما ذكر الرحيباني الحنبلي رسالة لبعض الشاميين في ذلك في كتابه ((مطالب أولي النهى بشرح غاية المنتهى)). وفي مصر هُجِرت السيارة، وكان لا يركبها إلا السوقة، وهكذا)) [9].
والعلامة بكر -فيما نحسبه- إمام سنَّة وعالم رباني، فلم تعصف به المتغيرات، أو تجرفه التحولات، كما كان صاحب دعوات ومناجاة لله رب العالمين، كما يُلْمَح في مؤلفاته الكثيرة، ومن ذلك: ما في مقدمة كتابه (التأصيل): ((اللهم امْنُنْ -وأنت المانُّ وحدك- على امرئ متذلِّل بين يديك، بصالح النية في العلم والعمل، والثبات على الإسلام والسنة إلى بلوغ الأجل [10].
فاللهم ارحم أبا عبدالله، وأكرم نُزُلَه، وارفع درجته في المهديين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] قالها الروياني كما في طبقات الشافعية، للسبكي، 7/ 326.
[2] الجامع لسيرة ابن تيمية، ص: ق، ل. وانظر: حلية طالب العلم، ص 52 - 53.
[3] المرجع السابق.
[4] حلية طالب العلم، ص 12.
[5] صيد الخاطر، ص 207.
[6] الجواب الصحيح: 1/ 74.
[7] المصدر السابق: 1/ 75.
[8] انظر: معجم المناهي اللفظية، ص 641.
[9] تصحيح الدعاء، ص 424 - 425.
[10] التأصيل، ص 10.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264
ـ[الحمادي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 10:33]ـ
رحمه الله وغفر له ورفع درجته وجزاه خيراً
وشكر الله لك أبا أنس وللشيخ عبدالعزيز
ـ[لامية العرب]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 03:20]ـ
رحم الله الشيخ الزاهد بكر -نحسبه والله حسيبه -
نسأل الله أن يلحقنا بهم صالحين غير مفتونين
وبارك الله في الشيخ عبد العزيز وفيك أخي الكريم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 04:35]ـ
رحمه الله وغفر له ورفع درجته وجزاه خيراً
وشكر الله لك أبا أنس وللشيخ عبدالعزيز
اللم آمين
وبارك فيك أخي أبامحمد(/)
الأمر - من حيث الأصل - يفيد وجوب الامتثال [عند العرب]
ـ[أبو شيماء الطالب]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 11:04]ـ
هذا هو الأصل فيه إذا تجرَّد عن قرائنَ تصرفه إلى عن أصله ..
وقد اعتضدت القاعدة - مع كونها عربيَّةً - بأدلَّة الشرع، وفهم أئمة الدين هذا الأصل، ولم يخالف فيه إلاَّ من كان ذا استقراءٍ ناقصٍ للشريعة ممن تخصَّص في علمٍ؛ كالأصول ..
أما محققوا العلم وأساطينه؛ فبها يعملون، وعليها يعوِّلون ..
فإذا وجدوا أمراً شرعياً من كتاب وسُنَّة، ولم يجدوا نصاً آخر يصرفه، أو عملاً من الصحابة أو سلف الأمَّة؛ قالوا بوجوبه؛ إبراءً لذمة العبد المخلوق لله، وحملاً له على تحقيق عبوديَّته لله - على خلافٍ في بعض المسائل كأوامر الآداب - ..
أما كون القاعدةِ مأخوذةً من كلام العرب؛ فمستفيضٌ .. وفي ذلك يقول إمام العربيَّة وعلاَّمةُ الاشتقاق - أعني ابنَ فارسٍ رحمه الله - في " الصاحبي ":
(الأمر عند العرب: ما إذا لم يفعله المأمور به سمي المأمور به عاصياً. ويكون بلفظ افْعلْ وليفْعَلْ نحو " أقيموا الصلاةَ " ونحو قوله: " وَليحكمْ أهلُ الإنجيل ".فأما المعاني التي يحتملها لفظ الأمر فأن يَكون أمراً، والمعنى مسألة. نحو قولك: اللهم اغفر لي.ويكون أمراً، والمعنى وعيد. نحو قوله جلّ ثناؤه: " فتمتعوا فسوف تعلمون " .... )
ثمَّ عدد أنواعاً ..
إلى أن قال: (فإن قال قائل: فما حال الأمر في وجوبه وغير وجوبه؟ قيل له: أمّا العرب فليس يُحفظُ عنهم في ذلك شيء، غير أن العادة بأنَّ من أمر خادمه بسقيه ماءً فلم يفعل، أنّ خادمه عاصٍ: وأن الآمر مَعْصِيّ. وكذلك إذا نهى خادَمه عن الكلام فتكلّم، لا فرق عندهم في ذلك بين الأمر والنهي).
وبهذا يتبيَّن غلط من زعم أن الأمر لا يفيد الوجوب - من حيث الأصل - ..
والله أعلم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 10:46]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[14 - Dec-2008, صباحاً 11:59]ـ
نفع الله بكم ورحم الله ابن فارس
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 01:57]ـ
ليس فيما نُقل إلا الدعاوى المحضة المجردة عن الدليل، والظنون المذمومة المجردة عن البحث والتحري، والتخليط الشائع بين الأمر (أ، م، ر) وبين دلالة لفظة: إفعل على الأمر ..
ولينظر ما هاهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12973
ـ[أبوهلا]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 03:15]ـ
ليس فيما نُقل إلا الدعاوى المحضة المجردة عن الدليل، والظنون المذمومة المجردة عن البحث والتحري، والتخليط الشائع بين الأمر (أ، م، ر) وبين دلالة لفظة: إفعل على الأمر ..
ولينظر ما هاهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12973
أخي أبو فهر: نظرت ما هاهنا ولكن بقي لي سؤال لك وهو:
إن وجدت صيغة (إفعل) في القرآن أو في السنة ولم تجد معها قرينة تبين معنى الصيغة، فما هو موقفك:
ـ هل تفعل أم لا؟
ـ وإن لم تفعل هل أنت آثم أم لا؟
أرجو التكرم بالجواب عن هذين السؤالين.
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[14 - Dec-2008, مساء 07:46]ـ
عن ابي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: {اعفوا اللحى و جزوا الشوارب و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى.}
أخبرني يا أبا الشيماء. هل لهذه الأوامر دلالة واحدة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 12:47]ـ
أخي أبو فهر: نظرت ما هاهنا ولكن بقي لي سؤال لك وهو:
إن وجدت صيغة (إفعل) في القرآن أو في السنة ولم تجد معها قرينة تبين معنى الصيغة، فما هو موقفك:
ـ هل تفعل أم لا؟
ـ وإن لم تفعل هل أنت آثم أم لا؟
أرجو التكرم بالجواب عن هذين السؤالين.
بوركتَ ..
ليس لهذا السؤال محل أصلاً ..
إذ لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ولا في أي كلام يريد به المتكلم إفهامَ المُخَاطَب = كلاماً يخلومن القرينة التي تُعَيِّن مرادَ المُتكلِم ..
َ
ـ[أبوهلا]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 02:59]ـ
بوركتَ ..
ليس لهذا السؤال محل أصلاً ..
إذ لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ولا في أي كلام يريد به المتكلم إفهامَ المُخَاطَب = كلاماً يخلومن القرينة التي تُعَيِّن مرادَ المُتكلِم ..
َ
أحسنت أخي أبو فهر فليس هناك خطر مما تذهب إليه. أو على لغتك ليس لاعتراضك محل أصلا.
لأننا متفقان في حالة ما إذا كان الأمر معه قرينة دالة على غير الوجوب.
أما إذا لم تكن معه قرينة دالة على غير الوجوب فله حالتان:
ـ الأولى وجود قرينة دالة على الوجوب وفي هذه الحالة نحن متفقان.
ـ والحالة الثانية عدم وجود أي قرينة وأنت تقول هذه الحالة غير موجودة أصلا.
والآن دعني أختصر هذا التفصيل في العبارة التالية التي اتفقنا عليها قبل قليل وهي:
إذا لم تكن مع الأمر قرينة دالة على غير الوجوب فهو للوجوب.
ويمكن صياغة هذه العبارة على النحو التالي:
الأمر للوجوب مالم توجد قرينة دالة على غير الوجوب.
وهي العبارة التي تعترض عليها أنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Dec-2008, صباحاً 11:57]ـ
أحسنت .. بشرط أن ترفع لفظة الأمر من كلامك وتضع مكانها: صيغة افعل ..
ـ[أبوهلا]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 08:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو فهر الانقياد للحق منقبة ومحمدة من مناقب الرجال وأنت منهم.
أما شرطك فهو غير ضروري لأن التقسيم السابق لم يكن عن صيغة (إفعل) بل عن الأمر بأي صيغة كان.
بوركت أخي الحبيب.
