فأول ما ينبغي على الوالدين أن يغرسا في قلب الصبي الإيمان بالله-عز وجل- هو أطيب وأكمل وأعظم ما يكون من الأجر أن يغرس الأب وتغرس الأم في قلب الولد الأيمان بالله-عز وجل- وهو فاتحة الخير واساس كل طاعة وبر لا ينظر الله إلى عمل العامل أو قوله حتى يحقق هذا الأصل ويرعاه على أتم الوجوه وأكملها، ولذلك لما ركب عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- مع رسول الأمه- صلى الله عليه وسلم - وهو صغير السن ركب وراء رسول الله- صلى الله عليه وسلم - أختار-عليه الصلاة والسلام- أن يأخذ بمجامع قلبه وهو في صغره إلى توحيد الله-جل جلاله-: ((- يا غلام - ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن)) وأنظر إلى الأسلوب: ((- يا غلام - ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ينفعك الله بها نفع الدين والدنيا والآخرة احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فأستعن بالله وأعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)). ملأ قلبه بالله ملأ قلبه بالأيمان والعبودية والتوحيد وإخلاص التوجه لله –سبحانه وتعالى-. احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك فأخذ بكليته إلى الله واجعل الله نصب عينيك كأنه يقول اجعل الله نصب عينيك، إذا سألت فكنت في فاقه وضيق وشده فسأل الله وإذا استعنت وألمت بك الأمور ونزلت بك الخطوب والشدائد فأستعن بالله، ثم بعد ذلك ينفض يديه من الخلق وأعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولذلك ينبغي أن يحرص الوالدان على غرس الإيمان بالله.
يقول بعض أهل العلم-رحمة الله عليهم- إن الوالد مع ولده يستطيع في كل لحظه أن يغرس الإيمان فالمواقف التي تمر مع الوالد مع ولده ويكون الولد بجواره يذكره فيها بالله ويذكره فيها بوحدانية الله وأن الله قائم على كل نفس بما كسبت وأنه وحده بديع السموات والأرض خالق الكون ومدبر الوجود لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه-سبحانه-، فإذا نشأ هذا القلب على الفطرة ونشأ هذا القلب على التوحيد نشأ على الأصل العظيم الذي فيه سعادته وصلاح دينه ودنياه وآخرته فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله فتأتي هذه الكلمات النيرات والمواعظ المباركة إلى قلب ذلك الصبي وهو على الفطرة وهو على الإيمان لا تشوبه شائبة كما قال-عليه الصلاة والسلام-: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)) فيغرس هذا الايمان علي تلك الفطرة فتكون نوراً على نور يهدي الله لنوره من يشاء وعلى هذا ينبغي أن يحرص الوالدان على غرس الإيمان بالله-عز وجل-، من التربية الايمانية الأمر بالصلاة قال-تعالى-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ} وقال-عليه الصلاة والسلام-: ((مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)) فمن حق الولد على والديه الأمر بالصلاة أن يأمراه بالصلاة في مواقيتها، قال العلماء: يجب على الوالد وعلى الوالدة أن يعلما الولد كيفية الوضوء وكيفية الطهارة، واستقبال القبلة، وصفة الصلاة، والهدي الذي ينبغي أن تؤدي به هذه العبادة.
والله ما علمت ابنك الوضوء فصب الماء على جسده إلا كان لك مثل أجره ولا حفظته الفاتحة أو شيء من كتاب الله فلفظ لسانه بحرف مما علمته إلا كنت شريكا له في الأجر حتى يتوفاه الله-عز وجل- ولو علم ذريته فأنت شريك له في الأجر فمن دعا إلى الهدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيئاً، وما علمته الصلاة فقام في ظلمة ليل أو ضياء نهار بين يدي الله إلا أجرت على قيامه وكان لك مثل أجره وثوابه، فخير كثير وفضل عظيم يتاجر فيه الوالد مع الله-عز وجل- وما قيمة الأولاد إذا لم يقاموا على طاعة الله-عز وجل- ويقاموا على منهج الله وتنشأ تلك النفوس على محبة الله ومرضاة الله والقيام بحقوق الله فلا خير في الولد إذا تنكر لحق الله وإذا ضيع الولد حق الله فسيضيع حقوق من سواه ممن باب أولى وأحرى، فينشأه على اقامة الصلاة ويعوده إنه إذا أذن المؤذن ينطلق إلى بيت الله-عز وجل-
(يُتْبَعُ)
(/)
عامره بذكره، ولذلك أمر النبي- صلى الله عليه وسلم - للصلاة لسبع عند نعومة الصبي وصغر سنه حتى إذا كبر ألف ذلك الشيء واعتاده، كذلك - أيضاً - هذه التربية الايمانية تستلزم التربية على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات وما يكون من الإنسان في معاملته مع الناس: {يَابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
يقول بعض العلماء: هذه الآيات وصايا لقمان منهج في التربية على أكمل شيء، فهو يجمع بين حق الله وحق عباده، بل حتى حظ النفس فقد أمره بما فيه قوام النفس واستقامتها حتى في أخلاقها مع الناس، ولذلك لا تصعر خدك للناس كبرياء وخيلاء ولا تمشي في الأرض مرحاً فالانسان إذا أراد أن يربى ولده يربيه على مكارم الأخلاق فكمال العبد في كمال خلقه كما قال- صلى الله عليه وسلم -: ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)) يعوده الصدق في الحديث وينهاه عن الكذب يعوده حفظ اللسان وينهاه عن أن يرتع لسانه بأعراض المسلمين بالغيبة والنميمة والسب والشتم واللعن، ولذلك نهى النبي- صلى الله عليه وسلم - المؤمن أن يعد فلوه صغيره ثم لا يفي له، نهاه لأن الابن إذا رأى من والديه التقصير بالكذب في الوعد نشأ كاذباً-والعياذ بالله- فالولد يتأثر بوالديه فإن رأي منهما خيراً سار على ذلك الخير وأحبه وإن رأى منها الشر سار على ذلك الشر وأحبه والتزمه حتى يصعب أن ينفك عنه عند الكبر-نسأل الله السلامة والعافية- فلذلك ينبغي أن يعود على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات كما ذكر العلماء في قوله وعمله وقلبه يقولون في قلبه يغرس الوالد في قلب الابن حب المسلمين فلا يغرس في قلبه الحقد عليهم ولا يغرس في قلبه الحسد ولا يغرس في قلبه البغضاء وإنما يغرس في قلبه حب المؤمنين صغاراً وكباراً، حب المسلمين خاصة صالحيهم وعلمائهم ودعاتهم ينشئه على حبهم ولو أخذه معه إلى مجالس الذكر حتى ينشأ على حب العلماء والاتصال بهم والارتياح لهم كل ذلك من الأمور المطلوبه من الوالد حتى يقيم قلب الصبي على طاعة الله.
كذلك ينشأه في لسانه على ما ذكرناه في صدق القول وحفظه عن أعراض المسلمين فإذا جاء يتكلم الابن يعرف أين يضع لسانه وإذا جاء يتحدث يعرف ما الذي يقول وما الذي يتكلم به وهذا يستلزم جانبين ذكرهما العلماء:
الجانب الأول: الأدب الإسلامي، مِن توقي المحرمات في الألسن وتعويده على أصلح ما يكون في طاعة الله من ذكر الله-عز وجل- كالتسبيح والاستغفار ونحو ذلك من الأذكار ويحبب إلى قلبه تلاوة القرآن هذا بالنسبة للجانب الديني.
الجانب الثاني: الجانب الدنيوي يعوده على الحياء والخجل فلا يكون صفيق الوجه سليط اللسان ويقولون جريء والدك على الكلام هذا لا ينبغي إنما ينبغي أن يعود الحياء أولاً ثم إذا كان جريئاً يكون جرئته منضبطه بالحياء كان- صلى الله عليه وسلم - أشد الناس حياء من العذراء في خدرها ويقولون الولد ما يصبح رجل إلا إذا كان جريئاً فتجده يترك الولد يتكلم أمام من هو أكبر منه سناً وتجد الولد يتكلم حتى بقبائح الأمور فيتبسم الوالد ويقول هكذا الابن وإلا فلا، لا والله لا ينشأ الابن على السوء فيكون كاملاً مهما كان ولو كانت الناس تظن أن هذا كمال فإنه نقص، ولذلك لما جاء حويصه يتكلم قال له النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((كبر كبر)) فعلمه الأدب وهو كبير فقال له كبر كبر فإذا جلس بين الكبار لا يتكلم؛ وإنما يكف لسانه ويجلس حيياً مستحياً بالحياء الذي يتجمل به أمام عباد الله-عز وجل- أما أن يعود الجرأة على الكلام والجرأة على الحديث فهذا مما لا تحمد عقباه، فإذا تعود الجرأة من صغره ألفها في كبره؛ لكن يعود الحياء يعود السكوت والإنصات لكبار السن ولا يتكلم بحضرتهم إلا بقدر فإذا كبر وعقل الأمور تكلم عند موجب الكلام وصدر عن انضباط وحفظ لسانه؛ لأنه أعتاد ذلك وألفه وربى عليه. هذه بالنسبة للأمور الدنيوية أنه يعود على أجمل ما يكون عليه من الكلام الطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
والعبارات الطيبه، فإذا خاطب من هو أكبر منه أمر بأن يخاطبه بالإجلال والإكبار والتقدير فلا يرضى الوالد لولده أن يخاطب كبير السن أمامه باسمه؛ وإنما يقول له خاطبه بياعم أو نحو ذلك من الكلمات التي فيها إجلال وتوقير حتى ينشأ الصغير علي توقير الكبير وتلك سنة الإسلام قال- صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولا يرحم صغيرنا)) فلابد من تعويد الابن على توقير الكبير واحترامه وتقديره وإجلاله.
وإذا وفق الله-عز وجل- الوالدين لحب التربية تربية الولد التربية الصالحة فليعلما أن ذلك لا يكون إلا بأمور مهمة إذا أراد الوالد والوالدة أن يقوما على تربية الولد فهناك أسباب تعين على التربية الصالحة:
أولهما وأعظمها وأجلها: الدعاء فيكثر الوالدين من الدعاء للولد يسأل الله-عز وجل- أن يكون الولد صالحاً كما قال الله-تعالى-: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} تكثر من الدعاء لولدك فلعلك أن توافق باباً في السماء مفتوحاً فيستجاب لك، الله أعلم كم من أم وكم من أب دعا لولده دعوة اسعدته في الدنيا والآخرة، أم سليم-رضي الله تعالى عنها- جاءت بأنس إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وقالت: - يا رسول الله - خويدمك أنس أدعو الله له فدعا له النبي- صلى الله عليه وسلم - بخير الدنيا والآخرة فتسببت له في ذلك الخير-رضي الله عنها وأرضاها-.
فيحرص الوالد على كثرة الدعاء أن الله يصلح ذريته والله-تعالى- يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ولا يسأم ولا يمل ولا ييأس من رحمة الله ولا يقنط من روح الله وإنما عليه أن يحسن الظن بالله-عز وجل-.
كذلك أيضاً الأمر الثاني: وهو من الأهمية بمكان مما يعين على التربية الصالحة القدوة الحسنة الأولاد الأبناء البنات لا ينتظرون الكلام بمثل العمل والتطبيق فإذا نشأ الابن وهو يرى أباه على أكمل ما يكون عليه الأب ويرى أمه على أكمل ما تكون عليه الأم تأثر وأصبح متصلاً بهذه الأخلاق الحميدة والآداب الكريمة حتى تصبح سجية له وفطرة لا يتكلفها ولا يستطيع أن يتركها، كذلك البنت إذا نشأت وقد رأت من أبيها الصلاح والاستقامة على الخير ورأت من أمها الصلاح والاستقامة على الخير أحبت الخير وألفته كيف يكون الابن صادقاً وهو ينشأ في بيت يسمع فيه أباه-والعياذ بالله- يكذب فلربما طرق عليه الضيف فيقول: أذهب وقل له ليس بموجود، كيف ينشأ الابن صادقاً في قوله إذا كان والده يعلمه من خلال سلوكه وتصرفاته سيء العادات-والعياذ بالله- وكيف تكون البنت على صلاح واستقامة وهي ترى من أمها التقصير في الصلوات والطاعات نائمة عن فرض الله-عز وجل- أو مضيعة لحق الله في قولها وفعلها فأهم ما ينبغي قي التربية الصالحة القدوة وإذا كان الإنسان قدوة للغير تأثر الغير بكلامه وجعل الله لمواعظه وكلماته وتوجيهاته أثراً في النفوس وانتفع الناس وأنتفع أولاده بما يقول - نسأل العظيم أن يرزقنا القول والعمل -.
كذلك أيضاً من الأمور المهمة: وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها ونختم بها هذا المجلس حق العدل بين الأولاد، وهذا الحق أشار إليه النبي- صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)) فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث كان أهل الجاهلية يفضلون الذكر على الأنثى وكانوا يقتلون الأنثىكما أخبر الله-عز وجل- في كتابه وقال: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ}. فإذا بشر بالإناث تمعر وجهه وتغير وكأنه يبشر بسوء-نسأل الله السلامه والعافية- فلذلك أدب الله-عز وجل- المسلمين على الرضا بقسمة الله-عز وجل-، يرضى الإنسان بالولد ذكراً كان أو أنثى ولا يفضل الإناث عن الذكور ولا الذكور على الإناث؛ وإنما يعدل بين الجميع، كان السلف-رحمهم الله- يعدلون بين الأولاد حتى في القبلة فلو قبل هذا رجع وقبل هذا حتى لا ينشأ الأولاد وبينهم الحقد، ولذلك قالوا إن التفضيل يتسبب في مفاسد أولها يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد على حقده وكراهيته وقد أشار النبي- صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الصحيح للنعمان: ((أتحب أن يكونوا لك في البر سواء؟)) قال: نعم. أي إذا
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت تريدهم في البر سواء فأعدل بينهم وكن منصفاً فيما تسدي اليهم.
كذلك أيضاً من المفاسد التي تترتب على عدم العدل أنها توغر صدور بعضهم على بعض، ولذلك حصل ما حصل بين يوسف وإخوته لأنهم: {قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا}، لذلك لا ينبغي أن يكون الوالد أو الوالدة فى التصرفات والأعمال على تفضيل ولد على ولد وإنما يكون كل منهم على تقوى الله-عز وجل- فيحسنوا إلى الجميع سواء كان ذلك التفضيل من الجانب المعنوى أو الجانب الحسي المادي، فإذا أعطى الابن شيئاً يعطي الأنثى كذلك.
واختلف العلماء في كيفية العدل بين الذكر والأنثى ولهم قولان مشهوران:
القول الأول: قال بعض العلماء: المال الذي يعطيه للذكر يعطي مثله قدراً للأنثى سواء بسواء فإن أعطى هذا ديناراً يعطي هذه ديناراً.
القول الثاني: وقال جمع العلماء: إن العدل بين الأولاد أن يعطي الذكر مثل حظ الأنثثيين وهذا هو الصحيح؛ لأنه قسمة الله-عز وجل- من فوق سبع سموات وقال-تعالى-: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى} فإن الولد تنتابه من المصارف ويحتك بالناس وتكون مصارفه أكثر من الأنثى، ولذلك قالوا: يجعل للذكر مثل حظ الإنثيين وهذا هو مذهب طائفة من أهل العلم وهو الصحيح؛ لأنه قسمة الله-عز وجل- ولا أعدل من الله بين خلقه، الله-عز وجل- عدل بين عباده ففضل الذكر على الأنثى من هذا الوجه وليس في ذلك غضاضه على الأنثى ولا منقصه.
كذلك أيضاً قد تكون هناك موجبات خاصه أستثناها بعض العلماء من العدل فقالوا: إذا كان أحد الأولاد يتعلم أو يقوم على أمر من الأمور المختصه به يختاجها لصلاح دينه أو دنياه فلا بأس أن يخص بالعطيه إذا كان عنده عمل ومحتاج اليه قالوا؛ لأنه من العدل أنه لما تفرغ للعلم أن يعان علىتعلمه، ولذلك يعطى حقه لما تفرغ لهذا العلم الذي فيه نفعه ونفع العباد، وهكذا إذا تفرغ لكي يتعلم حداده أو صناعة أو نحو ذلك فإن والده إذا أراد أن يعطيه من أجل هذا التعلم ينفق عليه على قدر حاجته ولا يلزم بإعطاء الأنثى مثل ما يعطيه أو نصف ما يعطيه؛ لأن الأنثى لا تعمل كعمله فلو أعطى الأنثى مثل ما يعطيه فإنه في هذه الحاله قد ظلم الذكر؛ لأن الأنثى أخذت من دون وجه ومن دون أستحقاق، وعلى هذا فإن من حق الأولاد على الوالدين العدل سواء كان ذلك في الجانب المعنوي أو الجانب المادي وكان بعض العلماء يقول: ينبغي على الوالد أن يرى أحاسيسه ومشاعره، وكذلك على الوالده يرعى كل منهما الأحاسيس والمشاعر خاصة بحضور الأولاد فلا يحاول الوالد أن يميل إلى ولدٍ أكثر من الآخر أثناء الحديث أو يمازحه أو يباسطه أكثر من الأخر؛ وإنما يراعي العدل في جميع ما يكون منه من التصرفات لمكان الغيرة.
- ونسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا في القول والعمل، أنه المرجو والأمل -، والله - تعالى - أعلم.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ
وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(/)
عاشوراء بين الغلو والجفاء للشيخ د/ رضا بوشامة
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:30]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. فهذه إحدى الكلمات الشهرية لشيخنا الدكتور رضا بوشامة من موقع راية الإصلاح
الحمد لله الذي فضل بعض خلقه على بعض، وفضل بين الأيام والشهور والساعات، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته والتزم بهديه إلى يوم المعاد، وبعد:
فسيستقبل المسلمون بعد أيام يوماً من أحب الأيام إلى الله، صامته قريش في الجاهلية، ووجد اليهودَ يصومونه لما قدم المدينة احتفالاً بنجاة موسى عليه السلام، فأمر المسلمين بصيامه، ثم نسخه بصيام رمضان، وبقيت سنة صيامه قائمة، وثوابه دائم، فهم أحقُّ بالرسل من غيرهم؛ لأنَّهم يؤمنون بكل الرسل عليهم السلام، وغيرهم من الأمم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، لذلك حث أتباعه على صيامه، بل همَّ بصيام التاسع إضافة إلى العاشر ليخالف أهل الكتاب في صومهم، فقد كان يحب موافقة أهل الكتاب في أول أمره، ثم لما فتحت مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا أحب مخالفتهم، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يدرك صيام التاسع إذ توفاه الله قبل ذلك.
وقد وردت أحاديث كثيرة في مشروعية صيام يوم عاشوراء وبيان فضله، ذكرها أهل الحديث في كتبهم، منها ما اتفق عليها الشيخان، كحديث عروة عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شاء فليصمه، ومن شاء فليفطره» أخرجه البخاري ومسلم، ومنها أيضاً حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأىاليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيهبني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنةالماضية» وفي رواية: «صيام يومعاشوراءأحتسب علىالله أن يكفر السنة التي قبله» رواه مسلم.
وغيرها من الأحاديث الصحيحة الدالة على فضل صومه.
وبالمقابل رويت أحاديث مكذوبة وضعها الوضاعون، ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل افتراها المفترون لأغراض شتى، حملهم على ذلك الغلو والجفاء في شاب من شباب الجنة، وهو الحسين بن علي رضي لله عنه وأرضاه، ففي يوم عاشوراء من سنة 61 من الهجرة استشهد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحدث الشيطان للطائفتين بدعتين: بدعة الحزن والنوح، وبدعة الفرح والسرور، ولتُنفَّق سوق البدعتين وضع الكذَّابون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث تؤيد المذهبين.
فمما وضعه الرافضة في الحزن يوم عاشوراء ما جاء في «نسخة رَتَن الهندي»، الذي يقول فيه الإمام الذهبي: «وما أدراك ما رَتَن! شيخٌ دجَّال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة فادعى الصُّحبة، والصحابة لا يكذبون؛ وهذا جريء على الله ورسوله، وقد ألفت في أمره جزءا.
وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة؛ ومع كونه كذابا فقد كذبوا عليه جملة من أسمج الكذب والمحال» (1).
وقد وقف ابن حجر على الجزء الذي جمعه الذهبي في أمر رتن الهندي اسمه «كسر وثن رتن»، ذكره الحافظ في «لسان الميزان» فقال: «وقد وقفت على الجزء الذي جمعه الذهبي في أحواله بخطه، وأوله بعد البسملة: سبحانك هذا بهتان عظيم ... ».
إلى أن قال الذهبي: «وقفت على نسخة يرويها عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي، حدَّثني صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلى بن بُندار الدُّنيسري، أخبرنا رتن بن نصر بن كِربال الهندي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... ».
ثم ذكر أحاديث ومنها: «ما من عبد يبكي يوم قُتل الحسين إلاَّ كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل»، وقال: «البكاء في يوم عاشوراء نورٌ تامٌّ يوم القيامة».
قال الذهبي: «فأظن أنَّ هذه الخرافات من وضع موسى هذا، إلى أن قال: وإسنادٌ فيه الكاشغري، والطيبي، وابن مجلى سلسلة الكذب، لا سلسلة الذهب، ولو نُسبت هذه الأخبار إلى بعض السلف لكان ينبغي أن يُنزَّه عنها، فضلاً عن سيد البشر ... » (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا من وضع الرافضة لينفقوا سلعتهم بالكذب على سيد البشر، وهو الذي يقول: «من كذب علي متعمِّدا فليتبوأ مقعده من النار».
وأما الأحاديث الواردة في الفرح والسرور والتوسعة على الأهل والعيال، فكانت من نصيب النواصب المُبغِضين للحسين بن علي رضي الله عنه، فركّبوا أحاديث فيها إظهار الفرح والسرور يوم عاشوراء؛ فرحاً بمقتله عليه رضوان الله، وهذه خيبة وجهل، فمن ذلك الحديث المشهور على الألسنة: «من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر سنته»، وهذا الحديث مرويٌّ من طرق كثيرة، من حديث جابر وابن مسعود وأبي سعيد، وغيرهم، إلاَّ أنَّ أسانيده تدور على كذاب أو متروك أو مجهول، وقد بين عللها الأئمة مثل ابن الجوزي وغيره، وذكر الشيخ الألباني بعض طرق الحديث ثم قال: «وهكذا سائر الطرق مدارها على متروكين أو مجهولين، ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين رضي الله عنه الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام والاكتحال وغير ذلك يوم عاشوراء معارضة منهم للشيعة الذين جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين رضي الله عنه ... » (3).
ومنها أيضاً حديث الاكتحال، المروي من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعاً: «من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً» أخرجه البيهقي في شُعب الإيمان (3517) وابن الجوزي في الموضوعات (1143)، ونقل ابن الجوزي عن الحاكم أنَّه قال: «أنا أبرأ إلى الله من عُهدة جويبر؛ فإنَّ الاكتحال يوم عاشوراء لم يُرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قَتَلةُ الحسين عليه السلام».
والحديث أورده أيضاً الألباني في السلسلة الضعيفة (624) وحكم عليه بالوضع.
ومن الأحاديث الموضوعة أيضا ما أورده ابن الجوزي في كتاب «الموضوعات»، فقال: «باب في ذكر عاشوراء، قد تمذهب قومٌ من الجُهَّال بمذهب أهل السنة، فقصدوا غيظَ الرافضة، فوضعوا أحاديث في فضائل عاشوراء، ونحن بُرآء من الفريقين، قد صح أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء؛ وقال: إنَّه كفارة سنة، فلم يَقنعُوا بذلك حتى أطالوا وأعرضوا وتنوَّقوا في الكذب؛ فمن الأحاديث التي وضعوا:
... عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله عز وجل افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم، فصُوموه ووسِّعوا على أهاليكم فيه، فإنَّه مَن وسَّع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سَنته، فصوموه فإنَّه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليًّا، وهو اليوم الذي نجَّى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحاً من السفينة، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفى هذا اليوم عبر موسى البحر، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة، وأول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء، وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمَن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله، وهو صوم الأنبياء، ومَن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عَبَدَ الله تعالى مثل عبادة أهل السموات السبع، ومَن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاماً ماض وخمسين عاما مستقبل، وبنى له في الملأ الأعلى ألف منبر من نور، ومَن سقى شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومَن أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء، مرَّ على الصراط كالبرق الخاطف، ومَن تصدَّق بصدقة يوم عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومَن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضاً إلاَّ مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينه تلك السنة كلها، ومن أمَرَّ يده على رأس يتيم فكأنما برَّ يتامى ولد آدم كلهم، ومن صام يوم عاشوراء كتبت له عبادة سنة صيامها وقيامها، ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب عشرة آلاف ملك،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب ألف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر أهل سبع سموات، وفيه خلق الله السموات و الأرضين والجبال والبحار، وخلق العرش يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوح يوم عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء، ومَن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم».
قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه، ولقد أبدع مَن وضَعَه وكشف القناع ولم يستحي، وأتى فيه المستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء، وهذا تغفيل من واضعه؛ لأنَّه إنما يسمى عاشوراء إذا سبقه تسعة.
وقال فيه: خلق السموات والأرض والجبال يوم عاشوراء.
وفى الحديث الصحيح: أن الله تعالى خلق التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد.
وفيه التحريف في مقادير الثواب الذي لا يليق بمحاسن الشريعة، وكيف يحسن أن يصوم الرجل يوما فيعطى ثواب من حج واعتمر وقُتل شهيدا، وهذا مخالف لأصول الشرع، ولو ناقشناه على شيء بعد شيء لطال، وما أظنه إلاَّ دُسَّ في أحاديث الثقات، وكان مع الذي رواه نوع تغفيل، ولا أحسب ذلك إلاَّ في المتأخرين ... ». انتهى ما أورده ابن الجوزي رحمه الله.
فهذه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في تخصيص يوم عاشوراء بأعمال وأفعال لم يرد بها الشرع، بل وضعها وضَّاعون لأغراض مذهبية، وقد أبقت أثرا سيئا في هذه الأمة، فترى الناس على ثلاثة أصناف:
صنف يعتبرونه يوم حزن وتألم ويفعلون ما نهوا عنه في الشرع من شق الجيوب ولطم الخدود بل يصل بهم الأمر لسب خيار هذه الأمة.
وصنف جعلوه يوم فرح وسرور، فتنعموا فيه بالمآكل والمشارب، وخصوه بمزيد من التزين والتوسيع على العيال بصنع ألذ المآكل.
وهدى الله الصنف الثالث لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بما حثهم عليه من صيامه.
ورحم الله الإمام ابن القيم إذ يقول: «وأما أحاديث الاكتحال والادهان والتطيب، فمِن وضع الكذابين، وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة، وأهل السنة يفعلون فيها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع» (4).
ولشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه كلام متين في بيان هاتين البدعتين، أورده ليقف القارئ على فوائد عزيزة قد لا يجدها عند غيره، قال رحمه الله: «وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء؛ من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي، وما يفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنتهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يُسَبَّ السابقون الأولون، وتُقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد مَن سنَّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإنَّ هذا ليس واجبا ولا مستحبًّا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنِّياحة للمصائب القديمة مِن أعظم ما حرمه الله ورسوله، وكذلك بدعة السرور والفرح ... أحدث أولئك الحزن، وأحدث هؤلاء السرور، ورووا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ... ، ورووا أنه من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، فصار أقوام يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة، وهذه بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل على الحسين رضي الله عنه، وتلك بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل له وكل بدعة ضلالة ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا، ولا في شيء من استحباب ذلك حجة شرعية؛ بل المستحب يوم عاشوراء الصيام عند جمهور العلماء، ويُستحب أن يُصام معه التاسع ... » (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضا: «وانقسم الناس بسبب هذا يوم عاشوراء الذي قتل فيه الحسين إلى قسمين؛ فالشيعة اتخذته يوم مأتم وحزن يُفعل فيه من المنكرات ما لا يفعله إلاَّ من هو من أجهل الناس وأضلِّهم، وقومٌ اتخذوه بمنزلة العيد؛ فصاروا يوسِّعون فيه النفقات والأطعمة واللباس، ورووا فيه أحاديث موضوعة، كقوله: «مَن وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سَنتِه» وهذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، قال حرب الكرماني: سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: لا أصل له، والمعروف عند أهل الحديث أنه يرويه سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنه قال: بلغنا أنه من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر سنته، قال ابن عيينة: جرَّبناه من ستين سنة فوجدناه صحيحاً.
قلت: ومحمد بن المنتشر هذا من فضلاء الكوفيين، لكن لم يكن يذكر ممن سمعه ولا عمَّن بلغه، ولا ريب أن هذا أظهره بعض المتعصبين على الحسين ليتخذ يوم قتله عيداً، فشاع هذا عند الجهال المنتسبين إلى السنة، حتى روي في حديث أن يوم عاشوراء جرى كذا كذا، حتى جعلوا أكثر حوادث الأنبياء كانت يوم عاشوراء، مثل مجيء قميص يوسف إلى يعقوب ورد بصره، وعافية أيوب، وفداء الذبيح وأمثال هذا، وهذا الحديث كذب موضوع وقد ذكره ابن الجوزي في «الموضوعات»، وإن كان قد رواه هو في كتاب «النور في فضائل الأيام والشهور» وذكر عن ابن ناصر شيخه أنه قال: حديث صحيح وإسناده على شرط الصحيح، فالصواب ما ذكره في «الموضوعات» وهو آخر الأمرين منه، وابن ناصر راج عليه ظهور حال رجاله، وإلاَّ فالحديث مخالف للشرع والعقل، لم يروه أحد من أهل العلم المعروفين في شيء من الكتب، وإنما دُلِّس على بعض الشيوخ المتأخرين ....
والذي صحَّ في فضله هو صومه، وأنه يكفِّر سنة، وأنَّ الله نجَّى فيه موسى من الغرق، وقد بسطنا الكلام عليه في موضع آخر، وبيَّنا أنَّ كلَّ ما يُفعل فيه سوى الصوم بدعة مكروهة، لم يستحبها أحدٌ من الأئمة مثل الاكتحال والخضاب وطبخ الحبوب وأكل لحم الأضحية والتوسيع في النفقة وغير ذلك، وأصل هذا من ابتداع قتلة الحسين ونحوهم، وأقبح من ذلك وأعظم ما تفعله الرافضة من اتخاذه مأتما يُقرأ فيه المصرع، ويُنشد فيه قصائد النياحة، ويُعطِّشون فيه أنفسهم، ويَلطمون فيه الخدود، ويَشقُّون الجيوب، ويدعون فيه بدعوى الجاهلية.
وقد ثبت في «الصحيح» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «ليس منَّا من ضَرَب الخدود وشَقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»، وهذا مع حدثان العهد بالمصيبة، فكيف إذا كانت بعد ستمائة ونحو سبعين سنة؟! وقد قُتل من هو أفضل من الحسين، ولم يجعل المسلمون ذلك اليوم مأتماً، وفي مسند أحمد عن فاطمة بنت الحسين ـ وكانت قد شهدت قتله ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلم يُصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت، فيُحدث لها استرجاعاً إلاَّ أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها»، فهذا يُبيِّن أنَّ السنة في المصيبة إذا ذكرت وإن تقادم عهدها أن يسترجع كما جاء بذلك الكتاب والسنة، قال تعالى: ?وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ?.
وأقبحُ من ذلك نَتفُ النعجة تشبيها لها بعائشة، والطعن في الجبس الذي في جوفه سمن تشبيها له بعمر، وقول القائل: يا ثارات أبي لؤلؤة! إلى غير ذلك من منكرات الرافضة، فإنَّه يطول وصفها.
والمقصود هنا أنَّ ما أحدثوه من البدع فهو منكر، وما أحدثه من يقابل بالبدعة البدعة وينسب إلى السنة هو أيضاً منكر مبتدع، والسنة ما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي بريَّة مِن كلِّ بدعة، فما يُفعل يوم عاشوراء من اتخاذه عيدا بدعة أصلها من بدع النواصب، وما يفعل من اتخاذه مأتماً بدعة أشنع منها، وهي من البدع المعروفة في الروافض» (6).
فحريٌّ بمن رام الخير اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أصول البدع، والحذر منها ومن التشبه بأهلها، نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى السنة ردًّا جميلاً، ففيها الخير والكفاية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(1) ميزان الاعتدال (3/ 70).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) لسان الميزان (3/ 457، 459).
(3) تمام المنة في التعليق على فقه السنة (ص 410).
(4) المنار المنيف (ص 75).
(5) منهاج السنة النبوية (4/ 554 ـ 556).
(6) منهاج السنة النبوية (8/ 148 ـ 153).
المصدر موقع راية الاصلاح ( http://www.rayatalislah.com/kalimah/3achoura-beyn-el-ghoulou-wel-jafa.htm)
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 04:28]ـ
جزاك الله خيرا على النقل، وبارك الله فيك أيها الأخ الحبيب.
وحفظ الله لنا مشايخنا الفضلاء.
وقد كنت أود لو نشرت على صفحات مجلتنا الغراء الإصلاح لما فيها من علم وأدب ورجوع إلى الحق.
وإليك مساجلة علمية لطيفة، حصلت بين عالمين كبيرين من علماء الجزائر الداعين إلى السنة والمحاربين للبدع، بين أبي يعلى الزواوي وأبي عمر البسكري رحمهما الله.حول مسألة التوسعة على العيال في هذا اليوم، وفيها من الفوائد والدروس ما لا يخفى على اللبيب:
وقد كنت أود لو نشرت على صفحات مجلتنا الغراء الإصلاح لما فيها من علم وأدب ورجوع إلى الحق.
ورد على قسم الفتوى من جريدة البصائر العدد (15) ([1]) ـ لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ـ استفتاءٌ هذا نصه:
"سأل السيد محمد بن عبد الله الطنجي الساكن في البُلَيدة بقوله: أفتى بعض الطلبة بجواز التوسعة على العيال يوم عاشوراء، واعتمد في فتواه تلك حديث: ((من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته))، وهل هذا الحديث الذي استدل به صحيح أو حسن أو ضعيف أو موضوع؟ أفيدونا تؤجروا".
فأجاب على هذا الاستفتاء الشيخ أبو يعلى الزواوي رحمه الله ـ وكان هو المتولي قسم الفتوى بالجريدة ـ فأجابه بالتالي:
"أصاب من أفتى بذلك، وإن التوسعة على العيال مطلوبة في المواسم كلها، وفي غير المواسم، قال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَاهُ ?للَّهُ} [الطلاق:7]، والحديث في معجم الطبراني ولفظه: ((من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها)).
قلت: وأجبنا هذا السائل أخذًا لخاطره فقط، ومن حيث السؤال على الحديث، وإلا فإن الإنفاق على العيال لا يُستفتى فيه، إنما يستفتى في عدم الإنفاق إن استطاع وبخل".
وفي العدد (20) ([2]) ورد مقال للشيخ عمر بن البسكري بعنوان: (وتعانوا على البر والتقوى. كتاب كريم إلى أخ كريم) وهذا نصّه:
"من عبد ربه عمر بن البسكري إلى أخيه بل والده الإصلاحي شيخ المصلحين، ومصلح الشيوخ سيدي أبي يعلى سعيد الزواوي أمد الله في عمره لنفع المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد: فقد اطلعت لفضيلتكم بجريدة "البصائر" على ما يتحتم التنبيه عليه؛ والدعوة إلى إصلاح خلله، لما في الأثر: ((المؤمن للمؤمن كالمرآة))، ولما في الصحيح: ((المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)).
ذلك سيدي ما أفتيتم به في العدد الخامس عشر من الجريدة المذكور تحت عنوان: (قسم الفتوى) من تأييد من يقول بجواز التوسعة على العيال يوم عاشوراء، ومعتمد كل منكما على حديث: ((من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته)) لقولكم حرفيًا: أصاب من أفتى بذلك وإن التوسعة على العيال مطلوبة في المواسم كلها وفي غير المواسم قال تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتَاهُ ?للَّهُ}، والحديث في معجم الطبراني ولفظه: ((من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها)) هكذا قلتم حرفيًا.
سيدي أحيط جنابكم علمًا بأن الحديث المذكور يقول فيه حجة الإسلام ابن تيمية ما نصه حرفيًا في كتابه منهاج السنة (ج 4/ص 114): وقد يروي كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب، كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء ـ غير الصوم ـ وفضل الكحل فيه والاغتسال والحديث والخضاب والمصافحة وتوسعة النفقة على العيال فيه ونحو ذلك، وليس في أحاديث عاشوراء حديث صحيح غير الصوم ـ هكذا يقول حرفيًا ـ وتبعه تلميذه ابن القيم وابن رجب وغيرهم. ثم لا يخفى على جنابكم أن الجرح مقدم على التعديل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الآية التي استدللتم بها فهي غير مطابقة لمحل النزاع لأنها في أصل النفقة العامة في سائر الأيام التي تقل وتكثر بحسب رزق المنفق، وهي لم يسألكم عنها السائل وإنما تبرعتم بها توسعة للإفادة العلمية، وذلك حسن ولكن بعد الإفادة المسئول عنها؛ لأن السائل إنما سألكم عن توسعة مخصوصة، في يوم مخصوص، كما لا يخفى ذلك عليكم وما ورد عاما لا يستدل به على أمر خاص، ولو كان ذلك الخاص داخلاً تحت ذلك العام في الجملة كمسألتنا هذه.
فإذا سأل سائل آخر مثلاً عن التقرب بصلاة مخصوصة ليلة المولد النبوي أو القراءة عند القبور فلا يجاب بأن الصلاة مطلوبة في كل وقت لقوله تعالى: {وَمِنَ ?لَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً} [الإسراء:79]، ولا بأن تلاوة القرآن مطلوبة لقوله تعالى: {فَ?قْرَءواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل:20]، أو بقوله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ ?لْقُرْءانَ} [النمل:92].
هذا ومما زاد في تشجيعي على إسداء هذه الكلمة والنصيحة لجنابكم قولكم حرفيًا في العدد السابع عشر من البصائر: (وعلى كل حال فإنني لست ممن يقول: لا أقبل النصيحة ـ إلى أن قلتم ـ: بل إني أقبل النصيحة من أهلها بشرطها).
وختامًا سيدي أرجو إقرار كتابي إن كان حقًا، أو رده إن كان خطأ، والسلام عليكم. معاد من أخيكم".
وفي العدد الذي بعده ([3]) أجاب الشيخ أبو يعلى على تعقب الشيخ عمر، وذلك تحت عنوان: (وتعاونوا على البر والتقوى. إلى أخ فاضل) وكان نص جوابه:
"بسم الله الرحمن الرحيم. من أبي يعلى إلى أخيه في الله ومحبه من أجله سيدي عمر بن البسكري، كثير السلام وبعد: فقد اطلعت على خطابكم الموجه إلي في شأن ذكري الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط جوابًا إلى السائل عن توسعة النفقة على العيال في عاشوراء إلخ ما وقفتم عليه، فالجواب: إني معتمدٌ ذلك كما اعتمده جملة من شراح المختصر الذي به الفتوى في مذهبنا المالكي مثل الدسوقي والعدوي على الخرشي وقال الدسوقي تعليقًا على قول الدردير: ونَدْبُ توسعة على الأهل ما لفظه: (قوله وندب فيه توسعة على الأهل إلخ) اقتصر عليها مع أنه يندب فيه عشر خصال جمعها بعضهم في قوله:
صُم صَلِّ صِل زُرْ عالمًا ثم اغتسل رأس اليتيم امسح تصدَّق واكتحل
وسِّع على العيال قلم ظفرًا وسورة الإخلاص قل ألفًا تَصِل
لقوة حديث التوسعة" اهـ بالحرف، وقال العدوي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من وسع ... )) الحديث، وذكر الحديث بلفظه ولم يعزه للطبراني، وذكره الشرنوبي في خُطَبه، وإني نفسي راجعت الجامع الصغير بعد أن بعثت بالفتيا إلى الجريدة فوجدت الشارح العزيزي يقول بضعف أسانيد الحديث، وهكذا تساهلوا في إيراد الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال فتساهلنا، والحق أن لا يتساهل في الحديث على الإطلاق، وأن لا يعتبر إلا الصحيح تحفظًا من الخطأ والوقوع في الكذب عليه صلى الله عليه وسلم، ولكن ما الحيلة وقد طفح الكيل في كتب الفقهاء ولذلك أقول لك ما قال الأول: وجدت آجرًا وجصًا فبنيت ومكان القول ذا سعة، فإن معضلة الحديث ومشاكله والخلاف فيه أعيى الفحول، وأعجبني ابن كثير الذي تكلم في أصنافه حيث يقول: لا يلزم تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، إنما يلزم اعتبار الصحيح والضعيف فقط. يعني رحمه الله: لا يلزم في الحديث إلا الصحيح حبذاك.
ألا ترون إلى ما جرى ويجري في شأن الحديث الذي أورده ابن حبيب من أتباع مالك في القراءة على الجنازة وهو ـ الحديث ـ ضعيف ثم اعتمده جميع شراح المختصر وكادوا يضربون بذلك على قول إمامهم مالك القائل بالكراهة، والحال أنهم عالمون أن ابن حبيب ضعيف في الحديث كما ذكروا ذلك في ترجمته في الديباج المذهب في أعيان المذهب وقال ابن رشد في بداية المجتهد في باب الجمعة: وأحاديث ابن حبيب لا يحتج بها لأنه ضعيف، ومع ذلك فنحن في ردود مستمرة على هذا الشأن. وإنه مما يجب التحري في الاستدلال [ألاّ يستدل] بالحديث إلا إذا كان صحيحًا وهو صواب ولكنه صعب.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وألهمنا وألهم الأمة للصواب أن تتحفظ وتحذر من الوقوع في الكذب على نبيها. والله المستعان وعليه التكلان".
أخوكم كمال الجزائري.كان الله له
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) الصادر يوم الجمعة 25 المحرم الحرام 1355هـ، الموافق ليوم 17 أبريل 1936م.
([2]) الصادر يوم الجمعة أول ربيع الأول 1355هـ، الموافق ليوم 22 مايو 1936م.
([3]) الصادر يوم الجمعة 8 ربيع الأول.
ـ[الحمداني]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:30]ـ
جزاك الله خيرا على النقل، وبارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 02:15]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 07:31]ـ
بارك الله فيكم .. وحفظ الله شيخنا الدكتور رضا بوشامة(/)
مسائل في المجاز (5) نحاة في اعتزالهم معتزلة في نحوهم ... فهلا أفاق المغترون ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:49]ـ
(5)
وقال ابن جنِّي: بابٌ في أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة: اعلم أن أكثر اللغة مع تأمله مجازٌ لا حقيقة وذلك عامَّة الأفعال؛ نحو: قام زيدٌ , وقعد عمرو , وانطق بشر , وجاء الصيف , وانهزم الشتاء , ألا ترى أن الفعل يفاد منه معنى الجنسية , فقولك: قام زيد , معناه: كان منه القيام , أي: هذا الجنس من الفعل , ومعلوم أنه لم يكن منه جميع القيام , وكيف يكون ذلك وهو جنسٌ , والجنس يطبق جميع الماضي وجميع الحاضر , وجميع الآتي الكائنات من كل منْ وجد منه القيام , ومعلومٌ أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كله الدَّاخل تحت الوهم , هذا محالٌ عند كل ذي لبٍّ , فإذا كان كذلك علمت أن قام زيدٌ مجازٌ لا حقيقة , وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير , ويدلُّ على انتظام ذلك لجميع جنسه , أنك تعلمه في جميع أجزاء ذلك الفعل , فتقول: قمت قومةً , وقومتين , ومائة قومةٍ , وقياماً حسناً , وقياماً قبيحاً , فإعمالك إياه في جميع أجزائه يدل على أنه موضوع عندهم على صلاحه لتناول جميعها , وإنما يعمل الفعل من المصادر فيما فيه عليه دليلٌ؛ ألا تراك لا تقول: قمت جلوساً ولا ذهبت مجيئاً , ولا نحو ذلك , لما لم تكن فيه دلالة عليه , ألا ترى إلى قوله:
لعمري لقد أحببتك الحب كله وزدتك حبّا لم يكن قبل يعرف
فانتظامه لجميعه يدل على وضعه على اغترافه واستيعابه , وكذلك قول الآخر:
فقد يجمع الله الشيئين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
فقوله: كل الظن يدل على صحة ما ذهبنا إليه , قال لي أبو علي: قولنا: قام زيد , بمنزلة قولنا: خرجت فإذا الأسد , ومعناه أن قولهم: خرجت فإذا الأسد تعريفه هنا تعريف الجنس , كقولك: الأسد أشد من الذئب , وأنت لا تريدُ أنك خرجت , وجميع الأُسْد التي يتناولها الوهم على الباب , هذا محالٌ , واعتقاده اختلال , وإنَّما أردت: خرجت فإذا واحدٌ من هذا الجنس بالباب , فوضعت لفظ الجماعة على الواحد مجازاً , لما فيه من الاتساع والتوكيد والتشبيه , أما الاتساع فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد , وأما التوكيد فلأنك عظَّمت قدر ذلك الواحد , بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة , وأما التشبيه فلأنك شبهت الواحد بالجماعة؛ لأن كل واحدٍ منهما مثله في كونه أسداً , وكذلك قولك: ضربت عمراً , مجازٌ أيضاً من غير جهة التجوز في الفعل وذلك إنما فعلت بعض الضرب لا جميعه , ولكن من جهة أخرى , وهو أنك إنما ضربت بعضه لا جميعه , ألا تراك تقول: ضربت زيداً , ولعلك إنما ضربت يده أو إصبعه أو ناحية من نواحي جسده ولهذا إذا احتاط الإنسان واستظهر جاء ببدل البعض , فقال: ضربت زيداً وجهه أو رأسه , ثم إنه مع ذلك متجوزٌ , ألا تراه قد يقول: ضربت زيداً وجهه أو رأسه , نعم , ثم إنَّه مع ذلك متجوزٌ , ألا تراه قد يقول: ضربت زيداً رأسه , فيبدل للاحتياط , وهو إنما ضرب ناحية من رأسه لا رأسه كله ولهذا ما يحتاط بعضهم في نحو هذا , فيقول: ضربت زيداً جانب وجهه الأيمن , أو ضربته أعلى رأسه الأسمق؛ لأن أعلى رأسه قد تختلف أحواله , فيكون بعضه أرفع من بعض.
وبعد , فإذا عرف التوكيد لم وقع في الكلام , نحو نفسه وعينه وأجمع وكله وكلهم وكليهما , وما أشبه ذلك , عرفت منه حال سعة المجاز في هذا الكلام , ألا تراك قد تقول: قطع الأمير اللص , ويكون القطع له بأمره لا بيده , فإذا قلت: قطع الأمير نفسه اللص , رفعت المجاز من جهة الفعل وصرت إلى الحقيقة , لكن يبقى عليك التجوز من مكان إلى آخر , وهو قولك: اللص. وإنما لعله قطع يده أو رجله , فإذا احتطت قلت: قطع الأمير نفسه يد اللص أو رجله. وكذلك جاء الجيش أجمع , ولولا أنه قد كان يمكن أن يكون إنما جاء بعضه , وإن أطلقت المجيء على جميعه لما كان قولك أجمع معنىً , فوقوع التوكيد في هذه اللغة أقوى دليل على شياع المجاز فيها واشتماله عليها , قال ابن جني: وكذلك أفعال القديم سبحانه , نحو: خلق الله السماء والأرض وما كان مثله , ألا ترى أنه عزَّ اسمع لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا , ولو كان حقيقة لا
(يُتْبَعُ)
(/)
مجازاً لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عز وعلا , وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً , لأنه ليست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو , ولسنا نثبت له سبحانه علماً؛ لأنه عالم بنفسه , إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال عمرو , ونحو ذلك (الخصائص: (2/ 449 - 453)) اهـ
قلت: فأطال ابن جني كل تلك الإطالة , ولبَّس كل ذلك التلبيس , وتكلم بما لم يتكلم به عاقل من الناس , فلما ظنَّ أنه أحكم التلبيس صر بالشرِّ وأعلن البدعة , وقال: إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض مجازاً , وأنه لم يخلق أفعال عباده , وأنه سبحانه يعلم ما في السماوات والأرض مجازاً , ولا يعلم أفعال خلقه , وأنه لا يثبت لله سبحانه علماً , تعالى الله عن قوله علواً كبيراً , وذلك الكلام حجةٌ بينة على ضلال ابن جني وشيخه ابن الفارسي وأصحابهم من المعتزلة , وأنهم إنما اتخذوا القول بالمجاز طريقا لنصر بدعتهم , ولا حجة على أن قام وضع في أصل اللغة ليدل على كل قيام كان في الدنيا والآخرة ولكن قام عند العرب والعجم يدل على أنه كان منه قيامٌ , أي قيام ويعرف ذلك القيام بمن ينسب إليه , فإذا قيل: قام زيدٌ. عرف أنه قام قيام رجل من الناس , وكذلك أحب كل الحب , أحب كل حبٍّ يكون رجل من الناس , وكذلك كل فعل , والألف واللام في الأسد وما يشبهه قد يدل على الكل , ويدل على الجماعة والواحد () , ولا حجة على أنها كانت وضعت أولاً للكل ثم نقلت مجازاً للواحد , ولا على أنها كانت وضعت للواحد , ثم نقلت للكل , وما أدري ابن جنِّي ولا غيره أنهم كانوا وضعوها أولا للكل ثم نقلوها للواحد , أو وضعوها ثم نقلوها للكل , وكل ذلك مزاعم لا حجة لها , وقول ابن جني إن الحقيقة ما أقرَّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة , والمجاز ما كان بضد ذلك , هو نفس قول أبي عبد الله البصري المعتزلي , وزاد عليه ابن جني أن كل مجاز فلابدَّ فيه من ثلاث , وهي: التشبيه , والتوكيد , والإتساع؛ وكل ذلك تكلف باطلٌ , وخطأ مبين.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 06:24]ـ
ومثله وأشد منه الزمخشري فإن له مباحث قوية في النحو والبلاغة لكنّه ينطلق فيها غالبًا من معتقده الفاسد عافانا الله من اتباع الهوى
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 01:26]ـ
ولقائل أن يقول: أرجح التكذيب لهذا النقل عن ابن الجني (!)
ولغيره أن يقول: الفاضل قد يفعل ما لا يفعله المفضول، بل لا يفعله من هو من أوضع الناس (!!)
فسبحان الذي يخلق ما يشاء ويختار!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 02:14]ـ
ولقائل أن يقول: أرجح التكذيب لهذا النقل عن ابن الجني (!)
!!!
لو سافر هذا القائل إيطاليا من طريق دكرنس الفردي لكان أهون من قوله هذا ... فكلام ابن جني في كتابه الخصائص ... فأي تكذيب بعد ذلك (؟؟؟!!)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 04:49]ـ
لو سافر هذا القائل إيطاليا من طريق دكرنس الفردي لكان أهون من قوله هذا ... فكلام ابن جني في كتابه الخصائص ... فأي تكذيب بعد ذلك (؟؟؟!!)
كيف يا شيخ؟
قائل ذلك توفي إلى رحمة ربه من عدة قرون، فكيف يسافر إيطاليا؟؟؟
============================== =======
كما يحكى عن ابن جني أنه قال: قول القائل: خرج زيد: مجاز؛ لأن الفعل يدل على المصدر والمصدر المعرف باللام يستوعب جميع أفراد الخروج، فيقتضي ذلك أن زيدًا حصل منه جميع أنواع الخروج؛ هذا حقيقة اللفظ: فإن أريد فرد من أفراد الخروج فهو مجاز. فهذا الكلام لا يقوله من يتصور ما يقول، وابن جني له فضيلة وذكاء؛ وغوص على المعاني الدقيقة في سر الصناعة والخصائص وإعراب القرآن وغير ذلك؛ فهذا الكلام إن كان لم يقله فهو أشبه بفضيلته وإذا قاله فالفاضل قد يقول ما لا يقوله إلا من هو من أجهل الناس؛ وذلك أن الفعل إنما يدل على مسمى المصدر، وهو الحقيقة المطلقة من غير أن يكون مقيدًا بقيد العموم، بل ولا بقيد آخر. فإذا قيل: خرج زيد؛ وقام بكر؛ ونحو ذلك: فالفعل دل على أنه وجد منه مسمى خروج؛ ومسمى قيام؛ من غير أن يدل اللفظ على نوع ذلك الخروج والقيام، ولا على قدره، بل هو صالح لذلك على سبيل البدل لا على سبيل الجمع، كقوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [النساء: 92]؛ فإنه أوجب رقبة واحدة؛ لم يوجب كل رقبة؛ وهي تتناول جميع الرقاب على سبيل البدل، فأي رقبة أعتقها أجزأته. كذلك إذا قيل خرج دل على وجود خروج، ثم قد يكون قليلا؛ وقد يكون كثيرا. وقد يكون راكبا؛ وقد يكون ماشيا؛ ومع هذا فلا يتناول على سبيل البدل إلا خروجا يمكن من زيد. وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود لا على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب , والظن بابن جني أنه لا يقول هذا. . ثم هذا المعنى موجود في سائر اللغات فهل يقول عاقل: إن أهل اللغات جميعهم الذين يتكلمون بالجمل الفعلية التي لا بد منها في كل أمة إنما وضعوا تلك الجملة الفعلية على جميع أنواع ذلك الفعل الموجود في العالم، وأن استعمال ذلك في بعض الأفراد عدول باللفظ عما وضع له؟ ولكن هذا مما يدل على فساد أصل القول بالمجاز إذا أفضى إلى أن يقال: في الوجود مثل هذا الهذيان، ويجعل ذلك مسألة نزاع توضع في أصول الفقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاستراباذي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فقد أثارني عنوان المشاركة أكثر مما وجدته في المشاركة وسبحان الله فقد قسم الأرزاق بين العالمين كما قسم العقول، والنص على تكلف المتدخل في نقله ينقل نظرة حصيفة في اللغة واستعمالها قالها آخر من اعتد بفصاحتهم في كلامهم، فلولا كان الأخ أكثر إنصافاً في زعم النحو الاعتزالي وهو نحو لم نسمع به من قبل بل وجدنا من يسمه بأنه نحو تأثر بالمنطق الأرسطي وهي القضية الأجدر بالطرح إذ إن أبا الفتح وأبا القاسم أفضيا إلى ربهما، ونحن ندعو الله في كل يوم سبع عشرة مرة ونقول اهدنا الصراط المستقيم، وأذكر الإخوة أن أبا سعيد السيرافي المعتزلي هو الذي رد على متى بن يونس المنطقي.
ـ[شلاش]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 10:21]ـ
رحم الله شيخ الإسلام
الأخ نضال نقل عن شيخ الإسلام ما يتعلق بالمجاز , وهو ثابت في كتب ابن جني ونقله العلماء عنه , ولكن شيخ الإسلام تعاظم هذه الزلة والهفوة والتي لا يقول بها عاقل من مثل ابن جني.
والأخ صاحب الموضوع نقل نصاً يشهد باعتزال وضلال ابن جني , وهذا لا مرية فيه , فابن جني وشيخه من المعتزلة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 10:38]ـ
وهذا دليل على أن الإطلاع على أقوال الناس والإحاطة بها أوسع من شيخ الإسلام وغيره .... ولربما وقف المتأخر على ما قد فات المتقدم ... ولربما أدرك الأقل علماً مالم يدرك الأوسع علماً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 12:48]ـ
طبعا، كلام ابن جنى ثابت عنه، وقد نقله ابن القيم بحروفه في الصواعق ذلك المفقود.
وشيخ الإسلام عرف ذلك الكلام بعينه، لكنه من باب (إحسان الظنون) بصاحب الخصائص.
وهذا الظن: أهون من السفر إيطاليا (ابتسامة) - هذا كل ما أردت أنا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 01:01]ـ
هل الخلاف مع ابن جني في هذه المسألة خلاف لفظي أو خلاف حقيقي؟؟
فلتكن اللغة كلها مجازا عند ابن جني، فكان ماذا؟
وإذا تأملنا العنوان الذي صدر به ابن جني كلامه سهل علينا فهم مراده، فإنه قال: (باب في أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة)
وختم الفصل بقوله: (ويدلك على لحاق المجاز بالحقيقة عندهم وسلوكه طريقته في أنفسهم أن العرب قد وكدته كما وكدته الحقيقة)
ومعلوم عند أرباب المجاز أن التوكيد يكون للحقيقة لا للمجاز.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 02:07]ـ
من عشقوا اللغة و علومها يسهل عليهم التخلي عن كل اللغويين المعتزلة الا ابن جني و دائما ما يبررون ذلك بان جهوده جعلت منه ظاهرة يصعب تجاوزها:) ... أقول هذا عن تجربة فقد وجدت الرجل قد رزق من القبول عند من عرفتهم من طلبة علوم اللغة ما يتسامحون معه في أشياء لا يتسامحون فيها مع غيره فلعل المذاكرة تقود الشيوخ الى بيان ما للرجل و ما عليه فيكون موضوعا فريدا مفيدا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 02:13]ـ
كون ابن جني من المعتزلة ليس له علاقة بالتخلي عنه، فإننا لو تخلينا عن كل معتزلي، وعن كل أشعري، وعن كل من له اعتقاد يخالف اعتقاد السلف، فلن يصفو لنا إلا أقل القليل من كتب أهل العلم في جميع الفنون، وليس في اللغة فقط.
وحتى سيبويه الذي وصف بأنه من أهل السنة لم ينقل إلينا كتابه إلا عن طريق الأخفش الأوسط، وهو معتزلي أيضا، وهو شيخ ابن جني في الاعتزال.
والزمخشري من أكبر أئمة الاعتزال، ومع ذلك فكتبه لا يستغني عنها طالب العلم، وجميع العلماء من جميع الطوائف ينقلون عنها.
والرازي والآمدي وكذا الجويني من أكبر أئمة الأشاعرة (الجهمية المتأخرة) ومع ذلك فكتبهم لا يستغني عنها طالب العلم.
والمقصود أنه لا يلزم من كون العالم معتزليا أن يرد كل كلامه في وجهه، ولا أن يستبعد كل ما ينقله من العلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 12:36]ـ
وختم الفصل بقوله: (ويدلك على لحاق المجاز بالحقيقة عندهم وسلوكه طريقته في أنفسهم أن العرب قد وكدته كما وكدته الحقيقة)
وكدت
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 12:57]ـ
سبحان الله!
الإخوة شرّقت وغرّبت ونسيت أصل الموضوع الذي يدل عليه عنوانه:
((نحاة في اعتزالهم معتزلة في نحوهم))
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخذوا يناقشون قضايا هامشية جدًّا
فيدافع أحدهم:
والنص على تكلف المتدخل في نقله ينقل نظرة حصيفة في اللغة واستعمالها قالها آخر من اعتد بفصاحتهم في كلامهم
وبعضهم يتساءل:
هل الخلاف مع ابن جني في هذه المسألة خلاف لفظي أو خلاف حقيقي؟؟
وثالث يقرّر:
من عشقوا اللغة و علومها يسهل عليهم التخلي عن كل اللغويين المعتزلة الا ابن جني
ناسين أو متناسين أن خطورة كلام ابن جني تكمن فيما قرّر بعد ذلك.
حيث ربط مبحثه ذلك بإنكار صفات الله تبارك وتعالى حين قال:
((وكذلك أفعال القديم سبحانه؛ نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله؛ ألا ترى أنه -عزّ اسمه- لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا، ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عزّ وعلا. وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً؛ لأنه لست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو. ولسنا نثبت له سبحانه علما؛ لأنه عالم بنفسه، إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال علمه بجلوس عمرو ونحو ذلك.))
ويقول بعده أيضا:
((وأما قول الله عز وجل: " وكلم الله موسى تكليماً " فليس من باب المجاز في الكلام بل هو حقيقة؛ قال أبو الحسن: خلق الله لموسى كلامًا في الشجرة، فكلّم به موسى، وإذا أحدثه كان متكلماً به.))
ويردّ على من اعترض على هذه الحماقات بقوله:
((فإن قلت: أرأيت لو أن أحدنا عمل آلة مصوتة وحركها واحتذى بأصواتها أصوات الحروف المقطعة المسموعة في كلامنا أكنت تسميه متكلماً وتسمي تلك الأصوات كلاماً؟.
فجوابه ألا تكون تلك الأصوات كلاماً، ولا ذلك المصوت لها متكلماً. وذلك أنه ليس في قوة البشر أن يوردوه بالآلات التي يصنعونها على سمت الحروف المنطوق بها وصورتها في النفس؛ لعجزهم عن ذلك. وإنما يأتون بأصوات فيها الشبه اليسير من حروفنا؛ فلا يستحق لذلك أن تكون كلاماً، ولا أن يكون الناطق بها متكلماً؛ كما أن الذي يصور الحيوان تجسيماً أو ترقيماً لا يسمى خالقاً للحيوان، وإنما يقال مصور وحاك ومشبه. وأما القديم سبحانه فإنه قادر على إحداث الكلام على صورته الحقيقية وأصواته الحيوانية في الشجرة والهواء، وما أحب سبحانه وشاء. فهذا فرق.))
فأي نحو في هذا الكلام؟
وأي علم أتى به نحرص عليه؟
فليذهب ابن جنّي حيث يذهب.
ولتذهب كتبه حيث تذهب.
فضرّها أكثر من نفعها.
وشرّها أذهب خيرها.
وسلامة الإيمان وصحة الاعتقاد خير من سلامة اللسان من اللحن والفساد.
ولا يظن ظان أني أنفي وجود القليل من النفع في كتبه وكتب غيره من أرباب البدع.
بل ما استوعبت كتب أحد في علم اللغة قراءةً استيعابي كتب ابن جني بقدر ما توفّر لي منها.
ولكن ما ذكرتموه قد يُغري بعض صغار طلاب العلم لمطالعة كتب ذلك الضالّ بلا علم ولا هدى فيضل بما فيها لحسن الظن الناتج عن سوء الفهم.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[الاستراباذي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 01:15]ـ
لمطالعة كتب ذلك الضالّ بلا علم ولا هدى فيضل بما فيها لحسن الظن الناتج عن سوء الفهم.
عجباً للكلام حين يسهل في الوصف والتصنيف. فهلا حفظت للرجل على ما تزعم من ضلاله ما قرأت، ولكنه زمن عجيب تتجسد فيه النفعية والذرائعية فيمن يظن أنهم أبعد الناس عنها.
رحم الله أبا الفتح فقد كان الخلاف لفظيا فقط لا غير وهذا أحسن الوجوه في كلامه حملا عليه، بله أن نقول أنه اجتهد فأخطأ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:16]ـ
يا شيخنا الفاضل، لا شك أن كلام ابن جني في هذه المسائل باطل واضح البطلان، ولذلك لم نناقشه؛ لأنه لا يحتاج لمناقشة.
وليس معنى أننا تطرقنا إلى مناقشات فرعية أننا نوافقه على أصول المعتزلة.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:42]ـ
رحم الله أبا الفتح فقد كان الخلاف لفظيا فقط لا غير.
سبحان الله!
يقول:
ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقًا للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عزّ وعلاوالخلاف لفظي فقط لا غير!
ويقول: ولسنا نثبت له سبحانه علمًا والخلاف لفظي فقط لا غير!
ويقول: خلق الله لموسى كلامًا في الشجرةوالخلاف لفظي فقط لا غير!
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:57]ـ
إذًا فما معنى دعوى أن الخلاف لفظي؟ وأنا أكاد أجزم أن ابن جني ما قال ما قاله، ولا ادّعى ما ادّعاه من باطل لا يوافقه عليه عاقل إلا للتوّصل به إلى مذهبه الفاسد.
وإلا فلو جاء رجل من أهل السنة يناظر فرخا من أفراخ المعتزلة ويبيّن له أن هناك المئات من الآيات التي تخالف مذهبه الفاسد في نفي الصفات جملة.
فسيرد ذلك الضالّ: أكثر الكلام مجاز لا حقيقة.
فيقول ناصر السنة: هذا الكلام غير صحيح. فما دليلك عليه.
فيقول ذلك المتجهّم: قد قاله العالم اللغوي الفذّ أوحد زمانه الحجة في اللسان والبيان أبو الفتح ابن جني في كتابه الفذّ الخصائص في: باب في أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة.
فيقول السنّي: لكن هذا الكلام لم يوافقه عليه أحد.
فيقول المعتزلي: بل وافقه عليه أئمة أهل السنّة الكبار في المجلس العلمي، وأقصى ما ذهبوا إليه أن الخلاف معه خلاف لفظي، وهذا لا يؤثر في أصل المسألة!!!!!!!!!!!!!!!!!
يا أبا مالك لا تذهب بك المذاهب.
وليس معنى أننا تطرقنا إلى مناقشات فرعية أننا نوافقه على أصول المعتزلة.
ألستَ القائل:
الأخ خليل الفوائد .... انظر هنا لو تكرمت:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=75686
ويرجى التكرم بعدم الخروج عن الموضوع، ومن أراد نقاش أصل مسألة المجاز فليفعل في الرابط السابق.!!!!!!!!!!!!!!!!
أحرام على بلابله الدو ... ح حلال للطير مِن كلّ جنس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 03:25]ـ
النحاة معتزلة كانوا أم أشاعرة ....
البلاغيون معتزلة كانوا أم أشاعرة ...
الأصوليون معتزلة كانوا أم أشاعرة ...
كل أولئك ساقوا الباطل متدثراً بإهاب الحق ... متجلبباً بجلباب العلم النزيه الذي لا غرض له سوى تقرير العلم ... وهم في ذلك يدافعون عن تقرير ماهو حق في ظنهم واعتقاد صدق عندهم ...
ونحن نقر بأنه لا مانع من أن يستفاد مما عندهم من الحق لمن كان أهلاً للتمييز ....
لكن الواقع الذي لا سبيل لدفع وقوعه =أن شبههم وضلالهم المتدثر بإهاب العلم قد دخل بالفعل على من يُظن أنه أهل للتمييز .. بل دخلت بدعهم على علماء أفذاذ .. وطلاب علم نبهاء ..
والميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم يستوجب ألا نكف عن النصح والتبيين ...
نعم هناك مسائل سيختلف معنا البعض هل هي من هذا الجنس أم لا ...
وهذه طبيعة البحث وأحد لوازم الاجتهاد ....
المهم ألا نختلف على أن هؤلاء فعلاً ساقوا ضلالهم في ثوب نحوي بلاغي أصولي ...
وألا نختلف على وجوب النصح والكشف والتبيين ..
وألا نختلف في أن حصول هذا منهم لا يستوجب طرح علمهم بالكلية ... وإنما يستوجب الحذر البالغ واستحضار مسائل اعتقاد أهل السنة عند النظر في كتبهم ...
وقد تعمدت سوق هذا النص من كلام ابن جني؛لأخفف من غلواء التقديس له ولنظرائه وأي شيء أقدر على هذا التخفيف من عقيدة البراء من أهل البدع ... ولأبين أن القضية ليست أسماء وصفات فقط ... بل قضية العربية بأثرها .. والتي أوشك دين الناس أن يفسد لما أحدثه ابن جني والفارسي وعبد القاهر في العربية من فساد ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 03:52]ـ
الخلاف اللفظي الذي أقصده هو في تسمية هذا الشيء أو ذاك مجازا أو حقيقة، فإن ابن جني يزعم أن قولنا (قام زيد) مجاز، مع أنه ولا شك قد صدر منه قيام ما، فابن جني لا ينفي صدور نوع من أنواع القيام من زيد، ولكنه علل كونه مجازا بأنه لم يصدر منه كل قيام متصور في الذهن، وأنا لا أتكلم عن صحة كلامه من خطئه، ولكن أتكلم أنه بناء على اصطلاح ابن جني يكون (خلق الله السموات والأرض) مجازا بهذا المعنى، وبذلك يكون الخلاف معه لفظيا؛ لأن خلق السموات والأرض لم يحصل قطعا بكل الاحتمالات المتصورة في الذهن.
فهذا هو المقصود من كون الخلاف لفظيا.
أرجو أن أكون وضحت المراد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:10]ـ
لا شك أن الضلال قد وقع في كتب كثير من أهل العلم، ولا سيما من المعتزلة والأشاعرة، وليس ذلك مختصا بالنحو والبلاغة والأصول، بل هو موجود في كل العلوم تقريبا.
ولكن هذا لا يعني أن نتكلم فيما لا نعلم، ولا أن نرد كلامهم بمجرد رأينا من غير أن نسند كلامنا لأهل العلم المتقنين.
فإن الأمة بحمد الله لا تجتمع على ضلالة، ولا يخلو عصر من عصور الإسلام من وجود أهل للحق يحملونه ويبلغونه، ويردون الباطل ويزيفونه.
فإن كنا نرد كلام بعض أهل العلم استنادا إلى كلام علماء آخرين حملوا الحق وبلغوه، فهذا لا إشكال فيه.
أما إن كنا نزعم أن جميع اللغويين أخطئوا، أو أن جميع النحويين أخطئوا، أو أن جميع البلاغيين أخطئوا، أو أن جميع الأصوليين أخطئوا .... إلخ، فلا شك أن هذا كلام لا ينبغي أن يلتفت إليه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:12]ـ
إذًا الخلاف بيننا وبين المعتزلة في الفاسق الملي خلاف لفظي أيضا.
فنحن نقول: فاسق ملّي ولا نخرجه من الملة خلافا للخوارج
وهم يقولون: في منزلة بين المنزلتين ولا يخرجونه من الملة خلافا للخوارج أيضا
لكنهم يحكمون له في النهاية بالخلود في النار.
فلو أتى آتٍ وقال أنا لا أعتقد مثلهم أنه خالد في النار لكن أرى الخلاف في تسميته فاسق أو في منزلة بين منزلتين خلافا لفظيا. أكنت ترضى قوله؟
إن الاختلاف في إطلاق الألفاظ إذا أريد منه تقرير مذهب معين لا يعتبر اختلافا لفظيا يا مولانا.
وابن جني هنا ما حلّق في أفق الخبل اللغوي والخلل الذهني إلا لغرض خبيث في نفسه قد ظهر القليل منه في لفظه.
ولذلك قال شيخ الإسلام عن هذا الكلام: ((وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود لا على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب))
فبقول مَن ناخذ؟
قول أبي مالك: إنه خلاف لفظي!!!!
أم قول ابن تيمية: إنه كلام حيواني!!!
{ليسوا سواء}
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:43]ـ
شيخنا أبا مالك حفظكم الله؛
لا شك أن الخلاف مع ابن جنى في هذه المسالة حقيقي وليس لفظيا.
لأن ابن جنى نفسه قد عرّف مصطلحه بما لا يدع المجال للاعتذار. قال: (الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة، والمجاز: ما كان بضد ذلك). فإذا قال بعد هذا أن (قام زيد) مجاز، فلا ريب أن معناه عنده: أن الفعل موضوع في اللغة للشمول؛ أي هو في أصل اللغة موضوع لجميع أفراده مجتمعة، فإذا استعمله المستعمل للدلالة على بعض أفراده فقط، فقد تجوز عن الحقيقة الوضعية. وهذا واضح.
شيخنا عيد حفظكم الله؛
أرى أن قول شيخ الإسلام (وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود لا على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب) إنما يتوجه على من جمع بين نفي المجاز في مثل (خرج زيد) وبين قول ابن جنى في حقيقة الفعل. وإلا، فابن جني نفسه لا يقول إن اللفظ في ذلك السياق يقتضي العموم والشمول، بل قال إنه في ذلك الاستعمال يقتضي بعض معانيه الحقيقي، ولذلك سماه: (مجازا).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:47]ـ
طيب يا مشايخنا الأفاضل
أنا عندي سؤال، وأرجو أن يجاب عنه بوضوح قبل أن أعلق على باقي كلامكم
ابن جني عنده: (قام زيد) مجاز؛ لأنه لم يصدر منه كل أنواع القيام، لو افترضنا صحة مفهوم ابن جني للمجاز، فبناء عليه هل يكون (خلق الله السموات والأرض) مجازا أو حقيقة؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:59]ـ
طيب يا مشايخنا الأفاضل
أنا عندي سؤال، وأرجو أن يجاب عنه بوضوح قبل أن أعلق على باقي كلامكم
ابن جني عنده: (قام زيد) مجاز؛ لأنه لم يصدر منه كل أنواع القيام، لو افترضنا صحة مفهوم ابن جني للمجاز، فبناء عليه هل يكون (خلق الله السموات والأرض) مجازا أو حقيقة؟
يا أبا مالك!
ما هذا عهدي بك.
كيف تريد أن نفترض باطلا ثم نبني عليه؟
هل هذا منهج علمي؟
أرأيت ماذا خطت يداك؟ سأخط لك مثله وأجبني أنتَ عليه:
تقول
لو افترضنا صحة مفهوم ابن جني للمجاز، فبناء عليه هل يكون (خلق الله السموات والأرض) مجازا أو حقيقة؟
أقول قياسا:
لو افترضنا صحة تصوّر النصارى أن لله ولدا فبناء عليه هل يكون اعتقادهم أن عيسى ابن الله كفرا أو إيمانا؟
وأقول:
لو افترضنا صحة مفهوم الشيعة عن الإمامة، فبناء عليه هل يكون اعتقادهم فيها صوابا أو خطأ؟
وأقول
........................
ما لَك يا أبا مالك، ما كنت قبل ذلك كذلك، فثب إلى رشدك. الله يصلح حالك.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:02]ـ
طلبٌ للشيخين تعلّما واستفادةً:
1 - أطلب من الشيخ أبي مالك أن يبين - ولو اختصارا - أهم المؤاخذات على ابن جني في نظرياته اللغوية؛
2 - وطلبي من الشيخ عيد أن يبين أهم الفوائد والمنافع مما حبّر ابن جني في (الخصائص) بما قد استوعبتموه؛
وجزاكما الله خيرا كثيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:11]ـ
طيب يا مشايخنا الأفاضل
أنا عندي سؤال، وأرجو أن يجاب عنه بوضوح قبل أن أعلق على باقي كلامكم
ابن جني عنده: (قام زيد) مجاز؛ لأنه لم يصدر منه كل أنواع القيام، لو افترضنا صحة مفهوم ابن جني للمجاز، فبناء عليه هل يكون (خلق الله السموات والأرض) مجازا أو حقيقة؟
بارك الله فيكم شيخنا. . . ليس الخلاف في هذه النقطة، بل في أصل كلامه القائل إن الفعل دال على مسمى المصدر الذي هو عنده " جميع الأفراد التى يمكن أن يتصور مجتمعةً ". ولازم الباطل باطل، ومجرد التزام المبطلين بأساسيات أباطيله لا يجعل الخلاف معه (لفظيا).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:18]ـ
يا جماعة الخير لماذا تستبقون الأحداث، ولماذا يا شيخ عيد تستبق الكلام؟
أنا أقول: لو افترضنا أن (أ) صحيحة، فهل (ب) تكون صحيحة؟
وليس مقصودي من ذلك أن أصحح أيا منهما، وإنما مقصودي شيء آخر سيأتي بيانه بعد الجواب عن سؤالي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:21]ـ
يا أبا مالك!
ما هذا عهدي بك.
كيف تريد أن نفترض باطلا ثم نبني عليه؟
هل هذا منهج علمي؟
سامحك الله يا شيخنا!
هل أنا بنيت عليه شيئا؟ أنا لم أتعد مجرد السؤال، ولم أذكر بعد ما أريد من هذا السؤال.
وافتراض الباطل لا يعني الموافقة عليه يا شيخنا، وهذا منهج قرآني معروف، قال تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، فهل هذا الفرض صحيح (فيهما آلهة إلا الله)؟
وقال تعالى: {لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء}، فهل هذا الافتراض صحيح (أراد الله أن يتخذ ولدا)؟!
أجب فقط عن سؤالي يا شيخنا، وسيتضح لك مرادي.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:23]ـ
حتى أنت يا نضال! فليَمُتْ بولوبيف كيزَر!!!!!
شيخنا عيد حفظكم الله؛
أرى أن قول شيخ الإسلام (وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود لا على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب) إنما يتوجه على من جمع بين نفي المجاز في مثل (خرج زيد) وبين قول ابن جنى في حقيقة الفعل. وإلا، فابن جني نفسه لا يقول إن اللفظ في ذلك السياق يقتضي العموم والشمول، بل قال إنه في ذلك الاستعمال يقتضي بعض معانيه الحقيقي، ولذلك سماه: (مجازا).كيف وقد فهم ابن تيمية أن هذا مقتضى قوله فقال:
((وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود لا على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب , والظن بابن جني أنه لا يقول هذا))
فابن تيمية استبعد أن يكون ابن جني هو قائل الكلام لأنه ليس له معنى إلا ما ذكرته لك.
وابن تيمية لا يقول: إنه يقصد أن اللفظ في ذلك السياق يقتضي العموم.
وإنما يقول: إنه يقصد أن هذا اللفظ يقتضي العموم بغض النظر عن هذا السياق المعيّن
فعلامَ تدافع يا نضال؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:24]ـ
أقول قياسا:
لو افترضنا صحة تصوّر النصارى أن لله ولدا فبناء عليه هل يكون اعتقادهم أن عيسى ابن الله كفرا أو إيمانا؟
وأقول:
لو افترضنا صحة مفهوم الشيعة عن الإمامة، فبناء عليه هل يكون اعتقادهم فيها صوابا أو خطأ؟
لو افترضنا صحة تصور النصارى أن لله ولدا - تعالى الله - فبناء عليه لا يمكننا أن نقول: إن قولهم عيسى ابن الله كفرا.
ولا يمكنك أبدا أن تدعي عدم تلازم هذين الأمرين إلا بعد فساد التصور، فكون القول بأن عيسى ابن الله كفرا يستلزم عدم صحة تصور أن لله ولدا، فلا يمكن أن يكون الأول صحيحا والثاني فاسدا، وهذا واضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:29]ـ
ليس الخلاف في هذه النقطة، بل في أصل كلامه القائل إن الفعل دال على مسمى المصدر الذي هو عنده " جميع الأفراد التى يمكن أن يتصور مجتمعةً ". ولازم الباطل باطل، ومجرد التزام المبطلين بأساسيات أباطيله لا يجعل الخلاف معه (لفظيا).
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
وهل أنا قلت إن الخلاف هو في هذه النقطة يا أخي الكريم؟
أنا أسأل سؤالا واضحا فيه علاقة لازم بملزوم، وأما ما ينبني على هذا السؤال فلم أذكره.
السؤال المطلوب هو: لو كان مفهوم ابن جني للمجاز صحيحا في (قام زيد) - وهذا (أ)
فهل ينتج من ذلك أن قولنا (خلق الله السموات والأرض) - وهذه (ب)
فهل (أ) تستلزم (ب) أم لا؟ ولماذا؟
يا أخ نضال أنت أستاذ رياضيات، فهل قولنا: (أ يستلزم ب) معناه أن (أ) صحيحة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:32]ـ
يا شيخ عيد!!
ابن جني زعم أن هذا هو ما يقتضيه اللفظ في أصل وضعه، ولم يزعم ابن جني ولا غيره أن هذا هو ما يقتضيه اللفظ في الاستعمال، وهذا واضح من كلامه. وشيخ الإسلام يرد على هذه الجزئية.
فهذا معنى كلام الشيخ نضال.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:39]ـ
حتى أنت يا نضال! فليَمُتْ بولوبيف كيزَر!!!!!
أضحك الله سنك!!
لعل الشيخ نضالا لم يسمع بهذا البولو! من أصله.
وبلاش الحاجات دي يا شيخنا، أحسن الشيخ نضال يقولك: فليمت الفولتو! (ابتسامة)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:43]ـ
وافتراض الباطل لا يعني الموافقة عليه يا شيخنا، وهذا منهج قرآني معروف، قال تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، فهل هذا الفرض صحيح (فيهما آلهة إلا الله)؟ والله الذي لا إله غيره غَلب على ظني أن هذه الآية سترد على ذهنكم وأنا أكتب مشاركتي يا مولانا لما علمته من سرعة استحضاركم للأدلة.
لكني كنت أظن أنك سيتبين لك الفرق بينها وبين مورد خلافنا، وأنها لا تسعف لما ألزمتك به.
لكن خاب ظني.
ولا أريد أن أدخل في نقاش في الفرق بينهما هنا، حتى لا تتشتت الأذهان.
ولكن أقول لك: إن ما قاله ابن جني لوازمه أخطر مما تتخيل.
بل لقد التزموا هم بأشياء بناء على هذا المفهوم يلفظها كل قلب سليم ويأباها كل عقل صحيح.
وسأورد نتفا من كلامهم في تفسير القرآن الذي بنوه على هذا المفهوم الفاسد، ولن أعزوه لقائله ولا لموضعه؛ تاركا ذلك لمن أراد أن يرى هول الأمر بنفسه إذا فتش في كتبهم.
فاسمع منّي يا مولانا ما خطّته أيديهم:
{إن الله على كل شيء قدير} مجاز؛ لأنه لا يقدر على نفسه أن يضرّها أو يغيّرها.
{والله بكل شيء عليم} مجاز لأنه لا يعلم الممتنع كيف يكون كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما
{وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} مجاز؛ لأنه لا يحيط علما بذاته؛ لأن الإحاطة تقتضي التحيّز وذاته غير متحيزة
{الله خالق كل شيء} مجاز لأنه لم يخلق نفسه ولا الشر ولا العدم ولا الممتنع وكلها تسمى شيئا.
و ... و ... و ... و ... و ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:45]ـ
ومما يستملح ذكره من غلبة مصطلحات الاعتزال على القوم وإن لم يكن في سياق تقرير الضلالة ما بوب له ابن جني بقوله: ((باب في الحكم يقف بين الحكمين))
ومما ذكر فيه: ((وكذلك أيضاً سواءً قوله:
يا مرحباه بحمار ناجيه ... إذا أتى قربته للسانيه
فثبات الهاء في مرحباه ليس على حد الوقف، ولا على حد الوصل: أما الوقف فيؤذن بأنها ساكنة: يا مرحباهْ. وأما الوصل فيؤذن بحذفها أصلاً: يامرحبا بحماز ناجية. فثباتها إذاً في الوصل متحركة منزلة بين المنزلتين.))
وقوله: ((فإثبات الياء مع التضعيف طريف. وذلك أن التثقيل من أمارة الوقف، والياء من أمارة الإطلاق. فظاهر هذا الجمع بين الضدين؛ فهو إذاً منزلة بين المنزلتين))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:46]ـ
يا شيخنا الفاضل، لماذا التسرع؟
هل تظن أنني أوافق ابن جني على ما يقوله؟
أنا فقط أريد أن أبين شيئا معينا في هذا الباب، وهو موطن الخلاف اللفظي وموطن الخلاف الحقيقي؟
وأنا أعرف أن كلام ابن جني لوازمه خطيرة، ولكن هذا ليس سؤالي من أصله.
يا شيخنا أجب فقط عن سؤالي وستريح وتستريح
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:55]ـ
وبلاش الحاجات دي يا شيخنا، أحسن الشيخ نضال يقولك: فليمت الفولتو! (ابتسامة) أخبرني يا أبا مالك، كيف يقول ذلك.
إلا إن بات عند خالتو، وذاق قبلُ المولتو.
فكلامك ضرب من الألغاز، لا يدخل في حدّ الحقيقة أو المجاز.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:59]ـ
يا شيخنا أجب فقط عن سؤالي وستريح وتستريح
هل تراني على آلة حدباء محمولا حتى أكون مستريحا ومستراحا منه؟
أجب أنتَ وأرحنا يا مولانا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:59]ـ
يبقى بيان أن اللازم الذي قاد ابن جني إلى القول بأن الخلق مجاز هو أنه يقول بأن الله لم يخلق أفعال العباد ...
يقول في المحتسب لأحد مناظريه: ((ألا تراك تقول: خلق الله كذا،أفتظن أن هذا ينتظم كل خلق في الوهم؟
فإن قلت: نعم لزمك أن يكون هو الخالق لأفعال العباد ومذهبك ناف لهذا عندك ... ))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 07:47]ـ
حتى أنت يا نضال! فليَمُتْ بولوبيف كيزَر!!!!!
كيف وقد فهم ابن تيمية أن هذا مقتضى قوله فقال:
((وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود لا على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب , والظن بابن جني أنه لا يقول هذا))
فابن تيمية استبعد أن يكون ابن جني هو قائل الكلام لأنه ليس له معنى إلا ما ذكرته لك.
وابن تيمية لا يقول: إنه يقصد أن اللفظ في ذلك السياق يقتضي العموم.
وإنما يقول: إنه يقصد أن هذا اللفظ يقتضي العموم بغض النظر عن هذا السياق المعيّن
فعلامَ تدافع يا نضال؟
يا شيخ. . . ما لي ولبولو بولوبيف بولوبيف؟!
- قال شيخ الإسلام:
(وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب).
- وقال ابن جنى:
(معلومٌ أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كله الدَّاخل تحت الوهم، هذا محالٌ عند كل ذي لبٍّ).
فأجبروني - بارك الله فيكم -: مالفرق بين القولين بأبي أنتم وعمّي؟؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:10]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
وهل أنا قلت إن الخلاف هو في هذه النقطة يا أخي الكريم؟
أنا أسأل سؤالا واضحا فيه علاقة لازم بملزوم، وأما ما ينبني على هذا السؤال فلم أذكره.
السؤال المطلوب هو: لو كان مفهوم ابن جني للمجاز صحيحا في (قام زيد) - وهذا (أ)
فهل ينتج من ذلك أن قولنا (خلق الله السموات والأرض) - وهذه (ب)
فهل (أ) تستلزم (ب) أم لا؟ ولماذا؟
يا أخ نضال أنت أستاذ رياضيات، فهل قولنا: (أ يستلزم ب) معناه أن (أ) صحيحة؟
وفقكم الله شيخنا الفاضل. .
واضح أنني نقلت فيما سبق تعريف ابن جنى لمصطلح (المجاز) عنده، وهو: (ما استعمل علي غير أصل وضعه في اللغة). يعنى أن معنى (قام زيد) عنده في أصل اللغة يدل على حصول جميع أنواع القيام وأفراده مما هو المتصور وممكن لزيد. وهنا نازعناه نزاعًا حقيقيًّا. فإن هذا الكلام عندنا أصله: (قام زيد قيامًا)، وعند ابن جنى: (قام زيد قومةً واحدةً بهيئةٍ معينةٍ) لا بمطلق القيام ولا بجنسه - لأنه زعم أن " الجنسية " يساوي " مجموع الأفراد " (وهو عندنا: مطلق الفرد لا بعينه).
فكأني بابن جني في الفصل الرياضي أقول:
(أ) عدد أرجل البقر، وهو نصف (ب) الذي هو عدد رجل الديك؛ وقيمة (أ) = 3، فقيمة (ب) = 6.
فنحن لا ننازعه في هذا الاستلزام، بل نوافقه مائة في المائة (لاحظوا الفرق بين "الموافقة" وبين "الخلاف اللفظي").
وإنما ننازعه في صحة تقديره لقيمة (أ)،
ولم نوافقه كذلك أن هذه (أ) نصف تلك (ب) - بل قد يكون العكس هو الصحيح.
وإنما " الخلاف اللفظي " في تسميته الأول منهما: (أ)، والثاني: (ب).
هذا فقط هو الخلاف اللفظي، فإنه بإمكاننا أن نغير الأسماء فنقول (أ) بدل (ب) والعكس بلا مشاحة.
فنحن نخالف ابن جنى خلافا حقيقيا في أن من الكلام الفصيح ما هو مستعمل في خلاف موضوعه في اللغة.
فإذا سمى ابن جني ذلك المنفي (مجازا) فلا يهمنا أن نوافقه أو نخالفه في تسمية ما ليس بموجود بأي أسماء كان.
ونحن نوافق ابن جنى أن قول القائل: (قام زيد) لا يقتضي جميع أنواع القيام الممكن لزيد.
لكن نحن نخالفه خلافا حقيقيا في أن الفعل في أصل اللغة موضوع لحصول جميع أنواع ذلك الفعل عند زمنه.
والخلاصة: أننا في هذه المسألة مع ابن جنى موافقون له في بعض الأجزاء ومخالفون له خلافا حقيقيا في أخرى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:17]ـ
إذا وافقناه في هذا الاستلزام، فإنه ينتج من ذلك أنه إذا كان خلافا في (ب) لفظيا، فإن خلافنا في (ب) كذلك لفظي.
ودعك من التعريف الذي ساقه ابن جني للحقيقة والمجاز، فأغلب ظني أنه ساقه تلطيفا للعبارة، أما حقيقة اعتقاد ابن جني فهي أن الكلام كله مجاز.
وبغض النظر عن اعتقاد ابن جني، فأنا أسأل الآن: لو قلنا (قام زيد) حقيقة أو مجاز، هل خلافنا في ذلك لفظي أو حقيقي؟؟
نحن مع ابن جني متفقون على أن زيدا لم يصدر منه كل أنواع القيام، ولكننا نسمي ذلك حقيقة وهو يسميه مجازا.
فهل هناك اختلاف حقيقي بيننا وبين ابن جني في فهم هذه العبارة (قام زيد)؟؟
أرجو الجواب من الأخ نضال
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:22]ـ
-قال شيخ الإسلام:
(وأما أن هذا اللفظ يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب).
-وقال ابن جنى:
(معلومٌ أنه لا يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كله الدَّاخل تحت الوهم، هذا محالٌ عند كل ذي لبٍّ).
فأجبروني - بارك الله فيكم -: مالفرق بين القولين بأبي أنتم وعمّي؟؟؟
لسنا جبريّة لنجبرك يا أُخيّ!
لكن ليس هذا محل الشاهد من كلام ابن جني، وإنما محلّه ما جاء بعده مباشرة بغير فاصل، وهو قوله:
((وإنما هو على وضع الكل موضع البعض للاتساع والمبالغة وتشبيه القليل بالكثير))
فهو يجعل أن هذا اللفظ وضع أساسا للتعبير عن هذا الكل الذي تعجز الأذهان عن تصوّره، فضلا عن وقوعه، وهذا ما انتقده شيخ الإسلام بقوله.
فهل عرفت الفرق بغير إجبار!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:31]ـ
فقول ابن جني باستحالة أن يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كلّه الدَّاخل تحت الوهم قول صحيح، لكن ادّعاءه أصلا أن لفظ القيام يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع -وهو ما بنى عليه هذه الاستحالة- فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب
بهذا الجمع اتضح الفرق. أليس كذلك؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:34]ـ
إذا وافقناه في هذا الاستلزام، فإنه ينتج من ذلك أنه إذا كان خلافا في (ب) لفظيا، فإن خلافنا في (ب) كذلك لفظي.
ودعك من التعريف الذي ساقه ابن جني للحقيقة والمجاز، فأغلب ظني أنه ساقه تلطيفا للعبارة، أما حقيقة اعتقاد ابن جني فهي أن الكلام كله مجاز.
وبغض النظر عن اعتقاد ابن جني، فأنا أسأل الآن: لو قلنا (قام زيد) حقيقة أو مجاز، هل خلافنا في ذلك لفظي أو حقيقي؟؟
نحن مع ابن جني متفقون على أن زيدا لم يصدر منه كل أنواع القيام، ولكننا نسمي ذلك حقيقة وهو يسميه مجازا.
فهل هناك اختلاف حقيقي بيننا وبين ابن جني في فهم هذه العبارة (قام زيد)؟؟
أرجو الجواب من الأخ نضال
نعم، اتفقنا مع ابن جنى أن (قام زيد) في ذلك السياق معناه: قومة معينة.
فالجواب على سؤالكم:
إذا اعتقد ابن جني أن ذلك المعنى مخالف لأصل وضعه في اللغة، فالخلاف معه حقيقي.
وأما إذا اعتقد أن ذلك المعنى موافق لأصل وضعه في اللغة،
فلم لا يسميه (حقيقة) وقد قال قبل ذلك: (الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة)؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:43]ـ
نعم، اتفقنا مع ابن جنى أن (قام زيد) في ذلك السياق معناه: قومة معينة.
فالجواب على سؤالكم:
إذا اعتقد ابن جني أن ذلك المعنى مخالف لأصل وضعه في اللغة، فالخلاف معه حقيقي.
وأما إذا اعتقد أن ذلك المعنى موافق لأصل وضعه في اللغة،
فلم لا يسميه (حقيقة) وقد قال قبل ذلك: (الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة)؟!
وإثبات لفظ الحقيقة نفسه موهم وهو شيء لا حاجة إليه بمرة ...
فالعرب استعملت اللفظ تريد هذا المعنى وفقط ...
واستعملت اللفظ في معنى ... ولربما استعملته تريد معنى آخر ...
وكل ذلك من كلامها لا حاجة بنا لتسمية بعضه حقيقة إلا إذا كنا سنسمي بعضه الآخر مجازاً ...
وما دمنا أبطلنا المجاز .... فهذا هو كلام العرب وفقط ....
وإذا كنا سنبطل القول بأن اللغة بدأت بالوضع ... فكيف سنعرف الحقيقة (؟؟؟)
ولما عرف مثبتة المجاز الحقيقة بقولهم: ((الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة)) كان قولهم مطرداً
وهذا من المواضع التي لم يُطرد نفاة المجاز فيها قولهم ... وهي واحدة من مسائل بحثنا نسأل الله التوفيق والسداد ...
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:45]ـ
فقول ابن جني باستحالة أن يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كلّه الدَّاخل تحت الوهم قول صحيح، لكن ادّعاءه أصلا أن لفظ القيام يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع -وهو ما بنى عليه هذه الاستحالة- فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب
بهذا الجمع اتضح الفرق. أليس كذلك؟
عذرا يا شيخنا، كنت قصدت (فأخبروني) بالخاء الفوقانية.
وذلك سبق الكيبورد،
كما سبقكم الكيبورد في جملتكم الأخيرة،
فإن الصحيح:
بهذا الجمع اتضح الاتئلاف وزال وهم الفرق. أليس كذلك؟:)
وقبله:
فقول ابن جني باستحالة أن يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كلّه الدَّاخل تحت الوهم قول صحيح، وكذلك ادّعاءه أن لفظ القيام في ذلك السياق والاستعمال لا يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع فهذا يسلمه له كل ذي لبٍّ ولا يخالفنا فيه إلا من فسد تصوره وكان إلى الحيوان أقرب.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:00]ـ
وأما السياق والاستعمال الذي استغرق الفعل فيه جميع أنواعه، فمثل قول الله تعالى فيما رواه عنه رسوله (ص):
" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا "
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:28]ـ
وإثبات لفظ الحقيقة نفسه موهم وهو شيء لا حاجة إليه بمرة ...
فالعرب استعملت اللفظ تريد هذا المعنى وفقط ...
واستعملت اللفظ في معنى ... ولربما استعملته تريد معنى آخر ...
وكل ذلك من كلامها لا حاجة بنا لتسمية بعضه حقيقة إلا إذا كنا سنسمي بعضه الآخر مجازاً ...
وما دمنا أبطلنا المجاز .... فهذا هو كلام العرب وفقط ....
وإذا كنا سنبطل القول بأن اللغة بدأت بالوضع ... فكيف سنعرف الحقيقة (؟؟؟)
ولما عرف مثبتة المجاز الحقيقة بقولهم: ((الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة)) كان قولهم مطرداً
وهذا من المواضع التي لم يُطرد نفاة المجاز فيها قولهم ... وهي واحدة من مسائل بحثنا نسأل الله التوفيق والسداد ...
ينظر تفضلا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=677107&postcount=24
فلفظ (الحقيقة) لا نستعمله في مقابلة (المجاز)، بل في مقابلة (الكذب) و (الزور) و (الخيال) و (الظن) و (التخمين).
أو استعملناه لمجرد التأكيد،
كما قال علماء العقائد: " القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره ".
وقالوا: لله يد حقيقة لا بمجرد معنى القدرة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:40]ـ
نعم، اتفقنا مع ابن جنى أن (قام زيد) في ذلك السياق معناه: قومة معينة.
فالجواب على سؤالكم:
إذا اعتقد ابن جني أن ذلك المعنى مخالف لأصل وضعه في اللغة، فالخلاف معه حقيقي.
وأما إذا اعتقد أن ذلك المعنى موافق لأصل وضعه في اللغة،
فلم لا يسميه (حقيقة) وقد قال قبل ذلك: (الحقيقة ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة)؟!
يا شيخنا الفاضل، نحن مخالفون لابن جني أساسا في شيء اسمه (أصل الوضع في اللغة)، ولست عن هذا أسألك.
مسألة أصل الوضع نفسها مسألة تصورية ذهنية، فسواء كان اللفظ وضع أولا على معنى ثم انتقل أو لم يوضع لهذا المعنى، فهذا لا يؤثر في المسألة شيئا، فهذا هو المقصود أن الخلاف في ذلك لفظي.
يعني سواء قلنا إن (قام زيد) وضعت في الأصل لمعنى ثم تحولت في الاستعمال، أو استعملت فيما وضعت له، فهل هذا الخلاف له ثمرة، أعني في قولنا (قام زيد)؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 10:05]ـ
ينظر تفضلا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=677107&postcount=24
فلفظ (الحقيقة) لا نستعمله في مقابلة (المجاز)، بل في مقابلة (الكذب) و (الزور) و (الخيال) و (الظن) و (التخمين).
أو استعملناه لمجرد التأكيد،
كما قال علماء العقائد: " القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره ".
وقالوا: لله يد حقيقة لا بمجرد معنى القدرة ".
إذا كنت ستسعمله على هذه المعاني فهو إذاً لفظ أجنبي عما نتكلم فيه هاهنا ... و ((قام زيد)) يا من تنفي المجاز = لا مجال لوصفها بلفظ الحقيقة على المعاني التي ذكرتها فعلامَ تذكرها ...
فائدة: الأكثر في لسان العرب استعمال لفظ الحقيقة على معنى: ما يحق على الرجل أن يحميه ويدفع عنه،من النساء والديار ورايات الحروب ... وقليلاً ما تذكر في غير هذا المعنى،بل لم أر في لسان العرب استعمال لفظ الحقيقة في مقابل الكذب ... والذي في بعض النصوص استعمالها بمعنى ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه .. قال البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه: وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتَّى يدع ما حاك في الصدر
و شواهد المعنى الأكثر الذي هو: ما يحق على الرجل أن يحميه ويدفع عنه،من النساء والديار ورايات الحروب منها:
قال عنترة في معلَّقته:
ومشك سابغة هتكت فروجها ... بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
وقال أبو طالب في قصيدة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:
بكفي فتىً مثل الشهاب سميدعٍ .. أخي ثقة حامي الحقيقة باسل
وقال الأسود بن يعفر النهشلي يصف ثوراً طاردته كلابُ:
فكرَّ يحمي بروقيْه حقيقته .. به عليهنَّ إذْ أدركته شمس
وقال الأسود النهشلي:
وقد علمت أبناء خندف أننا .. رعاة قواصيها وحاموا الحقائق
وقال عبيد بن الأبرص:
نحمي حقيقتنا وبعض .. القوم يسقط بين بينا
وقال عبيد بن الحر , وقد أخرج امرأته من السجن:
ألم تعلمي يا أم توبة أنَّني .. أنا الفارس الحامي حقائق مذحجِ
وقال جرير:
بكرٌ أحقُّ بأن يكونوا مقنعاً .. أو أن يفوا بحقيقة الجيران
وقوله: يكونوا مقنعاً , يكونوا عدلاً بين الناس يرضى الناس بحكومتهم.
وقال الفرزدق:
ولم تمنعوا يوم الهذيل بناتكم .. بني الكلب والحامي الحقيقة مانعٌ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 10:47]ـ
يا شيخنا الفاضل، نحن مخالفون لابن جني أساسا في شيء اسمه (أصل الوضع في اللغة)، ولست عن هذا أسألك.
مسألة أصل الوضع نفسها مسألة تصورية ذهنية، فسواء كان اللفظ وضع أولا على معنى ثم انتقل أو لم يوضع لهذا المعنى، فهذا لا يؤثر في المسألة شيئا، فهذا هو المقصود أن الخلاف في ذلك لفظي.
يعني سواء قلنا إن (قام زيد) وضعت في الأصل لمعنى ثم تحولت في الاستعمال، أو استعملت فيما وضعت له، فهل هذا الخلاف له ثمرة، أعني في قولنا (قام زيد)؟؟
فعن ماذا إذن سألتموني شيخنا الفاضل؟
إن سألتمونى عن " فهم عبارة: قام زيد " فنحن لا نخالفه فيه - لا خلافا لفظيا ولا حقيقيا.
فنفس (الفهم) للمعنى لا خلاف فيه معه،
وإنما الخلاف في (التسمية) وفي (أساس التسمية)،
وأنتم إنما سألتموني عن (الفهم) لا عن (الأسماء والمصطلحات).
والمشكلة الكبرى أن ابن جنى دائما التعليل لمجازاته بتلك الطواغيت الثلاثة:
1 - الاتساع ........ 2 - التشبيه .............. 3 - التوكيد.
قال عن مجازية: (جرجت فإذا الأسد):
" أما الاتساع: فإنك وضعت اللفظ المعتاد للجماعة على الواحد. وأما التوكيد: فلأنك عظَّمت قدر ذلك الواحد، بأن جئت بلفظه على اللفظ المعتاد للجماعة. وأما التشبيه: فلأنك شبهت الواحد بالجماعة "
وهذا من ثمرة الخلاف معه، فليتأمل.
ابن جنى لكونه اعتبر الكلام مجازا، بدأ يضع هذه الافتراضات. . . .
- لفظ (الأسد) في المعتاد موضوع للجماعة: أي لمجموع الأسود كلها من الأولين والآخرين؛
- قائل ذلك الكلام قصد التجوز والتوسع والجروج عن أصل الوضع؛
- قائل ذلك الكلام قصد التعظيم والتوكيد بمجرد أنه جاء بلفظ معرَّف؛
- قائل ذلك الكلام قصد تشبيه ذلك الأسد الواحد بمجموعة الأسود كلها.
ولا يبعد أن يقول أمثال ابن جني بعد كل هذه النظريات أن قولنا (أنبت الربيع البقل) فيه معنى تعظيم الربيع وتشبيهه بمجموع كل ما حصل وما هو سيحصل من فصل الربيع في كل عام. . . ثم أن فيه تعظيم ذلك الإنبات وتشبيه بجميع أنواع الإنبات. . . ثم بعد ذلك: تعظيم الربيع الذي هو الفصل والزمن وتشبيهه بخالقه على ما هو مذهب خصوم السكاكي.
هل أصبت أنا كبد الحقيقة؟ أم أنني أهذي. .؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:31]ـ
يا شيخنا الفاضل أتدري ما السبب في أننا لا نصل لنتيجة؟
أننا دائما نستبق الأحداث، ولا نتناقش بنظام.
أنا مثلا أسأل سؤالا معينا في نقطة معينة، فأرى الجواب يرد عن الموضوع الكلي إجمالا! فمتى نصل لنتيجة؟
قولك (قائل ذلك قصد .... قائل ذلك قصد) كل هذا تصورات ذهنية عند ابن جني، وليس لها ثمرة عملية، فإذا قلنا (قام زيد) فنحن نسأل عن معنى ما تفيده العبارة في ذهن السامع، ولا نسأل عن الأمور التي حصلت في ذهن المتكلم.
لأنه لا نزاع بين العقلاء أن ما يرد في ذهن فلان قد يختلف عما يرد في ذهن فلان عند النطق بأي عبارة من العبارات، وكثيرا ما يستعمل الناس التشبيهات والاستعارات لجريانها على الألسنة وشهرتها في الاستعمال، وإذا تأملت العبارات المستعملة حتى عند العامة لوجدتها كذلك، فمسألة (قائل كذا قصد كذا) أو (قائل كذا ورد في ذهنه كذا) كل هذه الأمور خارج نقاشنا الآن.
فالثمرة التي أقصدها أنني إذا قلت (قام زيد) فالمعنى واحد سواء سمينا هذه العبارة مجازا أو سميناها حقيقة، فلا خلاف بيننا في معنى هذه العبارة مطلقا، نعم، قد نختلف في (ما خطر بذهن المتكلم)، قد نختلف في (أن المتكلم قصد كذا وقصد كذا)، ولكننا لن نختلف في المعنى الذي تؤديه العبارة عند السامع، فهذا هو المقصود من أن الخلاف لفظي.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:32]ـ
أضحك الله سنك شيخ نضال .. جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل .. متابع لمجرى المذاكرة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:59]ـ
نحاة في اعتزالهم معتزلة في نحوهم
ولتذهب كتبه حيث تذهب
ولا ادّعى ما ادّعاه من باطل لا يوافقه عليه عاقل إلا للتوّصل به إلى مذهبه الفاسد
كل أولئك ساقوا الباطل متدثراً بإهاب الحق ... متجلبباً بجلباب العلم النزيه الذي لا غرض له سوى تقرير العلم ... وهم في ذلك يدافعون عن تقرير ماهو حق في ظنهم واعتقاد صدق عندهم ..
بارك الله فيكم
عندي إشكالات _والكلام للجميع_ أرجو حلها
المذهب العقدي إما أن يؤثر على المسلك والترجيح العلمي وإما أن لا يؤثر
فإن كان مؤثرا فهل يلزم منه سلب الأمانة العلمية عن هؤلاء العلماء؟
إن قلنا نعم رده ما عُلم عنهم من ورع وصدق الحاصل من معرفة أخبارهم وتراجمهم
ولزم عليه باطلا فلمعتزلي أن يجيب سنيا قائلا: وكذلك علماؤكم يرجحون في المسائل العلمية لغوية كانت أو فقهية أو ... خدمة لمذهبهم العقدي فإن أجبته قائلا الأمانة العلمية تمنعهم من هذا وورعهم وصدقهم الحاصل من معرفة أخبارهم يدل على التزامهم بهذه الأمانة طرد دليلك على علماءه وأئمته ولا فرق
فابن تيمية نفى المجاز نصرة لاعتقاده في الأسماء والصفات
وكذا كلامه في تضمين الحروف ووو الخ
والجواب عن هذا جواب عن هذا
وإذا سلبنا الأمانة العلمية والصدق في العلم عن كل من خالفنا في الاعتقاد فسددت العلوم لأن عدم الثقة بعلماء علم ما يمنع من الاستفادة منه
والأصل في العلماء الثقة والأمانة العلمية إلا إذا دلت دلائل معينة على سلبها في مسئلة معينة فهذا ليس في محل النزاع
وكلام المشايخ السابق _نفع الله بهم_ يوهم سلبها مطلقا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 12:53]ـ
وفقك الله يا شيخ أمجد
الإشكال الذي ذكرته في محله، والجواب عنه يكون بالرجوع إلى أمور يتفق عليها الجميع، ولذلك قلتُ إنه لا يصح أن ينكر على جميع أهل الفن، وإنما يرد كلام بعضهم بكلام بعض، ويرجع إلى ما اتفقوا عليه في الحكم على ما اختلفوا فيه.
ولا يصح بأي حال من الأحوال في أي علم من العلوم أن ينبذ كلام جميع علماء هذا العلم بدعوى أنهم جميعا أخطئوا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 02:10]ـ
أضحك الله سنك شيخ نضال .. جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل .. متابع لمجرى المذاكرة
وإياك أخانا الكريم وشيخنا الفاضل. .
مجرد أن أشارك في المجلس "بضع مشاركات وبهيئة معينة" لا يعنى انتقالى من بلاط (التلمذة) إلى كرسي (المشيخة).
فأراك بارك الله فيك قد استعملت طواغييت ابن جنى الثلاثة (الاتساع - المبالغة - التشبية). وفيه ما فيه.
بل "الشيخ": أبو مالك وعيد وأبو عبد المعز ومن هو من طرازهم.
ودمتم مباركًا / للمحب:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 02:27]ـ
يا شيخنا الفاضل أتدري ما السبب في أننا لا نصل لنتيجة؟
أننا دائما نستبق الأحداث، ولا نتناقش بنظام.
أنا مثلا أسأل سؤالا معينا في نقطة معينة، فأرى الجواب يرد عن الموضوع الكلي إجمالا! فمتى نصل لنتيجة؟
قولك (قائل ذلك قصد .... قائل ذلك قصد) كل هذا تصورات ذهنية عند ابن جني، وليس لها ثمرة عملية، فإذا قلنا (قام زيد) فنحن نسأل عن معنى ما تفيده العبارة في ذهن السامع، ولا نسأل عن الأمور التي حصلت في ذهن المتكلم.
لأنه لا نزاع بين العقلاء أن ما يرد في ذهن فلان قد يختلف عما يرد في ذهن فلان عند النطق بأي عبارة من العبارات، وكثيرا ما يستعمل الناس التشبيهات والاستعارات لجريانها على الألسنة وشهرتها في الاستعمال، وإذا تأملت العبارات المستعملة حتى عند العامة لوجدتها كذلك، فمسألة (قائل كذا قصد كذا) أو (قائل كذا ورد في ذهنه كذا) كل هذه الأمور خارج نقاشنا الآن.
فالثمرة التي أقصدها أنني إذا قلت (قام زيد) فالمعنى واحد سواء سمينا هذه العبارة مجازا أو سميناها حقيقة، فلا خلاف بيننا في معنى هذه العبارة مطلقا، نعم، قد نختلف في (ما خطر بذهن المتكلم)، قد نختلف في (أن المتكلم قصد كذا وقصد كذا)، ولكننا لن نختلف في المعنى الذي تؤديه العبارة عند السامع، فهذا هو المقصود من أن الخلاف لفظي.
لعل في هذا الجواب المختصر المهذب ما تتوافق عليه الأنظار:
1 - نخالف ابن جنى في أصل التقسيم - وهذا خلاف حقيقي؛
2 - نوافقه في أن اللغة توقيفية - أو بعبارة أدق: الإلهام كاف في الإنطاق باللغة من غير متواضعة سابقة على الاستعمال؛
3 - نوافقه في أن (قام زيد) بهذا الاستعمال والسياق المعروف لا يقتضى جميع أنواع القيام؛
4 - يخالفه البلاغيون في أن ذلك الاستعمال خروج عن أصل الوضع؛
5 - نخالفه في أن قائل ذلك العبارة يقصد الاتساع والتوكيد والتشبيه، ولا أن السامع فهمها بذلك التصور
(ينظر بحوث الشيخ أبي عبد المعز عن هذا التصور)؛
6 - نخالفه في أن المعتاد استعمال لفظ (الأسد) للدلالة على " جميع الأسود الداخلة تحت الوهم مجتمعة "؛
7 - كونه يسمى ذلك مجازا لا يهمنا بعد المخالفة في أصل التقسيم.
ومن بين هذه السبعة، لا يكون الخلاف اللفظي إلا في الأخير (وقد لا يسمى "خلافا" وقد لا يسمى "لفظيا" - ولا مشاحاة في الاصطلاح).
قال شيخ الإسلام عن آية {الْحَجُّ أَشْهُرٌ}: " أي: أوقات الحج أشهر. فالمعنى متفق عليه، لكن الكلام في تسمية هذا مجازا. وقول القائل: نفس الحج ليس بأشهر، إنما يتوجه لو كان هذا مدلول الكلام؛ وليس كذلك، بل مدلوله عند من تكلم به أو سمعه: أن أوقات الحج أشهر معلومات ".
قلنا عن قول القائل (قام زيد): " أي قام قومة واحدة بهيئة معينة. فالمعنى متفق عليه، ولكن الكلام في تسمية هذا (مجازا) وجعلها خروجا عن (أصل الوضع) الموهوم. وقول ابن جني: لا يحصل من زيد جميع أنواع القيام، إنما يتوجه لو كان هذا مدلول الكلام أو أصل وضعه؛ وليس كذلك، بل مدلوله عند من تكلم به أو سمعه: أن ذلك القيام قيام معين مخصوص لا جميع أنواعه ".
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 05:32]ـ
يا شيخنا الفاضل أتدري ما السبب في أننا لا نصل لنتيجة؟
أننا دائما نستبق الأحداث، ولا نتناقش بنظام.
أنا مثلا أسأل سؤالا معينا في نقطة معينة، فأرى الجواب يرد عن الموضوع الكلي إجمالا! فمتى نصل لنتيجة؟
....
نعم صحيح.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 12:57]ـ
عذرا يا شيخنا، كنت قصدت (فأخبروني) بالخاء الفوقانية.
وذلك سبق الكيبورد
لا عليك، فمن الواضح أن لديك مشكلة فعلا في الكيبورد، وهذه المشكلة فريدة من نوعها، فإن حرف الخاء المعجمة في الكيبورد المعتاد موضوع بين حرفي الهاء والحاء المهملة، فاحتمال الخطأ في كتابته لغير المحترفين من أمثالنا لا تتجاوز الـ (25%) لكل منهما، لكن الخطأ في الحروف التوالي (وهما هنا الجيم والعين المهملة) يتضائل في المتوالية إلى (6.25%) أي من بين (400) محاولة لكتابة حرف الخاء المعجمة يحدث الخطأ (25) مرة في كتابتها جيم، لكن الوضع في كيبوردك سيء للغاية وتجاوز الاحتمالات الممكنة إلى ظاهرة تحتاج لدراسة، انظر معي في إحدى مشاركاتك الأخيرة هنا
قال عن مجازية: (جرجت فإذا الأسد):
.................
- قائل ذلك الكلام قصد التجوز والتوسع والجروج عن أصل الوضع
----
أما ما ذكرته من خطأ هنا:
فقول ابن جني باستحالة أن يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كلّه الدَّاخل تحت الوهم قول صحيح، وكذلك ادّعاءه أن لفظ القيام في ذلك السياق والاستعمال لا يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع فهذا يسلمه له كل ذي لبٍّ ولا يخالفنا فيه إلا من فسد تصوره وكان إلى الحيوان أقرب.
فهو مخالف لما جاء في المشاركة الموجودة فعلا هنا
فقول ابن جني باستحالة أن يجتمع لإنسان واحد في وقت واحد ولا في مائة ألف سنة مضاعفة القيام كلّه الدَّاخل تحت الوهم قول صحيح، لكن ادّعاءه أصلا أن لفظ القيام يقتضي عموم كل ما يسمى خروجا في الوجود على سبيل الجمع -وهو ما بنى عليه هذه الاستحالة- فهذا لا يقوله القائل إلا إذا فسد تصوره، وكان إلى الحيوان أقرب
بهذا الجمع اتضح الفرق. أليس كذلك؟
فلعل هناك خطأ ما في رفع المشاركات في المنتدى.
لكن الغريب أنك لم تقتبس المشاركة من موضع معين لأرجع إليه!
وأخيرا .... لا أظنك خفي عليك أنني علمت أنك تقصد ((أخبروني)) وإنما ذكرت ذلك على سبيل المجاز!!!!!!!!!!!
والله ولي التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 01:24]ـ
بارك الله فيكم
عندي إشكالات _والكلام للجميع_ أرجو حلها
المذهب العقدي إما أن يؤثر على المسلك والترجيح العلمي وإما أن لا يؤثر
فإن كان مؤثرا فهل يلزم منه سلب الأمانة العلمية عن هؤلاء العلماء؟
إن قلنا نعم رده ما عُلم عنهم من ورع وصدق الحاصل من معرفة أخبارهم وتراجمهم
ولزم عليه باطلا فلمعتزلي أن يجيب سنيا قائلا: وكذلك علماؤكم يرجحون في المسائل العلمية لغوية كانت أو فقهية أو ... خدمة لمذهبهم العقدي فإن أجبته قائلا الأمانة العلمية تمنعهم من هذا وورعهم وصدقهم الحاصل من معرفة أخبارهم يدل على التزامهم بهذه الأمانة طرد دليلك على علماءه وأئمته ولا فرق
فابن تيمية نفى المجاز نصرة لاعتقاده في الأسماء والصفات
وكذا كلامه في تضمين الحروف ووو الخ
والجواب عن هذا جواب عن هذا
وإذا سلبنا الأمانة العلمية والصدق في العلم عن كل من خالفنا في الاعتقاد فسددت العلوم لأن عدم الثقة بعلماء علم ما يمنع من الاستفادة منه
والأصل في العلماء الثقة والأمانة العلمية إلا إذا دلت دلائل معينة على سلبها في مسئلة معينة فهذا ليس في محل النزاع
أصلحك الله
أما قولك:
المذهب العقدي إما أن يؤثر على المسلك والترجيح العلمي وإما أن لا يؤثر.
فلا يخالف في أنه يؤثر إلا مكابر، فما من أحد إلا ويؤثر في مسلكه مذهبه.
ولذلك كان من قواعد أهل الأثر:
تقبل رواية المبتدع (العدل الضابط) غير الداعية إلى بدعته إلا إذا كان في روايته ما يؤيد بدعته.
فرغم عدالته وضبطه تردّ روايته لما يؤيد بدعته لماذا؟
لتأثير المذهب العقدي.
وأما قولك:
فإن كان مؤثرا فهل يلزم منه سلب الأمانة العلمية عن هؤلاء العلماء؟
فالقاعدة التي ذكرتُها قبلُ عند أهل الحديث تنفي ذلك.
تقبل رواية المبتدع إلا ....
وأما قولك:
وإذا سلبنا الأمانة العلمية والصدق في العلم عن كل من خالفنا في الاعتقاد فسددت العلوم لأن عدم الثقة بعلماء علم ما يمنع من الاستفادة منه.
فمع عدم موافقتي على المقدمة إلا أني أرى أن النتيجة هنا غير لازمة؛ لأننا نملك قاعدة شرعية تقول: «صدقك وهو كذوب»
فالمقدمة متحققة: ((عدم الثقة)) فكيف نثق بكذوب أصلا؟
والنتيجة منتفية: ((عدم الاستفادة منه)) فكيف لا نستفيد من صدقه؟
فالحاصل أن طلب التجرد من المذهب العقدي في المسلك العلمي من أي بشر هو تكليف بالمستحيل.
وأهل السنة ينطلقون في مسلكهم العلمي من مذهبهم العقدي لا خلاف في ذلك.
وكذلك أهل البدعة، وكذلك أهل الكتاب، وكذلك أهل الشرك، وكذلك أهل الإلحاد ونفي وجود الإله.
فهذا أمر متفق عليه بين البشر وإن لم يصرحوا بذلك.
ومَن يأتي ليناظرك في مسألة ما ثم يطلب منك التجرد من مذهبك والحيادية قبل بدء الحوار، هو في الحقيقة يحاول أن يجعلك تضع سلاحك قبل بدء معركة قد أعدّ هو لها من السلاح والعتاد ما أعدّ، وإنما يريد أن يضمن الانتصار من البداية بأن يجردك من سلاحك.
ولذلك كان الفيصل في أي خلاف عقدي هو قوله سبحانه:
{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
وهذا لا يتعارض من الاستفادة.
ودليل ذلك عندي مثلا أنني قد استفدت من كلام ابن جني هذا دون غيره أدلة قوية لمسلكي العلمي المتأثر بمذهبي العقدي في قضية ((الحقيقة والمجاز)) أكثر مما استفدته من كلام شيخ الإسلام رحمه الله في القضية نفسها.
والحِدِق يِفهم.
والله ولي التوفيق.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:16]ـ
طلبٌ من الشيخين تعلّما واستفادةً:
1 - أطلب من الشيخ أبي مالك أن يبين - ولو اختصارا - أهم المؤاخذات على ابن جني في نظرياته اللغوية؛
2 - وطلبي من الشيخ عيد أن يبين أهم الفوائد والمنافع مما حبّر ابن جني في (الخصائص) بما قد استوعبتموه؛
وجزاكما الله خيرا كثيرا.
للرفع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:23]ـ
يا شيخ عيد يبدو أنك لم تعرف مقصود الشيخ أمجد، فإن ما ذكرته معروف.
والذي يقصده - والله أعلم، وليصحح لي الشيخ أمجد - أنه لا يصح الاعتراض على كلام أهل العلم (بمجرد الزعم بأنهم ما قالوا كلامهم إلا نصرة لمذهبهم)؛ لأن الأمر - كما قلتَ - أن هذا الاعتراض وارد على كل أحد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:26]ـ
يا شيخ نضال، ومن أنا حتى أبين أخطاء ابن جني؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك خطأ مشهور أخذه أهل العلم (لا أبو مالك) على ابن جني، وهو أنه لا يعتد بإجماع النحويين.
وعندما بحثت هذه المسألة وجدت ابن جني بريئا من هذا الزعم، ولكنه قال كلاما يوهم هذا المعنى في ظاهره فأخذوه عليه، ولكن عند التتبع والاستقراء تجده يحتج بالإجماع كثيرا في كتبه.
وأنا أتكلم عن المآخذ اللغوية كما هو واضح؛ لأن المآخذ العقدية معروفة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:37]ـ
بارك الله فيكم
عندي إشكالات _والكلام للجميع_ أرجو حلها
المذهب العقدي إما أن يؤثر على المسلك والترجيح العلمي وإما أن لا يؤثر
فإن كان مؤثرا فهل يلزم منه سلب الأمانة العلمية عند هؤلاء العلماء؟
إن قلنا نعم رده ما عُلم عنهم من ورع وصدق الحاصل من معرفة أخبارهم وتراجمهم
ولزم عليه باطلا فلمعتزلي أن يجيب سنيا قائلا: وكذلك علماؤكم يرجحون في المسائل العلمية لغوية كانت أو فقهية أو ... خدمة لمذهبهم العقدي فإن أجبته قائلا الأمانة العلمية تمنعهم من هذا وورعهم وصدقهم الحاصل من معرفة أخبارهم يدل على التزامهم بهذه الأمانة طرد دليلك على علماءه وأئمته ولا فرق
فابن تيمية نفى المجاز نصرة لاعتقاده في الأسماء والصفات
وكذا كلامه في تضمين الحروف ووو الخ
والجواب عن هذا جواب عن هذا
وإذا سلبنا الأمانة العلمية والصدق في العلم عن كل من خالفنا في الاعتقاد فسددت العلوم لأن عدم الثقة بعلماء علم ما يمنع من الاستفادة منه
والأصل في العلماء الثقة والأمانة العلمية إلا إذا دلت دلائل معينة على سلبها في مسئلة معينة فهذا ليس في محل النزاع
وكلام المشايخ السابق _نفع الله بهم_ يوهم سلبها مطلقا
جواب كل ذلك في قضية واحدة إن أثبتناها استقام كلُ ذلك وبيانها:
عقيدة أهل السنة هي العقيدة الحقة التي أراد الله من عباده أن يدينوا بها
ولا توجد قضية لغوية أو أصولية أو ... أو .... يتعارض الحق فيها مع تلك العقيدة لأن الحق لا يُضرب ببعضه ...
يبقى البحث فيما هي عقيدة أهل السنة ...
وما هو الحق في مسائل اللغة والأصول ...
يقع في جنس المختلفين أن يرجح العالم في مسائل العلم ما يراه حق ويوافق المعتقد الحق ... وليس في ذلك ما ينافي الأمانة العلمية سواء صدر هذا من معتزلي أو من سني ...
ولا يمتنع أن يخرج عالم من السنة أو المعتزلة فيرجح بهواه وتحت تأثير الخلفية العقدية دون موضوعية أو إنصاف ... وهذا يقع في جنس المختلفين أيضاً ...
وبالتالي:
قولك: المذهب العقدي إما أن يؤثر على المسلك والترجيح العلمي وإما أن لا يؤثر
الجواب: نعم يؤثر
قولك: فإن كان مؤثرا فهل يلزم منه سلب الأمانة العلمية عند هؤلاء العلماء؟
الجواب: لا لا يلزم ومن الأشاعرة أئمة في الدين والورع والأمانة جميعاً ... ومنهم ومن غيرهم من الفرق .... من يزل ويرق دينه فيُرجح بالهوى ما يعلم بطلانه في نفس الأمر نصرة لمذهبه ... هذا يقع ... وهذا يقع ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:47]ـ
يا نضال الحق:
2 - وطلبي من الشيخ عيد أن يبين أهم الفوائد والمنافع مما حبّر ابن جني في (الخصائص) بما قد استوعبتموههذا يحتاج لموضوع مستقل.
وسأفعل إن شاء الله.
ولكن هل أضعه هنا أم في مجلس اللغة العربية؟
أرجو الإفادة قبل الشروع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:01]ـ
إن كانت الفوائد لغوية فضعها في مجلس اللغة العربية، وإن كانت عقدية أو أصولية أو ما شابه فضعها هنا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:01]ـ
يا نضال الحق:
هذا يحتاج لموضوع مستقل.
وسأفعل إن شاء الله.
ولكن هل أضعه هنا أم في مجلس اللغة العربية؟
أرجو الإفادة قبل الشروع.
حسنا يا شيخنا. . . اجعلها باقة في (مجلس اللغة)،
لنتدارس (الخصائص) استفادة وتنبيها. . . كشرح ابن تيمية للأصبهاني مثلا.
يا شيخ نضال، ومن أنا حتى أبين أخطاء ابن جني؟
هناك خطأ مشهور أخذه أهل العلم (لا أبو مالك) على ابن جني، وهو أنه لا يعتد بإجماع النحويين.
وعندما بحثت هذه المسألة وجدت ابن جني بريئا من هذا الزعم، ولكنه قال كلاما يوهم هذا المعنى في ظاهره فأخذوه عليه، ولكن عند التتبع والاستقراء تجده يحتج بالإجماع كثيرا في كتبه.
وأنا أتكلم عن المآخذ اللغوية كما هو واضح؛ لأن المآخذ العقدية معروفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنتم أهل لذلك يا شيخنا. . . على الأقل والأسوء أنتم من قراء النقاد الجهابذة،
وناقل العلم عالم كما أدى إليه كلام ابن تيمية. . . فالنحو والبلاغة بحاجة ماسة إلى تصفية
( http://www.albayan-magazine.com/conversations/conv-24.htm) .
فابدأوا على بركة الله. . . . . فأول الغيث قطرة. والسلام.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:29]ـ
يا شيخ عيد يبدو أنك لم تعرف مقصود الشيخ أمجد، فإن ما ذكرته معروف.
والذي يقصده - والله أعلم، وليصحح لي الشيخ أمجد - أنه لا يصح الاعتراض على كلام أهل العلم (بمجرد الزعم بأنهم ما قالوا كلامهم إلا نصرة لمذهبهم)؛ لأن الأمر - كما قلتَ - أن هذا الاعتراض وارد على كل أحد.
هذا قد يسلم لك في غير هذا الموضع.
أما هنا فلا ولا كرامة، فإن ابن جني قد صرّح وما كنّى، وأبان وما ورّى، وأظهر وما أخفى، ورأى صنيعه البصير والأعمى، وعلم الزوجان الذكر والأنثى، أنه ما انطلق في مسلكه الكاسد إلا من مذهبه الفاسد
حيث ربط مبحثه ذلك بإنكار صفات الله تبارك وتعالى حين قال:
((وكذلك أفعال القديم سبحانه؛ نحو خلق الله السماء والأرض وما كان مثله؛ ألا ترى أنه -عزّ اسمه- لم يكن منه بذلك خلق أفعالنا، ولو كان حقيقة لا مجازا لكان خالقاً للكفر والعدوان وغيرهما من أفعالنا عزّ وعلا. وكذلك علم الله قيام زيد مجاز أيضاً؛ لأنه لست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التي علم عليها قعود عمرو. ولسنا نثبت له سبحانه علما؛ لأنه عالم بنفسه، إلا أنا مع ذلك نعلم أنه ليست حال علمه بقيام زيد هي حال علمه بجلوس عمرو ونحو ذلك.))
ويقول بعده أيضا:
((وأما قول الله عز وجل: " وكلم الله موسى تكليماً " فليس من باب المجاز في الكلام بل هو حقيقة؛ قال أبو الحسن: خلق الله لموسى كلامًا في الشجرة، فكلّم به موسى، وإذا أحدثه كان متكلماً به.))
ويردّ على من اعترض على هذه الحماقات بقوله:
((فإن قلت: أرأيت لو أن أحدنا عمل آلة مصوتة وحركها واحتذى بأصواتها أصوات الحروف المقطعة المسموعة في كلامنا أكنت تسميه متكلماً وتسمي تلك الأصوات كلاماً؟.
فجوابه ألا تكون تلك الأصوات كلاماً، ولا ذلك المصوت لها متكلماً. وذلك أنه ليس في قوة البشر أن يوردوه بالآلات التي يصنعونها على سمت الحروف المنطوق بها وصورتها في النفس؛ لعجزهم عن ذلك. وإنما يأتون بأصوات فيها الشبه اليسير من حروفنا؛ فلا يستحق لذلك أن تكون كلاماً، ولا أن يكون الناطق بها متكلماً؛ كما أن الذي يصور الحيوان تجسيماً أو ترقيماً لا يسمى خالقاً للحيوان، وإنما يقال مصور وحاك ومشبه. وأما القديم سبحانه فإنه قادر على إحداث الكلام على صورته الحقيقية وأصواته الحيوانية في الشجرة والهواء، وما أحب سبحانه وشاء. فهذا فرق.))
فأي نحو في هذا الكلام؟
بل أي علم في هذا السفه؟
بل أي منهج في هذا الخطل؟
بل أي عقل في هذا الهذيان؟
وقد أحسن شيخ الإسلام حين علّق على هذا الهذيان الذي يصيب المرء بالغثيان بأخصر عبارة وأحسن بيان، وإنصاف عُدمه أكثر أهل هذا الزمان، حتى المتحدث معكم الآن باللسان، والراقن هذا الكلِم بالبنان، ادعوا له بأن يشمله برحمته الرحمن:
((فهذا الكلام إن كان لم يقله فهو أشبه بفضيلته، وإذا قاله فالفاضل قد يقول ما لا يقوله إلا مَن هو مِن أجهل الناس))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:38]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=11069&referrerid=29
للمتابعة ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:52]ـ
شيخ الإسلام لم يقل هذا الكلام تعليقا على هذا الهذيان، وإنما قاله ردا على زعم ابن جني أن (قام زيد) تشمل كل ما يتصور في الذهن.
ولاحظ أيضا أن ابن جني لم يحتجّ على ما ذكرتَه من أن الله لم يخلق أعمالنا، وإنما ساقه على أنه مُسلَّم لأنه مذهبه، فلا تستطيع أن تعترض عليه حينئذ إلا من باب أن المقدمة غير مسلمة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:05]ـ
تقبل رواية المبتدع (العدل الضابط) غير الداعية إلى بدعته إلا إذا كان في روايته ما يؤيد بدعته.
فرغم عدالته وضبطه تردّ روايته لما يؤيد بدعته لماذا؟
لتأثير المذهب العقدي.
أصلح الله الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
في المسألة مذاهب غير ما ذكرت معروفة ومنها أن روايته تقبل حتى لو روى ما يؤيد بدعته ما دام أنه صادق عدل
وعلى التسليم بالمذهب الذي ذكرتَ فإنه يؤيد ما ذكرتُه من أن الأصل الالتزام بالأمانة العلمية إلا إذا دلت قرائن معينة على سلبها في مسألة معينة
وذلك أنهم قبلوا روايته في الأغلب واستثنوا من ذلك هذه الحالة _وهي روايتة ما يقوي بدعته_ لأنها مظنة التخلي عن الأمانة العلمية وهذه قرينة
فإن كنت تقول أن الأصل التزام هؤلاء العلماء بالأمانة العلمية إلا إذا دلت القرائن على سلبها في مسألة معينة فلا خلاف بيننا
وكلامكم السابق أوهم عدم الثقة وسلب الأمانة مطلقا
ورواية النقاد الحديث عن القدرية والخوارج ونحوهم دليل على أن كون العالم مخالف لنا في الاعتقاد لا يسلبه الأمانة العلمية في النقل والترجيح
لأن العبرة بالصدق والعدالة ولا يخفى هنا قول مالك في داود بن الحصين وقول الشافعي في الخطابية والروافض
وأنا أسأل سؤالا:
هذا العلم السني إذا نظر في المسألة النحوية الفلانية وكان العلماء انفصلوا فيها على قولين
الأول يخالف مذهبه العقدي أو يعود على أصوله بالنقض والثاني يوافقه فهل يرجح أحد القولين وفقا لضوابط وقوانين الترجيح العلمية أم يختار القول الثاني الذي يوافق مذهبه ويرجحه وينصرة ويجلب له الأدلة من هاهنا وهاهنا؟؟
إن كان الأول فلم يؤثر مذهبه العقدي على مسلكه في الترجيح
وإن كان الثاني فقد أثر ويلزم منه سلب الأمانة العلمية لأنه لم يرجح على وفق ضوابط الترجيح العلمية المعروفة عن أهل ذلك الفن
أنا لا أقول أنه لا يؤثر مطلقا بل أقول أن المذهب العقدي قد يؤثر وإذا أثر فقد سلب الأمانة العلمية لكن ليس هذا الأصل بل هذا مستثنى من الأصل لا يُلزق بالعالم إلا إذا دلت عليه القرائن والعلامات
ولم يكن اعتراضي على صنيع ابن جني هنا ولكن كان الاعتراض على التعميم
ولا توجد قضية لغوية أو أصولية أو ... أو .... يتعارض الحق فيها مع تلك العقيدة لأن الحق لا يُضرب ببعضه ...
هذا في نفس الأمر لكن بالنسبة للناظر فمحتاج لكي يعرف الحق في هذه القضية وهنا يأتي السؤال الذي طرحته
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:08]ـ
شيخ الإسلام لم يقل هذا الكلام تعليقا على هذا الهذيان، وإنما قاله ردا على زعم ابن جني أن (قام زيد) تشمل كل ما يتصور في الذهن.
ولاحظ أيضا أن ابن جني لم يحتجّ على ما ذكرتَه من أن الله لم يخلق أعمالنا، وإنما ساقه على أنه مُسلَّم لأنه مذهبه، فلا تستطيع أن تعترض عليه حينئذ إلا من باب أن المقدمة غير مسلمة. أولا: أنا أقصد بالهذيان مقدمته التي اعترض عليها شيخ الإسلام وليس ما ذكرته أنا؛ لأنّ ما ذكرتُه كفر وخذلان وليس مجرد هذيان.
ثانيا: أنا ذكرتُ ذلك لأبين أنه ما أتى بهذا الهذيان الذي ردّ عليه شيخ الإسلام إلا ليقرر مذهبه في النهاية، وهو رد على قولكم: ((بمجرد الزعم بأنهم ما قالوا كلامهم إلا نصرة لمذهبهم))
أما قولكم: ((وإنما ساقه على أنه مُسلَّم لأنه مذهبه)) فهذا ضرب من الخيال، فابن جني يعلم أن حوله الألاف المؤلفة ممن لا يسلمون بمذهبه الباطل؛ بل ينتقدونه أيما انتقاد، وقد كان يحيا في عصر يظهر فيه أهل السنة على أهل البدعة بعد نصرة إمامهم في محنته، فيحتاج لتقرير مذهبه لطرق ملتوية.
فهو قرّر ما قرّر في المقدمة لنصرة مذهبه الفاسد في النهاية، لا أنه ساقه باعتباره مجرد شاهد من جملة شواهد لقوله.
وأنا على استعداد للمباهلة على ذلك.
واللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:25]ـ
مباهلة مرة واحدة!! هو الموضوع يستاهل يا عم الشيخ؟!
دا مجرد اختلاف في فهم كلام ابن جني، وكلامه واضح في أنه يحاول نصرة مذهبه الباطل، ولكن مقصودي أنه لم يستدل على هذه المقدمة، وإنما ساقها وكأنها مسلمة تلبيسا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:54]ـ
يا عم انت صدقت.
واحنا برده قد المباهلة؟
احنا على باب الكريم يا مولانا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 06:00]ـ
معلش يا عم الشيخ، أصلي عاملتك على أنك أردت (الحقيقة)
ونسيت أنك رجحت مذهب (المجاز)!!!!!!!!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 11:41]ـ
معلش يا عم الشيخ، أصلي عاملتك على أنك أردت (الحقيقة)
ونسيت أنك رجحت مذهب (المجاز)!!!!!!!! لا ليس مجازا يا أبا مالك.
ولكن تلك شِقشِقة هدرت.
فلما هدأت ذهبت.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:52]ـ
دار في خلدي أنه عندما فهم ابن جني أن قول القائل (قام زيد) مجاز وخروج عن أصل الوضع لكون المصدر في زعمه يفيد الشمول لجميع الأنواع. . عند ذلك، سوف يسهل على أمثاله أن يقول في قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) بأن المصدر ههنا يستعمل أيضا مجازا لشيوع ذلك الاستعمال في اللغة بدليل مجازية أغلب الأفعال أو جميعه، وأيضا لعلة التوكيد والاتساع - بل ربما زادوا: لعلة تشبيه الرب تعالى بمن هو أكمل منه وأكثر خلقا (!). وذلك لأن الظلم والشرك والكفر والفسوق والعصيان لا يدخل عندهم في دلالة هذه الآية. وهذا لعمر الله: عين الإلحاد واعتزال الحق والصواب.
وكذلك لا يخفى عليكم قول الزمخشري في تفسير أول الفاتحة من أن قوله تعالى (الحمد لله) لا يفيد الاستغراق - استغراق جميع أنواع الحمد وجهاته وأفراده - لمجرد أن إيمان المؤمن وصلاح الصالح وأعمال الصادقين عند طائفته ليس بمقدَّر لرب العباد (!) فلا يعود المحامد في زعمه إلى الله تعالى، بل يعود إلى فاعلها المستحق للكفء والثواب. ومثله قوله في آية: (ولقد آتينا داود وسليمان علماً وقالا الحمد لله الذي فضَّلنا على عباده المؤمنين). فتعالى الله عن ظلم الظالمين من عباده علوّا كبيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماحية بن عبد القادر]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 06:19]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله؛ أما بعد:
مما لا يرتاب فيه عاقل و لا يشك فيه متأمل أن مسألة المجاز و الحقيقة في اللغة فتحت بابا عظيما على الأمة كان من شر أبواب تفتح ذلك بأنها كانت و لا زالت ذريعة للتأويل و التحريف و التعطيل. أقول: ياليتهم قصروها على اللغة و حدها و ما تعدوا بهذه المسألة طورها. لكن؛ أمنية المستحيل؛ لقد حدث و كان ما كان. و هذه المسألة الصواب فيها - إن شاء الله تعالى - أن تهدم بكل معول حق و بكل قاصف محرق ... فكل من أراد التحريف و التأويل و لسنا نتهم نوايا الناس جعل المجاز ترسا و مغفرا له و سار في العراك يثير نقعا يحسبه يعمي ... لكن هيهات.
أقول: ليس في اللغة إلا الحقيقة؛أما يقال له مجاز فهو من أساليب العرب و تفننها في الخطاب.
و الخوض في تقسيم اللغة إلى حقيقة و مجاز تشيد على البحث في شيء أخر من العلم و إقرارو و بيان ثبوته. إنها مسألة هل اللغة إلهامية أو وضعية؟
إن كانت إلهامية فكل ما فيها من الحقيقة؛ و لا مجاز.
أما إن كانت وضعية؛ فربما كانت كلها حقيقة و ربما كانت مجازا كلها و ربما فيها الأمران. لكن من يمكن له أن يثبت أنها وضعية من صنع البشر؟ ثم هب أحدا جاء بأدلة على ذلك؛ فمن يثبت أن أصل الوضع كان هو الحقيقة و المجاز طارئ لمعنى اقتضى ذلك؟ أو أن الأصل ما نزعم أنه مجاز و الحقيقة هي الطارئة؟
الحق أن المسألة شائكة و تحتاج للنظر الطويل و التقليب المستمر؛ و الله في كل ذلك هو المعين و هو الموفق للصواب.
أما مسألة ابن جني؛ فمجازه رد عليه و للناس أن ينتفعوا بما وافق الحق من بحوثه.
أنا أعتذر كثيرا عن طول الكلام و سلامي و تحياتي للشيوخ و المشاركين أجمعين.(/)
منظومات الشيخ الفاضل /أحمد المعلم.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:01]ـ
وهذه هي القصيدة الرابعة للشيخ الفاضل أحمد المعلم وهي قصيدة طويلة وأحببت أن أضعها موضوعاً فموضوعاً وإن أحب الأخوة أن أضعها كاملة فعلت
النهج القويم والصراط الوسط المستقيم
حمداً لمن بجزيل الفضل صيَّرنا////// من فرقة وسط في الأمة الوَسَط
جماعة الحق لا تنفك سائرة////// على الصراط بلا زيغ ولا شَطَط
نقفو سبيل النبي المصطفى وكذا////// أصحابه خيِرة الأسلاف والفُرُط
والتابعين بإحسان ومن مَسَكوا////// في ذا السبيل بحبلٍ غير منفَرطِ
أهمية التوحيد
قطب الرحى ومدار الأمن دون مرا////// والبدء والانتها في نهجنا الوسطي
توحيدُ خالقِنا فهو الذي حُلِقَت////// له الخليقةُ من عالٍ ومنبسطِ
وهو الذي أُرسل الرسلُ الكرام به////// وخاصَموا فيه أهلَ الشرك والقَسَط
وهو الذي حَمَل المختارُ رايته////// في بدء دعوته والَختم والوسط
ولا تَشَاغلَ في يوم بمُعضلة////// عنه ولا خُطَّة من أنجح الخُطَط
بل ظلَّ في سكرات الموت يُنذِرُ من////// أضداده رغمَ ما يلقَى من الغطَطَ
وسار أصحابه في ذا الطريق فما////// سارَت جحافلُهم في السهل والوَهَط
إلا لَحملِ عباد الله كلهم////// عليه لم ينَفِروا للبَغيِ والضَنَط
والتابعون لهم ساروا ومن تَبِعوا////// مبرئين من الأهواء والشَحَط
ونحن في إثِرهم سارتَ ركائبنا////// نقفو سبيلهم في الحلِ والربُُط
موحدون بفضل الله ليس لنا////// ربٌ سوى اللهِ ينجيِنا من الورَطَ
فلا ندين بدين الملحدين ولا////// من أوضعوا في مهاوي الشرك والقَسَط
معاني الكلمات:
الشطط: البعد عن الحق
الفرط: السابقون أو القدم والسبق
منفرط: متبدد ومتفرق
القسط: الجور والظلم
الغطط: مأخوذ من غط النائم أوالمذبوح والمخنوق كناية عن معاناة سكرات الموت
الوهط: جمع وهطة وهي المكان المطمئن من الأرض أو العميق المنحدر أو الهزال
الضنط: الصلف وهو التكبر والاستعلاء
الشحط: البعد أي البعيد عن الحق
الربط: جمع رباط
الورط: جمع ورطة وهي الهلكة
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 05:07]ـ
وهذا رابط القصيدة الأولى:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9991
وهذا رابط القصيدة الثانية:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10317
وهذ رابط القصيدة الثالثة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10539
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 06:32]ـ
بوركت ابا عائشة
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 07:06]ـ
بارك الله فيك
ما رأيك لو نسقتها في ملف وورد، ثم أنزلتها، أليس في هذا تيسيرا؟ الأمر لك
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 11:05]ـ
سأفعل بإذن الله، ولكن اصبر علي حفظك الله.(/)
مسائل في المجاز (6) اختلاف الألسنة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 07:57]ـ
(6)
اختلاف الألسنة ..
1 - نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه هو اختلاف الألسنة , لا الحقيقة والمجاز
قال الله تعالى تعالى: ((ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)) , وألسنة الناس تختلف في الأحرف التي ينطقون بها , وهو ما يسمى علم الأصوات , وفي الألفاظ المفردة , وهو التصريف أو الصرف , وفي أوجه تأليف الألفاظ وجمع بعضها إلى بعض , وهو النحو , وفيما تدل عليه الألفاظ المفردة والمؤلفة , وهو علم الدلالة, وتكلم المستشرق الألماني برجشتراسر في اختلاف الألسنة , وسمَّاه التطور اللغوي , وتبعه على ذلك د. رمضان عبد التواب وغيره (1) , وأخذوا تلك التسمية من كلام دارون وأصحابه في التطور , وكلامهم كله باطل , وقول الله تعالى هو الحق المبين , والألسنة لا تتطور , ولكنها تختلف.
وأسرع ما تختلف فيه الألسنة هو ما تدل عليه الألفاظ , فاللفظة الواحدة قد تدل بلسان قوم على غير ما تدل عليه بلسان قوم آخرين , ويختلف ما تدل عليه اللفظة الواحدة بلسان نفس القوم من قرن إل قرن , وقد يحدث ذلك الاختلاف في قرن واحد منهم , وقد يحدث في قرون متقاربة , وكلما كان أولئك القوم أكثر عزلة عن غيرهم , قل اختلاف لسانهم من قرن إلى قرن , وظلت أكثر ألفاظهم تدل بلسان القرن اللاحق على نفس ما كانت تدل عليه بلسان القرن السابق , وأعظم ما تختلف به الألسنة هو اختلاط الأمم , ونقل الكتب من لسان إلى لسان , فالناس ينقلون الألفاظ كثيراً إلى غير ما كانت تدل عليه عند غيرهم , وبذلك النقل تختلف ألسنتهم , ولا يظل اللسان بعد ذلك النقل لساناً واحداً , ولكنه يصير ألسنة مختلفة , وإذا نقل رجلٌ لفظة أو ألفاظاً إلى غير ما تدل عليه عند قوم اختلف لسانه عن لسانهم , وحدث لسان جديد , وقد يكون ذلك الرجل شاعراً أو خطيباً , أو كاتباً وقد يكون سيداً مطاعاً أو عامياً وقد يتبعه على ذلك اللسان الجديد قومه , أو تتبعه طائفة من الناس فلسان كل قوم أو رجل هو ما تدل عليه الألفاظ في كلام ذلك الرجل وأولئك القوم , ولا ريب أن لكل قوم أولاً اتبعوه على لسانه , فإذا علم ذلك الأول نسب اللسان إليه , وإذا نسي وبعد العهد به ينسب اللسان إلى أولئك القوم.
ونقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه قد يكون خطأ أو جهلاً باللسان الأول , أو خلطاً بينه وين لسان آخر , وبين لسان آخر , وقد يكون عمداً , واللفظة قد تنقل من العموم إلى الخصوص , فتصير خاصة بعد ما كانت عامَّة , وتنقل من الخصوص إلى العموم , فتصير عامَّة بعدما كانت خاصة , وتعزل عن الإضافة بعدما كانت تذكر إلا مضافة , أو تضاف إلى غير ما كانت تضاف إليه وتقرن به وقد يزاد فيما تدل عليه شيء أو أشياء أو تنقل من شيء إلى غيره , وقد يكون ما نقلت إليه يشبه ما كانت له أو يقاربه , فيسمي الشيء باسم ما يشبهه , أو باسم مكانه , أو ما يجاوره , أو يتصل به ويسمى الكل باسم البعض , أو البعض باسم الكل , وكل ما ذكروه من المجازات والاستعارات فهي أوجه من ذلك النقل , وقد تنقل اللفظة إلى شيء لا يشبه ما كانت له ولا يقاربه , وقد يكون ما نقلت إليه أبعد شيء عما كانت عليه , وذلك النقل كله خطأه وعمد لا ميزان له , ولا يجري طريقة واحدة , بل قد يكون ما نقلت اللفظة إليه أبعد شيء عما كانت له , ولو كان نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه له بميزان يوزن به , أو له طريقة واحدة أو طرق معدودة يجري عليها , لكان ما نقلت إليه اللفظة باللسان الآخر , يدلُّ على ما كانت له باللسان الأول , ولكن ذلك النقل لا ميزان له , ولا يجري على طريقة واحدة , ولا طرق معدودة , وهو يكون بأوجه من العمد والخطأ لا سبيل إلى حصرها , فما نقلت اللفظة إليه باللسان الآخر لا يهدي إلى ما كانت له باللسان الأول , ولا يدل عليه , والمتكلم بلسان قوم لا يعني إلا ما تدل عليه الألفاظ بلسان أولئك القوم , ولا يخطر بقلبه ما تدل عليه بلسان قوم آخرين لا قبلهم ولا بعدهم , وإذا كان اللسان الأول محفوظاً , علم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , وأما إذا كان اللسان الأول ليس محفوظاً , فلا يعلم ما كانت تدل عليه الألفاظ أولاً , ولا يدري
(يُتْبَعُ)
(/)
أنقلت أم لم تنقل , فذلك النقل لا سبيل إلى علمه إلا في لسانين محفوظين , أحدهما قبل الآخر.
ولسان العرب الذي حفظه الله تعالى لنا هو لسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم قومه صلى الله عليه وسلم , ولا ريب أن لسان أولئك العرب كان يختلف عن لسان العرب القديم الأول قبلهم , ولسان العرب قبلهم لم يحفظ لنا , فلا ندري ما كانت تدل عليه الألفاظ بلسان العرب الأول , ولا ما نقل منها إلى غير ما كان يدل عليه , ولا ما لم ينقل , ولو حفظ لسان العرب الأول لم ينفع في دين الله شيئاً , والله تعالى أنزل كتابه وبعث نبيه صلى الله عليه وسلم بلسان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس بلسان العرب قبلهم ولا بعدهم , فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى وحديث رسوله هو ما كانت تدل عليه عند أولئك العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس ما ما كانت تدل عليه قبلهم.
فإذا كانت العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم , يقولون أسدٌ لذلك السبع , ويقولون أسدٌ للرجل الجرئ الذي لا يفر , فلا تدري بأيهما تكلموا أولاً , ولا سبيل إلى العلم به , لا بنبأ صادق , ولا ببرهان , فإن لسان العرب القديم الأول ليس محفوظاً , وما ثقلت اللفظة إليه بلسان الآخر , لا يهدي إلى ما كانت له بلسان الأول , ولئن قلنا إنها كانت قبلهم تدل على أحدهما دون الآخر , فلقد صارت بلسانهم تدل عليها جميعاً , وصاروا يقولون: أسد للسبع والرجل سواءً , فلا تدل تلك اللفظة على أحدهما دون الآخر إلا بينة من كلام المتكلم أو حاله , والمحفوظ من كلامهم يشهد بذلك وسيأتي ذكره إن شاء الله , فقولهم: إنها وضعت للسبع , ثم نقلت للرجل , فهي حقيقة في السبع , مجازٌ في الرجل , زعم باطلٌ , وقولهم: إنها تدل على السبع بغير قرينة , ولا تدلُّ على الرجل إلا بقرينة , زعم باطل مثله , ولابدَّ لهم من هذين الزَّعمين في كل لفظة يدَّعون فيها حقيقة ومجازاً , وكلاهما زعم باطل لا حجّة لهم به , وإذا صارت اللفظة بلسان قوم تدل أكثر من دلالة , فلابدَّ أن يكون في كلام المتكلم أو حاله ما يبيِّن ما أراده بها , وسواءٌ أراد بها ما كانت له أوَّلاً , أو ما نقلت إليه بعد ذلك , وسواءٌ علمنا ما كانت له أولاً , وما نقلت إليه بعد ذلك , أم لم نعلمه.
2 - اختلاف ألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعده
وألسنة العرب قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ألسنة كثيرة مختلفة , وليس لسان العرب واحداً من لدن معد بن عدنان إلى آخر الدهر , ولا ألسنة غيرهم من الأمم , وألسنة العرب القدماء قبل النبي صلى الله عليه وسلم ليست محفوظةً , ولو وُجد منها شيء , فلا يعلم ما يدل عليه إلا ظناً؛ وكذلك كل لسان ذهب القوم الذين كانوا يتكلمون به , ثم وجد منه شيء قليل بعدهم مكتوباً , فلا يعلم ما كان يدل عليه عندهم إلا ظناً؛ وحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ألسنة كثيرة , ونقل كثيرٌ من ألفاظ العرب إلى غير ما كان يدل عليه , فإن العرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم خالطوا كثيراً من الأمم غيرهم , وتكلم بلسانهم من ليس منهم من المستعمرين من العجم والموالي , وكل من نشأ بين لسانين أخطأ فيه وغيره , ولم يزل ينزع به إلى لسانه الأول , ونقلت إلى العربية كثير من كتب الفلاسفة وغيرها , والذين نقلوا تلك الكتب لم يكونوا عرباً , فخلطوا كثيراً من ألفاظهم وكلامهم بكلام العرب وكلامهم إلى غير ما كان يدل عليه , وأحدثت طائفة من الكتاب والشعراء مذهب البديع , وأخذوه من كتاب العجم وشعرائهم وتوسعوا في الاستعارات , فنقلوا كثيراً من ألفاظ العرب وكلامهم إلى غير ما كانت تدل عليه , وتكلموا بما لم تتكلم به العرب , والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم أخذوا كثيراً من ألفاظ الناقلين لكتب الفلاسفة ومن ألفاظ المتكلمين من اليهود والنصارى وغيرها من الأمم , وخلطوها بكلام العرب , ونقلوا كثيراً منه إلى غير ما كان يدل عليه وكانوا من العجم والموالي , وكذلك النحويون نقلوا كثيراً من ألفاظ العرب إلى غير ما تدل عليه , وكثير من ألفاظ النحويين تدل على نفس ما تدل عليه عند المعتزلة , وأكثر النحويين من البصريين والكوفيين ومن بعدهم كانوا معتزلة , وزعم كثيرٌ منهم أنهم كانوا لا يخلطون بين كلامهم في المنطق والفلسفة وكلامهم في
(يُتْبَعُ)
(/)
النحو , وهو زعم باطلٌ , وكلامهم في النحو يكذبه , وما يدل عليه لفظ الاسم والصفة والعلة وغيرها عند النحويين هو نفس ما يدل عليه عند المعتزلة , والفقهاء من أهل الرأي والحديث , والصوفية وغيرهم من الخاصة والعامة , كلهم تكلموا بما لم تكن تتكلم به العرب , ونقلوا ألفاظ العرب إلى غير ما كانت تدل عليه , وحدثت ألسنة أخرى عربية مولدة , وكثرت تلك الألسنة واختلط بعضها ببعض وصارت اللفظة الواحدة تدل عند كل طائفة منهم على غير ما تدل عليه عند غيرهم , وقد تدل اللفظة في كلام رجل على غير ما تدل عليه عند غيره من الناس كلهم , وينقل ذلك الرجل تلك اللفظة إلى شيء لم يسبقه إليه أحدٌ , ولا تبعه عليه أحدٌ , فيكون ما تدل عليه بلسان ذلك الرجل خاصة غير ما تدل عليه بلسان غيره من الناس كلهم , وتلك الألسنة المحدثة كلها عربية أخرى غير لسان العرب الذي نزل القرآن به.
وتلك الألسنة المحدثة المولدة كانت قريباً من عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ولعل بعضها حدث أوائله في آخر المائة الأولى , وقال أبو سليمان الخطابي في كتابه ((بيان إعجاز القرآن)): أخبرني الحسن بن عبد الرحيم , عن أبي خليفة , عن محمد بن سلام الجمحي , قال: قال أبو عمرو بن العلاء: اللسان الذي نزل به القرآن , وتكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عربية أخرى غير كلامنا هذا (2). اهـ , وهو في طبقات الشعراء لابن سلام , وقال ابن سلام بعده: قال أبو عمرو بن العلاء: ما لسان حمير وأقاصي اليمن اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا (3) اهـ؛ وقال الخطابي: وقد زعم بعضهم أن كلام العرب كان باقياً على نجره الأول وعلى سطح طبعه الأقدم , إلى زمان بني أمية , ثم دخله الخلل , فاختل منه أشياء , قال: ولهذا صار العلماء لا يحتجون بشعر المحدثين , ولا يستشهدون به , كبشار بن برد , والحسن بن هانئ , ودعبل , والعتَّابي , وأحزابهم من فصحاء الشعراء والمتقدمين في صنعة الشعر , وإنما يرجعون في الاستشهاد إلى شعراء الجاهلية , وإلى المخضرمين منهم , وإلى الطبقة الثالثة التي أدركت المخضرمين , وذلك لعلمهم بما دخل الكلام في الزمان المتأخر من الخلل , والاستحالة عن رسمه الأول (4) اهـ وقال ابن برهان في كتابه ((الوصول إلى الأصول)): وأما كلام الشافعي , وأبي حنيفة رضي الله عنهما فلا يحتج به؛ لأن الحجة إنما تثبت بأقوال العرب والفصحاء الأقحاح الأفصاح , الذين أنطقتهم طباعهم , فأما من أخذ اللغة عن العلماء وتلقف من الأدباء , وقال ما قال عن الاجتهاد , فقوله لا يكون حجة , بل لابد من النظر في دليله (5) يعني لا يكون حجة في العربية وعلم لسان العرب , قال الشاطبي في كتابه ((الموافقات)): ووجه آخر وهو أن كثيراً مما ليس بمحتاج إليه في علم الشريعة قد أدخل فيها وصار من مسائلها , ولو فرض رفعه من الوجود رأسا لما اختل مما يحتاج إليه في الشريعة شيء , بدليل ما كان عليه السلف الصالح في فهمها , دع العرب المحفوظة اللسان , كالصحابة ومن يليهم من غيرهم , بل من ولد بعدما فسد اللسان , فاحتاج إلى علم كلام العرب , كمالك والشافعي وأبي حنيفة ومن قبلهم أو بعدهم , وأمثالهم , فلما دخلت تلك الأمور وقع الخلاف بسببها , ولو لم تدخل فيها لم يقع ذلك الخلاف , ومن استقرأ مسائل الشريعة وجد منها في كلام المتأخرين عن تلك الطبقة كثيراً , وقد مر في المقدمات تنبيه على هذا المعنى (6).اهـ وكلام أئمة العربية في ذلك كثير معروف.
3 - لسان العرب الذي نزل القرآن به , هو لسان العرب قوم النبي
صلى الله عليه وسلم
فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه في كلام أولئك العرب , قوم النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما كانت تدل عليه قبلهم , ولا ما صارت تدلُّ عليه بعدهم , ولا يفقه أحدٌ في الدين حتى يعلم ما كانت تدل عليه تلك الألفاظ عند أولئك العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلم ما تدل عليه الألفاظ عندهم من كلام أئمة العربية الموثوق بهم , وما تشهد به مواضع تلك الألفاظ في كتاب الله تعالى , وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات وحفظت ألفاظها , وأشعار العرب وأمثالهم التي يوثق بعربيتها ورواتها وكلام كل قوم المحفوظ عنهم يفسر بعضه بعضاً , ويبين ما تدل عليه الألفاظ عندهم , وإذا جمعت مواضع اللفظ في كلام قوم أو كثير منها ما يدل عليه عندهم , وما اختلف فيه أئمة العربية , فتلك الشواهد تدل المجتهد على الصواب فيه إن شاء الله تعالى.
وكل من فسر شيئاً من القرآن والحديث بغير ما كان يدل عليه عند العرب قوم النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخطأ فيه؛ والمتكلمون من المعتزلة وغيرهم فسروا كثيراً من القرآن والحديث بأهوائهم , وبما تدل عليه الألفاظ عند الفلاسفة والناقلين عنهم , وليس بما تدل عليه عند العرب , فأخطأوا واختلفوا , وضلوا وأضلوا كثيراً من الناس , وكان لسان الفلاسفة والناقلين عنهم هو أضر الألسنة للمتفقهين؛ وروي عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب , وميلهم إلى لسان أرسطوطاليس (7).
==========================
الحواشي:
(1) ((التطور النحوي للغة العربية)) محاضرات ألقاها برجشتراسر في جامعة القاهرة 1929 م ونشرها د. رمضان عبد التواب , و ((التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه)) د. رمضان عبد التواب
(2) ((بيان إعجاز القرآن)) ضمن ثلاث رسائل ص 45, 46
(3) ((طبقات فحول الشعراء)) 1/ 10 - 11
(4) ((بيان إعجاز القرآن)) ص 46
(5) ((الوصول إلى الأصول)) 1/ 347
(6) ((الموافقات)) 3/ 96
(7) صون المنطق والكلام: (1/ 47 - 48).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 10:20]ـ
وكيف نعرف معاني تلك الألفاظ التي كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت معاني الألفاظ عند من بعدهم تختلف عن معاني الألفاظ في وقتهم؟
وهل يمكن أن نثق في نقل النقلة إذا كانوا ينقلون شيئا لا يعرفون معناه أصلا؛ لأنهم ينقلون شيئا بغير لغتهم كما تقول! والنقل بالمعنى مشهور لا يمكن أن ينكره من له معرفة بالأثر.
وكيف نثق في نقل كلام علماء العربية أصلا، إذا كانوا لم يحددوا لنا أن هذه المعاني المذكورة هي معاني كلام العرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ وإنما ينقلون ذلك عن العرب إجمالا جاهليهم وإسلاميهم ومخضرمهم، لا يفرقون بين شيء من ذلك.
وكيف نستطيع أن نفهم شيئا من كلام أصحاب المعجمات أصلا إذا كانت الألفاظ في عصرهم لها معان تختلف عما قبلهم وتختلف عما بعدهم، فما أدرانا أننا نفهم الألفاظ كما يريدون؟؟
وكذلك كل عصر ينقل عن العصر الذي قبله لا يمكننا - بناء على كلامك - أن نثق في نقل أي واحد من هذا العصر عن العصر الذي سبقه؛ لأن لكل عصر - كما تقول - له لغته التي تختلف عن اللغة التي قبله، وعن اللسان الذي بعده.
وكذلك فأنت قد نعت معظم علماء العربية كوفيهم وبصريهم بأنهم قد أخذوا اصطلاحاتهم وأقوالهم عن الفلاسفة، والعلة التي ذكرتها في تأييد كلامك تدل على أنك أردت جميعهم لا معظمهم؛ لأنه لا يوجد أحد منهم على الإطلاق لم يستعمل هذه الاصطلاحات؛ مثل الاسم والعلة والصفة ونحو ذلك.
فكيف نثق في نقل هؤلاء العلماء عن العرب إذا كانوا أصلا قد خلطوا كلامهم بهذه الفلسفة؟ وهل هم يسمون لنا العرب الذين ينقلون عنهم أصلا؟
هل تجد في كتب اللغة عن أحد من أئمة العربية أنه يقول: سمعت العربي الفلاني يقول كذا، وسمعت الأعرابي الفلاني يقول كذا؟
هذا موجود ولكنه نادر، والأكثر في نقل أئمة اللغة أنهم يقولون: العرب تقول كذا، وكلام العرب هو كذا وكذا، أو يذكرون الكلام مباشرة على اعتبار أن المفهوم منه النقل عن العرب.
وبعض كلامهم هذا سماع وبعضه قياس على المسموع، ولا يشك في هذا أحد يعرف طريقتهم ومنهجهم في النقل.
ومعظم ما هو مذكور في معجمات اللغة مأخوذ عن أئمة معدودين معروفين مثل الخليل بن أحمد وأقرانه وأتباعهم، وهؤلاء هم أئمة البصريين والكوفيين، فالتشكيك في علوم هؤلاء والطعن في مآخذهم هو طعن في اللغة التي ينقلونها أيضا؛ لأننا حينئذ لا نأمن أن يكون قد دخلها شيء أيضا من علوم الفلاسفة.
وهذا أيضا إنما نقوله على التنزل في الكلام؛ لأننا إذا انطلقنا من المبدأ الذي ذكرته - وهو نبذ الظن مطلقا في هذا الباب - فلن نثق في أي منقول في علوم اللغة على الإطلاق؛ لأنها كلها أو جلها منقولة بالظن، ولا يمكنك أن تجد سندا صحيحا متصلا بالسماع في لفظة واحدة من ألفاظ المعجمات العربية الموجودة بين أيدينا، بل معظمها أو تكاد تكون كلها مبنية على الوجادات، وقد عمل بها أهل العلم قديما وحديثا لأنها تفيد الظن الراجح، ولا يمكن أن تفيد اليقين القطعي، ولذلك تجد الاختلاف في نسخها كثيرا، والاختلاف بين كتبها كثيرا أيضا.
وأما الكلام الذي نقلته عن أبي عمرو وعن ابن برهان وعن الشاطبي وعن غيرهم فلا يمكن أن يستفاد منه شيء مما قدمته؛ لأنه لا يوجد واحد من هؤلاء يقول بما قدمتَ ذكره، ولا يوجد واحد منهم يقول إن الكوفيين والبصريين جميعا على خطأ.
فإما أن يكونوا أيضا على باطل، وحينئذ يكون كلامهم الذي استشهدتَ به باطلا لأنه مبني على باطل، وإما أن يكونوا على صواب، وحينئذ يكون ما قدمت ذكره باطلا.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 10:57]ـ
فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه في كلام أولئك العرب , قوم النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما كانت تدل عليه قبلهم , ولا ما صارت تدلُّ عليه بعدهم
هداك الله
هذه النتيجة التي توصلت إليها من أخطر ما قرأت لك.
فلازمها أخطر مما تتصوّر.
فما وجه إعجاز القرآن وقد جاء بدلالات لا تعرفها العرب من قبل؟
وكيف يتحدّى القرآن قوما دلالة الألفاظ عند أسلافهم غير دلالتها فيه؟
وكيف فهموا التشريع ما دامت دلالة ألفاظه تختلف عن دلالة ألفاظ اللسان الذي ورثوه عن آبائهم؟
والصحابة رضي الله عنهم كانوا من قبائل ضشتى فما أدرانا أن منهم من كان يفهم ألفاظ النبي (ص) بدلالة غير التي قصدها وروى على ما فهمه فغير معنى التشريع؟
وهل التغيير المقصود يحدث في كل قبيلة على حدة أم تتفق القبائل بل أهل الأرض جميعا أن يبدءوا التغيير في وقت معين؟
ولو حدث في كل قبيلة على حدة فكيف كانت تتفاهم قبائل العرب وألسنتها مختلفة في كل شيء؟
ولو كان على مستوى أهل الأرض فكيف كانو يتفقون في تحديد زمان التغيير؟
أرى في هذا الكلام تخليطا لم أره من قبل، ولا أظن أني سأراه مرّة أخرى في غير هذا الموضع إلا أن يكون للكاتب نفسه.
فلماذا التسرع في الكتابة دون النظر في معنى ما نكتب؟
أو لعل دلالة الألفاظ عند الكاتب غير دلالتها عندي؟
أمر جائز إذا سلمنا بنتيجة البحث!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:14]ـ
يا شيخ عيد ...
العنوان العام للموضوع هو: (مسائل في المجاز)
وأول عبارة في الموضوع هنا هي: ((نقل الألفاظ إلى غير ما كانت تدل عليه هو اختلاف الألسنة , لا الحقيقة والمجاز))
فليس الكلام هنا عن مطلق الألفاظ ودلالاتها ... وإنما عن جنس مخصوص من الألفاظ وهو الألفاظ التي تتغير دلالتها أو تتنوع دلالتها (وهو قدر كبير جداً من الألفاظ) ... ما هو الاسم الصحيح لهذا التغير والتنوع (؟؟؟) والعبارة التي استشكلتها أنت هي: ((فما تدل عليه الألفاظ في كتاب الله تعالى , وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم هو ما كانت تدل عليه في كلام أولئك العرب , قوم النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما كانت تدل عليه قبلهم , ولا ما صارت تدلُّ عليه بعدهم)) الآن على ضوء ما تقدم ... هل دلالة لفظ الصلاة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم هي نفس دلالة لفظ الصلاة في كلام العرب قبله .. ومثال الصلاة هنا ليس دقيقاً تماماً لأمر أذكره بعدُ ...
واختلاف اللسان بعد النبي أظهر لأن الألسنة قبله لم تحفظ حفظ الألسنة بعده .... ودلالة اختلاف الألسنة لا تتم إلا بين ألسنة أقدمها محفوظ
ودونك مثال مما بعده ...
هل دلالة لفظ القهوة في كلام العرب هو نفس دلالة لفظ القهوة في كلام الناس اليوم ...
لا بالطبع ...
إذاً مااسم هذا التباين والتغاير (؟؟؟)
هذا جزء من محل البحث ...
