هل "الثقة" بالنفس -كما في تطوير الذات - ضربٌ من العُجب المنهي عنه؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 09:37]ـ
تنصح كثير من كتب تطوير الذات، وكذلك عدد كبير من علماء النفس والتربية بـ "الثقة" بالنفس، ويؤكدون على أن عدم الثقة بالنفس، وعدم اعتداد الشخص بما يملكه من مهارات وقدرات يقلل من الانتاجية و يضعف العزم على تحقيق الأهداف.
ياترى: كيف نلحظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
--------------------------------------
مُقدّماً، نعلم بلا ريب أن الثقة في الله قبل كل شيء وبيده الأمر كله سبحانه، ولذلك أرجو من الإخوة مناقشة الجزء المحدد من الموضوع والتركيز عليه قدر الإمكان.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 02:52]ـ
إنما الأعمال بالنيات!
المعجب تجده ينسب العمل لقوته وذكائه ولبقاته وصفاته .. الخ
بينما الثقة المطلوبة في الشخص المسلم ..
هو أن يثق الشخص في قدراته مع علمه واعتقاده الجازم أن كل مايحدث له من توفيق ونجاح بسبب قوته وذكائه وفطنته وعمله هوحاصل بتوفيق الله.
وكل ماينعم به الشخص من قوه وصفات وغيره هو من عند خالقه سبحانه, فهو خالق الأسباب والمسببات.
ـ[أسماء]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 06:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثقة في الله قبل كل شيء وبيده الأمر كله سبحانه و تعالى
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم
و جزاك الله كل خير أخي الكريم ........... و إن شاء الله لي عودة
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 06:25]ـ
أعتقدُ - والله أعلم - أن العجبَ فيه شيءٌ من التعدي؛ كالكبر والترفع عن الناس، وربما الحقد والحسد عليهم ..
وربما الشتم ووو .. الخ.
أما الثقة بالنفس؛ فهي أن يثقَ الإنسانُ بما وضعه الله تعالى فيه، ويعلم أنها ماوُضِعت عبثا هكذا!
ومن مزاياها: إقبالُ الشخص على عمله بهمة وعزيمة، بعد أن يتوكل على الله ..
وإنْ زادت الثقة بالنفس عن حدها انقلبتْ غروراً وعجبا.
بورك فيك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:36]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الطرح، ومن يتتبع أقوال السلف يجد مسكة الثقة بالنفس، ولكن - هكذا نحسبهم - لا يقصدون بذلك التعالي و الكبر والعجب، من ذلك قول البخاري: ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني، فالبخاري هنا يرى لنفسه قدراً وشأناً، ويحق له ذلك. ومن ذلك قول الشعبي: ما كتبت سوداء في بيضاء، وفي كلامه ما يدل على اعتداده بقوة حفظه، وكذلك قول المزي عن أبي العباس ابن تيمية: ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه. ولكن لهذا وأمثاله ضوابط، فليس لكل من حفظ بعض السور والأحاديث وقرأ في شيء من كتب التفسير واللغة والمصطلح أن يأتي فيقول: لم أر مثل نفسي، سواء بلسان الحال أو المقال، والله أسأل أن يزيدنا علماً وأن ينفعنا بما علمنا بحوله وقوته.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:43]ـ
... بالإضافة إلى ضوابط أخرى يأتي ذكرها.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 10:53]ـ
جزاك الله خيرا
نستفيد كثيرا من لفتاتك البديعة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 04:07]ـ
أحسن الله إليك، ونفعني وإياك بكل علم نافع.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 04:40]ـ
... ومما خرّجه أبو خيثمة في كتاب العلم أن عروة كان يتألف الناس على حديثه.
تنبيه: ولذلك ما يدعو إليه بعض الوعاظ من اتهام النفس على الدوام، بحيث يعتبرها صاحبها أصلاً للشرور، و من ثم الحط والإزراء عليها، ليس صحيحاً بهذا الإطلاق. أخرج مسلم في صحيحه: ((لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي))، وفيه دليل على اجتناب تعريض النفس للأوصاف المهلكة و النعوت المخذلة.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد سؤال للشيخ العلامة محد ابن إبراهيم آل الشيخ عليه رحمة الله ..
وكان عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس؟
قال الشيخ: لا تجب و لا تجوز الثقة بالنفس, في الحديث: "ولا تكلني إلى نفسي طرفةَ عين"؟!
أخشى أن هذه غلطة منك؟! لا أظن أن انسانًا له عقل يقول ذلك, فضلًا عن العلم.
قال ابن قاسم تعليقًا: و جاء في حديثً رواه أحمد: "وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تَكلني إلى
ضيعة و عورة و ذنب و خطيئة وأني ان اثق إلا برحمتك" فتاوى ابن ابراهيم (1/ 170)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 12:53]ـ
أحسن الله إليك على هذه الإضافة التي ستثري الموضوع إن شاء الله، وفتوى الشيخ لها ما يسندها من الدليل، و "الثقة" صارت مصطلح له مدلول عند علماء النفس يغاير من أوجه المعنى الذي جاء في بعض النصوص وكلام السلف. سأطرقه في حينه إن شاء الله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 08:20]ـ
في صحيح البخاري رحمه الله: (قَالَ عُمَرُ - رضى الله عنه - يَوْمًا لأَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -: فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ)؟ قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ. فَغَضِبَ عُمَرُ، فَقَالَ: قُولُوا: نَعْلَمُ أَوْ لاَ نَعْلَمُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِى نَفْسِى مِنْهَا شَىْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ أَخِى، قُلْ وَلاَ تَحْقِرْ نَفْسَكَ ... ). الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 08:27]ـ
وينظر:
"علو الهمة": محمد بن إسماعيل، ص102 - 118.
وهذا الموضوع مظانه في المصنفات المعنيَّة بعلم النفس، ومحاولات تأصيله من الناحية الشرعية، والله اعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 10:53]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله الشهري
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 11:15]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على هذه اللفتة التربوية الجميلة من عصر الصحابة، رضي الله عنهم. وقريب منه ما أخرجه مسلم: من سؤال الرسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ((إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها. وإنها مثل المسلم. فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة. فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي؟ يا رسول الله! قال فقال " هي النخلة ". قال فذكرت ذلك لعمر. قال: لأن تكون قلت: هي النخلة، أحب إلي من كذا وكذا)).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 11:17]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 03:32]ـ
أحسن الله إليكم.
قال تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} (يوسف: 53).
على خلافٍ بينهم في تأويل من هو القائل، أهو يوسف عليه السلام أم امرأة العزيز. ولقد نصر القول الأخير شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (10/ 298)، وابن كثير في تفسيره للآية؛ مع أنه -أي ابن كثير- قال عن القول الأول: وهذا القول هو الذي لم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم سواه.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 03:38]ـ
وعند أحمد والترمذي وأبي داود والنسائي في الكبرى وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال أبو بكر: يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت.
قال: " قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه. قال قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ".
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 02:56]ـ
خُلق الإنسان في هذه الدنيا ضعيفاً، طاقاته محدودة وقدراته معدودة، لا يستطيع دفع الضر عن نفسه فضلاً عن أن يرد المصيبة عن ساحته، لا تأتي قوته في مجابهة ما يجد من شكول الحياة إلا بعميق الإيمان الله وعظيم التوكل عليه وليس ذلك إلا للمؤمن.
فالثقة بالله وأنه المعين القادر والقوي القاهر من علامات الإيمان وتعلق القلب بربه، إذ لا حول للإنسان ولا قوة له فيما هو خارجٌ عن إرادته ومقدرته.
ومطلوب من المؤمن ألا تتزحزح ثقته بربه قيد أنملة ولا أقل من ذلك ولا أكثر مهما أصابه من البلاء أو واجه من المصاعب فيستعين بالله ولا يعجز، فهو في كبد ما دام في الدنيا.
فلا يقنط المذنب من عفو ربه} قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}، ولا ييأس المبتلى من روح الله} إِنَّهُ لَا ياَْيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
ومع ثقة العبد بربه وتوكله عليه لا يعذره ذلك أن يخلد للتواكل وترك الأخذ بالأسباب، بل يستثمر طاقاته وقدراته وما سخره الله له من الأسباب الحسية والمعنوية في مدافعة أمور حياته ومجاراة نوائب دنياه.
مع عدم تضخيم هذه الأسباب وتعظيم أثرها على قدرة الله وتدبيره وتوفيقه، فالثقة بالنفس يجب أن يتم ضبط استشعارها ومراقبة ممارستها حتى لا تطغى عن حدها، فتقع في شراك العجب الذي إن أصابها أعماها عن عيوبها وضعفها، وأنساها حاجتها الملحة والدائمة لعون ربها وتوفيقه.
لكننا اليوم أمام مصطلح يفوق الثقة الطبيعية بالنفس؛ لطالما سمعنا وقرأنا عنه ألا وهو ما يسمى بـ «قوة الثقة بالنفس» الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة وكُتبت فيه الكتب والمقالات وعقدت لأجله الدورات التدريبية والمحاضرات الإدارية.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المصطلح الذي إن تأملنا قليلاً بمنشئه نجد أنه تولد عند الغرب عندما انقطع الحبل بينهم وبين السماء، فداووا ضعفهم البشري وهوانهم الفطري وانقطاع اتصالهم بالله بهذا المفهوم، وسخروه لنيل الماديات وحيازة الأوسمة في شتى مجالات دنياهم.
فأضيف هذا المفهوم لقواعدهم الإدارية ومعاجمهم النفسية والاجتماعية، وجاء بعض الباحثين من الأمة فنقلوا ثقافة القوم الإدارية وتجاربهم السلوكية، دون أن يمحصوها وينقحوها على ضوء مفاهيم ديننا وتعاليم شرعنا، فأصيبت الثقافة الإسلامية في مجملها ببعض المفردات التي تنخر في علاقة العبد بربه ومجتمعه، ومنها مفهوم قوة الثقة بالنفس وبالأصح قوة «العجب» بالنفس!
ومن واقع قراءة صفحات التاريخ وأحداثه؛ فإن من يعيش أجواء هذا المفهوم في حياته سيجد أن نفسه تنقاد للعجب والغرور مع مرور الأيام، الأمر الذي ينسيها أنها نفس إنسان خُلق ضعيفا.
فقوة العجب بالنفس تدفع الإنسان لتخطي حدود طاقاته، والمبالغة بقدراته وإمكانياته ونسيان قصوره وإهماله، و مهما فضلَّ الله أقواماً بنعم وعطايا عن غيرهم فليس ذلك مبرراً لهم أن يقعوا في الفخر والغرور بهذه النعم على عباد الله وإلحاق الفساد في الأرض.
كان قوم عاد في زمانهم أشد الناس خلقة وأقواهم بطشاً، ولذلك أرشدهم نبي الله هود عليه السلام إلى حسن استغلال هذه النعمة} وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} إلا أن قوة عجبهم بأنفسهم ونسيانهم نعم الله أعمى بصيرتهم فقالوا} مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}.
وعلى نهجهم وخطاهم سار كل جبار وطاغية في الأرض، فبلغ الغرور فرعون أن نادى في قومه {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي}!
واليوم نشهد طغياناً أمريكياً متعجرفا أن لا قوة إلا قوته ولا جيش إلا جيشه، وهو أمرٌ يعبر عن قوة عجبهم بأسبابهم المادية التي لا تستطيع رد إعصار يحيق بولايتهم أو رصاصة قناص تصيب جنودهم المشردين في العالم.
ختاماً أقول:
لا نستطيع تحجيم مفهوم الثقة بالنفس فهو مهم لكل إنسان بالقدر الذي لا ينسيه حاجته الماسة لتوفيق ربه وسداده، ولا يعميه عن عيوبه ومساوئه، ولا يغريه بالغرور والإفساد في الأرض
الكاتب: الشيخ د. علي بن عمر بادحدح
التاريخ: 19/ 12/1427
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 05:13]ـ
أثابك الله على هذه الإضافة المفيدة أيها الفاضل. وقد ذكرتني بعض أطراف هذه المشاركة بالمبحث العقدي المتعلق بأفعال العباد: مخلوقة أم غير مخلوقة؟ والخلاف في ذلك اشتهر بين ثلاث طوائف: المعتزلة، الأشاعرة، وأهل السنة والجماعة، والثقة بالنفس داخلة في عمومات هذا المبحث، فجزء منها لا بد له من تعلق بمشيئة العبد، وهو الجزء الذي للآدمي أن يسعى في جلبه ودفع ما يضاده، بالأسباب الكونية والشرعية.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 05:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري هل مراد علماء النفس هذا الحديث؟
ما رواه مسلم
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل "الثقة" بالنفس -كما في تطوير الذات - ضربٌ من العُجب المنهي عنه؟
نصح كثير من كتب تطوير الذات، وكذلك عدد كبير من علماء النفس والتربية بـ "الثقة" بالنفس، ويؤكدون على أن عدم الثقة بالنفس، وعدم اعتداد الشخص بما يملكه من مهارات وقدرات يقلل من الانتاجية و يضعف العزم على تحقيق الأهداف.
إخلاص النية و الثقة بالله سبحانه و تعالى
قال الأحنف بن قيس: رأس الأدب المنطق و لا خير في قول إلا بفعل و لا في مال إلا بجود و لا في صدق إلا بوفاء و لا في فقه إلا بورع و لا في عمل إلا بنية.
الإيمان:
ليكن لديك الإيمان العميق بأن لك هدفا
و غاية في هذه الدنيا
حتى تتغير الأمور، أنت يجب أن تتغير
و لكنّنا بالتأكيد نستطيع تغيير أنفسنا
و مع هذا فلو غيرنا أنفسنا فكل شيء سيتغير بإذن الله.
قال تعالى: [إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم]
وهنا نحتاج أكثر إلى علو الهمة قال ابن القيم رحمه الله:
((فمن علت همته، و خشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل
و من دنت همته، و طغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل))
و قال رحمه الله: ((فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء
إلا بأعلاها و أفضلها، و أحمدها عاقبة.
و النفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات
و تقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار
فالنفوس العليَّة لا ترضى بالظلم، و لا بالفواحش
و لا بالسرقة، و لا بالخيانة
لأنها أكبر من ذلك و أجل.
و النفوس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك)).
و مع هذا يبق السؤال مطروح أخي الكريم عبدالله الشهري.
كيف نلحظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
من فضلك أخي عبد الله الشهري لو توضح لنا ماذا يقول السلف في تحذيرهم ......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليتبين لنا " الخيط الرفيع " و معنى العجب الذي حذرنا منه السلف .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 10:23]ـ
و مع هذا يبق السؤال مطروح أخي الكريم عبدالله الشهري.
كيف نلحظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
من فضلك أخي عبد الله الشهري لو توضح لنا ماذا يقول السلف في تحذيرهم ......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليتبين لنا " الخيط الرفيع " و معنى العجب الذي حذرنا منه السلف .....
جزاك الله خيرا.
الجواب يتطلب الوقوف على معنى العجب ومعنى الثقة، بحيث لو عرفنا ذلك لعلمنا هل أحدهما يعني الآخر، أو أحدهما لازم الآخر، ولكني سأضع ما عندي الآن. العجب ليس دافعاً يسبق العمل في الغالب، وإنما هو حالة شعورية تحصل بسبب الالتفات خلال العمل أو بعده للعمل، بل هي مُقعِدة عن العمل في المستقبل لأن المعجب يرى أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان، كما أنها قادحة في الإخلاص، فهي أثر من آثار الجهل بحقيقة النفس وحقيقة ما يستحقه الخالق من العبادة. أما الثقة بالنفس فلا خلاف في كون ثقة الادمي بنفسه على وجه يوهمه باستقلال ذاته عن مقادير الخالق ومشيئته، أقول لا خلاف في بطلان هذه الثقة وهي داخة في معنى الغرور، فهي والغرور شيئان متكافئان بهذا المعنى، أما الثقة بالنفس - بمعنى أن يرى الإنسان أن لديه القدرة على تحقيق النجاح الممكن وأن لديه الاستعداد الكافي للتصرف بالشكل الصحيح كما أن لديه الإرادة الكافية لترجمة الأهداف النظرية الممكنة إلى إنجازات عملية، فهذه هي الثقة التي تعبر عن حالة نفسية قابلة للتحسين وصالحة لأن يعتمد عليها - الاعتماد على الله أولاً مفروغ منه أصلاً -[1] وقد كان صلى الله عليه وسلم يعزز ثقة أصحابه ويقيم أودها بعبارات المدح والتعجب والاستسحان، كما قال لسعد بن معاذ ((لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات))، وفي الحديث المتفق عليه: عن المغيرة بن شعبة قال: ((تخلفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فتبرز وذكر وضوءه، ثم عمد الناس وعبد الرحمن يصلي بهم، فصلى مع الناس الركعة الأخيرة، فلما سلم عبد الرحمن قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، فلما قضاها أقبل عليهم فقال: قد أحسنتم وأصبتم يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها))
__ اللهم صل وسلم على نبيك، كم في الحديث الأخير من درس في الأدب والخلق ورعاية أحوال الأصحاب __
= = = = == = = = = = = = = = = =
[1] ولذلك جاء العزم قبل التوكل في قوله تعالى ((فإذا عزمت فتوكل على الله))، بل حتى التوكل هل يكون بغير عزم على التوكل، وأقصى ما جاء هو مقارنة إرادة الفعل لإرادة التوكل ((اعقلها وتوكل))، هذا إذا لم نقل أن "الواو" تفيد الترتيب مطلقاً، إلا أنه قول ضعيف عند النحويين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 03:06]ـ
تنصح كثير من كتب تطوير الذات، وكذلك عدد كبير من علماء النفس والتربية بـ "الثقة" بالنفس، ويؤكدون على أن عدم الثقة بالنفس، وعدم اعتداد الشخص بما يملكه من مهارات وقدرات يقلل من الانتاجية و يضعف العزم على تحقيق الأهداف.
ياترى: كيف نلحظ "الخيط الرفيع" بين هذا ومعنى العجب الذي حذر منه السلف؟
--------------------------------------
مُقدّماً، نعلم بلا ريب أن الثقة في الله قبل كل شيء وبيده الأمر كله سبحانه، ولذلك أرجو من الإخوة مناقشة الجزء المحدد من الموضوع والتركيز عليه قدر الإمكان.
بارك الله فيكم على هذا الموضوع القيم.
لا شك أن كتب (تطوير الذات) المعاصر مشحونة بمفردات هي من متشابه المصطلحات. فالواجب علينا تأصيلها على قواعد شرعية وضوابط سنية.
فإذ كان المراد بـ (الثقة بالنفس): الثبات على الحق، والعزم الفتى على فعل الخيرات، مع التوكل التام لخالق الأنام ومقلب الأيام. . فهذا مطلوب شرعا. {احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز}.
أما إن أريد بها: الاتكال على النفس، والأمان من سيئاتها ووسوسة الشيطان، فهذا لا يقوي (العزم) إلا على الأباطيل، ولا يحقق (الأهداف) إلا ما كان من شهوات الدنيا ولعله ليس لأصحابها في الآخرة من خلاق - والعياذ بالله.
ـ[عبدالله الكناني]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 10:05]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم بارك الله فيك وفي طرحك وفي مداخلات الفضلاء هنا ومادبجوه من فتاوى وأقوال جميلة اسمح لي سيدي الفاضل أن دلي بدلوي لو تكرمت على في ذلك:
1=يبدو لي بارك الله فيك من خلال طرحك أن لديك شبه معلومة وافية عن الموضوع ولعل جنابكم الكريم ألا يظن علينا بكمالها في المنتدى المبارك.
2=المصطلحات المعاصرة التي لاعلاقة لنا بها كمسلمين في كتبنا كما ترد في كتب تطوير الذات أو غيرها تترجم حرفيا حسب البئية التي نشأ فيها الكتاب الأصل ولعل لكل بلد أسلوبه الخاص في نمطية الحياة وطريقته في التعبير فمثلا الإنسان الأمريكي يعرف الثقة بالنفس بأسلوب مختلف تماما عما يراه نظيره في الصين مثلا نتيجة لنمطية الحياة وطريتقها في كلا البلدين فأنت عندما تحكم على كلمة الثقة بالنفس لابد أن تعرف معناها في كل بلد والأسلم في هذا تحديد الثقة بالنفس في كلام فلان أوطريقته لاسيما أن التطوير وما عداه أصبح له مدارسه وأفكاره ومن ثم يمكن إن صح التعبير توضيح الحكم الشرعي مدبجا بكلام عالم مسلم له باع في هذا الشأن.
3= تجد هذه العبارات تستخدم كثيرا في مجال الطب النفسي لعلاج المرضى وحثهم على الاستعداد لمواجهة صعوبة العلاج أو طول المدة الزمنية.
4= العبارة تحتمل معان عدة
تحتمل الغرور.
تحتمل الدافعية.
تحتمل التحدي.
تحتمل عدم الإيمان بالله أو انعدام التوكل والعياذ بالله.
عدم الثقة تحتمل الاستسلام ..... الانهزامة ...... عدم القدرة على المواجهة الخ
إذا نحن أمام مصطلح جديد نحتاج فهمه .. إدراكه .. الإحاطة بجميع معانيه .. ؛لكي نصدر حكما سليماَ لنقول بعدها هذا محرم أو مباح.
ولولا خوفي من إطالة الموضوع وتشعبه لطرحت بعض العبارات التي يرى أصحاب هذا المنهج أنها تدخل تحت مسمى الثقة بالنفس ولقد رأيت فيها تباينا مابين القاعدة وفروعها فيطلب في مكانه
شكرا لك رحابة صدرك وقوي طرحك وجميل حرصك تقبل مني دعوة بظهر الغيب أن ترى الحق فتتبعه وترى الباطل فتجتنبه
محبك.عبدالله الكناني:)(/)
رسالة أوصى الشيخ سليمان العلوان طالب العلم بقراءتها
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 12:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ سليمان العلوان – وفقه الله - في إحدى جلساته المنعقدة في بيته في ذي القعدة عام 1424هـ كلاماً حول رمي أئمة الدعوة النجدية بالشدة على المخالف ثم ذكر نموذجاً للرفق واللين وأوصى كل طالب علم بقراءة هذا النموذج وقال إن هذه الرسالة بلين خطابها قد لا يكتبها أحدنا إلى والده ..
وهي رسالة الشيخ حمد بن عتيق إلى صديق حسن خان القنوجي ينبه على ما في تفسيره من بعض الأخطاء والتأويل ..
فأحببت أن يقرأها كل طالب علم فنقلتها من الدرر السنية الموجودة في المكتبة الشاملة والرسالة موجودة في المطبوع في الجزء 13 من صفحة 23 حتى 33
* تأمل ما هو مكتوب باللون الأحمر ..
ونصها:
[ما في تفسير محمد صديق من بعض عبارات المتكلمين]
قال الشيخ حمد بن عتيق، رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
من حمد بن عتيق، إلى الإمام المعظم، والشريف المقدم محمد، الملقب: صديق، زاده الله من التحقيق ; وأجاره في ماله من عذاب الحريق، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: وصل إلينا التفسير – أي تفسيره فتح البيان - فرأينا أمرا عجيبا، ما كنا نظن أن الزمان يسمح بمثله، في عصرنا وما قرب منه، لما في التفاسير التي تصل إلينا من التحريف، والخروج عن طريقة الاستقامة، وحمل كتاب الله على غير مراد الله، وركوب التعاسيف في حمله على المذاهب الباطلة، وجعله آلة لذلك.
فلما نظرنا في ذلك التفسير، تبين لنا حسن قصد منشئه، وسلامة عقيدته، وبعده عن تعمد مذهب غير ما عليه السلف الكرام، فعلمنا أن ذلك من قبيل قوله: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} [سورة الكهف آية: 65]، والحمد لله رب العالمين.
وهذا التفسير العظيم وصل إلينا في شعبان، سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، فنظرت فيه في هذا الشهر، وفي شوال، فتجهز الناس للحج، ولم أتمكن إلا من مطالعة بعضه، ومع ذلك وقفت فيه على مواضع تحتاج إلى تحقيق، وظننت أن لذلك سببين.
أحدهما: أنه لم يحصل منكم إمعان نظر، في هذا الكتاب بعد تمامه، والغالب على من صنف الكتاب كثرة ترداده، وإبقاؤه في يده سنين يبديه ويعيده، ويمحو ويثبت، ويبدل العبارات، حتى يغلب على ظنه الصحة، ولعل الأصحاب عاجلوك بتلقيه قبل ذلك.
والثاني: أن ظاهر الصنيع، أنك أحسنت الظن ببعض المتكلمين، وأخذت من عباراتهم، بعضا بلفظه، وبعضا بمعناه، فدخل عليك شيء من ذلك، لم تمعن النظر فيها ; ولهم عبارات مزخرفة تتضمن الداء العضال، وما دخل عليك من ذلك مغفور إن شاء الله، بحسن القصد واعتماد الحق، وتحري الصدق والعدل، وهو قليل بالنسبة إلى ما وقع فيه كثير ممن صنف في التفسير وغيره، وإذا نظر السني المنصف، في كثير من التفاسير، وشروح الحديث، وجد ما قلته وما هو أكفر منه.
وقد سلكتم في هذا التفسير في مواضع منه، مسلك أهل التأويل، مع أنه قد وصل إلينا لكم رسالة في ذم التأويل مختصرة، وهي كافية ومطلعة على أن ما وقع في التفسير صدر من غير تأمل، وأنه من ذلك القبيل، وكذلك في التفسير من مخالفة أهل التأويل ما يدل على ذلك.
وأنا اجتريت عليك، وإن كان مثلي لا ينبغي له ذلك ; لأنه غلب على ظني إصغاؤك إلى التنبيه، ولأن من أخلاق أئمة الدين قبول التنبيه والمذاكرة، وذم الكبر، وإن كان القائل غير أهل ; ولأنه بلغني عن بعض من اجتمع بك، أنك تحب الاجتماع بأهل العلم، وتحرص على ذلك، وتقبل العلم، ولو ممن هو دونك بكثير، فرجوت أن ذلك عنوان التوفيق ; جعلك الله كذلك وخيرا من ذلك.
واعلم أرشدك الله أن الذي جرينا عليه، أنه إذا وصل إلينا شيء من المصنفات في التفسير، وشرح الحديث، اختبرنا واعتبرنا معتقده في العلو والصفات والأفعال، فوجدنا الغالب على كثير من المتأخرين أو أكثرهم مذهب الأشاعرة الذي حاصله نفي العلو، وتأويل الآيات في هذا
الباب، بالتأويلات الموروثة عن بشر المريسي وأضرابه من أهل البدع والضلال ; ومن نظر في شرح البخاري ومسلم ونحوهما، وجد ذلك فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما صنفوا في الأصول والعقائد، فالأمر فيه ظاهر لذوي الألباب ; فمن رزقه الله بصيرة ونورا، وأمعن النظر فيما قالوه، وعرضه على ما جاء عن الله ورسوله، وما عليه أهل السنة المحضة، تبين له المنافاة بينهما، وعرف ذلك كما يعرف الفرق بين الليل والنهار؛ فأعرض عما قالوه، وأقبل على الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة وأئمتها، ففيه الشفاء والمقنع ; وبعض المصنفين يذكر ما عليه السلف، وما عليه المتكلمون، ويختاره ويقرره. فلما اعتبرنا هذا التفسير، وجدناك وافقتهم في ذكر المذهبين ; وخالفتهم في اختيار ما عليه السلف تقرره، وليتك اقتصرت على ذلك، ولم تكبر حجم هذا الكتاب بمذهب أهل البدع، فإنه لا خير في أكثره.
وقد يكون لكم من القصد، نظير ما بلغني عن الشوكاني رحمه الله، لما قيل له: لأي شيء تذكر كلام الزيدية، في هذا الشرح؟ قال ما معناه: لا آمن الإعراض عن الكتاب، ورجوت أن ذكر ذلك أدعى إلى قبوله وتلقيه.
وقد قيض الله لكتب أهل السنة المحضة من يتلقاها، ويعتني بها، ويظهرها مع ما فيها من الرد على أهل البدع وعيبهم، وتكفير بعض دعاتهم وغلاتهم، فإن الله ضمن لهذا الدين أن يظهره على الدين كله.
والمقصود: أن في هذا التفسير مواضع تحتاج إلى تحقيق، ونذكر لك بعض ذلك.
فمنه: أني نظرت في الكلام على آيات الاستواء، فرأيتك أطلت الكلام في بعض المواضع، بذكر كلام المبتدعة النفاة، كما تقدم.
ومنه: أن في الكلام بعض تعارض، كقولكم في آية يونس: وظاهر الآية يدل على أنه سبحانه إنما استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض; لأن كلمة ثم للتراخي; ثم قلتم في سورة الرعد، وثم هنا لمجرد العطف لا للترتيب، لأن الاستواء عليه غير مرتب على رفع السماوات ; وكذلك قلتم في سورة السجدة: وليست ثم للترتيب، بل بمعنى الواو.
فالنظر في هذا من وجهين; أحدهما: أن ظاهره التعارض; الثاني: أن القول بأن ثم لمجرد العطف لا للترتيب في هذه الآيات، إنما يقوله من فسر الاستواء بالقهر والغلبة، وعدم الترتيب ظاهر على قولهم.
وأما السلف وأئمة السنة وأهل التحقيق، فقد جعلوا اطراد الآيات في جميع المواضع، دليلا على ثبوت الترتيب; وردوا به على نفاة الاستواء، وأبطلوا به تأويلاتهم، كما هو معروف مقرر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره; فانظر من أين دخلت عليك هذه العبارات، وقد رأيت للرازي عبارة في التفسير تفهم ذلك، فلعلك بنيت على قوله. وهذا الرجل وإن كان يلقب بالفخر، فله كلام في العقائد قد زل فيه زلة عظيمة، وآخر أمره الحيرة ; نرجو أنه تاب من ذلك، ومات على السنة، فلا تغتر بأمثال هؤلاء.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: في المحصل، وسائر كتب الكلام المختلف أهلها، مثل كتب الرازي وأمثاله، وكتب المعتزلة والشيعة والفلاسفة ; ونحو هؤلاء، لا يوجد فيها ما بعث الله به رسله، في أصول الدين، بل وجد فيها حق ملبوس بباطل، انتهى من منهاج السنة.
قال: وقد قال بعض العلماء في المحصل:
محصل في أصول الدين حاصله ... أصل الضلالات والشرك المبين وما
من بعد تحصيله جهل بلا دين ... فيه فأكثره وحي الشياطين
وهذا من أجل كتبه، فكيف تسمح نفس عاقل أن يعتمد على قول مثل هؤلاء؟!.
ومن ذلك أنكم قلتم في سورة يونس أيضا: استوى على العرش، استواء يليق به، وهذه طريقة السلف المفوضين، وقد تقدس الديان عن المكان، والمعبود عن الحدود، انتهى.
فإن كان المراد بالتفويض ما يقوله بعض النفاة، وينسبونه إلى السلف; وهو أنهم يمرون الألفاظ ويؤمنون بها، من غير أن يعتقدوا لها معان تليق بالله; أو أنهم لا يعرفون معانيها، فهذا كذب على السلف من النفاة.
وإذا قال السلف: أمروها كما جاءت بلا كيف، فإنما نفوا حقيقة الصفة ; ولو كانوا قد آمنوا باللفظ المجرد، من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله، لما قالوا: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول ; وأمروها كما جاءت بلا كيف، فإن الاستواء لا يكون حينئذ معلوما، بل مجهولا بمنْزلة حروف المعجم.
وأيضا فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم من اللفظ معنى ; وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا ثبتت الصفات ; هذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا نشك أن هذا اعتقادك ; ولكن المراد: أنه دخل عليك بعض الألفاظ من كلام أهل البدع، لم تتصور مرادهم، فانتبه لمثل ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول القائل: يتقدس الديان عن المكان، فهذا لم ينطق السلف فيه بنفي ولا إثبات، وهو من عبارات المتكلمين، ومرادهم به نفي علو الله على خلقه ; لأن لفظ المكان فيه إجمال يحتمل الحق والباطل، كلفظ الجهة ونحوه، والكلام في ذلك معروف في كتب شيخ الإسلام وابن القيم، فارجع إلى ذلك تجده، ولا نطيل به.
وحسب العبد الاقتصار في هذا الباب على ما ورد في الكتاب والسنة، كما قال الإمام أحمد: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث.
ومن ذلك ما ذكرتم، عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [سورة البقرة آية: 29] وقد قيل: إن خلق جرم الأرض متقدم على السماء، ودحوها متأخر، وقد ذكر هذا جماعة من أهل العلم، وهذا جمع جيد يجب المصير إليه.
وفي حم السجدة، الجواب: أن الخلق ليس عبارة عن الإيجاد والتكوين فقط، بل عبارة عن التقدير أيضا ; والمعنى: قضى أن يحدث الأرض في يومين، بعد إحداث السماء ; والجواب المشهور: أنه خلق الأرض أولا، ثم خلق السماء بعدها، ثم دحا الأرض ومدها ; والأول أولى، ففي هذا نوع تعارض.
ومن ذلك قولكم في الكلام على البسملة: والرحمة إرادة الخير والإحسان لأهله ; وقيل: ترك عقوبة من يستحق العقاب، وإسداء الخير والإحسان إلى من لا يستحقه، فهو على الأول صفة ذات ; وعلى الثاني صفة فعل، انتهى.
وهذا هو التأويل المعروف عن بعض أهل البدع، يردون هذه الصفات إلى الإرادة، فرارا مما فهموه، حيث قالوا: إن الرحمة رقة في القلب لا يصلح نسبتها إلى الله تعالى ; فقال لهم أهل السنة: هذه رحمة المخلوق، ورحمة الرب تليق بجلاله، لا يعلم كيف هي إلا هو.
ويلزمهم في الإرادة نظير ما فروا منه في الرحمة ; فإن الإرادة هي ميل القلب، فإما أن تثبت إرادة تليق بالرب تعالى، وهو الحق في جميع الصفات، وإما أن تقابل بالتأويل وهو الباطل؛ والآفة دخلت على النفاة، من جهة أنهم لم يفهموا من صفات الرب إلا ما يليق بالمخلوق، فذهبوا لينفوا ذلك، ويقابلوه بالتأويلات.
قال شيخ الإسلام: إنهم شبهوا أولا فعطلوا آخرا، وأهل السنة والجماعة أثبتوا لله جميع الصفات على ما يليق بجلاله، ونفوا عنه مشابهة المخلوقين، فسلموا من التشبيه والتعطيل. ومن ذلك: أنكم أكثرتم في هذا التفسير من حمل بعض الآيات على المجاز وأنواعه، وقد علمتم أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، حدث بعد القرون المفضلة، ولم يتكلم الرب به ولا رسوله، ولا أصحابه ولا التابعون لهم بإحسان.
والذي تكلم به من أهل اللغة، يقول في بعض الآيات: وهذا من مجاز اللغة ; ومراده: أن هذا مما يجوز في اللغة، لم يرد هذا التقسيم الحادث، ولا خطر بباله، لا سيما وقد قالوا: إن المجاز يصح نفيه، فكيف يليق حمل الآيات القرآنية على مثل ذلك؟!.
وقد أتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الإيمان الكبير، بما كفى وشفى، وذكر الآيات التي استدلوا بها، وبعض الأمثلة التي ذكروها ; وأجاب عن ذلك بما إذا طالعه المنصف، عرف الصواب.
ومن قواعده: أن المجاز لا يدخل في النصوص، ولا يهولنك إطباق المتأخرين عليه، فإنهم قد أطبقوا على ما هو شر منه، والعاقل يعرف الرجال بالحق، لا الحق بالرجال.
ومن عرف غربة الإسلام والسنة، لم يغتر بأقوال الناس وإن كثرت ; والله يقول: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة الأنعام آية: 116] الآية، ومن أبلغ الناس بحثا في المعاني، الزمخشري، وله في تفسيره مواضع حسنة.
ولكنه معروف بالاعتزال ونفي الصفات، والتكلف في التأويلات الفاسدة، والحكم على الله بالشريعة الباطلة، مع ما هو عليه من مسبة السلف وذمهم، والتنقص بهم، وفي تفسيره عقارب لا يعرفها إلا الخواص من أهل السنة.
وقد قال فيه بعض العلماء:
ولكنه فيه مقال لقائل ... وزلات سوء قد أخذن المخانقا
ويسهب في المعنى القليل إشارة ... بتكثير ألفاظ تسمى الشقاشقا
ويقول فيها الله ما ليس قائلا ... وكان مجافي الخطابة وامقا
ويشتم أعلام الأئمة ضلة ... ولا سيما إن أولجوه المضائقا
لئن لم تداركه من الله رحمة ... لسوف يرى للكافرين مرافقا
والمقصود: أن الاعتماد على أقوال مثل هؤلاء، لا يليق بالمحقق، لا سيما فيما يتعلق بمعرفة الله وتوحيده، وأنت ترى مثل محمد بن جرير الطبري رحمه الله، وأقرانه ومن قبله، ومن يقربه في أزمانه لم يعرج على هذه الأمور، وكذلك المحققون من المتأخرين كابن كثير ونحوه، وكما هو المأثور عن السلف رحمهم الله، وما استنبطوا منه. فنسأل الله تعالى أن يلحقنا بآثار الموحدين، وأن يحشرنا في زمرة أهل السنة والجماعة بمنه وكرمه، والله أعلم
محبكمـ
أبو المهند.
.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 12:30]ـ
شكر اللَّهُ لكُم،وباركَ فيكُم ـ أبا المهند القصيميّ ـ.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 10:38]ـ
جزراكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 02:02]ـ
بوركم فيكمـ أحبتي ..
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 03:24]ـ
عجل الله بفرج الشيخ
بارك الله فيك اخي ابا المهند
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 11:03]ـ
غفر الله لك أخي أبو المهند
وفرج هم الشيخ عاجلاً غير آجل.
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 12:10]ـ
بارك الله فيك ياابا المهند ..
وفك الله أسر الشيخ سليمان.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[20 - Mar-2008, مساء 03:56]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ..
ـ[ابو محمد الشمالي]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 10:44]ـ
جزاكم الله خيراً
وفك الله اسر الشيخ العلوان
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 01:31]ـ
بارك الله فيك يا ابا مهند وجزاك كل خير على هذه الرسالة القيمة
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 01:37]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[العرب]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 01:44]ـ
اللهم فرج همه وازل غمه واكشف كربه وآنس وحشته
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 03:07]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 06:30]ـ
الأخوان
العرب و حسن.
بوركتما وسددتمما ..(/)
إلى طلاب الشيخ فهد العيبان
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 01:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني طلاب الشيخ فهد العيبان اريد أن ابدأ معكم بأذن الله تعالى في حضور دروس الشيخ مع
بداية النصف الثاني للدراسة لكن لدي عدة اسئلة اتمنا ان اجد اجابة لها
س1 - ما هي طريقة الشيخ واسلوبه ومنهجه في الشرح؟
س2 - هل قرر الشيخ شرح مساند لشرحة سواءً مسموع او مكتوب بالنسبة للكتب التي شرحها؟
س3 - اين اجد الشرح الصوتي لها وهل هناك تفريغ لشروح؟
س4_ رأيت اوراق توزع بعد الدرس هل لي بالحصول عليها كاملة من بداية اول درس؟
اثقلة عليكم بالاسئلة لكن استحملونا فأخوكم سيبتداء في طلب العلم معكم ان شاء الله
اسأل الله ان ييسر العلم لنا ولكم ويجعله خالص لوجهه الكريم وان يفقهنا في الدين ويعلمنا التأويل(/)
أثر ترك الدليل على الفقه المذهبي
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 10:32]ـ
أثر ترك الدليل على الفقه المذهبي:
إن معظم الشروح التي كتبت على المصنفات لا تتوفر على شيئ من الأدلة غالباً , وإن كان بعض
المصنفين ومنهم ابن أبي زيد القيرواني – رحمه الله – قد حاول بناء رسالته على كثير من النصوص
المقتبسة من السنة , كما أن بعض من شرحوا كتابه كأبي الحسن – رحمه الله – كثيراً ما يوردون
الدليل للأقوال الرئيسية , لكن على وفاق المذهب غالباً , وقد يوردون المعارض ويرجحونه.
لقد كان هم الشارحين حل ألفاظ المصنفات , وذكر ما في المسالة من أقوال في المذهب , وبيان الراجح
من المرجوح , والمشهور من الشاذ , ولعلّ بعضهم كان يستعظم أن يذهب للبحث عن دليل لما قاله
العلماء ثقة منه بهم , فكان تفريطاً , أدّى إلى نتيجتين كلاهما شر:
الأولى: ترك المتأخرين للنصوص , والإعراض عنها كلية في الدروس , بحكم الاعتياد , حتى غدوا
ينظرون إلى من يذكر شيئاً منها نظرة ريبة , فانفصل الفقه عن معينه الذي لا حياة له بدونه , وهو
فقه الكتاب والسنة.
والثانية: عزوف بعض الناس عن هذه المصنفات , وعلى هذا معظم الشباب اليوم , مع ما فيها من
علم غزير , هم في حاجة إليه بلا شك , لظنهم أن ما فيها أو معظمه باطل , على أن ما تميزت به
بعض المصنفات من تعقيدات لفظية , واصطلاحات كلامية , واختصار شديد كان من عوامل صرف
الناس عنها.
ومن الجائز , بل المتعين لمن كان أهلاً , بيان خطإ العالم , في رفق وأناة , وقد كان العلماء ينهون
أن يأخذ عنهم من لم يعلم من أين أخذوا , ثم ليعلم أنه لا تلازم بين احترام العالم وإن تعدد لا يسلبه
وصف العلم , وأن مراجعته ليس عليه فيها نقص , ولا على المراجع ضير.
وحسبنا أن الصحابة كانوا يراجعون النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المسائل التي تثور في
رؤوسهم بسبب شبهة , فغن عائشة رضي الله عنها لما سمعت حديث: " ليس أحد يحاسب إلاَ هلك "
, قالت يارسول الله جعلني الله فداك:" أليس يقول الله عزوجل: " فأما من اوتي كتابه بيمينه فسوف
يحاسب حساباً يسيراً " , قال صلى الله عليه وسلم " ذاك العرض يعرضون ومن نوقش الحساب هلك " (راجع كتاب التفسير من صحيح البخاري: سورة إذا السماء انشقت).
وكما قال عمر حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب القتلى الذين ألقوا في قليب بدر:" يارسول
الله , ما تخاطب من قوم قد جيفوا ? فقال:" والذي نفسي بيده ما أنتم باسمع لما أقول منهم , ولكن لا
يجيبون ".
وقد وهمت عائشة – رضي الله عنها – ابن عمر في روايته تلك المخاطبة , اعتماداً على قوله تعالى: "
فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء " راجع تفسير ابن كثير.
نعم إن المراجعة للعالم لا ينبغي أن يكون الدافع إليها التعنّت والتعصّب , والمراء , بل التفقه والتعلم ,
ولذلك قال علي بن أبي طالب لابن الكواء , وقد لا حظ عليه التعنّت في سؤاله:" ويحك سل تفقهاً ولا
تسأل تعنّتاً " , ونفى عمر صبيغاً لما علم منه ذلك.
لكن الذين اكتفوا بشرح المصنفات , وجمع الأقوال المجردات , وإنما قصدوا حفظ الأقوال وجمعها ,
وهو أمر حسن ومطلوب , إذا لم يتجاوز به حده , وهم لم يريدوا بما قاموا به من أعمال أن يطعنوا في
توحيد المتابعة لصاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم حتى تنصب أقوالهم في مقابل سنته التي لا حجة
لمن خالفها.
يقول الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي – رحمه الله - وهو يعرض بعض ما أنجزته جمعية العلماء في
الميدان العلمي:" إن أكبر ميزة يمتاز بها هذا الطور الذي نحن فيه من أطوارنا العلمية هي
الاستدلال , فلقد كان العلم إلى ماقبل النهضة مباشرة عبارة عن أقوال يسلمها الشيخ لكتابه ,
ويسلمها التلميذ لشيخه , فإذا استقامت تراكيب الكتاب وأفادت معنى صحيحاً لم يكن في ذهن
الشيخ قوة على التماس الدليل ولم يكن من حق التلميذ أن يطالبه بالدليل , , , " (آثار البشير
الابراهيمي).
وقال رحمه الله:" ولقد كان التسليم أصلاً من أصول الأدب في جميع ما يعمُر مجالسنا العلمية من
الأحاديث , وإن هذا لهو المنفذ الواسع الذي دخلت علينا منه الخرافات , والأحاديث الموضوعة
والمبالغات السخيفة , والآراء المضطربة , وكبائر اللغو وموبقاته , حتى أصبحت كلها علماً ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصبحنا مكرهين على تحمله وأدائه , وإنما انتقلت إلينا هذه النزعة , نزعة التسليم من مشايخ
الطرق , فقد كانت مسيطرة على مجالسهم وخلواتهم , كانوا يأخذون أتباعهم فيما يأخذونهم به من
أصول التربية , بتحقيق معناها من أنفسهم , ليرضوهم بها على الطاعة العمياء لهم , ومن كلماتهم
التي سارت مثلاً (سلم تسلم) و (سلم للرجال في كل حال) ".
وزيادة على ما تقدم , فإن كتب الفقه المذهبي إنما تعنى بإثبات وتقل ما ينبغي أن تكون به الفتوى
في مذهب ما , وليس بلازم أن كل ما في مذهب من المذاهب هو الصواب.
فمثلاً صاحب المختصر الشيخ خليل - رحمه الله - وغيره ممن نحا نحوه لم يكونوا فيما جمعوا
مؤلفين مستقلين , بل كانوا جامعين لما به الفتوى في كل مذهب , وكان مجال نحركهم – رحمهم
الله - محدوداً , إذ لا يتعدى غالباً الاختيار من بين الأقوال التي في المذهب , حسب شهرتها أو
اختيار بعض العلماء لها انطلاقاً من المدونة الكبرى , وغيرها من الأمهات عند غيره , وما ذكره
شراحها , ثم ما رجحه العلماء المعتبرون عند المؤلف , ولم يجز الشيخ خليل لنفسه أن ينهج نهج
الترجيح , كما فعل في كتابه التوضيح , وإنما اكتفى بذكر ترجيح غيره من المتقدمين.
قال الحطاب – رحمه الله - عند قول خليل " و حيث ذكرت قولين أو أقوالاً , فذلك لعدم اطلاعي في
الفرع على أرجحية منصوصة لغيره من تشهير , أو تصويب , أو اختيار ,ذكر القولين أو الأقوال ,
, واحترز بقوله (منصوصة) مما إذا ظهر له ترجيح أحد الأقوال , ولم يرد ذلك منصوصاً , فإنه
يرجح ما ظهر له تورعاً منه رحمه الله , , , بخلاف التوضيح فغنه يشير إلى ما ظهر له بالخاء ".
وقد بين الشيخ خليل في مقدمة كتابه منهجيته , حيث اعتمد على المدونة , وما قاله شراحها ,
وتأويلاتهم لبعض نصوصها و كما اعتمد على اختيارات ةترجيحات أربعة من العلماء , وهم علي بن
محمد الربعي المعروف باللخمي (ت: 478) , ومحمد بن علي بن يونس (ت: 451) , ومحمد بن
أحمد أبو الوليد (ت: 520) , ومحمد بن علي المازري (ت: 536) , - رحمهم الله – وقد يذكر
أقوال غيرهم , ثم إنه صاغ كل ذلك ضياغة محررة دقيقة , بدون حشو ولا إطناب , حتى وصلت
في بعض المواضع حد الإلغاز , فاحتاج إلى التبسيط بالشرح.
واهل العلم يفرقون بين موقفهم وهم يقررون كلام غيرهم ومذهبه , وبين تصديهم للمسائل
يعرضونها على الأدلة فيرجحون ويقارنون , أو ينظرون في الأدلة أولاً فيستنبطون , ولهذا تجد
العالم في بعض تآليفه مجرد ناقل جامع , وقد لا يفرق وهو في غمرة النقل , بين الصحيح والسقيم
, وتجد العالم نفسه في تآليف أخرى مجتهداً ناقداً مرجحاً , وهذا ملحوظ في كثير من العلوم , خذ
مثلاً علم الرجال , واعتبر بالحافظ بن حجر في كتابه تهذيب التهذيب فهو فيه على غير ما هو عليه
في كتابه – التقريب - , وانظر إلى ابن عبد البر في الاستذكار , فإن موقفه فيه ليس كموقفه في
كتابه (الكافي في فقه أهل المدينة) , وهذه المسألة من لم يحط به خُبرا , أو شك أن لا يعرف للعالم
منزلته , وقد يؤدي به الأمر إلى الإزراء به من حيث لا يدري , وإن كان منهج حكاية الأقوال
المصحوب بالنقد متى كان لا زما هو المقدم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 11:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
تقبل مروري اخي في الله(/)
تفسير في ظلال القران وحصار غزة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 12:01]ـ
! قال صاحب الظلال رحمه الله في تفسير قوله تعالى
((هم الذين يقولون: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا}. .
وهي قولة يتجلى فيها خبث الطبع، ولؤم النحيزة. وهي خطة التجويع التي يبدو أن خصوم الحق والإيمان يتواصون بها على اختلاف الزمان والمكان، في حرب العقيدة ومناهضة الأديان. ذلك أنهم لخسة مشاعرهم يحسبون لقمة العيش هي كل شيء في الحياة كما هي في حسهم فيحاربون بها المؤمنين.
إنها خطة قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضوا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلموه للمشركين!
وهي خطة المنافقين كما تحكيها هذه الآية لينفض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه تحت وطأة الضيق والجوع!
وهي خطة الشيوعيين في حرمان المتدينين في بلادهم من بطاقات التموين، ليموتوا جوعاً أو يكفروا بالله، ويتركوا الصلاة!
وهي خطة غيرهم ممن يحاربون الدعوة إلى الله وحركة البعث الإسلامي في بلاد الإسلام، بالحصار والتجويع ومحاولة سد أسباب العمل والارتزاق. .
وهكذا يتوافى على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان، من قديم الزمان، إلى هذا الزمان. . ناسين الحقيقة البسيطة التي يذكرهم القرآن بها قبل ختام هذه الآية:
{ولله خزائن السماوات والأرض. ولكن المنافقين لا يفقهون}. .
ومن خزائن الله في السماوات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم. فما أغباهم وأقل فقههم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين!
وهكذا يثبت الله المؤمنين ويقوي قلوبهم على مواجهة هذه الخطة اللئيمة والوسيلة الخسيسة، التي يلجأ أعداء الله إليها في حربهم يطمئنهم إلى أن خزائن الله في السماوات والأرض هي خزائن الأرزاق للجميع. والذي يعطي أعداءه لا ينسى أولياءه. فقد شاءت رحمته ألا يأخذ حتى أعداءه من عباده بالتجويع وقطع الأرزاق. وقد علم أنهم لا يرزقون أنفسهم كثيراً ولا قليلاً لو قطع عنهم الأرزاق! وهو أكرم أن يكل عباده ولو كانوا أعداءه إلى ما يعجزون عنه البتة. فالتجويع خطة لا يفكر فيها إلا أخس الأخساء وألأم اللؤماء!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 01:37]ـ
جزاك االله خيرا
موضوع في وقته.
ولقد استفدت منها أن جمع لئيم: لؤماء
شكرا لك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 06:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 09:21]ـ
جزاك الله خيراً - اقتباس طيب وإسقاط جيد وتذكير صيب.
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 10:22]ـ
رحم الله سيدا رحمة واسعة وجزا الله خيرا أبو محمد الغامدي على حسن فقهه
ـ[الفاروق]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 01:31]ـ
جزاكم الله خيرا أبا محمد وسددكم.
ونفع بكم وأيدكم.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:41]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:37]ـ
الاخوة الفضلاء شريف شلبي و آلبوصيلي و أبو يوسف السلفي
شكرا لمروركم وجزاكم الله خيرا وسددكم.ونفع بكم
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 11:05]ـ
جزاكم الله خيراً، و بارك فيكم ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 11:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[باعث الخير]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:02]ـ
رحم الله الشيخ سيد وغفر له
وجزاك الله خيرا اخي الكريم على هذا النقل الماتع
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 10:22]ـ
جزاك االله خيرا
موضوع في وقته.
ولقد استفدت منها أن جمع لئيم: لؤماء
شكرا لك
رحم الله سيداً وهذا الجمع خطأ ..
لئيم إما أن يجمع لئام وهذا المشهور ..
أو لؤماء ككرماء ..
أو لؤمان كسرعان ..
#######
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 03:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله المهاجر]ــــــــ[21 - Oct-2008, مساء 05:36]ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين
وبعد ...
فجزاك الله خيراً أبا محمد الغامدي , طاب النقل ورحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة , ولكن لنا مع إنزال النقل على واقع حماس وأتباعها في فلسطين وقفة. إذ كيف يقاس من أوذي لاستمساكه بالتوحيد ورفضه التنازل عن دينه , بمن دان بالديمقراطية وحكم وتحاكم للقوانين الوضعية , هذا وربي قياس مع الفارق العظيم نسأل الله السلامة والعافية من الشرك ومن دان به , ونسأله تعالى أن يتوفنا مسلمين وأن يرفقنا بالصالحين .. آمين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 10:43]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل أبا محمد على هذا الاختيار الموفق
لهذا العلَم العظيم
ولأخي أبي الحسن هدانا الله وإياه أقول:
الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة
وكذا لا يحسن بالعاقل فضلا عن طالب العلم أن يرى القذاة في أعين الناس ويغفل عن الجذع في عينه
فأخطاؤك النحوية واللغوية كثيرة ومعروفة .. وقد بينت لك بعضها من قبل في هذا الموقع وغيره
ومع هذا فلو سلمنا بأن سيد قطب رحمه الله أخطأ في الجمع .. فقد أخطأ كبار أئمة اللغة .. من قبل في أشياء ومن غير المروءة وكذا من بركة نور العلم أن تتصيّد الأخطاء بمثل هذه السبيل العجيبة
ومع هذا استدراكك في غير محلة
فجمع لئيم على لؤماء صحيح
وما ذكرتَه باطل
ففعيل يجمع على فُعلاء .. ككبير وكبراء .. إلخ
وقواميس اللغة كأساس البلاغة للزمخشري والقاموس المحيط .. وغيرها
نصّت على جمع لئيم بـ"لؤماء"
بل هذا الجمع هو الأشهر لغة وشواهده من أشعار الجاهليين متوافرة
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:34]ـ
اخي أبو القاسم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 10:58]ـ
يقول صاحب التاج أبو الفيض الزبيدي
(فصل اللام) * مع الميم (اللؤم بالضم ضد) العتق و (الكرم) ومر له في الكرم انه ضد اللؤم وعاب جماعة عليه ووقع في شرح الشواهد للعينى ان اللؤم أن يجتمع في الانسان الشح ومهانة النفس ودناءة الآباء وهو من أذم ما يهجى به وقد (لؤم ككرم لؤما بالضم فهو (لئيم) دنئ الاصل شحيح النفس (ج لئام) بالكسر (ولؤماء) ككرماء (ولؤمان) بالضم كسريع وسرعان (وألأم) الرجل (ولدهم) أي اللئام عن ابن الاعرابي (أو) ألأم (أظهر خصالهم) أو صنع ما يدعونه الناس عليه لئيما (و) ألام (القمقم سد صدوعه) فالتأمت (و) قالوا في النداء (يلاملأمان) خلاف قولك يا مكرومان كما في الصحاح (و) يقال للرجل إذا سب (يا ملأم ويالأمان ويضم أي يا لئيم ولأمه كمنعه نسبه الى اللؤم و) لأم (السهم) لأما (جعل عليه ريشا لؤاما) واللؤام هي القذذ الملتئمة وهى التى تلى بطن القذة منها ظهر الاخرى وهو أجود ما يكون (و) لأم (فلانا أصلحه كالأمه ولأمه) بالتشديد (ولاءمه) على فاعله (فالتأم وتلام وتلاءم) كافتعل وتفعل وتفاعل يقال لاءمت بين القوم ملاءمة إذا أصلحت وجمعت واذاتفق الشيآن فقد تلأما والتأما. اهـ
---------------------
وَغَضِبنا مِن قَولِ زاعِمِ حَقٍّ ** إِنَّنا في أُصولِنا لُؤَماءُ
أَبو العَلاء المَعَرِي
363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.
---
لُؤماءٌ جُبَناء ** تَحسِبون البُخل تَجرا
الجزار السرقسطي
? - 606 هـ / ? - 1209 م
أبو بكر يحيى بن محمد بن الجزار السرقسطي.
---
جُبَناءُ ما اِستَنجَدتَهُم لِمُلِمَّةٍ ** لُؤَماءُ ما اِستَجدَيتَهُم بُخّالُ
سِبطِ اِبنِ التَعاويذي
519 - 583 هـ / 1125 - 1187 م
محمد بن عبيد الله بن عبدالله، أبو الفتح، المعروف بابن التعاويذي أو سبط ابن التعاويذي.
---
وعذرتُ في فَرط العقوق أرقَّةً ** لؤماءَ حتى عقّني الأشرافُ
مهيار الديلمي
? - 428 هـ / ? - 1037 م
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.
---
قال اليوسي في "زهر الأكم في الأمثال والحكم ":
و اللؤم بضم اللام وسكون الهمزة ضد الكرم، ولؤم بالضم لؤما فهو لئيم وهو لؤماء.
وساق في "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب": إن هؤلاء التجار لؤماء بخلاء. اهـ
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 01:19]ـ
جزاك الله خيرا استاذنا "ابو محمد الغامدي" .. نقل رائع ورحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة ..
ولي وقفة مع فهم الاخ الفاضل عبد الله المهاجر وفقه الله ..
كان الاولى بالاخ ان يفرق بين الموقف من حماس والموقف من غزة الصابرة الابية .. اهلنا واخواننا في الدين في فلسطين الحبيبة.! غزة كلها تحت الحصار والتجويع والتبديد .. ! وليست غزة كلها "حماس" يا اخي ..
حتى لوكان جميعها من حماس قاطبة .. فهل ترى ان عوام حماس لهم حكم خواص حماس.؟!
قتل اكثر من 700 من الاطفال والنساء الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا هل هم حماس.؟!
اذا تتعامل بهذا الفهم مع الاحداث وتخرج اهل غزة من المسلمين الموحدين وتأخذهم بجريرة حماس فلا اعتقد انك تحصل على بضعة ملايين من اهل التوحيد في هذا الزمان.!!!!!!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Mar-2009, مساء 11:14]ـ
الاخوة الفضلاء أبو الطيب المتنبي وحفيد صلاح الدين
شكرا لمروركم وجزاكم الله خيرا وسددكم.ونفع بكم
ـ[ابو الحسن العلوان]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 04:49]ـ
جزاك الله خير ورحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة
ـ[الرسالة]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 10:16]ـ
كلام رائع من سيد قطب رحمه الله
نسأل الله أن ينصر المجاهدين في حماس وفلسطين ويلطف بأخوتنا
في غزة ويربط على قلوبهم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:07]ـ
الاخوة الفضلاء شكرا لمروركم وجزاكم الله خيرا وسددكم.ونفع بكم(/)
قال الامام أبو حامد الغزالي
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 11:11]ـ
" ما ورد في الأخبار والآثار في النهي عن تفسير القرآن بالرأي، لا يخلو إما أن يكون المراد به الاقتصار على النقل والمسموع وترك الاستنباط والاستقلال بالفهم أو المراد به أمراً آخر، وباطل قطعاً أن يكون المراد به أن لا يتكلم أحد في القرآن إلا بما يسمعه لوجوه:
* أحدها أنه يشترط أن يكون ذلك مسموعاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسنداً إليه وذلك مما لا يصادف إلا في بعض القرآن فأما ما يقوله ابن عباس وابن مسعود من أنفسهم فينبغي - على هذا الرأي - أن لا يقبل وأن يقال عنه هو تفسير بالرأي لأنهم لم يسمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
* الثاني أن الصحابة والمفسرين اختلفوا في تفسير بعض الآيات فقالوا فيها أقاويل مختلفة لا يمكن الجمع بينها، وسماع جميعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم محال، ولو كان الواحد مسموعاً لرد الباقي فتبين على القطع أن كل مفسر قال في المعنى بما ظهر له باستنباطه، والجمع بين الكل غير ممكن فكيف يكون الكل مسموعاً؟
* الثالث أنه صلى الله عليه وسلم " دعا لابن عباس رضي الله عنه وقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " فإن كان التأويل مسموعاً كالتنزيل ومحفوظاً مثله فما معنى تخصيصه بذلك؟
* الرابع أنه قال عز وجل " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " فأثبت لأهل العلم استنباطاً ومعلوم أنه وراء السماع وجملة ما نقلناه من الآثار في فهم القرآن يناقض هذا الخيال فبطل أن يشترط السماع في التأويل وجاز لكل واحد أن يستنبط من القرآن بقدر فهمه وحد عقله.
وأما النهي عن القول في القرآن بغير علم فإنه ينزل على أحد وجهين:
أحدهما: أن يكون له في الشيء رأي وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأول القرآن على وفق رأيه وهواه ليحتج على تصحيح غرضه، ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى. وهذا تارة يكون مع العلم كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته وهو يعلم أنه ليس المراد بالآية ذلك ولكن يلبس به على خصمه، وتارة يكون مع الجهل ولكن إذا كانت الآية محتملة فيميل فهمه إلى الوجه الذي يوافق غرضه ويرجح ذلك الجانب برأيه وهواه، فيكون قد فسر برأيه أي حمله رأيه على ذلك التفسير، ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه. وتارة قد يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلاً من القرآن ويستدل عليه مما يعلم أنه ما أريد به كمن يدعو إلى الاستغفار بالأسحار فيستدل بقوله صلى الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة " ويزعم أن المراد به التسحر بالذكر وهو يعلم أن المراد به الأكل، وكالذي يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول قال الله عز وجل " اذهب إلى فرعون إنه طغى " ويشير إلى قلبه ويومىء إلى أنه المراد بفرعون وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسيناً للكلام وترغيباً للمستمع وهو ممنوع. وقد تستعمله الباطنية في المقاصد الفاسدة لتغرير الناس ودعوتهم إلى مذهبهم الباطل فينزلون القرآن على وفق رأيهم ومذهبهم على أمور يعلمون قطعاً أنها غير مرادة به. فهذه الفنون أحد وجهي الممنوع من التفسير بالرأي .. ويكون المراد بالرأي الرأي الفاسد الموافق للهوى دون الاجتهاد الصحيح والرأي يتناول الصحيح والفاسد والموافق للهوى قد يخصص باسم الرأي.
الوجه الثاني أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمبدلة وما فيه من الاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير فمن لم يحكم بظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه ودخل في زمرة من يفسر بالرأي "
إحياء علوم الدين.
ـ[أبو السها]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 02:36]ـ
يقول شيخ الاسلام بعد أن ساق جملة من الاثارتبين مدى تورع السلف الصالح عن التكلم في كتاب الله بالراي ... /// [] فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف، محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به. فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعًا فلا حرج عليه؛ ولهذا روى عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه؛ لقوله تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]، ولما جاء في الحديث المروي من طرق: (من سئل عن علم فكَتَمَه أَُلْجِم يوم القيامة بلجام من نار).
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشَّار، حدثنَا مُؤَمَّل، حدثنا سفيان عن أبي الزِّنَاد، قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها. وتفسير لا يعذر أحد بجهالته. وتفسير يعلمه العلماء. وتفسير لا يعلمه إلا اللّه، واللّه سبحانه وتعالى أعلم.
رحم الله شيخ الاسلام فأنت ترى انه بين المسالة بأوضح عبارة ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
من فوائد ابن الجوزي في كتاب المدهش
ـ[الفاروق]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:46]ـ
قال ابن الجوزي في كتاب " المدهش" 1/ 43
يقولون: شَفَةُ الإنسان. (1)
وَيُسَمُّونها من ذوات الخف: المِشْفَرُ. (2)
ومن ذوات الظلف: المِقَمَّةٌ. (3)
ومن ذوات الحافر: الحجفلَة. (4)
ومن السباع: الخَطْمُ. (5)
ومن ذوات الجناح غير الصايد: المِنقار.
ومن الصايد: المَنْسِرُ. (6)
ومن الخنزير: الفنطسة. (7)
(1) قال الفيومي في " المصباح المنير " 1/ 318: ولا تكون (الشَّفَةُ) إلا من الإنسان ويقال في الفرق: (الشَّفَةُ) من الإنسان و (المِشْفَرُ) من ذي الخفّ و (الجَحْفَلَةُ) من ذي الحافر و (المِقَمَّةُ) من ذي الظلف و (الخَطْمُ) و (الخُرْطُومُ) من السباع و (المِنْسَرُ) بفتح الميم و كسرها والسين مفتوحة فيهما من ذي الجناح الصائد و (المِنْقَارُ) من غير الصائد و الفنطيسة من الخنزير.
(2) قال في " لسان العرب " مادة (شفر): لا يقال المِشْفَرُ إِلاَّ للبعير قال أَبو عبيد إِنما قيل مَشافِرُ الحبش تشبيهاً بِمَشافِرِ الإِبل.
(3) قال في "اللسان" مادة (قمم): والمِقَمَّةُ مِرَمَّة الشاة تَلُفُّ بها ما أَصابت على وجه الأَرض وتأكله. وقال: الأصمعي: يقال: مِقَمَّة ومِرَمَّة لفم الشاة
(4) الحجفلَة، هكذا جاءت، وصوابها الجَحفَلة. قال في " اللسان ": وجَحْفَلة الدّابة ما تَنَاوَلُ به العَلَفَ، وقيل الجَحْفَلة من الخَيْل والحُمُر والبغالِ والحافر بمنزلة الشفة من الإِنسان. جمعها جحافل.
(5) قال في " اللسان " مادة (خطم): الخَطْمُ من السبع بمنزلة الجَحْفَلَةِ من الفرس ... وأَصل الخَطْمِ في السباع مقاديم أُنوفها وأَفواهها.
(6) قال ابن الأثير في " النهاية " 5/ 122: والمِنْسَر للجَوارح كالمِنْقارِ للطير.
(7) كذا جاءت، ولعلها الفنطيسة، قال الفراهيدي في " العين " 7/ 338: فِنْطِيسةُ الخنزير خَطْمُهُ وهي الفِرْطيسةُ، والفَرْطَسَةُ فِعْلُه إذا مَدَّ خُرْطُومَهُ.
ـ[الفاروق]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:50]ـ
قال:
ويغيرون الاسم بتغيرٍ يعتري، فيقولون لمن نزل بالرَّكِيّ يملأ الدلو: مايح
وللمستقي من أعلاها: ماتح، فالتاء المعجمة من فوق لمن فوق والياء المعجمة من تحت لمن تحت.
قلت الركيّ: البئر
ـ[الفاروق]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:53]ـ
وقال:
وتضع العربُ للشيء الواحد أسماء تختلف باختلاف محالِّه فيقولون لمن انحسر الشعر من جانبي جبهته: أنزع.
فإذا زاد قليلا قالوا:أجلح.
فإذا بلغ الانحسار نصف رأسه قالوا: أجلى، وأجله.
فإذا زاد قالوا: أصلع.
فإذا ذهب الشعر كله: قالوا أحصّ.
والصَلَعُ عندهم: ذهاب الشعر.
والقرع: ذهاب البشرة.
ـ[الفاروق]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 03:01]ـ
وقال 1/ 66:
أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم:أبو قحافة وابنه أبو بكر وابنه عبد الرحمن وابنه محمد ويكنى أبا عتيق.
أربعة أخوة كان بين كل واحد منهم وواحد عشر سنين أولاد أبي طالب طالب وعقيل وجعفر وعلي فكان طالب أسن من عقيل عشر سنين وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين وجعفر أسن من علي بعشر.
ولا يعرف أخوان تباعدا في السن مثل موسى بن عبيدة الربذي وأخيه عبد الله بن عبيدة، فإن عبد الله أسن من موسى بثمانين سنة.(/)
الشروع في العلم يلزم كالشروع في الحج! كلامٌ عظيم لشيخ الإسلام ابن تيميَّة
ـ[الحمادي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 08:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فلشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كلامٌ عظيم في مسئولية العالم وطالب العلم، وما يلزمهما
من صيانة العلم؛ باالمحافظة عليه والعمل به وتبليغه
وقد أشار إلى شيء منه تلميذه الإمام ابن مفلح في كتابه الفروع
فأحببت إفادة نفسي ووعظها أولاً، وإفادة الإخوة نفع الله بهم:
يقول رحمه الله:
( ... وكذلك أهلُ العلم الذين يحفظون على الأمة الكتاب والسنة صورةً ومعنى؛ مع أنَّ حفظ ذلك واجب على الأمة عموماً على الكفاية منهم، ومنه ما يجب على أعيانهم، وهو علم العين الذي يجب على المسلم في خاصة نفسه، لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم.
ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
ولهذا مَضَت السنة بأنَّ الشروع في العلم والجهاد يلزمُ كالشروع في الحج، يعنى أنَّ ما حفظه من علمِ الدِّين وعلم الجهاد ليس له إضاعته؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ القرآنَ
ثمَّ نسيَه لقيَ اللهَ وهو أجذم" رواه أبو داود.
وقال: "عُرِضَت عليَّ أعمالُ أمتي حسنها وسيِّئها فرأيتُ في مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه اللهُ
آيةً من القرآن ثم ينام عنها حتى ينساها".
وقال: "من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيَه فليس منا" رواه مسلم.
وكذلك الشروع في عمل الجهاد فإنَّ المسلمين إذا صافُّوا عدواً أو حاصروا حصناً ليس لهم الانصرافُ عنه حتى يفتحوه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لنبيٍّ إذا لَبِسَ لأمتَه أن ينزعَها حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه".
فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه، فإذا لم يبلغِّوهم علمَ الدين أو ضيَّعوا حفظَه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين.
ولهذا قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
فإنَّ ضررَ كتمانهم تعدَّى إلى البهائم وغيرها، فلعنَهم اللاعنون حتى البهائم، كما أنَّ معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كلُّ شيءٍ حتى الحيتان في جوف البحر والطير في جو السماء.
وكذلك كذبهم في العلم من أعظم الظلم وكذلك إظهارهم للمعاصي والبدع التي تمنع الثقة بأقوالهم وتصرف القلوبَ عن اتِّباعهم، وتقتضي متابعة الناس لهم فيها= هي من أعظم الظلم، ويستحقون من الذمِّ والعقوبة عليها مالا يستحقُّه مَنْ أظهرَ الكذبَ والمعاصي والبدع من غيرهم، لأنَّ إظهارَ غير العالم وإن كان فيه نوعُ ضرر فليس هو مثلَ العالم في الضرر الذي يمنع ظهورَ الحقِّ، ويوجب ظهورَ الباطل، فإنَّ إظهارَ هؤلاء للفجور والبدع بمنزلة إعراض المقاتلة عن الجهاد ودفع العدو
ليس هو مثل إعراض آحاد المقاتلة، لما في ذلك من الضرر العظيم على المسلمين.
فتركُ أهل العلم لتبليغ الدين كترك أهل القتال للجهاد، وتركُ أهل القتال للقتال
الواجب عليهم كترك أهل العلم للتبليغ الواجب عليهم، كلاهما ذنبٌ عظيمٌ، وليس
هو مثلَ ترك ماتحتاج الأمة إليه مما هو مفوَّضٌ إليهم، فإنَّ تركَ هذا أعظمُ من ترك أداءِ
المال الواجب إلى مستحقِّه، وما يُظهرونه من البدع والمعاصي التي تمنعُ قبولَ قولهم
وتدعو النفوسَ إلى موافقتهم وتمنعهم وغيرَهم من إظهار الأمر بالمعروف والنهى عن
المنكر أشدُّ ضرراً للأمة وضرراً عليهم من إظهار غيرهم لذلك.
ولهذا جبلَ الله قلوب الأمة على أنها تستعظمُ جُبنَ الجندي وفشلَه وتركَه للجهاد
ومعاونتَه للعدو أكثر مما تستعظمه من غيره، وتستعظمُ إظهارَ العالم الفسوق والبدع
أكثر مما تستعظم ذلك من غيره، بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته، وبخلاف
قعود العالم عن الجهاد بالبدن.
ومثل ذلك ولاة الأمور كلٌّ بحسبه؛ من الوالي والقاضي، فإنَّ تفريطَ أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة أو فعل ضدِّ ذلك من العدوان عليهم يُستعظَمُ أعظمَ
مما يُستعظَمُ ذنبٌ يخصُّ أحدَهم).
مجموع الفتاوى (28/ 186 - 189)
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيك أخي
على الطرح الجيد,,,
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:04]ـ
كلام رائع، جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
وأستطيع أن أقول - غير مخطئ إن شاء الله - إن الأمة قد ضيعت هذا الفرض الكفائي، فلا يوجد في أنحاء الأرض من العلماء من يكفي المسلمين، حتى إن الرجل ليشتكي ويقول: لا يوجد ببلدي عالم واحد أسأله، أو أثق في فتياه!
ومع أن النفوس قد جبلت على حب طلب العلم، إلا أن العوارض والشواغل التي تدخل على هذا الأمر الفطري كثيرة حتى تكاد تطغى عليه أحيانا، من حب الرآسة، واستعماله في المال، وطلب الجاه، وغير ذلك.
هذا فضلا عن تضييع الوقت في الأخذ والرد الذي هو في أحسن أحواله تقديم للمهم على الأهم، إن لم يكن في الحقيقة انتصارا للنفس.
والله المستعان وعليه التكلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:12]ـ
الشيخ عبدالله الحمادي،
جزاك الله خيرا على هذا الموضع المهم من كلام ابن تيمية، ومن تدبره خاف من الرجوع ووجل من الإحجام عن المضي في الطريق المسلوك.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 09:50]ـ
خوف الرياء والسمعة يمنع من الإقدام
وخوف كتمان العلم يمنع من الإحجام
والإخلاص خيط رفيع بينهما
قال ابن القيم في روضة المحبين:
وقيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: تعلمت هذا العلم لله؟
فقال: أما لله فعزيز، ولكن شيء حبب إلي ففعلتُه.
!!!!!!!!!!
رحمك الله يا إمامنا
إذا كان هذا قولك فما يقول أمثالنا؟
نسأل الله السلامة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 10:52]ـ
ولذلك قال الإمام أحمد:
العلم لا يعدله شيء لمن صحَّت نيته, قالوا وكيف تصح؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
فلم يقل رحمه الله: أن يطلبه لله، وإن كان هو الغاية، ولكن عزيزة كما قال، طهر الله قلبي وقلبك وقلوب الإخوة.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 03:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فلشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله كلامٌ عظيم في مسئولية العالم وطالب العلم، وما يلزمهما
من صيانة العلم؛ باالمحافظة عليه والعمل به وتبليغه
وقد أشار إلى شيء منه تلميذه الإمام ابن مفلح في كتابه الفروع
فأحببت إفادة نفسي ووعظها أولاً، وإفادة الإخوة نفع الله بهم:
يقول رحمه الله:
....
مجموع الفتاوى (28/ 186 - 189)
انتقاء موفَّق
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 04:38]ـ
الشيخ عبد الله الشهري
لا تعارض بين (طلب العلم لله) وبين ما قاله الإمام أحمد، فإن (طلب العلم لله) كلام مجمل يحتاج إلى بيان، فذكر رحمه الله بيان ذلك تفصيلا بدلا من الإجمال.
ولا أعرف تفسيرا لطلب العلم لله إلا ما قاله الإمام أحمد، فإن كان عندكم فأتحفونا.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 06:56]ـ
بارك الله فيكم.
رفع الجهل ليس هو الغاية كما تعلم، فإن هناك من ينوى رفع الجهل عن نفسه والآخرين ليقال له عالم ويشتهر بالبذل. وهنا عدنا إلى المحل الأول ألا وهو الاجتهاد في جعله لله، فرفع الجهل عن النفس عمل يفتقر إلى نية الإخلاص كغيره من الأعمال. يدلل على صحة هذا أن نية رفع الجهل لا تعني بالضرورة أنه قد صار بذلك خالصاً لله. والله المستعان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:04]ـ
ويعلم الله أني اتمنى لو كانت نية رفع الجهل هي الغاية، لهان الأمر واسترحنا كثيراً. وقد تأملت هذه المسألة زمناً طويلاً لا أخفيك، وهي مخيفة يا محب، أسأل الله أن يطهر قلبي وقلبك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:05]ـ
وفقك الله
تأمل ما تفضلت بذكره يا شيخنا الفاضل، فقد جعلتَ (رفع الجهل) في أول كلامك (نية) وجعلته في آخر كلامك (عملا يفتقر إلى نية)، ومن المعلوم أن النية لا تفتقر إلى نية، وإلا تسلسل.
فرفع الجهل عن النفس وعن الناس نية صالحة في نفسها، ولا يمنع ذلك من اختلاط النية الصالحة بالنية السيئة، فليس كلامنا في ذلك.
فمعنى كلامك أيضا ينطبق على من يطلب العلم لله ولغيره، فالكلام ليس عن اختلاط النيات، وإنما عن تحديد النية المطلوبة في الطلب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:07]ـ
المقصود كما هو واضح: رفع جهل النفس بشرع الله عز وجل، وبصفات الله عز وجل، وبافتقار العبد إلى الله في جميع أموره
فهذا هو ما أفهمه من كلام الإمام أحمد، وليس المقصود كما يشيع عند بعض الناس: العلم للعلم!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:17]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الحبيب.
والله اني لأرجو أن يكون الصواب حليفك لنُريح ونستريح من عناء النية في الطلب، ولكن في النفس شيء، وهو أني انظر إلى ما ذكرتم على أنه ممكن وجائز، من باب: علة العلة في الأصول. حتى نية طلب العلم لله نية معللة، لأنه يجوز لك أن تسأل: لماذا تطلب العلم لله؟، الجواب: طلباً لرضاه وخوفاً من حبوط عملي.
أنا أعزم عليك أن تجتهد في بيان كوني مخطئاً، لأن هذا سيزيل عني حملاً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:20]ـ
الأخ الفاضل عبدالله الشهري، وفقه الله، سلام عليك، وبعد:
أرجو منك أخي الفاضل أن توقفني على مصدر هذا الحرف:
ولذلك قال الإمام أحمد:
العلم لا يعدله شيء لمن صحَّت نيته, قالوا وكيف تصح؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:54]ـ
الشيخ الفاضل المدقق أشرف، وفقه الله
نقلاً عن شرح الشيخ ابن عثيمين لقواعده، والكتاب ليس عندي الآن ... لكن هل هذه الزيادة ثابتة:) .. من وجهة نظركم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 07:57]ـ
فائدة (لفظ آخر لكلام أحمد):
في "غذاء الألباب" نقل مهنا صاحب الإمام أحمد رضي الله عنه أنه قال يعني الإمام رضي الله عنه: طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته. قيل فأي شيء تصحيح النية؟ قال: ينوي أن يتواضع فيه وينفي عنه الجهل.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 08:17]ـ
نقلاً عن شرح الشيخ ابن عثيمين لقواعده، والكتاب ليس عندي الآن ... لكن هل هذه الزيادة ثابتة:) .. من وجهة نظركم.
زيادة: "وعن غيره": الأظهر أنها مدرجة، والسياق يأباها .. والله أعلم.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10646
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 09:12]ـ
وفقك الله لما تحب ويسر لك فوق ما ترجو.
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 01:14]ـ
المشايخ الأفاضل والأساتذة الكرام:
أبا عبيد وأبا مالك العوضي وعيد فهمي وعبدالله الشهري وأشرف بن محمد
أشكر لكم مروركم المبارك، ودعواتكم الطيبة
وأسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن بورك له في علمه
ـ[الخالدي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 07:41]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالله ... محبك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 02:17]ـ
وفيك بارك الله وبك نفع أخي الحبيب الخالدي
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 02:47]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الحمادي
حقا إنه انتقاء موفق من شيخ مدقق
أعان الله على هذه المسؤولية العظيمة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 10:39]ـ
وجزاك ربي خيراً وغفر لي ولك
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 03:29]ـ
سلمت يمينُك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 07:04]ـ
شكر الله لك أخي الغالي زكريا
ـ[أسماء]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 07:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير فضيلة الشيخ الكريم على هذا القيم و الهام جداااااااااااا
لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ القرآنَ
ثمَّ نسيَه لقيَ اللهَ وهو أجذم" رواه أبو داود.
فضيلة الشيخ حفظك الله ممكن تشرح لنا هذه الجملة (لقي الله و هو أجذم)
و بارك الله فيك
و لي هذه الإضافة ..............
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ]
{التوبة:105}.
روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول [يُجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه، فيدورها كما يدور الحمار برحاه، فتجتمع أهل النار عليه، فيقولون: يا فلان ما شأنك، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولاآتيه، وأنهاكم عن الشر وآتيه.] (2).
قال وإني سمعته يقول صلى الله عليه وسلم: [مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقارض من نار قلت من هؤلاء
يا جبريل؟
قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون.] (3)
أما الفضيحة المخزية أمام الأشهاد فلما روى أحمد والبيهقي عن منصور بن زازان قال:
[نُبئت (أُخبرت) أن بعض من يُلقى في النار تتأذى أهل النار بريحه، فيقال له ويلك ما كنت تعمل؟
... ما يكفينا ما نحن فيه من الشر حتى ابتلينا بك ونتن ريحك؟ فيقول (كنت عالما فلم أنتفع بعلمي).] (4)
(2) الراوي: أسامة بن زيد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم: 124
(3) الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب
- الصفحة أو الرقم: 125
(4) الراوي: منصور بن زاذان - خلاصة الدرجة: ضعيف جداً مقطوع - المحدث: الألباني
- المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 111
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 01:44]ـ
بارك الله فيكم
وشكر لكم ولصاحب الموضوع خاصة وبعد
فرجوعا الى اصل المسالة وهي ما نص عليه الشيخ ابو العباس من ان العلم يجب بالشروع فيه وبيانه لمعنى ذلك واستدلاله له
والتمس منكم اعادة النظر والتامل في ذلك كله
وفقكم الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 07:27]ـ
الأخت الفاضلة أسماء وفقها الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك ما تفضلتِ به من إضافة
والمراد بالأجذم أقطع اليد كما ذكر بعض أهل العلم
وقيل: بل أقطع الأعضاء كلها، وقيل غير ذلك
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 07:30]ـ
الأستاذ الكريم عبدالكريم نفع الله به
لعلكم تتكرمون ببيان وجهة نظركم في كلام الإمام ابن تيميَّة رحمه الله
والمجال مفتوح للنظر والمناقشة
ـ[أسماء]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 08:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة أسماء وفقها الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك ما تفضلتِ به من إضافة
والمراد بالأجذم أقطع اليد كما ذكر بعض أهل العلم
وقيل: بل أقطع الأعضاء كلها، وقيل غير ذلك
جزاك الله خير فضيلة الشيخ على هذا الشرح القيم
و بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب
و أسألك فضيلة الشيخ الدعاء لي و لجميع المسلمين حفظت كتاب الله العظيم
بالحفظ و السلام و عدم النسيان يا رب العالمين
شكرا على ردك الطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:45]ـ
[ CENTER]
ولهذا مَضَت السنة بأنَّ الشروع في العلم والجهاد يلزمُ كالشروع في الحج، يعنى أنَّ ما حفظه من علمِ الدِّين وعلم الجهاد ليس له إضاعته
كلام بليغ، يدخل الرهبة على القلب.
رحم الله قائله و ناقله، و سدد كاتبه.
لعلها تكون سلسلة منتظرة من نقول موفقة تمس الحاجة لمثلها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 07:01]ـ
الأختان الفاضلتان أسماء وذرة ضوء
شكر الله لكما وأثابكما خيراً
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 07:26]ـ
شكر الله لك أبامحمد ونفع بك.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:15]ـ
بارك الله فيكم
اريد التنبيه ابتداء على ان الشيخ قد ابان عن مقصوده من ان العلم يلزم بالشروع فيه بانه يجب عليه حفظ ماعلمه وليس له اضاعته
فاللزوم بالشروع انما هو في المحفوظ والمعلوم خاصه
ولذا جرى التنبيه لئلا تحمل العبارة على اطلاقها.
وتنبيه اخر وهو ان كلام الشيخ فيما يلزم بالشروع فيه فيخرج به ما يلزم قبل الشروع وهو ما يجب عينا
ويخرج به ايضا مالايلزم بالشروع فيه وهو ما اريد استيضاحه
واعود الى اصل المسالة
فهل الشروع في العلم_ على المعنى الذي ذكر الشيخ_ يلزم كالشروع في الحج والجهاد في بعض صوره؟
وهل ما ذكره الشيخ من الادلة ينهض لاثبات هذه المسالة؟
ثم ما حد العلم الذي يلزم بالشروع فيه؟
اترك الاجابة لاخواني ممن يرغب في المباحثة والمدارسة في هذه المسالة
وفقكم الله
ـ[الحمادي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 05:40]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
التنبيهان اللذان ذكرتهما معلومان، وكلام الإمام ابن تيمية ظاهر في الدلالة على التنبيه الأول
وأما التنبيه الثاني فهي مسألةٌ خارجة عما قصد الشيخ إلى بيانه
وقد أبان الشيخ عن رأيه، وذكر وجهة نظره
فهل لديك تعقيبٌ على ما ذكر؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:00]ـ
شكر الله لك أبامحمد ونفع بك.
ولكم شكر الله وبكم نفع يا أبا أنس
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:16]ـ
نفع الله بكم ,, مواضيع نيرة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 07:39]ـ
وبكم نفع الله أخي ابن رجب
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 06:37]ـ
جزيتم خيرا
الشيخ الحمادي
التنبيهان وان كانا معلومين لك فا ن الخطاب لعموم من ينظر في الموضوع
اماالتنبيه الاول فرب ناظر في الموضوع وقارئ له على سبيل الاختصار او الاسراع فيفوته بيان الشيخ عن مراده بالمسالة او يذهل عنه
فيعلق في ذهنه اصلها فيظنها على الاطلاق وليست كذلك
واما الثاني فكان لتحرير موضع المسالة ومحل النقاش لئلا يُخرج عنه الى غيره
واما ما سالت عنه وفقك الله
فاني ارى ان ما ذكره الشيخ من الاستدلال لا ينهض لاثبات المسالة
وذلك من جهة الثبوت ومن جهة الدلالة
اما الثبوت فان الخبرين الذين ذكرهما في وعيد وتاثيم من نسي القرآن لا يثبتان
وعلى فرض ثبوت شيء في ذلك فهو في القرآن خاصه
وجعل الشيخ العلم مثيل الجهاد في بعض صوره غير مسلم لثبوت الخبر في الجهاد.
و خبر:" من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيَه فليس منا"
فللمخالف ان ينازع في دلالته هل هي للكراهة ام التحريم؟
واما ذكر الشيخ لتبليغ العلم فهو وان كان خارجا عن حده الا انه ذكره لما بينهما من التلازم
ويجاب عن القول بوجوب التبليغ بمنع اطلاقه فالعلم ليس على حكم واحد في تبليغه
وقوله تعالى: (ان الذين يكتمون ما انزلنا ......... ) الاية انما هو في كتمان ما يتعين تبليغه
ويبقى سؤال وهو:
ماحد العلم الذي يلزم بالشروع فيه عند الشيخ ومن يذهب الى قوله؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 07:00]ـ
الأخ عبدالكريم وفقه الله
بداية أشكر لك هذه المباحثة، وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك
سبق التعليق على التنبيه الثاني، وأنه خارجٌ عما قصد الشيخ إلى بيانه
فكلامه ظاهر في أنه لم يرد هذه المسألة
ولا مانع من التنبيه عليه؛ رفعاً لهذا الإشكال المحتمل –على ضعفه في نظري- وقد تفضَّلتَ به بارك الله فيك
أما ما ذكرتَ من مناقشة لكلام الإمام ابن تيميَّة رحمه الله فاسمح لي أن أعقِّب بما يلي:
أسلِّم لك بضعف الحديثين الواردين فيمن حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها، أما الاستدلال بهما عند من يُثبتهما فهو قوي
(يُتْبَعُ)
(/)
فإنَّ التفقُّه في نصوص الوحيين أولى من مجرَّد حفظهما، وإضاعةُ ما فقهه المرءُ منهما أعظم من إضاعة
ما حفظ نصَّه منهما دون فقه، وهذا ظاهرٌ من حيث أثر الحفظ وأثر الفقه، على صاحبه وعلى الناس
والأشياء تُعلَم أقدارها بعظمة آثارها
وكذا الاستدلال بحديث: (من تعلم الرمي ... ) فإن تعلم معاني الكتاب والسنة، والتوحيد والفقه أعظم
من تعلُّم الرمي، وأثر العالم أعظم من أثر المجاهد، فالمجاهد قد ينفع الله به فيقتل مائةً أو مئتين أو ألفاً أو ألفين
لكن العالم يحيي الله به أمماً من الناس في حياته وبعد مماته.
فإذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فكيف بمن تفقه في الدين وتعلَّمَ أحكامَ الشريعة
ثم أضاعهما وفرَّط فيهما وأهملهما!
والأصل في مثل هذه الصيغة (فليس منا) الدلالة على الزجر والمنع، إلا أن يدل دليلٌ على خلاف ذلك
ونظيره في السنة النبوية:
(من غش فليس منا)
و (من حمل علينا السلاح فليس منا)
و (من انتهب نهبة فليس منا)
و (من خبَّبَ زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا، ومن حلف بالأمانة فليس منا)
و (من لم يأخذ من شاربه فليس منا)
فهذه أحاديث تبيِّن أنَّ الأصلَ في استعمال (فليس منا) هو الزجر والمنع
كيف وقد جاء في صحيح مسلم: (من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فليس منا أو قد عصى) فهذا يؤكِّد المعنى السابق
أما سؤالك عن الضابط لما يلزم بالشروع فقد ذكره الإمام الجليل شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله فيما نقلتُه عنه سابقاً، وذلك بقوله:
( ... لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم ...
ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
وقال أيضاً: (فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه ... )
فمن فُرِّغ لطلب العلم، وأُعطِيَ من بيت المال رزقاً على ذلك، وعنده القدرة العقلية= فيجب عليه أن يحافظ على ما تعلَّم ويبذله للناس
وأما مقدار العلم نفسه فليس مثل هذا مؤثراً على أصل المسألة، إذ المعلوم يتفاوت ولا يمكن ضبطه
لكن الشأن في الاستعداد والقدرة
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أمراً مهماً بقوله: (مضت السنة ... )
ومن ذلك ما عرف في كتب السلف والآثار المروية عنهم من بيان ما يجب على العالم من تعليم العلم وبذله
ثم ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله قوله تعالى: (إن الذين يكتمون ... )
وقوله تعالى: (من البينات والهدى) لا يختص بتبليغ الناس ما يلزمهم، بل يشمل جميعَ أمور الدين التي بيَّنها الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم، بدلالة النص أو الاستنباط، كما ذكر القرطبي وابن الجوزي وغيرهما
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 02:24]ـ
للإمام ابن مفلح تعقيبٌ على رأي شيخه شيخ الإسلام ابن تيميَّة في هذه المسألة
أشارَ إليه في كتابه الفروع، وهو لا يوافق شيخه على الإطلاق الذي ذكره
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 02:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
نقاش رائع ومفيد بارك الله فيكم
لي تعقيب وهو بالنسبة حديث (من تعلم الرمي ثم نسيه فليس مني) لم اجده في صحيح مسلم
شيخنا الحمادي لو تكرمتم في اي باب قراته؟
الحديث صححه الشيخ الالباني بلفظ فليس مني وضعفه بلفظ فقد عصاني
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
نقاش رائع ومفيد بارك الله فيكم
لي تعقيب وهو بالنسبة حديث (من تعلم الرمي ثم نسيه فليس مني) لم اجده في صحيح مسلم
شيخنا الحمادي لو تكرمتم في اي باب قراته؟
الحديث صححه الشيخ الالباني بلفظ فليس مني وضعفه بلفظ فقد عصاني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي خيراً
والحديث الذي سألت عنه مروي في صحيح مسلم بلفظ:
(مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثم تركَه فليس منَّا، أو قد عصى)
وهو في كتاب الجهاد، باب فضل الرمي
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 08:16]ـ
نصوصٌ أخرى في لزوم العلم بالشروع فيه:
وقفتُ على جملة من نصوص أهل العلم المتعلقة بهذه المسألة، وسأورد بمشيئة الله بعضاً منها في مشاركات عدة.
وقد أشار إلى هذا البحث كثيرٌ من الأصوليين عند كلامهم عن الواجب الكفائي، وهل يَلزمُ بالشروع فيه أم لا؟ وذكروا فيها قولين.
قال العلامة الطوفي -رحمه الله- في شرح مختصر الروضة (2/ 410):
(هل يتعيَّن فرض الكفاية ويجب إتمامه على مَنْ تلبَّسَ به أم لا؟
والأشبه أنه يتعيَّن، كالمجاهد يحضر الصف، وطالب العلم يشرع في الاشتغال به، ونحو ذلك من صوره.
ووجهه: أنه بالشروع تعلَّقَ به حقُّ الغير، وهو انعقاد سبب براءة ذمَّته من التكليف بفرض الكفاية، وخروجه عن عُهدته، فلا يجوز له إبطال ما تَعلَّقَ به حقُّ غيره، كما لو أقرَّ بحق لم يجز له الرجوع عنه.
ووجه القول الآخر: أن ما لا يجب الشروع فيه لا يجب إتمامه في غير الحج، كصوم التطوُّع وصلاته، ولأنه لو تَعَيَّنَ بالشروع لما جاز للقاضي أن يعزل نفسَه، لكنه جائز باتفاق.
قلت: وقد يجاب عن هذا بأن فرض الكفاية له حظٌ في الوجوب في الجملة، بل هو واجب على التحقيق كما تَقَرَّرَ، بخلاف صوم النفل فإنه لا حظَّ له في الوجوب أصلاً، مع أن بعض العلماء أوجبَ إتمامه، فيُلتزَم على قوله فلا يصح القياس عليه.
وأما القاضي فإن لم يوجد من يقوم مقامه لم يجز له عزلُ نفسه، لأنه يضر بالناس، وإن وجد غيره جاز له عزلُ نفسه، لا من جهة كونه متلبِّساً بفرض الكفاية؛ ولكن من جهة كونه وكيل الإمام ونائبه، والوكيل له عزلُ نفسه، والله تعالى أعلم بالصواب) أ. هـ
وسأورد لاحقاً النصوص الأخرى بمشيئة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Jan-2009, مساء 11:26]ـ
قال العلامة الزركشي في البحر المحيط (1/ 200، 201):
(المسألة العاشرة: فرضُ الكفاية يَلزمُ بالشروع:
فرضُ الكفاية يَلزمُ بالشُّروع على المشهور؛ قاله ابن الرفعة في المطلب في كتاب الوديعة، وأشارَ في باب اللقيط إلى أنَّ عدمَ اللزوم إنما هو بحثٌ للإمام، ولهذا قالوا يتعيَّن الجهاد بحضور الصف، ويلزمه إتمامُ الجنازة على الأصح بالشروع، وأما تجويزهم الخروجَ من صلاة الجماعة مع القول بأنها فرضُ كفاية فبعيدٌ، ولم يرجِّح الرافعيُّ والنوويُّ في هذه القاعدة شيئاً بخصوصه، وإنما صحَّحوا في أفراد مسائلها ما يخالفُ الآخر، وحُكِي عن القاضي الحسين أنَّ المتعلِّم إذا أَنِسَ من نفسه النَّجَابةَ أنه يَحرمُ عليه القطعُ، وصحَّحَا خلافَه، لأنَّ الشروعَ لا يغيِّر حكمَ المشروع فيه، بخلاف الجهاد.
وقال القاضي البارزي في تمييزه: ولا يَلزمُ فرضُ الكفاية بالشروع على الأصح؛ إلا في الجهاد وصلاة الجنازة. أ. هـ
وأطلق الغزالي في الوجيز أنه لا يَلزمُ، وقال في الوسيط: وذكر بعضُ الأصحاب أنه يتعيَّن بالشروع، وقال القفَّال: لا يليقُ بأصل الشافعي تعيينُ الحكم بالشروع، فإنَّ الشروعَ لايغيِّر حقيقةَ المشروع فيه، ولذلك لا يلزمُ التطوع بالشروع فيه، وقال الإمام في باب التقاط المنبوذ: ومَنْ لابَسَ فرضاً من فروض الكفاية وكان متمكِّناً من إتمامه فإنْ أراد الإضرابَ عنه فقد نقول: ليس له ذلك، ويصير فرضُ الكفاية بالملابَسة متعيِّناً، وهذا فيه نظر! وتفصيلٌ سأذكره في باب السير.
قلت: وهذا كلُّه في المفعول أولاً، أما لو شرعَ فيه بعد أن فعلَه غيرُه هل يلزم؟
قال الروياني في البحر: لو شرعَ في صلاة الجنازة بعدما صُلِّيَ عليها فرضَ الكفاية هل له الخروج؟ يحتمل وجهين، ينبنيان على أصلٍ؛ وهو أنَّ هذه الصلاةَ الثانية تقعُ فرضاً أم لا؟ وفيه جوابان، والقياس عندي أنه لا يقعُ فرضاً لأنَّ الفرضَ ما لا يجوزُ تركُه على الإطلاق أ. هـ وينبغي جريانه في سائر فروض الكفاية، وجزمَ الرافعيُّ والنوويُّ في هذه الصورة بوقوع الثانية فرضاً).
ويرى العلامة تقي الدين السبكي –رحمه الله- أنَّ كل مَنْ جاهدَ أو طلبَ العلم يقع فعله فرضاً وإن كان فيمن سبقه كفاية، وكذا إذا صلى على الجنازة طائفة ثم طائفة= وقع فعل الثانية فرضاً كالأولى.
ينظر الإبهاج في شرح المنهاج (2/ 281).
ـ[الحمادي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:56]ـ
وقال العلامة القرافي في تنقيح الفصول:
(نقلَ صاحبُ الطراز وغيرُه أنَّ اللاحقَ بالمجاهدين وقد كان سقطَ عنه الفرضُ= يقعُ فعله فرضاً بعدما لم يكن واجباً عليه
وطرده غيرُه من العلماء في سائر فروض الكفاية، كمن يلتحق بمجهِّز الأموات من الأحياء أو بالساعين في تحصيل العلم من العلماء، فإنَّ ذلك الطالب للعلم يقع فعله واجباً؛ معلِّلاً ذلك بأنَّ مصلحة الوجوب لم تتحقق بعد
ولم تحصل إلا بفعل الجميع، فوجبَ أن يكون فعل الجميع واجباً، ويختلف ثوابهم بحسب مساعيهم).
ـ[أسماء]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 07:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب شيخنا الفاضل
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب شيخنا الفاضل
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله وبك نفع وجزاك خيراً
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:20]ـ
قال العلامة ابن اللحام -رحمه الله- في القواعد والفوائد الأصولية (القاعدة التاسعة والأربعين):
(ومنها: أنَّ فرضَ الكفاية هل يَلزمُ بالشروع أم لا؟
قال بعض شيوخنا: في المسألة قولان؛ أَخْذاً من احتمالين قالهما صاحب التلخيص في اللقيط إذا أرادَ الملتقِطُ ردَّه إلى الحاكم مع قدرته، لكنْ قاسَ احتمالَ الجوازِ على اللقطة، واحتمالُ المنع علَّلَه بأنه فرضُ كفاية، وقد شرعَ فيه، وقدر عليه فصار متعيِّناً.
ويظهر لي أخذُ القولين من مسألةٍ أخرى، وهي أنَّ حفظَ القرآن فرضُ كفاية إجماعاً، فإذا حفظه وأَخَّرَ تلاوتَه بحيث ينساه ولا عُذرَ حَرُمَ على الصحيح.
قال الإمام أحمد: ما أشدَّ ما جاءَ فيمن حفظه ثم نسيه.
وفيه وجهٌ: يُكرَه، وقَدَّمه بعضهم، والله أعلم).
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Feb-2009, مساء 06:34]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ورزقكم رضاه وتوفيقه موضوع غاية في الأهمية أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 01:09]ـ
الشيخ الحبيب والأخ الأريب / عبدالله االحمادي وفقه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أجدتم وأفدتم.
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع، فكنت أقول: من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم، لا أريد أن أكون عالماً، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا"، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً، أي في نيته، كما لو أخر الرجل الصلاة عن أول وقتها الموسع فإن من العلماء من يقول له ذلك - لأن الوقت موسع - ولكن بشرط أن يعزم على فعلها ولا يتركها بدون عقد النية على ذلك، وهذا تمثيل للاعتبار فقط، وهذا صحيح لو تأمل القاريء، إذ ليس لي أن اختار متى شرعت في العلم التوقف عن القراءة والبحث والطلب بعد قراءة عدد معين من الكتب أو عند مضي فترة معينة من الزمن أو حضور عدد محدد من الدروس، أو أقول: لا أريد أن اكثر من حجج الله عليّ! بل متى طرق هذا الباب فليتحمل المسؤولية - وهو خير كبير ولذة عظيمة في الأصل لمن صلحت نيته - وليمض قدماً فالكل في مضمار الطلب مهما بلغ من العلم حتى يأتي الأجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:22]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ورزقكم رضاه وتوفيقه موضوع غاية في الأهمية أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .....
وفيك بارك الله، وجزاك عن دعوات الطيبة خيراً
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Feb-2009, مساء 11:30]ـ
الشيخ الحبيب والأخ الأريب / عبدالله االحمادي وفقه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أجدتم وأفدتم.
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع، فكنت أقول: من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم، لا أريد أن أكون عالماً، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا"، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً، أي في نيته، كما لو أخر الرجل الصلاة عن أول وقتها الموسع فإن من العلماء من يقول له ذلك - لأن الوقت موسع - ولكن بشرط أن يعزم على فعلها ولا يتركها بدون عقد النية على ذلك، وهذا تمثيل للاعتبار فقط، وهذا صحيح لو تأمل القاريء، إذ ليس لي أن اختار متى شرعت في العلم التوقف عن القراءة والبحث والطلب بعد قراءة عدد معين من الكتب أو عند مضي فترة معينة من الزمن أو حضور عدد محدد من الدروس، أو أقول: لا أريد أن اكثر من حجج الله عليّ! بل متى طرق هذا الباب فليتحمل المسؤولية - وهو خير كبير ولذة عظيمة في الأصل لمن صلحت نيته - وليمض قدماً فالكل في مضمار الطلب مهما بلغ من العلم حتى يأتي الأجل.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ عبدالله
شكر الله لكم وبارك فيكم
وما ذكرتَه هو ما يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه، ولكن شيخ الإسلام يخصه بمن كانت لديه
قدرة، وذكر أنه يدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
وهذه أوصافٌ تُخرِجُ جملةً من طلاب العلم ممن ضعفت قدرته على الطلب، أو لا يتمكن من التفرغ
له والإقبال عليه انشغالاً بأمور المعيشة مثلاً.
لكن هذا يبيِّن عظم الأمانة التي يتحمَّلها طلاب العلم.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزيتم خيرا
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع، فكنت أقول: من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم، لا أريد أن أكون عالماً، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا"، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً،،
[ quote= عبدالكريم الشهري;90164] بارك الله فيكم
اريد التنبيه ابتداء على ان الشيخ قد ابان عن مقصوده من ان العلم يلزم بالشروع فيه بانه يجب عليه حفظ ماعلمه وليس له اضاعته
فاللزوم بالشروع انما هو في المحفوظ والمعلوم خاصه
ولذا جرى التنبيه لئلا تحمل العبارة على اطلاقها.
[/ quote/]
وماذكره الشيخ الحمادي من كلام الشيخ من الاوصاف فظاهره انها فيمن يتاكد في حقه الوجوب
واما اصل الوجوب فلا يشترط له ما ذكر فليتنبه لذلك
وللحديث بقية ان شاء الله.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزيتم خيرا
كنت اتفكر اليوم في هذا الموضوع، فكنت أقول: من شرع في العلم إذاً لا يصلح أن يقول سأطلب العلم لأكون طالب علم، لا أريد أن أكون عالماً، وإنما سأكتفي بالطلب والتحصيل لنفسي! ولكن يبدو أن هذا ليس على "كيفنا"، فما دام شرع طالب العلم فيلزمه العزم أن يكون عالماً،،
بارك الله فيكم
اريد التنبيه ابتداء على ان الشيخ قد ابان عن مقصوده من ان العلم يلزم بالشروع فيه بانه يجب عليه حفظ ماعلمه وليس له اضاعته
فاللزوم بالشروع انما هو في المحفوظ والمعلوم خاصه
ولذا جرى التنبيه لئلا تحمل العبارة على اطلاقها.
وماذكره الشيخ الحمادي من كلام الشيخ من الاوصاف فظاهره انها فيمن يتاكد في حقه الوجوب
واما اصل الوجوب فلم يَشترط له ما ذكر من الاوصاف فليتنبه لذلك
وللحديث بقية ان شاء الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 05:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بالأخ الكريم عبدالكريم
تسعدني مشاركتك وإفادتك
قال ابن النجار في مختصر التحرير وشرحه له (1/ 378):
("ويَلزمان" أي فرض العين وفرض الكفاية "بشروعٍ مطلقاً" أي: سواء كان فرض الكفاية جهاداً أو صلاة على جنازة أو غيرهما
قال في شرح التحرير: في الأظهر.
ويؤخَذُ لزومُه بالشروع من مسألة حفظ القرآن، فإنه فرضُ كفاية إجماعاً
فإذا حفظه إنسانٌ ثم أخَّر تلاوتَه من غير عذر حتى نسيه= فإنه يَحرمُ على الصحيح من المذهب.
قال الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه: ما أشدَّ ما جاء فيمن حفظه ثم نسيه!
وفيه وجه: يُكره).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 01:14]ـ
جزيت خيرا
وانا اعتذر اليك عن تاخر الرد على ما تقضلت به من التعقيب على كلامي
واشكر لك مناقشتك
ومباحثة مثلك من ذوي المعرفة والفهم نافعة جدا
أسلِّم لك بضعف الحديثين الواردين فيمن حفظ آية من كتاب الله ثم نسيها، أما الاستدلال بهما عند من يُثبتهما فهو قوي
فإنَّ التفقُّه في نصوص الوحيين أولى من مجرَّد حفظهما، وإضاعةُ ما فقهه المرءُ منهما أعظم من إضاعة
ما حفظ نصَّه منهما دون فقه، وهذا ظاهرٌ من حيث أثر الحفظ وأثر الفقه، على صاحبه وعلى الناس
والأشياء تُعلَم أقدارها بعظمة آثارها. [/ size][/color][/center]
قد سبق بيان ضعف ما ورد في تاثيم ناسي القران وهو عمدة لمن قال بان الفرض الكفائي يلزم بالشروع فيه
واما ماذكرت من ان التفقه في نصوص الوحيين اولى من مجرد حفظهما فقد ذكرت لك سابقا بان النهي في القران خاصه واحتمال لزوم العلة فيه ظاهر لشرفه من جهة المتكلم به فتعدية الحكم الى غيره هوعلى احتمال يقابله مثله
وقد علم ان الدليل اذا تطرق اليه الاحتمال المعتبر سقط به الاستدلال.
والأصل في مثل هذه الصيغة (فليس منا) الدلالة على الزجر والمنع، إلا أن يدل دليلٌ على خلاف ذلك
ونظيره في السنة النبوية:
(من غش فليس منا)
و (من حمل علينا السلاح فليس منا)
و (من انتهب نهبة فليس منا)
و (من خبَّبَ زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا، ومن حلف بالأمانة فليس منا)
و (من لم يأخذ من شاربه فليس منا)
فهذه أحاديث تبيِّن أنَّ الأصلَ في استعمال (فليس منا) هو الزجر والمنع [/ size][/color][/center]
كون هذه الصيغة للزجر والمنع لا ينقض احتمال كونها هنا للكراهة لان الكراهة داخلة في مطلق الزجر والمنع في قول كثير من اهل العلم
لكن لك ان تطالب المخالف بالصارف لها من التحريم الى الكراهة بناء على ان الاصل في النهي التحريم في قول الجمهور
وكذا الاستدلال بحديث: (من تعلم الرمي ... ) فإن تعلم معاني الكتاب والسنة، والتوحيد والفقه أعظم
من تعلُّم الرمي، وأثر العالم أعظم من أثر المجاهد، فالمجاهد قد ينفع الله به فيقتل مائةً أو مئتين أو ألفاً أو ألفين
لكن العالم يحيي الله به أمماً من الناس في حياته وبعد مماته.
فإذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فكيف بمن تفقه في الدين وتعلَّمَ أحكامَ الشريعة
ثم أضاعهما وفرَّط فيهما وأهملهما! [/ size][/color][/center]
اذا سلم لك المخالف بان الزجر هنا للتحريم فان مبنى دليلك على قياس الاولى وهو فيما كان اولى وعلى التنزل فيما كان مساويا للحكم المنصوص عليه
فما كان دون الرمي في الخطر والفضل من احكام الدين فلا يدخل تحت هذا الدليل ومن ثم لا يطرد لكم القول بوجوب العلم بالشروع فيه وبالله التوفيق
كيف وقد جاء في صحيح مسلم: (من تعلَّمَ الرميَ ثم نسيه فليس منا أو قد عصى) فهذا يؤكِّد المعنى السابق [/ size][/color][/center]
قوله:" او قد عصى" على الشك وقد روي فليس منا من غير شك فليحرر.
أما سؤالك عن الضابط لما يلزم بالشروع فقد ذكره الإمام الجليل شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله فيما نقلتُه عنه سابقاً، وذلك بقوله:
( ... لكن وجوب ذلك عيناً وكفايةً على أهل العلم الذين رأَسوا فيه أو رُزقوا عليه أعظم من وجوبه على غيرهم، لأنه واجب بالشرع عموماً، وقد يتعيَّن عليهم لقدرتهم عليه، وعجز غيرهم ...
ويدخل في القدرة استعدادُ العقل، وسابقة الطلب، ومعرفة الطرق الموصلة إليه؛ من الكتب المصنفة، والعلماء المتقدمين، وسائر الأدلة المتعددة، والتفرغ له عما يشغل به غيرهم.
وقال أيضاً: (فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظُ علم الدين وتبليغه ... )
فمن فُرِّغ لطلب العلم، وأُعطِيَ من بيت المال رزقاً على ذلك، وعنده القدرة العقلية= فيجب عليه أن يحافظ على ما تعلَّم ويبذله للناس [/ size][/color][/center]
كلام الشيخ ليس في بيان الضابط لما يجب وانما في بيان من يتاكد في حقه الوجوب فتامل
وأما مقدار العلم نفسه فليس مثل هذا مؤثراً على أصل المسألة، إذ المعلوم يتفاوت ولا يمكن ضبطه [/ size][/color][/center]
انما كان السؤال عن حد العلم الذي يلزم بالشروع فيه لضبط المسالة
فما حده؟
هل هو الاصلين ومعانيهما الظاهره فقط؟
ام يدخل فيه غير ذلك من الاثار والخلاف ودقيق المسائل و علوم الآلة ومسائلها؟
وقوله تعالى: (من البينات والهدى) لا يختص بتبليغ الناس ما يلزمهم، بل يشمل جميعَ أمور الدين التي بيَّنها الله في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم، بدلالة النص أو الاستنباط، كما ذكر القرطبي وابن الجوزي وغيرهما
[/ size][/color][/center]
تبليغ العلم من فروض الكفايات فاذا قام به من يكفي كان في حق من بقي سنة وفضلا
فالوعيد في الاية في حق من كتم ما يتعين عليه تبليغه.
فاذا كان الوجوب غير مطرد في المقتضي ففي المقتضى من باب اولى
والمقصود ان ماذكر من الادلة لا ينهض للقول بالوجوب وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:19]ـ
جزيت خيرا
وانا اعتذر اليك عن تاخر الرد على ما تقضلت به من التعقيب على كلامي
واشكر لك مناقشتك
ومباحثة مثلك من ذوي المعرفة والفهم نافعة جدا
وجزيت خيراً أخي الفاضل وبورك فيك
وقد استغربت من تأخرك عن التعقيب لمدة سنة تقريباً، وكنت سأطلب منك أن تمهلني سنة حتى أتأمل وأجيب عن مشاركتك؛ ابتسامة.
ولا أكتمك أن نفسي كانت تراودني ألا أعقب على مشاركتك، لأن كلاً منا قد بين ما لديه، والسلام.
ولكن رأيت أن أكتب هذه المشاركة سائلاً الله لي ولك التوفيق لما فيه رضاه.
قد سبق بيان ضعف ما ورد في تاثيم ناسي القران وهو عمدة لمن قال بان الفرض الكفائي يلزم بالشروع فيه
ليس حديث نسيان القرآن الدليل الوحيد في المسألة، وسبق بيان هذا بوضوح
ولا شك أن هذه المسألة ليس عليها نص صريح قاطع للنزاع، ولو كان متوفراً لما احتيج إلى هذه المباحثة
ولكن هذا لا ينفي أرجحيَّة اختيار شيخ الإسلام رحمه الله
واما ماذكرت من ان التفقه في نصوص الوحيين اولى من مجرد حفظهما فقد ذكرت لك سابقا بان النهي في القران خاصه واحتمال لزوم العلة فيه ظاهر لشرفه من جهة المتكلم به فتعدية الحكم الى غيره هوعلى احتمال يقابله مثله
وقد علم ان الدليل اذا تطرق اليه الاحتمال المعتبر سقط به الاستدلال.
كلامي وفقك الله عن تفضيل التفقه في نصوص الوحيين على حفظ ألفاظهما من غير فقه، فهل تنازع في هذا؟
هب أن الحديث مختص بالقرآن، فهل حفظ نصه أولى أم التفقه فيه؟
ما الذي أمر الله به منهما؟ الحفظ أم التدبر والتفقه؟
كون هذه الصيغة للزجر والمنع لا ينقض احتمال كونها هنا للكراهة لان الكراهة داخلة في مطلق الزجر والمنع في قول كثير من اهل العلم
لكن لك ان تطالب المخالف بالصارف لها من التحريم الى الكراهة بناء على ان الاصل في النهي التحريم في قول الجمهور
هذا كله كلام نظري، ينقضه لفظة: (أو عصى)
فإن وقفت على إعلال لها فتفضل به مشكوراً.
اذا سلم لك المخالف بان الزجر هنا للتحريم فان مبنى دليلك على قياس الاولى وهو فيما كان اولى وعلى التنزل فيما كان مساويا للحكم المنصوص عليه
فما كان دون الرمي في الخطر والفضل من احكام الدين فلا يدخل تحت هذا الدليل ومن ثم لا يطرد لكم القول بوجوب العلم بالشروع فيه وبالله التوفيق
ما الذي يصح أن يقال فيه من أحكام الدين إنه دون تعلم الرمي في الخطر والفضل؟
وما الذي يصح أن يقال إنه فوق تعلم الرمي، بحيث يندرج في قياس الأولى؟
هل يمكن أن تتفضل بتمييز ذلك؟
القصد من كلامي أن البحث هو عن حفظ الكتاب والسنة والتفقه فيهما والمحافظة على ما تعلمه المرء منهما، وتبليغ ما تعلمه، وعدم التفريط في ذلك، وقياس لزومه على لزوم المحافظة على تعلم الرمي
بغض النظر عن أهمية ما تعلم وخطره وفضله
ولا أريد أن أخوض في أمثلة تفصيلية لوضوح خطأ هذا الإيراد
ولو صح هذا الإيراد؛ فيلزمك القولُ بلزوم العلم المساوي للرمي في الخطر والفضل، وكذا ما كان أعلى منه درجة وفضلاً وخطراً، ويبقى من الواجب عليك حينئذ أن تتكرم بتمييز ما يساوي الرمي في الدرجة وما هو أولى منه عما كان دونه في الدرجة والفضل والخطر.?
قوله:" او قد عصى" على الشك وقد روي فليس منا من غير شك فليحرر.
نعم؛ روي ذلك، فهل هذا يقتضي تعليل لفظة (أو قد عصى)؟
إن وقفت على تعليل لهذه اللفظة فتفضل به.
كلام الشيخ ليس في بيان الضابط لما يجب وانما في بيان من يتاكد في حقه الوجوب فتامل
هذا صحيح، وفقك الله وبارك فيك
انما كان السؤال عن حد العلم الذي يلزم بالشروع فيه لضبط المسالة
فما حده؟
هل هو الاصلين ومعانيهما الظاهره فقط؟
ام يدخل فيه غير ذلك من الاثار والخلاف ودقيق المسائل و علوم الآلة ومسائلها؟
إذا استحضرتَ أن المراد باللزوم بالشروع المحافظة على ما تعلَّم وتبليغه فلن تجد لهذا الإيراد محلاً.
ويمكن لمخالفك أن يقول:
ما حد الرمي الذي إذا تعلمه المسلم كان منهياً بالنص عن التفريط فيه وإضاعته؟
فما كان جواباً لك على هذا فهو جوابٌ على ذاك.
تبليغ العلم من فروض الكفايات فاذا قام به من يكفي كان في حق من بقي سنة وفضلا
فالوعيد في الاية في حق من كتم ما يتعين عليه تبليغه.
فاذا كان الوجوب غير مطرد في المقتضي ففي المقتضى من باب اولى
والمقصود ان ماذكر من الادلة لا ينهض للقول بالوجوب وبالله التوفيق.
ظاهر الآية يدل على العموم، وقد خصصتَها بما تستحضره من القاعدة الحرفية للواجب الكفائي!
فالهدى والبينات في الآية شاملةٌ لجميع أمور الدين التي بينها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
يمكن التسليم بعدم وجوب المقتضي إذا حصرتَه في إلقاء الدروس والمحاضرات الشرعية
ولكن ليس المقتضي محصوراً في ذلك.
ثم هل يمكن لأحد أن يجزم بوجود من تقوم بهم الكفاية من أهل العلم في هذا الزمن أو قبله بقرون؟
هل حفظ العلم الشرعي وتبليغه للناس يمكن ضبطه كما يمكن ضبط باقي فروض الكفايات؛ كقيام الكفاية في الصلاة على جنازة، أو الأذان أو صلاة العيد، أو غيرها من فروض الكفايات؟
وأنى للعالم أن يتيقَّن من قيام الكفاية بغيره من علماء عصره.
اسمح لي أن أقول:
من نظر إلى كلام الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية نظرة حرفية فلن يعدم الوقوف على بعض الإيرادات والإشكالات، وسيضعف انتفاعه به.
فالشيخ رحمه الله نظر إلى مقصد مهم، وهو إحياء العلم ونشره بين الناس، وما ينتج عن ذلك
من مصالح عظيمة.
وما أكثر من يبحث عن المعاذير من العلماء وطلاب العلم بحجة قيام الواجب بعلماء آخرين!
والواقع يشهد بخلاف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 11:00]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
فاما عن تاخر الرد فكان لانقطاع شبه تام عن الملتقى
واما ماتفضلت به فلي عليه ولكني ارى ما ذكر كاف
واسال الله لي ولك وللاخوة العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[الحمادي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 12:59]ـ
وفيك بارك الله وجزاك خيراً أخي الفاضل(/)
رجل من اهل السنة صلى على بشر المريسي فماذا قال؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 10:09]ـ
من كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية
حدث بعض الثقات، أنه لما مات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عُبيد الشونيري، فلما رجع من جنازته أقبل عليه أهل السنة والجماعة، وقالوا: يا عدو الله تنتحل السنة، وتشهد جنازة المريسي؟ قال: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت بها من الخير ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز، قمت في الصف، فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتكفي الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك الكريم يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم، فعذبه اليوم في قبره عذاباً لم تعذبه أحد من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.
فسكتوا عنه، وضحكوا.
الاخوة الكرام ارجو تعليقكم حول هذه القصة وهل هي صحيحة؟؟؟؟؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 10:48]ـ
قصة فعلا عجيبة!!
لأول مرة أسمع أنه يجوز حضور الجنازة من أجل الدعاء على صاحبها
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 12:49]ـ
تبدو مولدةً والله أعلم، ولم يُحسن مَنْ ولدها
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 02:50]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 02:58]ـ
تبدو مولدةً والله أعلم، ولم يُحسن مَنْ ولدها
صدقت أخي، و القصة بدون إسناد كما هو واضح و إنما رويت عن بعض الثقات تعليقا .. و الله اعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 04:26]ـ
قال البخاري: حدثنا حِبّان بن مُوسى، أخبرنا عبد الله، أخبرنا مَعْمَر، عن الزهري، حدثني سالم، عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الثانية من الفجر اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلانًا وفُلانًا" بعد ما يقول: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ربنا ولك الحمد" فأنزل الله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.
ملحوظة: قبل أن نسأل ونبحث عن مدى ثبوت القصة من عدمه ينبغي أن يكون همنا معرفة شرعية الفعل نفسه، وهدي النبي في ذلك، فلو ثبت أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لا نقبل هذه القصة عمن نسبت اليه ولا عن غيره حتى ولو ثبتت بالتواتر، أما إذا ثبتت شرعيته فساعتها ننظر في ثبوت القصة.
وسؤالي: هل ثبت عن النبي الدعاء على الكفار بعد موتهم؟ فضلاً عن الدعاء على صاحب البدعة؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 06:58]ـ
وجدت في مقال لبعضهم قوله
وأما الكافر الحي المعين فقد منع بعضهم لعنه واحتجوا بقوله تعالى: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين 161 {البقرة: 161} فلم يذكر لعنه إلا بعد موته (
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 07:41]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
حدث بعض الثقات،
كأن هذه العبارة صريحة في الإنقطاع ....
ثم إن الأمر أشبه بطرفة (نكتة):) منها بقصة واقعية .. ولا يخفى ما فيها من التهكم على بشر المريسي ..
دعنا من هذا يا أبا محمد أضحك الله سنك:)
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 08:09]ـ
هناك فرق بين الصلاة الميت وبين الدعاء له:
فالصلاة على الكافر من أجل الدعاء عليه .. لم ترد -فيما أعلم-؛ بل ورد النهي القاطع فيها {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} هذا مع ما عرف عنه (ص) من تألف قلوب المنافقين؛ إذ لو صح أن يصلي عليهم لأجل الدعاء عليهم لفعله (ص) إذ هو في مداراة المنافقين أبلغ ..
أما الدعاء على الكافر الميت: فهذا معروف جوازه.
وشكرا لك ... وبارك الله فيك .. لطرح المسألة ..
والله أعلم ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 02:00]ـ
شكرا لكما.و. بارك الله فيكما ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 11:07]ـ
وجدت في مقال لبعضهم قوله
وأما الكافر الحي المعين فقد منع بعضهم لعنه واحتجوا بقوله تعالى: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين 161 {البقرة: 161} فلم يذكر لعنه إلا بعد موته (
ولو مات من يستطيع الجزم بأنه مات على الكفر حتى يستجيز لعنه معيناً؟
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 07:55]ـ
عدم تراجعه يدل على أنه مات على الكفر _ على مذهب من يكفره عيناً _
أما القدقدة فلا تنفع شيئاً في الأحكام الشرعية
بل ستجعلنا نصلي على المرتدين والمنافقين بحجة أنهم قد يكونون ماتوا على التوحيد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:51]ـ
الاخ الفاضل عبدالله الخليفي شكرا لك و بارك الله فيك
الاخ شريف شلبي وفقك الله تقول من يستطيع الجزم بأنه مات على الكفر
اقول ارايت فرعون واباجهل وابالهب وامراته وراس المنافقين ابن ابي
ومن مات على نصرانية او يهودية اووثنية الاتجزم بكفرهم
وكذا من كفر بعد اسلامه ولم يتب من ردته حتى مات الاتجزم بكفره
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 10:44]ـ
معذرة - فلم أقصد مطلقاً أنه لا يحكم بكفره، ولكن الحديث عن جواز اللعن ومشروعيته للكافر أو المبتدع المعين والدعاء عليهما أحياءً وأمواتاً كما بالقصة أصل الموضوع، وقد روي عن ابن مسعود مرفوعاً - وموقوفاً وقال العراقي هو الأصح - ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء والله اعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:49]ـ
معذرة - فلم أقصد مطلقاً أنه لا يحكم بكفره، ولكن الحديث عن جواز اللعن ومشروعيته للكافر أو المبتدع المعين والدعاء عليهما أحياءً وأمواتاً كما بالقصة أصل الموضوع، وقد روي عن ابن مسعود مرفوعاً - وموقوفاً وقال العراقي هو الأصح - ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء والله اعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10023
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=39762
ما حكم لعن (وليس سب فقط) اليهود والنصارى أفراداً أو جماعات أحياء كانوا أم أموات؟ وجزاكم الله خيراً
الجواب:
أما لعن الكفار من اليهود والنصارى والمشركين على سبيل العموم فهذا جائز ومشروع من أجل التحذير من أفعالهم، فإن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال في آخر حياته وهو في سياق الموت – صلى الله عليه وسلم -: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، رواه البخاري (435 - 436)، ومسلم (531)، واليهود والنصارى داخلون في عموم قوله تعالى: "إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا" [الأحزاب: 64]، وقال سبحانه وتعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين" [هود: 18]، واليهود والنصارى ظالمون بتكذيبهم للرسول – صلى الله عليه وسلم – وبغلو النصارى في المسيح وعبادتهم له، وعبادتهم للصليب، واليهود قتلة الأنبياء وهم الناكثون للعهود والخائنون، كما قال سبحانه وتعالى فيهم: "إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون" [الأنفال: 55 - 56].
وأما الأفراد الأحياء بأعيانهم مثل فلان أو فلان فلا ينبغي لعنهم، لأنه لا فائدة فيه، ولسنا متعبدين بذلك، إلا من له نكاية بالمسلمين وتسلط عليهم كرؤوس الكفر وأئمته، كرؤساء دول الكفر في هذا العصر فإنه يجوز لعنهم، مثل رؤساء الدول الكافرة المتسلطة على المسلمين، كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانه فيجوز لعنهم بأعيانهم، لأنهم جمعوا بين الكفر بالله والتسلط على عباد الله، وأما الأموات فكما قال عليه الصلاة والسلام: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" رواه البخاري (1393)، لكنهم يدخلون في اللعنة العامة؛ لعنة الله على الكافرين، والله أعلم.
أجاب عنه الشيخ عبدالرحمن البراك.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 1707
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 05:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
كيف أتعامل مع مسلم أسترالي لا يقبل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 12:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام، هناك مسلم أسترالي، كان سابقاً بدون دين، ومن ثم انتقل إلى البوذية، وأخيراً إلى الإسلام والحمد لله. لم أتعرف على الرجل إلا منذ يومين، ويبدوا أن له فترة ليست بالقصيرة في الإسلام، فهو تقريباً يستطيع أن يقرأ القرآن، والعجيب من ذلك أنه يتدبره ويفهم معانيه وتفسيره. ولكن يبدو أن هناك خللاً بمنهجه، فهو لايعترف بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: قد يشوبها التحريف. لايعترف فقط إلا بالقرآن، وماعدا ذلك لايعده في الحسبان؛ حتى أننا إذا جلسنا نتذاكر شيئاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، يأخذ المصحف ويبدأ بالقراءة. تناقشت معه حول هذه النقطة كثيراً، ولاينفع معه الأدلة الشريعة، بل حتى أني بينت له هذه الآية: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فقال: هذه الآية لاتدلل صراحة على أنه محمد (ص). أخبرته بأن القرآن يكون مجملاً في مسائل عدة وتأتي السنة لتفصله وتفسره، وذكرت له الصلاة كمثال، فقال: الله هو الذي علمني كيف أصلي. بل زد على ذلك بأنه يقول: المسلمون يركزون كثيراً حول محمد (ص) ويدرسون سيرته وأحاديثه ووو، ويضيف قائلاً: أنا إنشاء الله سأحاول أن أغير في هذا المفهوم، وأجعلهم يركزون على القرآن والله فقط.
خلاصة الكلام، أخبرني أحد الأخوة بأن هناك مجموعة تؤمن وتعتقد بهذا المعتقد، وقلت في نفسي ربما هذا الرجل دخل في الإسلام عن طريق هؤلاء. فهل فعلاً هناك مجموعة بهذا المعتقد؟ وهل سبق لأحد منكم وأن تعامل مع أشخاص كهذا؟
والسؤال المهم: كيف لي أن أقنع هذا الرجل بحجج وبراهبن واضحة من القرآن وكذا أخرى منطقية وعقلية - إذ أنه يحتكم إلى عقله كثيراً - بقبول أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن سنة الرسول (ص) المفسرة لكتاب الله تعالى ولكثير من التشريعات في ديننا الحنيف.
ملاحظة: قد يقول قائل اهجر هذا الشخص، ولكني أقول: صحيح أنه يتحدث في أشياء كفرية، ومنزلقات عقدية خطيرة، ولكن حرام عليَّ أن أتركه ضائعاً هكذا، فأعتقد أنه من الواجب عليَّ تبيان العقيدة الصحيحة لهذا الشخص بقدر ماأستطيع، فهو مسؤوليتي أمام الله تعالى، خصوصاً وأنه في بلد غير مسلم (أستراليا).
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 01:11]ـ
لعلك تجد فيه ما يجعل الله لي به شيئاً من الأجر:
((الاستفادة من التصنيف المعاصر للحقول المعرفية في إثبات حجية السنة و نقض حجج القرآنيين))
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4347&highlight=%C7%E1%CD%DE%E6%E1
... والموضوع على الرابط لم يكتمل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 01:14]ـ
... رابط تجد فيه مجموعة من المقالات النافعة إن شاء الله:
http://www.islam ... .net/ver2/archive/index2.php?vPart=197&startno=1&thelang=A
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 01:18]ـ
((بعض الكتب النافعة في حجية السنة))
موضوع طرحه أحد المشرفين، جزاه الله خيرا.
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2785&highlight=%C7%E1%D3%C8%C7%DA%E D
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 01:24]ـ
أهلا بك، أعانك الله تعالى.
رد عليه من كلامه، إن كان يعتقد القرآن ويدينُ به؛ فإن الذي أتى بالقرآن هو محمدٌ (ص)، وإيمانه بالقرآن يستلزم إيمانه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان يؤمن بالقرآن ولا يؤمن بالسنة فهو مناقضٌ لنفسه، إذ قد جاءت السنة وحفظت كما جاء القرآن.
وكيف لا يؤمن به والله تعالى يقول: (محمد رسول الله)؟
أما قوله:
الله هو الذي علمني كيف أصلي
فهذا لا شك فيه، ولكن قل له: من علمك القراءة؟
أليس المدرس، بلى هو كذلك، والله تعالى هو من علم الإنسانَ أصلاً، فكلامه معلوم بالضرورة.
وعلى كلامه، كيف يؤمن بالقرآن ولا يدري من أتى به ومن أين جاء؟
وأستغفر الله أن أقولَ: أنه من يضمنُ له أن القرآن لم يحرفْ فيه، ومن يضمن أن قوله تعالى: (إنا نحنُ نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، قد زيدت؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يكون هذا إلا بالسنة، وقد ورد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ... حتى قال: كتابُ الله وسنتي. أو كما قال.
وأستغفرُ الله من قلي هذا، فما أحببتُ إلا رد جهل هذا.
وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 01:26]ـ
أخي رائد حياك الله وبياك
بحسب ما فهمته من كلامك أن أخانا في الإسلام، ومرحباً به وأهلاً، وفضلٌ منك أن تبلغه سلامنا وتشرفنا باعتناقه الإسلام وانضمامه إلى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،، ما فهمته أنه قد توصّل إلى الدين الحقّ بجهود ذاتية، ومحاولة فردية، وهذه مزية أيما مزية تُحسب له عند الله تعالى وخير البرية.
ويشرفني أن أحيلك بتواضع إلى مقالي المذهب الفقهي وعلم الدلالة، ففيه الجواب الشافي بطريقة رياضية حصرية دلالية تناسب تفكير الغربيين، والعقلانيين، وهي بعد الحقّ الذي لا مجمجة فيه.
ذلكم أن المصطلحات الكثيرة هي سبب الاختلاف بين الناس، وبين أهل العلم أنفسهم، فهم لا يُنفقون من الوقت والجهد ما يكفي لفهم الاصطلاحات ووضع أقوال العلماء في أسيقتها.
فمصطلح السنة مثلاً مصطلح حادث، ومعنى الكلمة في اللغة (السيرة)، والسيرة اسم هيئة من السير، وأصله السير المنظور ثم استعير للسير المعنوي وهو السلوك.
ولذلك قام أخوكم كاتب هذه السطور بدعوة الناس الى (ما أجمع عليه الفقهاء) من دلالات نصوص القرآن والسنن، لأننا نفتقد إلى القدرة على فهمها بمعزل عن جهود الفقهاء.
ولا أرى داعياً للتشويش على الداخلين في الإسلام بمصطلحات العلوم الإسلامية، فمثلاً في مقدمة النسخة الإنكليزية المعدلة من ترجمة عبدالله يوسف علي من مجمغ الملك فهد، وضعوا ( not created) أي غير مخلوق في تعريف المصحف، وهذا أمر من مصطلحات علم الكلام وليس ليقال للإنكليز ولا للأمريكان ولا للمسلمين الجدد!
بل يكفي المسلم الجديد التوحيد وتأدية العبادات والحلال والحرام
والله أعلم
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 02:38]ـ
الأخوة الكرام
عبدالله الشهري
أبوالوليد التويجري
عبدالرحمن الملا محمود
أشكر لكم إفادتي بهذه المعلومات القيمة
وفقكم الله
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jan-2009, صباحاً 10:57]ـ
...... ويشرفني أن أحيلك بتواضع إلى مقالي المذهب الفقهي وعلم الدلالة، ففيه الجواب الشافي بطريقة رياضية حصرية دلالية تناسب تفكير الغربيين، والعقلانيين، .....
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن
وهذا هو الرابط لمن يريده
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10161
ويرجى مراجعة الخاص(/)
لولا اللين ما ثبتوا ساعة (قراءة في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 11:07]ـ
المقال من طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1790
نص المقال:
كانت يهودُ تسكن الوادي جنوب المدينة المنورة، متجاورون في حصونهم -بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع- ونزلت عليهم الأوس والخزرج بين الحرّتين، وفي الشمال على بعد مئة ميل فقط من المدينة المنورة يهود خيبر ويهود وادي القرى ويهود فَدَك.
جمع غفير من اليهود في حصونٍ على الجبال يملكون العدد والعتاد ... تُساندهم قبائل غطفان وذراع من المنافقين داخل الصف المؤمن. ولك أن تقارن بين عدد المسلمين (أقصى ما وصلوا إليه في حربهم مع اليهود كان ألف وأربعمائة يوم خيبر) وبين عدد اليهود (يهود قينقاع والنضير وقريظة وخيبر ووادي القرى وفدك، ومن عاونهم من غطفان)! ولك أن تقارن بين تجهيزات اليهود من حصون وآلات حرب ووفرة في المال والمئونة، وبين حال المسلمين وهم مائتا فارس ليس معهم إلا السيوف والحراب وبعضهم حاسر لا شيء عليه، وهم يقاتلون على جميع الجبهات!
لم أقصد أن أنبه على أن العدد ليس من الأهمية بمكان، ولكن لاحظت من تدبّري لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود في القتال وفي الدعوة باللسان، أنهم لم يخرجوا إليه أبدا لا بالسيوف ولا بالشبهات.
اتفقوا على مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم وعداوته، ولم يخرجوا إليه، بل قلَّبوا الأحزاب حتى أحاطوا بالمدينة، ولم يشاركوا معهم بجيش. فقط غدرت قريظة حين بدى لها أن معسكر المسلمين في خطر قد يذهب به.
وكان المنطق يقول أن يبدؤوه بالقتال حين هاجر إلى المدينة، وأن يقضوا على الدعوة في مهدها، ولكنها يهود!!
بل لم يتعاونوا مع بعضهم حين كان النبي يقاتل فريقا منهم ... وتدبر:
أُجْلِيَت بنو قينقاع، وجيرانُهم من بني قريظة والنضير يتفرجون ولم يحركوا ساكناً.
وحدث ذات الشيء مع بني النضير ولم تتحرك قريظة لنصرتهم.
وحوصرت قريظة ورضيت بالتحكيم (وهي تعلم أنه الذبح) ولم تقاتل.
ويهود خيبر كانوا وراء الجدر يرمون بالسهام، وحين التحمت الصفوف لم يثبت إلا نفر أو نفران -وهي قلة لا يُقاس عليها- وفرَّ الباقون إلى الحصن المجاور ثم الذي يليه حتى نزلوا على الصلح، ورضوا بالزرع وأذناب البقر.
وفي أمر الشبهات، لم تكن يهود تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحاوره هي بنفسها -إلا قليلاً جداً- وإنما احتضنت المنافقين وأمدّتهم بالشبهات كيما يتكلمون هم بها.
ويلاحظ أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان شديد الخشونة في التعامل مع يهود حين تتطاول، ولك أن تطالع كتب السير وكل من كتب عن الوقائع بين الرسول واليهود، لترى أنه ليس بين كشف عورة المرأة في سوق بني قينقاع وبين حصارهم أي شيء، لا يوجد أي كلام بين حادث الغدر -كشف عورة المرأة- وبين الحصار والإصرار على قتلهم لولا وقاحة ابن سلول في شفاعته لهم.
وحين حاولت يهود بني النضير اغتيال رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، لم يتكلم ولم يفاوض ولم يُظهر اعتباراً لهم ولحصونهم، ولا لأعوانهم المندسّين بين الصفوف، وقد ساندوا بني قينقاع بالأمس وشفعوا فيهم، فلم يقتلوا -أعني المنافقين-، بل وتسربت الأخبار أنهم تراسلوا في الخفاء وتقاسموا على النصرة، ولا لجيرانهم من إخوانهم بني قريظة ولا لأهل خيبر ووادي القرى وفدك وحلفائهم من غطفان ... لم يلتفت لهذا كله؛ كان الرد حازماً جداً، وسريعاً جداً.
وغدرت قريظة فذبحت وما أمهلت قدر صلاة.
ثم تحرك لخيبر وهو يعلم جيداً مناعة حصونها وعدد رجالها وأن ورائهم غطفان ... وكان ما كان.
إن يهود هي يهود ... تجمع وتستكثر، وتُجعجع وتزمجر أمام نساءها وصبيانها وأذنابها من المنافقين، وتكبر في حس كل مرجف جبان أحب الحياة الدنيا على الآخرة، فيملأ (الفضاء) بإرجافه، وحين ترى يهود الموت لا تحملها ساقُها وتلقي سلاحَها وإن كانت مستيقنة من أنه الذبح -وليس إلا الموتُ يرجعها-.
فوالله لو لا اللين لما ثبتوا ساعة، فليسوا بأشجع من مَرَحَبْ وابن أخطب ... واقرؤوا التاريخ! وفي المقابل حين تظهر يهود تقتل النساء والصبيان والشيوخ والشبان -وكتابهم يأمرهم بهذا-.
خندقُ اليهود لا يقف فيه اليهود وحدهم بل يقف فيه الأحمق المطاع بجيشه الجرار (عُيَيَّنَة بن حصن بالأمس وبوش اليوم) ويقف فيه المنافقون الذين يحملون أسماء إسلامية، ويدّعون الانتساب للإسلام، وأنهم يفعلون ذلك من باب العقلانية وخشية الدوائر ... والكل يرمي على الصف المؤمن.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 05:23]ـ
عرض موجز بليغ لطبيعة العدو
وتوضيح صورته
وسبحان الله
لقد وصفهم الله في كتابه وصور لنا شخصيتهم الضعيفة المهزوزة المذعورة
(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)
أبعد هذه الأيات نخاف وننعتهم بالقوة والتكاتف ويترتب على هذا الوصف منا خوف وذعر وهوان
والله إن كلماتك كالدرر تصور وتعالج الحال بصورة واقعية ملموسة
إن يهود هي يهود ... تجمع وتستكثر، وتُجعجع وتزمجر أمام نساءها وصبيانها وأذنابها من المنافقين، وتكبر في حس كل مرجف جبان أحب الحياة الدنيا على الآخرة، فيملأ (الفضاء) بإرجافه، وحين ترى يهود الموت لا تحملها ساقُها وتلقي سلاحَها وإن كانت مستيقنة من أنه الذبح -وليس إلا الموتُ يرجعها-.فوالله لو لا اللين لما ثبتوا ساعة، فليسوا بأشجع من مَرَحَبْ وابن أخطب ... واقرؤوا التاريخ! وفي المقابل حين تظهر يهود تقتل النساء والصبيان والشيوخ والشبان -وكتابهم يأمرهم بهذا-.خندقُ اليهود لا يقف فيه اليهود وحدهم بل يقف فيه الأحمق المطاع بجيشه الجرار (عُيَيَّنَة بن حصن بالأمس وبوش اليوم) ويقف فيه المنافقون الذين يحملون أسماء إسلامية، ويدّعون الانتساب للإسلام، وأنهم يفعلون ذلك من باب العقلانية وخشية الدوائر ... والكل يرمي على الصف المؤمن.
الله المستعان
اللهم اصلح احوالنا
جزاك الله خيرا أخي محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 12:00]ـ
وجزاكم مثله أخي الكريم.
شكرا لمرورك(/)
هل تدري ما معنى أنّ الأرواح جنود مجندة ?
ـ[أسماء]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 04:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تدريي ما معنى أنّ الأرواح جنود مجندة ?
عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول:
((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف)) " 1 " قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: (الأرواح جنود مجندة)
قال الخطابي: يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير و الشر
و الصلاح و الفساد
و أن الخير من الناس يحن إلى شكله
و الشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره
فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير و شر
فإذا اتفقت تعارفت، و إذا اختلفت تناكرت
و يحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب
على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام
و كانت تلتقي فتتشاءم، فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول
فصار تعارفها و تناكرها على ما سبق من العهد المتقدم.
و قال غيره:
المراد أن الأرواح أول ما خلقت ..... خلقت على قسمين.
و معنى تقابلها أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت
أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتفارف.
قلت: و لا يعكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلفا، لأنه محمول على مبدأ التلاقي
فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سبب.
و أما في ثاني الحال فيكون مكتسبا لتجدد و صف يقتضي الألفة بعد النفرة
كإيمان الكافر ........... و ............ إحسان المسيء.
و قوله (جنود مجندة)
أي أجناس مجنسة أو جموع مجمعة.
قال ابن الجوزي:
و يستفاد من هذا الحديث أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرة ممن له فضيلة أو صلاح
فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك ليسعى في إزالته
حتى يتخلص من الوصف المذموم، و كذلك القول في عكسه.
و قال القرطبي:
الأرواح و إن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها
فتتشاكل أشخاص النوع الواحد و تتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة، و لذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها و تنفر من مخالفها
ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف.
و قال النووي رحمه الله في شرحه:
قوله صلى الله عليه و سلم ((الأرواح جنود مجندة، و ما تناكر منها اختلف))
قال العلماء:
معناه جموع مجتمعة، أو أنواع مختلفة
و أما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه
و قيل:
إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها، و تناسبها في شيمها
و قيل:
لأنها خلقت مجتمعة، ثم فرقت في أجسادها
فمن وافق بشيمه ألفه، و من باعده نافره و خالفه.
و قال الخطابي و غيره:
تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ
و كانت الأرواح قسمين متقابلين.
فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ائتلفت و احتلفت بحسب ما خلقت عليه
فيميل الأخيار ........ إلى ........... الأخيار
و الأشرار ........... إلى .......... الأشرار
و الله أعلم
" 1 " الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح
- المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح
- الصفحة أو الرقم: 2638
ـ[أسماء]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 07:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: اسباب محبة الله للعبد
قال بعض السلف: [لو أن العبد أطاع الله سبحانه وتعالى في جوف صخرة صماء في شدة الظلماء، لألقى الله محبته في قلوب عباده المؤمنين، ولو أن العبد عصى الله سبحانه وتعالى في جوف صخرة صماء في شدة الظلماء، لألقى الله بغضه في قلوب عباده المؤمنين] سبحان الله!
إن عالم القلوب والأرواح عالم آخر غير تلك العوالم المادية التي هي محدودة بقوانين معينة، فإنك إذا تذوقت طعاماً من الأطعمة، ووجدت طعمه جيداً أكلته وأحببته، وإذا وجدت طعمه أو رائحته غير ذلك أبغضته، فهذا قانون جعله الله سبحانه وتعالى لهذا الشيء، أما أن ترى أو تسمع عن شخص فتحبه، ثم تسمع بآخر ربما كان ظاهره الخير والصلاح فتبغضه، فهذا دليل على أن لهذا العالم قوانينه وسننه ونواميسه الخاصة به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أسرار عالم القلوب والأرواح ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {الأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف} (رواه الامام البخاري عن عائشة (3336)،رواه الإمام مسلم 2638عن ابى هريرة)
كيف تكون الأرواح جنود مجندة؟
يقول بعض المبطلين المتأولين من الصوفية: إن ذلك كان عند تلاقي الأرواح وتعارفها في عالم الأرواح قبل أن تخرج إلى عالم الدنيا، حيث كان لها جولان حول العرش قبل أن يضعها في الأجساد، وقد تعارفت هناك، ففي الدنيا إذا تلاقى اثنان، وكانت روحهما قد تعارفتا هناك، حصل بينهما التعارف والتآلف. ولكننا لسنا بحاجة إلى هذا الكلام؛ لأن التعارف والتآلف لا يكون إلا بمثل ما نطق به الحديث، فإن المتقي يحب المتقي، فإذا رأيت تقياً مثلك لدقائق أو لساعات، فإنك ستحبه وتشعر بأنك قد صحبته العمر كله؛ لأنك وجدت في قلبك ميلاً شديداً إلى حبه، وهو يشعر بذلك أيضاً؛ لأنكما اتفقتما على تقوى الله سبحانه وتعالى، وإن التقيت بشخص آخر مظهره أو كلامه فيه ما فيه، ولكنه لم يكن تقياً، فإنك تجد في نفسك النفور منه، وربما هو يشعر بذلك أيضاً.
ولهذا نجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الأخيار من الصحابة الكرام كانوا يتحابون رضوان الله تعالى عليهم، وكانت هناك المحبة القوية بين المهاجرين منهم والأنصار، وكانوا يعيشون بتواد وتراحم فيما بينهم، ونجد أن المنافقين كان بعضهم يميل إلى بعض، ويتناجون فيما بينهم بالإثم في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، بل حتى في الجهاد يكونون وحدهم، وهم كذلك في أي مكان، حتى إنهم بنوا مسجد الضرار ليكون مركزاً لتجمع وتكتل النفاق، واتخذوه ضراراً وتفريقاً بين المؤمنين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، فلو جاء منافق من هجر أو البحرين أو اليمن، فإنه سينزل عند عبد الله بن أبي وطائفته، ولو جاء مؤمن تقي من أطراف الدنيا، لنزل عند أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي أوطلحة أو أحد الصحابة الأخيار، فالنفوس ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وكل يميل إلى من هو على شاكلته، فالمؤمن إذا ذهب إلى أي بلد من بلدان العالم، فإنه يبحث أولاً عن المسجد، فإن وجد مسجداً، فإنه يسأل: هل هذا المسجد لأهل السنة لأصلي معهم وأجتمع بهم إليهم؟ ولكن من كان من أهل الفجور والفسق والمعاصي -عياذاً بالله- فإنه أول ما يسأل عن أماكن الفجور والمعاصي والدعارة ..
نسأل الله العفو والعافية.
معنى حديث الأرواح جنود مجندة
:::والله اسأل ان ينفعني واياكنّ به:::
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 01:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 02:30]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أسماء]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفوا الموضوع الثاني منقول ... (معنى حديث الأرواح جنود مجندة)
:والله اسأل ان ينفعني واياكنّ به
و الله اسأل ان ينفعني و اياكم به
ـ[أسماء]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخ أبوفردوس
أخ ناجية أحمد
و فيكما بارك
شكرا على المرور الطيب
ـ[أم سلمة]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 07:12]ـ
جزاك الله خيرا يا أختي
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 09:10]ـ
جزاك الله خيرا يا أختي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة أختي الفاضلة أم سلمة على مرورك الطيب
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 06:27]ـ
جزاك الله خيرا
قال علامة اليمن الشيخ الناصح الأمين
يحيى بن على الحجوري حفظه الله
إياك أيها السُني أن يُداخلك الهوى فتدافع عن باطل على حساب زيد أو عبيد
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 09:13]ـ
جزاك الله خيرا
قال علامة اليمن الشيخ الناصح الأمين
يحيى بن على الحجوري حفظه الله
إياك أيها السُني أن يُداخلك الهوى فتدافع عن باطل على حساب زيد أو عبيد
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل لمرورك الكريم
ـ[عبد الرحمن العسيري]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 02:38]ـ
بارك الله فيكم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 11:07]ـ
بوركت غاليتي أسماء وجزاك الله خيرا
ـ[هطول المطر]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 02:48]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابوعمارالغامدي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 04:06]ـ
أسأل الله أن ينفع بعلمكم شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لا تستخدم الصنبور ستشعر بسعادة أكبر عند الوضوء.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 07:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لا تستخدم الصنبور ستشعر بسعادة أكبر عند الوضوء.
اتخذ إناء على شكل كأس كبير يسع ما يقارب لتر ونصف من الماء وتوضأ به.
فعن ابْنُ جَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:
" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ"
متفق عليه واللفظ للبخاري.
وقد جربت أن أضع ماء الوضوء في إناء، وتوضأت به بعدها، ولن أستطيع وصف سعادتي بذلك.
أتمنى أن تنالوا ما نلت من سعادة.
بني توضأ وقم للصلاة ****** وصلي لربك تكسب رضاه
إذا رضي الله عن مسلم ****** أتاه الهناء ونال السرور
بني توضأ بماء طهور ****** فماء الوضوء لوجهك نور
بني توضأ وقم للصلاة ****** وصلي لربك تكسب رضاه
بني توضأ واذهب للصلاة****** وامشي في ترو وأناة
بني صلي بعد الوضوء****** فصلاة المسلم تمحي الذنوب
بني توضأ وقم للفلاح ****** ففي طاعة الله سر النجاح
&******&
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 11:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً على هذهِ الالتفاتَة ..
لقد كنتُ منعَّماً من قبلُ في الجزيرة ثمّ عشتُ في إفرِيقيّة ردحاً من الزّمن للدراسة .. وقد جربتُ ما أحسستَ بهِ إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة، وجدتُ فيها طعماً لا يعرفهُ إلا من ذاقه .. هناك، كنا نتوضأ في نفر من الرجال نجلس القرفصاء متحلقين حول إناء دائري فيه الماء:) ..
ومرة أتذكر أننا توضأنا في الجامعة من صنبور عتيق صدئ في باحة الجامعة، وهي باحة ترابية تتوسطها مربعات مزروعة بالأعشاب، ثم صلينا على عشب الجامعة وترابها، والشمس لاهبة تلفح رؤوسنا، وكانت حولنا ضفادع، أتذكر أنني حينها أحسست بطعم جديد للعبودية .. لم أحسه قبل ذلك تحت برد المكيفات والفرش الوثيرة ..
كانت كذلك كثيراً ما تنقطع الكهرباء أثناء صلاة العشاء في الصيف، وكنت أرى أن لذلك جواً إيمانياً لطيفاً، وأنه أدعى إلى الخشوع ..
والسلام عليكم
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 07:26]ـ
لقد كنتُ منعَّماً من قبلُ في الجزيرة ثمّ عشتُ في إفرِيقيّة ردحاً من الزّمن للدراسة
أتمنى لو كنت أستطيع أن أذهب إلى إفريقية.
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو عائدة الشامي.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 11:54]ـ
جزاكم الله خيراً ..
أدع الله لي أن أفعلها ... و الله .. ليتها لي عادة .. فأنال من السعادة ما نلت .. فهذا هو هدي نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ... و العبرة بعدم الإسراف في الماء .. أليس كذلك؟
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 07:17]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة إيمان الغامدي.
أسأل الله لي ولك الثبات على سنة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المممات.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 07:31]ـ
أما ما يخص "عدم الإسراف":
فنعم ديننا يحث على عدم الإسراف.
وفي الحديث السابق ما يشير إلى ذلك.
لكن لابد أن تلاحظي أمرا، وهو أن الماء يجب أن يكفيك لإتمام الوضوء على الوجه المطلوب:
ترجم البخاري ترجمة فقال:
"بَاب إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ الْإِنْقَاءُ"
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 07:36]ـ
فقد يشعر المسلم بالحرج من تحديد كمية الماء الكافي وتقديره وخصوصا أن الأمر يتعلق بالوضوء.
ولكن الحمد لله تعالى، توضأ الرسول صلى الله عليه وسلم بالمد.
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 11:34]ـ
هذا شعور قديم جميل، أحسست به عندما كنت أسكن بيت جدي رحمه الله في أعالي جبال السراة، أيام الصبا، وقد بنى رحمه الله مسجداً لبعده عن الجامع، وكان الوضوء من إناء، والماء ليس من ماء التحلية المعالج وإنما طبيعي من بئر قد حفرها. سبحان الله، ما أتعس الإنسان في عصر الحضارة العصرية المادية.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 09:45]ـ
هذا شعور قديم جميل، أحسست به عندما كنت أسكن بيت جدي رحمه الله في أعالي جبال السراة، أيام الصبا، وقد بنى رحمه الله مسجداً لبعده عن الجامع، وكان الوضوء من إناء، والماء ليس من ماء التحلية المعالج وإنما طبيعي من بئر قد حفرها. سبحان الله، ما أتعس الإنسان في عصر الحضارة العصرية المادية. أخي الفاضل عبدالله جزاك الله خيرا، ورحم الله تعالى جدك.
لم أكن أدري أن الممملكة العربية السعودية حرسها الله تعالى فيها مثل هذه المناطق الجميلة، فعند اطلاعي على ما كتبت بحثت لأني لم أعلم بوجود مثل هذه المنطقة في المملكة.
http://www3.0zz0.com/2007/12/15/22/89708874.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:53]ـ
بارك الله فيكم
وأتمنى لو أستطيع فعل ذلك دائماً بلا خوف من الوسوسة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:12]ـ
لقد تسبب جريان المياه بقوة وبوفرة في صنابير المياه في زماننا هذا في فتنة للناس في طُهورهم إلا ما رحم ربك .. ذلك أنه لفشو الجهل فيهم، صار الواحد منهم يقف أمام الصنبور ويطلق المياه على أشدها وأقصى قوة دفع لها، ثم هو يدفع بيده داخل تيار المياه مرة بعد مرة ويضرب بما يقتطعه من ذلك الماء المنهمر على أعضاء الوضوء غمرا عاما وإمرارا سريعا، وهكذا في سائر الأعضاء، ثم يحسب أنه بذلك قد أسبغ الوضوء أحسن ما يكون الإسباغ، إذ الماء وافر والأعضاء قد ابتلت بماء كثير، وليس هذا من الإسباغ في شيء أصلا! بل إنه لا يحقق شرط الغَسل - قسيم المسح - للأعضاء التي يجب غسلها، إذ أنه يلزم الدلك كما نص أهل العلم! والدلك هذا يتحقق بأقل قدر من المياه يضعه المرء في كف يده ثم يعم به العضو!
والحق أنه كلما كانت المياه التي يستعملها المتوضئ ساكنة أو قريبة إلى السكون، كان أقدر على التحكم في المقدار الذي يضبطه في كف يده منها، ليغسل به الأعضاء الواجبة عضوا عضوا كما ينبغي! وأنا وإن كنت لا أتوضأ من الإناء إلا أني أحرص كلما توضأت على أن أقلل إندفاع المياه من الصنبور إلى أدنى قدر ممكن، حتى لا يكون القدر النازل منها إلا قدرا يسيرا للغاية! فإذا ما وضعت كف يدي تحتها أمكنني جمع قدر يسير من الماء أغسل به وأدلك كل عضو دون إفراط أو تفريط.