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 11:36]ـ
عن ابي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: {اعفوا اللحى و جزوا الشوارب و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى.}
هل لهذه الأوامر دلالة واحدة؟
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 11:18]ـ
أحسنت يا ابا شيماء
أحسنت يا ابا شيماء
أحسنت يا ابا شيماء
أخي أبا فيصل حفظه الله
قلتم
عن ابي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: {اعفوا اللحى و جزوا الشوارب و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى.}
أخبرني يا أبا الشيماء. هل لهذه الأوامر دلالة واحدة؟
أقول
كلام أخي أبا الشيماء:
الأمر - من حيث الأصل - يفيد وجوب الامتثال [عند العرب]
هذا هو الأصل فيه إذا تجرَّد عن قرائنَ تصرفه إلى عن أصله
انتهى
إذا الأصل أن كل هذه تفيد الوجوب إذا تجرَّد عن قرائنَ تصرفه إلى عن أصله
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:05]ـ
حسنا.هذه أوامر ثلاثة في نسق واحد. فهل تعلم أحدا قال بوجوب صبغ الشيب؟
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[18 - Dec-2008, صباحاً 12:27]ـ
أخي الحبيب أبا فيصل شرح الله صدره ويسر أمره
الأولى أن يقال هل وجدت قرينة تصرف هذا الأمرعن أصله
والجواب
القرينة كحديث أو أثر عن الصحابة أنهم لم يصبغوا مع قرينة ...
وهذه لا تحضرني الآن
########## لابن تيمية وابن القيم والشنقيطي كلام مفصل حول المسألة الأصولية
رحمهم الله(/)
الزنج وبعض السودان والأعاجم حصب جهنم ووقود سعيرها.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 12:14]ـ
وقفت على كلام لابن قتيبة الدينوري في رسالته المسماة بـ (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهه) يقول فيه، متحدثاً عن قدر الله في الناس وما لهم من الشقاء والسعادة: ((ومنهم قوم أنزلهم الله أطراف الأرض وجدوبة البلاد وأذلهم وأعراهم وشوه خلقهم وسود ألوانهم وسقاهم الملح الأجاج وجعل أقواتهم الحشرات والنبات وسلبهم العقول وباعدهم من مبعث الرسل ومنتهى الدعوة فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً ثم جعلهم لجهنم حصيباً ولسعيرها وقوداً كالزنج وصنوف كثيرة من السودان وأصناف من الأعاجم ويأجوج و مأجوج فهل لهؤلاء أن يحتجوا على الله بما منح غيرهم ومنعهم؟)) أ. هـ.
(ط. الراية، ص35)
في هذا الكلام نظر، أليس كذلك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 02:57]ـ
عنوان الموضوع يختلف عن كلام ابن قتيبة يا شيخنا الفاضل
فهو يتكلم عن أن (من) هؤلاء من صفته كذلك، فلا يصح التعميم، وكذلك لا يصح التخصيص بأن كذا وكذا حصب جهنم؛ لأن من غيرهم من هو حصب جهنم أيضا، وإنما قصد ابن قتيبة الرد على من أنكر القدر بأنه يستلزم الظلم.
فمقصود ابن قتيبة أنه كما أن من الكفار من لبيوتهم سقف من فضة ويرفلون في الذهب ويتنعمون بالثراء، فكذلك منهم من هو في أفقر حال وأسوأ منظر وأبعده عن التنعم والرفاه.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 07:29]ـ
ياشيخي الحبيب. العنوان جزء من الموضوع، ومن الطبيعي أن يختلف الجزء عن الكل.
الإشكال بالتحديد في الحكم على من لم تقم عليه الحجة ولم تبلغه الرسالة، بل هؤلاء سُلبوا العقول كما يقول ابن قتيبة - مما يعني أنهم في جهل مطبق - ثم يكونوا بعد ذلك حصب جهنم. والله تعالى يقول ((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا))، وقال ((رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)). بالإضافة إلى تخصيصه الغريب وتعيينه لأجناس من البشر. أما قصد ابن قتيبة فلا نختلف في أنه أراد تنزيه الله عن الظلم.
وقولك: ((فهو يتكلم عن أن (من) هؤلاء من صفته كذلك))، فهو في الموضع السابق من رسالته قال (وترى الناس أصنافاً في التفضيل فمنهم قوم ابتدأهم الله بالنعم وأسكنهم ريف الأرض وأكرمهم وأخدمهم وحسن وجوههم وبيض ألوانهم وسقاهم العذب النقاح ورزقهم من الطيبات ... وبعث بالقرب منهم الرسل لأهل هذا الإقليم الذي اسكنناه بفضله). ثم ذكر بعد ذلك الصنف الشقي - حسب رأيه - من الناس، وهذا التقسيم بهذه الأوصاف فيه نظر.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 10:06]ـ
لعل ابن قتيبة - رحمه الله - قد تأثر ببعض الروايات التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن بعض صحابته الكرام في ذم السودان والحبش، وأن الأسود لبطنه وفرجه، وأنه لا خير فيهم، وأنهم إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا، وغير ذلك مما حكم عليه المحققون من العلماء بالوضع لوهن أسانيدها ولنكارة متونها التي تتنزه الشريعة عنها - والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 11:05]ـ
ربما، لأن الذهبي وغيره ذكروا أنه لم يشتغل بالحديث، ومع ذلك سئل ذات مرة من قبل بعض الحاضرين أن يُحدث عن ابن راهويه فأبى ذلك وأمرهم أن يطلبوا الحديث عند غيره، وهذا التصرف المنصف مما يثنى به عليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 12:02]ـ
يا جماعة الخير إن لم يكن ابن قتيبة ممن اشتغل بالحديث فمن الذي اشتغل بالحديث؟!!
أطبق العلماء على وصف ابن قتيبة بأنه الإمام المتفنن حديثا وفقها ولغة وأدبا وتاريخا وغيره.
أما من وصفه بأنه لم يشتغل بالحديث؛ فمقصوده واضح أن المراد أنه لم يشتغل به كشغل أهل الفن تصنيفا وعللا وتبويبا ونحو ذلك.
ولو كنا في كل عالم نقف له على كلام مشكل نفعل مثل ذلك لما بقي معنا أحد من أهل العلم؟!!
وهذه طريقة كثير من طلبة العلم مع الأسف الشديد!!!
إذا وقف على خطأ لفلان يقول: إنه متساهل، هكذا بإطلاق صار متساهلا لأنه فقط وقف له على خطأ في التصحيح!
وينبغي حمل كلام أهل العلم على أحسن محامله وفهمه بناء على المعروف والصواب.
أما ضرب بعضه ببعض وحمله على وجه يخالف المعلوم ضرورة من الشرع فليس بمسلك سديد.
ولو نظرنا في كلام أهل العلم فسنجد كثيرا من العبارات التي يمكن أن يفهم منها ما يخالف المعلوم من الشرع، ولكن الباحث يجتنب تلقائيا مثل هذه الفهوم لأنها واضحة البطلان.
وأما سلب العقول في كلام ابن قتيبة فلا يمكن أن يكون مقصوده العقل الذي يلازم التكليف، وهذا واضح جدا؛ لأنه ذكر (يأجوج ومأجوج) وهؤلاء عاقلون مكلفون بالاتفاق، فالعقل في كلام ابن قتيبة هو العقل بمعناه الخاص لا بمعناه العام، وهذا واضح عند التأمل.
وأما تخصيصه الغريب فليس بغريب؛ لأنه ليس تخصيصا يا شيخنا الفاضل كما ذكرتُ من قبل، ولكنه من باب ضرب المثال، ولا يمكن أن يعترض على ضرب المثال بأن هذا تخصيص!!
التخصيص أن يُدعَى أن مثل هذا الحكم يقتصر على هؤلاء الناس، وهذا ما لا يوجد في كلام ابن قتيبة لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما.
وأما أنه ذكر في رسالته أن الناس أصناف، فمنهم كذا ومنهم كذا .... فهذا يؤيد ما ذكرتُه ولا يخالفه، فتأمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 12:08]ـ
شيخي الكريم:
لا زلت أخالفك في تأويلك الذي سلكته.
وأعرف أن حماسك هذا نابع من حبك للعلماء والأئمة رحمهم الله.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 02:27]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فأما القول:
{الزنج وبعض السودان والأعاجم حصب جهنم ووقود سعيرها.}
فإن العبارة بهذا اللفظ فيها تعميمٌ على الزنج، وكثيرٌ منهم مسلمون منذ قرون طويلة، وقد قامت ببلاد الزنج ممالك إسلامية - كمملكة مالي - وغيرها مما لا يذكره كثير من المعاصرين إلا من وفقه الله تعالى إلى دراسة تاريخ بلاد الزنج، ولدولة المرابطين فيما أعلم دور في نشر الإسلام بينهم، في الغرب،
أما في الشرق فقد انتشر الإسلام بفضل التجار العرب، لا سيما العمانيين - فيما أعلم - وقد حرر العمانيون زنجبار من قبضة البرتغاليين، فيما أعلم،
والحقيقة أن الذي فعله بهم الصليبيون من إنجليز وفرنجة، وبرتغال وأسبان كان من ضمن الحملات الصليبية، ولا يزال
وأما الحبشة فليسوا من الزنج، بل هم قومٌ آخرون، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي، ولا أعلمه صلى على غائب غيره
والله تعالى أعلم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 04:10]ـ
يا جماعة الخير إن لم يكن ابن قتيبة ممن اشتغل بالحديث فمن الذي اشتغل بالحديث؟!!
أطبق العلماء على وصف ابن قتيبة بأنه الإمام المتفنن حديثا وفقها ولغة وأدبا وتاريخا وغيره.