أما عن كيفية الفهم وتحديد المعنى المراد فلهذا حديث آخر ..
بارك الله فيك ... وجزاك الله خيراً على ما تنفعني به من المذاكرة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:41]ـ
الآن على ضوء ما تقدم ... هل دلالة لفظ الصلاة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم هي نفس دلالة لفظ الصلاة في كلام العرب قبله ..
أصلحك الله
هاأنت تتكلم بكلام أصحاب المجاز الذين أعلنت الحرب عليهم.
أليس أهل المجاز هم الذين اخترعوا أن ألفاظ الشريعة لها معنى لغوي وآخر اصطلاحي؟
وأن الشرع جاء بدلالة جديدة للألفاظ غير ما كانت تعرفه العرب؟
فمعنى الصلاة عند العرب هي الدعاء
وأما في الشرع فهي حركات مخصوصة في أوقات مخصوصة لجهة مخصوصة من شخص مخصوص!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أهذا ما استفدته من حربك مع أدعياء المجاز؟
ألم تقرأ ردّ شيخ الإسلام عليهم في ادّعائهم ذلك في كتاب الإيمان؟
وقد اخترتَ مثالا الردّ عليه أسهل من غيره.
فأقول لك بكل ثقة: نعم دلالة الصلاة هي هي لم تتغير، وإن كان لها معان أخرى تختلف حسب السياق، وهذا ما قرره شيخ الإسلام وتبعته عليه بأن اللفظ المجرد ليس له معنى إلا في سياق.
إلا إن قصدت أن تغيير الهيئة يعتبر تغيير لدلالة اللفظ فهذا أمر آخر ولا أظنك تقول به أبدا.
فآدم أبو البشر كان يصلي ويعرف معنى الصلاة على ما هي عليه الآن
ونوح أبو الناس كا ن يصلي ويعرف معنى الصلاة على ما هي عليه الآن
وإبراهيم أبو الأنبياء كان يصلي ويعرف معنى الصلاة على ما هي عليه الآن
وإسماعيل أبو العرب كان يصلي ويعرف معنى الصلاة على ما هي عليه الآن
فكيف يجهل العرب معنى الصلاة ودلالتها وأبوهم الذي يتكلمون بلسانه كان يستخدمها في هذا المعنى، وكذلك كل قبائل العرب البائدة فما منها إلا ولها رسول كان يصلي ويعلم معنى الصلاة على ما هي عليه الآن مثل: صالح وهود وشعيب وغيرهم، وكذلك الأمم الأخرى حولهم من أهل الكتاب وغيرهم يستخدمون الصلاة في هذا المعنى؟
من الواضح أنك لكثرة قراءتك لأصحاب المجاز لتردّ عليهم تأثرت بهم وأنت لا تشعر
والله الموفق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:54]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عيد ...
هذا الموضوع جزء من حرب المجاز ... وقد ذكرتُ لك أن مثال الصلاة ليس دقيقاً لأمور أذكرها بعدُ ...
وقد قلتَ أنت: ((نعم دلالة الصلاة هي هي لم تتغير، وإن كان لها معان أخرى تختلف حسب السياق،))
المعاني الأخرى واختلافها باختلاف السياق هو نفسه استعمال اللفظ بأكثر من معنى ...
ومثبتة المجاز جعلو معنى منها حقيقة والباقي مجاز ...
ويسميه المحدثون إن اختلفت الأزمنة تطور دلالي ...
وبحثي في تقرير كونها من اختلاف الألسنة ...
ومثال الصلاة هل يدخل تحت اختلاف الألسنة أم أن العرب تكلمت بهذا اللفظ على معانيه جميعاً واستمر التكلم بها في زمن النبي وبعده (؟؟؟) فيه بحث ولذا لم يكن التمثيل به دقيقاً وما بعده من التمثيل أدق منه ...
واستعمال اللفظ بأكثر من معنى ... باب أوسع من اختلاف الألسنة ... ولهذا بيان آخر ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:13]ـ
وما بعده من التمثيل أدق منه ...
وفقك الله
ما بعده من التمثيل لا ينفعك
لأنه يتكلم عن دلالة حادثة بعد فساد الألسنة وانتشار العامية واختلاط العرب بالعجم ودخول البُنّ
بلادنا ومعه الشاي والكابتشينو وغيرها.
ونحن نتكلم عن دلالة الألفاظ عند العرب وليس عند أهل العامية
فالمثال فاسد
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ
بارك الله فيكم ...
اختلاف الألسنة من قضايا العربية .... وتُعنى ببحث ما يطرأ على الألسنة من اختلاف في كل زمان ومكان ... فإن اتضح لك المراد باختلاف الألسنة فغيره هين ...
بارك الله في عقلك وعلمك ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 12:36]ـ
فإن اتضح لك المراد باختلاف الألسنة فغيره هين ...
بارك الله في عقلك وعلمك ... أنا لم أخالف في أصل المسألة ولا حتى في النتيجة النهائية.
لكن أنا خالفتك في التقريرات.
ولا يخفى عليكم أن القواعد والمقدمات والبراهين أهم من العناوين والمضامين والنتائج.
والله الموفق(/)
تَبَارِح (2): بَيْنَ شَجَرَةِ الصّنُوبَرِ وَشَجَرَةِ الدبَّاء [الأسَاسَ الأسَاسَ]
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 10:23]ـ
شَجَرَةُ الصّنوبر تُثْمِرُ في ثلاثينَ سَنَة، وشَجَرَةُ الدُّبَّاءِ تَصْعَدُ في أُسبُوعَيْن؛
فتَقُولُ الدُّبَّاءُ للصّنوبَر: إنَّ الطَّريقَ التي قَطَعْتِها في ثلاثينَ سنةً قَطَعْتُها في أُسْبُوعَيْن!
وَيُقَالُ لكِ: " شَجَرَة "، ويُقَالُ لِي: " شَجَرَة "!
فقَالَتْ لها الصّنوبَرَة: ’’ مَهْلاً حتَّى تَهُبُّ رِيَاحُ الخَريفِ ‘‘!!
من [بدائع الفوائد]
_____________________
أحِبَّتي أقولُ لنفسي أولاً ثمَّ لكم:
الأسَاسَ الأسَاسَ
البِنَاءَ البِنَاء
مَتِّنْ عِلمَك بحِفظِ المُتُون
وأصِّلْ نَفْسَك بفَهْمِ الأصُول
وقَرِّرْ فنَّك بقراءَةِ التَّقْريرات
وسَلِ اللهَ العَون
فَكَمْ بَيْنَ مُعَانٍ ومَخذُولٍ من شاسِعِ البَوْن؟
واللهُ أعلمُ وأحكم.
________________
تَبَاريح (1) آهٍ على طالب عِلْمٍ كَدَّ وجَدَّ وكاد أن يَبْلُغ، ثم ترك ذلك لـ .... ! ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10797)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 10:26]ـ
بارك الله فيك
ـ[جهاد هاني]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:31]ـ
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/Is_049.gif (http://www.alukah.net/majles/%5Bimg%5Dhttp://smiles.al-wed.com/smiles/60/Is_049.gif%5B/img%5D)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:37]ـ
أحسن الله إليك
قالت الدباءُ يوما ............ في حوارٍ للصنوبَرْ
قد بلغتُ اليوم قدرا ............ ما بلغتيه بأدهُرْ
وسواءٌ نحن في الاِسـ ............ ـم فما فضلك أكبرْ
فأجابتها الصنوبر ............ عند تلك الريح يظهرْ
بخريف الجو إذ يعـ ............ ـصف أي القوم أقدرْ
راسخُ الأطواد يبقى ............ لا ضعيفُ الأصل أبترْ
ذكر بعض المشايخ أن الطالب في المحاضر الشنقيطية يحتاج إلى ثماني عشرة سنة حتى يحصل على الإجازة!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 04:59]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ..(/)
تراجم
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاخوة
من يتحفنا بترجمة العلامة عبد الله التركي حفظه الله، وكذالك العلامة محمد بن جبير ـ رحمه الله ـ عضو هيئة كبار العلماء سابقا ورئيس مجلس الشورى سابقا
وفقكم الله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 11:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل تقصد الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 12:03]ـ
التراجم يا أخي تجدها متوفرة على النت فلقد بحثت فوجدت ترجمة للشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي فهل هو المقصود؟ أما ابن جبير فما وجدت.
وفقك الله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 12:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة الشيخ الدكتور:محمد بن جبير رحمه الله
مولد وحياة الشيخ محمد بن جبير رحمه الله:
ولد الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير بمحافظة المجمعة عام 1348هـ وكان ابوه محبا للعلم فنمي هذا الجانب لدي ابنة ((الشيخ محمد)) وقيل انه كان يردد بان ابنه الشيخ محمد ثروتة في الحياة ولدية اخوين العميد عثمان الجبير رحمةالله واللواء عبدالله الجبير رحمة الله. تزوج الشيخ محمد بن جبير وانجب عشرة اولاد ((اربع ذكور وستة اناث)) اكبرهم الدكتور خالد استشاري في طب العيون والباقي قد نالوا تعليم عاليا ويسيرون في نهج ابيهم من حيث الاستقامة وحسن الخلق. تخرج الشيخ محمد بن جبير من دار التوحيد بمحافظة الطائف عام 1368هـ وحصل علي الثانوية العامة وفي عام 1372هـ حصل علي درجة البكالوريس من جامعة ام القري في تخصص الشريعة ولم يكتفي الشيخ محمد بالتعليم الرسمي فقد انضم الي حلقات العلم في عصرة وتتلمذ على يد بعض المشايخ البارزين في عهده منهم: الشيخ عبد اللّه العنقري، الشيخ محمد الخيال، الشيخ عبدالعزيز بن صالح، الشيخ عبد اللّه بن حميد، الشيخ سعود بن رشود
حياته العلمية
ملازم قضائي بمحكمة مكة المكرمة عام 1372 هـ
قاضي المستعجلة بمحكمة مكة المكرمة عام 1373 هـ
محقق شرعي بديوان المظالم عام 1374 هـ
عضو محكمة التمييز - هيئة التمميز بالرياض عام 1381 هـ
رئيس الهيئة القضائية العليا - وزارة العدل عام 1390 هـ
رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى
رئيس ديوان المظالم عام 1395 هـ
وزير العدل وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان المظالم عام 1407 هـ
وزير العدل ورئيس القضاء الأعلى بالنيابة ورئيس ديوان المظالم بالنيابة وعضو مجلس الوزراء
رئيس مجل الشورى وعضو مجلس الوزراء عام 1412 هـ حتى توفي رحمة الله
الي جانب ذلك كان الشيخ عضو لدي العديد من الهيئات العامة والخيرية والفقهية والثقافية: 1 - عضو مجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي.
2 - عضو المجلس الأعلى للإعلام.
3 - عضو مجلس إدارة مجلة الدعوة الإسلامية.
4 - عضو مجلس إدارة مؤسسة الملك فيصل الخيرية.
5 - عضو الهيئة الاستشارية العليا للضمان الاجتماعي
انتاجه:
مجموعة أحاديث إذاعية وتلفزيونية وأبحاث متخصصة ورسائل ومحاضرات في الشريعة الإسلامية.
2 أحكام المعاملات على مذهب أهل السنة والإجماع للمنهاج العلمي للدراسات المقارنة لمشروع التقنين.
وفاته:
ظل الشيخ يؤدي مسؤلياته بكل همه وعزم الا ان اجل الله قد حان في يوم الخميس الموافق 10/ 11/1422هـ من ازمة قلبية ورحل الشيخ محمد بن جبير وابقي كنزا عظيما من الانجازات الرائدة لدينه ووطنه
منقول
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:15]ـ
نعم اقصد الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي و عضو هيئة كبار العلماء (ان لم يزال فيها)
لامية العرب: جزاك الله خيرا، كنت وجدت معلومات عن الشيح ابن جبير في موقعه و العجيب اني ما رأيت لا في موقعه و لا في ما نقلت ذكر عضوية الشيخ في هيئة كبار العلماء ...
وفقكم الله
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 04:59]ـ
هو الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن بن عبدالرحمن بن تركي بن عبدالرحمن بن محمد بن إبراهيم بن عثمان التركي
ولد في بلدة حرمة احدى قري سدير في منطقة نجد درس وتعلم بها ثم انتقل للرياض لاكمال الدراسة الجامعية حصل على الدكتوراه والماجستير وشغل عميد لكلية اللغة العربية ثم مدير لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم وزير للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ثم مستشارا بالديوان الملكي ثم أمين رابطة العالم الإسلامي وهو بها حتى اليوم وله جهود في خدمة الإسلام والمسلمين يعرفها كثير من المسلمين.منقول
أما عن الجبير يرحمه الله وهيئة كبار العلماء فلا أعرف إن كان عضوا فيها أم لا
ـ[التازي المغربي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 02:12]ـ
جزاك الله خيرا
لكن هذه المعلومات ليست كافية؛ ما فيها تاريخ ميلاده، شيوخه، تلامذته ...
واما ابن جبير رحمه الله فقد رأيت اسمه في بيان لهيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير ...(/)
شجر الغرقد (شجر اليهود) الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[11 - Jan-2008, صباحاً 08:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر فيه شجر الغرقد وأنه من شجر اليهود.
كيف هو شكلها وأين تكثر (في أي منطة في العالم).؟
صورة للشجرة لو سمحتوا.؟
وهل يكره زراعتها في بلاد المسلمين.؟
ما حكم من يقلعها وحجته أنها من شجر اليهود؟
جزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 05:20]ـ
لقد رأيتها مزروعة بكثرة .. في فلسطين .. وفي طرق السفر
وحول القدس .. وكنت إذ ذاك سعيدا بذلك لما وقر في قلبي من يقين
بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما قلعها .. فلا وجه للمنع .. بل هو من مكايدة اليهود ومحاربتهم ..
ـ[شلاش]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 06:37]ـ
شجر الغرقد هو شجر العوسج أو ما:كبُر وعظُم منه
وتسميه العامة اليوم (العوشز وبعضهم , العوشق)
وهو ينبت في بلاد العرب عموما , وهو بخلاف قول بعض اللغويين أنه لاينبت إلا في الحجاز
وكما ذكر أبو القاسم أنه في فلسطين وقد أخبرني الشيخ المجاهد تميم العدناني رحمه الله تعالى أن اليهود يزرعونه في الحدائق والممرات والطرق وعندما سأل أحدهم أخبره أن هذا شجرهم أو كلاماً نحو هذا (الشك مني)
وهذه بعض صور الغرقد والعوسج
http://www.alsirhan.com/Plants_s/Lycium_shawii.htm
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 04:48]ـ
جزاكم الله خيراً اخوي
أبا القاسم
شلاش
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
جزاكم الله خيراً اخوي
أبا القاسم
شلاش(/)
حرب المفاهيم: خطبة رائعة لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 12:13]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فهذة خطبة قيمة لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس عرج فيها على مشكلات الأوضاع الراهنة في بلاد الإسلام فقد أجاد وأفاد بارك الله فيه في هذا الطرح حيث دار موضوع خطبته على مايلي: 1 - فتنة العقول والفهوم. 2 - خطورة الانحراف الفكري. 3 - أهمية الفهم الصحيح. 4 - مفاسد سوء الفهم. 5 - انقلاب المعايير. 6 - الانحراف الحاصل في العقيدة والعبادات والمعاملات. 7 - دعوة لتصحيح منهج التلقي. 8 - ضرورة الرجوع إلى فهم السلف الصالح. 9 - أسباب اختلال المفاهيم. 10 - سبل العلاج.
أسال الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
الخطبة الأولى:
أمّا بعد: فأوصيكم ـ عبادَ الله ـ ونفسي بتقوى الله عزّ وجل، فإنها نعمتِ الوصية، وأهلُها خير البريّة، من حقَّقها حقّق المراتبَ العليّة والمطالب السنيّة، وسلِم من كلّ فتنة وبليّة، واستوى عنده في هذه الدّنيا تِبرُها وترابها وعذبها وعذابها، ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?تَّقُواْ ?للَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
أيّها المسلمون، تمرّ الليالي والأيّام، وتكِرّ الشهور والأعوام، ولا تزال أمّة الإسلام تتجرَّع المآسيَ وتعيش الفِتن، وتعصف بها الابتلاءات وأمواجُ المحن، وإذا كانت فتَن هذا الزمان قد تتابعت ومِحن العصر قد تنوَّعت وتكاثرت كحبّات عِقدٍ منتثِر أو كسيلِ سماءٍ منهمر فإنّ أشدَّ هذه الفتن خطرًا وأعظمَها أثرًا وأكثرها ضررًا فتنة العقول والفهوم؛ بصرفها عن مراد الله عزّ وجلّ ومراد رسوله ومنهجِ السلف الصالح رحمهم الله.
معاشرَ المسلمين، المتأمِّل في مسيرة الأمّة الإسلامية عبر تأريخها الطويل يجد أن هناك أنواعًا مِن الانحرافات الخطيرة التي مُنيت بها هذه الأمّة، غيرَ أنّ انحرافَ المفاهيم هو الخلاصة المرَّة التي آل إليها الانحرافُ التأريخيّ برُمَّته، ولئن ظنَّ بعض الغيورين أنّ ما أصاب الأمّةَ من أرزاء هو إفرازُ الانحرافات السلوكيّة المتفشِّية بين ظهرانيها، فإنّ مِن المؤكَّد أنّ الانحراف الأخطرَ بلا مُوارَبة الذي رُزئت به أمّتُنا عبرَ التأريخ هو الانحرافُ في الأفكار والمفاهيم. فقد يجِد الدّاعية رجلين؛ أحدُهما منحرف السلوكِ مستقيم المفاهيم، والآخر منحرفٌ في السلوك والمفاهيم، فسيبذل جهدًا يسيرًا مع الأوّل لصحّة مفاهيمه، بينما سيبذل جهدًا أكبرَ مع الآخر لأنّه يحتاج أوّلاً إلى تصحيح مفاهيمه، ثمّ بعد ذلك تصحيح سلوكه. وتلك هي الحقيقة المرّةُ في حال كثيرٍ من أبناء أمّتنا اليوم، فلقد تجاوز الانحرافُ مرحلةَ السلوك، وبلغ ذِروتَه في المفاهيم الرئيسَة لهذا الدّين القويم، لذلك فليس من الغرابةِ أن تعيشَ أمّتنا شدّةَ الكربة وحالة الغُربة التي أخبر عنها المصطفى في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره: ((بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ)) [1].
وأيُّ اغترابٍ فوق غربتِنا التي لها صارتِ الأعداءُ فينا تحكَّمُ [2]
إخوةَ الإيمان، قضيّة الفَهم الصحيح قضيّةٌ من أهمِّ القضايا التي ينبغي العنايةُ بها، لا سيّما في أوقاتِ الفتن؛ إذ بها تتفاوت مراتبُ الخَلق في إصابةِ الحقّ، ولذلك اختصَّ الله نبيَّه سليمان عليه السلام بالفَهم مع ثنائه عليه وعلى داودَ بالعِلم والحُكم، قال تعالى: فَفَهَّمْنَـ?هَا سُلَيْمَـ?نَ وَكُلاًّ ءاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً [الأنبياء:79]، وقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه لأبي موسى في كتابه إليه: (الفهمَ الفهمَ فيما أُدلِي إليك) [3]، وقال عليّ رضي الله عنه: (أو فَهمًا يؤتيه الله عبدًا في كتابه) [4]، وقال أبو سعيد: كان أبو بكر رضي الله عنه أعلمَنا برسول الله [5]، ودعا النبيّ عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما أن يفقِّهه في الدين ويعلِّمه التأويل [6]، وتلك مرتبةٌ فوق مرتبةِ العلم المجرَّد.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الإمام العلاّمة ابن القيّم رحمه الله:"صِحّة الفَهم وحُسنُ القصد من أعظم نِعم الله التي أنعم بها على عبدِه، بل ما أعطِيَ عبدٌ عطاءً بعد الإسلام أفضل ولا أجلَّ منهما، بل هما ساقا الإسلام، وقيامُه عليهما، وبهما يأمن العبدُ طريقَ المغضوب عليهم الذين فسَد قصدُهم وطريقَ الضّالين الذين فسدت فهومُهم، ويصير من المنعَم عليهم الذين حسُنت أفهامهم وقصودُهم، وهم أهلُ الصراط المستقيم الذين أمِرنا أن نسأل اللهَ أن يهديَنا صراطَهم في كلِّ صلاة. وصحَّةُ الفهم نورٌ يقذِفه الله في قلبِ العبد، يميّز به بين الصحيحِ والفاسد والحقِّ والباطل والهدى والضّلال والغيِّ والرشاد"، ثمّ قال رحمه الله: "ولا يتمكَّن المفتِي ولا الحاكمُ من الفتوى والحكمِ بالحقّ إلا بنوعين من الفهم، أحدهما: فهمُ الواقع والفِقه فيه، والثاني: فهمُ الواجب في الواقع، وهو فهمُ حكم الله الذي حكَم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقعِ، ثمّ يطبِّق أحدَهما على الآخر"، إلى أن قال رحمه الله: "ومَن تأمَّل الشريعةَ وقضايا الصحابةِ وجدها طافحةً بهذا، ومَن سلك غيرَ هذا أضاع على الناس حقوقَهم، ونسبَه إلى الشريعةِ التي بعَث الله بها رسولَه " انتهى كلامُه رحمه الله [7].
إخوةَ العقيدة، المستقرئ لحوادثِ التأريخ يجِد أنّ إساءةَ المفاهيم وراءَ كلِّ مِحنة بُليت بها هذه الأمّة، بل البشريّة قاطبة، وهل أُبلِسَ إبلِيس وقُتل هابيل وافترَق أهلُ الكتابَين وافترقَت هذه الأمّة وأريقَت دماء المسلمين وتسلّط عليهم أعداؤهم إلاّ بسببها؟! وما الذي سفَك دمَ عثمان وعليٍّ والحسين وابنِ الزبير وابن جُبير وغيرِهم من سادات الأمّة إلا ذلك؟! وما الذي أريقَت عليه الدّماء في فتنةِ أبي مسلم؟! وما الذي جرَّد الإمام أحمدَ بين العِقابين وضربِ السّياط حتى عجَّت الخليقةُ إلى ربِّها وخلَّد خلقًا في السّجون وسلَّط سيوفَ التتار على ديار الإسلام ومهَّد لطوائفِ الإلحاد والزندقة والنفاق والخوارج والفرق الضّالة إلا سوءُ المفاهيم؟!
ولهم نصوصٌ قصَّروا في فهمِها فأُتوا من التقصير في العرفان [8]
أمّة الإسلام، وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، فها هي الصِّراعات العالمية والتحدياتُ الدولية تنطلق من سوء المفاهيم، وهل مَوجات الغزو الفكريِّ والعقديِّ والأخلاقيِّ والإعلاميِّ المعاصر إلا حربُ مفاهيم؟! وهل فَرض أنماطٍ ثقافيّة وفكريّة وإملاءُ اتجاهاتٍ إصلاحيّة معيّنة باسم العولمة والانفتاحِ والحريّة إلا معركةُ مفاهيم؟! وهل كيل التُّهم على الأمّة الإسلامية بدعوى الإرهاب وعدم مراعاة حقوق الإنسان ومصادرة الحريّات وإقصاء مناهج الحقّ والعدلِ والسلام والنيل من القيم والمثُل النبيلة والكيلُ في القضايا الإسلاميّة بمكيالين إلاّ صراعُ مفاهيم؟!
وإن تعجبوا ـ يا رعاكم الله ـ فعجبٌ تحويل المفاهيم الخاطئة بفِعل الإعلام الموجَّه المضادّ إلى حقائقَ مسلَّمةٍ عند كثيرٍ من المتلَّقين، فمفهومُ الإرهاب مثلاً لا يكون محارَبًا إلا إذا كان خطأً من بعض أهل الإسلام، لكن سَحق المقدَّرات والعبَث بالمقدَّسات بحربِ المجازر والمجنزرات من العدوِّ الصهيونيّ الغاشِم ضدَّ إخواننا في فلسطين لا يُعدّ ذلك إرهابًا بإفكِهم، بينما الدّفاع عن الحقوق المشروعة في الأرض والحفاظ على الدين والعِرض يعدّ إرهابًا بزعمِهم!! فليسَ بعد هذا تلاعبٌ بالمفاهيم. وإذا كان هذا غيرَ مستغرَب مع الخصم في عصرٍ بُحّت فيه بعضُ حناجر المنهزمِين فكريًّا من بين جِلدتنا أمام ما يسمَّى بـ"الآخر" فإنّ صدورَ آثار المفاهيم في الاختلاف بين أهل الإسلام وتحويلها إلى صراعات دموية لأمرٌ يبعث على الغرابَة.
ولقد تابع الغيورون ما جَرى ويجرِي على أرضِ العِراق من نزيفِ الدمِ المهراق ممّا يبعث على الإدانة والاستنكار، ويتيح الفرصةَ للعدوّ المتربِّص بخيراتِ العراق ومقدَّراته، ولذا فالدعوةُ موجّهة بإشفاقٍ لإخواننا في بلاد الرافدين لإلقاءِ السلاح فيما بينهم، وحقنِ دماء المسلمين، ووقفِ شلاّلات الدماء البريئة، والمحافظة على وحدة الشعب العراقيّ المسلم ومصالحه الشرعية، والاجتماع على مفاهيم الكتابِ والسنّة الغرّاء ونبذ ما يخالفها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إخوةَ الإسلام، ولعلَّ أخطرَ حروبِ المفاهيم التي بُليَت بها الأمّة المفاهيمُ العقدية في تحقيق معنى الشهادتين وتوحيدِ العبادة والأسماء والصفاتِ والقضاء والقدر والولاء والبراء والشّرك والتوسُّل والتبرُّك والشفاعة والولاية والجماعة والتكفير والغلوّ والمحبّة والخصائص النبويّة والموقف من الصحابة وما يكون في اليوم الآخر ونحو ذلك، كما أن مفاهيمَ العبادات والمعاملات والعقودِ والقضاء وتمييز الأحكام والنظرة إلى الإنسان والكون والحياة وعمارةِ الأرض، إضافةً إلى مفاهيم الدعوةِ والحسبة والجهاد، وقضايا الفكر والثقافة والحرية، وقضايا الشباب والمرأة والحجاب والحوار والإصلاح والنوازل والمستجدّات المعاصرة، كلُّ هذه مما يحتاج إلى تأصيلٍ شرعيّ للمفاهيم الصحيحة وفقهٍ واقعيّ يُعنى بما يُسمّيه أهل العلم كالشاطبي وغيره فقهَ المآلات وكذا فقه الأولويات وفقه المرحلة التي تمرّ بها الأمّة من حيث القوةُ والضعف كما نصّ على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في عنايةٍ بالنصوص وضبطٍ للاستدلال وصحّة في الاستنباط وحسن توظيفٍ لمقاصد الشريعة وقواعد الفقه فيها.
إنّها دعوةٌ صادقة لتصحيح المفاهيم الخاطئةِ عن ديننا وشريعتنا، تبدأ أوّلاً من أنفسنا نحن أهل الإسلام وإخواننا في تصحيح عقيدتنا وتصوّراتنا ومفاهيمنا، ثمّ مع غيرنا في تصحيحِ صورةِ الإسلام المشوَّهة مع شديد الأسف لدى كثيرٍ من شعوب العالم.
لا بدّ من تصحيح منهَج التلقّي في الفهم لهذا الدّين القويم الذي أصابه خللٌ ذريع عند فئام من النّاس، فما بال أقوامٍ اختلطت عندهم الأفهامُ وداخلها الخلطُ واللَّبس والإيهام، وعُزلت عن نور الوحي ومشكاة سنّة سيّد الأنام، وكرَعت في أوحال الضلالات والأوهام، وخيَّم عليها فسطاطُ الأباطيل والإظلام، حتى توارت المفاهيم الصحيحةُ في أنفاق مظلمةٍ من المفاهيم الغريبَة، وغرقت كثيرٌ من أشرعَة المناهج السليمة في بحارِ ومستنقعات المناهج السقيمة، ممّا يتطلّب من رُبّان سفينة هذه الأمّة من أهل العلم والعقل والدعوةِ والإصلاح العملَ بجدٍّ في إصلاح المفاهيم وربط الأمّة بمفاهيم خير القرون عليهم من الله الرحمة والرضوان، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "وآراؤهم لنا ـ يعني الصحابة ـ أحمدُ وأولى لنا من آرائنا عندنا لأنفسنا" [9]، ويقول الإمام أحمد رحمه الله: "حبُّهم ـ أي: الصحابة ـ سنّة، والدعاء لهم قُربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارِهم فضيلة" [10]، ويقول الإمام الشاطبي رحمه الله: "يجب على كلِّ ناظر في الدليل الشرعيّ مراعاةُ ما فهِم منه الأوّلون وما كانوا عليه في العمل به، فهو أحرى بالصّواب، وأقومُ في العلم والعمل" [11].
ولئن طالبَ كلٌّ بتصحيح مفاهيم غيرِه فإنّ الفيصلَ في ذلك فهمُ السلف الصالح رحمهم الله، والله عزّ وجلّ يقول: وَمَا ?خْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْء فَحُكْمُهُ إِلَى ?للَّهِ [الشورى:10]، ويقول سبحانه: فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى ?للَّهِ وَ?لرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ وَ?لْيَوْمِ ?لآخِرِ ذ?لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59].
ألا فاتقوا الله عبادَ الله، وتمسّكوا جميعًا بالكتاب والسنّة، واتَّحِدوا على فهمِ سلف الأمّة، تسعَدوا وتفلِحوا في دنياكم وأخراكم.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيّد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه كان للأوّابين غفورًا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح مسلم: كتب الإيمان (145) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[2] بيت من القصيدة الميمية لابن القيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] أخرجه الدار قطني في سننه (4/ 206 - 207)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 119، 150)، قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (6/ 71): "رسالة عمر المشهورة في القضاء إلى أبي موسى الأشعري تداولها الفقهاء، وبنوا عليها واعتمدوا على ما فيها من الفقه وأصول الفقه، ومن طرقها ما رواه أبو عبيد وابن بطة وغيرهما بالإسناد الثابت عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري ... "، وقال الحافظ في التلخيص (4/ 196): "ساقه ابن حزم من طريقين، وأعلهما بالانقطاع، لكن اختلاف المخرج فيهما مما يقوي أصل الرسالة، لا سيما وفي بعض طرقه أن راويه أخرج الرسالة مكتوبة".
[4] أخرجه البخاري في الجهاد (3047) بنحوه.
[5] أخرجه البخاري في المناقب (3654، 3904)، ومسلم في فضائل الصحابة (2382).
[6] أخرجه أحمد (1/ 266، 314، 328، 335)، والطبراني في الكبير (10/ 238، 263)، وصححه ابن حبان (7055)، والحاكم (6287)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 276): "لأحمد طريقان، رجالهما رجال الصحيح"، وصححه الألباني في شرح الطحاوية (180). وهو متفق عليه دون قوله: ((وعلمه التأويل))، أخرجه البخاري في الوضوء (143)، ومسلم في فضائل الصحابة (2477).
[7] إعلام الموقعين (1/ 87 - 88).
[8] هذا البيت من الكافية الشافية لابن القيم.
[9] المدخل إلى السنن الكبرى (ص110)، ومناقب الشافعي (1/ 442) للبيهقي.
[10] السنة (ص78).
[11] الموافقات (3/ 77).
الخطبة الثانية:
الحمد لله، شرع الشرائعَ وأحكَم الأحكام، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له الملك القدوس السلام، وأشهد أنّ نبيَّنا محمّدًا عبد الله ورسوله سيّد الأنام، هو للأنبياء بدرُ التمام ومِسك الختام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البررَة الكرام، الموصوفين بقوّة الإيمان وصحّة الأفهام، والتابعين ومن تبعهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم القيام للملك العلام، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
أيّها الإخوة الأحبّة في الله، وحتى لا تختلطَ المفاهيم ينبغي تشخيصُ الداءِ ووصف الدواء.
إنّ من أهمِّ أسبابِ اختلال المفاهيم الجهلَ واتباع الهوى والتعصّب والتحزّب المقيتَ وإيثار الدنيا وطلب محمدَة الخلق وضعفَ الإيمان وتركَ التقوى واللهَث وراء حبّ الظهور والشهرة، كما أنّ منها تركَ المحكمات واتباع المتشابه وتصيّد الشواذّ من المسائل وتقفُّر العلم. أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها أن النبيّ قال: ((إذا رأيتُم الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم)) [1]، وروى الدارمي والدارقطني وغيرهما عن عمر رضي الله عنه قال: (إنّه سيأتي ناسٌ يجادلونكم بشبهاتِ القرآن، فخذوهم بالسنن، فإنّ أصحاب السنَن أعلمُ بكتاب الله) [2].
وهاك ـ يا رعاك الله ـ سلسلتَهم الذهبيةَ من صحابةِ رسول الله وتابعيهم بإحسان والأئمة الأربعة والأوزاعيّ والليث والسفيانين وأئمةِ الحديث وشيخ الإسلام ابن تيمية وإمامِ الدعوة الإصلاحية رحمهم الله جميعًا.
كما أنّ من أسباب اختلال المفاهيم عدمَ الرجوع إلى أهل العلم المعتَبرين، يقول عزّ وجلّ: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ?لرَّسُولِ وَإِلَى? أُوْلِى ?لأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ?لَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83]، وحداثةُ السنِّ مظِنّة سوء الفهم في الغالب، وحدِّث ولا حرج عن التأويلات الفاسدة.
واليومَ في عصر الإعلام والفضائيّات وثورةِ الثقافات والمعلومات تولّت فضائيّات تدّعي الحريةَ والاستقلال التشكيكَ في المفاهيم الصحيحة لهذه الأمّة والطعنَ في رموزها والتلاسُن الكلاميّ والتراشق الإعلاميّ والتنقُّص لثوابت الأمّة ومسلَّماتها والتعرّض بالنّقد والثَّلب والمحاكمة لفضلائها وعُظمائها، ولكلّ قومٍ وارث، ممّا يثير البلبلةَ ويُشكِّك في المسلّمات وينشُر الفوضى الفكريّة ويهدِم البُنى الصحيحةَ لفكر الأمّة وموروثها الحضاريّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا العلاج ـ يا رعاكم الله ـ فيكمُن في حُسن القصد وتحرِّي الحقّ وتقوى الربّ والوقوف حيث وقف الأسلاف، فإنهم عن علمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كفّوا، وإلا ففِتن المفاهيم بحرٌ سحيق لا ساحلَ له، فكم من فاتن فيها بعلم، ومفتون عنها بتقليد، وقد جمع هذا الزمانُ وأهلُه كثيرًا من صوَر المفاهيم الخاطئة، وما اجتمعت في عصرٍ كاجتماعها وتوارُدها في هذا العصر، حتى قلَّ الفقه فيها، وعظُمت المجاهدةُ لها، وما ذلكم إلا لأنّ أصحابَ المفاهيم الخاطئة يرَون الصوابَ حكرًا على أنفسهم، أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَناً فَإِنَّ ?للَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء [فاطر:8]. وكم وصَفوا أهلَ المفاهيم الصحيحة بالأوصافِ الشنيعة، فرمَوهم بالمجسِّمة والحشوية والوهّابية بأَخَرَة، وكم عيبَت الأقوال الصحيحةُ بالفهوم السقيمة. وما على المرءِ إلا نحتُ القوافي من مقاطعها، وما عليه إذا لم يفهمِ البشَر؟!
حتى خُيِّل لبعض المنهزِمين أن لا امتطاءَ لصهوَة التقدم والحضارة إلاّ بالتمرُّد على الدين والنيلِ من قيَمه ومفاهيمه والمساسِ بثوابتِه والمطالبة بإخضاع مسلَّماته ومحكَماته للنَّظر والحوار، فظنّ بعضهم الإفسادَ إصلاحًا، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ?لأرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ?لْمُفْسِدُونَ وَلَـ?كِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة:11، 12]، وقد قال قائلهم عن نبيّ الله موسى عليه السلام وكلميه: إِنّى أَخَافُ أَن يُبَدّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ?لأرْضِ ?لْفَسَادَ [غافر:26].
فمهلاً مهلاً أيّها المفتونون، ورويدَكم رويدَكم أيّها المنهزِمون، وعلى رسلِكم أيّها الخائضون في أمور الشريعة، فأعطُوا القوسَ باريها، وحنانَيكم أيّها المخالِفون، فها قد برِح الخفا، وتبيَّن الحقّ وانجلى، وظهرَ المحقّ واعتلى، ووُضعت المفاهيم في صحيح مجاريها، وحاد السالكُ عن الشطَط في مراميها، ولم يبقَ لمعاندٍ مستمسَك، ولا لمجادلٍ مستعصَم، ولن يُخرجَ الأمّةَ من وهدتها وينقذها من جديدِ صراعاتها إلاّ عودتها الجادّةُ لتصحيح مفاهيمها في أنفسها أوّلاً، ثمّ عند غيرها ثانيًا، مستثمرةً وسائلَ العصر وثقافاته في تحقيق ذلك قبلَ أن يستفحلَ داؤها ويستحيلَ دواؤها، ولنا عِبرةٌ أيّ عِبرة تتبعُها لوعة وعَبرة في أساطين المفاهيم المغلوطَة عبر التأريخ الذين ندِموا على ما قدَّموا، واعترفوا بحيرتهم واضطِرابهم، فأرواحُهم في وحشةٍ من جسُومهم، وحاصلُ دنياهم أذًى ووبال، وآخَر قد طاف المعاهدَ كلَّها، وسيَّر طرفَه بين تلك المعالم، فلم يرَ إلاّ واضعًا كفَّ حائرٍ على ذَقَنٍ أو قارعًا سنَّ نادم.
فيا هؤلاء، ويا أولئك، ويحكم، البدارَ البدارَ قبل فواتِ الأوان، فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَ?عْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ?تَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ ?للَّهِ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ [القصص:50].
ألا وصلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على الرحمةِ المهداة والنّعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله، كما أمركم ربكم جلّ في علاه فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلِّم وبارك على سيّد الأوّلين والآخرين وأشرفِ الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح البخاري: كتاب التفسير (4547)، صحيح مسلم: كتاب العلم (2665).
[2] سنن الدارمي: المقدمة (119)، وأخرجه أيضا الآجري في الشريعة (1/ 48، 52)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (202).
المصدر: منقول من موقع وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية(/)
((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى))
ـ[الهجرة]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 02:00]ـ
شرح حديث ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى))
-قال ابن الأثير في النهاية: وفيه: ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى))
يقال للرجل إذا انقُطِع به في سفره وعطبت به راحلته: قد انْبَتَّ، من البَتّ: القطع، وهو مُطاوع "بَتَّ" يقال: بَتَّه وأبَتَّه، يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده، لم يقض وطره، وقد أعطب ظهر. انتهى.
-وفي شرح الشيخ ابن جبير لحديث إن الدين يسر عند قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) قال: ((فإن المُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى)).
المنبت: هو الذي يواصل السير مواصلة مستمرة، ثم يكون من آثار مواصلته أنه يسير مثلا خمسة أيام ما أراح نفسه ولا أراح جمله. ففي هذه الخمسة قد يسير ويقطع، يقطع مسيرة خمسة عشر يومًا في خمسة أيام، ثم يبرك به جمله ويهزل وينقطع به، فينقطع في برية يعني صحراء، فلا هو الذي رفق ببعيره حتى يوصله ولو بعد عشرين يومًا، ولا هو الذي قطع الأرض كلها، بل برك به بعيره في برية؛ وذلك لأنه كلف نفسه، وكلف بعيره فسار عليه حتى أهزله.
هذا يسمى المنبت؛ لا أرضا قطع لا قطع الأرض كلها التي هي مسيرة شهر، ولا أبقى ظهره؛ يعني: رفق بظهره أي: ببعيره الذي يركب على ظهره. تسمى الرواحل ظهرا. أما إذا سار برفق؛ فإنه يصل ولو بعد مدة طويلة.
--------------------------
هذا الحديث ضعيف، لكنه صحيح المعنى، يشهد له مثل هذه الأحاديث:
* ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا)) "البخاري"
* ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ)) "البخاري"
* ((إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق))، "رواه الإمام أحمد وحسّنه الألباني"
لكن لا يجوز أن نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن المنبت .. )) ونسكت، بل نقول: وجاء في حديث ضعيف كذا وكذا، أو: روى عن رسول الله كذا ولكنه ضعيف .. لابد من البيان حتى ولو كان صحيح المعنى ..(/)
عاشوراء .. الجمعة أو السبت؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 06:21]ـ
من يأت لنا بالخبر اليقين؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 03:53]ـ
صيام الجمعة مع السبت، به يصيب المرء عاشوراء إن شاء الله
ـ[ابوأسامه]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:23]ـ
عاشوراء يوم الجمعة .....
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 07:29]ـ
عاشوراء يوم الجمعة .....
هل أعلن مجلس القضاء في السعودية ذلك؟
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:24]ـ
نعم ثبت دخول شهر محرم بناء على قاعدة اكمال عدة ذي الحجة فيوم الثلاثاء هو المتمم للثلاثين بعد أن ترآء الناس الهلال فلم يروه.فكملت العدة.
ثم تراؤ يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء فرأوه.فيوم الأربعاء هو الأول من السنة الجديدة 1429هـ.
وعليه فتاسوعا الخميس وعاشوراء الجمعة.
وعلى ذلك عدة تقاويم فلكية دقيقة - غير تقويم أم القرى - الذي بدأ بالخميس على اعتبار الخلاف في دخول ذي الحجة فهم حسابيا فلكيا ونحن بالرؤية الشرعية.
والله أعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 11:57]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد روى مسلمٌ في كتاب الصيام من صحيحه، باب 38:
2812 - حَدَّثَنِى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ». تحفة 12292 - 1163/ 202
2813 - وَحَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - يَرْفَعُهُ قَالَ سُئِلَ أَىُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ وَأَىُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ «أَفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ الصَّلاَةُ فِى جَوْفِ اللَّيْلِ وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ». تحفة 12292 - 1163/ 203
وعليه، فإني لا أرى بأسا بصيام الجمعة والسبت والأحد،
صيام الجمعة مع السبت، به يصيب المرء عاشوراء إن شاء الله
أجل!
وقال الإمام مسلم: في كتاب البر والصلة، باب 29:
6805 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ قَالاَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً». تحفة 9261 - 2607/ 105
6806 - حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِىُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ كِلاَهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِى حَدِيثِ عِيسَى «وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ». وَفِى حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ «حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ». تحفة 9261 - 2607/ 105 م
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 01:50]ـ
وان كان ذو الحجة ناقصا فالخميس عاشوراء والجمعة الحادي عشر
فعليه يصام الخميس والجمعه لانه بصيامهما يدرك عاشوراء والله اعلم(/)
إجابات اللقاء الثالث من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ أبي أويس محمد بو خبزة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 07:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان اللقاء الثالث في ((سلسلة لقاءات المجلس العلمي))
مع فضيلة الشيخ العلامة / أبي أويس محمد بو خبزة الحسني المغربي حفظه الله
وكان لأخينا (عالي الهمة) العضو في المجلس العلمي الفضل – بعد الله عز وجل – في التنسيق مع الشيخ في إجراء هذا اللقاء
وتم تلقي الأسئلة في الموضوع على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9775
وقد تفضل مشكورًا بالإجابة على الأسئلة، وكتب تلك الإجابات بخطه المغربي الجميل.
لكن خشيت من وقوع الخطأ في نسخ أجوبة الشيخ فطلبت من أخينا أبي محمد عادل خزرون، من تلامذة الشيخ أبي أويس والذي تفضل الشيخ بإرسال الإجابات إليَّ عن طريقه أن يقوم بنسخ الإجابات فتفضل بنسخها مشكورًا.
وسوف أقوم برفع الأسئلة منسوخة ومعها صورة الإجابة بخط الشيخ أبي أويس حفظه الله.
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ وأن ينفع المسلمين بعلمه.
آمين آمين أمين.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 07:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا
أحال عليَّ موقع "الألوكة " من شبكة الإنترنت في " سلسلة لقاءات المجلس العلمي " أسئلة كثيرة بلغ عددها خمسةً وأربعين، بأسماء مستعارة، والجواب عنها بتوسعٍ يحتاج إلى وقتٍ وقوة، ولذلك فقد اختصرت الأسئلة بحذف أسماء السائلين، وأوجزت الجواب إيجازًا غير مخل وبالله التوفيق.
س- في إحالة ابن كثير رحمه الله في تفسيره على أجزاء حديثية؟
ج- ينبغي أن يعلم أن ابن كثير دمشقي ودمشق يومئذ كانت تتوفر على عدد كثير من المدارس العلمية، وفي كل مدرسة مكتبة، وقد جمع ما تبقى من كتبها الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله في المكتبة الظاهرية، وفيها المئات من كتب الحديث، وقد لخص شيخنا الألباني رحمه الله خمسمائة أصل حديثي مخطوط دون المطبوع كما ذكر في رسالته " تسديد الإصابة " وقد وضع فهرسًا لكتب الحديث في الظاهرية وهو مطبوع فليراجع. ولا علم عندي بتلك الأجزاء.
س- عن المصادر المخطوطة والمطبوعة لدراسة نوازل وفتاوى علماء المغرب ومواقفهم من الغزو والحروب والفتن في الماضي والاستعمار الأخير.
ج- كتب الفتاوى والنوازل في الفقه المالكي فقط كثيرة لا تحصى منها المطبوع والمخطوط، ومن أهم ما طبع منها المعيار المُعرب للونشريسي، والمعيار الجديد للوزاني، ونوازله الصغرى، ومجلدات هذه الكتب الثلاثة تناهز الثلاثين، وفي كل كتاب من كتب النوازل باب الجهاد والردة ورد الصائل، أمَّا الاستعمار وأسبابه فموضعه كتب التاريخ والاستيطان والحماية، وقد ألم بذلك أحمد الناصري في "الاستقصا، لأخبار دول المغرب الأقصى" وكتاب مصطفى بو شَعراء، ومن كتب النوازل المخطوطة من عهد السعديين " الجواهر المختارة فيما وقع من النوازل ببلاد غمارة" لعبد العزيز الزياتي.
س- عن كتب التاريخ المغربي وخصوصا فترة الاحتلال وما حدث فيها، وعن تاريخ بلاد الأندلس وأسباب سقوطها وما جرى في ذلك، وعن المخطوطات التي لا توجد إلا في المغرب وأين مكانها، وعن أفضل كتب التاريخ الإسلامي وأحسن طبعاتها؟
ج- سبق أن أشرت إلى تاريخ المغرب وقلة ما كتب عن تاريخ الاستعمار، وإلى الآن لم يطبع ما يشفي الغليل إلا " التاريخ السياسي لدول المغرب العربي" لعبد الكريم الفيلالي إلا أنه لا ثقة به لجهله، وأحسن ما كتب عن تاريخ الأندلس السياسي، سلسلة محمد عبد الله عنان المصري وهي في سبع مجلدات، وعن المخطوطات التي لا توجد إلا في المغرب وأماكنها لا يمكن الجواب عن هذا السؤال و المخطوطات بخزائن المغرب آلاف لم يفهرس منها نصفها، وفيها بلا شك نوادر لا توجد بغيره، إلا أنه من الصعوبة بمكان تعيينُها، على أنه قد يوجد بالخزائن الصغرى ما لا يوجد في الكبرى على قاعدة " يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر "، أما أفضل كتب التاريخ المحققة فمن قديمها " تاريخ الإسلام " للذهبي وقد طبع بدار الغرب بتحقيق بشار عواد معروف العراقي في 17 مجلدا والاعتماد على طبعة أخرى، ومن التواريخ الحديثة " التاريخ الإسلامي " لمحمود شاكر الحَرستاني وهو مطبوع
(يُتْبَعُ)
(/)
في 28 مجلدا، وهو ممتاز في فقه التاريخ وتعليل الأحداث بنفس إسلامي.
س- عن أحسن طبعات كتاب " بداية المجتهد " لابن رشد الحفيد.
ج- طبعته فاس على الحروف وهو أولى طبعاته، وميزة هذه العناية بالتصحيح، وآخر طبعاته فيما أعلم طبعة عالم الكتب مع تخريج أحاديثه لشيخنا أحمد بن الصديق الغماري، وبها أخطاء مطبعية كثيرة.
س- عن مناظرات ابن حزم والباجي، وغلبة هذا له وطرد ابن حزم إلخ ...
ألف الباجي في ذلك كتاب " الفرق " وهو ضائع، وقد طبع عبد المجيد التركي كتابًا بعنوانه وهو من خداع العناوين لأنه ليس فيه إلا ما ذكر المؤرخون من أخبارهما، وطرد ابن حزم وإحراق كتبه كان على يد المعتضد بن عباد وأنصاره، والمقري مالكي متعصب وهيهات أن يوجد بالأندلس مثل ابن حزم بشهادة أهل الملل الثلاث: اليهود والنصارى والمسلمين.
س- عن الواقع المعاش في المغرب فيما يرجع للطعن في رموز الصحوة الإسلامية ... إلخ
ج- نصيحتي لنفسي ولإخوتي - ألهمني الله وإياهم الصواب - أن نُعنَى بأنفسنا وتقويم اعوجاجنا والتزود من العلم النافع والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتناول بعض من يشتط ويغلو، بالنقذ البناء مطلوب في جميع الأحوال ولجميع الناس لانعدام العصمة. وعن ميلي للمذهب الظاهري، نعم بواسطة ابن حزم، وقد قال أبو حيان الغرناطي محالٌ على من عرف مذهب ابن حزم أن يرجع عنه، لقوة أصوله ووضوحها وشدة عنايته بالمأثور،ومع ذلك فأنا أدور مع الدليل فحيث صح فهو مذهبي إن صح أن يكون لي مذهب، وما أنا إلا متبع، والتوفيق بيد الله تعالى.
س- هل من أخبار عن مسند بقي بن مخلد، وعن كتاب "الإيصال" لابن حزم؟
ج- مسند بقي أحرقه الإسبان فيما أحرقوا من كتب المسلمين، ولم يظهر من كتبه إلا نتف في أسماء المفتين والرواة، طبعت آخر " جوامع السير "لابن حزم، و جزء " الحوض وما ورد فيه"، وقد طبع عن نسختي، أما كتاب الإيصال فقد قيل عن قطعة منه بدار الكتب كما قيل عن مسند بقي، ولا أصل لذلك.
س- عن كتاب " الأخطاء الستة" لفريد الأنصاري.
ج- لم أقرأه، وعلاقة بعض السلفيين بالمغرب بالسعودية واستعانتهم بها، واقعة معروفة، ولا علم لي بتفاصيلها
صورة الأجوبة 1: http://www.kabah.info/uploaders/aseelah01.jpg
يتبع ......
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 08:18]ـ
سؤال: هل هناك عناية بكتاب "التمهيد" لابن عبد البر؟
جواب: ذلك كتاب لم ينل حظه من عناية العلماء لقصورهم عن مستواه، وأحسن طبعاته في ما أعلم طبعة الشيخ المغراوي الذي رتبه على الأبواب الفقهية وخرج أحاديثه وسماه "فتح البر"
سؤال:عن التعاون بين دور النشر، والتخصص بالمجال الشرعي والاهتمام بالمخطوطات والتحقيق العلمي، وتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات إلخ .. الجواب: الكلام عن هذه الموضوعات طويل الذيل، ولا جدوى من ورائه،لأن دور النشر في العالم العربي لا تبحث عن العلم النافع والتحقيق العلمي وإنما تبحث عن الربح المضمون، وتصريف الكتاب، ومنشأ الداء قديم منذ هيمن الاستعمار على التعليم في البلاد الإسلامية، وبدأ بتغيير المناهج بما يتفق ومخططاته، أخذت المعاهد والكليات تفرز أنواعا من الممسوخين من البشر أضفت عليهم ألقابا منفوخة لا طائل تحتها، وقد أصبح هؤلاء اليوم هم المسؤولين عن التعليم والدراسات والنشر، وهم جهلة فارغون، ومعظم دور النشر الآن في العالم العربي تدور في هذا الفلك.
س- حكم الشرع في عوام الروافض
أنهم مفعول بهم، وقديما قيل: العامي لا مذهب له، ومذهبه مذهب من يفتيه، على أنه يجب عليه أن يختار لنفسه ويطلب الحق بتجرد، وإنما يحكم بردة طلبة العلم والعلماء المطلعين، لإصرارهم على تلك العقائد الفاضحة، وواحدة منها تكفي للكفر والارتداد نسأل الله العافية، مذهب السلف الصالح الابتعاد عن المبتدعة وعدم مخالطتهم لما يتوقع منها من الشك والخلل والفساد، وهذا شيخنا أبو الفيض أفضت به مخالطتهم والأخذ عنهم إلى التورط في الرفض والدعوة إليه، والموت عليه .. ومن أنعم الله عليه بفقه مذهب السلف - وهو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه - والسلوك عليه، والاعتصام به، فإنه لا يخرج عنه إلا بما يخالفه على طول كمذهب الأشاعرة لا الأشعري فإنه تاب إلى الله وحسنت توبته، وأبي منصور الماتريدي ومن
(يُتْبَعُ)
(/)
ورائهم المعتزلة، وعلى سننهم الزيدية والخوارج والإباضية والروافض، بله الدروز والإسماعيلية والبهرة والنصيرية فإنهم ليسوا مسلمين، نعم قد يخطئ المرء في المسألة عن اجتهاد، فهذا معذور، ولا عصمة إلا لنبي.
س- عن إحياء شيخي أبي الفيض الغماري لمجالس الإملاء الحديثية،
نعم أملى بعضها بالأزهر، وهي أن يملي من حفظه بضعة أحاديث [وما قال محمود سعيد ممدوح من أنها كانت تبلغ ثمانين حديثا، كذب] بأسانيده النازلة مع الكلام على تراجم الرواة ولغة الحديث وفقهه، وتآليف الشيخ تصل إلى نحو 150 معظمها رسائل طبع منها نحو أربعين، ولا أعرف لقاء بين أحمد وشقيقه عبد الله الغماريين، والشيخين ابن باديس والإبراهيمي، وأشهر فقهاء المالكية المعاصرين منهم المشايخ المكي البْطَاوْري، والمدني الحسني، والعربي الستيتو والفارقي الرحالي، وعبد السلام جبران المسفيوي، وأحمد الزواقي، ومحمد الفرطاخ، وأحمد الرهوني، وغيرهم ممن لا أذكر أسماءهم، وقد ترجم لهم الفاطمي ابن الحاج السلمي في كتابه المفيد " إعانة الراغبين" وهو مطبوع في مجلد، أما عنواني فلا أذكره، وهو معروف جدا في عدة مواقع انترنيتية،، والإخوان يحرجونني وأنا مريض محتاج للراحة، وليس لي هاتف محمول ...
س- عن تأليف الشيخ أبي الفيض في وحدة الوجود،ج- أنه لم يفعل وكان يصرح كغيره من الضلال أنها لا تشرح ولا تفهم بالعبارة، وإنما بالذوق ... نعم كان يصرح بها ويدعو إليها في كتبه الصوفية في غلو ممقوت، وقد شرحت هذا في كتابي " صحيفة سوابق، وجريدة بوائق" بما لا تجده عند غيري، والكتاب منشور في الإنترنت.
س- عن شيخي محمد بن العربي العلوي.
ج- كان أخذي عنه قليلا في بضعة أيام بجامع القرويين، في إحدى سياحاتي، ثم أنه لم يكن يكتب إلا في الرسميات لأنه عمل في القضاء، ووزاة العدل، وسلفيته كانت نظرية، ولم يكن في سلوكه بذاك، رحمه الله، والشيخ الزرويلي كان كغيره من المالكية مقتصرا على الفقه المجرد دون عناية بدليل ولا تعليل، وكان أشعريا كسائر الفقهاء، ومن لم يفعل رجموه أوحاربوه!!.
س- الأخطاء المطبعية، بل واللحن الفاضح من المؤلفين ... لا يكاد يخلو منها كتاب، وقد كثرت شكوى شيخي الدكتور الهلالي من هذا الداء الدوي المنتشر في معظم ما يطبع، وطريقة التخلص منه أن يبحث الطالب عن مؤلفات العلماء المحققين إذا تولوا بأنفسهم تحقيق آثارهم، وعنوا بها، وقد يخف الضرر إذا كان القارئ عارفا بالنحو ملما بعلوم الأخرى. س- مستقبل التصوف بالمغرب وغيره مرهون بمعرفة الناس بالحق في العقيدة والسلوك، فإن عم هذا العلم الناس وانتشر، انقبع التصوف وتوارى في ظلامه، وإن جهل الناس العقيدة الصحيحة، شرب إليهم التصوف لأنه ميكروب خبيث يستشري ضرره إدا لم يجد مقاومة علمية. وفهرس مُصوراتي ومخطوطاتي صغير وهو رهن إشارتك.
س- عن أسماء المحققين للمخطوطات، أعرفهم وهم متفاوتون في الاطلاع والجودة، ما عدا رضا أبو شامة فلا أعرفه، وهناك غيرهم كثيرون، وعملُ المرء شاهد له أو عليه، وجماعة العدل والإحسان أصلها طريقة صوفية تسيست وعُرف مُرشدها بالتخريف والسخف، وله تآليف وكانت فضيحته الأخيرة تبشيره بـ[القومة] سنة 2006 بتاريخ النصارى لإحياء الخلافة النبوية، معتمدا في ذلك على رؤى منامية كثيرة، وانصرمت السنة ولم يقع شيء، فسكت المرشد وأصحابه ولا أدري ما يفعل الآن.
س- لا أعرف في المالكية من رد على الأشعري إلا ما كان من ابن عبد البر فإنه كان سلفيا يرد على الأشاعرة ردا غير مباشر، وما ينقله عن ابن خويز منداذ صحيح،لأن هذا من مالكية بغداد الأوائل وكانوا على الجادة، وعن المسائل التي يكثر الجدال فيها في المساجد، نصيحتي أن يبلغ عنها من يعرف الحق فيها دون تهويل ولا تضليل، ومن عرف الحق عرف أهله، وأعرض - بعد ذلك - عن الجاهلين.
صورة الأجوبة 2: http://www.kabah.info/uploaders/aseelah02.jpg
يتبع ................
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 11:35]ـ
س- كتب الحديث المطبوعة بدار الكتب العلمية،
(يُتْبَعُ)
(/)
معظمها سيئة للغاية لغلبة الروح التجارية عليها، وطبعات " الفتح الباري" متفاوتة في الرداءة ما عدا طبعته بولاق التي أنفق عليها الملك أبو الطيب صديق حسن، فإنها جيدة من حيث التصحيح، وأحسن طبعاته الآن فيما أعلم طبعته دار الفيحاء، ودار السلام بدمشق، فهذه طبعة يقل فيها التصحيف، والكتاب بحر زاخر ومازال في حاجة إلى خدمة علمية يقوم بها أكفاء، تتولى عليه النفقة دول غنية، وأين نحن من هذا؟
س- عن كتاب " بداية المجتهد" لابن رشد سبق أن تكلمت على ما أعلم من طبعاته، ولا علم لي بقول أحمد الغماري بأن له شرحا ولا أعرف من قال هذا، نعم الشيخ أحمد خرج أحاديثه تخريجا علميا جيدا طُبع مع الأصل بعناية " عالم الكتب، وعن خدمة الفقه المالكي خدمة علمية يحتاج الأمر إلى جهود مضنية، ذلك أن المذهب المالكي أبخس المذاهب حظا من الاستدلال والتعليل، فأهله قليلو العناية بالحديث والآثار بالنسبة لعلماء المذاهب الأخرى ولا سيما الشافعية، فإنهم أوفر الفقهاء حظا من الحديث وعلومه، لذلك تجد كتبهم الكبيرة منورة بأدلة الحديث والآثار، أما المالكية فلا تكاد تجد عند متأخريهم دليلا صحيحا، فخدمة المذهب – والحالة هذه – تعني الرمي بثلث مسائله، لأنها لا دليلا صحيحا عليها، وأما الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله فقد عرفته وجالسته طويلا بمنزله بحي " حَيْدرة " بالجزائر العاصمة، وقرأت من مقالاته ورسائله الكثيرة المجموعة في كتاب " آثار الشيخ البشير " وهو مطبوع في عدة أجزاء.
س- حول عقيدة القاضي عبد الوهاب المالكي من خلال شرحه للرسالة.
ج- أن عقيدته رحمه الله جيدة، وقد ألهمني الله تعالى فأخرجتها من الجزء الموجود من شرحه للرسالة، وحققتها فطبعت مرتين عليه، وطبعته دبي اعتمدت على نسختي وسطت على معلوماتها دون إشارة ولا شكر، ومسألة توقيت الفجر بالمغرب ليست كما ينبغي لأنهم يقدمونه على الفجر الصادق كما تراه مشروحا في رسالة شيخنا الدكتور الهلالي رحمه الله " الفجر الصادق " وهي مطبوعة، وقراءة الحزب صباحا ومساء بالاستدارة والجَهر بدعة ابتدعها الدجال المهدي بن تومرت، وهي بتلك الصفة بدعة منهي عنها في مذهب مالك وقد أجاد الرد عليها أبو إسحاق الشاطبي في " الاعتصام " والاحتيال عليها بدعوى التعليم والتلقين لا يُقبل، والتعليم والتلقين للأطفال ومن في معناهم وله أوقات خاصة، وصفة معلومة.
س- عن منهج بعض شيوخ السعودية الرسميين في الجرح والتعديل؟
ج- إنه منهج غير سليم، وقد رد عليه الشيخ بكر أبو زيد، ولكنه لم يرعَو، وقد فاوضته أنا في بيته فلم يترك لي مجالا للقول، وسيد قطب رحمه الله كان يعترف بقلة علمه الشرعي لأنه لم يدرسه، وإنما كان كاتبا أديبا شاعرا رقيق الأسلوب رشيقه، كتب في موضوعات مهمة حالفه الحظ في بعضها ووعد بإعادة النظر فيها بعد الإفراج عنه، ولكن فرعون مصر عاجله بالشنق، وقد جاد بنفسه في سبيل الله، وسمعت شيخنا الألباني يثني على كتابه الأخير " معالم في الطريق" ولا سيما فصل: " لا إله إلا الله منهج حياة" فإنه كان فيه ملهما مؤيدا، ولم تشرح كلمة الإخلاص قبل كلامه، ولا أعرف رسالة أبي بصير الطرطوشي، والأستاذ محمد قطب أخو سيد أعلم من أخيه وأعمق نظرا وأسد فهما وقد كتب عن مذاهب أوربا الفكرية في الفلسفة والاجتماع وزيف شبهتاهم عن الإسلام ونظامه بما لا تجده عن هؤلاء الجامدين، وتقسيم أبي بصير يظهر أنه صحيح، وأنا لم أقرأ الكتاب، وقرأت ردا لأحد المشايخ " نسيت اسمه" على تفسير سيد " في ضلال القرآن " فوجدته متبرما بأسلوبه لدرجة الحكم عليه بالبدعة، وقد أصاب الراد في بعض مسائل العقيدة، ولأخيه محمد كتاب في التوحيد للمدارس الثانوية بالسعودية في ثلاثة أجزاء جد مفيد في عرض العقيدة السلفية بأسلوب عصري جميل، فهل نلغي هذا كله وندعو الشباب إلى دراسة عقائد السنوسي والنسفي واللقاني ونحوهم ممن لا يستفيد منهم المرء إلا الشك والريبة، وناهيك من عقائد لا تجد فيها آية ولا حديثا، بل الأدهى والأمر أنهم قرروا في كتبهم أن الوحي لا يصلح للأخذ والعقيدة، وإنما مرجعهم العقل!! وما يقال عن العقيدة يقال عن العقيدة يقال عن الفقه والأحكام، فهل ينتفع الشباب بالمختصرات الفقهية وهي آية في الركاكة والغموض، ولما ألف سيد سابق رحمه الله " فقه السنة " خاليا من المصطلحات بأسلوب وترتيب عصري انتفع الناس به وما زالوا أي انتفاع، فهل تنفر الناس عنه لأنمه من تأليف أحد الإخوان المسلمين؟
س- ما حكم الرهن والساروت؟
ج- الرهن معروف وهو من أبواب الفقه، وأصله من كتاب الله تعالى: (فرهان مقبوضة) والساروت المقصود به المفتاح ماجرى به العمل مما يسمى الجَلسة والجزاء والمفتاح، فيه ظلم لا يقره الشرع، وما كان منه على وجهه من الكراء والجزاء بشروطه المكتوبة والملتزمة فلا بأس به والله أعلم.
س- ما أفضل شرح لمتن ابن عاشر؟
ج- والله الموفق للصواب، أعرف الآن للمرشد المعين شرحين " الروض الناشر" لأحد الشناقطة وهو مطبوع في مجلد وفيه استطراد كثير، وحديث أخر صغير يسمي " التمكين لأدلة المرشد المعين" لأحمد الورايني وهو مطبوع في جزء، وهو جيد إلا أن هناك نظرا في كثير من أدلته، ولكنه يذكر أدلة المذهب كما فعل شيخنا أحمد الغماري في" مسالك الدلالة " في شرح الرسالة بالدليل، ويعنى ما يصلح أن يكون دليلا لفقههم، وكثير منها غير صحيح، والله الموفق.
تطوان في صباح الخميس 24 حجة 1428هـ
وكتبه أبو أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني عفا الله عنه
نسألكم الدعاء
أبو محمد عادل خزرون التطواني عفا الله عنه
صورة الإجوبة 3: http://www.kabah.info/uploaders/aseelah03.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:51]ـ
وهذه هي الإجابات بخط الشيخ أبي أويس بصيغة ( pdf) لمن أراد تحميلها:
http://www.alukah.net/majles/attachment.php?attachmentid=16 31&d=1200158359(/)
فوائد منثورة من مقدمة تحفة الأحوذي للمباركفوري.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[11 - Jan-2008, مساء 09:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد منثورة من مقدمة تحفة الأحوذي للمباركفوري.
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذه فوائد كنت قد استفدتها من مقدمة تحفة الأحوذي للإمام الحافظ أبي العلاء محمد بن عبد الرحمن المباركفوري (ت: 1353 هـ):
ف:1 - والحق: أنه كثيرا ما يدخل الخلل في الحفاظ من قبل الموقوف ووصل المنقطع.
قلت: هنا تبرز أهمية الآثار الموقوفة وأهمية التثبت من صحة إسنادها إلى الصحابي.
ف:2 - ومنها: ما دسه الماجن في دينه، والعالم بلسانه، فأتى بإسناد قوي لا يمكن الجرح فيه، وكلام بليغ لا يبعد صدوره عنه صلى الله عليه وسلم، فأثار في الإسلام مصيبة عظيمة، لكن الجهابذة من أهل الحديث يوردون مثل ذلك على المتابعات والشواهد، فتهتك الأستار، ويظهر العوار.
قلت: وهذا يدل على أمانة أهل الحديث؛ فالعقل لا يصلح حكما على الأحاديث النبوية، لكن الشريعة متكاملة لا يناقض بعضها بعضا.
ف:3 - قال شيخ الإسلام: وكل علة أعل بها حديث في أحد الصحيحين، جاءت رواية المستخرج سالمة منها فهي من فوائده.
قلت: قد تفيد المستخرجات على الصحيحين في معرفة منهج الإمامين البخاري ومسلم في استخراج الأحاديث الصحيحة.
ف:4 - من أصول فروض الكفايات علم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وآثار أصحابه التي هي ثاني أدلة الأحكام.
قلت: إذن المحدثين اعتنوا بآثار الصحابة من حيث صحتها وضعفها؛ لأنهم يقولون بحجيتها.
يتبع بإذن الله تعالى ....
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع ....
ف:5 - قال ابن الصلاح في شرح مسلم:
" من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه – فقد غفل وأخطأ -، بل ذلك يتوقف على النظر في كيفية رواية مسلم عنه، وعلى أي وجه اعتمد عليه.
وقال النووي:
" أخرج مسلم عن بعض الضعفاء، ولا يضره ذلك، فإنه يذكر الأحاديث بأسانيد نظيفة، ويجعله أصلا، ثم يتبعه بإسناد أو أسانيد فيها بعض الضعفاء على وجه التأكيد والمبالغة، فمن أتى بسند هؤلاء فقد أتةى على رجال مسلم بعينه، وليس على شرط مسلم ...
والحاصل: أن الحذاق ربما يروون عن رجال ليسوا على باله، ولا يضرهم ذلك بما رزقوا من البصارة في أمرهم على ما رواه النووي عن سفيان؛ أنه كان يقول:" حدثني فلان، وهو: كذاب"، فقيل له: أنت تروي عنه، وتقول هو كذاب؟!، قال: إني أعرف كذبه من صدقه، وهذا الذي بسطنا لك، يعطيك: أن رواية غير الشيخين – لا يوجب مساواة مرويه بمروياتهما"
ف:6 - قال المباركفوري:
• "نسخة قلمية من " صحيح ابن خزيمة" موجودة في خزانة الكتب الجرمنية، وعلى هامشها حواش للحافظ ابن حجر مفيدة نافعة، والمجلدان الأخيران منها سالمان من النقص،والمجلد الأول منها ناقص.
• ونسخة قلمية صحيحة كاملة من كتاب "صحيح ابن حبان" أيضا موجودة فيها مكتوبة بخط الحافظ ابن حجر، وله على هامشها أيضا حواش مفيدة، والمجلد الأول من هذا الكتاب موجود في خزانة الكتب المحمودية في المدينة المنورة.
• ونسخة قلمية كاملة صحيحة من كتاب "صحيح أبي عوانة" موجودة في خزانة الكتب الجرمنية، مكتوبة بخط يحي بن نعيم الأنصاري، ونسخة قلمية نفيسة من هذا الكتاب موجودة في خزانة الكتب للعلامة أبي الطيب شم الحق العظيم أبادي مصنف غاية المقصود وعون المعبود.
• ونسخة قلمية من كتاب "صحيح ابن السكن" موجودة فيها أيضا مكتوبة بخط الحافظ السيوطي.
• ونسخة قلمية صحيحة من كتاب "صحيح الإسماعيلي" موجودة فيها أيضا مكتوبة بخط الحافظ ابن حجر."
قلت: ألا يعرف أحد من طلاب العلم أخبار هذه النسخة القيمة، وتعليقات ابن حجر القيمة عليها؟؟.
ف:7 - قال الزيلعي: " ومجرد الكلام في الرجل لا يسقط حديثه، ولو اعتبرنا ذلك لذهب معظم السنة، إذ لم يسلم من كلام الناس إلا من عصمة الله "
ف:8 - من أراد الوقوف على حديث الشافعي، فعليه بكتاب " معرفة السنن" والآثار للبيهقي؛ فإنه تتبع ذلك أتم تتبع؛ فلم يترك له في تصانيفه القديمة والجديدة حديثا إلا ذكره، وأورده مرتبا على أبواب الأحكام.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 04:04]ـ
بوركت يا أخي، أكمل، جزيت خيرا.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:08]ـ
وبارك الله فيك أخي الفاضل أبا مالك.
ــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المباركفوري:
ف:9 - "عمل إمام من الأئمة المعروفين على وفق حديث رواه – لا يكفي لتصحيح ذلك الحديث البتة، ولا يكون عمله وفتياه على وفقه حكما منه بصحته ".
ف:10 - وقال:
" فإن بكثرة الطرق يصير الحديث حسنا، إذا كان الضعف فيها يسيرا، فينجبر بالتعدد، لا إذا كانت شديدة الضعف بألا يخلو واحد منها عن كذاب أو متهم "
ف:11 - وقال: " إن الحديث الذي لا يعلم صحته لا يكون صحيحا بتصحيحه صلى الله عليه وسلم في المنام ولا بالكشف والإلهام؛ .... لأن مدار تصحيح الحديث على الإسناد "
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فؤاد بولفاف]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 02:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل، فؤاد بو لفاف.(/)
ألطاف الله الربانية بعباده في صيام عاشوراء للشيخ عبد الفتاح زراوي
ـ[ابو البراء]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 03:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" ألطاف الله الربانية بعباده في صيام عاشوراء"
الحمد لله الواحد الأحد في ربوبيته، وإلهيته، وأسماءه، وصفاته، والصلاة والسلام على من أرسله الله بمعجزاته وآياته، ثم أما بعد:
وها هي نفحات الله الربانية تتوالى على عباده ليزيدهم قربا منه وطاعة له، فألطافه سبحانه وتعالى المتتابعة على عبيده لا تنقطع فمواسم الخير و مناسبات القربى كثيرة ولله الحمد، فطوبى لعبد استغلها في النفع والصلاح، ولم يفوتها عن نفسه، وتنافس فيها مع غيره من أهل البر والإحسان على الخيرات، وتسابق فيها لتحقيق رضا الله بالإنابة إليه، والتوبة وتقديم القربات من طاعات وصدقات وصيام، فها هي نفحات ربنا المنان تتابعت في هذه الأشهر الحرم المباركة فبعد انقضاء ذي الحجة، يدخل علينا شهر الله الحرام المحرم المبارك فنقول: "الله أكبر، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما يحب ربنا، ويرضى، ربي وربك الله "، ولقد ثبت عن الصحابة والتابعين أنهم كانوا يعودون صبيانهم على هذه الطاعة ويعلمونهم همة الإقبال على الله تعالى بالصوم في يوم عاشوراء كما جاء في الحديث عن مسلمة مرفوعا: " من أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم"، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ويرغب أمته في صيام هذا اليوم المبارك الميمون، ويوم عاشوراء معناه: كما قال العلامة القرطبي: " معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم "، وهو كما قال ابن منصور الجواليقي: " أنه لم يسمع فاعولاء إلا هذا وضاروراء وساروراء ودالولاء"، وقال الحافظ بن حجر: " قال الزين بن المنير: الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام "، وقالوا: " وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية"، و صيام يوم عاشوراء كان واجبا قد أن يفرض شهر رمضان المبارك فلما فرضه الله بقي صيام عاشوراء على الاستحباب، فعلقه النبي صلى الله عليه وسلم بالمشيئة كما روى البخاري: عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" يوم عاشوراء من شاء صام " وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر"، وقد كانت قريش تصومه كذلك في الجاهلية قبل الإسلام، كما جاء في صحيح البخاري روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه"، و روى البخاري: عن معاوية رضي الله عنه قال على المنبر: " يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر"، وهذا اليوم يوم صالح نجى الله تعالى فيه موسى ومن معه من فرعون اللعين كما روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بنى إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه"، واليهود يعدونه عيدا ونحن المسلمون نضعه حيث وضعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بلا زيادة ولا نقصان، روى البخاري: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا قال النبي صلى الله عليه وسلم: صوموه أنتم"، وروى ابن خزيمة في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن أبي عاصم بلفظ: " إن اليوم يوم عاشوراء فمن شاء فليصمه ومن شاء فليفطره"، وعند الإسماعيلي: قال: " يوم عاشوراء من شاء صامه ومن شاء أفطره"، وقال العلامة الحافظ في فتح الباري ج4/ 331: "كان صلى الله عليه وسلم يصوم العاشر وهم بصوم التاسع فمات قبل ذلك، ثم ما هم به من صوم التاسع يحتمل معناه أنه لا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطا له وإما مخالفة لليهود والنصارى ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى مسلم من طريق الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنه وهو متوسد رداءه فقلت:" أخبرني عن يوم عاشوراء قال: إذا رأيت هلال محرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائما، قلت: أهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم"، روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لئن بقيت إلى قابل لأصمن التاسع، فمات قبل ذلك"، وروى أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده"
قال العلامة الحافظ ابن حجر: " وهذا كان في آخر الأمر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ولاسيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في الصحيح فهذا من ذلك، فوافقهم وقال أولا:" نحن أحق بموسى منكم"، ثم أحب مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم يعده خلافا لهم، ويؤيده رواية الترمذي من طريق أخرى بلفظ: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء يوم العاشر"، وقال بعض أهل العلم: " قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:" لئن عشت إلى قابل لأصمن التاسع"، يحتمل أمرين: أحدهما أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع، والثاني أن يضيفه إليه في الصوم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم قبل بيان ذلك كان الاحتياط صوم اليومين وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب:
أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام التاسع والعشر والله أعلم "، وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة في فضل صيام يوم عاشوراء المبارك، ومنها عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" رواه مسلم:1976 فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه صلاح الدين والدنيا آمين.
حررت يوم 1 محرم 1429
و كتبه
عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة(/)
منهجية دراسة الفقه , للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:08]ـ
في شرح الشيخ حفظه الله لسنن الترمذي وإكماله لبَاب مَا جَاءَ فِيمَنْ أَمَّ قَوْماً وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وبَاب مَا جَاءَ إِذَا صَلَّى الإِمَامُ قَاعِداً فَصَلُّوا قُعُوداً , سئل حفظه الله هذا السؤال:
إذا أراد طالب العلم أن يقرأ كتب الفقه فما المنهجية في ذلك؟
فأجاب بالتالي::
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
الله المستعان لو نجلس إلى الفجر في منهجية الفقه ما يكفي!
الفقه علم عظيم ليس بالأمر الهين والمنهجية في قراءة المتون والشروح والمطولات يعني الكلام عليها متشعب؛ لكن على كل حال طبعاً:
أولاً: لابد من متن يقرأه طالب العلم في الفقه.
ثانياً: لابد من شيخ يضبط ذلك المتن ويعرف دليل مسائله من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم والأدلة العقلية المبنية على الأدلة النقلية، فإذا وُجد المتن المناسب والعالم الذي ضبط الفقه وضبط ذلك المتن الشيخ الذي تريد أن تقرأ عليه إسأله هل قرأت هذا المتن على أحد هل عنده إجازة هل اتصل سنده ما تقرأ لكل واحد كل من هب ودب ما يصلح هذا.
كذلك - أيضاً - ينبغي أن يكون شيخاً واحداً ما تقرأ كتاب العبادات على شيخ والمعاملات على شيخ؛ السبب أن الفقه له أدلة فإذا كان الشيخ الأول يدرسك بطريقة وبأدلة أو رجح بطريقة فالآخر لا يتفق معه في نفس الطريقة، وهذا الذي جعل العلماء-رحمهم الله- يدونون علم الأصول حتى لا يصبح الشخص متلاعباً بالأدلة فتارة يرى المفهوم حجة في العبادات ولا يراه حجة في المعاملات، ومن هنا كانوا يقولون: من أقوى ما تكون دراسة الفقه إذا درس معه الحديث على شيخ واحد والتفسير فيصبح استنباطه لأدلة الكتاب والسُّنة على منهج واحد وطريقة واحدة لا تتعارض ولا تتناقض.
ما الذي جعل العلماء يجعلون أصول الفقه عند الحنابلة، المالكية، والشافعية، والحنفية-رحمة الله عليهم-، والظاهرية لماذا دون؟
يعني الإمام ابن حزم-رحمة الله عليه- من أغير الناس على الكتاب والسُّنة كغيره من العلماء والأئمة؛ ولكن ألف في الأصول؛ لأن الفهم له طريقة معينة فلابد أن تفهم، إذا كان تقرأ على الشيخ زيد مثلاً كتاب الصلاة، ثم تقرأ على الآخر كتاب الزكاة طيب الشيخ زيد يرجح أن المفهوم حجة ويقرر لك فيما بينك وبين الله أنك تتعبد بمسائل مبنية على دليل المفهوم، ثم جاءك الشيخ الآخر وإذا به لا يرى هذا المفهوم حجة ويبطل مسائل فيها دليل المفهوم فكيف يكون الدليل هنا حجة وهنا ليس بحجة.؟
هذا الذي جعل العلماء يقولون: أنه لابد من القراءة على مذهب واحد؛ لكن لا يتعصب له الإنسان من أجل ما تضطرب عنده الموازين وتختل يقرأ على مذهب بالدليل ويكون العالم الذي يقرؤه ضابطاً للأدلة.
فإذا ضبط المسائل وضبط أدلتها، يرتقي بعد ذلك إلى القول المخالف، ثم وجه المخالفة، ثم الترجيح حتى يصل إلى درجة الاجتهاد، ولذلك ما من عالمٍ ولا إمام ويصل إلى درجة الاجتهاد إلاَّ بعد أن تمذهب على مذهب، فحولك العلماء والأئمة كلهم أخذوا بمذهب، نجد مثلاً الحافظ ابن عبدالبر-رحمه الله- كان مالكياً وقرأ مذهب الإمام مالك، ثم اجتهد في المذهب ونبغ فيه حتى أصبح من أئمته، ثم خرج حتى أصبح إماماً مجتهداً له أصوله، كذلك الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية قرأ في مذهب الحنابلة وكان يقول: وبه قال أصحابنا .. ، بل في بعض الأحيان يقول: ونُسب هذا القول إلى إمامنا والصحيح أنه لا يقول بهذا، ويجتهد حتى في داخل المذهب ويناقش أصحاب المذهب نفسه، كذلك - أيضاً - الحافظ ابن حجر-رحمه الله- كان شافعي المذهب، الإمام النووي كلهم كانوا على مذهب؛ لكن لا يتعصب الإنسان لقول يصادم حجة من كتاب الله وسنة النبي، فإذاً:
قضية المذهبية ضبطٌ للأصول فإذا غلي فيها غلواً شنيعاً حتى تصبح كأنها حجة وبرهان لا، وإذا احتقرت احتقاراً كاملاً فأصبح الشخص مذبذباً لا ضابط له ولا أصل لم يجد فقهاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك انظر إلى الذي يتفقه على أصلٍ واحد وانظر إلى الذي ليس له أصل يتفقه عليه، وانظر إلى طالب العلم الذي يدرس بدراسة متأنية راعى فيها ضوابط العلماء-رحمهم الله- بالتسلسل والتدرج والذي يقرأ بدون هذا التسلسل وهذا التدرج تجد البون بينهما بوناً شاسعاً، وتجد الذي يضبط الفقه ضبطاً دقيقاً يعطيك القول في العبادة، ثم تسأله مباشرة عن مسألة في البيع فيجيبك، ثم تسأله عن مسألة في آخر الفقه في القضاء والأيمان والنذور فيجيبك، العلوم عنده مرتبة منظمة أخذت على شيخ بضابط بأصل واضح يعرف ما الذي له وما الذي عليه، فكانوا يقولون: فقه الأوائل كالبناء المستحكم لماذا تجد في بعض الأحيان عند بعض الفقهاء أقوالاً غريبة يكون له قول غريب مثلاً في المعاملات؟
السبب أنه لما دخلوا في هذا الباب كانوا لاينظرون إلى آية آو حديث كانوا يجمعون أحاديث الباب وأدلة الباب، ولذلك عندهم في كل باب ما يسمونه بالأصل، والأصل هو الآية والحديث الذي تفرعت عليه مسائل الباب فيدرسون هذا الأصل، إذا كان عام ما الذي خصصه، وإن كان مطلق ما الذي قيده، وإذا كان له محترزات وقيود واستدل بالإجماع أو بأصول شرعية وقواعد شرعية ضبطوا هذه الأصول وحرروها، فتجد القول في مسألة غريباً؛ لكن السبب أنهم ضبطوا ذلك بأصلٍ واحد فلم يختل عندهم هذا الأصل وصاروا فيه بمنهج واحد فتجدهم يضبطونه، وفي بعض الأحيان تجد الشخص يقرأ المسألة يقول هذا القول غريب ما له دليل لا من كتاب ولا من السنة؛ لأنه يريد دليلاً على المسألة بعينها.
مثلاً: عند المالكية-رحمة الله عليهم- قال مالك في مسألة المساقاة: إذا كان الزرع تتبع الأرض التي فيها زرع في حدود الثلث وما زاد عن الثلث فلا يتبع، يأتي شخص ويقول: انظر كيف الرأي ثلث ما الدليل على الثلث وغير الثلث، فتجد الإمام مالك-رحمه الله- لماّ سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد: ((الثلث والثلث كثير)) قال: العبرة عندي بعموم اللفظ فلا بخصوص السبب، اللفظ يقول: ((الثلث كثير)) فهو يريد أن يمنعه من الوصية بالكثير فنطق بالثلث فإذا كان الذي يتبعه يسيراً اغتفر، وإذا كان كثيراً لم يغتفر ما الضابط الذي يفرق بين الكثير وغيره؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الثلث والثلث كثير)) انظر هذه مسألة في المساقاة في بطون مسائل الإجارات عند المالكية أنها نوع من الإجارات المجهولة، تأتي إلى مسألة في أوائل العبادات المسح على الخفين قال: إذا كان الخف مخرق وكانت فيه خروق تصل إلى ثلث الخف أثرت، وأما إذا كانت دون الثلث لم تؤثر، أخذ أصلاً عاماً وضابطاً عاماً ما اختلف عنده لا في عبادة ولا في معاملة طيب إذا جاء واحد ويقرأ وكان يرجح ((الثلث والثلث كثير)) وجاء في مسألة العبادات وقرأت عليه على أن الثلث وأخذت ضابط الثلث في العبادات على هذا الأساس، ثم قرأت باب الأنكحة أو باب البيوع على شيخ آخر لا يرى الثلث ولا يرى الثلث كثيراً كيف يكون الحال؟ *
هنا ترى نص حديث رسول الله حجة وهنا لا تراه حجة، هنا تختل الموازين ((يفقه في الدين)) يأخذ أصلاً ويسير عليه وينضبط به أنا أقول طبعاً هذا الحديث فيه نظر؛ لكن نقول أنظروا إلى استنباط العلماء هو يقول: بدل ما اجعل ضابط للقليل والكثير باجتهادٍ من عندي أجعل ضابط ورد الشرع به وعندهم الاستئناس بالوارد.
تجد مثلاً عند الحنفية-رحمهم الله- مثلاً تارة يقولون: إن العبرة بالاثنين للتكرار فإذا وصل إلى الثلاث خلاص صدق عليه أنه متكرر إذا جاء يعلم الصيد الكلب الذي-أكرمكم الله- يعلم الصيد طبعاً الشرط أنك تدعوه يأتيك تصيح عليه صيحة بينك وبينه يعرفها تشليه فينشلي فيشمل هذا أنك تصيح عليه صيحة فيأتي، ثم تصيح عليه صيحة تحرشه على الفريسة يستجيب إذا كرر هذا مرتين عند الحنفية ناديته فجاء ثم ناديته فجاء ثم حرشته مرة فأجاب، ثم حرشته المرة الثانية فاستجاب فجأه ظهر لك صيد فحرشته بعد المرة الثانية فذهب وأمسك بالصيد وجاء به ميتاً حل أكله؛ لأنه معلم خلاص صدق عليه أنه متعلم بعد المرتين فجعلوا أن المرة الثانية تقول له في المرة الثانية دخل في التعليم، بناءً على هذا صار أصل عندهم، التكرار في العادة هذا بالنسبة للصيد، جاءوا في العادة المرأة التي أصابها الحيض إذا كان المرأة عادتها ستة
(يُتْبَعُ)
(/)
أيام وانضبطت ستة أيام، بعد سنة، سنتين ازداد يوماً فوجئت يوم من الأيام وأصبح الحيض سبعة أيام في الشهر الأول تحسب ستة واليوم السابع استحاضه تصوم وتصلي، في الشهر الثاني إذا جاءها في الشهر الثاني وعادوها ثبتت عادتها بالشهر الثاني وانتقلت إلى كونها معتادة بسبع لا بستٍ، إذاً ضبطوا هذا الأصل عبادةً ومعاملةً.
في بعض الفقهاء قالوا: لا الجمهور عندهم أنه لابد من الثلاثة، لابد من الثلاث في مسألة العادة ولايحكم بكونها حائض انتقلت عادتها من عدد إلى عدد إلا إذا تكررت ثلاثة أشهر بمعنى واحد وعدد واحد، بناءً على ذلك الفرق أن الحنفية ينقلونها، والجمهور لا ينقلونها، لو أنه قرأ باب العبادات على شيخ يرجح الاثنين، وعبد الله عز وجل بهذا ثم جاء في باب الصيد على شيخ يرجح الثلاثة إذاً تختل هذا فقط في أمثلة بسيطة فكيف بالأدلة والنصوص ووجه الاستنباط هناك أمور في أصول الفقه تحار فيها العقول يعني يمكن المسألة من المبحث، أو الفرع من المسألة من المبحث تجد فيها أصلاً يحار فيه العقل، فهذه أمور ليست بالهينة لا يظن أحد أن الفقه لقمه سائغة مسائل وأنه إذا جاء وقرأ باباً أو كتاباً أنه انتهى وأصبح فقيهاً أبداً وقد يقرأ مثلاً كتاب النكاح، كتاب الصيد، كتاب الأيمان، كتاب النذور ولكنه ليس بفقيه، ولو قرأه بالمذاهب الأربعة بأدلتها وردودها والمنقاشات والنقاش التي وقعت فيها فليس بفقيه؛ لأنه لن يستطيع أن يجد الشريعة مقطعة الأوصال؛ وإنما يجدها تامة كاملة مترابطة الأجزاء.
ومن هنا تجد القصور فيمن يأخذ حديثاً في مسألة لا ينظر معه إلى أحاديث أخر، ولا ينظر معه إلى أصول عامة وقواعد عامة في البيوع وفي المسألة كل هذا يرجع إلى جمع النصوص، ولذلك كانوا يستحبون في قراءة الفقه أن يجمع في قراءة الفقه والحديث والتفسير على أصلٍ واحد، ثم بعد ذلك يتوسع ولا يتعصب، فإذا قرأ على هذا الأصل وكان الأصل مقعداً صحيحاً، وجاءه غيره أدرك فضل الله عليه بضبط ذلك المأصل وعرف قيمة ما وهبه الله عز وجل، وإن كان الذي قرأه ضعيفاً ووجد ما هو أقوى منه رجع إلى الحق فالرجوع إلى الحق فضيلة وفريضة.
وبناءً على ذلك لابد:
أولاً: أن تكون قراءة الفقه باختصار أن تكون قراءة الفقه مرتبه على منهج السلف بقراءة المتون المختصرة، ثم أدلتها، ثم يتوسع طالب العلم بعد ذلك، ويشترط أن يقرأ على شيخ واحد وعلى أصلٍ واحد حتى لايتذبذب ولا يتناقض.
الأمر الثاني في قراءة الفقه: أن تكون المنهجية في القراءة طبعاً هذا أول شيء المنهجية في اختيار الفقه وطريقة قراءته، ثم بعد ذلك على ذلك الشيخ أن يُعلم طالب الفقه التصورات والأحكام، فلا ينتقل إلى حكم مسألة حتى يتم تصورها، لا تقرأ مسألة بأدلتها وردودها قبل أن تتصورها أول شيء تصور المسألة، والتصورات تحتاج إلى معرفة كتب اللغة، وكتب المصطلحات المتخصصة، ثم بعد ذلك بعد أن يضبط هذه الأشياء يتصور المسائل، ثم بعد أن يتصور المسائل يتصور أحكامها وهذا يحتاج معه إلى مقدمات في أصول الفقه ويحتاج معه إلى تبيسط بعض القواعد الفقهيه والأصول العامة في الشريعة حتى يفهم بها، ومما يعين على ضبط الفقه أن طالب العلم دائماً يحرص على قلة المسائل، أخرج من درسك وعندك ثلاث أو أربع مسائل ولا تشتت نفسك، ثم اجلس طيلة الأسبوع أو طيلة اليوم وأنت تكرر هذه الثلاث مسائل حتى تمل يعني طلاب العلم اليوم بمجرد ما يجلس في الدرس ويفهم المسألة ويتصورها يجد أنه قد انتهى!
أبداً اقرأ المسألة قبل جلوسك في مجلس العلم وأثناء جلوسك في مجلس العلم وذاكر فيها، ثم بعد أن ترجع راجع وراجع إذا وصلت درجة الملل ستجلس يوم تجلس للفتوى والسؤال وأنت منهك البدن مشتت الذهن قل أن تُخِطئ في حرفٍ واحد من توفيق الله عز وجل؛ لأن من كانت له بداية محرقة من كان جد واجتهد في تحصيل هذا العلم وتعب وجلس، وكانوا يجلسون من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر وهم يكررون أربع مسائل أو خمس مسائل في الفقه وبهذا يضبط العلم، أما الشخص يريد مثلاً في العطلة الصيفية أن ينتهي من كتاب العبادات وإن كان تيسر معه المعاملات شيء طيب، وإن كان مع الفقه الأصول فأطيب وإن لَحّقَ بهذا التفسير والعقيدة .. ما يحصل هذا ((إن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضا قطع)) - يا أخي في الله - ليست القضية أن يخرج الإنسان إلى الناس؛ ولكن القضية أن يرضي رب الجنة والناس وأن ينصح لدين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا وقف فقيهاً وقف على أرض ثابتة فجعل الله له النور فيما يقول والحق الذي يبلغه من رسالة الله عز وجل لعباده.
- فنسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يلهمنا السداد والصواب، إنه ولي ذلك والقادر عليه -
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:52]ـ
جَزَاكَ اللهُ خيراً
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 06:44]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 02:23]ـ
جزاكم الله تعالى خيرًا، كلام نفيس جدًا، و الموضوع يستحق التثبيت.
و قد قال العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - في بداية شرح صوتي له على الواسطية: ((أحث طلبة العلم على أن لا يتشوفوا إلى الخلاف بين العلماء، لأن النفوس تحب الإطلاع، فتجد الرجل يحب أن يطلع - مثلا - على "المغني"، على "شرح المهذب" ليطلع على أقوال العلماء، و لكن هذا بالنسبة للطالب المبتديء ضرر عظيم، لأنه يتشتت ذهنه، و لا يكون له شيء يركز عليه، بل يركز أولا على الأشياء المختصرة التي ليس فيها أقوال، و لا أخذ و رد، ثم إذا ترعرع و مشى شوطًا بعيدًا فحينئذ يمكن أن يطلع على خلاف العلماء.
و كذلك – أيضًا - أوصيكم بأنكم إذا قعدتم عند عالم تدرسون عنده أن تعتقدوا أنه عالم معلم، لا حاك للأقوال أو حاك للشروح فقط، معلم بمعنى أنه أسوة لكم تقتدون به في علمه و في آراءه و في أعماله الصالحة، حتى يكون لكم نبراسًا تمشون عليه.
أما الإنسان الذي يجلس عند العالم ليطلع على ما عنده من علم فقط فلن يستفيد كثيرًا، بل هو شيخك [ ... ] اقتد به، خذ بأقواله، احترمها، لا تطلب غيرها، كما كنا نفعل و كان غيرنا أيضًا يفعلون، نعتقد أن شيخنا هو شيخنا، هو أسوتنا، هو قدوتنا، و لا نبغي بديلا بقوله، بل نأخذ به، و إذا قدر للإنسان أن يترعرع و يؤتى علمًا كثيرًا فإنه يجب عليه أن يتبع ما دل عليه الكتاب و السنة، لأن شيخه غير معصوم، لكن في أول الطلب لا. اجعل شيخك قدوة لك في العلم و العمل و الخلق حتى تنتفع منه، أما أن تجلس على شيخ لتنظر ما عنده فهذا غلط.
كذلك أوصيكم إذا قرأتم على عدة مشايخ أن لا تدرسوا على كل شيخ ما درستموه على الآخر، فمثلا تدرسون على هذا في النحو فهو شيخكم لا تتعدوه إلى غيره، في التفسير هو شيخكم لا تطلبوا التفسير عند غيره، في الفقه هو شيخكم لا تطلبوا الفقه عند غيره.
لأنكم إذا فعلتم ذلك ارتبكتم، و العلماء يختلفون في علمهم و فهمهم و مآخذهم للأحكام من أدلتها اختلافًا كثيرًا فلا تشتتوا أذهانكم.
و الإنسان – الحمد لله – في سعة ما دام لم يصل إلى حدٍّ يتمكن به من أخذ الأحكام من أدلتها بنفسه، فإذا وصل إلى هذا فهو – على كل حال – واجب عليه أن يتبع ما جاء به الدليل. لكن لا تجعلوا لأنفسكم شيخين في فنٍّ واحدٍ، فإنكم سوف تتعبون و سوف تتذبذبون، ثم إذا جلستم عند واحدٍ و قرر ما يقوله بالأدلة و التعليل، ثم عند آخر و قرر خلافه بما يرى أنه دليل و تعليل حينئذ يتوقف الطالب: من يتبع؟ فتضيع عليه الأمور)).
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 10:49]ـ
للرفع.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 02:32]ـ
الحمد لله
جزاك الله الناقل و المنقول عنه خيرا.
يرفع لأهميته.
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 09:11]ـ
ما شاء الله!
شيوخَنا الكرام: جزاكم الله خيرا على هذه النصائح المفيدة ..
نسأل الله الإعانة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 09:46]ـ
للرفع بارك الله فيك
ـ[الخالدي]ــــــــ[16 - Jun-2008, صباحاً 01:28]ـ
قال الشيخ:
(- يا أخي في الله - ليست القضية أن يخرج الإنسان إلى الناس؛ ولكن القضية أن يرضي رب الجنة والناس وأن ينصح لدين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا وقف فقيهاً وقف على أرض ثابتة فجعل الله له النور فيما يقول والحق الذي يبلغه من رسالة الله عز وجل لعباده .. )
و ما أعظمها منه غفر الله له و سدد خطاه.
ـ[أبو رزان العربي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 09:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على نقلك الكلمات المفيدة من هذا الشيخ الجليل
وأتمنى أن لا نقف عند الشكر فقط بل ليحاول كل شخص بقدر إستطاعته أن يثري هذا الموضوع سواء بالتأيد أو الإضافة أو المخالفة و أن يضيف طريقة أو فائدة يرى أنها مناسبة إذا كانت لديه.
و أقترح على من لم يقرأ مقدمة النووي على المجموع أن يقرأها ومن قرأها أن يعيد قرأتها فهي مليئة بالفوائد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبومنصور]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 12:57]ـ
و أقترح على من لم يقرأ مقدمة النووي على المجموع أن يقرأها ومن قرأها أن يعيد قرأتها فهي مليئة بالفوائد.
بارك الله فيك على هذه الفائدة .. وهذا رابط لمقدمة الامام النووي رحمه الله:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1298
ـ[أبومنصور]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 01:33]ـ
أولاً: لابد من متن يقرأه طالب العلم في الفقه.
ثانياً: لابد من شيخ يضبط ذلك المتن ويعرف دليل مسائله من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم والأدلة العقلية المبنية على الأدلة النقلية
هل يعرف احدا متنا مالكيا تنطبق عليه هذه الشروط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 01:48]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الباحث الحاسم]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 09:41]ـ
من باب المشاركة .. فهذه كلمة من مشكاة العالم محمد بن محمد المختار الشنقيطي يذّكر فيها طالب العلم ببعض النصائح والارشادات وهي مبتسرة من مقدمة شرحه على الزاد .. أترككم تستمتعون مع هذه الكلمة النورانية من هذا العالم الزاهد ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه والتابعين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فالحمد لله الذي أكرمنا بأن تغبرت الخطا في طاعته ومحبته ومرضاته، وهنيئاً لطلاب العلم يوم خرجوا من البيوت إلى حَلْقة من حلق العلم، وروضة من رياض الجنة، أسأل الله العظيم أن يكتب لنا ولهم أجر الخطا، وأن يوجب لنا ولهم بها من لدنه الحب والرضا. أيها الأحبة في الله: إن الله تعالى إذا أراد بالعبد خيراً شرح صدره للعلم، وشرح صدره لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجعل ذلك الصدر والقلب بمثابة الحِواء والوعاء لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. إنها نعمة العلم التي شرح الله بها صدور العلماء، فرفع لهم بها القدر، وأعظم لهم البهاء، فعظم بها عند الله قدرهم، وانشرحت لها قلوبهم، وعظم في الدين بلاؤهم. إن العلم نعمة من نعم الله عز وجل، جعلها الله تبارك وتعالى من مواريث النبوة، يوم يصبح الإنسان إماماً من أئمة المسلمين، يؤتمن على أحكام الشريعة والدين، يوم تتلهف القلوب وتشتاق الأسماع إلى معرفة حكم الله من حلال وحرام، وما يكون من الشريعة والأحكام، فيبينها ذلك اللسان الصادق، والعبد الموفق المحقق، فما أجلها من نعمة وما أعظمها من منّة، نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من أهلها. ولذلك أجمع العلماء على أنه لا ينشرح صدر عبد للعلم إلا أراد الله به خيراً، وقد شهد الله تعالى لأهل هذه النعمة العظيمة أنهم أهل الدرجات، وقرن درجاتهم بدرجات أهل الإيمان، الذي هو أعز شيء وأسمى شيء وأكمل شيء، وشهد الله تبارك وتعالى أن أهل العلم هم أهل خشيته، حتى قال الإمام أحمد رحمه الله: أصل العلم خشية الله.
حقوق العلم على أهله
إذا كانت نعمة العلم عظيمة، ومنة الله بها على العبد جليلة كريمة، فإنه ينبغي لكل طالب علم أن يقف قبل العلم وقفات يتدبر فيها ويتأمل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في حقوق هذا العلم، فقد أخبر الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن للعلم حقوقاً، ومن هذه الحقوق:
أولاً: الإخلاص:
فمن أعظم هذه الحقوق وأجلها: حق الإخلاص الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فاته فقد فاته حق العلم كله، بل أخبر أن علمه حينها وبالٌ عليه، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله، لينال به عرضاً من الدنيا لم يرح رائحة الجنة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من تعلم العلم ليماري به السفهاء، وليجادل به العلماء، فليتبوأ مقعده من النار). وأخبر صلوات الله وسلامه عليه أن أول خلق الله الذين تسعر بهم نار جهنم من أراد بعلمه غير وجه الله جل جلاله، ذلك القلب المفتون الذي اتجه إلى هذه الدنيا الفانية، فآثرها على الآخرة الباقية، فأصبح حظه من العلم أن ينال السمعة والرياء، فيقف بين يدي الله جل وعلا ليقول له: (عبدي! ألم تكن جاهلاً فعلمتك؟ قال: بلى، ألم تكن وضيعاً فرفعتك؟ قال: بلى، قال: فما عملت لي؟ قال: تعلمت فيك، وعلّمت من أجلك، فقال الله له: كذبت، وقالت الملائكة له: كذبت)، نعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم أن يجعلنا ذلك الرجل. فما أعظمها من ساعة رهيبة لو وقف العبد أمام الأولين والآخرين، فقال الله على رءوسهم: كذبت، نعوذ بالله من ذلك المقام. وما أشرف ذلك المقام لمن أخلص لوجه الله، فوقف في ذلك الموقف العظيم فقال: (تعلمت لوجهك، وعلمت من أجلك، فقال الله له: صدقت، وقالت الملائكة له: صدقت).
(يُتْبَعُ)
(/)
فحق العلم الأول: أن يخرج الطالب من بيته وليس في قلبه إلا الله، وأن يخرج إلى حلق العلم وهو يرجو ما عند الله، فإنك إن أردت وجه الله بارك الله لك في العلم، وحفظك الله بهذا العلم، ولا زال العلم يأخذ بيدك حتى يقودك إلى الجنة. العلم الخالص لوجه الله قربة، والعلم الخالص لوجه الله يوجب من الله الرضا والمحبة. فيا أيها الأحبة في الله: على طالب العلم ألا يخرج إلى حلق العلم إلا وهو يريد وجه الله والدار الآخرة، ليشتري رحمة الله بخطواته، ويشتري رحمة الله بمجالسه وإنصاته وكتابته، فتكتب في دواوينه تلك الحسنات، فرجله تمشي في طاعة الله، ويده تكتب في مرضاة الله، وعينه ترى كتب العلم في مرضاة الله، وسمعه يسمع ما أمر الله تعالى به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم في طاعة الله، وذهنه وقاد مشتغل بتلك الآيات الكريمات، وتلك الأحكام الجليلة العظيمة، وكل ذلك في طاعة الله ومرضاته، إذا أخلص لوجه الله جل جلاله. فلا نخرج لطلب العلم إلا ونحن نريد ما عند الله عز وجل، ولذلك قال بعض العلماء: من تعلم العلم لغير الله مكر الله به، فينبغي لطالب العلم أن ينزه قلبه من حظوظ الدنيا؛ فإن من طلب العلم للسمعة سمّع الله به، ومن طلبه للرياء راءى الله به، فعلى العبد أن يتقي ربه، وليحرص كل الحرص على الإخلاص، وهذا الحق كان العلماء كثيراً ما يذكرون به. وقال بعض مشايخنا رحمة الله عليه: الإخلاص يُحتاج أن يذكر به طلاب العلم في كل مجلس من مجالس العلم، ولو أن كل مجلس من مجالس العلم استفتحه العالم بالكلام على الإخلاص لكان ذلك خليقاً به وليس بكثير. فالإخلاص هو الفرق بين العبد المطيع الذي أراد وجه الله عز وجل والدار الآخرة، ومن أراد ما عند عباد الله من حظ السمعة والرياء.
ثانياً: التضحية والمجاهدة:
والوقفة الثانية أيها الأحبة في الله تعالى: أن هذا العلم يحتاج إلى تضحية وجهاد، ولا ينال إلا بالتعب والنصب، فلذلك ينبغي لطالب العلم أن يهيئ من نفسه الهمة الصادقة في طلب العلم؛ فإن في العلم سآمة ومللاً، وتضحية بالأوقات والأعمار، وتضحية بالمال والنفس، وبالجَهد والجُهد. فإذا أخلص طالب العلم لله عز وجل، فليتبع إخلاصه بالصبر والتحمل، حتى يبلغ من هذا العلم أعلى المراتب، وكلما ضحى الإنسان نال أعالي الدرجات عند الله عز وجل، وانظر في سيرة السلف الصالح رحمة الله عليهم، وكيف أن الله فاضل بين علمائهم، فجعل لبعضهم من الدرجات ما لم يجعل لبعض، وصدق الله إذ يقول: وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف:76]. فينبغي على الإنسان أن يجتهد وأن يجد في تحصيل هذا العلم، حتى قال بعض العلماء: (أعط العلم كلك يعطك بعضه) فكيف إذا أعطى الإنسان العلم بعضه؟! فينبغي على الإنسان أن يجتهد في تحصيل هذا العلم، وأن يجد، وتكتحل عيناه بالسهر، وأن يضنى جسمه من التعب والنصب، لعلمه أن الله يسمعه ويراه، ولعلمه أن كل تعب ونصب يبذله فإن الله يحب ذلك التعب والنصب. وإن أفضل ما أنفقت فيه الأعمار، وأفضل ما قضي فيه الليل والنهار طاعة الله جل وعلا بالعلم. فهذا العلم الذي تقاد به الأمم، والذي تتبدد به دياجير الظلم، وتنشرح به الصدور، وتخرج به الأمة من الظلمات إلى النور، يحتاج صاحبه أن يجد ويجتهد، وكلما قرأت في سيرة السلف الصالح رحمة الله عليهم من العلماء العاملين الربانيين وجدت الهمة العالية والتعب والنصب من أبرز ما يكون في تراجمهم. يتغرب أحدهم من أجل العلم، فتهون عليه الأموال والأولاد والأوطان، كل ذلك لكي يسمع حديثاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعه رفع الله درجته وأعلى مقامه، وكل آية تسمعها وتتعلم حكمها وتفهمه وتعمل به، فإن الله يرفعك بها درجات، وكل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمته وعملت به وعلّمته يرفعك الله به درجات، فاستقل من ذلك الخير أو استكثر.
ثالثاً: الأخوة والرفقة:
(يُتْبَعُ)
(/)
والوقفة الثالثة التي ينبغي أن يتواصى بها طلاب العلم: المحبة، والتعاون، والتكاتف، والتعاطف لبلوغ هذه الغاية الكريمة؛ إذ يحتاج الطالب دائماً إلى الأخ الصادق الذي يشد من أزره في طاعة الله جل وعلا، ويحتاج إلى من يذاكره العلم، ومن يعينه على تفهم المسائل والأحكام واستذكارها واستحضارها. فينبغي على طالب العلم أن ينظر في إخوانه وخلانه، فمن وجده صادق العزيمة، تلوح من أعماله وأقواله أمارات الإخلاص فليقربه إليه، وليحبه في الله ولله، وليجتهد معه في بلوغ هذه الغاية الموجبة لرضى الله جل وعلا. ولذلك قال الله عن نبيه موسى صلوات الله وسلامه عليه: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا [طه:29 - 34]. فما أجلها من نعمة حين يقيض الله لك عبداً صالحاً، فإذا كنت على طاعة ثبتك، وإذا كنت على غيرها دعاك للإقلاع عنها. فينبغي علينا أن نحرص على طلب الإخوة في طلب العلم، وكثير من طلاب العلم يضيعون هذا الأمر العظيم الذي يكمل به طالب العلم نقصه، فطالب العلم لا يستطيع أن يعيش وحده، ولا يمكن أن يحصل هذا العلم على أتم الوجوه وأكملها إلا بأخ صادق يعينه على استحضار المسائل، وكذلك على حل المشاكل، ومعرفة ما كان في حلق العلم، ويحاول الإنسان أن يتناقش معه مناقشة تدل على المودة والمحبة، ولذلك قالوا في العلم: واعلم بأن العلم بالمذاكرة والدرس والفكرة والمناظرة فيحتاج العلم إلى مذاكرته مع الأخ الصادق.
رابعاً: محبة العلماء:
والوصية الأخيرة في حقوق العلم التي أحب أن أوصي بها: أنه ينبغي على طالب العلم أن يكون حريصاً على محبة العلماء، فإن من مفاتيح العلم محبة العلماء، ومن فقد محبة العلماء والقرب منهم، فإنه قد حرم خيراً كثيراً من العلم، فحبهم قربة، والدنو منهم قربة، وكذلك اعتقاد فضلهم ونشر علمهم وفتاويهم قربة من الله جل وعلا، وكان السلف يوصون طالب العلم بالحرص على القرب من الشيخ وحفظ علمه، ونشر فتاواه، والدعاء له بظهر الغيب. فينبغي على طالب العلم أن يحرص على هذه المرتبة التي تقربه من الله جل وعلا. فحب العلماء الغالب فيه أن يكون خالصاً لوجه الله عز وجل، فمن أحبهم أحبهم لدين الله الذي في صدورهم، فقد جعلهم الله عز وجل أمناء على وحيه، هداة مهتدين إلى طاعته وسبيله ومرضاته، فحبهم طاعة وقربة، والجفوة التي بين طلاب العلم وبين العلماء لا تليق، ولذلك كانوا يثنون على كثيرٍ من السلف بحبهم للعلماء، وقل أن تجد عالماً نفع الله بعلمه إلا وجدته آية في حب عالمه، والقرب منه والاستفادة منه، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم في ذلك الحظ الأوفر والمقام الأكبر رضوان الله عليهم، فقد كانوا أقرب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم. فقد قال سهيل حينما وصف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: (والله ما كلمهم إلا أطرقت رءوسهم حتى يقضي حديثه، ولا تنخم نخامة إلا سقطت في كف أحدهم فدلك بها وجهه)، وهذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام؛ ولا يليق بغيره كائناً من كان، فكان الصحابة أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما في كلام قريب من هذا الكلام: (إذا رأيت العالم بالسنة العامل بها، فإن النظر إليه عبادة وقربة)، فالعلماء حبهم والقرب منهم طاعة، وهم الأدلاء على الخير الأمناء على الطاعة والبر، وما رقت القلوب إلا بالقرب منهم، ولا أنس المستوحشون إلا بحبهم والدنو منهم. فينبغي على من وفقه الله للخير أن يحرص على حب العلماء، وأئمة الإسلام أمواتهم وأحيائهم. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل لنا ولكم من ذلك أوفر حظ ونصيب.
نصائح وإرشادات لطالب العلم
أولاً: عدم الاستعجال في طلب العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي على طالب العلم ألا يستعجل في طلب العلم، فبعض طلاب العلم يقول: لو استمرينا في قراءة متن على طريقة ما بالبسط والشرح فقد نمكث سنوات، ونحن نريد في أقرب فرصة أن ننتهي من هذا العلم، وهذا الكلام يعتبر من آفات العلم في هذا الزمان، فقد كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يعتنون بطول الزمان في طلب العلم، فكلما طال زمان طالب العلم كلما أحبه الله، وهيأه لمرتبة عظيمة في الإسلام، وكلما استعجل طالب العلم فظهر للناس ظهر على قصور، وحب الانتهاء من العلم بداراً يدل على وجود الفتنة في قلب صاحبه، وأنه يحب الظهور للناس. فينبغي على الإنسان أن لا يستعجل وأن يتريث، فقد تفقه علماء الإسلام على أئمة سنوات عظيمة؛ فقد تفقه عبد الله بن وهب -وهو إمام من أئمة الحديث والفقه- على يدي الإمام مالك رحمه الله تعالى أكثر من عشرين سنة، وكان سواده لا يفارق سواد الإمام مالك رحمة الله عليه. وكانوا يلازمون العالم يسمعون ما يقول، ويعملون بما يأمر به، ثم لا يمكن أن يفوتهم مجلس من مجالس العلم، ولا يمكن أن تفوتهم فتوى، حتى إن بعض أئمة الإسلام -وهذا من الأمر العجيب الذي يدل على حرص السلف وطول الصحبة- كان الرجل منهم أو الصاحب للعالم يقول: حضرته عند بئر كذا، وقد سئل عن مسألة كذا وكذا في الطلاق أو البيع، فهذا يدل على أنهم كانوا يلازمون العلماء ملازمة تامة. وذكر عن الإمام مالك رحمة الله عليه أنه لما قرئ عليه الموطأ فيما يقرب من عام قال: (كتاب ألفته في أكثر من عشرين سنة، تقرؤونه في عام! ما أقل ما تفقهون) أي: ما أقل ما يكون لكم من الفقه. فإياك أن تقول في البداية: لا أستطيع أن أداوم على ذلك المجلس؛ لأن الزمان يطول، فالهدف أن تعمر الأوقات في طاعة الله، والشرف أن تتشرف الآذان بسماع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فلذلك لا ينبغي الاستعجال في تحصيل هذا العلم، وأنبه على هذا الأمر؛ لأن الحلق في العلم كثيرة، فيستعجل كثير من طلابها، وقد ينقطع عنها الناس بسبب الاستعجال في وصول أو بلوغ النهاية في العلم، فلا يزال الإنسان في طاعة ما صبر على طلبه. فينبغي على طالب العلم الموفق أن يجعل نصب عينيه لحده حتى ينتهي من العلم. وأذكر علماء أجلاء ومشايخ فضلاء كانوا مع علمهم وجلالة قدرهم يجلسون في مجالس بعض المشايخ كأنهم أطفال لا يفقهون شيئاً. فطالب العلم الذي يريد مرضاة الله عز وجل يصبر، ويطول زمانه في طلب العلم وصحبة العلم. ولذلك أقول: خيرٌ لنا أن نتقن هذا العلم المبارك، وأن نقرأ مسائله بتفصيل وبيان مع ضبط ولو طال الزمان، وذلك خير من أن يكون على سبيل العجالة، ونسأل الله العظيم أن يرزقنا الصبر، وأن يرزقنا التحمل لذلك.
ثانياً: تحضير الدروس:
ينبغي على طالب العلم أن يقرأ الدرس ولو مرة واحدة على الأقل، وأكمل ما يكون من التحضير الصورة التالية: أن يقرأ المتن أو الباب الذي يريد أن يشرحه ثلاث مرات، ويقرأه مع إدمان نظر، ثم يأخذ أبسط الشروح وأخصرها، ويمر عليه مرة واحدة، ويحاول أن يكون عنده تصور ولو أبتداءً للذي قاله المصنف، ثم بعد ذلك يحضر في حلقة علم، ثم يرجع ويقرأه المرة والمرتين. وفي الخاتمة أن يدون ما علق بذهنه كتابةً، فبعد أن يقرأ ثلاث مرات ويحضر الدرس ويعلق يقرأ الدرس مرة أخرى أو مرتين، وكلما أكثر كلما ضبط، ثم بعد ذلك يكتب شرحاً مختصراً من إملائه، ثم يرفع هذا الشرح ويستذكر به دائماً، وحبذا لو أنه بعد انتهائه من هذا الشرح المبسط يعرضه على عالم يستبين فيه صحة ما كتبه ودونه.
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم الفقه في الدين، وأن يجعل هذا الفقه موجباً لحب الله ورضوان الله علينا وعليكم.
ـ[عبدالرحيم بن علي الجزائري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 09:26]ـ
جزاك الله خيرا أخي على الفائدة.
ووالله لو كنت عند شيخنا محمد المختار الشنقيطي حفظه الله لتشرفت بحمل نعله.
ـ[ابو مروان العوضي]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 06:26]ـ
جزاكم الله كل الخير
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 03:45]ـ
جزاه الله خيرا
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 12:41]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و مما قال الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير - حفظه الله تعالى - في هذا الباب - و هو من نفيس الكلام - بعد أن ذكر خطأ مطالبة المبتدئين من طلبة الحديث محاكاة المتقدمين مباشرة ما نصه:
((ونظير هذه الدعوى دعوى سبقتها بأكثر من عشرين سنة تدعو إلى نبذ كتب الفقه والتفقه مباشرة من الكتاب والسنة، لا نختلف مع أحد في أن الأصل الكتاب والسنة، وأنه لا علم إلا من الكتاب والسنة، لكن كيف يتفقه الطالب المبتدئ من الكتاب والسنة؟ هل لديه من الأهلية ما يمكنه من ذلك؟ هل حفظ من النصوص ما يدفع به التعارض ويتمكن من الجمع بينها؟ هل عرف المطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، والعموم والخصوص؟ هذا الطالب الذي يخاطَب بمثل هذا الكلام: (اترك كتب الفقه، هذه أقوال الرجال)، بل وجد من أحرق بعض الكتب كالزاد وغيره، ويتندرون بطلاب العلم ويقولون لمن حفظ الزاد: صار حكماً بين العباد، مبالغة في التنفير من هذه الكتب، نقول: لا، الطالب المبتدئ لا بد أن يتفقه على الجادة، فيفهم الزاد، أو غيره من الكتب، من غير إلزام بكتاب معين، المقصود أنه يسلك الجادة، يأتي إلى الزاد وهو على سبيل المثال من أجمع الكتب، والزاد من أجمع الكتب وأكثرها مسائل، يأتي إليه الطالب فيفهم المسائل، إن كان ممن تسعفه الحافظة فيحفظ وإلا يقتصر على الفهم، يأتي إلى الزاد مسألة مسألة فينظر في هذه المسألة في قول المؤلف كذا، يراجع الشرح، يتصور المسألة على وجهها، يستدل لهذه المسألة، يلتمس الدليل لهذه المسألة، ثم ينظر من قال بما قاله المؤلف من أهل العلم؟ وبما استدلوا؟ من خالف هذا القول؟ وبما استدل؟ ثم يوازن بين الأدلة، و هذه مرحلة لاحقة، يعني المبتدئ يكفيه أن يعرف هذه المسائل ويتصورها على الوجه الصحيح ثم مرحلة ثانية يستدل لهذه المسائل، ثم مرحلة ثالثة يقارن بين أقوال الأئمة مع أدلتها، ويرجح القول الراجح إذا تأهل، ليس معنى هذا أن الزاد دستور مثل القرآن لا يحاد عنه، لا، الزاد فيه أكثر من ثلاثين مسألة خالف فيها المذهب، فضلاً عن القول الراجح، حينما ينصح بالزاد أو بغيره من الكتب ليس معنى هذا أنها ضربة لازب، لا، لا يحاد عنها، إنما يتمرن عليه، مثل خطة البحث، تتخذ هذا الكتاب خطة ومنهج تسير عليه، تتفقه عليه، فإذا تصورت مسائله وذكرت الأدلة وعرفت من خالف بدليله واستطعت أن توازن بين الأقوال بأدلتها، ورجحت القول الراجح وما تدين الله به، وهذه – مثلما ذكرنا- مرحلة ثالثة، حينئذ تتأهل لأن تتفقه من الكتاب والسنة، أما تتفقه من الكتاب والسنة كيف تتفقه منه؟ تجد آية عامة تخصيصها في حديث مثلاً قد لا تقف عليه إلا بعد سنوات، تجد آية مطلقة حديثها مقيدها حديث لا تقف عليه إلا بعد مدة طويلة، حديث تنظر فيه في أوائل صحيح البخاري لا تقف على ناسخه إلا آخر ابن ماجه، متى تتفقه على الكتاب والسنة؟
نعم إذا تأهلت: فرضك الاجتهاد، ولا يجوز لك أن تقلد الرجال إذا تأهلت، لكن قبل أن تتأهل الطالب المبتدئ في حكم العامي فرضه التقليد، اسألوا أهل الذكر، فرضه سؤال أهل العلم، في حكم العامي، لكن إذا تأهل، يعني شخص يقرأ في كتاب من كتب السنة: باب الأمر بقتل الكلاب، ويتفقه من السنة، ثم يأخذ المسدس وما شاف من كلب قتله، درسه في الكتاب نفسه من الغد: باب نسخ الأمر بقتل الكلاب، فمثل هذا يتفقه من الكتاب والسنة؟ وفي كتب الفقه مباشرة والأمر بقتل الكلاب منسوخ ينتهي الإشكال، ينظر كيف جاء الأمر بقتل الكلاب؟ من خلال هذه الجملة ينظر في أحاديث .. ، لأنه دل على أن هناك أمر بقتل الكلاب، ودل من خلال هذه الجملة أن هناك نسخ لهذا الأمر بجملة واحدة.
لا يعني هذا أننا ندعو إلى التقليد، لا والله، بل فرض طالب العلم المتأهل الاجتهاد، الاجتهاد حسب القدرة والطاقة، وإلا الاجتهاد المطلق لو قيل باستحالته لما بعد، وقد أغلقه الأئمة من قديم، أغلقه العلماء، أغلقوا باب الاجتهاد، لكنه مفتوح، وشرطوا له شرائط، لكن إيش معنى الاجتهاد المطلق الذي هو مفتوح؟ هل معناه الاجتهاد في كل مسألة مسألة بجميع ما تطلبه هذه المسألة؟ يعني إذا أردنا حكم من الأحكام وبحثنا فيما جاء في هذا الحكم من نصوص جئنا إلى ما جاء في القرآن، جئنا إلى ما ذكر في السنة من أحاديث وجمعنا طرق هذه الأحاديث ونظرنا في
(يُتْبَعُ)
(/)
رجال هذه الطرق واحداً بعد واحد، فبدأنا بأول إسناد وفيه خمسة ستة من الرواة، وكل راوٍ من الرواة فيه أقوال تصل أحياناً إلى العشرين عن أهل العلم، عن أهل الشأن.
فإن أردت أن تحكم على هؤلاء الخمسة والستة والسبعة من خلال هذه الأقوال العشرين، وأردت أن ترجح وتوازن بين هذه الأقوال، الراوي الواحد يحتاج إلى وقت طويل، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه، ثم الذي يلي ه، إلى ستة، ثم بعد ذلكم الطريقة الثاني، إن احتجت إليه، ثم الثالث إن احتجت إليه، وهكذا، وهذا كله في مسألة واحدة تأتي إلى المسألة التي تليها فتصنع بها مثل ما صنعت بالمسألة الأولى، هذا إذا أردت أن تجتهد في الاستنباط وفي إثبات عمدة الاستنباط، .... إثبات الدليل، لا شك أن هذا يحتاج إلى وقت طويل.
وإذا عرفنا أن شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز أو الألباني أو غيرهما -رحمة الله على الجميع- ممن يشار إليه بالتفرد في هذا العلم لم يخرجوا عن ربقة التقليد في هذا العلم، كيف ذلك؟
أنت إذا أردت أن تجمع حديث بطرقه يمكن يجتمع لك من الرجال في هذا الحديث في مجموع طرقه أكثر من مائة رجل، مائة رجل في كل راوٍ ثلاثة أقوال خمسة عشرة، وصل بعضهم إلى عشرين، كم عندك من قول لأهل العلم في حديث واحد، في رواة هذا الحديث، قد تتداخل بعض الطرق مع بعض، لكن افرض أن عندك كم؟ كمٍ هائل، ألف قول لرجال طرق هذا الحديث، تحتاج إلى عُمْر، فأنت إن اتجهت إلى هذا وعنيت بالرواية لا شك أنه على حساب الدراية، وهذا ظاهر في صنيع من؟ الألباني -رحمه الله تعالى-.
وإن اتجهت إلى الدراية مع العناية بالاعتماد على الكتاب والسنة لا شك أنه على حساب الرواية، وهذا ما يصنعه الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -، يكفيه أن يثبت الخبر، أو يثبته أحد الأئمة، وهما –أعني الشيخ عبد العزيز والشيخ الألباني - رحمة الله على الجميع - يعتمدان اعتماداً أغلبياً على التقريب، وهذا تقليد ما خرجنا من التقليد؛ لأن التقريب يحكي وجهة نظر ابن حجر - رحمه الله -، تجد هناك " التقريب "، " التقريب " وهو عمدة كثير من أهل العلم، لكن نضرب مثال بهذين الإمامين لأنهما بلغا الغاية في نظرنا، وأفنيا العمر الطويل في خدمة هذا العلم، فإذا أردنا أن نقلد ابن حجر في الحكم على الرجال -ولا مفر من التقليد- رأينا أن ابن حجر أيضاً وقعت له أوهام في التقريب، له أوهام في التقريب، ليس بمعصوم.
على كل حال على الإنسان أن يسلك الجادة ويتمرن والعلم يجتمع شيئاً فشيئاً، وإذا علم الله -سبحانه وتعالى- صدق النية أعان، وإذا كان الإنسان ممن أوتي الحافظة مع الفهم وأخلص وصدق النية مع الله -سبحانه وتعالى-، وسلك الطريق المتبع عند أهل العلم فإنه يرجى له أن يحتاج إليه في يوم من الأيام، أما إذا كان يتخبط يوم كذا ويوم كذا ويوم كذا، فهذا في الغالب وإن أوتي ذكاءً أو أوتي حفظاً فإنه في الغالب يضيع وقته متردد متحير)).
المصدر:
http://www.khudheir.com/ref/1539/****
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 08:57]ـ
للرفع
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 01:43]ـ
جزاك الله خير .. وبارك الله في الشيخ محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 02:25]ـ
الشيخ العلامة محمد مختار الشنقيطي من أكابر الفقهاء في هذا الزمان، وقد بلغني عن العلامة الشيخ بكر أو زيد كان يسميه عالم المدينة، و أتمنى أن ينتقل الشيخ إلى الرياض، لينشر علمه ويكثر طلابه، فالرياض لاشك أنها الآن كعبة العلم حفظ الله علمائها وطلابها وسائر علماء أهل السنة والجماعة.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 04:56]ـ
اللهم احفظ شيخنا وبارك له في علمه وعمله.
شكر الله لكم هذه النقول الطيبة.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 01:10]ـ
الشيخ العلامة محمد مختار الشنقيطي من أكابر الفقهاء في هذا الزمان، وقد بلغني عن العلامة الشيخ بكر أو زيد كان يسميه عالم المدينة، و أتمنى أن ينتقل الشيخ إلى الرياض، لينشر علمه ويكثر طلابه، فالرياض لاشك أنها الآن كعبة العلم حفظ الله علمائها وطلابها وسائر علماء أهل السنة والجماعة.
لا تغلُ في البلاد أيها الحبيبُ: إنَّ من سنة الله تعالى أن جعل العلمَ ملازماً للإيمان , وإنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ , والإيمان يأرزُ للمدينة ,ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلاً, وإن تكنِ الرياضُ كعبةَ العلم فالمدينةُ بيتُهُ المعمور.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[15 - Aug-2009, مساء 02:19]ـ
موضوع نفيس ..(/)
إجابة الشيخ بوخبزة عن أحد الأسئلة.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 05:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في اللقاء العلمى الذى أجراه موقع الألوكة مع فضيلة الشيخ بو خبزة حفظه الله سؤال عما يقال عن ميله للقول بالظاهر.
قال الشيخ:
وعن ميلي للمذهب الظاهري، نعم بواسطة ابن حزم، وقد قال أبو حيان الغرناطي محالٌ على من عرف مذهب ابن حزم أن يرجع عنه، لقوة أصوله ووضوحها وشدة عنايته بالمأثور،ومع ذلك فأنا أدور مع الدليل فحيث صح فهو مذهبي إن صح أن يكون لي مذهب، وما أنا إلا متبع، والتوفيق بيد الله تعالى.
وانظر باقي الأجوبة في إجابات اللقاء الثالث من لقاءات المجلس العلمي مع فضيلة الشيخ أبي أويس محمد بو خبزة
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=11002
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 08:15]ـ
مرفق الأسئلة والأجوبة بخط الشيخ بوخبزة المغربي الجميل على هيئة pdf لمن أراد حفظها في جهازه
* أرجو من فضيلة الشيخ على عبد الباقي نقل الملف للموضوع حيث أن الموضوع مغلق
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 09:58]ـ
تم نقل الملف يا أبا محمد، جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:13]ـ
تم نقل الملف يا أبا محمد، جزاك الله خيرًا.
وجزاكم شيخنا الكريم.(/)
ما يشرع وما لا يشرع في يوم عاشوراء
ـ[ابو البراء]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 10:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"ما يشرع وما لا يشرع في يوم عاشوراء"
الحمد لله عظيم المنة، مكن للدين بأهل السنة، والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي جاءنا بأعظم نعمة، ثم أما بعد: عباد الله إن الله تعالى أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم منازل الهدى، وأخبره مراتب الرشاد، وبين له الخير والفضل في شرف بعض الساعات والأيام والجمع والشهور والسنوات على غيرها، ولقد تركنا صلى الله عليه وسلم على الملة الواضحة، والطريقة المستقيمة فالحمد لله الذي بنعمته الصالحات، وها نحن نكتب هذه الأيام حول شهر الله الحرام، و ما فيه من فضل ومزايا وخاصة يوم عاشوراء منه، فسنبين على بركة الله تعالى ما جاء في السنة الميمونة وأقوال السلف عليهم الرضوان فيه من العلم والبيان والشرح والتبيان فقد جاء في كتب أهل السنة والجماعة أن: من أكمل مراتب صيام يوم عاشوراء ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد فقال رحمه الله تعالى: "ومراتب صومه ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم"، ومن المسائل التي لا بد أن تعلم هل يكره إفراد العاشر بالصوم؟ أجاب عن ذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه الممتع (6) فقال: " قال بعض العلماء: إنه يكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " صوموا يوما قبله أو يوما بعده خالفوا اليهود"، وقال: بعض العلماء إنه لا يكره، ولكن يفوت بإفراده أجر مخالفة اليهود، والراجح أنه لا يكره إفراد عاشوراء"، ومن الأمور المحدثة في هذا اليوم ولا أصل لها في الشريعة الإسلامية التوسعة على العيال، فقال في ذلك الإمام أحمد رحمه الله: ما روي في ذلك لا أصل له، وليس له إسناد ثابت، ومن الأمور المحدثة أيضا ً ما يفعل من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة فهذه من الأمور المبتدعة المحدثة، التي لا أصل لها، ولم ترد عن أحد من أئمة المسلمين ولا عن غيرهم، ومن معاني الزكاة في اللغة النماء والتطهير، وهي واقعة في هذا الشهر، ففي النماء ما ذكر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصيام بعد رمضان ,شهر الله المحرم "، و في التطهير ما ذكر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، ولقد فضل الله تعالى أياما في الشهر وشهورا في السنة وأوقاتا في الدهر والزمن، كما فضل أماكن على أخرى وبارك فيها، وكما فضل أزماناً بين القرون على أزمان أخرى كما ورد في البخاري: [خير الناس قرني ... "، وفي رواية: "خير القرون قرني ثم الذين، يلونهم ثم الذين يلونهم ... "، وله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة وهو الحكيم الخبير، ولا ينتهي فضل الزمان عند رمضان، وعشر ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، وأيام العيد والتشريق، وغيرها كما هو معلوم ونحوها، ففي شهر الله المحرم يومٌ عظيمٌ من أيام الله المباركة كما قال تعالى: {وذكرهم بأيام الله}، ألا وهو يوم عاشوراء، والشهر أي شهر محرم كله كان من الأشهر التي يخصها الرسول صلى الله عليه وسلم بنوع من العبادة كما جاء في السنة، إذ كان يُفضل صيامه عن غيره بعد صيام رمضان، وإن شهر الله المحرم كان له شأن في تاريخ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى واستوت فيه سفينة نوح على الجودي، وغير ذلك من المعجزات الباهرة والآيات القاهرة، ولله في خلقه شؤون، ومن البدع التي روجتها اليهود لتعظيم هذا اليوم، أنه لا يحل فيه غسل الثياب ولا خياطته، ولا القيام بعمل أو بأشغال وأعمال بدعوى أنه يوم مقدس ويوم عيد، وكل هذه البدع من الغلو في التعظيم والتفريط في التقديس، ولقد رأينا اليهود يبالغون في تعظيم هذا اليوم في غلق المراكز التجارية والتفرغ لطقوسهم البدعية وما أملاه عليهم أحبارهم الضالون وعلماءهم المنحرفون، واقتدى بهم بعض الغفل من المسلمين ظنا منهم جهلا أن اليهود أعلمك بهذا اليوم منهم، فنقول إن كانوا أعلم منكم يا معشر الضعفاء فهم ليسوا أعلم من سلف الأمة، فلو كان فيه خير ما سبقوهم إليه، لأنهم أعلم الناس بما يعظم ويقدم وما يهان ويؤخر، وهذا اليوم نقضيه كما كان السلف رضي الله عنهم يقضونه بالخير والطاعة والصيام، كما جاء فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم "، ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشيته تعليقا على هذا الحديث: " أي: أنه أفضل شهر تطوع به كاملا بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه، كعرفة، وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ... "، فنسأل الله تعالى أن يعلمنا ديننا وأن يتوفانا مسلمين صالحين وان يجعلنا مقبولين.
حررت يوم 3 محرم 1428
و كتبه
المشرف العام لموقع ميراث السنة
عبد الفتاح زراوي حمداش
www.merathdz.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 09:39]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك، ووفقك(/)
هل ذو الحجة هذا العام ثلاثين يوما؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 11:21]ـ
هل ذو الحجة هذا العام أكثر من ثلاثين يوما؟؟
أرجو التبيين ممن له ذلك مفصلا محللا. . .
وجزاكم الله خيرا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 02:13]ـ
للرفع. . رفع الله أقداركم
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:56]ـ
الشهر لا يكون إلا تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين وفقك الله ... وهذا لا يخفى على مثلك ... ولكن ربما أخطأ أناس في دخول شهر أو خروجه ... فيكون منهم تعديل حتى يظن ظان أن الشهر واحد وثلاثون يومًا أو ثمانية وعشرون ... أو ربما يكون لهم تقويم إداري يرجعون إليه يختلف عن الواقع حسب الرؤية كما هو في السعودية مثلا.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:18]ـ
أقصد ما هو الواقع هذا العام
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 06:06]ـ
طائفة من المسلمين أكملوا عدة ذي الحجة ثلاثين يومًا ... وطائفة الشهر عندهم تسعة وعشرون.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:40]ـ
هل في هذه فائدة:
http://66.102.9.104/search?q=cache:C6cKO-KE-n4J:tomaar.net/vb/showthread.php%3Ft%3D66826+%D8 %B0%D9%88+%D8%A7%D9%84%D8%AD%D 8%AC%D8%A9+%D8%A3%D8%AD%D8%AF+ %D9%88%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB %D9%88%D9%86+%D9%8A%D9%88%D9%8 5%D8%A7&hl=id&ct=clnk&cd=2&gl=eg&client=firefox-a ؟
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 12:00]ـ
[منقول]
الرياض - (و. أ. س):
وجه فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة عن يوم عاشوراء وفضل الصيام في شهر الله الالمحرم فيما يلي نصها: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
فإن المسلمين في هذه الأيام بين يدي موسم كريم من مواسم الخير المتكررة موسم يتكرر ولله الحمد كل عام فيفوز فيه قوم بالمتاجرة مع الله الكريم المنان فتربح تجارتهم وتعلوا أسهمهم وتتضاعف مرات ومرات كثيرة، إن ذلك موسم شهر الله الالمحرم فيه يوم أعلى الله قدر موسى عليه السلام وقومه وأغرق الجبار العاتي فرعون وجنده إنه يوم عاشوراء الذي صادف هذا العام يوم الجمعة حيث إن دخول شهر المحرم هذا العام حصل في يوم الأربعاء الموافق تسعة من شهر يناير عام 2008م وذلك بالبينة الشرعية العادلة فيكون يوم الخميس التاسع من شهر المحرم ويوم الجمعة الموافق 18يناير هو العاشر من شهر المحرم. وبهذه المناسبة الكريمة أقدم هذه النصيحة التي أرجو نفعها لي ولإخواني المسلمين وهي عن يوم عاشوراء الذي حصل فيه انتصار الحق على الباطل فيبادر لصيامه والإكثار من التضرع إلى الله واللهج بالدعاء رجاء أن ينصرنا ربنا ويتفضل علينا بتفريج كرباتنا وإنا لمنتظرون من الله كشف كل غمة ودحر كل عدو. إن نعم الله على عباده لا تحصى في أمور دينهم ودنياهم وقد يسر الله سبحانه أسباب المغفرة والرحمة وأمر عباده بالأخد بها وتفضل عليهم بالوعد بقبول التوبة ودعاهم لما يحييهم، دعاهم إلى المتاجرة معه في مواسم الخيرات ليتدارك من زلت قدمه أو أخذته غفلة عن السعي والجد في مسابقة المشمرين لنيل كريم المطالب وأعالي المراتب. إخوة الإسلام إن هذا الموسم الذي أظلنا موسم عظيم أرشد إلى فضله نبينا المبعوث رحمة للعالمين الذي ما من خير إلا دل الأمة عليه وحثها على الأخذ منه بأوفر نصيب ولا شر إلا حذرها منه وبين مغبته ونتائج ارتكابه فقد أمر صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء وذكر ثواب ذلك وعظيم أثره على النفس والأسرة والصيام سبب عظيم من أسباب مغفرة الذنوب وتفريج الكرب. يوم عاشوراء جعله الله يوماً مباركاً من أيام الله المعدودة ومن مواسم النصر المشهودة هو يوم كان له شأن عظيم في السابق ويرجى من الله أن يعيد ذلك على الأمة الإسلامية في هذه الأيام التي نعيش فيها أنواعاً من الآلام والأسقام وصنوفا من العدوان والظلم. وله فضائل كثيرة ومن فضائله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الالمحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. كما قد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية" رواه مسلم وغيره. وكان له شأن عند الأمة العربية قبل الإسلام إذ كان يوم عاشوراء محل عناية السابقين وكانت العرب تصومه في الجاهلية ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت "كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه فلما فرض صوم شهر رمضان قال صلى الله عليه وسلم: "من شاء صامه ومن شاء تركه"، وفي رواية "وكان يوما تستر فيه الكعبة" تعني في الجاهلية. وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما "أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل أن يفرض رمضان". وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" فنحن أحق بموسى منكم "فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه". وقد أمر صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء بأن يصام يوم آخر مع اليوم العاشر فروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" يعني والعاشر. وروى الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده" وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "صوموا يوما قبله أو يوما بعده" وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صوموا يوماً قبله ويوماً بعده".
فيا أخي المسلم تأمل هذه الأحاديث التي ذكرتها لك عن فضل صيام يوم عاشوراء واغتنم مواسم الأرباح واحرص على مخالفة اليهود وذلك بصيام يوم قبل يوم عاشوراء أو يوم بعده أو صم ثلاثة أيام يوم عاشوراء والذي قبله والذي بعده ولأن دخول شهر المحرم هذا العام 1429ه ثبت في يوم الأربعاء فإن التاسع الخميس وعاشوراء يوم الجمعة.
إنني أدعوك أخي المسلم لاغتنام الفرص واقتناص المناسبات الكريمة بالتضرع إلى الله والإلحاح عليه ليغفر ذنوبك وليكشف عن المسلمين كل غمة ويدفع عنهم كل بلية وكربة وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يهلك كل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء كما أهلك فرعون وقومه في يوم عاشوراء.
وينبغي لك ملاحظة ساعات الإجابة عن الإفطار وعند السحر وفي حال السجود الذي هو أقرب ما يكون العبد فيه من ربه. إنك يا أخي لا تدري هل تدرك موسماً آخر بعد هذا الموسم فبادر لنيل المكاسب وتعرض لساعات الهبات من الكريم الأكرم ثم إني أوصي كل مؤمن بالدعاء الصادق في كل الأوقات الفاضلة ولاسيما في جوف الليل الآخر وفي آخر ساعة من يوم الجمعة عسى الله أن يصرف عن بلاد الإسلام كل جور وظلم وعدوان وأن يعاجل الأعداء بأنواع البلايا والنكبات وأن يقي المسلمين شر كل ذي شر.
يا أخي المسلم ألح على الله في الطلب وأكثر من ذلك فإن الله يحب اللحوح من عباده .. كرر سؤال الله بأن يوفق الله المسلمين لتعظيم شعائر دينه وصيانة حرماته. أن يحرصوا على نصرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولاً وعملاً. وأخيراً وليس آخراً إن شاء الله أوصيكم بتقوى الله سبحانه والإخلاص في العمل وتذكر الحاجات وإنزالها بساحة عفو الله وجليل عطائه وكريم تجاوزه فإنه لايخيب سائله ولايخذل من استجار به واحرصوا على الإحسان إلى المسلمين والرفق بهم وبذل المعروف لهم فبذلك يرجى تفريج الكرب. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعات قحط وشدة حاجة للمطر فاطلبوا من ربكم غيثا عاجلاً عاماً للبلاد كما نحن في حاجة عظيمة لكشف ظلام القلوب ومغفرة الذنوب ولاكاشف لذلك إلا الله فافزعوا إليه سبحانه هذه تذكرة وتذكيراً أرجو الله أن نكون من التائبين المنيبين إليه فإنه لايتذكر إلا من ينيب.
وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يكون كاتب هذه الكلمة وقارئها وسامعها من الذين تنفعهم الذكرى ومن المتعاونين على البر والتقوى والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس القضاء الأعلى
صالح بن محمد اللحيدان
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:46]ـ
جزاكم الله خيرا. . .
ومن باب الاستفادة من الإخوة،
أسأل ما إذا كان أواخر الشهور المتتالية حال الغيم في كل منها رؤية الأبصار.
فما الحيلة الشرعية المناسبة لها؟
فهل نجعل شعبان ورمضان وشوال وذا القعدة وذا الحجة كلها ثلاثين يومًا؟
أم أننا اكتفينا بإكمال الثلاثة الأوَل من هذه الشهور؟
أرجوا أن يكون الإجابة مدعمة بالأدلة. . وأجره على الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 11:36]ـ
وهل هذا الخبر خطأ محض (أي: إنما يتوجه للتقويم الإداري لا التقويم الدينى):
The OFFICIAL First Day in Different Countries
Wednesday 09 January 2008:
1. Libya (Conjunction Before Dawn)
2.
السؤال
atar (30 Days of Thul Hijjah)
3. Oman (30 Days of Thul Hijjah)
4. Lebanon (30 Days of Thul Hijjah)
5. Egypt (30 Days of Thul Hijjah)
Thursday 10 January 2008:
1. Saudi (31 Days of Thul Hijjah!)
2. Kuwait (31 Days of Thul Hijjah!)
3. Bahrain (31 Days of Thul Hijjah!)
4. Jordan (31 Days of Thul Hijjah!)
5. Syria (31 Days of Thul Hijjah!)
6. Australia (Actual Sighting)
7. Indonesia (Actual Sighting)
8. Malaysia (Actual Sighting)
9. Iran (Actual Sighting)
10. Morocco (Actual Sighting)
11. Senegal (Actual Sighting)
12. USA (Actual Sighting)
13. Bosnia and Herzegovi
14. Norway
15. Trinidad and Tobago
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من: http://www.icoproject.org/icop/muh29.html(/)
الإمام الألباني-رحمه الله- يقول: ( ... جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم ... ولكن ... )
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 10:22]ـ
الإمام الألباني-رحمه الله- يقول:
( ... جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم ... ولكن ... )
قال الإمام الألباني-رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة عقب حديث رقم (161) الموضوع الذي نصه:
((أنا عربي، و القرآن عربي، و لسان أهل الجنة عربي)).
[ ... ومما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه صلى الله عليه وسلم أن فيه افتخاره صلى الله عليه وسلم بعروبته و هذا شيء غريب في الشرع الإسلامي لا يلتئم مع قوله تعالى:
* (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) *
و قوله صلى الله عليه وسلم:
(لا فضل لعربي على عجمي ... إلا بالتقوى)
رواه أحمد (5/ 411) بسند صحيح كما قال ابن تيمية في (الاقتضاء) (ص 69)
ولا مع نهيه صلى الله عليه وسلم عن الافتخار بالآباء وهو قوله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله عز وجل أذهب عنكم عبية الجاهلية و فخرها بالآباء، الناس بنو آدم، و آدم من تراب، مؤمن تقي و فاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواها)).رواه أبو داود و الترمذي و حسنه و صححه ابن تيمية (ص35، 69) وهو مخرج في (غاية المرام) (312).
فإذا كانت هذه توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأمته فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما نهاهم عنه؟!]
وقال الإمام رحمه الله تحت الحديث رقم (163) الموضوع أيضا:
" إذا ذلت العرب ذل الإسلام ".
[ ... ولولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه، ذلك لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين؛ كما وقع ذلك زمن الدولة العثمانية لا سيما في أوائل أمرها، فقد أعز الله بهم الإسلام حتى امتد سلطانه إلى أواسط أوربا، ثم لما أخذوا يحيدون عن الشريعة إلى القوانين الأوربية؛ (يستبدلون الأدنى بالذي هو خير)،تقلص سلطانهم عن تلك البلاد وغيرها حتى لقد زال عن بلادهم! فلم يبق فيها من المظاهر التي تدل على إسلامهم إلا الشيء اليسير! فذل بذلك المسلمون جميعا بعد عزهم، ودخل الكفار بلادهم، و استذلوهم إلا قليلا منها، وهذه و إن سلمت من استعمارهم إياها ظاهرا، فهي تستعمرها بالخفاء تحت ستار المشاريع الكثيرة كالاقتصاد ونحوه! فثبت أن الإسلام يعز، ويذل؛ بعز أهله وذله، سواء كانوا عربا، أو عجما، ((ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى))، فاللهم أعز المسلمين، وألهمهم الرجوع إلى كتابك، وسنة نبيك؛ حتى تعز بهم الإسلام.
بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل هذا هو الذي أؤمن به و أعتقده، وأدين الله به - وإن كنت ألبانيا فإني مسلم و لله الحمد – ذلك؛ لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)).رواه أحمد (4/ 107) و الترمذي (4/ 392) و صححه، وأصله في (صحيح مسلم) (7/ 48)، وكذا البخاري في " التاريخ الصغير " (ص 6) من حديث واثلة بن الأسقع، و له شاهد عن العباس بن عبد المطلب، عند الترمذي و صححه، و أحمد، و آخر عن ابن عمر عند الحاكم (4/ 86) و صححه.
و لكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه، لأنه من أمور الجاهلية التي أبطلها نبينا محمد العربي صلى الله عليه وسلم على ما سبق بيانه، كما ينبغي أن لا نجهل السبب الذي به استحق العرب الأفضلية، وهو ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم و أخلاقهم و أعمالهم، الأمر الذي أهلهم لأن يكونوا حملة الدعوة الإسلامية إلى الأمم الأخرى، فإنه إذا عرف العربي هذا و حافظ عليه أمكنه أن يكون مثل سلفه؛ عضوا صالحا في حمل الدعوة الإسلامية، أما إذا هو تجرد من ذلك فليس له من الفضل شيء، بل الأعجمي الذي تخلق بالأخلاق الإسلامية هو خير منه دون شك ولا ريب، إذ الفضل الحقيقي إنما هو اتباع ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان و العلم، فكل من كان فيه أمكن، كان أفضل، و الفضل إنما هو بالأسماء المحددة في الكتاب و السنة مثل الإسلام و الإيمان و البر و التقوى والعلم، و العمل الصالح و الإحسان و نحو ذلك، لا بمجرد كون الإنسان عربيا أو أعجميا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، و إلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله:
((من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) رواه مسلم
و لهذا قال الشاعر العربي:
لسنا و إن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا
و جملة القول: إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم لإسلامهم ذهب فضلهم، و من أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم، ((لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)).
ومن هنا يظهر ضلال من يدعو إلى العروبة و هو لا يتصف بشيء من خصائصها المفضلة، بل هو أوربي قلبا و قالبا!] أهـ السلسلة الضعيفة
إعداد
أبي معاذ زياد محمد الجابري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 12:31]ـ
جزاك الله خيراً على هذه النقولات المفيدة من كلام محدث العصر العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ...
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:06]ـ
و للامام ابن عابدين رسالة نفيسة أعجبتني في تحقيق مفهوم الأفضلية بالنسب طبعت ضمن مجموع رسائله
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:09]ـ
جزيتم خيراً.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:30]ـ
ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
أبي الإسلام لا أب لي سواه. . إذا افتخروا بقيس أو تميم.
فالعرب أفضل الأجناس. . . ولكن: بشرط التقوى.
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:37]ـ
الأخوة الأفاضل جميعا:
جزاكم الله خيرا على المرور، وبارك الله فيكم على التعليق، وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.(/)
درر الفوائد _ وفي أنفسكم أفلا تُبصرون
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 12:36]ـ
من الغفلة أنْ يَطلُب الإنسان الشَّيء البعيد ويترك القريب، يَطْلُب وينظر إلى الشَّيء البعيد والذِّي بين يديهِ يترُكُهُ، لا ينظُر في خَلْقِهِ لا يَتَفكَّر في خلْقِهِ لِيَرَى العَجَب العُجاب، ابن القيم -رحمهُ الله- أفَاض في هذه المسألة في مُفتاح دار السَّعادة، وذكر وظائف الجِسم، وأعضاء الجسم، ومفاصل الجِسم، يقول: جَفْن العين هذا ما فائِدَتُهُ؟ يعني لو كانت العين مكشُوفة تصوَّر وش يصير الوضع؟ والحر والبرد والرِّياح تهبُّها! لا يَقْدِر قَدْر هذا الجَفْنْ إلاّ من فَقَدَهُ، النّاس يعني أشبه ما يكون بالمسَّاحة، مساحة الزُجاج تجدها باستمرار تَمْسَح، وإلاّ تراكمت عليها الميكرُوبات والجراثيم وغيرها، وتعرَّض للحر والبرد والرِّياح فتأثَّرت؛ لكنَّها محفُوظة ومحْمِيَّة بهذا الجَفْن، وذَكر شيء لا يخطُر على البال؛ فعلى طالب العلم أنْ يُعنى بمثل هذه الأُمُور؛ لأنَّها مِمَّا يُثبِّتُهُ ويَزِيدُ في يَقِينِهِ، يعني في كُل عُضو كل سُلامى من جَسَدِ الإنسان، كُل مَفْصِل من المَفَاصل ثلاثمائة وسُتُّون مفصل كل واحد يحتاج إلى صدقة؛ لأنَّها نِعَم تحتاج إلى شُكر، تَصوَّر لو أنَّ إصبعك الصَّغير لا تستطيع أنْ تَثْنِيهُ! كم تتأذَّى بهذا الإصبع؟ فكيف بالرِّجل؟ كيف باليد لو كانت ممدُودة هكذا لا تستطيعُ ثَنْيَها؟ كيف بالرَّقبة لا تستطيع أنْ تَلْتَفت يمين ولا شمال ولا ترفع رأسك ولا تخفِضُهُ؟ أُمُور على الإنسان أنْ يتفكَّر بها وينظُر فيها بِعَيْن الاعتبار، وأنْ يشكُر هذا الخالق المُنعم الرَّازق الذِّي تَفَضَّل عليهِ بهذه النِّعم الكثيرة، يعني لو أنَّ إنساناً أُصيب بعرقٍ نابض ما يَهَنَأُ لهُ عيش، ولا يطيبُ لهُ نوم، فهذه أُمُور كُلُّها تحتاج إلى شُكر، كُل نعمة من هذه النِّعم تحتاج إلى شُكر، ولو أنَّ إنساناً عَبَدَ الله -جلَّ وعلا- منذُ التَّكليف إلى أنْ مات بعد أنْ عُمِّر مئة سنة كل هذه العِبادة لا تُساوي نِعمة من النِّعم، فلو وُضعت في ميزان ووُضِع في مُقابِلِها نِعمة البصر أو السَّمع ما قامت لها، ولذا قال النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((لن يدخل أحدكم عملُهُ الجنَّة، قالوا: ولا أنت يا رسُول الله؟ قال: ولا أنا إلاّ أنْ يتغمَّدني اللهُ برحمتِهِ)) فَدُخُول الجنَّة برحمة الله -جلَّ وعلا-؛ لكنْ كما قال أهلُ العلم المنازل بالأعمال، أمَّا الدُّخُول فهو برحمة الله -جلَّ وعلا-، و إلاّ لو حُوسب الإنسان كما ذكرنا في الدرس السَّابق ((من نُوقش الحِساب عُذِّب أيًّا كان)) كما جاء في الحديث الصَّحيح.
الشيخ/د. عبد الكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/450
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:37]ـ
جميل. . . فجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 09:58]ـ
جميل. . . فجزاكم الله خيرا.
وجزاك بمثله وأكثر أخي الكريم (نضال مشهود) ..(/)
لماذا يدعو الإنسان ولا يستجاب له؟ _ للشيخ العثيمين - رحمه الله
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 01:02]ـ
وسُئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ عمن يدعو ويستبطىء الإجابة ويقول: قد دعوت الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فلم يستجب لي.؟
فأجاب فضيلته ـ رحمه الله ـ بقوله:
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدةً وقولاً وعملاً يقول الله ـ عزَّ وجلَّ ـ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 06]، ويقول السائل إنه دعا الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ولم يستجب الله له فيستشكل هذا الواقع مع هذه الاية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها من دعاه بأن يستجيب له، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد. والجواب على ذلك أن للإجابة شروطًا لابد أن تتحقق وهي:
الشرط الأول: الإخلاص لله عزَّ وجلَّ بأن يخلص الإنسان في دعائه فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللجوء إليه عالم بأنه عزَّ وجلَّ قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى.
الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمس الحاجة؛ بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأن الله تعالى وحده هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
أما أن يدعو الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وهو يشعر بأنه مستغنٍ عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورة إليه وإنما يسأل هكذا عادة فقط أو للتجربة فإن هذا ليس بحري بالإِجابة.
الشرط الثالث: أن يكون متجنبًا لأكل الحرام فإنَّ أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 271]، وقال تعالى: {يأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون:15]، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلّم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «فأنى يستجاب لذلك» (5).
فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي:
أولاً: رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ لأنه تعالى في السماء فوق العرش، ومد اليد إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند: «إن الله حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صِفْرًا» (6).
ثانيًا: هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الرب «يا رب يا رب» والتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة؛ لأن الرب هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور فبيده مقاليد السموات والأرض ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن الكريم بهذا الاسم: {رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّنذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 391 ـ 591].
فالتوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثًا: هذا الرجل كان مسافرًا والسفر غالبًا من أسباب الإجابة؛ لأن الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ والضرورة إليه أكثر مما إذا كان مقيمًا في أهله، لاسيما في الزمن السابق «وأشعث أغبر» كأنه غير مَعْنِي بنفسه كأن أهم شيء عنده أن يلتجىء إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو، سواء كان أشعث أغبر أم مترفًا، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول «أتوني شعثا غُبْرًا ضاحين من كل فج عميق».
هذه الأسباب لإجابة الدعاء لم تُجْدِ شيئًا لكون مطعمه حرامًا وملبسه حرامًا وغذِّي بالحرام قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «فأنى يستجاب لذلك» فهذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوافر فإن الإجابة تبدو بعيدة، فإذا توافرت ولم يستجب الله للداعي فإنما ذلك لحكمة يعلمها الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ولا يعلمها هذا الداعي فعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فإنه إما أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإما أن يدخرها له يوم القيامة فيوفيه الأجر أكثر وأكثر؛ لأن هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم يكون قد فعل الأسباب ومُنِعَ الجواب لحكمة فيعطى الأجر مرتين: مرة على دعائه ومرة على مصيبته بعدم الإجابة فيدخر له عند الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ما هو أعظم وأكمل. ثم إن المهم أيضًا أن لا يستبطىء الإنسان الإجابة فإن هذا من أسباب منع الإجابة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي» (7) فلا ينبغي للإنسان أن يستبطىء الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويَدَع الدعاء بل يلح في الدعاء فإن كل دعوة تدعو بها الله عزَّ وجلَّ فإنها عبادة تقربك إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وتزيدك أجرًا فعليك يا أخي بدعاء الله ـ عزَّ وجلَّ ـ في كل أمورك العامة والخاصة الشديدة واليسيرة ولو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديرًا بالمرء أن يحرص عليه،
والله الموفق.
====
(5) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة ... ، رقم (5101).
(6) رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم .... ، رقم (6553)، وأبوداود، كتاب الصلاة، باب الدعاء، رقم (8841)، وابن ماجة، كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، رقم (5683).
(7) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، رقم (0436)، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء ... ، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل ... ، رقم (5372).
====
المصدر: موقع الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17859.shtml
والله أعلم
ـ[فؤاد بولفاف]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:39]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أريد الحق]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:55]ـ
جزاك الله خير
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 05:10]ـ
جزاك الله كل خير ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 10:22]ـ
الأخوة الأفاضل أشكر لكم مشاركتكم القيمة وجزاكم الله خيراً ونفع بكم ..
ورحم الله الشيخ بن عثيمين و رفع منزلته ونفع بعلمه ..
آمين
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 11:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 07:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم بمثله وأفضل .. وشكر الله مشاركتكم(/)
مسائل في المجاز (7) من أين أتت فكرة المجاز وممن نقلها المتكلمون (؟؟؟)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 03:53]ـ
الحقيقة والمجاز في كتب الفلاسفة1 -
1 - كتاب الخطابة والشعر لأرسطو
قال النديم في ((الفهرست)) كتاب الخطاية لأرسطو طاليس , يصاب بنقل قديم ,رأيت أحمد بن الطيب هذا الكتاب نحو مائة ورقة بنقل قديم (1) , اهـ ووجدت نسخة من نقل عربي لكتاب الخطابة فى مكتبة باريس , وهى منقولة من خط ابن السمح وهو البغدادي المنطقي (2) وقال ابن السمح إنه قابلها على نسختين عربيتين سقيمتين , وإحداهما أشد سقما من الأخرى , وكان إذا أشكل عليه شيء منها رجع فيه إلى نسخة سريانية , ونشر د. عبد الرحمن بدوى تلك النسخة , وقال إنها قد تكون من ذلك النقل القديم الذي ذكره النديم , والنقل القديم في كلام النديم هو ما كان قبل نقل حنين بن إسحاق العبادي النصراني , فلعل ذلك النقل كان فى المائة الثانية من الهجرة.
وذكر المجاز والاستعارة في مواضع من المقالة الثالثة من تلك النسخة , قال: ((ومعظم التعبيرات فيما بعد , ويزداد إدراكا كلما ازداد علما , وكلما كان الموضوع مغايرا لما كان يتوقعه , وكان النفس تقول: هذا حق و وأنا التى أخطأت , واللطيف الرشيق من الأمثال ما يوحى بمعنى أكثر مما يتضمنه اللفظ , ولسبب عينه كانت الألغاز لذيذة , إنها تعلمنا أمورا على سبيل المجاز (3) , وقال: وفي جميع هذه الأحوال إذا كان الاشتراك اللفظي أو المجاز هو الذي يأتي بالكلمة المناسبة , فإن النجاح مؤكد (4) , وقال: وكلما تضمنت العبارة معانى ازدادت روعة , مثل أن تكون الألفاظ مجازية , وكانت الاستعارة مقبولة , وثم تقابل أو طباق , وثم فعل , أما الصور فكما قلنا من قبل: إنها تغييرات – مجازات – مرموقة جدا , وتتألف دائما من حدين مثل الاستعارة التمثيلية (5). اهـ بلفظة.
وأما كتاب الشعر , فقال النديم , إن الكندي – فيلسوف العرب – كان اختصره (6) , والكندي كان معاصرا للجاحظ , ولا حجة على أنه كان هو أول من نقل كتاب الشعراء لأرسطو إلي العربية , ولعله كان نقل قبله , فاختصره هو من ذلك النقل , ووجدت منه نسخة بنقل أبى بشر متى من السرياني إلى العربي , وهو نقل رديء,
وطبع باليونانية عدة مرات , ونقله د. عبد الرحمن بدوي من اليونانية إلى العربية نقلا جديداً.
وكذلك ذكر فيه المجاز , قال: وكل اسم هو إما شائع, أو غريب , أو مجازى , أو حيلة , أو مخترع , أو مطول , أو موجز , أو معدل , قال: والمجاز نقل اسم يدل على شيء إلى شيء آخر , والنقل يتم إما من جنس إلى نوع , أو من نوع إلى جنس أو من نوع إلى نوع , أو بحسب التمثيل , وأعنى بقولي: من جنس إلى نوع ما مثاله , هنا توقفت سفينتي , لأن الإرساء ضرب من التوقف , وأما من النوع إلى الجنس فمثالة , أجل: لقد قام أودوسوس بآلاف من الأعمال المجيدة , لأن آلاف معناها كثير , والشاعر استعملها مكان كثير , ومثال المجاز من النوع إلى النوع قوله: انتزع الحياة بسيف من نحاس , وعندما قطع بكأس متين من نحاس , لأن انتزع هاهنا معناها قطع , وقطع معناها انتزع , وكلا القولين يدل على تصرم الأجل الموت , وأعنى بقولي: بحسب التمثيل , جميع الأحوال التي فيها تكون نسبة الحد الثاني إلى الحد الأول كنسبة الرابع إلى الثالث , لآن الشاعر سيستعمل الرابع بدلا من الثاني بدلا من الرابع و وفى بعض الأحيان يضاف الحد الذي تتعلق به الكلمة المبدل بها المجاز , ولإيضاح ما أعنى بالأمثلة أقول: إن النسبة بين الكأس وديونوسس هي النسبة بين الترس وأرس , ولهذا يقول الشاعر عن الكأس إنها ترس ديونوسس , وعن الترس إنه كأس أرس , وكذلك النسبة بين الشيخوخة والحياة هي بعينها النسبة بين العشية والنهار , ولهذا يقول الشاعر عن العشية ما قاله أنبا دقليس إنها شيخوخة النهار, وعن الشيخوخة إنها عشية الحياة أو غروب العيش , وفى بعض أحوال التمثيل لا يوجد اسم , ولكن يعبر عن النسبة , فمثلا نثر الحب يسمى البذر , ولكن للتعبير عن فعل الشمس وهى تنثر أشعتها لا يوجد لفظ , ومع ذلك فإن نسبة هذا الفعل إلى أشعة الشمس , هي بعينها نسبة البذر إلى الحب , ولهذا يقال: تبذر نورا إلهيا , ويمكن أيضا استعمال هذا الضرب من المجاز بطريقة أخرى , فبعد الدلالة على شيء باسم يدل على آخر ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ننكر صفة من الصفات الخاصة بهذا الأخير , فمثلا بدلا من أن نقول عن الترس إنه كأس أرس , نقول عنه إنه كأس بلا خمر , قال: والاسم المخترع هو الذي لم يكن مستعملا قط ووضعه الشاعر من تلقاء نفسه , إذ يبدو أن هذه حال بعض الأسماء (7).
وقال: فمن المهم إذن حسن استخدام كل ضرب من ضروب التعبير التي تحدثنا عنها من أسماء مضاعفة مثلاً , أو كلمات غريبة , وأهم من هذا كله البراعة في المجازات لأنها ليست مما نتلقاه عن الغير , بل هي آية المواهب الطبيعية , لأن الإجادة في المجازات معناها الإجادة في إدراك الأشباه (8).
وقال: وبعض العبارات ينبغي أن يفهم على أنه قيل على سبيل المجاز , مثلاً قوله: جميع الآلهة وجميع المحاربين ناموا الليل كله , بينما يقول أيضاً , لما أن جلي ببصره إلى سهل طروادة , ذهل حينما سمع صوت النايات والصفارات , لأن جميع وضعت مكان كثير مجازاً , لأن الجميع يفترض العدد الكبير , وكذلك قوله: وحيدة لا تغرب , مقول مجازاً , لأن المعروف هو: وحدها , قال: والبعض الآخر (9) يفسر بكون اللفظ ذا معنيين, ومنها ما يفسر بالإستعمال اللغوي فلفظ خمر يطلق على أي مشروب ممزوج , ومن هنا أمكن أن يقال: إن غانوميدس يصب الخمر لزيوس (10) وإن كان الآلهة لا يشربون الخمر , ويطلق على الذين يعملون في الحديد اسم النحاسين , ومن هنا أمكن أن يقال: ساق من القصدير حديثة الصنع , ولكن هذا يمكن أن يفسر أيضاً بواسطة المجاز (11) ا هـ وذكر فيه المجاز في مواضع أُخر.
وكل ما ذكر في هذين الكتابين – الخطابة والشعر – من المجازات بحسب التمثيل وإدراك الأشباه , والاستعارة التمثيلية , والاشتراك اللفظي , والاستعمال اللغوي , ووضع اللفظ في موضع غيره , ونقل اسم يدل على شيء إلى شيء غيره , واختراع الشعراء لأسماء لم تستعمل قط قبلهم , كل ذلك هو نفسه ما ذكره الجاحظ ومن بعده من المتكلمين , وبعض ما ذكر فيها من الأمثلة هو نفسه ذكره عبد القاهر الجرجاني وغيره , وأخذ الجاحظ كلام أرسطو فعبر عنه بعبارته , وبسطه وشرحه , والتمس له الأمثلة في ألفاظ العامة والمولدين , وخلطها بلسان العرب , وزعم أن النابغة أحدث اسم المظلومة للأرض التي لم تحفر , ولم تحرث إذا فعل ذلك بها , ولم يتكلم به أحد قبله قط (12).