فعلى خلاف ما يظنه الأكثرون، فإن شدة اندفاع المياه من الصنبور أمام المتوضئ إنما هي في الحقيقة مظنة تفويت وصول الماء إلى بعض العضو المطلوب، وليس العكس .. والله أعلم!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:51]ـ
.... بل إنه لا يحقق شرط الغَسل - قسيم المسح - للأعضاء التي يجب غسلها، إذ أنه يلزم الدلك كما نص أهل العلم! والدلك هذا يتحقق بأقل قدر من المياه يضعه المرء في كف يده ثم يعم به العضو!
والحق أنه كلما كانت المياه التي يستعملها المتوضئ ساكنة أو قريبة إلى السكون، كان أقدر على التحكم في المقدار الذي يضبطه في كف يده منها، ليغسل به الأعضاء الواجبة عضوا عضوا كما ينبغي! وأنا وإن كنت لا أتوضأ من الإناء إلا أني أحرص كلما توضأت على أن أقلل إندفاع المياه من الصنبور إلى أدنى قدر ممكن، حتى لا يكون القدر النازل منها إلا قدرا يسيرا للغاية! فإذا ما وضعت كف يدي تحتها أمكنني جمع قدر يسير من الماء أغسل به وأدلك كل عضو دون إفراط أو تفريط.
فعلى خلاف ما يظنه الأكثرون، فإن شدة اندفاع المياه من الصنبور أمام المتوضئ إنما هي في الحقيقة مظنة تفويت وصول الماء إلى بعض العضو المطلوب، وليس العكس .. والله أعلم!
لى ملاحظتان من بعد إذنكم:
- الدلك نص عليه بعض أهل العلم لئلا يظن أحد أن هناك إجماع أو شبه إجماع فيتعذب من به وسواس.
-شدة اندفاع المياه من الصنبور أمام المتوضئ إنما هي في الحقيقة مظنة تفويت وصول الماء إلى بعض العضو المطلوب، وليس العكس
هذا صحيح ومعلومة مفيدة ينبغي التنبيه عليها وكان الله في عون من به وسواس أو كان مصاباً به ويراوده بين الحين والآخر:).
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 11:07]ـ
جزاك الله خيرًا.
وبقي الغسل بالصاع.
جعلنا الله وإياكم من المتبعين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرٍ وكبير.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 06:17]ـ
الاخوة الكرام أبا الفداء وأبا محمد وسيف جزاكم الله خيرا على الإضافات القيمة.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Mar-2010, مساء 08:50]ـ
عندنا في المساجد توضع أواني بجانب الصنبور فيصب الماء في أحد الأواني ثم يتوضأ المرء منه.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 09:10]ـ
عندنا في المساجد توضع أواني بجانب الصنبور فيصب الماء في أحد الأواني ثم يتوضأ المرء منه.
جزاك الله خيرا فكرة رائدة، وليتهم ثبتوها بسلسلة كما يفعلون بكؤوس الماء الملحقة بآلات تبريد الماء المعدة كصدقة جارية.
حتى يكون الحل عملي وغير مكلف، فقد تضيع الآواني.
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[28 - Mar-2010, مساء 09:20]ـ
جزاكم الله خيرا
ما أجمل اتباع السنة والتأسي بهدي النبي عليه الصلاة والسلام
ما أجمل حين نبهنا أحد شيوخنا نفع الله بعلمه ووفقه لكل خير على هذه القضية وذكر أن الأصل في ما يتعبد به من وضوء أو غسل التقلل من الماء فيه وربما يترخص فيما كان لغير ذلك من تبرد أو تنظف، وحكى لنا ما ذكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حريصا على مثل هذا حتى أنه كان يحب أن يستتر حتى لا يتهم بالوسوسة من كثرة دلكه لأعضائه مع قليل الماء الذي يتوضأ به
ومن حينها صار المرء يحرص كلما تذكر أو أتيحت له الفرصة وحقيقة أذكر أني كنت في سفر واضطررت إلى أن أغتسل بحوالي لترين من الماء واستشعرت قبل ذلك السنة -وإن كنت مضطرا لا مختارا- فكان لي العجب وكما ذكر الأخوة من أمر الدلك العجب فالواقع أنك تحتاج لقليل من الماء مع كثير من الدلك وتدرك حينها أنك لا تحتاج إلى كثير ماء
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[29 - Mar-2010, صباحاً 06:43]ـ
جزاكم الله خيرا
ما أجمل اتباع السنة والتأسي بهدي النبي عليه الصلاة والسلام
ما أجمل حين نبهنا أحد شيوخنا نفع الله بعلمه ووفقه لكل خير على هذه القضية وذكر أن الأصل في ما يتعبد به من وضوء أو غسل التقلل من الماء فيه وربما يترخص فيما كان لغير ذلك من تبرد أو تنظف، وحكى لنا ما ذكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حريصا على مثل هذا حتى أنه كان يحب أن يستتر حتى لا يتهم بالوسوسة من كثرة دلكه لأعضائه مع قليل الماء الذي يتوضأ به
ومن حينها صار المرء يحرص كلما تذكر أو أتيحت له الفرصة وحقيقة أذكر أني كنت في سفر واضطررت إلى أن أغتسل بحوالي لترين من الماء واستشعرت قبل ذلك السنة -وإن كنت مضطرا لا مختارا- فكان لي العجب وكما ذكر الأخوة من أمر الدلك العجب فالواقع أنك تحتاج لقليل من الماء مع كثير من الدلك وتدرك حينها أنك لا تحتاج إلى كثير ماء
وفقكم الله
وجزاك الله خيرا أخي الكريم على الإضافة المفيدة
ولقد سمعت شيخا مجيدا من أهل مصر ولا أزكيه على الله بعد أن كتبت الموضوع يتحدث عن المسألة على قناة المجد، وأمامه مجموعة من الطلاب، ونسيت الاسم، وفرحت لهذا فقد ظهر في قناة فضائية يشاهدها الملايين.
وأذكر أن برنامجا في قناة اقرأ سلط الضوء على ثقافة أبناء اليابان الأطفال، وستعجبون من احساسهم بأهمية المحافظة على البيئة وعدم الإسراف، ونحن الأولى بلا شك فهلا علمنا أطفالنا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[29 - Mar-2010, صباحاً 08:11]ـ
أخي أبا البواسل العزيز:
بارك الله فيكم على هذا الموضوع الهام ..
فالإسراف مستشر بشكل مخيف جداً .. !
و أحب أن أحمد الله عز و جل هنا أمامكم على ما أنعم به علي منذ سنوات ..
حيث عوّدت نفسي على شيء أول أيامه مزعج شيئاً ما .. و لكنه بعد ذلك يصبح عادة!
صرت أفتح الصنبور باليسرى قدر ملء اليمنى ثم أغلقه و أوضيء أعضائي كلها هكذا .. إلا الأقدام فأغسلها بماء ضعيف السرعة!
و كنت أحث الصحب و الناس عموما إن سنحت فرصة! حتى كنت أنوي عمل مجموعة لمحاربة الإسراف يكون الوضوء إمامها!
فمن ينضم للتشجيع و أكون أنا الخادم؟:)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[29 - Mar-2010, صباحاً 09:24]ـ
أخي أبا البواسل العزيز:
بارك الله فيكم على هذا الموضوع الهام ..
فالإسراف مستشر بشكل مخيف جداً .. !
و أحب أن أحمد الله عز و جل هنا أمامكم على ما أنعم به علي منذ سنوات ..
حيث عوّدت نفسي على شيء أول أيامه مزعج شيئاً ما .. و لكنه بعد ذلك يصبح عادة!
صرت أفتح الصنبور باليسرى قدر ملء اليمنى ثم أغلقه و أوضيء أعضائي كلها هكذا .. إلا الأقدام فأغسلها بماء ضعيف السرعة!
و كنت أحث الصحب و الناس عموما إن سنحت فرصة! حتى كنت أنوي عمل مجموعة لمحاربة الإسراف يكون الوضوء إمامها!
فمن ينضم للتشجيع و أكون أنا الخادم؟:)
فكرة جيدة أخي الكريم جزاك الله خيرا
وخصوصا عندما يكون المرء خارج منزله يصعب عليه أن يتحكم بترتيب المكان، وقد يضيع الإناء المعد لمن يفضل استخدام الآنية، وإن كنت ستخدم أمة الإسلام بنشر سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، فأنت كما قال المثل:
سيد القوم خادمهم
ولا أزكي أحدا على الله تعالى لا نفسي ولا اخواني.
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 01:27]ـ
جزاكم الله خيرا نصيحه رائعه اسال الله ان يتوب علي لاسرافي في المياه
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 06:45]ـ
جزاكم الله خيرا نصيحه رائعه اسال الله ان يتوب علي لاسرافي في المياه
وجزاك الله خيرا أختي الكريمة
وأسأل الله تعالى أن يتوب علي أنا كذلك ففي بعض الأوقات وخاصة عند الإنشغال أنسى وأتوضأ والمياه تهدر، وقبل أن أتفقه في المسأله كنت أهدر النعمة كغيري، وهناك أناس لايجدون ماء صالحا للشرب، رحماك ربي.
ـ[تعارف]ــــــــ[30 - Mar-2010, صباحاً 07:29]ـ
هل تسمحون لاختكم ان تخالفكم من باب المدارسه
ومالمانع ان ننعم بتيسير الله لنا ان الوضوء من الصنبور فيه اتباع للسنة تقولون كيف؟
ماخير رسول الله بين امرين الا اختار ايسرهما
فانا حين اختار الايسر اتبع هدى النبى صلى الله عليه وسلم
ثم الا تعلمون ان اعداء التوجه الاسلامى يتلمسون لنا نحن المتدينين الاخطاء (من وجهة نظرهم)
ماذا لو رأو احدكم يترك الصنبور ويتوضا من اناء الا نكون قد اعطيناهم الفرصة لتكرار اسطوانتهم المشروخه وهى اتهام المتدين بالتخلف والعجز عن مسايرة العلم والتقدم الخ الخ
وفقنا الله جميعا لكل خير
وفقكم الله اخوانى لكل خير
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 12:54]ـ
فكرة جيدة أخي الكريم جزاك الله خيرا
.
بارك الله فيك أخي العزيز ..
و هذه دعوة متجددة للمشايخ و الإخوة الكرام أن يشجعونا
بإعلانهم الاهتمام بالفكرة
و البدء بتطبيقها
ثم إتحافنا بالأخبار بين الفينة و الأخرى!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[30 - Mar-2010, مساء 06:06]ـ
اختي تعارف
رائيك يحترم ولكن الا تري انه من التحضر ان نقتصدفي استهلاك المياه
فبدلا من قولك هذا ندعو الجميع باتباع ارشادات ترشيد المياه كستخدام الصنبور الذي يقطر في الماء بدفع معين
فهذا افضل وهكذا تبدين متحضره اكثر واذا استخدمنا الصنبور العادي في الامكان العامه نقتصد بقد الامكان
وجزاكي الله خيرا
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[31 - Mar-2010, صباحاً 06:54]ـ
أخواتي الكريمات
قال د. خالد عايد
في مقاله حوارات
الحياة المدنية المعاصرة وإن كانت تحفظ الكرامة الإنسانية وتعزز الفردية فهي تسلب منا جانباً إيجابياً
أثبتت دراسة علمية أشرف عليها الأستاذ المشارك ستيفين إيلاردي من قسم علم النفس في جامعه كنساس أن الحياة البدائية (مجتمع الصيد والجمع والالتقاط) توفر علاجاً فعالاً لحالات الاكتئاب التي تنتشر في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة كبيرة. يقول إيلاردي في كتابه "علاج الاكتئاب" أن إعادة استخدام الانسان المعاصر لبعض العادات البدائية: النشاط الجسدي, التعرض المعتدل لأشعة الشمس, والتواصل الاجتماعي مع الاخرين, النوم ساعات كافية , تعالج الاكتئاب. إضافة الى ذلك يذكر إيلادري أننا كجنس بشري لا نتوافق كثيراً مع النغم السريع للحياة المعاصرة بل نتكيف أكثر مع ما كان يحدث في الماضي حين كان بني البشر أكثر نشاطاً لأنهم يقضون معظم وقتهم في الهواء الطلق ومقابلة والتحدث مع الآخرين من الأحبة والأصدقاء وغيرهم وتناول أطعمة صحية."إستند إيلاردي في نتائجه الى خلو المجتمعات البدائية الحالية من الاكتئاب مثل جماعة "الأميش" الدينية في الولايات المتحدة (لا يستخدمون السيارات أو الكهرباء أو أي من الاختراعات المعاصرة) وجماعة "الكالولي" في مرتفعات غينيا الجديدة حيث يعمل هؤلاء في الهواء الطلق (-ترجمة بتصرف-برين ميستريس- 7 - 6 - 2009) ... " أهـ
وأذكر جيدا ما سمعته من كثيرين من أن استخدام الدش وتصليطه مباشرة على فروة الرأس يتسبب بفقد الشعر تدريجيا، فتجد الكثيرين الآن يملؤون طشتا ثم يستخدمون الإناء لغسل رؤوسهم، وفي هذا من الاقتصاد ما لا يخفى، إن في التشريع سعادة وريادة وحضارة، لكن هلا جلسنا وتدبرنا الحكم بروية، لصرنا في هذه الدنيا أصحاب الريادة ومصدر للخير والسعادة.
والله أعلم.(/)
كلمات مضيئة لعلماء من أمة التوحيد ..
ـ[ابن خالد]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله:
((فلا يتم لأهل التوحيد توحيدهم إلا باعتزال أهل الشرك, وعداوتهم وتكفيرهم.)) الدرر السنية 11/ 434
قال الشيخ سليمان بن عبدالله رحمهما الله:
((فاعلم أن العلماء أجمعوا على أن من صرف شيئامن نوعي الدعاء لغير الله فهو مشرك, ولو قال"لاإله إلا الله محمد رسول الله وصلى وصام إذ شرط الإسلام مع التلفظ بالشهادتين: أن لا يعبد إلا الله, فمن أتى بالشهادتين وعبد غير الله فما أتى بهما حقيقةإن تلفظ بهما, كاليهود يقولون: لاإله إلا الله وهم مشركون, ومجردالتلفظ بالشهادتين لا يكفي في الإسلام بدون العمل بمعناها واعتقاده إجماعا)) تيسير العزيز الحميد صـ154,155ـ(/)
حمل مناظرات الشيخ العرعور مع السقاف
ـ[أبو رزان]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 01:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لمن أراد التعرف عن كثب لتدليسات وتحريفات وبتر النصوص من المدعو السقاف.
فليتفضل بالنظر إلى مناظرة الشيخ عدنان العرعور حفظه الله لهذا المنحرف عن سبيل المؤمنين.
هذا هو الرابط: http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?t=4735
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 11:13]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[أبو رزان]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 12:40]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
وجزاكم بمثله أخي الكريم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 01:24]ـ
/// بارك الله فيكم أخي الكريم ... كم كنا نبحث عن هه المناظرات
لكن لاحظت أنَّ الحلقات ليس فيها خاصية الإكمال في التحميل مع أني استعملت معها برامج التحميل
لكن حالما ينقطع الاتصال بسبب سوء الخدمة -المعتاد- لاضطر للعودة من جديد .. وهكذا في عمل مضنٍ.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 07:11]ـ
/// بارك الله فيكم أخي الكريم ... كم كنا نبحث عن هه المناظرات
لكن لاحظت أنَّ الحلقات ليس فيها خاصية الإكمال في التحميل مع أني استعملت معها برامج التحميل
لكن حالما ينقطع الاتصال بسبب سوء الخدمة -المعتاد- لاضطر للعودة من جديد .. وهكذا في عمل مضنٍ.
وفيكم بارك الله أخي المفضال، بالنسبة للتحميل فلم أجد أدنى تعب في تحميل المواد
فلعله لضعف الإتصال أو للضغط على التنزيل من قبل الزوار.
والله تعالى أعلم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:50]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا وأورثكم الفردوس الأعلى
فعلا الروابط تعمل لكن المشكلة في عدم وجود خاصية استئناف التحميل عند انقطاع الخط لسبب ما
والانقطاع هو الأصل في هذه الأيام مع العطل العام في الشبكة في أكثر من دولة من دول الخليج والشام ومصر والهند
ولهذا فشلتُ في تحميل الملف الأول مع أني أحاول ذلك منذ الصباح وكلما أوشكت على نهايته انقطع الخط فأبدأ من الأول ثانية وهكذا لم أفلح في تحميل أي شيء للآن ولا زالت الشبكة كما هي لم ينصلح العطل للآن.
فأرجو ممن حمل هذه المناظرة أن يتكرم برفعها على روابط بها خاصية استئناف التحميل مشكورا لكم مقدما
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:39]ـ
كلما أوشكت على نهايته انقطع الخط فأبدأ من الأول ثانية وهكذا لم أفلح في تحميل أي شيء للآن ولا زالت الشبكة كما هي لم ينصلح العطل للآن.
فأرجو ممن حمل هذه المناظرة أن يتكرم برفعها على روابط بها خاصية استئناف التحميل مشكورا لكم مقدما
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نعم، بارك الله فيك، هذا ما أردُّت إيضاحه، حاولت عشرات المرات دون مبالغة، ولكن ذهبت أدراج الرياح.
/// فجزى الله خيرا من رفعه على موقع يدعم الاستئناف.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 05:00]ـ
بارك الله فيكم.
الحلقات من موقع طريق الإسلام: من هنا. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2067)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 07:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الحلقات التي في موقع طريق الإسلام صوت فقط وهناك أشياء كثيرة لا يمكن متابعتها إلا من خلال الصورة مع الصوت
وعسى أن نتمكن من التحميل بعد أن بدأت الشبكة تتعافى نوعا ما
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 07:21]ـ
وفيك بارك أخي شتا.
أنا حملت الحلقات المصورة من غير مشاكل، وبالفعل ليس الخبر كالمعاينة.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 03:32]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وقد استعطتُ والحمد لله تحميل بعضها و جاري تحميل الباقي بإذن الله تعالى
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 08:48]ـ
آمين وإياكم أخي الحبيب، وموفق أخي شتا.
ولكن الملف الأخير بدا لي أنه غير مكتمل، والله أعلم.
جزى الله الشيخ العرعور وكل من ذب عن أعراض المسلمين ونصر الحق خير الجزاء، وأيده بحوله وقوته.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 01:56]ـ
آمين وإياكم أخي الحبيب أبا حازم وبارك الله فيكم
لم أصل بعدُ للملف الأخير
ونسأل الله التيسير
وجزى الله الشيخ العرعور خيرا هو وجميع من دافع عن الإسلام والسنة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السلفية]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 03:40]ـ
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في الشيخ عرعور وأيده الله بنصر من عنده
وأسأل الله أن يتم مشروع الموسوعة على خير وأن يرد إليه ما سرق منه آمين
ـ[السكري]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 09:52]ـ
كيف سرق المشروع منه (50)
طالما سرق خمسين مجلد وباقي عنده 20 طيب نطلب من الشيخ الفاضل أن ينزل ولو مجلد واحد من الذي سرق
حتى ندعوا له في الليل والنهار وفي السجود والركوع وفي اليقظة والمنام أن يرد الله له ماسرق
(ابتسـ ـامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 11:13]ـ
كلام جيد نريد ملزمة واحدة وليس مجلد الله يهديك(/)
سؤال لإخواننا أهل الظاهر؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 01:11]ـ
هل تصح صلاة الفريضة على الطائرة؟ مع ذكر الدليل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 03:06]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
يمكن أن يقال: نعم تصح صلاة الفريضة في الطائرة لأن وجوب الصلاة لازم في أي مكان.
فإن كنت تقصد كيفية استقبال القبلة، فيمكن أن يقال: استقبال القبلة لازم في الطائرة وفي غيرها، وليس من المحال أن تستقبل القبلة في الطائرة.
وحتى إن قلنا يتعذر استقبال القبلة في الطائرة، فاستقبال القبلة إن سقط عن الإنسان للتعذر، فهذا لا يعني سقوط وجوب أصل الصلاة عليه.
فالمقصود أنه لا إشكال في هذه المسألة على أصول أهل الظاهر فيما أحسب، والله أعلم.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 01:38]ـ
وفق الله يا أخي.
يبدو أن الظاهرية يقرونك على الإجابة (ابتسامة).
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 12:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معذرة أخى الكريم
لم أرَ موضوعك إلا الآن.
إضافة إلى ما قاله الشيخ العوضى.
قد يستشكل ويُعترض مِن هذه المسألة على أهل الظاهر أنهم محتاجون إلى القياس فيها وهى كيفية الصلاة في الطائرة.
والأمر لا يحتاج إلى قياس ويكفي عموم حديث (صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً ..... )
فالنصوص وعموماتها أحاطت بجميع الحوادث إلى يوم القيامة فخالق الحوادث هو من أنزل القرآن والسنة وأجرى مقتضيات الحوادث وفقها.
كذلك لو سأل أحد ما حكم الشمبانيا أو البيرة أو الكحول وأنه لابد من قياسها على الخمر!
والسؤال عن دليل تحريم البيرة أقول (كل مسكر خمر وكل مسكر حرام) رواه مسلم وفى رواية (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) رواه مسلم والدارقطنى وروى البخارى ومسلم كما فى نيل الأوطار عن ابن عمر أن عمر قال على منبر النبي عليه السلام الخمر ما خامر العقل)
كما نقل الشوكانى عن جماعة من أهل اللغة الراغب الأصفهانى والدينورى والجوهرى ما يقتضى أن الخمر ما خامر العقل مطلقاً وعن ابن الأعرابي أنها سميت بالخمر لأنها تركت حتى اختمرت وهذا يقتضى العموم سواء كانت من العنب أو غيره وما تقدم من النصوص كاف ويقطع كل شبهة ويكفينا حديث ابن عمر (ما أسكر كثيره فقليله حرام) رواه أحمد وابن ماجة والدارقطنى وصححه كما فى نيل الأوطار كتاب الأشربة
كما أن لغة القرآن الكريم بلغت الغاية فى تحريم القليل والكثير من المسكرات فلو كان لفظ آية المائدة هو تحريم المسكرات لكان يمكن لمتوهم أن يدعي بأن القليل غير المسكر غير داخل فى التحريم غير أن الآية الكريمة نزلت بلفظ الخمر الذى هو اسم جنس لما يمكن أن يسكر به سواء بالقليل أو الكثير ثم جاءت الأحاديث لتوكيد المعنى وتفصيله وإزالة الشبهة .....
****************************** **************************
وهذا ما ذكره ابن تيمية وابن القيم بأن النصوص محيطة بجميع الحوادث عرفها من عرفها وجهلها من جهلهما ... بل وشنعا على الجويني إمام الحرمين في قوله ((النصوص لا تفي بعشر معشار الشريعة))
قال ابن القيم فى أعلام الموقعين (1/ 333) (( ... فرقة قالت: إن النصوص لا تحيط بأحكام الحوادث، وغلا بعض هؤلاء حتى قال: ولا بعشر معشارها، قالوا: فالحاجة إلى القياس فوق الحاجة إلى النصوص، ولعمر الله إن هذا مقدار النصوص في فهمه وعلمه ومعرفته لا مقدارها في نفس الأمر، واحتج هذا القائل بأن النصوص متناهية، وحوادث العباد غير متناهية، وإحاطة المتناهي بغير المتناهي ممتنع، وهذا احتجاج فاسد جدا من وجوه: أحدها أن ما لا تتناهى أفراده لا يمتنع أن يجعل أنواعا، فيحكم لكل نوع منها بحكم واحد فتدخل الأفراد التي لا تتناهى تحت ذلك.
النوع الثاني: أن أنواع الأفعال بل والأعراض كلها متناهية.
الثالث: أنه لو قدر عدم تناهيها فإن أفعال العباد الموجودة إلى يوم القيامة متناهية، وهذا كما تجعل الأقارب نوعين: نوعا مباحا، وهو بنات العم والعمة وبنات الخال والخالة، وما سوى ذلك حرام، وكذلك يجعل ما ينقض الوضوء محصورا، وما سوى ذلك لا ينقضه؛ وكذلك ما يفسد الصوم، وما يوجب الغسل وما يوجب العدة، وما يمنع منه المحرم، وأمثال ذلك، وإذا كان أرباب المذاهب يضبطون مذاهبهم ويحصرونها بجوامع تحيط بما يحل ويحرم عندهم مع قصور بيانهم فالله ورسوله المبعوث بجوامع الكلم أقدر على ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم يأتي بالكلمة الجامعة وهي قاعدة عامة وقضية كلية تجمع أنواعا وأفرادا وتدل دلالتين دلالة طرد ودلالة عكس.
وهذا كما سئل صلى الله عليه وسلم عن أنواع من الأشربة كالبتع والمزر، وكان قد أوتي جوامع الكلم فقال " {كل مسكر حرام}، و {كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد} {وكل قرض جر نفعا فهو ربا} {وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل} {وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه} {وكل أحد أحق بماله من ولده ووالده والناس أجمعين} {وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة} {وكل معروف صدقة} وسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية جامعة فاذة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} ...... .أ. هـ وذكر ابن القيم أمثلة عديدة أكتفي بما سبق خشيةً للإطالة.
وقال ابن تيمية في رسالة معارج الوصول من مجموعة الرسائل الكبرىص 209 ((وهذا كقولهم: إن أكثر الحوادث يحتاج فيها إلى القياس لعدم دلالة النصوص عليها؛ فإنما هذا قول من لا معرفة له بالكتاب والسنة ودلالتهما على الأحكام ... أ. هـ))
بوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال يسين]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 12:53]ـ
إضافة إلى ما ذكره الأخ أبو محمد العمري
فحكم الصلاة في الطائرة يكون عملا بحديث النبي صلى الله عليه و سلم ": إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 02:18]ـ
بوركتم إخوتي الأكارم ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 03:03]ـ
بارك الله فيكم .. ،(/)
أحاديث عظيمة في فضل كظم الغيظ - للتأمل ..
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد .. أما بعد:
فإن كظم الغيظ من صفات المؤمنين التي أمتدحهم بها كما قال تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) و قال تعالى: (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) ... و النصوص في هذا كثيرة .. لكن ماهو جزاء من كظم غيظه؟
تفكروا في هذه الأحاديث:
-عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)
رواه أبو داود والترمذي وحسنه , و حسنه الألباني.
-و جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه و سلم- قال (من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة) أخرجه ابن أبي لدنيا في<قضاء الحوائج>عن ابن عمر و حسنه الألباني.
-و جاء في الحديث الآخر عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (ما من جرعة أعظم
أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله) قال الألباني: أخرجه أحمد بإسنادين عنه، أحدهما صحيح.
و الحديث عن كظم اغيظ و النصوص الواردة فيه .. وما إلى ذلك يطول ... لكني أحبت أن أذكر بعض النصوص الواردة في ذلك لأجل أن نتدبرها ونتأملها و نعمل بمقتضاها .. والله الموفق.
وتقبلوا تحية محبكم
22/محرم/1429
ـ[إيمان الغامدي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 11:22]ـ
جزاكم الله خيراً .. و بارك فيكم على هذه التذكرة ..
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 04:38]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا (عادل آل موسى) على التذكير.
ومن القصص الطريفة في باب كظم الغيظ ما رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (8317) قال: أخبرنا أبو محمد بن يوسف، نا أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرضخ العثماني، نا طاهر بن يحيى الحسيني، حدثني أبي، حدثني شيخ من أهل اليمن قد أتت عليه بضع وسبعون سنة فيما أخبرني يقال له عبد الله بن محمد قال: سمعت عبد الرزاق يقول:
((جعلت جارية لعلي بن الحسين تسكب عليه الماء فتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه فرفع علي بن الحسين رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: {والكاظمين الغيظ} فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت: {والعافين عن الناس} فقال لها: قد عفا الله عنك قالت: {والله يحب المحسنين} قال اذهبي فأنت حرة)).
وهي وإن كانت لا تصح رواية إلا أنها من طرائف الباب.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 11:51]ـ
شكرا لكم على مروركم
ودعواتكم .. و الإضافات المفيدة و المتتمة للموضوع ..(/)
محبرة الداعي .. بداية طريق!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 03:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين والشكر له شكر العارفين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه أفضل صلاة وأزكى تسليم .. أما بعد:
فهذه كتابات وأجزاء من مقالات .. فضلت نشرها ليعم نفعها .. كنت أكتبها عندما يرخي الليل سدوله .. وإن كانت في أصل نشأتها وقفات وتأملات في أحاديث وآيات .. أُعملَ فيها الخاطر في صفاء نفس وهدوء بال وسكون قد خيم على المكان .. في ظلام دامس يشع نورها ويشكر العبد الضعيف ربه على فتحها ويطلب المزيد فعلّه لا يخيب ..
"" محبرة الداعي "" .. ريشة سارت بها الريح في كل مكان حتى استقرت في محبرة تدفق حبرها بإذن ربها بعد أن نكزت وأذمت ..
أنامل تُضَم .. وريشة تخط .. وحبر يسيل .. تلك هي محبرة الداعي ..
اتخذت من " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" طريقا .. ومن " وكان الله بما تعملون بصيرا" رقيبا .. ومن " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" أنيسا .. ومن " وكفى بالله هاديا ونصيرا" زادا وفيرا ..
ريشة ومحبرة تلك هي أدوات الداعي ليعلم الملأ أن الدعوة تقوم بأيسر طريق فهل من فقه وهمة ..
**نقطة نظام**
محبرة الداعي .. قراءة نوعية لمواضيع عديدة في فهم الكتاب والسنة .. لا يدعي صاحبها الفهم الثاقب ولا النظر الحاذق .. فإنه لا ينبغي للنهر أن يستبحر .. لكنه يلتمس نورا من فتوحات ربه ويقول لأحبته كما قال موسى لقومه " امكثوا إني آنست نارا " مستشهدا بأبيات ابن نباته:
حاول جسيمات الأمور ولا تقل ** إن المحامد والعلى أرزاق.
وارغب بنفسك أن تكون مقصرا ** عن غاية فيها الطلاب سباق.
ولن نحرم بإذن الله من نكتة وإن لم يكن لنا في هذه إلا الذكرى لكفى .. فإنها عمل المرسلين ونفع للمؤمنين ..
يقول عبدالله ابن سبط جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ** كما أن عين السخط تبدي المساويا ...
إنها تأملات ووقفات دونتها لم يسبق لها إعداد أو قراءة كتاب .. لا محمدة .. إنما ليدرك الآخرون كم ترك السابقون .. < ولا غنى لنا عن فهمهم والنقل عنهم > لكنها أحاديث نفس .. أتت بشرائد وفوائد أحببت أن أثبتها .. فإن التفكر المصحوب بفقه ودين .. خير عظيم لو عرضنا له ..
ختاما فكما قيل "المؤمنون نصحة" فيا من يقرأ كلامي أنصف ولا تعتسف.
اسأل الله أن يكفيني شر ما أكتب ويرزقني خير ما أملي وينفع بها نفعا يحبه ويرضاه .. والحمدلله رب العالمين.
** جزء من مقال **
.... إن المتأمل في حال كثير من الناس إلا ما ندر –وهي طبيعة بشرية- يجد أنهم يتطلعون للحصول على الأفضل في كل شيء من نواحي حياتهم مع اختلاف توجهاتهم .. وفي هذا من السعي المحمود ما لا يخفى على من رزق فهما في الدين .. بيد أن ثمة أناس قد أولو جانب الخِلْقة النصيب الأوفر .. وليس معنى هذا أنهم يتسخطون من خلقة الله لهم .. كلا .. فالجميع يقر بأن الله خلقه في أحسن تقويم .. لكنه يتمنى لو كان أفضل .. هذه القلة من الناس سعت سعيا حثيثا في تكميل ما تراه نقصا في نظرها .. وعيادات التجميل خير شاهد .. زد على ذلك أن هناك من الناس من لديه هذا التوجس ويتردد في خاطره هذا الهاجس غير أنه بعيد عن حيز التنفيذ لأمور اعتبارية يراها هو أو هي.
ولا شك أن الله خلقنا فسوانا فعدلنا .. فجعلنا في أحسن تقويم .. ومن أخذ بهذا وآمن به حق الإيمان اطمئن وسعد .. لكن من سخط ولو بلسان حاله وإن كان راضيا بلسان مقاله .. والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. لو علم هذا أن الله قد أوكل إليه من يصنع هو بنفسه ويختار جمال خلقه وقبحها لأدرك ما هو فيه من خلل .. – ونحن نتحدث عمن جعل هذا العمل شغله الشاغل والهم الذي لا يكاد أن ينتهي .. لا نتحدث عمن توسطت حاله وبلغ حد الاعتدال الشرعي-
(يُتْبَعُ)
(/)
أورد الإمام أحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل وفيه .. " ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح. فيقول رب أقم الساعة" .. ثم ذكر حال تقابله وفيه .. " ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة".
فهل علمت الآن أن هناك من أوكل إليك اختيار شكله .. فماذا تختار وما أنت صانع .... ؟!
** نقطة عبور **
نكزت وأذمت: من الكلمات التي تطلق على البئر إذا قل ماؤه ..
...
هذا أول مقال كنت قد بدأت به .. تلته عدة مقالات كنت أنشرها في عدد من المواقع .. وكان لها بحمد الله أثرا لصلاح تلك القلوب القارئة .. ثم بعد أن بلغت 20 مقالا انتلقت إلى مواقع أخرى لنشر ما تيسر من مقالات جديدة وذكر عناوين المقالات السابقة في أول طرح .. ولحسن ظن بي - نسأل الله العفو والستر- كانت هناك معارضة ومطالبة بالبقاء من بعض رواد تلك المنتديات والمواقع .. لكن نسأل الله أن يرشدنا لما فيه نفع عباده .. ودونك أخي وأختي عناوين ما كتبت تجدها مدونة على الرابط الذي في أسفل التوقيع::
محبرة الداعي بداية طريق!
أف وجزء من مقال
الإكليل في شرح كتاب الصيام من كتاب التسهيل
لمَ نحن هكذا؟! نريد جوابا فعليا
هدية رمضان .. المرجان في أهم مسائل رمضان
في أي تصنيف تصنف بيتك؟! سؤال مهم
وسقط رأس عائشة في حجر زوجها! للإخوة والأخوات
أقوى العروض لهذا الشهر!
من حال إلى حال .. تريد إجابة الدعاء .. من مناجاة مذنب لربه
لا تظلموا اليهود فإن النبي صلى الله عليه وسلم عوتب من أجل يهودي!
أثاث منزلك في رحلتك؟!
هل الحب يحتاج إلى رحمة؟ وهل حبك مصحوب برحمة؟!
هل أعذرها؟!
تخاف أن تموت؟ إذن تفضل لتعرف كيف تستعد له!!
يقال: ألا ليت الشباب يعود يوما! وأنا أقول إنه يعود فتفضل؟!
بكاء فقدٍ علامة فرح؟!
هل تعلم أن معك أكبر شهادة؟!
ورقة سقطت!
أقرب طريق لكسب محبة الناس وقلوبهم هذا الطريق!
هذه مواضيع سابقة كنت أكتب كل أسبوع مقالا .. ونبتدئ معكم مرحلة جديدة إن كان لنا معكم قبول وانتفاع .. والله أسأل أن يجزي القارئ خيرا وأن يكتب له بما قرأ نفعا وبركة.
ـ[شهاب التميمي]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 03:38]ـ
ماشاءالله تبارك الله.
نسعدنا بك وبتواجدك ونسعد بالطبع بدوام تواصلك، ونتمنى لك دوام التوفيق.
وبشان الروابط فلا يوجد اي رابط، لم ارى سوى العناوين.
وحياك الله اخي الحبيب
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 12:15]ـ
ماشاءالله تبارك الله.
نسعدنا بك وبتواجدك ونسعد بالطبع بدوام تواصلك، ونتمنى لك دوام التوفيق.
وبشان الروابط فلا يوجد اي رابط، لم ارى سوى العناوين.
وحياك الله اخي الحبيب
أهلا بك أخي شهاب .. بدد الله بك سدف الضلال والظلام والجهل ..
صحيح ما ذكرت؛ وقد بينت ذلك في المشاركة الأولى وذلك بقولي:
ودونك أخي وأختي عناوين ما كتبت تجدها مدونة على الرابط الذي في أسفل التوقيع::
تجد الرابط في التوقيع عند الضغط عليه ستفتح لك صفحة المدونة وتجد فيها المقالات ..
وفقك مولاك ..
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 01:02]ـ
محبرة الداعي
شكر الله لك و بارك الله فيك ..
و نفع الله بك
ـ[مداد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 01:06]ـ
ما شاء الله ..
بارك الله فيكم .. ونفع بكم ..
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 04:42]ـ
ما شاء الله
جميل جدا
أسلوب هادئ. . ماتع. . بعيد عن التكلف والغموض
بارك الله فيكم
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 02:42]ـ
أخي الفاضل محبرة الداعي جزاك الله كل خير.
قال الشاعر:
العلم نور وقلب الحبر مطلعه
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 04:54]ـ
محبرة الداعي
شكر الله لك و بارك الله فيك ..
و نفع الله بك
شكر الله لك أخي عادل مرورك .. وفيكم بارك الله ..
ما شاء الله ..
بارك الله فيكم .. ونفع بكم ..
وفيكم بارك الله .. شكر الله مروركم ..
ما شاء الله
جميل جدا
أسلوب هادئ. . ماتع. . بعيد عن التكلف والغموض
بارك الله فيكم
شكر الله ثنائكم .. وفيكم بارك الله ..
أخي الفاضل محبرة الداعي جزاك الله كل خير.
قال الشاعر:
العلم نور وقلب الحبر مطلعه
وإياك أخي الفاضل .. سلمت أنامل من نقل قول الشاعر!
بارك الله فيك ..(/)
عقد النية على مدارسة أحوال النية
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 04:45]ـ
موضوع مهم يستحق العناية التامة من كل حريص ...
أول درس للمباحثة: هل يوجد فرق بين النية الصالحة والنية الخالصة؟
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 09:36]ـ
في نظري أنه يوجد فرق:
النية الصالحة:هي المتعلقة بالعمل.
النية الخالصة: هي المتعلقة بالقصد والتوجه بغض النظر عن العمل سواء كان العمل سيئاً أم حسناً.
والله أعلم ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 06:53]ـ
جزاك الله خير أيها الحبيب.
في الحقيقة ما دعاني لمناقشة هذا الموضوع حوار جرى بيني وبين شيخنا أبي مالك حول النية، الرابط:
http://alukah.net/majles/showthread.php?p=85448#post854 48
وقد تحدثنا عن النية في طلب العلم: إذا نويت نفع الناس فهل صار عملي هنا خالصاً أم لا بد أن أنويه لله ويصير نفع الناس هو العمل لا المقصود، أي أنفع الناس بنية بقصد التقرب إلى الله؟
ولا ننس أن الإنسان قد يعمل عملاً لا يكون له فيه "استحضار" لنية القربة، كما في حديث ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له بها صدقة))، وظاهر الحديث لا يشير إلى نية قربة سابقة، وكذلك حديث الرجل الذي أشفق على كلب يأكل الثرى من العطش فسقاه فشكر الله له، فأدخله الجنة، وظاهر الحديث يدل على أنه إنما حمله على هذا العمل قصد الإحسان إلى الحيوان.
وعليه فالنية الصالحة أوسع من النية الخالصة، وهي معتبرة في حصول الأجر مالم يخالطها ما يضاد الإخلاص كطلب المحمدة و الثناء والمنزلة الدنيوية وغير ذلك.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 07:13]ـ
مقاصد المكلَّفين
http://www.waqfeya.net/open.php?cat=14&book=588
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 07:43]ـ
الشيخ المفيد أشرف بن محمد، جزاك الله خيرا على التذكير هذه المادة النافعة، وقد اقتنيتها قبل زمن وقرأتها، وهي من أحسن ما كُتب. وسأعود أفتش في هذا الكتاب لعلي أجد بين سطوره ما يفي.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 07:54]ـ
وإياك يا شيخ عبدالله
وحبذا لو استدركت فوائد لم تُذكَر في هذا الكتاب النفيس، أن تتحفنا بها ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 09:33]ـ
كل نية صالحة خالصة إذ لا يتصور نية صالحة بلا إخلاص ولكن يمكن تصور نية خالصة غير صالحة لأن نية المتابعة قد تكون مفقودة أو تكون موجودة ولكن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجرد وجهة نظر وليس لدي مستند:
النية الخالصة هي التي تكون مقترنة بالعمل. وهي كما ذكر الأخ عبد العزيز بن عبد الله متعلقة بالقصد والتوجه.
أما النية الصالحة فقد تكون مقترنة بالعمل أو غير مقترنة به وإنما هي نية الخير مطلقاً.
ومن هذا فالنية الصالحة أوسع من الخالصة،
وعلى هذا فقول الأخ الشهري (كل نية صالحة خالصة) مخالف لما ذكرته هنا من أن كل نية خالصة صالحة ولا ينعكس.
أما قوله (لا يتصور نية صالحة بلا إخلاص) فمخالف لما ذكره الشهري نفسه من حديث الرجل الذي أشفق على الكلب. فالنية الصالحة هنا موجودة أما الإخلاص فهو غير موجود.
وقوله (ولكن يمكن تصور نية خالصة غير صالحة لأن نية المتابعة قد تكون مفقودة أو تكون موجودة ولكن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيه خلط بين النية والعمل، فالعمل الصالح كما هو معلوم الذي يكون فيه النية الخالصة والمتابعة. ولا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة.
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 02:42]ـ
وعلى هذا فقول الأخ الشهري
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً بك أبي هلا. ولا أدري لماذا تتحدث عني بصيغة الغائب ... إن صيغة المخاطب تقرب بعضنا من بعض:)
أما قوله (لا يتصور نية صالحة بلا إخلاص) فمخالف لما ذكره الشهري نفسه من حديث الرجل الذي أشفق على الكلب. فالنية الصالحة هنا موجودة أما الإخلاص فهو غير موجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
النية الصالحة في مثال سقي الكلب شملت نية الإحسان، وأما النية الصالحة في كلامي المتأخر فبناء على التعريف المشهور للعمل الصالح - عبارة الفضيل أن العمل لا يكون صالحاً إلا إذا كان خالصاً صواباً - وهو أنه لا بد له من نية صالحة وصلاح النية بأمرين: قصد وجه الله وقصد متابعة سنة رسول الله، هذا قصدي ولكني أخطأت بعدم الإشارة في المشاركة السابقة إلى ما اعتمدت عليه فيما ذهبت إليه.
(ولكن يمكن تصور نية خالصة غير صالحة لأن نية المتابعة قد تكون مفقودة أو تكون موجودة ولكن لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيه خلط بين النية والعمل، فالعمل الصالح كما هو معلوم الذي يكون فيه النية الخالصة والمتابعة. ولا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة.
حتى لو قلنا أن المتابعة "عمل" فإنه يشترط له نية المتابعة إذا لا وجود لعمل بلا نية، ولذلك قالوا النية في العبادات لشيئين: الإخلاص ولتمييز العبادات بعضها عن بعض. ويمكن تصور نية خالصة غير صالحة من خلال "توافق العبادات"، مثال: ما يفعله بعض غلاة الزهد والتصوف من الوصال في الصيام مع علمهم بالآثار الواردة في النهي عن ذلك. فلا وجود لنية المتابعة ولو وجدت لوجد مقتضاها وهو العمل على متابعة سنته (ص)، وغيرها من الأمثلة كثير،ولكن يمكن أن نقول: عدم المتابعة يقدح في الإخلاص بدلاً من قولنا لا يمكن تصور نية خالصة غير صالحة. ومنشأ الإشكال هو اعتبار المتابعة عمل بلا نية تختص بها، وإلا فالحق أنه حتى المتابعة باعتبارها عمل لا تسمى متابعة إلا بنية المتابعة.
الخلاصة: يمكن القول أن النية الصالحة ليست شيئاً واحداً مصمتاً - كما هو مفهوم الإيمان عند الخوارج مثلاً فهو يذهب جملة بالكبيرة - وإنما حقيقة مركبة من شيئين: نية الإخلاص ونية المتابعة. إذ كيف يتصور متابعة بلا نية متابعة، فعاد كل شيء إلى النية، وهذا مما يدل على عظم شأن النية وخطر أمرها في الشرع، فهي منطلق كل التصرفات القولية والفعلية.
شكر الله لك أبي هلا على مشاركتي النقاش.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبدالله الشهري أنا رجل عفوي ولم أقصد بصيغة الغائب أي شيء لكن يكفيني ابتسامتك.
ـ لم تبين لي أخي هل وجهة نظري صحيحة أم خطأ، وإن كانت خطأ، حدده
وللتذكير وجهة نظري هي:
النية الخالصة هي التي تكون مقترنة بالعمل. وهي متعلقة بالقصد والتوجه.
أما النية الصالحة فقد تكون مقترنة بالعمل أو غير مقترنة به وإنما هي نية الخير مطلقاً أي نية الإحسان أو حسن النية.
ومن هذا فالنية الصالحة أوسع من الخالصة.
ـ كثرت علينا النوايا: (النية الصالحة، النية الخالصة، نية المتابعة، نية التمييز بين الأعمال) وهو باب قد لا يغلق لأن النية تدخل في كل شيء.
ـ لازلت أخي لا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة أما مثال غلاة الصوفية فنيتهم خالصة وصالحة ولكن عملهم ينقصه المتابعة وليس النية.
ـ تقول أخي (يمكن أن نقول: عدم المتابعة يقدح في الإخلاص) هذا غير مستقيم فقد يعمل المرء عملاً خالصاً لوجهه تعالى كفعل غلاة الصوفية ولكنه على غير اتباع.
ـ تقول (ومنشأ الإشكال هو اعتبار المتابعة عمل بلا نية تختص بها) أنت تجعل النية جزء من المتابعة بينما الذي يظهر لي أنها منفصلة عنها ومتصلة بالإخلاص.
ـ تجعل النية الصالحة (حقيقة مركبة من شيئين: نية الإخلاص ونية المتابعة) وهذا يحتاج منك إلى بينة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 07:47]ـ
للتذكير وجهة نظري هي:
النية الخالصة هي التي تكون مقترنة بالعمل. وهي متعلقة بالقصد والتوجه.
أما النية الصالحة فقد تكون مقترنة بالعمل أو غير مقترنة به وإنما هي نية الخير مطلقاً أي نية الإحسان أو حسن النية.
ومن هذا فالنية الصالحة أوسع من الخالصة.
نعم بادي الرأي كلامك صحيح، ولم نختلف حول سعة النية الصالحة، ربما كان الخلاف حول ما يدخل فيها وما لا يدخل.
لازلت أخي لا أتصور كيف تكون النية خالصة لله ولكنها غير صالحة أما مثال غلاة الصوفية فنيتهم خالصة وصالحة ولكن عملهم ينقصه المتابعة وليس النية.
هذا بناء على التفريق بين الإخلاص والمتابعة، فالأول عندك نية والثاني عمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ تقول أخي (يمكن أن نقول: عدم المتابعة يقدح في الإخلاص) هذا غير مستقيم فقد يعمل المرء عملاً خالصاً لوجهه تعالى كفعل غلاة الصوفية ولكنه على غير اتباع.
المتابعة أعم من الإخلاص لأن التوحيد والإخلاص من المتابعة، وإنما أفردت المتابعة لأهميتها ولسد باب البدعة. فمن لم يتابع أخل بجزء من المتابعة وعلى رأس ما يأتي في المتابعة تحقيق الإخلاص، (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد)
تقول (ومنشأ الإشكال هو اعتبار المتابعة عمل بلا نية تختص بها) أنت تجعل النية جزء من المتابعة بينما الذي يظهر لي أنها منفصلة عنها ومتصلة بالإخلاص.
هنا لبس فيما يظهر. يبدو أنك ترى النية محل واحد لا يتسع لأكثر من قصد، ولكن هذا صحيح لو كان القصدان متضادان (نية إخلاص وعدم إخلاص)، ولكن إذا انفكت الجهة فالنية تتسع لأكثر من قصد (قصد الإخلاص وقصد المتابعة)، ومما يؤكد هذا الأمر - كما ذكرت لك - أن المتابعة نفسها مشتملة على الأمر بالإخلاص، فالمشرك والمرائي غير متابع للرسول من جهة مخالفته لحقيقة رسالته الآمره بصرف العبادة لله وحده.
ـ تجعل النية الصالحة (حقيقة مركبة من شيئين: نية الإخلاص ونية المتابعة) وهذا يحتاج منك إلى بينة.
نعم. توارد قصود متزامنة و متباينة على محل واحد (النية) أمر ممكن متى اختلفت المتعلقات، مثلاً: يمكنني أن أنوي الغسل - وهو عبادة - لله، وأنوي به متابعة الرسول إذ لا يشك عاقل أن صفة الغسل المأثورة لا يمكن أن تطبق والمغتسل لم ينو الإتيان بها كذلك، فهذه نية متابعة، وأنوي أن يكون غسلي تطهراً للصلاة، وقراءة القرآن، ودخول المسجد. فهذه نية مركبة من قصود مختلفة، وإذا ما أتينا للنية الصالحة ـ أي أكمل أحوال النية الصالحة ـ قلنا لا بد فيها من نية إخلاص ونية متابعة، ولكن بشرط أن تكون النية من جنس السبب الذي يقتضي مسببه، وهي النية الجازمة الصادقة.
ـ[أبوهلا]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 09:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبدالله، لقد أسعدني وسرني الحديث معك.
ألا ترى أخي أننا هنا لا نعود إلى أصل نحتكم إليه وإنما هي مجرد وجهات نظر، لذا وإلى أن نجد هذا الأصل، نتوقف عن مناقشة المسألة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 06:37]ـ
أعتقد و الله أعلم بان الأهم هو كيفية التحقيق في النية و تخليصها لله عز و جل ... !؟
و ثمة طرق عديدة و هي تتكاثر تكاثر الهوى و التعلق بالدنيا في صوره كافة ....
منها مثلا أن يسأل الإنسان نفسه أسئلة محددة تحصر الدافع الحقيقي حصرا حتى تعيّنه ...
من هذه الأسئلة مثلاً:
ما سأله الفضيل - أظن - للثوري أظن - انظر إن كان مكانك في الناس و هم مقبلون عليك يعجبك ... فإن كان نعم فاتهم نفسك؟!!
و منها مثلا تخيل الصحابي أن لو كان مكاني ماذا كان يفعل؟ فقد سمعت يوما داعية يتكلم عمن " أكرمه "؟؟ الله بالظهور في الفضائيات ...
لقد أغمي على سيدنا أبي هريرة ثلاث مرات و هو يروي حديث النية؟؟؟؟؟!!!!!
و هكذا ....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Nov-2008, مساء 12:49]ـ
حياك الله يا خلوصي خلصني الله وإياك من أدناس الهوى. كلامك أهم ما في الموضوع نسأل الله التوفيق.
الأخ الكريم أبو هلا / الأمر فقد مدارسة كما عنونت للموضوع فإن انضبط لنا شيء و خرجنا بفائدة فهذا هو المطلوب، صغيرة كانت او كبيرة.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[01 - Dec-2008, صباحاً 08:24]ـ
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم
ـ[أبوهلا]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 09:13]ـ
جزاك الله خير أيها الحبيب.
في الحقيقة ما دعاني لمناقشة هذا الموضوع حوار جرى بيني وبين شيخنا أبي مالك حول النية، الرابط:
http://alukah.net/majles/showthread.php?p=85448#post854 48
وقد تحدثنا عن النية في طلب العلم: إذا نويت نفع الناس فهل صار عملي هنا خالصاً أم لا بد أن أنويه لله ويصير نفع الناس هو العمل لا المقصود، أي أنفع الناس بنية بقصد التقرب إلى الله؟
ولا ننس أن الإنسان قد يعمل عملاً لا يكون له فيه "استحضار" لنية القربة، كما في حديث ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له بها صدقة))، وظاهر الحديث لا يشير إلى نية قربة سابقة، وكذلك حديث الرجل الذي أشفق على كلب يأكل الثرى من العطش فسقاه فشكر الله له، فأدخله الجنة، وظاهر الحديث يدل على أنه إنما حمله على هذا العمل قصد الإحسان إلى الحيوان.
وعليه فالنية الصالحة أوسع من النية الخالصة، وهي معتبرة في حصول الأجر مالم يخالطها ما يضاد الإخلاص كطلب المحمدة و الثناء والمنزلة الدنيوية وغير ذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما رأيك أخي عبدالله أن نعود إلى أصل المسألة وهو نية طلب العلم؟ هل هو نية خالصة أم صالحة وأيهما المطلوب فيه؟(/)
ما المانع الشرعي من كتابة (ص) عوضاً عن: صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما المانع الشرعي من كتابة الحرف (صاد) اختصاراً عند ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم؟؟
أنا أرى أفضلية كتابة الصلاة على الرسول -صلى الله عليه و سلم- كاملة و لكن ألا تغني كتابة الحرف (صاد)؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 10:55]ـ
أضيف هذا السؤال:
وما المانع من الاختصار حال النطق؟
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 01:28]ـ
الصلاة على الرسول -صلى الله عليه و سلم- حال النطق فيها حديث "من صلى عليَّ واحدةً صلى الله عليه بها عشراً"
و لكن في كتابات لبعض الكتاب يكتبون (صاد) و مع كتابة (صاد) هذه يقول القارئ: صلى الله عليه و سلم؛ فهي إنما تدل على هذه الجملة المُطَوَّلة.
و إنما كتبت هذا لأنني وجدت بعض طلبة العلم قد انتقد كتابة الحرف للدلالة على الجملة، فأردت الاستبيان لأنها ليست بمشكلة بالنسبة لي.
فإن كان هناك محظور شرعي فأخبرونا بذلك [و أنتم أهل لذلك]. بارك الله فيكم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 01:38]ـ
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في. الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك لما تقدم من الأدلة.
والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقا لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة (صلى الله عليه وسلم) كاملة.
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه.
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه: (الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده) قال ما نصه: التاسع: أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما. وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية. ولا يقتصر فيه على ما في الأصل.
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى، وما ضاهى ذلك. إلى أن قال: (ثم ليتجنب في إثباتها نقصين: أحدهما: أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك، والثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب (وسلم).
وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول: كنت أكتب الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة علي؟ قال: فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت (وسلم). . . إلى أن قال ابن الصلاح: قلت ويكره أيضا الاقتصار على قوله: (عليه السلام) والله أعلم. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا.
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه (فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي) ما نصه: (واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله (الكتاني) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم (ص) أو (صم) أو (صلعم) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي): (ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا إلى أن قال: ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب (صلعم) بلى يكتبهما بكمالها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا.
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(/)
توجيه عبارة [لا يخلو كتاب من فائدة] ...
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 02:33]ـ
وسألته عن مقولة لا يخلو كتاب من فائدة؟
فقال: هذه المقولة ليست على عمومها فإذا كان القاريء متمكناً من العقيدة والعلم فلا بأس , أما المبتديء فلا يقدم على قراءتها ككتب أهل المنطق والصوفية والمبتدعة والمخرفين كدحلان والكتب المحتوية على الإسرائيليات كبدائع الزهور وتبيه الغافلين للسمرقندي.
قال البرذعي: شهدت أبازرعة سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه؟
فقال للسائل: إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغني عن هذه الكتب.
قيل له: في هذه الكتب عبرة؟
قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس قي هذه الكتب عبرة بلغكم أن مالك ابن أنس وفسيان الثوري و والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء.
هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم فأتوا مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبدالرحيم الدبيلي ومرة بحاتم الأصم ومرة بشقيق البلخي ثم قال ما أسرع الناس إلى البدع (1).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: كره لمن لا يكون له نقد وتمييز النظر في الكتب التي يكثر فيها الكذب في الرواية والصلال في الآراء ككتب أهل البدع وكره تلقي العلم من القصاص وأمثالهم الذين يكثر الكذب في كلامهم وإن كانوا يقولون صدقاً كثيرا (2).
__________
1) أسئلة البرذعي لأبي زرعة 2/ 561 , وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 215 من طريق البرذعي عنه.
2) منهاج السنة النبوية 2/ 468
من كتاب النجم البادي في ترجمة العلامة المحدث السلفي يحيى بن عثمان المدرس عظيم آبادي , تأليف: أحمد بن عمر بازمول , دار المغني ص27.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 08:23]ـ
العبارة بعمومها صحيحة
ولا يُشكِل عليها عدم تمييز المبتدىء للمفيد من غيره .. لأن الحديث عن إثبات الفائدة في كل كتاب .. أي فائدة صغيرة كانت أم كبيرة، صريحة أم مستنبَطة، وسواء أكانت الفائدة "إيجابية" أو "سلبية" ..
وحتى الدعوة إلى اعتزال كتب البدع والضلال .. لا يُشكِل على صحة العبارة بعمومها .. والله أعلم.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 09:35]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
العبارة بعمومها صحيحة
ولا يُشكِل عليها عدم تمييز المبتدىء للمفيد من غيره .. لأن الحديث عن إثبات الفائدة في كل كتاب .. أي فائدة صغيرة كانت أم كبيرة، صريحة أم مستنبَطة، وسواء أكانت الفائدة "إيجابية" أو "سلبية" ..
وحتى الدعوة إلى اعتزال كتب البدع والضلال .. لا يُشكِل على صحة العبارة بعمومها .. والله أعلم.
صدقت وبررت: فإن كان كتاب فيه التخاريف والأباطيل فالمستفاد منه أمور، في أهون الأحوال:
1 - معرفة حال المصنف
2 - معرفة من أين أتي المصنف
3 - معرفة البدع والرد عليها وتفنيدها
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
والحق أننا قد استفدنا من كتب الأباطيل، وكتابات المعاندين مزيدا من معرفة الحق واليقين به في معرض الرد عليهم وتفنيد أباطيلهم.
وكيف بأحدنا إذا خرج عليه المسيح الدجال، وليس له خبرة بالرد على التفاهات والسفاهات والسفالات والضلالات والحماقات والغباوات؟؟ (مجرد مثال يمكن أن يكون حقيقة)
فإن لم نعرف لكتاب ما فائدة بعد، فلا بأس أن يُسجر به التنور فينضج به الخبز!!:)
وهذه فائدة لذيذة الطعم!!!!(/)
ما تيسر عن كيفية تحقيق مذهب الصحابي وغيره من أهل العلم
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 05:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تيسر عن كيفية تحقيق مذهب الصحابي وغيره من أهل العلم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
تحقيق الفتوى أمر مهم لا ينتبه إلى أهميته كثير من طلاب العلم في وجهة نظري؛ لذلك فإنا نرى أن كثيرا من الكتب العلمية الحديثة تنسب أقوالا للعلماء في الحقيقة لم يقصدوها؛ وهذا بسبب عدم اكتراثهم أو انتباههم لأهمية التريث والنظر المتأني للفتوى قبل نسبتها لأي عالم.
والمتصفح لأسفار الفقه الإسلامي سيرى أن بعض العلماء ينسب أقوالا للصحابة لا تصح نسبتها إليهم؛ والدليل أن الباحث يرى أن عالما آخر نسب قولا يضاد القول الذي نسبه الأول لصحابي معين،أويختلف عنه إذا صح التعبير، ولا أقصد أن أنسب الإهمال للعلماء الأفاضل، ففي الحقيقة هم لهم عذرهم بسبب كثرة الإنتاج، وإهمال النساخ وطول المدة.
وهذا الواقع يدعو الباحث إلى التريث والبحث الجاد، وإن كان الحديث فيما سبق عن أقوال الصحابة، فلا يعني أن التابعين وأصحاب المذاهب وغيرهم من العلماء سلموا من هذا الأمر.
والناظر في فتاوى العلماء لابد أن ينتبه لحال العصر الذي كان فيه هؤلاء العلماء وإلى أعرافهم في ذلك الوقت؛ فهذا مهم لمعرفة مقصدهم وتحقيق فتاواهم ولا سيما الصحابة رضوان الله عليهم.
وبسبب هذا الواقع أدعو طلاب العلم إلى عدم الاعتماد على معاجم فقه السلف في نسبة الفتاوى للصحابة رضوان الله عليهم؛ لأن هذه المعاجم هدفها جمع المادة، وليس تحقيقها.
وهناك أمثلة وأدلة لما سبق ذكره يجدها المتصفح الجاد في الكتب.
فلينتبه.
والله أعلم وأحكم.
وفيما يلي سأعرض الأمثلة بإذن الله تعالى:
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 05:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
1 – صح عن عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق أنها قالت:
" لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء؛ لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل"
قال ابن تيمية يرحمه الله تعالى:
" قول عائشة" لو رأى رسول الله (ص) ما صنع النساء بعده لمنعهن المسجد، كما منعت نساء بني إسرائيل".
فإن عائشة كانت أتقى لله من أن تسوغ رفع الشريعة بعد موته صلى الله عليه وسلم، وإنما أرادت أن النبي (ص) لو رأى ما في خروج بعض النساء من الفساد لمنعهن الخروج.
تريد بذلك أن قوله (ص) ((لا تتمنعوا إماء الله مساجد الله)) وإن كان مخرجه على العموم، فهو مخصوص بالخروج الذي فيه فساد، كما قال أكثر الفقهاء: إن الشواب اللآتي في خروجهن فساد يمنعن.
فقصدت بذلك تخصيص اللفظ الذي ظاهره أنها علمت من حال النبي (ص)، أنه لا يأذن في مثل هذا الخروج، لا أنها قصدت منع النساء مطلقاً، فإنه ليس كل النساء أحدثن، وإنما قصدت منع المحدثات"
مجموع الفتاوى:29/ 296.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 05:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أخرج البخاري في صحيحه بإسناده عن ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول:
" إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبدالرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت ألينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره ... "
وفي رواية أخرجها البخاري في صحيحه أيضا:
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
"دخل عبدالرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبدالرحمن، فاعطانيه فقصمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري"
قال العيني:
" وخالط ريقه ريقي" أي: بسبب السواك.
وبعد عرض الأثر السابق وبعض الأمور المتعلقة به، سأعرض طريقة تحقيق الأثر في إحدى موسوعات فقه السلف الحديثة،والتي اختصت بفقه السيدة عائشة أم المؤمنين، حيث قال كاتب هذه الموسوعة مايلي:
العلاقة الزوجية بعد الموت:
لا تنقطع العلاقة الزوجية بمجرد الموت عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بل هي باقية، فيحل للزوجين أن يقبل الآخر بعد الموت. فقد قبلت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موته وهي تفخر بذلك، وترى أنها نعمة من الله عليها، قالت: " إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته" ... "أهـ
وفي الحقيقة لو جمع كاتب الموسوعة بين الروايات لما حصل ماحصل من سوء فهم، فالأثر لايدل على صحة القول الذي نسبه إلى أم المؤمنين رضي الله عنها. ولا أنسى أن أشكر للكاتب عمله الجليل في الموسوعة، لكنه بشر يرد عليه الخطأ والنسيان،ومن يسلم من ذلك.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 06:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
- أخرج الدارقطني بإسناده عن حجيرة بنت حصين قالت:
" أمتنا أم سلمة في صلاة العصر فقامت بيننا "
قال الدارقطني: حديث رواه الحجاج بن أرطأة عن قتادة فوهم فيه، وخالفه الحفاظ شعبة وسعيد وغيرهما.
وروى الأثر ابن أبي شيبة بإسناد آخر عن أم الحسن البصري:
" أنها رأت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تؤم النساء، تقوم معهن في صفهن"
قال النووي: رواه الدارقطني والبيهقي بإسناد صحيح.
وواضح من الأثر أن أم سلمة أم المؤمنين ترى جواز جماعة النساء مع كون إمامتهن مثلهن، وهذا ما أشار إليه العلماء المحققين مثل ابن المنذر،وابن حزم.
لكن التهانوي صاحب إعلاء السنن قال: بأن أم سلمة رضي الله عنها ترى أن جماعة النساء مكروهة لكنها أمت النساء أحيانا لبيان الجواز، أو لتعليم النساء صفة الصلاة، مع ملا حظة أن التهانوي حنفي والحنفية يرون بأن جماعة النساء تجوز لكنها مكروهة.
واستدل بدليلين ليثبت صحة ما ذهب إليه:
1 - أن أم سلمة قامت في وسط صف النساء ولم تتقدمهن، والقيام في الوسط مكروه؛ لأن الإمام يجب أن يتقدم المأمومين كما هو معروف.
ويجاب:
بأن وقوف أم سلمة في وسط النساء لا يمكن أن يكون إلا عن دليل شرعي؛ ولا يظن بأم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تشرع في دين الله تعالى لتعلم النساء الصلاة.
2 - وأشار التهانوي إلى أن وجود جماعة النساء في عصر الصحابيات كان قليلا، ولم تثبت جماعتهن بطريق العادة لهن مع توفر الدواعي إلى نيل فضائلها،فكون جماعتهن كالمتروك في ذاك الزمان، دليل على أنهم كانوا لا يستحسنونها، وهو المراد بالكراهة.
ويجاب:
بأن جماعة النساء ليست واجبة، أو تخصص لها المساجد في الإسلام بل للمرأة أن تصلي خلف الرجال في المسجد جماعة؛إذا تيسر لها الحضور للمسجد.
أما ما يخص أم سلمة فقد نقل عنها أنها تصلي بالنساء جماعة الملازم لها وغير الملازم، والملازم مولاتها خيرة أم الحسن البصري، وغير الملازم حجيرة بنت الحصين، وهذا يدل على أن أم سلمة كانت تصلي بالنساء جماعة كلما سنحت لها الظروف مما يشير إلى استحبابها لجماعة النساء وهذا ما أشار إليه النووي وابن حزم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
روى ابن أبي شيبة بإسناده عن شعيب قال:
" كتب عمر إلى أبي موسى أن أومر من قبلك من نساء المسلمين أن يصدقن من حليهن ... "
قال ابن حجر:
" أما أثر عمر فأخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي من طريق شعيب بن يسار ... وهو مرسل قاله البخاري، وقد أنكر الحسن ذلك فيما رواه ابن أبي شيبة قال: لا نعلم أحداً من الخلفاء قال في الحلي زكاة " أهـ
قال البيهقي: هذا مرسل شعيب بن يسار لم يدرك عمر.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 10:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أخرج ابن المنذر في الأوسط بإسناده عن أبي لبيد قال:
" رأيت عليا بال ثم توضأ فحسر العمامة فمسح برأسه ثم مسح على خفيه "
وقد أشار ابن المنذر إلى أن الطائفة التي أنكرت المسح على العمامة احتجت به.
مع أن هذا الأثر لايدل على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لايقول بجواز المسح على العمامة عند الوضوء؛ وذلك:
لأن المسح على العمامة ليس بفرض لايجزي غيره، ولكن المتطهر بالخيار، إن شاء مسح برأسه، وإن شاء مسح على عمامته كما ذكر ابن النذر،ولكنه لم يكن يقصد تحقيق هذا الأثر عند إشارته لهذه المعلومة.
الأوسط:1/ 469.
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أخرج الإمام مالك في الموطأ:
عن نافع عن عبدالله بن عمر؛ أنه كان يقول:
" لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر "
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه النسائي في "الكبرى" أنبأنا محمد بن الأعلى ثنا المعتمر سمعت عبيدالله عن نافع عن ابن عمر به.
قال الباكستاني صاحب كتاب: ماصح من آثار الصحابة في الفقه:
" وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم أثبات، وأخرجه مالك عن نافع به "
وقد فهم ابن حزم الأندلسي من الأثر السابق أن عبدالله بن عمر يرى بأن الصوم الواجب وصوم النفل "التطوع" لابد أن تبيت له النية من الليل.
ولا اعتراض على ما يخص "الصوم الواجب" لكن مايخص "صوم التطوع"
فلابد من الإشارة إلى أن عبدالله بن عمر كان يفتي المسلمين قائلا:
" الرجل بالخيار ما لم يطعم إلى نصف النهار، فإن بداله أن يطعم طعم، وإن بداله أن يجعله صوماً كان صائماً"
وقد أخرج هذا الأثر عن ابن عمر ابن أبي شيبة عن ابن فضيل عن أبي مالك عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر:
1 - وابن فضيل: هو محمد بن غزوان، الضبي مولاهم، الكوفي، وثقه يحيى بن معين (ينظر: تهذيب الكمال، للمزي: 26/ 197) وقال عنه ابن حجر: "صدوق عارف"، مات سنة: 195هـ، (ينظر: التقريب: 2/ 209).
2 - وأبو مالك هو: سعد بن طارق، أبو مالك الأشجعي الكوفي، ثقة، مات في حدود: 140هـ، (ينظر: التقريب، لابن حجر: 1/ 280).
3 - وسعد هو: سعد بن عبيدة السلمي، أبو حمزة الكوفي، قال ابن حجر:" ثقة، مات في ولاية عمر ابن هبيرة على العراق" (ينظر: التقريب: 1/ 281) وهذا يعني أنه مات في حدود 103هـ؛لأن الذهبي ذكر أنه قد جمعت له العراق في سنة: 103هـ، (ينظر: سير أعلام النبلاء: 4/ 562).
ومما يزيدنا ثقة بصحة إسناد الأثر لابن عمر أن الطحاوي قد أخرج هذا الأثر من طريق آخر غير طريق ابن أبي شيبه السابق، وقد أخرجه الطحاوي بلفظ:
"متى أصبحت يوماً، فأنت على أحد النظرين، ما لم تطعم أو تشرب، إن شئت فصم، وإن شئت فافطر"، ينظر، شرح معاني الآثار، كتاب: الزكاة، باب: الرجل ينوي الصيام بعدما يطلع الفجر:2/ 110.
وواضح أن ابن عمر يقصد صوم التطوع في فتواه السابقة. فالصوم الواجب لايستطيع المسلم فطره إلا بأعذار معروفة عينها الشارع.
لكن يبقى السؤال ماهو رأي ابن عمر فيما يخص صوم التطوع في ظل المعلومات السابقة، متى تعقد النية لصومه هل من الليل كالفرض أم كما كان يفتي قائلا:" متى أصبحت يوماً، فأنت على أحد النظرين، ما لم تطعم أو تشرب، إن شئت فصم، وإن شئت فافطر"؟
وقد فطن إلى ذلك العلماء فكان تحقيقهم للأثر الوارد عن ابن عمر كالتالي:
قال الشافعي:
" فكان هذا ـ والله أعلم ـ على شهر رمضان خاصة، وعلى ما أوجب المرء على نفسه من نذر، أو وجب عليه من صوم، فأما التطوع فلا بأس أن ينوي الصوم قبل الزوال، ما لم يأكل، ولم يشرب"
وقال الترمذي:
" وإنما معنى هذا عند بعض أهل العلم: لا صيام لمن يجمع الصيام قبل طلوع الفجر في رمضان أو في قضاء رمضان، أو في صيام نذر إذا لم ينوهِ من الليل لم يجزه، وأما صيام التطوع، فمباح له أن ينوِيه بعدما أصبح،وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق"
وهنا لابد من توجيه:
قد يخفى علينا في بعض الأحيان كيفية طرح السؤال على المفتي، مما يجعل الإجابة تحتمل معاني قد لا تحتملها ما لو عرفنا كيفية طرح السؤال، وقد يتميز عصر من العصور بأسلوب في الكلام يناسب فهم أهل ذلك العصر، فيختصر الكلام من يعيش فيه، أو قد يعممه تبعاً لتأكده من فهم ومعرفة أهل ذلك العصر، ويمكن أن يكون هذا الذي حصل في هذه الحالة التي طرحت، فالذي يظهر أنه مما كان معروفا عند الصحابة رضوان الله عليهم بلا شك أن صوم النفل يصح بنية بعد طلوع الفجر فلم يحتج ابن عمر إلى توضيح ذلك، وقد صح عن جمع كثير من الصحابة أنهم كانوا ينوون صيام النفل بعد أن يصبحوا اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 10:18]ـ
((لا تتمنعوا إماء الله مساجد الله))
تصحيح: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله))
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 10:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
- قال المرداوي الحنبلي في كتابه الإنصاف، وذلك عند تحقيقه لمذهب الحنابلة فيما يخص جواز تغطية المرأة المحرمة لوجهها هل هو على الإطلاق أم انه مقيد بحاجة:
" يجوز لها أن تسدل على وجهها لحاجة على الصحيح من المذهب، وأطلق جماعة من الأصحاب جواز السدل"
ويرى الناظر لكلام المرداوي أن هناك فرق بين رأي الفريق الأول والفريق الثاني من الحنابلة، وهذا التفريق فيه نظر:
وذلك لأن الذين قالوا بتقييد جواز السدل بالحاجة المطلقة، معنى كلامهم أنهم يقولون بإطلاق جواز السدل لأن المرأة لن تغطي وجهها إلا لحاجة في كل الحالات؛ فإذن مذهب الحنابلة هو إطلاق جواز السدل.
والله أعلم وأحكم.(/)
معرفة قدر اهل العلم والفضل موقف مع ابن عثيمين رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 10:11]ـ
هذه قصة حصلت معي فاحببت ذكرها للفائدة
وهي اني حججت فبل سنين فوجدت كتابا نسب فيه مؤلفه فتوى لسماحة العلامةالشيخ ابن باز رحمه الله فسالت عنها سماحة العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
فقال هذا ليس بصحيح ولايمكن ان يقول هذا الكلام من هو دون الشيخ ابن باز بمراحل
فقلت في نفسي رحم الله هؤلاء العلماء الاجلاء كيف كانوا يعرفون لاهل العلم والفضل حقهم وسعة علمهم وما احوجنا الى مثل هذه الاخلاق مع علمائنا واهل الفضل منا والله الموفق
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:38]ـ
جزاك الله خيرا اسال الله لنا ولكم الاخلاص في القول والعمل
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:23]ـ
لعل تذكر لنا الفتوى خدمة لتراث الشيخ ابن باز رحمه الله ...
ـ[ابن رشد]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:30]ـ
هذا فيه التنبيه على إحسان الظن بفتاوى العلماء الراسخين
وهذا من الفقه النادر الذي نفقده الان بين مشايخنا الكرام
وشكرا لك
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 04:16]ـ
بارك الله فيك أخي أبو محمد
ورحم الله الإمامين ابن باز وابن عثيمين رحمة واسعة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 06:38]ـ
الاخوة الفضلاء ابن عيسى الجزائري و زين العابدين الأثري و ابن رشد ومحمد بن مسلمة
شكرا لكم.و بارك الله فيكم ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 02:21]ـ
الاخ الكريم زين العابدين الأثري تقول لعل تذكر لنا الفتوى خدمة لتراث الشيخ ابن باز رحمه الله.
اقول نحتاج الى تصويت من الاخوة الكرام على ذكرها او عدم ذكرها .. (ابتسامة)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 08:29]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 09:52]ـ
هذا فيه التنبيه على إحسان الظن بفتاوى العلماء الراسخين
وهذا من الفقه النادر الذي نفقده الان بين مشايخنا الكرام
وشكرا لك
لم نفقده ولله الحمد، فلا زال بحمد الله كثير من أهل العلم يحسن الظن بفتاوى إخوانه من أهل العلم، لو قلتَ: نكاد نفقده، لعله أصوب.
بوركتَ.
ـ[الحافظة]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 12:40]ـ
جزاكم الله خيراا ووفقكم لمرضاته ورحم الله الشيخ بن باز والشيخ بن عثيمين ورفع درجتهما في عليين
ـ[كوير التميمي]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 01:37]ـ
شكر الله لك أبا محمد .. ولكن اسمح لي أن أقول: إن العنوان الذي ذكرت لهذه المشاركة لا ينبطق على القصة، فالقصة تبين أن الشيخ العثيمين أنكر فتوى لا يمكن أن تصدر عن شيخه ابن باز! فقط؛ لأن هذه الفتوى لو نسبت لأحد العلماء القدماء ـ مثلاً ـ أو أحد أقران الشيخ أو من يثق الشيخ بعلمه من طلابه الكبار لم تختلف إجابته ـ والله أعلم ـ.
فأقرب عنوان لهذه الفائدة أن يقال ـ مثلاً ـ: أثر الرسوخ في العلم في نقد المقولات (هذا مثال)، وفقك الله ونفع بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 01:59]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا ووفقكم لمرضاته
الاخ الكريم كوير التميمي العنوان مطابق للموضوع
انا قلت:معرفة قدر اهل العلم والفضل اي قدره في سعة علمه
وماذكرته انت: أثر الرسوخ في العلم في نقد المقولات
مقارب ولامشاحة في العناوين اقصد في الاصطلاح] (ابتسامة)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 05:46]ـ
طلب احد الاخوة ذكر الفتوى فتلبية لطلبه وللمناقشة في الموضوع اقول:
ذكر صاحب الكتاب فتوى لسماحة العلامةالشيخ ابن باز رحمه الله بعدم وجوب الاضحية وانها مستحبة فقط
وان دليل القائلين بالوجوب حديث ((من وجد سعة ولم يضح فلايقربن مصلانا))
لايدل على ذلك وانما هو للاستحباب
كما ان حدبث ((من اكل ثوما اوبصلا فلايقربن مصلانا))
لا يدل الاعلى الكراهة
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 06:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى وبارك الله فيكم ونفع بكم
نسال الله سبحانه الرحمة لعلمائنا الاجلاء وأن يبارك لنا في الاحياء منهم ويطيل اعمارهم
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 06:04]ـ
هذا فيه التنبيه على إحسان الظن بفتاوى العلماء الراسخين
وهذا من الفقه النادر الذي نفقده الان بين مشايخنا الكرام
وشكرا لك
بل الاحترام بين المشايخ العلماء في عصرنا هذا ما زال قائما وفيرا و لله الحمد، و من جالس العلماء عرف ذلك،،،
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Aug-2009, مساء 11:44]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا ووفقكم لمرضاته
ـ[عبد الجليل سعيد]ــــــــ[17 - Aug-2009, صباحاً 01:26]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 03:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
اترك عقلك في زاوية وأعط الزوجة والنفس حقهما.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 10:20]ـ
قال ابن عقيل الحنبلي في الفنون: ((والعاقل إذا خلا بزوجاته وإمائه ترك العقل في زاوية كالشيخ الموقر وداعب ومازح وهازل ليعطي الزوجة والنفس حقهما، وإن خلا بأطفاله خرج في صورة طفل ويهجر في ذلك الوقت)).
الآداب الشرعية، ص163.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 10:44]ـ
ياشيخ عبدالله: العقل ذاهب بهذا أو بغيره من كثرة مشاكلهن (:
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:31]ـ
لم أتمالك نفسي من الضحك يا مُحب، أعانني الله وإياك على رعاية الحقوق.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 06:38]ـ
كن منصفا هداك الله يا أخي الكريم عبد الله العلي:
ألا ترى أن الرجال في عصرنا استثقلوا نسائهم وبخلوا عليهن حتى بالكلمة الطيبة
والمرأة مثل القارورة في شفافيتها فلعل كلمة طيبة تتغاضى بها عن مشاغل زوجها وتلتمس له الأعذار في أي نقص منه وما أكثر النقص إلا من رحم ربك
وللمرأة في المقابل الكثير من التنازلات حتى تكسب زوجها وتسانده لتكون عونا له بعد الله في تحمل مشاق وضغوط الحياة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 08:27]ـ
بعد أشهر من وضع هذه المشاركة: هل عاد العقل أم لازال في الزاوية؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 11:42]ـ
/// بارك الله فيك .. والأسف أن يُقال لبعض الرجال الذين يتعاملون بالرسميَّات داخل البيوت حتى يُهاب في البيت أشد منه هيبة خارجه! =كما قال النَّبيُّ (ص) للأقرع بن حابس: "وما أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة"!
/// وفي الجانب الآخر قد ترى ازدراء بعض الناس إذا اطلع -بوجهٍ ما- على ما يفعله بعض الرجال مع نسائهم أوأطفالهم من المداعبة أوالممازحة ونحوهما = ويعد ذلك من ذهاب الهيبة، وكأنَّ الهيبة لا تكون إلا بالطريقة العسكرية في حكم الرعيَّة.
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 09:49]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 08:33]ـ
جزاكم الله خيرا. لفتة تربوية تتكرر الحاجة إلى رفعها ليُعلم الفرق بين مكانة المرأة في ديننا ومكانتها في سائر الأديان.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 11:41]ـ
خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فيكم جميعا
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 07:40]ـ
/// بارك الله فيك .. والأسف أن يُقال لبعض الرجال الذين يتعاملون بالرسميَّات داخل البيوت حتى يُهاب في البيت أشد منه هيبة خارجه! =كما قال النَّبيُّ (ص) للأقرع بن حابس: "وما أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة"!
/// وفي الجانب الآخر قد ترى ازدراء بعض الناس إذا اطلع -بوجهٍ ما- على ما يفعله بعض الرجال مع نسائهم أوأطفالهم من المداعبة أوالممازحة ونحوهما = ويعد ذلك من ذهاب الهيبة، وكأنَّ الهيبة لا تكون إلا بالطريقة العسكرية في حكم الرعيَّة.
دُرر!
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 07:50]ـ
جزاكم الله خيرا
موضوع جميل جداً.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 08:55]ـ
من يسمع و يعقل و يطبق؟؟!!!
جزيتم خيرا.
ـ[أبوهناء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 02:39]ـ
بارك الله فيك على الموضوع القيم:
أما العبد لله فيدخل بيته (مكشرا) عن أنيابه برتبة عميدولكن .... هيهات هيهات ففور هجوم الجنود المستقبلين لي (بناتي وأولادي) ومن خلفهم اللوفتنانت (أم العيال) تسقط النجوم من كتفي حال دخولي وافقد كبريائي وابتسم رغما عن أنفي (ابتسامة) .. والحمد لله رب البرية على نعمة الأهل والأطفال الذين ينسوننا همومنا ويسلبون عقولنا.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 02:52]ـ
أضحك الله سنكم ..
ويحضرني ما في مقامة المعاريض:
"وإذا رأيت الرجل خرج من بيته غاضبًا وهو ينشد:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا /// متى أضع العمامة تعرفوني
فاعلم أن زوجته ضربته ضربًا مبرحًا، وهو يعرِّض لئلا يكون مصرِّحًا". (ابتسامة).
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 10:17]ـ
وقس على ذلك الأخوه
... بوركتم ..
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 12:58]ـ
فائِدَة:
قالَ ابنُ القاص في جُزئِهِ الذي ذَكَرَ فيه فوائد حديث أبي عُمَيْر: (وفيه دليلٌ على أنه يجوزُ أن يختلف حالُ المؤمن في المنزل مِن حالِهِ إذا بَرَز، فيكون في المنزل أكثر مزاحاً، وإذا خرج أكثر سكينة ووقاراً _ إلا من طريق الرياء _ كما رُوِيَ في بعض الأخبار: كان زيدُ بن ثابت من أفْكَهِ الناس إذا خلا بأهْلِهِ، وأزمتهم عند الناس) اهـ[صفحة 16/تحقيق صابر البطاوي].
أبو محمد سَعد صَمْدَعي
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 07:33]ـ
قال ابن عقيل الحنبلي في الفنون: ((والعاقل إذا خلا بزوجاته وإمائه ترك العقل في زاوية كالشيخ الموقر وداعب ومازح وهازل ليعطي الزوجة والنفس حقهما، وإن خلا بأطفاله خرج في صورة طفل ويهجر في ذلك الوقت)).
الآداب الشرعية، ص163.
بارك الله فيكم أخانا الفاضل ..
ولعل المراد بـ (العقل) هنا: الوقار وما إليه مما يفعله عند غير أهله وأولاده، وها هنا قد يذهب كثير مما يذكر من (خوارم المروءة) .. وإلا فإن هذا الصنيع ـ أعني ما ذكره ابن عقيل رحمه الله ـ هو عين العقل ..
جزيتم خيرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 01:13]ـ
جميلٌ اختيارك .. !
جُمِّل بالإيمان والتقى ليلك ونهارك ..
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 01:18]ـ
تركت عقلي قبل مجيئها،فكيف الحال بعد مجيئها!!:)
اسال الله أن يرزقني زوجة صالحة .. اللهم آمين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 01:24]ـ
...
/// في الحِلية لأبي نعيمٍ: مَزَح الشَّعبيُّ في بيتِهِ، فقيل له: يا أبا عمرو! وتمزح؟!
قال: قُرَّاء داخل، وقُرَّاء خارج! نموتُ من الغمِّ؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 11:06]ـ
/// في شعب الإيمان للبيهقي (6/ 292) بسنده عن عمر رضي الله عنه قال: «ليعجبني الرَّجلُ أن يكون في أهل بيته كالصَّبي، فإذا ابتُغِي منه وُجِد رجلًا».
/// وبسنده عن ثابت بن عبيد قال: «كان زيد بن ثابت رضي الله عنه من أفْكَه النَّاس في أهله، وأزْمَتِه عند القوم».
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 01:25]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 05:25]ـ
بوركت .. يا شيخ عبدالله
قال الشافعي: الوقار في النزهة سخفٌ
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 09:00]ـ
جزاكم الله خيرا جميعاً، واشكر أخي عدنان على إثراء الموضوع.(/)
من أوصاف الجاهلية
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 10:54]ـ
من أوصاف الجاهلية.
بقلم / محمد جلال القصاص
كانت الجاهلية تحب الحبيب محمدا صلى الله عليه وسلم. . . تحبه وهو لا يعكف على أصنامهم، ولا يشهد مشاهدهم، ولا يستقسم بأزلامهم. . . تحبه وهو يفيض في الحج من عرفة لا المزدلفة مثلهم، تحبه وهو يتعبد الليالي ذوات العدد في غار حراء. و حين قال لهم " إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". " قولوا لا إله إلى الله تفلحوا " سَبُّوه وآذوه وفي الشِّعْبِ حاصروه، ثم أخرجوه وقاتلوه.
وصالح عليه السلام يناديه قومُه (قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا) (هود: 62) ومعلوم أن صالحا ـ عليه السلام ــ لم يكن مرجوا لمشاكلته قومه وإنما لحسن سيرته بينهم. . . أحبو صدقه وأمانته وحسن فعاله، وحين تكلم بالرسالة راح رجاءهم وجاء تهديدهم وتكذيبهم.
وموسى عليه السلام تربى في قصر فرعون، وبالطبع لم يكن على دين فرعون، وما آذاه فرعون ولا سعي في قتله حتى تكلم بالرسالة فكان ما كان.
وهذا حال الأنبياء جميعهم، فالصحيح عند أهل العلم أن العصمة ثابتة لأنبياء الله قبل وبعد البعثة النبوية. ومع ذلك لم تبدأ العداوة بين نبي وقومه إلا بعد أن بدأ يتحرك لتغير واقع الجاهلية.
فالجاهلية ما كانت تعبأ بشخص صالح، وإنما بشخص مُصلح. بل هي تفرح بالصالحين المنشغلين بأنفسهم. . . تنظر إليهم بعين الاحترام والتوقير ... ترجوهم وتخلع عليهم أرفع الألقاب ــ الصدق والأمانة مثلا ــ أما حين يتحركون لتغير الأوضاع في المجتمع حينها تشتد الجاهلية وتتنكر لكل معروف عندها قبل غيرها. وتبذل كل جهدها في الحفاظ على مجتمعها.
فرعون ينادي في قومه " (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر: 26)
والدين هو الحال ُ التي يكون عليها القوم، يقول بن كثير في تفسير الآية: (يَخْشَى فِرْعَوْنُ أَنْ يُضِلّ مُوسَى النَّاس وَيُغَيِّرَ رُسُومَهُمْ وَعَادَاتهمْ).
فأخشى ما يخشاه فرعون هو أن تتغير عادات القوم وتقاليدهم.
وتدبر هذا الموقف من قوم نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ حين أراد أن يغير مجتمعهم القذر أنظر بما أجابوه قال الله تعالى:
" وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ. أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ. فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " [النمل: 54ــ 56]
ونبي الله شعيب لم يحمل سلاحا ولم يعلن جهادا على الكفر وأهله بل أخذ بمبدأ المسالمة والتغيير بالكلمة " وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وطائفة لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [الأعراف: 87].
ولكن الجاهلية لا تطيق كل محاولات التغيير حتى التي لا تتبنى مبدأ القتال سبيلا للتغير: " قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ... " [الأعراف: 88].
فمنطق الجاهلية مع كل الحركات الإصلاحية الجادة: " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " هذا هو قول جميعهم كما يحكيه ربنا تبارك وتعالى على لسان كل الجاهليات من يوم كانوا إلى حين نزول القرآن: " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ... ) [إبراهيم: 13].
هذا هو منطقهم جميعهم ـــ قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ــــ كما نصت الآية السابقة لهذه الآية. . . لم تستثن الآية أحدا.
والمقصود هو بيان أن:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـــ أن الجاهلية مجتمع ذو عادات وسلوك، وهي تحافظ على مجتمعها وسلوكها ضد كل محاولات التغيير. وهي تتنكر لكل الأعراف والقوانين التي سنتها هي لتسير عليها حين ترى في الأفق بشائر التغيير. وفي هذا إشارة واضحة إلى أنه لا بد من المواجهة بين الجاهلية وكل حركات التغيير الجادة، وأن (القنوات الشرعية) ضيقة مسدودة لا يمكن الوصول منها إلى المجتمع الصالح الذي يريده الله ورسوله. فالجاهلية تقف غير بعيد تخاطب السائرين في (القنوات الشرعية) وغير (الشرعية) بما قالته كل الجاهليات من قبل " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا " وحينها إما أن تسييس حركات (الدعوة السلمية) التي تسيير في قنوات الجاهلية الشرعية وبالتالي تسلك السبل التي تضلها عن الصراط المستقيم فتتبنى خطابا مَدَنِيّا، وتراعي حق (الآخر) الذي لا يرضى أبدا أن يكون مواطنا من (الدرجة الثانية) كما أمر الله ورسوله، والذي يطالب بمساحة واسعة من حرية إقامة الكنائس و (التبشير) بكفره بين أظهر المسلمين. وإما أن تتصادم مع الجاهلية وتقف في وجهها.
ـ هذا هو ما يقوله تاريخ الصراع بين الحق والباطل منذ تحرك ركب الإيمان ... من نوح إلى محمد عليهما الصلاة والسلام.
والحال اليوم هو هو بأم عينه، فالصالح في نفسه الذي أغلق عليه باب داره، وترك مال كسرى لكسرى ومال لله لله، تحمله الجاهلية على رأسها. و (المشاكس) الذي لا تتعدى مشاكسته (القنوات الشرعية) تتفهم الجاهلية أحواله ولا تصطدم معه إلا حين يخرج من (القنوات الشرعية)، وفقط يكون صدامها معه من أجل ضبطه وحمله على عدم الخروج من (القنوات الشرعية).
بل أحيانا ـ وتدبر معي ـــ تكون هذه النوعية من الصالحين في أنفسهم التاركين لغيرهم نوع من الدعامات أو قل من الحُلِي التي تتزين بها الجاهلية، فهي تدعي التسامح والحرية ومراعاة شعور (الآخر) وتستدل على ذلك بوجود هذا النوع من الطيبين بين أظهرها.
فهل يعقل قومنا؟!
محمد جلال القصاص
مساء الأحد 04/ 12 /2005
الموافق 2/ 11 / 1426هـ
============================
كان الحمس ـ قريش ومن كان أخواله من قريش ـ يقفون يوم عرفة بالمزدلفة، ويقف باقي العرب بعرفة، فجاء الإسلام وحرم هذا وأمرهم بأن يقفوا مع الناس بعرفة، وذلك قول الله تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس). راجع القرطبي وبن كثير عند تفسير الآية 199 من سورة البقرة، وكذا حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها المتفق عليه (البخاري كتاب الحج 1665 ومسلم كتاب الحج 2142).
راجع إن شئت (رد الشبهات عن عصمة النبي صلى الله عليه وسلم) لعماد الشربيني ـ التمهيد.
لسان العرب 13/ 170 وأورد في هذا الموطن مستدلا على هذا المعنى قول النضر بن شميل: سأَلت أَعرابيّاً عن شيء فقال: لو لقيتني على دين غير هذه لأَخبرتك. أي على حال غير هذه
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 08:01]ـ
سبحان الله مقالاتك واقعية ولها نكهة خاصة في تحليل الأحداث والأفهام واستنباط الأحكام والفوائد
فبارك الله فيك وفي قلمك
أخي الفاضل القصاص/
ما أشبه الليلة بالبارحة كأنما كتب هذا المقال ليلة أمس
كلمات رنانة في مقالك لا يسعني إلا أن أنقلها
فالجاهلية ما كانت تعبأ بشخص صالح، وإنما بشخص مُصلح. بل هي تفرح بالصالحين المنشغلين بأنفسهم
صدقت والله
لأن هذا المصلح لن يقوم إلا على أنقاض الجاهلية العمياء
فمنطق الجاهلية مع كل الحركات الإصلاحية الجادة: " لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا "
هذه العبارة التهديدية من الجاهلية تدل على بداية النهاية لها
والحال اليوم هو هو بأم عينه، فالصالح في نفسه الذي أغلق عليه باب داره، وترك مال كسرى لكسرى ومال لله لله، تحمله الجاهلية على رأسها. و (المشاكس) الذي لا تتعدى مشاكسته (القنوات الشرعية) تتفهم الجاهلية أحواله ولا تصطدم معه إلا حين يخرج من (القنوات الشرعية
لا فض فوك رؤية تدل على فطنة لتصوير الواقع الجاهلي الذي عم الأرجاء
تكون هذه النوعية من الصالحين في أنفسهم التاركين لغيرهم نوع من الدعامات أو قل من الحُلِي التي تتزين بها الجاهلية، فهي تدعي التسامح والحرية ومراعاة شعور (الآخر) وتستدل على ذلك بوجود هذا النوع من الطيبين بين أظهرها.
هؤلاء والله من يعينون أهل الباطل على أهل الحق
وهم العائق الذي يمنع أهل الحق من استرداد حقوقهم
اللهم انا نعوذ بك من الخذلان
جزاك الله خيرا على هذا الوصف الدقيق لجاهلية لم تتغير في أسلوبها ومعاملتها تجاه من تريده ومن لا تريده
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 10:30]ـ
جزاك الله خيراً اخي لامية العرب.
ـ[صقر الاسلام]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 07:13]ـ
اخى المبارك جلال انت على حق والواقع يؤكد كلامك وماعلينا الا البلاغ والحساب على الله.(/)
ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:14]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله وسلم تسليما مزيدا\يقول تعالى مبينا عدواة المشركين وكيدهم ومكرهم ومبارزتهم لله و لرسوله وسعيهم في إطفاء نوره وإخماد كلمته وأن وبال مكرهم يعود عليهم ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله" أي ليبطلوا الحق وينصروا الباطل ويبطل توحيد الرحمن ويقوم دين عبادة الأوثان " فسينفقونها " أي فسيصدرون هذه النفقة وتخف عليهم لتمسكهم بالباطل وشدة بغضهم للحق ولكنها ستكون " عليهم حسرة ثم يغلبون " أي تكون ندامة وخزي وذل و" يغلبون" فتذهب أموالهم وما أملوا ويعذبون .. انتهى كلام العلامة السعدي ..
قال بعض المفسرين: فكل من أنفق ماله في حرام وفواحش وآثام عوقب بالمصائب المقدمة في الدنيا من أمراض وأوبئة وكدر وتنغيص وفي الآخرة عذاب أليم على فعله ..
قال الإمام الشوكاني: هذا التفات إلى مخاطبة الكفار وتهديدا لهم ومبالغة في إدخال الروعة في قلوبهم " فسينفقونها " سيقع منهم هذا الإنفاق " ثم تكون عليهم " عاقبة ذلك أن يكون إنفاقهم حسرة عليهم وكأن ذات الأموال تنقلب حسرة ثم تصير ندما " ثم " آخر الأمر " يغلبون " كما وعد الله به في قوله " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي "
فهذه الآية 36من سورة الأنفال نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من أعظم غزوة في تاريخ الأمة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل وثبت دعائم الدولة المسلمة وأمضى لها سبق التحدي في معترك الحياة التي تعج بالضلال وعبادة الأهواء فاستنارت بمنهج الله القويم الذي فصل لنبيه أحكام الجهاد والغنائم وجاءت في ثناياها بث روح الأمل للأجيال المؤمنة التي تأتي بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة ..
المبشرات القرآنية ووعد الله بإحباط كيد الكافرين، ومكرهم
بالإسلام وأهله، وجهودهم الدائبة لإطفاء نوره، وفي ذلك يقول الله تعالى: {إنهم يكيدون كيدا ? وأكيد كيدا ? فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}،: مبشرات قرآنية تتحفك بقصص المرسلين والمؤمنين ومخالفيهم وكيف كان الهلاك والدمار للذين تمردوا على الله وكذبوا المرسلين، ومن ذلك، هذا المشهد القرآني الفريد الذي يبين لنا نهاية فرعون وملائه
يذكر التاريخ لنا في بداية العشرينات من القرن الماضي كيف أن أحد اللوردات البريطانيين وقف في مجلس العموم البريطاني و كانت هذه الجلسة مخصصة للاستماع لمنجزات الحكومة البريطانية في مجال القضاء على المسلمين و تحجيم دورهم، و قف هذا اللورد ورفع نسخة من المصحف و قال: إنكم لن تستطيعوا القضاء عليهم حتى تنزعوا هذا من صدورهم ..
مهما أنفق أعداء الإسلام وأهل البدع من أموال ليصدوا عن الحق ويقتلوا أهله ويطفئوا جذوته فلن يستطيعوا لذلك سبيلا " لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبأس المهاد " وهذه العقيدة مستقرة عند المؤمنين بوعد الله ونصره وعند العقلاء من أهل الملل والنحل الشاهدين بصدق النبي صلى الله عليه وسلم ودينه القويم .. ومهما علا صوت أهل الباطل زمنا فمآله إلى البوار والزوال وتاريخنا الإسلامي يزخر بالحوادث المؤلمة التي كانت امتحانا واختبارا ويقظة للمسلمين وثباتا لهم وخذلانا لغيرهم، وليس قتل أمة أو إغوائها عن دينها نصر حقيقي، إن النصر الحقيقي في مفهومه تمكين الحق في الأرض واعتراف بفضله وأهله من قبل أعدائه استمد الإسلام قوته من عقيدته وعبادته وأخلاقه ومعاملاته من الكتاب والسنة ليقيم حياة الروح والبدن في وئام وطمأنينة لم تفسدها حريات لا لجام لها وقيود لا متنفس فيها، تنفق أموالها القليلة فيبارك لها في إحياء أمم، وتزكي ما تعلمته بذلا وعطاء لأبنائها ليصلوا نحو القمم تبغي في ذرا ريها علماء وقادة صالحين قد يشرق من أرحام الطهر والعفاف شموس تأخذ بأيدي أبنائها وهم في ذروة المحن وفي ذروة إنفاق أهل الضلا ل أموالهم بالباطل للنصر والتمكين .. لا غرابة في ذلك ولا مستبعد على القوي العزيز، ليجدن المستبصر بدين الله عنايات إلهية في غمرة الكرب ومفاجآت ربانية لأعداء الله وهم لا يشعرون، كيف تكون أموالهم عليهم حسرة ثم يغلبون، فإن غابت جذوة الموحدين في الغرب تنامت في الشرق وإن
(يُتْبَعُ)
(/)
ضعفت في الشمال قويت في الجنوب وهكذا دواليك سنة الله في عباده،صحيفة اللوموند الفرنسية نشرت في شهر آذار - مارس 2000 تحليلاً لآلآن روبييه قال فيه " إن الغرب منذ 1300 سنة يعيش هاجس مقاومة الإسلام؛ ولكن مع هذا الانتشار السريع للإسلام في الزمن الحالي ما الذي يملك الغرب فعله؛ إنه لم يعد يملك شيئاً؛ فلإسلام هذه المرة ينقض على الغرب وقريباً سوف تنتهي قيم الغرب الروحية والثقافية والمادية إن لم يجد الغرب وسائل لصد المد الإسلامي!!
ألم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وأمة تلاحقه لقتله أو أسره " وإذيمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " حتى انقلب الأمر في بدر الكبرى بالنصر والتمكين، أين ذهب الذي أنفقه أثرياء قريش ليصدوا عن دعوة التوحيد، بل قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ما قصه الله علينا من خبر موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، فأين ماله وأين مآله؟ وكانت عاقبة الموحدين من بني اسرائيل ما قصه الله في سورة الأعراف " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانو يعرشون " فماذا كان يصنع فرعون في بني اسرائيل محاولات حثيثة لوأد دعوة موسى عليه السلام .. وماكان الملأ من قوم فرعون يعملون له إلا حبا بالمال والعطايا فتأمل قولهم " وجاء السحرة فرعون قالوا أأن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم! وإنكم إذا لمن المقربين " .. لا عن حب لفرعون أو مبادئ واضحة ولا ريب في بغض الجاهل للحق فسرعان ما سينقلب السحر على الساحر وتنقلب العداوةإلى المحبة فالقلوب بيد الله والنصر من عند الله .. فمهما مكروا فقد حاق بهم سوء العذاب المعجل لهم في الدنيا والمدخر لهم في الآخرة " فلا يغررك تقلبهم في البلاد" تأمل في مطلع القرن الماضي أين ذهب المستعمرون عندما تقاسموا دولة الخلافة أين مآلهم .. وأين مآل كمال أتاتورك الذي أنفق ماأنفق ليغرب البلد المسلم ويسلخه عن دينه .. ما هي إلا أوهام النصرالكاذبة وفرقعة فرحة مؤقتة .. وآل بفضل الله على المسلمين في تركيا وفي غيرها من بلاد الإسلام وغير بلاد الإسلام عودة طيبة لدين الله .. وإن الإحصائيات الرسمية لتثبت أن غير المسلمين يعتنقون الإسلام يوميا بالمئات بل الآلاف حول العالم من جميع القارات ومن جميع المراحل العمرية مع سطوة الفتنة وشدة العداوة، بل لك عبرة بما أنفقه الإتحاد السوفيتي السابق في تغريب المسلمين واضطهادهم فرجع المسلمون أقوى مما كانوا، تلك معجزة هذا الدين العظيم ينفقون أموالهم ليحاربوه وإذا بأعدائه يعتنقوه، كما حصل للمغول لما دخلوا بلا د المسلمين غزاة خرجوا منها دعاة!! ووصل الإسلام بسببهم إلى مناطق شاسعة وبعيدة في أقصى الشرق وأسسوا مملكات إسلامية تحكم بالشريعة .. أين مآل أعدائهم لقد ذهبوا وأموالهم بالحسرات واللعنات، أين ذهبت أموال الحملات الصليبية المتتابعة سنين طويلة، لم تهدأ في زمن الدولة الأيوبية والمملوكية، ذهبت حسرة على الكافرين والمنافقين، ووارى جميعهم التراب وغدا عندالله الحساب والعقاب، أترى قامت الدولة الصفوية بلا مال ولا جهد جهيد بذلت فيه الأوقات والدماء وكل غال ونفيس فقيض الله من ينقض عروشهم واندثرت دولتهم وبني عبيد الفاطميين،لم يبق في مصر المحروسة إلا أثر الرسم على جدران الحسرة والندم هيهات ذهب كل بما أنفقه " ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون " فقيض الله البطل المغوار صلاح الدين الأيوبي لينقض عروشهم وأفكارهم المسمومة قرون طويلة لا أعادها الله لمصر الحبيبة، سنة الله أن يبقى الحق والباطل في صراع مادامت هناك أرواح وأجساد " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
لقد يأس وأحبط بعض المسلمين وتوقفوا عن العمل لهذا الدين العظيم وتصوروا أنه لعالم أو خطيب فصيح لما يرونه من حرب منظمة على الإسلام تنفق لها الملايين فينبري لها العالم أو الداعية الحكيم نعم في المسائل الشائكة أما في غيرها فالمرأة والشاب الصغيروالكبير الكل مطلوب أن ينفق وقته وماله لنصرة دينه كما فعل الصحابة ومن بعدهم فبورك لهم بسبب صدق النوايا ودون استعجال قطف الثمر، فالأمور بيد الله " ألا إلى الله تصير الأمور " عاقبة وحمدا، كم من كلمة كانت حياة أنجبت عالما وداعية بأمة أليس ذلك من وجوه الإنفاق المبارك فكانت سنة حسنة؟ فنهضة أمة الإسلام ورجوعها زرافات ووحدانا للدين حسرة على الكافرين بضياع جهودهم أموالهم ثم يغلبون .. ظن الجرمون أنهم يطفئون نور الاسلام فإذا به في ازدياد لن تنسى مذابح البوسنة والهرسك .. يريدون استئصال المسلمين وإذا بهم يعودون أقوى مما كانوا.زبل لقد أيقظتهم تلك الفاجعة عن حقد دفين للمسلمين في شرق أوربا وإذا بالشباب والشابات يتجهون بفضل لله إلى دينهم وإلى الفضيلة ما لا تستطيع عمله كتائب من الدعاة ولكن تنبع من المحن منح ربانية تشهد بقوة هذا الدين وتمسك أهله ومحبته له وإذا بمفاجآت أهل التي يخططون لها عقودا طويلة وينفقون لها أمولا عظيمة تذهب أدراج الرياح ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون .. أسأل الله لأمة الإسلام صحوة حقيقية، وردا جميلا لدينهم، وأن يمكن للأجيال القادمة ما لم يمكن لم قبلهم .. وسيكون بوعدالله.اللهم آمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم
والله الموفق والهادي إلى سيبيل الرشاد
كتبه محمد الحجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:17]ـ
(إنكم لن تستطيعوا القضاء عليهم حتى تنزعوا هذا من صدورهم)
هذا الكلام يدل أن هدف القضاء على المسلمين ساري المفعول و إن تم نزع القرآن من صدورهم!!!
و لا أظنه يقصد بقوله (القضاء عليهم) الهزيمة العسكرية و الهيمنة السياسية , لأن هذا تحقق لهم منذ أمد طويل ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 06:44]ـ
شكرا لك و بارك الله فيك
وقال احد هؤلاء الاعداء وتنزعوا الحجاب عن وجه المراة وتغطوابه القران.
وقال اخر كاس وغانية تفعل في هذه الامة مالم يفعله الف مدفع ..
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 02:40]ـ
جزيتم خيرا على مروركم الكريم وتعليقكم المسدد ..
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 08:02]ـ
(إنكم لن تستطيعوا القضاء عليهم حتى تنزعوا هذا من صدورهم)
هذا الكلام يدل أن هدف القضاء على المسلمين ساري المفعول و إن تم نزع القرآن من صدورهم!!!
و لا أظنه يقصد بقوله (القضاء عليهم) الهزيمة العسكرية و الهيمنة السياسية , لأن هذا تحقق لهم منذ أمد طويل ...
للرفع(/)
هل كان يوجد اسم محمد قبل النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخي الافاظل من يفيدنا بهذا السؤال وهو هل كان يوجد اسم محمد قبل اننبي صلى الله عليه وسلم
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:38]ـ
نعم كان موجودا ...
و سأستحضر لك المعلومة و مصدرها في أقرب فرصة ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 03:36]ـ
نعم هذا صحيح، فقد ذكر ابن سعد في في الجزء الأول من الطبقات الكبرى من تسمى في الجاهلية ب"محمد" رجاء أن تدركه النبوة لما كان من خبرها
وروى بسنده إلى سعيد بن المسيب أنه قال:"كانت العرب تسمع من أهل الكتاب ومن الكهان أن نبيا يبعث من العرب اسمه "محمد" فسمى من بلغه ذلك من العرب ولده محمدا طمعا في النبوة
وذكر منهم محمد بن خزاعى أتى أبرهة باليمن فكان معه على دينه وعنه قال أخوه قيس بن خزاعى:
فذلكم ذو التاج منا محمد * * * ورايته في حومة الموت تخفق
وكان في بني تميم: محمد بن سفيان بن مجاشع وكان أسقفا، قيل لأبيه إنه يكون في العرب نبي فسماه محمدا
ومنهم محمد الجشمي في بني سواءة، ومحمد الفقيمي، ومحمد الأسيدي
ـ[الهمداني]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 08:20]ـ
قال البلاذري في كتاب جمل من أنساب الأشراف:
المحمدون في الجاهلية
محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن زيدى مناة بن تميم
محمد بن الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم
محمد بن بر بن طريف بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة
محمد الشويعر بن حمران بن أبي حمران الجعفي
محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الأوسي
محمد بن مسلمة الأنصاري، من الأوس
المحمدون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد بن جعفر بن أبي طالب
محمد بن طلحة بن عبيد الله
محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذيفة بن جمح
محمد بن أبى بكر الصديق
محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
محمد بن عمرو بن حزم بن زيد لوذان الخزرجي
ـ[أبو السها]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 11:11]ـ
ومن نافلة القول أن أول من سمى أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو: أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل صاحب العروض والخليل مولود سنة (100هـ. ذكر ذلك الشيخ بكر عبدالله أبو زيد في كتابه تسمية المولود, وهذا إن صح حقا غريب والله أعلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 03:54]ـ
للتوثيق وإثراء البحث
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيكم، ولعله من نفل القول كذلك أنه يمكن الاستدلال على عدم امتناع وجود من تسمى بهذا الاسم قبل النبي عليه السلام، بأن الله تعالى قال في حق نبيه يحيى: ((لم نجعل له من قبل سميا))، والكلام في معرض الامتنان على زكريا عليه السلام، فعلى الصحيح من أقوال أهل التفسير هنا، لو كان ذلك لمحمدٍ عليه السلام كذلك (كونه لا سميَّ له قبله)، لما كان من وجه لذكره في حق يحيى وعدم ذكره في حق محمد عليهما السلام، والله أعلم.(/)
لماذا تبسم صلى الله عليه وسلم؟
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 03:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (18)
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (19) [سورة النمل].
أشار أهل العلم إلى أن تبسم سليمان عليه السلام كان بسبب سروره بهذه الكلمة من النملة، فقد تعجب سليمان من جزالة الألفاظ و المعاني التي في كلامها، وما حباها الله تعالى به من فصاحة وبيان.
وقد سر سليمان بما وصفته به من العدل في أنه وجنوده لا يؤذون أحدا وهم يعلمون.
إذن لتبسم الأنبياء أسباب.
وقد كان نبينا الحبيب محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بساما.
أيا قمرا تبسم
تبسم منك الدهر عن زائن له
و
تبسم الثغر عن أوصافكم فغدا ... من طيب ذكركم نشرا فأحيانا
وأشرف في ما يلي بذكر أسباب تبسمه التي وردت فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم.
بإذن الله تعالى.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 10:42]ـ
1 - لم ينس ابتسام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنسى ابتسامك والألوان كاسفة ** تبسم البرق في داج من الظلم
عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
" مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ إِنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". (متفق عليه).
جرير بن عبدالله رضي الله عنه وهو السليل بن مالك بن نصر البجلي القسري، يقول في الحديث السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما رآه تبسم في وجهه، والسبب في ذلك كما يظهر من كلامه هو:
إسلامه، فقد قال: "مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي".
وهذا يدلنا على أن الداعية لابد أن ينتبه لمن يدعوهم حتى بعد استجابتهم لدعوته ويشعرهم بمكانتهم في قلبه بعدها لأنهم ماداموا على استقامتهم فهم فعلا لهم مكانة.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجرير بن عبدالله رضي الله عنه: يرحمك الله نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام.
وهذا أيضا يدلنا على سبب تبسم الرسول صلى الله عليه وسلم لجرير كلما رآه.
فلنكن نعم الرجال لديننا.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:15]ـ
2 - لما تبسم صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
علمت أن زماني ... بعد القطوب تبسم
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ لَهُمَا
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}
الحديث
إلى أن قال عمر بن الخطاب:
"إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْأَمْرِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الْأَنْصَارِ إِذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ فَصِحْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَأَفْزَعَنِي فَقُلْتُ خَابَتْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَقَالَتْ نَعَمْ فَقُلْتُ خَابَتْ وَخَسِرَتْ أَفَتَأْمَنُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَهْلِكِينَ لَا تَسْتَكْثِرِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ وَاسْأَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكَ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عَائِشَةَ وَكُنَّا تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ النِّعَالَ لِغَزْوِنَا فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَنَائِمٌ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ وَقَالَ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هُوَ أَجَاءَتْ غَسَّانُ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْهُ وَأَطْوَلُ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ قَالَ قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي قُلْتُ مَا يُبْكِيكِ أَوَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لَا أَدْرِي هُوَ ذَا فِي الْمَشْرُبَةِ فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ الْمِنْبَرَ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي هُوَ فِيهَا فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَدَخَلَ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي قَالَ أَذِنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا،ثُمَّ قُلْتُ: وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَذَكَرَهُ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَتَبَسَّمَ أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ ... الحديث" (متفق عليه)
وفي لفظ:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ فَقَالَتْ حَفْصَةُ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ فَقُلْتُ تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ وَغَضَبَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بُنَيَّةُ لَا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا فَكَلَّمْتُهَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَبْتَغِيَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا وَكَانَ لِي صَاحِبٌ مِنْ الْأَنْصَارِ إِذَا غِبْتُ أَتَانِي بِالْخَبَرِ وَإِذَا غَابَ كُنْتُ أَنَا آتِيهِ بِالْخَبَرِ وَنَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا فَقَدْ امْتَلَأَتْ صُدُورُنَا مِنْهُ فَإِذَا صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَدُقُّ الْبَابَ فَقَالَ افْتَحْ افْتَحْ فَقُلْتُ جَاءَ الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ بَلْ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ اعْتَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ رَغَمَ أَنْفُ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ فَأَخَذْتُ ثَوْبِي فَأَخْرُجُ حَتَّى جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ يَرْقَى عَلَيْهَا بِعَجَلَةٍ وَغُلَامٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدُ عَلَى رَأْسِ الدَّرَجَةِ فَقُلْتُ لَهُ قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَذِنَ لِي قَالَ عُمَرُ فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمَّا بَلَغْتُ حَدِيثَ أُمِّ سَلَمَةَ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
سبب تبسمه صلى الله عليه وسلم كما يظهر لي والله أعلم وأحكم في هذا الحديث:
محبته للمسلمين، ومحبة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خاصة.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 08:04]ـ
3 - (مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ((ص)))
تبسم للزمان اليوم ثغر ... وأشرق للمعالي فيه بدر
*عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:
"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءٍ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ وَكَانَتْ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ قَالَتْ فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ أَوْ قَالَ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ شَكَّ إِسْحَاقُ قُلْتُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَدَعَا ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ فَقُلْتُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ فَرَكِبَتْ الْبَحْرَ زَمَانَ مُعَاوِيَةَ فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ." (متفق عليه)
ورد في فتح الباري، لابن حجر:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: أَرَادَ وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ رَأَى الْغُزَاة فِي الْبَحْر مِنْ أُمَّته مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّة فِي الْجَنَّة، وَرُؤْيَاهُ وَحْي، وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى فِي صِفَة أَهْل الْجَنَّة (عَلَى سُرَر مُتَقَابِلِينَ) وَقَالَ (عَلَى الْأَرَائِك مُتَّكِئُونَ) وَالْأَرَائِك السُّرَر فِي الْحِجَال. وَقَالَ عِيَاض: هَذَا مُحْتَمَل، وَيُحْتَمَل أَيْضًا أَنْ يَكُون خَبَرًا عَنْ حَالهمْ فِي الْغَزْو مِنْ سَعَة أَحْوَالهمْ وَقِوَام أَمْرهمْ وَكَثْرَة عَدَدهمْ وَجَوْدَة عَدَدهمْ فَكَأَنَّهُمْ الْمُلُوك عَلَى الْأَسِرَّة. قُلْت: وَفِي هَذَا الِاحْتِمَال بُعْد، وَالْأَوَّل أَظْهَر لَكِنَّ الْإِتْيَان بِالتَّمْثِيلِ فِي مُعْظَم طُرُقه يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ رَأَى مَا يَئُول إِلَيْهِ أَمْرهمْ لَا أَنَّهُمْ نَالُوا ذَلِكَ فِي تِلْكَ الْحَالَة، أَوْ مَوْقِع التَّشْبِيه أَنَّهُمْ فِيمَا هُمْ مِنْ النَّعِيم الَّذِي أُثِيبُوا بِهِ عَلَى جِهَادهمْ مِثْل مُلُوك الدُّنْيَا عَلَى أَسِرَّتهمْ، وَالتَّشْبِيه بِالْمَحْسُوسَاتِ أَبْلَغ فِي نَفْس السَّامِع."
وهذا ما فهمه البخاري من الحديث؛ وذلك لأنه وضع هذا الحديث أيضا تحت الترجمة التالية:
(بَاب الدُّعَاءِ بِالْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي بَلَدِ رَسُولِكَ)
قال ابن حجر:" وَأَغْرَبَ اِبْن التِّين فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْحَدِيث تَمَنِّي الشَّهَادَة وَإِنَّمَا فِيهِ تَمَنِّي الْغَزْو، وَيُجَاب: بِأَنَّ الشَّهَادَة هِيَ الثَّمَرَة الْعُظْمَى الْمَطْلُوبَة فِي الْغَزْو"
ولو ذكر ابن حجر ما قاله فيما سبق:" الْإِتْيَان بِالتَّمْثِيلِ فِي مُعْظَم طُرُقه يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ رَأَى مَا يَئُول إِلَيْهِ أَمْرهمْ لَا أَنَّهُمْ نَالُوا ذَلِكَ فِي تِلْكَ الْحَالَة" مؤيدا قول ابن عبدالبر.
وبذلك نرى أن سبب ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو البشارة التي رآها في منامه بنيل أفراد من أمته هذه المنزلة الرفيعة في جنة الخلد نيجة لجهادهم في سبيل الله تعالى واستشهادهم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 08:27]ـ
بأبي أنت وأمي ونفسي يارسول الله (ص)
بارك الله فيك أبو الأسود البواسل فلقد رحلت بنا حيث يعيش الحبيب عليه أفضل الصلاة واتم التسليم
فأثرت شجوننا
اللهم ارزقنا مرافقة نبيك (ص) وصحبك رضوان الله عليهم
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 01:13]ـ
بأبي أنت وأمي ونفسي يارسول الله
بارك الله فيك أبو الأسود البواسل فلقد رحلت بنا حيث يعيش الحبيب عليه أفضل الصلاة واتم التسليم
فأثرت شجوننا
اللهم ارزقنا مرافقة نبيك وصحبك رضوان الله عليهم
وبارك الله فيك أختي الفاضلة لامية العرب.
اللهم ارزقنا مرافقة نبيك وصحبك رضوان الله عليهم
اللهم آمين.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 06:31]ـ
4 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.
تبسم ثغر الروض عند ابتسامه ... وفاضت عيون الغمام همول
* عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
" أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ قَحَطَ الْمَطَرُ فَاسْتَسْقِ رَبَّكَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ وَمَا نَرَى مِنْ سَحَابٍ فَاسْتَسْقَى فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ ثُمَّ مُطِرُوا حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ فَمَا زَالَتْ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ ثُمَّ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ غَرِقْنَا فَادْعُ رَبَّكَ يَحْبِسْهَا عَنَّا فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنْ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالًا يُمْطَرُ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
حَوَالَيْنَا وَلَا يُمْطِرُ مِنْهَا شَيْءٌ يُرِيهِمْ اللَّهُ كَرَامَةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِجَابَةَ دَعْوَتِهِ " (متفق عليه)
ورد في فتح الباري:
"فَضَحِكَ " وَفِي رِوَايَة ثَابِت " فَتَبَسَّمَ " زَادَ فِي رِوَايَة حُمَيْدٍ " لِسُرْعَةِ مَلَال اِبْن آدَم "أهـ
والذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم تبسم تعجبا من سرعة ملال ابن آدم كما ورد في رواية حميد، والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 09:54]ـ
5 - وإذا تبسم ضاء نور ثاقب ... لمن اهتدى كالبرق في الظلماء
*عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا فِي سَفَرٍ فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ فَقَالُوا لَهُمْ هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ مُصَابٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ نَعَمْ فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ الرَّجُلُ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ خُذُوا مِنْهُمْ وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ" (متفق عليه)
تبسم صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تعالى هدى ذلك الصحابي إلى معرفة كون سورة الحمد رقية؛ وليؤكد له أن ما توصل إليه صحيح، وأنه صلى الله عليه وسلم يقره على ما فعل، وأن المال الذي حصل عليه حلال.
أين المشايخ والمعلمين، انظروا إلى فعله صلى الله عليه وسلم مع طلاب العلم بعين المتأمل.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 08:06]ـ
6 - (فضحك رسول الله ((ص)))
لعمري لقد طاب الزمان وأصبحت ... ثغور الأماني بالسرور تبسم
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ فَقَالَ لَهُ أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ قَالَ فَبَذَرَ فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ فَكَانَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ وَاللَّهِ لَا تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
* قال ابن بطال:
فدل ضحكه على إصابة الأعرابى للحق فى استدلاله، ففى ذلك من الفقه أنه من لزم طريقة وحالة من خير أو شر أنه يجوز وصفه بها، ولا حرج على واصفه بالشر إن لزم طريقته.
* وورد في مرقاة المفاتيح:
(فضحك رسول الله) أي: من فطانة البدوي.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:37]ـ
7 - تبسم صلى الله عليه وسلم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:
"لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّائِفَ فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا قَالَ إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ وَقَالَ مَرَّةً نَقْفُلُ فَقَالَ اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ فَقَالَ إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَعْجَبَهُمْ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً فَتَبَسَّمَ"
(متفق عليه)
قال النووي:
(يُتْبَعُ)
(/)
مَعْنَى الْحَدِيث: أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصَدَ الشَّفَقَة عَلَى أَصْحَابه وَالرِّفْق بِهِمْ بِالرَّحِيلِ عَنْ الطَّائِف لِصُعُوبَةِ أَمْره، وَشِدَّة الْكُفَّار الَّذِينَ فِيهِ، وَتَقْوِيَتهمْ مَعَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ أَوْ وَرَجَا أَنَّهُ سَيَفْتَحُهُ بَعْدَ هَذَا بِلَا مَشَقَّة كَمَا جَرَى، فَلَمَّا رَأَى حِرْص أَصْحَابه عَلَى الْمُقَام وَالْجِهَاد أَقَامَ، وَجَدَّ فِي الْقِتَال، فَلَمَّا أَصَابَتْهُمْ الْجِرَاح رَجَعَ إِلَى مَا كَانَ قَصَدَهُ أَوَّلًا مِنْ الرِّفْق بِهِمْ فَفَرِحُوا بِذَلِكَ؛ لِمَا رَأَوْا مِنْ الْمَشَقَّة الظَّاهِرَة، وَلَعَلَّهُمْ نَظَرُوا فَعَلِمُوا أَنَّ رَأْي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرْك وَأَنْفَع وَأَحْمَد عَاقِبَة، وَأَصْوَب مِنْ رَأْيهمْ، فَوَافَقُوا عَلَى الرَّحِيل، وَفَرِحُوا فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا مِنْ سُرْعَة تَغَيُّر رَأْيهمْ. وَاَللَّه أَعْلَم.
وقال ابن حجر:
قَوْله: (إِنَّا قَافِلُونَ)
أَيْ رَاجِعُونَ إِلَى الْمَدِينَة.
قَوْله: (فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ)
بَيَّنَ سَبَب ذَلِكَ بِقَوْلِهِمْ: " نَذْهَب وَلَا نَفْتَحهُ " وَحَاصِل الْخَبَر أَنَّهُمْ لَمَّا أَخْبَرَهُمْ بِالرُّجُوعِ بِغَيْرِ فَتْح لَمْ يُعْجِبهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِالْقِتَالِ فَلَمْ يُفْتَح لَهُمْ فَأُصِيبُوا بِالْجِرَاحِ لِأَنَّهُمْ رَمَوْا عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْلَى السُّور فَكَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُمْ بِسِهَامِهِمْ وَلَا تَصِل السِّهَام إِلَى مَنْ عَلَى السُّور، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَهُمْ تَصْوِيب الرُّجُوع، فَلَمَّا أَعَادَ عَلَيْهِمْ الْقَوْل بِالرُّجُوعِ أَعْجَبَهُمْ حِينَئِذٍ، وَلِهَذَا قَالَ " فَضَحِكَ " وَقَوْله: " وَقَالَ سُفْيَان مَرَّة فَتَبَسَّمَ " هُوَ تَرْدِيد مِنْ الرَّاوِي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111070&highlight=%CF%D1%C7%D3%C9+ %DA%D3%DF%D1%ED%C9
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:40]ـ
8 - تبسم عن أنباء حضرتك العلا ... ويغني بجدوى راحتيك عن السحب
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
"كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ" (متفق عليه)
قال النووي:
فِيهِ اِحْتِمَال الْجَاهِلِينَ وَالْإِعْرَاض عَنْ مُقَابَلَتهمْ. وَدَفْع السَّيِّئَة بِالْحَسَنَةِ وَإِعْطَاء مَنْ يُتَأَلَّف قَلْبُهُ، وَالْعَفْو عَنْ مُرْتَكِب كَبِيرَة لَا حَدّ فِيهَا بِجَهْلِهِ، وَإِبَاحَة الضَّحِك عِنْد الْأُمُور الَّتِي يُتَعَجَّب مِنْهَا فِي الْعَادَة، وَفِيهِ كَمَالُ خُلُق رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحِلْمه وَصَفْحه الْجَمِيل.
وقال ابن حجر:
قَوْله: (فَضَحِكَ)
فِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيِّ " فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ مُرُوا لَهُ " وَفِي رِوَايَة هَمَّام " وَأَمَرَ لَهُ بِشَيْءٍ " وَفِي الْحَدِيث بَيَان حِلْمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَبْره عَلَى الْأَذَى فِي النَّفْس وَالْمَال وَالتَّجَاوُز عَلَى جَفَاء مَنْ يُرِيد تَأَلُّفه عَلَى الْإِسْلَام، وَلِيَتَأَسَّى بِهِ الْوُلَاة بَعْده فِي خُلُقه الْجَمِيل مِنْ الصَّفْح وَالْإِغْضَاء وَالدَّفْع بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:42]ـ
9 - لك هيبة لولا تبسم سنك الـ ... ضحاك ألقت في القلوب سعيرا
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
"جَاءَ حَبْرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَوْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ،فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ الْحَبْرُ تَصْدِيقًا لَهُ ثُمَّ قَرَأَ:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ فُضَيْلٍ وَلَمْ يَذْكُرْ ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ وَقَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا لِمَا قَالَ تَصْدِيقًا لَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وَتَلَا الْآيَةَ. (متفق عليه).
قال ابن حجر:
" قَوْله (فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
فِي رِوَايَة عَلْقَمَة " فَرَأَيْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ " وَمِثْله فِي رِوَايَة جَرِير وَلَفْظه " وَلَقَدْ رَأَيْت ".
قَوْله (حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذه)
جَمْع نَاجِذ بِنُونٍ وَجِيم مَكْسُورَة ثُمَّ ذَال مُعْجَمَة وَهُوَ مَا يَظْهَر عِنْد الضَّحِك مِنْ الْأَسْنَان وَقِيلَ هِيَ الْأَنْيَاب وَقِيلَ الْأَضْرَاس وَقِيلَ الدَّوَاخِل مِنْ الْأَضْرَاس الَّتِي فِي أَقْصَى الْحَلْق، زَادَ شَيْبَانُ بْن عَبْد الرَّحْمَن " تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْر " وَفِي رِوَايَة فُضَيْلٍ الْمَذْكُورَة هُنَا " تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ " وَعِنْد مُسْلِم " تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ الْحَبْر تَصْدِيقًا لَهُ " وَفِي رِوَايَة جَرِير عِنْده " وَتَصْدِيقًا لَهُ " بِزِيَادَةِ وَاو، وَأَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ مِنْ رِوَايَة إِسْرَائِيل عَنْ مَنْصُور " حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذه تَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ."
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:40]ـ
10 - أمسى ابتسامك والألوانُ كاسفةٌ ... تبسمَ الصبحِ في داجٍ من الظلمِ
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ:
" أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنْ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ وَأَرْخَى السِّتْرَ فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ." (متفق عليه واللفظ للبخاري)
قال النووي:
" سَبَب تَبَسُّمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَحه بِمَا رَأَى مِنْ اِجْتِمَاعهمْ عَلَى الصَّلَاة، وَاتِّبَاعهمْ لِإِمَامِهِمْ، وَإِقَامَتهمْ شَرِيعَتهمْ، وَاتِّفَاق كَلِمَتهمْ وَاجْتِمَاع قُلُوبهمْ، وَلِهَذَا اِسْتَنَارَ وَجْهه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَادَته إِذَا رَأَى أَوْ سَمِعَ مَا يَسُرّهُ يَسْتَنِير وَجْهه، وَفِيهِ مَعْنَى آخَر وَهُوَ تَأْنِيسهمْ وَإِعْلَامهمْ بِتَمَاثُلِ حَاله فِي مَرَضه ... " أهـ
والحمد لله تعالى الذي بنعمته تتم الصالحات، الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
ـــــــــــ،،،ــــــــــ
ولازالت هناك أحاديث لم أكتبها ذكر فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تبسم،
وبإذن الله إذا يسر الله تعالى سأكتب كتابا يجمع هذه الأحاديث،
أو أكتفي بأربعين حديث،
والله تعالى كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:33]ـ
للرفع(/)
أسئلة أفيدونا أكرمكم الله
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 10:43]ـ
السؤال الأول: لماذا ذكر الله عز وجل الخوف مع موسي _ صلي الله عليه وسلم _ أكثر من مرة؟
وهل هذا مما يمدح في العبد إذا كان دائم الخوف؟
قال تعالي (فأوجس في نفسه خيفة موسي)، وقال _ عز وجل _ (فخرج منها خائفا يترقب)
وقال _ سبحانه وتعالى _ (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى) وغيرها.
أفيدونا أكرمكم الله.
السؤال الثاني: في أسماء الله هل هي توقيفية؟ وهل صح عن السلف أنهم كانوا يسمون الله -عز وجل_ بأسماء لم ترد صراحة في السنة أنها أسماء أي بالإشتقاق؟ مثل (المنعم، المتفضل، المبدئ، والمغيث وغيرها .. ).
أفيدونا أكرمكم الله.
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 02:18]ـ
أهلاً وسهلاً بأبي بكر
سأشبّه لك حياة موسى (عليه السلام) في عصر فرعون: بحياة من يعيش في العراق تحت حكم الرافضة الطاغين واسمه عمر
أليست حال خوف؟
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 12:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أخي حمد
لكن سؤالي هل هذا مما يمدح في العبد؟
ثانيا: أنا لا أتكلم عن شخص من آحاد الناس بل هو نبي من أولي العزم من الرسل.
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 06:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سياق الآيات لا يوحي بالمدح أخي أبا بكر.
وإنما هي أوصاف لأحوال مرّ بها هذا الرسول الكريم.
والخوف الطبيعي لا يستطيع أيّ أحد أن يتحكم فيه، فليس نقصاً. ولو كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن شدة الخوف هي التي يستطيع المؤمن أن يخفف منها بذكر الله وتثبيت الله له.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 02:22]ـ
يقول تعالى: (إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر)، وقال بعدها: (هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)، ويقول تعالى: (إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)، وغير ذلك؛ مما ورد يصف أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يستلزم منها - كما أظن - أن تكون ذما له، بل هي حالة طبيعية تعتري بني البشر.
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 08:13]ـ
ذكر أحد الأخوة هذا الكلام الطيب:
كان جو القصة مطبوعا بطابع الخوف الذي يسيطر على موسى عليه السلام، بل إن جو الخوف كان مقترنا بولادة موسى عليه السلام، فقد خافت أمه فرعونَ عليه، فقد قال تعالى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي" القصص: 7، ويستبد بها الخوف أكثر حتى يصفها رب العزة بقوله: "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا" القصص
ثم ينتقل الخوف إلى موسى عليه السلام، ويساوره وذلك بعد قتله المصري: "فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ 18". فنصحه أحدُ الناصحين بالهرب من مصر لأنه مهدد بالقتل: "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ 21"، وطلب من ربه أن ينجيه من بطش الظالمين: "قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 21". فهرب إلى مدين وهناك اتصل برجل صالح فيها، وقص عليه القصص فطمأنه قائلا: " لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ 25"
وهذا الطابع ـ أعني طابع الخوف ـ يبقى ملازما للقصة إلى أواخرها، بل حتى إنه لما كلفه ربه بالذهاب إلى فرعون راجعه وقال له: إنه خائف على نفسه من القتل: "قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ 33"، وطلب أخاه ظهيرا له يعينه ويصدقه لأنه يخاف أن يكذبوه: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ 34"
في حين ليس الأمر كذلك في قصة النمل، فإنها ليس فيها ذكر للخوف إلا في مقام إلقاء العصا.
فاقتضى أن يكون التعبير مناسبا للمقام الذي ورد فيه. وإليك إيضاح ذلك:
1ـ قال تعالى في سورة النمل: " إِنِّي آنَسْتُ نَاراً "
وقال في سورة القصص: "آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً"
(يُتْبَعُ)
(/)
فزاد: " مِنْ جَانِبِ الطُّورِ" وذلك لمقام التفصيل الذي بنيت عليه القصة في سورة القصص.
كرّر فعل الإتيان في النمل، فقال: "سَآتيكُمْ مِنها بِخَبَر أوْ آتيكُمْ بِشِهابٍ"، ولم يكرره في القصص، بل قال: "لَعَلّي آتيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أوْ جَذْوَةٍ"
فأكد الإتيان في سورة النمل لقوة يقينه وثقته بنفسه، والتوكيد يدل على القوة، في حين لم يكرر فعل الإتيان في القصص مناسبة لجو الخوف.
قلت:
السر في ذلك أن ولادة موسى بدأت بالخوف في ظل ظروف ابتلاء الله لبني إسرائيل من فرعون فهو يرى قومه مع نشأته في قصر فرعون ذلك العذاب المهين لهم مما أعطى انطباعا ذهنيا طبيعيا في ذلك الجو المشحون بالمفاجآت والمطاردة والتحدي ناسب أن يتكرر الخوف ولكنه الخوف الطبيعي وألمس في الآية إشارة أن الخوف الطبيعي ليس عيبا وإن تكرر من نبي من أولي العزم من الرسل ,ونعلم يقينا أن الله ما اصطفى نبيا إلا وله كمالات نفسية منها الشجاعة ولكن لا يخرج عن حد الطبيعة البشرية ردا على الغلاة من أهل البدع الذين يغالون في وصف أوليائهم بما لا يتفق مع الصبغة البشرية ولعلك تلمس من حياة موسى قوته وشدة تحمله للشدائد مع فرعون وتهديده له " وإني لأظنك يافرعون مثبورا" هالكا إنها مواجهة للحاكم المتجبر فما دونه لا شك أيسروأقدر في التعامل معه و لكن هذه صبغة حياة موسى التي تستلهم منها الاعتدال في الحالة النفسية المطلوبة لكل من يمر بالمحن ثم أن يجعل ثقته وأمله قويا بالله فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأسى به لكثرة ما عانى من قبل أن يأتي بني اسرائيل كرجل قبل نبوته ومن بعد ما جاءهم نبيا قال تعالى عن بني اسرائيل " أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم " وعسى هنا ليس ظنا بل يقينا بنصرالله وأنه سيهلكه إنها كمالات بشرية تصور نبيا ورسولا قدرالله له أن يعيش في أجواء مشحونة ونفسيات مقلقة كما قال تعالى عنه " وفتناك وفتونا" قال العلامة السعدي في تفسيرها:اختبرناك وبلوناك فوجدناك مستقيما في أحوالك أو نقلناك في أحوالك وأطوارك حتى وصلت ما وصلت إليه " ثم جئت على قدر ياموسى " .... ليس مجيئك اتفاقا من غير قصد ولاتدبير منا بل بقدر ولطف منا وهذا يدل على كما عناية الله بموسى عليه السلام
وقد ذكر الشيخ الحمد رعاه الله
أقسام الخوف:
1 - خوف السر: وهو خوف التَّأَلُّه، والتعبد، والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية مَنْ يخافه؛ خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته.
فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا لله - عز وجل - وصَرْفُه له يعد من أجل العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحِّد.
ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نِداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يُخَوِّفون بها أولياء الرحمن، كما قال قوم هود - عليه السلام - الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هودًا بآلهتهم فقالوا: (إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ) [هود: 54].
وكحال عباد القبور؛ فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين، بل من الطواغيت كما يخافون الله، بل أشد؛ ولهذا إذا توجَّهَتْ على أحدهم اليمينُ بالله أعطاك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإن كانت اليمين بصاحب التربة لم يُقْدِم على اليمين إن كان كاذبًا.
وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله.
وكذا إذا أصاب أحدًا منهم ظلمٌ لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يُعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يُقْدِمْ عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى. (*)
2 - الخوف من وعيد الله: الذي توعد به العصاة، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان، وهو درجات، ومقامات، وأقسام - كما مضى ذكره قبل قليل -.
3 - الخوف المحرم: وهو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس.
وكحال من يفر من الزحف؛ خوفاً من لقاء العدو؛ فهذا خوف محرم، ولكنه لا يصل إلى الشرك.
4 - الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع، أو عدوٍّ، أو هدم، أو غرق، ونحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري؛ فهذا لا يُذَمُّ، وهو الذي ذكره الله عن موسى - عليه السلام - في قوله - عز وجل -: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ) [القصص: 21]، وقوله: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) [طه: 67].
ويدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو، أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر؛ فهذا خوف طبيعي، ويحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة والاستعداد، ويذم إذا رجع به إلى الانهزام وترْكِ الإقدام.
5 - الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف جداً؛ فهذا خوف مذموم، ويدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجبن؛ فهو من الأخلاق الرذيلة.
ولهذا كان الإيمان التام، والتوكل الصحيح، أعظمَ ما يدفع هذا النوع من الخوف، ويملأ القلب شجاعة؛ فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله، وكلما ضعف إيمانه زاد وقوي خوفه من غير الله.
ولهذا فإن خواص المؤمنين وأقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً وطمأنينة؛ لقوة إيمانهم، ولسلامة يقينهم، وكمال توكلهم (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) [آل عمران: 173 - 174]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.(/)
إتحاف الزّمرة على أن الحق لا يكون مع الكثرة
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 12:40]ـ
إتحاف الزّمرة على أن الحق لا يكون مع الكثرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
تضَافَر العَقْلُ والشَّرع على أَنَّ أَََهلَ السُّنَّة مَوْجودونَ في كل زَمان لا يَخلو وقتٌ مِنْهم، وهُم متمَسِّكونَ بالحقِّ ناصحونَ للخلْق لَا يَخافون في الله لومة لائم، برغم تكالب الملل عليهم واجتماع النحل ضدّهم.
بكتاب الله معتصمون وبسنة نبيه مقتدون وبآثار السلف سائرون، لا يلتفتون إلى زخارف الأقوال ولا إلى آراء الرجال، لا يصدهم على دعوتهم ملبس ولا يردهم عن معتقدهم مخرف ولا يقيسون الباطل بالقلة ولا الحق بالكثرة، فكانوا بحق خير أمة أخرجت للناس.
ومن المعلوم أن لكل صاحب دعوة حق أعداء من مردة الشياطين وأعوانهم من الإنس الضالين، ينشرون الشبه ويبثون السمَّ الزعاف، ليطفؤوا نور الله، والله متم نوره ولو كرهوا.
فمن تلكم الشبه الواهية و التلبسات الغاوية زعمهم أن أهل السنة في قلة ونحن في كثرة.
فكيف يعقل أن يكون هذا الجم الغفير والسواد الكثير هم أهل الباطل وتلك الشرذمة هم أهل الحق ... !؟
لكن هذه الشبه كما قال القائل:
حجج تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وكل كاسر ومكسور
فقد انبرى لها عز وجل في كتابه فدمغها فهي زاهقة , وأحرقها نور السنة فهي مارقة
وغمرها بحر السلف فهي غارقة. فلله الحمد والمنة.
وأنا سأذكر لك أخي الكريم بعض الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة على بطلان هذه القاعدة، وتجعلها حصنا تتقي به شرر هؤلاء المرجفين المبطلين وسيفا تقطع به دابر الضالين، ولتقول الحمد لله رب العالمين.
قال عز وجل: (وَإِنْ تُطَع أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام: 116]
وقال تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف: 103]
وقال تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) [الفرقان: 44].
وقال عز وجل: (وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) [الأعراف: 102]
وقال تبارك وتعالى: (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) [الرعد: 1]
فما أكثر ما ذم الله عز وجل الكثرة في كنابه، ومدح القلة فقال: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ:13]
وقال عز وجل: ( ... وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ... ) [ص:24]
وقال أيضا تبارك وتعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) [هود: 40]
وعن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: (عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي ومعه الرهط والنبي وليس معه أحد ... ) [متفق عليه]
فهل هؤلاء الأنبياء عليهم السلام ليسوا على حق لأن أتباعهم في قلة ويوجد من لا تابع له .. ؟؟
معاذ الله , فهو الصادقون الصالحون بربهم مؤمنون.
فإن قلتم: بل الأنبياء على حق، فقذ بطل مذهبكم.
وإن قلتم بمذهبكم كفرتم.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا. فطوبى للغرباء) [أخرجه مسلم برقم: 145 وغيره]
وسئل عنهم فقال صلى الله عليه وسلم: (ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) [رواه أحمد في المسند وصححه العلامة الألباني في الصحيحة برقم: 1619].
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن معاوية –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة وهي الجماعة). [أخرجه أبو داود برقم:4597 وابن ماجة من حديث عوف بن مالك برقم:3993 وغيرهما وقد اجمعت الأمة على صحته).
فقد جعل صلى الله عليه وسلم الطائفة المنصورة الناجية في مقابل الفرق الهالكة قليل.
قال ابن مسعود –رضي الله عنهما-: " الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك ".
وعن الفضيل بن عياض: ' اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين'.
قال أبو شامة –رحمه الله- (الباعث على إنكار البدع والحوادث ص: 22): " وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة؛ فالمراد به لزوم الحق وإتباعه وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف كثيراً؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة رضي الله عنهم ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل" اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- (الفتاوى ص: 298 - 299 جـ 18): "
وفي السنن: (إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها). والتجديد إنما يكون بعد الدروس، وذاك هو غربة الإسلام.
وهذا الحديث يفيد المسلم أنه لا يغتم بقلة من يعرف حقيقة الإسلام، ولا يضيق صدره بذلك، ولا يكون في شك من دين الإسلام، كما كان الأمر حين بدأ. قال تعالى: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إليكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) [يونس: 94]، إلى غير ذلك من الآيات والبراهين الدالة على صحة الإسلام.
وكذلك إذا تغرب يحتاج صاحبه من الأدلة والبراهين إلى نظير ما احتاج إليه في أول الأمر. وقد قال له: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إليكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) [يونس:94]، وقال تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) [الفرقان: 44].
وقد تكون الغربة في بعض شرائعه، وقد يكون ذلك في بعض الأمكنة. ففي كثير من الأمكنة يخفي عليهم من شرائعه ما يصير به غريبًا بينهم، لا يعرفه منهم إلا الواحد بعد الواحد.
ومع هذا، فطوبي لمن تمسك بتلك الشريعة كما أمر الله ورسوله، فإن إظهاره، والأمر به، والإنكار على من خالفه هو بحسب القوة والأعوان. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأي منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. ليس وراء ذلك من الإيمان حَبَّة خَرْدَل "." اهـ
قال الإمام الشاطبي – رحمه الله- (" الاعتصام " 01/ 11 - 12): " وهذه سنة الله في الخلق: أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل لقوله تعالى: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) [سورة يوسف الآية 103] وقوله: (وقليل من عبادي الشكور) [سورة سبأ الآية 13] ولينجز الله ما وعد به نبيه صلى الله عليه وسلم من عود وصف الغربة إليه فإن الغربة لا تكون إلا مع فقد الأهل أو قلتهم وذلك حين يصير المعروف منكرا والمنكر معروفا وتصير السنة بدعة والبدعة سنة ... " اهـ
قال ابن القيم –رحمه الله- (زاد المعاد 181/ 3): " ولما رأى المنافقون ومَن فى قلبه مرض قِلَّة حزبِ الله وكثرةَ أعدائه، ظنُّوا أن الغلبة إنما هى بالكثرة، وقالوا: (غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ) [الأنفال: 49]، فأخبر سبحانه أن النصر بالتوكل عليه لا بالكثرة، ولا بالعدد، والله عزيز لا يُغالَب، حكيم ينصر مَن يستحق النصر، وإن كان ضعيفاً، فعزتُه وحكمتُه أوجبت نصرَ الفئةِ المتوكِّلَةِ عليه. "
قال أيضا –رحمه الله- في نونيته (ص:16 - 17):
واصدع بما قال الرسول ولا تخف ... من قلة الأنصار و الأعوان
فالله ناصر دينه وكتابه ... والله كاف عبده بأمان
إلى أن قال:
لاتخش كثرتهم فهم همج الورى ... وذبابه أتخاف من ذبان
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (كتاب التوحيد: باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب بعدما ذكر حديث ابن عباس السابق): " فيه مسائل:الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة ".اهـ
وقال الإمام الشوكاني –رحمه الله- (فتح القدير) عند قوله تعالى: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله): " أخبره الله سبحانه بأنه إذا رام طاعة أكثر من في الأرض أضلوه، لأن الحق لا يكون إلا بيد الأقلين، ومنهم الطائفة التي تزال على الحق ولا يضرها خلاف من يخالفها، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "اهـ
قال العلامة ابن باز –رحمه الله- (" نصيحة موجهة إلى كافة المسلمين " أنظر فتاويه –رحمه الله- ص: 411 – 416 جـ 12): " وليحذر كل مسلم أن يغتر بالأكثرين، ويقول: إن الناس قد ساروا إلى كذا، واعتادوا كذا، فأنا معهم، فإن هذه مصيبة عظمى، قد هلك بها أكثر الماضين، ولكن أيها العاقل، عليك بالنظر لنفسك ومحاسبتها والتمسك بالحق وإن تركه الناس، والحذر مما نهى الله عنه وإن فعله الناس، فالحق أحق بالاتباع، كما قال تعالى: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّه ِ وقال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وقال بعض السلف رحمهم الله: (لا تزهد في الحق لقلة السالكين ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين " اهـ.
قال العلامة الألباني –رحمه الله- (صلاة العيدين في المصلى ص: 47): " فالمؤمن لا يستوحش من قلة السالكين على طريق الهدى ولا يضره كثرة المخالفين "اهـ
وقال معالي الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله- (شرح مسائل الجاهلية ص: 60): " فالعبرة ليست بالكثرة, العبرة بالصواب وإصابة الحق. نعم, إذا كانت الكثرة على صواب فهذا طيب , ولكن سنة الله جل وعلا أن الكثرة تكون على الباطل (ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) (وأن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله) " اهـ
فالحق عزيز وأهله في غربة وقلة والباطل ذليل وأهله في كثرة، فاختر لنفسك الحق بقلة أهله وانبذ الباطل واترك كثرة أهله.
فالزم ما سبق تنجو بإذن الله تعالى
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والله الموفق
وكتبه: جمال بن عبد العزيز الربيعي
(أبو عاصم السّلفي)(/)
تباريح (5): السَّابِقُون وَصَلُوا إلى المُنَى ... والكُسَالى يَنْظُرُون!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 03:56]ـ
الحمدُ للهِ وحدَه ..
تأمَّلتُ فائدة التَّراجِم؛ فرأيتُ أنَّ من أعظمِ فوائدها = القُدْوةَ الحَسَنَة!
فللهِ دَرُّ أولئكَ الأقوام .. ما أنقى قلوبَهم، وما أصدق أحوالهم!
قطعوا الفيافي والقِفار، والكُسالى ينظرون ويُسوِّفون!
رحماك يا ربِّ .. توفَّنا مُسلمين .. وألحقنا بالصَّالحين!
من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه
يا مَطُولاً بالقِيام ** مُسْتلذّاً بالمَنام
قُمْ؛ فقد فاتكَ يا مغْبُونُ أرباحُ الكِرام
وخَلَوْا دُونَك بالمولى ** وفازوا بالمرام
وكذا تَسْبِقُكَ القَوْمُ ** إلى دارِ السَّلام
آهٍ من نفسٍ رَفَلَتْ من الغفلةِ في أثوابها؛ فثوى بها الأمرُ إلى عدمِ ثوابِها!
آهٍ لعُيُونٍ أغشاها الأملُ؛ فسرى بها إلى سَرَابِها!
آهٍ لمرضى عَلِمَ الطَّبيبُ قَدْرَ ما بِها؛ و قَدْ رمى بِها!
كَمْ أخرجَ الموتُ أنْفُساً من دارها لمْ يُدارِها؟!
وكَمْ أنزلَ أجساداً من وِجارها لمْ يُجارِها؟!
وكَمْ نقلَ ذاتاً ذات أخطاءٍ بأوزارها؟!
وكَمْ أجرى عُيُوناً كالعُيُونِ بَعْدَ بُعْدِ مزارِها؟!
يا صاحبَ الخطايا .. أينَ الدُّموعُ الجارية؟!
يا أسيرَ المعاصي .. ابكِ على الذُّنوبِ الماضيَة!
يا مُبَارزاً بالقَبائحِ .. أتَصْبِرُ على الهاويَة؟!!
يا مَنْ يُعِدُّ غداً لتوبتِهِ ** أعلى يَقينٍ مِنْ بُلُوغِ غدِ؟
المرءُ في زللٍ على أملٍ ** ومنيَّةُ الإنْسانِ بالرَّصدِ
أيامُ عُمْرِكَ كُلُّها عَدَدُ ** ولعلَّ يومَكَ آخرُ العددِ؟!
يا مَنْ ضيَّعَ الشَّباب .. وما يسمعُ العِتاب؟
يا سادراً في سُكرِ سُرورِه .. يا سادلاً ثوبَ غُرُورِه!
يا مَنْ يُذنبُ ولا يتوب .. كَمْ قد كُتِبَت عليك ذُنُوب؟!
خَلِّ الأملَ الكَذُوب؛ فَرُبَّ شُروقٍ بلا غُرُوب!
يا مَنْ شابَ وما تاب .. أموقنٌ أنتَ أم مُرْتاب؟ .. مَنْ آمنَ بالسُّؤال .. أعدَّ الجواب!
يا طويل الأمل في قصيرِ الأجل .. يا كثير الزَّلل في يسيرِ العَمَل ..
أما عندك وَجَل .. من هُجومِ الأجَل؟!
يا مَنْ يُحدِّثُه الأملُ؛ فيستمعْ .. ويخوِّفُه الأجلُ؛ فلا يَرْتدعْ .. وَصَلَ الصَّالحون إلى المُنى يا منقطع .. وجوزوا على صَبْرِهم؛ فلَمْ يَضِعْ!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 02:02]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 09:44]ـ
وإيَّاك أخي الفاضل (إمام الأندلس)(/)
جواب في الإيمان ونواقضه. فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 08:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
أما بعد: فقد وقفت على هذا الجواب المفيد من فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك حول عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان ونواقضه، فأحببت نقله للفائدة:
وهذا رابط لتحميل الجواب:
http://saaid.net/Warathah/ALBarak/39.zip
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 08:14]ـ
وهذا نص الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منَّ على من شاء بالإيمان، و صلى الله و سلم على عبده و رسوله و آله و صحبه و من تبعهم بإحسان و سلم تسليماً .. أما بعد:
فقد سأل بعضُ طلاب العلم عن مسألة كثر فيها الخوض في هذه الأيام، و صورة السؤال: هل جنس العمل في الإيمان شرط صحة أو شرط كمال، و هل سوء التربية عذر في كفر من سب الله أو رسوله؟
و الجواب أن يقال: دل الكتاب و السنة على أن الإيمان اسم يشمل:
1 - اعتقاد القلب، و هو تصديقه، و إقراره.
2 - إقرار اللسان.
3 - عمل القلب، و هو انقياده، و إرادته، و ما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل، و الرجال، و الخوف، و المحبة.
4 - عمل الجوارج – و اللسان من الجوارح – و العمل يشمل الأفعال و التروك القولية أو الفعلية.
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) النساء: 136.
و قال تعالى (فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا و الله بما تعملون خبير) التغابن: 8.
و قال تعالى (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسوله) البقرة: 285.
و قال تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً و على ربهم يتوكلون [2] الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون [3] أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم) الأنفال: 2 - 4.
و قال تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قِبَلَ المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون) البقرة: 177.
و قال تعالى (و من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) النحل: 106.
و قال تعالى (و ما كان الله ليضيع إيمانكم) البقرة: 143.
و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و في " الصحيحين " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لوفد عبد القيس لما اتوا إليه، قال (من القوم؟ أو من الوفد؟) قالوا: ربيعة، قال (مرحباً بالقوم – أو بالوفد – غير خزايا و لا ندامى) فقالوا: يا رسول الله، إنما لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، و بيننا و بينك ه1ا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، و ندخل به الجنة، و سألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع، و نهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال (أتردون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله و رسوله أعلم.
قال (شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صيام رمضان، و أن تعطوا من المغنم الخمس، و نهاهم عن أربع: عن الحنتم، و الدباء، و النقير، و المزفت – و ربما قال: المقير – و قال (احفظوهن و أخبروا بهن من وراءكم).
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (الإيمان بضع و ستون شعبة و الحياء شعبة من الإيمان).
(يُتْبَعُ)
(/)
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سُئل: أي العمل أفضل؟ فقال (إيمان بالله و رسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال (الجهاد في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال (حج مبرور).
و في " صحيح مسلم " عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان).
و قد استفاض عن أهئمة أهل السنة – مثل: مالك بن أنس، و الأوزاعي، و ابن جريج، و سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، و وكيع بن الجراح، و غيرهم الكثير – قولهم (الإيمان قول و عمل).
و أرادوا بالقول: قول القلب و اللسان، و بالعمل: عمل القلب و الجوارح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " العقيدة الواسطية " (ومن أصول أهل السنة و الجماعة أن الدين والإيمان قول و عمل، قول القلب واللسان، و عمل القلب، واللسان، والجوارح)
فظهر أن اسم الإيمان يشمل كل ما أمر الله به و رسوله من: الاعتقادات و الإرادات، و أعمال القلوب، وأقوال اللسان، و أعمال الجوارح أفعالاً و تروكاً، فيدخل في ذلك فعل الواجبات و المستحبات، وترك المحرمات، والمكروهات، وإحلال الحلال، و تحريم الحرام.
و هذه الواجبات والمحرمات، بل و المستحبات والمكروهات، على درجات متفاوتة تفاوتاً كبيراً.
وبهذا يتبين أنه لا يصح إطلاق القول بأن العمل شرط صحة أو شرط كمال بل يحتاج إلى تفصيل؛ فإن اسم العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، و يشمل الفعل و الترك، و يشمل الواجبات التي هي أصول الدين الخمسة، وما دونها، و يشمل ترك الشرك و الكفر و ما دونهما من الذنوب.
فأما ترك الشرك و أنواع الكفر والبراءة منها فهو شرط صحة لا يتحقق الإيمان إلا به.
و أما ترك سائر الذنوب فهو شرط لكمال الإيمان الواجب.
وأما انقياد القلب – وهو إذعانه لمتابعة الرسول صلى الله عليه و سلم و ما لابد منه لذلك من عمل القلب كمحبة الله ورسوله، و خوف الله و رجائه – و إقرار اللسان – و هو شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمد رسول الله – فهو كذلك شرط صحة لا يحقق الإيمان بدونهما.
وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان؛ بمعنى أن تركه كفر، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها، و إن كان أظهر و أعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، و لما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة؛ كحديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة) أخرجه مسلم في صحيحه و غيره، و حديث بريده بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه نو سلم (إن العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه أصحاب السنن.