أما من وصفه بأنه لم يشتغل بالحديث؛ فمقصوده واضح أن المراد أنه لم يشتغل به كشغل أهل الفن تصنيفا وعللا وتبويبا ونحو ذلك.
.
لعل لعامل نسبية الزمان و التقدم و التأخر أثر في هذا فرب محدث أو فقيه لا يعبأ به قديما ان قورن بمحدثي أو فقهاء الأعصار اللاحقة لكان منهم بمحل الثريا من الثرى و على هذا يدل قول بعض المحدثين في بعض من رووا عنهم اضطرارا: احتجنا اليهم ... و لعل هذا النص شيخنا يزيد من توضيح ما ذكرتموه عن معنى قولهم عن الامام ابن قتيبة انه ليس بصاحب حديث
" قال قاسم بن أصبغ: كنا عند ابن قتيبة , فأتوه بأيديهم المحابر , فقال: اللهم سلمنا منهم. فقعدوا , ثم قالوا: حدثنا -رحمك الله- قال: ليس أنا ممن يحدث , إنما هذه الأوضاع (يشير الى تخصصه اللغوي الذي سلم له) , فمن أحب؟ قالوا له: ما يحل لك هذا , فحدثنا بما عندك عن إسحاق بن راهويه , فإنا لا نجد فيه إلا طبقتك , وأنت عندنا أوثق. قال: لست أحدث. ثم قال لهم: تسألون أن أحدّث , وببغداد ثمان مائة محدث , كلهم مثل مشايخي! , لست أفعل. فلم يحدثهم بشيء."
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 05:34]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فأما القول:
{الزنج وبعض السودان والأعاجم حصب جهنم ووقود سعيرها.}
فإن العبارة بهذا اللفظ فيها تعميمٌ على الزنج، وكثيرٌ منهم مسلمون منذ قرون طويلة، وقد قامت ببلاد الزنج ممالك إسلامية - كمملكة مالي - وغيرها مما لا يذكره كثير من المعاصرين إلا من وفقه الله تعالى إلى دراسة تاريخ بلاد الزنج، ولدولة المرابطين فيما أعلم دور في نشر الإسلام بينهم، في الغرب،
ولا يزال
وأما الحبشة فليسوا من الزنج، بل هم قومٌ آخرون، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي، ولا أعلمه صلى على غائب غيره
والله تعالى أعلم
وفقكم الله، ينبغي التنبه هنا إلى المقصود بالزنج في لغتهم، أليس كذلك؟
ـ[محب جبريل]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 05:36]ـ
النظر في هذا الكلام ...
أنه نظر إليهم بمقارنتهم بغيرهم ولو أنه نظر إليهم وإلى ما أنعم الله عليهم لعلم أن المنة لله ...
وأنه تعالى أنعم عليهم بما يوجب شكره واتباع ما وصلهم من الحق ... لا أن يعترضوا عليه تعالى(/)
جديد موقع ميراث السنة: ملامح الفرقة الناجية الطائفة المنصورة
ـ[ابو البراء]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملامح الفرقة الناجية الطائفة المنصورة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، ثم أما بعد: إن الطائفة المنصورة هم زبدة أهل السنة والجماعة اعتقادا وقولا وعلما وعملا وخلقا وهديا ودعوة وجهادا، فاعتقادهم أسلم ومنهجهم أقوم، وعلمهم أحكم، وفقههم أفهم، وإنهم صفوة الله من خلقه بعد الرسل والأنبياء، فهم أنصار الله ورسوله، وهم أتباع النبيين، هم أولياء الله الأخيار، دعوتهم الصلاح والإصلاح بالتوحيد والسنة ومنهج النبوة، هم أهل الحق والطاعة، ويبذلون النصيحة لكل مسلم مهما كانت منزلته بالضوابط الشرعية والقواعد السنية، والطائفة المنصورة هم في الحقيقة ملح البلاد لا يحلو العيش بدونهم لأنهم أهل الله تعالى وخاصته، أينما يحلون أو يرتحلون ينزل عليهم الخير وتحيط بهم وطلبتهم البركة، وتصحبهم السلامة، وتظلهم العافية، فهم العاملون بالكتاب والسنة فهم الأبرار حقا والأطهار صدقا، بهم تستنصر الأمة على الأعداء لأنهم أهل التوحيد والمعتقد الصحيح، وهم المقدمون في صلاة الاستسقاء عند القحط والبلاء، لأنهم أهل استقامة وتقوى، ودعاءهم مستجاب (كما قدم عمر العباس رضي الله عنهما)، فهم أعلم الناس بأسماء الله وصفاته وذاته وأفعاله وأقواله، وهم زينة المجالس، كلامهم يسطع منه نور العلم لأنه مقتبس من مشكاة النبوة، مازال الناس بخير ما صاحبوهم وكانوا معهم، وتعلموا منهم، وعرفوا منزلتهم ومكانتهم، وأخذوا عنهم في العلم والعمل والهدي والسمت، والطائفة المنصورة هم المستمسكون بالشرع القويم والقائمون بالحق المبين، فحجج الهدى منبعهم، والعلم النافع والعمل الصالح طريقهم، والدعوة إلى الله وحده سبيلهم، وتحكيم شرعه وإقامة أمره ونهيه سجيتهم، والأخذ بأيدي الخلق إلى الجنة هدفهم، و رضا الله مبتغاهم، يقولون الحق بالبرهان، ولا يخافون في الله لومة لائم، ويجاهدون الأعداء المحاربين للدين والملة، ويستبسلون في مواطن البلاء بعد علمهم أن الفتن ستنجلي، ولا يثبت في الختام إلا الحق، و ما سوى ذلك يذهب جفاء وهباء منثورا، فشجاعة الطائفة المنصورة لا يضاهيها مثيل في التضحية على الدين بالغالي والنفيس، فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوتهم، والسنة منهجهم، والصحابة رضي الله عنهم أئمتهم، فهم سيوف الله المسلولة على الكفار والمنافقين والأعداء المحاربين، وهم أبطال الإسلام في مواطن النزال، ومقارعة الشجعان والأقران، فإصلاح الفساد وإزالة الظلم والعناد والعدوان بالحكمة سبيلهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعارهم، هم أسدُ الله المدافعون عن الملة بالعلم والعمل، و هم الحامون للبِيضة والديار الإسلامية، وهم الناصرون للمؤمنين المستضعفين المقهورين في الأرض بالدعاء والنصرة، هم بأكناف بيت المقدس وما حوله وغيرها من الديار، وأهل هم بأس الله الذي لا يرد عن القوم المجرمين (كما عقبة بن نافع رضي الله عنه: هم المجاهدون في سبيل الله)، فإذا نزلوا إلى ساحة الوغى ترى ما لا يخطر على بال من إقدام في غير إحجام ولا إدبار، هم في الصف الأول في كل محنة، فالعمل في سبيل الله قرة أعينهم والشهادة في سبيل الله بالنسبة لهم فضل وشرف منه سبحانه وخاتمة حسنة يتكرم بها الله جل جلاله عليهم بعد طول عمر في التمكين لدين الله بالعلم والعمل، فهم الفاتحون في كل زمان وعصر و دهر، وقد جعل الله ثناء الناس عليهم علامة الرضا والقبول في حياتهم قبل مماتهم، يموتون ويبقى ذكرهم كما قيل: " تمضي الرجال ويبقى الأثر"، لأن الله خلّد أعمالهم التي لا يمكن أن تنسى لكثرة حسناتهم، فمواقفهم النبيلة، وإصلاحاتهم الرفيعة و معاملاتهم الحميدة، وخصالهم الكريمة، فسرائرهم أصفى وأطهر وخير من علانيتهم، وحبهم للخير عظيم، لهم سهم في كل خير وعمل، وهم السابقون السبّاقون إلى كل خير، وهم المتنافسون من غير حقد على كل بر وتقوى وفلاح، فهم منارات العلم، ومنابر الهدى، منهم يقتبس نمط الحياة، هم أعلم الخلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وسنته وهديه، فهم القوم لا يشقى جليسهم، سيمات الصلاح على وجوههم النيرة كالمصابيح في الظُلم ظاهرة، مثلهم في الأمة كالأعمدة الرواسي، والجبال الشامخات الثابتة، لا يقطع برأي دونهم، بهم يثبت كل بناء، ويستنير كل تائه، ويهتدي كل ضال، هم أولوا البصائر والألباب والرشاد والسداد، لا يقدمون على عمل حتى يعلموا حكم الشرع فيه، فاجتهادهم في القضايا أقرب إلى الحق من غيرهم، أقوالهم حميدة وأفعالهم حسنة وأخلاقهم مقبولة، ولا يداهنون أحدا في دين الله تعالى ولو كان ذا مال وسلطان، يقولون للمحق أصبت ولو كان عدوا، ويقولون للمبطل أخطئت و لو كان قريبا صديقا حميما، و لقد وعد الله الطائفة المنصورة بالنصر و الظفر على اليهود والنصارى والمجوس والمشركين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أهل الله وحزبه المنصور الفالح الغالب حتى لو اجتمع عليها العدو من داخل بلاد الإسلام وخارجها من بين أقطار الدنيا، فالأيام عندهم دول بين الناس، وللحق والباطل صولة، والعاقبة للأتقى والبقاء للأصلح، وأهل الحق والأثر يدركون تماما هذه السنن الربانية فيتعاملون معها وفق الشرع المبين، والحكمة العاقلة، فهم في الحقيقة أهل النفس العميق بفضل الله، لا تجزعهم الأحداث والقوة بالنسبة لهم لا تجعل الباطل حقا ولا الحق باطلا، فالباطل باطل عندهم ولو أشرقت الشمس الزور بين طرفي جبين مدعيه والحق حق بالنسبة لهم ولو وضع السيف على عنق أحدهم فعلماءهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا يقرون باطلا وإن جُعل أحدهم في غياهب السجون و ظلمتها تحت القمع والتعذيب فالسيرة مملوءة بقصص هؤلاء الأبطال، لا يضرهم انقلاب الناس عليهم لأنهم يعلمون إن العامة تدور مع القوة والمصلحة أينما كانت ومن كان صاحبها، أما الفرقة الناجية الطائفة المنصورة فهم لا يدورون إلا مع الحق الأبلج المبين [يتبع] ...