وكلام النظام , وأبي الهذيل العلاف , وثمامة بن أشرس , وبشر المريسي وغيرهم من رؤساء المتكلمين يدل على سعة علمهم بكتب أرسطو طاليس وغيره من الفلاسفة , وأنهم كانوا قرءوها كلها , وقرءوا كثيراً من شروحها , وروي ان جعفر بن يحيى البرمكي ذكر أرسطو طاليس , فقال النظام , قد نقضت عليه كتابه فقال جعفر: كيف وأنت لا تحسن أن تقرأه؟ فقال: أيما أحب إليك أن أقرأه من أوله إلى آخره إلى أوله؟ ثم اندفع يذكر شيئاً فشيئاً وينقص عليه , فتعجب منه جعفر , (13)
وروي كذلك أنه كان نظر في شئ من كتب الفلاسفه, ثم ناظر أبا الهذيل العلاف فوجده أعلم بها منه (14) , ونقل الجاحظ في كتاب ((الحيوان)) كلام النظام في طائفة من المفسرين , ومنه: وقال رجل لعبيد الله بن الحسن القاضي, إن أبي اوصى بثلث ماله في الحصون, قال: اذهب فاشتر به خيلا, فقال الرجل, إنه إنما ذكر الحصون, قال: أما سمعت قول الأسعر الجعفي:
ولقد علمت على تجنبي الردى .... أن الحصون الخيل لا مدر القرى
قال النظام: فينبغي في مثل هذا القياس علي هذا التأويل, أنه ما قيل للمدن والحصون حصونا إلا على التشبيه بالخيل (15) اهـ , وسواء أكان القاضي يذهب إلى هذا التأويل أم كذب عليه, فكلام النظام في تسمية الحصون و المدن على التشبيه بالخيل, هو نفس كلام الجاحظ في تسمية الشيء باسم غيره على التشبيه والمثل والاشتقاق. وكل ذلك حجج بينة على أن الناقلين لكتب أرسطو طاليس وغيره من الفلاسفة كانوا هم أول من أحدث في الإسلام ذكر المجاز و والاستعارة ,والاستعارة التمثيلية , والاشتراك اللفظي , ونقل الاسم من شيء إلى غيره , وكان ذلك في الشطر الآخر من المائة الثانية من الهجرة , وكانوا هم كذلك أول من أحدث القول بأن الاسم هو اللفظ , وكان ذلك القول شر مصيبة على علم اللسان العربي وفقهه , وأسأل الله القريب المجيب أن أبين ذلك في موضع يليق به
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أولئك الناقلين لكتب الفلاسفة أخذ ذلك أبو إسحاق النظام , وأبو الهذيل العلاف , وثمانة بن أشرس , وبشر المريسي , وأبو عبيدة , والجاحظ , وابن المعتز , وغيرهم من المتكلمين , ونهج أولئك المتكلمون في تفسير كلام العرب نهج أرسطو في تفسير كلام اليونان , واتبعوا في تفسير كلام الله تعالى , وكلام رسول صلى الله عليه وسلم سنن أرسطو في تفسير ضلالات اليونان وأساطيرهم , وجادل أولئك المتكملون بذلك عن قولهم بالمترلة بين المترلتين , وهي أول مسألة فرقت بين المعتزلة وغيرهم , وقولهم إن أسماء الإيمان والكفر والفسق نقلت فى الإسلام إلى غير ما كانت تدل عليه بلسان العرب , وعن كثير من إلحادهم في أسماء الله تعالى وقدره , وغيرها من بدعتهم وإفكهم , وأضلتهم تلك الفلسفة عن لسان العرب , فأهلكتهم العجمة.
2 - كتاب الشفاء لابن سينا
وفسر ابن سينا في كتابه ((الشفاء)) كثيراً من كلام أرسطو في الخطابة والعبارة والشعر , وذكر المجاز , والاستعارة والتغيير والنقل , والتشبيه , وغيرها , وكلامه فيها هو نفس كلام أولئك المعتزلة , ومن ذلك قوله: والحقيقي هو اللفظ المستعمل في الجمهور المطابق بالتواطؤ للمعنى , وأما النقل فإنما يكون أول الوضع والتواطؤ على معنى , وقد نقل عنه إلى معنى آخر , وأما المغير فهو المستعار والمشبه (16) وقوله: وعندما يقول هوميروس في حديثه عن آخيل: كر كالأسد , فهذا تشبيه , وعندما يقول: كر هذا الأسد , فهذا مجاز , لنه لما كان الرجل والحيوان في هذا المثال ممتلئين شجاعة , صح أن يسمى آخيل أسداً على سبيل المجاز (17) ا هـ.
وهو نفس كلام أبي عبد الله البصري في النقل وفي الأسد , ونفس كلام الرماني في الفرق بين التشبيه والاستعارة , وذلك يدل على أن أولئك المعتزلة أخذوا كلامهم في المجاز والاستعارة من كتب أرسطو , وكان ما بأيديهم من النقل لتلك الكتب وشروحها أتم وأحسن من النقل القديم , وكان النقل القديم ناقضاً سقيماً , ولعله لذلك كان كلام أبي عبد الله البصري , والرماني أشبه بكلام أرسطو , واقرب لعبارته من كلام الجاحظ
وإذاً فهذا هو مصدر هذه الترهات جميعاً .. وكذلك كل قول فاسد في الاعتقاد واللغة والأصول والحديث فإنما نشأ في الأغلب الأعم من الاطلاع والنقل عن خرافات أولئك الوثنيين .. ولذلك فضل بيان في موضع آخر بإذن الله ..
============
الحواشي:
(1) الفهرست .. الفن الأول من المقالة السابعة: (ص 310).
(2) ذكره التوحيدي في المقابسات (ص 60).
(3) ((الخطابة)) (ص 220).
(4) ((الخطابة)) (ص 221).
(5) ((الخطابة)) (ص 223).
(6) ((الفهرست)) الفن الأول من المقالة السابعة (ص 310).
(7) فن الشعر لأرسطوطاليس , ترجمة عبد الرحمن بدوي (ص 57 - 59).
(8) فن الشعر (ص64).
(9) أي: من العبارات.
(10) غانوميدس في الأساطير اليونانية هو ابن طروس , وكانت اختطفته الآلهة , وزيوس أحد آلهتهم , وآلهة أرسطوطاليس لا يشربون الخمر , ولكنهم يشربون أي شراب ممزوج , ولفظ ممزوج , ولفظ الخمر في رأي أرسطو يطلق على أي شراب ممزوج , فلذلك جاز في نظره لهوميروس – شاعر الإلياذة , وسيد الشعراء غير مدافع في نظر أرسطو-أن يقول: إن غانوميدس كان يصب الخمر لزيوس , وكل الأمثلة التي ذكرها هنا هي من الإلياذة , وآلهة أرسطو طاليس كما يشربون أي شراب ممزوج , ولا يشربون الخمر , كذلك ينامون الليل كله , وخاب أقوام وخسروا يسمونه المعلم الأول ويتخذونه إماماً!.
(11) ((فن الشعر)) (ص 74 – ص 76).
(12) كتاب الحيوان: (1/ 331 – 332 , 5/ 279 – 280).
(13) ((طبقات المعتزلة)) (ص50)
(14) ((طبقات المعتزلة)) (ص44)
(15) كتاب ((الحيوان)) (1/ 345 _ 346)
(16) نقله د. المطعني (ص1053) وعزاه إلى كتاب ((الشفاء)) تحقيق د. عبد الرحمن بدوي (ص66 - 67).
(17) ((مقدمة النثر)) د. طه حسين (ص14).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:35]ـ
للفائدة. . . أتانا الله بيانا وفرقانا.
ـ[عبدالرحمن الملا محمود]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 10:41]ـ
الحمد لله
أخي أبا فهر اسمح لي أن أقول لك
إنّ هذا المنهج ليس من العلم في شيء، فقد سرتم على منهج بعض المستشرقين ممن يريدون أن يردّوا كلّ تفكير علميّ لدى المسلمين إلى الإغريق.
فلأنّ تقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف موجودٌ لدى اليونان زعم بعضهم أنّ الخليل بن أحمد قد نقل علمه عن الإغريق، بل ادعى بعضهم أنّه كان يعرف اليونانية.
ومثل هذا الادعاء موجود في جميع فروع العلوم الإسلامية، فما زاد أبو فهر شيئاً
والتفريق بين الحقيقة والمجاز ليس مما يفوق تفكير العرب وعلماء العربية، ولكنّ المصطلح الذي استعملوه لهذين المفهومين (الحقيقة والمجاز)، والعلاقة بينهما، قد لبّس على كثيرين.
فلو استعملوا مصطلح (المطابقة) بدلاً من مصطلح الحقيقة لكان أبعد من اللبس ولمز المجاز قسيم الحقيقة بأنه قرين الكذب
ونحن لا نقول إن العلوم قد تأثرت بالترجمة فهذا أمر طبيعي، ولكنّ ما نرفضه هو مسّ استقلالية علوم النحو في نشوئها لا في تطورها. وما وقعتم فيه هو مسٌّ لأصالة علم البلاغة في أهم مفهوم فيه وهو المجاز، واتهام ضمني للنحاة في قصور التفكير،، وربما لا تقصدون ذلك ولكنه مؤدى منهجكم منهج المستشرقين الذي لم يعد يقول به أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 01:26]ـ
يا مولانا ...
الحديث عن تأثر العلوم الإسلامية بالفلسفة والمنطق حديث طويل طويل، وقد صرح بأصوله علماء المسلمين يوم كان المستشرقون في أصلاب أجدادهم من البرابرة وقبائل الجرمان والسلت والفايكنج في عصور ما قبل النهضة ....
والواحد من إخواننا يتشدق بذكر هذا التأثر عندما يتكلم عن تأثر الجهمية والمعتزلة والأشاعرة بالمنطق ...
ثم تُصيبه الحكة حين نذكر تأثر النحويين والأصوليين ثم المحدثين بعدُ بالمنطق .... وهذا لعمري ضعف تحقيق وضيق نظر ... فموجبات التأثر (الترجمة وقبلها الاختلاط بأهل هذه العلوم في الفتوحات) =واحدة ... والزمان واحد ... وقابلية تأثر العلوم التي لازالت تحبو بالعلوم التي استقرت عند أهلها واحدة ... وموانع التأثر شبه معدومة ...
و ...
ولهذا حديث آخر ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 05:19]ـ
أما مس أصل علم النحو فلم أقربه ...
أما مس أصل علم البلاغة فقد قربته وولغت فيه وهذا العلم -عندي-علم منقول نشأته من أصلها منتزعة من اليونان ... ولهذا حديث آخر ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 02:40]ـ
فلعل ذلك النقل كان فى المائة الثانية من الهجرة
الذي ذكره عبد الرحمن بدوي في الترجمة المذكورة أنه يرجع إلى أوائل القرن الثالث للهجرة إن لم يكن قبل ذلك.
وقد ذكر هذا التأريخ التقريبي بناء على عمر حنين بن إسحاق (194 - 260)
وهذا يشير إلى أن قوله (أوائل) معناه النصف الأول مثلا أو نحو ذلك؛ لا السنوات العشر الأوائل مثلا.
هذا إن تنزلنا معه في الاستدلال، وإلا فالحقيقة أنه لم يأت بأدنى دليل على صحة كلامه هذا.
فأسلوب هذه النسخة سقيم جدا جدا، لا يمكن أن يوحي أن كاتبه من أهل القرن الثالث فضلا عن القرن الثاني.
هذا هو الأمر الأول.
والأمر الثاني أن عبد الرحمن بدوي نفسه ذكر أن هذه النسخة لم تكن معروفة في هذا العصر ولا حتى بعده، والأدلة على ذلك واضحة جدا لا يمكن إنكارها.
فحتى لو افترضنا أن ما ذكر في هذا الكتاب فيه إشارة لفكرة المجاز فلا يمكن أن نزعم أن العلماء بعد ذلك اقتبسوا الفكرة منه؛ لأنه لا يمكن أن يقتبسوا الفكرة من شيء لا يعرفونه!
والأمر الثالث أننا حتى لو تنزلنا وقلنا إن هذا الكتاب كان أصلا لفكرة المجاز، فهذا أيضا لا يثبت الأولوية؛ لأن عندنا كثيرا من علماء العربية الذين سبقوا هذا الكتاب وسبقوا هذا العصر، وكان في كلامهم ما يشير إلى فكرة المجاز، ولا يمكن إنكار وجود هذا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 12:56]ـ
الذي ذكره عبد الرحمن بدوي في الترجمة المذكورة أنه يرجع إلى أوائل القرن الثالث للهجرة إن لم يكن قبل ذلك.
وقد ذكر هذا التأريخ التقريبي بناء على عمر حنين بن إسحاق (194 - 260)
وهذا يشير إلى أن قوله (أوائل) معناه النصف الأول مثلا أو نحو ذلك؛ لا السنوات العشر الأوائل مثلا.
هذا إن تنزلنا معه في الاستدلال، وإلا فالحقيقة أنه لم يأت بأدنى دليل على صحة كلامه هذا.
أدنى دليل مرة واحدة. (!!!!) بل الدليل ظاهر واضح وهو متوسط عمر المترجم نفسه
فأسلوب هذه النسخة سقيم جدا جدا، لا يمكن أن يوحي أن كاتبه من أهل القرن الثالث فضلا عن القرن الثاني.
القائمون بعملية النقل والترجمة هم من الأعاجم وأنباط العراق والأصل في أسلوب أولئك السقم ولذلك فنمط أسلوب أهل القرن الأول والثاني يصلح معياراً لتحديد مدة زمان الكلام العربي لا كلام من كان لسانه أعجمي أو نبطي هذا هو الأمر الأول.
والأمر الثاني أن عبد الرحمن بدوي نفسه ذكر أن هذه النسخة لم تكن معروفة في هذا العصر ولا حتى بعده، والأدلة على ذلك واضحة جدا لا يمكن إنكارها.
كون هذه النسخة بعينها لم تكن موجودة ليس دليلاً على أن كتاب أرسطو والنقل عنه لم يكن موجوداً بل عملية النقل والترجمة بدأت في أواخر الدولة الأموية كما نص شيخ الإسلام ابن تيمية ... وأما عملية التأثر نفسها فبدأت بمنجرد إسلام أنباط العراقين معقل العربية وغيرهم من الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام وقد حدث هذا في العربية كما حدث في الاعتقاد وقد تأثر المسلمون بفكرة القدر في العقد السابع من الهجرة آخذين إياها من نصارى العراق قبل الترجمة بكثير ...
ومرة أخرى هذا حديث يطول ... يا ... يا باشمهندس
ـ[الليبي أبو محمد]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 01:42]ـ
ومرة أخرى هذا حديث يطول ... يا ... يا باشمهندس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وما المانع إن طال الحديث، وحصلت الفائدة؟
إن ما قاله الشخ أبو مالك هو عين الصواب، فزمن العلوم الإسلامية قديم جداً، وبداياته كانت في زمن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ والمتتبع لنشأة هذه العلوم يجد أن السبب الرئيس في ظهورها هو خدمة القرآن الكريم، والحفاظ عليه، ومحاولة فهم معانيه، واستنباط الأحكام من آياته الكريمة، ولو أمعنا النظر فإن بلاغة القرآن الكريم هي أقوى أسرار الإعجاز فيه، ولو لم يفهم ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ بعض أسرار هذه البلاغة لما سمي (ترجمان القرآن)، أما أن يقال إن أرسطو هو أصل البلاغة عند علماء العرب، فهذا ابعد ما يكون عن الصواب، وقد يكون من الإنصاف أن يقال: إن المتأخرين من العلماء قد استفادوا من كلامه، لا أن نجعل علم البلاغة ناتج عنه، وننسبه إليه، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 02:28]ـ
ما هو عشان انت مش باشمهندس مش عارف تحسب كويس (ابتسامة)
عمر المترجم 66 سنة، ونصفه 33، فإذا افترضنا أن هذا هو زمن الترجمة، فسيكون ذلك سنة 227، وهذا في النصف الأول من القرن الثالث الهجري كما ذكرتُ، وليس القرن الثاني، فأين الدليل الواضح الذي تقوله؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 09:59]ـ
قال الباشمهندس الشاطر في الحساب: الذي ذكره عبد الرحمن بدوي في الترجمة المذكورة أنه يرجع إلى أوائل القرن الثالث للهجرة إن لم يكن قبل ذلك.
ثم قال الباشمهندس: عمر المترجم 66 سنة، ونصفه 33، فإذا افترضنا أن هذا هو زمن الترجمة، فسيكون ذلك سنة 227، وهذا في النصف الأول من القرن الثالث الهجري كما ذكرتُ، وليس القرن الثاني
الدكتور عبد الرحمن تكلم عن أوائل القرن الثالث وحِسبتُك تدل على أوائل القرن الثالث وهذا هو الدليل الواضح على كلام الدكتور مين بأه اللي جاب سيرة القرن الثاني .... صحصح يا باشمهندس ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 10:30]ـ
أنت ذكرت المائة الثانية للهجرة يا شيخنا!
راجع السطر الخامس من كلامك!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 12:53]ـ
نحن نتكلم عن دليل عبد الرحمن بدوي على كلامه ...
الرجل يقول إن النقل يرجع إلى أوائل القرن الثالث للهجرة إن لم يكن قبل ذلك.
وأنت قلت: إنه لم يأت بأدنى دليل على كلامه ..
والدليل واضح وهو متوسط عمر المترجم المتناسب مع أوائل القرن الثالث ...
قال الباشمهندس: ((عمر المترجم 66 سنة، ونصفه 33، فإذا افترضنا أن هذا هو زمن الترجمة، فسيكون ذلك سنة 227، وهذا في النصف الأول من القرن الثالث الهجري كما ذكرتُ))
وهذا عين كلام عبد الرحمن بدوي .... فكيف تقول إنه لم يأت بأدنى دليل (؟؟؟!!!!!)
قال الباشمهندس: ((وليس القرن الثاني))
عبد الرحمن بدوي لم يذكر القرن الثاني وكل كلامه عن أوائل القرن الثالث ونحن نتكلم عن كون عبد الرحمن بدوي قد ساق الدليل الواضح على كلامه ... فما شأننا الآن بأني ذكرتُ القرن الثاني من عدمه (؟؟؟؟!!!)
أما ردك لدليل الدكتور بدوي بالحديث عن أسلوب أهل القرن الثالث فسبق الرد عليه فنحنت نتكلم عن مترجمي الأنباط لا قس بن ساعدة ...
=============
أما كلامي فهو في بيان أن الكتاب يُصاب بنقل قديم قبل ترجمة حنين بن إسحاق أصلاً .... فهو موجود قبلها ... وإن لم تصلنا سوى نسخة حنين وفائدة هذا التقرير بيان أن النحاة كانوا يعرفونه قبل القرن الثالث ... وهذا ثابت حتى بغير الترجمة بل بمجرد الاختلاط مع من أسلم من أهل هذه الثقافات كما حدث مع القول بالقدر ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 01:52]ـ
يا شيخنا الفاضل لماذا هذه الحيدة؟
يعني أنت تعترف أنك أخطأت في كلامك عن القرن الثاني وأن الصواب هو القرن الثالث؟ والآن صار كلامنا عن بدوي؟!!!
هذا أولا، وأما ثانيا، فيبدو أنك لم تقرأ كلام عبد الرحمن بدوي!!
فهذه النسخة التي حققها ليست هي نسخة حنين أصلا يا شيخنا، فكيف يستدل بعمر حنين على زمن النسخة؟!!!
فالمقصود أنه لم يأت بدليل على كلامه من جهة ربطه بين هذه النسخة وبين حنين بن إسحاق؛ لأن هذه النسخة ليست نسخة حنين أصلا، ولكنها نسخة مجهولة الناسخ والمترجم!!!
ولكنه زعم أن هذه النسخة أقدم من نسخة حنين، وهذا هو الذي لم يأت بدليل عليه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:34]ـ
يا سي الحاج:
أنا لم أخطيء في الكلام عن القرن الثاني .... بل كلامي كان عن قول ابن النديم أن الكتاب يصاب بنقل قديم والنقل القديم هو ما كان قبل حنين بن إسحاق ... ومادام حنين ولد في أواخر القرن الثاني فلابد أن الكتاب كان موجوداً في القرن الثاني ...
فجئت أنت فغفلت عن هذا (أي عن كوني أستدل بكلام ابن النديم على وجود الكتاب قبل طبقة حنين) ورحت تقول إن نسخة الكتاب التي بين أيدينا هي منسوخة في القرن الثالث كما يقول بدوي وبدوي لم يسق دليلاً على كلامه فذكرت لك أن دليله هو متوسط عمر حنين وهو يصلح كدليل إذا عُلم أن كل كتب أرسطو كانت بين أيدي العلماء مترجمة في طبقة حنين والطبقة التي تليها ... وحنين -عند الكلام عن تراجم كتب أرسطو-يُذكر لكونه أشهر المترجمين وإلا فالطبقة كلها كانت طبقة نقل وهي التي كثر فيها النقل ولذا يُحدد زمن الترجمة إن كانت مجهولة الناسخ بهذه الطبقة-غالباً- خاصة ولسان هؤلاء المترجمين في هذه الطبقة واحد مميز وللدكتور عبد الرحمن بدوي نفسه بحث في هذا غاب عني موضعه الآن ... ... ثم إن الدكتور عبد الرحمن بدوي نقل أنها ترجمة المترجم الذي ذكره النديم وهذا المترجم في أواخر المائة الثانية ولم يقتصر الدكتور بدوي على أن المترجم مجهول بل جزم بنسبتها للمترجم الذي ذكره النديم والكتاب بعيد عني الآن لانشغالي في المعرض ... والكتاب بين يديك فلا أدري كيف لم تنتبه لهذا يا باشمهندس ياللي قرأت الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:38]ـ
ما الدليل على أن قول ابن النديم (النقل القديم) معناه قبل حنين بن إسحاق؟
وما الدليل على أن النسخة التي حققها بدوي هي النسخة التي يشير إليها ابن النديم؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 10:49]ـ
معلش يا باشمهندس مش قادر أتابع معاك بطريقة (الشات) كما عودتك؛المعرض بأه وأكل العيش مر ...
سأل الباشمهندس: ما الدليل على أن قول ابن النديم (النقل القديم) معناه قبل حنين بن إسحاق؟
قال أبو فهر: المشتغلون بحركة النقل والترجمة يعلمون أنَّ النشاط الكبير في أواخر القرن الثاني وأوائل الثالث على يد إسحاق بن حنين وحنين بن إسحاق ويحيى بن عدي =صار علامة فارقة وتأريخاً يؤرخ به ... أما ما قبله من النقل سواء كان إلى العربية و إلى السريانية فيطلق عليه النقل القديم ... ومن يتتبع مصطلح النقل القديم في كتاب النديم نفسه سيلحظ هذا ... وهذا شيء لا يُنكر عند أهل هذا الفن وقد أشار إليه الدكتور بدوي في بعض أبحاثه ..
وحسماً لمادة الجدل تعالى نحلل عبارة النديم نفسها؛ لنرى هل تقودنا إلى هذا المعنى أم لا (؟؟)
قال محمد بن إسحاق النديم في كتابه ((الفهرست)):
((الكلام على ريطوريقا
ومعناه الخطابة، يُصاب بنقل قديم، وقيل إن إسحاق نقله إلى العربي. ونقله إبراهيم بن عبد الله. وفسره الفارابي أبو نصر. رأيت بخط أحمد بن الطيب هذا الكتاب، نحو مائة ورقة بنقل قديم)).
الآن دعنا نتأمل هذا الكلام ...
النديم ذكر أن هذا الكتاب يُصاب بنقل قديم ثم ذكر -على الاحتمال- أن إسحاق نقله، ثم ذكر على الجزم أن إبراهيم بن عبد الله -وهو متأخر عن إسحاق بقليل- نقله.
هذه ثلاثة مراحل كل واحدة منها أسبق من التي تليها بيقين وإلا كان الكلام لا معنى له ... فلو كان النقل القديم بعد إسحاق =لما صح ذكره ووصفه بإنه قديم ثم تعقيبه بذكر نقل إسحاق ثم تعقيبه بذكر نقل متأخر قليلاً وهو نقل إبراهيم .. هذه واحدة.
الآن تعالى إلى بقية العبارة .. ذكر النديم أنه رأى نسخة من الكتاب نسخها أحمد بن الطيب بخطه ووصف هذه النسخة بأنها منقولة من نقل قديم ..
وأحمد بن الطيب هذا لا نعلم متى ولد لكننا نعلم أنه توفى سنة 286 هجرية. فهو إذاً قريب جداً من طبقة إسحاق وإبراهيم.
والنديم يصف النقل الذي نسخت منه هذه النسخة بأنه قديم وهذا ظاهر بين في أنه يرى أن هذا النقل القديم أقدم من أن يكون هو نقل إسحاق أو نقل إبراهيم،بل سياقه صريح في الدلالة على أنه نقل قبل النقل المشار إليهما .. خاصة وأن قرب عهد أحمد بن الطيب بل ومعاصرته لإبراهيم بن عبد الله تدل على أنه اشتغل بنسخ نقل هو أقدم من نقل معاصره إبراهيم ونقل شيخه إسحاق ..
ولو كانت النسخة التي نسخها أحمد بن الطيب هي عينها نسخة إسحاق الذي هو شيخه أو إبراهيم الذي هو معاصره هل كان يعقل أن يصفها النديم بأنها منسوخة عن نقل قديم ..
بل الحق الذي لا مرية فيه أنه يعني أن هذا النقل متقدم عن إسحاق وعن إبراهيم ..
ثم سأل الباشمهندس: وما الدليل على أن النسخة التي حققها بدوي هي النسخة التي يشير إليها ابن النديم؟
قال أبو فهر: أي النسخ تقصد يا باشمهندس (؟؟؟)
لم أزعم أنا ولا الدكتور بدوي أن هذه النسخة هي النقل القديم.
وأتفق أنا والدكتور بدوي على أن هذه النسخة -أو أصلها الذي نسخت عنه-ترجع يقيناً إلى أوائل القرن الثالث .. لقرائن أسلوبية يعلمها من أدام المطالعة في هذه المنقولات السقيمة، ولأن كتب أرسطو لما تغادر هذا القرن إلا مترجمة .. ولندرة تتابع المترجمين على ترجمة الكتاب أكثر من مرة ... فإذا كان الكتاب يُصاب بنقل قديم ثم ترجمه إسحاق ثم ترجمه إبراهيم فيبعد جداً أن تُعاد ترجمتها بعد ذلك خاصة وأن دار الكتب العلمية والمكتبة التوفيقية ودار الحديث وغيرهم من عشاق التتابع على الطبع ونظرائهخم من عشاق التتابع على التحقيق=لم يكونوا قد دخلوا هذا المجال وقتها ..
تبقى نقطة خلاف بيني وبين الدكتور بدوي وهي:
هل هذه نسخة إسحاق
أم نسخة إبراهيم بن عبد الله ..
أم نسخة مترجم آخر من نفس القرن ..
رجح الدكتور-على ما أذكر فالكتاب بعيد عني- أن هذه هي نسخة إبراهيم بن عبد الله الناقل النصراني ... وهذا أمر لا أستطيع الجزم به .. وإن كانت محصلة قولي وقول الدكتور واحدة وهي أن النسخة التي وصلتنا تم ترجمتها في القرن الثالث ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 06:10]ـ
للفائدة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:31]ـ
.......................
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 12:02]ـ
نعم. . فيه فائدة. لله درك شيخنا الفاضل.(/)
#** أشكل المسائل التى في كل فن **#
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على المرسلين وأتباعهم إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدون مقدمة. . . هذه دعوة للمشاركة،
عن موضوع أشكل القضايا وأعوصها التى في كل فن،
جمعًا. . وعرضًا. . ومناقشةً. . وترجيحًا. . وأطروحةً.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:37]ـ
* أشكل المسائل في (علوم القرآن):
مسألة الأحرف السبعة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:40]ـ
* وأشكل المسائل في (علم العقيدة):
مسألة شمول العلم الإلهي للامتناهي
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:42]ـ
* وأشكل المسائل في (علم الحديث):
مسألة العلل والشذوذ
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:48]ـ
* وأشكل المسائل في (علم البلاغة):
مسألة الحقيقة والمجاز
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
* وأشكل المسائل في (علم الفقه):
مسألة التجاذب بين الدليلين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:52]ـ
* وأشكل المسائل في (علم الحديث):
مسألة العلل والشذوذ
وأين التحسين بالمتابعات والشواهد ومشاكله التي لا تنتهي (مسألة الحسن لغيره)؟
وأين اشتراط ثبوت اللقي أو الاكتفاء بإمكانه (مسألة السماع)؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:53]ـ
* وأشكل المسائل في (أصول الفقه):
مسألة الأدلة المختلف فيها
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:56]ـ
وأين التحسين بالمتابعات والشواهد ومشاكله التي لا تنتهي (مسألة الحسن لغيره)؟
وأين اشتراط ثبوت اللقي أو الاكتفاء بإمكانه (مسألة السماع)؟
التتبع والاعتبار، وكذلك التحقق من ثبوت اللقاء والسماع: من أدوات معرفة العلل.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 04:59]ـ
* أشكل المسائل في (علم السلوك):
مسألة الإخلاص وحظوظ النفس
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:14]ـ
* أشكل المسائل في (علم التفسير):
مسألة القيود غير المخصصة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:53]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيد فهمي
وأين التحسين بالمتابعات والشواهد ومشاكله التي لا تنتهي (مسألة الحسن لغيره)؟
وأين اشتراط ثبوت اللقي أو الاكتفاء بإمكانه (مسألة السماع)؟
التتبع والاعتبار، وكذلك التحقق من ثبوت اللقاء والسماع: من أدوات معرفة العلل.
سبحان الله!
هل ذكرتُ التتبع والاعتبار في كلامي؟
وهل التحقق من ثبوت اللقاء والسماع له علاقة لما زبرته ببناني؟
أنا أتكلم عن مسألة (الحسن لغيره) وهي والله لا تنتمي لمسائل (العلل) من قريب أو بعيد
فالمسألة مفترضة في مجموعة أسانيد اثنين فأكثر يرويها، مجموعة من الضعفاء ممن لم يبلغوا حد الترك.
ويتفق الفريقان في كل شيء.
في عدد الأسانيد
في ضعف رواتها.
في درجة ضعفهم.
في كل شيء.
ولكن يختلفان في الحكم النهائي
فالفريق الأول: يرى أن هذا الحديث لا يقبل لأنه لم يرد من طريق حجة.
والفريق الثاني: يرى أن هذا الحديث مقبول لأن متابعة هؤلاء الضعفاء لبعضهم تعطيه قوة.
فما للعلل وهذا، وما علاقة تتبع الطرق والاعتبار بهذا، والفريقان يعلمان أن لا طرق إلا هذه ومع ذلك يختلفان؟
---
وكذلك مسألة (السماع).
فليست المسألة في البحث عن ثبوت السماع كما ظننت.
إنما المسألة متصورة في رواية فلان (أ) عن فلان (ب).
ويتفق الفريقان في كل شيء أيضا:
في أن (أ) ثقة غير مدلس.
في أن (أ) معاصر لـ (ب)
في أن (أ) يمكنه لقاء (ب)
في أن (أ) لم يثبت لقاؤه لـ (ب)
في أن (أ) لم يصرح بالسماع من (ب) مطلقا
في أن (أ) لم يرِد صراحة ما ينفي سماعه من (ب)
ومع ذلك يختلفان:
فالفريق الأول: يرى أن روايته محمولة على السماع اكتفاء بإمكان لقائه ما دام غير مدلس.
والفريق الثاني: يشترط ثبوت اللقاء أو التصريح بالسماع ولو مرّة ليحكم لروايته بالاتصال.
فما علاقة ذلك بمخالفة موقوف لمرفوع، ومرسل لموصول، ووهم في الرواية وزيادة وشذوذ و و و ........ من مسائل العلل؟
فرجاء عدم اللجوء إلى خلط الأوراق وإلا خرجت من اللعبة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, مساء 05:59]ـ
لا داعي (للخناق)
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكل المسائل على الإطلاق: "معرفة أشكل المسائل" ................. (ابتسامة)
في اعتقادي أن أشكل المسائل في أصول الفقه هي هذه:
- أصول الفقه ما وضع أصلا إلا لبيان المنهج السليم لكيفية الاستنباط من النصوص، وهذا معناه أن هذا المنهج يطبق على النصوص، وبما أنه يطبق على النصوص، فلا بد أن يكون سابقا على النصوص، ولكن هذا المنهج أصلا مأخوذ من النصوص، فلا بد أن يكون على هذا تاليا للنصوص، فكيف صار سابقا تاليا في آن واحد؟!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:11]ـ
سبحان الله!
هل ذكرتُ التتبع والاعتبار في كلامي؟
وهل التحقق من ثبوت اللقاء والسماع له علاقة لما زبرته ببناني؟
أنا أتكلم عن مسألة (الحسن لغيره) وهي والله لا تنتمي لمسائل (العلل) من قريب أو بعيد
فالمسألة مفترضة في مجموعة أسانيد اثنين فأكثر يرويها، مجموعة من الضعفاء ممن لم يبلغوا حد الترك.
ويتفق الفريقان في كل شيء.
في عدد الأسانيد
في ضعف رواتها.
في درجة ضعفهم.
في كل شيء.
ولكن يختلفان في الحكم النهائي
فالفريق الأول: يرى أن هذا الحديث لا يقبل لأنه لم يرد من طريق حجة.
والفريق الثاني: يرى أن هذا الحديث مقبول لأن متابعة هؤلاء الضعفاء لبعضهم تعطيه قوة.
فما للعلل وهذا، وما علاقة تتبع الطرق والاعتبار بهذا، والفريقان يعلمان أن لا طرق إلا هذه ومع ذلك يختلفان؟
---
وكذلك مسألة (السماع).
فليست المسألة في البحث عن ثبوت السماع كما ظننت.
إنما المسألة متصورة في رواية فلان (أ) عن فلان (ب).
ويتفق الفريقان في كل شيء أيضا:
في أن (أ) ثقة غير مدلس.
في أن (أ) معاصر لـ (ب)
في أن (أ) يمكنه لقاء (ب)
في أن (أ) لم يثبت لقاؤه لـ (ب)
في أن (أ) لم يصرح بالسماع من (ب) مطلقا
في أن (أ) لم يرِد صراحة ما ينفي سماعه من (ب)
ومع ذلك يختلفان:
فالفريق الأول: يرى أن روايته محمولة على السماع اكتفاء بإمكان لقائه ما دام غير مدلس.
والفريق الثاني: يشترط ثبوت اللقاء أو التصريح بالسماع ولو مرّة ليحكم لروايته بالاتصال.
فما علاقة ذلك بمخالفة موقوف لمرفوع، ومرسل لموصول، ووهم في الرواية وزيادة وشذوذ و و و ........ من مسائل العلل؟
فرجاء عدم اللجوء إلى خلط الأوراق وإلا خرجت من اللعبة.
عيني يا شيخنا. . . فليكن كذلك.
تشرفنا كثيرا بمشاركتكم. إذن:
* أشكل المسائل في (علم الحديث):
1 - مسألة اللقاء والسماع في العنعنة؛
2 - مسألة التحسين بكثرة الطرق؛
وهما مسألتان نظريتان قاعديتان.
3 - مسألة الشذوذ والعلل؛
وهي مشكلة تطبيقية واقعية.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:23]ـ
لا داعي (للخناق)
أشكل المسائل على الإطلاق: "معرفة أشكل المسائل" ................. (ابتسامة)
في اعتقادي أن أشكل المسائل في أصول الفقه هي هذه:
- أصول الفقه ما وضع أصلا إلا لبيان المنهج السليم لكيفية الاستنباط من النصوص، وهذا معناه أن هذا المنهج يطبق على النصوص، وبما أنه يطبق على النصوص، فلا بد أن يكون سابقا على النصوص، ولكن هذا المنهج أصلا مأخوذ من النصوص، فلا بد أن يكون على هذا تاليا للنصوص، فكيف صار سابقا تاليا في آن واحد؟!
هكذا أتحفتمونا بالفوائد.
وأنتم أقدر منا على الجواب،
لكنني أقول:
هذا دور معي تلازمي اقتراني،
مثله مثل مشكلة (فلسفة الفهم)،
وهي مجموعة من المفاهيم حول المفاهيم.
ولعل القول الفصل فيه أن نقول:
لا شك أن النصوص سابقة على وضع (أصول الفقه) كعلم وفن بأدواته المعروفة،
والأصل في فهم النصوص: معرفة طرق البيان في العربية التى نزل بها القرآن وتكلم بها الرسول (ص)،
ثم الاستعداد لمعرفة وهديه (ص) في سننه وأيامه أحواله - مع العقل الكامل والنية الصادقة.
وهذه الأربعة سابقة على وصول النصوص لكل مسلم،
فهم يفهم النصوص ويستنبط معانيها على هذه الأسس،
فما قد يستشكل منها بعد ذلك. . . وضعوا له قواعد وضوابط توصل الباحث إلى بغيته.
فأساسيات المفاهيم سابقة على النصوص، وتفاصيلها مأخوذة من النصوص المفهومة. والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:53]ـ
وفقك الله
- لا شك أن فهم النصوص يعتمد على العربية، ولكن هل تكفي العربية؟
لو كانت تكفي لكان كل عالم بالعربية فقيها مجتهدا، واللازم باطل فالملزوم مثله.
وقولك (فما قد يستشكل منها بعد ذلك) يفيد أن أصول الفقه تطبق على بعض النصوص دون بعض، ولكن النظر إلى الواقع يخالف هذا، فما من نص من النصوص الشرعية إلا وتجد العلماء يطبقون عليه قواعد الأصول.
وأما (العقل الكامل) و (النية الصادقة) فهي أدوات لازمة للفهم الصحيح، ولكنك لا تستطيع أن تلزم بها المخالف؛ لأن النية أمر غيبي، والعقل يدعيه كل أحد.
وأما قولك (الاستعداد ........ ) إلخ فيبدو لي أن فيه مفتاحا للغز كله، ولهذا حديث يأتي إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:19]ـ
طبعا ليس في كلامي أن اللغة وحدها تكفي، ولا أن بوسعنا تفتيش الصدور والنوايا.
على كل حال. . ننتظر منكم التكرم بالتوضيح ولا نستبق الأحداث. (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:42]ـ
" من النصوص ما هو واضح الدلالة لا يحتاج إلا إلى عقل سليم، وهذا لا يحتاج إلى مسافات أصلا بيننا وبين النصوص.
ومن النصوص ما هو معروف عند العرب بلسانها، وقد يخفى على الأعاجم، وهذا أيضا لا يحتاج لهذه المسافة، ومبناه على معرفة اللفظ الغريب.
ومن النصوص ما لا يعرف معناه إلا الفقهاء، ولا يصح أن يتكلم فيه إلا العلماء، ولا يصلح أن يتدخل فيه من ليس أهلا له، وهذا هو المقصود الأكبر والركن الأعظم، وهذا هو الذي يحتاج إلى (فنون أصول الفقه) لنقطعها؛ لأن العاقل يعرف أنه لا يصح أن يصعد إلى الطابق العاشر من الأول مباشرة.
ومن النصوص ما لا يعرف معناه إلا الله.
وهذه القسمة الرباعية رويت عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي مشهورة في الكتب عنه، ومعنى هذا الكلام لا نزاع فيه بين العلماء أصلا. "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 05:09]ـ
الاقتباس في المنتديات له أصوله، ولا يكفي فيه ("")
ابتسامة
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:22]ـ
الاقتباس في المنتديات له أصوله، ولا يكفي فيه ("")
ابتسامة
من الاقتباسات ما هو واضح المرجع لا يحتاج إلا إلى ذاكرة سليمة، وهذا لا يحتاج إلى إشارات أصلا بيننا وبين المصادر.
ومن الاقتباسات ما هو معروف عند الأعضاء الناشطين، فضلا عن أفاضل المشرفين،
وهذا أيضا لا يحتاج لهذه الإشارة بقدر ما زاد عن مجرد (التلوين بلون مختلف)، ومبناه على معرفة الجديد في المنتديات.
(ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 11:25]ـ
وماذا عن الأعضاء الجدد، والزوار من غير الأعضاء، ومن يدخل المنتدى لأول مرة؟
(ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 11:01]ـ
وماذا عن الأعضاء الجدد، والزوار من غير الأعضاء، ومن يدخل المنتدى لأول مرة؟
(ابتسامة)
" ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ فإنما شفاء العي السؤال "
دعنا من كل هذا يا شيخنا. . فإن كان في اقتباسي ما يسيئكم، فالعذر العذر.
ولكن. . . أين التوضيح المنتظر؟؟؟
ـ[عبد الحكيم علي]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة شمول العلم الإلهي للامتناهي ما هي وما هو حلها
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[09 - Mar-2008, مساء 09:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة شمول العلم الإلهي للامتناهي ما هي وما هو حلها
سبحان الله وهل يشك مسلم في شمول علم الله تعالى للمتناهي والا متناهي؟؟؟
مثال الا متناهي ((الاعداد))
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 11:20]ـ
أشكل المسائل في (المجلس العلمي):
موضوع: "أشكل المسائل التى في كل فن ". (ابتسامة)
هل انتهت هذه الإشكالات؟!.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 10:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة شمول العلم الإلهي للامتناهي ما هي وما هو حلها
هل علم الله تعالى عدد جميع مخلوقاته ماضيها ومستقبلها؟
الجواب بالإثبات يؤدي إلى أن عددها: متناه، وهذا محذور.
والجواب بالنفي يؤدي إلى تجهيل الرب - سبحانه، وهذا كفر.
والحل عندي: تخطئة السؤال. . وأن اللامتناهي لا عدد له، فليس من شأنه أن يحصى ويعلم،
بل العلم بعدد اللامتناهي: كالعلم بأسودية البياض، وهو ممتنع لذاته.
بقي التفسير الصحيح لقوله تعالى: (لقد أحصاهم وعدهم عدا).
ينظر في ذلك: كلام شيخ الإسلام في درء التعارض، عند تعليقه على اعتراض الجويني.
مع أن سياق اللآية تبين ذلك. . قال تعالى {إن كل من في السموات والارض إلا آتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}
فالآية إنما تتحدث عن المجموعين يوم القيامة فردًا، لم تتحدث عما هو أعم من ذلك من المخلوقات القديمة والقادمة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Sep-2008, صباحاً 07:55]ـ
الأخ الحبيب نضال، يبدو أنك "غاوي مشاكل" كما يقولون، بارك الله فيك (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل هذه هي أشكل المسائل في كل فن عندك أنت؟ فالاتفاق على أي المسائل هي الأشكل في كل فن، هو امر في حد ذاته مشكل كما أفاد أبو مالك حفظه الله، ولا أظن أن هناك اتفاقا على ذلك أصلا .. (ابتسامة)
ولو أننا جعلنا هذا الموضوع لجمع الجواب على أشكل المسائل في كل فن من الفنون - وليس عرض تلك المسائل فقط - فلا أتصور على أي حال سيصبح هذا الموضوع بعد عشرين أو ثلاثين مشاركة من الآن! (ابتسامة)
هذا ولو كان الجواب على كل مسألة من تلك المسائل جوابا سهلا يضعه الواحد منا هكذا وهو مرتاح البال، لما صح أن توصف تلك المسائل بأنها مشكلة، فما بالك بأشكل المسائل في كل فن، والتي أشكلت على أئمة ذلك الفن والأكابر الفحول فيه؟
بارك الله فيك ..
ومع ذلك فلعلي أعقب - راجيا السداد من المولى - على مسألة الدور في علم الأصول التي طرحها شبخنا أبو مالك وفقه الله،
فأقول بأن عملية التعلم عملية اكتساب تراكمية .. والنصوص كاملة محكمة فيها ما يؤخذ منه التصور الصحيح لأداة الاستنباط منها والنظر فيها (قواعد الفقه) .. فكلما تعلم الانسان المزيد منها بفهمها الصحيح، كلما زاد حاصل ما اجتمع له من تلك القواعد بأدلتها .. زد على ذلك منة الله على هذه الأمة والتي لم يجعلها لغيرها، ألا وهي الاجماع .. يكون هذا التدرج والتراكم في كل طالب علم، تماما كما كان في أول من قاموا بصياغة وكتابة تلك القواعد الفقهية التي كانت قبل كتابتها متقرر أكثرها في أذهان السلف بالبداهة وبحاصل فهم السنة الذي اجتمع لهم .. وكلام الأخ نضال بارك الله فيه، في تلك المنازل الأربعة للنصوص، يزيل الاشكال كذلك ويعضد كلامي هذا، والله أعلم ..
أما مسألة احاطة العلم الالهي باللانهائيات، فطرح هذا السؤال لا يحق لنا أصلا كمخلوقين ناقصين .. وهي ليست من مسائل العقيدة في نظري وانما من مسائل علم الكلام! وعلى أي حال فيقال فيها: كون العقل والتصور البشري والعلم البشري القاصر لا يدرك ولا يتصور للشيء نهاية، لا يعني ولا يلزم منه أبدا أن يكون الشيء في الحقيقة لا نهاية له! ألا ترى أننا ننظر الى أفق البحر فنراه بابصارنا القاصر لا نهاية له، مع أنه في الحقيقة ليس كذلك؟ والرياضيون يعبرون عن اللانهاية في الأعداد برمز رياضي، ولكنهم - ومع ذلك - يتعاملون مع ذلك الرمز على أنه عدد من الأعداد، غير أنه عدد مبهم غير معلوم .. وهو أكبر الأعداد على الاطلاق: آخر الخط! وعلى هذا وضعت خصائصه الرياضية فكان مقلوبه الصفر، ومجموعه الى أي عدد آخر يساوي هو نفسه، وهكذا .. فاللانهاية على هذا الاعتبار، عدد من الأعداد ولكنه عدد لا يطيق العقل البشري الناقص تصوره أو معرفته ولا يحيط به ..
فاذا كان ذلك كذلك، وعلم أن كل المخلوقات لها نهاية وان كان العقل يعجز عن تصورها ويعجز الادراك المخلوق عن الاحاطة بها، فلا شيء من الخلق يخرج عن علم الله واحاطته أبدا، سواء كان لعقولنا تصور له ولحواسنا احاطة به أم لم يكن! وما نصطلح عليه باللانهائي لا يخرج عن ذلك أيا كان! وأما ان كان المتكلم باللانهاية يريد الاشارة الى صفات الرب جل وعلا مثلا، فلا يعلم كيف الله الا الله، وليس للعقل مجال أن يخوض في كيف تلك الصفات .. هذا أمر لا تطيقه عقولنا ولا يتطلب العلم به أو يتكلف الكلام فيه والسؤال عنه الا فيلسوف أو رجل أصابه من تلوث عقول الفلاسفة والمتكلمة ما أصابه ... نسأل الله السلامة ..
فجواب السؤال باختصار والله أعلم: نعم الله يحيط علما بكل شيء، واللامتناهي شيء لا نتصور نحن البشر نهايته، والله يحيط به علما وهو بكل شيء عليم .. ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))؟
وتأمل الى أين أدى بك يا أخانا الكريم هذا النظر الفلسفي:
"والحل عندي: تخطئة السؤال. . وأن اللامتناهي لا عدد له، فليس من شأنه أن يحصى ويعلم"
ليس حلا هذا! بل ظاهره ايقال علم الله تعالى وقصره على ما فهمناه نحن وتصورناه وأدركناه (وهو المتناهي) بينما اللامتناهي - في ظننا وتصورنا ومعلوم أنه لا يلزم أن يكون كذلك في الحقيقة كما تقدم - أخرجناه من علم الله بحجة أنه ليس له ان يحصى ويعلم!! فان لم يحصه الله ويعلمه فمن الذي يعلمه، هذا "اللامتناهي"؟؟؟؟؟
وتامل قولك وفقك الله
"هل علم الله تعالى عدد جميع مخلوقاته ماضيها ومستقبلها؟
الجواب بالإثبات يؤدي إلى أن عددها: متناه، وهذا محذور.
والجواب بالنفي يؤدي إلى تجهيل الرب - سبحانه، وهذا كفر "
قلت محذور أن يكون عدد المخلوقات متناه؟؟ من الذي قال هذا؟؟ بل ان الكون محدود متناه محاط به بالعرش والذي هو حد جميع المخلوقات ونهايتها كما هو معلوم .. فتأمل يا أخي وفقك الله قبل أن تحول مسألة الجواب عليها من البداهات ومن أصول العقيدة الى مسألة من أشكل مسائل العقيدة!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 01:49]ـ
تصويب لسبق قلم: قلت "بل ظاهره ايقال علم الله تعالى"
والصواب: "بل ظاهره ايقاف علم الله تعالى" ..
وذلك أنك لو توقفت في الجزم بأن الله يعلم تلك الأمور التي تعدها أنت من اللامتناهيات، يعلم عدها وحقيقتها وهو خالقها، فقد عطلت صفة علم الله ببعض خلقه .. فلا نتفلسف ونقول أنه يعلمها علما غير العد والاحصاء لأنها لا تحصى، فكما بينت أنه ليس للناظر الى الأمور التي يعدها هو لقصور عقله وادراكه لا متناهية أن يقول بأنها لا عد لها عند خالقها، حتى ينتقل بعد ذلك الى القول بأن علم الله بها هو على وجه آخر غير الاحصاء والعد!! فعدم العلم لا يعني العدم، ونحن هنا لا نعلم، فلا يلزم من عدم علمنا أو تصورنا لنهاية أنه لا توجد نهاية، ولا من عجزنا عن العد أنه لا يوجد عدد!
وعلى أي حال فأنا لم أقرأ ردا أوفى ولا أحسن ولا أوجز على هذا الاشكال الفلسفي المذموم مما وضعه الفاضل سعود العامري قبل بضع مشاركات اذ قال أكرمه الله:
"سبحان الله وهل يشك مسلم في شمول علم الله تعالى للمتناهي واللا متناهي؟؟؟ "
أعاذنا الله واياكم من تهافت أهل الكلام والفلسفة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا الفداء ونفع بكم.
الأخ الحبيب نضال، يبدو أنك "غاوي مشاكل" كما يقولون، بارك الله فيك (ابتسامة)
لعل هذه هي أشكل المسائل في كل فن عندك أنت؟ فالاتفاق على أي المسائل هي الأشكل في كل فن، هو امر في حد ذاته مشكل كما أفاد أبو مالك حفظه الله، ولا أظن أن هناك اتفاقا على ذلك أصلا .. (ابتسامة)
ولو أننا جعلنا هذا الموضوع لجمع الجواب على أشكل المسائل في كل فن من الفنون - وليس عرض تلك المسائل فقط - فلا أتصور على أي حال سيصبح هذا الموضوع بعد عشرين أو ثلاثين مشاركة من الآن! (ابتسامة)
هذا ولو كان الجواب على كل مسألة من تلك المسائل جوابا سهلا يضعه الواحد منا هكذا وهو مرتاح البال، لما صح أن توصف تلك المسائل بأنها مشكلة، فما بالك بأشكل المسائل في كل فن، والتي أشكلت على أئمة ذلك الفن والأكابر الفحول فيه؟
بارك الله فيك ..
1 - مقصود هذا الموضوع جمع أشكل المسائل بالنسبة لكل من يشارك فيه (بما فيه أنا وأنت). فليس من شرطي الاتفاق بين المشاركين على تحديد المسألة. بل المهم تسجيل المسألة ومناقشتها. وقد اختلفت وجهة نظري مع وجهة نظر الشيخ عيد فهمي في تحديد أشكل المسائل في (علم الحديث)، كما هو المرئي في المشاركات السابقة.
2 - إذا ما يصبح الموضوع - فيما بعد - طويلا عريضا، فبإمكاننا إنشاء مواضيع جديدة يوزع فيها تلك المسائل المشكلة، ليتم تبسيط القول في كل منها مفردا. أو نضع هنا الرابط يحيلنا إلى موضع البحث في تلك المسألة بـ (المجلس العلمي) أو بغيره من المنتديات المتخصصة. فلا يشترط في الأجوبة على تلك المسائل إيرادها هنا كاملا في هذا الموضع بالذات، بل قد تكفي فيه الإشارات والإحالات، مع شيء من التلخيص والتقييم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 12:06]ـ
ومع ذلك فلعلي أعقب - راجيا السداد من المولى - على مسألة الدور في علم الأصول التي طرحها شبخنا أبو مالك وفقه الله،
فأقول بأن عملية التعلم عملية اكتساب تراكمية .. والنصوص كاملة محكمة فيها ما يؤخذ منه التصور الصحيح لأداة الاستنباط منها والنظر فيها (قواعد الفقه) .. فكلما تعلم الانسان المزيد منها بفهمها الصحيح، كلما زاد حاصل ما اجتمع له من تلك القواعد بأدلتها .. زد على ذلك منة الله على هذه الأمة والتي لم يجعلها لغيرها، ألا وهي الاجماع .. يكون هذا التدرج والتراكم في كل طالب علم، تماما كما كان في أول من قاموا بصياغة وكتابة تلك القواعد الفقهية التي كانت قبل كتابتها متقرر أكثرها في أذهان السلف بالبداهة وبحاصل فهم السنة الذي اجتمع لهم .. وكلام الأخ نضال بارك الله فيه، في تلك المنازل الأربعة للنصوص، يزيل الاشكال كذلك ويعضد كلامي هذا، والله أعلم ..
نعم أخي الكريم. . كلامي يعضد كلامكم - مع سبق ذاك على هذا (ابتسامة).
وبالمناسبة، أين الجواب المنتظر من الشيخ أبي مالك - حفظه الله؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 01:23]ـ
أما مسألة احاطة العلم الالهي باللانهائيات، فطرح هذا السؤال لا يحق لنا أصلا كمخلوقين ناقصين .. وهي ليست من مسائل العقيدة في نظري وانما من مسائل علم الكلام! وعلى أي حال فيقال فيها: كون العقل والتصور البشري والعلم البشري القاصر لا يدرك ولا يتصور للشيء نهاية، لا يعني ولا يلزم منه أبدا أن يكون الشيء في الحقيقة لا نهاية له! ألا ترى أننا ننظر الى أفق البحر فنراه بابصارنا القاصر لا نهاية له، مع أنه في الحقيقة ليس كذلك؟ والرياضيون يعبرون عن اللانهاية في الأعداد برمز رياضي، ولكنهم - ومع ذلك - يتعاملون مع ذلك الرمز على أنه عدد من الأعداد، غير أنه عدد مبهم غير معلوم .. وهو أكبر الأعداد على الاطلاق: آخر الخط! وعلى هذا وضعت خصائصه الرياضية فكان مقلوبه الصفر، ومجموعه الى أي عدد آخر يساوي هو نفسه، وهكذا .. فاللانهاية على هذا الاعتبار، عدد من الأعداد ولكنه عدد لا يطيق العقل البشري الناقص تصوره أو معرفته ولا يحيط به ..
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - لا أوافقك القول - بارك الله فيك - في أن هذه المسألة لا يحق طرحها، كما لا أوافقك في أنها ليست من مسائل العقيدة. فهل يتم الرسوخ في عقيدة الأسماء والصفات، والخلق والقدر، والجنة والنار إلا بالإلمام الكافي بهذا الباب؟! وقد قال الإمامان الشافعي وأحمد: (ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خُصموا، وإن أنكروه كفروا). وهل سوف نفهم ذكرنا ليل نهار: (سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) فهما عميقا متينا إلى بحلنا هذه المشكلة؟
2 - قد طرح شيخ الإسلام ابن تيمية هذه المسألة في (درء التعارض) وصرح بأنه مشكل. أفتراه طرح ما لا يحق للسانه الكلام فيه ولا طاقة لعقله أن يتفكر فيه؟ أفتراه رجلا متكلفا أصابه من تلوث عقول الفلاسفة والمتكلمين ما أصابه؟ أفتراه حول بدهيات العقيدة وأصولها إلى مسألة مشكلة؟؟ فرويدك يا أخي، ولا تتعجل بالحكم.
3 - نحن إنما نتكلم عن (اللامتناهي الحقيقي) لا (اللامتناهي النسبي). فنحن لا نتكلم مثلا عن حجم العالم ووزن العرش، بل نتكلم مثلا عن مدة أيام الجنة وعدد النعم فيها - كما قال تعالى: {أكلها دائم وظلها}. فمثل هذه الأشاء هي في نفسها لا تتناهى. . هي في علمنا لا تتناهى، كما أنها في علم الله تعالى كذلك لا تتناهى. وأما ما تكلمتم عليه في الأعلى - وهو خارج محل النزاع - فهي من جنس (اللامتناهي النسبي). . بحيث إنها غير معلوم النهاية بالنسبة لعلمنا القاصر، وقد علم الخالق العظيم حجمها ونهايتها. فأرجو التفطن إلى هذه النقطة اللطيفة، والله الموفق.
4 - اللامتناهي - في الرياضيات وغيرها - ليست عددا معينا، بل لا عدّ له في الحقيقة. فلذلك لا يتغير بانضمام الأعداد إليه. وقد صرح علماء العقائد أن (الأزل) و (الأبد) ليسا زمنا معينا. . فما من وقت يقدر إلا والأزل قبله، وما من وقت يقدر إلا والأبد بعده. وفرق عظيم بين (اللامتناهي) وبين (العدد المبهم) أو (العدد العير المتعين). فالأول نتيجة أي عدد صحيح مقسم على الصفر، والثاني نتيجة تقسيم الصفر على نفسه. والأول بمثابة (الأزل) و (الأبد) في علم العقائد، والثاني بمثابة (الجنس) و (النوع) في فن المنطق والبيان.
فإذا كان ذلك كذلك، وعلم أن كل المخلوقات لها نهاية وان كان العقل يعجز عن تصورها ويعجز الادراك المخلوق عن الاحاطة بها، فلا شيء من الخلق يخرج عن علم الله واحاطته أبدا، سواء كان لعقولنا تصور له ولحواسنا احاطة به أم لم يكن! وما نصطلح عليه باللانهائي لا يخرج عن ذلك أيا كان! وأما ان كان المتكلم باللانهاية يريد الاشارة الى صفات الرب جل وعلا مثلا، فلا يعلم كيف الله الا الله، وليس للعقل مجال أن يخوض في كيف تلك الصفات .. هذا أمر لا تطيقه عقولنا ولا يتطلب العلم به أو يتكلف الكلام فيه والسؤال عنه الا فيلسوف أو رجل أصابه من تلوث عقول الفلاسفة والمتكلمة ما أصابه ... نسأل الله السلامة ..
فجواب السؤال باختصار والله أعلم: نعم الله يحيط علما بكل شيء، واللامتناهي شيء لا نتصور نحن البشر نهايته، والله يحيط به علما وهو بكل شيء عليم .. ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))؟
وتأمل الى أين أدى بك يا أخانا الكريم هذا النظر الفلسفي:
"والحل عندي: تخطئة السؤال. . وأن اللامتناهي لا عدد له، فليس من شأنه أن يحصى ويعلم"
ليس حلا هذا! بل ظاهره ايقال علم الله تعالى وقصره على ما فهمناه نحن وتصورناه وأدركناه (وهو المتناهي) بينما اللامتناهي - في ظننا وتصورنا ومعلوم أنه لا يلزم أن يكون كذلك في الحقيقة كما تقدم - أخرجناه من علم الله بحجة أنه ليس له ان يحصى ويعلم!! فان لم يحصه الله ويعلمه فمن الذي يعلمه، هذا "اللامتناهي"؟؟؟؟؟
وتامل قولك وفقك الله
"هل علم الله تعالى عدد جميع مخلوقاته ماضيها ومستقبلها؟
الجواب بالإثبات يؤدي إلى أن عددها: متناه، وهذا محذور.
والجواب بالنفي يؤدي إلى تجهيل الرب - سبحانه، وهذا كفر "
قلت محذور أن يكون عدد المخلوقات متناه؟؟ من الذي قال هذا؟؟ بل ان الكون محدود متناه محاط به بالعرش والذي هو حد جميع المخلوقات ونهايتها كما هو معلوم .. فتأمل يا أخي وفقك الله قبل أن تحول مسألة الجواب عليها من البداهات ومن أصول العقيدة الى مسألة من أشكل مسائل العقيدة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
صدقت أخي في أنه لا شيء من الخلق بخارج من علم الله تعالى وإحاطته سبحانه.
لكنك أخي الكريم كذبت - لا عمدا - في أن (اللامتناهي) شيئًا. وتأمل - بارك الله فيك - إلى أين أدى بك الاستعجال!
أسألك: هل (إله مع الله تعالى فوق العرش) شئ؟
هل (بشرية جبريل عليه السلام) شئ؟ هل (كروية المثلث) شيئ؟ هل (أسودية البياض وأحمرية الأزرق) شئ؟
هذه الممتنعات لا وجود لها ولا إمكان لوجودها أصلا. . فلا يسمى (شيئا)،
ولا يدخل في قوله تعالى {إن الله على كل شيء قدير}، كما لا يدخل في قوله تعالى {والله بكل شيء عليم}
فسؤال السائل: " هل يقدر الله تعالى على أن يخلق إلها آخر بنفس القوة والصفات " سؤال خطأ لا جواب له.
وليس المشكلة في أن عقولنا تقصر عن معرفة هذا، بل المشكلة في أن الممتنع لذاته لا تعلق له بصفة القدرة.
وعلى هذا نقول: صفة العلم إنما تتعلق بالواجبات والممكنات، وتتعلق بالمستحيلات لو كانت كيف كانت تكون.
وأما الممتنعات لذاته، فلا تعلق لها بصفة العلم كما لا تعلق لها بالقدرة.
فهل يعلم الله تعالى (شركه في الخلق والربوبية)؟ السؤال في نفسه خطأ، فلا جواب عليه.
وهل يعلم تعالى (كروية المثلث) و (بشرية الملائكة) و (أسودية البياض)؟ السؤال خطأ وهو محض اللعب التلبيس.
ومثل هذه الأنواع من الأسئلة يذكرنا بحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا: (يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له من خلق ربَّك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته). السؤال في حد ذاته خطأ وتلبيس، لأنه الله الخالق تعالى لا خالق له ولا يمكن أن يخلقه خالق، فكيف يسأل له خالق؟!
وكذلك مسألتنا هذه. . اللامتناهي لا عدد له محصور ولا يمكن إحصاءه، فكيف يسأل عن العلم به؟!
هو في نفسه: لا شيء، فكيف يقال هل يعلم هذا اللاشيء أو لا يعلم؟!
إحصاءه هو في حد ذاته ممتنع الوجود، فكيف يقال: هل يحصل هذا الممتنع الوجود؟!
وأما قولكم (إن الكون محدود متناه) إلخ. . فهذا خارج محل النزاع، لأننا هنا لا نتكلم عن عدد المخلوقات في هذا الوقت أو في مجموع أوقات محصورة. بل نتكلم عن عدد جميع المخلوقات ماضيها مع مستقبلها. . وقد علمنا أن نعم الجنة لا تتناهى.
تصويب لسبق قلم: قلت "بل ظاهره ايقال علم الله تعالى"
والصواب: "بل ظاهره ايقاف علم الله تعالى" ..
وذلك أنك لو توقفت في الجزم بأن الله يعلم تلك الأمور التي تعدها أنت من اللامتناهيات، يعلم عدها وحقيقتها وهو خالقها، فقد عطلت صفة علم الله ببعض خلقه .. فلا نتفلسف ونقول أنه يعلمها علما غير العد والاحصاء لأنها لا تحصى، فكما بينت أنه ليس للناظر الى الأمور التي يعدها هو لقصور عقله وادراكه لا متناهية أن يقول بأنها لا عد لها عند خالقها، حتى ينتقل بعد ذلك الى القول بأن علم الله بها هو على وجه آخر غير الاحصاء والعد!! فعدم العلم لا يعني العدم، ونحن هنا لا نعلم، فلا يلزم من عدم علمنا أو تصورنا لنهاية أنه لا توجد نهاية، ولا من عجزنا عن العد أنه لا يوجد عدد!
وعلى أي حال فأنا لم أقرأ ردا أوفى ولا أحسن ولا أوجز على هذا الاشكال الفلسفي المذموم مما وضعه الفاضل سعود العامري قبل بضع مشاركات اذ قال أكرمه الله:
"سبحان الله وهل يشك مسلم في شمول علم الله تعالى للمتناهي واللا متناهي؟؟؟ "
أعاذنا الله واياكم من تهافت أهل الكلام والفلسفة ..
1 - يجيب على هذا شيخ الإسلام - محللا سنيا لا متفلسفا زنديقا - بقوله رحمه الله: (وقوله {وأحصى كل شيء عددا} لا يدل على ذلك، فإنه سبحانه قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وقال {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}. فقد أحصى وكتب ما يكون قبل أن يكون إلى أجل محدود. . . ولفظ "الإحصاء" لا يفرق بين هذا وبين هذا. فإن كان الإحصاء يتناول ما لا يتناهى جملة فلا حجة في الآية. وإن قيل: بل أحصى المستقبل تقديره جملة بعد جملة لم يكن في الأية حجة فإنه يمكن أن يقال في الماضي كذلك).
2 - أعاذنا الله من الحكم على الشيء قبل تصوره، ومن القول عليه تعالى بما لا نعلم.
وجزاكم الله خيرا. . والحمد لله في الأولى والآخرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 01:34]ـ
وكلام الأخ نضال بارك الله فيه، في تلك المنازل الأربعة للنصوص، يزيل الاشكال كذلك ويعضد كلامي هذا، والله أعلم ..
أرأيت يا شيخ نضال! (ابتسامة)
الكلام للعبد الفقير يا شيخنا الفاضل، وقد نقله الشيخ نضال من مشاركة قديمة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 02:13]ـ
مرحبا بضيفنا الكريم أبى مالك
لعل هذا من أشكل المشاكل في (الاقتباسات) و (السرقات العلمية) - ابتسامة.
حتى لقد اختلط علي (أربعة أصول لفهم النصوص) بـ (أربعة المنازل للنصوص).
دمتم على خير، شيخنا الحبيب. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 03:57]ـ
بارك الله فيك يا شيخ نضال .. وأعوذ بالله من المراء بالباطل، وأنا أنهاك عن أن تفهم من كلامي أني أرميك بالتفلسف المذموم، فضلا عمن سبقك في الرد على الفلاسفة في أمثال تلك المسائل كشيخ الاسلام رحمة الله عليه!!
يا أخي المفضال .. شيخ الاسلام رحمه الله اجتهد في الرد على فرى الفلاسفة وشبهاتهم جهدا واسعا لم يقع مثله في تاريخ الأمة، وهو امام لنا لا ننكر قدره ومنزلته، ولكنه بشر غير معصوم .. والحق أحب الينا منه .. فأرجو ان وجدتني أرد على ما ذكرته منسوبا الى كلامه رحمه الله، ألا تتهمني باتهام الشيخ الامام رحمه الله في فهمه أو في تصوره .. فكل يؤخذ منه ويرد الا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والله المسؤول أن يوفقنا الى الخير والحق والصواب وأن يرفع عن قلوبنا الهوى وحظ النفس، انه ولي ذلك والقادر عليه ..
أما بعد، فلعلك ابتداءا قد أسأت فهم قولي:
"فطرح هذا السؤال لا يحق لنا أصلا كمخلوقين ناقصين" ولعل مصدر العيب هو عبارتي التي عبرت بها، ولا أتهم فهمك أنت بارك الله فيك.
فأنا انما أريد الرد على القوم بأن أقول لهم أن سؤالهم يتطلب الجواب عليه تصور حقيقة لا يطيق العقل تصورها أصلا، ولا يلزم من العجز البشري عن التصور، تحقق الامتناع العقلي، والا فنحن لا نتصور ذات الله تعالى، ومع ذلك لا نحيل وجودها! ولا نتصور أكثر أمور الغيب ومع ذلك لا نحيل وجودها على نحو ما جاءنا به الخبر .. فلو أني أثبت لك ان اللامتناهي هذا قد يكون من محارات العقول ولكنه ليس من محالاتها - من جهة كونه جملة أشياء تعد وتحصى، أفلا يكون من حقي حينئذ أن أقول بأن السؤال من أصله فاسد، وليس لنا احداث ما أجاب به شيخ الاسلام عليه؟
أما قولك بارك الله فيك: "نحن إنما نتكلم عن (اللامتناهي الحقيقي) لا (اللامتناهي النسبي). فنحن لا نتكلم مثلا عن حجم العالم ووزن العرش، بل نتكلم مثلا عن مدة أيام الجنة وعدد النعم فيها - كما قال تعالى: أكلها دائم وظلها. فمثل هذه الأشاء هي في نفسها لا تتناهى. . هي في علمنا لا تتناهى، كما أنها في علم الله تعالى كذلك لا تتناهى "
فهنا بيت القصيد .. هذا التصنيف الذي ذكرته أيها الكريم، هل هو ملزم لنا لمجرد أنه جاء في كلام بعض علماء أهل السنة ردا على الفلاسفة في مسألة اللامتناهي؟ هذا تنظير ظني من بعض اهل الفسلفة! وتأمل هذه المسألة أيها الفاضل: يقول الرياضي كانتور في نظرية الخلايا set theory أن هناك طبقات من اللانهاية موجودة في هذا الكون المخلوق الذي نراه .. منها اللانهاية الصغرى: اللانهاية في انقسام المادة الى أقسام .. يعني الواحد الصحيح، أليس كيانا واحدا متناهيا معلوما؟ فكم عدد الأقسام التي يمكن أن ينقسم اليها ذلم الواحد؟؟ لا نهاية لها! وكم عدد الأقسام التي يمكن أن ينقسم اليها كل قسم من تلك الأقسام؟ لا نهاية لها!! وهكذا وهكذا على كم طبقة والى أين؟ الى ما لا نهاية له!! فهل هذه بالتصنيف الذي ذكرته، لا نهاية نسبية أم لا نهاية حقيقية أم ماذا؟؟ على حد هذا التصنيف، هي لا نهاية نسبية .. وهي واقعة في ذات الأشياء التي نراها نحن متناهية في ظاهرها! ونحن نرى آثارها في الميكروسكوبات .. كل خلية تنقسم الى مكونات وكل مكون منها ينقسم الى مكونات أخرى، وهكذا، حتى مستوى الذرة التي تنقسم الى جسيمات ذرية ثم داخل تلك الجيبمات ما الله به عليم من عوالم لا نتصور ان تصل الى نهاية في امكان تقسيمها وتشطيرها الى مكونات تنبني منها!! فالذي يتكلف القول بأن اللانهاية الحقيقية - على تقسيمك الآنف - لا تقع في هذا الكون، الذي هو معلوم محدود داخل قطعا ولا ريب في قوله تعالى: ((وأحصى كل شيء عددا)) هذا قد غفل عن هذا التصور للاتناهي الأشياء المتناهية نفسها في تكوينها وبنائها!! فكل شيء له مكوناته وأقسامه اللا متناهية - على هذا الاعتبار - والتي هي داخلة كلها مهما بلغت أقسامها وطبقاتها في علم الله واحصائه وعده! ولو قلت لي أنه لابد من نقطة ينتهي عندها التقسيم والتكوين لمكونات الأشياء، قلت لك نعم، وهي نقطة اللانهاية التي تكلم عنها علماء الرياضيات، وهي شيء لا نتصوره، ولا نتصور أن يكون له انتهاء، ومع ذلك نؤمن بأن الله قد أحصاه عدا، لأن منه تتكون تلك الأشياء التي توافقني أنت على أنها داخلة في
(يُتْبَعُ)
(/)
احصاء الله تعالى ...
أما المسألة الثانية فهي كلامك عن نعيم الجنة الخالد .. وأنا أقول، وأكرر، أنه لا فرق من حيث مفهوم اللانهاية واستيعاب عقولنا له، بين لا تناهي تلك النعم الخالدة عبر الأزمان وبين لا تناهي المادة في تقسيمها الذي ذكرت لك قبل قليل .. كلاهما لا تتصور عقولنا أن يكون له حد نهائي أو احصاء .. ولكن هذا لا يجعله من المتتنعات عقلا أن يكون لها عد واحصاء عند الله الذي خلقها وهو أعلم بها! ولا يستوي هذا بتلك الممتنعات العقلية التي ذكرتها أنت، لأني وان كنت أرى أن وجود شيء في مكانين في ذات الوقت ممتنع عقلا - مثلا - فلا أرى أن علم الرب واحصاءه لعدد النعم اللامتناهية التي يسبغها على عباده خالدين في ذلك، هو مما يمتنع عقلا!! لأنه ما دامت الأشياء تتعدد، فهي معدودة، وما دامت معدودة، فهي معلومة عند خالقها عز وجل وان كانت تتعدد الى أبد الآباد!
وأنا أعجب من وقوع هذا الاشكال، مع أننا نؤمن بأن الله موجود بصفاته جل وعلا من الأزل والى الأبد، فعلمه - في حد ذاته - علم مادته لا متناهية - باعتبار عدم وجود بداية ولا نهاية لما أحاط به علم الله تعالى - فلماذا يشكل على عقولهم قبول احاطة علم الرب جل وعلا بعد واحصاء كل ما هو خالق من يوم القيامة الى أبد الآباد (والتي لا يعرف حقيقتها ولا يحيط بها الا هو سبحانه وحده لا شريك له)؟؟؟
فالمسألة ليست تدخل في باب الممتنعات العقلية أيها الفاضل ولا تقاس على ما ذكرته أنت منها! لأن قولنا على الشيء أنه لا متناه، حتى وان كان لا متناهيا حقيقيا كما يكون من النعيم الأبدي في الجنة، لا يلزم منه أن يكون العلم به والاحاطة به ممتنعة عند الذي لا نهاية لوجوده وقدرته وعلمه سبحانه .. نعم هي ممتنعة عند العبد القاصر العلم المتناهي الادراك، لكن لا قياس لعلم الله على ذلك، فتأمل بارك الله فيك ..
ولهذا قررت أن أحسن ما يقال حسما لهذه الفلسفة - وان اجتهد فيها شيخ الاسلام رحمه الله - أن يقال: وهل يخرج شيء من خلق الله عن قدرة الله على عده واحصائه؟؟؟ كلا لا يقع ذلك أبدا!
لو تحررنا من محاولة تصور "كيف يعلم الله بعدد ما لا نتصور له نحن عدا" لوجدنا الجواب على الاشكال بسيطا، بأن يقال أن كل ما يتعدد، يمكن عده، وان كان لا متناهيا في تعدده .. فهذا لا يخرجه من قدرة الرب جل وعلا عن احصائه والاحاطة به، وهو الأول والآخر وهو بكل شيء عليم.
وانا أسألك .. أليس من الممكن - عقلا - أن يتصور بعض المتكلمة أن أمرا من الأمور ممتنع عقلا، مع أنه في الحقيقة ممكن غير ممتنع؟ بلى ولا شك! فظنونهم ليست وحيا منزلا من السماء وان اتفقوا عليها!!
فهذا ما أقول أنه وقع للمتكلمة - وتأثر بهم من رد عليهم من أئمة السنة - في هذه المسألة! فتابعوهم على أن العلم باللامتناهي الحقيقي من الممتنعات العقلية! مع أنهم لو تأملوا لوجدوا أن تفريقهم بين اللامتناهي الحقيقي واللامتناهي النسبي لا وجه له أصلا من جهة مكان كل من الصنفين من علم الله جل وعلا! فكلاهما أمر يمتنع احصاؤه في عقولنا نحن البشر ولا نتصور له انتهاءا ولا حصرا ولا احاطة علم به أبدا، ومع ذلك فقد علمنا بموجب النص أن الله قد أحصى كل شيء عدا .. فبأي حق أحدثنا هذا التفريق في الحكم اذا، وقد علمنا أنه ما من شيء كان أو يكون أو هو كائن بعد الى أبد الآباد الا والله يحيط بعلمه؟؟
وانا أعجب كيف لا يرى العلماء الذين أخرجوا هذا الاحصاء والعد من علم الله، كيف لا يرون أنهم بذلك قد عطلوا جزءا من علم الله الكامل الذي لا يخرج منه شيء، بناءا على تصور قاصر لأهل الفلسفة؟
فقولك وفقك الله أن اللا متناهي ليس بشيء، هذا غير مسلم! والأسلم عندي أن يقال أنه شيء لا يعلم مداه ولا عده الا الأول الذي لا شيء قبله والآخر الذي لا شيء بعده ..
اما قول شيخ الاسلام رحمه الله: "فإن كان الإحصاء يتناول ما لا يتناهى جملة فلا حجة في الآية. وإن قيل: بل أحصى المستقبل تقديره جملة بعد جملة لم يكن في الأية حجة فإنه يمكن أن يقال في الماضي كذلك)."
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا ادري أين وجه الاشكال في كون تقدير المستقبل جملة بعد جملة يدخل في الاحصاء المذكور في الآية؟ وما الاشكال في كون الماضي كذلك يدخل؟ أليست هذه كلها أشياء قد أحاط الله بها خلقا وايجادا؟؟؟ فكيف لا يحيط بها عدا واحصاءا، مع كونها لا انتهاء لها، وكونه وهو الأول والآخر لا انتهاء له كذلك؟؟ الأمر خارج عن اطار تصورنا فلا يسوغ لنا أن نحدث فيه ذلك التفريق بلا دليل!!!
تقول نتكلم عن عدد جميع المخلوقات ماضيها ومستقبلها ..
وأنا أسألك أليس الله محيطا بماضيها، مهما ضرب في القدم، وبمستقبلها وان كان لا متناهيا؟؟؟ ان أجبت ببلى، زال ذلك التفريق بين عدد المخلوقات في كل لحظة من اللحظات وبين عدد جميع المخلوقات في جميع الأوقات والأزمان والأمكنة .. وهذا ما تدل عليه النصوص ولا يظهر له - في النصوص - لا قيد ولا حد! وان أجبت بنعم، قلت لك فبأي حجة نفيت عن الله العلم بما خلق مهما كان قديما وبما هو خالق مهما كان لا متناه؟؟ أليس هذا من القول على الله بغير علم؟؟؟
وأخيرا ... فهل قال بهذا التفريق بين اللامتناهي الحقيقي والنسبي في حكم احاطة علم الله بكل منهما، أحد من السلف في القرون الفاضلة، فتابعه شيخ الاسلام على ذلك؟
يا شيخ نضال أنا ما أتصور أبدا أنك لو سألت صحابيا من الصحابة رضي الله عنهم هذا السؤال:
"هل علم الله تعالى عدد جميع مخلوقاته ماضيها ومستقبلها؟ "
أنه سيجيبك الا بالايجاب القاطع الذي لا مرية ولا تردد ولا تفصيل فيه!! والا فاتنا بكلام واحد من الصحابة يفهم منه هذا التقسيم، بارك الله فيك!
وقبل أن تجيب على هذا الكلام، وتشعرني بأني قد رميت أئمة السنة بالتفلسف والزندقة من حيث لا أدري، أكرر لك، أني والله لا أزن شراك نعل شيخ الاسلام رحمه الله، ولا أحلم بأن أكون غلامه الذي يصب له الوضوء .. ولكن الحق أحب الي منه رحمه الله ورضي عنه .. والذي أتصوره أن هذه المسألة ما كان يجب أن تصبح من المسائل المشكلة في علوم العقيدة أصلا، لولا أن أخطأ - في ظني القاصر - من أخطأ من أهل السنة في تصورها .. ذلك أن مفهوم اللانهاية في حد ذاته مفهوم لا تتصوره عقولنا .. فعلينا أن نفوض العلم فيه الى الله، فالله أعلم بما خلق وما هو خالق الى أبد الآباد ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) ..
أقول ما كتبت وأنا وجل من الله طامع في عفوه، وحسبي أني طالب للحق أطلبه من محكم القرءان ومن السنة، ولا أقر من يحدث له القيود والتقاسيم بظنه بلا دليل من القرءان أو السنة أو من كلام سلف الأمة، أيا من كان ذلك، وان كان هو شيخ الاسلام نفسه رحمه الله!
أستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 04:15]ـ
أحسن الله إليكم شيخ أبا الفداء. .
قبل أن أجيب مفصلا، قل لي بارك الله فيك: هل علم الله كروية المثلث وبشرية عزرائيل عليه السلام؟
والله الموفق.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 05:32]ـ
بارك الله فيك ..
الجواب كلا بالقطع، لأن هذه المسائل التي ذكرتها أنت، كلها مخالفة لصريح العقل ولا اشكال! بل ومجرد لغة كلام الناس لا تقبلها، كقولك كروية المثلث ونحوه .. وقد بينت لك في جوابي الآنف أني لا أخالفك في أن محالات العقول والممتنعات العقلية أو المستحيلات لا تعلق لها بعلم الله أو قدرته، كالذي يسأل مثلا: هل يقدر الله على أن يخلق الها مثله؟ هذه مسائل لا تعلق لها بالعلم والقدرة ولا اشكال في ذلك .. وهو أمر لا يماري فيه عاقل أصلا!
ولكن الأمر هنا مختلف يا أخي بارك الله فيك، فمسألتنا هي القول بلحوق مفهوم اللامتناهي عموما بأمثال تلك القضايا!
أنا لا أخالفك في أن علم الله وقدرته لا تعلق لها بالمستحيلات، ولكن أخالفك في ادخالك الاحاطة بما عجزنا عن تصور امكان الاحاطة بعلمه، في تلك المستحيلات، وبالتالي اخراجها من امكان احاطة الله بعدها واحصائها!!
فالذي لا نتصور نحن امكان الاحاطة بعلمه - وتأمل الفرق بين امكان العلم بشيء يتعدد وامكان الاحاطة والاحصاء لذلك الشيء المتعدد - لا يلزم عقلا أن تكون الاحاطة بعلمه ممتنعة على الذي خلقه والذي هو الأول والآخر الذي ليس بعده شيء ..
ودعني أسألك هذا السؤال ..
أنت تقول بأن هناك فرقا بين اللامتناهي النسبي والمطلق من حيث ما يتعلق بعلم الله وما لا يتعلق ..
فأنا أسألك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هل لك أن تقول أن الله لا يعلم ماهية أصغر مكون على الاطلاق تتكون منه جميع الموجودات، وأنه لا يحيط باحصائه؟؟
ان قلت نعم يعلم، لأن ذلك كله داخل فيما خلقه ونص على أنه أحصاه وعده عدا سبحانه وتعالى .. فأقول لك، اذا فما رأيك بأن أصغر مكون من مكونات المادة على الاطلاق لا يتصور عقنلا نحن البشري امتناع أن يكون قابلا لمزيد من التقسيم الى أقسام ومكونات أصغر وأدق، وهكذا الى ما لا انتهاء له في تصورنا وعلمنا .. كل مكون من مكونات المادة يمكن تقسيمه الى مكونات أصغر منه وأدق، الى عدد لا انتهاء له .. والى طبقات لا انتهاء لها .. فما قولك حينئذ؟ ستقول بالضرورة الله يحيط به وبكل طبقاته الى ما لا نهاية .. اذا فقد شهدت على نفسك بأن الله يحيط علمه بما هو خالق في هذا الكون مهما كان لا متناهيا في تصورنا وعلمنا نحن القاصر ... فأنا ألزمك بمثل هذا في سائر قضايا اللانهاية/ ما هو كائن منها في الحاضر وما هو مستقبل من أمرها ولا فرق!
في الأعداد، في الرياضيات .. هل ترى أنه لك أن تقول أن الله لا يعلم قيمة منتهى الأعداد؟
أليست هذه الأعداد مما تعده أنت من اللامتناهي النسبي كذلك وليس المطلق؟
فأجب عن هذا! الله يعلم آخر عدد في سلم الأعداد أم لا؟ ستقول لا لأنه مهما كان ذلك العدد فمن الممكن أن نأتي بعدد بعده! وأقول لك هذا التصور سببه عجز عقولنا عن تصور انتهاء الأعداد! وهذه خصيصة قد وضعها الله في عقولنا لأننا ليس لنا أن نتطلب بتلك العقول أكثر مما خلقت من أجله!
فما الفرق بين أن نتعامل مع تلك الأعداد على أنها تعبر عن مر أيام الزمان وبالتالي فتعبر عن خلود اهل الجنة بذلك، وبين أن نجعلها تعبر عن عدد مستويات التقسيم للمادة المكونة للكون على حاله الذي نراه عليه الآن في لحظتنا الحاضرة هذه؟؟ أمر اللانهاي ةواحد ومعضلتها واحدة على كل الأحوال، سواء ما سماه الفلاسفة منها بالنسبي أو ما سموه بالمطلق، وقد أوردت لك مثال نظرية المجموعات لكانتور لتتامل هذا المعنى .. فأدعوك لاعادة التامل فيه مجددا، بارك الله فيك، ليتبين لك عوار ذلك التقسيم والتفريق في حكم احاطة علم الله بين قالوا أنه نسبي وما قالوا انه لا متناهي مطلق! النسبي والمطلق هذه أمور متعلقها بعقولنا نحن البشر أصلا وليس بعلم الله! الله ليس يقال لشيء أنه نسبي عنده، النسبية هذه تقيدنا نحن على قصور عقولنا! فبأي حق نقرر التفريق في علم الله واحاطته سبحانه بين حالة لا متناهية وحالة أخرى لا متناهية بناءا على ما هو نسبي وما هو مطلق عندنا؟؟؟
الله لما عبر عن مثقال الذر وأنه لا يعزب عنه علمه في القرءان، سبحانه وتعالى، لماذا أشار هذه الاشارة؟ ليبين أن علمه كاشف لكل ما خلق وما هو خالق بعد، سواء أمكننا نحن تصوره وادراكه أم لم نتصوره أو لم نتصور حتى مجرد امكان الاحاطة بعلمه!!
أنظر في السماء في أفلاك الفضاء .. وكيف أن علماء الفلك والطبيعة قد اختلفوا في الكون هل له نهاية أم ليس له نهاية، وان كانت له نهاية هل هي ثابتة أم أنها تتمدد الى ما لا نهاية!! فما رأيك في خلافهم ومن أين نشأ؟ نشأ من عجزهم عن تصور ما تسميه أنت باللانهاية النسبية! والذين حسبوا حجم الكون منهم انما حسبوه بناءا على نظريات رياضية لا يوافقهم عليها مخالفوهم في تصورهم، فيبقى الأمر في تصوراتنا البشرية على الابهام والظن، ولو قرأت في كلامهم في ذلك لوجدت العجب العجاب! ومع ذلك فقد علمنا من وحي السماء أن الكون محدود وأن هذه السماء الدنيا تحيط بها سماوات أخرى طباقا، بعضها يحيط ببعض .. مع أن الفيزيائيين يقولون أنك لو قذفت بكرة وظلت تجري في الفضاء فستظل على ذلك الى ما لا نهاية، لا يوقفها شيء! ولم يتصوروا أنها قد تصل الى حد يتوقف عنده الكون نفسه وتزول عن مادته تلك بهذه المواصفات الفزيقية المنتظمة المطردة التي ظنوا أنها ثابتة في الكون كله!
فالشاهد أن تصوراتنا نحن القاصرة لحقيقة ما يكون عند اللانهاية، لا تعطينا الحق في أن نقول أن الاحاطة به من المستحيلات عقلا وبالتالي فهي لا يتعلق بها علم الله!!!
مثال آخر لعله أن يكون أكثر وضوحا ان شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
تصور أننا الآن في الجنة - جعلني الرب واياك من أهل المنازل العلا فيها مع النبيين والشهداء والصديقين، آمين - في هذه اللحظة، ينعم الله على عباده في الجنة بنعماء لا يعلم عدها ولا حصرها الا هو تبارك وتعالى .. طيب، في مستقبل أمرنا، بعد مدة من تلك اللحظة الحاضرة، سينعم الله على أهل الجنة بنعماء أخرى لا يعلم عدها ولا احصاءها الا هو تبارك وتعالى .. وهكذا .. فهل نحن الآن في هذه اللحظة، نملك أن نقول أن الله لا يعلم عد واحصاء ما هو منعم به علينا في تلك اللحظة المتسقبلة التي ستأتي بعد والتي لا يعلم بها الا هو سبحانه؟؟ أبدا! فما بالك بلحظة أخرى أبعد منها في المستقبل؟ هل يخرج ما الله فاعل فيها من علمه سبحانه، عدا واحصاءا؟؟ وما بالك بما هو أبعد وأبعد وأبعد، وصولا الى ذلك الأمر المجهول الذي نسميه نحن لقصور عقولنا باللانهاية! هل تتصور أن تأتي لحظة لا يكون الرب فيها محيطا علمه بكل ما هو آت بعدها عدا واحصاءا، وان كان الأمر في علمنا نحن القاصر لا نتصور له انتهاءا ولا حدا؟؟ أبدا وحاشاه! بل هو سبحانه في كل حال وفي كل وقت، عليم بكل شيء، ما كان وما هو كائن الآن وما هو كائن الى أبد الآباد، لا يخرج شيء من ذلك من علمه أبدا!
فعجزنا نحن عن تصور اللانهاية وما يكون عندها، لا يسوغ لنا أن نقول بأن احاطة علم الرب المسبق بها وبما يكون فيها من فعله وتقديره وخلقه تبارك وتعالى، هو من المستحيلات أو الممتنعات التي تقاس على تلك الأمثلة التي ذكرتها أنت ..
فالسؤال ببساطة: الله يعلم ما هو فاعل بخلقه غدا أم لا يعلم؟ الجواب: يعلم ولا شك! وهو كذلك في كل حال، قبل خلق الكون وبعد قيام الساعة والى أبد الآباد ..
لا يزال الله يعلم ما سيفعل بخلقه في كل لحظة يمكن أن تأتي في المستقبل الى أبد الآبدين أم لا؟؟؟ ان أجبتني على هذا السؤال بالنفي فقد أوقفت اطلاق علم الله تعالى بخلقه، وان أجبتني بالايجاب، قلت لك وهذا هو ما أقول به، وأقرر من أجله أن جهلنا نحن معاشر البشر بحقيقة اللانهاية وعجز عقولنا عن تصور حقيقة الخلود، لا يجيز لنا أن ندخله في جملة تلك المسائل الممتنعة عقلا، فنخرجه بذلك من متعلق العلم واحاطة العلم عند الله جل وعلا بما هو خالق ..
ولهذا كان الجواب السهل الفطري على السؤال:
هل الله يعلم حصر وعد ما هو منعم به على عباده في الجنة مستقبلا؟
أن نقول نعم ولا شك ... وهل من دليل على اخراج ذلك من علمه وهو الذي بيده خزائن كل شيء، وقد احاط بكل شيء علما؟ فعلمه سبحانه لا يحده حد، ولا يقاس على علومنا ومعارفنا نحن البشر، والنصوص كلها تفيد ذلك بلا توقف ..
هذا والله أعلم وأحكم.
(على هامش الحوار: هل ثبت بنص صحيح مرفوع أن ملك الموت عليه السلام اسمه عزرائيل؟)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 06:29]ـ
دعني أحاول تبسيط المسألة أكثر ..
الشيء الذي نصطلح عليه انا وأنت بأنه لا نهاية له، من حيث تعداد أجزائه وأفراده .. نحن البشر نعجز عن تصور أن يكون له عد .. أليس كذلك؟ فما الفرق في هذا بين مكونات المادة في الكون والتي تتناهى في الصغر الى ما لا نهاية، وبين كم المخلوقات التي ينعم الله بها على خلقه في الجنة الى ما لا نهاية؟ هذه لا نهاية يتصورها عقلنا لحدها، وتلك كذلك، ومع هذا لا يمكننا أن نقول أن الله لا يحيط بها علما! فعلم الرب لا يقاس على علمنا، ودخول اللامتناهيات - على تصورنا وفهمنا نحن فيه للعد والاحصاء - ليس بما نملك أن نقول أنه محال عقلا! والا فهل يلزم للشيء أن يكون عندنا نحن البشر القدرة على تصور حد وانتهاء له حتى يكون داخلا في علم الله عده واحصاؤه؟
فمن هنا يظهر ان شاء الله بطلان قياس هذه المسألة على تلك المحالات العقلية التي سقتها أنت يا شيخ نضال، بارك الله فيك ونفع بك. والله أعلى وأعلم، واسناد العلم اليه أسلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:03]ـ
أحسن الله إليكم شيخ أبا الفداء.
لا أرى أن الاستطرادات المتكررة ستحل المشكلة ـ بل خير الكلام ما قل ودل بإذن الله تعالى.
بارك الله فيك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب كلا بالقطع، لأن هذه المسائل التي ذكرتها أنت، كلها مخالفة لصريح العقل ولا اشكال! بل ومجرد لغة كلام الناس لا تقبلها، كقولك كروية المثلث ونحوه .. وقد بينت لك في جوابي الآنف أني لا أخالفك في أن محالات العقول والممتنعات العقلية أو المستحيلات لا تعلق لها بعلم الله أو قدرته، كالذي يسأل مثلا: هل يقدر الله على أن يخلق الها مثله؟ هذه مسائل لا تعلق لها بالعلم والقدرة ولا اشكال في ذلك .. وهو أمر لا يماري فيه عاقل أصلا!
جميل. . إذن ما جوبك عن سؤال السائل: هل يعلم الله انتهاء اللامتناهى؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:16]ـ
وتأمل هذه المسألة أيها الفاضل: يقول الرياضي كانتور في نظرية الخلايا set theory أن هناك طبقات من اللانهاية موجودة في هذا الكون المخلوق الذي نراه .. منها اللانهاية الصغرى: اللانهاية في انقسام المادة الى أقسام .. يعني الواحد الصحيح، أليس كيانا واحدا متناهيا معلوما؟ فكم عدد الأقسام التي يمكن أن ينقسم اليها ذلم الواحد؟؟ لا نهاية لها! وكم عدد الأقسام التي يمكن أن ينقسم اليها كل قسم من تلك الأقسام؟ لا نهاية لها!! وهكذا وهكذا على كم طبقة والى أين؟ الى ما لا نهاية له!! فهل هذه بالتصنيف الذي ذكرته، لا نهاية نسبية أم لا نهاية حقيقية أم ماذا؟؟ على حد هذا التصنيف، هي لا نهاية نسبية .. وهي واقعة في ذات الأشياء التي نراها نحن متناهية في ظاهرها! ونحن نرى آثارها في الميكروسكوبات .. كل خلية تنقسم الى مكونات وكل مكون منها ينقسم الى مكونات أخرى، وهكذا، حتى مستوى الذرة التي تنقسم الى جسيمات ذرية ثم داخل تلك الجيبمات ما الله به عليم من عوالم لا نتصور ان تصل الى نهاية في امكان تقسيمها وتشطيرها الى مكونات تنبني منها!! فالذي يتكلف القول بأن اللانهاية الحقيقية - على تقسيمك الآنف - لا تقع في هذا الكون، الذي هو معلوم محدود داخل قطعا ولا ريب في قوله تعالى: ((وأحصى كل شيء عددا)) هذا قد غفل عن هذا التصور للاتناهي الأشياء المتناهية نفسها في تكوينها وبنائها!! فكل شيء له مكوناته وأقسامه اللا متناهية - على هذا الاعتبار - والتي هي داخلة كلها مهما بلغت أقسامها وطبقاتها في علم الله واحصائه وعده! ولو قلت لي أنه لابد من نقطة ينتهي عندها التقسيم والتكوين لمكونات الأشياء، قلت لك نعم، وهي نقطة اللانهاية التي تكلم عنها علماء الرياضيات، وهي شيء لا نتصوره، ولا نتصور أن يكون له انتهاء، ومع ذلك نؤمن بأن الله قد أحصاه عدا، لأن منه تتكون تلك الأشياء التي توافقني أنت على أنها داخلة في احصاء الله تعالى ...
فأنا أسألك ..
هل لك أن تقول أن الله لا يعلم ماهية أصغر مكون على الاطلاق تتكون منه جميع الموجودات، وأنه لا يحيط باحصائه؟؟
ان قلت نعم يعلم، لأن ذلك كله داخل فيما خلقه ونص على أنه أحصاه وعده عدا سبحانه وتعالى .. فأقول لك، اذا فما رأيك بأن أصغر مكون من مكونات المادة على الاطلاق لا يتصور عقنلا نحن البشري امتناع أن يكون قابلا لمزيد من التقسيم الى أقسام ومكونات أصغر وأدق، وهكذا الى ما لا انتهاء له في تصورنا وعلمنا .. كل مكون من مكونات المادة يمكن تقسيمه الى مكونات أصغر منه وأدق، الى عدد لا انتهاء له .. والى طبقات لا انتهاء لها .. فما قولك حينئذ؟ ستقول بالضرورة الله يحيط به وبكل طبقاته الى ما لا نهاية .. اذا فقد شهدت على نفسك بأن الله يحيط علمه بما هو خالق في هذا الكون مهما كان لا متناهيا في تصورنا وعلمنا نحن القاصر ... فأنا ألزمك بمثل هذا في سائر قضايا اللانهاية/ ما هو كائن منها في الحاضر وما هو مستقبل من أمرها ولا فرق!
في الأعداد، في الرياضيات .. هل ترى أنه لك أن تقول أن الله لا يعلم قيمة منتهى الأعداد؟
أليست هذه الأعداد مما تعده أنت من اللامتناهي النسبي كذلك وليس المطلق؟
فأجب عن هذا! الله يعلم آخر عدد في سلم الأعداد أم لا؟ ستقول لا لأنه مهما كان ذلك العدد فمن الممكن أن نأتي بعدد بعده! وأقول لك هذا التصور سببه عجز عقولنا عن تصور انتهاء الأعداد! وهذه خصيصة قد وضعها الله في عقولنا لأننا ليس لنا أن نتطلب بتلك العقول أكثر مما خلقت من أجله!
(يُتْبَعُ)
(/)
فما الفرق بين أن نتعامل مع تلك الأعداد على أنها تعبر عن مر أيام الزمان وبالتالي فتعبر عن خلود اهل الجنة بذلك، وبين أن نجعلها تعبر عن عدد مستويات التقسيم للمادة المكونة للكون على حاله الذي نراه عليه الآن في لحظتنا الحاضرة هذه؟؟ أمر اللانهاي ةواحد ومعضلتها واحدة على كل الأحوال، سواء ما سماه الفلاسفة منها بالنسبي أو ما سموه بالمطلق، وقد أوردت لك مثال نظرية المجموعات لكانتور لتتامل هذا المعنى .. فأدعوك لاعادة التامل فيه مجددا، بارك الله فيك، ليتبين لك عوار ذلك التقسيم والتفريق في حكم احاطة علم الله بين قالوا أنه نسبي وما قالوا انه لا متناهي مطلق! النسبي والمطلق هذه أمور متعلقها بعقولنا نحن البشر أصلا وليس بعلم الله! الله ليس يقال لشيء أنه نسبي عنده، النسبية هذه تقيدنا نحن على قصور عقولنا! فبأي حق نقرر التفريق في علم الله واحاطته سبحانه بين حالة لا متناهية وحالة أخرى لا متناهية بناءا على ما هو نسبي وما هو مطلق عندنا؟؟؟
دعني أحاول تبسيط المسألة أكثر ..
الشيء الذي نصطلح عليه انا وأنت بأنه لا نهاية له، من حيث تعداد أجزائه وأفراده .. نحن البشر نعجز عن تصور أن يكون له عد .. أليس كذلك؟ فما الفرق في هذا بين مكونات المادة في الكون والتي تتناهى في الصغر الى ما لا نهاية، وبين كم المخلوقات التي ينعم الله بها على خلقه في الجنة الى ما لا نهاية؟ هذه لا نهاية يتصورها عقلنا لحدها، وتلك كذلك، ومع هذا لا يمكننا أن نقول أن الله لا يحيط بها علما!
بارك الله فيك. .
1 - ما ذكرته من قضية انقسام المادة إلى ما لا نهاية له من الأجزاء بعد الأجزاء ليس جديدا على العلماء. بل ذلك القول معتزلي الأصل. وعجبي، كيف أحيلك إلى كلام إمام من أجل أئمة العقائد السنية، وتحيلني إلى قول يقوله كانتور الكافر وهو في الأصل قول البهشمية وغيرها من المعتزلة. في حين أنك اتهمت - من حيث تدري أو لا تدري - ذلك الإمام الجليل المدقق بتأثره بالترهات الكلامية والخزعبلات الفلسفية!
يا أخي. . إقرأ بيان شيخ الإسلام عن هذه المسألة - مسألة الجوهر الفرد وجزء لا يتجزأ - في كتاب النبوات، ليساعدك ذلك على معرفة ما اقتضاه صريح العقول ودل عليه صحيح المنقول. . والله الموفق.
2 - من الذي قال إن الأعداد من اللامتناهي النسبي؟ لا يا شيخ. . هي من اللامتناهي "الحقيقي"، فتنبه!
مع أنها - من حيث هي هي - مقدرات ذهنية لا وجود لها في الأعيان إلا مقيدة مشخصة لا مجردة مطلقة.
نأمل منكم التريث بعض الشيء قبل الرد وإصدار الأحكام. . والله الموفق.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:33]ـ
"ما ذكرته من قضية انقسام المادة إلى ما لا نهاية له من الأجزاء بعد الأجزاء ليس جديدا على العلماء. بل ذلك القول معتزلي الأصل. وعجبي، كيف أحيلك إلى كلام إمام من أجل أئمة العقائد السنية، وتحيلني إلى قول يقوله كانتور الكافر وهو في الأصل قول البهشمية وغيرها من المعتزلة. في حين أنك اتهمت - من حيث تدري أو لا تدري - ذلك الإمام الجليل بالتأثر بالترهات الكلامية والخزعبلات الفلسفية!
"
سبحان الله ... يا سيدي الفاضل لا أحيلك على شيء، وانما أحيلك على صريح المعقول في المسألة، ولا أقول لك دع كلام شيخ الاسلام لكلام فلان أو فلان من الفلاسفة ... !!
دعك من مسألة من اول من قال بهذا الكلام .. هل تراه مخالفا لصحيح العقل؟؟ يعني لو عندك شيء واحد صحيح، أي شيء في هذا الكون المخلوق عظم أو صغر، وقسمته الى جزئين .. ثم قسمت الجزئين الى جزئين، ثم واصلت التقسيم مرة تلو مرة تلو مرة .. هل ستصل في النهاية الى نقطة يستحيل - من جهة العقل - الوصول الى مزيد من التقسيم لها الى مزيد من الأقسام؟؟؟ ان قلت لي نعم، قلت لك كيف وبأي دليل؟ ومعلوم أن كل ما في هذا الكون انما هو أجرام كبيرة تتكون من اجرام صغيرة في نظم متناهية الدقة لا يعلم مداها الا خالقها؟؟
تماما كما أن اللانهاية الخطية في مر الزمان - مثلا - يلزم منها أن كل نقطة تصل اليها هناك نقطة قبلها ونقطة أخرى بعدها، فاللانهاية الكسرية تعني أن كل كسر تصل اليه لا يزال من الممكن عقلا أن تشطره الى كسرين آخرين .. وهكذا ..
هل تنكر ما نراه في الميكروسكوب الالكتروني، وتقول أنه لا يصح أن تكون تلك الجسيمات الذرية مكونة من مكونات اخرى أدق وهكذا الى ما لا نهاية، لأن هذا هو قول البهشمي والمعتزلة؟؟؟ يا أخي تأمل وفقك الله ولا ترد كلاما لا يخالفه عقل صحيح لمجرد أنه قد شابهه قول جماعة من أهل الفلسفة والاعتزال وبنوا عليه ما بنوا من الضلال! هل أنا عندك من المعتزلة لأني أرى أن هذا المفهوم الذي ذكرته لك - ولا تلزمني بغيره - صحيح عقلا؟؟ وهل يلزم من ذلك أني أحيلك الى المعتزلة والبهشمية و ... وأصدك عن كلام شيخ الاسلام؟؟؟ الرفق والروية يا شيخ نضال بارك الله فيك!
أنا لا دخل لي بفلفسة الجوهر الفرد هذه من قريب أو بعيد .. ولهذا ذكرت لك هذا النوع من اللانهاية في الكسور، من كلام واحد من أهل الرياضيات الذين لم يخالفهم في كلامهم أحد من أهل تلك الصنعة! والآن لا أكلمك بالرياضيات وانما بالعقل المجرد .. فلا تحمل كلامي ما لا يحتمل ولا تلزمني بما لا ألتزمه!
"الأعداد من اللامتناهي "الحقيقي" لا "النسبي"، فتنبه!
إلا أنها مقدرات ذهنية لا وجود لها في الأعيان إلا مقيدة مشخصة لا مجردة مطلقة.
"
هذا يتوقف على ما ستطلق عليه تلك الأعداد وتشخصه بها لأنها كما تقول مقدرات ذهنية، ولهذا قلت لك أنك قد تتكلم بها عن سعة الكون فيكون للانهاية حينئذ معنً، وقد تتكلم بها عن مر الزمان فيكون اللانهاية حينئذ لها مدلول آخر .. وهكذا!! فأرجو أن تراجع ما كتبته في هذه النقطة مجددا بروية، بارك الله فيك
وأرجوك ان تستصحب في ذلك أصل براءة محاورك من سفاهات الفلاسفة وتخبطات المعتزلة، والتوقير والاجلال التام لشيخ الاسلام عليه رحمة الله ..
بارك الله فيك ونفع لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 12:42]ـ
أما المسألة الثانية فهي كلامك عن نعيم الجنة الخالد .. وأنا أقول، وأكرر، أنه لا فرق من حيث مفهوم اللانهاية واستيعاب عقولنا له، بين لا تناهي تلك النعم الخالدة عبر الأزمان وبين لا تناهي المادة في تقسيمها الذي ذكرت لك قبل قليل .. كلاهما لا تتصور عقولنا أن يكون له حد نهائي أو احصاء .. ولكن هذا لا يجعله من المتتنعات عقلا أن يكون لها عد واحصاء عند الله الذي خلقها وهو أعلم بها! ولا يستوي هذا بتلك الممتنعات العقلية التي ذكرتها أنت، لأني وان كنت أرى أن وجود شيء في مكانين في ذات الوقت ممتنع عقلا - مثلا - فلا أرى أن علم الرب واحصاءه لعدد النعم اللامتناهية التي يسبغها على عباده خالدين في ذلك، هو مما يمتنع عقلا!! لأنه ما دامت الأشياء تتعدد، فهي معدودة، وما دامت معدودة، فهي معلومة عند خالقها عز وجل وان كانت تتعدد الى أبد الآباد!
تصور أننا الآن في الجنة - جعلني الرب واياك من أهل المنازل العلا فيها مع النبيين والشهداء والصديقين، آمين - في هذه اللحظة، ينعم الله على عباده في الجنة بنعماء لا يعلم عدها ولا حصرها الا هو تبارك وتعالى .. طيب، في مستقبل أمرنا، بعد مدة من تلك اللحظة الحاضرة، سينعم الله على أهل الجنة بنعماء أخرى لا يعلم عدها ولا احصاءها الا هو تبارك وتعالى .. وهكذا .. فهل نحن الآن في هذه اللحظة، نملك أن نقول أن الله لا يعلم عد واحصاء ما هو منعم به علينا في تلك اللحظة المتسقبلة التي ستأتي بعد والتي لا يعلم بها الا هو سبحانه؟؟ أبدا! فما بالك بلحظة أخرى أبعد منها في المستقبل؟ هل يخرج ما الله فاعل فيها من علمه سبحانه، عدا واحصاءا؟؟ وما بالك بما هو أبعد وأبعد وأبعد، وصولا الى ذلك الأمر المجهول الذي نسميه نحن لقصور عقولنا باللانهاية! هل تتصور أن تأتي لحظة لا يكون الرب فيها محيطا علمه بكل ما هو آت بعدها عدا واحصاءا، وان كان الأمر في علمنا نحن القاصر لا نتصور له انتهاءا ولا حدا؟؟ أبدا وحاشاه! بل هو سبحانه في كل حال وفي كل وقت، عليم بكل شيء، ما كان وما هو كائن الآن وما هو كائن الى أبد الآباد، لا يخرج شيء من ذلك من علمه أبدا!
فعجزنا نحن عن تصور اللانهاية وما يكون عندها، لا يسوغ لنا أن نقول بأن احاطة علم الرب المسبق بها وبما يكون فيها من فعله وتقديره وخلقه تبارك وتعالى، هو من المستحيلات أو الممتنعات التي تقاس على تلك الأمثلة التي ذكرتها أنت ..
رويدك يا شيخنا الفاضل. . بارك الله فيك!
أتعلم لازم قولتك هذه (أن نعيم الجنة معدود محصور)؟
معنى ذلك أن نعيمها لها نهاية يقف عندها. . أي أن الجنة فانية! وهذا يناقض كلام أصدق القائلين جل جلاله {أكلها دائم وظلها}.
وهذه البدعة - بدعة انتهاء نعيم الجنة - ما سمعناه من قبل إلا على ألسنة الجهمية وغلاة المعتزلة.
فكيف تركن إلي قول يستلزمه - بارك الله فيك؟
لا بد من الفرقان بين سؤالنا: (هل يحصى عدد نعيم الجنة؟)،
وبين سؤال السائل: (هل يحيط الله تعالى علما بكل ما في المستقبل؟).
فالأول سؤال عن تعلق العلم بالممتنع شرعا، والثاني سؤال عن كمال صفة العلم.
فجواب الأول - إذن - غير جواب الثاني. فإن الثاني سؤال عن دخول الأشياء في علم الله تعالى، في حين أن الأول سؤال عن دخول اللاشيء في علمه سبحانه.
هذا، مع أن في جوابنا على السؤال الثاني بالإثبات إشكال آخر - هو أشد من هذه المشكلة التي طرحتها - تتعلق بالعلاقة بين (صفة الإرادة) و (صفة العلم). لكن لن أطرح تلك القضية الدقيقة العويصة، إلا إذا كان الجوّ يناسبه. . ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والله المستعان.
وأما الفرق بين (عدم تناهي نعم الجنة) وبين (عدم تناهي أجزاء المادة) فواضح، لأن الأول من قبيل (اللامتناهي الحقيقي).
وأما أجزاء المادة، فعلى قول الأشعرية بإثبات جزء لا يتجزء: هي من (اللامتناهي النسبي)، فوزان هذا غيرا ذاك!
وعلى قول المعتزلة والبهشمية بإنكار جزء لا يتجزء وإثبات (الطفرة) بين الجسمين: فهي إنما تعدم التناهي في الأذهان!
وأما على قول أئمة السنة وعقلاء التجريبيين: فالمادة بالتجزئة تستحيل إلى مادة أخرة، ولا (صمد) كاملا إلا الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحديث (جزء لا يتجزء الذي لا يتميز يمينه عن يساره)، وكذلك حديث (الطفرة بين الجسمين): كلها حديث خرافة.
والله الموفق للسداد. .
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[18 - Sep-2008, صباحاً 02:52]ـ
"أتعلم لازم قولتك هذه (أن نعيم الجنة معدود محصور)؟ "
يا شيخنا الكريم، لا تلزمني بما لا ألتزمه .. أنا ما أقول الا أن كون اللانهاية أمرا لا تطيق عقولنا نحن تصوره أو ادراكه، هذا لا يلزم منه أن الله لا يعلم عدد ما هو كائن فيه من خلقه وصنعه الى أبد الآباد .. ولا اشكال ولا تعارض عقلا - عندي أنا على الأقل - بين أن تكون الجنة دائمة النعيم الى أبد الآباد، وبين أن يكون علم الله محيطا بعدد وباحصاء كل ما هو خالق فيها من النعيم الى أبد الآباد! فمسألة أن اللانهاية يلزم منها عدم امكان العد، لأن الاحصاء لا يكون الا لأشياء محصورة محددة النهاية، هذا متعلقه يلزمنا نحن معاشر البشر القاصرين، وهو سنة الله فينا نحن وفيما نعده نحن .. أما علم الله فلا يقاس على علمنا .. فهل في هذه العبارة التي ذكرتها الآن، ما يلزم منه أن تكون الجنة فانية ونعيمها له نهاية؟؟؟
كلا! فلا تلزمني بقول المعتزلة ولا غيرهم!
المشكلة تكمن في قياسنا علم الله الأبدي الأزلي واحاطته بخلقه، على علمنا نحن المحدود واستحالة احاطتنا نحن بما هو خالد أو أبدي! لا يمكننا القول بأن العلم بها كقيمة، هو من المحالات عند الله الذي أحاط علمه بما لا أول له ولا آخر!
فالاشكال ليس بالبساطة أن يقال أن الشيء الذي لا نهاية له لا احصاء له، هكذا، وقضي الأمر، فتأمل بارك الله فيك!
والآن تامل بارك الله فيك كيف تصر على الحاق ملاحظتي البسيطة في شان اللانهاية الكسرية بكلام أهل البدع ..
فأما قولك:
"وأما أجزاء المادة، فعلى قول الأشعرية بإثبات جزء لا يتجزء: هي من (اللامتناهي النسبي)، فوزان هذا غيرا ذاك! "
فلا دخل لي به، لأني لا أقول بأن هناك جزء لا يتجزأ!! بل كلامي يقرر خلاف ذلك وأن عقولنا نحن البشر لا تتصور امكان وجود ذلك الشيء المخلوق الذي لا يمكن تجزئته!
وأما قولك: "وعلى قول المعتزلة والبهشمية بإنكار جزء لا يتجزء وإثبات (الطفرة) بين الجسمين: فهم معطلون صفة العلم أصلا! "
فلا أقول كذلك بالطفرة لأنها خرافة لا يقبلها العقل! وهي تكلف منهم لما لا يملكون له تصورا أصلا!!
وأما قولك: "وأما على قول أئمة السنة وعقلاء التجريبيين: فالمادة بالتجزئة تستحيل إلى مادة أخرة، ولا (صمد) كاملا إلا الله تعالى."
فهذا والله هو عين ما أقول به لو تأملت! وأريد الزامك بأن عدد تلك الأجزاء قد يصل الى ما لا نتصور نهاية له في التقسيم .. وفقط! مع كون المادة تتحول الى مادة أخرى ان قمت بتجزئتها ولا شك ... وهذه المادة الى أخرى وهكذا .. مادة من مادة من مادة، الى ما لا نهاية .. فهل خالفت قول أئمة السنة؟؟؟؟
أما هذا: "وحديث (جزء لا يتجزء الذي لا يتميز يمينه عن يساره)، وكذلك حديث (الطفرة بين الجسمين): كلها حديث خرافة"
فلا أوافقك على شيء كما أوافقك على هذا! بارك الله فيك! فعليك بالروية في تأمل الكلام يا شيخ، كما نصحت أخاك هذا بالتروي ...
وعلى أي حال، وحتى لا يطول بنا الجدال، ونقع في مزلة ومنزلق خطير في مسألة تتعلق بأمر يخرج عن علمنا وتصورنا ولم يتعبدنا الله بذلك الكلام فيه، ألا وهو اللانهاية كقيمة عددية ودخولها في علم الله، فالذي أطلبه منك أن تأتيني بكلام للسلف الأول في المسألة يوافق هذا التفريق الذي تتكلم به .. فان كان ألزمت نفسي به .. والا فالذي أراه والله أعلم أن نقول عند سؤال السائل عن احاطة علم الله باللامتناهي: ما من شيء من خلق الله كان أو يكون او هو كائن، يخرج عن علمه واحاطته جل وعلا .. فهل هذا الجواب يكفي؟ انا أراه يكفي والله ...
أما تطلب فوق ذلك فهو من التعنت الذي أورث هؤلاء الفلاسفة الذين ذكرتهم ما أورثهم من الضلال والزيغ، نسأل الله الثبات ..
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 04:42]ـ
"أتعلم لازم قولتك هذه (أن نعيم الجنة معدود محصور)؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
يا شيخنا الكريم، لا تلزمني بما لا ألتزمه .. أنا ما أقول الا أن كون اللانهاية أمرا لا تطيق عقولنا نحن تصوره أو ادراكه، هذا لا يلزم منه أن الله لا يعلم عدد ما هو كائن فيه من خلقه وصنعه الى أبد الآباد .. ولا اشكال ولا تعارض عقلا - عندي أنا على الأقل - بين أن تكون الجنة دائمة النعيم الى أبد الآباد، وبين أن يكون علم الله محيطا بعدد وباحصاء كل ما هو خالق فيها من النعيم الى أبد الآباد! فمسألة أن اللانهاية يلزم منها عدم امكان العد، لأن الاحصاء لا يكون الا لأشياء محصورة محددة النهاية، هذا متعلقه يلزمنا نحن معاشر البشر القاصرين، وهو سنة الله فينا نحن وفيما نعده نحن .. أما علم الله فلا يقاس على علمنا .. فهل في هذه العبارة التي ذكرتها الآن، ما يلزم منه أن تكون الجنة فانية ونعيمها له نهاية؟؟؟
كلا! فلا تلزمني بقول المعتزلة ولا غيرهم!
المشكلة تكمن في قياسنا علم الله الأبدي الأزلي واحاطته بخلقه، على علمنا نحن المحدود واستحالة احاطتنا نحن بما هو خالد أو أبدي! لا يمكننا القول بأن العلم بها كقيمة، هو من المحالات عند الله الذي أحاط علمه بما لا أول له ولا آخر!
يا أخي بارك الله فيك. . كونك لا تلتزم اللوازم لا يجعل الملزوم عقيم لا ينتج لوازمه.
بل قول الجهمية في نفي الصفات يستلزم تعطيل الرب تعالى وإن لم يلتزموه. وهذا ظاهر.
فلازم المذهب ليس بلازم إذا لم يُلتزم. لكن يبقى اللزوم شيئا ثابتا في نفس الأمر.
فمذهبك في أن الله يعلم عدد أيام الجنة وإحصاء نعيمها: يستلزم أن أيام الجنة معدودة محصورة منتهية يمكن إحصاءها للعليم القدير، وإن صعب عن عقول البشر - كما قلتَ - تحديدها.
ما معنى هذا؟ معناه أن لأيام الجنة ونعيمها حد تقف عندها. فهل لـ (الفناء) معنى غير هذا؟؟
أنت جعلت نعيم الجنة من (اللامتناهي النسبي) فهي إذا: متناه في الحقيقية. وكل متناه له آخر.
المشكلة تكمن في قياسنا علم الله الأبدي الأزلي واحاطته بخلقه، على علمنا نحن المحدود واستحالة احاطتنا نحن بما هو خالد أو أبدي! لا يمكننا القول بأن العلم بها كقيمة، هو من المحالات عند الله الذي أحاط علمه بما لا أول له ولا آخر!
فالاشكال ليس بالبساطة أن يقال أن الشيء الذي لا نهاية له لا احصاء له، هكذا، وقضي الأمر، فتأمل بارك الله فيك!
لا يا أخي. . بارك الله فيك.
نحن نتكلم عن الممتنعات الوجود. . نتكلم عن بشرية غير البشر، عن كروية عير الكرة، عن سواد غير الأسود، عن نهاية اللامتناهي، عن عدد غير المعدود.
هذه الأمور كلها ممتنعة الوجود. والممتنع الوجود كيف يعلم الله وجوده؟
العلم الكاشف تابع لمعلومه. . فإذ كان المعلوم يمتنع وجوده في الخارج، فثبوته في العلم الصحيح ممتنع! هذا ظاهر لذوي العقول.
وأما قولك: "وأما على قول أئمة السنة وعقلاء التجريبيين: فالمادة بالتجزئة تستحيل إلى مادة أخرة، ولا (صمد) كاملا إلا الله تعالى."
فهذا والله هو عين ما أقول به لو تأملت! وأريد الزامك بأن عدد تلك الأجزاء قد يصل الى ما لا نتصور نهاية له في التقسيم .. وفقط! مع كون المادة تتحول الى مادة أخرى ان قمت بتجزئتها ولا شك ... وهذه المادة الى أخرى وهكذا .. مادة من مادة من مادة، الى ما لا نهاية .. فهل خالفت قول أئمة السنة؟؟؟؟
1 - لا بد من تفطن إلى الفرق بين (الإمكان الذهني التجريدي)، وبين (الإمكان الخارجي التحقيقي).
المادة - في أرض الواقع - لا يمكن تجزئته إلى ما لا نهاية له من الأجزاء. بل متى تجزء المادة تجزئة كثيرة، تحول عينها إلى مادة أخرى. . وهكذا. فالوصول إلى (اللانهاية) هنا: ممتنع الوقوع.
لكن هذه التجزئة ممكنة في الأذهان وعالم الخيال، كما يمكن تجزئة الأعداد الكسرية بين عدد (2) وعدد (3) إلى ما لا نهاية له من الأعداد الكسرية: (2 ... 2.01 ... 2.001 ... 2.002 ... 2.0003 ......... 2.9999999999 ... 3).
وأنا إذ وجهتك ذلك الانتقاد، إنما تكلمت عن (الإمكان الخارجي) لا (الإمكان الذهني).
2 - وعلى تسليم القول بأن أجزاء تلك المادة غير متناهية، فالسؤال والإشكال هو هو:
هل يعلم العليم القدير سبحانه وتعالى آخر عدد تلك الأجزاء وحصرها؟
والجواب الصحيح هو هو: اللامتناهي ليس له عدد محصور حتى يقال له هل يعلم آخر تلك الأعداد أو لا يعلم!
وعلى أي حال، وحتى لا يطول بنا الجدال، ونقع في مزلة ومنزلق خطير في مسألة تتعلق بأمر يخرج عن علمنا وتصورنا ولم يتعبدنا الله بذلك الكلام فيه، ألا وهو اللانهاية كقيمة عددية ودخولها في علم الله، فالذي أطلبه منك أن تأتيني بكلام للسلف الأول في المسألة يوافق هذا التفريق الذي تتكلم به .. فان كان ألزمت نفسي به .. والا فالذي أراه والله أعلم أن نقول عند سؤال السائل عن احاطة علم الله باللامتناهي: ما من شيء من خلق الله كان أو يكون او هو كائن، يخرج عن علمه واحاطته جل وعلا .. فهل هذا الجواب يكفي؟ انا أراه يكفي والله ...
أما تطلب فوق ذلك فهو من التعنت الذي أورث هؤلاء الفلاسفة الذين ذكرتهم ما أورثهم من الضلال والزيغ، نسأل الله الثبات ..
جوابك هذا صحيح. لكنه خارج محل النزاع أصلا!
نحن لا نتكلم عن (الأشياء). . إنما نتكلم عن (اللاشيء). . اسمه: (نهاية اللامتناهي).
وهذا مقرر في بداهة العقول. . لا يحتاج في إثباته إلى نقلي سلفي كغيره من البدهيات.
كيف، وقد نقلت لك كلام العليم الخبير في شأن الجنة. قماذا تريد أكثر من هذا؟
{أكلها دائم}، والدائم ما لا نفاذ له. {عطاء غير مجذوذ} أي ما ليس له نهاية.
فهل يقال بعد هذا: إن الله يعلم نفاذ تلك النعم ونهاية ذلك العطاء - بحجة إحاطة علمه تعالى بكل شيء -؟
هدانا الله وإياكم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 05:51]ـ
يا أخي بارك الله فيك، أنت الذي جعلت احاطة علم الله بنعيم الجنة يلزم منها نفاذ ذلك النعيم!
الأكل الدائم غير المجذوذ، لا يلزم من كونه دائما خالدا غير مجذوذ ألا يكون داخلا في احاطة علم الله به وبعدده، مع كونه كذلك! فأفراد ذلك الأكل لا تزال تخلق في الجنة كل يوم، فهل تدعي أنه في يوم من أيام الجنة لن يكون الله عليما بما هو خالق في اليوم الذي يليه والذي يليه والذي يليه، وهكذا؟؟؟
سألتك هذا السؤال ولم تجبني عليه، فالآن أكرره:
هل تتصور أن تأتي لحظة في الزمان لا يكون الرب فيها محيطا علمه بكل ما هو آت بعدها من خلقه عدا واحصاءا؟ نعيم الجنة هذا نعيم الله خالقه لنا في المستقبل أم لا؟ فان كان كذلك، فكيف تحتج بتلك الآيات التي ذكرتها لتخرج ذلك النعيم من عموم النصوص الدالة على علم الله بخلقه وتقديره له واحصائه وعده؟؟
ان قلت أنك لا تتكلم عن عموم العلم به وانما بعده وحصره، فأنا أقول ان كان لا يزال عليما سبحانه في كل لحظة بما هو خالق بعد وبما هو فاعل بخلقه، فلازم ذلك - عقلا - ألا تخرج لحظة من لحظات الزمان المستقبل من ذلك العلم عنده مهما بعدت ...
فهل توافقني على هذا القدر؟
المشكلة أنك تصر على أن من المتتنع عقلا أن يكون النعيم الأبدي معلوم له عد عند الله .. مع أن علم الاحاطة يعني العلم الجامع لكل ما هو كائن من خلق الله تعالى .. وهذا لا يحده في علم الله مكان ولا زمان أصلا!
أنظر قولك: "هل يقال إن الله يعلم نفاذ تلك النعم ونهاية ذلك العطاء - بحجة إحاطة علمه تعالى بكل شيء -؟ "
فهل هذا ما قلته أنا؟ أنت الآن تتكلم عن العلم بالنفاذ وعن انتهاء النعيم عند حد يمتنع بعده، فهل هذا ما أقول به أنا؟؟ أبدا! بل أنت من وجدته لازما عقليا عندك لعلم الله بكل ما هو خالق في مستقبل الوجود، فألزمتني به، مع أني أقول وأكرر أنه ليس بما يلزم عند جميع العقلاء كما تدعي، ولا يستوي بتلك الممتنعات التي ذكرتها!! ولو كان لازما عند جميع العقلاء كما تدعي، لما كانت تلك المسألة من أشكل مسائل العقيدة كما أوردتها أنت بنفسك!
أنا ما أقول الا أن العلم بالعد لما لا نهاية له، أمر لا يمتنع عقلا في علم العليم الخبير الذي يعلم كل ما كان موجودا من الأزل وجميع ما هو خالق بعد الى الأبد!! فكل شيء حادث يجوز اطلاق كلمة شيء عليه، من حيث كونه أمرا مخلوقا حادثا! فكيف تخرج العلم بمجموع تلك الحوادث وحالها من علم الله الذي لا انتهاء ولا حد لعلمه وقدرته تبارك وتعالى، بحجة أن كونه لا نهاية له، يلزم منه امتناع عده عقلا؟ أنت انما تقيس بذلك علم الله على علم المخلوق!
فالآن، لازم كلامك أنت ومذهبك أنه يأتي زمان يكون الله مستقبلا فيه أمرا لا يعلم عدد ما هو خالق فيه قبل أن يخلقه!! أو تأتي لحظة في الزمان يكون الله بعدها أعلم بخلقه مما كان عليه قبلها!!! فهل يسوغ عندك ذلك الكلام، وتراه موافقا ما علمنا الله عن نفسه في كتابه وفي سنة نبيه؟
وهل يلزم من كون نعيم الجنة لا انتهاء له زمانا ولا كما ولا مقدارا، أن نوقف علم الله واحاطته بجميع ما هو آت مستقبلا على هذا النحو، بحجة أن الاحاطة بعلم ما لا نهاية له ممتنعة عقلا؟؟
أنت تصر على أننا نتكلم عن لا شيء، واللا شيء لا يدخل في العلم .. وأنا أقول لك نعم اللاشيء لا يدخل في العلم، ولكن نحن لا نتكلم هنا عن لا شيء! وانما عن حاصل اجتماع كل شيء هو كائن ومخلوق الى أبد الآباد .. وفرق كبير بين (لا شيء) وحاصل ومجموع (كل شيء) كائن الى أبد الآباد!! فهل العلم بهذا الأخير يخرج من احاطة العلي الكبير في رأيك؟؟؟ على قولك هذا:
كل شيء = لا شيء!!
أرجو أن تجيب على أسئلتي هنا بلا تحفز ولا تعصب لاختيارك في المسألة، فأنت أصلا ما طرحتها هنا الا على أنها أشكل مسائل العقيدة عندك!! أليس كذلك؟
فهلا تحليت ببعض الرفق والروية في تأمل حجج مخالفك؟
بارك الله فيك وهداني واياك الى الحق، وأعاذني واياك من تكلف ما لا قبل لنا بعلمه ..
آمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 11:28]ـ
الله المستعان. . ما زلت يا شيخنا الفاضل لم تفهم حرف المسألة.
ما زلت لا تفرق بين (أفراد السلسلة اللامتناهية) وبين (نهاية السلسلة اللامتناهية).
وما زلت تظنني أقيس علم الله تعالى بعلوم خلقه. . وهيهات!
(يُتْبَعُ)
(/)
كون الله يحيط علما بكل ما في المستقبل، كون الله يحيط علما بنعيم الجنة. . لا أحد يشك فيه!
لكن كل هذا خارج محل النزاع. وهذه المسألة ما قيل إنها مشكلة إلا لصعوبة التفصيل بين هذا وذاك عند بعض الناس.
ومثلها مسألة (تسلسل الحوادث). . يصعب فيها التفصيل بين (حدوث الأفراد) و (قدم النوع) عند بعض الناس.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 11:45]ـ
============================== ===========
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحكيم علي مشاهدة المشاركة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة شمول العلم الإلهي للامتناهي ما هي وما هو حلها
============================== ===========
هل علم الله تعالى عدد جميع مخلوقاته ماضيها ومستقبلها؟
الجواب بالإثبات يؤدي إلى أن عددها: متناه، وهذا محذور.
والجواب بالنفي يؤدي إلى تجهيل الرب - سبحانه، وهذا كفر.
والحل عندي: تخطئة السؤال. . وأن اللامتناهي لا عدد له، فليس من شأنه أن يحصى ويعلم،
بل العلم بعدد اللامتناهي: كالعلم بأسودية البياض، وهو ممتنع لذاته.
بقي التفسير الصحيح لقوله تعالى: (لقد أحصاهم وعدهم عدا).
ينظر في ذلك: كلام شيخ الإسلام في درء التعارض، عند تعليقه على اعتراض الجويني.
مع أن سياق اللآية تبين ذلك. . قال تعالى {إن كل من في السموات والارض إلا آتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}
فالآية إنما تتحدث عن المجموعين يوم القيامة فردًا، لم تتحدث عما هو أعم من ذلك من المخلوقات القديمة والقادمة.
والله أعلى وأعلم.
نعيد صياغة السؤال والجواب بتعبير أوضح كي يتضح المقصود ولا يقع فيه اللبس:
س: هل علم الله عدد اللامتناهي؟
ج: إن أريد بالعدد هنا أفراد المجموع واحدا واحدا أو جملة جملة، فالله بكل شيء عليم.
وإن أريد بالعدد هنا تعدد الشيء وتكثره (إما إلى شيء محدود وإما إلى غير نهاية)، فالله يعلم تعدد اللامتناهي وتكثره إلى غير حد.
وإن أريد بالعدد هنا عدد معين أو أجل معين، فاللامتناهي ليس له عدد معين ولا له آخر الأجل حتى يحصى ذلك العدد أو يعلم ذلك الأجل.
س: فهل يعلم الله تعالى جميع الأحداث في المستقبل؟
ج: العلم على مرتبتين. . علم بالشيء قبل وقوعه، وعلم به حين الوقوع وبعده.
س: فهل يحصي الله تعالى جميع مراداته - بالعلم الأول - جملة واحدة أم جملة بعد جملة؟
ج: الله أعلم. لم أقطع فيه بشيء، ولم أجد في التمسك بأحدهما إماما. وفوق كل ذي علم عليم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 12:33]ـ
بارك الله فيك وأحسن اليك .. قد أحسنت صنعا باعادة صياغة جوابك ..
قولك حفظك الله: "وهذه المسألة ما قيل إنها مشكلة إلا لصعوبة التفصيل بين هذا وذاك عند بعض الناس"
أقول لك كلا، بل ما قيل أنها مشكلة الا لأنها بدأت بتكلف الفلاسفة لما لا يطيقون تصوره، وانتهت بكلام اجتهده العلماء للرد عليهم به، قد يصيب المصيب في بعضه وقد يخطئ كما هو شأن أي عالم مجتهد! فكون هذا الكلام الذي قررته أنت في المسألة هناك من الناس من خالفوه واعترضوا عليه، لا يعني أنهم بالضرورة عجزوا عن فهم "حرف المسألة"! بل قد يعني فساد الحقيقة التي تحت المسألة نفسها أصلا! والله لم يتعبد الناس بما لا يطيقه الا عقول الخاصة من الفلاسفة وأهل الكلام (وما أسفهها من عقول استكبرت على قبول الحق الواضح فراحت تطلب ما لا تملك له سبيلا)! انما عقيدة الاسلام واضحة ناصعة صافية، يفهمها كل عاقل بلا تكلف ولا مجهود! فاللهم اجز أول من فتن في هذه الأمة بفلاسفة اليونان وكدر على المسلمين صفو عقيدتهم بما كسبت يداه!!
وعلى كل حال، فان كنتم ترون أن سبب كل هذا الجدال هو عجزي عن تصور الفرق بين أفراد التسلسل ونهاية التسلسل (مع أني أنفي أصلا أن يكون له نهاية!!) فلا بأس .. فعلى التسليم لكم بعجزنا، فلا أظن أن الله تعبدنا في الاعتقاد بتمييز الفرق بين أفراد السلسة ونهايتها، وبالتفريق بين محل هذه وتلك من علمه تبارك وتعالى!! ولا أظنه من العلم الذي ينبني عليه عمل أصلا! بله من الترف العقلي وان تكلم فيه من أهل العلم وأئمة السنة ردا وتفنيدا من تكلم! ولا أظن أن العاجز عن فهم نظرية (تسلسل الحوادث) - مثلا - معرض لأن يفتن في قبره بسبب ذلك!! بل والله لعل
(يُتْبَعُ)
(/)
العكس يكون هو الأقرب!! نسأل الله السلامة والقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..
ولأن أخرج من هذه الدنيا غير فاهم لنظرية كذا ونظرية كذا مما بدعوا واخترعوا، مع علمي بما أخبر الله به عن نفسه وأخبر به رسوله عنه، خير وأحب الي من أن أخرج منها معتقدا أمورا أكذب بها على الله وأدعي فيها العلم بما ليس لي اليه من سبيل، وأدعي أنها من مسلمات العقول ومما لا يخالف فيه عاقل!
أما بشأن اعادة صياغتكم للأسئلة وجوابها ...
فتقول: "س: هل علم الله عدد اللامتناهي؟
ج: إن أريد بالعدد هنا أفراد المجموع واحدا واحدا أو جملة جملة، فالله بكل شيء عليم.
وإن أريد بالعدد هنا تعدد الشيء وتكثره (إما إلى شيء محدود وإما إلى غير نهاية)، فالله يعلم يعلم تعدد اللامتناهي وتكثره إلى غير حد.
وإن أريد بالعدد هنا عدد معين أو أجل معين، فاللامتناهي ليس له عدد معين ولا أجل معين حتى يحصى ذلك العدد أو يعلم ذلك الأجل."
وأنا أوافقكم تماما على الأولى والثانية
أما الثالثة في قولك: "وإن أريد بالعدد هنا عدد معين أو أجل معين، فاللامتناهي ليس له عدد معين ولا أجل معين حتى يحصى ذلك العدد أو يعلم ذلك الأجل."
فلعل الأفضل أن يخرج كالتالي: "وان أريد بالعدد هنا أجل معين يتوقف عنده الخلد والنعيم الأبدي، فهذا يهدم معنى اللانهاية ومعنى الخلد المنصوص عليه، وهو ليس بلازم من قولنا أن الله يعلم عدد ما هو خالق من النعيم لأهل الجنة الى أبد الآباد"
أما هذه:
"س: فهل يعلم الله تعالى جميع الأحداث في المستقبل؟
ج: العلم على مرتبتين. . علم بالشيء قبل وقوعه، وعلم به حين الوقوع وبعده."
فعندي أن كليهما داخلان في علم الله ولا فرق!
أما هذه: "س: فهل يحصي الله تعالى جميع مراداته - بالعلم الأول - جملة واحدة أم جملة بعد جملة؟
ج: الله أعلم. لم أقطع فيه بشيء، ولم أجد في التمسك بأحدهما إماما. وفوق كل ذي علم عليم."
فخير ما قلته من أول ما بدأنا هذا النقاش والله ... (الله أعلم) ...
(ابتسامة)
وان كان عموم النصوص الدالة على احاطة علم الله بكل شيء، لا أجد ما يخرج منها جميع ما كان قديما في الأزل، ولا جميع ما هو حادث بعد الى الأبد، وفي النهاية، فالله أعلم وأحكم، ولا حد لعلمه، سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يخرجنا من هذا النقاش سالمين ...
وأرى أن ننهيه عند هذا الحد، فظني أنه قد زال الالتباس عند ذلك ولله الحمد ..
فلننكسر بين يدي ربنا تبارك وتعالى أن يطهر قلوبنا جميعا، وأن يصرف عنا شرور أنفسنا، وأن يتقبل أعمالنا في تلك العشر المباركات .. آمين.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 04:09]ـ
أحسن الله إليكم أخي الكريم. . . مثل هذه المواضيع من ملح العلوم لا فروضها. فإن أبيت المعاينة إلا ما تيقنت أنك تسأل عنه من العلوم في القبور، فاترك - باسم السلامة - من المواضيع كل ما هو خارج عن ذلك النوع في هذا المجلس العلمي. فهذا أسلم بالنسبة لك. وإلا، فما معنى دخولك في نقاش ما لا يعنيك؟ وما فائدة اتهامك إماما من أجل أئمة المسلمين في المعقول والمنقول بالتأثر بترهات الفلاسفة والمتكلمين خارجا عن العقل والسنة من حيث لا يشعر في كيت وكيت من المسائل، ما دام أنك لم تحط بمذاهب هؤلاء ولم تفرق بين الحق والباطل من مقالاتهم؟
فالمرء بين ثلاث: أن يتعلم من أيدي هؤلاء الأئمة مسترشدا متفهما؛ أو يتدخل معهم في النقاش داريا لأصول المسائل واعيا لما فيها من المذاهب واللوازم ووجوه التقابل بين الأدلة وما يشكل من مسائلها وما لا يشكل؛ أو يترك الأمر كليا ويريح نفسه من عناء البحث والتدقيق. أما أن يدخل في الجدال دخول الحيي الكريم ويخرج منه خروج القهقري قائلا: (كم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية هذا المولج! لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه!!)، فهذا سلوك مرفوض لا يأتي بفائدة، ولا أظنك تحبه أو تقصده.
على كل حال. . نشكر مشاركتك في هذا الموضوع، ونطلب منكم العذر على ما قد يسيئك من حروفي وأحكامي.
هدانا الله وإياكم صراطه المستقيم. . الآن، وفي المسقبل. . إلى ما لا نهاية له ولا حد ولا حصر من الأوان. والحمد لله في الأولى والآخرة.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 05:17]ـ
"وإلا، فما معنى دخولك في نقاش ما لا يعنيك؟ وما فائدة اتهامك إماما من أجل أئمة المسلمين في المعقول والمنقول بالتأثر بترهات الفلاسفة والمتكلمين خارجا عن العقل والسنة من حيث لا يشعر في كيت وكيت من المسائل، ما دام أنك لم تحط بمذاهب هؤلاء ولم تفرق بين الحق والباطل من مقالاتهم؟ "
سبحان الله! كأني ما كتبت الا هواءا!!
يا أخي أنا لم أتهم شيخ الاسلام بالتأثر بترهات الفلاسفة .. أفبعد كل هذا تراني أتهمه؟؟؟ وانما قلت بأنه اجتهد في الرد عليهم وربما أخطأ في ذلك .. فالذي عده هو مما لا تخالف فيه العقول، قد لا يلزم أن يكون كذلك في الحقيقة! ألا يحتمل أن يكون الامام رحمه الله قد أخطأ، أو أخطأ البعض في فهم كلامه؟؟؟؟؟؟؟
وقد قبلت منك اعادة صياغة السؤال والجواب في المرة الثانية، ألا يدل ذلك على أني رأيت في كلامك الأول التباسا قد زال أكثره في كلامك الثاني؟؟
فان كنت فهمت بعد كل هذا النقاش أن كلامي في هذه المسألة مما لا يعنيني أو أني لم أحط بمذاهب المتنازعين فيها - وأكثرهم الفلاسفة وأهل الكلام - ولا أفرق بين الحق والباطل من مقالاتهم، - وقد نسبتني الى الحظ الوافر منها عبر نقاشنا، سامحك الله - وبين ما هو تنظير وضعته عقولهم قد يصيب وقد يخطئ، وبين ما هو لازم بضرورة العقل السوي الصحيح، فوالله قد اتهتمني بشيء عظيم، وقد قلت لك ان كنت تراني أجهل من أن أناقشك في هذه المسألة أصلا فلا يضيرني ذلك .. وسانزع من النقاش على أي حال .. ولكن لم يكن هذا اعترافا مني بجهلي في ذات الأمر .. فهلا راجعت كلامي بروية؟؟؟
وفقني الله واياك لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - Sep-2008, مساء 07:51]ـ
"وإلا، فما معنى دخولك في نقاش ما لا يعنيك؟ وما فائدة اتهامك إماما من أجل أئمة المسلمين في المعقول والمنقول بالتأثر بترهات الفلاسفة والمتكلمين خارجا عن العقل والسنة من حيث لا يشعر في كيت وكيت من المسائل، ما دام أنك لم تحط بمذاهب هؤلاء ولم تفرق بين الحق والباطل من مقالاتهم؟ "
سبحان الله! كأني ما كتبت الا هواءا!!
يا أخي أنا لم أتهم شيخ الاسلام بالتأثر بترهات الفلاسفة .. أفبعد كل هذا تراني أتهمه؟؟؟ وانما قلت بأنه اجتهد في الرد عليهم وربما أخطأ في ذلك .. فالذي عده هو مما لا تخالف فيه العقول، قد لا يلزم أن يكون كذلك في الحقيقة! ألا يحتمل أن يكون الامام رحمه الله قد أخطأ، أو أخطأ البعض في فهم كلامه؟؟؟؟؟؟؟
وقد قبلت منك اعادة صياغة السؤال والجواب في المرة الثانية، ألا يدل ذلك على أني رأيت في كلامك الأول التباسا قد زال أكثره في كلامك الثاني؟؟
فان كنت فهمت بعد كل هذا النقاش أن كلامي في هذه المسألة مما لا يعنيني أو أني لم أحط بمذاهب المتنازعين فيها - وأكثرهم الفلاسفة وأهل الكلام - ولا أفرق بين الحق والباطل من مقالاتهم، - وقد نسبتني الى الحظ الوافر منها عبر نقاشنا، سامحك الله - وبين ما هو تنظير وضعته عقولهم قد يصيب وقد يخطئ، وبين ما هو لازم بضرورة العقل السوي الصحيح، فوالله قد اتهتمني بشيء عظيم، وقد قلت لك ان كنت تراني أجهل من أن أناقشك في هذه المسألة أصلا فلا يضيرني ذلك .. وسانزع من النقاش على أي حال .. ولكن لم يكن هذا اعترافا مني بجهلي في ذات الأمر .. فهلا راجعت كلامي بروية؟؟؟
وفقني الله واياك لما يحب ويرضى.
شيخنا الكريم. . نشكر مشاركتك في هذا الموضوع، ونطلب منكم العذر على ما قد يسيئك من حروفي وأحكامي.
هدانا الله وإياكم صراطه المستقيم. . الآن، وفي المسقبل. . إلى ما لا نهاية له ولا حد ولا حصر من الأوان. والحمد لله في الأولى والآخرة.(/)
«التّراثُ الإسْلاميُّ بَين الأصالةِ والتَّزْيِيفِ»،للمحدِّثِ طارق بن عوض اللَّه
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 12:04]ـ
«التّراثُ الإسْلاميُّ بَين الأصالةِ والتَّزْيِيفِ»،
لفضيلةِ الشَّيخ المُحدِّثِ المحقّق طارق بن عوض اللَّه
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لا شك أن تحقيق الأحاديث، وتمييز ما صحّ منها وما لم يصحّ، عمل عظيم، وسُنّة ماضية، وجهاد في سبيلِ اللَّهِ ـ عزّ وجلّ ـ، وأمر بالمعروف ونهي عن المُنكر.
وقد اختار اللَّهُ ـ عزّ وجلّ ـ لهذا الأمر أئِمة صادقين، بالحق قائلين، وبه عاملين، وإليه داعين، وللباطل مجتنبين، وعنه محذّرين، فجعلهم حرّاسًا للدّين، ينفون عنه تحريف الجاهلين، وانتحال المبطلين، وتأويل الغالين.
فوضعوا لمن بعدهم أصولاً قَويمة ميّزوا بها بين الأحاديث المستقيمة والسّقيمة، وأظهروا في رواتها كل شريفة وذميمة؛ تدينًا وتقربًا إلى اللَّهِ ـ عزّ وجلّ ـ وذبًّا للكذب عن رسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ تسليمًا.
ثم تبعهم بإحسان كثير من أهلِ العلمِ المُتأخرين وبعض المُعاصرين، فساروا على دَرْبِهم، وضربوا على مِنْوَالهم، واهتدوا بهديهم، فأكملوا ما ابتدؤوه، وبينوا ما أهملوه، وفصّلوا ما أجملوه، فبارك اللَّهُ في سعيهم، ونفع بهم وبعلمهم.
وها نحن اليومَ؛ نعيش في ظل نهضة علمية، ظهر أثرها في نشر عدد كبير من كتب الحديث في جميع مجالاته، كانت منذ أمد بعيد حَبِيسَة المكتبات العامة.
وقد صاحب إخراج هذا الكم الهائل من كُتب السُّنَّة تحقيقاتٌ وتعليقاتٌ وتخريجاتٌ لأحاديثها ورواياتها من أساتذة أفاضل، وعلماء أجلاء، وباحثين مجتهدين، فازدادت هذه الكتب بأعمالهم رَوْنَقًا وبهاءً، فجزاهم اللَّهُ خيرًا على ما قدمّوا وبينوا.
غير أن هذا الخير قد شابه بعض الدّخَن، وهذه القوة قد أصابها بعض الوَهَن، وهذه سّنة اللَّهِ الماضية، ? فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ? [سورة فاطر الآية 43] فقد أبى اللَّهُ الحفظ الكامل إلا لكتابه.
وقد نظرت فإذا الأسباب التي من وراء ذلك كثيرة، فرأيت أن أذكر ضوابط كليةً لترشيد العمل، والاستقامة على الطريق؛ تصحيحاً للمسار، ونصحاً للَّهِ، ولرسولهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم؛ كما ثبت الحديث بذلك عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ.
وبالضرورة؛ فإن هذه الضوابط ليست لورّاق أو كتبيّ أو تاجر يستغل حاجة الناس للكتاب، فيدفعه إلى بعض الأحداث ناسخين له نَسْخَ مَاسِخٍ، ومسوّدين حواشيه بما لا يمتّ إلى التّحقيق بنَسَب، ثم يخرجه أعجميًّا، لو رآه صاحبه لما عرفه، ثم يعمد إلى إخفاء هذه (الجريمة) التي يسميها (تحقيقًا) بأن يرسم على طُرّةِ الكتاب: [تحقيق وضبط ومراجعة لجنة من المختصين بإشراف النَّاشر] (!) ولو كان من بين هذه (اللّجنة) متخصص واحد، لصاح به، ولبادر إلى إبراز اسمه.
وليست هي أيضاً لـ (مُخَرّبٍ)، يسمي نفسه (مخرّجًا)، يعمدَ إلى الرّوايات الحديثية، فيخرجها ـ بزعمه ـ، فإذا به يعمد إلى الفهارس المطبوعة، فيجعل من حاشية الكتاب نسخة أخرى لها!!
ـ «التأَني والتّريّث»:
فينبغي على الباحث أن يتريث في إصدار أحكامه على الأحاديث، وأن لا يتعجل ذلك، وهذا يستلزم أحيانًا أن يُمضي الأيام الكثيرة والأزمنة البعيدة من أجل معرفة ما إذا كان الحديث محفوظًا أم اعْتَرَاه شيء من الخطأ والوهم.
وهذا كان شأن كِبار الحُفَّاظ؛ فقد قال الإمامُ الخَطيبُ البغداديُّ (1): «من الأحاديث ما تخفى علته، فلا يُوقَف عليها إلا بعد النظر الشديد، ومُضِيّ الزمن البعيد».
وقال الإمامُ علي بن المدينيُّ: «ربما أدركتُ علّة حديثٍ بعد أربعين سنة».
وهذا بالضرورة يستدعي عدم المسارعة إلى ردّ نقد النّقاد، لمجرد عدم العلم بأدلتهم، إلا بعد البحث الشّديد، واستفراغ الجُهْد في الوقوف على ما عليه اعتمد النّقاد في نقدهم؛ فإن مثل هؤلاء النّقاد لا يتكلمون بالمُجَازَفَة، ولا بالحَدْس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أروع ما ذكره ابن أبي حاتمٍ (2)، عن ابن أبي الثّلج، أنهم كانوا يسألون ابن معين عن حديثٍ سنتين أو ثلاثاً، فيقول ابنُ معين: (هو باطل)، ولا يدفعه بشيءٍ، حتى وقفوا بعد ذلك على علته.
ومن هنا ندرك خطر الاغترار بظواهر الأسانيد، والاكتفاء بالظّاهر من حال رواته في الحكم على الأحاديث، وهذا هو الضّابط الثّاني.
ـ «التّتبّعُ والسّبْرُ»:
فإن الباحث كلّما أكثر من تتبع الأسانيد في الجوامع والمسانيد والأجزاء الحديثية، كلّما كان بحثه أخْصَبَ وأنْضَج، وحكمه أقرب ما يكون من الصواب.
فربما كان إسنادٌ فيه ضعف، فمن اقتنع به، ولم يستوعب البحث عن غيره، فلربما كان للحديث إسناد آخر صحيح، أو يشهد للأول ويدل على حفظ الراوي له.
ولربما كان إسنادٌ ظاهره الصّحة، فمن اقتنع به، واكتفى به، ولم يستوعب البحث عن غيره، فلربما كان للحديث إسناد آخر يُعِلّ ذاك الأول، ويدل على خطأ الراوي في الحديث.
ولهذا؛ قال الإمامُ علي بن المدينيُّ: «الباب إذا لم تجتمع طُرُقه، لم يتبين خطؤه»
(3).
ـ «في كَنَفِ الأئمةِ»:
ولما كان العُلماء الحُفَّاظ هم أعلم النّاس بالرّوايات، واختلافاتها، وأحفظ النّاس لها، وأعرف الناس بما يعتريها من العلل الظّاهرة والخفية، وأضبط الناس للقواعد والأصول التي على أساسها تتميّز الأحاديث، وأفقه النّاس في تطبيقها وتنزيلها على الرّوايات والأسانيد ـ كان من الضّروري ـ والضّروري جدًّا ـ الرّجوع إلى كتب علل الأحاديث المتخصّصة، والبحث عن أقوال أهل العلم على الأحاديث؛ فإن بالوقوف على كلمةٍ أو حرفٍ ينسب إلى إمام من أئمة علل الأحاديث، تُحَلّ مسائل معلقة، وتُفتح أبواب مغلقة.
وآفة الآفات، ومنشأ الخلل الحاصل من قِبَلِ بعض الباحثين، هو ممارسة تحقيق الأحاديث، والحكم على الأسانيد والمتون، استقلالاً من دون الرّجوع إلى أئمة العلم لمعرفة كيفية ممارساتهم العملية.
فكما أن القواعد النّظرية في هذا العلم تؤخذ من أهله المتخصصين فيه، فكذلك ينبغي أن يؤخذ الجانب العملي منهم؛ لا أن تؤخذ منهم ـ فقط ـ القواعد النّظرية، ثم يتم إعمالها عمليًّا من غير معرفة بطَرَائِقِهم في إعمالها وتطبيقها.
فإن أهل مكّةَ أعلم بشِعَابها، وأهل الدّار أدرى بما فيه، وإن أفضل من يطبق القاعدة هو مَنْ وضعها وحرّرَها، ونظم شَرائِطَها، وحدّ حدودها.
وليس هذا جُنُوحاً إلى تقليدهم، ولا دعوة إلى تقديس أقوالهم، ولا غَلْقًا لباب الاجتهاد، ولا قتلاً للقدرات والمَلَكَات؛ بل هي دعوة إلى أخذ العلم من أهله، ومعرفته من أَرْبَابه، ودخوله من بابه، وتحمّلِه على وجهه.
وما رجوع أهل العلم ونقاده، بعضهم إلى بعض، وسؤال بعضهم بعضاً عن الأحاديث والرّوايات ـ كما صنع الإمام مسلم؛ لمّا صنف كتابه: (الصّحيح) عَرَضَه على علماء عصره؛ ليقولوا كلمتهم فيه ـ مع ما حَبَاهُ الله ـ عز وجل ـ من سَعَةِ في الحفظ، ودقة في النقد، وصحة في النّظر، وقوة في البحث، وصدق في الرأي، وما كان هذا إلا مَظْهَرًا من مظاهر معرفة أقدار العلماء، واحترام اختصاصاتهم.
وما تجريح أئمة الحديث للمُصِرّ على الخطأ، وهو مَن بينوا له خطأه فيما يرويه، فلم يرجع عن خطئه، ولم يبالِ بنقد النّقاد، وأقام على روايته له آنفاً من الرّجوع عنه (4) إلا رسالة تهديد شديدة اللّهْجَة لكل من تُسَوّل له نفسه أن يضرب بنقد النقاد عُرْضَ الحائط، ولا ينزّله منزلته اللائقة به.
ـ «الأصُولُ والاصطلاحات»:
وحيث بان لنا أهمية الرّجوع إلى أئمة الحديث للتّفقّهِ بفقههم، والتفهّمِ بفهمهم، كان من الضّروري معرفة أصول الأئمة ومناهجهم واصطلاحاتهم.
فإن مذاهب النّقاد للأحاديث غامضة دقيقة؛ فربما أَعلّ بعضهم حديثًا استنكره، بعلة غير قادحة في الأصل، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر؛ وحجتهم في هذا: أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً، إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكرًا يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد يحقق وجود الخلل، وإذ لم يوجد سبب له إلا تلك العلة؛ فالظاهر أنها هي السبب، وأن هذا من ذاك النّادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبهذا يتبين: أن ما يقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة، وأنهم قد صححوا ما لا يُحصى من الأحاديث مع وجودها فيها، إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق، اللهم إلا أن يثبت المتعقب أن الخبر غير منكر (5).
وربما يطلقون بعض الاصطلاحات على غير معناها المتقرر والمتعارف عليه؛ كمصطلح (الحسن)، فإن بعض أهل العلم يستعمله في موضع (الغريب) أو (المنكر) على عكس معناه المتقرر، والذي يقتضي ثبوت الحديث.
وقد قال إبراهيم بن يزيد النخعي: «كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يُخرج الرجل أحسن حديثه، أو أحسن ما عنده».
قال الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ شارحًا له (6): «عَنَى إبراهيم بالأحسن: الغريبَ؛ لأن الغريب غير المألوف يُسْتَحْسَن أكثر من المشهور المعروف، وأصحاب الحديث يعبرون عن المناكير بهذه العبارة».
ـ «شرائطُ الكُتب»:
إن أئمة الحديث ـ عليهم رحمة اللَّهُ تعالى ـ لم يصنفوا هذه الكتب الحديثية جُزَافًا، بل كل مصنّفٍ لهم لمصنّفه فيه شرط التزمه، وغاية نشدها؛ فكان إخراج الحديث في مصنف ما، على وجه ما، كالإشارة من مصنّفه إلى حال هذا الحديث عنده.
ومن هنا؛ ندرك الخطأ الذي يقع فيه بعض الباحثين؛ حيث يخرجون الحديث من كتب متعددة، غير ملتفتين إلى الفائدة التي أسْدَاها إليهم صاحب الكتاب بإخراجه الحديث فيه.
فدلالة الاحتجاج بالحديث في (الصّحيحَين) على صحته، وتلقي العلماء له بالقبول؛ حيث لا يكون ثَمّة تعقب من بعض الحفاظ؛ لا ينبغي أن تهمل، بل على الباحث الاستفادة من هذه الدلالة، وتلك الفائدة، فلا يعامل أحاديث (الصّحيحَين) معاملته لغيرها.
ودلالة إخراج الحديث في كتب الأصول، كالسّنن الأربعة و (الموطأ) و (المسند) لأحمدَ ـ أيضًا ـ لا ينبغي إهمالها.
بل من أهل العلم من يرى أن من علامات ضعف الحديث خُلُوّ هذه الكتب منه (7).
وإخراج الحديث في ترجمة راويه المتفرد به في كتب الضعفاء مثل: (الكامل) لابن عدي، و (الضّعفاء) للعقيلي، و (المجروحين) لابن حبّانَ ـ يدل على ضعف الراوي دلالة واضحة جلية؛ لأن هؤلاء الأئمة إنما يخرجون في ترجمة الرّاوي بعض أحاديثه المنكرة؛ ليستدلوا بذلك على ضعفه، فكانت هذه الأحاديث، من هذه الأوجه، عند هؤلاء المصنّفين غاية في النّكارة؛ حيث إنهم لم يضعفوها فحسب، بل استدلوا بها على ضعف راويها المتفرد بها.
وقد قال ابنُ عديّ في مقدّمة كتابه (8): « ... وذَاكرٌ لكل رجل منهم مما رواه ما يُضَعّف من أجله، أو يَلْحَقه بروايته له اسم الضعف؛ لحاجة الناس إليها».
وقال الحافظ ابنُ حَجَرٍ (9): «من عادة ابن عدي في الكامل، أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة، أو على غير الثقة».
وكثيراً ما يتبرّأ ابن حبّان في (المجروحين) من تلك الأحاديث التي يخرجها في كتابه، ويصرح بأنه ما دفعه إلى إخراجها إلا الرغبة في بيان الضعفاء وبيان أحاديثهم المنكرة.
يقول في المقدّمة (10): «وإنما نُمْلِي أسامي من ضُعّفَ من المحدّثين، وتَكَلّم فيه الأئمة المرضيون ... ونذكر عند كل شيخ منهم من حديثه ما يُستدل به على وَهَنِه في روايته تلك».
ويقول أيضاً (11): «وإني لا أحل أحدًا روى عني هذه الأحاديث التي ذكرتها في هذا الكتاب إلا على سبيل الجرح في روايتها على حسب ما ذكرنا».
وكرر هذا المعنى في غير ما موضع من كتابه (12).
ــــــــــــــــ[الهوامش]ــــــــــــــــ
(1) ((الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع))، (2/ 257).
(2) في علل الحديث، (1879).
(3) راجع: كتاب: ((الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات))، (ص 69) لطارق بن عوض اللَّه بن محمّد.
(4) انظر: ((الكفاية))، ص 232، و ((المجروحين))، 1/ 79، و ((الإرشادات))، ص 22 ـ 23، و (شرح علل الترمذي)، 1/ 399 ـ 401، 2/ 569 ـ 570.
(5) مقدمة ((الفوائد المجموعة)) للشيخ المعلمي اليماني، ص 708.
(6) في ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع))، 2/ 101، وانظر: كتابي: ((الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات))، ص 135 ـ 150.
(7) انظر: ((الموضوعات)) لابن الجوزي (1/ 141) و ((الصارم المنكي))، ص 68، و ((نصب الراية))، 1/ 355 ـ 356، 2/ 480، و ((تدريب الراوي))، 1/ 277، و ((ألفية الحديث للسيوطي))، ص 84.
(8) (1/ 15 ـ 16).
(9) ((هدي الساري))، ص 429.
(10) (1/ 94 ـ 95).
(11) (1/ 241).
(12) (2/ 314)، (3/ 46).
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 10:32]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 01:00]ـ
الأخ المكرّم / أبا مُحمَّد البكرى:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وبارك فيكم.(/)
أول (مبادرة) لإجراء عملية جراحية لفصل توأمين ملتصقين عام 352 هـ!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 01:37]ـ
... نقلاً عن موقع الوراق ...
في كنز الدرر لابن أيبك (ج5 ص409) حوادث سنة 352هـ (وفيها أرسلت بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة رجلين ملتصقين، عمرهما خمسة وعشرون سنة، وهما ملتصقان من تحت إبطيهما، ولهما بطنان وصرتان ومعدتان، ولكل منهما يدين ورجلين كاملين جميع الأعضاء. وقصد ناصر الدولة إقصاءهما، فأحضر الأطباء والجرائحية)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 04:41]ـ
وهل تمت العملية بنجاح؟؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 06:29]ـ
ماشاء الله،
فعلا؛ هل تمت العملية بنجاح؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 10:01]ـ
جزاكم الله خيرا، وأحيي اخوتي ... لا أدري ما مصير هذين التوأمين، خاصة وأن العملية بأدوات بدائية مقارنة بالمستعمل اليوم.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[02 - Feb-2008, صباحاً 11:24]ـ
(فأحضر الأطباء و الجرائحية)
أليس لهذه الجملة تكملة؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 12:44]ـ
ربما هؤلاء الاطباء من أجداد الربيعة (ابتسامة)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:21]ـ
شكرا لك
أخي / عبدالله الشهري
وفي "البداية و النهاية" لا بن كثير , تحقيق د. التركي
عدد من هذه الحوادث و الغرائب ..
انظرها في الفهرس منه الجزء 21 / ص 1264(/)
هل الحمدلله أفضل الذكر؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 03:49]ـ
هل الحمدلله أفضل الذكر؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 06:56]ـ
" أَفْضَلُ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ" أخرجه الترمذى (5/ 462، رقم 3383) وقال: حسن غريب. والنسائى فى الكبرى (6/ 208، رقم 10667)، وابن ماجه (2/ 1249، رقم 3800)، وابن حبان (3/ 126، رقم 846)، والحاكم (1/ 676، رقم 1834) وقال: صحيح الإسناد.
وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" .. و"صحيح وضعيف سنن الترمذي" وغيرهما(/)
حكم قول: " هذه سنة الحياة " العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 06:41]ـ
السؤال:
ما حكم قول بعض الناس، وهو يتحدث في أشياء: " هذه سنة الحياة! "؟
الجواب:
[لا يقولها، بل يقول سنة الله لا بأس].
الشيخ العلامة ابن عثيمين من " سؤال على الهاتف ".
ـ[أبو عثمان السلفي]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:54]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين.
وجزيتم على نقل مِثل هذه الفوائد.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 07:57]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين.
وجزيتم على نقل مِثل هذه الفوائد.
آمين، وإياكم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 04:55]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم النقل الطيب
ورحم الله شيخنا العثيمين رحمة واسعة، وجزاه عن أمة الاسلام خيرا،
ولكن لي تعقيب يسير على كلام الشيخ رحمه الله، - وأنى لمثلي أن يعقب على كلام أمثاله رحمه الله، ولكن الحق أحق أن يتبع.
لقد أصاب الشيخ كبد الحق في قوله (يقول سنة الله)، فهذا أصوب وأبعد عن مظنة سوء المعتقد ولا ريب، ولكن هذه - أعني قول القائل " سنة الحياة" - انما هي عبارة تحتمل في ظاهرها وجها آخر (وهو الأقوى والذي يقصده الناس)، فلا نسلم للشيخ بالوجه الذي حملها عليه! فأنا لا أعلم أحدا من العامة يطلق عبارة (هذه سنة الحياة) معقبا على أمر يراه يتكرر باطراد ثابت في أمر من أمور الحياة، الا وهو يقصد بذلك أنها السنة الكونية التي تدور بها أحوال الحياة الدنيا، لا أن الحياة نفسها هي التي سنت ذلك وجعلت تلك الأحوال على ما هي عليه! فهل يكون لازما لبيان ذلك المعنى منه أن يقول مثلا "هذه سنة الله في الحياة"، حتى نفهم اذا قال "هذه سنة الحياة" أنه يقصد ما سنه الله من سنة كونية في الحياة الدنيا، وليس الوجه الذي فهمه الشيخ؟ لا أرى ذلك لازما! فلا يجب التشديد في هذه المسألة كما يكون في عموم المناهي اللفظية الكثيرة والطوام والمخالفات العقدية الكبيرة التي تقع في كلام كثير من الناس. ولكن صيانة ألفاظ المسلمين وحفظها من مظنات الفساد - وان كان فيه خفاء - هي بالجملة أمر مطلوب ولا شك، كمثل ما جاء في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي"، فالكلمان بمعنى واحد، ولكن الثانية أخف وأبعد عن مظنة السوء من الأولى، ولا يبلغ اللقس مثل ما قد يبلغه الخبث في شدة المعنى، فكان اختيار اللفظة الثانية هو الأحسن. فاصلاح أقوال المسلمين وضبطها على الأكمل والأحسن هو أمر واجب، ولكن ينبغي التروي عند اطلاق الفتيا بالمنع أو التحريم حتى لا يقع تعنت من البعض في الزام العامة بمثل هذه الأمور، فأنا كما أسلفت أجزم بأن أكثر العامة - بل جميعهم - لا يقصد بقوله "هذه سنة الحياة" نسبة عمل الله تعالى وسنه لسنن الكون الى الدهر أو الى الحياة من دون الله! وانما قصده أن هذا هو قانون الحياة، مع اقراره بأن الذي سن هذا القانون الكوني - ان صح استعمال لفظة قانون في هذا المقام - في الحياة خلقا وتدبيرا انما هو الله جل وعلا! فمن باب كمال اللفظ أن يقال له، اجعلها "هذه سنة الله" أفضل، لكن لا يكون ذلك من باب انكار المنكر واصلاح الفساد في القول، وعليه فيراعى فيه ألا يوجه النصح به الى كل أحد من عامة الناس، وان وجه ألا يكون في قالب واستنكار، والله أعلى وأعلم.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 05:46]ـ
جزيتم خيرا
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 08:36]ـ
بارك الله فيك أخي (أبو الفداء) ويدل أيضاً على ما ذكرت قوله تعالى:
(قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ) [الأنفال 38].
(لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ) [الحجر13].
(وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً) [الكهف 55].
(وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً) [الكهف55].
(سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً) [الإسراء 77].(/)
قصيدة (عيد ميلاد) واستشفاف هل من خطأ؟
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:09]ـ
قصيدة للشاعرة عبير الحمد
هل يُعاب عليها العنوان ك عيد ميلاد؟
إذا ماقصدت تذكر مولدها ورعاية أبيها لها؟
شئ آخر ..
مقطع عن أن والدها أذن الشعر في أذنها
هل من الممكن أن نقبل أن يكون المجاز رمز ديني يقلّب على الهوى
أتمنى الرد العاجل , لأن القصيدة بين يديّ ويريدون رد عاجل فيها
.. عيدُ ميلاد ..
حينَ وُلِدتُ
ألفيتُ على مهديَ (شِعراً)
ألَماً
أوراقاً
ودُواهْ
.
.
حنّكَني الوالدُ بِ قصيدٍ
أذّنَ في أُذُني ملحمةً
عوّذَني جذِلاً بالْ آهْ ..
.
.
ألْبَسَني في السابِعِ (عِقداً)
من قيسِ الشِّعر .. وليلاهْ
فَ ظننتُ يُسمّيني
(وجداً)
أو
(ولَهاً)
أوحتى
(شجناً)
.
.
لكنْ
بِ (عبيرٍ) ناداني ..
كي أتضوّعَ في دُنياهْ!
.
.
ألغى في المشهدِ والدتي!
ألْقَمَني ثديَ قصائدهِ
حباً
وجنوناً
وبُكاءً
حزناً .. وهميساً .. وحياهْ!
.
.
.
أحبو
أتعثّرُ بكتابٍ
فَ يهُبُّ لِ يُنقِذَ من ثغري
شيئاً تعدِلُهُ عيناهْ
في رُكنِ الحُجرةِ ألمَحُهُ
يقرأُ
ويُمَسِّدُ لِحيَتَهُ
يهتِفُ مُنتَشِياً: الله!
.
.
ولئن حانت منه النظرةُ
هزّ السبابةَ مُبتسماً:
(ابقَيْ هادئةً بِنتاهْ)
.
.
مُنهَمِكٌ
ماذا في يدِهِ؟!!
.
.
لونُ شقائي
نَوْحُ مسائي
كُنْهُ نزيفي وهَيُولاهْ!
وطُقوسُ مخاضِ قصائدِه
سِرٌّ لا يُدرَكُ معناهْ!!
.
.
وَكبُرْتُ
لِ تكبُرَ في قلبي
هرطقةُ الشِّعرِ
وهمهمَةٌ
يَنفُثُها النايُ كما حُلُمي
إمّا الإطراقُ تَغَشَّاهْ
.
.
عامٌ
وإذا الشاعرُ (وَتَرٌ)
يُهدي الكونَ صدى نجواهْ
ديواناً
أسماهُ (عبيري)
ودعاني لأكونَ شذاهْ!
.
.
عامٌ عُمري؟
عامٌ فِكري؟
ديوانٌ يختزِلُ الدنيا
ديوانُ أبي
.
.
ماااا أبْهاهْ!!
.
.
وتَتِمَّةَ عامي
أجلَسَني
في حِجْرِ الْ (عامِ)
يُلقِّنُنِي
أن أنطِقَ كَ لِداتي:
(بابا)
فهتفتُ بديهاً:
(أوّاااااااهْ)
.
وفقكم الله وأحسن إليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:54]ـ
هل السؤال من الناحية الشرعية أو من الناحية البلاغية؟
إذا كان من الناحية الشرعية، فالأوفق وضع الموضوع في المجلس الشرعي، وإن كان من الناحية البلاغية فلا إشكال فيه.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:44]ـ
بل من الناحية الشرعية
ليت المشرفين يتقلونه إذن
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 07:55]ـ
جزاكم الله خير على نقله
وأنتظر إفادتكم ..