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد، و تركها معصية لا تخرجه من الإيمان.
و ينبغي أن يعلم أن المراد بالشرط هنا معناه الأعم، و هو ما تتوقف الحقيقة على وجوده سواء كان ركناً فيها أو خارجاً عنها، فما قيل فيه هنا أنه شرط للإيمان هو من الإيمان.
و هذا التفصيل كله على مذهب اهل السنة، والجماعة فلا يكون من قال بعدكم كفر تارك الصلاة كسلاً أو غيرها من الأركان مرجئاً، كما لا يكون القائل بكفره حرورياً.
و إنما يكون الرجل من المرجئة بإخراج أعمال القلوب و الجوارح عن مسمى الإيمان فإن قال بوجوب الواجبات، و تحريم المحرمات، و ترتب العقوبات فهو قول مرجئة الفقهاء المعروف و هو الذي أنكره الأئمة، و بينوا مخالفته لنصوص الكتاب و السنة.
و إن قال: لا يضر مع الإيمان ذنب، و الإيمان هو المعرفة، فهو قول غلاة المرجئة الجهمية و هم كفار عند السلف.
و بهذا يظهر الجواب عن مسألة العمل في الإيمان هل هو شرط صحة أو شرط كمال، و مذهب المرجئة في ذلك و هذا و لا أعلم أحداً من الأئمة المتقدمين تكلم بهذا، و إنما ورد في كلام بعض المتأخرين.
و بهذا التقسيم و التفصيل يتهيؤ الجواب عن سؤالين:
أحدهما: بم يدخل الكافر الأصلي في الإسلام، و يثبت له حكمه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: بم يخرج المسلم عن الإسلام، بحيث يصير مرتداً؟
فأما الجواب عن الأول:
فهو أن الكافر يدخل في الإسلام، ويثبت له حكمه بالإقرار بالشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) فمن أقر بذلك بلسانه دون قلبه ثبت له حكم الإسلام ظاهراً، و إن أقر بذلك ظاهراً و باطناً كان مسلماً على الحقيقة و معه أصل الإيمان، إذ لا إسلام إلا بإيمان، و لا إيمان إلا بإسلام.
و هذا الإقرار الذي تثبت به حقيقة الإسلام يشمل ثلاثة أمور: تصديق القلب، وانقياده، ونطق اللسان؛ و بانقياد القلب و نطق اللسان يتحقق الإقرار ظاهراً و باطناً، و ذلك يتضمن ما يعرف عن أهل العلم بالتزام شرائع الإسلام؛ و هو الإيمان بالرسول صلى الله عليه و سلم و بما جاءه به و عقدُ القلب على طاعته، فمن خلا عن هذا الالتزام لم يكن مقراً على الحقيقة.
فأما التصديق: فضده التكذيب و الشك و الإعراض.
وأما الإنقياد: فإنه يتضمن الاستجابة، والمحبة، والرضا والقبول، وضد ذلك الإباء، و الاستكبار و الكراهة لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم.
و أما النطق باللسان: فضده التكذيب و الإعراض، فمن صدق بقلبه و كذب بلسانه فكفره كفر جحود، و من أقر بلسانه دون قلبه فكفره كفر نفاق.
فنتج عن هذا ستة أنواع من الكفر كلها ضد ما يتحقق به أصل الإسلام و هذه الأنواع هي:
1 - كفر التكذيب.
2 - كفر الشك.
3 - كفر الإعراض.
4 - كفر الإباء.
5 - كفر الجحود.
6 - كفر الإعراض.
و من كفر الإباء و الاستكبار: الامتناع عن متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم، و الاستجابة لما يدعو إليه، و لو مع التصديق بالقلب و اللسان، و ذلك ككفر أبي طالب، و كفر من أظهر الاعتراف بنبوة النبي صلى الله عليه و سلم من اليهود و غيرهم.
وأما جواب السؤال الثاني:
وهو ما يخرج به المسلم عن الإسلام بحيث يصير مرتداً، فجماعه ثلاثة أمور:
الأول:ما يضاد الإقرار بالشهادتين، و هو أنواع الكفر الستة المتقدمة، فمتى وقع من المسلم واحد منها نقض إقراره و صار مرتداً.
الثاني: ما يناقض حقيقة الشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله):
أ- فحقيقة شهادة أن لا إله إلا الله: الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله، و هذا يشمل التوحيد بأنواعه الثلاثة:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء و الصفات.
و هذا يتضمن الإيمان بأنه تعالى رب كل شيء و مليكه، و أنه ما شاء كان، و ما لم يشأ لم يكن، و انه الإله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه، و أنه الموصوف بكل كمال والمنزه عن كل نقص، وأنه كما وصف نفسه و كما وصفه رسوله صلى الله عله و سلم من غير تعطيل ولا تمثيل، على حق قوله تعالى (ليس كمثله شيء و هو السميع البصير) الشورى:11.
و إقراده مع ذلك بالعبادة، و البراءة من كل ما يعبد من دونه.
و جملة ما يناقض التوحيد امور:
1 - جحد وجود الله، وهذا شر الكفر و الإلحاد و هو مناقض للتوحيد جملة، و منه القول بوحدة الوجود.
2 - اعتقاد أن مع الله خالقاً، ومدبراً، و مؤثراً مستقلاً عن الله في التأثير و التدبير، و هذا هو الشرك في الربوبية.
3 - اعتقاد أن لله مثلاً في شيء من صفات كماله، كعلمه، وقدرته.
4 - تشبيهه تعالى بخلقه في ذاته أو صفاته أو أفعاله، كقول المشبه: له سمع كسمعي، وبصر كبصري، ويدخل في ذلك وصفه بالنقائص كالفقر و البخل و العجز، و نسبة الصاحبة و الولد إليه.
5 - اعتقاد أن أحداً من الخلق يستحق العبادة مع الله، و هذا هو اعتقاد الشرك في الألهية، و لو لم يكن معه عبادة لغير الله.
و هذه الأمور الخمسة كلها تدخل في كفر الاعتقاد و شرك الاعتقاد.
6 - عبادة أحد مع الله بنوع من أنواع العبادة، و هذا هو الشرك في العبادة سواء اعتقد أنه ينفع و يضر، أو زعم أنه واسطة يقربه إلى الله زلفى، و من ذلك السجود للصنم.
و الفرق بين هذا و الذي قبله أن هذا من باب الشرك العملي المناقض لتوحيد العمل الذي هو إفراد الله بالعبادة، و ذاك من باب الشرك في الاعتقاد المنافي لاعتقاد تفرد الله بالإلهية و استحقاق العبادة.
و لما بين الاعتقاد و العمل من التلازم صار يعبر عن هذا التوحيد بتوحيد الإلهية، وتوحيد العبادة، وعن ضده بالشرك في الإلهية، أو الشرك في العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - جحد أسماء الله و صفاته أو شيء منها.
8 - السحر، و يشمل:
* ما يفرَّق به بين المرء و زوجه كسحر أهل بابل.
* ما يسحل أعين الناس حتى ترى الأشياء على غير حقيقتها كسحر سحرة فرعون.
* ما يكون بالنفث في العقد كسحر لبيد بن الأعصم و بناته.
و هذه الأنواع تقوم على الشرك بالله بعبادة الجن أو الكواكب.
و أما السحر الرياضي و هو: ما يرجع إلى خفة اليد و سرعة الحركة، و السحر التمويهي و هو: ما يكون بتمويه بعض المواد بما يظهرها على غير حقيقتها فهذان النوعان من الغش و الخداع و ليسا من السحر الذي هو كفر.
ب - حقيقة شهادة أنَّ محمداً رسول الله: أن الله أرسله إلى جميع الناس بالهدى و دين الحق، وأنه خاتم النبيين، وأنه الصادق المصدوق في كل ما أخبر به، وأن هديه صلى الله عليه و سلم خير الهدي، و أن الإيمان به، وطاعته، ومحبته، وأتباعه واجب على كفر أحد.
و جملة ما يناقض حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله أمور:
1 - جحد رسالته صلى الله عليه و سلم، أو تكذيبه، أو الشك في صدقه.
2 - جحد ختمه للنبوة، أو دعوى النبوة بعده صلى الله عليه و سلم، أو تصديق مدعيها، أو الشك في كذبه.
3 - جحد عموم رسالته صلى الله عليه و سلم، و من ذلك اعتقاد أنه رسولٌ للعرب خاصة، أو دعوى ذلك، أو أن اليهود و النصارى لا يجب عليهم اتباعه، أو أن أحداً يسعه الخروج عن شريعته صلى الله عليه و سلم كالفيلسوف أو العارف من الصوفية و نحوهما.
4 - تنقص الرسول صلى الله عليه و سلم، و عيبه في شخصه، أو في هديه و سيرته.
5 - السخرية من الرسول صلى الله عليه و سلم، والاستهزاء به، او بشيء مما جاء به من العقائد، والشرائع.
6 - تكذيبه صلى الله عليه و سلم في شيء مما أخبر به من الغيب مما يتعلق بالله، أو يتعلق بالملائكة، والكتب و الرسل و المبدأ و المعاد و الجنة و النار.
ج – ما يناقض حقيقة الشهادتين جميعاً، و يشمل أموراً:
1 - التكذيب بأن القرآن من عند الله، أو جحد سورة، أو آية، أو حرف منه، أو أنه مخلوق، أو أنه ليس كلام الله.
2 - تفضيل حكم القانون الوضعي على حكم الله، ورسوله، أو تسويته به، أو تجويز الحكم به و لو مع تفضيل حكم الله و رسوله.
3 - تحريم ما أحل الله، ورسوله، و تحليل ما حرم الله، ورسوله، أو الطاعة في ذلك.
تنبيه: ينبغي أن يعلم:
أولاً: أن ما تقدم من أنواع الردة منه ما لا يحتمل العذر كجحد وجود الله، وتكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم، فهذا يكفر به المعين بكل حال.
و منه ما يحتمل العذر بالجهل، أو التأويل ..
مثل: جحد شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم من الأخبار و الشرائع، و هذا لا يكفر به المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه.
ثانياً: أن من أظهر شيئاً مما تقدم من أنواع الردة جاداً أو هازلاً أو مداهناً أو معانداً في خصومة – أي غير مكره – كَفَرَ بذلك لقوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
و من ذلك: إظهار السجود للصنم مجاملة للمشركين، وطلباً للمنزلة لديهم، والنيل من دنياهم، مع دعوى أنه يقصد بذلك السجود لله أو لا يقصد السجود للصنم، فإنه بذلك مظهرٌ لكفر من غير إكراه، فيدخل في عموم قوله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان .. الآية) النحل: 106.
الثالث: ما يلزم منه لزوماً ظاهراً و يدل دلالة ظاهرة على عدم الإقرار بالشهادتين باطناً ن و لو أقر بهما ظاهراً و ذلك يشمل أمور:
1 - الإعراض عن دين الإسلام، لا يتعلمه، و لا يعمل به، ولا يبالي بما ترك من الواجبات، و ما يأتي من المحرمات، و لا بما يجهل من أحكام.
و ينبغي أن يعلم أن المكلف لا يخرج من كفر الإعراض – المستلزم لعدم إقراره – بفعل أي خصلة من خصال البر، وشعب الإيمان، فإن من هذه الخصال ما يشترك الناس في فعله – كافرهم و مؤمنهم – كإماطة الأذى عن الطريق، وبر الوالدين، و أداء الأمانة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و إنما يتحقق عدم هذا الإعراض، و السلامة منه بفعل شيء من الواجبات التي تختص بها شرعية الإسلام التي جاء بها الرسول صلى الله عليه و سلم – كالصلاة و الزكاة و الصيام و الحج – إذا فعل شيئاً من ذلك إيماناً واحتساباً، قال شيخ الإسلام بن تيمية (فلا يكون الرجل مؤمناً بالله و رسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد صلى الله عليه و سلم) من " مجموع الفتاوى " (7/ 621).
ملاحظة: هكذا وردت العبارة في " الفتاوى "، و لعل المناسب للسياق (مع عدم فعل شيء).
2 - أن يضع الوالي قانوناً يتضمن أحكاماً تناقض أحكام قطعية من أحكام الشريعة معلومة من دين الإسلام بالضرورة، و يفرض الحكم به، و التحاكم إليه، ويعاقب من حَكَمَ بحكم الشريعة المخالف له، و يدعي مع ذلك الإقرار بوجوب الحكم بالشريعة – شريعة الإسلام – التي هي حكم الله و رسوله.
و من ذلك هذه الأحكام الطاغوتية المضادة لحكم الله و رسوله:
أ) الحكم بحرية الاعتقاد فلا يقتل المرتد، ولا يستتاب.
ب) حرية السلوك، فلا يجبر أحد على فعل الصلاة، و لا الصيام، و لا يعاقب على ترك ذلك.
ج) تبديل حد السرقة – الذي هو قطع اليد – بالتعزير و الغرامة.
د) منع عقوبة الزانيين بتراضيهما إلا لحق الزوج أو نحو ذلك مما يتضمن إباحة الزنا و تعطيل حدِّه من الجلد و الرجم.
هـ) الإذن بصناعة الخمر، و المتاجرة فيه، و منع عقوبة شاربه.
3 - تولي الكفار من اليهود و النصارى، و المشركين، بمناصرتهم على المسلمين، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) المائدة: 51.
4 - أن يترك المسلم الصلاة دائماً بحيث لا يصلى إلا مجاملة للناص إذا كان بينهم، و لو بغير طهارة، فإن ترك الصلاة على هذا الوجه لا يصدر ممن يقر بوجوبها في الباطن، فكفر بترك الإرار بوجوب الصلاة؛ لا بمطلق ترك الصلاة الذي اختلف فيه أهل السنة، و لهذا يجب أن يفرق بين هذا و بين من يصلي لكنه لا يحافظ عليها فيتركها أحياناً و يقص في واجباتها، كما يدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن و لم يضيع من حقهن شيئاً – استخفافاً بحقهن – كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، و من لم يأت بهن جاء و ليس عنده له عند الله عهد، إن شاء عذبه، و إنشاء أدخله الجنة).
قال شيخ الإسلام بن تيمية في " مجموع الفتاوى " (22/ 49):
(فأما من كان مصراً على تركها لا يصلي قط، و يموت على هذا لاإصرار، والترك، فهذا لا يكون مسلماً، لكن أكثر الناس يصلون تارة، و يتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، و هؤلاء تحت الوعيد، و هم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة بن الصامت .... – و ذكر الحديث – فالمحافظ عليها الذي يصليها في مواقيتها كما أمر الله تعالى، و الذي يؤخرها أحياناً عن وقتها، أو يترك واجباتها، فهذا تحت مشيئة الله تعالى، و قد يكون لهذا نوافل يكمل بعها فرائضه كما جاء في الحديث).
و قال – رحمه الله – في الأمراء الذين أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها كما في " مجموع الفتاوى 22/ 61 " (و إن قيل – و هو الصحيح – أنهم كانوا يفوتونها فقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم الأمة بالصلاة في الوقت، و قال: أجعلوا صلاتكم معهم نافلة، و نهى عن قتالهم .. و مؤخرها عن وقتها فاسق و الأمة لا يقاتلون بمجرد الفسق .. و هؤلاء الأئمة فساق و قد أمر بفعلها خلفهم نافلة) اهـ بتصرف.
5 – و منها تعمد إلقاء المصحف في الحش أو البول عليه، أو كتابته بالنجاسة، لا يصدر عمن يقر بأنه كلام الله – عز وجل – قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في " مجموع الفتاوى 7/ 616 " (و لا يتصور في العادة أن رجلاً يكون مؤمناً بقلبه، مقر بأن الله أوجب عليه الصلاة، مقرا بأن الله أوجب عليه الصالة، ملتزماً لشرعية النبي صلى الله عليه و سلم وما جاء به، يأمره ولي الأمر بالصلاة، فيمتنع حتى يقتل، و يكون مع ذلك مؤمناً في الباطن، قد لا يكون إلا كافراً، و لو قال: أنا مقر بوجوبها، غير أني لا أفعلها كان هذا القول
(يُتْبَعُ)
(/)
مع هذه الحال كذباً منه، كما لو أخذ يلقي المصحف في الحش و يقول: أشهد أن ما فيه كلام الله، أو جعل يقتل نبياً من الأنبياء و يقول: اشهد أنه رسول الله، و نحو ذلك من الأفعال التي تنافي إيمان القلب، فإذا قال: أنا مؤمن بقلبي، مع هذه الحال كان كاذباً فيما أظهره من القول).
أما قول السائل: (و هل سوء التربية عذراً في كفر من سب الله أو رسوله؟)
فالجواب:
أن سب الله و رسوله من نواقض الإسلام البينة، لأنه استهانة بالله و رسوله، و ذلك من يناقض ما تقتضيه الشهادتين من تعظيم لله و رسوله.
و سوء التربية ليس عذراً للمكلف في ترك واجب، و لا فعل محرم من سائر المحرمات فضلاً عما هو من أنواع الكفر بالله.
و لو صح ان سيء التربية عذر في شيء من ذلك لكان أولاء اليهود و النصارى و غيرهم معذورين في تهودهم، و تنصرهم، و هذا لا يقوله مسلم، و من قال ذلك فهو كافر يُعرّف و يستتاب، فإن تاب و إلا وجب قتله مرتداً.
و في الصحيحن عن أبي هريرة أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، و ينصرانه، و يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، فهل تحسون فيها من جدعاء؟) ثم يقول أبو هريرة: و أقرؤوا إن شئتم (فِطْرَتَ الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) الروم: 30.
و قال تعالى (بل قالوا إنا جدنا آباءنا على أمة و إنا على آثارهم مهتدون) الزخرف: 22.
هذا و أسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه، و أن يحبب غلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، و يكره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان، و يجعلنا من الراشدين، إنه تعالى سميع الدعاء، و صلى الله على نبينا محمد، و على آله و صحبه و سلم.
وهذا رابط للموضوع على موقع المختار الإسلامي:
http://www.islamselect.com/mat/20753
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 12:23]ـ
شكر الله لك
يا مشرفنا العزيز / علي
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيك
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 04:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.3rb100.net/2008/2/3rb100_MPBZHT34vd.gif
مشكووووووووووور أخ علي أحمد عبد الباقي
على هذا النقل المفيد ........... جزاك الله كل خير
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 10:43]ـ
الإخوة الأفاضل:
عادل آل موسى
إمام الأندلس.
أسماء.
جزاكم الله خيرًا جميعًا، أشكر لكم مروركم.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[10 - Mar-2010, مساء 12:06]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[12 - Mar-2010, صباحاً 02:11]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
تباريح (6): هَلاَّ قُلْنَا عمَّا لا نَعْلَم: ’’ لا نَعْلَم ‘‘؟!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 05:37]ـ
الحَمدُ للهِ وحدَه ..
باختصارٍ شديد ..
هلاَّ أدركنا التحقيقَ العَمَلِيَّ لقالاتِ السَّلفِ من الصَّحابة والتابعين في هذا الباب؟!
هلاَّ عَمِلْنا بما علمنا .. وتورَّعنا عمَّا نُزَيِّنَ به أنفسَنا بما يَمْقُتُنا به ربُّنا؟!
علمنا كثيراً أنَّ نصفَ العلمِ: (لا أدري) ..
فهل عملنا بها كثيراً .. ؟!
يُخبرني أحدُ من عمل على فتاوي العلاَّمة الإمامِ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - الصَّوتيَّة، وأنَّ كثيراً من الفتاوي: (لا أعلم)!
وسُئلَ عن أحاديثَ كثيرةٍ؛ فقال: (لا أعلم)!
وقبل أسبوعٍ سألَ أحدُ أصحابي طالبَ علمٍ - وأنا جالسٌ بينهما - عن حديثٍ - أنا لأوَّلِ مرَّةٍ أسمعه؛ لغرابته -؛ فقال الطَّالبُ المُتمَشيخ: (لا أستحضره)!
وكأنَّه حفظه ويعلم مواطنه .. لكنَّه (لا يستحضره) فقط؟
وأنا أجزمُ - لمعرفتي به - أنَّه سمعه لأوَّل مَرَّة!
أفلا قال: (لا أعلم)؛ فهي أقلُّ في الحرف، وأبعدُ عن السُّقُوطِ في الجرف؟!
اللهمَّ لا تمقتنا ..
اللهمَّ لا تمقتنا ..
اللهمَّ لا تمقتنا ..
اللهمَّ عرِّفنا قدرَ أنفسنا، وسهِّل (الله أعلم) على ألسنتنا ..
واللهُ أعلم.
ـ[الفاسي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 04:14]ـ
أحسنت وبارك الله فيك ونفعنا بكتاباتك القيَّمة ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 04:58]ـ
أحسنت أخي الكريم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 07:14]ـ
يحكى عن أحد قدماء الوزراء في الهند أنه سئل عن مسألة فقال: لا أدري
فقيل له: أنت تأخذ كذا وكذا من بيت المال، وتقول: لا أدري؟!!
فقال: إنما آخذ على ما أدري، ولو أخذت على ما لا أدري لنفد بيت المال ولا ينفد ما لا أدري!!
قال صاحب المراقي:
فالكل من أهل المناحي الأربعة ................. يقول لا أدري فكن متبعه
والإنسان يعجب في الحقيقة ممن لا يقول: لا أدري!!
فإنك أيها الإنسان لو عمرت عمر نوح عليه السلام، ثم أوتيت قوة وصحة وفراغا وصبرا ومالا، وحبا وجدا في الطلب.
لو أوتيت كل هذا، فما عساك تحصل من العلم؟ لم تحصل عشر معشار نصف عشره!!
فما بالك وعمرك قصير؟! والشغل كثير! والهمة لا تساعد! والنقص في القوة والمال وغيرها كثير!!
إذا كملت للمرء ستون حجة .................. فلم يحظ من ستين إلا بسدسها
............ إلخ
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 11:36]ـ
أخي الفاضل كأني بك تريد إغلاق سوق المتعالمين والمتمشيخين - هيهات هيهات -
هذا - والله - سوق مورود والممتنع منه معدود والمتسوقون فيه بلا حدود
أترى سلفنا الكرام قد نهوا عنه وحذروا منه وهو مرض خفيف عارض أم لكونه مرضًا عضالا متمكنًا من النفوس والقلوب
أسأل الله لي ولجميع إخواني المعافاة الدائمة من التعالم والقول على الله بلا علم والتشبع بما لم نعط
وجزاكم الله خيراً على التذكرة الجميلة
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيكم ..
وأحسنتَ يا أبا مالك في ذكر القصَّة ..
وأحسنتَ يا أخي عاطف .. في إشارتك الموفَّقة ..
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 02:36]ـ
بوركتم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 05:23]ـ
أيا خليل الفوائد!
أما تخشى العوائد؟
تعلن الحرب على طائفة ملء السمع والبصر!
فإنك لو أعلنت حربك على فرعون وملئه أو أردشير وركبه أو الضحاك وخيله لرجونا لك النصر عليهم.
أما أن تعلنها على هؤلاء، فلا ناصر لك من الخلق ولا معين
وكيف تبتغي زوال قوم يصدق فيهم قول الشاعر:
ملأنا البر حتى ضاق عنا ... وماء البحر نملؤه سفينا
عجبا لك أخي خليل!
أتريد إسكاتهم بلا دليل؟
وما نفعك بسكوتهم؟
وما لومك على افتئاتهم؟
ألا تسمع إلى جوابهم لكل من انتقدهم:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
ألم ترَ كم سدّوا من ثغرات؟ وكم حلوا من مشكلات معضلات؟ وكم أتوا بفوائد باهرات؟
وكم أحيوا من سنن ميتات، لم يعمل بها أحد من الأحياء أو الأموات، بل ولا عمل بها رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات؟
ولو هلك هؤلاء فمن أين لنا أن نعرف حد الخنفشار؟
ومن كان يسعفنا بعجيب خلق الشيفران؟
وفي أي قاموس سنجد معنى العتاريف؟
أو نفوز بالجواب المفحم: زقفليم؟
أخي الحبيب
لقد أسمعني بعضهم مقاطع مسموعة لبعض هؤلاء الدعاة المعاصرين، ممن جمعوا بين علمي الدنيا والدين، والسمك واللبن والتمر هندي والطين.
فوجدت فيها العجب العجاب، وسمعت بأذني من الفوائد ما لن تجده في كتاب
ووالله لولا أني سمعته بنفسي لكذبتُ قائله كائنا من كان
فمن هذه الفوائد يا صاح:
أبو الزناد راوٍ ضعيف
(وقد خالفه البخاري فقال: أصح أسانيد أبى هريرة: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة. ولعله عنده زيادة علم!!!)
وقال في قوله تعالى {أمارة بالسوء}:
أمّارة على وزن أفعل التفضيل
(وخالفه الصرفيون التقليديون فقالوا: على وزن فعّالة، صيغة مبالغة. ولعل المسألة تحتمل الوجهين!!!)
وغيرها من الفوائد التي تضحك منها حتى حد البكاء
وكم ذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكا
جزاك الله خيرا على تباريحك
أخشى أن أكون من الذين قال الله فيهم:
{أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم}
أعوذ بالله من القول بغير علم
{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 12:10]ـ
إنهم والله من سبب البلاء، كم من شاذ الأقوال نقلوه، ومن غباء الفهم نشروه، ومن عالم جهبذ جهّلوه، وأعرف أحدهم للأسف الشديد وقد تاه في الجهل الذي نسجوه، فمن قمة تكفيره لجميع المسلمين إلي إرجاء ليس له نظير، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
قال بعض السلف: (إن الذي يجيب الناس في كل ما يسألونه لمجنون).
أين من يمسك لسانه يمدحه أنه قال لا أدري؟ أين من يقول أيّ سماء تظلني، وأيّ أرض تقلني إن قلت في كتاب الله بغير علم؟ أين من يوبخ نفسه علي ما ظنه تنطع في السؤال؟ هؤلاء الجيل الفريد الذي عقمت أمهاتنا أن تلد أمثالهم، أقام الله بهم الدين، وأذل بهم المشركين {فبهداهم اقتده}.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 09:02]ـ
أخي / خليل الفوائد، وبقية الإخوان.
أصبتم من المتعالمين المقتل، وإنّا لنراهم في المجالس يخوضون، وفي كل علم _ بأردى السهام _ يضربون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأذكر أنه جاءني رسالة على جوالي وأنا بين بعضهم، وكانت الرسالة سؤال عن ورود حديث في فضل سورة الحشر. فأحببت أن أعيش حق اليقين، بعد أن علمت علم اليقين ورأيته، فقلت لهم _ بعد أن قرأت الرسالة لهم _: يا إخوان هل عند أحدٍ علم في ذلك؟
فقال أحدهم مباشرةً وقبل أنْ أُنهي سؤالي: الذي يظهر لي أن مثل هذه الأحاديث لا تصح، فبادرته بالسؤال: هل اطلعتَ على الحديث في هذه المسألة حتى أتمكن من الرد على الرسالة. فقال (بنوع من التصريف والتحريف): ليس ضرورياً أن يطّلع طالب العلم على مثل هذه الأحاديث الضعيفة!. قلت: فمن ضعفه؟. قال: الظاهر الظاهر أنه ضعيف. (ويا كثر هذه الكلمة بينهم).
وهنا كانت مداخلت المحدّث الآخر!؛ وقال (بعد أن تضايق من الصمت، وأن الله لم يفتح عليه في المسألة): ورد حديث في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة. وستقولون مثل قولي: وما دخل هذه في هذه. ولكنَّ روح التعالم العالية أنسته نص السؤال، وأبقت له عجلة الجواب. هنا بلغت القصة.
والمواقف في هذا المقام تحتاج إلى طول نَفَس وسعة نَفْس.
وقد قرأتُ في الفقيه والمتفقه ص 1085، عن عطاء بن السائب قال: " أدركت أقواماً إن كان أحدهم ليُسأل عن الشيء فيتكلم وإنه ليُرْعَدُ ". وفي جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ص 585، قال عقبة بن مسلم: " صَحِبتُ ابن عمر ? أربعة وثلاثين شهراً وكان كثيراً ما يُسأل فيقول: لا أدري ". وفي أدب الفتوى للنووي ص 17، قال أبو بكر الخطيب: " قَلَّ من حرص على الفتوى؛ وسابق إليها؛ وثابر عليها؛ إلا قلَّ توفيقه، واضطرب في أمره ..... ". ونصوص كثيرة يسر الله لي الوقوف عليها.
وقد رأيت كتاباً في غلاف بسيط ولطيف يصلح هدية لهؤلاء، وإن كانوا سيقولون: " مثل هذه الكتب جيدة وننصح بها الإخوان ". وهذا الكتاب هو: (نصف العلم .. لا أدري) تأليف: أبي سهيل خالد رمضان. ط. المكتب الإسلامي لإحياء التراث.
وواضح أنّ هذه الظاهرة كلٌ يشكي منها كما في نصوص الإخوان السابقة، اللاحقة ...
أخوكم / عارف الصاعد.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 04:25]ـ
نفع الله بما تحبِّرون، وبارك فيكم أينما كنتم ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 04:47]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذه الفوائد .. ولكن أين خليلها؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 05:07]ـ
عن الإمام مالك، رحمه الله، أنّه قال:
"جُنَّةُ العالِم: "لا أدري". فإذا أغفلها، أصيبت مَقاتِلُه."
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 05:12]ـ
سئل الفهامة في مجلس فقال (من أصحاب خليل الفوائد)
لا أعلم؟
أوه ماهذا الإحراج
يالله أين أذهب بوجهي
لقد سببت نفسي
لابد من حيلة
نعم نعم الحمد الله تذكرت المسألة
رواه أحمد في الكبير
والطبري في المسند
والحاكم في الحاوي
وإسناده لايصح
عفوا شيخ لم لايصح
فيه علة خفية
بينه ياشيخ
علة لايعرفها إلا أهل الحديث
ياشيخ لعلنا نفهمها
يابني أنت
صغير على العلم
أتدري مامشكلتك؟
الإستعجال للعلم
أما سمعت من قال من لي بمثل سيرك
المدلل تمشي رويدا وتجئ في الأول
شكرا ياشيخ
لابأس لاتعد الكرة
أوه الحمد الله الذي أنقذني
(هلك المتعالمون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصامت]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 01:56]ـ
باركَ اللهُ في أخي خليل الفوائد، وجميع الإخوة.
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، ورفع قدركم.
وقد حدث معي شيئاً من هذا النوع مع أحد المشايخ -يعطي دروساً في المسجد و يفتي الناس-، كثيراً كان ما يتثاقل عليّ، لصغر سني وبدئي في الطلب، فيوم من الأيام في رمضان السابق، كنت جالساً في المسجد في أحد طلبة العلم، وكان هو يقرأ القرآن، فنظر إليّ وناداني، فقمت إليه وسلمت عليه، فقال لي -وكان المصحف على صفحة (406) من سورة الروم- قال بعد أن أشار إلى آية رقم 22: اقرأ الآية، فقرأت: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)، فقال لي: اختلاف ألسنتكم وألوانكم، اختلاف ألونكم معروفة، ابيض اسود قمحي .. إلخ، قلت: طيب، قال: لكن اختلاف ألسنتكم، كيف هذا؟
أنا تفاجأت من السؤال، وأطرقت قليلاً متأملاً في الآية، وقلتُ له: الآية تقول: لآيات للعالمين، يعني أن هذا آية من الله!
فضحك وقال لي: راجع التفسير وستجد تفسيرها، فقلت له: طيب أنت قل لي تفسير.
فقال لي: اسمع يا بني -وذكر لي آدم وأبناءه وتكاثرهم وانتشارهم في الأرض-، ثم قال: فكان كل واحد يشتغل في حرفة معينة، هذا في التجارة، وهذا في الزراعة، وهذا في .. يعني كل واحد أخذ له عمل يعمل به، وكل عمل من هذه الأعمال له أدواتها ومسمياتها، ومع مرور الزمن صارت هذه اللغات!
فقلت: ما شاء الله، معلومة قيمة، بارك الله فيك، سأرجع إلى التفسير وأتأكد.
وعندما عدت إلى البيت، كنت قد حملت مكتبة التفسير التي تضم تسعة تفاسير موافقة للمطبوع، وذلك لقلة كتب التفسير المطبوعة عندي، فأخذت هذه التفاسير واحداً تلو الآخر: من تفسيرابن كثير لتفسير القرطبي للطبري للسعدي للجلالين للشوكاني للسيوطي للبغوي.
فوجدت أن التفسير يدور على: أن اختلاف ألسنة الناس عرباً وعجماً وتركاً، وألوانهم من أبيض وأسود وأحمر، مع كونهم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة، إن ذلك لآيات للعالمين.
فلاحت الابتسامة على وجه.
سبحان الله، هذا الرجل يفتي الناس ويعطي الدروس، ويغرر بالمبتدئين من الطلاب أمثالي!
الله المستعان وعليه وحده التكلان.
وبمناسبة الآية، أنقل هذا من تفسير الشوكاني [فتح القديرالجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير]: ({وَمِنْ ءاياته خَلْقُ السموات والأرض} فإن من خلق هذه الأجرام العظيمة، التي هي أجرام السماوات والأرض، وجعلها باقية ما دامت هذه الدار، وخلق فيها من عجائب الصنع وغرائب التكوين، ما هو عبرة للمعتبرين، قادر على أن يخلقكم بعد موتكم وينشركم من قبوركم {واختلاف أَلْسِنَتِكُمْ} أي لغاتكم من عرب وعجم، وترك، وروم، وغير ذلك من اللغات {وألوانكم} من البياض، والسواد، والحمرة، والصفرة، والزرقة، والخضرة مع كونكم أولاد رجل واحد وأم واحدة، ويجمعكم نوع واحد وهو الإنسانية، وفصل واحد وهو الناطقية، حتى صرتم متميزين في ذات بينكم لا يلتبس هذا بهذا، بل في كل فرد من أفرادكم ما يميزه عن غيره من الأفراد، وفي هذا من بديع القدرة ما لا يعقله إلاّ العالمون، ولا يفهمه إلاّ المتفكرون {إِنَّ فِي ذلك لآيات للعالمين} الذين هم من جنس هذا العالم من غير فرق بين برّ وفاجر، قرأ الجمهور بفتح لام العالمين، وقرأ حفص وحده بكسرها).
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 02:31]ـ
عن إسحاق بن منصور أنه قال لأحمد بن حنبل: كيف يكتب الرجل إلى أهل الكتاب؟ فقال: لا أدري كيف أقول الساعة ثم عاودته, فسكت, فقلت: حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى قيصر؟ قال: عمن هو؟ قلت: حديث الزهري. قال: نعم يكتب السلام على من اتبع الهدى.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيرًا على تباريحك المفيدة، والتي ما زلنا ننهل من معينها الفينة بعد الفينة، وإضافة على ما ذكرت فقد سئل ابن عثيمين - رحمه الله - عن مسألة في نور على الدرب، فقال: لا أعلم، أرجو أن تحيلها إلى الشيخ ابن باز، أو كلامًا نحوه، وكذلك كثيرًا ما أسمع الشيخ عبدالمحسن العباد يقول: لا أدري!
وسئل مرةً فقال: لا أدري، ثم أعيد عليه فقال: أنا أجبت قلت: لا أدري ..(/)
من هم الانبياء الثلاثة الذين عملوا بالقرعة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 07:12]ـ
قولها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه)
قال النووي في شرح مسلم
هذا دليل لمالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء في العمل بالقرعة في القسم بين الزوجات , وفي العتق والوصايا والقسمة ونحو ذلك , وقد جاءت فيها أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة ,
قال أبو عبيد: عمل بها ثلاثة من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين:
يونس , وزكريا , ومحمد صلى الله عليه وسلم ,
قال ابن المنذر: استعمالها كالإجماع , قال: ولا معنى لقول من ردها , والمشهور عن أبي حنيفة إبطالها , وحكي عنه إجازتها , قال ابن المنذر وغيره: القياس تركها , لكن عملنا بها للآثار.
وفيه: القرعة بين النساء عند إرادة السفر ببعضهن , ولا يجوز أخذ بعضهن بغير قرعة , هذا مذهبنا , وبه قال أبو حنيفة وآخرون , وهو رواية عن مالك , وعنه رواية أن له السفر بمن شاء منهن بلا قرعة ; لأنها قد تكون أنفع له في طريقه , والأخرى أنفع له في بيته وماله.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 11:57]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:18]ـ
وانتم بارك الله فيكم.
ـ[ابو الفوائد]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 07:40]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرع بين نسائه؟ بمعنى آخر كيف تكون القرعة؟
وفقكم الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 01:27]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
في بَابُ الشَّكِّ فِي الطَّلاَقِ
وكيفية الإقراع مثلاً أن يجعل ورقتان إحداهما يُكتب عليها طالق والأخرى لا يُكتب عليها شيء،
فمن أخذت الورقة التي فيها طالق طلقت.(/)
عذاب القبر
ـ[لون المطر]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 10:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال بالنسبة لعذاب القبر، ما مدته؟ فهناك من مات منذ 100 عام وهناك من مات منذ 4000 عام وهناك من سيموت قبل قيام الساعة بأيام فهل الجميع متساوون في فترة العذاب؟
شكرا لكك ... وبارك الله فيكم ...(/)
لقاؤنا القادم مع الشيخ عبدالعزيز الطريفي (العناية بفقه الصحابة و السلف)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 02:21]ـ
لقاؤنا القادم في ديوانية الشيخ عبدالعزيز الحمدان بحي الملك فهد في الرياض
يوم الجمعة 8 / صفر / 1429 هـ
بعد صلاة العشاء مباشرة
مع فضيلة الشيخ:
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
و عنوان اللقاء
(العناية بفقه الصحابة و السلف)
و نحن نرحب بكم حيثما كنتم و أينما حللتم
و الوصف لمن لا يعرف المكان يجده في موضوع لقاء الشيخ عبدالعزيز الفوزان
الموجود في أسفل الموضوع.
و أي استفسار أنا في الخدمة
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 10:44]ـ
يرفع
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 04:21]ـ
بارك الله فيكم ... وأنوه إلى كتاب العلامة الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله: "معجم فقه السلف صحابة وعترة وتابعين" ... المطبوع بجامعة أم القرى في تسعة أجزاء ...
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 06:13]ـ
أخي الفاضل هل نستطيع أن نحصل على هذا اللقاء.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 01:31]ـ
أخي الفاضل هل نستطيع أن نحصل على هذا اللقاء.
لم أفهم ... :)
و لكن كل شيء ممكن بإذن الله.
و أرجوا أن يبث اللقاء و إذا بث فسأخبرك أين سيكون البث.
ـ[أبو جابر الشمالي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 01:50]ـ
أين الموقع ..................
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 05:53]ـ
و أرجوا أن يبث اللقاء و إذا بث فسأخبرك أين سيكون البث.
جزاك الله كل خير أخي الفاضل عبدالرحمن، هذا ما أريده.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 07:21]ـ
الموقع هنا
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8698
أو
الكروكي
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115547&highlight=%C7%E1%CD%E3%CF%C7%E 4
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 11:28]ـ
يرفع لقرب الموعد ...(/)
رحم الله البحر الذي غاض بعد أن فاض
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 08:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ رحم الله البحر الذي غاض بعد أن فاض ‘‘
فجعت أمة الإسلام بوفاة معالي الشيخ العلامة المتفنن بكر بن عبد الله أبو زيد، حيث استوفى أجله عصر يوم الثلاثاء 28 محرم 1429هـ، و قد بلغ من العمر 64 عاماً، رحمه الله رحمة واسعة، و أسكنه فسيح جناته.
قال رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة و التسليم ـ: (أعمار أمتي بين الستين و السبعين، و أقلهم من يجوز ذلك).
و شاء الله ـ جل و علا ـ أن أكون ليلة الثلاثاء ـ و قبل أن أخلد إلى النوم بقليل ـ أراجع أمرا في إحدى رسائل الشيخ القيمة، فلما قرأت من الغد خبر وفاته ـ رحمه الله ـ على شبكة الإنترنت، وجدت لفقده من الحزن و الأسف ما لا أجده لفقد قريب، و تذكرت قول أيوب السختياني ـ رحمه الله ـ: (إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة؛ فكأني أفقد بعض أعضائي)، كيف و الرجل الذي فقدناه جبل في السنة؟!
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: (إنما الناس بشيوخهم، فإذا ذهب شيوخهم تودع من العيش).
و ليس مثلي من يتحدث عن الشيخ ـ رحمه الله ـ؛ و عن علمه و فضله و خلقه، و لكنها نفثات مصدور، و أحزان قلب مفطور، و من يكتم داءه يقتله.
و صاحبكم لم يعرف الشيخ إلا من خلال كتبه التي انتشرت في الآفاق انتشار الشمس، و كفى بها دليلا لمعرفة الرجل، و أنعم بها ميزانا للعلم و العمل، و صدق من قال: أبو الإفادة أقوى من أبي الولادة، (النظائر ص 283).
و الناظر في كتب الشيخ بكر ـ رحمه الله ـ يجدها قد جمعت إلى القوة العلمية، و الحجة الشرعية؛ بلاغة القلم، و فصاحة الأسلوب، مع تنوع في الفنون، و تبحر في العلوم، قل أن تجد مثله بين علماء عصره أو من يدانيه.
و كتبه ـ رحمه الله ـ قد حوت بديع الفوائد، و عزيز الشوارد، مع جمع للأشباه و النظائر، و ضم لعجيب الطرائف، و غريب اللطائف، و ليس الخبر كالمعاينة.
و أبرز ما تميز به الشيخ ـ رحمه الله ـ في مجال التأليف و التصنيف؛ تأنيه في طبع كتبه مهما بلغت في الإتقان غايته، و في الكمال منتهاه، فتجده يكتب الكتاب و يجعله حبيس أدراجه، و لا يسارع إلى طبعه و إخراجه، فلا يزال يمعن فيه النظر ـ مراجعة و تصحيحا ـ، و يعمل فيه القلم ـ تهذيبا و تنقيحا ـ، فلا يخرج إلى الوجود إلا و قد صار قرة عين الناظر، و مرجع الباحث و المحاضر.
قال ـ رحمه الله ـ في مقدمة (جزئه في زيارة النساء للقبور) ما نصه: ((هذا الجزء الحديثي الفقهي من أوائل ما كتبت عام 1385هـ، و قد أنست بإعداده و صياغته، ثم إنه من فضل الله ـ سبحانه ـ علي، أن الأنس به لم يدفعني إلى تقديمه للطبع، و لا تقديم غيره مما جرى إتمامه إلا بعد أن أنهيت جميع مراحل الدراسة النظامية حتى " العالمية العالية ".
و قد كان من خبر هذا الجزء أني لم أطبعه إلا بعد عشرين عاما ـ تقريبا ـ من تأليفه، و بعد المذاكرة به مع بعض أهل العلم قبل طباعته و في دور كتابته.
و هذه لفتة أدعو إليها كل طالب علم؛ أن لا يسارع إلى التأليف و النشر و هو في مراحل الطلب، و إن كتب فلا يدفعه إلى الطبع و النشر إلا بعد إتمام المراحل النظامية، و يأنس من نفسه التأهل و الرشد لنشر ما كتب، مع إعادة النظر، و تركه غُفلا، و إلحاح في سؤال الله تعالى الخيرة فيما يأتي و يذر، و إعمال المشورة و عرض ما كتبه على من يثق بدينه و علمه، و يأنس برأيه، فإنه لن يعدم خيرا. و الله ـ سبحانه ـ من وراء كل عبد و مقصوده و قصده))، (الأجزاء الحديثية ص 107 - 108).
و مما يُذكر هنا؛ أن هذا الجزء قد نشر منسوبا إلى الشيخ حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ، مما جعل بعض من ترجم للشيخ يعده ضمن مؤلفاته، انظر (المجموع في ترجمة المحدث حماد الأنصاري 1/ 36، 98، 183)، و ليس الأمر ـ على التحقيق ـ كذلك، فليصحح.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ بكر حين ذكر مذاكرته أهل العلم بالجزء المذكور: ((و قد كان لفضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري ـ أثابه الله ـ فضل على نحو ما ذكرت في مقدمة الطبعة الأولى 1403هـ، و قد نسخ صورة منه بقلمه في (مجاميعه) و مع طول المدة قدمه للنشر في بعض الدوريات بعنوان (كشف الستور عن حكم زيارة النساء للقبور) ـ الاسم الذي كنت سميته به أولا ـ، فلما هاتفته في ذلك أبدى ـ أحسن الله إليه ـ أن ذلك وقع خطأً لعامل السنيان مع طول المدة، ثم بعث إلي بخطاب ـ لدي ـ يعتذر فيه عن ذلك. و هذا يدل على نبله و فضله، و وفور علمه و ورعه، و الأمر عندي سهل، و الحمد لله رب العالمين))، (المصدر السابق، حاشية).
و كأني بالشيخ بكر يتمثل قول الإمام الشافعي: (وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي حرف منه)، رحم الله الجميع.
و لما جرنا القلم إلى ذكر الشيخ المحدث العلامة حماد الأنصاري، يحسن أن نذكر شيئا من ثنائه على تلميذه الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمهما الله تعالى ـ.
قال الشيخ حماد ـ رحمه الله ـ: ((إن الشيخ بكر أبو زيد حريص و مجتهد، رأيت منه حرصا ما رأيته في أحد، و كان تلميذي الخاص، لا يغادر مكتبتي، و كنت أعرِّفه بالمراجع))، (المجموع في ترجمة المحدث حماد الأنصاري 2/ 676).
و قال أيضا: ((إن الشيخ بكر أبو زيد تعلم على يدي و قد تولى القضاء في المدينة النبوية، و كان إماما للحرم النبوي، و كان يكثر الإطلاع في مكتبتي، و قلمه سيال))، (السابق 2/ 631).
بل كان يخاطبه بـ (الأستاذ الكبير)، و يقول له: لقد أفدتنا كثيرا، (السابق 2/ 624).
رحم الله الأستاذ و التلميذ، و نفع بعلمهم و كتبهم.
و بعد، فالشيخ الراحل لم يكن لأحد دون أحد، بل كان كالشمس لجميع الناس، و فقده لا يحزن قريبا دون بعيد، و أوفر الناس حظا من الأسى لهذا الخطب هم أعرف الناس بقيمة الفقيد، و بقيمة الخسارة بفقده للعلم و الإسلام.
فأحسن الله عزاءنا في فقد ذلك البحر الذي غاض، بعد أن فاض، ببقاء آثاره في الحياض، و أنهاره في الرياض، و إن كانت التعازي تعاليل، لا تطفىء الغليل، و لكنها على كل حال تحمل بعض الروح من كبد تتلظى شجنا، إلى كبد تتفطر حزنا.
واحسرتاه! رحم الله الفقيد الجليل، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء و أوفاه، و جعل الجنة مثوانا و مثواه؛ جزاء ما بث من علم، و زرع من خير، و لله ذلك اللسان الجريء، و ذلك الجنان المشع، و ذلك الرأي الملهم، و إنا ـ و الله ـ لفقدك يا شيخنا لمحزونون، و لا نقول إلا ما يرضي ربنا، (آثار الإبراهيمي 2/ 37 بتصرف).
و الحمد لله رب العالمين.
فريد المرادي.
الجزائر: 29 محرم 1429هـ.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 09:19]ـ
رحم الله شيخنا رحمة واسعة، وقيض للأمة خلفا بعده.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 09:28]ـ
... بارك الله فيك ...
رحم لله الشيخ رحمة واسعة
هل ممكن شرح العنوان لو سمحت؟
ـ[محب الفصحى]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 09:30]ـ
شكر الله لك أيها الكريم، الأستاذ الفاضل / فريد المرادي
وأثابك الخير الكثير على وفائك ونبلك.
ورحم الله الشيخ الجليل رحمة واسعة، وأبدل الأمة بمصيبة الموت فيه خيرا منها.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 10:00]ـ
الأخ الغالي / فريد المراديّ:
أكرمكُم اللَّهُ، ورفعَ قَدركُم، وأعلى ذكركم، وأعظم أجركم.
رحم اللَّهُ العلّامة بكرًا.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 11:15]ـ
بارك الله فيك يا أخي فريد
ورحم الله الشيخ بكرا
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 07:25]ـ
الإخوة الكرام: بارك الله فيكم جميعاً، و أثابكم على طيب عباراتكم ...
الأخت الكريمة / أم معاذة: الأمر واضح إن شاء الله، و فقك المولى ...
يقال: غاض الماء إذا قل و نقص، و فاض إذا كثر حتى سال ...
قال الله تعالى: (و غيض الماء)؛ أي: نضب الماء من الأرض و شرع في النقص ...
و هذا غيض من فيض!!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 07:33]ـ
فائدة:
((كان [سماحة الشيخ الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ] يعجب كثيراً من أساليب صاحب المعالي العلامة الشيخ الدكتور بكر أبو زيد [رحمه الله]، و كان يقول متعجباً: من أين يأتي الشيخ بكر بهذه الأساليب، و التراكيب؟!))، (جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز ص 263).
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 09:54]ـ
بارك الله فيك يا شيخ فريد على هذه الكلمات الرقراقة.
بصراحة أفضل ما قرأت في ما كتب في وفاة الشيخ.
وفي مستدرك الحاكم وغيره أن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما قال لما دفن شيخه زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: (هكذا ذهاب العلم، لقد دفن اليوم علمٌ كثير).
فرحم الله الشيخ بكرا.
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا في خيرٍ منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 02:50]ـ
أحسن الله إليك
فإنك قلبت المواجع، والله المستعان
حصل وأن توفي من أقاربي، وما استطعت حتى البكاء
لكن الشيخ بكراً؛ ما إن رأيت خبر وفاته منشوراً على الشبكة، حتى تفطر قلبي
وودت أني ما اطلعت على الخبر، ولا سمعت
وجلست برهة في مكاني وأنا غير مصدق
هل مات الشيخ؟
رحم الله الشيخ، وأسكنه فسيح جناته
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 02:08]ـ
الأخ الكريم, المرادي, جزاك الله خيراً.
ورحم الله الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:12]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، و شكر لكم حسن ظنكم ...
(تنبيه لإخواني: لست بشيخ و لا أستاذ، غير أني أخ لكم في الله، فغفر الله لكم)
ـ[أحمد أبو المنذر]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 03:53]ـ
لعل أهم ما تركه العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى تلك الرسالة العظيمة قدرها والتي أشرف أحد أساطين العلم على شرحها وهي:
حلية طالب العلم والشارح هو الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
وكذا اعتناءه بتراث الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى.
وقد شهد بحسن أدبه وفصاحته وأسلوبه المميز في خطابه للناس الشيخ عبد المجيد جمعة الجزائري في مقدمة كتابه: اختيارات ابن القيم الفقهية.
رحمه الله أئمتنا من أولهم النبي الأمي محمد صلوات الله وسلامه عليه مرورا بصحابته والتابعين والأئمة والعلماء الربانيين وعلمائنا المعاصرين ونحن على الركب سائرين على الأمة ظاهرين لا يضرنا من خذلنا ولا من عادانا
اللهم ارحمه رحمة واسعة.
أخي فراد المرادي اختيارك للمواضيع مميز جدا!
جزاك الله خيرا وجعل مجهودك في ميزان حسناتك يوم العرض.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 04:21]ـ
الأخ الكريم أحمد أبو المنذر: جزاك الله خيرا على تعليقك الطيب، وبارك في جهودك،،،(/)
الأعياد بين التوقيفية والإجتهاد .. فتوى نافعة للشيخ الددو
ـ[الخالدي]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 03:26]ـ
هل الأعياد الإسلامية مسائل توقيفية حددها الشارع سلفا ولا دخل فيها للاجتهاد، أم هي مفتوحة لاجتهاد الناس يمكن أن يضيفوا إليها، ويمكن أن ينتزعوا منها؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأعياد هي عبادات؛ لأنها مواسم محددة لعبادات مخصصة وهذا النوع هو من التشريع، ومن المعلوم أن التشريع ليس من شأن البشر، ولا من شأن الملائكة ولا من شأن المخلوقين كلهم، فالتشريع من شأن الخالق وحده هو الذي يُحِلُّ ويُحَرِّمُ، ولا يستطيع أحد –لا نبي مرسل ولا ملك مقرب– أن يُحل شيئا أو أن يُحرم شيئا إلا بعلم من الله سبحانه وتعالى وثبَتٍ منه ودليل.
ومن هنا فإن الشارع الحكيم –وهو الله سبحانه وتعالى– رتَّب لهذه الأمة أعيادا على أساس دعائم الإسلام؛ فدعائم الإسلام وأركانه خمسة:
الركن الأول: الشهادتان ولا تختصان بوقت، فالوقت الذي يؤمن فيه الإنسان يكون فيه كأنه قد دخل الحياة من جديد؛ ولذلك يُجَبُّ عنه جميعُ ما سبق من عمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: "أما علمت أن الإسلام يَجُبُّ ما قبله، وأن الهجرة تجُبُّ ما قبلها". (تجبه أي تقطعه) فما قبل إسلام الإنسان ونطقه بالشهادتين مجبوب (مقطوع) من عمره.
الركن الثاني: الصلاة وعيدها أسبوعي وهو الجمعة؛ ولذلك فإن يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، كما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مطرقة مصيخة من طلوع فجره إلى طلوع شمسه تنتظر الساعة إلا الإنس و الجن، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مؤمن قائما يصلي يسأل الله حاجة إلا أعطاه إياها، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ".
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الجمعة، فمنها:
1 - إجابة النداء، حيث أمر الله بذلك في كتابه فقال: (يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع).
2 - ومنها الاغتسال الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "غسل يوم الجمعة حق واجب على كل محتلم".
3 - ومثل ذلك الادهان والتطيب، أي أن يتطيب الإنسان من طيب بيته.
4 - وأن يخرج إلى المسجد فلا يفرق بين اثنين بغير إذنهما.
5 - وكذلك منها اللباس المختص بالجمعة "خير ثيابكم البيض صلوا فيها جمعكم وكفنوا فيها موتاكم، ما ضرَّ أحدَكم لو كان له ثوبان أحدهما لمهنته والآخر لجمعته". فهذا يقتضي تمييز الجمعة عن غيرها.
والركن الثالث من أركان الإسلام: الزكاة، و عيدها هو يوم دوران الحول، فيخرجها الإنسان فيه طيبة بها نفسه، وليس ذلك عيدا عاما للناس لأن الزكاة ليست مثل الصلاة أو الصوم أو الحج من الأمور المشتركة، بل هي أمرٌ فرديٌّ فلا يكون ذلك عيدا لكل الناس، بل صاحبها يعلم أن عليه عبادة تعود في هذا اليوم من كل سنة، وهذا معنى العيدية بالنسبة لهذا الركن.
الركن الرابع من أركان الإسلام: هو الصوم، وعيده هو عيد الفطر من رمضان، وقد شرع الله فيه عبادتين، إحداهما: الصلاة، والثانية: زكاة الفطر، وزكاة الفطر فيه مقدمة على الصلاة.
والركن الخامس من أركان الإسلام: هو الحج، وعيده هو عيد الأضحى، وفرض الله فيه عبادتين: الصلاة، والضحية، والصلاة فيه مقدمة على الضحية.
أما ما سوى ذلك من الأعياد التي يبتدعها الناس فلم يأذن الله بها، ولو كانت خيرا لسبقنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أنتم تعلمون أن المشركين قالوا: (لو كان خيرا ما سبقونا إليه) ونحن معاشر المؤمنين قاعدتنا على خلاف قاعدة المشركين –خالفوا المشركين– نقول: لو كان خيرا لسبقونا إليه؛ نعلم أن كل الخير هو ما سبق إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يكن لهم عيد عامٌّ غيرَ هذين العيدين أو الجمعة وهي عيد الأسبوع.
ودعوى بعض الناس أن اتخاذ يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا هو من محبته و تعظيمه باطلٌ؛ إذ لا يمكن أن يكون هؤلاء أشدَّ تعظيما ولا محبة للنبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يدَّعونه؟ نحن نعلم قطعا أنهم ليسوا يساوونهم في الاتباع ولا في التضحية في سبيل دينه، فكيف يدعون أنهم أشد محبة له أو اتباعا له أو إجلالا له هذا لا يمكن أن يتصور! ..
وكذلك فيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم غير مقطوع به، نجزم قطعا بأنه كان يوم الاثنين؛ لما أخرج مسلم في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِل عن صيام يوم الاثنين فقال: "ذلك يوم ولدت فيه". وهذا يقتضي سُنِّية صيام يوم مولده لو عرفناه، فلما عرفنا أنه يوم الاثنين كان سنة و الصيام منافٍ للعيدية؛ لأن العيد لا يحل صومه، فيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم يسن صومه بنص الحديث الذي في صحيح مسلم وهذا مناف للعيدية.
الأمر الآخر أننا نجزم بأنه ولد في شهر ربيع الأول لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهو الذي توفي فيه، لكن لا نجزم باليوم الذي ولد فيه منه، فلم يعرف الناس وقت مولده أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعرفوا ذلك إلا عند بعثته، لو كانوا يعرفون عند مولده أنه رسول الله لكتبوا ذلك اليوم وعرفوه، لكن لم يعرفوا أنه رسول الله إلا عند بعثته بعد أن بلغ أربعين سنة؛ ولذلك فقد اختلف الصحابة في يوم مولده، فقد ورد عن عائشة أنه اليوم الثالث من شهر ربيع الأول، وورد عن علي أنه اليوم الثامن منه، وعن المسور بن مخرمة أنه اليوم الثاني عشر منه.
واليوم الثاني عشر من ربيع الأول هو قطعا يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم، ويوم موته ليس يومَ فرح ولا سرور، فما أصيب المسلمون بمصيبة أعظم من موته صلى الله عليه وسلم.
وأولُ من احتفل به أو جعله عيدا: العبيديون الذين لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمته، وأول من فعل ذلك منهم: المعز الذي كان يدَّعي الألوهية، وقال فيه ابن هانئ الأندلسي:
"ما شئت لا ما شاءت الأقدار فافعل فأنت الواحد القهار"
نسأل الله السلامة و العافية!
فلذلك لا بد من الحذر من الابتداع في مثل هذا النوع، وأن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وفي رواية لمسلم. "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فلا يمكن لأحد أن يكون أولى بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا أكثر اتباعا له ولا محبة من أصحابه الذين شرفهم الله بصحبته، واختارهم له وهم أفضل الأمة وأولاها بالصواب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير القرون القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" وقال: "يغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من رأى محمدا فيقولون نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من رأى من رأى محمدا فيقولون نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من رأى من رأى من رأى محمدا فيقولون نعم فيفتح لهم". و لذلك لا يمكن أن يلحق أحد بهم، ولا أن ينال بلاءهم في الإسلام ولا منزلتهم فيه، فما لم يعرف في زمانهم فلا خير فيه؛ ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: "كل عبادة لم يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقالا". وكذلك فإن الإمام مالكا رحمه الله قال: "لقد أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا"
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=1 45971
ـ[الخالدي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 07:15]ـ
.....
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 07:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[صالح العواد]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 07:32]ـ
هل صحيح ما هو منتشر بين بعض طلبة العلم من أن الددو لديه أخطاء و ملاحظات عقدية؟؟
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 12:18]ـ
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في التمهيد:"من حلف أن يوم الجمعة يوم عيد لم يحنث وكذلك إن قال:والله لأعطينك كذا ولأفعلن كذا يوم عيد ولم ينو يوم الفطر و لا الأضحى و أيام التشريق و لا نوى شيئا أن يبر بأن يفعل ذلك الجمعة "
ما تعليق الإخوة الكرام على هذا الكلام الذي ينسجم مع اأفكار الواردة في الموضوع الأول منطلق هذا النقاش؟
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
العفو و حياك الله ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:27]ـ
هل صحيح ما هو منتشر بين بعض طلبة العلم من أن الددو لديه أخطاء و ملاحظات عقدية؟؟
اقبل على شأنك، الشيخ محمد من الأئمة كذا أحسبه والله حسيبه.
ـ[الخالدي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:40]ـ
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في التمهيد:"من حلف أن يوم الجمعة يوم عيد لم يحنث وكذلك إن قال:والله لأعطينك كذا ولأفعلن كذا يوم عيد ولم ينو يوم الفطر و لا الأضحى و أيام التشريق و لا نوى شيئا أن يبر بأن يفعل ذلك الجمعة "
ما تعليق الإخوة الكرام على هذا الكلام الذي ينسجم مع اأفكار الواردة في الموضوع الأول منطلق هذا النقاش؟
وجاء في الإستذكار أيضاً (( ... وفيه دليل على ان من حلف أن يوم الجمعة يوم عيد فقد بر ولم يحنث)) ج1ص365
و قال صاحب نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج: (([فَائِدَةٌ جَلِيلَةٌ] قَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي شَرْحِهِ الْكَبِيرِ عَلَى الْجَامِعِ الصَّغِيرِ عِنْدَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ وَذِكْرٍ فَلَا تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامٍ} إلَخْ مَا نَصُّهُ: وَلَوْ حَلَفَ إنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ لَمْ يَحْنَثْ لِهَذَا الْخَبَرِ وَإِنْ كَانَ الْعُرْفُ لَا يَقْتَضِيهِ، كَذَا فِي شَرْحِ أَحْكَامِ ابْنِ عَبْدِ الْحَقِّ ا هـ.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العواد]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 04:56]ـ
على العموم أخي الخالدي أنا سمعت من بعض المشايخ - بدون ذكر أسماء - الشيء الكثير عن هذا الأمر و ليس هذا محل بسط الكلام في هذا الموضوع حتى يتضح الأمر أكثر، بل أن هذا الأمر قد بلغ كبار أهل العلم من علمائنا ولا تستغرب أن يصدر بيان في هذا الأمر منهم بين عشية أو ضحاها .. فستذكرون ما أقول لكم
و قال لي من قال- و لست متابعا للقنوات-: فرق كبير بين كلامه في قناة اقرأ و قناة المجد (من الناحية العقدية)
و إن كنت لا تعلم عن هذا الكلام لعل بعض الإخوة من أهل العلم والفضل في هذا المجلس يفصل بيني وبينك ..
و أرجو ألا تختلف القلوب ..
ـ[مغترب]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 11:53]ـ
هل صحيح ما هو منتشر بين بعض طلبة العلم من أن الددو لديه أخطاء و ملاحظات عقدية؟؟
صحيح، مشتهر بين كثير منهم. وهذا طبيعي، فليس من المعقول أن تجد من لا يجيد شرح بضعة كتيبات ثم تتوقع منه أن يرضى عن رجل "يتقن" أكثر من 33 فنا من فنون العلم. لقد أخرج أشباه العوام الإمام البخاري من بلدته بذات الحجة، ويظهر أن القصة نفسها تتكرر في كل زمان ومكان، والعاقبة للمتقين.
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 01:33]ـ
على العموم أخي الخالدي أنا سمعت من بعض المشايخ - بدون ذكر أسماء - الشيء الكثير عن هذا الأمر و ليس هذا محل بسط الكلام في هذا الموضوع حتى يتضح الأمر أكثر، بل أن هذا الأمر قد بلغ كبار أهل العلم من علمائنا ولا تستغرب أن يصدر بيان في هذا الأمر منهم بين عشية أو ضحاها .. فستذكرون ما أقول لكم
و قال لي من قال- و لست متابعا للقنوات-: فرق كبير بين كلامه في قناة اقرأ و قناة المجد (من الناحية العقدية)
و إن كنت لا تعلم عن هذا الكلام لعل بعض الإخوة من أهل العلم والفضل في هذا المجلس يفصل بيني وبينك ..
و أرجو ألا تختلف القلوب ..
القلوب إذا صفت النية سليمة إن شاء الله، لكن يغيظني المعيار الذي يستخدمه بعضهم في إخراج فلان و فلان من دائرة السنة و نقله للبدعة، والله المستعان.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 10:10]ـ
أصلح الله الأحوال ..
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 08:00]ـ
صحيح، مشتهر بين كثير منهم. وهذا طبيعي، فليس من المعقول أن تجد من لا يجيد شرح بضعة كتيبات ثم تتوقع منه أن يرضى عن رجل "يتقن" أكثر من 33 فنا من فنون العلم. لقد أخرج أشباه العوام الإمام البخاري من بلدته بذات الحجة، ويظهر أن القصة نفسها تتكرر في كل زمان ومكان، والعاقبة للمتقين.
\\\
حياك الله أخي هون الخطب يهن ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 02:51]ـ
أصلح الله الأحوال ..
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
آمين، و حياك الله أخي العزيز ..
ـ[أبوحاتم الألوكى]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 03:00]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نقل طيب
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 06:27]ـ
ماشاء الله فتى طيبة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 09:37]ـ
بارك الله فيك أخي ..
ـ[الخالدي]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 06:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نقل طيب
حياك ..(/)
إختيارات ابن القيم في المسائل الخلافية/ الشيخ ناصر بن عبدالله الجربوع
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - Feb-2008, صباحاً 11:06]ـ
إختيارات ابن القيم في المسائل الخلافية
الشيخ. ناصر بن عبدالله الجربوع
قاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
نشر البحث في مجلة العدل
العدد الثالث عشر - محرم 1423هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه مسائل متفرقة جمعتها من كتب الإمام شمس الدين ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ تمثل جملة من اختياراته الفقهية في بعض المسائل التي اختلف أهل العلم، رتبتُها حسب الترتيب الفقهي لدى الحنابلة في كتبهم، جمعتها لنفسي ولإخواني القضاة خصوصاً ولطلبة العلم عموماً، وقد دعاني لذلك أسباب منها:
أولاً: ما ميَز الله به هذا الإمام من علم غزير وإطلاع واسع يلحظه من يقرأ كتبه.
ثانياً: تجرده للدليل من الوحيين الكتاب والسنة مما أعطاه حرية في الترجيح والاختيار في كتابه العظيم (إعلام الموقعين عن رب العالمين).
ثالثاً: إيراده لكثير من المسائل التي هي مظنة الوقوع قضائياً، وخير شاهد لذلك ما أورده في كتابه العظيم (إعلام الموقعين عن رب العالمين).
رابعاً: إن هذا الإمام له اهتمام بعلم القضاء، فقد ألف كتاباً في ذلك وهو (الطرق الحكيمة) الذي أصبح مرجعاً مهماً عند القضاة والباحثين في علم القضاء بالإضافة إلى ما ذكره في كتبه الأخرى خصوصاً (إعلام الموقعين) و (زاد المعاد) ومن أراد المزيد من ترجمته وعلمه فليراجع كتاب العلامة بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ (ابن القيم الجوزية ـ آثاره ـ موارده) وقبل البدء في إيراد تلك المسائل أشير إلى بعض التنبيهات:
أولاً: لم اذكر اختياراته في المسائل العبادية لكون هذه المجلة تبحث في المواضيع الفقهية المرتبطة بالقضاء.
ثانياً: اقتصرت على اختياراته في بعض المسائل،وما تركته فهي إما نادرة الوقوع أو أن الخلاف فيها مشهور ورأيه فيها معلوم.
ثالثاً: اذكر رأيه في المسألة مباشرة وتصوير المسألة إن لم تكن واضحة أحياناً ثم أعقب بذكر كلامه من كتبه إلا نادراً.
وأخيراً: ومن باب الأمانة العلمية ورد الفضل إلى أهله أنبه إلى أنني استفدت كثيراً عند كتابة هذا البحث من كتاب العلامة الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ (التقريب لعلوم ابن القيم) فجزاه الله خيراً الجزاء على ما كتبه.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 05:45]ـ
جزى الله خيرا الشيخ ناصر الجربوع
فهو طالب علم , ناصح(/)
خطأ قول "أولى القبلتين وثالث الحرمين"
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 02:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في خطبة له عن المسجد الأقصى
ولقد كان بعض الناس يعبر بعبارتين موهمتين العبارة الأولى يقول عن المسجد الأقصى [انه أولى القبلتين]
وهذا يوهم أن يكون هناك قبلتان أولى وثانيه وما من شك انه لا يوجد في الإسلام إلا قبله واحده ليس هناك قبلتان في الإسلام ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد اليهود يصلون ألي بيت المقدس فصلى صلى الله عليه وسلم في المدينة إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعه عشر شهرا يعنى سنه ونصف أو سنه ونصفا وشهرا ثم جعل يقلب وجهه في السماء رجاء أن يحول الله القبلة إلى البيت الأول إلى الكعبة المعظمة فصرف الله تعالى القبلة إلى بيته الحرام فقال تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولى وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون) فصار النبي صلى الله عليه وسلم يصلى إلى البيت الحق وهو الكعبة المعظمة بيت الله عز وجل وصار المسلمون من ذلك الوقت إلى يومنا هذا يصلون إلى المسجد الحرام وليس هناك قبلتان أبداً أ
ما العبارة الثانية [فإن بعض الناس يقول عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين]
وهذا يوهم أن المسجد الأقصى له حرم والمسجد الأقصى ليس له حرم بل هو كسائر المساجد لا حرم له وكذلك ما يسمى بالحرم الإبراهيمي ليس هناك حرم إبراهيمي وليس في الشرع إلا حرمان اثنان فقط أحدهما وهو أشرفهما وأعظمهما حرمه حرم المسجد الحرام في مكة المكرمة والثاني حرم المسجد النبوي في المدينة النبوية وليس هناك حرما ثالث
وهاتان العبارتان موهمتان والذين لا يفهمون هذا التركيب في اللغة العربية وإن كان في اللغة العربية لا يشكر على من عرفها ولكن ما دامت هذه الكلمات توهم العامة شيئا غير صحيح فإنه ينبغي العدول عنها إذاً ماذا نقول؟
نقول بدل العبارة الأولى أي بدل قولنا أولى القبلتين نقول القبلة السابقة القبلة السابقة يعنى التي سبقت ثم نسخت وإذا صرح بأنه نسخ التوجه أليها كان خيرا وأولى أما الثاني فلا نقول ثالث الحرمين ولكن نقول ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال واعلموا أيها المسلمون أن الكلمات التي توهم حقا وباطلا ينبغي لنا أن نتجنبها لأن العبارات التي توهم حقا وباطلا تحتاج إلى تفصيل عند النطق بها وما كان يحتاج إلى تفصيل فانه يكون فيه التطويل ويكون فيه اللبس فخذوا بالعبارات الواضحة الجلية التي لا تحتمل إلا الحق حتى لا يفهم الناس منها إلا الحق
ثالث الحرمين:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
((وأما المسجد الأقصى: فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ... إلى أن قال: والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يُسمى هو ولا غيره حرماً، وإنما الحرم مكة والمدينة خاصة، وفي وادي وج الذي بالطائف نزاع بين العلماء) ا هـ.
ولقد قالوا: إنَّ زلَّة العالِم زلَّة عالَم، وهذا صحيح؛ فلعلَّ الخطيب أبا المعالي محيي الدين بن زكي هو من أشاع هذا الفهم المغلوط، وعمَّقه في خطبته المشهورة -وهي أوَّل خطبةٍ خُطِبتْ في المسجد الأقصى بعد تحرير صلاح الدين له من أيدي الصليبيِّين، وتُسمَّى خُطبة التحرير - حيث ذكر فيها: "فهو أُولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين ... "وقد شاعت هذه الخطبة وانتشرت بين الناس انتشار النار في الهشيم
ـ[الأصيل]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 03:05]ـ
(قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في خطبة له عن المسجد الأقصى
ولقد كان بعض الناس يعبر بعبارتين موهمتين العبارة الأولى يقول عن المسجد الأقصى [انه أولى القبلتين]
وهذا يوهم أن يكون هناك قبلتان أولى وثانيه وما من شك انه لا يوجد في الإسلام إلا قبله واحده ليس هناك قبلتان في الإسلام ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد اليهود يصلون ألي بيت المقدس فصلى صلى الله عليه وسلم في المدينة إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعه عشر شهرا يعنى سنه ونصف أو سنه ونصفا وشهرا)
سؤالي هل كان توجه النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس للصلاة هل كان بوحي؟ أم أنه وجد اليهود يتوجهون في الصلاة لبيت المقدس ففعل هو كذلك؟ أرجو التوضيح لأن النقل الذي ذكرته يوهم ذلك ..
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:
((وأما المسجد الأقصى: فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ... إلى أن قال: والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يُسمى هو ولا غيره حرماً، وإنما الحرم مكة والمدينة خاصة، وفي وادي وج الذي بالطائف نزاع بين العلماء) ا هـ.
ما هو نزاع العلماء في وادي وج الذي بالطائف؟ افيدونا ولكم الشكر.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: الحث على حفظ العلم و ذكر كبار الحفاظ
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 04:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحث على حفظ العلم و ذكر كبار الحفاظ للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
- قال ابن الجوزي: و لقد كنت في حلاوة طلبي للعلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل لأجل ما أطلب و أرجو , كنت في زمان الصبا أخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث , و أقعد على نهر عيسى فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء , فكلما أكلت لقمة شربت عليها , و عين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم ... و أثمر ذلك عندي من المعاملة ما لا يدرك بالعلم , حتى أنني أذكر في زمان الصبوة ووقت الغلمة و العزبة قدرتي على أشياء كانت النفس تتوق إليها توقان العطشان إلى الماء الزلال و لم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي من العلم من خوف الله عز وجل , و لولا خطايا لا يخلو منها البشر لكنت أخاف على نفسي من العُجب. ص 12
- قال ابن الجوزي: لما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم , و أوتر من أرباب النقل أفهمهم , فكانت همتي تجويد العدد لا تكثير العدد , و لما رأيت من أصحابي من يوثر الإطلاع على كبار مشايخي ذكرت له عن كل واحد منهم حديثا. ص 13
- قال ابن الجوزي: لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة يتفاوتون في مقاديرهم في العلم , و كان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه , و إن كان غيره أعلم منه. ص 14
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال عبد الرزاق بن همام: كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تَعُدَّه. ص 34
- إسماعيل بن يوسف: كان يحفظ أربعين ألف حديث , و يذاكر بسبعين ألف حديث. ص 59
- بكر بن محمد الحنفي: كان إذا طلب المتفقه منه الدرس ألقى عليه من أي موضع شاء من غير مطالعة كتاب. ص 61
- قال عمر بن شيبة: كتبوا عن أبي داود - الطيالسي - أربعين ألف حديث و ليس معه كتاب. ص 67
- قال يحيى بن سعيد القطان: لم أر أحد أحفظ من سفيان. ص 68
- قال سفيان الثوري: ما استودعت أذني شيئا قط إلا حفظته حتى أمر بكذا .... كلمة قالها فأسد أذني مخافة أن أحفظها , و يقول في رواية: أمر بالحايك يُغَني فأسد أذني. ص 69
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أحمد بن حنبل: ما جاوز الجسر أحفظ من أي زرعة , قد حفظ ستمائة ألف. ص 75
- قال أبو زرعة: إن في بيتي ما كتبته منذ خمسين سنة , و لم أطالعه منذ كتبته , و إني أعلم في أي كتاب هو في أي ورقة هو , في أي صفح هو , في أي سطر هو , و ما سمع أذني شيئا من العلم إلا وعاه قلبي , فإني كنت أمشي في سوق بغداد فأسمع من الغُرف المغنيات فأضع أصبعي في أذني مخافة أن يعيه قلبي. ص 75
- قال أبو زرعة: أحفظ مائتي ألف حديث كما يحفظ الإنسان " قل هو الله أحد " و في المذاكرة ثلاثمائة ألف حديث. ص 76
- قال أبو عبد الله الخُتلّي - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله -: حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي. ص 76
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال ابن المديني: لو أني حلفت بين الركن و المقام , لحلفت أني لم أجد أعلم بالحديث من عبد الرحمن - أي ابن مهدي - و قال محمد بن يحيى: ما رأيت عبد الرحمن كتابا قط و كلما سمعته منه سمعته حفظا , و كان عبد الرحمن يختم القرآن في كل ليلتين. ص 77
- قال الشعبي: ما كتبت سوداء في بيضاء إلا و أنا أحفظهما , و لا حدثني رجل بحديث و أحببت أن يعيده علي. ص 82
- قال الزهري: ما استعدت حديثا قطا , و لا شككت في حديث إلا حديث واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت. ص 90
- قال أبو حفص بن شاهين: صليت خلف محمد بن محمد الباغندي فافتتح الصلاة ثم قال أخبرنا محمد بن سليمان لُوَين فقيل له: سبحان الله فقال: أخبرنا شيبان بن فروح الأيلي فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. ص 94
- قال أبو بكر الجِعَابي: دخلت الرَّقَّة و كان لي ثَمَّ قمطرين كتبا فأنفذت غلامي إلى ذلك الرجل الذي كتبي عنده فرجع الغلام مغموما فقال: ضاعت الكتب , فقلت يا بني لا تغتم فإن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل علي منها حديث لا إسناد و لا متنا. ص 98
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 09:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن المديني في وقته , و موسى بن هارون في وقته , و علي بن عمر الدارقطني في وقته. ص 102
- قال إبراهيم الحربي: كان حفاظ الحديث أربعة: هُشيم - بن بشير - يجمعهم. قال هشيم: كنت أحفظ في المجلس مائة حديث و لو سئلت عنها لأجبت. ص 103
- قال محمد أبو السَّري: قال لي هشام الكلبي حفظت ما لم يحفظه أحد و نسيت ما لم ينسه أحد , كان لي عمٌّ يعاتبني على حفظ القرآن فدخلت بيتنا , و حلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن فحفظته في ثلاثة أيام و نظرت يوما في المرآة فقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة فأخذت ما فوق القبضة. ص 103
- قال أحمد بن حنبل: ما رأت عيناي مثله - أي يحيى بن سعيد القطان - لا و الله ما أدركنا مثله ما كان أضبطه و أشد تفقده. ص 105
- قال علي بن المديني: ما رأيت رجلا أحفظ من يزيد بن هارون. ص 106
إنتهت السلسلة بمن من الله تعالى و فضله , فالحمد لله تعالى أولا و آخرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 12:39]ـ
- قال ابن الجوزي: لما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم , و أوتر من أرباب النقل أفهمهم , فكانت همتي تجويد العدد لا تكثير العدد. ص 13
- قال ابن الجوزي: لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة يتفاوتون في مقاديرهم في العلم , و كان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه , و إن كان غيره أعلم منه. ص 14
جزاك الله خيراً يا أخي على هذا النقل الموفق.
ولو تأمل أحدنا في مثل هذا الكلام لما أضاع لحظة بعيداً عن العلماء الربانيين.
ولما وجد أصحاب البضائع المزجاة سوقاً رائجاً.
فالله المستعان.
ـ[أبو اسماعيل الزواوي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 10:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك .. شكرا لك ... بارك الله فيك ...
لقد أطربت آذاننا بهذه الفوائد ياأخي عبد الحي جزاك الله خيرا
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 09:25]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم و بارك فيكم
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 06:02]ـ
[
السؤال
UOTE= عبدالحي;89216]
- قال محمد أبو السَّري: قال لي هشام الكلبي حفظت ما لم يحفظه أحد و نسيت ما لم ينسه أحد , كان لي عمٌّ يعاتبني على حفظ القرآن فدخلت بيتنا , و حلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن فحفظته في ثلاثة أيام و نظرت يوما في المرآة فقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة فأخذت ما فوق القبضة. ص 103
جزاك الله خير الجزاء ياعبد الحي دائماً مواضيعك قيمة ..
لكن هل لي من سؤال؟؟؟؟؟
ماذا يعني محمد أبو السري بكلامه عن اللحية؟؟
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 09:04]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم
هناك أثر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يأخذ ما تحت قبضة اليد من اللحية , و هناك كلام للعلماء بين جواز ذلك و عدمه , فمحمد أبو السري عمل بذلك الأثر المذكور عن ابن عمر , فأراد أن يفعل ذلك لكنه أخطأ فأخذ ما فوق اللحية. و الله تعالى أعلى و أعلم
ـ[أسماء]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 07:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضلة و جزاك خير الجزاء
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[06 - Dec-2008, صباحاً 11:40]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Dec-2008, مساء 10:03]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 07:34]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم
هناك أثر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يأخذ ما تحت قبضة اليد من اللحية , و هناك كلام للعلماء بين جواز ذلك و عدمه , فمحمد أبو السري عمل بذلك الأثر المذكور عن ابن عمر , فأراد أن يفعل ذلك لكنه أخطأ فأخذ ما فوق اللحية. و الله تعالى أعلى و أعلم
هذا سهو، وإلا فمحمد أبو السري (كما تفضلتم بتسميته) رَوَى عن أبي المنذر هشام بن محمد ابن الكلبي أنه حفظ ما لم يحفظ أحد ونَسِيَ ما لم ينسَ أحد. والقصة مشهورة عنه، في تاريخ بغداد مثلا.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 02:26]ـ
أحببت التذكير بها فإنها مفيدة.(/)
الإشارة بالسبابة بين السجدتين؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 05:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين
حياكم الله يا إخوتي في الله
عندي إشكال أوجهه إلى طلبة العلم وهو الاشارة بالسبابة بين السجدتين فيه من يفعل هذا أحيانا من بعض الاخوة ويثبتونه أنه سنة، الذي أعرف أنه السنة هو الاشارة بالسبابة في التشهد الاول او الاخير وهو كلام عامة أهل العلم
فما هي أدلة القائلين بسنية التشهد بين السجدتين؟ ومن من العلماء الذين قالوا بهذا القول؟
بارك الله في الجميع والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 08:03]ـ
كان يفعله العلامة ابن عثيمين رحمه الله و قد خالفه اهل العلم في ذلك.
و الله أعلم
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 11:01]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عبد الرحمن
أنتظر المزيد من الإيضاح من طلبة العلم بارك الله فيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 12:50]ـ
ذكروا أن حديثًا في مسند الإمام أحمد يدل على هذا. والله أعلم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 01:42]ـ
وسمعت الشخ صالح اللحيدان يقول بجواز ذلك - الذي يدرس في الحرم _
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 01:56]ـ
بارك الله فيكم
الذين يقولون بالجواز قالو أنه يفعل أحيانا
أين دليل هذا؟
بارك الله في الاخوة على المرور والإفادة
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 02:50]ـ
انظر تمام المنة ص 214 - 217. للعلامة الألباني - رحمه الله تعالى -.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 03:12]ـ
ممكن تنقل لنا ملخص ماقاله الشيخ بارك الله فيك يا أخي إبراهام، لأني لا أملك الكتاب
جزاك الله خيرا
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 03:30]ـ
وإياك، أخي حمدان.
قال العلامة الألباني - رحمه الله تعالى -:
(تنبيه): رأيت بعضهم يحرك إصبعه بين السجدتين وعمدته في ذلك أن ابن القيم ذكره في " زاد المعاد " كما ذكر التحريك في التشهد ولا أعلم له فيه مستندا سوى رواية شاذة في حديث وائل هذا فوجب تحرير القول في ذلك فأقول: اعلم أن هذا الحديث يرويه عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل
ويرويه عن عاصم جمع من الثقات وقد اتفقوا جميعا على ذكر رفع السبابة فيه لكنهم انقسموا إلى ثلاث فئات من حيث تعيين مكان الرفع
الأولى: أطلق ولم يحدد المكان منهم زائدة بن قدامة وبشر بن المفضل وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وإن كان ظاهر سياقهم يدل على أنه في التشهد
الثانية: صرحوا بأنه في جلسة التشهد منهم ابن عيينة في رواية للنسائي (1/ 173) وشعبة عند ابن خزيمة في " صحيحه " (رقم 697) وأحمد (4/ 319) وأبو الأحوص عند الطحاوي (1/ 152) والطبراني في " المعجم الكبير " (22/ 34 / 80) وخالد عند الطحاوي وزهير بن معاوية وموسى بن أبي كثير وأبو عوانة ثلاثتهم عند الطبراني رقم (84 و89 و90)
وخالف هؤلاء جميعا عبد الرزاق في روايته عن الثوري فقال في " المصنف " (2/ 68 / 2522) وعنه أحمد (4/ 317) والطبراني في " المعجم الكبير " (22/ 34 / 81): عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: " رمقت النبي صلى الله عليه و سلم فرفع يديه ني الصلاة حين كبر. . [وسجد فوضع يديه حذو أذنيه]
ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى وذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته. . ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه "
قلت: والسياق للمصنف والزيادة لأحمد
فذكره السجدة الثانية بعد الإشارة بالسبابة خطأ واضح لمخالفته لرواية كل من سبق ذكره من الثقات فإنهم جميعا لم يذكروا السجدة بعد الإشارة وبعضهم ذكرها قبلها وهو الصواب يقينا وإنما لم يذكروا معها السجدة الثانية اختصارا
وقد ذكرها زهير بن معاوية فقال: ". . ثم سجد فوضع يديه حذاء أذنيه ثم سجد فوضع يديه حذاء أذنيه ثم تعد فافترش رجله اليسرى. . ثم رأيته يقول هكذا ورفع زهير أصبعه المسبحة "
رواه الطبراني بالرقم المتقدم آنفا (84)
وقد يقول قائل: لقد ظهر بهذا التحقيق خطأ ذكر التحريك بين السجدتين ظهورا لا يدع ريبا لمرتاب
ولكن ممن الخطأ؟ أمن الثوري الذي خالف جميع الثقات أم من عبد الرزاق الذي أخطأ هو عليه؟ فأقول: الذي أراه - والله أعلم - أن الثوري بريء من هذا الخطأ وأن العهدة فيه على عبد الرزاق وذلك لسببين:
الأول: أن عبد الرزاق وإن كان ثقة حافظا فقد تكلم فيه بعضهم ولعل ذلك لما رأوا له من الأوهام وقد قال الحافظ في آخر ترجمته من " التهذيب ": " ومما أنكر على عبد الرزاق روايته عن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى على عمر ثوبا فقال: أجديد هذا أم غسيل؟ الحديث
قال الطبراني في " الدعاء ": رواه ثلاثة من الحفاظ عن عبد الرزاق وهو مما وهم فيه عن الثوري "
قلت: وممن أنكر هذا على عبد الرزاق يحيى بن معين كما رواه ابن عدي في " الكامل " (5/ 1948) فليكن حديث وائل من هذا القبيل
ويؤيده السبب التالي:
والآخر: أنه خالفه عبد الله بن الوليد عند أحمد (4/ 318) ومحمد بن يوسف الفريابي فروياه عن الثوري - سماعا منه - به دون ذكر السجدة بعد الإشارة
فاتفاق هذين الثقتين على مخالفة عبد الرزاق مما يرجح أن الخطأ منه وليس من الثوري ولا سيما والفريابي كان من تلامذة الثوري الملازمين له فهو أحفظ لحديثه من عبد الرزاق وبخاصة ومعه عبد الله بن الوليد وهو صدوق. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 10:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي حمدان الجزائري على هذا السؤال القيم
و جزاكم الله كل خير
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 10:49]ـ
بارك الله فيك أخي إبراهام على هذا النقل الطيب
الذي فهمت منه أنه لا يشير بالسبابة مطلقا بين السجدتين هذا هو؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 10:55]ـ
وفيكم بارك أخت أسماء
أين طلبة العلم
أريد توضيح أكثر بارك الله فيكم
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 01:49]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24974&highlight=%C7%E1%D3%CC%CF%CA%E D%E4+%C7%E1%C5%D4%C7%D1%C9+%E6 %C7%C6%E1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91831&highlight=%C7%E1%D3%CC%CF%CA%E D%E4+%C7%E1%C5%D4%C7%D1%C9+%E6 %C7%C6%E1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13353&highlight=%C7%E1%D3%CC%CF%CA%E D%E4+%C7%E1%C5%D4%C7%D1%C9+%E6 %C7%C6%E1
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 01:59]ـ
هذا كلام المحدث سليمان بن ناصر العلوان فرج الله عنه:
من محدثات هذا العصر أيضاً الإشارة بالسبابة بين السجدتين, وغير خافٍ علي أن بعض المتأخرين ممن آتاه الله علماً قال بهذا القول, لكنه غلط ولا أصل له, ولا قال به أحد من السلف, فالإشارة قد ثبتت في التشهد, ولا قياس في الصلاة, فالعبادات غير المعللة ليس فيها قياس, فإن قيل قد وردت رواية في المسند أنه أشار بين السجدتين فنقول هذا غلط باتفاق المحدثين, فقد جاءت من رواية عبد الرزاق عن الثوري, وعبد الرزاق كثير الغلط عن الثوري, كما ذكر ذلك يحيى وغيره, وأشار إلى ذلك ابن عدي في الكامل, وأخطاء عبد الرزاق عن الثوري كثيرة, لا يمكن حصرها في هذا المقام, ولا مانع من أن أشير إشارات, فمنها حديث مسلم "أفننقضه لغسل الجنابة والحيضة" فقد تفرد بذكر الحيضة عبد الرزاق عن الثوري وهي شاذة, ومنها وضع الأصبعين في الأذنين في الأذان, فقد جاء أيضاً من رواية عبد الرزاق عن الثوري وهي شاذة أيضا.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 02:29]ـ
قال ابن عثيمين _رحمه الله _في شرح الممتع_المجلد3
"وأما كيف تكون اليدان:
أما بالنسبة لليُسرى: فتكون مبسوطة مضمومة الأصابع موجهة إلى القبلة، ويكون طرف المرفق عند طرف الفخذ، بمعنى: لا يُفرِّجها، بل يضمُّها إلى الفخذ.
أما اليمين: فإن السُّنَّة تدلُّ على أنه يقبض منها الخنصر والبنصر، ويُحَلِّقُ الإبهام مع الوسطى، ويرفع السَّبَّابة، ويُحرِّكُها عند الدُّعاء. هكذا جاء فيما رواه الإمام أحمد من حديث وائل بن حُجْر [(240)] بسند قال فيه صاحب «الفتح الرباني»: «إنه جيد» [(241)]. وقال فيه المحشِّي على «زاد المعاد»: إنه صحيح، وإلى هذا ذهب ابنُ القيم رحمه الله [(242)].
أما الفقهاء: فيرون أن اليد اليُمنى تكون مبسوطة في الجلسة بين السجدتين كاليد اليُسرى [(243)]، ولكن اتِّباعُ السُّنَّة أَولى، ولم يَرِدْ في السُّنَّة لا في حديث صحيح، ولا ضعيف، ولا حَسَن أن اليد اليُمنى تكون مبسوطة على الرِّجْلِ اليُمنى، إنما وَرَدَ أنها تُقبض، يقبض الخنصر والبنصر، ويُحلِّق الإِبهام مع الوسطى [(244)]، أو تضم الوسطى أيضاً، ويضم إليها الإبهام إذا جلس في الصَّلاة [(245)]، هكذا جاء عامًّا، وفي بعض الألفاظ: «إذا جلس في التشهُّد» [(246)] وكلاهما في «صحيح مسلم»، فنحن إذا أخذنا كلمة «إذا جلس في الصلاة» قلنا: هذا عام في جميع الجلسات، وقوله: «إذا جلس في التشهد» في بعض الألفاظ لا يدلُّ على التخصيص؛ لأن لدينا قاعدة ذكرها الأصوليون، وممن كان يذكرها دائماً الشوكاني في «نيل الأوطار» والشنقيطي في «أضواء البيان» أنه إذا ذُكِرَ بعضُ أفراد العام بحكم يُطابق العام، فإن ذلك لا يَدلُّ على التَّخصيص، إنما التخصيص أن يُذكر بعضُ أفراد العام بحكم يُخالف العام.
مثال الأول: قلت لك: أكرمِ الطَّلبةَ، هذا عام يشمل كلَّ طالب، ثم قلت: أكرم فلاناً وهو من الطلبة، فهل يقتضي هذا ألاَّ أُكْرِمَ سواه؟ الجواب: لا، لكن يقتضي أن هناك عناية به من أجلها خَصَّصْتُهُ بالذِّكر.
ومثال الثاني: أكرمِ الطَّلبةَ، ثم قلت: لا تكرم فلاناً وهو من الطلبة، فهذا تخصيص؛ لأنني في الأول ذكرت فلاناً بحكم يوافق العام لدخوله في العموم، وهنا ذكرته بحكم يخالف العام، ولهذا يقولون في تعريف التَّخصيص: تخصيص بعض أفراد العام بحكم مخالف. أو: إخراج بعض أفراد العام من الحكم. فلا بُدَّ أن يكون مخالفاً، أما إذا كان موافقاً فإن جمهور الأصوليين كما حكاه صاحب «أضواء البيان» يرون أنه لا يفيد التَّخصيص، وهو ظاهر كما في المثال الذي ذكرناه. وعلى هذا فيكون بعض ألفاظ حديث ابن عمر الذي خَصَّ القبض بالتشهد [(247)] لا يقتضي التخصيص من بعضِ ألفاظه الدَّالة على العموم. أمَّا الفقهاء ـ رحمهم الله ـ فقالوا: في هذه الجلسة يبسط يده اليُمنى كما يبسط يده اليُسرى، وبناءً على كلام الفقهاء: تكون كلُّ جلسة من جلسات الصلاة مخالفة للأخرى من أجل التمييز."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 08:02]ـ
بالنسبة لحديث ابن عمر الذي رواه عنه علي بن عبدالرحمن المعاوي:
فإنّ لتحديث ابن عمر سبباً، وهو: عبث المعاوي بالحصى في الصلاة.
فأجابه بحسْب الواقعة.قد يكون عبثه في التشهد فحسْب، وقد يكون بين الجلستين أيضاً.
ولا يقال بأنّ في حديث ابن عمر عموم؛ لاحتمال أن يكون نبّهه على مكان خطئه فحسْب.
ولم يكن مقام إسهاب وشرح لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وليُفهم الكلام على وجهه: فإنه ينبغي النظر أولاً في سببه إن كان له سبب.
والاحتمال متطرق إلى واقعة المعاوي مع ابن عمر.
أهو جلوس التشهد أم جلوس بين السجدتين أيضاً؟
فسقط به الاستدلال.
ـ[المستفيد]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 08:53]ـ
وقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - فصل في هذه المسألة في كتاب
لاجديد في أحكام الصلاة وذكر فه كلاما قريب من كلام العلامة الألباني.
رحم الله الجميع.
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 09:42]ـ
أما رواية معمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
فقد رواها عنه هشام بن يوسف بتحديد جلوس التشهد:
جزء فيه أحاديث ابن حيان ج1/ص198
...... حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وجعل يشير بأصبعه.
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 10:23]ـ
أخي ناصر العقيدة جعلك الله كذلك: ماهذا الذي نقلت؟!!!
أحقًّا قال الشيخ العلوان هذا الكلام في حق الشيخ ابن عثيمين؟!!
قلت عن الشيخ العلوان أنه قال: (من محدثات هذا العصر أيضاً الإشارة بالسبابة بين السجدتين, وغير خافٍ علي أن بعض المتأخرين ممن آتاه الله علماً قال بهذا القول, لكنه غلط ولا أصل له, ولا قال به أحد من السلف)
بهذا الاستخفاف هداه الله!! وبهذه الجرأة: ماقال به أحد من السلف! هل كشف له الغطاء فاطلع على السلف!
وقال: (فنقول هذا غلط باتفاق المحدثين)
من هم المحدثون الذين اتفقوا؟ سموهم لنا؟!
ياإخوة هداكم الله! أين تقدير أهل العلم؟
أين أدب الخلاف؟
كم الفارق بين سن العلوان وسن الشيخ ابن عثيمين؟
لاحول ولاقوة إلا بالله!
ـ[حمد]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 04:07]ـ
ما رأيكم بمن يشير بين السجدتين، ويستدل باستحباب الإشارة بالإصبع عند الدعاء؟
والاستغفار دعاء.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 06:50]ـ
أخي المتقفر, عجيب أمرك!
هل سبّ الشيخ سليمان ابن عثيمين في هذا الكلام!!؟
ألم يقل الشيخ: "ممن آتاه الله علماً"؟
فهل تعتبر قول العلوان "غلط ولا أصل له" سبّاً لابن عثيمين؟؟
ثم أنت تنفي إجماع المحدثين على شذوذ هذه اللفظة والعلوان يثبت الإجماع, والمثبت مقدم على النافي, ثم هات من صحح هذه اللفظة من المتقدمين؟؟ وأيضاً هات من قال بها من السلف حتى تخرم قول العلوان ونتبع قولك؟ أما كيل الإتهامات للعلوان جزافاً بلا علم وتحرير فلا يخفى ما فيه!!
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على المشاركات الطيبة وبارك الله فيكم
إخوتي في الله أحب التذكير أننا هنا في مجلس مبارك في هذا المنتدى الطيب نتعلم بأدب ورفق مع من خالفنا فلنراعي أدب الخلاف بارك الله فيكم اليوم صار الاشكال كبيرا في الانكار متى ننكر؟ ومتى لا ننكر؟ ويا حبذا لو يقوم أحد من المشرفين بتثبيت موضوع يتكلم عن أدب الخلاف، وكيفية التعامل مع المخالف لأنه صار اليوم ضرورة حتمية لهذا الموضوع.
الذي فهمت من خلال هذه المناقشة والله أعلم مايلي: أن السنة الثابتة المنقولة والمحفوظة عن النبي عليه الصلاة والسلام هو الإشارة في التشهد بنص الحديث من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد، وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين، وأشار بالسبابة)) وهذا يدل على أن الإشارة بالسبابة إنما في التشهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الإشارة غير التشهد فالجمهور على عدم مشروعية الاشارة لان الذي نقله ابن القيم مخالف للروايات المحفوظة والمنقولة عن النبي عليه الصلاة والسلام وبعض العلماء كابن عثيمين وغيرهم لايرى باس في فعله.
يعني ان فعله العبد أحيانا لا باس به هذا والله أعلم حسب قصور فهمي
جزاكم الله خيرا على النقول الطيبة
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 09:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإني اسأل المولى الهداية والتوفيق ..
لكن ثمة أمور أود التنبيه إليها::
المنتدى طيب ويزخر بالفوائد والمواضيع الجيدة .. بيد أني أثناء التصفح خصوصا في الأمور الخلافية أجد تحاملا لا داعي له وخلقا ينبغي لطالب العلم التخلص منه وهو إن صح القول داء عضال يفتك بإخلاص طالب العلم على المدى الطويل .. وذلك أن الخلق الحسن مطلب ضروري .. فالأدب في التخاطب أمر كان عليه الأنبياء والرسل .. واللين في القول من غير إضعاف للحق مما أمر به الشارع مع ممن ادعى الربوبية .. بل إن من صفات المؤمن مع أخيه الذل .. كل هذا وغيره من الدلائل .. تأمر المسلم بأن يكون لبقا في رده .. ووالله عندما اقرأ كلاما طيبا علميا من غير تجريح .. أكبر كاتبه وإن داوم على خلقه هذا مع جد في الطلب لأورثه الله علما جما ونفعا كبيرا بإذنه تعالى .. فالخلق مطلب مهم .. في حياة المسلم .. ويتأكد في شخصية طالب العلم مع مخالفيه ..
**
الأمر الثاني
لا شك أن الاختلاف في تفاصيل المسائل الشرعية أمر معهود منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فاختلافهم في صلاة العصر ومتى تؤدى يوم بني قريظة أكبر دليل .. فمعرفة فقه الخلاف يوسع فقه الطالب ويجعل فرصة إصابة الحق له أكبر .. كما أن الأمور التعبدية لها جانب عملي .. وجانب نفسي .. فتعظيم الشعائر من تقوى القلوب .. وحقيق بالمسلم أن يحرص على قلبه أثناء تعبده ويوافق في خشوعه خشوع النبي صلى الله عليه وسلم كما يوافق في هيئة العبادة ولئن اختلف العلماء في صفة من الصفات فإنهم اتفقوا في الأمور الباطنة من خشوع ونحوه .. وفي هذا دلالة على أهمية هذا الجانب ..
الأمر الثالث
هذه المسألة وأمثالها لا تصل إلى مسألة التبديع ونحو ذلك .. بل المسألة فيها سعة فليست من الأركان ولا الواجبات التي لا تتم الصلاة إلا بها .. إنما مدار المسألة هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك أم لا ..
وقد سئل فضيلة الشيخ د. خالد بن عبدالله المصلح هذا السؤال:
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، هل يسن الإشارة بالسبابة في الدعاء بين السجدتين؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول:
جمهور العلماء على أنه لا يرفع السبابة إلا في التشهد، وذهب طائفة إلى أنه يرفع بين السجدتين، وهو ما قد يفهم من كلام ابن القيم في زاد المعاد، في كلامه على ما رواه الإمام أحمد (18379) من طريق عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال ـ في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ـ: ((وسجد فوضع يده حيال أذنيه، ثم جلس وافترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته، ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه)) وهذا واضح في دلالته على أن المصلي يشير بسبابته بين السجدتين، وأما الجمهور فقد قالوا: إن هذه الرواية مخالفة للمحفوظ المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث، من كونه لا يفعل ذلك إلا في التشهد، كما في صحيح مسلم (580) من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد، وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين، وأشار بالسبابة)) وهذا يدل على أن الإشارة بالسبابة إنما تكون في التشهد.
والذي يظهر أن الإشارة بالسبابة في التشهد سنة ثابتة منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما بين السجدتين فإنه يفعل ذلك أحياناً، ولذلك لم تنقل كما نقل فعله لها في التشهد، والله أعلم.
أخوكم/ د. خالد المصلح
6/ 4/1427هـ
**
في الختام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ما دوّن أعلاه .. من الكلام العام والوصايا التي لا أعني بها أحدا أو أشير بها إلى شخص أو مسألة بعينها .. إنما هي شبه قواعد يحسن بالمرء الأخذ بها .. والله الموفق.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 03:02]ـ
بارك الله فيك أخي محبرة الداعي على النقل الطيب
كلام متين من الشيخ حفظه الله زال الإشكال إن شاء الله
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:15]ـ
الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا ونصب لنا الدلالة على صحته برهانا مبينا وأوضح السبيل إلى معرفته واعتقاده حقا يقينا ووعد من قام بأحكامه وحفظ حدوده أجرا جسيما وذخر لمن وافاه به ثوابا جزيلا وفوزا عظيما وفرض علينا الانقياد له والتمسك بدعائمه وأركانه والاعتصام بعراه وأسبابه فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولأنبيائه ورسله وملائكة قدسه فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون فلا يقبل من أحد دينا سواه من الأولين والآخرين ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين ورفع درجتهم في علين أما بعد!
أن الإشارة بين السجدتين سنة ثابتة لكن يعتري عليها أوهام الناس و إشكالات العلماء وشبهات المحققين فالآن أبين لكم كيف الذب عن هذه السنة من حيث يبطل حجج المانعين
روي الإمام أحمد في مسنده فقال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر يعني استفتح الصلاة ورفع يديه حين كبر ورفع يديه حين ركع ورفع يديه حين قال سمع الله لمن حمده وسجد فوضع يديه حذو أذنيه ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 317 (حـ 183798)}
فقال بعضهم: رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب معنعنا وهو مدلس فهذا الحديث لا يصلح للإحتجاج
فأجاب البعض: بأن هذا السفيان ليس بالثوري بل هو ابن عيينة لأنه رواه الحميدي في مسنده فقال: ثنا سفيان قال ثنا عاصم بن كليب الجرمي قال سمعت أبي يقول سمعت وائل بن حجر الحضرمي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ الحديث. {2/ 392 (885)}
وأخرجه أيضا الشافعي في مسنده وقال: أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب قال سمعت أبي يقول حدثني وائل بن حجر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الحديث {1/ 176}
والثوري ليس من شيوخ الحميدي و الشافعي بل سفيان الذي أخذ عنه الحميدي وكل من كان في الطبقة العاشرة هو ابن عيينة و أما عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة رووا عن الثوري وابن عيينة كما في التهذيب وغيره (تهذيب الكمال 18/ 53) وأما الشافعي فإن كان من التاسعة لم يرو عن الثوري إنما روى عن ابن عيينة فقط.
وأخرجه أيضا البيهقي فقال في آخره: وكذلك رواه الحميدي وغيره عن ابن عيينة {سنن الكبرى للبيهقي 2/ 24}
وهكذا يتبين أن سفيان هذا ليس بالثوري بل هو ابن عيينة
قلت: هذا قول باطل جدا لأن عبد الرزاق وروى عن السفيانين كما في تهذيب الكمال و طبقات الحفاظ وغيره {طبقات الحفاظ 1/ 158 (337) , تهذيب الكمال 18/ 56}
لكن عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة والذين فوقهم من الطبقة الثامنة و السابعة - الذين أدركوا الثوري ورووا عنه - إذا رووا عن سفيان وأطلقوا ولم ينسبوا فالمراد منه الثوري لا ابن عيينة
قال الذهبي: فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري وذلك أبين فمتى رأيت القديم قد روى فقال حدثنا سفيان وأبهم فهو الثوري وهم ****ع وابن مهدي والفريابي وأبي نعيم فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه فأما الذي لم يحلق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس فعليك بمعرفة طبقات الناس [سير أعلام النبلاء 7/ 466]
ويتضح من كلام الذهبي أن سفيان الذي روى عنه عبد الرزاق وأبونعيم فضل بن دكين و محمد بن يوسف الفريابي مبهما هو الثوري وإن رووا عن ابن عيينة بينوا و نسبوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العجب أن عبد الرزاق أخرجه في مصنفه ما لفظه: عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم ..... الحديث. {مصنف عبد الرزاق 2/ 68 (2522)} وهذا ابن حنبل يرويه عن عبد الرزاق و عبد الرزاق يقول عن الثوري وهؤلاء يقولون: لا, لا, ليس الثوري بل ابن عيينة فالعجب كل العجب .............. !!!!
فالحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده وعبد الرزاق في مصنفه هو عن أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي , قال عنه ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، و كان ربما دلس وهويروي هذا الحديث معنعنا وعنعنة المدلس ليس بحجة.
فأجبت عنه: صرح الثوري بالسماع لهذا الحديث عن عاصم بن كليب وهو أيضا في المسند ما لفظه: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم قالا ثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جعل يديه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 318 (18388)}
وفي هذا السند صرح الثوري بالتحديث فرفعت مظنة التدليس. فالحديث صحيح صالح للاحتجاج. -كما لايخفى على من كان له أدنى خبرة بعلم أصول الحديث والتخريج ودراسة الأسانيد ومعرفة الرجال- والله تعالى أعلم.
شبهة ثانية: زعم بعض الناس أن عبد الرزاق خالف فيه الفريابي بأن الفريابي لم يذكر كلمة ’’ ثم سجد ‘‘عن الثوري وذكره عبد الرزاق عن الثوري , وكان الفريابي ملازما للثوري من عبد الرزاق ومنهم الألباني فإنه قال في الصحيحة: قد روى عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب بإسناده المتقدم عن وائل .. فذكر الحديث و الافتراش في جلوسه قال: " ثم أشار بسبابته و وضع الإبهام على الوسطى حلق بها و قبض سائر أصابعه , ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه ". فهذا بظاهره يدل على أن الإشارة كانت في الجلوس بين السجدتين , لقوله بعد أن حكى الإشارة: " ثم سجد .. ". فأقول: نعم قد روى ذلك عبد الرزاق في " مصنفه ", و رواه عنه الإمام أحمد (4/ 317) و الطبراني في " المعجم الكبير " و زعم الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه عليه: " أنه أخرجه الأربعة إلا الترمذي و البيهقي مفرقا في أبواب شتى ". و هو زعم باطل يدل على غفلته عن موجب التحقيق فإن أحد منهم ليس عنده قوله بعد الإشارة: " ثم سجد " , بل هذا مما تفرد به عبد الرزاق عن الثوري , و خالف به محمد بن يوسف الفريابي و كان ملازماللثوري , فلم يذكر السجود المذكور. رواه عنه الطبراني. و قد تابعه عبد الله بن الوليد حدثني سفيان ... به. أخرجه أحمد (4/ 318). و ابن الوليد صدوق ربما أخطأ , فروايته بمتابعة الفريابي له أرجح من رواية عبد الرزاق , و لاسيما و قد ذكروا في ترجمته أن له أحاديث استنكرت عليه , أحدها من روايته عن الثوري , فانظر " تهذيب ابن حجر " و " ميزان الذهبي " , فهذه الزيادة من أوهامه {السلسلة الصحيحة 5/ 309}
فأجبت: أولا ننظر ما هو الحديث الشاذ عند المحدثين , ثانيا هل يطابق عليه تعريف الشاذ فإن وافقت فقولنا سمعنا وأطعنا وإلا فالحديث صحيح صالح للعمل والإحتجاج , وثالثا حكم زيادة الثقة.
أولاً: الحديث الشاذ:
قال النواوي في التقريب: الشاذ هو عند الشافعي وجماعة من علماء الحجاز: ما روى الثقة مخالفا لرواية الناس لا أن يروي ما لا يروي غيره، قال الخليلي: والذي عليه حفاظ الحديث،أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ به ثقة، أو غيره، فما كان عن غير ثقة فمتروك، وما كان عن ثقة توقف فيه ولا يحتج به، وقال الحاكم: هو ما انفرد به ثقة وليس له أصل بمتابع. وما ذكراه مشكل بأفراد العدل الضابط كحديث «إنما الأعمال بالنيات» والنهي عن بيع الولاء وغير ذلك مما في الصحيح، فالصحيح التفصيل: فان كان بتفرده مخالفا أحفظ منه وأضبط، كان شاذا مردودا وإن لم يخالف الراوي، فإن كان عدلا حافظا موثوقا بضبطه كان تفرده صحيحا، وإن لم يوثق بضبطه ولم يبعد عن درجة الضابط كان حسنا، وإن بعد كان شاذا منكرا مردودا، والحاصل أن الشاذ المردود: هو الفرد المخالف والفرد الذي ليس في رواته من الثقة والضبط ما يجبر به تفرده.
فالشاذ: هو مارواه الثقة مخالفا لما رواه الثقات أو أوثق منه. وهو المردود لايصلح للإحتجاج به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: إطلاق تعريف الشاذ على هذا الحديث: اعلم أن الفرق بين رواية الفريابي وعبد الرزاق بأن الفريابي إما ذكر أمر التشهد ولم يذكر أمر الجلوس بين السجدتين وإما ذكر أمر الجلوس بين السجدتين وأبهم ما لفظه: ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى وإذا جلس افترش رجله اليسرى ووضع ذراعيه على فخذيه وأشار بالسبابة. {المعجم الكبير للطبراني 22/ 33 (78)}
و أما عبد الرزاق فذكر أمر الجلوس بين السجدتين وأوضح ما لفظه: أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر يعني استفتح الصلاة ورفع يديه حين كبر ورفع يديه حين ركع ورفع يديه حين قال سمع الله لمن حمده وسجد فوضع يديه حذو أذنيه ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 317 (18379) , مصنف عبد الرزاق 2/ 68 (2522)}
وفي كلا الأمرين لايخالف عبد الرزاق الثوري ولا الثوري عبد الرزاق إما ذكر الفريابي أمرا وعبد الرزاق أمرا أخر وإما ذكرا أمرا واحدا فنقص الفريابي و أتم عبد الرزاق
قال المزى: قال أبو بكر بن أبى خيثمة: سمعت يحيى بن معين و سئل عن أصحاب الثورى، فقال: أما عبد الرزاق، و الفريابى، و عبيد الله بن موسى، و أبو أحمد الزبيرى، و أبو عاصم، و قبيصة و طبقتهم فهم كلهم فى سفيان قريب بعضهم من بعض، و هم دون يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدى، و وكيع، و ابن المبارك، و أبى نعيم. [تهذيب الكمال 18/ 56]
فدرجة الفريابي قريب من درجة عبد الرزاق لكن الفريابي أولى من عبد الرزاق في حديث الثوري كما ذكره ابن حجر فقال: ثقة فاضل، يقال أخطأ فى شىء من حديث سفيان، و هو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق {تقريب التهذيب 1/ 515 (6415)}
لكن لايقتضي هذه الأولوية أن ما لم يذكر الفريابي وذكره عبد الرزاق فهو شاذ كما زعمه بعضهم لأن الفريابي إن كان مقدم من عبد الرزاق – وهذا التقديم ليس من كل الوجوه- لكنه أخطأ في حديث سفيان وإن كان له طول الملازمة معه فيحتمل أن يكون الفريابي قد أخطأ في هذا الحديث أيضا وذكره عبد الرزاق لأن عبد الرزاق إن كان تغير في آخره بعد ما عمي لكن كان قبل ذلك أحفظ من الفريابي ومن المعلوم أن سماع أحمد بن حنبل منه قبل هذه العارضة قبل تمام المائتين من الهجرية كما ذكره السيوطي في الطبقات {طبقات الحفاظ 1/ 158 ,159 (337)}
ويتضح من هذا البحث أن إطلاق تعريف الشاذ على هذا الحديث لايصلح. والله تعالى أعلم.
ثالثاً: حكم زيادة الثقة: يتبين مما سبق أن عبدالرزاق أحد الأعلام , ثقة حافظ مصنف شهير عمى فى آخر عمره فتغير، نقل منه زيادة في حالة صحته مالم يذكره غيره فعلينا أن نعلم ما حكمه
قال ابن جماعة: زيادة الثقة وهي أقسام:
أحدها زيادة تخالف ما رواه الثقات وحكم هذه الرد كما سبق في الشاذ
الثاني زيادة حديث يخالف فيه غيره بشيء أصلا فهذا مقبول ونقل الخطيب اتفاق العلماء عليه
الثالث زيادة لفظة في حديث لم يذكرها سائر من رواه ويمثله بزيادة مالك في حديث الفطرة لفظ من المسلمين ذكر الترمذي أن مالكا تفرد بزيادة قوله من المسلمين وأخذ بهذه غير واحد من الأئمة واحتجوا بها منهم الشافعي وأحمد الترمذي قد وافق مالكا على هذه الزيادة عن ناف عمرو بن نافع والضحاك بن عثمان خرج الأول البخاري والثاني مسلم قال الخطيب مذهب الجمهور من الفقهاء وأهل الحديث أن الزيادة من الثقة مقبولة إذا انفرد بها سواء أكانت من شخص واحد بأن رواه مرة ناقضا ومرة بالزيادة أم كانت من رواه ناقصا خلافا لمن رد ذلك مطلقا من أهل الحديث ولمن ردها منه وقبلها من غيره {المنهل الروي 1/ 58}
فالحاصل أن عبد الرزاق زاد كلمة ’’ ثم سجد ‘‘ وهو ثقة حافظ وزيادة الثقة مقبولة عند المحدثين وأن الثوري سمع من عاصم بن كليب هذا الحديث فكلتا الشبهتين مردودة والحديث صحيح ثابت صالح للعمل قابل للاحتجاج به.
هذا ماعندي والله أعلم بالصواب وهو الموفق وإليه مآب
الراجي إلى مغفرة ربه القاهر
(يُتْبَعُ)
(/)
أبوعبد الرحمن محمد رفيق الطاهر
أستاذ كلية الحديث و علومه بمركز ابن القاسم الإسلامي
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[15 - Nov-2008, مساء 11:20]ـ
هذه نقول عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذه المسألة:
وسئل فضيلة الشيخ: هل ورد حديث صحيح في تحريك السبابة بين السجدتين في الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم، ورد الحديث الذي في صحيح مسلم عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في الصلاة وذكر أنه يشير بإصبعه (1)، وفي لفظ، إذا قعد في التشهد (2). فاللفظ الأول عام، والثاني خاص، والقاعدة أن ذكر الخاص بحكم يوافق العام لا يقتضي التخصيص، ومثال ذلك أن يقول رجل لآخر: أكرم طلبة العلم، ويقول له: أكرم محمداً، ومحمد من طلبة العلم، فهذا لا يقتضي أنه لا يكرم بقية طلبة العلم، وقد نص علماء الأصول على هذا، وذكره الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – في أضواء البيان.
لكن لو قال: أكرم الطلبة، ثم قال: لا تكرم من ينام في الدرس، فهذا يقتضي التخصيص؛ لأنه ذكر بحكم يخالف الحكم العام.
ثم في هذا حديث خاص، رواه الإمام أحمد في مسنده (3) بسند قال فيه صاحب الفتح الرباني: سنده حسن (4)، وقال بعض المحدثين على زاد المعاد (5): سنده صحيح. "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس بين السجدتين قبض أصابعه وأشار بالسبابة".
ومن قال لا يحركها، فنقول له: فماذا يصنع باليد اليمنى؟ إذا قلت يبسطها على الفخذ فنطالبك بالدليل. ولم يرد في الأحاديث أنه كان يبسط يده اليمنى على فخذه، ولو كان يبسطها لبينه الصحابة كما بينوا أنه كان يبسط يده اليسرى على الفخذ اليسرى. فهذه ثلاثة أدلة.
529 وسئل فضيلة الشيخ: عن حكم تحريك السبابة حال الدعاء بين السجدتين في الصلاة؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أنه سنة، لحديث وائل بن حجر (6) في مسند الإمام أحمد، وقد صححه من المتقدمين ابن خزيمة، وابن حبان (7)، ومن المتأخرين الساعاتي في مسند الإمام أحمد فقد قال عنه: إن سنده جيد، قاله في الفتح الرباني (8)، والأرناؤوط في زاد المعاد (9).
وفيه التصريح بأن وضع اليد اليمنى بين السجدتين كوضعها في التشهد سواء، ولي سلف من أهل العلم وهو ابن القيم – رحمه الله تعالى – في زاد المعاد فقد صرح أن وضع اليدين بين السجدتين كوضعهما في التشهدين.
ثم يقال: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وضع يده اليمنى على فخذه مبسوطة.
أما اليسرى فالسنة في هذا صريحة أنها تبسط على الفخذ أو تلقم الركبة، كل ذلك جائز، وهم صفتان.
لكن يبقى النظر، متى يشير بإصبع اليمنى.
والجواب: الذي بلغني من السنة أنه يشار بها عند الدعاء، فيحركها الإنسان إلى فوق كلما دعا، والمناسبة في ذلك أن الدعاء موجه إلى الله عز وجل؛ والإشارة إلى العلو إشارة إلى الله عز وجل، هذا ما تبين لي في هذه المسألة، والله أعلم.
530 وسئل فضيلة الشيخ: عن دليل مشروعية قبض أصابع اليد اليمنى والإشارة بالسبابة بين السجدتين؟
فأجاب فضيلته بقوله: دليل ذلك عموم حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – فإن في بعض ألفاظه: "إذا قعد في الصلاة أو قعد يدعو" (1)، وكذلك حديث وائل بن حجر الذي رواه الإمام أحمد في مسنده (2)، وجوده صاحب الفتح الرباني قال: إسناده جيد، وكذلك نقول، إذا قلنا لا يقبض بين السجدتين فماذا يصنع باليمنى؟ فإن بسطها فما الدليل؟ لأن البسط ورد في اليسرى، واليمنى ما فيها إلا عموم حديث ابن عمر، وهذا الحديث بخصوصه حديث وائل بن حجر فيؤخذ به، وهذا الحديث وإن كان بعض أهل العلم ضعفه، فيؤخذ به لقوته بشاهد، وهو عموم حديث ابن عمر رضي الله عنهما في بعض ألفاظه.
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه الشيخ المكرم الفاضل: .... حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد: فإليكم إيضاح ما حصل فيه الإشكال في كيفية وضع اليد اليمنى بين السجدتين، فقد دلت السنة على أن وضعها بين السجدتين كوضعها في التشهدين، وأن المصلي يرفع أصبعه يدعو بها، ففي صحيح مسلم 1/ 408 - 409 (1) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – قال: "كان (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى". وفي رواية له: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها"، فقوله: "إذا قعد في الصلاة" عام أو مطلق يتناول كل قعود حتى ما بين السجدتين، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 317 من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر – فذكر الحديث وفيه – فسجد فوضع يديه حذو أذنيه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه (وفي رواية) عقد ثلاثين وحلق واحدة، وأشار بإصبعه السبابة". قال في الفتح الرباني 3/ 147: وسنده جيد. وقال الأرناؤوطان في التعليق على زاد المعاد 1/ 238: وسنده صحيح. وقد رواه بنحوه أبو داود 1/ 219 والنسائي 3/ 30.
وأما ما ورد في بعض ألفاظ حديث ابن عمر في صحيح مسلم: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين وأشار بالسبابة" (2) فإن ذلك لا يقتضي تقييد المطلق؛ لأن ذكر بعض أفراد المطلق بحكم يوافق حكم المطلق غير مقتض للتقييد عند جمهور الأصوليين وهو الحق.
وأما ما ادعاه بعضهم من أن حديث وائل بن حجر شاذ، فغير صحيح؛ لأن الشاذ عند أهل العلم بالحديث ما خالف فيه الثقة من هو أرجح منه، وأين المخالفة في حديث وائل؟! فإنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبسط يده اليمنى على فخذه اليمنى بين السجدتين، فيكون مؤيداً لحديث وائل وشاهداً له.
ولهذا ذهب ابن القيم – رحمه الله – إلى أن ما بين السجدتين كالتشهدين في وضع اليد اليمنى. (زاد المعاد 1/ 238 - تحقيق الأرناؤوطين).
وفي قول ابن عمر – رضي الله عنهما -: "ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها" دليل على أن السبابة ترفع عند الدعاء، وهو يؤيد حديث وائل بن حجر في المسند 4/ 318 "فرأيته يحركها يدعو بها". وعلى هذا يشرع تحريكها عند كل جملة دعائية إشارة على علو من يدعوه وهو الله تعالى، وهذا التحريك أمر زائد على مطلق الإشارة التي جاءت في حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – فإن هذه الإشارة تكون في جميع الجلوس لا حال الدعاء فقط، فيرفعها كأنه يشير إلى شيء، لكن تكون محنية شيئاً يسيراً كما في سنن النسائي 3/ 32 (3).
هذا وأرجو أن يكون فيما كتبته إيضاح للإشكال. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حرر في 2/ 8/1411هـ.
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى الأخ المكرم ... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتابكم الكريم وصل وسرنا صحتكم، والحمد لله على ذلك، تهنئتكم بعيد الفطر لكم منا مثلها ونسأل الله أن يتقبل من الجميع.
تذكرون أنكم تصفحتم (رسالة في الوضوء، والغسل، والصلاة) وأنه لفت نظركم كيفية وضع اليد اليمنى بين السجدتين.
فيا محب إن الذي في الرسالة هو مقتضى ما جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم (1) ص408 تحقيق محمد فؤاد من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: "كان (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى". وفي رواية: "وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها"، وظاهرة أن رفعها للدعاء بها، وهو رفع فوق مطلق الإشارة التي جاءت في الرواية الأولى، وفي حديث ابن الزبير (2)، وعلى هذا فتكون السبابة مرفوعة
(يُتْبَعُ)
(/)
رفع إشارة، فإذا ذكر الجملة الدعائية رفعها زيادة، إشارة إلى علو من دعاه وهو الله تعالى، ويؤيد ذلك حديث وائل بن حجر (3)، "ثم رفع إصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها"، وفي حديث ابن الزبير عند الدارمي: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو هكذا في الصلاة وأشار ابن عيينة بإصبعه". رواه الدارمي (4).
ولم يرد التفريق بين جلوس التشهد، والجلوس بين السجدتين فيما أعلم، ويدل على أنه لا فرق بين الجلستين ما رواه الإمام أحمد في المسند ص317 ج4 من حديث وائل بن حجر قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر" فذكر الحديث، وفيه: "وسجد فوضع يديه حذو أذنيه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع ذارعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته، ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه". وفي رواية: "عقد ثلاثين، وحلق واحدة، وأشار بإصبعه السبابة" وذكر الحديث في الفتح الرباني ترتيب المسند ص147 ج3 وقال: سنده جيد. وقد رواه بنحوه أبو داود (5) وقال فيه: "وقبض اثنتين وحلق حلقة" يعني حلق الإبهام مع الوسطى، وبهذا تبين أن لا فرق بين جلستي التشهد والجلوس بين السجدتين، فأما تقييد الجلوس في بعض روايات حديث ابن عمر بالجلوس للتشهد، فلا ينافي الإطلاق لأن ذكر بعض أفراد المطلق بحكم يطابق حكم المطلق لا يستلزم تقييده، وإن كان قد يقتضيه إذا لم يقم دليل على الإطلاق.
531 وسئل فضيلة الشيخ عن حكم تحريك الإصبع وضم أصابع اليد اليمنى بين السجدتين؟
فأجاب فضيلته بقوله: حكم تحريك الإصبع وضم أصابع اليد بين السجدتين كحكمه في التشهد لما روى مسلم ص408 ج1 (6) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في باب صفة الجلوس في الصلاة، وكيفية وضع اليدين على الفخذين عن عبد الله بن الزبير عن أبيه (1) قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو"، وفي رواية: "إذا قعد في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى وأشار بإصبعه السبابة، ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى، ويلقم كفه اليسرى ركبته". وروي في نفس الصفحة عن ابن عمر – رضي الله عنهما – "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها". ففي حديث الزبير: "إذا قعد يدعو" والقعود بين السجدتين قعود دعاء، وفي حديث ابن عمر "إذا جلس في الصلاة" وهو عام في جميع الجلسات، فيشمل ما بين السجدتين لاسيما وأنه قال: "ورفع إصبعه اليمنى فدعا بها" ويؤيد العموم ما رواه الإمام أحمد في المسند ص317 ج4 عن وائل بن حجر – رضي الله عنه (2) – قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر" فذكر الحديث وفيه: "وسجد فوضع يديه حذو أذنيه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته، ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه". وفي رواية في الصفحة التي تليها: "فحلق حلقة، ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها". قال في الفتح الرباني ص147 ج3 سنده جيد. وفي حديث ابن عمر ووائل دليل على أن تحريك الإصبع يكون عند الدعاء فقط وليس كما فهمه بعض الناس، من كونه يحرك دائماً كالعابث بها، فالإشارة بالإصبع وهي رفعه تكون في كل الجلسة، وأما التحريك فلا يكون إلا حال الدعاء. تقول: "رب اغفر لي". فتحرك. "وارحمني"، فتحرك، وتقول: "السلام عليكم أيها النبي"، فتحرك، "السلام علينا"، فتحرك، "اللهم صل على محمد"، فتحرك، وهكذا.
532 سئل فضيلة الشيخ – وفقه الله تعالى-: ما حكم الإشارة بالسبابة بين السجدتين؟ وما جواب فضيلتكم لمن زعم أن حديث وائل ابن حجر شاذ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب فضيلته بقوله: الإشارة بالسبابة بين السجدتين عند الدعاء مشروع وسنة، وذلك لعموم حديث ابن عمر الثابت في صحيح مسلم (3) في بعض ألفاظه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو حلق بإبهامه والوسطى" وذكر بقية الحديث؛ ولأن في مسند الإمام أحمد (4) من حديث وائل بن حجر "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك بين السجدتين ويشير بها ويحركها"، وهذا الحديث ذكر صاحب الفتح الرباني بأن إسناده جيد، وذكر المعلق على زاد المعاد أن إسناده صحيح (5)، وابن القيم – رحمه الله – ذكره في زاد المعاد جازماً به، وذكر أنه يشرع للمصلي بين السجدتين أن يحلق إبهامه مع الوسطى، ويرفع السبابة ويشير بها عند الدعاء.
ونقول لمن زعم أن هذا الحديث شاذ: آت بالدليل الذي يثبت شذوذ ذلك؟ أين الدليل على أن اليد اليمنى تبسط على الفخذ؟
لا يوجد دليل على ذلك، فإذا لم يكن دليل، وكان لدينا دليل عام، أو دليل خاص بأنها تضم أصابعها كما في التشهد فأين الشذوذ؟
ولو قال قائل: إن عقد الأصابع أمر زائد عن طبيعة الوضع فيحتاج إلى دليل، ولو كان هذا ثابتاً لذكره الصحابة، ولا حاجة لذكر البسط لأنه الأصل.
قلنا: هذا ليس بصحيح، فالصحابة ذكروا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يبسط يده اليسرى على فخذه اليسرى، فلما ذكروا البسط في اليسرى، علم أن ذكر البسط لابد منه، ولو كانت اليد اليمنى تبسط لكان ذكر بسطها في السنة ظاهراً كما كان ذكر بسط اليد اليسرى ظاهراً، والله أعلم.
533 سئل فضيلة الشيخ – وفقه الله تعالى-: ما حكم رفع السبابة بين السجدتين؟
فأجاب فضيلته بقوله: نقول: إن رفع السبابة بين السجدتين مستحب وهو السنة، ودليل ذلك حديث ابن عمر – رضي الله عنهما (1) – في بعض ألفاظه حيث قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة" وذكر قبض الخنصر والبنصر والوسطى والإبهام، ورفع السبابة. وهذا عام، وأما ذكر التشهد في بعض ألفاظ الحديث فهذا لا يقتضي التخصيص؛ لأن في علم الأصول قاعدة مهمة وهي: "أن ذكر بعض أفراد العام بحكم لا يخالف العام لا يقتضي التخصيص، وإنما يقتضي التنصيص على هذا الفرد من إفراد العام فهو مقتض للتنصيص لا للتخصيص". هكذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما إذا قعد يدعو في الصلاة فعل كذا وكذا لا يقتضي قوله "إذا قعد في التشهد" أن يكون مخصصاً لهذا العموم؛ لأنه ذكر هذا الخاص بحكم يوافق العام، ويؤيد ذلك حديث وائل بن حجر عند الإمام أحمد رحمه الله (2) وهو نص صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم سد ثم جلس وذكر قبض الأصابع قال ثم سجد. وقد قال مرتب المسند الساعاتي قال: إن سنده جيد. وقال المعلق على زاد المعاد: إن سنده صحيح، وابن القيم – رحمه الله – مشى على ذلك في زاد المعاد، وذكر أنه بين السجدتين يقبض كما يقبض في التشهد.
ثم نقول ثالثاً: لم يرد في السنة أن اليد اليمنى تبسط على الفخذ أبداً، ومن وجد في السنة أن اليد اليمنى تبسط على الفخذ بين السجدتين فليسعفنا به؛ لأننا نعتقد الآن أنه ليس في السنة ما يدل على أن اليد اليمنى تبسط على الفخذ اليمنى، لا في التشهد، ولا بين السجدتين، وإذا لم يكن هناك دليل على أنها تبسط بقيت على الحالة الموصوفة وهي أنها تقبض. والله أعلم.
534 وسئل فضيلة الشيخ: هل هناك أدلة شرعية على تحريك الإصبع في الجلسة بين السجدتين؟
فأجاب بقوله: نعم، هناك أدلة شرعية، كل الأدلة التي أثبت بها من اثبت تحريك الأصابع في التشهد فإنه يدخل فيها الجلوس بين السجدتين، فحديث عبد الله بن الزبير، وحديث عبد الله بن عمر (3) في إثبات الإشارة يقول: "إذا قعد يدعو أشار بإصبعه" هذا لفظ حديث عبد الله بن الزبير. ومعلوم أننا لو سألناكم جميعاً ما هي القعدة التي فيها الدعاء، هل هي التشهد أو الجلوس بين السجدتين أو التشهد وحده أو هما جميعاً؟ والجواب: هما جميعاً. كل الجلستين محل للدعاء، بل إن الجلسة بين السجدتين ليس فيها إلا دعاء، بينما الجلوس في التشهد فيه تشهد ودعاء. فعلى هذا يكون دخول الجلسة بين السجدتين دخولاً أولياً في الإشارة بالإصبع وقبض الخنصر والبنصر، والتحليق بالإبهام مع الوسطى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه قد روى الإمام أحمد (4) من حديث وائل بن حجر حديثاً صريحاً في ذلك حيث ذكر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكر أنه يسجد، ثم يقعد ويقبض الخنصر والبنصر، ويحلق بالإبهام والوسطى، ويشير بسبابته، ثم يسجد ثم يصنع في صلاته كذلك ما بقي. وهذا الحديث قال صاحب الفتح الرباني في ترتيب المسند إن إسناده جيد، وذكر الأرناؤوط الذي علق على زاد المعاد: أن سنده صحيح (1). وابن القيم ذكر ذلك أيضاً في زاد المعاد. وعلى هذا فالذي ينبغي للإنسان أن يصنع في الجلسة بين السجدتين كما يصنع في التشهد. والفقهاء فرقوا بينهما فقالوا: إذا جلس بين السجدتين فإنه يبسط أصابع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأما في التشهد فإنه يقبض الخنصر والبنصر، ويحلق الإبهام مع الوسطى، ويشير بالسبابة. لكن مقتضى السنة هو ما ذكرنا من قبل.
فإن قيل: هل يحرك في جلسة الاستراحة؟ قلنا: لا يحركها لأن جلسة الاستراحة ليس فيها دعاء، والحديث يقول: "إذا قعد في الصلاة حرك إصبعه يدعو بها".
وعلى هذا فالتحريك في الدعاء فقط، أما تحريكها كما يفعل بعض الناس الذين يحركون دائماً كأنهم يلعبون بأصابعهم، فهذا ليس من السنة، إنما يحرك الإنسان إصبعه يدعو به، كلما قال مثلاً: "رب اغفر لي"، رفعه، "وارحمني"، رفعه، لأنه يدعو من في السماء تبارك وتعالى، فيشير، أما تحريكها سواء يحركها بتدوير أو بغير تدوير دائماً فهذا من العبث الذي تنزه الصلاة عنه.
535 سئل فضيلة الشيخ: نرى بعض الإخوان يرفع إصبعه أثناء التشهد، أو في الجلسة بين السجدتين، فهل لهذا أصل؟ وكذلك هل يرفع الإصبع عند النطق بالشهادة؟
فأجاب فضيلته بقوله: قلنا من قبل إنه يقبض الخنصر والبنصر والإبهام والوسطى، أو يحلق الإبهام مع الوسطى، وتبقى السبابة مفتوحة، لكنها عند الدعاء تحرك.
أما التشهد فقد ذكر الفقهاء أنه يشير بها أيضاً عند التشهد لكن قيل: إن الأحاديث الواردة في هذا ضعيفة، فالله أعلم لا أعلم عنها الآن.
رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
"بحث حول كيفية وضع اليد اليمنى على الفخذ بين السجدتين"
حديث وائل بن حجر الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 317 من طريق عبد الرزاق صريح في ذلك، وسياقه: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر – يعني استفتح الصلاة – ورفع يديه حين كبر ورفع يديه حين قال: سمع الله لمن حمده، وسجد فوضع يديه حذو أذنيه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه".
وأخرجه من حديث عبد الصمد قال: حدثنا زائدة قال: حدثنا عاصم بن كليب، ثم تم السند إلى وائل أنه قال: "لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي، قال: فنظرت إليه قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى، والرسغ، والساعد، ثم قال لما أراد أن يركع رفع يديه مثلها، ووضع يديه على ركبتيه، ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلها، ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه ثم قعد فافترش رجله اليسرى فوضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم قبض بين أصابعه لحلق حلقة، ثم رفع إصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها".
وهذا صريح في أن هذه القعدة هي القعدة التي بين السجدتين؛ لأنه قال: "ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلها ثم سجد ... ثم قعد فافترش رجله اليسرى ... " إلخ. وهل هذه القعدة إلا قعدة ما بين السجدتين؟!
وأخرجه أيضاً من حديث أسود بن عامر قال: حدثنا زهير بن معاوية عن عاصم بن كليب به، ولفظه أن وائل بن حجر قال: "قلت لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي"، وذكر الحديث، وفيه قال بعد ذكر الرفع من الركوع، "ثم سجد فوضع يديه حذاء أذنيه، ثم قعد فافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على ركبته اليسرى فخذه – في صفة عاصم – ثم وضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، وقبض ثلاثاً، وحلق حلقة، ثم رأيته يقول هكذا" وأشار زهير بسبابته الأولى وقبض إصبعين، وحلق الإبهام على السبابة الثانية.
وظاهر هذا اللفظ أو صريحه كسابقيه في أن القبض والإشارة بين السجدتين كما في التشهدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فلا يصح توهيم عبد الرزاق بذكر السجود بعد هذه القعدة؛ لأن ذكره زيادة لا تنافي ما رواه غير بل توافقه كما علم.
ولم أعلم من السنة حديثاً واحداً فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبسط يده اليمنى حين يجلس بين السجدتين، ولا وجدت ذلك عن الصحابة.
وما رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثاً وخمسين وأشار بالسبابة" (1) فإنه لا ينافي حديث وائل، ولا يبطله لاختلاف الموضعين على أن حديث ابن عمر رضي الله عنهما قد رواه مسلم بلفظ الإطلاق: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها" (1) وفي لفظ آخر: "وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى" (2).
فقد روى مسلم هذا الحديث بثلاثة ألفاظ: اثنان مطلقان والثالث مقيد بالتشهد، ولا منافاة أيضاً لدخول المقيد في المطلق، ولم يرد في السنة التفريق بين الجلوس بين السجدتين والتشهدين.
وقد قال البنا في ترتيب مسند الإمام أحمد 3/ 149 عن حديث وائل بن حجر: سنده جيد. وقال الأرناؤوط في حاشية زاد المعاد 1/ 238: سنده صحيح.
وكلام ابن القيم – رحمه الله – لا غبار عليه في ذلك، والنسبة إليه صحيحة وهذا نص عبارته قال 1/ 322: ثم كان يكبر ويخر ساجداً ولا يرفع يديه، وساق كلاماً كثيراً ثم قال 1/ 338 فصل: ثم كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه مكبراً غير رافع يديه، ويرفع من السجود رأسه قبل يديه، ثم يجلس مفترشاً، يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب اليمنى. وذكر النسائي عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: "من سنة الصلاة أن ينصب القدم اليمنى واستقباله بأصابعها القبلة والجلوس على اليسرى" (3) ولم يحفظ عنه في هذا الموضع جلسة غير هذه. وكان يضع يديه على فخذيه يجعل مرفقه على فخذه، وطرف يده على ركبته ويقبض ثنتين من أصابعه، ويحلق حلقة، ثم يرفع إصبعه يدعو بها ويحركها، هكذا قال وائل بن حجر عنه. إلى أن قال 339: ثم كان يقول (بين السجدتين) رب اغفر لي ... إلخ وكان هديه إطالة هذا الركن بقدر السجود، وهكذا الثابت عنه في جميع الأحاديث انتهى المقصود منه.
والمقوس عليه بين السجدتين هو هكذا في الأصل وهو محذوف في نسخ أخرى.
وهذا صريح في إثباته القبض والتحريك بين السجدتين فإن قوله: "وكان يضع يديه على فخذيه" إلخ. إما أن يكون حاكماً به مستدلاً عليه بحديث وائل كما هو الظاهر من عبارته هنا وفي كثير من عباراته كما قال هنا: ثم كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي إلخ. هكذا ذكره ابن عباس – رضي الله عنهما (4) -، وذكر حذيفة (5) أنه كان يقول: رب اغفر لي رب اغفر لي.
وإما أن يكون حاكياً له عن وائل مخبراً به عنه.
فإن كان حاكماً به مستدلاً عليه بقول وائل فنسبة القول به إليه واضحة.
وإن كان حاكياً مخبراً فمن البعيد أن يجزم به عن وائل، ثم يكون المراد به أن يتعقبه لأنه – أي وائلاً – صحابي عدل مقبول الخبر فلا يمكن أن يجزم ابن القيم بما قاله بقصد تعقبه، وإنما يريد ابن القيم بقوله هذا: دفع حديث أبي داود عن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهما – "أنه كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها" (6) حيث قال: فهذه الزيادة في صحتها نظر، ثم قال بعد ذلك: وأيضاً فليس في حديث أبي داود أن هذا كان في الصلاة، وأيضاً لو كان في الصلاة لكان نافياً، وحديث وائل مثبتاً وهو مقدم وهو حديث صحيح ذكره أبو حاتم في صحيحه (7). انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
536 وسئل فضيلة الشيخ – أعلى الله درجته في المهديين-: عن الحكمة من تحريك الإصبع في الصلاة، وكيفية التحريك، وما صحة استدلال بعض العلماء بحديث عائشة – رضي الله عنها – في صحيح مسلم: "عندما أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه" (1) على تحريك الإصبع يميناً وشمالاً، وعن تضعيف بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان يشير بإصبعه إذا دعا، لا يحركها" (2)، وما معنى حديث: "لهي أشد على الشيطان من الحديد – يعني السبابة-" (3) وما حكم الدعاء في السجود وإذا كان طول السجود يتعب المصلي؟ أفتونا وفقكم الله وجزاكم خيراً؟
فأجاب فضيلته بقوله: تحريك الإصبع في الصلاة من أسفل إلى أعلى إشارة إلى علو من يدعوه وهو الله تعالى، وأما الحديث الذي ذكرت فلا يدل على ما ذهب إليه بعضهم من التحريك يميناً وشمالاً في الصلاة بل ربما يدل على عكس ذلك لأننا نهينا أن نتشبه بالبهائم.
وأما تضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحركها فيحتاج إلى مراجعة سبب الضعف الذي وصفه به من ضعفه.
وأما كون الإشارة بها أشد على الشيطان من الحديد، فالظاهر والله أعلم أن معناه أشد من الطعن بالحديد.
وأما الدعاء في السجود: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الرجوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" (4).
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (5).
وعلى هذا فإن الساجد أقرب ما يكون إلى ربه، واقرب ما يكون من الإجابة وأحرى ما يكون بها، فينبغي بعد أن يسبح التسبيح الواجب والمستحب أن يكثر من الدعاء بما شاء من أمور الدنيا والآخرة، ومن أجمع الدعاء وأفضله أن يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).
والأفضل أن يطيل المرء الدعاء في صلاة الليل، كما ينبغي أن تكون الصلاة متجانسة متفقة، إذا أطال فيها الركوع أطال القيام بعد الركوع، وأطال السجود، وأطال الجلسة بين السجدتين لقول البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال: "كان ركوع النبي صلى الله عليه وسلم وسجوده، وإذا رفع رأسه من الركوع وبين السجدتين قريباً من السواء" (6). فهذا هو الأفضل الذي ينبغي.
أما إذا كان الأمر يتعبك فإنك تدعو الله بما تستطيع ولا تكلف نفسك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالعمل بما نطيق فقال: "عليكم بالعمل بما تطيقون" (7) ونهى أن يكلف الإنسان نفسه ويتعبها بالعمل، فإن النفس إذا تعبت كلت وملت، وأما إذا يسر الإنسان على نفسه وأعطاها من العمل ما تقدر عليه فإنه ينصرف منه وهو أشد ما يكون فيه حباً وأسلم عاقبة. والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه مسلم في المساجد باب 21 - صفة الجلوس في الصلاة 1/ 408 ح114 (580).
(2) الموضع السابق ح115.
(3) يأتي ص196.
(4) الفتح الرباني 3/ 147.
(5) زاد المعاد 1/ 231.
(6) انظر ص195.
(7) رواه ابن خزيمة في الصلاة باب وضع اليدين على الركبتين في التشهد وتحريك السبابة عند الإشارة بها 1/ 714 وصحح الألباني إسناده في تعليقه على ابن خزيمة، وابن حبان 5/ 170 (1860) "الإحسان".
(8) الفتح الرباني 4/ 14.
(9) زاد المعاد 1/ 231 أو 1/ 238.
(1) رواه مسلم في المساجد باب 21 - صفة الجلوس في الصلاة 1/ 408 ح114 و 115 (580).
(2) المسند 4/ 318.
(1) رواه مسلم وتقدم في ص194.
(2) رواه مسلم وتقدم في ص194.
(3) سنن النسائي في الافتتاح باب موضع اليمين من الشمال في الصلاة 2/ 463 ح (888). وفي السهو باب: موضع المرفقين 3/ 42 (1264).
(1) في المساجد باب 21 - صفة الجلوس في الصلاة 1/ 408 ح114 و 115 (580).
(2) رواه مسلم في الموضع السابق ح112 (579).
(3) تقدم تخريجه ص196.
(4) في الصلاة/ باب صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5) في الصلاة/ باب رفع اليدين في الصلاة (726).
(6) في المساجد عن ابن عمر ح114 و 115 (580).
(1) رواه مسلم أيضاً ح112 و 113 (579).
(2) تقدم تخريجه ص196.
(3) رواه مسلم في المساجد ح114 و 115 (580).
(4) المسند 4/ 317 وتقدم تخريجه ص196.
(5) الفتح الرباني 4/ 14، وزاد المعاد 1/ 231.
(1) رواه مسلم في المساجد ح114 و 115 (580) وتقدم ص194.
(2) المسند 4/ 317 ورواه غيره أيضاً راجع ص196.
(3) رواهما مسلم في المساجد باب 21 - صفة الجلوس في الصلاة وحديث ابن الزبير برقم 112 و 113 (579) وحديث ابن عمر 114 و 115 و 116 (580).
(4) المسند 4/ 317 وتقدم ص196.
(1) راجع زاد المعاد 1/ 231.
(1) رواه مسلم في المساجد باب 21 – صفة الجلوس في الصلاة ... 1/ 408 ح115 (580).
(1) المرجع السابق ح114 (580).
(2) المرجع السابق ح116 (580).
(3) رواه النسائي في التطبيق باب الاستقبال بأطراف أصابع القدم القبلة (1157)، والحديث عند البخاري بالمعنى في الأذان باب سنة الجلوس في التشهد (827).
(4) روى حديث ابن عباس وفيه: "رب اغفر لي وارحمني وعافني ... " أبو داود في الصلاة باب الدعاء بين السجدتين (850) ورواه الترمذي في الصلاة باب ما يقول بين السجدتين (284)، ورواه ابن ماجة في إقامة الصلاة باب ما يقول بين السجدتين (898).
(5) رواه أبو داود في الصلاة باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده (874)، ورواه النسائي في التطبيق (الصلاة) باب الدعاء بين السجدتين (1144)، ورواه ابن ماجة في إقامة الصلاة باب ما يقول بين السجدتين (897).
(6) رواه أبو داود في الصلاة باب الإشارة في التشهد ح (989).
(7) الإحسان 5/ 170 (1860).
(1) رواه مسلم في فضائل الصحابة باب 34 - فضائل حسان 4/ 1935 ح157 (2490)، رواه في أثناء حديث.
(2) تقدم تخريجه ص211.
(3) رواه أحمد 2/ 119.
(4) رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود (482).
(5) رواه مسلم في الصلاة، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود (479).
(6) تقدم تخريجه ص162.
(7) رواه البخاري في الإيمان (43) ومسلم في صلاة المسافرين (782).(/)
عقدة الصوابية المطلقة
ـ[الهجرة]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 09:40]ـ
كثيرًا ما ينتابنا شعور بأن ما توصلنا إليه، أو نشأنا عليه، أو اخترناه وأخذنا به من آراء، أو تصورات، أو أقوال، أو مواقف خاصة منها أو عامة، دينية منها أو دنيوية هو الصواب الخالص الذي لا صواب غيره، وهو الحق المحض الذي كل الخطأ واحتمالاته في سواه. وليس هذا شعورًا نجده فيما لا يقبل نقاشًا ولا يحتمل نظرًا من المسلَّمات والثوابت التي تتربع على طود من الحجج الداحضة والبراهين الساطعة والأدلة القاطعة، بل إن ذلك يحصل في أمور مشتبهة ملتبسة وخبايا في الزوايا لا يتبين فيها الصواب إلا للأفراد والأفذاذ ممن صحت قصودهم، ورسخت علومهم، وطالت دربتهم، ونفذت بصائرهم، وقد يكون الحق في كثير منها مقسومًا بين المختلفين.
وهذا المسلك المشين في التعاطي مع القضايا الخاصة منها أو العامة، الدينية منها أو الدنيوية، المصيرية وغيرها إنما هو نتاج خليط من سوء الخصال، وعشى البصائر، وصلف النفوس المنبثق عن الجهل والظلم.
أيها الأحبة، إن تلمس بواعث هذا الشعور مما يساعدنا في علاجه والحد من آثاره. فمن أبرز مكونات هذا الشعور وبواعثه:
*قلة الفقه وضحالة العلم. فإنه كلما رسخت قدم المرء في العلم اتسع أفقه، واستنارت بصيرته. فرسوخ العلم من أعظم الركائز التي تثمر الاعتذار للمخالف وسعة الصدر به.
قال يحيى بن سعيد: "ما برح المفتون يُستفتَوْن، فيحل هذا، ويحرم هذا، فلا يرى المحرِّم أن المحلل هلك لتحليله، ولا يرى المحلل أن المحرِّم هلك لتحريمه".
*ومن أبرز مكونات هذا الشعور وبواعثه: انحصار المرء في دائرة بيئة مغلقة، أو مذهب ضيق، أو قول واحد يمنعه من تصور الاختلاف والتنوع في الأقوال والآراء فضلًا عن أن يظن صوابًا في غير ما هو عليه، فيفقد بذلك المعرفة بمراتب المسائل ومنازلها المتفق عليه منها والمختلف فيه، ما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ. ولما كان العلم بالخلاف بالغ الأثر في اتزان النفوس وفقهها ومعرفة التعامل معه؛ فقد اعتنى السلف الصالح-رحمهم الله- بذلك اعتناءً ظاهرًا.
قال سعيد بن جبير-رحمه الله-: "من علم اختلاف الناس فقد فَقِه". وقال أيضًا: "أعلم الناس أعلمهم بالاختلاف". وقال قتادة: قال لي سعيد بن المسيب: "ما رأيت أحدًا أسأل عما يختلف فيه منك! قلت: إنما يسأل من يعقل عما يختلف فيه، فأما ما لا يختلف فيه فلِمَ نسأل عنه".
*ومن المكونات البارزة للشعور بالصوابية المطلقة: كِبْرَ النفوس وعلوِّها وظنها أنه تملك الحق المطلق، فالكِبْر يورث النفس الإعجاب بما يكون منها من قول أو رأي أو عمل، فيعظم كل ذلك في عينه حتى يعمى عن فضل غيره وصوابه، فالقول ما قال والصواب ما رأى، وما أشبه حاله بما قص الله من قول فرعون لقومه: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29]. ولقد كان سلفنا الصالح أبعد ما يكونون عن الكبر والإعجاب، فكان أحدهم لا يُبعد احتمال صواب قول مخالفه فيما يسوغ فيه الخلاف من مسائل الاجتهاد ومطارح الآراء، فمن القول المشهور عن غير ما واحد منهم: "قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".
بل الأمر أبعد من ذلك فقد نقل عن الشافعي-رحمه الله-أنه قال: "ما ناظرت أحدًا إلا قلت: اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه, فإن كان الحق معي اتبعني، وإن كان الحق معه اتبعته". وقال أيضًا: "ما ناظرت أحدًا فأحببت أن يخطئ". ولقد كان بين الليث بن سعد عالم مصر وبين الإمام مالك عالم أهل المدينة خلاف في مسائل من العلم عديدة، فكتب إليه الليث في بعض ذلك، وختم تلك المناقشات بقوله: "وأنا أحب توفيق الله إياك وطول بقائك; لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة, وما أخاف من الضيعة إذا ذهب مثلك مع استئناسي بمكانك, وإن نأت الدار; فهذه منزلتك عندي ورأيي فيك فاستيقنه, ولا تترك الكتاب إلي بخبرك وحالك وحال ولدك وأهلك وحاجة إن كانت لك أو لأحد يوصل بك, فإني أسر بذلك".
وأمثلة هذا في سيرهم وأخبارهم كثيرة.
أيها الأحبة، إن حظًا كبيرًا مما نعيشه اليوم من الفوضى في جوانب عديدة من حياتنا العلمية والعملية الخاصة والعامة ناشئ عن فرط ثقتنا بأنفسنا وشعورنا بالصوابية المطلقة وأننا مصيبون دائمًا، وأن الخطأ أبعد عنا من زحل. وبذلك بَعُدَت الشقة بيننا وبين ما أمرنا الله به من العدل والإحسان في مثل قوله-تبارك وتعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ ... } [النحل:90]، واتسم كثير من علاقاتنا بالحدة في الرأي، والعنف في التعامل مع مخالفينا في الدقيق والجليل، وضاقت مساحة طلب العذر والاعتذار للمخالف، ورحبت ساحة إساءة الظن بمخالفينا بل بمن لم يظهر وفاقنا ولو لم يخالفنا، وصار بيننا في صغير المسائل ما قد لا يجوز أن يجري في كبيرها.
فهل من وقفة تأمل ونظرة علاج عسى أن يرأب الصدع ويجتمع الصف؟ اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوهناء]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 10:54]ـ
بارك الله فيك أخي،،، نعم الطرح والله ...
ومن باب المزحة: يروى أن أحدهم قال لم أتبن رأيا خاطئا في حياتي .. فقالوا له راجع نفسك أخي،، فرد آه نعم آسف: لقد ناظرت مرة شخصا على ظن مني أني على خطأ ثم تبين العكس .....
الله نسألك الهدى والسداد والتوفيق .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..(/)
جئتكم من بلد الإسراء .. إخوتي النبلاء .. بأعظم الأنباء
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 01:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم من ذلت له الرقاب .. وخضعت له الجباه .. وسجدت له الصخور والجبال .. عليه نتوكل .. بعد الصلاة على الحبيب المبجل .. عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم السلام ثم أما بعد ..
جئتكم من بلد الإسراء .. إخوتي النبلاء .. بأعظم الأنباء
نبأ لو وزع هوله على أهل قرية لكفاهم
نبأ لو نزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
نبأ لو كانت العقول سليمة
لذابت منه هيبة وخوفا ووجلا وحياءً
نبأ لو أن القلب سليم لتفطر أيما تفطر من عظمه
نبأ يندى له الجبين
ألا إني قد جئتكم بنبأ عظيم
فهل أنتم مستمعون أم كغيركم معرضون؟ ّ!
جلسة صحاب
كغيرها من الجلسات .. حديث ومسامرات
البعض يخبر فوائد وآخر يخبر سفاهات
لكنك تصبر وتقول: لعل الله يهدي بنا قلب مؤمنات حائرات
حتى قاطعت حديثنا بحسرة ونبرة حزينة
قالت: عدت البارحة قبل صلاة المغرب بخمس دقائق – وكانت خارج المنزل –
ثم أكملت .. وفاتني المسلسل
وبنبرة فاخرة وبهجة كبيرة: لكنني شهدت آخر خمس دقائق منه
- وأوردت ما استطاعت اقتطافه من تلك الدقائق -
قلت لها متعجبة: والصلاة .. أما صليت؟ ّ!
قالت: لا شأن لي أريد أن أدرك المسلسل
آخر خمس دقائق
فواعجباه .. وادهشتاه .. واحسرتاه
يقول جل شأنه وعلا قدره:
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} مريم (59)
لو كان لديهم عقول لفهموا معناها
وبكوا على أنفسهم حتى تجف المدامع .. ولا يشفي ذلك حسرة القلب
من عظم ما فعلوا واستهانوا وضحكوا واستخفوا
فأين عقولكم يا أمة الإسلام
أتضيعون الصلاة وأنتم أفقر ما تكونون لها
بالله ما لكم غيرها؟
الذي لا يصلي الصلاة المفروضة تريد منه أن يقوم الليل
أم تريده أن يصوم نافلة وهو يستهين بالفريضة
فما السبيل للنجاة إذا بربكم؟؟!!
فأوااه .. أوااه .. أوااه منكم يا من تستهينون بشرع الله
يا من تستخفون بفريضة كتبها الله
أوااه منكم يا من باتت قلوبكم كالحجارة بل أشد قسوة
لكن .. أيا إخوة الإسلام
أما لنا من وقفة .. جادة .. نحاسب فيها نفسنا
نتوب .. وما أدراك ما التوبة
فتأتيك البشارة بعد تلك الآية مباشرة فيقول الله عز وجل فيها:
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} مريم (60)
يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا
فسارع أيها المنذب الفقير العاصي
قبل فوات الأوان
سارع قبل أن يتحجر قلبك فلا ينفع حينها الندم
الصلاة .. وما أدراك ما الصلاة
http://download.media.islamway.com/lessons/krashed//325-Alsalaah.mp3 (http://download.media.islamway.com/lessons/krashed//325-Alsalaah.mp3)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 06:50]ـ
للرفع
نصرة لإخواننا في فلسطين.