و كتبه
الشيخ عبد الفتاح زراوي
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1587
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 06:59]ـ
هل الطائفة المنصورة يجب أن تكون على عقيدة أهل السنة و الجماعة أم أن هذا ليس بشرط؟
إذا كان الجواب الثاني, فهل كان الإمام صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ و من معه من المجاهدين الذين حرروا القدس من رجس عباد الصليب منهم, لأنهم كانوا أشاعرة ,و كذلك المماليك في عصر الإمام الحافظ ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قاتلوا التتار و نصروا الإسلام وهم كانوا منحرفين عن عقيدة أهل السنة و الجماعة , فهل كانوا حينها طائفة منصورة؟؟
إن موضوع من هم الطائفة المنصورة و ما علاماتها يحتاج إلى تعمق في البحث و قراءة التاريخ و جمع الأحاديث الواردة في ذلك كي تتضح معالمها. و الله الموفق(/)
خطبة الشيخ فواز جنيد: صور من الاعجاز العلمي في القران الكريم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 04:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين واصللاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين اما بعد
هذه خطبة من خطب شيخنا فواز جنيد حول الاعجاز العلمي في القران الكريم وقد ذكر فيها شيخنا كثير من الايات التي فيها اخبار عن اشياء كثيرة جدا وما وصل الغرب الى معرفتها الا في الاونة الاخيرة والمسلمون عرفوا تلك الاشياء منذ اربعة عشر قرنا وهذا مما يدل على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فكيف عرف صلى الله عليه وسلم هذه الامور ان كان لم يوحى اليه؟ فهذه الخطبة حقيقة في روعة تزيد المؤمن ايمانا ويقينا والكافر الذي يسمعها ان كان ممن يبحث عن الحق لاشك انه سيسلم واترككم مع الخطبة وارجو التثيت لها ونشرها في مواقع اخرى
http://www.al-yaqeen.com/a/Samiyaat/Khotab/rm_ram/20080321.ram
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 03:15]ـ
اللهم احفظ الشيخ فواز جنيد واجعله شوكة في حلوق الكفرة
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 08:12]ـ
في الحقيقة هذه هي اهم المواضيع النافعة في الغرب ذلك ان الانسان الغربي واسع العلم في امور الدنيا ولما تدعمه بما هو اوسع يعرف قيمة الاسلام ومدي سعة العلم فيه ومدي عمق اهتمامته العليا
ان هذه هي المواضيع النافعة في الغرب مثلها مثل مواضيع الاستاذ محمد قطب في النفس مثل كتابه دراسات في النفس الانسانية ولكن ان يعرض بصورة مبسطة جدا
اما العقيدة والاسماء والصفات فان الكلام فيها نافع ان شاء الله وهو شيء مهم جدا لكن بلاانشغال يطغي علي غيره من المسائل المهمة
نعم انا اعرف فواز وهو شاب مجتهد وكونه اهتم بهذه القضايا العليا فهذا يعني انه يوسع من دائرة معارف من يستمع اليه سواء من العرب او من الغرب
المشكلة هي في انكفاء البعض علي بعض القضايا لايريد ان يجمعها مع غيرها في اتساق واسع لايخالف العقيدة بل هو فهم شامل لها في سياق كوني وانساني اقصد كما وردت في القرآن المكي -بل في القرآن كله-وكما ظهر في القرآن من بيان ماسخر للانسان ومن هو وهو طبعا الخليفة في الارض لاستعمارها وتعميرها في ظل العقيدة الصحيحة والسنن الكونية الباهرة
في اجازة لي الي الاسكندرية مدينتي ذهبت لاستمع لسعيد عبد العظيم وقد كنت صاحبته فترة وانا شاب صغير وكان يكبرني ووجدت في خطبته تغيير كبير في الاهتمامات فقد دعا الي النزول الي الشارع ورؤية واقع الناس والعمل علي افادة اولاد الشوارع بتعليمهم وخدمتهم خدمة اجتماعية وهذا خطاب جديد لابد من التركيز عليه لكن انا اعرف ان المستمعين لم ينخرطوا في هكذا اعمال بل قد لايعرفون كيف ينشغلون بها وقد كانوا ينشغلون بامور عقدية وفقهية مهمة نعم لكن من لايهتم بامر المسلمين فليس منهم وهذا هو لب خطاب الشيخ سعيد
العالم الان يتغير ولابد ان تتسع معارفنا ونوصل مفاهيم اسلامية واسعة لكن ليست باسلوب معقد او جامد ففي العقيدة يمكن ان نعرض مسائل كالاسماء والصفات والتوحيد وان نستعين بتفسير الظلال وهو يعرض العقيدة في سياق المعركة بين الحق والباطل
طبعا جمهور فواز غير جمهور سعيد عبد العظيم غير جمهور المسلمين في انجلترا مثلا وهولندا ليس فيها كثير متعلمين وان كان يوجد والامر لاشك يتطور ويتغير والاجيال تختلف و وهناك اجيال جديدة متعلمة ومع ذلك فيمكن توجيه الاذهان الي القضايا المهمة مثل الاعجاز وليس صحيح ان عدم الخوض فيها افضل لانه يجب مخاطبة الناس علي قدر عقولهم بل يجب تدريب الناس علي المسائل الاوسع حتي تتكون ذهنية لهم او مفاهيم اشمل من ذي قبل وفي ظل العقيدة الصحيحة
المهم ان الخطاب الاسلامي لابد ان يركز علي القضايا العظيمة في سياق لطيف مع ربطها ببعض كامر الكون ودقته وعظمته وحكمة القيوم في خلقه وخلق الانسان
وهنا يمكن للعقيدة ان تفهم في سياق واسع وتظهر بصورة متسقة مع نظام الكون وحقيقة غاية الانسان علي الارض(/)
قال ابن رجب
ـ[خالد]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 12:02]ـ
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله- عند الكلام على حديث عائشة رضي الله عنها (رواية أبي إسحاق، عَن الأسود، عَن عائشة، قالت: كانَ النبي (ينام وَهوَ جنب، ولا يمس ماء)
وأما الفقهاء المتأخرون، فكثير مِنهُم نظر إلى ثقة رجاله - فظن صحته، وهؤلاء يظنون أن كل حديث رواة ثقة فَهوَ صحيح، ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث.
ووافقهم طائفة مِن المحدثين المتأخرين كالطحاوي والحاكم والبيهقي.(/)
الأوهام الواقعة في أسماء العلماء و الأعلام
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذه مشاركة متواضعة و مفيدة لتصحيح بعض الأوهام الواقعة في أسماء العلماء, و السبب في كثير من هذه الأوهام هو عدم الأخذ من أفواه العلماء لأن الكتاب ربما اعتراه تصحيف أو غيره.
و الله و لي التوفيق.
أنظر المرفقات ...
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 02:28]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
هل تصحّ الطهارة من مياه الشرب؟
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
هل يصح الوضوء من مياه الشرب، إذا كانت موقوفة للشرب، ولقد علمتُ أنّ المذهب الحنبلي يقول: (لاتصح الطهارة من مياه الشرب)، وقال الشيخ بن باز -رحمه الله: (يأثم من توضأ من مياه الشرب)، والسؤال: هل أفتى أحد من العلماء المعروفين في صحة المتوضئ من مياه الشرب؟
* أقصد بمياه الشرب: ماوُضِع لأجل الشرب مثلُ (البرّادات التي كتب عليها (سبيل للشرب)).
شاكر لكم ولتعاونكم. .
أبو تميم التميمي
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 11:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
أما بخصوص هل أحد من العلماء أفتى بجواز ذلك فالله تعالى أعلم.
لكن الأمر واسع إن شآء الله تعالى وينبغى ألا يفهم كلام الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه سيح جناته ـ على العموم بمعنى أنه لو انعدم الماء ولم يوجد سوى هذا الماء الذى وُقِفَ للشراب فقط فإن الأمر يسوغ حينئذ.
أظن أن المسأله متضحة.