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 10:50]ـ
يرفع رفع الله قدركم
للضرورة وفقكم الله:
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 11:01]ـ
يرفع رفع الله قدركم
للضرورة وفقكم الله:(/)
وصية علي لكميل ....
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[14 - Jan-2008, صباحاً 11:34]ـ
وصية علي لكميل
هَذِهِ الوَصِيَّةُ مِن أَحْسَنِ الوَصَايَا في الحَثِّ عَلَى طَلَبِ العِلْمِ وَبَيَانِ شَرَفِ حَامِلِيهِ قَالَ عَنهَا الخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: ((هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَحْسَنِ الْأَحَادِيثِ مَعْنًى , وَأَشْرَفِهَا لَفْظًا , وَتَقْسِيمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ النَّاسَ فِي أَوَّلِهِ تَقْسِيمٌ فِي غَايَةِ الصِّحَّةِ , وَنِهَايَةِ السَّدَادِ , لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَخْلُو مِنْ أَحَدِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا مَعَ كَمَالِ الْعَقْلِ وَإِزَاحَةِ الْعِلَلِ , إِمَّا أَنْ يَكُونَ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُغْفِلًا لِلْعِلْمِ وَطَلَبِهِ , لَيْسَ بِعَالِمٍ وَلَا طَالِبٍ لَهُ فَالْعَالِمُ الرَّبَّانِيُّ: هُوَ الَّذِي لَا زِيَادَةَ عَلَى فَضْلِهِ لِفَاضِلٍ , وَلَا مَنْزِلَةَ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ لِمُجْتَهِدٍ , وَقَدْ دَخَلَ فِي الْوَصْفِ لَهُ بِأَنَّهُ رَبَّانِيٌّ وَصْفُهُ بِالصِّفَاتِ الَّتِي يَقْتَضِيهَا الْعِلْمُ لِأَهْلِهِ , وَيَمْنَعُ وَصْفَهُ بِمَا خَالَفَهَا , وَمَعْنَى الرَّبَّانِيِّ فِي اللُّغَةِ: الرَّفِيعُ الدَّرَجَةِ فِي الْعِلْمِ , الْعَالِي الْمَنْزِلَةِ فِيهِ , وَعَلَى ذَلِكَ حَمَلُوا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ)، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ))).
فِإلَى الوَصِيَّةِ
((عن كُمَيل بن زياد النَّخَعِي قال: أخذ عليٌّ بيدي، فأخرجني إلى ناحية الجبَّان، فلما أَصْحَرنا، جَلَسَ، ثم تَنَفَّسَ، ثم قال: يا كُمَيلَ بنَ زيادٍ القُلُوبُ أوعيةٌ؛ فخيرُها أوعاها، احفظ ما أقول لك: الناس ثلاثة: فعالم رَبَّانِيٌّ، ومتعلم على سبيل نجاة , وهمج رعاع , أتباع كل ناعق يميلون مع كُلِّ رِيحٍ، لم يَسْتَضِيئوا بِنُور العَلمِ ولم يَلجئوا إلى رُكنٍ وَثِيقٍ.
العِلمُ خَيرٌ من المالِ، العِلْمُ يَحْرُسُكَ وأنت تحرُسُ المالَ، العلمُ يَزُكو على العَمَلِ، والمال تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، العلمُ حَاكِمٌ , والمال محكُومُ عليه , وصَنيعَةُ المالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ , ومحَبَّةُ العالم دِيْنٌ يُدانُ بها، العلمُ يُكْسِبُ العالم الطَّاعةَ في حياته، وجميلَ الأُحْدُوثَةِ بَعدَ مَوتِهِ، وصَنيعةُ المال تَزولُ بِزَوَالِهِ، مَاتَ خُزَّانُ الأَموالِ وَهمُ أَحْيَاءٌ، والعلماءُ بَاقُونَ مَا بَقِي الدَّهْرُ، أَعْيَانهم مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُم في القُلُوبِ مَوجُودَةٌ، هَا إنَّ هَهُنا ـ وأشار بيده إلى صدره ـ عِلْماً لو أصبتُ له حَمَلةً، بلى أصَبْتُهُ لَقِناً غَيرَ مَأمُونٍ عليه، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّين للدُّنيا، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللهِ عَلَى كِتَابِهِ، وبِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ، أَو مُنقَاداً لأَهْلِ الحَقِّ , لا بَصِيرَةَ لَهُ في إِحْيَائِهِ , يَقْتَدِحُ الشَّكُّ في قَلبِهِ , بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ , لا ذَا , ولا ذَاك , أَو مَنهُومٌ باللَّذَّةِ، سَلِسُ القِيادِ للشَّهَواتِ , أو فمغرىً بجمع الأموال , والادِّخَارِ , ليسا مِن دُعَاةِ الدِّينِ , أَقْرَبُ شَبَهاً بهما الأَنعَامُ السَّائِمةُ , كَذلكِ يموتُ العلمِ بموتِ حَامِلِيهِ , اللَّهُمَّ بَلَى , لَن تخْلُوَ الأَرضُ مِن قَائِمٍ للهِ بحُجَّةٍ , لِكَي لا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ , أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْرًا , بِهِمْ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ حُجَجِهِ , حَتَّى يُؤَدُّوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ , وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ ,هَجَمَ بهم العلمُ عَلَى حَقِيْقَةِ الأَمْرِ , فَاسْتَلانُوا مَا اسْتَوعَرَ مِنه المُتْرَفُونَ , وَأَنِسُوا بما اسْتَوحَشَ منه الجَاهِلُونَ , وَصَاحَبُوا الدنيا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بالمحلِّ الأَعْلَى ,أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي بِلَادِهِ، وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ، هَاهْ هَاهْ شَوقاً إلى رُؤيَتِهِم , وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكَ , إِذَا شِئتَ فَقُمْ)) (1). اهـ
قال أبو عبيد العمروني: إسناده ضعيف جداً لجهالة عبد الرحمن بن جندب الراوي عن كميل، فقد قال عنه الحافظ في: ((لسان الميزان)): ((مجهول)).اهـ
وأبو حمزة الثُّمالي ضعيف ليس بشيء، ضعفه أحمد وابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، بل وقال: النسائي: ليس بثقة.
وقال إسماعيل بن عبد الله سمّويه، عن عمر بن حفص بن غِيَاث: ترك أبي (حديث) الثُّماليَّ.
وقال أبو أحمد بن عَدِي: ((وضَعْفُه بيّنٌ على رواياته، وهو إلى الضَّعف أقرب)).اهـ
قلت (المؤلف): ومع ضعفه سنداً إلا أن شهرته أغنت عن الإسناد فيه كما قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: ((وهو حديث مشهور عند أهل العلم، يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم)).اهـ
فالحديث ضعيف سنداً، صحيح شهرةً فقد تلقاه العلماء بالقبول، يستغنى بشهرته عن إسناده.
ـــــــــــــ
(1) أبو نعيم (حلية الأولياء ج 1 ص 40 ـ 41)، والخطيب (الفقيه والمتفقه / 1 / ص 182، ذكر تقسيم أمير المؤمنين على بن أبي طالب أحوال الناس في طلب العلم وتركه) تحقيق عادل العزازي، والمزي (تهذيب الكمال)، وأورده الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم مختصراً، وعلق عليه قائلاً: ((وهو حديث مشهور عند أهل العلم، يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم))، (ج 2 / ص 984).اهـ
موقع ضَبحُ العَادِيات(/)
الفرق بين لذة الطاعة .. ولذة المعصية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 01:12]ـ
مقارنة بين لذة الطاعة .. ولذة المعصية:-
بسم الله الرحمن الرحيم ..
ما من شك أن للإيمان طعما فقد قال عليه الصلاة والسلام"ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا" .. وهذا الطعم حلو المذاق وإنما يشعربه أهل الذائقة السليمة من مرارة المعصية شهوة كانت أو شبهة .. وآية ذلك شروط ثلاثة .. قال عليه الصلاة والسلام:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
-أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما (وهذا يلزم منه تقديم محاب الله ورسوله على محابه هو وأهوائه وملذاته .. فينفي بهذا الشهوات بصنوفها)
-وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله (وهذا عمل القلب المبرهن على صحة التوحيد فيه .. فيثبت له بهذا الولاء في الله والبراء من أعدائه
ومعنى الحب في الله أن يحبه لأجل ما هو عليه من الأعمال الصالحة التي يحبها الله فانتقض بذلك مذهب المرجئة من أساسه)
-وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار
(وهذا الحد من الكره للكفر ضمين لتحقيق هذا البند من شروط وجدان حلاوة الإيمان ..
فإذا كان سعيدا بإيمانه وفرحا بنجاته .. كفرح الناجي من النار المحققة .. فكان كارها للكفر ككرهه أن يقذف في النار
دل على الشعور بالظفر الحقيقي .. وهذه أمارة اليقين بالله تعالى وكما قيل من يخطب الحسناء لم يغله المهر .. وحين يزداد اليقين في القلب .. فإنه يرفرف شوقا بما يرضي ربه سبحانه ويفرحه فتراه يندفع لفعل الخيرات وعمل الصالحات بكل ما أوتي من عزم ولهذا يقول المجرمون يوم القيامة:"ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون")
فاشتمل ذلك على:-
-العناية بتحقيق التوحيد ونفي ما يضاده .. وبهذا يسلم من الكفر والبدعة
-والعناية بتقوى الله تعالى .. وبه يسلم من المعاصي
بيد أن النصّ على هذه الثلاثة له أرب وليس من قبيل التمثيل المجرد
لأن الشرط الأول يقتضي لزوم الإسلام .. ولزوم السنة .. وهذا قول الله تعالى"قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا"
والشرط الثاني يقتضي موالاة من يلزمهما
والشرط الثالث يقتضي البراءة ممن تنكبهما ..
وفي الأول نص على الحب للخالق .. لأن آية الحب الاتباع"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" ..
وفي الثاني نص على مقتضى الحب فيما يتعلق بالمخلوق ..
وفي الثالث نص على الكره .. وهو لازم ما سبق
بعد هذه المقدمة .. لعلك عرفت الفرق .. !
ومن باب نشر ما لُفّ آنفا .. إليك شيئا يبسُط الأمر ويجليه:-
-لذة المعصية .. موقوتة بزمانها .. ولذة الطاعة لنكهتها في الأفواه الزكية ديمومة ..
-لذة المعصية .. يعقبها ضيق في الصدر .. لا يستراح منه إلا بهروب لمعصية أخرى .. أو بالنوم ..
وقالت العامة: نوم الظالمين عبادة! .. ولذة الطاعة .. يعقبها طمأنينة القلب واستراحة النفس وتحليق الروح
-لذة المعصية .. هي في الأصل مرة على الفطر السليمة .. لكن إبليس لذذها .. فهي أشبه بالمخدر ..
والمخدر ليس علاجا .. ولا دواء .. ولا شفاء
-لذة المعصية .. طمعها لاذع .. مع نكتة في القلب سوداء تورثها .. ولذة الطاعة طعمها حلو .. مع زيادة طهر في القلب
ومن يلذع لسانه كثيرا يوشك أن يهتريء فلا يحس .. ومن يحلّي لسانه على الدوام .. فلن يحلو فيه إلا ما كان حلوا
وحتى يتضح المقال .. يكون أوجه أن يساق المثال:-
هذان شخصان .. كلاهما قاما من جماع
أحدهما مع زوجته .. والثاني بالزنى مع عشيقته ..
فالأول ما أن يقضي وطره .. إلا قام شاكرا لأنعم الله على ما أباح .. محبا لزوجه .. طاهر الجنان .. محصّنا لأنه استحل فرجها بكلمة الله تعالى .. بل محتسبا فوق ذلك كله الأجر"وفي بضع أحدكم صدقة"
والثاني .. يقوم وقد وقر في قلبه احتقار هذه البغي وإن أوهمها بالعكس ... وطار من وجدانه شبق الشهوة .. ووجد في قلبه غصة مكتومة .. ويظلل وجهه ذل المعصية .. وفي أحسن أحواله .. يقوم عنها. ولا قيمة لها في عينه ألبتة كالكلب ينصرف عن الكلبة .. لا يرجعهما إلا سُعار الشهوة .. وإطفاؤها بالحرام .. يوقدها نارا يجد حرها في قلبه ..
ولهذا نهى رسول الله عن ضرب الزوجة ضرب الحمار في النهار ثم مضاجعتها في الليل
فمثل هذا الزوج ممن لا هم له إلا الفرج .. أشبه البهائم .. وكذلك الزناة ..
والله المستعان
ـ[بن هزاع]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 07:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم علي العرض الطيب المبارك
جعله الله في ميزان حسناتكم وطيبكم بطيب الجنه
وجعلنا وإياكم من المتحابين في الله
احبكم في الله
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[26 - Feb-2008, مساء 07:43]ـ
فرحت بطلعتكم يا أبا القاسم، أسأل الله أن يحفظك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 05:40]ـ
أخي ابن هزّاع .. أكرمك الله تعالى كما أكرمتني بدعائك الطيب .. ولك بمثل .. وأحبك الله تعالى
أخي الفاضل رشيد .. أفرحك الله بطاعته على الدوام .. وجمعني وإياك على محابه ومراضيه .. شاكرا لك تلطفك الجميل
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 11:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله خيرا.
وللفائدة:
قال عميد الأدب العربي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله - عن نفسه -
فكرت في ما كنت أكابده من ألم الطاعة فإذا الألم قد ذهب وبقي الثواب ونظرت في ما استمتعت به من لذة المعصية فإذا هو قد ذهب وبقي الحساب فندمت على كل لحظة لم أجعلها في طاعة.
------------------------------
المصدر: رسالة في جعبة جوالي.
ولعلها في مذكرات الشيخ رحمه الله.(/)
المسافة التي بيننا وبين النصوص: متى سنقطعها، قبل الموت بقليل؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 01:52]ـ
يقف بيننا وبين النصوص - الكتاب والسنة - ركام هائل من كتب المذهب والفروع، بل كتب المحققين المستقلين باجتهادهم، والنظر في النصوص والنهل من معينها العذب الزلال، والوقوف على كنوزها التي لا تقدر بثمن، يكون ممكنا بعد شظف طويل ومعاناة ممتدة و "فلاتر" كثيفة، ثم لا يقف المرء (الكادح) حيال النصوص وجهاً لوجه ليقف على أسرارها ويغوص في بحارها - هذا إن أسعفه ما بقي من العمر لتجاوز سطح البحر بأمتار قليلة - إلا في آخر العمر، فيرى مالم يكن ير، ويأسف على الإفراط والتفريط فيما مضى.
فائدة: قال المراكشي في "المعجب": (( ... فنفقت في ذلك الزمان كتب المذهب، وعمل بمقتضاها ونبذ ما سواها، وكثر ذلك حتى نسي النظر في كتاب الله، وحديث رسول الله (ص) فلم يكن أحداً من مشاهير ذلك الزمان يعتني بهما كل الاعتناء، ودان أهل ذلك الزمان بتكفير كل من ظهر منه الخوض في شيء من علم الكلام)).أ. هـ. [1].
==========================
[1] نقلاً عن مقدمة د. إبراهيم البنا لكتاب (الرد على النحاة)، لابن مضاء القرطبي، ص5 - 6. وحديث المراكشي عن كتب المذهب المالكي، و ذلك في العهود الأخيرة من دولة الأندلس.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:38]ـ
يقف بيننا وبين النصوص - الكتاب والسنة - ركام هائل من كتب المذهب والفروع
بارك الله فيك
أستغرب والله من تسليط الضوء في الآونة الأخيرة على كتب المذاهب متونا وأصولا بالقدح والذم
لماذا؟! أليس هذا تراث أسلافنا الذي نفخر به على الأمم؟ أليس هذا خلاصة اجتهاد علماءنا على مرّ الدهور والأزمان؟؟
هل تريدون منا أن نرمي به خارجا ونبدأ من جديد؟!
استنباط الأحكام من النصوص إما أن يكون بالشروط التي وضعها العلماء وإما أن لا يكون
فإن قيل يكون بدونها فهو ظاهر البطلان فإن فيه خرق لإجماع العلماء إذ وضعوا شروطا للاجتهاد في النصوص سواء كان اجتهادا مطلقا أو جزئيا
وفيه دعوة للانحلال والتزندق إذ يا ترى كم فهم سيخرج لنا للنصوص إذا كان النظر فيها لا يحتاج إلى شروط
وأي نوع من الفهوم هو؟!
ثم العوام أي الفهوم تأخذ؟؟ هل تأخذ بفهم هذا الرجل الذي استنبط الأحكام من النصوص بعقله الجبار وذكائه المفرط من غير شروط أم بفهم الشافعي وأمثاله من علماءنا
وإن قيل الإستنباط منها يكون بشروط فلماذا تذم كتب المذاهب دون غيرها
فلنذم علم أصول الفقه لأن تعلمه شرط لفهم النصوص إذا هو ركام هائل يقف بيننا وبين النصوص
وكذا علم اللغة وفروعها
وعلم قوانين نقد السنة (المصطلح) إذ استنباط الحكم من الحديث متوقف على معرفة صحته من سقمه
وهكذا يقال في باقي شروط الاستنباط
وبذلك نرمي بجميع العلوم ونفهم النصوص بمعزل عنها
ولا يخفى بطلان هذه الأمور
وهل كتب المذاهب إلا أقصر وأفضل وسيلة لفهم الكتاب والسنة الفهم الصحيح
نحن لا ندعوا الى التعصب لها والجمود عليها ولا نشترط قراءة جميع كتب المذهب للوصول إلى الكتاب والسنة
الحقيقة أن هذه الكتب هي التي توصلنا إلى فهم النصوص الفهم الصحيح
الكل يستطيع أن يفهم من النصوص لكن هل فهمه صحيح موافق لفهم العلماء؟؟ هنا المشكلة هنا الخلل
وينظر هنا:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8735
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:51]ـ
ثم هذه مبالغة من المنقول عنه
ومن قال أن تحصيل شروط الاجتهاد المطلق أو الجزئي يستغرق أغلب حياة الإنسان
ثم إن كتب المذاهب مليئة بالنصوص فالناظر فيها ناظر في النصوص وفي استنباطات العلماء منها وفي طرق هذه الاستنباطات وكيفيتها
وقد منحه الله عقلا يميز فيه صحة استنباطهم من النص الفلاني من عدمه
فلماذا تصور كتب المذاهب كعائق وعازل عن النصوص؟؟ هذا خلاف الواقع وماكان خلاف الواقع كان كذبا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:54]ـ
ثم هذه مبالغة من المنقول عنه
ومن قال أن تحصيل شروط الاجتهاد المطلق أو الجزئي يستغرق أغلب حياة الإنسان
ثم إن كتب المذاهب مليئة بالنصوص فالناظر فيها ناظر في النصوص وفي استنباطات العلماء منها وفي طرق هذه الاستنباطات وكيفيتها
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد منحه الله عقلا يميز فيه صحة استنباطهم من النص الفلاني من عدمه
فلماذا تصور كتب المذاهب كعائق وعازل عن النصوص؟؟ هذا خلاف الواقع وماكان خلاف الواقع كان كذبا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 03:55]ـ
هذا (الركام!) يقف بيننا وبين النصوص؛ ليس لعيب في النصوص، ولا لعيب في هذا (الركام!) ولكنه لعيب فينا نحن!
فنحن أعاجم، نحتاج لمعرفة اللغة العربية كي نفهم النصوص التي نزلت بلسان العرب.
ولسنا ممن شافه العرب حتى نتعلم منهم، فلا جرم صرنا محتاجين إلى نقل هؤلاء العلماء في ذلك.
وهذا النقل (وكذلك كل نقل) يحتاج إلى معرفة ما يصح وما لا يصح من هذه المنقولات؛ فلا جرم صرنا في حاجة إلى علوم الأثر والحكم على المرويات.
وقد كان القرآن نزل على أعقل الناس وأفهم الناس وأذكى الناس، فصرنا إلى زمن يتكلم فيه الأحمق، ويتطلع فيه الغبي، وينطق فيه الجاهل، وكل يدعي وصلا بليلى، فلا جرم صرنا في حاجة إلى ضوابط تضبط هؤلاء من الخروج عن أقدارهم، والكلام فيما لا يحسنون.
وسبب كل بلاء في الأمة من تكلم من لا يعلم فيما لا يحسن، وكل يزعم أنه يستنبط من النصوص، ولا يتقيد بفهم السلف، بدعوى أن العبرة بالنصوص لا بكلام أحد، ولو كان هذا القائل في علم الشافعي وأحمد لقلنا له: أخطأت، فما بالك وهو لم يحفظ مائة حديث، ولا درس مائة مسألة، ولا ثنى الركب بين أهل العلم، ولا له ما يتميز به عن أجهل العامة؟!
قديما ورد عن بعض الصحابة أنه رأى رجلا يتكلم في القرآن فقال له: هل تعرف الناسخ والمنسوخ؟ فقال: لا، فقال: هلكت وأهلكت!!
ولم نجد في القرآن الكريم شيئا يقول لنا: هذه الآية ناسخة وهذه الآية منسوخة، فلا أستبعد أن يجيء بعض الجهلة ليقول: ما بالكم تقولون: ناسخ ومنسوخ وكلام فاضي؟!!! كتاب الله وسنة رسوله على العين والرأس، مفيش حاجة اسمها ناسخ ومنسوخ، نسمع كلام ربنا وسنة نبينا، ولا نأخذ بقول أحد كائنا من كان!!
طيب يا سيدي، ماشي، بالراحة!
أنت سعادتك من أين حصلت على الكتاب والسنة أصلا؟!!
هل أخذت القرآن عن الرب مباشرة؟ وأخذت السنة عن النبي مباشرة؟!
ما يدريك أن هذا المجلد الذي تقرأ فيه (صحيح البخاري) هو حقا كلام الرسول؟!
وما يدريك أن هذا المعجم الذي تقرأ فيه معاني الكلمات صحيح النسبة إلى العرب؟!!
وما يؤمنك - إذا كنت تريد إلقاء كلام أهل العلم في المزبلة - أنهم قد خانوا هذه الأمانة التي نقلوها إليك أصلا؟!
من العجائب أن يكون اعتماد هذا المدعي أصلا على ما كتبه أهل العلم في كتبهم، وقصارى أمره أن يرجع إلى ما حبروه في مراجعهم، ثم بعد ذلك يريد أن يتنكر لهم، ويقول: أخطئوا جميعا في فهم الكتاب والسنة، وادخر الله عز وجل لي أنا وحدي هذا الفهم!!
من النصوص ما هو واضح الدلالة لا يحتاج إلا إلى عقل سليم، وهذا لا يحتاج إلى مسافات أصلا بيننا وبين النصوص.
ومن النصوص ما هو معروف عند العرب بلسانها، وقد يخفى على الأعاجم، وهذا أيضا لا يحتاج لهذه المسافة، ومبناه على معرفة اللفظ الغريب.
ومن النصوص ما لا يعرف معناه إلا الفقهاء، ولا يصح أن يتكلم فيه إلا العلماء، ولا يصلح أن يتدخل فيه من ليس أهلا له، وهذا هو المقصود الأكبر والركن الأعظم، وهذا هو الذي يحتاج إلى هذه (المسافة!) لنقطعها؛ لأن العاقل يعرف أنه لا يصح أن يصعد إلى الطابق العاشر من الأول مباشرة.
ومن النصوص ما لا يعرف معناه إلا الله.
وهذه القسمة الرباعية رويت عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي مشهورة في الكتب عنه، ومعنى هذا الكلام لا نزاع فيه بين العلماء أصلا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:18]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10326
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:18]ـ
جزاكم الله خيرا، أشكر لكم هذه الغيرة "المتوقعة"، لكن ألا يمكن النظر إلى معنى المشاركة المطروحة من زاوية أخرى، ألا يمكن؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:31]ـ
يمكن النظر إليها من زاوية أخرى، وانظر الرابط الذي أحلتك عليه.
ولكن ماذا عن النظر المصلحي؟
هل عرفنا الآن لماذا أغلق المتأخرون باب الاجتهاد؟
لأن الضرر المحتمل من هذا الإغلاق أقل بكثير من الضرر المتيقن (أو شبه المتيقن) لفتح هذا الباب.
فجاء من بعدهم فأعظم النكير عليهم لأنهم أغلقوا الباب، ولم يفهم مرادهم من هذا الأمر.
انظر مثلا إلى (الزركشي) تجده يأتي بالعجب العجاب في كتبه التي لم يسبق إليها، مثل البرهان، ومع ذلك تجده ينص في البحر المحيط على إغلاق باب الاجتهاد؛ لأن الاجتهاد فُهم عند العامة فهما خاطئا (ومع الأسف عند بعض العلماء كذلك أيضا).
يفهمون الاجتهاد على أنه المخالفة والقول بما لم تسبق إليه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الذي يقول بقول أبي حنيفة أو الشافعي أو مالك أو أحمد، هذا ليس بمجتهد حتى لو قال هذا القول اجتهادا!!!!!
أما الذي يأتي بقول لم يقل به أحد، فهذا مجتهد، حتى لو لم يكن عنده أدنى شيء من آلات الاجتهاد!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 04:22]ـ
أعتذر من الشيخين الفاضلين أمجد و أبا مالك و لكن ألا تخلطان في كلامكما بين ركام كتب الوسائل و أدوات الاجتهاد و بين ركام كتب التقريرات و الحواشي و الاستنباط من كلام الشيخ لا من كلام الله و رسوله؟؟ أليس كلام الشيخ الفاضل عبد هو عن المشتغل بتحصيل ادوات الاجتهاد بدليل سوقه لكلام المراكشي و هو كلام عن مشاهير ذلك الزمن من الفقهاء و ليس كلامه عن العوام أو حتى طلبة العلم المغمورين؟؟؟
مع الشكر للشيخ عبد الله فكل مرة تسقط "فأرتي" في فخ عناوين خواطره المشوقة و المختارة بعناية .. راجيا من الله ان يقينا و اياه من شرور أنفسنا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 09:47]ـ
أعتذر من الشيخين الفاضلين أمجد و أبا مالك و لكن ألا تخلطان في كلامكما بين ركام كتب الوسائل و أدوات الاجتهاد و بين ركام كتب التقريرات و الحواشي و الاستنباط من كلام الشيخ لا من كلام الله و رسوله؟؟ أليس كلام الشيخ الفاضل عبد هو عن المشتغل بتحصيل ادوات الاجتهاد بدليل سوقه لكلام المراكشي و هو كلام عن مشاهير ذلك الزمن من الفقهاء و ليس كلامه عن العوام أو حتى طلبة العلم المغمورين؟؟؟
مع الشكر للشيخ عبد الله فكل مرة تسقط "فأرتي" في فخ عناوين خواطره المشوقة و المختارة بعناية .. راجيا من الله ان يقينا و اياه من شرور أنفسنا
جزاك الله خيرا. وتقبل الله ما دعوت به آمين،فكم أنا بحاجة ماسة لمثل هذا الدعاء. أرجو أن تكون قد أفلحت في فتح نافذة يطل من خلالها الإخوة الأفاضل - الذين احترم رأيهم كثيرا وأسعد برؤيتهم - على مقاصد الموضوع من زاوية مختلفة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 10:05]ـ
أعتقد أن الخلاف بيننا يا شيخ عبد الله أصلا قليل جدا، ولكن كلا منا قد يعبر عن رأيه بأسلوب مختلف.
وقد خطر في بالي أمر يتعلق بموضوعك عن (قطع المسافة!)
وهو أن بعض الناس أراد أن يقطع المسافة من الرياض إلى مكة بالدابة، دون السيارة، زعما منه أن الاشتغال بتحصيل السيارة يحول دون الوصول إلى المقصود!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 12:49]ـ
وضع الحواشي من طبيعة العلوم ومتطلباته لأن تغير لغة المخاطبة من زمن لآخر يحتم على أهل العلم ذلك
فلو وضع الصيرفي مثلا شرحا على كلام الشافعي في الرسالة لصعوبة كلامه على أهل عصره ثم جاء السراج البلقيني ووضع حاشية على شرح الصيرفي يوضح مراده لصعوبة كلامه وخفاء مراده عن أهل عصره لما كان ذلك مذموما بل ممدوحا
لأن النصوص تفهم من خلال فهم العلماء وشرحهم وتفسيرهم لها وفهم كلام العلماء الفهم الصحيح يكون من خلال شرح تلامذتهم ومن تبعهم ممن جاء بعدهم فهي سلسلة محتاج اليها لما تقدم من التغير الحاصل في لغة المخاطبة ووسائل الإدراك بين أهل العصور المتفاوته
ولا ينكر بعض التكلف الحاصل في التحشية على كلام الشيخ إلا أنه قليل في جانب الفائدة المذكورة آنفا والله أعلم
وقد تكلم الفقيه ابن القيم رحمه الله _أظنه في الإعلام_ في معرض حديث عن فضل علم السلف على الخلف عن قصر المسافة بين الصحابة وبين النظر في النصوص وبعدها بالنسبة لغيرهم فهذا واقع مفروض للبعد عن مشكاة النبوة زمنا
فعلى المتفقه بالنصوص أن يختار بين ثلاثة طرق
الأولى أن ينظر في النصوص كما نظر الصحابة فيها _ طبعا الكلام في جزئية خاصة_ وهذا ما لا سبيل اليه للبعد الزمني فمن أين لك أن تسمع الحديث من فيِّ النبي صلى الله عليه وسلم بل لابد من النظر في الأسانيد وعللها
وهكذا يقال في الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والفهم الصحيح للنصوص وباقي آلات الفهم كعلوم العربية والقواعد الأصولية
الثاني: أن ينظر في النصوص كما نظر فيه العلماء فيطرق الطرق التي طرقوها والمناهج التي انتهجوها في فهم النصوص الفهم الصحيح
الثالث: أن يخترع طريقة جديدة للنظر في النصوص لم يطرقها العلماء من قبله وهذا بين البطلان والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 11:12]ـ
المقصود هو كيفية التعامل مع هذه المسافة الشاسعة، لذلك قلت: متى سنقطعها لا متى سنلغيها، وفي الحق علماء الأمة لنا هو من باب العلم الذي ينتفع به الوارد في الحديث، لهم أجره ولنا الانتفاع إن شاء الله، ولكن الأنفاس تنقطع في الاطلاع على ماذكرتم. ابن رشد مثلاً ألف "الضروري في أصول الفقه"، في إشارة إلى مايحتاج إليه المرء من هذا العلم، وكذلك الصنعاني ألف رسالة في ما يُحتاج إليه من أصول الفقه، ومنهج المتكلمين الذي يسمى منهج الشافعية في الأصول منهج مطول دخل فيه من المباحث مالا يحتاج إليه في الغالب، فهذا الحس عند الأوائل بأن هناك مالا يستغني عنه العالم هو الذي ينبغي عدم تجاوزه إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة، هكذا بالنسبة لسائر الفنون، فالفقه عند الحنابلة مثلاً لا يلزم ضبط كتب المذهب كلها لأمور تعرفونها أولها التكرار، ومعرفة أقوال الإمام منها ما هو حاضر ظاهر فتؤخذ وتحفظ، ومنها ماهو على روايات في المسألة، اكثرها مخرج لا مصرح به وبين بعضها تضارب، فلا يُكلف المرء تمحيصها على وجه الإلزام وفي المشهور المعروف من الأقوال غنية فلا ينبغي أن تأخذ تلك من الوقت الذي ينبغي أن يصرف لحفظ الآيات و الأحاديث والتفقه فيها. وهناك وسائل تساعد على اختصار الزمن والجهد منها إدمان النظر في كتب شروح الحديث وكتب التفاسير. وهكذا في اللغة، و علوم الحديث، الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 11:16]ـ
المقصود هو كيفية التعامل مع هذه المسافة الشاسعة، لذلك قلت: متى سنقطعها لا متى سنلغيها، وفي الحق ما تركه علماء الأمة لنا هو من باب العلم الذي ينتفع به الوارد في الحديث، لهم أجره ولنا الانتفاع الذي لا غنى لنا عنه، ولكن الأنفاس تنقطع في الاطلاع على ماذكرتم. ابن رشد مثلاً ألف "الضروري في أصول الفقه"، في إشارة إلى مايحتاج إليه المرء من هذا العلم، وكذلك الصنعاني ألف رسالة في ما يُحتاج إليه من أصول الفقه، ومنهج المتكلمين الذي يسمى منهج الشافعية في الأصول منهج مطول دخل فيه من المباحث مالا يحتاج إليه في الغالب، فهذا الحس عند الأوائل بأن هناك مالا يستغني عنه العالم هو الذي ينبغي عدم تجاوزه إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة، هكذا بالنسبة لسائر الفنون، فالفقه عند الحنابلة مثلاً لا يلزم ضبط كتب المذهب كلها لأمور تعرفونها أولها التكرار، ومعرفة أقوال الإمام منها ما هو حاضر ظاهر فتؤخذ وتحفظ، ومنها ماهو على روايات في المسألة، اكثرها مخرج لا مصرح به وبين بعضها تضارب، فلا يُكلف المرء تمحيصها على وجه الإلزام وفي المشهور المعروف من الأقوال غنية فلا ينبغي أن تأخذ تلك من الوقت الذي ينبغي أن يصرف لحفظ الآيات و الأحاديث والتفقه فيها. وهناك وسائل تساعد على اختصار الزمن والجهد منها إدمان النظر في كتب شروح الحديث وكتب التفاسير. وهكذا في اللغة، و علوم الحديث، الخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 03:40]ـ
المسافة التي بيننا وبين النصوص قريبة ليست بعيدة لمن يسر الله له.
ولكن المشكلة في معرفة النصوص نفسها؛ فلنفرض أنك قد قطعت المسافة بينك وبين النصوص، فماذا ترى؟
ستجد نفسك أمام بحر لا ساحل له يحتاج إلى عمر فوق عمرك لتطلع عليه فضلا عن أن تحيط به!
ولذلك اشتهر عند السلف من أئمة الحديث أن علم الحديث يستغرق العمر طلبا ولا يجد الطالب ثمرته إلا مع نهاية العمر.
وإن المرء ليعجب عندما يتفكر في أخبار بعض السلف ممن كان يحفظ ألف ألف حديث!!
ما المدة الكافية لطالب العلم ليحفظ هذا القدر؟!
لو افترضنا أن طالبا عالي الهمة سيحفظ في كل يوم خمسين حديثا، ولا يرتاح يوما واحدا! ولا يكسل يوما واحدا! ولا يمرض يوما واحدا! ولا ينشغل يوما واحدا! ولا يعرض له عارض يوما واحدا!!
فمع كل هذا سوف يحتاج إلى نحو خمس وخمسين سنة ليحفظ هذا القدر من الأحاديث!!!!!!!!!!!
جزى الله بالخيرات عنا أئمة ............. لنا نقلوا (الإسناد) عذبا وسلسلا
فمنهم بدور (ستة) قد توسطت ............. سماء العلا والعدل زهرا وكملا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 04:29]ـ
وإن المرء ليعجب عندما يتفكر في أخبار بعض السلف ممن كان يحفظ ألف ألف حديث!!
[/ center]
ألا ترى شيخنا أن في هذا القول بعض المبالغة حتى لو قيل في الصديق الثاني و حتى ان كان قائلها يعني الأسانيد لا المتون؟؟
و في الموضوع الذي نتكلم عنه يبدو لي أنه لا خلاف بينك و بين الشيخ الشهري فالذي فهمته أنه يقصد من ينفقون أعمارهم في معرفة الظاهر و النص و المحكم و المشتبه و الغريب و الشاذ و المنقطع و المنطوق والمفهوم والمعنمد و المشهور و وو ... الخ من أفوال و مذاهب الامام مالك أو الامام أبي حنيفة أو أو .. بعد أن يكون قد حصل كل ما يحتاجه من علوم الوسائل التي تقصدها انت شيخنا أبا مالك و الوصول بتحصيلها الى أن يطيق تحمل الأخذ مباشرة عن النصوص ... فلاأظن ان الشيخ الشهري يخالفك في قضاء ما شاء الله من العمر في حفظ ألفية ابن مالك أو ألفية العراقي و الاشتغال بشروح اللغة و كتب العلل و غيرها .... انما ما يقصده على ما يبدو لي هو من حصل هذه الأدوات ثم بعد ذلك لم يستعملها الا في فك طلاسم مختصر خليل و حدود ابن عرفة وغيرها من المختصرات و المطولات فلم حصل كل هذه الأدوات اذن شيخنا؟؟؟ الن يكون آنذاك ما تدعو اليه من التمكن فيها ضربا من العبث ان لم تستعمل فيما وضعت له؟؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 05:06]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
لا يوجد خلاف حقيقي بيني وبين شيخنا الشهري، وحتى لو وجد خلاف فما زال الناس يختلفون، والخلاف لا يفسد للود قضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما ذكرته من استبعاد ما ورد عن السلف في ذلك، ففيه نظر واضح!
إذ إن ذلك مشهور عنهم شهرة لا تكاد تنكر، ومن الثابت عن الإمام أحمد أنه يحفظ سبعمائة ألف حديث، ومن الثابت عن أبي زرعة أنه يحفظ خمسمائة ألف حديث، ومن الثابت عن البخاري أنه يحفظ ثلاثمائة ألف حديث، وغير ذلك كثير، ويمكنك أن تراجع الحث على حفظ العلم لابن الجوزي ففيه من ذلك أعاجيب.
والمقصود يا أخي الكريم أننا لو افترضنا أن الإنسان سيأخذ من النصوص مباشرة فهذا إنما يكون لمن له إحاطة أو شبه إحاطة بالنصوص، فقد يصغر لمثل الإمام البخاري أنه لم يحفظ نظما في أصول الفقه، ولم يحفظ كتاب سيبويه في النحو وشبه ذلك؛ لأن لديه من الخبرة بالنصوص والاطلاع عليها والحفظ لها ما يغنيه عن ذلك، وقديما قال الفراء: من تبحر في علم من العلوم توصل به إلى كل العلوم.
وأنا كلامي عن طائفة محددة من الناس (ومع الأسف هي منتشرة جدا في هذه الأيام)، وهي الطائفة التي تجدها مثلا في أحسن أحوالها تحفظ بلوغ المرام ولها اطلاع على كتب السنة والفقه والأصول وغيرها، ويريدون بهذه النتف واللقم! أن يعترضوا على الأئمة الكبار ويرموهم بالزلل والسهو والغلط والجهل أحيانا!
إذا كنت مثلا طبيبا أو مهندسا أو مدرسا فقد تقبلُ مثلا من زميلك في العمل أن يخطئك في شيء ما، وترى ذلك من باب النصيحة، وقد ترجع عن قولك إلى قوله، وهذا أمر مشهور معروف.
ولكن إذا جاءك طفل ما زال في الحضانة، أو رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ يقول لك: أنت جاهل ولا تفقه شيئا!! فهذا هو المستنكر؛ ولذلك كان الواحد من السلف كلما ازداد علما ازداد تواضعا وعرف مقدار ما عنده من جهل، قال أبو عمرو بن العلاء: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال!
وقد يستشكل بعض الناس إذا قرأ كلامي هذا، ويظنني من عبدة المذاهب (!!) أو من يظنني مقلدا صرفا (!!) أو يظنني ممن يقدم أقوال الرجال على قول صاحب الشريعة (!!)
ويزداد استشكاله إذا رآني في بعض ما أكتب أقول: هذا خطأ من العالم الفلاني أو سهو من العالم الفلاني، ويقول لي: ما بالك ناقضت نفسك فاعترضت على أهل العلم؟!
والجواب عن هذا سهل ميسور، وهو أن لكل مقام مقالاً، فإن احترامك للطبيب وطاعتك له لا تعني أن تبلع السم بدلا من الترياق! ولا تعني كذلك أن تترك باقي الأطباء من أجل عيون هذا الطبيب!
فالاعتراض على أهل العلم يكون باستعمال سبيل الأدب أولا، ويكون بالاستناد لكلام نظرائهم من أهل العلم ثانيا.
أما من يعترض على أهل العلم بمجرد رأسه (!) ويظن أنه قد انفرد بالحق دون خلق الله طرا (!) فهذا ينبغي لأهله أن يداووه، فإن لم يستطيعوا فليذهبوا به إلى مستشفى المجانين ليريحوه ويريحوا العالمين منه!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 08:23]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بعلمكم.
لا يوجد خلاف حقيقي بيني وبين شيخنا الشهري
آمل من إخواني ألا يغتروا بما لا أستحقه من المشيخة، فلست شيخ أحد، وإن كان لابد فلا مانع من نعتي بـ "الشيخ"، ولكن بدون "فضيلة" وأخواتها (كما حصل من بعض الإخوة سامحه الله). وفي مشاركة رقم (15)، للشيخ أبي مالك وفقه الله، لم يكن مرادي الحفظ بالدرجة التي صورها، وإنما حفظ ما يمكن الناس حفظه مما لا عسر فيه ومما يعد من الأسس أصلاً التي لا يسع العالم الجهل بها: القرآن، عمدة الأحكام، البلوغ ... مثلاً، والتفقه والتدبر في مثل ذلك وغيره مما يتيسر. الشيخ ابن باز رحمه الله - على جلالته في العلم وجمعه بين الفقه والحديث - لم يكن عنده مكتبة عامرة كتلك التي نجدها عند بعضنا اليوم، كتب فروع وحواش متنوعة مع ما تقذف به دور النشر اليوم من عشرات الكتب المحققة التي تخرج لأول مرة ولم يرها الشيخ ولم يعرفها، هذا غير ما هو مطبوع مشهور متداول من عقود وقرون. بل أكاد أجزم أن الشيخ رحمه الله لم يطلع على كتب أعرفها وهي عندي وقرأتها، ولكن مع ذلك الفرق بيني وبينه كالفرق بين الثرى والثريا. الشيخ تعلم وفقه وفهم ما يحتاج إليه العالم من علوم الآلة ومن علم النصوص، واشتغل بما اشتهر و عُرف من كتب الأئمة، وهي معدودة (ربما سمع الشيخ الكتاب الواحد مراراً لترسيخ العلم وتعميق الفهم)، ومع حسن النية والقصد فتح الله عليه، فتسمع علماً جماً، لا تكاد تمر مسألة إلا بدليلها وفقهها ... فعلِم وعلّم، رحمه الله وثبتنا بعده.
لو جئنا بجميع كتب الأصول - مثلاً - الموجودة بين أيدينا اليوم لبلغت مئات، ولكن لكي أقطع المسافة المطلوبة في هذا الفن هل يلزمني الاطلاع عليها كلها بل معرفة كل مافيها؟ كلاّ.
لو جُمعت كلها ثم استخلص منها ما اشتركت فيه لتقلصت إلى عشرات، ثم لو ألغيت من هذه العشرات كل المباحث التي لا حاجة إليها (مثلاً: أصل اللغات توقيف أم اصطلاح، ومباحث العقل وحدّه)، لبقي معنا - كحد أقصى - مالا يزيد عن6 - 8 مجلدات، مما يحتاجه العالم كأدوات للاستنباط وفك لغة الأحكام في النصوص. وهكذا باقي الفنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 02:48]ـ
... وفي هذا الشأن يقول الماوردي رحمه الله: ((ولا يتشاغل بطلب مالا يضر جهله، فيمنعه ذلك من إدراك مالا يسعه جهله، فإن لكل علم ٍ فضولاً مذهلة، وشذوراً مشغلة، إن صرف إليها نفسه قطعته عما هو أهم منها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: العلم أكثر من أن يحصى، فخذوا من كل شيء أحسنه. وقال المأمون: مالم يكن من العلم بارعاً، فبطون الصحف أولى به من قلوب الرجال. وقال بعض الحكماء: بترك مالا يعنيك، تدرك ما يعنيك)).
أدب الدنيا والدين، ص 76 – 77.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 09:25]ـ
مع الشكر للشيخ عبد الله فكل مرة تسقط "فأرتي" في فخ عناوين خواطره المشوقة و المختارة بعناية ..
نعم والله .. وأيضا سعة أفقه، وعقله السديد.
ويعلم الله .. أني كثيرا ما أرتاد معرِّفه،لأستفيد من موضوعاته القيمة ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 01:01]ـ
قال أبو عمرو بن العلاء: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال!
... وهذه ظاهرة عالمية، لا تقتصر على ثقافة دون ثقافة، يقول عظيمهم في الفيزياء، اسحاق نيوتن: ((إن كنت الآن استطيع أن أرى بعيداً بعض الشيء فهو بفضل وقوفي على أكتاف العمالقة)).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 01:03]ـ
نعم والله .. وأيضا سعة أفقه، وعقله السديد.
ويعلم الله .. أني كثيرا ما أرتاد معرِّفه،لأستفيد من موضوعاته القيمة ..
أصلح الله حالي وحالكم، وجعلني وإياكم أهل خير وعطاء وصلاح قول وعمل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 01:15]ـ
وللأستاذ الدكتور الأصولي عياض بن نامي السلمي - حفظه الله - لفتة نفيسه تدور حول حمى الموضوع رأيت أن أنقلها للمتأملين، يقول:
((وما تخوف منه بعض الغيورين من ابتعاد الناس عن كتب التراث وجهلهم بلغتها وأسلوبها إن هم اكتفوا بتلك المؤلفات الحديثة، لا أرى له ما يؤيده من النقل ولا من العقل، فإن النقل إنما جاء بالأمر بالتفقه في الدين ومعرفة حكم الله جل وعلا بالطريق الصحيح والعمل به: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة:122] "رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها"، ولم يتعبدنا الله جل وعلا بقراءة كتاب غير كتابه ولا بحفظ كلام سوى كلامه، ولم يتعبدنا الله بالاجتهاد في فهم معميات المختصرات، ولا بالاجتهاد في منطوق كلام احد من خلقه ومفهومه إلا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الذي هو حجة يجب تأملها والنظر فيها وفق ما تقرر من قواعد الفهم والاستدلال، وأما العقل فإنه يقتضي ضرورة البحث عن الحق بأيسر وسيلة وأقربها، وأن لا يضيع الإنسان عمره في سلوك الدروب المتعرجة مع تمكنه من الوصول إلى الغاية بالطريق المستقيم. وليس معنى هذا الكلام الدعوة إلى ترك كتب المتقدمين والاكتفاء عنها بكتب المتأخرين، وإنما المقصود أن لا يظن من لم يسعفه ذهنه بإدراك كتب المتقدمين أن الطريق أمامه موصوده فيرضى بمرتبة التقليد، بل عليه أن يعرف مما كتبه المحدثون ما يمكنه من الاختيار والترجيح، ويعينه على معرفة القول الباطل من الصحيح)).
(أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله، ص9 – 10)
بارك الله في الشيخ وجزاه الله خيرا، فقد حل الإشكال بعبارة وجيزة، فـ "لا ضرر ولا ضرار".
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 09:56]ـ
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم جميعًا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 12:05]ـ
... ومن صور إطالة المسافة بيننا وبين النصوص ما ذكره ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 212):
((فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال كذا وكذا، يقول من قال بهذا؟ ويجعل هذا دفعاً في صدر الحديث أو يجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل وأنه لا يحل دفع سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا الجهل))
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:28]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
و ان كان هذا لا يجب أن يفهم على اطلاقه اذ قد يترك العمل ببعض ما يدل عليه عموم نص لأن احدا لم يعمل به ممن يقوم بهم الاجماع و قد يجعل من باب تخصيص النص بالاجماع .. أما ترك كامل دلالة نص بحجة أن لا أحد عمل به فحسب استقراء الامام الترمذي لا يوجد من هذا الضرب الا حديثين و لم يسلم له بهما .. فلعل في مثل هذا الاستقراء دليلا آخر قوي يسند كلام ابن القيم و قد عضد كلاما له شبيها بهذا في "المسافة" التي يفرضها البعض من تحريم الأخذ بالنص لجواز كونه منسوخا فرده باستقراء الأحاديث المتفق على دخول النسخ فيها و أنها لا تتجاوز العشرة أو قريبا من ذلك
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 04:44]ـ
وجهة نظر من واد آخر!؟:
من رسالة الاجتهاد:
بسم الله الرحمن الرحيم
] وَلَو رَدّوه الى الرسول والى أولي الامرِ منهُم لَعَلِمه الذين يَستنبطونَه منهم [(النساء: 83)
ان باب الاجتهاد مفتوح، الا ان هناك ستة موانع في هذا الزمان تحول دون الدخول فيه.
اولها:
كما تُسَد المنافذ حتى الصغيرة منها عند اشتداد العواصف في الشتاء، ولا يستصوب فتح أبواب جديدة، وكما لا تفتح ثغور لترميم الجدران وتعمير السدود عند اكتساح السيول، لانه يفضي الى الغرق والهلاك .. كذلك من الجناية في حق الاسلام فتح ابواب جديدة في قصره المنيف، وشق ثغرات في جدرانه مما يمهّد السبيل للمتسللين والمخربين باسم الاجتهاد، ولا سيما في زمن المنكرات، ووقت هجوم العادات الاجنبية واستيلائها، واثناء كثرة البدع وتزاحم الضلالة ودمارها.
ثانيها:
ان الضروريات الدينية التي لا مجال فيها للاجتهاد لقطعيتها وثبوتها، والتي هي في حكم القوت والغذاء، قد اُهملت في العصر الحاضر واخذت بالتصدع، فالواجب يحتم صرف الجهود وبذل الهمم جميعاً لاحياء هذه الضروريات واقامتها، حيث ان الجوانب النظرية للاسلام قد استثرت بافكار السلف الصالحين وتوسعت باجتهاداتهم الخالصة حتى لم تعد تضيق بالعصور جميعاً؛ لذا فان ترك تلك الاجتهادات الزكية والانصراف عنها الى اجتهادات جديدة اتباعاً للهوى انما هو خيانة مبتدعة.
ثالثها: ......................
...............(/)
هل تلبس المرأة العباءة على رأسها أو كتفيها أثناء الصلاة؟ العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 02:52]ـ
* السؤال:
ما حكم لبس المرأة العباءةَ على الرأس في الصلاة؟
الجواب:
[المرأة إذا كانت تصلي لا يمكن أن تضع عباءتها على رأسها، لأن في ذلك إشغالا لها، وحركاتٍ لا داعي لها، بل تلبس المرأة العباءة على كتفيها، كما هي العادة في النساء اليوم، ولا يمكن أن نقول: إن هذا من باب التشبه بالرجال، لأن هذا هو لباس النساء عند الصلاة، فهو من عادتهن، وليس من خصائص الرجال، والتشبه: أن يتشبه الإنسان بشخص فيما يختص به].
العلامة ابن عثيمين. من " سؤال على الهاتف ".
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 05:02]ـ
صحيح!!
فقد قرأت فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله - أنه يحرم وضع العباءة على الكتف في الصلاة؛ لأنه نوع من التشبه بالرجال ..
وهذه هي:
السؤال: (سمعت من إحدى الأخوات في المصلى أن وضع العباءة على الكتفين حرام في الصلاة، ما صحة هذا القول)؟
الجواب: (الذي يظهر أنه لا يجوز، لأن فيه تشبه بالرجال، فإما أن تلبس جلباب وتصلي فيه، وإلا تصلي في العباءة وهي رأسها، وإلا تدع العباءة ويكون عليها جلباب يسترها والحمد لله) انتهى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/14709
وفي الحقيقة أنا مع الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - فإنها تشغلنا عن الصلاة أحيانا، خاصة عند النهوض ..
الحمد لله، (وما جعل عليكم في الدين من حرج) ..
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 09:40]ـ
وله كذلك - رحمه الله - فتاوى في موقعه , أفتى فيها بجواز وضع العباءة على الكتف.
وبعضهم يقول: وضع العباءة على الكتف يبين أكتاف المرأة. ورد أحد المشايخ على هذا قائلاً: وإذا وضعت العباءة على الرأس بان رأسها!!
وفي الحقيقة لا أدري لماذا لم يحرموا لبس (الشماغ)؟! أليس فيه - على مذهبهم - تشبه بالمرأة الواضعة عباءتها فوق رأسها؟!
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 11:03]ـ
الراجح والله أعلم من أقوال أهل العلم: جواز وضع العباءة على الكتف في الصلاة لما فيه من اليسر.
وأما قولك أخي أبا جهاد فأقول: الشماغ غير متصل بالجسم حتى يكون مثل العباءة , ولا يشترط – على مذهبهم ذلك -.
ـ[الرميساء]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:49]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وشكر الله جهودكم. والله لاأدري ما أقول لكم. تشغلكم أمور فقهية بسيطةلا لايضر جهلهافي شئ والله أعلم.في هذا الوقت الذي تناقشون فيه هذه الامور آلاف المسلمين يجهلون أن زيارة القبور والتوسل بالسادات والاضرحة والقبور الخربةيفسد ايمانهم ويغضب ربهم. وآلاف من المسلمين في افريقيا في كل اراضيها يرتدون عن دينهم ويعتنقون المسيحية لجهلهم وحاجتهم وتقصير امثالكم في القيام بدورهم.والله عندنا في المغرب المئات ممن ارتد عن الاسلام مقابل مال او عمل يعدهم به هؤلاء المبشرون. وانا وامثالي الاسى يحرق قلوبنا ويقض مضاجعنا على ما يحصل. ولا نملك الاقول حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا وما يجري امام اعيننا فماذا يقع بعيدا عنا من بقاعالارض. سامحوني ان قسوت عليكم لكن والله ماكان هذا مني الا لاجلالي لكم واقتناعي بغيرتكم على هذا الدين.واخيرا اعتذر منكم وشكر الله لكم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 11:30]ـ
# مشاركة رقم (3):
(وفي الحقيقة لا أدري لماذا لم يحرموا لبس (الشماغ)؟! أليس فيه - على مذهبهم - تشبه بالمرأة الواضعة عباءتها فوق رأسها؟!)!!
@ لا ادري اين وجه الشبه من قياسك الفاسد؟!
لأن قياسك بهذه الطريقة العوجاء سيفتح باب للزنادقة للطعن في العمامة التي تغطي الشعر!! (طبعا تفكها وليس فقها)!
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 05:41]ـ
# مشاركة رقم (3):
(وفي الحقيقة لا أدري لماذا لم يحرموا لبس (الشماغ)؟! أليس فيه - على مذهبهم - تشبه بالمرأة الواضعة عباءتها فوق رأسها؟!)!!
@ لا ادري اين وجه الشبه من قياسك الفاسد؟!
لأن قياسك بهذه الطريقة العوجاء سيفتح باب للزنادقة للطعن في العمامة التي تغطي الشعر!! (طبعا تفكها وليس فقها)!
بارك الله فيك
مع أنّ كلامي مجرد سؤال , وليس تقريراً أو حكما أجزم به, إلا أنه أثار غضبك! فعلى رسلك يا أخي!
وجه الشبه: أن الذين يحرمون لبس العباءة على الكتف , حرموه لأن لبس العباءة على الكتف من اختصاص الرجال.
والإشكال: فعلى طريقتهم يحرم لبس الشماغ لأن الوضع على الرأس من اختصاص النساء!
وإلا فمن المعلوم أن عباءة المرأة تختلف عن عباءة الرجل , ومع ذلك وصفوا ذلك الفعل بالتشبه بالرجال.
فإن قيل: الشماغ يختلف عن عباءة المرأة , فلا مشابهة.
فيمكن أن يقال: وكذلك عباءة المرأة تختلف عن عباءة الرجل , فلا مشابهة أيضا
هل وضحت الصورة أو لا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 07:57]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وشكر الله جهودكم. والله لاأدري ما أقول لكم. تشغلكم أمور فقهية بسيطةلا لايضر جهلهافي شئ والله أعلم.في هذا الوقت الذي تناقشون فيه هذه الامور آلاف المسلمين يجهلون أن زيارة القبور والتوسل بالسادات والاضرحة والقبور الخربةيفسد ايمانهم ويغضب ربهم. وآلاف من المسلمين في افريقيا في كل اراضيها يرتدون عن دينهم ويعتنقون المسيحية لجهلهم وحاجتهم وتقصير امثالكم في القيام بدورهم.والله عندنا في المغرب المئات ممن ارتد عن الاسلام مقابل مال او عمل يعدهم به هؤلاء المبشرون. وانا وامثالي الاسى يحرق قلوبنا ويقض مضاجعنا على ما يحصل. ولا نملك الاقول حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا وما يجري امام اعيننا فماذا يقع بعيدا عنا من بقاعالارض. سامحوني ان قسوت عليكم لكن والله ماكان هذا مني الا لاجلالي لكم واقتناعي بغيرتكم على هذا الدين.واخيرا اعتذر منكم وشكر الله لكم.
الفاضلة الرميساء
هذا أمر قد تتوقف عليه صحة الصلاة
وحتى لو كان من الآداب فالله تعالى يقول ((ادخلوا في السلم كافة))
وأسألكم: هل ترك الكلام في مثل هذه المسائل يعود بالنفع على إخواننا هؤلاء؟
فلعل امرأة صالحة تعبد ربها وتؤدى صلاتها كما أمرت تدعو لهم فيكشف الله عنهم.(/)
عاشورا يوم الجمعة -إن شاء الله-
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 04:46]ـ
الرياض 4 محرم 1429هـ الموافق 13 يناير 2008م واس
وجه فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة عن يوم عاشوراء وفضل الصيام في شهر الله المحرم فيما يلي نصها:
(كلمة بين يدي يوم عاشوراء لعام تسعة وعشرين وأربعمائة بعد الألف من هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
فإن المسلمين في هذه الأيام بين يدي موسم كريم من مواسم الخير المتكررة موسم يتكرر ولله الحمد كل عام فيفوز فيه قوم بالمتاجرة مع الله الكريم المنان فتربح تجارتهم وتعلوا أسهمهم وتتضاعف مرات ومرات كثيرة، إن ذلك موسم شهر الله المحرم فيه يوم أعلى الله قدر موسى عليه السلام وقومه وأغرق الجبار العاتي فرعون وجنده إنه يوم عاشوراء الذي صادف هذا العام يوم الجمعة حيث إن دخول شهر محرم هذا العام حصل في يوم الأربعاء الموافق تسعة من شهر يناير عام 2008م وذلك بالبينة الشرعية العادلة فيكون يوم الخميس التاسع من شهر محرم ويوم الجمعة الموافق 18 يناير هو العاشر من شهر محرم وبهذه المناسبة الكريمة أقدم هذه النصيحة التي أرجو نفعها لي ولإخواني المسلمين وهي عن يوم عاشوراء الذي حصل فيه انتصار الحق على الباطل فيبادر لصيامه والإكثار من التضرع إلى الله واللهج بالدعاء رجاء أن ينصرنا ربنا ويتفضل علينا بتفريج كرباتنا وإنا لمنتظرون من الله كشف كل غمة ودحر كل عدو.
إن نعم الله على عباده لا تحصى في أمور دينهم ودنياهم وقد يسر الله سبحانه أسباب المغفرة والرحمة وأمر عباده بالأخد بها وتفضل عليهم بالوعد بقبول التوبة ودعاهم لما يحييهم، دعاهم إلى المتاجرة معه في مواسم الخيرات ليتدارك من زلت قدمه أو أخذته غفلة عن السعي والجد في مسابقة المشمرين لنيل كريم المطالب وأعالي المراتب.
أخوة الإسلام إن هذا الموسم الذي أظلنا موسم عظيم أرشد إلى فضله نبينا المبعوث رحمة للعالمين الذي ما من خير إلا دل الأمة عليه وحثها على الأخذ منه بأوفر نصيب ولا شر إلا حذرها منه وبين مغبته ونتائج ارتكابه فقد أمر صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء وذكر ثواب ذلك وعظيم أثره على النفس والأسرة والصيام سبب عظيم من أسباب مغفرة الذنوب وتفريج الكرب.
يوم عاشوراء جعله الله يوماً مباركاً من أيام الله المعدودة ومن مواسم النصر المشهودة هو يوم كان له شأن عظيم في السابق ويرجى من الله أن يعيد ذلك على الأمة الإسلامية في هذه الأيام التي نعيش فيها أنواعاً من الآلام والأسقام وصنوفا من العدوان والظلم.
وله فضائل عديدة ومن فضائله ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: // أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل // رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. كما قد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: // يكفر السنة الماضية // رواه مسلم وغيره.
وكان له شأن عند الأمة العربية قبل الإسلام إذ كان يوم عاشوراء محل عناية السابقين وكانت العرب تصومه في الجاهلية ففي الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت // كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه فلما فرض صوم شهر رمضان قال صلى الله عليه وسلم: // من شاء صامه ومن شاء تركه //،وفي رواية // وكان يوما تستر فيه الكعبة // تعني في الجاهلية. وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما // أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء وصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل أن يفرض رمضان //. وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما // أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم // ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ فقالوا: // هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا لله فنحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم // فنحن
(يُتْبَعُ)
(/)
أحق بموسى منكم // فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه //.
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء بأن يصام يوم آخر مع اليوم العاشر فروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: // لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع // يعني والعاشر. وروى الإمام أحمد وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال // صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده // وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال // صوموا يوما قبله أو يوما بعده // وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:// صوموا يوماً قبله ويوماً بعده//.
فيا أخي المسلم تأمل هذه الأحاديث التي ذكرتها لك عن فضل صيام يوم عاشوراء واغتنم مواسم الأرباح واحرص على مخالفة اليهود وذلك بصيام يوم قبل يوم عاشوراء أو يوم بعده أو صم ثلاثة أيام يوم عاشوراء والذي قبله والذي بعده ولأن دخول شهر محرم هذا العام 1429هـ ثبت في يوم الأربعاء فإن التاسع الخميس وعاشوراء يوم الجمعة.
إنني أدعوك أخي المسلم لاغتنام الفرص واقتناص المناسبات الكريمة بالتضرع إلى الله والإلحاح عليه ليغفر ذنوبك وليكشف عن المسلمين كل غمة ويدفع عنهم كل بلية وكربة وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يهلك كل من أراد الإسلام والمسلمين بسوء كما أهلك فرعون وقومه في يوم عاشوراء.
وينبغي لك ملاحظة ساعات الإجابة عن الإفطار وعند السحر وفي حال السجود الذي هو أقرب ما يكون العبد فيه من ربه.
إنك يا أخي لاتدري هل تدرك موسماً آخر بعد هذا الموسم فبادر لنيل المكاسب وتعرض لساعات الهبات من الكريم الأكرم ثم إني أوصي كل مؤمن بالدعاء الصادق في كل الأوقات الفاضلة ولاسيما في جوف الليل الآخر وفي آخر ساعة من يوم الجمعة عسى الله أن يصرف عن بلاد الإسلام كل جور وظلم وعدوان وأن يعاجل الأعداء بأنواع البلايا والنكبات وأن يقي المسلمين شر كل ذي شر.
يا أخي المسلم ألح على الله في الطلب وأكثر من ذلك فإن الله يحب اللحوح من عباده .. كرر سؤال الله بأن يوفق الله المسلمين لتعظيم شعائر دينه وصيانة حرماته. أن يحرصوا على نصرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولاً وعملاً.
وأخيراً وليس آخراً إن شاء الله أوصيكم بتقوى الله سبحانه والإخلاص في العمل وتذكر الحاجات وإنزالها بساحة عفو الله وجليل عطائه وكريم تجاوزه فإنه لايخيب سائله ولايخذل من استجار به واحرصوا على الإحسان إلى المسلمين والرفق بهم وبذل المعروف لهم فبذلك يرجى تفريج الكرب. ونحن في هذه الأيام نعيش ساعات قحط وشدة حاجة للمطر فاطلبوا من ربكم غيثا ً عاجلاً عاماً للبلاد كما نحن في حاجة عظيمة لكشف ظلام القلوب ومغفرة الذنوب ولاكاشف لذلك إلا الله فافزعوا إليه سبحانه هذه تذكرة وتذكيراً أرجو الله أن نكون من التائبين المنيبين إليه فإنه لايتذكر إلا من ينيب. وأسأل الله بأسمائه وصفاته أن يكون كاتب هذه الكلمة وقارئها وسامعها من الذين تنفعهم الذكرى ومن المتعاونين على البر والتقوى والله المستعان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رئيس مجلس القضاء الأعلى صالح بن محمد اللحيدان
http://www.spa.gov.sa/details.php?id=517225
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 09:34]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك وأحسن إليك
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 08:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك وأحسن إليك
وإياك أخي الكريم.(/)
تخلقوا بخلق المروءة .. !
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 06:29]ـ
تخلقوا بخلق المروءة .. !
مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بتحصيل كل فضيلة ونبذ كل رذيلة، ومن أهم ما جاء به الإسلام لتمييز شخصية المسلم عن غيره الأخلاق والآداب والعقائد والأحكام، والمروءة خلق جليل وأدب رفيع تميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات المروءة خَلَّةٌ كريمة وخَصْلَةٌ شريفة وهي أدب نفساني تحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات نعم .. المروءة صدقٌ في اللسان، واحتمال للعثرات، وبذل للمعروف، وكف للأذى، وكمال في الرجولية، وصيانة للنفس، وطلاقة للوجه، المروءة من خصال الرجولة فمن كانت رجولته كاملة كانت مروءته حاضرة، المروءة من أخلاق العرب التي يقيسون بها الرجال ويزنون بها العقول، حقا .. إنها كلمة لها مدلولها الكبير الواسع، فهي تدخل في الأخلاق والعادات، والأحكام والعبادات.
أهمية المروءة:
1. قال الله تعالى " فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء " ومن تُرتضى شهادته فإنه لا يخالف الآداب الحسنة ولا يخرج عن أعراف الناس ولا يُزري على نفسه ولا يتعاطى ما فيه خسة أو دناءة.
2. " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " [رواه أحمد]
3. " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " [رواه مسلم]
4. " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " [رواه أبو داود]
5. " إن الله عز وجل كريم، يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويبغض سفسافها " [السلسة الصحيحة ج3 ح 1378]
6. " إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها " [السلسلة الصحيحة ج4 ح 1627]
7. ولأهميتها فقد جعلها كثير من المحدثين شرطا في الراوي حتى يُقبل حديثه، فمتى ما انخرمت مروءته تركوا حديثه.
8. قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله " قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة في القرآن " قال في قول الله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " ففيه المرءوة وحسن الآداب ومكارم الأخلاق، فجمع في قوله " خذ العفو " صلة القاطعين والعفو عن المذنبين والرفق بالمؤمنين، وفي قوله تعالى " وأمر بالعرف " صلة الأرحام وتقوى الله في الحلال والحرام، وفي قوله تعالى " وأعرض عن الجاهلين " الحض على التخلق بالحلم والإعراض عن أهل الظلم والتنزه عن منازعة السفهاء ومساواة الجهلة وغير ذلك من الأفعال الحميدة والأخلاق الرشيدة.
أنواع المروءة:
1. المروءة مع الله تعالى بالاستحياء منه حق الحياء وأن لا يقَابَل إحسانه ونعمته بالإساءة والكفران والجحود والطغيان، بل يلتزم العبد أوامره ونواهيه ويخاف منه حق الخوف في حركاته وسكناته وخلواته وجلواته وأن لا يراه حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره.
2. المروءة مع النفس بحملها على ما يجمّلها ويزينها وترك ما يدنّسها ويُشينها فيحرص على تزكيتها وتنقيتها وحملها على الوقوف مواقف الخير والصلاح والبر والإحسان مع الارتقاء بها إلى مراتب الحكمة والمسؤولية لتكون الناصح الأقرب إليه والواعظ الأكبر له " قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها "
3. المروءة مع الخلق بإيفائهم حقوقهم على اختلاف منازلهم والسعي في قضاء حاجاتهم وبشاشة الوجه لهم ولطافة اللسان معهم وسعة الصدر وسلامة القلب تجاههم وقبول النصيحة منهم والصفح عن عثراتهم وستر عيوبهم واحتمال أخطاءهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه.
مجالات المروءة:
1. رجاحة العقل ورزانته، يقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حسب المرء دينه، وكرمه تقواه، ومروءته عقله " وقديما قيل " عدو عاقل خير من صديق جاهل "
2. صون النفس عن كل ما يعيبها أمام الخلق ولو كان ذلك الأمر حلالا، يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما " المروءة حفظ الرجل نفسه "
3. حسن التدبير وإتقان الصنعة من المروءة والأخلاق المحمودة لأن الأخرق الذي لا يتقن ما يصنعه مذموم عند الناس "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " [السلسلة الصحيحةج3 ح 1113]
4. حسن المنازعة والكرم في الخصومات فهي من صفات الرجل الحليم ذي المروءة التامة والإيمان الكامل "من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء " [رواه بن ماجة]
(يُتْبَعُ)
(/)
5. اجتناب الأماكن التي تشوبها الريبة والفساد والابتعاد عنها لأنها مدعاة إلى تهم الناس وهذا من أعظم ما يدل على مروءة الإنسان.
6. إصلاح المال والقيام على الممتلكات بالرعاية والاهتمام والاستثمار فيما فيه فائدة حتى يكون المسلم عزيزاً رفيعا لا تذله الحاجة ليريق ماء الوجه من أجلها بالطلب أمام الآخرين، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " نحن معشر قريش نعد العفاف وإصلاح المال من المروءة ".
إن من المروءة ..
1. لزوم الحياء والتواضع والحلم وكظم الغيظ وصدق اللهجة وحفظ الأسرار والإعراض عن الجاهلين.
2. الشوق للإخوان والتودد لهم والحذر من إيذائهم أو جرح مشاعرهم بقول أو فعل أو إشارة مع الحرص على إدخال السرور على نفوسهم، يقول عمر بن عثمان المكي " المروءة التغافل عن زلل الإخوان “.
3. صيانة العرض والبعد عن مواطن الريب والسخرية والغيرة على الدين والمحارم والعفة في النفس وعما في أيدي الناس.
4. البر والصلة للوالدين وذات الرحم مع قبول إساءتهم بالإحسان وخطأهم بالعفو والغفران.
5. نشر الجميل وستر القبيح مع ملازمة التقوى والعمل الصالح فهي جماع المروءة وأعلاها.
6. تَجَنُّبُ المنةِ واستكثار القليل من المعروف، ورحم الله سفيان الثوري يوم قال "إني لأُريدُ شربَ الماءِ؛ فيسبقني الرجل إلى الشربة، فيسقينيها فكأنما دَقَّ ضلعاً من أضلاعي؛ لا أقدر على مكافأته "
7. نظافة البدن وطيب الرائحة والعناية بالمظهر بلا إسراف ولا مخيلة مع الاهتمام بالباطن وإصلاحه، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من مروءة الرجل نقاء ثوبه، والمروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة "
8. تجنب الفضول، ومراعاة العادات والأعراف ما لم تخالف الشرع الحكيم.
9. القيام بحقوق الجيران من إكرام وإحسان وحماية ونصرة وكف للأذى مع احتمالهم وقبولهم على ما هم عليه.
10. ألا يفعل المرء في السر ما يستحيي من فعله في العلانية.
عوامل تحقيق المروءة:
1. علو الهمة والتطلع إلى أصحابها فكلما علت الهمة ازدادت المروءة.
2. شرف النفس واستعفافها ونزاهتها وصيانتها.
3. اختيار الزوجة الصالحة مما يعين على تحقيق المروءة فهي مع الزوج حرصا منها على سمعته ومصلحته وشخصيته " فاظفر بذات الدين تربت يداك " [رواه البخاري]
4. مجالسة أهل المروءات ومجانبة السفهاء وأهل السوء.
خوارم المروءة:
من الخوارم ما هو محرم، ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو منافٍ للأدب والحشمة وإن لم يكن مخالفاً للشرع، وإليك طرفا منها:
1. استخدام الضيف وتكليف الزائر بالعمل ولو كان خفيفا، لأن الإكثار منه لغير حاجة ليس من المروءة، قال عمر بن عبد العزيز " ليس من المروءة استخدام الضيف "
2. البول قائما واعتياده من غير حاجة، وكذا البول على قارعة الطريق المسلوكة وفي الأماكن العامة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما " [رواه بن ماجة] وكان هذا لحاجة.
3. الأكل في الطريق والأسواق والأماكن العامة ما لم تكن مكانا معدّا للطعام أو مكانا يستتر فيه عن الناس.
4. الجشع عند أكل الطعام كأن يأكل بشدة ونهم وإسراع.
5. التجشؤ أمام الناس وحضرتهم فهو من خوارم المروءة وقلة الأدب، وقد " تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال كفّ جشاءك عنا، فإن أطولكم جوعا يوم القيامة أكثركم شبعا في دار الدنيا " [رواه بن ماجة] ويزداد الأمر سوءاً إذا كان في داخل الصلاة.
6. إخراج الريح بصوت مع القدرة على ضبط النفس، بخلاف ما لو خرج من غير قصد، فإنه لا يجوز الضحك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لم يضحك أحدكم مما يفعل " [رواه البخاري].
7. إضحاك الناس بحركات وأفعال غريبة، قال بن قدامة " وأما المروءة فاجتناب الأمور الدنيئة المزرية به أو يتمسخر بما يُضحك الناس به "
8. أن يحاكي شخصا في حركاته ومشيته وكلامه من باب السخرية وإضحاك الناس كما يفعله الممثلون والمهرجون الذين يزاولون فنهم من باب " الكوميديا " قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله " وتحرم محاكاة الناس للضحك، ويعزَّر هو ومن يأمره؛ لأنه أذى "
(يُتْبَعُ)
(/)
9. التكلم بالأعجمية وترك العربية من غير حاجة، قال عمر رضي الله عنه " ما تكلم الرجل الفارسية إلا خبَّ، ولا خبَّ إلا نقصت مروءته" وقال بن تيمية رحمه الله " وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القران حتى يصير ذلك عادة للبلد وأهله أو لأهل الدار أو للرجل مع صاحبه أو لأهل السوق أو لأهل الديوان فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم "
10. الرقص والتصفيق والتصفير للرجال كما حكى الله عن المشركين " وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية " قال بن عبد السلام " الرقص والتصفيق للرجال خفة ورعونة مشبهة لرعونة الإناث لا يفعلها إلا أرعن أو متصنع كذاب "
11. الشحاذة ومد اليد للناس، قال بن قدامة رحمه الله " فمن كان أكثر عمره سائلا أو يكثر ذلك منه فينبغي أن ترد شهادته".
12. الجلوس في المقاهي والأماكن المشبوهة لأنها أماكن الأسافل والأراذل.
13. التصريح بأقوال يستحيا من ذكرها بلا حاجة.
14. تكتيف اليدين على الدُّبُر وهذا " فعل مستقبح عند ذوي المروءات والشِّيَم " [الإيضاح والتبيين لحمود التويجري] وكذا وضع اليدين على القُبُل، أو العبث به أمام الناس.
15. المبالغة في الإسراع في المشي مع كثرة الالتفات.
16. اللعب بالحَمَام لأنه من فعل الأراذل، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يتبع حمامةً فقال " شيطان يتبع شيطانه " [رواه أبو داود]
17. تذوق الأطعمة والفواكه والخضروات عند الباعة وكذا الإدهان عند العطار دون استئذانهم أو دون أن ينوي الشراء منهم.
18. كشف العورة وما جرى بالعادة عند الناس أنه عورة كالصدر والظهر والبطن.
19. لبس الأحمر الخالص من الثياب للرجال لأنه من باب التشبه بالنساء.
20. كل من تزيّ بزي يلفت الأنظار ويُسخر منه كمن يلبس لبس الشهرة.
21. نتف شعر اللحية والإبط والأنف أمام الناس لما فيه من الدناءة والتقزيز الذي لا يخفى.
22. مَدُّ الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ويزداد قبحاً مدُها أمام كتاب الله تعالى.
23. مخاطبة المرأة الرجل بخطاب فاحش أمام الناس وفي تجمعاتهم.
24. الإكثار من المزاح فهو مما يذهب المروءة ويُسقط الهيبة، قال بن عباس رضي الله عنه " يا بني: لا تمازح السفهاء فتسقط كرامتك ولا اللئام فتذهب مروءتك "
25. المشي أمام الناس حاسر الرأس لأنه لم ينقل لنا أنه صلى الله عليه وسلم مشى أو صلى أو خطب حاسراً رأسه، على أن هذه المسألة خاضعة للعُرْف ومن العادات التي جرى عليها كثير من المجتمعات المحافظة، وتعارفوا على استحسانه.
26. مضاحكة الزوجة وتقبيلها ليلة زفافها بحضرة الناس كما يُفعل في الأعراس المختلطة عند كثير من الخلق والله المستعان.
27. الأكل من موضع يد صاحبك أو من غير ما يليك، عن عمرو بن أبي سلمة قال كنت غلاما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " [رواه البخاري]
أسباب خوارم المروءة:
1. نقص الدين.
2. قلة الحياء.
3. خبل في العقل، فمن كان ذا عقل فليكن ذا دين وحياء.
وأخيرا ..
فإن المروءة لذةٌ تفوق كل لذة في هذه الحياة، وهي مما تحتاج إلى صبر ومجاهدة ودقة ملاحظة وسلامة ذوق ورحم الله الإمام الشافعي يوم قال " والله لو كان الماء البارد يُنقص من مروءتي لشربته حاراً".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
سلمان بن يحي المالكي
http://www.saaid.net/Doat/slman/125.htm
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خير على هذا المنقول القيم
. مَدُّ الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ويزداد قبحاً مدُها أمام كتاب الله تعالى.
لو تكرمت ممكن توضيح أكثر لما حُدد بالأحمر.
وفقك الله
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 08:31]ـ
جزاك الله خير على هذا المنقول القيم
لو تكرمت ممكن توضيح أكثر لما حُدد بالأحمر.
وفقك الله
وجزاكم الله بمثله وأفضل وأشكر لكم مشاركتكم الجميلة ...
أما بالنسبة لما يتعلق بالسؤال المذكور فأستعين بالله ثم أقول:
"ويزداد قبحاً مدُها أمام كتاب الله تعالى" - مثاله: مد الرجل رجله عند الاستماع الى الخطيب يوم الجمعة أو عند الجلوس لإنتظار الصلاة في المسجد فيجلس ويمد رجله أمام كتاب الله عزوجل وهذا من خوارم المروءة كما عدها الكاتب.
والله أعلم
والحمدلله أولاً وآخراً(/)
شرب الحليب
ـ[عادل الجهني]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 07:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل وشرب الحليب في أول أيام السنة من الفأل ونحن لا نتعبد الله بشرب الحليب حتى يقال بدعة وإنما نشربه تفأولاً. فما رأيكم؟؟
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 09:24]ـ
والله يا أخ عادل أنا أشرب كميات كبيرة من الحليب ولكن لم أفعل ذلك تعبدا ولو مرة واحدة!!! ولا حتى أشربه على سبيل الفأل بل فقط لأني أحب نكهته خصوصا وعليه خمس ملاعق سكر!!
ـ[عادل الجهني]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 01:13]ـ
هنيئاً لك الحليب أيها الحبيب و أنا أدعوك أن تحتسب احتساءك الحليب للتقوي على طاعة الله لكن مسألتنا في عادة يفعلها بعض الناس في أول يوم من أيام السنة لكي يكون عامهم أبيض كالحليب.
ـ[ضياء السالك]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 01:22]ـ
وماهي أول أيام السنة عند النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
ـ[سعود بن مقبل]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وشرب الحليب في أول أيام السنة من الفأل
من أين أتيت بهذا!!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 11:38]ـ
نستطيع أن نتفاءل بدون حليب. وأخشى أن نتسبب في زيادة أسعار الحليب، فيكون عاماً مشؤوماً.
ـ[عادل الجهني]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 11:52]ـ
يابن مقبل أنا أتيت به من الواقع وهم يقولون هذا!!
والذي أعتقده أن هذا الفعل لا يجوز ولا أقول بدعة وبيان ذلك يكون بالحديث عن المسائل التالية:
الأولى هل الفأل مخصوص بالكلمة الطيبة كما جاء في الحديث؟
الثانية هل يشرع للإنسان أن يفعل فعلاً ليتفاءل به؟
الثالثة يقول الإمام الشاطبي رحمه الله (وإن العاديات من حيث هي عادية لا بدعة فيها ومن حيث يتعبد بها أو توضع وضع التعبد تدخلها البدعة) ومسألتنا من العادات.
وأما اخي ضياء السالك فأنا أعلم أن التأريخ الهجري سنة عمرية وإيرادك وجيه على من يدعي أنه سنة فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمع أحدا يدعيه.
ـ[ضمير مستتر]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 01:33]ـ
هل أقول وجدت ضالتي؟
بل وجدت شيئاً من رحالها ..
تحدثني صديقة وتسأل / هل يشرب الصوفيين الحليب في بداية العام الهجري؟
حقيقة لا أدري هل هذا الأمر جاري عند الصوفية؟
هذا من ناحية من ناحية أخرى , أن مادعانا لنقاش ذلك هو أن يكون يوم شرب الحليب في السعودية الذي قررته وزارة الصحة
يوافق أول ايام السنة.!
طبعاً لايخفى على الجميع أنه لم يشرع التفاؤل بتناول او عمل شئ معين , يدخل هذا في البدع نسأل الله السلامة
لكن أردت التأكد هل هو من الصوفية أيضا.؟(/)
إنها عاشوراء هي التي تقتلكم
ـ[جعفر محمد الباقر]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 12:49]ـ
هواء مفتوح
وأنا أٌقلبُ القنوات الفضائية الرافضية التي تبث من مدنا وبين شوارعنا , ومن خلال أقمارنا , وبسكوت عجيب منا , رغم أنهم يتناولون أقدس مقدساتنا بالتكفير والتحقير والتخذيل.
حاولت أن أحلل الخطاب التي تبثه هذه القنوات مستخلصا منه ما يتيح لنا فهم تصرفاتهم وأفعالهم , فوصلت إلى نتيجة حتمية جامعة لكل ما تبثه هذه القنوات.
وبعد أن قلبت النظر في مراقبة الخطاب المبثوث في عاشوراء , أرجعت التقليب مرة أخرى في حال المخاطبين , فوجدت فيهم الكبير والصغير , الذكر والأنثى , الثيب والمتمتعة.
وبين هذا وذاك لفت انتباهي أمر , وهو نوعية الخطاب الذي تشحن به القلوب والعقول , فهو خطاب تحريضي إلغائي , يظهر الخصم وكأنه أخذ من جهنم نصيبا , فليس أمام من يسمع هذا الخطاب إلا أن يخرج من الحسينيات شاهرا سيفه , وبمجرد أن يرى بكريا أو عمريا يرديه أرضا فاصلا رأسه عن جسده , فهو ليس بأكرم من الحسين الشهيد.
وكل ذلك تحت مرأى ومسمع من مراجعهم بل وبتحريض منهم قبل ذلك.
تناقض أم نفاق
فإذا كان الوضع على ما ذكر من الخطورة , فبأي وجهة نفهم خطاب التقارب والوحدة التي تقدمه ثورة الخوميني , فكيف يمكن لنا أن نأمن قوما , أقدس يوم عندهم , يوم أن يأخذوا بثارات الحسين , وممن؟ ممن هو معهم على طاولة التقارب والوحدة.
وتخيلوا كم ندوة أو اجتماع عقد في بلد الخميني الواسع الأرجاء إلا على أهل السنة لبحث مسألة التقارب والوحدة , ربما العشرات منذ أوائل الثورة , ولكن تخيلوا في الوقت نفسه , كم عدد الحسينيات التي تبث الثقافة العاشورائية القائمة على ثارات الحسين , ربما آلاف بل أكثر , وإذا كان المنطق الرياضي يقضي بغلبة الآلاف على العشرات , فمعنى ذلك أنهم يقدمون لنا التقارب بابتساماتهم الأنيقة , في الوقت الذي يعدون فيه أجيالا تعقد على نواصيها , يا لثارات الحسين.
إنها عاشوراء: إبادة عرقية
ترى هل وصلتم معي إلى ما ذكرت أعلاه من النتيجة الحتمية لهذا الخطاب , حسن جدا , تعالوا لنحلل الأسباب التي تجعل أصحاب ثارات الحسين , يهدمون المساجد ويحرقون المصاحف , ويفعلون بإخواننا أهل العراق , ما لم يفعله اليهود في صبرا وشاتيلا.
أليس أمرا ملفتا للنظر , أن يُدخلوا طفلا إلى فرن يشتعل نارا وهو حي , ثم يعيدوه إلى أمه مشويا مع كل المقبلات من عظام ولحم وأسنان , وذلك لذنب لم يقترفه هو , ولكن الجاني أبوه , فهو الذي سماه عمر , وحينها لم يكن يعقل.
آن الآوان لنقولها لكم يا إخواننا في أرض الرافدين , لا تستمعوا لنشرات الأخبار , ولا لكثرة التحليلات , فإذا راودكم السؤال عن سبب هذه الإبادة العرقية التي يمارسها أحفاد الخميني صاحب طاولات التقارب والوحدة:
سيكون الجواب واضحا:
إنها عاشوراء , هي التي تقتلكم.
جعفر
ـ[ابن اليماني]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 01:08]ـ
نعم ولكن ما العمل؟
أهل السنة قد نسوا آل البيت وأصبح همهم كيل المدح لبني أمية
ردّ فعلهم على الروافض أنساهم حق آل البيت
بإمكان الأمة أن تسحب البساط من تحت الروافض بأن توحد خطابها
الأحاديث التي وردت من طريق آل البيت وغيرهم أذكرها في الإذاعات والفضائيات من طرق آل البيت، ما دام الحديث صحيحاً
إقامة ندوة سنوية تستنكر مقتل الحسين ومصيبة آل بيت المصطفى
أجمع العلماء على السكوت عن معاوية وليس على الإشادة به
ألا توافقني؟
هذه واحدة أما الأخرى فيجب مواجهة فضائيات الروافض بحنكة وستراتيجية ونشاط
إن أخلاق أهل الخليج في السكوت عن الروافض سيكون مردودها سيئاً على مصلحة الإسلام ومستقبل السنة
كيف بالله نحترم ونسكت عمن لا يحترم نفسه؟
ـ[آلبوصيلي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 07:38]ـ
...... حررت ..................
بالمناسبة كيف جرت التحقيقات في حادث الهجوم على محلات بيع الكتب السلفية في الكويت؟
سمعنا أن الزنادقة الرافظة قد جن جنونهم هناك.(/)
كيف تعرف أنك قد حصّلت العلم؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 08:30]ـ
يا طالب العلم!!
كيف تعرف أنك قد حصَّلت العلم؟!
هذا السؤال ينبغي أن يسأله كل طالب علم لنفسه، ومع أهميته لا نكاد نجد أحدا يهتم به، وإذا رأينا من يهتم به وجدناه يسلك في سبيل جوابه مسالك خاطئة، أو على الأقل مسالك غير موثوقة.
والإنسان مفطور على ضرب الأمثال، والمقايسة بين المتشابهات، والتفريق بين المفترقات، والانطلاق من المحسوس إلى المعقول، ومن الجزئي إلى الكلي، ولذلك كثرت هذه الطرائق في القرآن الكريم هداية للناس.
تعالَ للنظر إلى ما هو موجود في العالم لنعرف كيف يحكم الناس على فلان أو فلان بأنه قد (تأهَّل) أو لم يتأهل في أي شيء كان.
إذا تقدمتَ مثلا إلى وظيفة من الوظائف فغالبا يكون هناك اختبار لمعرفة ما عندك من خبرة وأهلية ومعرفة بهذه الوظيفة، ومن المؤكد أن الذي يختبرك في هذه الوظيفة لن يسألك عن رأيك الشخصي، وإنما سيسألك عما هو معروف عند المتخصصين في هذه الوظيفة، فإذا رآك تقول كلاما غريبا عن أهل الفن فسيحكم تلقائيا بأنك لست أهلا لهذه الوظيفة.
وعندما يدخل الطالب امتحانا في مادة من المواد، فإن التصحيح يكون بناء على ما هو معروف في هذه المادة، وليس بناء على ما يراه كل إنسان بهواه.
حتى الصناعات والحرف كالنجارة والحدادة والسباكة ونحوها، لا يحكم للشخص فيها بالأهلية إلا إن كان متقنا لما عليه أهل هذه الصناعة، فإذا جاء السباك فجعل فتحة الحنفية لأعلى مثلا (!!) زعما منه أن هذا هو الصواب، وأن جميع السباكين على ظهر الأرض أخطئوا، فلا شك أن هذا لا يقبل منه، بل يحكم عليه الناس تلقائيا وبغير تفكير ولا مناقشة بأنه مجنون، أو على الأقل أخطأ وجه الصواب.
وتعال مثلا إلى العلوم الشرعية: كيف نحكم على فلان أو فلان بأنه قد تأهل في علم الفقه مثلا أو في علم الحديث أو في علم التفسير أو في علم الأصول؟
لا شك أننا سنختبره في كتب الفقه الموجودة بيننا
ونسأله عما هو موجود في كتب الحديث المعروفة
ونكاشفه عن التفاسير التي بين أيدينا، وهكذا.
فإذا وجدناه يدعي أنه فقيه من الدرجة الأولى، ويزعم مع ذلك أنه لا يجوز النظر مثلا في كتب الفقه، ويزعم أنه يجب الاكتفاء بالقرآن فقط، أو وجدناه يزعم مثلا أن (مفيش حاجة اسمها حيض، ولا فيه حاجة اسمها نواقض الوضوء) فهذا الإنسان يحكم عليه من يختبره تلقائيا وبغير مناقشة أصلا بأنه (بطيخ)، وأنه أجهل من الدابة بعلم الفقه، وأغلب الظن أن الناس ستحكم عليه بالجنون، ولكن تنزلا فقط قد يحكمون عليه بأنه جانب الصواب.
والآن بعد أن استعرضنا بعض طرائق الناس في معرفة الأهلية، نأتي إلى السؤال المهم:
كيف تعرف أنت يا طالب العلم عن نفسك أنك قد تأهلت؟!
وللجواب عن السؤال نرجع إلى عالمنا المعروف مرة أخرى، ولكن في مثال بعينه، فنقول:
من المعروف في علوم البرمجة ما يسمى (اختبار البرنامج الحاسوبي) لمعرفة صلاحيته للعمل، ويكون هذا الاختبار بإعطاء نتائج معروفة سابقا للبرنامج، ثم ملاحظة نتائج البرنامج، فإن وافقت النتائج المعروفة كان هذا دليلا على أن البرنامج صالح للعمل، وكلما زاد التوافق بين نتائج البرنامج والنتائج المعروفة سابقا كان هذا دليلا على قوة الثقة في البرنامج والاطمئنان إليه (أي أهليته للعمل).
وإذا وُجد ناتج واحد فقط لا يتوافق مع النتائج المعروفة، فهذا دليل على وجود خلل في البرنامج يحتاج إلى مراجعة، ولكن قد يكون الخلل يسيرا لا يؤثر إلا نادرا.
وكلما كثرت النتائج المخالفة كان هذا دليلا على أن الخلل في البرنامج أكبر.
فإذا أردت يا طالب العلم أن تعرف أنك قد حصلت العلم فطبق هذه الطريقة على نفسك:
- انظر إلى المسائل المتفق عليها بين أهل العلم، ثم انظر إلى نفسك وحاول الاستنباط والنظر والاجتهاد في هذه المسألة بعينها، فإذا وصلت إلى النتيجة التي وصل إليها أهل العلم، فهذا دليل على أنك قد صرت مؤهلا في هذه المسألة، وإذا وجدت نفسك تختار قولا غير ما وصلوا إليه فهذا دليل على وجود خلل منهجي عندك.
- فإذا كررت ذلك مرارا فوجدت موافقاتك لأهل العلم هي الأكثر فهذا دليل على أن الأهلية عندك هي الأكثر، وإذا كانت مخالفاتك أكثر، فهذا دليل على أن الخلل المنهجي عندك أكثر.
ومن النظر السابق يتضح لنا جليا أن الإجماع حجة ملزمة لا يسوغ الخروج عنها.
لماذا؟
لأن الإجماع أصلا هو الذي يبين مَن منا قد وصل إلى الأهلية، ومن منا لم يصل إلى الأهلية، فإذا كانت الأهلية نفسها معتمدة على هذا الإجماع، فكيف تكون الأهلية سببا في نقض الإجماع؟
كيف يزعم من يخالف الإجماع أنه مؤهل لهذه المخالفة، إذا كان تأهيله نفسه لا يتحقق إلا بهذا الإجماع؟
فالحاصل أن مخالف الإجماع إما أن يكون الخلل عنده في الأهلية عموما -وهذا هو الأغلب- وإما أن يكون الخلل عنده في الأهلية لهذه المسألة بخصوصها، وهذا قليل.
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا
وأن ينفعنا بما علمنا
إنه على كل شيء قدير
وبالإجابة جدير.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 10:12]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فيا أبا مالك، ويحك!! أتسب البطيخ؟؟
إذا جاء من ينكر نواقض الوضوء، نشبهه بالبطيخ؟؟ ما ذنب البطيخ؟ أليس ثمرا من الطيبات؟
ألم يقل الحميدي في مسنده:
270 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْبِطِّيخِ وَالرُّطَبِ فَيَأْكُلُهُ. تحفة 16908
؟؟؟
فكيف نسب البطيخ بتشبيه منكر نواقض الوضوء به؟؟:)
بل نقول: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم، لا نبتغي الجاهلين!
{فإذا وجدناه يدعي أنه فقيه من الدرجة الأولى، ويزعم مع ذلك أنه لا يجوز النظر مثلا في كتب الفقه، ويزعم أنه يجب الاكتفاء بالقرآن فقط، أو وجدناه يزعم مثلا أن (مفيش حاجة اسمها حيض، ولا فيه حاجة اسمها نواقض الوضوء) فهذا الإنسان يحكم عليه من يختبره تلقائيا وبغير مناقشة أصلا بأنه (بطيخ)، وأنه أجهل من الدابة بعلم الفقه، وأغلب الظن أن الناس ستحكم عليه بالجنون، ولكن تنزلا فقط قد يحكمون عليه بأنه جانب الصواب.}
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2008, صباحاً 10:59]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، أخطأتُ في حق البطيخ.
واعتذاري مرة أخرى للبطيخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 03:24]ـ
أما إذا كنت من أول ابتدائك لطلب العلم تدخل في المسائل الخلافية، وترجح وتضعف وتقوي، وتطعن وترد (!!) فاعلم أنك بعيد كل البعد عن تحصيل العلم؛ كما قال علي بن المديني: إذا رأيت طالب الحديث أول ما يكتب يجمع حديث الغسل وحديث (من كذب) فاكتب على قفاه " لا يفلح ".
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 06:58]ـ
قال الشيخ طارق عوض الله في الإرشادات:
((وإن علامة صحة الاجتهاد وعلامة أهلية المجتهد هو أن تكون أغلب اجتهاداته وأحكامه وأقواله موافقة لاجتهادات وأحكام وأقوال أهل العلم المتخصصين والذين إليهم المرجع في هذا الباب. وإن علامة صحة القاعدة التي يعتمد عليها الباحث في بحثه هو أن تكون أكثر النتائج والأحكام المتمخضة عنها على وفق أقوال أهل العلم وأحكامهم. فكما أن الراوي لا يكون ثقة محتجا به وبحديثه إلا إذا كانت أكثر أحاديثه موافقة لأحاديث الثقات المفروغ من ثقتهم، والمسلم بحفظهم وإتقانهم فكذلك الباحث لا يكون حكمه على الأحاديث ذا قيمة إلا إذا جاءت أكثر أحكامه على الأحاديث موافقة لأحكام أهل العلم عليها. وبقدر مخالفته لأهل العلم في أحكامه على الأحاديث بقدر ما يعلم قدر الخلل في القاعدة التي اعتمد عليها، أو في تطبيقه هو للقاعدة وتنزيلها على الأحاديث.
فمن وجد من نفسه مخالفة كثيرة لأهل العلم في الحكم على الأحاديث فليعلم أن هذا إنما أتي من أمرين قد يجتمعان وقد ينفردان: أحدهما: عدم ضبط القاعدة التي بنى عليها حكمه على وفق ضبط أهل العلم لها. ثانيهما: ضبط القاعدة نظريا فقط، وعدم التفقه في كيفية تطبيقها كما كان أهل العلم من الفقه والفهم والخبرة بالقدر الذي يؤهلهم لمعرفة متى وأين تنزل القاعدة أو لا تنزل.))
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 12:23]ـ
"البطيخ" في هذا السياق رمز من باب ضرب المثل .. ولا يُقصَد عَيبه ..
مثلا: قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الفاجر: "مثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر". أخرجاه
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم في شأن الحسن والحسين: "هما ريحانتاي من الدنيا". خ ..
إذًا ذِكر الريحان هنا من باب ضرب المثل، ولم يُرِد عليه السلام ذَمّه إذْ شبّه الفاجر به، ولا أراد مدحه أيضا في تشبيه الحسن والحسين رضي الله عنهما به ..
وفي "الصحيحين": "مَثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها رِيح، وطعمها مُر".
قال العيني: (قوله: "كمثل الحنظلة": وهي شجرة مشهورة، وفي بعض البلاد تسمَّى: "بطيخ أبي جهل").اهـ.!!
و"بطيخ أبي جهل" = الحنظل: (ليس له نفع له، أو لغيره). كرماني 25/ 246، عيني 25/ 200
فإنْ قلتَ: ما وَجه تشبيه البطيخ بمَن (يزعم مثلا أن (مفيش حاجة اسمها حيض، ولا فيه حاجة اسمها نواقض الوضوء) فهذا الإنسان يحكم عليه من يختبره تلقائيا وبغير مناقشة أصلا بأنه (بطيخ)).اهـ.؟
قِيل: البطيخ من صفاته: أنه ثمرة (منفوخة)، وأنَّ الثمرة الناضجة منه عند القرع عليها تُصدِر صوتا "مكتوما"، والثمرة "غير الناضجة" عند القرع عليها تُصدِر صوتا "رنَّانا" ..
وهذه الصفات يمكن ضرب المثل بها على مَن يُحدِث أقوالا رنانة ولمَّا ينضج بعد .. والله أعلم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 07:35]ـ
ومن النظر السابق يتضح لنا جليا أن الإجماع حجة ملزمة لا يسوغ الخروج عنها.
لماذا؟
لأن الإجماع أصلا هو الذي يبين مَن منا قد وصل إلى الأهلية، ومن منا لم يصل إلى الأهلية، فإذا كانت الأهلية نفسها معتمدة على هذا الإجماع، فكيف تكون الأهلية سببا في نقض الإجماع؟
كيف يزعم من يخالف الإجماع أنه مؤهل لهذه المخالفة، إذا كان تأهيله نفسه لا يتحقق إلا بهذا الإجماع؟
فالحاصل أن مخالف الإجماع إما أن يكون الخلل عنده في الأهلية عموما -وهذا هو الأغلب- وإما أن يكون الخلل عنده في الأهلية لهذه المسألة بخصوصها، وهذا قليل.
أخي الفاضل أبو مالك جزاك الله عنا كل خير.
كلامك السابق فتح آفاقا من الفهم في ذهني،وذكرني بذكرياتي العلمية بأنواعها.
إن الإجماع يلجأ إليه أهل العلم عند عدم وجود النص، ولكنهم يستنبطون الرأي من النصوص مجتمعة، لذلك اشترط أهل العلم أن يكون أهل الإجماع من العلماء الفطاحل إذا صح التعبير.
إذن الإجماع عبارة عن نتيجة لاجتهادات مجتمعة وصل أصحابها إلى نفس النتيجة.
والله أعلم وأحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 07:47]ـ
وفقك الله يا أخي لفاضل
أما قولك: (الإجماع يلجأ إليه أهل العلم عند عدم وجود النص)، ففيه نظر؛ بل الإجماع يلزم العالمَ معرفتُه والنظر فيه قبل أن يبحث في المسألة أصلا؛ لكي لا يجتهد فيما أجمع عليه العلماء فيخرج عن أقوالهم.
وهذا لا يعني تقديم الإجماع على النصوص كما قد يفهم بعض الناس، وإنما يعني تقديم الإجماع على فهمك أنت للنصوص حال الاستنباط.
لأنك قد تفهم النصوص خطأ؛ إذ فهمك غير معصوم، فلذا يجب الاستعانة بفهوم أهل العلم الذين سبقوك كي لا تزيغ عن الصراط المستقيم؛ لأن اتفاقهم على الفهم دليل على صحته، وانفرادك بالفهم دليل على خطئه.
وإذا قلنا -كما سبق- إن العالم الذي ينظر ويجتهد في المسائل أصلا يلزمه ابتداء أن يكون مؤهلا، فقد بينا أن هذا التأهيل لا يمكن أن يصح إلا بالاعتماد على الإجماع.
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:43]ـ
أسألُ اللهَ أن يُسدِّدَ قولك أبا مالك، وأن يُسبِغَ عليك نعمه ظاهرةً وباطنةً ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:45]ـ
آمين آمين
وإياك يا أخي الفاضل، ولا تحرمنا من خُلاَّنك!
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 03:24]ـ
أفهم من كلامك الأخير يا شيخ /أبو مالك:
أن العلامة الشوكاني و صديق حسن علامة الهند أنهما لم يتأهلا في تلك المسائل؟
أرجو منكم التوضيح بارك الله فيكم.
وشكراً
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 03:43]ـ
الشيخ المفيد أبومالك، أما بالنسبة للمنهجية المعيارية التي اقترحتها ففعالة و مهمة في معرفة البعد والقرب من الأهلية. وكما ذكرت هي طريقة تراعى في كثير من العلوم. ويضاف إلى ذلك إضافة جانبية بشأن الإجماع، وهي الحرص على معرفة الإجماع القطعي الحقيقي الذي لم يُعارض بإجماع يخالفه [1] أو يشكل عليه وجود أئمة من السلف قالوا بخلافه [2]. التحقق من صحة وقوع وتحقق ذلك الإجماع يكون قبل الأخذ والتصديق بكل إجماع محكي يصادفه الطالب.
=========================
[1] وقد طُرح في هذا المنتدى موضوعاً حول إجماعات حكاها بعض أهل العلم، ثم نُقلت إجماعات بخلافها.
[2] يوجد أمثلة كثيرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 04:02]ـ
أفهم من كلامك الأخير يا أبا مالك:
أن العلامة الشوكاني و صديق حسن علامة الهند أنهما لم يتأهلا في تلك المسائل؟
أرجو منكم التوضيح بارك الله فيكم.
وشكراً
أي مسائل تقصد يا أخي الكريم؟
الأهلية لا تكون في مسائل دون مسائل، الأهلية هي الملكة أو المقدرة الكلية على الاستنباط.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
ويضاف إلى ذلك إضافة جانبية بشأن الإجماع، وهي الحرص على معرفة الإجماع القطعي الحقيقي الذي لم يُعارض بإجماع يخالفه [1] أو يشكل عليه وجود أئمة من السلف قالوا بخلافه [2]. التحقق من صحة وقوع وتحقق ذلك الإجماع يكون قبل الأخذ والتصديق بكل إجماع محكي يصادفه الطالب.
وفقك الله، الأمر غير ما تقول يا أخي الكريم!
فما ذكرتَه هو من أكبر الآفات التي ينبغي أن يتجنبها طالب العلم!!
فطالب العلم ينبغي أن يعمل ابتداء على المشهور المعروف عند أهل الفن، ولا يلتفت إلى شواذ الأقوال ونوادر الآراء، حتى لو لم يكن الإجماع متحققا قطعيا!! لماذا؟
لأننا الآن لا نتكلم عن تحرير مسائل الإجماع وصحيحها من غيره، وإنما نتكلم عن تحقيق الأهلية عند طالب العلم، ولو جعلناه ينتظر حتى يحرر مسائل الإجماع القطعية من غيرها فلن يطلب العلم من أصله؛ لأن هذا التحرير نفسه يحتاج إلى أهلية أخرى!
فمن الخطأ أن نقول للطالب المبتدئ ذلك؛ لأننا حتى لو افترضنا أن قول الجمهور خطأ في بعض المسائل فليس هذا هو الأصل، بل هو نادر، ونحن كلامنا ليس عن مسألة بعينها، وإنما كلامنا عن الأهلية الإجمالية، فلا يهمنا أن تكون الإصابة في جميع المسائل، ولا يهمنا أن لا يقع خطأ بالمرة، وإنما يهمنا أن يكون الصواب غالبا وأكثريا، وهذا لا يتحقق بالنظر في الأقوال الشاذة والأوجه النادرة، فإذا تحققت هذه الأكثرية فقد تحققت الأهلية.
فإذا اتبع الطالب الطريقة المذكورة مثلا في 500 إجماع، وافترضنا أن 10 بالمائة منها لم يثبت، فكان ماذا؟ قد تحققت الأهلية أيضا ولم يضره تخلف جزء يسير من الإجماعات.
فنحن الآن لا نتكلم عن تحرير صحة هذا الإجماع أو ذاك من المسائل المنقولة، وإنما نتكلم عن تكوين الأهلية العلمية عند الطالب، فمثلا لو اجتهد طالب العلم ووجد اجتهاده موافقا لاجتهاد تسعة وتسعين في المائة من العلماء، فهل نقول له: هذا خطأ؛ لأن هذه المسألة ليست إجماعية؟!!
ولا مانع بعد ذلك إذا تأهل طالب العلم أن يخالف قول الجماهير في بعض المسائل، ولكن هذا يكون بعد الأهلية لا قبلها.
الإشكال يحدث دائما في مسائل العلم من اختلاط الأمور المتشابهة، فمثلا يشكل على طالب العلم أنه يجد شذوذات لبعض السلف في مسائل، فيقول: ما الذي أباح لفلان أن يشذ وحرمه عليَّ؟!!
وهذا خلط شنيع في الفهم، لا يقوله من له قدم في العلم؛ لأن هذا العالم لم يتعمد الشذوذ، ولأن العصمة ليست لآحاد العلماء، فلا يمكن أن يكون أحد العلماء معصوما لا يقول إلا حقا، فهذه الشذوذات من هؤلاء العلماء دليل على أنه لا عصمة لواحد منهم، ولكنها لا يمكن أن تكون دليلا على متابعتهم في شذوذاتهم.
والفرق بين الأمرين أن هذا العالم إنما شذ لخطأ وقع فيه إذ هو غير معصوم، أما هذا فيريد أن يجعل الشذوذ منهجا يسير عليه، ومن الواضح البين أن الشذوذ كان مذموما عند السلف، وكثير منهم كان يرجع عن قوله عندما يعرف أنه قد شذ عن العلماء فيه، وهذا مشهور عندهم.
فينبغي أن نفرق بين الشذوذ (كخطأ في الاجتهاد بسبب النقص البشري الذي لا يعرى منه أحد)
وبين الشذوذ (كمنهج نلتزم به بدعوى الاجتهاد واتباع الحق وإن خالف جميع البشر!!)
فالحق ليس شيئا ملموسا يسير في الطريق نستطيع أن نراه حتى يكون مرجعا لمعرفة الشذوذ وعدمه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 10:42]ـ
نفعكم الله ونفعنا بكم. اشكرك على ما تفضلت به من إيضاح. ولكن لست أريد أن يتحقق بنفسه، العلم كما تعلم لا يطلبه الطالب استقلالاً بل لا بد له من شيوخ وعلماء، وهؤلاء يساعدونه في معرفة المعتبر المتحقق من الإجماعات، لا أنه يتولى هذا بنفسه فهو ليس بأهل في الغالب، إلا أن العلماء يذللون له طرق الوصول للإجماعات التي لا يسع الطالب، فضلاً عن العالم، جهلها. وهذا داخل في التأصيل الصحيح للطالب بحيث تكون أدواته البحثية والاجتهادية قوية من البداية. كما أنه وسيلة من وسائل التقصير - غير المخل - للمسافة بين الطالب والنصوص من الكتاب والسنة.:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 11:07]ـ
أحسنت يا شيخنا الفاضل
فقد أشرت إلى شيء مهم جدا من أدوات التحصيل قد يغفل عنها طلبة العلم.
وهو أن الطالب قد يعرف أنه قد تأهل، ولكنه لا ينبغي أن يحكم على نفسه، وإنما يحكم له شيوخه، كما هو معهود ومعروف عند السلف؛ قال مالك: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون من أهل المدينة.
فالطالب يحكم عليه شيوخه بأنه قد تأهل، وشيخه أيضا يكون محكوما عليه بالأهلية من قبل شيوخه، وشيوخه من قبل شيوخهم، وهكذا حتى نصل إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه السلسلة هي التي تحفظ على الناس دينهم، وتحفظ على أهل العلم علمهم، فلا يدخل فيه من ليس من أهله، ولا يتطاول عليهم من لا يدانيهم.
وعندي أدوات وآليات أخرى لطلبة العلم يعرفون بها أنهم قد حصلوا العلم، سأوافيكم بها قريبا إن شاء الله ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 11:32]ـ
على هامش الموضوع:
عندما كنت أحضر الماجستير في جامعة نوتنغهام، كان المشرف على الرسالة عالم لغة هنغاري الأصل، معروف عندهم بتبحره في تخصصه، كان يوجهني منذ البداية، ويتابع مقالاتي، ويتفحص منهجي في إيراد الأدلة والتحقق منها، وكان - والحق يقال - يثني علي كثيراً في المواطن التي تقدمت فيها، و يصارحني بأني لا زلت أحتاج إلى بذل المزيد في أحيان أخر. بل مرة من المرات تجرأت على منهجية عالم اللسانيات اليهودي /نعوم تشومسكي، فحللتها و نقدتها في مقال نال إعجابه وفاجأه، إلا انه بعث به إلى آخر أكثر تخصصاً فدلني بوضوح على إشكالات عالقة لم أتمكن من حلها، وكنت أظن أني نسفت نظريته تماماً. الشاهد أن لكل علم فرسانه و أربابه، يدربون طالبهم حتى يتمكن من اكتساب التي تساعده على الاستقلال في الاجتهاد. وعلم الشريعة أولى ولكن على الطالب أن يجتهد في لزوم العالم المناسب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 11:37]ـ
فدلني بوضوح على إشكالات عالقة لم أتمكن من حلها، وكنت أظن أني نسفت نظريته تماماً. الشاهد أن لكل علم فرسانه و أربابه
أحسنت أحسن الله إليك.
هذه نصيحة ينبغي أن يضعها كل طالب علم نصب عينه.
ولذلك وجدنا أهل العلم قديما يتأدبون حتى عندما يخطئون من سبقهم، فيلتمسون الأعذار لهم ما استطاعوا لذلك سبيلا.
وينظر هنا للفائدة:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=212
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 11:44]ـ
... وقد نلت الشهادة بامتياز - ولله الحمد والمنة - مع التوصية بنشر الدراسة، وهي ستنشر قريباً في كتاب يصدر في أمريكا مع مجموعة أبحاث، قال المشرف حينها: هذه أول رسالة تنال إعجابي منذ أن بدأت الإشراف على الرسائل إلى يومي هذا. وإنما أردت ذكر هذا بشرى لإخواني المسلمين، وهدية متواضعة أرفع بها راية هذا الدين. وقد تحقق ذلك فلله الحمد كله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 11:49]ـ
... وجزاكم الله خيرا على الإفادات الفورية، والنافعة.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 09:37]ـ
وفقك الله يا أخي الفاضل
أما قولك: (الإجماع يلجأ إليه أهل العلم عند عدم وجود النص)، ففيه نظر؛ بل الإجماع يلزم العالمَ معرفتُه والنظر فيه قبل أن يبحث في المسألة أصلا؛ لكي لا يجتهد فيما أجمع عليه العلماء فيخرج عن أقوالهم.
وهذا لا يعني تقديم الإجماع على النصوص كما قد يفهم بعض الناس، وإنما يعني تقديم الإجماع على فهمك أنت للنصوص حال الاستنباط.
لأنك قد تفهم النصوص خطأ؛ إذ فهمك غير معصوم، فلذا يجب الاستعانة بفهوم أهل العلم الذين سبقوك كي لا تزيغ عن الصراط المستقيم؛ لأن اتفاقهم على الفهم دليل على صحته، وانفرادك بالفهم دليل على خطئه.
وإذا قلنا -كما سبق- إن العالم الذي ينظر ويجتهد في المسائل أصلا يلزمه ابتداء أن يكون مؤهلا، فقد بينا أن هذا التأهيل لا يمكن أن يصح إلا بالاعتماد على الإجماع. جزاكم الله خيرا،،،،،، أنا أتكلم عن الإجماع الاعتيادي إذا صح التعبير،وهو ماعرف: بأنه:" اتفاق مجتهدي الملة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في عصر من العصور على أمر من الأمور، بتصريح كل منهم بأنه موافق على الحكم"
وهو الذي اختلف أهل العلم هل يقدم على الكتاب والسنة، والصواب تقديم الكتاب والسنة عليه.
وبتعبير آخر أقصد الإجماع الاجتهادي.
فهذا ما ذكرني به كلامكم السابق حفظكم الله.
وبصراحة كنت أقرأ لعلماء ينكرون حجية هذا الإجماع، لكن كلامكم السابق نبهني لأمر ما، وهو ما ذكرته آنفا.
ولم أكن أنوي إزعاجكم فعذرا إن كنت مزعجا،وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 12:53]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
اختلاف العلماء في تقديم الإجماع على الكتاب والسنة لعله اختلاف لفظي، أو يئول إلى اللفظي.
وهو يشبه المسألة المفترضة (اختلاف العقل والنقل)
فإن النقل الصحيح لا يمكن أن يتعارض مع العقل الصحيح.
وكذلك الإجماع الصحيح لا يمكن أن يتعارض مع النص الصحيح.
فالعلماء الذين قالوا إن الإجماع يقدم على الكتاب والسنة يقصدون أن الإجماع إذا ثبت فهو متيقن، بخلاف الحكم المستفاد من ظاهر النص، فقد تكون أخطأت في فهمه، وقد يكون مؤولا، وقد يكون منسوخا، وقد يكون مخالفا لنصوص أخرى.
ولم يقل أحد إن الإجماع يقدم على النص تقديما حقيقيا؛ لأنه لا يمكن أن تتفق الأمة على مخالفة النص.
فالإجماع هو قرينة أو دلالة تصرف النص عن ظاهره، ولذلك قال الحافظ العراقي:
**************** ............................. ثم بنص الشارعِ
أو صاحبٍ أو عُرِفَ التاريخُ أو ............... أجمع تركًا بان نسخٌ ورأوا
دلالةَ الإجماع لا النسخ به ............... كالقتل في رابعة بشربه
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 07:37]ـ
وقد نلت الشهادة بامتياز - ولله الحمد والمنة - مع التوصية بنشر الدراسة
وفقك الله أخي الكريم / عبد الله الشهري.
ما موضوع الرسالة؟
وهل بدأتَ في الدكتوراة؟:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 08:08]ـ
قال الحافظ العراقي رحمه الله:
ومن يوافق غالبا ذا الضبط .................. فضابط أو نادرا فمخطي
وعندما سئل يحيى بن معين عن كيفية معرفة أن أحاديث الراوي مستقيمة قال: عارضنا حديثك بحديث الناس فوجدناها مستقيمة.
والمتأمل لمنهج أهل الحديث وخاصة المتقدمين (راجع مثلا علل الدارقطني) يجد هذا المنهج واضحا جدا عندهم، وهو معارضة حديث الراوي بحديث أقرانه، فإن وافقهم في الأغلب كان هذا دليلا على أنه ثقة، وإن خالفهم في الأغلب كان هذا دليلا على أنه غير ثقة، هذا من جهة الحكم على الراوي، وأما من جهة الحكم على حديث بعينه، فكذلك ينظرون إلى رواة هذا الحديث، فحيث تفرد راو بمخالفة الباقين كان هذا دليلا على أن الخطأ منه، وحيث وافق الراوي غيره كان هذا دليلا على أنه لم يخطئ.
وهذا المنهج قد يكون مشكلا في الظاهر عند المبتدئين؛ لأن الحكم على الراوي إذا كان لا يتم إلا بمعارضة غيره، فغيره أيضا لا يتم الحكم عليه إلا بمعارضة غيره وهكذا، فيكون فيه التسلسل الممنوع، أو الدور المردود.
والحقيقة أن هذا هو المنهج الصحيح، بل لا يمكن أن يصح غيره!!
لأن هذا المنهج ينطلق من (منهج استقرائي لإعطاء أحكام كلية)، وهذه الطريقة لا يقدح فيه تخلف بعض الأفراد والجزئيات.
أما المناهج الأخرى فهي تنطلق (ابتداء من معلوم إلى معلوم إلى معلوم وهكذا)، وهذه الطريقة يسهل القدح فيها بقطع السلسلة أو الطعن في شيء واحد من هذه المعلومات.
فمثلا: نحن نعلم يقينا أن هذا الثقة ليس معصوما، وقد يخطئ، ونعلم أن هذا الضعيف يمكن أن يصدق، وهذان الاحتمالان وإن كانا ضعيفين إلا أنهما قد يقويان إن وجدت المخالفة في الأول والموافقة في الثاني.
أما منهج أهل الحديث في العمل على الأكثر والأغلب فهو منهج محكم متقن؛ لأن احتمال تطرق الخطأ إلى الواحد أضعف بكثير من تطرقه إلى الجماعة، وحتى إذا افترضنا أن بعض الجماعة قد أخطأ فالحكم لم يتأثر؛ لأنه حكم استقرائي إحصائي.
أما من يعتمد على حديث واحد مثلا انفرد به (راو عن آخر عن ثالث) فهذا الحديث قد يكون صحيحا، ولكن الاحتمالات الواردة عليه تجعل احتمال تهدمه سهلا، فعندنا الاحتمالات الآتية:
- الراوي الأول ضعيف
- الراوي الثاني ضعيف
- الراوي الثالث ضعيف
- يوجد انقطاع بين الأول والثاني
- انقطاع بين الثاني والثالث
- يوجد تدليس من الأول
- يوجد تدليس من الثاني
- الأول روى الحديث بواسطة عن الثاني
- الثاني روى الحديث بواسطة عن الثالث
- ......... إلخ
وهذه الاحتمالات مع كثرتها لا تصلح للطعن في الأحاديث الصحيحة، ولكن المقصود أنه متى وجد واحد منها فقط كفى في الطعن، وهذا يضعف الوثوق بالحكم على هذا الحديث.
أما الاعتماد على الاستقراء والفحص والإحصاء بجمع الروايات المختلفة، مع التوافق بينها، فهو يعطي الحديث قوة بعد قوة بحيث لا يتأثر بعد ذلك حتى إن وجد بعض هذه الأشياء، فإن ضعف راو فهناك غيره، وإن دلس راو فقد سمع غيره، وهكذا.
فالمقصود أن الاعتماد على حجة واحدة منقطعة عن القرائن هو اعتماد فيه ضعف مهما كانت قوة هذه الحجة، أما الاعتماد على مجموعة متوافقة من الحجج والقرائن فهو شديد القوة حتى لو كانت آحاد هذه الحجج فيها شيء من الضعف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 08:11]ـ
نسيت أن أذكر علاقة كلامي بالموضوع!
المقصود من إيراد الكلام السابق أن منهج الاعتماد على الأكثر والأغلب وترك الشاذ والنادر هو منهج معمول به في كل العلوم، والمشاركة السابقة مثال على ذلك من علم الحديث، فإذا كان الحكم على أهلية الراوي نفسه لا يتم إلا بالنظر إلى موافقته في الأكثر، فكيف تظن أنك ستحصل الأهلية في علم الحديث مثلا وأنت تخالف أهل الحديث في أكثر كلامهم؟!
والمفهوم من كلامهم في هذا الباب أن الحكم يعرف اعتمادا على الأغلب، بحيث يكون الراوي موافقا لغيره في الأكثر لا في شيء بعينه، وبحيث تكون مخالفته قليلة لا في شيء بعينه.
وهذا المنهج في غاية القوة والضبط والإتقان؛ لأننا إذا حكمنا على الراوي اعتمادا على شيء بعينه كان في حكمنا نظر واضح!! لأن هذا المعين لم يُعرف حكمه بعد (أو هكذا قد يقال)، فلا يمكن التسليم به ابتداء إلا اعتمادا على الدور أو التسلسل وهو باطل.
أما الاعتماد على الأغلب والأكثر فهو أمر مسلم به؛ لأن الثقات إن أخطئوا فلا يمكن أن يخطئوا في كل شيء، والضعفاء إن أصابوا فلا يمكن أن يصيبوا في كل شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 11:53]ـ
وفقك الله أخي الكريم / عبد الله الشهري.
ما موضوع الرسالة؟
وهل بدأتَ في الدكتوراة؟:)
أولاً: اعتذر للشيخ أبي مالك أن خرجت عن موضوعه.
موضوع الرسالة أيها الخليل المفيد في حقل علم اللغة النفسي [1]، وعنوانها: بحث العلاقة بين الأسلوب البصري، ودرجة التحفيز، والنفس المتخيلة، وقوة التخيّل عند متعلم اللغة الانجليزية. وأما الدكتوراه فتحت الطلب، ولكن في الأرض مراغماً كثيراً وسعة، إذ شغلت بما هو أهم في الوقت الراهن. وفقني الله وإياك وكل طالب علم لكل علم نافع وعمل صالح. ======================
[1] لمن أراد الإطلاع: يوجد كتب متخصصة في هذا الشأن، منها كتاب كمدخل للعلم عنوانه (علم اللغة النفسي)، ترجمة العبدان، تأليف سكوفل، وهو في مكتبة العبيكان.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 12:00]ـ
(( ... فإن كثيراً من الناس يطلبون الفصول مع إضاعة الأصول فلا يكون دركهم دركاً، ومن أحرز الفصول اكتفى بها عن الفصول. وإن أصاب الفصل بعد إحراز الأصل فهو أفضل)).
ابن المقفع، الأدب الكبير، ص 65.
ويقصد بـ "الفصول" الفروع.
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 02:23]ـ
ومن أحرز الفصول اكتفى بها عن الفصول
لعلَّها: (الأصول) حبيبنا الفاضل ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 02:39]ـ
.. هو كما ذكرت، مع الشكر الوافر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 07:26]ـ
أحسنت بهذا النقل عن ابن المقفع، وهو قول محكم مختصر، وقد ذكر معناه مفصلا العلامةُ ابن فارس في مقدمة الصاحبي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 01:06]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيمة. . . فما أكثرها إفادة وإرشادا، خصوصا لأرباع الطلبة أمثالى.
ولي لكم سؤال: هل من المستحسن أن يدمن الطالب مطالعة كتبٍ لعالم واحد متضلع جدا في أحد الفنون الذي تخصص فيه الطالب، بغية الحصول على الأهلية المنشودة في ذلك العلم - خصوصا في حالة ندرة المشايخ والمربين في بلد الطالب؟
فمثلا، طالب (علم الحديث) يدمن قراءة كتب الحافظ ابن حجر الحديثية - المصطلح والتراجم والجرح والتعديل والتصحيح والتعليل والشروح والمجاميع وغيرها - ولا يلتفت إلى غيره من كتب العلماء إلا قليلا (وقد علم أن الحافظ جماع نقاد، وفيه كفاية له). فيقرأ هذا الطالب كل ما هو المهم من كتب الحافظ رحمه الله، ويكرر مطالعتها أكثر من مرة مع اجتهاد قوي في معرفة مقاصد الحافظ في كلماته (مسترشدا باستشارة المؤهلين بقدر الإمكان). . وهكذا مرارا وتكرارا حتى يتذوق هذا الطالب أساليب الحافظ لغة وتعبيرا، ويتعود مناهجه الاستدلالية والاستنباطية، وعرف مشربه ومذهبه وطرائقه وحججه. . بحيث ما من مسألة حديثية يذكر، إلا وسرعان ما تذكر هذا الطالب موضع البحث فيها في كتب الحافظ، وعرف قبل ذلك موقف الحافظ من تلك المسألة مع دلائلها ولو إجمالا.
فهل هذا المنهج جيد وفعال وأمين لتأهيل الطلبة؟
فقد كنت انتفعت بهذا المنهج كثيرا في علم (العقيدة)، وهو بإدمان القراءة وتكرار المطالعة لكتب فرسان هذا الميدان. . شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة، ولا كنت أكاد التفت إلى غير كتبه إلا ما لم أجد المسألة بعينها فيها. بل ما فهمت - ابتداءً - كلام الفارابي وابن سينا والأشعري والجويني والغزالي والآمدي والرازي والتفتازاني، ولا حتى استدلالات الإمام الأوزاعي وأحمد والمكي الكناني وما يتبع هذه القائمة (في مسائل الاعتقاد) إلا من خلال عرض شيخ الإسلام وشروحه لها.
وأنا أبدا لا أدعى التأهيل بعد. . وأنى لي ذلك؟! لكن الاعتذار من مجالسة المشايخ والبعد عن أفواههم يجعلني أختار هذه الطريقة، وقد انتفعت بها وإن لم يزل يصاحبها قسط كبير من النقص والتقصير. لكن السؤال: هل هذا المنهج صحيح معتبر؟ وهل معرفة مشرب إمام ما - بارع جدا في فن أو الفنون الكثيرة - بتفاصيله يعدّ معيارا مستقيما لمعرفة ما إذا كنا قد حصّلنا شيئا صالحا من ذلك الفنّ أم لا؟ أرجو الإجابة مع ضرب الأمثلة من تجاربكم الشخصية أو من سيرة الأئمة الأعلام. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
أحبكم في الله مشايخنا الكرام. . . وجزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 04:07]ـ
هذه الطريقة جيدة يا أخي الكريم، ولكنها غير مضمونة وفيه خطر، وخاصة على المبتدئين.
لماذا؟ لعدة أسباب:
- منها أن معرفة العلماء المتقنين في كل فرع من فروع العلم أمر مخصوص بأهل العلم بهذا الفن، فلا يعرف ذلك المبتدئون عادة.
- ومنها أن الآراء تختلف في الحكم على هذا العالم أو ذاك بأنه من المتقنين أو ليس من المتقنين، فالزلل في هذا الباب وارد كثيرا.
- ومنها أن العلماء المتقنين كثيرون أصلا، فقد يصعب اختيار واحد منهم دون غيره.
- ومنها أن الاقتصار على عالم واحد حتى وإن كان من المتقنين يصيب طالب العلم بضيق شديد في الأفق فلا يرى أبعد من أنفه، ويظل يدور في فلك هذا العالم، ولا يمكنه في معظم الأحيان ملاحظة أخطائه.
- ومنها أنه يصعب بل يكاد يكون محالا أن تجد عالما متقنا لكل الفنون، وهذا يقتضي أن تختار في كل فن عالما غير الفن الآخر، وهذا قد يلبس الأمر على طالب العلم باختلاف المناهج بين علم وعلم.
- ومنها أن العالم الواحد مهما كان متقنا متبحرا في هذا العلم فهو غير معصوم ولا يؤمن خطؤه، وليس معنا يقين بمقدار ما لديه من صواب ومقدار ما لديه من خطأ، فيصعب حينئذ التحقق من حصول الأهلية.
- ومنها أنك أيضا ليس معك يقين أنك عرفت مراد هذا العلم على وجهه؛ فقد يشكل عليك شيء من عبارته فتفهمها خطأ؛ لأنك قصرت نفسك عليه، ومن المعلوم أن كلام أهل العلم يفسر بعضه بعضا، فما أشكل عليك من كلام بعضهم تجده مفسرا عند الآخرين وهكذا، فلا يستغنى بكلام أحدهم عن الآخرين.
وغير ذلك من الأسباب التي تضر طالب العلم وتقدح في أهليته.
ولكن الاستفادة من العلماء المتبحرين المتقنين لها جانب آخر يُستفاد منه، ولكن هذه الاستفادة مقصورة على العلماء أو على طلبة العلم المتقدمين؛ ولذلك فإن من أهم الأشياء عند طالب العلم أن يعرف أهل العلم المتقنين فيه ليكون كلامهم عنده هو العمدة قبل غيرهم، وليرجع إليهم عند الخلاف، وكذلك فإن التدبر لكلام هؤلاء من أعظم ما يكسب طالب العلم الملكة في هذا الفن؛ لأن من دونهم ليس لديهم ما عند هؤلاء من الملكة.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 05:26]ـ
بداية أتقدم لصاحب المقال بالشكر على هذا السؤال القيم
أقول وبالله التوفيق:
من ظن أنه قد علم فقد جهل، وإنما يعرف المرء بأقرانه
والذي أراه مهما في هذا الباب أن يصل الطالب إلى روح العلم،،، نعم أخي الكريم هذا هو ما ينبغي على طالب العلم أن يصل له وهو في بداياته هذا هو الهدف، روح العلم، ولنتحدث بتفصيل أكبر:
للوقوف على روح العلم لنتناول علم الحديث الشريف مثلا، أنظر له في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنظر له في عصرنا، وأحدث مقارنة بين حال الناس فيه من جهة العلم ـ أي العمل بالعلم، وهي حقيقة العلم ودليل صدقه ـ حينها ستدرك معنى روح العلم.
ستجد أن الأوائل حرصوا على إيصال هذه الروح، وغفلنا عنها نحن.
فاليوم مثلا تجد المعاصر مشتغلا بعلوم الحديث بل منهم من حفظ كتب العلل عن ظهر غيب، ومنهم من يحفظ الأسانيد للأحاديث عن ظهر غيب ودورات في ذلك، وآخر في تصحيح اسم عالم، ووو، ولكن للآسف غابت عنهم روح هذا العلم
في جوانب:
1 - تجميع الأحاديث المقبولة في مصنف واحد ـ وفق جامع المتن ـ.
2 - تصنيف السنة موضوعيا ـ خاصة الموضوعات المعاصرة ـ
3 - نقلها للناس في المساجد كدروس علم ـ طبعا من قبل القدوات ـ.
حينها فقط ستشعر بجمال هذا العلم وروحه ولذته، وسيشعر الناس معك بذلك، حينها ستقرب الناس من حبيبهم صلى الله عليه وسلم، وسيقرب حديثه منهم.
روح العلم في علم التفسير:
تجد فلان قلب التفسير إلى لغة وآخر فقه وآخر قراءات، وضاع روح هذا العلم وجماله في ثناياهم، ولكن جرب أن تحيا مع الزحيلي في التفسير المنير، أو مع الصابوني في تفسير آيات الأحكام ستبدأ الروح بالانتعاش ويعود لها شذاها، والأكمل في هذا:
1 - استخلاص أروع ما كتب في كتب التفاسير من عبر وعظات وبيان (وانظر للشعراوي عندما تستمع له في إحدى دروس التفسير كيف ستحب هذا العلم ويحبك).
في علم الفقه:
ضعنا بين فلان وفلان، والعالم الفلاني لو سقت الأدلة بدون فلان وفلان سينزل بك لعناته، وأصبح الفقه فلان وفلان، ولا يكتفى بالاسم فقط بل الاسم رباعي مع سنة الوفاة كمان، ثم دخل على الخط أصول الفقه، وضعنا كمان وكمان، وهلم جرا
وروحه:
1 - الوقوف على الراجح المشهور من أقوال أهل العلم.
2 - معرفة دليل الراجح.
3 ـ حكمة التشريع في هذا الراجح (وده هو زبدة الزبدة).
أما العقيدة، بلاش أتكلم بلاش يخرج حد ويكفرنا، خلين ساغ سليم على الفطرة.
وحدث عن اللغة العربية وقواعدها ولا حرج ألغاز يا عم، وبين أهل البصرة والكوفة ضاعت لحانا، وسراويلنا وعمائمنا،
وروحه: أن تحسن النطق حتى لو جهلت الحكم، كالأعراب يحسنها ولا يعلمها
ومن أفضل طرقها كثرة القراءة على صاحب لسان صحيح، ثم استعمالها في الحياة عند مخاطبة الآخرين، واختر من الألفاظ أسرعها وصولا لفهم الناس (ومن المبدعين في هذا الباب الإمام حسن البنا رحمه الله تعالى).
خلاصة كل ما سبق: حاول تحصيل روح العلم الذي يقربك من الله، ويقرب الله إليك.
ويقرب الناس إلى الله، ويقرب الله إلى عباده.
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 05:56]ـ
يا عم الشيخ!!
دا أنت كده طلَّعت روح العلم (ابتسامة)
الشعراوي والزحيلي وحسن البنا؟!
فين علماء السلف على مر العصور يا شيخنا؟!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 10:30]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكتاباتكم ...
و مما يعرف به الطالب أنه قد حصل مسألة من المسائل في علم من العلوم؛ أن يقوم بإعادة صياغة المادة العلمية بأسلوبه الخاص، فبقدر ما تكون عباراته سليمة و أقرب إلى لغة أهل العلم، تكون درجة تحصيله و استيعابه ...
و بهذا الامتحان الشخصي بوسع طالب العلم أن يقيم نفسه، و من ثم يسدد الخلل و يكمل النقص، و الله أعلم ...
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 10:00]ـ
ما أحسن ما نقله الشاطبي (ت: 750هـ) - رحمه الله - حيث يروي أحد شيوخه عن بعض العلماء قال: لا يسمى العالم عالما بعلم ما إلا بشروط أربعة:
أحدها: أن يكون قد أحاط علما بأصول ذلك العلم على الكمال.
والثاني: أن تكون له قدرة على العبارة عن ذلك العلم،
والثالث: أن يكون عارفا بما يلزم عنه،
والرابع: أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم.
المرجع: الإفادات للشاطبي /107، عن نظرية المقاصد عند الشاطبي /116.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 02:02]ـ
أحسن الله إليكم ونفعنا بعلومكم.
ـ[الورد الزاهر]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 03:28]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم
ـ[أبومروة]ــــــــ[07 - Feb-2008, مساء 08:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الفاضل: أبو مالك العوضي وكل الإخوة الأعضاء الذين أتحفونا بأرائكم وأفكارهم النيرة , فموضوع من هذا الحجم ,جدير بالطرح والمناقشة الهادفة , ولست مغالي إذا قلت أن منتدانا هذا يمكنه احتضان دورات مفتوحة لمثل هذه الأطروحات العلمية - على هذا النمط - أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
سيكون لنا نصيب في الموضوع بعد قراءة المشاركات المتبقية.
جزاكم الله خيرا
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 08:44]ـ
السلام عليكم
الفاضل أبو مالك العوضي
كما قال علي بن المديني: إذا رأيت طالب الحديث أول ما يكتب يجمع حديث الغسل وحديث (من كذب) فاكتب على قفاه " لا يفلح ".
اشرح العبارة ........
لماذا جمع بين حديث الغسل وحديث (من كذب) في الكلام وما العيب في ذلك
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 09:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الكلام الذي قاله الإمام ابن المديني بناه على خبرته فيما رأى من طلبة العلم.
وإنما ضرب المثل بهذين الحديثين لكثرة طرقهما.
فالمقصود أنهم يشتغلون بالفروع قبل الأصول، وبجمع النوادر قبل إتقان الأساس.
ومن المعلوم أن كثيرا من كبار أهل العلم لا يعرفون جميع طرق هذين الحديثين؛ لأنهما حديثان صحيحان فيكفي فيهما معرفة بعض الطرق الصحيحة، فالاشتغال بجمع عشرات الطرق لمثل هذين الحديثين تكثر بلا فائدة، اللهم إلا لعالم متبحر قد أتقن الأصول.
وأقرب لك هذا الأمر بمثال من واقعنا هذا:
فإذا رأيت طالب العلم أول ما يبدأ يترك ما يجب عليه معرفته من فرض عينه، ويشتغل بالشذوذ وزيادة الثقة!!
ويضيع أسابيع في حديث تحريك الإصبع، وفيمن قال إنه زيادة ثقة، ومن قال إنه شاذ .... إلخ إلخ
هذا وهو لا يعرف ألف باء الفقه، ولا يعرف نواقض الوضوء وأركان الصلاة وموجبات الغسل!
فإذا رأيت مثل هذا فاعلم أنه لا يفلح إلا أن يتغمده الله برحمة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 08:14]ـ
قال العلامة أبو القاسم الآمدي في كتابه النفيس (الموازنة بين أبي تمام والبحتري):
((وبعد؛ فإني أدلك على ما ينتهي بك إلى البصيرة والعلم بأمر نفسك في معرفتك بأمر هذه الصناعة أو الجهل بها، وهو أن تنظر ما أجمع عليه الأئمة في علم الشعر من تفضيل بعض الشعراء على بعض، فإن عرفت علة ذلك فقد علمت، وإن لم تعرفها فقد جهلت، وذلك بأن تتأمل شعري أوس بن حجر والنابغة الجعدي؛ فتنظر من أين فضلوا أوساً، وتنظر في شعري بشر بن أبي خازم وتميم ابن أبي بن مقبل، فتنظر من أين فضلوا بشرا. وأخبرني بعض الشيوخ عن أبي العباس ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفضل أن سائلا سأله عن الراعي وذى الرمة أيهما أشعر، فصاح عليه صيحة منكرة: أي لا يقاس ذو الرمة بالراعي، وكذلك غير المفضل لا يقيسه به ولا يقارب بينهما، فتأمل أيضاً شعري هذين فانظر من أين وقع التفضيل؛ فهذا الباب أقرب الأشياء لك إلى أن تعلم حالك في العلم بالشعر ونقده. فإن علمت من ذلك ما علموه، ولاح لك الطريق التي بها قدموا من قدموه وأخروا من أخروه؛ فثق حينئذ بنفسك، واحكم يستمع حكمك وإن لم ينته بك التأمل إلى علم ذلك فاعلم أنك بمعزل عن الصناعة)).
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 08:09]ـ
يا شيخ أبا مالك ... لا حرمنا الله تعالى هذه الفيوضات الحانية و المواضيع التي منها نتعلم و نستفيد وفوق كل ذلك تفتح لنا أبواب مسائل للتفكر.
يا أخي جزاك الله تعالى خيرا و زادك علما بفضله و كرمه.
وتالله ما أحوجنا إلى مثل هذا ... وما أكثر عناء الأمة من التصدر قبل التأهل ... و التزبب قبل التحصرم .. وتتبع شواذ العلم و غرائب المسائل قبل تحصيل الأصول .. إنه للغبن عينه نسأل الله السلامة و العافية.
وكم من متسور على أهل العلم محاريبهم تربع القرفصاء وسرد المسائل التي يخالف فيها الجمهور و لسان حاله يقول: لا علم إلا ههنا ..
بل كنت نصحت يوما أحد إخواننا ممن رأيت فيه شغفا لتجميع المسائل التي فيها خلاف المشهور - غفر الله لنا و له - ...
فكان قوله: لا ينبل الرجل و يكون من المحققين حتى لا يتقيد في المسائل بأقوال (الناس)!!!
نعوذ بالله تعالى من علم لا ينفع و نسأل الله العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا ..
وأسأل الله تعالى أن يثيبك خيرا و يجعل ما زبرت يراعك في ميزان حسناتك يوم القيامة يا شيخ أبا مالك.
ودمت بحفظ الله نافعا مسددا أخانا الفاضل الحبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - Sep-2008, صباحاً 02:54]ـ
هذه الطريقة جيدة يا أخي الكريم ..... الاستفادة من العلماء المتبحرين المتقنين لها جانب آخر يُستفاد منه، ..... ولذلك فإن من أهم الأشياء عند طالب العلم أن يعرف أهل العلم المتقنين فيه ليكون كلامهم عنده هو العمدة قبل غيرهم، وليرجع إليهم عند الخلاف، وكذلك فإن التدبر لكلام هؤلاء من أعظم ما يكسب طالب العلم الملكة في هذا الفن؛ لأن من دونهم ليس لديهم ما عند هؤلاء من الملكة.
جميل جدا يا شيخنا! (ابتسامة)
فلنجربه. .!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Oct-2008, صباحاً 07:01]ـ
قال الشافعي رحمه الله في الرسالة:
((وهكذا لسان العرب عند خاصتها وعامتها، لا يذهب منه شيء عليها، ولا يطلب عند غيرها، ولا يعلمه إلا من قبله عنها، ولا يشركها فيه إلا من اتبعها في تعلمه منها، ومن قبله منها فهو من أهل لسانها، وإنما صار غيرهم من غير أهله بتركه، فإذا صار إليه صار من أهله)).
نقله الشاطبي في الاعتصام ثم أتبعه بقوله:
((هذا ما قال، ولا يخالف فيه أحد، فإذا كان الأمر على هذا؛ لزم كل من أراد أن ينظر في الكتاب والسنة أن يتعلم الكلام الذي به أديت، وأن لا يحسن ظنه بنفسه قبل الشهادة له من أهل علم العربية بأنه ممن يستحق النظر، وأن لا يستقل بنفسه في المسائل المشكلة التي لم يحط بها علمه دون أن يسأل عنها من هو من أهلها، فإذا ثبت على هذه الوصاة، كان -إن شاء الله- موافقا لما كان عليه رسول الله وأصحابه الكرام)).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 02:13]ـ
أما إذا كنت من أول ابتدائك لطلب العلم تدخل في المسائل الخلافية، وترجح وتضعف وتقوي، وتطعن وترد (!!) فاعلم أنك بعيد كل البعد عن تحصيل العلم؛ كما قال علي بن المديني: إذا رأيت طالب الحديث أول ما يكتب يجمع حديث الغسل وحديث (من كذب) فاكتب على قفاه " لا يفلح ".
شكر الله لكم طرحكم.
اود ان استفصل هل ثبت عن ابن المديني هذا الكلام.
واعتذر لو خرجت عن مسار الموضوع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 02:37]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
رواه الخطيب البغدادي في الجامع (رقم 1986)، وانظر مقدمة ابن الصلاح النوع الثامن والعشرين.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 03:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أبحث فوقعت على هذا المقال الرائع
جزاكم الله خيرا ولنا سؤال نرجو به الفائدة لنا وللقارئ وتعذرونا على الجهل
إذا تحدثنا عن علم الفقه مثلا هل يمكنكم أن تدلونا على مظان المسائل المشتهرة التي فيها اجماع وطريقة القوم في الاستدلال بحيث أن الطالب إذا أراد أن يختبر أهليته ينظر في عنوان الفصل مثلا ويبدأ في تحرير المسألة وطريقة الاستدلال ثم يفتح الكتاب وينظر هل وافق طريقة القوم أم لا.
هل هناك كتاب يفي بهذا الغرض أم أن المسائل قد تفرقت في بطون الكتب؟
ـ[أم متاب]ــــــــ[01 - Mar-2010, مساء 04:07]ـ
السلام عليكم دائما كانت توسوس الي نفسي باننا اذا اوتينا اعظم العلم القرآن والسنة النبوية لماذا لانجتهد نحن ايضا مثل العلماء ونخرج احكاما فهم بشر مثلنا واوتينا العقل فهم سخروه ونحن نستطيع ان نسخره مثلهم ولكني والحمدلله تذكرت قوله تعالي (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 247] وبعد ان قرأت كلامك هذا تيقنت اكثر ونارت بصيرتي فلله الحمد من قبل ومن بعد واسال الله ان يغفر لك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 04:34]ـ
للنفع.(/)
تَبَارِيح (3): هَلاَّ أخْبَرْتَنِي يا (ابنَ بَازٍ) بِمَا وَقَرَ فِي قَلْبِك؟!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[15 - Jan-2008, مساء 10:29]ـ
الحَمْدُ للهِ وحدَه .. لستُ طُرقيّاً قُبُورياً؛ فأخاطبُك - يا علاَّمةَ زمانِك - أو أستغيثُ بك! إنِّما أنا طالبُ سُنَّةٍ لمْ ينقضِ عَجَبُه .. ولمْ يعْتلِ أَدَبُه؛ فأصدِّق كَثيراً مما يُقال عنك يا شَيْخَ شُيُوخنا! أحقّاً ما سمعتُهُ، وقرأتُه؟! فالأسانيدُ صحيحةٌ نظيفةٌ .. والمتونُ - باديَ الرأي - مُسْتَغربَةٌ - استغربَها ضَعْفُنا -؛ فلمَّا علمنا - يقيناً - أنَّ للهِ عباداً أَلِبَّاءَ في كلِّ زمنٍ - وإن تأخر -، ومن أمَّةِ رسول اللهِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif طائفةٌ منصورةٌ - وإن عمَّ الفسادُ وبالناسِ تدثَّر - .. لمْ أصنعْ شيئاً سوى أنْ سلَّمتُ بأنَّه حقٌ - خاصَّةً وأنَّ لك طلاباً ثقاتٍ في المنتدى وغيره -! ليستُ قائلاً - بعدَ موتِك -: من للمساكين؟ من للفقراء؟ ............ فهولاء لهمُ الله! لكنّني أقول - كما قيل -: كفيفٌ وأبصرَ جِسْرَ النَّجاة ** وكمْ من بَصيرٍ أضاعَ الجُسُور؟!
أيا علاَّمةَ الزَّمان:هلاَّ أخْبَرْتنا بما وقَرَ في قَلْبك؟! هلاَّ ذكرتَ لنا شيئاً مما جال في فُؤادك؟! فلستُ - واللهِ - أشُكُّ أنَّ لله بكم عنايةً يومَ حياتك؛ فاللهَ أسألُ أنْ يرفعُ مَنْزِلَتك مع من أحببتَ من النبيِّين، والصدِّيقين، والشُّهداء، والصالحين، وحَسُنَ أؤلئك رفيقاً .. لا ينقضي عجبي من مواقفَ أبكتْك .. ومآسٍ أحرقَتْك .. وبشائرَ أفرحتْك ..... بل لا ينقضي عجبي منك! لئنْ رأيتُك - شيخَ شُيُوخنا - لأُخْبِرنَّك بِطُلاَّبٍ أتواْ بعدَك - ولستُ أنزِّه نفسي من أن أكونَ أحدَهم - .. حفظوا كثيراً؛ بل وقفوا على أشياء لمْ تقفْ عليها! لكنْ فاتنا شعُورٌ مما أدْرَكت .. وفقهٌ مما دقَّقت .. وصلاحٌ مما حقَّقت .. وهلْ يُرادُ مِن العِلْم إلاَّ ما وصلتَ إليه؟! فللهِ أنت! ما أنقى قلبك .. وما أبقى ذكرك! فو اللهِ إنّني لأكتبَ - الآنَ -، والحروف تسبقني، ولا أتأمَّلُ كثيراً مما أكتب؛ ولن أعودَ إليه؛ لأجمِّله حذلقةً؛ فالمضمونُ آكد .. وإن خانتني الأحرف! وواللهِ وتالله وبالله؛ لستُ متعصباً لكم، ولا أحصرُ الحقَّ في فتاويكم .. لكنَّني - كما قلتُ سلفاً -: لا ينقضي عجبي من أدبكم العميق، وقلبكم الرقيق .. فـ[أنتَ حبرٌ بحرٌ ورحبٌ وربحٌ ** كيفَ قَلَّبْتُها إليكَ تَؤؤلُ أنتَ - واللهِ - مُسْبِلٌ ثِيَابَ الـ ** جُودِ حِلٌّ ثيابها إذْ تطولُ أنا لا أكتبُ القصيدَ أُطْرِيكَ مَدْحاً ** أنتَ أعلى - واللهِ - مما أقولُ] سُبْحانَ من جمعَ القُلُوب على حُبّك .. ولمْ يُخالفْ - في حبِّك لا اختياراتك - إلاَّ مَنْ شَذَّ!
وإنْ أنْسى؛ فلن أنسى دَمَعاتِ أمِّي (العَجوز) يومَ خَبَرِ وفاتِه .. هل ماتَ أبي؟ هلْ ماتَ أحدُ إخوتي؟ .. فقلتُ لأمي: أيهما أحبُّ إليك: ألشيخ أم أنا؟
فقالت - حفظها الله -: إن شئتَ الحقَّ؛ فهو أحبُّ إليَّ! ليسَ عندي مزيدُ قَولٍ أقولُه .. لكنني عَلِمَ اللهُ أنني أتعبَّدُ اللهَ بحبِّك .. رحمكَ اللهُ رحمةً واسعةً .. وأسكنك فسيحَ الجنَّات! ويا قارئَ هذهِ الأحرف، أحسن الظنَّ بكاتبه؛ وإذا أشكلَ متشابهٌ مما قلتُ؛ فَردّه إلى محكمِ قولي! مُحِبُّك / خليلُ الفوائد.
ـ[الفاسي]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 02:43]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الخواطر، ورحم الله الشيخ عبدالعزيز بن باز ..
ـ[بحر القلزم]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 01:27]ـ
صدقت ورب الكعبة، فذاك رجل أحيا منهج السلف قولاً وفعلا، فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاك الله خيراً على كلماتك المؤثرة.
ـ[ابوعمر التميمي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 08:01]ـ
لله درك على هذه الخاطرة الجميلة
أخذت بمجامع قلبي والله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 08:43]ـ
دمتَ مسددا
كلمات رقراقة منسجمة مع المضمون
فبوركت على هذه التذكرة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 08:45]ـ
دمتَ مسددا أيا خليل ..
كلمات رقراقة منسجمة مع المضمون النبيل
فبوركت على هذه التذكرة
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 02:30]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
كلمات ليست كالكلمات
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 04:06]ـ
بارك اللهُ فيكم جميعاً.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 10:43]ـ
أخي الفاضل خليل الفوائد صدقت وبررت
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
كنت آكل طعام عشائي منذ عدة أيام فإذا بصوته المميز رحمه الله في نصيحة شرعية ولمسة أبوية
فوجدتني في حالة وجدانية عجيبة أحاسيس ومشاعر جياشة بفداحة فقد هذا الإمام الذي جمع الله عليه القلوب
وجعل من كلامه فاصلاً في الملمات وحلا يسيراً مقبولاً في المشكلات
ووجدتني أبكي كما لم أبك يوم وفاته رحمه الله بكيت على حالنا الذي وصلنا إليه بعد فقد الشمس والقمران ابن باز وابن عثيمين والألباني
وخلت مجالسنا إلا ما رحم الله من العالم الذي يجمع القلوب المتنافرة ويؤلف بين الفرق المتناحرة
أسأل الله سبحانه أن يبارك في علمائنا الأحياء وأن يخرج من طلبة العلم النابهين من يكون خير خلف لخير سلف
والحمد لله على كل حال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 02:35]ـ
بارك الله فيك أخي / عاطف إبراهيم ..
ورحم الله علاَّمةَ زمانه.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 01:57]ـ
رحم الله الإمام الجبل الاشم: ابن باز، وبارك فيك، ونفع بما تكتب يا ابن الفوائد من خواطر وفوائد ..
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[20 - Aug-2009, صباحاً 01:04]ـ
ذات نفاش ذكر أحد اساتذتنا وهو عضو مجمع فقهي وأتى ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله - وكان قد صاحبه في ذلكم المجمع لسنوات طويلة -: " ذاك رجل الآخرة ".
ثم سرّ نوراني أظن أن الشيخ أخفاه وأظهره الله , وذلك فضل الله.
وكما قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله وقد خرج من لقاء مع الشيخ أكرمه فيه وناقش برفق كتابه " السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث " وكان قد تأخ عن موعد بسبب جلوسه مع العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وسأله المتواعد معه عن سبب تأخيره فقال " كنا في عالم ثاني! " .. كما ذكره الشيخ د. محمد موسى الشريف في كتيبه عن الشيخ ابن باز وشخصيته الفكرية ..
رحم الله الشيخ ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[20 - Aug-2009, صباحاً 10:34]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل على هذه الكلمات الطيبة،ورحم الله شيخنا إبن باز رحمة واسعة(/)
هل كان النبي عليه السلام يشرع في القراءة وبلال لم يفرغ من الإقامة؟
ـ[أبو رزان]ــــــــ[16 - Jan-2008, صباحاً 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكل علي جدا ما ذهب إليه الإمام ابن عبد البر في كتابه الإستذكار، من مجموعة موسوعة شروح
الموطأ المجلد الرابع الصفحة 77 حيث قال رحمه الله وفي هذا الحديث دليل على أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يكبر للإحرام ويقرأ وبلال في إقامة الصلاة.
من يتفضل علينا بالبيان نسأل الله عز وجل أن يثيبه. وجزاكم الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 08:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ابن عبد البر رحمه الله انتزع من حديث: "بلال أنه قال: يا رسول الله! لا تسبقني بآمين" أن: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر للإحرام ويقرأ وبلال في إقامة الصلاة).اهـ.
وهذا الفَهم، مُعَارَض بفَهم آخر - وهو الأظهر -
وخلاصته: أن بلال رضي الله عنه كان يُقِيم في موضع آخر يَبعد عن موضع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكبّر تكبيرة الإحرام عقب فراغ بلال من الإقامة، وعند عودة بلال يكون قد فاته موضع "التأمين"، فقال ما قال ..
النصوص:
قال الإمام أحمد -رحمه الله-:
(أحَبّ إليَّ أنْ يُقيم في مكانه، ولم يبلغني فيه شيء إلا حديث بلال: «لا تسبقني بآمين»).اهـ.
قال ابن قدامة يشرح عبارة الإمام أحمد -رحمه الله-:
(يعني: لو كان يُقيم في موضع صلاته، لما خاف أن يسبقه بالتأمين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنَّما كان يكبِّر بعد فراغه من الإقامة).اهـ.
والله أعلم وأحكم.
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، باد ذي بد، أحب أن أنبهكم حفظكم الله ورعاكم إلى ثلاثة أمور، أولهما: أن هذا الحديث قد ضعفه جمع من العلماء والمحدثين، كما قال به الدارقطني كما جاء في عون المعبود 2/ 432، والبيهقي كما جاء في طرح التثريب 2/ 438، والإمام النووي في الخلاصة 1/ 382، والضياء المقدسي في السنن والأحكام 2/ 55، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 2/ 307، والحافظ ابن رجب في فتح الباري 4/ 489، والمحدث الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم 937، والشيخ شعيب الأرنؤوط في مسند الإمام أحمد 6/ 12، والعلة هي أن أبا عثمان لم يدرك بلالا رضي الله عنه، هذا أولا.
والأمر الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من هديه أن يكبر بعد تكبيرة الاحرام مباشرة، بل كان صلى الله عليه وسلم يأمر بتسوية الصفوف، كما جاء عنه بأبي هو وأمي في عدة أحاديث مشهورة.
والأمر الثالث: لم يثبت كما هو مشهور لدى العامة من الناس أن بلالا رضي الله عنه كان يؤذن على سطح امرأة من الانصار، والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو رزان]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 11:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، باد ذي بد، أحب أن أنبهكم حفظكم الله ورعاكم إلى ثلاثة أمور، أولهما: أن هذا الحديث قد ضعفه جمع من العلماء والمحدثين، كما قال به الدارقطني كما جاء في عون المعبود 2/ 432، والبيهقي كما جاء في طرح التثريب 2/ 438، والإمام النووي في الخلاصة 1/ 382، والضياء المقدسي في السنن والأحكام 2/ 55، والحافظ ابن حجر في فتح الباري 2/ 307، والحافظ ابن رجب في فتح الباري 4/ 489، والمحدث الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم 937، والشيخ شعيب الأرنؤوط في مسند الإمام أحمد 6/ 12، والعلة هي أن أبا عثمان لم يدرك بلالا رضي الله عنه، هذا أولا.
والأمر الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من هديه أن يكبر بعد تكبيرة الاحرام مباشرة، بل كان صلى الله عليه وسلم يأمر بتسوية الصفوف، كما جاء عنه بأبي هو وأمي في عدة أحاديث مشهورة.
والأمر الثالث: لم يثبت كما هو مشهور لدى العامة من الناس أن بلالا رضي الله عنه كان يؤذن على سطح امرأة من الانصار، والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا هو فصل الخطاب، جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 05:41]ـ
أولا: أنا تناولت جزئية خاصة، وهي: موقف ابن عبد البر من فَهم الحديث ..
ثانيا: الحديث مرسل إسناده ثقات .. كما رجحه غير واحد من الأئمة كأبي حاتم ... وابن حجر، وغيرهما ...
وقول الأخ الفاضل:
( .. لم يكن من هديه أن يكبر بعد تكبيرة الاحرام مباشرة).اهـ.
لعله يريد:
لم يكن من هديه أن يكبر بعد الفراغ من الإقامة مباشرة، والله أعلم.
ثم هذا لا يُعارض المرسل الصحيح .. والجمع بينهما ممكن ..
وقول الأخ الفاضل في ثالثا:
(لم يثبت كما هو مشهور لدى العامة من الناس أن بلالا رضي الله عنه كان يؤذن على سطح امرأة من الانصار).اهـ.
أقول: ما وجه استدلالك بهذا أخي الفاضل، وهل هذا ينفي "دعوى" أن بلالا رضي الله عنه كان يُقِيم في مكان آخر غير موضع الصلاة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 06:20]ـ
مع التنبّه إلى أنني لا أنتصر لرأي دون الآخر
وإنما أناقش ما أورده الأخ الفاضل ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 07:17]ـ
وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى تصحيف ورد في مطبوعة "مسائل الإمام أحمد/رواية ابنه عبد الله" ط: المكتب الإسلامي، ص61رقم217:
( ... وحديث: "لا يسبقني تأمين" ... ).اهـ. وبرقم (220): (لا يسبقني .. ).اهـ
والصواب فيهما: "لا تسبقني بآمين". والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 07:27]ـ
وقد اعترض العلامة الألباني رحمه الله على فَهم ابن قدامة لكلام الإمام أحمد، كما في "تمام المنة" ص146، والذي نميل إليه أن فَهم ابن قدامة هو الأصح، ويعضّده قول شيخ الإسلام: (السُّنة: أنْ يكون الأذان والإقامة في موضع واحد، فإذا أذَّن في مكانٍ استحبّ أنْ يُقيم فيه، لا في الموضع الذي يصلِّي فيه؛ لما احتجَّ به الإمام أحمد رحمه الله عن بلال رضي الله عنه، أنه قال: "يا رسول الله! لا تسبقني بآمين" ... ).اهـ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Oct-2009, مساء 07:02]ـ
وقول الأخ الفاضل ثالثا:
(لم يثبت كما هو مشهور لدى العامة من الناس أن بلالا رضي الله عنه كان يؤذن على سطح امرأة من الانصار).اهـ
اقول بل هو ثابت والدليل:
الأذانُ مِنْ عَلَى مَكَانٍ مُرْتفعٍ:
اتفق الفقهاءُ على أنه يُستحبُّ أنْ يكون الأذانُ من فوق مكان مرتفع كالمنارة، أو سطح المسجد ونحوهما (12 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftn12))
. واستدلوا بحديث عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار قالت:" كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر ... " (13 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftn13)).
وحديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"، قال: " ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا, ويرقى هذا" (14 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftn14)).
فقوله:" ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا, ويرقى هذا"، يدل على أنهما كانا يؤذنان على مكان مرتفع؛ لأنه ذكر النزول والارتقاء، وهذا لا يكون إلا في المرتفع من المكان (15 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftn15)).
فالأذان من مكان مرتفع أبلغ في الإعلام، وهو المقصود الأعظم من الأذان (16 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftn16)).
12 (http://www.alimam.ws/ref/120#_ftnref12) - بدائع الصنائع (1/ 146).
13 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftnref13) - رواه أبو داود (519). وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 122).
14 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftnref14) - البخاري- كتاب الأذان-، باب الأذان بعد الفجر (1/ 152) (620).
15 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftnref15) - أحكام الأذان والإقامة ص (201)
16 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftnref16) - الحاوي الكبير (2/ 145).
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 06:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو محمد الغامدي سلمك الله ووفقك لكل خير ...
كيف يُحسن هذا الحديث الذي ذكرته، وفي إسناده محمد ابن إسحاق!!، وهو مدلس وقد عنعنه، ومثله لا يحتج به إلا إذا صرح بالتحديث كما هو معروف في المصطلح، وهذا ما لم يفعله هنا.
ولهذا قال عنه ابن حجر رحمه الله تعالى في تقريب التهذيب: (صدوق يدلس، و رمى بالتشيع و القدر)، أي حديثه لا يُقبل ما لم يصرح بالتحديث، وفي هذا الحديث الذي ذكرته لم يصرح بالتحديث، ولهذا ما ذكرته بقولي في السابق ليس غريبا، حتى أن الإمام النووي رحمه الله تعالى قد ضعفه أيضا في المجموع شرح المهذب، فتأمل بارك الله فيك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 06:36]ـ
أخي صالح بن محمد العمودي
سلمك الله ووفقك لكل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
اولا قلت: مشهور لدى العامة من الناس أن بلالا رضي الله عنه كان يؤذن على سطح امرأة من الانصار
فقد يفهم من هذه العبارة عدم ورود الحديث في كتب السنة اصلا
ثانيا:الذي حسن الحديث لست انا وانما هو الحافظ في الفتح
ثالثا: قد يشهد له مارواه البخاري-
كتاب الأذان-، باب الأذان بعد الفجر (1/ 152) (620).
وفيه " ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا, ويرقى هذا" (14 ( http://www.alimam.ws/ref/120#_ftn14)).
والله اعلم
ثم وجدت ان العلامة الالباني رحمه الله قد حسن الحديث في ارواء الغليل فقال:
وأخرجه البيهقي (1/ 425) من طريق أبى داود. قلت: ورجاله كلهم ثقات إلا أن ابن اسحاق مدلس وفد عنعنه ولذلك قال النوري في " المجموع " (3/ 106): " إسناده. ضعيف ". فقول الحافظ في " الفتح " (2/ 81): " إسناده حسن " غير حسن. وكذلك قال في " الدراية " (ص 64) ولو سكت عليه كأصله " نصب الراية " (1/ 292 - 293) وكصنيعه في " التلخيص " (ص 75) لكان أولى فإن عنعنة المدلس مع التحسين أمران لا يجتمعان وكون ابن إسحاق مدلسا أمر معروف وصفه بذلك جماعة من المتقدمين والمتأخرين منهم الخافظ نفسه في " التقريب " وغيره. فسبحان من لا يسهو. نعم قد صرح ابن إسحاق بالتحدبث في " سيرة ابن هشام " (2/ 1 56) فزالت بذلك شبهة تدليسه وعاد الحديث حسنا. وقد حسنه ابن دقيق العيد في " الإمام " كما في " نصب الراية " (1/ 287)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 06:58]ـ
قد صرح ابن إسحاق بالتحدبث في " سيرة ابن هشام " (2/ 1 56) فزالت بذلك شبهة تدليسه وعاد الحديث حسنا
فائدة جليلة، جزاك الله خيرا
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 07:59]ـ
جزاكم الله كل خير على هذا النقاش العلمي والمفيد.(/)
بن عثيمين رجح أن الجنة مستديرة
ـ[المستنبط]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 01:57]ـ
في الشريط رقم 41 من شرح سورة آل عمران للشيخ بن عثيمين قال رحمه الله: وعلى هذا فإن الجنة مستديرة لان جنة الفردوس وسط الجنة ولا تكون وسط الجنة إلا إذا تساوت المسافة من جميع الجهات ولا تكون متساوية من جميع الجهات إلا إذا كانت مستديرة. كتبته من معنى كلام الشيخ ليس بالنص.
ـ[المستنبط]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 03:22]ـ
السؤال: يقول: أنت قلت إنه ليس هناك شيء وسطه هو أعلاه إلا الشيء المستدير، وهذا دليل على أن الجنة مستديرة، وهناك الشكل المثلث وسطه هو أعلاه، ألا يتناقض هذا أن الشيء المستدير ليس هو الوحيد الذي وسطه أعلاه، وهذا يدل على أن الجنة ليست دائرة؟
الإجابة:
لا، المعروف الجنة دائرة أقول لا شك في هذا، والأحاديث في هذا واضحة، وشيخ الإسلام نقل الإجماع بأن السماوات والأرضين كلها مستديرة الشكل، والنصوص تدل على هذا بقوله: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ والتكوير هو التدوير، لولا أنها مستديرة لما صار الليل هذا لا شك فيه أنها مستديرة، والمثلث، قد يكون المثلث أنه مرتفع بعض الشيء، لكن ما يتضح هذا إلا في المستدير، المثلث ليست أطرافه متساوية، بخلاف المستدير، إذا ارتفع، ما صار متساوي الأطراف.
من موقع الشيخ عبدالعزيز الراجحي
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 08:57]ـ
هذا مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:07]ـ
إخواني الفضلاء
ما علينا إن كانت الجنة مستديرة أو مربعة أو مثلثة أو غير ذلك؟
المهم أنها موجودة الآن، نؤمن بهذا و نقر به على حقيقته، و يجب علينا أن نعمل لها.
بارك الله فيكم و غفر الله للشيخ العثيمين و أسكنه فسيح جناته(/)
نصيحة نفيسة يلقيها عليكم الإمام أبو محمد بن حزم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 09:07]ـ
من اللطائف أن هذا الملتقى العلمى يسمى مجلسا علميا .. وهو كذلك إن شاء الله تعالى
فرأيت أن أنقل لكم توجيها رائقا لابن حزم .. يصلح أن يكون وثيقة شرف لكل من قصد مجلسا علميا
إذا حضرت مَجْلِس علم فلا يكن حُضُوْر ك إلا حُضُوْر مستزيد علماً وأجراً لا حُضُور مستغن بما عندك طالباً عثرة تشيعها أو غريبة تشنعها فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في الْعِلْم أبداً.
فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيراً على كل حال وإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك أروح لبدنك وأكرم لخلقك وأسلم لدينك. فإذا حضرتها كما ذكرنا فالتزم أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها وهي:
1 - إما أن تسكت سكوت الجهال فتحصل على أجر النية في المشاهدة وعلى الثناء عليك بقلة الفضول وعلى كرم المجالسة ومودة من تجالس.
2 - فإن لم تفعل ذلك فاسأل سؤال المتعلم فتحصل على هذه الأربع محاسن وعلى خامسة وهي استزادة العلم.
وصفة سؤال المتعلم أن تسأل عما لا تدري لا عما تدري فإن السؤال عما تدريه سخف وقلة عقل وشغل لكلامك وقطع لزمانك بما لا فائدة فيه لا لك ولا لغيرك وربما أدى إلى اكتساب العداوات وهو بعد عين الفضول.
فيجب عليك أن لا تكون فضولياً فإنها صفة سوء فإن أجابك الذي سألت بما فيه كفاية لك فاقطع الكلام وإن لم يجبك بما فيه كفاية أو أجابك بما لم تفهم فقل له لم أفهم واستزده فإن لم يزدك بياناً وسكت أو أعاد عليك الكلام الأول ولا مزيد فأمسك عنه. وإلا حصلت على الشر والعداوة ولم تحصل على ما تريد من الزيادة.
والوجه الثالث: أن تراجع مراجعة العالم وصفة ذلك:
أن تعارض جوابه بما ينقضه نقضاً بيناً فإن لم يكن ذلك عندك ولم يكن عندك إلا تكرار قولك أو المعارضة بما لا يراه خصمك معارضة فأمسك فإنك لا تحصل بتكرار ذلك على أجر ولا على تعليم ولا على تعلم بل على الغيظ لك ولخصمك والعداوة التي ربما أدت إلى المضرات.
وإياك وسؤال المعنت ومراجعة المكابر الذي يطلب الغلبة بغير علم فهما خلقا سوء دليلان على قلة الدين وكثرة الفضول وضعف العقل وقوة السخف وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 04:35]ـ
نصيحة أكثر من رائعة - جزاك الله خيراً، ونسأل الله العافية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 04:54]ـ
بارك الله فيك أخي
قد يَسأل السائل وهو يعلم الإجابة، والمغزى من سؤاله حينئذ:
استثارة المسؤول باستخراج بعض الأوجه التي قد تكون خفيت على السائل ..
وقد يسأل وفي ذهنه إجابة معينة يراها صوابا .. فيسأل وغايته من سؤاله إما رؤية الموافقة من المسؤول أو المخالَفة، وبيان أوجه المخالفة ..
وقد يسأل من باب المناظَرة وإلقام خصمه الحجّة ..