ولم أقرأ شيء.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 04:26]ـ
جزاك الله خيرا، نصحتي ووفيتي ...
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 05:12]ـ
شكر الله لكِ غيرتكِ الطيبة.
اللهم احقن دماء إخواننا في غزة، وفي كل مكان.
اللهم أصلح شباب ونساء المسلمين.
اللهم آمين.(/)
كتبت مقالاً، وأرغب منكم تصويبي إن كان هناك خطأ
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 05:27]ـ
إخواني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن منطلق الاستشارة والتصويب، أرغب منكم الإطلاع على مقالي هذا، وتصويبي إن كان هناك أخطاء أو ملاحظات؛ عله يجد طريقه في النشر مصوباً.
ولاتترددوا في كتابة جميع ملاحظاتكم هنا في العام. أترككم مع المقال________________________ _______________
فلنستخرج خير ما في الآخرين
حتماً كلُ واحدٍ منا لديه من الحسنات والخير ما لديه، ولديه من السيئات والشر ما لديه؛ كلُ ذلك لأن الله تعالى خلقنا بشراً، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم)
إن سلوك البحث عن خير ما في الناس؛ يزيد من ثقتهم بك، ويجعل تعاملهم معك تعاملاً أخوياً؛ مما يشجعهم على فتح قلوبهم لك، وأخذ مشورتك حتى ولو في حياتهم الخاصة؛ وما ذاك إلا أنهم يطمئنون إليك، ويعلمون علماً جيداً بأنك لا تلتفت إلى سيئاتهم؛ وإنما تسعى إلى إصلاح السيئ باستخراج الخير الذي فيهم. فمن باب الخير الذي فيهم؛ تجد لك مدخلاً للتأثير والإصلاح بالتي هي أحسن. فعندما نبحث عن خير ما في الآخرين؛ فسنجد ما يسرنا ويُبهجنا.
بالمقابل؛ إذا لم نسع إلا في البحث عن شر ما في الآخرين؛ فلن نجد إلا كل شر وسوء يسوءنا! وإذا أوجدنا لأنفسنا مداخل ندخل بها على الآخرين من منطلق سيئاتهم؛ فإنهم سيكابرون ويعاندون، وسيرون في أنفسهم أنهم مصيبون؛ فالإنسان بطبعه يكره أن يهاجمه أحدٌ من منطلق سيئاته.
فلنستخرج خير ما في الآخرين؛ وليكن استخراج الخير مفتاحاً لتغيير الشر.
والله تعالى أعلم وأحكم
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالك يتميز بالرفق والحكمة
بالنسبة لكلمة (السيء) << تكتب هكذا والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 07:34]ـ
بالنسبة لكلمة (السيء) << تكتب هكذا والله أعلم.
بل الصواب ما جاء في المقال ((السيئ)) فالهمزة متطرفة وقبلها ياء فترسم على نبرة / ياء. بارك الله فيك، ومنه قول الله تعالى: {استكبارًا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ... } الآية (فاطر/43).
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[08 - Feb-2008, صباحاً 11:22]ـ
إخواني أشكر لكم التوضيح
وأتمنى مشاركة بقية الأخوة
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 03:11]ـ
أحسن الله إليك أستاذنا علي ..(/)
" كيف علاج ضعف الهمة في طلب العلم " للشيخ أبو سليمان الزنتاني
ـ[الصحاري]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح سؤال للشيخ أبو سليمان الزنتاني حفظة الله, في منتديات السنن الاسلامية "اماراتي".
بعنوان: كيف علاج ضعف الهمة في طلب العلم.
سؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقك الله للنشر العلم منهج اهل السنة الذي سار علية العلامة مقبل رحمة الله:
السؤال: كيف علاج ضعف الهمة في طلب العلم ... ؟
وجزك الله خير.
الاجواب: الشيخ أبو سليمان الزنتاني حفظة الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة الموضوع طويل ويحتاج الى محاضرة كاملة لانه يتعلق بالهمة لان من سجايا الاسلام التحلي بكبر الهمةفاذا ضعفت الهمة فعلى الدنيا السلام ولكن اشير باشارات لعلها تعين على الثبات:
اولا: ان تتذكر ان طلب العلم قربة لله تحتاج الى اخلاص.
ثانيا: ان تعلم ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فلا مجال للتراخي والكسل وقد كان الامام الالباني احيانا يعاتبونه على المجهود الكبير الذي يبذله فيقول انني رجل اسابق الموت.
ثالثا: تحديد الهدف حتى تستطيع الوصول اليه فلا يكون طلب العلم مجرد شغل للوقت او للتشهي فقط.
رابعا: ان تحدثك نفسك ان تكون افضل اهل زمانك وهذا لاعيب فيه وسمعت شيخنا مقبل رحمه الله مرارا يقول: كنت اقول لمصطفى العدوي هل تحدثك نفسك ان تكون كالشيخ الالباني فيقول: نفسي تحدثني ان اكون افضل منه.
خامسا: القراءة في سير وتراجم اهل العلم السابقين وكيف تحصلوا على هذا العلم لعل نفسك تشتاق الى ان تكون مثلهم.
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح.
المصدر: http://al-sunn.com/vb/showthread.php?t=327
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 08:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 07:13]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك(/)
بحث نفيس في حكم أكل اللحوم المستوردة للشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 05:29]ـ
نشرت مجلة الدعوة في عددها (697) يوم الاثنين الموافق 26 من جمادى الأولى عام 1399 هـ مقالا حول (اللحوم المستوردة) بقلم فضيلة الشيخ عبد العزيز الناصر الرشيد رئيس هيئة التمييز. نصه:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه. . . أما بعد:
فقد وردت عدة أسئلة عن اللحوم التي ترد في علب ونحوها من
الخارج، فأقدمت على الإجابة، وإن كنت لست أهلا لذلك لقصر باعي، وقلة اطلاعي، فأقول وبالله التوفيق:
قال الله تعالى: سورة المائدة الآية 3 "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " وهذه الآية العظيمة من آخر ما نزل. . تدل على إحاطة الشريعة وكمالها، فلم تحدث حادثة ولن تحدث إلا والشريعة المحمدية قد أوضحت حكمها وبينته، ولم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بين البيان المبين، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: سنن ابن ماجه المقدمة (44)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 126)، سنن الدارمي المقدمة (95). تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك. . . وقال أبو ذر: (ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب جناحيه في الهواء إلا ذكر لنا منه علما. . .) وقال العباس: (ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترك السبيل نهجا) فهذه اللحوم المستوردة من الخارج، والمحفوظة في علب أو نحوها قد بينت الشريعة الإسلامية حكمها غاية البيان، فإن اللحوم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يتحقق أنها من ذبائح أهل الكتاب، فهذه حلال بنص الكتاب والسنة والإجماع، ولم يقل بتحريمها أحد يعتد بخلافه، قال سبحانه: سورة المائدة الآية 5 " وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ".
قال ابن عباس وغيره: طعامهم ذبائحهم، وهذا دون باقي الكفار فإن ذبائحهم لا تحل للمسلمين؛ لأن أهل الكتاب يتدينون بتحريم الذبح لغير الله، فلذلك أبيحت ذبائحهم دون غيرهم، وروى سعيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لا تأكلوا من الذبائح إلا ما ذبح المسلمون وأهل الكتاب)، وفي حديث أنس: مسند أحمد بن حنبل (3/ 211). أن يهوديا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خبز شعير، وإهالة سنخة. رواه أحمد، والإهالة: الودك، والسنخة: المتغيرة، وحديث اليهودية التي أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم الشاة المصلية، وثبت في الصحيح عن عبد الله بن مغفل قال: صحيح البخاري فرض الخمس (3153)، صحيح مسلم الجهاد والسير (1772)، سنن النسائي الضحايا (4435)، سنن أبو داود الجهاد (2702)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 86)، سنن الدارمي السير (2500). أدلي جراب يوم خيبر فاحتضنته، وقلت: لا أعطي اليوم من هذا أحدا، والتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من مزادة مشركة وتوضأ عمر من جرة نصرانية.
القسم الثاني: أن تكون هذه اللحوم من ذبائح غير أهل الكتاب؛ كالمجوس، والهندوس، وعبدة الأوثان، ونحوهم فهذه اللحوم حرام، ولم يقل بإباحتها أحد يعتد به، ولما اشتهر قول أبي ثور بإباحتها أنكره عليه العلماء، فقال الإمام أحمد: أبو ثور كاسمه، وقال إبراهيم الحربي: خرق أبو ثور الإجماع، وكل قول لا يؤيده الدليل لا يعتبر، وليس كل خلاف جاء معتبرا حتى يكون له حظ من النظر.
قال الله سبحانه وتعالى: سورة المائدة الآية 5" وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ " مفهومه: أن غير أهل الكتاب لا تباح ذبائحهم، وروى أحمد بإسناده عن قيس بن السكن الأسدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم نزلتم بفارس من النبط، فإذا اشتريتم لحما فإن كان من يهودي أو نصراني فكلوا، وإن كان من ذبيحة مجوسي فلا تأكلوا، ولأن أهل الكتاب يذكرون اسم الله على ذبائحهم وقرابينهم، كما ذكره ابن كثير وغيره بخلاف غيرهم، والمجوس وإن أخذت منهم الجزية تبعا لأهل الكتاب وإلحاقا بهم فإنهم لا تنكح نساؤهم، ولا تؤكل ذبائحهم، وأما ما يروى موطأ مالك الزكاة (617). سنوا بهم سنة أهل الكتاب فلم يثبت بهذا اللفظ، على أنه لا دليل فيه، إذ
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد: سنوا بهم سنة أهل الكتاب فيما ذكر من أخذ الجزية منهم، ولو سلم بصحة هذا الحديث فعمومه مخصوص بمفهوم هذه الآية: سورة المائدة الآية 5 وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ
القسم الثالث: أن لا يعلم هل هي من ذبائح أهل الكتاب أو غيرهم: فالقواعد الشرعية تقضي بالتحريم، فإن القاعدة الشرعية: أنه إذا اشتبه مباح بمحرم حرم أحدهما بالأصالة والآخر بالاشتباه، والقاعدة الأخرى: إذا اجتمع مبيح وحاظر قدم الحاظر؛ لأنه أحوط وأبعد من الشبهة. والأدلة دلت على البعد عن مواضع الشبهة، كما في الحديث: صحيح البخاري الإيمان (52)، صحيح مسلم المساقاة (1599)، سنن الترمذي البيوع (1205)، سنن النسائي البيوع (4453)، سنن أبو داود البيوع (3329)، سنن ابن ماجه الفتن (3984)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 270)، سنن الدارمي البيوع (2531). الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور متشابهات لا يعرفهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وفي حديث الحسن بن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2518)، سنن النسائي الأشربة (5711)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 200)، سنن الدارمي البيوع (2532). دع ما يريبك إلى ما لا يريبك رواه النسائي والترمذي وصححه، ومما استدلوا به على التحريم في موضع الاشتباه: حديث عدي رضي الله عنه: صحيح البخاري الذبائح والصيد (5476)، صحيح مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1929)، سنن الترمذي الصيد (1470)، سنن النسائي الصيد والذبائح (4269)، سنن أبو داود الصيد (2854)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 256)، سنن الدارمي الصيد (2002). وإذا أرسلت كلبك المعلم فوجدت معه كلبا آخر فلا تأكل، فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره وفي رواية: صحيح البخاري الذبائح والصيد (5486)، صحيح مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1929)، سنن الترمذي الصيد (1470)، سنن النسائي الصيد والذبائح (4263)، سنن أبو داود الصيد (2847)، سنن ابن ماجه الصيد (3208)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 257)، سنن الدارمي الصيد (2002). إذا أرسلت كلبك المعلم فاذكر اسم الله فإن وجدت مع كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل، فإنك لا تدري أيهما قتله متفق عليه.
أما هذه اللحوم فإنها وإن كانت تستورد من بلاد تدعي أنها كتابية فإنها حرام وميتة ونجسة، فلا يجوز بيعها ولا شراؤها، وتحرم قيمتها، كما في الحديث سنن أبو داود البيوع (3488)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 247). إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه وذلك لوجوه عديدة:
أولا: أن هذه الدول في الوقت الحاضر قد نبذت الأديان وخرجت عليها، وكون الشخص يهوديا أو نصرانيا هو بتمسكه بأحكام ذلك الدين، أما إذا تركه ونبذه وراء ظهره فلا يعد كتابيا، والانتساب فقط دون العمل لا ينفع، كما أن المسلم مسلم بتمسكه بدين الإسلام، فإذا تركه فليس بمسلم، ولو كان أبواه مسلمين، فإن مجرد الانتساب لا يفيد. وقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال في نصارى بني تغلب: إنهم لم يأخذوا من دين النصرانية سوى شرب الخمر.
قال الشيخ تقي الدين بن تيمية - رحمه الله - بعد كلام: وكون الرجل كتابيا أو غير كتابي هو حكم يستفيد بنفسه لا بنسبه، فكل من تدين بدين أهل الكتاب فهو منهم، سواء كان أبوه أو جده دخل في دينهم أو لم يدخل، وسواء كان دخوله بعد النسخ والتبديل أو قبل ذلك، وهو المنصوص الصريح عن أحمد وكان بين أصحابه خلاف، وهو الثابت عن الصحابة بلا نزاع بينهم، وذكر الطحاوي أن هذا إجماع قديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أن ذبائح المذكورين الآن إما موقوذة أو مختنقة، والمختنقة التي تخنق فتموت والموقوذة التي تضرب فتموت، وقد قال الله سبحانه وتعالى: سورة المائدة الآية 3 حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وقد تحقق أن هذه الدول الآن تقتل البهيمة إما بواسطة تسليط الكهرباء فتموت خنقا، وإما بضربها بمطرقة في مكان معروف لديهم فتموت حالا وهذا محقق عنهم لا يمتري فيه أحد فقد كتبت عنهم عدة كتابات في هذا الصدد.
فتحقق أن ذبائحهم ما بين منخنقة وموقوذة، وهذه لا يمتري أحد بتحريمها، فقد حرمها الله في كتابه، وقرن تحريمها بتحريم الميتة والخنزير وما أهل به لغير الله، وهذا غاية في التنفير والتحريم فلا يبيحها كون خانقها أو واقذها منتسبا لدين أهل الكتاب.
وقد صرح العلماء: أن من شروط صحة الذبح الآلة، وللآلة شرطان:
أحدهما: أن تكون محددة تقطع، أو تخرق بحدها، لا بثقلها، وفي حديث عدي قال: صحيح البخاري الذبائح والصيد (5475)، صحيح مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1929)، سنن الترمذي الصيد (1471)، سنن النسائي الصيد والذبائح (4274)، سنن ابن ماجه الصيد (3214)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 256). سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صيد المعراض فقال: ما أصاب بحده فكله، وما أصاب بعرضه فهو وقيذ.
والثاني: أن لا تكون سنا ولا ظفرا، فإذا اجتمع هذان الشرطان في شيء حل الذبح به؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: صحيح البخاري الذبائح والصيد (5509)، صحيح مسلم الأضاحي (1968)، سنن النسائي الضحايا (4410)، سنن أبو داود الضحايا (2821). وما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل، ليس السن والظفر متفق عليه.
وقال في [المغني]: وأما (المحل) أي: محل الذبح فالحلق واللبة، وهي الوهدة التي بين أصل العنق والصدر، ولا يجوز الذبح في غير هذا المحل بالإجماع.
الثالث: أن الله أباح ذبائح أهل الكتاب؛ لأنهم يذكرون اسم الله عليها، كما ذكره ابن كثير وغيره، أما الآن فقد تغيرت الحال، فهم ما بين مهمل لذكر الله، فلا يذكرون اسم الله ولا اسم غيره، أو ذاكر لاسم غيره؛ كاسم المسيح، أو العزير، أو مريم، ولا يخفى حكم ما أهل لغير الله به في سياق المحرمات سورة البقرة الآية 173 وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ وفي حديث علي صحيح مسلم الأضاحي (1978)، سنن النسائي الضحايا (4422)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 118). لعن الله من ذبح لغير الله الحديث. رواه مسلم والنسائي، أو ذاكر عليه اسم الله واسم غيره، أو ذابح لغير الله كالذي يذبح للمسيح أو عزير أو باسمهما، فهذا لا يشك مسلم بتحريمه، وأنه مما أهل به لغير الله، وذكر إبراهيم المروذي: أن ما ذبح عند استقبال السلطان تقربا إليه أفتى أهل بخارى بتحريمه؛ لأنه مما أهل لغير الله. اهـ. فمن ذبح للصنم أو لموسى أو لعيسى أو غيرهما فكل هذا حرام، ولا تحل الذبيحة، سواء كان الذابح مسلما أو كافرا، وبعضهم أباح هذه الذبائح مستدلا بقوله: سورة المائدة الآية 5 وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وهذه ذبائحهم، والصحيح: ما ذكرنا؛ لما أشرنا إليه من الأدلة، ولا مخالفة حتى يطلب الجمع، إذ ذبيحة الكتابي مباحة، فلا تباح المنخنقة والموقوذة وما أهل به لغير الله؛ لأن خانقها وواقذها وذابحها من أهل الكتاب.
قال الشيخ تقي الدين بن تيمية بعد كلام في الجمع بين قوله: سورة البقرة الآية 173 وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ وقوله: سورة المائدة الآية 5 وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ قال: والأشبه بالكتاب والسنة ما دل عليه كلام أحمد من الحظر، وإن كان من متأخري أصحابنا من لا يذكر هذه الرواية بحال؛ وذلك لأن قوله: سورة البقرة الآية 173 وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ عموم محفوظ لم تخص منه صورة بخلاف طعام الذين أوتوا الكتاب، فإنه يشرط له الذكاة المبيحة، فلو ذكى الكتابي في غير المحل المشروع لم تبح ذكاته، ولأن غاية الكتابي أن تكون ذكاته كالمسلم، والمسلم لو ذبح لغير
(يُتْبَعُ)
(/)
الله وذبح باسم غير الله لم يبح وإن كان يكفر بذلك، فكذلك الذمي؛ لأن قوله: سورة المائدة الآية 5 وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ سواء، وهم وإن كانوا يستحلون هذا، ونحن لا نستحله، فليس كل ما استحلوه يحل لنا، ولأنه قد تعارض دليلان حاظر ومبيح، فالحاظر أولى أن يقدم، ولأن الذبح لغير الله أو باسم غيره قد علمنا يقينا أنه ليس من دين الأنبياء عليهم السلام - فهو من الشرك الذي قد أحدثوه، فالمعنى الذي لأجله حلت ذبائحهم منتف في هذا، والله أعلم. اهـ.
وأما حكم متروك التسمية فقط عمدا أو سهوا فهذه المسألة الخلاف فيها شهير والحكم ولله الحمد واضح.
الرابع: أن موضوع الذبح الاختياري معروف، وهو في الحلق واللبة، ولا يجوز في غير ذلك إجماعا، وروى سعيد والأثرم عن أبي هريرة قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بديل بن ورقاء يصيح في فجاج مكة: ألا إن الذكاة في الحلق واللبة رواه الدارقطني بإسناد جيد، وروي عن أبي هريرة قال: سنن أبو داود الضحايا (2826)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 289). نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شريطة الشيطان، وهي التي تذبح فتقطع الجلد ولا تفري الأوداج. رواه أبو داود. وروى سعيد في [سننه] عن ابن عباس رضي الله عنهما: إذا أهريق الدم وقطع الودج فكل. إسناده حسن، والودجان: عرقان بالحلقوم، وهذا معدوم في ذبائح المذكورين كما ذكرناه سابقا فلا تحل، قال في [مغني ذوي الأفهام]: الثالث: أن يقطع الحلقوم والمريء بالآلة، فإن خنقها أو عصر رأسها بيده أو ضربها بحجر أو عصا على محل الذبح - لم يحل أكلها.
الخامس: لو فرضنا أنه يوجد في تلك البلدان من يذبح ذبحا شرعيا، ويوجد من يذبح ذبحا آخر كالخنق والوقذ، فلا تحل للاشتباه، كما هي قاعدة الشرع المعروفة، ولحديث عدي المتقدم، قال ابن رجب بعد كلام: وما أصله الحظر؛ كالأبضاع، ولحوم الحيوان فلا تحل إلا بيقين حله من التذكية والعقد، فإن تردد في شيء من ذلك لسبب آخر رجع إلى الأصل فبنى عليه، فما أصله الحرمة بني على التحريم؛ ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الصيد الذي يجد فيه الصائد أثر سهم أو كلب غير كلبه. اهـ.
أما حديث عائشة: أن أناسا يأتوننا باللحم ولا ندري أذكروا اسم الله عليه؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صحيح البخاري البيوع (2057)، سنن النسائي الضحايا (4436)، سنن أبو داود الضحايا (2829)، سنن ابن ماجه الذبائح (3174)، موطأ مالك الذبائح (1054)، سنن الدارمي الأضاحي (1976). سموا الله أنتم وكلوا أخرجه البخاري.
فالجواب: أن هؤلاء مسلمون ولكنهم في الحديث حديث عهدهم بالإسلام، وإنما أشكل هل يسمون أم لا والتسمية سهلة بالنسبة إلى غيرها فإن المذكورين في حديث عائشة مسلمون، والأصل في ذبحهم الإباحة، وكذلك فيما جلب من بلاد المسلمين كان هو معروفا ومصرحا به في كلام أهل العلم.
وهذا آخر ما أردنا إيراده في هذه العجالة.
وصلى الله على سيدنا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
المصدر: موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء
أبحاث هيئة كبار العلماء
http://www.alifta.com/Fatawa/fatawaChapters.aspx?View=Page&PageID=235&PageNo=1&BookID=1
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 06:38]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:37]ـ
وفيك بارك الله , وحفظك الله.
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 11:00]ـ
للرفع رفع الله قدر مشايخنا .. في الدنيا والآخرة.(/)
العَبِيدُ الأَحْرَار:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 12:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العَبِيدُ الأَحْرَار
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1719 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1719)
http://www.rslan.com/images/index/al3abid.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1719)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1719[/ ... ](/)
بشرى: لقاء طلبة العلم مع الشيخ محمد الحسن ولد الددو غداً
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 12:31]ـ
إخواني الكرام
كثيرا ما رأيت في هذا المنتدى وغيره طلبات من طلبة العلم وتساؤلات تتعلق بالمحظرة الموريتانية أو بأساليب طلب العلم ومناهجه أو أسئلة خاصة عن مركز الشيخ محمد الحسن بن الددو أو محظرة خاله محمد سالم ولد عددود ولم تجد كل تلك الأسئلة الحل الكافي ولا الدواء الشافي فأنتهزت الفرصة اليوم عندما التقيت بالشيخ فطلبت منه لقاء في غرفة ظهور العيس فوافق مشكورا على لقاء مباشر مع طلبة العلم يطرحون فيه أسئلتهم ويتفضل الشيخ بالإجابة وحيث إن الغرفة محددودة السعة فإننا سنسجل الإخوة إلى بلوغ 50 طالبا وسنسجل اللقاء كاملا ونرفعه إليكم ومن كان عنده سؤال فيمكن أن يكتبه لنطرحه على الشيخ بغض النظر عما إذا كان صاحبه سيتمكن من الحضور وسيكوون التسجيل في منتدى شذرات شنقيطية ركن ظهور العيس فمن أراد الحضور للقاء غدا على الساعة 9 مساء بتوقيت اكرنتش الساعة صفر بتوقيت مكة المكرمة فليسجل اسمه ونعدكم أن نطرح ما سمح به الوقت من أسئلتكم بعد فرزها وحذف المكرر
http://www.chatharat.com/vb/showthread.php?p=68&posted=1#post68
ـ[فائز الجسور]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 12:32]ـ
أحسن الله بك وزادك الله فضلا.
ـ[البريك]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 05:54]ـ
السلام عليكم .. وأنا إن شاء الله من الحاضرين.
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 04:12]ـ
تم بفضل الله اللقاء مع الشيخ الددو حفظه الله لكن رداءة الشبكة حالت دون اكمال اللقاء وقد بدأ الشيخ بمقدمة عن طلب العلم وفضله ثم استقبل اسئلة المشاركين ورد عليها
ولكن الأهم أن الشيخ الددو قرر أن يكرم غرفة ظهور العيس بلقاء أسبوعي طيلة مقامه في موريتانيا وسيحاول الشيخ البوني الشنقيطي أيضا مع الشيخ النووي أن تكون له مشاركة في الغرفة وسيسعى بحول الله لحصول لقاء مع الشيخ محمد سالم عدود وغيره من علماء شنقيط ونسأل الله التوفيق لما يحبه ويرضاه وأن يعين شيخنا البوني الشنقيطي علي هذا الجهد, وقد تم الاتفاق مع الشيخ حماد الانصاري حفظه الله ليقوم بشرح سلم الطالبين في الايام القادمة ان شاء الله علما بان غرفة ظهور العيس الصوتية يقام عليها هذه الايام دورة في اصول الفقه وهي شرح مرتقى الوصول الى علم الاصول للشيخ البوني الشنقيطي ودورة اخرى وهي شرح ألفية بن مالك في النحو و الصرف مع طرة ابن بونا للشيخ سيداتي بن أحمد جكن الجكني حفظه الله
وباب التسجيل مفتوح لمن يريد التسجيل
وساقوم باذن الله بإرفاق محاضرة الشيخ الددو قريبا
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:07]ـ
وقد تم الاتفاق مع الشيخ حماد الانصاري
اعتذر فقد اخطأت بالاسم
اقصد الشيخ حمادِ بن أحمدُّ بن سيدِ الجكني الشنقيطي
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 06:33]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المعلومة الطيبة.
أخي هذه غرفة العيس، كيف أصل إليها؟
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:31]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المعلومة الطيبة.
أخي هذه غرفة العيس، كيف أصل إليها؟
تفضل اخي
ركن غرفة ظهور العيس ( http://www.chatharat.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:34]ـ
حمل محاضرة الشيخ الددو على غرفة ظهور العيس
المقدمة ( http://www.chatharat.com/download/dadoo/ddaw1-mougadima.rm)
الاسئلة ( http://www.chatharat.com/download/dadoo/ddaw1%20asilah.rm)
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 03:52]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(/)
تنبيه المقلد لما في إحياء يوم الحب للقس فالانتين من المفاسد
ـ[ابو البراء]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 12:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"تنبيه المقلد لما في إحياء يوم الحب للقس فالانتين من المفاسد "
الحمد لله العلي التواب، والصلاة والسلام على من أرسله الكريم الوهاب، ثم أما بعد: مع مطلع شهر فبراير الإفرانجي من كل عام ميلادي تتهيأ العديد من دول الغرب ومن شايعهم من مقلديهم للاستعداد لما أسموه بعيد الحب المزعوم ابتهاجا وسرورا لاستقباله أحسن استقبال، فيصبغون العواصم، والأماكن العامة والمدن والحياء الشهيرة باللون الأحمر والملابس الحمراء والهدايا الحمراء والورود الحمراء وكل ما يجذب النظر بهذا اللون المعتبر عندهم ... في هذا اليوم، و لقد طغت المادية على نفوس أكثر أهل زماننا فأفسدت القلوب والعقول، فأعمتها حتى أصبحت لا تعقل الخير من الشر والحق من الباطل فباتت خاوية من العواطف والحب الحنان لهذا خصصوا للحب يوما يمجدونه ويقدسونه فيه، وإن عيد الحب المزعوم ما هو في الحقيقة إلا وثن يعبد من دون الله لأن الله تعالى يقول: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} وهو كذلك نصب تذكاري للحب صنعه رجال الكنيسة ليذكرهم بالحب الذي مات في قلوبهم وانعدمت ضمائرهم منه وإلا كيف يتركون أولياءهم ويعيشون في الشوارع كالبهائم، ويتركون الشيوخ والعجائز في دار المسنين والعجزة، ويتخلون عن عواطفهم بدعوى "عيش حياتك"، وهذا العيد يحيونه مرة في السنة كما صنعوا مع عيد الأم لما تخلو عنها و وجدوا أنفسهم أنهم ضيعوها، ورموها من دون شفقة ولا رحمة بعيدة عنهم، ولقد صارت قلوبهم قاسية كما أخبرنا الله تعالى: {فهي كالحجارة أو أشد قسوة}، ثم يقيمون مجالس الصراخ والبكاء والعويل على ما ضيعوا، وهم في الحقيقة أصبحوا كالبهائم يركضون وراء كل مال وشهوة، فما هي معاني الحب عند الغرب: يوم واحد في السنة؟ فهم يظنون أنهم يكفرون عن خطيئتهم بفعلهم هذا، وهذا هو قدر الحب عندهم للأم والزوجة والأولاد، فهكذا يصنع الغرب بالأم والأهل عندهم! وكذا المفتونون بالغرب ورجالهم وأعيادهم، وكأن الغرب جاء بما لم يأت به الأولون من رجال ملتنا، وكأننا من قبل معرفة عيد حبهم لم نكن نعرف للأم فضلا ولا قدرا، ولا للزوجة محبة ولا مودة ولا حنانا، وكأن الأم لم تكن تحملها أفئدتنا، وتدفئها أحضاننا، وتحوطها رعايتنا طول العمر، فلذلك نحن محتاجون أن نقلد الغرب تقليدا أعمى، ونصنع كما يصنعون بلا مخالفة في كل صغيرة وكبيرة، ولقد روجت وسائل الإعلام لعيد الحب ترويجا هائلا بدعوى: " إنه الحب ... إنه عيد المحبة والأحبة ... فالدنيا بدونه ظلام دامس، والحياة بدونه عدم ... و قد كنا قبله في عداد الأموات ... فهيا أعلنوا عيد الحب ... ولا تتأخروا في الإحتفال به ... ، وأبشروا وبشروا به في ناحية وبلد ... ، فما أجمل عيد الحب ... وما أجمل المتحبين ... ! وقد ظهر ارتباط يوم الفالانتاين بالحب والرومانسية لأول مرة في الأعمال الأدبية - حسب علمنا – في عام 1382 في شعر " جيوفري تشوسر" برلمان الحمقى "، حيث يقول فيه: " وكان هذا في عيد القديس فالانتاين، حين يأتي كل طائر ليختار حبيب له ... " فهذه هي عقيدة الصليبين في عيد حبهم، و قد كتبت هذه القصيدة تكريما للملك ريتشارد الثاني ملك انجلترا، في عيد خطوبته الأول ل:" آن حاكمة بوهيميا "، وقد ارتبط زواجهما بتوقيع معاهدة بينهما، وبالفعل تزوجا بعد ثمانية أشهر وكان ريتشارد وقتها عنده ثلاثة عشر أو أربعة عشر عاما، و آن كانت في الرابعة عشر من عمرها ... ، فيا رجال الغرب نحن المسلمون لا يزال الحب موجودا في قلوبنا حيا لم يمت لأنه مرتبط بحقيقة المودة والحنان، ولكنه حب غير الذي يعرفه الغرب عشق باطل ومودة مزيفة ومحبة مخدوعة وعطف مغشوش، فالحب عندنا رحمة نحملها في القلوب، ونحيا به ونموت عليه لأنه من عند الله تعالى، والحب عندهم هم نزوة عابرة، وشهوة غابرة، ونفسية هابطة، فشتان في الحقيقة بين الحبين أمرين! ويوجد اختلاف كثير حول أصل هذا العيد المزعوم عند العشاق، فحسب الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال به عبارة عن تكريم لضحايا حربهم، وقيل بسبب قس في روما أو أسقف قتل في القرن الثالث، وقيل قتل في شمال أفريقيا، ولا يوجد ربط تاريخي دقيق بين القديس " فلنتاين" وعيد حبهم، وفي القرن التاسع عشر الميلادي تم التبرع برفات القديس فلنتاين إلى كنيسة في " دبلن" في ايرلندا التي أصبحت محجة للناس في 14 فبراير، وأما في سنة 1969 م ألغت الكنيسة يوم القديس فالنتن من تقويمها، وهناك أعتقاد عند أكثرهم أن عيدهم هذا بدأ في القرن الرابع عشر في إنجلترا وفرنسا، ثم انتقل عبر قنوات المحبين إلى سائر أقطار الأرض فاعتبر يا مسلم ...
و كتبه
عبد الفتاح زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1476(/)
ليس من كلام الامام ابن تيمية رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 06:43]ـ
اسمع كثيرا من طلبة العلم ان الامام ابن تيمية هو الذي قال هذه العبارةوليس الامركذلك
قال رحمه الله في مجموع الفتاوى (((و َلِهَذَا قِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً؛ وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً. وَيُقَالُ: الدُّنْيَا تَدُومُ مَعَ الْعَدْلِ وَالْكُفْرِ وَلَا تَدُومُ مَعَ الظُّلْمِ وَالْإِسْلَامِ))
فكما هواضح من كلامه (ولهذا قيل) والله اعلم
ـ[ابو عمر السلفي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 09:54]ـ
هذا القول قاله شيخ الإسلام مقراً له فيجوز نسبته إليه من هذه الجهة , والله اعلم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 02:55]ـ
وفقك الله أخي الكريم.
أظن أن الأولى أن تقول تصحيح ما ينسب خطأً لشيخ الإسلام؛ وبين العبارتين فرقٌ كما لا يخفاك.
إلا أن تكون العبارة فعلاً خاطئة عندك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:42]ـ
شكرا لكما و. بارك الله فيكما ...(/)
سؤالين: الهاتف النقال .......... تلقيم الأظافر ......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أسماء]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول: القهاتف النقال و خدماته المجانية .........
عند إقتنائك الهاتف النقال .... و تشترك بأي بأي شركة اتصالات
يقدمون لك خدمات مجانية متعددة
مثلا:
*يضاعف المبلغ عند تعبئة الهاتف النقال.
* مساجات يوما
* مكالمات بسعر أقل
* تقديم هداية ........ أو ......... مبالغ مالية قيمة.
فما حكم الشرع في مثل هذه الهداية المجانية ... ؟؟؟؟
و هل يجوز إستغلالها ... ؟؟؟
و جزاكم الله كل خير.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 01:36]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة، جزاك الله خيرًا.
وهذه الخدمات المجانية ملك للشركة وهي تقدمها كنوع من الدعاية وتتنازل عنها بمحض اختيارها، فلا حرج في استغلالها والانتفاع بها، بارك الله فيك.
إلا أن يكون اشتبه عليك الأمر لسبب معين، فأرجو بيانه، أما بناء على الصورة التي وردت في السؤال فلا إشكال في الانتفاع بهذه الهدايا المجانية بارك الله فيك.
ـ[أسماء]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 07:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء فضيلة الشيخ علي أحمد عبد الباقي
و الحمد لله أكتفي بهذه الإجابة
و بارك الله فيك
ـ[أسماء]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 09:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ حفظك الله.
يقال عند تقليم الأظافر يستحسن رمي الأظافر في التراب.
هل هذا صحيح ..... ؟
و لماذا .... ؟
و جزاك الله عنا كل خير
ـ[نجيب]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 09:32]ـ
السؤال: بارك الله فيكم المستمعة فاطمة من السودان تقول ماذا يفعل الإنسان بالشعر المتساقط أو الأظافر هل يتم حرقها أم وضعها في التراب أرجو بهذا إفادة؟
الجواب
الشيخ: ذهب بعض أهل العلم أنه ينبغي للإنسان أن يدفن ما يزيل عن نفسه من شعر وظفر واستدلوا لذلك بفعل الصحابة رضي الله عنهم فإن تيسر هذا فذاك وإن لم يتيسر فلا بأس أن يضعه في أي مكان كان.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1261.shtml
السؤال: جزاكم الله خيرا تقول عندما أقصر من شعري أو أظافري أضع ذلك في كيس النفايات ما حكم ذلك؟
الجواب
الشيخ: لا أرى في هذا بأسا ومن العلماء من قال ينبغي أن يدفن ذلك لفعل بعض الصحابة رضي الله عنهم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_5126.shtml
http://www.binothaimeen.com/allimages/top-1.gif
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 08:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الثاني:
فضيلة الشيخ حفظك الله.
يقال عند تقليم الأظافر يستحسن رمي الأظافر في التراب.
هل هذا صحيح ..... ؟
و لماذا .... ؟
و جزاك الله عنا كل خير
بارك الله فيكِ أختنا، وشكر الله لأخينا نجيب ما كتب.
رويت أحاديث في دفن الأظفار والشعر، ولا يصح منها شيء من ذلك ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن وائل بن حجر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن الشعر والأظفار.
وهو حديث ضعيف كما سبق.
ومنها ما رواه العقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادفنوا الأظفار والشعر والدم فإنها ميتة.
وهو حديث ضعيف أيضًا.
لكن ذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى استحباب دفن الظفر والشعر.
وقد نقل ابن قدامة في المغني (1/ 119) عن مهنا قال: سألت أحمد عن الرجل يأخذ من شعره وأظفاره أيدفنه أم يلقيه؟ قال: يدفنه، قلت: بلغك فيه شيء؟ قال: كان ابن عمر يدفنه.
فالأولى بالإنسان أن لا يلقي هذه الأشياء وأن يدفنها لكن إن لم يتمكن من دفنها فلا شيء عليه لعدم صحة ما يوجب ذلك والله أعلم.
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 02:05]ـ
جزاكم الله خيرا
وفي فتح الباري للحافظ ابن حجر: (وفي سؤالات مهنا عن أحمد قلت له يأخذ من شعره وأظفاره أيدفنه أم يلقيه قال يدفنه قلت بلغك فيه شيء قال كان بن عمر يدفنه وروى أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بدفن الشعر والأظفار وقال لا يتلعب به سحرة بني آدم قلت وهذا الحديث أخرجه البيهقي من حديث وائل بن حجر نحوه وقد استحب أصحابنا دفنها لكونها أجزاء من الآدمي) اهـ.
ـ[أسماء]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي نجيب و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب
فالأولى بالإنسان أن لا يلقي هذه الأشياء وأن يدفنها لكن إن لم يتمكن من دفنها فلا شيء عليه لعدم صحة ما يوجب ذلك والله أعلم.
فضيلة الشيخ جزاك الله كل خير على الجواب القيم بارك الله فيك و لا حرمك الأجر و الثواب
تقول: رويت أحاديث في دفن الأظفار والشعر، ولا يصح منها شيء من ذلك ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن وائل بن حجر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن الشعر والأظفار.
وهو حديث ضعيف كما سبق.
هل هذا هو الحديث ضعيف لأخي الفاضل عبد الله الميموني
فتح الباري للحافظ ابن حجر: (وفي سؤالات مهنا عن أحمد قلت له يأخذ من شعره وأظفاره أيدفنه أم يلقيه قال يدفنه قلت بلغك فيه شيء قال كان بن عمر يدفنه وروى أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بدفن الشعر والأظفار وقال لا يتلعب به سحرة بني آدم قلت وهذا الحديث أخرجه البيهقي من حديث وائل بن حجر نحوه وقد استحب أصحابنا دفنها لكونها أجزاء من الآدمي) اهـ.
و جزاك الله كل خير
أخي الفاضل عبد الله الميموني بارك الله فيك على الإضافة الطيبة
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 07:48]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه النقولات الطيبة
ـ[أسماء]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي حمدان الجزائري على مرورك الطيب
و بارك الله فيك ...
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 09:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيمة.
ـ[أسماء]ــــــــ[26 - May-2008, مساء 09:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخ أبو فردوس على مرورك الطيب
و للفائدة أكثر أحب أضيف هذه المعلومات القيمة ... منقول من موضوع: بعض الأحاديث والقصص المنتشرة في الإنترنت وغيره وبيان حكم العلماء والمشايخ عليها ... للأخ عبدالله السني بارك الله فيك و في جهده القيم
يقول البعض أن رمي الشعر والأظافر يكلف صاحبهما بأكلهما يوم القيامة؛ ويقول البعض الآخر (يا تراب اشهد يوم الحساب) وذلك عند دفن الأظافر بعد تقليمها؛ وغير ذلك من الأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطفات من فتاوى نور على الدرب الصوتية للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وغفر له:
1 - السؤال:
هل صحيح قول من يقول أن رمي الشعر والأظافر يكلف صاحبهما بأكلهما يوم القيامة؟
الجواب:
لا نعلم لهذا أصلاً ولا حرج في إلقاء قلامة الأظفار والشعر في القمامة أو في أي مكان أو دفنها في الأرض.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/7479
2- السؤال:
حكم قول (يا تراب اشهد يوم الحساب) وذلك عند دفن الأظافر بعد تقليمها؟
الجواب:
هذا لا أصل له، فلو رميت الأظافر في الأرض أو مع القمامة فلا حرج أما دفنها في الأرض وقول ياتراب اشهد يوم الحساب هذا لا أصل له بل هذا من البدع.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/7484
3 - السؤال:
هل صحيح قول من يقول بعد قص الأظافر لا بد من دفنها وقراءة القرآن عليها؟
الجواب:
هذا شيء لا أصل له إذا قص الإنسان أظفاره يرميها ولا بأس ولا حاجة لدفنها ولا قراءة القرآن عليها كل هذا خرافة.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/7487
والله المستعان وعليه التكلان.(/)
التوازن والإنجاز في حياة الشيخ بكر أبو زيد
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 01:32]ـ
التوازن والإنجاز في حياة الشيخ بكر أبو زيد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي يوم الثلاثاء الخامس من شهر الله المحرم لعام 1429 هـ فقدت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها ومجاهدا من مجاهديها بقلمه وكتبه، ولقد شهدت جنازته جموع غفيرة، نسأل الله أن يخلف الأمة خيرا.
وإن المتأمل لسيرة العلامة المتفنن الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ليجد فيها مثالاً حيا للتوازن والإنجاز، وهذه الصفة من الأهمية بمكان خاصة في هذا الزمان، فمع صورٍ شاهدة لهذا:
- ففي مجال الحياة العامة: نجد الشيخ ممن تزوج وأنجب وأثمر أبناء صالحين -نسأل الله تعالى ذلك-.
- كما أن الشيخ ممن تدرّج في السلك التعليمي حتى حصل درجة العالمية العالية (الدكتوراه)، ويُذكر أن من نصائح الشيخ ألا يبدأ طالب العلم بالنشر إلا بعد هذه الدرجة، والشيخ تخرج عام 1387/ 1388 هـ من كلية الشريعة بالرياض (منتسبا) وكان ترتيبه الأول، وكان في عام 1384 هـ قد انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أميناً للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
- وفي مجال العمل الإداري: فإن الشيخ منذ سلوكه المجال الوظيفي ما زال يتنقل من منصب إلى آخر؛ فعمل أميناً للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية عام 1384 هـ، ثم اختير للقضاء بعد تخرجه من الجامعة عام 1387/ 1388 هـ، ودرّس في المسجد النبوي قرابة العشر سنوات، ثم صار إماما وخطيبا في المسجد النبوي، ثم اختير وكيلاً لوزارة العدل، ثم اختير عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء، ثم عمل رئيسا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي؛ مع عضويته في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، مع مشاركاته في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل وخارج المملكة، ودرس في المعهد العالي للقضاء وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض = كل هذا مع إنتاج الشيخ المتميز والمحرر في كافة عطاءاته.
- وفي مجال التأليف بشكل خاص: نجد أن للشيخ مشاركة في مجالات عدة -تحقيقاً كان أو تأليفا- فله مشاركة في العقيدة والحديث والفقه وخاصة النوازل والدعوة والفكر واللغة والسلوك والأدب والتاريخ والأنساب والمعارف العامة، وما زالت بعض كتب الشيخ مخطوطة لم تطبع حتى الآن، كل هذا مع إبداع علمي يمتاز بالاستقراء والتقصي، فلم يطغ فن على آخر، فله في كل بستان زهرة.
- ومن الأشياء التي تميز بها الشيخ: رعايته للعمل العلمي الجماعي من خلال إصدار آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشنقيطي.
- مشاريع العمر عند الشيخ بكر أبو زيد: ومع هذا العطاء المتدفق والمتنوع إلا أن للشيخ مشاريعاً بذل نفسه ووفّر جهده وحياته له؛ ومما أمكن الوقوف عليه -مما نص الشيخ عليه- مشروع: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل)، طبع منه الجزء الأول، فقد قال عنه: "أما بعد: فهذا كتاب أُراه من (مشاريع العُمر) سميته: (التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل) " ا. هـ. [التأصيل، ص7].
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرفع درجة الشيخ في المهديين ويعلي ذكره في الغابرين وأن يخلف الأمة خيراً، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 07:26]ـ
نسأل الله أن يرحم شيخنا بكر ..
و أن يجمعنا به في روضات الجنات ..
شكرا لك أخي / عبدالعزيز بن حمد
و بارك الله فيك
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 08:16]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ الكريم، و رحم الله الشيخ بكراً و نفع بما خلفه من كتب و علم ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 10:26]ـ
ففي يوم الثلاثاء الخامس من شهر الله المحرم لعام 1429 هـ فقدت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها ومجاهدا من مجاهديها بقلمه وكتبه، ولقد شهدت جنازته جموع غفيرة، نسأل الله أن يخلف الأمة خيرا.
الشيخ ـ رحمه الله ـ توفي يوم الثلاثاء 28 محرم 1429هـ ...
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 07:36]ـ
فعلا خطأ مطبعي فادح .. ! -ربما من هول المصيبة-
جزاك الله خيرا أخي (فريد المرادي) على التنبيه.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 04:20]ـ
رحمه الله رحمة واسعة(/)
من يحبه الله سبحانه وتعالى من خلال كتابه العزيز القرآن الكريم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 10:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من يحبه الله سبحانه وتعالى من خلال كتابه العزيز القرآن الكريم.
الحمد لله تعالى، الصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذه دعوة لتأمل كتاب الله تعالى العزيز، والتفكر في آياته العظيمة الكريمة، من خلال عرض الآيات التي أشارت إلى من يحبه سبحانه و تعالى مع بيان معانيها بشكل مختصر غير مخل بالمعنى.
وإليكم مقدمة بسيطة قبل أن أبدأ في عرض الآيات:
قال القرطبي:
والحب الخابية، فارسي معرب، والجمع حباب وحببة، حكاه الجوهري.
قال ابن عرفة: المحبة عند العرب إرادة الشئ على قصد له.
وقال الأزهري: محبة العبد لله ورسول طاعته لهما واتباعه أمرهما، قال الله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني ".
ومحبة الله للعباد إنعامه عليهم بالغفران، قال الله تعالى: " إن الله لا يحب الكافرين " [آل عمران: 32] أي لا يغفر لهم.
وقال سهل بن عبد الله: علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة، وعلامة حب الله وحب القرآن وحب النبي وحب السنة حب الآخرة، وعلامة حب الآخرة أن يجب نفسه، وعلامة حب نفسه أن يبغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا ألا يأخذ منها إلا الزاد والبلغة." أهـ
وقال الرازي في التفسير الكبير:
" محبة الله للعبد أعم درجات الثواب "
وقال:
" محبة الله للعبد محبة منزهة عن ميل الطبع وشهوة النفس بل هي محبة بلا كيف"
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز:
" وحبة الله للعبد أمارتها أن يرى العبد مهديا مسددا ذا قبول في الأرض، فلطف الله بالعبد، ورحمته إياه هي ثمرة محبته، وبهذا النظر يتفسر لفظ المحبة حيث وقعت من كتاب الله عز وجل"
وقال البيضاوي:
" المحبة ميل القلب من الحب استعير لحبة القلب من الحب استعير لحبة القلب ثم اشتق منه الحب؛ لأنه أصابها ورسخ فيها، وحبة العبد لله تعالى إرادة طاعته والاعتناء بتحصيل مراضيه، ومحبة الله للعبد إرادة إكرامه واستعماله في الطاعة وصونه عن المعاصي "
وقال السعدي في تفسيره:
"فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدا يسر له الأسباب، وهون عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد.
ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
كما أن من لازم محبة الله للعبد، أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن الله: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، ولا يزال [عبدي] يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه".
ومن لوازم محبة الله معرفته تعالى، والإكثار من ذكره، فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدا، بل غير موجودة وإن وجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبدا قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل."
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 05:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - ورد في كتاب الله العزيز أنه سبحانه يحب: {الْمُحْسِنِينَ}
لكن قبل أن أبدأ في عرض الآيات، لابد من تعريف للإحسان:
أولا:
الإحسان
حقيقته - فضله - طرقه
للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعال.
الإحسان في اللغة: ضد الإساءة, وهو مصدر أحسن إذا أتى بما هو حسن, وفي الاصطلاح: الإتيان بالمطلوب شرعا على وجه حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أوضح صلى الله عليه وسلم الإحسان في حديث جبريل عليه السلام المشهور حين سأله عن الإسلام و الإيمان فأجابه عن كل منهما, وكان جوابه عند ما سأله عن الإحسان أن قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك", فقد بيّن صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي رواه مسلم معنى الإحسان: وهو أن يفعل الإنسان ما تعبده الله به كأنه واقف بين يدي الله, وذلك يستلزم تمام الخشية والإنابة إليه سبحانه, ويستلزم الإتيان بالعبادة على وفق الخطة التي رسمها رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد ضمّن صلى الله عليه وسلم جوابه عن الإحسان بيان السبب الحافز على الإحسان لمن لم يبلغ هذه الدرجة العالية, والمنزلة الرفيعة, ألا وهو: تذكير فاعل العبادة بأن الله مطلع عليه, لا يخفى عليه شيء من أفعاله, وسيجازيه على ذلك, إن خيرا فخير, وإن شرا فشر, ولا شك أن العاقل إذا تذكر أن الله رقيب عليه أحسن عمله, رغبة فيما عند الله من الثواب للمحسنين, و خوفا من العقاب الذي أعده للمسيئين {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
فضل الإحسان:
ولمزيد عناية الإسلام بالإحسان و عظيم منزلته نوه سبحانه بفضله, و أخبر في كتابه العزيز أنه يحب المحسنين, وأنه معهم, وكفى بذلك فضلا وشرفا, فقال سبحانه: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} , وقال: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقال: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} , وقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
جزاء المحسنين:
ومن رحمة الله وفضله أن جعل الجزاء من جنس العمل, ومن ذلك أنه جعل ثواب الإحسان إحسانا كما قال: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ} , فمن أحسن عمله أحسن الله جزاءه, وقد أوضح الله سبحانه في كتابه العزيز جزاء المحسنين, وأنه أعظم جزاء و أكمله, فقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} , وهذه الآية فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رواه مسلم عن صهيب رضي الله عنه بأن الحسنى: الجنة, والزيادة: النظر إلى وجه الله عز وجل, ولا يخفى ما بين هذا الجزاء وذلك العمل الذي هو الإحسان من المناسبة؛ فالمحسنون الذين عبدوا الله كأنهم يرون جزاءهم على ذلك العمل النظر إليه عيانا في الآخرة, وعلى العكس من ذلك الكفار الذين طبعوا على قلوبهم فلم تكن محلا لخشيته و مراقبته في الدنيا, فعاقبهم الله على ذلك بأن حجبهم عن رؤيته في الآخرة كما قال تعالى: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} , وكما أنّ جزاء الذين أحسنوا الحسنى؛ فإن عاقبة الذين أساءوا السوأى كما قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ}. ومما ذكره الله في جزاء المحسنين قوله: {وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} , وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ} الآية, وقوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ, جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} الآية, وقوله: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} , وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} الآية, وقوله: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} , وقوله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} , إلى غير ذلك من الآيات.
طرق الإحسان:
(يُتْبَعُ)
(/)
والإحسان مطلوب في العبادات والمعاملات فأي عبادة افترضها الله على العبد فإن عليه أن يأتي بها على الوجه الذي رضيه سبحانه من إخلاصها له و موافقتها لشريعة نبيه صلى الله عليه وسلم, وكما أن الإنسان يحب لنفسه أن يعامله غيره معاملة حسنة, فإن عليه أن يحسن إلى غيره, ويعامله بمثل ما يحب أن يعامل به هو, ذلك بسلوك طرق الإحسان التي نتعرض لبعضها فيما يلي على سبيل الاختصار:
1 - الإحسان بالنفع البدني: وذلك بأن يجود ببذل ما يستطيعه من القوة البدنية في تحصيل المصالح ودفع المفاسد, فيمنع الظالم من الظلم, و يميط الأذى عن الطريق مثلا, وهذه الطريق هي التي عناها صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث المتفق عليه: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس, تصلح بين اثنين صدقة, وتعين الرجل في دابته, فتحمله عليها صدقة, أو ترفع عليها متاعه صدقة, و الكلمة الطيبة صدقة, وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة, و تميط الأذى عن الطريق صدقة".
2 - الإحسان بالمال:ومن وسّع الله عليه الرزق, وآتاه المال؛ فإنّ عليه أن يشكر الله على ذلك بصرفه في الطرق التي شرعها, فيقضي الحاجة, ويواسي المنكوب, ويفك الأسير, ويقري الضيف, ويطعم الجائع تحقيقا لقوله سبحانه: {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}.
3 - الإحسان بالجاه:
وإذا لم يتمكّن المؤمن من قضاء حاجة أخيه وإيصال النفع إليه, فعليه أن يكون عوناً له في سبيل تحصيلها, وذلك بالسعي معه لدى من يستطيع ذلك, إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم, وامتثالا لأمره, فقد شفع صلى الله عليه وسلم لمغيث لدى زوجته بريرة رضي الله عنها, وأمر أصحابه بالشفاعة فقال: "اشفعوا تأجروا" متفق عليه.
4 - الإحسان بالعلم:
وهذه الطريق مع التي تليها أعظم الطرق و أتمها نفعا؛ لأن هذا الإحسان يؤدي إلى ما فيه سعادة الدنيا والآخرة, وبه يعبد الله على بصيرة, فمن يسر الله له أسباب تحصيل العلم وظفر بشيء منه كانت مسئوليته عظيمة, ولزمه القيام بما يجب للعلم من تعليم الجاهل وإرشاد الحيران, وإفتاء السائل, وغير ذلك من المنافع التي تتعدى إلى الغير.
5 - الإحسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
ولم تكن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير أمة أخرجت للناس إلا بسلوكها تلك الطريق, كما أنّ بني إسرائيل لم يلعن من لعن منهم على لسان أنبيائهم إلا لتخليهم عن ذلك الواجب من عدم اكتراثهم بارتكاب المنكرات, قال الله تعالى في حق هذه الأمة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} , وقال في حق بني إسرائيل: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} , ثم بيّن سبب اللعن بقوله: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ, كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} ولا يحصل المطلوب ويتم النفع إلا إذا كان الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر مؤتمرا بما يأمر به, ومنتهيا عما ينهى عنه, وإلا كان أمره ونهيه وبالاً عليه لقول الله تعالى: {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} , والإحسان إلى الناس بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لا بد أن يكون عن علم؛ لأن الجاهل قد يأمر بما هو منكر, وقد ينهى عما هو معروف, ولا بد أن يجمع إلى العلم الحكمة, ويصبر على ما أصابه, و من الأدلة على هذه الأمور الثلاثة قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} , وقوله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} , وقوله: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}. وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم إنكار المنكر على ثلاث مراتب إن لم تحصل المرتبتان الأوليتان فلا أقل من الثالثة التي هي أضعف الإيمان, كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليُغيِّرهُ بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان".
ثانيا:
وقال الشيخ البريك حفظه الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
الإحسان:الذي ذكر الله فضائله في القرآن الكريم وخصال أهله:
1 - فبين أن إحساننا لنا كما قال: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}.والله غني عن عباده.
2 - وأخبر بمحبته لأهل الإحسان فقال: {ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين}، وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}. وقال: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}. وقال: {فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين}.
3 - وأخبر أن الجنة لهم بل والنظر لوجهه الكريم فقال تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} والزيادة هي النظر لوجهه تعالى كما ثبت في الحديث الصحيح وقال: {ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}.
4 - وأخبر بما لهم في الدنيا والآخرة فقال: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير} وقال: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة}، وقال: {للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم}.وقال: {كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين}، وقال: {خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين}.
5 - وأخبر بمعيته لهم فقال: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
6 - وأخبر أن المحسنين هم المهتدون بالقرآن فقال تعالى: {تلك آيات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين}.
7 - وجعلهم من أهل البشارة فقال: {كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} وقال: {لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين}.
8 - كما أنه سبحانه أمر بالإحسان فقال: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}. وصدق القائل:
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة ... فلن يدوم على الإحسان إمكان.
الإحسان من حيث متعلقه قسمان:
القسم الأول:الإحسان في عبادة الخالق: الإحسان مع الله وفي عبادة الله وهذا قد عرفه وحدد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه في حديث جبريل الطويل وفيه: " قال فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". فهذا الإحسان مع الله وهو المراقبة كما قال: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.إذا فالإحسان في عبادة الخالق هو الجد في القيام بحقوق الله على وجه النصح والتكميل لها.وهذا يشمل الإخلاص له والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وتحتهما كل خير ديني ودنيوي.
القسم الثاني: الإحسان في معاملة الخلق: وينقسم في حكمه إلى واجب ومستحب فالواجب هو القيام معهم بما أوجبه الله عليك لهم كما أمرك به ربك والمستحب هو كما قال البن سعدي رحمه الله: {وهو ما زاد على ذلك من بذل نفع بدني أو مالي أو عملي أو توجيه لخير ديني أو مصلحة دنيوية فكل معروف صدقة وكل ما أدخل السرور على الخلق صدقة وإحسان وكل ما أزال عنهم ما يكرهون ودفع عنهم ما لا يرتضون من قليل أو كثير فهو صدقة وإحسان}. وقال: {فالإحسان: هو بذل جميع المنافع من أي نوع كان لأي مخلوق يكون، ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسن إليهم وحقهم ومقامهم وبحسب الإحسان وعظم موقعه وعظيم نفعه وبحسب إيمان المحسن وإخلاصه والسبب الداعي له إلى ذلك}. (بهجة قلوب الأبرار 236).
1 - إلى الوالدين قال تعالى: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} وقال جل وعلا: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل} فذكر في هذه الآية الكريمة جملة ممن أوجب على عباده الإحسان إليهم وقال جل جلاله: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا}.
2 - و الإحسان لسائر البشر فقال تعالى: {وقولوا للناس حسنا}. فيدخل فيه البر والفاجر وقد روى البخاري في الأدب المفرد بسند بإسناد حسن عن محمد بن علي بن أبي طالب {ابن الحنفية} في قوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} قال: هي مسجلة للبر والفاجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ومنه الإحسان إلى البنات واليتامى فروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان لها فسألتني فلم تجد عندي إلا تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال: " من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار". 4 - ومنه الإحسان للجار كما تقدم في الآية: " والجار ذي القربى " وقد روى البخاري (6018) ومسلم (47) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ". وفي لفظ عند مسلم: " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ". وحسن جواره يكون بثلاثة: كف أذاك عنه وبذل نداك له والصبر على أذيته لك قال الحسن البصري رحمه الله: " ليس حسن الجوار كف الأذى – أي فحسب- حسن الجوار الصبر على الأذى ". الآداب الشرعية (2/ 16).
4 - ومنه الإحسان لجميع الحيوان من البهائم وغيرها والأخص في حالة زهوق الروح كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".وهذا يشمل المقتول سواء من البشر أو من البهائم والحيوان وذلك بعدم الإساءة إليه بمثل المثلة والتعذيب في الذبح. قصص ذات عبرة: أحسنوا فأحسن الله إليهم:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا: يا رسول الله وإن لنا في هذه البهائم لأجراً؟ فقال: " في كل كبدة رطبة أجر". رواه البخاري ومسلم.متفق عليه.
2 - وروى مسلم عن أبي هريرة أيضاً: " أن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حارٍ يُطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فغفر لها". أحسنوا إلى الخلق فأحسن الخالق إليهم وفك ضيقهم: وفي القصة المشهورة الصحيحة في الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر وغيره رضي الله عنهم في خبر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار فانطبقت عليهم الصخرة فما استطاعوا الخروج وعلموا وتيقنوا بضرورة اللجوء إلى الله والتوسل إليه بما يغلب على ظنهم أنهم قد أخلصوا فيه لله تعالى وأحسنوا فيه لعباده فأحدهم توسل: بإحسانه لأبويه ببرهما. والثاني: توسل بإحسانه لقريبته والثالث: توسل بإحسانه إلى أجيره والعامل عنده فوفاه حقه فما كان الجزاء الذي ينتظرهم إلا الإحسان فكان ما كان مما قد عرف واشتهر بفك ضيقهم وتفريج كربتهم. الإحسان من أسباب انشراح الصدر: قال ابن القيم رحمه الله وهو يعدد أسباب انشراح الصدر: (ومنها الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا وأطيبهم نفسا وأنعمهم قلبا والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا وأنكدهم عيشا وأعظمهم هما وغما وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد كلما هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت حتى يجر ثيابه ويعفي أثره وكلما هم البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها ولم تتسع عليه. فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه). (زاد المعاد 2/ 25 - 26). ومن لم يحسن وأساء كانت العاقبة عليه في الدنيا والآخرة: في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. وعوتب نبي كريم في نملة: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها وأمر بها فأحرقت في النار قال: فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة. والإحسان من أعظم منازل تحقيق " إياك نعبد وإياك نستعين ": قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين: (2/ 478 - 479): ومن منازل " إياك نعبد وإياك نستعين " منزلة الإحسان: وهي لب الإيمان وروحه وكماله وهذه المنزلة تجمع جميع المنازل فجميعها منطوية فيها وكل ما قيل من أول الكتاب إلى ههنا فهو من الإحسان. ومن أنواعه: الإحسان إلى من أساء إليك بقول أو فعل كما قال الحق سبحانه: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}. ومن سلك هذا السبيل المبارك وهو الإحسان أحسن الله جزاءه في كل شيء وفي كل الأمور كما قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}. نسأل الله تعالى أن يجعل لنا ولكم الحسنى وزيادة وأن يعيننا على تحقيق هذه الرجة الرفيعة من درجات الإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 07:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات التي ورد فيها أنه سبحانه وتعالى: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
الآية الأولى:
قال تعالى:
{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة:195)
فسر العلامة السعدي – رحمه الله تعالى- الآية الكريمة بقوله:
"يأمر تعالى عباده بالنفقة في سبيله، وهو إخراج الأموال في الطرق الموصلة إلى الله، وهي كل طرق الخير، من صدقة على مسكين، أو قريب، أو إنفاق على من تجب مؤنته.
وأعظم ذلك وأول ما دخل في ذلك الإنفاق في الجهاد في سبيل الله، فإن النفقة فيه جهاد بالمال، وهو فرض كالجهاد بالبدن، وفيها من المصالح العظيمة، الإعانة على تقوية المسلمين، وعلى توهية الشرك وأهله، وعلى إقامة دين الله وإعزازه، فالجهاد في سبيل الله لا يقوم إلا على ساق النفقة، فالنفقة له كالروح، لا يمكن وجوده بدونها، وفي ترك الإنفاق في سبيل الله، إبطال للجهاد، وتسليط للأعداء، وشدة تكالبهم، فيكون قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} كالتعليل لذلك، والإلقاء باليد إلى التهلكة يرجع إلى أمرين: ترك ما أمر به العبد، إذا كان تركه موجبا أو مقاربا لهلاك البدن أو الروح، وفعل ما هو سبب موصل إلى تلف النفس أو الروح، فيدخل تحت ذلك أمور كثيرة، فمن ذلك، ترك الجهاد في سبيل الله، أو النفقة فيه، الموجب لتسلط الأعداء، ومن ذلك تغرير الإنسان بنفسه في مقاتلة أو سفر مخوف، أو محل مسبعة أو حيات، أو يصعد شجرا أو بنيانا خطرا، أو يدخل تحت شيء فيه خطر ونحو ذلك، فهذا ونحوه، ممن ألقى بيده إلى التهلكة.
ومن الإلقاء باليد إلى التهلكة الإقامة على معاصي الله، واليأس من التوبة، ومنها ترك ما أمر الله به من الفرائض، التي في تركها هلاك للروح والدين.
ولما كانت النفقة في سبيل الله نوعا من أنواع الإحسان، أمر بالإحسان عموما فقال: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان، لأنه لم يقيده بشيء دون شيء، فيدخل فيه الإحسان بالمال كما تقدم.
ويدخل فيه الإحسان بالجاه، بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك، الإحسان بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس، من تفريج كرباتهم وإزالة شداتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالهم، وإعانة من يعمل عملا والعمل لمن لا يحسن العمل ونحو ذلك، مما هو من الإحسان الذي أمر الله به، ويدخل في الإحسان أيضا، الإحسان في عبادة الله تعالى، وهو كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك "
فمن اتصف بهذه الصفات، كان من الذين قال الله فيهم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} وكان الله معه يسدده ويرشده ويعينه على كل أموره." أهـ
وعند تأملي لقوله تعالى:
{وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
وذلك لإدراك العلاقة بين قوله تعالى في آخر الآية: {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقوله تعالى في أولها: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} تذكرت التالي:
ورد في سنن الترمذي:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ أَوْ أَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ قَالَ الْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ"
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال المباركفوري:
(قِيلَ: ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَ: الْجِهَادُ سَنَامُ الْعَمَلِ)
وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ: قِيلَ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "، وَهُوَ ظَاهِرٌ. وَأَمَّا رِوَايَةُ التِّرْمِذِيِّ هَذِهِ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ الْجَوَابَ فِيهَا مَحْذُوفٌ وَأُقِيمَ دَلِيلُهُ مَقَامَهُ، وَالتَّقْدِيرُ: قِيلَ ثُمَّ أَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَ " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ سَنَامُ الْعَمَلِ ". هَذَا مَا عِنْدِي وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَسَنَامُ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ." أهـ
وقد أشار العلامة السعدي إلى أن أعظم ما دخل في الإنفاق في سبيل الله الإنفاق في الجهاد في سبيل الله؛ فالجهاد في سبيل الله من أعلى مراتب الإحسان، والإنفاق عليه كذلك؛ لأنه من دون الجهاد لن يكون هناك مجتمع مسلم أصلا لتحصل فيه أنواع الإحسان المختلفة التي لولا وجود هذا المجتمع لما استطاع أحد أن يقوم بها.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 02:37]ـ
ملاحظة لابد منها كانت لابد أن تلحق بالمقدمة:
ورد في كتاب: شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
لمحمد خليل هراس.
"وَقَوْلُهُ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وَقَوْلُهُ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}، وَقَوْلُهُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وَقَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.
تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ إِثْبَاتَ أَفْعَالٍ لَهُ تَعَالَى نَاشِئَةٍ عَنْ صِفَةِ الْمَحَبَّةِ، وَمَحَبَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِبَعْضِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ صِفَةٌ لَهُ قَائِمَةٌ بِهِ، وَهِيَ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ الِاخْتِيَارِيَّةِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَتِهِ، فَهُوَ يُحِبُّ بَعْضَ الْأَشْيَاءِ دُونَ بَعْضٍ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ.
وَيَنْفِي الْأَشَاعِرَةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ صِفَةَ الْمَحَبَّةِ؛ بِدَعْوَى أَنَّهَا تُوهِمُ نَقْصًا؛ إِذِ الْمَحَبَّةُ فِي الْمَخْلُوقِ مَعْنَاهَا مَيْلُهُ إِلَى مَا يُنَاسِبُهُ أَوْ يَسْتَلِذُّهُ.
فَأَمَّا الْأَشَاعِرَةُ؛ فَيُرْجِعُونَهَا إِلَى صِفَةِ الْإِرَادَةِ، فَيَقُولُونَ: إِنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ لَا مَعْنَى لَهَا إِلَّا إِرَادَتُهُ لِإِكْرَامِهِ وَمَثُوبَتِهِ.
وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي صِفَاتِ الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَالْكَرَاهِيَةِ وَالسَّخَطِ؛ كُلُّهَا عِنْدَهُمْ بِمَعْنَى إِرَادَةِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ.
وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ؛ فَلِأَنَّهُمْ لَا يُثْبِتُونَ إِرَادَةً قَائِمَةً بِهِ، فَيُفَسِّرُونَ الْمَحَبَّةَ بِأَنَّهَا نَفْسُ الثَّوَابِ الْوَاجِبِ عِنْدَهُمْ عَلَى اللَّهِ لِهَؤُلَاءِ؛ بِنَاءً عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي وُجُوبِ إِثَابَةِ الْمُطِيعِ وَعِقَابِ الْعَاصِي.
وَيَنْفِي الْأَشَاعِرَةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ صِفَةَ الْمَحَبَّةِ؛ بِدَعْوَى أَنَّهَا تُوهِمُ نَقْصًا؛ إِذِ الْمَحَبَّةُ فِي الْمَخْلُوقِ مَعْنَاهَا مَيْلُهُ إِلَى مَا يُنَاسِبُهُ أَوْ يَسْتَلِذُّهُ.
فَأَمَّا الْأَشَاعِرَةُ؛ فَيُرْجِعُونَهَا إِلَى صِفَةِ الْإِرَادَةِ، فَيَقُولُونَ: إِنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ لِعَبْدِهِ لَا مَعْنَى لَهَا إِلَّا إِرَادَتُهُ لِإِكْرَامِهِ وَمَثُوبَتِهِ.
وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي صِفَاتِ الرِّضَا وَالْغَضَبِ وَالْكَرَاهِيَةِ وَالسَّخَطِ؛ كُلُّهَا عِنْدَهُمْ بِمَعْنَى إِرَادَةِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ.
وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ؛ فَلِأَنَّهُمْ لَا يُثْبِتُونَ إِرَادَةً قَائِمَةً بِهِ، فَيُفَسِّرُونَ الْمَحَبَّةَ بِأَنَّهَا نَفْسُ الثَّوَابِ الْوَاجِبِ عِنْدَهُمْ عَلَى اللَّهِ لِهَؤُلَاءِ؛ بِنَاءً عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي وُجُوبِ إِثَابَةِ الْمُطِيعِ وَعِقَابِ الْعَاصِي.
وَأَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ؛ فَيُثْبِتُونَ الْمَحَبَّةَ صِفَةً حَقِيقِيَّةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ، فَلَا تَقْتَضِي عِنْدَهُمْ نَقْصًا وَلَا تَشْبِيهًا. كَمَا يُثْبِتُونَ لَازِمَ تِلْكَ الْمَحَبَّةِ، وَهِيَ إِرَادَتُهُ سُبْحَانَهُ إِكْرَامَ مَنْ يُحِبُّهُ وَإِثَابَتَهُ.
وَلَيْتَ شِعْرِي بِمَاذَا يُجِيبُ النَّافُونَ لِلْمَحَبَّةِ عَنْ مِثْلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا؛ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَهُ فَمَثِيلُ ذَلِكَ»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ؟!
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُولَى: (وَأَحْسِنُوا) أَمْرٌ بِالْإِحْسَانِ الْعَامِّ فِي كُلِّ شَيْءٍ؛ لَا سِيَّمَا فِي النَّفَقَةِ الْمَأْمُورِ بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، وَالْإِحْسَانُ فِيهَا يَكُونُ بِالْبَذْلِ وَعَدَمِ الْإِمْسَاكِ، أَوْ بِالتَّوَسُّطِ بَيْنَ التَّقْتِيرِ وَالتَّبْذِيرِ، وَهُوَ الْقَوَامُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ.
رَوَى مُسْلِمٌ فِي (صَحِيحِهِ) عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».
وَأَمَّا قَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فَهُوَ تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالْإِحْسَانِ، فَإِنَّهُمْ إِذَا عَلِمُوا أَنَّ الْإِحْسَانَ مُوجِبٌ لِمَحَبَّتِهِ؛ سَارَعُوا إِلَى امْتِثَالِ الْأَمْرِ بِهِ.
وَأَمَّا أَهْلُ الْحَقِّ؛ فَيُثْبِتُونَ الْمَحَبَّةَ صِفَةً حَقِيقِيَّةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ، فَلَا تَقْتَضِي عِنْدَهُمْ نَقْصًا وَلَا تَشْبِيهًا. كَمَا يُثْبِتُونَ لَازِمَ تِلْكَ الْمَحَبَّةِ، وَهِيَ إِرَادَتُهُ سُبْحَانَهُ إِكْرَامَ مَنْ يُحِبُّهُ وَإِثَابَتَهُ.
وهذا هو إعتقادي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 08:58]ـ
الآية الثانية:
قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران:134).
والآية ذكرتني بالأحاديث التالية:
ورد في صحيح مسلم:
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ... ".
وورد في سنن الترمذي:
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ"
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ وَأُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ:
أَنَّهُ وَصَفَ "حُسْنَ الْخُلُقِ" فَقَالَ هُوَ بَسْطُ الْوَجْهِ وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَكَفُّ الْأَذَى.
فالآية تتحدث عن الإحسان إلى الخلق.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وأما الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق؟ فقيل في تفسيره: بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
وقد أورد القرطبي القصة التالية في معرض تفسيره للآية السابقة، وهي:
"وروي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاي، استعمل قول الله تعالى: " والكاظمين الغيظ ".
قال لها: قد فعلت.
فقالت: أعمل بما بعده " والعافين عن الناس ".
فقال: قد عفوت عنك.
فقالت الجارية: " والله يحب المحسنين ".
قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى."
لكن لابد للمتأمل في هذه القصة أن يتفكر في ما قاله الشيخ ابن عثيمين حيث قال:
" لكن أحيانا الإنسان يغضب ويعبس، فنقول: هذا لسبب، وقد يكون من الإحسان إذا كان سببا لصلاح الحال.
ولهذا؛ إذا رجمنا الزاني أو جلدناه؛ فهو إحسان إليه."
والله أعلم وأحكم.(/)
ترك هدي الكفار والتشبه من المقاصد التي جاء بها القرآن الكريم وفصلها النبي الكريم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 09:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود وأحمد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم، وإذا كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم). اقتضاء الصراط المستقيم ص83
فتبين من ذلك أن ترك هدي الكفار والتشبه بهم في أعمالهم وأقوالهم وأهوائهم من المقاصد والغايات التي أسسها وجاء بها القرآن الكريم وفصلها النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - لأمته.
وهذا باب واسع نذكر منه نتفاً قليلة لتكون على بصيرة وتقف على أهمية هذا الأمر وخطورته، حيث أنه لم يقتصر على العادات، بل تعداها إلى غيرها من العبادات والآداب مثل:
1 ـ الصلاة:
ـ عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: (اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة كيف يجمع الناس لها؟ فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رآها آذن بعضهم بعضاً فلم يعجبه ذلك، قال: فذكر له القنع ـ يعني الشبور ـ وفي رواية: شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك وقال: (هو من اليهود) قال: فذكر له الناقوس، فقال: (هو من أمر النصارى) فانصرف عبد الله بن زيد ابن عبد ربه وهو مُهَمٌّ لهمّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأري الأذان في منامه). رواه أبو داود
ـ عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم). رواه أبو داود
ـ وعن مسروق عن عائشة: (أنها كانت تكره أن يجعل المصلي يده في خاصرته وتقول: إن اليهود تفعله).
رواه البخاري
2 ـ الصوم:
ـ عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر).
رواه مسلم.
ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون). رواه أبو داود
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر هو لأجل مخالفة اليهود والنصارى).اقتضاء الصراط المستقيم ص60
ـ وعن ليلى امرأة بشير بن الخصاصية قالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة فنهاني عن بشير وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهاني عن ذلك وقال: (إنما يفعل ذلك النصارى صوموا كما أمركم الله وأتموا الصيام كما أمركم الله ... ). رواه أحمد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فعلل النهي عن الوصال بأنه صوم النصارى وهو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويشبه أن يكون من رهبانيتهم التي ابتدعوها).
3 ـ الجنائز:
عن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللحد لنا والشق لغيرنا). رواه أبو داود وأحمد وله (والشق لأهل الكتاب).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الحديث: (وهو مروي من طرق فيها لين لكن يعضد بعضها بعضاً وفيه التنبيه على مخالفتنا لأهل الكتاب حتى في وضع الميت في أسفل القبر).
4 ـ الآداب العامة:
ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم). متفق عليه
ـ وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا النصارى). رواه أحمد
ـ وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسلموا تسليم اليهود فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة). رواه الترمذي
فثبت من كل ما تقدم أن مخالفة الكفار وترك التشبه بهم من مقاصد الشريعة.
[شرح الشيخ سليمان اللهيمد على ثلاثة الأصول](/)
التنازع في أول من صنف في التفسير الموضوعي؟ وادعاءات بعض الشيعة
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 02:41]ـ
أولا باإيجاز:
تعريف (التفسير الموضوعي) بحسب كونه عَلَماً على فنّ معين.
لقد عرِّف عدة تعريفات من أجمعها و أخصرها تعريف الأستاذ مصطفى مسلم بأنه: (علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية، من خلال سورة أو أكثر) انتهى كلامه.
و أنا أختار أن يعرّف بأنه: (جمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد من خلال سورة أو أكثر و تفسيرها والاستنباط منها).
و التعاريف التي ذكروها له متقاربة
وأما قضية ابتداء التصنيف في التفسير الموضوعي
فلقد كثر النقاش في عصرنا في موضوع نشأة التفسير الموضوعي فبين مدّعٍ أن السلف المتقدمين و من تلاهم من العلماء العارفين لم يكتبوا في موضوعاته و لم يتنبهوا لنفيس فوائده وبين مدّع أن المستشرقين هم أبو عذرته و الكاشف عن سر فضيلته ....
و دخل فيمن ادعى السبق بعض الباحثين من الشيعة فزعم أن علمائهم أول من صنف فيه و لست بصدد بيان موضوع النشأة على وجهه لأنه يحتاج إلى تفصيل و تمثيل و براهين فالإطلاق فيه غير مصيب و التفصيل هو الصواب فقد عرف السلف ضروبا منه و ألواناً لكن لم يشتهر عندهم بهذا الاسم و لا عرف لديهم على هذا الرسم بجميع شرائطه المحدثة هذا مع كونهم كانوا به عارفين و لفوائده الجمة مدركين فتراهم يستحضرون الآيات المتعلقة بالباب والموضوع عند استشهادهم بها و هذا موضع يحتاج لمزيد بيان فأرجئه رغبة في الاختصار إلى حين.
فأمّا عبارة هذا الباحث الشيعي فسأذكرها مبيناً وهائها على وجه الإيجاز.
قال الباحث الشيعي و اسمه جعفر الهادي: (وأوّل من طرق هذا الباب لفيف من علماء الشيعة عند تفسيرهم آيات الأحكام الشرعية المتعلقة بعمل المكلف في حياته الفردية والاجتماعية .... و قد اعترف الذهبي في كتابه التفسير و المفسرون بذلك:
يقول الذهبي عند ما يتطرق إلى تفسير «كنز العرفان في فقه القرآن»: يتعرض هذا التفسير لآيات الأحكام فقط، وهو لا يتمشى مع القرآن سورة سورة على حسب ترتيب المصحف ذاكراً ما في كلّ سورة من آيات الأحكام كما فعل الجصاص وابن العربي مثلاً، بل طريقته في تفسيره: انّه يعقد فيه أبواباً كأبواب الفقه، ويدرج في كلّ باب منها الآيات التي تدخل تحت موضوع واحد، فمثلاً يقول: باب الطهارة، ثمّ يذكر ما ورد في الطهارة من الآيات القرآنية ((التفسير و المفسرون: 2/ 465))
) اهـ. مفاهيم القرآن لحعفر الهادي باختصار.
واستمر في هذا الزعم وأضاف قائلا: (العلاّمة المجلسي هو أوّل من استعمل إجمالا هذه الطريقة:التفسير حسب الموضوع، فإنّه في كتابه «بحار الأنوار» جمع الآيات المربوطة بكل موضوع في أوّل الأبواب، وفسّرها تفسيراً سريعاً بلا استنتاج منه. وهذه الخطوة القصيرة خطوة جليلة في عالم التفسير نأسف على أنّ المفسرين بعده لم يسيروا على ضوئها، ولا يمكن تفسير القرآن بالقرآن، والاستفادة الكاملة منه وتلقّي مفاهيمه العالية الصحيحة إلاّ بالمنهج المذكور) اهـ.
وهذا الذي قاله خطأ تابع في بعضه الشيخ الدكتور: محمد الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون والصواب أن الإمام الطحاوي رحمه الله (ت: 321هـ) في كتابه أحكام القرآن ممن سبق إلى هذه الطريقة وهي جمع آيات الأحكام في أبواب تخصها كباب الطهارة والصلاة و الصيام الخ ... وكتاب الإمام الطحاوي قد طبع الموجود منه في تركيا في مجلدين عام: 1416هـ، وليس الكتاب كاملا،وهو كتاب عظيم الفائدة من جهة الحديث و الفقه، فإنه يروي بسنده الأحاديث العالية من طريق الأئمة والرواة المشهورين بعلو الأسانيد و غيرهم ويذكر مذاهب الأئمة بحسب ما اطلع عليه رحمه الله ولم يكن كتابه مطبوعا في وقت الدكتور: الذهبي فلذلك قال ما قال، ولعل الطحاوي أيضا مسبوق إلى هذه الطريقة فإن الإمام اسماعيل بن إسحاق القاضي (المتوفى: 285 هـ) له كتاب جليل في أحكام القرآن ينقل منه ابن عبد البر و ابن حزم و غيرهم.
ولا نشك أنه قد جاء بعد الطحاوي من قلده في هذه الطريقة من علماء السنة وفي هذا رد على زعم هذا الباحث الشيعي أسبقية علماء الشيعة لعلماء أهل السنة في هذا الباب.
و أنبه هنا إلى أن الدكتور الذهبي صاحب التفسير و المفسرون لم يقل إن الشيعة أسبق في مجال التفسير الموضوعي، ولكن استدل هذا الباحث الشيعي بكلامه في كتب أحكام القرآن على أن الشيعة أسبق في مجال التأليف بهذه الطريقة و قد بينت ما فيه.
ولا يعلم باب من أبواب العلم النافع إلا و السبق فيه -و لله - الحمد للجمهور الأعظم أتباع السنة المحمدية، أهل السنة و الجماعة ليس يشك في ذلك من عنده علم.
وللفائدة: فقد طبعت من كتاب اسماعيل بن إسحاق القاضي قطعة صغيرة بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري
و مختصره لأبي الفضل بكر بن محمد القشيري حقٌّق كرسالة علمية في جامعة الإمام في الرِّياض من قبل الباحثين: ناصر بن محمد الدوسري و ناصر بن محمد الماجد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 10:19]ـ
للفائدة
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:47]ـ
بارك الله فيك، موضوع يستحق الدراسة بحق، فهل من مشمر؟ نرجوا أن تُستحث الهمم حتى نرى بحثا مفصلا في القريب العاجل يزيل اللبس و الغموض الذي ما يزال يكتنف بعض الجزئيات حول هذا الموضوع(/)
سؤال عن الأرضين السبع
ـ[أبو فراس]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 11:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت قديما ما أظنه حديثا وفيه أن الأرضين سبع وفي كل أرض بشر وأنبياء (فيها آدم كآدمكم ومحمد كمحمدكم) حسب ما تحتفظ ذاكرتي فهل هذا صحيح؟
هل هناك كواكب مأهولة كالأرض فيها أناس مكلفون بعث الله لهم أنبياء ورسل؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 09:50]ـ
بحثت عن هذا العنوان لاجد المزيد من المعلومات عن الاراضين السبع ولكن بكل اسف لماجد شيئا هنا ...
لذا اضيف الى تساؤل الاخ هل الاراضين السبع داخل الكرة الارضية ام خارجها ... ارجو من اهل العلم افادتنا وجزاكم الله خيرا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 01:19]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما ورد من وجود انبياء وبشر مثلنا في الأراضي السبع يحتاج الى تثبت وصحة سند الى المعصوم صلى الله عليه وسلم ولا أخاله يوجد - والأقرب أن المقصود بالأرضين السبع طبقات الأرض حيث مثلها الله عز وجل بالسماوات السبع " ومن الأرض مثلهن " والسماوات السبع خلقها الله طباقاً - بعضها فوق بعض، ويؤيد هذا الفهم أيضاً حديث الصحيحين " من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين "
ولمزيد من البيان اليكم هذا الرابط المفيد - إن شاء الله.
http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=38&p=3&cat=105
ـ[أبو فراس]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 08:47]ـ
أخي شريف
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:41]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
أخي الكريم أبا فراس، اقرأ تفسير آخر آية من سورة الطلاق في تفسير الطبري وروح المعاني تجد خيرًا كثيرا
وجزاك الله خيرا أخي شريف.
ـ[أبو فراس]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 04:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
أخي الكريم أبا فراس، اقرأ تفسير آخر آية من سورة الطلاق في تفسير الطبري وروح المعاني تجد خيرًا كثيرا
وجزاك الله خيرا أخي شريف.
إن شاء الله تعالى
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
كن متهما لتسعد!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العظيم والصلاة والسلام على من وصف في القرآن الحكيم بأنه على خلق عظيم نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل صلاة وأزكى تسليم .. أما بعد:
فالاختلاف سنة كونية ورحمة ربانية وليس من لازمها الخلاف فالخلاف شر والاختلاف رحمة!
والصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة وإن كانت الكثرة غالبا مع هوى النفس وشيطانها إلا أن الحق أبلج والباطل لجلج وما غُلب من كان حزبه حزب خالقه ومولاه (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)
** نقطة نظام **
ديننا الإسلامي أتى بعز الإنسان ورفعته وحفظ لهذا المخلوق كرامته؛ بل أعطى كل ذي حق حقه من الثقلين وغيرهما.
فهو دين كامل لا نحتاج معه إلى رؤى غربية ولا إلى شهادات أقوام يوسمون بالعقلاء وماهم كذلك – وللأسف من آثار الهزيمة النفسية أن درج على هذا كثير من القدوات في عالمنا الإسلامي فتصدر منهم هذه التسمية؛ لكن إحساننا الظن بأنهم أرادوا بهذه التسمية أخف القوم غباء وضلالا ولنا في تسميتهم منصفي القوم أو عدولهم مندوحة! - إذ لو كانت عقولهم صحيحة لأرشدتهم إلى بارئ الخليقة ودين الحقيقة القائم على الوحي المقدس لا كتابات من حرف وبدل ودنس!
ومن دلائل هذه الكمالات أنه يطلب من كل إنسان أن يُعمل فكره ويستخدم عقله فيما يعرض له , فليس في ديننا تهميش أو قبول مطلق من غير تفسير بل يرد ما يأتيه إلى أمر محكم قد جعله الله أمام عينيه وفي متناول يديه وسخر أقواما لفهمه وحفظه: الكتاب والسنة فما وافقهما أخذ به وما خالفهما رده وقس على هذا في جميع أمرك يقول صلى الله عليه وسلم كما ثبت عند الترمذي [2138] " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَاِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا "
** جزء من مقال **
عندما تنظر إلى أصابع يدك تجدها مختلفة لا تشابه بينها, وإن نظرت إلى من حولك من قرابتك: إخوتك مثلا تجد اختلافا في الخَلق والخُلق مع أنكم في الغالب من أب وأم واحدة! أقرب من هذا وأوضح عقلك أخي وأختي تجد أنه في حالات .. الفهم في أعلى درجاته وفي بعض الأحيان تغلق عليك بعض الأمور اليسيرة! أليس كذلك!؟
هذه الأشياء تدلك على أن الاختلاف أمر لابد منه, فهو أمر طبعي وسنة كونية لكن أن يكون جسر عبور إلى ساحة الخلاف فهذا طريق مذموم حذر الشرع منه لما فيه من إذكاء نار العداوة والبغضاء!
ولما كان شأن مثل هذه المقالات الإيجاز والاختصار أضرب مثلا يتضح به المراد وزد ما شئت على مثل هذا السياق:
لما يختلف الأخ مع أخيه أو الرجل مع زوجته في أمر من الأمور سواء أكان في أمر شرعي أو أمر دنيوي .. يحسن في هذه الحال أن ننهج منهج أهل الأصول في تحرير محل النزاع .. فنذكر جوانب الاتفاق حتى نقف على نقطة الخلاف لنعرض فيها سويا وجهات النظر وتنظر المسألة من جميع الوجوه ليتضح الصواب لمريد الحق وقد يكون الصواب في الجمع بين الوجهتين!
وأكاد أجزم أن الجميع يحيي هذا الرأي ويقول به؛ لكن ثمة أناس عند التحقيق والتمحيص تتبدل قناعاتهم وتتغير شعاراتهم .. فتتحول المسألة إلى إثبات نفس وانتصار لرأي فتكثر المشاغبة والحديث فيما لا طائل منه وحمل الكلام على غير ظاهره وتأويله فيما يوافق هوى المحاور لإسقاط رأي من يقابله وهذا بربي حيلة العاجز وفعل المجادل.
إن إرادة الحق لا تحتاج لكثير كلام وعمق ذكاء بقدر ما تحتاج لصفاء نفس وسلامة صدر.
الحوار والنقاش أمر نافع إذا كان على أسس صحيحة فبه يتضح خفي العلم ودقيقه , وكان من هذا انتشار العلم واتساعه , إما إن جنفت إلى طريق المشادة والمغالبة فإن من يُشرك نفسه في مثل هذه الأحوال لا يسلم غالبا من قول سيء أوسماعه وهذا لا يحسن بالإنسان المسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجادل أهل الكتاب وهم من يسبون الإله وينسبون له الولد ويحاورهم في مسائل جوهرية ومع ذلك فقد ثبت في الصحيحين [6104خ/ 6177م] عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا متفحشا.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن رفع الصوت والكلام بما لا يليق لا يعني قوة القول؛ إنما قوة القول تعرف بسلامة الحجة وصحة الأدلة , والهدوء في الطرح يعكس أثارا طيبة ويخفف من حدة التوتر ويجعل قبول الرأي ممكنا ليس للمستمع فقط بل للمحاور.
وإقناع الطرف الآخر وهو متشبث برأيه لا يحيد عنه ولا يتغير من الصعوبة بمكان لصدق وصف القائل في حاله إنما تنفخ في قربة مخرومة! ولن تصل معه إلى نتيجة, فإن قابلت أمثال هؤلاء فأعرض عنهم ولا تجهد نفسك وتضيع وقتك في عرض ما تريد إيضاحه فمهما بذلت وتكلمت لن يُسلم لك ما تقول , فهل الحل في السكوت؟!
الجواب نعم , إن السكوت والإعراض هو الحل الأمثل في مثل هذه الحالات وإن كان هذا السكوت يفهم منه الهزيمة عند أرباب العقول السقيمة لكن يعتبر فقها وحكمة ورجحان عقل عند أرباب العقول السليمة فبسكوتك تريح نفسك وتسعد!
إن قفص الاتهام سيكون مريحا جدا في مثل هذه الحالات ومبقيا لكثير من المودات لاسيما عندما تحدث مثل هذه الخلافات بين الأزواج والزوجات والأصحاب والقرابات لأن الشيطان يدفع بالمرء لقطع حبل الوصال فكن راجح العقل بترك هذه الصنعة واعلم أن نقاشك لن يزيد الأمر إلا سوءً كما قال القائل:
من يلاقي النار بالنار يزدها = لهبا إطفاؤها يبدو محالا
وكم من أسر شتت وأرحام قطعت وصداقات انتهت وباطل رفع وحق هضم والسبب حب الذات وانتصار النفس , فكن على علم بأن النقاش والجدال لا يحسن الاستمرار فيه إلا عندما تتيقن نفعه ويصبح صحة رأيك أو رأيه ليست مطلبا بقدر ما المطلب الأعظم عندكما إصابة الحق والأخذ به.
واعلم أن دخولك في هذا القفص إن صح التعبير محمدة لك وإراحة لفكرك واشتغال بما ينفعك فكم من أعمار مضت في ردود لا طائل من ورائها , وهب أنك كنت على صواب فإنك لا تكلف إلا نفسك؛ بيّن الأمر وأوضحه بدليله ثم اعمد إلى ما ينفعك في دينك ودنياك والأيام كفيلة ببيان صحة رأيك وسلامته, أما أن تشغل نفسك عن أمور مهمة ونافعة بمثل هذه الأمور فهذا من الغبن!
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود [4802] من حديث أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ".
فانظر إلى تعبير النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا " هل يقصد النبي صلى الله عليه وسلم التنازل وعدم بيان الحق؟! كلا وحاشا أن يكون مراده صلى الله عليه وسلم كذلك .. إنما مراده صلى الله عليه وسلم التنبيه إلى مسألة عدم الحديث والنقاش فيما لا طائل من ورائه .. وتركك للحديث مع أن الحق معك سيجعل بعض من قصرت عقولهم وأفهامهم يظنون أنك غلبت فاحذر أن يجلبوا عليك بحديثهم ولمزهم! وليكن لك في قوله تعالى (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)
وإعراضك هو النجاح والارتفاع الحقيقي وسمو النفس ورجاحة العقل!
آتانا الله وإياكم الحكمة ونفع الله بما كتب ..
** طيور مهاجرة >>
رجل حمل في سيارته أدوات البناء! وأخذ يسير بهذه اللوازم ولم يسمح بإنزالها ليقوم أهل الصنعة بوضعها والعمل في إكمال البناء .. ومضت الأيام تلو الأيام وهو على هذه الحال! أتراه ينتهي بنائه؟! كلا .. هذه بالتشبيه حالنا عندما نقف عن عمل الصالحات يتوقف بناء القصور والدور .. فهل ستبقى على هذه الحال حتى ينتهي بك الأجل! إذن اعمل واجتهد ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا!
** نقطة عبور **
اعمد: اتجه(/)
حكم قول: صدفة، وقول: من حسن الحظ؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:36]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُئل الإمام ابن بازٍ ـ رحمه اللَّهُ تعالى ـ:
تسأل أختنا وتقول: قول: صدفة، وقول: من حسن الحظ، جائز أو لا؟
فأجاب:
لا أعلم فيه شيء، إذا صادف شيئاً، يعني وافق أخ له في الله من غير موعد، في الطريق أو عند بعض الإخوان، فقال: وافقتك صدفة، يعني من غير موعد لا بأس بهذا، أو قال: من حسن الحظ، أو من توفيق الله أن صادفت فلان، أو سلمت على فلان، أو طفت بالبيت العتيق، أو صليت الضحى، أو أمرت بمعروف، أو نهيت عن منكر، ..... لا بأس بذلك، هذا من حظه الطيب، كما قال تعالى في الصابرين المتقين: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 35]، ومن رزقه الله الاستقامة أو يسر الله له ما يحبه فهو من حسن الحظ الذي يسره الله له، وإذا لقي أخاً له من غير موعد، وقال: لقيته صدفة، أو لقيت الجماعة الفلانية صدفة هذا لا بأس به، لأنه في غير موعد.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 09:33]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخ سلمان، بارك الله فيك.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 12:01]ـ
فوائد جميلة، بارك الله فيكم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 02:23]ـ
/// قال ابن أبي ليلى:
(حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَام أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنْ الرَّحَى وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ فَلَمْ تُصَادِفْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ قَالَ فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا نَقُومُ فَقَالَ عَلَى مَكَانِكُمَا فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي فَقَالَ أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ).
أخرجه البخاري (5361).
وينُظر: فتاوى أركان الإسلام لابن عثيمين (199).
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 02:25]ـ
أصلحَ الله قلبَ من رفع الموضوع؛ ظننتُه حديث الوضع.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 05:28]ـ
قول قابلته على قدر فيه استشعار للايمان بالقدر
وموافقة للقرآن الكريم
وفي حديث جبريل كرر صلى الله عليه وسلم لفظ وتؤمن عند ذكر القدر لان الانسان يواجه مصائب وامور يحتاج فيها الى المحافظه على ايمانه بالقدر
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 09:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...............
قول قابلته على قدر فيه استشعار للايمان بالقدر
وموافقة للقرآن الكريم
وفي حديث جبريل كرر صلى الله عليه وسلم لفظ وتؤمن عند ذكر القدر لان الانسان يواجه مصائب وامور يحتاج فيها الى المحافظه على ايمانه بالقدر
جزاكم الله خيرا، وجزى صاحب الموضوع.
وهذا مما يجعل المؤمن لا يمرر الأمور التي تحدث له بسهولة فهو سيفكر في حكمة الله في حدوث هذا له، وهكذا يبقى قلبه متعلقا بالله.
فما رأيكم بارك الله فيكم؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 09:40]ـ
قرأت أن الأفصح قول (مصادفة) لا (صدقة).
بوركت أبا زيد.
ـ[البراء المقدسى]ــــــــ[14 - Nov-2010, صباحاً 09:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على هذا الوضوع , ولكن كنت قد سمعت أحد المشايخ ينكر ذلك القول , "أعنى صدفة"ويقول قل قدر الله أفضل , فما الرد أخى فى الله.(/)
قصة الأصمعي والعاشق!!!!
ـ[الفهد]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 01:41]ـ
حكى الاصمعيّ:بينما كنت أسيرُ في البادية، إذ مررتُ بحجر مكتوب عليه هذا البيت:
أيا معشرَ العشاقِ بالله خبّروا * إذا حلَّ عشقٌ بالفتى كيفَ يصنعُ؟
فكتبت تحته:
يداري هواهُ ثمّ يكتُمُ سرّه * و يخشعُ في كلّ الأمورِ و يخضعُ
ثم عدتُ في اليوم الثاني فوجدت مكتوبا تحته:
فكيف يُداري و الهوى قاتلُ الفتى * و في كلّ يومٍ قلبُهُ يتقطّعُ
فكتبت تحته:
إذا لم يجد صبراً لكتمان سرّه * فليس لهُ شيء سوى الموتِ أنفعُ
ثم عدتُ في اليوم الثالث فوجدتُ شابا ملقى تحت الحجر ميتا، فقلت لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و قد كتب قبل موته:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا * سلامي على من كانَ للوصلِ يمنعُ
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 02:17]ـ
هذا جنون بارك الله فيك
إن ثبت أن القصة صحيحة!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 09:31]ـ
وهل العاشق إلا مجنون في مسلاخ عاقل سلمنا الله منه
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 03:52]ـ
وهل العاشق إلا مجنون في مسلاخ عاقل سلمنا الله منه
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ... العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ... و إنما يصرع المجنون في حين(/)
من مُدحَ بما لا يستحقُ ....
ـ[الفاسي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 03:05]ـ
بسم الله
للأسف نرى هذا الأمر منتشر وخاصة بين (طلبة العلم) فتجده يصف شيخه بالإمام ال ..
وهو لا يستحق ذلك كله.
عقدَ العلاَّمة الأديب الرَّياضي باباً في كتابه " تلقيحُ العقول " فيما يُتمثَّلُ به (فيمن مُدح بما لا يستحق)
قال الشافعي: ما رفعتُ إنساناً فوقَ قدره إلا حططتُ من قدري بمقدار ما رفعتُ منه، ولا حططتُ إنساناً عن قدره إلا نسبتُ عقلي إلى الغلط، وسوء الرأي، أو إلى الميل ومما قلتُ في هذا المعنى:
لا تتجاوز في مدحِ إنسانِ ... تعرفُه عند كل دهقانِ
فيزدري القول منك ولو ... أصبحت في المجد كابن خاقانِ
أخبرنا أبو أحمد المنجم قال: مدح إنسان صديقه عند الكندي فأطنب في مدحه فقال له الكندي:
إذا ما وصفت إمرءاً لا مريءٍ ** فلا تغل في وصفه واقْصدِ
فإنكَ إن تغلُ تغلُ الظنو ... ن فيه إلى الأمد الأبعدِ
فينحطُ من حيثُ رفعته ... كفضل السليم على المقعدِ
انظر ص: 95 طبعة دار الجمل
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 03:47]ـ
جزاك الله خيرا فان كثر المدح بغير داع أفضى الى نوع من العبودية لغير الله و انعدام الحرية و طغيان الاستبداد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 10:39]ـ
/// بارك الله فيك، موضوع يستحق التنبيه عليه
ولعل لي عودة إليه إن شاء الله تعالى
ـ[الفاسي]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 12:49]ـ
بانتظاركم ...(/)
قصة عجيبة لرجلٍ دخلَ على عثمان وقت حصاره وكيفَ عاقبه الله في الدنيا قبل الآخرة .. !!
ـ[الفاسي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 04:27]ـ
قال الإمام محمد بن أحمد التميمي ت 333 في كتابه " كتابُ المحن " صفحة 79 طبعة دار الغرب
حدثني عبدالرحمن بن عبيد البصري قال: حدثنا محمد بن يحيى بن عبدالكريم بن أبي حاتم البصري الأزدي قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا بُكير بن بن أيوب السجستاني عن أبيه عن أبي قلابة قال: دخلتُ فندقاً بالشام فإذا أن برجلٍ مقطوع اليدين والرجلين أعمى منكباً على لوجهه ينادي: يا ويلة النار فقلتُ له: مالك؟ فقال لي: كنتُ فيمن دخل على عثمان يوم الدار وكنت في سرعان من وصلَ إليه فلما دنوتُ منه صرخت امرأته فرفعتُ يدي فلطمتها فنظر إليَّ عثمان فتغرغرت عيناهُ فقال لي: ما لك سلبك الله يديك ورجليك وأعمى بصرك وأصلاكَ نار جهنم قال: فخرجتُ هارباً من دعائه فركبتُ جملي حتى أتيتُ مكاني هذا فأتاني آتٍ ففعل بي ماترى ووالله ما أدري أإنسيَّاً كان أو جنياً فقد استجاب الله له في يدي ورجلي وبصري ووالله ما بقي إلاَّ النار.
قال أبو قلابة: فهممتُ أن أطأهُ وقلت له: بُعداً لكَ وسُحقاً ..
قلتُ: رضيَ اللهُ عن سيدنا عثمان بن عفان وقبح اللهُ الخوارج.
ـ[أسماء]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 06:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا سبحان الله يالها من قصة
بارك الله فيك أخي الفاسي على هذه القصة(/)
ما معنى قوله: الهوينا؟
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 12:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقل الشيخ سليم الهلالي في كتابه "التعظيم والمنة في الإنتصار للسنة" (ص 67) عن السبكي قوله:
"والمبادرة إلى طلب وجوه التأويل, والتخصيص, والتقييد وعدم النسخ مطلوبة, فلا رخصة في ارتكاب الهوينا, بل عليه المبادرة, ويمهل بقدر ما ينظر غير مهمل, .... ".
ما معنى قوله: الهوينا؟
وجزاكم الله خيرا.
http://www.almenhaj.net/TawhidSubject.php?linkid=6933
ـ[حمد]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 01:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لسان العرب ج13/ص440
والهون والهوينا: التؤدة والرفق والسكينة
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:13]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الليبي أبو محمد]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 01:19]ـ
ما معنى قوله: الهوينا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهوينا: هي المشي ببطء.
قال الأعشى:
غراء فرعاء مصقول عوارضها ... تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
والله أعلم(/)
مقالات ومراثي في الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:26]ـ
منشوران في جريدة الجزيرة، يوم الأحد 3 صفر 1429
رحمك الله شيخنا بكر وأعلى منزلتك
يوسف بن محمد القويفلي - الخرج
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد فذ
يموت بموته خلق كثير
ما إن سمعت خبر وفاة شيخنا العلم النحرير الفذ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء سابقاً رحمه الله وأنزل عليه شآبيب رحمته إلا وتذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
فهذا الحديث يجسد الحدث والمصاب الجلل والألم الذي حلّ، ففقد العلماء ليس كفقد غيرهم! أليسوا هم الموقعون عن رب العالمين؟! أليسوا دليل السالكين لأرحم الراحمين؟! أليسوا ورثة الأنبياء؟! أليسوا سبب حفظ الله للبلاد من كيد الأعداء بعلمهم وأمرهم ونهيهم ومدافعتهم الباطل وأهله؟!
ف (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما طرد الليل والنهار) كما قال الإمام الحسن البصري رحمه الله.
حق لنا أن نقدم العزاء للأمة الإسلامية عامة ولأهل بلادنا الغالبية خاصة؛ بفقد أحد رموزها وعلمائها الصادقين، المتميزين بالعلم الغزير والتواضع الجم، المحبين لدينهم وبلادهم والمنافحين عن مبادئهم وثوابتهم، في وقت أضحت فيه المبادئ حمى مباحا لكل من خطرت له فكرة فسودها في صفحة، ممن لا يعنيهم الانتماء ولا تستهويهم الثوابت!
لقد تصدى رحمه الله لكل ناعق يريد تغريب الأمة وسلبها مقوماتها، وبين بالبرهان الساطع تهافت حجج أصحاب البهات ومريدي الشهوات ممن يحيون الفتن ويظهرون البدع ويحبون إشاعة المنكر، من خلال مؤلفاته الرابعة التي جمعت بين جزالة اللفظ ووضوح الفكرة وقوة الحجة ومعايشة الواقع، إيمانا منه بأن ذلك من الجهاد الذي أمر الله به في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ}.
وقد جاهدهم رحمه الله وبين خططهم وألاعيبهم ونواياهم السيئة، بذهنية متقدة وهمة عالية وبحث دؤوب، ليكون المسلم على دراية بهم وحذر منهم.
لا أستطيع في هذه العجالة أن أحصي مآثر شيخنا رحمه الله ولكن حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق ولعلي أردد مع الشاعر:
إذا مات ذو علم وتقوى
فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وموت الحاكم العدل المولى
بحكم الأرض منقصة ونقمة
وموت فتى كثير الجود محل
فإن بقاءه خصب ونعمة
وموت العابد القوام ليل
يناجي ربه في كل ظلمة
وموت الفارس الضرغام هدم
تشهد له بالنصر عزمه
فحسبك خمسة يبكى عليهم
وباقي الناس تخفيف ورحمة
أسأل الله العلي العظيم أن يغفر لشيخنا ويرحمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يجعل علمه وخدمته للدين حجة له ورفعة في درجاته، وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:27]ـ
لقد ضجَّت الأقلام تبكي مع الحبر
في رثاء الشيخ بكر أبو زيد
شعر: لصاحبنا الشيخ عامر بن محمد فداء بهجت
لقد ضجَّت الأقلامُ تبكي مع الحِبر
وأمست دموع العلم في خده تجري
وأعلنت الكتبُ الحدادَ لفقده
وزلزل أهل العلم والفقه والذكر
وأكباد طلاب العلوم تقرحت
وليس لمن يدري ولم يبك من عذر
لقد مات حَبر من أئمة ديننا
وذلك ثلم لا يسد إلى الحشر
لقد مات (بكر) ما أشد مصابنا
بفقد إمام من أئمة ذا العصر
وليس بنزع العلم يحصل قبضُه
ولكن بموت العالِمِين أولي الذكر
لقد غاب بدرٌ ساطعٌ عن سمائنا
وفي الليلة الظلماء يُحتاج للبدر
لقد كان كالنجم المضيء هداية
ورجماً شياطين الرذيلة والعهر
فلو كان في ملكي لأهديتُ راضياً
بغبطةٍ المكتوبَ في الغيب من عمري
أيا رب فاجعله بخلد مخلداً
مع الرسل أهل العزم في جنة البَرِّ
لئن مات ما ماتت جواهر علمه
فتصنيفه في العلم باقٍ مدى الدهر
وقد فاق تصنيف الإمام بحسنه
فكان كياقوت وعقد من الدر
فقد أبدع الشيخ الجليل (نظائراً)
وضمَّنها من رائع العلم والفكر
وزيَّن (طلاب العلوم بحلية)
و (صحح للداعين) ما كان من نكر
وأتحف (فقه الحنبلي بمدخل
فتفصيله) قد صار من أعظم الذُخر
وقرَّب عِلما قد قصى عن مريده
(بتقريبه علمَ ابنِ قيمٍ) الحَبْرِ
وحرَّر (فقهاً للنوازل) ساطعاً
وبيَّن (ما حقُ المؤلف) في السِّفر
وأظهر (تغريباً بألفاظ) عصرنا
وأردى بأرباب (التعالم) للقبر
وكان على حصن (الفضيلة حارساً)
فلَوَّحَتْ الراياتُ بالفوز والنصر
وفرَّ دعاةُ العهر يبكون خيبةً
يجرون أذيالَ الهزيمة والخسر
و (معجمه في النهي عن كل لفظة)
مذممة من قولة السوء والهُجر
وحذَّر (تصنيف العباد جهالة)
و (أبطل خلط الحق مع ملل الكفر)
وفي مسجد المختار كم أمَّ أمَّة
ودرَّس نصف العلم في حِلق الذكر
فرحماك ربي عدَّ أحرف كتبه
وعدَّ رمال الأرض مع عدد القطر
ومهما أقُلْ في بكرنا في رثائه
فإن مصاب الناس يربو على الشعر
وعذراً فحبري في حدادٍ ولوعةٍ
وسطرتُ بالدمع الرثاءَ على الحبر
http://search.suhuf.net.sa/2008jaz/feb%5C10%5Cln43.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:29]ـ
مقال في الجزيرة عدد السبت:
من أعمدة العلم: الشيخ بكر أبو زيد
عبدالله بن عبدالعزيز الحميدة / بريدة
بالأمس القريب أهلنا التراب على قبر الشيخ د. علي الجمعة - رحمه الله - وقبل أن يمر هلالان انتقل إلى رحمة العفو الغفور الشيخ د. بكر بن عبدالله أبو زيد الغيهب من بني زيد من قضاعة، من أهالي شقراء في إقليم الوشم في عالية نجد، بلد يعد من قلاع العلم وفي التجارة يأتي تالياً بعد (بريدة).
لو لم يكن من شيوخه إلا العلامتين العلمين: ابن باز ومحمد الأمين الشنقيطي - أسكنهما الله فسيح جناته - لكفاه ذلك إثباتاً لرسوخ قدمه في العلم وتضلعه منه فهو كنيف مليء علماً وإهاب حوى حكمة.
عمل قاضياً في مدينة الرسول المصطفى - عليه الصلاة وأزكى التسليم - ومدرساً وإماماً وخطيباً في الحرم الشريف، كما تقلد مناصب عليا عدة فمن وكيل لوزارة العدل إلى عضو في اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو في هيئة كبار العلماء وتسنم رئاسة المجمع الفقهي.
وله العشرات من المؤلفات التي سارت بذكرها الركبان وانتشرت في الأفاق والبلدان: حلية طالب العلم، التعالم، ابن قيم الجوزية، تعريب الألقاب العلمية، حراسة الفضيلة، وو .. ، .. ، إلخ القائمة الطويلة.
إن طالعتها وأمعنت النظر فيها شبهته على ابن حجر العسقلاني - رحمه الله - في كثرة مؤلفاته مع جودة وإتقان، وربما لم ترتاب بمشابهته للنووي - رحمه الله - حيث بارك المولى - تقدس في عليائه - في عمره فهو في المنتصف بين الستين والسبعين ومع ذلك فقد فاقت مؤلفاته وبحوثه سني حياته، بل قل: إن أسلوبه وسبك نظامه شابه سلفنا الصالح - عليهم رضوان الله - فهو بقية منهم، كتابة محكمة وأسلوب رزين.
ونسأل الله - عز وجل - أن يقيض من يخرج ما هو مخطوط من أبحاث ومعارف ومصنفات للشيخ، وإن كنت أنسى فلا أنسى وعد الشيخ أنه سيخرج كتاباً فيه سيرة الشيخ ابن باز - غفر الله له - لكن ماذا نقول وقد عاجله المرض واخترمته يد المنون ولا ندري هل الكتاب مخطوط في الطرس أم لا، فرحمه الله وعوض المسلمين خيراً.
http://search.al-jazirah.com.sa/2008jaz/feb%5C9%5Crj4.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:30]ـ
مقال في نفس العدد:
رحيلُ الشيخِ بكر أبو زيد وثلمةُ فقدِ العلماء
د. نهار بن عبدالرحمن العتيبي
لقد رحل العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية - رَحِمَهُ اللهُ رحمةً واسعةً - رحل بعدما أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات النفيسة التي أَلَّفَهَا - رحمه الله - بأسلوبه البديع وبقاعدته العلمية الواسعة.
ومما لا شك فيه أنَّ مَنْ قرأَ للشيخ - رحمه الله - رأى ذلك العلم الغزير وتلك اللغة الرصينة إضافة إلى الورع الذي اتَّصف به الشيخ، فلا تراه منتصراً إلا للدليل الشرعي من كتابٍ أو سنةٍ سواءٌ أَكان ذلك في مؤلفاته أم في ردوده على مخالفيه. ولا شك أنَّ الأمةَ الإسلاميةَ بفقدِ الشيخِ قد فقدتَ عالماً ربانياً أوجدَ فقدُه ثلمةً وأيّ ثلمة، ولا سيما أنَّ الراحل هو الشيخ بكر أبو زيد الذي جمع علماً غزيراً منذ أن كان تلميذاً للشيخ محمد الأمين الشنقيطي العالم المعروف صاحب أضواء البيان كما يحلو لطلبة العلم أن يسموه، فنراه يهتم بالشيخ بكر - رحمه الله - يوم أن كان شاباً ويوليه عنايةً خاصةً متوسماً نبوغ ذلك الشاب الذي حَرِصَ على طلب العلم على الشيخ الشنقيطي في المدينة المنورة، ثم ما لبث ذلك الشاب حتى أصبح الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وصاحب المؤلفات الكثيرة والمفيدة التي استفاد منها مئات بل الآلاف من طلبة العلم في مشارق الأرض ومغاربها؛ ومن المؤكد أن رحيل الشيخ - رحمه الله - سيكون له تأثير كبير على طلبة العلم خصوصاً وعلى المسلمين عموماً، والسبب في ذلك أن مكانة أهل العلم كبيرة، ولا سيما العلماء الذين بيَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يقبض العلم بقبضهم، كما ثبت بذلك الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالمٌ اتخذ النَّاسُ رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). فرحم اللهُ الشيخَ بكرَ أبو زيد وجميعَ علمائنا الراحلينَ وبارك لنا في علمائنا الأحياء ونفعنا والمسلمين أجمعين بعلمهم إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
http://search.al-jazirah.com.sa/2008jaz/feb%5C9%5Crj6.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:31]ـ
وهذا رثاء في عدد الجمعة 1 صفر:
ابو زيد الى رحمه الله
عبيد بن مدعج المطيري
قصيدة رثاء في فضيلة الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء رحمه الله
الدمع في ذكر فقد الشيخ يسبقه
صدق الدعاء بصدقٍ كان ينطقه
يا أيها العالم العلامة البطل
يا رائد العلم درب العلم تعشقه
أهل أطيق وداعاً في فِراقِكم
يا فاقه الفقه من سادوا إذا فقهوا
يابكرَ فكراً وذكراً طاب حامله
الشعر فيك إمام العلم أصدقه
فيك العزاء لمن عزت مدامعه
ألاّ تراق ودمع القلب أهرقه
من صابر في سبيل الله محتسب
مسترجع شاكر والباب يطرقه
باب الدعاء لعل الله يسكنكم
في جنة الخلد فيها المسك أعبق
http://search.al-jazirah.com.sa/2008jaz/feb%5C8%5Crj2.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:33]ـ
وهذا خبر وفاة الشيخ في الجريدة يوم الأربعاء 29 محرم 1429
الجزيرة - عبدالكريم الرويشد
-منصور البراك
انتقل إلى رحمة الله عصر أمس فضيلة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء سابقاً. وقد أديت عليه الصلاة في مسجد الجزيرة بحي العقيق بجوار سكنه وذلك بعد صلاة عشاء مساء أمس الثلاثاء عن عمر ناهز 63 عاماً .. ويتقبل العزاء في منزله في حي العقيق وعلى جوال ابنه أحمد 0554418818 وجوال عبدالرحمن 0505410206
(الجزيرة) التي آلمها النبأ تتقدم بخالص العزاء والمواساة وتخص أبناءه عبد الله وعبدالرحمن ومحمد وأحمد وعمر وكافة أسرة الفقيد وتسأل الله له المغفرة والرحمة ولأهله الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
وكانت حياة الشيخ الفاضل عامرة بالأعمال الجليلة والعظيمة وأعمال الخير والدعوة إلى الله والشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبدالله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد, ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى, وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي, من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم, وعالية نجد, وفيها ولد عام 1365هـ.
حياته العلمية:
درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي, ثم انتقل إلى الرياض عام 1375هـ, وفيه واصل دراسته الابتدائية, ثم المعهد العلمي, ثم كلية الشريعة, حتى تخرج عام 87هـ- 88هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا, وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية. وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة. ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق, وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري, وكان- رحمه الله- يحفظها, وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي, كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه, الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج, من (المنتقى) للمجد ابن تيمية, في حج عام 1385هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان, فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة, وإجازة في المد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في (فتح الباري) و (بلوغ المرام) وعدد من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته, إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين, منذ انتقل إلى المدينة المنورة, حتى توفي الشيخ في حج عام 1393هـ - رحمه الله تعالى - فقرأ عليه في تفسيره (أضواء البيان) , ورسالته (آداب البحث والمناظرة) , وانفرد بأخذ علم النسب عنه, فقرأ عليه (القصد والأمم) لابن عبدالبر, وبعض (الإنباه) لابن عبد البر أيضا, وقرأ عليه بعض الرسائل, وله معه مباحثات واستفادات, ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها, وقد جمعها في ثبت مستقل. وفي عام 1399هـ - 1400هـ, درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا, فنال شهادة العالمية (الماجستير) , وفي عام 1403هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
حياته العملية:
وفي عام 87هـ - 88هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة, فاستمر في قضائها حتى عام 1400هـ. وفي عام 1390هـ عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى عام 1400هـ. وفي عام 1391هـ صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف, فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ. وفي عام 1400هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل, فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك, واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ, وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة, عضوا في لجنة الفتوى, وهيئة كبار العلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام 1405هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي, المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي, واختير رئيسا للمجمع. وفي عام 1406هـ عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي, وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها, ودرس في المعهد العالي للقضاء, وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.
http://search.al-jazirah.com.sa/2008jaz/feb%5C6%5Cln94.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:36]ـ
وهذه ترجمة الشيخ الفقيد بقلم ابنه الشيخ عبد الله، منقول من شبكة السنة:
http://www.alssunnah.com/articles.aspx?id=2353&selected_id=-2355&page_size=5&links=False
بكر بن عبد الله أبو زيد
نسبه:
بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد، ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى، وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي، من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم، وعالية نجد، وفيها ولد عام 1365 هـ.
حياته العلمية:
درس في الكتاب حتى السنة الثانية الابتدائي، ثم انتقل إلى الرياض عام 1375 هـ، وفيه واصل دراسته الابتدائية، ثم المعهد العلمي، ثم كلية الشريعة، حتى تخرج عام 87 هـ / 88 هـ من كلية الشريعة بالرياض منتسبا، وكان ترتيبه الأول.
وفي عام 1384 هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حلق عدد من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ علم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق، وقرأ عليه خمسا وعشرين مقامة من مقامات الحريري، وكان- رحمه الله- يحفظها، وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي، كتاب البيوع فقط.
وفي مكة قرأ على سماحة شيخه، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج، من [المنتقى] للمجد ابن تيمية، في حج عام 1385 هـ بالمسجد الحرام.
واستجاز المدرس بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان، فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة، وإجازة في المُد النبوي.
في المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في [فتح الباري] و [بلوغ المرام]، وعددا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته، إذ لازمه نحو سنتين وأجازه.
ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين، منذ انتقل إلى المدينة المنورة، حتى توفي الشيخ في حج عام 1393 هـ- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره [أضواء البيان] ورسالته [آداب البحث والمناظرة]، وانفرد بأخذ علم النسب عنه، فقرأ عليه [القصد والأمم] لابن عبد البر، وبعض [الإنباه] لابن عبد البر أيضا. وقرأ عليه بعض الرسائل، وله معه مباحثات واستفادات، ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها، وقد جمعها في ثبت مستقل.
وفي عام 1399 هـ / 1400 هـ، درس في المعهد العالي للقضاء منتسبا، فنال شهادة العالمية (الماجستير)، وفي عام 1403 هـ تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه).
حياته العملية:
وفي عام 87 هـ / 88 هـ لما تخرج من كلية الشريعة اختير للقضاء في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فصدر أمر ملكي كريم بتعيينه في القضاء في المدينة المنورة، فاستمر في قضائها حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1390 هـ عين مدرسا في المسجد النبوي الشريف، فاستقر حتى عام 1400 هـ.
وفي عام 1391 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد النبوي الشريف، فاستمر حتى مطلع عام 1396 هـ.
وفي عام 1400 هـ اختير وكيلا عاما لوزارة العدل، فصدر قرار مجلس الوزراء بذلك، واستمر حتى نهاية عام 1412 هـ، وفيه صدر أمر ملكي كريم بتعيينه بالمرتبة الممتازة، عضوا في لجنة الفتوى، وهيئة كبار العلماء.
وفي عام 1405 هـ صدر أمر ملكي كريم بتعيينه ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، واختير رئيسا للمجمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى عام 1406هـ عين عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، وكانت له في أثناء ذلك مشاركة في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، ودرس في المعهد العالي للقضاء، وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض.
مؤلفاته:
وله مشاركة في التأليف في: الحديث والفقه واللغة والمعارف العامة، طبع منها ما يأتي:
أولا-
في الفقه:
(1 - 15) فقه القضايا المعاصرة: [فقه النوازل] ثلاثة مجلدات فيها خمس عشرة قضية فقهية مستجدة في خمس عشرة رسالة:
1 -
التقنين والإلزام.
2 -
[المواضعة في الاصطلاح].
3 -
[أجهزة الإنعاش وعلامة الوفاة].
4 -
[طفل الأنابيب].
5 -
[خطاب الضمان البنكي].
6 -
[الحساب الفلكي].
7 -
[البوصلة].
8 -
[التأمين].
9 -
[التشريع وزراعة الأعضاء].
10 -
[تغريب الألقاب العلمية].
11 -
-[بطاقة الائتمان].
12 -
[بطاقة التخفيض].
13 -
[اليوبيل].
14 -
[المثامنة في العقار].
15 -
[التمثيل].
16 -
[التقريب لعلوم ابن القيم] مجلد.
17 -
[الحدود والتعزيرات] مجلد.
18 -
[الجناية على النفس وما دونها] مجلد.
19 -
[اختيارات ابن تيمية] للبرهان ابن القيم، تحقيق.
20 -
[حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية] مجلد.
21 -
[معجم المناهي اللفظية] مجلد.
22 -
[لا جديد في أحكام الصلاة].
23 -
[تصنيف الناس بين الظن واليقين].
24 -
[التعالم].
25 -
[حلية طالب العلم].
26 -
[آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب].
27 -
[الرقابة على التراث].
28 -
[تسمية المولود].
29 -
[أدب الهاتف].
30 -
[الفرق بين حد الثوب والأزرة].
31 -
[أذكار طرفي النهار].
32 -
[المدخل المفصل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل] مجلدان.
33 -
[البلغة في فقه الإمام أحمد بن حنبل] للفخر ابن تيمية، مجلد، تحقيق.
34 -
[فتوى السن، عن مهمات المسائل].
ثانيا-
في الحديث وعلومه:
35 -
[التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل]. ثلاثة مجلدات، طبع منها الأول.
36 -
[معرفة النسخ والصحف الحديثة].
37 -
[التحديث بما لا يصح فيه حديث].
38 -
[الجد الحثيث في معرفة ما ليس بحديث] للغزي، تحقيق.
(39 - 43) [الأجزاء الحديثية] مجلد، فيه خمس رسائل هي:
39 -
[مرويات دعاء ختم القرآن الكريم] جزء.
40 -
[نصوص الحوالة] جزء.
41 -
[زيارة النساء للقبور] جزء.
42 -
[مسح الوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء] جزء.
43 -
[ضعف حديث العجن] جزء.
ثالثا-
في المعارف العامة:
(44 - 47) [النظائر] مجلد، ويحتوي على أربع رسائل:
44 -
[العزاب من العلماء وغيرهم].
45 -
[التحول المذهبي].
46 -
[التراجم الذاتية].
47 -
[لطائف الكلم في العلم].
48 -
[طبقات النسابين] مجلد.
49 -
[ابن القيم: حياته، آثاره، موارده] مجلد.
(50 - 54) [الردود] مجلد، ويحتوي على خمس رسائل هي:
50 -
[الرد على المخالف].
51 -
[تحريف النصوص].
52 -
[براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة].
53 -
[عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها].
54 -
[التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير].
55 -
[بدع القراء] رسالة.
56 -
[خصائص جزيرة العرب].
57 -
[السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة]، 3 مجلدات، للشيخ محمد بن عبد الله بن حميد مفتي الحنابلة بمكة ت سنة 1296 هـ- رحمه الله تعالى- تحقيق بالاشتراك.
58 -
[تسهيل السابلة إلى معرفة علماء الحنابلة] للشيخ / صالح بن عبد العزيز بن عثيمين المكي- رحمه الله تعالى- تحقيق في مجلدين.
59 -
[علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري]، مجلد على طريقة: [الأعلام] للزركلي.
60 -
[دعاء القنوت].
61 -
[فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد] للشيخ حامد بن محمد الشارقي- رحمه الله تعالى- مجلد، تحقيق.
62 -
[نظرية الخلط بين الإسلام وغيره من الأديان].
63 -
[تقريب آداب البحث والمناظرة].
64 -
[جبل إلال بعرفات]، تحقيقات تاريخية وشرعية.
65 -
[مدينة النبي صلى الله عليه وسلم رأي العين].
66 -
[قبة الصخرة، تحقيقات في تاريخ عمارتها وترميمها].
أعد الترجمة الشيخ عبد الله بن بكر أبو زيد، القاضي بديوان المظالم.
المصدر: الموقع الرسمى للرئاسة العامة للبحوث العلمية و الافتاء بالمملكة العربية السعودية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:38]ـ
مقال في جريدة الرياض اليوم الاثنين 4/صفر 1429
http://www.alriyadh.com/2008/02/11/article316811.html
لشيخ بكر أبو زيد
د. محمد القويز
من أين أبدأ؟
فقد كان رحمه الله كالبحر الواسع.
يحير من يقف على شواطئه غير ملم بما في جوفه من كنوز.
ولا شك أن مؤلفاته رغم كثرتها (فاقت ثلاثين مؤلفاً) لم تدون كل مالديه، ويبقى دور طلبته فيما نقلوا عنه وتعلموا منه ليخرجوا لنا المزيد.
من هنا تأتي حيرة البداية!
هل أبدأ من بداياته المجهولة لكثير من الناس أم من نهاياته المعلومة للعامة والخاصة؟
أم أبدأ بما عُرِف عنه من كريم الخصال؟
أم أبدأ بما قاله عنه الشيخ ابن عثيمين عليهما رحمة الله؟
فقد قال: بأن الشيخ بكر تسنم المناصب وكان فيها وبعدها مثل ما كان قبلها لايغيره المنصب.
كان منكباً على العلم بكل حواسه، إذ لم يكتف بما تلقنه من أول شيوخه الشيخ عبدالله الصقيران فأكمل ذلك بما لدى الشيخ عبد العزيز بن باز وتمم بما لدى شيخه محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله جميعا.
فأصبح علماً بين الأعلام.
نافح عن السنة وعن منهج أهل السنة والجماعة.
وكتب رسائل لطلبة العلم ليس لطالب علم-شرعي أو دنيوي- غنى عنها.
وأقتبس من حلية طالب العلم هذه الفقرة وإن كانت لاتغني عن قراءتها. يقول رحمه الله:
"فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
1 - حفظ مختصر فيه.
2 - ضبطه على شيخ متقن.
3 - عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4 - لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
5 - اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
6 - جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة."
أسأل الله أن يرحم الشيخ بكر وأن يسكنه فسيح جناته وأن ينزل السكينة على أهله وأن يعوض المسلمين مافقدوه بوفاة شيخهم.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 05:39]ـ
خبر وفاته في جريدة الرياض:
http://www.alriyadh.com/2008/02/06/article315226.html
وأوردوا صورته
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 09:19]ـ
بكر أبو زيد .. العالم, الخفي!!
د. يوسف بن أحمد القاسم
4/ 2/1429
10/ 02/2008
موقع الاسلام اليوم
لقد فجعت الأمة الإسلامية قبل أيام بموت عالم من كبار العلماء, ومصنف من كبار المصنفين في زمانه, وهو الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد, المحدث الفقيه, واللغوي النسابة, وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض- نسأل الله تعالى أن يجعلها تكفيراً لسيئاته, ورفعة لدرجاته- لقد رحل رحمه الله, فترك فراغاً كبيراً في العالم الإسلامي عموماً, وفي المكتبة الإسلامية خصوصا, حيث كانت مصنفاته عملاً رائعاً, وأنموذجاً فريداً, حازت على إعجاب كبار العلماء قبل صغارهم, فتطلعوا إليها, وتسابقوا إلى اقتنائها, ولا غرو, فقد كان ذا علم غزير, وقلم رفيع, يعود بالذاكرة إلى الرعيل الأول, ممن عرفوا بوفرة العلم, وجودة البيان, ولهذا كانت مؤلفاته نهراً متدفقاً, يغترف منه أهل العلم, وينهل منه أهل الحق والإيمان, أما أهل الباطل, فقد ضاقوا بكتبه ذرعاً, وشرقوا بها زمناً- ولا زالوا- على اختلاف مشاربهم.
فكتابه "هجر المبتدع", و"تحريف النصوص من مأخذ أهل الأهواء في الاستدلال"
شرق بها دعاة الأهواء, والبدع.
وكتابه "تصنيف الناس بين الظن واليقين", و"براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة"
شرق بها دعاة التصنيف, والتبديع.
وكتابه"الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان"و"المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية: تاريخها ومخاطرها"و"حراسة الفضيلة"
شرق بها دعاة التقريب, والتغريب ... الخ.
وكما اهتم رحمه الله بتنقية أهل الإسلام من كل داء ينخر في معتقدهم, وعبادتهم, وقيمهم, وثوابتهم, فقد حرص أشد الحرص على تحلية أهل الإسلام بالأخلاق الفاضلة, والآداب الكريمة, بدأ بكتابه:"حلية طالب العلم", ومروراً بكتابه"فتوى جامعة في آداب العزاء الشرعية", ووصولاً إلى كتابه:"أدب الهاتف", وكأن شأن أخلاق العامة والخاصة جزء لا يتجزأ من أحاسيسه, وهمومه, وهكذا كان قَدَرُه رحمه الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما اهتم بقضايا العقيدة والسلوك, فقد اعتنى أيضاً بقضايا الفكر, ولهذا أصدر كتابه القيم"حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية" والذي عالج فيه قضايا الأحزاب والجماعات الإسلامية معالجة راقية, وعلى ضوء الكتاب والسنة, وفهم سلف الأمة.
وفي مجال الفقه والتفقه لم ينأ عن واقع زمانه, أو ينسج خارج حدوده, بل كان يتلمس واقعهم, فيتناول بعلمه وقلمه كثيراً من الموضوعات النازلة التي تمس واقع المسلمين, وتتحسس حياتهم اليومية, ولهذا أصدر كتباً ورسائل عدة حول هذه النوازل الفقهية, ومنها"بطاقة الائتمان: حقيقتها البنكية التجارية وأحكامها الشرعية", و"المرابحة للآمر بالشراء", و"طرق الإنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي", و"أجهزة الانعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء", و"حكم إثبات أول الشهر القمري وتوحيد الرؤية", و"خطاب الضمان", كما اهتم بفقه الحنابلة, ومصطلحاتهم, فألف كتابه الماتع:"المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" كما كان حفياً بالعلماء عموماً, وبالحنابلة خصوصاً, فألف دليلاً معلمياً لعلمائهم, رتبه حسب التسلسل الزمني من عصر الإمام أحمد إلى عصرنا الحاضر, وقد سماه:"علماء الحنابلة", كما أعطى علم الحديث ورجاله قسطاً وافراً من العناية والاهتمام, فألف-على سبيل المثال لا الحصر-كتابه الفذ:"التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل", ولم تقف همته عند هذا الحد, بل ألف أيضاً في علم النسب, فألف كتابه الموسوم بـ"طبقات النسابين", هذه إلماحة سريعة لنزر يسير من مؤلفات هذا العالم الهمام, ناهيك عن كتبه الأخرى التي لم تر النور, ونأمل أن تراه قريباً, بإذن الله تعالى.
ومما يتميز به الشيخ بكر أبو زيد عنايته بكتب السلف الصالح, واهتمامه بالعلماء المحققين, من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية, والحافظ ابن كثير, والذهبي, وابن القيم ... , رحم الله الجميع, وقد كان لهذا الأخير حفاوة خاصة, وقديماً قيل:"رب أخٍ لك لم تلده أمك", ولا أظن بكراً كان أخاً لابن القيم فحسب, بل كان ابناً باراً له, حيث قرّب للناس كتبه عبر كتابه"التقريب لعلوم ابن القيم", وكشف لهم عن شخصيته, وحياته, وآثاره, وموارده, وذلك عبر كتابه الحافل"ابن قيم الجوزية: حياته, آثاره, موارده", وقد ظهرت آثار شخصية ابن القيم في شخص الشيخ رحمهما الله تعالى, ولا أبالغ إذا قلت: إنهما قرينان, في ظهور الحجة, وقوة البيان.
ولم تقف جهود الشيخ رحمه الله عند تأليف الكتب, وإعداد البحوث والرسائل, بل تقلد مناصب كثيرة, بذل فيها من علمه, وحكمته, وقوة شخصيته, ما تقر به العين, وينشرح له الصدر, بدءاً بعمله مدرساً وإماماً وخطيباً في المسجد النبوي, وقاضياً في المدينة المنورة, ومروراً بتقلده وكالة وزارة العدل, ثم وصولاً بتعيينه عضواً في اللجنة الدائمة للإفتاء وفي هيئة كبار العلماء, ورئيساً لمجمع الفقه الإسلامي, وقد تركت شخصيته العلمية الفذة, وحنكته, وجرأته في كلمة الحق, أثراً ظاهراً في كل المناصب التي تقلدها, وكانت بالنسبة له عبءًا وتكليفاً, لا تشريفاً!!
ومع سعة علمه, وعظم فضله رحمه الله, فإنه لم يكن محبّاً للظهور في وسائل الإعلام, ولا راغباً في مخالطة الأنام, بل كان بعيداً عن الأضواء, منصرفاً عن الشهرة, وهي تركض وراءه, وهو يفر منها مترجلاً وراكباً, لدرجة أنه أوصى أن يصلى عليه بعد وفاته دون أن يعلم به أحد, ولكن دون جدوى! فقد تقاطر الناس من كل ناحية إلى مسجده الذي يجهله أكثر من شهد جنازته, وفي ليلة ظلماء, باردة!! - فسبحان من غرس محبته في قلوب الناس- وبهذا قدم للناس دروساً عملية في التواضع والإخلاص بعد وفاته, كما كان يقدمها أثناء حياته!! وسبحان الله العظيم!
علماء أجلاء يفرون من الشهرة, فرارهم من الأسد, وهي تلاحقهم, وتدنو منهم, وتوقعهم في شراكها, وهم محمولون على النعش!!
ومتعالمون يلهثون وراءها, ويركضون خلفها, وهي تفر منهم يمنة ويسرة, وقد تكر عليهم, فتصيبهم في مقتل, عياذاً بالله؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
رحم الله الشيخ بكراً, فقد كان يذود عن الإسلام وثوابته بكتبه وقلمه, ولهذا كانت جنازته مشهودة ليلة الأربعاء الماضي, حتى أعادت بنا هذه الحشود الكبيرة مقولة الإمام أحمد:"بيننا وبينكم يوم الجنائز" فاللهم ارحمه, وارفع درجته في المهديين, واخلفه في عقبه في الغابرين, آمين, آمين, آمين يا رب العالمين.
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=2 4&catid=202&artid=11634
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 01:17]ـ
رحمه الله، و جعلنا في إثره.
إنه جواد كريم
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 01:26]ـ
جزاكما الله خيرا
وشكرا أخي الراية على إفادتك.
وهذا مقال من الموقع كتبه الأخ صهيب بن محمد خير رمضان يوسف وفقه الله.
http://alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2018
وفاةُ الشيخ بكر أبو زيد "ابنِ قيِّم العصر" .. ومؤلَّفاتُه وطرَفٌ من سيرته
الأرضُ تَحيا إذا ما عاشَ عالمُها متى يَمُتْ عالمٌ منها يَمُت طرَفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلَّ بها وإنْ أبى عاد في أكنافها التَّلَفُ
وروي عن الحسن -رحمه الله-: "موتُ العالم ثُلمة في الإسلام، لا يسدُّها شيءٌ ما اختلف الليل والنهار".
.. وإنّ المصاب ليعظم إذا كان المتوفى فذًّا متميزَ المنهج، كالشيخ الدكتور/ بكر بن عبد الله أبو زيد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً .. الذي فقدته الأوساطُ الإسلامية العلمية والفقهية، يوم الثلاثاء 27/ 1/1429هـ، الموافق 6/ 2/2008، بعد أن عُمِّر ما ناهز 64 عامًا.
وقد أدّيتْ صلاةُ الميت عليه عقب صلاة العشاء يوم الثلاثاء بمسجده بجوار مسكنه في حي العقيق بمدينة الرياض، وقد أمَّ المصلين زوجُ ابنته الشيخُ أحمد الريس، تنفيذاً لوصيّتة، وتقدم المصلين مفتي المملكة، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.
.. ثم دُفن بمقبرة الدرعية .. يرحمه الله ... وقد حضر، للصلاة عليه ولدفنه، جموعٌ غفيرة.
أمّا عن سيرة هذا العالم وأخبارِه العلمية، فقد سجّل ابنُه، القاضي عبد الله بن بكر أبو زيد، بعضَ جوانبها، ونقتطف هنا بعضَ ما قال:
"هو بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد، ينتهي نسبه إلى بني زيد الأعلى، وهو زيد بن سويد بن زيد بن سويد بن زيد بن حرام بن سويد بن زيد القضاعي، من قبيلة بني زيد القضاعية المشهورة في حاضرة الوشم، وعالية نجد، وفيها ولد عام 1365هـ.
درَس في الكُتّاب حتى السنة الثانية الابتدائية، ثم انتقل إلى الرياض عام 1375هـ، وفيه واصل دراسته الابتدائية، ثم المعهد العلمي، ثم كلية الشريعة، حتى تخرج عام 87هـ / 88هـ في كلية الشريعة بالرياض منتسباً.
وفي عام 1384هـ انتقل إلى المدينة المنورة فعمل أمينًا للمكتبة العامة بالجامعة الإسلامية.
وكان بجانب دراسته النظامية يلازم حِلَقَ عددٍ من المشايخ في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي الرياض أخذ عِلم الميقات من الشيخ القاضي صالح بن مطلق، وقرأ عليه خمساً وعشرين مقامة من مقامات الحريري، وكان- رحمه الله- يحفظها، وفي الفقه: زاد المستقنع للحجاوي، كتاب البيوع فقط. وفي مكة قرأ على سماحة شيخه، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كتاب الحج، من [المنتقى] للمجد ابن تيمية، في حج عام 1385هـ بالمسجد الحرام. واستجاز المدرسَ بالمسجد الحرام الشيخ: سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان، فأجازه إجازة مكتوبة بخطه لجميع كتب السنة، وإجازة في المُدّ النبوي. وفي المدينة قرأ على سماحة شيخه الشيخ ابن باز في [فتح الباري] و [بلوغ المرام]، وعددًا من الرسائل في الفقه والتوحيد والحديث في بيته، إذ لازمه نحوَ سنتين وأجازه. ولازم سماحة شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي نحو عشر سنين، منذ انتقل إلى المدينة المنورة، حتى توفي الشيخ في حج عام 1393هـ- رحمه الله تعالى- فقرأ عليه في تفسيره [أضواء البيان] ورسالته [آداب البحث والمناظرة]، وانفرد بأخذ علم النسب عنه، فقرأ عليه [القصد والأمم] لابن عبد البر، وبعض [الإنباه] لابن عبد البَرّ أيضًا. وقرأ عليه بعض الرسائل، وله معه مباحثات واستفادات، ولديه نحو عشرين إجازة من علماء الحرمين والرياض والمغرب والشام والهند وإفريقيا وغيرها، وقد
(يُتْبَعُ)
(/)
جمعها في ثبت مستقل.
.. ودرَس في المعهد العالي للقضاء منتسبًا، فنال شهادة العالمية (الماجستير)، وفي عام 1403هـ، تحصل على شهادة العالمية العالية (الدكتوراه). وقد اختير للقضاء في مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم-، واستمر في قضائها حتى عام 1400هـ، كما عيّن مدرسًا في المسجد النبوي الشريف، فاستقر حتى عام 1400هـ.
كما عُين إمامًا وخطيبًا في المسجد النبوي الشريف، فاستمر حتى مطلع عام 1396هـ، وفي عام 1400هـ، اختير وكيلاً عامًّا لوَزارة العدل، واستمرَّ حتى نهاية عام 1412هـ.
وفي عام 1405 هـ صدر أمر ملكي بتعيينه ممثلاً للمملكة العربية السعودية في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، واختير رئيسًا للمجمع.
وعام 1406هـ عين عضوًا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي، وكانت له في أثناء ذلك مشاركةٌ في عدد من اللجان والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، ودرّس في المعهد العالي للقضاء، وفي الدراسات العليا في كلية الشريعة بالرياض". ا. هـ.
.. الشيخ بكر أبو زيد تربطه علاقةُ أخوة وزمالة حميمة بكبار العلماء من مختلف الدول، ومن أهمّهم الشيخ الدكتور/ يوسف القرضاوي، الذي أشاد به حين نعيه، باعتباره علمًا من أعلام هذه الأمة.
كما عدّد الشيخ الدكتور/ علي القَرَه داغِي، نائب رئيس جمعية البلاغ والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، مناقبَ الفقيد وجهودَه في خدمة الإسلام، وقال: "عرفتُ الفقيد طوال عدة سنوات، ووجدتُ فيه العلم والصدق والصفاء والإخلاص، لمست فيه الجدّية والخوف من الله سبحانه وتعالى، ووجدت فيه مثلاً حقيقيًّا للعالم العامل القدوة".
وقد كان الشيخ يعدُّ قراراتِ مجمع الفقه الإسلامي توقيعًا عن رب العالمين، بحكم أن المجمع يضم صفوةَ علماء الأمّة. فقد كان يدقق في البيانات والقرارات والفتاوى التي يصدرها المجمعُ، ويقول لزملائه: نحن مسؤولون أمام الله عن كل حرف وكلمة نقولها للأمة.
وإليك –أخي القارئ- قائمة بعناوين مؤلفاته وتحقيقاته .. والمتأمل في هذه العناوين يرى تبحّرَه في التأليف بخاصّة، وتميّزَه في الدقيق من المسائل، وتركيزَه على المعاصر منها ..
أمّا لغته في التأليف فهي لغة الفقيه العالِم، واللغويِّ المتمكن، والأديبِ المتضلّع، فهو يمزُج فيها بين كل ذلك بنفَسٍ خاصّ جميل ..
وقد جمعت هذه العناوين من مصادر متفرقة، أهمها فهارسُ مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، وترجمةُ ابنه له ..
وقد يكون بينها ما هو مكرر نظراً لتعدد الطبعات وتغير التسميات، ثم أضفت بعض الملحوظات مما لمحته في أثناء البحث، وأشرت إلى بعض أرقام الكتب في القائمة؛ لأهمية مراجعتها:
1 - التقنين والإلزام.
2 - المواضعة في الاصطلاح على خلاف الشريعة وأفصح اللغى.
3 - أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء.
4 - طفل الأنابيب.
5 - خطاب الضمان البنكي.
6 - الحساب الفلكي.
7 - البوصلة.
8 - التأمين.
9 - التشريع وزراعة الأعضاء.
10 - تغريب الألقاب العلمية.
11 - بطاقة الائتمان حقيقتها البنكية التجارية وأحكامها الشرعية.
12 - بطاقة التخفيض حقيقتها التجارية وأحكامها الشرعية.
13 - عيد اليوبيل بدعة في الإسلام.
14 - المثامنة في العقار - نزع ملكيته للمصلحة العامة.
15 - التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه.
16 - التقريب لفقه ابن قيم الجوزية.
17 - الحدود والتعزيرات عند ابن القيم: دراسة ومقارنة. [وهي رسالته للماجستير عام 1400هـ من المعهد العالي للقضاء. وقد طبعت في دار العاصمة. 1مج].
18 - أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية: دراسة وموازنة (مجلد واحد). [وهي رسالته للدكتوراة عام 1402هـ من المعهد العالي للقضاء، وقد طبعت عند مؤسسة الرسالة].
19 - اختيارات ابن تيمية للبرهان ابن القيم، تحقيق.
20 - حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية.
* [ملحوظة: صدر أيضاً كتاب: مهذّب حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية/ كتب الأصل بكر بن عبد الله أبو زيد؛ تهذيب عبد الله عبد الرحمن التميمي].
21 - معجم المناهي اللفظية: يختص بالمنهي عنها شرعًا في نحو 800 لفظ.
* [ملحوظة: صدر حول "معجم المناهي اللفظية":
أ- المستدرك على معجم المناهي اللفظية/ سليمان بن صالح الخراشي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- نظرات في معجم المناهي اللفظية/ علي رضا بن عبد الله علي رضا].
22 - لا جديد في أحكام الصلاة، بزيادة عدم مشروعية ضم العقبين في السجود.
23 - تصنيف الناس بين الظن واليقين.
24 - التعالم وأثره على الفكر والكتاب.
25 - حلية طالب العلم. (راجع رقم 85).
26 - أذكار طرفي النهار. [كتيّب جيب].
27 - الرقابة على التراث.
28 - تسمية المولود.
29 - أدب الهاتف.
30 - حد الثوب والأزرة وتحريم الإسبال ولباس الشهرة.
31 - آداب طالب الحديث من "الجامع للخطيب" (انتقائي).
32 - المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب، تقديم محمد الحبيب ابن الخوجة.
33 - البلغة في فقه الإمام أحمد بن حنبل للفخر ابن تيمية؛ تحقيق.
34 - فتوى السن، عن مهمات المسائل.
35 - التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل.
36 - معرفة النسخ والصحف الحديثية.
37 - التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث.
38 - الجدّ الحثيث في بيان ما ليس بحديث/ تأليف أحمد بن عبد الكريم العامري الغزي (تحقيق).
39 - مرويات دعاء ختم القرآن الكريم، وحكمه داخل الصلاة وخارجها جزء.
40 - نصوص الحوالة - جزء.
41 - جزء في زيارة النساء للقبور.
42 - مسح الوجه باليدين بعد رفعهما بالدعاء جزء.
43 - جزء في كيفية النهوض في الصلاة، وضعف حديث العجن.
44 - العزاب من العلماء وغيرهم. (راجع رقم 87).
45 - التحول المذهبي. راجع رقم (88).
46 - التراجم الذاتية. (راجع رقم 86).
47 - لطائف الكلم في العلم.
48 - طبقات النسابين.
49 - ابن قيم الجوزية: حياته وآثاره.
50 - الرد على المخالف: شروطه وآدابه. (ضمن كتاب: الردود).
51 - تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال. (ضمن: الردود).
52 - براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة. (ضمن: الردود) - وهو رد على مجموعة من أقوال محمد زاهد الكوثري، قدم له الشيخ عبد العزيز ابن باز.
53 - عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها. (ضمن: الردود).
54 - التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير. (ضمن: الردود).
55 - بدع القراء القديمة والمعاصرة - رسالة.
56 - خصائص جزيرة العرب.
57 - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة/ تأليف محمد بن عبد الله بن حميد؛ حققه وقدم له وعلق علية بكر بن عبد الله أبو زيد، عبد الرحمن بن سليمان العثيمين.
58 - تسهيل السابلة إلى معرفة علماء الحنابلة للشيخ صالح بن عبد العزيز بن علي آل عثيمين، (تحقيق في مجلدين).
59 - علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري، مجلد على طريقة: الأعلام للزركلي. (راجع رقم 82).
60 - دعاء القنوت.
61 - فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد/ للشيخ حامد بن محمد الشارقي؛ (تحقيق).
62 - الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان.
63 - تقريب آداب البحث والمناظرة.
64 - جبل إلال بعرفات، تحقيقات تاريخية وشرعية.
65 - مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- رأي العين.
66 - قبة الصخرة، تحقيقات في تاريخ عمارتها وترميمها.
67 - تصحيح الدعاء (مجلد)، وطبع جزء من هذا الكتاب مستقل باسم: السبحة: تاريخها وحكمها. (راجع رقم 77).
68 - موارد ابن قيم الجوزية.
69 - المجموعة العلمية.
70 - العلاَمَةُ الشرعية لبداية الطواف ونهايته.
71 - حراسة الفضيلة.
72 - درء الفتنة عن أهل السنة – تقديم الشيخ عبد العزيز ابن باز.
73 - فتوى جامعة في العقار.
74 - المدارس العالمية الأجنبية – الاستعمارية .. تاريخها ومخاطرها.
75 - فتوى جامعة في التنبيه على بعض العادات والأعراف القبلية المخالفة للشرع المطهر. 76 - هجر المبتدع.
77 - السبحة: تاريخها وحكمها.
78 - هداية الأريب الأمجد لمعرفة أصحاب الرواية عن أحمد/ لسليمان بن عبد الرحمن بن حمدان؛ (تحقيق).
79 - بلْغة الساغب وبغية الراغب/ تأليف فخر الدين أبي عبدالله محمد بن أبي القاسم محمد بن الخضر ابن تيمية، تقديم محمد الحبيب ابن الخوجة؛ (تحقيق).
80 - النظام العالمي الجديد والعولمة: التكتلات الإقليمية وآثارها: العرض والمناقشة/ شوقي دنيا، بكر بن عبد الله أبو زيد، وآخرون.
81 - تراجم لمتأخري الحنابلة، جمع وتأليف الشيخ سليمان بن حمدان؛ (تحقيق).
82 - علماء الحنابلة: من الإمام أحمد المتوفى سنة 241هـ إلى وفيات عام 1420 هـ رحمهم الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
83 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، المؤلف: محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، نشره مجمع الفقه الإسلامي بجدة - بإشراف العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - دار عالم الفوائد.
84 - حكم إثبات أول الشهر القمري وتوحيد الرؤية.
85 - شرح كتاب حلية طالب العلم لبكر بن عبد الله أبو زيد/ شرح الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين؛ تحقيق أبي مالك محمد بن حامد بن عبد الوهاب؛ اعتنت به ترتيبًا وجمعًا: دار البصيرة.
* [ملحوظة: شرحَ "حلية طالب العلم" الشيخُ محمد ابن عثيمين في عدة دروس، وقد سجلتْ ووزّعت في أشرطة صوتية، وكان الشيخ يثني على الكتاب ويشير إلى أهميتة لطالبي العلم. ثم صدرت تلكم الدروس مطبوعة].
86 - العلماء الذين ترجموا لأنفسهم "السيرة الذاتية".
87 - الذين لم يتزوجوا من العلماء وغيرهم وأسباب ذلك والنقض على من وحد السبب.
88 - العلماء الذين تحولوا من مذهب إلى آخر وأسباب التحول.
89 - المرابحة للأمر بالشراء (بيع المواعدة): (المرابحة في المصارف الإسلامية) وحديث (لا تبع ما ليس عندك).
90 - طرق الإنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي.
ولمعرفة أسلوب د. بكر أبو زيد وطريقته في الكتابة؛ ننقل لكم أُنموذجين من كتابين من كتبه:
مِن كتابه القيّم: (حِرَاسَةُ الْفَضِيلَةِ):
" .. فهذه رسالة نُخرجها للناس لِتَثْبيتِ نساء المؤمنين على الفضيلة، وكشف دعاوى المستغربين إلى الرذيلة، إذ حياة المسلمين المتمسكين بدينهم اليوم، المبنية على إقامة العبودية لله تعالى، وعلى الطهر والعفاف، والحياء، والغيرة، حياةٌ محفوفة بالأخطار من كل جانب، بجلب أمراض الشبهات في الاعتقادات والعبادات، وأمراض الشهوات في السلوك والاجتماعيات، وتعميقها في حياة المسلمين في أسوأ مخطط مسخّر لحرب الإسلام، وأسوأ مؤامرة على الأمة الإسلامية، تبناها: ((النظام العالمي الجديد)) في إطار نظرية الخلط - وهي المسماة في عصرنا: العولمة، أو الشوملة، أو الكوكبة - بين الحق والباطل، والمعروف والمنكر، والصالح والطالح، والسنة والبدعة، والسني والبدعي، والقرآن والكتب المنسوخة المحرفة كالتوراة والإنجيل، والمسجد والكنيسة، والمسلم والكافر، ووحدة الأديان، ونظرية الخلط هذه أنكى مكيدة، لتذويب الدِّين في نفوس المؤمنين، وتحويل جماعة المسلمين إلى سائمة تُسَام، وقطيع مهزوزٍ اعتقادُه، غارق في شهواته، مستغرق في ملذّاته، متبلد في إحساسه، لا يعرف معروفاً ولا يُنكر منكراً، حتى ينقلب منهم من غلبت عليه الشقاوة على عقبيه خاسراً، ويرتدّ منهم من يرتد عن دينه بالتدريج.
كل هذا يجري باقتحام الولاء والبراء، وتَسريب الحب والبغض في الله، وإلجام الأقلام، وكفّ الألسنة عن قول كلمة الحق، وصناعة الاتهامات لمن بقيت عنده بقية من خير، ورميه بلباس: الإرهاب والتطرف والغلو والرجعية، إلى آخر ألقاب الذين كفروا للذين أسلموا، والذين استغربوا للذين آمنوا وثبتوا، والذين غلبوا على أمرهم للذين استُضعفوا .... ".
ومن كتابه: (دعاء القنوت):
الفصل الأول: (تنبيهات في بيان مَا يُجْتَنَب في القنوت):
* التنبيه الرابع: وَيُجْتَنَبُ قَصْدُ السَّجع في الدعاء، والبحث عن غرائب الأَدعية المسجوعة على حرف واحد. وقد ثبت في صحيح البخاري -رحمه الله تعالى- عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال له: (فانظر السجع في الدعاء، فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأَصحابه لا يفعلونَ إلا ذلك الاجتناب).
ومن الأَدعية المخترعة المسجوعة: (اللهم ارحمنا فوق الأرض، وارحمنا تحت الأرض، وارحمنا يوم العرض). ولا يرِد على ذلك ما جاءَ في بعض الأدعية النبوية من أَلْفَاظ مُتَوَاليَة، فهي غير مقصودة ولا متكلفة، ولهذا فهي في غاية الانسجام.
* التنبيه الخامس: وَيُجْتَنَبُ اختراع أَدعية فيها تفصيل أَو تشقيق في العبارة، لِمَا تُحْدِثُهُ مِنْ تحريك العواطف، وإِزعاج الأَعضاء، والبكاء، والشهيق، والضجيج، والصَّعَق، إِلى غير ذلك مِمَّا يَحْدُثُ لِبَعْضِ النَّاسِ حَسَبَ أَحوالهم، وقُدُرَاتِهِم، وطاقاتهم، قُوَّةً، وَضَعفاً.
ومنه: تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر، ومن أَهوال يوم القيامة، أَوصافاً وتفصيلات، ورَصَّ كلمات مترادفات، يُخْرجُ عن مقصود الاستعاذة والدُّعاء، إِلى الوعظ والتخويف والترهيب. وكل هذا خروج عن حدِّ المشروع، واعتداء على الدعاء المشروع، وهجر له، واستدراك عليه، وأَخشى أَن تكون ظاهرة ملل، وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيُبْطِلُها ..... ".روى الشيخان عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتّخذ الناسُ رؤوساً جُهّالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير عِلمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 11:13]ـ
شكرا لك أخي / محمد بن زياد
و أحب أن أضيف مقالين قد نشرا عن الشيخ بكر ..