أبو البرآء السلفى
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:05]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
أبا تميم، أفرأيت إلى رجل سائر في الصحراء، ليس معه ماء إلا قربة (أو زجاجة) مما يكفيه من ماء الشرب، ولا يجد غيرها،
أفينبغي له أن يتوضأ من ذلك الماء، حتى إذا عطش لم يجد ماء فيهلك؟
أفرأيت إن كان مع القوم ماء للشرب، فأتى رجل فتوضأ بمائهم، ثم عطشوا فلم يجدوا ماء، أتراهم يحمدون ذلك الرجل الذي توضأ بمائهم؟
فأما إن كان الماء يكفي شرب القوم ووضوءهم فلا أرى بأسا إن شاء الله تعالى
والله تعالى أجل وأعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
هل يصح الوضوء من مياه الشرب، إذا كانت موقوفة للشرب، ولقد علمتُ أنّ المذهب الحنبلي يقول: (لاتصح الطهارة من مياه الشرب)، وقال الشيخ بن باز -رحمه الله: (يأثم من توضأ من مياه الشرب)، والسؤال: هل أفتى أحد من العلماء المعروفين في صحة المتوضئ من مياه الشرب؟
* أقصد بمياه الشرب: ماوُضِع لأجل الشرب مثلُ (البرّادات التي كتب عليها (سبيل للشرب)).
شاكر لكم ولتعاونكم. .
أبو تميم التميمي
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 04:52]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
أبا تميم، أفرأيت إلى رجل سائر في الصحراء، ليس معه ماء إلا قربة (أو زجاجة) مما يكفيه من ماء الشرب، ولا يجد غيرها،
أفينبغي له أن يتوضأ من ذلك الماء، حتى إذا عطش لم يجد ماء فيهلك؟
أفرأيت إن كان مع القوم ماء للشرب، فأتى رجل فتوضأ بمائهم، ثم عطشوا فلم يجدوا ماء، أتراهم يحمدون ذلك الرجل الذي توضأ بمائهم؟
فأما إن كان الماء يكفي شرب القوم ووضوءهم فلا أرى بأسا إن شاء الله تعالى
والله تعالى أجل وأعلم
الأخ أبا مريم -حفظكَ الله ورعاكَ.
أنا لمْ أتحدّث فيم لو اضطر إلى ذلكَ -جزاك الله خيراً على ما فعلت، سأضرب مثالاً حتى يُفهم السؤال:
(لو أن إنسان بمكة في الحرم الشريف، أراد أن يتوضأ، هل له أنْ يتوضأ من حافظات المياه التي وُضعت للشرب؟ (ولو تجاوزنا الخلاف في استعمال ماء زمزم، فافترضوا أنه ماء عادي) وهلْ تصحّ الطهارة منها؟ - مع ذكري آنفاً لقول الشيخ بن باز -رحمه الله، في إثمه، وسؤالي هوَ: هل تصحّ طهارته (مع العلم أنّ المذهب يرى أنه لاتصحّ)
والله أعلم. .
باركَ الله فيك.
أبو تميم التميمي
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 04:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
أما بخصوص هل أحد من العلماء أفتى بجواز ذلك فالله تعالى أعلم.
لكن الأمر واسع إن شآء الله تعالى وينبغى ألا يفهم كلام الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه سيح جناته ـ على العموم بمعنى أنه لو انعدم الماء ولم يوجد سوى هذا الماء الذى وُقِفَ للشراب فقط فإن الأمر يسوغ حينئذ.
أظن أن المسأله متضحة.
أبو البرآء السلفى
الأخ أبا البرآء -أعانكَ الله.
أنا لمْ أذكر انعدام الماء؟!. .
وفي ردّي على الأخ أبا مريم، توضيح لسؤالي.
باركَ الله فيكَ.
أبو تميم التميمي
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى أبو تميم أنا قلت:
ينبغى ألا يفهم كلام الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة على العموم فاستثنيت فقط والمعنى أننى مع كلام الشيخ رحمه الله وأن كلام الشيخ ليس للعموم.
أخـ المحب ـوك:
أبو البرآء السلفى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 12:27]ـ
الشافعية لا يجيزون الطهارة بالماء المسبل للشرب؛ لأن هذا خلاف ماوضعه له الواقف.(/)
ما هي حقوق الأقليات المسلمة؟
ـ[عبد الباسط الفلسطيني]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 12:18]ـ
"حقوق الأقليات المسلمة على الدولة الإسلامية" هل من كتب أوأبحاث أو ندوات تكلمت عن هذا الموضوع أرجو الإفادة بارك الله فيكم(/)
الوجيز في تأويل الكتاب العزيز
ـ[جمال حسني]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 06:12]ـ
السلام عليكم
سنبدأ بعون الله باستعراض تأويل الإمام الطبري رحمه الله مقتصرين على عبارته هو فقط--بادئين في القرآن بسورة النّاس باتجاه البقرة والفاتحة--وأحسبه عملا فريدا يسهّل على الباحثين اقتفاء أثر عباراته وترجيحاته وآرائه في القراءات بمعزل عن آراء غيره
----------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ?لنَّاسِ} * {مَلِكِ ?لنَّاسِ} * {إِلَـ?هِ ?لنَّاسِ} * {مِن شَرِّ ?لْوَسْوَاسِ ?لْخَنَّاسِ} * {?لَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ?لنَّاسِ} * {مِنَ ?لْجِنَّةِ وَ?لنَّاسِ}
------------------
قال الطبري رحمه الله "
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد أستجير {بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ} وهو ملك جميع الخلق: إنسِهم وجنهم، وغير ذلك، إعلاماً منه بذلك مَنْ كان يعظِّم الناس تعظيم المؤمنين ربَّهم، أنه مَلِكُ من يعظمه، وأن ذلك في مُلكه وسلطانه، تجري عليه قُدرته، وأنه أولى بالتعظيم، وأحقّ بالتعبد له ممن يعظمه، ويتعبَّد له، من غيره من الناس.
-----------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: {إلَهِ النَّاسِ} يقول: معبود الناس، الذي له العبادة دون كلّ شيء سواه. وقوله: {مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ} يعني: من شرّ الشيطان {الخَنَّاسِ} الذي يخنِس مرّة ويوسوس أخرى، وإنما يخنِس فيما ذُكر عند ذكر العبد ربه.
---------------------
قال الطبري رحمه الله
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به من شرّ شيطان يوسوس مرّة ويخنس أخرى، ولم يخصّ وسوسته على نوع من أنواعها، ولا خنوسه على وجه دون وجه، وقد يوسوس الدعاء إلى معصية الله، فإذا أطيع فيها خَنَس، وقد يوسوس بالنَّهْي عن طاعة الله فإذا ذكر العبدُ أمر به، فأطاعه فيه، وعصى الشيطان خنس، فهو في كل حالتيه وَسْواس خَنّاس، وهذه الصفة صفته.
-----------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم. فإن قال قائل: فالجنّ ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس: من الجنة والناس. قيل: قد سماهم الله في هذا الموضع ناساً، كما سماهم في موضع آخر رجالاً، فقال:
{وَأنَّهُ كَانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجِنِّ}
، فجعل الجنّ رجالاً، وكذلك جعل منهم ناساً. وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدّث، إذ جاء قوم من الجنّ فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجنّ، فجعل منهم ناساً، فكذلك ما في التنزيل من ذلك.
-----------------------
تمّ تأويل السّورة--
يتبع
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 06:17]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا العمل الطيب النافع إن شاء الله تعالى
أسأل الله تعالى أن تكمل المشوار وأن يطيل فى نفسك والله المستعان وعليه التكلان.
أبو البرآء السلفى
ـ[جمال حسني]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 06:42]ـ
السلام عليكم
أشكركم على التشجيع--
وقد وصلت في اختصاره إلى سورة الإنشقاق--
وسوف أزودكم بالسور تباعا--
ـ[جمال حسني]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 03:10]ـ
السلام عليكم
سورة الفلق
-----------------
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ?لْفَلَقِ} * {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} * {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} * {وَمِن شَرِّ ?لنَّفَّاثَاتِ فِي ?لْعُقَدِ} * {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}
------------------------------------------------------قال الطبري رحمه الله"
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: أستجير بربّ الفلق من شرّ ما خلق من الخلق.
"وبعد أن استعرض الأقوال كلها في معنى الفلق قال "
(يُتْبَعُ)
(/)
{والصواب من القول في ذلك، أن يقال: إن الله جلّ ثناؤه أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول: {أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} والفلق في كلام العرب: فَلق الصبح، تقول العرب: هو أبينُ من فَلَق الصُّبح، ومن فَرَق الصُّبح. وجائز أن يكون في جهنم سجن اسمه فَلَق. وإذا كان ذلك كذلك، ولم يكن جلّ ثناؤه وضعَ دلالة على أنه عُنِي بقوله {بِرَبِّ الْفَلَقِ} بعض ما يُدْعَى الفلق دون بعض، وكان الله تعالى ذكره ربّ كل ما خلق من شيء، وجب أن يكون معنياً به كل ما اسمه الفَلَق، إذ كان ربّ جميع ذلك. وقال جلّ ثناؤه: {مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ} لأنه أمر نبيه أن يستعيذ من شرّ كل شيء، إذ كان كلّ ما سواه، فهو ما خَلق.
--------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} يقول: ومن شرّ مظلم إذا دخل، وهجم علينا بظلامه.