وهذه أمور مخفية، لا يطلع عليها إلا رب البرية، وجزيت خيرا أخي الفاضل ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 07:48]ـ
حياك الله أخي شريف
أخي الفاضل أشرف .. هذا لم يغب عن ابن حزم
أما السؤال لبيان أوجه الخفاء,,فهذا يندرج فيما قاله
والأولى أن يبين ذلك ..
ونصيحة ابن حزم عامة .. فلا يستدرك عليها بمثل هذا
الطريف أن الذي رد على المقال
شريف وأشرف
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 08:02]ـ
الأخ الفاضل أبو القاسم
اعلم - وفقك الله - أنني لا أستدرك على ابن حزم، وإنما أردت بيان بعض الأمور التي تقع لكثير من المتحاورين، خاصَّة من كتبة المنتديات "العلميَّة" .. وحتى لا يَحتجَّ مغفَّل بالكلام الذي أوردته عليهم، ويقول لواحد منهم: أنت تعلم الجواب فلماذا تسأل إذن .. ؟!
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:52]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:58]ـ
الأخ الفاضل أبو القاسم
اعلم - وفقك الله - أنني لا أستدرك على ابن حزم، وإنما أردت بيان بعض الأمور التي تقع لكثير من المتحاورين، خاصَّة من كتبة المنتديات "العلميَّة" .. وحتى لا يَحتجَّ مغفَّل بالكلام الذي أوردته عليهم، ويقول لواحد منهم: أنت تعلم الجواب فلماذا تسأل إذن .. ؟!
أحسن الله إلى الجميع ..
أخى الحبيب أشرف ... كل يؤخذ من قوله ويترك وابن حزم ليس نبياً معصوماً بل واحد من علماء المسلمين من طائفة قدمت كلام محمد صلى الله عليه وسلم على كلام غيره لذا نستفيد من تراثه فيما وافق الكتاب والسنة ونستدرك عليه بل ونرفض كلامه إذا خالفهما .. وهذا ما تعلمتُه من ابن حزم نفسه ... فالحجة فيما بَيَّن الله حجته فقط وليس في أقوال ابن حزم أو ابن ..... أو تلميذه ابن ..... أو أبو ..... أو أى إنسان.
أعلم أن هذا لا يخفى عليكم وعلى كثير ممن يكتب هنا ولا أستدرك على أحد بل للتذكرة فقط والذكرى تنفع المؤمنين.
ولو أن الكلام عن عالم غير ابن حزم لما تكلمت حتى لا أتهم ممن عمى التعصب بصره بأننى أطعن في علماء المسلمين ممن يخالف مشربي.
اللهم اجعلنا ممن يقدم كلام نبيك على كلام غيره واجعلنا ممن يحب من كرمتهم بالعلم ويترحم عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 06:36]ـ
أخي الفاضل أبا محمد العمري وفقه الله
أنا أستدرك على مَن شئت، بشرط العلم والحجّة ..
ولكن واقع الحال .. أنني لم أقصد الاستدراك على الإمام ابن حزم رحمه الله في هذا الموضوع، والله أعلم.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 12:30]ـ
أخي الفاضل أبا محمد العمري وفقه الله
أنا أستدرك على مَن شئت، بشرط العلم والحجّة ....
بارك الله فيكم ... هذا ما نعرفه منكم ومن كثير من الفضلاء ... وذكرته للتذكرة ... وهو أن كلام الله ورسوله مقدم على كل أحد ولو كان الخلفاء الأربعة أو الأئمة الأربعة أو شيخ الإسلام أو ...
ولا أعنى أيضاً بهذا أن يأتى من لا يعلم ويقول برأيه وفهمه القاصر في دين الله .... والمسألة واضحة للجميع والحمد لله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 02:13]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7838
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 02:58]ـ
كل يؤخذ من قوله ويترك وابن حزم ليس نبياً معصوماً بل واحد من علماء المسلمين من طائفة قدمت كلام محمد صلى الله عليه وسلم على كلام غيره لذا نستفيد من تراثه فيما وافق الكتاب والسنة ونستدرك عليه بل ونرفض كلامه إذا خالفهما .. وهذا ما تعلمتُه من ابن حزم نفسه ... فالحجة فيما بَيَّن الله حجته فقط وليس في أقوال ابن حزم أو ابن ..... أو تلميذه ابن ..... أو أبو ..... أو أى إنسان.
أعلم أن هذا لا يخفى عليكم وعلى كثير ممن يكتب هنا ولا أستدرك على أحد بل للتذكرة فقط والذكرى تنفع المؤمنين.
..........................
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيك اخى ابا القاسم
ألم أقل لك أنك صاحب عقل
هههههههههههههه
وأن الحق هو سبيلك واسال الله تعالى أن تكون دوما هكذا
وهذا الكلام النفيس ذكره العلامة ابن حزم فى كتابه أو قل رسالته العظيمة مداواة النفوس
وطبعت بعنوان الأخلاق والسير فى مداواة النفوس
وهى من الرسائل التى كتبها ابن حزم فى شبابه
نشرت أكثر من مرة نشرها أستاذنا الدكتور الطاهر مكى بدار المعارف مع تعليقات رائعة منه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 08:44]ـ
بالمناسبة هذا موضوع قديم .. ورفعه أخي أبو محمد .. لسبب لا أعلمه
واستدلالك على عقلي بهذا .. لا أرتضيه
كما أنه يوحي بأنك تتوهم أن بيني وبين ابن حزم عداوة!
والله المستعان
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 02:44]ـ
بالمناسبة هذا موضوع قديم .. ورفعه أخي أبو محمد .. لسبب لا أعلمه
.....
أخى الفاضل أبا القاسم
أنا قرأت اسم الموضوع أسفل مشاركة لك في أحد الموضوعات (حيث يدرج المنتدى بعض موضوعات عشوائية لك أسفل أى مشاركة تكتبها)
فلما دخلت الرابط تذكرت الموضوع فكررت مشاركتى به.
ليس في الأمر أى دوافع خفية أو أسباب أخى الفاضل بل أمر تم قدراً.:)
وفقكم الله وسددكم
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 07:43]ـ
أخى ابا القاسم بارك الله فيك
تسرعت فى الحكم
لم أتوهم أبدا أن بينك وبين ابن حزم عداوة
ولو قرأت ما قلته عن ذلك أيضا فى غير هذه المشاركة لما شاركت بموضوع عن حادثة الإفك
لعلمت أننى لم أظن بك ظن السوء
وهناك أيضا قلت أنك صاحب عقل
فليس الأمر عندى بخصوص ابن حزم
بل أنت هنا لما وضعت مشاركة عن ابن حزم تؤكد أنك أصلا لا عداوة بينك وبين أحد من أهل الإسلام
فلم يا أخى التوهم
وعلى العموم أخى أبا القاسم
إذا كنت لا تريد أن تقبل قولى فأنا قد قلته وأنا المسؤول عنه
وأنت كما يروق لك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 08:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع طرح للنقاش ام لليقين بما فيه من غلو
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع طرح للنقاش ام لليقين بما فيه من غلو
وأين الغلو؟
كم يبلغ عمرك يا أخ على؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 09:24]ـ
لستُ ظاهريا، ورغم هذا أحب ابن حزم وأحب صلابته في الحق!!
وخروجه على التقليد، وعنفه ضد المخالف الذي يخالف من غير دليل، يحتاجه الكثير اليوم ليفيقوا من سباتهم ومن اتباعهم الرجال على حساب الحق!! فصار عندهم الحق يُعرف بالرجال وليس الرجال يُعرفون بالحق!!
نصيحة نفسية لم أرَ فيها غلواً بل أرى فيها سُمُوّا ..
ً
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 09:51]ـ
هذا يعني ان مايتكلم به ابن حزم من المسلم به عند من ينتسبون لافقاهه حتى من غير دليل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 10:05]ـ
ألم تقرأ هذا الكلام يا غامدي؟
أخى الحبيب أشرف ... كل يؤخذ من قوله ويترك وابن حزم ليس نبياً معصوماً بل واحد من علماء المسلمين من طائفة قدمت كلام محمد صلى الله عليه وسلم على كلام غيره لذا نستفيد من تراثه فيما وافق الكتاب والسنة ونستدرك عليه بل ونرفض كلامه إذا خالفهما .. وهذا ما تعلمتُه من ابن حزم نفسه ... فالحجة فيما بَيَّن الله حجته فقط وليس في أقوال ابن حزم أو ابن ..... أو تلميذه ابن ..... أو أبو ..... أو أى إنسان.
أعلم أن هذا لا يخفى عليكم وعلى كثير ممن يكتب هنا ولا أستدرك على أحد بل للتذكرة فقط والذكرى تنفع المؤمنين.
إذا كان هذا غلو في نظرك فأتمنى من الله أن تكونوا من أهله:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 10:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اناقصدت رد الفعل عندما يذكر الرجل بمالايمجده وهذا يفهم بلادليل
اما النصوص فقد تتعرض لعوامل الانشاء للاظهار واعلاء المذكور مثلما اقتبست او خلافه
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[05 - Nov-2008, صباحاً 06:36]ـ
وأين الغلو؟
كم يبلغ عمرك يا أخ على؟
سبحان الله كيف يتم التميز مع اهل الظاهر خاصه ولايطالهم الحذف الا لرفع الحرج(/)
مستعجل من فضلكم متى عاشوراء عندكم
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم متى عاشوراء عندكم
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:42]ـ
وجه فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة عن يوم عاشوراء وفضل الصيام في شهر الله الالمحرم فيما يلي نصها: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
فإن المسلمين في هذه الأيام بين يدي موسم كريم من مواسم الخير المتكررة موسم يتكرر ولله الحمد كل عام فيفوز فيه قوم بالمتاجرة مع الله الكريم المنان فتربح تجارتهم وتعلوا أسهمهم وتتضاعف مرات ومرات كثيرة، إن ذلك موسم شهر الله الالمحرم فيه يوم أعلى الله قدر موسى عليه السلام وقومه وأغرق الجبار العاتي فرعون وجنده إنه يوم عاشوراء الذي صادف هذا العام يوم الجمعة حيث إن دخول شهر المحرم هذا العام حصل في يوم الأربعاء الموافق تسعة من شهر يناير عام 2008م وذلك بالبينة الشرعية العادلة فيكون يوم الخميس التاسع من شهر المحرم ويوم الجمعة الموافق 18يناير هو العاشر من شهر المحرم. إلخ الكلمة.
ـ[ابو نذر الرحمان]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك(/)
شيخ الإسلام: أَسْعدُ الْخَلْقِ: أَعْظَمُهُمْ عبودِيَّةً لِلَّهِ
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:37]ـ
قال في مجموع الفتاوى:
" فَأَسْعَدُ الْخَلْقِ: أَعْظَمُهُمْ عُبُودِيَّةً لِلَّهِ. وَأَمَّا الْمَخْلُوقُ فَكَمَا قِيلَ: {احْتَجْ إلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ، وَاسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَهُ، وَأَحْسِنْ إلَى مَنْ شِئْت تَكُنْ أَمِيرَهُ}.
وَلَقَدْ صَدَقَ الْقَائِلُ: بَيْنَ التَّذَلُّلِ وَالتَّدَلُّلِ نُقْطَةٌ فِي رَفْعِهَا تَتَحَيَّرُ الْأَفْهَامُ، ذَاكَ التَّذَلُّلُ شِرْكٌ فَافْهَمْ يَا فَتىً بِالْخُلْفِ.
فَأَعْظَمُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ قَدْرًا وَحُرْمَةً عِنْدَ الْخَلْقِ: إذَا لَمْ يَحْتَجْ إلَيْهِمْ بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ إلَيْهِمْ مَعَ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُمْ: كُنْتَ أَعْظَمَ مَا يَكُونُ عِنْدَهُمْ، وَمَتَى احْتَجْتَ إلَيْهِمْ - وَلَوْ فِي شَرْبَةِ مَاءٍ - نَقَصَ قَدْرُكَ عِنْدَهُمْ بِقَدْرِ حَاجَتِكَ إلَيْهِمْ، وَهَذَا مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، لِيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، وَلَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ.
وَلِهَذَا قَالَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ، لَمَّا سُئِلَ فِيمَ السَّلَامَةُ مِنْ النَّاسِ؟
قَالَ: {أَنْ يَكُونَ شَيْؤُك لَهُمْ مَبْذُولًا وَتَكُونَ مِنْ شَيْئِهِمْ آيِسًا}.
لَكِنْ إنْ كُنْتَ مُعَوِّضًا لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَكَانُوا مُحْتَاجِينَ، فَإِنْ تَعَادَلَتْ الْحَاجَتَانِ تَسَاوَيْتُمْ كَالْمُتَبَايِعَيْن لَيْسَ لِأَحَدِهِمَا فَضْلٌ عَلَى الْآخَرِ وَإِنْ كَانُوا إلَيْكَ أَحْوَجَ خَضَعُوا لَكَ.
فَالرَّبُّ سُبْحَانَهُ: أَكْرَمُ مَا تَكُونُ عَلَيْهِ أَحْوَجُ مَا تَكُونُ إلَيْهِ وَأَفْقَرُ مَا تَكُونُ إلَيْهِ.
وَالْخَلْقُ: أَهْوَنُ مَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ مُحْتَاجُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ حَوَائِجَكَ، وَلَا يَهْتَدُونَ إلَى مَصْلَحَتِكَ، بَلْ هُمْ جَهَلَةٌ بِمَصَالِحِ أَنْفُسِهِمْ، فَكَيْفَ يَهْتَدُونَ إلَى مَصْلَحَةِ غَيْرِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهَا، وَلَا يُرِيدُونَ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ، فَلَا عِلْمَ وَلَا قُدْرَةَ وَلَا إرَادَةَ.
وَالرَّبُّ تَعَالَى يَعْلَمُ مَصَالِحَكَ وَيَقْدِرُ عَلَيْهَا، وَيُرِيدُهَا رَحْمَةً مِنْهُ وَفَضْلًا، وَذَلِكَ صِفَتُهُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ، لَا شَيْءَ آخَرَ جَعَلَهُ مُرِيدًا رَاحِمًا، بَلْ رَحْمَتُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ، فَإِنَّهُ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، وَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ.
وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ مُحْتَاجُونَ، لَا يَفْعَلُونَ شَيْئًا إلَّا لِحَاجَتِهِمْ وَمَصْلَحَتِهِمْ، وَهَذَا هُوَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِمْ وَالْحِكْمَةُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمْ إلَّا ذَلِكَ، لَكِنَّ السَّعِيدَ مِنْهُمْ الَّذِي يَعْمَلُ لِمَصْلَحَتِهِ الَّتِي هِيَ مَصْلَحَةٌ، لَا لِمَا يَظُنُّهُ مَصْلَحَةً وَلَيْسَ كَذَلِكَ.
فَهُمْ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: ظَالِمٌ، وَعَادِلٌ، وَمُحْسِنٌ.
فَالظَّالِمُ: الَّذِي يَأْخُذُ مِنْك مَالًا أَوْ نَفْعًا وَلَا يُعْطِيكَ عِوَضَهُ، أَوْ يَنْفَعُ نَفْسَهُ بِضَرَرِكَ.
وَالْعَادِلُ: الْمُكَافِئُ. كالبايع لَا لَكَ وَلَا عَلَيْكَ كُلٌّ بِهِ يَقُومُ الْوُجُودُ، وَكُلٌّ منهما مُحْتَاجٌ إلَى صَاحِبِهِ كَالزَّوْجَيْنِ وَالْمُتَبَايِعَيْن وَالشَّرِيكَيْنِ.
وَالْمُحْسِنُ: الَّذِي يُحْسِنُ لَا لِعِوَضِ يَنَالُهُ مِنْكَ. فَهَذَا إنَّمَا عَمَلٌ لِحَاجَتِهِ وَمَصْلَحَتِهِ، وَهُوَ انْتِفَاعُهُ بِالْإِحْسَانِ، وَمَا يَحْصُلُ لَهُ بِذَلِكَ مِمَّا تُحِبُّهُ نَفْسُهُ مِنْ الْأَجْرِ، أَوْ طَلَبِ مَدْحِ الْخَلْقِ وَتَعْظِيمِهِمْ، أَوْ التَّقَرُّبِ إلَيْك، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَبِكُلِّ حَالٍ: مَا أَحْسَنَ إلَيْك إلَّا لِمَا يَرْجُو مِنْ الِانْتِفَاعِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَائِرُ الْخَلْقِ إنَّمَا يُكْرِمُونَك وَيُعَظِّمُونَكَ لِحَاجَتِهِمْ إلَيْكَ، وَانْتِفَاعِهِمْ بِكَ، إمَّا بِطْرِيقِ الْمُعَاوَضَةِ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْمُتَبَايِعَيْنِ وَالْمُتَشَارِكَيْن وَالزَّوْجَيْنِ مُحْتَاجٌ إلَى الْآخَرِ، وَالسَّيِّدُ مُحْتَاجٌ إلَى مَمَالِيكِهِ وَهُمْ مُحْتَاجُونَ إلَيْهِ، وَالْمُلُوكُ مُحْتَاجُونَ إلَى الْجُنْدِ وَالْجُنْدُ مُحْتَاجُونَ إلَيْهِمْ، وَعَلَى هَذَا بُنِيَ أَمْرُ الْعَالَمِ، وَإمَّا بِطَرِيقِ الْإِحْسَانِ مِنْكَ إلَيْهِمْ.
فَأَقْرِبَاؤُكَ وَأَصْدِقَاؤُكَ وَغَيْرُهُمْ إذَا أَكْرَمُوكَ لِنَفْسِكَ، فَهُمْ إنَّمَا يُحِبُّونَكَ وَيُكْرِمُونَكَ لِمَا يَحْصُلُ لَهُمْ بِنَفْسِكَ مِنْ الْكَرَامَةِ، فَلَوْ قَدْ وَلَّيْتَ وَلُّوا عَنْكَ وَتَرَكُوكَ فَهُمْ فِي الْحَقِيقَةِ إنَّمَا يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ، وَأَغْرَاضَهُمْ.
فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مِنْ الْمُلُوكِ إلَى مَنْ دُونَهُمْ تَجِدُ أَحَدَهُمْ سَيِّدًا مُطَاعًا وَهُوَ فِي الْحَقِيقَةِ عَبْدٌ مُطِيعٌ وَإِذَا أُوذِيَ أَحَدُهُمْ بِسَبَبِ سَيِّدِهِ أَوْ مَنْ يُطِيعُهُ تَغَيَّرَ الْأَمْرُ بِحَسْبِ الْأَحْوَالِ، وَمَتَى كَنْتَ مُحْتَاجًا إلَيْهِمْ نَقَصَ الْحُبُّ وَالْإِكْرَامُ وَالتَّعْظِيمُ بِحَسْبِ ذَلِكَ وَإِنْ قَضَوْا حَاجَتَكَ.
وَالرَّبُّ تَعَالَى: يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ الْمَخْلُوقُ الآخرين لَهُ أَوْ مُتَفَضِّلًا عَلَيْهِ؛ وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إذَا رُفِعَتْ مَائِدَتُهُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أمامة بَلْ وَلَا يَزَالُ اللَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ الْمُتَفَضِّلُ عَلَى الْعَبْدِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ؛ بَلْ مَا بِالْخَلْقِ كُلِّهِمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ؛ وَسَعَادَةُ الْعَبْدِ فِي كَمَالِ افْتِقَارِهِ إلَى اللَّهِ، وَاحْتِيَاجِهِ إلَيْهِ، وَأَنْ يَشْهَدَ ذَلِكَ وَيَعْرِفَهُ وَيَتَّصِفَ مَعَهُ بِمُوجَبِهِ، أَيْ بِمُوجَبِ عِلْمِهِ ذَلِكَ. . . " اهـ
نسأل الله السعادة في الدنيا والآخرة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 11:48]ـ
كلام ماتع ,, فجزاك الله به الجنة
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 12:07]ـ
آمين وإياكم، أحسن الله إليك.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 03:33]ـ
كلام درر
جزاكم الله خيرا(/)
هَدْيه صلى الله عليه وسلم في حفظ المنطق واختيار الألفاظ
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 07:20]ـ
قال العلامة ابن القيم رحمه الله
فصل
في هَدْيه صلى الله عليه وسلم في حفظ المنطق واختيار الألفاظ
كان يتخيَّر في خِطابه، ويختارُ لأُمته أحسنَ الألفَاظ، وأجملها، وألطفها، وأبعَدها من ألفاظ أهلِ الجفاء والغِلظة والفُحش، فلم يكن فاحشاً ولا متفحِّشاً ولا صَخَّاباً ولا فَظَّاً.
وكان يكرهُ أن يُسْتَعْمَلَ اللفظُ الشريفُ المصونُ في حقِّ مَنْ ليس كذلك، وأن يُسْتَعمل اللفظُ المَهينُ المكروه في حقِّ مَن ليس مِن أهله.
فمِن الأول منعهُ أن يُقال للمنافق: (يا سيدنا) وقال: (فإنَّه إنْ يكُ سَيِّداً فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُم عَزَّ وَجَلَّ)، ومنعُه أن تُسمى شجرةُ العِنب كَرْماً، ومنعُه تسمية أبى جهل بأبى الحَكَم، وكذلك تغييره لاسم أبى الحكم من الصحابة: بأبى شريح، وقال: (إنَّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحكمُ).
ومِن ذلك نهيُه للمملوك أن يقول لسيِّده أو لسيدته: ربِّى وَرَبَّتِى، وللسَّيِّدِ أن يقول لمملوكِهِ: عَبْدِى، ولَكِن يَقُولُ المالِكُ: فَتَاىَ وفَتَاتِى، ويَقُولُ المملوكُ: سيِّدى وسيِّدتى، وقال لمن ادَّعى أنه طبيب: (أنْتَ رجلٌ رَفِيقٌ، وَطَبِيبُها الذي خَلَقَهَا)، والجاهِلون يُسمُّون الكافرَ الذي له عِلْمٌ بشئ من الطبيعة حكيماً، وهو مِن أسفه الخلق.
ومن هذا قولُه للخطيب الذي قال: مَنْ يُطع اللَّهَ وَرَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ، ومَنْ يَعْصِهِمَا فَقَد غَوَى: (بئسَ الخَطِيبُ أنْتَ).
ومن ذلك قولُه: (لاَ تَقُولُوا: مَاشَاءَ اللَّهُ وشَاءَ فُلانٌ، وَلَكِن قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَا شَاءَ فُلاَنٌ)، وقال له رجل: ما شَاءَ اللَّهُ وشِئْتَ، فَقَالَ: (أَجَعلْتَنِى لِلَّهِ نِدَّاً؟ قُل: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ).
وفى معنى هذا الشرك المنهى عنه قولُ مَن لا يتوقَّى الشرك: أنا باللَّهِ وَبِكَ، وأنا في حَسْبِ اللَّهِ وحَسْبِكَ، وما لى إلا اللَّهُ وأنتَ، وأنا متوكِّل على اللَّه وعليك، وهذا من اللَّهِ ومِنك، واللَّهُ لى في السماء وأنت لى في الأرض، وواللَّهِ وحياتِك، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائِلُهَا المخلوقَ نِدّاً للخالق، وهى أشدُّ منعاً وقُبْحاً من قوله: ما شَاءَ اللَّهُ وشئتَ. فأما إذا قال: أنا باللَّهِ، ثم بك، وما شاء اللَّهُ، ثم شئتَ، فلا بأس بذلك، كما في حديث الثلاثة: (لاَ بَلاَغَ لِىَ اليَوْمَ إلا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ)، وكما في الحديث المتقدِّم الإذن أن يقال: ما شاء اللَّهُ ثم شاءَ فلان.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 03:15]ـ
يرفع للفائدة
ـ[الحافظة]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 06:47]ـ
فوائد قيمة
رحم الله العلامة ابن القيم ورزقه ربي الفردوس الأعلى
وجزاكم الله خيراا ووفقكم لمرضاته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Dec-2009, مساء 04:50]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والربوبية (دراسة نقدية) د. سعود العريفي
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 09:46]ـ
أحب أن أقدم للأخوة الكرام هذا البحث العلمي الجديد الذي أتحفنا به فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي - رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
وهو بحث مُحكَّم منشور في العدد الأخير من مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها (مجلد 19 العدد 43).
وهذا البحث يتناول تحديد معالم المنهج الصحيح في الاستدلال بالمكتشفات العلمية على مسألة الربوبية والنبوة و هو ما يسمى بـ (الإعجاز العلمي)، كما يتعرض بالنقد الطريقةَ السائدة في الساحة الإسلامية لمعالجة هذه المسألة.
والشيخ سعود العريفي من المشهود لهم بالتمكن العلمي، وفرط الذكاء، و العمق والتدقيق في البحث الشرعي.
وهو صاحل كتاب: (الأدلة العقلية النقلية على أصول الإعتقاد).
أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن ينفع به العلم وأهله.
وهذا رابط البحث في موقع المجلة:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag43/6.pdf
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 04:46]ـ
جئت من أقصى المدينة تسعى إلينا بهذا البحث فأتحفتنا به.
وفقك الله وجزاك خيرا.
ـ[أبوحاتم الأنصاري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 07:55]ـ
وفقكم الله ووفق شيخنا فقد أجاد وأفاد على عادته ..
نطلب منه المزيد من مثل هذه البحوث المتقنة وهو أهل لذلك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 10:49]ـ
"جئت من أقصى المدينة تسعى إلينا بهذا البحث فأتحفتنا به."
صدقت والله ولا يزال يسعى الينا بالخير، أكرمه الله (ابتسامة)
البحث من أقيم ما أنت قارئ في هذا الباب الذي كثر فيه اللغط وكلام المتعالمين واشتدت به فتنة العامة دون تمييز، والله المستعان .. بارك الله في كاتبه ونفع به المسلمين.
ـ[العرب]ــــــــ[04 - Aug-2008, صباحاً 01:00]ـ
بيض الله وجهك وبارك فيك
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 09:29]ـ
بارك الله فيك .. وفي الدكتور المتميز (سعود) ..
بحثٌ لطيف ومهم.
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[10 - Apr-2009, صباحاً 07:05]ـ
الأخ الكريم رجل من أقصى المدينة
جزاك الله خيراً على هذا البحث الذي اتحفتنا به وجزى الله الدكتور سعود العريفي على هذا البحث الرائع
ولكن عندي أشياء أريد من الإخوة الكرام الحديث بشأنها في بعض ما جاء في البحث منها:
1 - يقول الشيخ
ثالثا-[الذين خاطبهم النبي –عليه الصلاة والسلام - قد أحاطوا بمجموعهم بمقاصد ما
أنزل عليهم].
الذين أنزل عليهم القرآن وخاطبهم النبي – عليه الصلاة والسلام - قد أحاطوا
بمجموعهم علما بمعناه، وفهموا مراده، ولم يفتهم منه شيء، كما يدل عليه مفهوم قوله – تعالى
– عن الكفار: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأ?م تأويله} [يونس 39]، وقوله: {أكذبتم
بآياتي ولم تحيطوا ?ا علما} [النمل 84
هل المقصود من هذه الاطلاقات ان السلف قد احاطوا بمعاني القران بمعنى انهم علموا كل معناه اي احاطوا بجميع معاني الكتاب؟؟
وهل يكفي مفهوم هذه الاية للاستدلال على هذا الاصل علماً ان اغلب المفسرين قد فسروا معنى الاحاطه في الاية ان الكفار كذبوا القران ببدائة رأي ودون نظر وتأمل؟؟
ام المقصود ان المخاطبين من الكفار والمؤمنين على حد سواء لا يمكن ان يخاطبوا بما لا يعقلون؟؟ ويزيد المؤمنون -وهم الصحابة- انهم أدركوا ولا بد وجه الحق في القران في المعاني الاولية المقصودة اصالة من النص ولا يجوز ان يخف وجه الحق في هذا على عامتهم وان خفي عن البعض
لكن هل يعني هذا انهم قد احاطوا بعلم الكتاب وان احدا من العلماء من بعدهم لا يمكنه ان يفهم من القران ما لا يخالف ما فهموه بل يبني عليه؟؟؟
2 - يقول الشيخ
ثامنا: [الدور في الأدلة ممتنع].
وهو أن ?تجعل نتيجة الدليل مقدمًة من مقدماته، وعليه لا يسوغ استعمال قاعدة درء
تعارض العقل والنقل في مقام الاستدلال على النبوة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فلا
يصح إذًا عند تعدد وجوه التفسير المحتملة في آيةٍ ما أن نرجح كون المراد تعيينا هو الوجه
المحتِمل للحقيقة العلمية دون المخالف لها، أو أن نجزم بأنه مراد مع الوجه الذي أهمل الإشارة
إلى الحقيقة العلمية على سبيل التعدد والاشتراك اعتمادا على عصمة القرآن؛ إذ هي معنى كونه
وحيا من الله، وهو ما ?يراد إثباته، وكذا القول في السّنة.
كلام الشيخ سديد وقوي في استدلال القائل بالاعجاز على النبوة لدى من ينكرها
لكن هل يكون هذا مانعاً من نفس الفهم اذا كان يراه لنفسه او يلقيه لمن يؤمن اصلا بالنبوة؟؟ اين يكون الدور حينئذٍ؟؟
هذه بعض الملاحظات على البحث الذي اراه يستحق القراءة كلمة كلمة
بارك الله في الكاتب والذي اهدى الينا الكتاب
في انتظار تفاعلكم بارك الله فيكم(/)
تنبيه يوم عا شوراء
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 02:36]ـ
السلسلة الضعيفة الجرء (1) صفحة (453)
ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء. (منكر) ورواه جماعة من الثقات عن ابن عباس قال: ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان رواه البخاري ومسلم وأحمد والطحاوي والطبراني والبيهقي. فهذا هو أصل الحديث. وإن الرواية الضعيفة تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلا على سائر الأيام؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية. رواه مسلم وغيره عن أبي قتادة. وهو مخرج في الارواء 955
موضوع)
من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبد
1499 - (موضوع)
فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء. (موضوع)
4297 - (منكر بهذا التمام)
لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده يوم عاشوراء
5199 - (منكر بهذا التمام)
صمتم يومكم هذا؟ قالوا: لا قال: فأتموا بقية يومكم واقضوه. يعني: يوم عاشوراء
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 02:57]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز (أبو عبيد) ..
ولمزيد من الفائدة يرجى زيارة الرابط التالي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10881&page=2
مشاركة رقم 65
والله أعلم.
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
بوركت أخي عبدالله السني
شكراً على مرورك.(/)
ماذا يطلب في الطرق التي يمكن أن يتقوى بها الحديث وينجبر؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 07:12]ـ
هذا موضوع مهم وله علاقة بالجانب التطبيقي من الصناعة الحديثية، فنرجو من المشايخ الفضلا، وطلاب العلم الأجلاء، أن يدلوا بدلوهم، ويشاركوا بمداخلاتهم لأجل أن يثروا هذا الموضوع.
ـ[مصطفى محمد ابراهيم]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 02:19]ـ
عليك بكتاب الارشادات فى تقوية الاحاديث بالشواهد والمتابعات للشيخ طارق بن عوض الله وهو متوافر فى الشبكة بمختلف الصيغ
وكذلك كتاب الحديث الحسن لذاته ولغيره المجلد الخامس للشيخ خالد الدريس ط اضواء السلف وهو ليس متوفرا على الشبكة على حد علمى(/)
لا تنسوا الصدقة في يوم عاشوراء.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:46]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف (75 - طبعة دار الفجر للتراث - القاهرة) وهو يتحدث عن يوم عاشوراء:
(وأما الصدقة فيه فقد رُويَ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: من صام عاشوراء فكأنما صام السنة، ومن تصدق فيه كان كصدقة السنة. أخرجه أبو موسى المديني.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه والتابعين.
ـ[محمد السالم]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 11:01]ـ
هذا من البدع
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع ابن قاسم 25/ 300): وَأَمَّا سَائِر الْأُمُورِ: مِثْلُ اتِّخَاذِ طَعَامٍ خَارِجٍ عَنْ الْعَادَةِ إمَّا حُبُوبٍ وَإِمَّا غَيْرِ حُبُوبٍ أَوْ فِي تَجْدِيدِ لِبَاسٍ أَوْ تَوْسِيعِ نَفَقَةٍ أَوْ اشْتِرَاءِ حَوَائِجَ الْعَامِ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَوْ فِعْلُ عِبَادَةٍ مُخْتَصَّةٍ. كَصَلَاةِ مُخْتَصَّةٍ بِهِ أَوْ قَصْدُ الذَّبْحِ أَوْ ادِّخَارُ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ لِيَطْبُخَ بِهَا الْحُبُوبَ أَوْ الِاكْتِحَالُ أَوْ الِاخْتِضَابُ أَوْ الِاغْتِسَالُ أَوْ التَّصَافُحُ أَوْ التَّزَاوُرُ أَوْ زِيَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَشَاهِدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذَا مِنْ الْبِدَعِ الْمُنْكَرَةِ الَّتِي لَمْ يَسُنُّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خُلَفَاؤُهُ الرَّاشِدُونَ وَلَا اسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا مَالِكٌ وَلَا الثَّوْرِيُّ وَلَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَلَا أَبُو حَنِيفَةَ وَلَا الأوزاعي وَلَا الشَّافِعِيِّ وَلَا أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَلَا إسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْه وَلَا أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ قَدْ كَانُوا يَأْمُرُونَ بِبَعْضِ ذَلِكَ وَيَرْوُونَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثَ وَآثَارًا وَيَقُولُونَ: " إنَّ بَعْضَ ذَلِكَ صَحِيحٌ فَهُمْ مُخْطِئُونَ غَالَطُونِ بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِحَقَائِقِ الْأُمُورِ. وَقَدْ قَالَ حَرْبٌ الكرماني فِي مَسَائِلِهِ: سُئِلَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: {مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ} فِلْم يَرَهُ شَيْئًا. وَأَعْلَى مَا عِنْدَهُمْ أَثَرٌ يُرْوَى عَنْ إبْرَاهِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغَنَا {أَنَّهُ مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِر سَنَتِهِ} قَالَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَة جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ سِتِّينَ عَامًا فَوَجَدْنَاهُ صَحِيحًا وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَلَمْ يَذْكُرْ مِمَّنْ سَمِعَ هَذَا وَلَا عَمَّنْ بَلَغَهُ فَلَعَلَّ الَّذِي قَالَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُقَابِلُوا الرَّافِضَةَ بِالْكَذِبِ: مُقَابَلَةَ الْفَاسِدِ بِالْفَاسِدِ وَالْبِدْعَةِ بِالْبِدْعَةِ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَة. فَإِنَّهُ لَا حُجَّةَ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ وَلَيْسَ فِي إنْعَامِ اللَّهِ بِذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ سَبَبَ ذَلِكَ كَانَ التَّوْسِيعَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَى مَنْ هُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَلَمْ يَكُونُوا يَقْصِدُونَ أَنْ يُوَسِّعُوا عَلَى أَهْلِيهِمْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ بِخُصُوصِهِ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيكم.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
وأما الصدقة فيه: ففيها حديث عبد الله بن عمرو المذكور آنفاً في كلام الحافظ ابن رجب، وهو موقوف عليه، رواه عنه أبو موسى المديني، ولم يتكلم الحافظ ابن رجب رحمه الله على سنده، والغالب على أفراد أبي موسى المديني الضعف وعدم الصحة، فلا يُشرع الأخذ به إلا بعد صحة سنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما موفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومتى صح عنه مرفوعاً شرع العمل به.
ا. هـ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=123666&postcount=14
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 12:09]ـ
الأستاذان الفاضلان: بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا.
من المعلوم أن يوم عاشوراء يوم من أيام الله كما ورد ذلك في صحيح مسلم، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في اللطائف: (يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة ........... )
إذا تقرر هذا فإن الفقهاء رحمهم الله قد استحبوا الصدقةَ في الأوقات الفاضلة:
- قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع:
(قال اصحابنا يستحب الاكثار من الصدقة عند الامور المهمة وعند الكسوف والسفر وبمكة والمدينة وفى الغزو والحج والاوقات الفاضلة كعشر ذى الحجة وايام العيد ونحو ذلك ففى كل هذه المواضع هي آكد من غيرها)
- وفي متن الإقناع للإمام الحجاوي رحمه الله:
(فصل وصدقة التطوع مستحبة كل وقت وسرا أفضل بطيب نفس وفي الصحة وفي رمضان وأوقات الحاجة وكل زمان أو مكان فاضل: كالعشر والحرمين)
فحتى إن كان أثر عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ضعيفا، فالصدقة مستحبة في الأوقات الفاضلة عموما.
فما رأيكم حفظكم الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 07:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة، وبعد:
لكن الحافظ ابن رجب رحمه الله ضعّف هذه الرواية وذلك عندما ذكر هذه الرواية بصيغة التمريض فقال رحمه الله تعالى: (رُوي) المشعرة بضعف الحديث كما هو معلوم في المصطلح، فلا تغفلوا عن هذا وفقكم الله، ولا يرد على هذا القول توقفية العبادة، فإن الجواز لا يحتاج إلى دليل، لأن العرف لا يأباه، بل التضييق محتاج إليه، فإذا لم يثبت دليل على المنع، فالأصل هو الجواز.
فتأملوا حفظكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 11:36]ـ
بارك الله فيكم وجراكم الله خير الجزاء
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=11203(/)
من مقبل بن هادي الوادعي إلى أخيه محمد بن علي الأكوع رحمهما الله
ـ[الحمداني]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 12:48]ـ
من مقبل بن هادي الوادعي
إلى أخيه في الله الشيخ العلامة، والمؤرخ الفهامة، الحبيب الكريم المفضال، محمد بن علي الأكوع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية:
فمرحباً بك وبرسالتك العزيزة، ولقد طلب مني والله هذا المطلب غير واحد، وأُماطلهم، وأعتذر لكثرة شواغلي، وأيضاً لا أحب نشر ذلك، ولكن الشيخ محمد ذلك الذي محادثَتُه أحلى من العسل، له مودة في قلبي، لا أستطيع أن أعصي له أمراً.
فأنا من وادعة التي هي شرق صعدة من وادي دَمَّاج، وقد وصفتم – حفظكم الله – وادي دماج في بعض تعليقاتكم أظنه على ”صفة جزيرة العرب“ وبساتينه وأشجاره وخضرته بما فيه كفاية، ولعل الله ييسر لكم زيارة طلبة العلم بدماج وترون إن شاء الله ما يسركم.
وأنا مُقْبلُ بنُ هَادِي بنِ مُقْبِلِ بنِ قَائِدَةَ () الهمداني الوادعِيُّ الخِلاَلِيُّ، من قبيلة آل راشِد. وشيباتُنا يقولون: إن وَادِعَةَ من بَكِيلٍ، وأنتم حفظكم الله أعرف بالأنساب مني ومنهم، لأنّ هذا فنُّكم الذي لا ينافسكم منافس فيه من المعاصرين.
قبيلة وادعة:
وَادِعَةُ في بلاد شتَّى من البلاد اليمنية، وأكبرها فيما أعلم الساكنون بلواء صَعْدَةَ، فهم يسكنون بدَمَّاجَ شرقي صعدة، وبصَحْوَةَ في أعلى دماج تحت جبل بَرَاش. وبالدَّرْبِ، وآل حَجَّاج، والطُّلُولِ بين شرقي صعدة وجنوبها. وبشمال صعدة الزَوْرَ، وآل نَائِل، وآل رَطَّاس، والرِّزَامَات في وادي نَشُورٍ. وبحاشد غربي الصَّنعانيَّة ويسمَّون وادعة حاشد لأنهم يسكنون في بلاد حاشد حتى قال بعضهم:
يا وَادِعة في وِسْط حاشد ... إيش أمنش يا بكيلية
قال: أمنتنا بنادقنا ... ضرب الزمر والفرنجية
ووادعة في نَجْرَان في أعلى وادي نجران ()، ووادعة في ظَهْرَانِ الجنوب. وفي عام من الأعوام مرَّ جمع من قبائلنا بمركز (القرارة) شمال مدينة ظهران المركز السعودي، فلما سلموا جوازاتهم للمسؤولين هنالك ونادوا بأسمائهم، قالوا: مَن كان وادعيّاً فليكن على جنب. فتميَّز قبائلنا على جنب، وقالوا في أنفسهم: ماذا يريد هؤلاء منا؟! فلما انتهوا بالنداء بالأسماء صافحهم الجنود هنالك، وقالوا: نحن من وادعة ظهران ولابد من ضيافتكم، فوعدهم أصحابنا عند الرجوع من الحج إن شاء الله، وعند رجوعهم مرُّوا بهم فأضافوهم وأكرموهم غاية الإكرام، وكانوا بالأشواق إلى التعرف على وادعة صعدة فهي تعتبر الأم.
وقبائل وادعة كغيرهم من القبائل اليمنية التي لم تؤتَ حقها من التوعية الدينية، وفيهم مجموعة طيبة قدر أربعين شاباً ملازمين للدروس سنذكر بعضهم إن شاء الله في جملة الطلاب.
وإني أحمد الله، فغالب وادعة الذين هم بجوار صعدة يدافع عني وعن الدعوة، بعضهم بدافع الدين، وبعضهم بدافع التعصب القَبَلِي، ولولا الله ثم هم لما أبقى لنا أعداءُ الدعوة خصوصاً شيعةَ صعدة عيناً ولا أثراً.
وأذكر لهم مواقف أسأل الله أن يُثيبَهم عليها ويجزيهم خيراً:
منها: مضاربة شديدة في جامع الهادي، بسبب صدِّي عن الدعوة فيه، فقام معي رجال القبائل من وادعة وغيرهم حتى أنقذني الله على أيديهم، وكان الشيعة يريدون القضاء عليَّ، وكان ذلك في زمن الرئيس (إبراهيم الحمدي) وأهل الشر من شيوعيين وشيعة رافعون رؤوسهم، فسجنونا مع بعض الطرف الآخر قدر أحد عشر يوماً في رمضان فكان يزورني في السجن في بعض الليالي قدر خمسين شاباً، ويدخل إلى المسؤولين في بعض الليالي قدر مائة وخمسين رجلاً من وادعة حتى أزعجوا المسؤولين، وأخرجونا من السجن، والحمد لله.
ومنها: أن أعداء الدعوة ربما يأتون بالسلاح إلى دماج فيطردهم أهل دَمَّاجَ وهم صاغرون.
ومنها: الرحلات، فإذا قلتُ: نريد رحلة. تنافسوا حفظهم الله في رفقتي والمحافظة عليَّ فربما نخرج في بعض الرحلات في قدر خمس عشر سيارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذه الأيام الدعوة ماشية على أحسن ما يُرَام لأني بحمد الله قد كبرت، ولعلي أبلغ من العمر نحو اثنتين وستين سنة، فالتجارب ونصائح مُحبِّي الدعوة تدفعاني على الرفق وعدم مجاراة الأعداء الذين ليس لهم إلا السباب والشتائم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ()، {سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} ().
وأيضاً الشغل بالتعليم والتأليف والدعوة لم يُبقِ لي وقتاً لمجاراة أولئك، فليقولوا ما شاءوا فذنوبي كثيرة عسى أن يخففوا عني ويحملوا من أوزاري، ولله درُّ من قال:
يا وَادِعة في وِسْط حاشد ... إيش أمنش يا بكيلية
دراستي ومشايخي:
درست في المكتب حتى انتهيت من منهج المكتب، ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب علم، لأنه ما كان هنالك من يُرَغِّب أو يساعد على طلب العلم، وكنت محبّاً لطلب العلم، وطلبت العلم في (جامع الهادي) فلم أُسَاعَدْ على طلب العلم، وبعد زمن اغتربت إلى أرض الحرمين ونجد، فكنت أسمع الواعظين ويعجبني وعظهم، فاستنصحت بعض الواعظين ما هي الكتب المفيدة حتى أشتريها؟ فأرشد إلى ”صحيح البخاري“ و”بلوغ المرام“، و”رياض الصالحين“، و”فتح المجيد شرح كتاب التوحيد“، وأعطاني نُسيخَات من مقررات التوحيد، وكنت حارساً في عمارة في الحجون بمكة، فعكفت على تلك الكتب، وكانت تعلق بالذهن لأن العمل في بلدنا على خلاف ما فيها، خصوصاً ”فتح المجيد“.
وبعد مدَّة من الزمن رجعت إلى بلدي أُنْكِرُ كل ما رأيته يخالف ما في تلك الكتب من الذبح لغير الله، وبناء القباب على الأموات، ونداء الأموات، فبلغ الشيعة ذلك، فأنكروا ما أنا عليه فقائل يقول منهم: من بدَّل دينه فاقتلوه، وآخر يرسل إلى أقربائي ويقول: إن لم تمنعوه فسنسجنه، وبعد ذلك قرروا أن يدخلوني (جامع الهادي) من أجل الدراسة عندهم لإزالة الشبهات التي قد علقت بقلبي، ويُدَنْدِنُ بعضهم بقول الشاعر:
عَرَفْتُ هَوَاهَا قَبلَ أن أعرِفَ الهَوَى ... فَصَادَفَ قَلْباً خَالياً فَتَمَكّنَا
وبعد ذلك دخلت للدراسة عندهم في جامع الهادي، ومدير الدراسة القاضي (مُطهَّر حَنَش)، فدرست في ”العقد الثمين“، وفي ”الثلاثين المسألة وشرحها“ لحابس، ومن الذين درَّسونا فيها (محمد بن حسن المُتَمَيِّز) وكنَّا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من أئمة أهل السنة، وأنا أكتم عقيدتي، إلا أني ضعفت عن وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة وأرسلت يديَّ، ودرسنا في ”متن الأزهار“ إلى النكاح مفهوماً ومنطوقاً، وفي شرح الفرائض كتاب ضخم فوق مستوانا فلم أستفد منه.
فلمَّا رأيت الكتب المدرَّسة غير مفيدة، حاشا النحو فإني درست عندهم ”الآجرومية“ و”قطر الندى“، ثم طلبت من القاضي (قاسم بن يحيى شُوَيْل) أن يدرسني في ”بلوغ المرام“ وبدأنا فيه، وَأُنكِر علينا ذلك ثم تركنا، فلما رأيت أن الكتب المقررة شيعية معتزلية قررت الإقبال على النحو فدرست ”قطر الندى“ مراراً على (إسماعيل حَطَبَة) رحمه الله في المسجد الذي أسكن ويصلي فيه وكان يهتم بنا غاية الاهتمام، وفي ذات مرة أتى إلى المسجد (محمد بن حُوريَّة) فنصحته أن يترك التنجيم فنصحهم أن يطردوني من الدراسة، فشفعوا لي عنده وسكت، وكان يمر بنا بعض الشيعة ونحن ندرس في ”القطر“ ويقول: (قبيلي صبِّن غِرارة) بمعنى أن التعليم لا يُؤثِّر فيَّ وأنا أسكت وأستفيد في النحو.
حتى قامت الثورة وتركنا البلاد ونزلنا إلى نجران ولازمت (أبا الحسين مجد الدين المُؤيَّد) واستفدت منه خصوصاً في اللغة العربية، ومكثتُ بنجران قدر سنتين، فلما تأكدتُ أن الحرب بين الجمهورية والملكية لأجل الدنيا عزمت على الرحلة إلى أرض الحرمين ونجد، وسكنت بنجد قدر شهر ونصف في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للشيخ (محمد بن سِنَان الحَدَائي) حفظه الله، ولقد كان مكرماً لي لما رأى من استفادتي وينصحني بالاستمرار مدة حتى يرسلني إلى (الجامعة الإسلامية)، فتغير عليَّ الجو بالرياض، وعزمت على السفر إلى مكة، فكنت أشتغل إن وجدت شغلاً، وأطلب العلم في الليل أحضر دروس الشيخ (يحيى بن عثمان الباكستاني) في ”تفسير ابن كثير“، والبخاري، ومسلم.
وأطالع في الكتب والتقيت بشيخين فاضلين من علماء اليمن:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: القاضي (يحيى الأَشْوَل) صاحب معمرة، فكنت أدرس عنده في ”سبل السلام“ للصنعاني ويدرسني في أي شيء أطلب منه.
الثاني: الشيخ (عبد الرزاق الشاحِذِي المحويتي) وكان أيضاً يدرسني فيما أطلب منه.
ثم فتح معهد الحرم المكي وتقدمت للاختبار مع مجموعة من طلبة العلم، فنجحت والحمد لله.
وكان من أبرز مشايخنا فيه الشيخ (عبد العزيز السُّبَيِّل)، ودرست مع مجموعة من طلبة المعهد عند الشيخ (عبد الله بن محمد بن حُمَيد) رحمه الله في ”التحفة السنية“ بعد العشاء في الحرم، فكان رحمه الله يأتي بفوائد مفيدة من ”شرح ابن عقيل“ وغيره، وكانت فوق مستوى زملائي فتملَّص زملائي، فترك رحمه الله الدرس.
ودرست مع مجموعة من الطلاب عند الشيخ (محمد السُّبَيِّل) حفظه الله شيئاً من الفرائض.
وبعد الاستقرار في المعهد خرجت للإتيان بأهلي من نجران فأتيت بهم وسكنّا بمكة مدة الدراسة في المعهد ست سنين، والدراسة في الحرم نفسه.
وبركة دراسة المساجد معلومة، ولا تسأل عن أُنْسٍ وراحةٍ كنا فيها، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((وما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ من بُيُوتِ الله يَتلُونَ كِتَابَ الله ويَتَدارَسُونَهُ فِيمَا بينَهُم إلاّ نَزَلَت عَلَيهُم السَّكِينةُ، وحَفَّتهُم الملائِكَةُ، وغَشِيتهُم الرَّحمةُ، وذَكَرَهُم الله فِيمن عِنْدَه)).
النهار في دراسة المعهد، والدروس كلها تخدم العقيدة والدين، ومن بعد العصر إلى بعد العشاء في الحرم نشرب من ماء زمزم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((إنَّه طَعَامُ طعمٍ وشِفَاءُ سَقَمٍ)). ونسمع من الواعظين القادمين من الآفاق لأداء حج أو عمرة.
ومن المدرسين في الحرم بين مغرب وعشاء الشيخ (عبد العزيز بن راشد النجدي) صاحب ”تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين“ وله فيه أخطاء لا نوافقه عليها، وكان رحمه الله يقول: الصحيح في غير الصحيحين يعدُّ على الأصابع، فبقيت كلمته في ذهني منكراً لها حتى عزمت على تأليف ”الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين“ فازددت يقيناً ببطلان كلامه رحمه الله.
وكان رحمه الله رجل التوحيد، وله معرفة قوية بعلم الحديث، ومعرفة صحيحه من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ويعجبني فيه أنه ينفِّر عن التقليد حتى إنه ألف رسالة بعنوان ”الطواغيت المقنعة“، فظن بعض العلماء الكبار أنه يَعنيهم، وجمعت لجنة من كبار العلماء لمناقشته فقالوا: أنت عنيتنا بهذا وعنيت الحكومة؟ فقال: إن كنتم ترون أنكم متصفون بالصفات التي ذكرتُ في الكتاب فهو يشملكم، وإن كنتم ترون أنكم لستم متصفين بالصفات التي ذكرت في الكتاب فهو لا يشملكم. ثم مُنع الكتاب من الدخول إلى المملكة، أفادني بذلك.
وفي ذات ليلة طُلِب منه أن يُلقِيَ درساً وكأنه لاختباره، فبدأ درسه بقوله تعالى: {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} () وسرد من الآيات التي تدل على تحريم التقليد، وبعض أفاضل العلماء عند الكرسي، وبعد ذلك مُنع من التدريس في الحرم، والله المستعان.
ومن مشايخي في الحرم المكي الذين استفدت منهم الشيخ (محمد بن عبد الله الصومالي) فقد حضرت عنده نحو سبعة أشهر أو أكثر، وكان رحمه الله آيةً في معرفة رجال الشيخين، ومنه استفدتُ كثيراً في علم الحديث، على أني بحمد ربي من ابتدائي في الطلب لا أحب إلا علم الكتاب والسنة.
وبعد الانتهاء من معهد الحرم من المتوسط والثانوية، وكل الدروس دينية، انتقلنا إلى المدينة إلى الجامعة الإسلامية، فحوَّل أكثرنا إلى كلية الدعوة وأصول الدين، وأبرز من درسنا فيها الشيخ (السيد محمد الحكيم) والشيخ (محمود عبد الوهاب فائد) المصريان.
وعند أن جاءت العطلة خشيت من ذهاب الوقت وضياعه فانتسبت في كلية الشريعة، لأمرين: أحدهما: التزوُّد من العلم. الثاني: أن الدروس متقاربة وبعضها متحدة، فهي تعتبر مراجعةً لِمَا درسناه في كلية الدعوة. وانتهيت بحمد الله من الكليتين، وأُعطيت شهادتين، وأنا بحمد الله لا أبالي بالشهادات، المعتبَر عندي هو العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام انتهائنا من الكليتين فُتِحت في الجامعة دراسةٌ عالية ما يسمونه بالماجستير، فتقدمت لاختبار المقابلة ونجحت بحمد الله وهي تخصص في علم الحديث، وبحمد الله حصلت الفائدة التي أُحبها، وكان أبرز من درسنا الشيخ (محمد الأمين المصري) رحمه الله، والشيخ (السيد محمد الحكيم المصري) وفي آخرها الشيخ (حماد بن محمد الأنصاري) وكنت أحضر بعض الليالي درس الشيخ (عبد العزيز بن باز) في الحرم المدني في ”صحيح مسلم“، وأحضر كذلك مع الشيخ (الألباني) في جلساته الخاصة بطلبة العلم للاستفادة.
ومنذ كنت في الحرم المكي وأنا أُدَرِّس بعض طلبة العلم في ”قطر الندى“ وفي ”التحفة السنية“، وعند أن كنت بالمدينة كنت أُدرِّس بعض إخواني في الحرم المدني في ”التحفة السنية“ ثم وعدت إخواني في الله بدروس في بيتي بعد العصر في ”جامع الترمذي“، و”قطر الندى“، و”الباعث الحثيث“، وانتشرت دعوة كبيرة من المدينة ملأت الدنيا في مدة ست سنوات، بعض أهل الخير هم الذين يسعون في تمويلها، و (مقبل بن هادي) وبعض إخوانه في الله هم الذين يقومون بتعليم إخوانهم، وأما الرحلات للدعوة إلى الله في جميع أنحاء المملكة فمشتركة بين الإخوان كلهم، طالب العلم للتزود من العلم ولإفادة الآخرين، والعامي للتعلم، حتى استفاد كثير من العامة وأحبُّوا الدعوة.
وكان بعض إخواننا في الله طلبة العلم إمام مسجد في الرياض فأنكر عليه بعضُ أهل العلم السترة، فقال: عجزنا فيكم فوالله لا يقوم إلا عامي يعلمكم أحاديث السترة. فدعا أخاً من محبي الدعوة من العامة وحفظه أحاديث السترة من ”اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان“، وقام وألقى تلكم الأحاديث، وبعدها خجل المعارضون وسكتوا.
وبعد هذا تحرَّك المقلدة وعلماء السوء، وكان السبب في تحرك المقلدة الذين هم في نظر الناس علماء أنهم إذا التقوا بطالب علم صغير من طُلاَّبِنا واستدلوا بحديث قال لهم: مَن أخرجه؟ وهذا شيء ما ألِفُوه، ثم يقول لهم: ما حال الحديث؟ وهذا أيضاً ما ألفوه، فخجَّلوهم أمام العامة، وربما قال لهم الطالب: هذا حديث ضعيف في سنده فلان، وضعفه فلان، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأشاعوا أن هؤلاء خوارج، وحاشا الأخوة من الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين ويكفرون بالمعصية.
وكانت تحدث السقطات من بعض الأخوة المبتدئين؛ لأن الغالب على المبتدئ الحماسة الزائدة – وكنت آنذاك أُحَضِّر رسالة الماجستير – فما شعرنا ذات ليلة إلا بالقبض علينا، فقبضوا على نحو مائة وخمسين وهرب مَن هرب، وارتجت الدنيا بين منكر ومؤيِّد، فبقينا في السجن نحو شهر أو شهر ونصف، وبعدها خرجنا بحمد الله أبرياء.
ثم بعد هذا خرجت بعض رسائل (جهيمان) فقُبِضَ على مجموعة منا، وعند التحقيق قالوا لي: أنت الذي كتبتها، جهيمان لا يستطيع أن يكتب. فنفيت ذلك، والله يعلم أني لم أكتُبْها ولم أشارك فيها، وبعد سجن ثلاثة أشهر أُمِرَ بترحيل الغرباء.
ولما وصلت إلى اليمن عدت إلى قريتي ومكثت بها أُعلِّمُ الأولاد القرآن، فما شعرت إلا بتكالب الدنيا عليَّ، فكأني خرجت لخراب البلاد والدين والحكم، وأنا آنذاك لا أعرف مسؤولاً ولا شيخ قبيلة، فأقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وإذا ضقت ذهبت إلى صنعاء أو إلى حاشد، أو إلى ذمار، وهكذا إلى تعز، وإب، والحديدة، دعوة وزيارة للإخوان في الله.
وبعد أيام أَخرَجَ بعض فاعلي الخير مكتبتي من المدينة، فطُلِب منه خمسمائة ريال سعودي في مركز (كدم)، وكان المسؤول عنه (المشرقي) فأبى، يظنها رشوة، وهو لا يدري أنها رشوة في حقهم، وأما هو فليست برشوة، لأن الرشوة ما أُعْطِي لإحقاق باطل، أو لإبطال حق.
فأرسلوا بالكتب إلى صعدة ومدير الإعلام (الحملي) حاقد على السنة، فطلب الكتب أصحابنا فقال: إن شاء الله بعد الظهر، وما جاء بعد الظهر إلا وقد حرَّك الشيعة، فطلبوا من المسؤولين توقيفها لأنها كتب وهابية. ولا تسأل عن الغرامة المالية، والمتاعب، والضيم التي حصلت لي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إخوان بذلوا جهوداً في متابعة ذلك، كثير من أهل بلدي، (الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر)، (الشيخ هزاع ضبعان)، المسؤولون في مكتب التوجيه والإرشاد منهم القاضي (يحيى الفُسَيِّل) رحمه الله، الأخ (عائض بن علي مسمار)، وبعد متاعب طويلة أبرق أهل صعدة إلى الرئيس (علي بن عبد الله بن صالح) فأحال القضية إلى القاضي (علي السمَّان) فأرسل إليَّ القاضي ووعد أنه سيسلم المكتبة وقال: إن أهل صعدة متشددون، فهم يكفِّرون علماء صنعاء. فطُلِبت المكتبة إلى صنعاء، وقُدِّر أن وصلت الكتب والقاضي (علي السمان) في بعثة إلى الخارج، فذهب الإخوة إلى المسؤول في وزارة الأوقاف فقال لهم: إنها مصاطرة – بالطاء -. وتحرك بعض إخواننا في الله من مكتب التوجيه والإرشاد وذهبوا واستلموها، وقالوا: هي من اختصاصنا، فنحن ننظرها فما كان صالحاً سلمناه للوادعي، وما كان يُخلُّ بالدين أبقيناه عندنا، وبما أنهم يعرفون أنها كتب دينية محضة فقد سلموها لي من غير تفتيش، فجزاهم الله خيراً، فأخذتها إلى البلاد والحمد لله، وقام أقربائي جزاهم الله خيراً ببناء مكتبة صغيرة، ومسجد صغير، وقالوا: نصلي فيه جمعة درءًا للفتن والمشاكل، فكنا في بعض الأوقات نصلي قدر ستة نفر.
وفي ذات مرة طلبني المحافظ (هادي الحشيشي) فذهبت إلى الشيخ (قائد مجلي) رحمه الله فاتصل به وقال: ما تريد من الوادعي؟ فقال: لا شيء إلا مجرد التعرف عليه، فقال: نطلع إليه في معهده.
وفي أخرى طلبني مسؤول آخر فدخل معي إليه (حسين بن قائد مجلي) فتكلم على الشيعة، وشرح له أننا ندعو إلى الكتاب والسنة، وأن الشيعة حسدونا على ذلك، ويخافون أن تظهر الحقائق، فقال المسؤول: إن الشيعة سوَّدت تاريخ اليمن، وما دامت دعوتك كذلك فادع ونحن معك.
وبعد هذا مكثت في مكتبتي، وما هي إلا أيام فإذا بعض الأخوة المصريين، وفتحنا دروساً في بعض كتب الحديث وبعض كتب اللغة، وبعد هذا ما زال طلبة العلم يفدون من مصر، ومن الكويت، ومن أرض الحرمين ونجد، ومن عدن، وحضرموت، ومن الجزائر، وليبيا، والصومال، ومن بلجيكا، ومن كثير من البلاد الإسلامية وغيرها.
وعدد الطلاب الآن ما بين الستمائة إلى السبعمائة ()، منهم قدر مائة وسبعين عائلة، والله يأتيهم برزقهم من عنده، كل هذا لا بحولٍ منا ولا قوة، ولا بسبب كثرة علمنا، ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة، ولكن هذا أمر أراد الله أن يكون فكان، ولله الحمد والمنة الذي وفقنا لذلك.
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 02:01]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحمداني، و جعل هذه الترجمة في موازين حسناتك
و أظنني الآن عرفت واحداً من (عصابة) وحيد الدين خان -ابتسامة-.
ـ[الحمداني]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 12:38]ـ
الأخ ابن هاشم جزاك الله خيرا:)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[16 - Feb-2008, صباحاً 09:53]ـ
أحسنت
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 11:05]ـ
بارك الله فيك ...
ورحم الله علامة اليمن الامام المحدث مقبل بن هادي الوادعي الهمداني اليماني.
ـ[الحمداني]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 01:45]ـ
الاخ عبدالعزيز شكرا لك على تعليقك وجزاك خيرا
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 08:46]ـ
الشيخ المؤرخ محمد بن علي الأكوع قام في اليمن بالدعوة إلى التوحيد بعد معرفته ولقائه بشيخنا الداعية عبدالله بن سعدي الغامدي رحمه الله، حيث كانت بينهما مراسلات حول ضعف التوحيد في بلاد اليمن في تلك الفترة.(/)
رسالة إلى منتكس
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 01:27]ـ
من أصعب ما يجابهه المرء في حياته .. أن يشاهد حليقا بعد أن كان ملتحيا ..
تلكم صورة مصغرة من صور الانتكاسة .. والصورة غيرها كثيرة متفاوتة في ضراوتها
فقد يبقى المظهر الشرعي كما هو وتكون الانتكاسة أنكى .. أي في القلب والفكر
ومن أسباب هذه الانتكاسات:-
1 - الكبر
2 - عدم تجريد النية
3 - عدم الحرص على العمل بالعلم
4 - النظر المحرم
5 - عدم العناية بالقرآن الكريم بما يليق به من تقديم
6 - عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
7 - التفاجؤ بوجود مثالب في وسط طلاب العلم .. الأمر الذي يجعله ينقلب على وجهه كردة فعل عكسية .. وهو من تلبيسات إبليس
8 - كثرة المماراة التي تورث قسوة القلوب
9 - تعرضه لمحنة ما كسجن وغيره .. فبدل أن يخرج بعدها أصلب إيمانا وأشد عودا .. تراه خرج بوجه آخر وقلب آخر .. "وكل شيء" .. آخر
وغير ذلك من الأسباب ..
وقد أثنى الله تعالى على الصحابة خيرا في استجابتهم لأمر الله حتى بعد ما أصابهم من لأولاء فقال تعالى"الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح"
ثم وعدهم فقال"للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم"
كانت صيحة نذير أذكر بها نفسي وإياكم
وقد أثنى الله
فإذا كنت يا أخي تعلم من نفسك حورا بعد كور ..
فإنك مازلت حيا فاستدرك!
والله المستعان
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 04:39]ـ
بورك فيك وفي قلمك
ورزقني الله وإياك الثبات
((يرفع))
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:15]ـ
جزاك الله خيرا
من هذا الرابط:
http://www.saaid.net/rasael/r89.htm
أنقل:
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى منتكس
أخي العزيز .............................. ......................... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:-
أتمنى أن تقرأ هذه الرسالة وأنت تتمتع بوافر الصحة وجميل العافية.
أخي الكريم:- هذه رسالة ود، وتجديد محبة صادقة، من أخيك وزميلك الذي عرفته والتقيت به مراراً، وأرجو أن تكون عرفته محباً، وناصحاً، ومشفقاً لا يألو الخير ما أصابه. لقد عرفتك جيداً، والتقيت بك مراراً، وما كان لهذه السنون التي مضت أن تمحو من مخيلتي تلك الشخصية، أتذكرك فأذكر ذاك الشاب حسن الخلق طيب المعشر كريم الود. أتذكرك فأتذكر ذاك الشاب الحريص على طاعة الله سبحانه وتعالى، فتارة أراه يصلي، وأخرى أراه تاليا للقرآن، أتذكرك فأتذكرك ذاك الشاب الذي كان يحدثني كثيراً عن الثبات وخطورة الانحراف، أتذكرك فأتذكر ذاك الشاب الذي كان يشارك زملاءه وإخوانه عبادتهم، وحفظهم للقرآن، ومجالس العلم والوعظ.
أخي الكريم: والله إن تلك الصور وغيرها لا تزال شاخصة أمام عيني وناظري، وحين يقفز اسمك للذهن، ويدور خيالك بالبال تتسارع تلك الصور المضيئة، والجوانب المشرقة، وتتلاحق لتأخذ مكانها، حتى يعكرها ما صار إليه صاحبي بعد ذلك.
أخي الكريم:- لن أنسى ذاك الأخ الذي أحببته في الله، وتمنيت أن أحشر وإياه تحت ظل عرش الرحمن، ونلتقي إخوانا على سرر متقابلين. وطول تلك السنون التي فرقتنا وصورتك، وخيالك يقفزان إلى الذهن بين الفينة والفينة. ولكن صار ما كدر الخاطر، وأزعج الفؤاد مما لا يخفى عليك.
أخي الكريم:- هل تتفضل على نفسك لتقف معها ساعة محاسبة، ولحظات مصارحة، فتقارن بين ما أنت عليه الآن وبين ما كنت عليه قبل ذلك، أن تجري حساباً صادقاً مع نفسك قبل الحساب الذي ليس بعده عمل، أن تجري حواراً صريحاً له ما بعده قبل أن يتحاور أهل السعادة وأهل الشقاوة.
أخي العزيز:- لازال الباب مفتوحاً، والطريق مشرعة، أو لست تقرأ قول العزيز الغفور {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}
فكن جريئاً أخي الكريم، وجاداً وحازما مع نفسك، وأعلنها عودة صريحة إلى الله من الآن. إني لا أطلب منك أن تسلك طريقاً مجهول المعالم، لا تدري ما وراءه، إني أطالبك أن تعود لفطرتك التي فطرك الله عليها، أن تعود لتلك الحال التي كنت فيها في قطار الصالحين والعابدين.
أخي الكريم: يعتذر بعض الذين حولوا مسار حياتهم بأعذار تبدو لهم أول وهلة أنها صادقة، ولو صدقت لما أغنت عنهم يوم القيامة.
يعتذر أحدهم بأن الصالحين الذين صاحبهم كان فيهم وفيهم .. وقد يكون شيء من ذلك صحيحاً، لكن هل الحل أن يغير الشخص حالة أم الحل أن يتميز باستقامته؛ فيصبح خيرا منهم؟
يعتذر بعضهم بأنه لم يكن جاداً، لم يكن صادقاً، كان يأتي المعاصي، كان متناقضا مع نفسه فحسم الأمر بما آل إليه.
لكن شتان بين من يبقى على الخير ويجاهد نفسه، فيكبو وينهض، ويهوي ويفيق، ويحب الصالحين، ويجالسهم، فيكون حريا بأن يقال له "أنت مع من أحببت" ويقال له" هم القوم لا يشقى بهم جليس". ويتجنب المجاهرة بالمعصية ليصبح من أهل العافية"كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
شتان بين هذا وبين من يجاهر بسلوك غير طريق الصالحين.
ويجد غيرهم أعذارا وأعذاراً، لكنها تبقى بعد ذلك حجج بينه وبين نفسه، وحجج يواجه بها الناس، ولن تنجيه أمام الله عز وجل.
أخي الكريم: سطرت لك هذه الرسالة، وكلي أمل أن أرى وجهك المشرق، وأسعد باتسامك اللطيفة التي لم ولن أنسها.
أخوكم المحب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:42]ـ
جزاكم الله خيرا
فإذا كنت يا أخي تعلم من نفسك حورا بعد كور ..
ما معناها؟:)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:00]ـ
اللهم ارحمنا ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:31]ـ
شكر الله لكم إخوتي وبارك فيكم .. وشكر الله لك أخي سراج الدين على الإفادة والنقل الطيب
ولأخي إمام الأندلس: اللهم آمين .. بوركت .. وجزى الله خيرا أخي أبا جهاد الذي أحيى المقال فإني كتبته من مدة
أخي السبيعي
من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: وأعوذ بك من الحور بعد الكَوْر .. أخرجه مسلم
والحَوْر بفتح الحاء وسكون الواو .. هو الرجوع أو النقصان .. والكور من التكوير وهو الجمع واللف ..
والمراد أنه عليه الصلاة والسلام يستعيذ من تغير حاله إلى الأسوأ .. فالحور بعد الكور هو النقصان بعد الزيادة أو التقهقر بعد التقدم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 10:27]ـ
ومن اهم الاسباب عده الاعتناء فى الاولويات فى طلب العلم وعدم التأصيل العقلى والفكرى والتربوى وممارسة الفكر عمليا
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[21 - Jun-2008, مساء 09:52]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ومن الأسباب كذالك ماحصل بين العلماء وطلبة العلم من سباب وتجريح و تعنيف .....
الشيىء الذي جعل العديد من المنتسبين لهذا المنهج أن يشك في مصداقيته وصلاحيته ....
ويقول العلماء يبدعون بعضهم بعضا ... و كل يدعي أن الصواب حليفه وحكر عليه .... فإلى من أنتسب ...
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 07:27]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ومن الأسباب كذالك ماحصل بين العلماء وطلبة العلم من سباب وتجريح و تعنيف .....
الشيىء الذي جعل العديد من المنتسبين لهذا المنهج أن يشك في مصداقيته وصلاحيته ....
ويقول العلماء يبدعون بعضهم بعضا ... و كل يدعي أن الصواب حليفه وحكر عليه .... فإلى من أنتسب ...
تاكيدا
يقول الدكتور عبد الكريم بكار فى مقال شباب حائر 2
2 - انقسام الموجهين، وغلوّ بعضهم في الانحياز إلى رؤية اجتهادية محدودة من أهم الأسباب التي توقع الشباب في الحيرة والاضطراب، ومن المؤسف هنا أن أقول: إن كثيرين ممن يتولون توجيه الشباب وتوعيتهم، ينظرون إلى رؤاهم وتوجهاتهم الخاصة على أنها قطعية وصائبة على نحو حاسم، أي لا ينظرون إليها على أنها نابعة من اجتهاد وخبرة خاصة، فإذا كان الموجّه سوداويّ المزاج متشائماً أو مأزوماً، فإنه يسلك كل سبيل حتى يلقي في روع الشباب بأن الأمة في أسوأ حال، وليس من حيلة سوى انتظار المهدي! وإذا كان ينتمي إلى جماعة معينة فإنه يزهّق الشباب في العمل الفردي، ويجعل العمل الجماعي هو سفينة نوح لأمة مشرفة على الغرق! وإذا كان الموجّه متشبعاً بمنهج إصلاحي معين، كالإصلاح عن طريق التربية الروحية أو نشر العلم الشرعي، أو العمل في الميدان السياسي .. فإنه يغمط باقي المناهج حقها، ويحمل الشباب على الإيمان بوجود منهج واحد للإصلاح هو منهجه! وكثير من الشباب -مع الأسف- لا يملك المعيار الذي يفرق من خلاله بين ما هو حقيقة متفق عليها وبين ما هو رؤية شخصية، وخاصة أن كثيراً منهم لا يملك قوة الفكر وقوة الروح التي يتمكن بها من النظر الثقافي والتربوي والمنهجي الذي نشأ فيه، مع أنه يرى في صندوقه الكثير من الأشياء التي لا تعجبه، لكنه يخاف من الخروج من الصندوق أو البحث عن بديل أو المطالبة بالإصلاح؛ لأن الذين أشرفوا على تربيته جعلوا منه مقلداً وتابعاً من الطراز الرفيع.
وللحديث صلة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 10:49]ـ
ومن أسباب الانتكاس كما قال الحافظ بن عساكر من أطلق لسانه فى العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بمرض القلب
وقال الشيخ ناصر العقل فى شريط حوار مع الاحداث أنه ثبت بالاستقراء فيما يعلم أنه ما من طلبة علم نالوا ووقعوا فى العلماء الا ابتلوا(/)
حول شرح الشيخ عبدالكريم الخضير لـ "علم لا يقال به،ككنز ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 01:58]ـ
أثناء شرح الشيخ لكتاب العلم لأبي خيثمة، علق على أثر سلمان الفارسي الذي أخرجه المصنف بإسناده وفيه عنه: علم لا يقال به، ككنز لا ينفق منه. علق الشيخ فذكر أن المراد بالقول هنا العمل، كما في قوله (ص) في حديث المنافق يحقر ذنوبه ( .. فقال به هكذا)، أي فعل،أي من لم يعمل بعلمه ككنز لم ينفق منه صاحبه، وكلامه حفظه الله مسلم له وجه. ولكن ألا يمكن أن يراد به إخراج العلم وتعليمه للناس، فالسياق - من جهة - يؤيد هذا المعنى؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 02:06]ـ
الحمد لله، وقفت على أثر أخرجه أبو بكر الآجري في "أخلاق العلماء"، وفيه بإسناده إلى موسى بن يسار أنه قال: بلغنا أن [سلمان] * الفارسي كتب إلى أبي الدرداء:
((إن العلم كالينابيع يغشى الناس فيختلجه هذا وهذا فينفع الله به غير واحد، وإن حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه، وإن علما لا يُخرج ككنز لا ينفق منه، وإنما المعلم كمثل رجل عمل سراجاً في طريق مظلم يستضيء به من مر به، وكل يدعو إلى الخير)) [1]
==================
* وفي المطبوع "سليمان" وهو خطأ.
[1] أخلاق العلماء، ص 21.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 02:52]ـ
ولكن ألا يمكن أن يراد به إخراج العلم وتعليمه للناس، فالسياق - من جهة - يؤيد هذا المعنى؟
بارك الله فيك
تعليمه الناسَ عمل به "وإذ أخذ الله ميثاق الذين ..... "الآية
وليس بين المعنيين اختلاف الا اختلاف تنوع
بارك الله فيك
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 03:05]ـ
وفيك بارك وبك نفع. تعليمه للناس لا يتضمن العمل به على كل حال. فكم من معلم للعلم هو أول من لا يعمل به.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 08:03]ـ
تعليمه للناس لا يتضمن العمل به على كل حال.
بارك الله فيك هذا واضح فإن نشر العلم ليس كل العمل
وإنما أردت أن نشر العلم من العمل به وجزء منه وليس كله
فمن تعلم الآية السابق ذكرها وحديث من كتم علما فحمل نفسه على نشر العلم وتعليمه خوفا من أن تشمله هذه الأدلة فقد عمل بمقتضاها وهذا من العمل بالعلم
فإذا فسرنا أثر سلمان بالعمل بالعلم فقد شمل تعليم العلم ونشره لأنه جزء من العمل بالعلم وعليه فلا خلاف بين التفسيرين إلا اختلاف تنوع
فالعمل بالعلم أمر عام يندرج تحته فرد من أفراده وهو تعليم العلم ونشره والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 02:05]ـ
جزاك الله خيرا. أنا معك - أخي الحبيب - في أن في العمل نوع تعليم. ولكن بخصوص الموضوع الذي بين أيدينا، أردت الوقوف على مراد سلمان رضي الله عنه بشكل أدق، لأني ترددت في قبول اقتصار الشيخ عبدالكريم على تفسير المراد بالعمل فقط. فبحثت، واتضح لي مما أخرجه الآجري من أن "التعليم اللفظي/الشفهي" هو المعنى - وإن كان ما أشرت أنت إليه لا غبار عليه - الأقرب المتبادر من كلام سلمان رضي الله عنه. وهذه من فوائد مقارنة الألفاظ والروايات فإنه قد يوجد في بعضها ما يُفسِّر.(/)
من الاخطاء العظيمة الحكم على نيات الاخرين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 01:44]ـ
من الاخطاء العظيمة الحكم على نيات الاخرين
وهذايقع فيه كثير من العوا م واشباه العوام ممن ينتسب الى طلب العلم بل لايكتفون بذلك حتى يقسمون بالله العظيم على ذلك وكانهم اطلعوا على الغيب اوشقوا عن قلوب الناس ولنتامل هذا الحديث
عن أسامة بن زيد قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته قال قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ رواه مسلم
قال النووي رحمه الله ومعناه أنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان , وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه , فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان. وقال: أفلا شققت عن قلبه لتنظر هل قالها القلب واعتقدها وكانت فيه أم لم تكن فيه بل جرت على اللسان فحسب يعني وأنت لست بقادر على هذا فاقتصر على اللسان فحسب , يعني ولا تطلب غيره. وقوله صلى الله عليه وسلم: (أفلا شققت عن قلبه)
فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر , والله يتولى السرائر))).
اقول ويدخل فيه ماخطه البنان في مقال اوكتاب والله اعلم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 02:31]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 06:29]ـ
شكرا لك و وفقك الله ...(/)
القرآن الكريم بصيغة وورد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلب بعض إخواننا القرآن الكريم بصيغة وورد، فهذا قد يلبي طلبهم، وهو و إن كان ليس بالرسم العثماني (المصحفي) إلا أنه يوافق قراءة حفص:
http://www.4shared.com/account/file/35192841/fc707744/__online.html?sId=5aBKIEqWDeUE dVZu
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 12:46]ـ
لاحظت أن هناك نسخا للقرآن الكريم بصيغة وورد للنشر الحاسوبي وليست على الرسم العثماني المصحفي، فهل هذا جائز؟
أليس اشتراط قبول المصحف أن يكون رسمه عثمانيا؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 08:35]ـ
الله أعلم
المسألة بحاجة لمفتٍ.(/)
سؤال هام للمتخصصين في المناهج التعليمية .....
ـ[العجيل]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى ان تكون على خير ما يحب ربنا ويرضى
وبعد:
أن من واجبات العلماء هي أن يورثوا هذا العلم لطلابهم وتلاميذهم بطرق ميسورة يوصلون فيه الفكرة العلمية والمعلومة إلى الطلاب قدر طاقاتهم وقدراتهم ومواهبهم.
وإنني من هذا الموقع العلمي الكبير حسب تصوري أتوجه بهذا الطلب:
أود من حضراتكم تصورا لمنهج طالب علم ليس عام، وإنما: [يبدأ من الصف السادس وحتى الصف الثالث ثانوي].
بحيث يدرس الطالب هذه المواد، فيصير طالب علم حقيقي.
هذا التصور أود ان يكون في المواد التي ستدرس، وعدد الساعات لكل منها، والكتب المدروسه.
اتمنى أن تعينوني ولكم جزيل الشكر.(/)
وإن تطيعوه تهتدوا:: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 01:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا
(بالصوت والصورة)
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1714 ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1714)
http://www.rslan.com/images/index/to6i3oho.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1714)
( المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
*******http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1714[/ ... ](/)
الأجر على قدر فضل العمل ومنفعته لا على مشقته ... للشيخ: أحمد الزومان.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هذا بحثٌ للشيخ المفضال: أحمد بن عبد الرحمن الزومان ...
الأجر على قدر فضل العمل ومنفعته لا على مشقته:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين وبعد:
من المسائل التي قد تخفى على البعض مسألة المشقة في العبادة وهل هي مطلوبة شرعاً؟ ومتى يثاب عليها؟ وقد تيسر لي قبل فترة طويلة الاطلاع على بعض ما كتبه أهل العلم في هذه المسألة فكتبت ما يأتي فأحببت أن أعرضه على إخوتي لأستفيد منهم و يستفيدوا مما نقلته من كلام أهل العلم في هذه المسألة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ينبغي أن يعرف أنَّ الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق حتى يكون العمل كل ما كان أشق كان أفضل كما يحسب كثير من الجهال أنَّ الأجر على قدر المشقة في كل شيء لا ولكن الأجر على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته
وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله فأى العملين كان أحسن وصاحبه أطوع واتبع كان أفضل فانَّ الأعمال لا تتفاضل بالكثرة وإنَّما تتفاضل بما يحصل فى القلوب حال العمل ([1]) وقد يكون ذلك أيسر العملين وقد يكون أشدهما فليس كل شديد فاضلا ولا كل يسير مفضولا. ([2])
وهذا ظاهر في النصوص الشرعية فعند التأمل فيها نجد:
1: أنَّ الله قد يرتب أجراً كثيراً على عمل يسير: فعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله (ص) من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " ([3])
2: أنَّ الله يرتب أجراً أكثر على عمل أقل مشقة: فيفضل العمل الأيسر على الأشق
فعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله (ص) الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان " ([4]) وإماطة الأذى عن الطريق أشق من نطق المؤمن بالشهادة. والتمتع أفضل من الإفراد و هو أيسر حيث يأتي بحج وعمرة في سفرة واحدة. وكذلك قصر الصلاة في السفر أفضل من إتمامها بل ليس الخلاف في فضيلة القصر إنَّما هل القصر واجب أو مستحب
3: أنَّ الله قد يرتب أجراً واحداً على عملين أحدهما أقل مشقة من الآخر:
فعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ النبي (ص) قال إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا فإنَّه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " ([5])
وعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال سمعت النبي (ص) يقول من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " ([6])
هل يشرع قصد المشقة في العبادة؟:قال تعالى {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [البقرة: 185] وقال تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [الحج: 78] فالله رفع المشقة عن هذه الأمة وأراد بهم اليسر فكيف يتعبد الله بما لا يريده.
قال الشاطبي: المشقة ليس للمكلف أن يقصدها فى التكليف نظرا إلى عظم أجرها وله أن يقصد العمل الذى يعظم أجره لعظم مشقته من حيث هو عمل أمَّا هذا الثاني فلأنَّه شأن التكليف في العمل كله لأنَّه إنَّما يقصد نفس العمل المترتب عليه الأجر وهذا هو قصد الشارع بوضع التكليف به وما جاء على موافقة قصد الشارع هو المطلوب وأما الأول فإن الأعمال بالنيات والمقاصد معتبرة فى التصرفات … فلا يصلح منها إلا ما وافق قصد الشارع فإذا كان قصد المكلف إيقاع المشقة فقد خالف قصد الشارع من حيث إن الشارع لا يقصد بالتكليف نفس المشقة وكل قصد يخالف قصد الشارع باطل فالقصد إلى المشقة باطل فهو إذاٍ من قبيل ما ينهى عنه وما ينهى عنه لا ثواب فيه بل فيه الإثم إن ارتفع النهي عنه إلى درجة التحريم فطلب الأجر بقصد الدخول فى المشقة قصد مناقض ([7])
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن ابن عباس {قال بينا النبي (ص) يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم فقال النبي r مره فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه " ([8]) فأمره النبي r بإتمام الصيام لأنَّ فيه مصلحة دون القيام والبروز للشمس وعدم الكلام لأنَّه لا مصلحة فيها فهي مشاق محضة. والاعتبار فى ذلك بما جاء به الكتاب والسنة لا بما يستحسنه المرء أو يجده أو يراه من الأمور المخالفة للكتاب والسنة
متى يثاب على المشقة:
المشقة ليست مطلوبة شرعاُ فليست من القرب التي يتقرب بها إلى الله لكن إذا كانت العبادة لا تتأتى إلا بالمشقة أو تعرض هذه المشقة في العبادة فيؤجر عليها كشخص داره بعيدة عن المسجد فيؤجر على هذه المشقة أكثر من شخص داره قريبة من المسجد لكن لا يقال لمن داره قريبة من المسجد اذهب إلى المسجد الأبعد. وكذلك الطهارة في شدة البرد يثاب عليها لكن لا يتوضأ بالماء البارد مع وجود الماء الساخن وكذلك المشقة التي تحصل في الجهاد والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب العلم وغير ذلك فيثاب عليها لأنَّها وسيلة إلى العبادة ولا تحصل العبادة أحياناً إلا بها
قال العز بن عبد السلام: إن قيل ما ضابط الفعل الشاق الذي يؤجر عليه أكثر مما يؤجر على الخفيف قلت إذا اتحدا في الشرف والشرائط والسنن والأركان وكان أحدهما شاقا فقد استويا في أجرهما لتساويهما في جميع الوظائف وانفرد أحدهما بتحمل المشقة لأجل الله سبحانه وتعالى على تحمل المشقة لا على عين المشاق إذ لا يصح التقرب بالمشاق لأن القرب كلها تعظيم للرب سبحانه وتعالى وليس عين المشاق تعظيما ولا توقيرا … وذلك كالاغتسال في الصيف والربيع بالنسبة إلى الاغتسال في شدة برد الشتاء فإن أجرهما سواء لتساويهما في الشرائط والسنن والأركان ويزيد اجر الاغتسال في الشتاء لأجل تحمل مشقة البرد فليس التفاوت في نفس الغسلين وإنما التفاوت فيما لزم عنهما وكذلك مشاق الوسائل في من يقصد المساجد والحج والغزو من مسافة قريبة وآخر يقصد هذه العبادات من مسافة بعيدة فإنهما يتفاوتان بتفاوت الوسيلة ويتساويان من جهة القيام بسنن هذه العبادات وشرائطها وأركانها فإن الشرع يثيب على الوسائل إلى الطاعات كما يثيب على المقاصد مع تفاوت أجور الوسائل والمقاصد ([9])
الإجابة عن حديث عائشة:
عن عائشة رضي اللهم عنها قالت يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك فقيل لها انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي ثم ائتينا بمكان كذا ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك " ([10])
فالمراد بحديث عائشة على قدر النصب الذي لا يذمه الشرع وهو ما لا تتأتى العبادة إلا به والله أعلم.فعائشة خرجت للتنعيم راكبة أردفها أخوها عبدالرحمن وأمرها النبي r أن تخرج إلى التنعيم وهو أدنى الحل من جهة المدينة ولم يأمرها أن تذهب إلى مكان بعيد كالجعرانة مثلاً. والنفقة إذا تجاوز بها المشروع لم يثب عليها فظهر أنَّ ليس كل مشقة يثاب عليها كما أنَّه ليس كل نفقة يؤجر عليها.
وقال العز بن عبدالسلام: هذا مشكوك فيه هل قال على قدر نصبك أو قال نفقتك فان كان الواقع قوله على قدر نفقتك فلا شك أن ما ينفق في طاعة الله يفرق بين قليله وكثيره وان كان الواقع قوله على قدر نصبك فيجب أن يكون التقدير على قدر تحمل نصبك لما ذكرناه ([11])
وقال الشاطبي: فالجواب أن نقول أولا إن هذه أخبار آحاد في قضية واحدة لا ينتظم منها استقراء قطعي والظنيات لا تعارض القطعيات ([12]).
كتبه أحمد بن عبد الرحمن الزومان
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) مجموع الفتاوى (25/ 282)
([2]) مجموع الفتاوى (23/ 313). وانظر: مجموع الفتاوى (10/ 620ـ621)، (25/ 281)، وقواعد الأحكام في مصالح الأنام (1/ 29) (26/ 37) وفتح الباري (2/ 17)، (4/ 126) والفروق (2/ 131) وقواعد المقرئ (2/ 411) والشرح الممتع (4/ 215)، (6/ 485ـ486)
([3]) رواه مسلم (2692).
([4]) رواه البخاري (9) ومسلم (35) واللفظ له.
([5]) رواه البخاري (780) ومسلم (410).
([6]) رواه البخاري (1521) ومسلم (1350).
([7]) الموافقات (2/ 98).
([8]) رواه البخاري (6704).
([9]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام (1/ 30).
وانظر: مجموع الفتاوى (10/ 622)، (22/ 313ـ315)، (25/ 283) والموافقات (2/ 97) و الفروق للقرافي (2/ 131) والشرح الممتع (4/ 215)، (6/ 485ـ486).
([10]) رواه البخاري (1787) ومسلم (1211).
تنبيه: وردت بعض الأحاديث التي قد يُفْهَم منها تشوف الشارع إلى المشقة. وللإجابة عليها انظر: الموافقات (2/ 100ـ101)
([11]) قواعد الأحكام في مصالح الأنام (1/ 31).
قال العيني في عمدة القاري (8/ 300) كلمة (أو) إما للتنويع في كلام الرسول r أو شك من الراوي وقد روي فيه ما يدل على كل واحد من النوعين ….
([12]) الموافقات (2/ 100)
ونقله لكم أخوكم /
أبو المهند القصيمي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 04:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلام مفيد ونقل مبارك ابا مهند
وبهذه المناسبة وصلتني رسالة جوال من موقع طريق الحقيقة مفادها ما يلي:
(الأجر على قدر المشقة) هذه من أقاويل الصوفية، وهي غير مستقيمة على إطلاقها.
وصوابها: (الأجر على قدر المنفعة) أي منفعة العمل وفائدته كما قرر ذلك ابن تيمية وغيره ..
بكر أبو زيد - المناهي اللفظية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 08:22]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4475
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 02:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلام مفيد ونقل مبارك ابا مهند
وبهذه المناسبة وصلتني رسالة جوال من موقع طريق الحقيقة مفادها ما يلي:
(الأجر على قدر المشقة) هذه من أقاويل الصوفية، وهي غير مستقيمة على إطلاقها.
وصوابها: (الأجر على قدر المنفعة) أي منفعة العمل وفائدته كما قرر ذلك ابن تيمية وغيره ..
بكر أبو زيد - المناهي اللفظية
وفقك الله وجزيت خيراً على الفائدة ..
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 03:08]ـ
أخي الفاضل / أمجد ..
بورك فيك ..(/)
أيها الكرام ....
ـ[الهمداني]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الكرام ....
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إن عاش إلى قابل ليصومن التاسع مع العاشر وذلك مخالفة لليهود.
مع أن اليهود كانوا يصومونه،فلماذ لم يخالفهم النبي في السنوات التي صامها ...(/)
الضابط في التفريق بين الصغائر والكبائر مع أمثلة لتقريب الفهم
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[19 - Jan-2008, مساء 11:40]ـ
الضَابِط فيِ التَّفْرِيقِ بَيْنَ الصَّغَائِرِ وَ الكَبَائِرِ مَعَ أَمْثِلَة لِتَقْرِيبِ الفَهْمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
الكثير منا يتسائل عن الفرق بين الصغائر والكبائر، فمنهم من جعل كل ذنب كبيرة ومنهم
من جعل الكبائر سبعا (ويستدلون بحديث السبع الموبقات) ومنهم من جعلها مبهمة حتى تجتنب ومنهم من جعل لها حدا معينا (كمئة أو تسع وتسعين أو غيرها) وكل هذه
الأقوال لا تفي بالغرض ولا تستند إلى مستند شرعي لا من كتاب ولا من سنة.
لهذا أردت أن أبين الفرق بينهما والبجث عن ضابط للتمييز بينهما حتى يتضح الأمر وينجلي.
ولم أكثر من البحث لقلة بضاعتي فاكتفيت بتفصيل مفيد لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- سأنقله مع يسير تصرف، وبعدها أذكر الأمثلة من الكتاب والسنة لتقريب الفهم أكثر.
قال شيخ الإسلام –رحمه الله- (الفتاوى 650 - 651 - 652 - 653 - 654 - 655 - 656 - 657/ 11) بعدما سئل عن الكبائر هل لها حد تعرف به وعن الصحيح من الأقوال فيها، فقال –رحمه الله-: " الحمد لله رب العالمين، أمثل الأقوال في هذه المسألة القول المأثور عن ابن عباس، وذكره أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، وغيرهما وهو: أن الصغيرة ما دون الحدين: حد الدنيا، وحد الآخرة. وهو معنى قول من قال: ما ليس فيها حد في الدنيا. وهو معنى قول القائل: كل ذنب ختم بلعنة، أو غضب، أو نار، فهو من الكبائر.
ومعنى قول القائل: وليس فيها حد في الدنيا، ولا وعيد في الآخرة، أي [وعيد خاص] كالوعيد بالنار، والغضب، واللعنة، وذلك لأن الوعيد الخاص في الآخرة، كالعقوبة الخاصة في الدنيا، فكما أنه يفرق في العقوبات المشروعة للناس بين العقوبات المقدرة بالقطع، والقتل، وجلد مائة، أو ثمانين، وبين العقوبات التي ليست بمقدرة: وهي [التعزير] فكذلك يفرق في العقوبات التي يعزر الله بها العباد في غير أمر العباد بها بين العقوبات المقدرة: كالغضب، واللعنة، والنار، وبين العقوبات المطلقة.
وهذا [الضابط] يسلم من القوادح الواردة على غيره، فإنه يدخل كل ما ثبت في النص أنه كبيرة: كالشرك، والقتل، والزنا، والسحر، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وغير ذلك من الكبائر التي فيها عقوبات مقدرة مشروعة، وكالفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وشهادة الزور؛ فإن هذه الذنوب وأمثالها فيها وعيد خاص.
(قلت: شرع –رحمه الله- في ذكر بعض الأمثلة وستأتي قريبا بعد نقل كلامه) ... وكذلك كل ذنب توعد صاحبه بأنه لا يدخل الجنة، ولا يشم رائحة الجنة، وقيل فيه: من فعله فليس منا، وأن صاحبه آثم، فهذه كلها من الكبائر ... " اهـ
قلت: ثم شرع رحمه الله في الرد على من أ‘طى ضوابط أخرى غير مستندة إلى دليل شرعي، وقد ذكرت بعضها سابقا.
ويستخلص من كلامه –رحمه الله- أن الضابط في التفريق بين الصغائر والكبائر هو:
أن الكبائر ما جاء فيها وعيد (في الدنيا أو الآخرة أي وعيد خاص في الآخرة) أو حد (في الدنيا أو الآخرة) أو لعنة، أو غضب.
وما دون ذلك (أي ليس فيها لا وعيد ولا حد ولا لعنة ولا غضب) فهو من الصغائر.
ولتقريب الفهم أكثر أعطي بعض الأمثلة (مختصرة جدا) بناءا على الضابط الذي وضعه شيخ الإسلام -رحمه الله-.
1 - نبدأ بالشرك:
الوعيد.
قال عز وجل: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة: 72]
فيه وعيد بعدم دخول الجنة والخلود في النار.والشرك أكبر الكبائر وفيه الحد في الدنيا بالقتل وفيه اللعن والغضب.والشرك لا يغفر لصاحبه إلا بالتوبه وهو محبط للعمل بخلاف باقي الكبائر.
2 - الزنا:
فيه حد في الدنيا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عز وجل: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [النور:2]
3 - قذف المحصنات:
فيه حد في الدنيا.
قال عز وجل: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: 4]
وفيه لعن ووعيد:
قال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور: 23]
4 - قتل النفس المؤمنة بغير حق:
فيه وعيد وغضب ولعن
قال عز وجل: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93]
5 - قتل المعاهد:
فيه وعيد
قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما). [البخاري 2995 وغيره]
6 - التولي يوم الزحف:
فيه غضب ووعيد
قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الأنفال: 15 - 16]
7 - الإنتحار:
فيه وعيد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالا مخلدا فيها أبدا. ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا". [مسلم: 175]
8 - إسبال الثوب خيلاء:
فيه وعيد
عن أبي ذر-رضي الله عنه- عن النبي صلى اله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة. والمنفق سلعته بالحلف الفاجر. والمسبل إزاره". وحدثنيه بشر بن خالد. حدثنا محمد (يعني ابن جعفر) عن شعبة، قال: سمعت سليمان، بهذا الإسناد. وقال" ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم". [مسلم:106] وجاء في بعض الروايات: (المسبل إزاره بطرا) وفي أخرى: (خيلاءا)
9 - إسباء الإزار:
فيه وعيد
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) [البخاري:5450]
10 - السرقة:
فيها حد
قال عز وجل: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [المائدة: 38]
11 - المتشبه بالنساء والمتشبهة بالرجال:
فيه لعن
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال.) [البخاري 5546]
وعلى هذا الضابط قس باقي المعاصي في واجدتها وافقت (أي المعصية) وعيدا أو لعنا أو غضبا أو حدا فهي من الكبائر، وما دون ذلك فهو من الصغائر
والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والله الموفق
وكتبه: جمال بن عبد العزيز الربيعي
(أبو عاصم السّلفي)
ـ[أبو عبدالله العتيبي]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 02:44]ـ
جزاك الله خيرا على الموضوع فلقد والله استفدت منه
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 11:50]ـ
وجزاك الله بالمثل أخي الكريم
ـ[لامية العرب]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 12:12]ـ
جزاك الله خيرا
كنت سابقا لا أعرف معنى للصغائر أما وإنك ذكرت الضابط فقد زالت الحيرة
فأحسن الله إليك
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 12:06]ـ
جزاك الله خيرا
كنت سابقا لا أعرف معنى للصغائر أما وإنك ذكرت الضابط فقد زالت الحيرة
فأحسن الله إليك
وجزاك الله بالمثل
والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات(/)
هل يليق بطالب العلم أن يرتاد "المولات" التجارية ... للحاجة؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 01:47]ـ
أفيدونا بالنقاش المفيد، أيها الفضلاء.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 02:29]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فما يسمى Mall أراه لا يعدو أن يكون سوقا، فإن وقع بالسوق ما لا يُرضي الله تعالى فذلك ذنب أهل تلك السوق، لا ذنب السوق من حيثُ أنها سوق:
ولا يعجبني تسمية الأسواق بهذا الاسم المستعار من لغات الأعاجم، ولا تعجبني الرطانة،
{وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} الفرقان (7)
قال الإمام مسلم في كتاب اصلاة باب 28:
1002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِىُّ وَصَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ قَالاَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنِى خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِى مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لِيَلِنِى مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - ثَلاَثاً - وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الأَسْوَاقِ». تحفة 9415 - 432/ 123
وقال الإمام البخاري في كتاب العيدين باب 11:
11 - باب فَضْلِ الْعَمَلِ فِى أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. (375) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِى أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.
وقال البخاري رحمه الله في كتاب الدعوات باب 31:
6353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى أَيُّوبَ عَنْ أَبِى عَقِيلٍ أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ مِنَ السُّوقِ أَوْ إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِى الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ عُمَرَ فَيَقُولاَنِ أَشْرِكْنَا فَإِنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ. فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِىَ، فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ. طرفه 2502 - تحفة 9669، 5261، 6721 - 95/ 8
وهذه أمثلة من الأحاديث التي ورد فيها ذكر الأسواق،
وأحل الله البيع وحرم الربا ...
أفيدونا بالنقاش المفيد، أيها الفضلاء.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 02:53]ـ
جزاك الله خيرا. أفدت، وهذا ديدنك إن شاء الله، واحترم رأيك بشأن الرطانة، وإن كان بعيداً عن لب الموضوع. الأسواق التي جاء ذكرها في الأحاديث التي أوردت، وأحوالها في ذلك الزمان، ليست هي أسواق اليوم. وقد جرى بيني وبين من "يُفرط" في مراعاة خوارم المروءة حديث حول أسواق اليوم، وموقف طالب العلم منها، فاختلفت معه في بعض الأشياء، فطرحت هذا الموضوع.
ـ[شرياس]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 04:58]ـ
المشي في الأسواق ليس فيه خرم للمروءة قال تعالى {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} الفرقان 7
طبعا هذا من حيث الأصل لكن الموضوع عن نوع معين من الأسواق يعرف بـ ((المول)) وهو سوق مبني تماما كما هي الأسواق في الغرب من حيث التصميم والبضاعة أيضا , فهو يعتبر سوق غربي بحت تصميما وهندسة وبضاعة وديكورات , ولا تخلوا هذه الأسواق من المنكرات العظيمة مما لايخفى عليكم , فالأفضل هو عدم دخول هذه الأنواع من الأسواق والإكتفاء بالأسواق الهادئة البسيطة ذات الطابع التراثي والتي تقل فيها المنكرات بسبب إنصراف أهل الفساد عنها وإجتماعهم في ((الممولات)) في الغالب.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 06:08]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مسألة الرطانة - فهي وإن كانت بعيدا عن لب الموضوع - كما تفضلت، إلا انه يخشى أن توقعنا في تسمية الأشياء بغير أسمائها، ولا يخفى ما في ذلك من الضرر، على أن الشيء بالشيء يُذكر
فإن كانت تلك الأسواق (سيئة السمعة) أي يغلب على أهلها المنكرات ..... كما فهمت من كلامك
فإن الله تعالى يقول: فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين
وتبقى المشكلة في أهل السوق، لا في السوق نفسها ...
إلا أن تخرج السوق - بفعل أهلها - عن كونها سوقا إلى شيء آخر ......... نسأل الله تعالى السلامة والعافية
جزاك الله خيرا. أفدت، وهذا ديدنك إن شاء الله، واحترم رأيك بشأن الرطانة، وإن كان بعيداً عن لب الموضوع. الأسواق التي جاء ذكرها في الأحاديث التي أوردت، وأحوالها في ذلك الزمان، ليست هي أسواق اليوم. وقد جرى بيني وبين من "يُفرط" في مراعاة خوارم المروءة حديث حول أسواق اليوم، وموقف طالب العلم منها، فاختلفت معه في بعض الأشياء، فطرحت هذا الموضوع.
فأما قولك: {وأحوالها في ذلك الزمان، ليست هي أسواق اليوم}
فقد ورد في بعض القضايا أخذ تغير أحوال الناس في الاعتبار:
مثال:
قال الإمام البخاري في كتاب الشهادات، باب 9:
2651 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ قَالَ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «خَيْرُكُمْ قَرْنِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». قَالَ عِمْرَانُ لاَ أَدْرِى أَذَكَرَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْماً يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ، وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ». أطرافه 3650، 6428، 6695 - تحفة 10827
وللحافظ ابن حجر في فتح الباري كلام طيب في شرح هذا الحديث (ورد في ثلاثة مواضع من صحيح البخاري، ولا يحضرني الآن على أيها كان يعلق)
والله تعالى أجل وأعلم
وجزاكم الله تعالى كل خير
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 06:26]ـ
المشي في الأسواق ليس فيه خرم للمروءة قال تعالى {وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} الفرقان 7
طبعا هذا من حيث الأصل لكن الموضوع عن نوع معين من الأسواق يعرف بـ ((المول)) وهو سوق مبني تماما كما هي الأسواق في الغرب من حيث التصميم والبضاعة أيضا , فهو يعتبر سوق غربي بحت تصميما وهندسة وبضاعة وديكورات , ولا تخلوا هذه الأسواق من المنكرات العظيمة مما لايخفى عليكم , فالأفضل هو عدم دخول هذه الأنواع من الأسواق والإكتفاء بالأسواق الهادئة البسيطة ذات الطابع التراثي والتي تقل فيها المنكرات بسبب إنصراف أهل الفساد عنها وإجتماعهم في ((الممولات)) في الغالب.
ما يسمى بـ المول لا يختلف عن بقية الأسواق من حيث وجود المنكرات أو شيوعها.
والحق يقال: إن الأسواق هذه محترمة أكثر من غيرها فلا زحمة ولا تحرشات وغالبية أصحاب المحلات وكذلك من يرتادها من المحترمين، بعكس الأسواق التراثية فيها أنواع قلة الأدب ولا أعمم لكن هذا من مشاهداتي.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 06:49]ـ
لا بل هذه " المولات " من ناحية تفشي المنكرات فيها أعظم, والملاحظ أن الأسواق العادية يرتادها أهل الطبقة المتوسطة وما دون وهم في الجملة متحشمون أكثر من أهل الطبقة الغنية, وأما المولات فيرتادها أهل الترف, وهؤلاء يكثر فيهم الفسق
ثم السوق العادي يرتاده الإنسان لحاجته المتعلقة بالشراء في الغالب, وأما المول فيرتاده الكثيرون للتسكع والجلوس في المقاهي والاستعراض لاسيارات الفارهة عند البوابات مع الموسيقى الصاخبة, ناهيك عن مختلف التقليعات في العباءات وملابس الشباب .. آلخ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا من حيث تقسيم الأسواق وتوصيفها, أما من حيث ارتيادها لطالب العلم, فطالب العلم الذي لم يتبلد حسه وتخور نفسه - كحال الكثيرين منا اليوم - في ذهابه فائدة, لأنه ينكر المنكرات وينصح الناس, وأما المتبلدون فهي لهم فتنة دون أن يغيروا شيئا, وكم من المؤلم أن ترى المنكرات العظيمة وترى الكثير ممن عليهم سمات الصالحين يمرون عليها كأن لم يروا منكرا, وحتى الوجه للأسف لا تراه يتمعر لله
هذا رأيي والله أعلم
ـ[أبوإبراهيم]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 01:23]ـ
الكلام على هذا يتفرع على قاعدة منهجية هامة ألا وهي حكم دخول أماكن المنكر, وفيها عدة مسائل, منها تعريف مكان المنكر: ألا وهو كل مكان يعصى الله فيه بكفر أو بدعة أو معصية.
أما القاعدة في ذلك فهي أن الأصل حرمة دخول أماكن المنكر, لقول الله تعالى:
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (الآية140من سورة النساء)
وقوله تعالى:
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (الآية 70من سورة الأنعام).
على أنه يجوز للمسلم دخول أماكن المنكر في حالات:
(1) للدعوة إلى الله وإنكار المنكر وشرطه أن يغلب على ظنه الأمن من الفتنة.
(2) للحاجةوالحاجة تشمل هنا ما يتعلق بأمور المعاش (كمثل دخول الأسواق) ,وغيرها.
وتطبيقات هذه القاعدة كثيرة متعددة, ولعل الذهاب للحلاق الذي يؤذي أخانا عبد الله العلي يدخل في الاسثناء الثاني.
وأقوال أهل العلم بما يؤيد ما ذكرته متوافرة فانظرها في مظانها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 03:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأل الأخ الكريم (عبد الله الشهري): ((هل يليق بطالب العلم أن يرتاد "المولات" التجارية ... للحاجة؟)).
والجواب / نعم يجوز لطالب العلم أن يذهب إلى الأسواق التجارية الكبيرة للحاجة، شريطة أن يغض بصره وأن يحفظ سمعه من المنكرات وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالضوابط الشرعية المعروفة لذلك.
والغالب على الأسواق كثرة الشر قديمًا وحديثًا، وقد بوب البخاري رحمه الله في ذلك بابًا فقال: (([باب ما ذكر في الأسواق، وقال عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: لما قدمنا المدينة قلت: هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع.
وقال أنس: قال عبد الرحمن: دلوني على السوق.
وقال عمر ألهاني الصفق بالأسواق])). انتهى كلام البخاري.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الباب من الفتح:
[قوله: (باب ما ذكر في الأسواق) قال ابن بطال: أراد بذكر الأسواق إباحة المتاجر ودخول الأسواق للأشراف والفضلاء وكأنه أشار إلى ما لم يثبت على شرطه من أنها شر البقاع وهو حديث أخرجه أحمد والبزار وصححه الحاكم من حديث جبير بن مطعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق) وإسناده حسن, وأخرجه ابن حبان والحاكم أيضا من حديث ابن عمر نحوه, قال ابن بطال: وهذا خرج على الغالب وإلا فرب سوق يذكر فيها الله أكثر من كثير من المساجد ... والغرض منه هنا ذكر السوق فقط وكونه كان موجوداً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -, وكان يتعاهده الفضلاء من الصحابة لتحصيل المعاش للكفاف وللتعفف عن الناس] فتح الباري 4/ 339 - 340.
ويجب الانتباه في السؤال إلى انه مقيد بوجود الحاجة، بارك الله فيكم!!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 04:12]ـ
بارك الله فيك أخي المُفيد / عبد الله الشهري ..
= (المولات) .. أل: للاستغراق؛ فهي تشمل كلّ مول ..
= (طالب العلم): يفيد الشمول والعموم [مفرد مضاف]
= (يليق): الذي أفهمه في (اللائقيَّة) في هذا السياق: أنَّه هل يترتَّب على ذهاب طالب العلم للمولات نقصٌ به؟
وهل أتى طالبُ العلم في صنعه ذا بما يَشين؟
المسألة تحتاجُ - من الإخوةِ - بسطاً، وتفصيلاً .. فعلى شارعٍ تجاريٍّ واحدٍ (سوقان) [عاد ما أدري كيف أثني مول:)] ...
أحدهما: تستطيع فيه الإنكار إن رأيتَ منكراً ..
والثاني: لا تستطيع الهيئةُ دخولَه؛ فضلاً عن طلاب العلم!
فالأمرُ يخضع لاعتباراتٍ متعددة - مع التنبيه - لمراتب طلاب العلم ..
مع تمسكنا بقواعد كُليَّة؛ كالبراءة، وجواز دخول السوق - مع بغضِ الله لها -، .......
هذه إشارة؛ لأُفيدَ منكم أحبتي في الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 11:08]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد فلا مزيد على كلام المشايخ الفضلاء الذين فصلوا في المسألة تفصيلا لا يدع مجالا لشبهة، فبارك الله لنا في علمهم جميعا
ولكن يعن لي ها هنا أن أضيف اضافة متفرعة على كلام أخي الكريم خليل الفوائد، زاد الله من فوائده
فلعله أراد بذكر العموم الذي في اطلاق لفظ المولات تعريفا ب (أل)، وكذا العموم الذي في تنكير اللفظ المفرد (طالب العلم)، أن يشير الى أن في الكلام تعميما لا يصح اطلاق الحكم عليه دون تفصيل، وهذا صحيح، فالله أحل البيع والشراء، وأحل دخول الأسواق، كما تفضل الاخوة الكرام بسوق الأدلة على ذلك، وان كان قد ورد نص في أنها أبغض الأماكن الى الله جل وعلا، فذلك لما هو معلوم من أنها تلهي الناس بالبيع والشراء (ولهذا كان أمر الله لمن سمع نداء الجمعة أن يذر البيع، فلم يقل ذروا العمل مطلقا، ولم يقل ذروا أمور الدنيا أيا كانت وانما خص ذكر البيع - وهو من ذكر الخاص وارادة العام لأهمية ذلك الخاص - لغلبة طمع النفس في مواصلته وصعوبة مفارقة البيع على نفوس أصحاب التجارات كما هو معلوم) ولا يخفى أن الشيطان يعيث في تلك الأسواق فسادا الا عند من يتقي الله من التجار في تجارته وهم بالجملة قليل، وكما يقولون "الفلوس تكشف النفوس"، فالمفاسد التي تشيع في غالب الأسواق (المولات وغيرها) لا تقتصر على تبرج النساء أو انتشار المعازف عند من يبيع الأشرطة والاسطوانات أو بيع السلع المحرمة أو الدعاية والاعلان بصور محرمة أيا كان ذلك، بل انه يقع فيها الغش في البيع وتطفيف المكيال، وصنوف البيوع المحرمة الكثيرة التي فصل الشارع في تحريمها وأفردت لها كتب في الفقه مخصوصة، فلما كان هذا المكان غالب حاله أنه يجمع الكثير من المفاسد كان مكانا بغيضا على وجه العموم. ولكن لو أن فيه من يتقي الله فيما يبيع وفيما يعرض وفيما يكيل ويزن ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان يمحا اذا باع سمحا اذا اشترى، وخضع خضوعا صحيحا لضوابط الشرع الحنيف، ولم تلهه تجارته ولا بيعه عن ذكر الله (الصلاة) كان في منزلة أعلى عند الله من الذي لا يخالط الناس ولا يحتمل أذاهم كما تعلمون.
طال بي الاستطراد، فاعذروني، وانما أردت أن أبين أن اطلاق حكم عام على ارتياد جميع المولات هكذا بلا تفصيل، هو كاطلاق حكم على ارتياد جميع الأسواق بلا تفصيل، وهذا لا يكون من ذي علم ودراية. وبعض المولات يغلب عليها المنكرات، وفيها السينمات وربما صالات الديسكو، ويقصدها الفاسدون والمنخرمون لكثرة صنوف اللهو الفاسد فيها، فمثل هذه هل يحرم لمن له حاجة أن يدخلها؟ فيه تفصيل، فلو كان يعلم أن دخولها من شأنه أن يفتنه في دينه فعليه ألا يدخلها، ولا يكون هذا المنع من جهة أنها أسواق ولا أنها مولات وانما من جهة وجوب صيانة المسلم لدينه من الفتن وهجر كل مكان يعلم من نفسه أنه لا يأمن فيه على دينه! فصيانة الدين مقدمة على قضاء الحاجة الدنيوية مهما عظمت، ولو بحث عن مكان يقضي فيه تلك الحاجة خلاف ذلك المكان لما عدمه ان شاء الله .. وهذا يقال على الأسواق كما يقال على المولات، فليست كلها على درجة واحدة.
ولعل السؤال الأهم في هذا المقام هو، ما حكم أن يفتح طالب علم متجرا داخل واحد من تلك المولات التي يغلب عليها الفساد؟ فنقول ان الأولى والأبعد عن الشبهة وعن خوارم المروءة ألا يفعل، والذي يريد أن يفتح متجرا في ذلك المكان ليس كالذي سيدخل لقضاء حاجة عاجلة ثم ينصرف، فهذا من شأنه أن يطيل المكث والبقاء في ذلك المكان، بل ربما يمضي أكثر يومه فيه، لأن فيه تجارته، فان كان يعلم من نفسه أنه لن يفتتن بشيوع تلك المفاسد من حوله وسيقدر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبث الخير والدعوة في ذلك المكان، فلعله أن يكون نواة لاصلاح فساد ذلك المكان باذن الله، والا فالذي يغلب على الظن صعوبة ذلك وشدة تعذره، مع خطورته على دين طالب العلم واستقامته، وقد رأيت اخا أعرفه قد فتنه فتح متجر في أحد المولات الغالية في الاتراف والافساد، حتى حلق لحيته، ولعله ترك طلب العلم ولا حول ولا قوة الا بالله! ومعلوم أن كثيرا من المولات تبث الموسيقى في السماعات بصوت عال فلا يستطيع أحد من أصحاب المتاجر دفعها عن متجره، ويصعب - ان لم يمتنع - أن يدفع صاحب المتجر كثيرا من المنكرات عن حانوته،
فهذه المسألة مسألة فتح متجر في تلك المولات وان كانت لم تدخل في طرح الأخ الكريم صاحب الموضوع الا أني رأيت أنها مما تمس الحاجة الى التعريج عليه للأهمية. وخلاصة الأمر أن في المسألة تفصيل ..
ولعل مما يفيد الاخوة في تناول هذه المسألة أن أبين أن حد المول اصطلاحا عند المصممين والمهندسين، هو السوق الذي تجتمع متاجره في مبنى واحد له مدخل واحد، على خلاف الأسواق المفتوحة التي لا يربط متاجرها الا التجاور المكاني - من حيث تخطيط العمران - في منطقة واحدة، هي منطقة السوق. ونظرا لكون المول لا يصل الناس الى باب المتجر الذي يقصدونه فيه الا عن طريق بابه، فلعله تلحق به بسبب ذلك بعض الأحكام المتعلقة بالأماكن العامة المغلقة، كحكم اختلاط الرجال بالنساء فيها وما الى ذلك .. (والضرورة الشرعية الى الفصل اليوم متحققة لغلبة الفتن وشيوع الفواحش في المولات وغيرها بسبب الاختلاط كما هو معلوم) والا فمعلوم أن النساء كن يمشين في الأسواق في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم وفي زمان الصحابة ولم يؤمرن الا بالاستئخار ولزوم حافات الطريق، صيانة لهن من التدافع والتزاحم بين الرجال.
فالحاصل أن المول هو سوق ولكنه في ذات الوقت مبنى واحد مغلق ذو طرقات ضيقة (في الأغلب)، فان أمكن تصميمه بحيث تنفصل فيه الرجال عن النساء بمداخل ومسارات منفصلة كان هذا هو المتعين، سيما والحال كما نعلم في هذا الزمان. وان تعذر ذلك في التصميم فربما أمكن تخصيص أوقات للرجال لا تدخلنا النساء، وأوقات للنساء لا تدخلها الرجال وتعلق الأمر حينئذ بادراة المكان لا بتصميمه.
هذا والله أعلى وأعلم، وأستغفره عن كل خطأ وزلل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 01:23]ـ
فالحاصل أن المول هو سوق ولكنه في ذات الوقت مبنى واحد مغلق ذو طرقات ضيقة (في الأغلب)
كونه يجمعها باب واحد أو أبواب محدودة لا مدخل له في الحكم, وأما الضيق فلا يسلم, فأسواق السابقين كانت أضيق بكثير كما يعلمه من له أدنى اطلاع على بعض الأسواق القديمة
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 02:11]ـ
كونه يجمعها باب واحد أو أبواب محدودة لا مدخل له في الحكم, وأما الضيق فلا يسلم, فأسواق السابقين كانت أضيق بكثير كما يعلمه من له أدنى اطلاع على بعض الأسواق القديمة
نعم صدقت وجزاك الله خيرا، وأنا لم أرد بذكر مسألة الباب الواحد أن للحكم تعلق بكون السوق له باب واحد، وانما أردت الاشارة الى أن ما يسمى اليوم بالسوق قد أصبح يميل بعض الأفاضل الى التعامل معه كشيء واحد لا كما هو حال السوق المنبسطة على الأرض نظرا لكونه أصبح مبنى واحدا. ومن الأسواق القديمة أيضا ما كان يشبه هذا النوع ويسمى بالوكالة، وكان بناؤه من طابقين، ولكن لم يكن في مثل كثافة مبنى المول. وفي جميع الأحوال فالشارع - كما بينت - لم يفصل في أنواع الأسواق ولم يخصص لصورها أحكاما تتعلق باجتماع المتاجر أو انبساطها أو كونها من باب واحد أو من أبواب شت أو ما الى ذلكى، وانما كان القصد من هذه الاشارة بيان أن تحول السوق الى مبنى واحد مجمع كان له أثره في مسألة الاختلاط، وربما كان له أثره في مسألة الخلوة ايضا - كما قد يقع في المصاعد - وهي أمور تحتاج الى معالجة سيما في زماننا هذا. ونعم صدقت فقد كانت الطرقات فيما مضى ضيقة أيضا ولكن لم تكن أحوال النساء كأحوالهن اليوم، من حيث التزامهن بالضوابط الشرعية للمشي في الأسواق وفي عموم الطرقات، فان زاد على ذلك تزاحمهن مع الرجال في طرقات مغلقة وعلى سلالم وفي مصاعد وما الى ذلك، فانه لا يخفى ما فيه من مزيد فساد، والله أعلم.
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 02:14]ـ
اعتقد أن طالب العلم عندنا لو اعتاد على ارتياد الأسواق (المولات) الموجودة عندنا فبعد فترة سيترك طلب العلم ويتفرغ لطلب أشياء أخرى في هذه الأسواق ... وهذه حقيقة يعرفها من زار هذه الأماكن
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 08:06]ـ
سؤال الشيخ عبد الله هل (يليق) بطالب العلم (أن يرتاد) هذه النوعية من الأسواق؟
والذي فهمته من توضيحه -جزاه الله خيراً- أنه يود التركيز على مناقشة ما إذا كان (ارتياد) طالب العلم لهذه الأسواق يليق به أو يعتبر خارماً من خوارم المروءة بحقه.
ولعل المشائخ والأخوة الكرام يبينون لنا أولاً: هل خوارم المروءة نسبية؟
ولا أعني بالنسبية هنا اختلافها من زمانٍ أو مكانٍ لآخر؛ وإنما هل يعد الفعل أو الترك مقبولاً من شخص وخارماً للمروءة بحق آخر؟
وكما نبه الأخوة من قبل ينبغي أن نبتعد قدر الإمكان عن التعميم والإجمال في إطلاق الأحكام، فأحوال هذه الأسواق تختلف اختلافاً كبيراً من بلدٍ لآخر.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 10:16]ـ
وفي جميع الأحوال فالشارع - كما بينت - لم يفصل في أنواع الأسواق ولم يخصص لصورها أحكاما تتعلق باجتماع المتاجر أو انبساطها أو كونها من باب واحد أو من أبواب شت أو ما الى ذلكى،
هذا جيد
ولكن المعذرة, كيف توفق بينه وبين هذا:
وانما كان القصد من هذه الاشارة بيان أن تحول السوق الى مبنى واحد مجمع كان له أثره في مسألة الاختلاط
فأنت تقر بأن الشرع لم يخصص ثم تأتي بصورة خاصة وتقول أن خصوصيتها كان لها أثر؟؟
أخي بعض المشاكل لا يكون حلها دائما بالتوسع في سد الذرائع بلا حدود, والذين تطالبهم بتخصيص أسواق للنساء ونحو ذلك سيكون من الأسهل عليهم - لو أرادوا منع الفساد - أن يفعلوا دور أهل الحسبة ويمنعوا أسباب الفساد التي تثير الشهوات, وغير ذلك من الحلول التي ما وجدت هذه المنكرات إلا عندما غابت أو غُيّبت, وإلى الله المشتكى
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 01:06]ـ
فأنت تقر بأن الشرع لم يخصص ثم تأتي بصورة خاصة وتقول أن خصوصيتها كان لها أثر؟؟
نعم أخانا وشيخنا الكريم بارك الله فيكم، قد أقررت بأن الشرع لم يصف للسوق هيئة أو صورة بعينها يكون عليها أو ينهى عنها، ولكن كما تعلمون فان الشيء قد ينتقل من أصل الاباحة الى الكراهة أو التحريم اذا ما دخل على وصفه أمر محظور أو أصبح فيه باب للذرائع يجب سده أو معالجته بما يناسبه .. فلعلنا أن نصل بالنظر في المسألة الى أن الأفضل - وفي ظل الحال التي نحن عليها، وفي ظل عدم قيام أصحاب تلك الأسواق بدور الحسبة كما تفضلتم - أن تعد تصاميمها في صورة أسواق منبسطة في مكان مفتوح لا في مبنى مغلق، ولا يكون ذلك توسعا في سد الذريعة بلا حدود كما تفضلتم وانما من باب تخفيف المفاسد بقدر الاستطاعة، وأنا أعلم أن تصميم المولات بصورة يفصل فيها بين الرجال والنساء ليس بالأمر اليسير وربما كان من الأيسر الزام القائمين عليها بضبطها ادارة وحسبة، ولذلك قدمت آنفا في تعليق سابق بأنه قد يكون من الممكن معالجة الأمر من خلال التنظيم والادراة، دون حاجة الى فصل في التصميم، ولكن الأحوال تختلف من مكان الى مكان، والقدرة على فرض الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنع المنكرات داخل أمثال تلك الاماكن ان توفرت في بلد لم تتييسر في غيره، فان غابت بالكلية وعلمنا يقينا أن تلك الاماكن سيكون فيها ما فيها، أليس من تخفيف المفاسد وسد بعض الذرائع أن ينظر في كيفية تصميم تلك المباني على نحو يوصى به المعماريون؟ لا أظن أنكم تختلفون معي في هذا، بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 06:45]ـ
لا خلاف إن شاء الله في التنظير ما دام في دائرة الأولى, ولكني أرى أن الكلام نظري غير متصور, ويجب طرح حلول عملية, وهنا يكون الشق الإداري على مستوى من بيده الحل والربط, وهؤلاء مهمتهم مختلفة عن ذلك, فهم مشغولون الآن بأمور أهم في نظرهم كتغيير ثقافة المجتمعات الإسلامية وتهيأتها لقبول الآخر سوقا وثقافة وحرية وتسامحا!!
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 01:59]ـ
إذا احتاج فإن عليه الذهاب في أوقات مناسبة كالضحى أو أول العصر، وعليه إن رأى منكراً أن ينكر ما استطاع على ذلك لأن أفضل وسيلة للدفاع عن الإيمان هو الهجوم بالانكار بالطريقة الحسنة
........ مول: يعني أسواق مغلقة.
....... بلازا: يعني مفتوح محلات في خارجه وداخله.
شريط رائع أنصح الجميع باقتنائه
"المجمعات التجارية"
للشيخ محمد المنجد
..
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 12:02]ـ
هناك رسالة مطبوعة بعنوان _احكام الاسواق في الاسلام والاقتصاد الحديث _للدريوش
وتكلم عن آداب السوق, وعن السوق النسائي المغلق
وهناك كتاب بعنوان_فقه الاسواق_وتكلم عن مقومات الاسواق ونحوذلك
ـ[الدعجاني]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 05:28]ـ
هل كان هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم -الإنعزال والترفع عن الذهاب الأسواق؟ وكذا أصحابه من بعده ومَن بعدهم؟؟؟
يا إخوان لما فئة من الناس تريد أن تعزل نفسها عن الحياة ومخالطة الناس مما يعود على الناس بالخير والنفع والتعليم؟
أخشع أن يكون هذا من تعظيم الذات؟؟؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 06:40]ـ
أخشع أن يكون هذا من تعظيم الذات؟؟؟
لاتخش ,فليس هو من تعظيم الذات
وانما من تحري الصواب في التعامل مع هذه الاسواق الحديثة ,والتي شاع فيها المنكر, والتأصيل الشرعي لها
هذه كل القضية
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:42]ـ
قال أبو فاطمة "ولكني أرى أن الكلام نظري غير متصور, ويجب طرح حلول عملية, وهنا يكون الشق الإداري على مستوى من بيده الحل والربط, وهؤلاء مهمتهم مختلفة عن ذلك, فهم مشغولون الآن بأمور أهم في نظرهم كتغيير ثقافة المجتمعات الإسلامية وتهيأتها لقبول الآخر سوقا وثقافة وحرية وتسامحا!! "
قلت بل هو متصور عند من صنعتهم التصميم المعماري يا أخي الكريم، ولماذا نمنعهم من البحث والنظر فيه وقد تترتب عليه فوائد وقد يترتب عليه تخفيف للمفاسد؟ ألم يوفق الله القائمين على التصميم الى ابتكار تصاميم لكليات ومعاهد منفصلة غير مختلطة، يدرس فيها المحاضر الطالبات من غير أن يراهن؟ ألا ترى في ذلك سدا لذرائع وتخفيفا لمفاسد؟ ثم أنا لا أتكلم عن أهل الادارة والحل والربط، ومعلوم أن الفساد قد دب فيهم وفشا الا ما رحم ربي، والا فماذا تقترح في شأنهم؟
ـ[سالم سليم أبوسليم]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 10:13]ـ
يا إخوة لابد -حسب برأيي القاصر- أن يخرج طلبة العلم والشيوخ من أصحاب الثياب القصيرة واللحى الطويلة. إلى الأسواق وإلى أي مكان عام.
وإذا كان بصحبته أهله أيضاً وهم بحجاب كامل فهو أفضل وأصون للجميع.
ولماذا ننزوي ونري العامة الدهماء من الناس ألا وجود لأحد من أهل الخير والفضل؟؟!.
بل لابد من التواجد بكل مكان _ وبقدر الحاجة _ والمنكرات وبهذا الزمن لا يستتطيع المرء الانفكاك منها.
ووجود طالب العلم يذكر بسمته وخلقه وطريقه تعامله.وأيضاً ينكر مايستطيع إنكاره ويشجع اهل الفضيلة وجوده. ويدحر أو يخفف من غلواء أهل الباطل.
ويثبت أهل الفضل بوجودهم أن المنهج الذي هم عليه منهج عملي. وليس نظرياَ.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 07:03]ـ
جزاكم الله خيرا.
أخي سالم، أراك تطرقت لموضوع آخر لا يقل أهمية، وهو تكثيف تواجد الشخصية الإسلامية في الحياة العامة للناس، ولازلت أرى أن لهذا فوائد لا تُغفل، ولكن ليحتسب الفاعل وليجعل عمله دعوة عملية ومشروعاً لتعويد الناس على أن أهل الخير أصحاب مباديء ولكنهم لا يتنازلون عنها لمجرد وجودهم مع من يغايرهم.
والعكس صحيح، وهو تنقية الأجواء لأصحاب الفساد من عوامل الترسيخ لقيم الفساد شئنا أم أبينا.
الموضوع يستحق أن يفرد ويناقش بشكل موسع.
ـ[رائد الغامدي]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 07:42]ـ
مجرد تساؤل:
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان الصحابة رضوان الله عليهم في زماننا هذا، أتراهم سيعتكفون في مكة والمدينة، أم أنهم سينتشرون في الأرض لتبليغ دعوة الله في كل مكان، حتى ولو في أمريكا؟!
وفقكم الله
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 08:17]ـ
يا اخوة لم يقل أحد بأننا ندعو أهل الفضل - في طرح هذا الموضوع - الى اعتزال الناس، فالأمر في هذا نسبي، فمن علم من نفسه قدرة على احتمال ما في الناس من حوله من أحوال، وبث الخير فيهم فيكون هو الفاعل فيهم لا المفعول فيه، كانت المخالطة والصبر على الأذى خيرا له من العزلة كما جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"، ومن لم يكن كذلك كانت العزلة خيرا له كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا ذر رضي الله عنه - وكان ورعا شديد الزهد رضي الله عنه - أن يعتزل الناس ولا يحكم فيهم بورعه فيشدد عليهم!
فللمسألة في ذلك فقه دقيق، ليست على اطلاقها!
ليس هذا هو مناط البحث في هذا الموضوع يا اخوة أكرمكم الله. انما المقصود بقولنا (هل يليق) هو ما ذهب اليه بعض أهل العلم من كون كثرة الظهور في الأسواق والتقلب فيها - على ما هو معلوم من شأنها - أمرا معدودا من خوارم المروءة حتى كان بعض أهل الحديث لا يقبلون رواية من علم عنه أنه كان يأكل في الأسواق! فالفرق دقيق بين المناطين، أرجو أن يكون واضحا! ولعل الالتباس جاء من اضافة صاحب الموضوع لفظة (للحاجة) في آخرها، فما دامت الحاجة واقعة والأمر مباح، والمرء يعرف كيف يتوقى مواضع الشبهات وأماكن النكارة وسوء الظن وما من شأنه أن يشينه من أماكن السوق بمجرد أن يراه الناس فيه، ما دام يعرف ذلك ويتوخى الحذر منه فما الحرج؟ وكان الحوار منصبا في دراسة المول التجاري كنوع من الأسواق المغلقة وقد علم أنه أصبح أكثر جذبا للمفسدين وأكثر تلوثا بالخوارم والمشينات ومواطن الشبهات. فهذا هو مناط النقاش أعزكم الله، والا فالأصل السلامة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المولات التجارية مسؤولية ولي الأمر بالمقام الأول، ومن استطاع من الناس ووجد في نفسه أنه يصبر وأنه ينأى بنفسه عما من شأنه أن يسيء اليه، فليقدم على الدعوة هناك وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما وفقه الله، فذلك خير ولا ريب، والله أعلى وأعلم.(/)
الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ولا يقدر على إصلاحها إلا العلماء
ـ[ابو البراء]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 02:33]ـ
" الأمة في حاجة إلى الإصلاح، ولا يقدر على إصلاحها إلا العلماء"
للعلامة السلفي الطيب العقبي رحمه الله
" ... حقا إن الأمة الجزائرية لفي حاجة شديدة، وضرورة ماسة إلى الإصلاح، وحقيقة لا يقدر على إصلاحها إلا العلماء، ونعني بهم العاملين بعلمهم الصالحين في إصلاحهم، لا العلماء الانتفاعيين .. ولا الذين يقولون ما لا يفعلون، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، ولم يرثوا عنهم دينارا ولا درهما، ولكنهم ورثوهم علما نافعا وراشدا وهداية إلى طريق الحق، وصراط المستقيم ...
هلموا بنا إلى الإتحاد في التوحيد والإعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بالعروة الوثقى، فنؤمن بالله وحده ونكفر بكل طاغوت.
هلموا إلى ما يبقى، ودعوا ما يفنى، وآثروا ما عند الله على ما عند الناس، فما عندكم ينفد وما عند الله باق، وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
هلموا إلى الله ورسوله، إلى دين الحق، وكلمة الشرف، إلى النور الدائم، إلى النجاة من عذاب الله ومقته، إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ...
فإن الأمة في حاجة وضرورة إلى الإصلاح، لا من ناحية الدين فقط، بل من مناحي شتى وجهات عديدة، ولكن ناحية الدين عندنا أهم من كل ناحية لأنها إذا صلحت في دينها وصلحت في عقائدها، أمكنها أن تصلح في كل اعمالها كما تصلح في دنياها ولله الأمر من قبل ومن يعد .. "
جريدة الإصلاح، العدد: 43 السنة الخامسة عشر، 4 سبتمبر 1941م
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1424
ـ[ابو البراء]ــــــــ[21 - Feb-2008, مساء 09:42]ـ
للرفع
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Feb-2008, صباحاً 07:48]ـ
جزاكم الله خيراً.
والإصلاح مطلوب من كل مسلم.
لأنّ بعض الناس قد لا يختلطون بكبار أهل العلم. فلا يطّلعون على أخطائهم
ففي هذه الحال ينبغي على من كان مختلطاً بهم ولديه شيء من الدعوة إلى الخير أن يدعوهم بالتي هي أحسن.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 10:21]ـ
جزاكم الله خيرا على حسن تواصلكم
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 11:05]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو البراء]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 04:55]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو البراء]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:13]ـ
للفائدة(/)
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن لا يجعلك مثلهم!!!
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 07:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد:
إلى الإخوة الأفاضل في المجلس العلمي ... وفقهم الله لكل خير؛ آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإلى الله قصد السبيل، أحببت أن أشارككم في طرح موضوع هو مهم للغاية، بل هو أشد وطئا لما فيه من ربطه بالعقيدة الإسلامية، وموضوعي هو:
? مسابقة الإمام ?
فمما يؤسف له تجد من بعض المصلين هداهم الله السرعة والمسابقة أو الملاحقة في تأدية الصلاة مع الإمام، فتجد البعض منهم ما إن قال الإمام في الركوع: ? الله أكبر ? حتى بادروه بالركوع، بل أقول: سابقوه، فتجد هم والإمام في مرتبة واحدة أو سواء، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على الجهل البالغ الذي وصل إليه بعض المأمومين في صلاتهم، وعدم اهتمامهم بصحتها، والله المستعان.
وتجد البعض من المصلين أصلحهم الله حين يرفع الإمام رأسه بقوله: ? سمع الله لمن حمده ? ولم ينتهي أو ينقطع صوته من التسميع بعد، إلا وقد رأيت الكثيرين من المأمومين وقد رفع رأسه، كأنهم لم يتنبهوا أو يسمعوا للحديث الذي أخرجه البخاري (1/ 245) واللفظ له، ومسلم (1/ 320) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما يخشى أحدكم، أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام، أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار)).
والعجب كل العجب من بعض المصلين من يقوم مسرعا لقضاء ما فاته من الصلاة إلى القيام، والإمام لم ينتهي بعد من صوته في لفظه للسلام، وهذه هي المصيبة العظمى، والداهية الكبرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولم يتنبهوا أو يتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس! إني إمامكم، فلا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالانصراف)) أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 320) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وقد ورد في عدة أحاديث شريفة بيان فقه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في كيفية صلاتهم ومتابعتهم لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وحرصهم الشديد في متابعته له صلى الله عليه وسلم، أذكر على سبيل المثال لا الحصر، حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حيث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: ((سمع الله لمن حمده)) لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا، ثم نقع سجودا بعده، أخرجه البخاري (1/ 245)، ومسلم (1/ 345)، ولما روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو شاك، فصلى جالسا، وصلى وراءه قوم قياما، فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف، قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا)) أخرجه البخاري (1/ 244) واللفظ له، ومسلم (1/ 309)، وأخرج أبو داود (1/ 164) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد)) وهو في الصحيحين بلفظ آخر.
هذا ما أحببت أن أنوه عليه، وأحث إخواني المسلمين حفظهم الله أن ينتبهوا من هذه الأخطاء الشنيعة، والتي تتعلق بصحة إسلامهم، ولكي لا ينطبق فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي جاء فيه الوعيد الشديد، فعن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم، فدخل رجل فقام يصلي، فجعل يركع وينقر في سجوده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أترون هذا!، من مات على هذا، مات على غير ملة محمد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، إنما مثل الذي يركع وينقر في سجوده، كالجائع لا يأكل إلا التمرة والتمرتين، فماذا تغنيان عنه)) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/ 332) وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 124)، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليصلي ستين سنة، وما تقبل له صلاة، ولعله يتم الركوع، ولا يتم السجود، ويتم السجود، ولا يتم الركوع)) أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 236) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه المحدث الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب (529)، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ((الصلاة ثلاثة أثلاث: الطهور ثلث، و الركوع ثلث، و السجود ثلث، فمن أداها بحقها، قبلت منه، و قبل منه سائر عمله، و من ردت عليه صلاته، رد عليه سائر عمله)) أخرجه البزار (1/ 177) وحسنه المحدث الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (2537)، هذا والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن لا يجعلك مثلهم؛ آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 12:21]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم امين
موعظة بليغة
جوزيت خيرا
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ
أسأل الله أن ينفعنا بما كتبت بارك الله فيك
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 10:11]ـ
لامية العرب، وابن الرومية، رفع الله قدركم وأجزل مثبوتكم ... آمين.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 09:04]ـ
وفقك الله وجزاك خيرا على النصيحة والإفادة.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم امين
موعظة بليغة
جوزيت خيرا
تصويب (جُزيت)(/)
عودة إلى مناقشة كتاب الشيخ حسن الكتاني حول الدعوة النجدية
ـ[أبو موسى]ــــــــ[20 - Jan-2008, صباحاً 11:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لمناقشة كتاب الشيخ حسن الكتاني فك الله أسره حول الدعوة النجدية فقد ذكر أن شيخ الإسلام بن تيمية كان يعذر بالجهل في الشرك الأكبر
ثم وجدت رسالة فيها فوائد كثيرة في الدرر السنية في الجزء العاشر لأحد أئمة الدعوة يرد على هذا القول
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين، إلى جناب الأخ إبراهيم بن عجلان، وفقه الله لطاعته، وهداه بهدايته، آمين; سلام عليكم ورحمة الله وبركاته; والخط وصل وصلك الله إلى خير، وصرف عنا وعنكم كل ضير; وذكرت في خطك أشياء، ينبغي تنبيهك عليها.
منها قولكم: إن الشيخ تقي الدين بن تيمية، شدد في أمر الشرك تشديدا لا مزيد عليه، فالله سبحانه هو الذي شدده، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} 1 في موضعين من كتابه، وقال عن قول المسيح لبني إسرائيل: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} 2 الآية،
وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} 3 الآية، وقال: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 4، وقال سبحانه وتعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} 5.
------------------------------------
1 سورة النساء آية: 48.
2 سورة المائدة آية: 72.
3 سورة الزمر آية: 65.
4 سورة الأنعام آية: 88.
5 سورة التوبة آية: 5.
ص -377 -
وفي السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم من التحذير عن الشرك، والتشديد فيه ما لا يحصى؛ وغالب الأحاديث التي يذكر صلى الله عليه وسلم الكبائر فيها، يبدؤها بالشرك، ولما "سئل صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك" 1. إذا عرف ذلك، تعين على كل مكلف معرفة حد الشرك وحقيقته، لا سيما في هذه الأزمنة التي غلب فيها الجهل بهذا الأمر العظيم.
والشيخ تقي الدين، رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن القيم إنما بالغا في بيان هذا الشرك وإيضاحه، لما شهدا من ظهوره في زمنهما، وكثرته في بلاد الإسلام، وبينا بطلانه بالأدلة والبراهين القاطعة الواضحة، كما قال أبو حيان في حق الشيخ:
قام ابن تيمية في نصر شرعتنا
مقام سيد تيم إذ عصت مضر
وأظهر الحق إذ آثاره اندرست
وأخمد الكفر إذ طارت له شرر
وقولك: إن هذه الأمور المحدثة، منها ما هو شرك أكبر، ومنها ما هو أصغر، فالأمر كذلك، لكن يتعين معرفة الأكبر، المخرج من الملة، الذي يحصل به الفرق بين المسلم والكافر، وهو عبادة غير الله.
فمن جعل شيئا من العبادة لغير الله، فهو المشرك الشرك الأكبر، من ذلك الدعاء الذي هو مخ العبادة،
------------------------------------
1 البخاري: تفسير القرآن (4477) , ومسلم: الإيمان (86) , والترمذي: تفسير القرآن (3182 ,3183) , والنسائي: تحريم الدم (4013 ,4014 ,4015) , وأبو داود: الطلاق (2310) , وأحمد (1/ 380 ,1/ 431 ,1/ 434 ,1/ 462 ,1/ 464).
ص -378 -
كالتوجه إلى الموتى والغائبين، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وكذلك الذبح والنذر لغير الله. كذلك يتعين البحث عن الشرك الأصغر، فمنه الحلف بغير الله، ونحو تعليق الخرز والتمائم عن العين، وكيسير الرياء في أنواع كثيرة لا تحصى.
ومن كلام للشيخ تقي الدين، وقد سئل عن الوسائط، فقال - بعد كلام -: وإن أراد بالواسطة: أنه لا بد من واسطة يتخذها العباد بينهم وبين الله، في جلب المنافع ودفع المضار، مثل أن يكونوا واسطة في رزق العباد، ونصرهم وهداهم، يسألونهم ذلك، ويرجعون إليهم فيه، فهذا من أعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين، حيث اتخذوا من دون الله أولياء وشفعاء، يجلبون بهم المنافع، ويدفعون بهم المضار، إلى أن قال: قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} 1 إلى قوله {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} 2.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال طائفة من السلف: كان أقوام من الكفار يدعون عيسى، وعزيرا، والملائكة، والأنبياء، فبين الله لهم أن الملائكة والأنبياء لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا، وأنهم يتقربون إليه ويرجون رحمته، ويخافون عذابه إلى أن قال رحمه الله:
------------------------------------
1 سورة الإسراء آية: 56.
2 سورة الإسراء آية: 57.
ص -379 -
فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط، يدعوهم، ويتوكل عليهم، ويسألهم جلب المنافع، ودفع المضار، مثل أن يسألهم غفران الذنوب، وهداية القلوب، وتفريج الكربات، وسد الفاقات، فهو كافر مشرك بإجماع المسلمين، إلى أن قال:
فمن أثبت وسائط بين الله وبين خلقه، كالحجّاب الذين يكونون بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائجهم، وأن الله إنما يهدي عباده، ويرزقهم وينصرهم، بتوسطهم، بمعنى: أن الخلق يسألونهم، وهم يسألون الله، كما أن الوسائط عند الملوك، يسألون حوائج الناس لقربهم منهم، والناس يسألونهم أدبا منهم، لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب،
فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه، فهو كافر مشرك، يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل؛ وهؤلاء مشبهون شبهوا الخالق بالمخلوق، وجعلوا لله أندادا؛ وفي القرآن من الرد على هؤلاء ما لا تتسع له هذه الفتوى؛ فإن هذا دين المشركين عباد الأوثان، كانوا يقولون: إنها تماثيل الأنبياء والصالحين، وإنها وسائل يتقربون بها إلى الله، وهو من الشرك الذي أنكره الله على النصارى، إلى أن قال:
وأما الشفاعة التي نفاها القرآن، كما عليه المشركون
ص -380 -
والنصارى، ومن ضاهاهم من هذه الأمة، فينفيها أهل العلم والإيمان، مثل أنهم يطلبون من الأنبياء، والصالحين الغائبين، والميتين، قضاء حوائجهم، ويقولون: إنهم إن أرادوا ذلك قضوها; ويقولون: إنهم عند الله كخواص الملوك عند الملوك، ولهم على الملوك إدلال يقضون به حوائجهم، فيجعلونهم لله بمنْزلة شركاء الملك؛ والله سبحانه قد نزه نفسه عن ذلك، انتهى، ملخصا.
فهذا الذي ذكر الشيخ، رحمه الله، إجماع المسلمين على أن مرتكبه مشرك كافر يقتل، هو الذي زعم داود البغدادي أنه جائز; بل زعم: أن الله أمر به، وأنه معنى الوسيلة التي أمر الله بها، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} 1، وزعم أن الوسيلة التي أمر الله بها، أمر إيجاب، أو استحباب، بطلب الحاجات، وتفريج الكربات، من الأموات والغائبين.
وزعم أن الشرك هو السجود لغير الله فقط، وأن دعاء الأموات، والغائبين، والتقرب إليهم بالنذور، والذبائح، ليس بشرك، بل هو مباح; ثم زاد على ذلك بالكذب على الله، وعلى رسوله، وزعم أن الله أمر بذلك، وأحبه; لم يقتصر على دعوى إباحة ذلك، بل زعم: أن الله أمر عباده المؤمنين، أن يقصدوا قبور
------------------------------------
1 سورة المائدة آية: 35.
ص -381 -
الأموات، ويسألوهم قضاء حاجاتهم، وتفريج كرباتهم.
فسبحان الله! ما أجرأ هذا على الافتراء والكذب على الله؟ فلو أن إنسانا ادعى إباحة بعض صغائر الذنوب، كأن يزعم أنه يباح للرجل تقبيل المرأة الأجنبية، لكان كافرا بإجماع المسلمين، وإن زاد على ذلك، بأن قال: إن الله يحب ذلك ويرضاه، فقد ازداد كفرا على كفره، فكيف بمن زعم أن الله أباح الشرك الأكبر؟ ثم زاد على ذلك بأن قال: إن الله أمر به وأحب من عباده المؤمنين أن يسارعوا إليه؟ ما أعظم هذه الجراءة!
ومن كذبه على الله، زعمه أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، حتى مفاتيح الغيب الخمس يزعم أن الله أطلعه عليها; وكلام شيخ الإسلام في هذه المسألة كثير، لا يخلو غالب مصنفاته من الكلام عليها; وذكر رحمه الله تعالى، عن بعض علماء عصره أنه قال: هذا من أعظم ما بينته لنا.
وذكر رحمه الله، في "الرسالة السنية" لما ذكر حديث الخوارج، قال: وإذا كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قد مرق من الدين، مع عبادته العظيمة، فليعلم أن المنتسب إلى الإسلام في هذه الأزمان، قد يمرق أيضا; وذلك بأمور; منها: الغلو الذي ذمه الله، كالغلو في بعض المشائخ، مثل: الشيخ عدي، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح.
ص -382 -
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل من غلا في نبي، أو رجل صالح، وجعل فيه نوعا من الإلهية، مثل أن يدعوه من دون الله، بأن يقول: يا سيدي فلان أغثني، أو أجرني، أو توكلت عليك، أو أنا في حسبك، فكل هذا شرك وضلال، يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل.
فإن الله أرسل الرسل، وأنزل الكتب، ليعبد وحده، لا يجعل معه إله آخر؛ والذين يجعلون مع الله آلهة أخرى، مثل الملائكة، والمسيح، وعزير، والصالحين، لم يكونوا يعتقدون: أنها ترزق، وتدبر أمر من دعاها، وإنما كانوا يدعونهم، يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله; فبعث الله الرسل تنهى أن يدعى أحد من دونه، لا دعاء عبادة، ولا دعاء استعانة; وكلامه رحمه الله في هذا الباب كثير.
وكذلك ابن القيم، رحمه الله تعالى، بالغ في إيضاح هذا الأمر، وبين بطلانه، كقوله في "شرح المنازل": ومنه - أي الشرك -: طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، فإن هذا أصل شرك العالم؛ فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فضلا عمن يستغيث به، ويسأله أن يشفع له، انتهى; وهذا الذي قال: إنه أصل شرك العالم، هو الذي يزعم داود: أن الله أمر به؛ تعالى الله عما يقول المفترون علوا كبيرا.
ص -383 -
وقال ابن القيم في "الهدي" في فوائد غزوة الطائف: ومنها: أنه لا يجوز إبقاء مواضع الشرك والطواغيت، بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوما واحدا؛ فإنها شعائر الكفر والشرك، ولا يجوز الإقرار عليها بعد القدرة عليها البتة. قال: وهكذا حكم المشاهد التي بنيت على القبور، التي اتخذت أوثانا وطواغيت تعبد من دون الله، وكذا الأحجار التي تقصد بالتعظيم والتبرك، والنذر والتقبيل، فلا يجوز إبقاء شيء منها على وجه الأرض، مع القدرة على إزالتها; وكثير منها بمنزلة اللات، والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، بل أعظم شركا عندها وبها؛ والله المستعان.
ولم يكن أحد من أرباب هذه الطواغيت، يعتقد أنها تخلق وترزق، وتحيي وتميت، وإنما كانوا يفعلون عندها وبها، ما يفعله إخوانهم من المشركين اليوم عند طواغيتهم؛ اتبع هؤلاء سنن من كان قبلهم، وسلكوا سبيلهم، حذو القذة بالقذة، وأخذوا مأخذهم، شبرا بشبر وذراعا بذراع، وغلب الشرك على أكثر النفوس، لظهور الجهل وخفاء العلم.
وصار المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والسنة بدعة، والبدعة سنة، نشأ في ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير، وطمست الأعلام، واشتدت غربة الإسلام، وقل
ص -384 -
العلماء، وغلب السفهاء، وتفاقم الأمر، واشتد البأس، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس؛ ولكن لا تزال طائفة من العصابة المحمدية، بالحق قائمين، ولأهل الشرك والبدع مجاهدين، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، انتهى. فانظر قوله في المشاهد التي بنيت على القبور، كونها اتخذت أوثانا وطواغيت، وربما ينفر قلب الجاهل من تسمية قبر نبي، أو رجل صالح وثنا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" 1؛ فهذا الحديث ينبئ أنه لو قصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة له، كان قاصده بذلك قد اتخذه وثنا، فكيف بغيره من القبور؟.
وقوله رحمه الله: وكثير منها بمنْزلة اللات، والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، بل أعظم شركا عندها وبها; صدق رحمه الله، لما شاهدنا في هذه الأزمنة من الغلو والشرك العظيم، من كون كثير من الغلاة عند الشدائد في البر والبحر، يخلصون الدعاء لمعبوديهم، وكثير منهم ينسون الله عند الشدائد، كما هو مستفيض عند الخاصة والعامة.
وقد أخبر الله عن المشركين الأولين أنهم يخلصون الدعاء له سبحانه وتعالى، وينسون آلهتهم، ونصوص القرآن في ذلك كثيرة، كما قال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} 2، {وَإِذَا
------------------------------------
1 أحمد (2/ 246).
2 سورة العنكبوت آية: 65.
ص -385 -
مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} 1.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} 2، {وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً} 3؛ فهذا إخباره سبحانه عن المشركين، الذين بعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن الشرك، ويأمرهم بالتوحيد، وغالب مشركي أهل هذا الزمان، بعكس ذلك.
وقول ابن القيم، رحمه الله: وغلب الشرك على أكثر النفوس، وسبب ذلك كله ظهور الجهل وقله العلم، فهذا قوله فيما شاهده في زمانه ببلاد الإسلام، فكيف لو رأى هذا الزمان؟ وفي الحديث: "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه" 4؛ قال ابن مسعود: "لا أقول: زمان أخصب من زمان، ولا أمير خير من أمير، ولكن بذهاب خياركم وعلمائكم"، فكيف لو شاهد من يقول: إن الله أمر بطلب الحاجات من الأموات؟ ويقول: إنما الشرك هو السجود لغير الله لا غير؟ كما قال ذلك داود البغدادي مشافهة لي.
------------------------------------
1 سورة الإسراء آية: 67.
2 سورة الأنعام آية: 40 - 41.
3 سورة الزمر آية: 8.
4 البخاري: الفتن (7068) , والترمذي: الفتن (2206) , وأحمد (3/ 179).
ص -386 -
فيلزمه: أن قصد المشركين الأولين لآلهتهم، كاللات والعزى ومناة، وكذلك هبل، إذا طلبوا الحاجات منها، وكشف الكربات، والتقرب إليها بالنذور، والذبائح، أن هذا ليس بشرك، إذا لم يسجدوا لها، فيا سبحان الله! كيف يبلغ الجهل بمن ينتسب إلى علم إلى هذه الفضيحة؟!
وقال ابن القيم، رحمه الله تعالى: رأيت لأبي الوفاء بن عقيل فصلا حسنا، فذكرته بلفظه; قال: لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام، عدلوا عن أوضاع الشرع إلى أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم.
قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع، مثل تعظيم القبور وإكرامها، بما نهى عنه الشرع، من إيقاد السرج عليها، وتقبيلها، وتخليقها، وخطاب أهلها بالحوائج، وكتابة الرقاع، فيها: يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ تربتها تبركا، وإفاضة الطيب على القبور، وشد الرحال إليها، والقاء الخرق على الشجر، اقتداء بمن عبد اللات والعزى.
وقولك: إن الشيخ تقي الدين وابن القيم يقولان: إن من فعل هذه الأشياء، لا يطلق عليه أنه كافر مشرك، حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية، من إمام أو نائبه،
ص -387 -
فيصر; وأنه يقال: هذا الفعل كفر، وربما عذر فاعله، لاجتهاد، أو تقليد، أو غير ذلك، فهذه الجملة التي حكيت عنهما، لا أصل لها في كلامهما.
وأظن اعتمادك في هذا، على ورقة كتبها داود، ونقل فيها نحوا من هذه العبارة، من اقتضاء الصراط المستقيم، للشيخ تقي الدين، لما قدم عنيزة المرة الثانية، معه هذه الورقة، يعرضها على ناس في عنيزة، يشبه بهذا، ويقول: لو سلمنا أن هذه الأمور التي تفعل عند القبور شرك، كما تزعم هذه الطائفة، فهذا كلام إمامهم ابن تيمية، الذي يقتدون به، يقول: إن المجتهد المتأول، والمقلد، والجاهل، معذورون، مغفور لهم فيما ارتكبوه.
فلما بلغني هذا عنه، أرسلت إليه وحضر عندي، وبينت له خطأه، وأنه وضع كلام الشيخ في غير موضعه; وبينت له: أن الشيخ إنما قال ذلك في أمور بدعية، ليست بشرك، مثل تحري دعاء الله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وبعض العبادات المبتدعة، فقال في الكلام على هذه البدع: وقد يفعل الرجل العمل الذي يعتقده صالحا، ولا يكون عالما أنه منهي عنه، فيثاب على حسن قصده، ويعفى عنه لعدم علمه; وهذا باب واسع.
وعامة العبادات المنهي عنها، قد يفعلها بعض الناس، ويحصل له نوع من الفائدة، وذلك لا يدل على أنها
ص -388 -
مشروعة، ثم العالم قد يكون متأولا، أو مجتهدا مخطئا، أو مقلدا فيغفر له خطؤه، ويثاب على فعله من المشروع، المقرون بغير المشروع، فهذا كلامه في الأمور التي ليست شركا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الشرك، فقد قال رحمه الله: إن الشرك لا يغفر، وإن كان أصغر; نقل ذلك عنه تلميذه صاحب الفروع فيه، وذلك - والله أعلم - لعموم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} 1، مع أن الشيخ رحمه الله، لم يجزم أنه يغفر لمن ذكرهم، وإنما قال قد يكون.
وقد قال رحمه الله، في "شرح العمدة" لما تكلم في كفر تارك الصلاة، فقال: وفي الحقيقة: فكل رد لخبر الله، أو أمره فهو كفر، دق أو جل، لكن قد يعفى عما خفيت فيه طرق العلم، وكان أمرا يسيرا في الفروع، بخلاف ما ظهر أمره، وكان من دعائم الدين، من الأخبار والأوامر، يعني: فإنه لا يقال قد يعفى عنه.
وقال رحمه الله، في أثناء كلام له، في ذم أصحاب الكلام، قال: والرازي من أعظم الناس في باب الحيرة، له نهمة في التشكيك، والشك في الباطل خير من الثبات على اعتقاده، لكن قل أن يثبت أحد على باطل محض، بل لا بد فيه من نوع من الحق، وتوجد الردة فيهم كثيرا، كالنفاق؛ وهذا إذا كان في المقالات الخفية، فقد يقال: لم
------------------------------------
1 سورة النساء آية: 48.
ص -389 -
تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها.
لكن يقع ذلك في طوائف منهم، في أمور يعلم العامة والخاصة، بل اليهود والنصارى يعلمون أن محمدا بعث بها، وكفر من خالفها، مثل عبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة غيره، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل أمره بالصلوات الخمس، ومثل معاداة المشركين، وأهل الكتاب، ومثل تحريم الفواحش، والربا والميسر، ونحو ذلك.
وقولك: إن الشيخ يقول، إن من فعل شيئا من هذه الأمور الشركية، لا يطلق عليه أنه مشرك كافر، حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية، فهو لم يقل ذلك في الشرك الأكبر، وعبادة غير الله، ونحوه من الكفر، وإنما قال هذا في المقالات الخفية، كما قدمنا من قوله: وهذا إذا كان في المقالات الخفية، فقد يقال: لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها; فلم يجزم بعد كفره، وإنما قال: قد يقال.
وقوله: قد يقع ذلك في طوائف منهم، يعلم العامة والخاصة، بل اليهود والنصارى، يعلمون أن محمدا بعث بها، وكفر من خالفها، مثل عبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة غيره، فإن هذا أظهر شرائع الإسلام، يعني: فهذا لا يمكن أن يقال، لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والنهي
ص -390 -
عن عبادة غيره، هو ما نحن فيه، قال تعالى: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} 1.
وقوله رحمه الله: بل اليهود والنصارى يعلمون ذلك، حكي لنا عن غير واحد من اليهود في البصرة، أنهم عابوا على المسلمين ما يفعلونه عند القبور، قالوا: إن كان نبيكم أمركم بهذا فليس بنبي، وإن لم يأمركم فقد عصيتموه؛ وعبادة الله وحده لا شريك له، هي أصل الأصول، الذي خلق الله الجن والإنس لأجله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 2، أي: يعبدوني وحدي.
وهو الذي أرسل به جميع الرسل، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3، والطاغوت: اسم لكل ما عبد من دون الله، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} 4.
وكل رسول أرسله الله، فأول ما يدعوهم إليه هذا التوحيد، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 5 {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 6، {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا
------------------------------------
1 سورة النساء آية: 165.
2 سورة الذاريات آية: 56.
3 سورة النحل آية: 36.
4 سورة الأنبياء آية: 25.
5 سورة الأعراف آية: 59.
6 سورة الأعراف آية: 65.
ص -391 -
قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 1، {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 2.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن جعل شيئا من العبادة لغير الله، فهذا هو الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 3؛ فمن زعم أن الله يغفره، فقد رد خبر الله سبحانه.
وحد العبادة وحقيقتها: طاعة الله; فكل قول وعمل ظاهر وباطن يحبه الله فهو عبادة، فكل ما أمر به شرعا، أمر إيجاب، أو استحباب، فهو عبادة؛ فهذا حقيقة العبادة عند جميع العلماء، التي من جعل منها شيئا لغير الله فهو كافر مشرك.
ومما يبين أن الجهل ليس بعذر في الجملة، قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج ما قال، مع عبادتهم العظيمة؛ ومن المعلوم: أنه لم يوقعهم ما وقعوا فيه إلا الجهل، وهل صار الجهل عذرا لهم؟ يوضح ما ذكرنا: أن العلماء من كل مذهب يذكرون في كتب الفقه: باب حكم المرتد، وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه.
وأول شيء يبدؤون به من أنواع الكفر: الشرك، يقولون: من أشرك بالله كفر، لأن الشرك عندهم أعظم
------------------------------------
1 سورة الأعراف آية: 73.
2 سورة الأعراف آية: 85.
3 سورة النساء آية: 48.
ص -392 -
أنواع الكفر، ولم يقولوا إن كان مثله لا يجهله، كما قالوا فيما دونه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما "سئل: أي الذنب أعظم إثما عند الله؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك" 1. فلو كان الجاهل أو المقلد، غير محكوم بردته إذا فعل الشرك، لم يغفلوه؛ وهذا ظاهر.
وقد وصف الله سبحانه، أهل النار بالجهل، كقوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} 2، وقال: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} 3 وقال: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} 4.
وقال تعالى: {فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} 5، قال ابن جرير - عند تفسير هذه الآية -: وهذا يدل على أن الجاهل غير معذور؛ ومن المعلوم: أن أهل البدع الذين كفرهم السلف والعلماء بعدهم، أهل علم وعبادة وفهم وزهد، ولم يوقعهم فيما ارتكبوه إلا الجهل.
------------------------------------
1 البخاري: تفسير القرآن (4477) , ومسلم: الإيمان (86) , والترمذي: تفسير القرآن (3182 ,3183) , والنسائي: تحريم الدم (4013 ,4014 ,4015) , وأبو داود: الطلاق (2310) , وأحمد (1/ 380 ,1/ 431 ,1/ 434 ,1/ 462 ,1/ 464).
2 سورة الملك آية: 10.
3 سورة الأعراف آية: 179.
4 سورة الكهف آية: 103 - 104.
5 سورة الأعراف آية: 30.
ص -393 -
والذين حرقهم علي بن أبي طالب بالنار، هل آفتهم إلا الجهل؟ ولو قال إنسان: أنا أشك في البعث بعد الموت، لم يتوقف من له أدنى معرفة في كفره، والشاك جاهل، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} 1؛ وقد قال الله تعالى عن النصارى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} 2 الآية. "قال عدي بن حاتم للنبي صلى الله عليه وسلم: ما عبدناهم، قال: أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه؟ ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال: بلى; قال: فتلك عبادتهم" 3، فذمهم الله سبحانه، وسماهم مشركين، مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم، فلم يعذروا بالجهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قال إنسان عن الرافضة في هذا الزمان: إنهم معذورون في سبهم الشيخين وعائشة، لأنهم جهال مقلدون، لأنكر عليهم الخاص والعام. وما تقدم من حكاية شيخ الإسلام رحمه الله، إجماع المسلمين على: أن من جعل بينه وبين الله وسائط، يتوكل عليهم، ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار، أنه كافر مشرك، يتناول الجاهل وغيره، لأنه من المعلوم أنه إذا كان إنسان يقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالقرآن، ويسمع ما ذكر الله سبحانه في
------------------------------------
1 سورة الجاثية آية: 32.
2 سورة التوبة آية: 31.
3 الترمذي: تفسير القرآن (3095).
ص -394 -
كتابه، من تعظيم أمر الشرك، بأنه لا يغفره، وأن صاحبه مخلد في النار، ثم يقدم عليه وهو يعرف أنه شرك، هذا مما لا يفعله عاقل، وإنما يقع فيه من جهل أنه شرك؛ وقد قدمنا كلام ابن عقيل، في جزمه بكفر الذين وصفهم بالجهل فيما ارتكبوه من الغلو في القبور، نقله عنه ابن القيم متحسنا له.
والقرآن يرد على من قال: إن المقلد في الشرك معذور، فقد افترى وكذب على الله، وقد قال الله تعالى عن المقلدين من أهل النار {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} 1، وقال سبحانه حاكيا عن الكفار قولهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} 2.
وفي الآية الأخرى {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} 3، واستدل العلماء بهذه الآية ونحوها، على أنه لا يجوز التقليد في التوحيد، والرسالة، وأصول الدين، وأن فرضا على كل مكلف أن يعرف التوحيد بدليله، وكذلك الرسالة، وسائر أصول الدين، لأن أدلة هذه الأصول ظاهرة ولله الحمد، لا يختص بمعرفتها العلماء.
وقولك: حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية، من إمام
------------------------------------
1 سورة الأحزاب آية: 67.
2 سورة الزخرف آية: 22.
3 سورة الزخرف آية: 23.
ص -395 -
أو نائبه، معناه: أن الحجة الإسلامية لا تقبل إلا من إمام أو نائبه، وهذا خطأ فاحش، لم يقله أحد من العلماء، بل الواجب على كل أحد قبول الحق ممن قاله كائنا من كان.
ومقتضى هذا: أن من ارتكب أمرا محرما، شركا فما دونه بجهل، وبين له من عنده علم بأدلة الشرع أن ما ارتكبه حرام، وبين له دليله من الكتاب والسنة، أنه لا يلزمه قبوله، إلا أن يكون ذلك من إمام أو نائبه، وأن حجة الله لا تقوم عليه، إلا أن يكون ذلك من الإمام أو نائبه.
وأظنك سمعت هذا الكلام من بعض المبطلين، وقلدته فيه، ما فطنت لعيبه; وإنما وظيفة الإمام أو نائبه: إقامة الحدود، واستتابة من حكم الشرع بقتله، كالمرتد في بلاد الإسلام.
وأظن هذه العبارة مأخوذة، من قول بعض الفقهاء في تارك الصلاة: أنه لا يقتل حتى يدعوه إمام أو نائبه إلى فعلها؛ والدعاء إلى فعل شيء، غير بيان الحجة على خطئه أو صوابه، أو كونه حقا أو باطلا بأدلة الشرع; فالعالم مثلا: يقيم الأدلة الشرعية على وجوب قتل تارك الصلاة، ثم الإمام أو نائبه يدعوه إلى فعلها، ويستتيبه.
وقولك: إنك رأيت كثيرا من هذه الأمور التي نقول إنها شرك، ظاهرة في الشام، والعراق، والحجاز، ولم
ص -396 -
تسمع منكرا; فمن رزقه الله بصيرة بدينه، ما راج عليه ذلك؛ والمتعين على الإنسان معرفة الحق بدليله، فإذا عرف الحق بالأدلة الشرعية، عرض أعمال الناس عليه، فما وافق الحق عرفه وقبله، وما خالفه رده، ولا يغتر بكثرة المخالف.
"قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أترى أننا نظن أنك على الحق، وفلانا على باطل؟ فقال علي: ويحك يا فلان! الحق لا يعرف بالرجال; اعرف الحق، تعرف أهله"
وقد سبق كلام ابن القيم، في وصفه لزمانه، وقوله: غلب الشرك على أكثر النفوس، لظهور الجهل، وخفاء العلم، وصار المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والسنة بدعة والبدعة سنة، ونشأ في ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير، وطمست الأعلام، واشتدت غربة الإسلام، وقل العلماء، وغلب السفهاء; هذا وصفه لزمانه، فما ظنك بأهل زمان بعده بخمسمائة عام؟
لأنه لا يأتي عام إلا والذي بعده شر منه، بخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم مع قوله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة" 1 مع أننا قد سمعنا، وبلغنا عن كثير من علماء الزمان، إنكار هذه البدعة الشركية، سمعنا في الحرمين واليمن، وبلغنا عن أناس في مصر والشام، إنكار هذه المحدثات، لكن همتهم تقصر عن إظهار ذلك،
------------------------------------
1 البخاري: أحاديث الأنبياء (3456) , ومسلم: العلم (2669) , وأحمد (3/ 84 ,3/ 89).
ص -397 -
لأن عمارة هذه المشاهد الشركية، أكثرها من تحت أيدي ولاة الأمور، وأهل الدنيا، ووافقهم على ذلك، وزينه لهم بعض علماء السوء; وبسبب ذلك: استحكم الشر، وتزايد، والشر في زيادة، والخير في نقصان.
وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هلكت بنو إسرائيل على يدي قرائهم وفقهائهم، وستهلك هذه الأمة على يدي قرائها وفقهائها"؛ فما أصدق قول عبد الله بن المبارك، رحمه الله تعالى:
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
ومما يبين لك عدم الاغترار بالكثرة، أن أكثر هذه الأمصار التي ذكرت، مخالفون للصحابة والتابعين، وأئمة الإسلام - خصوصا الإمام أحمد ومن وافقه - في صفات الرب تبارك وتعالى، يتأولون أكثر الصفات، بتحريف الكلم عن مواضعه.