الأول: للأستاذ / إبراهيم الأزرق
http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_comment_main.cfm?id= 803
و الثاني: للأستاذ / أحمد السقاف
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2593
و شكرا لكم ...
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 04:31]ـ
الشيخ محمد زياد التكلة، ليتك حفظك الله تكتب ترجمة موسعة للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 06:43]ـ
شكر اللَّهُ لكُم ـ يا شيخ مُحمَّد زيَّاد التُّكْلَة ـ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 06:44]ـ
رحم اللَّهُ شيخَنا العلَّامة بكر بن عبد اللَّه أبو زيدٍ.
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 10:53]ـ
يقول مشهور حسن ال سلمان في كملة له بعد وفاة الشيخ بكر - رحمه الله-
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=66189
* سمعته يقول: راتبي 55 ألف ريال، واذا دخلت المكتبة أخرج وقد استدنت على الراتب.
*ذكر: ان الشيخ بكر يشتري اكثر من نسخة للكتاب، وعنده اكثر من مكتبة، وبعض مكتباته عامة يفتحها للطلبة
* سمعتُ مِنْه عشرات النقول تجري على لسانه، فقرات طويلة متينة قوية يلقيها من محفوظة من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية
* اذكر مرة دخلنا مسجد في الاغوار وكان الامام قد فرغ من صلاة العصر وكان معنا الشيخ علي واخ ثالث ورابع فطلب مني ان نصلي العصر جماعة؟
فقلنا: هذه صلاة مكروهة
وكان رحمه الله: (جملة غير واضحة)
فصلى هو: (جملة غير واضحة)
وصلى كل واحد منا لوحده، وبعد الصلاة جرى ذكر للمسألة ومسائل كثيرة وانبسط الحديث، وذِكْر بعض ما انفرد به شيخا الألباني رحمه الله تعالى في بعض المسائل.
فقلت -متجرءاً-: يا شيخ، شيخنا الألباني قريب، نأخذ موعداً معه ونتباحث في هذه المسائل
فقال: إن جلست بين يدي الشيخ فلا أحسن الكلام.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 01:35]ـ
طيّب اللّه ثراك شيخنا الحبيب
بسم اللّه و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصّلاة و السّلام على محمّد خاتم النبيّين و إمام المرسلين، و على آله و أصحابه و أتباعه إلى يوم الدّين، أمّا بعد.
هكذا خبر الموت؛ ثقيل على الأسماع شديد على القلوب، ينزل عليك مُفاجئا لا يُمهلك تستعدّ له و تتأهّب، ثمّ سرعان ما يتركك مسترجعا مستجمع الأنفاس، و أشدّ ما يكون الخبر وقْعا، عند نعْي عالم حبيب عزيز كان يغمرُك رحمة و يُغدقك حنانا، يُنير لك الدّروب و يحفظك من الخُطوب، لكنّها الحياة هكذا؛ أنفاس معدودة، في أماكن محدودة، بآجال معلومة [[و ما يُعمِّر مِن معَمَّر و لا يُنقَص مِن عُمُرِه إلاّ في كتاب]] (فاطر: 11)، [[و كُلّ شيءٍ عندَه بمقدار]] (الرّعد: 8)، [[و لكلِّ أجَلٍ كِتاب]] (الرّعد 38).
هكذا نزل عليّ خبر وفاة العلاّمة الإمام الفقيه اللّغوي السنّي السّلفي؛ الشّيخ بكر بن عبد اللّه أبي زيد، بينما كنت أحادث أخا لي بُعيد صلاة عشاء ليلة الأربعاء التّاسع و العشرين من شهر محرّم الحرام لعام تسعة و عشرين و أربعة مائة و ألف من السّنة الهجرية، هكذا وقع الخبر عليّ، مع أنّه لم يُكتب لي أن جالستُ الشّيخ أو لاقيته يوماً، لكنّني تعلّقت به و أحببته مِن خلال مكتبته الثرية الّتي خلّفها لأبنائه من الطّلبة و القرّاء، و زادني حُزنا أنْ لم يُكتب لي شرف اللّقاء به في حياته و النّظر إلى محيّاه، و تقبيل جبينه و مزاحمة الرُّكب في مجلسه، حزن إلى حزن عليّ توالى، بعد حرماني مِن ذلك كلّه جرّاء صوارف حبستني و علائق منعتني، من الشّيخ و أمثاله من الأئمّة الأكابر الرّاحلين عنّا، رحم اللّه الجميع و وفّقني و إخواني للاستدراك و تضميد الجراح بلقاء خلَفِهم الأخيار مِن ذوي العِلم و التّقى في سائر الأمصار، فإنّ مجالسة العلماء خير كلّه، و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول هذا و أنا الفرد الصّغير بين ألوف مؤلّفة من محبّي الشّيخ و أبنائه و تلامذته، الّذين لا أدّعي أنّني أضاهيهم في عاطفتهم اتجاهه و حبّهم له، و كيف لا يبلغ الشّيخ هذه الرّتبة في نفوس النّاس و هذه المنزلة في قلوبهم، و هو القلم الّذي لم يملّ يوما أو يكلّ، مُعلّما و مُرشدا، و داعياً مَن ضلّ إلى الهدى، و صابرا في سبيل ذلك على الأذى، فكم أحيى بكتاب اللّه من موتى، و كم بصّر بنوره أهل العمى، ...
يُؤكّد هذا الحبّ و الوفاء؛ أنْ شيّع جنازته - رحمه اللّه - كما ذُكر؛ أكثر من عشرين ألف مصلّ بعد صلاة العشاء لليلة الأربعاء، بمسجد الشيخ عبد الله الّذي بناه بجوار مسكنه بحي العقيق - شمال العاصمة الرياض - وفقا لوصيّته - رحمه اللّه -، حتّى امتدّ الجمع إلى الطرقات المؤدية إلى المسجد، و أدّى عدد كبير من المصلين الصلاة في الشوارع المحيطة بالجامع، يتقدمهم سماحة مفتي عام المملكة العربية السّعودية الشّيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه المولى -، بل لم يتمكّن الكثيرون من الصّلاة عليه - رحمه اللّه - بسبب ضيق المسجد و تزاحم السيّارات قربه إلى مسافة تزيد عن الكيلو متر، ممّا أعاق وصول الناس لا سيما أنّ إمام المسجد كان قد بكّر بصلاة العشاء عندما رأى امتلاء المسجد عن آخره و افتراش النّاس لمواقف السيّارات المجاورة له، حتّى قال أحد المشيّعين للجنازة: "أتصوّر لو صُلي عليه - رحمه الله - في جامع الرّاجحي و تمّ تأجيل الصّلاة عليه إلى الغد لحضرت أضعاف أضعاف الجموع التي حضرت".
مَن منّا لم يقرأ أو يطّلع يوما على كتاب (حِلية طالب العِلم)، الحِلية الّتي حَوت مجموعة آداب يتحلّى بها مَن سلك سبيل التعلّم، و يتّصف بمكارم الأخلاق، جمعها الشّيخ - رحمه اللّه - كما قال من أدب من بارك اللّه في عِلمهم، و قد كتب اللّه لي بفضله و منّه وكرمه، أن درست الكتاب و تلقّيته شرحا مِن أحد مشايخنا، و هو الشّيخ الفاضل عز الدّين عوير -حفظه اللّه و سددّه-.
و مَن منّا لم يقرأ أو يطّلع على كتاب (تصنيف النّاس بين الظنّ و اليقين)، حذّر فيه الشّيخ من ظاهرة التّصنيف و التّبديع ظلما بغير حقّ، و ازدراء العلماء و الاستخفاف بهم، و بيّن العواقب الوخيمة للظّاهرة على شباب الصّحوة، كاشفا الدّاء و الدّواء، و أحسِبه مِن أوائل مَن كشف المفتونين الفتّانين بها، فجزاه عنّا و عن المسلمين خير الجزاء.
و مَن منّا لم يقرأ أو يطّلع على كتاب (درء الفتنة عن أهل السنّة)، بيّن فيه الشّيخ المعتقد الحقّ الّذي أجمع عليه المسلمون من الصّحابة - رضي اللّه عنهم - و من تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا، و ذلك في بيان حقيقة الإيمان، كاشفا انحراف الخوارج و المرجئة عن الحقّ في ذلك.
و مَن منّا لم يقرأ أو يطّلع على كتاب (التّعالم)، الّذي كشف كما قال مؤلّفه - رحمه اللّه - المندسّين بين طلبة العِلم حتّى لا يردوهم، و يضيّع عليهم أمرهم، و يبعثروا مسيرهم في الطّلب، فيستلّوهم و هم لا يشعرون.
و غير ذلك من عشرات الكتب و المقالات و الفتاوى في شتّى المجالات و الفنون، الّتي خلّفها الشّيخ شاهدة على غزارة علمه و سداد رأيه، مخلّدة لذكراه، عاكسة الوصف الّذي أطلقه بعض الأفاضل عليه - رحمه اللّه -؛ و هو وصفه بابن قيم عصره، و مَن قرأ للشّيخ وجده أهلا للوصف عن جدارة و استحقاق، و ما كُلّف بتولّي أمانة مجمع الفقه الإسلامي، إضافة إلى وكالة وزارة العدل، و كذا عضويته في هيئة كبار العلماء و اللّجنة الدّائمة للبحوث العِلمية و الإفتاء، إلاّ لنباغته و نباهته و تقدير أهل الفضل له.
إنّ وفاة عالم جليل و شيخ كبير، في قامة الشّيخ بكر بن عبد اللّه أبي زيد، ذي التّرجمة الثرية، لممّا يُحزن النّفوس، و يجرح القلوب، و يُدمع العيون، و يُكدّر الخواطر، و يُثير العواطف، فالشّيخ بكر كما صرّح سماحة الشّيخ عبد العزيز آل الشّيخ إثر وفاته - رحمه اللّه -: "كان أحد العلماء الذين يمتازون بالدقة في المعلومة والعُمق في البحوث و له نشاط كبير في التأليف".
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ موت شيخنا - أجرنا الرّحمان في مصيبة رحيله عنّا و أخلفنا خيرا منها -؛ لا يقلّ أثره عن أثر موت العلماء عموما، فقد جاء في بيان الرزية بفقد العلماء ما رواه الشيخان البخاري و مسلم في صحيحيهما، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه و سلم أنّه قال: ((إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)). قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري: "فدلَّ هذا على أن ذهاب العلم يكون بذهاب العلماء".
و نُقل أنّه قيل لسعيد بن جبير: "ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا هلك علماؤهم".
و نُقل عن علي و ابن مسعود و غيرِهما - رضي اللّه عنهم - قولهم: "موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف اللّيل و النهار".
و عن سفيان بن عيينة قوله: "و أيّ عقوبة أشدّ على أهل الجهل أنْ يذهب أهل العلم".
و قال بعضهم:
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها متى يَمُتْ عالمٌ منها يَمُت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حلَّ بها و إن أبى عاد في أكنافها التَّلف
و ينبغي التّذكير في الأخير بما فيه تسلية لنا في مصابنا، أنّ العلماء و إن رحلوا و ماتوا؛ هم أحياء بمآثرهم و بما ورّثوه من عِلم و هداية، و هم أحياء لأنّهم بكلّ بساطة علماء، و العِلم حياة.
و لهذا قال الشاعر:
أخو العلم حيٌ خالدٌ بعدَ موتِهِ و أوصالهُ تحتَ التُّرابِ رَمِيمُ
و ذو الجهلِ مَيْتٌ و هو ماشٍ عَلَى الثَّرى يُظَنُّ مِنَ الأَحيَاءِ و هو عَديمُ
و قال آخر:
و في الجهلِ قبلَ الموتِ موتٌ لأهلهِ و أجسامهمْ قبلَ القبورِ قبورُ
و أرواحهمْ في وَحشةٍ من جسومهمْ و ليسَ لهم حَتَّى النشورِ نشورُ
هكذا موت العلماء و تلك هي حياتهم، و حقّهم علينا أحياء و أمواتا وارد واجب؛ يُوقّرون و يُقدّرون و يُبجّلون في حياتهم، و يَعظُم هذا الحقّ و يتأكّد بعد وفاتهم، بل يزيد بإبراز مآثرهم و بسط سيرهم ليستفيد منها و يقتدي بهم مَن بعدهم، و يُعرف قدرهم و يحفظ فضلهم.
و إنّ الله لحافظٌ دينه بحفظ العلماء ومعلٍ كلمته بالمنتصرين له، و مداد العِلم لم يجفّ و ألسنة الحقّ لم تخرص، و لا يزال في الزّوايا بقايا من أهل التّقى و الفضل و الهداية، و الموفَّق من استعمله الله في تبليغ دينه و العمل بعلمه وتعليمه ودعوة الناس إليه.
رحمك اللّه أيّها الشّيخ الفاضل المعطاء، و أخلف على الأمة فيك خيراً، و غفر لنا و لك، و رفع درجتك في المهديين، و جعلك في الأكرمين، و أفسح لك في قبرك و نوّره لك فيه، و جمعنا بك في جنّاته جنّات النّعيم، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
طيّب الله ثراك شيخنا الحبيب ...
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
الخميس 01 صفر 1429هـ، الموافق لـ: 07 فيفري 2008م
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1493
ـ[ابو البراء]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وداعا يا شيخ السنة وإمام الفتوى: بكر الخير
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ثم أما بعد: لقد أظلمت الدنيا بموت عالم فذ فاضل، وشيخ جليل كريم من مشايخ السنة الغراء، وفقيه فحل من فحول الشريعة العارفين بالله ودينه وحكمه ألا وهو العلامة الفقيه الرباني بكر أبو زيد رحمه الله تعالى، ولا نملك إلا أن نقول أمام هذا المصاب الجلل: " إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خير منها"، ولقد كان رحمه الله تعالى على السنة والأثر، مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم، عاملا بأحكام ملته، داعيا للعلم والعمل، ناصرا لأهل السنة قامعا لأهل البدعة والضلالة، مناوئا لأهل الإشراك والكفران، محبا وناصرا لأهل الإسلام والتوحيد، متبعا لقضايا الأمة الإسلامية، باكيا على مآسي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فاستحق رحمه الله وبكل أحقية لقب إمام الفتوى، و رحم الله الصحابي ابن مسعود رضي الله تعالى عنه إذ قال: [إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتوءدة، فإنك إن تكن تابعا في الخير خير من أن تكون رأسا في الشر" "رواه ابن بطة " ولقد كان رحمه تابعا للحق ومنهج النبوة كما قال صديق هذه الأمة: "إنما أنا متبع ولست مبتدعا"، وكذا كان الشيخ بكر
(يُتْبَعُ)
(/)
رحمه الله، لا تسمع عنه إلا الخير والصلاح والإصلاح، كان رحمه يعالج ما طرأ على المسلمين من المستجدات في النوازل، ويزيل الغموض على ما استشكل من أمور طارئة، و لقد تصدى رحمه الله تعالى للبدع الشركية، والخرافات الكفرية، والجاهليات الفكرية، والضلالات العقائدية، وكان شوكة حقا في حلق أهل البدع والضلال، ومن علامات جهاده كتبه و رسائله وتخريجاته، فكان حقا فارسا لا يشق له غبار في الفقه والنوازل، قضى عمره في نصر السنة، وخدمة علم المشايخ، وتخريج كتبهم، وتنقيح فتاوى أكابرهم، وهذا هو حال من كان همه الإسلام و نصرة أهله حتى رحل إلى الآخرة و لحق بربه تبارك وتعالى، ولقد ترك هذا الأسد الهصور أشبالا من وراءه على دربه، وكما قيل: " تمضي الرجال ويبقى الأثر"، ومن أثر عمل المشايخ بعدهم علمهم الذي يورثونهم، وكتبهم التي تخلدهم، وذكراهم وأسماءهم، و كان رحمه الله تعالى يمتاز بإبداع بياني فريد من نوعه، وكأنك تقرأ للعلامة الجزائري البشير الإبراهيمي رحمه الله، فإذا غاص في العبارات وكأنك أمام قاموس مفتوح، وإذا استرسل في الأسانيد وكأنك أمام حفاظ السنة وخدمة الحديث، وإذا سرد المسائل بالشواهد والأدلة قلت: كأنك أمام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، ولقد ناله من سهام الأذى كما هي سنة الربانيين في مشوار العلم والدعوة إلى الله تعالى كما نالت من كان قبله حسدا وحقدا من عند أنفسهم، والله يرفع و يزكي من يشاء، والربانيون هم العدول الثقات الذين قال الله تعالى فيهم: {وأولو العلم قائما بالقسط}، ولقد أبكاني والله كلام الأنذال الأقزام الذين لم يرحموا عالما، ولم يعزروا فقيها، ولم يوقروا كبيرا، ولم يعرفوا قدر الرجال الأشاوس وحقهم على الأمة لما رموه بالتكفير ظلما وعدوانا، وأرادوا إلصاق البدعة فيه حسدا وحقدا، ولكن العالم النحرير كالنجم البعيد لا تصله النجاسات ولا تلطخه القاذورات، والله يدافع عن الذين آمنوا، فتذكرت قولة ابن تيمية رحمه الله تعالى التي ينبغي على الربانيين العاملين أن يكتبوها بماء الذهب: " أهل السنة قاموا حين قعد الناس وتقدموا حين تخاذل الناس، وقد رماهم الناس بأنهم بغاة وخوارج، وهم خير الناس للناس، و زبدة المسلمين ونقاوتهم" فاللهم ارحمهم بكر الخير، واحشره مع المرسلين في جنة فردوس رب العالمين، واجمعنا به والنبيين في دار كرامتك مع خيرة خلقك وسادات عبادك.
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1497
و كتبه
عبد الفتاح حمداش زراوي
المشرف العام لموقع ميراث السنة
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 02:03]ـ
نريد كتابا جامعا في سيرته رحمه الله
ـ[المرجح]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 06:16]ـ
هذه مرثية للشيخ أحمد الحسني كتبها في فقيد الأمة الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
هذي الفضيلةُ من بكائك تشهقُ ... ولربَّما من حزن فقدِك تزهقُ
فلها الرزيَّةُ والعزاءُ كلاهما ... أو ما تراها بالمدامعِ تَشرَقُ
تَبكيك "بكرُ" فأنت حارسُها الذي ... يحمي الحمى , ولصونها يتأرَّقُ
هذا زحامُ ذوي العزاءِ ببابها ... وجهٌ كئيب , أو فؤادٌ يخفقُ
فلقد سقيتَ غراسها ورعيتَها ... حتى استوت والعود عودٌ مورقُ
فتناثرت أزهارُها في عالمٍ ... سيَّان مغربُه وذاك المشرقُ
وبطيبها قد طاب ذكرك في الورى ... وكلاكما للعصر مسكٌ أعبقُ
أحييتها من بعد أن مُدَّت لها ... أيدٍ ملطخةٌ تكاُد تُمزِّقُ
فغزا مجاج يراعكم في وكرِها ... شُبهاً كأنَّ سوادهنَّ الفيلقُ
فتصاعدت أنفاس كلُّ فضيلة ... وإلى اجتماعٍ شملُها المتفرقُ
وتمايست في بردها الزاهي إلى ... كلُّ البقاع وعرفها يتنشقُ
ما إن تخاف ولا نخاف لعرضها ... هتكاً يُراد , وأنت حيٌّ ترزقُ
فلأنت سهمٌ صائبٌ نُصمي به ... مَن بالرذيلة في البريِّة ينعقُ
يا أمتي , هذا المصاب لمثله ... يبكي الدماءَ مغرِّبٌ ومشرِّقُ
فليستقلَّ من الدموع وإن جرت ... كالمزن أو كالبحر ما قد يُنفِق
ولتتسع منه الضلوعُ لحرقةٍ ... كنا بها لولا التجلد نُصعَقُ
والعين منه لدمعة سلسالة ... من بعد بحر الفضل كم تغرورقُ
والأذن إن ضج العزاء بسمعها ... إن الجميع على الفضيلة مشفقُ
بحر العلوم وحبرها إن لم يكن ... سباقة فيها فما إن يسبقُ
فانظر لمسرد كتبه ياحسنها ... فكأنها التَّيَّارُ إذ يتدفقُ
واقرأ له تعلم بأنَّ غباره ... في العلم ليس من السهولة يُلحقُ
فقهٌ يساير عصرنا إذ فهمُه ... لنوازل الأيام فهمٌ أعمقُ
تنهى إليه من الصحاب صعابها ... وإليه داجية المشاكل تُعنقُ
فيخوضها بمهارة ذهنية ... تقضي بأن الفكر فكر أحذقُ
فإذا أراق على القراطس حبره ... فنفيس در في المهارق يهرقُ
لفظٌ بديعٌ حبكُه ووراءه ... معنى عريض مونق ومنمَّقُ
قال الألى ذهبوا اجتهاد قد مضى ... إن المجال على الفقيه مضيَّقُ
فاقرأ له" طفل الأنابب" يتضحْ ... أن الثواب على اجتهاد مطلقُ
وكذلك " التشريح" أو ما قال في ... "إنعاشه" فجميع ذلك شيِّقٌ
وكذا سواها من نتاجٍ شاهدٍ ... أن الفقيد مؤصِّل ومحقِّقُ
هذا ومجمل حاله في كتبه ... أن نال فيها ما ينال موفَّقُ
ولقد قرأت له الكثير وإنني ... بجمال صنعته أسير موثَقُ
ماذا أقول وحسن صيتك سائرٌ ... وعلى الثناء عليك كلٌّ مطبقُ
دأبُ المنيةِ هكذا استهدافها ... عِلقا نفيسا في المكارم مُعرِقُ
"وإذا المنية أنشبت أظفارها " ... ما إن لنا إلا عيون تحدقُ
ولقد مضى لسبيلها من قبلكم ... غرٌّ نجومٌ هديها يتألقُ
وكفى مصابا بالنبي محمد ... أدعو لكم برفيقه إن تُلحقوا
واللهَ أسالُ أن يسلسل ديمةً ... من عفوه تغدو عليك وتغدقُ
وليهنِ روحَك أنها نزلت على ... رب كريم بابه لا يغلقُ
وليهنكم من بعد ذلك أنه ... هذي الفضيلة من بكائك تشهقُ
يوم الثلاثاء 28 - 1 - 1429
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 07:30]ـ
راتبه 55 ألف؟؟
راتب الوزراء عندنا 45 ألفاً، والشيخ رحمه الله كان على المرتبة الممتازة وأصحابها يتقاضون 30 ألفاً
ـ[حسين الجزائري]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 07:36]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[الدعجاني]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:57]ـ
مجرد سؤال: ما ضابط النياحة المنهي عنها؟؟؟
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 01:08]ـ
يا فارس الفضيلة
في وداع الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
شعر: صالح بن علي العمري - الظهران
لَحَا اللهُ دنيا لا يدومُ لها عهدُ .. = وفي أمْنها غدرٌ .. وفي قُربها بُعْدُ
وفي حلوها مُرٌّ .. وفي سعدها أسى = وشانئها حُرٌّ .. وعاشقها عبدُ
إذا جدّدت أبلتْ .. وإن بشّرتْ نعتْ = وإن أضحكتْ أبكتْ .. وفي وصلها فقدُ
وأيامُها جهدٌ وكربٌ وغصّةٌ .. = وأولُّها ضعفٌ .. وآخرُها لحدُ ..
وإن رفعت أوهت .. وإنْ تمَّ عِقْدُها = ففي غمضة الأجفانِ ينفرطُ العقدُ
وللموتِ من بين المقاديرِ وثبةٌ = تضجُّ بها الشكوى .. ويشتعلُ الوجدُ
أبا زيد .. يا بكر المكارمِ والندى = رحلتَ وفي أكفانكَ العلمُ والمجدُ
وقد كنتَ للأيامِ قُرّةَ عينها .. = فيا ضيعة السلوى وقد عظُمَ الفقدُ
وقفتَ على صرح الفضيلة حارسا = وفي كفّك القرآنُ والعقلُ والرُّشدُ
وحليّت طُلابَ العلومِ بحليةٍ = عقائقها الآياتُ والسُّنة ُ العِقدُ
وكنتَ على الإفسادِ سيفا مُهندا = تجرّدَ في الرحمن ليس له غمدُ
ودبّجت في فقه النوازل باقة ً = فما هي إلا النورُ والعطرُ والشهدُ
وجاءت سيولُ الغربِ تقتحمُ المدى = فكنت لها سدّا .. ألا بورك السدُّ
وكم بدعةٍ غارت .. وكم سنّةٍ فشت = وما أنت إلا الحقُّ والبذلُ والجدُّ
وفيٌّ خفيٌّ .. ما احتفيتَ بشُهرةٍ = وأنت شعارُ الزهدِ ما ذُكرَ الزهدُ
وفي لفظكَ المسبوكِ يعشوشب الفلا = وتُستنبتُ التقوى .. ويضّوّعُ الندُّ
وعندك فصلُ القولِ إن ماجتْ الحجا = وأنت سِقاءُ العلمِ إن قُصدت نجدُ
وفي وعظكَ الرقراقِ لينٌ وحكمة ٌ = وسيرتُكَ الأخلاقُ والعدلُ والقصدُ
مرضتَ وفي الأسقامِ طُهْرٌ ورفعةٌ = وأنفاسكُ الأذكارُ والشكرُ والحمدُ
نغالطُ فيكَ السمعَ حُبَّا وخشية ً = على أنَّ وِرْدَ الموتِ ليسَ له بُدُّ
فلمّا تناهى الخطب في كلِّ بقعةٍ = وطابت –بإذن الله- في رِفدكَ الخُلدُ
تأسّى حبيبٌ .. واستراح منافقٌ = فلا عاش من أزرى بوجدانهِ الحقدُ
أيا شيخُ تبكيكَ الدموعُ توجّدا = ويحملكُ الوجدانُ والأعينُ السُّهْدُ
عليكَ سلام الله ما أومضَ السّنا = وما أمطرتْ سُحْبٌ وما أعبقَ الورد
وأسقى ثراك اليُمنُ والطيبُ والثنا = وظللكَ الرضوانُ والبرُّ والسعدُ ..
http://saaid.net/wahat/salehalamri/40.htm
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:23]ـ
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=2592
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 02:22]ـ
http://www.alriyadh.com/2008/02/20/article319402.html
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 02:47]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128070
و هذا الرابط مهم ..
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 02:49]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12768(/)
إقرأ هذه الكلمات وعلق عليها ولو بكلمة!!
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 02:36]ـ
«اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كبيراً»
كتب: سالم بن سعد الطويل
عن عبد الله بن عمرو بن العاصـ رضي الله عنهماـ أن أبا بكر الصديقـ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال للنبي (ص): يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم» (رواه البخاري: 6839).
أخي القارئ الكريم تأمل وتدبر هذا الحديث العجيب! الصديق الأكبر أبو بكرـ رضي الله عنهـ يسأل النبي (ص) أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته فيقول له: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وفي رواية ظلما كبيرا!!
الله أكبر فماذا يقول أحدنا ممن أسرف على نفسه؟!
روى مسلم في صحيحه (6333) عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): «من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال النبي (ص): «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة».
إنه أبو بكر الصديق خير هذه الأمة بعد نبيها (ص) بإجماع أهل السنة بلا خلاف، ومن أنكر صحبته للنبي (ص) فقد كذب الله تعالى بقوله {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} (التوبة: 40)، ومن كذب الله تعالى فقد كفر!.
فأبو بكر الصديق ـ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ـ صاحب النبي (ص) بل أجل وأفضل أصحابه والمبشر بالجنة ومع هذا يعلمه النبي (ص) أن يقول في دعائه: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا».
ألسنا أخي القارئ العزيز أولى بهذا الدعاء وهذا الوصف؟
ألسنا نخطئ بالليل والنهار؟
إن أحدنا أصبح لا يشعر بالذنوب والخطايا إلا قليلا ولا يدرك التقصير في نفسه إلا نادرا، ولا يرى خيرا من نفسه ولا أحد أقوم دينا منه!
فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لخطر عظيم.
فإن كنت تدري فتلك مصيبة
وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
لذا أدعو نفسي أولا ثم أدعوك أخي القارئ ثانيا لنقف مع أنفسنا بين الحين والآخر ونحاسبها ونكثر من الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى.
ثم أعلم وفقني الله وإياك أن الإقرار بالذنب سبيل إلى التوبة وسبب للمغفرة، ففي حديث سيد الاستغفار المشهور الذي رواه البخاري وفيه قوله (ص) «وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
فلنندم على ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وما فرطنا من أعمارنا فالعاقل إذا رأى من هو أكبر منه سنا قال: سبقني بعبادة الله تعالى وإذا رأى من أصغر منه، قال: سبقته بالذنوب وإذا رأى الهداة المهتدين أحبهم وسعى ليلحق بهم وإذا رأى الضالين حمد الله تعالى ولا يشمت بهم، بل يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
إذ لو شاء الله لكان مثلهم فلا يترفع حتى على العصاة والمنحرفين بل يرحمهم ويشفق عليهم ويسعى بإصلاحهم مع بغض ما هم عليه من مخالفة أمر الله ورسوله وهذا مسلك دقيق يجب أن ننتبه له.
والله تعالى أسأل أن يغفر لنا ولجميع المسلمين مغفرة من عنده ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم.
أخوكم
الغزي الأثري
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 02:57]ـ
نحن معدن الذنوب ومهما اجتهدنا في العبادة والعمل الصالح نظل في حاجة الى عفو الله ورحمته فاللهم اغفر لنا وتب علينا وارحمنا بفضلك وجودك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 03:50]ـ
الله المستعان على حالنا
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 04:16]ـ
اللهم إني أشكو إليك الحال وأسألك حسنه وحسن المآل.
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 02:47]ـ
بارك الله فيك
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 03:39]ـ
أخي الغزي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قلت:
إذ لو شاء الله لكان مثلهم فلا يترفع حتى على العصاة والمنحرفين بل يرحمهم ويشفق عليهم ويسعى بإصلاحهم مع بغض ما هم عليه من مخالفة أمر الله ورسوله وهذا مسلك دقيق يجب أن ننتبه له.
والله تعالى أسأل أن يغفر لنا ولجميع المسلمين مغفرة من عنده ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم.
وهذا ما طلبته منك عند ردك على موضوعي (الشتاء الإسرائيلي الساخن)، جزاك الله خيراً.
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 11:59]ـ
جزاك الله خيرا
كم نحن - والله - بحاجة ماسة إلى من يذكرنا ويعرفنا بحقيقة نفوسنا
أسأل الله تعالى برحمته أن يمن علينا بالعفو والعافية ومغفرة الذنوب جميعا آمين(/)
شبيهُ (إبراهيم عليه السلام) .. رجل أُلقي في النار ولم يُصبهُ شيئ .. .. !!
ـ[الفاسي]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 06:55]ـ
قال الإمام محمد التميمي في كتابه (كِتابُ المحن) ص290 طبعة دار الغرب
حدثني أحمد بن محمد صاحبنا عن سليمان بن سالم قال: حدثني محمد بن زُريق عن عبدالله بن أبي جميل عن عبدالله بن أبي نجْدةَ الحمصي عن سليمان بن سالم عن شُرحبيل بن مسلم: أنَّ الأسودَ ذا الخمار تنبأ باليمن (أي ادعى النُبوة) فدعا أبا مسلم الخولاني فقال: اِشْهد أني رسول الله. قال: لا أسمع. قال: اِشْهد أنَّ محمداً رسول الله. قال: نعم. قال: فأمر بنارٍ فقُذِفَ فيها فخرجَ أبو مسلم يرشح عرقاً. فقيل للأسود ذي الخمار: انْفِهِ من بلادك وإلاَّ أفسدَ عليك الناس فأخرجوه ثم قدم المدينة وبها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال له عمر: ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذَّاب قال: ذلك عبدالله بن ثوب قال له عمر: أنشدك بالله أنت هو؟ قال: نعم. قال: فأدخله عمر وأجلسه بينه وبينَ أبي بكر وقال: الحمد لله الذي أراني في هذه الأمة من فُعل به مثل ما فُعل بإبراهيم خليل الرحمن.
وروي أنه قدم على أبي بكر رضي الله عنه فقال له أبو بكر: استغفر لي. فقال الرجل: أنت أحق. فقال أبو بكر: أنت أحق أُلقيت في النار فلم تحترق فاسْتَغفرَ له ثم خرجَ إلى الشام فكان يُقال له: شبيهُ إبراهيم.(/)
ما هو معنى "الألوكة"؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 01:24]ـ
والملائكة جمع ملأك وتخفف إلى ملك
و أصل مألك من "الألوكة" وهي: الرسالة الخاصة
قال الشاعر: ألكني إليها وخيرالرسو لأعلمهم بنواحي الخير
يعني أرسلني إليها برسالة خاصة
العرب تقول له ألوكة وألكني إذا أرسل برسالة خاصة
المصدر: شرح الواسطية لمعالي الشيخ: صالح آل الشيخ -حفظه الله-
أسال الله العظيم الجليل أن يبارك في هذا المنبر الطيب وأن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر فأصحابه ومشرفوه اصحاب همم ولله الحمد والمنه يحملون في عاتقهم رسالة خاصة يبلغوها لخلق الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 04:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 12:12]ـ
أيها الأخ الجزائري:
لك الشكرموصولاً هديت له ** ابن الأكرمين العلم والأَدَبَا
هاذي طريق السالفين فالتزمَنْ ** تسلمْ جُزِيْتَ الأجرَ والرُّتَبَا
فقليل هم الشاكرون، فقد كنت أسأل نفسي عن معنى الألوكة، وبعد الاطلاع على ومضك الكريم يممت صوب المنابع، فوجدت:
جاء في القاموس المحيط:
ألَكَ الفَرَسُ اللِجامَ عَلَكَهُ. والأَلُوكَةُ والمَأْلُكَةُ، وتُفْتَحُ اللامُ، والأَلوكُ والمَأْلُكُ، بضم اللامِ، ولا مَفْعُلَ غيرُه الرِّسالةُ، قيلَ المَلَكُ مُشْتَقٌّ منه، أصْلُهُ مَأْلَكٌ. والأَلوكُ الرَّسولُ.
والمَأْلوكُ: المَأْلوقُ. واسْتَأْلَكَ مَأْلُكَتَه: حَمَلَ رِسالَتَه.
وفي اللسان:
أ ل ك
أَلَكَ الفَرَسُ اللِّجامَ بفِيهِ يَأْلُكُه أَلْكًا: مثل علَكَه عن ابنِ سِيدَه وقالَ اللَّيث: قولُهم: الفَرَسُ يَأْلُكُ اللُّجُمَ والمعروفُ يَلُوكُ أَو يَعْلُك أي: يَمْضُغِ. قال: ومنه الأَلُوكَةُ والمَألُكة بضمّ اللاّم وتُفْتَحُ اللاّمُ أيضاً والأَلُوكُ والمَأْلُكُ بضم اللاّمِ قال سِيبَوَيْه: ليس في الكَلامِ مَفْعُل. وقال كُراع: لا مَفْعُلَ غيرُه كلُّ ذلك بمعنى الرسالَة اقتصر اللّيثُ منها علي المَأْلُكَة والأَلُوك وزاد الجَوهريُّ المَألك والأَلُوكَة ذكره ابن سِيدَه والصاغانيُ قال اللّيثُ: سُمِّيَت الرِّسالَةُ ألوكًا لأنَّها تُؤْلَكُ في الفَمِ ومثلُه قولُ ابنِ سِيدَه وأَنشَدَ الجوهَرِيُّ للَبِيدٍ:
وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّهُ ... بألوك فبَذَلْنا ما سَأَلْ وشاهِدُ المَألُكَةِ قولُ مهر بن كعْب:
أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوس مَأْلُكَةً ... عن الذي قد يُقالُ بالكَذِبِ
وأَنْشَد ابنُ بَرّي:
أَبْلِغْ يَزِيدَ بني شَيبانَ مَأْلُكَةً ... أَبا ثُبَيتٍ أَما تَنفَكُّ تَأْتَكِلُ.
قلت أنا العبد الفقير إلى الله أبوعبد الله ياسين:
ولعلنا نلمح أن رسالة هذا الدين الكتاب والسنة؛ علومها وتبليغها عماده الفم، والتلقي من أفواه العلماء، أما الاقتصار على الكتب دون العلماء فهو خطأ وقد يؤدي إلى الضلال، ورحم الله من قال: من كان علمه من كتابه فخطؤه أكثر من صوابه. والله أعلم
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[02 - Oct-2008, صباحاً 10:24]ـ
احسن الله إليكم ونفعنا الله بكم ورعاكم
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 10:55]ـ
شكرا على هذه الفائدة
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 02:36]ـ
أيها الأخ الجزائري:
لك الشكرموصولاً هديت له ** ابن الأكرمين العلم والأَدَبَا
هاذي طريق السالفين فالتزمَنْ ** تسلمْ جُزِيْتَ الأجرَ والرُّتَبَا
فقليل هم الشاكرون، فقد كنت أسأل نفسي عن معنى الألوكة، وبعد الاطلاع على ومضك الكريم يممت صوب المنابع، فوجدت:
جاء في القاموس المحيط:
ألَكَ الفَرَسُ اللِجامَ عَلَكَهُ. والأَلُوكَةُ والمَأْلُكَةُ، وتُفْتَحُ اللامُ، والأَلوكُ والمَأْلُكُ، بضم اللامِ، ولا مَفْعُلَ غيرُه الرِّسالةُ، قيلَ المَلَكُ مُشْتَقٌّ منه، أصْلُهُ مَأْلَكٌ. والأَلوكُ الرَّسولُ.
والمَأْلوكُ: المَأْلوقُ. واسْتَأْلَكَ مَأْلُكَتَه: حَمَلَ رِسالَتَه.
وفي اللسان:
أ ل ك
أَلَكَ الفَرَسُ اللِّجامَ بفِيهِ يَأْلُكُه أَلْكًا: مثل علَكَه عن ابنِ سِيدَه وقالَ اللَّيث: قولُهم: الفَرَسُ يَأْلُكُ اللُّجُمَ والمعروفُ يَلُوكُ أَو يَعْلُك أي: يَمْضُغِ. قال: ومنه الأَلُوكَةُ والمَألُكة بضمّ اللاّم وتُفْتَحُ اللاّمُ أيضاً والأَلُوكُ والمَأْلُكُ بضم اللاّمِ قال سِيبَوَيْه: ليس في الكَلامِ مَفْعُل. وقال كُراع: لا مَفْعُلَ غيرُه كلُّ ذلك بمعنى الرسالَة اقتصر اللّيثُ منها علي المَأْلُكَة والأَلُوك وزاد الجَوهريُّ المَألك والأَلُوكَة ذكره ابن سِيدَه والصاغانيُ قال اللّيثُ: سُمِّيَت الرِّسالَةُ ألوكًا لأنَّها تُؤْلَكُ في الفَمِ ومثلُه قولُ ابنِ سِيدَه وأَنشَدَ الجوهَرِيُّ للَبِيدٍ:
وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّهُ ... بألوك فبَذَلْنا ما سَأَلْ وشاهِدُ المَألُكَةِ قولُ مهر بن كعْب:
أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوس مَأْلُكَةً ... عن الذي قد يُقالُ بالكَذِبِ
وأَنْشَد ابنُ بَرّي:
أَبْلِغْ يَزِيدَ بني شَيبانَ مَأْلُكَةً ... أَبا ثُبَيتٍ أَما تَنفَكُّ تَأْتَكِلُ.
قلت أنا العبد الفقير إلى الله أبوعبد الله ياسين:
ولعلنا نلمح أن رسالة هذا الدين الكتاب والسنة؛ علومها وتبليغها عماده الفم، والتلقي من أفواه العلماء، أما الاقتصار على الكتب دون العلماء فهو خطأ وقد يؤدي إلى الضلال، ورحم الله من قال: من كان علمه من كتابه فخطؤه أكثر من صوابه. والله أعلم
لك الشكرموصولاً هديت له ** ابن الأكرمين العلم والأَدَبَا
هاذي طريق السالفين فالتزمَنْ ** تسلمْ جُزِيْتَ الأجرَ والرُّتَبَا
جزيت خيرا أيها الأخ الفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 02:37]ـ
الأخوين: أو وائل،محمود، جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 06:11]ـ
بارك الله فيك.
تكلم الشيخ عبد الكريم الخضير في شريطه " الملائكة " عن ذلك، وأسهب كثيرًا؛ كما قال لي حبيب من الأحبة.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 06:28]ـ
بارك الله فيك.
تكلم عبد الكريم الخضير في شريطه " الملائكة " عن ذلك، وأسهب كثيرًا؛ كما قال لي حبيب من الأحبة.
وفيكم بارك الله
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 12:55]ـ
فائدة طيبة ..
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الحسين العاصمي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 10:45]ـ
ولتراجع رسالة الملائكة لأبي العلاء المعري، ففيها حديث عن مادة "ألك" في معرض الحديث عن أصل تسمية الملائكة.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:06]ـ
ولتراجع رسالة الملائكة لأبي العلاء المعري، ففيها حديث عن مادة "ألك" في معرض الحديث عن أصل تسمية الملائكة.
أحسنت،أحسن الله إليك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:13]ـ
بارك الله فيكم، وانظر هنا للفائدة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1883&highlight=%E3%DA%E4%EC+%C7%E1% C3%E1%E6%DF%C9(/)
درر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية_رحمه الله _
ـ[أبو بكر السعيد]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 05:02]ـ
ومن لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها، ويخاطبهم بها النبي (ص) وعادتهم في الكلام وإلا حرف الكلم عن مواضعه، فإن كثيرا من الناس ينشا علي اصطلاح قومه وعادتهم في الألفاظ، ثم يجد تلك اللفاظ في كلام الله أو رسوله أو الصحابة، فيظن أن مراد الله أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده أهل عادته واصطلاحه، ويكون مراد الله ورسوله والصحابة غير ذلك.
وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام والنحو والعامة وغيرهم ...........
وكذلك لفظ الكلمة في القرآن والحديث ولغة العرب إنما يريد به الجملة التامة، كقوله (ص) (كلمتان حبيبتان إلي الرحمن، / خفيفتان علي اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، وقوله (إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد الا كل شئ ما خلا الله باطل)، ومنه قوله تعالي: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} وقوله تعالي: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}، وأمثال ذلك ولا يوجد لفظ الكلام في لغة العرب إلا بهذا المعني.
والنحاة اصطلحوا على أن يسموا (الاسم) وحده، (والفعل)، والحرف كلمة، ثم يقول بعضهم: وقد يراد بالكلمة الكلام فيظن من اعتاد هذا أن هذا هو لغة العرب.
يتبع بإذن الله تعالى.(/)
مهم أرجو المساعدة: أريد التواصل مع تلامذة الحويني
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الأخوة الكرام اللذين يلتقون بالشيخ المحدث أبو إسحق الحويني ويحضرون دروسه أن يتواصلوا معي ويخبرونني بذلك لأن عندي أسئلة كثيرة في علم الحديث وأريد من الأخوة المساعدة في ذلك بأن يسألوا هذه الأسئلة للشيخ ويستفيد الجميع
وجزاكم الله خيرا:)
ـ[المستبصر]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 07:22]ـ
س: ما هو حال أم أسيد بن أسيد البراد؟ هل هي مجهولة؟
س: روى الزهري عن أسامة بن زيد أنه قال شهدت من نفاق عبد الله بن أبي ثلاث مجالس.
أنا لم أجد رواية للزهري عن أسامة ولم يذكر فيمن روى عنه. فهل نعل الحديث بتدليس الزهري لا يمكن تضعيف الحديث إلا بسبب عنعنة الزهري. حيث أن الشيخ أبو إسحاق قال عن الزهري: " ربما دلس ". وقال: " فالصواب عدم الاعلال بعنعنة الزهري".
س: قال الحافظ عن محمد بن عمرو بن علقمة "صدوق له أوهام ".فهل يكون حديثه ضعيفا أم حسنا مع بيان السبب. وانا قد وجدت حديثا لمحمد بن عمرو حسنه الشيخ الالباني وكذا حسنه الشيخ الحويني.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:38]ـ
بارك الله فيك
للشيخ موقع يقوم عليه تلامذته لعلّ التواصل هناك أقرب ولا أدري هل فيه خاصية مراسلة الشيخ أم لا
لعلك تنظر فيه
http://www.al-heweny.com/html/
ـ[المستبصر]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 11:07]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه فقد كنت اعرف الموقع لكني غفلت عنه(/)
سؤال عن الحربيات والعشاريات
ـ[مستدرك]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 12:13]ـ
وقفت على كلام قيم للحافظ ابن حجر- رحمه الله- وجاء فيه " كلام أهل السماوات لا حول ولا قوة إلا بالله وهو من ثاني " الحربيات" وإيراد هذا في العشاريات غلط منه " اهـ تصدقوا علينا -رحمكم الله - ببيان معنى العشاريات، والحربيات؟ والمرجع؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 12:44]ـ
بارك الله فيك
لو ذكرت مصدر كلام الحافظ حتى نقف على من يعود الضمير في (منه)
الحربيات أجزاء حديثية صنفها أبو الحسن الحربي علي بن عمر توفي في شوال سنة ست وثمانين وثلاث مائة وكان عمره تسعين سنة
مترجم في الميزان للذهبي (3/ 148) و اللسان وغير ذلك والحربيات مخطوط في الظاهرية والجزء الثاني مرفوع على الملتقى مذكور في كتب ابن حجر كالنتائج ورفع الإصر وكتب السخاوي وغيرها
أما العشاريات فهناك الأربعين العشاريات للعراقي والتنوخي والأربعين العشاريات للحافظ خرجها لشيخه التنوخي
كما في الضوء للسخاوي والرسالة للكتاني وغير ذلك
فمعرفة على من يعود الضمير يحدد أحدهم والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 12:54]ـ
معنى العشاريات أن يكون بين المخرِّج والنبي صلى الله عليه وسلم عشرة أنفس يعني عشرة من الرواة
وهذا غاية العلو لمن كان في عصر الحافظ وعصر السيوطي والسخاوي
وأما الحربيات فسميت باسم مؤلفها والله أعلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 03:15]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أمجد.
وقد طبع لأبي الحسن علي بن عمر الحربي كتاب ((الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي)) قام على تحقيقه الدكتور تيسير أبو حيمد، دار الوطن للطباعة والنشر، وهو غير كتاب الحربيات، وقد فرق الدكتور في مقدمة التجحقيق بين هذه ((الفوائد)) و ((الحربيات)) بكلام مفيد لم يسعفني الوقت بنقله فليراجع.
ـ[مستدرك]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 01:17]ـ
جزاكم الله خير الجزاء، أظن أخي المشرف أمجد أن النص في كتاب: "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر"، المؤلف السخاوي آمل أن تنظر فيه، فهو بحق كتاب قيم خاصة لمن يقرأ بين السطور. فائق التقدير لكم مع التحية(/)
منهجية ابن تيمية في التعامل مع المصطلحات
ـ[الداعية]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 02:21]ـ
الله يجزاكم خيير
أريد أن أعرف ماهو منهج ابن تيمية رحمه الله في التعامل مع المصطلح؟
كذلك أريد اسم كتب تتحدث عن هذا الموضوع (عاجل)(/)
إشكال في فهمي لكلام للعلامة العثيمين ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 03:14]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (إذا لبس خفا على خف أو جورب، ومسح الأعلى ثم خلعه، فهل يمسح بقية المدة على الأسفل؟ لم أر من صرح به، لكن ذكر النووي عن أبي العباس بن سريج فيما إذا لبس الجُرموق على الخف ثلاثة معان، منها: أنهما يكونان كخف واحد، الأعلى ظهارة، والأسفل بطانة. قلت: وبناء عليه يجوز أن يمسح على الأسفل حتى تنتهي المدة من مسحه على الأعلى، كما لو كشطت ظهارة الخف فإنه يمسح على بطانته ". انتهى من "فتاوى الطهارة" (ص 192).
http://www.islamqa.com/index.php?ref=36737&ln=ara
فكيف نجمع بين هذا وبين قول الإمام ابن قدامة رحمه الله: (إذَا ثَبَتَ هَذَا فَمَتَى نَزَعَ الْفَوْقَانِيَّ قَبْلَ مَسْحِهِ لَمْ يُؤَثِّرْ ذَلِكَ، وَكَانَ لُبْسُهُ كَعَدَمِهِ، وَإِنْ نَزَعَهُ بَعْدَ مَسْحِهِ، بَطَلَتْ الطَّهَارَةُ، وَوَجَبَ نَزْعُ الْخُفَّيْنِ وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ؛ لِزَوَالِ مَحَلِّ الْمَسْحِ)
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 05:26]ـ
أخي الفاضل محمد العبادي بارك الله فيك ..
ما فهمته أن الشيخ العثيمين يرجح القول من اعتبارهما (الفوقاني والتحتاني) خفا واحدا
تمزقت ظهارته فيبقي المسح حينها على البطانة
لوجود محل المسح قائما كما لو كان هناك خف متكون من طبقتين زالت الطبقة العليا منه .. وهو قول ذكره الشيخ في الشرح الممتع .. وقال معلقا عليه هو أيسر على الناس
اما ابن قدامة فكلامه وأظنه المذهب هو انهما عنده خفان أعلى (فوقاني) وأسفل (تحتاني) ومن ذلك:
فاذا خلع الفوقاني بعد مسحه يكون قد زال محل المسح وَوَجَبَ نَزْعُ الْخُفَّيْنِ (اي التحتانيين) وَغَسْلُ الرِّجْلَيْنِ
والشيخ العثيمين رحمه الله يرجح ما هو خلاف المذهب مررا وهذا المنهج يظهر جليا من الشيخ للمتابع لكتابه الشرح الممتع .. والله أعلم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 01:51]ـ
أحسن الله إليكم.
كلام الشيخ -رحمه الله- في عدم علمه بمن صرح بجواز المسح على الأسفل بعد نزع الأعلى الممسوح، بينما كلام ابن قدامة في عدم جواز مسح الأسفل بعد نزع الأعلى الممسوح.
وهذه المسألة تنبني على المسألة الأصل= هل تبطل الطهارة بنزع الخف الممسوح أم لا؟
خلافٌ بينهم.
وأما ما علل به ابن قدامة عدم جواز المسح لزوال المحل، فالشيخ ابن عثيمين دائماً ما كان يضرب المثال بحلق شعر الرأس بعد الوضوء، فلم يقل أحدٌ ببطلان الطهارة بعد حلق شعر الرأس.
وأجابوا بأن قياس مسح الخفاف على مسح الشعر قياسٌ فاسد لأن مسح الرأس أصل بينما مسح الخفاف فرعٌ فلا يقاس عليه.
بينما الشيخ -رحمه الله- يرى بأن هذا التعليل عليل لأن الأصل هو بقاء الطهارة وعدم زوالها إلا بنص من الشارع، والمخالف مطالب بالدليل.
والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 07:28]ـ
جزاكما الله خيرًا أخويّ الفاضلين ..
ما أشكل عليّ هو أن الشيخ ذكر أن أحدًا لم يذكر هذه المسألة، بينما المسألة موجودة في كثيرٍ من كتب المذهب؛ لذلك قلت إن الشيخ له مقصد اّخر من كلامه لم أفهمه؛ لأن الشيخ بطبيعة الحال اطلع على المغني وعلى غيره من كتب المذهب ..
فما رأيكم حفظكم الله؟؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 08:10]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب.
لاحظ أن الشيخ يقول: " إذا لبس خفا على خف أو جورب، ومسح الأعلى ثم خلعه، فهل يمسح بقية المدة على الأسفل؟ لم أر من صرح به "
الذي فهمتُه: أن الشيخ لم يرَ من صرّح بجواز المسح على التحتاني بعد نزع الفوقاتي.
بينما كلام ابن قدامة في بطلان الطهارة بعد النزع لزوال المحل، وليس فيه تصريح بالجواز.
وإلا فإن الشيخ لاشك أنه وقف على كلام ابن قدامة أو على الأقل من يقول بقوله لأنه دائماً يذكره في فتاويه ودروسه ويتعقبه ويبين بطلانه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 09:40]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الكريم أبا حازم ..
يعني كلام الشيخ في نفي رؤيته لمن صرح بالجواز، لا في نفي رؤيته لمن تحدث في أصل المسألة ..
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 09:58]ـ
وجزاكم الله خيراً على هذه المدارسة وبارك فيكم.
ـ[حمد]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 10:20]ـ
المبدع ج1/ص147
ولو نزع الفوقاني بعد مسحه عليه بطل وضوؤه، وله مسح ما تحته في رواية.
الفروع ج1/ص138
مسئلة (14) قوله: وإن نزع خفاً فوقانياً مسَحَه فعنه: يلزمه نزع التحتاني -اختاره الأصحاب- فيتوضأ أو يغسل قدميه على الخلاف، وعنه: لا يلزمه فيتوضأ أو يمسح التحتاني مفرداً على الخلاف. انتهى
اعلم أن قرينة قوله: اختاره الأصحاب، يدل على أنه المذهب وهو كذلك ولكن الإتيان بهذه الصيغة يقتضي قوة الخلاف من الجانبين وإن كان الأصحاب اختاروا
وقيل: هما كظهارة وبطانة.
انتهى النقل من كتاب الفروع(/)
قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتَ ومالُكَ لأبيك"
ـ[الصحاري]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 08:12]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتَ ومالُكَ لأبيك"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
السؤال:
قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتَ ومالُكَ لأبيك". أخرجه أبو داود (3530) وابن ماجه (2292).
ياخذ الاب من الابناء اموالهم رغما عنهم وهم بالغون ويقول هذا حديث النبي عليه الصلاه والسلام
والابناء لا يستطيعون فعل شي
فهل جميع معاشات الاولاد والبنات لابيهم
هذا السؤال يساله خمسه اشخاص ونحن ننتظر الجواب
وجزاك الله خير الجزاء
الجواب:
هذا الحديث فيه كلام من الناحية الحديثية ويحتاج الى بحث عندي وان كان صححه بعض العلماء وعلى
فرض صحته فهو لا يعني ان الاب يملك مال ابنه يتصرف فيه كيف يشاء فاللام في قوله صلى الله عليه
وسلم ((لابيك)) ليست لام الملك يعني يمتلك الاب مال الابن بل اللام هي لام الاباحة كما قال
الشوكاني يعني يجوز للاب ان يأخذ من مال ابنه بشرط ان يكون الاب محتاجا ولا يضر ذلك بالولد كان
يكون الولد عنده عيال ينفق عليهم واذا اخذ الاب المال ضاع العيال او يكون الولد يريد الزواج ونحو ذلك
فالحديث اذا ليس على اطلاقه بل هو مقيد بشروط اخذت من ادلة اخرى حاءت في هذه الشريعة وقد
ذكر هذه الشروط الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله مفتي المملكة قبل ابن باز رحمه الله واليك نص
كلامه: وفي رسائل وفتاوى الشيخ المفتي محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ما يلي:
يجوز للوالد أن يأخذ من مال ولده، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أنت مالك لأبيك) أخرجه الخمسة
وصححه الترمذي.وقوله: (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم) أخرجه الترمذي
والنسائي وابن ماجه عن عائشة. ويشترط للأخذ من ماله (ستة شروط): (أحدهما): أن يأخذ ما لا يضر
الوالد ولا يحتاجه. (والثاني): أن لا يعطيه لولد آخر. (والثالث): أن لا يكون في مرض موت أحدهما.
(والرابع): أن لا يكون الأب كافراً والابن مسلماً. (والخامس): أن يكون عيناً موجوداً، (والسادس):
تملكه ما يأخذه من مال الولد بقبض مع قول أو نية. هذا معنى كلام فقهائنا رحمهم الله.
... وعليه الفتوى
الشيخ: أبو سليمان الزنتاني حفظة الله.(/)
القول الأفخم في تعظيم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 06:39]ـ
القول الأفخم
في تعظيم النبي الأكرم
صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم [/ SIZE][SIZE="5"] بقلم / الشيخ " أبي عبد الله "
:: ياسين بن خالد الاسطل::
الحمد لله من علينا بالإسلام والإيمان، والصلاة والسلام على النبي محمدٍ وآله وصحبه ما اختلف الملوان، وأضاء الفرقدان، فهو نبي الثقلين، وسيد الكونين، جاءنا بالمحجة الواضحة، فالبينة عليها لائحة، والنفوس الكريمة من شريعتها ناهلة مائحة، أما بعد:
فإن الله الكريم الحكيم الخبير قضى أن يخلق آدم عليه السلام ويجعله في الأرض خليفة، قال سبحانه:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون (30)}.
وقد يسره سبحانه للهداية فعلمه الأسماء كلها، قال سبحانه:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}.
وابتلاه بالنهي عن القرب من الشجرة، ولكنه وقع في إغواء عدوه إبليس فأدركته العناية بالهداية، فتاب وأناب، وهبط إلى الأرض قال تعالى:
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَاب النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}.
وصار له فيها الولد والذرية،وكانوا على الهداية من مولاهم عز وجل، حتى كان الاختلاف فبعث الله الأنبياء والمرسلين لهداية الخلق إلى العبادة الحق، قال تعالى:
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (البقرة213).
وكان النبي يبعث في قومه خاصة أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه بعث إلى الناس أجمعين،قال جل شأنه:
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف158.
وروينا بسندنا إلى البخاري في الصحيح قال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ هُوَ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ "
و بسندنا إلى النسائي في سننه قال:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْماَعِيلَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَنْبَأَنَا سَيَّارٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيْنَمَا أَدْرَكَ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةُ يُصَلِّي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَلَمْ يُعْطَ نَبِيٌّ قَبْلِي وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ".
حتى إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من قبله كانوا قد أمرهم الله بالإيمان به صلى الله عليه وسلم، قال عز من قائل:
{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران81
كما كان عيسى صلى الله عليه وسلم قد بشر قومه بني إسرائيل ببعث النبي محمد ٍ صلى الله عليه وسلم، قال عز وجل:
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} (الصف 6)
وقد روينا بسندنا إلى الإمام أحمد في المسند قال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
" إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ تَرَيْنَ "
وفي هذا التأليف المتواضع أحببت أن أوقف نفسي وإخواني ومن أحب من الناس على بعض الدلائل من الكتاب والسنة وآثار السلف في بيان عظمة هذا النبي الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على طريقته واقتفى أثره إلى يوم الدين، سائلاً الله عز وجل أن يكون ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه، وإن ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع أمور ثلاثة:
أولها: محبتي له صلى الله عليه وسلم والتي أتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفك عنها قلب المؤمن لحظةً قط كما جاء فيما رويناه بسندنا إلى الإمام البخاري في الصحيح قال:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ"
وثانيها: بيان مال للنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من القدر العظيم، لاسيما وكثير من الناس لا يعرف ما يجب للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من التوقير والتعظيم من ناحية ومن ناحية أخرى أن هذا البيان إنما هو لأمر واجب لامناص منه.قال سبحانه:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الأعراف157)
وثالثها: الرد القويم على الأفاكين، ومن تبعهم من الجاهلين الذين يحاولون النيل الظالم والاعتداء الآثم تحت أية حجة وبأية ذريعة لعل الله أن يهديهم، أو يكف شرهم، كما قال سبحانه:
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل125)
وكما قال سبحانه عن موسى وهارون عليهما السلام لما أرسلهما إلى فرعون مع علمه بعدم انتفاعه بالموعظة وعظيم كفره:
{اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)} (طه).
ونسأل الله سبحانه أن يعيننا على ما ابتغيناه، وأن يجعلنا من أهل هداه، في مبتدأ الأمر ومنتهاه, آمين.(/)
الشيخ عبد الباري يتحدث عن والده الشيخ حماد الانصاري في لقاء استغرق أكثر من ساعة ونصف
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 07:38]ـ
أجوبة فضيلة الشيخ عبد الباري بن حماد الأنصاري حفظه الله على أسئلة أعضاء موقع المحجة العلمية السلفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أمّا بعد
فهذا هو اللقاء الخاص مع فضيلة الشيخ عبد الباري بن الشيخ العلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري، وكيل كلية الحديث الشريف للدراسات العليا في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية حرسها الله تعالى.
يدور هذا اللقاء حول ترجمة وسيرة والده العلامة المحدث أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله، وقد تكرم فضيلة الشيخ عبد الباري بن حماد الأنصاري بالإجابة على أسئلة أعضاء (موقع المحجة العلمية السلفية)، فجزى الله الشيخ خير الجزاء على ما تفضل به في هذا اللقاء العلمي
وللاستماع من هنا ( http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=2833)
منقول لتعم الفائدة
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 10:46]ـ
جزاك الله خيرا
هل للشيخ عبد الباري شروح صوتية في مصطلح الحديث؟؟
ـ[أبو ريان المدني]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 11:10]ـ
مرحباً بك أبا عبد الرحمن ..
حالياً الشيخ مشغول مع الجامعة ومركز الفتوى ومع مكتبة والده وبعض الرسائل العلمية وفي تحقيق بعض الامور
وعما قريب سيتفرغ الشيخ للتدريس ..
ـ[عبد الحميد الأثري]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 08:44]ـ
من يرفع لنا المحاضرة بارك الله فيكم؟
ـ[أبوعبدالرحمن القطري]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 11:52]ـ
جزاك الله خيرا يا أباريان لكن الرابط لايعمل عندي ...(/)
بدعة (تحرِّي عقد النكاح ووقع العرس يوم الجمعة بنية البركة) الشيخ يحيى الحجوري حفظه ال
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 08:29]ـ
بدعة (تحرِّي عقد النكاح ووقع العرس يوم الجمعة بنية البركة) الشيخ يحيى الحجوري حفظه الله
25_تحرِّي عقد النكاح ووقع العرس يوم الجمعة بنية البركة:
هذه بدعة منكرة وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عددا من النسوة ومات عن تسع ,ولم يثبت عنه قط أنه تحرى زواج إحداهن في ليلة الجمعة أو يومها.
فتحري العقد أو دخول المرأة في بيت زوجها في الجمعة:هذه من خرافات واختلافات المبتدعة ,تبعهم على ذلك عوام الناس وجهالهم , نسأل من الله أن يهدينا وإياهم لنهج سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ص 369) (أحكام الجمعة وبدعها) للشيخ يحيى الحجوري حفظه الله.
طبعة دار الإمام احمد _القاهرة.(/)
تعليق سماحة الشَّيخ عبداللَّه بن عقيل على كتاب «الأربعون في فضل المَساجد وعمارتها
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:21]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
تعليق سماحة الشَّيخ العلاّمة عبداللَّه بن عبد العزيز بن عقيل على كتاب «الأربعون في فضل المَساجد وعمارتها مما رواه شيخ الحنابلة عبد الله بن عقيل بأسانيده عن شيوخه»
وصلة المحاضرة:
http://www.islamhouse.com/p/4212
جزى اللَّهُ العلاّمة عبد اللَّه بن عقيل خير الجزاء.
أخوكم المحبّ
سَلمان بن عبد القادر أبُو زيدٍ.(/)
حكم الاحتفال بعيد الحب"لكثيرة انتشارها في المواقع والمنتديات "
ـ[الصحاري]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 10:18]ـ
حكم الاحتفال بعيد الحب"لكثيرة انتشارها في المواقع والمنتديات "
[ CENTER] السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
طرح محمد الشمري سؤال للشيخ: ابو سليمان الزنتاني حفظة الله.
عن حكم الاحتفال بعيد الحب, مع العلم ان البعض يكون الزي كاملا باللون الأحمر، الملبس والحذاء، ويتبادلن الزهور الحمراء، والحلوى, وكل شي احمر, نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للناس في مثل هذه الأمور , وتوجهكم لا اصحاب المواقع والمنتديات لكثيرة انتشار فيها بتهاني بعيد الحب؟
اسال الله ان يحفظكم ويرعاكم ......
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
ان من الواجب على المسلمين جميعا ذكورا واناثا ان يتميزوا على الكافرين بعد ان ميزهم الله عزوجل بهذا الدين التام الكامل الذي لا ينقصه شيءو (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد) وكذلك ميزهم الله سبحانه وتعالى برسوله صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر منهجه خير منهج وهديه احسن الهدي والذي قال: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك) فالى كل شاب وفتاة يريدان الاحتفال بهذا العيد اقول لهما الم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته فهل احتفل بذلك هل لبس اللباس الاحمر كما يفعل كثير منا الم يكن يحب اصحابه الم يكن يحب اقاربه فلماذا لم يحتفل بهذا العيد او على الاقل يرشد اصحابه للاحتفال به وقد ارشدهم لحب اعظم من ذلك وهو الحب في الله فجعله صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان بل قال: (لا تؤمنوا حتى تحابوا) وعلى هذا ربى اصحابه فتربوا عليه هذا هو الرابط بيننا في دينناالذي هو معنا كل يوم في تعاملنا مع اخواننا المسلمين ولا يحتاج الي يوم نحتفل به فيه فلماذا نترك ما يقربنا الي ربنا ونذهب ونحتفل باعياد الكفار والمشركين وخاصة ان هذا العيد اصله عيد روماني من اناس وثنيين يجعلون لكل شيء آله ومنه آله الحب الذي يحتفلون بعيده وانت اخي المسلم وانت اختي المسلمة تؤمنين بإله واحد هو الله عزوجل فكيف ترضين ان تشاركوا هؤلاء في الاحتفال بألهتهم (أأله مع الله سبحان الله عما يشركون) فالاحتفال بعيد الحب حرام ولا يجوز وبه يفتي جمع من اهل العلم وعلى رأسهم الشيخ ابن عثيمين واليكم نص كلامه (يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: إنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ (فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق. أسأل الله أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه أهـ) فلنتق الله ايها المسلمون ولنعتز بديننا ولا نكن امعة نقلد كل من هب ودب فانه لا يفعل ذلك الامن شعر بالنقص في نفسه والله والمستعان
ولم ار في عيوب الناس عيبا ...
*** كنقص القادرين على التمام
" انتها كلام الشيخ ابو سليمان الزنتاني حفظة الله"
اقوال وبالله التوفيق:
لا يجوز للمسلم الاحتفال بشيء من أعياد الكفار؛ لأن العيد من جملة الشرع الذي يجب التقيد فيه بالنص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه (عنها):
(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)
وقال الله تعالى: (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه)
و أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا)
و لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن نقول إن المتأمل في أحوال كثير من الشباب في هذا اليوم وكذلك الحركة التجارية والتهاني المتبادلة في هذا اليوم ليدرك مدى انتشار هذا الوباء وتلك العادة الجاهلية والبدعة المذمومة في بلاد الإسلام انتشار النار في الهشيم، وهي دعوة وراءها ما وراءها من أهداف أهل الشهوات وإشاعة الفحشاء والانحلال بين أبناء المسلمين تحت اسم الحب ونحوه.
هذا والله اعلم ..
كتبة ونفلها: أبو خديجة الاثري
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 10:36]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فالذي يسمى بعيد الحب هو من فعل الروم، والعياذ بالله، وهو من بدعهم، والاحتفال به يدخل في باب اتباع سنن من كان قبلنا:
قال أبو عبد الله البخاري، في كتاب أحاديث الأنبياء، باب 50:
3456 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ «فَمَنْ». طرفه 7320 - تحفة 4171
وقال مسلم في كتاب العلم، باب 3:
6952 - حَدَّثَنِى سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنِى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ «فَمَنْ». تحفة 4171 - 2669/ 6
وقال البخاري - رحمه الله- في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب 14:
7319 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِى بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ». فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ. فَقَالَ «وَمَنِ النَّاسُ إِلاَّ أُولَئِكَ». تحفة 13025
فالحق أن الاحتفال بمثل هذا العيد من أعياد غير المسلمين، هو في الحقيقة شر مما ذكر أبو خديجة حفظه الله،
والله تعالى أعلم
ـ[لون المطر]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 11:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة عيد الحب
إن الموسوعة الكاثوليكية ذكرت ثلاث روايات حول فالنتاين و لكن أشهرها هو ما ذكرته بعض الكتب أن القسيس فالنتاين كان يعيش في أواخر القرن الثالث الميلادي تحت حكم الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني. وفي 14 فبراير 270م قام هذا الإمبراطور بإعدام هذا القسيس الذي عارض بعض أوامر الإمبراطور الروماني .. و لكن ما هو هذا الأمر الذي عارضه القسيس؟
لقد لاحظ الإمبراطور أن هذا القسيس يدعوا إلى النصرانية فأمر باعتقاله، و تزيد رواية أخرى أن الإمبراطور لاحظ أن العُزّاب أشد صبراً في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب لجبهة المعركة ابتداءً فأصدر أمراً بمنع عقد أي قران، غير أن القسيس فالنتاين عارض هذا الأمر واستمر يعقد الزوجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره وأمر به فسجن. وفي السجن تعرف على ابنة لأحد حراس السجن وكانت مصابة بمرض فطلب منه أبوها أن يشفيها فشُفيت - حسب ما تقول الرواية - ووقع في غرامها، وقبل أن يُعدم أرسل لها بطاقة مكتوباً عليها (من المخلص فالنتاين) و ذلك بعد أن تنصّرت مع 46 من أقاربها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتذكر رواية ثالثة أن المسيحية لما انتشرت في أوروبا لفت نظر بعض القساوسة طقس روماني في إحدى القرى الأوروبية يتمثل في أن شباب القرية يجتمعون منتصف فبراير من كل عام ويكتبون أسماء بنات القرية و يجعلونها في صندوق ثم يسحب كل شاب من هذا الصندوق والتي يخرج اسمها تكون عشيقته طوال السنة حيث يرسل لها على الفور بطاقة مكتوب عليها: (باسم الآلهة الأم أرسل لك هذه البطاقة). تستمر العلاقة بينهما ثم يغيرها بعد مرور السنة!! وجد القساوسة أن هذا الأمر يرسخ العقيدة الرومانية ووجدوا أن من الصعب إلغاء الطقس فقرروا بدلاً من ذلك أن يغيروا العبارة التي يستخدمها الشباب من (باسم الآلهة الأم) إلى (باسم القسيس فالنتاين) و ذلك كونه رمزاً نصرانياً و من خلاله يتم ربط هؤلاء الشباب بالنصرانية.
وتقول رواية أخرى: أن فالنتاين هذا سئل عن آلهة الرومان عطارد الذي هو إله التجارة والفصاحة والمكر واللصوصية، وجويبتر الذي هو كبير آلهة الرومان فأجاب أن هذه الآلهة من صنع الناس وأن الإله هو المسيح عيسى.
يقول أحد القساوسة إن آباءنا و أمهاتنا يستغربون ما وصل إليه هذا العيد الديني حيث أصبحت بعض البطاقات تحتوي على صورة طفل بجناحين يدور حول قلب وقد وجّه نحوه سهماً.
أتدرون إلى ماذا يعني هذا الرمز؟ إن هذا الرمز يعتبر إله الحب عند الرومانيين!!
حُكم الإحتفال بعيد الحب
في مجتمع يملؤه الحب الصادق ويسوده الإحتساب في العلاقات الأسرية إلى حد كبير، بدأت تظهر عادات غريبة على فئة قليلة من فتياتنا المؤمنات، وذلك بتأثير بعض القنوات الفضائية، وحيث أن بعض الناس أصيب بمرض التقليد وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعياً، فإن حُمّى التبعية سرعان ما تنتشر لا سيما في النساء قليلات الثقافة وذلك من علامات الإنهزامية فيجدر بكل مثقفة لها شخصية متميزة أن تنتبه له - أي التقليد - وأن لا تغتر بحضارتها.
حدّث أبو واقد أن رسول الله لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يُقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال النبي: {سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، و الذي نفسي بيده لتركبن سَننَ من كان قبلكم} [أخرجه الترميذي وقال حسن صحيح].
فحُب التقليد و إن كان موجوداً في النفوس إلا أنه ممقوت شرعاً إذا كان المقلد يخالفنا في اعتقاده وفكره خاصة فيما يكون التقليد فيه عقدياً أو تعبدياً أو يكون شعاراً أو عادة، ولما ضعف المسلمون في هذا الزمان ازدادت تبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغريبة سواء كانت أنماطاً استهلاكية أو تصرفات سلوكية. ومن هذه المظاهر الإهتمام بعيد الحب وهو إحياء للقسيس فالنتاين الذي ذكرت لنا أمل قصته. وسواء اعتقد من يحتفل إحياء ذكرى فالنتاين فهو لا شك في كفره وأما إذا لم يقصد فهو قد وقع في منكر عظيم.
يقول ابن القيم: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائلة من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل إن ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس .. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، كمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) أ. هـ.
ومن أصول اعتقاد السلف الصالح الولاء والبراء وجب تحقيق هذا الأصل لكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فيحب المؤمنين ويبغض الكافرين ويعاديهم ويشنئهم ويخالفهم ويعلم أن في ذلك من المصلحة ما لا يحصى كما أن في مشابهتهم من المفسدة أضعاف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالإضافة إلى ذلك فإن مشابهة المسلمين لهم تشرح صدورهم ويدخل على قولبهم السرور، كما أن مشابهة الكفار توجب المحبة والموالاة القلبية لأن التي تحتفل بهذا العيد وترى مارغريت أو هيلاري يحتفلن بهذه المناسبة فلا شك أن هذا يسبب نوع من الارتياح وقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:15]، وقال سبحانه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22] وقال تعالى: وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [النور:2] ومن مساوئ مشابهتهم نشر شعائرهم وجعلها هي الغالبة، وبهذا تندثر السنة وتختلط بغيرها وما من بدعة أُحييب إلا وأُميتت سنة. ومنها أن مشابهتهم تكثير لسوادهم ونصرةٌ لدينهم واتباع له والمسلم يقرأ في كل ركعة اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة: 7،6]. فكيف يسأل الله أن يهديه صراط المؤمنين ويجنبه صراط المغضوب عليهم والضالين ثم يسلك سبيلهم مختاراً راضياً.
والإحتفال بهذا العيد ليس شيئاً عادياً وأمراً عابراً، ولكنه صورة من صور إستيراد القيم الغربية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، ومعلوم أنهم لا يعترفون بأي حدود تحمي المجتمع من ويلات التفلّت الأخلاقي كما ينطق بذلك واقعهم الإجتماعي المنهار اليوم. و لدينا من البدائل بحمد الله ما لا نحتاج إلى الجري وراء هؤلاء وتقليدهم، لدينا مثلاً المكانة العظيمة للأم فنهديها من وقت لآخر، وكذلك الأب والإخوة والأخوات والأزواج ولكن في غير وقت احتفال الكفار بها.
إن الهدية التي تُعبر عن المحبة أمر طيب ولكن أن ترتبط باحتفالات نصرانية وعادات غربية فهذا أمر يؤدي إلى التأثر بثقافتهم وطريقة حياتهم.
فتوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله في 5/ 11/1420 هـ
السؤال: فقد انتشر في الآونة الأخيرة الإحتفال بعيد الحب - خاصة بين الطالبات - وهو عيد من أعياد النصارى، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء .. نأمل من فضيلتكم بيان حكم الإحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الإحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق. أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:00]ـ
فالنتين، عيد القديس. عيد القديس فالنتين عيد نصراني يحتفل به في كثير من الأقطار النصرانية في 14 فبراير كعيد للعواطف والمحبة. وفي هذا العيد يرسل النصارى بطاقات تهنئة تُسمّى فالنتين لأحبائهم وأصدقائهم وأعضاء أسرهم. ويطبع كثير من أشعار الحب والعاطفة على هذه البطاقات، كما يحتوي بعضها على صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثير منها يُكتب عليه كُنْ فالنتينيًا. وكثيرًا ما تعقد حفلات نهارية فالنتينية، كما يقيم بعض الناس في الأقطار النصرانية حفلات راقصة على طريقتهم، ويرسل كثير منهم الورود أو صناديق الشوكولاتة أو غير ذلك من الهدايا إلى أزواجهم وأصدقائهم أو من يحبون.
عادات أعياد القديس فالنتين القديمة. ربما بدأ النصارى في إنجلترا الاحتفال بعيد القديس فالنتين منذ القرن الخامس عشر الميلادي. ويرى بعض المؤرخين أن عادة إرسال أبيات الشعر في عيد القديس فالنتين ترجع إلى رجل فرنسي يدعى تشارلز دوق أورليانز. وكان تشارلز قد وقع أسيرًا في أيدي البريطانيين في معركة أجينكور عام 1415م. ثم أُخذ إلى إنجلترا وسُجِن هناك. فلما جاء عيد القديس فالنتين أرسل لزوجته رسالة حب من الشعر المقفَّى من زنزانته ببرج لندن.
هناك كثير من عادات عيد القديس فالنتين تشتمل على طرق يزعم بوساطتها أنه يمكن للفتيات اللائي لم يتزوجن أن يعرفن من الذي سيكون زوجًا لهن في المستقبل. وكانت نساء إنجلترا في القرن الثامن عشر الميلادي يكتبن أسماء الرجال على قطع من الأوراق، ويطوين تلك الأوراق في شكل لفائف داخل قطع صغيرة من الطين، ويرمينها كلها في الماء. وكان من المفترض أن أول ورقة ترتفع إلى السطح تحتوي على اسم محب المرأة الحقيقي.
ورويدًا رويدًا استبدل بعادة إرسال الهدايا إرسال الرسائل المشبوبة بالعاطفة. وكان هناك كثير من المحال التجارية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين تبيع كتبًا صغيرة تسمّى كُتَّاب الفالنتين. وكانت تلك الكتب تحوي بعض أبيات الشعر التي تنقل ثم ترسل، بالإضافة إلى كثير من الاقتراحات حول كتابة الرسائل العاطفية بمناسبة عيد القديس فالنتين.
من الموسوعة العربية العالمية(/)
الجمعة
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا من كتاب النسائي في الجمعة
فضل يوم الجمعة
قال أنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن الآخرون السابقون، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، وهذا اليوم الذي كتب الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله تعالى له. يعني يوم الجمعة فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا، والنصارى بعد غد).
أخبرنا أبو عاصم عن عبد الرزاق قال أنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولا الجنة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق. فهذا اليوم الذي اختلف فيه الناس، لنا فيه تبع غدا اليهود، والنصارى بعد غد).
أخبرنا واصل بن عبد الأعلى ثنا ابن فضيل عن ابن مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة.
وعن ربعى بن خراش عن حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة والسبت، والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، ونحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، والمقضى لهم قبل الخلائق).
أول جمعة جمعت
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا المعافى عن إبراهيم ابن طهمان عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: (إن أول جمعة جمعت، بعد جمعة جمعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، جمعت بجواثا بالبحرين، قرية لعبد قيس).
التشديد في التخلف عن الجمعة
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ثنا يحيى بن سعيد عن محمد ابن عمرو عن عبيدة بن سفيان الحضررمي عن أبي الجعد الضمري - وكان له صحبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه).
أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو قال: أنبأنا ابن وهب أنبأنا ابن أبي ذئب عن أسيد بن أبي أسيد عن عبد الله بن أبي قتادة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة، طبع الله على قلبه).
أخبرنا محمد بن معمر أنبأنا حبان ثنا أبان ثنا يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عمر وابن عباس يحدثان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو على أعواد منبره: (لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين).
أخبرنا محمود بن خالد ثنا الوليد بن مسلم ثنا مفضل بن فضالة عن عياش بن عباس عن بكير عن نافع عن ابن عمر عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (رواح الجمعة واجب على كل محتلم) (كفارة من ترك الجمعة من غير عذر) أخبرنا أحمد بن سليمان ثنا يزيد بن هارون ثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله: (من ترك الجمعة من غير عذر، فليتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار).
أخبرنا نصر بن علي ثنا نوح عن خالد عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ترك الجمعة متعمدا فعليه دينار، فإن لم يجد فنصف دينار).
وفي موضع آخر ليس فيه متعمداً
فضل يوم الجمعة
أخبرنا سويد بن نصر، أنبأنا عبد الله عن يونس عن الزهري ثنا عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها).
الأمر بإكثار الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
أخبرنا إسحاق بن منصور أنبأنا حسين الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس ابن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم عليه السلام، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا على من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي. قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت، أي يقولون قد بليت؟ قال: إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء).
السواك يوم الجمعة
أخبرنا محمد بن سلمة ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، والسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه،) إلا أن بكيرا لم يذكر عبد الرحمن، وقال في الطيب: ولو من طيب المرأة.
الغسل يوم الجمعة
أخبرنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري قال: أخبرني سالم عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل).
أخبرنا كثير بن عبيد ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري قال: حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل).
أخبرنا على بن حجر ثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل).
أخبرني إبراهيم بن الحسن ثنا حجاج عن ابن جريح قال: أخبرني ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من جاء منكم الجمعة فليغتسل).
أخبرنا إبراهيم ابن الحسن ثنا الحجاج قال: قال ابن جريح: حدثني ابن شهاب عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو قائم على المنبر: (من جاء منكم الجمعة فليغتسل).
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن رسول الله أنه قال - وهو قائم على المنبر - (من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل).
أخبرنا عمرو بن علي ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب قال: سمعت ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من جاء منكم الجمعة فليغتسل).
أخبرنا هناد بن السرى عن أبي بكر - يعنى ابن عياش - عن أبي إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى الجمعة فليغتسل).
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالك (إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل).
أخبرنا محمد بن بشار ثنا محمد ثنا شعبة عن الحكم عن نافع عن ابن عمر قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل).
أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم قال: أنا محمد يعني ابن المبارك - ثنا معاوية عن يحيى بن أبي كثير قال: أنا نافع أن ابن عمر أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل).
أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهرى قال: قال طاووس: قلت لابن عباس ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اغتسلوا، واغسلوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جنبا، وأصيبوا من الطيب).
فقال ابن عباس: أما الغسل فنعم، وأما الطيب فلا أدري.
إيجاب الغسل للجمعة
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن صفوان بن سليم عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم).
أخبرنا حميد بن مسعدة ثنا بشر ثنا داود عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على كل رجل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم، وهو يوم الجمعة).
(الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة).
أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد ثنا أبي ثنا سعيد قال: حدثني أبو الأسود عن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قوما عمال أنفسهم، وكان يكون لهم أزواج، فقيل لهم لو اغتسلتم).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني محمود بن خالد عن الوليد قال: حدثني عبد الله بن العلاء أنه سمع القاسم بن محمد بن أبي بكر أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة فقالت إنما كان الناس يسكنون العالية، فيحضرون الجمعة، وهم وسخ، فإذا أصابتهم الشمس، سطعت أرواحهم، فينادى بهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أولا تغتسلون).
أخبرنا أبو الأشعث عن يزيد بن زريع ثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل).
فضل الغسل
أخبرنا عمرو بن منصور وهارون بن محمد بن بكار بن بلال واللفظ له قالا ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من غسل واغتسل، وغدا، وابتكر، ودنا من الإمام، ولم يبلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها).
الهيئة للجمعة
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن عبد الله ابن عمر أن عمر رأى حلة فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوما لجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة) ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم منها فأعطى عمر منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله كسوتنيها، وقد قلت في حلة عطارد ما قلت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخا له، مشركاً بمكة.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الله بن الحارث المخزومي عن حنظلة ابن أبي سفيان عن سالم بن عبد الله قال: سمعت ابن عمر يحدث أن عمر بن الخطاب خرج فرأى حلة إستبرق تباع في السوق، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اشترها فالبسها يوم الجمعة، وحين يقدم عليك الوفد.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما يلبس هذه من لا خلاق له) قال ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث حلل منها، فكسا عمر حلة، وكسا عليا حلة، وكسا أسامة حلة، فأتاه فقال يا رسول الله: قلت فيها ما قلت، ثم بعثت بتلك، قال: بعها فاقض بها حاجتك، أو شققها خمرا بين نساءك.
أخبرني هارون بن عبد الله ثنا الحسن بن سوار ثنا الليث ثنا خالد عن سعيد عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو ابن سليمان أخبره عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن رسول صلى الله عليه وسلم قال: قوله: من لا خلاق بالفتح هو الحظ والنصيب.
قوله: في حلة عطارد هو ابن حاجب التميم قدم في وفد تميم، وأسلم، وله صحبة قوله: كسوتنيها أي أعطيتنيها.
(إن الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والسواك، وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه).
؟؟ فضل المشى إلى الجمعة
أخبرنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع أبا الأشعث يحدث أنه سمع أوس بن أوس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وغدا، وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، وأنصت ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة).
أخبرني إبراهيم بن يعقوب ثنا عفان بن مسلم ويحيى ابن حماد والمنسق لعفان قالا ثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن قرثع الضبى عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدري ما يوم الجمعة قلت الله ورسوله أعلم. قال: لكني أحدثك عن يوم الجمعة لا يتطهر رجل ثم يمشى إلى الجمعة، ثم ينصت حتى يقضي الإمام صلاته، إلا كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها).
قعود الملائكة يوم الجمعة على باب المسجد
والتبكير إلى الجمعة والفضل في ذلك
أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود ثنا إسحاق بن بكر ابن مضر قال: حدثني أبي عن عمرو بن الحارث عن ابن شهاب.
أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال: حدثني أبي عن جدي قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول، فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني محمد بن خالد ثنا بشر بن شعيب عن أبيه عن الزهري أخبرني أبو سلمة، وأبو عبد الله الأغر أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبوب المسجد ملائكة يكتبون الأول، فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف، وجلسوا فاستمعوا الذكر).
أخبرنا نصر بن على عن عبد الأعلى ثنا معمر عن الزهري عن الأغر أبي عبد الله عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة، فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، تم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة).
أخبرنا محمد بن منصور ثنا سفيان ثنا الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم، الأول فالأول، فإذا خرج الإمام طويت الصحف، واستمعوا الخطبة، فالمهجر إلى الصلاة، كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه، كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه، كالمهدي كبشا، ثم ذكر الدجاجة والبيضة).
أخبرنا الربيع بن سليمان ثن شعيب بن الليث ثنا الليث عن ابن عجلان عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال: (تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد، يكتبون الناس على منازلهم، فالناس فيه كرجل قدم بدنة وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شاه وكرجل قدم دجاجة وكرجل قدم عصفورا وكرجل قدم بيضة).
وقت الجمعة
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر).
أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو والحارث ابن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع، واللفظ له، عن أبن وهب عن عمرو بن الحارث عن الجلال مولى عبد العزيز أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثن عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئا، إلا أتاه، فالتمسوها أخر ساعة بعد العصر).
أخبرني هارون بن عبد الله ثنا يحيى بن آدم ثنا حسن ابن عياش ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع فنريح نواضحنا. قلت: أية ساعة؟ قال: (زوال الشمس).
أخبرني شعيب بن يوسف ثنا عبد الرحمن عن يعلى بن الحارث سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال: (كنا نصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، ثم يرجع، وليس للحيطان فيء يستظل به).
تأخير الجمعة في الحر
أخبرنا إسماعيل بن مسعود ثنا خالد ثنا أبو خلدة أن الحكم بن أيوب أخر الجمعة يوما فتكلم يزيد الضبي فدخلنا الدار فقال له يزيد: يا أبا حمزة قد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين صلاتنا من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (كان إذا كان الحر نبرد بالصلاة وإذا كان البرد نبكر بالصلاة). ولم يسمعه ولكنه قد شهد الأمر.
الأذان يوم الجمعة
أخبرنا محمد بن سلمة ثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني السائب بن يزيد (أن الأذان كان أول حتى يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، فلما كان في خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذن به على الزوراء فثبت الأمر على ذلك).
أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله ثنا يعقوب ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد أخبره (إنما الأمر بالتأذين الثالث عثمان حين كثر أهل المدينة، ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم غير مؤذن واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام).
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ثنا معتمر عن أبيه عن الزهري عن السائب بن يزيد قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة، فإذا نزل أقام، ثم كن كذلك في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما).
الصلاة يوم الجمعة وقد خرج الإمام
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد ثنا شعبة عن عمرو ابن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء أحدكم وقد خرج الإمام فليصل ركعتين).
قال شعبة يوم الجمعة.
الصلاة قبل الجمعة والإمام على المنبر
أخبرني إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد واللفظ، له قالا ثنا حجاج عن ابن جريح قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة فقال له: (أركعت ركعتين؟ قال: لا، قال: فاركع ركعتين فقال: لا، قال: قم فاركعهما).
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر قال: جاء سليك الغطفاني ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر، فقعد سليك قبل ان يصلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أركعت ركعتين. فقال: لا، قال: قم فاركعهما).
مقام الإمام في الخطبة
أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو وأنا عبد الله بن وهب أنا ابن جريج أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب استند إلى جذع من سوارى المسجد، فلما وضع المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة، حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكنت).
قيام الإمام في الخطبة
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن منصور عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن كعب بن عجرة قال: (دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا يخطب قاعدا وقد قال الله عز وجل (وَإِذا رَأوا تِجارَةً أَو لَهواً اِنفَضّوا إِلَيها وَتَركوكَ قائِماً).
كم يخطب
حدثنا على بن حجر انا شريك عن سماك عن جابر بن سمرة قال: (جالست رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيته يخطب إلا قائما ويجلس ثم يقوم فيخطب الخطبة الآخرة).
الفصل بين الخطبتين في الجلوس
أخبرنا إسماعيل بن مسعود ثنا بشر بن المفضل ثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يخطب الخطبتين وهو قائم وكان يفصل بينهما بجلوس).
أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا يزيد بن زريع ثنا إسرائيل ثنا سماك عن جابر بن سمرة قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما، ثم يعقد قعدة، ثم يقوم فيخطب، خطبة أخرى، فمن حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب قاعدا فقد كذب).
أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن عزوان وهو ابن أبي رزمة أنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد قال حدثني يحيى بن عقيل قال: (سمعت عبد الله بن أبي أوفي يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشى مع الأرملة، والمسكين فيقضى لهم حاجاتهم).
كيف الخطبة
أخبرنا عمرو بن علي ثنا يزيد بن زريع ثنا المسعودي عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عند عبد الله قال: (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتين خطبة الصلاة وخطبة الحاجة فأما خطبة الصلاة فالتشهد وأما خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله).
أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: ثنا محمد ثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدث عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (علمنا خطبة الحاجة، الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يقرأ ثلاث آيات).
(يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا اِتَّقوا اللَهَ حَقَّ تُقاتَه وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمون).
(يا أَيُّها الناسُ اِتَقوا رَبَّكُم الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٌ واحِدة وَخَلَقَ مِنها زَوجَها، وَبَثَّ مِنهُما رِجالاً كَثيرا وَنِساء، وَاِتَقوا اللَهَ الَّذي تَساءَلون بِهِ وَالأَرحام إِنَّ اللَهَ كانَ عَلَيكُم رَقيباً).
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا اتَّقوا اللَهُ وَقولوا قَولاً سَديداً) ثم يذكر حاجته.
الكلام في الخطبة
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا حماد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: (بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاءه رجل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أصليت قال: لا قال: قم فاركع).
القراءة في الخطبة
أخبرنا محمد بن المثنى ثنا هارون بن إسماعيل ثنا على ثنا يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابنة حارثة بن النعمان قالت: (ما حفظت ق والقرآن المجيد إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يوم الجمعة).
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن قال: (رأيت بشر بن مروان يوم الجمعة يرفع يديه، فقال يا عمارة بن رويبة قبح الله هاتين اليدين لق رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على هذا وأشار أبو عوانة).
أخبرنا محمود بن غيلان ثنا وكيع ثنا سفيان عن حصين أن بشر بن مروان رفع يديه يوم الجمعة على المنبر فسبه عمارة ابن رويبة الثقفى وقال: (ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا وأشار بأصبعه السبابة).
الدنو من الإمام يوم الجمعة
أخبرني محمود بن غيلان ثنا عمر بن عبد الواحد قال سمعت يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غسل واغتسل، ثم ابتكرو غدا، ودنا من الإمام فأنصت ولم يلغ، كان له بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها).
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ثنا عمرو بن محمد ثنا سفيان الثورى عن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غسل واغتسل ثم إذا وابتكر وجلس قريبا من الإمام فاستمع وأنصت كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها).
النهي عن تخطي رقاب الناس
والإمام على المنبر يوم الجمعة
أخبرنا وهب بن بيان ثنا ابن وهب قال سمعت معاوية ابن صالح عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن بسر قال كنت جالسا إلى جانبه يوم الجمعة قال فجاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجلس فقد أذيته).
الإنصات للخطبة
أخبرنا عمرو بن على ثنا يحيى ثنا مالك قال حدثني الزهري عن سعيد بن المسبب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الرجل لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغا).
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسبب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال لصاحبه يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغا).
أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني أبي عن جدي ثنا عقيل عن ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وعن سعيد بن المسيب أنهما حدثناه أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت).
فضل الإنصات وترك اللغو
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا جرير عن منصور عن أبي معشر زياد بن كليب عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع الضبى وكان من القراء الأولين عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يتطهر يوم الجمعة كما أمر الله ثم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة وينصت حتى تقضى صلاته إلا كان كفارة لما قبل ذلك).
أخبرنا موسى بن عبد الرحمن ثنا حسين يعني ابن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وذكر الجمعة من غسل واغتسل وغدا وابتكر وأنصت ولم يلغ كان بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها).
الكلام والوقوف بعد النزول عن المنبر
أخبرنا محمد بن علي بن ميمون ثنا الفريابي ثنا جرير بن حازم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال:
(كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر فيعرض له الرجل فيكلمه، فيقوم معه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقضى حاجته، ثم يتقد إلى مصلاة فيصلى).
عدد صلاة الجمعة
أخبرنا لى بن حجر أنا شريك عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (قال عمر صلاة الجمعة ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة السفر ركعتان، غير قصر على لسان محمد صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا عبثر ثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت عير تحمل الطعام فخرج الناس الا إثنى عشر رجلا فنزلت آية الجمعة.
القراءة في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين
أخبرنا عمرو بن علي ثنا يحيى ثنا جعفر قال حدثني أبي عن عبيد الله بن أبي رافع قال: (كان مروان استخلف أبا هريرة على المدينة فيقرأ يوم الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين قلت يا أبا هريرة: لقد قرأت بسورتين كان يقرأ بهما قال: سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما).
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد ثنا شعبة قال أخبرني مخول قال: سمعت مسلما البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح ألم تنزيل وهل أتى على الإنسان، وفي صلاة الجمعة، بسورة الجمعة والمنافقين).
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: (ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة على سورة الجمعة قال كان يقرأ هل أتاك حديث الغاشية).
القراءة في صلاة الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى
و هل أتاك حديث الغاشية
اخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد ابن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير أن (رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين والجمعة (بسبح اسم ربك الأعلى) (وهل أتاك حديث الغاشية) وربما اجتمعا في يوم واحد فيقرأ بهما).
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد عن شعبة قال: أخبرني معبد بن خالد عن زيد وهو ابن عقبة عن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة (يسبح اسم ربك الأعلى) وهل أتاك حديث الغاشية.
من أدرك من الجمعة ركعة
أخبرنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور واللفظ له عن سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة يرفعه قال: (من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك) أخبرني عبد الله بن عبد الصمد ثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله وأخبرنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب ثنا عبيد الله واللفظ له عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الجمعة).
الصلاة بعد الجمعة
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً).
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يصلي يوم الجمعة ركعتين).
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فصلى سجدتين في بيته، ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك.
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان لا يصلى بعد الجمعة حتى ينصرف ركعتين).
أخبرنا عبده بن عبد الله عن يزيد أنا شعبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي يوم الجمعة ركعتين يطيل فيهما، ويقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.
ساعة الإجابة في يوم الجمعة
أخبرنا عمرو بن زرارة أنا إسماعيل عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم (إن في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلى يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه، قلنا يقللها يزهدها).
أخبرنا شعيب بن يوسف ثنا يزيد أنا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها رجل مسلم قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه).
أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن أبي الزياد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقللها).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا محمد بن عبد الله ثنا أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم ابن خالد عن رباح عن معمر عن الزهري قال حدثني سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله إلا أعطاه إياه).
أخبرنا قتيبة بن سعيد أنا بكر هو ابن مضر عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: أتيب الطور فوجدت كعبا فمكثت أنا وهو يوما أحدثه ع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثني عن التوراة، فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة ما على متن الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة، إلا ابن آدم، وفيه ساعة لا يصادفها مؤمن، وهو في الصلاة يسأل الله شيئا، إلا أعطاه إياه). قال كعب: ذلك يوم في كل سنة، قلت: بل هو في كل جمعة، فقرأ كعب التوراة، ثم قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في كل جمعة، فخرجت فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين جئت؟ قلت: من الطور، لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته، فقلت له: لم؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد البيت المقدس)، فلقيت عبد الله بن سلام، فقلت: لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعبا، فكنت أنا وهو يوما أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة، ما على الأرض من دابة إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة، إلا ابن آدم، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مؤمن، وهو في الصلاة يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه) قال كعب: ذلك يوم في كل سنة، فقال عبد الله: كذب كعب، قال: ثم قرأ كعب، فقال: صدق رسول اله صلى الله عليه وسلم، هو في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب إني لأعلم تلك الساعة، فقلت يا أخي حدثني بها، قال هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس، فقلت: أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة وليست تلك ساعة صلاة قال: أليس قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى وجلس ينتظر الصلاة، لم يزل في صلاة، حتى تأتيه التي تليها قلت بلى قال فهو كذلك).
آخر كتاب الجمعة للنسائي رحمه الله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم علقه لنفسه ولمن شاء الله بعده أحمد ابن سعيد الصوفي في خامس شهر رمضان المعظم سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة بدمشق المحروسة حامداً الله تعالى ومصلياً على نبيه محمد وآله وصحبه.
من فقه الجمعة ملحق للكتاب بقلم المحقق
على من تجب الجمعة
تجب صلاة الجمعة على المسلم الحر، العاقل، البالغ، المقيم، القادر على السعى إليها، الخالي من الأعذار المبيحة للتخلف عنها.
فإن الجمعة حق على كل مكلف، واجبة على كل محتلم، بالأدلة المصرحة، وبالوعيد الشديد على تاركها، وبهمه صلى الله عليه وسلم بإحراق المتخلفين عنها، ولقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم من لا تجب عليهم بقوله: (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض).
ونستطيع تفصيل الأمر فنقول: أما المرأة والصبي، فالحديث السابق نص عليهما، وكذا نص على المريض الذي يشق عليه الذهاب إلى الجمعة، أو يخاف زيادة المرض، أو تأخيره في الشفاء.
وكذا نص الحديث على العبد المملوك، ونزيد على ذلك مما ذكره أئمة المسلمين من فقهاء الدين، ما يلي:
المسافر: ولو كان وقت إقامتها، فإن أكثر أهل العلم يرون أنه لا جمعة عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسافر فلا يصلي الجمعة في سفره، وكان في حجة الوداع بعرفة يوم الجمعة فصلى الظهر والعصر جمع تقديم، ولم يصل جمعته، وكذلك فعل الخلفاء وغيرهم، وسوف نذكر طرفاً من أدلة ذلك عند الحديث عن بدع الجمعة.
المدين المعسر الذي يخاف الحبس، والخائف من السلطان الغاشم، ونحو ذلك، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر).
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعذور هو كل صاحب عذر يقبله الشرع، ويختلف العذر من واحد إلى أخر، ولكن في نطاق الشرع الحنيف.
فكل هؤلاء الذين ذكرنا أحوالهم لا جمعة عليهم، وإنما يجب عليهم أن يصلوا الظهر، ومن صلى منهم الجمعة كفته، وسقطت عنه فريضة الظهر.
العدد الذي تصح به الجمعة
قال العلامة المحقق صديق خان: صلاة الجماعة قد صحت بواحد مع الإمام، وصلاة الجمعة هي صلاة من الصلوات، فمن اشترط فيها زيادة على ما تنعقد به الجماعة، فعليه الدليل، ولا دليل، والعجب من كثرة الأقوال في تقدير العدد حتى بلغت إلى خمسة عشر قولا، ليس على شيء منها دليل يستدل به قط، إلا قول من قال: إنها تنعقد أي جماعة الجمعة بما تنعقد به سائر الجماعة، وكيف والشروط إنما تثبت بأدلة خاصة تدل على انعدام المشروط عند انعدام شرطه، فإثبات مثل هذه الشروط بما ليس بدليل أصلا، فضلا عن أن يكون دليلا على الشرطية مجازفة بالغة، وجرأة على التقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى شريعته.
أخي المسلم هذا الذي قاله العلامة صديق خان هو ما يراه، ومع ذلك نسوق الآراء الأخرى، مع ذكر صاحب كل قول، والترجيح الذي ارتآه كثير من العلماء كالحافظ بن حجر والسيوطي وغيرهما في العصر الحديث كالشوكاني والألباني. أحدهما أنها تنعقد باثنين أحدهما الإمام كالجماعة وهو قول النخعي، والحسن بن حي، وداود.
الثاني: ثلاثة أحدهم الإمام قال: في شرح المهذب حكى عن الأوزاعي، وأبي ثور، وقال غيره: هو مذهب أبي يوسف، ومحمد، حكاه الرافعي وغيره عن القديم.
الثالث: أربعة أحدهم الإمام، وبه قال أبو حنيفة، والثورى، والليث.
الرابع: سبعة حكى عن عكرمة.
الخامس: تسعة حكى عن ربيعة.
السادس: اثنا عشر، في رواية عن ربيعة، حكاه عنه المتولي في التتمة، والماوردي في الحاوي، وحكاه عن الزهري، والأوزاعي، ومحمد بن الحسن.
السابع: ثلاثة عشر، أحدهم الإمام حكى عن إسحاق بن راهوية.
الثامن: عشرون، رواه ابن حبيب عن مالك.
التاسع: ثلاثون، في رواية عن مالك.
العاشر: أربعون، أحدهم إمام، وبه قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعمر بن عبد العزيز، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، حكاه عنهم في شرح المهذب.
الحادي عشر: أربعون غير الإمام، في أحد القولين للشافعي.
الثاني عشر: خمسون، وبه قال عمر بن عبد العزيز، وأحمد في أحدى الروايتين عنهما.
الثالث عشر: ثمانون، حكاه المازرى.
الرابع عشر: جمع كثير بغير قيد، وهذا مذهب مالك، فالمشهور من مذهبه أنه لا يشترط عدد معين، بل يشترط جماعة تسكن بهم قرية، ويقع بينهم البيع، ولا تنعقد بالثلاثة، والأربعة ونحوهم.
ترجيح الحافظ بن حجر: قال: لعل هذا الأخير - مذهب مالك - أرجحها من حيث الدليل.
ترجيح الحافظ السيوطي: قال: الحاصل إن الأحاديث والآثار دلت على اشتراط إقامتها في بلد يسكنه عدد كثير بحيث يصلح أن يسمى بلدا، ولم تدل على اشتراط ذلك العدد بعينه في حضورها، لتنعقد، بل بأي جمع أقاموها صحت بهم، وأقل الجمع ثلاثة غير الإمام، فتنعقد بأربعة أحدهم الإمام، هذا ما أداني الاجتهاد إلى ترجيحه، وقد رجح هذا القول المزني، ورجحه أيضا من أصحابنا أبو بكر بن المنذر. انتهى ترجيح الإمام الشوكاني قال: قد انعقدت سائر الصلوات بهما بالإجماع - أراد باثنين - والجمعة صلاة، فلا تختص بحكم يخالف غيرها إلا بدليل، ولا دليل على اعتبار عدد فيها زائد على المعتبر في غيرها، وقد قال عبد الحق: إنه لا يثبت في عدد الجمعة حديث، وكذلك قال السيوطي: لم يثبت في شيء من الأحاديث تعيين عدد مخصوص.
وممن ذهب إلى هذا الطبري، وداود، والنخعي، وابن حزم.
وأخيرا ..
يقول العلامة صديق خان
الحق أن هذه الجمعة فريضة من فرائض الله سبحانه، وشعار من شعائر الإسلام، وصلاة من الصلوات، فمن زعم أنه يعتبر فيها، ما لا يعتبر في غيرها من الصلوات، لم يسمع منه ذلك إلا بدليل. فإذا لم يكن في المكان إلا رجلان، قام أحدهما يخطب، واستمع له الآخر، ثم قام فصليا، فقد صليا صلاة الجمعة.
هل فجر الجمعة يختص بقراءة سورة السجدة
نقول: إن الوارد في الأحاديث النبوية أنه كان يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي السجدة، والإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن ليس المراد من ذلك أن نسجد في سورة السجدة، فإن يوم الجمعة لا يختص بسجدة زائدة، ولكن السجدة تأتي داخل السورة، فنسجد لوجودها، أما المراد من قراءتهما في يوم الجمعة فهو العظة والتذكار، لما فيهما من حديث عن يوم القيامة، وخلق آدم عليه السلام، وجزاء أهل الجنة الأبرار، وعذاب أهل النار الأشرار.
ولذلك سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هل المطلوب السجدة فيجزىء بعض السورة، والسجدة في غيرها، أم المطلوب السورة؟ فأجاب بقوله: الحمد لله، بل المقصود قراءة السورتين: آلم تنزيل و هل أتى على الإنسان لما فيهما من ذكر خلق آدم، وقيام الساعة، وما يتبع ذلك، فإنه كان يوم الجمعة، وليس المقصود السجدة، فلو قصد الرجل قراءة سورة سجدة أخرى كره ذلك.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ السورتين كلتيهما فالسنة قراءتهما بكمالهما.
ولا ينبغي المداومة على ذلك، لئلا يظن الجاهل أن ذلك واجب، بل يقرأ أحيانا غيرهما من القرآن، والشافعي، وأحمد اللذان يستحبان قراءتهما. وأما مالك، وأبو حنيفة فعندهما يكره قصد قراءتهما.
ونقل صاحب المغني عن الإمام أحمد قوله: ولا أحب أن يداوم عليها لئلا يظن الناس أنها مفضلة بسجدة.
قال أبو شامة: والعجب من مواظبة أكثر أئمة المساجد على قراءة السجدة في صبح كل جمعة، ولا تكاد ترى أحدا من الخطباء في هذه البلاد، يقرأ سورة ق في خطبة يوم الجمعة، مع أن في صحيح مسلم عن أم هشام بنت الحارث قالت: ما أخذت (ق والقرآن المجيد) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس انتهى.
هل للجمعة سنة قبلية
عندما نيحث عن حكم هذه المسألة في كتب الفقه نجد أنه لا أصل لسنة الجمعة، بل المعروف والمتواتر هو أن يقوم المؤذن بالأذان، ثم يتبعه الإمام بخطبته، بلا فاصل من الوقت لصلاة: فعندما نتأمل أقوال بعض أهل العلم في هذا الأمر نجد أن الجمعة لا سنة قبلية لها. يقول الحافظ العراقي رحمه الله: (لم ينقل عن النبي صلى النبي عليه وسلم أنه كان يصلي قبل الجمعة، لأنه كان يخرج إليها، فيؤذن بين يديه، ثم يخطب).
ومن قبله قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (من ظن أنهم كانوا إذا فرغ بلال من الأذان قاموا كلهم فركعوا ركعتين فهوا أجهل الناس بالسنة).
ومن قبلهم قال الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (كان جماهير الأئمة متفقين على أنه ليس قبل الجمعة سنة مؤقتة بوقت، مقدرة بعدد، لأن ذلك إنما يثبت بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله، وهو لم يسن في ذلك شيئا لا بقوله، ولا بفعله، وهذا مذهب مالك والشافعي، وأكثر أصحابه، وهو المشهور في مذهب أحمد).
بل إن شيخ الإسلام - رحمه الله - يقرر أمرا هاما، وهو أنه يترك الأمر، الذي يظن العوام أنه فرض، وهو ليس كذلك، أو سنة راتبة، وهو ليس كذلك، حتى يعلموا حقيقة الأمر، ومدى مشروعيته من غيرها.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وحينئذ يكون تركها أفضل إذا كان الجهال يظنون أن هذه سنة راتبة، أو أنها واجبة، فتترك حتى يعرف الناس أنها ليست سنة راتبة، ولا واجبة، لا سيما إذا داوم الناس عليها، فينبغي تركها أحيانا حتى لا تشبه الفرض، كما استحب أكثر العلماء أن لا يداوم على قراءة السجدة يوم الجمعة، مع أنه قد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها، فإذا كان يكره المداومة على ذلك، فترك المداومة على ما لم يسنه النبي صلى الله عليه وسلم أولى).
وقال الشيخ الإمام أبو شامة رحمه الله:
والدليل: على أنه لا سنة لها قبلها أن المراد من قولنا الصلاة المسنونة أنها منقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا، وفعلا، والصلاة قبل الجمعة لم يأت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أنه سنة، ولا يجوز القياس في شرعية الصلوات، أما بعد الجمعة فقد نقل في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين، وقال: (من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا). انتهى
خلف من تصلى الجمعة
قال ابن قدامة الحنبلي: وتجب الجمعة والسعي إليها سواء كان من يقيمها سنياً، أو مبتدعاً، أو عدلا، أو فاسقا، نص عليه أحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى عن العباس بن عبد العظيم: أنه سأل أبا عبد الله عن الصلاة خلفهم - يعني المعتزلة - يوم الجمعة، قال: أما الجمعة فينبغي شهودها، فإن كان الذي يصلي منهم أعاد، وإن كان لا يدري أنه منهم فلا يعيد.
قلت: فإن كان يقال: إنه قد قال بقولهم، قال: حتى يستيقن، ولا أعلم في هذا بين أهل العلم خلافا، والأصل في هذا عموم قول الله تعالى: (إِذا نُودِى لِلّصلاةَ مِن يَومِ الجَمُعَةِ فَاِسعَوا إِلى ذِكرِ اللَهِ، وَذَرَوا البَيع).
وإجماع الصحابة رضي الله عنهم، فإن عبد الله بن عمر، وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يشهدونها مع الحجاج، ونظرائه، ولم يسمع من أحد منهم التخلف عنها.
قال عبد الله بن أبي الهذيل: تذاكرنا الجمعة أيام المختار فأجمع رأيهم على أن يأتوها فإنما عليه كذبه، ولأن الجمعة من أعلام الدين الظاهرة، ويتولاها الأئمة ومن ولواه، فتركها خلف من هذه صفته يؤدي إلى سقوطها.
وجاء رجل إلى محمد بن النضر الحارثي فقال: إن لي جيراناً من أهل الأهواء فكنت أعيبهم، وأتنقصهم، فجاءوني فقالوا: ما تخرج تذكرنا؟ قال: وأي شيء يقولون؟ قال: أول ما أقول لك: إنهم لا يرون الجمعة.
قال: حسبك، ما قولك فيمن رد على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟ قال: قلت رجل سوء قال: فما قولك فيمن رد على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت، كافر، فمكث ساعة، ثم قال: ما قولك فيمن رد على العلى الأعلى؟ ثم غشى عليه، فمكث ساعة، ثم قال: ردوا عليه، والله قال (يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا إِذا نودِيَ لِلصَلاةِ مِن يَومِ الجُمعَةِ فَاِسعَوا إِلى ذِكر اللَه).
قالها والله وهو يعلم أن بني العباس يسألونها.
إذا ثبت هذا فإنها لا تعاد خلف من يعاد خلفه بقية الصلوات، وحكى عن أبي عبد الله رواية أخرى، أنها لا تعاد، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى، والظاهر من حال الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم لم يكونوا يعيدونها، فإنه لم ينقل عنهم ذلك. انتهى
نصيحة إيمانية
أخي المسلم ..
هذه المسألة السابقة في أيام كان يقام فيها جماعة واحدة، في مسجد واحد، فتحتم على كل مسلم أن يحضر الجمعة خلف من كان يصلي، كما مر.
أما الآن فإنه ينبغي عليك أن تنظر إلى أقل المساجد بدعا، فلتصل فيه، مع أنه قد تكون بدعة واحدة - كبناء المسجد على القبر - أشد من بدع كثيرة فإن تكثير سواد أهل البدع منهى عنه، فالزم المساجد التي تقيم السنة، وهي كثيرة، والحمد لله.
فإنه حيثما قلت البدع من المسجد التي تقيم السنة، وهي كثيرة، والحمد لله.
فإنه حيثما قلت البدع من المسجد كانت الصلاة فيه أولى، وأفضل من غيره.
حكم الطهارة للإمام أثناء الخطبة
السنة أن يخطب الإمام متطهرا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الجمعة عقب الخطبة، ولا يفصل بينهما بطهارة، وذلك يدل على أنه كان متطهرا، والاقتداء به إن لم يكن واجبا في مثل هذا الموطن، فهو سنة، ولأنه قد استحب للمؤذن أن يكون متطهرا للأذان، فالخطبة أولى.
ولأنه لو لم يكن بطهارة احتاج إلى الطهارة بين الصلاة والخطبة، فيفصل بينهما، وذلك الأمر، قد يشق على المصلين.
ولكن إن حدث لهما يفسد طهارته في أثناء الخطبة، فما عليه إلا أن يقوم بالطهارة قبل أن يصلى بالناس، فإن أحسن بطول الأمر، استخلف رجلا يصلى بالناس، لأنه إذا جاز الاستخلاف في الصلاة الواحدة لعذر، ففي الخطبة مع الصلاة أولى.
قال أحمد رحمه الله: لا يعجبني من غير عذر.
سؤال: هل يشترط أن يكون المصلى بالناس إماما ممن حضر الخطبة؟ قال ابن قدامة الحنبلي: فيه روايتان: إحداهما: يشترط ذلك وهو قول الثورى، وأصحاب الرأى، وأبي ثور، لأنه إمام في الجمعة فاشترط حضوره الخطبة كما لو لم يستخلف.
الثانية: لا يشترط، وهو قول الأوزاعي والشافعي، لأنه ممن تنعقد به الجمعة، فجاز أن يؤم فيها، كما لو حضر الخطبة.
متى يباح الكلام والإمام يخطب
الكلام الواجب كتحذير الضرير من البئر، أو من يخاف عليه نارا، أو حية، أو حريقا أو نحو ذلك، فله فعله، لأن هذا يجوز في نفس الصلاة مع إفسادها فهاهنا أولى.
فأما تشميت العاطس، ورد السلام ففيه تفصيل واختلاف.
القول الأول
(يُتْبَعُ)
(/)
سئل الإمام أحمد يرد الرجل السلام يوم الجمعة؟ فقال نعم. ويشمت العاطس؟ فقال: نعم، والإمام يخطب، قد فعله غير واحد وممن رخص في ذلك الحسن والشعبي والنخفي وقتادة والثورى وإسحاق. قال ابن قدامة: وذلك لأن هذا واحب، فوجب الإتيان به في الخطبة كتحذير الضرير.
وقال أبو داود: قلت لأحمد: يرد السلام والإمام يخطب ويشمت العاطس؟ قال: إذا كان ليس يسمع الخطبة فيرد، وإذا كان يسمع فلا لقول الله تعالى: (فَاِستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا).
قال ابن قدامة: وذلك لأن الإنصات واجب فلم يز الكلام المانع منه من غير ضرورة كالأمر بالإنصات بخلاف من لم يسمع.
القول الثاني
وقال القاضي: لا يرد ولا يشمت، وهو قول مالك والأوزاعي، وأصحاب الرأي.
واختلف قول الشافعي فيحتمل أن يكون هذا القول مختصا بمن يسمع دون من لم يسمع.
ويحتمل أن يكون هاما في كل حاضر يسمع أو لم يسمع، لأن وجب الإنصات شامل لهم، فيكون المنع من رد السلام وتشميت العاطس ثابتا في حقهم كالسامعين. انتهى
حكم قراءة السجدة أثناء الخطبة
قال ابن قدامة الحنبلي إن قرأ السجدة في أثناء الخطبة فإن شاء نزل فسجد، وإن أمكن السجود على المنبر سجد عليه، وإن ترك السجود فلا حرج، فعله عمر، وترك، وبهذا قال الشافعي، وترك عثمان وأبو موسى، وعمار، والنعمان بن بشير، وعقبة بن عامر، وبه قال أصحاب الرأي.
وقال مالك: لا ينزل لأنه صلاة تطوع، فلا يشتغل بها في أثناء الخطبة كصلاة ركعتين.
ولنا فعل عمر وتركه، وفعل من سمينا من الصحابة - رضي الله عنهم - ولأنه سنة وجد سببها، لا يطول الفصل بها، فاستحب فعلها كحمد الله تعالى إذا عطس، وتشميت العاطس، ولا يجب ذلك لما قدمنا من أن سجود التلاوة غير واجب، ويفارق صلاة ركعتين، لأن سببها لم يوجد، ويطول الفصل بها. انتهى
حكم التبليغ خلف الإمام في الجمعة والجماعات
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن التبليغ خلف الإمام: هل هو مستحب أو بدعة فأجاب: أما التبليغ خلف الإمام لغير حاجة فهو بدعة غير مستحبة باتفاق الأئمة، وإنما يجهر بالتكبير الإمام، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه يفعلون، ولم يكن أحد يبلغ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن لما مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ضعف صوته، فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يسمع بالتكبير.
وتنازعوا في بطلان صلاة من يفعله. على قولين غير ا، ه مكروه باتفاق المذاهب كلها.
بل صرح كثير منهم أنه مكروه، ومنهم من قال: تبطل صلاة فاعله، وهذا موجود في مذهب مالك، وأحمد، وغيره، وأما الحاجة لبعد المأموم، أو لضعف الإمام، وغير ذلك، فقد اختلفوا فيه في هذه، والمعروف عند أصحاب مالك، حيث جاز، ولم يبطل، فيشترط أن لا يخل بشيء من واجبات الصلاة.
فأما إن كان المبلغ لا يطمئن، بطلت صلاته عند عامة العلماء، كما دلت عليه السنة، وإن كان أيضا يسبق الإمام بطلت صلاته في ظاهر مذهب أحمد، وهو الذي دلت عليه السنة، وأقوال الصحابة، وإن كان يخل بالذكر المفعول في الركوع، والسجود، والتسبيح ونحوه، ففي بطلان الصلاة خلاف، وظاهر مذهب أحمد أنها تبطل، ولا ريب أن التبليغ لغير حاجة بدعة، ومن اعتقده قربة مطلقة فلا ريب أنه جاهل، أو معاند، وإلا فجميع العلماء من الطوائف قد ذكروا ذلك في كتبهم، حتى في المختصرات، قالوا: ولا يجهر بشيء من التكبير إلا أن يكون إماما.
ومن أصر على اعتقاد كونه قربة فإنه يعزر على ذلك لمخالفته الإجماع، هذا أقل أحواله، والله أعلم. انتهى
حكم صلاة الجمعة أمام الإمام
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هل تجزىء الصلاة قدام الإمام أم لا؟ فأجاب: أما صلاة المأموم قدام الإمام، ففيها ثلاثة أقوال للعلماء: أحدهما: أنها تصح مطلقا، وإن قيل إنها تكره، وهذا القول هو المشهور من مذهب مالك، والقول القديم للشافعي.
الثاني: أنها لا تصح مطلقا، كمذهب أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد في المشهور من مذهبهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أنها تصح مع العذر دون غيره، مثل ما إذا كان زحمة، فلم يمكنه أن يصلي الجمعة أو الجنازة إلا قدام الإمام، فتكون صلاته قدام الإمام خيرا له من تركه للصلاة، وهذا قول طائفة من العلماء، وهو، قول في مذهب أحمد، وغيره، وهو أعدل الأقوال وأرجحها، وذلك لأن ترك التقدم على الإمام غايته أن يكون واجبا من واجبات الصلاة في الجماعة، والواجبات كلها تسقط بالعذر، وإن كانت واجبة في أصل الصلاة، فالواجب في الجماعة أولى بالسقوط، ولهذا يسقط عن المصلى ما يعجز عنه من القيام، والقراء، واللباس، والطهارة، وغير ذلك.
حكم صلاة المأموم خلف الإمام وبينهما حائل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: صلاة المأموم خلف الإمام: خارج المسجد، أوفى المسجد وبينهما حائل، فإن كانت الصفوف متصلة جاز باتفاق الأئمة، وإن كان بينهما طريق، أو نهر تجري فيه السفن، ففيه قولان ومعروفان، هما روايتان عن أحمد رحمه الله: الأول: المنع كقول أبي حنيفة رحمه الله.
الثاني: الجواز كقول الشافعي رحمه الله.
وسئل: عمن يصلي مع الإمام، وبينه وبين الإمام حائل، بحيث لا يراه، ولا يرى من يراه: هل تصح صلاته أم لا؟ فأجاب: الحمد لله، نعم تصح صلاته عند أكثر العلماء، وهو المنصوص الصريح عن أحمد، فإنه نص على أن المنبر لا يمنع الاقتداء، والسنة في الصفوف أن يتموا الأول فالأول، ويتراصوا في الصف.
فمن صلى في مؤخرة المسجد مع خلو ما يلي الإمام كانت صلاته مكروهة، والله أعلم.
وسئل: عن الحوانيت المجاورة للجامع من أرباب الأسواق، إذا اتصلت بها الصفوف، فهل تجوز صلاة الجمعة في حوانيتهم؟ فأجاب: أما صلاة الجمعة وغيرها فعلى الناس أن يسدوا الأول فالأول، كان في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قالوا: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يسدون الأول فالأول، ويتراصون في الصف).
فليس لأحد أن يسد الصفوف المؤخرة مع خلو المقدمة، ولا يصف في الطرقات والحوانيت مع خلو المسجد، ومن فعل ذلك استحق التأديب، ولمن جاء بعده تخطيه، ويدخل لتكميل الصفوف المقدمة، فإن هذا لا حرمة له.
كما أنه ليس لأحد أن يقدم ما يفرش له في المسجد، ويتأخر هو، وما فرش له لم يكن حرمة، بل يزال ويصلى مكانه على الصحيح.
بل إذا امتلأ المسجد بالصفوف صفوا خارج المسجد، فإذا اتصلت الصفوف حينئذ في الطرقات والأسواق، صحت صلاتهم.
ومن صلى في حانوته والطريق خال لم تصح صلاته، وليس له أن يقعد في الحانوت، وينتظر اتصال الصفوف به، بل عليه أن يذهب إلى المسجد فيسد الأول فالأول، والله أعلم. انتهى
حكم اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد
إذا اجتمع يوم الجمعة والعيد معا، سقطت الجمعة عمن صلى العيد، ولكن يستحب للإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء مشهدها، أو من لم يصل العيد.
وإليك فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة، وترجيحه فيها. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليم كثيرا.
إذا اجتمع يوم الجمعة ويوم العيد ففيها ثلاثة أقوال للفقهاء: أحدها: أن الجمعة على من صلى العيد، ومن لم يصله، كقول مالك.
الثاني: أن الجمعة سقطت عن السواد الخارج عن المصر، كما يروى ذلك عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه صلى العيد، ثم أذن لأهل القرى في ترك الجمعة، واتبع ذلك الشافعي.
الثالث: أن من صلى العيد سقطت عنه الجمعة، لكن ينبغي للإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من أحب، كما في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه اجتمع في عهده عيدان فصلى العيد، ثم رخص في الجمعة.
وفي لفظ أنه صلى العيد وخطب الناس فقال: (أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا، فمن شاء منكم أن يشهد الجمعة فليشهد، فإنا مجمعون).
وهذا الحديث روى في السنن من وجهتين أنه صلى العيد ثم خير الناس في شهود الجمعة.
وفي السنن حديث ثالث في ذلك أن ابن الزبير كان على عهده عيدان فجمعهما أول النهار، ثم لم يصل إلا العصر. وذكر ذلك لابن عباس - رضي الله عنه - فقال: قد أصاب السنة.
وهذا المنقول هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، وأصحابه، وهو قول من بلغه من الأئمة كأحمد وغيره، والذين خالفوه لم يبلغهم ما في ذلك من السنن والآثار، والله أعلم.
هل يجوز الجرى لإدراك صلاة الجمعة
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عن رجل خرج إلى صلاة الجمعة، وقد أقيمت الصلاة، فهل يجري إلى أن يأتي الصلاة، أو يأتي هونا، ولو فاتته؟ فأجاب: الحمد لله، إذا خشى فوات الجمعة، فإنه يسرع حتى يدرك منها ركعة فأكثر، وأما إذا كان يدركها مع المشي، وعليه السكينة، فهذا أفضل والله أعلم.
ـ[أسماء]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 08:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله معلومات قيمة بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب(/)
عالم ضيعه قومه!!
ـ[الحمداني]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 12:37]ـ
الشيخ العلامة الكبير عبدالله الغنيمان، بحر محيط، بيننا وهو في أواخر السبعين من عمره ودروسه للأسف يحضرها اثنين أو ثلاثة!!
دروسه لم تحصل على القدر الذي تستحق من التفريغ والطبع، أين طلابه ومحبيه عن دروسه وعلمه وتبحره، ونشر فتاويه؟
هل سنبكيه حينما يرحل؟
ونقول ليت وليت؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 01:19]ـ
نسأل الله الكريم أن يديم نفع الشيخ وبركته.
وبلغ إلي فضيلته سلامي وسلام الإخوة جميعا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 01:46]ـ
الأخ الحمداني.
جزاك الله خيرًا ونفع بك وشكر الله غيرتك على أهل العلم.
وأفضل أن تضع ترجمة أو رابط للتعريف بالشيخ.
ليطلع عليه من لا يعرف الشيخ.
بارك الله فيك.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 10:31]ـ
تعريف بالشيخ ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=138)
دروس الشيخ على طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=138)
سلسلة شرح فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
سلسلة شرح العقيدة الواسطية
سلسلة شرح كتاب الصلاة وحكم تاركها لإبن القيم
سلسلة شرح كتاب الأذكار للإمام النووي
سلسلة شرح الأصول الثلاثة
سلسلة شرح كتاب التوحيد
سلسلة شرح كتاب رياض الصالحين
ـ[الحمداني]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 04:24]ـ
بارك الله فيك يا أخ نضال
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 11:56]ـ
ليتني أستيطع العيش في المملكة حتى ألازمه!!
فالشيخ استمعت له بعضا من شرحه لفتح المجيد , أقل ما يقال عنه أنه بحر في العلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 01:00]ـ
بارك الله فيك يا أخ نضال
وفيكم أخي الكريم. . وهل من خبر عن نجل الشيخ المدرس بالجامعة الإسلامية؟
شوقي الشديد إلى فضيلته.
ـ[أبو المقداد المهاجر]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 02:02]ـ
الشيخ العلامة الكبير عبدالله الغنيمان، بحر محيط، بيننا وهو في أواخر السبعين من عمره ودروسه للأسف يحضرها اثنين أو ثلاثة!!
دروسه لم تحصل على القدر الذي تستحق من التفريغ والطبع، أين طلابه ومحبيه عن دروسه وعلمه وتبحره، ونشر فتاويه؟
هل سنبكيه حينما يرحل؟
ونقول ليت وليت؟
صدقت والله أخي الحبيب الشيخ يأتي من القصيم أسبوعياً لكي يلقي درساً في المسجد النبوي
في الكرسي الذي يقع في وسط الحصوى والحلقة تكون ممتلية جدا ولاتنسى أيضا الشيخ السحيباني
فهو من الأخيار وعليه حرب شديدة من أهل الغيبة والنميمة أدعياء السلفية الذين ينكرون على أهل السنة ويتركون الرافضة وينكرون على التسجيلات الإسلامية ويتركون التسجيلات الغنائية
نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم.
وهناك أيضا الشيخ عبد الله الفالح هذا الشيخ مغمور جدا لا يعرفه أحد فهو من طلاب الشيخ
عبد الرحمن السعدي وعمره شارف على التسعين سنة شغلته العبادة عن تعليم الناس فهو رجل كبير ونظره ضعيف جدا بل والله أعلم أنه قد أدركه العمى وهو مميز في النحو وفي أختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه أبنم القيم حتى أن الشيخ ابن عثيمين كان عندما يأتيه سائل يسأله عن النحو يقول له أذهب للشيخ الفالح.
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 06:03]ـ
نسأل الله الكريم أن يديم نفع الشيخ وبركته.
وبلغ إلي فضيلته سلامي
ـ[الحمداني]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 12:50]ـ
نفع الله بكم في إثراء الموضوع
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - May-2009, مساء 01:49]ـ
الشيخ حفظه الله من كبار علماء هذا لزمان وخاصة في العقيدة وقد حضرت له دورة في شرح (ستة اصول مهمة في العقيدة) وقد كان اسلوبه قمة في السلاسلة والروعة كما ان مظهر الشيخ في قمة البساطة ومن يراه وقد خلع عبائته ذاهباً إلى الوضوء يقول انه رجل من العامة(/)
مساعدة عاجلة
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتب في الله ارجوا ممن لديه علم في هذا أن يتفضل علينا بعلمه
ويشرح لنا هاده العبارات التي نجدها في بعض الكتب التي تتكلم عن الصوفية ومعتقداتهم وهي كاالاتي
الذوق (الذوق العام، الذوق الخاص)، التواجد والوجد والوجود (وهذه تابعة للذوق)، مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري، مقام فناء عن وجود ما سوى الرب، التأثير الروحي المسمى بـ " الجذب "، السكر، البقاء، المريد، العارف، الأحوال (أظن أنها حالة يشعر الإنسان فيها بنوع من السعادة)، المقامات (وأظن أنها الأماكن التي يرتقي بها الولي)، استعمال الرمز في التعبير عن حالة علم الباطن، نظريات الفيض، والإشراق، ثنائية الوجود (ومذهبه في الفيض أو الظهور المستمر)، و أسلوب سلوك المريد أو السالك، الولاية وتقسيماتها كالغوث (أظن يقصدون أن الولي يغيث الناس)، ولأقطاب، والأبدال، والنجباء.
وما هو تفسير التوحيد عند الصوفية؟
وما هي ثيولوجيا أرسطو في الإلهيات؟
ومن هم البراهمة الذين أخذ المتصوفة شيء من اعتقاداتهم؟(/)
توجيه تأويل ابن عباس رضي الله عنهما لصفة «الساق»
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Feb-2008, مساء 05:03]ـ
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ?يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ? [القلم: 42]، بشدَّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الآية يختلف تفسيرها عند السلف باختلاف إطلاق لفظة «الساق» من غير إضافتها إلى الله تعالى، أو مع إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وبناءً عليه فإنّ لفظة: «الساق» تحتمل معنيين:
- المعنى الأول: فمن فسَّر الآيةَ بمفردها من غير إضافة «الساق» إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدَّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالَّة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف «الساق» إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
- المعنى الثاني: ومن فسَّر الآية على أنّ «الساق» مضافة إلى الله تعالى، وتجريدها عن الإضافة من باب التعظيم واحتجَّ لها بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا» (1 - أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)، كانت الآية في هذه الحالة من جملة آيات الصفات التي يجب إثباتها من غير تأويلها بشدَّة الهول وعظم الأمر خلافًا للمعطِّلة الذين حَمَلوا الآية على شدَّة الأمر مع نفيهم لصفة «الساق» مطلقًا ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسُّنة.
هذا، وعلى التفسير الثاني فلا يقتضي منافاة بين الآية والحديث، لأنّه يوم يكشف ربُّنا عن ساقه حقيقةً من غير تأويلٍ ولا تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ولا تحريفٍ، فإنّ ذلك اليوم أمر عظيم ويوم شدَّة وهول على المنافقين والكافرين لعجزهم عن السجود لربّ العالمين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
المصدر: فضيلة الشيخ علي فركوس
ـ[الخزرجي]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 12:50]ـ
فائدة تتعلق بالموضوع:
قرأ ابن عباس: ((يوم تَكشِفُ عن ساق)).
وهذا مما ساعد تفسيره.
وقرأ الحسن البصري: ((يوم يُكشِف عن ساق)).
وهذا يساعد التفسير الثاني.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 03:45]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا الخزرجي.
وزيادة في الإيضاح أقول:
فائدة تتعلق بالموضوع:
قرأ ابن عباس: ((يوم تَكشِفُ عن ساق)).
وهذا مما ساعد تفسيره.
لأن الفعل (تَكْشِف) بفتح التاء وكسر الشين مبني للفاعل (للمعلوم) ومعنى الآية على هذه القراء كما قال الفراء: يريد القيامة والساعة لشدتها.
فالمعنى تكشف القيامة عن ساقها بشدة الهول.
وقد نسب ابن الجوزي في زاد المسير (/340) إلى أبي بن كعب وابن عباس رضي الله عنهم.
وقرأ الحسن البصري: ((يوم يُكشِف عن ساق)).
وهذا يساعد التفسير الثاني.
هناك قراءات أخرى في الآية لكن قال أبو جعفر النحاس في (إعراب القرآن) (5/ 14): ((هذه القراءة التي عليها جماعة [يُكْشَف] الحجة، وما يروى من غيرها يقع فيه الاضطراب، وكذا أكثر القراءات الخارجة عن الجماعة)).
وانظر: معجم القراءات (10/ 39) للدكتور عبد اللطيف الخطيب.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 04:23]ـ
الأخ: الخزرجي، علي
بارك الله فيكما على الإفادة وجزاكم الله خيرا على المرور(/)
مائة قاعدة فقهية للحفظ
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 01:37]ـ
السلام عليكم
سوف أضع بحول الله تعالى وقوته في هذا الموضوع مائة قاعدة فقهية للحفظ وهي مأخوذه من كتاب ((الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الأسلامية)) للدكتور عبدالكريم زيدان فمن أراد شرح تلك القواعد فعليه بهذا الكتاب فقد عرض الشيخ عبدالكريم زيدان بعد كل قاعدة أصل هذه القاعدة وشرحها وتطبيقاتها وفروع القاعدة إن وجدت ولكن سأكتفي بوضع نص القاعدة كنوع من تيسير حفظها لمن لم يحفظها وتيسير مراجعتها لمن يحفظها وما توفيقي إلابالله العلي العظيم.
القاعدة الأولى:
{الأمور بمقاصدها}
القاعدة الثانية:
{العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني}
القاعدة الثالثة:
{الأصل في الكلام الحقيقة}
القاعدة الرابعة:
{إذا تعذرت الحقيقة يُصار إلى المجاز}
القاعدة الخامسة:
{إعمال الكلام أولى من إهماله}
القاعدة السادسة:
{لا يُنسب إلى ساكتٍ قول ولكن السكوت في معرض الحاجة بيان}
القاعدة السابعة:
{لاعبرة بالدلالة في مقابلة التصريح}
القاعدة الثامنة:
{ذكر بعض ما لايتجزأ كذكر كله}
القاعدة التاسعة:
{المطلق يجري على إطلاقه ما لم يقم دليل التقييد نصاً أو دلالة}
القاعدة العاشرة:
{لامساغ للإجتهاد في مورد النَّص}
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 01:45]ـ
بارك الله فيك يا أخ شرياس.
موضوع مفيد، واصل وصلك الله بفضله.
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 02:00]ـ
القاعدة الحادية عشرة:
{الإجتهاد لا ينقض بمثله}
القاعدة الثانية عشرة:
{اليقين لايزول بالشك}
القاعدة الثالثة عشرة:
{الأصل براءة الذمة}
القاعدة الرابعة عشرة:
{الأصل بقاء ما كان على ما كان}
القاعدة الخامسة عشرة:
{ما ثبت بزمان يحكم ببقائه ما لم يقم الدليل على خلافه}
القاعدة السادسة عشرة:
{الأصل في الصفات العارضة العدم}
القاعدة السابعة عشرة:
{الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته}
القاعدة الثامنة عشرة:
{القديم يترك على قدمه}
القاعدة التاسعة عشرة:
{الضرر لايكون قديماً}
القاعدة العشرون:
{المشقة تجلب التيسير}
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 02:16]ـ
القاعدة الحادية والعشرون:
{إذا ضاق الأمر اتسع}
القاعدة الثانية والعشرون:
{الضرورات تبيح المحظورات}
القاعدة الثالثة والعشرون:
{الضرورات تقدر بقدرها}
القاعدة الرابعة والعشرون:
{الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة أو خاصة}
القاعدة الخامسة والعشرون:
{ما جاز لعذر بطل بزواله}
القاعدة السادسة والعشرون:
{إذا زال المانع عاد الممنوع}
القاعدة السابعة والعشرون:
{الإضطرار لايبطل حق الغير}
القاعدة الثامنة والعشرون:
{ما حرم أخذه حرم إعطاؤه}
القاعدة التاسعة والعشرون:
{ما حرم فعله حرم طلبه}
القاعدة الثلاثون:
{لاضرر ولا ضرار}
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 02:38]ـ
القاعدة الحادية والثلاثون:
{الضرر يزال}
القاعدة الثانية والثلاثون:
{الضرر لايزال بمثله}
القاعدة الثلاثة والثلاثون:
{الضرر يدفع بقدر الإمكان}
القاعدة الرابعة والثلاثون:
{يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام}
القاعدة الخامسة والثلاثون:
{الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف}
القاعدة السادسة والثلاثون:
{إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمها ضرراً بارتكاب أخفهما}
القاعدة السابعة والثلاثون:
{يُختار أهون الشرين}
القاعدة الثامنة والثلاثون:
{درء المفاسد أولى من جلب المصالح}
القاعدة التاسعة والثلاثون:
{العادة محكمة}
القاعدة الأربعون:
{لاينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان}
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 02:54]ـ
القاعدة الحادية والأربعون:
{الممتنع عادة كالممتنع حقيقة}
القاعدة الثانية والأربعون:
{العبرة للغالب الشائع لا للنادر}
القاعدة الثالثة والأربعون:
{إذا تعارض المانع والمقتضي يقدم المانع}
القاعدة الرابعة والأربعون:
{التابع تابع}
القاعدة الخامسة والأربعون:
{التابع لايفرد بالحكم}
القاعدة السادسة والأربعون:
{يقبل قول المترجم مطلقاً}
القاعدة السابعة والأربعون:
{من ملك شيئاً ملك ما هو من ضروراته}
القاعدة الثامنة والأربعون:
{إذا سقط الأصل سقط الفرع}
القاعدة التاسعة والأربعون:
{قد يثبت الفرع مع عدم ثبوت الأصل}
القاعدة الخمسون:
{السَّاقط لايعود كما أن المعدوم لا يعود}
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 03:16]ـ
القاعدة الحادية والخمسون:
{إذا بطل الشيء بطل ما في ضمنه}
القاعدة الثانية والخمسون:
{إذا بطل الأصل يُصار إلى البدل}
القاعدة الثالثة والخمسون:
{التصرف على الرعية منوط بالمصلحة}
القاعدة الرابعة والخمسون:
{الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة}
القاعدة الخامسة والخمسون:
{دليل الشيء في الأمور الباطنة يقوم مقامه}
القاعدة السادسة والخمسون:
{لا عبرة بالظن البيّن خطؤه}
القاعدة السابعة والخمسون:
{لاحجة مع الاحتمال الناشيء عن دليل}
القاعدة الثامنة والخمسون:
{لاعبرة للتوهم}
القاعدة التاسعة والخمسون:
{الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان}
القاعدة الستون:
{البينة على المدعي واليمين على من أنكر}
يتبع بحول الله وقوته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 03:33]ـ
القاعدة الحادية والستون:
{البينة لإثبات خلاف الظاهر واليمين لإبقاء الأصل}
القاعدة الثانية والستون:
{البينة حجة متعدية والإقرار حجة قاصرة}
القاعدة الثالثة والستون:
{لاحجة مع التناقض , ولكن لايختل معه حكم الحاكم}
القاعدة الرابعة والستون:
{الخراج بالضمان}
القاعدة الخامسة والستون:
{الأجر والضمان لايجتمعان}
القاعدة السادسة والستون:
{الجواز الشرعي ينافي الضمان}
القاعدة السابعة والستون:
{الغرم بالغنم}
القاعدة الثامنة والستون:
{إذا اجتمع المباشر والمتسبب يضاف الحكم إلى المباشر}
القاعدة التاسعة والستون:
{المباشر ضامن وإن لم يتعمد}
القاعدة السبعون:
{المتسبب لايضمن إلا بالتعمد}
يتبع بمشيئة الله عز وجل
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 03:59]ـ
القاعدة الحادية والسبعون:
{يضاف الفعل إلى الفاعل لا إلى الآمر ما لم يكن مجبراً}
القاعدة الثانية والسبعون:
{لا يجوز لأحد أن يتصرف في ملك الغير بلا إذنه}
القاعدة الثالثة والسبعون:
{الأمر بالتصرف في ملك الغير باطل}
القاعدة الرابعة والسبعون:
{تبدل سبب الملك قائماً مقام تبدل الذات}
القاعدة الخامسة والسبعون:
{جناية العجماء جبار}
القاعدة السادسة والسبعون:
{من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه}
القاعدة السابعة والسبعون:
{من سعى في نقض ما تم من جهته فسعيه مردود عليه}
القاعدة الثامنة والسبعون:
{الحدود تُدرأ بالشبهات}
القاعدة التاسعة والسبعون:
{إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام}
القاعدة الثمانون:
{الأصل في الإبضاع التحريم}
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 04:16]ـ
القاعدة الحادية والثمانون:
{الأصل في الأشياء الإباحة}
القاعدة الثانية والثمانون:
{ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب}
القاعدة الثالثة والثمانون:
{الخروج من الخلاف مستحب}
القاعدة الرابعة والثمانون:
{الميسور لايسقط بالمعسور}
القاعدة الخامسة والثمانون:
{لايجوز لأحد أن يأخذ مال أحد إلا بسبب شرعي}
القاعدة السادسة والثمانون:
{ليس لعرق ظالم حق}
القاعدة السابعة والثمانون:
{على اليد ما أخذت حتى تؤديه}
القاعدة الثامنة والثمانون:
{الإسلام يَجبُّ ما قبله}
القاعدة التاسعة والثمانون:
{الأصل في المضار التحريم}
القاعدة التسعون:
{الإيثار في القََُرَب مكروه وفي غيرها محبوب}
يتبع بحول الله وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 04:32]ـ
القاعدة الحادية والتسعون:
{إذا اجتمع أمران من جنس واحد ولم يختلف مقصودهما دخل أحدهما في الآخر}
القاعدة الثانية والتسعون:
{يغتفر في البقاء ما لا يغتفر في الإبتداء}
القاعدة الثالثة والتسعون:
{لايتم التبرع إلا بالقبض}
القاعدة الرابعة والتسعون:
{السؤال معاد في الجواب}
القاعدة الخامسة والتسعون:
{الإشارة المعهودة للأخرس كالبيان باللسان}
القاعدة السادسة والتسعون:
{المرء مؤاخذ بإقراره}
القاعدة السابعة والتسعون:
{المواعيد بصور التعليق تكون لازمة}
القاعدة الثامنة التسعون:
{الوصف في الحاضر لغو}
القاعدة التاسعة والتسعون:
{للأكثر حكم الكل}
القاعدة المئة:
{المجهول في الشريعة كالمعدوم والمعجوز عنه}
تم بحمدالله تعالى وفضله ومنته فلله الحمد والمنه والفضل العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 04:07]ـ
بارك الله فيك أخانا شرياس.
ومن الكتب النافعة في شرح هذه القواعد أيضًا كتاب ((شرح القواعد الفقهية)) للشيخ أحمد بن محمد الزرقا، الطبعة الثانية - دار القلم / دمشق، ومعه مقدمة بقلم الشيخ مصطفى أحمد الزرقا ابن المؤلف.
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 11:49]ـ
هذا شرح للقواعد من كتاب الدكتور عبدالكريم زيدان (الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية) وحيث أن الشرح كان مختصراً فرأيت أن أنقله كما ورد وإن شاءالله تعالى يكون بمعدل شرحين أو ثلاثة كل يوم مع تطبيق واحد فقط للقاعدة وكما قيل {قَليلٌ دائِمْ خَيْرٌ مِنْ كَثيرٍ مُنقَطِعْ}
شرح القاعدة الأولى: {الأمور بمقاصدها}
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود بهذه القاعدة أن الأحكام الشرعية في أمور الناس ومعاملاتهم تتكيف حسب قصودهم - أي نياتهم - من إجرائها , فقد يعمل الإنسان عملاً بقصد معين فيترتب على عمله حكم معين , وقد يعمل نفس العمل بقصد آخر فيترتب على عمله حكم آخر.
من تطبيقات القاعدة الأولى: لو نصب أو نشر الصياد شبكته فتعلق بها طير , فإن كان قد نشر شبكته لتجفيفها أو لإصلاحها فالصيد - الطير - الذي تعلق بالشبكة لمن سبقت يده إليه , وإن كان قد نصبها للاصطياد فالصيد لصاحبها , وإن أخذه غيره كان غاصباً , وتنطبق عليه أحكام الغصب.
شرح القاعدة الثانية: {العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني}
قلنا أن العقود من جملة الأمور التي يباشرها الإنسان , وحيث أن المنظور إليه في ترتيب الأحكام على هذه الأمور هو ما قصدها فاعلها منها , فكذلك الحكم على العقود بمجرد الألفاظ , أي على مطلق المعاني التي تحتملها , وإنما تترتب على المقاصد والمعاني الحقيقية التي يقصدها العاقدان من الألفاظ المستعملة في صيغة العقد , لأن المعنى المقصود من الألفاظ المستعمله هو المعنى الحقيقي المراد , وإن المقاصد هي حقائق العقود وقوامها , وإنما اعتبرت الألفاظ لدلالتها على المقاصد , فإذغ ظهر القصد كان الإعتبار له وتقيد اللفظ به وترتب الحكم بناءً عليه , ولكن لايعني هذا إهمال الألفاظ بالكلية , لأنها قوالب المعاني والمعبرة عنها , فتراعى أولاً المعاني الظاهرة للألفاظ , وإذا تعذر الجمع بينها وبين المعاني التي قصدها العاقدان في عقدهما فإنه يصار إلى المعاني المقصودة ويهمل جانب الألفاظ من حيث دلالتها على المعاني الظاهرة , ويعرف قصد العاقدين من العبارات الملحقة بصيغة العقد أو من قرينة الحال فهي التي توضح القصد منه , وعلى هذا لابد من مناسبة بين الصيغة والمعنى , حتى يتمكن اعتبار العبارات اللاحقة بصيغة العقد موضحة ومبينة للقصد.
من تطبيقات القاعدة الثانية: الهبة بشرط العوض بيع: فإن قال لآخر وهبتك هذه الفرس بمائة دينار , فقال الآخر قبلت , كان العقد بيعاً , وإن كانت الصيغة بلفظ الهبة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[البريك]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 10:52]ـ
بارك الله فيك أخانا شرياس.
ومن الكتب النافعة في شرح هذه القواعد أيضًا كتاب ((شرح القواعد الفقهية)) للشيخ أحمد بن محمد الزرقا، الطبعة الثانية - دار القلم / دمشق، ومعه مقدمة بقلم الشيخ مصطفى أحمد الزرقا ابن المؤلف.
هل يوجد بصيغة pdf على النت.؟ بارك الله فيكم
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 11:35]ـ
جهد مشكور.
هنا موضوع مهم جدًا حول دراسة القواعد الفقهية ينبغي الإطلاع عليه:
وجهة نظر: القواعد الفقهية، متى ينبغي أن ندرسها؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120968)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 01:42]ـ
بارك الله فيك
ـ[شرياس]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 09:51]ـ
شرح القاعدة الثالثة: {الأصل في الكلام الحقيقة}
ومعنى القاعدة أن الراجح حمل الكلام على معناه الحقيقي لا المجازي كلما أمكن ذلك , وعلى هذا
الأساس تفسر عقود الناس وتصرفاتهم , فمن قال وقفت داري على أولادي ثم على الفقراء , فإن الوقف ينصرف إلى الأولاد الصلبيين ولا يشمل الأحفاد لأن كلامه (أولادي) حقيقة في الأولاد الصلبيين , فما دام للواقف أولاد صلبيون فإن كلمة (أولادي) تنصرف إليهم فقط , ولا يدخل معهم أحفاد الواقف إن وجدوا.
من تطبيقات القاعدة: لو قال هذه الدار لزيد كان إقراراً له بالملك , حتى لو قال أردت أنها مسكنه , لم يقبل منه.
شرح القاعدة الرابعة: {إذا تعذرت الحقيقة يصار إلى المجاز}
المقصود بتعذر الحقيقة عدم إمكان حمل الكلام على معناه الحقيقي , وعدم الإمكان هذا لعدم وجود هذه الحقيقة في الخارج - أي في خارج الذهن - فيحمل الكلام على معناه المجازي , كما لو قال وقفت داري هذه على أولادي , ولم يكن عنده أولاد صلبيون وإنما عنده أحفاد كأولاد ابنه , فإن وقفه يحمل عليهم وإن كان لفظ (أولاده) يحمل على أولاده الصلبيين على وجه الحقيقة , ويحمل على أحفاده على وجه المجاز , ولكن حمله على الحقيقة غير ممكن لعدم وجود أولاد صلبيين له.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة: حمل قول القائل في حلفه: والله لا أضع قدمي في هذه الدار.
فهو يحنث إذا دخل الدار راكباً , ولا يحنث إذا وضع قدمه فيها بدون دخول , لأن المراد من كلامه حسب الإستعمال العرفي وجريان العادة بمثل هذا الكلام هو الدخول إلى الدار وليس مجرد وضع القدم فيه دون دخول.
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 08:53]ـ
شرح القاعدة الخامسة: {إعمال الكلام أولى من إهماله}
لا يجوز إهمال الكلام واعتباره بدون معنى ما أمكن حمله على معنى حقيقي أو مجازي , وبما أن الأصل في الكلام الحقيقة فما لم يتعذر حمل الكلام على معناه الحقيقي , لايحمل على المجاز , واللفظ المراد إعماله إذا كان مما يحتمل التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس أولى , لأن التأسيس يفيدنا معنى جديداً , لم يتضمنه اللفظ السابق , والتأكيد يفيده إعادة معنى اللفظ السابق.
من تطبيقات القاعدة: لو أقر شخص بأنه مدين لآخر بمائة ريال دون أن يذكر سبب الدين وأعطى للدائن سنداً بذلك , ثم أقر بعد ذلك للشخص نفسه مرة ثانية بأنه مدين له بمائة ريال وأعطاه سنداً بذلك ولم يبين فيه سبب الدين , فإن إقراره الثاني يحمل على التأسيس أي على الإقرار بدين جديد , ولا يحمل على تأكيد دينه الأول الذي أعطاه به سنداً.
شرح القاعدة السادسة: {لاينسب لساكت قول , ولكن السكوت في معرض الحاجة بيان}
هذه القاعدة تنقسم إلى جزئين الأول هو عبارة {لا ينسب لساكت قول} وهي عبارة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ومعناها أنه لايجوز أن يُقَوَّلَ الساكت ما لم يقله , فيُقال أنه قال كذا.
أما الجزء الثاني من القاعدة وهو عبارة {ولكن السكوت في معرض الحاجة بيان} فالمعنى أن السكوت فيما يلزم التكلم به إقرار وبيان.
من تطبيقات الجزء الأول من القاعدة: لو رأى أجنبياً يبيع ماله فسكت لايعد سكوته إجازة أو توكيلا , ولو رأى غيره يتلف ماله فسكت لا يكون إذناً باتلافه.
من تطبيقات الجزء الثاني من القاعدة: سكوت البكر عند استئمار وليها بالزواج يعتبر منها رضاً , وسكوت المالك عند قبض الموهوب له أو المتصدق عليه عليه يعتبر إذاً بالقبض , السكوت في الإجارة قبولٌ ورضا كقوله لساكن داره اسكنها بكذا أجرة وإلا فاخرج منها فسكت وبقي ساكناً لزمه الأجر المسَّمى.
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 06:34]ـ
شرح القاعدة السابعة: {لاعبرة بالدلالة في مقابل التصريح}
المقصود بالدلالة كون الشيء بحال يفيد الغير علماً , والدلالة بهذا المعنى معتبرة , ويترتب عليها الحكم المناسب , ولكن إذا تعارضت الدلالة والتصريح أي القول الصريح أو ما يقوم مقامه , فإن المعتبر والمعول عليه في ترتيب الأحكام هو التصريح لا الدلالة , إذ لا إعتبار لها مع وجود التصريح المخالف لها.
من تطبيقات القاعدة السابعة: إذا وهب شخص شيئاً لآخر وقبضه الموهوب له في مجلس الهبة , كان قبضاً صحيحاً وإن لم يأذن له الواهب في القبض صراحة , لأن إيجاب الواهب إذن منه بالقبض دلالة 1 , وأما لو نهاه عن القبض فلا يصح قبضه لأنه لاعبرة للدلالة في مقابلة التصريح.
1 يشير المؤلف هنا إلى قاعدة ((لا عبرة للتصريح بعد العمل بالدلالة)) وهي وإن كانت موجودة في كتاب المؤلف إلا إنها غير مصنفه من ضمن المائة قاعدة في الكتاب لذى لم أذكرها هنا.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 06:52]ـ
شرح القاعدة الثامنة: {ذكر بعض ما لا يتجزأ كذكر كله}
يمكن إعتبار هذه القاعدة فرعاً أو تطبيقاً لقاعدة {إعمال الكلام أولى من إهماله} لأنه إذا كان الشيء موضوع الكلام غير قابل للتجزئة , يحمل على إرادة كله صيانة لكلام القائل من الإلغاء والإهمال , لأن الأصل في كلام العاقل أنه يريد بكلامه إفادة السامع معنى , فَذِكرُهُ جزءً من شيء غير قابل للتجزئة , يحمل على أنه أراد الشيء كله , ويستأنس لذلك بأن من أساليب اللغة العربية ذكر الجزء وإرادة الكل كما في كفارة الظهار {فتحرير رقبة} وفي كفارة القتل الخطأ {وتحرير رقبة مؤمنة} والمراد بالرقبة: الرقيق ذكراً كان أو أنثى , فجاء التعبير عنه بذكر جزء منه وهو الرقبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة الثامنة: لو أسقط ولي القتيل نصف القصاص سقط القصاص كله لأن القصاص لا يتجزأ , وكذلك لو عفا عن القاتل أحد أولياء القتيل سقط القصاص وانقلب في حق باقي الورثة (أولياء القتيل) إلى الدية.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 07:16]ـ
شرح القاعدة التاسعة: {المطلق يجري على إطلاقه ما لم يقم دليل التقييد نصاً أو دلالة}
المطلق: هو اللفظ الدال على مدلول شائع من جنسه , أو هو اللفظ الدال على فرد أو أفراد غير معينة وبدون أي قيد لفظي مثل رجل ورجال.
والمقيد: هو اللفظ الدال على مدلول شائع في جنسه مع تقييده بوصف من الأوصاف , أو هو ما كان من الألفاظ الدالة على فرد أو أفراد غير معينة مع اقترانه بما يدل تقييده بما اقترن به مثل رجل مصري أو رجل يمني.
وحكم المطلق أنه يجري على إطلاقة فلا يجوز تقييده بأي قيد إلا إذا قام الدليل على تقييده نصاً أو دلالة ويثبت له الحكم بذلك , ولكن إذا قام الدليل على تقييد المطلق اعتُبر القيد وثبت الحكم بهذا القيد.
من النصوص المطلقة والتي لم يقم دليل على تقييد إطلاقها قوله تعالى {والذين يُتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهرٍ وعشراً} فكلمة {أزواجاً} جاءت مطلقة ولم تقيد فسواء كانت الزوجة مدخولا بها أم لا صغيرةً كانت أو كبيرة لافرق.
ومن النصوص التي قام الدليل فيها على تقييد المطلق قوله تعالى {من بعد وصية ٍ يوصِى بها أو دين} فكلمة {وصيةٍ} مطلقة ولكن قام الدليل على تقيدها بالثلث ودليل التقييد حديث سعد بن أبي وقاص حيث منعه الرسول (ص) بأكثر الثلث فقال {الثلث والثلث كثير}
من تطبيقات القاعدة التاسعة: لو وكل رجلاً بشراء شيء معين ولم يُبين له الثمن , كان للوكيل أن يشتريه بثمن المثل أو بغبنٍ يسير ولكن لايجوز له أن يشتريه بغبن فاحش , وإن فعل وقع الشراء له , وذلك لأن وكالته وإن كانت مطلقة إلا إنها مقيدة دلالة بعدم التجاوز بالغبن الفاحش.