وبعد استعراضه للأقوال في معنى الغاسق قال
{وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، أن يقال: إن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ {مِنْ شَرِّ غاسِقٍ} وهو الذي يُظْلم، يقال: قد غَسَق الليل يَغْسُق غسوقاً: إذا أظلم. {إذَا وَقَبَ} يعني: إذا دخل في ظلامه والليل إذا دخل في ظلامه غاسق، والنجم إذا أفل غاسق، والقمر غاسق إذا وقب، ولم يخصص بعض ذلك بل عمّ الأمر بذلك، فكلّ غاسق، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يُؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب---
وكان قتادة يقول في معنى وقب: ذهب.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة {غاسِقٍ إذَا وَقَبَ} قال: إذا ذهب. ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب، بل المعروف من كلامها من معنى وقب: دخل.
-----------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
{وقوله: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ} يقول: ومن شرّ السواحر اللاتي ينفُثن في عُقَد الخيط، حين يَرْقِين عليها.
------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وقوله: {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ}: اختلف أهل التأويل في الحاسد الذي أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرّ حسده به، فقال بعضهم: ذلك كلّ حاسد أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرّ عينه ونفسه.
وقال آخرون: بل أُمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بهذه الآية أن يستعيذ من شرّ اليهود الذين حسدوه
--------------------
قال الطبري رحمه الله"
وأولى القولين بالصواب في ذلك، قول من قال: أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرّ كلّ حاسد إذا حسد، فعابه أو سحره، أو بغاه سوءاً. وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لأن الله عزّ وجلّ لم يخصص من قوله {وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذَا حَسَدَ} حاسداً دون حاسد، بل عمّ أمرُه إياه بالاستعاذة من شر كلّ حاسد، فذلك على عمومه.}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتبع
ـ[جمال حسني]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأويل سورة الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4).
ذُكر أن المشركين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسب ربّ العزّة, فأنزل الله هذه السورة جوابا لهم. وقال بعضهم: بل نزلت من أجل أن اليهود سألوه, فقالوا له: هذا الله خلق الخلق, فمن خلق الله؟ فأُنزلت جوابا لهم
" ثم تعرض لذكر من قال كل من القولين "
-------------------------------------------
ثم خلص إلى رأيه فقال"
فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا: قل يا محمد لهؤلاء السائليك عن نسب ربك وصفته, ومَن خَلقه: الربّ الذي سألتموني عنه, هو الله الذي له عبادة كل شيء, لا تنبغي العبادة إلا له, ولا تصلح لشيء سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف أهل العربية في الرافع (أَحَدٌ) فقال بعضهم: الرافع له " الله ", وهو عماد بمنزلة الهاء في قوله: إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وقال آخر منهم: بل هو مرفوع, وإن كان نكرة بالاستئناف, كقوله: هذا بعلي شيخ, وقال: هو الله جواب لكلام قوم قالوا له: ما الذي تعبد؟ فقال: " هو الله ", ثم قيل له: فما هو؟ قال: هو أحد.
وقال آخرون (أَحَدٌ) بمعنى: واحد, وأنكر أن يكون العماد مستأنفا به, حتى يكون قبله حرف من حروف الشكّ, كظنّ وأخواتها, وكان وذواتها, أو إنّ وما أشبهها, وهذا القول الثاني هو أشبه بمذاهب العربية.
-----------------------------------------------------
"رأيه في قراءة أحد"
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار (أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ) بتنوين " أحدٌ ", سوى نصر بن عاصم, وعبد الله بن أبي إسحاق, فإنه رُوي عنهما ترك التنوين: " أحَدُ اللهُ "; وكأن من قرأ ذلك كذلك, قال: نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام أو ساكن من الحروف حذفت أحيانا, كما قال الشاعر:
كَيْفَ نَوْمي على الفِرَاشِ وَلَمَّا
تَشْمَلِ الشَّامَ غَارَةٌ شَعْوَاءُ
تُذْهِلُ الشَّيْخَ عَنْ بَنِيهِ وَتُبْدِي
عَنْ خِدَامِ العَقِيلَةِ العَذْراءُ
يريد: عن خدام العقيلة.
والصواب في ذلك عندنا: التنوين, لمعنيين: أحدهما أفصح اللغتين, وأشهر الكلامين, وأجودهما عند العرب. والثاني: إجماع الحجة من قرّاء الأمصار على اختيار التنوين فيه, ففي ذلك مُكْتَفًى عن الاستشهاد على صحته بغيره. وقد بيَّنا معنى قوله " أحد " فيما مضى, بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
----------------------------------------------------------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
وقوله: (اللَّهُ الصَّمَدُ) يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد.
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد, فقال بعضهم: هو الذي ليس بأجوف, ولا يأكل ولا يشرب.
"
" ثم تعرض لذكر من قال ذلك "
--------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
وقال آخرون: هو الذي لا يخرج منه شيء. ---
" ثم تعرض لذكر من قال ذلك "
---------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
وقال آخرون: هو الذي لم يَلِد ولم يُولَد.
" ثم ذكر من قال ذلك "
----------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
وقال آخرون: هو السيد الذي قد انتهى سُؤدده.
ثم ذكر من قال ذلك "
------------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"وقال آخرون: بل هو الباقي الذي لا يفنَى.
ثم ذكر من قال ذلك "
-------------------------------------------------------------------
"وخلص إلى رأيه"
قال أبو جعفر: الصمد عند العرب: هو السيد الذي يُصمد إليه, الذي لا أحد فوقه, وكذلك تسمى أشرافها; ومنه قول الشاعر:
ألا بَكَرَ النَّاعي بِخَيْرَيْ بَنِي أسَدْ
بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
وقال الزبرقان:
وَلا رَهِينَةً إلا سَيِّدٌ صَمَدُ
فإذا كان ذلك كذلك, فالذي هو أولى بتأويل الكلمة, المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه; ولو كان حديث ابن بُريدة, عن أبيه صحيحا, كان أولى الأقوال بالصحة, لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عنى الله جل ثناؤه, وبما أنزل عليه.
--------------------------------------------------------------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
وقوله: (لَمْ يَلِدْ) يقول: ليس بفانٍ, لأنه لا شيء يلد إلا هو فانٍ بائد
(وَلَمْ يُولَدْ) يقول: وليس بمحدث لم يكن فكان, لأن كل مولود فإنما وجد بعد أن لم يكن, وحدث بعد أن كان غير موجود, ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل, ودائم لم يبد, ولا يزول ولا يفنى.
-------------------------------------------------------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
وقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: ولم يكن له شبيه ولا مِثْل.
ثم ذكر من قال ذلك "
وقال آخرون: معنى ذلك, أنه لم يكن له صاحبة.
ثم ذكر من قال ذلك "
-------------------------------------------------------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
والكُفُؤُ والكُفَى والكِفَاء في كلام العرب واحد, وهو المِثْل والشِّبْه; ومنه قول نابغة بني ذُبيان:
لا تَقْذِفَنِّي بِرُكْن لا كِفَاء لَهُ
وَلَوْ تَأَثَّفَكَ الأعْدَاءُ بالرِّفَدِ
يعني: لا كِفَاء له: لا مثل له.
-----------------------------
قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله"
واختلف القرّاء في قراءة قوله: (كُفُوا). فقرأ ذلك عامة قرّاء البصرة: (كُفُوا) بضم الكاف والفاء. وقرأه بعض قرّاء الكوفة بتسكين الفاء وهمزها " كُفْئًا ". والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إنهما قراءتان معروفتان, ولغتان مشهورتان, فبأيَّتِهِما قرأ القارئ فمصيب.
------------------------
تمّ تأويل سورة الإخلاص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 06:34]ـ
السلام عليكم
سورة المسد
{تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} * {مَآ أَغْنَى? عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} * {سَيَصْلَى? نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ} * {وَ?مْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ?لْحَطَبِ} * {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}
--------------------------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
يقول تعالى ذكره: خَسِرت يدا أبي لهب، وخَسِر هو. وإنما عُنِي بقوله: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ} تبّ عمله. وكان بعض أهل العربية يقول: قوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}: دعاء عليه من الله. وأما قوله: {وَتَبَّ} فإنه خبر. ويُذكر أن ذلك في قراءة عبد الله: «تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَقَدْ تَبَّ». وفي دخول «قد» فيه دلالة على أنه خبر، ويمثَّل ذلك بقول القائل لآخر: أهلَكك الله، وقد أهلكك، وجعلك صالحاً وقد جعلك. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} قال أهل التأويل.
--------------------------------------------------------------------
ثم ذكر من قال بذلك-----------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقيل: إن هذه السورة نزلت في أبي لهب، لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم لما خَصَّ بالدعوة عشيرتَه، إذ نزل عليه:
{وَأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} وجمعهم للدعاء، قال له أبو لهب: تبا لك سائرَ اليوم، ألهذا دعوتنا
----------------------------------------------------------------
ثم ذكر الأخبار بذلك
-----------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: {ما أغْنَى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ} يقول تعالى ذكره: أيَّ شيء أغنى عنه ماله، ودفع من سخط الله عليه {وَما كَسَبَ} وهم ولده. وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
--------------------------------------
ثم ذكر الأخبار بذلك
-----------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: {سَيَصْلَى ناراً ذَاتَ لَهَبٍ} يقول: سيصلى أبو لهب ناراً ذات لهب. وقوله: {وَامْرأتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} يقول: سيصلى أبو لهب وامرأته حمالة الحطب، ناراً ذات لهب.