من ذلك، قولهم: إن الله لا يتكلم بحرف وصوت، وأن حروف القرآن مخلوقة، ويقولون: الإيمان مجرد التصديق; وكلام السلف والأئمة في ذم أهل هذه المقالات كثير; وكثير منهم صرح بكفرهم; وأكثر الأئمة ذما لهم وتضليلا: الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وأفاضل أصحابه بعده.
ص -398 -
وأكثر أهل هذه الأمصار اليوم، على خلاف ما عليه السلف والأئمة; ومن له بصيرة بالحق، لم يغتر بكثرة المخالف، فإن أهل الحق هم أقل الناس فيما مضى، فكيف بهذه الأزمان التي غلب فيها الجهل، وصار بسبب ذلك المعروف منكرا، والمنكر معروفا؟
نسأل الله أن يهدينا وإخواننا صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم، من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وصلى الله على محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 06:28]ـ
أشكر الأستاذ أبا موسى على إفاداته، وأعده بإيصالها إلى الأخ فك الله أسره، وليعلم الواقف عليه أننا ككتانيين لنا علاقات وطيدة مع أئمة الدعوة النجدية منذ نحو مائة عام إلى الآن، علاقات ود واحترام وتعاون متبادل لنصرة الإسلام والمسلمين ... وأن المناقشة لا تعني المصارعة، فيا ليت الناس يناقشوننا بما في كتبنا بأدب واحترام وعلم، ونناقشهم نحن كذلك بأدب واحترام وعلم، ومن رأى الحق يرجع إليه، إذ إن أصل الدعوة وهي إحياء السنن وإماتة البدع متفقون عليها، والتفاصيل من ترجح له أمر وله حجة من الشريعة على القواعد العلمية، فلا بأس بذلك، والاختلاف رحمة ما لم يكن في الأصول كما نص عليه العلماء ...
كما أعلم الأخوة أن "الأجوبة الوفية" و"نظرات في الدعوة النجدية" هما مختصران لكتاب كبير في الموضوع، فحبذا من له تعليق أو تصحيح خطأ في الكتابين المذكورين أن يفيدنا به قبل طباعة الكتاب المذكور، إرجاعا للحق إلى نصابه، وتبيينا لسبيل الرشاد والجنة الذي كلنا يهفو إليه ...
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 06:43]ـ
مهلا يا حمزة, ما دام الأمر كما تقول فأعطنا فرصة حتى تتبلور الأفكار في نقاط مركزة, لأن أخيك ليس في حالة - فيما أظن - تسمح بقراءة الكلام المطول فضلا عما في التطويل من تشتيت الفكرة, فدعنا نتباحث قبل أن تعجل برفع شيء إليه
إن شاء الله سأقف وقفات مع الكتابين وأضعها هنا, أسأل الله أن ييسر ذلك ..
أما أبا موسى فشكر الله لك جهدك, ولكن حبذا لو تقتصر من النقول على موطن الشاهد, وتحاول أن تركز الكلام وتجتنب التطويل, لأني لا أخفيك أني عندما رأيت طول النقول انكففت عن القراءة, والوقت ليس بأيدينا أخي الفاضل
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 08:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد
فقبل أن أبدأ الوقفات ألفت انتباه الإخوة إلى هذه الإضاءة من كلام الشيخ:
" كذلك يذكر الشوكاني في رسائله عن بوادي اليمن أنهم عادوا للجاهلية الأولى.
و هو ما ذكروه عن بادية نجد زمن الإمام ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. فلما ظهر الشيخ جدد الله به قرونًا. فإنه منذ وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية سنة 728ه بدمشق الشام، لم يظهر عالم مجدد بهذه القوة و التأثير. "
وقوله: " فلست ممن يقلل من قيمة الدعوة النجدية و لا علمائها الأجلاء، رحمهم الله تعالى، بل هي تجربة تجديدية ناجحة، كان لها تأثير كبير جدًّا في إحياء منهاج السَّلف أئمة السنة و قادة الجماعة، و بعث طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية من جديد.
و لئن كان للمتقدين أخطاء، فقد عمل المتأخرون على تفاديها، و لا شك أن الفضل دومًا للمتقدم. " انتهى من كلام حسن الكتاني
ثم أنبه إلى أني أترك كثيرا من الأمور دون أن أقف معها لأسباب مختلفة منها أنه لم يتحرر عندي أو أني أوافق الشيخ في بعض ما ذهب إليه, وإن كان لا يلزم من السكوت الموافقة أو المخالفة, فعلى القراء أن لا يظنوا أني تتبعت كل الكتاب ووقفت مع كل ما لا يرضى فيه
كما أنبه إلى أني تركت الثناء على الكتاب وتعداد محاسنه واكتفيت من ذلك بالإجمال, لأن الوقت يضيق عن ذلك, وإلا فقد حوى الكتاب فوائد وتنبيهات تستحق الإشادة والثناء
الوقفة الأولى: تجويز الشيخ التحاكم للمحاكم الوضعية عند الاضطرار.
وهذا قول انتشر بين المعاصرين, وقد بين الله في كتابه كفر المتحاكم للطاغوت, ومعلوم أن الكفر إنما يرخص في ارتكابه للمكره دون المضطر, وذلك لقوله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}
فإن قيل: من أين لك أن التحاكم كفر بالله وليس مجرد محرم تبيحه الضرورة, قلت:
قد دلت أدلة كثيرة على ذلك, وقد كتبت في ذلك وناقشت فيه بعض الإخوة, ولضيق المقام أكتفي بالاستدلال بآية النساء الواضحة الدلالة على هذا الحكم, إذ قال تعالى:
(ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيدا).
ومن أوجه دلالة هذه الآية ما يلي:
1 - أن الله جل وعلا أضاف في هذه الآية ذكر التحاكم للطاغوت, والطاغوت ما عبد من دون الله, فدل على أن التحاكم للطاغوت عبادة له من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن الله جل وعلا سمى ادعاء المتحاكم الإيمان زعما, والزعم الكذب, فدل على أن التحاكم ينقض الإيمان ويصيره زعما لا حقيقة له.
3 - دل قوله تعالى {وقد أمروا أن يكفروا به} على أن من تحاكم إلى الطاغوت لم يكفر به, ومن لم يكفر بالطاغوت فهو مؤمن به كافر بالله تعالى.
فنقد الشيخ لأئمة الدعوة في تحريمهم هذه المسألة كابن سحمان وغيره ممن تكلم عنها وحرمها حتى لو اضطر الإنسان وذهبت عليه الدنيا بأسرها ليس في محله, ولكن الذي يقال: أن تكفير من تحاكم لتلك المحاكم وهو يظن أن اضطراره سبب في ترخيص الشرع له ذلك التحاكم ليس بصواب, بل ظن المتحاكم هذا تأويل سائغ, ووجه كونه سائغا أنه مبني على اعتقاد المتحاكم أنه مرخص له من قبل الشرع في تحاكمه حال الضرورة قياسا على ترخيص الشارع المحرمات للمضطر, وهذا القياس يجعل المتحاكم يحمل على نفسه نصوص الترخيص في المحرمات دونما يشعر أنه يرتكب الكفر بغير رخصة, لا سيما والفرق بين المكره والمضطر الذي إن علم بطل هذا القياس هو في وجود المُكرِه, وأما الضرر الذي يقع على المكره أو المضطر فليس موضعا للتفريق بين الاضطرار والإكراه عند كثير من أهل العلم, فملاحظة هذا الفرق قد لا تلوح للمتأول فيتوهم التسوية ويظن أن قياسه صحيح وأنه محل للرخصة كالمضطر المترخص في المحرم, وهذا من التأويل الذي تفشى بين عامة العلماء فضلا عن العوام, فكيف يستمرأ تكفيرهم والحالة هذه
هذا على اختصار, ومن أرد الرجوع لمزيد من التفصيل فأحيله على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=71858
الوقفة الثانية: في مناقشة كلام له حول إقامة الحجة ببلوغ القرآن
قال فرج الله عنه: (و المشركون و غيرهم من سائر طوائف الكفر إنما قامت عليهم الحجة برسول الله e و من قبله من الأنبياء لأنهم كانوا مؤيدين بالمعجزات و البراهين القاطعة، كما قال النبي e: « ما من نبي إلا قد أوتي ما على مثله آمن الناس، و لقد كان ما أوتيته وحيًا يتلى». و ليس كذلك حال مسلم متلبس بأمور شركية قد شاب عليها الصغير و هرم عليها الكبير، و جماهير علماء القرون المتأخرة لا يشددون فيها، ثم يأتي عالم أو طالب علم فينصح الناس فينكرون عليه إما لأنه لم يحسن أسلوب النصح أو لم يحسن في توضيح حجته، أو لأن مقابله له حجج و شبه لم تحل، أو يقلد عالمًا كبيرًا على خطئه، أو عنده غباء و بلادة لم يفهم معها الحجة.
فكيف يقال مع هذا إن مجرد قراءة القرآن كافية في إقامة الحجة؟!! هذا ما قاله أحد من قبل، فإنه لا يوجد أحد من المسلمين ينكر القرآن، إنما الشأن في فهم حجته و دلالته على المطلوب) انتهى كلامه.
المناقشة: قال تعالى {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} , فبعثة الرسل قامت بها الحجة على الناس, ولذا فبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من القرآن - الذي هو أعظم المعجزات الخالدة الذي قامت به الحجة وتقوم في كل زمان ومكان - هي حجة على الناس إلى يوم القيامة, ولا معنى لقول الشيخ: (و المشركون و غيرهم من سائر طوائف الكفر إنما قامت عليهم الحجة برسول الله) فإن مشركي زماننا كذلك قامت عليهم الحجة برسول الله ببلوغ دينه لهم ووجود القرآن بين ظهرانيهم, وهم مآخذون على ترك تعلم الدين والإعراض عن كتاب الله, ولا ينفع الإنسان الجهل إذا كان عن تفريط في دفعه وتحصيل أسباب العلم, وأما من عجز عن ذلك فله شأن آخر.
وأما إنكار الشيخ كون قراءة القرآن وحدها كافية في إقامة الحجة, فما الذي يقيم الحجة على الناس إذا إذا لم يقمها القرآن, سبحان الله يا لهذا الكلام إن في النفس منه لوحشة, وهل لأحد عذر وقد وصفه الله بأنه واضح البيان ميسر لمن قرأه, ولكن هؤلاء لا يتدبرون ولا يتفكرون ولا يجهدون أنفسهم أن يتعلموا, وغاية ما يعللون به ذلك أنهم يتبعون آبائهم وما وجدوه عليهم, وأنهم يتبعون فلانا وفلانا ممن أفتاهم, والله جل شأنه أوضح التوحيد وضده في القرآن بحيث يكون علمه ظاهرا يشترك فيه العالم والعامي, فليس لمن أعرض عنه مع وضوحه حجة, والقول بغير هذا هو تشكيك في وضوح دلالته, وهل تحريم الشرك أصبح ظني الدلالة أو من المتشابهات حتى لا تقوم الحجة فيه بقراءة القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول الشيخ بعد ذلك: (و أما الذين ينكرون العذر بالجهل في أصل الدين فهؤلاء قد خالفوا منهاج أهل السنة و الجماعة، فإن أول من قسم الدين إلى أصول و فروع هم المعتزلة ثم تابعهم المتكلمون الأشاعرة و غيرهم.
أما أهل السنة فقد نصوا على أن كل من أخطأ عن اجتهاد مع بذل وسعه في معرفة الحق، أو قلد إمامًا لكونه ليس من أهل الاجتهاد، فهو معذور) انتهى كلامه فرج الله عنه
يناقش من وجهين:
الوجه الأول: أن أئمة الدعوة حسب قرائتي وفهمي لكلامهم لا يعتدون بالتقسيم إلى أصول وفروع, بل يقسمون المسائل إلى ظاهرة وخفية, والظاهرة تكون في ما يسميه المتكلمون الفروع كما تكون في الأصول, وذلك كوجوب الصلاة فإنها ظاهرة, والخفية في المقابل تكون في الأصول والفروع كبعض مسائل الصفات مثلا .. وهذا عجيب من الشيخ حسن, ووجه العجب أن من الواضح أن الشيخ له قراءات في كتب أئمة الدعوة فكيف يغلط عليهم مثل هذا الغلط!
ثم وجدته يقول في كتابه المسمى بالنظرات:
" قال أبو محمد: و هذه المسألة نفسها لا يمكن ضبطها و النجديون أنفسهم لم يضبطوها، فإنهم يقولون إن الأصول هي المسائل الواضحة التي لا يعذر أحد فيها بالجهل، ثم يخرجون منها مسائل من السحر كالصرف و العطف، مع أنها واضحة في القرآن، قال تعالى: ?و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه?.
و كل من كان له خبرة بالمجتمعات يتبين له أن ما هو عنده معلوم من الدين بالضرورة هو عند غيره لا يخطر له على بال لعموم الجهل في المجتمعات و ندرة العلماء الربانيين القائمين بما أوجب الله عليهم من تبليغ رسالات الله تعالى، مع سعي أعداء الإسلام في محاربة الله و رسوله و إبعاد المسلمين عن شريعتهم. فكيف نجعل أمورًا لا يعلمها غالب الناس من المعلوم ضرورة من الدين؟! هذا عين الظلم لعباد الله تعالى " انتهى كلامه
أقول: ليس هذا بمرضي يا أبا محمد, فإن الأصول والفروع عند المتكلمين غير المسائل الظاهرة والخفية عند أئمة الدعوة النجدية, فأئمة الدعوة يعلقون الإعذار بالجهالة بالظهور والخفاء ولو كان في أصول الدين أو فروعه على حد السواء, وأما المتكلمون فلا يعذر في ما يسمونه الأصول ولو حصل فيها خفاء على المعين, وهذا فرق كبير ترتب على عدم ملاحظتك إياه أن ركبت كلام العلماء في هذا التقسيم على التقسيم الصحيح الذي قالت به أئمة الدعوة.
أما نقدك لمسألة العطف, فلا شك أن الآية التي أوردت واضحة في كون ما يفرق به بين المرء وزوجه محرم, ولكن ظهور هذا الحكم ليس كظهور حكم التوحيد الذي هو القضية الأساسية في كتاب الله التي تتكرر بمختلف الأساليب والصيغ والقصص وغير ذلك مما سقطع كل الحجج ويخاطب كل الأفهام
فإن لم يستقم لك هذا الجواب, وجعلت هذا تناقضا من أئمة الدعوة فليكن, ولكن ليس لك أن تبطل تقسيمهم بمجرد مخالفتهم إياه, بل نقول بالتقسيم ونبطل المخالفة لا العكس
وأما ما أشرت إليه من أن الظهور والخفاء نسبي يختلف بالأزمنة والأمكنة فمسلم, ولذلك نصوا على عذر حديث العهد بالإسلام ومن نشأ في بادية بعيدة, ولكن الذي استشكلته كثيرا وطرحته على بعض الإخوة هو أن مناط العذر إن كان هو الخفاء فلا معنى لقصره على بعض الصور والجمود عليها إن تحقق في صور أخرى, فيكون الخفاء الذي يوجد معه الجهل الذي يعجز المكلف عن دفعه عذرا متى وجد, ويدور معه الحكم وجودا وعدما.
الوجه الثاني: أن الشيخ قيد عذر المخطأ ببذل الوسع, وهذا من أقوى ما يرد عليه من نفس كلامه, إذ بذل الوسع في تحصيل العلم بالتوحيد مع بلوغ القرآن لا يمكن أن يقال أن صاحبه لا يعلم الحق, وإلا كان القرآن ليس بحجة على الناس في التوحيد, وإنما يؤتى المشركون اليوم من إعراضهم عن القرآن وترك بذل الوسع في فهمه, أو اتباعهم للهوى والأرباب التي يعبدونها باتباعها في التحليل والتحريم ولو خالفت كتاب الله بلا مبالاة.
الوقفة الثالثة: في ما يوهم التسوية بين من بدل الشرع أو بعضه من العثمانيين وبين أئمة الجور ممن قبلهم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال فرج الله عنه: " و ليس العثمانيون أول من عبث بالحدود و تجاوزها، بل منذ العهد الأموي و كثير من ملوك المشرق و المغرب يعبثون بالحدود باسم السياسة، و طالما أنكر ذلك أهل العلم عدوه تجاوزًا لكتاب الله و خروجًا عن الجادة، غير أنهم ما كانوا يكفرون الملوك لكونهم كانوا متأولين، كما تأول الصوفية فأدخلوا البدع بحجة الذوق و الفقهاء بحجة القياس والرأي و الاستحسان، و لو تعمدوا مجاوزة الحدود الشرعية و تعطيل كتاب الله دون تأويل لكفروا ... " انتهى كلامه فرج الله عنه
أقول: ليته أكتفى بما قاله أول الكتاب في تجاوزات أئمة الجور:
" ولكن كان بعض ملوك الجور يتجاوزون الشرع بما يسمونه «سياسة» فيردعهم العلماء ويبينون لهم انحرافهم، على أن ذلك كان ضربا من الهوى والتأويل، ولم يكن قانونا تلزم به محاكم المسلمين، فإنه لم ينصب قط في ديار الإسلام قضاة يحكمون بغير شريعة الإسلام "
الوقفة الرابعة: قوله: " و من أعظم أخطاء النجديين حملهم لآيات و أحاديث وردت في الكفار الأصليين و إجراؤها على المسلمين " انتهى كلامه فرج الله عنه
أقول: متى تحقق المناط وحكم بالردة على طائفة دون غلو فإن تلك الآيات تحمل عليهم, وهم عند ذلك أردى من الكفار الأصليين, ألا ترى أن الأصلي قد يعصم دمه دون المرتد
إذا تقرر هذا يبقى الكلام في تحقق المناط وينحصر الخلاف في توسيع وتضييق العذر بالجهل, ولا مدخل لاتهام من يرى تحقق المناط بلا غلو في أن يرمى بالغلو في حمل نصوص الكفار الأصليين على من يعتقدهم مرتدين
ولا يخفى أن الفرق كبير بين من يكفر بالكبيرة ويحمل أحكام الكفار على فاعلها وبين من يكفر بناقض مع اعتقاده تحقق المناط في المعين, وليس من العدل التسوية بين الإثنين, ففرق بين تنزيل نصوص في غير منزلتها بتنزيلها على مرتكب الكبيرة وبين تحقيق المناط والخطأ فيه, أو قل بين تخريج المناط وتحقيق المناط, فمناط التكفير الكفر, ومن جعل مناطه الكبيرة كان من الخوارج, وليس كمن جعل مناطه الناقض الصريح ثم اجتهد في تحقيق في المعين فقال بكفره وحمل نصوص الكفر عليه.
--------------------- يتبع إن شاء الله ------------
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 09:52]ـ
جزاكم الله خيرا.
أعجبني ما في هذا الموضوع من الأدب والعلم، فلذلك أحببت المشاركة، لأنني لا أطيق ذلك إذا انعدم أحد هذين أو كلاهما.
أريد أن أنبه على أمور لا بد منها:
- أولها: أن الشيخ الحسن الكتاني سني سلفي، أصوله هي أصول أهل السنة والجماعة، نعرف عنه ذلك يقينا لا شك فيه. وله اختيارات في أمور ليست من الأصول يوافق على بعضها، ويخالف في بعضها الآخر. فمناقشته ينبغي أن تكون على هذا الأساس، لا كما يكون النقاش مع بعض المبتدعة وأهل الضلال.
- والثاني: هذه الأقوال التي في الكتاب ليست جديدة، بل هي آراء كنا نعرفها عنه منذ سنوات، فليست شيئا مستحدثا، جد لأجل ظروف معينة.
- الثالث: لا بد من مراعاة الظروف الخاصة التي يمر بها الشيخ، والتي تمنعه من كثير من التوثيق والإفاضة في البحث.
وأرجو ألا يتسرع الشيخ في إخراج الكتاب الكبير إلا بعد أن يحيط بما سيذكر هنا وفي غير هذا المكان من الانتقادات والتوجيهات.
والله أعلم.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 03:08]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 01:30]ـ
السلام عليكم
أنا من أعرف الناس بالشيخ حسن الكتاني -فرج الله عنه-،ومن أعلمهم بحرصه على اتباع السنة، والسير على جادة السلف، ونبذه للتعصب، ولو كان متعصبا لتعصب لآبائه وأجداده، مع أنه يخالفهم في كثير من أمورهم وأحوالهم، كما ينبغي عند مناقشته حتى ولو كان مخطئا معرفة فضله وسابقته، ودفاعه عن قضايا المسلمين، حتى كلفه ذلك حريته وحكم بعشرين سنة ظلما وعدوانا، ورأيه هذا أعلمه عنه منذ سنوات عديدة، وقبل أسره بمدة طويلة، حتى لا يظن أحد أن للأسر دخل في ذلك، فرجاء أيها الإخوة شيئا من الأدب، والعائلة الكتانية مهما قيل فيها لها فضل على الأمة، يعرف ذلك أهل العلم، فالمناقشة يجب أن تكون بهدوء، والشيخ كما أعلمه عنه منصاع للحق، وإن مما أذكره عنه أني ناقشته في كثير من المسائل، وناطحته بالدليل، فرجع للحق خانعا خاضعا، فاعرفوا للرجل حقه، وادعوا له ولإخوانه بالفك من الأسر.
وجزى الله الشيخ عصام البشير على تدخله، وإن كان متأخرا، فهو من أعلم الناس بالشيخ وكان من أقربهم له،ومن واجبه الذب عنهن.
حفظكم الله وبارك فيكم.
ـ[البرزنجى]ــــــــ[22 - Feb-2008, مساء 06:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء.
الشيخ حسن الكتاني فرج الله عنه له آراء خاصة وتحليلات علمية حول الدعوة النجدية، وهو موافق لهم في جل أمورهم، ولكن قد يكون مخالفاً لهم في بعض المسائل، وهذا لايعني أنه ضد الدعوة، لذا على الإخوة أن لايقسوا على الشيخ حفظه الله وفك أسره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو موسى]ــــــــ[23 - Feb-2008, صباحاً 01:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فإن من أعظم الأخطاء التى وقع فيها الشيخ حسن الكتاني فك الله أسره وغيره من المشايخ بالنسبة لمناقشة أئمة الدعوة النجدية وغيره من المشايخ هو عدم التفريق بين الشرك والكفر عند هؤلاء الأعلام وعند شيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم
فهم الشيخ حسن الكتاني فك الله أسره وغيره من المشايخ أن بن تيمية يعذر بالجهل في الشرك الأكبر بمعنى أن المسلم إذا أشرك جاهلا فهو معذور ولا يخرج عن دائرة الإسلام
وهذا فهم خطأ ولم يقل به شيخ الإسلام بن تيمية
قال ابن تيمية في الفتاوى [20/ 38 - 37]: (واسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يعدل بربه ويشرك به) اهـ
فهناك فرق بين تسمية المشرك في الدنيا وبين الحكم بعذابه في الآخرة
وعندما يقول ابن تيمية وعلماء نجد أننا لا نكفره لعدم قيام الحجة فهم يقصدون كفر التعذيب والوعيد لا أنهم لا يسمونه مشركا إذا أتى بشرك
قال بن تيمية رحمه الله:" " والتكفير هو من الوعيد؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً.
وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: (إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين. ففعلوا به ذلك، فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك. فغفر له)
فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه، فغفر له بذلك.
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمغفرة من مثل هذا " أهـ
فشيخ الإسلام رحمه الله يقيد إقامة الحجة في كفر الوعيد .. الذي هو التعذيب
والشرك هو عبادة غير الله .. والرجل لم يفعل ذلك , وإنما أنكر جزئية من صفة القدرة
وهو من باب رد الأخبار وليس من باب الشرك الأكبر
قال رحمه الله:" واسم الشرك يثبت قبل الرسالة لأنه يعدل بربه ويشرك به) اهـ
ويفسر كلامه الشيخ علي الخضير:" ومعنى كلام ابن تيمية؛ انه يسمى مشركا إذا عدل بربه وأشرك به، "ولو قبل الرسالة"؛ أي ولو كان جاهلا. أهـ
ولكن التعذيب يتوقف على إقامة الحجة الرسالية " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
في فتوى "اللجنة" [1/ 220] أجابوا قائلين كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة، إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق؛ يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده، لإتيانه ما ينقض قوله من سجوده لغير الله، لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام، عذرا إليه، ليراجع نفسه عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته ... فالبيان وإقامة الحجة للاعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربه أو ذبحة شاة مثلا لغير الله) اهـ
وقال الشيخ الراجحي
(هذا فيه قولان للعلماء، وهو التفريق بين ما قبل وما بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام أهل الفترات قبل بعثته، هؤلاء فيهم كلام لأهل العلم، أنهم يمتحنون، لكن بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وبعد نزول القرآن، الله تعالى يقول:" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " الله بعث الرسول وأنزل القرآن، فهل يعذر المشرك إذا لبس عليه أن يطوف بالقبور ويدعوها، ويذبح لها، لبس عليه علماء الشرك فصار مغطى عليه، ولا يبصر الحق من تلبيس علماء السوء، الذين يلبسون عليه، ويحسنون له الشرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال بعض العلماء: إنه يعذر في هذه الحالة، ولكن يعامل في الدنيا معاملة المشركين، لا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، وفي الآخرة أمره إلى الله، حكمه حكم أهل الفترات، وهذا هو الذي ذهب إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - قال: لا نكفر أحدا حتى تقوم عليه الحجة، وقال آخرون من أهل العلم: إنه لا يعذر أحدا بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله يقول
:" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
الله بعث الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنزل القرآن، والقرآن يتلى والنصوص واضحة في بيان الشرك والتحذير منه، فلا يعذرون هما قولان لأهل العلم، ذكرهما شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وعلى كل حال من يقول إنه يعذر، يقول: في الدنيا يعامل معاملة المشركين لا يغسل، ولا يصلى عليه، ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، ولا يتصدق عنه، ولا يحج عنه، ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة، أما في الآخرة فأمره إلى الله.)
وقال الشيخ علي الخضير في رسالته المتممة:" أما اسم الشرك واسم المشركين فيلحق هؤلاء الثلاثة، ويُسمون مشركين، وعابدي غير الله، واتخذوا مع الله آلهة، ويُنفى عنهم اسم الإسلام، كل ذلك يلحقهم لانهم يفعلون الشرك فاسمه يتناولهم ويصدق عليهم.
ويقول ابن تيمية: " إن تكفير المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها، وإلا فليس كل من جهل شيئاً من الدين يكفر
ويقول ابن تيمية: " من دعا غير الله، وحج إلى غير الله هو أيضاً مشرك، والذي فعله كفر، لكن قد لا يكون عالماً بأن هذا شرك محرم، كما أن كثيراً من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم، وعندهم أصنام لهم، صغار من لبد وغيره، وهم يتقربون إليها ويعظمونها، ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام، ويتقربون إلى النار أيضاً، ولا يعلمون أن ذلك محرم، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك، فهذا ضال، وعمله الذي أشرك فيه باطل، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة".
فالكلام على إنزال العقوبة ولم يقل أن مثل ذلك مسلم
هل رأيتم كيف يسمى من دعا غير الله بأنه مشرك؟ ولكن يقول أنه لا يستحق العقوبة إذا لم تكن الحجة مقامة عليه.
ويقول الإمام ابن القيم: "وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل".
عن أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر قالوا في "الدرر [10/ 136 – 138] لما سئلوا؛ أن المؤمن بالله ورسوله إذا قال أو فعل ما يكون كفرا جهلا منه بذلك فلا تكفرونه حتى تقوم عليه الحجة الرسالية فهل لو قتل من هذا حالة قبل ظهورهذه الدعوة موضوع أولا؟
فأجابوا قائلين؛ (إذا كان يعمل بالكفر والشرك لجهله أو عدم من ينبهه لا نحكم بكفره حتى تقام عليه الحجة، ولكن لا نحكم بأنه مسلم، بل نقول عمله هذا كفر يبيح المال والدم، وإن كنا لا نحكم على هذا الشخص لعدم قيام الحجة عليه، ولا يقال؛ إن لم يكن كافرا فهو مسلم، بل نقول؛ عمله عمل الكفار وإطلاق الحكم على هذا الشخص بعينه متوقف على بلوغ الحجة الرسالية، وقد ذكر أهل العلم؛ أن أصحاب الفترات يمتحنون يوم القيامة في العرصات ولم يجعلوا حكمه حكم الكفار ولا حكم الأبرار) [الدرر:10/ 137].
و قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم و لا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الشيخ عبد اللطيف بعض "الطبقة السابعة عشرة" محتجاً بها، ثم قال: (وهذا الصنف - يعني من لم تبلغهم الدعوة - الذين استثناهم شيخ الإسلام ابن تيمية فيما نقل عنه العراقي واستثناهم شيخنا الشيخ محمد رحمه الله تعالى وصنف شيخ الإسلام رسالة في أن الشرائع لا تلزم إلا بعد البلاغ وقيام الحجة ... )، ثم قال: ( ... قال ابن القيم رحمه الله: والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان برسوله واتباعه فيما جاء به، وما لم يأتِ العبد بهذا؛ فليس بمسلم، وإن لم يكن كافراً معانداً، فهو كافر جاهل، وغاية هذه الطبقة؛ أنهم كفار وجهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً).
ذكر ذلك الشيخ إسحاق في رسالته "تكفير المعين"، فقال: (بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعي العلم والدين، وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ أن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه، وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان؛ أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به، فقال له الرجل: لا تطلق عليه الكفر حتى تُعرّفه ... ).
إلى أن قال: ( ... وعند التحقيق لا يكفّرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك، ثم دبت بدعتهم وشبهتهم، حتى راجت على من هو من خواص الإخوان، وذلك - والله أعلم - بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها، وعدم الخوف من الزيغ، رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه ورسائل بنيه، فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر، ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال: نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها؛ فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ... ).
إلى أن قال: ( ... وذكر الذي حدثني عن هذا؛ أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدله فقال: نكفّر النوع، ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف، ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد قدس الله روحه؛ على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبههم ... ).
إلى أن قال رحمه الله: ( ... ولا نقول إلا ما قال مشايخنا الشيخ محمد في "إفادة المستفيد" وحفيده - أي الشيخ عبد اللطيف وقد تقدم كلامه في النقل الثاني - في رده على العراقي، وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم، ومما هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام؛ أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر، وهو ما كان عليه الصحابة، وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك، فمن تقرر عنده هذا الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه، هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته، إذ لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ومسألتنا هذه هي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه، أن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة، هي أصل الأصول، وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وقامت على الناس الحجة بالرسول والقرآن، وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول، إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين، كمسائل نازع فيها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة، أو في مسائل خفية كالصرف والعطف، وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين، ولا يدخلون في مسمى الإسلام، وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول: {لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}؟!)، ثم ذكر آيات.
وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمهم الله "منهاج التأسيس" [28] عند كلامه على "الطبقة السابعة عشرة": (مع أن العلامة ابن القيم رحمه الله جزم بكفر المقلدين لشيوخهم في المسائل الظاهرة، إذا تمكنوا من طلب الحق ومعرفته وتأهلوا لذلك فأعرضوا ولم يلتفتوا، ومن لم يتمكن ولم يتأهل لمعرفة ما جاءت به الرسل فهو عنده من جنس أهل الفترة ممن لم تبلغه دعوة رسول من الرسل، وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم ولا يدخلون في مسمى المسلمين، حتى عند من لم يكفر بعضهم ... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال: ( ... أما الشرك؛ فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم، وأي إسلام يبقى مع مناقضة أصله وقاعدته الكبرى؛ شهادة أن لا إله إلا الله) اهـ.
وجميع الأدلة السابقة؛ تثبت أن من تلبس بالشرك فهو مشرك - سواء كان في زمن فترة أو غير ذلك - وقد تقدم أن أهل الفترة لا يسمون مسلمين بالإجماع، وإنما الخلاف في تعذيبهم في الآخرة - كما نقل الإجماع على ذلك الشيخ إسحاق رحمه الله - وهو ظاهر كلام الشيخ عبد اللطيف رحمه الله
فإن ابن القيم رحمه الله قال: (والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم واتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرا معاندا فهو كافر جاهل)
أما التعذيب فلا يكون إلا بعد إقامة الحجة
فعندما يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنه لا يكفر من يعبد قبر البدوي فهو أراد به العقوبة
ولكنه يسميهم مشركين كما في هذا النقل
((فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية وما عدا هذا من الذنوب التي هي دونه في المرتبة. والمفسدة لا نكفر بها) الدرر السنية (1/ 515 , 522).
فانظر كيف فرق رحمه الله بين اسم الشرك و اسم الكفر و فصل في العذاب فعلقه بالكفر و لم يعلقه في الشرك
وقال بن تيمية رحمه الله
(ويقع لأهل الشرك والضلال من المنتسبين إلى الإسلام الذين يستغيثون بالموتى، والغائبين يتصور لهم الشيطان في صورة ذلك المُستغاث به وهو لا يشعر ... ).
ثم قال بعد كلام له: (وذكر لي غير واحد؛ أنهم استغاثوا بي - كل قصة غير قصة صاحبه - فأخبرت كلاً منهم أني لم أجب أحداً منهم ولا علمت باستغاثته، فقيل: هذا يكون مَلكَاً؟ فقلت: الملَك لا يغيث المشرك، إنما هو شيطان أراد أن يضله)
وقال رحمه الله: (ومنهم من يطلب من الميت ما يطلب من الله فيقول: اغفر لي وارزقني وانصرني، ونحو ذلك، كما يقول المصلي في صلاته لله تعالى، إلى أمثال هذه الأمور التي لا يشك من عرف دين الإسلام أنها مخالفة لدين المرسلين أجمعين، فإنها من الشرك الذي حرمه الله ورسوله، بل من الشرك الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين، وأن أصاحبها إن كانوا معذورين بالجهل، وأن الحجة لم تقم عليهم، كما يعذر من لم يبعث إليه رسول، كما قال الله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، وإلا كانوا مستحقين من عقوبة الدنيا ما يستحقه أمثالهم من المشركين، قال تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}، وفي الحديث: "إن الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل"، والذين يؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذا تبين لأحدهم حقيقة ما جاء به الرسول، وتبين أنه مشرك، فإنه يتوب إلى الله ويجدد إسلامه، فيسلم إسلاماً يتوب فيه من هذا الشرك)
فشيخ الإسلام يثبت اسم الشرك ولو لم تقم الحجة
إذا كان معذورا بالجهل فحقيقة أمره فإلى الله وهم من أهل الإمتحان على أصح قولي العلماء
قال الشيخ أحمد الخالدي
(فهذه عدة مواضع لشيخ الإسلام رحمه الله تبين مراده، فتارة؛ يطلق اسم الشرك على من فعله، وتارة؛ يقول: هو مشرك ولا نكفره إلا بعد إقامة الحجة، وتارة؛ يقول: أنه من الشرك الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم المشركين وأن أصحابه إن كانوا معذورين بالجهل وأن الحجة لم تقم عليهم، وإلا كانوا مستحقين من عقوبة الدنيا والآخرة ما يستحقه أمثالهم من المشركين، مع قوله؛ فإذا تبين لأحدهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتبين أنه مشرك فإن يتوب إلى الله، ويجدد إسلامه، مع كون هؤلاء منتسبين إلى الإسلام، ولا يعلمون أن ما وقعوا فيه شرك، وبهذا يتبين بطلان استدلال المؤلف وغيره فيما نقله عن شيخ الإسلام في الرد على البكري في كونه لا يكفر من وقع في الشرك لجهله، وعدم إقامة الحجة عليه، مع أنه حجة عليهم لا لهم، بل إن الشيخ قد ذكر في عدة مواضع من الكتاب نفسه كفر من أشرك بالله كالإستغاثة بالأموات أو الغائبين والملائكة والجن.)
انتهى
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:08]ـ
للربط ....
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم الشيخ العلامة الحسن الكتاني في السجن فعلى الإخوة مراعاة الظرف ... إشارة أخرى هي أن أئمة الدعوة النجدية ليسوا مقدسين بل النص هو المقدس ...
الإشارة الثالثة الشيخ حمزة الكتاني شيخ ومن القبح أن نقول: رويدك يا حمزة!!!!!!!!
وشكرا ....
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 10:37]ـ
الحمد لله.
بداية أقول لقد قرأت جميع مؤلفات شيخنا الحسن بن علي الكتاني ـ فك الله أسره ـ, و أستطيع أن أقول إني أعرف منهجه كما أعرف نفسي و هو فك الله أسره يشهد لي بذلك ......
إن كتاب الشيخ "التعليقات السلفية على الدعوة النجدية" المخطوط قرأته مرارا, وقد كنت أعمل على نسخه و العناية به بطلب من الشيخ ـ فرج الله عنه ـ و عندي نسخة منه مخطوطة و أعتقد أنها الوحيدة بعد نسخة الشيخ ـ فرج الله عنه ـ.
و قد كنت بدأت هذا الموضوع و سجلت مداخلة في منهج ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب ـ رحمهما الله ـ في العذر بالجهل سأنقلها هنا:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المخلوقين و على آله ...
إخواني الكرام ... كنت أود إفراد هذه المسألة بموضوع خاص بعد الانتهاء من "شفاء السقام" لكن بما أن أخانا أبا الحسن الأثري ـ حفظه الله ـ فتحه فسأدلي بما يتسع لي فيه المقام و الله الموفق ...
بداية أقول:
1ـ لا بد من استقراء جل كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ و رسائله الشخصية و كتب التاريخ التي أرخت لكيفية تطبيقه لأفكاره ك:"روضة الأفكار و الأفهام في تاريخ الشيخ الإمام و غزوات ذوي الإسلام" " المطبوع باسم" تاريخ نجد".
2ـ استقراء كتب ابن تيمية ـ رحمه الله ـ و كذلك سيرته مع خصومه و خصوصا الأخنائي و البكري ـ رحمهما الله ـ
3ـ عرض الأقوال على الكتاب و السنة و العمل القديم. {عمل السلف}
4ـ التجرد و عدم التعصب للآراء لأن الهدف هو عبادة الله تعالى لا عبادة العلماء.
ثم أقول:
إن المستقرئ لكتب شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ و الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يجد فرقا كبيرا بين المنهجين في التكفير و العذر بالجهل, و لو حاول بعض الباحثين رد هذا الواقع [1] لكن الواقع كذلك, ولي أدلة كثيرة على ذلك بعد استقراء كبير لكتب أيمة الدعوة ابتداء "بالدرر السنية" {الطبعة الخيرية 16 مجلدا} إلى "مجموعة التوحيد النجدية" {تحقيق السيد رشيد رضا} إلى "الرسائل الشخصية" .... إلخ مع مطالعة تاريخ الدعوة و قيام هذه الحركة التجديدية السلفية. و بعد استقراء لكل ما كتب في الموضوع تقريبا ككتب" الشيخ علي الخضير و أحمد الخالدي و ناصر الفهد و شروحات المحدث عبد الله السعد و أبي محمد المقدسي العتيبي ... }
و من الطرف الآخر:"أبحاث عبد العزيز العبد اللطيف و عبد الله القرني سفر الحوالي .. }
أما أصحاب شيخ مشايخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ فلا معرفة عندهم بالدعوة النجدية و أقوال أيمتها اللهم إلا الشيخ "محمد أبو رحيم" فيما أعلم.
المنتسبون للدعوة النجدية انقسموا فريقين:
الأول: يرى أن محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يعذر بالجهل فيما يسمى أصل الدين [2] , و يؤولون كلامه الصريح في عدم الاعذار كي لا يتصادم ذلك مع منهج شيخ الاسلام ابن تيمية الصريح في العذر بالجهل كما سيأتي. ومن هؤلاء الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي و تلميذه شيخ مشايخنا ابن عثيمين ومن بعدهما كعبد العزيز عبد اللطيف و عبد الله القرني و سفر الحوالي و أبي بصير الطرطوسي و أصحابهم.
الثاني: يرى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يعذر بالجهل فيما يسمى أصل الدين كما صريح مذهبه, و يؤولون كلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ الصريح في العذر كي لا يتصادم مع كلام أيمة الدعوة, غعتقادا منهم أن مشايخ الدعوة هم من فهم حقيقة كلا ابن تيمية و ابن القيم كما هو صريح في كتبهم. و من هؤلاء الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي و محمد بن إبراهيم آل اشيخ ـرحمهما الله ـ و علي الخضير و ناصر الفهد و أحمد الخالدي ـ فرج الله عنهم ـ و عبد الله السعد و اللجنة الدائمة و أبي محمد المقدسي ـ فك الله أسره ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذهب بعض العلماء إلى التفريق بين المنهجين في التكفير منهم الشيخ أبو قتادة الفلسطيني و العلامة أبي حفص الرفيقي المدني و العلامة الحسن بن علي الكتاني ـ فرج الله عنهم ـ و قبلهم الامام محمد المنتصر الكتاني ـ رحمه الله ـ شيخ مشايخنا. وبعض علماء بلاد الحرمين على استحياء منهم لمخالفة السواد الأعظم. هذا فيما أعلم حتى هذه اللحظة. و الله أعلم.
الدليل على ما ذهبت إليه من هذه التقسيمات السالفة:
فتاوي الشيخين و سيرتهما ... و كلام المقربين منهما ....
نبدأ بفتاوي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:
صريح العذر في المسائل العلمية و العملية:
يقول ـ رحمه الله ـ:" الأقوال التي يكفر قائلها , قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق, وقد تكون عنده, و لم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها و قد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا في طلب الحق و أخطأ فإن الله يغفر له خطاياه كائنا ما كان سواء في المسائل النظرية أو العملية هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم, و جماهير أيمة الاسلام. إ.هـ[3]
فابن تيمية لم يكن يفرق بين أصول الدين و فروع الدين. فالنجديون عندهم أن أصول الدين العبادة دون توحيد الأسماء و الصفات, فعند النجديين أن من صرف عبادة لغير الله فقد وأشرك {يعامل معاملة المشركين} فإن قامت عليه الحجة كفر {يعامل معاملة الكفار المحاربين من قتل .. } لأنهم يفرقون بين الشرك و الكفر. فمن أشرك فهو مشرك و بعد بلوغ الدعوة يصير كافرا. و لا أعلم من سبقهم إلى هذا التقسيم الخطير.
يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:" من دعا غير الله و حج إلى غير الله فهو مشرك و الذي فعله كفر, لكن قد لا يكون عالما بأن هذا شرك محرم كما أن كثيرا من الناس دخلوا في الاسلام من التتار و غيرهم و عندهم أصنام لهم يتقربون إليها و يعظمونها و لا يعلمون أن ذلك محرم في دين الاسلام, و يتقربون إلى النار أيضا , و لا يعلمون أن ذلك محرم فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل الاسلام و لا يعلم أنه شرك. إ.هـ[4]
و يقول أيضا:" و كنت دائما أذكر هذا الحديث ... فهذا رجل شك في قدرة الله و في إعادته إذا ذري, بل اعتقد أنه لا يعاد, وهذا كفر باتفاق المسلمين, لكن كانجاهلا لا يعلم ذلكوكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه, فغفر له بذلك. إ.هـ[5]
و يقول أيضا:" إن نصوص الوعيد التي في الكتاب و السنة و نصوص الأئمة بالتكفير و التفسيق و نحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط و انتفت الموانع لا فرق في ذلك بين الأصول و الفروع ... "إ. هـ[6]
يتبع ..... إن شاء الله تعالى
و الله الموفق
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1]: هو الدكتور الفاضل عبد العزيز العبد اللطيف ـ حفطه الله ـ في كتابه الحافل:"دعاوي المناوئين"
[2]:تقسيم الدين إلى أصول و فروع تقسيم بدعي إن بنيت عليه أحكام شرعية, كما بين ذلك ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما سيأتي.
[3]:مجموع الفتاوي {33\ 326}.
[4]:"الرد على الأخنائي {ص:61ـ62}.
[5]:"الفتاوي {3\ 231}
[6]:"الفتاوي {10\ 372} و بتوسع {12\ 479ـ501}
ـ[ابو ياسمينة]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 02:50]ـ
شكر الله لك اخي ابي العباس المالكي فشيخ الاسلام منهجه مختلف عن ائمة الدعوة النجدية خاصة في مسالة تكفير المعين ولا ادري ما هذه الفلسفة التي قد يستعملها البعض في ان مرتكب الشرك من المسلمين جهلا يسمى مشركا لكن لايسمى مسلما او انه عمل عمل الكفار لكن لايطلق عليه مسلم وتعزيزا لكلام ابي العباس انقل كلاما لابن تيمية يصرح فيه بعدم تكفير المعين المرتكب للشرك جهلا يقول رحمه الله فيما نقله عنه الشيخ عبد اللطيف في مصباح الظلام} ونحن نعلم بالضرورة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشرع لامته ان يدعوا احدا من الاموات لا الانبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاتة ولا بغيرها ,,,بل نعلم انه عن كل هذه الامور وان ذلك من الشرك الذي حرم الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم باثار الرسالة في كثير من المتاخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسم الى اخر كلامه رحمه الله وانا مع الشيخ حسن في ان كلام الدعوة النجدية مضطرب في هذه الابواب مع توسعهم في باب التكفير حتى كفروا مجموعة كبيرة من العلماء بالتعيين وهم من هم كبار العلماء من الشافعية والاحناف والمنصف هو من يقول الحق فيعطي كل دي حق حقه فعلماء الدعوة النجدية لهم فضل في تصحيح عقائد الناس من الشرك مع غلوهم في تطبيق الاحكام عليم والله اعلم,
.
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 04:42]ـ
يتبع إن شاء الله تعالى ........ بارك الله لك في فهمك أبي ياسمينة .. ـحفظه الله ـ
و الله الموفق
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 07:54]ـ
السلام عليكم
حياكم الله على إعادة الروح لهذا الموضوع، والذي يحتاج فعلا إلى نقاش مفصل ومنصف، ولا تنسوا ان الشيخ العلامة حسن الكتاني في الأسر،وادعوا له ولمن معه بالفكاك، وحياكما الله تلميذي الحبيبين أبا العباس وابا ياسمينة وبياكما، حفظكما المولى وبارك فيكما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 02:51]ـ
1 التفريق الذي ذكره ائمة الدعوة النجدية فيمن يعمل الشرك من امة الاسلام ولم تقم عليه الحجة يسمى مشركا ولايكفر لم يسبقهم احد من السلف اليه.
2 ابن تيمية له كلام واضح في العذر بالجهل ومن اراد ان يثبت العكس عليه ان يأتي بأقوال ابن تيمية لا اقوال ائمة الدعوة النجدية عن ابن تيمية.
3 لم اجد كلام لمحمد بن عبد الوهاب يقول فيه بهذا التفريق لكني وجدت كلاما لابناء الشيخ وحمد بن ناصر تلميذه يقول بهذا لكن طلبي ممن ينسبون هذا القول للشيخ محمد رحمه الله ان ينقلوا لنا كلام الشيخ محمد في التفريق.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 06:58]ـ
13 لم اجد كلام لمحمد بن عبد الوهاب يقول فيه بهذا التفريق لكني وجدت كلاما لابناء الشيخ وحمد بن ناصر تلميذه يقول بهذا لكن طلبي ممن ينسبون هذا القول للشيخ محمد رحمه الله ان ينقلوا لنا كلام الشيخ محمد في التفريق.
اليك أخي كلام الشيخ محمد رحمه الله تعالى, منقول من رسالة الشيخ اسحاق بن عبدالرحمن " تكفير المعين ":
" قال رحمه الله: فجنس هؤلاء المشركين، وأمثالهم، ممن يعبد الأولياء، والصالحين، نحكم: بأنهم مشركون؛ ونرى كفرهم، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية؛ وما عدا هذا من الذنوب، التي هي دونه في المرتبة والمفسدة، لا نكفر بها. "(/)
مابالُ أقوامٍ لم يدَعوا لنا خالدًا القسري؟!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 06:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مناسبة هذا الكتابة عن القسري - رحمه الله - مقالٌ قرأتُه في أحد المواقع المحسوبة على أهل السنة - للأسف -، أفرده صاحبه للتشنيع على القسري! ولا أدري ما المصلحة في هذا؟! لأن خالدًا إنما شكره أهل السنة؛ لأنه تفرد من بين الأمراء بقصبه لرؤوس الزنادقة، وهذه منقبة يعجز عنها فئامٌ من الأمراء، وإلا فالجميع يعلم أنه كغيره من أمراء المسلمين: له ماله، وعليه ماعليه. فماحاجة " السني " للتشنيع عليه؟! ومثل هذا الصنيع ضد القسري لم يُعرف إلا من الرافضة، أو أحفاد الجعد بن درهم من الجهمية؛ كالكوثري، وأمثاله. فلعل في قراءة مايأتي من كلام أهل العلم، مايحجز أهل السنة عن الوقوع في عرض أمير المشرق - كما سماه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (تلبيس الجهمية 4/ 604 - 605). وقال عن قتله للجعد: " وشكره العلماء على ذلك ". وقال في (منهاج السنة 3/ 165): " قتله - أي الجعد - خالد بن عبدالله القسري برضا علماء الإسلام ". خاصة إذا علم القارئ من هم أسلاف الطاعنين.
1 - قال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - في كتابه " تنبيه ذوي الألباب السليمة " (ص 137 - 143) ردًا على الزيدي المعترض على شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -:
"قوله: لم يُجمع المسلمون على قتل الجعد ".
" فالجواب أن يقال لهذا الجاهل الأحمق: نعم ذكر الشيخ رحمه الله في رسالته إجماع التابعين ومن بعدهم على كفر الجعد بن درهم وقتله، كما ذكر ذلك أهل العلم، وادعى الإجماع على ذلك كما ادعاه على كفر المختار بن أبي عبيد وقتله، ولا يشك في ذلك من له أدنى إلمام بإجماع العلماء وما قاله أهل العلم في ذلك، ودعواه أن هذا باطل كلامُ من لا يعقل ما يقول، فهلا ذكر أحداً من العلماء قال ذلك وأنكره؟! ولن يجد إلى ذلك سبيلا. ولو قال ذلك أحد كان قوله مردوداً مخالفاً لما أجمع عليه أئمة السلف رحمهم الله، وقد ذكر إجماع أهل السنة على قتل الجعد وعلى كفره شمس الدين ابن قيم الجوزية، وقد ذكرتَ في نظمك أنه الأوحد الذي أتى بنفيس القول في كل ما يبدي.
فمن نفيس ما يبدي رحمه الله تعالى قوله في الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ
ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى الكليم الدان
شكر الضحيةَ كلُ صاحب سنة
لله دَرُّك من أخي قربان
فذكر رحمه الله إجماع أهل السنة على استحسان قتل خالد للجعد، وأن جميع أهل السنة شكروه على هذا الصنيع، وأخبر أن قتله لأجل أنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، فقتله لأجل ذلك لا لأجل شيء من المقاصد التي يرميه بها من قل نصيبه من العلم والدين، وأنه إنما قتله لغير ذلك من المقاصد السيئة.
وإذا أجمع أهل السنة على قتله، فماذا عسى أن يكون قاتله من عمال بني أمية أو من غيرهم إذا حسن قصده والحامل على ذلك الغيرة لله من كفر هذا الملحد المفتري على الله؟ فليس علينا من تحامل هذا المعترض إذ جعل ذلك مطعناً بأن قاتله قد كان عامل مروان؛ فإن هذا لا يذكره من له علم وفضل ودين، وحاشا لله أن يكون هذا الكلام الساقط المتناقض كلام الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، فإنه لا يليق بمنصبه وجلالته وإمامته في الدين وعلو قدره.
وأما ما ذكره من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في المنهاج من حال الجعد بن درهم وقتل خالد له، فقد ذكر في الرسالة الحموية أن أصل مقالة التعطيل إنما هو مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين وضُلال الصابئين، فإن أول من حُفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام من أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وإنما استوى بمعنى استولى ونحو ذلك؛ أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد ابن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها، فنُسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أرض حران وكان قبلهم خلق كثير من الصائبة والفلاسفة
(يُتْبَعُ)
(/)
بقايا أهل دين النمرود والكنعانيين الذين صنف بعض المتأخرين في سحرهم .. إلى آخر كلامه رحمه الله، ولم يذكر رحمه الله أنه لم يجمع الناس على قتله كما ذكر هذا المعترض، بل قرر كفره وذكر أنه أول من أظهر مقالة التعطيل وأنه إنما أخذ هذه المقالة من اليهود والفلاسفة والصابئين. فما وجه الاستدلال بكلام شيخ الإسلام على ما يدعيه من عدم الإجماع على قتله؟ وشيخ الإسلام لم يذكر ما يدل على مطلوبه، بل ذكر ما يناقضه ويدل على كفره ووجوب قتله، اللهم إلا ما استراح إليه هذا المعترض من كلام شيخ الإسلام من أن الجعد كان معلم مروان! فكان ماذا؟! وهذا لا يستدل به عاقل فضلاً عن العالم، والله المستعان.
وأما قوله: " فهذا الذي قتل الجعد عامل من عمال بني أمية قتله من غير مشاورة عالم من علماء الدين فكيف يقول ابن عبدالوهاب إنه قتل بإجماع التابعين فأين الحياء من رب العالمين في نسبة الإجماع لهذا الفعل إلى التابعين وهو فعل عامل من عمال الجبارين ".
والجواب: أن يقال لهذا الجاهل الذي ينطق بمالا يعقل: قد كان خالد بن عبدالله القسري من عمال بني أمية، وقد غضب لله وغار من كفر عدو الله الجعد بن درهم؛ حيث زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولا كلم موسى تكليما، فقتله غضباً لله وغيرة وحمية، فأقره على ذلك وشكره عليه جميع أهل السنة، فكان إجماعاً، ولا يلزم من ذكر الإجماع على مسألة أو قضية أو فتوى أن يبعث إلى جميع الأمة ويشاورهم على فعلها، ولا يكون إجماعاً إلا ما كان كذلك، وهذا لم يقله أحد من العلماء، بل الذي ذكر أهل العلم أن الصحابي أو الواحد من العلماء إذا قال قولاً أو قضى بقضية فانتشرت وظهرت ولم يكن لها مخالف من الصحابة، أو فعل ذلك أحد من التابعين ولم يعرف له مخالف، أن ذلك إجماع، وقد اشتهر قتل خالد بن عبدالله القسري لجعد عدو الله ولم ينكره أحد من التابعين ولا من بعدهم من العلماء، ولم يُعرف في ذلك مخالف، فكان إجماعاً.
والطرق التي يُعرف بها الإجماع القطعي معروفة عند أهل العلم مقررة في محلها لا تخفى على مثل شيخنا، فإذا احتج بالإجماع قبل منه وأخذ عنه، فإن القول ما قالت حذامِ، ولا يقدح في مثل حكاية الإجماع على قتل الجعد إلا رجل مغموص بالنفاق، قد غاظه وأمضه ما فعل أمراء الإسلام من قتل أعداء الله ورسوله، وقد أقره على ذلك وشكره عامة علماء أهل السنة.
وأما تعليله بأنه من عمال الجبارين! فهو تعليل بارد، أما علم هذا المفتون أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية حاشا عمر بن عبدالعزيز وما شاء الله من بني أمية قد وقع منهم ما وقع من الجرأة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معروفة مشهورة، لا ينزعون يدًا من طاعتهم فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين، وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم والإسراف في سفك الدماء وانتهاك حرمات الله، وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير، وحاصر ابن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف، واستباح الحرمة، وقتل ابن الزبير مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان ثم عن ولده عبدالملك، ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد، ومع ذلك لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته، وكان ابن عمر ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام ويكمل به الإيمان، وكذلك من في زمانه من التابعين كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين وإبراهيم التيمي وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة، واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة وأئمتها يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر، كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد، وكذلك بنو العباس استولوا على بلاد المسلمين قهرًا بالسيف لم يساعدهم أحد من أهل العلم والدين، فقتلوا خلقاً كثيراً وجماً غفيراً من بني أمية وأمرائهم ونوابهم، وقتلوا ابن هبيرة أمير العراق، وقتلوا الخليفة
(يُتْبَعُ)
(/)
مروان حتى نُقل أن السفاح قتل في يوم واحد ثمانين من بني أمية ووضع الفرش على جثتهم وجلس عليها ودعا بالمطاعم والمشارب، ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي ومالك والزهري والليث بن سعد وعطاء بن أبي رباح مع هؤلاء الملوك لا تخفي على من له مشاركة في العلم، واطلاع، والطبقة الثانية من أهل العلم كأحمد بن حنبل ومحمد ابن إسماعيل البخاري ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن نوح وإسحاق ابن راهويه وإخوانهم وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات ودعوا إلى ذلك وامتحنوا فيه، فقُتل من قتل كمحمد ابن نصر، ومع ذلك فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة ولا رأى الخروج، والمقصود أنه إذا فعل عامل من عمال هؤلاء الملوك الظلمة أمراً يحبه الله ورسوله يجب على كل مسلم إعانته عليه وحضه على فعل ما أمر الله ورسوله، وكان فيه إعزاز الإسلام وأهله وقمع الشرك وأهله ومحق آثار البدع وأهلها ومن أحدثها، فإنه لا يعاب على فعل ما أمر الله به ورسوله لكونه عاملاً من عمال الظلمة الجبارين، فكيف إذا أقره على ذلك كافة علماء السنة وشكروه على هذا الصنيع، فلا يعيب بهذا إلا رجل جاهل لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، ولا يعيب على الشيخ محمد رحمه الله بنقل إجماع أهل السنة على ذلك إلا معتوه مصاب في عقله، مغموص بالنفاق، والله المستعان.
وأما قوله: "فلذلك قلنا:
فذلك لم يجمع على قتله ولا
سوى خالد ضحى به وهو عن قصد
على أن ابن عبدالوهاب خالف إمامه الإمام أحمد بن حنبل في دعوى الإجماع؛ فإن أحمد يقول من ادعى الإجماع فهو كاذب ولذلك قلنا:
وقد أنكر الإجماع أحمد قائلاً
لمن يدعيه قد كذبت بلا جحد
روى ذلك ابن القيم الأوحد الذي
أتى بنفيس العلم في كل ما يبدي ".
فالجواب أن يقال:
ودعواك في الإجماع إنكار أحمد
فذاك لأمر قد عناه من الضد
يرون أموراً محدثات ويذكروا
على ذلك الإجماع من غير ما نقد
فأنكره لا مطلقاً فهو قد حكى
على بعض ما يرويه إجماع من يهدي
كما ذكر ابن القيم الأوحد الذي
أتى بنفيس العلم في كل ما يبدي
على قتل جعد في قصيدته التي
أبان بها شمس الهداية والرشد
وفيها حكى الإجماع في غير موضع
وفي غيرها من كتبه عن ذوي النقد
وقد كان من سادات أصحاب أحمد
ويحكي من الإجماع أقوال ذي المجد
وقد ذكر الإجماع بعضُ ذوي النهى
فسل عنه أهل الإصابة من نجد
وذلك لا يخفى لدي كل عالم
ففي كتب الإجماع ذاك بلا عد
فما وجه هذا اعتراض بنفيه
وقد كان معلوماً لدى كل مستهد
------------------------------
2 - وقال العلامة المعلمي اليماني في رده على طعن الكوثري الجهمي بالأمير خالد: " أقول: كان خالد أميراً مسلماً خلط عملاً صالحاً كإقامة الحدود، وآخر سيئاً الله أعلم ما يصح عنه منه. وقد جاء عن جماعة من الأئمة كما في التأنيب نفسه أن أبا حنيفة استتيب في الكفر مرتين، فإن كان خالد هو الذي استتابه في إحداهما، وقد شهد أولئك الأئمة أنها استتابة عن الكفر، فأي معنى للطعن في خالد؟ هبه كان كافراً! أيجوز أن يحنق عليه مسلم لأنه رُفع إليه إنسان يقول قولاً شهد علماء المسلمين أنه كفر فاستتابه منه؟ وكان خالد يماني النسب وكان له منافسون على الإمارة من المضريين، وأعداء كثير يحرصون على إساءة سمعته، وكان القصاصون ولا سيما بعد أن نُكب خالد يتقربون إلى أعدائه بوضع الحكايات الشنيعة في ثلبه، ولا ندري ما يصح من ذلك؟ وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة؛ فإنها كانت نصرانية، وليس في هذا ما يعاب به خالد، فقد أحل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن، ونهى عن إكراههن على الإسلام وأمر بإقرارهن على دينهن وأمر ببر الأمهات.
فأما قضية الجعد، فإن أهل العلم والدين شكروا خالداً عليها، ولا يزالون شاكرين له إلى يوم القيامة، ومغالطة الأستاذ في قضية التضحية مما يضحك ويبكي، يضحك لتعجرفه، ويبكي لوقوعه من رجل ينعته أصحابه أو ينعت نفسه "الإمام الفقيه المحدث، والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير ... " لا يخفى على أحد أن الأضحية الشرعية هي ذبح شاة أو بقرة أو بدنة بصفة مخصوصة في أيام الأضحى تقرباً إلى الله تعالى بإراقة دمها، وليأكل منها المضحي وأهله ويهدي من لحمها إلى أصحابه ويتصدق منه على المساكين، وأن خالداً لم يذبح الجعد ليأكل من
(يُتْبَعُ)
(/)
لحمه ويهدي ويتصدق! وإنما سماه تضحية لأنه إراقة دم يوم الأضحى تقرباً إلى الله تعالى، فشبهه بالأضحية المشروعة من هذا الوجه؛ كما سمى بعض الصحابة وغيرهم قتل عثمان رضي الله عنه تضحية؛ لأنه وقع في أيام الأضحى.
فقال حسان:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
يُقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وقال أيمن بن خريم:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ُضحىً
وأي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
وقال القاسم بن أمية:
لعمري لبئس الذبح ضحيتم به
وخنتم رسول الله في قتل صاحبه
فإن قيل: لكن يظهر من القصة أن خالداً لم يضحّ، بل اجتزأ بذبح الجعد. قلت: ليس ذلك بواضح، وكان خالد يذبح كل يوم عدة ذبائح، وهب أنه لم يضحّ ذاك اليوم، فغاية الأمر أن يكون اجتزأ بإقامة ذلك الحد من جهة كونه قربة إلى الله عز وجل وإقامة حد من حدوده، والأضحية عند جمهور أهل العلم ليست بواجبة، فلا إثم على من تركها، فإن كان مع تركه لها قد قام بقربة عظيمة ورأى أن ما يفوته من أجر الأضحية وإقامة الشعائر بما يجبره ما يرجوه على تلك القربة الأخرى فهو أبعد عن الإثم، ولو ضحى الرجل ألف أضحية لما بلغ من أجرها وإقامة الشعائر بها أن توازن إقامة الحد على الجعد، وإماتة فتنته ". (التنكيل، 1/ 255 - 256).
------------------------------
3 - وقال الدكتور محمد بن خليفة التميمي في رده على الشيخ مشهور سلمان - عفى الله عنه - الذي ضعّف قصة قتل الجعد، وتابع غيره في اتهام القسري:
" قال المؤلف - أي مشهور سلمان -: " ثانياً: ترجمة خالد بن عبد الله القسري مظلمة، وفيها ما يفيد أنه كان ظالماً، ولذا قال الذهبي في "السير" (5/ 432) عقب القصة: "قلت: هذه من حسناته"!. انتهى كلامه.
قلت: المؤلف متناقض في مواقفه، ويكيل بمكيالين، ويزن بميزانين، فهو في قصة قتل الجعد يريد تطبيق شروط المحدثين في ثبوت الحديث المرفوع على قصة تاريخية، وهنا في سيرة خالد القسري أصدر حكماً بأنها مظلمة دون أن يحقق في أسانيد سيرته أو أن يُفصل شيئا من ذلك! وهذا الغمز في هذه القصة من هذا الوجه لم يكن المؤلف أول من طعن في ذلك؛ بل هو مجارٍ لغيره فيه.
فمن قبله جمال القاسمي في كتابه تاريخ الجهمية والمعتزلة الذي نقل خليطاً من الروايات في الطعن في خالد بن عبد الله القسري بأنه جعل الولاية للنصارى والمجوس على المسلمين، وأنه كان ناصبياً يبغض علياً رضي الله عنه، وأن الإسلام كان في عهده ذليلاً، وأحال من أراد استيفاء أحواله وأخباره إلى كتاب الأغاني للأصفهاني الشيعي!!
ولنا مع كلام المؤلف وكلام القاسمي وقفات:
الوقفة الأولى: زعْمُ المؤلف أن ترجمة القسري مظلمة وكذا التهم التي ذكرها القاسمي، على فرض صحتها، لا تطعن في صحة القصة، فلو قرأ المؤلف ومن قبله القاسمي التاريخ بتأمل، لعلموا أن صاحب القرار في إعدام وقتل الجعد هو هشام بن عبد الملك، فالفضل يعود إليه في المقام الأول، فلو اعتمدنا رواية ابن الأثير للقصة، لعلمنا أن هشاماً هو الذي قبض على الجعد وأرسله إلى خالد القسري، وأن خالداً القسري اكتفى بحبسه ولم ينفذ أمر القتل، وأن هشاماً أرسل إلى خالد يلومه ويعزم عليه بقتله. قال ابن الأثير: (وقيل إن الجعد بن درهم أظهر مقالته بخلق القرآن أيام هشام بن عبد الملك، فأخذه هشام وأرسله إلى خالد القسري وهو أمير العراق، وأمره بقتله، فحبسه خالد ولم يقتله، فبلغ الخبر هشاماً، فكتب إلى خالد يلومه ويعزم عليه أن يقتله).
ولو اعتمدنا رواية ابن عساكر وابن كثير لوجدنا كذلك هشام بن عبد الملك هو الذي طلب القبض على الجعد في بداية الأمر عندما كان في دمشق، لكن الجعد هرب إلى الكوفة.
قال ابن عساكر: (كان الجعد أول من أظهر القول بخلق القرآن في أمة محمد فطلبه بنو أمية فهرب من دمشق إلى الكوفة).
وقال ابن كثير: (وأما الجعد فإنه أقام بدمشق حتى أظهر القول بخلق القرآن، فتطلبه بنو أمية فهرب منهم، فسكن الكوفة .. ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والنديم في الفهرست ينص على أن هشاماً هو الذي أمر بقتل الجعد حيث قال: (وقتَلَ الجعدَ هشامُ بن عبد الملك في خلافته بعد أن طال حبسه في يد خالد بن عبد الله القسري. فيقال إن آل الجعد رفعوا قصته إلى هشام، يشكون ضعفهم وطول حبس الجعد، فقال هشام: أهو حي بعد؟! وكتب إلى خالد في قتله، فقتله يوم أضحى، وجعله بدلاً من الأضحية بعد أن قال ذلك على المنبر، بأمر هشام .. ). فالروايات التاريخية السابق ذكرها تؤكد أن هشام بن عبد الملك هو صاحب القرار في ذلك.
الوقفة الثانية: لا يُسلم للمؤلف زعمه بأن ترجمة خالد بن عبد الله القسري مظلمة، وفيها ما يفيد أنه كان ظالماً، وليس الأمر كما زعم؛ فالرجل له وعليه، وهناك صفحات مشرقة في تاريخه، وبعض ما نُسب إليه لا يصح عنه. فهذا الذهبي ينصفه ويقول في ترجمته: (الأمير الكبير أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد ين أسد بن كرز البجلي القسري الدمشقي أمير العراقين لهشام، وولي قبل ذلك مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان، وكان جواداً ممدحاً معظماً عالي الرتبة من نبلاء الرجال، لكنه فيه نصب معروف ... ) وقد اعتذر له بعد أن ذكر شيئاً مما له وعليه فقال: (وكان خالد على هناته يرجع إلى الإسلام).
وقد أشاد الذهبي بقتله للجعد بن درهم وقال: (هذه من حسناته هي وقتله مغيرة الكذاب).
وقد دافع عنه ابن كثير في البداية بعد أن أورد بعضاً من تلك المثالب التي نُسبت إليه وقال: (والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه، فإنه كان قائماً في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد، وقد نسب إليه صاحب العقد أشياء لا تصح، لأن صاحب العقد كان فيه تشيع شنيع ومغالاة لأهل البيت).
وحال صاحب كتاب الأغاني الذي اعتمد عليه القاسمي في ترجمة القسري ليس ببعيد عن صاحب العقد الفريد، فقد قال عنه ابن كثير: (وكان فيه تشيع، قال ابن الجوزي: ومثله لا يوثق به، فإنه يصرح في كتبه بما يوجب العشق ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى فيه كل قبيح ومنكر). والأصفهاني قد روى الكثير من أخبار كتابه عن طائفة من الرواة الكذابين.
وأما عن اتهامه بالنصب وشتم علي رضي الله عنه فأجاب عنه ابن الأثير فقال: (قيل كان يفعل ذلك نفيا للتهمة وتقرباً إلى القوم)، وقال: (وكان خالد يصل الهاشميين ويبرهم).
وفي العموم فإن خالداً القسري ليست ترجمته مظلمة بالصورة التي حاول المؤلف والقاسمي رسمها عنه في ذهن القارئ، وأترك الحكم للقارئ الكريم ليقارن بين كلام الذهبي وابن كثير من جهة - وهما إمامان من أئمة أهل السنة في المعتقد والتاريخ-، وبين كلام صاحب العقد الفريد وصاحب الأغاني - الشيعيين الحاقدين على أعلام أهل السنة-، فأي الفريقين خير مقاماً؟!
الوقفة الثالثة: أساء المؤلف استخدام عبارة الذهبي في السير (5/ 432) حيث قال الذهبي بعد إيراده لقصة قتل الجعد (قلت: هذا من حسناته هي وقتله مغيرة الكذاب)، فقد أراد المؤلف إفهام القارئ أن الذهبي يذم خالد بن عبد الله القسري! والأمر في حقيقته على العكس من ذلك، فلقد أنصف الذهبي خالداً القسري، ولم يقصد بتلك العبارة انتقاصه أو التقليل من حسناته، ومن يقرأ سير أعلام النبلاء، يدرك صواب ما أقول.
وقد شكر علماء المسلمين هذا العمل وأثنوا عليه، وعلى رأس أولئك الحسن البصري.
وقال ابن القيم:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالدُ الـ ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كلُ صاحب سنة لله دَرك من أخي قربان
وقال أبو محمد اليمني: (فاستحسن الناس منه ذلك، وقالوا نفى الغل عن الإسلام جزاه الله خيرا ً).
وقال الدارمي: (وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري، فذبحه ذبحاً بواسط يوم الأضحى، على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، ولا يعيبه به عائب، ولا يطعن عليه طاعن، بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوبوه من رأيه).
قال المؤلف: (ثالثا: لم يكن من همِّ أمثال القسري -آنذاك- هذه الغيرة التي لا تكون إلا ممن يعتقد العقيدة الحقة، وكان الخلفاء وولاتهم في زمن الأمويين أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل مثل هذه، ولهذا قال بعض المعاصرين إن قتل الجعد لم يكن إلا لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة). انتهى كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لي مع هذه الشبهة وقفات:
الوقفة الأولى: قول المؤلف: (لم يكن من همِّ أمثال القسري -آنذاك- هذه الغيرة التي لا تكون إلا لمن يعتقد العقيدة الحقة).
هذا الطعن في القسري يخالفه قول ابن كثير: (والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه فإنه كان قائماً في إطفاء الضلال والبدع كما قدمنا من قتله للجعد بن درهم وغيره من أهل الإلحاد)، وليست أدرى ما موقف المؤلف من كلام هذا الإمام العلم الحافظ ابن كثير؟
الوقفة الثانية: قول المؤلف: (وكان الخلفاء وولاتهم في زمن الأمويين أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل مثل هذه).
الرد عليه: هذه العبارة ليست من كلام المؤلف، وإنما نقلها عن شعيب الأرنؤوط في تعليقه على السير، وعزاها الأرنؤوط إلى بعض الباحثين.
والمؤلف هنا أورد هذه العبارة بطريقة توهم أنها من كلامه! وهي عبارة خطيرة؛ لأنها لم تستثنِ أحداً من خلفاء بني أمية ولا حتى الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه، أول خلفاء بني أمية، وكذلك لم تستثنِ عمر ابن عبد العزيز وهو أحد خلفاء بني أمية وعلم من أعلام أهل السنة، و المؤلف ينقل عبارات وينسبها لنفسه وهو لا يدرك مدى خطورتها وفسادها، فمثل هذه العبارة لا تصدر من شخص يحمل عقيدة أهل السنة.
وقد سبق أن تحدثت عن جهود بني أمية الأوائل في الدفاع عن السنة وإطفاء نار أهل الضلال والبدع، والحق يقال إنَّ راية السنة وكلمة علماء السنة كانت هي العليا في تلك الفترة، ولم يكن أهل البدع يتجرأون على إظهار بدعهم فضلا عن أن يدعوا إليها.
الوقفة الثالثة: قال المؤلف (ولهذا قال بعض الباحثين المعاصرين إن قتل الجعد لم يكن إلا لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة)، وأشار في الحاشية إلى سير أعلام النبلاء (5/ 433).
والجواب عن ذلك: نقل المؤلف هذا الكلام عن شعيب الأرنؤوط من تعليقه على كتاب سير أعلام النبلاء،، فقد قال بعد أن نقل كلام ابن كثير عن الجعد وأنه أخذ مقالته عن اليهود: (قلت -القائل الأرنؤوط- لم يذكر ابن كثير سنده في هذا الخبر حتى ننظر فيه، ويغلب على الظن أنه افتعله أعداء الجعد. ولم يحكموه لأن أفكاره التي طرحها في العقيدة مناقضة كل المناقضة لما عليه اليهود، فهو ينكر بعض الصفات القديمة القائمة بذات الله ويؤولها لينزه الله تعالى عن سمات الحدوث، ويقول بخلق القرآن وأن الله لم يكلم موسى بكلام قديم بل بكلام حادث، بينما اليهود المعروف عنهم الإغراق في التجسيم والتشبيه، ويرى بعض الباحثين المعاصرين أن قتل الجعد كان لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة، ويعلل ذلك بأن خلفاء بني أمية وولاتهم كانوا أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل تمت إلى العقيدة). انتهى كلام الأرنؤوط، وهو كلام مشحون بالطعن والغمز والافتراء، ولست هنا بصدد الرد على جميع ما ورد في هذا النقل من عبارات باطلة، لكن المقصود الرد على زعم من قال بأن الدافع لقتل الجعد كان سياسياً، وقد شارك علي سامي النشار الأرنؤوط في هذا الزعم والتسويغ لضلالات الجعد وانحرافاته، حيث يقول: (لا نستطيع أن نصدق أن قتله -أي الجعد- كان لآرائه الفكرية، بل يبدو أنه سبب سياسي).
ولكن لم يوضح صاحب الأرنؤوط ولا النشار ما هو الدافع السياسي وراء قتل الجعد! فبقيت دعواهم مجرد استنتاج لا دليل عليه ولا برهان، وهو استنتاج لا يقوم على أساس من الواقع، ويحق لنا أن نسأل: ما هو الدافع السياسي المزعوم؟ وأي ثقل كان الجعد يشكله في الساحة السياسية آنذاك؟ خاصة إذا علمنا أنه من الموالي، والعمل السياسي آنذاك بيد العرب، فهم الولاة وهم القادة وهم أهل الحل والعقد والرأي والمشورة، ولذلك كان يحسب لهم حسابهم في كل تحرك سياسي على عهد الأمويين، ولم يكن للموالي دور سياسي إلا في عهد العباسيين، ولذلك فإن هذه الدعوى أوهن من بيت العنكبوت.
والحقيقة أن قتل الجعد كان لزندقته وإلحاده، وفي هذا يقول ابن تيمية: "فضحى بالجعد خالدُ بن عبد الله القسري بواسط على عهد علماء التابعين وغيرهم من علماء المسلمين، وهم بقايا التابعين في وقته: مثل الحسن البصري وغيره، الذين حمدوه على ما فعل، وشكروا ذلك." ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ". انتهى كلام الدكتور محمد التميمي – وفقه الله -. أسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 08:56]ـ
النقل عن د التميمي من رسالته: " مقالة التعطيل والجعد بن درهم "، (ص 181 – 198)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 01:34]ـ
بالنسبة للقول بأن الجعد بن درهم قتل لأسباب سياسية فهي مقولة في أصلها ترجع للمستشرقين و هم تلقفوها أو تلقفوا حججها من كتب الباطنية و الروافض و لم يقولوها فقط في الجعد بل في كل من قتل زندقة بسيف الشرع كالحلاج و غيره و لعل لهذا لم يجرؤ الشيخ شعيب على بيان من هم الباحثين الذين اخذ عنهم هذه المقولة و من تمام الرد عليها القاعدة التاريخية الاستقرائية التي صرح بها شيخ الاسلام -و هو الخبير بعلم البدع و تاريخها ونشأتها-من أن كل من قتل بسيف الشرع المحكم بدعوى الزندقة في عصور القوة التي عاشتها الدولة الاسلامية فالزندقة تابثة عنه كواقع تاريخي اما بشهادات مسندة او من كتاب من كتبه ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 03:10]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا المقال النافع ...
و أرجو منكم ـ فضيلة الشيخ ـ مراجعة هذا الرباط، وفقكم الله ...
http://www.sahab.org/books/book.php?id=151&query=
فائدة: قال الشيخ سفر الحوالي ـ شفاه الله ـ في شرحه للعقيدة الطحاوية: ((يقول رحمه الله: [وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم] يعني أول من أظهره ممن ينتمي إلى الإسلام، وإلا فهو مذهب موجود من قبل أخذه عن أولئك الصابئين الفلاسفة.
قوله: [في أوائل المائة الثانية، فضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بواسط]، خالد بن عبد الله القسري كان من أمراء بني أمية على العراق وعلى المشرق، وبلغته هذه الدعوة وهذا المذهب الخبيث، الذي قال به الجعد بن درهم ولم يسبقه إليه أحد من أهل الإسلام، فأحضره فأقر بذلك، وأبى إلا أن يموت عليه، نسأل الله العفو والعافية، وكان خالد رجلاً حازماً شديداً قوياً، فأخذه و [خطب الناس يوم الأضحى فقال: أيها الناس! ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه].
وأخبار خالد بن عبد الله القسري مشهورة في كتب السير والتواريخ، وكان لجده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصله يرجع إلى إحدى قبائل هذيل المعروفة، فكانت تلك حسنة وهدية عظمى، وفضيلة كبرى لهذا الرجل، حفظها له علماء الإسلام من المؤرخين والعلماء، وكل من تحدث في الفرق ونشأتها، فهي مأثرة ومنقبة ومحمدة لهذا الأمير؛ وذلك بما فعل بذلك الملحد في أسماء الله تعالى وصفاته هذه الفعلة وهو يستحقها، وقد شكره عليها كل العلماء بغض النظر عن من أفتاه بأن يفعل ذلك؟! وكل من بلغه ذلك من التابعين فرح واستبشر، ولم ينقل قط عن أحد من علماء المسلمين أو قضاتهم في ذلك الزمن إلا الفرح والسرور بالقضاء على هذا الضال، الذي أنكر ما صرح الله تبارك وتعالى به في القرآن.
يقول هذا الملحد: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، والله تعالى يقول: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء:125] ويقول -أيضاً-: إن الله لم يكلم موسى تكليماً، والله تعالى يقول: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164] لا يمكن أن يسمع بمقتله مسلم إلا ويفرح ويدعو لمن فعل هذه المأثرة والمنقبة غفر الله لنا وله.
ثم يقول: [وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين رضي الله عنهم، فجزاه الله عن الدين وأهله خيراً])) ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 06:18]ـ
وبارك ربي بالأخوين الكريمين: ابن الرومية - وفريد المرادي.
الرابط لا يعمل. وإن كان الرد على الأخ إحسان العتيبي، فقد قرأته. بوركتم.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 01:59]ـ
جزى الله الشيخ سليمان خيراً على ما كتب ...
وهذا كلام للشيخ سليمان العلوان عن سند قصة قتل خالد القسري للجعد من شرحه لتجريد التوحيد:
الجهمية ينفون محبة الله، ويقولون: بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليما.
زعم ذلك إمامهم الجعد بن درهم، وحين اشتهرت مقالته في الآفاق، انتدب لرد كيده وضلاله أئمة الهدى ومصابيح الدجى فبيَّنوا هذا الضلال وهذا الانحراف، وحين لم يجدي فيه هذا الأمر وكابر فيما دلت عليه الأدلة السمعية وتجاوبت معه الفطر، قام عليه خالد القسري، وقام في الناس خطيبا وقال:
((يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله ما اتخذ إبراهيم خليلاً ولا كلم موسى تكليماً)) وإلى هذا المعنى أشار ابن القيم رحمه الله في نونيته بقوله:
وقد ضحى بجعد خالد الـ قسري يوم ذبائح القربانِ
إذ قال إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الدانِ
شكر الضحية كل صاحب سنةٍ لله درك من أخي قربانِ
وأسانيد قتل خالد القسري للجعد بن درهم فيها جهالة، غير أن هذه الحكاية مشهورة، وقد رواها بالإسناد الإمام الدرامي رحمه الله في الرد على الجهمية، وهو قريب العهد من ذلك، وتارة الشهرة والاستفاضة وتلقي الحفاظ لمثل هذه الأمور مغني عن الأسانيد.(/)
الساب للدين هل يضرب ضربتين ويؤدب أم يقتل!!
ـ[محمد السالم]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 07:48]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
قال سماحة الشيخ الفقيه المحدث والعلم الشامخ أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
هذه مسألة عظيمة، ولها شأن خطير، فسب الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام، فإن سب الدين ردةعند جميع العلماء، وهو شر من الاستهزاء، قال الله تعالى (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
وكانت الجارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتلها سيدها لما لم تتب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا أشهدوا أن دمها هدر)
فسب الدين يوجب الردة عن الإسلام، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام، ويكون صاحبه مهدر الدم، وماله لبيت المال، لكونه مرتدا أتى بناقض من نواقض الإسلام، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقل، فله حكم آخر.
والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب، فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه (جمع معتوه) لا يترتب على كلامه حكم، لا طلاقه ولا سبه ولا غير ذلك، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية: دون ذلك، أن يشتد معه الغضب، ويغلب عليه الغضب جدا حتى يغير فكره، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاء كاملا حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه، لكنه دون الأول، فلم يزل شعوره بالكلية، ولم يفقد عقله بالكلية، لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله، أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء فمنهم من قال حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل فتنفذ فيه الأحكام فيقع طلاقه ويرتد بسبه الدين ويحكم بقتله وردته ويفرق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال يلحق بالأول الذي فقد عقله لأنه أقرب إليه، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب، وهذا قول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى، أي في عدم وقوع طلاقه وفي عدم ردته، لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح ولا يجر أخيه هارون وهو نبي مثله، ولو ألقاها تهاونا بها وهو يعقل لكان هذا عظيما، ولو جر إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفرا.
لكن موسى في شدة الغضب العظيم لله عز وجل على ما جرى من قومه سامحه الله ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع، وهكذا سبه لا يقع به ردة، وهو قول قوي وظاهر، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم، واختارا هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أفتي به، لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يؤدب بعض الأدب إذا فعل شيئا من أسباب الردة أو من وجوه الردة، وذلك من باب الحيطة ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال المجنون والله المستعان.
المرتبة الثالثة فهو الغضب العادي الذي لا يزول معه العقل ولا يكون معه شدة تضيق عليه الخناق وتفقده ضبط نفسه، بل هو دون ذلك، غضب عادي يتكذر ويغضب ولكنه سليم العقل سليم التصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه. والله أعلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 01:53]ـ
جزاك الله خيرًا، وحبذا لو ذكرت لإخوانك المصدر، بارك الله فيك!!
ـ[محمد السالم]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 09:15]ـ
وأنت يا أخي أحسن الله إليك
المصدر: عبد العزيز بن عبد الله بن باز. فتاوى نور على الدرب، مدار الوطن للنشر، الرياض، ط1، 1428هـ، (1/ 375)(/)
درر الفوائد_من أعظم البرّ
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 07:55]ـ
الذِّي يقرأ القُرآن حِفْظاً مثل صاحب التَّمر، من زادُهُ التَّمر، والذِّي يقرؤُهُ نظراً مثل من زادهُ البُر الحب، الذِّي زادُهُ التَّمر يمد يدهُ ويأخذ من التَّمر ويأكل ما يحتاج يطبخ ولا يجلس ولا يطحن ولا شيء؛ لكن الذِّي زادهُ البر يحتاج إلى أنْ ينزل من وسيلتِهِ و ينصب النَّار ويطْحن هذا الحب ويطبخُهُ، عناء، أيضاً الذِّي يسُوق سيَّارتُهُ مثلاً وهو حافظ يقرأ ما دام مُسافر؛ لكن الذِّي لا يحفظ يحتاج إلى مُصحف، هل يستطيع أنْ يقرأ في المُصحف وهو يقُود السَّيَّارة؟ لا ما يستطيع، فالتَّنظير في مثل هذا مُطابق، وحفظ القُرآن فضل من الله ومنَّة ونِعمة على من يسَّرهُ الله عليه.
والله -جل وعلا- ذكر أنَّهُ يسَّر القرآن {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} [(17) سورة القمر] لكنْ {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} المسألة تحتاج إلى بذل، لابُدَّ أنْ تُريَ الله من نفسك خيراً من أجل أنْ يُيسِّرَ لك، ولذا قال: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} ما قال: فهل من قارئ فقط، الإنسان مُستعد يقرأ، والقراءة نظراً سهلة يعني على النَّاس؛ لكن الإشكال فيمن يجلس ويُكرِّر هذا خلاف ما تهواهُ النُّفُوس، لاسِيَّما بعد أنْ تتقدَّم بِهِ السِّن، على طالب العلم أنْ يحرص حرصاً شديداً على حفظ القُرآن؛ لأنَّهُ ما يدري ماذا يطرأُ لهُ، يُمكن يُكف بصرُهُ ثُمَّ يندم ولات ساعة مندم، مع أنَّهُ -ولله الحمد- تيسَّرت الأُمُور، ووُجدت الآلات، ونحنُ نرى من عوامِّ المُسلمين من يأتي ويتقدَّم إلى المسجد في الأماكن الفاضلة، وفي المواسم الفاضلة؛ لكنَّهُ لا يقرأ ولا يكتب، فتتقطَّع نفسُهُ حسرات وأسَى على أنْ يكسب النَّاس الحسنات كل حرف بعشر حسنات وهو ما عندهُ شيء.
ومثل هذا التَّبِعةُ عليه حينما فرَّط في وقت الصِّغر ثُمَّ بعد ذلك على أولادِهِ وبناتِهِ، وهذا من أعظم البر أنْ يُقال: يا أبتي تعال نُحفِّظك سُورة الفاتحة التِّي تُصحِّح بها صلاتك، ثُمَّ بعد ذلك يبدأ بِهِ من قِصار المُفصَّل، ورأيتُ بنفسي من يُلقِّن شيخاً كبيراً سُورة الكهف كلمة كلمة من صلاة الصُّبح من يوم الجُمعة لمُدَّة ساعة ونصف يُلقِّنُهُ تلقين، هذا شريكٌ لهُ في الأجر، وهذا دالٌّ على الخير، ومُعينٌ عليه، فكيف إذا كان هذا المُحتاج أب أو أُم ولديك القُدرة على تعليمهم؟ وهذا من أعظم البر أنْ يُختم لهُ بشيء من القُرآن يحفظُهُ ويُردِّدُهُ، والله المُستعان.
الشيخ/د. عبدالكريم الخضير
http://www.khudheir.com/ref/144(/)
من يتحمل عن أخ شيشاني مسألته إن كان عنده علم؟
ـ[أبو رزان]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 11:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخ شيشاني سألني عن مسألة، وهي أنه يريد أن ينضم إلى إخوانه، ولكن هو متزوج وأب لولد
صغير.
فيسأل هل عليه إثم إن ذهب ليناصر إخوانه وتركه زوجه مع أهله، وللعلم أبوه صوفي وأخوه في
البيت كذلك بعيد عن الإستقامة والأمر الآخر هو مقيم في بلاد الكفار.
وفكر أيضا أن يأخذ زوجه وولده إلى بلد إسلامي ويدخل مع أحد المسلمين في عملية مضاربة تجارية
وريعها يحول إلى أفراد أسرته.
فبماذا تنصحونه بارك الله فيكم
ـ[أبو رزان]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 12:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله في المشرفين الفضلاء، إن كانوا يرون في الموضوع حساسية فلهم أن يحذفوه.
فالأخ ينتظر منكم الإجابة والأمر ليس بالهين بارك الله فيكم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 01:13]ـ
يرفع
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 03:20]ـ
أخي الفاضل هذه المسائل يجيب فيها العلماء الكبار وجهات الفتوى المعتبرة، اما طرحها في المنتديات فلن يفيده بشيء بسبب الاختلاف الكبير في وجهات النظر في هذه القضايا، بارك الله فيك!!
ـ[أبو رزان]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 09:04]ـ
[
السؤال
UOTE= علي أحمد عبد الباقي;82700] أخي الفاضل هذه المسائل يجيب فيها العلماء الكبار وجهات الفتوى المعتبرة، اما طرحها في المنتديات فلن يفيده بشيء بسبب الاختلاف الكبير في وجهات النظر في هذه القضايا، بارك الله فيك!! [/
السؤال
UOTE
جزى الله خيرا الشيخ علي أحمد عبد الباقي على هذا التوجيه وعلى هذه الإلتفاتة الطيبة،
لكن بارك الله فيكم بحكم أنكم على صلة وثيقة بأهل العلم، فهل تعدني بأن تبلغ هذه المسألة إلى أحد أهل العلم المعتبرين وأجرك على الله، وأزف إليك هذه البشارة طبعا من باب التذكير فقط وليست ممن يحيطكم بها علما.
عن ابن عمر: " أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله و أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور
يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي
مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، (يعني مسجد المدينة) شهرا
و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظه و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله
قلبه رجاء يوم القيامة و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه
يوم تزول الأقدام (و إن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل
السلسلة الصحيحة" 2/ 608(/)
تَبَاريح (4): تأمَّلوا هذا الضَّابِطَ مِنْ ضوابطِ الغيبة!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 09:57]ـ
الحمدُ للهِ وحدَه .. قال تعالى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif ولا يَغْتَبْ بعضُكم بعضاً http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif وقال رسولُ اللهِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif - كما في حديثِ العلاءِ بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة -: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ». قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ». قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ».قال الرَّاغبُ الأصفهانيُّ في ’’ الذَّريعَة إلى مكارمِ الشَّريعَة ‘‘ ص 188: (الغيبةُ: أن يذكرَ الإنسانُ غيرَه بما فيه من عَيْبٍ من غيرِ أنْ يُحْوَجَ إلى ذِكره)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif فالأصلُ في الكلام بما يقدح: التحريمُ.وقدْ عدَّه غيرُ واحدٍ من أهلِ العلم في جملةِ الكبائر! وكلّ الحالات التي استثناها أهلُ العِلْمِ؛ استقراءً للنُّصوصِ؛ نَجدُ أنها تدورُ مع الحاجَةِ حيثُ دارتْ .. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif نظمها بعضُهم بقوله:
والقَدْحُ ليس بغيبةٍ في ستَّةٍ ** مُتَظَلِّمٍ، ومُعَرِّفٍ، ومُحذِّرِ
وَلِمُظْهِرٍ فِسْقاً، ومُستفتٍ، ومَنْ ** طَلَبَ الإعانةَ في إزالةِ مُنْكَرِ
ولذا؛ فإنَّ الواجبَ على المُسْلِم - فضلاً عن طالب العلم - أن يَزُمَّ اللسان؛ لاستشعارهِ رُكْنَ الإحسان، ولا يَتكلَّم بما يُنْقِصُ الإيمان.
فاللسان صغيرٌ حجمُه، كبيرٌ خطره .. لا ينبغي لطالبِ عِلْمٍ أن يتهاونَ في شأنِه؛ فيهلك من غيرِ أنْ يشعر!
هذه وصيَّتي - عَلِمَ اللهُ - لنفسي أولاً، ثمَّ لكم أحبَّتي الفضلاء.
فليحاسبِ المرءُ نفسَه، ولا يُكثرِ الكلامَ بحُجَجٍ هي من تلبيس إبليس؛ فكم من كلامٍ جاءَ بِلَبوسِ التقوى، وتسعةُ أعشاره لغيرِ الله، وطالبُ العلمِ ليس مِهْذاراً ثرثاراً!
رَحِمَ اللهُ ابنَ دقيق العيد؛ لمَّا قال: (ما تكلَّمتُ بكلمةٍ منذ أربعين سنةً إلاَّ أعددتُ لها جواباً بين يدي الله)!
فاللهَ اللهَ أحبتي في كَبْحِ هذا العضوَ الصغير الذي لربَّما أوردَنا الموارِد!
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 11:11]ـ
بارك الله فيكم.
قال ابن تيمية في الفتاوى في الجزء الثامن والعشرين (ص 327) "ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى،تارةً في قالب ديانة وصلاح، فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحدًا إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله، ويقول: والله إنه مسكين، أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت، وربما يقول: دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضمه لجنابه، ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة، يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقًا، وقد رأينا منهم ألوانًا كثيرةً من هذا وأشباهه. انتهى كلامه رحمه الله .. ذكره الشيخ إبراهيم الدويش في محاضرة (غثاء الألسنة).
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 12:04]ـ
" وأخبث أنواع الغيبة غيبة القراء المرائين فإنهم يفهمون المقصود على صيغة أهل الصلاح ليظهروا من أنفسهم التعفف عن الغيبة ويفهمون المقصود، ولا يدرون بجهلهم أنهم جمعوا بين فاحشتين الغيبة والرياء، وذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد لله الذي لم يبتلنا بالدخول على السلطان والتبذل في طلب الحطام،
أو يقول: نعوذ بالله من قلة الحياء نسأل الله أن يعصمنا منها، وإنما قصده أن يفهم عيب الغي فيذكره بصيغة الدعاء، وكذلك قد يقدم مدح من يريد غيبته
فيقول: ما أحسن أحوال فلان: ما كان يقصر في العبادات ولكن قد اعتراه فتور وابتلي بما يبتلي به كلنا وهو قلة الصبر. فيذكر نفسه ومقصوده أن يذم غيره في ضمن ذلك ويمدح نفسه بالتشبه بالصالحين بأن يذم نفسه، فيكون مغتاباً ومرائياً ومزكياً نفسه، فيجمع بين ثلاث فواحش وهو بجهله يظن أنه من الصالحين المتعففين عن الغيبة.
وكذلك يقول: ساءني ما جرى على صديقنا من الاستخفاف به نسأل الله أن يروح نفسه، فيكون كاذباً في دعوى الاغتمام وفي إظهار الدعاء له، بل لو قصد الدعاء لأخفاه في خلوته عقيب صلاته، ولو كان يغتم به لاغتم أيضاً بإظهار ما يكرهه.
وكذلك يقول: ذلك المسكين قد بلي بآفة عظيمة تاب الله علينا وعليه، فهو في كل ذلك يظهر الدعاء والله مطلع على خبث ضميره وخفي قصده، وهو لجهله لا يدري أنه قد تعرض لمقت أعظم مما تعرض له الجهال إذا جاهروا.
ومن ذلك الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجب فإنه إنما تظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في الغيبة فيندفع فيها وكأنه يستخرج الغيبة منه بهذا الطريق فيقول: عجب ما علمت أنه كذلك! ما عرفته إلى الآن إلا بالخير: وكنت أحسب فيه غير هذا، عافانا الله من بلائه، فإن كل ذلك تصديق للمغتاب والتصديق بالغيبة غيبة بل الساكت شريك المغتاب. من كلام أبي حامد في الإحياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 02:16]ـ
بورك فيك أخي الكريم ..
والغيبة أيضاً مراتب: فغيبة العلماء ليست كغيبة العامة .. !
قال ابن دقيق العيد: (الغيبة شفير على جهنم وقف عليه العلماء والأمراء)
الله يتوب علينا ...
وليحذر الإنسان من المقارنة بين العلماء هذا أعلم من هذا فوالله إنها لمصيبة سئل أبو حنيفة عن علقمة والأسود أيهما أفضل. فقال واللَه ما نحن بأهل أن نذكرهم فكيف نفضل بينهم ..
.. س لا م ..(/)
كم مرة يقال هذا الذكر على القول الصحيح؟
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 09:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
فليس بخاف على أحد أهمية أذكار الصباح والمساء، وقد أمر الله جل جلاله في كتابه الكريم على أذكار الصباح والمساء، فقد قال تعالى: ? واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ? [آل عمران: 41]، والآيات في هذا الباب كثيرة جدا، والتي تحث المسلم على أذكار الصباح والمساء، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على التغليظ لمن ترك أذكار الصباح والمساء، فمن بينها ما رواه عمرو بن عبسة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تستقل الشمس فيبقى شيء من خلق الله، إلا سبح الله، إلا ما كان من الشياطين، وأغبياء بنى آدم)) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 84) وابن السني في عمل اليوم والليلة (150) وحسنه المحدث العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (10536).
ومن ضمن هذه الأذكار التي تقال من أذكار الصباح والمساء، ما جاء في الحديث المشهور بلفظ: ? رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ? ولكن هل الصواب أن يقال هذا الذكر في الصباح وفي المساء؟، وكم مرة يقال هذا الذكر على القول الصحيح؟.
وقد ورد في لفظ هذا الذكر لفظان مختلفان، أحداهما تُظهر أن هذا الذكر يقال في الصباح وفي المساء، وبلفظ ثلاث مرات، وأما في الطريقة الأخرى فقد جاءت بلفظ مرة واحدة، ولا يقال إلا في الصباح خاصة.
فأما ما ورد في أذكار الصباح وفي المساء من هذا الذكر ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4/ 337) من حديث أبي سلام رحمه الله قال: مر رجل في مسجد حمص فقالوا: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقمت إليه، فقلت: حدثني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة)).
وأما لفظ الطريقة الثانية فهي ما يقال في الصباح خاصة، ويقال مرة واحدة، فقد روى المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكون بافريقية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، فأنا الزعيم لآخذ بيده حتى أدخله الجنة)) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 355).
والسؤال هنا: أي الطريقين أو أي اللفظين أرجح من الآخر؟، والجواب وبالله التوفيق هو: أن الطريقة الأولى التي رواها الإمام أحمد في سندها سابق بن ناجية وهو مجهول ولم يوثقه سوى ابن حبان كما في الثقات (6/ 433)، وهو معروف بتساهله رحمه الله تعالى، ومن حسنه فضلا على من صححه من بعض العلماء رحمهم الله تعالى لم يكن مصيبا في تصحيحه أو تحسينه للعلة المذكورة.
وأما الحديث الذي جاء من طريق المنيذر رضي الله عنه فقد حسنه جمع من المحدثين والعلماء، فقد حسنه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 257)، والهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 116)، والقابوني في بشارة المحبوب بتكفير الذنوب (1/ 24)، وأبى العون في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (3/ 396)، وانظر رحمك الله للفائدة الأكيدة والمرجوة سلسلة الأحاديث الصحيحة للمحدث الألباني رحمه الله تعالى (2686).
وفي الختام؛ أحببت أن أنبه القراء الأجلاء على الخطأ الذي يقع فيه كثير من الذاكرين في استمرارهم على وردهم بهذا اللفظ الضعيف، وتركهم للذكر الصحيح، والذي لا يقال إلا مرة واحدة، ولا يقال إلا في الصباح خاصة، كما قال تعالى: ? أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ? [البقرة: 61]، وفيه فضل عظيم، وثواب كبير؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فأنا الزعيم لآخذ بيده حتى أدخله الجنة))، فلا يفتكم إخوتي في الله هذا الذكر العظيم، وثوابه دخول الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها ... آمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 12:41]ـ
أخي
بارك الله فيك وهل يأثم المسلم إذا قاله في المساء؟؟
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 02:06]ـ
للفائدة قال الدبيخي في كتابه المصطفى من أذكار المصطفى:
أذكار الصباح:
«رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا» ثلاث مرات.
وذكره أيضاً في أذكار المساء
وقال في تخريجه:
أخرجه أبو داود (5074) والنسائي (الكبرى: 6/ 3) وأحمد (4/ 337) من طريق: شعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن رجل خدم النبي. وقد حسَّنه ابن حجر (نتائج الأفكار: 2/ 353) وابن باز (تحفة الأخيار: 39) وجوَّد إسناده النووي (الأذكار: 155)، وقال الشيخ عبد الله السعد: إسناده صالح اهـ.
والكتاب من تقديم الشيخ أبي عبد الرحمن السعد ..
وجزاك الله خيراً على الموضوع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 07:33]ـ
بارك الله فيكم.
هذا كلام الشيخ الألباني -رحمه الله- في حديث المنيذر، قال -في الصحيحة (6/ 1/421، 422) -:
أورده المنذري في " الترغيب " (1/ 229) من حديث المنيذر صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكان يكون بـ (أفريقية) قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: فذكره. وقال: " رواه الطبراني بإسناد حسن ". وكذا قال
الهيثمي في " المجمع " (10/ 116). فتعقبه الحافظ ابن حجر فيما علقه عليه،
فقال: " قلت: فيه رشدين، وهو ضعيف ". قلت: وكنت اتبعته على هذا في
" التعليق الرغيب "، وعليه أوردته في " ضعيف الترغيب "، ثم تبين لي أن رشدين
لم يتفرد به، فإنه رواه عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن
المنيذر به. فقال الحافظ في ترجمة المنيذر من " الإصابة ": " وصله الطبراني
إلى رشدين. وتابعه ابن وهب عن حيي، لكنه لم يسمه، قال: عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه ابن منده ". قلت: ولا يخفى أن الصحابة
كلهم عدول، فعدم تسمية ابن وهب إياه لا يضر، فبهذه المتابعة ثبت الحديث
والحمد لله. ثم إن الحديث عند الطبراني في " المعجم الكبير " (20/ 355 / 838)
بسند صحيح عن رشدين به. وكذلك رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " من طريق
أخرى عنه، لكنه لم يذكر فيه " إذا أصبح ". وهي ثابتة في رواية الطبراني،
وكذا في رواية ابن وهب كما يدل عليه صنيع الحافظ في " الإصابة "، وزاد أنه قال:
" وأخرجه ابن منده ". ولهذه الزيادة شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم مرفوعًا بلفظ آخر، وزيادة أخرى، وفي إسناده اضطراب وجهالة،
ولذلك أخرجته في الكتاب الآخر برقم (5020)، وفيه زيادة أخرى: " ثلاث مرات ".
ولأصل الحديث شاهد جيد من رواية أبي سعيد الخدري مرفوعًا نحوه، وقد مضى
برقم (334) دون ذكر الصباح والمساء. ثم رأيت الحديث في " المعرفة " لأبي
نعيم (2/ 188 / 2) من طريق الطبراني. ثم علقه على ابن وهب.
ا. هـ كلامه.
وغريبٌ من الشيخ -رحمه الله- عدم التفاته وإشارته إلى حال (حيي بن عبد الله) شيخ رشدين، فقد قال فيه أحمد بن حنبل: (أحاديثه مناكير)، وقال البخاري: (فيه نظر)، وقال النسائي: (ليس بالقوي)، وضعفه العقيلي؛ حيث ذكره في الضعفاء!
وإنما جاءت تقويته في رواية الدارمي عن ابن معين، إذ قال فيه: (ليس به بأس)، وفي قولٍ لابن عدي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير: (من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وكان شيخًا جليلاً فاضلاً).
وابن حبان يفرط في التوثيق في المشاهير، كما نبه إليه فقيد البارحة العلامة محمد عمرو بن عبد اللطيف -رحمه الله رحمةً واسعة- في مقدمة بحثه حديث: (ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب ... )، وفي صُلبه.
ونقلُ الدارمي عن ابن معين جاء في تاريخه عنه، قال: قلت: " فحيي بن عمرو؟ فقال: (ليس به بأس) -يعني: المصري- ".
وهذا النصُّ نقله ابن عدي في ترجمة حيي في الكامل، ولم أجد في نسبة حيي كونَ اسم أبيه (عَمْرًا) إلا في سؤال الدارمي هذا!
وأما ابن عدي، فنقل فيه جرح البخاري، وتقوية ابن معين، وذكر غير حديث لابن لهيعة عن حيي، ثم قال: (وأرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة)،
والأقرب أن هذه الكلمة لا تعد مفيدة في تقوية حيي -خاصة في حديثنا هذا- من جهتين:
الأولى: أن كلمة ابن عدي هذه لا تعني اعتبار الراوي في مرتبة الثقة أو الصدوق دائمًا، وقد نبه على هذا الشيخان المعلمي والألباني، وسبق بيانه في غير موضع.
الثانية: أن ابن عدي اشترط لحكمه على حيي: أن يروي عنه ثقة، وذلك ما لم يتحقق هنا -كما سيأتي-.
وجرحُ من جرحه من الأئمة مفسر، واجتمعوا أربعةً على ذلك، فقولهم أولى.
ويُستأنس كذلك بأن البيهقي لما ذكر في معرفة السنن (14/ 207، 208) حديث التي نذرت أن تحج ماشية، قال: (ورواه شريك القاضي، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، وقال فيه: " لتحج راكبة وتكفر يمينها "، وهذا مما تفرد به شريك، وقد روي ذلك في حديث حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عقبة. وليس بالقوي)، وحديث حيي هذا أخرجه الطحاوي في بيان مشكل الآثار (2148) عن يونس بن عبد الأعلى -وهو ثقة حافظ-، عن ابن وهب -الحافظ الإمام-، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي -وهو ثقة-، عن عقبة بن عامر -الصحابي الجليل-.
فليس في هذا الإسناد من يتحمل عهدة قول البيهقي فيه: (ليس بالقوي) إلا حيي بن عبد الله.
ثم إن الشيخ الألباني -رحمه الله- قوّى رواية رشدين بن سعد برواية ابن وهب، ورواية ابن وهب هذه علّقها أبو نعيم في معرفة الصحابة ثم ابن حجر في الإصابة، ولا يخفى أن المعلقات غير مقبولة ما لم تبرز أسانيدها، فلا يُدرى حال الساقط بين المعلِّق والمعلَّق عنه.
فالاعتداد بهذا المعلَّق فيه نظر.
ورواية ابن وهب -كما ذكر الشيخ- ليس فيها تحديد الذكر بالصباح، ولا تعيين الصحابي.
ثم، لو صحَّ أن ابن وهب يروي الحديث عن حيي، فلا زال حيي ضعيفًا، وربما كان هو المضطرب فيه، فمرة يذكر فيه (المنيذر)، ومرةً يقول: عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومرةً يذكر (إذا أصبح)، ومرةً يسقطها.
هذا، وقد قال البخاري في التاريخ (8/ 75): (أبو المنيذر صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان يكون بأفريقية، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من قال: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا؛ فأنا الزعيم لآخذن بيده فأدخلنه الجنة "، قاله رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي المنيذر).
ملحوظة: وقع في التاريخ: المنبذر، بموحدة، وصوابه بالمثناة التحتية.
فهذا وجه آخر من رواية رشدين بن سعد نفسه، وليس فيه ذكر الصباح، وسماه: أبا المنيذر!
وهذا الاضطراب والتفاوت يؤكد نكارة حديث حيي التي حكم بها الأئمة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 11:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإخوة الأفاضل في المجلس العملي حفظهم الله ... آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة؛ وبعد:
إلى الأخت الفاضلة لامية العرب، جزاك الله خيرا، وجوابا على سؤالك، أقول: لا يأثم الذاكر إذا قاله في وقت المساء أيضا، إذا كان يعتقد أن هذا الحديث ثابتا عنده، وإلا فلا، لأن العبادات كما هو معروف لديكم وفقكم الله أنها توقفية، وأن العمل بالحديث الضعيف لا يعمل عند أصح أقوال المحدثين رحمهم الله تعالى كالإمام البخاري ومسلم وابن حزم ومن المعاصرين المحدث الألباني رحم الله الجميع.
وإلى الأخ الفاضل أبو المهند القصيمي حفظك الله، إنك لم تنتبه إلى قولي بارك الله فيك إلى أن في السند سابق بن ناجية وهو مجهول، وأن من حسنه كالحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار، قد ضعفه رحمه الله في موضع آخر من كتابه التقريب والتهذيب عند ترجمته برقم (2168)، فالرجل لا يُعرف فكيف يحسن حفظك الله؟!، وقد ذكرت لك رفع الله قدرك أن من صححه أو حسنه لم يأخذ بهذه العلة.
وإلى الأخ الفاضل المشرف محمد بن عبد الله جزاه الله خيرا، ووفقك الله لكل خير، لقد قرأت مقالك المنتقد عليّ، ولاحظت على مقالك عدة ملاحظات واستدراكات، أجملها على النحو الآتي:
أولا: قولك جزاك الله خيرا: ? فقد قال فيه أحمد بن حنبل: (أحاديثه مناكير)، وقال البخاري: (فيه نظر)، وقال النسائي: (ليس بالقوي)، وضعفه العقيلي؛ حيث ذكره في الضعفاء! ?.
قلت: نعم، ولكن وثقه بعض الأئمة، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التقريب والتهذيب: (صدوق يهم)، وقال الإمام الذهبي في الضعفاء: (حسن الحديث) ولهذا حسن حديثه العلماء كما ذكرت ذلك في المقال السابق.
ثانيا: قولك وفقك الله: ? وغريبٌ من الشيخ -رحمه الله- عدم التفاته وإشارته إلى حال (حيي بن عبد الله) شيخ رشدين ?.
قلت: بل أشار رحمه الله إلى حاله، فانظر حفظك الله السلسلة الصحيحة رقم (1144)، و (1304) و (1365) و (1541) وفي تمام المنة (ص/394).
ثالثا: قولك أيدك الله: ? وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير: (من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وكان شيخًا جليلاً فاضلاً) وابن حبان يفرط في التوثيق في المشاهير ?.
قلت: هذا الكلام فيه نظر رفع الله قدرك، وقد قال المعلمي - رحمه الله - في (التنكيل 1/ 450): ((والتحقيق أن توثيقه (يعنى توثيق ابن حبان) على درجات:
الأولى: أن يصرح به كأن يقول: كان متقناً، أو مستقيم الحديث، أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث، بحيث يُعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذلك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة، بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، الثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل، والله أعلم))؛ انتهي كلامه رحمه الله.
ثم قال المحدث الألباني رحمه الله معلقا على قوله هذا: قلت: هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف _ رحمه الله تعالى _ وتمكنه من علم الجرح والتعديل وهو ما لم أره لغيره فجزاه الله خيراً.
فتصريح ابن حبان رحمه الله بقوله: (من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وكان شيخًا جليلاً فاضلاً) فهذا القول معتبر عند علماء الحديث وهو يعتبر في المرتبة الأولى كما ذكره المعلمي رحمه الله.
رابعا: قولك بارك الله فيك: ? وأما ابن عدي، فنقل فيه جرح البخاري، وتقوية ابن معين، وذكر غير حديث لابن لهيعة عن حيي، ثم قال: (وأرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة) والأقرب أن هذه الكلمة لا تعد مفيدة في تقوية حيي - خاصة في حديثنا هذا ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وكيف لا تفيد في تقوية حيي رحمك الله، وهذه فائدة جليلة من هذا الإمام رحمه الله، ولهذا هناك فرق بين من روى عنه راوي ضعيف، فلا يقبل ما رواه، ويقبل إذا روى عنه ثقة، فيقبل حينئذ حديثه، وهذا كحال ابن لهيعة، فهو موصوف بسوء الحفظ، وهو ضعيف الحديث إلا من روى عنه أحد العبادلة، وهم عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقري، وعبد الله بن وهب، فيكون حديثه هنا صحيحا، كما هو عند المحققين من الأئمة، لأن رواية العبادلة عن ابن لهيعة عندهم صحيحة هذا وقد بسط القول في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في إعلام الموقعين (3/ 13) فراجعه أيدك الله.
خامسا: قولك وفقك الله: ? أن ابن عدي اشترط لحكمه على حيي: أن يروي عنه ثقة، وذلك ما لم يتحقق هنا ?.
قلت: غفر الله لك، ثم غفر الله لك، ثم غفر الله لك، وهذه غفلة منك، ولست أعلم كيف غفلت عنها؟!!!، فأعلم رحمك الله أن من روى عن حيي بن عبد الله هو أيضا ابن وهب، وهو ثقة أجمع العلماء على توثيقه، فانظر حفظك الله معرفة الصحابة لأبي نعيم (5633)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (3/ 46)، وانظر أيضا وفقك الله ما ذكره المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة (2686).
سادسا: قولك بارك الله فيك: ? ولا يخفى أن المعلقات غير مقبولة ما لم تبرز أسانيدها، فلا يُدرى حال الساقط بين المعلِّق والمعلَّق عنه فالاعتداد بهذا المعلَّق فيه نظر ?.
قلت: جزاك الله خير الجزاء، ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله قال: ((وصله الطبراني
إلى رشدين. وتابعه ابن وهب عن حيي ... وأخرجه ابن منده)) فراجعه غفر الله لك (6/ 227)، وكذلك الطبراني في المعجم الكبير (20/ 355) وابن قانع في معجم الصحابة (1922).
سابعا: قولك رفع الله شأنك: ? ورواية ابن وهب -كما ذكر الشيخ- ليس فيها تحديد الذكر بالصباح، ولا تعيين الصحابي ?.
قلت: لعلك وجزاك الله خيرا لم تنتبه إلى ما سطره المحدث الألباني في مقاله في السلسلة الصحيحة رقم (2686) بقوله رحمه الله تعالى: ((و هي ثابتة في رواية الطبراني، وكذا في رواية ابن وهب كما يدل عليه صنيع الحافظ في " الإصابة "، وزاد أنه قال: " و أخرجه ابن منده ")).
ثامنا: قولك حفظك الله: ? ثم، لو صحَّ أن ابن وهب يروي الحديث عن حيي، فلا زال حيي ضعيفًا، وربما كان هو المضطرب فيه، فمرة يذكر فيه (المنيذر)، ومرةً يقول: عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومرةً يذكر (إذا أصبح)، ومرةً يسقطها ?.
قلت: في هذا العبارة توجد ملاحظات شكر الله سعيك:
أولها: لا دخل لحيي في هذا الاضطراب البتة، بل هو يعود على رشدين بن سعد الضعيف، ولهذا جاءت هنا فائدة متابعة ابن وهب له.
ثانيا: أما إغفال ابن وهب لاسم الصحابي، فلا وجه لرده كما هو معروف في مصطلح الحديث حفظك الله، لأن الصحابة كلهم عدول رضوان الله عليهم أجمعين.
ثالثا: قولك جزاك الله خيرا: ? ومرةً يذكر (إذا أصبح)، ومرةً يسقطها ? قلت: لأن مداره على رشدين بن سعد، وهو المضطرب في الحديث كما مرة سابقا في فقرة: ? سابعا ?.
تاسعا: قولك وفقك الله: ? فهذا وجه آخر من رواية رشدين بن سعد نفسه، وليس فيه ذكر الصباح، وسماه: أبا المنيذر! وهذا الاضطراب والتفاوت يؤكد نكارة حديث حيي التي حكم بها الأئمة ?.
قلت: بل العكس صحيح جزاك الله خيرا، فهذا مما يؤكد لك ما ذكرته قبل فليل أن هذا الاضطراب بسبب رشدين بن سعد نفسه، وليس من حيي بن عبد الله، ولهذا جاءت فائدة مقالة ابن عدي رحمه الله تعالى بقوله: ((وأرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة)) وهنا روى عنه متابعة ابن وهب الثقة، والله أعلم.
غفر الله للجميع، وسبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 06:42]ـ
وإياك، نفع الله بك.
تعليقاتي على ما ذكرتَ مختصرةً هنا:
أولاً: أعرف أن بعض الأئمة وثق حُيَيًّا -وقد أوردتُ ذلك-، لكن الشأن: كيف يُخرَجُ بحكم سليم على الراوي عند مثل هذا التعارض؟!
ليس معنى أن بعض الأئمة وثقه= أنه ثقة أو صدوق، وتُسفَّه كلمات الأئمة الآخرين الذي جرحوه، وكأنهم ما قالوا شيئًا!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما طريقة: وُثق × ضُعف = حسن الحديث، فهذه طريقة خاطئة تمامًا.
وقول ابن حجر في التقريب فيه نظر، وأنت اجتزأت كلام الذهبي في الضعفاء!
وسألحق مشاركتي هذه بتفصيل في حال حيي.
ثانيًا: أقصد بعدم إشارة الشيخ إلى حال حيي: في هذا الموضع الذي صحح الشيخ حديثًا هو في إسناده، ولو كان -رحمه الله- أشار -حتى إشارة- إلى أنه سبق البحث في حاله؛ لم يكن لاستدراكي وجه.
وقد راجعتُ المواضع التي أشرتَ إليها، والأول منها ليس فيه كلام على حيي، والظاهر في المواضع الأخرى أن الشيخ اعتمد على كلام ابن حجر في التقريب.
ثالثًا: نقلتَ -نفع الله بك- تعليقًا على قولي: إن ابن حبان يفرط في التوثيق في كتابه المشاهير= كلامَ العلامة المعلمي في توثيق ابن حبان في كتابه الثقات!
وكون كلام المعلمي عن توثيق ابن حبان في كتاب الثقات لا غيره= معروفٌ لا إشكال فيه، وهو ظاهر من سياق كلامه، ومن تقسيماته، وأصل إطلاق (توثيق ابن حبان) إنما ينصرف إلى توثيقه في الثقات. بل لم أرَ لكتاب ابن حبان (المشاهير) ذكرًا في التنكيل.
وابن حبان ذكر حييًّا في الثقات، وسكت عنه، فهو من المرتبة الخامسة في ترتيب المعلمي، التي " لا يؤمن فيها الخلل ".
وأما كون ابن حبان يفرط في التوثيق في كتاب المشاهير، فهذا ظاهر لكل من تعانى النظر في الرجال، وسأنقل كلام الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف -رحمه الله- بطوله؛ ليظهر ذلك جليًّا.
رابعًا: ذكرتُ أن كلمة ابن عدي لا تفيد مرتبة الرجل من حيث الضبط من وجهين، ولا أدري لماذا أغفلتَ الأول وذهبتَ للثاني؟! وأما حال ابن لهيعة فليس مثالاً صحيحًا على قول ابن عدي، لأنك تَرُدّ رواية ابن لهيعة فيما يرويه عنه الثقات والضعفاء على حد سواء، إلا هؤلاء المعدودين.
وسأشرح الوجه الأول:
وهو أن قول ابن عدي في الراوي: (أرجو أنه لا بأس به) = ليست في جميع أحوالها دالَّة على مرتبة الرجل، ومفيدةً كونَهُ ثقةً أو صدوقًا، وقد بيَّن ذلك المعلمي والألباني -رحمهما الله-:
قال المعلمي -في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص459) - معلقًا على كلمة ابن عدي: (ليس هذا بتوثيق، وابن عدي يذكر منكرات الراوي، ثم يقول: " أرجو أنه لا بأس به "، يعني بالبأس تعمد الكذب)، ونبّه على ذلك في مواضع من التعليق على الفوائد المجموعة.
وقال الألباني -في الضعيفة (3/ 112) -: (ثم إن قول ابن عدي: " أرجو أنه لا بأس به " ليس نصًّا في التوثيق، ولئن سُلِّم؛ فهو أدنى درجة في مراتب التعديل، أو أول مرتبة من مراتب التجريح، مثل قوله: (ما أعلم به بأسًا)، كما في " التدريب " ص 234).
وفي العموم، فقد قال ابن عدي كلمته هذه في أناس يضعفهم هو وغيره من الأئمة، مما يدل على أنه يريد بها ما سبق أن بيّنه المعلمي والألباني -رحمهما الله-.
خامسًا: قلتَ:
غفر الله لك، ثم غفر الله لك، ثم غفر الله لك، وهذه غفلة منك، ولست أعلم كيف غفلت عنها؟!!!، فأعلم رحمك الله أن من روى عن حيي بن عبد الله هو أيضا ابن وهب، وهو ثقة أجمع العلماء على توثيقه، فانظر حفظك الله معرفة الصحابة لأبي نعيم (5633)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (3/ 46)، وانظر أيضا وفقك الله ما ذكره المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة (2686).
آمين، وغفر لك!
ما غفلتُ عن هذا يا أخي، ولذلك تراني أناقشه وأبيِّن عدم ثبوته فيما بعد.
سادسًا: قول الحافظ ابن حجر: (وتابعه ابن وهب عن حيي) = هو التعليق الذي أتكلم عليه، ولا أدري ما فائدة تكراره في موضع الردِّ عليه؟!
وأما إخراج ابن منده للرواية، فعبارة ابن حجر محتملة في كونه يقصد رواية ابن وهب أو غيرها، ثم ما الذي يثبت أن الإسناد من ابن منده إلى ابن وهب ثقات؟!
خاصة أن الحديث مشهور من رواية رشدين عن حيي، وأخرجه غير واحد من هذه الطريق، ولو كانت رواية ابن وهب صحيحة؛ لأخرجوها، وهي أولى بالتخريج من رواية رشدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وجدتُ ابن أبي حاتم ذكر المنيذر في الجرح والتعديل -ووقع فيه تصحيف-، قال (8/ 427): (منيذر -وقع في المطبوع: منبذ، وجاء على الصواب في إحدى نسخ الجرح- صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- سكن إفريقية، روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي من رواية رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه)، فهاهو ابن أبي حاتم يثبت رواية أبي عبد الرحمن الحبلي عن منيذر، لكنه يذكر أن ذلك من رواية رشدين عن حيي عن أبي عبد الرحمن. وقال ابن عبد البر -في ترجمة (المنيذر) في الاستيعاب-: (حديثه عند رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله ... )، فلم يذكر ابن وهب، وكأنه يحصر حديثه عند رشدين.
ولا أدري إلى أي طبعة تعزو من معجم ابن قانع، وقد عزوتَ إلى الطبراني أيضًا، والرواية التي عندهما من طريق رشدين، لا من طريق ابن وهب، ولا أدري لمَ تعزو إليهما في الكلام عن رواية ابن وهب؟!
سابعًا: نعم، جزاك الله خيرًا. وقد قال أبو نعيم لما علق رواية ابن وهب: (نحوه)، فربما كان ابن وهب -لو صحت روايته- يرويه بذكر (إذا أصبح).
ثامنًا: أنت تحكم بالاضطراب على رشدين، وتقوِّي روايتَهُ برواية ابن وهب، وكأن الإسناد إلى ابن وهب صحيحٌ كالشمس أمامك! أما النظر الصحيح، فيقتضي ألاَّ يُتعامل مع رواية ابن وهب ولا ينظر إليها ما لم يأتنا إسناد صحيح إلى ابن وهب.
وعلى التسليم بصحة رواية ابن وهب، فمقتضى ذلك: أن رشدين قد ضبط حديثه، لأن ابن وهب تابعه، وفائدة متابعة الثقة للضعيف: بيان أن الضعيف قد ضبط روايته، وحفظها وأتقنها، فجاءت كما رواها الثقة، وهذا معروف في أساسيات علم الحديث.
فهل رشدين مضطرب هنا؟ أم ضابطٌ لحديثه بدلالة متابعة ابن وهب له؟!
وأما إغفال ابن وهب تسمية الصحابي، فلم أردّه، وأعرف ما قلت -وفقك الله-، لكنه خارج عن مبحثنا.
نفع الله بك، وبارك فيك.
وهنا أمور ملحقة بما سبق:
الأول: أن ابن السكن قد أشار إلى ضعف هذا الحديث، ونقله ابن حجر، ولم أرك ولا الشيخ الألباني -رحمه الله- نقلتما ذلك، قال: (المنيذر الثمالي، من مذحج، ويقال: من كندة، وله حديث واحد، مخرج حديثه عند أهل مصر، وأرجو ألاَّ يكون صحيحًا، وليس هو بالمشهور).
فهذا ابن السكن يشير إلى حديث المنيذر هذا، ويذكر عدم شهرة هذا الصحابي، ويذكر أن في نفسه من الإسناد إليه شيئًا، والأقرب عنده أنه لا يصح.
الثاني: التفصيل في حال حيي بن عبد الله:
اختُلف في حال الرجل:
1 - فقال الإمام أحمد: (أحاديثه مناكير)، والمنكر من الحديث ضعيفٌ جدًّا، وكون أغلب أحاديث الرجل مناكير= دليل عل ضعف ضبطه جدًّا، وأنه يروي عن الثقات ما ليس له أصل من أحاديثهم، أو يخالف الثقات، أو يتفرد بالأحاديث مما لا يوافقه عليه الثقات، قال الإمام مسلم: (وعلامة المنكر في حديث المحدث: إذا ما عُرضت روايتُه للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا؛ خالفت روايتُه روايتَهم، أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك؛ كان مهجور الحديث غير مقبولِهِ ولا مستعملِهِ ... )،
وقال المعلمي: (وقولهم: " في حديثه مناكير " كثيرًا ما تقال فيمن تكون النكارة من جهته جزمًا أو احتمالاً، فلا يكون ثقةً)،
وانظر كلام الألباني -رحمه الله- حول تفسير قول الإمام أحمد: (أحاديثه مناكير) في مقدمة آداب الزفاف.
2 - وقال ابن محرز -في معرفة الرجال (1/ 68) -: سمعت يحيى -يعني: ابن معين- يقول: (حيي بن عبد الله، صالح الحديث، ليس بذاك القوي)، وهذه الكلمة تبين مراد ابن معين في قوله -في رواية الدارمي-: (ليس به بأس)، وأنه لم يرد توثيقه، وإنما أراد رفعه عن الضعف الشديد.
3 - وقال البخاري -في التاريخ الكبير (3/ 76) -: (حيي بن عبد الله المصري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، سمع منه عبد الله بن وهب،فيه نظر)، فالبخاري يعرف أن ابن وهب -وهو الثقة الإمام- روى عن حيي، ومع ذلك قال: (فيه نظر)، ونقل الذهبي -في السير (12/ 441) - عن البخاري أنه قال: (إذا قلتُ: " فلان في حديثه نظر "، فهو متهمٌ واهٍ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر البخاري ترجمة حي بن مالك، فقال -في التاريخ (3/ 119) -: (حي بن مالك، عن عبد الله بن عمرو: سأل عمرُ أصحابَ النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر، فقال ابن عباس: " إن ربي يحب السبع: (ولقد آتيناك سبعًا من المثاني) ". قاله أبو سعيد الجعفي، عن ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، عن حي. في إسناده نظر)، وأبو سعيد الجعفي هو يحيى بن سليمان شيخ البخاري، أكثر البخاري في صحيحه عنه من روايته عن ابن وهب معتمدًا عليه، ووثقه الدارقطني وغيره.
فالحمل في قول البخاري: (في إسناده نظر) على حيي بن عبد الله.
4 - قال النسائي: (ليس بالقوي)، وأخرج -في سننه الكبرى (1971) - حديثًا من رواية ابن وهب عن حيي، ثم قال: (حيي بن عبد الله ليس ممن يعتمد عليه، وهذا الحديث عندنا غير محفوظ ... )، ففسر قوله: (ليس بالقوي)، وأنه يريد تضعيف الراوي وعدم الاعتماد عليه والاعتداد بروايته، وذكر له هذا الحديث الذي أنكره، وذكره أنه غير محفوظ.
5 - وذكره العقيلي في كتاب (الضعفاء)، وأورد جرح الإمام أحمد والبخاري، ولم يتعقبهما، وذكر له حديثًا من مناكيره.
6 - أشار البيهقي إلى ضعفه -كما سبق بيانه في مشاركتي الأولى-،
وقد قيل بتقوية حال حيي:
1 - فنقل الدارمي عن ابن معين قوله: (ليس به بأس)، وقد سبق أن هذه المقولة محتملة، ذلك أن ابن معين قال في موضع آخر: (صالح الحديث، ليس بذاك القوي)،
2 - وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في المشاهير: (من خيار أهل مصر ومتقنيهم، وكان شيخًا جليلاً فاضلاً)، وسبق البيان بأن توثيق ابن حبان في الموضعين فيه نظر،
3 - وقال ابن عدي: (أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة)، وسبق بيان أن هذه الكلمة لا تفيد مرتبة الثقة أو الصدوق دائمًا، وأنها مخصوصة فيما إذا روى عنه الثقات، ولم يثبت في حديثنا هذا أنه روى عنه ثقة.
وأما قول ابن حجر في التقريب: (صدوق يهم)، فهو تلخيص منه -رحمه الله- لأقوال الأئمة السابقة، قد يوافق عليه، وقد يخالف، إلا أنه -بلا أدنى شك- لا تصادم به أقوال الأئمة، ولا ترد أقوالهم له.
وأما الذهبي، فقال -في الكاشف-: (قال ابن معين: " ليس به بأس "، وقال البخاري: " فيه نظر ")، فلم يجزم في أمره بشيء، وقال -في تاريخ الإسلام-: (صالح الحديث)، وذكره في ديوان الضعفاء، وقال: (حسن الحديث، قال أحمد: " منكر الحديث ")، فهو -وإن حسن حديثه- أشار إلى ضعفه بذكر تضعيف أحمد، ولا يكفي نقل الشطر الأول من كلام الذهبي، واعتماده رأيًا له.
هذا ما وقفتُ عليه من كلام الأئمة في حيي، وظاهرٌ جدًّا أن كبار أئمة الجرح والتعديل مجتمعون على ضعف الرجل، وبعضهم لم يضعفه يسيرًا، بل أنكر حديثه وضعفه جدًّا.
والتعديل الذي ورد في حيي إما محتمل المعنى، أو فيه تساهل.
ويردُّهُ الجرح المفسر الذي ورد من الأئمة، فأحمد استعرض أحاديثه، وحكم عليها بأنها مناكير، وفعل نحو ذلك النسائي.
ومع وقوف البخاري على رواية ابن وهب عن حيي، فقد حكم عليه بالضعف الشديد، والنسائي ضعف حييًّا في حديثٍ رواه ابنُ وهب عنه، وللبيهقي نحو ذلك.
فدل على أنه ضعيف مطلقًا -إن لم يكن منكر الحديث-، حتى لو روى عنه الثقات، وهو الراجح في حاله، بالنظر إلى جلالة ومكانة من جرحه، وشدة كلماتهم فيه، وكونها مفسرة، بخلاف كلمات التقوية والتوثيق.
الثالث: كلام الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف -رحمه الله- حول إفراط ابن حبان في التوثيق في المشاهير، قال -رحمه الله-:
" ... أن ابن حبان ـ رحمه الله ـ في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) قد نصّ على إتقان جماعة ووثقهم بصيغ رفيعة جداً، وغيره من النقاد يرون فيهم عكس ذلك، ولم يكن الكتاب بين يديّ وقتها، ثم وجدته ونقلت عنه في موضعين.
وأذكر الآن بعض الأمثلة، للتنبيه بعدها على أمر آخر لعله أعظم خطورة، لأن أغلب طلبة العلم يعلمون تساهل ابن حبان ـ رحمه الله ـ.
1 ـ قال في ترجمة (فليح بن سليمان) (رقم1117): «من متقني أهل المدينة وحفاظهم». قارن بترجمته في «هدي الساري» (ص457).
2 ـ قال في ترجمة (عبدالله بن عياش بن عباس القتباني) (رقم1516): «من ثقات أهل مصر». وقد ضعفه أبو داود، والنسائي، وقال ابن يونس ـ وإليه المرجع في المصريين ـ: «منكر الحديث»، وروى له مسلم استشهاداً، وهو صاحب الحديث الذي فيه «إلعنوهن، فإنهن ملعونات»، والذي تعقب الذهبيُّ فيه الحاكمَ على تصحيحه.
3 ـ قال في ترجمة (سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر) (رقم 1361): «من متقني أهل الكوفة، وكان ثبتاً» ومعروف حال أبي خالد ـ على صدقه ـ من كثرة أوهامه ومخالفاته للثقات، انظر ترجمته ـ مثلاً ـ في «الكامل» و «التقريب».
4 ـ قال في ترجمة (يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي) (رقم 1101): «وكان متقناً» ويحيى هذا فيه جهالة، ولا يعرف إلا بحديث واحد. أنظر ترجمته في «الميزان» و «تهذيب الكمال» مع الحواشي.
5 ـ قال في ترجمة (عثمان بن أبي العاتكة) (رقم 1449): «من متقني أهلها ـ يعني الشام ـ وقدماء مشايخهم». والرجل أحسن أحواله أن يكون صدوقاً إذا روى عن غير (علي بن يزيد الألهاني) ـ ذاك المتروك ـ أنظر «تهذيب الكمال» بحواشيه ".
انتهى المقصود من كلامه -رحمه الله-، ويمكن التوسع في الأمثلة لمن ينظر في تراجم الكتاب، ويقارن كلام ابن حبان فيه بكلام غيره من الأئمة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 03:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الإخوة الأفاضل في المجلس العلمي ... حفظهم الله ... آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة؛ وبعد:
الأخ الفاضل محمد بن عبد الله (المشرف) ... رفع الله قدره ... آمين؛ لقد قرأت مقالك المنتقد عليّ ثانيا، ولكني استغربت هذه المرة كثيرا لعدم اتضاح الأمور لديك، وهي آخر مشاركة أشارك فيها في هذا المجلس القيم والمبارك، لأننا ندور حول دائرة مفرغة، وكلامي غير واضح ومفهوم لديكم حفظكم الله، وبالله التوفيق.
أولا: ذكرت بارك الله فيك عبارة عليّ لم أقول بها نهائيا، ولن أقولها بإذن الله، وهي قولك غفر الله لك: ? وتُسفَّه كلمات الأئمة الآخرين الذي جرحوه، وكأنهم ما قالوا شيئاً! ?.
قلت: لم أقل جزاك الله خيرا بهذا الكلام الفاحش والخطير، ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الافتراء على الناس والكذب عليهم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال)) أخرجه أبو داود (3597) وصححه الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية (ص/58)، والمحدث الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه لمسند الإمام أحمد (7/ 204)، والشيخ العلامة الوادعي في الصحيح المسند (768).
ثانيا: قولك حفظك الله: ? وأما طريقة: وُثق × ضُعف = حسن الحديث، فهذه طريقة خاطئة تمامًا ?.
قلت: في هذه العبارة نظر رحمك الله، فإنك لم تنتبه لكلامي السابق واشتراطي في قبول حديثه، ومعذرة من إعادة الجملة السابقة مرة أخرى، قلت أيدك الله: ? وهذه فائدة جليلة من هذا الإمام رحمه الله، ولهذا هناك فرق بين من روى عنه راوي ضعيف، فلا يقبل ما رواه، ويقبل إذا روى عنه ثقة، فيقبل حينئذ حديثه ?.
ثالثا: أن هذا الحديث لم يذكر في قسم المنكرات على فرضية أن حيي بن عبد الله أحاديثه مناكير، بل حتى الذين لم يحتجوا به، وصفوه بقولهم: مختلف في توثيقه، ولهذا صحح بعض الأئمة حديث حيي بن عبد الله كمسند أبي عوانة (4/ 16)، وكالحاكم في المستدرك (1/ 734)، وابن حبان في صحيحه (4/ 593)، والذهبي في تلخيصه، والهيثمي في موارد الظمآن (1/ 87) والمحدث الألباني، والشيخ شعيب الأرنؤوط في مسند الإمام أحمد.
والبعض الآخر من الأئمة حسَّن حديثه كالترمذي في سننه (3/ 580)، والحافظ المنذري، والهيثمي، والحافظ ابن حجر، والذهبي تارة، وأبى العون، وقد وثقه الأمام أبو القاسم بشكوال عند ذكر شيوخ عبد الله بن وهب وقال عن حيي بن عبد الله أنه ثقة، وجاء في تاريخ الإسلام (1/ 1060): بأنه صالح الحديث.
وفي الختام أقول، وفقكم الله لكل خير، وجزاكم الله على هذا المنتدى الجميل والمبارك، ونفع الله به الجميع، واستغفر الله من كل ذنب، والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 04:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وفقك الله، وأنا أتكلم بصفتي أخوك أحد الأعضاء، وأما الإشراف فهو مهمة إضافية خارجة عن قضايا النقاشات العلمية.
وقد كان كلامك واضحًا ومفهومًا غاية.
ولم أتهمك بتسفيه كلام الأئمة، ولم أفترِ عليك، وظاهرٌ لكلّ ناظر حصيف ضبطي لتلك الكلمة بالبناء للمجهول.
ولم أرَ في ردِّك ما يَثبُت به خطأُ كلامي في مشاركتي السابقة.
وجزاك الله خيرًا.(/)
من يرشدنا
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 10:14]ـ
الشسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الى مشايخي الافاظل بارك الله بكم وبارك الله لكم في علمكم ابحث عن طريقة او من يرشدنا حتى نختم كتاب الله وبارك الله فيكم وهل تنصحوننا في نفس الوقت ان نحفظ متن من التمون مع القران الكريم افدونا افادكم الله
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 10:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هنيئاً لك هذه الهمة أخي ابن عيسى.
وما تتطلعه هو من أحب الأعمال إلى الله.
ابحث عن حافظ لكتاب الله، تقرأ عنده ما تحفظ كل يوم ويراجع لك.
وأرى أن تتفرغ تماماً للقرآن؛ لتستغل ذلك في إتقانه إن شاء الله حفظاً وتلاوة.(/)
ابن القيم-سيرة عطرة مختصرة
ـ[ابن خالد]ــــــــ[21 - Jan-2008, مساء 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن قيم الجوزية
ابن قيم الجوزية من أعلام الإصلاح الديني الإسلامي في القرن الثامن الهجري. ولد في دمشق ودرس على ابن تيمية وتأثر به. سجن عدة مرات وتعرض للتعذيب. أطلق من سجنه بقلعة دمشق بعد وفاة ابن تيمية.
اسمه ونسبه
أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية. واشتهر ـ رحمه الله ـ بإبن قيم الجوزية. وقيم الجوزية هو والده ـ رحمه الله ـ فقد كان قيما على المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن، واشتهر به ذريته وحفدتهم من بعد ذلك، وقد شاركه بعض أهل العلم بهذه التسمية. وتقع هذه المدرسة بالبزورية المسمى قديما سوق القمح، وقد اختلس جيرانها معظمها وبقي منها الآن بقية ثم صارت محكمة إلى سنة 1372هـ
مولده ونشأته
ولد في اليوم السابع من شهر صفر لعام 691هـ. قيل أنه ولد في زرع وقيل في دمشق.
عبادته وزهده
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ: وكان ـ رحمه الله تعالى ـ ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة، والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له، والإطراح بين يديه وعلى عتبة عبوديته، لم أشاهد مثله في ذلك ولا رأيت أوسع منه علماً، ولا أعرف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس بمعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله. وقد امتحن وأوذي مرات، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المرة الأخيرة بالقلعة منفردا عنه ولم يخرج إلا بعد موت الشيخ. وكان في مدة حبسه منشغلا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر ففتح عليه من ذلك خير كثير وحصل له جانب عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسلط بسبب ذلك على الكلام في علوم أهل المعارف والدخول في غوامضهم وتصانيفه ممتلئة بذلك
وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك ـ رحمه الله تعالى ـ
أعماله
1. الإمامة بالجوزية.
2. التدريس بالصدرية، وأماكن أخرى.
3. التصدي للفتوى.
4. التأليف.
فتاوى امتحن بسببها
?مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد.
?فتواه بجواز المسابقة بغير محلل: وذكر ابن حجر ـ رحمه الله ـ أنه رجع عن هذه الفتوى، وما ثمة دليل على الرجوع، والله أعلم بالصواب، وقوله هو الصواب الموافق للدليل.
?إنكاره شد الرحال إلى قبر الخليل.
?مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء.
فرحمه الله تعالى وهذا هو طريق الأنبياء والمرسلين، فمن ابتلى في الله علم أنه على طريق إمام الموحدين الخليل إبراهيم ومن بعده سيد ولد آدم محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ.
اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية
اتفقت كلمة المؤرخين على أن تاريخ اللقاء كان منذ سنة 712هـ وهي السنة التي عاد فيها شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ من مصر إلى دمشق واستقر فيها إلى أن مات ـ رحمه الله ـ سنة 728هـ. وقد تاب ـ رحمه الله ـ على يد شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ قال:
يا قوم والله العظيم نصيحة ... من مشفق وأخ لكم معوان
جربت هذا كله ووقعت في ... تلك الشباك وكنت ذا طيران
حتى أتاح لى الإله بفضله ... من ليس تجزيه يدى ولساني
بفتى أتى من أرض حران فيا ... أهلا بمن قد جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله ... من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه يدي وسار فلم يرم ... حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت أعلام المدينة حولها ... نزل الهدى وعساكر القرآن
ورأيت آثارا عظيما شأنها ... محجوبة عن زمرة العميان
مشايخه
له عدد كبير من المشايخ جمعهم معالي الشيخ بكر أبو زيد ـ وفقه الله لكل خير وبر ـ وذكر منهم خمسة وعشرين ونذكر بعضهم:
1. . قيم الجوزية: والده ـ رحمه الله ـ.
2. شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ.
3. ابن عبدالدائم: أحمد بن عبدالدائم بن نعمة المقدسي مسند وقته ـ رحمه الله ـ.
4. أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالمنعم بن نعمة النابلسي ـ رحمه الله ـ.
5. ابن الشيرازي: ذكر في مشيخة ابن القيم ولم يذكر نسبه فاختلف فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. المجد الحراني: إسماعيل مجد الدين بن محمد الفراء شيخ الحنابلة ـ رحمه الله ـ.
7. ابن مكتوم: إسماعيل الملقب بصدر الدين والمكنى بأبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي ـ رحمه الله ـ.
8. الكحال: أيوب زين الدين بن نعمة النابلسي الكحال ـ رحمه الله ـ.
9. الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ.
10. الحاكم: سليمان تقي الدين أبو الفضل بن حمزة بن أحمد بن قدامة المقدسي مسند الشام وكبير قضاتها ـ رحمه الله ـ.
11. شرف الدين ابن تيمية: عبدالله أبو محمد بن عبدالحليم بن تيمية النميري أخو شيخ الإسلام ـ رحمهما الله ـ.
12. بنت الجوهر: فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي، المسندة المحدثة ـ رحمها الله ـ.
تلاميذه
وتلاميذه كثر ذكر منهم الشيخ بكر احدى عشر ونذكر بعضهم:
?البرهان بن قيم الجوزية: ابنه برهان الدين إبراهيم ـ رحمهما الله ـ.
?الإمام الحافظ [ابن كثير]ـ رحمه الله ـ.
?الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ.
?السبكي: علي بن عبدالكافي بن علي بن تمام السبكي ـ رحمه الله ـ.
?الإمام الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ.
?الحافظ ابن عبدالهادي: محمد بن أحمد بن عبدالهادي بن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ.
?الفيروزآبادي: محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزآبادي صاحب القاموس ـ رحمه الله ـ.
مؤلفاته
بلغ بها معالي الشيخ بكر أبو زيد 98 مؤلفا ومنها:
1. الصواعق المرسلة.
2. زاد المعاد.
3. مفتاح دار السعادة.
4. مدارج السالكين
5. الكافية الشافية في النحو
6. الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
7. الكلم الطيب والعمل الصالح
8. الكلام على مسألة السماع
9. هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
10. المنار المنيف في الصحيح والضعيف
11. أعلام الموقعين عن رب العالمين
12. الفروسية
13. طريق الهجرتين وباب السعادتين
14. الطرق الحكمية
وفاته
توفي ـ رحمه الله ـ في ليلة الخميس 13/ 7/751هـ وقت أذان العشاء وبه كمل من العمر ستون سنة. وصلي عليه في الجامع الأموي ثم بجامع جراح وقد ازدحم الناس للصلاة عليه(/)
خطاب الشيخ حمود الشعيبي لأحد المشايخ حول قنوت النوازل
ـ[ابن خالد]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. إلى فضيلة الشيخ/ ... - حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
فقد وصلتني رسالتكم العتابية التي نقدتم فيها ردي على صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في خطئه في منع القنوت في النوازل، وقد قرأت رسالتكم عدة مرات، ووقفت حائرًا عند عدة أسئلة:
أولاً: لماذا كتبتَ هذه الرسالة بعد مُضِيّ عدة أشهر، علمًا بأني قد زودتكم بنسخة من نقدي في تاريخه.
ثانيًا: هل من حَرر هذا الخطاب قرأ نقدي كاملاً؟ لا أظن ذلك؛ لضعفه علميًا ولجهله بالقواعد الأصولية، ولِمَا وقع فيه من التناقض الصريح.
ثالثًا: لماذالم يكن الرد من صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وهو الذي انتقدته وهو المَعْنِيّ بذلك؟ وقد جاء الرد من قِبَلِكم.
وكنت مترددًا في الإجابة على رسالتكم لمكانتكم عندي، لولا قولكم في آخر الرسالة: ينبغي أن تعتذر من صالح وتترك الإصرار، فلما سمعتُ هذه العبارة تمثَّلتُ بقول الشاعر العربي:
قرِّبا مربط النعامة مني ... إن بيع الكرام بالشسع غالي
فعزمت على الرد على رسالتكم مستعينًا بالله مبينًا ما فيها من أخطاء وملاحظات وهي ما يلي:
أولاً: قلت- وفقك الله- إن القنوت نُسِخ بعد حادثة بئر معونة في السنة الثالثة حين قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا فيها ثم تركه، وإنما يُؤخَذ بالآخِر فالآخِر من فعله صلى الله عليه وسلم، ثم ضربتَ أمثلةً في أشياء نُسخت فيما بعد، وهذا الكلام عليه ملاحظات وهي:
أ- أنك لم تُراع أصول وقواعد أهل العلم في النسخ، فمما يعرف أبسط طلبة العلم أن النسخ له شروط وهي على الاختصار: الأول: تَعَذُّر الجمع، الثاني: معرفة التاريخ، أو النص الصريح على النسخ، وهذه الواقعة خلت منها هذه الشروط، فلم تأت بنص صريح فيه المنع من القنوت يدل على النسخ، ولم يتعذر الجمع، بل ليس هناك تعارض حتى نحتاج إلى الجمع، وإنما ذكرت مجرد الترك، والترك ليس دليلاً على النسخ، الأمر الآخر: أنك ادعيت أن النسخ وقع بعد بئر معونة، مع أنه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قنت بعد بئر معونة، فبطل ادعاؤك للنسخ في بئر معونة.
ب- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت بعد بئر معونة بعد صلح الحديبية، وقد ذكرتُ ذلك في فتوى مشروعية القنوت، ولا أدري أقرأت ذلك حقيقةً أم لا؟ وذكرتُ فيها الدليل على ذلك. وإليك الدليل من نفس الفتوى؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول: «اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعيّاش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنيّ يوسف» متفق عليه. وقصة قنوته صلى الله عليه وسلم للمستضعفين في مكة كانت بعد صلح الحديبية وفتح خيبر كما قاله ابن تيمية في الفتاوى (23/ 105).
ج- أنك قلت إن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك القنوت وجعلت مجرد الترك نسخًا، وهذا أمر مستغرب، ويلزم منه دعاوى باطلة وإبطال أحكام كثيرة بدعوى الترك، وكثير من الأحكام النبوية يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثم يتركها؛ فهل مجرد الترك نسخ؟ بل لا يلزم استمرار عمل الرسول صلى الله عليه وسلم به حتى الموت لكي يدل أنه غير منسوخ، بل لو فعله مرة لدلَّ على الجواز، وإن لم يفعله مرة أخرى.
د- قلت إنه يؤخذ بالآخِر فالآخر من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم لم تذكر لنا نص الآخر من فعله، وإنما جعلت الآخِرَ تركًا مجردًا، ولم تذكر لنا فعلاً يمكن أن يُسمَّى الآخر، أنه مباح ثم مُنع بالنص، وأن زيارة القبور كانت ممنوعة ثم شُرِعت بالنص، وأن النياحة كانت مباحة ثم جاء النهي، وما ذكرتَه حقٌ وجاءت أدلة صريحة في النسخ ذكرتَ بعضها، لكن في مسألة القنوت استعملتَ الحيدة ولم تذكر نصًا صريحًا في النسخ كما ذكرتَ في النصوص قبلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: قلت إن مذهب أبي حنيفة يرى المنع مطلقًا ولم تذكر نصوصًا لكلامهم في هذا المعنى، مع أنني في الرسالة ذكرتُ مذهب أبي حنيفة في ذلك وذكرتُ نصوصًا من كلامهم تدل على أن مذهب أبي حنيفة القنوت، وإليك مذهبهم المذكور في الرسالة:
قال ابن عابدين في حاشيته (2/ 11) في مطلب القنوت في النازلة، قال: إن نزل بالمسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الجهر. ونقل عن الطحاني في القنوت: إن وقعت فتنة بلية فلا بأس به (وراجع إعلاء السنن 6/ 95). وقال في حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (1/ 252): إذا نزل بالمسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الفجر، وهو قول الثوري وأحمد، وقال اللكنوي في كتاب التعليق الممجد (1/ 636): إن قول أبي حنيفة وأصحابه لا قنوت في شيء من الصلوات إلا في الوتر وإلا في نازلة، وقال في البحر الرائق للحنفية (2/ 48): وإن نزل في المسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الجهر، وذكر التهانوي في إعلاء السنن (6/ 84، 95) أن عين مذهب الحنفية والجمهور هو القنوت في النوازل مؤقتًا.
والذي يظهر- والله أعلم- أنك أخذت كلام بعض الأحناف ممن قال بالنسخ وظننتَ أن هذا هو مذهبهم، وإنما هو قولٌ فيه، وقد ذكرتُ ذلك في الرسالة، وإليك ما ذكرتُ: وبعض الحنفية يرى أن القنوت للنوازل منسوخ كالطحاوي في شرح معاني الآثار وينقله عن بعض أئمة الحنفية (1/ 254)، مع أن كلام الطحاوي هذا ناقشه التهانوي في إعلاء السنن (6/ 96) وبيَّن أن اختيار المذهب هو القنوت.
ثالثًا: أما قولك إن المنع مطلقًا قول مذهب الإمام مالك، فهذا لا مستمسك فيه، فيُقال: لماذا عدلت عن أصل مذهب مالك في القول بالقنوت إلى هذا القول إن صح، وقد ذكرتُ لك في الرسالة مذهب مالك في ذلك، وما ذكرته ما يلي:
ذكر ابن عبد البر في الاستذكار (6/ 201) في باب القنوت في الصبح مذهب مالك وأنه يرى القنوت، وقال ابن رشد في بداية المجتهد في فصل أقوال الصلاة في المسألة التاسعة، قال: ومذهب مالك أن القنوت في صلاة الصبح مستحب (1/ 131)، وذكر الزرقاني في شرح الموطأ في باب القنوت في الصبح أن معتقد مالك: القنوت في الصبح (1/ 223).
وجاء في المدونة الكبرى (1/ 103) ذِكر مذهب مالك في القنوت في الصبح بالدعاء على الكفار والاستعانة بالله عليهم، بل إن مالكًا يرى دوام قنوت النوازل في الفجر كما قال ابن العربي في شرح الموطأ في كتابه القبس (1/ 348) في ذكر رأي مالك في قنوت النوازل، قال ابن العربي: ورأي أحمد بن حنبل أن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لسببٍ فيما كان ينزل بالمسلمين، والأحكام إن كانت معلقة بالأسباب زالت بزوالها، ورأي مالك والشافعي أن ذلك من طلب العدو، ومقارعته معنى دائم فدام القنوت بدوامه. اهـ
وقال ابن تيمية في الفتاوى (23/ 106): قول مالك: القنوت في النوازل مشروع دائمًا والمداومة سنة، وأن ذلك يكون في الفجر قبل الركوع بعد القراءة سرًا، وهذا يدل على أن المالكية يرون قنوتًا دائمًا.
رابعًا: على قولك بالنسخ يُقال: هذا يحتاج إلى إثبات خاص، فهل هناك دليل صريح على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: «لا تقنتوا؟»، أو أنهم قنتوا فنهاهم، أو قال: «كنت قد قنتُّ فلا تقنتوا بعدي»، أو نحو ذلك، فالنفي كالإثبات يحتاج إلى دليل؛ لأن النفي قضية سلبية تحتاج إلى برهان كالقضية الموجبة، وكون المستدِل يدعي النسخ لا يلزم من صحة وقوع النسخ حقيقة، إذ قد يكون ثابتًا بدليل لم يعلمه المستدل، وهذا هو الواقع، فإن الصحابة قنتوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أعلم منا بمواقع النسخ.
خامسًا: قلتَ في رسالتك: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقنت في غزوة مؤتة ولا يوم حنين ولا في الأحزاب.
والجواب على ذلك أن يقال: أما غزوة مؤتة فقد حصل فيها نصر مبين، فما وجه القنوت؟ وأما حنين فقد حصل للصحابة ما حصل في ضُحى ذلك اليوم ثم نصرهم الله، فما يُطلَب منهم في وقت ما حصل لهم ما حصل .. أن يتركوا القتال ويقنتوا ضُحى؟ ثم نصرهم الله بعد ذلك. وأما الأحزاب فلا يدل عدم القنوت فيها على النسخ، فقد قنت النبي عليه الصلاة والسلام بعد الأحزاب ودعا للمستضعفين كما ذكرنا ذلك سابقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادسًا: أما قولك أني حشدت أقوالاً كثيرة لأئمة المذاهب وبعض الصحابة وبعض العلماء وغيرهم، وأن أقوال الناس (تريد من حشدتُ له أقوالاً كثيرة) ليست بحجة؛ فهذا من العجب العجاب، كيف أحشد أقوال الصحابة ومنهم الخلفاء الراشدون وستة من الصحابة، بعضهم ممن روى أحاديث القنوت وفعل القنوت بنفسه، مما يدل على عدم النسخ، فهل هؤلاء ليس في أقوالهم حجة؟
ثم لبَّست بعض التلبيس حيث قلت: (وبعض الصحابة)، فهل هذا إيهام منك أن البعض الآخر يرى النسخ والمنع؟ ثم لماذا لم تذكرهم؟ بل إنني ذكرتُ في الرسالة أنه لا يوجد أحد من الصحابة- فيما أعلم- خالف مشروعية القنوت، بل يكفي إجماع الخلفاء الراشدين على مشروعية القنوت، وسوف أذكر لك نصوصهم بعد قليل، ثم قلتَ: إن الحجة في الكتاب والسنة، وهذا حق، ولكن الإجماع أيضًا حجة، وقد ذكرتُ لك نصوصَ مَن نقل مِن أهل العلم الإجماع على مشروعية القنوت، وتركتَ هذا كله، فهل الإجماع ليس حجة عندك؟ وهل إجماع الخلفاء الراشدين ليس حجة عندك؟
وإليك النصوص التي ذكرتُها في رسالة القنوت من فِعل الخلفاء الراشدين وإجماعهم عليه، وفِعل الصحابة الذين لا يُعرَف لهم مخالف فيما أعلم، وحكاية إجماع مَن حكى مِن أهل العلم، لعل وعسى في ذلك معذرة وبيانًا:
فعل الخلفاء الراشدين وإجماعهم على القنوت:
فقد صح عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أنهم قنتوا في النوازل، فعن العوام بن حمزة: سألت أبا عثمان عن القنوت فقال: بعد الركوع. قلت: عمَّن؟ قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان، رواه ابن أبي شيبة (2/ 106) رقم (7011)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 210)، وحسنه البيهقي في معرفة السنن (2/ 79). وقال ابن تيمية في الفتاوى (23/ 108): إن النبي عليه الصلاة والسلام قنت لسبب نازل به ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل، فيكون القنوت مسنونًا عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ... ثم قال: فسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين، أحدهما: أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه، وقال ابن القيم في الزاد في هديه صلى الله عليه وسلم في القنوت: إن المروي عن الصحابة في قنوت النوازل قنوت الصديق رضي الله عنه في محاربة مسيلمة وعند محاربة أهل الكتاب (راجع كتاب إعلاء السنن (6/ 83))، أما قنوت عمر فقد ذكر ابن تيمية في الفتاوى (23/ 108) وابن القيم في الزاد أنه قنت لما حارب النصارى. وقال ابن تيمية في الفتاوى (23/ 108): وكان عمر إذا أبطأ عليه خبر جيوش المسلمين قنت، ونقل الكاندهلوي في أوجز المسالك (3/ 176) عن كتاب الآثار لمحمد بن حسن قال: كان عمر رضي الله عنه إذا حارب قنت، وإذا لم يحارب لم يقنت، رواه الطحاوي وإسناده حسن.
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد قنت لما حارب من حارب من الخوارج، قاله ابن تيمية في الفتاوى (23/ 103)، وقنت أيضًا لما حارب أهل الشام في صفين، قال البيهقي في كتابه معرفة السنن في فصل القنوت إن عليًّا قنت في حرب يدعو فأخذ أهل الكوفة ذلك عنه.
فهذا هو هدي الخلفاء الراشدين، بل لو قال قائل إنه لا يعرف لهم مخالف لكان هو عين الصواب، وهو مذهب الناس في زمن علي بن أبي طالب وعليه أهل الكوفة تبعًا له. وقيل ذلك هو فعل الناس زمن عمر حيث قنت عدة مرات، وهو فعل الناس زمن أبي بكر حيث فعله فيهم، فأي إجماع أعظم من هذا؟
وأحب أن أنبهك إلى أنك نفيتَ عن أبي بكر أنه قنت، وادعيتَ على عمر أنه لم يقنت، وهذا من الرجم بالغيب والادعاء على الأفاضل بغير برهان، وقد ذكرتُ لك سابقًا قنوت أبي بكر وعمر، وزِدنا لك قنوتَ عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
نصوص من قنت من الصحابة:
أ- فقد صح عن أن أنس بن مالك رضي الله عنه أن كان يقنت في صلاة الفجر، رواه ابن المنذر في الأوسط (5/ 209) وغيره، علمًا بأن أنس ممن روى أحاديث قنوت النازلة، فكان بفعله هذا يرى أنها مُحكَمة لم تنسخ، بل صح عنه رضي الله عنه أنه نقل عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قنتوا في صلاة الفجر، فذكر هنا أنه فِعل جمْعٍ من الصحابة، والمقصود بذلك قنوت النازلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح، رواه الطبراني في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 345) رقم (576) فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار، وقال: لأُقرِّبن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، متفق عليه. وفي رواية عند الطحاوي في شرح الآثار (1/ 241): (لأرينكم)، فصلى بهم وقنت حتى يعلّمهم أن القنوت مشروع لم يُنسخ، ولذا قال: لأرينكم، علمًا بأن أبا هريرة رضي الله عنه ممن روى أحاديث القنوت للنازلة، فهذا فهمهم رضي الله عنهم، بل فعله هو بنفسه تدريبًا لأصحابه عليه، قال ابن القيم في زاد المعاد: ولا ريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك- أي القنوت- ثم تركه، فأحبَّ أبو هريرة أن يعلمهم أن مثل هذا القنوت سُنة. اهـ
ج- صح عن البراء بن عازب أنه كان يقنت، رواه ابن أبي شيبة (2/ 106) رقم (7016) وصفحة (108) رقم (7034)، وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 109)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 209)، والبيهقي في سننه (2/ 206)، مع أن البراء ممن روى أحاديث قنوت النازلة.
د- صح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه صلى الغداة في إمارته عن البصرة فقنت، رواه ابن أبي شيبة (2/ 105) رقم (7003)، وعبد الرزاق في مصنفه (3/ 113)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 209)، علمًا بأن ابن عباس في البصرة كان أميرًا لعلي بن أبي طالب، فلما قنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما حارب أهل الشام قنت ابن عباس تبعًا له، ذكر ذلك الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 252) في باب القنوت، وذكره التهانوي في إعلاء السنن (6/باب القنوت)، وقال الكاندهلوي في كتابه أوجز المسالك (3/ 175) نقلاً عن الدارقطني عن سعيد بن جبير، قال: أشهد أني سمعت ابن عباس يقول: إن القنوت في صلاة الفجر بدعة إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة، فانظر إلى كلام ابن عباس هذا وما فيه من ذكر عدم نسخ القنوت للنوازل، بل لا يبعد أن يكون هذا الكلام له حكم الرفع.
هـ- جاء عن معاوية رضي الله عنه أنه قنت في صِفين وما بعدها، يقنت هو ومن معه، ذكر قنوته الطحاوي في معاني الآثار، وكذا الطبري في تاريخه (3/ 113)، قال البيهقي في كتابه معرفة السنن في فصل القنوت: وقنت معاوية في الشام يدعو في صِفّين، فأخذ أهل الشام عنه ذلك.
و- وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار عن أبي موسى الأشعري أنه قنت، وذكره عنه ابن القيم في زاد المعاد، ورواه ابن أبي شيبة (2/ 105) رقم (7001) بسنده عن عبد الله بن معقل قال: قنت في الفجر رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي وأبو موسى.
فهؤلاء ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم ممن روى أحاديث قنوت النازلة وفعلها كأبي هريرة وأنس، وكلهم يرون القنوت وأنه لم يُنسَخ، إذ لو كان منسوخًا لم يفعلوه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأين المخالف لهم من الصحابة ممن منع قنوت النوازل أو رأى أنه منسوخ؟!
الإجماع:
مما يدل على مشروعية القنوت والذي تركتَ الاحتجاج به: الإجماع، ومن قول اللكنوي في كتاب التعليق الممجد (1/ 636): ولا نزاع بين الأمة في مشروعية القنوت ولا في مشروعيته للنازلة، إنما النزاع في بقاء مشروعيته لغير النازلة، ونقل ابن عبد البر في الاستذكار (6/ 202) عن يحيى بن سعيد أن القنوت إن دخلت جيوش المسلمين هو فعل الأئمة.
وممن نقل الإجماع الكاندهلوي في أوجز المسالك في شرح موطأ مالك (3/ 177) قال النيموي: تدل الأخبار على أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يقنتوا في الفجر إلا في النوازل، وذكره ابن أبي شيبة برقم (7006) بسنده عن ابن أبي ليلى قال: القنوت سُنة ماضية، وقال ابن تيمية في الفتاوى (23/ 108) إن القنوت مسنون عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين.
وقال التهانوي في إعلاء السنن (6/ 96): وأما دعوى نسخ القنوت في الفجر مطلقًا فتردها آثار الصحابة وقنوتهم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أحيانًا، ونقل عن صاحب كتاب الحجة البالغة: وكان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه إذا نابهم أمرٌ دعوا للمسلمين وعلى الكافرين بعد الركوع أو قبله. اهـ
سابعًا: قلت في آخر الرسالة بعد ما ذكرتَ أن الصحابة لم يقنتوا، قلتَ: والصحابة أعلم منا بالشريعة، وقد باشروا الأمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرفوا الوقائع .. والجواب عليه أن يقال: لو أنك قرأت رسالة القنوت قراءة فاحصة لما قلتَ هذا الكلام، فإني ذكرت في الرسالة أن الصحابة قنتوا بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الراشدين قنتوا، وهم أعلم منا بالشريعة، وقد باشروا الأمر بعد حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا بمشروعية القنوت وفق فهمهم وعملهم رضي الله عنهم، حيث إنهم أعلم منا بالشريعة، ولذا رأوا مشروعية القنوت، والواجب الرجوع إلى فهمهم.
ثامنًا: ذكرت في رسالتك فقلت: وكان بعض الصحابة لما سُئل عن القنوت في الفرائض قال: (أي بُنيّ بدعة)، وهذا الحديث مقلوب، والصحيح أنه سئل عن الجهر بالبسملة فقال أي بني بدعة.
وأخيرًا: وأما ما ذيلتم به رسالتكم من ذكر الإصرار وطلب الاعتذار لصاحبكم فأنت أولى بالاعتذار، لأنك خالفته مخالفةً تامة؛ فأنت في ادعائك النسخ في طرفي نقيض معه، فهو يرى أن القنوت لم يُنسخ، ولكن قيَّده في صورة واحدة وهي إذن الإمام أو مسجد الإمام، وأنت نقضْت فتواه ومنعت القنوت مطلقًا.
ثم الاعتذار من ماذا؟ هل لأجل ذكري لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والأئمة المهديين ومَن بعدهم في عملهم في القنوت؟ أوَ لأجل أننا رددنا عليه خطأه؟
نرجو من الله أن يحسن القصد والنية فيما نقول ونفعل، والله يحفظكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه أخوكم
حمود بن عقلاء الشعيبي
في 19/ 3/1422هـ(/)
عجيبة من عجائب الحافظ ابن رجب رحمه الله في الإخلاص
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 11:00]ـ
عجيبة من العجب من الحافظ ابن رجب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير محمد وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فهذه حكاية فيها عبرة، وعظة، ودرس لمن أراد لنفسه الخير والنجاة ..
ذكرها ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 39:
قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام [البعلي المشهور صاحب الاختيارات والقواعد] أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها، فعجبتُ من ذلك، ومن إتقانه لها، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب، وغيرهم؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة!
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام؟!
قال: إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه.اهـ.
قلت: رحم الله ابن رجب فقد كان مدرسة في الإخلاص، وفي التيقظ للنفس وحظوظها، وهذه نتيجة لتعظيم الله عز وجل في قلبه، وعدم الالتفات لغيره، وهو كما لا يخفى من أكثر المتأخرين عناية بعلم السلف، ونقل كلامهم؛ فلعل هذا من نتاجه.
وأين فعله من فعلٍ آخر عكسه تماما! فترى بعض المتعالمين ـ خصوصا في المنتديات ـ يرى سؤالا، أو كلاما في مسألة ما، هو خالِ الذهن منها، فينطلق إلى أحد المراجع؛ فينعم النظر فيها من كل جانب، وربما توسع، وذكر الخلاف أيضا، ولا يشير إلى مرجع ولا كتاب، وهو بهذا يشعر القارئ أنها من معلومه، ومحفوظه!
وقد قال النبي:" المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور". متفق عليه.
فلينظر العاقل خلاص نفسه، فوالله لن ينفعك مدح كاذب لست له بأهل.
ولو كنتَ تعقل لعلمتَ: أن من مدحك بما ليس فيك فقد بالغ في ذمك؛ لأنه نبه على نقصك، كما قال العلامة ابن حزم في مداوة النفوس ص14، هذا من جهة.
ومن أخرى: تكون قد وقعت في حبائل إبليس، ويوم البعث ستسأل عن هذا التدليس، ولا يقال: تَعلمت ليقال عالم وقد قيل، بل قد يقال تعالمت ليقال عالم!
فإذا بطل سعي من تكبد مشقة التعلم لذاك الغرض، فكيف سيكون حال مَن تعالم؟!
اللهم جنبنا الخزي والخسارة.
ولو تبع المسلم ما روي عن النبي:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ".
وقوله:" احرص على ما ينفعك ".
= لأراح، واستراح.
وذكرتني هذا الحكاية ببعض ما وقع للسلف، وهي تبين مدى عنايتهم ـ رحمهم الله ـ بأنفسهم، وتعاهدها، والتفكر في الغرض من الكلام، والدافع له.
ذكر الذهبي في السير في ترجمة الفضيل 8/ 433:
روى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال: بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته فقلت له: حريز! قال: ما يصنع بي يظهر لي محاسن كلامه، وأظهر له محاسن كلامي، فلا يتزين لي، ولا أتزين له خير له.
وقال فيض سمعت الفضيل يقول: إن استطعت أن لا تكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما.
إن كنتَ بليغا قالوا ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته!
فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا، ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن أحزنك ذلك، وشق عليك فتكون مرائيا، وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك، ومن مدحك فتكلم.
قلت [الذهبي]: هكذا هو فقد ترى الرجل ورِعا في مأكله وملبسه، ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه، ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة. اهـ مختصرا.
وفي 8/ 439:
قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبدالله الأنطاكي قال: اجتمع الفضيل والثوري فتذاكروا فَرَقّ سفيانُ، وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة.
فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه! ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إليك أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك؟
فبكى سفيان، وقال: أحييتني أحياك الله.
وفي الآداب الشرعية 2/ 29:
قال المروذي: ذكرتُ لأبي عبد الله عبدَ الوهاب على أن يلتقيا، فقال أليس قد كره بعضهم اللقاء؟ وقال: يتزين لي، وأتزين له، وكفى بالعزلة علما، والفقيه الذي يخاف الله.
وفي معجم الأدباء 5/ 250 - 251.
قال أبو بكر بن مجاهد: بلغنا أنه [ابن جرير الطبري] التقى مع المزني فلا تسأل كيف استظهاره عليه، والشافعيون حضور يسمعونه، ولم يذكر مما جرى بينهما شيئا.
قال أبو بكر بن كامل: سألت أبا جعفر عن المسألة التي تناظر فيها هو والمزني، فلم يذكرها؛ لأنه كان أفضل من أن يرفع نفسه، وأن يذكر ظفره على خصم في مسألة.
منقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفاروق]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا يا ابن رجب فقد نصحت فأفدت، ونقلت فأجدت
ـ[أمل*]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 07:30]ـ
جزاكم الله خيرا، مصدر النقل:
http://saaid.net/Doat/sudies/25.htm
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 07:45]ـ
جزاكم الله خيرا يا ابن رجب فقد نصحت فأفدت، ونقلت فأجدت
جزاكم الله خيرا وبارك فيك ,,
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 09:38]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن رجب ...
والله بالعفل عجيبة من عجائبه، وعجائب السلف نور العيون، لاتنقضي.
اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 09:55]ـ
أحسنت يا ابن رجب في هذا النقل عن ابن رجب!
ـ[الحمداني]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 10:37]ـ
جزاكم الله خيرا يا ابن رجب فقد نصحت فأفدت، ونقلت فأجدت
ـ[لامية العرب]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 03:28]ـ
سبحان الله الذي رزقهم العلم مع الاخلاص والخوف من الله
اللهم ارحمنا
بارك الله فيك ياابن رجب
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 09:54]ـ
المشايخ الفضلاء حياكم الله وبارك فيكم ,,
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 10:01]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم (ابن رجب) ونفع الله بكم , وشكرا على ما نقلتم ..
وجزاكم الله خيراً
ـ[أسماء]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم ابن رجب على هذا الموضوع القيم و الهام جدااااااااااااااا
و جزاك الله خير الجزاء و نفع بك و لا حرمك الأجر و الثواب على هذا النقل الطيب
و أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع و يوفقنا لما يحبه و يرضاه
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 02:48]ـ
لله دره هذا الجبل!
جزاك الله خيراً.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 03:19]ـ
الحمد لله
لله درك على الاختيار
ولله در ابن رجب رحمه الله
وعظتنا والله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Aug-2008, صباحاً 12:21]ـ
حفظكم الله ..
شكر الله لكم مروركم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 11:55]ـ
إذن يا مولانا وجب عليك فتح موضوع جديد فقط ل " قصص الإخلاص البديعة " ... و سأتواسط لك عند الإدارة لتثبيته بجانب موضوعي عن التحابب:):):)
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 12:20]ـ
رحم الله هذا الامام
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 11:17]ـ
إذن يا مولانا وجب عليك فتح موضوع جديد فقط ل " قصص الإخلاص البديعة " ... و سأتواسط لك عند الإدارة لتثبيته بجانب موضوعي عن التحابب:):):)
جزاكم الله خيرا ,, بالنسبة لصاحب الموضوع الاصلي (السديس) قد توقف من الكتابة , والناقل صاحب المعرف (أبو حاتم) قدر رحل , وبقيت انا وانا أسمح لك بان تفتح موضوعا مستقلا ..
على بركة الله.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 09:34]ـ
أنا من المحبين لهذا الإمام والمحبين لمؤلفاته القيمة لاسيما منهجه الفريد في حرصه على اتباع السلف من القرون المفضلة ومؤلفاته القيمة التي تحث على ذلك فمن ذلك كتاب فضل علم السلف على الخلف وكتاب الرد على من اتبع غير الأئمة الأربعة وغيرها من المؤلفات التي تحث على اتباع السلف والتقيد بأقوالهم.(/)
هل يجوز تصوير الكتب؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 01:24]ـ
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته ..
أسأل أيها الأحبة؛ عن حُكمِ تصويرِ الكتب، التي نص طابعوها على منع ذلك، فهل يجوز تصويرها وإنزالها على النتِّ مثلا ً؟
ومثله كذلك؛ بعضُ الأشرطة الحاسوبية، التي قد تحتوي خطوطاً أو برمجيات، ويضع فيها صانعوها شرطا بعدم نشرها، وقد يضعون قسما أحيانا ..
ألم تنتقل الملكية لي، فيحق لي التصرف فيها كأي سلعة أخرى؟
والأمر الآخر: ألا يعتبر ذلك من الشروط التي تحرم حلالاً؛ بأن تمنع أن أمنح سلعتي التي اشتريتُها بمالي من أريد؟
ما رأيُ المشايخِ في ذلك ..
والله يرعاكم.
أبو الوليد.
.
.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 02:29]ـ
رجل أنشأ شركة للبرمجيات، ووظف باحثين شرعيين وموظفين يعملون على الحاسب، وأخذ ينفق من المال عليهم وعلى مشروعه حتى أتم عملاً جليلاً على اسطوانة في خلال سنة أو سنتين، وقد انفق مئات الألوف في ذلك.
وقد نشر هذه الاسطوانه بعد ذلك وعرضها للناس للبيع بسعر معين ليتم تعويض ما أنفقه أو ليربح مالاً حلالاً من عمل صالح لأمته ومجتمعه.
فإذا بالناس - تحت أي دعوى وبعد بيع عشرات الاسطوانات فقط مما لا يعود عليه بعشر معشار ما أنفقه - ينسخون هذه الاسطوانة ويتداولونها بينهم بسعر زهيد (سعر الاسطوانة وسعر النسخ) ويضيع على الرجل حقه ومجهوده وإنفاقه.
ومثلها من أنفق زمناً في عمل كتاب أودع فيه من الأبحاث والجهد والعرق، وتفرغ لذلك وترك الكسب من أجل التفرغ لذلك حتى إذا أتم عمله وعرضه للبيع جاء من يستكثر ثمن نسخة الكتاب الشرعية ورأى أنه بعدة جنيهات قد امتلك الكتاب بما فيه من فكر وبحث وجهد فاستباح لنفسه تصويره، فيتداول الناس بعد ذلك النسخ المصورة ويرغبون عن شراء النسخ الشرعية ويضيع على الرجل حقه، فيترك هذا المجال ويبحث عن عمل يستطيع ان ينفق منه على أسرته وأبنائه.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 06:54]ـ
بارك الله فيك، لكني لم أر حكماً شرعياً بعد ..
وما الضير في إعطاءها من أريد إذا دخلت بحوزتي، وأنفقتُ عليها مالي ..
فكما أن المبرمج أنفق عليها أموالاً والمؤلفَ والناشرَ؛ فنحنُ كذلك؛ إذا قد دفعنا مقابل ذلك عوضا ماليا ..
وهل يشترط أن يحصل البائع على ما يريد من مال، أو يحقق ربح؛ حتى يسمح بانتشارها؟
.
.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 11:21]ـ
لم أذكر حكماً شرعياً لأني لست لذلك بأهل، كما انك طلبت رأي المشايخ ولست منهم، ولكني ذكرت توضيحاً لحقيقة ما يحدث ومآل هذه التصرفات التي يفعلها البعض، ومعلوم أن ما يؤدي فعله إلى فساد أو ضرر فله حكم مؤداه ومآله.
أما بخصوص ما انفقت من مال فهو مختص بالورق فقط أو بالاسطوانة وليس بالمادة التي تحتويها أو بحق الملكية الفكرية لصاحبها.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 12:21]ـ
أتمنى أن أجد اجابة مقنعة على موضوعك من الأعضاء،لأنني سبق وأن وضعت موضوع قبل 8أشهر وعدد المشاهدين يربو على 1500مشاهد، ولا أية ردود مقنعة،ثم وقع في صدري أنهم لا يستطيعون الاجابة،لأن الهوى يردهم والله المستعان،والعلم شريف ..
هذا رابط موضوعي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2952
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 01:29]ـ
لم أذكر حكماً شرعياً لأني لست لذلك بأهل، كما انك طلبت رأي المشايخ ولست منهم، ولكني ذكرت توضيحاً لحقيقة ما يحدث ومآل هذه التصرفات التي يفعلها البعض، ومعلوم أن ما يؤدي فعله إلى فساد أو ضرر فله حكم مؤداه ومآله.
أما بخصوص ما انفقت من مال فهو مختص بالورق فقط أو بالاسطوانة وليس بالمادة التي تحتويها أو بحق الملكية الفكرية لصاحبها.
أهلا بك أخي شريف، وكلامك لا غبار عليه ..
نحنُ لا نعتدي على حقوق المؤلف، أي على المادة، فلسنا نحرف أو نبدل أو نضيف ..
وإنما نروج للسلعة بطريقة أخرى، وكذلك لسنا نبيع، بل ننشره مجانا لمريد العلم ..
على ذلك؛ لا أرى مشكلة في النسخ والتصوير ..
سيما أنه من نشر العلم، الذي قد لا ينتقل إلا بهذه الصورة.
شكرا لك ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 12:16]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أتمنى أن أجد اجابة مقنعة على موضوعك من الأعضاء،لأنني سبق وأن وضعت موضوع قبل 8أشهر وعدد المشاهدين يربو على 1500مشاهد، ولا أية ردود مقنعة،ثم وقع في صدري أنهم لا يستطيعون الاجابة،لأن الهوى يردهم والله المستعان،والعلم شريف ..
هذا رابط موضوعي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2952
أهلا بك، لعلنا نجد إجابة كافية شافية إن شاء الله ..
..
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 03:24]ـ
ثم وقع في صدري أنهم لا يستطيعون الاجابة،لأن الهوى يردهم والله المستعان،والعلم شريف ..
هذا رابط موضوعي:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2952
أخي الفاضل / استغفر الله من سوء ظنك بإخوانك.
من لم يجب لم يجب لأن هذه نازلة جديدة وآثارها لم تتضح تمام الوضوح بعد، وأصل تصوير الكتب وسيلة من وسائل نشر العلم، ولم يعرف من السلف من كان يتجر بالعلم، وأخذ الأجرة على القرآن ورواية السنة يطول فيها الكلام وإن كان الراجح جوازه، أما المسألة التي ذكر بعض الإخوة المتعلقة بالضرر الذي يعود على المؤلف والمحقق ودار النشر بسبب تصوير الكتب فهذا محض ظن، ووالله الذي لا إله غيره قد سألت العديد من دور النشر: هل أثرت الكتب المصورة على النت على بيع الكتب عندكم فكان الجواب لا، وأنا أريد أن تذكروا لي شخصًا واحدًا من المشايخ المؤلفين تضرر بسبب وضع كتابه على الشبكة، بل والله أنا أرى فيها دعاية للكتاب الجيد النافع، ولن يتضرر منها إلا سراق المحققين وأدعياء التحقيق والدور التي تنشر الكتب المحرفة.
وهذه تقنية تفرض نفسها وبقوة، ومسألة تصوير الكتب تحتاج إلى تأني للبت في حكمها ومعرفة ما هي مميزاتها، ما هو الضرر الفعلي المترتب عليها وما هو النفع الذي تحصله الأمة من جرائها، فأرجو من الإخوة أن لا يسارعو في اتهام من توقف عن الإجابة، ووالله أنا أعرف جملة من أهل العلم أجاز ما يفعله الإخوة في تصوير الكتاب ونصوا على أنه أمر جائز طالما أنهم لا يتكسبون بذلك بل ونسخوها عندهم، ومن نقل عنه ذلك - بواسطة الثقات - من المكثرين من التحقيق والتأليف وصاحب دار نشر، ولو رأى في ذلك ضررًا لما أفتى بهذا، ولا أريد أن أصرح بأسمائهم لأنني لم أستأذنهم في ذلك وتلك نازلة تحتاج أن يتكلم فيها أهل الفقه الكبار بعد دراستها من جميع جوانبها.
وللعلم من يحب شراء الكتب ويرغب فيها يشتريها حتى ولو كانت مصورة لديه على الكمبيوتر وأنا شخصيًا من هؤلاء وجمع الكتب المصورة لا يجعلني أتوقف عن شراء الكتب ألبتة، لكن أصبح في متناول يدي ما أستطيع شراؤه وما لا أستطيع.
وضعوا في الاعتبار ملايين من المسلمين في أوروبا وأمريكا وفقراء العالم الإسلامي الذين لا يجدون القوت ولديهم الوقت للدراسة والعلم ولا يمنعهم إلا وصول الكتب إليهم.
الموضوع يحتاج وقفة وتأني وعدم المسارعة بإلقاء التهم بارك الله فيكم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 06:39]ـ
الغالي: علي أحمد عبد الباقي،
أحسنتَ أحسنتَ ..
كلام جميل جدا، جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 11:29]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
قال أخونا الفاضل
من لم يجب لم يجب لأن هذه نازلة جديدة وآثارها لم تتضح تمام الوضوح بعد، وأصل تصوير الكتب وسيلة من وسائل نشر العلم، ولم يعرف من السلف من كان يتجر بالعلم، وأخذ الأجرة على القرآن ورواية السنة يطول فيها الكلام وإن كان الراجح جوازه،
.
صدقت:
وللمسألة جوانب متعددة، وما زلنا نبحث فيها منذ عشر سنوات أو تزيد، بطول العالم الإسلامي وعرضه ...
والحقيقة أن طباعة الكتب في أصلها وسيلة لنشر العلم، فإن نظرنا إليها من الجانب التجاري البحت، واقتصرنا على ذلك، كما هو الحال عند الروم، استحالت وسيلة إلى كتمان العلم، في بعض الحالات، فهذا طرف من أطراف المسألة،
وللناشر أن يبيع الكتاب بما يغطي معه تكاليفه إن شاء الله، فإنما يبيع الورق والتجليد والتغليف، ولا أرى بذلك من بأس.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المسألة التي ذكر بعض الإخوة المتعلقة بالضرر الذي يعود على المؤلف والمحقق ودار النشر بسبب تصوير الكتب فهذا محض ظن، ووالله الذي لا إله غيره قد سألت العديد من دور النشر: هل أثرت الكتب المصورة على النت على بيع الكتب عندكم فكان الجواب لا، وأنا أريد أن تذكروا لي شخصًا واحدًا من المشايخ المؤلفين تضرر بسبب وضع كتابه على الشبكة، بل والله أنا أرى فيها دعاية للكتاب الجيد النافع، ولن يتضرر منها إلا سراق المحققين وأدعياء التحقيق والدور التي تنشر الكتب المحرفة.
.
الحقيقة أن طبع المرء للكتاب من خلال الحاسب في الغالب يكلف نحوا من ثمن الكتاب، فيكون الحصول على الكتاب المطبوع أفضل لمن أراد الكتاب حقا،
وهذه تقنية تفرض نفسها وبقوة، ومسألة تصوير الكتب تحتاج إلى تأني للبت في حكمها ومعرفة ما هي مميزاتها، ما هو الضرر الفعلي المترتب عليها وما هو النفع الذي تحصله الأمة من جرائها، فأرجو من الإخوة أن لا يسارعو في اتهام من توقف عن الإجابة، ووالله أنا أعرف جملة من أهل العلم أجاز ما يفعله الإخوة في تصوير الكتاب ونصوا على أنه أمر جائز طالما أنهم لا يتكسبون بذلك بل ونسخوها عندهم، ومن نقل عنه ذلك - بواسطة الثقات - من المكثرين من التحقيق والتأليف وصاحب دار نشر، ولو رأى في ذلك ضررًا لما أفتى بهذا، ولا أريد أن أصرح بأسمائهم لأنني لم أستأذنهم في ذلك وتلك نازلة تحتاج أن يتكلم فيها أهل الفقه الكبار بعد دراستها من جميع جوانبها.
.
الإجابة؟؟
هذه المسألة لعلها تحتاج إلى سنوات من البحث،
وللعلم من يحب شراء الكتب ويرغب فيها يشتريها حتى ولو كانت مصورة لديه على الكمبيوتر وأنا شخصيًا من هؤلاء وجمع الكتب المصورة لا يجعلني أتوقف عن شراء الكتب ألبتة، لكن أصبح في متناول يدي ما أستطيع شراؤه وما لا أستطيع.
.
صدقت وبررت!! لكن في بعض الأحيان نجد الكتاب طبع منذ نحو ثلاثين سنة، ونفدت طبعاته، ولا نجد بُدا من تصوير نسخة:
مثال: تاريخ الدوري عن يحيى بن معين
تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي
معرفة الرجال لابن محرز ....
وضعوا في الاعتبار ملايين من المسلمين في أوروبا وأمريكا وفقراء العالم الإسلامي الذين لا يجدون القوت ولديهم الوقت للدراسة والعلم ولا يمنعهم إلا وصول الكتب إليهم.
الموضوع يحتاج وقفة وتأني وعدم المسارعة بإلقاء التهم بارك الله فيكم.
أجل! وينبغي أن يكون الله ورسول أحب إلينا من تجارة نخشى كساده،
وأما كتمان العلم فالوعيد فيه شديد، كما في الآيتين: 159 و 174 من سورة البقرة
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 03:00]ـ
أخي الفاضل / استغفر الله من سوء ظنك بإخوانك.من لم يجب لم يجب لأن هذه نازلة جديدة وآثارها لم تتضح تمام الوضوح بعد، وأصل تصوير الكتب وسيلة من وسائل نشر العلم، ولم يعرف من السلف من كان يتجر بالعلم، وأخذ الأجرة على القرآن ورواية السنة يطول فيها الكلام وإن كان الراجح جوازه، أما المسألة التي ذكر بعض الإخوة المتعلقة بالضرر الذي يعود على المؤلف والمحقق ودار النشر بسبب تصوير الكتب فهذا محض ظن، ووالله الذي لا إله غيره قد سألت العديد من دور النشر: هل أثرت الكتب المصورة على النت على بيع الكتب عندكم فكان الجواب لا، وأنا أريد أن تذكروا لي شخصًا واحدًا من المشايخ المؤلفين تضرر بسبب وضع كتابه على الشبكة، بل والله أنا أرى فيها دعاية للكتاب الجيد النافع، ولن يتضرر منها إلا سراق المحققين وأدعياء التحقيق والدور التي تنشر الكتب المحرفة.
وهذه تقنية تفرض نفسها وبقوة، ومسألة تصوير الكتب تحتاج إلى تأني للبت في حكمها
أشكر الشيخ المشرف/علي أحمد عبدالباقي .. على هدوءه وأخلاقه ,وأستغفر الله من سوء ظني بإخواني ...
أما مسألة تصوير الكتب تحتاج إلى تأني للبت في حكمها؟
فنعم.لكن على حساب ماذا .. هل على حساب التوقف والابتعاد عنها وسؤال أهل العلم ورأي المجمع الفقهي , أم في الورود فيها وعدم اعطاء أي أهمية في حكمها.
وينظر في ذلك ما كتبه الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله عن حقوق التأليف والطبع، في كتابه "فقه النوازل" (2/ 101 - 187).
ـ[الخزرجي]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 11:25]ـ
،والعلم شريف ..
[/ url]
بغض النظر عن حكم هذه المسألة , أقول تحت هذه العبارة العظيمة:
في الشهر الماضي طلب مني أحد طلاب الدراسات العليا في إحدى الجماعات الاسلامية أن أعد له بحثاً فصليا في حكم صلاة الجماعة , فقلت له: أنك أنت أعلم مني بحكم سرقة البحوث , فقال لي إذاً عليك أن توثق لي ما سأكتبه؛ فأنا سأنقله من الموسوعة ........ الإلكتروية , وهذا الحد من المساعدة مسموح في النظام , فأخبرته بعدم تملكي أي موسوعة إلكترونية , فأعطاني جهازه لأستفيد من الموسوعة فتفاجأت بأن الموسوعة اشترطت عدم نسخها وصاحبنا قد نسخها من صاحبه , فأخبرته بأن هذا سرقة فقال لي: " ياشيخ العلم اليوم هكذا يأتي واترك عنك التشدد "!!!!
الأعجب من هذا أننا كنا في وقتها عند أحد طلبة العلم الكبار , فقال عني: هذا المتشدد لو علم أنك تشتري البحوث ماذا سيقول!!!!!!!!
آلمني جداً هذا الموقف , لكنه هان بأوجع منه حينما تذكرت أن أحد العوام قال لي متعجبا كيف تسنى للمتطوعين كتابة تفسير ابن كثير على الكمبيوتر؛ ففي كتابته جهد كبير , فقلت له هذا قطرة من بحر؛ فهم كتبوا كتب الدنيا كلها , فقال حتى المعاصرة , قلت نعم , فقال لايسمح بعض أصحابها بهذا فقلت ومع هذا كتبوها فقال: "حتى طلبة العلم يسرقون "
أقول: رحم الله السلف؛ فهم من عرف شرف هذا العلم؛ حتى شكرهم على التعليم يرفضوه فضلاً عن أخذ المال به فضلا عن سرقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 12:55]ـ
الخزرجي، أهلاً بك ..
كلام العامة لا يحتج به ..
وإن كان في ملكي كتابٌ فنسخته لأقيد الناس به؛ ما العلة في ذلك؟
وأي سرقة هي؟
لم أنسخه وأبعه بثمن بخس ..
وأظن أن من تشريف العلم؛ نشره وإشاعته بين الناس، وعدم حبسه في بطون الكتب ..
وأهلا بك.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 02:00]ـ
ترك المستحب مع الشبهة فيه، أفضل من فعلها معها ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 04:51]ـ
لقد نحا الموضوع جانباً عن صوابه - فيما اظن - وأقول لإخواني الذين يقولون أنه لا يتضرر أحد من نسخ هذه الاسطوانات او تصوير الكتب (لا أتحدث عن وضعها على الشبكة) بدون إذن من صاحبها - إن لم يكن ليس هناك ضرر من ذلك فأخبرني بالله عليك لماذا ينص مصمموا هذه المواد على أن " حقوق الطبع محفوظة " وأنه " لا يسمح لأحد بنسخ الكتاب " وبعضهم يجعلك تقسم بالله أن النسخة التي تشغلها أصلية "؟؟؟؟
ـ[الخزرجي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 08:57]ـ
الخزرجي، أهلاً بك ..
كلام العامة لا يحتج به ..
لم أنسخه وأبعه بثمن بخس ..
.
حياك الله ...
أنا لم أتكلم في المسألة أصلاً حتى أحتج بقول أحد , المقصود من كلامي أنّ للعلم قيمة لابد من اعتبارها , وأنّ من العامة من هم أورع من بعض المنتسبين للعلم.
وبينت أنني لا أريد أن تكلم عن المسألة , وإنما أردت التعليق على العبارة المقتبسة؛ لأن المسألة واضحة.
وإن كان في ملكي كتابٌ فنسخته لأقيد الناس به؛ ما العلة في ذلك؟
وأي سرقة هي؟
لسؤالك سأجيب:
ألف مؤلف كتابا واشترط على الناس أن لايتملكوه إلا بشرائه ثم اشترط عليهم إذا اشتروه أن لا يستنسخوا منه إلا نسخة شخصية ولا يوزعوها على أحد وربما استحلفهم على ذلك , فما رأيك فيمن استنسخ كتابه ووزعه بعد ذلك؟
ألم يفعل مالا يحق له؟
ياأخي الكريم , إذا كان صاحب الكتاب منع من هذا لمصلحة مادية أو لكتم العلم أو لاحتكار الافكار أو لأي مصلحة سواء كانت شرعية أولا , فلا يجوز لك استنساخه للعهد الجاري بينكم.
فكيف نقول بعد هذا أن في نشر مثل هذه الكتب نشراً للعلم وخدمة للمسلمين؟!!
ثم طلب العلم بهذه الطريقة ليس كأكل المضطر من حق الغير حتى نجيزه لمن نزعم أنهم بحاجته.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 09:15]ـ
للفائدة:
طالع كتاب " الحق الأدبي للمؤلف في الفقه الاسلامي والقانون المقارن " للدكتور عبدالله النجار.
لعلك تجد فيه فائدة.
وللفائدة أيضا انظر إلى النظام في الملف المرفق.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 01:18]ـ
جزاكما الله أخواي شريف والخزرجي خيرا على التوضيح
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 02:20]ـ
ترك المستحب مع الشبهة فيه، أفضل من فعلها معها ..
صدقتَ، بارك الله فيك.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 03:07]ـ
لقد نحا الموضوع جانباً عن صوابه - فيما اظن - وأقول لإخواني الذين يقولون أنه لا يتضرر أحد من نسخ هذه الاسطوانات او تصوير الكتب (لا أتحدث عن وضعها على الشبكة) بدون إذن من صاحبها - إن لم يكن ليس هناك ضرر من ذلك فأخبرني بالله عليك لماذا ينص مصمموا هذه المواد على أن " حقوق الطبع محفوظة " وأنه " لا يسمح لأحد بنسخ الكتاب " وبعضهم يجعلك تقسم بالله أن النسخة التي تشغلها أصلية "؟؟؟؟
أهلاُ بك أخي،
يتضرر الناشرون من الناحية التجرية؛ ربما، لأن المبيعات حينها ستنخفض ..
علماً أن كلامي عن نشرها في الشبكة ..
وأهلا بك.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 03:11]ـ
حياك الله ...
أنا لم أتكلم في المسألة أصلاً حتى أحتج بقول أحد , المقصود من كلامي أنّ للعلم قيمة لابد من اعتبارها , وأنّ من العامة من هم أورع من بعض المنتسبين للعلم.
وبينت أنني لا أريد أن تكلم عن المسألة , وإنما أردت التعليق على العبارة المقتبسة؛ لأن المسألة واضحة.
لسؤالك سأجيب:
ألف مؤلف كتابا واشترط على الناس أن لايتملكوه إلا بشرائه ثم اشترط عليهم إذا اشتروه أن لا يستنسخوا منه إلا نسخة شخصية ولا يوزعوها على أحد وربما استحلفهم على ذلك , فما رأيك فيمن استنسخ كتابه ووزعه بعد ذلك؟
ألم يفعل مالا يحق له؟
ياأخي الكريم , إذا كان صاحب الكتاب منع من هذا لمصلحة مادية أو لكتم العلم أو لاحتكار الافكار أو لأي مصلحة سواء كانت شرعية أولا , فلا يجوز لك استنساخه للعهد الجاري بينكم.
فكيف نقول بعد هذا أن في نشر مثل هذه الكتب نشراً للعلم وخدمة للمسلمين؟!!
ثم طلب العلم بهذه الطريقة ليس كأكل المضطر من حق الغير حتى نجيزه لمن نزعم أنهم بحاجته.
أهلا بك حبيبي الخزرجي،
المؤمنون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو أحرم حلالا ..
ومن يمنعني من التصرف في ملكي، طلما أني لستُ أحرفُ في المادة الأصلية .. ؟
بل أنا أعتبرها من قبيل التسويق للمؤلف؛ فالذين يقرؤون على الحاسب الآلي، باعتقادي أنهم قلة ..
بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 02:08]ـ
أهلا بك حبيبي الخزرجي،
المؤمنون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو أحرم حلالا ..
ومن يمنعني من التصرف في ملكي، طلما أني لستُ أحرفُ في المادة الأصلية .. ؟
.
أين الشرط المحرم ياأخي الحبيب؟
بل أنا أعتبرها من قبيل التسويق للمؤلف؛ فالذين يقرؤون على الحاسب الآلي، باعتقادي أنهم قلة ..
نشر المؤلفات على الشبكة لا يستفيد منها المؤلف إلا الشهرة , أما من الناحية المادية فإنه يضره.
وإلا ما قيمة منعه من ذلك؟!
حينما أجد كتاباًما بمفرده بـ 100 ريال وأجده في إسطوانة تباع بـ 5 ريال مع مجموعة من الكتب فلا شك أنني سأشتري الاسطوانة أو أحمله من الشبكة التي لا تكلفني إلا انتظار الدقائق.
ولكن حينما أحتاج الكتاب ولا أجده على الشبكة فإنني سأذهب لأشتريه , وفي هذه الحالة سيستفيد المؤلف , أما في الحالة الأولى فلا يشك أحد أنه سيخسر. هل تصورت هذا؟
حينما تجد النصوص المقتبسة من كتب أهل العلم في المنتديات منقوطة بالشكل وتجد مادة البحث ملونة بالأحمر ..
وحينما تجد الأخطاء المطبعية المتوافقة بين الموسوعات الالكترونية وبعض البحوث العلمية تعلم أن طلبة العلم اليوم لايعرفون المكتبات.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 07:10]ـ
هذه المسألة مشابهة لمسألةٍ سألت عنها إحدى الأخوات فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وقد جاء في سؤالها مايلي:
إحدى المعلمات الخصوصيات تأتي إلي في المنزل وتدرسني مادة الرياضيات، وأدفع لها مبلغا مقابل التدريس قد يصل إلى ثلاثة آلاف ريال، وتعطيني بعض المذكرات الخاصة بشرحها، وتستحلفني بالله أن لا أعطيها أحدا؛ لأنها كما تعلمون تريد الربح من وراء هذه المذكرات.
السائلة: هل يجوز لي أن أصور هذه المذكرات وأعطيها صديقاتي اللاتي لايستطيعون دفع المبلغ للمعلمة؟
قال الشيخ: نعم يجوز لك ذلك؛ لأنها أصبحت في ملكيتك الآن، ولم تأخذيها إلا بأجر من المعلمة. أ.هـ، سمعته في برنامج (مع سماحة المفتي) الذي يبث في قناة المجد الفضائية.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 03:09]ـ
الخزرجي، أهلا بك حبيبي الفاضل .. وسعيدٌ جدا بالحوار معك ..
الشرط الذي أعتقده محرما أن يمنعني من الاستفادة بما أراه حقا بما دخل تحت ملكيتي، مثل الكتب ..
وليس بالضرورة أن يكون معظم الناس يأخذون الكتب من النت، بل إني أكاد أجزم أن من يقرأ هم قلة، لأني جربتُ القراءة على الحاسب، متعبة جدا، يستفيد منها من يريد طباعة بححث فتختصر عليه الوقت ..
حينما تجد النصوص المقتبسة من كتب أهل العلم في المنتديات منقوطة بالشكل وتجد مادة البحث ملونة بالأحمر ..
وحينما تجد الأخطاء المطبعية المتوافقة بين الموسوعات الالكترونية وبعض البحوث العلمية تعلم أن طلبة العلم اليوم لايعرفون المكتبات.
لا أرى بأسا في ذلك؛ لأنها تختثر الوقت الكثير، فمن غير المعقول أن أنقل النص من الكتاب، وهو يتوفر لدي على الحاسب ..
ولا أنسى أنه لا بد من المقارنة وتفقد الخطأ، وما دامت طبعات الكتب والمخطوطات تختلف فيما بينها، وتحوي أخطاء؛ فهي كالموسوعات.
بارك الله فيك.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 03:12]ـ
هذه المسألة مشابهة لمسألةٍ سألت عنها إحدى الأخوات فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وقد جاء في سؤالها مايلي:
إحدى المعلمات الخصوصيات تأتي إلي في المنزل وتدرسني مادة الرياضيات، وأدفع لها مبلغا مقابل التدريس قد يصل إلى ثلاثة آلاف ريال، وتعطيني بعض المذكرات الخاصة بشرحها، وتستحلفني بالله أن لا أعطيها أحدا؛ لأنها كما تعلمون تريد الربح من وراء هذه المذكرات.
السائلة: هل يجوز لي أن أصور هذه المذكرات وأعطيها صديقاتي اللاتي لايستطيعون دفع المبلغ للمعلمة؟
قال الشيخ: نعم يجوز لك ذلك؛ لأنها أصبحت في ملكيتك الآن، ولم تأخذيها إلا بأجر من المعلمة. أ.هـ، سمعته في برنامج (مع سماحة المفتي) الذي يبث في قناة المجد الفضائية.
أهلا بكم،
بوركتم، وهذا ما كنتُ أقوله.
وفقكم الله.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 10:37]ـ
صدقتَ، بارك الله فيك.
إذا اتضحت المسألة ..
ـ[الخزرجي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 10:15]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الخزرجي، أهلا بك حبيبي الفاضل .. وسعيدٌ جدا بالحوار معك ...
ما تتصور كم أنا سعيد بمعرفتك فضلا عن الحوار معك.
ولذلك أتمنى منكم اتساع صدركم لما قلته وما سأقوله.
الشرط الذي أعتقده محرما أن يمنعني من الاستفادة بما أراه حقا بما دخل تحت ملكيتي، مثل الكتب ..
هذا يصدق حينما يبيع عليك المؤلف كلامه أو حقه في النشر , ولكنه لم يفعل.
وإنما باع عليك أمرين هما:
1 - صفحات مرسوم عليها _ وهذه مادة _
2 - حق القراءة من كتابه , لا حق التصرف بالمقروء ماديا _ وهذه المنفعة _
فلو كان نصيب المؤلف من الكتاب 20 ريالا , فإن جزءا منها للحبر والورق والطباعة والنشر وجزءا آخر للانتفاع بالمكتوب بالقراءة فقط.
إذاً أنت تمتلك أوراقا وحبرا من حقك أن تحرقها ومن حقك أن تهديها ومن حقك التصرف فيه كيفما شئت , لكن لا يجوز لك تصويره لما سيأتي _ إن شاء الله_
وأيضاً أنت تمتلك حق الانتفاع بالمكتوب بالقراءة فمن حقك أن تقرأ وتقرئ منه متى شئت وكيفما شئت.
هذا كل ما تمتلكه من الكتاب.
وهناك أمران لم يبعهما عليك وهما:
1 - الكلام الموجود فيه , بمعنى أنك لا يحق لك أن تنسب الكلام لغيره.
2 - حق النشر والطباعة , بمعنى أنك لا يحق لك أن تنشر الكتاب بدون إذنه إلا إذا اشتريت حقه.
فأنت لاتمتلك نسبته لغيره
ولا تمتلك الحق في نشره
مع العلم أن بعض المؤلفين يبيع كلامه , وبعضهم يبيع حقه , فما فائدة بيعه لهذين الامرين إذا كان من لم يشترها منه له الحق فيها؟!!!
وهذا الكلام ستعيه جيدا إذا تصورت نظام حقوق المؤلف.
وليس بالضرورة أن يكون معظم الناس يأخذون الكتب من النت، بل إني أكاد أجزم أن من يقرأ هم قلة، لأني جربتُ القراءة على الحاسب، متعبة جدا، يستفيد منها من يريد طباعة بححث فتختصر عليه الوقت ..
لا أرى بأسا في ذلك؛ لأنها تختثر الوقت الكثير، فمن غير المعقول أن أنقل النص من الكتاب، وهو يتوفر لدي على الحاسب ..
ولا أنسى أنه لا بد من المقارنة وتفقد الخطأ، وما دامت طبعات الكتب والمخطوطات تختلف فيما بينها، وتحوي أخطاء؛ فهي كالموسوعات.
بارك الله فيك
نعم أحسنت , لكن أنا لم أقصد بكلامي هذا أنه لايجوز الانتفاع بالموسوعات؛ لأن منها ما هو جائز.
لكن قصدت أنه ليس بصحيح أن القراء من هذه الموسوعات قلة , بل البحاث اليوم كما ذكرتَ يستفيدون منها كثيرا , إذاً فلا معنى لقولنا: " سننشر الكتب على الشبكة فهذا لايضر المؤلف لأن الناس اليوم يشترون الكتب ولا ينتفعون بما هو على الشبكة إلا قليلاً ".
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 12:07]ـ
أهلاً بك، وجزاكَ الله خيراً.
كلامك جميل جداً، حق المؤلف في المادة لا غبار عليه، ولكن حقه في النشر، هو الذي أرى في نظر؛ فإني اشتريتُ الكتاب، أستفيدُ منه وغيري كذلك، وإن صورتُه فللفائدة لا للبيع، فهو قد نشر كلامه، فكيف يقول لا أسمح بنشره؟
هذا يعني أنه لا يجوز إذاً الاستشهاد بكلامه.
ثم إن كان المنشور علماً، هل يجوز كتمه وعدم نشره بين الناس؟
بارك الله تعالى فيك.
ـ[اسعد]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو الوليد التويجري والاخوه في المنتدى سلمهم الله
تحيه طيبة وبعد
فلقد قرأت الموضوع وبحثت عن اجابة له منذ زمن وبالصدفة وجدت ردا على موقع الوقفية معناه انهم يستندون على فتوى شرعية للشخ ابن باز رحمه الله بنشر العلم
لكنني للاسف لم اعثر عليها الان ولكني وجدت هذا الرابط وارجوا ان يكون فيه كفاية
والسلللللللللللللللللللللللللل لللللام
http://forum.turath.com/showpost.php?p=1091&postcount=2
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الافاضل:
سألت عن هذا الأمر شيخي محمد المختار الشنقيطي-حفظه الله- فأجابني بأنه إن قصد بالنسخ نشر العلم وإذاعته وتمكين الفقراء منه فلا بأس، وإن قصد به الربح والتجارة فلا يجوز.
والله تعالى اعلى واعلم.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 03:55]ـ
حق المؤلف في المادة لا غبار عليه، ولكن حقه في النشر، هو الذي أرى في نظر؛ فإني اشتريتُ الكتاب، أستفيدُ منه وغيري كذلك، وإن صورتُه فللفائدة لا للبيع،.
ياشخينا سأعيد كلامي باختصار:
المؤلف لم يبع عليك حق النشر , فلا تستطيع أن تنشر كتابه.
وتستطيع الاستفادة بما تملكه , فتستطيع أن تقرأ منه وتقرئ منه.
فإن كنت تعترض على وقوع هذا الشرط منه , فالنظام عندك قد بين لك.
وإن كنت تعترض على جواز اشتراطه هذا الشرط فهنا أطالبك بالدليل الشرعي.
فهو قد نشر كلامه، فكيف يقول لا أسمح بنشره؟
هو نشر كلامه لأنه يملكه , أما المشتري فلا يملكه فليس له الحق بالنشر إلا بأذن صاحب الكلام.
هذا يعني أنه لا يجوز إذاً الاستشهاد بكلامه.
لا بل يجوز لأنه أجاز الاستشهاد ببعض كلامه , وهذا تجده في النظام.
ثم إن كان المنشور علماً، هل يجوز كتمه وعدم نشره بين الناس؟
أنت مأمور بنشر العلم الذي تملكه , ولست مأموراً باغتصاب علم غيرك لتنشره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 05:37]ـ
السؤال يا إخوة / هل يجوز جمع العلم للاتجار به والتكسب به؟
هل يجوز أن أحفظ العلم ليكون مهنة أمتهنها؟
هل يجوز لمن ألف كتابًا أن يقول أنا أمنع نسخ هذا الكتاب إلا لمن أعطاني خمسة ريالات مثلا؟
وإن أجزنا له هذا الفعل هل يجوز بلا قيد بمعنى أنه يظل طوال حياته يأخذ خمسة ريالات ليسمح لطالب العلم بنسخ كتابه، أم فقط نسمح له بقدر ما يعوض له ما أنفق من وقت؟
وهل يجوز لمن دفع الريالات الخمسة وأخذ نسخة أن يوقف هذه النسخة من أراد أن ينسخها نسخها.
فأنا نسخت الكتاب دفعت بخمسة ريالات مقابل إذن المؤلف لي بالنسخ، ثم كلفت نفسي بكتابة هذا الكتاب بصيغة أخرى غير صيغة المؤلف التي يبيع بها بصيغة وورد مثلا أو بصيغة صور ثم جعلت هذه النسخة وقف من أراد أن يستفيد منها من المسلمين فليستفد، فهل هذا لص وسارق، بارك الله فيكم؟
هكذا تناقش هذه القضية!!
وبمناسبة الرابط الذي وضع من دار التراث، حقيقة الأمر أن دار التراث فعلت أبشع مما قام به من يصوروا الكتب ويضعوها على النت.
فقد أخذت جهد الناسخ والمحقق في إقامة النص وحولته إلى صيغة أخرى وبنفس تقسيم المحقق للصفحات ثم تاجروا به.
فأيهما أفضل من تاجر أم من جعل ذلك لمصلحة المسلمين بغير نفع مادي يعود عليه بل دفع هو من ملكه الخاص ثمن النسخة التي صورها والوقت الذي قام فيه بالعمل.
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[31 - Jan-2008, صباحاً 09:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كان فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. (وهو من استفتاحات النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ولكن بقول اهدني بدلاً من اهدنا، رواه مسلم).
إن الأمر الذي يطرحه الخزرجيّ واضح، فأنت إن اشتريت شيئاً قد تعب رجل ما في ابتكاره وإخراجه لك، فقد امتلكت عين هذا الشيء ولم تمتلك الفكرة التي أبدعها بل هو له فيها حق السبق. فلك الحق أن تبيع عين هذا الشيء الذي امتلكته أو توزعه أو تعمل فيه ما تشاء، ولكن ليس لك أن تصنع نسخة مثله وتوزعها بالمجان إن لم يأذن لك هو بذلك. هذه هي الفكرة.
ولكن مما يطرأ على الكتاب من الحالات كأن يندر وجوده في أطراف الدنيا أو أن يكون قد مات كاتبه من زمن بعيد فينظر لهذه الأمور في حالاتها الخاصة ويُسأل أهل العلم والله أعلم.
وقد سألت الشيخ محمد المنجد مشافهة فقال لي لا بأس بتداول هذه الكتب المصورة على الشبكة العالمية بشرط أن يأذن المؤلف ويأذن الناشر. والحق يقال أن إذنهم في هذا نشر للعلم وبركة له وزيادة في الأجر، وهو الأكمل والأفضل إن أغناهم الله من فضله. والله أعلم والحمد لله.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 01:20]ـ
هل يجوز لمن ألف كتابًا أن يقول أنا أمنع نسخ هذا الكتاب إلا لمن أعطاني خمسة ريالات مثلا؟
وإن أجزنا له هذا الفعل هل يجوز بلا قيد بمعنى أنه يظل طوال حياته يأخذ خمسة ريالات ليسمح لطالب العلم بنسخ كتابه، أم فقط نسمح له بقدر ما يعوض له ما أنفق من وقت؟
آمل منكم ومن الأعضاء الكرام، الاطلاع على المرفق الذي وضعه أحد الأعضاء أعلاه لانه مهم جداً ..
وبغض النظر عن شرط المؤلف، فالوزارة تمنع ذلك، وفي المرفق ما هو مفصل ..
وللجواب على سؤالك تجده أيضاً في المرفق،ولكن نقلته ليسهل عليكم الاطلاع:
المادة الرابعة والعشرون:
1 - تستمر حماية حقوق المؤلف في المُصنف مدى حياة المؤلف، ولمُدة خمسين سنة بعد وفاته.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 12:09]ـ
آمل منكم ومن الأعضاء الكرام، الاطلاع على المرفق الذي وضعه أحد الأعضاء أعلاه لانه مهم جداً ..
وبغض النظر عن شرط المؤلف، فالوزارة تمنع ذلك، وفي المرفق ما هو مفصل ..
وللجواب على سؤالك تجده أيضاً في المرفق،ولكن نقلته ليسهل عليكم الاطلاع:
المادة الرابعة والعشرون:
1 - تستمر حماية حقوق المؤلف في المُصنف مدى حياة المؤلف، ولمُدة خمسين سنة بعد وفاته.
بارك الله فيك ما هو دليل هذا التحديد شرعًا، ولماذا لا تطول فتصبح مئة سنة، او تقصر فتصبح خمس سنوات؟!!
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 12:20]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو
أما بعد،
بارك الله فيك ما هو دليل هذا التحديد شرعًا، ولماذا لا تطول فتصبح مئة سنة، او تقصر فتصبح خمس سنوات؟!!
سؤال وجيه جدا:
لكنه ليس السؤال الوحيد،
السؤال الثاني: أليس في هذا كتمان للعلم؟ ولو إلى حين؟
السؤال الثالث: لو أن أحدا من المصنفين ممن تقدمت وفياتهم عن سنة 300هـ أخذ بهذا، هل كان يصلنا من العلم شيء؟؟
السؤال الرابع: هل صدر هذا الكلام عن مفهوم إسلامي، أم عن مفهوم صليبي مادي؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 10:08]ـ
السؤال يا إخوة / هل يجوز جمع العلم للاتجار به والتكسب به؟
هل يجوز أن أحفظ العلم ليكون مهنة أمتهنها؟
هل يجوز لمن ألف كتابًا أن يقول أنا أمنع نسخ هذا الكتاب إلا لمن أعطاني خمسة ريالات مثلا؟
وإن أجزنا له هذا الفعل هل يجوز بلا قيد بمعنى أنه يظل طوال حياته يأخذ خمسة ريالات ليسمح لطالب العلم بنسخ كتابه، أم فقط نسمح له بقدر ما يعوض له ما أنفق من وقت؟
.
مسألة جمع العلم للاتجار به وحفظ العلم لامتهانه لا تفيدنا في موضوعنا بشيء , لأن هذا الامر راجع لنية المؤلف ولا علاقة لنا بها , وإنما السؤال الذي ينبغي أن يسأل هنا: هل يجوز لنا أن نتصرف في حق مؤلف ألف مؤلفه الشرعي للاتجاربه؟
فيكون أتى بطامة من قال بجواز ذلك.
ويا أخوة نحن نتكلم هنا عما يجوز لنا _ المشترين _ من تصرف فيما اشتريناه , ولسنا نتكلم هنا عما يجوز للمؤلف من تصرف في ملكه.
ويجوز لمن ألف كتابا أن يمنع من نسخه ونشره مدى حياته ويجوز لورثته المنع إلى 50 سنة بعد وفاته ثم يصير الحق عاما.
فإن قلتَ: لم جاز له المنع , قلتُ: كررتُ أكثر من مرة أنه لم يبع حق النشر وإنما باع حق القراءة والاستفادة من النسخة.
وإن قلتَ: لم حدد وقت المنع بـ 50 سنة قلت: لأنه قال حقوق الطبع محفوظة وهذه العبارة تعني أنه اشترط كل ما نص عليه النظام وهذا التحديد مما نص عليه النظام , مع العلم أن بعض المؤلفين يزيد شروطا على مافي النظام بتبيينها في أول مؤلفه.
وهل يجوز لمن دفع الريالات الخمسة وأخذ نسخة أن يوقف هذه النسخة من أراد أن ينسخها نسخها.
فأنا نسخت الكتاب دفعت بخمسة ريالات مقابل إذن المؤلف لي بالنسخ، ثم كلفت نفسي بكتابة هذا الكتاب بصيغة أخرى غير صيغة المؤلف التي يبيع بها بصيغة وورد مثلا أو بصيغة صور ثم جعلت هذه النسخة وقف من أراد أن يستفيد منها من المسلمين فليستفد، فهل هذا لص وسارق، بارك الله فيكم؟
هكذا تناقش هذه القضية!!
المؤلف ما أذن لك النسخ , وإنما الخمسة ريالات كانت مقابل القراءة والاقراء.
فإذا نسخته مع هذا فقد تعديت على حقه.
_ سؤال محيرني جداً:
كلكم يعلم أن بعض المؤلفين يبيع حق النسخ بمعنى أن تأتي أحد دور النسخ وتعطيه مثلا 100 ألف ريال على أن يأذن لها بنسخ الكتاب سواء كان هذا النسخ نشرا خيريا أو كسبا ماديا , فلم دفعت هذه الدار الـ 100 ألف ريال له إذا كان النسخ دون إذنه جائزا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الخزرجي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 10:13]ـ
آمل من المشاركين مطالعة المشاركات السابقة؛ حتى يتصور الموضوع ولا يكرر.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 01:38]ـ
بارك الله فيك ما هو دليل هذا التحديد شرعًا، ولماذا لا تطول فتصبح مئة سنة، او تقصر فتصبح خمس سنوات؟!!
الوزارة حددت ذلك ..
الدليل: أن هذا التحديد يعتبر من أوامر ولي الأمر، وإذا كان هذا التحديد حراماً فأت بالدليل الشرعي.
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كان فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. (وهو من استفتاحات النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ولكن بقول اهدني بدلاً من اهدنا، رواه مسلم).
إن الأمر الذي يطرحه الخزرجيّ واضح، فأنت إن اشتريت شيئاً قد تعب رجل ما في ابتكاره وإخراجه لك، فقد امتلكت عين هذا الشيء ولم تمتلك الفكرة التي أبدعها بل هو له فيها حق السبق. فلك الحق أن تبيع عين هذا الشيء الذي امتلكته أو توزعه أو تعمل فيه ما تشاء، ولكن ليس لك أن تصنع نسخة مثله وتوزعها بالمجان إن لم يأذن لك هو بذلك. هذه هي الفكرة.
ولكن مما يطرأ على الكتاب من الحالات كأن يندر وجوده في أطراف الدنيا أو أن يكون قد مات كاتبه من زمن بعيد فينظر لهذه الأمور في حالاتها الخاصة ويُسأل أهل العلم والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سألت الشيخ محمد المنجد مشافهة فقال لي لا بأس بتداول هذه الكتب المصورة على الشبكة العالمية بشرط أن يأذن المؤلف ويأذن الناشر. والحق يقال أن إذنهم في هذا نشر للعلم وبركة له وزيادة في الأجر، وهو الأكمل والأفضل إن أغناهم الله من فضله. والله أعلم والحمد لله.
أشكرك على توضيحك في المسألة، وعلى الاسثناء.
والشيخ المنجد توجد له فتوى في موقعه.
وهي هنا أيضاً: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=2952
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Feb-2008, مساء 11:41]ـ
مسألة جمع العلم للاتجار به وحفظ العلم لامتهانه لا تفيدنا في موضوعنا بشيء , لأن هذا الامر راجع لنية المؤلف ولا علاقة لنا بها , وإنما السؤال الذي ينبغي أن يسأل هنا: هل يجوز لنا أن نتصرف في حق مؤلف ألف مؤلفه الشرعي للاتجاربه؟
فيكون أتى بطامة من قال بجواز ذلك.
يا أخي الفاضل هذه المسألة مفيدة وثمرتها هي تحديد ما إذا كان هذا حقًا له أصلا أم لا.
فإذا لم يكن هذا حق للمؤلف أو المحقق فلا يجوز له بيعه ولا قصره على شخص أو جهة دون غيرها لأسباب مادية.
وعليه يكون نشره ليس فيه إهدار لحق أحد، أرجو أن تكون قد اتضحت لك العلاقة بين المسألتين.
ويا أخوة نحن نتكلم هنا عما يجوز لنا _ المشترين _ من تصرف فيما اشتريناه , ولسنا نتكلم هنا عما يجوز للمؤلف من تصرف في ملكه.
أخي الفاضل مسألة أن العلم ملك المؤلف هي موضع النقاش، ولو كان الأمر كما تزعم لجاز لأي شخص ألف كتابًا أن يمنعه عن الناس طول حياته وبعد مماته، وهذا محرم شرعًا لأنه من كتم العلم، فكيف تقول أن هذا مما يجوز للمؤلف من تصرفه في ملكه، هل العلم يمتلك بارك الله فيك.
وإن جاز أن نقول هذا في العلوم المادية الصناعية فهل يجوز أن نقوله في العلوم الشرعية.
هذه الأسئلة لمجرد النقاش.
فإن قلتَ: لم جاز له المنع , قلتُ: كررتُ أكثر من مرة أنه لم يبع حق النشر وإنما باع حق القراءة والاستفادة من النسخة.
أخي الفاضل أريد دليلا شرعيا على أن العلم له حقوق نشر.
هل لو سألت الشيخ الفلاني عن مسألة من العلم فأجابني فيها يسعني كتمها وعدم نشرها بناء على طلب هذا الشيخ. وهل يجوز للشيخ طلب هذا لغير مصلحة شرعية حتى تعود عليه الفتوى بمكاسب مادية. وهل هناك فرق في هذا بين نشر فتوى ونشر كتاب.
هل الشيخ الذي يحفظ القرآن بالأجرة يسعه أن يشترط على تلامذته تحفيظ القرآن إلا بالأجرة وما الفرق بين القرآن والعلوم الشرعية في هذا. أرجو الجواب بالدليل.
وإن قلتَ: لم حدد وقت المنع بـ 50 سنة قلت: لأنه قال حقوق الطبع محفوظة وهذه العبارة تعني أنه اشترط كل ما نص عليه النظام وهذا التحديد مما نص عليه النظام , مع العلم أن بعض المؤلفين يزيد شروطا على مافي النظام بتبيينها في أول مؤلفه.
أخي الفاضل هذا القانون شرعي أو قانون مستورد، وهل قرر القرار بطريقة شرعية يعني جمع له أهل الحل والعقد وأهل الاختصاص ثم قرروا تحديد المدة بخمسين سنة؟!
المؤلف ما أذن لك النسخ , وإنما الخمسة ريالات كانت مقابل القراءة والاقراء.
فإذا نسخته مع هذا فقد تعديت على حقه.
أخي الفاضل لو كانت الريالات الخمس التي يحصل عليها المؤلف هي مقابل القراءة في الكتاب، لما جاز أن يعير أحد نسخته لأحد لقراءتها، لأن المؤلف في هذه الحالة يأخذ الريالات الخمسة مقابل القراءة من شخص واحد فقط، وهذا خلاف ما عليه إجماع أهل العلم من جواز إعارة الكتب والانتفاع بها. لم تتضح لي هذه النقطة جيدًا.
وهناك سؤال مهم يا إخوة:
هل الحقوق المادية تسقط بالتقادم؟
الجواب / لا.
من امتلك بيتًا أو سيارة أو أي شيء لا تسقط ملكيته له بالتقادم، فلماذا تسقط الحقوق المادية للكتاب بعد خمسين سنة؟!!!
وما المانع أن تكون لورثته إلى يوم القيامة مثل البيوت والعقار؟!!
المانع الذي سوف تذكرونه هو نفس الجواب على وجود الملكية يوم أو اثنين أو عشرة أو خمسين سنة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 12:02]ـ
_ سؤال محيرني جداً:
كلكم يعلم أن بعض المؤلفين يبيع حق النسخ بمعنى أن تأتي أحد دور النسخ وتعطيه مثلا 100 ألف ريال على أن يأذن لها بنسخ الكتاب سواء كان هذا النسخ نشرا خيريا أو كسبا ماديا , فلم دفعت هذه الدار الـ 100 ألف ريال له إذا كان النسخ دون إذنه جائزا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي الفاضل: هل صنيع المؤلفين ودور النشر دليل شرعي.
ثم إننا لا نتكلم في جواز بيعه وإنما السؤال الدقيق إنما حول احتكاره للكتاب بحجة أنه أنفق الوقت في جمعه وكتابته.
فنحن لا نتكلم على بيعه لما كتب وإنما نتكلم على جواز منعه لنشر العلم بدون ربح مادي له.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 12:07]ـ
الوزارة حددت ذلك ..
الدليل: أن هذا التحديد يعتبر من أوامر ولي الأمر، وإذا كان هذا التحديد حراماً فأت بالدليل الشرعي.
هل يجوز لولي الأمر تحديد مثل هذا بلا دليل شرعي.
وقديمًا أراد عمر تحديد المهور بقدر معين، ولا يخفاك ما في هذا الأمر من المصلحة وعارضته امرأة بدليل فرجع عنه.
وهل ولي الأمر حدد هذا تقليدًا للقوانين الغربية أم جمع لها أهل الحل والعقد وأهل التخصص ثم أخذ بكلامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 08:45]ـ
هل يجوز لولي الأمر تحديد مثل هذا بلا دليل شرعي.
نعم. لأن الاصل الاباحة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 01:08]ـ
نعم. لأن الاصل الاباحة
لم أفهم، بارك الله فيك، الأصل إباحة ماذا؟!
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 12:03]ـ
أعتذر عن عدم توضيح العبارة ..
المقصود:
((أن طاعة ولي الأمر واجبة، حتى ولو كانت بغير دليل، مالم يكن هناك دليل ورد النهي عنه؛ إذاً تحديد المدة جائز أن يأمر ولي الأمر به، مالم يكن هنالك دليل شرعي يمنع التحديد))
أرجو أن يكون واضحاً ... وشكراً
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 01:23]ـ
على هذا الرابط بحث جيد بعنوان:
((هل للتأليف الشرعي حق مالي))
لمعالي الشيخ. صالح بن عبدالرحمن الحصين
الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=12134
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:54]ـ
قد أكون لم أفهم مقصود الشيخ صالح لكن الوزارة أنظمتها واضحة وفي رأيي لا تحتاج إلى توضيح وخاصة فتوى اللجنة الدائمة والمجمع الفقهي تؤيد الوزارة.
وهذه الأنضمة وللقارئ الحكم:
المادة الثانية:
يتمتع بحماية هذا النظام مؤلفو المُصنفات المُبتكرة في العلوم، والآداب، والفنون أياً كان نوع هذه المُصنفات، أو طريقة التعبير عنها، أو أهميتُها، أو الغرض من تأليفها.
المادة السادسة:
لا تشمُل الحماية المُقررة بمقتضى هذا النظام:
1 - الأنظمة والأحكام القضائية وقرارات الهيئات الإدارية والاتفاقات الدولية وسائر الوثائق الرسمية، وكذلك الترجمات الرسمية لهذه النصوص، مع مُراعاة الأحكام الخاصة بتداول هذه الوثائق.
2 - ما تنشُره الصُحف والمجلات والنشرات الدورية (والإذاعة والتلفزيون) من الأخبار اليومية أو الحوادث ذات الصبغة الإخبارية.
هذا الكلام من المرفق، ولعل أخونا الخزرجي يشير إلى مصدر المرفق (من أين استله؟) ..
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 08:41]ـ
قال الشيخ في خلاصة البحث (ص20):
[4 - التوقيع عن الله ببيان الحلال والحرام وزيادة المعرفة بالله وما يحبه ويرضاه وما يكرهه ويسخطه، والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله باللسان والقلم، هذه المعاني وما يجري مجراها هي مضمون ما يعنيه المقال بعبارة ((المؤلفات الشرعية)) وأداء الأعمال المذكورة من أفضل القرب والعبادات ولب العبادة وأساسها إخلاصها لله وتنزيهها عن شوائب الشرك بحظوظ النفس، وإحسان الظن بالمسلم «وهو واجب بالأصل» يقتضي افتراض أن مؤلِّفَ المؤلَّفِ الشرعي قد تمحضت إرادته لأن يكون عمله لله، وقد قصد أن يقع في ملك الله فمثله مثل المتصدق الذي بذل صدقته والواقف الذي أنجز وقفه، وهذا بالتالي يقتضي افتراض أن المؤلِّف الشرعي قد اختار أن لا يدخل تأليفه في نطاق النظام من حيث الاستشراف لثمرات ونتائج الحق المالي للمؤلف.
وإذا كانت القوانين عندما تفترض أن المؤلَّف [الذي] وقع في المِلك العام مثل الحالات المنصوص عليها في المادة السادسة من النظام السعودي لا تسحب عليه الحماية لحق المؤلف المالي فأولى بالنظام السعودي أن لا يسحب حمايته على المؤلف الذي وقع في ملك الله.
......
6 - أما المؤلف الشرعي الذي صرح مؤلفه بإرادته أن يخضع لنظام حماية حق المؤلف، فإنه يثبت له الحق المالي وتنسحب عليه الحماية المقررة بالنظام، هذا من الناحية القانونية، وأما من الناحية الشرعية فإن كاتب المقال يكل العلم فيه إلى عالمه ويترك الحكم بجواز العمل أو عدم جوازه وترتب الحق المالي أو عدم ترتبه للمختصين من أهل العلم الشرعي.
وواضح أن الراجح في عبارات الشيخ ما كتبه في (4 - ) وأن توقفه عن الجزم بهذا في رقم (6 - ) إنما هو التورع وإن كان كلامه يؤدي إليه والله أعلم.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 09:08]ـ
هذا الكلام من المرفق، ولعل أخونا الخزرجي يشير إلى مصدر المرفق (من أين استله؟) ..
هذا الملف تجده بنصه في " مجموعة الأنظمة السعودية " من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء.
صـ 151 من المجلد الأول. 1427
وانظر إليه في هذا الرابط:
docs.ksu.edu.sa/DOC/Articles11/Article110667.doc
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 09:20]ـ
سلف الأمة المتقدمون لم يكونوا مثل حال كثير من المؤلفين اليوم ..
فكانوا لا يأخذو إجرة على كتبهم إنما الإجرة للوراق أو الناسخ.
ـ[الباحث 1]ــــــــ[13 - Feb-2008, صباحاً 11:16]ـ
أود أن أضيف بعض الأمور في هذا الحوار الممتع:
- كما أن الكتب المصورة تزهّد في شراء الكتب فهي أيضاً ترّغب فيها، وإن التزهيد أكثر من الترغيب.
وأذكر أنني اقتنيت أحد الكتب المصورة واشتريتها من المكتبة لكثرة قراءتي لها في الكمبيوتر.
هذا مع زهدي في اقتناء كثير من الكتب وخصوصاً المراجع الكبيرة بسبب الكتب المصورة،
- أكثر الكتب التي ستتضرر من الكتب المصورة هي المراجع الكبيرة لأنها مكلفة وتأخذ حيزاً كبيراً من المكتبة.
وكذا الكتب التي لا يقتنيها إلا أهل الاختصاص.
فكتب الحديث والرجال والتفسير والفقه وأصوله ستلاقي ضعفاً شديداً في الإقبال عليها.
- سوق الكتب لا يوجد إقبال عليه كما في السابق نتيجة ضعف الهمم والله المستعان.
وظهور الكمبيوتر والإنترنت وكذا البرامج والموسوعات الإلكترونية والكتب المصورة بشكل خاص ساهم بشدة.
وما أكثر الناس الذين لا يقرؤون وعندهم ليس عندهم كمبيوتر أصلاً.
- لا يمكن أبداً لطالب العلم أن يستطيع اقتناء جميع الكتب أو أكثرها بسبب قلة المادة أو عدم وجود المساحة الكبيرة أو كليهما.
وهذا ما (يمتاز!) به أكثر طلاب العلم.
- من غير المعقول أن أقتني كل كتاب وخصوصاً المراجع الكبيرة التي تكلف الأموال الكثيرة بسبب الجشع المادي عند بعض المؤلفين وأصحاب دور النشر.
خصوصاً وأن أكثر الكتب والمراجع الكبيرة لن نرجع إليها إلا في النادر.
- الكثير من الكتب لم يكن ليقرأها الكثير من الباحثين وطلاب العلم ويطلعوا عليها لولا ظهور هذه الكتب المصورة.
وهذا الكلام أقوله عن تجربة شخصية وخبرة في هذا المجال.
فكم من المسائل والبحوث أجريتها على الكتب المصورة ولولا ظهور هذه الكتب المصورة لتعذر علي الوصول إلى الكتب المطلوبة في البحث.
فما أكثر المسائل العلمية والفوائد التي حصلتُ عليها بسبب الكتب المصورة.
- ينبغي على طالب العلم بعد ظهور الكتب المصورة ألا يُنفق أمواله ووقته في اقتناء الكتب والمراجع التي لا يَرجع إليها إلا نادراً.
بل ينبغي عليه ألا يقتني إلا الكتاب الذي يقرأه ويرجع له بشكل دائم.
وبذلك سيجعل كامل كتب مكتبته هي مما يقرأه ويستفيد منه دائماً بدلاً مزاحمتها بالكتب التي لا يقرأها في النادر أو لم يرجع لها إلا مرة واحدة عند اقتنائه للكتاب!
ـ[الخزرجي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 01:39]ـ
ياشيخ علي عبدالباقي , كتبت أكثر من مرة رد باقتباس على مشاركتك ولكن للأسف كلما اعتمده تظهر لي نافذة خاطئة , ولا أدري من أين المشكلة فأتمنى أن تمهلني حتى أعرف المشكلة وأعالجها.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:32]ـ
يا أخي الفاضل هذه المسألة مفيدة وثمرتها هي تحديد ما إذا كان هذا حقًا له أصلا أم لا.
فإذا لم يكن هذا حق للمؤلف أو المحقق فلا يجوز له بيعه ولا قصره على شخص أو جهة دون غيرها لأسباب مادية.
وعليه يكون نشره ليس فيه إهدار لحق أحد، أرجو أن تكون قد اتضحت لك العلاقة بين المسألتين ..
يا أخي الكريم , إذا كان ماذكرت ليس له فيه حق فلا يجوز لنا أن نغصبه على الحق.
لو كنتَ ترى عدم جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وكان لك سلطة على أحد تلامذة الآكلين بكلام الله فهل يجوز لك منعه من دفع الأجرة بعد التعليم لأنه لايجوز ذلك لشيخه وبالتالي لايحق له وبالتالي يجوز لك منعه منه؟!!!!!!!
وما رأيك بتحريم شرائنا للكتب الشرعية اليوم لأن صاحبها سيتفيد منها مالاً والمال هذا المستفاد محرم عليه ونحن ساعدناه على أكل المحرم؟!!!!
وياشيخنا أنت إما أنك تقول أن المؤلف يجوز له أخذ المال مطلقاً على مدى حياته , أو تقول أن المؤلف يجوز له أخذ المال بقدر ما بذله من جهد ووقت لا مطلقا , أو تقول أنه لايجوز له أخذ شيء ولو كان يسيرا.
والأول لاتقول به قطعا.
فيبقى الاحتمالين الثاني والثالث ...
فإن كنت تقول بالثاني , فما حد هذا القدر الجائز للمؤلف , ومن يحدده أألمؤلف أم المشتري؟!
وإن كنت تقول بالثالث فقد أعنتهم بشرائك كتبهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضل مسألة أن العلم ملك المؤلف هي موضع النقاش، ولو كان الأمر كما تزعم لجاز لأي شخص ألف كتابًا أن يمنعه عن الناس طول حياته وبعد مماته، وهذا محرم شرعًا لأنه من كتم العلم، فكيف تقول أن هذا مما يجوز للمؤلف من تصرفه في ملكه، هل العلم يمتلك بارك الله فيك.
وإن جاز أن نقول هذا في العلوم المادية الصناعية فهل يجوز أن نقوله في العلوم الشرعية.
هذه الأسئلة لمجرد النقاش.
أخي الفاضل أريد دليلا شرعيا على أن العلم له حقوق نشر.
لم أقل أن العلم يمتلك ولم يقل به أحد معتبر.
وإنما امتلك الطريقة والحبر والورق.
وكونه كتم العلم لا يهمنا هنا؛ وإنما هذا يوجه إليه لا إلى المشترين.
فهل يجوز لنا سرقة مذكرات العلماء ومدوناتهم وضربهم لنشر العلم؟!!
هل لو سألت الشيخ الفلاني عن مسألة من العلم فأجابني فيها يسعني كتمها وعدم نشرها بناء على طلب هذا الشيخ. وهل يجوز للشيخ طلب هذا لغير مصلحة شرعية حتى تعود عليه الفتوى بمكاسب مادية. وهل هناك فرق في هذا بين نشر فتوى ونشر كتاب.
هذا القياس بعيد.
والقياس العادل أن يقال:
هل يجوز للشيخ إذا سجل شريطا أن يمنع من نشره دون إذنه كما أنه لا يجوز نشر كتبه دون إذنه؟
ويكون الجواب بنعم.
وأما ما احتوته الكتب والأشرطة من علم لايجوز لأحد منع نشره ولم يفعله المؤلفون وإنما منعوا التصوير والنشر الالكتروني , أما أنك تنقل ما دونوه وتعلمه الناس فلم يمعنه أحد المؤلفين.
لذلك كان جائزا لنا أن ننسب الكتب والاشرطة لأصحابها وإن كان كما تقول فلا يجوز لأنهم لا يمتلكونها.
هل الشيخ الذي يحفظ القرآن بالأجرة يسعه أن يشترط على تلامذته تحفيظ القرآن إلا بالأجرة وما الفرق بين القرآن والعلوم الشرعية في هذا. أرجو الجواب بالدليل.
تقدم الجواب عليه.
أخي الفاضل هذا القانون شرعي أو قانون مستورد، وهل قرر القرار بطريقة شرعية يعني جمع له أهل الحل والعقد وأهل الاختصاص ثم قرروا تحديد المدة بخمسين سنة؟!
كون القانون مستوردا وكونه لم يقل به جمع من العلماء لايعني بطلانه؛ فقد يوافق القانون المستورد الشريعة أحيانا وقد يصيب المجتهد الواحد أحيانا , فالعبرة بالدليل لا بقائله.
مع العلم أن هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي أقروا هذا النظام!
أخي الفاضل لو كانت الريالات الخمس التي يحصل عليها المؤلف هي مقابل القراءة في الكتاب، لما جاز أن يعير أحد نسخته لأحد لقراءتها، لأن المؤلف في هذه الحالة يأخذ الريالات الخمسة مقابل القراءة من شخص واحد فقط، وهذا خلاف ما عليه إجماع أهل العلم من جواز إعارة الكتب والانتفاع بها. لم تتضح لي هذه النقطة جيدًا.
لم أقل أن أخذ الخمسة ريالات كان مقابل قراءة شخص واحد , بل ذكرت أنه يجوز للمشتري الاقراء منه وإعارته , فراجعه في المشاركات السابقة.
وهناك سؤال مهم يا إخوة:
هل الحقوق المادية تسقط بالتقادم؟
الجواب / لا.
من امتلك بيتًا أو سيارة أو أي شيء لا تسقط ملكيته له بالتقادم، فلماذا تسقط الحقوق المادية للكتاب بعد خمسين سنة؟!!!
وما المانع أن تكون لورثته إلى يوم القيامة مثل البيوت والعقار؟!!
المانع الذي سوف تذكرونه هو نفس الجواب على وجود الملكية يوم أو اثنين أو عشرة أو خمسين سنة
الذي سمح به المؤلف هو نشر آثاره بعد وفاته بخمسين سنة , ولم يسقط حقه بهذه المدة.
فلا يجوز لأحد أن ينسب الكتاب لغيره سواء كان هذ في حياته أو بعد موته بـ100 سنة.
ولا يجوز أخذ المال الذي اكتسبه به سواء كان في حياته أو بعد موته بـ 100 سنة.
فهل بان لك الآن أن ما جوابت به بالنيابة عن أخوتك هو باطل , وهل بان لك الآن بطلان القياس بالأمثلة التي ذكرتها وأنه لاعلاقة بمسألة سقوط الحقوق المالية بالتقادم أم لا؟
وأرجو منكم شيخنا أن يتسع صدرك لما صدر من تلميذك ..
ـ[الخزرجي]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 09:51]ـ
أخي الفاضل: هل صنيع المؤلفين ودور النشر دليل شرعي.
ثم إننا لا نتكلم في جواز بيعه وإنما السؤال الدقيق إنما حول احتكاره للكتاب بحجة أنه أنفق الوقت في جمعه وكتابته.
فنحن لا نتكلم على بيعه لما كتب وإنما نتكلم على جواز منعه لنشر العلم بدون ربح مادي له.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أذكر سؤالي الذي تفضلتم بالإجابة عنه للاحتجاج به , وإنما ذكرته لأبين أن تلك الدور في قمة الغباوة عند من يرى نشر الكتب دون إذن مؤلفيها!!!!!!
وكان على من يرى جواز ذلك نصح أصحاب الدور وتنبيههم على جواز ذلك لهم وإن لم يأخذوا الأذن من المؤلفين!!!!!!!!!!!!
ـ[واحد مسلم]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت بصدد طرح هذا الموضوع للحوار فيه على صفحات هذا المنتدى الحبيب
حتى وجدت هذا الحوار الجميل
جزى الله المتحاورين خير الجزاء
اريد ان اضيف تساؤلات في ذات الموضوع
ما حكم اخذ الدار التي تنشر كتابا لابن تيمية او ابن كثير او غيرهم من ائمتنا الذين توفاهم الله؟
لعل الاجابة انهم قد بذلوا مجهودا ما في تحقيق المخطوطات وضبط النسخ
وهذا حق لاريب فيه
ولكن اذا قمت انا بنسخ المادة وكتابتها وورد مثلا افلم اقم انا بمجهود يعطيني حقا كحق الناشر الاول
واذا لم يكن لي هذا الحق لاني اعتمدت على المجهود السابق للدار صاحبة التحقيق
فانهم ايضا لا يملكون الحق لاعتمادهم على مجهود الائمة السابقين
فان قيل ان الائمة السابقين لم يشترطوا لانفسهم هذا الحق
فان الاستفادة من كتبهم حق لا تملكه الشركة وحدها بل هو مشاع للمسلمين جميعا
وليس للشركة الا حق التحقيق الذي قاموا به وللناسخ على الوورد مثلا نفس الحق في نشر ذات المادة
هذا مجرد تساؤل وان كان يحمل ميلا الى احد الفريقين
ثم ما هو حكم المسالة في الكتب التي لم تعد تطبع
واذكر حالة حدثثت معي دون ان تكون استدلالا مني على شئ وانما لبيان الحال
فقد احتجت الى كتاب ضروري جدا اثناء تحضيري للماجستير يسر الله لي فيها
وبحثت عن الكتاب بلا فائدة وارسلت الي السعودية حتى اتمكن من تصويره بالثمن وحاولت شراؤه من على مواقع النت بثمن يتجاوز ثمنه الحقيقي عشر مرات على الاقل مع انهم يقولون انه نافد وسيحاولون الحصول عليه
المهم لم تفلح اي من هذا الطرق في الحصول على الكتاب ولكني وجدت منه نسخة في دير الاباء الدومنيكان في القاهرة والتي تشترط الاشتراك في مكتبة الدير للاستفادة من الكتب
وذهبت للاشتراك للحصول على الكتاب بيد ان المسموح تصويره من الكتاب حوالي عشره فحسب
الى ان يسر الله لي طلب الكتاب على هذا المنتدى
والذي تفضل الاخ محمد عبد الاله بتصويره ورفعه والمؤسف ان الكتاب مهم وليس له ناشر الا احد المستشرقين الالمان
هذه مجرد حاله حتى لا تطلق الاحكام
وجزاكم الله خيرا
عذرا عن الاخطاء في الكتابة فانا امل من الكتابة على الكمبيوتر
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 06:24]ـ
بارك الله في الإخوة أجمعين.
وبمناسبة رفع الموضوع: وردتني رسالة البارحة من جوال الدرر السنية، عرضوا فيها كتابًا حديث الإصدار.
اسم الكتاب: السرية المعلوماتية - ضوابطها وأحكامها الشرعية؛ لمحمد الشقيري، طبعته دار البشائر.
ومن ضمن ما تناول المؤلف في الكتاب: مايتعلق بالبيانات والمعلومات، وحقوق الملكية الفكرية، وحقوق النشر، ومايتعلق بالقرص الضوئي ونسخه ... الخ.
مجلد، في 564 صفحة، وأصله رسالة ماجستير، طبع سنة 1429.
هل اطلع أحدكم على الكتاب ليفيدنا في الموضوع؟
جزاكم الله خيرًا.
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 08:53]ـ
وقد سألت الشيخ محمد المنجد مشافهة فقال لي لا بأس بتداول هذه الكتب المصورة على الشبكة العالمية بشرط أن يأذن المؤلف ويأذن الناشر. والحق يقال أن إذنهم في هذا نشر للعلم وبركة له وزيادة في الأجر، وهو الأكمل والأفضل إن أغناهم الله من فضله. والله أعلم والحمد لله.
بارك الله فيك وفي الشيخ المنجد حفظه الله
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 09:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أطلعت على معظم مشاركات الأخوة بارك الله فيهم
أخاكم يعمل في دار نشر، وما اعلمه بهذا الخصوص أن بعض المؤلفين يعتاش من وراء تأليفه للكتب
وانتم كما تعلمون أن التأليف يأخذ وقتاً طويلاً للإنتهاء من خط كتاب معين
ويتم الإتفاق بين المؤلف وصاحب الدار على:
اما أن يعطيه ثمن الكتاب كاملاً وبذلك لا يكون المؤلف له أي مسئولية تجاه صاحب الدار من ناحية الربح أو الخسارة
أو يتفق مع صاحب الدار على المبيع من الطبعات للكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك قد يكون ضرر التصوير يقع على مؤلف الكتاب بالدرجة الأولى،
لهذا نرى على الكتاب عبارة: لا يجوز نسخ او تصوير ... إلى أخر العبارة.
ورد الشيخ المنجد حفظه الله على أبو عائدة الشامي في محله، والله تعالى اعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 11:17]ـ
ألم تنتقل الملكية لي، فيحق لي التصرف فيها كأي سلعة أخرى؟
والأمر الآخر: ألا يعتبر ذلك من الشروط التي تحرم حلالاً؛ بأن تمنع أن أمنح سلعتي التي اشتريتُها بمالي من أريد؟
بارك الله فيك
المشكلة في السؤال قبل الجواب!
لا إشكال في أن تتصرف بسلعتك أو تمنحها لمن تريد! المشكلة أن سلعتك باقية عندك بحالها، وأنت تصنع سلعة أخرى مطابقة لها وتبيعها بسعر رخبص أو مجانًّا، وفي ذلك ضرر ظاهر على صاحب السلعة.
وجوهر المسألة (حفظ الحقوق الفكرية وحقوق الاختراع)، وهي ليست خاصة بالكتب، فالذ اخترع (الريموت كنترول) مثلاً يُحفظ له حقّ الاستفادة منه لمدة عشر سنوات مثلاً.
وفي ذلك مصلحة ظاهرة، لتشجيع الابتكارات، وتعويض أصحابها عن مصاريف التطوير. وقد صرفت شركات الأدوية عشرات المليارات منذ عشرات السنين إلى اليوم للبحث عن دواء للسرطان، بلا فائدة.
ولا يخفى أن الغرض الأكبر من التصوير هو اقتناء الكتاب مجانا، وأما الاستفادة العلمية فالكتاب موجود (غالباً) في مكتبات الجامعات وغيرها. وأنت تستطيع أن تعير نسختك لمن تشاء ليستفيد منها.
وهذه المسألة لا أظن أن الفقهاء القدماء كانوا يعرفونها، لأن أدوات الاستنساخ الآلي لم تكن معروفة، فهي من باب (المصالح المرسلة)، وإذا قررها ولاة الأمور فقد ارتفع الخلاف فيها.
ولكن لا بد من الإشارة إلى جانب مهم من المسألة:
فليس كل من يدعي حقًّا هو صاحب حقّ، وهم يدلّسون عند سؤال العلماء لتأتي الفتوى على المطلوب، والشيخ - مع الأسف - يُفتي على قدر السؤال.
فصاحب (دار الكتب العلمية) يسرق الكتب ويقول (حقوق الطبع محفوظة)!
وصاحب (دار التراث) يضع الفتاوى والأيمان المغلَّظة، ولا يقول للعلماء إنه لم يستأذن المؤلفين والمحققين!
واله يقول الحق وهو يهدي السبيل
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 05:25]ـ
الشيخ الكريم: خزانة الأدب، بارك الله فيك على هذا الرد.
وقد انقدح في ذهني علاقة التصوير بالإعارة:
وهناك أمران لم يبعهما عليك وهما:
1 - الكلام الموجود فيه , بمعنى أنك لا يحق لك أن تنسب الكلام لغيره.
2 - حق النشر والطباعة , بمعنى أنك لا يحق لك أن تنشر الكتاب بدون إذنه إلا إذا اشتريت حقه.
فأنت لاتمتلك نسبته لغيره
ولا تمتلك الحق في نشره
فإذا سلمنا بهذا الكلام، وسلمنا بمنع النشر = وجب على هذا منع الإعارة؛ لأنها من طرائق النشر ..
ـ[جمانة انس]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 07:22]ـ
- بصراحة لا بد ان اشير انني لم اقرا كل ما سبق من ملا حظات ومداخلات
ومن هنا فر بما لا يحق لي التعليق
-لكن ساسجل بعض الملا حظات التي تدرس هنا
----النية والباعث من الا مور التي تلا حظ في المسالة
فتداول النسخ لغرض طلب العلم سيكون محدوداوضرره على صاحب المشروع التجاري
مختلف عن تداول النسخ من قبل تجار بسر قة جهده و تسويقه بتكاليف انتاج اقل
-------------------------------------------
كما ان البعض يسرق جهد الا خر ين كتصوير كتاب مطبوع تصو يرا الكتر و نيا
ولم يحصل على اذن التصوير ثم يحتكر حق التصوير الا لكتروني الذي اخذه سرقة اصلا
----------------------------------------------
و البعض يطور النتاج الا لكتروني تطو ير ا ما ثم يحتكر حق التطوير
و يكون قد حصل على الانتاج سرقة و جهده ينحصر بالتطوير
فهل يحق له هذا الا حتكار الذي لا يملك منه الا القليل
----------------------------------
مهم جدا معرفة الحكم الشر عي
كى نحا فظ على بر كة العلم
فلا شك ان طلب العلم بطريقة فيها حرمة شر عية ما
ستورث معصية ربما تمنع ظلماتها بعض انوار التو فيق و الفتح الا لهي
و معروف حرص علماءنا عبر التاريخ على صفاء حالهم مع الله
----------------------
نسال الله ان يلهم التجار ان يسمحوا لمن قصد طلب العلم خاصة
مكتفين بالثواب العظيم الذي سيحصلونه
فما عندالله خير و ابقى
و لو نظروا يوم القيامة عظمة الا جر لطا بت نفو سهم
فان من خفف ارباحه بنية التيسير للعلم طلبا لر ضوان الله يعتبر عمله عبادة وهكذا هنا
ـ[منال أبو العزائم]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 08:28]ـ
وللعلم من يحب شراء الكتب ويرغب فيها يشتريها حتى ولو كانت مصورة لديه على الكمبيوتر
بلى هذا ملاحظ، فالنسخة المصورة لا تغني من كتاب ملموس تمسكه بيدك وتقلب صفحاته وتقرأه وأنت مستلقى، ولذا اشترى الكتاب الذي اشعر بقيمته ولو كان عندي مصور
مجرد ملاحظة ..
ـ[حمد بن علي الحمد]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 09:42]ـ
جاء في ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين التالي:
مسألة (604) (12/ 5/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم نسخ أقراص الكمبيوتر، أو شراء نسخة غير أصليه بسعر منخفض طبعاً & shy; مع منع الشركة المنتجة من ذلك بناءً على حفظ حقوق الطبع، وكذلك تصوير الكتب؟
فأجاب: الذي نراه أنه إن كان للاستعمال الشخصي فلا بأس. أما إن كان للاتجار فلا يجوز لأنه يُضِرُّ بهم.
ثم سألته: هل يختلف الحكم باختلاف كون أصحاب الشركة المنتجة من المسلمين أو غيرهم؟
فأجاب: لا يختلف. لكن لو كانوا كفاراً حربيين فمعلومُ أنهم حلال الدم والمال.
`مسألة (605) (20/ 6/1419هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم نسخ أشرطة الكمبيوتر محفوظة الحقوق؟
فأجاب: الذي نراه أنه إذا نسخه لنفسه فقط فلا بأس. أما إذا أكثر فربما أضر بالمنتج. كذلك إذا علمنا أن المنتج قد استوفى تكلفته، لأن الاستمرار في بيعه بأسعارٍ مرتفعة نوع من الاحتكار المحرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:15]ـ
بسم الله و الحمد لله
ماذا لو كانت الأقراص المضغوطة تباع منها عدة نسخ غير أصلية يقوم بها احد الأشخاص لصالح مسجد ما، و ذلك عبر معارض يقيمها المسجد؟؟
ـ[مرثد]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 06:34]ـ
وقد انقدح في ذهني علاقة التصوير بالإعارة:
فإذا سلمنا بهذا الكلام، وسلمنا بمنع النشر = وجب على هذا منع الإعارة؛ لأنها من طرائق النشر ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أجابك من قبلُ الأخ: خزانة الكتب فقال:
بارك الله فيك
المشكلة في السؤال قبل الجواب!
لا إشكال في أن تتصرف بسلعتك أو تمنحها لمن تريد! المشكلة أن سلعتك باقية عندك بحالها، وأنت تصنع سلعة أخرى مطابقة لها وتبيعها بسعر رخبص أو مجانًّا، وفي ذلك ضرر ظاهر على صاحب السلعة
ـ[مرثد]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 06:35]ـ
بالمناسبة: شيخنا عثمان الخميس لا يرى الجواز
لأن في ذلك ضرراً على الشركة المنتجة(/)
موالاة الكفار وتوليهم
ـ[ابن خالد]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 04:19]ـ
الحمد لله وبعد:
فلقد نهى الله عباده المؤمنين عن اتخاذ الكفار أولياء في آيات عدة كما قال تعالى: ? "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً" ? [النساء:144]، وقال: ? "لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً" ? الآية
[آل عمران: 28]، وقال سبحانه: ? "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ? [المائدة:51]، فاتخاذهم أولياء هو اعتبارهم أصدقاء وأحباباً وأنصاراً، وذلك يظهر بالحفاوة بهم وإكرامهم وتعظيمهم، ومما يوضح ذلك قوله -سبحانه وتعالى-: ? "لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" ? الآية [المجادلة: 22] وقال تعالى: ? "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ" ? الآية [الممتحنة: 1] فدلت الآيتان على أن اتخاذهم أولياء يتضمن مودتهم، وجاء ذكر التولي في آية واحدة وهي قوله تعالى: ? "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" ? الآية [المائدة: 51]، والذي يظهر أن توليهم هو معنى اتخاذهم أولياء، وفسر "التولي" في قوله تعالى: ? "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" ? بنصرتهم على المسلمين، ولهذا كانت مظاهرة الكفار ومعاونتهم ضد المسلمين من أنواع الردة، لأن ذلك يتضمن مقاومة الإسلام، والرغبة في اضمحلاله، وذل أهله.
وأما الموالاة فلم يأت لفظها في القرآن فيما أذكر، والذي يظهر أن الموالاة والتولي معناهما واحد أو متقارب، ولكن من العلماء من فرق بينهما فخصَّ الموالاة بتقديم الخدمات للكفار حفاوة بهم وإكراماً والتولي بنصرتهم على المسلمين، وأن الموالاة كبيرة، والتولي ردة كما تقدم، فالواجب على المسلمين أن يبغضوا الكافرين وأن يعادوهم في الله، وأن يجاهدوهم بالله ولإعلاء كلمة الله، وهذا لا يمنع من معاملتهم في أمور الحياة كالتجارة، ولا يوجب الغدر بما أعطوا من عهد، بل يجب الوفاء بعهدهم كما قال تعالى: ? "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" ? [التوبة:4] فبغض الكفار والبراءة منهم هي من أصول الدين، وهي مقتضى الإيمان بالله والكفر بالطاغوت، ولكن ذلك لا يوجب ولا يبيح الخيانة أو الظلم، فالظلم حرام، ونقض العهد حرام، ? " ... تلك حدود الله فلا تقربوها ... " ? [البقرة: 187]
نسأل الله أن ينصر دينه ويعز المؤمنين ويذل الكافرين، والله أعلم.
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك.
لاتنسون غزة من الدعاء ...........(/)
نصائح لطالب العلم
ـ[المستبصر]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 08:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض النصائح والفوائد عن طلب العلم نقلتها من كتاب "الإبحار في جمع الأسفار" للشيخ جماز بن عبد الرحمن الجماز أردت الفائدة للأخوان.
نبيهات هامة لطالب العلم:
1 - «إخلاص القصد» فيكون تعلمك للعلم لوجه الله تعالى، فتدعو إلى دينه على بصيرة، ترفع الجهل عن نفسك وغيرك، واحذر كل الحذر أن تقصد بتعلُّمك الشهرةَ بين الناس أنَّك عالم أو مفتي، أو التصدّر في جميع المجالات بحجَّة أنك إمام أو مربي، أو تجعله وسيلة لنيل الرئاسة أو الشرف.
2 - «الهمة العالية» فتحرص على القراءة والفهم والحفظ كل ما استطعت، وتبذل مالك ونفسك في سبيل العلم، ولا تتردّد في التضحية بأوقاتك، واقرأ في سير العلماء، واعرف كيف كانت هممهم، ولا ترضى بالدون.
3 - «العزيمة الجادة» فيكون تعلُّمك هو شغلك الشاغل، والعلم لن تناله براحة الجسم، وعليك بالمثابرة والجدِّية والاستمرار، واطرد عنك اليأس، واعلم أنك إذا أعطيت العلم كلَّك أعطاك بعضه، وإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
4 - «يجب أن تُحبِّب إلى نفسك العلم» كأن تقرأ في الحث على طلب العلم وفضله، مثل «الجامع في الحث على حفظ العلم. من البغدادي والعسكري وابن عساكر وابن الجوزي» جمع وتحقيق الحداد. ثم احرص على تتبع أحوال بعض العلماء، واقرأ في سيرهم، كالطبري، وابن الجوزي، وابن قدامة، والنووي، وابن تيمية، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم؛ فسوف تتشجّع.
5 - «اقرأ في الكتب المتعلِّقة بطلب العلم وأدبه، قبل أن تلج الباب» وكن على نصيب منها كبير؛ وإياك أن تبتدئ في العلم قبل أن تتم قراءتها.
مثل «جامع بيان العلم وفضله» لابن عبد البر، و «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» للخطيب البغدادي، و «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي، و «اقتضاء العلم العمل» للخطيب البغدادي، ومقدمة كتاب «الموضح لأوهام الجمع والتفريق» للخطيب البغدادي، و «تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم» لابن جماعة، و «فضل علم السلف على الخلف» لابن رجب، و «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد» لابن بدران، و «كتاب العلم» لابن عثيمين، و «حلية طالب العلم» لبكر أبو زيد.
6 - «اتخذ لك صديقاً يعينك على طلب العلم» وتأنس إليه ويأنس إليك، ويكون ذا همّة عالية، يشجع أحدكم الآخر، ويعين أحدكم الآخر على متابعة القراءة والبحث والحفظ وحضور الحلقات العلمية والمؤتمرات الدعوية.
7 - «عليك أن تتحلى بالأخلاق الحسنة» من القناعة والمروءة وطلاقة الوجه وتحمُّل الناس، وأن تحافظ على شعائر الإسلام، وأن تُظهِر السنَّة وتنشرها بالعمل بها والدعوة إليها، ويكون لك سمتٌ حسن من الوقار والتواضع؛ قال ابن سيرين: «كانوا يتعلّمون الهدي كما يتعلّمون العلم».
8 - «احرص على أن تتلقّى كل علم عن أهله» فإن لم تجد، فاظفر بعالم من الأكابر تتلقّى عليه سائر العلوم، فإن لم تجد، فعالم في فنٍّ أو أكثر، وليكن من الأكابر دون الأصاغر.
والأكابر: العلماء الذين أفنوا جل عمرهم في العلم، فتمرّسوا بمسائله، وعركتهم التجاريب، ولو كانت أعمارهم صغيرة، والأصاغر هم المبتدئون في العلم، وغالباً لم يختمر علمهم، ولم تكتمل تجربتهم، ولم تنضج عقولهم، يغلب عليهم الاستعجال والتسرُّع في الأحكام، والشطط في الفهم، ولو كانت أعمارهم كبيرة.
واعلم أنه أحياناً ينبغ الصغير، فينافس الشيوخ الكبار، ويكاد يفوقهم، مثل الشافعي، شاب صغير أُذِن له في الإفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة أو عشرين سنة، وجلس عليه الأكابر يتلقون العلم، وابن تيمية جلس للتدريس وبين يديه الآلاف ومعهم دفاترهم ومحابرهم، وهو ابن عشرين سنة. وفي عصرنا هذا قريب من هذا ليس لأحد أن ينكره، ولا ينكر هذا إلا حاسد أو جاهل.
9 - «اختر من الأكابر أكثرهم علماً» وأحسنهم ورعاً، وأجملهم خلقاً، وأطولهم نفساً، وخذ عنه العلم مع الأدب، فالأدب بلا علم لا يصلح، والعلم بلا أدب، يجني عليك ويهلكك. فيحتاج إلى من يُعلِّمك ويؤدبك في نفس الوقت، ويُربِّي قلبك وعقلك.
10 - احذر أن تتلقى العلم عن [الصحفيين] الذين تلقوا العلم من الكتب. ولم يجلسوا بين يدي الشيوخ، ولم يجثو على الركب في الحلقات، فغالباً يشتط بهم الفهم، ويقعون في المزالق.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلم عند السلف: علم وتربية، والذين يجمع بينهما هو شيخك، وإلاّ فكيف تربي نفسك بنفسك؟ واعلم أن التعلُّم في الإسلام ليس مجرّد جمع للمعلومات في الصدور، بل علم وعمل، علم وتربية.
11 - «يستحيل أن يخلوا الزمان من الأكابر من الشيوخ في كل علم» وإلا لا تقوم الحجّة، فاحرص على طلب العلم، ولا تقل: ليس في مدينتي عالم أو شيخ. ومتى كنت جاداً، فالعلماء متوافرون في عصرك، فابحث عنهم تجدهم، ولو أن ترحل بالطائرة، وفي عصرنا توفرت وسائل الاتصال، فهناك شبكة المعلومات العالمية [الانترنت]-جهاز الهاتف- أشرطة التسجيل. ولا عُذر لأحد.
12 - «اعرض نفسك على شيخك، وأخبره بأنك مبتدئ أو قطعت مرحلة في الطلب» واطلب منه التوجيه والإرشاد إلى ما يصلح نفسك وما تبتدئ به، واعرض عليه أن تقرأ عليه بعض المتون العلمية الأولية في كل فن أو أكثر الفنون أو بعضها.
13 - «اطلب من شيخك الاهتمام بك، والأخذ على يديك، وفوّضه في السؤال عنك أو توبيخك» فهو خير معين لك بعد الله عز وجل في استمرارك وعدم انقطاعك.
14 - «اهتم دائماً بالأمور العملية الواضحة» ولا تضيّع وقتك في مدارسة الأمور النظرية الجدلية»، ولا طائل من ورائها، واترك السؤال والاشتغال بمسائل لم تقع، ولن تقع.
15 - «إياك والتنمّر بالعلم» كأن تحفظ مسألة أو تفهم مُشْكلاً، فتأتي إلى أحد الأشياخ في حلقته أو منزله أو أمام الناس، وتناقشه فيها، ليس إلاّ، لتظهر نفسك، ويعلم الناس بك، ويتحدثون عن ضبطك، لا تفعل هذا، إنه لا يفعله إلا المفلس من العلم.
16 - «اعمل بعلمك» لا يكن همك إلا الحفظ والجمع: قال فلان، ونقل فلان، واعترض فلان، هذا منكر، هذا ليس لكل أحد. كل ما عرفتَ سُنّة، أو حفظت ذِكراً، أو تعلّمت مسألة اعمل بها، فهذا يعينك على تثبيت العلم، بل وسبيل إلى أن تعلّم ما لم تعلم. وعدم عملك بعلْمك سببٌ لمحق بركة العِلم وضياعه، واستكثار منك لحجج الله عليك.
17 - «عليك بالدعاء» فهو سلْوتك، ويحصل به كل خير لك، وصحَّ عنه ? أنه كان يدعوا بـ «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً» «اللهم إني أسألك علماً نافعاً» «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع» ودعا لابن عباس فيما صحَّ عنه «اللهم فقهه في الدين» فادع أنت «اللهم فقهني في ديني وعلمني التأويل».
18 - «احرص على سلّم التعلم، وعلى أن تتدرج في ذلك السلم»، فتبدأ بتلقي الأوليات في كل علم، تبدأ صحيحاً، فتضبط صحيحاً، وتكون عالماً صحيحاً.
19 - «اعلم أنَّ غاية كل متعلم – وأنت أولهم- أن يُصحِّح إيمانه ويصحح عمله» بل هو أول ما يجب تعلُّمه، فقه الإيمان، وفقه الأحكام، وهي علوم الغاية.
20 - «يجب أن تتعلم فقه الإيمان [التوحيد] على منهج السلف» وهم الصحابة والتابعون وتابعوهم، ومن بعدهم من الأئمة المرضيين، كالأئمة الأربعة وأصحاب الكتب الستة.
21 - «أقرب وسيلة، وأحكم طريقة لتعلم فقه الأحكام [الفقه] هي التمذهب بأحد المذاهب الأربعة المعتبرة: الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة» وهي وسيلتك إلى التفقه في أحكام الشريعة، وتحوز بذلك فضيلتان:
أ- مَلَكة الاستنباط. ب- لغة الفقه.
ولن تحوزها بغير ذلك، وهي مطلب أساس.
22 - «أثبتت التجربة: أن طلب الفقه للمبتدئين بواسطة كتب المُحدِّثين تجعل أغلبهم في شتات وضياع وعدم ضبط» بخلاف دراستها في مرحلة متأخرة، فهذا شيء آخر.
23 - «اعلم أن المتقدمين من المُحدِّثين الذين برزوا وألفوا -وخاصة أحاديث الأحكام- كلهم إما إمام مجتهد، أو تابع لأحد المذاهب الأربعة، فالتمذهب لازم لك.
24 - «أنت مبتدئ، وليس أمامك إلا التقليد» والمفترض أن يكون شيخك فقيهاً مربيا بصيراً، ينظر المصلحة لطلابه، ويهتم بهم، فإنهم أولاده وقرة عينه.
فيعرض المسائل المهمة بأدلتها، ووجه رجحانها، ويتعود الطلاب حينها على معرفة الأدلة، ويترقون سلم التعلم شيئاً فشيئاً، فيتعلمون القول الآخر في المسألة، وحينها يمكن مخالفة المذهب عن بصيرة وفقه، وتعلم أنَّ المذهب فيه ضعيف أو مرجوح.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 08:27]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[المستبصر]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 08:47]ـ
وبارك الله فيك
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:31]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 08:28]ـ
وجزاك الله خيرا يا أخي محمود الغزي(/)
من مؤلفات الإمامين ابن تيمية و ابن القيم ...
ـ[ابن خالد]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب شيخ الإسلام بن تيمية هي:
دقائق التفسير (دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية)
رسالة في قنوت الأشياء (جامع الرسائل)
رسالة في قصة شعيب (جامع الرسائل)
رسالة في المعاني المستنبطة (جامع الرسائل)
رسالة في قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة (جامع الرسائل)
فصل في الدليل على فضل العرب (جامع الرسائل)
رسالة في تحقيق التوكل (جامع الرسائل)
رسالة في تحقيق مسألة علم الله (جامع الرسائل)
رسالة في معنى كون الرب عادلا (جامع الرسائل)
رسالة في تحقيق الشكر (جامع الرسائل)
رسالة في دخول الجنة (جامع الرسائل)
سؤال عمن يقول إن صفات (جامع الرسائل)
رسالة في الرد على ابن العربي (جامع الرسائل)
رسالة في التوبة (جامع الرسائل)
التحفة العراقية (التحفة العراقية)
فصل في أن دين الأنبياء واحد (جامع الرسائل)
رسالة في لفظ السنة في القرآن (جامع الرسائل)
العقيدة الأصفهانية (شرح العقيدة الأصفهانية)
بغية المرتاد (بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية)
درء التعارض (درء تعارض العقل والنقل)
الرد على البكري (تلخيص كتاب الاستغاثة)
بيان تلبيس الجهمية (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية)
النبوات (النبوات)
السياسة الشرعية (السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية)
الاستقامة (الاستقامة)
أمراض القلوب (أمراض القلوب وشفاؤها)
زيارة القبور (زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور)
العقيدة الواسطية (العقيدة الواسطية)
الحسنة والسيئة (الحسنة والسيئة)
الزهد والورع والعبادة (الزهد والورع والعبادة)
الصفدية (الصفدية)
الجواب الصحيح (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)
اقتضاء الصراط (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)
شرح العمدة (شرح العمدة في الفقه)
القواعد النورانية (القواعد النورانية)
مجموع الفتاوى (مجموع الفتاوى)
قاعدة في المحبة (قاعدة في المحبة)
منهاج السنة النبوية (منهاج السنة النبوية)
الرد على المنطقيين (الرد على المنطقيين)
الصارم المسلول (الصارم المسلول على شاتم الرسول)
الفتاوى الكبرى (الفتاوى الكبرى)
كتب إبن القيم هي:
حاشية ابن القيم (حاشية ابن القيم على سنن أبي داود)
الطب النبوي (الطب النبوي)
بدائع الفوائد (بدائع الفوائد)
زاد المهاجر (الرسالة التبوكية زاد المهاجر إلى ربه)
تحفة المولود (تحفة المودود بأحكام المولود)
طلاق الغضبان (إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان)
زاد المعاد (زاد المعاد في هدي خير العباد)
أحكام أهل الذمة (أحكام أهل الذمة)
جلاء الأفهام (جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام)
هداية الحيارى (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى)
الوابل الصيب (الوابل الصيب من الكلم الطيب)
عدة الصابرين (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)
الفوائد (الفوائد)
الصواعق المرسلة (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)
إغاثة اللهفان (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)
الروح (الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة و)
إعلام الموقعين (إعلام الموقعين عن رب العالمين)
عقيدة الفرقة الناجية (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)
شفاء العليل (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل)
الأمثال في القرآن الكريم (الأمثال في القرآن الكريم)
نقد المنقول (نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول)
الجواب الكافي (كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء))
الطرق الحكمية (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية)
صيغ الحمد (جواب في صيغ الحمد)
مؤلفات ابن تيمية (أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية)
التبيان في أقسام القرآن (التبيان في أقسام القرآن)
اجتماع الجيوش الإسلامية (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)
الرد الوافر (الرد الوافر)
الفروسية (الفروسية)
الصلاة وحكم تاركها (الصلاة وحكم تاركها وسياق صلاة النبي من حين كان يكبر إلى أن يفرغ منها)
المنار المنيف (المنار المنيف في الصحيح والضعيف)
حادي الأرواح (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)
روضة المحبين (روضة المحبين ونزهة المشتاقين)
طريق الهجرتين (طريق الهجرتين وباب السعادتين)
مدارج السالكين (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)
مفتاح دار السعادة (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة)
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه)
شرح قصيدة ابن القيم (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم)
الكتب التي فيها ترجمة حياة شيخ الإسلام و تلميذه هي:
العقود الدرية (العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية)
الشهادة الزكية (الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية)
الأعلام العلية (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية)
الدرر الكامنة (ترجمة ابن تيمية من الدرر الكامنة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[24 - Jan-2010, صباحاً 11:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدعو الله أن يوفقنا وجميع أحباب المجلس للقراءة والإستفادة من كتب شيخ الإسلام إبن تيمية وتلميذه النجيب إبن قيم الجوزية رحمها الله تعالى.
تفضلوا روابط 30 من كتب شيخ الإسلام إبن تيمية و تلميذه البار إبن قيم الجوزية التي تشرفت بجمعها من موقع المكتبة الوقفية المباركة، وأنصح أن يكون البدء بقراءة كتب إبن قيم الجوزية قبل البداءة بكتب شيخ الإسلام، وذلك لعمق عبارة شيخ الإسلام، وبذا يكون قد استعين بأسلوب إبن قيم الجوزية السهل العبارة لفهم طريقة شيخ الإسلام في التعبير والتأليف.
1 - كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة>بتحقيق عثمان جمعة ضميرية (فرق وأديان)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1779
2- كتاب التبيان في أيمان القرآن لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة>بتحقيق عبد الله بن سالم البطاطي (علوم القرآن)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1777
3- كتاب بدائع التفسير الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية بتحقيق يسري السيد و صالح الشامي (تفسير)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1529
4- كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة>بتحقيق يحي بن عبد الله الثمالي (مصطلح الحديث)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1775
5- كتاب مناسك الحج والعمرة لإبن قيم الجوزية بتحقيق محمد حسيني عفيفي (فقه)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2252
6- كتاب الفوائد لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق محمد عزير شمس (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1781
7- كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق زائد بن أحمد النشري (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1773
8- كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق محمد أجمل الإصلاحي و زائد بن أحمد النشري (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1776
9- كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق إسماعيل بن غازي مرحبا (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1778
10- كتاب الداء والدواء أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق محمد أجمل الإصلاحي و زائد بن أحمد النشري (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1780
11- كتاب جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق زائد بن أحمد النشري (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=493
12- كتاب الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق عبد الرحمن بن حسن بن قائد (تزكية وأخلاق وآداب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=496 (http://www.waqfeya.com/search.php?getword=%C7%E1%E3%C C%E3%DA&st=15&field=btags)
13- كتاب بدائع الفوائد لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق علي بن محمد العمران (ثقافة إسلامية)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=488
14- كتاب الفروسية المحمدية لإبن قيم الجوزية <طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة> بتحقيق زائد بن أحمد النشري (ثقافة إسلامية)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1774
15- كتاب الطب النبوي لإبن قيم الجوزية، بتحقيق عبدالغني عبدالخالق (طب)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7
----------------------------------------------------------
1- كتاب الإيمان لإبن تيمية، بتحقيق الألباني (عقيدة)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3706
2- كتاب جامع الرسائل لإبن تيمية، بتحقيق محمد رشاد سالم (عقيدة)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2868
3- كتاب الفتوى الحموية الكبرى لإبن تيمية، بتحقيق حمد بن عبد المحسن التويجري (عقيدة)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2868
4- كتاب الإستقامة لإبن تيمية، بتحقيق محمد رشاد سالم (عقيدة)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2833
5- كتاب زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور لإبن تيمية (عقيدة)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=954
6- كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم لإبن تيمية، بتحقيق محمد بن عبد الله بن عمر الحلواني و محمد كبير أحمد شودري (عقيدة)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=649
7- كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لإبن تيمية، بتحقيق ناصر بن عبد الكريم العقل (فرق وأديان)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1989
8- كتاب منهاج السنة النبوية لإبن تيمية، بتحقيق محمد رشاد سالم (فرق وأديان)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=589
9- كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لإبن تيمية، بتحقيق مجموعة من المحققين (فرق وأديان)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=601
10- كتاب الإكليل في المتشابه والتأويل لإبن تيمية، بتحقيق محمد الشيمي شحات (علوم القرآن)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2813
11- كتاب تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء لإبن تيمية، بتحقيق عبد العزيز بن محمد الخليفة (تفسير)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=462
12- كتاب التفسير الكبير لإبن تيمية، بتحقيق عبدالرحمن عميرة (تفسير)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=891
13- كتاب حقيقة الصيام لإبن تيمية، بتحقيق الألباني والشاويش (فقه)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2787
14- كتاب مناسك الحج والعمرة لإبن تيمية، بتحقيق حسين بن محمد بن عبد الله آل الشيخ (فقه)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2236
15- كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية<طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف> (فتاوى)
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1747
ـ[الاوزاعي]ــــــــ[24 - Jan-2010, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
ورحم اللهُ شيخا الاسلام ابي العباس وابن القيم رحمة واسعة .. !
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[24 - Jan-2010, مساء 09:44]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
ورحم اللهُ شيخا الاسلام ابي العباس وابن القيم رحمة واسعة .. !
وفيك بارك أخي الأوزاعي، وأرجو من الله العزيز الحكيم أن يعيننا على الإكثار من قراءة كتب شيخ الإسلام وتلميذه النابغة إبن قيم الجوزية رحمها الله تعالى، وتدوين الفوائد وتعليمها للناس، وكلنا نعلم مقدار العلم النفيس الذي حوته كتبهما، فمن مثلهما في هذا الزمان!
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 09:21]ـ
بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعل جهودكم في ميزان حسناتكم(/)
ترجمة الشيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-
ـ[ابن خالد]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 09:10]ـ
اسمه ونسبه:
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أحمد بن مقبل من آل مقبل من آل ريِّس الوهيبي التميمي، وجده الرابع عثمان أطلق عليه عثيمين فاشتهر به، وهو من فخذ وهبه من تميم نزح أجداده من الوشم إلى عنيزة.
ومولده:
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.
وصفه:
قصير القامة معتدل الجسد ـ إلا في مرضه الأخير فقد هزل جدا ـ ذو لحية طويلة إلى صدره بيضاء ـ ما كان يحنيها ـ أبيض البشرة بشوش دائما طلق الوجه له نفس شاب وقد بلغ السبعين،
نشأته العلمية:
تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.
ثم درس على فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله –وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك، ولتقى هناك بسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
شيوخه:
1. جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- درس عليه القران الكريم.
2. فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي ـ رحمه الله ـ ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه.
3. سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها.
4. الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله-.
5. قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان -رحمه الله- في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة.
6. قرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة.
7. الإمام العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ
8. الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد ـ رحمه الله ـ
9. الشيخ عبد الرحمن الأفريقي.
10. قرأ على سماحة الشيخ عبدالله بن عقيل العقيل في الفقه وغيرهم.
زواجه:
تزوج ـ رحمه الله ـ ثلاث مرات الأولى: ابنة عمه بنت سليمان بن محمد العثيمين التي توفيت أثناء الولادة، ثم تزوج بعد وفاتها من ابنة الشيخ عبدالرحمن بن الزامل العفيسان وظلت معه خمس سنوات لم ينجب منها فطلقها ثم تزوج بنت محمد بن إبراهيم التركي وهي أم أولادة، ولم يجمع بين زوجتين.
أعماله ونشاطه العلمي:
* بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
* وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ.
* ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398 - 1399هـ حتى توفي -رحمه الله-.
* درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
* شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية.
* ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف.
* تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته -رحمه الله-
* كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
* كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
* كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته -رحمه الله-
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة حريصاً على نفع الناس بالتعليم والفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة المنتظمة المجدولة كما سبق ذكرها.فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم.
وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب وكان مباركا في علمه الواسع أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع.
أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً: تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً: انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً: إلقاؤه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
رابعاً: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
ولقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
أمضى وقته ـ رحمه الله ـ في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق وله اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى إذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات يلقي دروسه ومحاضراته وفتاواه بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.
ويعتنى بتوجيه طلبة العلم وإرشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة ثم لا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات [2] فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة.
ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية:
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة وأنموذجاً حياً فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه.
تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره كان بعيداً عن التكلف وكان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم ترى السعادة تعلو محياه وهو يلقي دروسه ومحاضراته - رحمه الله تعالى - كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين والإقناع.
ومن ورعه أنه كان كثير التثبت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمور الفتوى يقول: انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحرير الدقيق للمسائل الفقهية.
لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها وقد واصل -رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في الحرم المكي حتى قبيل وفاته بأيام.
أصابه المرض فتلقى قضاء الله بنفس صابرة راضية محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
كان رحمه الله يستمع إلى شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر استطاعته وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات تحفيظ القرآن بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية اجتماعية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
طلابه:
هم بحمد الله كثيرون سواء من تلقى عنه مباشرة وهؤلاء إما طال بهم المقام أو قصر سواء في القصيم ـ الجامع والجامعة ـ أو في الحرم المكي، أو عن طريق الكتب والأشرطة، وكثير من طلاب العلم يقدمون كتب الشيخ وأشرطته لغزارة ما يلقي من العلم ولتجرده للدليل، ولحسن أسلوبه في التعليم ولا أعرف أحدا يباريه في التدريس [3]. وقد بلغ الشيخ وليد الحسن بطلاب الشيخ 74 طالبا وهؤلاء أكثر الطلاب ملازمة للشيخ، وذكر من القضاة 18 قاضيا وقرأ فيها: الطرق الحكمية لإبن القيم ثم كتاب الوقف والوصايا من الإقناع للحجاوي ثم كتاب إعلام الموقعين لإبن القيم وتمت هذه الكتب إلا عشر صفحات من الإعلام لمرض الشيخ ـ رحمه الله ـ، وذكر من أساتذة الجامعة 25 أستاذا وقرأ فيها: حادى الأرواح لإبن القيم، وذكر من خطباء الجوامع 21 خطيبا وقرأ فيها: زاد المعاد، وذكر من أعضاء الحسبة 40 عضوا وقرأ فيها كتاب الحسبة لشيخ الإسلام.
ومنهم:
1. الدكتور إبراهيم بن علي العبيد.
2. الدكتور أحمد بن عبدالرحمن القاضي، وهو شيخ نبيل الخلق كريم السجايا.
3. الدكتور أحمد بن محمد الخليل.
4. الشيخ خالد بن عبدالله المصلح، زوج بنت الشيخ.
5. الدكتور خالد بن عبدالله المشيقح.
6. الشيخ سامي بن محمد الصقير، وهو زوح بنت الشيخ.
7. الأمير الدكتور عبدالرحمن بن سعود الكبير آل سعود.
(يُتْبَعُ)
(/)
8. الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار، كان يطلق عليه سماحة الإمام عبدالعزيز ابن باز العلامة.
9. الشيخ محمد بن سليمان السلمان.
10. وليد بن أحمد الحسين.
11. شيخنا القاضي الشيخ صالح بن عبدالله بن عبدالكريم الدرويش [4]، وهو من خيرة من رأيت من الناس في بذل نفسه وجاهه ووقته في الدعوة إلى الله تعالى، فنعم العالم والداعية والمربي هو.
12. الدكتور ناصر بن عبدالله القفاري [5].
وهم أكثر بكثير
مؤلفاته:
بلغ بها الشيخ وليد الحسن 115 مؤلف بين كتاب صغير ومجلدات كبيرة وهي:
1. مجموع فتاوى الشيخ، ويحوى المجموع حسبما أمر الشيخ كل مؤلفات الشيخ التي تبلغ مجلدين فأقل، وبلغت خمسة عشر مجلد وقد تصل إلى ثلاثين مجلدا.
2. تخريج أحاديث الروض المربع. لم يطبع
3. الشرح الممتع على زاد المستقنع، وهو أكبر مؤلفات الشيخ وأكثرها نفعا وفيها يظهر دقة علم الشيخ وقد يصل إلى ستة عشر مجلد.
4. فتاوى منار الإسلام. ثلاث مجلدات
5. نيل الأرب من قواعد ابن رجب. لم يطبع
6. القواعد المثلى. وهو من كتب الصفات الجيدة
7. القول المفيد على كتاب التوحيد. ثلاث مجلدات
8. فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام.
9. شرح العقيدة الواسطية. مجلدان
10. شرح رياض الصالحين. سبع مجلدات
عقبه:
الذكور: خمسة هم
1. عبدالله: موظف في جامعة الملك سعود.
2. عبدالرحمن: ضابط في وزارة الدفاع.
3. إبراهيم: ضابط في الحرس الملكي.
4. عبدالعزيز: ضابط في الجوازات.
5. عبدالرحيم: موظف في الخطوط السعودية.
ولم يطلب العلم أحد من أبناءه عليه ـ رحمه الله ـ، وله ثلاث بنات تزوجتْ ثنتان منهم باثنين من طلابه وهما الشيخ سامي الصقير والشيخ خالد المصلح.
مواقف للشيخ:
دخل على الشيخ ـ رحمه الله ـ صبي دون السادسة من عمره وهو بين طلابه وأمسك بيده وقال: أبي يريد السلام عليك قبل سفره فلاطفه الشيخ والطفل آخذ بيده حتى بلغ به والده فتعجب من هذا الخلق النبيل.
ركب الشيخ مع أحد محبيه وكانت سيارة الرجل كثيرة الأعطال فتوقفت فيهم أثناء الطريق فنزل الشيخ وقال للرجال: أنت ابق مكانك وأنا أدفع السيارة!! فدفعها ـ رحمه الله ـ حتى تحركت بهم.
ويحكي لي مدير المعهد العلمي في عنيزة سابقا فيقول: احتجت مبلغ من المال فاقترضت من الشيخ ـ رحمه الله ـ وذكرت له أنني محتاج المبلغ لأنني سأسافر للرياض فقال لي: بي رغبة بالسفر للرياض هل تأخذني معك؟، فأخذته معي وكانت المواصلات صعبة في تلك الفترة، فلما وصلنا أصر الشيخ على دفع مبلغ مقابل السفر، فرفضت بشدة فقال: لو أنني ما أقرضتك لكان الأمر هينا ولكن أخشى أن يكون قرضا جر نفعا!!.
لي مع الشيخ ـ رحمه الله ـ موقف واحد وهو عندما طلبت منه الإذن بطباعة هذا الكتاب وكان ذلك في منزل سماحة شيخنا الشيخ عبدالله ابن عقيل، فقال الشيخ ـ رحمه الله ـ: لا مانع لدي سأقدم لك على أن تطبعه مفردا، فقلت له: كما تحب يا شيخ، فمسك يدي ولفها للخلف وهو يتبسم ضاحكا وقال: أكيد، فقلت: أكيد ... أكيد، فرحمه الله من أب شفيق ومعلم رحيم ومرب ودود.
وفاته رحمه الله تعالى:
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلي عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
منقول.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 03:20]ـ
رحم الله العلامة ابن عثيمين واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة
اللهم إنا نحبه فاجمعنا به ووالدينا ووالد والدينا والمسلمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا
امين(/)
مختصر ترجمة الإمام الجبل عبدالعزيز بن باز-رحمه الله-
ـ[ابن خالد]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 09:12]ـ
هو الشيخ المحدث الأثري الفقيه، النابغة، كبير المفتين، ورئيس العلماء المتقنين، عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، يُكنى أبا عبد الله، ولد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في الثاني عشر من ذي الحجة عام 1330هـ، من أسرة في مجموعها صلاح، ونشأ منذ صباه على رسالة الإسلام، فحفظ كتاب الله تعالى، وتلقى علومه عن كبار مشايخ نجد، وفي مقدمتهم: الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي الرياض، والشيخ سعد بن حمد العتيق قاضي الرياض ـ العز بن عبد السلام في عصره ـ والشيخ حمد بن فارس، والشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة، أخذ عنه علم التجويد، وسماحة الشيخ الجليل محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي الأسبق، لازمه عشر سنوات واستفاد منه فوائد عظيمة.
وأصيب بعمى العينين، فازداد حفظاً وورعاً وعلماً، وعوَّضه الله بذكاء في القلب. وبارك الله في علم الشيخ حتى حصَّل ووصل إلى ما وصل إليه من الحفظ والفقه، وأصبح إماماً من كبار أئمة الدنيا في هذا العصر.
توليه القضاء:
عمل سماحة الشيخ قاضياً في الخرج، فكان الأب والمعلم، قريباً من قلوب الناس، حتى أنهم بكوا عليه وأكثروا من الهلع لما انتقل منها.
اشتغاله بالتدريس:
رأى الشيخ رحمه الله أن القضاء قد يشغله عن التدريس والعلم، فترك القضاء وذهب إلى معهد الرياض معلماً، وفي كلية الشريعة محاضراً، فكان يلقي الدروس ارتجالاً لحافظته القوية، وكان محبباً إلى الطلاب.
إدارة الجامعة الإسلامية:
ثم تولى إدارة الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، فكان يحضر في إدارة الجامعة ويجتمع بالأساتذة ويوجههم التوجيه السليم ويدعوهم إلى اللين في التعامل، والاهتمام بالتحصيل العلمي، وكان يمر على الطلبة في الفصول فيسلم عليهم ويسمع ما عندهم، وربما درَّس الشيخ بعض المحاضرات، وكان يفتح مكتبه للطلبة، وهذه ميزة يفتقدها كثير من العلماء والمسؤولين حيث إغلاق الأبواب في وجوه الطلبة والمسلمين.
الشيخ والعلم:
يعد الشيخ من كبار المفتين في العالم الإسلامي، فقد شارك في مؤتمرات كثيرة، وألقى من المحاضرات ما لا يحصى، وله مؤلفات كثيرة نافعة، فهو نحوي يجيد اللغة ويمليها على طلابه، وله في الفرائض قدم، وفي الحديث محدث جهبذ مغرم بعلم الرجال، يطالع كثيراً في (تهذيب التهذيب) لابن حجر، وقد قال الشيخ لبعض محبيه: ربما حفظت ثمانين في المائة من هذا الكتاب، (وفتح الباري) وقد قرأه مرات عديدة، وهو الذي تولى الإشراف على إخراجه وتحقيقه للناس بالاشتراك مع العالمين الفاضلين: الشيخ محب الدين الخطيب، والشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمهما الله تعالى.
كرم الشيخ:
وأما كرم الشيخ رحمه الله تعالى فحدث ولا حرج، فهو لا يرد طلباً، وقد ذكر بعض طلبة العلم: أن أحد المجاهدين وفد على الشيخ مرة من المرات، فلم يجد الشيخ إلا غرضاً مهماً له فباعه وأعطاه قيمته في سبيل الله عز وجل.
ويتمثل كرم الشيخ في اجتماع الناس على سفرته، فيحضر سفرته العلماء وطلبة العلم والمفكرون والأدباء والعامة والفقراء والمساكين وعابري السبيل، فيرحب بالجميع، وهذا أمر معلوم لا يحتاج إلى إثبات، لأن الكثيرين رأوا ذلك.
البرنامج اليومي:
يبدأ الشيخ نشاطه قبيل صلاة الفجر، ثم يصلي الفجر في مسجده، فإذا انتهى من الصلاة وفرغ من أذكار الصباح، يبدأ درسه إلى طلوع الشمس، وأكثر ما يدرس الشيخ في كتاب (فتح الباري) و (فتاوى ابن تيمية) و (بلوغ المرام) و (الكتب الستة) و (شرح الطحاوية) وغيرها من العلوم النافعة. فإذا فرغ من الدرس صلى ركعتين وعاد إلى بيته، ثمَّ يذهب إلى مكتبه، فإذا وصل وجد المراجعين بانتظاره فيسلم عليهم ويستقبلهم ويعانق منهم القادم، ويبدأ باستعراض المعاملات، والإجابة على الأسئلة، وحل المشاكل وتوجيه النصائح وإيجاد الحلول، كما يتلقى المكالمات الهاتفية من الداخل والخارج حيث تتصل به الهيئات والجماعات والمؤسسات والأفراد من أنحاء العالم، فيفتيهم ويرد عليهم الواحد تلو الآخر، وهو في ذلك لا يكل ولا يمل.
ثمَّ يصلي الظهر جماعة، ويعود إلى عمله، وفي الثانية بعد الظهر يعود إلى منزله وقد سبقه ضيوفه، فيتغدى معهم غداءً جماعياً، ثمَّ يصلي العصر، وربما ألقى كلمة بعد الصلاة ثم يعود إلى المنزل، ثم يصلي المغرب ويعود إلى منزله للقراءة والنظر في شؤون الناس حتى وقت العشاء، ولا ينتهي مجلسه من الزوار والروّاد، ولا يزال بين قراءة وإملاء وحديث نافع حتى وقت متأخر، وقلَّ ما يتاح له الإخلاد إلى النوم قبل منتصف الليل.
دعمه للجهاد في سبيل الله:
وكان سماحة الشيخ يحث على دعم الجهاد في فلسطين وأفغانستان والبوسنة والهرسك وكوسوفا، فكان قادة الجهاد يتصلون به ويطلبون منه الدعم، فيسارع في نصرتهم (1).
ما قيل في سماحة الشيخ من الشعر:
مُدح سماحة الشيخ من كبار الناس وصغارهم وشعرائهم وأدبائهم وعلمائهم، منهم فضيلة الشيخ عائض القرني حيث نظم قصيدة تقارب الخمسين بيتاً، منها:
يا شيخ يكفيك أنَّ الناس قد شغلوا
بالمغريات وأنت الثابت الوافي
أغراهم المال والدنيا تجاذبـ
ـهم ما بين منتعل منهم ومن حافي
مجالس اللغو منداهم وروحتهم
أكل اللحوم كأكل الأقط في العافي
وأنت جالست أهل العلم فانتظمت
لك المعالي ولم تولع بإرجاف
بين الصحيحين تغدو في خمائلها كما غدا
الظل في إشراقها الضافي
يكفي محياك أن القلب يعمره
من حبكم ولديّ أضعاف أضعـ، ـاف
أراك كالضوء تجري في محاجرنا
فلا تراك عيون الأجلف الجاف
كالشدو أشواقي وتأسرها
بنغمة الوحي من طه ومن قافي
ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة
وعذرها أنها في عصتر إنصافي
رحم الله شيخنا ووالدنا فنحن نتقرب بحبه إلى الله، و إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها.
منقول.(/)
مَن الذي مات؟ ......... الشيخ أبو عَجَلَة!
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 11:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه والتابعينأما بعد
فلقد كانت جنازة الشيخ آية من آيات الله تعالى فجميع جيران الشيخ وأقاربه لم يكونوا يتصورون هذه المكانة العظيمة للشيخ في قلوب أهل السنة دون غيرهم من عامة المسلمين.
وأذكر هنا وقائع الجنازة من قبل تغسيل الشيخ وتكفينه إلى دفنه وتوديعه.
1 - ذهبتُ أنا وابن الشيخ الأخ أنس وصهره الأخ هاني وسائق الشيخ الأخ رامز الذي وهب نفسه وسيارته لتوصيل الشيخ في آخر حياته ومؤذن المسجد الذي يصلي فيه الشيخ العشاء الأخ محمد رفعت إلى المركز الطبي لاستخراج تصريح الدفن
2 - أول من حضر أمام البيت من الإخوة والمشايخ الفضلاء بالترتيب هم: الأخ الفاضل الشيخ خالد بهاء الأزهري السلفي ثم الأخ الفاضل الشيخ هاني حلمي صهر الشيخ محمد حسين يعقوب ثم الأخ الفاضل الشيخ صبري عبد المنعم الشافعي من تلاميذ الشيخ القدماء ثم الأخ الفاضل الشيخ أبو معاذ طارق بن عوض الله تلميذ الشيخ وحبيبه ثم الوالد الشيخ د. مصطفى عبد المجيد جار الشيخ وحبيبه ثم تتابع الإخوة في الحضور.
3 - قامت زوج الشيخ أم عبد الرحمن بنت النوبي ومعها ابنه أنس بتغسيل الشيخ رحمه الله
4 - قام الدكتور الشيخ مصطفى عبد المجيد بتكفين الشيخ بمساعدة بعض الإخوة بناء على وصية الشيخ رحمه الله.
ودخل الحضور واحدا واحدا لتقبيل جبين الشيخ قبل ربط الكفن.
5 - تم نقل الشيخ في سيارة الموتى إلى مسجد السلام وقد ركبتُ بجوار نعش الشيخ مع ابنيه أنس وعبد الرحمن وبعض الإخوة
6 - بدأ حضور الإخوة والشيوخ من قبل صلاة الظهر قليلا قليلا وما إن أذن الظهر حتى بدأ الحضور يتزايد بأعداد لا تحصى
فائدة: سألني بعض الجيران لما رأى الحشود تحضر لمنزل الشيخ:
مَن الذي مات؟
فقلتُ له:
الشيخ محمد عمرو
فقال لي:
الشيخ أبو عَجَلَة.
فبكيتُ وقلتُ له:
نعم!
وحزنتُ أن يكون هذا تعريف الشيخ عند الناس
ثم قلتُ في نفسي:
ولمَ البكاء؟
هي عجلة إلى الجنة إن شاء الله.
هي عجلة مشتقة من قول الكليم (ص): {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}
7 - أول من رأيتُه حضر للمسجد -وكان جالسا بين غمارة الناس لا يعرفه الكثير! - شيخي الأول وأستاذي ومعلمي سيدنا ومولانا شيخ السلفيين في مصر العالم الرباني فضيلة الشيخ أبو الفرج محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم حضر من الإسكندرية مسافرا، ثم فقيه مصر العالم الرباني فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود، ثم الزاهد الصابر العالم الرباني فضيلة الشيخ نشأت أحمد ثم تتابع الإخوة والمشايخ في الحضور.
ومن عجيب ما أذكره لكم: أن الشيخ في حياته كان يعظم ثلاثة لا يضاهي بهم أحدا ولا يذكر معهم رابعا، وهم: فضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم -يبدأ به-، فضيلة الشيخ محمد عبد المقصود -يثني به-، فضيلة الشيخ نشأت أحمد يختم به.
فكان ترتيب حضورهم بترتيب فضلهم عنده، فسبحان مَن جعل كل شيء في هذا الكون بحكمة.
8 - أمّ الناس في صلاة الجنازة سيدنا الشيخ محمد بن إسماعيل حفظه الله بعد أن رفض رفضا شديدا، لكن بترجي الأخ أنس وإلحاح الشيخ نشأت أحمد والشيخ مجاهد حمادة وما ذكرتُه له من أن هذه كانت أمنية للشيخ رحمه الله رضي، ولمّا رأى الشيخ محمد حسين يعقوب حضر ذهب إليه ليصافحه ويعرض عليه أن يصلي مكانه فهوى الشيخ يعقوب ليقبل يد الشيخ محمد إسماعيل وأشار إليه إشارة يفهم منها أنه ما ينبغي أن نتقدم بين يديك، فصلى الشيخ محمد إسماعيل وأطال في الصلاة ليتمكن الإخوة من الدعاء للشيخ فكثر الدعاء المختلط بالنحيب وبالبكاء
9 - موقف يذكر هنا: حضر مع جنازة الشيخ ثلاث جنائز أخرى رجل وامرأتان وسقط، فصلى الشيخ محمد إسماعيل على الجنائز الأربعة معا وخلفه ما لا يحصيه إلا الله ووضع السقط في نعش الشيخ، فأحسب أن هذا من حسن ما ختم به لهؤلاء أن يصلى عليهم مع ذلك الولي من أولياء الله -أحسبه كذلك والله حسيبه-.
10 - حملنا نعش الشيخ إلى السيارة وركبتُ معه ومعنا ابنه عبد الرحمن وبعض الإخوة وذهب ابنه أنس ليحضر تصريح الدفن.
11 - أُغلق الطريق تماما من كثرة السيارات التي كانت تتبعنا غير تلك التي كانت تنتظر جنازة الشيخ على طريق المقابر ممن لم يتمكنوا من حضور صلاة الجنازة وظنّ بعض الناس أن هناك تشريفة لأحد الوزراء بل ظن أحدهم لعظم الأمر أنها تشريفة رئيس الدولة!
12 - أمطرت السماء وظلّت تمطر حتى وصلنا إلى مقابر 6 أكتوبر وما إن نزل الإخوة من السيارات للسير داخل المقابر حتى انقطع المطر تماما!
13 - أدخلنا الشيخ لمقبرته فدفن بجوار حميه أبي زوجه أم عبد الرحمن وكان قد مات قبله بسنتين وكان الشيخ يحبه جدا ويكثر من مرافقته في الدنيا فكتب الله له أن يرافقه في القبر.
وقد دخل القبر مع الشيخ ابنه أنس فحدثني أنه رأى جثة جده حبيب الشيخ كما هي!
14 - قام أحد الإخوة بالكلام طالبا من المشايخ أن يتكلموا ويعظوا
15 - بدأ الكلام الشيخ محمد حسين يعقوب فأبكى الحضور ثم تكلم الشيخ عمر بن عبد العزيز قريشي وهو حمو أنس فأبلغ في الموعظة ثم تكلم الشيخ سيد حسين عفاني فحكى بعض مواقفه مع الشيخ فأبكى وعلا البكاء والنحيب
رفض الشيخان محمد إسماعيل ومحمد حسان الكلام وقد امتلأت عيونهما بالدموع بكاء على الشيخ.
16 - تدافع الإخوة للانصراف بعد الدعاء للشيخ لإدراك وقت العصر وأقيمت عدة جماعات على جانبي الطريق للمقابر خوفا من فوت الصلاة وتدافع الإخوة على خزانات المياه للوضوء ولم يتكمن عدد كبير من الوضوء فتيمموا من تربة الأرض وصلوا
ووقف الناس في الطريق وداخل السيارات وهم يرون هذا المشهد الرهيب الذي لم يروا مثله قط في حياتهم وهذا الجمع الذي سدّ الأفق وهم يسألون في تعجب: مَن الذي مات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمداني]ــــــــ[23 - Jan-2008, صباحاً 11:27]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 12:21]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
نشكرك على إخبارنا بجنازة الشيخ (موعدكم يوم الجنائز) وقد عُرضت الليلة الماضية جنازة الشيخ وكلمات المشايخ في المقبرة صوتاً وصورة على قناة الحكمة مع استضافة الشيخ عبدالرحمن فودة للشيخ طارق عوض الله والشيخ أحمد فريد والشيخ محمد يسري للحديث عن هذا الشيخ المحدث رحمه الله وكان اللقاء مؤثراً وشارك هاتفياً ابن الشيخ أنس.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 04:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد نبهني أخي الفاضل الأزهري السلفي جزاه الله خيرا على وصف الشيخ محمد عبد المقصود (القعيد)
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=744179&postcount=12
وجوابي على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=744205&postcount=14
( فأرجو من الإخوة المشرفين وفقهم الله حذف كلمة: (قعيد) الموجودة في تعريف الشيخ محمد عبد المقصود)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 04:48]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ عيدا، ورحم الله تعالى الشيخ محمدا وأسكنه الله تعالى فسيح الجنان، لكن - يرحمك الله - لولا أن الأمر دين لسكت، ولكن في بعض كلامك مؤاخذات شرعية لعلك تستدركها، أو يُنبه عليها.
والله الموفق.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 05:15]ـ
رحمه الله ,,
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 06:28]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ عيدا، ورحم الله تعالى الشيخ محمدا وأسكنه الله تعالى فسيح الجنان، لكن - يرحمك الله - لولا أن الأمر دين لسكت، ولكن في بعض كلامك مؤاخذات شرعية لعلك تستدركها، أو يُنبه عليها.
والله الموفق.
وفقك الله
إن كنتَ تقصد وصفي للشيخ محمد إسماعيل بقولي: ((سيدنا ومولانا)) ولا أظنك تقصد غيرها.
فوالله لقد سمعت الشيخ محمد إسماعيل غير مرّة يصف الشيخ أسامة عبد العظيم بقوله: ((سيدنا ومولانا))
ولعلك ترى أنه يتعارض مع حديث: «السيد الله»
وهو لا يتعارض معه إن شاء الله تعالى.
وقد تكلّم العلماء في هذه المسألة في الجمع بين حديث «السيد الله» وحديث «قوموا إلى سيدكم» والمقام لا يسع ذكر أقوالهم.
لكن لا يخفى عليكم الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا:
«لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَطْعِمْ رَبَّكَ وَضِّئْ رَبَّكَ اسْقِ رَبَّكَ وَلْيَقُلْ سَيِّدِي ومَوْلَايَ وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي وَلْيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي وَغُلَامِي»
وهو صريح في جواز هذين اللفظين خصوصا.
وإن كان الأمر غير ذلك فأرجو مراسلتي على الخاص للتناصح.
وفقكم الله.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 07:13]ـ
جزاك الله خيرا أخي عيد فهمي فوالله لم أتمالك نفسي من البكاء
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 08:00]ـ
أخي المكرم: لا أريد ما ذكرت، فما ذكرت مضاف، فلا إشكال، ولكن - إن شاء الله تعالى - أراسلك على الخاص.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 08:44]ـ
رحمه الله ... رحمه الله ... وغفر الله له وأسكنه فسيح الجنان ..
لكن لم أفهم ما المقصود (بعجلة)؟!
محبكـ.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 08:57]ـ
لكن لم أفهم ما المقصود (بعجلة)؟!
وفقك الله.
((العجلة)) تطلق عندنا في مصر على ((الدرّاجة))
وقد كان الشيخ رحمه الله يستخدمها في جميع تحركاته، فقد كان لا يملك من حطام الدنيا غيرها.
ولمّا اشتدّ عليه المرض في آخر عمره تبرّع أحد الإخوة لتوصيل الشيخ ذهابا وإيابا بسيارته.
والشيخ كان يعاني من ضيق العيش مثله مثل علماء الأمة الربانيين الذين نقرأ عنهم في السير.
بل لقد بلغ به ضيق العيش أنه كان يوفّر في شراء دوائه الوحيد ((الأنسولين)) ليستطيع القيام بأعباء أسرته.
فوالله لقد أتعب كلّ مَن بعده بزهده وورعه.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 09:10]ـ
العجلة هي الدراجة التي كان يتنقل عليها الشيخ.
ولئن عرفه ذاك الرجل بذاك الإسم فإن كثيرا من طلبة العلم لم يعرفوه إلا بعد موته.
ولعل من عجائب زماننا أن العامة يعرفون المغنين والمذيعين والرياضيين وهم أبعد الناس معرفة بأهل العلم وأحوالهم.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 10:20]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الشيخ رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته
وجزاك الله خيرا ياشيخ عيد ونفع بك الإسلام والمسلمين ..
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 03:29]ـ
وفقك الله.
((العجلة)) تطلق عندنا في مصر على ((الدرّاجة))
وقد كان الشيخ رحمه الله يستخدمها في جميع تحركاته، فقد كان لا يملك من حطام الدنيا غيرها.
ولمّا اشتدّ عليه المرض في آخر عمره تبرّع أحد الإخوة لتوصيل الشيخ ذهابا وإيابا بسيارته.
والشيخ كان يعاني من ضيق العيش مثله مثل علماء الأمة الربانيين الذين نقرأ عنهم في السير.
بل لقد بلغ به ضيق العيش أنه كان يوفّر في شراء دوائه الوحيد ((الأنسولين)) ليستطيع القيام بأعباء أسرته.
فوالله لقد أتعب كلّ مَن بعده بزهده وورعه.
فهمت وجزاك الله خيراً ورحمه الله ..
لم أكن أتوقع ذلك!
اللهم اغفر له وارحمه .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 04:01]ـ
ولئن عرفه ذاك الرجل بذاك الإسم فإن كثيرا من طلبة العلم لم يعرفوه إلا بعد موته.
ولعل من عجائب زماننا أن العامة يعرفون المغنين والمذيعين والرياضيين وهم أبعد الناس معرفة بأهل العلم وأحوالهم
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى ..
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن مقتل النعمان بن مقرن 7/ 126:
ولما أخبر عمر بمقتل النعمان بكى، وسأل السائب عمن قتل من المسلمين، فقال: فلان، وفلان، وفلان لأعيان الناس وأشرافهم.
ثم قال: وآخرون من أفناد الناس ممن لا يعرفهم أمير المؤمنين، فجعل يبكي ويقول: وما ضرهم أن لا يعرفهم أمير المؤمنين؟ لكن الله يعرفهم وقد أكرمهم بالشهادة، وما يصنعون بمعرفة عمر.
ـ[الهمداني]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 07:36]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجمعنا به في جنة عدن ...
ـ[الهمداني]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 07:40]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم / عيد ... وفقه الله وبارك في علمه وعمره
يعلم الله إنك ممن أحبهم في الله ...
وكم كانت فرحتي حينما عدت إلى الكتابة في المنتدى
فأرجو ألا تحرمنا من فوائدك بحرارتك الزائدة (ابتسامة)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 09:22]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم / عيد ... وفقه الله وبارك في علمه وعمره
يعلم الله إنك ممن أحبهم في الله ...
وكم كانت فرحتي حينما عدت إلى الكتابة في المنتدى
فأرجو ألا تحرمنا من فوائدك بحرارتك الزائدة (ابتسامة)
بارك الله لك وأحسن إليك ووفقك لكل خير
ـ[أبو إسحاق الفواخري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهنا طرفة حسنة أحببت أن أثبتها تكملة لكلام أخي الحبيب عيد فهمي
وهي أن حافظ أهل مصر بل أمير المؤمنين في الحديث في عصره الحافظ ابن حجر العسقلاني لما مات وخرجت جنازته أمطرت السماء مطراً شديدا حتى أغرقت الحاضرين فرثاه أحد تلامذته قائلاً:
قد بكت السحب على قاضي القضاة بالمطر ... وانهدم الركن الذي كان مشيداً من حجر
فحينما كنا في جنازة شيخنا الحبيب وأمطرت السماء تذكرت جنازة الحافظ ابن حجر إمام أهل مصر في الحديث في عصره وكأن سنة الله في محدثي أهل مصر لا تتبدل فقد بكت السحب على شيخنا بالمطر وهو عالم أهل مصر كما بكت منذ ست مائة عام على عالم أهل مصر ابن حجر. وهذه من الطرائف الحسان والموافقات الملاح التي وقعت يوم وفاة الشيخ - رحمه الله - فنسأل الله أن يلحقه بهذا الركب المبارك.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 10:54]ـ
مرحبا بك يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
ـ[أبو إسحاق الفواخري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 10:56]ـ
وأضيف قائلاً أن هناك العديد من التساؤلات كنت قد سألت فيها شيخنا قبل وفاته بعدة أشهر لعلي أجمعها وأسطرها على صفحات هذا الموقع المبارك عسى الله عز وجل أن يجعلها في ميزان حسنات شيخنا -رحمه الله- وهي أسئلة حديثية بحته إلى حد بعيد ومعظمها في مسائل الإتصال والإنقطاع وهي المسائل التي أفنى الشيخ -رحمه الله- عمره في تحريرها.
ـ[أبو إسحاق الفواخري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 10:59]ـ
بل المرحبة أولى بك فقد عرفت الشيخ رحمه الله أول ما عرفته من خلالك وتعلقت به من كلامك عنه حتى يسر الله عز وجل لي معه عدة لقاءات كما تعلم أخي الحبيب عيد.
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 11:07]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم / عيد ... وفقه الله وبارك في علمه وعمره
يعلم الله إنك ممن أحبهم في الله ...
وكم كانت فرحتي حينما عدت إلى الكتابة في المنتدى
فأرجو ألا تحرمنا من فوائدك بحرارتك الزائدة (ابتسامة)
صدقت أخي الهمداني
فلم يخفف من حزني على الشيخ محمد عمرو رحمه الله مثل عودة شيخنا عيد فهمي حفظه الله للكتابة في الموقع
وأقول لشيخنا الجليل عيد ...
أحسن الله عزاءكم في شيخكم
وجعلكم خير خلف لخير سلف.
ومتعنا الله بعلمكم وفوائدكم الحسان.
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 12:17]ـ
إخوتاه,, ذهب الشيخ إلى ماينتظره الكل, وبقي علمه, وبقيت مآثره, وبقيت ذكراه التي تقطع القلب, ووالله لقد ذهب بدين متين, وزهد عجيب, فليبشر برحمة أرحم الراحمين, إما نحن فواحسرتاه, واحسرتاه, واحسرتاه, علم قليل بلا عمل, فنسأل الله اللطف,,
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 12:28]ـ
وأقول لشيخنا الجليل عيد ...
أحسن الله عزاءكم في شيخكم
وجعلكم خير خلف لخير سلف.
ومتعنا الله بعلمكم وفوائدكم الحسان.
آمين
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 02:15]ـ
أتقرب إلى الله تعالى بسؤال الرحمة والمغفرة وحسن العاقبة لهذا الشيخ الصالح، هكذا نحسبه، غفر الله له وبلغه فوق ما كان يرجو إنه جواد كريم. اللهم ثبتنا ولا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 08:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الشيخ رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته و أنار قبره و رفعه مع الصالحين قدرا
جزاك الله خيرا أخ عيد فهمي
هي عجلة إلى الجنة إن شاء الله.
اللهم آمين
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 11:22]ـ
رحم الله الشيخ ..
جزى الله خيراً من رفع الموضوع لتذكيرنا بالشيخ الحبيب إلى قلوبنا جميعاً
وحفظ الله تلميذه الشيخ عيد فهمى ومتعه بالصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة.
مَن الذي مات؟ ......... الشيخ أبو عَجَلَة!
موعدكم يوم الجنائز
والله كلام ورثاء جعل دموعنا تنهمر من جديد على الشيخ رحمه الله.
اللهم ارحمه وارفع درجته واحشرنا معه وجميع من خدم حديث نبيك (ص) أو ذب عنه على حوضه (ص) واسقنا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
اللهم آجرنا في مصيبتنا.
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 02:31]ـ
تجدد البكاء بقراءة تلك السطور على الشيخ / محمد عمرو ـ رحمه الله ـ، واستفدت أكثر من تلك الأخلاق الرفيعة لمشايخنا الكرام، والتي جلاها لنا الشيخ عيد ـ الذي أشهد الله على حبه من دون سابق معرفة به لجهلي بمثله ـ، فجزاه الله عنا خيرا.
رحم الله الشيخ ..
جزى الله خيراً من رفع الموضوع لتذكيرنا بالشيخ الحبيب إلى قلوبنا جميعاً
وحفظ الله تلميذه الشيخ عيد فهمى ومتعه بالصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة.
والله كلام ورثاء جعل دموعنا تنهمر من جديد على الشيخ رحمه الله.
اللهم ارحمه وارفع درجته واحشرنا معه وجميع من خدم حديث نبيك (ص) أو ذب عنه على حوضه (ص) واسقنا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
اللهم آجرنا في مصيبتنا.
اللهم آمين
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 10:18]ـ
رحم الله الشيخ ..
جزى الله خيراً من رفع الموضوع لتذكيرنا بالشيخ الحبيب إلى قلوبنا جميعاً
وحفظ الله تلميذه الشيخ عيد فهمى ومتعه بالصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة. أخي الحبيب
جزاك الله خيرا وبارك لك في أهلك ومالك وذريتك
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[09 - Jun-2008, صباحاً 10:36]ـ
تجدد البكاء بقراءة تلك السطور على الشيخ / محمد عمرو ـ رحمه الله ـ، واستفدت أكثر من تلك الأخلاق الرفيعة لمشايخنا الكرام، والتي جلاها لنا الشيخ عيد ـ الذي أشهد الله على حبه من دون سابق معرفة به لجهلي بمثله ـ، فجزاه الله عنا خيرا.
اللهم آمينأحبك الله الذي أحببتني فيه
أسأل الله أن يديم بيننا الود وأن يجمعنا على طاعته في الدنيا وفي صحبة نبيه (ص) في الآخرة
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[29 - Jan-2010, مساء 07:37]ـ
اللهم ارحم الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف(/)
أنين عبرات ... ومشاريع واقتراحات ... شيخنا محمد عمرو ذكرى لن تغيب ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 01:20]ـ
الحمدُ لله فاتحةُكل خير، تمام كل نعمة، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير من عبد وحمد وركع وسجد،وجاهد وشاهد، وعرف فلزم، وأصيب فاحتسب .. أما بعد
فهذه كلمة قد أُريد لها أن تكون تأبيناً لفقيد المحدثين ووراث علمهم في زمان الناس هذا؛شيخي، وحبيبيي العلامة محمد عمرو عبد اللطيف.
وحريُّ بهذا اللون من الكلام أن يكون بكاء مراً، ونفثة ثكلى، وأنة حيرى،إلى آخر جبال الحزن تلك.
قد كان قبلك أقوام فجعت بهم ///خلى لنا فقدهم سمعاً وأبصاراً
أنت الذي لم يدع سمعاً ولابصراً ///إلا شفىً فأمر العيش إمراراً
لستُ من المغرمين بشعر المتنبي وكنتُ أسمع بيتين من شعره يكررهما الناس ولا والله ما تذوقتهما إلا الساعة،يقول أبو الطيب:
طوى الجزيرة-حتى جاءني-خبرُُ ///فزعت فيه بآمالي إلى الكذبِ
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً ///شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي
عندما دق هاتفي في الواحدة ووالنصف ليلاً حاملاً لي الخبر على لسان أحد أصحابي=غالبتُ دواري وفزعت من الخبر إلى مظنة الخطأ ... حتى أعلن جوالي عن رسالة فإذا بها من ولد الشيخ يؤكد لي الخبر فغلبت العبرة واستولت الحسرة ...
أحقاً مات شيخنا؟!
أهكذا يرحل الكرام في هدوء؟!
أهكذا تطوى الصفحات العامرة، وتختم الصحف الحافلة، ويغيب الثرى الأنفس الحبيبة الكريمة؟!
لم يكن شيخنا قط من النمط الذي يرحل فيطوى، ويُبكى ثم يُنسى، ولاشيء بعدُ.
لكن ماترك الشيخ من علم وخلق، وديانة وإخلاص، مع ماهو عليه من حدب وحنو، وتواضع جم وظرف، كل ذلك يأبى لشيخنا إلا أن يكون ميراثاً نتوارثه،وأدباًُ نتدارسه،وحناناً نأوي إليه، ولو أنك لم تر في الشيخ إلا علمه =لكفاك سطر مما كتب آية على دقة عجيبة، وذهن يقظ ذكور، وصبر كالجبال، وعمر من الاطلاع ...
ولو أنك لم ترى في الشيخ إلا حنوه وحدبه =لكفاك لمحة من بشاش وجهه حين يحتضنك بسمه الآسر الودود، وهو الذي لم يعرفك من قبلُ، وأنت الذي لم تعرفه بعد، يلقي على مسمعك ملاحظاته الذكية المرحة وسؤالاته الدقيقة الملتفة وعباراته العامية المليحة فتحار والله من أي معدن قدت نفس هذا الرجل؟!
وجبل علم، ووادي حنان، ونهر أبوة، ونسيم ظرف وكل ذلك ملفف في بجاد من تواضع يذهلك بفرطه حتى تنسى أنك في حضرة شيخ جليل وأستاذ جيل ...
إذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
والآن ......
أما للشيخ حق على محبيه وتلاميذه وأصحابه؟؟؟
أسمعهم يقولون: بل هي والله حقوق ...
أقول: فهل تقومون لها وبها (؟؟؟)
أسمعكم تقولون: وكيف؟؟؟
أقول: هذا شئ مما خطر ببالي ومن عرف فضل الشيخ على الناس وعليه يستطيع أن يزيد من الحقوق ضعفها ...
1 - صنع ترجمة موسعة للشيخ تذكر فيها سيرته وأعماله العلميةوتواريخها ودروسه في المساجد ومواضيعها وصفتها، مع ذكر شيوخ الشيخ وتلاميذه على الترتيب الهجائي. مع نشر مقالات محبيه وعارفيه.
2 - صنع كتاب يشمل الأحاديث والآثار التي حكم الشيخ عليها مع تخريجات الشيخ لها على صورة سلاسل الألباني، وبقطع النظر عن اختلاف منهج الشيخ في حياته بل يُنبه على ذلك في المقدمة ويعزى كل حديث لمصدره مع ذكر تاريخ تأليف المصدر.
3 - جرد تعليقات الشيخ وتصحيحاته على الكتب في كتاب مستقل لهذا الجرد ... وأحذر من أن يجر هذا إلى التأكل من وراء هذه التصحيحات ونشرها مستقلة مع حشو في الأعلى والأسفل ثم نسبتها للآكل وأنه-ياعيني-استفاد من تصحيحات الشيخ محمد عمرو .... فهذا عمل من لا خلاق له ...
4 - الاطلاع على مسودات الشيخ لكتبه التي كان يُعد لها واستخراج الفوائد من مضابئها ونشر ما يصلح للنشر منها.
5 - جرد شرائط الشيخ واستخراج الفوائد منها منظمة مرتبة على الأبواب أما نشر تفريغ الشرائط كاملة فعبث صبيان.
6 - مشافهة تلاميذ الشيخ وجمع ما سمعوه منه مشافهة من الفوائد ومسائل العلم.
7 - إعادة نشر كتب الشيخ القديمة مع تصحيحاته إن وجدت.
وأنا أُحمل مسئولية القيام بجل ذلك لمن أشهد أنه كان من أحب الناس إلى الشيخ أعني به أخانا الأزهري السلفي ...
وأقول له: يا أبا حمزة ... اتصل بي الشيخ أكثر من مرة مذ عرفتك وعرفته يشكو لي قلة زياراتك له خاصة أيام زواجك ... وإن كنت تُعذر في هذا ... فلا والله لا تعذر ولا نعذرك إن قصرت في القيام بهذه الحقوق .... ولو كانت بين يدي الأدوات التي بين يديك من المعرفة والملابسة للشيخ والاتصال بأهله =لأسهرت ليلي وأشغلت نهاري ونذرت نفسي للقيام بهذا الحقوق ...
وإني أدعو طلبة الشيخ ومحبيه أن يذكروا هنا ما علقوه عن الشيخ من فوائد علمية وتربوية ودعودية وطرائف وملح ومواقف لا تُنسى =علها أن تكون عوناً للقائم بهذه الحقوق ...
وأختم بما قاله الشريف حاتم بن عارف العوني عن الشيخ عندما بلغه خبر الوفاة ....
((رحمه الله رحمة واسعة، وأحسن عزاء المسلمين فيه فقد أحبه المؤمنون وأحبهم، وكان قدوة في العلم والزهد)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 06:01]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ..(/)
هل نسيتم الأسود!!!!!
ـ[ابن خالد]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 05:09]ـ
ادخل على هذه الروابط:
www.al-asra.com
http://www.anashed.net/test/aser/aserr2.htm
http://www.islamway.com/SF/asra/index_ar.php(/)
من يساعدنا في استغلال هاده الهمة
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخي الافاظل واخوتي جزاكم الله عنا كل خير من يساعدنا على ختم القران واجره عند الله اريد ان استغل الهمة التي عندي قبل ان تزول فاجزاكم الله خيرا
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 03:57]ـ
هل من اخي او شيخ يتكرم ويرد علينا
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 05:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أفضّل أخي ابن عيسى أن تبحث عن حافظ يكون في مدينتك، لتحفظ عليه مباشرة.
كما هو حال من كان في مثل همّتك
أسأل الله أن يعينك ويسددك ويثبتك
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 01:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخي الافاظل واخوتي جزاكم الله عنا كل خير من يساعدنا على ختم القران واجره عند الله اريد ان استغل الهمة التي عندي قبل ان تزول فاجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم، ولأنك دخلت عبر هذا المجلس العلمي الماتع، والغالي على قلوبنا
فسيكون لك الأفضلية في القراءة عندنا.
فقط راسلني على الخاص، أو البريد الإلكتروني، وستجد مايسرك إن شاء الله.(/)
موقف للعلامة محمد عمرو عبداللطيف في زلزال مصر
ـ[الحمداني]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 12:09]ـ
قصة سندي فيها عالي جداً، كان الشيخ المحدث محمد عمرو عبداللطيف يصلي في الطابق الثالث في خشوع تام في عمارة هي مقر عمل الشيخ وفيها موظفون، أصاب مصر هزة أرضية أفزعت الحي وساكنيه، ونزل السكان إلى الشوارع، حتى سكان العمارة التي هو فيها خوفا من سقوطها، وكان يقطنها مجموعة من المشايخ وبقي الشيخ يصلي في خشوع حتى رجع الناس للعمارة، وسألوا الشيخ لماذا لم تنزل؟ فقال: لقد كنت في صلاة والله أكبر من أن أنصرف عنه لأجل ذلك.
الله أكبر
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 12:13]ـ
بارك الله فيكم
رحم الله الشيخ.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 06:20]ـ
كان الشيخ رحمه الله - ولا نزكي على الله أحداً - من أصحاب السمت الحسن الجليل مع تواضع جم
وتأله وافتقار تروقك عبادته إذا نظرت إليه في صلاته حسبت أنه من المتبتلين الخاشعين
يبادر الأوقات ويبذل النصح بألطف عبارة
رحمه الله وغفر له وعفا عنه وجمعنا به في الفردوس الأعلى
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 05:59]ـ
رحم الله الشيخ وغفر له وجعل قبره روضه من رياض الجنه
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 07:07]ـ
رحمه الله نسمع عنه الخير لكني لا أخفيكم أني استغربت لما ذكر لي أنه شنقيطي لم أكن أعرف أنه شنقيطي
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 06:02]ـ
اللهم أجرني في مصيبتي أني لم ألق هذا الإمام الهمام بقية السلف الكرام
اللهم اخلف لي خيرا منها
اللهم عوض أهل مصر عالما عاملا قدوة يدل عليك ويهدي إليك
آمييييييييييييييييييييين(/)
مشاهد مرئية من جنازة وأصداء وفاة الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 10:02]ـ
هذه روابط لمقاطع مرئية تتعلق بجنازة الشيخ رحمه الله، وحلقة عن سيرة حياته، وغير ذلك، من قناة الحكمة:
رابط لجنازة الشيخ رحمه الله:
جودة عالية: http://www.archive.org/download/amro_janazah/amro_janazah.avi
جوال دقة عالية: http://www.archive.org/download/amro_janazah/amro_janazah_256kb.mp4
جوال دقة عادية: http://www.archive.org/download/amro_janazah/amro_janazah_64kb.mp4
فلاش: http://ia341042.us.archive.org/1/items/amro_janazah/amro_janazah.flv
حلقة خاصة عن حياة الشيخ في قناة الحكمة:
جودة عالية: http://www.archive.org/download/amro_hekma/amro_hekma.avi
فلاش: http://ia341039.us.archive.org/0/items/amro_hekma/amro_hekma.flv
للجوال جودة عالية: http://www.archive.org/download/amro_hekma/amro_hekma_256kb.mp4
للجوال دقة عادية: http://www.archive.org/download/amro_hekma/amro_hekma_64kb.mp4
وهذا موضوع فيه روابط كثيرة من كلمات مشايخ الحديث في مصر (الحويني، محمد حسان، العفاني، وغيرهم) حول الشيخ الفقيد، من قناة الحكمة:
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=60225
المصدر: شبكة فرسان السنة.
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 06:04]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سؤال عن كتاب مخطوط لإبن حجر رحمه الله
ـ[سامح الأزهري]ــــــــ[24 - Jan-2008, صباحاً 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن مخطوطة "تقريب المنهج بتريب المدرج لإبن حجر"
علماً بأن الشيخ ربيع بن هادي أشار إليها في المراجع التي رجع إليها في تحقيقه لكتاب النكت
فمن وجدها فليدلني عليها , وفي أى مكان توجد(/)
رسالة إلى كل عالم
ـ[سامح الأزهري]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 12:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات
فنحن يأمة الإسلام نشعر بمرارة فقد العلماء , والدعاة , وكلما يمر يوم نشعر بفارق واسع المدى بين اليوم والأمس, ففي فترة متقاربة رحل الشيخ ابن باز وابن عثيمين والشيخ الألباني ومن عام كانت وفاة الشيخ عطية صقر , وأول أمس كانت وفاة الشيخ المحدث العلامة محمد عمرو عبداللطيف رحمة الله على الجميع,,فهلا ننتبه إلى هذا ونربي طلبة العلم ونهتم بهم, والله إن هذا أفضل من الإنشغال بالظهور على القنوات الفضائية, وقريباً كنت عند أحد مشايخى فذهلت لما رأيت القناة تصور في بيته الحلقة , ونعلم جميعا أن من يشاهد القنوات لا يستفيد منها إلا قليلا فضلا عن طلبة العلم , فهلا اتجهنا إلى الدروس العلمية , وتأصيل القواعد حتى نجد جيلا يخلف هؤلاء المشايخ الأفذاذ الذين رحلوا عن دنيانا, هيهات هيهات , اللهم وفق علمائنا لماتحبه ويرضاه
أخوكم في الله , طويلب علم
ـ[أبو فراس]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 01:56]ـ
صدقت أخي الكريم ولكن هذا لا يعني أن يهمل كبار العلماء مسألة الظهور في وسائل الإعلام فهناك الكثير من العامة ينتفعون بهم ولاحظت ذلك عند الجلوس مع عدد من كبار السن ومع القريبات من النساء فتجدهم يرددون ما سمعوه من معلومات وفتاوى في المذياع أو التلفاز فهو باب خير يجب العناية به
ومسألة العناية بتكوين العلماء وإعدادهم مسألة مهمة جدا وأفضل ما قرأته في هذا الموضوع الفكرة التي طرحها أحد طلبة العلم بجمع عدد من طلبة العلم الشباب النبهاء وإعدادهم إعدادا خاصا مدة أربع سنوات وملازمتهم للعلماء أثناءها فأرجو من المسؤولين في المؤسسات العلمية والشرعية في بلادنا الإسلامية دراسة هذه الفكرة وتطبيقها وجزاك الله خيرا(/)
أللهم أحصهم عددا
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أحصهم عددا ...
عظم اغتباطنا في هذا الموقف العصيب لإخواننا في غزة حين دعا سماحة مفتي المملكة العربية السعودية إلى القنوت في الصلاة بالدعاء لأهل غزة , فالدعاء مخ العبادة و ليس بالعون اليسير في أثره إن شاء الله وإن كان يسيرا على ألسنة المؤمنين وقلوبهم ونرجوا أن يكون من بواكير نفعه أن يعجل الله الغوث لإخواننا ويعينهم على الصمود في وجه هذا الاحتلال المجرم.
ولما كان الدعاء هو العبادة فإن العبادات ينبغي أن تجري على وفق هدي الشرع الحكيم , إذ إن كل عبادة يخالف بها العبد ما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فإنها لا تثمر إلا ضررا في الدنيا وردا وإثما في الآخرة.
وقد رأيت أن بعض أئمة المساجد وفقهم الله لكل خير , قنتوا لإخوانهم في غزة بما يبدو لي أنه على خلاف منصوص الشرع الحكيم , كما أنه مجانف لجلب المصلحة ودرء المفسدة التي جاءت بها أحكام الشريعة الغراء ولله الحمد والمنة.
وذلك أن هناك من يسهب في الدعاء على جملة اليهود والنصارى والكافرين بالهلاك والإبادة وتجميد الدم في العروق وزلزلة الأرض من تحت أقدامهم إلى غيرها من الدعوات التي لا تختص بالمعتدين والظالمين من الكافرين بل تتجاوزهم إلى كل كافر على وجه الأرض , ومنهم من يأخذ بدعاء خبيب بن عدي رضي الله عنه حين قدمه الكافرون للقتل في مكة وهو كما في صحيح البخاري ج4/ص1465 (اللهم أَحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا ولا تُبْقِ منهم أَحَدًا) ولا يخفى أن هذا الدعاء ليس سنة لكونه عن خبيب رضي الله عنه وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم يثبت عن رسول الله علمه به أو إقراره عليه وإنما ورد أن الني صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة بقتله كما ورد أنه رد سلام خبيب فقال (وعليك السلام) بل لم يثبت أنه تعالى استجاب دعوة خبيب هذه , بل أسلم كثير ممن حضر مقتل خبيب رضي الله عنه , ومنهم من طعنه بالحربة وهو عقبة بن الحارث رضي الله عنه كما أسلم أبو سفيان ومعاوية وغيرهم ممن حضر مقتله رضي الله عنهم ..
إذا فدعاء خبيب رضي الله عنه ليس بسنة , ولم يستجب الله له , كما لم يستجب سبحانه لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم حين دعا على كفار مضر وكفار مكة , جاء في صحيح البخاري ج4/ص1661عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ على أَحَدٍ أو يَدْعُوَ لِأَحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَرُبَّمَا قال إذا قال سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ اللهم رَبَّنَا لك الْحَمْدُ اللهم أَنْجِ الْوَلِيدَ بن الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بن هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بن أبي رَبِيعَةَ اللهم أشدد وَطْأَتَكَ على مُضَرَ وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ يَجْهَرُ بِذَلِكَ وكان يقول في بَعْضِ صَلَاتِهِ في صَلَاةِ الْفَجْرِ اللهم الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِأَحْيَاءٍ من الْعَرَبِ حتى أَنْزَلَ الله ليس لك من الْأَمْرِ شَيْءٌ الْآيَةَ.
قال في تيسير العزيز الحميد 1/ 205 (ودعا عليهم صلى الله عليه وسلم في الصلاة المكتوبة جهراً وخلفه سادات الأولياء يؤمنون على دعائه ومع هذا كله ما استجاب الله له فيهم بل تاب عليهم).
وإنما نهى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الكافرين لأن مهمته صلى الله عليه وسلم هي الدعوة والنذارة والبشارة , ولا شك أن الدعاء عليهم مناف لدعوتهم ولا شك أن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للكافرين بالهداية ومن ذلك ما جاء في صحيح البخاري ج3/ص1282قال عبد اللَّهِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبِيًّا من الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وَجْهِهِ وَيَقُولُ اللهم اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي صحيح البخاري ج5/ص2349 أيضا عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَدِمَ الطُّفَيْلُ بن عَمْرٍو على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ دَوْسًا قد عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عليها فَظَنَّ الناس أَنَّهُ يَدْعُو عليهم فقال اللهم اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ.
أما من ثبت أذاهم للمسلمين فلا بأس من الدعاء عليهم في الجملة دون تعيين , قال ابن العربي في أحكام القرآن ج4/ص312: ودعا النبي على من تحزَّب على المؤمنين وألَّب عليهم وكان هذا أصلاً في الدعاء على الكفار في الجملة فأما كافرٌ معين لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه لأن مآله عندنا مجهول وربما كان عند الله معلوم الخاتمة للسعادة وإنما خصَّ النبي الدعاء على عتبة وشيبة وأصحابه لعلمه بمآلهم وما كشف له من الغطاء عن حالهم والله أعلم.
وقال ابن حجر في فتح الباري ج2/ص493أن الدعاء على المشركين بالقحط ينبغي أن يخص بمن كان محاربا دون من كان مسالما.
وعقد البخاري رحمه الله بابا قال فيه:بابُ الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بالْهُدَى لَيَتَألَّفَهُمْ ,وقال العيني شارحا هذا التبويب:أي: هذا باب في بيان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين بأن الله يهديهم إلى دين الإسلام قوله ليتألفهم تعليل لدعائه بالهداية لهم وذلك أنه يدعو لهم إذا رجا منهم الإلفة والرجوع إلى دين الإسلام وقد ذكرنا أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على حالتين إحداهما أنه يدعو لهم إذا أمن غائلتهم ورجا هدايتهم والأخرى أنه يدعو عليهم إذا اشتدت شوكتهم وكثر أذاهم ولم يأمن من شرهم على المسلمين. عمدة القاري ,14/ 207.
نخلص من هذه النقول إلى أن الدعاء على الكافرين إنما يخص به من ظلم واعتدى منهم , وأنه لا يدعى على من لم يبغ ولم يظلم منهم , بل لا بأس بأن يدعى له بالهداية , سواء أكان ذلك جملة كدعائه لدوس , أم تعيينا كدعائه لأم أبي هررة.
هذا من جهة النص , أما من جهة تقدير المصلحة , وما يؤدي إليه هذا المسلك في الدعاء من المفاسد , فلا شك أن دعاء بهذه الطريقة يؤيد ما تروج له وسائل الإعلام العالمية المغرضة عن كون الإسلام دين عداوة وكراهية للإنسانية , ولن يعز عليهم المثال من إمام مسجد يؤمن له جموع المصلين وهو يقول: اللهم أهلك اليهود والنصارى وأحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا وجمد الدم في عروقهم ويبس أوصالهم .... إن نقل دعاء كهذا لنصارى في أوربا وأمريكا يتظاهرون اليوم ضد حكوماتهم لرفع الحصار عن غزة لأمر أقل ما يقال عنه إنه لو لم يكن منهيا عنه شرعا لنهت عنه المروءة التي تقضي بأن تح\حمد من أعانك وتدعو له لا أن تدعو عليه وتأخذه بجريرة غيره.