[ SIZE="5"[/SIZE]
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 07:56]ـ
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 07:02]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
سلمت يداك وناظراك وأتم الله عليك هذا العمل المبارك
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 03:20]ـ
شرح القاعدة العاشرة: {لا مساغ للإجتهاد في مورد النَّص}
الاجتهاد في اصطلاح الفقهاء بذل غاية الجهد والطاقة لتحصيل الحكم الشرعي من دليله الشرعي
ومعنى القاعدة أن الاجتهاد يكون في القضايا التي لم يرد في الشريعة الإسلامية نص صريح بحكمها , أما ما ورد النص الصريح بحكمه فلا يجوز الاجتهاد فيه , لأن الغرض من الاجتهاد تحصيل الحكم الشرعي , فإذا كان حاصلاً في النص فلا حاجة للاجتهاد و لأن الاجتهاد إذا أوصلنا إلى ذات الحكم الوارد في النص فالمعول عليه هو النص وما ورد فيه من حكم وليس الاجتهاد , فيكون التحول إلى الاجتهاد من نوع العبث غير المستساغ , والمراد بالنص نصوص القرآن والسنة النبوية المطهرة وما ثبت بالإجماع الشرعي.
من تطبيقات القاعدة العاشرة: ورد النص في تحريم الربا , فلا يجوز الاجتهاد في حله , وورد في النص بأن للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث , فلا يجوز الاجتهاد بجعل ميراث الذكر مثل ميراث الأنثى , والنص ورد بالقصاص من القاتل عمداً إذا كان بالغاً عاقلاً , إذا طلب القصاص ولي القتيل فلا مساغ للاجتهاد بعدم وجوب القصاص إذا طلبه ولي القتيل , والنص ورد بتحريم القمار فلا يجوز الاجتهاد بحله بحجة زيادة موارد الدولة المالية , فهذه الاجتهادات التي يريد أصحابها الوصول إلى ما يخالف الأحكام الشرعية التي وردت بها النصوص الشرعية اجتهادات غير مقبولة , لأن مساغ الاجتهاد مقيد بعدم وجود النَّص.
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 03:37]ـ
شرح القاعدة الحادية عشرة: {الاجتهاد لا ينقض بمثله}
في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاجتهاد , إذا اجتهد فيها المجتهد , وخرج فيها برأى سائغ فلا ينقض - أي يبطل - باجتهاد آخر سائغ مثل الاجتهاد الأول , كما لو حكم حاكم في قضية؛ باجتهاده بحكم معين , ثم تبدل اجتهاده فيها , فلا يجوز له أن ينقض حكمه الأول ليحكم باجتهاده الثاني؛ الذي هو مثل الأول من حيث أنه اجتهاد سائغ , كما لا يجوز لحاكم آخر أن ينقض باجتهاده ما حكم به الحاكم الأول باجتهاده , لأنه لا امتياز لاجتهاده على اجتهاد القاضي الأول , ما دام كلاهما من الاجتهادات السائغة المقبولة.
من تطبيقات القاعدة الحادية عشرة: لو حكم الحاكم بشيء ثم تغير اجتهاده لا يُنقَض حكمه الأول , ولكن له أن يحكم في المستقبل باجتهاده الجديد , كما لا يجوز لحاكم آخر أن ينقض حكم الحاكم الأول بحجة مخالفته لرأيه , لأن الاجتهاد لا ينقض بمثله.
يتبع بحول الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 06:47]ـ
جزاكم الله خيرا وبحول الله متابعون
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 08:48]ـ
شرح القاعدة الثانية عشرة: {اليقين لا يزول بالشك}
اليقين لغةً قرار الشيء , واصطلاحاً حصول الجزم بوقوع الشيء أو عدم وقوعه , والشك في اللغة التردد , واصطلاحاً تردد الفعل بين الوقوع وعدمه , ومعنى القاعدة أن الشيء المتيقن لا يزول بالشك الطارىء وإنما يزول بيقين مثله.
من تطبيقات القاعدة الثانية عشرة: من تيقن الطهارة وشك في الحدث فهو متطهر , ومن تيقن الحدث وشك في الطهارة فهو محدث , من أكل آخر الليل وشك في طلوع الفجر صحَّ صومه لأن الأصل بقاء الليل.
يتبع إن شاءالله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 09:15]ـ
شرح القاعدة الثالثة عشرة: {الأصل براءة الذمة}
{الأصل} هنا يراد به القاعدة الثابتة و {الذمة} وصف شرعي يصير به الإنسان أهلاً لما له وعليه من الحقوق , أي بالذمة تثبت للإنسان (أهلية الوجوب) وهي صلاحية الإنسان لأن تثبت له أو عليه الحقوق , وثبوتها بالذمة , والذمة تثبت للإنسان من لحظة ولادته حياً فأساس أهلية الوجوب كون الإنسان حياً , إذ ما من مولود يولد حياً إلا وله ذمة , وعلى أساسها تكون له أهلية وجوب كاملة , والمراد بـ {براءة الذمة} أي خلو الذمة وعدم انشغالها بأي حق للغير , ومعنى القاعدة هو إن القاعدة الثابتة المستمرة هي عدم انشغال ذمة الإنسان بأي حق للغير , أي عدم تحمله بحق للغير حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك , لأن كل إنسان يولد وذمته خالية من أي حق للغير , وأن انشغالها يكون بما يصدر عنه بعد ذلك من أقوال و أفعال.
من تطبيقات القاعدة الثالثة عشرة: إذا اختلف المتلف أو الغاصب مع صاحب المال في قيمة المال المتلوف أو المغصوب القول قول المتلف أو الغاصب لأن الأصل البراءة عما زاد وعلى مدعي الزيادة -وهو صاحب المال- إثبات الزيادة.
يتبع بحول الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 06:50]ـ
شرح القاعدة الرابعة عشر: {الأصل بقاء ما كان على ما كان}
تشير هذه القاعدة إلى ما يعرف بـ (الاستصحاب) وهو الحكم ببقاء أمر محقق لم يثبت تغيره , وهو على نوعين:
الأول: إبقاء الشيء في الوقت الحاضر على ما كان عليه في الماضي , إلى أن يقوم الدليل على خلافه
الثاني: اتخاذ الحال الحاضر للشيء دليلاً على أن هذا الحال هو ما كان عليه الشيء في الزمن السابق , ويقال له الاستصحاب المقلوب لأنه عكس الأول.
من تطبيقات القاعدة الرابعة عشر: ادعت المعتدة امتداد الطهر وعدم انقضاء العدة فالقول قولها بيمينها , ولها نفقة العدة لأن الأصل بقاء العدة بعد وجودها.
لو إدعى المستأجر سقوط الأجرة بزعم أن المأجور غصب منه ففات الانتفاع به , وأنكر المؤجر ذلك , و لا بينة لأحدهما , فانه يحكم الحال الحاضر , فإن كان المأجور في يد الغاصب حين الخصومة فالقول قول المستأجر , وإن لم يكن في يد غاصب فالقول قول المؤجر.
يتبع بحول الله تعالى
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 06:42]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 01:04]ـ
شرح القاعدة الخامسة عشرة: {ما ثبت بزمان يحكم ببقائه ما لم يقم الدليل على خلافه}
هذه المادة من قبيل العمل بالاستصحاب , فهي متحدة مع المادة {الأصل بقاء ما كان على ما كان} , وعلى هذا: فإذا ثبت بزمان ملك شيء لواحد يحكم ببقاء الملك له , مالم يوجد من يزيله.
من تطبيقات القاعدة الخامسة عشرة: إذا ادعى واحد دَيْناً على التركة , وشهد الشهود بأن للمدعي في ذمة الميت قدر ما ادعى من الدين كفى , ولا حاجة إلى التصريح بكونه باقياً في ذمته إلى مماته.
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 01:17]ـ
شرح القاعدة السادسة عشرة: {الأصل في الصفات العارضة العدم}
الصفة العارضة حالة لا تكون موجودة مع الأصل بل حادثة بعده كالربح في شركة المضاربة , والصفة الأصلية حالة توجد مع وجود الأصل كالبكاره في الجارية , فالأصل في الصفات العارضة العدم , أي عدم وجودها , ومن يدعي وجودها فعليه الإثبات , والأصل في الصفات الأصلية الوجود , فمن يدعي عدمها عليه الإثبات.
من تطبيقات القاعدة السادسة عشرة: لو اختلفا في رؤية المبيع , فالقول للمشتري لأن الأصل عدم الرؤية , ولو اختلفا في تغيير المبيع بعد رؤيته فالقول للبائع , لأن الأصل عدم التغيير.
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 01:32]ـ
شرح القاعدة السابعة عشرة: {الأصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته}
يعني أنه إذا وقع اختلاف في زمن حدوث أمر ينسب حدوثه إلى أقرب الأوقات , للحال مالم تثبت نسبته إلى زمن بعيد.
وتعليل ذلك أن الخصمين المختلفين لما اتفقا على حدوث أمر , وادعى احدهما حدوثه في وقت , وادعى الآخر أنه حدث في وقت أبعد من هذا الوقت , فمعنى ذلك أنهما اتفقا على أنه كان موجوداً في الوقت الأقرب , وانفرد أحدهما بالادعاء أنه كان موجوداً قبل هذا الوقت الأقرب , والآخر ينكر هذا الادعاء , والقول للمنكر.
من تطبيقات القاعدة السابعة عشرة: مات مسلم وله زوجة نصرانية فجاءت بعد موته, وقالت أسلمت قبل موته فأنا وارثة منه , وقال الورثة: أسلمت بعد موته فلا ترثين منه لاختلاف دينكما عند موته , فالقول للورثة , والبينة على الزوجة.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 11:00]ـ
شرح القاعدة الثامنة عشرة: {القديم يترك على قدمه}
معنى القاعدة أن المتنازع فيه إذا كان قديماً تراعى فيه حالته التي هو عليها من القديم , فيترك على حالته القديمة بلا زيادة و لانقصان , ولا تغيير ولا تحويل , لأن بقاؤه من القديم على هذه الحالة يغلب على الظن بأنه ما وضع على هذه الصورة وبهذا الحالة إلا بوجه شرعي , ولكن إذا قام الدليل الشرعي على خلاف القديم فالمصير إالى مقتضى الدليل.
من تطبيقات القعدة الثامنة عشرة: لو كان لدارٍ مسيل على دار الجار يجري من مدة لا يدركها الأقران كان ذلك المسيل قديماً , فليس للجار منعه بل يجب ترك القديم على قدمه.
العبرة للقديم في حق المرور وحق المجري وحق المسيل , يعني نترك هذه الأشياء وتبقى على حالها القديم الذي كانت عليه , لأن القديم يبقى على حاله ولا يتغير إلا أن يقوم الدليل على خلافه.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 05:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا
وليتك ترفقها في ملف لتعم الفائدة
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا
وليتك ترفقها في ملف لتعم الفائدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي ابن العنبر
هذا الموضوع لله تعالى فمن أراد نشره بأي صورةٍ كانت فليفعل دون حاجة إلى ذكر كلمة (منقول) أُنشروا وأجركم على الله سواء بارفاقها بملف أو بأي طريقة أخرى.
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 03:31]ـ
شرح القاعدة التاسعة عشرة: {الضرر لا يكون قديماً}
هذه القاعدة تعتبر قيداً للقاعدة السابقة التي تقول {القديم على قدمه} ولهذا قالوا لاعبرة للقديم المخالف للشرع القويم , فلو كان لدار مسيل ماء على الطريق العام ويحصل منه للمارين ضرر فاحش , فلا يُعتبر قِدمه , ويؤمر صاحبه برفعه.
من تطبيقات القاعدة التاسعة عشرة: لو كان لدار مسيل ماء على الطريق العام ويحصل منه للمارين ضرر فاحش فلا يعتبر قِدمهُ ويؤمر صاحبه برفعه
شرح القاعدة العشرون: {المشقة تجلب التيسير}
القاعدة تعني أن الصعوبة تصير سبباً للتسهيل ويلزم التوسع في وقت الضيق , فإذا صار المكلف أو وجد نفسه في حالة يتحمل فيها عنتاً وصعوبة وعناء غير معتادة إذا قام بما هو مكلف به شرعا , فإن تلك الحالة تصير سبباً شرعياً لتسهيل التكليف عليه على نحو لا يجد في القيام به العناء والصعوبة.
من تطبيقات القاعدة العشرون: المريض لايستطيع الصلاة قائماً , فيصير مرضه سبباً شرعياً للتخفيف عنه بعدم تكليفه بالصلاة قائماً بل بالإذن له والسماح له بأداء الصلاة قاعداً واعتبار صلاته هذه صحيحة ومجزية , كصلاته قائماً في حال صحته.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 05:06]ـ
شرح القاعدة الحادية والعشرون: {إذا ضاق الأمر اتسع}
ومعنى هذه القاعدة أنه إذا دعت الضرورة أو المشقة إلا اتساع الأمر فإنه يتسع أي تجوز فيه الرخصة والتسهيل , إلى غاية اندفاع الضرورة والمشقة , فإذا اندفعت الضرورة والمشقة التي دعت إلى اتساع الأمر والأخذ بالرخصة والتخفيف عاد الأمر كما كان عليه وهذا ما قضت به القاعدة الأخرى والتي هي مكملة لهذه القاعدة وهي: {إذا اتسع ضاق} أي إذا اتسع الأمر لضيق فإنه يعود لحاله الأول , إذا زال ما دعى إلى اتساعه.
من تطبيقات القاعدة الحادية والعشرون: من كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة , فالمدين المعسر الذي لا كفيل له بالمال يرخص له بالتأدية إلى حين الميسرة , والمدين العاجز عن دفع الدين دفعة واحدة يرخص له بتأديته مقسطاً.
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 05:33]ـ
شرح القاعدة الثانية والعشرون: {الضرورات تبيح المحظورات}
المعنى العام للقاعدة أن حالة الضرورة التي يكون الإنسان فيها تبيح تناول المحرم عليه شرعاً , وفق شروط وقيود سنذكرها1 إذ أن هذه الإباحة التي تجلبها حالة الضرورة ليست على عمومها , ولا على إطلاقها كما سيتبين ذلك إن شاء الله تعالى.
من تطبيقات القاعدة الثانية والعشرون: يسوغ لأولياء الأمور هدم البيوت المجاورة للحريق منعاً لسريانه , كما يسوغ لهم منع المصاب بالأمراض الوبائية من مخالطة الناس خوفاً من سريان المرض إليهم , وجواز أخذ مال الممتنع عن أداء الدين بغير إذنه , أو أخذه وبيعه جبراً عليه تسديداً لدينه.
ــــــــــــــــــــــــــ
1ذكر المؤلف بعض القيود المقيدة لهذه القاعدة مثل عدم جواز قتل النفس ولو أُكره القاتل وعدم جواز الزنا بالمرأة ولو أكره الزاني , وذكر أيضاً تقييد الشافعية لهذه القاعدة بقولهم: ((بشرط عدم نقصانها عنها)) ومرادهم بهذا القيد أن لاتكون مفسدة إباحة المحظورات أعظم من مفسدة حالة الضرورة التي يراد دفعها بفعل المحظور ومثلوا بذلك بقولهم ((كما لو أُكره على القتل أو الزنا , فلا يباح واحد منها بالإكراه , لما فيها من المفسدة التي تقابل حفظ مهجة المكره أو تزيد عليها , وكما لو دُفِنَ بغير تكفين فلا ينبش , فإن مفسدة هتك حرمته أشد من عدم تكفينه الذي قام الستر بالتراب مكانه.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 05:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع قيّم وممتاز فشكراً لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو عمر الحنبلي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:41]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته جميعاً
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 10:14]ـ
شرح القاعدة الثالثة و العشرون: {الضرورات تقدر بقدرها}
هذه القاعدة توضح القاعدة السابقة {الضرورات تبيح المحظورات} وتبين بدقة المقصود منها والمقدار الذي تبيحه الضرورة من المحظورات الشرعية , لأن إباحة المحظورات لمعالجة حالة صعبة للمكلف , لا يمكنه تحملها وتعرض نفسه للهلاك أو عرضه للإنتهاك أو ماله للغصب , وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز أن يباح من المحظور الشرعي إلا المقدار الذي تندفع به حالة الضرورة فقط , دون توسع في استباحة هذا المحظور الشرعي.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والعشرون: لو فصد أجنبي إمرأة وجب أن تستر جميع ساعدها , ولا يكشف إلا ما لا بد منه للفصد , وتقبل شهادة النساء في المواضع التي لا يمكن اطلاع الرجال عليها , وذلك للضرورة , ولكن لا تقبل شهادة النساء فقط دون أن يكون معهن أحد من الرجال في المواضع التي يمكن اطلاع الرجال عليها , لأن ما جاز للضرورة يقدر بقدرها.
شرح القاعدة الرابعة والعشرون: {الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة أو خاصة}
الحاجة دون الضرورة , والضرورة هي الحالة الملجئة إلى ما لابد منه من المحظورات الشرعية , أما الحاجة فهي الحالة التي تستدعي تيسيراً أو تسهيلاً لرفع الضيق الذي يجده المكلف , وإن لم يصل إلى الضيق الذي تسببه حالة الضرورة , فهي دون الضرورة من هذه الجهة , وإن الحكم الثابت لأجلها مستمراً , بينما الحكم الثابت للضرورة هو حكم مؤقت , وتنزيل الحاجة منزلة الضرورة في كونها تثبت حكماً , وهذا الحكم يناسب كل منهما , والظاهر أن ما يجوز للحاجة , إنما يجوز فيما ورد فيه نص يجوزه , أو تعامل , أو لم يرد فيه شيء منهما , ولكن لم يرد فيه نص يمنعه بخصوصه , وكان له نظير في الشرع يمكن إلحاقه به وجعل ما ورد فيه نظيره؛ وارداً فيه.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والعشرون: تجويز الإجارة فإنها جُوِّزت بالنص على خلاف القياس للحاجة إليها , وهي حاجة عامة , وتجويز السلم فإنه جُوِّز بالنص على خلاف القياس للحاجة إليه.
تجويزهم استئجار السمسار على أنه له في كل مائة كذا , فإن القياس يمنعه ويستحق أجر المثل , ولكن أجيز للتعامل به.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[المقدسى]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 09:08]ـ
أتمني أن يتم وضع هذا الكتاب بصيغة pdf إن أمكن ..
ومن ثم لي سؤال بخصوص الدكتور / عبد الكريم زيدان ... هل هو من علماء السلف .. ؟؟
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 09:28]ـ
أتمني أن يتم وضع هذا الكتاب بصيغة pdf إن أمكن ..
ومن ثم لي سؤال بخصوص الدكتور / عبد الكريم زيدان ... هل هو من علماء السلف .. ؟؟
تفضل بالدخول
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6869
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 09:42]ـ
شرح القاعدة الخامسة والعشرون: {ما جاز لعذر بطل لزواله}
معنى القاعدة إن المحظور شرعاً إذا أبيح لعذر مشروع كالإكراه بغير حق , وكحالة الضرورة الملجئة إلا فعل المحظور فإن هذه الإباحة للمحظور مقيد وجودها بوجود العذر المبيح ولمدة بقائه , فإذا زال العذر لم يبقى سبب شرعي لبقاء حكم الإباحة للمحظور شرعاً , فتسقط الإباحة ويرجع المحظور إلى حكمه وهو التحريم , فلا يجوز فعله.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والعشرون: يبطل جواز التيمم إذا قدر على استعمال الماء , فإذا كان لفقد الماء بطل بالقدرة عليه , وإن كان لمرض بطل ببرئه وإن كان البرد شديد بطل بزواله , ومن جاز له لبس الحرير بسبب جرب أو حكة يجب عليه نزعه إذا زال الجرب و الحكة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 10:02]ـ
شرح القاعدة السادسة والعشرون: {إذا زال المانع عاد الممنوع}
أفادت هذه القاعدة حكماً عكس ما أفادته القاعدة السابقة {ما جاز لعذر بطل بزواله}.
لأن القاعدة السابقة أفادت حكم ما جاز لسبب ثم زال هذا السبب , وهذه القاعدة التي نتكلم عنها أفادت حكم ما امتنع حصوله لسبب مانع من هذا الحصول ثم زال السبب المانع فإن الممنوع يعود إذا زال المانع من حصوله أو وجوده.
ومعنى هذه القاعدة أنه إذا لم يحصل حكم ما لوجود مانع من حصوله , فإذا زال هذا المانع الذي منع حصول الحكم , حصل وثبت هذا الحكم.
من تطبيقات القاعدة السادسة والعشرون: لو وجد المشتري بما اشتراه عيباً قديماً كان له رده على بائعه , ولكن لو حدث فيه عند المشتري عيب آخر امتنع الرد بسبب العيب الحادث , غير أنه إذا زال العيب الحادث عاد للمشتري حق الرد.
إذا تزوجت المرأة وسقط حقها في الحضانة , فإنها إذا طلقها زوجها طلاقاً بائناً عاد حقها في الحضانة لزوال المانع.
يتبع بحول الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 07:08]ـ
شرح القاعدة السابعة والعشرون: {الاضطرار لايبطل حق الغير}
الاضطرار قد يرفع الإثم عن المضطر إذا باشر المحظور شرعاً , كما في أكل المضطر لحم الميتة لدفع الهلاك عن نفسه جوعاً , إلا إن هذا الاضطرار لايبطل حق الآخرين إذا كان من شأن هذا الاضطرار أن يحمل المضطر إلى اتلاف مال الغير , أو أخذه للاستعانة به كطعام يأكله , أو ماء يشربه , أو أداة يستعملها كفرس غيره للهرب بها من عدو ظالم يريد قتله ظلما ً , ففي هذه الأحوال عليه أن يعوض صاحب المال ما أتلفه عيله من مال.
من تطبيقات القاعدة السابعة والعشرون: لو إضطر إنسان من الجوع فأكل طعام الآخر يضمن قيمته , ولو انتهت مدة الإجارة والزرع لم يحن حصاده بعد , فإنه يبقى إلى حين حصاده في وقته المعتاد , وعليه أجر المثل , لأن إضطرار المستأجر بإبقاء الزرع إلى حين الحصاد في وقته , لايبطل حق المالك في استيفاء أجرة ملكه.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 10:26]ـ
شرح القاعدة الثامنة والعشرون: {ما حرم أخذه , حرم إعطاؤه}
إعطاء الحرام للغير أو أخذه من الغير سواءً في الحرمة , لأن المطلوب شرعاً من المسلم إزالة المنكر والفساد والمحرمات , فإذا عجز المسلم عن إزالة هذه المفاسد , فليمتنع عن المساهمة في زيادها والمعاونة على وقوعها , والمعاونة على وقوعها تكون بأخذ الحرام من الغير أو بإعطاء الحرام للغير , مثل هذه المعاونة منهي عنها , لأنها تعاون على الإثم , قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}
من تطبيقات القاعدة الثامنة والعشرون: لا يجوز أخذ الرشوة ولا يجوز أعطاؤها , جاء في الحديث النبوي الشريف: {لعن الله الراشي والمرتشي}.
وكذلك الربا لا يجوز التعامل به أخذاً وعطاءً جاء في الحديث النبوي الشريف: {لعن الله الربا آكل الربا وموكله}.
شرح القاعدة التاسعة والعشرون: {ما حرم فعله حرم طلبه}
كل شيء حرمت الشريعة الإسلامية فعله لا يجوز للمسلم أن يطلب من الغير أن يفعله , لأن المطلوب من المسلم قمع الفساد من الأرض , ومن أعظم الفساد في الأرض فعل الحرام , ثم أن الحرام منكر , والمطلوب من المسلم إزالة المنكر لا فعله وطلب فعله من الغير.
من تطبيقات القاعدة التاسعة والعشرون: غش الغير , والإعتداء على ماله وعرضه وحقوقه , كل ذلك لا يجوز في شرع الإسلام , فكذلك لا يجوز الطلب من الغير فعله , فكما إن فعل السرقة والقتل ممنوع فإجراء ذلك بواسطة أخرى - مثل تأجير لص أو قاتل لأداء الجريمة - ممنوع أيضاً.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 11:36]ـ
بارك الله فيك.
ونحن نتابع، فاستمر حفظك الله.
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 09:06]ـ
شرح القاعدة الثلاثون: {لا ضرر ولا ضرار}
هذه القاعدة لفظ حديث نبوي شريف , أخرجه الإمام مالك في الموطأ عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلاً , وأخرجه الحكم في المستدرك والبيهقي والدارقطني , من حديث أبي سعيد الخدري , وأخرجه ابن عباس وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم , وهذه القاعدة تشمل على حكمين هما:
الحكم الأول: لاضرر
أي لايجوز لأحد الإضرار بغيره إبتداءً , لا في نفسه ولا في عرضه ولا في ماله , لأن إلحاق الضرر بالغير ظلم والظلم في الإسلام حرام , والضرر الممنوع إلحاقه بالغير هو الضرر الفاحش مطلقاً , أي حتى لو نشأ من فعل مباح يقوم به الشخص , كمن يحفر في داره بئراً أو بالوعة ملاصقة لجدار جاره , أو يبني جداراً في داره يمنع النور عن جاره بالكلية , فعمله في داره وهو ملكه مباح ولكن إذا تولد منه ضرر فاحش بالغير كجاره مثلاً منع منه , أما إذا تولد عن فعله المباح ضرر يسير غير فاحش فلا مانع منه كما لو بنى في داره جداراً سدَّ نافذةً من نوافذ غرفة من غرف جاره.
الحكم الثاني: ولا ضرار
أي لايجوز مقابلة الضرر بالضرر , وإنما على المتضرر أن يراجع جهة القضاء للحكم له بالتعويض عن ضرره على الذي ألحق به الضرر , وعلى هذا من أُتلِفَ ماله لا يجوز له إتلاف مال الغير المتلف , وإنما عليه مراجعة القضاء لتعويضه عن الضرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة الثلاثون: المعروفون بالدعارة والفساد يحبسون ويستدم حبسهم حتى تظهر توبتهم بظهور علاماتها دفعاً لضررهم عن الناس , ليس للمظلوم أن يظلِم غيره لأنه ظُلِم , مثلاً لو أتلف زيد مال عمرو؛ مقابلة لأنه أتلف ماله كان كلاهما ضامنين.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:56]ـ
شرح القاعدة الحادية والثلاثون: {الضرر يزال}
تعني القاعدة وجوب إزالة الضرر , وإن جاءت العبارة بصيغة الإخبار وإنما وجبت إزالة الضرر , لأن الضرر ظلم وحرام شرعا وما كان هذا شأنه وجب النهي عنه حتى لايقع وجوب رفعه إذا وقع , لأنه ظلم وحرام كما قلت , وبالتالي فهو منكر , وعلى المسلم رفعه وإزالته كما جاءت في ذلك نصوص القرآن والسنة النبوية الشريفة.
من تطبيقات القاعدة الحادية والثلاثون: التفريق القضائي بين الزوجين للضرر , وبيع مال المدين المماطل , ورفع المدبغة التي ينشأها الشخص في داره دفعاً للضرر عن الجيران , وكذلك إزالة البالوعة وطمرها التي أنشأها الشخص في داره ملاصقة لجدار جاره.
شرح القاعدة الثانية والثلاثون: {الضرر لا يزال بمثله}
قلنا أن الضرر يزال لأنه ظلم ومنكر وشر وفساد , ولكن لايجوز أن يزال بإلحاق ضرر مثله بالغير , كما لاتجوز إزالته بإحداث ضرر أكبر منه وإنما تجوز إزالته بضرر دون الضرر المزال , فهذه القاعدة تعتبر قيداً للقاعدة السابقة {الضرر يزال}.
من تطبيقات القاعدة الثانية والثلاثون: إذا تسبب دُكان بتقليل ربح صاحب دكان دكان مجاور أو خسارته لانصراف الناس عن الشراء من الدكان الأول القديم , فلا يجوز إغلاق الدكان الثاني , الجديد لأن الضرر لايزال بمثله , لو حدث في المبيع عيب عند المشتري ثم ظهر فيه عيب قديم فليس للمشتري أن يرده بالعيب القديم بل له المطالبة بنقصان الثمن فقط , لأن في تجويز الرد إضراراً بالبائع فلا يجوز رفع الضرر عن المشتري بإضرار البائع وإنما للمشتري الرجوع على البائع بنقصان الثمن , لأن الضرر يزال بقدر الإمكان.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 10:30]ـ
شرح القاعدة الثالثة والثلاثون: {الضرر يدفع بقدر الإمكان}
المطلوب إزالة الضرر بالكلية , وهذا ما تشير إليه القاعدة {الضرر يزال} فإن لم يتيسر دفعه وإزالته بالكلية فيزال بقدر ما يمكن لأن هذا خير من تركه كما هو مع إمكان تقليله وعلى هذا كان للمشتري الرجوع على البائع بنقصان الثمن إذا وجد في المبيع عيباً قديماً وامتنع الرد لحدوث عيب جديد في البيع , وكذلك إذا امتنع صاحب السفل من تعميره ليبني عليه صاحب العلو بناءه فإن صاحب السفل لا يجبر على البناء , ولكن لصاحب العلو أن ينفق على بناء السفل ويرجع على صاحبه بما أنفق إذا كان ذلك بإذن الحاكم.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والثلاثون: رؤية المحل الذي هو مقر النساء كصحن الدار والمطبخ والبئر يعد ضرراً فاحشاً , فإذا أحدث رجل في داره شباكاً أو بناءً جديداً وجعل له شباكاً مطلاً على المحل الذي هو مقر لنساء جاره سواء كان ملاصقاً أو بينهما طريق فاصل فإنه يؤمر برفع الضرر ويجبر على رفعه بصورة تمنع وقوع النظر إما ببناء حائط , أو وضع طبلة , لكن لا يجبر على سد الشباك بالكلية.
شرح القاعدة الرابعة والثلاثون: {يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام}
الضرر العام يصيب عموم الناس فلا اختصاص لأحد بهذا الضرر إذ الكل معرضون له , أما الضرر الخاص فهو الذي يصيب فرداً معيناً , أو فئة قليلة من الناس , ولهذا كان هذا الضرر دون الضرر العام ولهذا يُدفع الضرر العام , وإن استلزم دفعه إيقاع ضرر خاص , فيُتحمل وقوع هذا الضرر الخاص لغرض دفع أو منع الضرر العام.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والثلاثون: جواز الرمي إلى كفار تترسوا بأسرى المسلمين , هدم الجدار المائل إلى الطريق العام , منع المفتي الماجن , والطيبب الجاهل , جواز الحجر على السفيه , جواز التسعير عند تعدي أرباب الطعام في بيعه بغبن فاحش , بيع طعام المحتكر جبراً عليه عند الحاجة وامتناعه من البيع بثمن المثل دفعاً للضرر العام.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:15]ـ
شرح القاعدة الخامسة والثلاثون: {الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف}
قلنا أن الضرر لايزال بمثله , ومعنى ذلك أنه يزال بما هو أقل ضرراً فيُتحمل الضرر الأقل لدفع الضرر الأعظم , لعدم المماثلة بين الضررين , وعدم مماثلة الضررين إما لكون أحدهما ضرراً خاصاً , وضرر الآخر عاماً , فيدفع أحد الضرر العام بتحمل الضرر الخاص , وهذا مابيناه في شرح القاعدة السابقة , وإما أن تكون عدم المماثلة لعظم أحدهما على الآخر وشدته في نفسه وضآلة الضرر الآخر وخفته في نفسه وهذا ما تناولته هذه القاعدة فيدفع الضرر الأشد بتحمل الضرر الأخف.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والثلاثون: لو غصب خشبة وأدخلها في بنائه , فإن كانت قيمة البناء أكثر ملكها صاحب البناء بقيمتها , وإن كانت قيمتها أكثر من قيمة البناء لم ينقطع حق المالك عنها , لو ابتلعت دجاجة لؤلؤة , ينظر إلى أكثرها قيمة , فيضمن صاحب القيمة الأكثر قيمة الأقل قيمة.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 02:08]ـ
شرح القاعدة السادسة والثلاثون: {إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما}
قال بعضهم هذه القاعدة هي عين القاعدة السابقة في الحقيقة , واختلف العنوان فقط , ولكن ذهب بعض آخر إلى أنه يمكن القول بتخصيص الأولى بما إذا كان الضرر الأشد واقعاً , وأمكن ازالته بايقاع الأخف كما في الأمثلة التي ذكرناها للقاعدة السابقة , وتخصيص هذه القاعدة بما إذا تعارض الضرران , ولم يقع أحدهما بعد , وهذا التوجيه , أحسن من القول الأول الذي يعني تكرار القاعدة , لأن التأسيس أولى من التأكيد كلما أمكن ذلك وإلى هذا التخصيص يشير التعبير بكلمة {يزال} في القاعدة السابقة , وبكلمة {تعارضت} في هذه القاعدة.
من تطبيقات القاعدة السادسة والثلاثون: تجويز أخذ الأجرة على ما دعت إليه الضرورة من الطاعات كالأذان والإمامه وتعليم القرآن والفقة , تجويز السكوت على المنكر إذا كان يترتب على إنكاره ضرر أعظم من ضرر المنكر , جواز طاعة الأمير الجائر إذا كان يترتب على الخروج عليه شر أعظم , إذا إختبأ عنده معصوم الدم فراراً من ظالم يريد قتله ظلماً , فإذا سأله الظالم عنه فنفى وجوده عنده أو علم بمكانه جاز له الكذب ولو فيه مفسدة بل يجب عليه الكذب لأن مفسده قتل بريء أعظم من مفسدة الكذب في هذا المقام.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 03:39]ـ
استمر الله يحفظك.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 03:41]ـ
تأخرت علينا أخي الكريم ..
عسى المانع خير؟؟
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 07:23]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 02:25]ـ
شرح القاعدة السابعة والثلاثون: {يختار أهون الشرين}
هذه القاعدة بمعنى القاعدة السابقة , والأصل في هذه القاعدة والتي قبلها أن من ابتلي ببليتين وهما متساويتان يأخذ بأيهما شاء , وإن اختلفتا يختار أهونهما , لأن مباشرة الحرام لاتجوز إلا للضرورة , ولا ضرورة في حق الزيادة.
من تطبيقات القاعدة السابعة والثلاثون: لو هُدِّد بالقتل إن لم يلقِ نفسه بالنار أو من الجبل وكان الإلقاء بحيث لا ينجو منه ولكن فيه نوع خفة , فله الخيار إن شاء فعل ذلك و وإن شاء لم يفعل وصبر حتى يُقتل (عند أبي حنيفة رحمه الله) وهذا في حال تساوي الشرين.
لو أحاط الكفار بالمسلمين ولم يقدروا على دفعهم جاز دفع المال إليهم ليتركوهم وكذا إستنقاذ أسرى المسلمين بالمال إذا لم يمكن بغيره لأن دفع المال أهون الضررين.
شرح القاعدة الثامنة والثلاثون: {درء المفاسد أولى من جلب المصالح}
إذا تعارضت مفسدة ومصلحة قُدِّم دفع المفسدة غالباً لأن إعتناء الشرع بالمنهيات بتركها أشد من إعتناءه بالمأمورات , ولذى قال (ص) {إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم , وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه}
من تطبيقات القاعدة الثامنة والثلاثون: منها يمنع الشخص من التصرف في ملكه إذا كان تصرفه يضر بجاره ضرراً فاحشاً لأن درء المفاسد عن جاره أولى من جلب المنافع لنفسه , ومنها الحجر على السفيه , ومنها ليس للإنسان أن يفتح كوة تشرف على مقر نساء جاره بل يكلف أن يتخذ فيها ما يقطع النظر.
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 02:27]ـ
نأسف للتأخير وسنواصل بحول الله تعالى ومشيئته
ـ[شرياس]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 07:36]ـ
شرح القاعدة التاسعة والثلاثون: {العادة محكمة}
العادة هي تكرار الشيء ومعاودته حتى يتقرر في النفوس ويكون مقبولاً عندها ومعنى القاعدة إن العادة عامة كانت أو خاصة تُجعل حكماً لإثبات حكم شرعي , والعرف بمعنى العادة , وإنما تُجعل العادة حكماً لإثبات حكم شرعي إذا لم يرد نص بذلك الحكم المراد إثباته , فإذا ورد النص وجب العمل به ولا يجوز ترك النص والعمل بالعادة بدلاً عنه , والأصل في هذه القاعدة ما روي عن عبدالله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن} وهذا الأثر وإن كان موقوفاً على ابن مسعود إلا أنه له حكم المرفوع لأنه لا مدخل للرأي فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة التاسعة والثلاثون: إن ألفاظ الواقفين تفسَّر حسب عاداتهم , ومنها من دفع ثوبه إلى من يخيطه أو يغسله , أو ركب سفينة وصاحبها معروف بأخذ الأجرة , وكذا الخياط والغسال إذا كانا معروفين بأخذ الأجرة استحق هؤلاء الأجرة بحكم العرف , ومنها كل ما جرى العرف على اعتباره من مشتملات المبيع فإنه يدخل في البيع من غير ذِكر كالحديقة المحيطة بالدار تدخل في عقد البيع معه بلا ذكر لعرف الناس بذلك.
يتبع بحول الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 08:42]ـ
شرح القاعدة الأربعون: {لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان}
الأحكام المبينة على العرف والعادة لا على النص و الدليل تتبدل مع تبدل الأعراف والعوائد التي بنيت عليها , لأنه بتغير الزمان تتغير احتياجات الناس , وبناء على هذا التغيير تتغير أعرافهم وعاداتهم , وبتغيرها تتغير الأحكام المبنية عليها , وأما الأحكام المستندة إلى أدلة شرعية , ولم تبن على عرف وعادة فإنها لاتتغير كوجوب القصاص على القاتل العمد.
من تطبيقات القاعدة الأربعون: سقوط خيار الرؤية برؤية حُجرة من حُجَر الدار في الزمن القديم لجريان عرف الناس على هذا النمط من البناء , فقد أفتى فقهاؤنا القدامى رحمهم الله تعالى بسقوط خيار الرؤية برؤية حجرة واحدة من حجر الدار , ولكن تغير عرف الناس وعاداتهم في بناء الدور ومشملاته فأفتى الفقهاء بعدم سقوط خيار الرؤية برؤية حجرة واحدة بل لابد من رؤية جميع حُجر الدار ومشتملاته.
شرح القاعدة الحادية والأربعون: {الممتنع عادة كالممتنع حقيقة}
الإمتناع إما حقيقي وإما عادي , فالأول إمتناع الشيء ضرورة لمخالفته للعقل كإقراره لمن هو أكبر منه سناً أنه ابنه , أما الثاني فهو إمتناع الشيء عادة فقط , وكلاهما سواء لاتسمع الدعوى به ولا تقام البينة عليه.
من تطبيقات القاعدة الحادية والأربعون: لو ادعى رجل معروف بالفقر بمبلغ جسيم على رجل معروف بالغنى المفرط بأنه أقرضه إياه دفعة واحدة حال كونه لم يرث ولم يصب مالاً بوجه آخر فلا تسمع دعواه لأنها مما يمتع عادة , فهي كالممتنع حقيقة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 11:20]ـ
بارك الله فيك ..
وبانتظار بقية الشرح.
ـ[أسماء]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 03:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل واصل
ـ[شرياس]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 09:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسف على التأخير والحمدلله أن المنتدى عاد بعد أن انقطع وإن شاء الله تعالى نواصل ما تبقى
ـ[شرياس]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:09]ـ
شرح القاعدة الثانية والأربعون: {العبرة للغالب الشائع لا للنادر}
الأمر الشائع هو الأمر الذي أصبح معلوماً للناس وذائعاً بينهم , والنادر هو القليل الحدوث , فالمعول عليه والمنظور إليه في ترتيب الأحكام هو الأمر الشائع لا الأمر النادر.
من تطبيقات القاعدة الثانية والأربعون: الحكم بالبلوغ من له من العمر خمس عشرة سنة لأنه هو العمر الشائع للبلوغ , وإذا كان البعض لا يبلغ إلا في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة إلا أنه نادر وقليل فلا يعول عليه , وكذلك الحكم ببلوغ سبع سنين لإنتهاء مدة حضانة الصبي وتسع سنين لحضانة البنت مبني على الشائع المتعارف من أن الصبي إذا بلغ السابعة يستغني عن من يعينه في لباسه وأكله ونحو ذلك وإن البنت تحتاج إلى البقاء عند أمها إلى سن التاسعة من عمرها لتتعلم شيئاً من شؤون الإناث.
شرح القاعدة الثالثة والأربعون: {إذا تعارض المانع والمقتضي يقدم المانع}
يعني إذا وجد ما يستدعي ويقتضي وجود شيء , ووجد نهيٌ ما يمنع وجود هذا الشيء , فالحكم الأخذ بالمانع , فلا نحكم بوجود الشيء ترجيحاً وتقديماً للمانع.
وقد يكون أساس هذه القاعدة أو مستندها ما جاء في الحديث النبوي الشريف: {ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم} إذ في هذا الحديث إشارة إلى أن اعتناء الشارع بالمنهيات أشد من اعتنائه بالمأمورات.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة الثالثة والأربعون: ليس للراهن أن يبيع المال المرهون عند دائنه من آخر , لأن كون الرهن ملكه يقتضي نفوذ البيع , وتعلق حق المرتهن بالرهن مانع من نفوذ البيع في الحال , فيقدم المانع بجعل البيع موقوفاً على إجازة المرتهن.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Apr-2008, مساء 03:55]ـ
شرح القاعدة الرابعة والأربعون: {التابع تابع}
أي إن التابع للشيء في الوجود تابع له في الحكم , وقد نصّت إحدى مواد مجلة الأحكام العدلية على التالي: التابع تابع إذا بيع الحيوان في بطنه جنين دخل الجنين في البيع تبعاً.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والأربعون: إذا باع أرضاً دخل فيها البناء والأرض المغروسة لتبقى مستمرة فيها , ومنها زوائد المرهون والمغصوب تابعة لهما في الوجود فتكون تابعة لهما في الحكم ولهذا فهي ملك للراهن والمغصوب منه.
شرح القاعدة الخامسة والأربعون: {التابع لا يفرد بالحكم}
هذه القاعدة في معنى القاعدة السابقة , فالتابع الذي وجوده تبع لغيره وبالتالي لا استقلال له في وجوده , لا يفرد في الحكم دون متبوعه , فالجنين الذي في بطن الحيوان لا يباع منفرداً عن أمه.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والأربعون: حقوق الارتفاق1 مثل حق الشرب وحق المرور لا يجوز بيعها منفردة , ومنها لا يجوز بيع الجنين في بطن أمه منفرداً , ومثل الجنين في عدم بيعه منفرداً وهو في بطن أمه , كل ما كان اتصاله خلقة كاللبن في الضرع والصوف على ظهر الخروف والجلد على الحيوان.
شرح القاعدة السادسة والأربعون: {يقبل قول المترجم مطلقاً}
يقبل قول المترجم في الدعاوي والبينات وما يتعلق بها (مطلقاً) أي في أي نوع كان منها ولو في الحدود والقصاص , ويكفي أن يكون المترجم واحداً ويشترط فيه أن يكون بصيراً عادلاً عارفاً باللغتين , المترجم عنها والمترجم بها , ويشترط أن يكون القاضي غير عارف بلغة الخصوم , وقال الحنابلة لا تقبل الترجمة إلى من عدليين وبهذا قال الشافعي وعن أحمد رواية أخرى أنها تقبل من واحد وتجوز ترجمة المرأة العدل عند الحاجة.
من تطبيقات القاعدة السادسة والأربعون: 2
1 حقوق الارتفاق: كل ما ثبت لعقار ما على عقار من الأمور المنتفع بها , مما يقبل الإشتراك , مثل نوبة الإنتفاع بالماء لسقيا الزرع والحيوانات ومثل حق المرور والمسيل , ومثل حق الجزء الأعلى من البناء الذي يتكون من بناءين.
2 لم يذكر المؤلف أمثلة من تطبيقات القاعدة السادسة والأربعون , وربما كان ذلك لشدَّة وضوح القاعدة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 12:27]ـ
يُرفع رفع الله قدر الكاتب ..
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 05:41]ـ
شرح القاعدة السابعة والأربعون: {من ملك شيئاً ملك ما هو من ضروراته}
من ملك شيئاً ملك ما هو من لوازمه , وما لا يستغنى عنه لإمكان الإستفادة من الشيء المملوك.
من تطبيقات القاعدة السابعة والأربعون: إذا اشترى قفلاً دخل فيه مفتاحها , ولو اشترى بقرة لحلبها دخل رضيعها في البيع وإن لم يذكر , كما جاء في المادة 231 من مجلة الأحكام العدلية ونصها [ما كان في حكم جزءٍ من أجزاء المبيع أي لا يقبل الإنفكاك عن المبيع نظراً إلى الغرض من الشراء يدخل في البيع بدون ذكر مثال: إذا بيع قفل دخل مفتاحه , وإذا اشتريت بقرة حلوب لأجل اللبن يدخل فلوها الرضيع في البيع بدون ذكر].
شرح القاعدة الثامنة والأربعون: {إذا سقط الأصل سقط الفرع}
يراد بالفرع ما ليس له وجود مستقل بنفسه وإنما وجوده بغيره , الذي يعتبر هذا الغير أصل له , فإذا سقط الأصل سقط فرعه.
من تطبيقات القاعدة الثامنة والأربعون: لو أن الدائن أبرأ الأصيل (المدين) بريء الكفيل أيضاً , وإذا مات الموكل أو جن جنوناً مطبقاً سقطت وكالة الوكيل إذا لم يتعلق بها حق الغير.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 09:23]ـ
شرح القاعدة التاسعة والأربعون: {قد يثبت الفرع مع عدم ثبوت الأصل}
هذه القاعدة استثناء من القاعدة السابقة , حيث يثبت الفرع بالرغم من سقوط الأصل أو عدم ثبوته.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة التاسعة والأربعون: لو قال شخص: [لزيد على عمرو ألف دينار , وأنا ضامن] فأنكر عمرو الدين لزم القائل وهو الكفيل ما ضَمِنَه إذا ادعى زيد بالمبلغ الذي ذكره هذا الشخص وأقرَّبه , لأن المرء مؤاخذ بإقراره , فهنا لم يثبت الأصل ومع عدم ثبوته ثبت الفرع وهو كفالة الكفيل وثبوت الدين في ذمته.
لو ادعى الزوج الخلع فأنكرته الزوجة بانت - أي وقعت الفرقة بينهما - ولم يثبت المال - بدل الخلع - الذي هو الأصل في الخلع , ومع عدم ثبوته ثبت الفرع وهو وقع البينونة بينهما.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 05:42]ـ
شرح القاعدة الخمسون: {السَّاقط لا يعود كما أن المعدوم لا يعود}
ما كان قابلاً للسقوط من الحقوق إذا سقط فلن يرجع لأنه صار كأنه لم يوجد فصار كالمعدوم , والمعدوم لا يمكن أن يكون له وجود وحكم.
من تطبيقات القاعدة الخمسون: إذا كان لشخص حق المرور في أرض الغير فأسقط حق مروره أو أذن لصاحب الأرض أن يبني في محل مروره سقط حق المرور ولا تسمع دعواه بعد ذلك. لو أبرأ الدائن مدينه من الدين الذي عليه سقط الدين ولا تسمع دعواه بعد ذلك. من له حق الشفعة أو خيار الشرط أو العيب أو حق القصاص إذا أسقطه سقط , ومتى سقط شيء من ذلك لا يعود.
شرح القاعدة الحادية والخمسون: {إذا بطل الشيء بطل ما في ضمنه}
وقد يعبر عن هذه القاعدة بقولنا: ((إذا بطل المتضمِّن بطل المتضمَّن)) 1 , والمعنى إذا كان في تصرف ما عدة فقرات ثبت حكمها بثوب حكم التصرف الذي تضمنها , فإن حكمها يبطل إذا بطل حكم التصرف الذي تضمنها.
من تطبيقات القاعدة الحادية والخمسون: إذا فسد الصلح أو البيع بطل ما في ضمنها من الإقرار و الإبرار بين المتعاقدين. لو قال لرجل بعتك دمي بألف , فقتله وجب القصاص لأن الإذن بالقتل نشأ عن بيع دمه وهو باطل فبطل الإذن الذي في ضمنه.
1قال المؤلف: ويخرج عن هذه القاعدة مسائل منها لو صالح الشفيع عن حق شفعته بمال لم يصح , وكان صلحه مسقطاً لحق شفعته من إن المتضمن للإسقاط هو الصلح , وقد بطل ولم يبطل ما في ضمنه.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 10:08]ـ
شرح القاعدة الثانية والخمسون: {إذا بطل الأصل يُصار إلى البدل}
يراد بالأصل هنا ما يجب أداؤه , ومعنى الأداء تسليم عين الواجب , ويكون في حقوق الله تعالى كالصلاة على وقتها , ويكون الأداء أيضاً في حقوق العباد كرد المغصوب دون نقصان , وتسليم عين المبيع إلى المشتري , ومعنى القاعدة: {إذا بطل الأصل}: بأن صار متعذراً {يُصار إلى البدل} , أما مادام الأصل ممكناً فلا يُصار إلى البدل , وعلى هذا يجب رد عين المغصوب إذا كان قائماً في يد الغاصب لأنه تسليم عين الواجب ولأنه رد صورة ومعنى , وتسليم البدل رد المعنى فقط , والبدل خلف عن الأصل , وهو واجب , والخلف لا يُصار إليه إلا عند العجز عن الأصل وعلى هذا إذا تعذر رد عين المغصوب , وهو الأصل , بأن كان هالكاً أو مستهلكاً فيجب حيئذ رد بدله من مثل أو قيمة.
من تطبيقات القاعدة الثانية والخمسون: لو اشترط أن تكون الإجارة لشهر واحد فقط وكان قد مضى بعض الشهر يعتبر الشهر ثلاثين يوماً , لأنه إذا تعذر ايفاء الشهر بالأهلة التي هي الأصل يصير إلا ايفائه بدله الذي هو الأيام.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 02:37]ـ
شرح القاعدة الثالثة والخمسون: {التصرف على الرعية منوط بالمصلحة}
لما كان لإمام المسلمين ولاية نظارة على عموم الرعية في الأمور العامة كان تصرفه على الرعية منوط بالمصلحة العامة ولهذا يجب أن تكون أوامره وأوامر أولي الأمر والنهي موافقة لمصالح الرعية , لأن السلطان إنما أعطي السلطة لمصلحة العباد , صيانة دماؤهم وأعراضهم وأموالهم والرعية هم من كانوا تحت من ولاه الشرع رعياتهم والولاية عليهم , فيدخل في مفهوم الراعي , السلطان والقاضي , وسائر ولاة الأمور من العمال والموظفين وكل من له ولاية على غيره , فمن يلي من أمور الناس شيئاً فعليه أن يتصرف التصرف الذي يحقق المصلحة لهم , لأنه ما ولي عليهم وما أعطي السلطة في حدود ولاية إلا لخدمة من هم تحت ولايته وإقامة العدل فيهم وتحقيق المصلحة والخير لهم , وعلى هذا فإن نفاذ تصرفات ولي الأمر - السلطان ومن هم دونه من ولاة الأمر - لا تنفذ شرعاً إلا إذا كان المراد منها تحقيق المصلحة للناس , وقال الفقيه ابن نجيم: إذا كان فعل الإمام مبنياً على المصلحة فيما يتعلق بالأمور العامة لم ينفذ أمره شرعاً إلا إذا وافقه , فإن خالفه لم ينفذ.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والخمسون: لايجوز لولي الأمر أن يعين في الوظائف العامة إلا الكفؤ الأمين , لا يجوز لولي الأمر السماح بشيء من المفاسد والمحرمات الشرعية كدور الفسق والدعارة والقمار والخمور ولو بحجة جباية الضرائب , لا يصح للسلطان أن يعفو عن قاتل من لا ولي له وإنما له القصاص والعفو عن الدية , لأنه نصب ناظراً لمصالح الرعية وليس من النظر لمستحق القصاص العفو عن القاتل العمد.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ساعي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:58]ـ
أكمل ... جزاك الله خيراًُ
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 05:41]ـ
أكمل أخي الكريم، لا هِنت.
ـ[شرياس]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 07:55]ـ
شرح القاعدة الرابعة والخمسون: {الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة}
الولاية هي نفوذ التصرف على الغير , وإنما كانت الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة: لأن كل ما كان أقل اشتراكاً كان أقوى تأثيراً وامتلاكاً أي تمكناً , أو كلما كانت الولاية المرتبطة بشيء أخص من فوقها بسبب ارتباطها به وحده كانت أقوى تأثيراً في ذلك الشيء مما فوقها في العموم , ولهذا لا يتصرف القاضي مع وجود الولي الخاص وثبوت أهليته.
والمراد بالولاية العامة , هي ولاية الإمام الأعظم ((الخليفة)) ونوابه: القاضي و أمير البلد , أما الخاصة فهي التي تكون للشخص على مال الغير ونفسه , أو على أحدهما , مثل ولاية الأب على نفس ولده الصغير وماله , وولاية العصبات على النفس فقط , والولاية على المال فقط مثل ولاية متولي الوقف على مال الوقف وولاية الوصي على مال الصغير , ومثل ولاية الوكيل على ما وكل فيه من مال موكله.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والخمسون: إن القاضي لا يزوج اليتيم واليتيمة إلا عند عدم ولي لهما في النكاح. للولي الخاص استيفاء القصاص والصلح على مال والعفو مجاناً , والإمام لايملك العفو. لو كان للصغير وصي وللوقف متولي فلا يجوز للقاضي أن يتصرف في مالهما ولاينفذ تصرفه فيه ولو كان الوصي أو المتولي قد عينا من قبله.
شرح القاعدة الخامسة والخمسون: {دليل الشيء في الأمور الباطنة يقوم مقامه}
إن الأحكام الشرعية التي بنيت على علل وأوصاف خفية يعسر الإطلاع عليها ربط الشرع هذه الأحكام بأشياء ظاهرة يدل على وجودها وجود تلك العلل والأوصاف التي هي مناط هذه الأحكام أي عللها الحقيقية كالقصاص في القتل العمد بني على (العمدية) وهي علة القصاص في القتل العمد , ولكنها لما كانت شيئاً خفياً يعسر الإطلاع عليه , فقد ربط الشارع وجوب القصاص بالآلية التي استخدمها القاتل , فإن كانت الآلة من شأنها إحداث الوفاة كان استعمالها من قبل الجاني دليلاً على قصده إزهاق روح المجني عليه وبالتالي يتحقق القتل العمد فيجب القصاص على القاتل.
وهكذا الأحكام الشرعية الأخرى إذا كانت عللها التي بنيت عليها خفية لايمكن الإطلاع عليها , فإن هذه الأحكام ربطت بأشياء ظاهرة يدل على وجودها على وجود علل هذه الأحكام , ومعنى ذلك كله أنه كما جاء في آخر المادة 68 من مجلة الأحكام العدلية: يعني أنه يحكم بالظاهر فيما يتعذر الإطلاع عليه , باعتبار أن هذا الظاهر يدل على الباطن الذي يتعذر الإطلاع عليه وهو علة الحكم.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والخمسون: الرضا بالعيب القديم فيما اشتراه المشتري مسقط لخيار العيب , ولما كان الرضا أمراً باطناً خفياً أقام الشرع مقامه شيئاً ظاهرياً يدل عليه وربط به الحكم الشرعي وهو سقوط خيار العيب كما لو تصرف فيه تصرف المالك كاستعماله وايجاره ومداواته , وهذا ما نصت عليه المادة 344 من المجلة ونصها: بعد اطلاع المشتري على عيب في المبيع إذا تصرف فيه تصرف الملاك سقط خياره , مثلاً لو عرض المشتري المبيع للبيع بعد اطلاعه على عيب قديم فيه كان عرض المبيع للبيع رضا بالعيب فلا يرده بعد ذلك. اقامة الخلوة الصحيحة بالزوجة مقام الوطء في إلزام الزوج كل المهر لأن الوطء من الأمور الخفية , والخلوة الصحيحة دليل عليه فأقيمت مقامه.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 09:46]ـ
شرح القاعدة السادسة والخمسون: {لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه}
لا يعول على الظن الظاهر الواضح خطؤه , ولا يكترث به بل يعتبر كأن لم يكن ويبطل الحكم الذي بُنِي عليه.
من تطبيقات القاعدة السادسة والخمسون: لو أقر بطلاق زوجته ظاناً وقوع الطلاق بناءً على إفتاء المفتي فتبيَّن عدم وقوعه لم يقع. لو ظن أن عليه ديناً فظهر خلافه رجع بما أدى. لو أتلف مال غيره يظنه ماله ضمن. قول الفقهاء المشهور: كل من دفع ما ليس بواجب عليه على ظن وجوبه فلو استرداده قائماً أو استرداد مثله أو قيمته إن كان هالكاً كما لو دفع الأصيل الدين بعد أن دفعه وكيله أو كفيله وهو لا يعلم , فإنه يسترده.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - May-2008, مساء 02:11]ـ
شرح القاعدة السابعة والخمسون: {لا حجة مع الاحتمال الناشيء عن دليل}
ليس من البرهان المقبول ولا الاحتجاج المسموع الذي تثبت به الحقوق والادعاءات , إذا تطرق إلى هذا البرهان أو الاحتجاج احتمال وجود ما ينقضه أو يناقضه أو يضعفه إذا كان هذا الاحتمال ناشيء عن دليل مقبول لكونه دليلاً قطعياً أو ظنياً معتبراً شرعاً , فإن عري الاحتمال عن مثل هذا الدليل كان مجرد وهو وتوهم ولا عبرة في الوهم والتوهم كما جاء في القاعدة الأخرى.
من تطبيقات القاعدة السابعة والخمسون: لو أقر رجل لأحد ورثته بدين فإن كان في مرض موته لايصح ما لم يصدقه أحد الورثه وذلك لأن احتمال كون المريض قصد بهذا الاقرار حرمان سائر الورثة مستنداً إلى دليل وقوعه في المرض وأما إذا كان اقراره في حال الصحة جاز , لأنه إذا كان من المحتمل أن الموروث أراد حرمان سائر الورثة فذلك احتمال مجرد , ونوع من التوهم , فلا يمنع الاقرار في حال صحته.
لو باع الوكيل بالشراء مال موكله , أو اشترى الوكيل بالبيع مال موكله لنفسه لا يصح فيهما - أي في البيع والشراء - , وكذلك لو باع الوكيل بالبيع مال موكله ولو بثمن المثل ممن لاتقبل شهادتهم له كأبويه وأولادة وزوجته بدون تفويض من الموكل , وكل ذلك لتمكن التهمة في فعل الوكيل وقيام الدليل على ذلك الاحتمال وهو المحاباة لنفسه أو لمن لا تقبل شهادته له.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 08:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واصل ربي يحفظك
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[21 - May-2008, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله فيك ..
استمر ..
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 01:55]ـ
شرح القاعدة الثامنة والخمسون: {لا عبرة للتوهم}
الأحكام لا تبنى على الشك , فإنها لا تبنى على الوهم أولى , لأن الوهم أدنى رتبة من الشك , لأنه لا أساس له أصلاً وإنما هو مجرد وارد في الذهن من خاطر بشأن وجود شيء أو عدمه , فإذا ورد هذا الوهم على شيء ثابت شرعاً فلا يجوز الإلتفات إلى هذا الوهم الطارىء بل يجب طرحه والأخذ بما هو ثابت شرعاً.
من تطبيقات القاعدة الثامنة والخمسون: لو أحدث رجل في داره شباكاً أعلى من قامة الإنسان فليس لجاره أن يمنعه عن ذلك أو يطلب سده لتوهمه أنه ربما يضع سلماً وينظر إلى مقر نسائه.
إذا جرح شخص آخر ثم شفي المجروح من جرحه تماماً وعاش مدة ثم توفي , فادعى ورثته بأنه من الجائز أن يكون والدهم مات بتأثير الجرح فلا تسمع دعواهم , لأن ادعائهم من قبيل التوهم فلا اعتبار له ولا التفات إليه.
لو أثبت الورثة إرثهم بشهود قالوا: [لا نعلم له وارثاً غيرهم] يقضي لهم ولا عبرة باحتمال ظهور وارث آخر يزاحمهم , لأنه موهوم.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 09:43]ـ
شرح القاعدة التاسعة والخمسون: {الثابت بالبرهان كالثابت بالعيان}
المراد بالبرهان ما يثبت به الشيء أو الدعوى شرعاً وان كان اصطلاح الفقهاء في المراد بالبرهان أنه البينة الشخصية أي الشهادة العادلة , فالثابت بدليل الشرعي كالثابت بالدليل بالمشاهدة الحسية , فكما أن الشيء المشاهد بحاسة البصر يعتبر ثابتاً ثبوتاً لا يسع الإنسان مخالفته ولا إنكاره فكذلك الحال بالنسبة لما هو ثابت أو يثبت بالبينة الشخصية العادلة وبسائر الأدلة الشرعية التي تثبت بها الدعاوى والحقوق.
من تطبيقات القاعدة التاسعة والخمسون: إذا ثبت الدين للمدعي به بالبينة العادلة أو ثبت بها التصرف من بيع أو كفالة أو غيرها فإنه يحكم بموجب ما ثبت بهذه البينة كما لو ثبتت هذه التصرفات بالمشاهدة الفعلية الحسية.
إن المدعي عليه يلزم بإقراره إذا أقر لدى الحاكم , كذلك إذا ثبت قبلاً أنه أقر بالمدعي به واتضح ذلك بالبينة العادلة أو بسند فيه توقيع أو ختم خاليين من التزوير فيلزم حينئذٍ بهذا الإقرار.
يتبع بحول الله تعالى
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 07:08]ـ
واصل أخي نفع الله بك
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 02:55]ـ
شرح القاعدة الستون: {البينة على المدعي واليمين على من أنكر}
(البينة) في اصطلاح الفقهاء إذا أطلقوها فإنهم يريدون بها الشهادة باعتبار أنها أظهر من غيرها في إظهار الحق وإثباته , والحق أن البينة هي كل ما يبين الحق ويظهره , فلا يقتصر مفهومه على الشهادة , وهذا المعنى الواسع للبينة هو ما نريده ونفسر القاعدة في ضوئه.
فالمدعي هو المكلف بإقامة الدليل الذي يثبت به ادعاءه , والحكمة في إيجاب إقامة البينة على المدعي دون المدعي عليه أن جانب المدعي ضعيف لأن دعواه خلاف الظاهر بينما جانب المدعي عليه قوي لأنه يتمسك بأصل هو {الأصل براءة الذمة} , أي خلوها من أي حق للغير لأنه هكذا ولد , وعلى من يدعي خلاف ذلك فعليه الإثبات , ولقوة جانب المدعي عليه اكتفى منه بالحلف عند عجز المدعي إثبات ما يدعيه من حق , وإنكار المدعي عليه الحق المدعى به , فكان من الحكمة والعدل تكليف المدعي بإقامة الحجة القوية وهي (البينة) لأنها إذا كانت الشهادة , لا يجلب أصحابها - وهم الشهود العدول المقبولة شهادتهم - لأنفسهم نفعاً , ولا يدفعون عن أنفسهم ضرراً بشهادتهم فيقوى بها جانب المدعي.
وكذلك يقوى جانبه بأي نوع من أنواع البينة التي تثبت بها الحقوق , أما المدعي عليه فقد اكتفى منه عند إنكاره ادعاء المدعي وعجزه عن إثبات دعواه , حلف اليمين وهو حجة ضعيفة لأن الحالف بيمينه يجلب لنفسه نفعاً ويدفع عنها ضرراً , فيقوى بذلك جانبه القوي أكثر من السابق.
من تطبيقات القاعدة الستون: 1
1 لم يضع المؤلف تطبيقات على القاعدة الستون , وربما يكون ذلك بسبب الإسهاب في الشرح أو لعدم الحاجة والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 08:05]ـ
شرح القاعدة الحادية والستون: {البينة لإثبات خلاف الظاهر واليمين لإبقاء الأصل}
المراد بالظاهر الأصل , فالبينة تقام لإثبات خلاف هذا الأصل.
أما اليمين فقد شرعت لإبقاء الأصل على ما كان عليه من عدم أو وجود فإذا تمسك أحد المتخاصمين بما هو الأصل وعجز الآخر عن إقامة البينة على ما ادعاه من خلاف هذا الأصل يكون القول قول من يتمسك بالأصل بيمينه.
وذلك لأن الذي يدعي خلاف الظاهر لا يصدق بدون بينة تشهد له , وأما الذي يتمسك بالظاهر فإنما يتمسك بأصل مشهود له بالإعتبار فيصدق بيمينه لإبقاء هذا الأصل , مثلا لو ادعى ديناً على آخر وجب عليه إثباته بالبينة لأنه يدعي بخلاف الظاهر أي بخلاف {الأصل براءة الذمة} , وأما المدعي عليه المنكر فإنه يتمسك بهذا الأصل فالظاهر يشهد له فيصدق يمينه لإبقاء هذا الأصل {الأصل براءة الذمة}.
من تطبيقات القاعدة الحادية والستون: إذا ادعى أحدهما الطوع في العقود والإقرار وادعى الآخر الإكراه , فالبينة على مدعي الإكراه , لأن الأصل الطوع , فإدعاء الإكراه ادعاء بما يخالف الظاهر , ولا يمين على مدعي الطوع لإبقاء هذا الظاهر - الأصل - وهو الطوع لأنه هو الأصل في العقود والإقرار.
إذا ادعت المرأة عدم وصول النفقة والكسوة المقررتين لها في مدة مديدة فالقول قولها , لأن الأصل بقاؤها في ذمته , كالمديون إذا دفع الدين وأنكر الدائن فإن القول للدائن.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 02:51]ـ
شرح القاعدة الثانية والستون: {البينة حجة متعدية والإقرار حجة قاصرة}
أي إن الإقرار حجة على المقر فقط فلا يسري حكمه إلى غيره , أما البينة فهي حجة على من قامت عليه وعلى غيره أيضاً , وإنما كان الإقرار حجة على نفس المقر فقط لأن كونه حجة يبتني على زعمه , وزعمه ليس حجة على غيره. 1
من تطبيقات القاعدة الثانية والستون: لو اشترى شيئاً فاستحقه منه غيره بالحكم الشرعي , فإن كان استحقه بإقرار المشتري فليس للمشتري الرجوع على بائعه بالثمن لأن إقراره لا يسري على البائع , ولكن لو استحقه بالبينة رجع على بائعه بالثمن لأن حكمها - البينة - سري عليه أيضاً.
لو أقر الراهن بالمرهون لرجل فلا ينفذ إقراره على المرتهن بل لا بد للمقر له من إقامة البينة بوجه الراهن والمرتهن.
1 ذكر المؤلف أن هناك مستثنيات من القاعدة ومنها: لو أقر المؤجر بدين لا وفاء له إلا من ثمن العين المؤجرة فللدائن أن يبيعها وإن تضرر المستأجر بفسخ الإجارة.
من كان مؤجراً نفسه من الغير فأقر لآخر بدين فإنه يحبس , وإن تضرر المستأجر.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 05:13]ـ
واصل أخي شوقتنا جزاك الله خيرا
ـ[ساعي]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 05:10]ـ
واصل .... بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 11:31]ـ
شرح القاعدة الثالثة والستون: {لا حجة مع التناقض , ولكن لا يختل معه حكم الحاكم}
جاء في المادة 80 من المجلة التي وردت القاعدة فيها ما يبين المقصود من هذه القاعدة , فقد نصت المادة 80 المشار إليها {لاحجة مع التناقض , لكن لا يختل معه حكم الحاكم} , فلو رجع الشاهدان عن شهادتهما لا تبقى شهادتهما حجة , أما لوكان القاضي قد حكم بما شهدا به أولاً لا ينقض ذلك الحكم , وإنما يلزم الشاهدين ضمان المحكوم به.
ومن الواضح أن رجوع الشاهدين عن شهادتهما يفقدها حجيتها واعتبارها لوضوح التناقض فيها ولكن إذا ارتبط بها حكم الحاكم , فالحكم يمضي استقراراً للأحكام ولكن يحمل الشاهدان مسؤولية رجوعهما عن شهادتهما سواء كانت مسؤوليتها مالية لما سبباه من ضرر للمحكوم عليه , أو مسؤولية جزائية إذا أقرا بأن شهادتهما كانت شهادة زور فرجعا عنها.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والستون: 1
1 لم يذكر المؤلف تطبيقات على القاعدة , وربما إكتفى بما هو في الشرح والله أعلم.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 12:04]ـ
شرح القاعدة الرابعة والستون: {الخراج بالضمان}
قال الزركشي في معنى هذه القاعدة , التي هي حديث نبوي شريف كما قلناه 1: ما خرج من الشيء من عين ومنفعته وغلة , فهي للمشتري عوض ما كان عليه من ضمان الملك , فإنه لو تلف المبيع كان من ضمانه , فالغلة له ليكون الغنم في مقابلة الغرم.
وخلاصة معنى هذه القاعدة: إن الشيء الذي مؤنته على إنسان وإذا تلف يكون تلفه عائداً عليه , يقال لذلك الشيء إنه في ضمانه وبمقابلة هذا تكون منافعه خاصة به , سواء إنتفع به لنفسه أو تناولها بغلتها.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والستون:
أولاً: ما جاء في المادة 85 من مجلة الأحكام العدلية: {الخراج بالضمان} يعني من يضمن شيئاً لو تلف ينتفع به في مقابلة الضمان , مثلاً لو رد المشتري حيواناً بخيار العيب وكان قد استعمله مدة لا تلزمه أُجرته لأنه لو كان قد تلف في يده قبل الرد لكان من ماله أي إن خسارته كانت راجعة عليه.
ثانياً: إن الزيادة المنفصلة غير المتولدة من الأصل كالكسب والغلة لا تمنع الرد بالعيب , وتسلم للمشتري ولا يضر حصولها له مجاناً لأنها لم تكن جزءاً من المبيع فلم يملكها بالثمن وإنما ملكها بالضمان.
1 ذكر المؤلف أصل هذه القاعدة وهو حديث نبوي شريف أخرجه ابن ماجه في باب التجارات , عن عائشة رضي الله عنها , ولفظه: أن رجلاً اشترى عبداً فاستغله ثم وجد به عيباً فرده فقال: يارسول الله إنه قد استغل غلامي , فقال رسول الله (ص): {الخراج بالضمان} سنن ابن ماجه , ج3 , ص753 , رقم الحديث: 2243.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Jun-2008, مساء 01:34]ـ
شرح القاعدة الخامسة والستون: {الأجر والضمان لا يجتمعان}
الأجر بدل المنفعة , والضمان , المراد بضمان الشيء إعطاء مثله إن كان مثلياً , وقيمته إن كان قيماً , ومعنى القاعدة: إن ما يجب فيه ضمان لا تجب أجرة , لأن في الضمان معنى التمليك , فالضامن كالمالك , والمالك لا يدفع أجرة عما يملكه , فكذا الضامن , وعلى هذا من استأجر شيئاً ثم أتلفه بتعدٍ منه أو تقصير ضمن ما أتلفه بالمثل أو بالقيمة ولا أجرة عليه.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والستون: جاء في المادة 546 من مجلة الأحكام العدلية: لو اشتريت دابة الى محل معين فليس للمستأجر أن يذهب بتلك الدابة إلى محل آخر , فإن ذهب وتلفت الدابة يضمن.
ولا أجر عليه سواء هلكت الدابة أو سلمت أما في الصورة الأولى أي هلاك الدابة , فلأن الأجر والضمان لا يجتمعان وأما في الصورة الثانية - أي عدم هلاكها - فإنه استوفى منفعة بدون عقد وهي غير المنفعة المعقود عليها فكان غاصباً ومنافع المغصوب غير مضمونة إلا إذا كان وقفاً أو مال يتيم أو معداً للاستغلال.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 05:42]ـ
ذهب الكثيرأستمرفنحن في أنتظارك جزاك الله خيرا وزادك علما
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 03:25]ـ
شرح القاعدة السادسة والستون: {الجواز الشرعي ينافي الضمان}
أي ما جاز فعله أو تركه شرعاً لا يتحمل صاحبه المسؤولية عما صدر عنه , فلا يتحمل مثلاً تعويض ما أصاب الغير من ضرر نتيجة فعله أو تركه ما دام الشرع قد أذن له بهذا الفعل أو الترك.
من تطبيقات القاعدة السادسة والستون: ما جاء في المادة 91 من مجلة الأحكام العدلية: الجواز الشرعي ينافي الضمان فلو حفر إنسان في ملكه بئراً فوقع فيه حيوان رجل , وهلك لايضمن حافر البئر شيئاً.
ما جاء في المادة 795 من المجلة: يرد المستودع الوديعة ويسلمها بذاته أو على يد أمينة , وإذا أرسلها أو ردها بواسطة أمينة فهلك أو ضاعت قبل وصولها للمودع بلا تعد ولا تقصير فلا ضمان.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 03:28]ـ
ذهب الكثير أستمرفنحن في أنتظارك جزاك الله خيرا وزادك علما
جزاكم الله خيراً أخي على الدعاء وإن شاء الله تعالى سوف تتسارع وتيرة النسخ بلا إنقطاع
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 10:55]ـ
شرح القاعدة السابعة والستون: {الغرم بالغنم}
جاء معنى القاعدة في المادة 87 من مجلة الأحكام العدلية ونصها: الغرم بالغنم يعني أن من ينال نفع شيء يتحمل ضرره.
وهذه القاعدة أفادت عكس ما أفادته قاعدة {الخراج بالضمان} فإن من يحصل على منافع شيء يتحمل تكاليفه ومؤونة مستلزمات بقائه.
من تطبيقات القاعدة السابعة والستون:
المادة 1318 من مجلة الأحكام العدلية: إذا حصل للحائط المشترك بين جاريين وهن وخيف سقوطه وطلب أحدهما نقضه وامتنع الآخر فيجبر على النقض والهدم بالإشتراك.
المادة 1322: كري النهر المملوك المشترك على أصحابه أي على من له حق الشرب لايشاركهم في مؤونة الكري والإصلاح أصحاب حق الشفعة.
ومن تطبيقات القاعدة أيضاً؛ أن الشركاء في شركة الأموال يتحملون الخسارة والربح بنسبة حصصهم في مال الشركة , ويتحمل الشركاء في العقار المشترك نفقات ترميمه بنسبة حصصهم فيه كما يقتسمون غلته بنسبة حصصهم فيه , وأجور تسجيل بيع العقار في دائرة التسجيل العقاري يتحملها المشتري , لأنه هو الذي ينتفع بهذا التسجيل فيتحمل نفقاته , ونفقة العارية على المستعير لأن منفعتها له , وكذا تعمير منزل الوقف المشروط للسكن لا يلزم غلة الوقف بل يلزم من له السكن لأن منفعة السكن لهم فيتحملون تعميره , والظاهر أنهم يتحملون الترميمات التي يحتاجها المنزل من حين إلى آخر , وليس المقصود بناء أو إعادة بناء منزل الوقف.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أسماء]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 12:29]ـ
جزاكم الله خيراً أخي على الدعاء وإن شاء الله تعالى سوف تتسارع وتيرة النسخ بلا إنقطاع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ و في جهدك القيم جعله ربي في ميزان حسناتك
و حبذا لو يكون المواصل أيضا مع موضوع http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12692
و إني لك من الشاكرين
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 05:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ و في جهدك القيم جعله ربي في ميزان حسناتك
و حبذا لو يكون المواصل أيضا مع موضوع http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12692
و إني لك من الشاكرين
إن شاء الله بعد الإنتهاء من هذا الموضوع حتى لايتشتت الجهد المتواضع وبارك الله فيكم
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 05:48]ـ
شرح القاعدة الثامنة والستون: {إذا اجتمع المباشر والمتسبب يضاف الحكم إلى المباشر} 1
إذا اجتمع المباشر للفعل , أي الفاعل له بالذات , والمتسبب له أي المفضي والموصل إلى وقوعه يضاف الحكم إلى المباشر , لأن الفاعل هو العلة المؤثرة , والأصل في الأحكام أن تضاف إلى عللها المؤثرة لا أسبابها الموصلة لأن تلك أقوى وأقرب , إذا المتسبب هو الذي تخلل بين فعله والأثر المترتب عليه - من تلف أو غيره - فعل فاعل مختار فكان أقرب لإضافة الحكم إليه من المتسبب.
من تطبيقات القاعدة الثامنة والستون: إذا اجتمع المباشر والمتسبب يضاف الحكم إلى المباشر , مثلاً لو حفر بئراً في الطريق العام فألقى رجلٌ حيوان آخر في تلك البئر.
وكذلك إذا حفر بئراً في طريق العامة فألقى نفسه في البئر لا ضمان على الحافر.
وكذا لو فتح باب غيره فدخل آخر وسرق البيت فالضمان على السَّارق لأنه مباشر لا على فاتح الباب لأنه متسبب.
1 ذكر المؤلف استثناء من القاعدة: لو دلَّ المودع السارق على الوديعة فإنه يضمن لتركه الحفظ.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 10:55]ـ
شرح القاعدة التاسعة والستون: {المباشر ضامن وإن لم يتعمد}
جاء في المادة 887 من المجلة: الإتلاف مباشرة هو إتلاف الشيء بالذات من غير أن يتخلل بين فعل المباشر والتلف فعل آخر.
فالمباشر هو الذي يلي الفعل بنفسه , فإنه يضمن الضرر الذي يتولد عن فعله سواء كان عن قصد منه أو لم يكن , كمن رمى صيداً بسهم فأصاب إنسان معصوم الدم فقتله فإنه يضمن ديته , وإنما كان الحكم كما ذكرنا لأن الخطأ يرفع عنه إثم مباشرة الإتلاف ولا يرفع عنه ضمان ما أتلفه بعد أن كان مباشراً للإتلاف , ولأن المباشرة علة صالحة وسبب مستقل للإتلاف فلا يصح عدم التعمد سبباً مسقطاً للحكم.
من تطبيقات القاعدة التاسعة والستون: إذا أتلف واحد مال غيره الذي في يده أو في يد أمينة قصداً أو من غير قصد يضمن.
إذا زلق واحد فسقط فأتلف مال آخر ضمنه , ولو كان زلق رغماً عنه لأن الإتلاف هنا حدث بفعله المباشر , والمباشر ضامن وإن لم يتعمد.
لو أتلف واحد مال غيره على ظن منه أنه ماله يضمن ... , لأن الجهل وإن أعفاه من الإثم لا يعفيه من الضمان لأنه حق العبد فلا يتوقف على عمده وقصده
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 02:22]ـ
شرح القاعدة السَّبعون: {المتسبب لا يضمن إلا بالتعمد}
المتسبب هو من يسبب تلف الشيء بعمله أمراً يفضي إلى إتلافه , فهو لا يضمن إلا إذا كان متعمداً.
وقد عرّفت المادة 888 من المجلة الإتلاف بقولها: الإتلاف تسبباً هو التسبب في تلف شيء , يعني أن يحدث في شيء ما يفضي عادة إلى تلف شيء آخر ويقال لفاعله متسبب , فإن من قطع حبل قنديل معلق يكون سبباً مفضياً لسقوطه على الأرض وانكساره , ويكون حينئذ قد أتلف الحبل مباشرة وكسر القنديل تسبباً , وكذلك إذا شق واحد ظرفاً فيه سمن وتلف ذلك السمن يكون قد أتلف الظرف مباشرة والسمن تسبباً.
من تطبيقات القاعدة السَّبعون:
أولاً: نصت المادة 923 من مجلة الأحكام العدلية: لو جفلت دابة واحد من الآخر وفرت فضاعة لا يلزم الضمان , أما إذا أجفلها قصداً فإنه يضمن , وكذا لو جفلت الدابة من صوت البندقية التي رماها الصياد قصداً للصيد فوقعت وتلفت أو انكسر أحد أعضائها لا يلزم الضمان , وأما إذا كان الصياد قد رمى البندقية قاصداً إجفالها فإنه يضمن.
ثانياً: نصت المادة 922: لو أتلف مال آخر أو نقص قيمته تسبباً يعني لو فعل ما كان سبباً مفضياً إلى تلف مال أو نقصان قيمته كان ضامناً .. وكذا لو سد واحد ماء أرض لآخر أو ماء روضته ويبست مزوعاته ومغروساته وتلفت , أو أفاض الماء بزيادة ففرغت المزروعات , وتلفت كان ضامناً , وكذا لو فتح واحد باب اصطبل لآخر وفرت حيواناته وضاعت أو فتح باب قفصه وفر الطير الذي كان فيه فإنه يضمن.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 01:00]ـ
إن شاء الله بعد الإنتهاء من هذا الموضوع حتى لايتشتت الجهد المتواضع وبارك الله فيكم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم جعله ربي في ميزان حسناتكم
كان الله في عونك
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 10:48]ـ
شرح القاعدة الحادية والسبعون: {يضاف الفعل إلى الفاعل لا إلى الآمر ما لم يكن مجبراً} 1
يضاف الفعل إلى الفاعل أي ينسب حكمه إلى الفاعل لأن الشرع يبحث عن أفعال المكلفين من حيث ما يثبت لها من أحكام لا من حيث ذواتها , لأن الفاعل هو العلة للفعل , و لا ينسب الفعل إلى الآمر به , لأن الأمر بالتصرف في ملك الغير باطل , ومتى بطل الأمر لم يضمن الآمر , ولأن الأمر من الآمر قد يكون سبباً والفاعل علة , والأصل في المعلولات أن تضاف إلى عللها لأنها هي المؤثرة فيها ولا تضاف إلى أسبابها لأنها موصلة إليها في الجملة والموصل دون المؤثر.
ثم إنما ينسب حكم الفعل إلى الفاعل دون الآمر ما لم يكن الآمر مُجْبِراً أو مُكْرِهاً للفاعل على الفعل , فإن كان مكرهاً له عليه فحينئذ تنسب ما يمكن نسبته من حكم الفعل إليه لا إلى الفاعل , لأن الفاعل بالإكراه صار كالآلة في يد المكره.
من تطبيقات القاعدة الحادية والسبعون2: لو أمر إنسان غيره بإتلاف مال أو تعييبه أو بقطع عضو محترم , أو بقتل نفس معصومة ... ففعل ... فالضمان هو القصاص على الفاعل لا على الآمر , إلا إذا كان الآمر مُجبِراً و مُكرِهاً للفاعل على الفعل , فالضمان والقصاص يكونان على حينئذٍ إذا كان إكراهه ملجئاً , ومن الإكراه المعتبر ها هنا أيضاً ... ما إذا كان الآمر سلطاناً فإن أمره للمأمور إكراه , ولو كان المأمور مجنوناً أو غير بالغ ففعل ما فيه ضمان فالضمان عليهما , ويرجعان على الآمر , إن كان بالغاً عاقلاً , أما إذا كان صغيراً أو غير عاقل فلا رجوع لهما عليه.
1ذكر المؤلف مستثنيات من القاعدة منها: لو أمر أجيره الخاص برش الماء في فناء دكانه فرش كما أمره , فما تولد منه فضمانه على الآمر , ولو كان الرش بغير أمره لكان الضمان على الراش.
2ذكر المؤلف أيضاً أن في مسائل القاعدة ضابط: والضابط في مسائل القاعدة , وما يصح الإستثناء فيها وما لايصح هو: كل ما لا يصح فيه الأمر فالضمان على المأمور لا الآمر , وكل موضع يصح فيه الأمر فيجب الضمان على الأمر
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 05:11]ـ
واصل فلاتكل فنحن في الأنتظار جزيت خيرا وكفيت شرا
ـ[شرياس]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 10:56]ـ
شرح القاعدة الثانية والسبعون: {لا يجوز لأحد أن يتصرف في ملك الغير بلا إذنه}
ملك الغير محترم فلا يجوز انتهاك حرمته بالتصرف فيه بلا إذن صاحبه , وعلى هذا لا يجوز استعمال المال المشترك من قبل الشريك بلا إذنه ولا استعمال حائط الجدار بلا إذنه , والإذن قد يكون صراحة وقد يكون دلالة , فالصريح كتوكيل شخص آخر في بيع داره , والإذن دلالة كما في ذبح الراعي شاة مشرفة على الهلاك , ويقوم مقام الإذن , الوكالة , والولاية والوصاية على مال الغير , فإن تصرف الإنسان في ملك غيره بلا إذن ولا صفة تبيح له التصرف , فتصرفه في ملك الغير لا يجوز شرعاً ويعتبر باطل في أحكام القضاء.
من تطبيقات القاعدة الثانية والسبعون:
جاء في المادة 1075 من مجلة الأحكام العدلية: كل من الشركاء في شركة الملك أجنبي في حصة سائرهم فليس أحدهم وكيلاً عن الآخر ولا يجوز له من ثم أن يتصرف في حصة شريكه بدون إذنه.
وجاء في المادة 446 من المجلة: يلزم أن يكون الآجر متصرفاً فيما يؤجر هو أو وكيله أو وليه أو وصيه.
فهذه المادة بينت شروط نفاذ الإجارة , وهي أن يكون المؤجر مالكاً لما يؤجره أو متصرفاً به نيابة عن المالك كالوكيل أو بإذن منه كالمستأجر أو بولاية من قبل الشرع كالأب والوصي.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 01:32]ـ
شرح القاعدة الثالثة والسبعون: {الأمر بالتصرف في ملك الغير باطل} 1
كما لا يجوز التصرف في ملك الغير بلا إذن منه ولا وكالة منه , ولا ولاية عليه , لا يصح أيضاً الأمر بالتصرف فيه بدون ما ذكرنا من إذن أو وكالة أو ولاية , ويكون الضمان على المأمور لا على الآمر مالم يكن مجبراً , لأن أمر الآمر في هذه الحالات لا يجاوز أن يكون مشورة وهي غير ملزمة للمأمور ولا تصلح أن تكون مسنداً لتبرير عمله وخلاصه من المسؤولية والضمان.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والسبعون: جاء بالدراهم ليدفعها إلى دائنه فقال له الدائن ألقها في البحر ففعل فإنها تهلك على المديون لأنه لما كان الدائن لم يقبضها لم تصر ملكه فلم يصح الأمر.
لو أمر غيره بأن يأخذ متاع غيره ويحرقه أو يلقيه في البحر أو يأمره بتهديم بيته فالضمان على الفاعل لا على الآمر إلا إذا كان الفاعل مجبراً - مكرهاً - فالضمان على الآمر.
1ذكر المؤلف أن للقاعدة مستثنيات ومنها: ما لو ظهر حريق وخشي من تعديه فيجوز لأولياء الأمر أن يأمروا بهدم البيوت المجاورة له منعاً لسريانه ولا ضمان على من قام بالهدم.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 01:39]ـ
تنبيه: بخصوص المستثنيات من القاعدة , فإنها وردت في العديد من القواعد لكن لم أهتم بكتابتها إلا مؤخراً , فلا يعني عدم كتابتها من قبل أنها لم ترد في الكتاب.
ـ[شرياس]ــــــــ[21 - Jun-2008, مساء 06:44]ـ
شرح القاعدة الرابعة والسبعون: {تبدل سبب الملك قائماً مقام تبدل الذات}
إذا تبدل سبب ملك شيء فإن ذلك الشيء يعتبر متبدلاً حكماً , وإن لم يتبدل هو حقيقة.
وأساس هذه القاعدة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم , ففي رواية مسلم عن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: أدت بريرة إلى النبي (ص) لحماً تُصِدّقَ به عليها فقال {هو لها صدقة ولنا هدية}.
وقد قال الإمام النووي في تعليقه على هذا الحديث وأمثاله: باب إباحة الهدية للنبي (ص) ولبني هاشم وبني المطلب وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدق وبيان أن الصدقة إذا قبضها المتصدق عليه زال عنها وصف الصدقة وحلت لكل أحد ممن كانت الصدقة محرمة عليه.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والسبعون: لو وهب لغيره العين الموهوبة له ثم عادت إليه بسبب جديد بأن باعها منه أو تصدق بها عليه , فأراد الواهب أن يرجع بهبته لا يملك ذلك , لأن الموهوب له لما أخرج بالموهوب من ملكه ثم عاد إليه بسبب ملك جديد كشرائه , فكأنما تملك عيناً جديدة غير التي وهبها له الواهب فلا يملك الرجوع فيها.
الفقير إذا أخذ زكاة أو صدقة ثم وهبها لغني أو هاشمي حل ذلك المال لهما لتبدل العين بتبدل سبب الملك.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 02:31]ـ
شرح القاعدة الخامسة والسبعون: {جناية العجماء جُبار}
((جناية العجماء)) أي ما تحدثه البهيمة من الأضرار في النفس أو المال ((جُبار)) أي يعتبر هدراً لا ضمان فيه على صاحبها إذا لم يصدر منه تعدٍ أو تقصير , فلو ربط شخص فرسه في المحل المعد لها فأتلفت فرساً آخر مربوط بجنبها فلا ضمان على صاحبها , ولكن لو أطلق شخص دابته في زرع الغير أو رآها فيه ولم يطلقها هو فيه ولم يمنعها ولم يحجزها عن الزرع حتى أتلفته فإنه يضمن في الحالتين لأنه في الأولى متعدي وفي الثانية مقصر في حفظها.
وأساس هذه القاعدة الحديث النبوي الشريف الذي ورد بلفظ {العجماء جرحها جبار} قال ابن دقيق العيد في شرح الحديث: الجُبار الهدر , وما لا يضمن , والعجماء: الحيوان البهيم.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والسبعون:
أولاً: ما جاء في المادة 939 من مجلة الأحكام العدلية: إذا ربط شخصان دابتين في محل لهما في حق الربط فأتلفت إحدى الدابتين الدابة الأخرى , فلا يلزم الضمان.
ثانياً: جاء في المادة 930: لا يضمن صاحب الدابة إذا لطمت بيديها أو رأسها أو ذيلها أو رفست برجلها فأضرت بواحد حال كونها في ملكه راكباً كان أو لم يكن , وإنما لم يضمن لأنه متسبب وليس مباشر وليس بمتعدٍ في تسيرها في ملكه.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 05:30]ـ
شرح القاعدة السادسة والسبعون: {من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه}
بُنِيَت هذه القاعدة على أساس السياسة الشرعة وأصل سد الذرائع المفضية إلى المفاسد , ومعنى القاعدة: أن من استعجل الحصول على شيء قبل حلول وقت سببه الشرعي وذلك بسلوكه وسائل غير مشروعة أصلاً , أو مشروعة في الظاهر و لكن بقصد غير مشروع فإنه يحرم من الحصول على ذلك الشيء عقاباً له أو معاملة له بعكس قصده السيء.
من تطبيقات القاعدة السادسة والسبعون: قَتْل الوارث مورثه يحرمه من الميراث لاستعجاله الحصول عليه بارتكابه وسيلة غير مشروعه وهي قتل موروثه , فقد جاء في الحديث الشريف {لا يرث القاتل}.
قتل الوارث الموصى له الموصي يحرمه من الوصية قياساً على حرمان الوارث من الميراث إذا قتله مورثه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 05:50]ـ
شرح القاعدة السابعة والسبعون: {من سعى في نقض ما تم من جهته فسعيه مردود عليه}
أي من سعى في إبطال ما تم إبرامه من جهته فسعيه مردود عليه ولا يؤثر فيما تم , لأن في سعيه الجديد يكون متناقضاً مع ما كان قد أتمه وأنجزه والتناقض يمنع سماع الدعوة.
من تطبيقات القاعدة السابعة والسبعون: نصت القاعدة 79 من مجلة الأحكام العدلية ((المرء مؤاخذ باقراره)) وأكدت هذا المعنى القاعدة 1587 من المجلة جاء فيها: يلزم الرجل باقراره بموجب المادة 79 وعلى هذا إذا ادعى المقر أنه أخطأ في اقراره فلا يسمع منه ذلك , وكذلك إذا أقر بأنه لا حق له في ذمة فلان ثم عاد وادعى أن له في ذمة فلان هذا كذا مبلغ , لا يسمع ادعاؤه إلا إذا أثبت أن هذا الحق ثبت له بعد إقراره.
ومنها مبادرة أحد الورثة بقسمة التركة مع بقية الورثة , وبعد تمام القسمة ادعى أن عيناً من أعيانها هي ملك له وأراد إعادة القسمة , لا يقبل ذلك منه فقد نصت المادة 1656 من مجلة الأحكام العدلية: البدار - أي الإسراع - إلى تقسيم التركة إقرار بكون المقسوم مشتركة ومن ثم لو ادعى بعد القسمة بأن المقسوم ملكه كان متناقضاً , مثلاً لو ادعى أحد الورثة بعد تقسيم التركة بأنني كنت اشتريت أحد هذه الأعيان المقسومة من الميت أو كان الميت قد وهبه وسلمه لي في حال صحته لا تسمع دعواه.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 08:29]ـ
شرح القاعدة الثامنة والسبعون: {الحدود تدرأ بالشبهات} 1
أصل القاعدة: الحديث النبوي الشريف عن عائشة رضي الله عنها قالت , قال رسول الله (ص) {إدرؤا الحدود عن المسلمين ما استطعتم , فإن كان له مخرج فخلوا سبيله , فإن الإمام أن يخطأ في العفو خير من أن يخطأ في العقوبة} تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي [ج4 , ص 686 - 689]
معنى الشبهة: الشبهة في اللغة تعني الإلتباس , وقيل الشبهة ما يشبه الثابت وليس بثابت , وفي الشرع ما التبس أمره فلا يعرف أحلال هو أم حرام , وحق هو أم باطل.
وفي المغني لابن قدامة الحنبلي: الشبهة تعني وجود المبيح صورة مع انعدام حكمه أو حقيقته.
نتائج الأخذ بالقاعدة:
والأخذ بقاعدة إدرؤا الحدود بالشبهات , سقوط الحد عن الفاعل وقد يعزر الفاعل في بعض الحالات كما في سرقة الأب من مال ولده , يسقط عنه حد السرقة ولكنه يعزر , ومن يأتِ زوجته في دبرها يدرأ عنه الحد للشبهة في المحل ولكنه يعزر وكذا من يأتِ زوجته وهي حائض.
من تطبيقات القاعدة الثامنة والسبعون: سقوط حد القذف , يقذف من شهد أربعة بزناها وأربعة أنها عذراء , لاحتمال صدق شهود الزنا وأنها عذراء لم تزل بكارتها بالزنا , وسقط عنها الحد لشبهة البكاره.
لو ادعى كون المسروق ملكه , سقط الحد , ولو لم يثبت ادعاؤه.
ومنها رجوع المقر بالزنا عن اقراره.
1ذكر المؤلف أنواع عديدة من الشبهات في الشرح ولكن للإختصار لم أذكرها
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 02:08]ـ
شرح القاعدة التاسعة والسبعون: {إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام} 1
هذه القاعدة يشمل حكمها حالتين (الأولى) أن يجتمع الحلال والحرام , و (الثانية) أن يتقابل الدليلان - دليل التحريم ودليل التحليل - في حكم المسألة.
حكم القاعدة في الحالة الأولى: والحكم فيها النظر إلى الأكثر والغالب من الحلال و الحرام فيكون حكم الأكثر هو حكم الكل , وإن غلب الحرام عليه بحيث يندر الخلاص منه لم تجز معاملته مثل أن يقر إنسان أن في يده ألف دينار كلها حرام إلا ديناراً واحداً , فهذا لا تجوز معاملته بدينار لندرة الوقوع في الحلال , كما لا يجوز الإصطياد إذا اختلطت حمامة برية بألف حمامة بلدية.2
حكم القاعدة في الحالة الثانية: وفي هذه الحالة إذا تعارض دليلان أحدهما يقتضي التحريم والآخر الإباحة قدم دليل التحريم , ومن ثم قال عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما سئل عن الجمع بين أختين بملك يمين: أحلتها آية وحرمتها آية , والتحريم أحب إلينا.
من تطبيقات القاعدة التاسعة والسبعون: لو شارك كلب المعلم غير المعلم في الصيد حرم ما يقتلانه من صيد , أو شارك كلب مجوسي أو كلب لم يذكر عليه اسم الله عمداً حرم ما يقتلانه من الصيد.
ومنها ما لو أسلم على أكثر من أربع زوجات فإنه يحرم عليه الوطء قبل الاختيار.
1ذكر المؤلف أن للقاعدة عدّة مستثنيان منها: لو اختلط حمام مملوك بمباح لا ينحصر جاز الصيد , ولو كان المملوك غير محصور عند الشافعية , ومنها أيضاً: لو اعتلفت الشاة علفاً حراماً لم يحرم لبنها ولحمها ولكن تركه ورع.
2ذكر المؤلف أن الاحتياط يقضي بتغليب الحرام وإن لم يكن هو الأكثر لحديث {دع ما يريبك إلى ما لا يريبك} أخرجه الترمذي
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 12:52]ـ
شرح القاعدة الثمانون: {الأصل في الأبضاع التحريم}
المقصود بالأبضاع: الفروج , وهو جمع بضع وهو الفرج , كناية عن النساء والنكاح , أي أن الأصل في وطء النساء هو الحظر أي التحريم , ولا يباح إلا بعقد النكاح الصحيح أو بملك اليمين , وإنما أبيح بهذين الطريقين أو السبيلين إبقاءً للنسل أي لبني آدم على نحو يليق بهم , لا كما تتكاثر الحيوانات ويبقى نوعها , من أجل ذلك إذا تعارض في امرأة دليل الحل ودليل الحرمة غلب دليل الحرمة عملاً بالقاعدة التي سبقت وهي {إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام} , ولهذا أيضاً لا يجوز التحري في الفروج , لأنه يجوز في كل ما جاز للضرورة والفروج لا تحل للضرورة.
من تطبيقات القاعدة الثمانون: إذا اختلطت محرمة بنسب أو رضاع بنسوة محصورات , حرم عليه نكاح إحداهن ما دام لم يتيقن أيتهن هي المحرمة.
من أحد أبويها كتابي والآخر مجوسي أو وثني , لا يحل نكاحها ولا ذبيحتها ولو كان الكتابي هو الأب في الأظهر عند الشافعية تغليباً لجانب التحريم ولأن {الأصل في الأبضاع التحريم}.
لو أن رجلاً له أربع جواري أعتق واحده منهن ثم نسيها فلم يدرِ أيتهن أعتق لم يسعه أن يتحرى للوطء ولا البيع , وكذلك إذا طلق إحدى نسائه بعينها ثلاثاً ثم نسيها , وكذلك إن طلقهن إلا واحدة لم يسعه أن يقربها حتى يعلم أنها غير المطلقة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 01:21]ـ
شرح القاعدة الحادية والثمانون: {الأصل في الأشياء الإباحة}
إن القاعدة في الأشياء من جهة الإنتفاع بها هي الإباحة أي إباحة الانتفاع لها , وتناولها على الوجه الملائم للانتفاع بها فتشمل القاعدة كل ما لم يرد بشأنه شيء محدد أي دليل خاص به لأن ما جاء دليل شرعي خاص به لا تظهر حاجة بالرجوع إلى هذه القاعدة لمعرفة حكمه.
من تطبيقات القاعدة الحادية والثمانون: الحيوان المشكل أمره من جهة معرفة حكمه من حيث الحل والحرمة , يعتبر حلالاً أكله كالزرافة مثلاً بناءً على هذه القاعدة.
لو دخل برجه حمام وشك هل هو مباح أو مملوك , يحمل على الإباحة.
ويتخرج على هذه القاعدة العقود والتصرفات التي لم يرد نص صريح بجوازها ولا بتحريمها , وليس فيها شبهة الربا والضرر , فإنها تعتبر مباحة عملاً بهذه القاعدة , {الأصل في الأشياء الإباحة}
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 01:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخ شرياس جهد مبارك ان شاء الله
لو اضفت لكل قاعدة دليلها من الكتاب والسنة لكان خير على خير ثم تختصركتاب الوجيز فيصبح مؤلف بقلم شرياس (إبتسامة)
جزاك الله الجنة
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخ شرياس جهد مبارك ان شاء الله
لو اضفت لكل قاعدة دليلها من الكتاب والسنة لكان خير على خير ثم تختصركتاب الوجيز فيصبح مؤلف بقلم شرياس (إبتسامة)
جزاك الله الجنة
اضافة الدليل تعني نسخ الكتاب فهو مختصر للغاية بارك الله فيك
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:25]ـ
المقصد أن الإخوة يستفيدون من ذكر القاعدة ودليلها ومثال عليها هكذا أفضل وسواءاً ان كان نقل الكتاب او جُل الكتاب هذا امر اخر بارك الله فيك وفي الجملة جزاك الله خير جهد مبارك
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:33]ـ
شرح القاعدة الثانية والثمانون: {ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب}
إن ما يتوقف عليه أداء الواجب يكون واجباً بنفس الأمر الذي ثبت به أصل الواجب.1
من تطبيقات القاعدة الثانية والثمانون: الأمر بالحج يقتضي السفر إلى مكة لأداء واجب الحج فيكون هذا السفر واجباً بنفس الأمر بالحج لأن أداء واجب الحج لا يتم إلا بهذا السفر.
ومنها الأمر باعداد القوة الكافية من قبل الأمة , الثابت يقوله تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِن قُوَّةٍ ... } سورة الأنفال الآية 60 , لا يتم هذا الواجب إلا بتعلم العلوم التي استحدثت وظهرت وتقدمت في مجال الصناعة والفيزياء والكيمياء وصناعة الأسلحة المختلفة , فيكون تعلم هذه العلوم واجباً كفائياً , بنفس الأمر القاضي بوجوب إعداد القوة الكافية.
1إختصر المؤلف شرح معنى القاعدة لأنه مهّد لذلك الشرح وذكر كذلك أقسام ما يتوقف عليه إيجاد الواجب.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:43]ـ
تنبيه: الموضوع كان في الأصل دعوة لحفظ مائة قاعدة فقهية مأخوذة من كتاب ((الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية)) للدكتور عبدالكريم زيدان , ولهذا اكتفيت فقط بذكر القواعد المائة دون أي شرح , وعلى هذا يكون الموضوع قد انتهى عند نسخ القاعدة المائة , ولكن وددت أن يكون النفع أكثر فأوردت شرحا مختصراً وأمثلة منتقاه من الكتاب المذكور لا أكثر ولا أقل , أما من أراد الإستزادة فعليه بالرجوع إلى الكتاب , وسوف يجد الكثير الكثير من الفوائد التي لم أذكرها في هذا الموضوع الذي كتبته أصلا كدعوة للحفظ لا أكثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:50]ـ
رابط الكتاب المذكور
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6869
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 11:49]ـ
جزاك الله خير مجهود جداً رائع
ـ[شرياس]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 02:52]ـ
شرح القاعدة الثالثة والثمانون: {الخروج من الخلاف مستحب}
إن استحباب الخروج ليست لثبوت سنة خاصة فيه بل لعموم الاحتياط والاستبراء للدين , وهو مطلوب شرعي مطلقاً , فكان القول بأن الخروج أفضل ثابت من العموم واعتماده من الورع المطلوب شرعاً.
ويتحقق الخروج المستحب باجتناب ما وقع الخلاف في تحريمة وبفعل ما اختلف بوجوبه , فقد قال الإمام الزركشي في قواعده تحت عنوان (الخلاف) يستحب الخروج منه باجتناب ما اختلف في تحريمه , وفعل ما اختلف في وجوبه ... 1.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والثمانون: استحباب الدلك في الطهارة واستيعاب الرأس بالمسح في الوضوء , وترك صلاة الأداء خلف القضاء وعكسه , والقصر في سفر يبلغ ثلاثة مراحل وتركه فيما دون ذلك وللملاح الذي يسافر بأهله وأولاده.
ومنها ينتدب الإتيان بالمضمضة والإستنشاق في غسل الجنابة وفي الوضوء باعتبار وجوبها عند الحنيفية في غسل الجنابة , ووجوبها عند الحنابلة في الجنابة والوضوء , وكذلك استحباب الغسل من ولوغ الكلب سبع مرات مراعاة لمذهب الحنابلة , وكذلك التبييت في نية صوم النفل فإن مذهب المالكية وجوبه.
1ذكر المؤلف أن هناك جملة من الشروط لاستحباب الخروج من الخلاف وذكر منها ثلاثة شروط وهي: أن لا تؤدي مراعاة الخلاف إلى مخالفة سنة ثابتة , وأن يكون دليل الخلاف قوياً , وأن لا توقع مراعاته في خلاف آخر مثل القول بأن فصل الوتر أفضل من وصله.
كما ذكر المؤلف أيضاً أنه يستحب ترك المستحب تأليفاً للقلوب.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 03:20]ـ
شرح القاعدة الرابعة والثمانون: {الميسور لا يسقط بالمعسور}
تعني هذه القاعدة أن من كلف بشيء من أمور الدين فقدر على بعضه وعجز عن بعضه فإنه يأتي بما قدر عليه ويسقط عنه ما عجز عنه , فلا يسقط عنه ما قدر عليه بما عجز عنه لقوله سبحانه وتعالى: {لاَ يُكَلِفُ اللَّه نَفْساً إلا وُسْعَها ... } ولقوله (ص): {إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم}
وقال غير واحد من العلماء: إن هذا الحديث الشريف هو أصل هذه القاعدة وأساسها , وقال ابن حجر الهيثمي رحمه الله , في شرحه لهذا الحديث: وهذا من قواعد الإسلام المهمة , مما أوتيه (ص) من جوامع الكلم , لأنه يدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام , وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة , وهي شواهد ودلائل على القاعدة , بل تعتبر أصلاً وأساساً , منها حديث الإمام البخاري عن عمران بن حصين وفيه: { ... صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب ... }
وحديث الإمام البخاري في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله (ص): {من رأى منكم منكراً فيغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان}.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والثمانون: إذا كان مقطوع بعض الأطراف يجب غسل الباقي جزماً.
القادر على بعض السترة يستر به القدر الممكن جزماً.
القادر على بعض الفاتحة يأتي بها بلا خلاف.
إذا كان محدثاً وعليه نجاسه , ولم يجد إلا ما يكفي أحدهما , عليه غسل النجاسة قطعاً.
لو عجز عن الركوع والسجود دون القيام لزمه القيام بلا خلاف عند الشافعية.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 10:34]ـ
شرح القاعدة الخامسة والثمانون: {لا يجوز لأحد أن يأخذ مال أحد إلا بسبب شرعي}
لا يجوز في حكم الشرع لأحد أن يأخذ مال غيره بلا مبرر شرعي يجيز له الأخذ , وحتى لو أخذه على ظن أنه ملكه وجب عليه رده عيناً إن كان قائماً وإلا فيضمن قيمته إن كان قيمياً , ومثله إن كان مثلياً , لأن النسيان ليس عذراً في حقوق العباد , هذا وإن السبب الذي يبيح أخذ مال الغير هو ما كان شرعي في الظاهر والباطن.
أما إذا كان شرعياً في الظاهر فقط , وفي الباطن غير شرعي لأن آخذ مال الغير لا يستحقه في الحقيقة, فهذا لا يجوز له أخذه ديانة وإن حكم له القاضي به لحديث رسول الله (ص): {إنما أنا بشر وإنكم لتختصمون إليَّ فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض , فأقضي له على نحو ما أسمع , فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها}.
من تطبيقات القاعدة الخامسة والثمانون: المادة 890 من المجلة: يلزم رد المغصوب وتسليمه إلى صاحبه في مكان الغصب إن كان موجوداً.
المادة 891 من المجلة ونصها: كما إن الغاصب يضمن إذا استتهلك المال المغصوب كذلك إذا تلف أو ضاع بتعديه أو بدون تعدية يضمن أيضاً , فإن كان من القيمات يلزم الغاصب قيمته في زمان الغصب ومكانه , وإن كان من المثليات يلزمه إعطاء مثله.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 05:16]ـ
القاعدة السادسة والثمانون: {ليس لعرق ظالم حق}
معنى القاعدة مع الأمثلة:1
هذه القاعدة بهذا اللفظ جزء من حديث شريف رواه أبو داود والنَّسائي والترمذي ويحيى ابن آدم في كتاب الخراج وأبو عبيدة القاسم بن سلام في كتايه الأموال في بحث إحياء موات الأرض , كما رواه أيضاً أبو يوسف في كتاب الخراج , ونص الحديث: {من أحيا أرضاً ميتة فهي له وليس لعرق ظالم حق}.
ومعنى العرق الظالم , كما جاء في لسان العرب: هو أن يجيء إلى أرض قد أحياها رجل قبله , ويغرس فيها غرساً غصباً أو يزرع أو يحدث فيها شيئاً يستوجب به الأرض.
وعلى هذا يكون معنى القاعدة: أن الإعتداء على حق الغير لا يكسب المعتدي حقاً فيما اعتدى عليه أرضاً كان ما اعتدى عليه أو غيرها من الأموال.
وأن على المعتدي أن يرد المال الذي تجاوز عليه إلى صاحبه لأنه لا يجوز لأحد أن يأخذ مال الغير بلا سبب شرعي , كما جاء في القاعدة الفقهية.
وإذا ما أحدث فيما غصبه زرعاً أو غرساً أو بناءً , فإن ما أحدثه لا يعطيه حقاً في البقاء في الأرض بأن يمتلكها أو يستأجرها جبراً على صاحبها , لأن العدوان لا يصلح أن يكون سبباً للتملك الشرعي , وإن عليه إزالة ما أحدثه , وإذا كان قلع المحدثات يضر بالأرض جاز لصاحب الأرض أن يتملكها مستحقه للقلع.
1 هذه القاعدة تم نسخها بالكامل من كتاب المؤلف الذي إختصرها بصفحة واحدة وقد نسخت الصفحة كما جاءت في الكتاب
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 08:24]ـ
شرح القاعدة السابعة والثمانون: {على اليد ما أخذت حتى تؤديه}
هذه القاعدة بهذا اللفظ نص حديث نبوي شريف رواه الإمام أحمد في مسنده كما رواه أصحاب السنن الأربعة , ومعناه إن من أخذ شيئاً بغير حق كان ضامناً له إذا هلك لأي سبب كان أي سواء كان هلاكه بتعدٍ منه أو تقصير أو بدونهما , ولا يبرأ من ضمانه حتى يرده إلى صاحبه.
من تطبيقات القاعدة السابعة والثمانون: من أخذ بدل صلح ثم أقر أن لا حق له فيه وجب عليه رد ما أخذه من بدل الصلح لصاحبه.
لو دفع مالاً لشخص على ظن أنه مدين له ثم تبين له أنه غير مدين فعلى المدفوع له المال رده إلى دافعه.
ملتقط اللقطة لتملكها يعتبر غاصباً فيكون ضامناً حتى يؤدي اللقطة لصاحبها , وعليه ضمانها مطلقاً إذا هلكت سواء كان هلاكها بتعد منه أو تقصير أو بدونهما.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 09:32]ـ
شرح القاعدة الثامنة والثمانون: {الإسلام يَجبُّ ما قبله}
أي أن الكافر إذا أسلم أي تخلى عن الكفر الذي كان فيه واعتنق الإسلام بأن آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً , وبمحمد (ص) نبياً ورسولًا , فإن هذا منه (يَجُبُّ) أي يقطع ما كان قد صدر منه قبل اسلامه , وإن كان من شأنه أن يعاقب عليه لو صدر عنه بعد اسلامه , فإن الإسلام يزيله ويجعله كالعدم ويرفع آثاره فلا يحاسب ولا يعاقب عليه.
من تطبيقات القاعدة الثامنة والثمانون:
لامسؤولية عليه عما صدر منه من أقوال أو أفعال يرتد بها المسلم كسب الله تعالى ورسوله (ص) وتمزيق القرآن الكريم , ولا يلزمه قضاء العبادات كالصلاة والصيام التي فاتته ولم يقم بها في حال كفره , ولا زكاة أمواله , وكذلك جرائم الحدود كالزنا وشرب الخمر إذا كان قد ارتكبها قبل اسلامه لا يعاقب عليها بعد اسلامه لأن عقوبتها هي حق الله , وحقوق الله تعالى لا يؤاخذ بها بعد اسلامه.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 01:51]ـ
شرح القاعدة التاسعة والثمانون: {الأصل في المضار التحريم}
المضار جمع المضرة , والمضرة خلاف المنفعة , والضرر يعني سوء الحال والنقصان في النفس أو البدن , أو حالة ظاهرة من قلة مال وجاه , وأما التحريم فيراد به طلب الشارع الكف عن الفعل على وجه الحتم و الإلزام , ومعنى ذلك يحرم على الإنسان إلحاق الضرر بالغير ابتداءً , أو مجالة مجازاة وإنما عليه مراجعة القضاء لرفع الضرر عنه أو تعويضه , و لذلك جاءت القاعدة الفقهية {لا ضرر ولا ضرار} ولأن الضرر إذا وقع يجب أن يزال , كما جاء في القاعدة الفقهية {الضرر يزال}.
(يُتْبَعُ)
(/)
من تطبيقات القاعدة التاسعة والثمانون: ما ذكرنا من فروع وأمثله لقواعد الضرر ومنها قاعدة {لا ضرر ولا ضرار} وقاعدة {الضرر يزال} تصلح تلك الفروع والأمثلة , فروعاً وتطبيقات لهذه القاعدة , وكذلك ما ذكرناه من تعارض الإضرار واختيار أقلها ضرراً وأهونها شراً لدفع أكبرها ضرراً , وما ذكرناه من أمثلة هناك تصلح أمثله أيضاً لهذه القاعدة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 02:25]ـ
شرح القاعدة التسعون: {الإيثار في القرب مكروه وفي غيرها محبوب}
الإيثار تقديم غيرك على نفسك فيما تحتاج أو تنتفع به , فالقاعدة صريحة في أن إيثار المسلم غيره على نفسه فيما هو قربه يثاب عليها عند الله تعالى , هذا الإيثار مكروه , وتعليل ذلك أن الغرض من القُربات كالعبادات وأسبابها ووسائلها هو تعظيم الرب جل جلاله فمن آثر فقد ترك إجلال الله - تبارك وتعالى - وتعظيمه , ولكن إيثار الغير على ما هو من حظوظ النفس الدنيوية فهذا جائز ومندوب قال تعالى: {ويُؤثِرونَ على أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهم خَصاصَةٌ} سورة الحشر الآية 9
وجاء في تفسيرها: ويؤثرون على أنفسهم في كل شيء من أسباب المعاش , والإيثار تقديم النفس في حظوظ الدنيا رغبة في حظوظ الآخرة , ولو كان بهم خصاصة , أي حاجة وفقر , و في الآية تصريح للإيثار في حظوظ النفس والدنيا.
ونقل السيوطي عن القرافي قوله: من دخل عليه وقت الصلاة ومعه ما يكفيه لطهارته وهناك من يحتاجه للطهاره لم يجز له الإيثار , ولو أراد المضطر إيثار غيره بالطعام لاستبقاء مهجته لكان له ذلك , وإن خاف فوات مهجته , والفرق أن الحق في الطهارة لله لا يسوغ فيه الإيثار , والحق في حال المخمصة لنفسه فيجوز فيه الإيثار.
من تطبيقات القاعدة التسعون: لو دخل وقت الصلاة ومعه ماء يتوضأ به فوهبه لغيره ليتوضأ به لم يجز لأن الإيثار يتعلق بالنفوس لا فيما يتعلق بالقربات والعبادات.
في الإنتظار لصلاة الجمعة في المسجد , لا يقام أحد من مجلس ليجلس في موضعه , فإن قام باختياره لم يكره , فإن انتقل إلى أبعد من الإمام كره , لأنه آثر بالقربة.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 02:55]ـ
شرح القاعدة الحادية والتسعون: {إذا اجتمع أمران من جنس واحد ولم يختلف مقصودهما دخل أحدهما في الآخر}
ذكر الإمام القرافي هذه القاعدة بلفظ آخر1 , إذ قال: الفرق السابع والخمسون بين قاعدة تداخل الأسباب , وبين قاعدة تساقطها , ثم بيّن القرافي رحمه الله تعالى معنى تداخل الأسباب أن يوجد سببان مسببهما واحد فيترتب عليهما مسبَّب واحد مع أن كل واحد منهما يقتضي مسبباً من ذلك النوع , ومقتضي القياس أن يترتب من ذلك النوع مسببان.
من تطبيقات القاعدة الحادية والتسعون: إذا اجتمع حدث وجنابة , أوجنابة وحيض , كفى الغسل الواحد , فلا حاجة إلى غسلين , ولا إلى وضوء للحدث وغسل للجنابة.
لو دخل المسجد وصلى الفرض أو الراتبة دخلت فيه صلاة تحية المسجد , فلا حاجة لها فلا يصليها بعد صلاة الفرض أو الراتبة , لأن المقصود حصل وهو البدء بصلاة قبل الجلوس في المسجد.
1الأفضل هو حفظ القاعدة بلفظ المؤلف لا بلفظ القرافي لسهولة الأول وصعوبة الأخير.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 05:20]ـ
شرح القاعدة الثانية والتسعون: {يغتفر في البقاء ما لا يغتفر في الإبتداء}
لما كان البقاء أسهل من الإبتداء , كما جاء في القاعدة الفقهية , أي ما يجوز ابتداءً يجوز بقاءً , فهذا يعني أو يترتب عليه ما جاء في المادة التي نحن بصدد شرحها , إذ أن معناها يتسامح ويتساهل في بقاء الشيء أو التصرف بالرغم من فوات ما يشترط في إيجادة في الإبتداء.
من تطبيقات القاعدة الثانية والتسعون: لو استخلف القاضي رجلاً مع إن الخليفة الذي عينه لم يأذن له بالإستخلاف لم يجز , ولكن لو حكم من استخلفه القاضي وهو يصلح أن يكون قاضياً , وأجاز القاضي حكمه جاز.
أن الزوجة لا تملك حط المهر عن الزوج في إبتداء العقد , فلو عقدت معه النكاح على أن لا مهر لها لم يصح الحط ووجب المثل , ولو حطت المهر عن الزوج بعد العقد صح حطها وبرىء الزوج عن المهر.
شرح القاعدة الثالثة والتسعون: {لا يتم التبرع إلا بالقبض} 1
التبرع تمليك الغير مالاً حلالاً بلا عوض فيشمل الهدية والهبة والصدقة , وإنما اشترط لتمام التبرع ونفاذه أن يقبض المتبرع له موضوع التبرع , لأنه لو تم بدون اشتراط القبض , لكان في ذلك خرق لقاعدة مستقرة في الفقة وهي {ليس لأحد أن يدخل شيئاً في ملك آخر بدون رضاه} أي لا يجوز تمليك شخص شيئاً بدون رضاه , أو يقال لا يدخل شيء في ملك إنسان جبراً عليه سوى الإرث , وأيضاً لو تم عقد التبرع بدون عقد لثبت للمتبرع له مطالبة المتبرع بالتسليم فيصير عقد التبرع عقد ضمان وهذا لا يجوز , وعليه فإذا لم يتم القبض ومات المتبرع أو المتبرع له بطل التبرع.
من تطبيقات القاعدة الثالثة والتسعون: 2
1ذكر المؤلف ما يستثى من القاعدة حيث قال: وخرج عن القاعدة المذكورة (الوصية) فإنها تبرع , ولكنها تتم بدون قبض.
2لم يذكر المؤلف تطبيقات على القاعدة
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 05:37]ـ
شرح القاعدة الرابعة والتسعون: {السؤال معاد في الجواب}
جاءت هذه القاعدة بتمامها في الماد 66 من مجلة الأحكام العدلية ونصها: {السؤال معاد في الجواب} , ويعني أن ما قيل في السؤال المصدق فكأن المجيب المصدق قدر أقر به.
كما لو قال لآخر طلقت امرأتك؟ فقال مجيباً: نعم , كان ذلك منه إقراراً بما سئل عنه.
من تطبيقات القاعدة الرابعة والتسعون:
جاء في شرح المجلة لهذه القاعدة: لو سأل الحاكم المدعي عليه قائلاً إن المدعي يدعي عليك بألف دينار من أجل كذا , فماذا تجيب؟ فأجاب: نعم , فيكون قد أقرأ بالألف , وإن أجاب: نعم , لايكون إقراراً إذا قال له الحاكم ألست مديناً بما ادعاه عليك المدعي؟ لأن جواب الإستفهام بالنفي بـ (بلى) إثبات , وبـ (نعم) نفي فكأنه قال ليس عندي , وقيل إن أجاب بـ (نعم) يكون إقراراً أيضاً , لأن الإقرارا يحمل على العرف لا على دقائق اللغة العربية.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:59]ـ
هانت، اقتربنا من النهاية:).
بارك الله فيك وكتب الله لك الأجر.
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:42]ـ
شرح القاعدة الخامسة والتسعون: {الإشارة المعهودة للأخرس كالبيان باللسان}
لما كان الأخرس لا يستطيع التكلم جعلوا إشارته المعهودة أي المعلومة كالبيان باللسان لئلا يحرم من الحقوق المدنية وإنشاء التصرفات القولية المختلفة.
ويشترط أن يكون القاضي عالماً باشارة الأخرس , حتى يترتب عليها آثارها القانونية إذا كان الأخرس مدعياً أو مدعى عليه , فإن لم يكن عارفاً بها استعملها ممن يعرفها من أصدقائه , وجيرانه واخوانه فيترجم له إشارته حتى يحيط به علماً , وينبغي أن يكون المترجم عدلاً , وتعتبر إشارة الأخرس ولو كان قادراً على الكتابة لأن كلاً منها حجة معتبرة , هذا وإن إشارة الأخرس قائمة مقام كلامه في جميع العقود والتصرفات ما عدا الحدود والشهادة , لأن الحدود تدرأ بالشبهات , ولفظ (الشهادة) لا يتحقق منه , وأما إشارة معتقل اللسان - وهو الذي يحتبس لسانه عن الكلام ولا يقدر عليه - فلا يعتبر إلا إذا امتدت عقلته , وقدر مدتها بعض فقهاء الحنفية إذا امتدت بسنة
من تطبيقات القاعدة الخامسة والتسعون:
نصت المادة 174 من المجلة: ينعقد البيع بالإشارة المعروفة للأخرس.
وأما الإشارة من الناطق فلا ينعقد بها البيع لأن الإشارة لا تعتبر بحقة.
نصت المادة 1752من المجلة: تعتبر يمين الأخرس ونكوله عن اليمين بإشارته المعهودة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 09:44]ـ
هانت، اقتربنا من النهاية:).
بارك الله فيك وكتب الله لك الأجر.
جزاكم الله خير وجميع الإخوة
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:27]ـ
شرح القاعدة السادسة والتسعون: {المرء مؤاخذ بإقراره}
وفي ضوء ما ذكرناه عن الإقرار 1 يتضح المعنى المقصود من القاعدة , وهذا المعنى هو أن المُقِر يؤاخذ بموجب إقراره ويطالب بما أقر به إذا ما توافرت شروط صحة الإقرار.
من تطبيقات القاعدة السادسة والتسعون: 2
1 - ذكر المؤلف عدة نقاط متعلقة بالقاعدة قبل شرح معنى القاعدة وهي على النحو التالي: [تعريف الإقرار وتكييفه - الإقرار حجة على المقر - حكم الإقرار - شروط صحة الإقرار] وللإختصار لم أذكرها , فمن أراد الاستزاده فعليه مراجعة الكتاب.
2 - لم يذكر المؤلف تطبيقات على القاعدة.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 05:46]ـ
شرح القاعدة السابعة والتسعون: {المواعيد بصور التعليق تكون لازمة}
جاء في المادة 84 من المجلة التي ذكرت فيها القاعدة ما يلي: المواعيد إذا اكتست بصور من التعليق تكون لازمة , مثلاً لو قال رجل لآخر بع هذا الشيء لفلان وإن لم يعطك ثمنه فأنا أعطيه لك فلم يعطه المشتري الثمن لزم على الرجل أداء الثمن المذكور بناء على وعده المعلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء في شرحها: لا يلزم الوفاء بالوعد المجرد فلو أمر رجل غيره بأن يؤدي دينه عنه فوعده المأمور بذلك ثم امتنع من تأدية الدين لا يجبر على الأداء , وكذا لو قال الرجل بع مالك من فلان وأنا أدفع لك الثمن لا يلزمه شيء لأن هذا وعد مجرد , ولكن لو علق بحصول شيء أو عدمه لزم الوفاء بالوعد كما في المثال الوارد في متن المادة لأن المواعيد إذا اكتست صور التعليق تصير لازمة.
من تطبيقات القاعدة السابعة والتسعون:
جاء في المادة 623 من المجلة: تصح الكفالة بالوعد المعلق أيضاً مثلاً لو قال: إن لم يعطك فلان دينك فأنا أعطيكه كان ذلك كفاله , فلو طالب الدائن المديون بحقه ولم يعطه كان له أن يطالب الكفيل.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 07:55]ـ
شرح القاعدة الثامنة والتسعون: {الوصف في الحاضر لغو}
إذا كان موضوع العقد أو التصرف حاضراً أي موجوداً في مجلس العقد ومشار إليه , فقد حصل تعريفه بالإشارة بما فيه الكفاية من التعريف , فلا حاجة لتعريفه بالوصف , فإذا عرف به كان هذا الوصف لغواً أي ساقط الاعتبار لأن المقصود من الوصف التعرف وإزالة الاشتباه وقد حصل من ذلك بالإشارة إليه ما هو أعلى أبلغ مما يمكن الحصول عليه بالوصف , فإذا وجدت الإشارة يلغو معها ما دونها من الوصف الذي يقلل الإشتباه , ولا يقطعه , وهذا إذا كان المشار إليه من جنس الموصوف كما لو أراد البائع بيع فرس أشهب - أشقر بصفره - حاضر في مجلس العقد وقال في إيجابه: بعتك هذا الفرس الأدهم , فقبل المشتري صح البيع ولغا وصف الأدهم , وأما إذا كان من غير جنسه المذكور في إيجابه فلا عبرة للإشارة بل للتسمية والوصف , كما لو باع فصاً حاضراً وأشار إليه على أنه ياقوت فإذا هو زجاج لا ينعقد البيع.
وأما إذا لم توجد الإشارة بل كان التعريف بالتسمية والوصف فقط فإن الوصف معتبر حينئذ كما لو باع فرساً غائباً وذكر أنه أشهب والحال أنه أدهم لا ينعقد البيع لازماً بل موقوفاً على رضا المشتري.
من تطبيقات القاعدة الثامنة والتسعون:
المادة 310 من المجلة نصت على أنه: إذا باع مالاً بوصف مرغوب فظهر المبيع خالياً من ذلك الوصف كان المشتري مخيراً , إن شاء فسخ البيع وإن شاء أخذه بجميع الثمن المسمى , ويسمى هذا الخيار خيار الوصف.
مثلاً لو باع بقرة على أنها حلوب فظهرت غير حلوب يكون المشتري مخيراً , وكذا لو باع فصاً ليلاً على أنه ياقوت أحمر فظهر أنه أصفر يخير المشتري , أي إن شاء فسخ البيع وإن شاء أخذه.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:00]ـ
شرح القاعدة التاسعة والتسعون: {للأكثر حكم الكل}
هذه القاعدة تتفق ومنهج الشريعة الإسلامية في إرادة اليسر بالمكلفين ورفع الحرج عنهم , لأنها تعني أن من يقوم بالأكثر مما كلف به سقط عنه ما كلف به إذا لم يعارضه نص صريح كما في صيام شهر رمضان كله فلا يقوم صيام أكثره مقام صيامه كله.
من تطبيقات القاعدة التاسعة والتسعون: قال العلامة تقي الدين الحصني الشافعي في مسألة الحرير للرجال إذا اختلط بغيره - إذا رُكِّبَ الحرير مع غيره - مما يباح استعماله كالكتان وغيره , ما حكمه؟ قال: ننظر , إذا كان الأغلب الحرير حرم , وإذا كان الأغلب غيره حلّ تغليباً لجانب الأكثر إذ الكثرة من أسباب الترجيح.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:13]ـ
شرح القاعدة المئة: {المجهول في الشريعة كالمعدوم والمعجوز عنه}
هذه القاعدة لها صلة برفع الحرج ودفع المشقة وإرادة الشرع التيسير على المكلفين والمعنى أن الذي نجهله ونعجز عن معرفته أو عن وجوده فهو بمزلة المعدوم.
من تطبيقات القاعدة المئة:
لو مات رجل ولم يعرف له وارث صرف ماله في مصالح المسلمين , وإن كان في نفس الأمر له وارث غير معروف لو تبين لوجب تسليم ماله إليه.
والمال الذي لا نعرف مالكه يسقط عنا وجوب رده إليه فينصرف في مصالح المسلمين , وهذا الأصل عام في كل ما جهل مالكه بحيث تعذر رده إليه كالغصوب والعواري والودائع تصرف هذه الأموال كلها في مصالح المسلمين.
تمَّ بحمد الله تعالى وفضله ومنته فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 07:01]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
نتمنى من الإخوة جمعها في وورد.
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 08:04]ـ
جزيت خيرا ونفع الله بك وجعل هذا المجهود المبارك في ميزان حسناتك وشكرالله لك ولاحرمت الأجرآمين
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:48]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
نتمنى من الإخوة جمعها في وورد.
وفيك بارك ونفع
نتمنى من الإخوة ذلك حتى تعم الفائدة
ـ[شرياس]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:50]ـ
جزيت خيرا ونفع الله بك وجعل هذا المجهود المبارك في ميزان حسناتك وشكرالله لك ولاحرمت الأجرآمين
جزاكم الله خير ونفع بكم وبجميع الإخوة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا كل خير أستاذ شرياس و رفعك ربي قدرا و لا حرمك الاجر و الثواب
ـ[امه العزيز الغفار]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 06:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 07:55]ـ
مجهود تشكر عليه، موضوعك هذا مفيد للغاية، جزاك الله خيرا.
ـ[ساعي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:32]ـ
جزاك الله خيراً أيها الأخ الفاضل
وهذا الرابط للتحميل ...... أرجو من الإخوة إعادة تحميله في المجلس لأنه لم تصلح معي المرفقات
ولا أدري لماذا فرفعته على موقع متخصص ...
من هنا:
http://up5.m5zn.com/b441807pr91w/100.zip.htm
ـ[عبدالرحمن]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 10:11]ـ
جزاك الله خير ونفع بك(/)
محيي السنة المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد ...
ـ[الحمداني]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 02:02]ـ
محيي السنة، ونقاد العصر ومجدد علم العلل، الشيخ المحقق عبدالله بن عبدالرحمن السعد، عالم رباني جمع مع العلم تمام الديانة، وصلابة العقيدة.
يطيب لي أن أصفه بمحيي السنة ..
عالم مدقق، جدد ما اندرس من معالم الحديث عبر قرون عديدة، وأعصار مديدة، حقق ونقح، أشهر طريقة المتقدمين ولم يكن في الساحة غيره، دافع في وقت التقليد خيم وضرب بأطنابه في ساحة علماء الحديث ودكاترته، وجه له النقد عن قوس واحدة، ولكن لسلامة السريرة وحسن القصد، ثبت ونشر السنة ومناهج النقد والتعليل الحق حتى مكن الله لما أحياه من علم، فطار بمنهجه علماء وقلده شيوخ، في جميع أقطار العالم الإسلامي، سُمع صدى قوله يدوي بمكة على يد الشيخ حاتم الشريف، وبمصر أرض الكنانة على يد الشيخ محمد عمرو عبداللطيف وفي الجزائر والإمارات على يد الشيخ حمزة المليباري .. ولا يخلوا بلد من البلدان من رافع قوله يدعوا له منتصراً للحق الذي دعا له محيي السنة السعد.
عالم وضع رسالته وخلف منهجه، ولم يحتسب أن يذكر أحد قوله، ولسان حاله يقول: "وددت لو انتفع الناس بعلمي ولم ينسب لي".
كثير هم الذين طاروا بقوله، ومن معينه شربوا، ومن مدرسته نهلوا، نسبوه أو لم ينسبوه، أحصاه الله ونسوه.
عالم يستحق من طلابه المزيد من إخراج درره ومكنونه، وسؤالاته وأجوبته، ودروسه وشروحه، نداء أوجهه لمحبي السنة أحيوا علم محيي السنة.
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[15 - Feb-2008, صباحاً 03:51]ـ
بارك الله فيكم ............ وجزى اللله خير الجزاء شيخنا العلامة عبد الهه السعد حفظه الله تعالى.
ـ[أم البررة]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 08:22]ـ
عالم يستحق من طلابه المزيد من إخراج درره ومكنونه، وسؤالاته وأجوبته، ودروسه وشروحه، نداء أوجهه لمحبي السنة أحيوا علم محيي السنة.
هنا (شيء) مما يستحق أن يُذكر في بداية لجهد مجموعة من الأخوات، ولعل السلسلة تكمل إن شاء الله:
(تفريغ لأشرطة منهج تعلم علوم الحديث)
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2039
بارك الله فيكم، ونفعنا بالشيخ وأطال في عمره على الطاعة.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 11:42]ـ
جزاك الله خيرا، الشيخ عبدالله السعد عالم فاضل مجالسه الحديثية فيها الوقار والسكينة، اتصلت عليه مرات فيه تواضع قل أن يوجد عند كثير من معاصرينا ممن يتنتمون إلى العلم، وهم في العلم دونه بكثير.
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 10:59]ـ
الشيخ -بارك الله في عمله و عمره- له قدره و ذكره، أكثر الله من أمثاله.
محيي السنة، ونقاد العصر ومجدد علم العلل، الشيخ المحقق عبدالله بن عبدالرحمن السعد، عالم رباني جمع مع العلم تمام الديانة، وصلابة العقيدة.
يطيب لي أن أصفه بمحيي السنة ..
عالم مدقق، جدد ما اندرس من معالم الحديث عبر قرون عديدة، وأعصار مديدة، حقق ونقح، أشهر طريقة المتقدمين ولم يكن في الساحة غيره.
لكن ما هذا التضخيم في الألقاب! لو قرأها الشيخ ما ارتضاها.
ثم إنك -يا أخي- قد حجرت واسعا بقولك: (ولم يكن في الساحة غيره)!
-لا أقصد الانتقاص من قدر الشيخ، حاشا و كلا، فللعلماء قدرهم و رسوخهم دون هذه الألقاب-
نفع الله بهم، وجعلنا في إثرهم، و أكرمنا بإرثهم. اللهم آمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:19]ـ
صدقت وهو عندي أجل من الألباني .. في دقته العلمية وعلو كعبه في العلل والرجال وغير ذلك
ـ[الدعجاني]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:51]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله(/)
الان محاضرة الشيخ عبدالعزيز الطريفي. مباشر
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 07:42]ـ
السلام عليكم
استمعوا الى محاضرة الشيخ عبدالعزيز الطريفي
الان عبر الموقع البث الاسلامي
هنا الرابط
http://www.liveislam.net/browsesubje...on=listen&sid=
__________________(/)
سؤال عن كتابة صورة صك وصية للشيخ العلامة مصطفى الزرقا - رحمه الله -
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 09:36]ـ
سؤال عن كتابة صورة صك وصيّة
طلب من فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا –رحمه الله- كتابة (صك وصيّة) لمن أراد الوصية فكتب للمستفتي الصيغة الآتية:
إنني الموقع (فلان بن فلان الفلاني) من أهالي. . . المقيم في المنطقة (الفلانية) منها أقرر وأنا بكامل أهليتي ورشدي من شهوده المبينة أسماؤهم أدناه (فلان بن فلان الفلاني) المقيم في. . . بالمنطقة (الفلانية) إنني نظراً لما ورد عن رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الحض على تعجيل الوصية , وامتثالاً لتوجيهه إلى الخير الذي أبتغي به الزّلفى عند الله تعالى , قد أوصيت بالآتي بيانه من أموالي لينفق في الوجوه وبالصورة المبينة فيما يلي:
أولاً – مقدار المال الموصى به ونوعه:
1 - ثلث (أو ربع) أموالي المنقولة التي تكون في ملكي عند وفاتي من أعيان وكتب وأثاث ونقود وأسهم وشركات وديون إن كانت.
2 - العقار (الفلاني) الواقع في (المكان الفلاني من سوق أو شارع أو منطقة سكينة) والمؤلف من (كذا كذا) , والمسجل باسمي في السجلات والقيود العقارية.
(والعقار الفلاني والفلاني) إن كانت العقارات متعددة.
ثانياً – وجوه الصرف وطريقته:
1 - فأما المنقولات فتحصى بعد وفاتي , وتقوّم قيمتها بمعرفة أهل الخبرة , ويؤخذ من تركتي نقود تعادل ثلث (أو ربع) قيمتها فتنفق في وجوه الخير والبر وعلى الفقراء المحتاجين لا المتسولين محترفي التسوّل (وينوى بما يعطى إليهم أولاً قضاء ما قد يكون مما في ذمتي من بقايا زكاة منسية , وما زاد فصدقة عادية) , أو في سبيل مشروعات وإنشاءات خيرية أو دعم حركة الجهاد والعمل الفدائي المتفق مع الخط الإسلامي الصحيح في سبيل إنقاذ فلسطين , ودفع الأعداء , أو في مصالح ميتم يؤوي أيتام المسلمين ويؤدبهم ويعلمهم بعض الصنائع المفيدة , أو أي وجه من وجوه الخير الأخرى التي فيها خدمة لمصلحة إسلامية.
فإن لم يكن في تركتي بعد وفاتي نقود تفي بقيمة ثلث المنقولات المذكورة (أو ربعها) يباع ما يفي ثمنه بذلك , إلاّ أن يشاء الورثة تفادي بيعها بدفع القيمة المذكورة من أموالهم.
2 - وأما العقار (أو العقارات) المذكروة المعينة في هذا الصك , فإنها تبقى صدقة جارية كالوقف تؤجر وينفق من غلتها على صيانتها أولاً , ثم ينفق فاضل ريعها في الوجوه المبينة آنفاً.
ثالثاً – الوصاية:
وقد أقمت على تنفيذي وصيتي هذه (فلاناً الفلاني) وصياً مختاراً من قبلي ليقوم بتنفيذها وفقاً لما رسمته أعلاه , وأوصيه بتقوى الله تعالى في ذلك في السر والعلن , فإن لم يقبل أو لم يكن موجوداً حينئذ , فالأمر إلى القاضي الشرعي المختص يختار وصياً مزكى من أهل التقوى والأمانة , فينصبه لهذه الغاية , ويقرر له أجراً بالمعروف.
والله سبحانه أرجو أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم , هو شهيد على كل بعمله , وكفى بالله حسيباً.(/)
من هم القائلون بهذا التفسير و ما مدى صحته؟!؟
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[15 - Feb-2008, مساء 11:07]ـ
أساتذتي:
قرأت منذ زمن في أحد المصادر - و لا أذكر المصدر - أن بعض علماء زمننا فسر قوله تعالى
(و إذا النفوس زوجت) بما معناه: الأية تشير إلى زواج الرجال بالرجال و النساء بالنساء الذي صار يحدث - و العياذ بالله تعالى - في زماننا , و أستدل ببعض الآثار (لا تحضرني الآن) كذلك ...
و في نفس السياق إستدل هو نفسه بأن كلمة (النفوس) هي جمع كلمة النفس بمعنى: المثل و النظير و الشبيه , و لهذا يصح تفسير الآية - لغويا - بهذا المعنى على حد زعمه ...
و أتسائل: من قال بهذا التفسير (عسى أن يذكرني أحد بما أنسيته)؟
و ما مدى صحته (نقلا و عقلا و لغة)؟
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 06:38]ـ
اخي الكريم تقول قرأت منذ زمن في أحد المصادر
اقول هذا باطل من القول فالايات في هذه السورة تتحدث عما يحصل في اليوم الاخر ولاعلاقة لهابماذكرت الاان يقصدصاحبه ان اهل الاعمال الباطلة في الدنيا يحشرون يوم القيامة معا فهذاصحيح
قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسيره
وقوله: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أي: جمع كل شكل إلى نظيره، كقوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22].
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن الصباح البزار، حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سمَاك، عن النعمان بن بشير أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: الضرباء، كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله"، وذلك بأن الله عز وجل يقول: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة: 7 - 10]، قال: هم الضرباء (3).
ثم رواه ابن أبي حاتم من طرق أخر، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير أن عُمَر خطب الناس فقرأ: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} فقال: تَزَوّجها: أن تؤلف (4) كل شيعة إلى شيعتهم. وفي رواية: هما الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة أو النار (5).
وفي رواية عن النعمان قال: سئل عمر عن قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} فقال: يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح، ويقرن بين الرجل السوء مع الرجل السوء في النار، فذلك تزويج الأنفس.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 09:35]ـ
يبدو أن ما قرأته من باب الإشارة؛ ولكنها إشارة من إشارات الباطنية ممن يقولون للقرآن ظهر وبطن نعوذ بالله من الخذلان(/)
الإصابَة فِي ذِكْرِالأَوْقات وَالحَالات الَّتي يَكُون الدُّعَاءُ فِيها مَحَلا للإجابة
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 03:03]ـ
الإِصَابَة فِي ذِكْرِ الأَوْقَات وَ الحَالَات الَّتِي يَكُونُ الدُّعَاءُ فِيهَا مَحَلَّا لِلْإِجَابَة
راجعه:
الشيخ الدكتور:
و
الشيخ:
علي رضا
جمال بن فريحان الحارثي
-حفظه الله-
-حفظه الله-
جمع:
جمال بن عبد العزيز الربيعي
(أبو عاصم السّلفي)
-غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
بسم الله الرّحمن الرّحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ,اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]
** يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]
** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار (1).
إن الله عز وجل خصنا بخير كتاب أنزل وأفضل نبي أرسل وأحسن دين شرع
فالإسلام هو دين الله الذي ارتضاه لنا قال عز وجل ** الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3] وقال عز وجل ** وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85].
ــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه الخطبة التي كان يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وتسمى بخطبة الحاجة
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
وهذا الإسلام شرائع وأحكام، ومن أعظم تلك الشرائع الدعاء الذي قال فيه ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم ** وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ..... } [الكهف:28]
يقول الإمام إبن جرير الطبري –رحمه الله- في تفسير هذه الآية:"يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واصبر يا محمد نفسك مع أصحابك الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي بذكرهم إياه بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء .... "
فهذا بحث متواضع من طالب علم متواضع بينت فيه أوقات وحالات إستجابة الدعاء قدر المستطاع ليكون العبد العابد الموحد على بينة من هذه الحالات والأوقات حتى يغتنمها ولا يضيع فرصة الدعاء فيها.
قال شيخ الإسلام إبن تيمية –رحمه الله-:" ... دواؤه الإلتجاء إلى الله تعالى ودوام التضرع والدعاء، وبأن يتعلم من الأدعية المأثورة ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة، مثل آخر الليل وأوقات الأذان والإقامة وفي سجوده وفي أدبار الصلوات ... " (1)
قال العلامة عبد الله الدويش –رحمه الله-:" فإن للدعاء آدابا وأوقاتا إذا روعيت صارت سببا لإجابته منها حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب، وأن يصادفا وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الآذان وبين الآذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وذلالة وتضرعا ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
قدم بين يدي حاجته التوبة والإستغفار ثم دخل على الله وألح عليه في
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفتاوى العراقية (2/ 649)
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
المسألة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقة ... " (1)
وقد إنتهجت فيه منهج الإختصار الغير المخل ولا التطويل الممل، بذكر الأحاديث الدالة على ذلك
مع شيء من فقه الحديث من أقوال أهل العلم المتقدمين والمتأخرين رحم الله الأموات وحفظ الأحياء.
وقسمته كما يلي:
مقدمة
1 - مدخل البحث:ويشتمل على أربعة مباحث
- المبحث الأول: وفيه تعريف الدعاء وأنواعه
- المبحث الثاني: وفيه فضل الدعاء
- المبحث الثالث: وفيه أقسام الدعاء
- المبحث الرابع: وفيه شروط إستجابةالدعاء
- 2 - أبواب البحث: ويشتمل على بابين
الباب الأول: فيه ذكر أوقات إجابة الدعاء
- الباب الثاني: وفيه ذكر حالات إجابةالدعاء
- 3 - الخاتمة
ـــــــــــــــ
(1) المورد الزلال في التنبيه على أخطاء تفسير الظلال (ص:192) وانظر في ذلك الداء والدواء للعلامة ابن قيم الجوزية (ص:19 - 20) والشيخ عبد الله لم يذكر هذه الجملة " فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا، لا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة، أو أنها متظمنة الإسم الأعظم"اهـ
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
وقد راجع هذا البحث الشيخ علي رضا –حفظه الله- فقال:" وصلتني الآن كتابتك وهي دراسة جيدة وجمع طيب "
وأفادني –حفظه الله – بفائدتين عظيمتين:
الأولى: أن حديث مسلم في ساعة الإجابة (وهو حديث أبي موسى الأشعري) شاذ وإن رواه مسلم كما نبه شيخنا المحدث الألباني.
الثانية: تقييد الدعاء عند صياح الديكة بالليل لصحة الحديث في ذلك كما نبه شيخنا وليس على إطلاقه وهذ لفظ الحديث: (إذا سمعتم صياح الديكة – بالليل- فاسألوا الله من فضله – وارغبوا إليه- فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار – بالليل – فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه ٍاى شيطانا) [الصحيحة:3183]
فجزاه الله خيرا على ما أفادني به وجعله الله في ميزان حسناته
وراجعه الشيخ جمال بن فريحان الحارثي –حفظه الله-فقال: " البحث جيد ومفيد الله يبارك "
كما نبهني –حفظه الله- على بعض الأمور وقد قمت باستدراكها فجزاه الله خيرا.
هذا وأسأل الله أن ينفع به المسلمين ويجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله في موازين حسناتي.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
حمّل البحث من هنا:
http://file6.9q9q.net/Download/95626...----2.doc.html
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 07:23]ـ
يمكن التحميل في المرفقات
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 01:33]ـ
للتذكير(/)
حتى لا تعود الدينمارك .. من يبلغ عني؟؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 01:32]ـ
من واقع تجربتي العملية بالتواجد في وجه من يتطاولون على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى الدين عموما، كتبت هذا التقرير، وقد أرسلته لعدد من أهل العلم والرأي. وهاأنذا أضعه بين أيديكم الآن، فمن وافق فليساند، ومن عارض فلينصح. وجزى الله الجميع خيرا.
المقال هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=2811
وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جذور المشكلة:
التعدي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ينبع من عبّاد الصليب، هم المستنقع الآسن الذي يغرف منه من يتطاولون، وعندهم النفق المظلم الذي يتآمر فيه الحاقدون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ما حدث هو أن النصارى أعادوا قراءة (التراث الإسلامي) -كما يسمونه- من جديد، وأعادوا صياغة المفاهيم الإسلامية، وكانوا جادين في هذا الأمر، فأخرجوا (دائرة المعارف الإسلامية) وهي عمل ضخم يعطي تصورًاً مغلوطًاً عن كثير من مفاهيم الإسلام بل كل مفاهيم الإسلام، وشخصياته، وأحداثه التاريخية، وخاصة في القرن الأول الهجري.
أو الأحداث التي ترتبط بالعقيدة الإسلامية (الفرق والمذاهب).
كان عملا جادًا دؤوبًا بدأ في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، ولا زال مستمرًاً إلى اليوم.
وتم تسريب هذه المفاهيم، أو بالأحرى تم تسريب فكرة إعادة قراءة السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وأحكام الإسلام إلى نفر من (المسلمين) ذوي الخلفيات الفكرية الغربية، وبالفعل نشط قوم -جاهلون أو حاقدون أو باحثون عن ذواتهم- يقرءون التاريخ الإسلامي بمفاهيم ما ننكره فيها أكثر مما نعرفه، والشر إن خُلط بالخير وتعذر فصله هو شر جديد وقد يكون أشد كونه يلتبس على عامة المسلمين، فظهرت كتابات كثيرة تقرأ السيرة بمنظور جديد، أخفها يفسر النور الذي أضاء الدنيا على يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- بأنه كان بعبقرية الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعبقرية عمر وأبي بكر وعلي وخالد وغيرهم -رضي الله عن الجميع-، يسند النصر للأشخاص لا للمنهج، ولولا أن أضاء المنهج هذه الصدور ما فعلت شيئًا.
وهو فكر يعطي جملة مفادها، أن النصر كان بهؤلاء العباقرة، فابحثوا عن مثلهم. أو فامدحوهم هم.
وظهرت كتابات أخرى تعيد قراءة (التراث الإسلامي)، كانت أكثر جرأة على دين الله، من أمثال (نحو أفاق إسلامية أوسع) لأبكار السقاف، ثم كانت موجة من المنهزمين، الذين قرءوا الشريعة بعين الغرب. وهو أمر بيّن يعلمه الجميع.
ثم ظهرت موجة أشد وهي التي تضربنا الآن، كَتَبَ النصارى بأيديهم عن الوحي، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقولون علمته خديجة، ويقولون ملكًا يطلب ملك أبيه، ويقولون حكايات يهود شربها جدّه عبد المطلب ثم سقاه إياها فنبت نبيًا. ويقولون كان تطورًا طبيعيًا للبيئة وقتها.
وهذا قول النصارى المارونيين، مشى بيننا على ظهر (خليل عبد الكريم) -هلك من سنوات قليلة- و (سيد القمني) -لا زال حيا- يتكلم. ثم عاد هذا الكلام ثانية على يد زكريا بطرس، يتلوه على الناس على أنه قول المسلمين!!
فكان آثار هذه الحملة التي اشتد سعيرها بدخول النصارى مع المنحرفين، مستخدمين كل الوسائل المتاحة من حوار تلفزيوني ومقال كتابي، وعرض سينمائي الخ أن:-
1 - ثارت الجماهير، وتبلبل فكرها، وارتد نفر منهم. وهو أمر يسمع به الداني والقاصي.
2 - نشط (القرآنيون) بدعوى الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينكرون السنة، ويتطاولون على البخاري ومسلم. ويقدمون أنفسهم على أنهم مدافعون عن الإسلام!!
3 - تجرأ الملحدون على جناب النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى كتبت هذه المجرمة كتابها ونشرته بيننا، وهي آمنة مطمئنة من أن يراجعها أحد بلسانه أو بقلمه أو بيده.
4 - ثارت بعض القضايا الفكرية على الساحة الدعوية، مثل (رضاع الكبير)، (مدة الحمل)، (حد الردة)، (الجهاد)، (أهل الذمة).
فهذه كلها مصدرها النصارى الذين يتطاولون على الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وعلى الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - تم النبش على المنحرفين من تحت ركام الأيام، وإخراجهم للناس، فمن كان سيعرف (خليل عبد الكريم) أو (أبكار السقاف) أو غيرهم. و (دائرة المعارف الإسلامية) ... الخ.
6 - دخل أهل الفن والرقص، ومن لا نعرف له سندًا إلى أهل العلم، ولم نسمع منه متنًا صحيحًا -الدعاة الجدد- يتكلمون، ويجدون من يسمعهم ..
فهم الآن يجلسون على ضفة نهرنا الصافية، ويعكرون صفو مائنا بأحجارٍ يلقونها من الحين للحين، فصرنا وراء الحدث، ندفعه أو نحكيه ونحلله، وليت شعري متى نكون أمامه نقوده ونوجهه.
فرصة سانحة:
- يمسك الزمام الآن المتطرفون من النصارى والملحدين، من أمثال زكريا بطرس، وسيد القمني وهذه المرأة الوضيعة التي تجرأت على جناب الحبيب -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقد ساقوا قومهم إلى حتفهم، إذ أصبحت المواجهة الآن صريحة بين النصرانية وبين الإسلام، هم يدعون الناس للكفر لأن الإسلام لا يصلح أن يكون هو الدين، ويدعون الناس لرفض سنة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لأنه لم يكن على خلق عظيم -بزعمهم وهم كاذبون- ويدعون الناس إلى الكفر -أو الفسوق- كونه الصراط المستقيم، ومواجهة من هذا الشأن يمكن حسمها في أيام، لو أن من يدافع عن ديننا ممن يسمع له، وممن يعرفه الناس ويثقون فيه ... أشير إلي من منَّ الله عليهم بالتحدث للناس في القنوات الفضائية، والكاسيت من شيوخنا حفظهم الله.
فشمروا واشتدوا فقد ألقت إليكم النصرانية بزمامها، وجاءت بكل عزيز عليها، ووالله ما هو إلا أن تدور رحاها ساعة حتى تكون العزة لله ورسوله وعباده المؤمنين. وهو عز الدنيا والآخرة.
أيها الكرام!
التاريخ أصم أو يكاد .. يرى الفعال، ولا يسمع الكلمات.
والتاريخ يختزل عُمْرَ أحدنا في مواقفه وأفعاله، خيرًا أو شرًا، ومن لا مواقف له لا تاريخ له.
والرُتَبْ في الإسلام بالأفعال لا بالأقوال: «ربح البيع أبا يحيى» «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» «نصرت الله ورسوله يا عمير» ...
والمقصود:
- المشكلة (التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم) عميقة، وما يحدث ثمرة لشجرة خبيثة زرعت من قرن أو يزيد من الزمن، ويجب قلعها من جذورها.
- القضية ليست شخصية تتعلق بشخص امرأة أو رجل، وإنما هو توجه عام، أو فكر عام تم بثه بين الناس ويظهر آثاره بين حين وحين على يد هذا أو هذه.
- القضية شرعية بالدرجة الأولى، ويمكن معالجتها بعيدًا عن الاحتكاك بالساسة، ومن يرهبون الناس حفاظًا على أمن دولتهم –زعموا-.
- الجماهير الآن فقدت الثقة في ساستها، وأفلس منظروا القومية والوطنية وغيرها، وزمامها خَلِيّ، شربت كل الكؤوس حتى ملّت، وأصبح الخطاب الديني هو المقبول عندها، فهي الآن تحت أرجلكم قد ضفرت شعرها، ولبست ما عندها، ومدت يدها، وبرقت عينها لهفا على ودّكم، فأنتم أنتم!!
ـ ويتبع هذا القولُ بأن (الدعاة الجدد) خطر، بشكل أو بآخر، فهم يدُ المنهزمين الآن لقطع الطريق على الجادين، أو لإدخال الأمة في طريق ملتوي، أو لفتح دوامات فكرية أقل نتائجها استقطاب الجهد وتفريق الصف.
والحمد لله أن كان عندنا (الجرح والتعديل).
ولا يخفى على حضراتكم أن الانحرافات العقدية ثبتت واستقرت في الأمة بأهل (الوسطية) وخاصة إذا كان معهم السلطان.
كان الإرجاء وكان أهل السنة في وجوههم، ثم جاء أهل الكلام كحل وسط بين هؤلاء وهؤلاء -هكذا قالوا- فقبلتهم الجماهير بعد أن كلَّت وملّت، أو قبلتهم باعتبار أن (الوسطية) مقبولة عند عامة المثقفين. وأدخلوا الأمة في تيه طويل حتى جاء شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المجددين، والدعاة المودرن الآن يشكلون الوسطية بين السلفية الثائرة على عادات المجتمع الغربية الغريبة، وبين العلمانيين.
وأخرى:
النصارى -وهم سبب كل ما يحدث- لا يتحملون حديثًاً يتكلم عن ما في كتابهم من خرافات، وبذاءات، وأحكام كأن مشرعها صبي أو سفيه، وأراه دون ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أعرف أن حديثًا عن النصرانية لا نستطيع التحدث به في قنوات فضائية، خشية أن يقال (نثير الفتنة) ولكن يكفي أن يشار إلى طلبة العلم بأن تعلموا شيئًا عن النصرانية. أو أن يتحدث عن النصرانية في المواسم، أو شرائط الكاسيت من باب المقارنة، ولن يكونوا أجرأ منا، وقد رأينا من حالهم ونحن ننازلهم أن لا شيء يؤلمهم أكثر من التحدث عن الكتاب (المقدس)، وماذا قال عن أنبياء الله، وعن الله، وعن المرأة، وغير ذلك من أحاديث.