------------------------------------
قال الطبري رحمه الله في قراءة "حَمَّالَةَ الْحَطَبِ "
واختلفت القرّاء في قراءة {} فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة: «حَمَّالَةُ الْحَطَبِ» بالرفع، غير عبد الله بن أبي إسحاق، فإنه قرأ ذلك نصباً فيما ذُكر لنا عنه. واختُلف فيه عن عاصم، فحكي عنه الرفع فيها والنصب، وكأنّ من رفع ذلك جعله من نعت المرأة، وجعل الرفع للمرأة ما تقدّم من الخبر، وهو «سيصلى»، وقد يجوز أن يكون رافعها الصفة، وذلك قوله: {فِي جِيدِها} وتكون «حَمَّالَة» نعتاً للمرأة. وأما النصب فيه فعلى الذمّ، وقد يُحتمل أن يكون نصبها على القطع من المرأة، لأن المرأة معرفة، وحمالة الحطب نكرة. والصواب من القراءة في ذلك عندنا: الرفع، لأنه أفصح الكلامين فيه، ولإجماع الحجة من القرّاء عليه.
--------------------------
قال الطبري رحمه الله
واختلف أهل التأويل، في معنى قوله: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} فقال بعضهم: كانت تجيء بالشوك فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليدخل في قَدمه إذا خرج إلى الصلاة.
----------------------------------------------------------
ثم ذكرهم مع أقوالهم
-----------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقال آخرون: قيل لها ذلك: حمالة الحطب، لأنها كانت تحطب الكلام، وتمشي بالنميمة، وتعيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر
------------------------------
ثمّ ذكرهم بأقوالهم
----------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقال بعضهم: كانت تُعَيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر، وكانت تَحْطِبُ فَعُيِّرت بأنها كانت تحطب.
-----------------------------------------
ثمّ ذكرهم بأقوالهم
-----------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي، قول من قال: كانت تحمل الشوك، فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك هو أظهر معنى ذلك.
#: لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أبَي لَهَبٍ} بلغ امرأة أبي لهب أن النبيّ صلى الله عليه وسلم يهجوكِ، قالت: علام يهجوني؟ هل رأيتموني كما قال محمد أحمل حطباً «في جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ»؟ فمكثت، ثم أتته، فقالت: إن ربك قلاك وودّعك، فأنزل الله:
{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى}
----------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: {فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} يقول: في عنقها والعرب تسمى العنق جيداً ومنه قول ذي الرُّمَّة:
فَعَيْناكِ عَيْناها وَلَوْنُكِ لَوْنُها وَجِيدُكِ إلاَّ أنَّها غَيرُ عاطِلِ
وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ثمّ ذكر من قال بذلك
---------------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقوله: {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: هي حبال تكون بمكة
ثمّ ذكر من قال بذلك
-------
قال الطبري رحمه الله
وقال آخرون: المَسَد: الليف
ثمّ ذكر من قال بذلك-
-------------------------------------------
وقال آخرون: المَسَد: الحديد الذي يكون في البَكْرة.
----------------------------------
ثمّ ذكر من قال بذلك
-----------------------------
قال الطبري رحمه الله
وقال آخرون: هو قِلادة من وَدَع في عنقها
-------------------------
ثمّ ذكر من قال بذلك-
-----------------------------
قال الطبري رحمه الله"
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: هو حبلٌ جُمع من أنواع مختلفة، ولذلك اختلف أهل التأويل في تأويله على النحو الذي ذكرنا، ومما يدلّ على صحة ما قلنا في ذلك قول الراجز:
وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِقَ صُهْبٍ عِتاقٍ ذاتِ مُخَ زَاهِقِفجعل إمراره من شتى، وكذلك المسد الذي في جيد امرأة أبي لهب، أُمِرَّ من أشياء شتى، من ليف وحديد ولحاء، وجعل في عنقها طوقاً كالقلادة من ودع ومنه قول الأعشى:
تُمْسِي فيَصْرِفُ بابُها مِنْ دُونِنا غَلْقاً صَرِيفَ مَحَالَةِ الأَمْسادِ
يعني بالأمساد: جمع مَسَد، وهي الجبال.
------------------------------------------
تمت سورة المسد
ـ[جمال حسني]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 07:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة النصر
---------------
{إِذَا جَآءَ نَصْرُ ?للَّهِ وَ?لْفَتْحُ} * {وَرَأَيْتَ ?لنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ?للَّهِ أَفْوَاجاً} * {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ?سْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} -
------------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله "
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد: إذا جاءك نصر الله يا محمد على قومك من قريش، والفتح: فتح مكة {ورأَيْتَ النَّاسَ} من صنوف العرب وقبائلها أهل اليمن منهم، وقبائل نزار {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّهِ أفْوَاجاً} يقول: في دين الله الذي ابتعثك به، وطاعتك التي دعاهم إليها {أفواجاً}، يعني: زُمَراً، فوجاً فوجاً.
----------------------------------------
ثمّ قال"
وأمَّا قوله {أفْوَاجاً} فقد تقدّم ذكره في معنى أقوال أهل التأويل. وقد: حدثني الحارث، قال: ثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فِي دِينِ اللّهِ أفْواجاً} قال: زُمراً زُمراً.-
---------------------------------------------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: {فَسَبَّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} يقول: فسبح ربَّك وعظمه بحمده وشكره، على ما أنجز لك من وعده. فإنك حينئذٍ لاحق به، وذائق ما ذاق مَنْ قَبْلك من رُسله من الموت.
-------------------------------------------------
قال رحمه الله"
وقوله: {وَاسْتَغْفِرْهُ} يقول: وسَلْه أن يغفر ذنوبَك. {إنَّهُ كانَ تَوَّاباً}: يقول: إنه كان ذا رجوع لعبده، المطيع إلى ما يحبّ. والهاء من قوله «إنه» من ذكر الله عزّ وجلّ.
ـ[أبو عبد الله خادم القرآن]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 03:05]ـ
وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه
ـ[جمال حسني]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 08:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) -----------------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله"
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد , وكان المشركون من قومه فيما ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة, على أن يعبد نبيّ الله آلهتهم سنة, فأنزل الله معرفه جوابهم في ذلك
: (قُلْ) يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة, على أن يعبدوا إلهك سنة (يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) بالله (لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) من الآلهة والأوثان الآن (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) الآن
(وَلا أَنَا عَابِدٌ) فيما أستقبل
(مَا عَبَدْتُمْ) فيما مضى (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ) فيما تستقبلون أبدا (مَا أَعْبُدُ) أنا الآن, وفيما أستقبل.
وإنما قيل ذلك كذلك, لأن الخطاب من الله كان لرسول الله في أشخاص بأعيانهم من المشركين, قد علم أنهم لا يؤمنون أبدا , وسبق لهم ذلك في السابق من علمه, فأمر نبيه أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه, وحدّثوا به أنفسهم, وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم, في وقت من الأوقات, وآيس نبي الله من الطمع في إيمانهم, ومن أن يفلحوا أبدا, فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا, إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف, وهلك بعض قبل ذلك كافرا.
------------------------------
-------------------------
قال رحمه الله تعالى
وقوله: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) يقول تعالى ذكره: لكم دينكم فلا تتركونه أبدا, لأنه قد ختم عليكم, وقضي أن لا تنفكوا عنه, وأنكم تموتون عليه, ولي دين الذي أنا عليه, لا أتركه أبدا, لأنه قد مضى في سابق علم الله أني لا أنتقل عنه إلى غيره
----------------------------------
-----------------------------------
قال رحمه الله تعالى"
وكان بعض أهل العربية يقول: كرّر قوله: (لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) وما بعده على وجه التوكيد, كما قال: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ,
وكقوله: لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ. ------------------------------------------
آخر تفسير سورة الكافرون
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 07:09]ـ
وفقك الله لكل خير
ـ[جمال حسني]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 09:33]ـ
سورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ (3).
------------------------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله
(
يقول تعالى ذكره: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ) يا محمد (الْكَوْثَرَ) واختلف أهل التأويل في معنى الكوثر, فقال بعضهم: هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.)
---------------------------
----------------------------
وقال آخرون: عُنِي بالكوثر: الخير الكثير.
----------------------------------
---------------------------------------
وقال آخرون: هو حوض أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة.
-------------------------------------
----------------------------------------
ثمّ رجح رحمه الله قولا فقال"
وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي, قول من قال: هو اسم النهر الذي أُعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة, وصفه الله بالكثرة, لعِظَم قدره.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال في ذلك, لتتابع الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك كذلك.
--------------------------------------------------
ثم ذكر الأخبار وإليكم بعضها
(
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا أحمد بن المقدام العجلي, قال: ثنا المعتمر, قال: سمعت أبي يحدّث عن قتادة, عن أنس قال: لما عُرج بنبيّ الله صلى الله عليه وسلم في الجنة, أو كما قال, عرض له نهر حافتاه الياقوت المجوف, أو قال: المجوب, فضرب الملك الذي معه بيده فيه, فاستخرج مسكا, فقال محمد للملك الذي معه: " ما هَذَا؟ " قال: " هذا الكوثر الذي أعطاك الله; قال: ورفعت له سدرة المنتهى, فأبصر عندها أثرا عظيما " أو كما قال.