بل كيف سيؤثر هذا الدعاء على مسلمين يعيشون بين ظهراني الكافرين بعد أن نفتهم أوطانهم ,وتتصاعد الآن الدعاية ضدهم واتهامهم بالإرهاب من منظمات معادية للإسلام سعيا وراء استئصالهم وإخلاء بلاد الغرب منهم؟
وكيف سيؤثر هذا الدعاء على نفوس نصارى يعيشون في بلاد المسلمين وتسعى منظمات الأعداء لإقناعهم بعداوة المسلمين لهم حتى يتمكنوا من استقطابهم وإيقاظ الفتنة في بلاد المسلمين من خلالهم , ونسعى نحن إن لم يكن لإسلامهم فلكف شرهم؟
.بل كيف سيؤمن على هذا الدعاء شاب أسلم حديثا ووالداه كتابيان يرجو إسلامهما مع كل شروق شمس , وكيف سيكون ثقل وقع تلك العبارات على مسامعه.؟
وكيف يؤمن عليه مسلم تزوج كتابية وأنجب منها الأطفال ويأمل أن تكون غدا أخته في الإسلام كما هي زوجه في الدنيا؟
وكيف يؤمن عليه داع إلى الإسلام يجلس كل يوم وهو يشرح للكافرين فصولا عن سماحة الإسلام ويؤكد لهم أنه إنما انتشر في أصقاع الأرض بالأخلاق الحسنة ورعاية حقوق الآخرين وقاعدة لا إكراه في الدين , ولا تزر وازرة وزر أخرى؟
و كيف يؤمن عليه كاتب يقضي أوقاته يدبج المقالات الطوال ليفند ما يكتبه أعداء الإسلام عن ديننا من التهم الباطلة التي ترميه بالترويج للقتل والصراع , وأن هذا الدين وحده هو من وراء كل ما يجري في العالم من إرهاب وترويع؟
وأخيرا كيف سيؤمن على هذا الدعاء حاكم مسلم يخشى من مثل هذا الدعاء أن يفتح عليه بابا من الضغوطات الدولية المؤيدة بالحجج , والتي تسعى لأن تفرض عليه مزيدا من القيود يلقيها على أمته كي لا تكون حرة في تدينها وعبادتها , بل وتجعله لا يأذن بمثل هذا القنوت أبدا في بلاده؟
إن ما أشرت إليه بتلك التساؤلات هي مفاسد قطعية تترتب على مثل هذا الدعاء , ولو لم يكن لدينا نصوص شرعية تربينا وتؤدبنا وتعلمنا كيف ندعو الله لكان في مراعاة درء هذه المفاسد ما يكفي لنجزم من خلاله: أن الدعاء على هذا المسلك لا يجوز , والله تعالى أعلم والحمد لله رب العامين
د محمد بن إبراهيم السعيدي
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 07:39]ـ
بارك الله فيك ولكن ألا ترى معي أن الكفار واليهود والروافض في زماننا اتفقوا جملة على معاداتنا وتفننوا في الوسائل إما قتلا أوشتما وسبا لنبينا محمد (ص) أو تعييرنا بالإرهاب والوهابيين الناصبيين
ولو كان غير ذلك لوجب علينا ألا نعمم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 11:41]ـ
شكرا أخي لامسة اعرب لكنني لا أرى أن الكفار والروافض اتفقوا على المسلمين بل أرى أن المسلمين والسنةبشكل خاص قصروا كثيرا في بيان دينهم بل ربما نقول إنهم ساهموا في تشويه صورة دينهم واستعداء الأمم عليهم.
أخي لامية العرب: إننا في عصر يغلب على الشعوب الغربية فيه البعد عن الدين النصراني والميل إلى الإيمان بالله دون التعلق بدين كما يذكر ذلك الدكتور مراد هموفمان في كتابه الإسلام في الألفية الثالثة , وبذلك فإن المجتمع الغربي لا يعادي المسلمين لإسلامهم بل يعاديهم لما يمثله الإسلام في ثقافتهم العصرة ولو استطعنا أن ننقل لهم صورة صحيحة عن الإسلام لكانوا مناخا لمن سبق واستطعنا أن نستميلهم إلى ديننا , ولنراجع كتاب الإسلام كبديل لمراد هوفمان وهو الكتاب الذي حاول فيه المؤلف أنيخاطب الغربيين ويبين لهم أن الإسلام هو البديل لجميع الأنظمة الفاشلة , ومع ذلك نجد أن هذا الكتاب قد واجهه المسلون بالنقد بالقدر الذي واجهه فيه النصارى.
نعم: إن قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله , ولكن قادة الغرب لا يستطيعون عمل شئ لو استطعنا أن نستقطب هذه الشعوب بدلا من أن نستعديها , ألا ترى معي أن الشعب الأمريكي لم يكن ليسير وراء بوش أو ليوافقه على ما فعل في العراق لولا أحداث الحادي عشر من سبتنبر.
إننا في عصر لا يسعنا فيه استعداء الشعوب بقدر ما يسعنا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 11:46]ـ
شكرا أخي لامية العرب لكنني لا أرى أن الكفار والروافض اتفقوا على المسلمين بل أرى أن المسلمين والسنةبشكل خاص قصروا كثيرا في بيان دينهم بل ربما نقول إنهم ساهموا في تشويه صورة دينهم واستعداء الأمم عليهم.
أخي لامية العرب: إننا في عصر يغلب على الشعوب الغربية فيه البعد عن الدين النصراني والميل إلى الإيمان بالله دون التعلق بدين كما يذكر ذلك الدكتور مراد هموفمان في كتابه الإسلام في الألفية الثالثة , وبذلك فإن المجتمع الغربي لا يعادي المسلمين لإسلامهم بل يعاديهم لما يمثله الإسلام في ثقافتهم العصرية ولو استطعنا أن ننقل لهم صورة صحيحة عن الإسلام لكانوا مناخا لمن سبق واستطعنا أن نستميلهم إلى ديننا , ولنراجع كتاب الإسلام كبديل لمراد هوفمان وهو الكتاب الذي حاول فيه المؤلف أن يخاطب الغربيين ويبين لهم أن الإسلام هو البديل لجميع الأنظمة الفاشلة , ومع ذلك نجد أن هذا الكتاب قد واجهه المسلون بالنقد بالقدر الذي واجهه فيه النصارى.
نعم: إن قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله , ولكن قادة الغرب لا يستطيعون عمل شئ لو استطعنا أن نستقطب هذه الشعوب بدلا من أن نستعديها , ألا ترى معي أن الشعب الأمريكي لم يكن ليسير وراء بوش أو ليوافقه على ما فعل في العراق لولا أحداث الحادي عشر من سبتنبر.
إننا في عصر لا يسعنا فيه استعداء الشعوب بقدر ما يسعنا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 01:54]ـ
شكرا أخي لامية العرب لكنني لا أرى أن الكفار والروافض اتفقوا على المسلمين بل أرى أن المسلمين والسنةبشكل خاص قصروا كثيرا في بيان دينهم بل ربما نقول إنهم ساهموا في تشويه صورة دينهم واستعداء الأمم عليهم. وبذلك فإن المجتمع الغربي لا يعادي المسلمين لإسلامهم بل يعاديهم لما يمثله الإسلام في ثقافتهم العصرية ولو استطعنا أن ننقل لهم صورة صحيحة عن الإسلام نعم: إن قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله , ولكن قادة الغرب لا يستطيعون عمل شئ لو استطعنا أن نستقطب هذه الشعوب بدلا من أن نستعديها , ألا ترى معي أن الشعب الأمريكي لم يكن ليسير وراء بوش أو ليوافقه على ما فعل في العراق لولا أحداث الحادي عشر من سبتنبر. إننا في عصر لا يسعنا فيه استعداء الشعوب بقدر ما يسعنا فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أخي الكريم بعد إذنك
طيب لدي تساؤلات عدة بعد قراءتي لتعقيبك أعلاه:
الروافض على أنهم على غير هدى، أضف إلى ذلك جرائمهم البشعة بحق المسلمين، يعني جرائم ضد الإنسانية التي تنادي باحترامها الدول الكافرة، إلا أن أميركا راضية عليهم! لماذا؟
السنة لم يقصروا في بيان منهجهم لكن الجميع ضدهم لأنهم على المنهج الحق.
طيب لماذا جعلتهم مقصرين؟ وهل ترى الظروف متهيئة لهم؟ ومن الذي يقف في وجوههم ولماذا؟
أما قولك أستاذنا الكريم: إن المجتمع الغربي لا يعادي المسلمين لإسلامهم؛ فإني أضع أمامه مليون علامة استفهام وواحدة منها تعجب؟؟؟؟؟؟؟!
عداء الكفار للمسلمين لأنهم مسلمون فقط. وأقرب مثال ما فعلته أميركا بأخينا حميدان التركي فك الله أسره ورده إلينا ردا جميلا. طبعا الأمثلة أكثر من أن نحصيها.
أميركا أشغلت العالم بالدعوة لاحترام الإنسانية، ومع ذلك نجدها تغض الطرف عن جرائم الصرب والهندوس بحق الإنسانية، لماذا؟!
وأخيرا أحداث سبتمبر حبكة أميركية يعني تمثيلية وكان لزاما علينا تصديقها.
وعداء الكفار للإسلام مسلم به ولا شك فيه، وإلا لماذا قُتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
ولماذا يقتل المسلمون دون غيرهم إلى هذا اليوم؟ ولماذا الغزو الفكري موجه إليهم دون غيرهم؟
وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 02:34]ـ
أشكرك أختي الأمل الراحل فلقد ذكرت ما أردت أن أذكره
و أنا أقول يا أخي:
زعم العداة بأن حادي عشرة
من شهر تاسع قبله ألفانا &
قد كان عذرا في استباحة مسلم
في كل أرض حيث إذ يلقانا &
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 11:23]ـ
شكرا لكما أخوي الكريمين: نعم أنا قلت: قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله
لكن لا يمكننا أن نقول إن هذا القول هو أيضا قول الشعوب الغربية الكافرة فقد جمع الله عليهم إلى الكفر الاستعباد الإعلامي والاستضعاف الفكري والتإضلال الأخلاقي فهم في ضل هذه الضروف من الاستعباد الفكري لا يعرفون حقيقة الإسلام فضلا عن أن يعادوه لذاته , أخوي الكريمين اسألا أي إنسان مسلم دع إلى الله مارس الدعوة في بلاد الغرب فسوف يخبركما عن صحة ما ذكرت
حميدان التركي وأسرى جوانتنامو فرج الله كربتهم من جناية قادة الغرب لا شعوب الغرب
أما كون الظروف غير مهيئة للسنة فإن الظروف نحن من يصنعها وكوننا عاجزين بدولنا عن صناعة ظروف تناسبنا فهذا أكبر أدلة التقصير التي أقول إن أهل السنة ضالعون فيه
ـ[حبيب الكل]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 12:40]ـ
شيخنا الفاضل بارك الله فيك
لكن إخواننا الذين يدعون بهذه الأدعية التي ذكرت إنما يقصدون المحاربين من الكفار فمثلا عندما يقولون اللهم عليك باليهود .. لا يقصدون يهود العالم كله وإنما يقصدون المعتدين منهم ثم إن أكثر إخواننا الأئمة حينما يقنتون على اليهود إنمايفولون اللهم عليك باليهود الغاصبين أو المعتدين أو الظالمين ونحو ذلك من العبارات المقيدة ثم يتبعون ذلك بدعاء خبيب الذي ذكرت. اللهم احصهم عددا ..... الدعاء .. وهذا يعني أنه يعود إلى التخصيص الوارد قبل ذلك وهنا يتبين أن لمقصود من الكفار في الدعاء ليس عمومهم وإنما من اعتدى منهم والله الموفق
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 01:10]ـ
سبحان الله
عجيب؟؟؟
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 01:59]ـ
أخي حبيب الكل كون بعض الأئمة ممن يدعون بهذا الدعاء يقصدون التخصيص أمر جيد ولكن كيف لي أن أعرف قصدهم؟
وكون البعض الآخر يقيد جزاهم الله خيرا وليس حديثنا عن هؤلاء حيثنا عن بعض إخواننا الأئمة ممن لا يقصدون ولا يخصصون
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 10:31]ـ
لعن الله اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
ـ[أم معاذة]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 02:09]ـ
... بارك الله فيك ...
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 08:23]ـ
لقد أجاز الشارع الحكيم لعن أهل المعاصي من المسلمين، معينين وغير معينين1، فكيف بلعن الكفار من أهل الكتاب، واللعن أشد وأخطر من الدعاء بالهلاك والدمار؟ قال تعالى: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، وقال أيضاً: "لعن الله اليهود، حرَِّمت عليهم الشحوم فباعوها"، وخرَّج مالك في موطئه عن الأعرج قال: "ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكفار في رمضان"، أي في القنوت في الوتر بعد القيام، وكان عمر رضي الله عنه يقول في قنوته: "اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك، ويقتلون أوليائك، اللهم خالف بين قلوبهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين"2، وهذا اللعن والدعاء يشمل جميع الكفرة من أهل الكتاب، المحاربين المعاندين منهم والمسالمين.
قال الحافظ ابن عبد البر في شرحه لحديث الأعرج السابق: (فيه إباحة لعن الكفرة، كانت لهم ذمة أولم تكن، وليس ذلك بواجب، ولكنه مباح لمن فعله غضباً لله في جحدهم الحق وعداوتهم للدين وأهله).3
وقال الحافظ أبو العباس القرطبي المالكي: (ولا خلاف في لعن الكفرة والدعاء عليهم).4
أما آية الممتحنة5: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين"، فجمهور أهل التفسير على أنها محكمة، وذهبت طائفة منهم إلى أنها نُسخت بقوله تعالى: "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"، وقيل كانت خاصة بحلفاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ وعلى قول الجمهور لا تمنع الآية لعن الكفار من أهل الكتاب، والدعاء عليهم، ومجاهدتهم للدخول في الإسلام، ولكنها رخصت في التعامل مع الأهل منهم والجيران في حدود ما بينه الشارع، نحو:
1. لا نبدأهم بالسلام، فإذا بدأونا بالسلام قلنا: "وعليكم"، أورددنا عليهم بأية تحية أخرى نحو "صباح الخير"، "كيف حالك".
2. عيادة المريض منهم إذا كان يرجو إسلامه.
3. التشييع لا يكون إلا للأب والأم، ويمشي أمام الجنازة، ولا يحضر الدفن، وقيل لا يحلُّ تشييع كافر.
4. التهنئة في غير مناسباتهم الدينية، والتعزية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د محمد السعيدي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 11:01]ـ
أخي محمد الأمين: جنس اليهود والنصارى ملعونون ولا يخفاك: أن الحكم على الجنس لا يعني الحكم على أفراد ذلك الجنس بدليل أن جنس اليهود وجنس النصارى أسلم منهم الفئام الكثير بعد لعن الله ورسوله ولو كان لعن الجنس يتعدى للأفراد لما قبلنا منهم إسلامهم لأنهم بشهادة الله ورسوله مطرودون من رحمة الله وهو مقتضى اللعن , فتبين بذلك: أن اللعن إنما هو على من مات من اليهود كافرا لا على كل يهودي أو نصراني كان حيا أثناء اللعن أو ولد بعده.
أما الدعاء بالهلاك على الكافرين كما يقول بعض الإخوة: أللهم أهلك اليهود ومن هاودهم والنصارى ومن ناصرهم , , فهو ليس كاللعن على الجنس بل يتعداه إلى الأفراد لأنه جاء بصيغة الإنشاء أما لعن الله ورسوله فقد جاء بصيغة الخبر ولا يخفى أن دلالة الإنشاء أقوى من دلالة الخبر في الدعاء لأن الإنشاء حقيقة في الدعاء دون خلاف أما الخبر فهو مشترك بين الدعاء والإخبار , كما أن ما ذكرته من المفاسد على الدعوة الإسلامية في هذا العصر الذي ينبغيي أن نراعي فيه واقع المسلمين تجعل نفسي تميل إلى صحة ما ذكرته في مقالي وأشكر لكم إضافاتكم أحبتي
ـ[طارق جابر]ــــــــ[16 - Oct-2009, صباحاً 07:07]ـ
لا أدري ماهو وجه الاستدلال بكون أنه سبحانه وتعالى لم يستجب دعاء خبيب ولا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المنع هنا؟!!!!!!!
ولا أدري كذلك كيف عرف الكاتب أن دعاء خبيب لم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم؟!!!!
ولا أدري كذلك متى سيزول داء الانهزامية عند فئام منا؟!!!!!!!!!!!(/)
المسرة الثمينة بالشفاعتين لأهل المدينة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 12:33]ـ
المسرة الثمينة بالشفاعتين لأهل المدينة(/)
((اللغات))
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jan-2008, مساء 07:07]ـ
http://muntada.islamtoday.net/images/icons/icon1.gif (( اللغات))
24/ 1/2008
16/ 1/1429
((اللغات))
" كلُّ الأشياء لُغة "
حسن عجمي
اللغة هي الوسيلة التي يُتواصل بها بين أجناس المخلوقات، فلكلٍّ لُغتُه، و لا يفهم أحد لُغة الآخرِ، و من فهمَ لغة غيرِه فمكسبٌ مُربِحٌ.
في تاريخ النشأة للغةِ المنطوقة تنوَّعتْ اللغاتُ بين الناسِ في ذات اللغةِ الواحدة، و قد كانت لغة التواصُل متنوِّعة متمرحلة، فقد كانت أصواتاً بلا حروفٍ، و رموزاً، و إشارات، و كلماتٍ، و لم تقف عند اللفظِ فقد آتتْ مزيداً من التقدُّم.
فاللغةُ العِلمية تواضَع عليها أصحابُ المعارفِ، و اصطلحوا على ألفاظٍ يتعرفون بها على مقاصد فنونهم، فلا يُدرك الغريبُ عن الفنِّ مرادَ أهلِه فيهيم في وادٍ ذي وعورة و خطورة، و لا تلتبس ألفاظُ الاصطلاحِ إلا على الغرباءِ، و صاحبُ الدار يعرف المداخل و المخارج.
درجت اللغةُ العلميةُ في عباراتِ أهل الفنون، و تطورت بتطوِّرِ الفنون، و صارَ لأهل عصرٍ تجديدٌ لُغويٌ، و لأهل قِطرٍ مرادفٌ للفظِ أهل قِطرٍ آخر، فصُيِّرَ اللفظُ في حركة غير ثابتٍ، و في تجديد غير باقٍ على أطلالِ السابق، و لا يقفُ اللفظ إلا حيثُ يقف العقلُ، و العقلُ معطاءٌ إذا استُعطيَ.
هذه اللغةُ العلمية لُغةٌ يُتعامَلُ بها في الفنِّ، فتُفهم مرادات الفنِّ و مقاصده على أساسِ معنى يُريده أربابُ الفنون و المعارف، فبحالِ اتفاقٍ في اللفظِ في فنين يكون الاختلافُ في المعنى اصطلاحاً و لُغة علمية.
و استكشافُ اللغة العلمية مهمٌ في مسيرة التحصيل المعرفي، و على كلِّ والجٍ في فَنٍّ أن يعرفَ من لغته العلمية ما يُقيم صُلْبَ فهمه، فكانت صِناعةُ المعاجمِ العلمية خطوة في تثبيت أُسُسِ اللغةِ العلمية، و بقيَت ساحةً تسابقُ فيها فرسان الفنون، فيستدركُ اللاحقُ فواتَ السابقِ، و تقوم مبادلات الأخذ و الردِّ في اللفظِ، فلم تعُد اللغةُ العلمية في منأىً عن يدِ راغبٍ في إدراكها.
و اللغة العلمية يُسلَك فيها استعمالُ اللغةِ الأمِّ، و العلميةُ كمُتَوَاضَعٍ عليه في الفنِّ و المعرفة يُذكر، فليس فيها ترْكٌ و لا إهمالٌ للغةِ الأم.
و اللغةُ العمليةُ اُصْطُنِعَتْ في مجالات الأعمالِ و الصنائعِ، و هي شبيهةٌ بالفرعِ عن اللغة العلمية إلا أنَّها ضُيِّقَتْ لتكون ممارسةً أكثرَ منها معرفةً، و اللغة العمليةُ هي تلك التي تكون سائدةً في العصرِ بكثرة، و تتخذ مقام السيادة على كلِّ ما عداها في مجال العمل فقط، و غالباً ما تكون صِفةً يتميَّزُ بها كبارُ العاملين، و قد تغدو شرطاً في العملِ يوماً ما لقوة نفوذها في العصرِ، و ليست سيادة اللغة عملياً إلا لكثرةِ الاحتياج إليها دون غيرها.
وصل نفوذ اللغة العملية أن ضُمِّنتْ مُصلحاتها في سياقِ اللغةِ الأمِّ، و أن صارتْ مختصراتها منتشرةً في كلِّ طرْحٍ عملي، و مما تمتازُ به اللغة العملية أنها تأخذ مسلَك الاختصارِ، كاللغة الإنجليزية فهي اللغةُ العملية السائدة اليوم، و نفوذها ليس له حدٌّ من قوته و سَعتِه.
لا يعني استعمال اللغةِ العملية انتماءً لها أو تنازُلاً عن هويةٍ، حيثُ ارتباطها بالعمل أكثر من غيرِه، و في حال مجاوزة استعمالها نطاق العملِ فليست إلا معرفةً محموداً صاحبها، لأن اللغاتِ معارف.
اللغة التواصُليةُ يتمُّ بها التواصُلُ بين أجناسِ الناس، و تختلف باختلافِ الأقاليم و الأنساب فليست مقيَّدة بقانونٍ أو نظامٍ، و غالباً ما يكون للزمنِ تأثيرُه عليها، فيحكمها حالُ الناسِ، لكونها تعبيراً عما يُخالجُ النفسَ، و جمال التعبيرِ في انسيابيته و سهولته، و كانت اللهجاتُ عند العربِ مختلفة باختلافِ قبائلهم و بلدانهم، و هي لهجاتُ الناس و لم يستهجنها أحدٌ من فاقِهِيْ اللغة، و اعتُبِرتْ في اللغةِ، و ليس في اللغةِ التواصلية افتئاتٌ عن اللغة الأم، لأنَّ اللغةَ الأم تعني انتماءً و هويَّةً، و اللغةُ التواصليةُ فرعٌ عنها.
تبدو اللغةُ التواصليةُ في الحديثِ العابرِ بين الناسِ والتي بها تبادُلُ أحوالهم و أخبارهم، و كذلك يبدو في الشعرِ الشعوري و الذي يَخرجُ من قريحة الشاعرِ بباعثِ ما يجده في قلبه من معانٍ فيجد في اللغة التواصلية منفذاً له ليُظهر شعرَه بها، و ليس هو من الشعرِ الخليلي القائم على زِنَةِ بحور الخليل، فلا يكون شعراً صناعياً، و من هذا يبينُ توجيهُ الشعرِ الشعبي العامِّ و الذي ينطقُ بلسانِ الشعوب، فليس فيه خروجٌ عن قانون اللغةِ الأم.
اللغةُ الأمُّ هي مُنْتَمى الشخص، فالشخصُ بلغته، و لغتُه هويتُه، و بقدرِ حفظه عليها يكون ولاؤه، و ليس تجاوزها في أحوالِ الحياةِ تضييعٌ لها و لا استرخاصٌ لقيمتها، فليس في اللغةِ تحجيرٌ و تضييقٌ على ضوء ما ذكرتُ، و على ضوء كونها غَدتْ صناعةً و فناً لها أصولها فتُراعى في الجانب الفني العلمي، و فرقٌ بين الحالين، فلكلِّ زمنٍ لغتُه، و لكلِّ حالٍ لُغتُه، و مراعاة لغة الوقت و الحالِ من فقه الزمن و من حكمة النفس.
عبد الله العُتَيِّق
__________________
*
*
*
غائصٌ في بحرٍ عميقٍ .. أُدرِكُ .. و لا أُفْهَم
عبدُ اللهِ العُتَيِّق
" نَفْسٌ تُضيءُ ... و هِمَّةٌ تَتَوَقَّدُ ... "
منقول ..(/)
حمل التفسير الصوتي للعلامة محمد المنتصر بالله الكتاني بالحرم المكي الشريف
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - Jan-2008, صباحاً 03:40]ـ
حمل على هذا الرابط التفسير الصوتي لمحدث الحرمين الشريفين الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله .... المتوفى عام 1419 ...
(ملاحظة: هذا الرابط جديد وفاعل، بخلاف الرابط المنشور بملتقى أهل الحديث فإنه لا يعمل)
http://www.pupr.edu/msa/tafseer.html
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[24 - Feb-2008, مساء 05:18]ـ
هذا رابط احر لمن لا يفتح معه الرابط الاول:
http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=1210&read=0
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 07:27]ـ
وهذا رابط جديد
http://www.pupr.edu/msa/tafseer.html(/)
هل يمكن أن يتعارض الوحيان؟!
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 01:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" لا يمكن أن يتعارض الوحيان القرآن الكريم و السنة المشرفة "
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لا يمكن أن يتعارض الوحيان القرآن الكريم مع السنة المشرفة.
هذا ما يجب أن يضعه كل طالب علم نصب عينيه.
ولكن إذا وجدت تعارضا بين القرآن والسنة في اعتقادك،فاتهم فهمك، فما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتعارض القرآن الكريم.
ولكن من الفقيه؟
نقاد الحديث الذين أفنوا أعمارهم في جمع السنة المطهرة ونقدها، واستشار بعضهم بعضا في ما يخص صحة الأحاديث المطهرة، وأجمعت الأمة على قبول ما توصلوا إليه، وقد تجسد ذلك في الصحيحين بكل وضوح.
وما أريد أن أقوله:
قصتي مع هذه القاعدة، فقد وضعتها نصب عيني وأنا في بداية الطلب:
وفجأة وأنا أبحث في إحدى المسائل، وجدت مسألة وجد فيها، ما سردته سابقا، فقد قال بعض أهل العلم كلاما يوحي بذلك، فالمعروف أنه قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد مسح على عمامته، وأنه كان يمسح جميع رأسه عند وضوءه صلوات ربي وسلامه عليه؛ لذلك فإني أرى أن الواجب هو مسح الرأس كله عند الوضوء كما ذهب بعض أهل العلم.
قال القرطبي:
" اختلف العلماء في تقدير مسحه - يقصد الرأس - على أحد عشر قولا، ثلاثة لأبي حنيفة، وقولان للشافعي، وستة أقوال لعلمائنا، والصحيح منها واحد وهو وجوب التعميم ... وأجمع العلماء على أن من مسح رأسه كله فقد أحسن وفعل ما يلزمه.
وقال - قاصدا قوله تعالىْ: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُم} (المائدة:6)
"والباء مؤكدة زائدة ليست للتبعيض: والمعنى وامسحوا رؤوسكم، وقيل دخولها هنا كدخولها في التيمم في قوله تعالى: {فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ} (المائدة:6)
فلو كان معناها التبعيض لأفادته في ذلك الموضع، وهذا قاطع.
(ينظر: تفسير القرطبي:6/ 57،القرافي: الذخيرة:1/ 259).
*لكن الذين قالوا بعدم جواز المسح على العمامة وردوا السنة الصحيحة الصريحة احتجوا بأدلة منها:
قوله تعالى {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} (المائدة:6)
* فقالوا:
أن العمامة ليست برأس، ومن مسح على العمامة فلم يمسح برأسه.
وقد قال سيبويه: إن الباء للتأكيد، وذلك يعني: أن المسح يكون على الرأس نفسه.
* وتعجبت من هذا الكلام وجلست أفكر طويلا، وأبحث بجد في هذه المسألة لمدة ستة شهور، إلى أن هداني الله تعالى إلى كتاب مغني اللبيب،لابن هشام، فإذا به يشير إلى أمر جعلني أعتقد أن لفظ الآية ليس فيه ما يمنع من إرادة المسح على الرأس أو على الغطاء؛ فقد قال ابن هشام:
" الباء المفردة: حرفُ جر لأربعة عشر معنى: أولها: الإلصاق، قيل: وهو معنىً لا يفارقها؛ فلهذا اقتصر عليه سيبويه، ثم الإلصاق حقيقي كأمسكتُ بزيدٍ إذا قبضتَ على شيء من جسمه أو على ما يحبسه من يدٍ أو ثوب ونحوه، ولو قلت أمسكته احتمل ذلك وأن تكون منعته من التصرف، ومجازيّ نحو مررت بزيدٍ أي ألصقتُ مروري بمكان يقرب من زيد، وعن الأخفش أن المعنى مررت على زيد، بدليل (وإنّكم لتمرّونَ عليهم مُصبِحين) وأقول: إن كلاً من الإلصاق والاستعلاء إنما يكون حقيقياً إذا كان مُفضياً الى نفس المجرور كأمسكت بزيد"
فإذا بي بعد اكتمال البحث أصل إلى معلومة مفادها:
((1 - الأصل في الباء أنها تفيد الإلصاق، وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه، والإلصاق يكون حقيقيا إذا قلت: " أمسكت بزيد " إذا قبضت على شيء من جسمه أو على ما يحبسه من يد أو ثوب ونحوه، وقد دلنا ذلك على أن من مسح على غطاء الرأس من عمامة أو غيرها، فهو ماسح على الرأس حقيقة؛ وعليه فمن قال بأن الآية إنما تدل على المسح على الرأس دون الحائل يلزمه الاتيان بالدليل.
2 - إن المسح في الغالب لا يصيب الرأس، وإنما يمسح على الشعر وهو حائل بين اليد وبينه، فكذلك العمامة فإنه يقال لمن لمس عمامة أو قبَّلها قبَّل رأسه ولمسه.))
فإذا كنت محقا فيما توصلت إليه، فلا تعارض بين القرآن والسنة، فقمت بسؤال الأستاذ الدكتور مازن المبارك محقق مغني اللبيب، فقال لي أن ما توصلت إليه صحيح.
ومن ثم عرضت الأمر على الأستاذ الدكتور هاشم جميل، مؤلف كتاب " فقه سعيد بن المسيب" فوافقني أيضا.
والحمد لله تعالى
.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:30]ـ
للرفع
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:43]ـ
كلام جميل جداً،،
وفي هذا نكون جمعنا بين جميع الأدلة الشرعية في هذه المسألة
ولكن كما ذكرت أخي الفاضل أنه لا يوجد تعارض أبداً بين القرآن والسنة
ولكن نقول: (ظاهره التعارض)
قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في كتابه كشف الشبهات:
((ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخالف كلام الله عز وجل))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 05:21]ـ
كلام جميل جداً،،
وفي هذا نكون جمعنا بين جميع الأدلة الشرعية في هذه المسألة
ولكن كما ذكرت أخي الفاضل أنه لا يوجد تعارض أبداً بين القرآن والسنة
ولكن نقول: (ظاهره التعارض)
قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في كتابه كشف الشبهات:
((ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض، وأن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخالف كلام الله عز وجل))
إضافة طيبة جزاك الله كل خير أخي الفاضل أبو عبدالله.
وأرجو أن تطلع أيضا على البحث الموجود على هذا الرابط.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7321(/)
أسباب الثَّبات على الهِداية
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 03:13]ـ
يقول ... نُريد من فضيلتكم أن تُعدِّد لنا أسباب الثَّبات على الهِداية وصَحْوَة القُلُوب وعدم قَسْوَتِها وجزاكم الله خيراً؟؟؟
مِنْ أقوى الأسباب الدُّعاء، أنَّ الإنسان يَدْعُ الله تعالى دائِماً أنْ يُثبِّته؛ لأنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء، فادعُ الله بالثَّبات كما دعا النبي عليه الصَّلاة والسَّلام بذلك اللهم يا مُصرِّف القلوب صَرِّف قلوبنا على طاعتك؛ فادعُ الله تعالى، وإذا أَحْسَسْتَ من قلبك فُتُوراً أو قَسْوَة؛ فَأَلِحَّ في الدُّعاء، ثُمَّ اقرأ القرآن عن تَدَبُّر، وتعظيم، واسترشادٍ به، واهتداءٍ به؛ فإنَّ الله تعالى يقول " لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ " [الحشر /21] عليكَ بالقُرآن، ويقول ابن عبد القوي في منظُومته:
وحَافِظْ على دَرْسِ القُرَانِ فَإِنَّهُ ... يُليِّن قلباً قاسياً مثل جَلْمَدِ
كذلك أيضاً ذَكِّر نَفْسَك بِنِعَمِ اللهِ عليك من الأمْن، والرَّخاء، والعافية، وغير ذلك من النِّعَم؛ فإنَّ هذا يُوجبُ لكَ أنْ تُحِبَّ الله عزَّ وجل، وإذا أَحْبَبْتَ الله فلابُدَّ أنْ تَعْمَلَ بطَاعتِه؛ لأنَّ هذا هو السَّبيل الذِّي يُوصِلُكَ إلى الرَّب عزَّ وجل – نسأل الله أنْ يَرْزُقَنا مَحَبَّتَه - أهـ.
العلامة: محمد بن صالح العثيمين رحمهُ الله تعالى وجمعنا به في الفردوس الأعلى.
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 04:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا و جعله في ميزان حسناتكم
ـ[قلب طيب]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 04:37]ـ
جزيتم خيرا(/)
ضعف الطالب والمطلوب ... وتبارك الله علام الغيوب؛ حديث الذباب وما فيه من أسرار وعجائب
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 07:01]ـ
ضعف الطالب والمطلوب ... وتبارك الله علام الغيوب
حديث الذباب وما فيه من أسرار وعجائب
1/ 2
قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) البقرة: 26
وقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) الحج 73
قال ابن القيم: (إعلام الموقعين 1/ 181)
"وهذا المثل من أبلغ ما أنزله الله سبحانه في بطلان الشرك وتجهيل أهله وتقبيح عقولهم والشهادة على أن الشيطان قد تلاعب بهم أعظم من تلاعب الصبيان بالكرة حيث أعطوا الإلهية التي من بعض لوازمها القدرة على جميع المقدورات والإحاطة بجميع المعلومات والغنى عن جميع المخلوقات وأن يصمد إلى الرب في جميع الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإجابة الدعوات فأعطوها صورا وتماثيل يمتنع عليها القدرة على أقل مخلوقات الإله الحق وأذلها وأصغرها وأحقرها ولو اجتمعوا لذلك وتعاونوا عليه. وأدل من ذلك على عجزهم وانتفاء إلاهيتهم أن هذا الخلق الأقل الأذل العاجز الضعيف (قال الشاعر:أكَلَ العُقابُ بِقُوَّةٍ جِيَفَ الفَلا وَجَنى الذُبابُ الشهدَ وهو ضَعيفُ) لو اختطف منهم شيئا واستلبه فاجتمعوا على أن يستنقذوه منه لعجزوا عن ذلك ولم يقدروا عليه ثم سوى بين العابد والمعبود في الضعف"
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ
((إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِى إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لْيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِى أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِى الآخَرِ دَاءً)) رواه البخاري
تعريف الذباب:"الذُّبَاب بِضَمِّ الْمُعْجَمَة وَمُوَحَّدَتَيْنِ وَتَخْفِيف مفرد وَالْجَمْع ذِبَّان كِغِرْبَان، وَالْعَامَّة تَقُول ذُبَاب لِلْجَمْعِ وَلِلْوَاحِدِ ذُبَابَة بِوَزْنِ قُرَادَة، وَهُوَ خَطَأ. (الفتح لابن حجر)
قال الحافظ في الفتح:
قِيلَ سُمِّيَ ذُبَابًا لِكَثْرَةِ حَرَكَته وَاضْطِرَابه، وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى عَنْ اِبْن عُمَر مَرْفُوعًا " عُمْر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ لَيْلَة، وَالذُّبَاب كُلّه فِي النَّار إِلَّا النَّحْل " وَسَنَده لَا بَأْس بِهِ
[ورواه أبو يعلى في مسنده أيضا من طريق شيبان بن فروخ حدثنا سكين بن عبد العزيز عن أبيه (عبد العزيز بن قيس) عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وإسناده حسن .. والشطر الأخير منه صححه الإمام الألباني في صحيح الجامع.].
قَالَ الْجَاحِظ: كَوْنه فِي النَّار لَيْسَ تَعْذِيبًا لَهُ، بَلْ لِيُعَذَّب أَهْلُ النَّار بِهِ.
من أسرار وعجائب الذباب"
قَالَ الْجَوْهَرِيّ: يُقَال إِنَّهُ لَيْسَ شَيْء مِنْ الطُّيُور يَلَغُ إِلَّا الذُّبَاب.
وَقَالَ أَفْلَاطُون: الذُّبَاب أَحْرَص الْأَشْيَاء، حَتَّى إِنَّهُ يُلْقِي نَفْسه فِي كُلّ شَيْء وَلَوْ كَانَ فِيهِ هَلَاكه. وَيَتَوَلَّد مِنْ الْعُفُونَة. وَلَا جَفْن لِلذُّبَابَةِ لِصِغَرِ حَدَقَتهَا، وَالْجَفْن يَصْقُل الْحَدَقَة، فَالذُّبَابَة تَصْقُل بِيَدَيْهَا فَلَا تَزَال تَمْسَح عَيْنَيْهَا. وَمِنْ عَجِيب أَمْره أَنَّ رَجِيعه يَقَع عَلَى الثَّوْب الْأَسْوَد أَبْيَض وَبِالْعَكْسِ. وَأَكْثَر مَا يَظْهَر فِي أَمَاكِن الْعُفُونَة، وَمَبْدَأ خَلْقه مِنْهَا ثُمَّ مِنْ التَّوَالُد. وَهُوَ مِنْ أَكْثَر الطُّيُور سِفَادًا (جماعا)، رُبَّمَا بَقِيَ عَامَّة الْيَوْم عَلَى الْأُنْثَى. وأدنى الحكمة في خلقه أذى الجبابرة وقيل لولا هي لجافت الدنيا. [جافت: أي
(يُتْبَعُ)
(/)
أنتنت وأروحت. لسان العرب والنهاية في غريب الأثر]
وَيُحْكَى أَنَّ بَعْض الْخُلَفَاء سَأَلَ الشَّافِعِيّ: لِأَيِّ عِلَّة خُلِقَ الذُّبَاب؟ فَقَالَ: مَذَلَّة لِلْمُلُوكِ. وَكَانَتْ أَلَحَّتْ عَلَيْه (على الخليفة) ذُبَابَة، فَقَالَ الشَّافِعِيّ: سَأَلَنِي وَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَاب فَاسْتَنْبَطْته مِنْ الْهَيْئَة الْحَاصِلَة. [وردت هذه الحكاية أيضا في " آداب الأكل " لابن عماد الأقفهس 95 - 97 وذكر فيها أن الخليفة المقصود هو المأمون.]
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد الْمَالِقِيّ: ذُبَاب النَّاس يَتَوَلَّد مِنْ الزِّبْل. وَإِنْ أُخِذَ الذُّبَاب الْكَبِير فَقُطِعَتْ رَأْسهَا وَحُكَّ بِجَسَدِهَا الشَّعْرَة الَّتِي فِي الْجَفْن حَكًّا شَدِيدًا أَبْرَأَتْهُ وَكَذَا دَاء الثَّعْلَب. وَإِنْ مُسِحَ لَسْعَة الزُّنْبُور بِالذُّبَابِ سَكَنَ الْوَجَع." [الحافظ في الفتح]
وقال الجاحظ: وللكلاب ذباب على حِدَةٍ يتخلق منها فلا يريد سواها. ومنها ذباب الكَلأ والرياض، وكل نوع منها يألف ما خلق منه. ومنها الذباب الذي يقتل الإبل وهو أزرق. والذباب الذي يسقط على الدواب وهو أصفر. ويقال إن الذباب يكثر إذا هاجت ريح الجنوب، وإنه يُخلَقُ في تلك الساعة، وإذا هبت ريح الشمال خَفَّ وتلاشى. ويقال إنه لا يعمر أكثر من أربعين يوما. وليس بعد الهند أكثر ذبابا من واسط [بلد في العراق]. ويقال إن الذباب لا يقرب قدرا فيه كمأة [نوع من الفطر]. وهو من الحيوان الشمسي لأنه يختفي في الشتاء ويظهر في الصيف. أهـ[نهاية الأرب في فنون الأدب- شهاب الدين النويري 3/ 182]
وقال الحافظ في الفتح أيضا:
قَوْله: (فَلْيَغْمِسْهُ كُلّه)
أَمْر إِرْشَاد لِمُقَابَلَةِ الدَّاء بِالدَّوَاءِ. وَفِي قَوْله: " كُلّه " رَفْع تَوَهُّم الْمَجَاز فِي الِاكْتِفَاء بِغَمْسِ بَعْضه.
قَوْله: (فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ)
فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ " فَإِنَّ فِي أَحَد " وَالْجَنَاح يُذَكَّر وَيُؤَنَّث وَقِيلَ: أُنِّثَ بِاعْتِبَارِ الْيَد، وَجَزَمَ الصَّغَانِيّ بِأَنَّهُ لَا يُؤَنَّث وَصَوَّبَ رِوَايَة " أَحَد " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان مِنْ طَرِيق سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة،" وَأَنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاء"، وَلَمْ يَقَع لِي فِي شَيْء مِنْ الطُّرُق تَعْيِين الْجَنَاح الَّذِي فِيهِ الشِّفَاء مِنْ غَيْره، لَكِنْ ذَكَرَ بَعْض الْعُلَمَاء أَنَّهُ تَأَمَّلَهُ فَوَجَدَهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الْأَيْسَر فَعُرِفَ أَنَّ الْأَيْمَن هُوَ الَّذِي فِيهِ الشِّفَاء، وَالْمُنَاسَبَة فِي ذَلِكَ ظَاهِرَة. وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد الْمَذْكُور أَنَّهُ يُقَدِّم السُّمّ وَيُؤَخِّر الشِّفَاء. وَيُسْتَفَاد مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَة تَفْسِير الدَّاء الْوَاقِع فِي حَدِيث الْبَاب وَأَنَّ الْمُرَاد بِهِ السُّمّ فَيُسْتَغْنَى عَنْ التَّخْرِيج الَّذِي تَكَلَّفَهُ بَعْض الشُّرَّاح فَقَالَ: إِنَّ فِي اللَّفْظ مَجَازًا وَهُوَ كَوْن الدَّاء فِي أَحَد الْجَنَاحَيْنِ، فَهُوَ إِمَّا مِنْ مَجَاز الْحَذْف وَالتَّقْدِير فَإِنَّ فِي جَنَاحَيْهِ سَبَب دَاء، إِمَّا مُبَالَغَة بِأَنْ يُجْعَل كُلّ الدَّاء فِي أَحَد جَنَاحَيْهِ لَمَّا كَانَ سَبَبًا لَهُ. وَقَالَ آخَر يُحْتَمَل أَنْ يَكُون الدَّاء مَا يُعْرَض فِي نَفْس الْمَرْء مِنْ التَّكَبُّر عَنْ أَكْله حَتَّى رُبَّمَا كَانَ سَبَبًا لِتَرْكِ ذَلِكَ الطَّعَام وَإِتْلَافه، وَالدَّوَاء مَا يَحْصُل مِنْ قَمْع النَّفْس وَحَمْلهَا عَلَى التَّوَاضُع.
قَوْله: (وَفِي الْآخَر شِفَاء)
(يُتْبَعُ)
(/)
اسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْمَاء الْقَلِيل لَا يَنْجُس بِوُقُوعِ مَا لَا نَفْس لَهُ سَائِلَة فِيهِ وَوَجْه الِاسْتِدْلَال - كَمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ الشَّافِعِيّ - أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَأْمُر بِغَمْسِ مَا يُنَجِّس الْمَاء إِذَا مَاتَ فِيهِ لِأَنَّ ذَلِكَ إِفْسَاد. وَقَالَ بَعْض مَنْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ: لَا يَلْزَم مِنْ غَمْس الذُّبَاب مَوْته فَقَدْ يَغْمِسهُ بِرِفْقٍ فَلَا يَمُوت، وَالْحَيّ لَا يُنَجِّس مَا يَقَع فِيهِ كَمَا صَرَّحَ الْبَغَوِيُّ بِاسْتِنْبَاطِهِ مِنْ هَذَا الْحَدِيث.
وَقَالَ أَبُو الطَّيِّب الطَّبَرِيُّ: لَمْ يَقْصِد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيث بَيَان النَّجَاسَة وَالطَّهَارَة، وَإِنَّمَا قَصَدَ بَيَان التَّدَاوِي مِنْ ضَرَر الذُّبَاب، وَكَذَا لَمْ يَقْصِد بِالنَّهْيِ عَنْ الصَّلَاة فِي مَعَاطِن الْإِبِل وَالْإِذْن فِي مَرَاح الْغَنَم طَهَارَة وَلَا نَجَاسَة وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَى أَنَّ الْخُشُوع لَا يُوجَد مَعَ الْإِبِل دُون الْغَنَم. قُلْت: وَهُوَ كَلَام صَحِيح، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَمْنَع أَنْ يُسْتَنْبَط مِنْهُ حُكْم آخَر، فَإِنَّ الْأَمْر بِغَمْسِهِ يَتَنَاوَل صُوَرًا مِنْهَا أَنْ يَغْمِسهُ مُحْتَرِزًا عَنْ مَوْته كَمَا هُوَ الْمُدَّعَى هُنَا، وَأَنْ لَا يَحْتَرِز بَلْ يَغْمِسهُ سَوَاء مَاتَ أَوْ لَمْ يَمُتْ. وَيَتَنَاوَل مَا لَوْ كَانَ الطَّعَام حَارًّا فَإِنَّ الْغَالِب أَنَّهُ فِي هَذِهِ الصُّورَة يَمُوت بِخِلَافِ الطَّعَام الْبَارِد، فَلَمَّا لَمْ يَقَع التَّقْيِيد حُمِلَ عَلَى الْعُمُوم، لَكِنْ فِيهِ نَظَر لِأَنَّهُ مُطْلَق يُصَدَّق بِصُورَةٍ فَإِذَا قَامَ الدَّلِيل عَلَى صُورَة مُعَيَّنَة حُمِلَ عَلَيْهَا.
قال ابن القيم:
"فصل في هديه صلى الله عليه و سلم في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها:
... هذا الحديث فيه أمران: أمر فقهي وأمر طبي.
فأما الفقهي
فهو دليل ظاهر الدلالة جدا على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه وهذا قول جمهور العلماء ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك ووجه الإستدلال به أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بمقله وهو غمسه في الطعام ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذا كان الطعام حارا فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام وهو صلى الله عليه و سلم إنما أمر بإصلاحه ثم عُدّي هذا الحكم إلى كل ما لا نفس له سائلة كالنحلة والزنبور والعنكبوت وأشباه ذلك إذ الحكم يعم بعموم علته وينتفي لانتفاء سببه فلما كان سبب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته وكان ذلك مفقودا فيما لا دم له سائل انتفى الحكم بالتنجيس لانتفاء علته.
ثم قال من لم يحكم بنجاسة عظم الميتة: إذا كان هذا ثابتا في الحيوان الكامل مع ما فيه من الرطوبات والفضلات وعدم الصلابة فثبوته في العظم الذي هو أبعد عن الرطوبات والفضلات واحتقان الدم أولى وهذا في غاية القوة فالمصير إليه أولى. وأول من حُفظ عنه في الإسلام أنه تكلم بهذه اللفظة فقال: ما لا نفس له سائلة إبراهيم النخعي وعنه تلقاها الفقهاء - والنفس في اللغة: يعبر بها عن الدم ومنه نفست المرأة - بفتح النون - إذا حاضت ونفست - بضمها - إذا ولدت.
وأما المعنى الطبي
فقال أبو عبيد: معنى امقلوه: اغمسوه ليخرج الشفاء منه كما خرج الداء يقال للرجلين: هما يتماقلان إذا تغاطا في الماء. واعلم أن في الذباب عندهم قوة سمية يدل عليها الورم والحكة العارضة عن لسعه وهي بمنزلة السلاح فإذا سقط فيما يؤذيه اتقاه بسلاحه فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر من الشفاء فيغمس كله في الماء والطعام فيقابل المادة السمية المادة النافعة فيزول ضررها وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم بل هو خارج من مشكاة النبوة ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا العلاج ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية. وقد ذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعا
(يُتْبَعُ)
(/)
بينا وسكنه وما ذاك إلا للمادة التي فيه من الشفاء وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى شعرة بعد قطع رؤوس الذباب أبرأه. [زاد المعاد 4/ 101]
يتبع .....
إعداد: أبي معاذ زياد محمد الجابري
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 07:09]ـ
2/ 2
الطعن في هذ الحديث قديم وحديث ممن نصّب عقله وذوقه حكما على وحي الله وشرعه
َقَالَ الْخَطَّابِيُّ: تَكَلَّمَ عَلَى هَذَا الْحَدِيث مَنْ لَا خَلَاق لَهُ فَقَالَ: كَيْف يَجْتَمِع الشِّفَاء وَالدَّاء فِي جَنَاحَيْ الذُّبَاب، وَكَيْف يَعْلَم ذَلِكَ مِنْ نَفْسه حَتَّى يُقَدِّم [الصواب: يؤخر] جَنَاح الشِّفَاء، وَمَا أَلْجَأَهُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: وَهَذَا سُؤَال جَاهِل أَوْ مُتَجَاهِل، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْحَيَوَان قَدْ جَمَعَ الصِّفَات الْمُتَضَادَّة. وَقَدْ أَلَّفَ اللَّه بَيْنهَا وَقَهَرَهَا عَلَى الِاجْتِمَاع وَجَعَلَ مِنْهَا قُوَى الْحَيَوَان، وَإِنَّ الَّذِي أَلْهَمَ النَّحْلَة اِتِّخَاذ الْبَيْت الْعَجِيب الصَّنْعَة لِلتَّعْسِيلِ فِيهِ، وَأَلْهَمَ النَّمْلَة أَنْ تَدَّخِر قُوتهَا أَوَان حَاجَتهَا، وَأَنْ تَكْسِر الْحَبَّة نِصْفَيْنِ لِئَلَّا تَسْتَنْبِت، لَقَادِر عَلَى إِلْهَام الذُّبَابَة أَنْ تُقَدِّم جَنَاحًا وَتُؤَخِّر آخَر.
وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: مَا نُقِلَ عَنْ هَذَا الْقَائِل لَيْسَ بِعَجِيبٍ، فَإِنَّ النَّحْلَة تُعَسِّل مِنْ أَعْلَاهَا وَتُلْقِي السُّمّ مِنْ أَسْفَلهَا، وَالْحَيَّة الْقَاتِل سُمّهَا تَدْخُل لُحُومهَا فِي التِّرْيَاق الَّذِي يُعَالَج بِهِ السُّمّ، وَالذُّبَابَة تُسْحَق مَعَ الْإِثْمِد لِجَلَاءِ الْبَصَر. وَذَكَرَ بَعْض حُذَّاق الْأَطِبَّاء أَنَّ فِي الذُّبَاب قُوَّة سُمِّيَّة يَدُلّ عَلَيْهَا الْوَرَم وَالْحَكَّة الْعَارِضَة عَنْ لَسْعه، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ السِّلَاح لَهُ، فَإِذَا سَقَطَ الذُّبَاب فِيمَا يُؤْذِيه تَلَقَّاهُ بِسِلَاحِهِ، فَأَمَرَ الشَّارِع أَنْ يُقَابِل تِلْكَ السُّمِّيَّة بِمَا أَوْدَعَهُ اللَّه تَعَالَى فِي الْجَنَاح الْآخَر مِنْ الشِّفَاء فَتَتَقَابَل الْمَادَّتَانِ فَيَزُول الضَّرَر بِإِذْنِ اللَّه تَعَالَى. [زاد المعاد 4/ 101]
قال الإمام الألباني-رحمه الله- (السلسة الصحيحة 1/ 59) عقب بحث نفيس يتعلق برواية: " إن أحد جناحي الذباب سم و الآخر شفاء، فإذا وقع في الطعام فامقلوه، فإنه يقدم السم و يؤخر الشفاء " وبعد أن سرد طرقه ورواته قال:
" ... قال الحافظ: و إسناده صحيح، كما في " نيل الأوطار " (1/ 55).أما بعد، فقد ثبت الحديث بهذه الأسانيد الصحيحة، عن هؤلاء الصحابة الثلاثة أبي هريرة و أبي سعيد و أنس، ثبوتا لا مجال لرده و لا للتشكيك فيه، كما ثبت صدق أبي هريرة رضي الله عنه في روايته إياه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلافا لبعض غلاة الشيعة من المعاصرين، و من تبعه من الزائغين، حيث طعنوا فيه رضي الله عنه لروايته إياه، و اتهموه بأنه يكذب فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و حاشاه من ذلك، فهذا هو التحقيق العلمي يثبت أنه بريء من كل ذلك و أن الطاعن فيه هو الحقيق بالطعن فيه، لأنهم رموا صحابيا بالبهت، و ردوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد عدم انطباقه على عقولهم المريضة! و قد رواه عنه جماعة من الصحابة كما علمت، و ليت شعري هل علم هؤلاء بعدم تفرد أبي هريرة بالحديث، و هو حجة و لو تفرد، أم جهلوا ذلك، فإن كان الأول فلماذا يتعللون برواية أبي هريرة إياه، و يوهمون الناس أنه لم يتابعه أحد من الأصحاب الكرام؟! و إن كان الآخر فهلا سألوا أهل الاختصاص و العلم بالحديث الشريف؟ و ما أحسن ما قيل:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن كثيرا من الناس يتوهمون أن هذا الحديث يخالف ما يقرره الأطباء و هو أن الذباب يحمل بأطرافه الجراثيم، فإذا وقع في الطعام أو في الشراب علقت به تلك الجراثيم، و الحقيقة أن الحديث لا يخالف الأطباء في ذلك، بل هو يؤيدهم إذ يخبر أن في أحد جناحيه داء، و لكنه يزيد عليهم فيقول: " و في الآخر شفاء " فهذا مما لم يحيطوا بعلمه، فوجب عليهم الإيمان به إن كانوا مسلمين، و إلا فالتوقف إذا كانوا من غيرهم إن كانوا عقلاء علماء! ذلك لأن العلم الصحيح يشهد أن عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه. نقول ذلك على افتراض أن الطب الحديث لم يشهد لهذا الحديث بالصحة، و قد اختلفت آراء الأطباء حوله، و قرأت مقالات كثيرة في مجلات مختلفة كل يؤيد ما ذهب إليه تأييدا أو ردا، و نحن بصفتنا مؤمنين بصحة الحديث و أن النبي صلى الله عليه وسلم (ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، لا يهمنا كثيرا ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب، لأن الحديث برهان قائم في نفسه لا يحتاج إلى دعم خارجي و مع ذلك فإن النفس تزداد إيمانا حين ترى الحديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح،و لذلك فلا يخلو من فائدة أن أنقل إلى القراء خلاصة محاضرة ألقاها أحد الأطباء في جمعية الهداية الإسلامية في مصر حول هذا الحديث قال:
" يقع الذباب على المواد القذرة المملؤة بالجراثيم التي تنشأ منها الأمراض المختلفة، فينقل بعضها بأطرافه، و يأكل بعضا، فيتكون في جسمه من ذلك مادة سامة يسميها علماء الطب بـ " مبعد البيكتريا "، و هي تقتل كثيرا من جراثيم الأمراض، و لا يمكن لتلك الجراثيم أن تبقى حية أو يكون لها تأثير في جسم الإنسان في حال وجود مبعد البكتريا. و أن هناك خاصية في أحد جناحي الذباب، هي أنه يحول البكتريا إلى ناحيته، و على هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام و ألقي الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم و أول واق منها هو مبعد البكتريا الذي يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه، فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه، و غمس الذباب كله و طرحه كاف لقتل الجراثيم التي كانت عالقة، و كاف في إبطال عملها ".
و قد قرأت قديما في هذه المجلة بحثا ضافيا في هذا المعنى للطبيب الأستاذ سعيد السيوطي (مجلد العام الأول) و قرأت كلمة في مجلد العام الفائت (ص 503) كلمة للطبيبين محمود كمال و محمد عبد المنعم حسين نقلا عن مجلة الأزهر. ثم وقفت على العدد (82) من " مجلة العربي " الكويتية ص 144 تحت عنوان: " أنت تسأل، و نحن نجيب " بقلم المدعو عبد الوارث كبير، جوابا له على سؤال عما لهذا الحديث من الصحة و الضعف؟ فقال:
" أما حديث الذباب، و ما في جناحيه من داء و شفاء، فحديث ضعيف، بل هو عقلا حديث مفترى، فمن المسلم به أن الذباب يحمل من الجراثيم و الأقذار ... و لم يقل أحد قط أن في جناحي الذبابة داء و في الآخر شفاء، إلا من وضع هذا الحديث أو افتراه، و لو صح ذلك لكشف عنه العلم الحديث الذي يقطع بمضار الذباب و يحض على مكافحته ". و في الكلام على اختصاره من الدس و الجهل ما لابد من الكشف عنه دفاعا عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، و صيانة له أن يكفر به من قد يغتر بزخرف القول! فأقول:
أولا: لقد زعم أن الحديث ضعيف، يعني من الناحية العلمية الحديثية بدليل قوله: " بل هو عقلا حديث مفترى ". و هذا الزعم واضح البطلان، تعرف ذلك مما سبق من تخريج الحديث من طرق ثلاث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و كلها صحيحة. و حسبك دليلا على ذلك أن أحدا من أهل العلم لم يقل بضعف الحديث كما فعل هذا الكاتب الجريء!
ثانيا: لقد زعم أنه حديث مفترى عقلا. و هذا الزعم ليس وضوح بطلانه بأقل من سابقه، لأنه مجرد دعوى لم يسق دليلا يؤيده به سوى الجهل بالعلم الذي لا يمكن الإحاطة به، ألست تراه يقول: " و لم يقل أحد ... ، و لو صح لكشف عنه العلم الحديث ... ". فهل العلم الحديث - أيها المسكين - قد أحاط بكل شيء علما، أم أن أهله الذين لم يصابوا بالغرور - كما أصيب من يقلدهم منا - يقولون: إننا كلما ازددنا علما بما في الكون و أسراره، ازددنا معرفة بجهلنا! و أن الأمر بحق كما قال الله تبارك و تعالى: (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا). و
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قوله: " إن العلم يقطع بمضار الذباب و يحض على مكافحته "! فمغالطة مكشوفة، لأننا نقول: إن الحديث لم يقل نقيض هذا، و إنما تحدث عن قضية أخرى لم يكن العلم يعرف معالجتها، فإذا قال الحديث: " إذا وقع الذباب .. " فلا أحد يفهم، لا من العرب و لا من العجم، اللهم إلا العجم في عقولهم و إفهامهم أن الشرع يبارك في الذباب و لا يكافحه؟
ثالثا: قد نقلنا لك فيما سبق ما أثبته الطب اليوم، من أن الذباب يحمل في جوفه ما سموه بـ " مبعد البكتريا " القاتل للجراثيم. و هذا و إن لم يكن موافقا لما في الحديث على وجه التفصيل، فهو في الجملة موافق لما استنكره الكاتب المشار إليه و أمثاله من اجتماع الداء و الدواء في الذباب، و لا يبعد أن يأتي يوم تنجلي فيه معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في ثبوت التفاصيل المشار إليها علميا، (و لتعلمن نبأه، بعد حين). و إن من عجيب أمر هذا الكاتب و تناقضه، أنه في الوقت الذي ذهب فيه إلى تضعيف هذا الحديث، ذهب إلى تصحيح حديث " طهور الإناء الذي يلغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات: إحداهن بالتراب " فقال: " حديث صحيح متفق عليه " فإنه إذا كانت صحته جاءت من اتفاق العلماء أو الشيخين على صحته، فالحديث الأول أيضا صحيح عند العلماء بدون خلاف بينهم، فكيف جاز له تضعيف هذا و تصحيح ذاك؟! ثم تأويله تأويلا باطلا يؤدي إلى أن الحديث غير صحيح عنده في معناه، لأنه ذكر أن المقصود من العدد مجرد الكثرة، و أن المقصود من التراب هو استعمال مادة مع الماء من شأنها إزالة ذلك الأثر! و هذا تأويل باطل، بين البطلان و إن كان عزاه للشيخ محمود شلتوت عفا الله عنه. فلا أدري أي خطأيه أعظم، أهو تضعيفه للحديث الأول و هو صحيح، أم تأويله للحديث الآخر و هو تأويل باطل!. و بهذه المناسبة، فإني أنصح القراء الكرام بأن لا يثقوا بكل ما يكتب اليوم في بعض المجلات السائرة، أو الكتب الذائعة، من البحوث الإسلامية، و خصوصا ما كان منها في علم الحديث، إلا إذا كانت بقلم من يوثق بدينه أولا، ثم بعلمه و اختصاصه فيه ثانيا، فقد غلب الغرور على كثير من كتاب العصر الحاضر، و خصوصا من يحمل منهم لقب " الدكتور "!. فإنهم يكتبون فيما ليس من اختصاصهم، و ما لا علم لهم به، و إني لأعرف واحدا من هؤلاء، أخرج حديثا إلى الناس كتابا جله في الحديث و السيرة، و زعم فيه أنه اعتمد فيه على ما صح من الأحاديث و الأخبار في كتب السنة و السيرة! ثم هو أورد فيه من الروايات و الأحاديث ما تفرد به الضعفاء و المتروكون و المتهمون بالكذب من الرواة كالواقدي و غيره، بل أورد فيه حديث: " نحن نحكم بالظاهر، و الله يتولى السرائر "، و جزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه مما لا أصل له عنه بهذا اللفظ، كما نبه عليه حفاظ الحديث كالسخاوي و غيره، فاحذروا أيها القراء أمثال هؤلاء. و الله المستعان"
والطاعنون في هذا الحديث –ممن قابل ربه كمحمد الغزالي الداعية، أو ممن ينتظر من معتزلي هذا العصر- إمامهم عقولهم القاصرة، وأذواقهم السقيمة، وأهواؤهم المنحرفة. وكثيرا ما يستشهدون بالبيت التالي: إذا وقع الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
ورحم الله الإمام الألباني إذ يقول: ( ... و يقابل هؤلاء بعض الكتاب الذين لا يقيمون لـ " الصحيحين " وزنا، فيردون من أحاديثهما ما لا يوافق عقولهم و أهواءهم، مثل " السقاف " [حسن السقاف] و " حسان " [حسان عبد المنان] و " الغزالي" [الداعية المتوفى محمد الغزالي] و غيرهم. وقد رددت على هؤلاء و هؤلاء في غيرما موضع. [الصحيحة تحت حديث 2450]
وصدق الله تعالى إذ يقول:
(سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) فصلت 53
إعداد: أبي معاذ زياد محمد الجابري
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 10:27]ـ
يرفع
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[06 - May-2008, صباحاً 09:10]ـ
للرفع(/)
عشرشفاعات للنبي صلى الله عليه وسلم في أمته يوم القيامة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 07:08]ـ
عشرشفاعات للنبي صلى الله عليه وسلم في أمته يوم القيامة
الأولى: الشفاعة العظمى وهي: الشفاعة العظمى في فصل الموقف بعد دلالة الرسل عليه واعتذارهم عنها،
الثانية: الشفاعة لمن يصبر على لأواء المدينة.
الثالثة: الشفاعة لمن يموت بالمدينة.
الرابعة: الشفاعة في دخول الجنة بغير حساب ولا عقاب،
الخامسة: الشفاعة التي يجتمع فيها الله والنبيون والملائكة والمؤمنون.
السادسة: الشفاعة فيمن قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه.
السابعة: الشفاعة في أهل الكبائر من أمته.
الثامنة: الشفاعة في رفع الدرجات.
التاسعة: الشفاعة في الخروج من النار
العاشرة: الشفاعة في عمه أبي طالب في تخفيف العذاب عنه
ومن أراد تفاصيل تلك الشفاعات فليرجع إلى بحث المسرة الثمينة بالشفاعتين في أهل المدينة
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=3496
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?goto=lastpost&t=10763
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 06:22]ـ
لا شك أن قدر النبي صلى الله عليه وسلم عظيم! وأن كرامته عند الله لكبيرة! فهوالمصطفى وهو المجتبى فلقد اصطفى الله من البشرية الأنبياء واصطفى منالأنبياء الرسل واصطفى من الرسل أولي العزم واصطفى من أولي العزم خمسة وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلمففضله على جميع خلقه، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره واصطفاه في كل شيء:
اصطفاه في عقله فقال مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غوى (سورة النجم: 2.
اصطفاه في صدقه فقال: (وَمَا يَنطِقُ عَن الهوىَ) سورة النجم 3
اصطفاه في صدره فقال: (أَلم نَشْرح لَكَ صَدْرَكَ (سورة الشرح: 1
اصطفاه في فؤاده فقال: (مَا كَذَبَ الفُؤادُ مَارَأىَ) سورة النجم 11
اصطفاه في ذكره فقال: (وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ) سورة الشرح: 4.
اصطفاه في علمه فقال: (عَلَّمَهُ شَديدٌ القُوىَ) سورة النجم: 5
اصطفاه في حلمه فقال: (بِالمؤمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) سورة التوبة:128.
اصطفاه فقال: (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ) سورة الشرح: 2.
اصطفاه وأرضاه فقال: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) سورة الضحى:5.
اصطفاه في خلقه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلقٍ عَظِيمٍ (سورة القلم: 4.
ولا يعرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الله وهو الذي يشفع للبشرية لفصل القضاء في ذلك الوقت العظيم الذي كل الأنبياء يقول فيه نفسي، نفسي.(/)
إسلاميون في الاتجاه المعاكس
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 10:18]ـ
هذا المقال شرعي وليس فكري، فأرجو أن يبقى هنا تكرما:
رابط المقال من موقع لواء الشريعة:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/248/
نصل المقال:
إسلاميون في الاتجاه المعاكس.
محمد جلال القصاص
26 - 12 - 2007
يُنَظّر بعض التوجهات الإسلامية في مصر حاليا لنموذج (ديمقراطي إسلامي) أو مصالحة تاريخية بين الدين (الإسلام) وبين الدنيا، بين مفاهيم الإسلام وأسسه وبين ما توصلت إليه الحضارة الغربية اليوم، لإيجاد ديمقراطية حسيبة نسيبة ذات أخلاق كريمة تحترم التعددية وينعم فيها الجميع بما يشاءون.
وهذا الكلام عجيب.
هذا أولاً عجيب من الناحية الشرعية، إذ أن الشريعة تأبى تماما التسليم بمساوئ الديمقراطية، فالشريعة الإسلامية لا يمكن تركيبها على أسس ديمقراطية، ببساطة لأن الحكم في الشريعة الإسلامية لله، والحكم في الديمقراطية للشعب، السلطة التي تعطي النص الصفة الإلزامية ومن ثمَّ تحوله لقانون مُلْزِم هي الشعب في الديمقراطية أو الطغمة الحاكمة في الديكتاتورية، وفي الشريعة الإسلامية السلطان لله وحده لا شريك له (قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ) (يونس:من الآية 59) (أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) (الروم: 35) (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (الأعراف: 33)، فلو سلمنا جدلا أننا استطعنا أن نجعل نصوص القوانين المستوردة كلها موافقة للشريعة الإسلامية , فإن هذا لا يعني ببساطة أن الشريعة الإسلامية قد طبقت ذلك أن الذي أعطى النصوص صفة الإلزامية (جعلها أمرا أو قانونا) هو الشعب ممثلا في بعض أفراده وليس أن ذلك كلام الله الخالق الرازق المحي المميت مالك يوم الدين.
والشريعة الإسلامية لا تنظر للدنيا بمعزل عن الدين، بل هذا من ذلك، ولا تنفصل السياسة أبدا عن الدين، تخرج من قواعده وتظل محكومة بمفاهيمه وتصوراته. فليس ثمت خصومة لإقامة صلح بين الدين والسياسة، وليس ثمة فجوة في التصور الإسلامي في السياسة أو غيرها تجعلنا نستورد نظماً ديمقراطية أو غير ديمقراطية، وليس ثمت مساحة تجلس فيها الديمقراطية تحت مظلة الشريعة الإسلامية.
والشورى التي تتكلم عنها الديمقراطية غير الشورى في الشريعة الإسلامية، في مناطها وفي أفرادها. فهي لا تكون في الشرائع .. في الحلال والحرام وإنما في آليات التنفيذ، لا تكون في الثابت وإنما في المتغير المتصل بالثابت، ولا تكون لكل من هب ودب وإنما للذين يستنبطونه منهم.
ـ وذلك التنظير لديمقراطية إسلامية عجيب أيضاً من الناحية الواقعية، إذ أن الواقعيين يرفضون الديمقراطية من عدة زوايا:
ـ منها أنها مرحلة تاريخية انتهت صلاحيتها أو كادت، فالذي يبصره كل ذي عينين أن الديمقراطية بدأت تشد رحالها، وأن الصراع اليوم بدأ يتجدد على خلفيات دينية، فكل الصراعات القائمة اليوم على خلفيات دينية، في أفغانستان، وفي العراق، وفي فلسطين، وفي الصومال، حتى الصراعات الفكرية.
ـ ومنها أن الغرب محركه الأساسي هو أن يبقى سيدا يقتات من رزقنا ويتملك رقابنا، فهو يبارك الأنظمة الديكتاتورية في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ولا يتكلم عن الديمقراطية إذا كانت ستأتي إليه بمن لا يحافظ على مصالحة.
ـ ومنها أن المد الديني يتزايد في العالم كله، يدل على هذا انتشار حملات التنصير في كل بقاع العالم، ويدل على هذا أن الصحوة الإسلامية هي حديث وكالات الأنباء، ومواقع الإنترنت، وأن كبرى القضايا في مصر وغير مصر مرتبطة بالدين (أقباط، إخوان، جهاد .. الخ)، والأمر لا يحتاج استحضار شواهد.
ـ شيء واحد عقلي يملكه المنادون بالديمقراطية من الإسلاميين، هو أنه إن وجدت ديمقراطية حقيقية فإن الشعب سوف يختار الإسلام والإسلاميين، وهذا كلام لا يرقى لمستوى التطبيق على أرض الواقع، فليس هناك نظام يفرط في هيكله ويرضى الانقلاب عليه فقط لأن الشعب أراد ذلك، وقديما قال فرعون عن موسى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر: 26)، وموسى ـ عليه السلام ـ كان في قصر فرعون مؤمن بالله، وفرعون كان ديمقراطيا يناقش الحجج ويقول (إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين)، ولكن حين بدأ التغير يطال نظامه تغير منطقه وتبدلت أفعاله، إن الأنظمة .. كل الأنظمة الدنيوية .. تُلمُّع نفسها بالطيبين (من إخوان أو سلفيين) ولكنها لا تقبل تغييراً حقيقياً.
إن الحديث عن تمكين للإسلام تحت مظلة الديمقراطية أو فوق عربة الديمقراطية حديث ساذج، يأباه كل ذي عقل صحيح، وإن مغازلة الآخر من أجل التقدم كبديل للأنظمة الديمقراطية على الطريقة العراقية (الحزب العراقي الإسلامي) أو الطريقة التركية (حزب العدالة) لا يستقيم في بلد كمصر مثلاً أو ما شابهها من بلاد عربية، وأقل ما يقال في شأنه أنه قراءة ساذجة للواقع في هذه البلاد، حيث إن بها مداً دعوياً فكرياً قوياً يُحدّث الناس بما لا يحدثون به في تركيا.
وإن وقفه صريحة مع النفس تجعل كل ذي عقل يقول ـ عن هذه الأحلام ـ أنها حالة من الهمود والركون، حالة من البحث عن ظل ظليل وماء معين ينعم فيه الإنسان بالنساء والبنين، مكتفيا برفع شعار النضال والنصرة للدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 10:15]ـ
فلو سلمنا جدلا أننا استطعنا أن نجعل نصوص القوانين المستوردة كلها موافقة للشريعة الإسلامية [/ COLOR] , فإن هذا لا يعني ببساطة أن الشريعة الإسلامية قد طبقت ذلك أن الذي أعطى النصوص صفة الإلزامية (جعلها أمرا أو قانونا) هو الشعب ممثلا في بعض أفراده وليس أن ذلك كلام الله الخالق الرازق المحي المميت مالك يوم الدين.
.
أخي الفاضل مقالة جيدة فيها بيان لتناقضات الديموقراطيين
وقد استوقفتني - بارك الله فيكم - هذه النقطة فلم أفهمها
لو تم تغيير القوانين الوضعية بحيث تصبح موافقة تماماً لأحكام الشريعة - حلم - لا تكون الشريعة مطبقة!!!!!! ولماذا؟؟؟؟ لأن بعض أفراد الشعب هم الذين ألزموا أو أشاروا بهذا!!!!!!
فكيف ستطبق الشريعة إذاً؟؟؟ أليس من الواجب أن يكون هناك مطالب بتطبيقها؟؟؟ أليس من الواجب على أصحاب الولايات أن يلتزموا ويلزموا غيرهم بتطبيق أحكامها؟؟
وهل هناك من يطالب بتطبيقها وليس دافعه أن هذا واجب شرعي وفريضة دينية استجابة للأمر الإلهي؟؟؟!!!
أرجو أن تتحفوني بالبيان وجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 12:25]ـ
الأستاذ الفاضل والداعية محمد جلال القصاص جزاك الله خيرا على هذا المقال النافع.
ولأخينا عاطف إبراهيم بارك الله فيه، قولك:
وقد استوقفتني - بارك الله فيكم - هذه النقطة فلم أفهمها
لو تم تغيير القوانين الوضعية بحيث تصبح موافقة تماماً لأحكام الشريعة - حلم - لا تكون الشريعة مطبقة!!!!!! ولماذا؟؟؟؟ لأن بعض أفراد الشعب هم الذين ألزموا أو أشاروا بهذا!!!!!!
مراد الأستاذ القصاص بهذه العبارة هو: أن تطبيق الشريعة يجب أن يكون قائمًا على قناعة أخرى وهي أن هذا الشرع هو حكم الله الذي يجب تطبيقه وعدم الخروج عليه، وهو غير قابل للعرض على الناس يوفقون أو يرفضون، فليس سبب تطبيق الشرع أنه رأي الأغلبية وإنما هو أمر الله الذي يجب تنفيذه. والله أعلم.
ولعل الأستاذ يكون عنده بيان أكثر وضوحًا لشرح هذه الجزئية التي أشكلت على الأخ عاطف.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 12:31]ـ
شكر الله لكما.
أخي عاطف!
أجابك الشيخ. وإن ثم مزيد بيان سل أجيبك إن شاء الله.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 12:55]ـ
akramakom allah -taala-
aassef owajeh moshkelh fe alkay baord
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 01:18]ـ
السلام عليكم
(كان عندي مشكلة في الجهاز فأعدت تشغيله)
نعم فهمت الآن مرادكم بارك الله فيكم
بالطبع لسنا في وادِ العرض وأخذ الموافقات من البشر على تطبيق أحكام الشريعة الربانية
لأن هذا يعني أنه لو جاءت أغلبية أخرى يمكنهم أن يغيروا ما يشاءون ويعيدوا الحال إلى ما كان عليه
وهذه إحدى الطوام الكبرى في ديمقراطيتهم
استنرتُ نوَّر الله قلوبكم بالإيمان واليقين
جزاكم الله خيراً أخواي الفاضلين الأستاذ الفاضل القصاص والمكرم الشيخ علي
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 07:58]ـ
علَّ هذا المقال يزيد الأمر بيانا:
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_articles_main.cfm?id=665
عنوان المقال: حتى يكون إسلاميا.
وهذا نصه:
القانون: نص مُلزم؛ أو قل: مادة + سلطة. مادة يُؤخذ منها صيغته، وسلطة تعطيه الصفة الإلزامية، و تميزه عن صيغة الطلب والدعاء والإرشاد ... إلخ.
وحتى يكون القانون إسلامياً لابد فيه من أمرين:
الأول: أن يكون نصه ـ صيغته ـ مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله علية وسلم ـ.
الثاني: ولا بد أن يكون الالتزام به سببه فقط أنه من عند الله _عز وجل_ .. أن الله أمر بهذا، لا لأنه يحقق مصلحة دنيوية، ولا لأنه أفضل من غيره من القوانين الوضعية.
وهذا هو بعينه معنى الإسلام .. إذ الإسلام هو الاستسلام الخالص لله _عز وجل_ .. قبول شرع الله ورفض شرع ما سواه؛ والاثنان معاً، فمن قبل شرع الله وقبل معه غيره فقد أشرك ومن رفض شرع الله بالكلية فقد جحد وكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو بعينه معنى العبودية .. الذل والخضوع لله _عز وجل_، فمن خضع وذل وانقاد لهواه ـ وإن وافق الشرع ـ فهو عبد هواه قال الله: "أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ" (الفرقان: من الآية43)، وقال الله: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً" (الجاثية: من الآية23).
وهو السلطان الذي تكلمت عنه الآيات "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ" (النجم: من الآية23)، "أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ" (الروم:35).
وهو الإذن الذي أٌشير إليه في قوله _تعالى_: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ" (يونس:59)، "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ" (الشورى: من الآية21).
ولابد أن تُعرض القضية على الناس على أنها قبول شرع الله قبول بمحبة وإذعان ورفض شرع ما سواه .. رفض ببغض وعداء، على أنها أمر يدور على الإيمان والكفر لا على الراجح والمرجوح.
إذ إن (الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعاً ولا موضع اختيار، إنما هو موضع الإيمان أو ... فلا إيمان "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" (الأحزاب: من الآية36)، "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ" (الجاثية:18) كما يقول صاحب الظلال.
أقول: فرق أي فرق بين أن تعرض القضية على أنها إيمان أو كفر ـ أكبر أو أصغر ـ وبين أن تعرض على العباد ليبدوا رأيهم فيها. أيحكمونها أم لا؟
وكي تستسلم الجماهير وتُذعن ... كي تقبل الخطاب الإسلامي وتنقاد لرموزه لابد أن تخاطب بقضية أخرى قبل هذه.
لابد أن تُعَرَّف بربها ... تَتَعرف على أسمائه وصفاته وآثار ذلك في مخلوقاته. وأنه ما خلقها وما أراد منها إلا عبادته وحده لا شريك له، وأنه أعدَّ لمن أطاع الجنة وفيها وفيها، وأعد لمن عصاه النار وفيها وفيها، ثم بعد ذلك يقال لهم: "إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ" (آل عمران: من الآية154). "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (النساء: من الآية59).
وهذه هي طريقة القرآن حين يخاطب الناس بالتحاكم إلى الله ورسوله، قال _تعالى_: "وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (الشورى:10 - 12). والمعنى: لأن الله هو ربي الذي عليه أتوكل وإليه أنيب وهو فاطر السموات والارض الذي جعل لكم من ..... لذلك إن اختلفتم في شيء فحكمه إلى الله.
ومثله "أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ" (الأعراف: من الآية54) فمن له الخلق لابد ـ عقلاً وشرعاً ـ أن يكون له الأمر.
ومثله قول الله _تعالى_: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" (النساء: من الآية59).
وهو ما حدث على يد المُعلم الأول _صلى الله عليه وسلم_، فقد ظل القرآن حينا لا يتكلم إلا على الجنة والنار، ويعرف الناس بربهم، يقص عليهم حال من سبقوا .. حال من أطاع منهم ومن عصى ليعتبروا، ثم بعد ذلك كانت التشريعات.
وكي يستقيم الأمر لا بد أن يقف مَن يحاولون أسلمة القوانين في المجالس النيابية ويتركون حِلَق العلم ويسلكون طرق السياسة، لا بد أن يقفوا مع أنفسهم لمراجعة منطلقاتهم وتصحيح أهدافهم.
فنحن نُعبد الناس لله، ولسنا نطوع الشرع على هوى الناس، والفكرة هي التي تغير السلوك المنحرف لا أننا نأتي للسلوك المنحرف بفكرة تصححه أو تبرره.
ما أريد قوله هو أن: الإذن والسلطان لا يفترقان .. ولا تدرج في هذا، لا يقال اليوم النص وغدا السلطة ... لا يستقيم هذا الكلام. وما استقام من قبل، فقرن ونصف من الزمان والمحاولات تبذل والنتيجة أننا نحن الإسلاميين الذين نقدم التنازلات والعلمانيون هم الرابحون، وإنما التدرج يكون في تعليم الناس التوحيد ثم مطالبتهم بتطبيق الشرع تماماً كما بدأت أول مرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 09:52]ـ
للرفع
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 04:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 04:44]ـ
الشيخ الحبيب القصاص
كلامك من حيث الجملة صحيح
ولكن ثمة أمر ينبغي التنبيه عليه
وهو أنه إذا كانت قراءة الواقع
تدل على أن الديمقراطية بمفهوم "خيار الشعب"
ستفرز الإسلام حكماً , فهذا يدخل في دائرة العمل
بالمتاح الممكن ,وإذا كنت عبر الديمقراطية
سأكون سببا في فوز من يمنع الخمر فقط وإن كان زنديقا
فهو مشروع أن أفعل , بدلا من أن يفوز من يبيحها
والمقصود أن هذا أمر يتناوله فقه السياسة الشرعية
ويخضع لدراسة التفاصيل الجزئية في كل حالة ومقارنة المصالح
والمفاسد,,ومن هنا تعلم السر في إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم
النجاشي على ملكه مع أنه لم يحكم بالشرع. لأنه كما قال ابن تيمية لن يُقرّ من قبل
قومه النصارى على ذلك .. فهو خارج دائرة المقدور والممكن الذي يدخل في المؤاخذة
وهذا على الأقل , وإن كان غير مقبول عندك, فهو تأويل معتد به عند القائلين به ..
والله الموفق
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 07:51]ـ
طيب ابن تيمية ايضاً قال:
في الفتاوى [14/ 476]: (إن الشرك والقول على الله بغير علم والفواحش ما ظهر منها وما بطن والظلم لا يكون فيها شئ من المصلحة)، وقال: (إن إخلاص الدين لله والعدل واجب مطلقا في كل حال وفي كل شرع).
وقال في الفتاوى [14/ 477]: (وما هو محرم على كل أحد في كل حال لا يباح منه شئ وهو الفواحش والظلم والشرك والقول على الله بلا علم).
وقال في الفتاوى [14/ 470 - 471]: (إن المحرمات منها ما يقطع بأن الشرع لم يبح منه شيئا لا لضرورة ولا غير ضرورة كالشرك والفواحش والقول على الله بغير علم والظلم المحض، وهي الأربعة المذكورة في قوله تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، فهذه الأشياء محرمة في جميع الشرائع وبتحريمها بعث الله جميع الرسل ولم يبح منها شيئا قط ولا في حال من الأحوال ولهذا أنزلت في هذه السورة المكية).
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 10:42]ـ
ومن هنا تعلم السر في إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم
النجاشي على ملكه مع أنه لم يحكم بالشرع. لأنه كما قال ابن تيمية لن يُقرّ من قبل
قومه النصارى على ذلك .. فهو خارج دائرة المقدور والممكن الذي يدخل في المؤاخذة
حول النجاشي والاستدلال على أنه لم يحكم بشريعة الله - بحث لمحمد شاكر الشريف:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26896
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 04:47]ـ
الاعتراض بمثل هذا يدل على سوء فهم المقصود
فنحن لا ندعو لعدم تحكيم الشريعة , بل أنا متهم بالغلو
في هذا الباب! أي بتكفير من لم يحكم بمنا أنزل الله في عامة القضايا
أو تشريع قضية واحدة مع الإعراض عن حكم الله فيها
, وكلامي واضح ,لدرجة أني لا أجد حاجة لتوضيحه مرة أخرى
والشيخ محمد شاكر الشريف من أشد المؤيدين لحماس الداعين لها بخير
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:12]ـ
فنحن لا ندعو لعدم تحكيم الشريعة ,
طيب مارأيك في هذا اللقاء و ماجاء فيه وهل يمثلكم:
http://www.alghad.jo/index.php?news=74896&searchFor=%D8%A7%D9%84%D8%A8%D 9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%8A:% 20%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3%20% D9%84%D8%A7%20%D8%AA%D9%81%D9% 83%D8%B1%20%D8%A3%D8%A8%D8%AF% D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A5% D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8% AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A5% D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A% D8%A9%20%D8%A3%D9%88%20%D8%AA% D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%20%D8% A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8% B9%D8%A9%20%D8%AD%D8%A7%D9%84% D9%8A%D8%A7
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:28]ـ
أبو القاسم إذا كنت تتصور أن كل ما يكتب عن تحكيم الشريعة هجوم على حماس وبالتالي تسارع للدفاع بشدة عن حركة حماس -سدد الله خطاها على طريق الحق- فهذه مشكلتك, وأنا شخصيا بحثت في الموضوع من أوله لآخره فلم أر أحدا ذكر حماس فضلا عن أن ينتقدها بله أن يهاجمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت أوردت ما ذكرت مما نسبته للنجاشي في سياق ربطه بالحديث عن الديموقراطية, وبحث الشريف يأتي في صلب هذا الموضوع لو أنك قرأته بتمعن .. وليس بالضرورة أنه موجه لك كرد عليك بل إيراده لفائدة من يقرأ ربطك للموضوع بالنجاشي حتى يطلع على كتابة من بحث في هذا الموضوع وتتسع مداركه.
بارك الله فيك ووفقني وإياك لكل خير
ـ[أبو عمر]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:34]ـ
عنوان الموضوع يجمع بين المتناقضات
ما هو الاتجاه المعاكس للاسلام؟؟؟!! وكيف يسموا مسلمون من اتخذوا هذا الاتجاه مسلكا؟؟!!!
الامر الآخر هو ان الله طيب ولا يقبل الا طيب
فلم يعجز الاسلام _ معاذ الله _ عن توفير الطرق و السبل الشرعية لتطبيق الشريعة الاسلامية
ليلجأوا إلى مستنقع الديمقراطية النتنة التي عرفها واضعوها بأنها حكم الشعب نفسه بنفسه
هذه الديمقراطية التي تساوي بين الرجل والمرأة
بين العاقل ذو العقل الراجح والمعتوه لكونهما يحملان بطاقة شخصية (هوية) ..
فالشيوعي والعلماني وال. . كلهم سواء ولهم نفس التأثير على نتيجة الانتخابات ..
وعلى الكل أن يحترم النتيجة حتى وإن تمخضت هذه الانتخابات الديمقراطية عن حكم كفري بحت على الجميع القبول به _وهذا في حد ذاته مصيبة _ ..
قال أحمد ياسين للصحفي في جريدة النهار المقدسية بتاريخ 30/ 4/1989م
عندما توجه إليه بالسؤال التالي: الشعب الفلسطيني يريد دولة ديمقراطية، وأنت لماذا تعانده؟
أجاب الشيخ: وأنا أيضاً أريد دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب، والسلطة فيها لمن يفوز في الانتخابات.
السائل: لو فاز الحزب الشيوعي، فماذا سيكون موقفك؟
الشيخ: حتى لو فاز الحزب الشيوعي فسأحترم رغبة الشعب الفلسطيني.
السائل: إذا ما تبين من الانتخابات أن الشعب الفلسطيني يريد دولة ديمقراطية متعددة الأحزاب، فماذا سيكون موقفك حينئذٍ؟
الشيخ: والله نحن شعب له كرامته، وله حقوقه، إذا ما أعرب الشعب الفلسطيني عن رفضه للدولة الإسلامية، فأنا أحترم وأقدس رغبته وإرادته [] ا- هـ.
رداً على سؤال وجه في شبكة فلسطين للحوار للمتحدث باسم حركة حماس: " لماذا لا تطبق حماس الشريعة الإسلامية بغزة؟ أجاب فوزي برهوم: " نحن حركة مقاومة إسلامية واضح أننا ندافع عن فلسطين والقدس والحقوق والثوابت الفلسطينية صراعنا مع المحتل الإسرائيلي داخل فلسطين لأنه جاء إلينا واغتصب أرضنا ودمر شعبنا ودمر مقدساتنا ولا صراع لنا مع الأديان الأخرى ولا مع أي تجمعات أخرى خارج فلسطين ولا داخل فلسطين سوى المحتل الإسرائيلي لأنه اغتصب أرضنا ومقدساتنا ونحترم كل الدول وسياستها على أرضها ونرفض أن نتدخل في أي سياسات داخلية لأي دولة حتى لو كانت عربية أو إسلامية أو أوربية أو أمريكية وعندما نتكلم عن الشريعة الإسلامية نحن بالفعل حركة إسلامية ولا نخجل أننا حركة مقاومة إسلامية بالتالي نحن إسلام معتدل إسلام يحترم التعددية السياسية إسلام يدعم الثوابت والحقوق إسلام حضاري يهدف أن نوصل الإسلام بصورة واضحة معتدلة إلى كل العالم و نحن في النهاية نحترم تطبيق الإسلام على الأرض، لكن العالم كله اليوم غير مهيأ لكي يستقبل أي بقعة تطبق الشريعة الإسلامية ".
مجلة جنات
شرع الله فوق الاعراف والعواطف
دين الله أعز على قلب المسلم من أي أحد
فلا مكان لأنصاف الحلول .. ولا مرحلة بين الاسلام والكفر .. فإما كفر وإما اسلام
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:35]ـ
ردا على الأخ أبي ممدوح
هذا يدخل في نفس المضمار السابق
وصدقني يا أبا ممدوح لو جالست أحد
هؤلاء الذين تعاديهم,.,جلسة هدوء وإنصاف
لخرجت تدعو لهم,,فالقوم برغم كل ما يظهرونه
من دبلوماسية مبنية على المداراة,. محاصرون ومقطوع
عنهم أسباب من العيش كثيرة ومتهمون بأنهم طالبان فلسطين!
والحصار المفروض عليهم وعلى أهل القطاع مدعوم عالميا
فأخوك لا يستطيع مثلا إرسال ألف ريال لعمته وخالته التي تسكن هناك
لأن المصارف في دولنا العربية تمنع ذلك,,لكنك لو أردت إرسالها
لنادي لوتاري ماسوني., أو لسويسرا .. أو لأمريكا,,لأمنك ذلك بيسر
ليكن نظرنا أرحب من هذه النظرة الجزئية الضيقة ..
قوم يعيشون قضية تذهب بأرواحهم وأرواح أولادهم ومع ذلك لم يتنازلوا
عنها ,ولو شاءوا لفتحت لهم كل الأبواب, فحري أن نتوقف كثيرا قبل محاولة
انتقاصهم , قوم استحقوا اسم الجهاد في سبيل الله
علينا أن نتهم أنفسنا ونحن القاعدون قبل أن نفكر بإسقاطهم
ولا أعلم-وأقولها بصراحة-أحدا يسخر قلمه للنيل منهم
وبخاصة في الحرب, لا على معنى النقد الأخوي والنصح البناء, وإنما
يسقطهم ويطعن فيهم-كما تفعل أخي مع الأسف-لا أعلم من أهل العلم
أحدا يفعل ذلك قط, بل ذلك صفة أهل النفاق أجارك الله
وأعيذك أن تكون منهم , ولهذا حتى قناة الجزيرة تمايز موقفها عن قناة العبرية
فالجزيرة على مافيها من سوء تظل أشرف بكثير من العبرية.,لتباين موقفيهما
أثناء الحرب,
فهم-على الأقل هم- يرون أنهم لا يستطيعون تطبيقها
مثل النجاشي تماماً,,وحالهم لا يخفى على أمثال البراك
وابن جبرين .. ولن أستفيض في ذكر العلماء
فاسأل نفسك بصدق , لماذا عذرهم هؤلاء
في حين أصر أنا على اتهامهم؟
قارن بين قادة المجرمين من الدول العربية
ورضى أمريكا عنهم, وبين قادة هؤلاء ..
كيف قتلوا:
أحمد ياسين
عبدالعزيز الرنتيسي
خالد مشعل محاولات اغتيال عديدة
جمال منصور
نزار ريان ..
إلخ .. والقائمة طويلة جدا ..
والله نصب للحق ألوية بها يعرف
فأقل عليهم,,لعلك أن تلقى الله وأنت بحاجة لحسنة
فيكون ما خصصته لذمهم حائلا دون ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:43]ـ
أخي أبافاطمة .. حفظ الله لك فاطمة وأصلحها الله عز وجل
ليس الأمر كذلك, ولكن ثم من يصطاد هنا , وإلا فإني في
مواقع أخرى لا أفعل ذلك,, ولكل مقام مقال
ـ[أبو عمر]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:53]ـ
فهم-على الأقل هم- يرون أنهم لا يستطيعون تطبيقها
مثل النجاشي تماماً,,وحالهم لا يخفى على أمثال البراك
وابن جبرين .. ولن أستفيض في ذكر العلماء
فاسأل نفسك بصدق , لماذا عذرهم هؤلاء
في حين أصر أنا على اتهامهم؟ ..
على ذكر النجاشي _ رحمه الله _ قبل أن يُسلم كان يحكم بالنصرانية (شريعة سماوية) وليس حكم وضعي والسؤال هنا .. كيف تستطيع أن تثبت أن النجاشي بعد أن أسلم حكم بالنصرانية وخبر اسلامه وخبر وفاته جاء معا بالوحي؟؟؟!!!
أنت تتهم صحابي جليل بأنه لم يحكم بما أنزل الله بعد اسلامه كيف ستثبت ذلك مع العلم أن خبر وفاته وخبر اسلامه عُلم بالوحي؟؟
المسأل الثانية شرع الله لا يُأخذ من المشايخ والعلماء
وليس العلماء والمشايخ الذين يمنحون الأعذار ..
فهل تجد لهم عذر في شرع الله لما تلبسوا به من افعال؟؟ (الحكم بقانون وضعي، التحاكم للشرعية الدولية، دخول المجالس التشريعية، احترام الطواغيت الروافض، وعلاقتهم مع طواغيت العرب) هل ستجد لهم عذر في ذلك وغيره؟؟؟؟
فمهمها صرحوا من نوايا حسنة (فالنية الحسنة لا تبرر العمل الفاسد) فالاعمال بالظاهر والأحكام بالظاهر ولا دخل لنا بالسرائر
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:01]ـ
أولا:النجاشي ليس صحابيا رحمه الله ورضي عنه
ثانيا-راجع كلام الإمام ابن تيمية في المسألة تجد الجواب
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:43]ـ
دبلوماسية مبنية على المداراة
هذه ليست مداراة بل مداهنة بارك الله فيك.
وسئل سلمه الله: هل تجوز المداراة في أمور المعتقد بقصد جمع كلمة المسلمين مع اختلاف عقائدهم؟
فأجاب: المداراة معناها التساهل والقرب من العصاة وأهل البدع ومخالطتهم، ولين الكلام معهم.
فإن كان قصد الفاعل تقريبهم إلى التوبة والتمسك بالسنة، والبعد عن المعاصي، بما يفعله ذلك الناصح من حسن الخلق، وإظهار محاسن الإسلام، حتى ينبسط ذلك المدعو ويصيخ ويستمع إلى النصيحة، فتصل إلى قلبه، ويتصور صحة ما يدعوه إليه ذلك الناصح، وبطلان ما هو عليه من البدع والمخالفات، فتحصل التوبة والرجوع إلى الحق، فهذه المداراة فيها خير ومنفعة.
فأما إذا عرف أن هذا المبتدع لا يرعوي، ولا يقبل النصيحة، وأنه مقتنع بعقيدته، لا يريد بها بديلا، فلا تجوز مداراته، ولا القرب منه، فضلا عن إكرامه واحترامه، ورفع مقامه، مما هو تشجيع له على بدعته أو كفره.
فأغلب الرافضة، والكثير من النصارى متمسكون بدينهم ومعتقدهم، لا يتحولون عنه إلا أن يشاء الله -تعالى- رغم قراءتهم القرآن وكتب السنة، وقيام الحجة عليهم، فلا فائدة في دعوتهم؟ بل هم يصدون عن الحق ويأبون سماعه، ويحذرون عوامهم من الانصياع إلى أهل السنة أو سماع الدعوة إلى العقيدة، فلا فائدة في جمعهم مع المسلمين، وهم يكفرون أهل السنة، ويحاولون تحويلهم عن العقيدة الصحيحة، أو القضاء على كل من خالفهم، ففي اجتماعهم مع أهل السنة ضرر كبير على الحق وأهله، والله المستعان.
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=5&book=27&toc=1182&page=1120&subid=20195
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:51]ـ
واضح أن الكلام معك لا يجدي
وواضح أيضا أنك ضربت بكل الحجج عرض الحائط
كما ضربت بأقوال العلماء فأنت فيك شيء من الغرور
فأسأل الله أن يهديك ويصلحني وإياك ..
وإن شئت أخذتك وذهبنا للبراك -إن كنت تعترف به-
والله المستعان(/)
دلالة أخرى لمعنى النص
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 10:28]ـ
دلالة شاملة لمعنى النص
بقلم / محمد جلال القصاص
كثير من المشاكل الفكرية ترجع في الغالب إلى عدم وضوح المصطلحات محل النقاش، ومن هذا مصطلح (النص) الذي كثر الكلام عليه في أطروحات الحداثيين و (التنويريين) ومن قاربهم من (العقلانيين).
مفهوم آخر للنّص
اصطلح على أن تطلق لفظة (النّص) على منطوق الوحيين الكتاب والسنة الصحيحة.
وهذا الأمر فيه نظر.
إذ أن منطوق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لا يمكن بحال أن ينفصل عن سياق عام يشمل فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفعل الصحابة رضوان الله عليهم، أو قل سبب نزول (النص) وكيفية امتثال النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وصحابته (للنص).
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغنا فقط منطوق القرآن الكريم ــ الذي يقال عنه النص في عرف القوم ــ وإنما بلغنا القرآن ومراد الله من كلامه، وهذا هو معنى البلاغ المبين المذكور في سبع مواضع من كتاب الله قال تعالى:
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (المائدة: 92)
وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (التغابن: 12)
و قال تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (النور: 54)
وقال تعالى: (وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (العنكبوت: 18)
وقال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النحل: 35)
وقال تعالى: ((فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل: 82)
وقال تعالى: (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (يس: 17)
والبلاغ المبين هو: الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها. أو هو الَّذِي يُبِين عن معناه لمن أَبْلَغَهُ , ويفهمه من أُرْسِلَ إليه.
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يأتنا فقط بألفاظ القرآن بل بألفاظ القرآن وبمراد الله من هذه الألفاظ.
والصحابة رضوان الله عليهم لم يتلقوا من النبي صلى الله عليه وسلم فقط منطوق القرآن الكريم ثم ذهبوا يفهمونها كما شاءوا. لا. بل كانوا يتعلمون الإيمان ثم يضبطون ما فهموه بالقرآن الكريم كما جاء في الحديث. عن جُنْدُبِ بن عبد الله قال كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ ونحن فتيان حَزَاوِرَةٌ فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.
وجاء في مسند الإمام أحمد من حديث أَبِي عبد الرحمن قال: حدثنا من كان يُقْرِئُنَا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـــ أنهم كانوا يَقْتَرِئُونَ من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ــ عَشْرَ آيَاتٍ فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ قَالُوا فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ.
والمراد: أن الصحابة رضوان الله عليهم تلقوا (نص) ـ منطوق ـ وتلقوا معنى، وهذا كله هو ما نحن ملزمين به ـ كتابعين لهؤلاء الكرام ـ. قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
وقال تعالى: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 137)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصحابة هم من أراد الله بوصف المؤمنين في هذه الآيات ذلك أن الله عز وجل شهد لهم بالإيمان في آيات أخرى من كتابه قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100).
وَقَالَ تَعَالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: 18).
والخلاصة أنه لا بد ــ من وجهة نظري ــ من إعادة تعريف النص الشرعي على أنه: منطوق القرآن كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم وأقرهم عليه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يجوز لأحد أن يأخذ آية من كتاب الله ثم بعد ذلك يفهمها ويطبقها بغير الفهم والتطبيق الذي كان عليه صحابة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـــ؛ إذ أنه من المعروف أن (العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم حجة شرعية يجب إتباعها، وتلقيها بالقبول).
فمن أراد أن يناقش النص فليناقشه في سياقه الكامل الذي يشمل دلالته الشرعية المأخوذة من فعل الصحابة رضوان الله عليهم.
أما القفز إلى النص ـ منطوق القرآن أو السنة ــ مباشرة وفهمه بمقدمات عقلية أو لغوية أو عرفية خاصة ببيئة المتكلم فهذا مما لا يقبل بحال.
ومن فعلَ هذا نرده بأننا تلقينا وحيين ــ كتابا وسنة ـ، وقد كان هناك قوم شاهدوا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ وسمعوا منه ورأوا من أحواله وأفعاله ما يجعلهم أكثر الناس دراية بمراد الله من خطابه؛ فليس السامع الغائب كالسامع الشاهد، ومات رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو راض عنهم وزكاهم ربهم وأمرنا بإتباع سبيلهم قال الله: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة: 137) وقال الله (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء: 115).
ونرده بأن القرآن والسنة من كلام العرب، ترد فيه الاحتمال ويدخله التأويل بأدنى الحجج، ومن ثم يمكن صرفه عن مراده الأصلي حسب هوى المتكلم، ودونك الروافض وأهل الاعتزال والإرجاء بل والنصارى فهم يستدلون على باطلهم بالقرآن الكريم ـ. ولذا كان لا بد من اعتماد فهم الصحابة رضوان الله عليهم. الذي ظهر في أقوالهم وأفعالهم.
فنحن نرفض تماما التعامل مع منطوق القرآن والسنة بغير السياق العام الذي نزل فيه أعني التطبيق العملي المتمثل في فعل الصحابة رضوان الله عليهم ومعهم إمامهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ــ.
وأضرب مثال أبين به قولي:
آيات الحجاب ـ وهي مما يكثر حولها دندنة القوم ــ أعني قول الله تعالى: ( ..... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ .... الآية) (الأحزاب: 53) وقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب: 59) وقول الله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى .... ) (الأحزاب: 33) وقول الله تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .... الآية) (النور: 31)
هذه الآيات لها سياق نزلت فيه وتفهم دلالتها من خلاله ... المنافقون على نواصي الطرقات وبالأزقة يتحرشون بالسافرات
من النساء حين يخرجن ليلا لقضاء الحاجة، وعمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـــ يطالب بضرب الستر بين الرجال والنساء كي لا يرى الرجال أبدانهن ــ وهن العفيفات الطاهرات أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن أجمعين ـــ ولا يرى النساء أشخاص الرجال ــ وهم صحابة النبي الكرام ــ ونزلت الآيات فشق النساء مروطهن وتخمرن بها ... وأصبحن كالغرابيب لا يُعرفن ولا يرى منهن شيء لا بوصف ولا بكشف، ولا تطمع فيهن عين لزينة في الثياب أو زينة تسمع أو ترى من تحت الثياب وقد فارقن بهذا الثياب الكافرات، فلم يكن الأمر اقتباس من عادات الجاهلية كما يدعي الجهلة من المثقفين اليوم، ولا سرقة من ثقافة اليهود بل تشريع من رب العالمين للصادق الأمين وصحابته الأكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أقول من المعلوم أن التشريع في الإسلام ارتبط بالحركة؛ وأن الوحي كان يتنزل بناء على الأحداث لتوجيهها أو لتصحيحها، ولم ينزل القرآن مرة واحدة، ولم يكن المراد من الوحي هو مجرد التلاوة والإقرار بما يحمله من أحكام دون الامتثال العملي، فكيف ــ مع هذا كله ــ يؤخذ منطوق القرآن والسنة النبوية بمعزل عن ملابسات أسباب النزول، وامتثال الصحابة للأمر والنهي؟!(/)
أعظم اللّذات نتائج الآلام والمصائب!!
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[25 - Jan-2008, مساء 10:44]ـ
(وأعظم لذات الدنيا لذة الأكل والشرب والنكاح واللباس والرياسة، ومعظم آلام أهل الأرض أو كلها ناشئة عنها، ومتولدة منها.
بل الكمالات الإنسانية لا تنال إلا بالآلام والمشاق كالعلم، والشجاعة، والزهد، والعفة، والحلم، والمروءة، والصبر، والإحسان كما قال:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
............... الجود يُفْقرُ والإقدام قتَّالُ
وإذا كانت الآلام أسباباً لِلَذَّاتٍ أعظم منها وأدوم كان العقل يقضي باحتمالها).
إلى أن قال: (وقد حجب الله _ سبحانه _ أعظم اللذات بأنواع المكاره، وجعله جسراً موصلاً إليها كما حجب أعظم الآلام بالشهوات واللذات، وجعلها جسراً موصلاً إليها.
ولهذا قالت العقلاء قاطبة: إن النعيم لا يدرك بالنعيم، وإن الراحة لا تنال بالراحة، وإن مَنْ آثر اللذات فاتته اللذات؛ فهذه الآلام والأمراض والمشاق من أعظم النعم؛ إذ هي أسباب النِّعم).
إلى أن قال: (فتبارك الذي من كمال حكمته وقدرته أن أخرج الأضداد من أضدادها، والأشياء من خلافها؛ فأخرج الحي من الميت، والميت من الحي، والرطب من اليابس، واليابس من الرطب؛ فكذلك أنشأ اللذاتِ من الآلامِ، والآلامَ من اللذات؛ فأعظم اللذاتِ ثمراتُ الآلام ونتائجها، وأعظم الآلامِ ثمراتُ اللذات ونتائجها.
وبعدُ فاللذةُ والسرورُ، والخيرُ والنعمُ، والعافيةُ والصحةُ والرحمةُ في هذه الدار المملوءة بالمحن والبلاء، أكثرُ من أضدادها بأضعافٍ مضاعفة؛ فأين آلام الحيوان من لذته؟ وأين سقمه من صحته؟ وأين جوعه وعطشه من شبعه وريِّه وتعبه من راحته؟!).
شفاء العليل، ص498 وما بعدها
رحم الله الامام ابن القيم رحمة واسعة.
فلله درهـ ما أعقلهـ ..
ـ[الزبيدي]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 01:50]ـ
ماشاء الله معلومة طيبة،،بارك الله فيك
كيف بلذة العلم،،بعد آلام تحصيله ... لاشك أنها لذة اللذات(/)
عاجل لعلمائنا الأفاضل وطلبة العلم ....
ـ[حبيب الكل]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 07:01]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله ............... أيعقل هذا يا حضرة الوزير؟؟؟؟؟؟
أيها الأحبة الفضلاء جاءتني البارحة رسالة من أحد الإخوة الفضلاء من أئمة المساجد بالمدينة المنورة فحواها أن فرع وزارة الأوقاف بالمدينة منعت أئمة المساجد من القنوت لإخواننا وأهلنا المحاصرين في غزة معللين ذلك بأنه لم يصدر أمر من الوزارة بالقنوت ضاربين بفتوى سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة وأعلى منصب ديني بالدولة والذي دعى في فتواه أئمة المساجد إلى القنوت لأهلنا في غزة وذكر الشيخ فيها حفظه الله أنه سيبدأ بالقنوت من صلاة العشاء وذلك من يوم الثلاثاء الماضي ولكننا نتساءل أيعقل هذا يا وزير الأوقاف؟ أيعقل أن يحدث مثل هذا في معقل الإسلام وفي بلد خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام؟ وإن كنت أثق بالوزير حفظه الله ورعاه إلا أنه لا بد له أن يلتفت إلى فرع الوزارة بالمدينة فالأوضاع يرثى لها هناك وأنا أتكلم عن علم ودراية فأنا على اتصال بمجموعة من أئمة المساجد هناك والذين يمنعون حتى من إلقاء الكلمات في مساجدهم بل ومن تعليق إعلانات المحاضرات والرسائل التوجيهية في لوحة المسجد وتوقف للمخالف مكافئته على ذلك والله المستعان ... أحبابي لا تظنونني مبالغاً فأنا من أهل المدينة وعاشرت ذلك بنفسي وإن كنت الآن في العاصمة الحبيبة الرياض حرسها الله ..
أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات وأن ييسر لها أذن صاغية .. وأنتم أيها الأحباب من كان منكم له علاقة بالوزير ويستطيع أن يوصل له هذه الكلمات فلا حرمه الله الأجر أو حتى يوصلها لمن يستطيع أنيراسل الوزير أويهاتفه من طلبة العلم والعلماء ...
اللهم فك الحصار عن أهلنا في غزة .. اللهم فك الحصار عن أهلنا في غزة
.. اللهم فك الحصار عن أهلنا في غزة
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 01:09]ـ
بارك الله فيك أخي الغيور على دينك وعلى عقيدة الولاء والبراء ... اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وزلزل الأرض من تحت أقدام الصهاينة الغاصبين، ورد المسلمين إلى دينهم مردا جميلا ... آمين
ـ[حبيب الكل]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 12:01]ـ
أخي أبو عبد الملك شكرا لك على الرد وأسأل الله لك التوفيق(/)
ما الفرق بين المحدث والمحدثة؟
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 08:29]ـ
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض الناس ممن عرفوا في غلوهم في البدع، وهم من القبوريين يريدون الفرار من رميهم بأنهم مبتدعون، ويقولون بأن ما نفعله هو من قبيل المحدث أي الأمر المحدث وليس من المحدثة التي هي البدعة والضلالة، ويأتي شيخهم ويستشهد بالآية الكريمة: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} الأنبياء وأختها: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ} الشعراء. لذا وجب علينا بيان الفرق حتى لايزيغ مع هؤلاء عوام الناس البسطاء. جزاكم الله خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 10:18]ـ
أخي الفاضل المحدث والمحدثة والبدعة، لها استخدام لغوي واستخدام اصطلاحي.
وأما الفرق بين (محدث) و (محدثة) ففرق لغوي صرفي فقط وهو وصف إذا كان الموصوف به مذكرًا كان الوصف مذكرًا (محدث) وإذا كان الموصوف مؤنثًا كان الوصف مؤنثًا (محدثة).
وكل محدث أو محدثة في الدين لا دليل عليها فهو بدعة وضلالة.
وبعض أهل السنة - الشافعي وغيره - يطلقون على كل حادث لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة، ثم يقسمون البدع إلى حسنة وقبيحة، ويخضعون البدعة للأحكام الخمسة (واجب، مستحب، مباح، مكروه، محرم) وهذا اصطلاح لا مشاحة فيه والخلاف بين الفريقين في هذا خلاف لفظي غير حقيقي.
فكل بدعة عند الفريق الأول داخلة عند الفريق الثاني في باب البدع المحرمة لا محالة.
وكل بدعة مباحة أو واجبة أو مستحبة عند الفريق الثاني لا تسمى بدعة على اصطلاح الفريق الأول.
فعلم من ذلك أن الخلاف بين الفريقين لفظي غير حقيقي. والله أعلم.(/)
توضيح حول كتاب ((غرر الفوائد المجموعة)).
ـ[عبد الرحمن العواجي]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 10:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فالله أسأل أن يلهمنا رشدنا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
بداية أود التنبيه إلى أني لست ممن يستخدم الأنتر نت إلا نادراً جداً إذا دعت الحاجة. ولذا فإني لم أعلم بما سأشير إليه إلا قريباً؛ وكان وصولي إليه على سبيل المصادفة.
ثم أما بعد:
فقد وجدت في هذا المجلس المبارك – المجلس الشرعي -، وفي أخبار الكتب، ما أزعجني جداً بسبب ما تضمنه من افتراء عليَّ، وقدح وذم، وغيبة واتهام، لشيخنا الدكتور / سعد بن عبد الله الحميد - وفقه الله لما فيه رضاه -، وذلك في موضوعين:
أولهما بعنوان: سرقة الجهود العلمية ونسبتها للنفس. للأخ/ ابن بدران.
والثاني بعنوان: ما مصير كتاب غرر الفوائد المجموعة بتحقيق عبد الرحمن العواجي؟ للأخ/ عبد العزيز بن صالح.
لذا رأيت ضرورة بيان الحق، حتى يتبين للقارىء الذين صدقوا ...
فأقول: أما المكتوب في هذين الموضوعين، فقد تعجبت منه كثيراً!! فأنا ليس في ذهني شيء مما يزعم الأخ ابن بدران، والناقل عنه: عبد العزيز بن صالح، فضلاً أن أكون حدثته أو غيره بذلك، ويعلم الله أني لا أذكر أني حدثت أحداً عن الكتاب الذي يشير إليه الأخ إلا بنسبته لشيخي الدكتور / سعد بن عبد الله الحميد مع الإشارة إلى أني بذلت بعض الجهد معه.
فكيف يأتي الأخ ابن بدران، والناقل عنه: عبد العزيز بن صالح، ويزعم بأني حدثته بما ذكر في موضوعه!
ثم – كما يزعم - لم ألبث إلا أن قام أحد السّراق ونسب الكتاب إلى نفسه وطبعه باسمه، ولم يشر إلى الشيخ العواجي لا من قريب ولا من بعيد!!! (سبحانك هذا بهتان عظيم).
كما إني أتعجب من الأخ ابن بدران، بل ومن الإخوة الذين انساقوا وراء هذا الكلام بقصد أو بغير قصد! أما كان في وقت أحدهم فسحة حتى ينظر إلى الكتاب، ليجد في تقدمته ما يبين مصداقية هذا الزعم من عدمه، وإليك نص ما ذكره الشيخ في المقدمة:
" فقد كنت ابتدأت العمل به قبل أكثر من أربع سنوات بمعونة الأخ الفاضل / عبد الرحمن العواجي – وفقه الله - ... وساعدني في ذلك ما كان بذله الأخ عبد الرحمن لي من معونة في النسخ والمقابلة والتخريج، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته ".
فهل بعد هذا يقال: ولم يشر إلى الشيخ العواجي لا من قريب ولا من بعيد!!
وأخيراً:
أنصح نفسي أولاً، ثم أخي ابن بدران، وأخي عبد العزيز بن صالح، وجميع الإخوة: أن نتقي الله جل وعلا فيما نأتي وما نذر، وأن نسعى جاهدين لتحقيق هذه التقوى التي نحفظ جميعاً كثيراً من نصوص الكتاب والسنة الدالة عليها، وأن نجتهد في أن تكون جميع أقوالنا وأفعالنا فيما يسرنا أن نجده أمامنا في ذلك اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق، ويستبين فيه ما نضمره ونخفيه في صدرونا في حياتنا الدنيا، حتى نرقى بأنفسنا لنكون أهلاً للاستخلاف في الأرض، ومن ثم نشر هذا الدين الحق، بعقيدة صافية، ومنهج صحيح.
أسأل الله أن يصلح قلوبنا، ويستر عيوبنا، ويغفر ذنوبنا.
كما أسأله جل وعلا أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه، صواباً على سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكتبه أخوكم
عبد الرحمن بن أحمد العواجي
السبت 17/ 1/1429هـ
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 10:57]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عبد الرحمن.
أسأل الله أن يثيبك خيرًا على هذا التوضيح والبيان.
وأوصي نفسي وإخواني أن نتقي الله عز وجل وأن نتحرى الصدق فيما نقول ونكتب على الشبكة.
صحيح أنه قد يخفى على الناس كاتب هذه الموضوعات وتلك الاتهامات، لتستره خلف معرف مجهول لكنه لا يخفى على الله عز وجل.
فالله الله إخوني اتقوا الله، ولا يستطل أحدٌ في عرض أخيه بالباطل، فإن من وراء هذه الدنيا يوم لا ريب فيه، يجمع الله فيه الخصوم، ثم يفصل بينهم، نسأل الله أن يتوب علينا وأن يحسن خاتمتنا وجميع المسلمين!!!
آمين آمين آمين.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 01:24]ـ
أكرمكُم اللَّهُ، ورفعَ قَدركُم،
وأعلى ذكركُم، وأعظم أجركُم يا شيخ عبدَ الرَّحمن.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 01:28]ـ
/// أرى أن يعدَّل العنوان إلى ما يدلُّ عليه بوضوح وجلاء، مثل: ((توضيح حول فرية سرقة الجهود العلمية)).
ـ[عبد الرحمن العواجي]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 09:34]ـ
الحمد لله:
أشكر جميع الإخوة.
وتعقيبك أخي عدنان في محله، ولكني لا أحسن استخدام الأنتر نت فلم اهتد إلي كيفية تعديل العنوان إلى ما ذكرت، فلعل الإخوة المشرفين يقومون بذلك نيابة عني، وجزيت وإياهم خيراً.
ـ[الرايه]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 11:29]ـ
/// أرى أن يعدَّل العنوان إلى ما يدلُّ عليه بوضوح وجلاء، مثل: ((توضيح حول فرية سرقة الجهود العلمية)).
مع الاخ عدنان في اقتراحه(/)
إلى أهل العلم أفيدونا بعلمكم ... من هو العالم؟
ـ[عربي]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 11:33]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
خير الكلام ما قل و دل
أفيدونا بعلمكم يا أهل العلم.
من هو العالم؟
و هل كل عالم هو عالم رباني؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 02:39]ـ
من أجوبة العلامة الفوزان - حفظه الله -
العالم الرباني يتصف بصفتين:- خشية الله جل وعلا " إنما يخشى الله من عباده العلماء " يخشى الرب سبحانه وتعالى ويعمل بعلمه ويخلص لله عز وجل
- أن يربي الناس على الخير "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون " فيربي الناس على العلم ويتدرج بهم شيئا فشيئا، ولهذا قال بعض السلف " العالم الرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره" هذا هو العالم الرباني يخشى الله أولا ويبربي الناس ويتدرج بهم في العلم شيئا فشيئا، ولا يشق عليهم ولا يلق عليهم العلم جملة واحدة أو يعجزهم، يتدرج بهم ويرفق بهم ويصبر على ذلك حتى يصل بهم إلى طريق السلامة فيكون له أجره وأجرهم
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=4978(/)
إستفسار بحاجة إلى رد
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا صنف الإمام أبي حنيفة النعمان ضمن مرجئة الفقهاء - وهو من هو علما وفضلا وإمامة - بينما نرى أن الشيخ الألباني - رحمه الله - يقال له أخطأ، وأنه ليس بمرجئ؟!
مع العلم أنا لا أطعن في الشيخ - رحمه الله - ولكني عندما استمعت لفتاوى بعض أهل العلم استغربت فقلت ما الفرق بينه وبين الإمام أبي حنيفة؟!
فأرجو ممن لديه الجواب الكافي إتحافي به
ـ[علي أبو الحسن]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 02:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن الذي قال أن الشيخ الألباني - رحمه الله - مرجئ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 05:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أحد،وهذا هو الإشكال الذي طرحته، لماذا قيل عن الإمام أبي حنيفة أنه من مرجئة الفقهاء ولم يقل عن الشيخ الألباني - رحمه الله - أنه مرجئ؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 03:15]ـ
للرفع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 04:01]ـ
بارك الله فيكم
أرى أن الاشتغال بهذه الأمور لا ثمرة نافعة له من وجوه:
الأول: أن كلا العالمين المذكورين اتفق أهل السنة على حفظ حقهما في الإسلام وعدم الطعن فيهما
الثاني: أن قواعد أهل السنة في تصنيف الناس مقررة في موضعها بأفضل تقرير وأضحه فلا يؤثر عليها النقاش في هذا الموضوع
الثالث: أن مذهب أهل السنة في الإيمان معروف ومقرر كذلك
والله أعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 04:25]ـ
... بارك الله فيك ...
ولكنك لم تجبني عن تساؤلي!!
وأنا أوافقك في كل ما قلته إلا النقطة الأولى، فإن كنت ترى عدم الفائدة من الخوض في هكذا أمور فأنا أراها عكس ذلك، وخاصة أننا نرى من يبدع كل من يقول بأن الشيخ الألباني - رحمه الله - مرجئ أو وقع في الإرجاء أو أخطأ في مسائل الايمان أو أصابته لوثة إرجائية ولا يبدعون من قال بأن الإمام أبي حنيفة من مرجئة الفقهاء!! بل وتراهم ممن يقر هذا الحكم.
فأنا هنا أود من هؤلاء أن يبينوا لي الفرق.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 12:44]ـ
الأخت الفاضلة / أم معاذة.
سؤالك: لماذا صُنِّف الإمام أبو حنيفة من المرجئة ونسب إليه وإلى إصحابه مذهبًا في مسألة الإيمان فسموا أبا حنيفة ومن وافقه في هذا الباب ((مرجئة الفقهاء))، بينما قيل في حق الشيخ الألباني: أخطأ وليس بمرجئ؟
والجواب على هذه المسألة فرع عن تصورها، ولكي نتصور هذه المسألة لابد من معرفة مذهب أهل السنة في هذا الباب ثم مذهب أبي حنيفة ومذهب الألباني لندرك الفرق.
والخلاصة أن الإيمان عند أهل السنة هو التصديق والانقياد وهو تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالجوارح أو الأركان. يزيد وينقص، والأعمال عند أهل السنة بعضها شرط في صحة الإيمان وبعضها شرط في كماله.
والإيمان عند أبي حنيفة كما قرره الدكتور محمد بن عبد الرحمن الخميس في (أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة ص354) هو: إقرار باللسان وتصديق بالجنان.
وقال في (أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة ص389): ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى إلى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص والإيمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان.
أما مذهب الشيخ الألباني فيرى أن الإيمان تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالجوارح أو الأركان. كما تجد ذلك في شرحه على الطحاوية (ص42) وغيرها.
لكن ما الفرق بين مذهب الشيخ الألباني ومذهب أهل السنة في هذه المسألة، الفرق حسب علمي في مسألتين:
الأولى: أن الشيخ يقول أن العمل شرط كمال وليس شرط صحة، يعني أن العمل وإن كان داخلا في مسمى الإيمان إلا أن انتفاءه نفي لكمال الإيمان وليس نفيًا لوجوده.
الثانية: أنه لا يحكم بكفر تارك عمل الجوارح إلا إذا اقترن بالاستحلال القلبي، أما مجرد الفعل فليس بكفر، ومثل على ذلك بمثال في شرحه على الطحاوية (ص42 - 43) بأن من ترك الحكم بما انزل الله لا يكون كافرًا إلا إذا استحل ذلك بقلبه أم من حكم بغير حكم الله وهو يرى وجوب الحكم بشرع الله وأنه لا يجوز تحكيم القوانين الوضعية، فهذا عند الشيخ كفر دون كفر، أي كفر عملي أصغر لا ينقل عن الإسلام.
فالشيخ الألباني يقول: الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، بينما يرى الإمام أبو حنيفة أن الإيمان قول وتصديق وأنه لا يزيد ولا ينقص. والله تعالى أعلم.
هذا فهمي لهذه المسألة، وأرى أنه من أراد مناقشتها يجب أن يكون في هذا الإطار:
- تحرير عقيدة أهل السنة في الإيمان.
- تحرير مذهب أبي حنيفة في الإيمان.
- تحرير مذهب الألباني في الإيمان، وما هو الفرق بين مذهب كل منهما في هذا الباب، والله أعلم.
رحم الله جميع علماء المسلمين وتجاوز عن أخطائهم بجوده وكرمه!!
تنبيه: إن تمت مناقشة الموضوع بعلمية وموضوعية فأهلا وسهلا، وأما إن خرجنا عنها إلى ما لا يحسن، فيؤسفني أن أقول سيكون مصير الموضوع إلى الحذف أو الإغلاق.
رزقنا الله وإياكم حسن الخلق والتجرد من الهوى والتعصب!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 03:05]ـ
ليس بعد بيان الأستاذ علي بيان , جزاه الله خيراً , ونفع به.
ولاتهتمي يا أم معاذة سواءً قالوا عنه أو لم يقولوا
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 04:11]ـ
اختنا أم معاذة
حقا لا تنشغلي بمثل هذا، ولا بمثل من يطعن في الأئمة الأعلام، نعم قد يناقش الامر مناقشة علمية محضة ويحرر تحريرا دقيقا، كما حرره أخونا وانا موافق له في كل ما قال، لكن دون الانشغال بمن لاهم لهم إلا الوقوع في الأخيار، عافانا الله وإياكم.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Jan-2008, صباحاً 04:23]ـ
الثانية: أنه لا يحكم بكفر تارك عمل الجوارح إلا إذا اقترن بالاستحلال القلبي، أما مجرد الفعل فليس بكفر، ومثل على ذلك بمثال في شرحه على الطحاوية (ص42 - 43) بأن من ترك الحكم بما انزل الله لا يكون كافرًا إلا إذا استحل ذلك بقلبه أم من حكم بغير حكم الله وهو يرى وجوب الحكم بشرع الله وأنه لا يجوز تحكيم القوانين الوضعية، فهذا عند الشيخ كفر دون كفر، أي كفر عملي أصغر لا ينقل عن الإسلام.
فالشيخ الألباني يقول: الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، بينما يرى الإمام أبو حنيفة أن الإيمان قول وتصديق وأنه لا يزيد ولا ينقص. والله تعالى أعلم.
هذا فهمي لهذه المسألة، وأرى أنه من أراد مناقشتها يجب أن يكون في هذا الإطار:
- تحرير عقيدة أهل السنة في الإيمان.
- تحرير مذهب أبي حنيفة في الإيمان.
- تحرير مذهب الألباني في الإيمان، وما هو الفرق بين مذهب كل منهما في هذا الباب، والله أعلم.
يحسن، فيؤسفني أن أقول سيكون مصير الموضوع إلى الحذف أو الإغلاق.
رزقنا الله وإياكم حسن الخلق والتجرد من الهوى والتعصب!! جزاك الله خيرا يا أخي علي على هذا البيان الطيب
ممكن تشرحلي المسالة الثانية هذه لانه الذي اعلم أن اهل السنة والجماعة كذلك يعتقدون أنه لا يكفر أحد بذنب ما لم يستحله
الذنب الذي يريدون ويعنون به هو الكبائر والصغائر وليس الاعمال الكفرية أم كيف؟؟ والشيخ ناصر مثل بمثال أظن أن الخلاف معروف في استحلال ترك تحكيم شرع الله، لماذا مثل بهذا المثال؟؟ مع العلم قاله كثيرون أمثال الشيخ بن عثيمين وبن باز رحمهما الله بأنه لابد من ساتحلال حتى يكفر
بارك الله في الجميع
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 01:41]ـ
بارك الله في كل من شارك في الموضوع
الأخ الفاضل المشرف إن ما حررته أعلاه لدليل أنه لا فرق بين الشيخين فيما يخص هذه المسألة إلا في كون الشيخ الألباني أدخل الأعمال في مسمى الإيمان وإلا فإن كلا منهما له نفس العقيدة وهي إخراج الأعمال عن الإيمان وهذا واضح ومفهوم. أما ما يخص الزيادة والنقصان فلا علم لي بعقيدة أبي حنيفة في ذلك، إلا أني على علم بأنه رحمه الله كان يحث على الأعمال الصالحة.
ولا يظنن أحد أن هذا جل ما يشغلني، لا، ولكنه من بين الأمور التي أود أن أرى لها تبريرا مقعنا ممن يرمون مخالفيهم بالبدعة والخروج من دائرة أهل السنة! فقط لأنهم صنفوا الشيخ الألباني - رحمه الله - مع المرجئة كما صنف الإمام أبي حنيفة النعمان معهم وكما صنف النووي وابن حجر مع الأشاعرة، وبالرغم من هذا لم نر أو نسمع طعنا فيمن فعل ذلك!!
والغرض من هذا الموضوع هو أن نكف عن الطعن في بعضنا البعض بمجرد الكلام في رمز أو في عالم من العلماء ونرد خطأه بالدليل والبرهان، فللأسف كثيرا ما نتشدق بمقولة " كل يؤخذ من قوله ويرد " و مقولة " ما منا إلا راد ومردود عليه " ولكن عند التطبيق ترى الفعل يخالف القول.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:33]ـ
بارك الله في كل من شارك في الموضوع
الأخ الفاضل المشرف إن ما حررته أعلاه لدليل أنه لا فرق بين الشيخين فيما يخص هذه المسألة إلا في كون الشيخ الألباني أدخل الأعمال في مسمى الإيمان وإلا فإن كلا منهما له نفس العقيدة وهي إخراج الأعمال عن الإيمان وهذا واضح ومفهوم.
وفيكِ بارك الله.
كلامك هذا يدل على أنكِ لم تفهمي كلامي جيدًا، ربما لأنني لم أحسن الشرح.
(يُتْبَعُ)
(/)
مذهب الإمام أبي حنيفة أن الإيمان هو التصديق بالقلب والنطق باللسان فمن قال: أشهد ألا إله إلا الله محمد وأن محمدًا رسول الله وصدق بها قلبه، فهو في باب الإيمان مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وخيار الصحابة، حتى وإن فعل المحرمات، وإنما يفضله هؤلاء الصحابة بزيادة الورع والتقوى وهي غير داخلة في الإيمان.
أما الشيخ الألباني فلا يقول هذا بل يقول أن زيادة أبي بكر والصحابة على غيرهم هي في الإيمان نفسه، وأن الطاعة داخلة في الإيمان نفسه، وليس هذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله فأرجو أن يتضح ذلك لك، بارك الله فيك.
فنسبتك القول للشيخ الألباني بأنه يقول بخروج الأعمال عن الإيمان خطأ محض، وكتب الشيخ ومصنفاته جميعها تدل على عكس ذلك بارك الله فيك!!
وإن كان يحضرك نص واحد من كلام الشيخ أو شريط صوتي او غير ذلك من كلام الشيخ فدلينا عليه أو قال به في موضع من كتبه، والأمر البين أن كتبه تنفي هذا وليتك راجعتي شرح الطحاوية للشيخ وهو غير تحقيقه على شرح ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية.
ولا يظنن أحد أن هذا جل ما يشغلني، لا، ولكنه من بين الأمور التي أود أن أرى لها تبريرا مقعنا ممن يرمون مخالفيهم بالبدعة والخروج من دائرة أهل السنة! فقط لأنهم صنفوا الشيخ الألباني - رحمه الله - مع المرجئة كما صنف الإمام أبي حنيفة النعمان معهم وكما صنف النووي وابن حجر مع الأشاعرة، وبالرغم من هذا لم نر أو نسمع طعنا فيمن فعل ذلك!!
والغرض من هذا الموضوع هو أن نكف عن الطعن في بعضنا البعض بمجرد الكلام في رمز أو في عالم من العلماء ونرد خطأه بالدليل والبرهان، فللأسف كثيرا ما نتشدق بمقولة " كل يؤخذ من قوله ويرد " و مقولة " ما منا إلا راد ومردود عليه " ولكن عند التطبيق ترى الفعل يخالف القول.
يا أختنا أصلح الله حالك، تطالبين الإخوة أن يكف بعضهم عن الطعن في بعض وترين الطعن في العلماء ورميهم بالبدعة أمرًا عاديًا، هذا أمر عجيب!!!
ثم أنا أريد أن توضحي ما هو موضع الإشكال عندك بالضبط: هل هو تبديع طلبة العلم بعضهم لبعض بسبب الحكم على الشيخ الألباني، أم تريدين معرفة الحكم على الشيخ الألباني، أم معرفة وجه الفرق بين أبي حنيفة والألباني رحم الله الجميع!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:43]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي علي على هذا البيان الطيب
ممكن تشرحلي المسالة الثانية هذه لانه الذي اعلم أن اهل السنة والجماعة كذلك يعتقدون أنه لا يكفر أحد بذنب ما لم يستحله
الذنب الذي يريدون ويعنون به هو الكبائر والصغائر وليس الاعمال الكفرية أم كيف؟؟ والشيخ ناصر مثل بمثال أظن أن الخلاف معروف في استحلال ترك تحكيم شرع الله، لماذا مثل بهذا المثال؟؟ مع العلم قاله كثيرون أمثال الشيخ بن عثيمين وبن باز رحمهما الله بأنه لابد من ساتحلال حتى يكفر
بارك الله في الجميع
أخي الفاضل أهل السنة لا يكفرون بالكبائر هكذا مطلقًا كما هو مذهب الخوارج، لكن بعض الكبائر هي كفر عند أهل السنة مثل الشرك بالله فهو أكبر الكبائر ومع ذلك فهو كفر بلا خلاف.
لكن الفرق بين الشيخ الألباني وغيره من مشايخ السنة في هذه الجزئية هو أن الشيخ لا يرى أن شيئًا من العمل كفرًا حتى يقترن بالاستحلال.
والاستحلال كفر بإجماع أهل السنة حتى ولو لم يعمل يعني من استحل ترك الصلاة فهو كافر وإن صلى. ومستحل الفطر في رمضان كافر وإن صلى وصام.
لكن هناك أعمال مرتكبها يكفر كفر أكبر عند أهل السنة حتى ولو لم يكن مستحلا كترك الصلاة والحكم بغير ما أنزل الله والسجود للصنم وسب الله ورسوله.
وينبغي أن نفرق هنا بين الحكم العام وتنزيل الحكم على المعين فسب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بإجماع، لكن قد لا يكفر شخص سب الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفر لأنه أكره وقلبه مطمئن بالإيمان وبحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
والمسألة تحتاج إلى مزيد شرح وإيضاح، بارك الله فيك.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 02:57]ـ
فنسبتك القول للشيخ الألباني بأنه يقول بخروج الأعمال عن الإيمان خطأ محض، وكتب الشيخ ومصنفاته جميعها تدل على عكس ذلك بارك الله فيك!!
الرد على هذا من ردك الاول - بارك الله فيك وهو" أن الشيخ يقول أن العمل شرط كمال وليس شرط صحة، يعني أن العمل وإن كان داخلا في مسمى الإيمان إلا أن انتفاءه نفي لكمال الإيمان وليس نفيًا لوجوده."
وسبق وأن قلت لك أن الشيخ - رحمه الله - وإن كان يدخل العمل في تعريف الإيمان إلا أنه يخرجه من حقيقة الإيمان بقوله "أن الأعمال شرط كمال" وأن تاركها لا يخرجه من الإسلام وهذا هو نفسه مذهب المرجئة والمصنفات في هذا كثيرة والحمد لله سواء من أصحاب هذا المذهب أو ممن رد عليهم وعلى رأسهم العلماء الكبار في السعودية،فالعبرة بالحقائق لا بالمسميات.
أما أني أرى أن الطعن في العلماء أمر عادي فهذا خطأ وأنا لم أفعل ولم أقل ذلك أبدا إلا إذا كنت ترى أن القول بأن أبا حنيفة من مرجئة الفقهاء طعن، وأن النووي من الأشاعرة طعن وأن ابن حجر منهم كذلك طعن!! فهذا أمر آخر.
أما غرضي من الموضوع فلقد أوضحته كذا مرة، وهو أول اختيار وضعته من جملة إختياراتك وهو
"هو تبديع طلبة العلم بعضهم لبعض بسبب الحكم على الشيخ الألباني"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 03:25]ـ
بداية جزاك الله خيرًا على البيان.
ومعذرة إن كان في كلامي بعض الشدة، لكن مذهب الشيخ الألباني ليس هو مذهب أبي حنيفة، كما أنه ليس هو عين مذهب أهل السنة.
ولسنا والحمد لله ممن يتعصب للعلماء لكن أنا أريد ان نضع الأمور في نصابها الطبيعي، والسؤال: من من أهل العلم المعتبرين حكم على الشيخ الألباني بالإرجاء، حتى وإن لزم من بعض قوله موافقة المرجئة في بعض قولهم.
وكذلك ابن حجر والنووي لا يصح أن نقول أنهم على عقيدة الأشاعرة وإن وافقوا الأشاعرة في بعض المسائل.
وهذه المسألة تكلم فيها الإخوة كثيرًا في منتدانا وفي ملتقى أهل الحديث، ولا أريد أن يجرنا الحديث لمسألة النووي وابن حجر فلنبقى الآن مع الشيخ الألباني.
والسؤال: الشيخ الألباني اشتهرت مصنفاته في حياته واطلع عليها المشايخ الكبار فمن من أهل العلم المعتبرين حكم عليه بأنه على مذهب المرجئة بارك الله فيك؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 10:41]ـ
عفا الله عنك أيها المشرف لو اطلعت على المشاركة الثانية والثالثة لرأيت نفس السؤال والرد عليه.
لكن مذهب الشيخ الألباني ليس هو مذهب أبي حنيفة، كما أنه ليس هو عين مذهب أهل السنة.
مذهب الألباني - رحمه الله - هو نفسه المذهب الذي رد عليه العلماء في وقتنا الحاضر وقالوا أنه مذهب المرجئة وفتاواهم معلومة ومتداولة، منها المسموع والمقروء.
ولا يلزم - في جميع الأحوال عند الحكم على الشخص بالبدعة او الفسق او الكفر الرجوع الى العلماء المعتبرين، بما أننا نملك الأدلة والبراهين الكافية و بما أن المسألة واضحة وضوح الشمس
والله أعلم.
على الهامش لو اقتصرت المسألة على الحكم على الشيخ - رحمه الله- بأنه مرجئ لقلنا لا بأس فلنترك هذا، ولكن البعض هداهم الله لا يقبلون في الشيخ نقدا بل ويحاولون تجميل خطأه تارة بالترقيع وتارة بايجاد الخلاف وتارة بالتبديع و ....
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك أخي علي
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 11:41]ـ
ولا يلزم - في جميع الأحوال عند الحكم على الشخص بالبدعة او الفسق او الكفر الرجوع الى العلماء المعتبرين، بما أننا نملك الأدلة والبراهين الكافية و بما أن المسألة واضحة وضوح الشمس
والله أعلم.
لم أر كاليوم عجبًا، لا يلزم الرجوع للعلماء المعتبرين عند الحكم بالبدعة على عالم من علماء المسلمين أنفق حياته في نشر السنن ومحاربة البدع!!
وأين هي البراهين الواضحة وضوح الشمس في الحكم على الألباني بالإرجاء؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Jan-2008, مساء 11:51]ـ
على الهامش لو اقتصرت المسألة على الحكم على الشيخ - رحمه الله- بأنه مرجئ لقلنا لا بأس فلنترك هذا، ولكن البعض هداهم الله لا يقبلون في الشيخ نقدا بل ويحاولون تجميل خطأه تارة بالترقيع وتارة بايجاد الخلاف وتارة بالتبديع و ....
أصبحت لا أفهمك تدافعين عن الشيخ الألباني أم تتهمين من يدافع عنه؟
أو ماذا تريدين أن تقولي باختصار لكي أفهم عنك، بارك الله فيك؟
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 12:05]ـ
لم أر كاليوم عجبًا، لا يلزم الرجوع للعلماء المعتبرين عند الحكم بالبدعة على عالم من علماء المسلمين أنفق حياته في نشر السنن ومحاربة البدع!!
وأين هي البراهين الواضحة وضوح الشمس في الحكم على الألباني بالإرجاء؟
سؤال هل ما قرره الألباني إرجاء أم لا؟
الجواب نعم هو إرجاء وهذا هو كلام العلماء ولم أزد شيئا من عندي
سؤال لماذا لا نقل عن الألباني أنه مرجئ؟
الجواب لم أجده إلى الآن
ثم يا حضرة المشرف مرة تقول لي الألباني لم يقل بالإرجاء ومرة تقول لي أن يلزم من بعض قوله أنه وافق المرجئة وقد رددت عليك في هذه بأن العلماء قالوا أن هذا هو مذهب المرجئة ثم تأتي وتسألني عن الأدلة الواضحة التي تثبت إرجاء الشيخ الألباني!
فأنا من يحق لها أن تستغرب وتتعجب!
ثم أنا لم أبدع الألباني بإطلاق هكذا نحن نتكلم عن مسألة معينة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 01:20]ـ
أرجو ان تسمعي كلامي بصدر رحب.
(يُتْبَعُ)
(/)
من نسب نفسه إلى السنة وأهل الحديث وبالغ في تعظيم السلف والانتساب إليهم، لا يجوز إخراجه من أهل السنة إلا بمخالفة أهل السنة في أصل كبير من أصول أهل السنة، أما من أخطأ في جزئيات فنقول: هو من أهل السنة لكنه أخطأ في كذا وكذا، او نقول هو من أهل السنة لكنه وافق المعتزلة في كذا أو وافق الأشاعرة في كذا أو وافق المرجئة في كذا.
والشيخ الألباني موافق لعقيدة أهل السنة في باب الصفات وفي باب القدر وفي موقفه من الصحابة، وأما مسألة الإيمان فهو يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وهو ما المروي عن الصحابة والتابعين، والفرق بين مذهبه ومذهب أهل السنة في هذا الباب انه لا يرى شيئًا من الأعمال كفرًا إلا أن يكون صاحبه مستحلا له.
وهذه الجزئية وإن كان الشيخ رحمه الله قد جانب فيها الصواب إلا أنها لا تخرجه عن أهل السنة فمن خالف في جزئية من الجزئيات أو مسألة من المسائل لا يخرج بهذه المسألة عن أهل السنة.
وقد نسب إلى ابن قدامة رحمه الله بعض الأقوال في باب الصفات لا يوافق فيها مذهب أهل السنة ولم يقل أحد انه خرج بتلك المسائل عن أهل السنة.
فلو أن مذهب الألباني رحمه الله كان موافقًا في جملته للمرجئة لحكمنا عليه بالإرجاء أما والصورة ما ذكرت لك فكيف نستجيز لأنفسنا أن ننسبه إلى المرجئة.
سؤال هل ما قرره الألباني إرجاء أم لا؟
الجواب نعم هو إرجاء وهذا هو كلام العلماء ولم أزد شيئا من عندي
سؤال لماذا لا نقل عن الألباني أنه مرجئ؟
ما قرره الألباني ليس إرجاء لأنه ببساطة شديدة يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. والمرجئة لا يقولون هذا. ومن قال هذا لا يكون مرجئًا.
ثم يا حضرة المشرف مرة تقول لي الألباني لم يقل بالإرجاء ومرة تقول لي أن يلزم من بعض قوله أنه وافق المرجئة.
وافق في جزئية وليس في أصل من أصول المرجئة، وهذا لا يخرجه من أهل السنة وغن كان أخطأ في هذه الجزئية، أرجو أن تفهمي هذا جيدًا.
ثم أنا لم أبدع الألباني بإطلاق هكذا نحن نتكلم عن مسألة معينة.
يا أختنا الفاضلة إذا قلنا: ((الشيخ الألباني مرجئ)) = تساولا بلا أدنى فرق: ((الألباني مبتدع)).
لأن المرجئة فرقة من الفرق المبتدعة. بارك الله فيك.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 04:42]ـ
ثم أنا لم أبدع الألباني بإطلاق هكذا نحن نتكلم عن مسألة معينة.
هداك الله أختي أم معاذة
ماالفائدة المرجوة من الخوض في العلماء ما دام أن علمهم وصل إلينا نقيا؟؟!!
أليس هذا من التشكيك فيهم ونزع الهيبة وضياع الثقة بعلمهم
والأمة ليست بحاجة الى أكثر من ضغوطات وتشكيك في أناس شابت مفارقهم وانحنت ظهورهم خدمة لدين الله والذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
واسألي عن ما يهمك في أمر دينك ودنياك واخرتك
ودمتي في رعاية الله
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 07:50]ـ
الفاضلة لا مية العرب أشكر لك مرورك الكريم ونصيحتك أيضا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 09:46]ـ
أرجو ان تسمعي كلامي بصدر رحب.
.
كن على يقين حضرة المشرف أني أناقشك بصدر رحب وأني على استعداد لكي أسمع منك كل ما تريد قوله فغايتي الوصول إلى نتيجة إيجابية والله شهيد على ما أقول.
من نسب نفسه إلى السنة وأهل الحديث وبالغ في تعظيم السلف والانتساب إليهم، لا يجوز إخراجه من أهل السنة إلا بمخالفة أهل السنة في أصل كبير من أصول أهل السنة، أما من أخطأ في جزئيات فنقول: هو من أهل السنة لكنه أخطأ في كذا وكذا، او نقول هو من أهل السنة لكنه وافق المعتزلة في كذا أو وافق الأشاعرة في كذا أو وافق المرجئة في كذا.
.
1 - ماذا تقصد بالأصل الكبير؟ وهل ممكن أن تعطيني مثالا على ذلك
2 - إن مفهوم كلامك أن هناك أصولا صغيرة، فهل ممكن أن تعطيني مثالا عليها؟
3 - ماذا تقصد بالجزئيات؟ وهل ممكن مثالا أيضا؟
4 - أليس معنى أننا نوافق رأيا ما أننا نعتقده؟
والشيخ الألباني موافق لعقيدة أهل السنة في باب الصفات وفي باب القدر وفي موقفه من الصحابة، وأما مسألة الإيمان فهو يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وهو ما المروي عن الصحابة والتابعين، والفرق بين مذهبه ومذهب أهل السنة في هذا الباب انه لا يرى شيئًا من الأعمال كفرًا إلا أن يكون صاحبه مستحلا له.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا أنا لم أتطرق إلى عقيدة الشيخ الألباني - رحمه الله - في سائر أبواب العقيدة، وإنما أنا أتكلم عن مسألة الإيمان، والغريب في ردك حضرة المشرف أنه سبق وأن تكلمنا عن تعريف الألباني للإيمان وأنه يوافق أهل السنة ولكنه ينقض كلامه بقوله أن الأعمال شرط كمال في الإيمان والأغرب أن حضرتك صاحب النقل ولست أنا بالإضافة إلى ما تفضلت به من إشتراط الإستحلال في التكفير في كل صوره.
فلست أدري لما العروج على هذه المسألة وقد نقشناها من قبل وبينت أن العلماء قالوابأن هذا هو مذهب المرجئة؟!
وهذه الجزئية وإن كان الشيخ رحمه الله قد جانب فيها الصواب إلا أنها لا تخرجه عن أهل السنة فمن خالف في جزئية من الجزئيات أو مسألة من المسائل لا يخرج بهذه المسألة عن أهل السنة.
.
ومن قال أن الشيخ - رحمه الله - ليس من أهل السنة؟!
ما قرره الألباني ليس إرجاء لأنه ببساطة شديدة يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص. والمرجئة لا يقولون هذا. ومن قال هذا لا يكون مرجئًا.
وافق في جزئية وليس في أصل من أصول المرجئة، وهذا لا يخرجه من أهل السنة وغن كان أخطأ في هذه الجزئية، أرجو أن تفهمي هذا جيدًا.
.
حضرة المشرف سبق وأن قلت بأن العبرة بالحقائق وليس بالمسميات فإذا كان الألباني - رحمه الله - يقول بأن الايمان قول وعمل واعتقاد فإنه يقول أيضا بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان وهذا ينقض تعريفه للإيمان وهذا هو مذهب المرجئة كما قال العلماء وهذه موافقة من الشيخ - رحمه الله في أصل من أصول المرجئة وليس في جزئية فأرجو أن تتنبه إلى هذا الأمر -رعاك الله -
يا أختنا الفاضلة إذا قلنا: ((الشيخ الألباني مرجئ)) = تساولا بلا أدنى فرق: ((الألباني مبتدع)).
لأن المرجئة فرقة من الفرق المبتدعة. بارك الله فيك
على قاعدتك هذه فإن قولنا بأن أبا حنيفة من مرجئة الفقهاء = بلا أدنى فرق ((أبوحنيفة مبتدع)) أليس كذلك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jan-2008, مساء 10:43]ـ
أرى أن مناقشة مثل هذه المسائل يحتاج إلى طريقة أخرى غير المتبعة هنا
لأن هناك بعض القواعد الواجب اتخاذها في الحسبان، وهي متفق عليها بين الجميع.
من ذلك أنه ليس كل من تلبس ببدعة أو بشيء منها يسمى مبتدعا، وليس كل من وافق الأشعرية في شيء يسمى أشعريا، وليس كل من وافق الجهمية في شيء يسمى جهميا، وليس كل من وافق المرجئة في شيء يسمى مرجئا.
وقد صدر من بعض الصحابة أفعال أطلق عليها بعض العلماء أنها بدعة، ومع ذلك لا يطلق أحد من العلماء على الصحابة أنهم مبتدعة، وهذا بالاتفاق.
والشيخ الألباني نفسه ذكر أن كذا كذا بدعة، فقيل له: قد فعله أبو هريرة، فقال: هو بدعة وأبو هريرة ليس بمبتدع، وليس كل من تلبس ببدعة يسمى مبتدعا.
فلو افترضنا أن الشيخ الألباني قد وافق المرجئة في شيء من مسائل الإيمان، فحينئذ نقول: إن هذا الشيء في نفسه بدعة، وهذا الشيء في نفسه إرجاء، ولكن لا يشترط أن نقول بناء على ذلك: إن الشيخ الألباني مرجئ، فالفرق واضح كما هو واضح.
وكذلك الإمام أبو حنيفة رحمه الله، ومن وافقه، أطلق عليهم العلماء (مرجئة الفقهاء) تفريقا بينهم وبين المرجئة بإطلاق، والله يحب العدل، والإنصاف عزيز، والكلام في العلماء شديد، ولحومهم مسمومة.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن العالم المجتهد المخلص إذا أخطأ في شيء حتى في مسائل الاعتقاد فهو معفو عنه ما دام يبتغي الحق.
وأذكر أن بعض كبار علماء المملكة المتخصصين في العقيدة ذكر أن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة هو خلاف لفظي، وهذا يحل الإشكال من أصله.
معذرة سأضطر إلى إغلاق الموضوع.(/)
بشرى:::درس جديد للشيخ عبدالعزيز الطريفي
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 12:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف يقام بإذن الله تعالى درس جديد للشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله
في شرح
كتاب الحج
و
كتاب الجهاد
من زاد المستقنع
في جامع الناصر بحي الأندلس
شرق مدينة الرياض
إمام الجامع القارئ الشيخ
محمد بن إبراهيم اللحيدان
موعد الدرس
الثلاثاء من كل أسبوع
بعد صلاة العشاء
من تاريخ 19/ 2/1429هـ
وسوف ينقل الدرس بإذن الله تعالى على موقع البث الإسلامي و موقع الإسلام اليوم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 09:30]ـ
بشرك الله بالجنة ,,
ـ[القرشي]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 03:11]ـ
ما شاء الله
اللهم احفظ الشيخ وزد له من خيري الدنيا والآخرة.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 09:47]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ونفع بفضيلة الشَّيخِ الطّريفيّ.
ـ[إيماض البرق]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 11:15]ـ
جزاك الله خيراً
الذي لا يعرف موقع الجامع هو خلف اسواق خريص بلازا الواقعة على طريق خريص
ـ[عبدالعزيز بن عبدالله]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 12:02]ـ
بارك الله فيكم
بشرى سارّة
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[28 - Jan-2008, مساء 03:21]ـ
الاخوة
ابن رجب
القرشي
سلمان أبو زيد
إيماض البرق
عبدالعزيز بن عبدالله
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 12:20]ـ
ماشاء الله ,, تبارك الله ,,
بشرك الله بالجنة ..
وحفظ الله شيخنا المحدث عبدالعزيز الطريفي.
وجزاك خيراً أخي الكريم نايف الحميدي.
ـ[الغريب الأول]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 10:50]ـ
متى يبدأ الشيخ في كتاب الجهاد بارك الله فيكم؟؟؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 01:09]ـ
إليكم درس فَضِيلَةِ الشَّيخِ عبدِ العزيزِ الطّريفيّ ـ حفظهُ اللَّه تعالى،ورعاهُ ـ:
[شرح زاد المستقنع (كتاب الحج - كتاب الجهاد)]:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47007
ـ[الغريب الأول]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 02:08]ـ
أريد أن أعرف متى يبدأ في كتاب الجهاد بارك الله فيكم؟؟(/)
إذا كان هذا في المخلوقات ... فما شأن الخالق؟!
ـ[المخضرمون]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 10:50]ـ
إذا كان هذا في المخلوقات ... فما شأن الخالق؟!
( http://www.khudheir.com/uploads/182.pdf)
إذا كَانَ هذا في المَخْلُوقَاتْ ... فَمَا شَأْنُ الخَالِقْ؟!
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ((تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ)) الأرْض هل المُرادُ بها ما يَعْهَدُهُ النَّاس مِمَّا بَاشَرُوهُ من هذهِ الأرض التِّي هُم عليها أو جِنْس الأرْض، فَيَشْمَل الأرَضِينْ كُلَّها؟ اللَّفْظ مُحتمل، ((تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً، يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ)) كيف ما يَتَكَفَّؤُها في الحضر؟ لكن حَاجَتُهُ إليها في السَّفر أعْظَم، يُقَلِّبُها بِيَدِهِ، ويَنْظُرُ إليها إشْفَاقاً عليها أنْ تَنْتَهِي، في السَّفر ما عِندهُ غيرها؛ لكنْ في الحَضَر يمكن إذا انتهت؛ لكنْ هُو يُقَلِّبُها شَفَقَةً عليها في السَّفر، ويُحتمل أنْ تكُون يُقَلِّبُهَا أَثْنَاء صُنْعِهَا على النَّار ((نُزُلاً لأَهْلِ الْجَنَّةِ)) الأرض هذه كُلَّها تُعدّ نُزُلاً طَعَام لأهل الجنَّة، ((نُزُلاً لأَهْلِ الْجَنَّةِ فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً)) هذا من أخبارِ بني إسرائيل، وجاءَ التَّحديثُ عنهم ((حَدِّثُوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) وجاء أيضاً: ((فإنَّ فيهم الأعَاجِيب)) هذا مِمَّا لم يُحَرَّف مِنْ شَرْعِهِمْ؛ ولِذا وَافقَ ما عند هذا اليهودي ما عِنْدَ النبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، وهُم أهلُ عِلْم وأهلُ كتاب، عِلْمُهُم لولا ما دَخَلَهُ من التَّحريف؛ لكانَ حق مُنَزَّلٌ من عند الله -جَلَّ وعلا-، التَّوراة كَتَبها اللهُ بِيَدِهِ؛ لكنْ حَرَّفُوا وبَدَّلُوا بَقِيَتْ عِنْدَهُم بقايا، منها مثل هذا فقال اليَهُودِيُّ: ((بَارَكَ الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ)) هل سَمِع هذا الكلام بعدما سَمِع النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يقول؟ أو قالَهُ منْ غَيْرِ سَمَاعٍ لكلام النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-؛ فاتَّفَق ما عند النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- معَ ما عِنْدَ اليَهُودِيّ؛ ولِذا ضَحِكَ النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: ((أَلاَ أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: بَلَى، قَالَ تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً)) كما قال النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- يعني كلام هذا الصَّحابي يقول: إنَّ اليهُودي قال كما قال النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-: ((فَنَظَرَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْنَا، ثُمَّ ضَحِكَ)) هذا دليلٌ على أنَّ اليَهُودِي ما سَمِعْ النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- وهو يقُول ما قال، ما سَمِعَهُ، يعني مِمَّا بَقِيَ عند اليَهُود من الحق مِثل هذا، ومثل ما جاء في حديث قُتَيْلَة: ((نِعْمَ القَوْمُ أَنْتُم لولا أنَّكُم تُشْرِكُونْ، تقول: ما شاء الله وما شاء مُحمَّد والكَعْبَة)) هذا بَقِيَ عندَ اليَهُود مِمَّا لم يُحرَّف، وقَد يَبْقَى عندَ غيرهم ما لا ليس عند الآخر؛ لأنَّ كُل واحِد يَتَوَلَّى تحريف نُسْخَتِهِ بِيَدِهِ، فَهُم يُحَرِّفُونَ الكَلِمْ – نَسْأَلْ الله العَافِيَة – ضحكه -عليه الصلاة و السلام- حتى تبدو نواجذه، هذا دَلَّ على أنَّهُ سُمِعَ اليَهُودي، واليَهُودي لم يَسْمَع من النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-؛ و إِلاَّ لو كان سَمِع من النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- ما صَار فيه عَجَبْ! ما هناك عجب! ((ثُمَّ قَالَ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالاَمٌ وَنُونٌ)) البَالام هو الثَّوْرْ كَمَا فَسَّر ((قَالُوا وَمَا هَذَا، قَالَ: ثوْرٌ وَنُونٌ)) حُوتْ، ثَوْر وحُوتْ ((يَأْكُلُ مِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
زَائِدَةِ كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا)) سَبْعُونَ أَلْفاً من زَائِدَة! ومن الكَبِد! مما الكبد؟! من الزَّائِدَة المُتَعَلِّقَة بالكَبِدْ سَبْعُونَ أَلْفًا! هذا إذا كانت هذهِ الزَّائِدَة ... طَيِّب الكَبِدْ ما حَجْمُها؟ النُّونْ والثَّوْر ما حَجْمُهُما؟ أُمُور لا تَخْطُر على البَال، هذهِ الأُمُور التِّي ذُكِرَتْ في الجَنَّة، ولها نَظَائِر في التَّسْمِيَة في الدُّنْيَا، جاءَ الخبر بأنَّهُ: "ليسَ في الجَنَّة مِمَّا في الدُّنيا إلاَّ الأسْمَاء" يعني لا تَتَشَابه إلا في الأسْمَاء، وأمَّا الحَقَائِق كبير فالتَّفَاوُت كبير شيء لا يَخْطُر على بال ((ولا خَطَر على قَلْبِ بَشَرْ)) شَيْء فُوق تَصَوُّر البَشَرْ، هذهِ زَائِدَة الكَبِد ما هي الكَبِد كُلَّها! زَائِدَة الكَبِدْ، يَأْكُلُ مِنْ الزَائِدَةِ سَبْعُونَ أَلْفًا! يعني كيف يَتَصَوَّر الإنْسَانْ العَظَمَة؟ يَتَدَرَّج، إذا كانت هذهِ الزَّائِدَة ... فما الكبد؟! طيِّب إذا كانتْ هذهِ الكَبدْ التِّي زَائِدَتُها ويَأْكُلُ منها سَبْعُونَ أَلْفًا! يعني الكبد تتصوَّر يأكُل منها سَبْعُونْ مَليُون! أكثر، شيء أعداد لا يَخْطُر على البال! الثَّوْر والحُوتْ هذا يَأْكُلُ منهما كم؟! أشياء .. ! يعني كم تَتَصَوَّر خَلَقَ اللهُ -جَلَّ وعلا- من بَدء الخَلْق إلى يَوْمِكْ هذا؟! يعني إذا كان هذا السَّبْعُون الألْفْ على ما سيأتي الذِّينَ يدخُلُون الجنة بغير حِسَاب، جاء في بعضِ الأخبار مع كُل واحد سَبْعُونْ أَلْف! كم؟ اضرب، يعني إذا كان مع كُلِّ أَلْفْ سَبْعُونَ أَلْفًا أربعة ملايين وتسعمائة ألف، سهل؛ لكن لو كان مع كل واحد مع كُلِّ أَلْفْ سَبْعُونَ أَلْفًا كما جاء في بعضِ الرِّوايات جَمْعٌ غَفِيرْ، البَيْت المَعْمُور يَدْخُلُهُ في كُلِّ يَوْم من الملائِكَة كم؟ سَبْعُونَ أَلْفاً، ثُمَّ لا يَعُودُون آخِر ما عليهم، إذا كان من بدء الخَلْق إلى يَوْمِك هذا يَدْخُل هذا البيت سَبْعُونْ أَلْفْ! كمْ مِنْ يوم! أَحْقَاب، إذا كَانَ هذا في المَخْلُوقَاتْ فَمَا شَأْنُ الخَالِقْ؟! شَأْنُهُ أَعْظَمْ وأَجَلّ مِنْ أَنْ يُدْرَك بالأَوْهَامْ والأفْهَامْ.(/)
إلى إخواننا الذين يشككون في فاعلية المقاطعات والمظاهرات
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[27 - Jan-2008, صباحاً 11:19]ـ
" في سابقة هي الأولى من نوعها، طالب وزراء العدل في الاتحاد الأوروبي من نظيرهم الهولندي هيرش بالين بتقديم توضيحات حول السماح بعرض فيلم مسيء للإسلام والقرآن الكريم للنائب الهولندي اليمني المتطرف جيرت فايلدرز، وأعلنوا عن خشيتهم من أي يؤدي تنفيذ ذلك إلى تجديد التوتر مع العالم الإسلامي، متسائلين كيف سيتصدى الأمن الهولندي لغضبة المسلمين بعد عرض الفيلم.
ووفقا لمصادر دبلوماسية هولندية حاول الوزير الهولندي طمأنة نظرائه الأوروبيين، غير أن القلق هيمن على المباحثات خشية انتشار رقعة غضب المسلمين لتطال دولا أوروبية أخرى. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها وزراء العدل في دول الاتحاد في شؤون دولة عضو على هذا النحو، وذلك وفقا لما ورد في الخبر المنشور في صحيفة "الوطن" السعودية الأحد 27 - 1 - 2008.(/)
بهذا الحديث تعقل حقيقة الدنيا يا أخ الإسلام
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 05:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاو واسللام على أشرف المرسلين
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
عن إبن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال:ّ كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيلّ وكان بن عمر رضي الله عنهما يقول:" إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك "-رواه مسلم-
الشرح:
هذا الحديث به حياة القلوب لأن به الإبتعاد عن الإغترار عن كل مافي الدنيا.
أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمنكبي إبن عمر: هذا يدل على الاهتمام من النبي عليه الصلاة والسلام بإبن عمر وهو شاب صغير
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل: هذه من أعظم الوصايا المطابقة للواقع، لو عقل الناس فان الإنسان إبتدأ حياته في الجنة ونزل إلى هذه الأرض إبتلاءا،فهو فيها غريب أو عابر سبيل فزيارته للدنيا، زيارة الجنس البشري للدنيا هذه زيارة غريب، وإلا فمكان آدم ومن تبعه فالمنزل هو الجنة فابن آدم خرج من الجنة إبتلاءا وجزاءا على معصيته.
المرأ يجب عليه أن يوطن نفسه ويربيها على أن منزله الجنة وليست هذه الدنيا وهو في هذه الدنيا في دار إبتلاء وإنما هو غريب أو عابر سبيل، وما أحسن إستشهاد إبن قيم -رحمه الله- إذ ذكر: أن حنين المسلم للجنة و أن حبه للجنة ورغبته فيها هو بسبب أنها موطنه الأول و أنه هو الأن سبي للعدو و رحل عن أوطانه بسبب سبي ابليس لأبينا آدم وهل يا ترى يرجع إلى داره الأولى أم لا.؟
وما أحسن قول الشاعر:
نقي فؤادك حيث شئت من الهوى ماالحب إلا للحبيب الأول
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
فالحبيب الأول هو الله جل وعلا
وأول منزل للعبد هو الجنة.
من كان على حال أنه غريب أو عابر سبيل فانه لا يأنس بمقامه، لأن الغريب لا يأنس إلا مع أهله وعابر السبيل دائما في عجلة من أمره وهذه هي حقيقة الدنيا، فانه لو عاش ابن آدم عاش نوح ألف سنة منها تسعمائة وخمسون في قومه ثم مضت وانتهت وهكذا.
فالحقيقة أنهم غرباء وعابري سبيل مروا بهذه الدنيا وماتوا، فيجب للمرا أن ينتبه لنفسه و أعظم مايصاب به العبد هو: الغفلة، فعليك أن تعتقد ان هذه الدار دار ممر وليس دار مقر.
ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يوصي: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح: كن على حذر دائما من الموت وقد قيل في عدد من السلف** كان فلان لو قيل له إنك تموت الليلة لما استطاع أن يزيد في عمله** وهذا يكون باستحضار حق الله جل وعلا دائما وأنه إذا تعبد فانه يستحضر ذلك ويخلص فيه لربه -جل وعلا- وإن خالط أهله يجب عليه أن يكون ممتثلا للشريعة في شأنه كله.
وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك: هذا يعني أن على العبد المبادرة للخير والعلم والتوبة.
المصدر: شرح الأربيعين النووية، الشريط الحادي عشر لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ
بارك الله في الجميع ونفعنا واياكم بالعلم النافع والعمل الصالح ووفق الله الجميع لما فيه صلاح القلوب والانفس(/)
إعلام ذوي الألباب بما عليه الأصحاب .. أمثلهم يُسَبّ؟؟!!
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[27 - Jan-2008, مساء 05:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا علي الظالمين وأشهد ألا إله غيره لا شريك له وأشهد أن خاتم الأنبياء محمد - عليه الصلاة والسلام -
أغر عليه للنبوة خاتم ... من الله ميمون يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلي اسمه ... إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجلّه ... فذو العرش محمود وهذا محمد
فصلّ اللهم علي محمد النبي الأمين وآلهِ الطيبين الطاهرين وصحبه الدر الميامين ثم أما بعد ..
ألا إني لحامل إليكم خبرا ترتجّ منه القلوب والافئدة .. وإنه لو وزع علي ذوي القلوب السليمة لكانت الأبصار منه شاخصة وكانت القلوب من دامية .. ولكننا نحمل قلوبا حتي عن مثل هذا عاجزة!!!
إنه خبر سب أصحاب نبي رب الارباب - عليه الصلاة والسلام -!!!!!!!!!
فياعجباه!!
أمِثل هؤلاء يُسَبون ويُذَمون!!!
فمن هم هؤلاء الأصحاب
سأقول في عجالة إنهم:
الذين قال الله فيهم أنهم صادقون فقال: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحشر8
أمثل هؤلاء يُسَبون!!!
إنهم الذين قال الله فيهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} الفتح18
الذين قال الله فيهم أنهم خير أمة أخرجت للناس - وإن كانت شاملة لكل من مات على التوحيد - فقال فيهم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} آل عمران110
الذين أخبر الله عنهم أنهم مفلحون فقال فيهم:
{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر9
أمِثل هؤلاء يُسَبون!!!
هذا غيض من فيض مما ذكر فيهم في آيات القرآن الكريم تذكر فضائلهم
وإنه ليزيد الخير خيرا أن نذكر شيئا مما ذكر عنهم في سنة النبي صلي الله عليه وسلم:
1 - أن من أغضب أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فقد أغضب الله تعالي:
أخرج مسلم في صحيحه وكذا أحمد في مسنده واللفظ لمسلم من حديث عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتي علي سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها. فقال أبو بكر رضي الله عنه: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك , فأتاهم أبوبكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا , ويغفر الله لك يا أخي) رواه مسلم من حديث عائذ بن عمروا برقم 2504.
فانظر أخي الكريم قول النبي صلي الله عليه وسلم لأبي بكر لئن أغضبتهم لقد أغضبت ربك
يقول هذا لمن؟ لآبي بكر رضي الله عنه
ومن أبو بكر؟ إنه خير من مشت قدماه علي الأرض بعد الأنبياء والمرسلين وقد أجمعت الأمة علي ذلك كما في عقيدة أهل الحديث للإسماعيلي ومجموع الفتاوي والعقيدة الواسطية وغيرها
لكنه إخبار عن حالهم يقال لكل أحد
فإن كان هذا يقال لمثله رضي الله عنه ولم يقل إلا ما رأيتم.
فماذا يقال لكل سفيه ممن تعرفون أنهم إياهم يَسُبون.؟!!!!
2 - إخباره صلي الله عليه وسلم أنهم شهداء الله في الدنيا والآخرة:
وقد أخرج الشيخان وكذا الترمذي والنَّسائي كلهم من حديث أنس رضي الله عنهم وأخرجه الترمذي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه والمشهور عن أبي هريرة قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ , ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ: وَجَبَتْ , فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ , قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ)
فهذا الحديث دل علي أنهم شهداء الله في الأرض أي الدنيا وقد دل ما سبق من آيات أنهم شهداء الله في الآخرة كما قي قوله تعالي:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} البقرة143
3 - أنهم أمنة للمسلمين من الفتن:
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
: (صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ , قَالَ: فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا , فَقَالَ: مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا , قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ , قَالَ: أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ , قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ , فَقَالَ: النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتْ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لِأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لِأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ)
والحديث أخرجه مسلم من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه وكذا أخرجه أحمد في مسنده وهو صحيح.
قال الإمام النووي في شرحه (فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه وطلوع قرن الشيطان ... )
أمِثل هؤلاء يُسَبون!!!
فهذا غيض من فيض تركته منعا للإطالة وليس لصعوبة إدراكه فهو سهل المنال بفضل الله تعالي
وأخيرا أختم بما تمثل به القائل في حقهم أنهم:
رجال ذللوا سبل المعالي ... وما عرفوا سوي الإسلام دينا
رجال لم تحطمه الليالي ... ولم يسلّم إلى الخضم العرينا
وإن جن المساء فلا تراهم ... من الإشفاق إلا ساجدينا
أمثل هؤلاء يسبون؟! فالله المستعان على ما يصفون
* * *
نقلا عن أخ في الله
ولا تنسونا من الدعوات الصالحة
ـ[بن سعيد الجزائري]ــــــــ[28 - Jan-2008, صباحاً 02:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)