مقترحات عملية:
1 - تقوم القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بعرض برامج فلاشية أو دروس صوتية أو حوارية أو غير ذلك عن المصادر الفاسدة التي يتكلم هؤلاء منها، كدائرة المعارف الإسلامية، وكتب خليل عبد الكريم، وسيد القمني، وأبكار السقاف، والعقاد، وغيرهم.
2 - نقوم بعمل إضاءة على كتب التراث الإسلامي، وبث ثقافة عامة في علم الحديث وعلم التاريخ، كي يعرف الناس ما يأخذون وما يتركون، وتبرز الشخصيات الإسلامية كنموذج يحتذى به.
3 - نقوم بعرض برنامج للرد على الشبهات المثارة حول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، وتتناول شبهات النصارى صراحة، دون تسمية أشخاص، أو بتسميتهم إن كانت تطيق.
4 - لي كتاب بعنوان (الكذاب اللئيم زكريا بطرس -دراسة بحثية تحليلية نقدية مختصرة لمصادره وأكاذيبه وبعض ما يخفيه من دينه)، وقد عرضته على نفر غير قليل من أهل العلم، ووافقوا عليه وزكوه، ومن ثم تمت طباعته ونفدت الطبعة الأولى في شهر أو أقل.
ولي بحث آخر أرد فيه على الكذاب اللئيم زكريا بطرس -مصدر كل شر الآن- كدت أنتهي منه، فمن يرى تزكيته أو طباعته، ولا أبحث عن ربح، فالحمد لله ميسور الحال.
5 - رسم إستراتيجية عامة للدعوة، يكون محورها الأساسي الدفاع عن الدين ككل، والتصدي للأفكار والأشخاص الهدامة، يعلوها –الاستراتيجية- الانتصار للحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
كتبت لأقول إن للمشكلة جذورًا عميقة، وشجرتها لا زالت تجد من يسقيها، ولا زالت تثمر، وأنها فرصة سانحة لتقديم مشروع دعوي تاريخي يتصدى لكل أعداء الأمة، وهي فرصة لتجميع الأمة تحت شعار نصرة الحبيب -صلى الله عليه وآله وسلم-.
فأن نجتمع على نصرة الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، خير من أن نجتمع على الجاهل فريق يعذره وفريق لا يعذره، أو على المبدل والمنحي للشريعة نلحقه بالمرتدين أم بالفاسقين؟
محمد جلال القصاص
مساء الثلاثاء 06/ 02 / 1429
الموافق 12/ 02/ 2008(/)
في كتب الرجال يتكرر ... (طلب العلم قبل الجماجم) ... (ولد بعد الجماجم) فما قصتها؟
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 02:32]ـ
في كتب الرجال والتاريخ كثيرا ما نجد:
شهد الجماجم ...
طلب العلم قبل الجماجم ...
سمعت فلانا أيام الجماجم ...
قتل يوم الجماجم ...
ولد بعد الجماجم ...
فما القصة؟!
قال في (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه) لابن حجر العسقلاني:
(الوليد بن نُخَيت، شهد الجمَاجِم. انتهى)
(المقرئ علي بن مسعود بن هياب الواسطي الجماجمي. مات سنة 616 هـ -.)
(الحسن بن يحيى الجماجمي من سكة الجماجم بجرجان، سمع العباس بن عيسى العقيلي .... )
(وبلال الرماح بن محرز صاحب دير الجماجم.)
وفي (الإكمال) لابن ماكولا:
( ... الوليد بن نخيت، هو الذي قتل جبلة بن زحر الجعفي يوم الجماجم ... )
وفي (الإستيعاب في معرفة الأصحاب) لابن عبد البر:
( ... لأنه مات بدير الجماجم وكانت وقعة الجماجم في شعبان سنة ثلاث وثمانين.
قال أبو عبيدة: إنما قيل له دير الجماجم لأنه كان يعمل به أقداح من خشب.)
وفي (العبر في خبر من غبر) للذهبي:
(سنة ثلاث وثمانين
فيها في قول الفلاس وغيره: وقعة دير الجماجم. وكان شعار الناس: يا ثارات الصلاة. لأن الحجاج، قاتله الله، كان يميت الصلاة ويؤخرها حتى يخرج وقتها. فقتل مع ابن الأشعث أبو البخترى الطائي مولاهم، واسمه سعيد بن فيروز، وكان من كبار فقهاء الكوفة.)
وفي (غاية النهاية في طبقات القراء) لابن الجزري في ترجمة (زر بن حبيش بن خباشة أبو مريم ويقال أبو مطرف الأسدي الكوفي) قال:
(قال خليفة مات في الجماجم سنة اثنتين وثمانين.)
وجاء في نفس المرجع السابق في ترجمة: (شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي):
( ... وتوفي زمن الحجاج بعد الجماجم سنة اثنتين وثمانين)
وجاء في (الإصابة) لابن حجر في ترجمة (عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي):
( ... اتفقوا على أنه فقد في وقعة الجماجم قال العجلي اقتحم فرسه وفرس عبد الرحمن بن أبي ليلى نهر دجيل فذهبا بهما وكذا جزم ابن حبان بأنه غرق بدجيل وذلك سنة إحدى أو اثنتين وثمانين.)
وجاء في (الوافي) بالوفيات للصفدي في ترجمة (أوس بن خالد الربعي البصري أبي الجوزاء):
( ... وقال ابن سعد: خرج أبو الجوزاء مع ابن الأشعث فقتل أيام الجماجم سنة ثلاث وثمانين للهجرة.)
وفي المرجع السابق في ترجمة ابن الأشعث:
(عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، أمير سجستان. ظفر به الحجاج وقتله وطيف برأسه سنة أربع وثمانين للهجرة. وكان قد خلع عبد الملك بن مروان ودعا لنفسه في شعبان سنة اثنتين وثمانين، وبايع الناس فدوفع بدير الجماجم وقتل.)
وفي (التاريخ الكبير):
(قال مسلم بن يسار: شهدت الجماجم فما رميت ولا طعنت برمح فقال أبو قلابة: ابا عبد الله! لعل فئاما من الناس رأوك واقفا فقالوا: هذا مسلم بن يسار، فقتلوا في سببك، فانتحب فبكى.)
وفيه أيضا:
(قال أبو قدامة حدثنا الفزارى عن اسماعيل بن ابى خالد عن اخيه:
(كان حمزة بن مغيرة بن شعبة يمر بنا ليالى الجماجم ليالى ابن الاشعث فيقول: ليكن شعاركم " حم لا ينصرون "، دعوى نبيكم صلى الله عليه وسلم.)
ومن الطرائف ذات الصلة ما جاء في "الأعلام " للزركلي:
ابن القرية (000 - 84 هـ) أيوب بن زيد بن قيس بن زرارة الهلالي: أحد بلغاء الدهر. خطيب يضرب به المثل. يقال (أبلغ من ابن القرية) والقرية أمه. كان أعرابيا أميا، يتردد إلى عين التمر (غربي الكوفة) فاتصل بالحجاج، فأعجب بحسن منطقه، فأوفده على عبد الملك بن مروان. ولما خلع ابن الاشعث الطاعة بسجستان بعثه الحجاج إليه رسولا، فالتحق به وشهد معه وقعة دير الجماجم (بظاهر الكوفة) وكان شجاعا فلما انهزم ابن الاشعث سيق أيوب إلى الحجاج أسيرا، فقال له الحجاج: والله لازيرنك جهنم! قال: فأرحني فاني أجد حرها!، فأمر به فضربت عنقه. ولما رآه قتيلا قال: لو تركناه حتى نسمع من كلامه!)
سبب تسمية دير الجماجم بهذا الاسم:
ورد في كتاب: (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام):
(يُتْبَعُ)
(/)
( ... ولدينا رواية أخرى في أسباب تسمية موضع دير الجماجم بهذا الاسم، تشير إلى حدوث، معركة بين الفرس و إياد، وقتل إياد لقوم من الفرس، ولكنها حادثة أخرى غير الحادثة المتقدمة على ما يظهر، يرويها ابن الكلبي، خلاصتها: إن رجلاً من إياد أسكنه بلاد الرماح أو بلال الرماح، وهو أنبت بن محرز الإيادي، قتل قوماً من الفرس، ونصب رؤوسهم عند الدير، فسمي دير الجماجم. ولم تذكر هذه الرواية زمن حدوث هذا القتل، وهل كان قبل إجلاء إياد عن العراق أو بعده كما جاء في الروايات السابقة? وهل كان هذا انتقاماً من الفرس بعد ما فعلوه بإياد? غير أن هناك رواية أخرى يرويها ابن الكلبي أيضاً تشير بوضوح إلى أن فتك إياد بالفرس في موضع دير الجماجم إنما كان بعد نفي كسرى إياهم إلى الشام وفتكه بهم، أي إن هذا الفتك كان عملا انتقامياً من الفرس، لما فعلوه بإياد. يقول ابن الكلبي: "كان كسرى قد قتل إياداً، ونفاهم إلى الشام، فأقبلت ألف فارس منهم حتى نزلوا السواد، فجاء رجل منهم وأخبر كسرى بخبرهم، فأنفذ إليهم مقدار ألف وأربع مئة فارس ليقتلوهم، فقال لهم ذلك الرجل الواشي: انزلوا قريباً حتى أعلم لكم علمهم. فرجع إلى قومه وأخبرهم، فأقبلوا حتى وقعوا بالأساورة، فقتلوهم عن آخرهم، وجعلوا جماجمهم قبة. وبلغ كسرى خبرهم، فخرج في اهليهم يبكون. فلما رآهم، إغتم لهم، وأمر أن يبني عليهم دير سمي دير الجماجم". وهذه الرواية عن فتك إياد بالفرس، هي أقرب إلى المنطق من الرواية الأولى التي ذكرتها عن النزاع بين كسرى و إياد.
على أن هناك أخباراً أخرى ذكرها الأخباريون في تعليل اسم موضع "دير الجماجم" لا تشير إشارة ما إلى هذا الاصطدام بين الفرس وإياد، إنما أشار بعضها إلى حرب وقعت بين إياد وبين بني نهد في هذا المكان، قتل فيها خلق من إياد وقضاعة، ودفنوا هناك، فسمي الموضع بهذا الاسم، كما نسبت الحرب إلى قبائل أخرى لم يرد بينها اسم إياد.)
ولتمام الفائدة نورد المعنى اللغوي للجماجم:
قال في القاموس المحيط:
( ... والجُمَّى، كرُبَّى: الباقِلاءُ. والجَمْجَمَةُ: أن لا يُبَيِّنَ كلامَهُ، كالتَّجَمْجُمِ، وإخفاءُ الشيءِ في الصَّدْرِ، والإِهْلاكُ، وبالضم: القِحْفُ، أو العَظْمُ فيه الدِّماغُ ج: جُمْجُمٌ، وضَرْبٌ من المَكاييلِ، والبِئْرُ تُحْفَرُ في السَّبَخَةِ، والقَدَحُمن خَشَبٍ. والجَمَاجِمُ: الساداتُ، والقبائلُ التي تُنْسَبُ إليها البُطونُ، كالجِمامِ، بالكسرِ، وسِكَّةٌ بِجُرْجانَ. ودَيْرُ الجَمَاجِمِ: عين قُرْبَ الكُوفَةِ، والتَّجْمِيمُ: مُتْعَةُ المُطَلَّقَةِ ... )
جاء في "الأماكن" للحازمي:
بَابُ جَماجِمَ، وجُمَاجِمَ
(أما اْلأَوَّلُ: - بِفَتْحِ الجيم -: ديرُ الجماجم في سواد العراق، حيث كانت الوقعة العظيمة بين الحجاج وابن الأشعث، وقُتل فيها خلقٌ من التابعين، وقيل لذلك سُمي المَوْضِعٌ الجماجم، وقيل: بل سُمي به لأنه كانت تُعمل فيه الأقداح، والجمجمة القدح ... )
وفي لسان العرب:
(قال القُتَيْبيُّ الجُمْجُمَة قَدَح من خَشَب والجمع الجَماجِمُ ودَيْرُ الجَماجِمِ موضع قال أَبو عبيدة سمي دَيْر الجَماجم منه لأَنه يعمل فيها الأَقداح من خشب قال أَبو منصور تُسَوَّى من الزُّجاج فيقال قِحْفٌ وجُمْجمة وبَديْرِ الجَماجم كانت وَقْعَةُ ابن الأَشعث مع الحَجاج بالعراق وقيل سمي دَيْرَ الجَماجم لأَنه بُني من جَماجم القَتْلى لكثرة من قتل به وفي حديث طلحة بن مُصَرِّف رأَى رجلاً يضحك فقال إِن هذا لم يشهد الجَماجِمَ يريد وقعة دَير الجَماجم أَي أَنه لو رأَى كثرة من قتل به من قُرَّاء المسلمين وساداتهم لم يضحك ويقال للسادات جَماجم وفي حديث عمر إِيتِ الكوفة فإِن بها جُمْجُمةَ العرب أَي ساداتها لأَن الجُمْجُمة الرأْس وهو أَشرف الأعَضاء والجَماجم موضع بين الدَّهْناء ومُتالِع في ديار تميم ويوم الجَماجمِ يوم من وقائع العرب في الإسلام معروف وفي حديث يحيى ابن محمد أَنه لم يَزَلْ يرى الناسَ يجعلون الجَماجم في الحَرْث هي الخشبة التي تكون في رأْسها سِكَّةُ الحرث والجُمْجُمَة البئر تُحْفَر في السَّبَخَة والجَمْجَمَة الإِهْلاك عن كراع وجَمْجَمه أَهلكه قال رؤبة كم من عِدىً جَمْجَمَهم وجَحْجَبا ... )
إعداد:
أبي معاذ زياد محمد الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 01:43]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 01:50]ـ
ذكر وقعة دير الجماجم
وكانت وقعة دير الجماجم في شعبان من هذه السنة، وقيل: كانت سنة ثلاث وثمانين.
وكان سببها أن الحجاج سار من البصرة إلى الكوفة لقتال عبد الرحمن بن محمد فنزل دير قوة، وخرج عبد الرحمن من الكوفة فنزل دير الجماجم. فقال الحجاج: إن عبد الرحمن نزل دير الجماجم ونزلت دير القرة، أما تزجر الطير؟ واجتمع إلى عبد الرحمن أهل الكوفة وأهل البصرة والقراء وأهل الثغور والمسالح بدير الجماجم فاجتمعوا على حرب الحجاج لبغضه، وكانوا مائة ألف ممن يأخذ العطاء ومعهم مثلهم، وجاءت الحجاج أيضاً أمداد من الشام قبل نزوله بدير قرة، وخندق كل منهما على نفسه، فكان الناس يقتلون كل يوم ولا يزال أحدهما يدني خندقه من الآخر.
ثم إن عبد الملك وأهل الشام قالوا: إن كان ير1ضى أهل العراق بنزع الحجاج عنهم نزعناه فإن عزله أيسر من حربهم ونحقن بذلك الدماء. فبعث عبد الملك ابنه عبد الله وأخاه محمد بن مروان، وكان محمد بأرض الموصل، إلى الحجاج في جند كثيف وأمرهما أن يعرضا على أهل العراق عزل الحجاج وأن يجريا عليهم أعطياتهم كما يجرى على أهل الشام، وأن ينزل عبد الرحمن بن محمد أي بلد شاء من بلد العراق، فإذا نزله كان والياً عليه ما دام حياً وعبد الملك خليفةً، فغن أجاب أهل العراق إلى ذلك عزلا الحجاج عنها وصار محمد بن مروان أمير العراق، وإن أبى أهل العراق قبول ذلك فالحجاج أمي الجماعة ووالي القتال ومحمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك في طاعته.
فلم يأت الحجاج أمر قط كان أشد عليه ولا أوجع لقلبه من ذلك، فخاف أن يقبل أهل العراق عزله فيعزل عنهم، فكتب إلى عبد الملك: والله لو أعطيت أهل العراق نزعي لم يلبثوا إلا قليلاً حتى يخالفوك ويسيروا إليك ولا يزيدهم ذلك إلا جرأة عليك، أم تر ويبلغك وثوب أهل العراق مع الأشتر على ابن عفان وسؤالهم نزع سعيد بن العاص، فلما نزعه لم تتم لهم السنة حتى ساروا إلى عثمان فقتلوه، وإن الحديد بالحديد يفلح.
فأبى عبد الملك إلا عرض عزله على أهل العراق. فلما اجتمع عبد الله ومحمد مع الحجاج خرج عبد الله بن عبد الملك وقال: يا أهل العراق أنا ابن أمير المؤمنين، وهو يعطيكم كذا وكذا. وخرج محمد بن مروان وقال: أنا رسول أمير المؤمنين، وهو يعرض عليكم كذا وكذا، فذكر هذه الخصال. فقالوا: نرجع العشية، فرجعوا واجتمع أهل العراق عند ابن الأشعث، فقال لهم: قد أعطيتم أمراً، انتهازكم اليوم إياه فرصة، وإنكم اليوم على النصف، فإن كان اعتدوا عليكم بيوم الزاوية فأنتم تعتدون عليهم بيوم تستر، فاقبلوا ما عرضوا عليكم وأنتم أعزاء أقوياء لقوم هم لكم هائبون وأنتم منتقصون، فوالله لا زلتم عليهم جرآء وعندهم أعزاء أبداً ما بقيتم إن أنتم قبلتم.
فوثب الناس من كل جانب فقالوا: إن الله قد أهلكهم فأصبحوا في الضنك والمجاعة والقلة والذلة، ونحن ذوو العدد الكثير والسعر الرخيص والمادة القريبة، لا والله لا نقبل! وأعادوا خلعه ثانية.
وكان أول من قام بخلعه بدير الجماجمع عبد الله بن ذؤاب السلمي وعمير بن تيجان وكان اجتماعهم على خلعه بالجماجم أجمع من خلعهم إياه بفارس.
فقال عبد الله بن عبد الملك ومحمد بن مروان للحجاج: شأنك بعسكرك وجندك واعمل برأيك فإنا قد أمرنا أن نسمع لك ونطيع. فقال: قد قلت: إنه لا يراد بهذا الأمر غيركم، فكانا يسلمان عليه بالإمرة ويسلم عليهما بالإمرة. فلما اجتمع أهل العراق بالجماجم على خلع عبد الملك قال عبد الرحمن: ألا إن بني مروان يعيرون بالزرقاء، والله ما لهم نسب أصح منه إلا أن بني أبي العاص أعلاج من أهل صفورية، فإن يكن هذا الأمر من قريش فمني تقويت بيضة قريش، وإن يك في العرب فأنا ابن الأشعث، ومد بها صوته يسمع الناس وبرزوا للقتال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فجعل الحجاج على ميمنته عبد الرحمن بن سليم الكلبي، وعلى ميسرته عمارة بن تميم اللخمي، وعلى خيله سفيان بن الأبرد الملبي، وعلى رجاله عبد الله بن خبيب الحكمي؛ وجعل عبد الرحمن بن محمد على ميمنته الحجاج بن حارثة الخثعمي، وعلى ميسرته الأبرد بن قرة التميمي، وعلى خيله عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي، وعلى رجاله محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعلى مجنبته عبد الله بن رزام الحارثي، وجعل على القراء جبلة بن زحر بن قيس الجعفي، وفيهم سعيد بن جبير وعامر الشعبي وأبو البختري الطائي وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ثم أخذوا يتزاحفون كل يوم ويقتتلون وأهل العراق تأتيهم موادهم من الكوفة وسادها وهم في خصب، وأهل الشام في ضنك شديد قد غلت عليهم الأسعار وفقد عندهم اللحم كأنهم في حصار، وهم على ذلك يغادون القتال ويراوحون. فلما كان اليوم الذي قتل فيه جبلة بن زحر بن قيس، وكانت كتيبته تدعى القراء تحمل عليهم فلا يبرحون، وكانوا قد عرفوا بذلك، وكان فيهم كميل بن زياد، وكان رجلاً ركيناً. فخرجوا ذات يوم كما كانوا يخرجون، وعبأ الحجاج صفوفه وعبأ عبد الرحمن أصحابه، وعبأ الحجاج لكتيبة القراء ثلاث كتائب وبعث عليها الجراح بن عبد الله الحكمي، فأقبلوا نحوهم فحملوا على القراء ثلاث حملات كل كتيبة تحمل حملة فلم يبرحوا وصبروا. (1)
****************************** ******************
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين
ذكر بقية الوقعة بدير الجماجم
فلما حملت كتائب الحجاج الثلاث على القراء من أصحاب عبد الرحمن وعليهم جبلة بن زحر نادى جبلة: يا عبد الرحمن بن أبي ليلى! يا معشر القراء! إن الفرار ليس بأحد بأقبح منه منكم، غني سمعت علي بن أبي طالب، رفع الله درجته في الصالحين وآتاه ثواب الصاديقين والشهداء، يقول يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون إنه من رأى عدواناً يعمل به ومنكراً يدعة إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجسر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونور في قلبه باليقين، فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الذين جهلوا الحق فلا يعرفونه، وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه.
وقال أبو البختري: أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم. فقال الشعبي: أيها الناس قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور في حكم منهم. وقال سعيد بن جبير نحو ذلك، وقال جبلة: احملوا عليهم حملةً صادقةً، ولا تردوا وجوهكم عنهم حتى توقعوا صفهم.
فحملوا عليهم حملةً صادقةً، فضربوا الكتائب حتى أزالوها وفرقوها، وتقدموا حتى واقعوا صفهم فأزالوه عن مكانه، ثم رجعوا فوجدوا جبلة بن زحر قتيلاً لا يدرون كيف قتل.
وكان سبب قتله أن أصحابه لما حملوا على أهل الشام ففرقوهم وقف لأصحابه ليرجعوا إليه فافترقت فرقة من أهل الشام فوقفت ناحية، فلما رأوا أصحاب جبلة قد تقدموا قال بعضهم لبعض: هذا جبلة، احملوا عليه ما دام أصحابه مشاغيل بالقتال. فحملوا عليه فلم يول لكنه حمل عليهم فقتلوه، وكان الذي قتله الوليد بن تحيت الكلبي، وجيء برأسه إلى الحجاج فبشر أصحابه بذلك. فلما رجع أصحاب جبلة ورأوه قتيلاً سقط في أيديهم وتنازعوه بينهم، فقال لهم أبو البختري: لا يظهرن عليكم قتل جلة إنما كان كرجل منكم أتته منيته فلم يكن ليتقدم ولا ليتأخر. وظهر الفشل في القراء، وناداهم أهل الشام: يا أعداء الله قد هلكتم وقد قتل طاغيتكم! وقدم عليهم بسطام من مصقلة بن هبيرة السيباني، ففرحوا به وقالوا: تقدم مقام جبلة. وكان قدومه من الري، فلما أتى عبد الرحمن جعله على ربيعة، وكان شجاعاً، فقاتل يوماً فدخل عسكر الحجاج فأخذ أصحابه ثلاثين امرأة فأطلقهن. فقال الحجاج: منعوا نساءهم، لو لم يردوهن لسبيت نساءهم إذا ظهرت عليهم.
وخرج عبد الرحمن بن عوف الرؤاسي أبو حميد فدعا إلى المابرزة، فخرج إليه رجل من أهل الشام، فتضاربا، فقال كل واحد منهما: أنا الغلام الكلابي فقال كل واحد منهما لصاحبه: من أنت؟ وإذا هما ابنا عم، فتحاجزا. وخرج عبد الله بن رازم الحارثي فطلب المبارزة، فخرج إليه رجل من عسكر الحجاج فقتله، ثم فعل ذلك ثلاثة أيام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كان اليوم الرابع خرج، فقالوا: جاء لا جاء الله به! فطلب المبارزة، فقال الحجاج للجراح: أخرج إليه. فخرج إليه. فقال له عبد الله، وكان له صديقاً: ويحك يا جراح ما أخرجك؟ قال: ابتليت بك. قال: فهل لك في خير؟ قال الجراح: ما هو؟ قال عبد الله: أنهزم لك وترجع إلى الحجاج وقد أحسنت عنده وحمدك، وأما أنا فأحتمل مقالة الناس في انهزامي حباً لسلامتك فإني لا أحب قتل مثلك من قومي. قال: افعل. فحمل الجراح على عبد الله فاستطرد له عبد الله، وحمل عليه الجراح بجد يريد قتله، فصاح بعيد الله غلامه، وكان ناحية معه ماء ليشربه، وقال له: يا سيدي إن الرجل يريد قتلك! فعطف عبد الله على الجراح فضربه بعمود على رأسه فصرعه، وقال له: يا جراح بئس ما جزيتني! أردت بك العافية وأردت تقلي! انطلق فقد تركتك للقرابة والعشيرة. وكان سعيد بن جبير وأبو البختري الطائي يحملان على أهل الشام بعد قتل جبلة بن زحر حتى يخالطاهم، وكانت مدة الحرب مائة يوم وثلاثة أيام لأنه كان نزولهم بالجماجم لثلاث مضين من ربيع الأول، وكانت الهزيمة لأربع عشرة مضين من جمادى الآخرة.
فلما كان يوم الهزيمة اقتتلوا أشد قتال، واستظهر أصحاب عبد الرحمن على أصحاب الحجاج واستعلوا عليهم وهم آمنون أن يهزموا. فبينا هم كذلك إذ حمل سفيان بن الأبرد، وهو في ميمنة الحجاج، على الأبرد بن قرة التميمي، وهو على ميسرة عبد الرحمن، فانهزم الأبرد بن قرة من غي قتال يذكر، فظن الناس أنه قد كان صولح على أن ينهزم بالناس، فلما انهزم تقوضت الصفوف من نحوه وركب الناس بعضهم بعضاً، وصعد عبد الرحمن المنبر ينادي الناس: إلي عباد الله. فاجتمع إليه جماعة، فثبت حتى دنا منه أهل الشام فقاتل من معه ودخل أهل الشام العسكر، فأواه عبد الله بن يزيد بن المفضل الأزدي فقال له: انزل فإني أخاف عليك أن تؤسر ولعلك إن انصرفت أن تجمع لهم جمعاً يهلكهم الله به.
فنزل هو ومن معه لا يلوون على شيء، ثم رجع الحجاج إلى الكوفة، وعاد محمد بن مروان إلى الموصل، وعبد الله بن عبد الملك إلى الشام، وأخذ الحجاج يبايع الناس، وكان لا يبايع أحداً إلا قال له: اشهد أنك كفرت، فإن قال: نعم، بايعه، وإلا قتله، فأتاه رجل من خثعم كان معتزلاً للناس جميعاً فسأله عن حاله فأخبره باعتزاله، فقال له: أنت متربص، أتشهد أنك كافر؟ قال: بئس الرجل! أنا أعبد الله ثمانين سنة ثم أشهد على نفسي بالكفر! قال: إذاً أقتلك. قال: وإن قتلتني فوالله ما بقي من عمري إلا ظمء حمار. فقتله ولمي بق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه.
ثم دعا بكميل بن زياد فقال له: أنت المقتص من أمير المؤمنين عثمان؟ قد كنت أحب من أن أجد عليك سبيلاً. قال: على أينا أنت أشد غضباً، عليه حين أقاد من نفسه أم علي حين عفوت عنه؟ قم قال: أيها الرجل من ثقيف لا تصرف علي أنيابك ولا تكشر على كالذئب، والله ما بقي من عمري إلا ظمء الحمار، اقض ما أنت قاضٍ فإن الموعد الله وبعد القتل الحساب.
قال الحجاج: فإن الحجة عليك. قال: ذلك إذا كان القضاء إليك. فأمر به فقتل، وكان خصيصاً بأمير المؤمنين. وأتي بآخر من بعده، فقال له الحجاج: أرى رجلاً ما أظنه يشهد على نفسه بالكفر. فقال له الرجال: أتخادعني عن نفسي؟ أنا أكفر أهل الأرض وأكفر من فرعون. فضحك منه وخلي سبيله.
وأقام بالكوفة شهراً، وأنزل أهل الشام بيوت أهل الكوفة، أنزلهم الحجاج فيها مع أهلها، وهو أول من انزل الجند في بيوت غيرهم، وهو إلى الآن لا سيما في بلاد العجم، ومن سن سنة سيئة كان عليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
ذكر الوقعة بمسكن
ولما انهزم عبد الرحمن أتى البصرة واجتمع إليه من المنهزمين جمع كثير، وكان فيهم عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي، وكان بالمدائن محمد بن سعد بن أبي وقاص، فسار إليه الحجاج، فلحق ابن سعد بعيد الرحمن، وسار عبد الرحمن نحو الحجاج ومعه جمع كثير فيهم بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني، وقد بايعه خلق كثير على الموت، فاجتمعوا بمسكن، وخندق عبد الرحمن على أصحابه وجعل القتال من وجه واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدم عليه خالد بن جرير بن عبد الله من خراسان في ناس من بعث الكوفة، فاقتتلوا خمسة عشر يوماً من شعبان أشد قتال، فقتل زياد بن غيثم القيني، وكان على مسالح الحجاج، فهده ذلك وهد أصحابه. وبات الحجاج يحرض أصحابه، ولما أصبحوا باكروا القتال فاقتتلوا أشد قتال كان بينهم، فانكشفت خيل سفيان بن الأبرد، فأمر الحجاج عبد الملك بن المهلب فحمل على أصحاب عبد الرحمن، وحمل أصحاب الحجاج من كل جانب، فانهزم عبد الرحمن وأصحابه وقتل عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه وأبو البختري الطائي، ومشى بسطام بن مصقلة بن هبيرة في أربعة آلاف فارس من شجعان أهل الكوفة والبصرة فكسروا جفون سيوفهم وحث أصحابه على القتال، فحملوا على أهل الشام فكشفوهم مراراً، فدعا الحجاج الرماة فرموهم وأحاط بهم الناس فقتلوا إلا قليلاً، ومضى ابن الأشعث نحو سجستان.
وقد قيل في هزيمة عبد الرحمن بمسكن غير هذا، والذي قيل: إنه اجتمع هو والحجاج بمسكن، وكان عسكر ابن الأشعث والحجاج بين دجلة والسيب والكرخ، فاقتتلوا شهراً ودونه، فأتى شيخ فدل الحجاج على طريق من وراء الكرخ في أجمة وضحضاح من الماء، فأرسل معه أربعة آلاف وقال لقائدهم: إن صدق فأعطه ألف درهم، فإن كذب فاقتله. فسار بهم، ثم إن الحجاج قاتل أصحاب عبد الرحمن، فانهزم الحجاج فعبر السيب، ورجع ابن الأشعث إلى عسكره آمناً ونهب عسكر الحجاج فأمنوا وألقوا السلاح، فلم يشعروا نصف الليل إلا والسيف يأخذهم من تلك السرية، فغرق من أصحاب عبد الرحمن أكثر ممن قتل، ورجع الحجاج في عسكره على الصوت فقتلوا من وجدوا، فكان عدة من قتل أربعة آلاف، منهم: عبد الله بن شداد بن الهاد، وبسطام بن مصقلة، وعمرو بن ضبيعة الرقاشي، وبشر بن المنذر بن الجارود وغيرهم.
ذكر مسير عبد الرحمن إلى رتبيل
وما جرى له ولأصحابه
ولما انهزم عبد الرحمن من مسكين سار إلى سجستان فأتبعه الحجاج ابنه محمداً وعمارة بن تميم اللخمي وعمارة على الجيش، فأدركه عمارة بالسوس فقاتله ساعةً، فانهزم عبد الرحمن ومن معه وساروا حتى أتوا سابور، واجتمع إليه الأكراد، فقاتلهم عمارة قتالاً شديداً على العقبة، فجرح عمارة وكثير من أصحابه، وانهزم عمارة وترك لهم العقبة.
وسار عبد الرحمن حتى أتى كرمان وعمارة يتبع أثرهم، فدخل بعض أهل الشام قصراً في مفازة كرمان فإذا فيه كتاب قد كتبه بعض أهل الكوفة من شعر ابن حلزة اليشكري، وهي طويلة:
أيا لهفاً ويا حزناً جميعاً ... ويا حر الفؤاد لما لقينا
تركنا الدين والدنيا جميعاً ... وأسلمنا الحلائل والبنينا
فما كنا بناسٍ أهل دينٍ ... فنصبر في البلاء إذا ابتلينا
فما كنا بناسٍ أهل دنيا ... فمنمنعها ولو لم نرج دينا
نتركنا دورنا لطغام عكٍ ... وأنباط القرى والأشعرينا
فلما وصل عبد الرحمن إلى كرمان أتاه عامله، وقد هيأ له نزلاً فنزل، ثم رحل إلى سجستان فأتى رزنج وفيها عامله فأغلق بابها ومنع عبد الرحمن من دخولها، فأقام عليها أياماً ليفتحها فلم يصل إليها، فسار إلى بست، وكان قد استعمل عليها عياض بن هميان بن هشام الدوسي الشيباني، فاستقبله وأنزله، فلما غفل أصحابه قبض عليه عياض وأوثقه وأراد أن يأمن به عند الحجاج.
وقد كان رتبيل ملك الترك سمع بمقدم عبد الرحمن، فسار إليه ليستقبله، فلما قبضه عياض نزل رتبيل على بست وبعث إلى عياض يقول: والله لئن آذيته بما يقذي عينه أو ضررته ببعض الضرر أو أخذت منه ولو حبلاً من شعر لا أبرح حتى أستذلك وأقتلك وجميع من معك، وأسبي ذراريكم، وأغنم أموالكم. فاستأمنه عياض، فأطلق عبد الرحمن، فأراد قتل عياض فمنعه رتبيل.
ثم سار عبد الرحمن مع رتبيل إلى بلاده، فأنزله وأكرمه وعظمه. وكان ناس كثير من المنهزمين من أصحاب عبد الرحمن من الرؤوس والقادة الذين لم يقبلوا أمان الحجاج ونصبوا له العداوة في كل موطن قد تبعوا عبد الرحمن فبلغوا سجستان في نحو ستين ألفاً ونزلوا على زرنج يحاصرون من بها، وكتبوا إلى عبد الرحمن يستدعونه ويخبرونه أنهم على قصد خراسان ليقووا بمن بها من عشائرهم، فأتاهم، وكان يصلي بهم عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإلى أن قدم عبد الرحمن. فلما أتت كتبهم عبد الرحمن سار إليهم، ففتحوا زرنج، وسار نحوهم عمارة بن تميم في أهل الشام، فقال لعبد الرحمن أصحابه: اخرج بنا عن سجستان إلى خراسان. فقال: إن
(يُتْبَعُ)
(/)
بها يويد بن المهلب وهو رجل شجاع ولا يترك لكم سلطانه ولو دخلناها لقاتلنا وتبعنا أهل الشام فيجتمع علينا أهل خراسان وأهل الشام. قالوا: لو دخلنا خراسان لكان من يتبعنا أكثر ممن يقاتلنا.
فشار معهم حتى بلغوا هراة، فهرب من أصحابه عبيد الله بن عبد الرحمن ابن سمرة القرشي في ألفين، فقال لهم عبد الرحمن: إني كنت في مأمن وملجإٍ فجاءتني كتبكم أن أقبل فإن أمرنا واحد فلعلنا نقاتل عدونا، فأتيتكم فرأيتم أن أمضي إلى خراسان وزعمتم إنكم تجتمعون إلي وأنكم لا تتفرقون، وهذا عبيد الله قد صنع ما رأيتم فاصنعوا ما بدا لكم، أما أنا فمنصرف إلى صاحبي الذي أتيت من عنده.
فتفرق منهم طائفة وبقي معه طائفة وبقي أعظم العسكر مع عبد الرحمن بن العباس فبايعوه، ومضى عبد الرحمن بن الأشعث إلى رتبيل، وسار عبد الرحمن بن العباس إلى هراة، فلقوا بها الرقاد الأزدي فقتلوه، فسار إليهم يزيد بن المهلب.
وقيل: إن عبد الرحمن بن الأشعث لما انهزم من مسكن أتى عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة هراة، وأتى عبد الرحمن بن العابس سجستان، فاجتمع فل ابن الأشعث فسار إلى خراسان في عشرين أفاً فنزل هراة، ولقوا الرقاد فقتلوه، فأرسل إليه يزيد بن المهلب: قد كان لك في البلاد متسع ومن هو أهون مني شوكة، فارتحل إلى بلد ليس لي فيه سلطان فإني أكره قتالك، وأن أردت مالاً أرسلت إليك. فأعاد الجواب: إنا ما نزلنا لمحاربة ولا لمقام ولكنا أردنا أن نريح ثم نرحل عنك وليست بنا إلى المال حاجة.
وأقبل عبد الرحمن بن العباس على الجبابة، وبلغ ذلك يزيد فقال: من أراد أن يريح ثم يرتحل لم يجب الخراج. فسار يزيد نحوه وأعاد مراسلته: إنك قد أرحت وسمنت وجبيت الخراج فلك ما جبيت وزيادة فاخرج عني فإني أكره قتالك. فأبى إلا القتال، وكاتب جند يزيد يستميلهم ويدعوهم إلى نفسه، فعلم يزيد فقال: جل المر عن العتاب؛ ثم تقدم إليه فقاتله، فلم يكن بينهم كثير قتال حتى تفرق أصحاب عبد الرحمن عنه وصبر وصبرت معه طائفة ثم انهزموا، وأمر يزيد أصحابه بالكف عن أتباعهم، وأخذوا ما كان في عسكرهم وأسوا منهم أسرى، وكان منهم: محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، وعباس بن الأسود بن عوف الزهري، والهلقام بن نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة، وفيروز حصين، وأبو الفلج مولى عبيد الله بن معمر، وسوار بن مروان، وعبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وعبد الله بن فضالة الزهراني الأزدي.
ولحق عبد الرحمن بن العباس بالسند، واتى ابن سمرة مرو، وانصرف يزيد إلى مرو وبعث الأسرى إلى الحجاج مع سبرة ونجدة، فلما أراد تسييرهم قال له أخوه حبيب: بأي وجه تنظر إلى اليمانية وقد بعثت عبد الرحمن بن طلحة؟ فال يزيد: غنه الحجاج ولا يتعرض له. قال: وطن نفسك على العزل ولا ترسل به فإن له عندنا يداً. قال: وما هي؟ قال: ألزم المهلب في مسجد الجماعة بمائة ألف فأداها طلحة عنه. فأطلقه يزيد، ولم يرسل يزيد أيضاً عبد الله بن فضالة لأنه من الأزد، وأرسل الباقين.
فلما قدموا على الحجاج قال لحاجبه: إذا دعوتك بسيدهم فأتني بفيروز، وكان بواسط القصب قبل أن تبنى مدينة واسط. فقال لحاجبه: ائتني بسيدهم. فقال لفيروز: قم. فقام، فأحضره عنده. فقال له الحجاج: أبا عثمان ما أخرجك مع هؤلاء؟ فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم! قال: فتنة عمت الناس. قال: اكتب إلي أموالك. قال: اكتب يا غلام ألف ألف وألفي ألف، فذكر مالاً كثيراً. فقال الحجاج: أين هذه الأموال؟ قال: عندي.
قال: فأدها. قال: وأنا آمن على دمي؟ قال: والله لتؤدينها ثم لأقتلنك. قال: والله لا يجمع بين دمي ومالي. فأمر به فنحي.
ثم أحضر محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال له: يا ظل الشيطان! أعظم الناس تيهاً وكبراً تأبى بيعة يزيد بن معاوية وتتشبه بالحسين وبابن عمر ثم ضربت مؤذناً؟ وجعل يضرب رأسه بعود في يده حتى أدماه، ثم أمر به فقتل. ثم دعا بعمر بن موسى فقال: يا عبد المرأة! يقوم بالعمود على رأسك ابن الحائك، يعني ابن الأشعث، وتشرب معه في الحمام! فقال: أصلح الله الأمير، كانت فتنة شملت البر والفاجر فدخلنا فيها، فقد أمكنك الله منا فإن عفوت فبجمالك وبفضلك، وغن عاقبت ظلمت مذنبين. فقال الحجاج: أما أنها شملت البر فكذبت، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار، وأما اعترافك فعسى
(يُتْبَعُ)
(/)
أن ينفعك؛ ورجال له الناس السلامة، ثم أمر به فقتل. ثم دعا بالهلقام بن نعيم فقال: أحببت أن ابن الأشعث طلب ما طلب، ما الذي أملت أنت معه؟ قال: أملت أن يملك فيوليني العراق كما ولاك عبد الملك إياه. فأمر به فقتل. ثم دعا عبد الله بن عامر، فلما أتاه قال له الحجاج: لا رأت عينك الجنة إن أفلت! فقال: جزى الله ابن المهلب بما صنع. قال: وما صنع؟ قال:
لأنه كاس في إطلاق أسرته ... وقاد نحوك في أغلالها مضرا
وقى بقومك ورد الموت أسرته ... وكان قومك أدنى عنده خطرا
فأطرق الحجاج ووقرت في قله وقال: وما أنت وذاك؟ فأمر به فقتل. ولم تزل كلمته في نفس الحجاج حتى عزل يزيد عن خراسان وحبسه.
ثم أمر بفيروز فعذب، وكان يشد عليه القصب الفارسي المشقوق يجر عليه حتى يجرح به ثم ينضح عليه الخل، فلما أحس بالموت قال لصاحب العذاب: إن الناس لا يشكون أن قد قتلت ولي ودائع وأموال عند الناس لا تؤدي إليكم أبداً، فأظهرني للناس ليعلموا أني حي فيؤدوا المال.
فأعلم الحجاج، فقال: أظهره. فأخرج إلى باب المدينة، فصاح في الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فيروز حصين، إن لي عند أقوام مالاً فمن كان لي عنده شيء فهو له وهو منه في حل فلا يؤد أحد منهم درهماً، ليبلغ الشاهد الغائب. فأمر به الحجاج فقتل.
وأمر بقتل عمر بن أبي قرة الكندي، وكان شريفاً، وأمر بإحضار أعشى همدان، فقال: إيه عدو الله! أنشدني قولك بين الأشبح وبين قيس. قال: بل أنشدك ما قلت لك. قال: بل أنشدني هذه. فأنشده:
أبى الله إلا أن يتمم نوره ... ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
ويظهر أهل الحق في كل موطنٍ ... ويعدل وقع السيف من كان أصيدا
وينزل ذلاً بالعراق وأهله ... كما نقضوا العهد الوثيق المؤكدا
وما أحدثوا من بدعةٍ وعظيمةٍ ... من القول لم تصعد إلى الله مصعدا
وما نكثوا من بيعةٍ بعد بيعةٍ ... إذا ضمنوها اليوم خاسوا بها غدا
وجبناً حشاه ربهم في قلوبهم ... فما يقربون الناس إلا تهددا
فلا صدق في قولٍ ولا صبر عندهم ... ولكن فخراً فيهم وتزيدا
فكيف رأيت الله فرق جمعهم ... ومزقهم عرض البلاد وشردا
فقتلاهم قتلى ضلالٍ وفتنةٍ ... وجيشهم أمسى ذليلاً مطردا
ولما زحفنا لابن يوسف غدوةً ... وأبرق منه العارضان وأرعدا
قطعنا إليه الخندقين وإنما ... قطعنا وأفضينا إلى الموت مرصدا
فكافحنا الحجاج دون صفوفنا ... كفاحاً ولم يضرب لذلك موعدا
بصفٍ كأن الموت في حجزاتهم ... إذا ما تجلى بيضه وتوقدا
دلفنا إليه في صفوفٍ كأنها ... جبال شرورى أو نعافٍ فشهمدا
فما لبث الحجاج أن سل سيفه ... علينا فولى جمعنا وتبددا
وما زاحف الحجاج أن سل سفه ... علينا فولى جمعنا وتبددا
وما زاحف الحجاج إلا رأيته ... معاناً ملقى للفتوح معودا
وإن ابن عباسٍ لفي مرجحنةٍ ... أشبهها قطعاً من الليل أسودا
فما شرعوا رمحاً ولا جردوا ظبىً ... ألا إنما لاقى الجبان مجردا
وكرت علينا خيل سفيان كرةً ... بفرسانها والشمري مقصدا
وسفيان يهديها كأن لواءها ... من الطعن سند بات بالصبغ مجسدا
كهول ومرد من قضاعة حوله ... مساعير أبطال إذا النكس عردا
إذا قال شدوا شدةً حملوا معاً ... فأنهل خرصان الرماح وأوردا
جنود أمير المؤمنين وخيله ... وسلطانه أمسى عزيزاً مؤيدا
ليهن أمير المؤمنين ظهوره ... على أمةٍ كانوا سعاه وحسدا
تروا يشتكون البغي من أمرئهم ... وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا
وجدنا بني مروان خير أئمةٍ ... وأفضل هذا الناس حلماً وسوددا
وخير قريشٍ أرومةً ... وأكرمهم إلا النبي محمدا
إذا ما تدبرنا عواقب أمره ... وجدنا أمير المؤمنين مسددا
سيغلب قوماً حاربوا الله جهرةً ... وإن كايدوه كان أقوى وأكيدا
كذاك يضل الله من كان قبله ... مريضاً ومن والى النفاق وحشدا
وقد تركوا الأهلين والمال خلفهم ... وبيضاً عليهن الجلابيب خردا
يناديهم مستعبراتٍ إليهم ... ويذرين دمعاً في الخدود وإثمدا
أنكثاً وعصياناً وغدراً وذلةً ... أهان الإله من أهان وأبعدا
لقد شأم المصرين فرخ محمدٍ ... بحقٍ وما لاقى من الطير أسعدا
كما شأم الله النجير وأهله ... بجدٍ له قد كان أشقى وأنكدا
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال أهل الشام: أحسن، أصلح الله الأمير. فقال الحجاج: لا لم يحسن، إنكم لا تدرون ما أراد بها. ثم قال: يا عدو الله! والله لا نحمدك على هذا القول، إنما قلت: تأسف أن لا يكون ظهر وظفر، وتحريصاً لأصحابك علينا، وليس عن هذا سألناك، أنشدنا قولك بين الأشج وبين قيس باذخ، فأنشده، فلما قال: بخ بخ لوالده وللمولد قال الحجاج: والله لا تبخبخ بعدها أبداً! فضربت عنقه.
قوله في هذه الأبيات: ابن عباس، هو عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وقد تقدم ذكره. وقوله: سفيان، هو ابن الأبرد الكلبي من قواد العساكر الشامية.
وقوله: فرخ محمد، هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. وقوله: الأشبح، هو محمد بن الأشعث. وقوله: بين قيس، هو معقل بن قيس الرياحي، وهو جد عبد الرحمن بن محمد لأمه.
وقوله: كما سأم الله النجير وأهله بجدٍ له، يعني لما ارتد الأشعث بن قيس جد عبد الرحمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه كندة، فلما حاربهم المسلمون وحصروهم بالنجير أخذوهم وقتلوهم، وقد تقدم ذكر ذلك في قتال أهل الردة.
قيل: وأتي الحجاج بأسيرين فأمر بقتلهما، فقال أحدهما: إن لي عند يداً. قال: وما هي؟ قال: ذكر عبد الرحمن يوماً أمك بسوء فنهيته. قال: ومن يعلم ذلك؟ قال: هذا الأسير الآخر، فسأله الحجاج فصدقه، فقال له الحجاج: فلم لم تفعل كما فعل؟ قال: وينفعني الصدق عندك؟ قال: نعم. قال: منعني البغض لك ولقومك. قال: خلوا عن هذا لفعله وعن هذا لصدقه.
قيل: جاء رجل من الأنصار إلى عمر بن عبد العزيز فقال: أنا فلان بن فلان، قتل جدي يوم بدر وقتل جدي فلان يوم أحد، وجعل يذكر مناقب سلفه، فنظر عمر إلى عنبسة بن سعيد بن العاص فقال: هذه المناقب والله لا يوم مسكن ويم الجماجم ويم راهط! وأنشد:
تلك المكارم لا قعبان من لبنٍ ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (2)
--------------------------------------------------
(1) الكامل فى التاريخ ج 2/ص311
(2) الكامل فى التاريخ ج2/ص315 - 320
ذكر وقعة دير الجماجم
وكانت وقعة دير الجماجم في شعبان من هذه السنة، وقيل: كانت سنة ثلاث وثمانين.
وكان سببها أن الحجاج سار من البصرة إلى الكوفة لقتال عبد الرحمن بن محمد فنزل دير قوة، وخرج عبد الرحمن من الكوفة فنزل دير الجماجم. فقال الحجاج: إن عبد الرحمن نزل دير الجماجم ونزلت دير القرة، أما تزجر الطير؟ واجتمع إلى عبد الرحمن أهل الكوفة وأهل البصرة والقراء وأهل الثغور والمسالح بدير الجماجم فاجتمعوا على حرب الحجاج لبغضه، وكانوا مائة ألف ممن يأخذ العطاء ومعهم مثلهم، وجاءت الحجاج أيضاً أمداد من الشام قبل نزوله بدير قرة، وخندق كل منهما على نفسه، فكان الناس يقتلون كل يوم ولا يزال أحدهما يدني خندقه من الآخر.
ثم إن عبد الملك وأهل الشام قالوا: إن كان ير1ضى أهل العراق بنزع الحجاج عنهم نزعناه فإن عزله أيسر من حربهم ونحقن بذلك الدماء. فبعث عبد الملك ابنه عبد الله وأخاه محمد بن مروان، وكان محمد بأرض الموصل، إلى الحجاج في جند كثيف وأمرهما أن يعرضا على أهل العراق عزل الحجاج وأن يجريا عليهم أعطياتهم كما يجرى على أهل الشام، وأن ينزل عبد الرحمن بن محمد أي بلد شاء من بلد العراق، فإذا نزله كان والياً عليه ما دام حياً وعبد الملك خليفةً، فغن أجاب أهل العراق إلى ذلك عزلا الحجاج عنها وصار محمد بن مروان أمير العراق، وإن أبى أهل العراق قبول ذلك فالحجاج أمي الجماعة ووالي القتال ومحمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك في طاعته.
فلم يأت الحجاج أمر قط كان أشد عليه ولا أوجع لقلبه من ذلك، فخاف أن يقبل أهل العراق عزله فيعزل عنهم، فكتب إلى عبد الملك: والله لو أعطيت أهل العراق نزعي لم يلبثوا إلا قليلاً حتى يخالفوك ويسيروا إليك ولا يزيدهم ذلك إلا جرأة عليك، أم تر ويبلغك وثوب أهل العراق مع الأشتر على ابن عفان وسؤالهم نزع سعيد بن العاص، فلما نزعه لم تتم لهم السنة حتى ساروا إلى عثمان فقتلوه، وإن الحديد بالحديد يفلح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأبى عبد الملك إلا عرض عزله على أهل العراق. فلما اجتمع عبد الله ومحمد مع الحجاج خرج عبد الله بن عبد الملك وقال: يا أهل العراق أنا ابن أمير المؤمنين، وهو يعطيكم كذا وكذا. وخرج محمد بن مروان وقال: أنا رسول أمير المؤمنين، وهو يعرض عليكم كذا وكذا، فذكر هذه الخصال. فقالوا: نرجع العشية، فرجعوا واجتمع أهل العراق عند ابن الأشعث، فقال لهم: قد أعطيتم أمراً، انتهازكم اليوم إياه فرصة، وإنكم اليوم على النصف، فإن كان اعتدوا عليكم بيوم الزاوية فأنتم تعتدون عليهم بيوم تستر، فاقبلوا ما عرضوا عليكم وأنتم أعزاء أقوياء لقوم هم لكم هائبون وأنتم منتقصون، فوالله لا زلتم عليهم جرآء وعندهم أعزاء أبداً ما بقيتم إن أنتم قبلتم.
فوثب الناس من كل جانب فقالوا: إن الله قد أهلكهم فأصبحوا في الضنك والمجاعة والقلة والذلة، ونحن ذوو العدد الكثير والسعر الرخيص والمادة القريبة، لا والله لا نقبل! وأعادوا خلعه ثانية.
وكان أول من قام بخلعه بدير الجماجمع عبد الله بن ذؤاب السلمي وعمير بن تيجان وكان اجتماعهم على خلعه بالجماجم أجمع من خلعهم إياه بفارس.
فقال عبد الله بن عبد الملك ومحمد بن مروان للحجاج: شأنك بعسكرك وجندك واعمل برأيك فإنا قد أمرنا أن نسمع لك ونطيع. فقال: قد قلت: إنه لا يراد بهذا الأمر غيركم، فكانا يسلمان عليه بالإمرة ويسلم عليهما بالإمرة. فلما اجتمع أهل العراق بالجماجم على خلع عبد الملك قال عبد الرحمن: ألا إن بني مروان يعيرون بالزرقاء، والله ما لهم نسب أصح منه إلا أن بني أبي العاص أعلاج من أهل صفورية، فإن يكن هذا الأمر من قريش فمني تقويت بيضة قريش، وإن يك في العرب فأنا ابن الأشعث، ومد بها صوته يسمع الناس وبرزوا للقتال.
فجعل الحجاج على ميمنته عبد الرحمن بن سليم الكلبي، وعلى ميسرته عمارة بن تميم اللخمي، وعلى خيله سفيان بن الأبرد الملبي، وعلى رجاله عبد الله بن خبيب الحكمي؛ وجعل عبد الرحمن بن محمد على ميمنته الحجاج بن حارثة الخثعمي، وعلى ميسرته الأبرد بن قرة التميمي، وعلى خيله عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي، وعلى رجاله محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعلى مجنبته عبد الله بن رزام الحارثي، وجعل على القراء جبلة بن زحر بن قيس الجعفي، وفيهم سعيد بن جبير وعامر الشعبي وأبو البختري الطائي وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
ثم أخذوا يتزاحفون كل يوم ويقتتلون وأهل العراق تأتيهم موادهم من الكوفة وسادها وهم في خصب، وأهل الشام في ضنك شديد قد غلت عليهم الأسعار وفقد عندهم اللحم كأنهم في حصار، وهم على ذلك يغادون القتال ويراوحون. فلما كان اليوم الذي قتل فيه جبلة بن زحر بن قيس، وكانت كتيبته تدعى القراء تحمل عليهم فلا يبرحون، وكانوا قد عرفوا بذلك، وكان فيهم كميل بن زياد، وكان رجلاً ركيناً. فخرجوا ذات يوم كما كانوا يخرجون، وعبأ الحجاج صفوفه وعبأ عبد الرحمن أصحابه، وعبأ الحجاج لكتيبة القراء ثلاث كتائب وبعث عليها الجراح بن عبد الله الحكمي، فأقبلوا نحوهم فحملوا على القراء ثلاث حملات كل كتيبة تحمل حملة فلم يبرحوا وصبروا. (1)
****************************** ******************
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين
ذكر بقية الوقعة بدير الجماجم
فلما حملت كتائب الحجاج الثلاث على القراء من أصحاب عبد الرحمن وعليهم جبلة بن زحر نادى جبلة: يا عبد الرحمن بن أبي ليلى! يا معشر القراء! إن الفرار ليس بأحد بأقبح منه منكم، غني سمعت علي بن أبي طالب، رفع الله درجته في الصالحين وآتاه ثواب الصاديقين والشهداء، يقول يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون إنه من رأى عدواناً يعمل به ومنكراً يدعة إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجسر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونور في قلبه باليقين، فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الذين جهلوا الحق فلا يعرفونه، وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو البختري: أيها الناس قاتلوهم على دينكم ودنياكم. فقال الشعبي: أيها الناس قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم، والله ما أعلم على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور في حكم منهم. وقال سعيد بن جبير نحو ذلك، وقال جبلة: احملوا عليهم حملةً صادقةً، ولا تردوا وجوهكم عنهم حتى توقعوا صفهم.
فحملوا عليهم حملةً صادقةً، فضربوا الكتائب حتى أزالوها وفرقوها، وتقدموا حتى واقعوا صفهم فأزالوه عن مكانه، ثم رجعوا فوجدوا جبلة بن زحر قتيلاً لا يدرون كيف قتل.
وكان سبب قتله أن أصحابه لما حملوا على أهل الشام ففرقوهم وقف لأصحابه ليرجعوا إليه فافترقت فرقة من أهل الشام فوقفت ناحية، فلما رأوا أصحاب جبلة قد تقدموا قال بعضهم لبعض: هذا جبلة، احملوا عليه ما دام أصحابه مشاغيل بالقتال. فحملوا عليه فلم يول لكنه حمل عليهم فقتلوه، وكان الذي قتله الوليد بن تحيت الكلبي، وجيء برأسه إلى الحجاج فبشر أصحابه بذلك. فلما رجع أصحاب جبلة ورأوه قتيلاً سقط في أيديهم وتنازعوه بينهم، فقال لهم أبو البختري: لا يظهرن عليكم قتل جلة إنما كان كرجل منكم أتته منيته فلم يكن ليتقدم ولا ليتأخر. وظهر الفشل في القراء، وناداهم أهل الشام: يا أعداء الله قد هلكتم وقد قتل طاغيتكم! وقدم عليهم بسطام من مصقلة بن هبيرة السيباني، ففرحوا به وقالوا: تقدم مقام جبلة. وكان قدومه من الري، فلما أتى عبد الرحمن جعله على ربيعة، وكان شجاعاً، فقاتل يوماً فدخل عسكر الحجاج فأخذ أصحابه ثلاثين امرأة فأطلقهن. فقال الحجاج: منعوا نساءهم، لو لم يردوهن لسبيت نساءهم إذا ظهرت عليهم.
وخرج عبد الرحمن بن عوف الرؤاسي أبو حميد فدعا إلى المابرزة، فخرج إليه رجل من أهل الشام، فتضاربا، فقال كل واحد منهما: أنا الغلام الكلابي فقال كل واحد منهما لصاحبه: من أنت؟ وإذا هما ابنا عم، فتحاجزا. وخرج عبد الله بن رازم الحارثي فطلب المبارزة، فخرج إليه رجل من عسكر الحجاج فقتله، ثم فعل ذلك ثلاثة أيام.
فلما كان اليوم الرابع خرج، فقالوا: جاء لا جاء الله به! فطلب المبارزة، فقال الحجاج للجراح: أخرج إليه. فخرج إليه. فقال له عبد الله، وكان له صديقاً: ويحك يا جراح ما أخرجك؟ قال: ابتليت بك. قال: فهل لك في خير؟ قال الجراح: ما هو؟ قال عبد الله: أنهزم لك وترجع إلى الحجاج وقد أحسنت عنده وحمدك، وأما أنا فأحتمل مقالة الناس في انهزامي حباً لسلامتك فإني لا أحب قتل مثلك من قومي. قال: افعل. فحمل الجراح على عبد الله فاستطرد له عبد الله، وحمل عليه الجراح بجد يريد قتله، فصاح بعيد الله غلامه، وكان ناحية معه ماء ليشربه، وقال له: يا سيدي إن الرجل يريد قتلك! فعطف عبد الله على الجراح فضربه بعمود على رأسه فصرعه، وقال له: يا جراح بئس ما جزيتني! أردت بك العافية وأردت تقلي! انطلق فقد تركتك للقرابة والعشيرة. وكان سعيد بن جبير وأبو البختري الطائي يحملان على أهل الشام بعد قتل جبلة بن زحر حتى يخالطاهم، وكانت مدة الحرب مائة يوم وثلاثة أيام لأنه كان نزولهم بالجماجم لثلاث مضين من ربيع الأول، وكانت الهزيمة لأربع عشرة مضين من جمادى الآخرة.
فلما كان يوم الهزيمة اقتتلوا أشد قتال، واستظهر أصحاب عبد الرحمن على أصحاب الحجاج واستعلوا عليهم وهم آمنون أن يهزموا. فبينا هم كذلك إذ حمل سفيان بن الأبرد، وهو في ميمنة الحجاج، على الأبرد بن قرة التميمي، وهو على ميسرة عبد الرحمن، فانهزم الأبرد بن قرة من غي قتال يذكر، فظن الناس أنه قد كان صولح على أن ينهزم بالناس، فلما انهزم تقوضت الصفوف من نحوه وركب الناس بعضهم بعضاً، وصعد عبد الرحمن المنبر ينادي الناس: إلي عباد الله. فاجتمع إليه جماعة، فثبت حتى دنا منه أهل الشام فقاتل من معه ودخل أهل الشام العسكر، فأواه عبد الله بن يزيد بن المفضل الأزدي فقال له: انزل فإني أخاف عليك أن تؤسر ولعلك إن انصرفت أن تجمع لهم جمعاً يهلكهم الله به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنزل هو ومن معه لا يلوون على شيء، ثم رجع الحجاج إلى الكوفة، وعاد محمد بن مروان إلى الموصل، وعبد الله بن عبد الملك إلى الشام، وأخذ الحجاج يبايع الناس، وكان لا يبايع أحداً إلا قال له: اشهد أنك كفرت، فإن قال: نعم، بايعه، وإلا قتله، فأتاه رجل من خثعم كان معتزلاً للناس جميعاً فسأله عن حاله فأخبره باعتزاله، فقال له: أنت متربص، أتشهد أنك كافر؟ قال: بئس الرجل! أنا أعبد الله ثمانين سنة ثم أشهد على نفسي بالكفر! قال: إذاً أقتلك. قال: وإن قتلتني فوالله ما بقي من عمري إلا ظمء حمار. فقتله ولمي بق أحد من أهل الشام والعراق إلا رحمه.
ثم دعا بكميل بن زياد فقال له: أنت المقتص من أمير المؤمنين عثمان؟ قد كنت أحب من أن أجد عليك سبيلاً. قال: على أينا أنت أشد غضباً، عليه حين أقاد من نفسه أم علي حين عفوت عنه؟ قم قال: أيها الرجل من ثقيف لا تصرف علي أنيابك ولا تكشر على كالذئب، والله ما بقي من عمري إلا ظمء الحمار، اقض ما أنت قاضٍ فإن الموعد الله وبعد القتل الحساب.
قال الحجاج: فإن الحجة عليك. قال: ذلك إذا كان القضاء إليك. فأمر به فقتل، وكان خصيصاً بأمير المؤمنين. وأتي بآخر من بعده، فقال له الحجاج: أرى رجلاً ما أظنه يشهد على نفسه بالكفر. فقال له الرجال: أتخادعني عن نفسي؟ أنا أكفر أهل الأرض وأكفر من فرعون. فضحك منه وخلي سبيله.
وأقام بالكوفة شهراً، وأنزل أهل الشام بيوت أهل الكوفة، أنزلهم الحجاج فيها مع أهلها، وهو أول من انزل الجند في بيوت غيرهم، وهو إلى الآن لا سيما في بلاد العجم، ومن سن سنة سيئة كان عليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
ذكر الوقعة بمسكن
ولما انهزم عبد الرحمن أتى البصرة واجتمع إليه من المنهزمين جمع كثير، وكان فيهم عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي، وكان بالمدائن محمد بن سعد بن أبي وقاص، فسار إليه الحجاج، فلحق ابن سعد بعيد الرحمن، وسار عبد الرحمن نحو الحجاج ومعه جمع كثير فيهم بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني، وقد بايعه خلق كثير على الموت، فاجتمعوا بمسكن، وخندق عبد الرحمن على أصحابه وجعل القتال من وجه واحد.
وقدم عليه خالد بن جرير بن عبد الله من خراسان في ناس من بعث الكوفة، فاقتتلوا خمسة عشر يوماً من شعبان أشد قتال، فقتل زياد بن غيثم القيني، وكان على مسالح الحجاج، فهده ذلك وهد أصحابه. وبات الحجاج يحرض أصحابه، ولما أصبحوا باكروا القتال فاقتتلوا أشد قتال كان بينهم، فانكشفت خيل سفيان بن الأبرد، فأمر الحجاج عبد الملك بن المهلب فحمل على أصحاب عبد الرحمن، وحمل أصحاب الحجاج من كل جانب، فانهزم عبد الرحمن وأصحابه وقتل عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه وأبو البختري الطائي، ومشى بسطام بن مصقلة بن هبيرة في أربعة آلاف فارس من شجعان أهل الكوفة والبصرة فكسروا جفون سيوفهم وحث أصحابه على القتال، فحملوا على أهل الشام فكشفوهم مراراً، فدعا الحجاج الرماة فرموهم وأحاط بهم الناس فقتلوا إلا قليلاً، ومضى ابن الأشعث نحو سجستان.
وقد قيل في هزيمة عبد الرحمن بمسكن غير هذا، والذي قيل: إنه اجتمع هو والحجاج بمسكن، وكان عسكر ابن الأشعث والحجاج بين دجلة والسيب والكرخ، فاقتتلوا شهراً ودونه، فأتى شيخ فدل الحجاج على طريق من وراء الكرخ في أجمة وضحضاح من الماء، فأرسل معه أربعة آلاف وقال لقائدهم: إن صدق فأعطه ألف درهم، فإن كذب فاقتله. فسار بهم، ثم إن الحجاج قاتل أصحاب عبد الرحمن، فانهزم الحجاج فعبر السيب، ورجع ابن الأشعث إلى عسكره آمناً ونهب عسكر الحجاج فأمنوا وألقوا السلاح، فلم يشعروا نصف الليل إلا والسيف يأخذهم من تلك السرية، فغرق من أصحاب عبد الرحمن أكثر ممن قتل، ورجع الحجاج في عسكره على الصوت فقتلوا من وجدوا، فكان عدة من قتل أربعة آلاف، منهم: عبد الله بن شداد بن الهاد، وبسطام بن مصقلة، وعمرو بن ضبيعة الرقاشي، وبشر بن المنذر بن الجارود وغيرهم.
ذكر مسير عبد الرحمن إلى رتبيل
وما جرى له ولأصحابه
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما انهزم عبد الرحمن من مسكين سار إلى سجستان فأتبعه الحجاج ابنه محمداً وعمارة بن تميم اللخمي وعمارة على الجيش، فأدركه عمارة بالسوس فقاتله ساعةً، فانهزم عبد الرحمن ومن معه وساروا حتى أتوا سابور، واجتمع إليه الأكراد، فقاتلهم عمارة قتالاً شديداً على العقبة، فجرح عمارة وكثير من أصحابه، وانهزم عمارة وترك لهم العقبة.
وسار عبد الرحمن حتى أتى كرمان وعمارة يتبع أثرهم، فدخل بعض أهل الشام قصراً في مفازة كرمان فإذا فيه كتاب قد كتبه بعض أهل الكوفة من شعر ابن حلزة اليشكري، وهي طويلة:
أيا لهفاً ويا حزناً جميعاً ... ويا حر الفؤاد لما لقينا
تركنا الدين والدنيا جميعاً ... وأسلمنا الحلائل والبنينا
فما كنا بناسٍ أهل دينٍ ... فنصبر في البلاء إذا ابتلينا
فما كنا بناسٍ أهل دنيا ... فمنمنعها ولو لم نرج دينا
نتركنا دورنا لطغام عكٍ ... وأنباط القرى والأشعرينا
فلما وصل عبد الرحمن إلى كرمان أتاه عامله، وقد هيأ له نزلاً فنزل، ثم رحل إلى سجستان فأتى رزنج وفيها عامله فأغلق بابها ومنع عبد الرحمن من دخولها، فأقام عليها أياماً ليفتحها فلم يصل إليها، فسار إلى بست، وكان قد استعمل عليها عياض بن هميان بن هشام الدوسي الشيباني، فاستقبله وأنزله، فلما غفل أصحابه قبض عليه عياض وأوثقه وأراد أن يأمن به عند الحجاج.
وقد كان رتبيل ملك الترك سمع بمقدم عبد الرحمن، فسار إليه ليستقبله، فلما قبضه عياض نزل رتبيل على بست وبعث إلى عياض يقول: والله لئن آذيته بما يقذي عينه أو ضررته ببعض الضرر أو أخذت منه ولو حبلاً من شعر لا أبرح حتى أستذلك وأقتلك وجميع من معك، وأسبي ذراريكم، وأغنم أموالكم. فاستأمنه عياض، فأطلق عبد الرحمن، فأراد قتل عياض فمنعه رتبيل.
ثم سار عبد الرحمن مع رتبيل إلى بلاده، فأنزله وأكرمه وعظمه. وكان ناس كثير من المنهزمين من أصحاب عبد الرحمن من الرؤوس والقادة الذين لم يقبلوا أمان الحجاج ونصبوا له العداوة في كل موطن قد تبعوا عبد الرحمن فبلغوا سجستان في نحو ستين ألفاً ونزلوا على زرنج يحاصرون من بها، وكتبوا إلى عبد الرحمن يستدعونه ويخبرونه أنهم على قصد خراسان ليقووا بمن بها من عشائرهم، فأتاهم، وكان يصلي بهم عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإلى أن قدم عبد الرحمن. فلما أتت كتبهم عبد الرحمن سار إليهم، ففتحوا زرنج، وسار نحوهم عمارة بن تميم في أهل الشام، فقال لعبد الرحمن أصحابه: اخرج بنا عن سجستان إلى خراسان. فقال: إن بها يويد بن المهلب وهو رجل شجاع ولا يترك لكم سلطانه ولو دخلناها لقاتلنا وتبعنا أهل الشام فيجتمع علينا أهل خراسان وأهل الشام. قالوا: لو دخلنا خراسان لكان من يتبعنا أكثر ممن يقاتلنا.
فشار معهم حتى بلغوا هراة، فهرب من أصحابه عبيد الله بن عبد الرحمن ابن سمرة القرشي في ألفين، فقال لهم عبد الرحمن: إني كنت في مأمن وملجإٍ فجاءتني كتبكم أن أقبل فإن أمرنا واحد فلعلنا نقاتل عدونا، فأتيتكم فرأيتم أن أمضي إلى خراسان وزعمتم إنكم تجتمعون إلي وأنكم لا تتفرقون، وهذا عبيد الله قد صنع ما رأيتم فاصنعوا ما بدا لكم، أما أنا فمنصرف إلى صاحبي الذي أتيت من عنده.
فتفرق منهم طائفة وبقي معه طائفة وبقي أعظم العسكر مع عبد الرحمن بن العباس فبايعوه، ومضى عبد الرحمن بن الأشعث إلى رتبيل، وسار عبد الرحمن بن العباس إلى هراة، فلقوا بها الرقاد الأزدي فقتلوه، فسار إليهم يزيد بن المهلب.
وقيل: إن عبد الرحمن بن الأشعث لما انهزم من مسكن أتى عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة هراة، وأتى عبد الرحمن بن العابس سجستان، فاجتمع فل ابن الأشعث فسار إلى خراسان في عشرين أفاً فنزل هراة، ولقوا الرقاد فقتلوه، فأرسل إليه يزيد بن المهلب: قد كان لك في البلاد متسع ومن هو أهون مني شوكة، فارتحل إلى بلد ليس لي فيه سلطان فإني أكره قتالك، وأن أردت مالاً أرسلت إليك. فأعاد الجواب: إنا ما نزلنا لمحاربة ولا لمقام ولكنا أردنا أن نريح ثم نرحل عنك وليست بنا إلى المال حاجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقبل عبد الرحمن بن العباس على الجبابة، وبلغ ذلك يزيد فقال: من أراد أن يريح ثم يرتحل لم يجب الخراج. فسار يزيد نحوه وأعاد مراسلته: إنك قد أرحت وسمنت وجبيت الخراج فلك ما جبيت وزيادة فاخرج عني فإني أكره قتالك. فأبى إلا القتال، وكاتب جند يزيد يستميلهم ويدعوهم إلى نفسه، فعلم يزيد فقال: جل المر عن العتاب؛ ثم تقدم إليه فقاتله، فلم يكن بينهم كثير قتال حتى تفرق أصحاب عبد الرحمن عنه وصبر وصبرت معه طائفة ثم انهزموا، وأمر يزيد أصحابه بالكف عن أتباعهم، وأخذوا ما كان في عسكرهم وأسوا منهم أسرى، وكان منهم: محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، وعباس بن الأسود بن عوف الزهري، والهلقام بن نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة، وفيروز حصين، وأبو الفلج مولى عبيد الله بن معمر، وسوار بن مروان، وعبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وعبد الله بن فضالة الزهراني الأزدي.
ولحق عبد الرحمن بن العباس بالسند، واتى ابن سمرة مرو، وانصرف يزيد إلى مرو وبعث الأسرى إلى الحجاج مع سبرة ونجدة، فلما أراد تسييرهم قال له أخوه حبيب: بأي وجه تنظر إلى اليمانية وقد بعثت عبد الرحمن بن طلحة؟ فال يزيد: غنه الحجاج ولا يتعرض له. قال: وطن نفسك على العزل ولا ترسل به فإن له عندنا يداً. قال: وما هي؟ قال: ألزم المهلب في مسجد الجماعة بمائة ألف فأداها طلحة عنه. فأطلقه يزيد، ولم يرسل يزيد أيضاً عبد الله بن فضالة لأنه من الأزد، وأرسل الباقين.
فلما قدموا على الحجاج قال لحاجبه: إذا دعوتك بسيدهم فأتني بفيروز، وكان بواسط القصب قبل أن تبنى مدينة واسط. فقال لحاجبه: ائتني بسيدهم. فقال لفيروز: قم. فقام، فأحضره عنده. فقال له الحجاج: أبا عثمان ما أخرجك مع هؤلاء؟ فوالله ما لحمك من لحومهم ولا دمك من دمائهم! قال: فتنة عمت الناس. قال: اكتب إلي أموالك. قال: اكتب يا غلام ألف ألف وألفي ألف، فذكر مالاً كثيراً. فقال الحجاج: أين هذه الأموال؟ قال: عندي.
قال: فأدها. قال: وأنا آمن على دمي؟ قال: والله لتؤدينها ثم لأقتلنك. قال: والله لا يجمع بين دمي ومالي. فأمر به فنحي.
ثم أحضر محمد بن سعد بن أبي وقاص فقال له: يا ظل الشيطان! أعظم الناس تيهاً وكبراً تأبى بيعة يزيد بن معاوية وتتشبه بالحسين وبابن عمر ثم ضربت مؤذناً؟ وجعل يضرب رأسه بعود في يده حتى أدماه، ثم أمر به فقتل. ثم دعا بعمر بن موسى فقال: يا عبد المرأة! يقوم بالعمود على رأسك ابن الحائك، يعني ابن الأشعث، وتشرب معه في الحمام! فقال: أصلح الله الأمير، كانت فتنة شملت البر والفاجر فدخلنا فيها، فقد أمكنك الله منا فإن عفوت فبجمالك وبفضلك، وغن عاقبت ظلمت مذنبين. فقال الحجاج: أما أنها شملت البر فكذبت، ولكنها شملت الفاجر وعوفي منها الأبرار، وأما اعترافك فعسى أن ينفعك؛ ورجال له الناس السلامة، ثم أمر به فقتل. ثم دعا بالهلقام بن نعيم فقال: أحببت أن ابن الأشعث طلب ما طلب، ما الذي أملت أنت معه؟ قال: أملت أن يملك فيوليني العراق كما ولاك عبد الملك إياه. فأمر به فقتل. ثم دعا عبد الله بن عامر، فلما أتاه قال له الحجاج: لا رأت عينك الجنة إن أفلت! فقال: جزى الله ابن المهلب بما صنع. قال: وما صنع؟ قال:
لأنه كاس في إطلاق أسرته ... وقاد نحوك في أغلالها مضرا
وقى بقومك ورد الموت أسرته ... وكان قومك أدنى عنده خطرا
فأطرق الحجاج ووقرت في قله وقال: وما أنت وذاك؟ فأمر به فقتل. ولم تزل كلمته في نفس الحجاج حتى عزل يزيد عن خراسان وحبسه.
ثم أمر بفيروز فعذب، وكان يشد عليه القصب الفارسي المشقوق يجر عليه حتى يجرح به ثم ينضح عليه الخل، فلما أحس بالموت قال لصاحب العذاب: إن الناس لا يشكون أن قد قتلت ولي ودائع وأموال عند الناس لا تؤدي إليكم أبداً، فأظهرني للناس ليعلموا أني حي فيؤدوا المال.
فأعلم الحجاج، فقال: أظهره. فأخرج إلى باب المدينة، فصاح في الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا فيروز حصين، إن لي عند أقوام مالاً فمن كان لي عنده شيء فهو له وهو منه في حل فلا يؤد أحد منهم درهماً، ليبلغ الشاهد الغائب. فأمر به الحجاج فقتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمر بقتل عمر بن أبي قرة الكندي، وكان شريفاً، وأمر بإحضار أعشى همدان، فقال: إيه عدو الله! أنشدني قولك بين الأشبح وبين قيس. قال: بل أنشدك ما قلت لك. قال: بل أنشدني هذه. فأنشده:
أبى الله إلا أن يتمم نوره ... ويطفئ نار الفاسقين فتخمدا
ويظهر أهل الحق في كل موطنٍ ... ويعدل وقع السيف من كان أصيدا
وينزل ذلاً بالعراق وأهله ... كما نقضوا العهد الوثيق المؤكدا
وما أحدثوا من بدعةٍ وعظيمةٍ ... من القول لم تصعد إلى الله مصعدا
وما نكثوا من بيعةٍ بعد بيعةٍ ... إذا ضمنوها اليوم خاسوا بها غدا
وجبناً حشاه ربهم في قلوبهم ... فما يقربون الناس إلا تهددا
فلا صدق في قولٍ ولا صبر عندهم ... ولكن فخراً فيهم وتزيدا
فكيف رأيت الله فرق جمعهم ... ومزقهم عرض البلاد وشردا
فقتلاهم قتلى ضلالٍ وفتنةٍ ... وجيشهم أمسى ذليلاً مطردا
ولما زحفنا لابن يوسف غدوةً ... وأبرق منه العارضان وأرعدا
قطعنا إليه الخندقين وإنما ... قطعنا وأفضينا إلى الموت مرصدا
فكافحنا الحجاج دون صفوفنا ... كفاحاً ولم يضرب لذلك موعدا
بصفٍ كأن الموت في حجزاتهم ... إذا ما تجلى بيضه وتوقدا
دلفنا إليه في صفوفٍ كأنها ... جبال شرورى أو نعافٍ فشهمدا
فما لبث الحجاج أن سل سيفه ... علينا فولى جمعنا وتبددا
وما زاحف الحجاج أن سل سفه ... علينا فولى جمعنا وتبددا
وما زاحف الحجاج إلا رأيته ... معاناً ملقى للفتوح معودا
وإن ابن عباسٍ لفي مرجحنةٍ ... أشبهها قطعاً من الليل أسودا
فما شرعوا رمحاً ولا جردوا ظبىً ... ألا إنما لاقى الجبان مجردا
وكرت علينا خيل سفيان كرةً ... بفرسانها والشمري مقصدا
وسفيان يهديها كأن لواءها ... من الطعن سند بات بالصبغ مجسدا
كهول ومرد من قضاعة حوله ... مساعير أبطال إذا النكس عردا
إذا قال شدوا شدةً حملوا معاً ... فأنهل خرصان الرماح وأوردا
جنود أمير المؤمنين وخيله ... وسلطانه أمسى عزيزاً مؤيدا
ليهن أمير المؤمنين ظهوره ... على أمةٍ كانوا سعاه وحسدا
تروا يشتكون البغي من أمرئهم ... وكانوا هم أبغى البغاة وأعندا
وجدنا بني مروان خير أئمةٍ ... وأفضل هذا الناس حلماً وسوددا
وخير قريشٍ أرومةً ... وأكرمهم إلا النبي محمدا
إذا ما تدبرنا عواقب أمره ... وجدنا أمير المؤمنين مسددا
سيغلب قوماً حاربوا الله جهرةً ... وإن كايدوه كان أقوى وأكيدا
كذاك يضل الله من كان قبله ... مريضاً ومن والى النفاق وحشدا
وقد تركوا الأهلين والمال خلفهم ... وبيضاً عليهن الجلابيب خردا
يناديهم مستعبراتٍ إليهم ... ويذرين دمعاً في الخدود وإثمدا
أنكثاً وعصياناً وغدراً وذلةً ... أهان الإله من أهان وأبعدا
لقد شأم المصرين فرخ محمدٍ ... بحقٍ وما لاقى من الطير أسعدا
كما شأم الله النجير وأهله ... بجدٍ له قد كان أشقى وأنكدا
فقال أهل الشام: أحسن، أصلح الله الأمير. فقال الحجاج: لا لم يحسن، إنكم لا تدرون ما أراد بها. ثم قال: يا عدو الله! والله لا نحمدك على هذا القول، إنما قلت: تأسف أن لا يكون ظهر وظفر، وتحريصاً لأصحابك علينا، وليس عن هذا سألناك، أنشدنا قولك بين الأشج وبين قيس باذخ، فأنشده، فلما قال: بخ بخ لوالده وللمولد قال الحجاج: والله لا تبخبخ بعدها أبداً! فضربت عنقه.
قوله في هذه الأبيات: ابن عباس، هو عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وقد تقدم ذكره. وقوله: سفيان، هو ابن الأبرد الكلبي من قواد العساكر الشامية.
وقوله: فرخ محمد، هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث. وقوله: الأشبح، هو محمد بن الأشعث. وقوله: بين قيس، هو معقل بن قيس الرياحي، وهو جد عبد الرحمن بن محمد لأمه.
وقوله: كما سأم الله النجير وأهله بجدٍ له، يعني لما ارتد الأشعث بن قيس جد عبد الرحمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه كندة، فلما حاربهم المسلمون وحصروهم بالنجير أخذوهم وقتلوهم، وقد تقدم ذكر ذلك في قتال أهل الردة.
قيل: وأتي الحجاج بأسيرين فأمر بقتلهما، فقال أحدهما: إن لي عند يداً. قال: وما هي؟ قال: ذكر عبد الرحمن يوماً أمك بسوء فنهيته. قال: ومن يعلم ذلك؟ قال: هذا الأسير الآخر، فسأله الحجاج فصدقه، فقال له الحجاج: فلم لم تفعل كما فعل؟ قال: وينفعني الصدق عندك؟ قال: نعم. قال: منعني البغض لك ولقومك. قال: خلوا عن هذا لفعله وعن هذا لصدقه.
قيل: جاء رجل من الأنصار إلى عمر بن عبد العزيز فقال: أنا فلان بن فلان، قتل جدي يوم بدر وقتل جدي فلان يوم أحد، وجعل يذكر مناقب سلفه، فنظر عمر إلى عنبسة بن سعيد بن العاص فقال: هذه المناقب والله لا يوم مسكن ويم الجماجم ويم راهط! وأنشد:
تلك المكارم لا قعبان من لبنٍ ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (2)
--------------------------------------------------
(1) الكامل فى التاريخ ج 2/ص311
(2) الكامل فى التاريخ ج2/ص315 - 320(/)
فوائد من كلام ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 07:41]ـ
فوائد من كلام ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية
قال ابن القيم: " فصل في أن النعمة المطلقة هي التي يفرح بها في الحقيقة، وأن السنة هي حصن الله الحصين، وهذه النعمة المطلقة هي التي يفرح بها في الحقيقة والفرح بها مما يحبه الله ويرضاه وهو لا يحب الفرحين قال الله تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وقد دارت أقوال السلف على أن فضل الله ورحمته الإسلام والسنة وعلى حسب حياة القلب يكون فرحه بهما وكلما كان أرسخ فيهما كان قلبه أشد فرحا حتى إن القلب إذا باشر روح السنة ليرقص فرحا أحزن ما يكون الناس.
وقال: بيان أن السنة حصن الله الحصين، فإن السنة حصن الله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين وبابه الأعظم الذي من دخله كان إليه من الواصلين تقوم بأهلها وإن قعدت بهم أعمالهم ويسعى نورها بين أيديهم إذا طفئت لأهل البدع والنفاق أنوارهم وأهل السنة هم المبيضة وجوههم إذا اسودت وجوه أهل البدعة قال تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال بن عباس تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف وتسود وجوه أهل البدعة والتفرق وهي الحياة والنور اللذان بهما سعادة العبد وهداه وفوزه قال تعالى: أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها.
اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص6.(/)
ذكرياتي مع الطريقة القادرية للشيخ نزيه العرميطي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 11:11]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
فهذه رسالة كتبها أحد إخواننا طلبة العلم في الأردن سطر فيها ذكرياته في الطريقة القادرية
وهو إمام وخطيب مسجد عبد الله بن عمر في مدينة سحاب - الأردن
أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
التحميل في المرفقات
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 05:07]ـ
جزاك الله خيرااااا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 09:02]ـ
أخي عبد الباسط: يبدو أن الملف الذي وضعته معطوب.(/)
سؤال .. عن الصلاة
ـ[الشيماء]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز ان اصلى بالقفازين ..
وهل يجوز ان اصلى وانا مغطية الجبهه
يعنى لما ارفع النقاب واصلى بتكون الجبهه متغطية ...
هل تجوز الصلاة؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الغُندر]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 07:01]ـ
كل ذلك جائز لعدم الدليل على التحريم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 07:48]ـ
جاء في فتاوى نور على الدرب لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
السؤال
بارك الله فيكم، المستمع أحمد سعيد علي من اليمن يقول في سؤاله ما حكم من صلى وعلى جبهته شيء من الثياب سواء كانت عمامة أو غترة أو ما شابه ذلك من الثياب وتكون هذه الثياب مغطية لموضع السجود فهل الصلاة صحيحة في مثل هذه الحالة أرجو الإفادة جزاكم؟
الجواب
الشيخ: نعم، ثبت في الصحيحين من حديث أبن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن اسجد على سبعة أعظم وفي لفظ للبخاري أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه والكفين والركبتين وأطراف القدمين، والسجود على هذه الأعضاء السبعة ركن لا تصح الصلاة إلا به، ولكن المعلوم أن هذه الأعضاء منها ما يكون مستوراً بكل حال كالركبتين مثلاً فإن المصلي يكون ساتراً لركبتيه ويندر جداً أن يصلي أحد وركبتاه باديتان، وأما الوجه والكفان فالغالب فيهما أن يباشر المصلي بهما موضع سجوده، وأما القدمان فأحياناً وأحياناً، أحياناً يصلي الإنسان في جوارب أو في خفين أو في نعلين وحينئذ لا تباشر أطراف القدمين ما يصلي عليه وأحياناً يصلى حافياً فتباشر أطراف قدميه ما صلى عليه ويبقى الوجه، فالوجه كما هو معلوم يكون ولاسيما بالنسبة للرجال يكون مكشوفاً دائماً أو غالباً ويباشر المصلي جبهته المكان الذي يصلي عليه، ولكن إذا دعت الحاجة إلى أن يضع حائلاً بينه وبين ما يصلي عليه فلا حرج عليه، قال أنس بن مالك رضى الله عنه كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه.
فإذا كان المصلي يشق عليه أن تباشر جبهته الأرض إما لشيء في الأرض أو لشيء في جبهته فحينئذ لا بأس أن يبسط شيئاً من ثوبه ليسجد عليه أو شيئاً من غترته أو شيئاً من عمامته ليسجد عليه، لكن إذا سجد على شيء من العمامة فلينتبه للأنف لأنه ربما يرتفع عن الأرض إذا حالت العمامة بين الجبهة وما يصلي عليه فلينتبه لأنفه حتى يباشر الموضع الذي كان يصلي عليه. انتهى كلام الشيخ.
النص منقول من برنامج الشاملة.
فالذي يظهر أنه يجوز ذلك الفعل، لكن الأكمل والأفضل في صفة السجود أن يباشر المصلي بجبهته ويديه الأرض دون حائل. والله أعلم.
ـ[الشيماء]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 11:30]ـ
جزاكم الله خيرا ...
على هذة الافادة شيخنا (على أحمد عبد الباقى) بالدليل
وجزاكم الله خيرا
شيخنا (الغُندر) على الاجابة
وفقكم الله لكل خير وهدى(/)
:: آداب الهاتف:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
آداب الهاتف
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1720 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1720)
http://www.rslan.com/images/index/adabo.gif (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1720)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: فإنَّ رسالةَ آداب الهاتف تُعالجُ نازلةً من النوازل التي يُعاني منها المسلمونَ عامَّتُهُم وخاصَّتُهُم, ولا يكادُ يخلو أحد من شكوى من هذا الأمرِ بِتَرْكِ الأدبِ فيه, وهي رسالةٌ فريدةٌ في بابها, غيرُ مسبوقةٍ في موضوعها, حرَّرها الشيخُ الفاضل: بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله تعالى -, وقد أصَّلَ فيها ما ذَكَرَهُ بكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ فنسأل الله تعالى أن ينفع بها من أَرْشَدَ إليها ومَنْ أُرْشِدَ إليها, ومَنْ دَلَّ عليها ومَنْ دُلَّ عليها, ومَنْ قرأها أو سَمِعَها, وأنْ يجعلَ هذا الأدبَ شائِعًا ذائِعًا في أبناء المسلمين.
(المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1720[/ ... ](/)
مقاطعة الأمريكان والصهاينة للعلامة ابن جبرين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 03:25]ـ
فتوى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن مقاطعة المنتجات الأمريكية فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000 وبعد
س1: لايخفى عليكم مايتعرض له إخواننا الفلسطينيين في الارض المقدسة من قتل واضطهاد من قبل العدو الصهيوني ولا شك ان اليهود لم يمتلكوا ما امتلكوا من سلاح وعدة الا بمؤازرة من الدول الكبرى وعلى راسها امريكا والمسلم حينما يرى مايتعرض له اخواننا لا يجد سبيلا لنصرة اخوانه وخذلان اعدائه الابالدعاء للمسلمين بالنصر والتمكين وعلى الاعداء بالذله والهزيمه ويرى بعض الغيورين انه ينبغي لنصرة المسلمين ان نقاطع منتجات اسرائيل وامريكا فهل يؤجر المسلم اذا قاطع تلك المنتجات بنية العداء للكافرين واضعاف اقتصادهم؟ وماهو توجيهكم حفظكم الله
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته 000 وبعد: يجب على المسلمين عموما التعاون على البر والتقوى ومساعدة المسلمين في كل مكان بما يكفل لهم ظهورهم وتمكنهم في البلاد واظهارهم شعائر الدين وعملهم بتعاليم الاسلام وتطبيقة للاحكام الدينية واقامة الحدود والعمل بتعاليم الدين وبما يكون سببا في نصرهم على القوم الكافرين من اليهود والنصارى فيبذل جهده في جهاد أعداء الله بكل مايستطيعة فقد ورد في الحديث: جاهدوا المشركين باموالكم وانفسكمم والسنتكم" فيجب على المسلمين مساعدة المجاهدين بكل مايستطيعونه وبذل كل الامكانات التي يكون فيها تقويه للاسلام والمسلمين كما يجب عليهم جهاد الكفار بما يستطيعونه من القدرة وعليهم ايضا ان يفعلوا كل مافيه اضعلف للكفار اعداء الدين, فلا يستعملونهم كعمال للاجرة كتابا او حسابا او مهندسين وا خداما باي نوع من الخدمة التي فيها اقرار لهم وتمكين لهم بحيث يكتسحون اموال المؤمنين ويعادون بها المسلمون وهكذا ايضا على المسلمين ان يقاطعوا جميع الكفار بترك التعامل معهم وبترك شراء منتجاتهم سواء كانت نافعة كالسيارات والملابس وغيرها او ضارا كالدخان بنية العداء للكفار واضعاف قوتهم وترك ترويج بضائعهم ففي ذلك اضعاف لاقتصادهم مما يكون سببا في ذلهم واهانتهم , والله اعلم قاله واملاه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين 27/ 7/1421هـ وفيما يلي
ارجو من اخواني المسلمين نشرها لتعم الفائدة
الدال على الخير كفاعله
ملاحظة: الأخطاء الإملائية بسبب النقل عن المصدر
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 06:47]ـ
بارك الله في عمر الشيخ وفي علمه
وجزاك الله خيرا على هذا النقل
فما أحوجنا اليه
ـ[ابن رشد]ــــــــ[17 - Feb-2008, صباحاً 09:33]ـ
يرفع.لتفعيل المقاطعة ,ودحر المخذلة(/)
اللقاء الرابع /لقاءات المجلس العلمي/فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد بن عبد الرحمن القاضي.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحباب الكرام أعضاء المجلس العلمي وروَّاده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فيسرُّ إدارة المجلس ومشرفيه أن يعلنوا عن لقاء جديد في سلسلة لقاءات المجلس العلمي التي سبقت الإشارةُ إليها.
وهذا هو اللقاء الرابع في هذه السلسلة يجريه المجلس مع فضيلة الشيخ الدكتور / أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي حفظه الله.
أحد تلامذة الشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الذين لازموه لأكثر من عشرين سنة.
ونأمل أن تكون الأسئلة العلمية المطروحة متعلقة بمسائل العقيدة، والقضايا المعاصرة وما يتصل بمسألة التقريب بين الأديان وما يتعلق بحياة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
استقبال الأسئلة في مجلس القضايا الفكرية على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12425(/)
بيانٌ للناس ... وردٌّ على ادِّعاء (حماس)
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:46]ـ
بيانٌ للناس ... وردٌّ على ادِّعاء (حماس)
علي بن حسن الحلبي الأثري
-عفا الله عنه-
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه العزيز: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً}، والصلاة والسلام على رسوله الكريم القائل -فيما صح عنه-: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال [عصارة أهل النار] حتى يخرج مما قال».
أما بعد:
فقد اتصل بي، وكتب إليَّ: غيرُ واحدٍ من الإخوة الحريصين، والعديدُ من الأصدقاء المحبين: يستفسرونني حول ما نسبه إليّ بعض من لا أعرف -ضمن مؤتمر صحفي لحركة (حماس) -: من فتوى مزعومة تناقلتها -بدون تثبت! - بعض الفضائيات -مما لم أرَ أو أسمع! -: تتضمن الافتراء عليّ -لا الإفتاء منِّي! - بأني أجزتُ اغتيال الأخ (إسماعيل هنية)؛ مما يعلم الله -سبحانه وتعالى- أنه كذب محض، وافتراء صريح.
وإيضاحاً للحق، وبياناً للحقيقة؛ أقول:
أولاً: الدعوة السلفية دعوة شرعية علمية، قائمة على التصفية والتربية؛ في ضوء كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حرصاً على إيمان الأمة، وأمنها، وأمانها.
ثانياً: ليس من منهج هذه الدعوة المباركة دخول المعترك السياسي (المعاصر!)، أو الخوض فيه؛ فضلاً عن التعرض للفتاوى الثورية أو التثويرية، أو الأعمال الانتقامية أو التشغيبية!
ثالثاً: من منهج دعوتنا المباركة -الواضح-: رفض مبدأ تجويز الاغتيالات والقتل الغادر -أصلاً-؛ حتى لو كان هذا الاغتيال مقصوداً به كافر مستأمَن يقيم في بلاد المسلمين؛ فكيف بالإفتاء بقتل مسلمٍ -أيِّ مسلمٍ- في أرضه-؟!
رابعاً: مما نكرره دائماً، ونردده باستمرار: أن القضايا الكبار ليس لها إلا العلماء الكبار، بل نرى أنفسنا -ويرى غيرُنا منَّا- أننا كثيراً ما نجتنب الفُتيا في مسائل الطلاق والمواريث -لحساسيتهما الشديدة في واقع الناس-؛ فكيف بالإفتاء فيما يعدُّ من أكبر الذنوب بعد الشرك بالله: ألا وهو قتل أيِّ امرئٍ مسلم؟!
خامساً: إننا نعلم -كما يعلم القاصي والداني- أن ذاك الخلاف الجاري
-والنِّزاعَ المستمر- بين (السلطة الفلسطينية) و (حركة حماس) -على أرض فلسطين الطهور-: فتنة كبرى، وتفرُّق عظيم: لا يستفيد منه إلا المحتلُّ المتربص.
وقد علم الجميع -من قبل ومن بعد- آثار هذا الواقع المرير؛ مِن ذلك الاقتتال الشنيع، وذياك القتل المريع الذي أباح الدم الفلسطيني باسم الحرص على الشعب الفلسطيني (!)، والذي -وللأسف الشديد- لم يكن ينتظر -في أيِّ وقتٍ! - أيَّ فتوى تبيح له ارتكابَ مثلِ هذه الجرائم العِظام: من أي جهةٍ أو شخصٍ؛ فضلاً عمّن ليس مفتياً ولا قاضياً -مثلي-!!
فلْيتقِ اللهَ -عز وجل- هؤلاء الإخوة المُتعادون -فيما بينهم- (!) في شعبهم وأمتهم، ولْيتقوا الله في أنفسهم ومن معهم، ولْيحرصوا -جميعاً- على المصلحة العظمى العامة، دون المصالح الضيقة الحزبية الصغيرة: ولا يكون ذلك -حقًّا- إلا بالتعاون والاعتصام والتكامل.
سادساً: يعلم الناس -جميعاً- عارفهم وجاهلهم-: أن فتوانا الشرعية الواضحة
-عند اشتداد الفتن-: البعد عنها، والحذر منها، ولزوم البيوت -مجانبةً لها- كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «العبادة في الهَرْجِ كهجرةٍ إليَّ».
ولو أن هذه الفتوى -هكذا -من حيث الواقع- جعلت بعض المتسرعين ينقل عنَّا خلافَ المصلحة التي نريد!
سابعاً: كان الواجب على مَن نشر هذه الدعوى الكاذبة -أو تبنَّاها! -: أن يتثبت قبل الرمي والاتهام، ويستعلمَ قبل النشر والإلزام؛ وذلك مِن أدنى حقوق أخوّة الإسلام!
ثامناً: كل من فهم منِّي، أو نقل عنِّي: خلافَ هذا التأصيل العلمي المنضبط -فيما نحن فيه -أو فيما يشبهه-: فهو كاذبٌ مفترٍ، أقاضيه -يومَ الفصل والجزاء- لرب الأرض والسماء -تبارك اسمه- القائل: {وقفوهم إنهم مسؤولون}.
والله -وحده- المستعان، وعليه التكلان، وهو القائل -سبحانه-: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.
10/صفر/1429هـ
عمان - الأردن
[منقول: شبكة الأصالة]
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 01:06]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أمابعد: لافض فوك أخانا الأستاذ علي، وجوزيت خيراً على هذا البيان الجلي، ورد الله كيد المفتري الشنيء، ولقد أجدت وماحدت، فلا عليك من شنشة أخزم، عفا الله عن الجميع وردهم إلى دينهم وأمتهم رداً جميلا.وشكر الله لك أخانا الناقل أبا عثمان ولجميع من اطلع والعدل والانصاف والسنة اتبع!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:46]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:00]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:20]ـ
حفظكم الله مِن كل مكروه.
وجزاكم الله خيراً.
وجنَّبكم الفتن أنتم ومَن تحبون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 06:42]ـ
مقطع "فيديوكليب" على موقع [ .. ### حرر .. ] لأحد المتورطين في المحاولة الفاشلة لاغتيال الشيخ إسماعيل هنيّة, أثناء التحقيقات معه وهو يؤكد أن الطاقم المكلَّف بعملية الاغتيال قد اعتمد على فتوى صادرة من علي حسن حلبي بأنه يجوز قتل أفراد وقيادات حماس لأنهم خوارج على قيادتهم الشرعية بشرط حصوولهم على موافقة قادتهم.
[تم حذف الرابط ونحذر من الإحالة لمثل هذه المواقع ### المشرف]
----------------------------------
وهذا علي حسن حلبي يكفِّر علنيا قيادات وأفراد "حماس" وذلك في موضوعه "يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: (يتعذر الجهاد في عصرنا الحاضر) " المرفوع على المنتدي الإسلامي بالساحات:
يقول حلبي:
" أمّا حركة (حماس) فهي تحارب دعوة الكتاب والسنة، وتعادي أهلها! وتوالي أعداءها!! فأي نصر على اليهود يحلمون!!! ومتى يستيقظ العامة مِن أحلام اليقظة التي هم فيها غارقون! [أبو عثمان]
"
وهذا هو الرابط
http://alsaha.fares.net/sahat?14@30.u0g7jdaHYfD.0@.1dd 651df
وكشفت الصُّحُف الصادرة صباح اليوم:
"أن حركة حماس قامت خلال الأيام الماضية بتوزيع قرص صلب ( CD) على عدد كبير من السفراء العرب والأجانب والشخصيات، يتضمن وثائق مصوّرة وخطية واعترافات مسجلة بالصوت والصورة لمتهمين اعترفوا بضلوعهم في محاولة اغتيال إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني خلال حفل لتكريم حجاج بيت الله تم في مدينة غزة يوم السبت 12/ 1/2008. وتكشف الاعترافات المصوّرة تورطاً مباشراً للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة فتح وأمين عام رئاسة السلطة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم في محاولة الاغتيال.
وكان لافتاً في الاعترافات إقرار البعض أن أوامر مباشرة وصلتهم من رام الله بعد أن تمّ توظيف فتوى دينية ترجع إلى الشيخ علي الحلبي بأنه يجوز قتل أفراد وقيادات حماس، لأنهم "خوارج خرجوا عن طوْع الحاكم وولي الأمر محمود عباس من رام الله"
ومن المفترض أن يعقد وزير الداخلية السابق سعيد صيام مؤتمراً صحافياً يكشف فيه تفاصيل محاولة الاغتيال ويعرض اعترافات المتهمين المصورة على وسائل الإعلام."
.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 10:11]ـ
سبحان الله!!
حين ينقل خصومكم من الصحف تقولون: ها هم ينقلون عن الصحف العلمانية الحقودة التي تكيد للذابين عن السنة"
و هي عندكم صحف كلها كذب وافتراء و تخليط و قلب للحقائق، فلماذا إذن تكيل بـ[مغراف و شوكة] و تقول:
وكشفت الصُّحُف الصادرة صباح اليوم:
فسبحان الله
ـ[جولدن توربان]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 10:34]ـ
حَمِّل: ملف الفيديوكليب للمدعو "محمد كحيل" أحد الموقوفين على ذِمّة التحقيق يقوم بالاعتراف.
استخلصنا الكليب من الموقع المحذور ووضعناه على حسابي الشخصي في الفورشيرد
وهو من انتاج "تلفزة الأقصى", الإعلام الرسميّ لمدينة غزَّة المأسورة المحاصرة
حجم الملف 9 ميجا, مدة الكليب 80 ثانية.
http://www.geocities.com/k_bossily/kaheel.jpg (http://www.4shared.com/file/38110488/dbad9b02/FatwaHalabi.html?dirPwdVerifie d=c8aed4d2)
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 12:26]ـ
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=10710
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 03:32]ـ
الحلبي وحماس والوقيعة بين الناس
بقلم: أكرم بن محمد زيادة الأثري
لم أُفاجأْ كما تَفَاجَأَ الكثيرون ممن يتابعون شؤون الدعوة والأمة مما نُسب ـ زوراً وبهتاناً ـ إلى الأخ علي الحلبي من فتوى حول زعم إباحته لبعض الأفاكين الكذابين ـ إن وُجدوا ـ عبر الهاتف النقال: بقتل الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المُنْتَخَب، أو المُقَال ـ حسب وجهات نظر أتباعه ومعارضيه ـ إذ ليس المقام مقام تكريس سلطة أو نفيها، وإنما المقام مقام توضيح واقعة بالحق لا بسواه، لأن أعداء الدعوة والأمة موجودون في كل زمان ومكان، يكيلون لأبنائها ـ فضلاً عن علمائها ـ الاتهامات، ويسعون بكل ما أوتوا من قوة تؤزهم بها الشياطين أزاً ليوقعوا بين أبناء الشعب الواحد، والأمة المسلمة الواحدة، علماء وعامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ علي الحلبي ـ كما أعرفه، ويعرفه الكثيرون غيري داخل البلاد وخارجها ـ كان ـ وأدعو له أن يبقى كذلك ـ أبعد ما يكون من الولوغ في الدماء؛ دماء المسلمين، وغير المسلمين، من المعاهدين أو المستأمنين، أو الذميين ـ على حدٍ سواء ـ ذلك أن الدعوة التي تربى عليها، ونشأ من خلالها، وقضى فتوته وشبابه، وها هو قد دلف إلى كهولته وهو يدعو إليها، دعوة علمية شرعية بحتة، لا تخوض في (سياسات العصر) التي قال فيها شيخنا الألباني من قبل مقولَتَهُ الصادِقَةَ الرائِعَةَ: «من السياسة ترك السياسة»: السياسة العصرية التي لا تعرف عدواً دائماً، ولا صديقاً دائماً، ناسفةً قواعد وعقيدة الولاء والبراء من جذورها.
الشيخ علي الحلبي ـ وقد أَخْتَلِفُ معه في بعض وجهات النظر والتطبيق ـ كَتَبَ ولا زال يكتبُ ما يوضح لهذه الأمة منهج حياتها، ومستقبل أيامها، وِفقَ ما يراه من فهم سليم، مستقيم، على منهج السلف الصالح، في فهم النصوص الشرعية، عقيدةً، وفقهاً، ومنهجاً، وسلوكاً، مُسْتَقِيَاً ذلك كله من أصول أصيلة في نفسه، وفقهه، ومنهجه، ولا أظنه ـ لجزء من الثانية ـ يَنْجَرُّ خلف سياسات يعلمُ ـ هو وغيره ـ أنها تطبخُ وتُجهزُّ من وراء الحدود، وبغير أيدي حامليها، ومن يُتَوَهَّمُ أنهم أصحابُها، فيفتي لهذا الطرف أو ذاك بما يتوافق مع مصالح هذا الطرف أو ذاك من مصالح حزبية ضيقة.
والشيخ الحلبي ـ حفظه الله، وسدده وهداه ـ عاش حياته ـ ولا يزال ـ يكافح، ويناضل، ويجاهد، في دحض الحزبية المقيتة، والتنفير منها، والدعوة إلى وحدة الأمة الإسلامية ـ فضلاً عن وحدة الشعب العربي الواحد ـ ناهيك عن دعوته لوحدة الشعب الفلسطيني المنكوب؛ النكبات تلو النكبات، والمنكوس؛ النكسات تلو النكسات على أيدي بعض أبنائه الحزبيين من محبي الزعامة، والوجاهات، وغيرهم من أصحاب المصالح والمطامع الضيقة، على حساب أبناء جلدتهم، وشعبهم، أو على أيدي أعدائه من يهود وصهاينة محتلين غاصبين.
لا أظن ـ بحال ـ أن الشيخ ـ سدده الله، ووفقه لهداه ـ أفتى، أو يفتي، أو سيفتي، لأمثال هؤلاء الأدعياء، بالكلام في واحد من زعماء الشعب والأمة، فضلاً عن قتله، أو اغتياله، أو ـ حتى ـ الخروج عليه، وقتاله، ولا أظن ذلك إلا فبركة من هذا الطرف أو ذاك، للطعن في ذات الشيخ نفسه، للوصول بذلك إلى الطعن في الدعوة السلفية النقية التي يحملها الشيخ أولاً، ثم ظناً منهم ـ خطأً، أو جهلاً، أو كليهما ـ أن الشيخ وحده يُمَثِّلُ هذه الدعوة المباركة، ويرمز إليها، ناسين أو متناسين أن الدعوة ضاربة بجذورها في أعماق أمتنا، وأرضنا، وشعبنا، وأن الشيخ ما هو إلا حلقة من حلقات سلسلتها المباركة، وأنه مع إخوانه ـ وبدونهم ـ يذود، ويذودون عن حماها في ميدان رشقها بالاتهامات والأكاذيب من هنا وهناك.
وأعتقد جازماً أن هذه (الدعوى) الكاذبة على الشيخ إنما أرادها مطلقوها ليوقعوا بين الشيخ ودعوته من جهة، وبين إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني الواحد سواء في حماس، أو في فتح، أو في سائر الفصائل الفلسطينية المقاومة منها، والمسالمة من جهة أخرى، ناسين أو متناسين أن اختلاف وجهات النظر بين السلفيين ـ والذين أراد هؤلاء المدعون أن يجعلوا من الشيخ الحلبي رمزاً لهم ـ وبين إخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني خاصة، والأمة العربية والإسلامية عامة، هو اختلاف في وجهات نظر يعذر بعضنا بعضاً فيه، وليس له حلٌ سوى الحوار، والنقاش، {إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} ولا يوقع عداوة بين الناس.
وأما خلافنا واختلافنا وصراعنا المصيري والعقدي ـ والذي نتفق فيه وعليه مع سائر إخواننا المقاومين، والمسالمين ـ خلاف، واختلاف، وصراع مع العدو المغتصب المحتل؛ من يهود وصهاينة، جُلبوا من جميع أصقاع الأرض ليقتلعوا منها جذورنا الممتدة امتداد الزمان، والمكان، وليزيلوا ـ من خلال مثل هذا الإيقاع بين أبناء شعبنا وأمتنا، وبين علمائهم ودعاتهم ـ الثقة والمحبة التي لا زلنا ـ وسنبقى ـ نحملها لعلمائنا، ودعاتنا، ومقاومينا، ومجاهدينا، وحتى للمسالمين منهم، طالما أنهم يسعون بصدق وإخلاص لصالح شعبهم وأمتهم ودينهم، وإن ما نُسبَ إلى الشيخ ـ زوراً وبهتاناً ـ لن يزيده إلا تمسكاً بمثل هذه العقيدة، وتلك الدعوة التي تجمع ولا تفرق، وتنصر ولا تخذل، وتصلح ولا تفسد، وتهدي ولا تضل، وتقوي ولا تضعف، وتبني ولا تهدم، وتحمي ولا تقمع.
فليمض الشيخ الحلبي في دعوته، وليوقن الأخوة في حماس، وفتح، وسائر الفصائل الفلسطينية، أن الصراع بيننا وبين عدونا ـ لا بيننا ـ يجب أن يبقى هو الوسيلة، لدحض شبهه وافتراءاته، وكشف دسائسه ومؤامراته، وعدم الانسياق خلفها، والعمل على رص الصفوف وتوحيدها على التوحيد، والمتابعة، ومحاربة البدعة المفرقة، حتى النصر والتحرير، وهما قادمان بإذن الله.(/)
«دُرُوسٌ وعِبَرٌ مِن حَياةِ الشَّيخ بكر أبو زيد،للشّيخ عبد العزيز السّدحان»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:49]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«دُرُوسٌ وعِبَرٌ مِن حَياةِ الشَّيْخِ بَكرِ بنِ عبدِ اللَّهِ أبُو زَيْدٍ (رحمه اللَّه)
محاضرة
لفضيلةِ الشَّيْخِ عَبدِ العَزِيز السَّدحَان ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
[وصلة المحاضرة]
( http://liveislam.net/browsearchive.php?id=46644&sid=)
جزى اللَّهُ الشَّيخ السَّدحان خير الجزاء،ورحم شيخَنا العلَّامة بكرًا.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمانُ بنُ عَبدِ القَادِر أبُو زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:21]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ عبد العزيز
و رحم الشيخ بكر و جميع أموات المسلمين، وجمعنا بهم في دار كرامته.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 11:17]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ عبد العزيز
و رحم الشيخ بكر و جميع أموات المسلمين، وجمعنا بهم في دار كرامته.
تصويب: بكرا:)
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 01:15]ـ
نتمنى ان يخرج الشيخ السدحان المحاضرة في كتاب
ـ[خبايا الزوايا]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 01:58]ـ
كتب الله أجر شيخنا السدحان وسدد خطواته
فالشيخ بكر أبورزيد جدير بإن تذكر سيرته وأن يتحدقث عنه
رحمة الله عيه. امين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 10:55]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيْرًا ـ جَميعًا ـ،وأحسن إليكُم.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 09:11]ـ
أقول للأمة الإسلامية في رحيل الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد
خبت مصابيح كنا نستضئ بها وطوحت للمغيب الأنجم الزهر
واستحكمت غربت الإسلام وانكسفت شمس العلوم التي يهدى بها البشر
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 10:30]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ سلمان محاضرة رائعة جدا جدا
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 01:09]ـ
محاضرة رائعة أبرز فيها الشيخ السدحان -جزاه الله خيراً- بعض الجوانب المضيئة من شخصية الفقيد -رحمه الله-.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:16]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركُم.
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 08:37]ـ
بارك الله فيك
و رحم الله الشيخ بكر
ـ[أبو ايمان]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 09:57]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
جزى الله الأخ الكريم وجعل ما قدمت في موازين حسناتك ورحم الله الشيخ بكر ابو زيد على ماقدمه للأمة.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 10:45]ـ
ماشاء الله محاضرة قيمة جدا.
فيها أخبار عن الشيخ بالإسناد العالي من الدكتور السدحان - وفقه الله -
اسأل الله أن يكتب للجميع المثوبة وأن يجزي الشيخ بكرا خير الجزاء على ماقدم وأن يغفر لنا وله ويجمعنا به في جنات النعيم آمين.(/)
شكر وتقدير لأصحاب الفضيلة الشيخين عيد بن فهمي ووليد بن إدريس على الإجازة المباركة
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:51]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله
أما بعد
فقد منّ الله عليّ وحصّلت الإجازة من شيخي وأستاذي ومعلمي فضيلة الشيخ أبي عبيدة عيد بن فهمي الحسيني الهاشمي حفظه الله عن جميع مشايخه ومنهم سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل الحنبلي حفظه الله وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب حفظه الله وفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم حفظه الله وفضيلة الشيخ المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله وفضيلة الشيخ المسند وليد بن إدريس منيسي حفظه الله وغيرهم
ثم بعثت لفضيلة الشيخ وليد بن إدريس حفظه الله رسالة على الخاص على ملتقى أهل الحديث هذا نصها:
الشيخ الفاضل أبو خالد وليد بن إدريس السلمي
حفظك الله ورعاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله قد حصلت إجازتكم بواسطة تلميذكم وشيخنا الشيخ عيد فهمي حفظه الله
ووالله لقد أحببناكم دون أن نراكم لكثرة ما يحدثنا الشيخ عيد عنكم وعن تواضعكم مع سعة علمكم
فهل يمكن أن أعلو بإسناد الإجازة وأرويها عنكم بغير واسطة وإن كنت أسعد بوجود الشيخ عيد معكم في الإسناد
ولكن علو الإسناد غاية محمودة يسعى لها
وجزاكم الله خيرا
فأجابني فضيلته بهذه الرسالة المباركة:
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيلة الشيخ أبو شعبة محمد بن ناجي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أرجو قبول المعذرة لتأخري في الجواب ويشرفني إجابة طلبكم وسلامي للشيخ الكريم الشيخ عيد وهذه هي الإجازة
بسم الله الرحمن الرحيم
إجازة الحديث
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فإنه كفى بالمرء شرفا أن يكون أدنى سلسلة أعلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الإمام عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، وقال أيضًا: مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم،وقال الإمام سفيان الثوري: الإسناد سلاح المؤمن إذا لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل،
وقال الإمام ابن أبي حاتم: إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس ذلك لأمة من الأمم كلها قديمها وحديثها، وقال الإمام محمد بن أسلم الطوسي: الإسناد العالي قربٌ من رب العالمين، وقال الإمام أحمد بن حنبل: الإسناد العالي سنة عمن سلف، وقال أيضًا: طلب علو الإسناد من الدين، وقال الحافظ ابن عبد البر: الإجازة في العلم رأس مال كبير، واقتداء بسلفنا الصالح، ومحافظة على اتصال الإسناد الذي هو خصيصة هذه الأمة، يقول العبد الفقير إلى عفو ربه أبو خالد وليد بن إدريس بن عبد العزيز المنيسي السُلميُّ الإسكندري الحنبلي - عفا الله عنه -: إن الشيخ الكريم أبا شعبة محمد بن ناجي - أعلى الله في الدارين مناره وغفر الله أوزارنا وأوزاره - قد ظن أن في الزوايا خبايا، وحسب أن وراء الأكمة ما وراءها، فطلب من العبد الفقير أن يجيزه، فامتثلت لطلبه، وأجزته أن يروي عني جميع مروياتي ما تحملته من كتب السنّة المشرّفة، بما في ذلك الكتب الستة وموطأ مالك ومسند أحمد وسنن الدارمي، والأثبات الحديثية، والمسلسلات، والمؤلفات المنثورة والمنظومة، وغير ذلك مما تصح لي روايته عن مشايخي الفضلاء، وهم بحمد الله أكثر من سبعين شيخا، منهم من تشرفت بصحبته والقراءة عليه، ومنهم من أجازني مكاتبة أو بالهاتف أو عن طريق وكيل له، وقد أجازني هؤلاء المشايخ الأجلاء بجميع مروياتهم. منهم:
1. الشيخ إبراهيم بن محمد نور سيف هلال المكي
2. والشيخ أحمد بن أبي بكر الحبشي
3. والشيخ أحمد بن صالح الحبّال
4. والشيخ أحمد بن علوي الحبشي
5. والشيخ أحمد بن محمد الفرطاخ التطواني
6. والشيخ إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني
7. والشيخ إرشاد الحق الأثري المدني
8. والشيخ الأسد حمزة عبدالقادر الزبيدي
9. والشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري
10. والشيخ أنيس الحق بن شرف الحق بن عبد الحق الملتاني
11. والشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي
(يُتْبَعُ)
(/)
12. والشيخ بلال بن طلال بن عبد الصمد السيد علي الحسيني البغدادي
13. والشيخ الحافظ ثناء الله المدني
14. والشيخ حسن بن عبد المجيد زبادي
15. والشيخ الحسن بن محمد بن الصديق الغماري
16. والشيخ الحسين بن إسماعيل الشريف
17. والشيخ حمادي التمسماني الطنجي
18. والشيخ حمدي بن جاد الكريم فرغلي القاهري
19. والشيخ خالد البداوي السباعي المغربي الحسني
20. والشيخ رفعت فوزي عبد المطلب
21. والشيخ زهير بن مصطفى بن أحمد الشاويش
22. والشيخ سهيل حسن بن عبد الغفار حسن الرحماني
23. والشيخ شمس الحق بن عبد الحق الملتاني
24. والشيخ صبحي بن جاسم البدري الحسيني السامرائي
25. والشيخ صفي الرحمن بن عبد الله المباركفوري
26. والشيخ عاصم بن عبد الله القريوتي
27. والشيخة عائشة العجيبية زوجة أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري
28. عبد الجبار بن رهيف الشمري الطائي البغدادي
29. والشيخ عبدالرحمن بن سعد العياف
30. والشيخ عبد الرحمن بن شيخ الحبشي
31. والشيخ عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني
32. والشيخ عبد الرحمن الملا الأحسائي
33. و الشيخ عبدالغفار الناصر التطواني
34. والشيخ عبد الغني بن محمد الدقر الدمشقي
35. والشيخ عبدالفتاح بن حسن راوة
36. و الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط الدمشقي
37. والشيخ عبد القادر كرامة الله البخاري
38. والشيخ عبد القادر بن عبد الله عبد القادر شرف الدين
39. والشيخ عبد القيوم الرحماني
40. والشيخ عبد الله التليدي الطنجي
41. والشيخ عبد الله بن صالح العبيد
42. والشيخ عبدالله بن عبدالقادر الأنباري
43. والشيخ عبدالله الناخبي
44. والشيخ عبد المحسن بن محمد المنيف
45. والشيخ عبد الهادي حسين التطواني
46. والشيخ عبد الواحد أخريف التطواني
47. والشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي
48. والشيخ عبدالوهاب الزيد
49. والشيخ عدنان المجد الدمشقي
50. والشيخ العربي بن عبد السلام بو عياد الطنجي
51. والشيخة علوية بنت عبدالرحمن الحبشي
52. و الشيخ مالك العربي السنوسي
53. والشيخ محمد إلياس بن عبد القادر الهندي
54. والشيخ محمد أمين سراج الحنفي التركي
55. والشيخ محمد بن الأمين بن عبد الله أبو خبزة الحسني التطواني
56. والشيخ محمد بريتش المغربي
57. والشيخ محمد البشير الباني
58. والشيخ محمد البقالي
59. والشيخ محمد الحسن بن الددو الشنقيطي
60. والشيخ محمد درويش الخطيب
61. والشيخ محمد زياد تكلة
62. والشيخ محمد سامر بن محمد ممدوح النص الدمشقي
63. و الشيخ محمد بن صالح المحضار
64. والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن إسحاق آل الشيخ
65. والشيخ محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي
66. والشيخ محمد العربي الدغلي الصالحي الشافعي
67. والشيخ محمد عزي الأهدل
68. والشيخ محمد علي البطاح الأهدل
69. والشيخ محمد بن غازي بن داود القرشي البغدادي
70. والشيخ محمد بن محمد الحجوجي الدمناتي
71. والشيخ محمد مرشد عابدين الحنفي الدمشقي
72. والشيخ محمد مطيع الحافظ بن محمد واصل بن عبد الرحيم دبس وزيت
73. والشيخ المختار الخمال العرائشي
74. والشيخ مساعد بن بشير بن علي بن الحاج سعد الحسيني السوداني
75. والشيخة نفيسة بنت محمد الزمزمي بن محمد بن جعفر الكتاني
76. و الشيخ وهبي سليمان غاوجي
77. و الشيخ يحي بن عثمان العظيم آبادي الهندي.
نفع الله المسلمين بعلمهم، ورحم الله أمواتهم، وبارك في أعمار أحيائهم.
هذا، وقد أجزتكم أن ترووا عني جميع ما تحملته من المسلسلات الحديثية:
فمنها الحديث المسلسل بالأولية،وقد جرت عادة المجيزين أن يكون أول حديث يجيزون به، وهذا إسناده:
قال أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي السلمي حدثني الشيخ عبد الرحمن الملاّ الأحسائي،وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، قال حدثني الشيخ محمد بن عبد الحي الكتّاني، وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى أحمد الجمل النهطيهي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى محمد علي البهي الطندتائي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى الحافط مرتضى الزَّبيدي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثني المعمَّر داوُد بن سليمان الخربتاوي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى شمس الدين الفيومي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى يوسُف الأرميوني وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثني الحافظ جلال الدين السيوطي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثني الجلال عبد الرحمن بن
(يُتْبَعُ)
(/)
المُلَقِّن وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى جدي سراجُ الدين بن المُلَقِّن وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى أبو الفتح الميدومي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحرَّاني وهو أولُ حديثٍ سمعته منه , ثنا أبو الفرج بن الجوزي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذِّن وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى والدي أبو صالح وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثنى أبو طاهر محمد ابن محمش الزيادي وهو أولُ حديثٍ سمعته منه , ثنا أبو حامد أحمد بن محمد البزاز وهو أولُ حديثٍ سمعته منه , ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري وهو أولُ حديثٍ سمعته منه، ثني سفيان بن عيينة و هو أول حديثٍ سمعته منه. (وإليه ينتهي التسلسل فإن كلَ راوٍ من أول السند إلى سفيان بن عيينة قال وهو أول حديثٍ سمعته منه) عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الرَّاحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم مَن في السماء" رواه أحمد وأبو داوُد والترمذي.
ومنها الحديث المسلسل بالمحبة:
قال أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي السلمي حدثني الشيخ عبد الله بن صالح العبيد التميمي وقال: [وأنا أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك] ثني عبد القادر كرامة الله البخاري وعبد الفتاح راوة كلاهما وقال كل منهما: [وأنا أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك] عن عمر حمدان المحرسي وقال: [وأنا أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك] ثني عَليٌ بن ظاهر الوتري، ثنا عبد الغني الدهلوي، ثنا عابد السندي , ثنا أحمد بن سليمان الهجّام عن عبد الخالق بن أبى بكر المزجاجي عن يحى بن مقبول الأهدل قال: قال لي عبد الله بن سالم البصري أخبرنا محمد بن علاء الدين البابلي أخبرنا سالم بن محمد السنهوري قال: قال لي محمد بن عبد الرحمن العلقمي ثنا الحافظ جلال الدين السيوطي، أخبرنا أبو الطيب أحمد بن محمد الحجازي سماعاً، أخبرنا قاضي القضاة مجد الدين اسماعيل بن إبراهيم الحنفي، أخبرنا الحافظ أبو سعيد العلائي، أخبرنا أحمد بن محمد الأرموي، أخبرنا عبد الرحمن بن مكي أخبرنا الحافظ أبو طاهر السلفي , أخبرنا محمد بن عبد الكريم , أخبرنا أبو علي عيسى بن شاذان البصري , أخبرنا أحمد بن سليمان النّجّاد , ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا عمرو بن مسلم التنيسي، ثنا الحكم بن عبدة، ثنا حَيوةُ بن شريح، أخبرني عقبة بن مسلم عن أبى عبد الرحمن الحَبلي عن الصُنابحي عن معاذ بن جبل قال , قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم "يا معاذ إني أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك"
رواه أحمد و أبو داوُد و النسائي و الحاكم و أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان المسلسلة وقال السخاوى صحيح المتن و الإسناد و قال السيوطي صحيح الإسناد و التسلسل.
وقد قال معاذ رضي الله عنه للصنابحي: [وأنا أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك]، وقالها الصنابحي لمن بعده، وهكذا كل راو قالها لمن بعده وقالها كل من المشايخ عبد القادر كرامة الله وعبد الفتاح راوة لشيخي العبيد الذي قال لي: [وأنا أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك]، وأنا أقول لك: [وأنا أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك].
ومنها المسلسل بقراءة سورة الكوثر
قال أبو خالد وليد بن إدريس قرأ عليّ سورة الكوثر الشيخ عبد الله العبيد وقال قرأها عليّ الشيخ عبد القادر كرامة الله البخاري، أخبرني محمد عبد الباقي الأيوبي أخبرني صالح بن عبد الله بن حسن عن أبي المحاسن محمد بن خليل القاوقجي أخبرني به محمد عابد أخبرنا المعمر صالح بن محمد الفّلاني عن محمد بن سنّة عن مولى محمد بن عبد الله عن علي الزيادي عن يوسف الأرميوني عن الجلال السيوطي عن محمد بن إمام الكامليه عن محمد بن محمد بن محمد الجزري عن محمد بن أحمد بن عبد الله بن قدامه الحنبلي عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الواحد الحنبلي عن حنبل بن عبد الله الحنبلي عن هبة الله بن الحصين الحنبلي عن أبي الحسن بن المذهب الحنبلي عن أحمد بن جعفر القطيعي عن محمد بن فضيل عن المختار بن فُلفُل عن أنس بن
(يُتْبَعُ)
(/)
مالك قال: أغفي رسول الله صلى الله عليه و سلم إغفاءة فرفع رأسه متبسماً، قالوا له لم ضحكت فقال إني أنزلت عليَّ آنفاً سورة فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر " حتى ختمها، قال: هل تدرون ما الكوثر؟ قالوا الله و رسوله أعلم قال: نهر أعطانيه ربي عز و جل في الجنة، عليه خيرٌ كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة.
قال أنس: فقرأها علينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ختمها.قال ابن فلفل فقرأها علينا أنس حتى ختمها وهكذا كل راوٍ قرأها على من بعده حتى آخر السند.
رواه البخاري ومسلم، أبو داوُد و الترمذي و النسائي.
ومنها المسلسل بقراءة سورة الصف
قال أبو خالد وليد بن إدريس: قرأها علينا الشيخ عبد الله بن صالح العبيد وقال قرأها علىَّ الشيخ عبد القادر بن كرامة الله قال قرأها علىَّ الشيخ عمر حمدان المحرس قال قرأها علينا الشيخ فالح بن محمد الظاهري عن محمد بن علي الخطّابي عن على الميلي الأزهري عن السيد مرتضى الزَبيدي عن نور الدين أبي الحسن بن مكرم الله العدوي عن الشمس محمد بن عقيله المكي عن أحمد بن محمد النخلي عن محمد بن علاء الدين البابلي عن الشهاب أحمد بن محمد الشلبي الحنفي عن النجم محمد بن أحمد الغيطي عن القاضي زكريا بن محمد الأنصاري عن الحافظ أبي النعيم رضوان بن محمد العقبي أخبرنا أبو إسحاق التنوخي أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر اللُتي البغدادي أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي أخبرنا أبو الحسن بن محمد الداودي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى السرخسي أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحي بن أبي كثي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال قعدنا نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا لو نعلم أي الأعمال أقرب إلى الله عز وجل لعملناه فأنزل الله عز وجل "سَبَّحَ لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم، يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون …" حتى ختمها قال عبد الله بن سلام فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، قال أبو سلمة فقرأها علينا ابن سلام حتى ختمها قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة حتى ختمها وهكذا قال كل راوٍ حتى آخر السند.
رواه أحمد في مسنده ورواه الترمذي والحاكم في مستدركه مسلسلاً وصححه على شرط الشيخين.
قال بعض الحفاظ: هو أصح مسلسل يروى في الدنيا.
ومنها المسلسل بالمصافحة
قال وليد بن إدريس: قلت للشيخ محمد الحسن الشنقيطي صافحني بالكف التي صافحت بها شيخك محمد ياسين الفاداني، فصافحني وقال السلام عليكم، ح و قلت للشيخ عبد الله بن صالح العبيد صافحني بالكف التي صافحت بها شيخك عبد القادر بن كرامة الله، فصافحني وقال السلام عليكم، أما الشنقيطي فعن محمد ياسين الفاداني عن عمر حمدان عن علي بن ظاهر الوتري وأما العبيد فعن عبد القادر بن كرامة الله عن محمد عبد الباقي الأنصاري عن علي بن ظاهر الوتري عن عبد الغني الدهلوي عن عابد السندي أخبرني يوسف بن محمد المزجاجي ثنا أحمد بن محمد بن شريف مقبول الأهدل أخبرنا أحمد بن محمد النخلي ثنا الشهاب محمد بن علاء الدين البابلي أخبرنا أبو بكر بن إسماعيل الشنوالي أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن العلقمي أخبرنا الحافظ جلال الدين السيوطي أخبرني تقي الدين أحمد بن محمد الشُمني أخبرنا أبو الطاهر بن الكويك أخبرنا أبو اسحق إبراهيم بن علي أخبرني أبو عبد الله الخويي أخبرنا أبو المجد محمد بن الحسين القزويني أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم الشحاذي أخبرنا أبو الحسن بن أبي زرعه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن عبد الله الطبري البزازي أخبرنا عبد الملك بن نجيد ثنا أبو القاسم عبدان بن حميد الطائي المنبجي ثنا عمر بن سعيد بن سنان ثنا أحمد بن دهقان ثنا خلف بن تميم عن أبي هرمز قال دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال "صافحت بكفي هذه كف رسول الله صلى الله عليه و سلم فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كفه صلى الله عليه وسلم" قال أبو هرمز "فقلت لأنس بن مالك: صافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحنا وقال السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
عليكم، قال خلف بن تميم فقلت لأبي هرمز صافحني بالكف التي صافحت بها أنساً فصافحني وقال السلام عليكم وهكذا تسلسل بالمصافحة إلى أخر السند.
رواه البخارى في صحيحه، وأخرجه أحمد في المسند، و السيوطي في جياد المسلسلات وابن عساكر في تاريخه مسلسلاً.
ومنها المسلسل بالحنابلة
قال أبو خالد وليد بن إدريس الحنبلي، أخبرنا الشيخان عبد المحسن بن محمد المنيف الحنبلي و عبد الله بن صالح العبيد الحنبلي، أما الشيخ عبد المحسن فيروي عن الشيخ حمود بن عبد الله التويجري الحنبلي عن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري الحنبلي عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق الحنبلي، ح وأما الشيخ عبد الله العبيد فقال أخبرني بقراءتي عليه الشيخ عبد العزيز بن صالح بن مرشد قال أخبرنا الشيخ سعد بن حمد بن عتيق , أخبرنا الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى الحنبلي قال أخبرنا الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ عن جده الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ح ويروي أحمد بن إبراهيم بن عيسى الحنبلي عن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عن أبيه الإمام محمد بن عبد الوهاب.
ح ويروي الشيخ عبد الله العبيد أيضا بقراءته على الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن فارس عن الشيخ حمد بن فارس عن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ عن جده الإمام محمد بن عبد الوهاب عن عبد الله بن تميم الشمري الحنبلي عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي عن أبيه عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي أخبرني عبد الرحمن البهوتي الحنبلي أخبرني تقي الدين النجار الحنبلي أخبرني والدي شهاب الدين أحمد قاضى قضاة الحنابلة أخبرني عز الدين أبو بركات الظاهري الحنبلي، أخبرني أبو علي خليل بن عبد الله الرصافي الحنبلي أخبرنا أبو القاسم هبة الله الحنبلي أخبرني الحسن بن على بن المُذهِب الحنبلي أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر القطيعي الحنبلي أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل أخبرني والدي أبو عبد الله أحمدب ن حنبل عن ابن أبي عدّي عن حميد عن أنس رضه الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قالوا كيف يستعمله؟ قال صلى الله عليه وسلم يوفقه لعمل صالح قبل موته " رواه أحمد و الترمذي.
وبالإسناد السابق إلى الإمام أحمد قال ثنا محمد بن إدريس الشافعي قال ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " لا يبع بعضكم على بيع بعض ونهى عن النجش ونهى عن بيع حبل الحبلة ونهى عن المزانبة" وهذا السند يقال له "سلسلة الذهب" وهذا الحديث قيل هو أصح حديث في الدنيا لأنه لم يُرْوَ بهذا السند غيره
فائدة: بهذا السند السابق نَروى مسنَد الإمام أحمد.
وبالإسناد السابق إلى عبد الرحمن البهوتي الحنبلي عن يحى بن موسى الحجاوي عن والده الفقيه موسى الحجاوي عن أحمد بن أحمد المقدسي المعروف بالشويكي عن الشيخ أحمد بن عبد الله العُسكري عن علاء الدين المرداوي عن الشيخ أبى بكر إبراهيم بن قندس البعلي عن الشيخ علاء الدين بن اللحام البعلى عن الإمام زين الدين بن رجب الحنبلى عن الإمام ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيميه عن والده عن جده عن أبي بكر محمد بن غنيمة عن الإمام نصر بن فتيان المعروف بابن المَّني و أخذ شيخ الإسلام ابن تيميه عن عبد الرحمن بن عمر صاحب الشرح الكبير عن عمه الإمام الموفق بن قدامة المقدسي عن أبي الفتح بن المَّني عن الإمام أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري عن الإمامين رزق الله التميمي و أبي الخطاب محفوظ الكلوزاني كليهما عن الإمام أبي يَعْلَى الفراء عن الإمام أبي عبد الله الحسين بن حامد عن الإمام أبي بكر عبد العزيز بن جعفر غلام الخلال عن عمه الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الذي جمع مذهب الإمام أحمد عن أربعة و عشرين رجلاً من أصحابه بلا واسطة منهم ابنه عبد الله عن والده الإمام أحمد بن حنبل.
فائدة: بهذا السند نروي مصنفات شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم و شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و كتب المذهب الحنبلي.
أسانيد الكتب الستة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أروي الكتب الستة سماعا وعرضا لبعضها وإجازة بالباقي عن شيخنا الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي حدثني أنه تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على جده كبير علماء شنقيط في زمانه محمد علي بن عبد الودود 1 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على يُحظيه بن عبد الودود 2 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على محمد بن محمد سالم المجلسي 3 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على حامد بن عمر 4 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على الفقيه الخطاب 5 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على القاضي بن عليّ ممُّه 6 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على شيخ الشيوخ الحسني 7 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على عليّ الأجهوري 8 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على البرهان العلقمي 9 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا على الحافظ جلال الدين السيوطي 10 الذي تحمل الكتب الستة كاملة سماعا بأسانيد مشهورة مسلسلة بالسماع إلى مؤلفيها.
ومن أسانيدي العالية إلى صحيح البخاري:
أعلى الأسانيد المتصلة بالسماع والقراءة والاجازة الخاصة التي لا يتخللها أي إجازة عامة إلى الإمام البخاري هذا الإسناد الآتي:
عن عبدالغني الدقر وأحمد بن صالح الحبّال – كليهما - 1) عن بدر الدين بن يوسف البيباني الحسني 2) عن عبدالقادر بن صالح الخطيب 3) عن عمر بن عبدالغني الغزي 4) عن مصطفى الرحمتي 5) عن عبدالغني النابلسي 6) عن النجم الغزي 7) عن والده البدر 8) عن أبي الفتح المزي السكندري 9) عن عائشة بنت عبدالهادي المقدسية 10) عن الحجار 11) عن الزبيدي 12) عن أبي الوقت الهروي 13) عن الداوودي 14) عن السرخسي 15) عن الفربري 16) عن أمير المؤمنين في الحديث أبي عبدالله البخاري صاحب الصحيح 17) وأعلى ما لديه الثلاثيات، ومنها: قال في " صحيحه " حدثنا مكي بن إبراهيم [18] عن يزيد بن أبي عبيد [19] عن سلمة بن الأكوع [20] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار).فبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرون شخصاً ولله الحمد والمنّة.
ح وأعلى من هذا بدرجتين لكن تتخلله بعض الإجازات العامة:
ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عبد الله التلي [3] عن عبد الغني النابلسي [4]، وبقية السند كما سبق فبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثيات البخاري في هذا الإسناد ثمانية عشر شخصاً، وهذا أعلى ما يوجد من الأسانيد المتصلة في عصرنا، ولله الحمد والمنّة
أسانيد أخرى إلى صحيح البخاري مارة بالحافظ ابن حجر:
ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عمر الآمدي الديار بكري [3] عن المرتضى الزبيدي [4] عن المعمر أحمد سابق الزعبلي [5] عن شمس الدين البابلي [6] عن ابن أركماس [7] عن ابن حجر العسقلاني [8] عن البرهان إبراهيم بن أحمد التنوخي [9] عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار [10] عن السراج الحسين بن مبارك الزبيدي [11] عن أبي الوقت عبدالأول الهروي [12] عن أبي الحسين الداوودي [13] عن أبي محمد عبدالله السرخسي [14] عن أبي عبدالله محمد بن يوسف الفربري [15] عن الإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى [16] وأعلى ما لديه الثلاثيات، ومنها: قال في " صحيحه " حدثنا مكي بن إبراهيم [17] عن يزيد بن أبي عبيد [18] عن سلمة بن الأكوع [19] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار).فبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر واسطة ولله الحمد والمنّة.
ح وما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عبد الله التلي [3] عن عبد الغني النابلسي [4]
(يُتْبَعُ)
(/)
ح وأنزل منه بدرجة عن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي نصر الخطيب [2] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [3] عن عمر الشيباني وعبدالقادر بن إسماعيل النابلسي [4] عن جدّ الثاني عبدالغني النابلسي [5]
ح ويساويه ما أخبرنا به مشايخنا عبد الرحمن الملا وعبد القادر كرامة الله وأحمد بن أبي بكر الحبشي [1] ثلاثتهم عن عبد القادر بن توفيق الشلبي (1295 - 1369) [2] عن حسين الجسر [3] عن محمد سعيد الحموي [4] عن عبد الغني النابلسي [5] قال أخبرنا النجم الغزي [6] عن أبيه البدر [7]، عن الزين زكريا [8] عن الحافظ ابن حجر [9]، عن البرهان إبراهيم بن أحمد التنوخي [10] عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار [11] عن السراج الحسين بن مبارك الزبيدي [12] عن أبي الوقت عبدالأول الهروي [13] عن أبي الحسين الداوودي [14] عن أبي محمد عبدالله السرخسي [15] عن أبي عبدالله محمد بن يوسف الفربري [16] عن الإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى [17] وأعلى ما لديه الثلاثيات، ومنها: قال في " صحيحه " حدثنا مكي بن إبراهيم [18] عن يزيد بن أبي عبيد [19] عن سلمة بن الأكوع [20] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار).فبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرون واسطة، وسبق إسناد من طريق ابن حجر بتسعة عشر واسطة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبهذه الأسانيد نروي جميع مرويات الحافظ ابن حجر ومنها الكتب التسعة وغيرها بأسانيد عالية.
ومن أسانيدي العالية إلى صحيح مسلم:
ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عمر الآمدي الديار بكري [3] عن المرتضى الزبيدي [4] عن المعمر أحمد سابق الزعبلي [5] عن شمس الدين البابلي [6] عن ابن أركماس [7] عن ابن حجر العسقلاني [8] عن البرهان إبراهيم بن أحمد التنوخي [9] عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار [10] عن الأنجب بن أبي السعادات [11] عن أبي الفرج مسعود بن الحسين الثقفي [12] عن الحافظ أبي القاسم ابن منده [13] عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي [14] عن أبي الحسن مكي بن عبدان النيسابوري [15] عن الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري [16] وأعلى ما عند مسلم الرباعيات فبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم عن طريقه عشرون شخصاً
ح ومثله ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عبد الله التلي [3] عن عبد الغني النابلسي [4] قال أخبرنا النجم الغزي [5] عن أبيه البدر [6]، عن الزين زكريا [7] عن الحافظ ابن حجر [8]، وبقية السند كما سبق، وأعلى ما عند مسلم الرباعيات فبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم عن طريقه عشرون شخصاً
وأنزل منه بدرجة عن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي نصر الخطيب [2] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [3] عن عمر الشيباني وعبدالقادر بن إسماعيل النابلسي [4] عن جدّ الثاني عبدالغني النابلسي [5] قال أخبرنا النجم الغزي [6] عن أبيه البدر [7]، عن الزين زكريا [8] عن الحافظ ابن حجر [9]، عن البرهان إبراهيم بن أحمد التنوخي [10] عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار [11] عن الأنجب بن أبي السعادات [12] عن أبي الفرج مسعود بن الحسين الثقفي [13] عن الحافظ أبي القاسم ابن منده [14] عن الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي [15] عن أبي الحسن مكي بن عبدان النيسابوري [16] عن الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري [17].
ح، وما أخبرنا به مشايخنا عبد الرحمن الملا وعبد القادر كرامة الله وأحمد بن أبي بكر الحبشي [1] ثلاثتهم عن عبد القادر بن توفيق الشلبي (1295 - 1369) [2] عن حسين الجسر [3] عن محمد سعيد الحموي [4] عن عبد الغني النابلسي [5]، وبقية السند كما سبق.
إسناد سنن أبي داود:
(يُتْبَعُ)
(/)
وليد بن إدريس المنيسي عن الشيخ عبد القيوم الرحماني 1 عن أحمد الله بن أمير البرتابكدهي الدهلوي 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي 6 عن أبي طاهر الكوراني 7 عن أبيه إبراهيم الكوراني 8 عن أحمد القشاشي 9 عن أحمد الشناوي 10 عن الشمس محمد الرملي 11 عن الزين زكريا الأنصاري 12 عن والده 13 عن إبراهيم بن صدقة الحنبلي 14 عن عمر بن عبد المحسن بن عبد اللطيف بن رزين 15 عن أبي المحاسن يوسف بن عمر الختني الحنفي 16 عن الحافظين محمد البكري وعبد العظيم المنذري 17 عن عمر بن محمد بن طبرزد 18 عن الشيخين أبي البدر إبراهيم الكرخي وأبي الفتح مفلح الدومي 19 عن الخطيب البغدادي 20 عن أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي 21 عن أبي علي محمد اللؤلؤي 22 عن الإمام أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني 23
إسناد سنن الترمذي:
وليد بن إدريس المنيسي عن الشيخ شمس الحق بن عبد الحق الملتاني 1 عن والده عبد الحق الملتاني 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي 6 عن أبي طاهر الكوراني 7 عن أبيه إبراهيم الكوراني 8 عن سلطان المزاحي 9 عن أحمد بن خليل السبكي 10 عن النجم محمد الغيطي 11 عن الزين زكريا الأنصاري 12 عن محمد بن علي القاياتي 13 عن الحافظ ولي الله أبي زرعة العراقي 14 أبي حفص عمر المراغي 15 عن الفخر بن البخاري 16 عن عمر بن محمد بن طبرزد 17عن أبي الفتح عبد الملك الكروخي 18 عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي 19 عن عبد الجبار بن محمد الجراحي 20 عن محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي 21 عن الإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي 22
إسناد سنن النسائي:
وليد بن إدريس المنيسي عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ 1 عن سعد بن حمد بن عتيق 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي 6 عن أبي طاهر الكوراني 7 عن أبيه إبراهيم الكوراني 8 عن أحمد القشاشي 9 عن أحمد الشناوي 10 عن الشمس محمد الرملي 11 عن الزين زكريا الأنصاري 12 عن رضوان بن محمد المستملي 13 عن علي بن أحمد بن سلامة السلمي المكي 14 عن أبي الفرج عبد الرحمن التغلبي المعروف بابن القارئ 15 عن علي بن نصر الله الصواف 16 عن أبي بكر عبد العزيز بن باقا البغدادي 17 عن أبي زرعة طاهر المقدسي 18 عن عبد الرحمن الدوني 19 عن القاضي أبي نصر الكسار 20 عن أحمد بن السني الدينوري 21 عن الإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي 22
إسناد سنن ابن ماجهْ:
وليد بن إدريس المنيسي عن عبدالرحمن بن عبدالحي الكتاني 1عن والده 2عن أحمد الجمل النهطيهي 3عن محمد بن أحمد البهي 4 عن مرتضى الزبيدي 5 عن المعمر أحمد سابق الزعبلي6 عن شمس الدين البابلي 7 عن ابن أركماس 8 عن ابن حجر العسقلاني 9 عن أبي العباس أحمد اللؤلؤي 10 عن الحافظ أبي الحجاج المزي 11 عن إسماعيل بن إسماعيل بن جوسلين البعلبكي 12 عن الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي 13 أبي منصور محمد بن الحسين بن الهيثم المقومي 14 عن أبي طلحة القاسم بن المنذر القزويني 16 عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان 17 عن الإمام أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجهْ القزويني 18
ومن أسانيدي العالية إلى مسند الإمام أحمد:
بالأسانيد السابقة إلى الحافظ ابن حجر، ومنها ما نرويه عن مشايخنا ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عمر الآمدي الديار بكري [3] عن المرتضى الزبيدي [4] عن المعمر أحمد سابق الزعبلي [5] عن شمس الدين البابلي [6] عن ابن أركماس [7] عن ابن حجر العسقلاني [8] عن أبي حفص المراغي والصلاح المقدسي عن [9] فخر الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدالواحد الشهير بابن البخاري عن [10] أبي علي حنبل بن عبدالله الرصافي عن [11] أبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبدالواحد الشيباني عن [12] أبي علي الحسن بن علي التميمي المعروف بابن المذهب عن [13] أبي بكر أحمد بن حمدان القطيعي عن [14] أبي عبدالرحمن عبدالله بن أحمد بن حنبل عن [15] أبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام أحمد.
ومثله راوية أبي النصر عن التلي عن عبد الغني النابلسي، فيكون بيننا وبين الإمام أحمد خمس عشرة واسطة، وباعتبار ثلاثيات الإمام أحمد - وعددها في مسنده ثلاثمائة حديث – يكون بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم تسع عشرة واسطة.
وأما أعلى مالدي من المرويات بالإسناد المتصل فهو عشاريات الحافظ ابن حجر وعشاريات الحافظ السيوطي
قال أبو خالد وليد بن إدريس المنيسي السلمي:
أما عشاريات الحافظ ابن حجر فأخبرني بها وبجميع مروياته ومؤلفاته مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عمر الآمدي الديار بكري [3] عن المرتضى الزبيدي [4] عن المعمر أحمد سابق الزعبلي [5] عن شمس الدين البابلي [6] عن ابن أركماس [7] عن ابن حجر العسقلاني [8]
ومن عشاريات ابن حجر ما نرويه بالسند السابق إلى الحافظ ابن حجر [8] عن الصلاح بن أبي عمر [9] عن الفخر ابن البخاري [10] عن أبي روح المعز بن محمد الهروي [11] عن تميم بن أبي سعيد الجرجاني [12] عن محمد بن عبدالرحمن الكنجرودي [13] عن محمد بن أحمد بن حمدان [14] عن الحافظ أبي يعلى في معجم شيوخه [15] عن عبدالله بن بكار [16] عن عكرمة بن عمار [17] عن الهرماس بن زياد رضي الله عنه [18] قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى يخطب على بعيره)، وهذا الحديث أورده الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (14/ 181) بسند تساعي له وقال: (وهذا حديث عال تساعي لنا) انتهى.
قلت: وفيه بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر رجلا، وهذا من العوالي.
وأما عشاريات السيوطي فأخبرني بها مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي نصر بن عبد القادر الخطيب [2] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [3] عن عمر الشيباني وعبدالقادر بن إسماعيل النابلسي [4] عن جدّ الثاني عبدالغني النابلسي [5] عن النجم محمد بن البدر محمد بن رضي الدين الغزي [6] عن والده [7] عن جلال الدين السيوطي [8] بجميع مؤلفاته ومروياته ومنها العشاريات
ح ويساويه روايتنا عن العلامة عبد الغني الدقر و الشيخ المعمّر أحمد بن صالح الحبّال كليهما [1] عن محدث الديار الشامية الشيخ بدر الدين الحسني [2] عن عبدالقادر الخطيب [3] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [4] عن عمر الشيباني وعبدالقادر بن إسماعيل النابلسي [4] عن جدّ الثاني عبدالغني النابلسي [5] عن النجم محمد بن البدر محمد بن رضي الدين الغزي [6] عن والده [7] عن جلال الدين السيوطي [8] بجميع مروياته ومنها العشاريات
ح وأعلى من هذا بدرجة ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عبد الله التلي [3] عن عبد الغني النابلسي [4] عن النجم محمد بن البدر محمد بن رضي الدين الغزي [5] عن والده [6] عن جلال الدين السيوطي [7] بمروياته ومنها العشاريات.
وبين السيوطي والنبي صلى الله عليه وسلم فيها عشرة رجال
وبه يصير بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة عشر رجلا، وهذا علو يغتبط به، وهو أعلى ما يمكن أن يوجد في عصرنا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ومن أعلى مروياتي ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] قالوا أخبرنا محمد أبو النصر الخطيب [2] بسنده السابق إلى البخاري، فباعتبار الثلاثيات يكون بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر شخصاً، وهذا من أعلى ما وقفت عليه، ولله الحمد والمنّة ..
وأما أعلى أسانيدي إلى الأثبات الحديثية المشهورة وبها أروي ما تضمنته هذه الأثبات
فمنها:
ثبت الشيخ عبد الحي الكتاني (فهرس الفهارس): وأعلى ما يقع لنا: أننا نرويه عن عبد الرحمن بن عبد الحي وعبد الرحمن الملا وأحمد بن أبي بكر الحبشي ومساعد البشير السوداني و الحسن بن محمد بن الصديق الغماري 1خمستهم عن والد الأول عبد الحي الكتاني بأسانيده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثبت الشيخ عابد السندي (حصر الشارد): وأعلى ما يقع لنا: عن عبد القادر كرامة الله 1 عن أمة الله الدهلوية 2 عن عابد السندي بأسانيده.
ثبت الشيخ صالح الفلاني (قطف الثمر): عن عبد القادر كرامة الله 1 عن أمة الله الدهلوية 2 عن عابد السندي 3 عن صالح الفلاني بأسانيده.
ثبت الإمام الشوكاني (إتحاف الأكابر): أعلى ما يقع لنا بثلاث وسائط:
عن الشريف عبد القادر بن عبد الله عبد القادر شرف الدين 1عن الحسين العمري 2عن إسماعيل بن محسن إسحاق بن عبد الكريم 3عن الإمام الشوكاني بأسانيده.
ح و عن الشريف عبد القادر بن عبد الله عبد القادر شرف الدين 1عن والده عبد الله عبد القادر 2عن محمد بن محمد العمراني 3عن الإمام الشوكاني بأسانيده.
ونرويه أنزل بدرجة عن عبد الله بن صالح العبيد 1 عن الشريف أحمد زبارة 2 عن الحسين العمري وعلي السدمي كليهما 3 عن إسماعيل بن محسن بن عبد الكريم ومحمد بن إسماعيل الكبسي كليهما 4 عن الإمام الشوكاني بأسانيده.
ح وعن إسماعيل الأنصاري وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي كليهما 1 عن والد الثاني عبد الحق الهاشمي 2 عن أحمد بن عبد الله البغدادي 3 عن عبد الرحمن بن عباس 4 عن عن الإمام الشوكاني بأسانيده.
ح وعن الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي 1 عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي 2 عن حسين بن محسن الأنصاري 3 عن محمد بن ناصر الحازمي 4 عن الإمام الشوكاني بأسانيده
ثبت الإمام ولي الله الدهلوي (الإرشاد): أجازنا بثبت الشاه ولي الله الشيخ شمس الحق بن عبد الحق الملتاني 1 عن والده عبد الحق الملتاني 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله؛ بأسانيده
ح ونرويه أيضا عن محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ 1 عن سعد بن حمد بن عتيق 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله؛ بأسانيده
ح ونرويه أيضا عن عبد القيوم الرحماني 1 عن شيخ الحديث أحمد الله بن أمير البرتابكدهي الدهلوي 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله؛ بأسانيده
ح وأجازني به أيضا الشيخ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله - والشيخ الحافظ ثناء الله المدني والشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق 1 ثلاثتهم عن والد الأخير الشيخ عبد الحق الهاشمي 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي 3عن محمد إسحاق الدهلوي 4 عن عبد العزيز الدهلوي 5 عن الشاه ولي الله الدهلوي رحمه الله؛ بأسانيده
ح وأعلى منه بدرجة عن عبد الرحمن الملا وعبد القادر كرامة الله 1عن عبد الباقي اللكنوي 2عن فضل الرحمن المرادكنج آبادي 3عن عبد العزيز الدهلوي 4 عن الشاه
ثبت الشيخ إبراهيم الكردي الكوراني (الأمم): عن عبد الرحمن الملا وعبد القادر كرامة الله 1عن عبد الباقي اللكنوي 2عن فضل الرحمن المرادكنج آبادي 3عن عبد العزيز الدهلوي 4 عن الشاه ولي الله الدهلوي 5 عن محمد أبي طاهر الكردي 6 عن إبراهيم الكردي بأسانيده.
ثبت أحمد النخلي (بغية الطالبين): عن عبد الرحمن الملا وعبد القادر كرامة الله 1عن عبد الباقي اللكنوي 2عن فضل الرحمن المرادكنج آبادي 3عن عبد العزيز الدهلوي 4 عن الشاه ولي الله الدهلوي 5 عن محمد أبي طاهر الكردي 6 عن أحمد النخلي بأسانيده.
ثبت الشيخ فالح الظاهري (حسن الوفا): نرويه عن عبد الرحمن بن عبد الحي وعبد الرحمن الملا وأحمد بن أبي بكر الحبشي ومساعد البشير السوداني و الحسن بن محمد بن الصديق الغماري 1خمستهم عن والد الأول عبد الحي الكتاني 2 عن فالح الظاهري بأسانيده.
ثبت الشيخ عبد الرحمن الكزبري (ثبت الكزبري): أعلى ما يقع لنا بثلاث وسائط: عن عبد الرحمن بن عبد الحي وعبد الرحمن الملا وأحمد بن أبي بكر الحبشي ومساعد البشير السوداني و الحسن بن محمد بن الصديق الغماري 1خمستهم عن والد الأول عبد الحي الكتاني 2 عن السكري والحبّال 3 كلاهما عن عبد الرحمن الكزبري بأسانيده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ح وعن الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي 1 عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي 2 عن نعمان خير الدين أفندي الآلوسي 3 عن عبد الرحمن الكزبري بأسانيده
ح ومساو له روايتنا عن الدقر والحبّال 1 عن بدر الدين الحسني2 عن عبدالقادر الخطيب 3 عن الكزبري.
ثبت الوجيه الأهدل (النفس اليماني): أعلى ما يقع لنا بواسطتين فقط عن الشيخ عبد الرحمن الملا الأحسائي رحمه الله 1 عن بهاء الدين الأفغاني 2 عن المؤلف الوجيه عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى الأهدل بأسانيده.
وبأربع وسائط، عن عبد الرحمن بن عبد الحي وعبد الرحمن الملا وأحمد بن أبي بكر الحبشي ومساعد البشير السوداني و الحسن بن محمد بن الصديق الغماري 1خمستهم عن والد الأول عبد الحي الكتاني 2 عن صافي الجفري 3 عن محمد بن الوجيه الأهدل 4 عن أبيه الوجيه الأهدل بأسانيده.