-------------
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: " بَيْنَما أنا أسِيرُ في الجَنَّةِ, إذْ عَرَض ليَ نَهْرٌ, حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤْلُؤِ المُجَوَّفِ, فقالَ المَلَكُ الَّذِي مَعَهُ: أتَدْرِي ما هَذَا؟ هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أعْطاكَ اللهُ إيَّاهُ, وَضَرَبَ بِيَدِهِ إلى أرْضِه, فأخْرَجَ مِنْ طِينِه المِسْكَ".)
ثم قال أبو جعفر رحمه الله
(
وقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)
اختلف أهل التأويل في الصلاة التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصليها بهذا الخطاب, ومعنى قوله: (وَانْحَرْ) فقال بعضهم: حضه على المواظبة على الصلاة المكتوبة, وعلى الحفظ عليها في أوقاتها بقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
------------------------------
ثم قال "
وقال آخرون: بل عُنِيَ بقوله (فَصَلِّ لِرَبِّكَ): الصلاة المكتوبة, وبقوله (وَانْحَرْ) أن يرفع يديه إلى النحر عند افتتاح الصلاة والدخول فيها.
---------------------------------
ثم قال "
وقال آخرون: عني بقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) المكتوبة, وبقوله (وَانْحَرْ): نحر البُدن.
-------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك: صل يوم النحر صلاة العيد, وانحر نسكك.
--------------------------------
------------------------------------------
وقال آخرون: قيل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم, لأن قوما كانوا يصلون لغير الله, وينحرون لغيره فقيل له. اجعل صلاتك ونحرك لله, إذ كان من يكفر بالله يجعله لغيره.
------------------------------------
----------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل أنزلت هذه الآية يوم الحديبية, حين حصر النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وصُدّوا عن البيت, فأمره الله أن يصلي, وينحر البُدن, وينصرف, ففعل.
-------------------------------
-------------------------------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فصل وادع ربك وسله.
----------------------------------------
ثم----------------------------------------
ثمّ قال
(
وكان بعض أهل العربية يتأوّل قوله: (وَانْحَرْ) واستقبل القبلة بنحرك. وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول: منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا: أي قبالته. وذكر أن بعض بني أسد أنشده:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ
وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ
أي ينحر بعضه بعضا.
-------------------------------------
ثمّ خلص إلى قوله فقال "وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصا دون ما سواه من الأنداد والآلهة, وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان, شكرا له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له, وخصك به, من إعطائه إياك الكوثر.
وإنما قلت: ذلك أولى الأقوال بالصواب في ذلك, لأن الله جلّ ثناؤه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بما أكرمه به من عطيته وكرامته, وإنعامه عليه بالكوثر, ثم أتبع ذلك قوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) , فكان معلوما بذلك أنه خصه بالصلاة له, والنحر على الشكر له, على ما أعلمه من النعمة التي أنعمها عليه, بإعطائه إياه الكوثر, فلم يكن لخصوص بعض الصلاة بذلك دون بعض, وبعض النحر دون بعض وجه, إذ كان حثا على الشكر على النِّعَم.
فتأويل الكلام إذن: إنا أعطيناك يا محمد الكوثر, إنعاما منا عليك به, وتكرمة منا لك, فأخلص لربك العبادة, وأفرد له صلاتك ونسكك, خلافا لما يفعله من كفر به, وعبد غيره, ونحر للأوثان.)
----------------------------
ثمّ قال رحمه الله
(
وقوله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ) يعني بقوله جل ثن, اؤه: (إِنَّ شَانِئَكَ) إن مبغضك يا محمد وعدوك (هُوَ الأبْتَرُ) يعني بالأبتر: الأقلّ والأذلّ المنقطع دابره, الذي لا عقب له.
واختلف أهل التأويل في المعنيّ بذلك, فقال بعضهم: عني به العاص بن وائل السهميّ.)
------------------------------
-------------------------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل عني بذلك: عقبة بن أبي معيط.
--------------------------------
------------------------------------
ثمّ قال "
وقال آخرون: بل عني بذلك جماعة من قريش.
-------------------------------------
ثم خلص إلى قوله فقال
(
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن مُبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقلّ الأذلّ, المنقطع عقبه, فذلك صفة كل من أبغضه من الناس, وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه.
----------------------
تمّ تأويل السّورة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 06:38]ـ
سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7). ------------------------------------------------------------
قال أبو جعفر رحمه الله
"
يعني تعالى ذكره بقوله: (أرأيت الذي يكذب بالدين) أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه, فلا يطيعه في أمره ونهيه.
----------------------------
ثمّ قال"
وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله: " أرأيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ الدِّينَ" فالباء في قراءته صلة, دخولها في الكلام وخروجها واحد.
---------------------
قال رحمه الله
وقوله: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) يقول: فهذا الذي يكذِّب بالدين, هو الذي يدفع اليتيم عن حقه, ويظلمه. يقال منه: دععت فلانًا عن حقه, فأنا أدعه دعًا.
---------------------------------
ثمّ قال"
وقوله: (وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) يقول تعالى ذكره: ولا يحثّ غيره على إطعام المحتاج من الطعام.
-----------------------------------
قال رحمه الله"وقوله: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)
يقول تعالى ذكره: فالوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم للمنافقين الذين يصلون, لا يريدون الله عز وجل بصلاتهم, وهم في صلاتهم ساهون إذا صلوها.
واختلف أهل التأويل في معنى قوله: (عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) فقال بعضهم: عُنِيَ بذلك أنهم يؤخِّرونها عن وقتها, فلا يصلونها إلا بعد خروج وقتها.
---------------------------------------------------
وقال آخرون: بل عني بذلك أنهم يتركونها فلا يصلونها
------------------------------------
ثمّ قال"
وقال آخرون: بل عُنِيَ بذلك أنهم يتهاونون بها, ويتغافلون عنها ويلهون.
------------------------------
ثمّ رجّح قولا"
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب بقوله: (ساهُونَ): لاهون يتغافلون عنها، وفي اللهو عنها والتشاغل بغيرها, تضييعها أحيانا, وتضييع وقتها أخرى، وإذا كان ذلك كذلك صح بذلك قول من قال: عُنِيَ بذلك ترك وقتها, وقول من قال: عُنِيَ به تركها لما ذكرتُ من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت.
وقد رُوي عن رسول الله بذلك خبران يؤيدان صحة ما قلنا في ذلك:
أحدهما:
# عن سعد بن أبي وقاص, قال: سألت النبيّ , عن (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) قال: هم الذين يؤخِّرون الصلاة عن وقتها.
والآخر منهما:
# قال رسول الله: " لما نزلت هذه الآية: (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ): الله أكبر هذه خير لكم من أن لو أعطي كلّ رجل منكم مثل جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته، وإن تركها لم يخف ربه ".
وقال رحمه الله
وكلا المعنيين اللذين ذكرت في الخبرين اللذين روينا عن رسول الله محتمل عن معنى السهو عن الصلاة.
------------------------
قال رحمه الله
وقوله: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ) يقول: الذين هم يراءون الناس بصلاتهم إذا صلوا, لأنهم لا يصلون رغبة في ثواب, ولا رهبة من عقاب, وإنما يصلونها ليراهم المؤمنون فيظنونهم منهم, فيكفون عن سفك دمائهم, وسبي ذراريهم, وهم المنافقون الذين كانوا على عهد رسول الله , يستبطنون الكفر, ويُظهرون الإسلام, كذلك قال أهل التأويل.
-----------------------------------------------
------------------------------------------
ثم قال"
وقوله: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ) يقول: ويمنعون الناس منافع ما عندهم, وأصل الماعون من كلّ شيء منفعته، يقال للماء الذي ينزل من السحاب ماعون، ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
بِأَجْوَدَ مِنْه بِمَاعُونِهِ
إذا ما سَماؤُهُمُ لَمْ تَغِمْ
وقال آخر يصف سحابا:
يَمُجُّ صّبيرُهُ المَاعُونَ صَبًا وقال عبيد الراعي:
قَوْمٌ عَلى الإسْلامِ لَمَّا يَمْنَعُوا
ماعُونَهُمْ وَيُضَيِّعُوا التَّهْلِيلا
يعني بالماعون: الطاعة والزكاة.
----------------------------------------------------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله"
واختلف أهل التأويل في الذي عُنِيَ به من معاني الماعون في هذا الموضع, فقال بعضهم: عُنِيَ به الزكاة المفروضة.
------------------------------------
ثمّ قال رحمه الله"
وقال آخرون: هو ما يتعاوره الناس بينهم من مثل الدلو والقدر ونحو ذلك. -
-----------------------------------
ثم قال رحمه الله (
وقال آخرون: الماعون: المعروف. -
-------------------------------
ثم قال--وقال آخرون: الماعون: هو المال. -
-------------------
ثم قال مرجحا"
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب, إذ كان الماعون هو ما وصفنا قبل, وكان الله قد أخبر عن هؤلاء القوم, وأنهم يمنعونه الناس, خبرًا عاما, من غير أن يخص من ذلك شيئا أن يقال: إن الله وصفهم بأنهم يمنعون الناس ما يتعاونونه بينهم, ويمنعون أهل الحاجة والمسكنة ما أوجب الله لهم في أموالهم من الحقوق؛ لأن كل ذلك من المنافع التي ينتفع بها الناس بعضهم من بعض.
--------------------------------------------------------------
آخر تفسير سورة أرأيت
(يُتْبَعُ)
(/)