ح ونرويه عن أحمد بن أبي بكر الحبشي وعبد الرحمن الملا وعبد الفتاح راوه ثلاثتهم 1 عن والد الأول 2 عن السري 3 عن الحازمي 4 عن الوجيه الأهدل بأسانيده.
ثبت الأمير الكبير: أعلى مايقع لنا بأربع وسائط , عن الدقر والحبّال 1 عن بدر الدين الحسني 2 عن إبراهيم السقا 3 عن الأمير الصغير 4 عن والده الأمير الكبير بأسانيده.
ح وعن العبيد 1عن محمد زكي الدين ابراهيم 2 عن ابراهيم العقوري 3 عن الأمير الصغير 4 عن الأمير الكبيربأسانيده.
ح وعن عبد القادر كرامة الله وإسماعيل الأنصاري كليهما 1عن المشاط 2 عن ابراهيم العقوري 3عن الأمير الصغير 4 عن الأمير الكبير بأسانيده.
ثبت محمد علي المالكي (المسلك الجلي): نرويه عن عبد الرحمن الملا عن المؤلف بأسانيده.
ثبت عيدروس بن عمر الحبشي (عقد اليواقيت) نرويه عن إسماعيل الأنصاري وأحمد بن أبي بكر الحبشي كليهما 1 عن أبي بكر بن سالم بن عيدروس البار 2 عن عمر باجنيد 3 عن المؤلف عيدروس الحبشي بأسانيده.
وأعلى من هذا روايتنا له عن عبد الله الناخبي 1 عن علوي2 عن مؤلفه.
ثبت حسين بن محمد الحبشي (فتح القوي): نرويه عن إسماعيل الأنصاري وأحمد بن أبي بكر الحبشي كليهما 1 عن أبي بكر بن سالم بن عيدروس البار 2 عن عمر باجنيد 3 عن المؤلف حسين الحبشي بأسانيده.
ح وأعلى من ذلك نرويه عن أحمد الحبشي 1عن عبد الله غازي الهندي المكي 2عن حسين الحبشي المؤلف
ثبت مرتضى الزبيدي (ألفية السند): عن عبد الله العبيد 1عن محمد زكي الدين ابراهيم المصري 2عن محمد العقوري المصري 3عن ابراهيم السقا المصري 4عن احمد بن علي الدمهوجي المصري 5 عن الزبيدي بأسانيده.
ح وأعلى منه أننا نرويه عن عبدالرحمن بن عبدالحي الكتاني 1عن والده 2عن أحمد الجمل النهطيهي 3عن محمد بن أحمد البهي 4 عن الزبيدي بأسانيده.
ح وأعلى منه عن عبد الرحمن وعلوية الحبشيين 1 عن أبي النصر 2 عن عمر الآمدي الديار بكري 3 عن المرتضى الزبيدي بأسانيده.
ثبت عبد الله بن سالم البصري (الإمداد):عن الدقر والحبّال 1عن بدر الدين الحسني 2
عن السقا 3عن ثعيلب 4عن الشهابين الملوي والجوهري 5 عن عبد الله بن سالم البصري بأسانيده.
فائدة: يروي البصري عن عيسى الثعالبي عن علي الأجهوري عن نور الدين القرافي عن جلال الدين السيوطي بأسانيده، ح ويروي الثعالبي عن الشهاب الخفاجي عن البرهان العلقمي عن جلال الدين السيوطي بأسانيده.
ثبت ملك بهوبال محمد صديق حسن خان (سلسلة العسجد في مشايخ السنَد): عن يحيى عثمان 1عن سليمان الحمدان 2عن سعد بن عتيق 3 عن صديق حسن خان بأسانيده.
ح وعن الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي 1 عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي 2 عن نعمان خير الدين أفندي الآلوسي 3 عن صديق حسن خان بأسانيده
ح وعن العبيد1 عن المرشد 2عن سعد بن عتيق 3 عن صديق حسن خان بأسانيده.
ح وأعلى مما سبق عن محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ 1عن سعد بن عتيق 2عن صديق حسن خان المؤلف
ثبت عبد الكريم الشراباتي (إنالة الطالبين): عن الدقر والحبّال 1عن بدر الدين الحسني 2 عن عبدالقادر الخطيب 3عن محمد بن مصطفى الرحمتي 4عن والده 5 عن الشراباتي بأسانيده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ح وعن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن والده عبدالقادر الخطيب [3] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [4] عن مصطفى بن محمد الرحمتي ومحمد سعيد بن عبدالله السويدي كلاهما [5] عن عبدالكريم الشراباتي بأسانيده
ثبت ابن عقيلة المكي و مسلسلاته: عن الدقر والحبال 1عن بدر الدين الحسني 2 عن عبدالقادر الخطيب 3عن محمد بن مصطفى الرحمتي 4عن والده 5 عن ابن عقيلة بأسانيده.
ح وعن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن والده عبدالقادر الخطيب [3] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [4] عن مصطفى بن محمد الرحمتي ومحمد سعيد بن عبدالله السويدي كليهما [5] عن ابن عقيلة بأسانيده.
ثبت الشمس محمد بن الطيب المغربي: عن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن والده عبدالقادر الخطيب [3] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [4] عن مصطفى بن محمد الرحمتي ومحمد مرتضى الزبيدي [5] عن الشمس محمد بن الطيب المغربي بأسانيده.
ح وأعلى منه عن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر [2] عن عمر الآمدي الديار بكري [3] عن المرتضى الزبيدي [4] عن الشمس محمد بن الطيب المغربي بأسانيده.
ثبت ابن عابدين صاحب الحاشية ومؤلفاته: عن محمد سامر النص الدمشقي 1 عن أبي اليسر عابدين 2 عن جده 3 عن ابن عابدين صاحب الحاشية بأسانيده.
ثبت التاودي بن سودة المري علامة المغرب وصاحب المؤلفات:عن العبيد 1 عن محمد زكي الدين ابراهيم 2 عن محمد بن ابراهيم العقوري 3 عن الامير الصغير 4 عن والده 5 عن التاودي بأسانيده.
ثبت جعفر الكتاني (إعلام الأئمة): نرويه عن إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني 1 عن أبيه 2 عن جده بأسانيده.
الأوائل السنبلية: قرأتها من أولها إلى آخرها على الشيخ محمد سامر النص قال قرأتها كاملة على محمد ياسين الفاداني وأبي الفضل عبد الله بن الصديق الغماري أما الفاداني فعن محمد أمين سويد قراءة ً عليه عن أبي المحاسن القاوقجي قراءةً عليه.
ح وأما الغماري فعن أبي النصر وكمال الدين ابني أبي المحاسن القاوقجي عن أبيهما عن محمد عابد السندي.
ح وأرويها عن عبد الله بن صالح العبيد قراءة عليه كاملة عن عبد القادر كرامة الله قراءة عليه كاملة عن إبراهيم الختني عن علي بن ظاهر الوتري عن عبد الغني بن أبي سعيد عن محمد عابد السندي عن محمد هاشم سنبل عن والده المؤلف محمد سعيد سنبل المكي بأسانيده إلى ثلاثة وأربعين كتابا من أمهات كتب السنة بأسانيد مؤلفيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها الكتب التسعة.
أعلى الأسانيد إلى شيخ الإسلام ابن تيمية:
ما أخبرنا به مشايخنا عبد الرحمن الملا وعبد القادر كرامة الله وأحمد بن أبي بكر الحبشي [1] ثلاثتهم عن عبد القادر بن توفيق الشلبي (1295 - 1369) [2] عن حسين الجسر [3] عن محمد سعيد الحموي [4] عن عبد الغني النابلسي [5].
ح وعن مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي نصر الخطيب [2] عن محمد عمر بن عبدالغني الغزي العامري [3] عن عمر الشيباني وعبدالقادر بن إسماعيل النابلسي [4] عن جدّ الثاني عبدالغني النابلسي [5] عن النجم محمد بن البدر محمد بن رضي الدين الغزي [6] عن والده [7] عن جلال الدين السيوطي [8] عن مسند الدنيا في زمانه محمد بن مقبل الحلبي [9] عن الحافظ محمد بن عبدالله بن أحمد المقدسي بن المحب الصامت [10]
عن شيخ الإسلام وعلم الأعلام أبي العباس ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ح وأعلى من هذا بدرجة ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عمر الآمدي الديار بكري [3] عن المرتضى الزبيدي [4] عن المعمر أحمد سابق الزعبلي [5] عن شمس الدين البابلي [6] عن ابن أركماس [7] عن ابن حجر العسقلاني [8] عن الصلاح بن أبي عمر [9] عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
ويساويه في العلو ما أخبرني به مشايخي الأكارم محمد عبد الرزاق الخطيب الدمشقي الصالحي وعبد الرحمن الحبشي وعلوية الحبشي – ثلاثتهم -[1] عن أبي النصر الخطيب [2] عن عبد الله التلي [3] عن عبد الغني النابلسي [4]، وبقية السند كما سبق
وبهذا الإسناد يكون بيننا وبين شيخ الإسلام تسع وسائط، وهذا علوٌّ يغتبط به بحمد الله.
الأسانيد المسلسلة بالسلفيين إلى شيخ الإسلام ابن تيمية مرورا بالإمام ابن القيم والحافظ الذهبي والحافظ ابن رجب وغيرهم من الأئمة:
منها أني أروي عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ عن سعد بن حمد بن عتيق، عن نذير حسين، وابنه حسين، وحسين محسن الأنصاري، وأحمد بن إبراهيم بن عيسى، وصّديق حسن خان، ومحمد بشير، وسلامة الله الهندي (ح)
وأروي عن عبد الله بن صالح العبيد النجدي الحنبلي عن عبد الله بن عقيل عن علي بن ناصر أبو وادي، عن نذير حسين (ح)
ح ونرويه أيضا عن عبد القيوم الرحماني 1 عن شيخ الحديث أحمد الله بن أمير البرتابكدهي الدهلوي 2 عن محدث الهند نذير حسين الدهلوي (ح)
و أروي بالإجازة عن الشيخين إسماعيل الأنصاري والحافظ ثناء الله المدني كليهما عن عبد الحق الهاشمي عن نذير حسين بالإجازة العامة وعن جماعة من تلاميذ نذير حسين السلفيين كأبي سعيد حسين بن عبد الرحيم وأبي الوفاء ثناء الله الأمرتسري بالإجازة الخاصة (ح)
وأنبأنا الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي عن الشيخ نعمان الألوسي عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى الشرقي الحنبلي النجدي (ت 1329هـ) وأجازه بمكة المكرمة (1295هـ) ويروي نعمان الآلوسي أيضا عن صديق حسن خان. (ح)
وأنبأنا الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي عن حسين بن محسن الأنصاري (ح)
وأنبأنا الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي الذي تدبج مع العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ح).
وأنبأنا عبد الله بن صالح العبيد، عن الشيخ المعمر عبد العزيز بن مرشد الحنبلي، عن سعد بن عتيق إجازة، عن نذير حسين، وابنه حسين، وحسين محسن الأنصاري، وأحمد بن إبراهيم بن عيسى، وصّديق حسن خان، ومحمد بشير، وسلامة الله الهندي (ح)
روى أحمد بن إبراهيم بن عيسى، عن عبد الرحمن بن حسن، عن جمع منهم: محمد بن محمود الجزائري الحنفي الأثري، و عبد الرحمن بن حسن الجبرتي، وجده شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (ح)
وبالأسانيد المتقدمة إلى حسين محسن الأنصاري عن محمد بن ناصر الحازمي (ح)
وبالأسانيد السلفية المتقدمة إلى نذير حسين السلفي، كلاهما (الحازمي ونذير حسين): عن محمد إسحاق الدهلوي، عن عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه الشاه ولي الله (ح)
وبالإسناد إلى شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن حياة السندي (ح)
وإلى الحازمي عن عبد الرحمن الأهدل، عن إبراهيم وقاسم وعبد الله، ثلاثتهم عن أبيهم محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ح)
وإلى الحازمي عن الشوكاني، عن عبد القادر الكوكباني، عن محمد حياة السندي، ومحمد بن إسماعيل الأمير،
ثلاثتهم (ولي الله والسندي والأمير): عن أبي طاهر الكوراني (ح)
وبالإسناد إلى الجبرتي عن جمع منهم صفي الدين البخاري الأثري، عن السفاريني، عن عبد القادر بن عمر التغلبي، كلاهما (التغلبي وأبو طاهر): عن أبي الثاني إبراهيم الكوراني المدني (ح)
وبه إلى محمد بن عبد الوهاب، عن عبد الله بن إبراهيم بن سيف الفرضي، عن أبي المواهب محمد الحنبلي إجازة (ح)
وإلى السفاريني عن مصطفى اللبدي، ومحمد بن عبد الجليل المواهبي، والشيخ عواد بن عبيد الكوري، وعبد القادر التغلبي الحنبليين، كلهم عن أبي المواهب الحنبلي،
(يُتْبَعُ)
(/)
كلاهما (أبو المواهب وإبراهيم الكوراني): عن أبي الأول عبد الباقي البعلي (ح)
وإلى أبي المواهب الحنبلي عن محمد بن بدر الدين البلباني الصالحي (ح)
وإلى التغلبي عالياً عن عبد الباقي البعلي والبلباني (ح)
وبالأسانيد المذكورة إلى عبد الباقي عن مرعي الكرمي، عن محمد بن أحمد المرداوي، عن موسى الحجاوي، عن الشويكي، عن ناصر الدين ابن زريق، عن الحافظ ابن ناصر الدين (ح) وبالإسناد إلى الشويكي، عن العسكري، عن العلاء المرداوي، عن ابن عروة الحنبلي (ح) وبه إلى العسكري، عن النظام عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح (ح) وبالأسانيد إلى البلباني، عن أحمد الوفائي المفلحي، عن البرهان إبراهيم بن محمد ابن مفلح، وموسى الحجاوي، عن والد الأول النجم بن مفلح، عن أبيه برهان الدين، عن جد الأخير شرف الدين عبد الله بن محمد بن مفلح، الأربعة (الشرف ابن مفلح والنظام ابن مفلح وابن ناصر الدين وابن عروة): عن أبي بكر ابن المحب الصامت، والأول وحده عن أبيه صاحب الفروع (ح) وبه إلى عبد الباقي، عن عبد الرحمن البهوتي الحنبلي الأثري، عن تقي الدين بن النجار الفتوحي، عن أبيه أحمد، عن بدر الدين محمد السعدي الحنبلي، عن عز الدين أبي البركات الكناني (ح) وبالأسانيد إلى أحمد بن علي المفلحي، عن ابن طولون، عن محمد بن أحمد بن علي بن أبي عمر، كلاهما (العز الكناني ومحمد ابن أبي عمر): عن عائشة بنت عبد الهادي، عن الحفاظ المزي والذهبي والبرزالي وابن القيم (ح)
وبه إلى العز الكناني، عن محب الدين بن نصر الله البغدادي الحنبلي، عن ابن رجب، عن ابن القيم، الأئمة الستة (ابن مفلح وابن المحب وابن القيم والمزي والذهبي والبرزالي) عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وبهذه الأسانيد نروي جميع مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام ابن مفلح والحافظ المزي والحافظ الذهبي والحافظ ابن رجب رحمهم الله
فائدة: يروي شيخ الإسلام ابن تيمية عن الفخر ابن البخاري عن ابن أبي ذر الهروي عن أبيه أبي ذر الهروي عن شيوخه الثلاثة السرخسي والمستملي والكشميهني ثلاثتهم عن الفربري عن الإمام البخاري بأسانيده.
أعلى الأسانيد إلى شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
ما أخبرنا به شيخنا عبد الله بن صالح العبيد [1] عن عبد الرحمن بن فارس [2] عن حمد بن فارس وسليمان بن سحمان كليهما [3] عن عبد الرحمن بن حسن [4] عن جده الإمام ابن عبد الوهاب.
ح وما أخبرنا به الشيخ السيد العلامة صبحي السامرائي 1 عن العلامة الشيخ عبد الكريم صاعقة الشيخلي البغدادي 2 عن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن 3 عن عبد الرحمن بن حسن
ح وما أخبرنا به شيوخنا الحافظ ثناء الله المدني وإسماعيل الأنصاري ويحيى بن عثمان المدرس اللكنوي وغيرهم [1] عن عبد الحق الهاشمي [2] عن أحمد بن عبد الله البغدادي [3] عن عبد الرحمن بن حسن [4] عن جده الإمام ابن عبد الوهاب.
وبهذا الإسناد نروي مؤلفات الإمام ابن عبد الوهاب ومؤلفات الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى.
وأوصي المجاز بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والإخلاص له سبحانه، وترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والمراقبة لله تعالى، واتباع السنة، والتمسك بما كان عليه السلف الصالح، واجتناب البدع والأهواء، وأن لا ينساني وشيوخي من صالح دعواته، في حياتي، ومماتي، وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه، وسلك بنا وبه طريق النجاة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجيز بما فيه
وليد بن إدريس المنيسي
فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في الشيخين الفاضلين وأن يجعلني عند حسن ظنهما وأن ينفع بهما الإسلام والمسلمين.
أخوكم
أبو شعبة محمد بن ناجي بن أحمد فؤاد بن حسين
الإماراتي منشأ، السلفي عقيدة
الحنبلي مذهبا، نزيل طنطا ثم السويس
ـ[السعيد عبد اللطيف]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 08:35]ـ
فضيلة الشيخ أبو شعبة محمد بن ناجي
ورد ذكر اسم الدكتور محمد مشتهري على موقعين:
الأول: ملتقى أهل الحديث، والواصلة هي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124259
وفيه جاء في مشاركة أبو شعبة محمد بن ناجي ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
[أخي الكريم عبد الحميد الشريف ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ بالنسبة لتسجيل هذه المناظرة فلدي نسخة كاملة منها حصلت عليها من شيخنا عيد بن فهمي حفظه الله، وهي تتكون من 6 أشرطة ساعة ونصف، لكن بها مواضع كثيرة الصوت فيها ضعيف جدا بل لا يكاد يسمع لأنها كانت تسجل عن طريق جهاز تسجيل في منتصف الجلسة فبحسب قرب المتكلم من التسجيل أو بعده يظهر الصوت أو يضعف لكن الحمد لله القدر المسموع منها كبير وشامل لمعظم ما تناولته المناظرة، وأخبرك باختصار عن تفاصيلها فقد كانت بين الشيخ محمد عمرو رحمه الله وتلميذه الشيخ عيد فهمي حفظه الله (عن أهل السنة) وبين المدعو محمد مشتهري (ابن الشيخ عبد اللطيف مشتهري للأسف) والمدعو متولي، ويناديه الشيخ عيد في المناظرة المتولي عن الحق، (عن منكري السنة)، وكان حاضرا فيه فضيلة الأستاذ الدكتور بدران العياري والشيخ مجاهد حمادة حفظهما الله وبعض الإخوة الآخرين وتوجد نسخة مكتوبة على الآلة الكاتبة لبعض تفاصيل المناظرة يمكن أيضا تصويرها لك].
والثاني: موقع كل الطلبة، والواصلة هي:
http://68.178.201.141/board/index.php?showtopic=66741&st=60&p=1103061entry1103061
ومن المشاركات التي جاءت في هذه الصفحة:
مشاركة تقول:
ولكن أكثر ما كان يضايقني في هذه الجريدة الصفحة الدينية والمسئول عنها ممدوح الشيخ، وقد سمعت أن هذا الرجل له ميول شيعية، وله مقالات غريبة الشكل واللون والطعم. ومنذ فترة والجريدة تداوم على نشر مقالات ابن الشيخ عبد اللطيف مشتهري شيخ الجمعية الشرعية رحمه الله، وابنه هذا له مقالات كثيرة نشرتها الجريدة في الدفاع عن جماعة القرآنيين والهجوم على السنة وكتبها كصحيح البخاري وغيره.
وأخرى تقول:
1 - نقطة أن جريدة الدستور تنشر مقالات تهاجم السنة وكتب السنة أمر واضح وقد ذكرت لكم أسماء محددة، وقد تعجبت ممن نفى الأمر كلية رغم ادعائه بالاطلاع والمتابعة لجريدة الدستور!!!. مقالات مسئول الصفحة الدينية ممدوح الشيخ ومقالات ابن الشيخ عبد اللطيف مشتهري وغيرهم واضحة وضوح الشمس.
برجاء إبلاغ الأخوة أعضاء ملتقى أهل الحديث الآتي:
إن ما ورد على هذه المواقع عن الدكتور محمد مشتهري غير صحيح. فالدكتور محمد مشتهري ليس من (منكري السنة) ولا من (القرآنيين)، وله بيان في صحيفة المصري اليوم يبين فيه ذلك، ومقال بصحيفة الدستور بعنوان "القرآنييون وأزمة الفكر الديني". ويمكن الاطلاع عليهما من خلال هذه الوصلات:
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=64029
http://www.feqhelquran.com/arabic/details.aspx?id=9&aID=436
فقضية الدكتور مشتهري ومشروعه الفكري لا علاقة لهما أصلا بجماعات القرآنيين أو بموضوع إنكار السنة، فله أيضا موضوع بعنوان "إنكار السنة بين عالم الدين وعالم المذهب" يمكن الاطلاع عليه من خلال هذه الوصلة:
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=64308
ولم يحدث أن هاجم الدكتور مشتهري كتابا من كتب الحديث [كصحيح البخاري مثلا كما يُدّعى] أو أحدا من أصحابها، خلال مشروعه الفكري.
والمتدبر للمشروع الفكري للدكتور مشتهري يجد أن محوره، وجل اهتمامه، يدور حول كيفية إدارة أزمة التخاصم والتكفير بين أتباع الفرق والمذاهب الإسلامية المختلفة، ووضع منهج يقتلع مسائل الخلاف بين هذه الفرق من جذورها، تلك التي نبتت بذورها في عصر الفتنة الكبرى، ومازال المسلمون يجنون ثمارها إلى يومنا هذا.
إن المشروع الفكري للدكتور مشتهري لا يخاطب فرقة بعينها، ولا توجد بينه وبين أتباع فرقة أية خصومة، فمنهجه يقوم أساسا على دعوة كافة المسلمين إلى:
ـ الالتفاف حول النص القرآني الثابت عندهم [ملة وشريعة] ثبوتا قطعيا عن الله عز وجل.
ـ الالتفاف حول دلالة النص القرآني المجمع عليها بينهم على مر العصور.
ـ الالتفاف حول دلالة النص القرآني المختلف عليها بينهم، والتي يحتملها السياق القرآني وخصائصه، وتتباين حولها وجهات النظر وزوايا الرؤى عبر العصور، كآية ورسالة إلهية عالمية خالدة.
ـ الالتفاف حول كيفيات الأداء العملي لما أجمله النص القرآني من أحكام الشريعة والمجمع عليها بينهم على مر العصور.
ـ طرح ما عدا ذلك جانبا، حتى تتآلف القلوب، وتعود إليها خيريتها أمة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد ذلك يمكن أن تناقش مسائل الخلاف على مائدة الحوار العلمي الهادئ، بعيدا عن مشاعر التخاصم والتكفير، فإن أردوا إصلاحا فلاشك أن الله تعالى سيوفق بينهم. ولك أن تتخيل النتيجة عندما يتدخل الله عز وجل لتأليف القلوب، وحل أزمة لم يستطع أحد أن يحلها عبر قرون مضت. ولما لا، وهو القائل عز وجل في سورة آل عمران:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [102] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [103] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [104] وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [105] يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [106] وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [107] تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ [108] صدق الله العظيم
فأنصار الفرقة والمذهبية، أنصار التخاصم والتكفير، الذين لا يريدون التخلي عن مذاهبهم، ويرى كل منهم أن مذهبه هو مذهب الفرقة الواحدة الناجية، التي بشر بها رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين يرفضون مشروع الدكتور مشتهري ويثيرون حوله الشبهات ومنها هذه التي ذكرتها هذه المواقع وغيرها.
ولقد غاب عن أعضاء منتدى أهل الحديث، وغيرهم، ممن نالوا من إسلام الدكتور مشتهري وفكره، أن من شروط الجرح والتعديل الأمانة في الفهم، والعدالة في الحكم، والتبين في النقل. لذلك مطلوب من هؤلاء أن يأتوا بالدليل الصوتي، أو بالجملة أو الفقرة، التي تثبت أن الدكتور مشتهري شارك في هذه المناظرة كممثل عن منكري السنة، ويعرضوا ذلك على الناس في هذا الملتقى، وهذا على سبيل التحدي، لبيان حجم الأزمة العلمية، والثقافة التخاصمية، التي يعيش في دائرتها أنصار الفرقة والمذهبية.
أما أن يأتوا بغير ما أوردوه في هذه الفقرة [وهو ادعاء مشاركة الدكتور مشتهري في هذه المناظرة المشار إليها] من مواقف أخرى، بينهم وبين الدكتور مشتهري، أو بكلام مرسل عن إنكاره للسنة، دون بيان الفقرة أو الجملة التي جاءت في كلامه تفيد ذلك، فهذا كله يعد هروبا من موقفهم هذا الغير مسئول، فلكل موقف ملفه الخاص به، حسب أصول المناظرات العلمية التي قد تخفى على المقلدين من أتباع هذه المذاهب المختلفة.
وأنتم أهل علم لا يخفى عليكم ما يجب على العالم من تثبت وتبين قبل نقل الخبر ونشره على العامة.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 11:10]ـ
إن ما ورد على هذه المواقع عن الدكتور محمد مشتهري غير صحيح. فالدكتور محمد مشتهري ليس من (منكري السنة) ولا من (القرآنيين)، وله بيان في صحيفة المصري اليوم يبين فيه ذلك، ومقال بصحيفة الدستور بعنوان "القرآنييون وأزمة الفكر الديني". ويمكن الاطلاع عليهما من خلال هذه الوصلات:
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=64029
http://www.feqhelquran.com/arabic/de...x?id=9&aID=436
فقضية الدكتور مشتهري ومشروعه الفكري لا علاقة لهما أصلا بجماعات القرآنيين أو بموضوع إنكار السنة، فله أيضا موضوع بعنوان "إنكار السنة بين عالم الدين وعالم المذهب" يمكن الاطلاع عليه من خلال هذه الوصلة:
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=64308
ولم يحدث أن هاجم الدكتور مشتهري كتابا من كتب الحديث [كصحيح البخاري مثلا كما يُدّعى] أو أحدا من أصحابها، خلال مشروعه الفكري.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمتدبر للمشروع الفكري للدكتور مشتهري يجد أن محوره، وجل اهتمامه، يدور حول كيفية إدارة أزمة التخاصم والتكفير بين أتباع الفرق والمذاهب الإسلامية المختلفة، ووضع منهج يقتلع مسائل الخلاف بين هذه الفرق من جذورها، تلك التي نبتت بذورها في عصر الفتنة الكبرى، ومازال المسلمون يجنون ثمارها إلى يومنا هذا.
إن المشروع الفكري للدكتور مشتهري لا يخاطب فرقة بعينها، ولا توجد بينه وبين أتباع فرقة أية خصومة، فمنهجه يقوم أساسا على دعوة كافة المسلمين إلى:
ـ الالتفاف حول النص القرآني الثابت عندهم [ملة وشريعة] ثبوتا قطعيا عن الله عز وجل.
ـ الالتفاف حول دلالة النص القرآني المجمع عليها بينهم على مر العصور.
ـ الالتفاف حول دلالة النص القرآني المختلف عليها بينهم، والتي يحتملها السياق القرآني وخصائصه، وتتباين حولها وجهات النظر وزوايا الرؤى عبر العصور، كآية ورسالة إلهية عالمية خالدة.
ـ الالتفاف حول كيفيات الأداء العملي لما أجمله النص القرآني من أحكام الشريعة والمجمع عليها بينهم على مر العصور.
ـ طرح ما عدا ذلك جانبا، حتى تتآلف القلوب، وتعود إليها خيريتها أمة واحدة.
ثم بعد ذلك يمكن أن تناقش مسائل الخلاف على مائدة الحوار العلمي الهادئ، بعيدا عن مشاعر التخاصم والتكفير، فإن أردوا إصلاحا فلاشك أن الله تعالى سيوفق بينهم. ولك أن تتخيل النتيجة عندما يتدخل الله عز وجل لتأليف القلوب، وحل أزمة لم يستطع أحد أن يحلها عبر قرون مضت. ولما لا، وهو القائل عز وجل في سورة آل عمران:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [102] وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [103] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [104] وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [105] يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [106] وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [107] تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ [108] صدق الله العظيم
فأنصار الفرقة والمذهبية، أنصار التخاصم والتكفير، الذين لا يريدون التخلي عن مذاهبهم، ويرى كل منهم أن مذهبه هو مذهب الفرقة الواحدة الناجية، التي بشر بها رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين يرفضون مشروع الدكتور مشتهري ويثيرون حوله الشبهات ومنها هذه التي ذكرتها هذه المواقع وغيرها.
ولقد غاب عن أعضاء منتدى أهل الحديث، وغيرهم، ممن نالوا من إسلام الدكتور مشتهري وفكره، أن من شروط الجرح والتعديل الأمانة في الفهم، والعدالة في الحكم، والتبين في النقل. لذلك مطلوب من هؤلاء أن يأتوا بالدليل الصوتي، أو بالجملة أو الفقرة، التي تثبت أن الدكتور مشتهري شارك في هذه المناظرة كممثل عن منكري السنة، ويعرضوا ذلك على الناس في هذا الملتقى، وهذا على سبيل التحدي، لبيان حجم الأزمة العلمية، والثقافة التخاصمية، التي يعيش في دائرتها أنصار الفرقة والمذهبية.
أما أن يأتوا بغير ما أوردوه في هذه الفقرة [وهو ادعاء مشاركة الدكتور مشتهري في هذه المناظرة المشار إليها] من مواقف أخرى، بينهم وبين الدكتور مشتهري، أو بكلام مرسل عن إنكاره للسنة، دون بيان الفقرة أو الجملة التي جاءت في كلامه تفيد ذلك، فهذا كله يعد هروبا من موقفهم هذا الغير مسئول، فلكل موقف ملفه الخاص به، حسب أصول المناظرات العلمية التي قد تخفى على المقلدين من أتباع هذه المذاهب المختلفة.
وأنتم أهل علم لا يخفى عليكم ما يجب على العالم من تثبت وتبين قبل نقل الخبر ونشره على العامة.
هذا كلام باطل جملة و تفصيلا , فالمدعو " مشتهري " هذا - أخزاه الله - ينكر حجية السنة تماما , و يزعم أن صحيح البخاري لا تزيد أهميته عن كتاب " الكافي " للكليني الرافضي!! و هذا محض باطل و هذيان , و كلام لا يستحق عناء الرد عليه.
و هو ينفي أنه من الجماعة التي تسمي نفسها بالقرآنيين لاختلافه معهم في تفاصيل معدودة , أما أساس مذهبهم الباطل - و هو إنكار السنة - فهو يوافقهم عليه تماما!!
كما أن عقيدته باطلة و مضطربة , و فهمه لمفهوم التوحيد مشوش. و هذا غير مستغرب ممن ينكر حجية السنة!
و الروابط المنقولة في المشاركة (خاصة الرابطين الثاني و الثالث) تفضحه و تكشف تناقضاته و سوأته الفكرية للقراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السعيد عبد اللطيف]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 04:37]ـ
قلتم:
هذا كلام باطل جملة و تفصيلا , فالمدعو " مشتهري " هذا - أخزاه الله - ينكر حجية السنة تماما , و يزعم أن صحيح البخاري لا تزيد أهميته عن كتاب " الكافي " للكليني الرافضي!! و هذا محض باطل و هذيان , و كلام لا يستحق عناء الرد عليه.
وأنا أطلب دليلا واحدا من كتاباته يثبت صحة هذه الجملة فقط.
فإن لم تأتوا بالدليل فهذا يعني أن ما ذكرتموه محض افتراء
وعلى كل حال شكرا لقبولكم هذه المشاركة
ـ[السعيد عبد اللطيف]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 04:40]ـ
قلتم:
هذا كلام باطل جملة و تفصيلا , فالمدعو " مشتهري " هذا - أخزاه الله - ينكر حجية السنة تماما , و يزعم أن صحيح البخاري لا تزيد أهميته عن كتاب " الكافي " للكليني الرافضي!! و هذا محض باطل و هذيان , و كلام لا يستحق عناء الرد عليه.
وأنا أطلب دليلا واحدا من كتاباته يثبت صحة هذه الجملة فقط.
فإن لم تأتوا بالدليل فهذا يعني أن ما ذكرتموه محض افتراء
وعلى كل حال شكرا لقبولكم هذه المشاركة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:55]ـ
قلتم: هذا كلام باطل جملة و تفصيلا , فالمدعو " مشتهري " هذا - أخزاه الله - ينكر حجية السنة تماما , و يزعم أن صحيح البخاري لا تزيد أهميته عن كتاب " الكافي " للكليني الرافضي!! و هذا محض باطل و هذيان , و كلام لا يستحق عناء الرد عليه.
وأنا أطلب دليلا واحدا من كتاباته يثبت صحة هذه الجملة فقط.
فإن لم تأتوا بالدليل فهذا يعني أن ما ذكرتموه محض افتراء
وعلى كل حال شكرا لقبولكم هذه المشاركةسبحان الله!
تطلب دليلا واحدا!!!
بل أنا أطلب منك دليلا واحدا على اعتراف ذلك الضال بأي كتاب من كتب السنة (البخاري - مسلم - الترمذي - ..... إلخ)
هل تستطيع؟
بل هل تستطيع أن تحصر لي الأحاديث التي يعترف بها هذا الأفاك الأثيم؟
وكيف يكون ذلك وهو أصلا لا يعترف بعدالة الصحابة كما صرح بذلك أمامي منذ سنوات؟
أما تبرؤه من القرآنيين فلا ينفعه بشيء لأن القضية في إنكاره للسنة كلها وليس في تسميته قرآنيا أو لا
وأنقل لك من أقواله من الروابط التي ذكرتها قوله:
لذلك فعندما أقول بالاكتفاء بالقرآن أعني بذلك الاكتفاء به كنص إلهي مجمع على حجيته بين كافة المسلمين، وتفاعل ما أجمله من أحكام مع كيفية الأداء العملي التي نقلتها هذه المنظومة المعرفية للمسلمين كافة. فالله تعالى لم يبين لنا في كتابه الحكيم مدلولات كلماته، ولم يأت بصورها كي نتعرف عليها، وإنما تعلمنا كل ذلك في طفولتنا، من مصدر معرفي خارج القرآن، بل ومن قبل أن يتعرف الطفل على هذا القرآن نفسه. هذا المصدر هو ما أسميه بـ " منظومة التواصل المعرفي ". فكل مسلم يعرف أن مصدر التشريع النصي هو (القرآن والسنة) إلا ذلك الضال المضل فمصدر التشريع عنده (القرآن ومنظومة التواصل المعرفي)
ويقول أيضا:
وقال مشتهري إنه لم يكن في يوم من الأيام من القرآنيين، وأنه يعترض أصلا علي تسمية جماعة بهذا الاسم لقوله تعالي «هو سماكم المسلمين»، موضحا أنه يختلف مع فكر ونهج القرآنيين في استنباط الأحكام من القرآن الكريم، لأنهم يعتمدون في فهم النص القرآني علي ذات النص فقط، دون الاستعانة بأي أدوات من خارجه. وأضاف أنه يعتقد أن النص القرآني يستحيل فهمه بمعزل عن أدوات فهم مستنبطة من ذات القرآن وهي اللسان العربي المبين وآيات الآفاق والأنفس وآليات عمل القلب من تفكر وتعقل وتدبر، والسياق القرآني ومنظومة التواصل المعرفي.
فأين السنّة فيما ذكره من أدوات لفهم القرآن؟
والله، لو حضرت المناظرة التي عقدناها معه منذ تسع سنوات تقريبا والتي أشار إليها طالب العلم البارّ أبو شعبة محمد بن ناجي لعلمت كم هو مبغض للسنة النبوية بل للنبي (ص) نفسه (حيث شرط على نفسه في بداية المناظرة ترك الصلاة على النبي (ص) ليتكلم بلسان البشرية لعنه الله)، متطاول على جميع أصحاب النبي (ص) بلا استثناء (حيث هدم قاعدة الصحابة عدول وبنى عليها أنهم مناكير لأنه لم يوثقهم معتبر معاصر لهم بما فيهم أبو بكر الصديق!)، كاره لأهل السنة جميعا (وخاصة الأئمة الأربعة وأتباعهم الذين يراهم سببا لفساد الدين!)، مع ميله ومحبته لليهود والنصارى كما جاء صريحا على لسان المتكلم باسمهم (المتولي عن الحق) وفي المذكّرة التي وُزّعت
(يُتْبَعُ)
(/)
علينا قبل المناظرة (حيث يرى أنهم داخلون في رحمة الله وهم على ملتهم!)
والحمد لله الذي أيدنا فرددنا كيدهم، {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِين}
والحمد لله رب العالمين
ـ[السعيد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 12:28]ـ
الأخ عيد
يبدو أن هناك خلطا بين شخصين تصورت أحدهما هو الدكتور محمد مشتهري، فبسؤال الدكتور محمد عن هذه المناظرة أفاد بأنه لم يحضر إلا مرة واحدة لم يتكلم فيها بكلمة واحدة، فقد جاء بدعوة من صاحب المكان ليتعرف على الشيخ متولي، ولم يحدث في حياته أن شارك في مناظرة معك أو مع الشيخ أبو شعبة محمد بن ناجي. والمسألة ميسرة، فلتأتوا بصوته الدال على مشاركته معكم في هذه المناظرة.
ثم أنتم الذين ادعيتم أنه [يزعم أن صحيح البخاري لا تزيد أهميته عن كتاب " الكافي " للكليني الرافضي] وقلت لكم أين ومتى قال هذا الكلام لم تجيبوا.
والآن تقولون: [حيث شرط على نفسه في بداية المناظرة ترك الصلاة على النبي] وأنا أعلم علم اليقين أنه يستحيل أن يقول ذلك فكل كتاباته فيها الصلاة على رسول الله.
والمتدبر لكلامه السابق عبر الروابط المذكورة يعلم أن الدكتور مشتهري ليس بهذه الصورة التي تحدثتم عنها. وهذا ما يؤكد أنكم تتحدثون عن شخص آخر، أو أنكم سمعتم هذا الكلام عنه ولم تقفوا على مدى صحته بأنفسكم.
ولعلمكم فللدكتور مشتهري مؤلف باسم "السنة النبوية حقيقة قرآنية، قبل ظهور الفرق والمذاهب". فهو لا ينكر السنة ولكن يراها من خلال النص القرآني، وبهذا الكتاب تبويب للسنن النبوية ينقص كل منها أن يضاف لها الحديث الخاص بها، وهو أمر خارج عن موضوع الكتاب وليس إنكارا للسنة النبوية بمفهومها عند المحدثين.
على كل حال لقد شكرتكم في مشاركتي السابقة على نشر كلامي، وأكرر شكري هذه المرة أيضا، مع أسفي على لغة التخاصم والتكفير التي تستخدمونها مما يجعلني أغلق هذا الملف تماما معكم، وأفوض أمركم إلى الله تعالى، فهو نعم المولى ونعم النصير.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - May-2008, صباحاً 11:29]ـ
لعلك لم تقرأ كلامي جيدا فقد قلت فيه: كما جاء صريحا على لسان المتكلم باسمهم (المتولي عن الحق) وفي المذكّرة التي وُزّعت علينا قبل المناظرةفكل ما ذكرتُه هو كلام هذا (الضالّ متولي) الذي سميته (الشيخ متولي) وبئس ما قلت.
ووجود (محمد مشتهري) معه وإقراره لكلامه بسكوته وتضامنه كاف، ولا حاجة لسماع صوته بل يكفي سماع صوت الضال (المتولي عن الحق)
وأخونا الحبيب أبو شعبة لم يحضر هذه المناظرة، بل لم يكن قد تعرف عليّ وقتها أصلا، وهو لم يذكر أنه حضرها بل ذكر أن تسجيلها عنده وقد صدق، فقد أعطيته نسخة منها.
والحضور هم الذين ذكرهم في مشاركته.
والمتكلمون باسم منكري السنة (أخزاهم الله) هم:
(المتولي عن الحق) وعلى رأس المؤيدين له ذلك الضال (محمد مشتهري) هداه الله
والمتكلمون باسم أهل السنة (نصرهم الله) هم:
(الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله) و (عبد الله الفقير إليه عيد فهمي عفا الله عنه)
ولعل أخانا الحبيب أبو شعبة يرفعها هنا وفي ملتقى أهل الحديث كما وعد؛ لتسمع بنفسك ضلالات هؤلاء القوم على لسان خطيبهم (المتولي عن الحق) أخزاه الله
وأما تبرؤ (محمد مشتهري) أخزاه الله من (المتولي عن الحق) ودعواه عدم انتمائه له أو العكس فلا تختلف عن تبرّئه من القرآنيين مع دفاعه عنهم
فمن الواضح أنه يحسن استخدام أسلوب (التقية) المميز للروافض
اللهم مَن عادى سنّة نبيّك (ص) فاقسم ظهره وشتّت شمله واطمس على ماله واشدد على قلبه وردّ كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره واجعل الدائرة عليه
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 09:46]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عيد و تبثكم على سنة نبيه صلى الله عليه و سلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عيد و تبثكم على سنة نبيه صلى الله عليه و سلم
وفيكم بارك الله
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 01:48]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل " عيد فهمي " , و جعل دفاعكم عن سنة نبيه - صلى الله عليه و سلم - في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...
يبدو أن العضو " السعيد عبداللطيف " قد خلط بين مشاركاتي و مشاركات فضيلتكم , و هذا والله شرف لي أيما شرف ..
عموما .. قولي أن " مشتهري " - أخزاه الله - يساوي بين صحيح البخاري و كافي الرافضة هو نفسه ما سطره هذا الضال المضل في الرابط الثاني الذي أحالنا عليه " السعيد عبداللطيف ". و يبدو أن العضو " السعيد " يضع لنا الروابط دون أن يكلف نفسه النظر في محتواها!!
ثانيا: يقول العضو " السعيد عبداللطيف ":
مع أسفي على لغة التخاصم والتكفير التي تستخدمونها مما يجعلني أغلق هذا الملف تماما معكم، وأفوض أمركم إلى الله تعالى، فهو نعم المولى ونعم النصير.
الشيخ خاطبك بأدب لا تستحقه. و لكن طالما أنك تكلمت عن التكفير فاسمعها مني صريحة ...
من قال بقول " مشتهري " هذا فهو كافر كفرا أكبر مخرج من ملة الإسلام.و إن كنت تدافع عنه جاهلا بما قال فأنت أحمق متسرع يتكلم في ما لا يحسن. و إن كنت تعلم حقيقة ما يقول و توافقه عليه فارجع لأول الفقرة ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 01:15]ـ
الشيخ الكريم ابو شعبة محمد بن ناجي
مبارك عليكم هذه الاجازة المباركة وجعلها الله عونا لكم على طاعته وجعلكم من حماة السنة وجعل هذه الاجازة اجازة لكم الى الفردوس الأعلى انتم وجميع مشائخكم الفضلاء وجمعنا واياكم على منابر النور ومتعنا جميعا بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وصحابته المرضيين واكرمنا بالنظر الى وجهه الكريم سبحانه.
الشيخين الفاضلين
عيد فهمي
ابن عبدالكريم
جزاكم الله خيرا واعانكم وسددكم ونصركم على من عاداكم من اهل الباطل والضلال ونضر الله وجوهكم يوم تلقونه
الاخ السعيد عبداللطيف
أسأل الله ان يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه والباطل باطلا ويرزقك اجتنابه
وارى والله اعلم ان الحجة قد قامت عليك في اجتناب هذا الرجل والحذر منه وانه لا يجوز لك ان تدافع عنه بعد الان - ومن خاصم لاقرار الكفر كفر - حتى تقف بنفسك على خلاف ما سمعت من حجة الشيخين الفاضلين , كيف ونور الصدق - ان شاء الله - يشع من كلامهما!
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 01:22]ـ
طلب
فضيلة الشيخ الكريم ابو شعبة محمدبن ناجي حفظه الله ,
ليتكم حفظكم الله تتكرمون علينا بذكر ترجمة موجزة لكم ولمن تعرفون من مشائخكم المذكورين في هذه الاجازة المباركة , حتى يكتمل هذا العقد المبارك
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 03:27]ـ
ولعل أخانا الحبيب أبو شعبة يرفعها هنا وفي ملتقى أهل الحديث كما وعد؛ لتسمع بنفسك ضلالات هؤلاء القوم على لسان خطيبهم (المتولي عن الحق) أخزاه الله
بانتظار الرفع بارك الله فيكم
اللهم مَن عادى سنّة نبيّك فاقسم ظهره وشتّت شمله واطمس على ماله واشدد على قلبه وردّ كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره واجعل الدائرة عليه
اللهم آمين آمين
جزاكم الله تعالى خيرا شيخنا عيد و بارك فيكم و نفع بكم.(/)
ما الشبهات؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 07:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جاء في حديث النعمان بن بشير قول النبي (ص): الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات أو متشابهات ...
أسئلة في ضوء الحديث:
1 - مثل للشبهات بأمثلة من واقعنا المعاصر.
2 - هل يمكن إدراج الشبهات في دائرة الخير أم في دائرة السوء؟
3 - هل للشبهات حقيقة ثابتة أم تتغير حسب العصور والأمصار وتطور العلوم والاجتهادات؟
أفيدونا ولكم عظيم الجزاء الحسن؛ ولتكُ، إخواني؛ الإجابات؛ مركزة في عوارض، لتسهل القراءة وتعمَّ الفائدة.
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 01:38]ـ
[ quote= الجواد المغربي;89706] بسم الله الرحمن الرحيم
2 - هل يمكن إدراج الشبهات في دائرة الخير أم في دائرة السوء؟
السؤال
uote]
أخي الكريم الجواب في الحديث.
(فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام)
ولم يقل عليه الصلاة والسلام وقع في الحلال، وعليه فالشبهات تدخل في دائرة السوء
والله الموفق(/)
قول عائشة رضي الله عنها: إنْ لَمْ يَقْضِ لَهُمْ خِيَارُهُمْ قَضَى لَهُمْ شِرَارُهُمْ
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 07:15]ـ
السلام عليكم،
فأثناء البحث والقراءة وقفت على أثر لم أجده عن غير السادة الشافعية، وهو قول عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن من استقضاه زياد قالت: (إنْ لَمْ يَقْضِ لَهُمْ خِيَارُهُمْ قَضَى لَهُمْ شِرَارُهُمْ)
فهل أحد من الإخوة وقف على هذا الأثر في الكتب المسندة أو عند غير الشافعية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 06:30]ـ
للرفع
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - Feb-2008, مساء 02:45]ـ
قال صاحب الاقناع من الحنابلة
ومعلوم أنه يشترط في غير الاهل معرفة طرف من الاحكام، وللعادل أن يتولى القضاء من الامير الباغي.
فقد سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن ذلك لمن استقضاه زياد فقالت: إن لم يقض لهم خيارهم قضى لهم شرارهم.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 09:40]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 02:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
مسئلة: هل عود الضمير إلى النبي دون ذكر اسمه الشريف ...
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 02:20]ـ
هل عود الضمير إلى النبي دون ذكر اسمه الشريف صلى الله عليه وسلم - سواء ضمير المخطابة أو الغيبة- يستلزم وجوب الصلاة عليه إذا قلنا بوجب الصلاة على النبي كلما ذكر؟؟
وهل عود الضمير إلى الله عز وجل في الأوراق التي ترمى في الشوارع وتمتهن يستلزم صيانة تلك الأوراق مثال كلمة " عبده " اسم رجل هل يجب الحفاظ على تلك الورقة التي تحتوي ذلك الاسم وعدم امتهانه كما يحافظ لو كان اسم الرجل مثلا " عبد الرحمن" ولماذا؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مستدرك]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 02:49]ـ
سؤال جميل وقيم بارك الله في السائل، فهل من مجيب؟(/)
نافحوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو البراء]ــــــــ[18 - Feb-2008, مساء 09:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"نافحوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانصروا نبيكم يا أمة محمد"
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ثم أما بعد: إن مما تتألم له القلوب وتتفطر له دما سماع أخبار مؤلمة مزعجة خطيرة تتصدر الجرائد هذه الأيام في مسألة الطعن في نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم من طرف عصابة الشر وجماعة من الأغرار الشطار من " الدانماركيين" الذين خمد ذكرهم، انطفأت أسماءهم بين بني البشر، فأرادوا رد الاعتبار بسب سيد البشر، وخيرة الخلق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ولكن الأمر ليس كما يفهمون، ولا كما يفكرون، ولا حتى كما يحلمون، فإنه صلى الله عليه وسلم زهرة نجوم الهداة، لا يصله أذى القوم كما قال تعالى: {إن شانئك هو الأبتر}، وكما قال هو بأبي وأمي عن نفسه فيما روى البخاري في صحيحه: [ألا ترون كيف يصرف الله عني سب قريش يسبون مذمما وأنا محمد> أي يسبون رجلا ذميما، وأنا محمد محمود الصفات والخلاق والأفعال والأقوال والمعاملات، وردا على هذه الأحداث المؤلمة لا يجوز لنا أن نبقى متفرجين مكتوفي الأيدي وخرس الألسن، بل يجب علينا أن ندافع عن نبي الأمة بكل ما نملك بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الذب عن عرض المسلم البسيط فبه من الجر والثواب ما جزاءه النصر والجنة يوم القيامة فكيف بالدفاع عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"، وثبت في الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"، وثبت فيهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، وثبت فيهما أيضاً عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ثم شبك بين أصابعه"، و قال العلامة النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم 16/ 120: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره: أما كون المسلم أخا المسلم فسبق شرحه قريبا، وأما لا يخذله: فقال العلماء: الخذل ترك الإعانة والنصر، ومعناه: إذا استعان به في دفع السوء ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي"،
وقال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم ص333: " ومن ذلك خذلان المسلم لأخيه: فإن المؤمن مأمور أن ينصر أخاه كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال: يا رسول الله، أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه" خرجه البخاري من حديث أنس، وخرجه من حديث جابر، وخرجه أبو داود في سننه من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: [ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وتنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته"، وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: [من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدره على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة"، وخرج البزار من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: [من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره الله في الدنيا والآخرة"، وفي رواية عند الترمذي وصححها أحمد شاكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من رد عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة"، وقد كان حسان بن ثابت يذب عن عرض رسول الله صلى اله عليه وسلم: والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: [اللهم أيده بروح القدس"، وفي رواية: [لا زال روح القدس معك ما دمت منافحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وروى أبو داود:عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"، أي الكلام باللسان من جنس الجهاد في سبيل الله تعالى، عند الترمذي: [والذي نفسي بيده إن الذي تقول أشد في صدورهم من وقع النبل"، فاللهم عليك بمن حارب نبيك وطعن في عرضه، اللهم اشغلهم بالأمراض الموجعة والآفات المدمرة، اللهم زلزل أرضهم واقطع آثارهم، وفقنا للدفاع عن نبيك صلى الله عليه وسلم أمين
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1510
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 09:22]ـ
للرفع(/)
كلام جميل للإمام الذهبي رحمه الله تعالى في سيره.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:07]ـ
قال الذهبي رحمه الله تعالى:وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قلت: نعم، يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك.
ولم يكن علم وجوب الاخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم.
وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوي وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال: أنا أعلم من فلان فبعدا له(/)
من قسَّم الوحيَ هذا التقسيم؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 12:30]ـ
الوحي قسمان:
1 - متعبد بتلاوته.
2 - غير متعبد بتلاوته، وهو قسمان:
الأول: الحديث القدسي.
الثاني: الحديث النبوي.
ومن وقفَ على تقسيمٍ للوحي جامعٍ لهذه الثلاثة؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 12:33]ـ
للرفع
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 10:42]ـ
للرفع(/)
الادعية الصحيحة عند نزول الكرب والشدة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 08:07]ـ
عليك اخي الكريم بهذه الادعية الصحيحة عند نزول الكرب والشدة
فمن ذلك
: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيمُ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم" صحيح البخاري (6346)، وصحيح مسلم (2730)،
وكان السلف الصالح يسمونه دعاء الكرب. قَالَ الطَّبَرِيُّ: مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس " يَدْعُو " وَإِنَّمَا هُوَ تَهْلِيل وَتَعْظِيم يَحْتَمِل أَمْرَيْنِ: أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد تَقْدِيم ذَلِكَ قُبَيْل الدُّعَاء كَمَا وَرَدَ مِنْ طَرِيق يُوسُف اِبْن عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث الْمَذْكُورَة وَفِي آخِره " ثُمَّ يَدْعُو ". قُلْت: وَكَذَا هُوَ عِنْد أَبِي عَوَانَة فِي مُسْتَخْرَجه مِنْ هَذَا الْوَجْه، وَعِنْد عَبْد بْن حُمَيْدٍ مِنْ هَذَا الْوَجْه " كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْر قَالَ " فَذَكَرَ الذِّكْر الْمَأْثُور وَزَادَ " ثُمَّ دَعَا " وَفِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث " سَمِعْت اِبْن عَبَّاس " فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخِره " اللَّهُمَّ اِصْرِفْ عَنِّي شَرّه " قَالَ الطَّبَرِيُّ: وَيُؤَيِّد هَذَا مَا رَوَى الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم قَالَ: كَانَ يُقَال إِذَا بَدَأَ الرَّجُل بِالثَّنَاءِ قَبْل الدُّعَاء اُسْتُجِيبَ، وَإِذَا بَدَأَ بِالدُّعَاءِ قَبْل الثَّنَاء كَانَ عَلَى الرَّجَاء. ثَانِيهمَا مَا أَجَابَ بِهِ اِبْن عُيَيْنَةَ فِيمَا حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن حَسَن الْمَرْوَزِيُّ قَالَ " سَأَلْت اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ الْحَدِيث الَّذِي فِيهِ أَكْثَر مَا كَانَ يَدْعُو بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَة لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده لَا شَرِيك لَهُ " الْحَدِيث فَقَالَ سُفْيَان: هُوَ ذِكْر، وَلَيْسَ فِيهِ دُعَاء، وَلَكِنْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتِي أَعْطَيْته أَفْضَل مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ
عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:: (((دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت)).).
". رواه أبو داود (5090)، والحديث حسن.
ومنها عن أسماء بنت عميس قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا رواه أبو داود
ومنها حديث ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:: (((ما قال عبد قط، إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحاً)). قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: ((أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)).). رواه ابن حبان في صحيحه
.ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:: (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: دعوة ذي النون إذ دعا و هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له بها) قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
ـ[دُرة الرسالة]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 08:43]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله ..
هل فيكم من يعرف صحة هذه الرواية؟
عن أبي الدرداء قال: صلى بنا رسول الله فمر بنا كلب فما بلغت يده رجله حتى مات فلما أنصرف رسول الله من صلاته قال: من الداعي على هذا الكلب؟ فقال رجل أنا فقال " ماقلت: قال قلت: اللهم أني أسألك بأن لك الحمد لاإله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام اكفني هذا الكلب بما شئت، فقال النبي: " لقد دعا الله بإسمه الأغظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى "
وجزاكم الله خير
درة الرسالة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:01]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
.الحديث الذي ذكرت رواه البيهقي في معرفة السنن والآثار
فقال أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا أبو علي الحسين بن المسيب المروزي قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق البصري قال: حدثنا سليمان بن طريف السلمي، عن مكحول، عن أبي الدرداء قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى بنا العصر في يوم جمعة، إذ مر بهم كلب، فقطع عليهم الصلاة، فدعا عليه رجل من القوم، فما بلغت رجله، حتى مات، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «من الداعي على هذا الكلب آنفا؟»، فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: «والذي بعثني بالحق، لقد دعوت الله باسمه، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ولو دعوت بهذا الاسم لجميع أمة محمد أن يغفر لهم لغفر لهم»، قالوا: كيف دعوت؟ قال: قلت: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، اكفنا هذا الكلب بما شئت، وكيف شئت»، فما برح حتى مات.وقال البيهقي
هذا إسناد فيه انقطاع، وضعف، ورواه أيضا يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا مختصرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[دُرة الرسالة]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:21]ـ
جزاك الله خير ونفع بعلمك ....
قرأت هذا الحديث وقد صححة الألباني:
48 حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا أبو خزيمة عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام فقال لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب * (حسن صحيح) _ الروض 133، الصحيح 1342.
ـ[اللافندر]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم
أخي أبو محمد
ماهي طريقتك في الحكم على الحديث؟
ماهي المواقع أو الكتب التي رجعت إليها؟
أتمنى الإفادة, نفع الله بك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 10:54]ـ
اخي الكريم الأحاديث التي بحث الأئمة الحفاظ السابقون قي أسانيدها ومتونها وحكموا عليها كثيرة
ونعرف صحة الحديث بامور منها
كونه في الكتب التي التزمت الصحة كأحاديث الصحيحين فإذا وجدنا الحديث في أحدهما حكمنا عليه بالصحة
وقدتلقتها الامة بالقبول وكذلك مثل
صحيح ابن خزيمة و صحيح ابن حبان و المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري وهو معروف بالتساهل في التصحيح ويقال أن سبب تساهله هو كبره فاعترته غفلة وقيل عاجلته المنية قبل أن يبيض أكثره فلم يتيسر له تنقيحه.
وقد تتبع الذهبي كثيراً من أحاديثه فأقر الحاكم على تصحيح بعضها وحكم على البعض الآخر بالحسن أو الضعف أو النكارة وهناك ما سكت عنه.
ومنها ان ينص إمام معتمد على تصحيحه كالامام احمد والبخاري وأبي داود السجستاني والترمذي والنسائي والذهبي وابن حجر. ومن المعاصرين احمد شاكر والالباني رحم الله الجميع
ويبقى أننا بحاجة للبحث في أسانيد الأحاديث التي لم نجدحكم فيها لامام معتمد عند ارادةالاستدلال بها. وهذايعرف بدراسة علم مصطلح الحديث
وهذه طريقة دراسة الأسانيد
بما أن الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ ولا علة، كان علينا البحث في اتصال السند وفي أن الرواة كلهم عدول يضبطون وأنه لا علة في المتن ولا شذوذ.
لذلك كان على الباحث الرجوع إلى ترجمة الرجال لبيان مدى ضبطه وعدالته والاطلاع على شيوخه وتلاميذه لتبين مدى اتصال السند.
أما معرفة الشذوذ والعلة فهو أمر صعب إذ لا سبيل لمعرفته إلا أن تجمع طرق الأحاديث وينظر في اختلاف الرواة وهذا لا يتيسر إلا لمن لديه اطلاع واسع لذلك يستعان بكتب العلل مثل كتاب العلل للدارقطني وعلل الحديث لابن أبي حاتم وكتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد وكتاب العلل لابن المديني وكتاب العلل الكبير والعلل الصغير للترمذي.
وإذا لم يستطع الباحث الحكم على متن الحديث من حيث العلة والشذوذ فإنه يكتفي بالحكم على السند كأن يقول صحيح الإسناد أو حسن الإسناد
اما الكتب التي رجعت إليها في الحديث السابق فهي الموسوعة الشاملة والحمد لله رب العالمين
ـ[اللافندر]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 01:48]ـ
جزيت خير الجزاء على هذا الإيضاح الطيب.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Feb-2008, مساء 02:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Aug-2009, صباحاً 07:05]ـ
يرفع للفائدة(/)
هل تسقط ولاية الإمام بحكمه بالقوانين الوضعية؟!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 06:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أرجو من «كل من لديه علم» أن يثرينا بعلمه في هذا الموضوع، وسوف أساهم ريثما أنتهي مما أكتبه حول هذا الموضوع؛ والله المستعان.
ـ[أبو موسى]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 07:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الأستاذ أبو رقية الذهبي ذكر شروطا لتلك المناظرة
1 أن نتخاطب برفق ولين دون رمي بخروج او إرجاء ... إلخ.
2 أن يحدد كل من محل النزاع ونقاط الاتفاق بوضوح شديد أولاً قبل أي نقاش أو ردود. وتحذف أي مشاركة لا تتعلق بمحل النزاع أو تتناول ما اتفق عليه الجميع.
3 - ألا يختلط الكلام المطروح في الحكم الشرعي في (محل النزاع) بالفتوى الواقعية؛ بمعنى إدخال الحكم في الفتوى، كأن يربط أحد الحكم الشرعي في المسألة بواقع الحكام أو تصرفاتهم؛ فإن ذلك لا دخل له بالحكم الشرعي سلبًا وإيجابًا طالما أننا حددنا محل النزاع؛ فقد يرى أحدنا الفعل من الأفعال المكفرة، ثم لا يكفر به من وقع فيه؛ فليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه؛ كما هو معروف. فالحكم الشرعي ثابت، والفتوى (قد تتغير بحسب الحال). كما نقول مثلاً: القيام واجب في الصلاة، ولكنه يسقط عن فلان لعجزه؛ فسقوط الواجب لعجز فلان لم يغير الحكم الشرعي ألا وهو وجوب القيام في الصلاة، وإنما الذي تغير هو الفتوى المعينة، والحكم لا يزال ثابتًا.
4 - أن يبدأ النقاش حول نقطة معينة يحددها مشرفوا المنتدى.
5 - ألا تبرح هذه النقطة المحددة إلا بعدما ينتهي الجميع من طرح كل ما عنده فيها. وهذا يكون بإقرار مكتوب من الجميع أنهم فرغوا مما عندهم وألا مزيد على ذلك، وهذا سواءً وصلنا فيها إلى نتيجة أم لا؛ فالمقصود بالمناقشة تنقيح الأفكار وملاقاة الأذهان ومقارعة الحجة بالحجة ليتضح الحق لكل أحد.
6 - للمشرفين أن يعلنوا بدأ الحوار على النقطة التالية بشرط ألا يتعدى النقاش على النقطة الواحدة يومًا بليلته. وللمشرفين أن يحذفوا مشاركة من تعدى ذلك كالذي شارك برأي يتعلق بنقطة سابقة بعد إعلان الدخول في النقطة الجديدة.
7 - ألا نحتج بأي قول من أقوال المعاصرين؛ فإذا كانوا مستدلين؛ فلينقل دليلهم فقط دون الإشارة إلى قائله، وهذا ليس تقليلاً من أهمية قائلة وإنما تعميقاً لروح الاستدلال بالنصوص الشرعية دون الآراء المجردة، ثم خروجًا من ضرب الأقوال ببعضها البعض؛ فإننا لو ظللنا ندافع عن أقوال كل عالم، ونتلمس لها شتى التأويلات؛ لما انتهينا إلى أن تقوم الساعة! وصدق الله القائل: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
8 - ألا ينسخ أحد أي كتاب -لأي معاصر في هذه المسألة- على صفحات النقاش؛ فإن هذا يشوش ذهن القارئ ويعكر صفو المناقشة ونظامها. فإن كان لابد فاعلاً فليضعه بالمرفقات.
9 - على الإخوة المشرفين أن يتقوا الله ولا يتحيزوا لطائفة دون أخرى -وإن كانوا يميلون لمذهبهم-، وليتذكروا قوله تعالى: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.أرجو من الإخوة ألا يشاركوا بأي مشاركة تتعلق بالموضوع، وأن يؤجلوا ما كانوا سيطرحوه حتى يتفق الجميع على هذه الشروط المقترحة والقابلة لتعديل الاخوة الأفاضل.
وقال أيضا
وأنا عن نفسي:
أوافق على هذه الشروط جميعها، وألتزم بما فيها، ومستعد لقبول حذف مشاركتي إذا ما لم أتقيد بهذه الشروط
فأقول بعون الله
وأنا أيضا أوافق على هذه الشروط جميعها، وألتزم بما فيها، ومستعد لقبول حذف مشاركتي إذا ما لم أتقيد بهذه الشروط
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 11:18]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم اما بعد:
فبداية قبل تحديد نقاط الاتفاق ومحل النزاع، يجب أن يُعْلَم أن هذا الموضوع قد حُدِّدَ ليكون جوابًا على سؤال سميناه به؛ ألا وهو "هَلْ تَسْقُطُ وِلايَةُ الإِمَامِ بِحُكْمِهِ بِالْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَِّة؟! ". ومن هذا العنوان يتبين لكل أحد ابتداءً أننا لا يمكننا أن نخوض في مثل هذا الموضوع إلا بمعرفة ما يرتكز عليه؛ و (السؤال) ظاهر في أن هذا الموضوع يرتكز على (أصل) و (فرع):
* الأصل:
معرفة الحكم الشرعي للحكم بالقوانين الوضعية:
1 - هل هو كفر أكبر.
2 - أم هو كفر اصغر.
* الفرع:
أثر ذلك (=الأصل) على الولاية إيجابًا وسلبًا.
* فأما بالنسبة للأصل؛ ألا وهو معرفة الحكم الشرعي للحكم بالقوانين الوضعية:
فإن مسألة الحكم بالقوانين الوضعية تعد من المسائل الكبيرة الشائكة التي اشتد نزاع أهل العلم فيها في هذا العصر-وإن كنت لا أرى أنها من مسائل الخلاف المعتبر-؛ حيث ذهب فريق من أهل العلم -كالأخوين شاكر، وابن إبراهيم (على قول)، وابن عثيمين (في القديم)، والفوزان، والشيخ بكر أبي زيد- إلى أن تحكيم القوانين الوضعية كفر أكبر يخرج من ملة الإسلام، وذهب آخرون -كابن باز، والألباني، وابن عثيمين (في الأخير)، والعبَّاد، والسدلان- إلى أن تحكيم القوانين الوضعية كفر أصغر لا يخرج من ملة الإسلام.
وحسمًا لمادة الخلاف في هذه المناقشة -حتى لا نثير جدلاً سبق بالأمس القريب- أرى أن يطاوعني إخواني -بارك الله فيهم وسددهم- في أن نُوَحِّدَ هذا الخلاف ولو ((بصفة مؤقتة))؛ وذلك باعتبار أن تحكيم القوانين ((كفر أكبر)) = ((كفر مخرج من ملة الإسلام)). فإن الاتفاق بقطع الخلاف في هذا (الأصل) -ولو بصفة مؤقتة-؛ هو الحل ((الوحيد)) للخوض في هذا الموضوع الذي نحن بصدد النقاش حوله.
وأنا ما اقترحت هذا الاقتراح إلا لتركيز الكلام على الموضوع المحدد؛ هذا أولاً، وثانيًا: لتقليص حجم المداخلات التي ليس لها صلة بمحل البحث مما سبق طرحه في غير هذا المكان. لذا أرجو من (كل) مشارك في هذا الموضوع أن يوافقني على اقتراحي هذا حتى يتسنى لنا بدء النقاش.
* تنبيه حول الشروط التي ذكرها -ههنا- أخونا أبو موسى -حفظه الله-:
أما بخصوص الشروط التي اشترطُتها مسبقًا في إحدى مشاركاتي: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=88177#post881 77
( فأرجو) من كل أخ ينوي المشاركة معنا في هذا الموضوع أن يلتزم بهذه الشروط قبلما يبدأ في أي مشاركة؛ وذلك بأن يقر بها كما فعل أخونا أبو موسى -حفظه الله-:
فأقول بعون الله
وأنا أيضا أوافق على هذه الشروط جميعها، وألتزم بما فيها، ومستعد لقبول حذف مشاركتي إذا ما لم أتقيد بهذه الشروط
أولاً: نقاط الاتفاق
(ملحوظة: هذه النقاط قابلة -من حيث المناقشة! - لتكون إحدى نقاط النزاع التي يبدأ بها النقاش)
1 - الأصل فيمن وُلِدَ لأبَوَينِ مُسْلِمَينِ أو من أظهر إسلامه: الإسلام. حتى يتبين العكس.
2 - ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه. (أصل أهل السنة في التفريق بين النوع والعين).
3 - من ثبت إسلامه بيقين -كما في النقطة (1) - لم يزل عنه بالشك، ولم يزل عنه أيضًا بوجود إحدى موانع
التكفير المعروفة؛ كالخطأ، والتأويل، والجهل، وعدم قيام الحجة {بشروطها} (أصول أهل السنة في تكفير الاعيان).
4 - لا تنعقد الولاية لكافر ابتداءً؛ لقوله تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (141) سورة النساء.
5 - لا تسقط الولاية بوقوع الإمام في (المعاصي) مهما عظمت لحديث: «إلا أن تروا كفرًا بواحًا».
6 - تسقط الولاية إذا طرأ الكفر ((العيني)) على الإمام. (وهذه النقطة من لوازم قاعدة اهل السنة في الأعيان).
ثانيًا: محل النزاع
* إذا حصل من المشاركين إتفاق على النقاط السابقة؛ فتكون الإجابة على السؤال: أن ولاية الإمام لا تسقط بحكمه بالقوانين
الوضعية (إلا) بعد كفر (عينه) بإقامة الحجة عليه.
* وإذا لم يحصل إتفاق؛ فيكون محل النزاع في إحدى النقاط السابقة كما ذكرتُ.
وتفضلوا بالمشاركة بارك الله فيكم وسدد خطاكم
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 05:53]ـ
الحمد لله وحده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
_قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ "يا أيها الناس اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا وأطيعوا ما أقام لكم كتاب الله"
_قال الإمام النووي "قال القاضي: فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر، ولا يجب في المبتدع إلا إذا ظنوا القدرة عليه فإن تحققوا العجز لم يجب القيام، وليهاجر المسلم عن أرضه إلى غيرها ويفر بدينه.
_ العمدة في هذه المسألة هي قوله (صلى الله عليه وسلم) "إلا أن تروا كفرا بواحا".هذا الحديث يتعارض تماما مع قولك بأن ولاية الإمام لا تسقط إلا بكفر عينه.!
فالنبي (صلى الله عليه وسلم) قال كفرا،ولم يقل كافرا.
_ أظنك تتفق معي أن الحاكم المبدل لشرع الرحمن يجب الخروج عليه إن وُجدت القدرة على ذلك ولم يؤدي الخروج إلى مفسدة أكبر. إذا وافقتني فإني سائلك:
قولك بأن مبدل الشرع هو إمام شرعي لم تسقط عنه الإمامة وله حقوق عليك يلزمك بأمر:
إذا أتيحت لك القدرة على الخروج عليه وخلعه لم يحل لك فعل ذلك،إذ كيف تخرج على ولي أمرك الشرعي؟ فأنت بذلك تخالف عقيدة أهل السنة في عدم الخروج على الحاكم؛ وأيضًا فأنت تناقض نفسك ومنهجك. فما قولك؟ أتخرج عليه مع المقدرة،أم تلتزم منهجك؟
_ إيرادك لقاعدة أهل السنة في الحكم على الأعيان لا يلزمنا في هذه المسألة،لأن الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله ضيع مقاصد الإمامة (والتي من أهمها تحكيم شرع الله عزّ وجلّ في أرضه) ولا يلزمنا الحكم على المعين بكفره حتى نسقط ولايته، إذ أنّ ضرره هنا ليس كضرر غيره ممن وقع في الكفر،فغيره ضرره لا يتعداه إلى نفسه أما هنا فالضرر يتعدى إلى الأمة كلها حين يلزمهم بالتحاكم إلى غير شرع الله تعالى.
_ قال عبدالله بن عبدالحميد الأثري في كتاب (الوجيز في عقيدة السلف الصالح، أهل السنة والجماعة) والذي قدم له الشيخ:صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ:
في الأصل الثامن من أصول أهل السنة والجماعة:
( .... وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره؛ فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الإمامة التي من أجلها نُصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج، ولأن الوالي ما استحق أن يكون كذَلك إلا لقيامه بأمور المسلمين، وحراسة الدين ونشره، وتنفيذ الأحكام وتحصين الثغور، وجهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين؛ فإذا لم يحرس الدين، أو لم يقم بأمور المسلمين؛ فقد زال عنه حق الإمامة ووجب على الأُمة- متمثلة بأهل الحل والعقد الذين يرجع إِليهم تقدير الأمر في ذلك- خلعه ونصب أخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الإمامة؛ فأهل السنة عندما لا يجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسوق- لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين- فيقصدون الإمام الذي يحكم بشرع الله؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا إمارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست إمارة، و (إنما الإمارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون إمارة بَرة، أو إِمارة فاجرة. قال علي بن أَبي طالب رضي الله عنه: «لا بد للناس؛ من إِمارة برة كانت أو فاجرة، قيل له: هذه البرة عرفناها فما بال الفاجرة؟! قال: يُؤمن بها السبُل وتُقام بها الحدود ويُجاهد بها العدو ويُقسم بها الفيء)» منهاج السنة، لابن تيمية: ج ا ص146.
_ما قولك فيمن كفر شخصا بعينه ولم يقم الحجة عليه؟ سواء كانت علة التكفير عدم حكمه بالشرع أو غير ذلك.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 06:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تنبيهات يجب أخذها في الاعتبار:
أولًا: أننا نقبل الموضوع المطروح على سبيل النقاش والمدارسة وليست المناظرة، إذ في المناظرة لابد من تحديد الأطراف المتناظرة ووجود من يحكم بينهم على سبيل التفرغ، وهذا غير ممكن في المنتدى وغير متوفر، ومهمة الإشراف تقتصر على ضبط الموضوع.
فأقول الموضوع مقبول على سبيل البحث، أمَّا المناظرات فلا مكان لها في المجلس هنا حتى لا يظلم أحد.
ثانيًا: الشروط المطلوبة هي الالتزام بأدب الحوار والإنصاف مع المخالف وعدم تغليب الهوى على العلم والدليل، وأما الشروط التي وضعها صاحب الموضوع ففيها شروط زائدة لا حاجة لنا بها، مثل التأخر في الرد، فهذا لا يضير، وهذا موضع بحث ومدارسة وليس موضع مناظرة، فالمناظرات لها مكان آخر.
ثالثًا: أن صاحب الموضوع وضع شرطًا وهو أن يقبل المخالف على سبيل التنزل أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر مخرج من الملة، وعلى من لم يوافق على هذا التنزل أن لا يقحم نفسه في الموضوع، وموضوع مناقشة الحكم بغير ما أنزل الله ليس هذا موضعه.
أرى أن لا يبدأ النقاش في الموضوع إلا بعد الاتفاق على نقاط النقاش، ثم بعد ذلك يقوم صاحب الموضوع بطرح فكرته بالدليل ثم تتم مناقشته والإيراد عليه.
وأنصح إخواني بالتزام الهدوء وعدم التعجل فإن عدم الإبانة إو الإخفاق من أحد الإخوة في بيان ما لديه من الحجة لا يحيل الحق إلى باطل ولا الباطل إلى حق، حتى ولو كان الموضوع على سبيل المناظرة وليس المدارسة، فيجب أن يكون الهدف هو الوصول إلى الحق إرضاء لله تعالى وطمعًا في الأجرو والثواب وليس للمجاراة والمباهاة، وليقول كل شخص هأنذا أحسن الكلام في العلم.
فأرجو التأني وعدم العجلة والتسرع بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 06:53]ـ
أرى أن يبدأ الأخ أبو رقية بعرض فكرته وما لديه في الموضوع بصورة واضحة ومختصرة على سبيل الإجمال،
ثم تناقش الفكرة جزء جزء.
بارك الله فيكم.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 09:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرًا الإخوة المشرفين على استجابتهم لرسائلي بضبط النقاش ليتسم بموضوعية وجدية؛ فكم أنا سعيد جدًا والله باستجابة إخواني لذلك، وأرجو من الأخ أبي موسى أن يغفر لي ما بدر مني من شدة بخصوص مشاركته المحذوفة؛ فما أردت بذلك -والله- إلا وجه الله؛ حتى يستفاد من الحوار وتبادل الآراء بعيدًا عن الجدال والمراء دون فائدة.
وأشكر على وجه الخصوص الأخ ابن عبد الباقي على مشاركته؛ فهي تتسم بالجد، كما أن فيها إشارات حسان لم تكن في الحسبان؛ وهذا طبعًا لجهلي بنظم المنتديات ودور المشرفين فيها، وعلى أية حال جزاك الله أخي خيرًا على نصائحكم الغالية.
فقولك:
أولًا: أننا نقبل الموضوع المطروح على سبيل النقاش والمدارسة وليست المناظرة، إذ في المناظرة لابد من تحديد الأطراف المتناظرة ووجود من يحكم بينهم على سبيل التفرغ، وهذا غير ممكن في المنتدى وغير متوفر، ومهمة الإشراف تقتصر على ضبط الموضوع. فأقول الموضوع مقبول على سبيل البحث، أمَّا المناظرات فلا مكان لها في المجلس هنا حتى لا يظلم أحد. ... وأما الشروط التي وضعها صاحب الموضوع ففيها شروط زائدة لا حاجة لنا بها، مثل التأخر في الرد، فهذا لا يضير
فأنا أعتذر لجهلي بذلك، ونحن في حل من الشرط الذي أشرت إليه؛ وهو أن يتم الرد دون التقيد بفترة، ولكني أرى أن نحتفظ بباقي الشروط -قدر المستطاع ودون تشديد- للإبقاء على موضوعية النقاش.
أما قولك:
ثالثًا: أن صاحب الموضوع وضع شرطًا وهو أن يقبل المخالف على سبيل التنزل أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر مخرج من الملة، وعلى من لم يوافق على هذا التنزل أن لا يقحم نفسه في الموضوع، وموضوع مناقشة الحكم بغير ما أنزل الله ليس هذا موضعه.
فحق؛ فإنه لن تتم المناقشة في هذا الموضوع إلا بعد تعدي هذه النقطة بقبول هذا الشرط.
وأما عن قولك:
وأنصح إخواني بالتزام الهدوء وعدم التعجل فإن عدم الإبانة إو الإخفاق من أحد الإخوة في بيان ما لديه من الحجة لا يحيل الحق إلى باطل ولا الباطل إلى حق، حتى ولو كان الموضوع على سبيل المناظرة وليس المدارسة، فيجب أن يكون الهدف هو الوصول إلى الحق إرضاء لله تعالى وطمعًا في الأجرو والثواب وليس للمجاراة والمباهاة، وليقول كل شخص هأنذا أحسن الكلام في العلم.
فلا فض الله فاك أخي الحبيب؛ فينبغي أن يكون هدفنا الأول والأخير هو إرضاء الله تبارك وتعالى؛ آخذين في الاعتبار أن عدم الإبانة إو الإخفاق من أحد الإخوة في بيان ما لديه من الحجة لا يحيل الحق إلى باطل ولا الباطل إلى حق، حتى ولو كان الموضوع على سبيل المناظرة وليس المدارسة.
أما قولك:
أرى أن لا يبدأ النقاش في الموضوع إلا بعد الاتفاق على نقاط النقاش، ثم بعد ذلك يقوم صاحب الموضوع بطرح فكرته بالدليل ثم تتم مناقشته والإيراد عليه.
أرى أنني سُبقت لذلك؛ فمن خلال مشاركة أخينا أبي عبد الرحمن المصري؛ أرى أن النقاط المتفق عليها هي:
1 - الأصل فيمن وُلِدَ لأبَوَينِ مُسْلِمَينِ أو من أظهر إسلامه: الإسلام. حتى يتبين العكس.
2 - ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه. (أصل أهل السنة في التفريق بين النوع والعين).
3 - من ثبت إسلامه بيقين -كما في النقطة (1) - لم يزل عنه بالشك، ولم يزل عنه أيضًا بوجود إحدى موانع
التكفير المعروفة؛ كالخطأ، والتأويل، والجهل، وعدم قيام الحجة {بشروطها} (أصول أهل السنة في تكفير الاعيان).
4 - لا تنعقد الولاية لكافر ابتداءً؛ لقوله تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
5 - لا تسقط الولاية بوقوع الإمام في (المعاصي) مهما عظمت لحديث: «إلا أن تروا كفرًا بواحًا».
وأضيف إلى ذلك نقطة جديدة:
6 - وهي أن الحاكم الذي يحكم بالقوانين الوضعية ترد في حقه موانع التكفير كغيره ممن واقع سائر أنواع الكفر.
* ثم إنه تبين من مشاركته أيضًا نقاطًا تعد من محل النزاع؛ وهي كالتالي:
1 - هل تسقط الولاية إذا طرأ الكفر ((العيني)) على الإمام. أم أنها تسقط بمجرد وقوعه في الكفر ولو لم تكفر عينه؟!؛ وسبب النزاع أن النبي (ص) قال "إلا أن تروا كفرا بواحًا" ولم يقل: "إلا أن يكفر كفرًا بواحًا فيصير كافرًا" - كما فهمت وكما ذكر أخونا في مشاركته-.
2 - هل (يجب) الخروج على الحاكم المبدل لشرع الرحمن إن وُجدت القدرة على ذلك ولم يؤدي الخروج إلى مفسدة أكبر دون أو قبل إقامة الحجة عليه؟!. وبمعنى آخر هل إيراد قاعدة أهل السنة في الحكم على الأعيان لا يلزمنا في هذه المسألة أم يلزمنا؟!
3 - هل تسقط الإمامة بتضييع (بعض) مقاصدها كالحكم بغير ما أنزل الله؟!. وما معنى قوله (ص): "يا أيها الناس اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا وأطيعوا ما أقام لكم كتاب الله" في ضوء هذا السؤال؟!
أرجو من الإخوة ألا يبدأو في الردود أو المناقشات قبلما نحدد جميعًا النقاط المتفق عليها النقاط المتنازع فيها؛ فمن أراد أن يضيف نقطة اتفاق فليخبرنا بذلك، ومن يريد ان يلغي نقطة اتفاق فليخبرنا حتى نضعها في نقاط النزاع، ثم بعد الانتهاء من تحديد نقاط الاتفاق والنزاع نتناول نقاط النزاع واحدة تلو الاخرى، وكل يخرج ما في كيسه، والله المسدد والهادي إلى الحق.
بالمناسبة: سؤال أخينا أبي عبد الرحمن:
ما قولك فيمن كفر شخصا بعينه ولم يقم الحجة عليه؟ سواء كانت علة التكفير عدم حكمه بالشرع أو غير ذلك.
لم أفهمه جيدًا؛ فيا حبذا لو أوضحه لي. وجزاكم الله خيرًا
تنبيه
سوف أتأخر قليلاً على المشاركة التالية!؛ فلا تستأخرون (أنتم الذين حللتم القيد أولاً وأنا أول المستفيدين)
:) (ابتسامة):)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[20 - Feb-2008, صباحاً 10:13]ـ
ملحوظة أخيرة قبل أن أنسى!
بخصوص هذا الشرط:
7 - ألا نحتج بأي قول من أقوال المعاصرين؛ فإذا كانوا مستدلين؛ فلينقل دليلهم فقط دون الإشارة إلى قائله، وهذا ليس تقليلاً من أهمية قائلة وإنما تعميقاً لروح الاستدلال بالنصوص الشرعية دون الآراء المجردة، ثم خروجًا من ضرب الأقوال ببعضها البعض؛ فإننا لو ظللنا ندافع عن أقوال كل عالم، ونتلمس لها شتى التأويلات؛ لما انتهينا إلى أن تقوم الساعة! وصدق الله القائل: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
فالمقصد منه تعظيمُ الدليل الشرعي وتصديرُهُ قبل نقل أي قول؛ فإنك تجد كثيرًا من الإخوة -إلا من رحم ربك- إذا تناقشوا في مسألة علمية؛ تجدهم يتناقلون أقوال العلماء وكأنها الوحي المعصوم والشرع المرسوم!، وكما قلت قبل: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}.
فلا بأس أن يُصَدِّرَ الإخوة الدليل على أي ادعاء (أولاً) ثم يردفوا ذلك بأقوال أهل العلم -في أي زمن- التي تؤيد ذلك الدليل (ثانيًا)، وبهذا القيد الأخير تكون الشروط المقترحة في هذه المناقشة مقبولة عند الجميع دون تشديد، والله أعلم.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 11:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد طول صمت! من الجميع؛ يبدو أننا متفقون على الآتي:
النقاط التي اتفق عليها الجميع
1 - الأصل فيمن وُلِدَ لأبَوَينِ مُسْلِمَينِ أو من أظهر إسلامه: الإسلام. حتى يتبين العكس.
2 - ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه. (أصل أهل السنة في التفريق بين النوع والعين).
3 - من ثبت إسلامه بيقين -كما في النقطة (1) - لم يزل عنه بالشك، ولم يزل عنه أيضًا بوجود إحدى موانع التكفير المعروفة؛ كالخطأ، والتأويل، والجهل، وعدم قيام الحجة {بشروطها} (أصول أهل السنة في تكفير الاعيان).
4 - لا تنعقد الولاية لكافر ابتداءً؛ لقوله تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
5 - لا تسقط الولاية بوقوع الإمام في (المعاصي) مهما عظمت لحديث: «إلا أن تروا كفرًا بواحًا».
6 - الحاكم الذي يحكم بالقوانين الوضعية ترد في حقه موانع التكفير كغيره ممن واقع سائر أنواع الكفر.
النقاط المتنازع فيها
1 - هل تسقط الولاية إذا طرأ الكفر ((العيني)) على الإمام. أم أنها تسقط بمجرد وقوعه في الكفر ولو لم تكفر عينه؟!؛ وسبب النزاع أن النبي (ص) قال "إلا أن تروا كفرا بواحًا" ولم يقل: "إلا أن يكفر كفرًا بواحًا فيصير كافرًا" - كما ذكر أخونا المصري في مشاركته-.
2 - هل (يجب) الخروج على الحاكم المبدل لشرع الرحمن إن وُجدت القدرة على ذلك ولم يؤدي الخروج إلى مفسدة أكبر دون أو قبل إقامة الحجة عليه؟!. وبمعنى آخر هل إيراد قاعدة أهل السنة في الحكم على الأعيان لا يلزمنا في هذه المسألة أم يلزمنا للخروج؟!
3 - هل تسقط الإمامة بتضييع (بعض) مقاصدها كالحكم بغير ما أنزل الله؟!. وما معنى قوله (ص): "يا أيها الناس اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا وأطيعوا ما أقام لكم كتاب الله" في ضوء هذا السؤال؟!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 11:08]ـ
فلنبدأ إذًا النقاش حول النقطة الأولى من النقاط المتنازع عليها؛ ألا وهي:
هل تسقط الولاية إذا طرأ الكفر ((العيني)) على الإمام. أم أنها تسقط بمجرد وقوعه في الكفر ولو لم تكفر عينه؟!
ـ[ابن رشد]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 03:03]ـ
هل يجوز لي أن أشارك_بما أعلم _هنا؟
ولكم الشكر والتقدير
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 10:36]ـ
هل يجوز لي أن أشارك_بما أعلم _هنا؟
أخي الكريم؛ لا مجال للاستئذان!؛ فمن يستطيع منعك من المشاركة؟! اللهم إلا سلطان التقوى ولجامها، فإن كان لديك علم في المسألة؛ فتكلم، ولا تَحْرِم إخوانك من الاستفادة، وتَحْرِم نفسك من الأجر ولكن تذكر ما كتبتُه في أول مشاركة لي في هذا الموضوع:
أرجو من «كل من لديه علم» أن يثرينا بعلمه في هذا الموضوع
فإن كان عندك علم في المسألة؛ فانطلق، وإلا فتذكر قوله تعالى: " {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى}. فأي كلمة تكتبها هنا هي مكتوبة في صحيفتك قبل ذلك ضمن كتاب {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا} {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ (ذَرَّةٍ) خَيْرًا يَرَهُ} {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ (ذَرَّةٍ) شَرًّا يَرَهُ}.
والله أسألُ لي ولك ولكل إخواننا السداد والتوفيق
انتظروا مشاركتي الليلة إن شاء الله
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Feb-2008, صباحاً 12:32]ـ
فإن كان عندك علم في المسألة؛ فانطلق، وإلا فتذكر قوله تعالى: " {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى}. فأي كلمة تكتبها هنا هي مكتوبة في صحيفتك قبل ذلك ضمن كتاب {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا} {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ (ذَرَّةٍ) خَيْرًا يَرَهُ} {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ (ذَرَّةٍ) شَرًّا يَرَهُ}.
أستفيد منكم أحسن لي ,,
شكرا لك أخي أبو رقية الذهبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 12:25]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام البخاري في كتاب المناقب، باب 25
3603 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِى عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِى لَكُمْ». طرفه 7052 - تحفة 9229 - 242/ 4
وقال، في كتاب الفتن، باب 2
7052 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً وَأُمُوراً تُنْكِرُونَهَا. قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ». طرفه 3603 - تحفة 9229
وقال مسلم، في كتاب الإمارة، باب 10:
4881 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ وَوَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنِى أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالاَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِى أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ قَالَ «تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِى عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِى لَكُمْ». تحفة 9229 - 1843/ 45
والله تعالى أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 01:34]ـ
للربط
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 11:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد؛ فحول هذه النقطة أقول:
النصوص الواردة في المسألة
1 - عن عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: "دَعَانَا النَّبِيُّ (ص) فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ (إِلا) أَنْ (تَرَوْا) (كُفْرًا) (بَوَاحًا) عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ (فِيهِ بُرْهَانٌ) " متفق عليه.
2 - وعن عوف بن مالك الأشجعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي (ص) قال: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ: الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ!. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟!. فَقَالَ: لا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاةَ ... الحديث" أخرجه مسلم.
(بعض) أقوال أهل العلم في هذه الأحاديث (باختصار)
قال الحافظ في "الفتح" (13/ 37): "أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه .. ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها"اهـ.
وقد ذكر مثل قول الحافظ جمع من أهل العلم كابن بطال في "شرحه على البخاري" (5/ 126)، والقاضي عياض فيما نقله النووي في "المنهاج" (12/ 229) وعنه نقل أخونا المصري، والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (3/ 168).
التعليق على ما سبق
(يُتْبَعُ)
(/)
إن النصوص والإجماعات السابقة يجب حملها على ما إذا كفر الإمام بعينه (=الكفر العيني) لا بمجرد وقوعه في الكفر (=الكفر النوعي)؛ وهذا (للأدلة) الآتية:
/// أولاً ///
لأن قاعدة (أهل السنة) في التفريق بين النوع والعين إنما بنيت على أدلة (عامة) من الكتاب والسنة؛ فهي تنطبق على كل مسلم سواءً كان حاكمًا أو محكومًا، ومن فرق بين الحاكم والمحكوم في اندراجه تحت هذه القاعدة المأخوذة من الكتاب والسنة؛ فعليه بدليل التفريق.
فإذا كان المسلم (العادي) قد يعتذر له من الوقوع في الكفر لمانع –من موانع التكفير- منع من ذلك كالجهل؛ فلا تسقط حقوقه كمسلم –من أخوة ونصرة وتوريث ودفن في مقابر المسلمين .. إلخ- حتى لو وقع في الكفر الصريح طالما أن الكفر لم يقع على عينه؛ فمن باب أولى أن يعتذر عن إمام المسلمين وحاكمهم لاسيما وغالبهم جُهَّال! –وهذا أقل ما يقال فيهم- كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله –في فتوى له (قديمة) -:
"وغالب الحكام الموجودين الآن جهلة!، لا يعرفون شيئاً، فإذا جاء إنسان كبير العمامة طويل الأذيال واسع الأكمام وقال له: هذا أمر يرجع إلى المصالح، والمصالح تختلف بحسب الزمان والمكان والأحوال، والنبي (ص) قال: (أنتم أعلم بأمور دنياكم)، ولا بأس أن تغيروا القوانين التي كانت مقننة في عهد الصحابة وفي وقت مناسب إلى قوانين توافق ما عليه الناس في هذا الوقت؛ فيحللون ما حرم الله، ... ثم يقولون: اكتب هذه المادة!؛ فيكون هذا جاهلاً" اهـ. من "لقاءات الباب المفتوح" رقم (87) الوجه (ب) الدقيقة (00:28:24).
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية -في "فتاواه" (12/ 500 - 501) - على عموم هذه القاعدة على (كل المسلمين) بلا استثناء؛ فقال: "فتكفير (المعيّن) - من هؤلاء الجهّال وأمثالهم- بحيث يحكم عليه أنه من الكفار- لا يجوز الإقدام عليه إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل، وإن كانت هذه المقالة لا ريب أنها كفر. وهكذا الكلام في تكفير (جميع المعيّنين). ... فليس لأحد أن يكفّر (أحدًا) من المسلمين-وإن أخطأ وغلط- حتى تُقَامَ عليه الحجة، وتُبَيَّنَ له المحجة. ومن ثبت إيمانه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشك؛ بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة"اهـ.
/// ثانيًا ///
أن قول بعض أهل العلم -كالقاضي عياض فيما نقله أخونا المصري- في مسألتنا: "فلو طرأ عليه كفر .. خرج عن حكم الولاية .. " هو من قبيل التنظير العام، وليس أن هذا حكمهم في (كل حاكم بعينه) ممن طرأ عليه الكفر. وهذا نظير قول أهل السنة في بعض المكفرات: "من فعل كذا فهو كافر".
فالذين توهموا غير ذلك مخطئين؛ فإن حقيقة الأمر –كما يقول شيخ الإسلام في"المجموع" (12/ 487 - 488) مبينا وجه توهم هؤلاء-: "أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع، [فَـ]ـكُلَّمَا رأوهم قالوا: (من قال كذا فهو كافر)؛ اعتقد المستمع أن هذا اللفظ (شامل لكل من قاله)!، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتقي في حق المعين وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع. يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة: الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه. فإن الإمام أحمد -مثلاً- قد باشر "الجهمية" الذين دعوه إلى خلق القرآن ونفي الصفات وامتحنوه وسائر علماء وقته وفتنوا المؤمنين والمؤمنات الذين لم يوافقوهم على التجهم بالضرب والحبس والقتل والعزل عن الولايات وقطع الأرزاق ورد الشهادة وترك تخليصهم من أيدي العدو ... ومعلوم أن هذا من أغلظ التجهم فإن الدعاء إلى المقالة أعظم من قولها ... ثم إن الإمام أحمد دعا للخليفة وغيره ممن ضربه وحبسه واستغفر لهم ... ولو كانوا مرتدين عن الإسلام لم يجز الاستغفار لهم؛ فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنة والإجماع وهذه الأقوال والأعمال منه ومن غيره من الأئمة صريحة في أنهم لم يكفروا المعينين من الجهمية الذين كانوا يقولون: (القرآن مخلوق) ... والدليل على هذا الأصل: الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار ... " اهـ باختصار، وانظر قوله أيضًا في "الفتاوى" (23/ 345)؛ حيث ذكر أن هذا القول هو: "الذي عليه أصحاب النبي (ص) وجماهير أئمة الإسلام"اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
///ثالثًا ///
لأن الإجماع العملي (المتواتر) عن السلف الصالح يؤكد بطلان هذا التفريق السابق ذكره، ويؤكد أن قاعدة (أهل السنة) في (تكفير الأعيان) تنطبق على (كل أحد) بِغَضِّ النظر عن كونه حاكمًا أو محكومًا. وقد سبق الإشارة إلى ذلك من قول شيخ الإسلام ابن تيمية، وأزيد ههنا فأقول: أنه في زمن (المحنة)؛ قد دعا ثلاثة من الخلفاء -وهم المأمون والمعتصم والواثق- إلى الكفر الصريح!؛ وهو القول بخلق القرآن؛ قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيين: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم ... [أن] من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر"اهـ. أخرجه اللالكائي في "الاعتقاد".
فألزم هؤلاء الخلفاء الناس بذلك الكفر، مع أن قولهم كذب على الله وافتراء عليه، بل وحكم بغير ما انزل الله في التشريع العام –على اصطلاح البعض! -، فهل هناك تبديل للشرع أكبر من ذلك؟!؛ فإن لم يكن هذا تبديل للشرائع وتغيير للأحكام؛ فليس هناك تبديل ألبتة!؛ بل إن هذا أشد أنواع التبديل على الإطلاق كما قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} وقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ}.
فهؤلاء الخلفاء عاقبوا من خالفهم من العلماء بالقتل والضرب والحبس والعزل عن الولايات وأنواع الإهانة!، وقطعوا أرزاق من يخالفهم من بيت المال!، وبرغم كل ذلك؛ لم يقل أحد –من أهل السنة- بسقوط ولايتهم أو الخروج عليهم. بل ثبت عنهم خلاف ذلك كله؛ فكان فعلهم هذا منقبة من أهم مناقبهم التي يرويها عنهم أهل العلم في كتب الاعتقاد وغيرها.
قال حنبل: "اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله [يعني: الإمام أحمد] وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا -يعنون: إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك-، ولا نرضي بإمرته ولا سلطانه!؛ فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريحَ بَرٌ، ويُسْتَراحَ من فاجر. وقال ليس هذا [يعني: نزع أيديهم من طاعته] بصواب، هذا خلاف الآثار" اهـ عن "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/ 196)، وانظر "السنة" للخلال (1/ 133 - 134).
قال الشيخ ابن برجس في "معاملة الحكام" ص (9): "فهذه صورة من أروع الصور التي نقلها الناقلون، تبين مدي اهتمام السلف بهذا الباب، وتشرح –صراحة- (التطبيق العملي) لمذهب أهل السنة والجماعة فيه" أهـ.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام -في "مجموع الفتاوى" (7/ 507 - 508) -: "مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة. لم يكفرهم أحمد وأمثاله بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم))) ويدعو لهم ويرى الإئتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ((ما يراه لأمثالهم من الأئمة)) وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا ((جهالاً مبتدعين)) وظلمة فاسقين" أهـ.
تنبيه هام: قد بتر بعض من ينتسب للعلم كلمة ((وإمامتهم)) من كلام شيخ الإسلام كما فعل صاحب كتاب: "قراءة نقدية! لظاهرة الإرجاء" وانظر هذا البتر ص (240) الطبعة الأولى - الدار السلفية (!). ثم وقفت عليه مجددًا في طبعته الثانية الجديدة (!) ص (330). والله المستعان.
* وقد نقل ((الإجماع)) -على هذا الفهم- كل من العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، والعلامة القرآني محمد الأمين الشنقيطي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - فقال الشيخ عبد اللطيف - كما في "الدرر السنية" (8/ 378 - 388) -:
" ... ولم يَدْرِ هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن مُعَاوِيَة -حاشا عُمَر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية- قد وقع منهم من الجرأة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معهم معروفة مشهورة، لا ينْزعونَ يدًا من طاعة فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين. وأضربُ لك مثلاً ... الطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل، وَمُحَمَّد بن إسْمَاعيل، وَمُحَمَّد بن إدريس، وَأَحْمَد بن نوح، وإسحاق بن راهويه، وإخوانهم ... وقع فِي عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكارالصفات، ودُعُوا إلى ذَلِكَ، وامتُحِنُوا فيه، وقُتِلَ من قُتِلَ، كمحمد بن نصر، ومع ذَلِكَ، فلا يُعْلَم أنَّ أحدًا منهم نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج عليهم" اهـ باختصار.
2 - وقال الشيخ الشنقيطي في "تفسيره"/طـ المجمع (1/ 81 - 82 باختصار): "قال بعض العلماء: إذا صار فاسقا أو داعيا إلى بدعة جاز القيام عليه لخلعه، و (التحقيق) -الذي لا شك فيه- أنه لا يجوز القيام عليه لخلعه إلا إذا ارتكب كفرا بواحًا عليه من الله برهان" ثم نقل بعض الأحاديث الدالة على ذلك، ثم قال: "فهذه النصوص تدل على منع القيام عليه -ولو كان مرتكبا لما لا يجوز- إلا إذا ارتكب الكفر الصريح الذي قام البرهان (الشرعي) -من كتاب الله وسنة رسوله (ص) - أنه كفر بواح؛ أي: ظاهر باد لا لبس فيه. وقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول: بخلق القرآن وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وأنواع الإهانة، ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك، ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة، فأبطل المحنة، وأمر بإظهار السنة"اهـ.
///رابعًا ///
أن هذا المذهب هو مذهب الأئمة في كل عصر، ولا يُعْلَمُ لهم مخالف (من أهل السنة)؛ فواقعنا الذي نعيشه الآن ((واقع مُكَرَّر)) بمعنى الكلمة!، وهذا الواقع قد عايشه جميع أئمة الإسلام وتَكَرَّرَ أمام أعينهم في أزمان عديدة خلال فترة لا تقل عن ستمائة عام سبقت؛ أي منذ دخول التتر بلاد الإسلام، وإليك بعض الأمثلة التاريخية التي تشير إلى وجود مثل حكام زماننا فيما سبق من القرون:
1 - جاء في القاموس الإسلامي -التابع لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ص (48) نقلاً عن الموقع الرسمي ( http:\www.al-islam.com (http://%5Cwww.al-islam.com/)) بإشراف معالي الوزير الشيخ/صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ- جاء فيه:
أن "القوانين التي وضعها جنكيز خان ورتب فيها أحكاما وحدد فيها حدودا ... كانت هي لب القانون الذي يطبق في الخلافات بين المماليك في عصر سلاطين المماليك. ... "اهـ باختصار.
2 - وقال المؤرخ الشهير يوسف بن تغري بردي -في "النجوم الزاهرة" (7/ 182) -:
(كان الملك الظاهر [بيبرس] رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق والتورا .. ) اهـ.
3 - وقال محمد فريد بك المحامي -في "تاريخ الدولة العثمانية"ص (177 - 178) نقلاً عن كتاب "التبيين والتفصيل في مسألتي التقنين والتبديل" لأبي عمر العتيبي- قال عند ذكر الترتيبات الداخلية للسلطان (محمد الفاتح):
"ووضع أول مبادئ القانون المدني وقانون العقوبات فأبدل العقوبات البدنية أي السن بالسن والعين بالعين وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني الآتي ذكره"اهـ.
أقول: ولم يُعْلَم أن أحدًا من أهل العلم -ممن عاصر هؤلاء الحكام الذين حكموا بالياسق أو بالقوانين- نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج على هؤلاء الحكام المبدلين لشرع رب العالمين لمجرد أنهم حكموا بغير ما أنزل الله على صورة مكفرة؛ بل قد عُلِمَ منهم نقيض ذلك من الاعتراف بإمامة هؤلاء الحكام، والدعاء لهم، والجهاد معهم، وعدم الخروج عليهم ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك فهذا هو مذهب كل الأئمة الكبار من (أهل السنة) المعاصرين أيضًا؛ فقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله -كما في لقاءات الباب المفتوح رقم (51) الوجه (ب) الدقيقة (00:12:41) /بفهرسة أهل الحديث والأثر-:هل ترد موانع التكفير أو ما اشترطه أهل السنة والجماعة في إقامة الحجة على من حكم بغير ما أنزل الله (تشريعاً عاماً)؟.
فأجاب: "كل إنسان فعل مكفراً [فلابد] أن يوجد فيه مانع التكفير، ولهذا جاء في الحديث الصحيح لما سألوه هلننابذ الحكام؟ قال: (إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان) فلابد من أن يكون الكفر صريحًا معروفًا لا يحتمل التأويل، فإن كان يحتمل التأويل فإنه لا يكفر صاحبه وإن قلنا إنه كفر. فيفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، قد تكون الفعلة فسقاً ولا يفسق الفاعل لوجود مانع يمنع من تفسيقه، وقدتكون كفراً ولا يكفر الفاعل لوجود مانع يمنع من تكفيره، وما ضر الأمة الإسلامية في خروج الخوارج إلا هذا التأويل الفاسد، تتأول الخوارج مثلاً أن هذا كفر؛ فتخرج، فالخوارج كانوا مع علي بن أبي طالب على جيش أهل الشام، فلما وقعت المصالحة بين علي بن أبي طالب وأهل الشام خرجت الخوارج الذين كانوا معه عليه حتى قاتلهم وقتلهم والحمد لله، لكن الشاهد أنهم خرجوا وقالوا: أنت حكمت بغير ما أنزل الله؛ لأنك حكمت البشر، فخرجوا عليه.
فالتأويل الفاسد هو البلاء؛ بلاء الأمة. فقد يكون الشيء غير كفرٍ فيعتقدها هذا الإنسان أنه كفر بواح فيخرج، وقد يكون الشيء كفراً لكن الفاعل ليس بكافر لوجود مانع يمنع من تكفيره، فيعتقد هذا الخارج أنه لا عذر له فيخرج!. ولهذا يجب على الإنسان التحرز من التسرع في تكفير الناس أو تفسيق الناس، ربما يفعل الإنسان فعلاً فسقاً لا إشكال فيه، لكنه لا يدري، فإذا قلت: يا أخي! هذا حرام. قال: جزاك الله خيراً. وانتهى عنه. أليس هذا موجودًا؟!؛ بلى بلا شك إذاً: كيف أحكم على إنسان بأنه فاسق دون أن تقوم عليه الحجة؟.
فهؤلاء الذين تشير إليهم [يعني ممن يحكمون بالقوانين] مما يجري في الساحة بين حكام العرب والمسلمين قد يكونون معذورين فيه لم تُبَيَّن لهم الحجة، أو بينت لهم وجاءهم من يلبس عليهم ويشبه عليهم مثلاً. فلا بد من التأني في الأمر ... " اهـ.
شبهات حول ما سبق تحريره
/// أولاً ///
الاستدلال بقول النبي (ص) "مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ"
وأما الاستدلال بحديث "يَقُودُكُم بِكِتَابِ اللَّهِ" أو "مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ" وزعمه أن الإمام إذا لم يكن يقودنا بكتاب الله فلا ولاية له؛ فمردود من وجوه:
الأول: أن الحديث ليس في الإمامة العظمى أو ما يقوم مقامها من إمامة الأقطار والبلدان المتفق على اعتبارها كالإمامة العظمى عند غياب الخلافة؛ وإنما فيما دونها؛ بدليل قوله (ص): "لَوْ اسْتُعْمِلَ" أي أنه أحد العمال، وليس الإمام أو ما يقوم مقامه عند غياب الخلافة.
الثاني: أن الحديث سواء كان في الإمامة العظمى أو فيما دونها؛ فإن الأخذ بمفهوم المخالفة من النصوص الشرعية ليس على إطلاقه؛ خصوصًا إذا كان هذا المفهوم سوف يثبت به أحكام شرعية. فهل يَفْهَمُ عاقلٌ! من قوله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} أنهن إن لم يردن تحصنًا؛ فلنا إكراههن على ذلك؟!!، وهل يُفْهَمُ من قوله تعالى: {لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً} أنه يجوز لنا أكله أضعافًا يسيرة؟!!. هذا لا يقوله عاقل؛ فضلاً عن مسلم. فالأخذ بمفهوم المخالفة له ضوابط وقيود تجدها مبسوطة في كتب الأصول، وليس هذا محل الكلام عليها.
الثالث: أننا على فرض صحة الأخذ بمفهوم المخالفة في هذا الحديث؛ فيكون الكلام تقديره: "لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ لاَ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فلا َتَسْمَعُوا لَهُ وَلاَ تُطِيعُوا". أقول: فهل يُفْهَمُ من هذا أنه تسقط طاعته مطلقًا كما يتوهم البعض من ذلك؟!؛ أم يُفْهَمُ منه أنه إذا لم يقدنا بكتاب الله ((فيما أمر)) فلا نسمع له ولا نطيع ((فيما أمر)) فقط مما خالف فيه كتاب الله؟!. فإن أجيب بالاحتمال الأول المُتَوَهَّم؛ لزم من ذلك أن يستدل بقوله (ص): "فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ" على سقوط الولاية والطاعة لأي حاكم مطلقًا لمجرد أنه أمر بالمعصية ولو لمرة واحدة!، ولا يقول بذلك إلا الخوارج!. قال ابن بطال في "شرحه للبخاري" (5/ 126): "قال الرسول (ص): ( .. فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ) احتج بهذا الحديث الخوارج ورأوا الخروج على أئمة الجور والقيام عليهم عند ظهور جورهم"اهـ.
تنبيه
يلي هذه المشاركة الرد على باقي الشُّبَهِ المطروحة في المسألة، وهو يتضمن:
"الرََّد التفصيلي عَلَى أَخِينَا أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ المِصْريِّ –سَدَّدَهُ اللهُ-"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 10:04]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل إبداء آراءهم بخصوص ما كتبت هنا قبل مشاركتي التالية
وسدد الله الجميع بالحق وإلى الحق
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 05:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ثم أما بعد:
فهذه بعض المؤاخذات على مشاركة أخينا (أبي عبد الرحمن المصري)، وقد سبقت في هذا الموضوع برقم: (4#).
ولقد كنت أود الرد على كل جزئية أوردها أخونا في مشاركته السابقة، ولكني وجدت أنني سأكرر كلامًا قد سبق وطرحته في مشاركتي. لذا فإني سأكتفي بالرد على بعض النقاط التي لم اتناولها في مشاركتي الآنفة الذكر. ولقد جعلت هذا الرد على (جزأين) متتاليين. والله أسالُ التوفيق والسداد:
بِدَايَةُ الرَّدِّ
(الجزء الأول)
قال أخونا:
العمدة في هذه المسألة هي قوله (ص) "إلا أن تروا كفرا بواحا". هذا الحديث يتعارض تماما مع قولك بأن ولاية الإمام لا تسقط إلا بكفر عينه!. فالنبي (ص) قال: (كفرا)، ولم يقل (كافرا)
نعم؛ هذا الحديث هو العمدة في المسألة، ولكن ما تدعية من أن: "هذا الحديث يتعارض (تماما)!! مع قولي بأن: (ولاية الإمام لا تسقط إلا بكفر عينه) "؛ فهذا التعارض مزعوم!؛ فليس له وجود في واقع السلف؛ وإنما هو موجود في مخيلتك فقط!.
فقلد مر معنا فهم السلف (وإجماعهم) على هذا الفهم؛ إذ لم يعترض أحد من أهل العلم على فعل الإمام أحمد مع الخلفاء في زمن الفتنة؛ بل عدوا ذلك من مناقبه، وتوارث العلماء هذا النهج في كل العصور السابقة إلى عصرنا هذا كما سبق بيانه بالامثلة التاريخية.
فإن كنتَ سلفيًا -على الجادة- فَأَبِنْ لنا سلفك فيما تدعيه!. فإن أبيت إلا الاحتاج بإطلاقات بعض أهل العلم كالقاضي عياض أو غيره؛ فالإجماع العملي بل والنقلي المتواتر عن السلف (يقيد) هذه الإطلاقات بأن الولاية لا تسقط إلا بكفر الإمام كفرًا عينيًا. فهذه النصوص المطلقة مقيدة بعمل السلف. والواقع العملي للسلف وأهل العلم -في تعاملهم مع هذا الواقع (المُكَرَّر) على مر الأزمان الغابرة فيما لا يقل عن ستمائة عام سبقت- يُعَدُّ أبلغ دليل، وخير شاهد على ما نقول.
//////////////////
قال أخونا:
أظنك تتفق معي أن الحاكم المبدل لشرع الرحمن يجب الخروج عليه إن وُجدت القدرة على ذلك ولم يؤدي الخروج إلى مفسدة أكبر
نعم اتفق معك في ذلك (ولكن) مع القيد المذكور آنفًا؛ وهو: ((أن يكفر ذاك المبدل كفرًا عينيًا)). أما دون ذلك؛ فلا اتفاق!، لثبوت نقيض ذلك من (إجماع) السلف.
//////////////////
قال أخونا:
إذا وافقتني فإني سائلك: قولك بأن مبدل الشرع هو إمام شرعي لم تسقط عنه الإمامة وله حقوق عليك يلزمك بأمر: إذا أتيحت لك القدرة على الخروج عليه وخلعه لم يحل لك فعل ذلك،إذ كيف تخرج على ولي أمرك الشرعي؟
وأنا ملتزم بذلك اللازم؛ وهو أنه إذا أتيحت لي القدرة على الخروج عليه لم يحل لي فعل ذلك وهذا للاسباب الآتية:
1 - أن هذا (المبدل) إذا لم يكن كافرًا (بعينه)؛ فإن حقوقه محفوظة كحقوق أي مسلم عادي. فالواجب النصح له أولاً قبل مؤاخذته بما وقع فيه؛ فلربما وقع فيه بجهل!، وهذا أقل ما يقال فيهم كما أشرنا من قبل. لذا فإنك بقولك بجواز الخروج عليه دون تكفير عينه يستلزم قتاله ابتداءً ودون أي مقدمات لذلك ولا حتى إعلامه بسبب الخروج عليه؛ وهذا في غاية الظلم والإجحاف؛ فإن الله تبارك وتعالى -كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "المنهاج" (3/ 391) -: "لم يأمر بقتال كل ظالم وباغ كيفما كان، ولا أمر بقتال الباغين ابتداءً .. ؛ فكيف يأمر بقتال ولاة الأمر ابتداءً؟! "أهـ. ثم إن في ذلك القول تحليل لإراقة دماء كثير من الأبرياء الذين يجابهون هذا الخروج معه -بجهل او تاويل! - دون أن يظفروا بأقل حقوقهم كمسلمين؛ ألا وهي تعريفهم بالحق وما هم عليه من الباطل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن الحديث لم يقيد الخروج بالقدرة؛ وإنما قيد ذلك بالكفر البواح الذي فيه من الله برهان، فلقد ذكر أصحاب النبي (ص) في بيعتهم له: "وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ (((إلا))) أَنْ (تَرَوْا) (كُفْرًا) (بَوَاحًا) عِنْدَكُمْ مِنْ اللهِ (فِيهِ بُرْهَانٌ) ". وهذا جد واضح من النفي والاستثناء؛ فالنفي لمطلق المنازعة والاستثناء في حالة الكفر البواح (فقط).
3 - أَنَّ ذِكْرَ الصحابة -رضي الله عنهم- (المنازعة) أو (المنابذة بالسيف) لا يُتَصَوَّر أن يكون إلا عن قدرة، وهذا هو المفهوم من كلامهم؛ وإلا فمنابذةٌ ومنازعةٌ بغير قدرةٍ!؛ لا تؤدي الغرض منها، كما أنها تعتبر حينئذ من باب إلقاء النفس إلى التهلكة. فالقدرة مفهومة من كلامهم -رضي الله عنهم-؛ ومع ذلك فلم يأذن لهم النبي (ص) بالخروج إلا برؤية الكفر البواح؛ وهو مقيد (بكفر العين) كما ذكرنا آنفًا.
//////////////////
قال أخونا:
فأنت بذلك تخالف عقيدة أهل السنة في عدم الخروج على الحاكم؛ وأيضًا فأنت تناقض نفسك ومنهجك. فما قولك؟ أتخرج عليه مع المقدرة،أم تلتزم منهجك؟
قد بان بعد كل ما أصَّلْتُهُ مَنْ هُوَ المُخالف -حقيقة! - لعقيدة أهل السنة والجماعة!.
أما التناقض المزعوم؛ فلم يتبين لي وجهه.
أما كلامك عن التزام منهجي؛ فليس لي عقيدة ولا منهج (إلا) ما دل عليه الدليل، وفهمه الأولون، وأجمعوا عليه.
//////////////////
قال أخونا:
إيرادك لقاعدة أهل السنة في الحكم على الأعيان لا يلزمنا في هذه المسألة،لأن الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله ضيع مقاصد الإمامة (والتي من أهمها تحكيم شرع الله عزّ وجلّ في أرضه)
أما أن: "إيرادي لقاعدة أهل السنة في الحكم على الأعيان لا يلزمنا في هذه المسألة"؛ فهو كلام باطل ظاهر البطلان!؛ بدليل ما قَدَّمْتُ من إجماع السلف على اعتبار ذلك، كما حصل من الإمام أحمد -بإقرار جميع من في عصره ومن بعدهم- في زمن فتنة القول بخلق القرآن؛ فلتراجع ما ذكرتُهُ هنالك؛ فإن فيه غنية عن تكراره هنا.
وأما تعليلك ذلك بأن: "الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله ضيع مقاصد الإمامة (والتي من أهمها تحكيم شرع الله عزّ وجلّ في أرضه) "؛ فتعليل مردود من وجوه:
أولاً
أن قولَكَ "ضيع مقاصد الإمامة": قول فيه غُلُوٌّ وشطط!؛ فهل مقاصد الإمامة -عندك- (تقتصر) على الحكم والقضاء بما انزل الله فقط؟!؛ {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}!. فلتعلم أخي أن مقاصد الإمامة كثيرة وليست مقتصرة على القضاء بما أنزل الله، ولو طالعتَ بعض كتب السياسة الشرعية كـ "الاحكام السلطانية" للماوردي وأبي يعلى الفراء، وكـ "تحرير الأحكام" لابن جماعة، وغيرها؛ لتبين لك نقيض ما تدعي!. فإن أردنا تصحيح العبارة؛ فلنقل إذًا: "ضيع (بعض) مقاصد الإمامة".
ثانيًا
أن ما ذكرتَه من تعليل؛ مردود بنص حديث النبي (ص)؛ فإنه (ص) قد نَفَى (مطلق المنازعة) إلا في حالة واحدة؛ وهي الكفر البواح، وقد سبق تقييد ذلك بكفر العين بالإجماع، وقد أثبته آنفًا ووضحته باستفاضة فلا أُعِيد. فلو كان ذلك التعليل صحيحًا؛ لذكره النبي (ص)، ولورد به عمل السلف الصالح؛ فكيف إذا ثبت عنهم خلاف ذلك؛ بل والإجماع على نقيضه؟!.
ثالثًا
أننا لو ألزمناك بما تقول من أن الولاية تسقط بتضييع (بعض) مقاصد الإمامة؛ لأسقطنا ولاية (الإمام الظالم) أيضًا؛ فإنه ضيع ركن (العدل)؛ وهو من أكبر مقاصد الإمامة. وكذلك تسقط ولاية (الإمام المبتدع بدعًا غير مكفرة)؛ فإنه يجني على شرائع الدين باستبدالها وطمسها بِبِدَعِهِ هو وبطانته ... إلخ.
رابعًا
أن القول بأن: "الولاية تسقط بتضييع (بعض) مقاصد الإمامة": قول لا ينضبط بضابط!؛ فمتى تسقط الولاية إذًا؟؛ أبتضييع مقصد واحد من مقاصد الإمامة؟!، أم بتضييع مقصدين؟!! أم ثلاثة؟! ... إلخ. أما القول بسقوطها في حالة الكفر البواح: هو القول الذي ينضبط، لذلك لم يستثن النبي (ص) غيره.
//////////////////
قال أخونا:
ولا يلزمنا الحكم على المعين بكفره حتى نسقط ولايته، إذ أنّ ضرره هنا ليس كضرر غيره ممن وقع في الكفر،فغيره ضرره لا يتعداه إلى نفسه أما هنا فالضرر يتعدى إلى الأمة كلها حين يلزمهم بالتحاكم إلى غير شرع الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله!؛ يقول أخونا: "لا يلزمنا الحكم على المعين بكفره حتى نسقط ولايته"!، وإجماع السلف منعقد على خلاف ذلك!.
ثم يعلل أخونا كلامه بأن: "ضرر الحاكم الكافر في نفسه غير متعد كضرر من كفر وألزم غيره بالكفر"! والرد على ذلك من وجوه:
أولاً
أن العبرة في إسقاط الولاية إذا كانت بتعدي الضرر من عدمه؛ لكانت ولاية الكافر -الذي لم يتعدى ضرره لغيره- ولاية شرعية صحيحة. وهذا منقوض بالكتاب والسنة كما قال تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.
ثانيًا
أن هذا التعليل ليس عليه (أدنى) (أدنى) دليل!، لا من كتاب ولا من سنة؛ بل الأدلة على خلافه وبطلانه.
فالحاكم الظالم -مثلاً- قد يكون نهابًا لأموال الناس كما قال النبي (ص): "سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا" والأثرة هي الاختصاص بحظوظ الدنيا دون المسلمين، ومع ذلك فلما سأل الصحابة النبي (ص) بقولهم: "فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ "؛ قال لهم: "أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ".
وقد يكون الحاكم من أهل البدع والضلال؛ كهؤلاء الذين قال فيهم النبي (ص): "أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي؛ وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ! فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ" ومع ذلك لما سأل حذيفةُ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - النبي (ص): "كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ" قال له النبي (ص): "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ".
وقد يكون الحاكم من الدعاة إلى أبواب جهنم كما قال عنهم النبي (ص): "دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ" قال النووي: "قال العلماء ... كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة". ومع ذلك فلما سأل حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - النبي (ص): "فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ" فأجابه النبي (ص) ببيان أوضح من الشمس: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ".
فهذه الأمثلة كلها قد وردت على لسان المعصوم (ص)، وهي تظهر (مدى الضرر الكبير الواقع من هؤلاء الحكام على الأمة الإسلامية)؛ فضررهم متعدٍ لغيرهم -بلا شك- كما هو ظاهر لكل ذي عينين!. ومع ذلك لم يكن من النبي (ص) إلا الأمر بالصبر والسمع والطاعة.
وعلى هذا سار الأئمة العظام والعلماء الأعلام في كل العصور، ثم خلف من بعدهم خلوف! عطلوا دلالت السنن؛ فأبطلوا العمل بها، وزعموا أنها لا تنطبق على كل العصور؛ وكذبوا ورب الكعبة. والله المستعان.
ثالثًا
أن هذا التعليل منقوض بإجماع السلف السابق نقله. وزيادة في التوضيح أقول:
أَوَلَمْ يُلْزِم خلفاءُ الفتنةِ الناسَ بتبديل شيء من الشريعة؟!
أَوَلَمْ يُلْزِم خلفاءُ الفتنةِ الناسَ بالكفر الصريح؟!؛ بل وعاقبوا من خالفهم من العلماء ليقولوا بذلك ويلتزموه!، بل وكَفَّرُوا كُلَّ مَنْ خالفهم في ذلك، وباشروه بالقتل والضرب والحبس والعزل وأنواع الإهانة، وقطعوا أرزاق من يخالفهم من بيت المال؟!!
فَأَيُّ ضررٍ أكبرُ مِنْ هَذَا؟!! وأيُّ تَعَدٍّ على الأمة والدين أكبرُ مِنْ هَذَا؟!!
وهل ثمت ضرر وقع على الأمة والدين أكبر من ذاك الضرر الذي وقع وقتذاك -أي في زمن الفتنة-؟!
ومع ذلك: فالإمام أحمد -كما يقول شيخ الإسلام في "الفتاوى" (7/ 507 - 508) -: "لم يكفر أعيان الجهمية .. ؛ بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة .. ؛ بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم)))؛ ويدعو لهم؛ ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم (((والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة))). وَيُنْكِرُ ما أحدثوا مِنْ القولِ الباطلِ الذي هو كُفْرٌ عظيمٌ؛ وإن لم يعلموا هُمْ أنه كُفْر! "اهـ.
وقد انعقد الإجماع على ذلك من زمن الإمام أحمد وحتى عصرنا هذا كما نقله الشيخ عبداللطيف -كما في "الدرر السنية" (8/ 378) - بقوله:
"أن أكثر ولاة أهل الإسلام، من عهد يزيد بن معاوية -حاشا عمر بن عبد العزيز، ومن شاء الله من بني أمية- قد وقع منهم ما وقع من الجراءة، والحوادث العظام، والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام؛ ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام، والسادة العظام معهم، معروفة مشهورة، لا ينزعون يداً من طاعة، فيما أمر الله به ورسوله، من شرائع الإسلام وواجبات الدين. وأضرب لك مثلاً ... الطبقة الثانية من أهل العلم، كأحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن إدريس، وأحمد بن نصر، وإسحاق بن راهويه، وإخوانهم، وقع في عصرهم من الملوك ما وقع، من البدع العظام، وإنكار الصفات، ودعوا إلى ذلك، وامتحنوا فيه، وقتل من قتل، كأحمد بن نصر؛ ومع ذلك (فلا يعلم) أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة، ولا رأى الخروج عليهم"اهـ. وانظر كذلك قول الشنقيطي في "تفسيره" (1/ 81 - 82) طـ المجمع.
ولا أعلم مخالفًا لهذا الإجماع -من العلماء المعاصرين- إلا (بعض) المغمورين من معطلة العصر!. وأنا أهيب بأخينا المصري -حفظه الله- بل وبسائر إخواننا الفضلاء -الذين يشاركون معنا هنا- أن يكونوا (ضحية سهلة) لأفكار وشبهات هؤلاء المفتونين. أسألُ الله لي ولأخينا ولهم السلامة والسداد.
////////////////////////////////////
//////////////////////////////
////////////////////////
//////////////////
////////////
//////
///
يتبع إن شاء الله. . . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[28 - Feb-2008, صباحاً 10:47]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإني لا أرى الكلام بعد كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسَلَّم لم يأمرنا بالخروج على الحاكم إن رأينا منه الأثرة والأمور التي ننكرها، بل أمرنا بالصبر،
وينبغي أن يكون أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلي من آرائنا وأهوائنا ..
وجزى الله تعالى أبا رقية كل خير.
وقد جمع مسلم في كتاب الإمارة ما لا ينبغي أن يفوتنا تمامه، فأنا سائقه هنا للفائدة:
كتاب الإمارة، باب 16: قال أبو الحسين مسلم رحمه الله:
4906 - حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْدِىُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ». قَالُوا أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ «لاَ مَا صَلَّوْا». تحفة 18166 - 1854/ 62
4907 - وَحَدَّثَنِى أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ جَمِيعاً عَنْ مُعَاذٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِى غَسَّانَ - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ - وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِىُّ - حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْعَنَزِىِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ «إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ «لاَ مَا صَلَّوْا». أَىْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ. تحفة 18166 - 1854/ 63
4908 - وَحَدَّثَنِى أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِى ابْنَ زَيْدٍ - حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ وَهِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. بِنَحْوِ ذَلِكَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ «فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ». تحفة 18166 - 1854/ 64
4909 - وَحَدَّثَنَاهُ حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَجَلِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلاَّ قَوْلَهُ «وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ». لَمْ يَذْكُرْهُ. تحفة 18166 - 1854/ 64
كتاب الإمارة، باب 17: قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج رحمه الله:
4910 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ «لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئاً تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَداً مِنْ طَاعَةٍ». تحفة 10915 - 1855/ 65
(يُتْبَعُ)
(/)
4911 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِى ابْنَ مُسْلِمٍ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَخْبَرَنِى مَوْلَى بَنِى فَزَارَةَ - وَهُوَ رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ - أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ قَرَظَةَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِىِّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قَالُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ «لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ أَلاَ مَنْ وَلِىَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِى شَيْئاً مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِى مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ». قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فَقُلْتُ - يَعْنِى لِرُزَيْقٍ - حِينَ حَدَّثَنِى بِهَذَا الْحَدِيثِ آللَّهِ يَا أَبَا الْمِقْدَامِ لَحَدَّثَكَ بِهَذَا أَوْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفاً يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ إِى وَاللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَسَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. تحفة 10915 - 1855/ 66
4912 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَقَالَ رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِى فَزَارَةَ. تحفة 10915 - 1855/ 66
4912 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَقَالَ رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِى فَزَارَةَ. تحفة 10915 - 1855/ 66
والله تعالى أعلم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 06:00]ـ
فى جلدة كتاب شرح الطحاويى لابن ابى العز فى مكتبة مسجد شيخنا عبد العظيم بدوى ذكر مظان مسألة أظنها هذه سأنقلها ان شاء الله تعالى
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 02:24]ـ
أين مشاركات الإخوان؟!!
لماذا (أكثرهم) صامتون؟!
هل هم موافقون؟!؛
أم هم معترضون؟!، متربصون!، وعما قريب سَيَرُدُّون ويشاركون؟!
أم أنهم -عن الموضوع- غافلون؟!!
أرجو من (الجميع) التفاعل!
ـ[أبو موسى]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد:
لي تعليقات يسيرة على ما كتبه الأستاذ أبو رقية الذهبي
فأقول
لأن الإجماع العملي (المتواتر) عن السلف الصالح يؤكد بطلان هذا التفريق السابق ذكره، ويؤكد أن قاعدة (أهل السنة) في (تكفير الأعيان) تنطبق على (كل أحد) بِغَضِّ النظر عن كونه حاكمًا أو محكومًا. وقد سبق الإشارة إلى ذلك من قول شيخ الإسلام ابن تيمية، وأزيد ههنا فأقول: أنه في زمن (المحنة)؛ قد دعا ثلاثة من الخلفاء -وهم المأمون والمعتصم والواثق- إلى الكفر الصريح!؛ وهو القول بخلق القرآن؛ قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيين: "أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم ... [أن] من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر"اهـ. أخرجه اللالكائي في "الاعتقاد".
(يُتْبَعُ)
(/)
فألزم هؤلاء الخلفاء الناس بذلك الكفر، مع أن قولهم كذب على الله وافتراء عليه، بل وحكم بغير ما انزل الله في التشريع العام –على اصطلاح البعض! -، فهل هناك تبديل للشرع أكبر من ذلك؟!؛ فإن لم يكن هذا تبديل للشرائع وتغيير للأحكام؛ فليس هناك تبديل ألبتة!؛ بل إن هذا أشد أنواع التبديل على الإطلاق كما قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} وقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ}.
فهؤلاء الخلفاء عاقبوا من خالفهم من العلماء بالقتل والضرب والحبس والعزل عن الولايات وأنواع الإهانة!، وقطعوا أرزاق من يخالفهم من بيت المال!، وبرغم كل ذلك؛ لم يقل أحد –من أهل السنة- بسقوط ولايتهم أو الخروج عليهم. بل ثبت عنهم خلاف ذلك كله؛ فكان فعلهم هذا منقبة من أهم مناقبهم التي يرويها عنهم أهل العلم في كتب الاعتقاد وغيرها.
قال حنبل: "اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله [يعني: الإمام أحمد] وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا -يعنون: إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك-، ولا نرضي بإمرته ولا سلطانه!؛ فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريحَ بَرٌ، ويُسْتَراحَ من فاجر. وقال ليس هذا [يعني: نزع أيديهم من طاعته] بصواب، هذا خلاف الآثار" اهـ عن "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/ 196)، وانظر "السنة" للخلال (1/ 133 - 134).
قال الشيخ ابن برجس في "معاملة الحكام" ص (9): "فهذه صورة من أروع الصور التي نقلها الناقلون، تبين مدي اهتمام السلف بهذا الباب، وتشرح –صراحة- (التطبيق العملي) لمذهب أهل السنة والجماعة فيه" أهـ.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام -في "مجموع الفتاوى" (7/ 507 - 508) -: "مع أن أحمد لم يكفر أعيان الجهمية، ولا كل من قال إنه جهمي كفره، ولا كل من وافق الجهمية في بعض بدعهم؛ بل صلى خلف الجهمية الذين دعوا إلى قولهم وامتحنوا الناس وعاقبوا من لم يوافقهم بالعقوبات الغليظة. لم يكفرهم أحمد وأمثاله بل كان يعتقد إيمانهم (((وإمامتهم))) ويدعو لهم ويرى الإئتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ((ما يراه لأمثالهم من الأئمة)) وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم وإن لم يعلموا هم أنه كفر وكان ينكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان فيجمع بين طاعة الله ورسوله في إظهار السنة والدين وإنكار بدع الجهمية الملحدين وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة وإن كانوا ((جهالاً مبتدعين)) وظلمة فاسقين" أهـ.
والجواب
قياس القول بخلق القرآن على تحكيم القوانين الوضعية قياس فاسد وذلك لما يلي:
قال الشيخ الشنقيطي في "تفسيره"/طـ المجمع (1/ 81 - 82 باختصار):
"قال بعض العلماء: إذا صار فاسقا أو داعيا إلى بدعة جاز القيام عليه لخلعه، و (التحقيق) -الذي لا شك فيه- أنه لا يجوز القيام عليه لخلعه إلا إذا ارتكب كفرا بواحًا عليه من الله برهان" ثم نقل بعض الأحاديث الدالة على ذلك، ثم قال: "فهذه النصوص تدل على منع القيام عليه -ولو كان مرتكبا لما لا يجوز- إلا إذا ارتكب الكفر الصريح الذي قام البرهان (الشرعي) -من كتاب الله وسنة رسوله - أنه كفر بواح؛ أي: ظاهر باد لا لبس فيه. وقد دعا المأمون والمعتصم والواثق إلى بدعة القول: بخلق القرآن وعاقبوا العلماء من أجلها بالقتل والضرب والحبس وأنواع الإهانة، ولم يقل أحد بوجوب الخروج عليهم بسبب ذلك، ودام الأمر بضع عشرة سنة حتى ولي المتوكل الخلافة، فأبطل المحنة، وأمر بإظهار السنة"اهـ.
فتبين أن الشنقيطي لا يرى القول بخلق القرآن من الكفر البواح بل هو كفر وقد يخفى على كثير من العوام هذه المسألة
وقد ذكر الشنقيطي فيما أذكر أن تحكيم القوانين الوضعية هو من الكفر البواح أو ما معناه
وقد عد القول بخلق القرآن شيخ الإسلام بن تيمية وأئمة الدعوة النجدية من المسائل الخفية
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 13 / ص 355)
فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية، والأمور الظاهرة-أي بن تيمية- فقال في المقالات الخفية التي هي كفر: قد يقال: إنه فيها مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة؛ بل قال: ثم تجد كثيرا من رؤوسهم وقعوا في هذه الأمور، فكانوا مرتدين، فحكم بردتهم مطلقا، ولم يتوقف في الجاهل.
فكلامه ظاهر: في التفرقة بين الأمور المكفرة الخفية، كالجهل ببعض الصفات ونحوها، فلا يكفر بها الجاهل، كقوله للجهمية: أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال، وقال فيمن ارتكب بعض أنواع الشرك جهلا، لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقل: لم يمكن تكفيرهم، لأنهم جهال، كما قال في المنكر لبعض الصفات جهلا؛ بل قال: لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فلم ينتهوا، أو إن كانوا جهالا، مع أن قول الشيخ رحمه الله، في عدم تكفير الجهمية ونحوهم، خلاف المشهور في المذهب؛ فإن الصحيح من المذهب: تكفير المجتهد الداعي إلى القول بخلق القرآن، ونفي الرؤية ونحو ذلك.
قال المجد رحمه الله: الصحيح: أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية، فإنا نفسق المقلد فيها، كمن يقول بخلق القرآن، أو أن علم الله سبحانه مخلوق، أو أسماءه مخلوقة، أو أنه لا يرى في الآخرةانتهى.
ـ وقال عبد الله وإبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف وسليمان بن سحمان رحمهم الله جميعاً: (وأما قوله: (نقول بأن القول كفر، ولا نحكم بكفر القائل)؛ فإطلاق هذا جهل صرف، لأن هذه العبارة لا تنطبق إلاَّ على المُعين، ومسألة تكفير المُعين مسألة معروفة، إذا قال قولاً يكون القول به كفراً، فيقال: من قال بهذا القول فهو كافر، لكن الشخص المُعين، إذا قال ذلك لا يُحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها.
وهذا في المسائل الخفية، التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، كما في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك مما قاله أهل الأهواء، فإن بعض أقوالهم تضمن أموراً كُفرية، من ردّ أدلة الكتاب والسنة المتواترة، فيكون القول المتضمن لرد بعض النصوص كفراً، ولا يُحكم على قائله بالكفر، لاحتمال وجود مانع كالجهل، وعدم العلم بنقض النص، أو بدلالته، فإن الشرائع لا تلزم إلاَّ بعد بلوغها
وفي الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 13 / ص 373)
فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية، والأمور الظاهرة، فقال في المقالات الخفية، التي هي كفر: قد يقال إنه فيها مخطئ ضال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة؛ فكلامه ظاهر في الفرق بين الأمور الظاهرة والخفية، فيكفر بالأمور الظاهر حكمها مطلقا، وبما يصدر منها من مسلم جهلا، كاستحلال محرم أو فعل أو قول شركي بعد التعريف،
ولا يكفر بالأمور الخفية جهلا، كالجهل ببعض الصفات، فلا يكفر الجاهل بها مطلقا، وإن كان داعية، كقوله للجهمية: أنتم عندي لا تكفرون، لأنكم جهال; وقوله عندي يبين أن عدم تكفيرهم، ليس أمرا مجمعا عليه، لكنه اختياره؛ وقوله في هذه المسألة خلاف المشهور في المذهب، فإن الصحيح من المذهب تكفير المجتهد الداعي إلى القول بخلق القرآن، أو نفي الرؤية، أو الرفض ونحو ذلك، وتفسيق المقلد. اه
فالمأمون كان يحكم بالكتاب والسنة ولكنه أخطأ في هذه المسألة وهي ليست من المسائل الظاهرة وكان يرى أن القول بخلق القرآن هو القول الذي تقتضيه الأدلة من الكتاب والسنة
أما بالنسبة للقوانين الوضعية فهي من المسائل الظاهرة فإن الخاص والعوام من المسلمين يعلمون وجوب الحكم بما أنزل الله إذ ذاك من أصل دين الإسلام والآيات في ذلك كثيرة معلومة
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: معلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتّفاق جميع المسلمين أنّ من سوّغ اتّباع غير دين الإسلام أو اتّباع شريعة غير شريعة محمّد صلى الله عليه وسلم فهو كافر. (مجموع الفتاوى، 28/ 524).
ويقول عبد الطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: من تحاكم إلى غير كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم بعد التعريف فهو كافر، قال تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، وقال تعالى: أفغير دين الله يبغون… (الدرر السنّية 8/ 241).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول محمّد بن إبراهيم آل الشيخ: إنّ من الكفر الأكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمّد صلى الله عليه وسلم ليكون منالمنذرين بلسان عربيّ مبين، في الحكم به بين العالمين ... (رسالة تحكيم القوانين).
ويقول أحمد شاكر: أفيجوز مع هذا في شرع الله أن يحكم المسلمون في بلدهم بتشريع مقتبس عن تشريعات أوربة الوثنية الملحدة؟ - إلى قوله - إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس، هي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة.
ويقول الشيخ محمد حامد الفقي: ومثل هذا وشرّ منه من اتّخذ من كلام الفرنجة قوانين يتحاكم إليها في الدماء والفروج والأموال ويقدّمها على ما علم وتبيّن له من كتاب الله وسنة رسوله، فهو بلا شكّ كافر مرتدّ إذا أصرّ عليها ولم يرجع إلى الحكم بما أنزل الله، ولا ينفعه أي اسم تسمى به، ولا أي عمل من ظواهر أعمال الصلاة والصيام والحج ونحوها.
ففرق بين الكفر البواح والكفر غير البواح
أن هذا المذهب هو مذهب الأئمة في كل عصر، ولا يُعْلَمُ لهم مخالف (من أهل السنة)؛ فواقعنا الذي نعيشه الآن ((واقع مُكَرَّر)) بمعنى الكلمة!، وهذا الواقع قد عايشه جميع أئمة الإسلام وتَكَرَّرَ أمام أعينهم في أزمان عديدة خلال فترة لا تقل عن ستمائة عام سبقت؛ أي منذ دخول التتر بلاد الإسلام، وإليك بعض الأمثلة التاريخية التي تشير إلى وجود مثل حكام زماننا فيما سبق من القرون:
1 - جاء في القاموس الإسلامي -التابع لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ص (48) نقلاً عن الموقع الرسمي ( http:\www.al-islam.com) بإشراف معالي الوزير الشيخ/صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ- جاء فيه:
أن "القوانين التي وضعها جنكيز خان ورتب فيها أحكاما وحدد فيها حدودا ... كانت هي لب القانون الذي يطبق في الخلافات بين المماليك في عصر سلاطين المماليك. ... "اهـ باختصار.
2 - وقال المؤرخ الشهير يوسف بن تغري بردي -في "النجوم الزاهرة" (7/ 182) -:
(كان الملك الظاهر [بيبرس] رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار وغالب أحكام جنكزخان من أمر اليسق والتورا .. ) اهـ
3 - وقال محمد فريد بك المحامي -في "تاريخ الدولة العثمانية"ص (177 - 178) نقلاً عن كتاب "التبيين والتفصيل في مسألتي التقنين والتبديل" لأبي عمر العتيبي- قال عند ذكر الترتيبات الداخلية للسلطان (محمد الفاتح):
"ووضع أول مبادئ القانون المدني وقانون العقوبات فأبدل العقوبات البدنية أي السن بالسن والعين بالعين وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني الآتي ذكره"اهـ.
أقول: ولم يُعْلَم أن أحدًا من أهل العلم -ممن عاصر هؤلاء الحكام الذين حكموا بالياسق أو بالقوانين- نزَعَ يدًا من طاعة ولا رأى الخروج على هؤلاء الحكام المبدلين لشرع رب العالمين لمجرد أنهم حكموا بغير ما أنزل الله على صورة مكفرة؛ بل قد عُلِمَ منهم نقيض ذلك من الاعتراف بإمامة هؤلاء الحكام، والدعاء لهم، والجهاد معهم، وعدم الخروج عليهم ... إلخ.
بالنسبة للظاهر بيبرس فقد اطلعت على بعض كتب التاريخ فوجدت أن أقوال المؤرخين مضطربة في المسألة
فلاحظت أن مجموعة القوانين والتقاليد التي استخدمها الظاهر بيبرس هي –والله أعلم- مقتصرة على أمور حربية وإدارية
وقد بينت لنا كتب التاريخ بعض تلك القوانين الصارمة: نص هذا القانون الجنكيزخاني على عقوبة القتل لجرائم الزنا, واللواط والقتل والسرقة, والكذب والتجسس, والسحر أو تعمد إخفاء مملوك أو محاولة إطعام أسير دون إذن وليه. وحرّم هذا القانون غسل الثياب وأوجب لبسها حتى تبلى, وألزم القانون نساء العساكر القيام بأعمال الرجال في السخرة طيلة مدة غيابهم, وألزمهم عند رأس كل سنة بعرض سائر بناتهن الأبكار ليختار منهن السلطان لنفسه وأولاده, وغير ذلك,
فهذه القوانين لا شك أنها لم يأخذها الظاهر بيبرس
كيف وقد نقل إلينا ما يلي
يقول ابن كثير رحمه الله: 'اشتمل على بعض الأحكام من المجوسية واليهودية وبعض الأحكام اقتبسها من الشريعة الإسلامية، وأحكام أخرى وضعها من عنده فجمع وغيَّر وبَدَّل كما يشاء وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء:82] '.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما غزا هولاكو بغداد واجتاح التتار العالم الإسلامي، حصل أن بعض التتار أسلموا لكنه كان ضعيفاً كإسلام كثير ممن يعيش في دول الغرب ليس لهم من الدين إلا الاسم، وكانت قوة الإسلام متمركزة في بلاد الشام ومصر.
وهنا تأتي فتوى شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله في التتار ذلك الحين، التي كان سببها كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية أن الناس اختلفوا في شأن التتار، فقال قوم: كيف نقاتلهم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذه الشبهة القديمة الحديثة المتجددة، وقال قوم: يقاتلون قتال البغاة، وقال قوم: يقاتلون قتال الخوارج فاختلف الناس في أمرهم، وصارت ضجة ولم يحسم العلماء الموقف في شأنهم، فيقول الحافظ ابن كثير: فأصدر شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله فتواه في شأنهم، فاجتمعت عليها الكلمة، واتفقت عليها الأمة والحمد لله، وهو أنه قال: إنهم يحتكمون إلى الياسق الذي وضعه الطاغوت جنكيز خان فلم يحكموا بشرع الله، فهذا مما يبرر قتالهم قتال الخارجين على شريعة الله تعالى ودينه، فبناءً على ذلك وفق الله تعالى المسلمين كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله واجتمعت كلمتهم وخرجوا ومعهم شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله، لقتال التتار صفاً واحداً، وكان شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله يقاتلهم ويبشر المسلمين بالنصر، حتى كسر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شوكة التتار وخفض أمرهم وانتصر عليهم المسلمون.
فابن كثير وشيخ الإسلام ابن تيمية قد كفرا التتار مع أنهم أعلنوا الإسلام، قال شيخ الإسلام في معرض كلامه عن الرافضة (وهم سعوا في مجيء التتر الكفار إلى بغداد دار الخلافة).
الفتوى الأولى: لشيخ الإسلام في التتار:
(فهؤلاء القوم المسؤول عنه ... الذي يقاتلون عليه متضمن لترك كثير من شرائع الإسلام أو أكثرها؛ فإنهم أولاً يوجبون الإسلام ولا يقاتلون من تركه ... فلا يجاهدون الكفار، ولا يلزمون أهل الكتاب بالجزية والصغار، ولا ينهون أحداً من عسكرهم أن يعبد ما شاء من شمس أو قمر أو غير ذلك ... وكذلك أيضاً عامتهم لا يحرمون دماء المسلمين وأموالهم، إلا أن ينهاهم عنها سلطانهم، أي: لا يلتزمون تركها، وإذا نهاهم عنها أو عن غيرها أطاعوه لكونه سلطاناً لا بمجرد الدين. وعامتهم لا يلتزمون أداء الواجبات، لا من الصلاة، ولا من الزكاة، ولا من الحج، ولا غير ذلك. ولا يلتزمون الحكم بينهم بحكم الله، بل يحكمون بأوضاع لهم توافق الإسلام تارة وتخالفه أخرى ... وقتال هذا الضرب واجب بإجماع المسلمين، وما يشك في ذلك من عرف دين الإسلام وعرف حقيقة أمرهم؛ فإن هذا السلم الذي هم عليه ودين الإسلام لا يجتمعان أبداً
الفتوى الثانية:
(كل طائفة خرجت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة، فإنه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين، وإن تكلمت بالشهادتين. فإذا أقروا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس وجب قتالهم حتى يصلوا. وإن امتنعوا عن الزكاة وجب قتالهم حتى يؤدوا الزكاة. وكذلك إن امتنعوا عن صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق. وكذلك إن امتنعوا عن تحريم الفواحش، أو الزنا، أو الميسر، أو الخمر، أو غير ذلك من محرمات الشريعة. وكذلك إن امتنعوا عن الحكم في الدماء والأموال والأعراض والأبضاع ونحوها بحكم الكتاب والسنة ... وهم يقاتلون على ملك جنكسخان. فمن دخل في طاعتهم جعلوه ولياً لهم وإن كان كافراً، ومن خرج عن ذلك جعلوه عدواً لهم وإن كان من خيار المسلمين. ولا يقاتلون على الإسلام، ولا يضعون الجزية والصغار) ... وهم مع هذا يجعلونه أعظم رسول عند الله في تعظيم ما سنه لهم وشرعه بظنه وهواه ... وهم يستحلون قتل من عادى ما سنه لهم هذا الكافر الملعون المعادى لله ولأنبيائه ورسوله وعباده المؤمنين ... وهذا الكافر علا في الأرض؛ يستضعف أهل الملل كلهم من المسلمين واليهود والنصارى ومن خالفه من المشركين بقتل الرجال وسبي الحريم، ويأخذ الأموال، ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد. ويرد الناس عما كانوا عليه من سنن الأنبياء والمرسلين إلى أن يدخلوا فيما ابتدعه من سنته الجاهلية وشريعته الكفرية. فهم يدعون دين الإسلام، ويعظمون دين أولئك الكفار على دين المسلمين، ويطيعونهم ويوالونهم أعظم بكثير من طاعة الله ورسوله وموالاة المؤمنين،
(يُتْبَعُ)
(/)
والحكم فيما شجر بين أكابرهم بحكم الجاهلية، لا بحكم الله ورسوله ... فمن دخل في طاعتهم الجاهلية وسنتهم الكفرية كان صديقهم. ومن خالفهم كان عدوهم ولو كان من أنبياء الله ورسله وأوليائه ... ). والناظر في هذه الفتوى يخرج بحقيقة وهي وجوب الكفر بهم وبشريعتهم - ياسقهم - الذي وضعه لهم جنكيسخان.
وأما ابن كثير فيقول كما سبق ذكر قوله: (ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكيز خان الذي وضع لهم الياسق وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير)، وانظر إلى قوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: في رسالة له يبين فيها الأدلة على أن الإنسان قد يحكم عليه بالردة لكفر يفعله (الدليل السابع: قصة التتار، وذلك أنهم لما فعلوا بالمسلمين ما فعلوا، وسكنوا بلدان المسلمين وعرفوا دين الإسلام واستحسنوه وأسلموا، لكن لم يعملوا بما يجب عليهم، وأظهروا أشياء من الخروج عن الشريعة، لكن يتكلمون بالشهادتين ويصلون ليسوا كالبدو، ومع هذا كفرهم العلماء وقاتلوهم وغزوهم حتى أزالهم الله عن بلدان المسلمين). ومعلوم أن من خروجهم عن الشريعة تحكيمهم الياسق.
وأما بالنسبة للدولة العثمانية فتأملوا
قال العلاّمة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ في الدرر السنية ج8 ص353, 354:
(وقد بلغ شركهم إلى تعطيل الربوبية، والصفات العلية، وإخلاص العبادات للمعبودات الوثنية ومعارضة الشريعة المحمدية، بأحكام الطواغيت، والقوانين الإفرنجية فمن جادل عمن خالط هؤلاء، ودخل لهم في الشورى، وترك الهجرة إلى الله ورسوله، وافتتن به كثير من خفافيش البصائر، فالمجادل فيه، وفي حل ما أخذ من العسكر والزوار، لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، فعليه أن يصحح عقيدته، ويراجع دين الإسلام من أصله، ويتفطن في النزاع الذي جرى بين الرسل وأممهم، في أي شيء؟ وبأي شيء؟ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً})
و قال: في الدرر السنية ج10 ص429 سئل عمن لا يكفّر دولة التركية:
([من لم يكفر الذين يحكمون بغير ما أنزل الله] وسئل الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، عمن لم يكفر الدولة، ومن جرهم على المسلمين، واختار ولايتهم وأنه يلزمهم الجهاد معه; والآخر لا يرى ذلك كله، بل الدولة ومن جرهم بغاة، ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة، وأن ما يغنم من الأعراب حرام؟
فأجاب: من لم يعرف كفر الدولة، ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين، لم يعرف معنى لا إله إلا الله،؛ فإن اعتقد مع ذلك: أن الدولة مسلمون، فهو أشد وأعظم، وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله، وأشرك به; ومن جرهم وأعانهم على المسلمين، بأي إعانة، فهي ردة صريحة. ومن لم ير الجهاد مع أئمة المسلمين، سواء كانوا أبرارا أو فجارا، فهو لم يعرف العقائد الإسلامية، إذا استقام الجهاد مع ذوي الإسلام، فلا يبطله عدل عادل ولا جور جائر؛ والمتكلم في هذه المباحث، إما جاهل فيجب تعليمه، أو خبيث اعتقاد، فتجب منافرته ومباعدته.)
و قال العلامة حماد بن عتيق النجدي في الدرر ج7 ص257:
وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، في أصل هذه الدعوة، ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم، وقد زاد أهل هذه البلد، بإظهار المسبة لله ولدينه، ووضعوا قوانين ينفذونها في الرعية، مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد علمت أن هذه كافية وحدها، في إخراج من أتى بها من الإسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو موسى]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 01:46]ـ
وأما الاستدلال بحديث "يَقُودُكُم بِكِتَابِ اللَّهِ" أو "مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ" وزعمه أن الإمام إذا لم يكن يقودنا بكتاب الله فلا ولاية له؛ فمردود من وجوه:
الأول: أن الحديث ليس في الإمامة العظمى أو ما يقوم مقامها من إمامة الأقطار والبلدان المتفق على اعتبارها كالإمامة العظمى عند غياب الخلافة؛ وإنما فيما دونها؛ بدليل قوله: "لَوْ اسْتُعْمِلَ" أي أنه أحد العمال، وليس الإمام أو ما يقوم مقامه عند غياب الخلافة.
الثاني: أن الحديث سواء كان في الإمامة العظمى أو فيما دونها؛ فإن الأخذ بمفهوم المخالفة من النصوص الشرعية ليس على إطلاقه؛ خصوصًا إذا كان هذا المفهوم سوف يثبت به أحكام شرعية. فهل يَفْهَمُ عاقلٌ! من قوله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} أنهن إن لم يردن تحصنًا؛ فلنا إكراههن على ذلك؟!!، وهل يُفْهَمُ من قوله تعالى: {لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً} أنه يجوز لنا أكله أضعافًا يسيرة؟!!. هذا لا يقوله عاقل؛ فضلاً عن مسلم. فالأخذ بمفهوم المخالفة له ضوابط وقيود تجدها مبسوطة في كتب الأصول، وليس هذا محل الكلام عليها.
الثالث: أننا على فرض صحة الأخذ بمفهوم المخالفة في هذا الحديث؛ فيكون الكلام تقديره: "لَوْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ لاَ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فلا َتَسْمَعُوا لَهُ وَلاَ تُطِيعُوا". أقول: فهل يُفْهَمُ من هذا أنه تسقط طاعته مطلقًا كما يتوهم البعض من ذلك؟!؛ أم يُفْهَمُ منه أنه إذا لم يقدنا بكتاب الله ((فيما أمر)) فلا نسمع له ولا نطيع ((فيما أمر)) فقط مما خالف فيه كتاب الله؟!. فإن أجيب بالاحتمال الأول المُتَوَهَّم؛ لزم من ذلك أن يستدل بقوله: "فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ" على سقوط الولاية والطاعة لأي حاكم مطلقًا لمجرد أنه أمر بالمعصية ولو لمرة واحدة!، ولا يقول بذلك إلا الخوارج!. قال ابن بطال في "شرحه للبخاري" (5/ 126): "قال الرسول: ( .. فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ) احتج بهذا الحديث الخوارج ورأوا الخروج على أئمة الجور والقيام عليهم عند ظهور جورهم"اهـ.
والجواب
جاء في الحديث: إنّ هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين (رواه البخاري).
وقال ابن حزم (الملل والنحل 102/ 4): ( ..... فهو الإمام الواجب طاعته ما قادنا بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا زاغ عن شيء منها منع من ذلك وأقيم عليه الحدّ والحق فإذا لم يؤمن آذاه إلاّ بخلعه خلع ووليّ غيره).
فكلام بن حزم ليس فيه أي إشارة إلى التكفير
وذكر شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج1ص13 .. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله أن نضرب بهذا (السيف) من عدل عن هذا (المصحف).
وقال رحمه الله: فمن عدل عن الكتاب قُِوّم بالحديد، ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف، كتاب يهدي وسيف ينصر (السياسة الشرعية).
وقال الدكتور صالح الصاوي (مع زيادات وتصرف)
لقد تمهد في قواعد الشريعة أن الإمامة عقد من العقود تصح بما تصح به العقود، وتبطل بما تبطل به العقود، كما تمهد بطلان العقد إذا اعترى الخلل ركنًا من أركانه؛ سواء أكان الخلل في طرفي العقد أم في محله، وبطلان العقد يعني انعدامه واعتباره كأن لم يكن، وإذا كان ذلك كذلك كانت النظم التي تعقد على أساس سيادة الأمة منعدمة من الأساس، لا شرعية لها ولا اعتبار!!
الإمامة عقد من العقود، موضوعه حراسة الدين وسياسة الدنيا به:
أما تكييف الإمامة على أنها عقد؛ فهذا الذي أثبته كافة من تكلم في هذه المسألة من أهل العلم؛ من السلف ومن المعاصرين، ولا غرابة في ذلك ولا شذوذ؛ لأن الإمامة عقد حقيقي بين طرفين؛ العاقد: وهو الأمة ممثلة في أهل الحل والعقد من ناحية، والمعقود له: وهو الحاكم الذي عهد إليه بأمانة الحكم من ناحية أخرى، وهنالك المعقود عليه: وهو حراسة الدين وسياسة الدنيا به، فيوجب على الإمام ذلك، ويوجب له على الأمة حق الطاعة والنصرة ما دام مستقيمًا على الجادة.
(يُتْبَعُ)
(/)